You are on page 1of 13

‫"دور الخضروات والفواكه في الوقاية من امراض السرطان"‬

‫معز االسالم عزت فارس‬

‫ماجستير في علم التغذية‪-‬الجامعة األردنية‬


‫عرف استخدام بعض اصناف الخضروات والفواكه في‬
‫معالجة األمراض عبر التاريخ‪ ،‬حيث كان يعتقد أن لھا دورا‬
‫في معالجة ھذه األمراض والوقاية منھا‪ ،‬ابتداء بالصداع‬
‫وانتھاء بأمراض القلب والشرايين‪ .‬وفي الطب الحديث‬
‫استخدمت ھذه األصناف في العديد من الوصفات الطبية‪ .‬ومع‬
‫تطور العلم‪ ،‬وتطور البحوث المتعلقة بأمراض السرطان‪ ،‬فقد‬
‫وجد ان ‪ %٧٠‬من حاالت االصابة بأنواع السرطان المختلفة‬
‫تعزى بشكل رئيسي الى الغذاء الذي يتناوله االنسان في حياته‬
‫اليومية‪ ،‬وقد وضعت العديد من الفرضيات العلمية التي تھدف‬
‫الى ايجاد العالقة ما بين تناول بعض األغذية وظھور أنواع‬
‫من السرطان‪ ،‬ومن االمثلة على العالقة مابين تناول كميات‬
‫كبيرة من األغذية الغنية بالدھون وسرطان الثدي والقولون‪،‬‬
‫والعالقة ما بين االفراط في تناول الكحول والسرطان الذي‬
‫يصيب كال من الجھاز التنفسي والجھاز الھضمي والثدي‬
‫والكبد‪ ،‬وأخيرا مابين االستھالك الضئيل لأللياف الغذائية‬
‫وسرطان القولون‪ .‬ولعل من أقوى الفرضيات التي وضعت‬
‫اليجاد العالقة ما بين الغذاء والسرطان ھي الفرضية المتعلقة‬
‫باالستھالك اليومي للخضروات والفواكه الطازجة‪ ،‬وھي‬
‫الفرضية التي حازت على اكبر قدر من البحث والتأييد‬
‫العلمي‪ ،‬وقد أظھرت الدراسات التي أجريت عليھا نتائج‬
‫واضحة وملموسة أكثر من أي فرضية أخرى‪ .‬ومن خالل ھذا‬
‫المقال سأحاول أن ألقي الضوء على بعض الجوانب المتعلقة‬
‫بھذه العالقة مبرزا أھمية ھذه األغذية في الوقاية من االصابة‬
‫بأمراض السرطان‪.‬‬
‫قام الباحثون في مجال السرطان باجراء العديد من الدراسات‬
‫العلمية والتي تصل في مجموعھا الى مائتين وستة دراسة‬
‫وبائية استقصائية على البشر واثنتين وعشرين دراسة علمية‬
‫على الحيوانات‪ ،‬وأظھرت معظم ھذه الدراسات وجود العالقة‬
‫العكسية المباشرة ما بين استھالك الخضروات والفواكه‬
‫واالصابة بأمراض السرطان في مواقع الجسم المختلفة‪ ،‬حتى‬
‫غدت ھذه العالقة حقيقة علمية مقررة‪ ،‬خاصة في أنواع‬
‫السرطان التي تصيب كال من المعدة والمريء والرئة‬
‫وتجويف الفم والبلعوم وبطانة الرحم والبنكرياس والقولون‪.‬‬

‫وفيما يلي استعراض ألھم أنواع السرطان التي يرتبط منعھا‬


‫بزيادة االستھالك من الخضروات والفواكه‪:‬‬

‫‪ -١‬سرطان المعدة‪ :‬أظھرت جميع الدراسات المقارنة أن‬


‫استھالك الخضروات الطازجة والورقية بشكل متكرر يرتبط‬
‫ارتباطا مباشرا بمنع االصابة بسرطان المعدة )وھو النوع‬
‫األكثر انتشارا في العالم(‪ ،‬وبدرجة أقل‪ ،‬فقد وجد أن تناول‬
‫الحمضيات ثم الزنبقيات )الثوم والبصل والكراث( يساعد‬
‫على التقليل من االصابة بالسرطان‪.‬‬

