You are on page 1of 11

‫بعثرن ورحل‬

‫‪1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫على ذات القهى‬
‫رشفت فنجان قهوت ببطء شديد‬
‫و بعثرن الشرود‬
‫هو‬
‫ذات القهى‬
‫الذي أعاد ل ذكرى الرحيل‬
‫‪/‬‬
‫أسندت رأسي على الطاولة‬
‫لستعيد شريطا من ذكريات الفلة‬
‫و استغرقت كثيا‬
‫و شردتُ كثيا كثيا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫صدح عصفورق بانب‬
‫أيقظن من شرودي‬
‫سقط من يدي الفنجان‬
‫كسر على رصيف القهى‬
‫تناثرت شظاياه‬
‫مبعثرة على أرض القهى‬
‫و تبعثرت روحي معها‬
‫ارتفت ‪..‬‬
‫تفتت قلب كشظايا الفنجان‬
‫و طفقت أستجمعه‬

‫‪2‬‬
‫ف مفظة حيات‬
‫ليتساقط منها أيضا‬
‫فقد مزقتها شظايا الذكرى‬
‫فكرت أن أترك القهى‬
‫و أرحل من‬
‫كي ل أضيعن‬
‫ف شظايا فنجان ذكريات‪...‬‬
‫‪/‬‬

‫(‪)2‬‬

‫لكن‬
‫ريا عابرة مرت بانب‬
‫تمل عطرا ل يزال يسكنن‬
‫يضمخ ذات و ذكريات‬
‫بألوان قوس قزح‬
‫أطياف تلج ف دائرة فكري‬
‫ترسن ‪ ...‬تبعثرن ‪ ..‬تلملم أشيائي ‪...‬‬
‫آه ٍ من ‪..‬‬
‫أين أنا ‪ ..‬أين كنتُ ‪ ..‬إل أين سوف أكون ‪..‬‬
‫ضجيج يصخبن ‪ ...‬يصرخ ب ‪ ..‬يزقن ‪..‬‬
‫أسقطت رأسي بي كفي ‪..‬‬

‫‪3‬‬
‫تتشبث أناملي بصلت شعري‬
‫تلك الت انسدلت على حقيقة وجهي ‪ ...‬تبئن من ‪..‬‬
‫إلي ‪ ...‬كيف أستوقف هذا الصخب ‪...‬‬
‫سقطت نظرات سهوا ‪..‬‬
‫تمعت على شظايا الفنجان البعثرة ‪...‬‬
‫على رصيف ذاك القهى ‪..‬‬
‫تكوين ‪ ..‬تكوين ‪ ...‬تكوين ‪...‬‬
‫و تبدأ أشكالٌ ف التكوين ‪...‬‬
‫أعرفها ‪ ..‬أستيقنها ‪ ...‬تلك الذكريات النصهرة ف داخلي‬
‫المتزجة بنبضي ‪ ...‬التشربة روحي ‪...‬‬
‫ينتصب هو ل من خللا ‪...‬‬
‫أخفي وجهي ‪ ...‬يرتفع الضجيج بداخلي ‪...‬‬
‫أخفي رأسي ‪ ...‬يرتفع أكثر ‪...‬‬
‫أخفي قلب ‪ ..‬يرتفع أكثر فأكثر ‪ ..‬كيف أهرب منه ‪..‬؟!!‬
‫أصرخ ‪...‬‬
‫من يوقف صخب ‪ ...‬من يبعد عن شظاياه ‪...‬‬
‫تعبت ‪ /‬تعبت ‪ /‬تعبت ‪!!...‬‬
‫أريد أن استجمع روحي البعثرة ‪....‬‬

‫‪/‬‬

‫(‪)3‬‬
‫اخترقتن نظرات قاسية‬
‫سقطت ف قعر القلب‬

‫‪4‬‬
‫خفق بشدة‬
‫تفرعت‬
‫نشبت بزوايا الروح‬
‫ليب يصهرن‬
‫يستنفن‬
‫يعيدن إل جحيم ذكريات‬
‫خيال ل يبارحن‬
‫ألصقَ وجهه ب‬
‫يداه التفتا تطبقان علي‬
‫تعتصران‬
‫أكاد أختنق‬
‫أسع طقطقات ضلوعي‬
‫تصخبن ‪ ..‬أتطم ‪...‬‬
‫أستجدي اللص‬
‫تتدافع يداي بعيدا عن‬
‫ويبقى ملتصقا ب‬
‫عيناي تتصاعدان ‪ ..‬تتسلقان المد‬
‫ل أريد أن أراه‬
‫لقد دفنت ذكراه ف مقبة الروح ‪...‬‬
‫سكناه الذي كان‬
‫و ل يزال‬
‫سقطت يداي على الطاولة‬
‫ضجيج ارتت له أناء القهى‬
‫عيون بل عدد تمعت حول‬
‫تيطن من كل اتاهات‬

‫‪5‬‬
‫تملق ف عين الزائغيت‬
‫ميفة ‪ ...‬مرعبة ‪......‬‬
‫أسدلت أستار عين كي ل أراها‬
‫عتمة أعادتن‬
‫إل رصيف القهى‬
‫حيث شظايا الفنجان‬
‫أرجعتن‬
‫إل ذات من شرودي‬
‫لتوقف شريط الذكرى ‪...‬‬

‫‪/‬‬

‫‪/‬‬
‫(‪)4‬‬
‫صوت النادل بانب‬
‫" سيدت "‬

‫قالا و يدٌ تتد نوي‬


‫كجذور شجرة عقيمة‬
‫موغلة ف أرض جدباء‬
‫تلتف عروقها‬
‫كأنا أفاع ٍ‬
‫توشك أن تلتهم أنفاسي اللهثة‬

