You are on page 1of 85

‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة الحقيقية‬

‫على‬
‫سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولر المريكي ‪:‬‬
‫في ضوء المسلمات الساسية للقتصاد السلمي‬

‫د‪ .‬أحمد أبوالفتوح علي الناقة‬


‫أستاذ القتصاد‪ -‬كلية الشريعة‬
‫جامعة أم القرى‬

‫(طبعة تهيدية)‬

‫ملخص البحث‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪5‬‬

‫أنصب التحليل في هذه الدراسة علي تحليل أثر المستوي العام‬


‫للسعار والرصدة النقدية الحقيقية على سعر صرف الجنيه المصري‬
‫مقابل الدولر المريكي‪ ،‬في إطار المسلمات الساسية للقتصاد‬
‫السلمي ‪ ،‬وذلك باستخدام نموذج التعديل الجزئي ونموذج الفجوات‬
‫الموزعة ذات الحدود‪ .‬ولقد اقتصرت الدراسة من حيث المتغيرات أو‬
‫التحليل علي ما يعتبر مقبول من وجهة نظر القتصاد السلمي‪ ،‬وفيما‬
‫يلي أهم نتائج التحليل التي انتهت إليها الدراسة‪:‬‬
‫أول‪ :‬نتائج خاصة بأثر المستوي العام للسعار علي‬
‫سعر الصرف‪:‬‬
‫أن المستوي العام للسعار هو المتغير الساسي الذي يفسر‬
‫ارتفاع سعر صرف الدولر مقابل الجنيه المصري‪ .‬ويتغير سعر صرف‬
‫الدولر مقابل الجنيه المصري في نفس اتجاه تغير المستوي العام‬
‫للسعار في مصر‪ .‬كما أن مرونة سعر الصرف بالنسبة للمستوي العام‬
‫للسعار في الجل الطويل أكبر من نفس المرونة في الجل القصير‪،‬‬
‫حيث يصبح سعر الصرف مرنا في الجل الطويل‪ .‬ولقد ترتب علي‬
‫ارتفاع المستوي العام للسعار أثر كمي علي سعر الصرف في نفس‬
‫التجاه‪ ،‬وأن الثار المضاعفة للمستوي العام للسعار علي سعر‬
‫الصرف تتزايد من عقد لخر فمثل ترتب علي ارتفاع المستوي العام‬
‫للسعار بنقطة طبقا للمضاعف متوسط الجل ارتفاع في سعر الصرف‬
‫بحوالي((‪ 1.89‬قرشا في عام ((‪1971‬قرشا‪ ،‬وبمقدار(‪)4.53‬قرشا في‬
‫عام (‪ ،)1980‬وبمقدار ‪ ))21.58‬قرشا في عام(‪ ،)1990‬وبمقدار(‬
‫‪))50.94‬قرشا في عام ‪. ))2000‬‬
‫ثانيا‪-:‬نتائج خاصة بأثر الرصدة النقدية الحقيقية علي‬
‫سعر الصرف‪:‬‬
‫تفسر التغيرات في الرصدة الحقيقية معظم الحجم الكمي في‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪6‬‬ ‫الحقيقية‬

‫سعر الصرف‪ ،‬ولكن أثرها قصير الجل‪ ،‬ولقد ترتب علي زيادة‬
‫الرصدة النقدية الحقيقية بحوالي واحد مليون جنية حقيقي ارتفاع سعر‬
‫الصرف بحوالي(‪ )58‬قرشا كنتيجة للثر الفوري عام ((‪ ،1971‬وبحوالي(‬
‫‪)194‬قرشا عام ‪ ،))1980‬وبحوالي ‪ ))157‬قرشا عام((‪ ،1990‬وبحوالي ((‬
‫‪158‬قرشا عام ((‪،2000‬وبالنسبة للثر المضاعف متوسط الجل فهو أقل‬
‫حيث ترتب علي زيادة الرصدة النقدية الحقيقية بمقدار واحد مليون‬
‫جنيه حقيقي ارتفاع سعر الصرف بحوالي(‪)56‬قرشا عام(‪)1971‬‬
‫وبحولي((‪ 188‬قرشا عام((‪1980‬وبحولي ‪ ))153‬قرشا عام (‪)1990‬‬
‫وبحوالي(‪ )154‬قرشا عام ‪.))2000‬‬
‫وتلعب التغيرات في الرصدة النقدية الحقيقية دورا في تفسير‬
‫التقلبات في سعر الجنيه المصري مقابل الدولر المريكي في الجل‬
‫القصير ‪ ،‬وأن التغيرات طويلة الجل في سعر الصرف يمكن تفسيرها‬
‫بالثر التراكمي لتغير المستوي العام للسعار‪.‬‬
‫ويعد تحقيق الستقرار النقدي أحد أهم الشروط لتحقيق‬
‫استقرار القيمة الخارجية للعملة المحلية في مواجهة العملت الجنبية‬
‫من خلل استقرار المستوي العام للسعار‪ ،‬ونمو العرض النقدي‬
‫السمى بمعدل يقترب من معدل نمو النتاج السلعي‪ .‬كما يعد إصدار‬
‫أصول مالية – وفق مسلمات القتصاد السلمي‪ -‬مقيمة بالعملة‬
‫المحلية ( الجنيه) وتعطي معدل عائد تنافسي ‪،‬مقارن بالعائد علي‬
‫الصول البديلة(المقومة بالعملت الجنبية‪ ،‬مثل الودائع بالدولر) من‬
‫أهم عوامل حفز الفراد علي حيازة العملة المحلية‪ ،‬وإحللها محل‬
‫العملة الجنبية في محافظ أصولهم‪ ،‬ومن ثم تدعيم القيمة الخارجية‬
‫للعملة المحلية في مواجهة العملت الجنبية‪.‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪7‬‬

‫‪ -1‬مقدمة‪:‬‬
‫تستهدف هذه الدراسة اختبار فرض أساسي مضمونه أنه‬
‫"في ضوء المسلمات الساسية للقتصاد السلمي‪ ،‬يمكن تفسير‬
‫التغيرات في سعر الصرف السمى للجنيه المصري مقابل الدولر‬
‫المريكي بمتغيرات نقدية تتمثل في المستوي العام للسعار‬
‫والرصدة النقدية الحقيقية" والمستوى العام للسعار يقاس‬
‫بالرقم القياسي لسعار المستهلك‪ ،‬والرصدة النقدية الحقيقية‬
‫تقاس بقسمة الرصدة النقدية السمية على المستوي العام‬
‫للسعار‪ .‬ولقد استخدمت الدراسة مفهوما للعرض النقدي السمى‬
‫أكثر قبول في مجال القتصاد السلمي‪ ،‬حيث يشتمل هذا‬
‫المفهوم علي العملة المتداولة خارج الجهاز المصرفي ‪ ،‬بالضافة‬
‫إلي الودائع القابلة للتداول(والمملوكة لوحدات قطاع العمال‬
‫والقطاع العائلي) والتي لتعطي فائدة نقدية‪ ،‬طالما هناك إجماع‬
‫من علماء المسلمين علي أن الفائدة هي الربا المحرم‪.‬‬
‫وقد اقتصرت الدراسة‪-‬من حيث المتغيرات أو التحليل‪-‬علي‬
‫ما يعتبر مقبول من وجهة نظر القتصاد السلمي‪ ،‬واستبعدت من‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪8‬‬ ‫الحقيقية‬

‫إطار تحليل سعر الصرف كل المتغيرات والفروض غير المقبولة‬


‫إسلميا‪ ،‬علي نحو ما سيرد في الجزء الخاص بمسلمات القتصاد‬
‫السلمي بالتفصيل‪.‬‬
‫وتستخدم الدراسة في قياس أثر المتغيرات النقدية علي‬
‫سعر الصرف نموذج التعديل الجزئي‪ ،‬ونموذج الفجوات الموزعة‬
‫ذات الحدود‪ .‬ومحتويات هذا البحث يتم عرضها كما يلي‪:‬‬
‫أول‪ :‬عرض بعض المسلمات الساسية للقتصاد السلمي‬
‫التي سيتم صياغة فروض ونموذج الدراسة علي أساسها‪ ،‬حتى‬
‫تكون الدراسة متناسقة مع منهج القتصاد السلمي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عرض الدراسات السابقة التي تعرضت لتحليل أثر‬
‫المتغيرات النقدية علي سعر الصرف‪،‬ثم يعقب ذلك تقييم لتلك‬
‫الدراسات في ضوء المسلمات الساسية للقتصاد السلمي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬صياغة الساس النظري لفروض الدراسة في ضوء‬
‫المسلمات الساسية للقتصاد السلمي‪.‬‬
‫رابعا‪:‬صياغة النموذج القياسي للدراسة‪ ،‬وفقا للمسلمات‬
‫الساسية للقتصاد السلمي‪ ،‬وتشتمل تلك الصياغة ‪:‬تعريف‬
‫المتغيرات ومصادر البيانات وتقدير النموذج وتفسيره‪.‬‬
‫خامسا‪:‬الثار القتصادية لتدهور سعر صرف‬
‫الجنيه‪،‬وسادسا‪:‬الخاتمة والتوصيات‪.‬‬
‫أول‪ :‬بعض المسلمات الساسية للقتصاد‬
‫السلمي‪:‬‬
‫لكي تكون هذه الدراسة متناسقة مع إطار القتصاد‬
‫السلمي ‪ ،‬تم استبعاد بعض المتغيرات من نموذج تفسير سعر‬
‫الصرف‪ ،‬لنها تتعارض مع المسلمات الساسية للقتصاد‬
‫السلمي‪ ،‬وأول تلك المسلمات هي تحريم الربا وبالتالي تحريم‬
‫سعر الفائدة‪ ،‬ويترتب علي تلك المسلمة استبعاد سعر الفائدة‬
‫علي الصول المقومة بالجنية المصري ‪ ،‬وسعر الفائدة علي‬
‫الصول المقومة بالدولر‪ ،‬ومن ثم أصبح علي أي باحث مسلم أن‬
‫يقتنع – إيمانا واعتقادا‪ -‬بالفرض الساسي الذي يقرر أنه في‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪9‬‬

‫اقتصاد إسلمي " يعد سعر الصرف غير حساس للتغير في سعر‬
‫الفائدة‪ ،‬سواء أكان سعر الفائدة علي الصول المقومة بعملة البلد‬
‫السلمي فقط أو كان سعر الفائدة النسبي والذي يعرف علي أنه‬
‫سعر الفائدة علي الصول المقومة بعملة البلد السلمي منسوبا‬
‫إلي سعر الفائدة علي الصول المقومة بعملة أجنبية"‪ .‬وفي‬
‫دراسة سابقة للباحث (د‪ .‬أحمد الناقة‪، 1994،‬ص ص‪ ،)28-27:‬وجد‬
‫دليل تجريبيا علي صحة هذا الفرض‪.‬‬
‫ويترتب علي عدم قبول سعر الفائدة ‪ ،‬كمتغير إسلمي أن‬
‫يصبح شرط تكافؤ الفائدة ‪ interest-rate parity condition‬كنظرية‬
‫لتحديد سعر الصرف غير مقبول إسلميا‪ ،‬لن هذا الشرط يقرر أن‬
‫سعر الصرف التوازني للجنيه مقابل الدولر –مثل‪ -‬يتحدد عندما‬
‫يتحقق الشرط التالي‪:‬‬
‫سعرا لفائدة علي الجنيه = سعر الفائدة علي الدولر ‪+‬‬
‫المعدل المتوقع لنخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولر‬
‫وبالطبع فإن عدم قبول شرط تكافؤ الفائدة هو امتداد لعدم‬
‫قبول سعر الفائدة كمتغير إسلمي‪.‬‬
‫ويترتب علي تحريم الفائدة أن يصبح المفهوم المقبول‬
‫إسلميا للعرض النقدي ‪ ،‬هو المفهوم الضيق‪ ،‬حيث يشتمل‬
‫العرض النقدي علي العملة والودائع القابلة للتداول ‪transaction‬‬
‫‪( deposits‬وأحيانا تسمي الودائع الشيكية) واللتان تكونان في‬
‫حيازة أفراد القطاع العائلي ووحدات قطاع العمال‪ ،‬حيث أن كل‬
‫العنصرين ل يعطي حائزه أية فائدة نقدية‪ ،‬وبالتالي تستبعد أنواع‬
‫الصول المالية الخري المرتبطة بالفائدة مثل الودائع الدخارية‬
‫والودائع الزمنية ‪ time-deposits‬لن كلهما يعطي حائزه فائدة‬
‫نقدية من وراء تلك الحيازة‪ .‬وهذه الودائع موجودة في مجتمعاتنا‬
‫السلمية‪ ،‬ولكن هذا ل يضفي عليها طابع الشرعية السلمية‪،‬‬
‫ولهذا فالواجب أنها يجب أل تدخل في محفظة أصول الفرد‬
‫المسلم‪ ،‬ومن ثم فإنها تستبعد من نموذج الدراسة ول تلعب دورا‬
‫في التأثير علي سعر الصرف‪.‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪10‬‬ ‫الحقيقية‬

‫وترتب علي اعتبار‪ ،‬سعر الفائدة متغير غير شرعي‬


‫إسلميا‪،‬عدم قبول آلية تأثير العرض علي سعر الفائدة‪ ،‬لن تلك‬
‫اللية مبنية علي افتراض أن محفظة الصول المالية للفراد‬
‫تحتوي علي نقود وسندات‪،‬فإذا زاد العرض النقدي‪ ،‬سيجد الفراد‬
‫لديهم كمية من النقود تفوق ما يرغبون في حيازته من أرصدة‬
‫نقدية‪،‬بمعني سيوجد لديهم عرض نقدي زائد‪ ،‬وللتخلص من تلك‬
‫الرصدة الزائدة‪ ،‬فإن الفراد سيقومون بشراء سندات بالرصدة‬
‫النقدية الزائدة‪ ،‬فيزيد الطلب علي السندات‪ ،‬ومع ثبات عرض‬
‫السندات ‪ ،‬سيوجد طلب زائد علي السندات ‪ ،‬وهذا الطلب الزائد‬
‫يؤدي إلي ارتفاع السعر السوقي للسندات‪ ،‬وحيث أن العلقة بين‬
‫سعرا لفائدة السوقي وأسعار السندات علقة عكسية‪ ،‬فإن سعر‬
‫الفائدة السوقي سينخفض نتيجة زيادة العرض ا لنقدي ‪ ،‬ومع‬
‫انخفاض سعر الفائدة السوقي‪ ،‬ينخفض سعر الفائدة علي الصول‬
‫المقومة بالعملة المحلية‪ ،‬ومع ثبات أسعار الفائدة الجنبية‪ ،‬يزيد‬
‫الطلب علي الصول المقومة بالعملت الجنبية‪،‬ولسيما في ظل‬
‫افتراض أن السندات الجنبية هي بديل كامل للسندات المحلية‪،‬‬
‫ومن ثم يزيد الطلب علي العملة الجنبية ‪ ،‬وينخفض الطلب علي‬
‫العملة المحلية‪ ،‬وهذا يعني انخفاض قيمة العملة المحلية في‬
‫مواجهة العملة الجنبية(أي يرتفع سعر الصرف)‪ ،‬وهذه اللية‬
‫بكاملها غير مقبولة إسلميا‪ ،‬لسباب هي‪ -1:‬أنة ل يجوز للفرد‬
‫المسلم أن تحتوي محفظة أصوله المالية علي سندات تعطي‬
‫فائدة‪ ،‬ومن ثم تتحطم آلية تأثير العرض النقدي علي سعر‬
‫الفائدة‪ -2 .‬أن صكوك التمويل السلمية ستحل محل السندات‬
‫بفائدة ‪،‬سواء السندات المحلية أو السندات الجنبية ‪،‬وتلك‬
‫السندات والصكوك ليست بدائل طالما أنهما يختلفان علي القل‬
‫في درجة المخاطر ومعدل العائد‪،‬مما يولد آلية تأثير تختلف عن‬
‫اللية التقليدية ‪.‬‬
‫وعلي هذا فعلي الباحث المسلم أن يقبل الفرض‬
‫التالي‪:‬‬
‫"في ظل اقتصاد إسلمي ل يؤثر التغير في العرض النقدي‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪11‬‬

‫بالمفهوم الضيق علي سعر الصرف من خلل أثر العرض النقدي‬


‫علي سعر الفائدة‪ ،‬ولكن من خلل آليات أخرى خاصة بالقتصاد‬
‫السلمي" ‪،‬سنوضح تلك الليات عند عرض فروض الدراسة في‬
‫ضوء مسلمات القتصاد السلمي ‪.‬‬
‫وإذا كان الباحث المسلم ل يقبل إدخال سعر الفائدة‬
‫كمتغير من متغيرات نموذجه ‪ ،‬فإن المستوي العام للسعار يعتبر‬
‫من المتغيرات المقبولة إسلميا‪ ،‬ويترتب علي ذلك أنة ل يوجد‬
‫اعتراض من حيث المبدأ علي استخدام النظريات والفروض‬
‫المبنية علي استخدام المستوى العام للسعار‪،‬مثل نظرية تكافؤ‬
‫القوة الشرائية‪ ،‬التي تستخدم لتحديد سعر الصرف وتفسيرا لتغير‬
‫فيه‪ ،‬لن هذه النظرية تركز علي تفسيرا لتغير في سعر الصرف‬
‫بالمقارنة بين معدلت تغير السعار المحلية والجنبية‪ .‬ول يعني‬
‫هذا التسليم بصحتها وسلمتها من حيث المنطق القتصادي ‪،‬‬
‫ولكن المقصود عدم وجود مانع شرعي يحول دون استخدامها‬
‫كأداة للتحليل‪.‬‬
‫ومن المسلمات الساسية في القتصاد السلمي ‪،‬أن المال‬
‫والثروة التي في حيازة النسان ‪ ،‬هي أصل ملك لله سبحانه‬
‫وتعالى ‪ ،‬والنسان خليفة لله في استخدم هذا المال ‪ ،‬ويقتضي‬
‫هذا الستخلف تخصيص الثروة والمال بين استخداماتها البديلة‬
‫تخصيصا أمثل‪ ،‬بحيث يحقق أكبر عائد ممكن علي حائز المال‬
‫ومجتمعه السلمي‪ ،‬فإذا تمثلت الثروة التي في حيازة الفرد في‬
‫العملت الجنبية النادرة نسبيا‪ ،‬فيمتنع عليه وفقا لمنطق‬
‫الستخلف أن يتاجر بتلك العملت في السوق السوداء‪ ،‬التي تنشأ‬
‫خارج الضوابط التي يقررها ولي المر‪ ،‬بغرض تحقيق أكبر ربح‬
‫ممكن من وراء تلك المتاجرة‪ ،‬فالسلم دين يقر أنه لضرر ول‬
‫ضرار‪ ،‬لن السعار في السوق السوداء يصاحبها تدهور القيمة‬
‫الخارجية للعملة المحلية أمام العملت الجنبية ‪ ،‬وهذا التدهور‬
‫يسبب أضرارا كبيرة للمجتمع ككل‪،‬‬
‫ومن ثم يخل بمبدأ الستخلف الذي يجب أن يؤمن به‬
‫المسلم إيمانا كامل‪.‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪12‬‬ ‫الحقيقية‬

‫ومن المسلمات الساسية للقتصاد السلمي أن تحقيق‬


‫عائد علي رأس المال النقدي يتحقق بصفة‬
‫أساسية عن طريق المضاربة وعن طريق المشاركة في‬
‫الربح والخسارة‪ ،‬وهذا المبدأ يتيح لحائزي العملت الجنبية فرصة‬
‫استثمار ما لديهم من عملت أجنبية في مشروعات إنتاجية تحقق‬
‫لهم معدل عائد حلل‪ ،‬وتقضى علي الختناقات الناجمة عن ندرة‬
‫العملت الجنبية والتي يواجهها أصحاب المشروعات الستثمارية ‪،‬‬
‫وهي اختناقات موجودة في معظم المجتمعات السلمية‪ ،‬ويقرر‬
‫د‪.‬عبد الستار أبو غدة(‪،1992‬ص ‪ )56‬أن المشاركة في الربح‬
‫والخسارة تقضي علي التناقض بين مصالح المنتجين وحائزي‬
‫رؤوس الموال في شكل عملت أجنبية‪ .‬كما أن هذا الستخدام‬
‫للعملت الجنبية يحرم السوق السوداء من مصدر عرض العملت‬
‫الجنبية‪ ،‬ومن ثم يساهم في تخفيض حجم القتصاد الخفي‪ ،‬ومن‬
‫ثم يحد من تدهور القيمة الخارجية للعملة المحلية في مواجهة‬
‫العملت الجنبية‪.‬‬
‫وهناك مسلمات أخرى تشكل إطار عقيدة الفرد المسلم‪،‬‬
‫مثل الستغفار الذي يدر رحمة الله ‪ ،‬بإرسال المطار ويمدنا‬
‫بأموال وبنين وجنات وأنهار‪ ،‬كما ورد في سورة نوح عليه السلم‪،‬‬
‫وهذا يعطينا مفتاحا عظيما لحل كثير من المشكلت القتصادية‪،‬‬
‫حيث يترتب علي تلك النهار والجنات زيادة عرض المنتجات‬
‫الزراعية والغذائية ‪ ،‬ومن ثم انخفاض أسعارها السوقية‪ ،‬ومن ثم‬
‫تزيد قدرتها التنافسية في السوق الدولي إذا كانت سلع للتصدير‪،‬‬
‫فتزيد الصادرات‪ ،‬وبالتالي ترتفع القيمة الخارجية للعملة المحلية‬
‫في مواجهة العملت الجنبية‪ ،‬حتى إذ لم تكن تلك السلع تصدر‪،‬‬
‫فإن انخفاض أسعارها المحلية ‪ ،‬يساهم في انخفاض الرقم‬
‫القياسي لسعار المستهلك‪،‬ومن ثم الحد من معدل التضخم‪ ،‬مما‬
‫يدعم القيمة الخارجية للعملة المحلية في مواجهة العملت‬
‫الخارجية‪ .‬وعلي هذا فإن الستغفار وسيلة إلي الله‪ ،‬سبحانه‬
‫وتعالي ‪ ،‬يمكننا من حل مشاكل اقتصادية مستعصية علي صانع‬
‫السياسة القتصادية‪ ،‬فلماذا ل نجرب تلك الوسيلة إلي الله؟‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪13‬‬

‫ومن المسلمات التي يجب أن يعيها المسلم "التقان" ‪،‬‬


‫فكما ورد في الحديث الشريف ‪ ،‬أن الله يحب إذا عمل أحدنا عمل‬
‫أن يتقنه‪ ،‬والتقان يرفع الكفاءة في تخصيص الموارد بين‬
‫استخداماتها البديلة‪،‬ومن ثم تدنية تكاليف النتاج‪،‬وارتفاع مستوي‬
‫جودته‪ ،‬ومنها السلع القابلة للتصدير‪،‬فترفع قدرتها التنافسية في‬
‫السوق الدولي‪ ،‬و هذا يدعم القيمة الخارجية للعملة المحلية في‬
‫مواجهة العملت الخارجية‪.‬‬
‫وخلصة ما تقدم‪ ،‬أن المسلمات الساسية للقتصاد‬
‫السلمي تقدم للمجتمع السلمي الليات اللزمة لتدعيم القيمة‬
‫الخارجية لعملته في مواجهة العملت الجنبية‪ ،‬وما علي المجتمع‬
‫المسلم إل أن يتمسك بقيمة السلمية ويعمل بما ورد في القرآن‬
‫الكريم والسنة النبوية المطهرة‪ ،‬ويعض عليها بالنواجز‪ ،‬حتى‬
‫يتمكن من تدعيم القيمة الخارجية لعملته‪ ،‬وحل المشكلت‬
‫القتصادية الخرى المستعصية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدراسات السابقة في إطار القتصاد‬


‫الوضعي‪:‬‬
‫نعرض في هذا الجزء لهم الدراسات التي حللت أثر‬
‫المتغيرات النقدية علي سعر الصرف‪ ،‬ومن أهم تلك الدراسات‬
‫دراسة ‪ )R. Dornbusch (1976, pp.1161-1176‬وفي تلك الدراسة يقدم‬
‫ما يسمي نموذج الندفاع السريع لسعر الصرف ‪overshooting‬‬
‫الذي يقدم تفسيرا للتغيرات الكبيرة والملحظة في سعر الصرف‬
‫نتيجة التغير في العرض النقدي في ظل مجموعة من الفتراضات‬
‫هي حرية انتقال رأس المال‪ ،‬وبطء التعديل في أسواق السلع‬
‫بالمقارنة بسرعة التعديل في أسواق الصول المالية‪ ،‬وتناسق‬
‫التوقعات‪،‬واندفاع سعر الصرف ينتج من التفاوت في سرعة‬
‫التعديل بين أسواق السلع وأسواق الصول المالية وسوق الصرف‬
‫الجنبي‪ .‬فالزيادة في العرض النقدي –مع ثبات العوامل الخرى‬
‫علي حالها‪ -‬تؤثر علي سعر الصرف في ظل نظام أسعار الصرف‬
‫المرنة‪ ،‬وهذا الثر الكلي ينتج عن ثلثة آثار جزئية هي‪:‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪14‬‬ ‫الحقيقية‬