‫‪ -٢‬سرطان القولون‪ :‬أظھرت معظم الدراسات أن‬


‫الخضروات بشكل عام )الطازجة وغير الطازجة والورقية(‬
‫تساعد على التقليل من اصابة االنسان بسرطان القولون‪ ،‬ذلك‬
‫أنھا تزيد من سرعة مرور فضالت األغذية المھضومة من‬
‫خالل األمعاء وتقلل من الضغط الذي تولده ھذه الفضالت‬
‫على جدر األمعاء الغليظة‪ ،‬وھذا بدوره يقلل من فرصة تكون‬
‫جيوب األمعاء )وھو ما يعرف بداء األمعاء الردبي( ويقلل‬
‫كذلك من فرصة االصابة بسرطان القولون‪.‬‬
‫‪ -٣‬سرطان المريء‪ :‬بينت جميع الدراسات العلمية التي‬
‫استخدمت الخضروات بشكل عام‪ ،‬والورقية منھا والبندورة‬
‫بشكل خاص‪ ،‬باالضافة الى الحمضيات‪ ،‬ان االستھالك‬
‫المنتظم لھذه األطعمة يساعد على منع حصول السرطان في‬
‫تلك المنطقة من الجسم‪ ،‬وأظھرت أن خضروات الفصيلة‬
‫الزنبقية ليس لھا اي دور في منع ھذا النوع منن السرطان‪.‬‬

‫‪ -٤‬سرطان الرئة‪ :‬يعد سرطان الرئة أحد أكثر أنواع‬


‫السرطان التي تسبب حاالت الوفاة في الواليات المتحدة في‬
‫كل من الرجال والنساء‪ ،‬وقد بينت نتائج الدراسات التي‬
‫اجريت ھناك أن تناول الخضروات الورقية والبندورة بشكل‬
‫خاص يحد بشكل واضح من فرص التعرض لھذا النوع من‬
‫السرطان‪ ،‬كما بينت ان الجزر يساعد‪-‬ولكن بدرجة أقل‪ -‬على‬
‫الحد من االصابة به‪.‬‬

‫ولعل أحد أھم األسباب التي توضح ھذه العالقة أن المدخنين‬


‫في الغالب )وھم يشكلون غالبية المصابين بسرطان الرئة( ھم‬
‫أقل استھالكا لھذه األصناف من األغذية من سواھم‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب ضعف شھيتھم وقلة اقبالھم على تناول الطعام‪ ،‬وقد‬
‫يعزى السبب كذلك الى دور التدخين في تثبيط أو ابطاء‬
‫مفعول العوامل المانعة للسرطان والتي تتوافر في مثل ھذه‬
‫األغذية‪.‬‬

‫‪ -٥‬سرطان المريء وتجويف الفم والبلعوم‪ :‬تعد الخضروات‬


‫الورقية والحمضيات من أھم األغذية النباتية التي تقي من‬
‫االصابة بھذه األنواع من السرطان‪ ،‬كما بينت الدراسات أن‬
‫الجزر يلعب دورا ال يقل أھمية عن األغذية سالفة الذكر‪ ،‬بل‬
‫ان دوره يفوق دور أي نوع آخر من الخضروات والفواكه في‬
‫الوقاية من ھذا السرطان‪.‬‬

‫‪ -٦‬سرطان القولون‪ :‬تعد نباتات الفصيلة الصليبية مثل الزھرة‬


‫والملفوف واللفت والفجل والخردل من أھم الخضروات التي‬
‫تقي من االصابة بھذا النوع من السرطان‪ ،‬كما تساھم الفواكه‬
‫الحمضية والجزر في التقليل من فرص االصابة به‪ ،‬وھي‬
‫تأتي في المرتبة الثانية بعد نباتات الفصيلة الصليبية في الحد‬
‫والوقاية منه‪.‬‬

‫‪ -٧‬سرطان الثدي‪ :‬يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان‬


‫شيوعا عند النساء في الواليات المتحدة وثاني أكبر مسبب‬
‫لحاالت الوفاة من بين أنواع السرطان المختلفة‪ .‬وتشير‬
‫الدراسات الى أن ھناك عالقة عكسية واضحة ما بين استھالك‬
‫الخضروات الورقية والجزر والفواكه‪ ،‬واالصابة بھذا النوع‬
‫من السرطان‪.‬‬

