Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

العلاج النفسي و الجماعات العلاجية
العلاج النفسي و الجماعات العلاجية
العلاج النفسي و الجماعات العلاجية
Ebook319 pages3 hours

العلاج النفسي و الجماعات العلاجية

Rating: 4 out of 5 stars

4/5

()

Read preview

About this ebook

فيعرض هذا الكتاب للقراء نظريات مختلفة من العلاج النفسي مع الافراد والجماعات. ويغطي العلاج الديناميكي بالتفصيل مع مراجعة موجزة للعلاج السلوكى والعلاج المعرفي. يتم شرح مبادئ الديناميكا النفسية والعمليات الجماعية بالإضافة إلى اساليب العلاج ما بعد التحليل النفسى مثل علاج الجشطالت والتحليل المعاملاتى. تستخدم جماعات التنمية البشرية أو مجموعات النموالشخصى نفس التقنيات والنظريات مثل العلاج النفسي الجماعي لتعزيز النمو الشخصي والعلاقات الشخصية. يشرح الكتاب التقنيات المستخدمة في مجموعات التطوير الشخصي هذه والتي تُستخدم في تعزيز العمل الجماعي وحل النزاعات.
يقوم الكتاب على سنوات من الخبرة والتدريب للمؤلف كطبيب نفسي ومعالج نفسي.

اهم موضوعات الكتاب:
العلاج النفسي: العلاج السلوكي الديناميكي والسلوكي والمعرفي
الاستشارة والعلاج الموجز والتحليل النفسي
العلاج الداعم والتنويم المغناطيسي
ديناميات المجموعة الصغيرة
العلاج النفسي الجماعي: النظريات والتقنيات
العلاج الجشطالتى ، التحليل المعاملاتى والدراما النفسيةو
مجموعات التدريب على الحساسية (مجموعات المواجهة) ، مجموعات التنمية البشرية (النمو الشخصى)
مجموعات ماراثون

الكتاب مصدر للمعلومات الأساسية لأي متدرب ممارس في العلاج النفسي أو الإرشاد أو الطب النفسي ، أو لأي شخص يحتاج إلى مقدمة لأسس النظرية وممارسة العلاج النفسي مع الأفراد والجماعات.

This book introduces readers to different theories of psychotherapy in individual and group settings. It covers dynamic therapy in details with a brief review of behaviour and cognitive therapy. Principles of psychodynamics and group processes are explained and well as post-analytic methods such as Gestalt Therapy and Transactional Analysis. Human Potential groups or encounter groups use the same techniques and theory as group psychotherapy to promote personal growth and interpersonal relationships. The book explains the techniques used in these personal development groups which are used in promoting teamwork and conflict resolution.
The book draws on years of experience and training of the author as a psychiatrist and psychotherapist.

key theoretical approaches
Psychotherapy: psychodynamic, Behavioural and Cognitive Behaviour Therapy
Counselling, Brief Therapy and psychoanalysis
Supportive therapy and hypnotherapy
Small group dynamics
Group psychotherapy: theories and techniques
Gestalt Therapy, Transactional Analysis and Psychodrama
Sensitivity Training Groups (Encounter Groups), Personal (Growth )Development Groups
Marathon Groups

This is the essential boom for any trainee practitioner in psychotherapy, counselling or psychiatry, or for anyone needing an introduction to the foundations of theory and practice of psychotherapy with individuals and groups.

Languageالعربية
PublisherSabry Fattah
Release dateMay 25, 2013
ISBN9781301757992
العلاج النفسي و الجماعات العلاجية
Author

Sabry Fattah

د. صبري عبد الفتاح يعمل استشاري للطب النفسي في انجلترا . تدرب ومارس الطب النفسي بإنجلترا منذ عام1990 وحصل على زمالة الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين ودرس بجامعة لندن وأجري ونشرأبحاث بجامعة ادنبره باسكتلندا وهو حاليا مقيم بالمملكة المتحدة.

