Professional Documents
Culture Documents
مقدم
ماهر عبد ال الحلقة:
د .أكرم ضياء العمري :كلية الشريعة – جامعة ضيف
قطر الحلقة:
ماهر عبدال تاريخ
24/03/2002
الحلقة:
أسباب اهتزاز وعدم فاعلية الشخصية المسلمة -
أهمية اللغة والتعليم في تحريك الشخصية المسلمة -
علقة نظم التعليم السلمي بالتخلف والرهاب -
تطوير اللغة ومحاولة تعميمها لتتناسب مع الواقع المعاصر -
التعليم بين الخذ من الغرب والقيم السلمية -
د .أكرم ضياء العمري
ماهر عبد الله :سلم من الله عليكم وأهل ً ومرحبا ً بكم في حلقة جديدة من
برنامج (الشريعة والحياة).
موضوعنا لهذه الحلقة هو كيفية بناء الشخصية المسلمة ،نحن أمة نعاني –منذ ما يزيد على قرن من
الزمان -من شخصية مهزوزة ل تستطيع أن تحدد بالضبط أصدقاءها وأعداءها ..ل تستطيع ،ثمة جدل
كبير وعلى مدار القرن الماضي حول هوية هذه المة من نحن؟ ومن نكون؟ وماذا نريد؟ ويكاد يكون
هذا خصيصا ً إذا استطعنا أن نعتبر هذا خاصية أو ميزة لهذه المة فهي ميزة سلبية قطعاً ،المة الوحيدة
التي لم تستطع أن تتفق على تعريف لنفسها ،وفي المركز من هذه الحيرة هو السؤال الجوهري حول
علقاتنا بالسلم ودوره في بناء هذه الشخصية وبالتحديد هذه الهوية.
لمناقشة هذا الموضوع كيف ننتقل بالشخصية المسلمة سواء كانت شخصية فردية بالمعنى الحرفي
للكلمة أو شخصية اعتبارية باعتبارها سؤال عن أمة ..عن هوية أمة وشخصية هذه المة ،يسعدني أن
يكون ضيفي الدكتور أكرم ضياء أحمد العمري (وهو أستاذ في قسم أصول الدين في كلية الشريعة في
جامعة قطر) ،وقد حاز قبل سنوات على جائزة الملك فيصل في خدمة العلوم السلمية ،وإن شاء الله
سيتوالى التعريف به مع استمرار هذه الحلقة.
قبل أن ندخل في الحوار ..في موضوع حلقة اليوم اسمحوا لي أن أذكركم بأنه بإمكانكم أن تشاركوا
معنا عبر الهواء مباشرة في هذه الحلقة إما عبر الهاتف الذي تجدونه على الشاشة أمامكم الن والذي
هو ،4888873 :أو على الفاكس على الرقم التالي ،4885999 :وهو ما تشاهدونه على الشاشة الن
أيضاً.
كما بإمكانكم المشاركة عبر الموقع الرئيسي (للجزيرة نت) على الشبكة العالمية على العنوان التالي:
www.aljazeera.net
سيدي ،دكتور أكرم ،نحن نعاني كأمة من غياب الشخصية ،احترنا فترة طويلة جدا ً من الزمن في ..في
تعريف أنفسنا ..في تعريف علقاتنا بالسلم ومكانته في حياتنا وفي حياة هذه المة ،لعل جزء كبير من
النقاش سيتركز لحقا ً على العملية التعليمية باعتبارها الحاضن الكبر لصناعة الشخصية ،لكن بداية ،هل
تتفق معي في التشخيص بأننا نعاني من شخصية مهزوزة غير فاعلة وبالتالي لبد من تفعيلها؟
د .أكرم ضياء العمري :بسم الله الرحمن الرحيم ،والحمد لله والصلة والسلم على رسول الله ،وعلى
آله وصحبه ومن واله.
الشخصية المسلمة في القرن العشرين استيقظت بعد سبات طويل ،ربما يمتد إلى سبعة قرون ،يعني
ربما مع سقوط بغداد 656هـ ،السبات الذي حل بالمة من حيث الفعالية كان عميقا ً والحقيقة أنها
استيقظت بصورة متأخرة جدا ً مع أن الذين حولها تحركوا بقوة سواء العالم الغربي أو اليابان بالتالي
فينبغي أن نحاول استشراف الواقع من خلل التاريخ المعاصر ،يعني ما الذي أصاب المة؟ لماذا لم
تتمكن من تحديد هويتها بصورة دقيقة؟ مع أن هذه المة أمة عريقة في التاريخ وهي تشكل سدس
البشرية وتراثها ممتد منذ ظهور السلم إلى القرن السابع والثامن ،توجد كتابات وتأليفات وتوجد
مكتبة ضخمة تزود عقود المسلمين بأفكار كثيرة وهذه الفكار مرتبطة بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية
وهذان المصدران يعطيان ملمح لشخصية إيجابية فعالة تحرص على صلتها بالله عز وجل ،تحرص على
صلتها بالحياة ،تحرص على أن تكون فاعلة اجتماعياً ،فاعلة اقتصادياً ،فاعلة سياسياً ،فاعلة عسكرياً،
بمعنى أنها أمة متحضرة وقوية فما الذي جعلها تفتقر إلى تحديد هويتها عندما استيقظت في القرن
العشرين أو أواخر القرن التاسع عشر.
ماهر عبد الله :هذا أيضا ً إذا اتفقنا إنها استيقظت أساساً ،لكن قبل أن ..أن نعود إلى هذا يعني لفت
نظري أنك عدت بالمر إلى القرن السابع وبالتالي يبدو أنك لست ممن يلقون بالجزء الغلب من
الزمة على القوى الخارجية التي بدأت بالعتداء علينا على القل الستعمار الغربي بشكله الحديث عبر
القرن ..القرن ونصف القرن الماضيين ،يبدو أنك ل تميل -وأنت ما زال تخصصك على القل الدراسي
والكاديمي الساسي هو في التاريخ ..التاريخ السلمي -ل تمثل إلى إلقاء اللوم كثيرا ً على القوى
الخارجية على اعتبار إنه المشروع الغربي كآخر تأثير لم يكن قد ظهر في القرن السابع.
د .أكرم ضياء العمري :ل ..ل ..ل يمكن أن نعزو كل عوامل الضعف ونلقي التبعة على القوى الخارجية،
هناك عامل داخلي ،هناك استعداد في المة بدأ هذا الستعداد للنهيار والتحول بعد أن توقفت الحركة
الفكرية على القل في جوانبها البداعية ،وظهرت عمليات تجميع التراث لمواجهة احتمالت ضياع
الصول التي تكون الشخصية السلمية ،هناك في العصر المملوكي ما يشير إلى أن العلماء فطنوا إلى
أن البداع لم يعد قائماً ،والبداع أساس في تحريك المة ،في تقدمها ،في تطورها ،والبداع استمر
طيلة القرون الست الولى ،من هنا نلمس ظهور الموسوعات التي تعبر عن جهد علمي في محاولة
الحفاظ على التراث السلمي وإفادة المة منه ،في الوقت الذي أصبحت فيه المة ممزقة سياسياً
ولم تعد بالقوة التي كانت عليها في القرون الولى من حيث التماسك الجتماعي ،من حيث القدرات
على إكساب الجيال الصاعدة قيم التراث السلمي ،من حيث القدرة على المحافظة على روحية
المة من ناحية ..على فاعليتها الحضارية من ناحية ثانية ،حصل شيء كبير من النكسار منذ وقت
مبكر ،لكن طبعا ً الوضع السوأ هو ما حل بالمة بعد السيطرة الستعمارية المباشرة ،لكن هذه
السيطرة ما كانت لتتم لول التوقف والنكسار التاريخي خاصة من بعد سقوط بغداد من حيث توقف
البداع ،ثم بعد العصر المملوكي من حيث توقف الجهود العلمية بصورة واسعة بحيث الن ثمة جهد
فكري في تحليل الواقع أو في إعادة صياغة التراث حتى الجهد التجميعي توقف ،معاجيم اللغة العربية
توقفت عند "لسان العرب" لبن منظور ومن بعده عند الزبيدي في "تاج العروس" وكان الزبيدي آخر
محاولة لتجميع اللغة ،ولشك إن تجميع اللغة عامل مهم ،لن اللغة هي أساس التواصل فالقدرة
التعبيرية والقدرة على فهم الشياء وتوصيفها والفادة منها سواء أن كانت أشياء مادية أم كانت أفكاراً
وطاقات معنوية وروحية ،فإنه في كل الحوال سنحتاج إلى اللغة ،وتجميع اللغة وجذور اللغة سوف
يتوقف عند الزبيدي ول تكرر محاولة جادة إل في القرن العشرين مع المجامع العلمية العربية.
