Professional Documents
Culture Documents
1
دعي النبوة.
ن يظهره الله -تعالى -على يد من ي ّ
] [2أ ْ
ن يكون الغرض من ظهور هذا الفعل الخارق هو تحدي المنكرين ،سواء صرح ] [3أ ْ
النبي صاحب المعجزة بالتحدي أو كان التحدي مفهوما ً من قرائن الحوال.
ن تجيء المعجزة موافقة ومصدقة لدعوى النبوة ،فإذا حدثت المعجزة وكذبت ] [4أ ْ
النبي في دعواه فل يكون النبي صادقًا ،كما لو نطق الجماد مثل ً بتكذيب صاحب
المعجزة.
ن يعجز المنكرون عن التيان بمعجزة مماثلة لمعجزة النبي ،أي يعجزون عن
] [5أ ْ
معارضته)].([8
تعريف العجاز:
العجاز لغة :مصدر ،وفعله رباعي هو أعجز ،تقول :أعجز يعجز إعجازا ً واسم الفاعل
معجز)].([9
والعجاز في الصطلح :له عدة تعريفات ،منها تعريف المام الجرجاني)] ([10في
ن يؤدي المعنى بطريق ،هو أبلغ من جميع ما عداه من
كتابه القيم "التعريفات"" :أ ْ
الطرق")].([11
وقد عّرفه مصطفى صادق الرافعي بقوله" :وإنما العجاز شيئان:
] [1ضعف القدرة النسانية في محاولة المعجزة ،ومزاولته على شدة النسان واتصال
عنايته.
ن العالم كله في العجز
] [2ثم استمرار هذا الضعف على تراخي الزمن وتقدمه .فكأ ّ
إنسان واحد ،ليس له غير مدنه المحدودة بالغة ما بلغت")].([12
ومن التعريفات المتعلقة بهذا الباب:
] [3تعريف البيان:
ن
البيان :عبارة عن إظهار المعنى بعبارة مبّينة عن حقيقته من غير توسع في الكلم ،فإ ْ
تأنقت في إسهاب فهي البلغة.
وأما الفصاحة :فعبارة عن الظهور من قولهم" :أفصح الصبح" ،إذا ظهر .واللفظ
الفصيح هو الظاهر ،والغالب أنه يستعمل باعتبار اللفظ الكثير الستعمال في معناه
ن خالف القياس)].([13
وإ ْ
2
ن()] ([14وجاء التحدي )فَل ْي َأ ُْتوا
طيُر الوِّلي َ سا ِ
َ
ذا إ ِل ّ أ َ
هـ َ
ن َ هـ َ
ذا إ ِ ْ ل َ قل َْنا ِ
مث ْ َ شاء ل َ ُ
معَْنا ل َوْ ن َ َ
س ِ
َ
ن()].([15 صاد ِِقي َ
كاُنوا َمث ْل ِهِ ِإن َ
ث ّ دي ٍح ِبِ َ
نحن إذا ً أمام مجتمع حي قادر على التفكير ،ترى ما الذي منعه أ ْ
ن يرد على هذا
التحدي؟
3
] [7وجوه العجاز:
ن يبذل جهده في المعارضة؟
ما الذي أعجزه أ ْ
وهنا يأتي الجواب :إنه العجز عن التشبع بالمعاني الجديدة التي كان يطرقها القرآن،
وهذا بعض المعجزة ،إنه العجز عن الوقوف على أسرار البلغة القرآنية ،وطريقة تناول
اليات للمعاني ،وهذا باقي المعجزة.
وهكذا أنبأنا التاريخ بهذا العجز في عصر القرآن ،ولكن لم ت ُ ْ
طو صفحة التحدي في
ن يتأتى على هذا
العصر الذي بعده وأهله بعد على سلئقهم العربية ،وفيهم من يود أ ْ
الدين من أساسه ،وما أيسره عليه لو دخل إليه من باب القرآن بقبول التحدي ،ولكن
حيل بينهم وبين ما يشتهون كما فُعِ َ
ل التاريخ لم يسجل لحد فيه قدرة على ذلك ،بل ِ
بأشياعهم من قبل.
ومضت القرون ،وورث الّلغة عن أهلها الوارثون ،وكلما تطاول الزمان بين عصر
المبعث والعصور التالية له ،كان أهلها أشد عجزًا ،وأقل طمعا ً في هذا المطلب العزيز،
ن تطوى
لنحراف ألسنتهم وفساد سلئقهم ،وكانت شهادة على إعجاز القرآن إلى أ ْ
صفحة هذا الوجود ،ويرث الله -تعالى -الرض ومن عليها.
ن عجز القوم راجع إلى نظم القرآن وبلغته،
ن كنا نذهب مذهب القائلين بأ ّ
ونحن وإ ْ
وشرف معناه ودقته؛ فما ذاك إل ّ لنه لم يصح وجه آخر لعجاز القرآن سواه عند
ن ما أضيف إلى إعجازه البلغي من وجوه أخرى
التحدي أول عهد العرب به ،وأ ّ
كالعجاز الغيبي ،والعجاز العلمي ،والعجاز التشريعي ،فإنما كان ذلك عندما اكتمل
عقد القرآن ،ونظر الباحثون إليه جملة.
ن نؤكد:
ن تكون من آيات إعجازه؛ وإنما نريد أ ْ
ونحن ل ننكر هذه الوجوه أ ْ
ن التحدي بالقرآن كان في حدود ما نزل من سوره في بداية الدعوة. أو ً
ل :أ ّ
وثانيًا :أ ّ
ن التحدي كان في أدنى مراتبه بأقصر سورة منه.
ن التحدي كان بوجه مما برع القوم فيه شأن المعجزات. وثالثًا :أ ّ
فما وجه العجاز إذا ً إ ْ
ن لم يكن العجاز البلغي ،فهو عنصر قائم في أقصر سورة من
القرآن ،وهو مناط براعة القوم ،وهو أسبق من غيره تمثل ً فيما نزل.
وقد تضافرت الروايات التي سبقت من شهادات قريش حول القرآن على تأكيد هذا
الوجه ،فهو منبع السحر الذي وصفوا القرآن به ،ومهوى أفئدتهم في الستماع إليه
وسبب اليمان لمن اهتدى به)].([21
4
] [1تسجيل انبهارهم بأسلوب القرآن إدانة لكفرهم وتنديدا ً بمغالتهم في الكفر مع
اعترافهم بهذا النبهار .هذا ما حكته اليات من سورة المدثر التي تحدثت عن قصة
الوليد بن المغيرة حين سمع القرآن من النبي -صلى الله عليه وسلم -وانبهر به.
قال السيوطي في "التقان")]" :([22أخرج الحاكم عن ابن عباس أنه قال :جاء الوليد
بن المغيرة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -فقرأ عليه القرآن ،فكأنه َرقّ له ،فبلغ
ن يجمعوا لك مال ً ليعطوكه لئل ن قومك يريدون أ ْ
ذلك أبا جهل فأتاه فقال :يا عم ،إ ّ
تأتي محمدا ً لتعرض لما قاله ،قال :قد علمت قريش أني من أكثرها ما ً
ل ،قال :فقل
فيه قول ً يبلغ قومك أنك كاره له ،قال :وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر
مني ول برجزه ول بقصيده ول بأشعار الجن ،والله ما يشبه الذي يقول شيئا ً من هذا،
ن عليه لطلوة ،وإنه لمثمر أعله ،مغدق أسفله،
ن لقوله الذي يقول لحلوة ،وإ ّ
والله إ ّ
وإنه ليعلو ول ُيعلى عليه ،وإنه ليحطم ما تحته ،قال :ل يرضى عنك قومك حتى تقول
فيه ،قال :فدعني حتى أفكر ،فلما ف ّ
كر قال :هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره" .وقد قص
الله -تعالى -علينا خبره في سورة المدثر)].([23
] [2تسجيل تخبطهم في تفسير سر بلغة القرآن ومحاولتهم المستمرة للنيل منه،
ن
فمرة يقولون :إنه قول شاعر ،ومرة يقولون :إنه أساطير الولين ،ومرة يزعمون أ ّ
رجل ً أعجميا ً يوحي به إلى محمد ،ومرة يشبهونه بما يقوله شعراؤهم في المناسبات
ن يغّيره ن يأتي بالقرآن كله جملة واحدة ،ومرة يطلبون منه أ ْ ويطلبون من محمد أ ْ
َ َ
ن
طيُر الوِّلي َ ويبدّله .والقرآن يتعقب هذه المحاولت اليائسة ويذكرها) :وََقاُلوا أ َ
سا ِ
َ
ل()].([24 مَلى ع َل َي ْهِ ب ُك َْرة ً وَأ ِ
صي ً اك ْت َت َب ََها فَهِ َ
ي تُ ْ
شٌر()].([25 ه بَ َم ُما ي ُعَل ّ ُوقالوا) :إ ِن ّ َ
وقالوا) :أ َضَغا ُ َ
م()].([26 حل َ ٍثأ ْ ْ
ة()].([27
حد َ ًة َوا ِ مل َ ًج ْن ُ قْرآ ُل ع َل َي ْهِ ال ْ ُ وقالوا) :ل َ ْ
ول ن ُّز َ
هـ َ َ
ه()].([28 ذا أوْ ب َد ّل ْ ُ ن غ َي ْرِ َ
قْرآ ٍ ت بِ ُوقالوا) :ائ ْ ِ
جل القرآن هذه المحاولت كلها للطعن في نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم ] [3وس ّ
جئ َْنا َ
ك ل إ ِل ّ ِ
مث َ ٍ -وفي كون القرآن وحيًا ،وأشار إلى هذا بقوله -تعالى َ) :-ول ي َأ ُْتون َ َ
ك بِ َ
َ
سيًرا()].([29ف ِ
ن تَ ْ
س َ
ح َ ِبال ْ َ
حقّ وَأ ْ
دعوا أنهم قادرون على
] [4فلما باءت محاولتهم بالفشل المتتابع والخفاق المتتالي ،ا ّ
تأليف مثله؛ فأوقعوا أنفسهم في مأزق التحدي.