Read more from Sabry Fattah

Related to العلاج النفسي و الجماعات العلاجية

Related ebooks

Reviews for العلاج النفسي و الجماعات العلاجية

Rating: 4.1 out of 5 stars
4/5

20 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    العلاج النفسي و الجماعات العلاجية - Sabry Fattah

    مقدمة

    هناك احتياج للعلاج النفسي في مختلف المؤسسات العلاجية النفسية وفي مختلف البلدان وفي مختلف التخصصات الطبية والنفسية. فمع تطور الطب النفسي ازداد الاعتماد على العقاقير التي تبين للجميع أنها قاصرة عن إحداث تغير حقيقي في حياة المريض، رغم أنها تزيل الأعراض الحادة والطارئة للمرض. كما أن العقاقير تسبب الكثير من المشاكل الجسدية، والأعراض الجانبية مما يجعل الكثير من المرضى يتوقفون عن استعمالها بعد فترة قد تطول أو تقصر. ورغم التطور الهائل في علم الأدوية والأنواع العديدة والجديدة من العقاقير النفسية، إلا أن حياة المريض ومشكلاته تبقى كماهي، وعليه أن يتعلم كيف يتعامل مع مشكلاته وكيف يواجه الحياة في مجتمع معقد، يضع على كاهل كل منا أن يتأقلم ويتكيف مع ضغوط الحياة اليومية.

    ورغم أننا لا يمكن أن نهمل الدور العظيم الذي تلعبه العقاقير النفسية في علاج الأمراض النفسية، إلا أنه من الواضح لجميع المشتغلين بالطب النفسي، في جميع أنحاء العالم، أن العلاج بالعقاقير لا يكفي، وليس دائما آمنا.

    العلاج النفسي يقوم بدورمهم في مساعدة المرضى على التحسن والشفاء. لكن المشكلة الملحوظة هي نقص عدد المعالجين النفسيين المدربين جيدا والقادرين على توفير الوقت والجهد للعدد الهائل من المرضى النفسيين الذين يحتاجون للعلاج النفسي. فالعلاج النفسي مكلف للمريض والمعالج من ناحية الوقت والمجهود والتكاليف. والحل هو فتح المجال لعدد من المهنيين لاستخدام العلاج النفسي مع المرضى وأيضا مع الباحثين عن المساعدة والعون النفسي، وذلك بعد تدريب كافي وتحت إشراف حتى نتأكد من جودة الخدمة وسلامة المتلقي لهذه الخدمة. فليس العلاج النفسي حكرا على الطبيب النفسي وحده، بل هو مجال متاح لأخصائي علم النفس، والأخصائي الاجتماعي، وأيضا الممرضين النفسيين.

    وفي الحقيقة من الممكن فتح المجال لمن هم على استعداد للتعمق في دراسة العلوم النفسية وذلك حين يتاح لهم التدريب لوقت كافي على العلاج النفسي حتى وإن كانوا من خارج المهن النفسية.

    وهناك انتشار لجماعات المساندة الذاتية، وكذلك العديد من أشكال العلاج النفسي تحت مسميات عديدة منها جماعات النضج النفسي، أو تنمية القدرات والمهارات ، وحل المشكلات ، والتنمية البشرية ، يقوم بها من هم ليسوا بأطباء أو حتى منتمين للمهن النفسية والاجتماعية ، هذا عدا الدخلاء ومن يفتقرون للمعايير المهنية والأخلاقية . لذلك فإن العلاج النفسي يحتاج إلى المزيد من المتدربين سواء من خلفية طبية أو نفسية أو اجتماعية ومن غيرهم.

    إن الكثير من أشكال المساعدة النفسية توجه لمن هم ليسوا مرضى بالمعنى التقليدي بل هم بشر يعانون من مشكلات شخصية أو معاناة نفسية مؤقتة أو أزمات طارئة. أو يبحثون عن النمو والنضج النفسي، أو اكتساب مهارات شخصية أو مهنية أو نفسية جديدة.