[فاصل إعلني]
ماهر عبد الله :يسعدني أن يكون ضيفي لهذه الحلقة الدكتور أكرم ضياء العمري ،والدكتور ضياء
العمري أشرف على أكثر من ستين بحث للدكتوراه والماجستير خلل ما يزيد على ربع القرن من
الحياة الكاديمية كأستاذ مساعد ثم كأستاذ في علوم الشريعة والتاريخ والتربية السلمية ،كما له
العديد من ..من المؤلفات في مواضيع لها علقة بما نتحدث به اليوم ،لعل من أبرزها كتابين عن
المجتمع المدني في عهد النبوة ،أحدهما تحدث عن خصائصه وتنظيماته الولى ،والخر عن الطريقة
التي تعاطى فيها مع جهاد المشركين.
سيدي ،تحدثت عن ..عن موضوع اللغة ،واللغة محور رئيسي في ..في هذا النقاش ،الدكتور حسن
الترابي له دراسة حديثة عن اللغة كمقياس على درجة النحطاط التي تعيش بها المة ،إذا تتحدث عن
العصر المملوكي فنحن نتحدث على القل عن سبعمائة سنة ..عن سبعة قرون تقريبا ً عند آخر معجم
قبل نشوء المجمعات اللغوية الحديثة ،يعني هذا يجعل الموضع المأساوي أكثر مأساوية مما ..مما
نعتقد ،إذا كانت المة غير قادرة على تفعيل لغتها ،إذا كانت المة عبر سبعة قرون لم تستشعر الحاجة
إلى تطوير اللغة ،واللغة هي أهم ما يُميز الثقافة ،لنها الحامل الوحيد لهذه الثقافة ،ول تقل قيمة اللغة
عن قيمة العقل ذاته –على اعتبار هو محرك الثقافة الول -ما الذي يمكن أن نفعله إذا كانت اللغة بهذا
الموات؟
د .أكرم ضياء العمري :الحقيقة بالنسبة للغة العربية في القرن العشرين وأواخر القرن التاسع عشر
بدأت تتحرك تنمو مفردات جديدة سواءً بسبب الحاجة لمصطلحات جديدة ،مفاهيم جديدة ،أو بسبب
ظهور أشياء جديدة في الحياة ،فالشياء الجديدة تحتاج إلى أسماء ،لكن المة ل تنتج هذه الشياء،
مصنِّع ،صاحب الحضارة المنتجة،لذلك هي ل تسميها ،وإنما تسعى خلف المسميات التي يُطلقها ال ُ
وهكذا هي تقوم بأعمال التعريب ،تقوم بأعمال اشتقاق ،تقوم بأعمال نحت في محاولة لسد الثغرة،
ولكن لشك تبقى في هذه الحالة تجري خلف لغات أخرى هي لغات المنتجين ،لغات العالم الصناعي
والعالم التقني.
ماهر عبد الله :هناك البعض لو ..لو تركنا موضوع اللغة جانبا ً وسيعود بل شك لحقاً ،هناك بعض
الناقدين للنظام التربوي العربي -سواء في ..في مراحله الدراسية الولى أو في مراحله الجامعية-
يعتقدون أن المدرسة العربية بشكل عام شاملة بذلك الجامعة ما هي إل فترة من العتقال العقل،
ليس هناك أي محاولة لزرع البداع عند الطالب العربي في ..في المدارس ،يعني في المراحل
البتدائية والعدادية الطالب ل يكاد يحتاج إلى أي كتاب غير كتاب المنهج الوزاري المقرر ،كيف سيكون
مبدعا ً إذا انحسر مصدره للعلم في كتاب مثلً؟
َ
هل تتفق في أن ..أن المدرسة مسؤولة بشكل أساسي عن هذه العقلية المغلقة وغير الخ ّلقة؟
د .أكرم ضياء العمري :طبعا ً الثقافة واللغة لن تتشكل بعامل واحد ،ل شك أن هناك الجهة التي تمارس
عملية التعليم ،هناك الطالب المتلقي ،هناك المنهج ،ونحن في الحقيقة في هذه الجوانب ينبغي أن
مورس منذ مطالع القرن إلى الوقت الحاضر مع نلحظ نقاط الضعف ،هناك مشكلت في التعليم الذي ُ
العتراف بوجود تقدُّم ،ولكن هذا التقدُّم يتسم بالبطء ،ولم يحقق الفعالية على مستوى المة ،وإن كان
قد نشرت قضية القراءة والكتابة والمستويات الدنيا وتعليم النسان على التعبير والنطق ولو بصورة
ليست متقنة ،ولكن تمت هذه المحاولة ،تم تلقيح الفكر بأساليب الدباء الجدد ،والشعراء الجدد،
والروائيين الجدد ،وهؤلء ينشرون اللفاظ والمفردات ،وأساليب التعبير ،وقضايا البيان ،ينشرونها أكثر
بكثير مما يقع من قبل المجامع العلمية ،لن هذه المؤلفات الدبية تروج أكثر ،مع العلم أن ..أن قراءنا
يعني عددهم ليس كبيرا ً مثلما هو شأن أمم الغرب أو اليابان ،في ..في اليابان مثل ً ينشر 37ألف كتاب
في السنة ،بينما عندنا ربما يُنشر ثلثة آلف ،أربعة آلف كتاب ،في ..في اليابان تنشر نسخ بالمليين،
وكذلك في الغرب مليين النسخ عن الكتاب الواحد ،مما يجعل إمكانية التفُّرغ للتأليف والبحث العلمي
والدبي والكتابة البداعية ،هذا ..هذا كله ممكن أن يتفرغ النسان ويعيش من موارد تأتيه من هذه
المؤلفات ،أما في العالم العربي فل يمكنه أن يعيش من هذا المورد ،وغالبا ً ما تكون أعماله البداعية
مترابطة مع أعمال أخرى وظيفية ،فهو يُعطي هذه العمال الفراغ والجهد المتبقي من طاقته اليومية،
التي تذهب معظمها تنصرف إلى العمل الوظيفي أو العمل في التجارة والسواق ،وبالتالي ،فهو
يستنزف طاقته الحقيقية في تحصيل ،رزقه.
ماهر عبد الله :لكن هذا ..هذا الكلم على صعيد يعني الفرص المتاحة للمؤلف ليبدع ويؤلف ،لكن
السؤال هو هل يملك القابلية أصلً؟ هل النظام التعليمي العربي والثقافة العربية الدارجة تُعطيك أو
تُول ِّد فيك القابلية للبداع للتأليف أساساً ،أم أنها يعني قائمة على ما ..ما يُسمى بنظم تعليم مصرفية
صرف أن تودع مجموعة من المعلومات ..كم من المعلومات عند الطالب صغيرة ثم عند ..عند الفرد
عندما يكبر ،في حين أن الدول التي ذكرت سواء في العالم الغربي أو في اليابان قائمة على نوع من
التعليم الحواري ،حيث تبدأ الشخصية المستقلة للفرد بالتشكل في مراحل مبكرة ،ل تعتمد فقط على
تخزين المعلومة ،وإنما على توظيف المعلومة.
