Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

Khaymat Amal: رواية خيمة أمل
Khaymat Amal: رواية خيمة أمل
Khaymat Amal: رواية خيمة أمل
Ebook235 pages2 hours

Khaymat Amal: رواية خيمة أمل

Rating: 3 out of 5 stars

3/5

()

Read preview

About this ebook

الوطن.. أرض قد نولد عليها، أو ربما لم نرها يوماً. لا يهم إن كنا نكبر فوقها أو بعيداً عنها، المهم.. أننا نعيش العمر كله نحلم بأن ندفن فيها. وعلى أرض سوريا ولد كثير من أبناء فلسطين، لا يحملون منها إلا ذكريات وحكايات وكثيراً من العنفوان.
خيمة أمل.. رواية عن عائلة فلسطينية من أحد مخيمات سوريا، تختصر القضية من بدايتها وتمتد إلى يومنا الحالي لتروي حكايات حقيقية عن طرق الهجرة إلى أوروبا.

Languageالعربية
PublisherRani Amayri
Release dateNov 15, 2016
ISBN9781370242924
Khaymat Amal: رواية خيمة أمل
Author

Rani Amayri

راني عمايري من عائلة فلسطينية. ولد في دمشق عام ١٩٧٧، ثم تخرّج في كلية الفنون الجميلة عام ٢٠٠٠ بعد دراسة الإعلان والتصميم الغرافيكي. بعد التخرج انتقل إلى دبي في ٢٠٠١ وهناك بدأ حياته المهنية كمصمم غرافيك، قبل أن يتخصص في كتابة الإعلانات لدى شركات عالمية كبرى، وساهم في إطلاق حملات إعلانية معروفة على نطاق وطني وإقليمي وما زال يعمل في هذا المجال حتى الآن. بعد الأزمة السورية وما حدث من تشرّد للشعبين الفلسطيني والسوري، قرر راني الاستفادة من خبراته في الكتابة الإعلانية لتسليط الضوء على تلك الهجرات غير الشرعية، فقام على مدار أربع سنوات بكتابة روايته الأولى خيمة أمل والتي تم نشرها وإطلاقها تزامناً مع معرض الشارقة للكتاب ٢٠١٦.

Related to Khaymat Amal

Related ebooks

Reviews for Khaymat Amal

Rating: 3 out of 5 stars
3/5

2 ratings1 review

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

  • Rating: 5 out of 5 stars
    5/5
    كتاب رائع يستحق القراءة ،شكراً للكاتب على هذه التحفة الفنية.

Book preview

Khaymat Amal - Rani Amayri

راني عمايري

خيمة أمل

دار الفارابي

الكتاب: خيمة أمل

المؤلف: راني عمايري

الغلاف: تصميم أسامة الشيخ؛ تنفيذ هاني الديب

الناشر: دار الفارابي بيروت لبنان

ت: 301461  (01) - فاكس: 307775  (01)

ص.ب: 11/3181  - الرمز البريدي: 11072130

www.dar-alfarabi.com

e-mail: info@dar-alfarabi.com

الطبعة الأولى: آب  2016

ISBN: 978-614-432-676-3

© جميع الحقوق محفوظة

تباع النسخة الكترونياً عبر موقع الدار.

الإهداء وكلمة الكاتب

الوطن.. أرض قد نولد عليها.. أو ربما لم نرها يوماً. لا يهم إن كنا نكبر فوقها.. أو بعيداً عنها، المهم.. أننا نعيش العمر كله نحلم بأن ندفن فيها.

وعلى أرض سوريا ولد هذا الشعب.. لا يحمل من فلسطين إلّا ذكريات وحكايات، وكثيراً من عنفوان يكبر معه كل يوم، إلى أن يدفن وفي قلبه حيرة إلى أي منهما ينتمي.

ولدنا هنا.. لنجد أنفسنا شعباً فلسطيني الجنسية.. سوري المولد والنشأة والعشق.

إلى كل من روى بدمه هذه الأرض أياً كان عرقه، دينه، طائفته، انتماؤه. إلى كل شجرة اقتلعت، زهرة ذبلت، نسمة سمّمت، ابتسامة جفت. إلى عين أبي أمين، كتف أبي، خوف أمي، غربة إخوتي، قلب زوجتي، غد أطفالي. إلى كل من تنفس هواء دمشق، تجوّل في سوريا، وقع في الحب هناك، أبصر النور على ثراها.. أو ووري تحته.