‫‪ -٨‬سرطان البنكرياس‪ :‬أوضحت غالبية الدراسات التي‬


‫أجريت على المرضى المصابين بسرطان البنكرياس أن‬
‫الخضروات والفواكه تسھم وبدرجة كبيرة في الحد من‬
‫االصابة بھذا النوع من السرطان‪.‬‬

‫‪ -٩‬سرطان غدة البروتستات‪ :‬يعد ھذا النوع من السرطان‬


‫استثناء من بين انواع السرطان التي لھا عالقة بتناول‬
‫الخضروات والفواكه‪ ،‬حيث أظھرت جميع الدراسات العلمية‬
‫المتعلقة بھذا الشأن أن استھالك الخضروات والفواكه لم يكن‬
‫له أي دور في الحد من تطور ھذا المرض‪.‬‬
‫وباستعراض ھذه النتائج يتبين لنا أن الخضروات الطازجة‬
‫والورقية منھا بشكل خاص تعد من أكثر أنواع األغذية النباتية‬
‫ذات التأثير الواقي من االصابة بأنواع السرطان المختلفة‪ ،‬فقد‬
‫أظھرت ‪ %٨٥‬من الدراسات التي أجريت في ھذا المجال‬
‫)وعددھا ‪ ١٩٤‬دراسة( أن لھا تأثيرا مباشرا في الوقاية من‬
‫االصابة بالسرطان في مواقع الجسم المختلفة‪ .‬وتأتي نباتات‬
‫الفصيلة الزنبقية في المرتبة الثانية والجزر في المرتبة الثالثة‬
‫فنباتات الفصيلة الصليبية رابعا وأخيرا الفواكه وخاصة‬
‫الحمضيات في المرتبة الخامسة‪.‬‬

‫ولكن الى اي مدى يمكن للخضروات والفواكه أن تحد من‬


‫االصابة بأمراض السرطان؟ وھل يعني التناول اليومي‬
‫والمنتظم للخضروات والفواكه الطازجة منع تطور وحدوث‬
‫أمراض السرطان بشكل مطلق؟؟ والجواب ھو أن‬
‫الخضروات والفواكه ال تمنع تماما من ظھور وتطور ھذه‬
‫األمراض‪ ،‬لكنھا في الحقيقة تقلل من فرصة االصابة‬
‫بالمرض بمقدار النصف أو أكثر قليال‪ ،‬وھذا الدور يبقى دورا‬
‫ھاما وحيويا حتى ولو توقف عند ھذا الحد‪ .‬وقد يتبادر الى‬
‫الذھن سؤال آخر وھو‪ :‬كيف تقوم الخضروات والفواكه بمنع‬
‫االصابة بالسرطان؟ وما ھي المكونات التي تساعد على القيام‬
‫بھذا الدور؟‪.‬‬

‫والجواب أن التأثير الوقائي للخضروات والفواكه يعزى‬


‫اساسا الى احتوائھا على مجموعة من المركبات الكيميائية‬
‫التي تتوافر فيھا بكميات تكفي للحد من تطور ونمو الخاليا‬
‫السرطانية‪ ،‬حيث تمتاز كل مجموعة من أصناف الخضروات‬
‫والفواكه باحتوائھا على مركبات معينة تعطيھا القدرة على‬
‫منع السرطان‪ ،‬ومن االمثلة على ذلك‪:‬‬

‫نباتات الفصيلة الصليبية‪ :‬وتمتاز باحتوائھا على كميات كبيرة‬


‫من مركبات تدعى الدايثيول ثيونات واأليثوثيوسيانات‪ ،‬وھي‬
‫مركبات عضوية كبريتية تعمل على زيادة فعالية األنزيمات‬
‫المحطمة للمواد المسرطنة والمركبات الغريبة الوافدة الى‬
‫الجسم‪ ،‬كما تشتمل على مركبات اندول ‪ -٣-‬كاربونيل‪ ،‬والتي‬
‫تؤثر على استقالب وأيض االستروجين لدى االنسان‪ ،‬بحيث‬
‫ينتج عن ذلك انتاج مركبات تحمي من االصابة بأنواع‬
‫السرطان المرتبطة باالستروجين مثل سرطان الثدي وبطانة‬
‫الرحم لدى النساء‪.‬‬

