You are on page 1of 21

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫عنوان المداخلة ‪:‬تحرير التجارة الخارجية الجزائرية‬

‫‪ -1‬السم الكامل‪ :‬سمية زيرار ‪.‬‬

‫المؤهل العلمي‪ :‬ماجستير إدارة العمال – الجامعة الردنية‪ -‬عمان‪ -‬الردن‪.‬‬


‫الجنسية‪ :‬جزائرية‬
‫مكان العمل‪ :‬أستاذة دائمة ‪ ،‬في إطار تحضير شهادة الدكتوراء – السنة الثانية بجامعة أبو بكر بلقايد‬
‫‪ -‬تلمسان ‪ -‬الجزائر‪.‬‬

‫رقم الهاتف‪0795358201.:‬‬

‫البريد اللكتروني‪zirar_somaya@yahoo.fr : :‬‬

‫العنوان البريدي‪ :‬رقم ‪ ، 84‬أرض المصلي شارع محمد الخامس ‪،‬تلمسان ‪،‬الجزائر‬

‫‪ -2‬السم الكامل‪ :‬هند مهداوي ‪.‬‬

‫المؤهل العلمي‪ :‬ماجستير نقود وبنوك ومالية – جامعة أبو بكر بلقايد‪.-‬‬
‫الجنسية‪ :‬جزائرية‬
‫مكان العمل‪ :‬في إطار تحضير شهادة الدكتوراء – السنة الولى‪ -‬جامعة أبو بكر بلقايد ‪ -‬تلمسان ‪-‬‬
‫البريد اللكتروني‪mehdaouihind3000@yahoo.fr :‬‬

‫العنوان البريدي‪ :‬شارع شبان عمر رقم ‪.121‬الشفق‪ ،‬الغزوات‪ .‬تلمسان‪.‬الجزائر‬

‫رقم الهاتف‪0777216570 :‬‬


‫‪ -3‬السم الكامل‪ :‬رفيقة صباغ‪.‬‬

‫المؤهل العلمي‪ :‬ماجستير تحليل اقتصادي ‪ -‬جامعة أبو بكر بلقايد‪.-‬‬


‫الجنسية‪ :‬جزائرية‬
‫مكان العمل‪ :‬في إطار تحضير شهادة الدكتوراء – السنة الولى‪ -‬بجامعة أبو بكر بلقايد ‪ -‬تلمسان ‪-‬‬

‫رقم الهاتف‪0775560376.:‬‬
‫البريد اللكتروني‪rafikasebbagh@yahoo.fr :‬‬

‫العنوان البريدي‪ :‬شارع ‪ 224‬عمارة "‪ "Q‬رقم المنزل ‪.10‬ندرومة‪ .‬تلمسان‪.‬الجزائر‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫عرف القتصاد الجزائري في نهاية القرن العشرين تحولت جذرية أفرزتها أزمة اقتصادية ترجع‬
‫جذورهسا إلى الزمسة البتروليسة لسسنة ‪ ، 1986‬هذه التحولت تزامنست مسع تطورات اقتصسادية عالميسة‬
‫أصسبحت تضغسط على القتصساد الجزائري و تدفعسه إلى ضرورة التفاعسل و الندماج بصسفة واسسعة و‬
‫مفتوحة مع مختلف الفعاليات القتصادية الدولية‪.‬و بعد التصحيح الهيكلي الذي فرض على الجزائر من‬
‫طرف صسندوق النقسد الدولي‪ ،‬و اسستقرار المؤشرات القتصسادية الكليسة‪ ،‬غدت الحاجسة إلى انضمام‬
‫الجزائر إلى منظمسة التجارة العالميسة أمرا ل مفسر منسه بسل يكاد يكون لزمسا‪.‬يضاف إلى ذلك توقيسع‬
‫الجزائر على اتفاق شرا كة مع التحاد الور بي‪ .‬كل هذه التحولت الجديدة أ جبرت الجزائر على إتباع‬
‫سياسة تمكنها من التأقلم والتفاعل مع هذا الوضع الجديد‪ ،‬والتي تتجلى في برنامج النعاش القتصادي‪.‬‬
‫و السؤال الذي سنحاول الجابة عنه من خلل هذا المبحث هو‪:‬‬
‫‪-‬مسا هسي انعكاسسات انضمام الجزائر إلى المنظمسة العالميسة للتجارة‪،‬وعقسد اتفاقيسة الشراكسة على‬
‫القتصاد الجزائري في اللفية الثالثة ؟‪.‬‬
‫‪-‬ماهي التدابير التي إتخدتها الجزائر لمواجهة أو للتأقلم مع هذا الوضع الجديد‪.‬؟‬

‫عقد اتفاقية الشراكة الورومتوسطية مع التحاد الوروبي‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫يع تبر التحاد الورو بي المورد الول للجزائر نظرا للح جم ال كبير من الواردات الم ستوردة‬
‫م نه وال تي تزداد قيمت ها يو ما ب عد يوم‪ ،‬وهذا را جع لعدة عوا مل أهم ها تعز يز العلقات التجار ية أك ثر‬
‫وأكثر وخاصة بعد تبني الطرفين السياسة المتوسطية الجديدة سنة ‪.1995‬و تعرف السياسة المتوسطية‬
‫الجديدة بأنهسا طرح أوروبسي‪ ،‬حيسث ظهرت إلى الوجود فسي إعلن برشلونسة يومسي ‪ 28 ،27‬نوفمسبر‬
‫‪ 1995‬في مدي نة برشلونة ال سبانية‪ ،‬إذ اجت مع وزراء خارج ية الدول الوروب ية المنخر طة في التحاد‬
‫الوروبي مع نظرائهم من وزراء خارجية الدول المطلة على البحر البيض المتوسط التي سوف تكون‬
‫الشرا كة الورو‪-‬متو سطية‪ ،‬هذه ال سياسة كا نت مغايرة للطروحات ال سابقة؛ لن ها أخذت بع ين العتبار‬
‫المجالين السياسي والجتماعي ‪،‬إذن اتفاقية برشلونة تعطي إطار تعاون يحتوي على ثلثة جوانب ‪:‬‬
‫‪‬الجانسب السسياسي‪ :‬يقصسد بسه تحديسد مجال موحسد للسسلم والسستقرار‪ ،‬أي تأميسن المسن‬
‫الجهوي لوروبا من منظور الحوار‪.‬‬
‫‪‬الجا نب الجتما عي‪ :‬الهدف المر جو هو تطو ير الموارد البشر ية وإعطاء الولو ية للتبادل‬
‫بين المجتمعات‪.‬‬
‫‪‬الجا نب القت صادي ‪ :‬الهدف المر سوم هو الو صول إلى إنشاء منط قة مشتر كة مبن ية على‬
‫التطور القتصادي والجتماعي المستمر والمتوازن(‪.)01‬‬

‫‪-1‬تعريف الشراكة ‪:‬‬


‫هسي اتفاقيسة يلتزم بمقتضاهسا شخصسان طسبيعيان أو معنويان أو أكثسر على المسساهمة فسي مشروع‬
‫مشترك بتقديم حصة من عمل أو مال بهدف اقتسام الربح الذي ينتج عنها أو بلوغ هدف اقتصادي ذي‬
‫منف عة مشتر كة كاحتكار ال سوق أو ر فع م ستوى ال مبيعات ‪،‬و من خلل هذا التعر يف ن ستطيع إ ست‬
‫خلص عناصر الشراكة كما يلي‪:‬‬
‫• الشراكة عبارة عن عقد يستلزم اشتراك شريكين على القل سواء كان الشريك طبيعيا أو‬
‫معنويا‪.‬‬
‫•تتطلب الشراكة المساهمة بحصة من مال أو عمل حسب ما يتفق عليه الشريكين عند كتابة‬
‫العقد‪.‬‬
‫• كذلك عن صر الم ساهمة في نتائج المشروع من أرباح أو خ سائر ح سب ما يت فق عل يه‬
‫الطرفيسن الشريكيسن وتختلف الشراكسة الورو متوسسطية عسن اتفاقيات التعاون بأنهسا إطار‬
‫شامل متعدد الطراف‪ ،‬وتمثل إحدى الدوات الرئيسية لتجسيد التعاون الحقيقي بين التحاد‬
‫الوروبي و كل من الدول المتوسطية المشاركة من أجل مواجهة التحديات المشتركة‪.‬‬
‫‪-2‬أهداف الشراكة‪:‬‬
‫لقد أقيمت إتفاقية الشراكة من أجل تحقيق الهداف التالية‪:‬‬
‫* أهداف الشراكة من منظور الدول الوروبية ‪ :‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪‬توسيع منطقة نفوذ مجموعة الدول الوروبية لتشمل دول الحوض المتوسط في جنوبه ودول الشرق‬
‫الوسط‪.‬‬
‫‪‬تحاول أوروبا فرض نفسها واستقلليتها عن الوليات المتحدة المريكية التي انفردت وحدها بقيادة‬
‫العالم وبمشروعها الشرق أوسطي الذي ل يراعي المصالح الوروبية‪.‬‬
‫‪‬التقل يل أو ال حد من معدلت الهجرة غ ير المرغوب في ها والزاح فة من دول الجنوب المتو سطي ‪،‬‬
‫وال حد من آثار ها ال سلبية المنعك سة علي الجوا نب القت صادية والجتماع ية والمتمثلة في خلق بؤر‬
‫التوتر والنزاعات الناتجة عن الفقر وسوء توزيع الثروة‪ ,‬والخطر النووي والرهاب‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪‬الحاجة إلي اقتحام أسواق جديدة في دول جنوب وشرق المتوسط‪.‬‬
‫العمل علي توفير عوامل الستقرار في المنطقة المتوسطية وذلك من خلل تحسين مستويات‬ ‫‪‬‬

