Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عالم الأنوار ج1: عالم الأنوار
عالم الأنوار ج1: عالم الأنوار
عالم الأنوار ج1: عالم الأنوار
Ebook1,062 pages9 hours

عالم الأنوار ج1: عالم الأنوار

Rating: 5 out of 5 stars

5/5

()

Read preview

About this ebook

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد و اله الطيبين الطاهرين و اللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين.

هذا كتاب جامع للاحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه و اله و اهل بيته الاطهار عليهم السلام جمعتها من جميع كتب المسلمين  لأن تصنيف كتب الحديث الى كتبنا و كتبهم لا دليل عليه من قران او سنة ، مع عرضها على الثابت من القران و السنة لأن منهج العرض هو الذي دل عليه الكتاب و السنة، و الاشارة الى المحكم الذي يفيد العلم و العمل و المتشابه المخالف لهما الذي يتوقف فيه كما دل عليه القران و السنة.  فالغرض من الكتاب امران الاحاطة بجميع ما روي عنهم عليهم السلام من محكم و  المتشابه ، لأن في الحديث محكم و متشابه كما جاء بالروايات، من جميع كتب اهل القبلة لأنه لا دليل على تصنيفها بحسب المذاهب كما اشرنا، و بيان المحكم من المتشابه بعرضها على القران و السنة وهو المأمور به في الروايات الثابتة و المصدقة بالكتاب لأجل افادة العامل و المعتقد اذ هي الحجة الشرعية التي تفيد العلم و العمل.

LanguageEnglish
PublisherAnwar Jaber
Release dateApr 17, 2018
ISBN9781386777908
عالم الأنوار ج1: عالم الأنوار
Author

أنور غني الموسوي

أنور غني جابر الموسوي طبيب و فقيه محدث و شاعر و كاتب عراقي تولد مدينة بابل سنة 1973. يعمل حاليا طبيبا استشاريا و رئيس تحرير مجلتي تجديد و اركس بروس بوتري باللغة الانجليزية. يكتب باللغتين العربية و الانجليزية وظهر اسمه في العديد من المجلات و المختارات الأدبية العربية و العالمية. له اكثر من خمسين مؤلفا باللغتين العربية و الانجليزية  و نال العديد من الجوائز اهمها جائزة " افضل شاعر في العالم " لسنة 2017 عن اتحاد أمم العالم. السرد التعبيري و التعبيرية الالكترونية هي من الاسلوبيات الخاصة بكتابات و فن انور غني. المدونة الشخصية :  https://anwarjaber.wordpress.com

Read more from أنور غني الموسوي

Related to عالم الأنوار ج1

Titles in the series (2)

View More

Related ebooks

Islam For You

View More

Related articles

Related categories

Reviews for عالم الأنوار ج1

Rating: 5 out of 5 stars
5/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عالم الأنوار ج1 - أنور غني الموسوي

    عالم الأنوار

    الجامع لأحاديث الأطهار

    د أنور غني الموسوي

    1439

    المقدمة

    بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد و اله الطيبين الطاهرين و اللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين.

    هذا كتاب جامع للاحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه و اله و اهل بيته الاطهار عليهم السلام جمعتها من جميع كتب المسلمين  لأن تصنيف كتب الحديث الى كتبنا و كتبهم لا دليل عليه من قران او سنة ، مع عرضها على الثابت من القران و السنة لأن منهج العرض هو الذي دل عليه الكتاب و السنة، و الاشارة الى المحكم الذي يفيد العلم و العمل و المتشابه المخالف لهما الذي يتوقف فيه كما دل عليه القران و السنة.  فالغرض من الكتاب امران الاحاطة بجميع ما روي عنهم عليهم السلام من محكم و  المتشابه ، لأن في الحديث محكم و متشابه كما جاء بالروايات، من جميع كتب اهل القبلة لأنه لا دليل على تصنيفها بحسب المذاهب كما اشرنا، و بيان المحكم من المتشابه بعرضها على القران و السنة وهو المأمور به في الروايات الثابتة و المصدقة بالكتاب لأجل افادة العامل و المعتقد اذ هي الحجة الشرعية التي تفيد العلم و العمل.

    منهجنا هو عرض المضامين و ليس الاحاديث  فقط – لأنه مفاد أدلة العرض-  فلو اشتمل الحديث على اكثر من مضمون و اختلفت احوالها من جهة الموافقة و المصدقية اشرنا الى المحكم منه و اشرنا الى المتشابه لان الوهم و الخطأ و الكذب ممكن في عبارة او كلمة او جزء من الحديث  وهو الموافق للادلة الدالة على العمل بالعرض. و اذا ورد الحديث بألفاظ مختلفة ذكرناها بشكل زوائد للاختصار و اشرنا الى مواطن الاختلاف . و لأجل تجنب التكرار فقد اعتمدت ترتيب الاحاديث بحسب حروف الهجاء لبدايات الاحاديث لأجل طرح ما اتمّه على دفعات و الا فان الترتيب بحسب المضامين هو الانفع الا انه يحتاج الى اتمام العمل كله وهو يستغرق سنوات و ربما لا اتمه، حيث من المتوقع ان يبلغ عدد الاجزاء المائتي جزء، فكان المنهج هنا لتعجيل المنفعة  .و مع انا لا نهتم بالسند كمصدر تقييم، لأنه لا دليل على اعتباره في تقييم الحديث، الا انا نذكره لاتمام الاحاطة و لاجل ان يأنس به من يهتم به و الا فالتقييم عندنا كله على المتن لأن القران و السنة دالان على ذلك-  و الله الموفق.

    عرض الحديث يكون على المعارف الثابتة المأخوذة من القران و السنة،  وهذا هو مضمون روايات العرض وهو كفيل بعصمة المعرفة، والمميز للمحكم الموافق للمعارف الثابتة من الكتاب و السنة الذي يفيد العلم و العمل و المتشابه الذي يكون ظاهره مخالفا للمعارف القرانية و السنية الثابتة ، وهذا هو مجموع ما شرحته الاحاديث المختصة بعملية العرض و المعروض و المعروض عليه، و بمنهج تفسير أهل البيت عليهم السلام وعلم الامثال و التي بيناها تفصيلا في كتبنا الاخرى كالمحكم في الدليل الشرعي..

