Professional Documents
Culture Documents
استطاع التحاد الوروبي منذ وضع لبناته الولى تحقيق إنجازات اقتصادية ضخمة ،غير أن
أدائه بقي دون مستوى أداء القتصاد المريكي ونظيره الياباني.
رغم النجازات الكبيرة التي حققها التحاد الوروبي على مختلف الصعدة ،ما زالت هناك
ثمة شكوك لدى الشعوب الوروبية فيما يتعلق بقدرات أوروبا القتصادية بعد مرور نحو
نصف قرن على انطلقة مشروع التحاد .فما وصلت إليه التنمية القتصادية الوروبية من
خلله بقي دون المستوى الذي حققه القتصاد المريكي على هذا الصعيد .وقد حذرت دراسة
أعدتها المفوضية الوروبية من التحديات التي تواجه التحاد بما فيها استمرار معدلت البطالة
المرتفعة .حيث تسعى المفوضية الوروبية ومنذ سنوات إلى إقناع حكومات دول التحاد
بالمضي قدما في خطط تحرير أسواقها ،خاصة في قطاع الخدمات وفتح حدودها أمام تدفق
رؤوس الموال باعتبار ذلك خطوة حيوية في طريق استعادة القتصاد الوروبي لحيويته .كما
تطالب المفوضية دول التحاد بالستفادة من الظروف القتصادية الجيدة التي تشهدها دول
التحاد الوروبي منذ العام الماضي لجراء المزيد من الصلحات القتصادية بما في ذلك
الحد من النفاق العام ،للسيطرة على عجز الموازنة دون الضرار بفرص النمو .لكن تحرير
السواق الوروبية وتفعيلها تظل مهمة أصعب بكثير مما كان متوقعا في ظل تمسك العديد من
الدول الكبرى وبخاصة فرنسا وألمانيا بحماية أسواقها أمام المنافسة الوروبية في مجال
الخدمات والمرافق بشكل خاص
وإذا كانت قضية تحرير السواق تأتي ضمن جدول أولويات المفوضية ،فإن تأمين إمدادات
الطاقة يتصدر هذا الجدول خاصة بعد مشاكل تعرضت لها بعض دول التحاد مطلع العام
الماضي بسبب توقف إمدادات الغاز الروسي إليها على خلفية الخلفات بين روسيا وأوكرانيا.
وهذا ما حدا بالمفوضية الوروبية إلى زيادة ضغوطها من أجل تحرير قطاع الطاقة في دول
التحاد باعتبار خطوة كهذه ضرورية لزيادة المنافسة بين الشركات وهو ما يؤدي إلى تحسين
مستوى تأمين إمدادات الطاقة .كما تطالب المفوضية بتفكيك التكثلت الكبيرة في هذا القطاع
بحيث يتم الفصل بين الشركات المنتجة للطاقة والشركات الموزعة لها من أجل تحقيق المزيد
من المنافسة اليجابية.
عندما قاد الرئيس السبق للمفوضية الوروبية جاك ديلور حركة تحويل التحاد إلى منطقة
تجارة حرة تماما عام 1992بحيث يمكن للسلع والخدمات والشخاص التحرك بحرية كاملة
عبر الحدود الوطنية لدول التحاد ،كان ذلك بمثابة تعزيز لصعود التحاد الوروبي على
المسرح الدولي .في الوقت ذاته أثار هذا التحرك الوروبي قلق صناع القرار السياسي في
الوليات المتحدة والدول السيوية خوفاً من استيقاظ القوة القتصادية الوروبية التي كانت قد
غفت في وقت من الوقات .وبعد عشر سنوات من إقامة منطقة التجارة الحرة الوروبية
بصورتها الحالية ظهرت العملة الوروبية الموحدة عام 2002والتي تتعامل بها حاليا 13
دولة من دول التحاد .وقد كان إطلق اليورو كعملة رسمية لعدد كبير من دول التحاد
الوروبي منذ خمس سنوات تقريبا خطوة أساسية في طريق الوحدة القتصادية الشاملة التي
وصلت إلى حد التخلي عن واحدة من أهم مقومات الدولة الحديثة وهي العملة الوطنية
واستقلل السياسة النقدية.