    فالعلاج النفسي مجال عظيم الأثر للمريض والمعالج، فأثره يبقى بعد انتهاء العلاج، ويكتشف المريض من خلال تلك الخبرة الفريدة التي عاشها في العلاج النفسي إنه قادر على السعي نحو الشفاء والنضج. كذلك يجد المعالج إحساس بالرضا أنه قد استطاع أن يساند إنسانا ويأخذ بيده بعيدا عن ألمه ومعاناته وتعثره.

    ومع إدراكنا أنه ليس كل علاج نفسي يكتب له النجاح، وليس كل مريض يصلح للعلاج النفسي، إلا إنه مهما كانت مدة أو عمق أو درجة الاستفادة من العلاج النفسي، يبقى هناك أثرا باقيا يدفع المريض أو الإنسان الذي عايش خبرة العلاج النفسي نحو مزيد من الخبرات في الحياة ليزداد نضجا ووعيا بنفسه وبالآخرين.

    خبرة العلاج النفسي يجدها المريض فريدة من نوعها. فهو قادر على الكشف عن ذاته الحقيقية وأسرار نفسه، وأن يعرض عيوبه وتصوراته عن نفسه أمام إنسان آخر دون خوف أو خجل. وهذا ما يوفره الإطار المهني للعلاج النفسي. فالمريض يعرف أن المعالج يتقبله في أي صورة يقدمها، وهو لن يحكم على تصوراته أو أفعاله الماضية والحاضرة، ولن يدينه، ولن يوبخه، بل سوف يتفهمه بشكل أفضل كونه دارسا ومتمرسا في هذا المجال النفسي.

    وفي خبرة الجماعة العلاجية يجد المريض أن الآخرين يشاركونه مشاعره، ومخاوفه، وأنهم يقدمون له العون والدعم والقبول، بل يعيدون تشكيل صور من تعامله في الماضي خلال حياته مع أفراد كان لهم دورا بارزا في حياته. وهناك دائما المعالج الذي يتدخل في الوقت المناسب ليوجه دفة الجماعة نحو التواصل المفيد.

    في هذا الكتاب، يقوم المؤلف (وهو استشاري في الطب النفسي ومتمرس فى العلاج النفسي والجماعي)، بعرض للمدارس والنظريات المختلفة التي يقوم عليها العلاج النفسي بشكليه الفردي والجماعي.

    وينقسم الكتاب إلى عدة أجزاء: فى الجزء الأول يعرض المؤلف لمدارس العلاج النفسي الفردي بدءا من التحليل النفسي ومفاهيمه الأساسية، ثم أنواع العلاج النفسي التحليلي. كذلك يقدم مبادئ النظرية السلوكية في علم النفس، وتطورها في العلاج السلوكي بأشكاله المختلفة واستخداماته. وهناك فصل متكامل عن العلاج المعرفي السلوكي، وهو من أنجح أشكال العلاج النفسي حاليا نظرا لفعاليته وإيجازه. كذلك ويستعرض المؤلف العلاج بالتنويم الإيحائي والعلاج التدعيمي وغير ذلك من مدارس العلاج النفسي الفردي.

    وفي الجزء الثاني، يوضح المؤلف ما هي الجماعة الصغيرة، وطبيعة الجماعات العلاجية، واهم المفاهيم التي يقوم عليها العلاج النفسي الجماعي، ودور القائد فى الجماعة العلاجية، وديناميات الجماعة. هذا بالإضافة إلى التطور التاريخي الذي مر به العلاج النفسي الجماعي في العالم وفي مصر.

    ثم يقدم المؤلف شرح لأهم مدارس ونظريات العلاج النفسي الجماعي وتكنيكاتها مثل العلاج التعاملاتى والعلاج الجشطالتى والسيكودراما. ويختتم الكتاب بعدة فصول عن جماعات النمو والنضج النفسي أو ما يسمى جماعة الملاقاة أو الإمكانات البشرية، وهي إما أن تكون صغيرة العدد ومحدودة المدة أو ممتدة لعدة أيام فيما يسمى جماعات الماراثون. وقد سبقت تلك الجماعات ما يسمى حاليا بجماعات التنمية البشرية والتي تستخدم للتطوير وتنمية إمكانات الأفراد الساعين نحو نضج نفسي أو حل مشاكلهم النفسية، أوتطوير مهاراتهم الاجتماعية والمهنية في الإدارة وفي العمل مع الجمهور.