‫نباتات الفصيلة الزنبقية‪ :‬تمتاز باحتوائھا على مركبات‬


‫كبريتية مثل الدايأليل سلفايد واألليل ميثيل ترايسلفايد‪ ،‬وھي‬
‫مركبات تعمل على زيادة فعالية وتنشيط األنزيمات المحطمة‬
‫للسموم والمواد المسرطنة‪ ،‬ولھا تأثير مضاد ألنواع البكتيريا‬
‫التي تساعد على انتاج المواد المسرطنة‪ ،‬وذلك من خالل منع‬
‫التحويل البكتيري للنيترات الى نيتريت في المعدة ومن ثم‬
‫التقليل من كمية النيتريت الالزمة للتفاعل مع المركبات‬
‫األمينية الثانوية الضرورية النتاج مركبات النيتروزو أمينات‪،‬‬
‫اذ يعتقد أن لھا تأثيرا مسرطنا باألخص على المعدة‪.‬‬
‫الحمضيات‪ :‬تتميز الحمضيات باحتوائھا على كميات كبيرة‬
‫من حامض االسكوربيك )فيتامين ج( والذي يحمي جدر‬
‫الخاليا والمادة الوراثية فيھا من عمليات التأكسد الضارة‪،‬‬
‫نظرا لطبيعة الحامض التي تؤھله للعمل كمانع للتأكسد‪ .‬كما‬
‫يعتقد أن لفيتامين "ج" دورا في منع االصابة بالسرطان من‬
‫خالل قدرته على ربط وتقليل النيتريت ومن ثم التقليل من‬
‫فرصة تكون النيتروز أمينات المسرطنة كذلك فان الحمضيات‬
‫تحتوي على مركبات الكومارين والليمونين‪ ،‬والتي تعمل على‬
‫تنشيط أنزيمات الجلوتاثيون ترانسفيريز المحطمة للمركبات‬
‫المسرطنة‪.‬‬

‫الخضروات الورقية‪ :‬تحتوي على مركبات الليوتين‪ ،‬وھي‬


‫مركبات كاروتينية تعمل كمانعة للتأكسد ولھا القدرة على ربط‬
‫الجذور الحرة التي تتسبب في النموات السرطانية‪ ،‬وتعد‬
‫الخضروات الورقية مصادر غنية بحامض الفوليك‪ ،‬وھو‬
‫فيتامين ضروري لتصنيع األحماض النووية والمادة الوراثية‬
‫في الخلية‪ ،‬حيث يؤدي نقص ھذا الحامض الى تحطيم‬
‫الكروموسومات في المواقع التي يعتقد أنھا محل للنموات‬
‫السرطانية‪.‬‬

‫الخضروات والفواكه الصفراء‪ :‬مثل الجزر والبطاطا الحلوة‬


‫والقرع واليقطين والمانجا والبابايا والشمام‪ ،‬وھي تحتوي على‬
‫كميات وافرة من مادة البيتا‪ -‬كاروتين التي تعمل كمضادات‬
‫للتأكسد وعلى حماية الخاليا من التأثير الضار الذي تحدثه‬
‫الجذور الحرة‪ ،‬كم أن قابلية البيتا‪ -‬كاروتين للتحول الى‬
‫فيتامين "أ" أكسبھا قدرة اضافية على الحد من النمو‬
‫السرطاني‪ ،‬لما يقوم به فيتامين "أ" من دور في عمليات‬
‫االنقسام والتمايز للخاليا الطالئية )االبثيلية(‪ ،‬ذلك ان الخاليا‬
‫السرطانية تتميز باضطراب في ھذه االنقسامات واختاللھا‪.‬‬
‫وباالضافة الى ذلك فان الخضروات الصفراء تحتوي على‬
‫كميات من ألفا‪-‬كاروتين والتي تقوم بدور مماثل للبيتا‪-‬‬
‫كاروتين ولكن بكفاءة أقل‪.‬‬
‫وال يقتصر تأثير الخضروات والفواكه المضاد للسرطان على‬
‫احتوائھا للمركبات السالفة الذكر‪ ،‬بل ان ھنالك مجموعة من‬
‫المركبات والعناصر الكيميائية التي تقوم بھذا التأثير المضاد‪،‬‬
‫وھي تتوزع على أنواع شتى من الخضروات والفواكه دون‬
‫أن تنحصر في نوع واحد منھا‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬

‫السيلينيوم‪ :‬وھو عنصر معدني أساسي للجسم يحتاجه بكميات‬


‫قليلة جدا )‪ ١٠٠‬ميكروغرام‪ /‬يوم(‪ ،‬ويتواجد في الخضروات‬
‫والفواكه بكميات قليلة )أقل من ‪ ٠,١‬ميكروغرام ‪ /‬غرام(‪،‬‬
‫ويتباين محتوى األغذية النباتية عموما من ھذا العنصر تبعا‬
‫لمحتوى التربة منه‪ .‬وتبرز أھمية السيلينيوم في الوقاية من‬
‫أمراض السرطان خالل الدور الذي يقوم به كمرافق لالنزيم "‬
‫جلوتاثيون بيروكسيداز" والذي يعد أحد وسائل الدفاع لدى‬
‫الجسم اذ يحمي جدار الخاليا الحية من تأثير الجذور الحرة‬
‫المؤكسدة وھي من أھم مسببات النمو السرطاني‪ ،‬ويعزى‬
‫التأثير المضاد للسرطان الى قدرة ھذا العنصر على التأثير‬
‫في أيض المواد المسرطنة ومن ثم منع تفاقم خطرھا‪ .‬ولعل‬
‫طبيعة العالقة التعاونية بين عنصر السيلينيوم وفيتامين "ه"‬
‫)التوكوفيرول( تسھم في ايضاح وتفسير التأثير الحيوي‬
‫للسيلينيوم‪ ،‬اذ يعمل فيتامين "ه" على حماية األحماض الدھنية‬
‫عديدة الالاشباع الموجودة في جدر الخاليا الحية من عمليات‬
‫األكسدة‪ ،‬كما يعتقد أن للتوكوفيروالت دور في التقليل من‬
‫تكون مركبات النيتروزوأمينات التي تسبب سرطان المعدة‪.‬‬
‫الفالفونويدات‪ :‬وھي مركبات عديدة الفينوالت وتعمل على‬
‫منع تأكسد الخاليا الحية‪ ،‬وھي تتوافر بكميات جيدة في‬
‫الخضروات والفواكه‪ ،‬وبخاصة أوراق الشاي وتعمل ھذه‬
‫المركبات على طرد المواد المسرطنة من داخل الخاليا‬
‫وتحطيمھا ومن ثم حماية ھذه الخاليا من خطر السرطان‪.‬‬
‫األلياف الغذائية‪ :‬تعد الخضروات والفواكه والبقوليات من أھم‬
‫مصادر األلياف الغذائية‪ ،‬والتي يعتقد أن لھا دورا ھاما في‬
‫الوقاية من سرطان القولون‪ ،‬اذ تعمل األلياف الغذائية على‬
‫زيادة حجم البراز وتسريع مرور الفضالت الغذائية من‬
‫األمعاء وتقليل فترة مكوثھا فيھا ومن ثم التقليل من فرصة‬
‫التفاعل مابين المواد المسرطنة والخاليا الطالئية المبطنة‬
‫لجدر األمعاء‪ .‬ويعتقد كذلك أن ھذه األلياف ترتبط بالمواد‬
‫المسرطنة وأحماض الصفراء وتسھل طرحھا خارج الجسم‬
‫فضال عن ذلك فان لبعض األلياف الغذائية قابلية التخمر في‬
‫القولون بفعل بعض أنواع البكتيريا منتجة بذلك احماضا دھنية‬
‫قصيرة السلسلة مثل حامض البيوتريك‪ ،‬والذي يعتقد أن له‬
‫تأثيرا مضادا للسرطان من خالل زيادة حموضة القولون ومن‬
‫ثم تقليل فرص تكون بعض المواد المسرطنة‪.‬‬

‫ان أھمية الخضروات والفواكه ال تنبع من مجرد كونھا‬


‫عوامل مساعدة على الوقاية من االصابة بأمراض السرطان‪،‬‬
‫بل ان ھناك مجموعة من الفوائد الصحية المثبتة علميا والتي‬
‫يجنيھا االنسان من تناول ھذه األغذية‪ .‬فاأللياف الغذائية‬
‫الموجودة في الخضروات والفواكه تساعد على تنظيم سكر‬
‫الدم لدى المرضى المصابين بالسكري‪ ،‬كما تساعد على‬
‫خفض كوليسترول الدم المرتفع وتمنع حدوث داء األمعاء‬
‫الردبي‪ ،‬كما أن المواد المانعة للتأكسد التي تحتويھا‬
‫الخضروات والفواكه‪ ،‬مثل فيتامين ج وفيتامين ه‬
‫والكاروتينات وغيرھا‪ ،‬تساعد على تنظيم ومنع ارتفاع ضغط‬
‫الدم وتنظيم عمل عضلة القلب‪ ،‬ومن ثم الحد من خطر‬
‫االصابة بأمراض القلب والشرايين‪.‬‬