غير أنه يبدو اليوم وبعد هذه المسيرة الطويلة أن القتصاد الوروبي في حالة سيئة وربما
كانت مخيبة للمال .فقد فشلت الحكومات الوروبية في الوفاء بالتزاماتها بشأن تفكيك التكتلت
القتصادية الكبيرة التي تحتكر السواق .كما أنها فشلت نسبيا في تحرير اقتصادياتها وفتح
أسواقها أمام المنافسة الكاملة بين الشركات عبر الحدود الوروبية مبتعدة بذلك عن الهدف
الرئيسي المعلن "لخطة لشبونة" لعام 2002والمتمثل في تحويل اقتصاد التحاد الوروبي إلى
أكثر اقتصاديات العالم ديناميكية بحلول .2010
ورغم أن القتصاديات الوروبية حققت خلل العام الماضي انتعاشا ملحوظا في أعقاب
سنوات عديدة من الركود الشديد فمازال أداء القتصاد الوروبي ضعيفاً بشكل عام ،حيث
مازال القتصادان المريكي و الياباني يتمتعان بمعدلت نمو أعلى وقدرة على توفير المزيد
من الوظائف الجديدة .في الوقت نفسه فإن كل رجال السياسة والقتصاد في أوروبا يشعرون
بقلق بالغ تجاه الصعود القتصادي السريع لكل من الصين والهند باعتبارها على الطريق
للتحول إلى قوتين اقتصاديتين عالميتين جديدتين.
الكوميســــــــا
نشأة الكوميسا :في نهاية عام 1981تم التوقيع على اتفاقية منطقة التجارة التفضيلية لدول
شرق وجنوب إفريقيا ،PTAودخلت حيز التنفيذ في نهاية عام 1982م ،ونتيجة للنجاح
الذي حققته هذه التفاقية قررت الدول العضاء تطوير التعاون فيما بينها ،وذلك بإقامة
السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا Comesaكخطوة جديدة نحو تحقيق الجماعة
القتصادية الفريقية.
وتم توقيع التفاقية في نهاية عام 1994لتحل السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا
محل اتفاقية منطقة التجارة التفضيلية PTAوقد انضمت مصر إلى التفاقية في منتصف
1998م.
-1التوصل إلى النمو المتواصل والتنمية المستدامة في الدول العضاء عن طريق تشجيع
هيكل إنتاج وتسويق متوازن ومتناسق.
-2دفع عجلة التنمية المشتركة في جميع مجالت النشاط القتصادي والتبني المشترك
لسياسات القتصاد الكلي وبرامجه لرفع مستويات المعيشة وتشجيع العلقات القتصادية
بين الدول العضاء.
-5التعاون في مجال دفع مسيرة السلم والمن والستقرار بين الدول العضاء وذلك
لتقوية التنمية القتصادية في المنطقة.
وقد نصت التفاقية على عدة بنود يلتزم بها العضاء وهي:
-1استمرار تطبيق جداول التخفيضات الجمركية السابق إقرارها في نطاق منطقة التجارة
التفضيلية لشرق وجنوب إفريقيا ،PTAوذلك على جميع أنواع السلع التي يتم تبادلها بين
الدول العضاء على النحو التالي %60 :أكتوبر 1993م %70 ،أكتوبر 1994م%80 ،
أكتوبر 1996م %90 ،أكتوبر 1998م %100 ،أكتوبر 2000م.
-2إزالة جميع الحوافز غير الجمركية على الواردات من الدول العضاء وذلك خلل عام
من تاريخ النضمام.
يمكن القول إن مصر هي الدولة الكثر تقدما ضمن دول الكوميسا ،وإن إجمالي الناتج
المحلي لها يزيد على المجموع الجمالي للناتج المحلي لدول الكوميسا ،وتمثل التجارة
الخارجية لمصر نحو %40من إجمالي تجارة دول المجموعة ،فقد بلغت تجارة مصر مع
دول المجموعة حوالي 750مليون دولر في عام 2002بالضافة إلى ذلك نجد أن
أسواق دول المجموعة محدودة للغاية.
أما بالنسبة للرسوم الجمركية ،فقد نصت التفاقية على إزالة جميع الرسوم الجمركية على
التجارة بين دول المجموعة بحيث تزال جميع الرسوم في نهاية عام 2000مع اللتزام
بقواعد المنشأ التي حددتها التفاقية بكل السلع ذات المنشأ من الدول العضاء بحد أدنى
%45للقيمة المضافة محلياً ثم خفضت إلى .%35
ولكن الواقع غير ذلك حيث نجد أن مصر ومدغشقر وكينيا هي الدول التي طبقت
التخفيض بنسبة ،%90بينما خفضت سبع دول بنسبة %80ودولة واحدة بنسبة %70
ودولة واحدة بنسبة ،%60أما بقية الدول فلم تطبق أية تخفيضات.
ومن خلل عرض أسس الكوميسا وممارسات الدول العضاء يمكن ملحظة التي:
-1إن تجمع الكوميسا يعيش أولى مراحل التكامل القتصادي ،وهي إنشاء منطقة تجارة
حرة من خلل تخفيضات الرسوم الجمركية.