هـ َ
ذا ن َ هـ َ
ذا إ ِ ْ ل َ قل َْنا ِ
مث ْ َ شاء ل َ ُ
معَْنا ل َوْ ن َ َ م آَيات َُنا َقاُلوا ْ قَد ْ َ
س ِ ذا ت ُت َْلى ع َل َي ْهِ ْ
قال -تعالى ) :-وَإ ِ َ
َ
ن()].([30 طيُر الوِّلي َ سا ِ إ ِل ّ أ َ
] [5ومن هنا بدأت أزمتهم الحقيقية ،فقد نزل الوحي صريحا ً في تحديهم بكل وضوح
وقوة وتأكيد ،وقد ورد التحدي في اليات التي تقدم ذكرها)].([31
5
] [6وقد اختلف العلماء في مسألة "القدر المعجز" من القرآن ،وهذا الختلف هو
ن
اللبنة الولى في صرح البحوث العجازية في تطورها التاريخي ،والتي امتدت إلى أ ْ
ي فيما بعد بـ "العجاز البياني".
م َ أصبحت أساسا ً لما ُ
س ّ
أي ّا ً ما كان المر ،فقد بدأت بحوث الّلغويين والمتكلمين في قضية العجاز تتبلور بشكل
محدد قرب نهاية القرن الثاني الهجري بعد فتنة خلق القرآن التي أثيرت في عهد
المأمون بصورة واضحة بتأثير من أحد النصارى وهو :عبد المسيح بن إسحاق الكندي،
الذي رفض الدخول في السلم حين دعاه بعض رجال المأمون ،وانتقد السلم وأثار
س معروفة ل داعي هنا لعادة
ن القرآن مخلوق .وما خلفته هذه الفتنة من مآ ٍ
قضية أ ّ
طرحها أو الشارة إليها.
ن هذه الفتنة امتدت فيما تل ذلك من سنوات ،وتمخضت عن عدة اتجاهات فكرية غير أ ّ
تمثلت في تبني المعتزلة ممثلين في الن ّ ّ
ظام )ت 200هـ( لفكرة "الصرفة" ،ومعناها:
ن يأتوا بمثله ،وبهذا القول قال كثير
ن إعجاز القرآن كان بصرف الله -تعالى -للعرب أ ْ
أ ّ
من المعتزلة بعد ذلك ،بل وقد قال به بعض المفسرين والعلماء من غير المعتزلة ،إل ّ
ن القرآن بذاته
ن الرد على هذه الفكرة ميسور ،لن العجاز لو كان بالصرفة فمعناه أ ّ
أ ّ
غير معجز والعجاز قائم على قدرة الله -تعالى .-وهذا ما ل تدل عليه آيات التحدي.
قال الع ّ
لمة ابن عاشور)]" :([32فعجز جميع المتحدين عن التيان بمثل القرآن أمر
متواتر بتواتر هذه اليات بينهم وسكوتهم عن المعارضة مع توافر دواعيهم عليها".
ن الله
وقد اختلف العلماء في تعليل عجزهم عن ذلك فذهبت طائفة قليلة إلى تعليله بأ ّ
جة
ح ّ
-تعالى -صرفهم عن معارضة القرآن فسلبهم المقدرة أو سلبهم الداعي ،لتقوم ال ُ
عليهم ،بمرأى ومسمع من جميع العرب ،ويعرف هذا القول بالصرفة كما في
"الموافق" للعضد و"المقاصد" للتفتازاني )ولعلها بفتح الصاد وسكون الراء ،وهي مرة
من الصرف ،وصيغ بصيغة المرة للشارة إلى أنها صرف خاص ،فصارت كالعََلم بالغلبة(
ولم ينسبوا هذا القول إل ّ إلى الشعري فيما حكاه أبو الفضل عياض)] ([33في
"الشفا" ،وإلى الن ّ ّ
ظام والشريف المرتضى ،وأبي إسحاق السفرائني فيما حكاه عنهم
صل")]،([34
ف َ
عضد الدين في "المواقف" ،وهو قول ابن حزم صرح به في كتاب "ال ِ
وقد عزاه صاحب "المقاصد" في شرحه إلى كثير من المعتزلة.
وأما الذي عليه جمهرة أهل العلم والتحقيق ،واقتصر عليه إمام الحرمين ،وعليه
الجاحظ وأهل العربية كما في "المواقف"؛ فالتعليل لعجز المتحدين به بأنه بلوغ القرآن
في درجات البلغة والفصاحة مبلغا ً تعجز قدرة بلغاء العرب عن التيان بمثله.
6
لنأخذ بعض المثلة الداّلة على العجاز البياني على سبيل اليضاح لبعض الجوانب
المهمة في براعة أسلوب القرآن وكونه معجزًا.
يقول القاضي عياض" :أولها حسن تأليفه" ،من حيث تركيبه بين حروفه ،وكلماته،
وآياته ،وسوره ،وقصصه ،وحكاياته ،وانتظام كلماته ،في سلك مبانيها المتناسبة
لمقتضى معانيها المتناسقة.
ن القرآن لم يخرج عن معهود العرب في لغتهم العربية ،من حيث وهذا هو السر في أ ّ
ذوات المفردات والجمل وقوانينها العامة ،بل جاء كتابا ً عربيا ً جاريا ً على مألوف العرب
من هذه الناحية ،فمن حروفهم تأّلفت كلماته ،ومن كلماتهم تأّلفت تراكيبه ،وعلى
قواعدهم العامة في صياغة هذه المفردات وتكوين التراكيب جاء تأليفه ،ولكن المعجز
والمدهش أنه مع دخوله على العرب من هذا الباب الذي عهدوه ،ومع مجيئه بهذه
المفردات والتراكيب التي توافروا على معرفتها ،وتنافسوا في حلبتها ،وبلغوا الشأو
ن القرآن مع ذلك كله وبرغم ذلك كله؛ قد أعجزهم بأسلوبه الفذ،
العلى فيها ،نقول :إ ّ
ن
ومذهبه الكلمي المعجز .ولو دخل عليهم من غير هذا الباب الذي يعرفونه ،لمكن أ ْ
جعَل َْناه ُ قُْرآنا ً ن يسلم لهم طعن أو شبه طعن )وَل َوْ َ يلتمس لهم عذر أو شبه عذر ،وأ ْ
َ َ
ي()] ،([52ولهذا المعنى وصف الله كتابه ي وَع ََرب ِ ّ
م ّ
ج ِه آأع ْ َ صل َ ْ
ت آَيات ُ ُ قاُلوا ل َ ْ
ول فُ ّ مي ّا ً ل َ َ
ج ِ
أع ْ َ
َ
ل ذكره في سورة يوسف) :إ ِّنا أنَزل َْناه ُ قُْرآنا ً ع ََرب ِي ّا ً ل ّعَل ّك ُ ْ
م ج ّ بالعروبة في غير آية .فقال َ
ن()]قُلو َ جعَل َْناه ُ قُْرآنا ً ع ََرب ِي ّا ً ل ّعَل ّك ُ ْ
م ت َعْ ِ ن()] ،([53وقال في سورة الزخرف) :إ ِّنا َ قُلو َ
ت َعْ ِ
ن()].([55 قو َ م ي َت ّ ُ عوٍَج ل َعَل ّهُ ْ ،([54وقال في سورة الزمرُ) :قرآنا ً ع ََرب ِي ّا ً غ َي َْر ِذي ِ
ومن فصاحة القرآن وضوح بيان معانيه ،مع اقتصاد مبانيه ،مع إيجازه ،وذلك بإيفاء
واكتفاء وإيماء)] ،([56غير مخل ول ممل ،ومن بلغته في عجائب التراكيب ،وغرائب
الساليب ،وبدائع العبارات ،وروائع الشارات ،المتجاوزة لعادة العرب من فصاحتهم
وبلغتهم ..حيث إنهم كانوا أرباب هذا الشأن من الفصاحة والبلغة وفرسان الكلم،
ح َ
كم ومن كمال العقل ما لم ُيخص به غيرهم من المم خصوا من البلغة وال ِ
وقد ُ
سابقة ولحقة ،حتى إنهم تساجلوا في النظم والنثر وتفاخروا وتكاثروا ،فما راعهم إل ّ
ه ْ
رسول كريم جاءهم بخلف هواهم لكنه معه هداهم ..حتى أتاهم بكتاب عزيز )ل ي َأِتي ِ
د()]ُ ([57أحكمت آياته ،وُفصلت مي ٍ ح ِ
كيم ٍ َح ِن َ م ْل ّ زي ٌ
فهِ َتن ِ خل ْ ِ
ن َم ْ ن ي َد َي ْهِ َول ِ
من ب َي ْ ِل ِ ال َْباط ِ ُ
كلماته ،وَبهرت بلغته العقول ،وظهرت فصاحته على كل مقول نظما ً أو نثرًا .وهذا
الوليد بن المغيرة سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم ) : -إن الل ّ ْ
لمُر ِبال ْعَد ْ ِ ه ي َأ ُ
َ ِ ّ
م ل َعَل ّك ُ ْ
م ي ي َعِظ ُك ُ ْ
منك َرِ َوال ْب َغْ ِ
شاء َوال ْ ُ ح َ
ف ْن ال ْ َقْرَبى وَي َن َْهى ع َ ِ ن وَِإيَتاء ِذي ال ْ ُ سا ِ ح ََوال ِ ْ
ن عليه لطلوة،
ن له لحلوة ،وإ ّ ت َذ َك ُّرو َ
ن()] ،([58قال الوليد قولته المشهورة" :والله إ ّ
ن أعله لمثمر ..ما يقول هذا بشر")].([59 ن أسفله لمغدق ،وإ ّ
وإ ّ
وكل هذا مما جعل القرآن الكريم في فصاحته وبلغته خارقا ً للعادة ،يعجز المنكرين
واعتراف المفترين ،ولنأخذ مثل ً للتأمل في إعجاز بلغته متأمل ً اليجاز الباهر في
7
ة()] ([60نجد من بدائع
حَيا ٌ
ص َ
صا ِ م ِفي ال ْ ِ
ق َ العجاز الظاهر في قوله -تعالى ) :-وَل َك ُ ْ
التركيب وروائع الترتيب ،مع ما فيه من المطابقة بين معنيين متقابلين ،وهما :القصاص
والحياة .ومن الغرابة بجعل القتل الذي هو مفوت الحياة ظرفا ً لها .ومن البلغة حيث
ن النسان إذا علم أنه إذا َقتل اقت ُ ّ
ص منه دعاه أتى بلفظ يسير متضمن لمعنى كثير ،فإ ّ
ذلك إلى ردعه عن قتل صاحبه ،فكأنه أحيا نفسه وغيره ،فيرتفع بالقصاص كثير من
قتل الناس بعضهم بعضًا ،فيكون القصاص حياة لهم مع ما في القصاص من زيادة
ن:
الحياة الطيبة في الخرة .وفي هذا نجد أنه أولى من كلم موجز عند العرب وهو أ ّ
)القتل أنفى للقتل( ،في قلة المباني ،وكثرة المعاني ،وعدم تكرار اللفظ المنفر ،وفي
ن القصاص ـ الذي بمعنى المماثلة ـ سبب للحياة دون مطلق القتل اليماء إلى أ ّ
بالمقابلة ،إذ ربما يكون سببا ً لفتنة فيها قتل فئة وفساد جماعة.