    الكتب التي بحثت احاديثها وضمنت في الدفعة الاولى من الكتاب حسب الاحرف:

    تفسير الحبري

    تفسير العلوي ( تفسير القمي)

    تفسير العسكري (عليه السلام)

    توحيد المفضل

    الصحيفة السجادية

    كتاب سليم بن قيس

    مصباح الشريعة  

    ملاحظة (1) : ذكرنا هنا جميع الاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه و اله و اهل بيته عليهم السلام الموجودة في تلك الكتب، فما لم نذكره مما هو موجود في تلك الكتب هو اما من قول المؤلف او نقل عن غير اهل البيت عليهم السلام، أي ليس بحديث، اذ الحديث بمعناه الخاص عندنا هو ما روي عن اهل البيت عليهم السلام و يستثنى من ذلك كتاب مصباح الشريعة فانا نقلنا النصوص و ان كنا لا نجزم بان كل النص عن الامام عليه السلام فلقد بينا في محله ان الكتاب حديث و شرح مدرج و ليس حديثا فقط وقد اشرنا الى تلك المواطن كل في محله. ولأن هذا المشروع سيطول و ربما يستغرق سنوات او عشرات السنين و ربما لن يكتمل فاني عمدت الى نشر الكتاب على دفعات كلما بحثت سبعة كتب نشرتها ان شاء الله.

    ملاحظة(2) : هذه نسخة اولية للكتاب مرتبة حسب الدفعات التأليفية أي كل سبعة كتب، و انما طرحنا هذه النسخة تعجيلا للمنفعة بحيث ان الحديث الواحد يكون مستوفا في الكتب السبعة المدروسة فقط، لكن النسخة النهائية للكتاب ستختلف و سيكون الحديث مستوفا و مبحوثا في جميع كتب الحديث كما ان تسلسل الاحاديث سيختلف حيث انا سنضيف الزوائد الحديثية أي الاحاديث الجديدة ضمن المتن لذلك لم نرقم الاحاديث هنا و انما الترقيم سيكون للنسخة النهائية و الله الموفق.

    الألف

    ائت بقرآن غير هذا او بدله

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال اخبرني الحسن بن على عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابي السفاتج عن ابي عبدالله عليه السلام في قول الله: ائت بقرآن غير هذا او بدله يعني امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع إلا ما يوحى الي يعني في علي بن ابي طالب امير المؤمنين عليه السلام . حديث محكم. 

    الائمة في كتاب الله إمامان إمام عدل وإمام جور

    تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال حدثنا حميد بن زياد قال: حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام قال الائمة في كتاب الله إمامان إمام عدل وإمام جور قال الله وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار يقدمون امرهم قبل امر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلافا لما في كتاب الله. حديث محكم.

    أئمة المؤمنين نورهم يسعى بين ايديهم وبأيمانهم

    تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال حدثنا محمد بن الحسين الصائغ عن الحسن بن علي بن ابي عثمان عن صالح بن سهل عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: نورهم يسعى بين ايديهم وبأيمانهم، قال أئمة المؤمنين نورهم يسعى بين ايديهم وبأيمانهم حتى ينزلوا منازلهم. حديث محكم.

    ء إنا لمردودون في الحافرة، يقول في الخلق الجديد

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله: ء إنا لمردودون في الحافرة، يقول في الخلق الجديد واما قوله: فاذا هم بالساهرة، والساهرة الارض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الارض قوله (بالواد المقدس) اي المطهر واما (طوى) فاسم الوادي. حديث محكم.

    آخر فريضة انزلها الله الولاية

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال  حدثنا ابو الحسن على بن ابراهيم بن هاشم  قال:  حدثني ابي عن صفوان بن يحيى عن العلا عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال آخر فريضة انزلها الله الولاية ثم لم ينزل بعدها فريضة ثم انزل اليوم اكملت لكم دينكم بكراع الغنم  فاقامها رسول الله صلى الله عليه وآله بالجحفة فلم ينزل بعدها فريضة. حديث محكم.

    آية من القرآن لم يعمل بها أحد قبلي، و لا يعمل  بها أحد بعدي

    تفسير الحبري: أبو محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد الجوهريّ  قال حدّثنا  أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزبانيّ، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبيد الحافظ  قراءة عليه، في  باب منزله في قطيعة جعفر ، يوم الأحد لليلتين بقيتا من ذي الحجّة سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبريّ الكوفيّ قال:  حدّثنا مالك بن إسماعيل، عن عبد السّلام، عن ليث، عن مجاهد: قال: قال عليّ (عليه السلام): آية من القرآن لم يعمل بها أحد قبلي، و لا يعمل  بها أحد بعدي، أنزلت «آية النّجوى»  فكان عندي دينار، فبعته بعشرة دراهم، فكنت إذا أردت أناجي النّبيّ صلّى اللّه عليه [و آله‌] تصدّقت بدرهم حتّى فنيت، ثمّ نسختها الآية الّتي بعدها: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا ... الاية .

    اتى موسى العالم فأصابه

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال حدثنا على بن ابراهيم قال: حدثني محمد بن علي بن بلال عن يونس قال: اختلف يونس وهشام بن ابراهيم في العالم الذي أتاه موسى عليه السلام أيهما كان اعلم وهل يجوز أن يكون على موسى حجة في وقته وهو حجة الله على خلقه فقال قاسم الصيقل: فكتبوا ذلك إلى ابى الحسن الرضا عليه السلام يسألونه عن ذلك فكتب في الجواب: اتى موسى العالم فأصابه وهو في جزيرة من جزائر البحر إما جالسا وإما متكئا فسلم عليه موسى فأنكر السلام إذ كان بأرض ليس فيها سلام قال: من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران، قال: أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما؟ قال: نعم، قال: فما حاجتك؟ قال: جئت ان تعلمن مما علمت رشدا قال: إني وكلت بأمر لا تطيقه ووكلت أنت بأمر لا أطيقه، ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد من البلاء وكيد الاعداء حتى اشتد بكماؤهما ثم حدثه العالم عن فضل آل محمد حتى جعل موسى يقول يا ليتني كنت من آل محمد، وحتى ذكر فلانا وفلانا وفلانا ومبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى قومه وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إياه وذكر له من تأويل هذه الآية ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة حين أخذ الميثاق عليهم فقال له موسى (هل أتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا) فقال الخضر: (انك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) فقال موسى عليه السلام: (ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك امرا) قال الخضر: (فان اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا) يقول لا تسألني عن شئ أفعله ولا تنكره علي حتى أنا اخبرك بخبره قال: نعم، فمروا ثلاثتهم حتى انتهوا إلى ساحل البحر وقد شحنت سفينة وهي تريد ان تعبر فقال لارباب السفينة: تحملوا هؤلاء الثلاثة نفر فانهم قوم صالحون، فحملوهم فلما جنحت السفينة في البحر قام الخضر إلى جوانب السفينة فكسرها وأحشاها بالخرق والطين، فغضب موسى غضبا شديدا وقال للخضر: (اخرقتها لتغرق اهلها لقد جئت شيئا أمرا) فقال له الخضر عليه السلام: (الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا) قال موسى: (لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امري عسرا) فخرجوا من السفينة فمروا فنظر الخضر إلى غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه قطعة قمر في اذنيه درتان، فتأمله الخضر ثم اخذه فقتله، فوثب موسى على الخضر وجلد به الارض فقال: (أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا) فقال الخضر: (الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا) قال موسى: (إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا اهل قرية) بالعشي تسمى الناصرة واليها ينتسب النصارى ولم يضيفوا أحدا قط ولم يطعموا غريبا فاستطعموهم فلم يطعموهم ولم يضيفوهم فنظر الخضر عليه السلام إلى حائط قد زال لينهدم فوضع الخضر يده عليه وقال: قم باذن الله فقام فقال موسى لن ينبغ لك ان تقيم الجدار حتى يطعمونا ويأوونا وهو قوله (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) فقال له الخضر: (هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا اما السفينة) التي فعلت بها ما فعلت فانها كانت لقوم (مساكين يعملون في البحر فأردت ان اعيبها وكان وراء هم) اي وراء السفينة (ملك يأخذ كل سفينة) صالحة (غصبا) كذا نزلت وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئا (واما الغلام فكان أبواه مؤمنين) وطبع كافرا، كذا نزلت، فنظرت إلى جبينه وعليه مكتوب طبع كافرا (فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكوة وأقرب رحما) فأبدل الله لوالديه بنتا وولدت سبعين نبيا، واما الجدار الذي اقمته (فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك ان يبلغا أشدهما - إلى قوله - ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا). حديث محكم. وليس في علم الخضر عليه السلام لامور غائبة عن موسى عليه السلام ولا في امر الله تعالى موسى باتباعه اخلال بحجيته.

    اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي   قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله (اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح بن مريم) اما المسيح فعصوه وعظموه في انفسهم حتى زعموا انه إله وانه ابن الله وطائفة منهم قالوا ثالث ثلاثة وطائفة منهم قالوا هو الله واما احبارهم ورهبانهم فانهم اطاعوهم واخذوا بقولهم واتبعوا ما امروهم به ودانوا بهم بما دعوهم اليه فاتخذوهم اربابا بطاعتهم لهم وتركهم ما امر الله وكتبه ورسله فنبذوه وراء ظهورهم وما امرهم به الاحبار والرهبان اتبعوه واطاعوهم وعصوا الله وإنما ذكر هذا في كتابنا لكى نتعظ بهم فعير الله بني اسرائيل بما صنعوا يقول الله (وما امروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون). حديث محكم.

    أتدري اين يؤم بك

    تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال (كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) قال نزلت في الحبشة حين جاؤا بالفيل  ليهدموا به الكعبة، فلما ادنوه من باب المسجد قال له عبدالمطلب أتدري اين يؤم بك قال برأسه لا، فقال اتوا بك لتهدم كعبة الله أتفعل ذلك؟ فقال برأسه لا، فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه. حديث محكم.

    اتقوا فتنة الأخينس ، اتقوا فتنة سعد

    كتاب سليم- تتمة متن كتاب سليم ما جاء في نسخة منه-: الطوسي و النجاشي و غيرهما باسانيد جمة الى ابن ابي عمير و  حماد بن عيسى و غيرهما  ( منها الطوسي قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، قال: أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري رحمه الله، قال: أخبرنا أبو علي ابن همام بن سهيل، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد  ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير) عن  عمر بن اذينة و ابراهيم بن عمر اليماني و غيرهما عن أبان بن أبي عياش. عن سليم بن قيس الهلالي وهذا لفظ ابن اذينة: قال سليم بن قيس: لقيت سعد بن أبي وقاص وقلت له: إني سمعت عليا عليه السلام يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (اتقوا فتنة الأخينس ، اتقوا فتنة سعد، فإنه يدعو إلى خذلان الحق وأهله). فقال سعد: اللهم إني أعوذ بك أن أبغض عليا أو يبغضني، أو أقاتل عليا أو يقاتلني، أو أعادي عليا أو يعاديني.

    إن عليا كانت له خصال لم تكن لأحد من الناس مثلها:

    إنه صاحب براءة حين قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إنه لا يبلغ عني إلا رجل مني).

    وقال صلى الله عليه وآله له يوم غزاة تبوك: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة، فإنه لا نبي بعدي).

    وأمر صلى الله عليه وآله بسد كل باب شارع إلى المسجد غير بابه، فجهد عمر أن يرخص له في كوة صغيرة قدر عينه فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال عند ذلك حمزة والعباس وجعفر:

    (سددت أبوابنا وتركت باب علي)؟ فقال صلى الله عليه وآله: (ما أنا سددتها ولا فتحت بابه، ولكن الله سدها وفتح بابه).

    وآخى رسول الله صلى الله عليه وآله بين كل رجلين من أصحابه، فقال عليه السلام له: آخيت بين كل رجلين من أصحابك وتركتني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة).

    وقال في يوم خيبر حين انهزم أبو بكر وعمر فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: (ما بال أقوام يلقون المشركين ثم يفرون؟ لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ليس بجبان ولا فرار ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه خيبرا).

    فلما أصبحنا اجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأريت رسول الله وجهي فقال: (أين أخي، ادعوا لي عليا). فأتوه به، فإذا هو رمد يقاد من رمده وعليه إزار وغبار الدقيق عليه وكان يطحن لأهله. فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله فوضع رأسه في حجره وتفل في عينيه.

    ثم عقد له ودعا له، فما انثنى حتى فتح الله له وأتاه بصفية بنت حيي بن أخطب، فأعتقها النبي صلى الله عليه وآله ثم تزوجها وجعل عتقها صداقها

    وأعظم من ذلك - يا أخا بني هلال - يوم غدير خم، أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيده - وأنا أنظر إليه - رافعا عضديه فقال: (ألست أولى بكم من أنفسكم)؟ فقالوا:

    بلى. قال: (فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ليبلغ الشاهد الغائب).

    قال سليم: وأقبل علي سعد فقال: إنما شككت ولست بقاتل نفسي إن كان سبقني إلى فضل غبت عنه إني لم أزعم أني مخطئ ولا مسئ، بل هو على الحق.

    قال: وذكر سليم: أنه لم يكن مع طلحة والزبير رجل واحد من المهاجرين والأنصار، ولا مع معاوية رجل من المهاجرين والأنصار، ولا مع الخوارج يوم النهروان أحد من المهاجرين والأنصار.

    قال: وسمعت سعدا وذكر المخدج، قال: فقال علي عليه السلام: قتل شيطان الوهدة. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (أمه أمة لبني سليم وأبوه شيطان)!) حديث محكم.