-2إن المرحلة الثانية وفقًا لدبيات التكامل القتصادي هي إقامة التحاد الجمركي؛ إذ نجد
أن تجمع الكوميسا قد حدد في اتفاقية التأسيس أن يكون عام 2004هو عام التحاد
الجمركي ،ولكن تم تأجيل التحاد الجمركي إلى عام 2008م.
-3إن تجمع الكوميسا بجعله السوق الفريقية المشتركة هدفًا نهائيًا له قد يكون تنازل في
مرحلتي التحاد القتصادي ،والوحدة القتصادية تعتبر أقوى صور التكامل وهي تعني
تحول الدول المندمجة إلى اقتصاد واحد.
فمما لشك فيه أن جوهر التكتلت القتصادية هو التعاون والتكامل النسانيين ،وهو المر الذي يعني أننا
أمام ظاهرة قديمة قدم النسانية ،وإن كانت قد أخذت أشكال وتجليات مختلفة أكثر تعقيدا وأكثر تقنينا .فما
كان يقوم به البشر عبر علقاتهم اليومية العفوية من تعاون وتكامل أضحى اليوم يتم من خلل التفاقيات
والمقررات القانونية المحددة لكافة الطراف المشتركة ضمن هذه التفاقيات والتكتلت القتصادية المختلفة.
وتشير التكتلت القتصادية إلى تلك المحاولت التي تتم بين أكثر من دولة عبر فترات زمنية ممتدة وضمن
حيز جغرافي واحد من أجل تفعيل الجوانب والممارسات والنشطة القتصادية فيما بينهم .من هنا فإن ظاهرة
التكتلت القتصادية عملية متواصلة وممتدة عبر الزمن ،وليست منجز نهائي.
ويعني ذلك أن التكتلت القتصادية ليست وليدة قرارات فورية وفوقية بقدر ما أنها وليدة عمليات ممتدة
تخضع للصواب والخطأ إلى أن تصل لمرحلة مقبولة من النجاح والستقرار النسبيين.
وعلينا هنا أن نضع في العتبار أن التكتلت القتصادية ل تعمل في فراغ بدون منافسة أو صراع ،لكنها
تعمل من خلل تغيرات عالمية تؤثر على عمل هذه التكتلت إن بالسلب أو باليجاب؛ وهو المر الذي يجعلنا
نرى أن ظاهرة التكتلت القتصادية عملية متواصلة ،ترتبط بآليات عديدة من المتابعة والمراقبة والتطور.
كما أن ظاهرة التكتلت القتصادية تتجاوز بنية الدولة كوحدة جغرافية واحدة لتشمل العديد من الدول .ويعني
ذلك أن الحد الدنى لنشأة أي تكتل اقتصادي هو دولتين على القل .وفي العديد من الدول التي تنتهج النهج
الفيدرالي يمكن الحديث عن تكتل اقتصادي فيما بين أجزاء ومناطق الدولة الواحدة ،لكن هذا النوع من
التكتلت يظل مرتبطا بسيادة الدولة الواحدة وقوانينها الخاصة بها.
قع ظاهرة التكتلت القتصادية ضمن حدود إقليمية معينة؛ حيث يمكن الحديث عن تكتل اقتصادي لشمال
أميركا ،أو تكتل اقتصادي أوروبي أو آسيوي أو أفريقي .فل يمكن تحقيق تكتل اقتصادي بين مناطق جغرافية
متباعدة ل يوجد بينها رابط وحدود جغرافية متلصقة.
فالحديث عن تكتل اقتصادي يعني حرية ممارسة النشطة القتصادية والتبادل التجاري والتخفيف من تأثيرات
القيود الجمركية المختلفة؛ وهو المر الذي يصب في النهاية نحو تدعيم عملية اللتصاق الجغرافي والتواصل
المكاني .كما أن ظاهرة التكتلت القتصادية محكومة أيضا بالقوانين والمعاهدات عبر الدولية التي تحدد
وظائف وسلوكيات وممارسات كل طرف من الطراف المشاركة في تلك التكتلت القتصادية.
وأخيرا ،فإن الهدف من الدخول في مثل هذه التكتلت هو تفعيل الجوانب القتصادية فيما بين الطراف
المشاركة ،وهو المر الذي يعظم من الفوائد القتصادية المتحققة من خلل الندماج في مثل هذه التكتلت.
إن تاريخ ظهور هذه التكتلت عبر القرن العشرين وحتى الن يكشف عن مجموعة من الشروط اللزمة،
المسبقة والضرورية ،لقيام هذه التكتلت القتصادية ،بل ولضمان نجاحها .وتؤكد العديد من التكتلت
القتصادية التي ظهرت في العقد الخير من القرن العشرين على أهمية وضرورة وجود مثل تلك الجوانب
لنجاح تلك التكتلت واستمرارية وجودها.