‫ا‪ -‬يترتب علي التوسع النقدي تخفيضا مباشر في سعر‬


‫الصرف‪.‬‬
‫ب‪ -‬يترتب علي التوسع النقدي ‪ ،‬ارتفاع في المستوي العام‬
‫للسعار‪ ،‬نتيجة التعديلت التي تحدث في سوقي النتاج والنقد‪،‬‬
‫وقد يكون هذا الرتفاع في السعار مصحوبا بارتفاع في سعر‬
‫الصرف‪ ،‬وهذا يشير إلي أن سلوك كل من المستوي العام‬
‫للسعار وسعر الصرف قد يكونا متناسقين‪ ،‬ولكن هذا الرتفاع في‬
‫سعر الصرف ل يلغي الثر الول المباشر‪.‬‬
‫ج‪ -‬الثر المباشر لسعر الصرف علي التضخم المحلي‪ ،‬حيث‬
‫أن سعر الصرف هو القناة التي ينتقل من خللها أثر التوسع‬
‫النقدي إلي الطلب الكلي‪.‬‬
‫ويفترض نموذج ‪ Dornbusch‬أن الصول المالية المقيمة‬
‫بالعملة المحلية بديل كامل للصول المقيمة بالعملة الجنبية‪،‬‬
‫وبالتالي يزيد سعر الفائدة علي الصول المالية المحلية عن سعر‬
‫الفائدة في الخارج بمقدار المعدل المتوقع لنخفاض قيمة العملة‬
‫‪ .‬وسعر الصرف قصير الجل دالة في مستوي السعار قصير‬
‫الجل ‪ ،‬في ظل مستوى معين للسعار طويل الجل ومستوي‬
‫معين لسعر الصرف طويل الجل‪ ، ،‬فارتفاع المستوي العام‬
‫للسعار يفضي إلي زيادة الطلب علي الرصدة النقدية السمية‪،‬‬
‫فيرتفع سعر الفائدة المحلي‪ ،‬وبالتالي تتدفق رؤوس الموال إلي‬
‫الداخل‪،‬ويرتفع سعر الصرف قصير الجل للعملة المحلية‪.‬‬
‫ويقترب القتصاد من التوازن طويل الجل عند سعر‬
‫الصرف طويل الجل ومستوي السعار طويل الجل‪ ،‬بدرجة أسرع‬
‫كلما‪:‬‬
‫‪-1‬انخفضت درجة حساسية الطلب النقدي بالنسبة لسعر‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫‪ -2‬ارتفعت حساسية الطلب الكلي لسعر الفائدة وارتفعت‬
‫مرونة الطلب السعرية للنتاج الكلي المحلي‪.‬‬
‫ويصيغ ‪ Dornbusch‬الفرض الساسي التالي‪:‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪15‬‬

‫"يترتب علي السياسة النقدية التوسعية في الجل الطويل‬


‫زيادة تناسبية في كل من سعر الصرف والمستوي العام للسعار‪،‬‬
‫وأن تلك الزيادة تتوقف علي حساسية الطلب النقدي بالنسبة‬
‫لسعر الفائدة‪ ،‬وحساسية الطلب الكلي بالنسبة لسعر الفائدة‬
‫والمرونة السعرية للطلب الكلى"‬
‫ومن أهــــــم النماذج التي ركزت علي تفسير التغيرات في‬
‫سعر الصرف بمتغيرات نقـــــــديـــــــة هو النمــــــــــوذج‬
‫النقــــــدي ‪ The monetary Approach‬لســـــعر الصـــــــــرف‪T. .‬‬
‫‪ ،)Dernburg,(1988,pp.260-293‬ويــــبدأ النموذج النقدي من ميزانية‬
‫البنك المركزي( أو السلطة النقدية) ‪ ،‬فالتزامات البنك المركزي‬
‫تتمثل في القاعدة النقدية بصفة أساسية‪ ،‬وفي جانب الصول‬
‫توجد الصول الجنبية التي تشتمل علي احتياطيات الصرف‬
‫الجنبي والذهب ‪ ،‬وكذلك تشتمل علي الصول المحلية وبالتحديد‬
‫الئتمان المحلي‪.‬‬
‫فإذا كانت( ‪ )X‬هي الصادرات‪)V ( ،‬هي الواردات‪: (i * ) ،‬سعر‬
‫الفائدة علي الصول المالية الجنبية‪ :F (( ،‬الصول المالية الجنبية‬
‫التي تمتلكها الوحدات القتصادية الوطنية‪ (∆R) ،‬الزيادة في‬
‫الحتياطات الخارجية‪ :))ΔD ،‬الزيادة في الئتمان المحلي‪:) K (،‬‬
‫فائض حساب رأس المال‪ ،‬فإن معادلة ميزان المدفوعات تصبح‪:‬‬
‫‪( X − V ) + i * F + K = ∆R‬‬
‫ومن متطابقة ميزانية البنك المركزي التالية‪:‬‬
‫‪∆R + ∆D = ∆B‬‬
‫فإن الزيادة في القاعدة النقدية )‪ ، (∆B‬تتحقق من التوسع‬
‫في الئتمان المحلي ) ‪ (∆D‬أو تحقيق زيادة في الحتياطيات( ) ‪(∆R‬‬
‫التي تنتج عن تحقيق فائض في ميزان المدفوعات‪ .‬فالفائض في‬
‫ميزان المدفوعات يتطلب قيام السلطات بشراء صرف أجنبي‬
‫بالعملة المحلية لتثبيت سعر العملة المحلية مقومة بالعملت‬
‫الجنبية‪،‬فتزيد كمية العملة المحلية المتداولة‪ ،‬ومع ثبات العوامل‬
‫الخرى علي حالها‪ ،‬يزبد المكون المحلي للقاعدة النقدية‪ ،‬ومع‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪16‬‬ ‫الحقيقية‬

‫ثبات المضاعف النقدي‪ ،‬يزيد العرض النقدي‪.‬‬


‫وطبقا للنموذج النقدي‪ ،‬فإن الخطوة الولي لممارسة‬
‫السياسة النقدية التقييدية‪ ،‬في ظل ثبات أسعار الصرف هي‬
‫تحديد مستوي هدفي للتغير في ميزان المدفوعات )‪ ، (∆R‬ثم‬
‫تصميم السياسة النقدية التي تجعل العجز ل يتعدى المستوي‬
‫الهدفي ‪ ،‬حتى ل يتقلب سعر صرف العملة المحلية‪.‬‬
‫والخطوة الثانية ‪:‬هي تحديد المقدار الذي سيزيد به الطلب‬
‫الكلي في هذا البلد ثم تصمم السياسة النقدية في ظل ثبات سعر‬
‫الصرف كما يلي‪:‬يتم تخطيط التغيرات في رصيد النقود عالية‬
‫القوة(القاعدة النقدية)أي )‪ (∆B‬بحيث تكفي‪ -‬في ظل قيمة معينة‬
‫للتوسع النقدي المضاعف‪ -‬لتحقيق الرصيد النقدي الذي يكفي‬
‫بالضبط لمقابلة الزيادة المتوقعة في الطلب علي النقود‪.‬‬
‫وبذلك فإن المقادير المخططة للتغير في الحتياطات ) ‪(∆R‬‬
‫والتغير في القاعدة النقدية( ‪ (∆B‬يحددان للسلطات النقدية مقدار‬
‫الئتمان المحلى الذي يتوافق مع هدف ميزان المدفوعات‪ ،‬والنمو‬
‫المتوقع في الطلب علي النقود‪ ،‬ومن ثم فإن السياسة النقدية‬
‫التي يقترحها النموذج النقدي هي‪":‬قيد مقترح علي توسع الئتمان‬
‫المحلي" وهذا القيد يتمثل في فرض سقف علي الئتمان ‪ ،‬وتبني‬
‫هذا القيد يساعد البنك المركزي علي تجنب إغراء توسيع الئتمان‬
‫المقدم إلي الحكومة والقطاع الخاص في مواجهة سعر الفائدة أو‬
‫عجز الميزانية الحكومية‪.‬‬
‫ففي ظل محاولة البنك المركزي تثبيت سعر الصرف‪ ،‬فإن‬
‫البنك المركزي يركز علي تحسين ميزان المدفوعات من خلل‬
‫تخفيض الئتمان المحلي‪ ،‬أي اتباع سياسة نقدية تقييدية ‪ ،‬ففي‬
‫ظل اقتصاد ينمو وبه بعض التضخم‪ ،‬فإن الطلب على الرصدة‬
‫النقدية السمية يزيد‪ ،‬فإذا تم إبطاء توسع الئتمان –عن طريق‬
‫سياسة نقدية تقييدية‪ -‬سيظهر فائض طلب علي النقود‪ ،‬فيرتفع‬
‫سعر الفائدة‪ ،‬وينخفض النفاق المحلي وبالتالي ينخفض الطلب‬
‫علي السلع القابلة للتصدير والسلع المستوردة‪ ،‬ويحدث التحسن‬
‫في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪17‬‬

‫وتعاني كثير من الدول النامية حاليا من تقلب أسعار صرف‬


‫عملتها واحتياطاتها الدولية‪ ،‬تلك التقلبات تحدث إما في ظل نظام‬
‫التعويم المدار الذي يتميز بتدخل البنك المركزي في سوق‬
‫الصرف الجنبي ‪ ،‬أو في ظل نظام الربط الزاحف ‪Crawling peg‬‬
‫‪ system‬حيث يقوم البنك المركزي بتحديد سعر الصرف لعملة‬
‫البلد ثم يتم تغييره من آن إلي آخر‪ ،‬وهذا النظام يعتبر نوعا من‬
‫الربط القياسي مع القطاع الخارجي‪.‬‬
‫وتوضح دراسة ‪ )Blejer and Leiderman (1981, pp.132-151‬أن‬
‫الزيادة في معدل توسع الئتمان المحلي تفضي عموما إلي ارتفاع‬
‫التضخم وتخفيض الحتياطات الدولية وتدهور سعر صرف العملة‬
‫المحلية‪ ،‬والمتغيرات النقدية المحلية لها أثر مباشر أكبر علي‬
‫التضخم المحلي وأثر مباشر أصغر علي ميزان المدفوعات‪ ،‬كلما‬
‫ارتفع نصيب السلع غير الداخلة في التجارة في النفاق الكلي‪.‬‬
‫وتقدم دراسة ‪ )Faust and Rogors(2000‬دليل تجريبيا علي دور‬
‫صدمات السياسة النقدية في تفسير سلوك سعر الصرف‪ ،‬ونتائج‬
‫الدراسة تشير إلي أنه ربما يكون هناك تأخير في اندفاع سعر‬
‫الصرف فتقرر الدراسة أن تغيرات أسعار الصرف متقلبة وصعبة‬
‫التفسير‪ ،‬ويتشكك القتصاديون منذ زمن في أن صدمات السياسة‬
‫النقدية قد تلعب دورا في تفسير هذا السلوك‪.‬‬
‫ولقد تمكـــنت دراســــــــة ‪ Faust and Rogors‬من الجابة‬
‫علي أسئلة بحثية هامة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬هل سعر الصرف يندفع سريعا بعد الصدمة النقدية؟‬
‫‪ -2‬هل يمكـــــن أن تفسر السياسة النقدية الجزء الكبر من‬
‫تباين سعر الصرف ؟‬
‫و توصلت الدراسة إلي أن سعر الصرف يندفع سريعا علي‬
‫مسار قيمته طويلة الجل استجابة للصدمة النقدية(الزيادة في‬
‫العرض النقدي بصفة أساسية) ‪ ،‬ولكن القمة تحدث بعد حوالي‬
‫سنتين ‪ ،‬فالزيادة المتوقعة في الرصيد النقدي تسبب تغيرا في‬
‫سعر الصرف أول بحيث يندفع بعيدا عن مركزه التوازني طويل‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪18‬‬ ‫الحقيقية‬

‫الجل ‪ ،‬والتركيز في هذه الدراسة علي أثر السياسة النقدية علي‬


‫مستوي السعار الجنبي‪.‬وتوضح الدراسة أن التغير في سعر‬
‫الصرف يفشل في عزل السعار الخارجية المتوقعة وغير‬
‫المتوقعة عن الرصيد النقدي للبلد المحلي مما قد يسبب انخفاضا‬
‫في مستوي السعار المحلية ‪ ،‬و يثير مشكلة للبلد الجنبي الذي‬
‫يهتم بالسياسة الستقرارية التي تستهدف إيجاد مسار لسعر‬
‫الصرف أثناء الزمات المالية بعد أن هجرت الدول السيوية نظام‬
‫أسعار الصرف المربوطة واتبعت نظام تعويم مستقل(حسب‬
‫تصنيف ‪ IMF‬لنظم صرف هذه الدول عام ‪، 2000‬راجع ‪IMF, Annual‬‬
‫‪ )Report 2000‬فبمجرد اتباع التعويم وفي بداية الزمة‪ ،‬انخفضت‬
‫أسعار عملت هذه البلدان سريعا‪ ،‬مما أدي إلي حدوث تضخم‬
‫مرتفع وأزمة للقطاع المصرفي وآثار ميزانية سالبة‪ ،‬ولذلك أوصى‬
‫خبراء صندوق النقد الدولي بأن الستجابة الملئمة للسياسة‬
‫النقدية هي اتباع سياسة نقدية توسعية‪،‬حيث كانوا يرون أن‬
‫السياسة النقدية التقييدية تفشل في تدعيم العملة لن رفع سعر‬
‫الفائدة يخفض ثقة المستثمرين ‪ ،‬ويخفض قدرتهم علي سداد‬
‫القروض إلي البنوك مما يضعف النظام المصرفي ‪ .‬فالفلس‬
‫المصرفي الدولي الذي أنتشر بعد الزمة أدي خروج المستثمرين‬
‫الجانب من المنطقة ‪ ،‬كما أن الدائنين منهم أجبروا علي مد أجل‬
‫القروض حتى لو كانوا غير راغبين في ذلك‪.‬‬
‫ففي ظل الزمة المالية تتشابك السباب بحيث تجعل من‬
‫الصعب عزل أثر السياسة النقدية علي سعر الصرف وتحديد ما‬
‫إذا كان هناك اندفاع أم ل‪.‬‬
‫وتحلل دراسة ‪ )F. Mishkin( 1999,p.6‬أثر عدم الستقرار‬
‫المالي علي أداء السياسة النقدية في ظل نظم الصرف المختلفة‬
‫‪ ،‬حيث تقرر الدراسة أن السياسة النقدية ل تستطيع أن تؤدي‬
‫دورها بكفاءة في التأثير علي النتاج والنمو ‪ ،‬مهما كان نظام سعر‬
‫الصرف السائد‪ ،‬إل إذا ساد الستقرار المالي‪ .‬ولقد ساد عدم‬
‫الستقرار المالي معظم دول العالم في العقد الخير من القرن‬
‫العشرين بدرجة كبيرة‪ .‬ويحدث عدم الستقرار المالي عندما‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪19‬‬

‫تتداخل الصدمات التي تحدث للنظام المالي مع تدفق المعلومات‬


‫بحيث ل يصبح النظام المالي قادرا علي أداء وظائفه في تحويل‬
‫الرصدة من وحدات الفائض إلي وحدات العجز المالي والذين‬
‫لديهم فرص استثمار مربحة اقتصاديا‪.‬‬
‫وإذا كان عدم الستقرار المالي حادا بدرجة كبيرة ‪ ،‬فيمكن‬
‫أن يؤدي انهيار وظيفة البنك المركزي والسلطات النقدية عموما‬
‫في المحافظة علي الحد الدنى من فعالية السياسة النقدية‪ ،‬وهو‬
‫ما يؤدي إلي انهيار نظام الصرف والسواق المالية ‪ ،‬وهي الحالة‬
‫التي توصف بالكارثة المالية ‪.‬‬
‫ويقرر ‪ )Corsetti, Poati, and Noriel (1998‬أن عدم الستقرار‬
‫المالي يؤثر علي فاعلية السياسة النقدية في ظل أي نظام‬
‫لسعار الصرف‪ ،‬نتيجة العوامل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تدهور ميزانيات البنوك والوسطاء الماليين الخرين‬
‫الذين يقدمون القروض‪ ،‬مما يفضي إلي انكماش رؤوس الموال‬
‫المعروضة‪ ،‬ويجبرهم علي تخفيض القروض المقدمة واستدعاء ما‬
‫قدموه من قروض‪ ،‬وصعوبة تجميع موارد تمويلية بتكلفة معقولة‪.‬‬
‫‪ -2‬زيادة درجة عدم التأكد في السواق المالية مما يجعل‬
‫من الصعب علي المقرضين مراقبة المخاطر الئتمانية الجيدة من‬
‫السيئة‪.‬‬
‫‪ -3‬ارتفاع سعر الفائدة مما يؤدي إلي ترشيد الئتمان‪.‬‬
‫‪ -4‬تدهور ميزانيات المؤسسات غير المالية‪.‬‬
‫ولقد تناول ‪ )Prof. Mundell (1962, pp.70-79‬تحليل مبدأ‬
‫الستخدام الفعال للسياسة النقدية في ظل أسعار الصرف الثابتة‬
‫‪ ،‬حيث تناول مشكلة تحقيق التوازن الداخلي وتوازن ميزان‬
‫المدفوعات في بلد يتبع سياسة أسعار الصرف الثابتة‪،‬ويرتكز‬
‫الحل علي حقيقة أن السياسات المالية التوسعية تميل إلي رفع‬
‫سعر الفائدة ‪ ،‬بينما أن السياسات النقدية التوسعية تميل إلي‬
‫خفض أسعار الفائدة‪ ،‬وكنتيجة لذلك فإن السياسة النقدية‬
‫والسياسة المالية ذات فعاليات مستقلة ‪independently-effective‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪20‬‬ ‫الحقيقية‬

‫بالنسبة لتأثيرها علي العمالة وميزان المدفوعات‪ .‬ولهذا يقدم‬


‫‪ Prof. Mundell‬مبدأ تقسيم السوق الفعال ‪the principal of effective‬‬
‫‪ market classification‬ومضمون هذا المبدأ ‪:‬‬
‫" أن السياسات يجب أن تتزاوج مع الهداف التي يكون لها‬
‫أكبر الثر في تحقيقها"‬
‫وبناء علي ذلك فإنه في البلد التي تقتصر فيها سياسات‬
‫علج العمالة وميزان المدفوعات علي الدوات النقدية والمالية‪،‬‬
‫فإن السياسة النقدية تستبقي لبلوغ المستوي المرغوب لميزان‬
‫المدفوعات‪ ،‬والسياسة المالية للمحافظة علي الستقرار‬
‫الداخلي‪ ،‬والستخدام غير الصحيح للسياسة المالية لغراض‬
‫الستقرار الخارجي والسياسة النقدية لغراض الستقرار‬
‫الداخلي ‪ ،‬يخل بمبدأ تقسيم‬
‫السوق الفعال‪ ،‬لن هذا المبدأ يقوم علي شرط ‪،‬ومضمون‬
‫هذا الشرط هو أنه في ظل أسعار الصرف الثابتة فإن‪" :‬أثر‬
‫السياسة النقدية علي ميزان المدفوعات بالنسبة لثرها علي‬
‫الدخل القومي أكبر من أثر السياسة المالية علي ميزان‬
‫المدفوعات بالنسبة لثرها علي الدخل القومي"‪.‬‬
‫ولهذا فمبدأ مزاوجة السياسة يعني أن تستهدف أداة‬
‫السياسة حيث يكون لها أعظم أثر نسبى مباشر‪.‬‬
‫ولقد تعرض مبدأ مزاوجة السياسة الذي قدمه‬
‫‪ Mundell‬إلي انتقادات ‪ ،) Chacholiades, M.(1978,P.397‬ومن‬
‫هذه النـتقادات‪ ،‬إن السياسة النقدية والمالية قد تكون معرضة‬
‫لقيود ولسيما القيود السياسية‪ ،‬فالحكومة قد ل ترغب في اتباع‬
‫سياسة مالية توسعية تتطلب موارد يصعب تدبيرها‪ ،‬كما أن‬
‫تدفقات رأس المال قد ل تكون حساسة لفوارق أسعار الفائدة‪،‬‬
‫وبالضافة إلي ذلك فإن المضاربة علي العملة الوطنية تخل‬
‫بالستقرار‪ ،‬كما أن وجود فجوات للبطاء يعقد المشكلة ‪،‬لنة‬
‫يجعل من الصعب التنبؤ بآثار السياسة النقدية والمالية‪ ،‬و إن‬
‫مدخل ‪ Mundell‬ليس آلية تعديل حقيقية‪ ،‬فمزيج السياسات‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪21‬‬

‫النقدية والمالية الذي يقترحه‪ ،‬ل يعدو أن يكون طريقة لتمويل‬


‫العجز في ميزان المدفوعات‪،‬عن طريق التدفقات الرأسمالية‬
‫قصيرة الجل المحفورة بارتفاع سعر الفائدة الناجم عن السياسة‬
‫النقدية النكماشية ‪،‬وهذه التدفقات ليست عنصرا تلقائيا‪ ،‬ولكنها‬
‫عنصر مصاحب‪ ،‬لنها ببساطة تمل فجوة تركت فارغة ولم تمل‬
‫بواسطة المعاملت الخرى‪ .‬ولهذا فإن السلطات قد تلجأ إلي‬
‫تعديلت متكررة ومستمرة في سعر الصرف‪ ،‬حتى لو كانت‬
‫السياسة النقدية والمالية وحدهما يمكن أن تحافظا علي التوازن‬
‫الداخلي والخارجي‪.‬‬
‫ولقـــــد أورد ‪ )Corsetti, Poati, and Noriel(1988‬بعــــــــض‬
‫الحقــــــائق التي ضاعفت تأثير الثار السلبية للمتغيرات النقدية‬
‫علي سعر الصرف في الدول التي عانت من عدم الستقرار‬
‫المالي ولسيما المكسيك ودول جنوب شرق آسيا‪ ،‬وتتمثل فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪.1‬العجز المالي الذي عانت منه الدول في بداية الزمة‪.‬‬
‫‪.2‬ارتفاع سعر الصرف الحقيقي قبل الزمة في الدول‬
‫التي عانت من الزمة كان مختلفا‪ ،‬فبعض الدول كان‬
‫لديها ارتفاع كبير مثل كوريا‪ ،‬واندونيسيا وماليزيا (أقل‬
‫من ‪ )%5‬وتايلند والفلبين والمكسيك (بين(‪ %10-%5‬وقد‬
‫لعب ارتفاع سعر الصرف دورا جوهريا في تعميق الزمة‬
‫في تايلند والفلبين والمكسيك‪.‬‬
‫‪.3‬العجز الكبير في الحساب الجاري‪،‬في المكسيك (حوالي‬
‫‪ )%7‬من ‪ GDP‬وفي تايلند(‪.)%8‬‬

‫‪.4‬ارتفاع التدفقات الرأسمالية الداخلة قبل الزمة‬


‫وارتدادها السريع عند بداية الزمة‪.‬‬
‫‪.5‬الرواج القراضي الذي نمى في ظله القراض المصرفي‬
‫بمعدلت سريعة جدا‪ ،‬وهذا حدث في كل البلد التي‬
‫تعرضت للزمة‪.‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪22‬‬ ‫الحقيقية‬

‫‪.6‬تدهور الميزانيات الختامية للوحدات المصرفية قبل‬


‫الزمة مباشرة في كل بلد الزمة ‪.‬‬
‫‪.7‬تعرضت كل بلد الزمة إلي أزمة سيولة قبل الزمة‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫وتقرر دراسة ‪ )Burnside, Marton, and Seige(1998‬انه ترتب‬
‫علي تلك الظروف ضعف قدرة البنوك المركزية علي اتخاذ‬
‫خطوات للدفاع عن العملة‪ ،‬نتيجة ضعف النظام المصرفي‪ ،‬وهو‬
‫ما يعني أن الرباح المتوقعة من بيع العملة كانت مرتفعة‪ ،‬ولذلك‬
‫خشي البنك المركزي في الدول ذات النظام المالي الضعيف من‬
‫اتخاذ سياسة نقدية انكماشية هدفها رفع سعر الفائدة ‪ ،‬لن رفع‬
‫سعر الفائدة يحد من انخفاض العملة المحلية ‪ ،‬وهو ما يضيف‬
‫عامل آخر لضعف النظام المصرفي‪ ،‬ولهذا عندما حدث التجاه‬
‫المضاربي علي العملة في أحد السواق الناشئة‪ ،‬رفع البنك‬
‫المركزي أسعار الفائدة بدرجة تكفي للدفاع عن العملة‪،‬عندما قام‬
‫المضاربون ببيع كميات ضخمة من العملة مقابل العملت الجنبية‪.‬‬
‫ولقد تحولت أزمة العملة إلي أزمة مالية عمقت صعوبة‬
‫ممارسة السياسة النقدية من خلل عدة آليات‪:‬‬
‫الولي‪:‬أثر انخفاض قيمة العملة علي ميزانيات الشركات‪:‬‬
‫فانخفاض قيمة العملة في المكسيك ودول جنوب شرق آسيا‪ ،‬زاد‬
‫من عبء الدين علي الشركات المحلية التي كان يغلب عليها‬
‫ارتفاع نسبة الرفع المالي عن طريق الدين بالعملة الجنبية‪ ،‬وهذه‬
‫اللية كانت قوية في إندونيسيا‪ ،‬وهي أسوأ الدول التي أصيبت في‬
‫الزمة‪.‬‬
‫الثانيـــة‪ :‬أثـــر انخفاض قيمـــة العملة على ميزانيات وحدات‬
‫القطاع المصـرفي‪ :‬فالمصـارف فـي المكسـيك ودول جنوب شرق‬
‫آســــيا‪ ،‬كان يغلب على التزاماتهــــا التزامات بالعملة الجنبيــــة ‪،‬‬
‫وضاعــف أزمــة المصــارف أن ديون الشركات المتعثرة أثرت علي‬
‫قيمة أصول المصارف بشكل عنيف‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن تخفيض قيمة العملة أدي إلي التضخم‪.‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪23‬‬