‫وأخيرا فان المحتوى المنخفض من الدھون والطاقة في‬


‫الخضروات والفواكه يساعد على التقليل من خطر السمنة كما‬
‫يساعد المصابين بھا على التخفيف من حدتھا‪.‬‬

‫وعلى الرغم من كل الفوائد الصحية التي يجنيھا االنسان من‬


‫تناول الخضروات والفواكه اال أن االفراط في تناولھا يعد‬
‫مصدرا للكثير من المشاكل التغذوية مثل نقص البروتين‬
‫والطاقة ونقص بعض العناصر المعدنية كالحديد‪ ،‬اذ أنه ال بد‬
‫من الحكمة والحذر في تناولھا لتجنب بعض المضار‬
‫والمشاكل الصحية التي قد تترتب على تناولھا‪ ،‬ذلك أن تناول‬
‫الخضروات والفواكه يعد من أھم وسائل التسمم بالمبيدات‬
‫الزراعية‪ ،‬والتي يعتقد أن ثلثيھا يحتوي على مواد سامة‬
‫ومسرطنة‪ ،‬األمر الذي يوجب على المستھلك الحرص على‬
‫غسلھا جيدا قبل األكل‪ .‬ومن بين المشكالت التي قد تترتب‬
‫على االستعمال غير الصحي للخضروات والفواكه التسمم‬
‫باألفالتكوسينات‪ ،‬اذ تنتج ھذه السموم الفتاكة بواسطة األحياء‬
‫الدقيقة الموجودة على بعض المحاصيل‪ ،‬والتي تقوم بانتاج‬
‫ھذه السموم في حال غياب ظروف التخزين الصحية‬
‫والسليمة‪.‬‬
‫وتعتبر الخضروات المخللة أحد مصادر الخطر‪ ،‬اذ ثبت‬
‫علميا أن الزيادة في استھالكھا يرتبط بزيادة فرص االصابة‬
‫بالسرطان‪ ،‬بخالف ما عليه الحال بالنسبة للخضروات‬
‫والفواكه الطازجة‪ .‬وختاما‪ ،‬فاننا نضع بين يديك بعض‬
‫النصائح واالرشادات التي تعين على زيادة تناول ھذه األغذية‬
‫الصحية لتساعد في الوقاية من أمراض السرطان‪:‬‬

‫تنويع الخضروات والفواكه التي تتناولھا في غذائك اليومي‪.‬‬


‫اعمل على مضاعفة الحصص المتناولة من الخضروات‬
‫والفواكه‪.‬‬
‫تناول الخضروات والفواكه كوجبات خفيفة بين الوجبات‬
‫الرئيسية‪.‬‬
‫اشرب عصير الفواكه أو الخضروات الطازجة بدال من‬
‫المشروبات األخرى‪.‬‬
‫استعمل سلطة الفواكه كحلوى بدال من الحلويات‪.‬‬
‫أكثر من تناول وجبات الطعام النباتية‪ ،‬دون االفراط بھا على‬
‫حساب األغذية الحيوانية‪.‬‬
‫تناول المعجنات والمخبوزات التي تحوي الفواكه‪ ،‬مثل فطائر‬
‫التفاح أو المشمش أو الموز‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬اعتمدت في ھذه المقالة أساسا على المقال العلمي‬


‫المنشور في مجلة جمعية التغذية األمريكية )بتصرف(‬
‫‪Steinmetz, K. A. and Potter, J. D. 1996.‬‬
‫‪Vegetables, Fruits; Cancer Prevention: A‬‬
‫‪review. Jornal of The American Dietitic‬‬
‫‪.Association, vol. 96(10): 1039‬‬

‫كما اتوجه بالشكر الجزيل لألستاذ الدكتور حامد التكروري‬


‫رئيس قسم التغذية في الجامعة األردنية لتفضله بمراجعة‬
‫المقال من الناحية اللغوية والعلمية ولمالحظاته القيمة‪.‬‬

You might also like