Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

آخر طائرة من صنعاء
آخر طائرة من صنعاء
آخر طائرة من صنعاء
Ebook293 pages3 hours

آخر طائرة من صنعاء

Rating: 4 out of 5 stars

4/5

()

Read preview

About this ebook

بعد أن تعرّف الدكتور طارق حكيم على المحامي كولن لولر ودب بينهما نوع من الصداقة، اقنع كولن المحامي صديقه الجديد الطبيب طارق حكيم بأن يسافر الى بولندا لعملية
اشراف على أجهزة الأشعة المقطعيّة وشحنها إلى مستشفى الثورة في صنعاء. وهناك تعرف الطبيب على امرأة دنمركية كانت قد نزلت في نفس الفندق. .وفي صنعاء بعد أن قام طارق بمهمته اضطر ان يفحص ابنة زميل الدراسة الثانويّة بسبب نوبات صرع لم يعرف سببها. ولكن طارق إكتشف أن ابنة صديقه تعرضت لإغتصاب من قبل ظابط عسكري يقرب لقائد القوات المسلحة في اليمن. وعندما علم رئيس الجيش أن الدكتور طارق علل النوبات الهستيريّة بذلك الإغتصاب، وجد طارق نفسه في غياهب السجن الرئيسي في اليمن.حيث اكتشف الدكتور أنّ سجانه ومعذبه كان أحد الطلاب الّذين درّسهم طارق في كليّة الطب قبل ذلك بسنين طويله وأنه لم ينجح في دراسة الطب فاتجه إلى الإنخراط في الجيش. وفي ذلك الفساد الشائع والمفضوح، لم يجد طارق أي أمل في العودة الى كندا. ولكن السيدة الدنمركية التي عملت مع منظمة العفو الدوليّة سمعت بالقصة من المحامي كولين لولر. فهل ستستطيع تلك المرأة أن تنقذ عشيق ليلة من الغرام من سجن صنعاء

Languageالعربية
PublisherQais Ghanem
Release dateAug 14, 2013
ISBN9780991941223
آخر طائرة من صنعاء
Author

Qais Ghanem

Retired neurologist, author, poet, columnist for several international papers.Promotes peace, dialogue with diversity and gender equality.Previous books:Final Flight from Sanaa - novel, also translated to ArabicTwo Boys from Aden College - novel - also Arabic versionMy Arab Spring My Canada - co-authored non-fictionFrom Left to Right - Arabic and English verseForbidden Love in the Land of ShebaDemocracy, Deity and Death - Discussion by Four Arabs

Read more from Qais Ghanem

Related to آخر طائرة من صنعاء

Related ebooks

Related categories

Reviews for آخر طائرة من صنعاء

Rating: 3.75 out of 5 stars
4/5

4 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    آخر طائرة من صنعاء - Qais Ghanem

    لقاء في حانة رويال كراون

    كان يوم كولين سيئاً جداً! ففي ذاك الصباح بدأ عمله في مكتبه للمحاماة في السابعة والنصف مبكراً، ساعة كاملة قبل موعده المعتاد. هناك أمور كثيرة يجب عليه أن ينجزها مثل قضية ميراث بملايين الدولارات منظورة أمام القضاء للفصل بها. في السادسة مساء وبعد أن أنتهى من قضاء الأمور العاجلة في القضية، اتجه إلى حانة رويال كراون القريبة حيث يسترخي عادة هناك بكاسٍ مملؤة بنبيذ كابرنيه سوفيجنون أو ميرلو وفي بعض الأحيان يكتفي بقدح بيرة. ذاك المساء قرر أن يمكث مدة أطول في الحانة لعدم رغبته في العودة مبكرا لمنزله حيث لا ينتظره فيه أحد. فزوجته هجرته قبل عامين لتقيم مع محامٍ آخر لم يكنّ له وداً، وأزداد له مقتاً بعد ذلك. كما أنه يفتقر للاصدقاء. بالطبع كان لديه معارف من الزملاء في طاقم مكتبه وعلاقات مع عدد من المحاميين زملاء المهنة ولا تخلو بعض منها من خصومات ومنازعات. ولكن تبقى هذه العلاقات مهنية خارج إطارها الاجتماعي إذا أستثنينا بالطبع حفلات اعياد الميلاد أي الكريسماس داخل المكتب.