‫المعيشة فيها وتشجيع الصلح القتصادي لبلوغ أهداف التنمية المنشودة‪.‬‬


‫إيجاد حلول للتغلب على المشاكسل السسكانية فسي دول الجنوب‪ ,‬حيسث أن عدد السسكان فسي دول‬ ‫‪‬‬

‫الب حر المتو سط با ستثناء الدول العضاء في التحاد الورو بي سيصل إلي ‪ 400‬مليون ن سمة في‬
‫غضون سنة ‪ ,2030‬وبالتالي فإن هذا التزايد السكاني في هذه الدول سوف يؤدي إلي تزايد موجات‬
‫الهجرة إلي دول التحاد الورو بي‪ ,‬وترى المجمو عة الوروب ية أ نه ل بد من احتواء هذا التزا يد‬
‫عن طريق زيادة وتيرة النمو القتصادي‪ ,‬وتبني سياسات سكانية محكمة‪.‬‬
‫دعم تشجيع الصلح السياسي‪ ،‬واحترام حقوق النسان وحرية التعبير ودعم سبل التعاون من‬ ‫‪‬‬

‫دول التحاد الوروبي ودول جنوب المتوسط في مجالت البيئة‪ ,‬الطاقة‪ ,‬الستثمار‪.‬‬
‫* أهداف الشراكة من منظور الدول العربية‪:‬‬
‫ت سعى الدول المتو سطية وخا صة الدول العرب ية من وراء هذه الشرا كة أ ساسا إلى الرتباط بواحدة من‬
‫أ كبر القوى القت صادية والعالم ية كمحرك للتنم ية والندماج في القت صاد العال مي‪ ,‬ل سيما وأن العالم‬
‫عرف ظهور تجمعات كثيرة مثسل منطقسة التجارة الحرة لمريكسا الشماليسة ‪ NAFTA‬ورابطسة دول‬
‫جنوب شرق آسيا ‪ ASEAN‬والتحاد الوروبي ‪ ،UE‬ولبلوغ هذه الغاية ينبغي علي الدول الوروبية‬
‫أن تو فر وض عا أفضل يا متميزا لمنتجات (‪)02‬الدول العرب ية في ال سوق الوروب ية‪ ,‬بالضا فة إلى زيادة‬
‫حجسم المسساعدات الماليسة والفنيسة مسن التحاد الوروبسي لتنميسة القتصساديات العربيسة‪ ,‬ودعسم عمليات‬
‫التحريسر والصسلح القتصسادي وتشجيسع السستثمارات الجنبيسة فسي هذه الدول‪ .‬ومسن بيسن الهداف‬
‫الخرى التي تطمح إليها الدول العربية من الشراكة نلخصها فيما يلي‪:‬‬
‫السستفادة مسن فتسح السسواق الوروبيسة أمام صسادراتها الصسناعية ‪،‬وكذا تخفيسض القيود‬ ‫‪‬‬

‫المفروضسة علي الصسادرات الزراعيسة بسسبب حمائيسة السسياسة الزراعيسة المشتركسة للمجموعسة‬
‫الوروبية ‪.‬‬
‫‪‬الح صول علي م ساعدات وقروض لتمو يل مشاريع ها وجلب رؤوس الموال الجنب ية من أورو با‪,‬‬
‫بالضافة إلي الدور الذي يمكن أن يلعبه البنك الوروبي للستثمار في هذا الطار ‪.‬‬
‫‪‬ال ستفادة من ن قل التكنولوج يا‪ ،‬وذلك من خلل إقا مة المشار يع ال ستثمارية الوروب ية في الدول‬
‫العربية‬
‫وخلصة القول ‪:‬أن الهدف من الشراكة الورو‪ -‬متوسطية هو تحقيق التنمية القتصادية والجتماعية‬
‫الم ستدامة ‪ ،‬من خلل بناء منط قة تبادل حر أورو‪ -‬متو سطية وا سعة‪ ,‬و في هذا الطار أ كد المشاركون‬
‫في برشلو نة بخ صوص الجا نب المالي بأن إقا مة منط قة للتبادل ال حر والو صول إلى شرا كة حقي قة‬
‫يتطلب دعما ماليا معتبرا لتشجيع النمو الداخلي لهذه الدول‪)03(.‬‬
‫‪ -3‬برنامج ميدا والمساعدات المالية‪:‬‬
‫تج سد د عم الدول الوروب ية للدول العرب ية آنذاك في مواف قة المجلس الورو بي على م نح م ساعدات‬
‫مالية قدرت بسس ‪ 3.435‬مليون أورو في الفترة ما بين (‪) 1999 -1995‬في شكل اعتماد من ميزانية‬
‫المجموعسة الوروبيسة‪ ،‬وبرنامسج آخسر مسن سسنة (‪ ، )2006-2000‬بالضافسة إلى مسساهمة البنسك‬
‫الوروبسي للسستثمار‪،‬وتدخسل هذه المسساعدات فسي إطار مسا يسسمى بسبرنامج (‪ .)MEDA‬فسي المقابسل‬
‫المفهوم الجد يد للتجارة من وج هة ن ظر الشرا كة الورو‪ -‬متو سطية ‪ ،‬هو تجارة بل حدود ول حوا جز‪,‬‬
‫ولزالة هذه الخيرة يجب أل تكتفي النظم بأن تجعل الحدود متساوية من جهة أو أخرى‪ ،‬بل ينبغي أن‬
‫تتبادل السلطات الثقة فيما بينها‪.‬‬
‫الجدول رققم (‪ :)01‬يوضقح العانات الممنوحقة فقي إطار برنامقج دعقم الشراكقة الورو‪ -‬متوسقطية‬
‫للدول المغاربية‬

‫برنامج ميدا (‪ )MEDAI) (1995-1999‬برنامج ميدا(‪)MEDAII) (2000-2006‬‬


‫وضعية جزئية لربع سنوات (‪)2003-2000‬‬ ‫وضعية لخمس سنوات (‪)1999-1995‬‬
‫التعهد (اللتزام) الدفع‬ ‫البلد‬ ‫التعهد (اللتزام) الدفع‬ ‫البلد‬
‫‪32.6‬‬ ‫‪181.2‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪30.2‬‬ ‫الجزائر ‪164‬‬
‫‪279.3‬‬ ‫‪524.5‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪127.6‬‬ ‫المغرب ‪656‬‬
‫‪243.2‬‬ ‫‪305.9‬‬ ‫تونس‬ ‫‪168‬‬ ‫تونس ‪428‬‬
‫‪555.1‬‬ ‫‪1.011.6‬‬ ‫‪325.8‬‬ ‫المجموع ‪1.248‬‬

‫‪Source: Commission Européenne‬‬

‫مسن خلل قراءتنسا للجدول يتضسح أن برنامسج (‪ )MEDAI‬لسسنة(‪ )1999-1995‬رصسد مبلغ‬