د .أكرم ضياء العمري :أسلوب التعليم بالطبع سيرتبط بالمدرس بالدرجة الولى وبتوجيهات القيادات
التربوية والتعليمية ،ول نستطيع أن نُعمم الحكم على كل الجامعات ول ما دونها من مدارس ثانوية
ومتوسطة ،ولكن بصورة عامة الملحوظة التي تذكرها هي صحيحة ،وهناك حالت شاذة تتسم
بالهتمام ،بالحوار مع الطالب ،تهتم بتنميته ،ترصد احتياجاته ،فيُلحظ النقص الموجود في كل طالب
من الطلبة على مستوى فردي ،ولكن هذا يعني نادرا ً ما يحصل في جامعاتنا ،وهو من أسباب التخلف
في مجالت البداع ،لكن تبقى هناك إبداعات كثيرة بسبب الطاقات الفطرية الموجودة في النسان،
فبعضهم يسعى بجهده الخاص ويتكون ،ونظرا ً لوجود الملكة والموهبة عنده فإنه يتمكن من القيام
بأعمال إبداعية رغم أن الوسط الجتماعي والحركة الفكرة ل تساعد كثيرا ً على هذا المر.
[موجز الخبار]
ماهر عبد الله :سيدي ،لو انتقلنا إلى ..إلى محور آخر ذي صلة بالمم الخرى ،بالثقافات الخرى ،في
عصور السلم الولى لم يكن هناك حساسية من التواصل مع الثقافات الخرى لتحسين النظم الدارية
والتربوية ،في القرن العشرين رغم النفتاح الذي جرى إل إنه كان هناك نوع من التردد ،والتردد الكبير
في النفتاح على الثقافات الخرى للستفادة منها في هذا الجانب ،وخصوصا ً عند العلماء وعند
السلميين تحديداً ،ما هو ..يعني لم تكن هذه الحساسية مبالغ فيها ولم تكن إلى حد ما مسؤولة عن
تواصل حالة التخلف؟
د .أكرم ضياء العمري :الغرب حضارة متكاملة ..الجانب الفلسفي فيها جانب قوي وواضح والفلسفة
فيها تتفاعل مع العلم ،لن الفلسفة ما عادت أرسطية ،الفلسفة الحديثة فلسفة معاصرة تتقدم العلم
تأخذ منه ثم ترسم مساراته ،هذه الفلسفة اتسمت بطابعها المادي والعلماني ،وبالتالي جعلت كثيرا ً من
المسلمين ومن مفكريهم يأخذ موقفا ً فيه الكثير من الحذر ،لكن هذا الحذر لم يكن في الجوانب
العلمية الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا ،فهذه الجوانب الثلثة هناك حث كبير على الفادة من التجربة
الغربية في ميادينها المختلفة وتدريسها بأعلى مستوى ممكن ،ولكن فيما يبدو أن تعليم هذه المواد
ل أو مستوىً ل يرقى إلى المستوى الغربي لسباب كثيرة ،قسم منها يتصل بوسائلنا استمر في حا ٍ
التعليمية ،قسم منها يتصل بالموال التي تنفق والتي هي بطبيعة الحال هي عبارة عن الفيوض المالية
والفائض المالي قليل في معظم العالم السلمي ول يتمكن من تلبية احتياجات تعليم معاصر قائم على
تقنية معاصرة ،قائم على دوائر تلفازية مغلقة ،قائم على تلقف المعلومات وترجمتها إلى اللغة
المحلية ،تعليم الرياضيات وتعليم الفيزياء والكيمياء ..العلوم بصورة عامة والتقنية ما يزال إلى الن
هناك تنازع بين اللغة العربية واللغات الخرى ،واللغات الخرى غالبة على هذه العلوم ،ومحاولة
الترجمة في الحقيقة ليست ناجحة ،لن مراكز الترجمة محددة والمترجمون أعدادهم قليلة والنتاج
الغربي والياباني نتاج هائل ،وهناك يعني عشرات اللوف من الكتب تصدر في العالم يترجم العرب
ربما واحد باللف منها ،وبالتالي فمحاولة رفض الحركة العلمية في هذه المجالت المتطورة تطوراً
سريعا ً هذا ..هذا..
ماهر عبد الله :هل هناك ضرورة لحالة ..لحركة الترجمة؟ لماذا ل تبقى هذه العلوم بلغاتها الم؟ وما
هي الخطورة إذا كانت هناك خطورة إلى أن تبقى هذه المواد تدرس بلغاتها الم؟
د .أكرم ضياء العمري :يعني عند المم التي تأهلت صناعيا ً وتقنيا ً مثل اليابان من سعت إلى جعل العلم
سواء كان علما ً طبيعيا ً أم رياضيات أو تكنولوجيا سعت إلى نقل ذلك إلى لغتها ،وكذلك فعل
الفرنسيون ،كذلك فعل اللمان ،ولشك أن محاولة إشاعة العلم بصورة واسعة وعلى نطاق الجمهور
بمعنى أن كل الطلبة القادرين على التعلم وكلهم قادر على التعلم إل بعض الذين ابتلوا ببعض المراض
وإل الصل أن النسان يمتلك القدرات العقلية اللزمة للتعلم ،فإذا هيأت السباب أمكن نشر هذه
العلوم على مستوى الجمهور ،على مستوى كل ..كل الطلبة ،كل القادرين على التعلم وهم الكثرية
الساحقة التي ربما تصل إلى %97من الطلبة عندهم الستعدادات العقلية ،ولكن علينا أن نهيئ
الظروف والجواء المناسبة في المدارس لعدم تسربهم ،لتاحة فرصة لتعليم جيد يتسم بالغنى والوفرة
والتقنية الحديثة ول يتراجع إلى أساليب التدريس المعتمدة على الورق فقط ،اليوم البصر ينال الحظ
التعليمي الوسع ،الصورة تشكل المادة التعليمية الولى ،ولذلك ينبغي تهيئة هذه الجوانب التقنية لكل
العلوم يعني بما في ذلك طبعا ً العلوم السلمية يعني تعليم تجويد القرآن الذي نعلمه للطفال
والمرحلة البتدائية يحتاج إلى أن نبرز له صورة مخارج الحروف وهي ملونة ومناطق إخراج كل حرف
وأن نمثل له ذلك على الشاشة ،هذا ييسر الفهم بدل أن يعيد الستاذ ويكرر المحاضرة ،تأتي الصورة
وتوفر الوقت ،تأتي الصورة توضح المطلوب ،وأنا في تصوري أن هذا مهم جدا ً لمعالجة مختلف العلوم.
فالقول بعدم الترجمة إلى اللغة العربية يبدو لي أنه يقضي على الفرص العريضة لنشر المعلومات،
وأنه يجعل طالب المعلومات معتمدا ً اعتمادا ً أساسيا ً على إتقان لغة ثانية ،ونحن في العالم العربي
اللغة النجليزية تعتبر يعني لغة أجنبية Foreign Languageول حتى ل نستخدمها كلغة ثانية (Second
)Languageوبالتالي يعني سوف تكون عملية العداد لتعلم اللغة ،وهذا ما يحصل في أقسام اللغة
النجليزية ،عملية مجهدة ولسنوات عديدة جامعية وبعد المرحلة الجامعية ينبغي أن يواصل أيضاً..
د .أكرم ضياء العمري :وقد ل يستوعب المعلومات بالشكل السريع اللزم فيما لو كانت القضية بلغته.