‫فالليات الثلث الناجمة عن أزمة العملة أدت إلي تدهور‬


‫حاد وخطير في ميزانيات القطاع المالي وغير المالي‪ ،‬كما أن هذه‬
‫العوامل مجتمعة شلت قدرة السياسة النقدية عن العمل بفاعلية‬
‫علي المساعدة علي انتشال القتصاد من الزمة‪.‬‬
‫ولقد دفع عجز البنوك المركزية المحلية لكل دولة عن‬
‫القيام بدور فعال في إدارة السياسة النقدية التي تستطيع إنقاذ‬
‫العملة ‪ ،‬والحد من عدم الستقرار المالي‪ ،‬إلي المناداة بإيجاد‬
‫مؤسسة مالية دولية لتخفيض عدم الستقرار المالي العالمي‪،‬‬
‫ويمكنها أن تلعب دور الملجأ الخير للقراض علي المستوى‬
‫الدولي‪ ،‬أو إنشاء محكمة إفلس دولية‪ ،‬أو منظــــــــم مالـــــي‬
‫عالمي ‪ Global-Financial Regulator‬أو هيئة تأمين علي الودائع‬
‫اتحادية دولية أو سلطة نقدية عالمية ‪ ،‬وتلك القتراحات‬
‫استعرضها ‪.)Rogoff,K.(1999, PP.21-42‬‬
‫تقييم الدراسات السابقة في ضوء مسلمات القتصاد‬
‫السلمي‪:‬‬
‫‪-1‬رغم أن نموذج الندفاع السريع الذي قدمه ‪Dornbusch‬‬
‫من العمال الكلسيكية في نظرية‬
‫سعر الصرف‪ ،‬إل أنه غير مقبول في ضوء مسلمات‬
‫القتصاد السلمي ‪ ،‬لن هذا النموذج مبني علي أساس أن‬
‫محفظة أصول الفرد تنطوي علي نقود وسندات تعطي فائدة‪،‬‬
‫وعلي افتراض أن السندات المحلية بديل كامل للسندات الجنبية‪،‬‬
‫مع التسليم بصحة شرط تكافؤ الفائدة‪ ،‬كنظرية لتحديد سعر‬
‫الصرف‪ .‬وقد سبق أن أشرنا إلي أن هذه الفتراضات غير مقبولة‬
‫إسلميا‪ .‬فمحفظة أصول الفرد المسلم ستخلو من السندات ‪،‬‬
‫ويحل محلها إما أسهم مشاركة أو أصول طبيعية‪ ،‬بالضافة إلي‬
‫النقود‪ ،‬ومع اختفاء السندات ‪ ،‬يختفي أثر التغير في العرض‬
‫النقدي علي سعر الفائدة‪ ،‬وبالتالي يختفي أثر التغير في العرض‬
‫النقدي علي سعر الصرف من خلل قناة سعر الفائدة ‪ ،‬ومعه‬
‫تختفي نظرية تكافؤ القوة الشرائية ‪،‬كنظرية لتحديد سعر الصرف‬
‫في اقتصاد إسلمي‪ .‬ومع اختفاء سعر الفائدة من المتغيرات‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪24‬‬ ‫الحقيقية‬

‫القتصادية السلمية يختفي الندفاع السريع لسعر الصرف الذي‬


‫يترتب علي تغير العرض النقدي‪ .‬ومع اختفاء الفتراضات التي‬
‫يقوم عليها نموذج الندفاع السريع لسعر الصرف‪ ،‬ل تصبح العلقة‬
‫بين التغير في العرض النقدي والتغير في سعر الصرف علقة‬
‫تناسبية في اقتصاد إسلمي‪.‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة للنموذج النقدي لسعر الصرف والذي يبني علي‬
‫متطابقة المسح النقدي‪:‬‬
‫‪∆R + ∆D = ∆B‬‬
‫والتي تقرر أن التغير في القاعدة النقدية( ‪ ، (∆B‬ينتج من‬
‫التغير في الئتمان المحلي ) ‪ ، (∆D‬أو التغير في الحتياطيات‬
‫الخارجية )‪ ، (∆R‬أو كلهما‪ ،‬وحيث أن أساليب التمويل السلمية‬
‫الخري مثل المشاركة والمضاربة‪ ،‬ستحل محل الئتمان ‪ ،‬فإن‬
‫متطابقة المسح النقدي تتغير في اقتصاد إسلمي ليحل حجم‬
‫التمويل السلمي المقدم محل الئتمان الممنوح ‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫التوسع في القاعدة النقدية في اقتصاد إسلمي سينتج من التوسع‬
‫في حجم التمويل المقدم لتمويل المشروعات الستثمارية‬
‫(إسلميا)‪ ،‬أو من الزيادة في الحتياطيات الخارجية‪.‬‬
‫وحيث أن التوصية الساسية للنموذج النقدي لسعر الصرف‬
‫هي "وضع قيد علي توسع الئتمان المحلي" ‪ ،‬فإن هذه التوصية‬
‫ستتغير في ظل اقتصاد إسلمي ‪ ،‬حيث ستتجه السياسة النقدية‬
‫إلي تشجيع ‪ ،‬وليس الحد من ‪ ،‬التوسع في تقديم التمويل‬
‫بالمشاركة والمضاربة إلي المشروعات الستثمارية التي تساهم‬
‫في النتاج السلعي‪ ،‬والحد من التمويل المقدم إلي قطاعات‬
‫التجارة والخدمات‪ ،‬حيث تساهم زيادة النتاج السلعي في زيادة‬
‫الصادرات‪ ،‬وربما الحد من الواردات‪ ،‬ومن ثم تخفيض السعار‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪25‬‬

‫وتخفيض سعر الصرف (أي ارتفاع القيمة الخارجية للعملة‬


‫المحلية)‪.‬‬

‫‪-1‬بالنسبة لعدم الستقرار المالي الذي أشار إليه (‪)1999‬‬


‫‪ F.Mishkin‬والذي ساد دول جنوب شرق آسيا بسبب‬
‫انخفاض درجة الشفافية المالية وارتفاع نسبة الرفع‬
‫المالي الناجم عن ارتفاع نسبة التمويل بالدين والرواج‬
‫القراضي‪ ،‬وعجز الميزانيات المصرفية والميزانيات‬
‫العامة للدولة‪ ،‬فإن كل هذه المظاهر تميل إلي الختفاء‬
‫تلقائيا في اقتصاد إسلمي‪ ،‬حيث سيحل التمويل‬
‫بالمشاركة محل التمويل بالدين ‪ ،‬مما يخفض نسبة الرفع‬
‫المالي ‪ ،‬وترتفع نسبة التمويل عن طريق حقوق الملكية‪،‬‬
‫مما يخفض حالت الفلس بين شركات القطاع‬
‫الحقيقي‪ ،‬ومن ثم يلغي الثر السالب علي الميزانيات‬
‫المصرفية(ميزانيات البنوك) ‪ ،‬وبالتالي يحد من أزمات‬
‫السيولة المصرفية ‪ ،‬لن البنوك ستشارك في أرباح‬
‫المشروعات‪ ،‬ومع زيادة تلك الرباح ‪ ،‬ستزيد حصة‬
‫البنوك فيها‪ ،‬مما يجبر البنوك‪ ،‬في ظل القتصاد‬
‫السلمي علي تجهيز نفسها بكوادر بشرية مؤهلة في‬
‫دراسات الجدوى القتصادية للمشروعات التي تطلب‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪26‬‬ ‫الحقيقية‬

‫التمويل مما يساعد علي نجاح مشروعات النتاج السلعي‬


‫‪،‬ويرفع معدل أرباحها‪ ،‬ونصيب البنوك فيها‪ ،‬وبالتالي تقل‬
‫مشاكل السيولة لدي البنوك ويختفي عدم الستقرار ‪،‬‬
‫مما يفضي إلي استقرار سعر صرف العملة المحلية‪.‬‬
‫وهذا الستقرار بدوره يحد من أثر تخفيض قيمة العملة‬
‫علي ميزانيات شركات النتاج السلعي ‪ ،‬وسيحل رواج‬
‫تمويلي أساسه حقوق الملكية محل الرواج القراضي ‪،‬‬
‫كما أن اختفاء السراف الحكومي يحد من عجز الميزانية‬
‫العامة للدولة‪.‬‬
‫‪-2‬إن مبدأ مزاوجة السياسة مع الهداف التي تسعي‬
‫السياسات إلي تحقيقها والذي قدمه ‪Mundell‬‬

‫غير مقبول بالصيغة التي قدم بها‪ ،‬لن هذا المبدأ يقوم علي‬
‫أساس أثر السياسة النقدية علي سعر الفائدة كهدف وسيط‪ ،‬يؤثر‬
‫علي تدفقات رؤوس الموال التي تسد العجز قصير الجل في‬
‫ميزان المدفوعات‪ ،‬ومع اختفاء تلك اللية ‪ ،‬يصبح القتصاد‬
‫السلمي اقتصادا معزول ماليا عن سوق الدين الدولي‪ ،‬ولكن‬
‫اقتصاد مفتوح ماليا للتدفقات المالية الدولية التي تأتي للستثمار‬
‫في المشروعات المحلية عن طريق حقوق الملكية‪ ،‬في ضوء‬
‫الضوابط السلمية التي تحافظ علي أمن الدول السلمية‬
‫وسلمة اقتصادياتها من السيطرة الجنبية عليه‪ .‬وعلي هذا ففي‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪27‬‬

‫ظل اقتصاد إسلمي‪ ،‬يمكن استخدام كل من السياستين النقدية‬


‫والمالية لتحقيق التوازن الداخلي والخارجي علي السواء‪،‬‬
‫للمحافظة علي القيمة الخارجية للعملة المحلية‪ ،‬وبالتالي بسعي‬
‫صانع السياسة القتصادية في اقتصاد إسلمي إلي استخدام‬
‫السياستين معا للتأثير علي العمالة وميزان المدفوعات‪ ،‬ليدعم أثر‬
‫كل منهما الخر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬صياغة الساس النظري لفروض الدراسة في ضوء‬
‫المسلمات الساسية للقتصاد السلمي‪:‬‬
‫‪ -3‬ا الفرض الساسي للعلقة بين العرض النقدي وسعر‬
‫صرف العملة الجنبية‪:‬‬
‫يقع الطار النظري لنموذج الدراسة في نطاق النموذج‬
‫النقدي لسعر الصرف وميزان المدفوعات‪ ،‬حيث يتم صياغة‬
‫مشكلة ميزان المدفوعات وسعر الصرف في ظل اقتصاد‬
‫إسلمي كظاهرة نقدية‪ ،‬أي يتم تحليلها بأدوات النظرية النقدية‪،‬‬
‫فميزان المدفوعات ككل هو مركز اهتمام النموذج النقدي ‪ ،‬مع‬
‫تعريف اختلل توازن ميزان المدفوعات علي أنه تغير في مستوي‬
‫احتياطات الصرف الجنبي‪ .‬وهذا التغير في ظل اقتصاد إسلمي‬
‫هو انعكاس للفارق بين الرصدة النقدية التي يحوزها الفراد فعل‬
‫وتلك التي يرغبون في حيازتها‪ ،‬ويمكن تقديم آلية لكيفية إعادة‬
‫التوازن لكل من ميزان المدفوعات والسوق النقدي ‪ ،‬والثر الناتج‬
‫من وراء تلك اللية علي سعر الصرف‪.‬‬
‫وهناك عنصران رئيسيان في آلية التعديل التلقائية بين‬
‫ميزان المدفوعات والسوق النقدي في اقتصاد إسلمي مفتوح ‪.‬‬
‫العنصر الول هو العلقة المباشرة بين العرض النقدي وميزان‬
‫المدفوعات‪ ،‬ففي هذا القتصاد يترتب علي فائض أو عجز ميزان‬
‫المدفوعات أثر علي العرض النقدي‪ ،‬فحيث أن الحتياطيات‬
‫المقومة بالعملة الجنبية ويمتلكها الجهاز المصرفي هي أحد‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪28‬‬ ‫الحقيقية‬

‫عناصر القاعدة النقدية‪ ،‬فإن حدوث فائض في ميزان المدفوعات‪،‬‬


‫سيزيد تلك الحتياطيات ‪ ،‬ومن ثم سيزيد القاعدة النقدية‪ ،‬ومع‬
‫ثبات المضاعف النقدي‪ ،‬سيزيد العرض النقدي ‪.‬وبنفس المنطق‬
‫فإن حدوث عجز في ميزان المدفوعات يصاحبه نقص العرض‬
‫النقدي ‪ ،‬من خلل انكماش القاعدة النقدية‪ .‬والعنصر الثاني في‬
‫ميكانيكية التعديل هو الطلب علي النقود‪ .‬ففي ظل اقتصاد‬
‫إسلمي فإن دالة الطلب علي النقود هي دالة مستقرة لعدد‬
‫محدود من المتغيرات‪ ،‬حيث يكون الطلب علي النقود غير‬
‫حساس لسعر الفائدة‪.‬‬
‫ويمكن الن مزج العنصرين لنري كيف تعمل آلية التعديل‬
‫التلقائي للنموذج النقدي في اقتصاد إسلمي‪ .‬لنفترض أن السوق‬
‫النقدي في هذا القتصاد كان في حالة توازن ‪ ،‬وأن ميزان‬
‫المدفوعات أيضا كان في حالة توازن ‪ ،‬بمعنى أن التغير في‬
‫الحتياطيات = صفر‪.‬ولنفترض أن السلطات النقدية المحلية‬
‫قررت زيادة المكون المحلي للقاعدة النقدية‪ ،‬ومع ثبات‬
‫المضاعف النقدي ‪ ،‬يزيد العرض النقدي‪ ،‬وهذا يعني أن عرض‬
‫النقود أصبح اكبر من الطلب علي النقود‪ ،‬ولهذا سيوجد عرض‬
‫نقدي زائد‪ ،‬بمعنى أن الفراد لديهم كمية من النقود تفوق ما‬
‫يرغبون في حيازته‪ ،‬مما يحفز المقيمين المحليين في البلد‬
‫السلمي إلي تعديل مكونات محافظهم‪ ،‬من خلل تخفيض‬
‫حيازتهم النقدية إلي المستوي الذي يرغبون في حيازته‪ ،‬وهذا‬
‫التعديل طبقا للنموذج النقدي يأخذ شكل مبادلة النقود بالسلع أو‬
‫بأصول أجنبية (مقيمة بعملت أجنبية) مدرة لعائد حلل‪ ،‬فيزيد‬
‫النفاق علي عناصر الحساب الجاري وحساب رأس المال‪ ،‬فيتولد‬
‫عجز في ميزان المدفوعات ‪ ،‬مما يعني نقص الحتياطيات‬
‫الخارجية‪ ،‬ومن ثم ينخفض سعر صرف العملة المحلية(أي سعرها‬
‫مقوما بالعملت الجنبية)‪ .‬ولكن نقص الحتياطيات الخارجية يعني‬
‫نقص المكون الخارجي للقاعدة النقدية‪ ،‬ومع ثبات المضاعف‬
‫النقدي ‪ ،‬ينخفض العرض النقدي‪ ،‬حتى يتساوى مع الطلب علي‬
‫النقود‪ ،‬ومن ثم يعود السوق النقدي إلي وضع التوازن ‪ .‬ومن‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪29‬‬

‫ناحية أخرى فان نقص العرض النقدي ‪ ،‬يخفض النفاق علي كل‬
‫من السلع المستوردة والصول الجنبية ويستمر هذا النخفاض‬
‫حتى يعود ميزان المدفوعات إلي وضع التوازن‪ ،‬فكأن كل من‬
‫السوق النقدي وميزان المدفوعات في اقتصاد إسلمي يعود إلي‬
‫وضع التوازن ولكن بعد أن أدت الزيادة في العرض النقدي إلي‬
‫تخفيض القيمة الخارجية للعملة المحلية(أي ارتفاع سعر صرف‬
‫العملة الجنبية مقيمة بوحدات من العملة المحلية‪ ،‬وبالختصار‬
‫ارتفاع سعر الصرف)‪ ،‬فالعلقة بين العرض النقدي وسعر الصرف‬
‫للعملة الجنبية في ظل اقتصاد إسلمي يمكن صياغتها في‬
‫الفرض الساسي التالي‪:‬‬
‫"يترتب علي تغيرات العرض النقدي المحلي‪-‬مع ثبات‬
‫العوامل الخرى علي حالها‪ -‬تغيرات في التجاه العكسي في‬
‫قيمة العملة المحلية مقيمة بالعملت الجنبية"‪.‬‬
‫‪-3‬ب الفرض الساسي لثر المستوى العام للسعار على‬
‫سعر الصرف في اقتصاد إسلمي‪:‬‬
‫يمكن تصور أكثر من قناة لنقل أثر المستوي العام للسعار‬
‫على سعر الصرف في اقتصاد إسلمي‪ ،‬وتلك القنوات تتمثل في‪:‬‬

‫أثر الرصدة الحقيقية‪ :‬فارتفاع‬ ‫القناة الولى‪:‬‬


‫المستوي العام للسعار ‪،‬مع ثبات الحيازات النقدية للفراد مقومة‬
‫بالجنية المصري‪ ،‬يخفض القيمة الحقيقية لتلك الرصدة ‪ ،‬فتحل‬
‫بالفراد خسائر رأسمالية‪ ،‬من وراء حيازات الفراد لتلك للرصدة‬
‫النقدية بالجنيه ‪ ،‬ولتدنيه تلك الخسائر ‪ ،‬يقوم الفراد بإحلل بعض‬
‫من العملت الجنبية محل الرصدة بالجنيهات‪ ،‬فيقل الطلب علي‬
‫الجنيه ويزيد الطلب على العملة الجنبية‪ ،‬فينخفض سعر العملة‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪30‬‬ ‫الحقيقية‬

‫المحلية(الجنية) مقومة بالعملة الجنبية‪،‬بمعنى يرتفع سعر صرف‬


‫العملة الجنبية في سوق الصرف المحلي‪.‬‬

‫القناة الثانية‪ :‬أثر معدل العائد النقدي علي‬


‫الصول المالية المقومة بالجنية‪ :‬فارتفاع المستوي العام‬
‫للسعار‪ ،‬مع تغير العائد النقدي علي تلك الصول بنسبة أقل من‬
‫نسبة ارتفاع مستوي السعار ‪ ،‬يخفض العائد الحقيقي الذي تغله‬
‫تلك الصول ‪ ،‬وقد يصبح العائد الحقيقي سالبا‪،‬وقد يصبح معدل‬
‫العائد الحقيقي (المكون من التغير في قيمتها الحقيقية‪+‬العائد‬
‫النقدي) سالبا‪ ،‬مما قد يدفع الفراد إلى التخلص من بعض الصول‬
‫المالية المقومة بالجنيه‪ ،‬والتحول إلى حيازة العملت الجنبية‬
‫(كالودائع بالدولر) وهذا يزيد الطلب علي العملة الجنبية ويخفض‬
‫الطلب علي العملة الوطنية(الجنية) ‪ ،‬وبالتالي يرتفع سعر العملة‬
‫الجنبية مقومة بالعملة الوطنية‪ ،‬أي يرتفع سعر صرف العملة‬
‫الجنبية في سوق الصرف المحلي‪.‬‬
‫القناة الثالثة‪ :‬نظرية تكافؤ القوة الشرائية‪:‬‬
‫وهي نظرية تصلح لتفسير تغير سعر الصرف في اقتصاد‬
‫إسلمي‪ ،‬كما سبق وأشرنا عند عرض المسلمات الساسية‬
‫للقتصاد السلمي‪ ،‬وليضاح نظرية تكافؤ القوة الشرائية كقناة‬
‫لنقل اثر تغير المستوي العام للسعار علي سعر الصرف‪ ،‬دعنا‬
‫نبدأ بتعريف سعر الصرف الحقيقي بأنه‪:‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪31‬‬

‫*‪p‬‬
‫(‪RER = e‬‬ ‫)‬
‫‪p‬‬
‫حيث‪ :RER :‬سعر الصرف الحقيقي‪ ( p * ) ،‬المستوي العام‬
‫للسعار الجنبي‪ ) p (،‬المستوي العام للسعار المحلي‪ :e ((،‬سعر‬
‫الصرف النقدي‪ ،‬والذي يعرف علي أنه عدد الجنيهات اللزمة‬
‫لشراء دولر واحد في سوق الصرف الجنبي المحلي في مصر‪.‬‬
‫وفي ظل افتراض توازن التجارة في الجل الطويل ‪ ،‬فإن قيمة‬
‫الصادرات ستساوي قيمة الواردات‪ ،‬فإذا كانت ( ‪:)q‬كمية الصادرات‪،‬‬
‫) ‪ : (q‬كمية ا لوا ردا ت ‪ ،‬فإن شرط توا زن ا التجارة يصبح ‪T. D e r n b u r (:‬‬
‫*‬

‫‪g,(1989,pp.29-31‬‬
‫‪pq = ep q‬‬
‫*‬ ‫*‬

‫ومن هذه المعادلة فإن ‪:‬‬


‫* ‪q ep‬‬
‫∴‬ ‫=‬
‫*‪q‬‬ ‫‪p‬‬
‫وتسمي النسبة ) * ‪ (q / q‬شروط التجارة‪ ،‬وبتحويل تلك‬
‫المعادلة إلي صيغة تغيرات نسبية‪ ،‬نحصل علي‪:‬‬
‫‪∆q ∆q * ∆e ∆p * ∆p‬‬
‫= * ‪−‬‬ ‫‪+ * −‬‬
‫‪q‬‬ ‫‪q‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪p‬‬ ‫‪p‬‬
‫وطبقا لنظرية تكافؤ القوة الشرائية ‪ ،‬كنظرية لتحديد سعر‬
‫الصرف‪ ،‬والتي تتمسك بأن القوة التنافسية ستمنع سعر الصرف‬
‫الحقيقي من التغير في الجل الطويل‪ ،‬وبالتالي فلن يوجد تغير‬
‫في الطرف اليسر من المقدار السابق‪ ،‬بمعنى أن الطرف‬
‫اليسر= صفر‪ ،‬أي أن‪:‬‬
‫‪∆e ∆p * ∆p‬‬
‫=‪0‬‬ ‫‪+ * −‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪p‬‬ ‫‪p‬‬
‫ومنها نستنتج أن التغير النسبي في سعر الصرف )‪(∆e / e‬‬
‫يصبح ‪:‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪32‬‬ ‫الحقيقية‬

‫* ‪∆e ∆p ∆p‬‬
‫=‬ ‫* ‪−‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪p‬‬ ‫‪p‬‬
‫ففي اقتصاد إسلمي إذا كانت نسبة السعار الجنبية‬
‫) * ‪ (∆p * / p‬أقل من نسبة السعار المحلية )‪ ، (∆p / p‬فإن التغير في‬
‫سعر الصرف يصبح موجبا‪ ،‬أي أن ‪. (∆e / e)  0) :‬‬
‫ففي ظل اقتصاد إسلمي فالفرض الساسي لنظرية‬
‫تكافؤ القوة الشرائية هو أن‪:‬‬
‫"سعر الصرف السمي يعكس المعدلت النسبية لمعدلت‬
‫التضخم الداخلية والخارجية‪ ،‬فإذا كان معدل التضخم المحلي‬
‫أعلي من معدل التضخم الخارجي‪ ،‬يرتفع سعر الصرف السمي‪،‬‬
‫أي يرتفع سعر العملة الجنبية مقومة بالعملة الوطنية"‬
‫القناة الرابعة‪ :‬التوقعات التضخمية‪:‬‬
‫يترتب علي استمرار ارتفاع المستوي العام للسعار في‬
‫الداخل ‪ ،‬استمرار معدل التضخم المتغير والمرتفع‪ ،‬وهذا يصاحبه‬
‫قيام الفراد بمراجعة توقعاتهم التضخمية إلي أعلي‘ ويؤدي أيضا‬
‫إلي قيامهم بمراجعة توقعاتهم حول سعر صرف الدولر بالجنيه‬
‫في المستقبل‪ ،‬ومن ثم زيادة الطلب علي الدولر علي حساب‬
‫الجنيه ‪ ،)Kraugman and Obstfeld(1994,pp.392-393‬ومع ثبات عرض‬
‫الدولر ‪ ،‬يرتفع سعر الدولر مقابل الجنيه‪ ،‬وعلى هذا ففي اقتصاد‬
‫إسلمي فإن‪:‬‬
‫"التوقعات التضخمية ‪ ،‬الناجمة عن ارتفاع مستوي السعار‬
‫المحلي‪ ،‬يصاحبها ارتفاع سعر الصرف‪ ،‬مع ثبات العوامل الخرى‬
‫على حالها"‬
‫رابعا‪ :‬صياغة نموذج الدراسة في ضوء المسلمات‬
‫الساسية للقتصاد السلمي‪:‬‬
‫كما سبق الشارة في المقدمة‪ ،‬تستهدف هذه الدراسة‬
‫تقدير أثر المتغيرات النقدية في ظل اقتصاد إسلمي‪ ،‬متمثلة في‬
‫المستوي العام للسعار والرصدة النقدية الحقيقية‪ ،‬والسياسة‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪33‬‬

‫النقدية الخاصة بسعر الصرف علي سعر الصرف السمي للجنية‬


‫المصري مقابل الدولر المريكي‪ ،‬وينوب عن السياسة النقدية‬
‫الخاصة بسعر الصرف(سياسة سعر الصرف) متغير صوري يعكس‬
‫التغيرات الفجائية التي طرأت علي سعر الصرف‪ ،‬ويقاس‬
‫المستوي العام للسعار بالرقم القياسي لسعار المستهلك ‪ ،‬أما‬
‫الرـصدة النقدية الحقيقية فتقاس بقسمة الرـصدة‬
‫السـمية علي الرقم القياسي للسـعار ( كمكش )‪ .‬وبذلك‬
‫فإن هدف الدراسة هو تفسير تقلبات سعر الصرف السمى‬
‫بمتغيرات نقدية‪.‬‬
‫ونموذج الدراسة ذات طابع حركي ‪ dynamic‬يدخل عنصر‬
‫الزمن صراحة في تقدير العلقات‪ ،‬ويتم ذلك من خلل استخدام‬
‫نموذج التعديل الجزئي لسعر الصرف ‪ ،‬ونموذج الفجوات الموزعة‬
‫ذات الحدود لتقدير الثر الكمي للمتغيرات النقدية علي تقلب‬
‫سعر الصرف‪.‬‬
‫‪-4‬أ نموذج التعديل الجزئي لسعر الصرف‪:‬‬
‫يستهدف نموذج التعديل الجزئي ‪partial adjustment model‬‬
‫تقدير مرونة سعر الصرف‬
‫( ‪ ) ER‬في الجلين القصير والطويل بالنسبة للمتغيرات‬
‫النقدية ‪،‬وبالتحديد المستوي العام للسعار‬
‫( ‪ )CPI‬والرصدة النقدية الحقيقية ( ‪ )RM‬ثم تقدير المرونة‬
‫الذاتية لسعر الصرف في الفترة (‪ ) t‬بالنسبة لسعر الصرف في‬
‫الفترة السابقة ( ‪ ،) t-1‬تمهيدا لبيان مدي استقرار المسار الزمني‬
‫لسعر الصرف في ضوء المسلمات الساسية للقتصاد السلمي‪.‬‬
‫‪-4‬أ‪ 1:‬الفتراضات الساسية لنموذج التعديل الجزئي‪:‬‬
‫يفترض نموذج التعديل الجزئي وجود قيمة توازنية لسعر‬
‫الصرف ‪ ،‬هي القيمة طويلة الجل أو المستوي المرغوب لسعر‬
‫الصرف(‪ ،)ER*) (Greene ,2003,P.568‬وتضيف الدراسة افتراض‬
‫أساسي آخر‪ ،‬وهو أن القيمة التوازنية طويلة الجل لسعر الصرف‬
‫هي مزيج خطي لكل من المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪34‬‬ ‫الحقيقية‬