لقد وصل بعض المعالجين بالصوت إلى نتائج مهمة مثل المريكية "آني ويليامز" التي
تعالج بصوت الموسيقى ،ولكن هذه النتائج بقيت محدودة حتى الن بسبب عدم قدرة
الموسيقى على إحداث التأثير المطلوب في الخليا.
8
وعلى الرغم من ذلك فإنها تؤكد أنها حصلت على الكثير من النتائج المبهرة في علج
سرطان الكولون وأورام الدماغ الخبيثة وغير ذلك من المراض .وتؤكد أيضا ً أن كل من
استمع إلى صوت الموسيقى الذي تسجله قد ازداد البداع لديه!
وأحب أن أذكر لك أخي القارئ أن التغيرات التي حدثت بنتيجة الستماع الطويل ليات
ت أحس ت أحس بالقوة أكثر من أي وقت مضى ،أصبح ُ القرآن ،كثيرة جدًا ،فقد أصبح ُ
أن مناعة جسمي ازدادت بشكل كبير ،حتى شخصيتي تطورت كثيرا ً في تعاملي مع
الخرين ،كذلك أيقظ القرآن بداخلي عنصر البداع ،وما هذه البحاث والمقالت التي
أنتجها خلل وقت قصير إل نتيجة قراءة القرآن!!
ويمكنني أن أخبرك عزيزي القارئ أن الستماع إلى القرآن بشكل مستمر يؤدي إلى
زيادة قدرة النسان على البداع ،وهذا ما حدث معي ،فقبل حفظ القرآن أذكر أنني
ت ل ُأجيد كتابة جملة بشكل صحيح ،بينما الن أقوم بكتابة بحث علمي خلل يوم أو
كن ُ
يومين فقط!
إذن فوائد الستماع إلى القرآن ل تقتصر الشفاء من المراض ،إنما تساعد على تطوير
الشخصية وتحسين التواصل مع الخرين ،بالضافة إلى زيادة القدرة على البداع
والتيان بأفكار جديدة .وهذا الكلم عن تجربة حدثت معي ،وتستطيع أخي القارئ أن
تجرب وستحصل على نتائج مذهلة.
حقائق علمية
في عام 1839اكتشف العالم "هنريك ويليام دوف" أن الدماغ يتأثر إيجابيا ً أو سلبيا ً
لدى تعريضه لترددات صوتية محددة .فعندما قام بتعريض الذن إلى ترددات صوتية
متنوعة وجد أن خليا الدماغ تتجاوب مع هذه الترددات.
ثم تبين للعلماء أن خليا الدماغ في حالة اهتزاز دائم طيلة فترة حياتها ،وتهتز كل خلية
بنظام محدد وتتأثر بالخليا من حولها .إن الحداث التي يمر بها النسان تترك أثرها
على خليا الدماغ ،حيث نلحظ أن أي حدث سيء يؤدي إلى خلل في النظام الهتزازي
للخليا.
9
خلية عصبية من الدماغ في حالة اهتزاز دائم ،هذه الخلية
تحوي برنامجا ً معقدا ً تتفاعل من خلله مع بليين الخليا من
حولها بتنسيق مذهل يشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى،
وإن أي مشكلة نفسية سوف تسبب خلل ً في هذا البرنامج مما
ينقص مناعة الخليا وسهولة هجوم المرض عليها.
لن آلية عمل الخليا في معالجة المعلومات هو الهتزاز وإصدار حقول الكهربائية،
والتي من خللها نستطيع التحدث والحركة والقيادة والتفاعل مع الخرين.
وعندما تتراكم الحداث السلبية مثل بعض الصدمات التي يتعرض لها النسان في
حياته ،وبعض المواقف المحرجة وبعض المشاكل التي تسبب لخليا دماغه نوعا ً من
الفوضى ،إن هذه الفوضى متعبة ومرهقة لن المخ يقوم بعمل إضافي ل ُيستفاد منه.
10
إن الطفل منذ قبل الولدة تبدأ خليا دماغه
بالهتزاز! ويكون دماغه متوازنا ً وخلياه
متناغمة في عملها واهتزازها .ولكن بعد
خروجه من بطن أمه فإن كل حدث يتعرض له
هذا الطفل سوف يؤثر على خليا دماغه،
والطريقة التي تهتز بها هذه الخليا تتأثر أيضاً،
بل إن بعض الخليا غير المهّيأة لتحمل
الترددات العالية قد يختل نظامها الهتزازي،
وهذا يؤدي إلى كثير من المراض النفسية
والجسدية أيضًا.
ويؤكد العلماء اليوم أن كل نوع من أنواع السلوك ينتج عن ذبذبة معينة للخليا،
ويؤكدون أيضا ً أن تعريض النسان إلى ذبذبات صوتية بشكل متكرر يؤدي إلى إحداث
تغيير في الطريقة التي تهتز بها الخليا ،وبعبارة أخرى إحداث تغيير في ترددات
الذبذبات الخلوية.
فهنالك ترددات تجعل خليا الدماغ تهتز بشكل حيوي ونشيط وإيجابي ،وتزيد من
الطاقة اليجابية للخليا ،وهنالك ترددات أخرى تجعل الخليا تتأذى وقد تسبب لها
الموت! ولذلك فإن الترددات الصحيحة هي التي تشغل بال العلماء اليوم ،كيف يمكنهم
معرفة ما يناسب الدماغ من ترددات صوتية؟
يقوم كثير من المعالجين اليوم باستخدام الذبذبات الصوتية لعلج أمراض السرطان
والمراض المزمنة التي عجز عنها الطب ،كذلك وجدوا فوائد كثيرة لعلج المراض
11
النفسية مثل الفصام والقلق ومشاكل النوم ،وكذلك لعلج العادات السيئة مثل
التدخين والدمان على المخدرات وغير ذلك.
ما هو العلج؟
إن أفضل علج لجميع المراض هو القرآن ،وهذا الكلم نتج عن تجربة طويلة ،ولكن
شفيت بسبب العلج بالقرآن بعد أن يمكنني أن أستشهد بكثير من الحالت التي ُ
استعصت على الطب .لن الشيء الذي تؤثر به تلوة القرآن والستماع إلى اليات
الكريمة هو أنها تعيد التوازن إلى الخليا ،وتزيد من قدرتها على القيام بعملها الساسي
بشكل ممتاز.
ففي داخل كل خلية نظام اهتزازي أودعه الله لتقوم بعملها ،فالخليا ل تفقه لغة الكلم
ولكنها تتعامل بالذبذبات والهتزازات تماما ً مثل جهاز الهاتف الجوال الذي يستقبل
الموجات الكهرطيسية ويتعامل معها ،ثم يقوم بإرسال موجات أخرى ،وهكذا الخليا
في داخل كل خلية جهاز جوال شديد التعقيد ،وتصور أخي الحبيب آلف المليين من
خليا دماغك تهتز معا ً بتناسق ل يمكن لبشر أن يفهمه أو يدركه أو يقلده ،ولو اختلت
خلية واحدة فقط سيؤدي ذلك إلى خلل في الجسم كله! كل ذلك أعطاه الله لك
لتحمده سبحانه وتعالى ،فهل نحن نقدر هذه النعمة العظيمة؟
يقول العلماء اليوم وفق أحدث الكتشافات إن أي مرض ل بد أنه يحدث تغيرا ً في
برمجة الخليا ،فكل خلية تسير وفق برنامج محدد منذ أن خلقها الله وحتى تموت ،فإذا
حدث خلل نفسي أو فيزيائي ،فإن هذا الخلل يسبب فوضى في النظام الهتزازي
للخلية ،وبالتالي ينشأ عن ذلك خلل في البرنامج الخلوي .ولعلج ذلك المرض ل بد من
تصحيح هذا البرنامج بأي طريقة ممكنة.
12
ت أثناء تأملي ليات القرآن وجود نظام رقمي دقيق تحمله آيات القرآن، وقد لحظ ُ
ولكن لغة الرقام ليست هي الوحيدة التي تحملها اليات إنما تحمل هذه اليات أشبه
ما يمكن أن نسميه "برامج أو بيانات" وهذه البيانات تستطيع التعامل مع الخليا ،أي أن
القرآن يحوي لغة الخليا!!
وقد يظن القارئ أن هذا الكلم غير علمي ،ولكنني وجدت الكثير من اليات التي تؤكد
أن آيات القرآن تحمل بيانات كثيرة ،تماما ً مثل موجة الراديو التي هي عبارة عن موجة
ملون عليها معلومات وأصوات وموسيقى وغير ذلك. عادية ولكنهم يح ّ
َ َ يقول تعالى) :ول َو أ َن قُرآ َنا سيرت به ال ْجبا ُ َ
م ب ِهِ ال ْ َ
موَْتى ب َ ْ
ل ض أوْ ك ُل ّ َ
ت ب ِهِ اْلْر ُ
ل أوْ قُط ّعَ ْ ِ َ َ ْ ّ ْ ً ُ َّ ْ ِ ِ
َ
ميًعا( ]الرعد .[31 :لو تأملنا هذه الية بشيء من التعمق يمكن أن نتساءل: ج ِ ل ِل ّهِ اْل ْ
مُر َ
طع الرض أي يمزقها ،أو يكلم الموتى؟ إذن كيف يمكن للقرآن أن يسير الجبال ،أو يق ّ
البيانات التي تخاطب الموتى وتفهم لغتهم موجودة في القرآن إل أن المر لله تعالى
ول يطلع عليه إل من يشاء من عباده.