    اتق الله و كن حيث شئت و من أي قوم شئت

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، ولكن في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال:   الباب السادس و العشرون في بيان الحق و الباطل. قال الصادق عليه السلام: اتق الله و كن حيث شئت و من أي قوم شئت فإنه لا خلاف لأحد في التقوى و التقوى محبوب عند كل فريق و فيه اجتماع كل خير و رشد و هو ميزان كل علم و حكمة و أساس كل طاعة مقبولة و التقوى ماء ينفجر من عين المعرفة بالله تعالى يحتاج إليه كل فن من العلم و هو لا يحتاج إلى تصحيح المعرفة بالخمود تحت هيبة الله تعالى و سلطانه و مزيد التقوى يكون من أصل اطلاع الله عز و جل على سر العبد بلطفه فهذا أصل كل حق و أما الباطل فهو ما يقطعك عن الله تعالى متفق عليه أيضا كل فريق فاجتنب عنه و أفرد سرك لله تعالى بلا علاقة قال رسول الله صلى الله عليه  و اله أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد حيث قال

    ألا كل شي ء ما سوى الله باطل و كل نعيم لا محالة زائل

    فالزم ما اجتمع عليه أهل الصفاء و التقى و التقوى من أصول الدين و حقائق اليقين و الرضا و التسليم و لا تدخل في اختلاف الخلق و مقالاتهم فيصعب عليك و قد اجتمعت الأمة المختارة بأن الله واحد ليس كمثله شي ء و أنه عدل في حكمه و يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد و لا يقال في شي ء من صنعه لم و لا كان و لا يكون شي ء إلا بمشيئته و إرادته و أنه قادر على ما يشاء و صادق في وعده و وعيده و أن القرآن كلامه و أنه كان قبل الكون و المكان و الزمان و أن إحداث الكون و فنائه عنده سواء ما ازداد بإحداثه علما و لا ينقص بفنائه ملكه عز سلطانه و جل سبحانه فمن أورد عليك ما ينقص هذا الأصل فلا تقبله و جرد باطنك لذلك ترى بركاته عن قريب و تفوز مع الفائزين.) حديث محكم.

    أتيت أمّ سلمة زوج النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)

    تفسير الحبري: أبو محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد الجوهريّ  قال حدّثنا  أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزبانيّ، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبيد الحافظ  قراءةعليه، في  باب منزله في قطيعة جعفر ، يوم الأحد لليلتين بقيتا من ذي الحجّة سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبريّ الكوفيّ قال: حدّثنا سعيد بن عثمان، قال: حدّثني أبو مريم، قال: حدّثنا داود بن أبي عوف، قال: حدّثني شهر بن حوشب، قال: أتيت أمّ سلمة زوج النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، لأسلّم عليها، فقلت لها: رأيت هذه الآية، يا امّ المؤمنين! إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . قالت: نزلت و أنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه على منامة لنا تحتنا كساء خيبريّ، فجاءت فاطمة و معها حسن و حسين، و فخار فيه حريرة  ... و ذكر الحديث . حديث محكم و يقصد بالحديث ما رواه قبله ( عن أمّ سلمة، قالت: نزلت هذه الآية في عليّ . إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . قالت: قلت يا رسول اللّه! أ لست من أهل البيت؟ قال: «إنّك على خير، إنّك من أزواج النّبيّ صلّى اللّه عليه  [و آله‌] و سلّم. و كان في البيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله‌] و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السلام).) لكن  عن فرات ( فقال: و أين ابن عمّك؟ قالت: في البيت. قال: فاذهبي فادعيه. قالت: فدعوته، فأخذ الكساء من تحتنا، فعطفه، فأخذ جميعه بيده. فقال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا. و أنا جالسة خلف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فقلت: يا رسول اللّه بأبي أنت و أمّي، فأنا؟ قال: إنّك على خير، و نزلت هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً في النّبيّ و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السلام). حديث محكم.

    الاثاث المتاع واما رئيا فالجمال والمنظر الحسن.

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) قال الاثاث المتاع واما رئيا فالجمال والمنظر الحسن. حديث محكم.

    الاجاج المر

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود  عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج) فالاجاج المر. قوله (وترى الفلك فيه مواخر) يقول الفلك مقبلة ومدبرة بريح واحدة.

    اجتمعوا اربعة عشر رجلا اصحاب العقبة

    تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال حدثنا حبيب بن الحسن بن ابان الاجري قال حدثني محمد بن هشام عن محمد قال حدثني يونس قال قال لي ابوعبدالله عليه السلام: اجتمعوا اربعة عشر رجلا اصحاب العقبة ليلة اربعة عشر من ذي الحجة، فقالوا للنبي صلى الله عليه وآله: ما من نبي إلا وله آية فما آيتك في ليلتك هذه؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله ما الذي تريدون؟ فقالوا ان يكن لك عند ربك قدر فامر القمر أن ينقطع قطعتين، فهبط جبرئيل عليه السلام وقال يا محمد ان الله يقرؤك السلام ويقول لك: إني قد امرت كل شئ بطاعتك، فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فانقطع قطعتين فسجد النبي صلى الله عليه وآله شكرا لله وسجد شيعتنا، رفع النبي صلى الله عليه وآله رأسه ورفعوا رؤسهم، ثم قالوا يعود كما كان فعاد كما كان، ثم قالوا ينشق رأسه فأمره فانشق فسجد النبي صلى الله عليه وآله شكرا لله وسجد شيعتنا، فقالوا يا محمد حين تقدم سفارنا من الشام واليمن فنسألهم ما رأوا في هذه الليلة فان يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا انه من ربك وإن لم يروا مثل ما رأينا علمنا انه سحر سحرتنا به، فأنزل الله اقتربت الساعة إلى آخر السورة. حديث محكم.

    أجرها مرتين والعذاب ضعفين كل هذا في الآخرة

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود  عن أبي جعفر عليه السلام قال: في قوله تعالى (يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ) و قوله ( نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ )  أجرها مرتين والعذاب ضعفين كل هذا في الآخرة حيث يكون الاجر يكون العذاب. حديث محكم.

    الاجل المقضي هو المحتوم

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال  حدثنا ابو الحسن على بن ابراهيم بن هاشم  قال:  قوله (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده) فانه حدثني ابي عن النضر بن سويد عن الحلبي عن عبدالله عن مسكان عن ابي عبدالله عليه السلام قال الاجل المقضي هو المحتوم الذي قضاه الله وحتمه والمسمى هو الذي فيه البداء  يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، والمحتوم ليس فيه تقديم ولا تأخير. حديث محكم.

