Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

ذلك النوع من الحب
ذلك النوع من الحب
ذلك النوع من الحب
Ebook292 pages2 hours

ذلك النوع من الحب

Rating: 5 out of 5 stars

5/5

()

Read preview

About this ebook

أما حان الوقت لنتزوج دون أهل؟!

تصدر الرواية العديد من الجوانب الاجتماعية الفاسدة في المجتمع العربي من حيث الافكار والزواج والعادات والتقاليد البالية ولكن تناولها بشكل جديد من خلال شخصية رجل وامرأة بلا اسم يحددهم لانهم يمثلون جميع الشباب والبنات في جيلنا الحالي وسط هموم الحياة, قصة حبهم تصور فيها صراع الأجيال وصراع الحرام والحلال والدين والأخلاق وومعنى الزواج امام الله ام امام الناس

Languageالعربية
Publisheryassminthabet
Release dateFeb 2, 2018
ISBN9781386412700
ذلك النوع من الحب

Related to ذلك النوع من الحب

Related ebooks

Reviews for ذلك النوع من الحب

Rating: 5 out of 5 stars
5/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    ذلك النوع من الحب - yassminthabet

    مقدمة:

    بذرة الرواية كانت حلمًا في ليلة محرومة من الحب استيقظت فيها متساءلة...

    هل مايزال ينبت في اراضي قلوبنا البالية مثل هذا النوع من الحب؟!

    لا تتوقفوا أبدًا عن كتابة أحلامكم.

    أوّلُ الحُبْ

    -1-

    في اللحظة التي كانت تحدد فيها مواضع أشعة الشمس في لوحتها كانت الشمس تصفع وجهه. راقبته وهو يدخل في كدر لوحتها، يتزحزح حتى تريحه أوراق الشجر من الشمس حيث تصير كالسياج الضيقا الفتحات يرسم بقعاً من أشعتها على لحيته النابتة. ركزت نظرها عليه لفترة، لم يمكن بإمكانها تجاهله، نهضت وهي تحمل الفرشاة الجافة - التي لم تستعملها للتلوين بعد - في يدها اليمنى، حذرتها صديقتها من الاقتراب من جموع الشباب لكي لا يضايقوها. صوتهم كان عاليا بالمزاح والسخريات، غطاه ظلها مرتبعًا على الأرض وهي واقفة، لم يلحظها حتى بعد أن صارت عينيه مفتوحة بارتياح حيث حُجبت الشمس عنه، قالت جملتها:

    لو سمحت!

    لكنها تاهت وسط أصواتهم العالية، اقتربت اكثر فصمتوا جميعًا يحدقون بها، انتبه إليها أخيرًا فقالت بلهجة متعالية:

    هل يمكنك أن تعود حيث كنت تجلس؟ أني أرسم ولقد صرتَ داخل اللوحة!

    نظر حوله فضحك أصحابه بصوت خافت منتظرين رده:

    تحركت الشمس وكان علي أن اتحرك معها، لا يمكنني العودة إلى مكاني فلم يعد يظلله شئ!

    أنا واثقة أنك تستطيع تحمل قليلاً من أشعة الشمس! انت رجل!

    انتِ... انتِ لا تقترحين أن أجلس ساعات في مواجهة أشعة الشمس لأجل لوحتك!

    صمتت وعقدت ذراعيها، شعر بالإستفزاز فأمال حاجبه وقال:

    بما أنك فنانة فأنا واثق أنك تستطيعين تخيل بقية اللوحة دوني أو حذفي تماما!

    لايمكنني ذلك...سأضطر حينها لرسمك!

    وأنا أعطيكِ الإذن بهذا...

    ضحك الجميع إلا هي فقالت وقد ارتفع صوتها:

    إسمع أنا لا اطلب منك الكثير، تحرك إلى هنا.

    جميعنا يحاول الإستمتاع بوقته، نحن في نزهة، إن كنتِ لا تريدين الاستمتاع لما لا تعودين إلى مكانك وتتركي غيرك يستمتع؟

    نظرت إليه لدقيقة كاملة فنهض واقفا باستسلام وهو على وشك التحرك فقالت له وهي تدير ظهرها:

    شكرا لك.

    رجعت لترسم ولكنها فوجئت به يتحرك إلى حيث صار في منتصف لوحتها تماما! ضحك أصحابه وهتفوا له بينما بقي قبالتها مبتسمًا بتشفي يتطلع إليها وكأنه يقول ارسميني! نفخت بغضب وقررت أن تستمر بالرسم. تبادلت هي وصديقتها بعض التعليقات عنه ولكنه لم يكترث لها وظل يتابع كلام أصحابه باصرار جالسًا بعيدًا عنهم في منتصف لوحتها!