‫النقدية الحقيقية‪ ،‬وهذا المزيج علي الصورة‪:‬‬


‫‪(1) ERt * = a 0 + a1CPI t + a 2 RM t‬‬

‫حيث ( ‪ ) α 0 ,α 1 ,α 2‬هي معلمات ثابتة‪ ،‬وحيث أ ن سعر‬


‫الصرف الفعلي للجنية مقابل الدولر‪ ،‬لن يتعادل بالضرورة مع‬
‫المستوى المرغوب لسعر صرف الجنيه مقابل الدولر ‪،‬ومن ثم‬
‫ستكون هناك محاولت مستمرة لتعديل المستوى الفعلي لسعر‬
‫صرف الجنيه اتجاه المستوى المرغوب في كل فترة زمنية ‪،‬‬
‫وطبقا لنظام الربط الزاحف ‪Crawling-peg‬الذي يقع تحته نظام‬
‫سعر الصرف الذي اتبعته مصر‪ ،‬فإن هذا التعديل يتم بطريقة‬
‫تدريجية‪ ،‬ففي كل فترة زمنية‪ ،‬تحاول السلطات أن تقترب أكثر‬
‫فأكثر من المستوى المرغوب لسعر الصرف ‪ ،‬بمعنى أن التعديل‬
‫الذي يتم في أي فترة لن يسد الفجوة القائمة بين المستوي‬
‫الفعلي وبين المستوى المرغوب لسعر الصرف‪ ،‬ولكن هذا‬
‫التعديل سيكون جزئيا ولهذا ‪،‬اكتسب النموذج تسمية نموذج‬
‫التعديل الجزئي‬
‫(‪. )Kmenta, 1986,P.329‬‬

‫‪-4‬أ‪2:‬المنطق القتصادي لنموذج التعديل الجزئي‪:‬‬


‫يستند المنطق القتصادي لنموذج التعديل الجزئي إلي مبدأ‬
‫اقتصادي مضمونه "تدنية التكاليف التي يتحملها المجتمع‪ ،‬نتيجة‬
‫انحراف سعر الصرف الفعلي عن سعر الصرف المرغوب"‪.‬‬
‫فإذا كان سعر الصرف الفعلي ( ‪ ) ER‬ينحرف عن المستوي‬
‫المرغوب لسعر الصرف ( * ‪ ،) ER‬فإنه ينجم عن هذا النحراف‬
‫نوعان من التكاليف ‪) Kmenta,1986, P.530 (:‬‬
‫النوع الول‪ :‬تكاليف تعديل اختلل التوازن ‪The cost of‬‬
‫‪: disequilibruim‬وهي تنجم عن انحراف سعر الصرف الفعلي عن‬
‫مستواه التوارني ‪،‬وهذا النحراف يأخذ الصورة التالية‪:‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪35‬‬

‫) ‪( ERt − ER *t‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬تكاليف التعديل الفعلي‪The actual cost of ( :‬‬
‫‪ ) adjustment‬وهي تنجم عن انحراف سعر صرف الفتر ( ‪) t‬عن‬
‫سعر صرف الفترة ( ‪ )t-1‬ويأخذ هذا النحراف الصورة التالية‪:‬‬
‫) ‪( ERt − ERt −1‬‬
‫وبناءا علي هذين النوعين من التكاليف ‪،‬تصاغ دالة‬
‫التكاليف الكلية ) ‪ (Ct‬لكل النوعين من التكاليف علي الصورة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪(2) C t = b1 ( ERt − ER * t ) 2 + b2 ( ERt − ERt −1 ) 2‬‬
‫وبذلك يكون الهدف القتصادي هو البحث عن مستوى سعر‬
‫الصرف الذي يدني تكاليف النحراف في سعر الصرف الفعلي‬
‫عن سعر الصرف المرغوب‪ ،‬وبتدنية التكاليف الكلية ) ‪ (Ct‬بالنسبة‬
‫لسعر الصرف ) ‪، ( ERt‬ومساواة المشتقة الجزئية بالصفر نحصل‬
‫على‪:‬‬
‫‪∂C t‬‬ ‫*‬
‫)‪(3‬‬ ‫‪= 2b1 ( ERt − ERt ) + 2b2 ( ERt − ERt −1 ) = 0‬‬
‫‪∂ERt‬‬
‫ومن الشرط الضروري للتدنية في(‪ )3‬يمكن اشتقاق فرض‬
‫التعديل الجزئي ‪ ، partial-adjustment hypothesis‬فبإعادة الترتيب‬
‫‪:1‬‬
‫نحصل علي‬
‫*‬
‫) ‪(4) (b1 + b2 )( ERt − ERt −1 ) = b1 ( ERt − ERt −1‬‬
‫والشرط الكافي لتدنية تكاليف تعديل سعر الصرف الفعلي‬
‫اتجاه سعر الصرف المرغوب هو‪:‬‬
‫∂‬ ‫‪∂Ct‬‬
‫(‬ ‫‪) = (2b1 + 2b2 )〉 0‬‬
‫‪∂ERt ∂ERt‬‬
‫والمعادلة (‪ )4‬تعطي الفرض الساسي لنموذج التعديل الجزئي ‪،‬‬
‫وهو الفرض الذي يحدد العلقة بين المستوي الفعلي لسعر‬
‫الصرف وبين مستواه المرغوب في الجل الطويل ‪،‬ومن (‪)4‬‬
‫راجع ملحق(‪ )1‬بعد خاتمة الدراسة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪36‬‬ ‫الحقيقية‬

‫يمكن اشتقاق الصيغة المحددة ‪ Deterministic-form‬للفرض‬


‫الساسي للتعديل الجزئي لسعر الصرف في الصيغة التقليدية‪:‬‬
‫‪b1‬‬ ‫*‬
‫)‪(5‬‬ ‫( = ) ‪( ERt − ERt −1‬‬ ‫) ‪)( ERt − ERt −1‬‬
‫‪b1 + b2‬‬
‫وبإضافة حد الخطأ العشوائي ) ‪ (ε‬نحصل علي الصيغة‬
‫الحتمالية للفرض الساسي للتعديل الجزئي‪:‬‬
‫‪b1‬‬
‫‪)( ERt − ERt −1 ) + ε t‬‬
‫*‬
‫( = ) ‪(6) ( ERt − ERt −1‬‬
‫‪b2 + b1‬‬
‫والمقدار )) ‪ (b1 (b1 + b2‬أقل من الواحد‪،‬لنة في أي فترة‬
‫زمنية ل يتعدل سعر الصرف الفعلي تعديل كامل بحيث يتعادل مع‬
‫المستوي المرغوب لسعر الصرف‪ ،‬لسباب متعددة سواء أكانت‬
‫قيودا مؤسسية ‪ ، Institutional‬أو البطء في سلوك المتغيرات‬
‫القتصادية أو وجود فجوات إبطاء زمني أو غيرها‪ .‬وبوضع المقدار‬
‫]) ‪ [1 − λ = b1 /(b1 + b2‬حيث أن المقدار ( ‪ )λ-1‬موجب وأقل من‬
‫الواحد‪ ،‬فإن الفرض الساسي في(‪ )6‬يصبح‪:‬‬
‫‪(7) ( ERt − ERt −1 ) = (1 − λ )( ERt − ERt −1 ) + ε t‬‬
‫*‬

‫‪ -4‬أ‪ 3 :‬نموذج التعديل الجزئي لسعر الصرف القابل‬


‫للتقدير‪:‬‬
‫المعادلة الساسية لنموذج التعديل الجزئي لسعر الصرف‬
‫في (‪) 1‬غير قابلة للتقدير لنها تنطوي علي سعر الصرف التوازني‬
‫طويل الجل (أو المستوى المرغوب لسعر الصرف) وهو متغير‬
‫غير مشاهد ‪ ،un-observable‬ولهذا يأتي دور الفرض الساسي‬
‫لنموذج التعديل الجزئي لسعر الصرف في (‪ )7‬ليستخدم في‬
‫تحويل المعادلة (‪ )1‬من معادلة غير قابلة للتقدير إلي معادلة قابلة‬
‫للتقدير تحتوي علي متغيرات مشاهدة ‪، observable‬فمن (‪ )7‬فإن‪:‬‬
‫‪(8) ERt = (1 − λ ) ERt + λERt −1 + ε t‬‬
‫*‬

‫ومن (‪ )8‬فإن القيمة المتوقعة لسعر الصرف الفعلي في‬


‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪37‬‬

‫الفترة(‪ )t‬هي المتوسط المرجح لمستوي سعر الصرف المرغوب‬


‫)* ‪ (ER‬والمستوي الفعلي لسعر الصرف في الفترة السابقة ) ‪( ERt −1‬‬
‫‪ ،‬وأوزان الترجيح هي ] ) ‪ [λ , (1 − λ‬وذلك بافتراض أن القيمة‬
‫المتوقعة لحد الخطأ العشوائي= صفر‪.‬‬
‫وبالتعويض من (‪ )1‬في(‪ )8‬نحصل علي المعادلة القابلة‬
‫للتقدير وهي‪:‬‬
‫‪(9) ERt = (1 − λ )(a0 + a1CPI t + a2 RM t) + ER t −1 +ε t‬‬

‫‪= a 0 (1 − λ ) + a1 (1 − λ )CPI t + a 2 (1 − λ ) RM t + λERt −1 + ε t‬‬


‫والمعادلة(‪ )9‬تعطي معادلة التعديل الجزئي لسعر صرف‬
‫الجنيه قابلة للتقدير‪ ،‬لنها تنطوي علي متغيرات مشاهدة‪ ،‬للفترة‬
‫( ‪ )t‬والفترة )‪ ، (t − 1‬وتسمي المعادلة(‪ )9‬المعادلة قصيرة الجل‬
‫للتعديل الجزئي لسعر الصرف‪.‬‬
‫وبتقدير هذه المعادلة نحصل علي القيم المقدرة للمعلمات‬
‫المختزلة وهي‪ a0 (1 − λ ), a1 (1 − λ ), a 2 (1 − λ ), λ :‬ثم نحصل علي‬
‫المعلمات الهيكلية(السلوكية) وهي‪ . (a0 , a1 , a 2 ) :‬والمتغير‬
‫العشوائي ) ‪ (ε t‬له قيم يفترض أنها تتوزع توزيعا طبيعيا‪،‬وقيمته‬
‫المتوقعة= صفر‪ ،‬وتباينه ثابت‪ .‬ول يفرض نموذج التعديل الجزئي‬
‫قيودا علي المتغير العشوائي ) ‪، (ε t‬ولهذا فإن تقدير المعادلة (‪،)9‬‬
‫يتميز بالبساطة ‪ ،‬فطالما أن قيم ( ) ‪ (ε t‬ل ترتبط ارتباطا ذاتيا‪ ،‬فإن‬
‫تطبيق طريقة(‪ )OLS‬سيعطي مقدرات للمعلمات تتميز بالكفاءة‪،‬‬
‫مع كبر حجم العينة‪ .‬ويستخدم اختبار (( ‪ Durbin-h‬لختبار فرض‬
‫العدم الخاص بوجود ارتباط ذاتي بين قيم الخطأ العشوائي‪ ،‬لن‬
‫وجود سعر الصرف المبطئ ) ‪ ( ERt −1‬ضمن المتغيرات التفسيرية‬
‫يجعل إحصائية ( ‪ )DW‬متحيزة تجاه قيمتها المثلي وهي(‪.)2‬‬

‫‪-4‬أ‪ 4 :‬التفسير القتصادي لمعامل التعديل‬


‫والمعلمات الهيكلية‪:‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪38‬‬ ‫الحقيقية‬

‫‪ -1‬معامل التعديل هو ) ‪ ، (1 − λ‬ويسمي معامل التعديل ‪The‬‬


‫‪ coefficient of adjustment‬لنه يشير إلي معامل تعديل سعر الصرف‬
‫الفعلي ( ‪ )ER‬اتجاه سعر الصرف المرغوب ( ‪ ، )*ER‬وكلما اقترب‬
‫معامل التعديل من الواحد‪ ،‬فإنه من(‪، )7(،)6‬يعني هذا أن تكون‬
‫) ‪ (b2‬صغيرة جدا بالمقارنة بقيمة ) ‪ ، (b1‬وبالتالي تكون تكاليف‬
‫اختلل توازن سعر الصرف أعلي بكثير من تكاليف التعديل‬
‫الفعلي لسعر الصرف (أي تكاليف تعديل ‪ ERt‬تجاه ‪. ( ERt −1‬‬
‫وإذا اقترب معامل التعديل ) ‪ (1 − λ‬من الصفر‪ ،‬فإن معني هذا‬
‫أن تكون ) ‪ ( b1‬صغيرة جدا وتقترب من الصفر‪ ،‬أي أن تكون ) ‪( b1‬‬
‫صغيرة جدا بالمقارنة بقيمة ) ‪، ( b2‬وبالتالي تكون تكاليف تعديل‬
‫سعر الصرف الفعلي أعلى بكثير من تكاليف اختلل توازن سعر‬
‫صرف الجنية مقابل الدولر‪.‬‬
‫‪-2‬يمكننا معامل التعديل من تحديد عدد الفترات الزمنية‬
‫اللزمة لسد نسبة من الفجوة القائمة بين سعر الصرف المرغوب‬
‫وسعر الصرف الفعلي‪ ،‬ولتكن هذه النسبة هي ) ‪ . ( ρ‬فبعد فترة‬
‫زمنية واحدة سيتم تغطية نسبة من الفجوة هي ) ‪ ، (1 − λ‬وستظل‬
‫من الفجوة بدون تغطية نسبة هي ) ‪ ، ( λ‬وبعد نهاية الفترة الثانية‬
‫سيتم تغطية مقدار يعادل ] ) ‪ [ (1 − λ ) + λ (1 − λ‬وهو ما يعادل ) ‪(1 − λ2‬‬
‫ومن ثم يتبقى من الفجوة نسبة هي ) ‪، ( λ2‬وبعد عدد من الفترات‬
‫مقدارها ) ‪ ( n‬سيتم تغطية ) ‪ (1 − λn‬من الفجوة ولهذا فإن النسبة‬
‫) ‪ ( ρ‬التي ستغطى من الفجوة بعد عدد من الفترات ) ‪ ( n‬هي‪:‬‬
‫‪(1 − λ ) = ρ‬‬
‫‪n‬‬

‫ومنها‬
‫‪λn‬‬ ‫) ‪= (1 − ρ‬‬
‫وبأخذ لوغاريتم الطرفين‪:‬‬
‫) ‪∴ n log λ = log(1 − ρ‬‬
‫ومن هذه المعادلة يمكن حساب عدد الفترات ) ‪ ( n‬اللزمة‬
‫لتغطية نسبة ) ‪ ( ρ‬من الفجوة بين سعر الصرف الفعلي و سعر‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪39‬‬

‫الصرف المرغوب كما يلي‪( Kmenta,1986, p.530) :‬‬


‫) ‪log(1 − ρ‬‬
‫)‪(10‬‬ ‫=‪n‬‬
‫‪log λ‬‬
‫‪-4‬ا‪ 5 :‬تقدير المعلمات الهيكلية لمعادلة التعديل‬
‫الجزئي ‪:‬‬
‫بعد تقدير معلمـــات المعادلـــة قصيرة الجــــل للتعديل‬
‫الجزئي لسعر الصرف رقم(‪ ،)9‬سنحصل علي تقدير لقيمة‬
‫المعلمة ) ‪ ( λ‬وهى معلمة سعر الصرف المبطئ ) ‪ ، ( ERt −1‬ومنها‬
‫نستطيع الحصول على المعلمات السلوكية طويلة الجل لسعر‬
‫الصرف ) ‪ ( ai‬كما يلي‪:‬‬
‫) ‪a i (1 − λ‬‬
‫= ‪ai‬‬
‫) ‪(1 − λ‬‬
‫حيث )‪ ( i = 1‬في حالة معامل المستوى العام للسعار ) ‪، ( CPI‬‬
‫)‪ ( i = 2‬في حالة معامل الرصدة النقدية الحقيقة ) ‪، ( RM‬في‬
‫المعادلة رقم(‪.)1‬‬
‫وإذا كانت المتغيرات في المعادلة(‪ )9‬مقاسة في صورة‬
‫لوغاريتمية‪ ،‬فإن ) ‪ ( ai‬ستكون هي المرونة طويلة الجل لسعر‬
‫الصرف بالنسبة لمتغير تفسيري معين‪ ،‬حيث انه في هذه الحالة‬
‫مثل بالنسبة للمعلمة ) ‪: ( a1‬‬
‫) ‪∂ ln ( ERt‬‬ ‫) ‪∂ ln ( ERt‬‬
‫‪∂CPI t‬‬ ‫‪ ∂ERt‬‬ ‫‪1   ∂CPI t‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪‬‬
‫= ‪a1‬‬ ‫=‬ ‫‪= ‬‬ ‫•‬ ‫‪ / ‬‬ ‫•‬ ‫‪‬‬
‫) ‪∂ ln ( CPI t‬‬ ‫‪∂ ln CPI t‬‬
‫‪∂CPI t‬‬ ‫‪ ∂CPI t ERt   ∂CPI t ∂CPI t‬‬ ‫‪‬‬
‫وهذه المرونة تفترض إتمام عملية التعديل الجزئي لسعر‬
‫الصرف الفعلي اتجاه سعر الصرف المرغوب ‪،‬بحيث يقترب سعر‬
‫الصرف الفعلي من سعر الصرف المرغوب‪ ،‬فبعد فترة طويلة‬
‫جدا‪ ،‬تصبح ( ‪ )n‬كبيرة جدا‪ ،‬وحيث أن )‪ (1  λ  0‬فإن ) ‪ ( λn‬تقترب‬
‫من الصفر مع اقتراب ) ‪ ( n‬من ما لنهاية‪ ،‬وبالتالي تصبح المرونة‬
‫طويلة الجل لسعر الصرف وآلتي تأخذ في الحسبان إتمام عملية‬
‫التعديل الجزئي هي‪:‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪40‬‬ ‫الحقيقية‬

‫(‬ ‫)‬
‫‪a i 1 − λn ≈ a i‬‬
‫ومن ثم فإن ) ‪ ( a1‬مثل تعني أن تغير المستوى العام للسعار‬
‫بنسبة(‪ )%1‬يغير سعر الصرف طويل الجل بنسبة ) ‪، ( a1 %‬ولكن‬
‫بعد أن يتم تعديل سعر الصرف الفعلي بحيث يقترب جدا من‬
‫سعر الصرف المرغوب يصبح‪:‬‬
‫*‬
‫‪ERt ≈ ERt‬‬

‫= ‪ai‬‬
‫) ‪∂ ( ln ERt‬‬
‫≈‬
‫(‬
‫‪∂ ln ERt‬‬
‫*‬
‫)‬
‫) ‪∂ ( ln CPI t ) ∂ ( ln CPI t‬‬

‫أما بالنسبة للمرونة قصيرة الجل‪ :‬فبعد فترة قصيرة ولتكن‬


‫فترة زمنية واحدة‪ ,‬كما في الدراسة الحالية‪،‬فإن تعديل سعر‬
‫الصرف الفعلي اتجاه سعر الصرف المرغوب سيتم بنسبة ) ‪(1 − λ‬‬
‫ومن ثم يتبقى بدون تعديل ) ‪ ، ( λ‬وبالتالي يجب استبعاد المقدار‬
‫الذي بقي بدون تعديل من المرونة طويلة الجل لنحصل علي‬
‫المرونة قصيرة الجل‪ ،‬وتحسب كما يلي‪:‬‬
‫‪ai − ( ai × λ ) = ai (1 − λ ) → i = 1,2‬‬

‫وهذا المقدار بالتحديد هو معاملت المعادلة (‪.)9‬‬

‫وبنفس المنطق فإن المرونة طويلة الجل لسعر الصرف‬


‫بالنسبة للرصدة النقدية الحقيقية هي ) ‪، ( a 2‬أما المرونة قصيرة‬
‫الجل فهي ) ‪. a 2 (1 − λ‬والمرونة طويلة الجل لسعر الصرف ‪a1‬‬

‫تعني أن التغير في المستوي العام للسعار بنسبة ) ‪( (1%‬وبمقدار‬


‫نقطة واحدة) يفضي إلي تغير سعر الصرف بنسبة ]‪[ a1 (1 − λ ) %‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪41‬‬

‫في الجل القصير وإلي تغير (بنسبة )‪ ( a1 %‬في الجل الطويل‪ ،‬وبعد‬
‫الخذ في العتبار تعديل سعر الصرف الفعلي اتجاه سعر الصرف‬
‫المرغوب بنسبة ) ‪ ، (1 − λ‬وحيث أن التعديل غير كامل فإن سعر‬
‫الصرف الفعلي ) ‪ ( ER‬سيختلف عن سعر الصرف المرغوب ) ‪( ER‬‬
‫*‬

‫ومن ثم تصبح المرونة طويلة الجل أكبر باستمرار من المرونة‬


‫قصيرة الجل‪،‬لن الجل الطويل يسمح بإمكانية التغلب علي كثير‬
‫من القيود المؤسسية والسوقية‪،‬بما يمكن من تعديل أكبر جزء‬
‫من الفجوة بين سعر الصرف الفعلي وسعر الصرف المرغوب‪،‬‬
‫فالمرونة طويلة الجل تساوي المرونة قصيرة لجل مضاف إليها‬
‫التعديلت طويلة الجل في سعر الصرف‪.‬‬
‫‪-4‬أ‪ 6:‬تقدير نموذج التعديل الجزئي لسعر الصرف‪:‬‬
‫(‪ )1‬فترة الدراسة‪:‬هي (‪.)2000-1971‬‬
‫(‪ )2‬مصدر البيانات‪:‬هي الحصاءات الماليـــــة الدوليــة (‬
‫‪،)IFS‬العـــــدد الـــسنوي (‪ )2001‬في الصفحات (‪)437-434‬عن‬
‫المتغيرات التالية‪:‬‬
‫(ا) سعر الصرف السوقي السمي‪،‬ورمزه ‪ ))ER‬ومعرفا‬
‫علي أنه عدد الجنيهات لكل دولر‪ ،‬وبياناته سنوية في السطر (‬
‫‪.)WE‬‬
‫(ب) الرصدة النقدية الحقيقية‪ :‬ورمزها ( ‪ ، )RM‬وتعرف‬
‫على أنها العرض النقدي السمي بالمفهوم الضيق ‪،‬والذي يشتمل‬
‫علي العملة المتداولة خارج الجهاز المصرفي ‪،‬بالضافة إلى‬
‫الودائع القابلة للتداول وهذه هي المكونات الكثر توافقا مع‬
‫مسلمات القتصاد السلمي‪ .‬وبيانات العرض النقدي السمي في‬
‫سطر(‪ )34‬من (‪، )IFS‬ومقسومة على المستوى العام للسعار‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪42‬‬ ‫الحقيقية‬

‫ورمزه( ‪ )CPI‬في سطر (‪)64‬من ( ‪ )IFS‬أيضا‪ ،‬لنحصل من خارج‬


‫القسمة علي الرصدة النقدية الحقيقية ‪.‬‬
‫(ج)الرقم القياسي للمستوي العام للسعار‪ :‬ورمزه ‪،))CPI‬‬
‫وهو الرقم القياسي لسعار المستهلك ‪ ،‬في سطر(‪ )64‬من (‪.)IFS‬‬
‫(د) المتغير الذي ينوب عن سياسة سعر الصرف‪ :‬ورمزه (‬
‫‪ )Dumy‬وهو متغير صوري‪ ،‬يأخذ‬
‫قيما=‪1‬في السنوات التي حدثت فيها قفزات في سعر‬
‫الصرف السمي وهي(‪،)1980-1979‬‬
‫(‪ )1999-2000( ،)1989-1990‬ويأخذ قيما= صفر في السنوات‬
‫الباقية من فترة الدراسة‪ ،‬حيث ساد ثبات سعر الصرف السمي‪،‬‬
‫وفقا لنظام سعر الصرف الذي أتبع في مصر‪ ،‬والشكل رقم( ‪)1‬‬
‫يوضح القفزات آلتي حدثت في سعر الصرف السمي‪.‬‬
‫نظام سعر الصرف‪ :‬نظام سعر الصرف الذي أتبعته مصر‬
‫وفقا لتصنيف صندوق النقد الدولي (‪ )IFS,2001 14-15‬وهو أسعار‬
‫الصرف المربوطة داخل نطاقات أفقية ‪pegged exchange within‬‬
‫‪ horizontal bands‬وبمقتضى هذا النظام فإن قيمة الجنيه يتم‬
‫المحافظة عليها داخل هوامـــــــش للتقلــــــب حول ربط ثابت‬
‫‪ Fixed peg‬يكون أوسع من )‪ (±1%‬حول سعر صرف مركزي‪.‬‬
‫شكل رقم(‪:)1‬سعر الصرف السمي للدولر مقابل الجنيه‬
‫المصري‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪43‬‬

‫‪7‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ER‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪YEAR‬‬

‫الصيغة التى على أساسها تم تقدير النموذج‪ :‬هي صياغة‬


‫خطية لوغاريتمية مزدوجة ‪ double-log linear‬لكل من سعر‬
‫الصرف السمي( ‪ )LER‬والمستوى العام للسعار( ‪ )CPI‬والرصدة‬
‫النقدية الحقيقية( ‪ ،)LRM‬وسعر الصرف المبطئ فترة زمنية‬
‫واحدة( ‪ )LGER‬لسعر الصرف ومن ثم فصورة النموذج المقدر‬
‫للتعديل الجزئي لسعر الصرف في الجل القصير هي‪:‬‬
‫‪LER = a 0 (1 − λ ) + a1 (1 − λ ) Dumy + a 2 (1 − λ ) LCPI + a3(1 − λ ) LRM + λLGER + ε t‬‬
‫نتائج التقدير وتفسيرها‪:‬‬
‫النموذج المقدر‪ :‬في مخرجات الكمبيوتر التالية نتائج‬
‫التقدير‪ ،‬ونتناولها كما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬اختبار الرتباط الذاتي بين قيم الخطاء العشوائية‬
‫للنحدار‪.‬‬
‫‪.2‬التفسير القتصادي لمعامل التعديل ) ‪. (1 − λ‬‬
‫‪.3‬مرونات سعر الصرف في الجل القصير‪.‬‬
‫‪.4‬مرونة سعر الصرف بالنسبة للمستوى العام للسعار في‬
‫الجل القصير‪.‬‬
‫‪.5‬المرونة الذاتية والمرونة الحركية الذاتية لسعر الصرف‪.‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
44 ‫الحقيقية‬

.‫مرونات سعر الصرف في الجل الطويل‬.6


‫استنتاج الفروض الساسية آلتي تحكم العلقة بين سعر‬.7
.‫الصرف والمتغيرات النقدية‬
‫)النموذج المقدر‬1( ‫جدول رقم‬
REGRESS;LHS=LER;RHS=ONE,DUMY,LCPI,LGER;AR1$
Ordinary Least Squares regression ; Weighting variable=none
Dep. Var.=LER Mean=.1076807674, SD=.891396457
Model size: Observations=29; Parameters=5, Deg. Fr.=24
Model fit R 2 =.968 R 2 =.96277
Model test F[4,24]=182 P-VALUE=.000
Autocorrel: D.W =1.23127 ρ = .38437

Variable Coefficient Standard T- P- Mean of


error statistc value X
Constant 1.60101091 1.1733992 1.364 .1851
9
DUMY -.23496525 .14431771 -1.628 .1166 .5862069
5
LCPI .213727065 .10085379 2.119 .0446 3.279342
9
LGER .865717379 .15268952 5.670 .000 .0339395
4
LRM -34032365 .17618800 -1.932 .0653 6.129043

:‫النموذج بعد تصحيح الرتباط الذاتي‬


‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪45‬‬

‫‪AR(1) MODEL‬‬ ‫‪ε t = ρε t −1 + µ t‬‬


‫‪Initial value of ρ‬‬ ‫‪ρ = .38437‬‬
‫‪Iter=44 ,‬‬ ‫‪SS=.603‬‬ ‫‪Log-L=14.905094‬‬
‫‪Final value of Rho‬‬ ‫‪ρ = .42740‬‬
‫‪Durbin-Watson:‬‬ ‫‪ε t = 1.14520‬‬
‫‪Std. Deviation:‬‬ ‫‪ε t = .17536‬‬
‫‪Std. Deviation:‬‬ ‫‪µ t = .15854‬‬
‫‪Durbin-Watson‬‬ ‫‪µ t = 1.86567‬‬
‫‪Autocorrelation‬‬ ‫‪µ t = .06717‬‬
‫‪Variable‬‬ ‫‪Coefficient‬‬ ‫‪Std. Error T-‬‬ ‫‪p-value‬‬ ‫‪Mean of X‬‬
‫‪Statistic‬‬
‫‪Constant‬‬ ‫‪1.12994893‬‬ ‫‪1.2475938 .906‬‬ ‫‪.3651‬‬
‫‪Dumy‬‬ ‫‪-.20287846‬‬ ‫‪.14656827 -1.384‬‬ ‫‪.1663‬‬ ‫‪.5862069‬‬
‫‪LCPI‬‬ ‫‪.277501671‬‬ ‫‪.12716802 2.182‬‬ ‫‪.0291‬‬ ‫‪3.2793429‬‬
‫‪4‬‬
‫‪LRM‬‬ ‫‪-.29950573‬‬ ‫‪.19328099 -1.550‬‬ ‫‪.1212‬‬ ‫‪6.1290443‬‬
‫‪4‬‬
‫‪LGER‬‬ ‫‪.763069134‬‬ ‫‪.17908538 4.261‬‬ ‫‪.00000‬‬ ‫‪.03393955‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ρ‬‬ ‫‪.427401683‬‬ ‫‪.17085163 2.502‬‬ ‫‪.0124‬‬
‫‪5‬‬

‫(‪ )1‬اختبار الرتباط الذاتي‪ :‬نظرا لوجود القيمة‬


‫المبطئة لسعر الصرف ضمن المتغيرات التفسيرية‬
‫لسعر الصرف(‪، )LGER‬فإن إحصائية (‪ )DW‬المقدرة‬
‫ل تصلح لختبار فرض العدم (بعدم وجود ارتباط ذاتي‬
‫بين قيم الخطأ العشوائي للنحدار ) لنها تكون‬
‫متحيزة اتجاه قيمتها المثلى وهى (‪ ، )2‬مما يفضي‬
‫إلي قبول فرض العدم غالبا‪ ،‬بالرغم من وجود ارتباط‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪46‬‬ ‫الحقيقية‬

‫ذاتي في الحقيقة ولذلك تستخدم إحصائية( ‪)durbin-h‬‬


‫‪ ،‬ولكي نحسب إحصائية (‪ ، )h‬نحتاج إلي البيانات‬
‫التالية‪:‬‬
‫(ا) عدد المشاهدات(‪)N‬‬
‫(ب) إحصائية (‪ )DW‬المقدرة ولنرمز لها بالرمز(‪.)d‬‬
‫(ج) تباين المتغير التفسيري المبطئ ولنرمز له بالرمز(‬
‫‪.Var(LGER‬‬
‫ولهذا فإن إحصائية الختبار هي‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪N‬‬
‫) ‪h = (1 − d‬‬
‫‪2‬‬ ‫] ‪1 − N (Var[ LGER‬‬
‫وعند تقدير النموذج بطريقة (‪ )OLS‬كانت قيمة(‪ )h‬هي‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬
‫))‪h = (1 − (1.23127‬‬ ‫‪=3.637‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1 − 29(.152689) 2‬‬
‫ونظرا لن ( ‪ )h‬لها قيم موزعة توزيعا طبيعيا معياريا فقيمتها‬
‫تقارن بقيم توزيع (‪،)Z‬وهو المتغير الطبيعي المعياري ‪ ،‬وحيث أن‬
‫)‪ (h = 3.637‬وهي أكبر من قيمة‬
‫(‪ ، )z=1.96‬فهناك مؤشر علي وجود ارتباط ذاتي‪.‬‬
‫ولهذا تم إعادة تقدير النموذج باستخدام المربعات الصغرى‬
‫العامة المنظورة‬
‫(‪ )FGLS‬ولتقدير معلماتها استخدمت طريقة ‪Praise-Winston two‬‬
‫‪ step method‬لعلج الرتباط الذاتي‪ ،‬وكانت قيمة إحصائية (‪Durbin-‬‬
‫‪ )h‬في ظل هذه التقديرات الجديدة هي‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬
‫))‪h = (1 − (1.86567‬‬ ‫‪= 1.3679‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1 − 29(.179085) 2‬‬
‫وهذه القيمة أقل من قيمة(‪ ، )z=1.96‬ومن ثم فإننا ل‬
‫نستطيع رفض فرض العدم بأن معامل الرتباط الذاتي المقدر‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪47‬‬

‫)‪ ( ρ = .06717‬ل يختلف معنويا عن الصفر‪ ،‬ومن ثم فإن قيم المتغير‬


‫العشوائي المحول ) ‪ ( µ t‬في النموذج المحول بطريقة(‪P-W two step‬‬
‫‪ )method‬غير مرتبطة ذاتيا‪.‬‬
‫(‪ )2‬التفسير القتصادي لمعامل التعديل‪(1 − λ ) :‬‬
‫عرفنا أن معامل سعر الصرف المبطئ (في صورة‬
‫لوغاريتمية) آي ‪ LGER‬هو ) ‪ ، (λ‬ومعامل التعديل ) ‪ ، (1 − λ‬ومن‬
‫النموذج المقدر فإن ‪:‬‬
‫‪λ=.763‬‬
‫وبالتالي فإن معامل التعديل يصبح‪:‬‬
‫‪(1-λ)=1-.763=.237‬‬
‫وهذه القيمة لمعامل التعديل تشير إلي أن((‪ %23.7‬من‬
‫الفجوة بين سعر الصرف الفعلي وسعر الصرف المرغوب سيتم‬
‫تغطيتها في السنة الولي‪ .‬وإذا كان معامل التعديل منخفضا‪ ،‬فإن‬
‫هذا إشارة إلي وجود عقبات هيكلية عديدة ومشاكل اقتصادية‬
‫تحول دون جعل سعر الصرف الفعلي على مسار سعر الصرف‬
‫المرغوب‪ .‬وانخفاض معامل التعديل ‪ ،‬يشير إلى أن ) ‪ (b1‬صغيرة‬
‫بالمقارنة مع ) ‪ ، (b2‬بمعنى أن تكاليف تعديل اختلل توازن سعر‬
‫صرف الجنية مقابل الدولر (وهى تكاليف تنجم عن انحراف سعر‬
‫الصرف الفعلي عن مستواه التوازني) أقل بكثير من تكاليف‬
‫التعديل الفعلي لسعر الصرف(وهى تكاليف تنجم عن انحراف‬
‫سعر صرف الجنيه مقابل الدولر في الفترة(‪ )t‬عن مستوى سعر‬
‫الصرف في الفترة (‪.)t-1‬‬
‫وفى ضوء هذه القيمة لمعامل التعديل‪ ،‬فإن عدد السنوات‬
‫آلتي يستغرقها تغطية ( (‪%90‬من الفجوة بين سعر الصرف‬
‫الفعلي وسعر الصرف المرغوب(المخطط) هو‪:‬‬
‫)‪log(1 − ρ ) log(1 − 90%‬‬
‫=‪n‬‬ ‫=‬ ‫‪= 8.5 years‬‬
‫‪log λ‬‬ ‫)‪log(.763‬‬
‫إذا عدد السنوات التي يستغرقها تغطية(‪ )%90‬من الفجوة‬
‫بين سعر الصرف المرغوب سعر الصرف الفعلي هو ‪))8.5‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪48‬‬ ‫الحقيقية‬

‫سنوات‪ ،‬ومن ثم فإن الفجوة تصبح في حدود(( ‪ %10‬بعد (‪)8.5‬‬


‫سنوات‪.‬‬
‫(‪ )3‬مرونة سعر الصرف في الجل القصير‪:‬‬
‫تعطى المعاملت المقدرة للمتغيرات التفسيرية المرونات‬
‫قصيرة الجل لسعر الصرف بالنسبة للمتغيرات‪ .‬وتلك المعاملت‬
‫هي الصيغ المختصرة ‪ ، reduced form‬وصيغتها العامة‪:‬‬
‫) ‪ai (1 − λ‬‬
‫ويلحظ من مخرجات الكمبيوتر أن معامل لوغاريتم‬
‫المستوى العام للسعار ) ‪ (LCPI‬ومعامل لوغاريتم سعر الصرف‬
‫المبطئ )‪ (LGER‬معنويان‪ ،‬فالول معنوي عند مستوى معنوية(‪)%3‬‬
‫والثاني معنوي جدا عند مستوى ‪.))%1‬‬
‫أما المعامل المقدر للمتغير الصوري(‪ )Dumy‬ومعامل‬
‫لوغاريتم الرصدة النقدية الحقيقية ( ‪ )LRM‬غير معنويين حتى عند‬
‫مستوى (‪ ، )%10‬بمعنى أن كلهما ل يختلف معنويا عن الصفر عند‬
‫‪ ، ))%10‬وعلوة على أن إشارة كلهما سالبة مخالفة للتوقعات‬
‫المسبقة‪ ،‬والتي تقرر أن تكون الشارتان موجبتين‪ .‬كما أن ثابت‬
‫النحدار غير معنوي أيضا عند مستوى معنوية(‪.)%10‬‬
‫(‪ )4‬مرونة سعر الصرف بالنسبة للمستوى العام‬
‫للسعار‪:‬‬
‫سبق الشارة إلي أن مرونة سعر الصرف بالنسبة‬
‫للمستوى العام للسعار تختلف معنويا عن الصفر عند مستوي (‬
‫‪ )%3‬والقيمة المقدرة لهذا المعامل هي (‪ ، )2775.‬وهذه هي‬
‫المرونة قصيرة الجل ‪ ،‬وهى تعنى أن كل تغير في المستوى‬
‫العام للسعار بنسبة (‪ )%10‬يترتب علية تغير في سعر الصرف‬
‫بنسبة (‪ ، )%2.775‬ويكون بذلك سعر الصرف غير مرن بالنسبة‬
‫للمستوى العام للسعار في الجل القصير ‪ ،‬ففي الجل القصير‬
‫يكون سعر الصرف أقل قدرة على التكيف مع التغيرات آلتي‬
‫تطرأ على المستوى العام للسعار‪ ،‬وكما سنرى حال فإن مرونة‬
‫سعر الصرف بالنسبة للمستوى العام للسعار في الجل الطويل‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪49‬‬

‫=‪ 1.7124‬وهى مرونة أكبر من الواحد‪ ،‬مما يعنى أن سعر الصرف‬


‫حساس للتغيرات في المستوى العام للسعار في الجل الطويل‬
‫حيث يتكيف سعر الصرف في الجل الطويل للتغيرات التي تطرأ‬
‫علي سعر الصرف في فترات سابقة‪.‬‬

‫(‪ )5‬المرونة الذاتية والمرونة الحركية لسعر الصرف‪:‬‬


‫يمكن أن نطلق على مرونة سعر الصرف في الفترة(‪)t‬‬
‫بالنسبة لسعر الصرف في الفترة السابقة على (‪ )t‬بالمرونة‬
‫الذاتية لسعر الصرف‪ ،‬وهى نسبة التغير في سعر الصرف الفترة(‬
‫‪ )t‬الناجم عن تغير سعر صرف فترة سابقة (‪)t-1‬بنسبة(‪)%1‬‬
‫وتلعب المرونة الذاتية لسعر الصرف دورا جوهريا في تحديد مدى‬
‫ونطاق التقلب في سعر الصرف‪ .‬وهذه المرونة تعكس أثر‬
‫السلوك الماضي لسعر الصرف على سلوك سعر الصرف السائد‬
‫في الفترة الحالية‪ ،‬وهو أثر سوف يكون مستمرا‪ ،‬وقد يكون‬
‫متناقص أو متزايد ‪ ،‬مما يزيد أو يخفض تقلبات سعر الصرف‪،‬‬
‫وهذا يتوقف على قيمة المرونة الذاتية الحركية لسعر الصرف‪،‬‬
‫وهى النقطة التي سنلقى عليها الضوء فيما بعد‪.‬‬
‫ومن النموذج المقدر‪ ،‬عرفنا أن معامل لوغاريتم الرصدة‬
‫النقدية الحقيقية (‪ ) LRM‬ومعامل المتغير الصوري (‪، )Dumy‬‬
‫وثابت النحدار ل يختلفون معنويا عن الصفر‪ ،‬فإذا وضعنا قيم هذه‬
‫المعلمات تساوى صفرا‪ ،‬واقتصرنا على المعلمات المعنوية‬
‫إحصائيا‪ ،‬أصبح النموذج المقدر على الصورة‪:‬‬
‫‪(11) LERt = .2755LCPI t + .763LERt −1‬‬
‫وإذا افترضنا أن المستوى العام للسعار يأخذ القيمة التالية‪:‬‬
‫‪CPI=220‬‬
‫ومن ثم فإن اللوغاريتم الطبيعي لتلك القيمة هو‪:‬‬
‫‪LCPI=5.3936754635‬‬
‫‪∴ LERt = 1.48594438902 + .763LERt −1‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪50‬‬ ‫الحقيقية‬

‫وبإعادة كتابة هذه المعادلة على الصورة‪:‬‬


‫‪LERt − .763LERt −1 = 1.48594438902‬‬
‫وهذه معادلة فروق غير متجانسة من الدرجة الولى لسعر‬
‫الصرف‪ ،‬وصورتها الرمزية وفقا لنموذج التعديل الجزئي هى‪:‬‬
‫) ‪(12) LERt − λLERt −1 = a1 (1 − λ‬‬
‫حيث‪ : λ :‬هي المرونة الذاتية لسعر الصرف (أي مرونة‬
‫سعر الصرف في فترة ما (‪ )t‬بالنسبة لمستوى سعر الصرف في‬
‫فترة سابقة‪ ،‬على الفترة ( ‪ : a1 (1 − λ ) ،))t‬هي المرونة السعرية‬
‫لسعر الصرف( مرونة سعر الصرف بالنسبة للمستوى العام‬
‫للسعار) في الجل القصير‪.‬‬
‫وبوضع ) ‪ ، c = a1 (1 − λ‬وحل المعادلة رقم((‪ 12‬بالنسبة لسعر‬
‫الصرف ) ‪ ( LERt‬يمكن تحديد‪:‬‬
‫(أ) المسار الزمني لسعر الصرف‪ ،‬وما إذا كان سعر‬
‫الصرف يقترب من أو يبتعد‪-‬مع الزمن‪ -‬عن المستوى التوازني‬
‫لسعر الصرف‪.‬‬
‫(ب) دور المرونة الذاتية في تحديد القتراب أو البتعاد عن‬
‫المستوى لتوازني لسعر الصرف‪.‬‬
‫وحل معادلة الفروق السابقة يتكون من جزأين (‬
‫‪:)Chiang,1986,PP.554-555‬‬
‫الول‪:‬يمثل المستوى التوازني لسعر الصرف المتداخل‬
‫زمنيا ‪. intertemporal equilibrium level‬‬
‫الثاني يمثل النحراف في المسار الزمني لسعر الصرف‬
‫عن المستوى لتوازني‪.‬‬
‫وحل هذه المعادلة سيأخذ الصورة التالية‪:‬‬
‫‪c‬‬
‫‪LERt = A(λ ) t +‬‬
‫‪1− λ‬‬
‫ونهاية هذا الحل عندما ) ∞ → ‪ ( t‬هي‪:‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪51‬‬

‫‪c‬‬ ‫‪c‬‬
‫‪lim LERt t → ∞ = lim t →∞ A(λ ) t +‬‬ ‫=‬
‫‪1+ λ 1+ λ‬‬
‫وحيث أن القيم المقدرة هي‪ ، c=1.48594438902, λ=.763 :‬فإن‬
‫القيمة التوازنية طويلة الجل للوغاريتم سعر الصرف تصبح‪:‬‬
‫‪1.4859443802‬‬
‫= ‪LERt‬‬ ‫‪= 6.26980754861‬‬
‫)‪(1 − .763‬‬
‫أي أن سعر الصرف التوازني طويل الجل هو‪:‬‬
‫‪ERˆ = 528.375681458‬‬
‫فسعر الصـــــــــرف التوازنـــــــــــــي الذي يجب أن‬
‫يســـــــود في الجل الطويــــــــل هو (‪)5.28‬جنيهات لكل دولر‪،‬‬
‫في ظل افتراض قيمة للمستوى العام للسعار= ‪.220‬‬
‫وعلينا أن نحدد ما إذا كان نموذج التعديل الجزئي يفضي‬
‫إلى نموذج مستقر حركيا أم غير مستقر لسعر الصرف‪ ،‬وما هي‬
‫شروط هذا الستقرار ؟‬
‫لمعرفة مدى استقرار سعر الصرف حركيا في ظل نموذج‬
‫التعديل الجزئي في ظل ثبات المستوى العام للسعار فإننا نقف‬
‫عند الحد ] ‪ [ A(λ ) t‬في الدالة لنه يمثل النحرافات ‪ deviations‬عن‬
‫مستوى التوازن المتداخل زمنيا ‪، intertemporal-equilibrium level‬‬
‫ومن الواضح أنه سيعتمد على ) ‪ (λ‬وهى المرونة الذاتية لسعر‬
‫الصرف‪ ،‬ولكن المقدار ‪ (λ ) t‬يسمى المرونة الذاتية الحركية لسعر‬
‫الصرف ‪ ، auto-dynamic elasticity‬فإذا كانت ‪:‬‬
‫(أ) ‪ : λ  1‬بمعنى أن سعر الصرف مرن ذاتيا ‪ ،‬فإن‬
‫المرونة الحركية الذاتية ‪ (λ ) t‬تكون متزايدة مع الزمن ‪ ،‬ومن ثم‬
‫سيبتعد المسار الزمني لسعر الصرف عن المسار التوازني ‪ ،‬ولن‬
‫يكون التوازن مستقرا‪.‬‬
‫(ب) ‪ : λ 1‬فإن سعر الصرف يكون غير مرن ذاتيا ‪ ،‬ومن‬
‫ثم فإن المرونة الحركية الذاتية ‪ ( λ ) t‬تكون متناقصة مع الزمن‪،‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪52‬‬ ‫الحقيقية‬

‫وبالتالي تتناقص الدالة المكملة مع الزمن ويؤول سعر الصرف‬


‫في النهاية إلى المستوى التوازني‪.‬‬
‫وحيث أن نموذج التعديل الجزئي أعطى قيمة مقدرة‬
‫)‪ (λ = .763‬فإن نموذج التعديل الجزئي يستوفى شرط استقرار‬
‫التوازن‪ ،‬بافتراض ثبات العوامل الخرى المؤثرة على سعر‬
‫الصرف‪.‬‬
‫ويوضح الجدول رقم( ‪ ) 2‬العلقة بين قيم مختلفة‬
‫للمستوي العام للسعار وسعر الصرف التوازني طويل الجل‬
‫مقدرة طبقا لنموذج التعديل الجزئي‪.‬‬
‫جدول رقم(‪ ) 2‬القيم المقدرة لسعر الصرف طويل‬
‫الجل(‪)ER‬‬
‫مشروطة بقيم معينة للمستوي العام للسعار(‪)CPI‬‬
‫‪CPI‬‬ ‫‪LER‬‬ ‫‪ER‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪5.8246‬‬ ‫‪338.525‬‬
‫‪160‬‬ ‫‪5.8992‬‬ ‫‪364.899‬‬
‫‪170‬‬ ‫‪5.97009‬‬ ‫‪391.543‬‬
‫‪180‬‬ ‫‪6.03654‬‬ ‫‪418.442‬‬
‫‪190‬‬ ‫‪6.09939‬‬ ‫‪445.585‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪6.15901‬‬ ‫‪472.962‬‬
‫‪210‬‬ ‫‪6.21573‬‬ ‫‪500.562‬‬
‫‪220‬‬ ‫‪6.26981‬‬ ‫‪528.376‬‬
‫‪230‬‬ ‫‪6.32148‬‬ ‫‪556.396‬‬
‫‪240‬‬ ‫‪6.37095‬‬ ‫‪584.615‬‬
‫‪250‬‬ ‫‪6.41841‬‬ ‫‪613.02‬‬
‫ومن الواضح أن هناك علقة طردية ومباشرة بين سعر‬
‫الصرف التوازني طويل الجل والمستوي العام للسعار‪،‬وعلي هذا‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪53‬‬

‫يمكن اعتبار ارتفاع المستوي العام للسعار المتغير الساسي في‬


‫ارتفاع سعر صرف الدولر مقابل الجنيه في مصر ‪.‬‬

‫(‪ )6‬مرونات سعر الصرف في الجل الطويل‪:‬‬


‫سبقت الشارة إلى أن قيم الصيغ المختصرة للنموذج قصير‬
‫الجل‪ ،‬تعطي المرونات قصيرة الجل لسعر الصرف بالنسبة‬
‫للمتغيرات التفسيرية ‪ ،‬ومن تلك الصيغ يمكن تقدير المرونات‬
‫طويلة الجل‪ .‬ومرونة سعر الصرف قصير الجل هي ) ‪، ai (1 − λ‬‬
‫ولقد تم تقدير تلك المرونات‪ ،‬وتم تقدير(‪، )λ‬وبناء على تلك‬
‫التقديرات فإن المرونة طويلة الجل هي‪:‬‬
‫) ‪a i (1 − λ‬‬
‫= ‪ai‬‬
‫) ‪(1 − λ‬‬
‫وبناء على ذلك ‪ ،‬فإن المرونة طويلة الجل لسعر الصرف‬
‫بالنسبة لمتغيرات النموذج وهي‪ ، ( LRM , LCPI , Dumy ) :‬لها القيم‬
‫المقدرة التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ثابت النحدار ‪a 0 = (1.12995) ÷ (1 − .763) = 4.7677‬‬
‫‪ -2‬معامل ‪a1 = ( − .20288) ÷ (1 − .763) = −.85603 Dumy‬‬
‫‪ -3‬معامل ‪a 2 = ( .2775) ÷ (1 − .763) = 1.71 LCPI‬‬
‫‪ -4‬معامل ‪a3 = ( − .29951) ÷ (1 − .763) = −1.264 LRM‬‬
‫وهذه هي القيم المقدرة للمعلمات الهيكلية (أو المعلمات‬
‫السلوكية) لنموذج التعديل لسعر الصرف طويل الجل‪،‬والذي‬
‫يفترض إتمام تعديل سعر الصرف الفعلي اتجاه سعر الصرف‬
‫المرغوب‪ ،‬ويصبح النموذج طويل الجل على الصورة‪:‬‬
‫‪(18) LERt = 4.7677 − .85603Dumy + 1.171CPI t − 1.264 LRM t‬‬
‫ومن الواضح أن المرونات طويلة الجل أكبر من المرونات‬
‫قصيرة الجل‪ ،‬كما هو متوقع‪ ،‬ولكن المرونات التي كانت غير‬
‫معنوية في الجل القصير‪ ،‬تظل أيضا غير معنوية في الجل‬
‫الطويل‪.‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪54‬‬ ‫الحقيقية‬