إلى من لجؤوا أول مرة، ثم لجؤوا.. ونزحوا حتى احترفوا اللجوء. إلى كل من هاجر، براً.. بحراً جواً.. إلى من وصل أو لم يصل.. إلى من عاش الأمل، أو مات وهو يحاول. إلى أجمل تربة يولد فيها الياسمين، وتنبت فيها الأمنيات. إليك يا مهد أول أبجدية.. ومرقد آخر حكاية حب. إليكم جميعاً.. أهدي خيمة أمل.

راني محمد خالد عمايري

٢٠١٦

تنويه:

تقوم هذه الرواية على أحداث حقيقية رواها أشخاص حقيقيون وفقاً لتجاربهم الخاصة. علماً أن آراء شخصيات هذه الرواية لا تعبّر بالضرورة عن رأي ومواقف الكاتب.

الخيمة الأولى

أبو أمين

العرس الأخير

وجوهنا دفاتر.. تخربش عليها مشاعرنا ملامح جديدة. فبين الحزن والفرح، قد تُقرأ بأبجدية مختلفة كل مرة.

أدركت ما خربشه الفرح على وجه أبي، لدرجة أني كدت لا أميّزه عندما رأيته. فأنا حلمه البكر، واليوم يراني عريساً كما تعوّد رؤيتي في خياله.

يا له من يوم! ارتدى الشباب ثياب العيد، والتفوا حولي كأنني ملك، قفز أولاد عمي إلى الدبكة وعلت أصواتهم فوق صوت إطلاق النار. وكما قفزت الأرض عن مدارها، التفّت المسبحة في يد الرويّس الأول بصف الدبكة، وقفزت من يد إلى يد، حتى وجدت عنوانها في قبضة أبي دياب، ومَن غيره سيّد مَن تروّس الدبكة. شددت صدري ونظرت إلى ثيابي، أنا فعلاً ابن أبي خالد. بعيني الخضراوين، قامتي الصلبة وقلبي الكبير، هذا يومي الموعود، لكم انتظرت هذا اليوم.

فجأة أطلت مريم وهي ترتدي النهار على فرس بيضاء؛ حتى الفرس كانت محتفلة بهذا اليوم الأبيض. لقد كانت مسروجة بالجوخ، وازدانت رقبتها بكردان من قطع ذهبية مرصوفة، ولفّت أذناها بمناديل مطرزة بالخرز الملون. أما عيناي فلم تكونا تنظران إلا إلى مريم، إلى جلستها وقامتها الممشوقة، إلى حلمها بالعيش معي لعقود ستأتي، إلى حياة لن تحمل لنا إلا السعادة.

قبلها لم أكن أعرف أن القلب يرى، فكنت أشعر بأنها لا ترى غيري حولها، تماماً مثلما أشعر. أما كل مَن في الحفل، فكان لا ينظر إلا إلى قطعة العجين في يدها، التي لطالما كانت رمزاً للمستقبل، فإن التصقت كانت تلك جيزة العمر، وتفاءل الجميع بأن العروس قدمها خير على العريس، أما إذا وقعت فهذا نذير شؤم، لأن العروس ستحمل ذنب الجاذبية الأرضية طوال حياتها.

اليوم ستلصقها على باب داري، لنعيش دهراً من السعادة أو أكثر؛ مضت نحو الباب ورفعت يدها والناس يصفقون، ثم ألصقتها كما الحلم، كما التصقت عيناي بها.

ولكن، ما الذي يحدث؟ نظرت إلى قطعة العجين، وقد بدأت أطرافها العليا تبتعد عن الجدار، أحسست بأن العالم يمضي ببطء، انكمشت قطعة العجين من فوق، وتثاقلت كجسم رجل في الثمانين، لتتجه نحو الأسفل وتسقط مستقرة بجوار قدمي مريم. سكت الجميع، وزمّت بعض النساء شفاههن، ومنهن مَن غادرت المكان، توقفت المسبحة في يد أبي دياب عن الحياة لعقود، ساد الصمت في عيني، وسمعت صوت إطلاق النار يخترق السكوت، ففتحت عيني الأخرى بعد أكثر من ستين عاماً.

مخيم اليرموك

عشت أكثر من ستين عاماً أنسى فلسطين، والآن أعيش ما تبقى من العمر لأنسى المخيم.

عرسي كان الأخير في بلدتنا الصغيرة بشمال فلسطين، وقتذاك كنت في الثانية والعشرين. ومرّ أكثر من أربعة وستين عاماً على تلك الذكرى، ذقنا فيها أصناف التشرد واللجوء كلها، سافرنا من خيمة إلى خيمة، قبل أن نستقر هنا، أنا.. مريم وأولادي الستة.. أحمد أمين، حسين، أمير، أدهم وأحلام، وبقايا ذكريات ابني أمين.

