سان ديفيل

تحكي لنا الرواية قصة شاب إنجليزي أرستقراطي، يُدعى السيد مارتن، نشأ في إحدى قصور ويستمنستر في محيط كوڤينت جاردن لأبٍ ثري ذائع الصيت على الصعيد التجاري و السياسي، و أُم اسكتلندية مُنفصلة عن أبيه منذ طفولته تعيش بعيداً في قصر أبيها بأدنبرة.

نشأت في تلك الحقبة جمعيات سرية في بريطانيا و فرنسا، و التي باشرت أنشطتها في سريّة تامة تحت مُسميات مختلفة، قبل أن تتوغل بعد ذلك إلى دهاليز القصور الملكية، بل و ضلوعها في قيام الثورات التي شهدتها أوروبا بعد ذلك و التي رسمت المُستقبل السياسي لأوروبا فيما بعد.

رفعت تلك الجمعيات شعار "الحريّة"... و لكن... مما يتحررون؟
ربما نجد الحقيقة موجودة على طاولة الإجتماعات السرية رفيعة المستوى لتلك الجمعيات التي أطلقوا عليها جمعية البنّاؤون أو التجار الأحرار!
لقد لعب أحد التُجار الدوليين المؤثرين دوراً هاماً في انضمام السيد مارتن إليهم، بل و كان توكيله بكتابة أول دستور منظم لأنشطة الجمعية أمراً مثيراً للدهشة! لم يؤمن السيد مارتن بأن سبب اختياره للقيام بتلك المهمة الخاصة جداً هو فقط كونه استاذاً في القانون أو ابناً لأحد أعضاء الجمعية... بل كان يعتقد أن هناك أسباب أخرى وراء اختياره!

تبنّى الكاتب من خلال أحداث الرواية فلسفة الشر المتجسد، ليقدّم من خلالها إجابات لتساؤلات عن كيفية نشأة تلك الجمعيات؟ و من يقف وراءها؟ و أسباب الحفاظ على سريتها؟ و ما هي أهدافها الباطنية؟