اسطورة العهود القديمة

جدول المحتويات

حقوق الطبع والنشر

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

عن الرواية

عن المؤلف

المزيد من الكتب

حقوق الطبع والنشر

اسطورة العهود القديمة

تأليف كرم موريس خليل بشاره

نشرها : كرم موريس خليل

حقوق الطبع والنشر 2018 كرم موريس خليل بشاره

طبعة الكترونية ، ملاحظات الترخيص

تم ترخيص هذا الكتاب الاليكتروني للأستخدام الشخصي فقط. لا يجوز إعادة بيع الكتاب الإلكتروني هذا أو توزيعه على أشخاص آخرين. إذا كنت ترغب في مشاركة هذا الكتاب مع شخص آخر ، فيرجى شراء نسخة إضافية لكل مستلم. إذا كنت تقرأ هذا الكتاب ولم تشتريه ، أو لم يتم شراؤه لاستخدامك فقط ، فالرجاء الرجوع إلى موقع المؤلف أو بائع التجزئة المفضل لديك وشراء نسختك الخاصة. شكرا لك على احترام العمل الشاق لهذا المؤلف.

PDF Edition, License Notes

This ebook is licensed for your personal enjoyment only. This ebook may not be re-sold or given away to other people. If you would like to share this book with another person, please purchase an additional copy for each recipient. If you’re reading this book and did not purchase it, or it was not purchased for your use only, then please return to author's website  or your favorite retailer and purchase your own copy. Thank you for respecting the hard work of this author.

الفصل الأول

قصة بدون اسم

عندما كانت الأندلس تحيا عصرها الذهبي العربي كانت مدنها تنعم بكل مظاهر الرفاهية ، فقد كان فيها الحدائق والمتنزهات العامة ، وكان هناك متنزه في وسط مدينة إِشبيليَة يقصده الناس للراحة والاستجمام لبضع ساعات تزيح عنهم بعض أتعاب اليوم.

وذات يوم دخل المتنزه فتى في العاشرة من عمره ، رغم انه ليس لديه أتعاب يوم ليستريح منها. دخله مهموماً وشارداً على غير عادة الأطفال الذين يجرون على الحدائق والأزهار ليلعبون مع أترابهم.

جلس هذا الولد على أريكة بإحدى جوانب المتنزه ، و نظر بحزن للأزهار وللطبيعة الجميلة وهو شارد الفكر.

لفت هذا الأمر انتباه احد الرجال كبار السن الذين يقضون بعض أوقاتهم في المتنزه ليقتلون به ملل شيخوختهم وفراغ حياتهم.

توجه نحو الصبي ذلك الرجل الأشيب الفتيّ الذي تظهر في ملامحه بعض الحيوية والضعف في نفس الوقت بسبب المرض وكان ممتلئ الوجه حزيناً.

جلس بجوار الصبي و سأله عن سبب حزنه فاخبره الفتى أن حبيبته تركته ، لأن أهلها فرقّوا بينهم وانتقلوا للإقامة في شارع آخر في الطرف الآخر من المدينة حتى لا يراها ثانيةً.

فقال له الرجل مهدئاً اياه :

- إن ذلك يحدث دائما ، وان ما يحدث معك اقل بكثير مما حدث مع ضياء الدين

فقال الصبي : ضياء الدين ؟ من هذا ؟

فروى له العجوز قصة ضياء الدين حيث قال :

- انه كان يحب فتاة اسمها فتون تقابل معها في السوق ، حيث كان هو يبيع وهي تشتري ، و كانت جميلة جدا فأعجب بجمالها ، وهو كان جميلا جدا ، فأعجبت هي أيضا بجماله. وتواعدا وتقابلا أكثر من مرة في مدينة صور.

فعلم أبوها زعفران وحاول إبعاده عنها وحاول إبعادها عنه بأنه أرسل بعض رجاله يتلفون بضاعته ويضربونه في الميناء حيث كان يبيع ، و هو تحمّل ما حدث له و لم يبتعد عنها. بل تقدم لخطبتها فرفض أبوها لكثرة غناه و أن أموال تجارة ضياء الدين كانت قليلة إذا ما قورنت بأموال زعفران. فحسبه طامعا في أموالها.

فأصرّت البنت أن تتزوجه رغم رفض أبوها ، الذي ألحّت عليه كثيرا ليوافق. فسال أبوها عنه وعرف انه محتال ، واخبرها بالحقيقة وقال لها :

- إن ضياء الدين ليس اسمه هكذا ، بل هذا كان اسم صاحب المركب الذي غرق في البحر منذ عدة شهور وهذه المركب يمتلكها الآن هذا الشاب ويمتلك أيضا اسمه.

فرفضت فتون أن تصدق ، وواجهت حبيبها ضياء الدين بذلك عندما قابلته سرا. فأنكر ضياء الدين انه محتال ، واعترف بصحة بعض الحقائق ، لكن لم يفسر لها شيئا. غير انه اشترى هذه السفينة من صاحبها بأموال تجارته هو وأبيه قبل موت صاحب المركب ، لكنه أكد لها انه لم يحتل على احد ولم يسرق أحداً من قبل.

ثم اخبرها والدها إن من ضمن مشاكله أن ذلك الفتى يغيّر اسمه دائما في كل مدينه يذهب إليها.

وفي المقابلة الثانية تبقت حقيقة واحدة إن عرفتها منه ستصر على الزواج منه أمام أبيها ، وإذا لم تعرفها سوف تتركه. وهي حقيقة اسمه. فسألته ما اسمك الحقيقي. فاخبرها بان اسمه الحالي  ضياء الدين بن علي بن ضياء الدين.. فحزنت واعتبرته لا يحبها وقالت له انه لو كان اخبرها باسمه فقط لكانت ستتحدى أبوها بقوته وغناه و تتزوج منه. قالت هذا ثم تركته باكيةً.