بالنسبة للجبال نحن نعلم اليوم أن ألواح الرض تتحرك حركة بطيئة بمعدل عدة
سنتمترات كل سنة ،وتحرك معها الجبال ،وهذه الحركة ناتجة عن أمواج حرارية تولدها
المنطقة المنصهرة تحت القشرة الرضية ،إذن يمكننا القول إن القرآن يحوي بيانات
يمكن أن تتعامل مع هذه المواج الحرارية وتحركها وتهيجها فتسرع حركتها ،أو تحدث
طع القشرة الرضية وتجّزئها إلى أجزاء صغيرة ،هذه شقوقا ً وزلزل في الرض أي تق ّ
القوى العملقة يحملها القرآن ،ولكن الله تعالى منعنا من الوصول إليها ،ولكنه أخبرنا
عن قوة القرآن لندرك عظمة هذا الكتاب ،والسؤال :الكتاب الذي يتميز بهذه القوى
الخارقة ،أل يستطيع شفاء مخلوق ضعيف من المرض؟؟
ولذلك فإن الله تعالى عندما يخبرنا أن القرآن شفاء فهذا يعني أنه يحمل البيانات
والبرامج الكافية لعلج الخليا المتضررة في الجسم ،بل لعلج ما عجز الطباء عن
شفائه.
أخي القارئ! أقول لك وبثقة تامة وعن تجربة ،يمكنك بتغيير بسيط في حياتك أن
تحصل على نتائج كبيرة جدا ً وغير متوقعة وقد تغير حياتك بالكامل كما غير حياتي من
قبلك .الجراء المطلوب هو أن تستمع للقرآن قدر المستطاع صباحا ً وظهرا ً ومساًء
وأنت نائم ،وحين تستيقظ وقبل النوم ،وفي كل أوقاتك.
إن سماع القرآن لن يكلفك سوى أن يكون لديك أي وسيلة للستماع مثل كمبيوتر
محمول ،أو مسجلة كاسيت ،أو فلش صغير مع سماعات أذن ،أو تلفزيون أو راديو،
حيث تقوم بالستماع فقط لي شيء تصادفه من آيات القرآن.
13
إن صوت القرآن هو عبارة عن أمواج صوتية لها تردد محدد ،وطول موجة
محدد ،وهذه المواج تنشر حقول ً اهتزازية تؤثر على خليا الدماغ وتحقق
إعادة التوازن لها ،مما يمنحها مناعة كبيرة في مقاومة المراض بما فيها
السرطان ،إذ أن السرطان ما هو إل خلل في عمل الخليا ،والتأثير بسماع
القرآن على هذه الخليا يعيد برمجتها من جديد ،وكأننا أمام كمبيوتر مليء
بالفيروسات ثم قمنا بعملية "فرمتة" وإدخال برامج جديدة فيصبح أداؤه
عاليا ،هذا يتعلق ببرامجنا بنا نحن البشر فكيف بالبرامج التي يحملها كلم
خالق البشر سبحانه وتعالى؟
14
-وقاية من أمراض خبيثة كالسرطان وغيره.
ت ذات يوم مدخنا ً ول أتصور نفسي أخي القارئ :إن هذه الشياء حدثت معي وقد كن ُ
ت نفسي أترك الدخان دون أني أترك الدخان ،ولكنني بعد مداومة سماع القرآن وجد ُ
ت
ُ قرأ بعدما ولكنني ولماذا؟ أي جهد ،بل إنني أستغرب كيف تغيرت حياتي كلها
ت سّر التغير الكبير
أساليب حديثة للعلج ومنها العلج بالصوت والذبذبات الصوتية عرف ُ
في حياتي ،أل وهو سماع القرآن ،لنني ببساطة لم أقم بأي شيء آخر سوى الستماع
المستمر للقرآن الكريم.
وأختم هذا البحث اليماني بحقيقة لمستها وعشتها وهي أنك مهما أعطيت من وقتك
للقرآن فلن ينقص هذا الوقت! بل على العكس ستكتشف دائما ً أن لديك زيادة في
الوقت ،وإذا كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول :ما نقص مال من صدقة،
فإنه يمكننا القول :ما نقص وقت من سماع قرآن ،أي أننا لو أنفقنا كل وقتنا على
سماع القرآن فسوف نجد أن الله سيبارك لنا في هذا الوقت وسيهيئ لنا أعمال الخير
وسيوفر علينا الكثير من ضياع الوقت والمشاكل ،بل سوف تجد أن العمل الذي كان
يستغرق معك عدة أيام لتحقيقه ،سوف تجد بعد مداومة سماع القرآن أن نفس العمل
سيتحقق في دقائق معدودة!!
نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن شفاء لما في صدورنا ونورا ً لنا في الدنيا والخرة
ن علينا بكتاب كله شفاء ورحمة وخاطبنا فقالَ) :يا أ َي َّها ولنفرح برحمة الله وفضله أن م ّ
ن* ني
ِ
ُ ِ َ مْ ؤ مْ لِ ل ة
ٌ م ح ر
ََ ْ َ و دى ُ هو
ّ ُ ِ َ ًر دو ص ال في َ ِماِ ل ٌ ءفا
َ ش ُ
ن َرب ّ ْ َ ِ
و م ك م ْ ة ِعظ َ ٌ مو ْ ِ
م َ جاَءت ْك ُ ْس قَد ْ َ الّنا ُ
ن( ]يونس.[58-57 : مُعو َ ج َما ي َ ْ
م ّخي ٌْر ِ
حوا هُوَ َ فَر ُ ْ َ
مت ِهِ فَب ِذ َل ِك فَلي َ ْ
ح َ ّ
ل اللهِ وَب َِر ْ ض ِف ْ قُ ْ
ل بِ َ
هو اخبار القرءان الكريم او السنة النبوية بحقيقة اثبتها العلم التجريبي،
وثبت عدم امكانية ادراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله
15
عليه وسلم .وهذا مما يظهر صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
فيما اخبر به عن ربه سبحانه.
لكل رسول معجزة تناسب قومه ومدة رسالته :ولما كان الرسل قبل
محمد صلى الله عليه وسلم يبعثون الى اقوامهم خاصة ،ولزمنة محدودة
فقد ايدهم الله ببينات حسية مثل :عصا موسى عليه السلم ،واحياء
الموتى باذن الله على يد عيسى عليه السلم ،وتستمر هذه البينات
الحسية محتفظة بقوة اقناعها في الزمن المحدد لرسالة كل رسول،
فاذا حرف الناس دين الله بعث الله رسول آخر بالدين الذي يرضاه،
وبمعجزة جديدة ،وبينة مشاهدة.
ولما ختم الله النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم ضمن له حفظ دينه،
وايده ببينة كبرى تبقى بين ايدي الناس الى قيام الساعة ،قال تعالى ﴿ :
قل اي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم واوحي الى هذا
القرءان لنذركم به ومن بلغ ﴾) النعام ( 19ومن ذلك المعجزة العلمية.
قال تعالى ﴿ :لكن الله شهيد بما انزل اليك انزله بعلم ﴾) النساء ( 166
وقال تعالى ﴿:فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا انما انزل بعلم الله﴾ ).هود
.( 14
وليس معنى مجرد كونه انزله انه معلوم له ،فان جميع الشياء معلومة
له ،وليس في ذلك ما يدل على انها حق ،لكن المعنى :انزله فيه علمه،
كما يقال :فلن يتكلم بعلم ،فهو سبحانه انزله بعلم ،كما قال ﴿:قل
انزله الذي يعلم السر في السموات والرض﴾) الفرقان .( 6والى هذا
المعنى ذهب كثير من المفسرين.
16
الفرق بين التفسير العلمي والعجاز العلمي :
--------------------
ن اْلبل َم َ
جو ِ َ
فت َن ْ ُ
ر
م ٍ ج ْ عَلى َ ض َ قب ْ ٍك ِبال ِّتي ك َ َ ن لَ َ م ْ ر َصب ْ ِن ال ّما ُ ذا َز َ وه َ
َ
هطّل َ َ
ِديما ً َ
و ُ عم ِ ها ِبالدّ ْ حائ ِب ُ َس َت َ وك ّ َ
ف ْ ت لت َ َ عد ْ سا َ عْينا ً َ ن َ وأ ّ ول َ ْ
َ
هل َل َ َ
ة اْل ْ طها َ َح ُ
سب َ ْ
شى َ
م ِ
ر تَ ْ
ما ِ ع َ ع َضي ْ َ فَيا َ ق ْ ب َ قل ْ ِة ال ْ َو ِس َق ْن َ ع ْ ولك ِّنها َ َ
17
إن حاسة السمع هبة من الله ليتعرف بها النسان على العالم
و السمع عملية تبدأ بالصوت المنبعث الذي ُيعد المصدر ،و يمر
بالذن التي تستشعر الصوت و تلتقطه ،و تنتهي بمركز السمع بالمخ )الشكل .(1و
اللغة هي وسيلة التواصل بين البشر ،و هي الداة التي يتم بها نقل الفكار و تداولها.
وتظهر حاسة السمع عند منتصف الشهر الخامس من الحمل ،حيث لوحظ أن الجنين
يسجيب ،بعد هذا العمر من الحمل ،لي منبه سمعي بإغلق جفنيه اللذين يكونان عادة
مفتوحين .و هكذا فإن الجنين يسمع أمه ويشعر بدقات قلبها .وفي حوالي الشهر
السابع ،تبدأ قدرة الجنين على سماع الصوات الحادة وتمييزها ،ويبدأ بتخزين الصوت
الكثر تكرارا ً وهو صوت أبيه ،ولذلك عند مولده ،يتعرف بسهولة على صوت أبيه ،ذلك
الذيكان قد اختزنه في ذاكرته أثناء الحياة الجنينية لتكراره.
