Professional Documents
Culture Documents
في الربع االول من عام 2011شھدت مصر حدثا ھاما تمثل في سقوط النظام السياسي برئاسة محمد
حسني مبارك اثر ثورة شعبيه اندلعت في 25يناير لتسقط ھذا النظام في ظل ثمانية عشر يوما فقط ذلك
النظام الذي وصف بانه واحد من النظم الديكتاتورية التي تركزت فيه كافة السلطات في يد شخص واحد
ھو رئيس الدولة .و لطي صفحة الماضي و بدأ بناء نظام سياسي ديمقراطي يتالئم مع طموحات الشعب
المصري ثار الجدل حول شكل العالقة بين السلطات الثالث ) التنفيذية – التشريعية – القضائية ( في
اطار الدولة الديمقراطية الجديدة و قد تركز الجدل حول ھل تتبع مصر النظام البرلماني ام الرئاسي ام
النظام المختلط الذي تتبعه مصر مع تقنين سلطات الرئيس.
في ظل ھذه التساؤالت العديدة حول مستقبل العالقة بين السلطات الثالث في مصر فان الورقة البحثية
ستنقسم الي جزأين األول عرض نظري الشكال العالقات بين السلطات الثالث و ھي النظام الرئاسي و
البرلماني و المختلط و ماھو الفرق بينھم و ماھي سمات و عيوب كال منھم ،اما الجزء الثاني فھو
يتناول الحالة المصرية من خالل عرض ماھو االنسب لمصر و ذلك وفقا للبيئة و الظروف السياسية
المصرية.
1
العالقة بينھم قائمة علي التعاون و التوازن و كال منھم تراقب االخري .و ھناك عدد من السمات التي
يتسم بھا ھذا النظام و ھي:
2
فيما يتعلق بالسلطة التشريعية:
في ھذا النظام يعتبر الثقل للبرلمان الذي ھو السلطة التشريعية و ذلك لتداخل السلطتين
التشريعية و التنفيذية في ھذا النظام فالسلطة التنفيذية تاتي من السلطة التشريعية و ھي
مسؤلة امامھا .و ھو مايعني حدوث تفوق للسلطة التشريعية علي السلطة التنفيذية.
يشارك البرلمان في اقرار السياسة العامة للدولة و اتخاذ القرارات و اقتراح القوانين و
تشاركه السلطة التنفيذية في ھذا باعتبار انھا جزء من البرلمان فھو قوة فعلية و ليست
قوة رمزية لما له من سلطات .
يتولي البرلمان الرقابة علي اعمال الحكومة و بالتالي فاالعضاء يقوموا بتقديم االسئلة و
االستجوابات العضاء الحكومة بصفة مستمرة.
3
الرئيس \ الملك
الوزراء
النظام الرئاسي:
و تعتبر الواليات المتحدة ھي النموذج التقليدي لھذا النظام الذي يقوم علي مبدأ الفصل الجامد
بين السلطات اي استقالل السلطات الثالث و عدم تدخل ايا منھا في عمل االخري ) و ھذا من
الناحية النظرية( .و يتسم ھذا النظام بعدد من الخصائص ھي:
فيما يتعلق بالسلطة التنفيذية:
تتركز السلطة التنفيذية في يد رئيس الدولة الذي ينتخب من قبل الشعب لمدة محددة و
يجمع بين رئاسة الدولة و رئاسة الوزراء فالنظام الرئاسي ال يعرف منصب رئيسا
للوزراء ،ھذا و يتمتع رئيس الدولة بسلطات عديدة و واسعة ) لذا سمي بالنظام الرئاسي
نسبة لدور الرئيس فيه(.
4
يتولي الرئيس تعين الوزراء او سكيرتير كما في النظام االمريكي الذين قد يكونوا من
حزب الرئيس او من احزاب اخري و يملك سلطة محاسبتھم و اقالتھم و ھم مسؤلون
امام الرئيس وحده.
الحكومة تتمثل في شخص الرئيس بمعني ان الرئيس قد ال يتقيد باراء الوزراء \
السكرتاريه ،و علي ھذا فالرئيس ھو المسؤل عن كافة اعمال الحكومة.