    احذروا على دينكم ثلاثة رجال

    كتاب سليم- تتمة متن كتاب سليم ما جاء في نسخة منه-: الطوسي والنجاشي و غيرهما باسانيد جمة الى ابن ابي عمير و   حماد بن عيسى و غيرهما  ( منها الطوسي قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، قال: أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري رحمه الله، قال: أخبرنا أبو علي ابن همام بن سهيل، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد  ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير) عن   عمر بن اذينة و ابراهيم بن عمر اليماني و غيرهما عن أبان بن أبي عياش. عن سليم بن قيس الهلالي وهذا لفظ ابن اذينة:  سليم بن قيس قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:  احذروا على دينكم ثلاثة رجال: رجل قرأ القرآن حتى إذا رآى عليه بهجته كأن رداء للإيمان غيره إلى ما شاء الله، اخترط سيفه على أخيه المسلم ورماه بالشرك. قلت: يا رسول الله، أيهما أولى بالشرك؟ قال: الرامي به منهما. ورجل استخفته الأحاديث، كلما انقطعت أحدوثة كذب مثلها أطول منها. إن يدرك الدجال يتبعه. ورجل آتاه الله عز وجل سلطانا فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله، وكذب، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لا طاعة لمن عصى الله.

    إنما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ، لأن الله إنما أمر بطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية الله، وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية الله.  قال: ثم أقبل علي علي بن أبي طالب عليه السلام - حين فرغ من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله - فقال: لا بد من رحى ضلالة، فإذا قامت طحنت وإن لطحنها روقا وإن روقها حدتها وعلى الله فلها. إن أبرار عترتي وطيب أرومتي أحلم الناس صغارا وأعلمهم كبارا. ألا وبنا يفرج الله الضيق والزمان الكلب، وعلى أيدينا يغير الكگب. ألا وإنا أهل بيت من حكم الله حكمنا وقول صادق سمعنا، فإن تتبعوا سبيلنا وتسلكوا طريقنا وآثارنا تهتدوا ببصائرنا، وإن تخالفونا تهلكوا، وإن تقتدوا بنا تجدونا على الكتاب أمامكم، وإن تخالفونا لم تضروا بذلك إلا أنفسكم.  إن الله سائل أهل كل زمان ويدعى الشهداء عليهم في زمانهم منا، فمن صدق صدقناه ومن كذب كذبناه.  إن رسول الله صلى الله عليه وآله هو المنذر الهادي الرسول إلى الجن والأنس إلى يوم القيامة، لا نبي بعده ولا رسول، ولا ينزل بعد القرآن كتابا. ولكل أهل زمان هاد ودليل وإمام يهديهم ويدلهم ويرشدهم إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم، كلما مضى هاد خلف آخر مثله. هم مع الكتاب والكتاب معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله حوضه. إنا أهل بيت دعا الله لنا أبونا إبراهيم عليه السلام فقال: (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) ، فإيانا عنى الله بذلك خاصة. ونحن الذين عنى الله: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) إلى آخر السورة ، فرسول الله الشاهد علينا ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه. ونحن الذين عنى الله بقوله: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) إلى آخر الآية. فلكل زمان منا إمام شاهد على أهل زمانه. ) حديث محكم.

    احذروا على دينكم ثلاثة رجال

    كتاب سليم- تتمة متن كتاب سليم ما جاء في نسخة منه-: الطوسي والنجاشي و غيرهما باسانيد جمة الى ابن ابي عمير و   حماد بن عيسى و غيرهما  ( منها الطوسي قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، قال: أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري رحمه الله، قال: أخبرنا أبو علي ابن همام بن سهيل، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد  ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير) عن   عمر بن اذينة و ابراهيم بن عمر اليماني و غيرهما عن أبان بن أبي عياش. عن سليم بن قيس الهلالي وهذا لفظ ابن اذينة:  سليم بن قيس قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: احذروا على دينكم ثلاثة رجال: رجلا قرأ القرآن حتى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره ورماه بالشرك. قلت: يا أمير المؤمنين، أيهما أولى بالشرك؟ قال: الرامي. ورجلا استخفته الأحاديث، كلما حدث أحدوثة كذب مدها بأطول منها. ورجلا آتاه الله عز وجل سلطانا فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله، وكذب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. لا ينبغي للمخلوق أن يكون حبه لمعصية الله، فلا طاعة في معصيته ولا طاعة لمن عصى الله، إنما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر. إنما أمر الله عز وجل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصيته وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته.

    احفظ أدب الدعاء و انظر من تدعو

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، و في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال: الباب الثاني و الستون في الدعاء. قال الصادق عليه السلام: احفظ أدب الدعاء و انظر من تدعو كيف تدعو و لماذا تدعو و حقق عظمة الله و كبرياءه و عاين بقلبك علمه بما في ضميرك و اطلاعه على سرك و ما تكن و ما تكون فيه من الحق و الباطل و اعرف طرق نجاتك و هلاكك كيلا تدعو الله تعالى بشي ء عسى فيه هلاكك و أنت تظن أن فيه نجاتك قال الله تعالى وَ يَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَ كانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا و تفكر ما ذا تسأل و لماذا تسأل و الدعاء استجابة الكل منك للحق و تذويبا لمهجة في مشاهدة الرب و ترك الاختيار جميعا و تسليم الأمور كلها ظاهرا و باطنا إلى الله تعالى فإن لم تأت بشرط الدعاء فلا تنظر الإجابة فإنه يعلم السر و أخفى فلعلك تدعوه بشي ء قد علم من سرك خلاف ذلك قال بعض الصحابة لبعضهم أنتم تنتظرون المطر و أنا أنتظر الحجر و اعلم أنه لو لم يكن الله أمرنا بالدعاء لكان إذا أخلصنا الدعاء تفضل علينا بالإجابة فكيف قد ضمن ذلك لمن أتى بشرائط الدعاء و سئل رسول الله صلى الله عليه و اله عن اسم الله الأعظم فقال صلى الله عليه و اله كل اسم من أسماء الله أعظم ففرغ قلبك عن كل ما سواه و ادعه تعالى بأي اسم شئت فليس لله في الحقيقة اسم دون اسم بل هو الله الواحد القهار قال النبي صلى الله عليه و اله إن الله لا يستجيب الدعاء من قلب لاه قال الصادق عليه السلام إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم و لا يكن رجاه إلا من عند الله عز و جل فإذا علم الله تعالى ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلا أعطاه فإذا أتيت بما ذكرت لك من شرائط الدعاء و أخلصت سرك لوجهه فأبشر بإحدى ثلاث إما أن يعجل لك ما سألت و إما أن يدخر لك ما هو أفضل منه و إما أن يصرف منك من البلاء ما لو أرسله إليك لهلكك قال النبي صلى الله عليه و اله قال الله تعالى من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي للسائلين قال الصادق عليه السلام لقد دعوت الله مرة فاستجاب لي و نسيت الحاجة لأن استجابته بإقباله على عبده عند دعوته أعظم و أجل مما يريد منه العبد و لو كانت الجنة و نعيمها الأبدي و ليس يعقل ذلك إلا العاملون المحبون العارفون صفوة لله و خواصه) حديث محكم و الظاهر انه من قوله (قال النبي صلى الله عليه و اله إن الله لا يستجيب الدعاء الى اخر الحديث) من قول الشارح.