وبعد ذلك تأكدت من أن صاحب المركب السابق قد مات في البحر منذ عدة شهور ، وأن والده الذي يرافقه في سفره الآن ليس اسمه علي بن ضياء الدين. لذا أنهت معرفتها به وهي غاضبة ومصدقة لما قاله عنه أبوها.

وبعد عدة أيام عادت إليه راكضة ، وهي باكية ، إلى مكان تلاقيهما المعتاد وقت المساء وقالت له :

- لم استطع أن لا احبك رغم رفضي لما أنت عليه لكن لا أستطيع الابتعاد عنك.

وبعد ساعة جاء رجال أبيها وامسكوا بهما وحبسوا ضياء الدين في سجن المدينة وارجعوا فتون إلى البيت كمحبوسة أيضا. لان أبوها ادعى أمام والي المدينة أن ضياء الدين خطف ابنته.

فوجدت فتون بعدة أيام طريقة وهربت من بيتها وهرّبت حبيبها من السجن بمساعدة بعض خدمها الأوفياء الذين يحبونها ويكرهون أباها ، وهم أعطوا رشوة كبيرة للحراس ليهرب ضياء الدين.

وهربا بعيدا إلي بلاد ليبيا  و تزوجا هناك و عاشا في مدينة طرابلس عاما أو اقل في تلك البلاد البعيدة عن أيدي أبيها. ورغم هذا وصل إليهما ابوها وأخذهما قهرًا من هناك قبل تمام السنة.

وأثناء ترحيلهما الإجباري من طرابلس إلى صور على سفينة زعفران ،و بين أيدي رجال زعفران تجددت المشاكل بين الحبيبين أمام حقيقة جديدة عرفتها فتون. إن حبيبها اتخذ لنفسه اسما جديدًا في طرابلس وهو علاء المغربي  ويعرفه به كل أصدقاءه الجدد في سوق طرابلس رغم انه لم يكن قد مر عام على استخدامه للاسم الأول ضياء الدين.

واخبرها والدها بالكثير من أحداث مريبة عن ماضيه أخافتها منه كثيرا........ حتى إنها لم تعاتبه بها.

وعند رجوعهما إلى صور افترقا و طلّقها ضياء الدين - رغم حبهما القوي- وعادت مع أبيها إلى بيتها في صور وهي كارهة لطليقها وهو محطم الفؤاد و مقادا إلى سجن صور بتهمتي الخطف والهروب القديمتين ، وإثناء انتقاله إلى السجن هرب من بين أيديهم مرة أخرى بمساعدة والده الذي كان في صور يترقب مجيئهم  من بعيد في الميناء.

فذهب إلى مسقط رأسه الإسكندرية في سفينة أبيه ، رغم محاولة أبيه إثناءه عن ذلك  لخطورته. لكنه أصرّ وترك أبيه في السفينة ونزل هو إلى المدينة. وكان المساء قد حل.

وسأل عن البيت وقابل أمه وانهمرا سويا في البكاء من الحنين والوحدة وقال لها :

- تعبت من لعنتي هذه ، خلصيني منها.

فقالت له :  - الله عنده الكثير ، وهو جواد. فلنصبر.

- إلى متى ؟

- لا اعلم ، ولا اعلم كيف نتخلص جميعنا من هذه اللعنة.

غير إنها غضبت منه واعترضت كثيرا على مجيئه حتى لا يميته الجني بطريقة غير مباشرة حيث انه ليس لدى الجني حيلة إلا أن يحرك نحوه المصائب والصدف ليميته موتا طبيعيا في اقرب وقت.

حيث انه مَن كان يَدعي انه ضياء الدين هو ليس بهذا الاسم ، وليس له اسم منذ يوم مولده.

فان جدته الكبرى كانت قد دخلت في صداقة وارتباط و عهد بينها وبين جني قوي طلبت منه قوة سحرية كبيرة بعد هروبها من الوالي الشرير وسَحرتهُ الذين كان يريدون إجبارها على الزواج من الوالي ،

فأعطاها الجني تلك القوة تحت عهد أن تكون هي و ابنتها وابنة ابنتها هكذا معه تحت نفس العهد حتى الجيل السادس.

وفي حياة الحفيدة السادسة تموت لها كل ابنة في رحمها ، وعندما تحمل بولد يعيش إلى أن يولد ويُدعى له اسما تحت السماء. وعندما يدعى له اسما بين البشر يموت الطفل بمجرد تحديد اسماً له ، وان لم يختاروا له اسما يموت الولد في يومه الثالث ، ولكن إن حددوا له اسما يموت في لحظة أن يدعوه أحدا بها الاسم أو حتى يجول هذا الاسم بخاطره بدون أن ينطقه الفم.

ولحظة موت ذلك الصبي تكون هي لحظة خلاصها فتتحرر الحفيدة السادسة هذه من عهدها وكل نسلها من بعدها وتعيش حياة طبيعية بدون سحر وبدون موت لأولادها ولبناتها فيما بعد ، ويتحرر الجني المصاحب لها الذي عليه عهد أن يسكن في مسكنها دائما ليحميها ويخدمها ويلبي كل أوامرها في شئون السحر والعرافة.

وأما هذا الشاب - من كان يعرف في صُور بـاسم ضياء الدين -  هو ابن للحفيدة السادسة للمرآة التي أبرمت هذا العهد ، فلما تزوجت تلك الحفيدة وكان اسمها جوهرة وحملت ثلاث مرات