‫اللتزامات المخصصة للدول المغاربية الثلثة بس ‪ 1248‬مليون أورو وأن المبالغ المدفوعة فعل هي‬
‫‪ 325.8‬مليون أورو ‪ ،‬أي نسسبة التعهدات ‪ /‬المدفوعات تمثسل ‪ ، %26‬فسي حيسن نجسد فسي برنامسج (‬
‫‪ )MEDAII‬لمدة أربسع سسنوات (‪ )2006-2000‬وصسل مبلغ اللتزامات أو التعهدات ‪ 1011.6‬مليون‬
‫أورو ‪ ،‬أما المبلغ الجمالي للمدفوعات تمثل في ‪ 555.1‬مليون أورو أي بنسبة ‪.%55‬‬
‫ويعتبر برنامج ‪ MEDA‬الداة الساسية للتعاون المالي الورو‪-‬متوسطي ‪ ،‬والذي يهدف إلى مايلي‬
‫•تسهيل الصلحات الهيكلية على شكل إعلنات للخزينة‪.‬‬
‫•برنامج ين موافق عليهما في ‪ 1998‬الول لم ساعدة المؤسسات الصغيرة و المتو سطة (‪)PME‬‬
‫بقيمسة ‪ 57‬مليون أورو‪ ،‬و الثانسي لتقويسة الصسلحات الهيكليسة والخوصسصة بقيمسة ‪ 38‬مليون‬
‫أورو‪ .‬و هناك برنامج تم تحضيره مخصص لس‬
‫•تطوير القطاع المصرفي‪.‬‬
‫•المساعدة في إحداث رأس مال للضمان المالي‪.‬‬
‫•مساعدة القطاع الجتماعي‪)04( .‬‬
‫‪ -4‬خطوات الجزائر في مجال الشراكة وواقعها الحالي‪:‬‬
‫أعطت الجزائر موافقتها على مشروع الورو‪-‬متوسطية سنة ‪ 1993‬قبل أن توقع على إعلن برشلونة‬
‫في نوف مبر ‪ 1995‬الذي ير بط الدول الوروب ية الخم سة عشرة و الدول المتو سطية الثناع شر‪ ،‬وبدأت‬
‫مفاوضات الشراكة بين الجزائر و دول التحاد الوروبي في ‪ 04/03/1997‬بمدينة بروكسل‪ ،‬وفي هذا‬
‫الجتماع أعلنت السلطات الجزائرية مطالبها التي كانت مغايرة لما تمّ التفاق عليه مع الدول المجاورة؛‬
‫هذا الختلف في الرؤية يتضح لنا في ثلثة محاور‪:‬‬
‫* الجانب القتصادي يتضح في النفتاح الكلي للسواق الذي تطالب به دول التحاد الوروبي‪ ،‬و هذا‬
‫الطلب رفض من طرف الجزائر‪ ،‬مقابل ذلك اقترحت أن يكون هناك انفتاح تدريجي للسواق حتى يتم‬
‫تطوير القتصاد الجزائري‪.‬‬
‫* حددت مدة المرحلة النتقال ية اللز مة لنشاء المنط قة الحرة ب س ‪ 12‬سنة والجزائر تر فض معاي ير‬
‫التد خل في سياسة الحما ية ال صناعية ال تي حددت في إعلن برشلو نة مقا بل الر فع التدري جي للتعري فة‬
‫الجمركية‪ ،‬فالجزائر تدافع عن مبدأ المراجعة الدورية لمعدلت التعريفة الجمركية كل ثلثة إلى خمس‬
‫سنوات فيما يخص القطاع الصناعي الجزائري‪.‬‬
‫* خطوة الجزائر ت نص على أن تكون در جة التد خل في التقل يص من الحما ية في القطاع ال صناعي‬
‫متوازنة مع درجة التدخل الوروبية في القتصاديات العربية‪.‬‬
‫هذه الخطوة سوف تسمح للجزائر بتامين الدعم الحقيقي للجهود المبذولة في مجال الصلحات الداخلية‬
‫التي حددت في ثلث عناصر‪:‬‬
‫•تدخل التحاد الوروبي في تحقيق البرنامج الصناعي‪.‬‬
‫•وضع برنامج خاص لتطوير الصادرات خارج المحروقات‪.‬‬
‫•توسسيع وتوطيسد التعاون المالي المقدم مسن طرف التحاد الوروبسي‪ ،‬والذي لم يكسن كافيسا فسي‬
‫السابق‪.‬‬
‫توقيع الجزائر لتفاق الشراكة مع التحاد الوروبي في ‪ 22‬أفريل سنة ‪ 2002‬بفالنسيا في إسبانيا وقد‬
‫تمحور حول‪:‬‬
‫‪.1‬تدعيم الصلحات المؤدية إلى عصرنة وتحديث القتصاد‪.‬‬
‫‪.2‬إعادة تأهيل الهياكل القاعدية القتصادية‪.‬‬
‫‪.3‬ترقية الستثمارات الخاصة وخاصة مناصب الشغل‪.‬‬
‫‪.4‬الهتمام بالجانب الجتماعي‪.‬‬
‫‪.5‬إقامة منطقة للتبادل الحر‪)05( .‬‬
‫‪.6‬التفكيك الجمركي بين الطرفين تدريجيا على مدى ‪ 10‬سنوات كاملة‪،‬وهذا بدءا من السنة الثانية من‬
‫تنفيسذ التفاق(‪ ،)01/09/2006‬على أن يتسم بعدهسا إلغاء جميسع الرسسوم الجمركيسة على المواد‬
‫المصسنعة الوروبيسة بعسد دخول الجزائر منطقسة التبادل الحسر مطلع ‪.2017‬هذا التفاق القائم بيسن‬
‫الجزائر والتحاد الورو بي‪ ،‬يهدف إلى تحر ير القت صاد الوط ني ‪،‬وف تح أ سواق جديدة علوة على‬
‫تحرير مجال الطاقة باعتبار أن أوروبا تعاني من التبعية في هذا الجانب للغاز الجزائري ‪.‬‬
‫‪ -5‬نتائج الشراكة الورومتوسطية‪:‬‬
‫من أهم النتائج الناتجة عن الشراكة هي ‪:‬‬
‫‪ -‬رفع مستوى دخول المؤسسات القتصادية إلى المنافسة في ظل اقتصاد السوق والعولمة‪،‬ووضع‬
‫حد للتبعية القتصادية‪.‬‬
‫تشجيع المستثمرين ( الوطن أو أجانب ) ما بين الدول‪،‬و تطوير الطاقات الكامنة وغير المستغلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعادة تطوير الموارد و المواد الولية المحلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطوير إمكانيات الصيانة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تطوير الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬وخلق مناصب شغل‪.‬‬
‫سياسة توازن جهوية بين مختلف القطاعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تحويل التكنولوجيا والدراية المتطورة وتقنيات التسيير‪)06( .‬‬
‫‪ -‬إن الهيكلة المطروحسة فسي العلن تقضسي بإقامسة منطقسة تجارة حرة خلل مدة محدودة ل تتعدى‬
‫‪ 2010‬للمنتجات ال صناعية‪ ،‬و بالر غم من أهم ية ما ينطوي عل يه ف تح ال سواق من تحف يز لل ستثمار‬
‫والنماء القتصادي وإطلق مبادرة القطاع الخاص‪ ،‬إل أن هناك آثارا هامة يمكن إبرازها فيما يلي‪:‬‬
‫•إن إزالة التعريفات الجمرك ية بش كل مت سرع‪ ،‬قد يؤدي إلى مواج هة الشركات العرب ية لمناف سة‬
‫جديدة من الشركات الوربية ل قدرة لها على التكافؤ معها‪ ،‬مما سيؤدي إلى إفلس عدد كبير‬
‫مسن الشركات العربيسة ممسا سسيضاعف فتسح أسسواق أمام المصسنوعات الوربيسة مسن إختللت‬
‫الموازين التجارية للبلد العربية‪ ،‬و إذا تم إغفال مصلحة أحد طرفي الشراكة لن تكون منطقة‬
‫التجارة الحرة سوى توسيع السوق الوربية نحو الجنوب ‪.‬‬
‫•إزالة التعريفات الجمركيسة تؤدي إلى إضعاف إيرادات الموازنات العامسة للدول العربيسة‪ ،‬ممسا‬
‫سيفوق مقدرة النفاق على مشاريع التنم ية وعلى اتخاذ سياسات صناعية واجتماعية تعويض ية‬
‫للتخفيف من الزمات الناجمة عن إزالة التعريفات الجمركية‪.‬‬
‫ستبقى السواق الوربية مغلقة أمام المنتجات الزراعية للدول العربية التي ستخضع إلى نظام صارم‪،‬‬
‫ولن تفتح إل ضمن الحدود المسموح بها في نطاق السياسة الزراعية للتحاد الوربي‪ ،‬وبعد ت‬
‫حسب المعطيات (‪)07‬المتوفرة نلحظ أن المديونية الخارجية الجزائرية على المدى الطويل تتشكل‬
‫من عملت مختلفة من بينها العملة الوروبية التي تمثل حوالي ‪ %35‬من حجم الديون الكلية‪،‬فيما يمثل‬
‫الدولر ‪ %39.1‬والين الياباني حوالي ‪ %12‬أما الديون الخارجية المتبقية فتمثلها عملت أخرى وبناءا‬
‫على هذه المعطيات (ب نك الجزائر ‪ )2003‬تبين أن العملة ال تي ل ها التأث ير ال كبير هي الدولر‪،‬إذ أن ها‬
‫تحدد الحجسم الحقيقسي لمديونيتنسا الخارجيسة ‪ .‬إذن بناءا على هذه المعطيات ‪ ،‬يتسبين أن العملة الكثسر‬
‫تأثيرا هي الدولر ‪ ،‬فهذه العملة تحدد الح جم الحقي قي لمديونيت نا الخارج ية خ صوصا و أن م صدرها‬
‫الساسي هي الواردات الناتجة عن الصادرات و بالتالي فهي غير مكلفة من حيث نسب الفائدة و إذا تم‬
‫توظيف ها يم كن أن نج ني من ها ن سب فائدة صافية أعلى من العملت الخرى المتح صل علي ها بوا سطة‬
‫القتراض ‪ .‬وإذا اعتمدت الجزائر على هيكلة الديون بعملة غير الدولر فإنه حينما ترتفع نسب صرف‬
‫هذه العملة مقابسل عملت تسسديد الديون الخارجيسة خارج الدولر فإن قيمسة المديونيسة تنخفسض لن‬
‫الجزائر في هذه الحالة بحاجة إلى مبالغ أقل بالدولر لدفعها‪ ،‬أما إذا انخفض سعر صرف هذا الخير‬
‫مقارنة بتلك العمولت فإن قيمة المديونية مرشحة للرتفاع ‪.‬‬
‫و نشيسر إلى أن الدول الوروبيسة تعتسبر مسن أهسم الدول الدائنسة و المتعاملة مسع الجزائر ‪ ،‬و ذلك‬
‫لعتبارات تاريخية ‪ ،‬جغرافية و اقتصادية‪ .‬و يمكن القول أن عملية انطلق الورو كان له حتما تأثير‬
‫على المديون ية الخارج ية للجزائر ‪ ،‬فهناك مفار قة ب ين اليرادات النات جة عن الت صدير و ال تي أغلب ها‬
‫دولرات و المديونية بالعملت الوروبية ب ‪ % 33‬و التي حولت كمية منها إلى الورو ‪ ،‬هذا ما أدى‬
‫إلى عدم اليقين حول القي مة الفعلية لخدمة الديون و إلى ارتفاع قيمة المديونية‪ ،‬و ذلك ناتج عن تقلبات‬
‫سسعر صسرف الدولر مقابسل العملت الوروبيسة و الورو ‪ ،‬بحيسث أن انخفاض معدل سسعر صسرف‬
‫الدولر مقابسل الورو ‪،‬يؤدي إلى ارتفاع قيمسة المديونيسة ‪،‬لننسا سسنحتاج إلى عدد أكسبر مسن الدولرات‬
‫سماة‬
‫سة المسس‬
‫سة المديونيس‬
‫سل الورو) يؤدي إلى انخفاض قيمس‬
‫سس (إرتفاع الدولر مقابس‬
‫سديدها‪،‬والعكس‬
‫لتسس‬
‫بالورو‪،‬وهو ما حدث فعل في سنة ‪ 1998‬أين أدى إرتفاع الدولر وانخفاض الورو إلى المساهمة في‬
‫إ ستقرار الدينار الجزائري ‪،‬وتر تب عن ذلك انخفاض المديون ية الخارج ية إلى ‪ 25.5‬مليار دولر في‬
‫سنة ‪ ، 1997‬كما انخفضت نسبة خدمة الديون إلى ‪ %22‬مع نهاية سنة ‪ ،2000‬بعد أن كانت تقدر ب‬
‫‪ %39‬سسنة ‪ ،1997‬وبالتالي فإن سسعر الصسرف بيسن الدولر مقابسل الورو له أثسر بالغ على اسستقرار‬
‫المديون ية الخارج ية للجزائر سواء بالرتفاع أو النخفاض‪ ،‬لذلك ينب غي مراق بة عمليات أ سعار صرف‬
‫الدولر مقابسل الورو‪ .‬كمسا أن قيام الوحدة النقديسة و مسا خلقتسه مسن سسوق ماليسة عالميسة جديدة ‪ ،‬وفسر‬
‫فرصة جديدة لهذه البلدان للقضاء على حالة عدم التطابق بين حالة الميزان التجاري و ديونها الخارجية‬
‫‪ ،‬و أي زيادة في قيمة الورو ستفيد البلدان التي تربط عملتها بالورو ‪ ،‬لنها ستقلل من التكلفة التي‬
‫تتحملها بالعملة المحلية لقاء خدمة الديون المقومة بالدولر ‪ ،‬و على العكس من ذلك ‪ ،‬فأي انخفاض في‬
‫قيمة الورو سيزيد من تكلفة خدمة تلك الديون‪.‬‬