الوزراء \ السكرتاريه ال يكونوا اعضاء في البرلمان ،فالنظام الرئاسي قائم علي وحدة
المنصب ) اي عدم جواز حصول اي فرد علي منصبين( .
الحكومة ) الرئيس( مسؤول امام الشعب الذي انتخبه و اليجوز مسائلته امام البرلمان و
ال يخضع له.
ال يجوز للرئيس ان يخاطب الشعب من خالل البرلمان اال في حاالت الضرورة
القصوي و يخاطب الشعب مباشرة من خالل وسائل االعالم المختلفة ،ليس من حق
الرئيس ان يدعو البرلمان لالنعقاد او يفض دورة االنعقاد او ان يحله.
فيما يتعلق بالسلطة التشريعية:
النظام الرئاسي
فصل بين السلطات
السلطة التشريعية السلطة التنفيذية
الرئيس
=
بعد ان عرضنا لكال من النظام البرلماني و الرئاسي فھنا نتناول عرض الھم الفروق ) المميزات و
العيوب( بين ھذين النظامين من خالل النقاط التالية:
من النقاط االيجابية للنظام البرلماني انه يخلق فكرة المسؤلية الجماعية للحكومة و بالتالي يؤدي
لمزيد من الكفاءة في عمل الحكومة .اما في النظام الرئاسي فال توجد مسؤلية للحكومة ممثلة في
الرئيس امام البرلمان و انما ھو مسؤل امام الشعب الذي انتخبه.
من النقاط االيجابية االخري للنظام البرلماني ھو ان الناخب عندما يصوت لحزب ما في االنتخابات
و في حالة نجاح ھذا الحزب فالناخب يضمن ان الحزب سيتبني السياسة و البرامج التي علي
6
اساسھا صوت لھا الناخب ،اما في النظم الرئاسية فال يضمن الناخب ان يكون رئيس الدولة من
نفس حزب االغلبية في البرلمان مما يجعل من الصعوبة بمكان ان يتنبأ الناخب بما ستكون عليه
سياسة الحكومة خاصة في حالة حدوث تعارض بين حزب الرئيس و حزب االغلبية في البرلمان.
النظام الرئاسي من نقاطه االيجابية تمتعه باالستقرارفالرئيس يظل في منصبه حتي انتھاء مدته )
اال في حالة الوفاة او المرض او االتھام بالخيانة العظمي( علي عكس النظام البرلماني الذي يتسم
في بعض الدول بعدم استقرار الحكومة او البرلمان النه يرتبط بمدي استمرار ثقة االغلبية فيھا .و
لكن يجب مالحظة ان ھذا االستقرار قد يصل لدرجة الشلل السياسي في حالة وجود تعارض بين
الرئيس و البرلمان.
فكال من النظامين له عدد من العيوب و المميزات و المعيار الرئيسي ھو مدي مالئمة ظروف الدولة
الي من النظامين ،و كان من نتائج ظھور عيوب لھذه االنظمة ان ظھر لدينا نظام ثالث و ھو النظام
المختلط القائم علي المزج بين النظامين الرئاسي و البرلماني و من الدول التي تتبع ھذا النظام فرنسا و
كذلك مصر و يتسم ھذا النظام بعدد من الصفات ھي:
السلطة التنفيذية لھا رئيسان ھما رئيس الدولة و رئيس الوزراء و كال منھم لديه سلطة فعلية ،
فالرئيس يتم انتخابه من قبل الشعب و يقوم بتعين رئيس الوزراء الذي يكون زعيم حزب االغلبية
في البرلمان و يتولي رئيس الوزراء تعين الوزراء .
الرئيس ال يعتبر مسؤل امام السلطة التشريعية و انما ھو مسئول امام الشعب الذي انتخبه بينما
رئيس الوزراء و حكومته يعتبروا مسئوالن امام السلطة التشريعية التي تملك السلطة لمحاسبة و
مسائلة الحكومة بل و سحب الثقة منھا.