‫وعلى هذا تصبح مرونة سعر الصرف بالنسبة للمستوى‬


‫العام لسعار هي المرونة المعنوية الوحيدة أيضا في الجل‬
‫الطويل‪ ،‬ومن الواضح أن تلك المرونة (=‪ )1.7124‬أكبر من الواحد‬
‫مما يدل على أن سعر الصرف مرن بالنسبة للمستوى العام‬
‫للسعار في الجل الطويل ‪ ،‬فإذا تغير المستوى العام للسعار‬
‫بنسبة (‪ )%10‬فإن سعر الصرف يتغير في نفس التجاه بنسبة‬
‫‪ ))%2.775‬في الجل القصير‪ ،‬ولكن بعد إتمام عملية التعديل‬
‫وتكيف سعر الصرف في الفترة الحالية لسعر الصرف في‬
‫الفترات السابقة‪ ،‬يتغير سعر الصرف‪-‬في الجل الطويل‪ -‬في‬
‫نفس اتجاه المستوى العام للسعار وبنسبة (‪ )%17.124‬مما يدل‬
‫على أن تغيرات المستوى العام للسعار تلعب دورا جوهريا في‬
‫التأثير علي سعر الصرف‪.‬‬

‫(‪ )7‬نتائج النموذج المقدر للتعديل الجزئي‪ :‬وفي ختام‬


‫التحليل السابق ‪ ،‬وفي ضوء المسلمات الساسية للقتصاد‬
‫السلمي ‪ ،‬نخلص إلي الفروض الساسية التالية‪:‬‬
‫‪".1‬يتغير سعر صرف الجنية المصري مقابل الدولر‬
‫المريكي في فترة معينة ‪،‬في نفس اتجاه تغير المستوي‬
‫العام للسعار ‪ ،‬وبدرجة تتوقف على درجة تكيف سعر‬
‫الصرف في الفترات السابقة لها‪ ،‬فمع زيادة درجة التكيف‪،‬‬
‫تزداد درجة استجابة تغيرات سعر الصرف مع تغيرات‬
‫المستوى العام للسعار"‬
‫‪".2‬إن نموذج التعديل الجزئي هو نموذج للتوازن المتداخل‬
‫زمنيا لسعر الصرف وأن هذا التوازن يميل إلي الستقرار‬
‫في الجل الطويل ‪ ،‬وذلك لن المرونة الذاتية لسعر‬
‫الصرف في الجل القصير موجبة وأقل من الواحد‪ ،‬وأن‬
‫المرونة الحركية الذاتية تتناقص مع الزمن مما يؤدى إلي‬
‫اقتراب المسار الزمني لسعر الصرف من المستوى‬
‫التوازني المتداخل زمنيا‪".‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪55‬‬

‫‪".3‬إن ارتفاع المستوي العام للسعار هو المتغير الساسي‬


‫الذي يسبب ارتفاع سعر الدولر المريكي مقابل الجنيه‬
‫المصري"‪.‬‬
‫‪".4‬إن مرونة سعر الصرف بالنسبة للمستوى العام للسعار‬
‫في الجل الطويل أكبر من نفس المرونة في الجل‬
‫القصير‪ ،‬فسعر الصرف غير مرن بالنسبة للمستوى العام‬
‫للسعار في الجل القصير‪ ،‬ولكنه يصبح مرنا في الجل‬
‫الطويل بعد إتمام عملية التكيف"‪.‬‬

‫‪-4‬ب نموذج الفجوات الزمنية وقياس الثر المضاعف‪:‬‬


‫يستهدف النموذج في هذا الجزء قياس الثار المضاعفة‬
‫قصيرة وطويلة الجل على سعر صرف الجنية مقابل الدولر‬
‫المريكي والناتجة عن المستوى العام للسعار والرصدة النقدية‬
‫الحقيقية‪ .‬وهذه الثار المضاعفة تعرف باسم المضاعف (‬
‫‪ )Greene,2003,P.561‬والنموذج المستخدم في التقدير هو نموذج‬
‫الفجوات الزمنية الموزعة ذات الحدود ‪polynomial-distributed-lag‬‬
‫‪ model‬والذي قدمته‬
‫( ‪.)S. Almon‬‬
‫وهذا النموذج يبدأ بصيغة فجوات زمنية موزعة تبدأ من‬
‫الفترة )‪ ( t − 1‬حتى ) ‪ ( t − m‬على الصورة‪:‬‬
‫) ‪ERt = a + (a 0 CPI t −0 + a1CPI t −1 + a 2 CPI t −2 + ... + a m CPI t − m‬‬
‫)‪(19‬‬
‫‪+ (b0 RM t −0 + b1 RM t −1 + b2 RM t −2 + ... + bm RM t − m ) + ε t‬‬
‫وبالتجميع‪:‬‬
‫‪m‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪(20) ERt = a + ∑ a i CPI t −i + ∑ bi RM t −i + ε t‬‬
‫‪i =0‬‬ ‫‪i =0‬‬

‫ويعرف المضاعف قصير الجل ‪ impact-multiplier‬لثر‬


‫المستوى العام للسعار ) ‪ ( CPI t‬على سعر الصرف بأنه ) ‪ ( a 0‬ولثر‬
‫الرصدة الحقيقية ) ‪ ( RM t‬بأنه ) ‪. ، ( b0‬وهذا المضاعف يقيس التغير‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪56‬‬ ‫الحقيقية‬

‫في سعر صرف الفترة الحالية الناجم عن التغير في المتغير‬


‫التفسيري بوحدة واحدة ‪.‬‬
‫أما المضاعف طويل الجل آو الثر التراكمي ‪cumulated-‬‬
‫‪ effect‬فهو يقيس التغير الدائم في المتغير التفسيري في الفترات‬
‫من(‪ )t‬حتى ( ‪ )t-m‬على سعر الصرف في الفترة الحالية‪ .‬فالثر‬
‫التراكمي إذا يقيس التغير في سعر صرف الفترة الحالية والناجم‬
‫عن(‪ )1‬المتغير التفسيري الخاص بالفترة الحالية ‪ )2( ،‬التغير الذي‬
‫يطرأ على المتغير التفسيري في الفترات السابقة‪ ،‬وبناءا علي‬
‫ذلك فإن‪:‬‬
‫المضاعف طويل الجل لثر مستوى السعار على سعر‬
‫‪m‬‬

‫‪∑a‬‬
‫‪i =0‬‬
‫‪i‬‬ ‫الصرف=‬

‫والمضاعف طويل الجل لثر الرصدة الحقيقية على سعر‬


‫‪m‬‬

‫الصرف= ‪∑ b‬‬
‫‪i =0‬‬
‫‪i‬‬

‫وحيث أن تقدير هيكل إبطاء طويل مثل الهيكل الذي‬


‫توضحه المعادلة((‪ ، 19‬يستنفد عددا كبيرا من درجات الحرية‪،‬‬
‫وعددها غالبا محدود في نموذج مثل نموذجنا‪ ،‬كما أن تقدير نموذج‬
‫به متغيرات تفسيرية مبطئة زمنيا ‪ ،‬يفضي إلي ارتباط خطى‬
‫متعدد ‪ multicollinearity‬بين قيم المتغيرات التفسيرية وقيمها‬
‫المبطئة‪ ،‬مما يؤثر علي دقة تقدير المعلمات ودرجة تحيزها‬
‫وإشاراتها‪ .‬وللتخلص من بعض تلك المشاكل‪ ،‬يتطلب المر بعض‬
‫الشروط المسبقة عن شكل هيكل الفجوات الموزعة‪ ،‬وهذه‬
‫الشروط تتمثل في ظل هيكل إبطاء متعــــدد الـــــــحدود‬
‫‪ polynomial lag‬في افتراض إعطاء أوزان موجبة للمتغيرات‬
‫التفسيرية‪ ،‬بحيث يمكن تقريب هذه الوزان بدالة مستمرة‪،‬‬
‫وبحيث تكون درجة متعددة الحدود أقل من عدد حدود البطاء‬
‫مطروحا منها واحد‪ ،‬وحتى يكون هناك تخفيض في عدد معلمات‬
‫البطاء المطلوب تقديرها‪ ،‬وهو ما يسمح بزيادة درجات الحرية‪( .‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪57‬‬

‫‪,Pindyck and Rubinfeld‬‬


‫‪. )P.210,1991‬‬
‫وسنفترض في نموذج سعر الصرف الحالي ‪ ،‬هيكل إبطاء‬
‫لمدة ثلث سنوات‪ ،‬وهذا يعنى أن سعر الصرف في الفترة (‪)t‬‬
‫يتأثر بالمستوى العام للسعار والرصدة النقدية الحقيقية ليس‬
‫فقط في الفترة (‪ )t‬ولكن في الفترات (‪ ، )t-1)، (t-2) ،(t-3‬وعلي‬
‫هذا يصبح هيكل البطاء الموزع لمدة ثلث سنوات‪ ،‬ومن ثم تكون‬
‫درجة متعددة الحدود هي الدرجة الثانية‪ ،‬وستوضع بالنسبة‬
‫للمتغيرين التفسيرين على النحو التالي‪:‬‬
‫‪(21) ai = A0 + A1i + A2 i 2‬‬
‫‪(22) bi = B0 + B1i + B2 i 2‬‬
‫وبالتعويض من (‪ )22( ،)21‬في ((‪ 19‬وتجميع المقادير‬
‫المتماثلة نحصل علي‪:‬‬
‫)‪(23‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫) ‪ERt = a + A0 (∑ CPI t −i ) + A1 (∑ iCPI t −i ) + A2 (∑ i 2 CPI t −i ) + B0 (∑ RM t −i‬‬
‫‪i =0‬‬ ‫‪i =1‬‬ ‫‪i =1‬‬ ‫‪i =0‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪+ B1 (∑ iRM t −i ) + B2 (∑ i 2 RM t −i ) + ε t‬‬
‫‪i =1‬‬ ‫‪i =1‬‬

‫والمعادلة(‪ )23‬هي التي سيتم تقدير معلماتها‪ ،‬والعلقة بين‬


‫معلمات(‪ ) 23‬ومعلمات ((‪ 19‬هى‬
‫كما يلى‪:‬‬
‫معلمات ‪CPI‬‬ ‫معلمات ‪RM‬‬ ‫ثابت النحدار‬
‫‪a 0 = A0‬‬ ‫‪b0 = B0‬‬ ‫‪a=a‬‬

‫‪a1 = A0 + A1 + A2‬‬ ‫‪b1 = B0 + B1 + B3‬‬


‫‪a 2 = A0 + 2 A1 + 4 A2‬‬ ‫‪b2 = B0 + 2 B1 + 4 B2‬‬
‫‪a3 = A0 + 3 A1 + 9 A3‬‬ ‫‪b3 = B0 + 3B1 + 9 B3‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪58‬‬ ‫الحقيقية‬

‫وقد تضاف قيود إضافية‪،‬تعرف بقيد نقطة النهاية ‪end-point‬‬


‫‪ restriction‬متمثلة في أن قيمة المعلمة السابقة علي‬
‫البداية=صفر‪ ،‬وقيمة المعلمة اللحقة على نقطة النهاية=صفر‪،‬‬
‫وفي النموذج الحالي تتمثل تلك القيود في‪:‬‬
‫)‪ ) a −1 = 0, a 4 = 0), (b−1 = 0, b4 = 0‬ولكن بروفيسور ‪ Kmenta‬يوصى‬
‫بعدم فرض تلك القيود ‪ ،‬لن النموذج ينطوي علي الوزان‬
‫) ‪ (b0 , b1 , b2 , b3 ) ، (a0 , a1 , a 2 , a3‬فقط ول يعطى أية معلومات عن‬
‫سلوك متعددة الحدود خارج هذا المدى (قبل ‪ b0 , a0‬أو بعد ‪) a3 , b3‬‬
‫)‪. ( Kmenta,1986, P.540‬‬
‫تقدير النموذج‪ :‬تم استخدام طريقة المربعات العامة‬
‫الصغرى المنظورة(‪ )FGLS‬لتقدير النموذج‪ ،‬ومن خلل طريقة(‬
‫‪ ،)praise-Winston two stage procedure‬وتم الحصول علي النتائج‬
‫يوضحها الجدول التالي رقم ‪:))3‬‬
‫جدول رقم(‪)3‬‬
‫| )‪| AR(1) Model:e(t) = rho * e(t-1) + u(t‬‬
‫= )‪| Durbin-Watson: u(t‬‬ ‫| ‪1.60787‬‬
‫= )‪| Autocorrelation: u(t‬‬ ‫| ‪.19607‬‬
‫]‪Variable | Coefficient | Standard Error |b/St.Er.|P[|Z|>z‬‬
‫‪Constant -.3057507409‬‬ ‫‪.47963698‬‬ ‫‪-.637 .5238‬‬
‫‪DUMY‬‬ ‫‪.3732281541‬‬ ‫‪.19504389‬‬ ‫‪1.914 .0557‬‬
‫‪CPI000 .2633307384E-01 .11619033E-01 2.266 .0234‬‬
‫‪CPI001 -.9774815782E-02 .25773487E-01 -.379 .7045‬‬
‫‪CPI002 -.1699743528E-02 .87724149E-02 -.194 .8464‬‬
‫‪RM000 .3149010955E-02 .10865529E-02 2.898 .0038‬‬
‫‪RM001 -.4174837396E-02 .20984391E-02 -1.989 .0466‬‬
‫‪RM002 .9336257147E-03 .66383866E-03 1.406 .1596‬‬
‫‪RHO‬‬ ‫‪.8296490670‬‬ ‫‪.10367097‬‬ ‫‪8.003 .0000‬‬
‫ جامعة أم القرى‬/‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‬ 59

Polynomial Distributed Lag for CPI


Lag Weights Std. Err. t-ratio Prob.
-------------------------------------------
0 .2633E-01 .1162E-01 2.27 .0234|
1 .1486E-01 .9837E-02 1.51 .1309|
2 -.1553E-04 .8753E-02 .00 .9986|
3 -.1829E-01 .1465E-01 -1.25 .2120|
+--------------------+
Polynomial Distributed Lag for CPI
Lag Sum Wts Std. Err. t-ratio Prob..
-----------------------------------------
0 .2633E-01 .1162E-01 2.27 .0234|
1 .4119E-01 .1268E-01 3.25 .0012|
2 .4118E-01 .1411E-01 2.92 .0035|
3 .2289E-01 .5123E-02 4.47 .0000|
+----------------+----------------+
Polynomial Distributed Lag for RM
Lag Weights Std. Err. t-ratio Prob.
0 .3149E-02 .1087E-02 2.90 .0038|
1 -.9220E-04 .6735E-03 -.14 .8911|
2 -.1466E-02 .7143E-03 -2.05 .0401|
3-.9729E-03 .9566E-03 -1.02 .3091
polynomial Distributed Lag for RM
Lag Sum Wts Std. Err. t-ratio Prob.
-----------------------------------------+--
0 .3149E-02 .1087E-02 2.90 .0038
1 .3057E-02 .1068E-02 2.86 .0042|
2 .1591E-02 .1075E-02 1.48 | .1389|
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪60‬‬ ‫الحقيقية‬

‫‪3 3.6178E-03 .8931E-03 .69 .4891‬‬


‫‪----------------+----------------+‬‬
‫من المخرجات ‪ ،‬يلحظ أن معامل الرتباط الذاتي للبواقي‬
‫المحولة هو‪ ρ = .19607 :‬وهى تشير إلى ارتباط ذاتي ضعيف ‪،‬‬
‫وقريب من الصفر‪ ،‬وأما قيمة إحصائية اختبار الرتباط الذاتى‬
‫المقدرة للبواقى هي ( ‪ ، ) DW = 1.60787‬فتقع في منطقة عدم‬
‫الحسم ‪ ،‬وهذا يرجع إلي كبر عدد المعلمات المقدرة (‪7‬معلمات‬
‫خلف ثابت النحدار) وصغر حجم العينة( )‪ ، ( N = 30‬ولكن عموما‬
‫معامل الرتباط الذاتي ضعيف‪ ،‬ويمكن التجاوز عنه‪.‬‬

‫‪-4‬ب‪ 1:‬تقدير أثر السياسة القتصادية لسعر الصرف‪:‬‬


‫ينوب عن السياسة القتصادية متغير صوري (‪)Dumy‬‬
‫والمعامل المقدر له (‪ )0.373228154‬وهو موجب ويختلف معنويا عن‬
‫الصفر عند مستوى (‪ . )%6‬وهذا يشير إلى أن السياسة‬
‫القتصادية التي اتبعتها السلطات النقدية بخصوص سعر الصرف‬
‫ساهمت مساهمة مؤثرة في رفع قيمة الدولر مقابل الجنية‪.‬‬
‫وكما أشرنا من قبل تصنف السياسة القتصادية الخاصة‬
‫بسعر الصرف التي اتبعتها مصر حتى أواخر يناير(‪" ) 2003‬بسياسة‬
‫ربط أسعار الصرف داخل نطاقات أفقية ‪pegged exchange rates‬‬
‫‪ ، ))with horizontal bands‬وهي سياسة يتم بمقتضاها المحافظة‬
‫على قيمة الجنية داخل هوامش تتقلب أوسع من( )‪ (±1%‬حول‬
‫سعر مركزي ‪.))IFS,2001,PP.14-15‬‬
‫ولقد كانت سياسة سعر الصرف التي اتبعتها السلطات‬
‫النقدية فعالة إلى حد ما‪ ،‬بحيث ظل سعر صرف الجنيه مقابل‬
‫الدولر مستقرا لفترات طويلة‪ ،‬خلل عقد التسعينات من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬ثم ظهرت الضغوط المضاربية على سعر الجنيه مقابل‬
‫الدولر بشكل مكثف ‪ ،‬منذ عام (‪ )1999‬فقفز سعر الدولر مقابل‬
‫الجنيه من (‪)3.5‬إلي (‪ )4.5‬جنيه لكل دولر ‪ ،‬وظل السعر الذي‬
‫حددته السلطات منذ حوالي عام((‪ 2000‬في حدود(‪4.5‬إلى ‪) 4.6‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪61‬‬

‫جنيهات للدولر‪ ،‬وفى محاولة للتكيف مع فجوة فائض الطلب‬


‫علي الدولر في مصر تم العلن عن إتباع نمط من أنماط تحرير‬
‫سعر صرف الجنية مقابل الدولر ‪ ،‬قفز السعر الرسمي بمقتضاه‬
‫إلي أكثر من ستة جنيهات للدولر‪.‬‬
‫ولقد ساهمت عوامل عديدة في تدهور قيمة الجنيه مقابل‬
‫الدولر وغيره من العملت‪ ،‬وأهمها زيادة الطلب علي الواردات‪،‬‬
‫مع زيادة بطيئة في الصادرات‪ ،‬ولكن فجوة الطلب الزائد على‬
‫الدولر‪ ،‬بالضافة إلي ارتفاع المستوى العام للسعار وزيادة عرض‬
‫الرصدة النقدية الحقيقة ‪ ،‬ساهمت في فقدان الجنيه جزء كبير‬
‫من قوته الشرائية ‪ ،‬مع التحول إلي اقتناء الدولر كمستودع‬
‫للقيمة ‪ ،‬وحدوث إحلل نقدي للدولر محل الجنيه‪ ،‬وهو المر الذي‬
‫يصعب السيطرة عليه‪ ،‬دون إجراءات تفضي إلي هروب رؤوس‬
‫الموال إلي الخارج‪.‬‬

‫ويظل الحل الوحيد‪-‬في نظر الباحث‪ -‬في ظل الظروف‬


‫القتصادية السائدة هي تثبيت سعر الدولر‪ ،‬مع المقاومة لي‬
‫شكل من أشكال المضاربة على قيمة الجنيه ‪ ،‬وإحداث تخفيض‬
‫في الواردات ‪ ،‬وتخفيض في النفاق الحكومي بالدولر في الخارج‬
‫‪ ،‬بما يقلص فجوة الطلب الزائد علي الدولر ‪ ،‬مع الستمرار في‬
‫سياسة دفع الصادرات وعمليات الصلح الهيكلي القتصادية‪.‬‬

‫‪-4‬ب ‪2:‬المضاعفات النقدية لسعر الصرف‪:‬‬


‫من النموذج المقدر ‪ ،‬تم تقدير الثر المضاعف لكل من‬
‫المستوي العام للسعار ((‪CPI‬واثر الرصدة الحقيقية(‪ )RM‬علي‬
‫سعر الصرف‪ ،‬وفيما يلى نتناول الجوانب القياسية والقتصادية‬
‫لهذه المضاعفات ببعض التفصيل كما يلى‪:‬‬
‫(ا) تقدير متعددة الحدود‪:‬‬
‫لقد تم تقدير متعددة الحدود لنموذج الفجوات الموزعة‬
‫للمستوى العام للسعار ورمزها ) ‪، (ai‬حيث‪:‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪62‬‬ ‫الحقيقية‬

‫‪ai = A0 + A1i + A2 i 2‬‬


‫والقيم المقدرة لمعلماتها وإحصائية وقيمة (‪ )p-value‬بين‬
‫القوسين‪:‬‬
‫‪A0 = .02633‬‬ ‫)‪t = 2.266(.0234‬‬
‫‪A1 = −.0097748158‬‬ ‫)‪t = −.379(.7045‬‬

‫‪A2 = −.001699743‬‬ ‫)‪t = −.194(.8464‬‬

‫وعلي هذا تصبح متعددة حدود المستوي العام للسعار هي‪:‬‬


‫‪ai = .026330 − .0097748158i − .001699743i 2‬‬
‫أما متعددة الحدود للفجوات الموزعة للرصدة النقدية‬
‫الحقيقية ورمزها( ) ‪ (bi‬حيث‪:‬‬
‫‪bi = B0 + B1i + B2 i 2‬‬
‫والقيم المقدرة لمعلماتها وإحصائية(‪ )t‬لها وقيمة(‪)p-value‬‬
‫بين القوسين‪:‬‬
‫‪B0 = .00314901‬‬ ‫) ‪t = 2.898(.0038‬‬
‫‪B1 = −.00417483739‬‬ ‫)‪t = −1.989(.0466‬‬
‫‪B2 = .00093362571‬‬ ‫)‪t = 1.406(.1596‬‬

‫وعلي هذا تصبح متعددة الحدود للرصدة النقدية الحقيقية‬


‫هي‪:‬‬
‫‪bi = .003149 − .0041748i + .0009336i 2‬‬

‫ويلحظ علي متعددة الحدود المقدرة مايلى‪:‬‬


‫أ‪ -‬أن الحدود الولي من متعددة الحدود ذوات معنوية عالية‬
‫ثم تنخفض معنوية الحدود التالية‪ ،‬وهذا طبيعي نظرا لنخفاض‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪63‬‬

‫تأثير المتغيرات التفسيرية مع زيادة الفجوات الزمنية‪ ،‬والتي‬


‫بدورها تحدد درجة متعددة الحدود‪.‬‬
‫كما أن القيم المقدرة لمعلمات متعددة الحدود تنخفض من‬
‫الحد الول لمتعددة الحدود إلي الحد الثاني إلي الحد الثالث وهذا‬
‫طبيعي من الناحية الرياضية وللسبب السابق ذكره في تبرير‬
‫معنوية متعددة الحدود‪.‬‬
‫ب‪ -‬توجد بعض المعلمات سالبة‪ ،‬ضمن قيم متعددة الحدود‬
‫وهذا‪ ،‬كما يقول بروفيسور ‪ )W.Greene,(1990,p.547‬ليس له تبرير‬
‫واضح‪ ،‬ويقرر بروفيسور ‪ Greene‬أيضا أن كل من ‪Schmidt and‬‬
‫‪ Waud‬وجدا أوزانا سالبة في الفجوات ربع السنوية لنحدار (‪)GNP‬‬
‫علي النقود‪.‬‬
‫ومن تقدير متعددة الحدود‪ ،‬يمكن أن نشتق معلمات البطاء‬
‫الموزع لنموذج الفجوات الموزعة للمعادلة(‪.)20‬‬
‫(ب) اشتقاق معلمات هيكل البطاء الموزع‪:‬‬
‫من متعددة الحدود للمستوي العام للسعار يمكن اشتقاق‬
‫معلمات الفجوات الزمنية الموزعة للمستوى العام للسعار‪ ،‬وذلك‬
‫بأن نعوض بقيم ( ‪ (i = 0,1,2,3‬فنحصل علي معلمات الفجوات‬
‫الزمنية التالية‪:‬‬
‫‪a 0 = .02633‬‬ ‫‪a1 = .01486‬‬
‫‪a 2 = −.0001553‬‬ ‫‪a3 = −.01829‬‬

‫ومن متعددة الحدود للرصدة النقدية الحقيقية‪ ،‬يمكن‬


‫اشتقاق معلمات الفجوات الزمنية الموزعة للرصدة النقدية‬
‫الحقيقية‪ ،‬بالتعويض بقيم ( ‪ ، (i = 0,1,2,3‬فنحصل علي معلمات‬
‫الفجوات الزمنية التالية‪:‬‬

‫‪b0 = .003149‬‬ ‫‪b1 = −.0000922‬‬


‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪64‬‬ ‫الحقيقية‬

‫‪b2 = −.01466‬‬ ‫‪b3 = −.0009229‬‬

‫وبناءا علي هذا تصبح المعادلة المقدرة لنموذج الفجوات‬


‫الموزعة رقم(‪ )20‬علي النحو الذي يوضحه جدول رقم( ‪ )4‬التالي‪.‬‬
‫جدول رقم ( ‪ ) 4‬نموذج الفجوات الموزعة المقدرة لسعر‬
‫الصرف ‪ERt‬‬
‫‪Variable‬‬ ‫‪Coefficient‬‬ ‫‪t-statistic‬‬ ‫‪p-value‬‬
‫‪Constant‬‬ ‫‪30575.-‬‬ ‫‪637.-‬‬ ‫‪5238.‬‬
‫‪Dumy‬‬ ‫‪373223.‬‬ ‫‪1.914‬‬ ‫‪0557.‬‬
‫معلمات الفجوات الموزعة للمستوي العام للسعار(‪)CPI‬‬
‫‪CPI t‬‬ ‫‪02633.‬‬ ‫‪2.266‬‬ ‫‪0234.‬‬
‫‪CPI t −1‬‬ ‫‪01486.‬‬ ‫‪1.511‬‬ ‫‪1309.‬‬
‫‪CPI t −2‬‬ ‫‪00001553.-‬‬ ‫‪0000‬‬ ‫‪9986.‬‬
‫‪CPI t −3‬‬ ‫‪01829.-‬‬ ‫‪1.25-‬‬ ‫‪2120.‬‬