‫إنضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة ‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫يعتسبر انضمام الجزائر إلى المنظمسة العالميسة للتجارة مسن السستراتجيات الجديدة التسي تسسعى‬
‫الجزائر من أجل تحقيقها‪.‬‬
‫‪ -1‬نشأة المنظمة العالمية للتجارة‪:‬‬
‫اتصسفت الفترة التسي سسبقت الحرب العالميسة الثانيسة بتزايسد الحواجسز والقيود الجمركيسة بيسن‬
‫الدول‪،‬وعقب هذه الحرب انعقد مؤتمر هافانا أكتوبر ‪1947‬في إطار المم المتحدة لمناقشة ميثاق منظمة‬
‫التجارة الدول ية ﺗهدف إلى تنظ يم التجارة الدول ية ل كن الفكرة لم تتج سد على أرض الوا قع ب سبب ر فض‬
‫الوليات المتحدة التوقيسع على هذا الميثاق‪ .‬إل أنسه أتفسق على عقسد اتفاقيسة عرفست بالتفاقيسة العامسة‬
‫للتعريفسة‪ GATT ،‬تقوم بإجراء مفاوضات دوريسة الغرض منهسا تحريسر التجارة الدوليسة وإلغاء القيود‬
‫أمامهسا‪ ،‬ولقسد عقدت ‪ GATT‬ثمانيسة جولت كان آخرهسا جولة أورغواي ‪،‬التسي انتهست بإنشاء منظمسة‬
‫التجارة العالمية بدل عن ‪ ،GATT‬ومنه يمكننا القول أن التفاقية العامة للتعريفة والتجارة هي أساس‬
‫ميلد منظمة التجارة الذي كان سنة ‪.1995‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)02‬يبين أهم المفاوضات التي قامت بها ‪ GATT‬والتي كانت أخرها بمراكش أين تم‬
‫العلن عن إنشاء ‪OMC‬‬
‫النتائج الساسية‬ ‫عدد المشاركين‬ ‫التاريخ‬ ‫الجولة‬
‫‪ 45000‬تخفيسض فسي التعريفات الجمركيسة‬ ‫‪23‬‬ ‫‪1947‬‬ ‫جنيف‬
‫على المنتجات المصنعة‪ ،‬تخفيض بمعدل ‪15‬‬
‫‪ %‬مسن متوسسط التعريفسة على ‪ % 50‬مسن‬
‫التجارة العالمية‬
‫تخفيض التعريفات الجمركية بمتوسط ‪% 25‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1949‬‬ ‫أنسي‬
‫تخفيسض التعريفات الجمركيسة على ‪8700‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪1950/1951‬‬ ‫توركواي‬
‫منتج جديد‬
‫تخفيض التعريفات الجمركية‬ ‫‪26‬‬ ‫‪1955/1956‬‬ ‫جنيف‬
‫تخفيسسض بحوالي ‪ % 10‬مسسن التعريفات‬ ‫‪26‬‬ ‫‪1961/1962‬‬ ‫ديلون‬
‫الجمركية‬
‫تخف يض التعري فة الجمرك ية ب س ‪ % 35‬على‬ ‫‪62‬‬ ‫‪1964/1967‬‬ ‫كيندي‬
‫المنتجات المصسنعة و ‪ % 20‬على الزراعسة‬
‫و كذا التعريفات الجمركية المضادة للغراق‬
‫تخف يض التعري فة الجمرك ية ب س ‪ % 34‬على‬ ‫‪99‬‬ ‫‪1973/1979‬‬ ‫طوكيو‬
‫سسنعة‪ ،‬تعريفات و إجراءات‬
‫المنتجات المصس‬
‫غيسر جمركيسة فسي إيطار العلقات غيسر‬
‫التجارية‬
‫قيام منظمسسة التجارة العالميسسة‪ ،‬تعريفات‬ ‫‪115‬‬ ‫‪1986/1994‬‬ ‫الوروغواي‬
‫إجراءات غيسسر جمركيسسة‪ ،‬الزراعسسة‪،‬‬
‫المنسسوجات و الملبسس ‪ ،‬الخدمات‪ ،‬حمايسة‬
‫حقوق الملكية الفكرية‪)07(.‬‬
‫‪-2‬مبادئ وأسس المنظمة ‪:‬‬
‫تقوم المنظمة علي المبادئ التالية‪:‬‬
‫المبدأ الول‪ :‬عدم التميز بين الدول العضاء‪.‬‬
‫المبدأ الثاني ‪ :‬مبدأ شرط المعاملة الوطنية ‪.‬‬
‫المبدأ الثالث‪ :‬مبدأ إلغاء القيود الجمركية وتحويلها إلى رسوم جمركية‬
‫المبدأ الرابع‪ :‬مبدأ الخفض العام و المتتالي للرسوم الجمركية‪.‬‬
‫المبدأ الخامس ‪:‬مبدأ الشفافية‪)08( .‬‬
‫‪-3‬عضوية الجزائر في المنظمة العالمية للتجارة‪:‬‬
‫الجزائر من الدول الملحظة منذ ‪ 1964‬في التفاقية العامة للتجارة و التعريفة ‪ ،‬وقد قامت بإيداع أول‬
‫طلب ل ها ب ‪ GATT‬في سنة ‪، 1987‬ل كن ال صعوبات القت صادية ال تي مرت ب ها الجزائر حالت دون‬
‫تحقيسق هذا النضمام ‪،‬ثسم تقدمست الجزائر للمرة الثانيسة بطلب النضمام سسنة ‪ 1996‬و أشترط عليهسا‬
‫آنذاك تقديسم وثيقسة تحتوي على المعلومات الشاملة عسن الحالة القتصسادية والقوانيسن الجزائريسة‪ ،‬وهذه‬
‫الوثي قة عبارة عن مذكرة تحتوي على ‪ 70‬صفحة‪.‬عل ما أ نه طرح على الجزائر م نذ ‪ 1996‬أك ثر من‬
‫‪ 1200‬سؤال عبر مراحل‪،‬وقد تم تنصيب لجنة وزارية في جويلية ‪ 2001‬من طرف رئيس الحكومة ‪،‬‬
‫أوكلت لها مهمة الشراف على ملف النضمام ‪،‬وهي تضم مجموعة من الخبراء من مختلف القطاعات‬
‫الوزاريسة ‪،‬الى جانسب تشكيسل هيئة تنسسيق تضسم ‪ 23‬وزارة وعددا مسن المؤسسسات كالجمارك وبنسك‬
‫الجزائر و‪ 70‬خبير يترأ سها وز ير التجارة ‪،‬و هي مق سمة إلى خم سة أفواج ‪،‬تتولى الجا بة عن أ سئلة‬
‫المنظمة العالمية للتجارة ‪،‬وتضم هذه الخيرة ‪ 150‬دولة ‪،‬ولكن التفاوض الثنائي مع الجزائر شمل ‪14‬‬
‫دولة فقسط على اعتبار أنهسا تمثسل أعلى نسسبة تعاملت تجاريسة مسع الجزائر ‪،‬وهسي بذلك أكثسر الدول‬
‫اهتما ما بال سوق الجزائر ية‪،‬و هي التحاد الورو بي والوليات المتحدة المريك ية خ صوصا‪.‬وباعتراف‬
‫الحكومة قدمت الجزائر تنازلت كثيرة وهي غير مستعدة لتقديم المزيد‪ ،‬إل أن الجزائر استفادت كثيرا‬
‫على مستوى الدبلوماسية التجارية‪،‬حيث سمحت لها بالتحكم في التجارة الخارجية والفوضى التي كانت‬
‫تعيشها مختلف الموانئ الجزائرية من خلل تصويب المنظومة التشريعية وتكيفها مع المنظومة العالمية‬
‫‪.‬لكن النضمام الرسمي لن يتم إل بعد مصادقة البرلمان على اتفاقية النضمام‪،‬وهذا شرط أساسي من‬
‫شروط المنظ مة العالم ية للتجارة ‪،‬إلى جا نب اشتراط قانون ين ظم حما ية التجارة الخارج ية يتوا فق مع‬
‫شروط النضمام للمنظمة‪)09(.‬‬
‫‪-4‬الثار الناجمة عن انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية ‪:‬‬
‫يتأثسر اقتصساد الجزائر على غرار دول العالم بتحريسر التجارة العالميسة‪ ،‬و ينعكسس ذلك على مختلف‬
‫القطاعات القتصادية سواء قطاع تجارة السلع أو قطاع الخدمات‪ ،‬إضافة إلى تلك الثار المتعلقة بتنفيذ‬
‫اتفاقية حقوق الملكية الفكرية‪ .‬و يمكن دراسة هذه الثار على الشكل التالي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الثار السلبية ‪ :‬ويمكن تناولها من عدة زوايا‪:‬‬
‫•آثار تحرير تجارة السلع على القتصاد الوطني ‪ :‬ويمكن إجمال هذه الثار في ‪:‬‬
‫‪ 1-‬كما نعلم فإن حصة المحروقات من صادرات السلع و الخدمات استأثرت بالنسبة الهم‪،) )% 98‬‬
‫وهذا معناه ضعسف و محدوديسة الصسادرات خارج المحروقات‪ ،‬وبمسا أن الجزائر ليسس بمقدورهسا فسي‬
‫المدى القصير والمتوسط تطوير و إيجاد سلع بديلة تكسب من خللها أسواقا خارجية فهذا معناه أن ما‬
‫يقارب‪ %98‬مسن صسادرات الجزائر ل تسستفيد مسن أيسة مزايسا يتيحهسا النضمام إلى منظمسة التجارة‬
‫العالمية‪.‬‬
‫ف تح أ سواقنا أمام المن تج الور بي سيلقى الترح يب من طرف الم ستهلكين نظرا لتعدد و نوع ية‬ ‫‪2-‬‬
‫السسلع و جودﺗها مقارنسة بمثيلﺗها‪ ،‬و هذا معناه أن المنتسج الوطنسي لن يكون قادرا على المنافسسة‪،‬ممسا‬
‫يؤدي إلى غلق الكثير من المؤسسات‪.‬وما يخلفه من آثار اقتصادية ‪،‬اجتماعية و حتى سياسية‪.‬‬
‫‪ 3-‬كما نعلم فإن الجزائر تعاني من التبعية الغذائية (أكثر من ‪% 21.24‬من وارداتنا مواد غذائية) ‪،‬‬
‫فإنسه بموجسب اتفاقيسة الجات فعلى كافسة الدول المنظمسة إلى منظمسة التجارة العالميسة رفسع الدعسم على‬
‫المنتجات الزراعية‪ ،‬و هذا حتما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الزراعية مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة‬
‫فاتورة الواردات الغذائية خاصة بالنسبة للمواد الساسية (حبوب‪ ،‬سكر‪ ،‬قهوة ‪ ، )...‬و قدرت الخسائر‬
‫ال تي ستتحملها الجزائر نتي جة ارتفاع أ سعار ال سلع ال ساسية ب ما يقارب ‪ 300‬إلى ‪ 400‬مليون دولر‬
‫سنويا‪.‬‬
‫•آثار تحرير تجارة الخدمات على القتصاد الوطني ‪:‬‬
‫إن تحريسر تجارة الخدمات فسي الجزائر عنسد انضمامهسا لمنظمسة التجارة العالميسة حتسى و إن كان هذا‬
‫التحريسر تدريجسي فإنسه سسوف يخلف آثارا سسلبية على القتصساد الوطنسي و هذا راجسع إلى وضسع‬
‫المؤسسات الجزائرية مقارنة بمثيلﺗها الجنبية المزودة ب‪ :‬التكنولوجيا والتقنية المتقدمة‪ ،‬خدمات عالية‬
‫الجودة والخبرة إدارية وت سويقية متطورة‪ ...‬في حين مؤسساتنا في الجزائر إمكانياﺗها محدودة في كل‬
‫الجوا نب ال سابقة و عل يه ستقوم مناف سة غ ير متواز نة ب ين الطرف ين مكا سبها ستكون ل صالح الطرف‬
‫القوى الذي يستطيع الصمود والبقاء في السوق‪.‬‬
‫•الثار المتعلقة بتنفيذ اتفاقية حماية حقوق الملكية الفكرية ‪:‬‬
‫فسي السسابق كان أمام الدول الناميسة فرصسة لنتاج منتجات مماثلة لمنتجات الدول المتقدمسة لكسن بطرق‬
‫ت صنيع مختل فة وبأ قل تكل فة‪ ،‬أ ما الن وبمو جب اتفاق ية حقوق الملك ية المرتب طة بالتجارة فال مر أ صبح‬
‫غ ير مم كن‪ .‬وعل يه فان الجزائر في حالة انضمام ها إلى منظ مة التجارة العالم ية لن يكون با ستطاعتها‬
‫تقليد ونقل ومحاكاة منتجات الدول الغربية‪ ،‬إذ سيصبح لزاما عليها أن تدفع و باستمرار حقوقا للشركات‬
‫صساحبة الختراع مسن أجسل إنتاج منتجات تماثسل منتجاﺗها‪ ,‬هدامسا سسيؤدي إلى ارتفاع تكاليسف هذه‬
‫المنتجات المحل ية‪ ،‬م ما يؤ ثر على در جة مناف ستها‪ .‬أ ما في حالة رفض ها للد فع فهذا معناه تخلي ها عن‬
‫إنتاج هذه السلع وبالتالي ستعاني من التبعية للسوق الخارجية‪.‬‬
‫•الثار الناجمة عن انخفاض اليرادات‪:‬‬
‫إن النضمام إلى منظمة التجارة العالمية و ما يترتب عليه من التزامات سيؤدي إلى انخفاض حصيلة‬
‫اليرادات العامة و هذا راجع للسباب التالية‪:‬‬
‫‪ 1-‬ستتكبد الخزينة العمومية خسائر معتبرة من جراء التفكيك الجمركي تتمثل في تراجع اليرادات‬
‫لن أكثر من ‪ %25‬من المداخيل الجبائية مصدرها التحصيلت الجمرك ية‪ )10(.‬وهو ما يعادل من ‪1‬‬
‫إلى ‪ 1.5‬مليار دولر سنويا ‪.‬‬
‫‪ -2‬تخفيسض التعريفسة الجمركيسة ثسم إلغاؤهسا كليسا‪ ،‬سسيؤدي ل محالة إلى ارتفاع وتيرة السستراد على‬
‫حسساب التصسدير‪ ،‬وهذا سسينجم عنسه مسن جهسة خلل فسي ميزان المدفوعات ومسن جهسة أخرى صسعوبة‬
‫تصدي الصناعة الوطنية لمنافسة المنتجات الجنبية المستوردة من الخارج‪ ،‬المر الذي ينتج عنه غلق‬
‫الكثيسر مسن المؤسسسات وبالتالي خسسائر إضافيسة للخزينسة العموميسة وينطبسق نفسس التحليسل على تجارة‬
‫الخدمات‪.‬‬
‫‪ 3-‬الخسائر الناتجة عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية كون الجزائر تعاني من التبعية الغذائية والعتماد‬
‫على الم صادر الخارج ية لتغط ية الطلب المحلي وهذا را جع إلى ر فع الدول المتقد مة لدعم ها للمنتجات‬
‫الزراعية‪.‬‬
‫‪ 4-‬التكاليف الناتجة على زيادة الدعم والتحويلت الجتماعية المتعلقة بالبطالة وارتفاع معدلت الفقر‬
‫نتيجسة للتحولت القتصسادية الجاريسة‪ ،‬والتسي تقدر بحوالي ‪ 2.5‬مليار دولر سسنويا‪ .‬إن مجموع هذه‬
‫التكاليسف ل يقسل سسنويا عسن ‪ 3.5‬مليار دولر سسنويا ‪،‬وهذا المبلغ ل يمكسن تعويضسه إل بتبنسي الدولة‬
‫إستراتيجية فعالة لتأهيل اقتصادها الوطني‪)10(.‬‬
‫ب ‪ -‬الثار اليجابية ‪:‬‬
‫بعسد كسل مسا تقدم فهذا ل يعنسي بالضرورة عدم وجود آثار إيجابيسة مترتبسة عسن النضمام إلى منظمسة‬
‫التجارة العالمية والتي نوجزها في التالي‪:‬‬
‫‪ 1-‬انتعاش القتصاد العالمي وخروج البلد الصناعية من حالة الكساد الذي تعاني منه منذ السبعينات‬
‫لن النشاط القت صادي في البلد ال صناعية يع تبر من أ هم عوا مل زيادة الطلب على صادرات الدول‬
‫النامية ‪...‬الخ‪ )11(.‬و هذا يؤدي بدوره إلى زيادة و نمو اقتصادياﺗها و ينطبق على الجزائر‪،‬ك ما ينطبق‬
‫على الدول النامية ‪.‬‬
‫‪ 2-‬الحماية التي توفرها قوانين ‪ ،GATT‬وذلك بربطها باتفاقيات ملزمة لجميع الطراف‪)12(.‬‬
‫‪ 3-‬رفع الدعم عن المنتجات الزراعية يؤدي إلى إعادة العتبار للقطاع الزراعي من جهة ‪،‬ومن جهة‬
‫أخرى ارتفاع أ سعار ال سلع المسستوردة من الدول المتقد مة يؤدي إلى زيادة ربح ية المنتجات المحل ية‪،‬‬
‫وهذا ما يحفز المنتجين الزراعيين في الجزائر بالهتمام أكثر ﺑهذا القطاع‪.‬‬
‫‪ 4-‬تحريسر حركسة عوامسل النتاج ممسا يسساهم فسي زيادة كفاءﺗها وإعادة توزيعهسا بكيفيسة واحتياجات‬
‫السوق‪.‬‬
‫‪ 5-‬تخفيسض الرسسوم الجمركيسة على السسلع السساسية ومسستلزمات النتاج يؤدي إلى تخفيسض أعباء‬
‫وتكال يف النتاج المحلي وتخف يض معدلت التض خم النا تج عن التكل فة وم نه ا ستقرار الم ستوى العام‬
‫للسعار وكذلك زيادة النتاج‪.‬‬
‫مما سبق يتضح الثار اليجابية الناجمة عن انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة هي‬
‫أ قل بكث ير عن الثار ال سلبية ال تي ستتحملها‪ ،‬ول ما كا نت الجزائر لي ست بمعزل ع ما يجري في العالم‬
‫فالندماج في القتصاد العالمي ضرورة ل مناص منها فلزاما عليها تبني إستراتيجية تقوم على هيكلة‬
‫اقتصادها قصد تحسين وضعها وتخفيض درجة اعتمادها على الخارج ‪،‬كل هذا من أجل تعظيم مكاسب‬
‫النضمام إلى المنظ مة العالم ية للتجارة وتقل يص ال سلبيات لتكون المح صلة ل صالح القت صاد الجزائري‬
‫‪)13(.‬‬
‫برنامج النعاش القتصادي‪:‬‬ ‫‪.III‬‬