استنادا إلى بيان مشترك للجنة التجارة الحرة لتفاق التجارة الحرة لميركا الشمالية (نافتا) في
16تموز /يوليو ،فإن نافتا أثبتت نجاحها منذ أن وضعت موضع التنفيذ عام ،1994ومسؤولو
أميركا الشمالية التجاريون ملتزمون بتعزيز هذا النجاح وتعميق الندماج القتصادي القليمي.
وقد أصدر الممثل التجاري الميركي روبرت زيلك ،ووزير القتصاد المكسيكي فيرناندو كاناليس
ووزير التجارة الدولية الكندي جيمس بيترسون البيان المشترك وهو بعنوان "عقد من النجازات"
في ختام اجتماع لنافتا عقد في سان أنطونيو ،تكساس من 16-- 15تموز/يوليو.
وقال البيان" ،إن نافتا ناجحة بجميع المقاييس .وقد أدى هدم الحواجز إلى مضاعفة التجارة
والستثمار ،ونمو الوظائف ،وتعزيز التنافس".
وأشار البيان إلى زيادة في التجارة بأكثر من 100بالمئة في ثلثة اتجاهات بين الوليات
المتحدة ،وكندا ،والمكسيك ،فضل عن زيادة تراكمية في الستثمار الجنبي المباشر قدرها أكثر
من 1.7تريليون دولر ،مما يحمل الدليل على نجاح نافتا .ويسجل ذلك أيضا نجاح اتفاق أميركا
الشمالية في التعاون بشأن البيئة واتفاق أميركا الشمالية بخصوص التعاون العمالي والنقابي.
وأشار مسؤولو التجارة إلى أن شركاء نافتا لن يكتفوا بهذه النجازات ،بل إنهم "ملتزمون بتعميق
الندماج القتصادي في أميركا الشمالية بتعزيز نافتا لزيادة انتفاع العمال ،والعمال
والمستهلكين".
وقال البيان إنه بعد أن بعد أن أزيلت تقريبا جميع التعريفات عن تجارة أميركا الشمالية ،فإن
مسؤولي التجارة سيبحثون عن طرق أخرى لتعزيز التجارة والستثمار بتخفيض تكاليف
المعاملت والعباء الدارية الخرى .وسيستكشف المسؤولون أيضا طرقا لزيادة اندماج
اقتصاديات أميركا الشمالية عبر التجارة وتعزيز التنافس.
وأضاف البيان قائل" ،إننا نريد أن نضمن بأن نافتا توفر لبلدنا ميزة تنافسية في عالم من التوكيد
على بلد المنشأ".
وقال البيان إنه من أجل هذه النتيجة توصل مسؤولو التجارة إلى اتفاق تجريبي في سان أنطونيو
بتحرير أحكام المنشأ بالنسبة إلى سلسلة واسعة من الغذية ومنتجات الستهلك والصناعة --وهي
تغييرات ستؤثر على 20بليون دولر في تجارة ثلثية .وسيعمل مسؤولو التجارة على تنفيذ هذه
التغييرات بينما يتابعون مزيدا من التحرير للحكام المتعلقة بالمنشأ.
وكرر مسؤولو التجارة في بيانهم المشترك التزام شركاء نافتا بالشفافية والتشغيل الفعلي لبنود
تسوية النزاع التي تضمنها التفاق.
وقال البيان إن مسؤولي التجارة ناقشوا المكانيات المستقبلية لصناعات النسيج واللبسة في
أميركا الشمالية في سان أنطونيو وشجعوا الصناعات على أن تجتمع في ما بينها وتحدد المجالت
حيث التعاون في نطاق القطاع الخاص يمكن أن يساهم في تنمية القطاعات.
وأعاد مسؤولو التجارة تأكيد التزامهم بتحقيق تقدم ذي معنى عام 2004في محادثات منظمة
التجارة العالمية ،مشيرين إلى أنهم في المحادثات الزراعية "نحن على وشك الوصول إلى اتفاق
تاريخي" من شأنه ،خلل هذه الجولة ،أن "يزيل إعانة الصادرات وينظم أشكال أخرى من
التصدير التنافسي في صورة متوازية".
وقال مسؤولو التجارة إنهم ملتزمون بإكمال إطار منظمة التجارة العالمية من أجل محادثات مقبلة
حول قضايا رئيسية قبل نهاية شهر تموز /يوليو ،وكرروا أيضا التزامهم بمنطقة التجارة الحرة
لعملية الدول الميركية.