‫معلمات الفجوات الموزعة للرصدة النقدية الحقيقية(‪)RM‬‬


‫‪Variable‬‬ ‫‪COEFFICIENT‬‬ ‫‪t-statistic‬‬ ‫‪p-value‬‬
‫‪RM t‬‬ ‫‪003149.‬‬ ‫‪2.90‬‬ ‫‪0038.‬‬
‫‪RM t −1‬‬ ‫‪0000922.-‬‬ ‫‪14.-‬‬ ‫‪8911.‬‬
‫‪RM t − 2‬‬ ‫‪001466.-‬‬ ‫‪205.-‬‬ ‫‪0401.‬‬
‫‪RM t −3‬‬ ‫‪0009729.-‬‬ ‫‪1.02-‬‬ ‫‪3091.‬‬
‫وبذلك يكون قد تم تقدير معلمات المعادلة رقم(‪ ،)20‬بعد‬
‫أن نكون قد تخلصنا من مشكلة الرتباط الخطي المتعدد‪.‬‬
‫وطبقا للتقديرات الواردة في جــدول رقــــــــم( ‪ )4‬فإن‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪65‬‬

‫أثـــــــر السياسة القتصادية (‪ )dumy‬أكبر من المضاعــــــــف‬


‫قصيرة الجل للمستــــــــــــوي العام للسعار‬
‫)‪ (a0 = .02633‬وأكبر من المضاعف قصير الجل للرصدة النقدية‬
‫الحقيقية( )‪. (b0 = .003149‬‬

‫وطبقا لتلك التقديرات فإن كل تدخل من السلطات النقدية‬


‫في سوق الصرف الجنبي يفضي إلي رفع سعر الدولر مقابل‬
‫الجنيه بمقدار(‪ ) 37.32‬قرشا‪ ،‬في المتوسط عقب التدخل مباشرة‪،‬‬
‫بينما أن ارتفاع المستوي العام للسعار بمقدار نقطة واحدة في‬
‫الفترة(‪، )t‬يفضي إلي ارتفاع سعر الصرف بمقدار (‪ )2.63‬قرشا‬
‫في نفس الفترة مباشرة (بدون إبطاء) ‪ ،‬وزيادة العرض النقدي‬
‫بمقدار ((‪ 1000‬وحدة حقيقية‪ ،‬يرفع سعر الصرف بحوالي (‪)3.14‬‬
‫قرشا في نفس الفترة مباشرة(بدون إبطاء)‪ ،‬وهذه هي الثار‬
‫الحدية أو ما يسمي المضاعفات المباشرة (‪.)impact-multiplier‬‬
‫وعلي هذا فإن سياسة إدارة سعر الصرف تعتبر في مرتبة‬
‫العوامل النقدية التي تؤثر علي سعر الصرف قصير الجل ‪ ،‬مما‬
‫يتطلب وجود خبراء علي مستوي عال في الدارة النقدية للصرف‬
‫الجنبي داخل وزارة القتصاد والبنك المركزي المصري‪.‬‬

‫نتجه بعد ذلك إلي تقدير الثار المضاعفة لكل من المستوي‬


‫العام للسعار والرصدة النقدية الحقيقية في الجل القصير‬
‫والطويل ‪ ،‬مع إهمال ثابت النحدار والمتغير الصوري الذي يدل‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪66‬‬ ‫الحقيقية‬

‫علي السياسة القتصادية(‪ )dumy‬عند اشتقاق تلك المضاعفات‬


‫وآثارها طالما عرضناها فيما سبق‪.‬‬

‫‪-4‬ب‪ 3:‬الثر المضاعف للمستوي العام للسعار علي تقلب‬


‫سعر الصرف‪:‬‬

‫فيما يلي نتعرض للثر الذي يترتب علي تغير المستوي‬


‫العام للسعار بنقطة واحدة علي سعر صرف الدولر مقابل الجنيه‬
‫في مصر ‪ ،‬سواء أكان الثر عاجل ‪ impact‬أو أثرا قصير الجل‬
‫‪ short-run‬أو متوسط الجل ‪ mid-term‬أو أثرا طويل الجل ‪long-run‬‬

‫‪ . effect‬ونبدأ أول بعرض القيم المقدرة لمضاعفات المستوى‬


‫العام للسعار في الجال السابقة الذكر في جدول( ‪.) 5‬‬
‫جدول( ‪) 5‬القيــــم المقدرة لمضاعفات المســــتوي العام‬
‫للسعار‬
‫‪The‬‬ ‫‪Coefficient‬‬ ‫‪t-‬‬ ‫‪p-‬‬
‫‪multiplier‬‬ ‫‪statistic‬‬ ‫‪value‬‬
‫‪1- impact-‬‬ ‫‪.02633‬‬ ‫‪2.27‬‬ ‫‪.0234‬‬
‫‪multiplier‬‬
‫)‪(m0‬‬
‫‪2-short-run‬‬ ‫‪.02633+.01486=.04119‬‬ ‫‪3.25‬‬ ‫‪.0012‬‬
‫‪multiplier‬‬
‫)‪(m1‬‬
‫‪3-mid-tem‬‬ ‫‪.02633+.014833+.00001558=.0411‬‬ ‫‪2.92.‬‬ ‫‪.0035‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪67‬‬

‫‪multiplier‬‬ ‫‪7‬‬
‫)‪(m2‬‬
‫‪4-long-run‬‬ ‫‪.02633+.01483+.00001553-.‬‬ ‫‪4.47‬‬ ‫‪.0000‬‬
‫‪multiplier‬‬ ‫‪01829= .02289‬‬
‫)‪(m3‬‬

‫دعنا نبدأ بتعريف المضاعف الفوري ‪impact-multiplier‬‬


‫والذي يعرف بأنة التغير في سعر صرف الفترة(‪ )t‬والناجم عن‬
‫تغير المستوي العام للسعار في نفس الفترة الزمنية‪ ،‬وبمقدار‬
‫نقطة واحدة ‪ .‬والمضاعف المباشر أو مضاعف الثر الفوري‪ ،‬هو‬
‫مضاعف ساكن ‪ static‬بطبيعته‪ ،‬من حيث أنه يفترض أن تغير سعر‬
‫الصرف يحدث بعد حدوث المحفز (وهو هنا المستوي العام‬
‫للسعار)‪.‬‬
‫ومن الجدول رقم(‪ )5‬يتضح أن المعامل المقدر للمضاعف‬
‫المباشر يختلف اختلفا معنويا عن الصفر‪ ،‬عند مستوي معنوية((‬
‫‪ .%3‬وطبقا لهذه القيمة المقدرة للمضاعف المباشر‪ ،‬فإن كل‬
‫ارتفاع في المستوى العام للسعار ‪ ،‬بمقدار نقطة واحدة‪ ،‬يصاحبه‬
‫فورا(وبدون إبطاء زمني) ارتفاع في سعر الصرف بمقدار(‪)2.63‬‬
‫قرشا خلل أي سنة من سنوات الدراسة ((‪.2000-1971‬‬
‫بالنسبة للمضاعف قصــــــــير الجل ‪short-run multiplier‬‬
‫والذي يعرف بأنه التغير في سعر الصرف بعد سنة من تغير‬
‫المستوي العام للسعار‪ ،‬بمقدار نقطة واحدة ‪ .‬والمضاعف قصير‬
‫الجل بهذا المفهوم مضاعف حركي ‪ ، dynamic-multiplier‬لنه‬
‫يدخل عنصر الزمن ‪ ،‬وفترة البطاء في العتبار عند تغير سعر‬
‫الصرف بعد تغير المستوي العام للسعار‪ .‬ومن جدول رقم( ‪، )5‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪68‬‬ ‫الحقيقية‬

‫يتضح أن المعامل المقدر لهذا المضاعف‪ ،‬يختلف اختلفا معنويا‬


‫عن الصفر‪ ،‬عند مستوي معنوية(‪ .)%1‬وطبقا للقيمة المقدرة لهذا‬
‫المضاعف‪ ،‬فإن ارتفاع المستوي العام للسعار بنقطة واحدة‪،‬‬
‫يصاحبه ارتفاع سعر الصرف بمقدار (‪-)4.119‬قرشا بعد سنة من‬
‫تغير المستوي العام للسعار‪.‬‬
‫أما المضاعف متوسط الجل ‪ :‬فيعرف بأنه التغير في سعر‬
‫الصرف الناجم عن تغير المستوي العام للسعار بمقدار نقطة‬
‫واحدة‪ ،‬بعد مرور سنتين علي تغير المستوي العام للسعار‪ .‬وهذا‬
‫المضاعف أيضا مضاعف حركي لنه يفترض أن تغير سعر الصرف‬
‫سينتشر علي مدار سنتين بعد التغير المبدئي في المستوي العام‬
‫للسعار‪.‬‬
‫ومن جدول رقم( ‪ ،) 5‬فإن القيمة المقدرة لهذا المضاعف‬
‫تختلف اختلفا معنويا عن الصفر عند مستوي((‪ .%1‬وطبقا للقيمة‬
‫المقدرة لهذا المعامل ‪ ،‬فإن التغير في المستوي العام للسعار‬
‫بنقطة يفضي إلي حدوث تغير في سعر الصرف بمقدار(‪)4.118‬‬
‫قرشا بعد مرور حوالي سنتين علي تغير المستوي العام للسعار‪.‬‬
‫والملحظ أن المضاعف متوسط وقصير الجل متساويان‬
‫تقريبا‪ ،‬مما يدل علي ثبات التأثير المضاعف قصير ومتوسط الجل‬
‫علي سعر الصرف‪.‬‬
‫أما المضاعف طويل الجل فيعرف بأنه التغير في سعر‬
‫الصرف الناجم عن تغير المستوي العام للسعار‪ ،‬بمقدار نقطة‬
‫واحدة علي مدار ثلث ســــنوات‪ .‬ومن جدول رقم ( ‪، ) 5‬‬
‫نلحظ أن المعامل المقدر للمضاعف طويل الجل يختلف معنويا‬
‫عن الصفر‪ ،‬عند مستوي (‪ . )%1‬ولكن المعامل المقدر للمضاعف‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪69‬‬

‫طويل الجل حوالي (‪ )02289.‬يقل عن المضاعف قصير الجل‪.‬‬


‫‪ ))04119‬والمضاعف متوسط الجل (‪ ، ) 04117.‬مما يدل علي‬
‫ضعف تأثير التغيرات التي تحدث في المستوي العام للسعار في‬
‫السنوات الخيرة ( بعد مرور السنة الثانية علي التغير المبدئي في‬
‫مستوي السعار) ‪ ،‬مما يخفض الثر طويل الجل للمستوي العام‬
‫للسعار علي سعر الصرف‪.‬‬
‫والشكل البياني التالي يرصد القيم المقدرة للمضاعفات‬
‫الربعة‪ ،‬المضاعف المباشر(‪ ،)m0‬المضاعف قصير الجــــــل(‬
‫‪ ،) m1‬والمضاعف متوسط الجـل‬
‫( ‪ ،) m2‬والمضاعف طويل الجـل ‪،)) m3‬والمحور الفـقي‬
‫يوضح الرقم الذي يشير إلي المضاعف‪.‬‬

‫‪0.042‬‬
‫‪coefficient‬‬

‫‪0.032‬‬

‫‪0.022‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪multiplier‬‬

‫‪-4‬ب‪ 4:‬تقدير الثار المضاعفة للمستوي العام‬


‫للسعار علي سعر الصرف‪:‬‬
‫لقد تم تقدير الثر المضاعف للمستوي العام للسعار علي‬
‫سعر الصرف سنويا خلل الفترة (‪ )2000-1971‬في جدول رقم (‪.)6‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪70‬‬ ‫الحقيقية‬

‫ولتوضيح هذه الثار المضاعفة ‪ ،‬نركز علي بعض الرقام‬


‫الخاصة بتقدير الثر المضاعف الناجم عن تغير المستوي العام‬
‫للسعار بمقدار (‪ )10‬نقاط سنويا‪ ،‬ونختار السنوات التالية‬
‫‪ ،))1971,1980,1990,2000‬وذلك في الجدول رقم( ‪.) 6‬‬

‫جدول رقــم( ‪ ) 6‬الثار المضاعفــة للمســتوي العام للســعار‬


‫علي سعر الصرف‬
‫‪year‬‬ ‫‪1971‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪multiplier‬‬
‫‪m0‬‬ ‫‪0121.‬‬ ‫‪029.‬‬ ‫‪1380.‬‬ ‫‪3257.‬‬
‫‪m1‬‬ ‫‪0189.‬‬ ‫‪0453.‬‬ ‫‪2158.‬‬ ‫‪5094.‬‬
‫‪m2‬‬ ‫‪0189.‬‬ ‫‪0453..‬‬ ‫‪2158.‬‬ ‫‪5094.‬‬
‫‪m3‬‬ ‫‪0105.‬‬ ‫‪0252.‬‬ ‫‪1199.‬‬ ‫‪2831.‬‬
‫ومن الجدول رقم ( ‪ ) 6‬يتضح أن ‪ :‬الثار المضاعفة‬
‫للمستوي العام للسعار علي سعر الصرف تتزايد من عقد إلي‬
‫آخر‪ ،‬فمثل ‪،‬في عام ((‪ ، 1971‬بالنسبة للثر الفوري المضاعف (‬
‫‪ )m0‬كان يترتب علي ارتفاع المستوي العام للسعار بنقطة‬
‫واحدة‪ ،‬ارتفاع في سعر الصرف بمقدار ‪ ))1.21‬قرشا لكل دولر‪،‬‬
‫وفي عام (‪ )1980‬أصبح الرتفاع بمقدار (‪ )2.9‬قرشا‪ ،‬وفي عام‬
‫‪ ))1990‬أصبح الرتفاع بمقدار(‪ )13.80‬قرشا‪ ،‬وفي عام(‪ )2000‬أصبح‬
‫الرتفاع في سعر الصرف هو ((‪32.57‬قرشا‪ .‬ونفس الظاهرة‬
‫تنطبق علي الثر المضاعف قصير الجل (‪ )m1‬ومتوسط الجل(‬
‫‪ )m2‬وطويل الجل( ‪.)m3‬‬
‫ويمكن تفسير ذلك بأن تراكم ارتفاع المستوي العام‬
‫للسعار من عقد لخر‪ ،‬ترتب عليه زيادة تدهور القوة الشرائية‬
‫للجنيه‪ ،‬مما أدي إلي زيادة التأثير الناجم عن تغير المستوي العام‬
‫للسعار بنقطة واحدة علي سعر الصرف‪.‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪71‬‬

‫فمثل طبقا للثر المضاعف قصير الجل (‪ ) m1‬ومتوسط‬


‫الجل (‪ ) m2‬فإن ارتفاع المستوي العام للسعار بنقطة واحدة‬
‫صاحبة ارتفاع سعر الصرف خلل عقد السبعينات بحوالي (‪)1.89‬‬
‫قرشا سنويا‪ ،‬وفي عقد الثمانينات بحوالي(‪ )4.53‬قرشا سنويا‪ ،‬وفي‬
‫عقد التسعينات بمقدار ‪ ))21.58‬سنويا‪ ،‬وفي سنة (‪ )2000‬بحوالي (‬
‫‪ )50.94‬قرشا‪.‬‬
‫وعلي هذا فالثر المضاعف للمستوي العام للسعار علي‬
‫سعر الصرف يتزايد من عقد لخر ‪ ،‬مع استمرار ارتفاع المستوي‬
‫العام للسعار‪ ،‬حيث أن استمرار ارتفاع المستوي العام للسعار‬
‫يعني مزيدا من تدهور القوة الشرائية للجنيه مقابل الدولر‪ ،‬مما‬
‫يرفع الثر الكمي الموجب لرتفاع المستوي العام للسعار علي‬
‫سعر الصرف‪.‬‬

‫وبناءا علي ما سبق‪ ،‬وفي ضوء المسلمات الساسية‬


‫للقتصاد السلمي‪ ،‬يمكن صياغة الفروض الساسية التالية‪:‬‬

‫(أ) مع ثبات العوامل الخرى علي حالها‪ ،‬يترتب علي تغير‬


‫المستوى العام للسعار أثر موجب علي سعر الصرف‪ ،‬أي ارتفاع‬
‫سعر الدولر المريكي مقوما بالجنية المصري‪.‬‬

‫(ب) لثر الكمي الموجب المباشر ‪( impact-effect‬أو الثر‬


‫الكمي الموجب الفوري) للمستوي العام للسعار علي سعر‬
‫الصرف أقل من الثر الكمي الموجب (قصير ومتوسط الجل)‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪72‬‬ ‫الحقيقية‬

‫للمستوي العام للسعار علي سعر الصرف‪.‬‬

‫(ج) مع استمرار ارتفاع المستوي العام للسعار (تتدهور‬


‫القوة الشرائية للجنيه) ومن ثم يتزايد الثر الكمي الموجب‬
‫للمستوي العام للسعار علي سعر الصرف‪.‬‬

‫‪-4‬ب‪5:‬اثر الرصدة النقدية الحقيقية ‪real balance effect :‬‬

‫نتجه الن لتقدير الثر المضاعف للرصدة النقدية الحقيقية‬


‫علي سعر الصرف في الجل القصير والمتوسط والطويل‪.‬‬
‫ويحتوي جدول( ‪ ) 7‬علي القيم المقدرة لهذا الثر‪.‬‬
‫جدول( ‪ ) 7‬الثـر المضاعـف للرصـدة النقديـة الحقيقيـة علي‬
‫سعر الصرف‬
‫‪Multiplier‬‬ ‫‪Coefficient‬‬ ‫‪t-‬‬ ‫‪p-value‬‬
‫‪statistic‬‬
‫‪1.impact multiplier‬‬ ‫‪.003149‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪.0038‬‬
‫‪2. short-run multiplier‬‬ ‫‪.003149-.‬‬ ‫‪2.86‬‬ ‫‪.0042‬‬
‫‪0000922=.003057‬‬
‫‪3.mid-term multiplier‬‬ ‫‪.003149-.0000922-.‬‬ ‫‪1.48‬‬ ‫‪.1389‬‬
‫‪001466=.001591‬‬
‫‪4-LONG-RUN MULTI .0039-.000092-.001466-.‬‬ ‫‪.69‬‬
‫‪0009729=.0036178‬‬

‫يعرف المضاعف المباشر ‪ impact-multiplier‬للرصدة‬


‫النقدية الحقيقية بأنه التغير الفوري في سعر الصرف الناجم عن‬
‫تغير الرصدة النقدية الحقيقية بحوالي واحد مليون جنيه‪ .‬وطبقا‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪73‬‬

‫للمعامل المقدر لهذا المضاعف ‪ ،‬نجد انه معنوي عند مستوي (‬


‫(‪)003149.‬‬ ‫‪ ، )%1‬وطبقا للقيمة المقدرة لهذا المضاعف وهي‬
‫فإن كل تغير في الرصدة النقدية الحقيقية بحوالي واحد مليون‬
‫جنيه يصاحبه ارتفاع سعر الصرف بحوالي‬
‫(‪ )3.149‬قرشا مباشرة‪.‬‬
‫أما المضاعف قصير الجل ‪ short-run multiplier‬فهو التغير‬
‫في سعر الصرف خلل سنة بعد تغير الرصدة النقدية الحقيقية‬
‫بحوالي واحد مليون جنيه‪ .‬والقيمة المقدرة لهذا المضاعف تختلف‬
‫معنويا عن الصفر عند مستوي معنوية(‪ ، )%1‬وهو معامل موجب ‪،‬‬
‫مما يدل علي أن ارتفاع الرصدة النقدية الحقيقية‪ ،‬يترتب عليه‬
‫ارتفاع عدد الجنيهات اللزمة للحصول علي دولر واحد‪ .‬وطبقا‬
‫للقيمة المقدرة لهذا المضاعف‪ ،‬فإن كل ارتفاع في الرصدة‬
‫النقدية الحقيقية بمليون جنية يؤدي إلي ارتفاع سعر الصرف‬
‫بحوالي‬
‫(‪ )3.057‬قرشا بعد مرور سنة من زيادة الرصدة النقدية الحقيقية‪.‬‬
‫والملحظ أن المضاعف متوسط وطويل الجل ل يختلفان‬
‫معنويا عن الصفر حتى عند مستوي ‪ ،))%10‬كما أن القيمة‬
‫الرقمية لتلك المضاعفات صغيرة جدا‪ .‬ولهذا بناءا علي فترة‬
‫الدراسة وبياناتها من ( ‪ ،)2000-1971‬وفي ضوء المسلمات‬
‫الساسية للقتصاد السلمي فإنه يمكن صياغة الفرض الساسي‬
‫التالي‪:‬‬
‫"الرصدة النقدية الحقيقية في مصر ليس لها إل أثر فوري‬
‫وأثر مضاعف قصير الجل علي سعر الصرف"‪.‬‬
‫أما بالنسبة للثار المضاعفة المقدرة للرصدة النقدية‬
‫الحقيقية علي سعر الصرف‪ ،‬في سنوات مختارة ( ‪,1980 ,1971‬‬
‫‪ ، )2000 ,1990‬فيعرضها الجدول رقم‬
‫(‪.) 8‬‬
‫جدول( ‪ ) 8‬أثـــر الرصـــدة النقديـــة الحقيقيـــة علي ســـعر‬
‫الصرف في سنوات مختارة‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪74‬‬ ‫الحقيقية‬

‫‪year‬‬ ‫‪1971‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪2000‬‬


‫‪multiplier‬‬
‫‪mm0‬‬ ‫‪5791.‬‬ ‫‪1.9395‬‬ ‫‪1.5748‬‬ ‫‪1.5833‬‬
‫‪mm1‬‬ ‫‪5622.‬‬ ‫‪1.8828‬‬ ‫‪1.5288‬‬ ‫‪1.537‬‬

‫والخصائص الوصفية لهذه المضاعفات يوضحها الجدول‬


‫التالي‪:‬‬
‫‪mm0‬‬ ‫‪mm1‬‬
‫‪mean‬‬ ‫‪1.478‬‬ ‫‪1.4735149‬‬
‫‪Standard deviation‬‬ ‫‪4402.‬‬ ‫‪427.‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬

‫ويتضح من جدول( ‪ ) 8‬أن زيادة الرصدة النقدية الحقيقية‬


‫بمقدار واحد مليون أدي إلي ارتفاع سعر الصرف عام (‪)1971‬‬
‫بمقدار ( ‪ )57.91‬قرشا‪ ،‬وبمقدار ( ‪ )193.95‬قرشا عام ((‪ 1980‬ثم‬
‫أصبح الرتفاع بمقدار(‪ )157.48‬قرشا عام(‪ )1990‬ثم أصبح الرتفاع (‬
‫‪ )158.33‬عام ‪ ))2000‬وهذا يعنى أن أثر الرصدة الحقيقية علي سعر‬
‫الصرف بلغ أقصاه في فترة الثمانينات‪ ،‬ثم انخفض الثر قليل في‬
‫التسعينات ثم في عام (‪.)2000‬‬

‫ومن الجزء السفل لجدول رقم( ‪ ، )8‬والذي يوضح متوسط‬


‫أثر الرصدة النقدية الحقيقية علي سعر الصرف‪ ،‬أي متوسط الثر‬
‫المباشر( )‪ (mm0‬ومتوسط الثر قصير الجل ( ‪ (mm1‬وانحرافاتها‬
‫المعيارية‪ ،‬وعدد المشاهدات( ‪ ، ) n‬يتضح من الجدول أن زيادة‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪75‬‬

‫الرصدة النقدية الحقيقية بحوالي واحد مليون جنيه يصاحبه في‬


‫المتوسط ارتفاع سعر الصرف بحوالي ‪ ))147.8‬قرشا كنتيجة للثر‬
‫الفوري( ‪ ، ) mm0‬وارتفاع في المتوسط بحوالي(‪ )147.35‬قرشا‬
‫كنتيجة للثر قصير الجل خلل فترة الدراسة‬
‫(‪.)1971-2000‬‬

‫ومن التحليل السابق‪ ،‬وفي ظل المسلمات الساسية‬


‫للقتصاد السلمي ‪ ،‬يمكن صياغة الفروض الساسية التالية‪:‬‬

‫(‪")1‬الحجم الكمي لتغير سعر الصرف الناجم عن الرصدة‬


‫النقدية الحقيقية أكبر من الحجم الكمي لتغير سعر الصرف‬
‫الناجم عن تغير المستوي العام للسعار"‬

‫(ب)"الثر الكمي المضاعف للرصدة النقدية الحقيقية علي‬


‫سعر الصرف هو أثر مباشر وأيضا أثر قصير الجل‪ ،‬أما الثر‬
‫الكمي المضاعف للمستوي العام للسعار علي سعر الصرف فهو‬
‫اثر فوري وأثر قصير وأثر متوسط وأثر طويل الجل‪ ،‬أي أنه أثر‬
‫تراكمي(‪ )cumulative‬يمتد إلي الجل الطويل"‪.‬‬

‫ومن الفرضين(أ)‪(،‬ب) نصيغ الفرض الساسي التالي‪:‬‬


‫(ج)" تلعب التغيرات في الرصدة النقدية الحقيقية دورا في‬
‫تفسير التقلبات في سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولر‬
‫المريكي في الجل القصير‪ ،‬وأن التغيرات طويلة الجل في سعر‬
‫الصرف يمكن تفسيرها بالثر التراكمي لتغير المستوي العام‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪76‬‬ ‫الحقيقية‬