ماهر عبد الله :تجربتك الكاديمية امتدت على أكثر من بلد عربي ،أنت عراقي ودرست المراحل الولى
في الجامعة في العراق ،الدكتوراه حصلت عليها من ..من مصر من مركز تعليمي آخر ،دَّرست فترة
طويلة جدا ً في المملكة العربية السعودية ولها تجربة متميزة في التعليم ،وأنت منذ سنوات تقيم في
قطر يعني من المشرق العربي إلى ..إلى المغرب العربي أو ما يشبه المغرب العربي على اعتبار إنه
مصر جزء من المشرق ،أين ..أين الخلل؟ لماذا مازالت وسائله التعليمية ضعيفة؟ لماذا ل يزال حجم
النفاق ..يعني كل سياسي عربي تجلس معه وتستمع إليه يُصر على موضوع التعليم ،وخطورة التعليم
وأهمية التعليم ،حتى حركة الترجمة -التي يمكن أن تكون عملية تجارية مربحة -فاشلة ،ما هو
المسؤول عن –باعتقادك -تخلف العملية التعليمية عندنا؟
ً تقريبا د .أكرم ضياء العمري :طبعا ً السياسات الحالية تتدخل ،المنطقة التي فيها أموال يعني تسخر
خمس ميزانياتها للسلح ،إذا جئنا لليابان يعني %12للتعليم مقابل %7للسلح ،صحيح أن اليابان تتمتع
بغطاء أميركي في ..في ..عندما كان التحاد السوفيتي خطراً ..يشكل خطرا ً عليها ،وهي أفادت كثيراً
من الغطاء الذي يحميها وهو غطاء خارجي وهو مفروض عليها ،لنها لن تستطيع أن تعيد بناء اللة
العسكرية ،ربما ل تستطيع أن تعيد بناء اللة العسكرية بالشكل الذي كانت عليه قبل الحرب العالمية
الثانية بسبب القيود التي فرضت عليها ،هذا بالطبع يعني أدى إلى تمكنها من النفاق على الجوانب
التعليمية ،أما الدول العربية تنفق أموال قليلة ،ونحن أيضا ً ل نستطيع أن نقول بأن هذه سياسات مالية
خاطئة ،لن المر يتوقف على وجود الوفرة ووجود الفوائض المالية ،ليس من المعقول أن نقول
للنسان تعلم بدل أن تأكل ،ينبغي أن يشبع ثم يتعلم ،وإل هو ل يستطيع التعلم وهو جائع ،فهناك ..هناك
مشكلة الفقر.
[فاصل إعلني]
ماهر عبد الله :ثمة قضية لها علقة بموضوع التعليم أثيرت بعد الحادي عشر من ..من سبتمبر ،يبدو أن
البعض وعلى رأسهم الوليات المتحدة أو على القل بعض نخبها تلقي باللئمة على حال الفقر ،حال
البؤس ،حال التخلف ،التي نعيشها وبالتالي ما قد تولده هذه الحالت من إرهاب ..على نظم التعليم
السلمي تحديداً ،وعلى الجزء السلمي من مناهجنا التربوية والتعليمية ،بإنصاف وبعيدا ً عن ..عن ردة
الفعل ،وخصوصا ً أنه هناك ما يشبه الجماع على أنه مناهجنا التعليمية ل تفي بالغرض إن ..إن لم نقل
أنها ضعيفة جدا ً أو ..أو ،هل ثمة علقة بين السلم كما يدرس في بعض القطار العربية والمسلمة
وفي بعض المدارس السلمية أو ذات الطابع السلمي وبين حالة التخلف وما قد تقود إليه من عنف
وتطرف وإرهاب؟
د .أكرم ضياء العمري :يعني هذه القضية مرتبطة بالشخص الذي يُدّرِس ،أما نفس المناهج فليست
تؤدي بالضرورة إلى مثل هذه المشكلت ففهم القرآن بصورة صحيحة ،فهم التفسير ،فهم الحاديث
النبوية الصحيحة لشك أنها تشكل رؤية صحيحة للعالم من حولنا في ..فيها توجيه نحو محبة الخر
ودعوته إلى الهداية وتعليمه القيم السلمية ،وهذه القيم السلمية تتسم بطابع الرحمة ،تتسم بطابع
العدل ،تتسم بطابع المساواة ،وكل ذلك يشكل رؤية عند المسلم متوازنة ول يجعله يعادي الخرين،
اللهم إل إذا كانوا يمارسون العنف ضده فلشك أنه في الحالة يعني سيكون هو من قبيل الدفاع عن
النفس في حل لمواجهة العنف المقابل.
ماهر عبد الله :لكن في ..في بعض الثقافة المنتشرة في ..في بعض القطار تصر مثل ً أو تعطي
مساحة واسعة وكبيرة جدا ً لمسألة العقيدة ،الفرقة الناجية ،الموحد وغير الموحد ..يعني التركيز على
تعريف من هو الضال ،في حين أن المة ل تعاني يعني كثير من الفرق ..الفرق التي تتم دراستها في
بعض هذه المناهج ماتت وعفا عليها الزمن وإذا وجد لها آثار هذه اليام فهي آثار بسيطة يعني ..مفكر
أو مفكرين ..كاتبا ً أو كاتبين هذا التركيز على هذا الجانب العقائدي بتفصيلته المملة في بعض الحيان
أل يؤدي إلى خلق نوع من ..من حالة تكفيرية؟ يعني بعض ..بعض جوانب العقيدة تبرز في بعض
الفترات أكثر من ..من غيرها ،يعني التركيز على فرضا ً أو مثل ً عقيدة الولء والبراء في مرحلة من..
من المراحل –كما هو سائد حالياً -أل يؤدي هذا إلى خلق حالة من العداء والستعداء لمن ل تنطبق
عليهم التعريفات النصية؟
د .أكرم ضياء العمري :يعني الجانب العقدي طبعا ً مهم في الرسالة السلمية ،لن قضية التوحيد هي
القضية الولى في كل الديان السماوية ،والتوحيد والتنزيه الخالص للخالق –عز وجل -والتعرف على
الخالق –عز وجل -من خلل صفاته ومحاولة تمثل هذه الصفات وهي صفات كمال ترقى بالكائن
البشري إلى مستويات عالية ..في الرؤية ،في المشاعر ،في السلوكيات ،وقضية الولء والبراء أيضاً
قضية موجودة وهي تتصل بالجانب العقدي ولكل الديان عصبيات داخلية ،بمعنى إنك إذا ..إذا تُميِّع
القضايا ل يصبح هناك ثمة تكتل حول فكرة معينة ،الناس تتكتل إما حول الجنس ،تتكتل حول عقيدة
سياسية ،تتكتل حول أحزاب ،لبد أن يكون هناك محور تتكتل حوله ،فقضية الولء والبراء ل تعني إيذاء
الخر ،وإنما تعني أن هذه الكتلة التي تمتاز بقيم معينة وأخلقيات معينة هي توجه نداءها وخطابها إلى
الخرين بصورة سلمية هادئة ،ومن حق كل المم أن يتنافسوا في هذا المجال وأن تعطى الحرية
الكاملة للحوار بين البشر.
ماهر عبد الله :طيب اسمح لي عند هذه النقطة أن نعود للخوة المشاهدين ،معي الخ عبد الغفور
المشهداني من النرويج ..أخ عبد الغفور تفضل.
عبد الغفور المشهداني :وأنا الحقيقة عندي سؤال ..سؤال ومداخلة وبنفس الوقت أنا مناشدة ،أن
ضمون صوتكم إلينا لنقاذ بعض الخوة العراقيين ،الموضوع كالتي :أنتم تعرفون بأن حاليا ً مؤتمر القمة
راح ينعقد وهناك ضربة موجهة..