    أحسن الموعظة ما لا تجاوز القول حد الصدق

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، و في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال: الباب السادس و السبعون في الموعظة. قال الصادق عليه السلام: أحسن الموعظة ما لا تجاوز القول حد الصدق و الفعل حد الإخلاص فإن مثل الواعظ و المتعظ كاليقظان و الراقد فمن استيقظ عن رقدة غفلته و مخالفاته و معاصيه صلح أن يوقظ غيره من ذلك الرقاد و أما السائر في مفاوز الاعتداء و الخائض في مراتع الغي و ترك الحياء باستحباب السمعة و الرياء و الشهرة و التضيع إلى الخلق المتزي بزي الصالحين المظهر عمارة باطنه و هو في الحقيقة خال عنها قد غمرتها وحشته حب المحمدة و غشيتها ظلمة الطمع فما أفتنه بهواه و أضل الناس بمقاله قال الله عز و جل لَبِئْسَ الْمَوْلى و لَبِئْسَ الْمَصِيرُ و أما من عصمه الله بنور التوحيد و التأييد و حسن التوفيق فطهر قلبه من الدنس فلا يفارق المعرفة و التقى فيستمع الكلام من الأضل و ترك قائله كيفما كان قالت الحكماء خذ الحكمة و لو من أفواه المجانين قال عيسى عليه السلام: جالسوا من يذكركم الله رؤيته و لقاؤه فضلا عن الكلام و لا تجالسوا من توافقه ظواهركم و تخالفه بواطنكم فإن ذلك المدعي بما ليس له إن كنتم صادقين فاستقادتكم فإذا لقيت من ثلاث خصال فاغتنم رؤياه و لقاه و مجالسته و لو كان ساعة فإن ذلك يؤثر في دينك و قلبك و عبادتك بركاته فمن كان كلامه لا يجاوز فعله و فعله لا يجاوز صدقه و صدقه لا ينازع ربه فجالسه بالحرمة و انتظر الرحمة و البركة و احذر لزوم الحجة عليك و راع وقته كيلا تلومه فتخسر و انظر إليه بعين فضل الله عليه و تخصيصه له و كرامته إياه) حديث محكم و الظاهر انه من قوله (و أما من عصمه الله بنور التوحيد الى اخر الحديث ) من قول الشارح.

    اخبرنا عن قول الله او يزوجهم ذكرانا واناثا "

    فهل يزوج الله عباده الذكران تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال حدثنا ابو الحسن على بن ابراهيم بن هاشم قال: حدثنى ابي عن المحمودي ومحمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن اسماعيل الرازي عن محمد بن سعيد ان يحيى بن اكثم سأل موسى بن محمد عن مسائل وفيها اخبرنا عن قول الله او يزوجهم ذكرانا واناثا فهل يزوج الله عباده الذكران وقد عاقب قوما فعلوا ذلك فسأل موسى اخاه ابا الحسن العسكري (عليه السلام) وكان من جواب ابي الحسن اما قوله او يزوجهم ذكرانا واناثا " فان الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين اناثا من الحور العين واناث المطيعات من الانس من ذكران المطيعين  ومعاذ الله ان يكون الجليل عنى ما لبست على نفسك تطلبا للرخصة لارتكاب المآثم. حديث محكم.

    أخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وآله كان عاما للناس بشيرا

    تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال  حدثنا علي بن جعفر قال: حدثني محمد بن عبدالله الطائي قال حدثنا محمد بن أبي عمير قال حدثنا حفص الكناني قال سمعت عبدالله بن بكير الدجاني قال قال لي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: أخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وآله كان عاما للناس بشيرا أليس قد قال الله في محكم كتابه:  وما أرسلناك إلا كافة للناس، لاهل الشرق والغرب وأهل السماء والارض من الجن والانس هل بلغ رسالته اليهم كلهم؟ قلت: لا أدري، قال: يا بن بكير ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يخرج من المدينة فكيف بلغ أهل الشرق والغرب؟ قلت: لا أدري، قال: إن الله تعالى أمر جبرئيل فاقتلع الارض بريشة من جناحه ونصبها لمحمد صلى الله عليه وآله فكانت بين يديه مثل راحته في كفه ينظر إلى أهل الشرق والغرب ويخاطب كل قوم بألسنتهم ويدعوهم إلى الله وإلى نبوته بنفسه فما بقيت قرية ولا مدينة إلا ودعاهم النبي صلى الله عليه وآله بنفسه.  حديث محكم وهو من الصعب.

    أخرج كل من كان عنده يتيم

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال  حدثنا ابو الحسن على بن ابراهيم بن هاشم  قال:  حدثني ابي عن صفوان عن عبدالله بن مسكان عن ابي عبدالله (عليه السلام) انه لما انزلت ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا أخرج كل من كان عنده يتيم وسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله في إخراجهم، فانزل الله تعالى ويسألونك عن اليتامى.. الاية حديث محكم.

    الإخلاص بجميع فواضل الأعمال

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، ولكن في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال:  الباب السادس عشر في الإخلاص. قال الصادق عليه السلام: الإخلاص بجميع فواضل الأعمال و هو معنى افتتاحه القبول و توقيعه الرضا فمن تقبل الله منه و يرضى عنه فهو المخلص و إن قل عمله و من لم يتقبل منه فليس بمخلص و إن كثر عمله اعتبارا بآدم عليه السلام و إبليس عليه اللعنة و علامة القبول وجود الاستقامة ببذل كل محاب مع إصابة علم كل حركة و سكون و المخلص ذائب روحه باذل مهجته في تقويم ما به العلم و الأعمال و العامل و المعمول بالعمل لأنه إذا أدرك ذلك فقد أدرك الكل و إذا فاته ذلك فاته الكل و هو تصفية معاني التنزيه في التوحيد كما قال الأول هلك العاملون إلا العابدون و هلك العابدون إلا العالمون و هلك العالمون إلا الصادقون و هلك الصادقون إلا المخلصون و هلك المخلصون إلا المتقون و هلك المتقون إلا الموقنون و إن الموقنين لعلى خطر عظيم قال الله تعالى وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ و أدنى حد الإخلاص بذل العبد طاقته ثم لا يجعل لعمله عند الله قدرا فيوجب به على ربه مكافأة لعلمه بعمله أنه لو طالبه بوفاء حق العبودية لعجز و أدنى مقام المخلص في الدنيا السلامة من جميع الآثام و في الآخرة النجاة من النار و الفوز بالجنة) حديث محكم ، وفي البحار عنه زيادة(وأدنى حد الاخلاص بذل العبد طاقته ثم لا يجعل لعمله عند الله قدرا فيوجب به على ربه مكافاة بعمله، لعلمه أنه لو طالبه بوفاء حق العبودية لعجز، وأدنى مقام المخلص في الدنيا السلامة من جميع الآثام، وفي الآخرة النجاة من النار والفوز بالجنة)