‫بسب وضعية الركود التي يعيشها القتصاد الجزائري والناتجة عن برنامج صندوق النقد الدولي‬
‫المطب قة في الجزائر ال تي كا نت تهدف إلى إعادة توازنات القت صاد الكلي وأهملت القت صاد الجزئي ‪،‬‬
‫ارتأت الحكو مة انتهاج سياسة إنعاش للقت صاد الوط ني ‪،‬وذلك بد عم حرك ية ال ستهلك ال تي ي جب أن‬
‫تلقي بدورها استجابة سريعة من طرف المؤسسات الجزائرية‪،‬وفي أفريل ‪ 2001‬أعلنت الحكومة عن‬
‫برنامج دعم النعاش القتصادي وهو مخطط مكمل للميزانية لفترة أربعة سنوات‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف البرنامج‪:‬‬
‫هو برنامج مهم وضخم‪،‬رصدت له إمكانيات مالية معتبرة تقدر ب ‪ 525‬مليار دينار موزعة على ‪4‬‬
‫سنوات (‪ ،)2004-2001‬أي حوالي ‪ 7‬مليار دولر موجهة لتنمية الهياكل القاعدية التي تمكن من جلب‬
‫ال ستثمارات الوطن ية والجنب ية بإنعاش الطلب وتخف يض البطالة من أ جل القضاء على الف قر وتوف ير‬
‫مناصب الشغل وتحقيق التوازنات الكبرى ‪،‬وبالتالي فهو يكتسي أهمية بالغة من الناحيتين الجتماعية‬
‫والقت صادية من ح يث د عم النشاطات ال تي تم ثل القي مة المضا فة‪ ،‬والع مل على تطو ير قطاع ال صيد‬
‫البحري ومعالجسة ديون الفلحيسن وإنجاز مشروعات الري والسسكك الحديديسة والشغال العموميسة ‪،‬‬
‫والت صالت ال سلكية والل سلكية وتطو ير الموارد البشر ية بقطاعات الترب ية والتعل يم والب حث العل مي‬
‫والتكوين وقطاع الصحة ‪.‬و لقد قسمت هذه الموال بالطريقة التالية‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)03‬يبين طريقة تقسيم أموال برنامج النعاش القتصادي‬
‫المجموع‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫القطاعات‬
‫‪589‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪196‬‬ ‫د عم ال صلحات خا صة إعادة ر سملة ‪392‬‬