ماهر عبد الله :يعني اسمح لي إذا المداخلت والسئلة حول الموضوع سنتلقاها ،إذا كانت خارج
الموضوع اسمح لي..
عبد الغفور المشهداني :والله والله حول الموضوع يا أخي ..أنا أستحلفك بالله أن تسمعني كاملً.
ماهر عبد الله[مقاطعاً] :طب ،أخ عبد الغفور يعني اسمح لي ..اسمح لي مع تقديري لنه قد يكون
كلمك صحيح ،إل أنه هذا الموضوع للسف الشديد خارج جدا ً عن موضوع هذه الحلقة ،ولهذا نتمنى
على الخ عبد الباسط أبو كامل من المارات أن يحصر نقاشه في موضوع هذه الحلقة ،نحن لن نتردد
عن النقاش والحوار في أية قضية طالما أنها متخصصة بموضوع الحلقة ،أخ عبد الباسط تفضل.
عبد الباسط أبو كامل :السلم عليكم ،أنا أحييكم على هذه الحلقة وأشكر الدكتور ،في نفس الموضوع
الذي تتحدثون عنه ل يغيب على أي باحث في اللغة تراجع استعمال الفصحى السهلة السليمة في
التعامل على شتى صوره وأشكاله ،باعتبارها أنها لغة التواصل والتخاطب بين جميع أفراد المة كذلك
أن أهداف التربية في الوطن العربي عامة تعتمد اللغة العربية هي لغة التخاطب في جميع مراحل
التربية والتعليم منذ البدايات الولى إلى المرحلة الجامعية ،والفضائيات الن في عصرنا انتشرت في
هذا الوقت ،من فضيلة الدكتور أطلب ،ما هي الخطط المنهجية والتوصيات العملية التي يراها فضيلة
الدكتور للعودة بالنهوض بالفصحى وخاصة أن الطالب منذ بدايته إلى نهاية المرحلة الجامعية يدرس
اللغة العربية وكأنها أصبحت حبيسة للدراسات الجامعية والكاديمية ،ول يستطيع الطالب بعد تخرجه أن
يتحدث عن أي موضوع بالفصحى السليمة التي هي لغة المة ،علما ً أن اللغة هي وسيلة للعلوم ،فاللغة
وسيلة والعلوم غاية ،وهي كما يعبر عنها أهل اللغة ،اللغة هي اللة للدخول إلى العلوم ،كذلك ما هو
دور المجامع اللغوية وتفعيلها في هذا الصدد؟ وشكرا ً لكم.
ماهر عبد الله :مشكور يا أخ عبد الباسط .تحب ترد على كلم الخ عبد الباسط على موضوع اللغة
الفصحى وأهميتها ،أليست معزولة عندما تكون محصورة في الطار الكاديمي عملياً ،لكنها ليست لغة
التخاطب اليومي ول لغة الثقافة اليومية بالعالم العربي؟
د .أكرم ضياء العمري :هو ل شك يعني أن هذه الشارة إشارة في موضعها ،إنه ماذا نفعل؟ هل يمكن
البقاء على الفصحى وتعميمها لغة خطاب وتوصيل للجمهور وبنفس الوقت هي لغة ثقافة وعلوم في
الجامعات؟ وهل المهمة هذه تعود إلى المجامع العلمية أم إلى المبدعين في شتى الجوانب الدبية؟
كيف يمكن الحفاظ على اللغة ،وبنفس الوقت محاولة إشاعتها نطقاً؟
المشكلة الن في النطق طبعاً ،الطفل المسلم قديما ً كان يتعلم تجويد القرآن ،كان يتعلم مخارج
الحروف ،وبالتالي يعني كان يتمكن من نطق الكلمات بصورة فصيحة ،ففصاحته بعد طبعا ً بعد الجيال
السلمية الولى التي كانت العربية سليقة لها ،ولكن ما أصاب العربية في خلل القرون المتباعدة
خلل أربعة عشر قرناً ،ما أصابها ل يمكن أن يُقارن بما أصاب لغات أخرى مثل اللتينية التي كانت هي
لغة أوروبا إلى أن ترجم (لوثر) النجيل إلى اللمانية ،ظهرت اللمانية لغة أدبية تعبر عن معاني دينية
وروحية عميقة ،وهكذا أيضا ً ظهرت الكتابات ،بس كان باللغات المحلية.
َ
ماهر عبد الله :كان ..كان ..كان عند الخ عبد الباسط يعني سؤال محدد ،هل –من خلل اط ّلعك -هناك
خطط معينة ،منهجية ،خطوات عملية ،عند هذه المجامع وعند بعض الوزارات العربية ..ولو محاولة
لعادة تعميم الفصحى في ..في الحياة العامة؟
د .أكرم ضياء العمري :المجامع العربية تعمل في أُطرها ،ول شك أنها تحتاج إلى مساندة –كما ذكرت-
من قبل المبدعين الذين يحملون الصطلحات الجديدة ،ويشيعونها وسط الجمهور ،لن الجمهور لن
يقرأ كلم المجامع إل إذا نُقل إليه بالطرق الدبية المعروفة ،بحيث تصبح الكلمات شائعة في المجتمع
في الوسط العام ،أما بالنسبة للدعم المدرسي والتعليمي والحكومي لشك أن هناك تيسير في قواعد
اللغة العربية صرفا ً ونحواً ،وأن ..وأن أهل اللغة العربية قطعوا شوطا ً في هذا المجال ،ل شك إنه هناك
تطور في السلوب من حيث البيان والوضوح وتجنُّب الوحشي في لغة الكتابة ،هذا ..هذا كله ل يمكن
ة يتسمواإنكاره على مستوى الدبيات المكتوبة ،أما المدارس فالحقيقة أنها ل تستطيع أن تُخّرِج طلب ً
بالفصاحة أو يتسموا بأساليب تعبيرية عالية إل إذا كانت لهم مؤهلت خاصة ،وليس بسبب العناية
المدرسية بهم ،فهناك أعداد غفيرة من الطلب وهذه القضايا تحتاج إلى المختبرات الصوتية ،لننا ل
نعيش في..
ماهر عبد الله [مقاطعاً] :يا سيدي ..أل ..أل يؤثر هذا –وأنت رجل تربوي منذ فترة طويلة -عمليا ً أل
نتحدث نحن الن عن لغتين مختلفتين قد تشتركان في ..في بعض الصول ،ولكن ما نتحدثه في
المدرسة ،ما نتعامل معه من لغة في الكتب ،أليس..؟
د .أكرم ضياء العمري :نحن نتعامل مع ثلث لغات :مع اللغة الكلسيكية القديمة والمتمثلة في كتب
التراث الولى.
ونتعامل مع لغة وسيطة هي اللغة العربية الحديثة التي يستعملها الدباء والكتاب.
ماهر عبد الله :أل ..أل يُوجد هذا نوع من الزدواجية في الشخصية؟ بمعنى أنه..
د .أكرم ضياء العمري :ل ..ل يبدو لي أن هذه القضية يعني مؤثرة تأثيرا ً كبيرا ً على الشخصية ،نحن
أمام قضية اللغة التي تُدرس في الجوانب الجتماعية ،تُدرس عند الفلسفة ،مع أنه اللغة لها خصائصها
الذاتية وقدراتها على البقاء والتعايش
ماهر عبد الله :أنا ..أنا ل أقصد بالزدواجية يعني مثال :يعني شاب درس في مدرسة عربية حديثة
معاصرة ،تعوُّد على لغة ..في اللغة نزار قبَّاني وأشعار محمود درويش ،يذهب إلى خطبة جمعة خطيبها
ُ
يعني –باستشهاد بجزء مما قلت -آخر كتاب قرأه كان لحد عظماء السلم في القرن الخامس أو
السادس الهجري ،هل ترى من قواسم مشتركة كثيرة بين لغة القرن الخامس أو السادس الفقهية
المتينة وبين لغة محمود درويش ،أو نزار قباني ،أو حتى أحمد شوقي العصرية السهلة الممتنعة القل
دسامة بكثير؟
مقتضى حال السامع ،والجمهور د .أكرم ضياء العمري :أنا ..البلغة هي في ..في البساطة وفي معرفة ُ
الن ل يمكن أن نخاطبه بلغة (ابن الجوزي) الوعظية ،وإنما نخاطبه بلغة يفهمها ،وهذا التيسير هي..