اليوم.. صرت في أواخر السادسة والثمانين، لي عين لا أبصر بها، وأرى ظلالاً في العين الأخرى، لم أعد أشعر بالندم على بصري فقد رأيت ما يكفيني.

رأيت خلال مسيرتنا الطويلة، شعوباً نبذتنا وأغلقت الأبواب في وجوهنا، لكن.. لم أر شعباً مضيافاً وكريماً كالشعب السوري، فقد فتح قلبه قبل أرضه لنا، وأعطانا من خبزه وهوائه ما يمهد الطريق نحو قضيتنا.

مخيم اليرموك تجسيد لعطاء الشعب السوري، ارتبط اسمه دائماً بالنصر، فطالما تغنينا ببطولات اليرموك ومعركة اليرموك.

في حياتي، شهدت ولادة ستة أولاد ومخيم واحد. إنه اليرموك.. ربيته مع أولادي، فكان يقيم معنا، يأكل من خبزنا، ويكبر لنفخر به أمام العالم أجمع.

ما زلت أذكر يوم حططنا الرحال هنا بعد مشوارنا الطويل، كان المخيم أرضاً حمراء خصبة. كأنه المكان الأمثل لنغرس أحلامنا وآمالنا الموقتة بانتظار العودة. بنيناه بأيدينا، حوّلناه من أرض زراعية إلى بنايات، ومن أكشاك لبيع الطعام إلى أسواق لها وزنها في دمشق. أما اليوم، فلا أعرف ماذا يحدث؟ أصوات القصف تعلو صوت العقل، رائحة الحقد تنتشر في الهواء، وطعم الموت في شوارع المخيم قرّح حناجرنا. ما زلت أذكر كيف عمّرنا هذه البيوت، أنا وأبو دياب وأبو سعيد وأبو خليل الذين رافقوني في رحلة النكبة والنكسة واللجوء والتعمير، وها نحن اليوم نشهد خراب ما عمّرنا.

قبل أن أغفو منذ قليل، وصلني خبر استشهاد أبي سعيد وتدمير بيته، أخبروني بأن قذيفة سقطت على البلكونة والصالون وقتلته مع ثلاثة من أحفاده وزوجة ابنه. تلك البلكونة التي طالما نظرنا منها إلى فلسطين، طالما تخيلنا شكل العودة في سهراتنا، رفض أبو سعيد إلا أن يأخذها معه.

لا أعرف كيف تذكرت تفاصيل النكبة كلها في لحظات قليلة بعد أن وصلني خبر أبي سعيد. لطالما تمنيت الشهادة يا صديق العمر، ما أكثر المرات التي جريت وراءها في النكبة، وفي النكسة، وفي تشرين، لكنها كتبت لك على بلكونة بيتك، لا أدري ما الذي يجري؟ كيف جاءت الحرب إلينا؟ لم أستطع التساؤل كثيراً، فقد وصلني الجواب سريعاً.

ذلك الشعور

فُتح الباب بخوف، نظرت لأحاول معرفة الضيف المستعجل، وقبل أن يصل بصري إليه، وصلني صوت أم أمين:

 أهلاً يمّا أمير شو في؟.

منذ زمن وأنا أستخدم صوت أم أمين بديلاً عما فقدت من بصري، بينما تستخدم هي حركتي بديلاً عن خطوات سلبتها إياها سنواتها الثمانون. نظرت باتجاه خيال أمير، قلت له شو المشكلة يابا، فأخبرنا أن نحزم الأغراض، وأكمل بصوته المتعب:

 ما في وقت، بس الأشياء المهمة، دفتر العائلة، جواز السفر، الهوية، وشوية أواعي، لا تكتروا مشان ما نتغلب بحملها، شغلتنا شهر زمان وبنرجع.

نظرت إليه، وبالكاد رأيت ملامحه اليائسة وشاربيه الكثّين، وما نسيه الزمان من شباب على وجهه. حتى بعين واحدة تبصر بربع قوتها قرأت الخوف في ملامحه.

الغريب في الخوف، أنه ينتقل كالوباء، يكفي أن يخاف أحد بقربك لتشعر بتنميل أطرافك.

وصلني الخوف ممزوجاً بـ ذلك الشعور الذي لم أعرفه في حياتي إلا مرة واحدة منذ أربعة وستين عاماً، عندما جاء موفد القيادة العربية إلى أبي، ما زالت حركات شفتيه مطبوعتين على تلافيف دماغي كوسمة حزن حتى اليوم، قال لأبي:

بسرعة ضبوا الأغراض ما في وقت، بس الأشياء المهمة.

ولكن أليس هذا ما قاله أمير؟ هل هذه فلسطين جديدة؟ ألهذا يأكلني "ذلك

Enjoying the preview?
Page 1 of 1