    في كل الأحوال، هو يحب قضاء الوقت في الحانة فهي أنيقة ومريحة وجذابة ودوماً تفوح في أجوائها رائحة البيرة المميّزة. مقاعدها مريحة منجّدة بجلد أحمر داكن وبها مساند خلفية أنيقة مستديرة. مناضدها دائرية مصنوعة من الخشب وتتسع لأربعة أشخاص بكل راحة، ويمكن إضافة مقعد أو اثنين عند الضرورة. الإضاءة خافتة وتثير إعجابه.

    ساقية البار، سمانثا، أو كما يطلق عليها الجميع سام، كانت تحسن معاملته، وترقبه دوماً بنظراتها، الأمر الذي حقاً يثير إعجابه. فهي خمسينية مطلقة لا يخطئ الناظر جمالها الغابرعندما كانت في نصف هذا العمر. فيدريكو مالك الحانة كان ودوداً معه ويعامله دوماً باحترام وكان كولين يتمنى أن يكون مثل فيدريكو الإيطالي ودوداً وحلو المحادثة. كان مشدوها بقدرة فيدريكو على التلويح بذراعيه خلال أحاديثه بل حتى حين يمسك بأقداح البيرة في كلتي يديه دون أن ينسكب منها شئ، وسيبقى هذا لغزاً محيراً لديه.

    بينما كان يتقدم نحو بار الحانة، غمرته سام بإبتسامتها الدافئة، سألته ماذا تشرب؟ وأكملت كالمعتاد؟ أومأ برأسه مبتسماً وظل محدقاً في ذلك الشق الغائر المثير في وسَط صدرها والمرتعش بإهتزاز ثدييها عندما أنحنت مقدّمةً له كأسه المعتادة . بالرغم من شحّه واقتصاده في صرف المال وخصوصاً بعد أن أوصلته زوجته إلى حالة من الإفلاس، إلا أن الأمر كان مختلفاً عندما يختص بنفحة البقشيش لسام. لقد كانت تستحق كرمه. سحب ورقة نقدية من محفظة جيبه الخلفي ونفحها بإكرامية عادت عليه بابتسامتها العريضة. ولأنه يحتسي خمره وحيداً فعادة يكتفي بكأس أو اثنين ولا يزيد عليهما.

    أخذ منها كاس النبيذ، و رفعه مقابل الضوء ليختبر شفافيته ونقاوته، وأمال الكأس قليلاً نحو اليسار ثم عدله ليرى خطوط النبيذ تنساب على جدار الكأس الزجاجية منزلقة نحو الاسفل. وليكمل المشهد الذي يجعل الناظر إليه يدرك بأنه خبير متمرس في أنواع النبيذ، يرفع الكأس تحت أنفه ويغمض عينيه نصف إغماضة.

    أخذ كأسه واتجه نحو منضدة تقع مقابل الجدار حتى يمتّع عينيه بمنظر سام وحتى يرى كل من يتقدم إلى البار، كما أنه بذلك يتجنب الدخول في أحاديث مع أي شخص يجلس في المنضدة المجاورة. كان لا يعير روّاد حانة رويال كراون اهتماما لأن معظمهم كانوا من طبقة العمال، صاخبين ومبتذلين، أو هكذا حاول أن يقنع نفسه باعتباره شخص متعلم، على الأقل في نظر المجتمع.

    لقد درس بجد وسهر الليالي الطوال حتى أجتاز الإمتحانات المرعبة. ينحدر من أسرة من الطبقة المتوسطة، كان أبوه مدرساً بينما عمه كان محامياً وكان قدوة له لأنه كان في حالة مالية افضل من وضع والده. مبكراً وفي سني مراهقته قرر كولين أن يتبع خطوات عمه لاخطوات والده. ولم يمنعه ذلك من إبداء الاحترام لوالده الذي عرفه شخصاً لطيفاً وعطوفاً ليس لأفراد عائلته فحسب، وإنما لبقية الناس. وفي الواقع أصبح أبوه مدرساً لأنه شعر بأن بإمكانه مساعدة مئات الأطفال في تحقيق أحلامهم. وبعكس والده، كان كولين يسعى لكسب الثروة والمكانة الإجتماعية معاً، وهاتان لا يمكن له تحقيقهما بوظيفة مدرس. كان يبدو بحالة جيدة في بدلته النظيفة الرمادية المخططة مع قميصه الأبيض بياقاته المنشية المثبته بربطة عنق حريرية زرقاء داكنة ومطرّزة بمربعات صغيرة بارزة و فضّية اللون.