    أدبار السجود قال اربع ركعات بعد المغرب

    تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال حدثنا ابو الحسن على بن ابراهيم بن هاشم قال:    أخبرنا احمد بن إدريس عن احمد ابن محمد عن ابن ابي نصر (بصير ط) عن الرضا عليه السلام قال ادبار السجود قال: اربع ركعات بعد المغرب وادبار النجوم ركعتان قبل صلاة الصبح. حديث محكم و فيه ايضا (أخبرنا احمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر قال سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله (ومن الليل فسبحه وأدبار السجود) قال اربع ركعات بعد المغرب. حديث محكم.

    إذ(أخذنا ميثاقكم) وعهودكم أن تعملوا بما في التوراة

    تفسير الامام العسكري ( عليه السلام) : قال محمد بن على بن محمد بن جعفر بن دقاق: حدثني الشيخان الفقيهان: أبوالحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان وأبومحمد جعفر بن أحمد بن علي القمي(رضي الله عنه) قالا: حدثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي(رضي الله عنه) و  قال الشيخ أبوالفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي أدام الله تأييده: حدثنا السيد محمد بن شراهتك الحسني الجرجاني، عن السيد أبي جعفر مهتدي بن الحارث الحسيني المرعشي، عن الشيخ الصدوق أبي عبدالله جعفر بن محمد الدوريستي، عن أبيه، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله.  قال: أخبرنا أبوالحسن محمد بن القاسم المفسر الاستراباذي الخطيب(رضي الله عنه) قال: حدثني أبويعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبوالحسن علي بن محمد بن سيار قالا:  قوله عزوجل: واذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون.ثم توليتم من بعد ذلك فلو لا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين. ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين.فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين :  قال الامام عليه السلام: قال الله عزوجل لهم: و [اذكروا] إذ(أخذنا ميثاقكم) وعهودكم أن تعملوا بما في التوراة، وما في الفرقان الذي أعطيته موسى مع الكتاب المخصوص بذكر محمد وعلي والطيبين من آلهما، بأنهم سادة الخلق، والقوامون بالحق واذ أخذنا ميثاقكم أن تقروا به، وأن تؤدوه إلى أخلافكم، وتأمروهم أن يؤدوه إلى أخلافهم إلى آخر مقدراتي في الدنيا، ليؤمنن بمحمد نبي الله، ويسلمن له ما يأمرهم [به] في علي ولي الله عن الله، وما يخبرهم به [عنه] من أحوال خلفائه بعده القوامين بحق الله، فأبيتم قبول ذلك واستكبرتموه.

    (ورفعنا فوقكم الطور) الجبل، أمرنا جبرئيل أن يقطع من جبل فلسطين قطعة على قدر معسكر أسلافكم فرسخا في فرسخ، فقطعها، وجاء بها، فرفعها فوق رؤوسهم.

    فقال موسى عليه السلام لهم: إما أن تأخذوا بما امرتم به فيه، وإما أن القي عليكم هذا الجبل.

    فالجئوا إلى قبوله كارهين إلا من عصمه الله من العناد، فانه قبله طائعا مختارا.

    ثم لما قبلوه،سجدوا وعفروا، وكثير منهم عفر خديه لا لارادة الخضوع لله، ولكن نظر إلى الجبل هل يقع أم لا، وآخرون سجدوا طائعين مختارين.

    [ثم قال عليه السلام] فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: احمدوا الله معاشر شيعتنا على توفيقه إياكم، فانكم تعفرون في سجودكم لا كما عفره كفرة بني إسرائيل، ولكن كما عفره خيارهم.

    قال الله عزوجل:(خذوا ما آتيناكم بقوة) من هذه الاوامر والنواهي من هذا الامر الجليل من ذكر محمد وعلي وآلهما الطيبين.

    (واذكروا مافيه) فيما آتيناكم، اذكروا جزيل ثوابنا على قيامكم به، وشديد عقابنا على إبائكم له.

    (لعلكم تتقون) لتتقوا المخالفة الموجبة للعقاب، فتستحقوا بذلك جزيل الثواب.

    قال الله عزوجل [لهم]:(ثم توليتم) يعني تولى أسلافكم(من بعد ذلك) عن القيام به، والوفاء بما عوهدوا عليه.

    (فلو لا فضل الله عليكم ورحمته) يعني على أسلافكم، لولا فضل الله عليكم بامهاله إياهم للتوبة، وإنظارهم لمحو الخطيئة بالانابة(لكنتم من الخاسرين) المغبونين، قد خسرتم الآخرة والدنيا، لان الآخرة [قد] فسدت عليكم بكفركم، والدنيا كان لا يحصل لكم نعيمها لاخترامنا  لكم، وتبقى عليكم حسرات نفوسكم وأمانيكم التي قد اقتطعتم دونها.

    ولكنا أمهلناكم للتوبة، وأنظرناكم للانابة، أي فعلنا ذلك بأسلافكم فتاب من تاب منهم، فسعد، وخرج من صلبه من قدر أن يخرج منه الذرية الطيبة التي تطيب في الدنيا [بالله تعالى] معيشتها، وتشرف في الآخرة - بطاعة الله - مرتبتها.

    وقال الحسين بن على  عليهما السلام: أما إنهم لو كانوا دعوا الله بمحمد وآله الطيبين بصدق من نياتهم، وصحة اعتقادهم من قلوبهم أن يعصمهم حتى لا يعاندوه بعد مشاهدة تلك المعجزات الباهرات، لفعل ذلك بجوده وكرمه.