    وأدبيات العلاج النفسي كثيرة للغاية، وهي من الاستفاضة بحيث لا يمكن أن يحيط بها كتاب صغير، ولكن هناك عدد كبير من الترجمات والكتابات في مجال العلاج النفسي أسهم فيها أساتذة أفاضل في الطب النفسي والعلاجات النفسية وعلم النفس في مصر وفي البلاد العربية. كذلك لمن يستطيع الرجوع للمصادر الأجنبية هناك عدد كبير من المؤلفات في هذا المجال يمكن الرجوع إلى القليل منها في نهاية هذا الكتاب.

    وهذا الكتاب قد يكون للمتخصص والمثقف العادي. فهو يصلح كمرجع للدارس في مجالات الطب النفسي، وعلم النفس، والعلوم الاجتماعية والخدمة الاجتماعية، والتمريض الطبي ، وغير ذلك . وهو أيضا موضوع مثير للاهتمام للكثيرين من المثقفين الواعين الباحثين عن المعرفة وعن فهم أكثر للظواهر النفسية أو هؤلاء الذين يعانون في صمت ويترددون في اللجوء إلى معالج نفسي خوفا من أفكار خاطئة أو تصورات وهمية عن العلاجات النفسية.

    العلاج النفسي

    ما هو العلاج النفسي:

    الإنسان كائن اجتماعي. والبشر عاشوا منذ بدء التاريخ كجماعة متماسكة، يدعم ويساند كل منهم للآخر، ويدافع بعضهم عن الآخر ضد الأخطار الطبيعية، والأعداء، وكذلك عند المصاعب والشدائد، والأزمات. إن مساندة الفرد للآخر بالألفاظ والأفعال نعايشها داخل نطاق الأسرة، بين الوالد والأبناء، والأم وأبنائها، وبين الكبار والصغار، والأصدقاء وحتى الغرباء حينما يجدوا إنسانا آخر في أزمة.

    إن الدافع لمساعدة الآخرين نفسيا عنصر أصيل من طبيعة المجتمع البشري ولكن القيود الاجتماعية قد تتدخل لتعيق ذلك في المجتمع المعاصر

    ولكن هناك فرق جوهري بين المساندة النفسية بين أفراد المجتمع، سواء كانوا أقرباء أو غرباء، وبين العلاج النفسي. إن ما يميز العلاج النفسي، هو أن من يقوم به شخص مدرب بشكل مهني على القيام بهذا الدور، وإنه يبني تدخله ومساعدته على أساس نظرية في فهم النفس الإنسانية. ورغم أن أغلب المعالجين النفسيين، يقتصرون في علاجهم على المرضى النفسيين. إلا أن هناك العديد من العلاجات النفسية التي توجه لغير المرضى. فهناك مثلا العلاج الأسري والعلاج الزواجي، ولا يمكن أن نصف من يتلقاهما بأنهم مرضى، إلا إذا نظرنا للعلاقات نفسها بأنها معتلة بشكل ما ، وأن مفهوم المرض يتسع ليضم كل أشكال عدم التوافق أو الصراعات أو المعاناة النفسية الإنسانية .

    وبالفعل فإن مفاهيم العلاج النفسي قد امتدت من نطاق علاج المرضى إلى مجالات أخرى في المجتمع، مثل علاج الأفراد الذين يعانون من مختلف الأزمات النفسية، بل أيضا هؤلاء الذين يسعون إلى النمو و النضج النفسي، وكذلك من يبحث عن تنمية قدراته وطاقاته الإنسانية في العلاقات الاجتماعية.

    فما هو العلاج النفسي؟

    العلاج النفسي يمكن تعريفه بأنه علاج المشكلات العقلية والعاطفية دون تحديد العلاج ونوعيته. وهذا تعريف فضفاض يضم تحت لوائه العلاج بأى وسيلة بما فيه العلاج بالإيحاء والإيمان، بل حتى بالعقاقير إذا لم نحدد وسيلة العلاج.