‫للسعار‪".‬‬

‫خامسا‪ :‬الثار القتصادية لتدهور سعر صرف‬


‫الجنية‪:‬‬

‫من أهم الثار القتصادية التي ترتبت على تدهور سعر‬


‫صرف الجنيه المصري مقابل الدولر المريكي هو ظهور ظاهرة‬
‫الحلل النقدي ‪ ،‬ويقصد بالحلل النقدي تفضيل المقيمين حيازة‬
‫العملت الجنبية‪ ،‬بدل من العملة المحلية في محافظ أصولهم ‪،‬‬
‫وهذا التفضيل يتم بدرجات تختلف من وحدة اقتصادية إلي أخرى ‪،‬‬
‫ولقد اتخذ الحلل النقدي بصفة أساسية إحلل الدولر المريكي‬
‫محل الجنيه المصري‪ ،‬ولسيما من قبل الفئات التي تتوافر لها‬
‫إمكانية الحصول علي الدولر‪ ،‬مثل الفراد العاملين في الخارج‪،‬‬
‫والعاملين في النشطة المالية والمصرفية وقطاع التجارة‬
‫الخارجية بالضافة إلي فئات المضاربين ‪ ،‬توقعا لمزيد من‬
‫انخفاض قيمة الجنيه‪ ،‬بالضافة إلي إعراض تلك الفئات عن عرض‬
‫ما لديها من دولرات في سوق الصرف المحلي المنظم ‪ ،‬وبالتالي‬
‫يتميز سوق الصرف المنظم بندرة كمية الدولر المعروضة فيه‬
‫وارتفاع فائض الطلب‪ ،‬وبجانب هذا السوق المنظم يوجد سوق‬
‫خفي للتعامل في النقد الجنبي‪ ،‬بسعر اعلي من السعار السائدة‬
‫في سوق الصرف المنظم‪ ،‬بالضافة إلي تعدد السعار في السوق‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪77‬‬

‫غير الرسمية‪،‬حيث تتحدد السعار بقوى السوق‬


‫‪ ،)Lizondo(1991,p.560‬وعلى هذا فإن وجود هذه السوق غير‬
‫الرسمية وكبر حجم هذه السوق يضعف فاعلية سياسة الصرف‬
‫الجنبي التي يعلنها البنك المركزي‪ ،‬ويقلل درجة المصداقية التي‬
‫تتمتع بها تلك السياسة من قبل الوكلء القتصاديين ‪،‬ويتعارض مع‬
‫المسلمات الساسية للقتصاد السلمي التي تتطلب الوضوح‬
‫والشفافية والمصداقية‪ ،‬كما تتطلب من أبناء المجتمع السلمي‬
‫أن يتصفوا بروح اليثار والتخلي عن السعي إلي الربح بطريقة‬
‫تتعارض مع مصلحة المجتمع ككل ‪ ،‬ولسيما وأن جزءا من حصيلة‬
‫النقد الجنبي الذي يتدفق إلي السوق غير الرسمية قد يمول‬
‫تجارة التهريب والمخدرات ‪.‬‬

‫ويكاد الجماع ينعقد في أدبيات الحلل النقدي علي أن‬


‫معدل التضخم المتزايد والمتقلب هو أحد السباب الرئيسية‬
‫لعملية الحلل النقدي ‪ ،‬مع إتباع سياسات تجعل معدل العائد‬
‫المتوقع على حيازات العملة المحلية أو الصول المقومة بها‪ ،‬غير‬
‫تنافسي مقارن بمعدل العائد المتوقع علي حيازات العملة‬
‫الجنبية‪ ،‬فالنتيجة هي أن الجمهور غير المصرفي قد يقبل علي‬
‫حيازات العملة الجنبية علي نطاق كبير مما قد يسبب انخفاض‬
‫سعر صرف العملة المحلية مقابل العملت الجنبية‪ ،‬ويسبب عجزا‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪78‬‬ ‫الحقيقية‬

‫في ميزان المدفوعات‪)Ramirez-Rojas(1985,p.662 .‬‬

‫ويقترح ‪ ، )Ramirez-Rojas(1985,p663‬استخدام الودائع بالعملة‬


‫المحلية المربوطة ‪ indexed‬بسعر الصرف‪ ،‬بحيث أن العائد الكلي‬
‫علي الودائع المربوطة يجب أن يعادل علي القل سعر الفائدة‬
‫علي النقود الجنبية بالضافة إلي نسبة مئوية مرتبطة بتغييرات‬
‫سعر الصرف‪ ،‬ولكن هذا قد يضفي علي النقود المربوطة درجة‬
‫من عدم التأكد الناتج عن تغيرات سعر الصرف‪ ،‬بالضافة إلي‬
‫التكاليف الناجمة عن تقدير معدل العائد مع كل تغير في سعر‬
‫الصرف‪ ،‬مما يجعل هذا القتراح مكلفا في تنفيذه ‪ ،‬ويوقع صانع‬
‫السياسة في مشاكل كثيرة ‪ (،‬د‪ .‬أحمد الناقة‪)1999( ،‬ص‪.)343 :‬‬
‫وقد ورد في جريدة الهرام المصرية(‪ 3‬مارس ‪ 2003‬ص ‪)17‬‬
‫علي لسان أحد رجال العمال المصريين‪ ،‬أن الصناعة المصرية‬
‫تتعرض لخطر شديد نتيجة التقلبات الشديدة في أسعار الصرف ‪،‬‬
‫فالبنوك تشتري كميات من الدولر أكبر بكثير مما تبيع مما يؤدي‬
‫إلي وجود فجوة طلب كبيرة علي الدولر‪ ،‬يستغلها المتلعبون‪،‬‬
‫في ظل شعور عام متنام بادخار الدولر بدل من الجنيه‪ ،‬وهو ما‬
‫يولد إحساسا عاما لدي الغالبية من المتعاملين في النقد الجنبي‬
‫باتجاه سعر الدولر إلي الرتفاع‪ ،‬وحيث أن غالبية الصناعة‬
‫المصرية تعتمد إلي حد كبير علي تسهيلت الموردين‪ ،‬عند استيراد‬
‫المواد الخام ‪ ،‬فإن تكلفة النتاج ترتفع بشكل عشوائي ‪ ،‬ومن‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪79‬‬

‫المنظور السلمي فإن هذا ينتج من السلوك غير السوي للفراد‬


‫الذين يسعون إلي تحقيق مصالحهم الخاصة علي حساب مصالح‬
‫مجتمعهم‪.‬‬
‫ومن الواضح أن علج مشكلة سعر الصرف ليس في تحرير‬
‫سعر صرف الجنيه مقابل العملت الجنبية‪ ،‬ولكن الحل من‬
‫منظور القتصاد السلمي يكمن في تنمية القطاع الحقيقي‬
‫للقتصاد‪ ،‬ودفع الصادرات ‪ ،‬ووضع جدول لولويات الواردات للحد‬
‫من الطلب علي الدولر‪ ،‬والسيطرة علي عجز ميزان المدفوعات‪،‬‬
‫والسيطرة الكاملة علي عقد قروض وتسهيلت خارجية للحد من‬
‫حجم الدين العام الخارجي‪ ،‬مع ضبط عملية الصدار النقدي ‪،‬‬
‫والحد من النفاق الحكومي بالدولر في الخارج‪ ،‬لتخفيض عجز‬
‫الميزانية ‪ ،‬وكل هذه الحلول تكلم عنها القتصاديون كثيرا ‪ ،‬وهي‬
‫تحتاج فقط إرادة التنفيذ‪.‬‬
‫سادسا‪-:‬الخاتمة والتوصيات‪:‬‬
‫ا‪ -‬الخاتمة‪:‬‬
‫أنصب التحليل في هذه الدراسة علي تحليل أثر المستوي‬
‫العام للسعار والرصدة النقدية الحقيقية على سعر صرف الجنيه‬
‫المصري مقابل الدولر المريكي ‪ ،‬في إطار المسلمات الساسية‬
‫للقتصاد السلمي ‪ ،‬وذلك باستخدام نموذج التعديل الجزئي‬
‫ونموذج الفجوات الموزعة ذات الحدود‪.‬‬
‫ولقد اقتصرت الدراسة من حيث المتغيرات أو التحليل علي‬
‫ما يعتبر مقبول من وجهة نظر القتصاد السلمي‪ ،‬ومن ثم فقد تم‬
‫استبعاد سعر الفائدة والمتغيرات أو النظريات المبنية عليه‪ ،‬مثل‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪80‬‬ ‫الحقيقية‬

‫سعر الفائدة نفسه والعرض النقدي بالمفهوم الواسع(‪) M2‬‬


‫ونظرية تكافؤ الفائدة‪ ،‬وبالتالي فقد تم استبعاد آلية تأثير العرض‬
‫النقدي علي سعر الصرف من خلل سعرا لفائدة‪.‬‬
‫ومن ناحية أخري فإن العرض النقدي بالمفهوم الضيق‬
‫والذي يشتمل علي العملة المتداولة خارج الجهاز المصرفي‬
‫والودائع تحت الطلب ‪،‬والمستوي العام للسعار من المتغيرات‬
‫المقبولة في القتصاد السلمي‪ ،‬ومن ثم تعتبر من أهم التغيرات‬
‫المتغيرات المفسرة لسلوك سعر الصرف في القتصاد‬
‫السلمي ‪ ،‬وهذا ما أخذت به تلك الدراسة‪.‬‬
‫وفيما يلي أهم نتائج التحليل التي انتهت إليها الدراسة‪:‬‬
‫أول‪ :‬نتائج خاصة بأثر المستوي العام للسعار‬
‫علي سعر الصرف‪:‬‬
‫يعتبر المستوي العام للسعار متغير مقبول إسلميا كمتغير‬
‫مفسر لسعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولر المريكي‪،‬‬
‫وأهم النتائج التي توصل إليها النموذج القياسي هي‪:‬‬
‫‪.1‬أن المستوي العام للسعار هو المتغير الساسي الذي‬
‫يفسر ارتفاع سعر صرف الدولر مقابل الجنيه المصري‪.‬‬
‫‪.2‬يتغير سعر صرف الدولر مقابل الجنيه المصري في نفس‬
‫اتجاه تغير المستوي العام للسعار في مصر‪ ،‬وبدرجة‬
‫تتوقف علي درجة تكيف سعر الصرف السائد في الفترة‬
‫الحالية لسعر الصرف السائد في الفترة السابقة لها‪ ،‬فمع‬
‫زيادة درجة التكيف‪ ،‬تزداد درجة استجابة تغيرات سعر‬
‫الصرف مع تغيرات المستوي العام للسعار‪.‬‬
‫‪.3‬أن مرونة سعر الصرف بالنسبة للمستوي العام للسعار‬
‫في الجل الطويل أكبر من نفس المرونة في الجل‬
‫القصير‪ ،‬فسعر الصرف غير مرن بالنسبة للمستوي العام‬
‫للسعار في الجل القصير‪ ،‬ولكنه يصبح مرنا في الجل‬
‫الطويل‪ ،‬بعد إتمام عملية التكيف‪.‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪81‬‬

‫‪.4‬مع ثبات العوامل الحرى على حالها‪ ،‬يترتب علي ارتفاع‬


‫المستوي العام للسعار أثر كمي علي سعر الصرف في‬
‫نفس التجاه‪ ،‬وأن الثار المضاعفة للمستوي العام للسعار‬
‫علي سعر الصرف تتزايد من عقد لخر فمثل ارتفاع‬
‫المستوي العام للسعار بمقدار نقطة صاحبه ارتفاع في‬
‫سعر الصرف بمقدار(‪) 1.21‬قرشا في عام (‪ ، )1971‬وبمقدار(‬
‫‪ )2.9‬قرشا في عام (‪ ،)1980‬وبمقدار ‪ ))13.80‬قرشا عام(‬
‫‪ ،)1990‬وبمقدار((‪32.57‬قرشا عام(‪ ،)2000‬طبقا للمضاعف‬
‫المباشر(الفوري)‪.‬‬
‫‪.5‬إن الثر الكمي الموجب المباشر(الفوري) للمستوي العام‬
‫للسعار علي سعر الصرف أقل من الثر الكمي‬
‫الموجب(قصير ومتوسط الجل)‪ ،‬فمثل بالنسبة للمضاعف‬
‫متوسط الجل فإن ارتفاع المستوي العام للسعار بنقطة‬
‫صاحبه طبقا للمضاعف متوسط الجل ارتفاع في سعر‬
‫الصرف بحوالي((‪ 1.89‬قرشا في عام(‪ )1971‬قرشا‪،‬‬
‫وبمقدار(‪)4.53‬قرشا في عام (‪ ،)1980‬وبمقدار ‪ ))21.58‬قرشا‬
‫في عام(‪ ،)1990‬وبمقدار(‪)50.94‬قرشا في عام ‪. ))2000‬‬
‫‪.6‬هذه النتائج تؤيد الفرض الساسي الذي يقرر أنه مع‬
‫استمرار ارتفاع المستوي العام للسعار ‪ ،‬يزداد تدهور القوة‬
‫الشرائية للجنيه‪ ،‬وبالتالي يتزايد الثر الكمي الموجب‬
‫لرتفاع المستوي العام للسعار علي سعر صرف الدولر‬
‫مقابل الجنيه‪ ,‬لن أثر المستوي العام للسعار علي سعر‬
‫الصرف هو أثر تراكمي يبدأ من الثر الفوري إلي الثر‬
‫القصير ثم المتوسط ثم طويل الجل‪.‬‬

‫ثانيا‪-:‬نتائج خاصة بأثر الرصدة النقدية الحقيقية‬


‫علي سعر الصرف‪:‬‬
‫يعتبر عرض الرصدة النقدية الحقيقية بالمفهوم الضيق أيضا‬
‫من المتغيرات المقبولة إسلميا لتفسير سعر صرف الجنية مقابل‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪82‬‬ ‫الحقيقية‬

‫الدولر المريكي‪ ،‬ولقد تم تقدير أثر الرصدة النقدية الحقيقية‬


‫علي سعر صرف الجنية مقابل الدولر‪ ،‬وكانت أهم نتائج النموذج‬
‫القياسي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪.1‬أن الحجم الكمي لتغير سعر الصرف الناجم عن تغير‬
‫الرصدة النقدية الحقيقية أكبر من الحجم الكمي لتغير سعر‬
‫الصرف الناجم عن تغير المستوي العام للسعار‪.‬‬
‫‪.2‬الثر الكمي المضاعف للرصدة النقدية الحقيقية علي‬
‫سعر الصرف هو أثر مباشر وهو أيضا أثر قصير الجل‪ ،‬أما‬
‫الثر الكمي المضاعف للمستوي العام للسعار علي سعر‬
‫الصرف فهو أثر فوري وأثر قصير وأثر متوسط وأثر طويل‬
‫الجل‪ ،‬وكميا ترتب علي زيادة الرصدة النقدية الحقيقية‬
‫بحوالي واحد مليون جنية حقيقي ارتفاع سعر الصرف‬
‫بحوالي(‪ )58‬قرشا كنتيجة للثر الفوري عام ((‪،1971‬‬
‫وبحوالي(‪)194‬قرشا عام ‪ ،))1980‬وبحوالي(‪)157‬قرشا عام((‬
‫‪ ،1990‬وبحوالي((‪158‬قرشا عام ((‪،2000‬وبالنسبة للثر‬
‫المضاعف متوسط الجل فهو أقل حيث ترتب علي زيادة‬
‫الرصدة النقدية الحقيقية بمقدار واحد مليون جنيه حقيقي‬
‫ارتفاع سعر الصرف بحوالي(‪)56‬قرشا عام(‪ )1971‬وبحولي((‬
‫‪ 188‬قرشا عام((‪1980‬وبحولي ‪ ))153‬قرشا عام (‪)1990‬‬
‫وبحوالي(‪ )154‬قرشا عام ‪.))2000‬‬
‫‪.3‬تلعب التغيرات في الرصدة النقدية الحقيقية دورا في‬
‫تفسير التقلبات في سعر الجنيه المصري مقابل الدولر‬
‫المريكي في الجل القصير ‪ ،‬وأن التغيرات طويلة الجل‬
‫في سعر الصرف يمكن تفسيرها بالثر التراكمي لتغير‬
‫المستوي العام للسعار‪.‬‬

‫ب‪ -‬أهم التوصيات‪:‬‬


‫هناك عوامل عديدة ساهمت في تدهور قيمة الجنيه مقابل‬
‫الدولر وغيره من العملت‪ ،‬وأهمها زيادة الطلب علي الواردات‪،‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪83‬‬

‫مع زيادة بطيئة في الصادرات‪ ،‬ولكن فجوة الطلب الزائد على‬


‫الدولر‪ ،‬بالضافة إلي ارتفاع المستوى العام للسعار وزيادة عرض‬
‫الرصدة النقدية الحقيقة ‪ ،‬ساهمت في فقدان الجنيه جزء كبير‬
‫من قوته الشرائية ‪ ،‬مع التحول إلي اقتناء الدولر كمستودع‬
‫للقيمة ‪ ،‬وحدوث إحلل نقدي للدولر محل الجنيه‪ ،‬وهو المر الذي‬
‫يصعب السيطرة عليه‪ ،‬دون إجراءات تفضي إلي هروب رؤوس‬
‫الموال إلي الخارج‪.‬‬
‫ولذلك فإنه وفي ظل الظروف القتصادية السائدة يجب‬
‫إتباع استراتيجية تركز علي الجلين القصير والطويل ‪،‬ففي الجل‬
‫القصير‪ ،‬يجب العمل بكل الطرق علي تثبيت سعر الدولر‪ ،‬مع‬
‫المقاومة لي شكل من أشكال المضاربة على قيمة الجنيه‪،‬‬
‫وإحداث تخفيض في الواردات ‪ ،‬وتخفيض في النفاق الحكومي‬
‫بالدولر في الخارج ‪ ،‬سواء كان هذا النفاق علي تمثيل دبلوماسي‬
‫أو قنصلي غير ضروري ‪ ،‬وكذلك العمل علي تخفيض النفاق‬
‫الخاص في الخارج ولسيما النفاق السياحي‪ ،‬بما يقلص فجوة‬
‫الطلب الزائد علي الدولر‪ .‬أما في الجل الطويل ‪،‬فيجب بذل جهد‬
‫حقيقي لتنشيط سياسة دفع الصادرات وعمليات الصلح الهيكلي‬
‫القتصادية‪.‬‬

‫كما يتطلب تدخل السلطات النقدية في سوق الصرف‬


‫الجنبي وجود خبراء علي مستوى عال في الدارة النقدية للصرف‬
‫الجنبي داخل وزارة القتصاد والبنك المركزي‪.‬‬
‫ويعد تحقيق الستقرار النقدي أحد أهم الشروط لتحقيق‬
‫استقرار القيمة الخارجية للعملة المحلية في مواجهة العملت‬
‫الجنبية ومنها الدولر المريكي‪ .‬والستقرار النقدي يتحقق بصفة‬
‫أساسية من خلل استقرار المستوي العام للسعار‪ ،‬ونمو العرض‬
‫النقدي السمى بمعدل يقترب من معدل نمو النتاج السلعي ‪،‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪84‬‬ ‫الحقيقية‬

‫وقد تسترشد السلطات القتصادية بوضع معدلت هدفيه لكل من‬


‫العرض النقدي السمي والمستوي العام للسعار ل يجب تجاوزها‪.‬‬
‫كمــا يعــد إصــدار أصــول ماليــة – وفــق مســلمات القتصــاد‬
‫السلمي‪ -‬مقيمة بالعملة المحلية ( الجنيه)‬
‫وتعطي معدل عائد تنافسي ‪،‬مقارن بالعائد علي الصول‬
‫البديلة(المقومة بالعملت الجنبية‪ ،‬مثل الودائع بالدولر) من أهم‬
‫عوامل حفز الفراد علي حيازة العملة المحلية‪ ،‬وإحللها محل‬
‫العملة الجنبية في محافظ أصولهم‪ ،‬ومن ثم تدعيم القيمة‬
‫الخارجية للعملة المحلية في مواجهة العملت الجنبية‪.‬‬
‫ويجب علي أفراد المجتمع في اقتصاد إسلمي طاعة ولي‬
‫المر فيما يقرره من سياسات سعر الصرف‪ ،‬وبحيث يتم القضاء‬
‫علي سوق الصرف غير الرسمي‪ ،‬لن وجود هذه السوق غير‬
‫الرسمية وكبر حجم هذه السوق يضعف فاعلية سياسة الصرف‬
‫الجنبي التي يعلنها البنك المركزي‪ ،‬ويقلل درجة المصداقية التي‬
‫تتمتع بها تلك السياسة من قبل الوكلء القتصاديين ‪،‬ويتعارض مع‬
‫المسلمات الساسية للقتصاد السلمي التي تتطلب الوضوح‬
‫والشفافية والمصداقية ‪ ،‬كما تتطلب من أبناء المجتمع السلمي‬
‫أن يتصفوا بروح اليثار والتخلي عن السعي إلي الربح بطريقة‬
‫تتعارض مع مصلحة المجتمع ككل ‪ ،‬ولسيما وأن جزءا من حصيلة‬
‫النقد الجنبي الذي يتدفق إلي السوق غير الرسمية قد يمول‬
‫تجارة التهريب والمخدرات ‪.‬‬
‫المراجـــــع‬

‫‪ -1‬مراجع عربية‪:‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‪ /‬جامعة أم القرى‬ ‫‪85‬‬

‫‪ - 1‬د‪.‬أحمد أبوالفتوح الناقة"استخدام نموذج تصحيح الخطأ في‬


‫تقدير محددات الحلل النقدي في مصر" مجلة كلية التجارة‬
‫للبحوث العلمية‪ ،‬كلية التجارة‪،‬جامعة السكندرية‪،‬العدد‬
‫الثاني‪،‬المجلد الثاني والثلثون ‪،‬الجزء الول ‪،‬سبتمبر ‪.1999‬‬
‫‪"------------------------ -2‬اختبار النموذج النقدي كمفسر لسعر‬
‫الصرف الحقيقي للجنيه المصري مقابل الدولر المريكي""‬
‫مجلة كلية التجارة للبحوث العلمية‪ ،‬كلية التجارة‪،‬جامعة‬
‫السكندرية ‪ ،‬العدد الول‪ ،‬المجلد الواحد والثلثون‪ ،‬مارس‪1994:‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬عبد الستار أبو غدة"تطبيق القواعد الشرعية في‬
‫القتصاد"مقالة في "التطبيقات القتصادية السلمية‬
‫المعاصرة"‪ ،‬تحرير أبو بكر عثمان الجزء الول‪،‬البنك السلمي‬
‫للتنمية‪ :‬المعهد السلمي للبحوث والتدريب‪ 1420،‬هـ‬

‫‪ -2‬مراجع أجنبية ‪:‬‬


‫‪1.Blejer, M., and Leiderman L., “A Monetary Approach to the‬‬
‫‪Crawling –Peg System: Theory and Evidence”, Journal of Political‬‬
‫‪Economy, Vol.89, No. 1,1981.‬‬
‫‪2.Burnside, M., Marton, E., and Seige, R., “Prospective Deficits and‬‬
‫‪the Asian Currency Crises”, Center for Economic Policy Research‬‬
‫‪Discussion Papers 2015,1998.‬‬
‫”‪3.Chacholiades, M. “International Monetary Theory and Policy‬‬
‫‪McGraw-Hill International Book Company, London: 1978.‬‬
‫‪4.Chiang; A.; “ Fundamental Methods of Mathematical Economics’; 3rd.,‬‬
‫‪edit‬‬ ‫‪McGraw-Hill Book Company. ,.New York;1984.‬‬
‫‪5.Crosetti, G. Poati P. and Noriel, R. “What Caused the Asian‬‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
86 ‫الحقيقية‬

Currency and Financial Crises”, National Bureau of Economic Research


Working Papers, No.6833 and 6844.
6.Dernburg, T. “Global Macroeconomics” Harper &Row Publisher,
New york;1989.
7.Dornbusch, R. and Fischer, S. “Macroeconomics”, 3rd. edit. McGraw-
hill International Book Company, New Delhi, 1984.
8.Dornbusch; R., “Expectations and Exchange Rate Dynamics” ,
Journal of Political Economy; Vol. 84; No. 6, 1976.
9.Faust J. and Rogers, J. “ Monetary Policy Role in Exchange Rate
Behavior” International Finance Division, Federal Reserve Board,
February: 2000.
10.Gold, d. and Kamin, S. “The Impact of Monetary Policy on
Exchange Rates During Financial Crises” International Financial
Discussion Papers, Board Of Governors of Federal Reserve, No.669,
January 2000.
11.Greene, W., “ Econometric Analysis “Macmillan Publishing
Company, New York: 1990.
12. Greene; W.,” Econometric Analysis”;5th edit.; Prentice Hall; New
Jersey; (2003).
13. International Financial Statistics; Statistical Yearbook; IMF;2001.
14. Kmenta.; J., “Elements of Econometrics”; 2nd. Edit., Macmillan
Publishing CO.;(1986).
15.Kraugman, P., and Obstfeld,” International Economics: Theory and
‫ جامعة أم القرى‬/‫المؤتمر العالمي الثالث للقتصاد السلمي‬ 87

Policy” , Scott, Foresman and Company, London: 1994.


16.Lizondo, J. “Alternative Dual Exchange Market Regimes :Some
Steady-State Comparisons” IMF Staff Papers, Vol. 38, No. 3
(September:1991).
17.Mishkin, F., “Global Financial Stability Framework, Events,
Issues” Journal of Economic Perspective, Vol.13, No.4, fall; 1999.
18.Mundell, R. “ The Appropriate Use of Monetary and Fiscal
Policies under Fixed Exchange Rates” IMF Staff Papers, March: 1962.
19.Pindyck R.; and Rubinfeld.; “Econometric Models and Econometric
Forecasts”; 3rd. edit., McGraw-Hill Book Company ; New York: 1991.
20.Ramirez-Regas, C., “Currency Substitution in Argentina, Mexico,
and Uruguay” IMF Staff Papers, Vol. 32, No. ,1985.
21.Rogoff, K. “International Institutions for Reducing Global
Financial Stability” Journal of Economic Perspective, Vol. 13, No. 4,
and fall: 1999.

1(( ‫ملحق‬
*
from (1) b1 ERt − b1 ERt = −b2 ERt + b2 ERt −1
∴ (b1 + b2 ) ERt = b1 ER * t + b2 ERt −1
:‫( من الطرفين‬b1 ERt −1 ) ( ‫بطرح‬
∴ (b1 + b2 ) ERt − b2 ERt −1 − b1 ERt −1 = b1 ER * t − b1 ERt −1
:‫بإعادة الترتيب‬
‫قياس أثر المستوى العام للسعار والرصدة‬
‫‪88‬‬ ‫الحقيقية‬

‫) ‪(b1 + b2 ) ERt − (b1 + b2 ) ERt −1 = b1 ( ER * t − ERt −1‬‬


‫) ‪∴ (b1 + b2 )( ERt − ERt −1 ) = b1 ( ER * t − ERt −1‬‬
‫وهذا هو الفرض الساسي لنموذج التعديل الجزئي‪.‬‬

You might also like