و السمع هي الحاسة التي تباشر عملها منذ الولدة لهذا أمرنا الرسول الكريم صلى
الله عليه وسلم بالذان في أذن المولود لتكون أول معلومة )مجموعة صوتية( تدخل
كيانه هي الكلمات الطيبات من التكبير و الشهادتين و الحيهلة للصلة و الفلح فالتكبير
و التهليل .وعن أبي رافع قال) :رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن
الحسن بن علي حين ولدته فاطمة( .رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح ,
وحسنه اللباني .يقول ابن قيم الجوزية متحدثا عن سر الذان في أذن المولود اليمنى:
"أن يكون أول ما يقرع سمع النسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب
وعظمته ،والشهادة التي أول ما يدخل بها في السلم ،فكان ذلك كالتلقين له شعار
السلم عند دخوله إلى الدنيا ،كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها ،وغير مستنكر
وصول أثر الذان إلى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر".
18
الشكل :1الموجة الصوتية من المنبع إلى المخ عبر
الذن
و الصوت ينتقل كموجة من خصائصها السرعة و التردد و الشدة ،فسرعة الصوت في
الهواء حوالي 340م/ثانية ،و تتأثر بالحرارة :فهي 331م/ثانية في °0درجة و 343
م/ثانية في °20درجة.
أما في السوائل فهي أكبر بكثير فتصل إلى 1440م/ثانية في الماء و في المواد
صلبة تصل إلى 3500م/ثانية كالنحاس و 5000م/ثانية في الفولذ.
ال ُ
أما التردد فهو الذي يحدد الحيز المسموح به و غير المسموح به،فالذن البشرية
تستطيع أن تميز الصوات من 20إلى 20000هيرتز ،و هي بعبارة أخرى من
الصوات الخفيضة إلى الحادة )الشكل .(2و خارج هذا النطاق هناك الموجات فوق
السمعية التي ل يستطيع النسان سماعها و يكون ترددها أكثر من 20000هيرتز.
و أما الموجات تحت السمعية فهي التي ل يستطيع النسان سماعها و يكون ترددها
أقل من 20هيرتز .و الذن تحس باللم حسب الشدة ،و ذلك ابتداء من 105
ديسبل)الشكل .(3
19
الشكل :2سلم الذبذبات للموجة الصوتية المسموعة
بالذن البشرية.
20
90ديسبل) :(dBضجيج سياقة مكثف
10ديسبل):(dBستيديو للتسجيل
0ديسبل) :(dBعتبة السمع
من المور اللطيفة كذلك أن القرآن الكريم في أغلب اليات يقدم السمع على البصر،
ذلك لن السمع هو أول حاسة تستأنف نشاطها بعد الولدة ،عكس البصر الذي يبدأ
عمله بعد فترة من الولدة .و كذلك أن الوحي تلقاه الرسول صلى الله عليه و سلم
بالسماع و بلغه بالسماع حيث جاء في نصوص لغوية.
أما الحاديث التي تتحدث عن أحوال الموت فمنها ما رواه المام البخاري في صحيحه
) :(1314أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال :كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقول) :إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت
قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل
شيء إل النسان ولو سمع النسان لصعق(.
فقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 3 :ص 185 :في قوله )لصعق( أي لغشي
عليه من شدة ما يسمعه ،فهنا ابن حجر رحمه الله تعالى يتحدث عن الشدة التي لم
يسمح للنسان أن يسمعها مباشرة و لكن جعلها الله من الغيبيات .فهذا حال الميت
أثناء الجنازة.
أما في القبر فإن الكافر و المنافق فله شأن آخر ،فعن أنس رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال) :العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى إنه
ليسمع قرع نعالهم ،أتاه ملكان ،فأقعداه ،فيقولن له :ما كنت تقول في هذا الرجل
21
محمد صلى الله عليه وسلم ،فيقول :أشهد أنه عبد الله ورسوله ،فيقال :انظر إلى
مقعدك من النار ،أبدلك الله به مقعدا من الجنة ،قال النبي صلى الله عليه وسلم
فيراهما جميعا .و أما الكافر أو المنافق فيقول :ل أدري ،كنت أقول ما يقول الناس،
فيقال ل دريت ول تليت ،ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه ،فيصيح صيحة
يسمعها من يليه إل الثقلين( .أخرجه البخاري) (1338و مسلم).(2870
قال الحافظ في الفتح )) :(3/240يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين( .و هذا يدخل
فيه الحيوان.
و المراد بالثقلين النس والجن ،قيل لهم ذلك لنهم كالثقل على وجه الرض .قال
المهلب :الحكمة في أن الله يسمع الجن قول الميت :قدموني ،ول يسمعهم صوته إذا
عذب بأن كلمه قبل الدفن متعلق بأحكام الدنيا ،وصوته إذا عذب في القبر متعلق
بأحكام الخرة ،وقد أخفى الله على المكلفين أحوال الخرة ،إل من شاء الله إبقاء
عليهم كما تقدم(.
و عندما نتحدث عن الحيوان غير المكلف فقدرته السمعية تختلف عن النسان .فهي
مثل عند الخيول أقوى من مثيلتها عند النسان ،فالخيل تملك آذانا ً كبيرة ومتحركة تدور
ح ًٌرية للتقاط الصوت من كل الجهات ،كما يميزها بردة الفعل الخاص لصوت النسان.
ب ُ
و الكلب و الدرافيل و الطيور و الضفادع تتمكن من رصد ذبذبات فوق صوتية ،و هو ما
ل يمكننا سماعه.
أما السماك فليس لديها إل الذن الداخلية ،و لكنها تتمتع بعضو حسي إضافي
بطول جسمها )الخط الجانبي( يمكنها من الحساس بالصوات )الذبذبات(.
فالبحوث التي أجريت في الصين بعد إقامة جهاز )السيسموغراف( المتنبئ بالزلزل،
بينت أن الحيوانات هي أكثر المخلوقات تنبؤا ً بالزلزل ،وأنها تقوم بتصرفات مخالفة
لطبيعتها قبل وقوع تلك الزلزل.
22
أما سمك )الويلز( فإنه يغير من عاداته في السير ويضطرب كثيرا ،وهذا يعني أن
زلزال ما على وشك الحدوث ،والمر ل يقتصر على الحيوانات الليفة ،بل يتعداها إلى
الحيوانات المفترسة التي تشعر بالزلزل على بعد أكثر من 150كم.
فالوز هرب من برك الماء ،واعتصم في قمم الشجار .أما البقار فقد حطمت
حظائرها لتنطلق إلى الخارج ،والكلب ل تهدأ عن النباح ،والفئران أخذت تتجه إلى
الشوارع على غير عاداتها.
23
َ
م﴾]الشورى.[21 : ب أِلي ٌ ع َ
ذا ٌ م َ لَ ُ
ه ْ
ولعل الموضوع واسع المجال كما أشرت آنفًا؛ ولكني وحسب اطلعي قد
وقعت على بحث رائع كثير الفائدة ،تناول جانبا ً من جوانب التشريع وهو
جانب تشريع العقوبات ،دون أن يحيط بكل جوانب العجاز التشريعي في
القرآن أو في السنة المشرفة ،ولما كان المطلوب بيان العجاز
التشريعي ومزاياه وإيجابياته؛ ومقارنته بما وضعه الناس من تشريعات
وضعية وما انتهت إليه من نتائج سلبية ،أعددت هذا البحث.
24
متطلبات البشر ،وثبت قصورها عن مسايرة الوضاع المستجدة بين
ي دي ل ِل ِّتي ِ
ه َ ه ِ ن يِ ْ ذا ال ْ ُ
قْرآ َ هـ َن َ الحين والخر ،وصدق الله إذ يقول﴿ :إ ِ ّ
جرا ً َ َ َ أَ ْ
أ م
ّ ُ ْ ْه ل ن أ ت حا
ّ َ ِ ِ ل صا ال نمُلو َ ع َ
ن يَ ْ ن ال ّ ِ
ذي َ مِني َ
ؤ ِ شُر ال ْ ُ
م ْ وي ُب َ ّ
م َ
و ُ
ق َ
ك َِبيرا ً﴾]السراء.[9 :
من مميزات التشريع الصحيح:
لعل من المناسب أن نقول أنه ل ينسب النجاح إلى أي تشريع أو قانون
فيما وضع لجله إل إذا تحققت فيه أربعة عناصر ،وإذا انعدم عنصر واحد
من هذه العناصر لم يكن التشريع ناجحا ً ول فعال ً ومن مميزات التشريع
الصحيح ما يلي:
.1أن يؤدي الغرض الذي وضع من أجله على أتم وجه.
.2أن يتم له ذلك في أقل زمن أو في زمن قياسي بالنسبة إلى أي
نظرية أو قانون آخر.
.3أن يكون ذلك الغرض قد تحقق بأقل ما يمكن من التكاليف.
.4أن ل تكون سلبياته أكثر من إيجابياته أو أن يكون قد حقق الغرض
الذي وضع من أجله مع كون المفاسد أقل بكثير من المصالح المتحققة.
قال ابو منصور الثعالبي رحمه الله في كتابه القيم العجاز واليجاز: -
))من أراد ان يعرف جوامع الكلم ويتنبه على فضل العجاز ويحيط ببلغة
اليماء ويفطن لكفاية اليجاز فليتدبر القرأن الكريم وليتأمل علوه على
سائر الكلم(().أ.هـ(.
وقد حوى القرآن الكريم آيات كافيات وصلت إلى 6236آية ،الية -
الواحدة ُتصلح أمة ،فهي دستور حياة.
ولو اتبعت المة السلمية أمر ربها وطبقت آية واحدة لغدت خير أمة
أخرجت للناس ،ومن هذه اليات الكافيات قول الله سبحانه وتعالى):يا أيها
الذين آمنوا أوفوا بالعقود( سورة المائدة آية ).(1
معنى العقود:
والعقد مصدر استعمل اسما فجمع نحو )أوفوا بالعقود( المائدة )) (1أ .هـ ( .