‫البنوك العمومية‬
‫‪854‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪294‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪139‬‬ ‫دعم الزراعة والصيد البحري‬
‫‪1491‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪467‬‬ ‫‪561‬‬ ‫‪425‬‬ ‫التنمية المحلية‬
‫‪2253‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪492‬‬ ‫‪1019‬‬ ‫‪1216‬‬ ‫الشغال العمومية‬
‫‪1177‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪391‬‬ ‫‪515‬‬ ‫تنمية الموارد البشرية‬
‫‪6869‬‬ ‫‪268‬‬ ‫‪1481‬‬ ‫‪2432‬‬ ‫‪2687‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ -2‬أهدافه‪)14(:‬‬
‫•تحقيق التوازنات الكبرى‪.‬‬
‫•تعزيز النمو القتصادي استجابة للحاجيات الجتماعية المتنامية‪.‬‬
‫•تحسين المستوى المعيشي‪.‬‬
‫•تمو يل المشار يع والهيا كل القاعد ية لتوف ير المناخ المنا سب ل ستقطاب رأ سمال أج نبي ي ساعدنا‬
‫على تحقيق النمو القتصادي‪.‬‬
‫•ترقية منافسة المؤسسات‪.‬‬
‫•مواصلة دعم الستثمار والتشغيل وإصلح الجباية وعصرنتها‪.‬‬
‫•تبسسيط الجراءات الجمركيسة وإدراج تدابيسر مكافحسة الغسش والتدليسس وتخفيسض بعسض بنود‬
‫التعريفة الجمركية‪)15( .‬‬
‫‪ -3‬النتائج المسجلة‪:‬‬
‫إذن لتحقيسق هذه الهداف تسم تخصسيص مبلغ قدر ب ‪ 525‬مليار دينار موجهسة للجهسة الشماليسة للبلد‬
‫بنسسبة ‪ %78‬مسس مختلف القطاعات ‪:‬قطاع الري‪،‬قطاع العمران‪ ،‬التربيسة ‪،‬الصسحة ‪،‬الغابات ‪،‬الصسيد‬
‫البحري‪،‬الشباب والرياضة‪ ،‬قطاع التعليم العالي ‪،‬ولقد تجسد هذا في التنمية القتصادية الملحوظة خلل‬
‫السنوات الخيرة ‪،‬ونذكر منها مايلي‬
‫•بلغ التضخم أدنى مستوياته من ‪ %5‬سنة ‪%1998،1.4‬سنة ‪ %2.8 ،2002‬سنة ‪.2003‬‬
‫•انخفاض نسبة الفائدة التي أصبحت تتراوح بين ‪ %9.7‬سنة ‪ ،2003‬في حين كانت تتراوح بين‬
‫‪ 8.5‬و ‪ %12‬سنة ‪.1998‬‬
‫•تقلص المديونية الخارجية‪ ،‬وإعادة تشكيل احتياطي الصرف‪.‬‬
‫•نمو مستمر يساوي في المتوسط ‪ %3.8‬طوال السنوات الخيرة‪.‬‬
‫•تراجع البطالة من أكثر من ‪ %29‬إلى ‪ %24‬بفضل استحداث أزيد من مليون منصب شغل في‬
‫الدارات والمؤسسات وقرابة مايعادل ‪ 1.2‬مليون منصب شغل الخاصة بالنشطة ذات الكثافة‬
‫العالية من اليد العاملة‪.‬‬
‫•إنجاز العديد من المنشآت القاعدية‪ ،‬وكذلك بناء وتسليم ‪ 700‬ألف مسكن‪.‬‬
‫مسن أجسل بلوغ أهداف برنامسج النعاش القتصسادي بصسفة نهائيسة تسم وضسع برنامسج تكميلي لتحقيسق‬
‫الهداف المرجوة من تنفيذ هذه السياسة القتصادية(‪ ، )16‬ويمكن أن نعرف البرنامج التكميلي للنعاش‬
‫القتصادي بأنه برنامج جاء لتكملة البرنامج السابق له الذي هدفه هو تحقيق التنمية المستدامة لمواكبة‬
‫التطورات العالميسة الراهنسة ‪،‬إذ أن برنامسج النعاش القتصسادي الول جاء بتخفيسض البطالة وبمحاولة‬
‫تح سين الب ني التحت ية ‪،‬إل أ نه لم يح قق كل الهداف المنتظرة م نه وتأ كد على ضرورة و ضع برنا مج‬
‫مكمل يهدف إلى مواصلة تحقيق ما تطمح الجزائر للوصول إلية ‪،‬ولقد خصص له مبلغ قدرت قيمته ب‬
‫‪ 55‬مليار دولر‪.‬ومسا يميسز هذا البرنامسج أنسه خصسص مبلغ قدر ب ‪ 488‬مليار دج لتنميسة وليات‬
‫الهضاب العليسا والتسي تضسم ‪ 11‬وليسة ‪،‬تضاف إليهسا ‪ 200‬مليار دينار كغلف تكميلي لتمديسد السسكك‬
‫الحديدية بطريق قاطع للهضاب من الشرق إلى الغرب‪.‬‬
‫من خلل إ ستقرائنا لبرنا مج النعاش يم كن أن نقول أ نه مشروع خ صص له مبالغ ضخ مة ‪،‬‬
‫ويعود الفضسل فسي ذلك إلى ارتفاع أسسعار البترول والتسي نتسج عنهسا عائدات ماليسة معتسبرة للقتصساد‬
‫الوط ني ‪،‬وأ نه يم كن أن يكون له ب عد إ ستراتيجي إذا وظ فت الموارد ب صفة عقلن ية‪.‬فوضع ية القت صاد‬
‫الوط ني ل تزال تث ير مخاوف عديدة مادا مت القطاعات المختل فة لم تط بق بالقوة اللز مة ال صلحات‬
‫ولم تعالج المشاكل الهيكلية التي تؤثر على مستقبل الجزائر كفضاء اقتصادي ناجح قادر على النضمام‬
‫للعولمة‪.‬إذ ل يكون هناك معنى لهذا البرنامج في ظل اقتصاد يعاني من تجزئة العمليات القتصادية ‪،‬‬
‫فبالرغسم مسن تسسجيل قطاع المحروقات نتائجسا جسد إيجابيسة إل أن قطاع الصسناعة والقطاع المصسرفي‬
‫يعرفان ركودا وهذا ما ل يخدم التنمية القتصادية الشاملة‪.‬أضف إلى ذلك البيروقراطية الرشوة طبيعة‬
‫الدارة والمؤ سسة الجزائر ية ن قص الشفاف ية في الع مل‪..‬كل ها ت حد من تحق يق الهداف المرجوة من‬
‫البرنامج بالرغم من ضخامة المبالغ المخصصة له‪)17( .‬‬
‫النتائج والتوصيات‬