    بعد ساعة شعر بانصرافها عنه وتركيزها في الرسم، لاحظ أنها وضعت درجات الألوان على قرص خشبي وبدأت تستعمل الفرشاة فنهض من مكانه وجلس مع أصحابه، لم تعد أمام عينيه ولكنه لم يتوقف عن الإلتفات لها، أول انطباع كان... مدللة – مغرورة

    لكن شعرها الذي يتلوى عند عنقها وعينيها الصغيرتين مقارنة بوجهها قد حركتا مشاعره، كان يخاف أن تختفي قبل أن يقول لها شئ ما، شئ لم يستطع أن يتوصل إليه طول هذا الوقت، يحاول أن يفكر بجملة يمكن أن تبقيها، لا تبقيها في المكان وإنما في حياته، كلمة تبدد عبوسها ليقيّم ابتسامتها.

    لا يختلف عنهم -هكذا كانت تحدث نفسها- عن كل الشباب التافه الذي لا يترك فرصة ليتقرّب إلى فتاة، شعرت بالأسف لأنه نال إعجابها في البداية، وأنها قررت إعطاءه فرصة ليحدثها بالقدوم حتى يجلس.

    نعم كان يمكنها تجاهله ورسم لوحة لا وجود له فيها، لكنها أرادت أن ترسمه، حين نهض وجلس مبتسمًا لم يعطها فرصة بتلك الإبتسامة، ربما كانت تشفي لكنها حقا تستحق أن تُرسم، شعرت باقترابه فزادت من حدة عبوسها، وقفت ثم نظرت إليه فوجدت عينيها تصطدم بصدره، اقتربت منه وهي تقيس طولها بطوله بإنبهار دون أن تزيل عبوسها، أعطته بعض الثوان ليتكلم فلم يفعل! لم يكن ينظر في عينيها، كان يبحث عن شئ.. أتى إليها إذن دون أن يكون جاهزًاَ!

    أحبت ذلك فقالت:

    أرجو أن تكون قد استمتعت بافساد نزهتي.

    أعتذر، ما كان علي أن افعل.

    لماذا فعلتَ هذا إذن؟ لتأتي وتحدثني بإعتذارك فيما بعد؟

    كنت مستبدة بطلبك فلم أتمكن من القبول! كان يمكن أن تطلبيه بطريقة أكثر لطفًا.

    أنا؟ هاه..أنا ألطف كائن على وجه الأرض...لكني أختار من أُظهر لهم لطفي!

    قالتها له وهي تعطيه ظهرها لتلملم أدواتها. اقترب ليقول شيئًا لكنها شعرت بتجمده خلفها وابتسمت ثم اكملت:

    أرجو ألا يزعجك أن يتطلع إليك عشرات الأشخاص في المعرض الذي سأشارك به  ويسألوا من هذا الأبله الذي رسمتيه، حينها لن استطيع أن اقاوم سرد ما فعلته معي في هذا اليوم...

    لقد رسمتني حقاً..يا إلهي انت بارعة..

    هذا أقل ما عندي ...

    نظر إليها...عينيها كانتا تبتسمان، ضحك بتوتر فضحكت، تركا ضحكاتهما تتراقص سويا، شئ ما تحرك في الهواء منه إليها، منها إليه، تخيلت وهي تنظر إلى صدره أنه سيغطيها كاملة لو فكرت في عناقه، بينما كان يتخيل لو أنه يحملها بين ذراعيه، سحب كل منهما نظره بعيدًا ولكن ليس سوى لثوانٍ ثم نظرا لبعضهما مجدداً:

    آسف مجدداً لأني ضايقتك..

    لا تهتم، لم تضايقني..

    لست جادة بخصوص ما ستحكينه عني في المعرض أليس كذلك؟

    بلى أنا جادة!

    تمزحين!

    قطعا لا. لا يمكنني اختراع حكاية افضل!

    إذن في هذه الحالة...ساشتريها منك! بكم هي؟

    فكرة جيدة! ولو أن المعرض قد اقترب ولم ارسم لوحة واحدة بعد..

    كم لوحة يجب أن تسلميها للمعرض؟

    عشر لوحات عالأقل.

    وكم بقي لك من الوقت؟

    ستة اسابيع

    سأساعدك!

    حقا؟ ستتركني أرسمك؟

    ...هـــ....هل تريدين أن أكون نموذجًا للوحاتك؟

    بلى، هل يضايقك هذا؟

    لم يحدث لي هذا من قبل...أنا لا لم أفعل هذا أبدًا..

    تفعل ماذا؟

    أذهب للحديث إلى فتاة..لستُ من هذا النوع.

    جملة قديمة جدا للإيقاع بفتاة.