    ومن الأفضل أن نعرفه بأنه علاج المشاكل العقلية والعاطفية بالوسائل النفسية وهذا تعريف يحدد نوع العلاج والإضطراب وأدوات العلاج بوصفها وسائل نفسية أو سيكولوجية . ولكن هذا التعريف يتغاضى عن استخدام العلاج النفسي في بعض الإضطرابات الجسدية الناشئة عن أسباب نفسية مثل بعض أمراض الجلد أو قرحة المعدة أو بعض أمراض التنفس مثل الربو التي قد تكون ناتجة عن أزمات نفسية. فقد يكون من الأفضل تعريف العلاج النفسي على أنه علاج الإضطرابات بالوسائل النفسية ، مركزين اهتمامنا على العلاج أكثر من الإضطراب في حد ذاتها، وهذا هو التعريف المقبول بشكل ضمني بين الأطباء النفسيين الذين يقومون بعلاج الأمراض النفسية الجسمية بالإضافة للمشاكل الطبية النفسية.

    ورغم ذلك فأن مثل تلك التعريفات تغفل جانب تطبيقي هام وهو استخدام الوسائل النفسية ليس فقط لعلاج الاضطراب المرضي، بل أيضا لمعالجة السلوك غير التكيفي، وتيسير النمو والنضج النفسي. وفي واقع الأمر فأن العلاج النفسي لايتحدد فقط بطبيعة الاضطراب الذي يحاول معالجته أو بالإجراءات المتميزة التي يستخدمها لتحقيق ذلك، فعلى العكس من كل العلاجات الطبية الأخرى التي تعرف بما يتم فعله للمريض، يعرف العلاج النفسي بمن يقوم به - بدور المعالج وتدريبه وعلاقته بالمريض.

    والتفاعلات التي تتم خلال العلاج النفسي قد لا تختلف سلوكيا بشكل واضح عما يحدث من تفاعلات بين المدرس والطالب، أو بين الطفل والوالد، أو بين ألبائع والعميل. فليس ألاختلاف كامن في التفاعل ذاته، بل في الخلفية والإطار الذي يقع فيه، والغرض منه وبالبناء الاجتماعي التحتي الذي يتم فيه العلاج. فالعلاج النفسي هو تفاعل بين المريض ومعالج مدرب يتم في إطار مهني يهدف لإزالة الاعراض وتغير الشخصية نحو النمو والنضج وتحقيق الذات.

    فالعلاج النفسي يهدف إلى مساعدة المريض على تحقيق تكيف أكثر ملاءمة للشخصية، وقد يتضمن درجات مختلفة من تغير الشخصية أو إعادة بنائها، وتعتمد الإجراءات والأهداف المحددة لتحقيق وإنجاز ذلك على منابع المريض واحتياجاته والتسهيلات‌‍ العلاجية المتاحة.

    والعلاج النفسي كما يمارس اليوم ليس شيئا جديدا تماما أو غريب أو بعيد عن علمنا ودرايتنا جميعا. فكل من يحاول أن يواسى صديق يائس، أو يهدئ من روع طفل مفزوع يمارس العلاج النفسي بمعنى من المعاني، فهو يحاول بوسائل نفسية أن يعيد التوازن العاطفي المضطرب لشخص آخر. وحتى تلك الوسائل الشائعة التقليدية تقوم على أساس من فهم طبيعة الاضطراب، وأن كان هذا الفهم حدسي Intuitive وليس علمي. فالحديث مع شخص في خبرة حادة مزعجة يقوم على معرفة حدسية بالتأثير العلاجي للتنفيس Catharsis (التفريغ العاطفي). كما أن إسداء النصيحة واتخاذ موقف واضح يقوم على معرفة حدسية Intuitive بأن الشخص المفزوع أو المتحير يحتاج إلى التدعيم العاطفي والنصح. وهو ما نقدمه له، لو سمحنا له بأن يركن إلينا ويعتمد علينا. ونحن نعلم أيضا بشكل حدسي أن الشخص الغارق في موقف مقلق لا يستطيع أن يستخدم قدراته العقلية بشكل فعال ولذلك نحاول أن نهدئه وفي نفس الوقت نناقش معه الموقف الموضوعي، أى إننا نعيره قدراتنا الذهنية، وبكوننا نقوم بكل هذا فأننا نمارس خليط من العلاج البسيط وهو نوع من العلاج التبصيرىInsight Therapy والتدعيمى Supportive Therapy.