‫تعرف الجزائر تتفتح أكثر على العالم الخارجي بتطبيق سياسات كل من البنك العالمي و‬
‫صندوق الن قد الدولي‪ ،‬ال تي ن تج عن ها نتائج إيجاب ية تمثلت في تحق يق التوازنات ال كبرى ‪،‬و في المقا بل‬
‫نتائج سلبية المتعلقة بالجانب الجتماعي ‪ ،‬ومع دخول اللفية الثالثة اتجهت الجزائر نجو تحرير التجارة‬
‫الخارجيسة وتوسسيع نطاقهسا ‪ ،‬إذ تسم عقسد اتفاقيسة الشراكسة وهناك سسعي من قبسل السسلطات المعنيسة إلى‬
‫النضمام للمنظمة العالمية للتجارة ‪ .‬وإن عملية عقد اتفاقية الشراكة مع التحاد الوروبي شجعت من‬
‫حدة المبادلت التجار ية مع الدول الوروب ية وبالتالي تعز يز الرتباط بعملة الوروب ية الموحدة الحدي ثة‬
‫الظهور‪ ،‬ومسن خلل دراسستنا فسي هذه المداخلة لواقسع القتصساد الجزائري خاصسة مسع انفتاحسه على‬
‫القتصاد العالمي ‪ ،‬توصلنا إلى مجموعة من النتائج أهمها‪:‬‬
‫‪-‬الجزائر عرفت قبل الزمة المالية العالمية الراهنة وضعية مالية مريحة ‪،‬ناتجة عن ارتفاع أسعار‬
‫البترول ‪،‬هذا ما أهل ها للقيام بإ صلحات اقت صادية شملت نطا قا وا سعا من القت صاد الوط ني ‪،‬و قد‬
‫ارتكزت أساسا في برنامج النعاش القتصادي‪.‬‬
‫‪-‬عر فت الجزائر في الو قت الحالي وأك ثر من أي و قت م ضى تفت حا كبيرا على العالم الخار جي ‪،‬‬
‫ارت كز أ ساسا في ع قد اتفاق ية الشرا كة و ما سينتج عن ها من آثار سلبية وإيجاب ية على القت صاد‬
‫الوطنسي ‪،‬وكذا فسي إصسرارها المسستمر على النضمام للمنظمسة العالميسة للتجارة‪.‬هذا كله أدى‬
‫بالجزائر إلى إتباع سياسة اقت صادية تمثلت في برنا مج النعاش القت صادي الهدف من ها هو إعداد‬
‫الرضية المناسبة للستثمار وبالتالي التأقلم مع هذا النفتاح ‪.‬‬
‫‪-‬بالرغم من تعدد الصلحات وتنوعها والهادفة إلى القضاء على تبعية القتصاد الوطني للبترول ‪،‬‬
‫إل أن ال صادرات خارج المحروقات ل حد الن مازالت هامش ية وتم ثل ن سبا ضئيلة من ال صادرات‬
‫الجزائر ية‪ .‬و هي تم ثل إشكال ية كبرى في التجارة الخارج ية الجزائر ية جراء ض عف المجهودات‬
‫المبذولة لترقيتها‪.‬‬
‫‪ -‬تبرز أهم ية قطاع المحروقات في مختلف التوازنات الخارج ية انطل قا من سيطرته على‬
‫الصادرات ‪ ،‬إذ يساهم بمعدلت عالية في الداخلي الخام‪ ،‬فالنمو القتصادي بالجزائر يرتكز‬
‫أساسا على هذا القطاع‪.‬‬
‫أن عمليات تمويسل التنميسة مرهونسة بشكسل كسبير لمسا يطرأ على مسستوى السسوق البتروليسة‬-
‫والخروج مسن هذان القيديسن مرهون‬، ‫وكدا بتغيرات أسسعار الصسرف‬،‫الدوليسة مسن تقلبات‬
.‫بالبحث عن مصادر تمويلية دائمة ومستقرة تحقيقا لهداف التنمية‬