نتيجة لوجود ازدواج في السلطة التنفيذية ) ما بين رئيس الدولة و رئيس الوزراء( فان ھذا يتطلب
وجود قدر من التعاون بينھم خاصة في حالة ما اذا كان رئيس الوزراء من حزب غير حزب رئيس
الدولة حيث قد يثور التعارض ھنا نتيجة الختالف توجه كل حزب.
السلطة التشريعية تنتخب من قبل الشعب و تتولي الرقابة علي اعمال الحكومة و تشارك في وضع
السياسات العامة و لھا سلطات منھا وضع القوانين و اقرار ميزانية الدولة.
فمنذ مطلع القرن العشرين مر النظام السياسي المصري بمرحلتين مختلفتين ھما:
7
-مرحلة النظام المختلط منذ .2011 -1952
فبداية ھذه المرحلة تمثلت في اندالع ثورة 1919التي عمت ارجاء البلد اثر نفي سعد زغلول و
كان من مطالب ھذه الثورة انھاء الحماية البريطانية عن مصر و اقامة دولة مستقلة ،و من احد
اھم نتائج الثورة ان تم وضع دستور عام 1923الذي بموجبه تم ارساء قواعد النظام البرلماني في
مصر ليتم انھاء نظام الحكم المطلق الفردي القائم علي منح الملك سلطات واسعة في كافة
االختصاصات .و قد اتسم النظام البرلماني المصري ب:
-عدم تقليص سلطات الملك الي ادني الحدود او تحويل سلطاته الي سلطات رمزية فدستور
1923قد اعطي الملك اختصاصات عدة منھا :حقه في حل مجلس النواب بشكل مطلق و
تأجيل انعقاد المجلس ،حق العفو و تخفيض العقوبة ،حقه في اعطاء النياشين العسكرية و
المدنية و ألقاب الشرف ) مثل البشوية و البكوية( ،كذلك حق تعين رجال السلك الدبلوماسي و
كبار رجال الدين ...الخ .علي الجانب االخر فقد نص الدستور علي ان االمة ھي مصدر
السلطات و ذلك من خالل اضفاء الصفة البرلمانية لنظام الحكم حيث ان الوزارة يتم تعينھا من
قبل اعضاء البرلمان و له الحق في سحب الثقة منھا و اسقاطھا .
من ھذا يتضح ان دستور 1923قد طبق النظام البرلماني بصورة تختلف عن ما يقتضيه ھذا
النظام فقد خالف احد اھم قواعده المتمثلة في تقليص سلطات الملك و كان نتيجة لھذا الخلل )
المتمثل في اعطاء الملك سلطات واسعة وھامة( ان اتسمت الحياة السياسية خالل ھذه الفترة 1923
– 1952بعدم االستقرار السياسي نتيجة لتدخل الملك المستمر في الحياة السياسية بجانب تاثير
االنجليز علي بعض االمور فكان النمط العام لالزمات يبدا بوصول الوفد للسلطة – باعتباره
صاحب االغلبية الشعبية -و سرعان ما تدخل وزارة الوفد في صدام مع الملك او االنجليز نتيجة
لتعارض المصالح و ھنا يتدخل الملك القالة الوزارة و تكليف احد احزاب االقلية بتشكيل الحكومة
و تقوم ھذه الحكومة بتأجيل انعقاد المجلس الي ان يصدر الملك مرسوم بحل البرلمان و الدعوة
النتخابات جديدة و ھكذا ) و ھو مايوضحه الشكل التالي( .و كان نتيجة لھذا ان تعاقبت علي الحكم
خالل ھذه الفترة حوالي 38وزارة ھذا بجانب عدم استكمال اي برلمان لمدته سوي برلمان 1945
حيث كان يتدخل الملك لحل البرلمان النھاء االزمة.
8
دورة الحياة البرلمانية في مصر اثناء العھد البرلماني \ الليبرالي
الشعب
-علي الرغم من وجود سلبيات للتجربة البرلمانية اال ان ھذا ال يعني عدم وجود اثار ايجابية لھا
فمن االثار االيجابية ظھور احزاب سياسية ) و ان كانت فد عانت ھي االخري من
الصراعات الداخلية التي قد تصل النقسام الحزب ( تتنافس علي الوصول للحكم ھذا بجانب
وجود تجربة ديمقراطية قد شھدتھا مصر في ظل ظروف تمثلت في التدخل الدائم للملك و
االنجليز في الحياة السياسية.