    لا أحاول الإيقاع بك!!

    حقًا؟ وما الدليل؟ ستحاول مساعدتي دون سبب؟

    لقد كنت على وشك أن اسألك كم ستدفعين لي مقابل خدمتي لك في هذه الستة أسابيع!

    امممم حسنا لنقل سأخفض لك ثمن هذه اللوحة!

    فقط؟

    هذا كل ما لدي...

    حسناً، بكم اشتريها؟

    بما تحمل في جيبك الأيمن!

    ضحك وهو يسألها إن كانت متأكدة أنه الجيب الأيمن فوافقت بايماءة من رأسها. قال لنفسه إنها حقاً جميلة وتمنى لو أنه يستطيع رسمها في هذه اللحظة تحديدًا، تطلع إليها لثوان يرسمها في ذاكرته قبل أن يخرج إليها كل ما يملك من المال في محفظته التي كانت في جيبه الأيمن، مشيرًا لو أنها اختارت الأيسر لما وجدت فيه سوى علبة السجائر، لدهشته مالت وخطفت علبة السجائر من يده وهي تقول باشمئزاز:

    يجب أن تقلع عن هذه العادة ستضرك...سأكتفي بهذه..وعِدني ألا تشتري أخرى اليوم....

    اعطته اللوحة في يده، قاوم رغبة ملحة في احتضانها في تلك اللحظة، بحث عن قلبه بداخل صدره ولكنه كان قد فارقه. اتفق معها على اللقاء مجددًا في استوديو المخصص للمشاركين في المعرض في يوم غد، رفضت أن يوصلها لكنه سار خلفها حتى ركبت على أي حال، نسي أنه حضر مع اصدقاءه وقضى ليلته في غرفته يتطلع إلى نفسه في تلك اللوحة الصغيرة، كانت الشئ الوحيد الذي علقه على حائط من حوائط غرفته العارية، شعر بشعور لم يختبره من قبل. شعر أنه مجنون.

    كان خجلًا يركز نظره في فستانها الذي يحمل ورودًا  متداخلة الألوان، قالت لنفسها من منا يجب أن يشعر بالخجل؟! كان وجهه مصمتًا لذلك طلبت إليه مرات عديدة أن يهدأ ويفكر أو يسرح بشئ ما، لكنه كان قلقًا يحرك عينيه في المكان يغير من وضعيته كل دقيقة، يتطلع إليها بعينين حادتين، يراقب تفاصيل فستانها، كانت تشغل أصابعها باقلام الرصاص وهي ترسمه عوضًا عن رغبتها الملحة في التلاعب بخصلات شعره الأسود الفاحم- شعره الكثيف الذي كلما طال أظهر نحول جسده- تظلل البروز فوق حاجبيه. راهنت نفسها أنه لو كان يرتدي النظارات لكانت ملامحه أكثر طيبة ووداعة. كل منهما يرسم الآخر في قلبه، مال بجزعه مجددًا فرمت كراستها وهي تنفخ، كانت تعلم أنه متوتر، سألته أين يمكن أن يذهبا ليصير بكامل حريته، ابتسم ونهض مشيرًا إليها أن تتبعه.

    لم تكن ثيابه مناسبة للعب لكن جسده المرن كان يطير خلف الكرة، كان يتحرك على الدوام ولكنها لم تتوقف عن رسمه، قدميه وهي تدلل الكرة، ابتسامته وهو يعلّق على ركلة زميله، العرق يضفي لوناً شفافاً على شعره ولمعة على جبينه... كيف يمكن أن يجتمع الخجل والرجولة في شخص واحد؟

    القوة والضعف؟

    كيف يمكن أن يكون رائعًا في بساطته إلى هذا الحد؟

    تسمع تعليقاته وهي تضحك، تحرك القلم بسرعة وتترك لخيالها اكمال بقية الخربشات التي تكونها على الورق، تخاف منه ومن تأثيره عليها ولا تملك سوى أن تتبعه بعينيها، يقف للحظات يحدق بها، تشجعه بأصابعها وهي ترفع علامة النصر، يشعر أن قلبه يركض ويتخبط في صدره، يتمنى الفوز.

    بعد الإنتهاء يراقب الصفحات البيضاء عليها علمات تشير إليه، يراقب كيف تراه وكيف تنطقه برسمها، يشعر بالخجل، يشعر أنه أصغر مما تصوره، يعدها أن يلتقيها في الغد والذي يليه ويليه ويليه، يعد قلبه ألا يتركها قط.