    في ذلك المساء كان هناك ضيف جديد. فعلى يمين المنضدة الوسطى جلس رجل اسمر البشرة أشيب الرأس ذو بنية متوسطة وقامة لا تتجاوز الخمسة أقدام وثمان بوصات يرتدي سروالا رماديا داكناً وقميصاً بيج سادة مع ربطة عنق بنية ومذهبة وسترة تويد رمادية خفيفة بها رقع جلدية رمادية داكنة عند المرفقين. كان في حوالي الستين من العمر وذا سحنة شرقية. لم يكن وسيماً ولكن هالة من الوقار كانت تحيط به. كان يمسك بيده كأساً من النبيذ الأحمر وهو شراب كولين المفضل وكيساً مفتوحاً من شرائح البطاطس المملحة. وقدّرَ له أن يجلس مواجهاً لكولين الذي تحاشى النظر إلى ذاك الأجنبي. فهو لم يبد قطّ إعجابه بتلك المخلوقات السمراء أو الداكنة، ولكنه كان يقنع نفسه بأنه لا يعاني من أي عنصرية.

    في مكتبه للمحاماه هناك بعض المتعاملين من الملونين الذين كان يجدهم لطفاء جداً وبسطاء وأقل إلحاحاً من نظرائهم البيض. ولكن هؤلاء من الميسورين المنتمين لعلية الطبقة الوسطى، ذوي مهن أو رجال أعمال أو حتى محامين. والمحامي الذي من أجله تركته زوجته كان واحداً من هؤلاء الملونين، الشيئ الّذي زاد من مقت كولين لهم!

    جالساً على مقعده، حملق كولين في الفراغ لخمس دقائق، وكانت تبدو مدة طويلة. كان يفكر بما يقوله الرجل الأسمر لنفسه عنه، ولم تعجبه الفكرة بأن يُعتقد عنه بأنه فاشل بدون أصدقاء يسامرونه ويشاركونه الشراب. ولكن لا يهم، فهو الكندي الأبيض الأصلي، ولد في هذه المدينة على بعد كيلومتر واحد فقط من الحانة وحاله أفضل من ذاك الأجنبي الوافد والذي خمّن أنه جاء من الشرق الأوسط.

    في تلك الأثناء ألتقت عيونهما، فبادره الرجل الاسمر قائلاً يبدو الوضع هنا هادئاً. هل هو هكذا دائما؟ لقد كان سؤالاً يتطلب أكثر من كلمتي نعم أو لا للإجابة عليه.

    يزداد إزدحاماً لاحقاً، و يصبح مزعجاً جداً ايضاً.

    بالنسبة للأسمر الغريب كان الجواب مشجعاً لمواصلة الحديث.

    إنها زيارتي الأولى لهذا المكان. يبدومكاناً لطيفاً. هل هذه حانتك المعتادة؟ كان يدرك بأنه يختبر حظه، ولكنه كان متمرساً في فتح أبواب الحوار.

    أجل، تقريباً أحضر هنا كل مساء بعد انتهاء العمل لاحتساء الشراب. لا آكل كثيرا هنا إلا إذا مُررت لي بعض الفطائر، أحياناً تعجبني شرائح اللحم مع الفطائر

    هنأ الرجل الاسمر نفسه على توفيقه في الحديث مع الرجل الأبيض.

    لقد أنتقلت مؤخراً لهذه المنطقة، أنا على وشك التقاعد عن العمل مضيفاً لحديثه ومتوقعاً أن يسأله الرجل الآخر عن مهنته.

    شئ جميل أن يتقاعد المرء. ما طبيعة عملك الذي كنت تزاوله؟

    أنا طبيب، أوه أرجو المعذرة. لقد نسيت أن أقدم لك نفسي أنا طارق... طارق حكيم، ويمكنك أن تدعوني ريك قالها وهو ينهض عن منضدته ويتوجه إلى كولين ماداً يده للمصافحة.