    والعلاج النفسي المنهجي، إلى حد كبير، ليس سوى تطبيق منظم لأساليب نؤثر بها على إخواننا البشر في حياتنا اليومية. والفرق الجوهري هو أن المعرفة الحدسية يحل محلها المبادئ المعروفة الثابتة للديناميات النفسية.

    والعلاج النفسي قد يمارس مع كل أنواع المرض النفسي، وهناك العديد من المناهج والأساليب والخلفيات النظرية التي تقوم عليها المداخل المختلفة للعلاج النفسى ، إلا أننا يمكن أن نوجز أهم أهداف ألعلاج النفسي بشكل شامل وعام في أنه يهدف الى نمو الشخصية في اتجاه النضج والكفاءة Competence تحقيق الذات ، ويتضمن هذا عادة تحقيق وإنجاز واحد أو أكثر من الأهداف النوعية الآتية :-

    1- زيادة البصيرة Insight والوعي بمشاكل الشخص وسلوكه.

    2- تحديد أوضح للهوية الذاتية للشخص.

    3- تصريفResolution الصراعات المعطلة والمعيقة.

    4- تغير العادات الغير مرغوب فيها أو أنماط ردود الأفعال Reaction Patterns.

    5- التحسن فى العلاقات مع الآخرين أو القدرات الاجتماعية الأخرى.

    6- تعديل الافتراضات الغير دقيقة عن الذات الفرد وعن عالمه.

    7- فتح الطريق أمام تحقيق وجود أكثر معنى وإشباعا.

    وليس من السهل دائما تحقيق تلك الأهداف، فغالبا ما يكون منظار المريض المشوه للبيئة ومفهومه المرضى عن نفسه هما نتاج لعلاقات خاطئة طفليه- أبوية، دعمتها سنوات عديدة من خبرات الحياة. وفي حالات أخرى قد يكون موقف حياة المريض ذو طبيعة تجعل التكيف الاجتماعي والزواجي والوظيفي الملائم بعيد المنال وميؤوس منه. وحتى مع أفضل أشكال العلاج النفسي قد يكون من المبالغ فيه أن نتوقع من المعالج النفسي أن يحل ويعدل في ساعات معدودة من المقابلة تاريخ ماضي كامل للمريض ويعده لمواجهة موقف حياة صعب بشكل ملائم تماما. وليس من المتوقع أن تنجح كل أشكال العلاج النفسي أوكل الحالات التي تعالج بالعلاج النفسي.

    ومع ذلك فإن المعالج النفسي يمتلك في جانبه بعض الأشياء التي تسانده، وأهمها الدافع الداخلي للمريض نحو التكامل والصحة. برغم من أن هذا الدافع الداخلي غالبا ما يختفي تحت غطاء من الأعراض عند المرضى شديدي الاضطراب، إلا أن أغلب المرضى النفسيين يكونوا قلقين، وتعساء ومحبطين وشغوفين بالمشاركة في أي عمل يقدم لهم أملا فى التحسن في تكييفهم الاجتماعي الشخصي، ولابد من وجود درجة من الالتزام من ناحية المريض- أي قرار بالمحاولة لكي يكون للعلاج النفسي أية فرصة للنجاح.

    وفي جانب المعالج النفسي أيضا وسيلة مساعدة وهي العلاقة الشخصية الفريدة التي يقيمها مع المريض. وهي علاقة حرة صداقيه مسموح فيها بكل شيء حتى يستطيع المريض أن يخرج صراعاته إلى السطح ويناقشها ويرى مشكلاته بدون خوف من

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1