‫" هل أصابك ِ مكروه ؟!"‬

‫‪6‬‬
‫تقترب يده‬
‫لتلمس يديّ ‪..‬‬
‫يزعم تدئت‬
‫انتزعتهما مسرعة‬
‫خبأتما ف جيوب‬
‫معطفي‬
‫و ارتافٌ يفضحهما‬
‫و يزلزلن‬

‫" مشروب مثلج ‪,‬‬


‫كوب آخر من القهوة الساخنة‪,‬‬
‫كأس من شاي النعناع ‪,‬‬
‫شيء من كوكتيل ‪" ...‬‬

‫و طفق يعدد مكرماته‬


‫حي أنا مغلقة أذنّ‬
‫و ل أرى غي ذاك السواد‬
‫يلف أفقي‬
‫و معه رأسي يدور‬
‫دورانا بعكس دوران الرض‬
‫فقد كنت حينها‬
‫على مرفأ خارج‬
‫دائرة الكون‬
‫و الوج يتخبط ب‬

‫‪7‬‬
‫صعودا ‪..‬هبوطا‬
‫يرنن‬
‫ذات اليمي و ذات الشمال ‪...‬‬
‫‪/‬‬

‫‪/‬‬
‫(‪)5‬‬

‫نظرات حدقتيه الخيفتي‬


‫توشي بأمر ما‬
‫توجست قلقا ً‬
‫من تلك البتسامة الشاحبة‬
‫الت تكشف عن أنياب‬
‫ذئب يقتنص اللحظة‬
‫ليوقعها ضحيته‬

‫‪/‬‬
‫دس ف حقيبت الشرعة للريح‬
‫ورقة صفراء‬
‫و ل ينبس برف‬
‫و همّ بالنصراف‬
‫خطوتي ث التف‬
‫و قال ‪:‬‬
‫" دققي النظر و اعملي الفكر ‪..‬‬
‫ف النقطة الخية‬

‫‪8‬‬
‫يكمن السر "‬
‫ث اختفى كسراب‬
‫‪/‬‬

‫ل أزال مشدوهة‬
‫برموزة‬
‫بضوره ‪ ..‬باختفائه‬
‫ت يداي و ها تتدان للحقيبة‬
‫ارتعش ْ‬
‫تلك الت ل تزال فاغرة فاها‬
‫و تندلق الشياء منها‬
‫تتبعثر على الطاولة و الرصيف‬
‫‪/‬‬
‫اجتر قلقي ‪ ..‬و استوقف ارتباكي‬
‫و أستل الورقة الدفينة‬
‫من بئر رعب هواجسي‪..‬‬
‫ل تشبه ورقا أعرفه‬
‫و ل حروفا أألفها‬
‫و ل رموزا صادفتها عيناي‬
‫‪/‬‬
‫ارتج الكون ب للمرة الليون وواحد‬
‫و الغموض يلفن بدثار كثيف‬
‫و تنحجب أنوار الرؤية‬
‫عن شاطىء سكون‬

‫‪/‬‬

‫‪9‬‬
‫‪/‬‬
‫هدأة للنفس ل بد منها‬
‫كي تستقر نفسي‬
‫على مرافء راحتها‬
‫لعود ‪..‬‬

‫(‪)5‬‬

‫تتمزق تلك الورقة الهترئة‬


‫الصفراء بي أناملي‬
‫الرتفة‬
‫و تاول عيناي الزائغتان‬
‫فك طلسم ذلك الجهول‬
‫طرقات ف الذهن تعيد ما قاله‬
‫" النقطة ‪ /‬السر "‬
‫اشتعال بداخلي يبحث عن تفسي‬
‫و صواعق الغموض تعصف با تبقى من تاسك‬
‫أمواج عاتية و هدير صاخب‬
‫يقتلع سكينت‬
‫تسمّر بصري على تلك النقطة الصمتة‬
‫ف ركن الكتابة الهجور‬
‫بدأت تتساقط شيئا فشيئا‬
‫قطرات حراء و سوداء و ألوان مبهمة ملتهبة‬
‫و مالب تنشق منها تتد نوي لتمزقن‬
‫تتشكل يعاسيب توم حول ‪ ..‬تمهرَ طنينها‬

‫‪10‬‬
‫كهزير العاصفة الغاضبة ‪..‬‬
‫دوامة ريح تتفي بفريسة مذعورة عاجزة ‪,‬‬
‫و الغنوص يطم أضلعي و يسد منافذ الواء و يجب النفَسْ‬
‫تلتف ب مشرعة أشواكها للغرس ف جسدي النهك‬
‫كرماح فرسان على صهوات العاديات الوريات شررا ‪...‬‬
‫يأخذن خدر الروح ف غيبوبة الروب‬
‫حيث الدروب الوحشة ‪ ...‬و العتمة التوحشة‬
‫أتساقط كرماد هشيم نثرته رياح الريف الرجفة‬
‫على رصيف متشرذم لتمتلىء شقوقه‬
‫‪/‬‬
‫‪/‬‬
‫طرقات كطبول الرب الرعبة على باب غرفت‬
‫توقظن من ذلك الكابوس‬
‫الذي أغرقن ف نر عرق و حى ارتاج قلب‬
‫كاد أن يفر من مكمن احتوائه ‪!!..‬‬

‫النهاية‬

‫‪11‬‬

You might also like