    على مكتبه يحاول جاهدًا أن يضع على الورق خطوطاً تكونها بطريقة أو بأخرى، يفشل ويشعر بالقنوط، حين لا يراها يتمنى أن يحتفظ بشئ يجعله يستطيع أن يراها كلما آلمه الشوق هكذا، تساءل لماذا لم يُخلق رساماً! ينتظر ساعة انتهاء عمله ليسارع إلى الاستديو،  حيث يتذرع بعدم الارتياح ليأخذها لمكان آخر لا تراقبه فيه الأعين التي تحكم عليه بما يعرفه ولا يريد أن يواجه نفسه به، أنت اقل من أن تكون بقربها، أقل من أن تنالها، انت لست من عالمها وهي ليست من عالمك.

    وهي تعلم أنه لن يهتم بالتفاصيل حين كانت تختار بدقة أين تضع عطرها، لا تلقاه بثوب كانت قد ارتدته له قبلا، تحاول جاهدة اجراء تعديل بسيط على تسريحة شعرها، ربما كانت دائمًا تهتم بجمالها، لكن وجوده في حياتها يضفي عليها أنوثة تتضفر في كل شئ فيها، في نبرة صوتها...

    كانت هناك نبرة تخصه وحده..

    في مشيتها في ضحكتها في انسدال ثيابها عليها..

    ذاك البريق الذي يشع من الأنثى حين يكون هناك رجل وراء توهجها..

    في كل مرة كانت تضع شيئا من ملامحه في كراستها كانت تتأكد شيئًا فشيئًا أنه ذاك الرجل الذي يخصها من هذه الدنيا، حتى قبل أن يعلم بذلك، وقبل أن تلحظ هي كم الإرتباك الذي يخجله من ذاته في حضورها، ليس لأنها تربكه بقدر ما كان يحاول جاهدًا أن يظل واقفاً على أرض ارضاءها، كان مبهورًا بكل ما فيها فلم يكن لديه الوقت ليفهمها ليدرسها، لم يشعر أنه بحاجة لذلك، كان بحاجة لأن يعجبها. كل منهما يداري الحب ويحبس اجنحته قبل أن ينطلق نحو للآخر..

    قبل أن يكون جاهزًا للطيران!

    في ذاك اليوم شعرت أنها استطاعت أن تسجل مما يحركها في ملامحه كما تمنت في أوراقها، وبينما كان يوصلها إلى آخر مدى يمكن أن يسير إليه معها، سألها:

    تبقى اسبوع على المعرض؟

    بلى...(ودارت عينيها وهي تقول بصوت خافت) إلتقينا بالضبط من خمس أسابيع...

    هل من المفترض أن أحضر لأنكِ رسمتني؟

    إن كان هذا ما يجعلك ترغب في الحضور فهو ليس قانونًا.

    تعلمين أني سأحضر في كل الاحوال...

    إذن لما تسأل مثل هذا السؤال؟!

    أعني...إنني..لم اسألك...لم أفهم كيف ستشاركين بلوحاتٍ أنا فيها، أعني..سيسألك الناس عن...

    عن من تكون؟ ولماذا اخترت أن أرسمك؟

    بلي وأيضًا...أليس من المفترض أنك تشاركين في مختلف المواضيع بلوحاتك؟

    بل علي أن اختار محورًا ثابتًا في كل لوحاتي، وقد اخترت محور الآخر...

    الآخر؟!

    الجنس الآخر...

    وهو أنا فقط؟

    تورّدت وردت بخشونة:

    انت لا تفهم الفن! لا تظن أنك واضح بكل مافيك في اللوحات، إني اختار خطوطا ورسوم واجعلها تتماهى في المحاور الأخرى والألوان، لو أتيت ورأيت اللوحات بعد أن انتهيت منها ومن تلوينها لن تعرف أنها تخص ملامحك بالأساس...أني لا احاكي الواقعية وإنما أرسم كيف أرى الواقع بعيني...

    خجلها يقص أعوامها إلى النصف وتبدو طفلة بين يديه فتستفز شقاوته، كان يحب مداعبتها بين الحين والآخر، فهي أجمل حين تغضب، وحين اعادت خصلة شعرها خلف اذنيها بأصابعها سمع صياحًا من أحد المارة:

    فاتنة! هذا الجسد، هذه المؤخرة! وهذا الشعر الحرير...

    كانت لحظات متوترة صرخت فيها بكل ما تستطيع لتمنعه من أي رد فعل، حين رأت حجم الذي لطّخ براءتها بهذه الكلمات، وجدت نفسها تندفع لتتعلق بذراعه وإلتف الناس يحولون بين الرجلين، وحين كانا على وشك الرحيل رماهما بآخر طلقاته:

    لا أفهم كيف تسير مثلها مع مثل هذا الـ...

    لم تذكر تحديدًا ما حصل بعدها لأنه سحب ذراعه من احضانها قبل أن تستوعب وما

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1