    لقد حضر إلى كندا قبل أكثر من ثلاثين عاماً مهاجراً، ولايزال يضيق بتهجئة العامة من الناس ونطقهم لإسمه فمن طارق إلى تارق إلى تارك إلى تاريك!

    أنا كولين لولر من شركة وايز ولولر وستيرن القانونية، ولكنّي لا أعتقد إنني سأتقاعد بعد أن تركتني زوجتي وأفلستني، والجزء الأسوأ أنها هجرتني مع أحد زملاء المهنة، ويحتم عليّ التعامل مع هذا الوغد خلال العمل. قالها في جملة واحدة متصلة غير منقطعة، وحينها أدرك كولين أنه باح للغريب بأكثر مما يجب مضيفاً أعذرني، ليس من حقي أن أخبرك بكل هذه الأمور الشخصية عن مشاكلي.

    من الأسهل أحياناً أن تتحدث مع شخص غريب. هل تعرّف عليها عن طريقك أنت؟ سأله طارق. أومأ كولين موافقاً والإشمئزاز بادٍ على وجهه.

    شرب طارق آخر رشفة من كأسه فاتّجه نحو البار محاذياً لطاولة كولين، وسأله بدون اكتراث هل يشتري له كأساً من نفس صنف النبيذ متوقعاً الرد بالنفي. ولكن شعور كولين بالعزلة والوحدة ذاك المساء كان قد هيأه لأن يكون اجتماعياً مع أي كائن من كان، حتى مع هذا الأسمر الغريب! وعلاوة على ذلك فهو طبيب، وهي مهنة تحظى باحترام الناس وكانت محل تقدير كولين وحسده في وقت من الأوقات مقارنة بمهنته الذي تتعرض للسخرية أحايين كثيرة. تردد كولين قبل أن يقول ممم... حسناً نعم شكراً.

    ماذا تودّ أن تشرب؟ سأله طارق.

    وجاء الرد سام على البار، هيَ تعرف ذلك.

    توجه طارق لسمانثا المبتسمة، وطلب كاساً من النبيذ وأضاف وصديقك هناك يريد كأساً أخرى.

    أجابت بالتأكيد، يبدو أنه يستمتع برفقتك، فهو في العادة يكتفي بكأسٍ واحدة.

    أخذ طارق النبيذ واتجه لمنضدة كولين وسأله ممكن أجلس معك؟ ولم ينتظر الرد بل جلس متعجباً كيف للمشاركة في الطعام أو الشراب أن تكسر الحواجز بين البشر.

    شكراً جزيلاً، أنه لكرم منك وانت لا تكاد أن تعرفني.

    من دواعي سروري، أممم .. كولين؟ أليس كذلك؟ هل تعلم أنه في مجتمعنا من المعتاد جداً دعوة الغرباء للشراب، بالتأكيد ليس للنبيذ! أضاف بضحكة مكتومة.

    أي مجتمع هذا؟ سأل كولين.

    أنا نشأت في مجتمع عربي مسلم في اليمن.

    هناك ؟ من حيث أتى اسامة بن لادن؟ سأل كولين.

    أومأ طارقٌ برأسه.

    هل لديه كثيرٌ من المناصرين الأرهابيين هناك؟

    حاول طارق أن يخفي ضحكته وقال عائلته في الأصل تنحدر من اليمن، ولكنها انتقلت إلى ألسعودية قبل زمن طويل. يمكن اعتبارهم سعوديين، ولكن من المحتمل أن يكون لديه مؤيدين أو معجبين في اليمن، وفي عدد من البلاد العربية.

    مثل ايران تقصد؟

    لا، ايران ليست بلداً عربيأ، ولكنها جزء من العالم الإسلامي.

    كلهم مثل بعض بالنسبة لي رد كولين.

    هذا يشبه القول أن الفرنسيين والطليان من نفس الشئ. فكلاهما أوروبي وكاثوليكي، ولغتاهما من اللاتينية، وبالرغم من أن لديهما عدد من الكلمات المشتركة إلا أن الواحد فيهم لا يستطيع التواصل وفهم لغة الآخر. وضّح طارق والإرتياح يغشاه عندما وجد كولين مهتماً بحديثه.