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تيسير الكريم
الرحمن في تفسير كلم المنان:
" يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود "هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين،
25
بما يقتضيه اليمان بالوفاء بالعقود :أي بإكمالها ،واتمامها ،وعدم نقصِها
قصها .ون ِ
وقال ) :وهذا شامل للعقود ،التي بني العبد وربه من التزام عبوديته ،والقيام
بها اتم قيام ،وعدم النقاص من حقوقها شيئًا ،والتي بينه وبين الرسول صلى
الله عليه وسلم بطاعته واتباعه ،والتي بينه وبين الوالدين والقارب ،ببرهم
ووصلهم ،وعدم قطيعتهمن ,التي بينه وبين أصحابه )المتقين( من القيام
بحقوق الصحبة في الغني والفقر ،واليسروالعسر ،والتي بينه وبين الخلق من
عقود المعاملتن كالبيع والجارة ،ونحوها .وعقود التبرعات كالهبة ونحوها،
والقيام بحقوق المسلمين ،التي عقدها الله سبحانه وتعالى بينهم بقوله )إنما
المؤمنون إخوة ( بل التناصر على الحق ،والتعاون عليه ،والتآلف بين
المسلمين ،وعدم التقاطع ،فهذا أمر شامل لصول الدين وفروعه ،فكلها
داخله في العقود التي أمر الله بالقيام بها ( )أ .هـ (.
قال الستاذ سيد قطب رحمه الله في تفسير )يا أيها الذين آمنوا أوفوا
بالعقود( في ظلل القرآن ) :لبد من ضوابط للحياة ..حياة المرء مع نفسه
التي بين جنبيه ،وحياته مع غيره من الناس ومن الحياء والشياء عامة الناس
من القربين والبعدين ،من الصل والعشيرة ،ومن الجماعة والمة ،ومن
الصدقاء والعداء و الحياء مما سخر الله للنسان ...
والشياء مما يحيط بالنسان في هذا الكون العريض ..ثم ...حياته مع ربه
وموله وعلقته به هي أساس كل حياة ( أ .هـ .
إذا وّفينا بعقودنا،وأنضبط كل مسلم على أوامر ربه في هذه الية ) :يا أيها
الذين آمنوا أوفوا بالعقود( لستقامت حياة المسلمين ،فإذا وفى كل مسلم
بالعقد الول مع ربه الوارد في قوله تعالى )وإذ اخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذوريتهم وأشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن
تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (]سورة العراف ،[172 :ووفاء
المسلم بهذا العهد الذي أخذ عليه في عالم الذر يوجب عليه عدم الشراك
بالله ،وعدم الكفر به أو العمل والعبادة لغيره ،ويجب عليه اتباع شرع الله
السلم الحنيف.
ولو وفى المسلم بشهادته)ان محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ما
عصى مسلم اوامر رسول الله وما حكم غير رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيما شجر بينه وبين عباد الله ،وما أبتدع في دين الله ،وكان من نتيجة
ذلك :اتباعه لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخذه السوة في جميع
أقواله وأفعاله ونواياه ،مع الرضا والتسلم التام .
وإذا وفى الزوج المسلم ،ووفت الزوجة المسلمة بعقد زواجهما المؤسس
على كتاب الله عز وجل ،وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ،ما ظلم
زوج زوجَا ،وما قصر في مسؤلياته ولعمت السعادة بيوت المسلمين،
وتقلصت الخلفات والمخالفات الجتماعية والشريعية والسرية ،وساعتها
26
تتحول بيوت المسلمين إلى دوحات للمحبة والرحمة والدفء والسكن
والمودة.
لو وفى المسلمون بعقد الله معهم ،بعد الفساد في الرض إمتثالث لقول
ربهم سبحانه وتعالى ) :ول تفسدوا في الرض بعد إصلحها ( ]سورة
العراف ،[85 :ما تلوثت مياههم ول أرضهم ول شوارعهم ول مؤسساتهم ول
فروجهم وأعينهم وأرجلهم وأيديهم ولحظتها ستختفي الفتن والحروب بين
المسلمين وبعضهم البعض ،وسيختفي الفساد والتخريب والقتل والسرقة
والشذوذ في كل تصرفاتهم .
لو وفى العامل المسلم بعقد العمل لحسن العمل وأتقنه وما أخر موظف
مصالح العباد ،وما تعطل النتاج وساعتها ستختفي جميع مظاهر السلوك
الباطلة لدى العاملين المسلمين.
لو طبق علماء المسلمين هذه الية ما تكاسلوا ،وما تخلفنا علميا ً وتقنيًا ،وما
تحولت الشهادات إلى رخص ورقية للوظيفة وما تحولت البحوث إلى وسائل
للترقية الوظيفية في مؤسساتنا العلمية ،ولم يوسد المر للجهلء.
لو طبقت هذه الية في العلم السلمي لنتشرت وسائل الفضيلة ،وأختفت
مسالك الرذيلة ،وما انفقت أموال المسلمين في اللهو والمجون والفضائيات
المفسدة.
لو طبق المعلم المسلم هذه الية لم يتكالس ،ولم يتقاعس عن التدريب
وتحصيل العلم وطرائق تعلمه الحديثة ،وأصلح التعليم وصلحت مخرجاته،
وهدأت نفوس الطلب وأولياء المور والتربويين والمصلحين وانصلح حال
المة .
لو وفى الطالب المسلم بالية السابقة لمتلت مدارسنا بالدارسين الجادين
والنوابغ المبدعين المحافظين على مؤسساتنا التعليمية والحرصين على
العلم النافع وتحصيله ،والموقرين لساتذتهم ومدرائهم وأولياء أمورهم،
وساعتها ستختفي كثير من المظاهر السلبية في حياتنا التعليمية التعلمية.
لو طبق الحاكم المسلم هذه الية ،لحكم بالعدل وأمن الشر ،ونام قرير
العين في ظل أي شجرة في بلده.
لو طبق المسلمون هذه الية ما تنازعوا وما اختلفوا أمتثال أمر ربهم حيث
قال لهم )ول تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين (
]سورة النفال .[46 :
لو طبق المسلمون هذه الية لختفت العمالة واللجوء إلى أعداء المة،
ولقاتلنا المشركين كافة كما يقاتلوننا كافة ،وساعتها تختفي المؤمرات
الخارجية ،والمشاكل الحدودية ،والنزعات القبلية والسلوكيات الجاهلية من
27
حياة المسلمين .
.العجاز الغيبي:
-يدخل في العجاز الغيبي كل ما أخبر عنه القرآن الكريم من حوادث ماضية لم
يشهدها النبي -صلى الله عليه وسلم -وكذا ما تحدث عنه القرآن منذ نشأة الكون ،وما
وقع منذ خلق آدم عليه السلم إلى مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وكذا ما
تضمنه من الخبار عن الكائنات في مستقبل الزمان.
-وفي اشتمال القرآن الكريم على ذلك كله ،وإخباره عنه ،وتصديق الوقائع لما جاء
في القرآن وعدم تخّلفه ،ولو في جزئية بسيطة ،لدليل على أنه وحي ممن خلق الرض
والسماوات العلى ،وأنزله على رسوله ليكون دللة على صدقه }ولو كان من عند غير
الله لوجدوا فيه اختلفا ً كثيرا ً { ]النساء.[82 :
إل أننا في هذا المقال نعنى بصفاته المباشرة في خلقه وخلقه وسيرته ل صفة
الشياء التي تتعلق به..
فنجد جل هذه الصفات في التوراة في سفر أشعيا وسفر المزامير ...بشكل عام
ومكرر تتكلم هذه السفار عن أربع صفات لنبي آخر الزمان:
أو ً
ل :كونه صاحب شريعة.
28
ثانيًا :كونه محارب منتصر.
آخر صفتين ذكرناهما – خاصة – ل تكاد تخلو منهما نبوءة مسيحانية )لها علقة
بالمسيح المنتظر ،نبي آخر الزمان(.
= أما عن الصحراء :فنقرأ عنها على سبيل المثال في شعيا " 3 : 40صوت صارخ:
أعدوا في الصحراء طريقا ً للرب" .ومثل ذلك في شعيا 15-1 42و 14 :21و :32
16 :32 ،2و 1 : 35و .19 :43وفي المزمور 4 : 68وغير ذلك كثير.
وقد فهمت طائفة اليهود السينيين التي انعزلت عن بقية اليهود 100عام قبل.الميلد
إلى صحراء البحر الميت في قمران والتي كشفت مخطوطاتها حديثا ً هذا الفهم عن
علقة نبي آخر الزمان بالصحراء فخرجوا لنتظاره فيها.
= وأما عن "الحمد" فقد أفردنا له مقال ً كامل ً سوف ننشره قريبا ً " اسمه صلى الله
عليه وسلم" ]البريكليت – الحمد[.
أشعيا 42
"هو ذا عبدي الذي أعضده ،مختاري الذي ابتهجت به نفسي .وضعت روحي ليسوس
المم بالعدل .ل يصيح ول يصرخ ول يرفع صوته في الطريق .ل يكسر قصبة
ل .ل يكل ول تثبط له همة مرضوضة ،وفتيلة مدخنة ل يطفئ .إنما بأمانة يجري عد ً
حتى يرسخ العدل في الرض وتنتظر الجزائر شريعته .أنا الرب دعوتك لجل البر
وأخذت بيدك وحفظتك ،وجعلتك عهدا ً للشعب ونورا ً للمم لتفتح عيون المكفوفين
وتطلق سراح المأسورين في السجن ...لتهتف الصحراء ومدنها وديار قيدار المأهولة.