مبسطة يفهمها الحضور، هذا التيسير هو من مهام الخطيب ،أنه يُعيد نقل الفكار الرئيسة بصياغةٍ ُ
شنف أسماع بعض الحضور وحتى لو أراد أن يستعلي قليل ً باللغة فينبغي أل يمكث معها ،وإنما يعني ي ّ ِ
من أصحاب الهتمامات اللغوية ببعض الكلمات ،ولكن الجمهور ينبغي أن يسمع لغة سهلة مبسطة
تُوصل إليه الفهم ،تحدد له شخصية..
ماهر عبد الله :طيب في حال ..في حال لم يسمع ،يعني أل ..أل يكون ..أل يحد -على القل لنترك
كلمة ازدواجية -أل يحد من ..من مقدرته على التفاعل مع هذه الخطب ،وبالتالي..
د .أكرم ضياء العمري :يحد ..يحد كثيراً ،يعني النسان الذي هو ليس من الوسط الكاديمي ل يمكن أن
تخاطبه بلغة تراث كُتبت قبل ألف أو ثمانمائة سنة ،ينبغي أن تعيد الصياغة وتنقل له المفاهيم وتنقل له
القيم الخلقية التي ستبني المنظومة القيمية للمجتمع ،ولذلك أنا أعتقد أن الخطاب إذا لم يُوجه
بصورة صحيحة قد يؤدي إلى ثغرات في نفس المنظومة القيمية ،وهو ما نعاني منه حالياً ،لن
المنظومة القيمية في الحقيقة ليست فاعلة بالقدر الكافي ،في الوقت الذي نحتاج ،ونحن أمة تحاول
النهوض ،تحاول القيام بمشروعات التنمية ،نحتاج إلى المنظومة الخلقية التي تدعم قضايا "الثقة" في
التعاملت ،التي تدفع بالقتصاد دفعا ً قوياً ،وهو يمكن مراجعة كتاب الثقة (لفوكوياما) لمعرفة
المجتمعات الغربية ومستوياتها من حيث توافر الثقة في المجتمع الصناعي والمجتمع التقني ،ليست
طبعا ً كل مجتمعات المتقدمة صناعيا ً على نفس الدرجة من حيث توافر الثقة ،لن هناك دراسات كثيرة
ضر ،على مشارف الستثمارات في هذا المجال ،ولكن نحن على مشارف التنمية ،على مشارف التح ُّ
الناجحة ،هذا ..هذا يعني كله سيحتاج إلى المنظومة القيمية السلمية ،لن هي الشيء الوحيد المتوافر
في المجتمع السلمي ،فإذا لم يتمكن الساتذة الذين يدرسونها ،والخطباء الذين ينشرونها على
مستوى الجمهور لم يتمكنوا من التوصيل فمعنى ذلك تراجع المنظومة القيمية.
ماهر عبد الله :طيب اسمح لي نعود للخوة المشاهدين مرة أخرى معايا الخت فاطمة المصري من
الردن .اتفضلي أخت فاطمة.
فاطمة المصري :أخي ماهر ،ل نقاش في إنه ..ول شك في أننا كنا أكثر المم تقدُما ً في العلوم
والتعليم والمخترعات والجامعات ،وكانت جامعاتنا كإشبيلية وقرطبة هي تخرج العلماء والمفكرين،
وكان أبناؤنا في ظل دولة السلم ينهون تعليمهم خلل مدة قصيرة واعين على دينهم وعقيدتهم،
وملمين بأكثر العلوم المعروفة ،وكان التعليم إلزاميا ً وفرضا ً على كل مسلم ومسلمة من الدولة يجب
منه للجميع ،بعد ذلك كله نزلنا إلى القاع فها نحن اليوم عالة على العالم ،علميا ً نكتفي بفتات ما
أن تؤ ِّ
يلقونه إلينا من فضلتهم التي ملوا منها أو أصبحت متخلفة عن مستوى عصرهم ،ولماذا أصبحنا كذلك
يا أخي ماهر؟ لننا صرنا ندرس ل كما نريد نحن أو يريد لنا السلم ،بل كما يريد الستعمار وأذنابه،
وبدل أن يحدد لنا إسلمنا مناهج تعليمنا ،صار يُحدد لنا (دنلوب) البريطاني وأمثاله ،فصرنا ندرس ما
يخالف عقيدتنا ،وصار طلبنا يعرفون عن (نابليون) و(هتلر) أكثر من معرفتهم صلح الدين ،وخالد،
وطارق ،فهل هذا ..فهل بعد هذا النحطاط الذي وصلنا إليه انحطاط؟!
ماهر عبد الله :مشكورة جدا أخت فاطمة .معايا الخ علي محمد من المارات .الخ علي ،تفضل
علي محمد :يا أخي تعقيب بسيط فقط حول قضية الفرق والهتمام بها وبعض الثار .الحقيقة أن
الفرق لم تعُد موجودة ،ولكن فكر هذه الفرق أصبح منبثا ً ضمن كتب العلماء وضمن أفكار أكثر
المثقفين ،ولنأخذ مثل ً بسيطا ً على قضية اللي تفضل ..تفضل الخ الشيخ أكرم على تناولها وهي قضية
الوحدانية ،فالوحدانية هي السلم بكل ما في الكلمة من معنى ،ونحن قد درسنا في مدارسنا دراسة
متأثرة تماما ً بعلم الكلم ،فعندما درسنا لم ندرس إل قضية أن الله –عز وجل -قديم ،بينما قضية
الصفات لم ندرسها إطلقا ً ولم يعني ..إن نتمثلها في أنفسنا فالصفات ..صفات الرحمة وصفات
الغضب وصفات الله عزيز حكيم،
وهذه الصفات هي التي تدفع النسان إلى العمل ،والتي تنشئ علقة بين النسان وبين ربه ،ل يكون
اليمان إيمانا ً علميا ً مجردا ً عقليا ً فقط ،فاليمان يجب أن يكون كما يعرضه القرآن الكريم يتناول جميع
جوانب النفس النسانية ،هذا من جانب ،القضية الخرى يعني هنالك بعض القضايا التي درسناها أثناء
العقائد مثل قضية الخذ بالسباب ،فدرسنا مثل ً قضية إنه:
فربما يكون سبب من أسباب تخلف المة أن ..أن النسان يدرس بأن السبب ل يؤدي إلى النتيجة بينما
السبب هو شيء فاعل ل يمكن ،يعني القدر ل يمكن أن يتحقق إل من خلل عالم السباب ،فإذن
القضية يعني تحييد هذه ..قضية الفرق وأثرها في فكر المة الن وعدم دراسة هذا الجانب وخاصة في
قضية التوحيد أتصور أن يكون إنه يعني يكرس السلبية التي تعيشها المة ،أنا أقول أنه ..يجب إعادة
النظر في ما هي السباب التي أدت إلى انحطاط المة وعدم فاعليتها ،وربما تكون كثير من القضايا
الموجودة من آثار الفرق هي التي أدت إلى أن العقل العربي قد استقال ولم يعد قادرا ً على العطاء،
وربما تكون عدد من القضايا من ..من آثار تلك الفرق .والسلم عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله :مشكور جدا ً يا أخ علي ،الخت فاطمة تقول :أن جزء من السباب ،أو أحد السباب أننا