    ولكنهم قصروا، وآثروا الهوى بنا  ومضوا مع الهوى في طلب لذاتهم

    ثم قال الله عزوجل:(ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت) لما اصطادوا السموك  فيه(فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين) مبعدين عن كل خير(فجعلناها) [أي] جعلنا تلك المسخة التي أخزيناهم ولعناهم بها(نكالا) عقابا وردعا(لما بين يديها) بين يدي المسخة من ذنوبهم الموبقات التي استحقوا بها العقوبات(رما خلفها) للقوم الذين شاهدوهم بعد مسخهم يرتدعون عن مثل أفعالهم لما شاهدوا ماحل بهم من عقابنا(وموعظة للمتقين) يتعظون بها، فيفارقون المخزيات  ويعظون [بها] الناس، ويحذرونهم المرديات.

    وقال على بن الحسين عليهما السلام: كان هؤلاء قوما يسكنون على شاطئ بحر، نهاهم الله وأنبياؤه عن اصطياد السمك في يوم السبت.

    فتوصلوا إلى حيلة ليحلوا بها لانفسهم ما حرم الله، فخذوا أخاديد، وعملوا طرقا تؤدي إلى حياض، يتهيأ للحيتان الدخول فيها من تلك الطرق، ولا يتهيأ لها الخروج إذا همت بالرجوع [منها إلى اللجج].

    فجاء ت الحيتان يوم السبت جارية على أمان الله [لها]  فدخلت الاخاديد وحصلت  في الحياض والغدران.

    فلما كانت عشية اليوم همت بالرجوع منها إلى اللجج لتأمن صائدها، فرامت الرجوع فلم تقدر، وابقيت ليلتها في مكان يتهيأ أخذها [يوم الاحد] بلا اصطياد لاسترسالها  فيه، وعجزها عن الامتناع لمنع المكان لها.

    فكانوا يأخذونها يوم الاحد، ويقولون: ما اصطدنا يوم السبت، إنما اصطدنا في الاحد، وكذب أعداء الله بل كانوا آخذين لها بأخاديدهم التي عملوها يوم السبت حتى كثر من ذلك مالهم وثراؤهم، وتنعموا بالنساء وغيرهن لاتساع  أيديهم به.

    وكانوا في المدينة نيفا وثمانين ألفا، فعل هذا منهم سبعون ألفا، وأنكر عليهم الباقون، كما قص الله تعالى(وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر)  الآية.

    وذلك أن طائفة منهم وعظوهم وزجروهم، ومن عذاب الله خوفوهم، ومن انتقامه وشديد  بأسه حذروهم، فأجابوهم عن وعظهم(لم تعظون قوما الله مهلكهم) بذنوبهم هلاك الاصطلام(أو معذبهم عذابا شديدا).

    فأجابوا القائلين لهم هذا:(معذرة إلى ربكم) [هذا القول منا لهم معذرة إلى ربكم] إذ كلفنا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فنحن ننهى عن المنكر ليعلم ربنا مخالفتنا لهم، وكراهتنا لفعلهم.

    قالوا:(ولعلهم يتقون) ونعظهم أيضا لعلهم تنجع  فيهم المواعظ، فيتقوا هذه الموبقة، ويحذروا عقوبتها.

    قال الله عزوجل:(فلما عتوا) حادوا وأعرضوا وتكبروا عن قبولهم الزجر(عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين)  مبعدين عن الخير، مقصين

    قال فلما نظر العشرة الآلاف والنيف أن السبعين ألفا لا يقبلون مواعظهم، ولا يحفلون بتخويفهم إياهم وتحذيرهم لهم، اعتزلوهم إلى قرية اخرى قريبة من قريتهم

    وقالوا: نكره أن ينزل بهم عذاب الله ونحن في خلالهم.

    فأمسوا ليلة، فمسخهم الله تعالى كلهم قردة [خاسئين]، وبقي باب المدينة مغلقا لا يخرج منه أحد [ولا يدخله أحد].

    وتسامع بذلك أهل القرى فقصدوهم، وتسنموا  حيطان البلد، فاطلعوا عليهم فاذا هم كلهم رجالهم ونساؤهم قردة يموج بعضهم في بعض يعرف هؤلاء الناظرون معارفهم وقراباتهم وخلطاء هم، يقول المطلع لبعضهم: أنت فلان؟ أنت فلانة؟ فتدمع عينه، ويؤمي برأسه(بلا، أو نعم).

    فما زالوا كذلك ثلاثة أيام، ثم بعث الله عزوجل [عليهم] مطرا وريحا فجرفهم إلى البحر، وما بقي مسخ بعد ثلاثة أيام، وإنما الذين ترون من هذه المصورات بصورها فانما هي أشباهها، لا هي بأعيانها ولا من نسلها.

    ثم قال على بن الحسين عليهما السلام: إن الله تعالى مسخ هؤلاء لاصطياد السمك فكيف ترى عند الله عزوجل [يكون] حال من قتل أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وهتك حريمه؟ ! إن الله تعالى وإن لم يمسخهم في الدنيا، فان المعد لهم من عذاب [الله في] الآخرة [أضعاف] أضعاف عذاب المسخ.

    فقيل له: يا بن رسول الله فانا قد سمعنا منك هذا الحديث فقال لنا بعض النصاب: فان كان قتل الحسين عليه السلام باطلا، فهو أعظم من صيد السمك في السبت، أفما كان يغضب الله على قاتليه كما غضب على صيادي السمك؟ قال على بن الحسين عليهما السلام: قل لهؤلاء النصاب: فان كان إبليس معاصيه أعظم من

    معاصي من كفر باغوائه، فأهلك الله تعالى من شاء منهم كقوم نوح وفرعون، ولم يهلك إبليس وهو أولى بالهلاك، فما باله أهلك هؤلاء الذين قصروا عن إبليس في عمل الموبقات، وأمهل إبليس مع إيثاره لكشف المخزيات؟  ألا كان ربنا عزوجل حكيما بتدبيره وحكمه فيمن أهلك، وفيمن استبقى.

    فكذلك هولاء الصائدون [للسمك] في السبت، وهؤلاء القاتلون للحسين عليه السلام يفعل في الفريقين ما يعلم أنه أولى بالصواب والحكمة، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون

    ثم قال على بن الحسين عليهما السلام: أما إن هؤلاء الذين اعتدوا في السبت لو كانوا حين هموا بقبيح أفعالهم سألوا ربهم بجاه محمد وآله الطيبين أن يعصمهم من ذلك لعصمهم، وكذلك الناهون لهم لو سألوا الله عزوجل أن يعصمهم بجاه محمد وآله الطيبين لعصمهم، ولكن الله تعالى لم يلهمهم ذلك، ولم يوفقهم له فجرت معلومات الله تعالى فيهم على ماكان سطره في اللوح المحفوظ.

    وقال الباقر عليه السلام: فلما حدث علي بن الحسين عليهما

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1