ليتغن بفرح أهل سالع وليهتفوا من قمم الجبال وليمجدوا الرب ويذيعوا حمده في
الجزائر .يبرز الرب كجبار ،يستثير حميته كما يستثيرها المحارب ويطلق صرخة
حرب ...وأقود العمى في سبيل لم يعرفوها من قبل ،وأهيدهم في مسالك يجهلونها
وأحيل الظلم أمامهم إلى نور والماكن الوعرة إلى أرض ممهدة .هذه المور أضعها
ولن أتخلى عنهم .أما المتوكلون على الصنام ،القائلون للوثان أنت آلهتنا فإنهم
يدبرون مجللين بالخزي" العهد القديم ـ سفر أشعيا .17-1 : 42
الواقع أنى ترددت في ذكر هذه الفقرة لنها ذكرت كثيرا ً من قبل في كتب علماء
مقارنة الديان .وقد تكلموا عن التشابه الواضح بين صفات الشخصية صاحبة هذه
النبوءة وبين صفات النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن وسيرته .لكني وجدت
ورأيت أنها من القوة بحيث ل يمكن الملل من تكرارها .كما أنها بها عدة مواضع لم
يتكلم عنها من ذكرها من قبل.
= فقوله "ل يكسر قصبة مرضوضة "يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم " :مثل
المؤمن مثل النحلة ،إن أكلت طيبًا ،وإن وضعت وضعت طيبًا ،وإن وقفت على عود
نخر لم تكسره "...رواه البيهقي عن ابن عمرو.
= ولقب عبدي ذكر في أول سورة الفرقان ،وأول السراء ،والجن ،19والبقرة ،23
29
وكثير من المواضع الخرى.
كذلك لقب "المختار" أو المصطفى وهو لقب شهير عند المسلمين للنبي عليه الصلة
والسلم.
= " ل يكل ول تثبط له همة "ول ينكسر" في نصوص أخرى حتى يرسخ العدل في
فُئوا ْ ُنوَر الرض" يذكرنا بقوله تعالى عند الدعوى السلمية في القرآن )يريدو َ
ن أن ي ُط ْ ِ
ُ ِ ُ َ
م ُنوَره ُ وَل َوْ ك َرِه َ ال ْ َ َ ْ َ
ن ( } التوبة .{32 كافُِرو َ ى الل ّ ُ
ه إ ِل ّ أن ي ُت ِ ّ م وَي َأب َ َ الل ّهِ ب ِأفْ َ
واه ِهِ ْ
وذكر هذه الجزئية قبلنا الستاذ نظمي لوقا في كتابه "محمد الرسالة والرسول" ص
.25
مآ
كم ب َي ْن َُهم ب ِ َ ح ُ = "الشريعة" المذكورة جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم َ) ...فا ْ
من َْهاجا ً وَل َْ َ َأنَز َ
و شْرع َ َ ِ
و ة
ً م ِمنك ُ ْ جعَل َْنا ِل َ حقّ ل ِك ُ ّن ال ْ َ م َ ك ِ جآَء َما َ م عَ ّ وآَءهُ ْ ل الل ّ ُ
ه وَل َ ت َت ّب ِعْ أهْ َ
شآَء الل ّه ل َجعل َك ُ ُ
ى الله ت إ ِل َ َ خي َْرا ِقوا ال َ كم َفا ْ
ست َب ِ ُ مآ آَتا ُ م ِفي َ كن ل ّي َب ْل ُوَك ُ ْحد َة ً وََلـ ِ ة َوا ِ م ً
مأ ّ ُ َ َ ْ َ
ن(} المائدة .{48 َ فوُ ِ ل تخْ ت هفي
ُ ْ ِ ِ َ َ م ت ُ
كن ما ِ َ ب كمُ ُ ئب ن
َُّ يَ ف ً ا ميع ج م ُ
َ ْ ِ ُ ْ َ ِك ع ج ر م
والمعروف أن عيسى لم يأت بشريعة "ل تظنوا أني جئت لنقص الناموس" متى : 5
17كما أن مؤلفي رسائل الرسل في العهد الجديد كانوا يتكلمون دائما ً عن الشريعة
على أنها أوامر موسى ،وأنهم قد تحرروا منها أو تبرروا مجانا ً "فهم يبررون مجانا ً
بنعمته بالفداء بالمسيح يسوع" روما .24 : 3
= " ....وأخذت بيدك وحفظتك" يذكرنا بقوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم
مآ ُأنزِ َ َ
ه َوالل ّ ُ
ه سال َت َ ُ ما ب َل ّغْ َ
ت رِ َ ل فَ َفع َ ْم تَ ْك وَِإن ل ّ ْ من ّرب ّ َ ك ِل إ ِل َي ْ َ ل ب َل ّغْ َ
سو ُ)َيـأي َّها الّر ُ
ن( }المائدة .{67 ري َكافِ ِم ال ْ َ دي ال ْ َ
قو ْ َ ن الل ّ َ
ه ل َ ي َهْ ِ س إِ ّ
ن الّنا ِ م َ ك ِم َص ُ
ي َعْ ِ
-هذا أيضا ً مما ذكره الستاذ نظمي لوقا في كتابه سالف الذكر.
= التعبير عن النبي المنتظر "بالنور" ،يتفق مع التعبير القرآني عن محمد صلى الله
عليه وسلم الحزاب ،46المائدة ، 16 ،15العراف 157وغير ذلك كثير.
= "وليهتفوا من قمم الجبال ويمجدوا الرب" ....ل يفعل ذلك إل حجاج المسلمين
أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ....فوق جبال عرفات ويسبحون ويكبرون.
= كون النبي المنتظر يأتي بصرخة حرب ل يتفق وحياة المسيح عيسى وإن قيل إن
هذا سيحدث في مجيئه الثاني .فإنه على قولهم – يتضح ذلك كثيرا ً في رؤيا يوحنا –
سيأتي بحرب ليحطم أعداءه ل ليقود العمى في مسالك يجهلونها – كما تقول الفقرة
اللحقة.
= أما انتصار صاحب النبوءة على عبادة الصنام كما ذكر في آخرها فل يحتاج لتعليق.
فعيسى لم يلتق في حياته بعباد أصنام .أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد ظهر في
شعب يعبد الوثان وانتصر عليه – وهذا ما أكدته مخطوطات البحر الميت – كتاب ريا
إبراهيم – وقد ذكرنا ذلك في فصل الساعة .12
= مسألة المم أيضا ً فيها تعليق – نورا ً للمم" ،يسوس المم" فإن المسيح عيسى
30
قال:
= "ما أرسلت إل إلى الخراف الضالة ،إلي بيت إسرائيل" متى 25 :15بل إن
بطرس هو أول من خرج بالمسيحية عن نطاق اليهود بسبب رؤيته المذكورة في
أعمال الرسل .11أو لعله بطرس وبرنابا" ولما وصل استدعيا الكنيسة إلى الجتماع،
وأخيرا ً بولس وبرنابا بكل ما فعل الله بواسطتهما ،وبأنه فتح باب اليمان لغير
الهيود".أعمال الرسل . 27 :14
* أغلب ما ذكر آنفا ً ورد في كتب سابقة ،لكني أود أن ألفت النظر إلى أربع مسائل:
-2التماثل بين قوله" :وسنطلق سراح المأسورين في السجن" وبين قوله عز وجل:
ل
جي ِم ِفي الت ّوَْراةِ َوال ِن ْ ِ عند َهُ ْ مك ُْتوبا ً ِ ه َ دون َ ُ ج ُ ذي ي َ ِ ي ال ّ ِ م ّ ي ال ُ ّ ل الن ّب ِ ّ سو َ ن الّر ُ ن ي َت ّب ُِعو َذي َ )ال ّ ِ
ث ْ َ ّ َ ح ّ َ ْ ْ ْ
خَبآئ ِ َ م ال َم ع َلي ْهِ ُ
حّر ُ
ت وَي ُ َ م الطي َّبا ِ ل لهُ ُ من ْكرِ وَي ُ ِ ن ال ُ م عَ ِ ف وَي َن َْهاهُ ْ معُْرو ِ هم ِبال َ مُر ُي َأ ُ
صُروهُ مُنوا ْ ب ِهِ وَع َّزُروه ُ وَن َ َ
نآ َ م َفال ّ ِ
ذي َ ت ع َل َي ْهِ ْ كان َ ْ ل ال ِّتي َ م َوالغ ْل َ َ صَرهُ ْ
م إِ ْ ضعُ ع َن ْهُ ْ وَي َ َ
ن( } العراف .{157 ْ َ َ ُ ُ ّ ْ
َوات ّب َُعوا الّنوَر الذ ِيَ أنزِ َ
حو َ فل ِ ُ
م ْ م ال ُ ه أوْلـئ ِك هُ ُ مع َ ُ ل َ
-3التماثل الخطير بين قوله " وأقود العمى في سبل لم يعرفوها من قبل ،وأهديهم
في مسالك يجهلونها وأحيل الظلم إلى نور والماكن الوعرة إلى أرض ممهدة"أشعيا
ن
م ِ دي ب ِهِ الل ّ ُ
ه َ 16 :42وبين قوله عزل وجل عن النبي صلى الله عليه وسلم" :ي َهْ ِ
ت إ َِلى الّنورِ ب ِإ ِذ ْن ِهِ وَي َهْ ِ ِ ْ ِ َ ِ َ ٍ
ط راص ى َ لإ م هدي ن الظ ّل ُ َ
ما ِ م ِ
م ّجهُ ْ سل َم ِ وَي ُ ْ
خرِ ُ سب ُ َ
ل ال ّ ه ُ
وان َ ُ
ض َ
ات ّب َعَ رِ ْ
قيم ٍ } المائدة . {16 ست َ ِ
م ّْ
-4ذكر الصنام في آخر النبوة لبد أن يكون له علقة بالنبي المنتظر الذي لبد أن
سيكون محطما ً لها يعضد أن يكون المقصود محمد صلى الله عليه وسلم الذي نشأ
وسط عبادها ثم حطمها ل عيسى الذي لم يخالط وثنيين قط .نرجع في ذلك لخر
الفصل الول من الباب الول الساعة 12حيث ذكرت مخطوطات البحر الميت
المكتشفة حديثا ً نفس ما ذهبنا إليه يجعل تفسيرنا قاطعًا.
خاتم النبوة
كما وجدنا من قبل ذكر في كتب أهل الكتاب لصفات للنبي صلى الله عليه وسلم
معنوية ،وجدنا كذلك الجسدية ،مثل خاتم النبوة...