ل ندرس ول نتعلم ما نحتاجه ،إنما ندرس ونتعلم ما يراد لنا ،أن حتى ولو اقتضى المر في بعض
الحيان أن يكون مخالفا ً لعقيدتنا ،هل تعتقد أنه في مناهجنا العربية ما يشير بأننا ندرس ما يخالف
عقيدتنا ،وعلى القل ليس ما نحتاجه من ..من علوم في هذه الفترة أو تلك ،وإنما ما يراد لنا أن نتعلمه
في هذه المرحلة؟
د .أكرم ضياء العمري :هو طبعا ً ينبغي أن ننظر إلى القضية من زاوية الواقع ،نحن بحاجة إلى مجموعة
العلوم الطبيعية والرياضية والتقنية وأن نأخذها من الغرب ونحن نفعل ذلك الن ،ولكن المشكل هو أن
الغرب عندما يُعل ِّم فإنه يُصنِّع ،ولذلك الذين يدرسون الكيمياء والصيدلة يخرجون إلى مصانع تؤدي إلى
تحويل العلم إلى أموال ،فعملية التعليم هي أيضا ً عملية استثمارية ،وبالتعليم هذا الجانب لبد أن نتابع
فيه الذي سبقنا ،ول نبدأ من نقطة الصفر ،وأما الدراسة للجانب الروحي والسلمي فهو ل شك
ضروري في النهضة ،وهذا ما أغفلته المناهج في بدايات القرن وربما تبعا ً للتوجه الغربي العام ضد
الدين في القرن التاسع عشر وهو عصر العقل ،ثم في القرن العشرين بدأت تحولت في الغرب،
وكان ينبغي أن نلحظ هذه التحولت ،ظهرت توجهات جديدة المادية نفسها تعرضت لهزات ،القول
بالتطور ،نظرية التطور الدروانية بعد اكتشاف ،DNAلم يعد لها مكان في العمل ،وإن كان الدارويني
يحاول أن يقول بالطفرة الوراثية التي جعلت DNAيغير من ذاته ،لكن هذه يعني محاولة ومن الواضح
أنها ليست تعليلت علمية ،وإنما هي إيديولوجية ،وأن هناك من يخجل من إظهار إيمانه بالله ،ولذلك هو
يريد الطبيعة ،الطبيعة ل تطلب منه أخلقيات ،ول تطلب منه عبادة ،وليست متصفة بصفات كمال
ترشحها له في الجانب المشترك من الصفات ،وبالتالي فهناك توجه نحو القول بالطبيعة ذكية قادرة
على تخطيط الكون وقادرة على إدارته ،وماذا يبقى إذن بعد ذلك للعتراف باللوهية؟ الحقيقة أن
نظرية الخلق أصبحت الن بعد الكشف عن الجينات والمورثات والـ DNAيعني منذ ثلثة عقود إلى الن
هذه ..هذه البحوث أظهرت أن كل مجموعة من الجناس الموجودة على الرض هي في أصولها كما
هي الن وليست متطورة عن بعضها ،فإذن الهرب من الدين في الغرب لم يستمر ،وعلى المسلمين
أن يتابعوا التطورات الجديدة ول حاجة للتقليد في مجال بدأ ينحسر ،وهل كلما ظهرت موضة جديدة
في الفكر والفلسفة تبعناها إلى نهاية الشوط في الوقت الذي صاحبها يكون قد تركها؟!
ماهر عبد الله :هذه ..هذه يعني سلح ذو حدين ،من ناحية نحن ل نريد أن ..أن نكون في موضوع الفكر
والفلسفة والثقافة عموما ً حمالين موضات وجاريين خلفها ،لكن من ناحية أخرى ثمة جوانب إيجابية
يمكن الستفادة ،يعني الخط الفاصل بين أن نعرف ما الذي يمكن تقليده ،لن كل الصراعات التعليمية،
كل البداعات في بدايتها تكون مرفوضة ،يعني يبدو أن طبيعة النفس البشرية تأبى التغيير في ..في
البداية ،ثم عندما يثبت نجاحه كيف نعرف؟ ما الذي يمكن أن نقلده؟ يعني في ..في الناحية التعليمية
تحديدا ً النتقال من السلوب التلقيني الصرف الدارج إلى السلوب الحواري الذي قد يكون دارجا ً في
بعض الدول الغربية سيجد ممانعة في ..في أول المر فقط لنه جديد ،إذن كيف نرسم الخط الفاصل
بين..؟
د .أكرم ضياء العمري [مقاطعاً] :الخط الفاصل هو أن نحكم قيمنا ومنظورنا لهذه العلوم المتنوعة
النسانية بالذات ،لن بقية العلوم محايدة ليست لها هوية ،ل يمكن أن نقول أن الكيمياء لها هوية ،ول
يمكن أن نقول بأن الفيزياء لها هوية ،نعم هناك مقولت فلسفية مبنية على أصول فيزيائية ،ولكن هذه
ليست من العلم وإنما هي من اليديولوجية وبالتالي نحن ينبغي –بما أننا نمتلك منظومة قيمية -ينبغي
أن نحكم هذه المنظومة القيمية التي ينبغي أن تتضح أول ً عندنا ،ثم نقوم بتحكيمها في الشياء لفرز
الشياء ،ثم التخلي عن الفكرة التي تقول إما أن نأخذ الغرب كامل ً أو ندعه ،هذه الفكار التي أثرت
كثيرا ً على المة وعلى نهضتها وأدت إلى صراعات في المنطقة ،كان ينبغي أن تحشد الطاقات للتنمية
والنهضة الحضارية بدل الدخول في صراعات مع قيم قادمة وقيم أصيلة ،وينبغي أن يكون الجانب
الروحي عامل ً قويا ً في النهضة ،حتى الغرب يعني مؤرخ مثل (توينبي) الذي يرى ضرورة القيمة
الروحية لتحريك النسان ،ونحن بحاجة لتحريك النسان لن عندنا فعالية النسان ضعيفة ،والجانب
الروحي سوف يؤدي إلى تفجير هذه الطاقات ،سوف يؤدي إلى لُحمة داخل البناء الجتماعي ،وسوف
يؤدي إلى التجاوز ،ولكن بالطبع مع التخطيط اللزم ،مع الخذ بالسباب ،كما ذكر الستاذ الذي قام
بالمداخلة.
ماهر عبد الله :يعني أن سؤال ،نعم سؤال الخ علي أنا سأؤجله إلى ما بعد هذه الهواتف لو سمحت
لي ،لنه سؤال جوهري ،معايا الخ أسعد منصور من ألمانيا ،أخ أسعد تفضل.
أسعد منصور :إن موضوعكم متعلق ببناء الشخصية عند المسلم ،فلنعرف ..فلنعّرِف أول ً الشخصية
السلمية ولنعرف عناصر تقويتها ،الشخصية مكونة من عقلية النسان ونفسيته ،فالعقلية السلمية هي
كيفية ربط المعلومات بالواقع وإسنادها إلى العقيدة السلمية ،والنفسية السلمية هي ربط المفاهيم
المستندة إلى العقيدة السلمية مع دوافع إشباع الغرائز والحاجات العضوية ،وعناصر تقوية هذه
العقلية السلمية :هو ..هي التزود بالثقافة السلمية مع التزود بالمعلومات التي تتعلق بكافة نواحي
الحياة وربطها بالعقيدة.