:‫قائمة المراجع‬
.)09-03( ‫ منشورات المفوضية الوروبية "الشراكة الورومتوسطية"ص‬-)01(
(02)-Revue De Commission Européenne ” Europe et la méditerranée : vers un
renforcement du partenariat ”pp05.
Abderrahmane Mebtoul “ l’Algérie face défies de la mondialisation” tome 1
office des publications universitaires 2002.pp137.
"‫ محمسد يعقوبسي " الشراكسة الورومتوسسطية وأثرهسا على المؤسسسة القتصسادية‬،‫ لخضسر عزي‬-)03(
WWW.ULUMINSANIA.NET ( ‫مجلة العلوم النسانية‬
-(04)Revue De Commission Européenne “Le processus de Barcelone : le
partenariat Europe -Méditerranée synthèse 2001.(15-22).
(05)-Revue De Commission Européenne “Le processus de Barcelone : le
partenariat Europe -Méditerranée synthèse 2001.(15-22).
‫زعباط عبد الحميد " الشراكة وأثرها على القتصاد الجزائري" مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‬-)06(
‫ محمد يعقوبي مرجع سبق ذكره‬،‫ لخضر عزي‬.)65-51(‫ ص‬.2004.‫العدد الول‬
(07)- Abdellatif Benachenhou “Un pays- l’algèrie aujourd’hui-gagne “revue
publié avec le soutien du commissariat de l’annèe de l’algèrie en France.pp34.
‫‪J. Longatte et P.Vanhove, "l'économie générale" Dunod Paris, 2001 p. 364 --.‬‬
‫‪)(08‬‬
‫‪Michel Rainelli “ L Organisation mondiale du commerce “ 2003 édition la‬‬
‫‪.Dècouverte2002.pp88‬‬
‫(‪- )09‬بطاهر علي "سياسات التحرير والصلح القتصادي في الجزائر" مجلة اقتصاديات شمال‬
‫إفريقيا العدد ‪ 2004-1‬ص ‪.179‬‬

‫‪)10(-‬صسالح صسالحي " الثار المتوقعسة للنضمام الجزائر للمنظمسة العالميسة للتجارة" مجلة العلوم‬
‫القتصادية والتسيير ‪ .‬العدد الول ‪.‬جامعة سطيف ‪ .2001 .‬ص ‪.53‬‬
‫‪ )11(-‬زينب عوض ال " العلقت القتصادية الدولية " دار الجامعة للمطبوعات والنشر السكندرية‪.‬‬
‫‪ .2000‬ص ‪.240‬‬
‫(‪ -)12‬عبد المن عم م‪.‬ط‪ ،‬ح مد النيل " آفاق التعاون القت صادي في ظل المتغيرات القتصادية " مجلة‬
‫العلوم النسانية وعلوم التسيير جامعة سطيف العدد الثاني ‪.2003.‬ص ‪.94‬‬
‫(‪-)13‬خالدي خديجة "أثر النفتاح التجاري على القتصاد الجزائري "مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‬
‫العدد الثاني ‪.2005‬ص(‪.)92-88‬‬
‫(‪ -)14‬معتصم نورية " إستراتجية التنمية في إطار برنامج دعم النعاش القتصادي‪ -‬دراسة حالة‬
‫معسكر‪" -‬مذكرة ماجستار جامعة أبوبكر بلقايد تلمسان ‪ .2006-2005‬ص ‪.120‬‬
‫)‪ -(15‬نفس المرجع السابق ص ‪.125‬‬
‫‪CONSEIL NATIONAL ECONOMIQUE ET SOCIAL «Rapport sur la‬‬
‫‪conjuncture économique et social du deuxième semestre2004.‬‬
‫‪(16)- CONSEIL NATIONAL ECONOMIQUE ET SOCIAL «Rapport sur la‬‬
‫‪conjuncture économique et social du deuxième semestre2004.‬‬
‫‪(17) - www.cg.gov.dz/dossiers/plan-relance.htm.‬‬

You might also like