يحمل الرياسة على كتفه" أشعيا .6 :9 "لنه يولد لنا ولد ويعطي لنا ابن
كما ذكر يوحنا ذلك أيضًا :ل تسعوا وراء الطعام الفاني بل وراء الطعام الباقي إلى
الحياة البدية ،والذي يعطيكم إياه ابن النسان ،لن هذا قد وضع الله ختمه
عليه" يوحنا .27 :6
يفسر أهل الكتاب هذا الخاتم تفسيرا ً معنويا ً ل ماديًا .أي انه دليل عظمة ورياسة
فقط والحق أن المعنى في الموضعين السابقين يحتمل هذا وذاك.
31
*** يفصل في هذا المر ،الخاتم جسدي أم معنوي .المخطوطات الكتابية المكتشفة
حديثا ً أل وهي مخطوطات البحر الميت المكتشفة عام 1947م التي كتبت في خلل
القرن الول قبل وبعد ميلد المسيح عيسى.
ذكرت هذه المخطوطات ) ( 40Messq 1:2أن هناك علمات على جسد النبي
المنتظر تشبه حبات العدس.
كذلك ذكر في كتاب من كتب اليهود القديمة كتب المركبة Seper Assapذكر في
هذا الكتاب أن هذه العلمات الجسدية بعضها مثل حبات العدس وبعضها مثل بذور
الخيار .
هذا يتفق تماما ً مع نبي السلم عليه الصلة والسلم .فمن المعروف عنه وجود خاتم
النبوة بين كتفيه.
ذكر ذلك الصحابي سلمان الفارسي في نهاية سرده لقصة إسلمه بعد بحثه الطويل
عن الحقيقة الذي دفعه إلى ترك ثراء أبيه ودفعه للرق ثم اتبع النصارى الموحدين
وعلم منهم صفات نبي آخر الزمان ثم اختبر محمد عليه الصلة والسلم في هذه
الصفحات وكان آخرها خاتم النبوة " ....ثم أتيته فوجدته في البقيع قد تبع جنازة
وحوله أصحابه وعليه شملتان مؤتزرا ً بواحدة ،مرتديا ً الخرى ،فسلمت عليه ،ثم
عدلت لنظر أعلى ظهره ،فعرف أني أريد ذلك ،فألقى بردته عن كاهله ،فإذا العلمة
بين كتفيه ...خاتم النبوة ،كما وصف لي صاحبي "...رواه أحمد والطبراني وابن سعد
عن ابن عباس.
ذكر ذلك أيضا ً الصحابي عبد الله بن سرجس " :أتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو جالس في ناس من أصحابه ،فدرت خلفه هكذا ،فعرف الذي أريد ،فألقى
الرداء عن ظهره ،فرأيت موضع الخاتم على نغض كتفه مثل الجمع حوله خيلن ،كأنها
الثآليل " رواه مسلم والترمذي والنسائي".
= قليل من التأمل يظهر لنا التطابق بين ما ذكر في هذين الحديثين وما ذكر في
كتب اليهود المذكورة قبلها خاصة كتاب Seper Assaqالذي يذكر أن خاتم النبوة
مكون من جزئين كما روى عبد الله بن سرجس.
ـــــــــــــــــــــــ
* عميد كلية الدعوة بجامعة أم درمان السلمية.
)] ([1سورة الشعراء ،اليتان )154ـ .(155
)] ([2سورة العراف ،اليات ).(108-104
)] ([3سورة آل عمران ،الية ).(49
)] ([4سورة النبياء ،الية ).(5
)] ([5سورة العنكبوت ،اليتان ).(51-50
)] ([6سيد قطب :في ظلل القرآن .1/48 ،وانظر :مجلــة المنهــل ،عــدد خــاص ،القــرآن الكريــم الهــدى
والعجاز ،عدد ،491عام 1412هـ ـ 1991م ،بحث العجاز البياني في القرآن الكريم ،ص .123
)] ([7شرح الجلل على العقائد العضدية.2/276 ،
32
)] ([8بحوث في الثقافة السلمية ،تأليف عدد من أساتذة جامعة قطر ،ص .275
)] ([9انظر :المصباح المنير ،ص .149
)] ([10هو :علي بن محمد بن علي ،المعروف بالشريف الجرجاني ،فيلسوف من كبار العلمــاء بالعربيــة،
ن توفي ،لــه نحــو خمســين مصــنفًا .انظــر
ولد في تاكوا قرب استرياد ،ودرس في شيراز وأقام بها إلى أ ْ
ترجمته في :الفوائد البهية ،125 ،ومفتاح الســعادة ،1/167 ،وبروكلمـن فــي دائرة المعــارف السـلمية،
،6/333والضوء اللمـع ،5/328 ،ومعجـم المطبوعــات ،678 ،وآداب الّلغــة ،3/235 ،والعلم للزركلـي،
.190-5/159
)] ([11د .صلح عبد الفتاح الخالدي :البيان في إعجاز القرآن ،ص .31-23
)] ([12الرافعي :إعجاز القرآن ،ص .139
)] ([13كمال الدين عبد الواحد بن عبد الكريم :البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن.
)] ([14سورة النفال ،الية ).(31
)] ([15سورة الطور ،الية ).(34
)] ([16سورة الفرقان ،الية ).(4
)] ([17سورة هود ،الية ).(13
)] ([18سورة يونس ،الية ).(38
)] ([19سورة البقرة ،الية ).(23
)] ([20انظر :د .إسماعيل أحمد الطحان :دراسات حول القرآن الكريم ،ص .92
)] ([21قال سيد قطب -رحمه الله تعالى " :-وإذا تجاوزنا عن النفر القليل الذين كانت شخصية محمد -
صلى الله عليه وسلم -وحدها هي داعيتهم إلى اليمان في أول المر ،كزوجه خديجة ،وصديقه أبي بكر،
وابن عمه علي ،وموله زيد ،وأمثالهم ،فإّنا نجد القرآن كان العامـل الحاسـم ،أو أحـد العوامـل الحاسـمة
حول ول َ
طول ،ويوم لــم في إيمان من آمنوا أوائل الدعوة ،يوم لم يكن لمحمد -صلى الله عليه وسلم َ -
يكن للسلم قوة ول منعة ،وقصة إيمان عمر بن الخطاب ،وتولي الوليد بن المغيرة نموذجان من قصص
كثيرة لليمان والتولي ،وكلتاهما تكشف عن هذا السحر القرآني الذي أخذ العــرب منــذ اللحظــة الولــى،
وتبينان في اتجاهين مختلفين عن مــدى هــذا الســحر القرآنــي الــذي يســتوي فــي القــرار بــه المؤمنــون
والكافرون" .انظر :التصوير الفني في القرآن ،ص .11
)] ([22السيوطي :التقان في علــوم القــرآن .2/326 ،وانظــر :تفســير الطــبري ،29/98 ،وتفســير ابــن
كثير.8/267 ،
)] ([23سورة المدثر ،اليات ).(26-11
)] ([24سورة الفرقان ،الية ).(5
)] ([25سورة النحل ،الية ).(103
)] ([26سورة النبياء ،الية ).(5
)] ([27سورة الفرقان ،الية ).(32
)] ([28سورة يونس ،الية ).(15
)] ([29سورة الفرقان ،الية ).(33
)] ([30سورة النفال ،الية ).(31
)] ([31انظر :ص ) (18من البحث ،واليات التي ورد التحدي بها هي اليــة رقــم ) (13مــن ســورة هــود،
والية ) (38من سورة يونس ،والية ) (23من سورة البقرة.
)] ([32انظر :تفسير التحرير والتنوير ،لبن عاشور.1/103 ،
)] ([33هو :عياض بن موسى بن عياض بن عمرو اليحصبي السبتي أبو الفضل ،عالم المغرب وإمام أهل
الحديث في وقته ،كان من أعلم الناس بكلم العرب وأنسابهم وأيامهم ،له عــدة تصــانيف منهــا" :الشــفا
33
بتعريف حقوق المصطفى -صلى الله عليه وسلم ." -انظر ترجمته في :أزهار الرياض = = فــي أخبــار
القاضــي عيــاض ،وفيــات العيــان ،1/392 ،وقضــاة النــدلس ،101 ،وقلئد العقبــات ،222 ،والفهــرس
التمهيدي ،368 ،وبغية المتلمس.425 ،
مَلل والهواء والن ّ َ
حل ،3/7 ،و .2/184 صل في ال ِ
ف َ
)] ([34ابن حزم :ال ِ
)] ([52سورة فصلت ،الية ).(44
)] ([53سورة يوسف ،الية ).(2
)] ([54سورة الزخرف ،الية ).(3
)] ([55سورة الزمر ،الية ).(28
)] ([56انظر :مناهل العرفان.2/334 ،
)] ([57سورة فصلت ،الية ).(42
)] ([58سورة النحل ،الية ) .(90وراجع :تفسير الية فــي :زاد المســير للســيوطي 4/483 ،ومــا بعــدها،
وتفســير ابــن كــثير 4/596 ،ومــا بعــدها ،والطــبري ،14/409 ،والحليــة ،8/255 ،والصــابة،1/118 ،
والستيعاب ،1/146 ،ومسند أحمد.5/36 ،
)] ([59التقان في علوم القرآن.2/326 ،
ن يهـم ُ
مـ ْ
ن سافك الدم إذا أقيـد منـه ،ارتـدع َ )] ([60سورة البقرة ،الية ) .(179يقول ابن قتيبة" :يريد أ ّ
بالقتل فلم َيقتل خوفا ً على نفسه أ ْ
ن ُيقتل ،فكــان فــي ذلــك حيــاة" .انظــر :تفســير غريــب القــرآن.72 ،
وانظر :تأويل مشكل القرآن لبن قتيبة ،5 ،والدر المنثور للسيوطي.1/17 ،
)] ([61راجع :د .محمد عبد الله دراز :مدخل إلى القرآن الكريم ،ص .115
)] ([62هناك استثناءات من هذه القاعدة ،فقد ل ينتظم السجع إل ّ على مراحل ،ويختلف بين مجموعــات
اليات في نفس السورة ،انظر مث ً
ل ،سورة الحاقة والسورة التالية.
34
جامعة الشــــــــــــــــــــــــارقة
كلية الشريعه
الثقافة إسلمية