وتقوية النفسية السلمية تتم بتقوية الصلة بالله عن طريق الكثار من العبادات والطاعات وقراءة
القرآن ،فميول النسان نابعة من نفسيته ،فسياسة التعليم يجب أن تستهدف بناء هذه الشخصية
وتقويتها ،ولكن سياسات التعليم لدى النظمة الموجودة في العالم السلمي ل تستهدف بناء الشخصية
السلمية ،بل هي مبنية على سياسة تعليم غربية مستوردة تفصل الدين عن الحياة وعن الفكر وعن
الميول ،ولهذا فالحل هو في تغيير سياسة التعليم لدى الدول ،وليس فقط الهتمام بالفراد بعيدين عن
سياسة التعليم ،لن الذي يوجه الفراد ويوجه المجتمع هو الدولة ،ولهذا وجب إقامة دولة إسلمية
توجب سياسة تعليم إسلمية تستهدف بناء هذه الشخصيات المبدعة القوية التي تقود الدولة وتقود
المجتمع ،فالشخصيات السلمية الن نادرة ،وكثير من المسلمين ل يتميزون بشخصية معينة ،بل
شخصيتهم غير مميزة ،ل هم بالمسلمين ،ول هم بالكفار ،أي ليست ميولهم إسلمية خالصة ،وليست
ميولهم كافرة ،فهم في حالة يُحسدون عليها بحيث أنهم ل يتمتعون بشخصية مميزة ،ولهذا ل توجد
الشخصيات المبدعة في المة ،بل الشخصيات التي تنبت في المة وتريد أن تنهض في المة تُلقى في
السجون ،وتحارب من قبل الحكام ومن قبل النظمة ،فالمسألة تكمن في تغيير هذه النظمة وإقامة
دولة السلم التي تبني سياسة تعليم جيدة حتى تبني الشخصيات السلمية ،والسلم عليكم.
ماهر عبد الله :طيب أخ أسعد ،طيب مشكور ..مشكور يا أخ أسعد ،معايا الخ سالم عبد القادر من
بريطانيا ،أخ سالم تفضل.
سالم عبد القادر :يعني أنا مع الشيخ الجليل بقوله أن منذ العهد المملوكي عندما قرروا بغلق باب
الجتهاد والمة السلمية تعيش الجمود في التشريع والفكار ،حتى أن المعاهد الدينية اللي تدرس بها
أحكام السلم كانت على مدى قرون عديدة تُدّرِس ..تُدّرِس نفس المواد رغم تجدد الحياة ،لكن
المسلمين مع هذا كانوا أقوى المم ،لن أعداءهم كانوا ضعاف ،إلى حد القرن الخامس الهجري
وظهور الثورة الفرنسية وحصول النقلب الفكري في أوروبا ،وظهرت فكرة فصل الدين عن الحياة و..
وفكرة الحريات والتعددية الحزبية ،تجسدت هذه الفكار عندما سيطر الغرب الكافر على بلد
المسلمين وحكموهم حكم فعلي ،فهم الذين جعلوا سياسة التعليم على أساس حضارتهم اللي تدعي
إلى فصل الدين عن الحياة والدولة والمجتمع ،ثم أنشأوا أحزاب علمانية هي اللي تحكم بلد المسلمين
واستحكموا ما أراد الغرب عندما ترك البلد لهلها أن تنفذ خططه ومفاهيمه حتى في درس الدين في
كل بلد المسلمين من حيث التأكيد على الحكام الفردية والخلق والعبادات ،بل حتى أن الفضائيات
اليوم اللي تغطي جانب كبير من برامجها على الجانب الديني ثبتت هذه النقطة ،وتثبت فكرة عدم
بحث أحكام الخلفة وأحكام السلم وأحكام الجهاد والحكام المتعلقة بالسلم كنظام حياة للدولة
والمجتمع وتريد من الناس أن يسألوهم ويفتوهم عن القضايا المتعلقة بحياتهم الفردية ،فما بالك لو
أريد فعل ً بحث النهضة بشكل حقيقي من قبل المة؟ سوف لن يُسمح لهم هذا ،عندما يكون الفساد
والنتن في الجذور والفروع هل كان عمل النبياء والرسل أن يكون لها حل ً واحدا ً أل يكون الحل حل
ترقيعي ،بل لبد أن يكون حل ً إنقلبيا ً بقلع هذه البذور وهذه الشجرة ووضع شجرة السلم شجرة ل إله
إل الله محمد رسول الله.
ماهر عبد الله :طيب أخ سالم ..أخ سالم مشكور جدا ً على هذه المداخلة ،وأنا ..وعلى يقين أنك
ستسمع من الشيخ إذا سمح لنا الوقت بذلك.
سيدي يعني سمعت تعليق الخ أسعد وتعليق الخ سالم ،إذا كانت الدولة ليست مبنية على أساس
سوي من السلم بالتالي هو يشكك في أنها ستكون قادرة على بناء الشخصية السلمية في أهدافها
العامة ،على اعتبار إنه يعني محشورين في الوقت اسمح لي أن أجمع بين ..بين السؤالين ،هل ..هل
لهذا الكلم كبيَر وزن؟
د .أكرم ضياء العمري :طبعا ً لشك أن توجه الدولة له أثر كبير في صياغة السياسة التعليمية ،فإذا
كانت منتبهة إلى أهمية الجوانب الروحية وفي صياغة الشخصية ..شخصية المواطن فلشك أنها
ستعطي هذا الجانب بُعده بشكل أو بآخر ،ومدى وعي الدولة للسنن الحضارية ،وأنه ل يمكن كما يقول
حتى مفكروا الغرب ،يقولون ل يمكن إنشاء حضارة بدون جانب روحي ،مجتمعاتنا يعني أصبحت الروح
فيها هزيلة ،حتى أن الكثيرين أصبحوا يقولون نصلي بدون خشوع ،بل بعض أهل العلم أيضا ً يرددون
ذلك ،وهذا شيء مؤسف ،لن ظاهرة الخشوع معناها الخوف من الله تعالى ،معناها التقوى ،معناها
الحس الروحي ،وبالتالي ينبغي أن ل نقول بكل هذه البساطة مع أنني أعتقد بأنه ربما يتواضعون وأنهم
يؤدون صلواتهم وتعبداتهم بخشوع ،ولكن لماذا هذه المجاهرة بعدم وجود الخشوع أمام الجمهور الذي
يريد من الصفوة أن تكون مواضع قدوة؟!
ماهر عبد الله :طيب ،يعني لو عدنا لسؤال الخ علي وأعتقد عندك يمكن دقيقة بس للجابة على اعتبار
إنه انتهى الوقت ،بعض الفرق السلمية أو التيار الفكري الدارج اليوم في المة السلمية وإن يتحدث
عن الخذ بالسباب إل أنه يعتبر ما ..ما يخل بالعقيدة التعويل المطلق على السبب والسببية ،أل يؤثر
هذا في خلق حالة من الخمول ورفض للخذ بالسباب؟
د .أكرم ضياء العمري :هو طبعا ً كثير من التعليلت اتجهت إلى القول بهذا الذي تفضل به ،وهو أن عدم
مراعاة السباب وفهم التوكل على أنه تواكل ،وأنه ل حاجة للخذ بالسبب ،فإذا أردنا بناء مجتمع غني،
قوي ،أخلقي ،عنده القدرات المختلفة في المجالت المختلفة فيكفي أننا نهتم بالدعية والذكار حتى
ينشأ هذا المجتمع ،لكن الله تعالى ربطنا بالسباب ،ووضح لنا سننه في القرآن وبالتالي عدم الخذ
بالسباب هو عدم طاعة لله –عز وجل -في الخذ بقوانينه التي تؤدي للرتقاء والتحضر.
ماهر عبد الله :دكتور أكرم ،شكرا ً جزيل ً لك على هذه المشاركة معنا ،لم يبق لي إل أن أشكركم أنتم
أيضا ً على حسن استماعكم ومتابعتكم.
نعتذر للخوة الذين لم نجد من الوقت ما يرد على أسئلتهم واستلم هواتفهم.
.إلى أن نلقاكم في السبوع القادم تحية مني ،والسلم عليكم ورحمة ال تعالى وبركاته