    إذاً ماهو الإختلاف؟

    كانت هناك أمبراطورية وحضارة فارسية عظيمة في المنطقة التي تعرف بإيران اليوم. وتوسعت لتشمل أراضي العراق اليوم. وبعد ذلك قامت الإمبراطورية العربية بفتح أجزاء من أراضي الإمبراطورية الفارسية وخلال ذلك أعتنق شعب فارس الإسلام، وغالبيتهم الآن شيعة أكثر من السنة الّتي هي مذهب شعوب المنطقة العربية.

    لقد سمعنا كثيراً عن النزاعات بين هاتين المجموعتين، ماهو سبب هذه الصراعات؟

    أعتقد أن الأمر يشبه العداء بين الكاثوليك والبروستانت قبل خمسة قرون خلت. أنت تتذكر هنري الثامن وصراعه مع البابا؟

    نعم، بالطبع.

    في هذه الحالة لدينا مجموعتان كبيرتان من المسلمين، وبالمقارنة فإن الفرق الأخرى كالإسماعيليين والدروز فهم قلة. الشيعة هم من يؤمن منذ ألف وخمسمائة عام بأن إمامهم الحسين بن علي كان يجب أن يصبح خليفة المسلمين.

    ماهو الخليفة؟ أعتقد إني سمعت بهذه الكلمة من قبل. هل هو الإمام في المسجد الرئيسي؟

    ليس بالضبط، بالرغم من أنه قائد ديني، إلا أن الخليفة هو حاكم أو سمّه الملك إذا أردت، لكل المسلمين. وعلى الجانب الآخر فإن السنة لا يؤيدون فكرة الحسين. انهم يتبعون النسب الذي ظهر بعد موت آخر صحابة النبي محمد وبدأ ذلك في سلالة الأمويين.

    ولكن هؤلاء لايزالون يقاتلون بعضهم حتى يومنا هذا، وأنت تقول أن صراعاتهم كانت قبل خمسة عشر قرناً. الأوروبيون توقفوا عن ذلك قبل عقود.

    هل حقاً توقفوا؟ وماذا تسمي الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية؟ التي حدثت قبل ستين عام، وقد ولدت في نهايتها!

    أعتقد أنك محق، ولكنها لم تكن دينية.

    وماذا عن النزاع الإيرلندي المستمر منذ مدة طويلة؟ أليس نزاعاً بين الكاثوليك والبروتستانت؟

    أجل، بالطبع هو كذلك. لديك دوماً حجة قوية

    في الواقع، يا كولين، لم يكن الأمر بسبب الدين. ولكن الدين تم توظيفه للتحريض على الحرب، لأنه من السهل تصنيف الناس. في رأيي الصراع هو بين أولئك الذين ليس لديهم إمتيازات ضد طبقة ذوي الإمتيازات والتي لا ترغب في مشاركة الآخرين لامتيازاتها، وهم في هذه الحالة البروتستانت. مثل الحرب الأهلية اللبنانية بين المسلمين الذين لا يملكون شيئاً يذكر ضد المسيحيين الذين يملكون الكثير. الأمر كله في النهاية يتعلق بالسلطة والمال.

    شكراً لله بأننا في كندا نتمتع بالسلام ونعيش جميعاً معاً بكل إنسجام.

    أرجو أن لا يسئ كلامي إليك يا كولين، ولكني أخالفك الرأي قليلاً. بالطبع يمكننا القول بالمقارنة مع البلاد الأخرى بأننا ملاذ للسلام. ولكن بحكم إني أعيش هنا منذ أكثر من ثلاثين عام فإني أجد الكنديين أحياناً متعجرفين قليلاً فيما يخص التسامح مع الآخرين. وإلا ماذا تصف محاولات الكيبيك المتكررة لتأسيس دولة خاصة بهم؟.

    أوه، هؤلاء إنفصاليون!

    بالطبع إنهم إنفصاليون. كل من يريد الإنفصال فهو بحسب المصطلح إنفصالي، مثلهم مثل الذي يريد الوحدة فهو وحدوي. ولكن السؤال يجب أن يكون لماذا هم إنفصاليون، وما الذي يريدونه من الإنفصال؟.

    "أنت لا تستطيع تغيير

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1