و قد بدات ھذه الفترة بثورة 1952و التي كانت في البداية مجرد انقالب عسكري علي الحكم اال انھا
سريعا ما وجدت تأيد شعبيا ناجم عن رفض الشعب لالوضاع السياسية و االقتصادية و االجتماعية في
مصر فتحولت الي ثورة علقت عليھا االمال النشاء وطن حر و قوي .فقد اعلنت الثورة انھاء الحكم الملكي
و تحويل مصر الي جمھورية و ثار الجد ل في تلك الفترة حول ماھو النظام االنسب لمصر ھل ھو
الرئاسي ام البرلماني .و قد اختار عبد الناصر النظام المختلط ) وفقا لدستور (1956علي الرغم من
وجود دعوات عدة لتطبيق النظام البرلماني و في عھد السادات تم اصدار دستور 1971و الذي حافظ علي
9
النظام المختلط مع وجود بعض التطورات .فقد جمع النظام المختلط ما بين مالمح النظم الرئاسية و
البرلمانية ،فبالنسبة للسلطة البرلمانية فقد تمثلت في مجلس االمة الذي اصبح فيما بعد مجلس الشعب ) وفقا
لدستور ( 1971اما السلطة التنفيذية فيمثلھا الرئيس ورئيس الوزراء و الوزراء و يتم اختيار الرئيس عن
طريق مجلس االمة\ الشعب – يتولي المجلس ترشيح الرئيس باالغلبية المطلقة – و يعرض بعد ذلك
لالستفتاء العام اال انه منذ عام 2005تم تعديل الدستور ) م (76ليصبح اختيار الرئيس من خالل االقتراع
السري المباشر بين اكثر من مرشح .و بصفة عامة فقد شھدت ھذه الفترة نوع من االستقرار السياسي.
-علي الرغم من ان النظام المختلط قائم علي تقليل مساويء النظام البرلماني و الرئاسي اال ان
النظام المختلط قد طبق في مصر بصورة مختلفة فقد شھد سيطرة شديدة للسلطة التنفيذية –
الممثلة في الرئيس – علي عمل السلطة التشريعية فكانت ھذه السلطة – التشريعية -بمثابة
امتداد للسلطة التنفيذية في عھد عبد الناصر و السادات و الي حد ما في عھد مبارك .
-داخل السلطة التنفيذية ھناك طغيان لمنصب الرئيس علي ھذه السلطة فالرئيس له سلطات
واسعة جدا ،فمن المفترض في النظم المختلطة – مثال حالة فرنسا – ان يلعب رئيس الوزراء
دورا قد يصل احيانا لمعارضة الرئيس اال ان النظم المختلط في مصر قد شھد ھيمنة منصب
الرئيس علي منصب رئيس الوزراء الذي تحول الي تابع للرئيس.
من خالل العرض لتطور النظام السياسي المصري منذ مطلع القرن العشرين نالحظ ان ھذا النظام قد انتقل
مابين النظام البرلماني و المختلط و ان كان كال منھم قد صبغ بالخصوصية المصرية فالنظام البرلماني
كما راينا لم تطبق قواعده االساسية االمر الذي ادي لحدوث خلل شديد في ھذه الفترة و النظم المختلط طبق
بطريقة خلقت لنا رئيس مھيمن علي كافة سلطات الدولة و ھو ما يعني ضرورة االخذ في االعتبار البيئة
المصرية و خصوصيتھا الثقافية و المجتمعية و السياسية كمعيار في اختيار نوع النظام السياسي ) فيما
يتعلق بالعالقة بين السلطات(.
يري ھذا التيار انه من االنسب لمصر في العھد الجديد ان يتم الحد من سلطات الرئيس بجعله منصب
شرفي مثل ملكة بريطانيا مع نقل السلطات الفعلية لرئيس الوزراء الذي يتولي البرلمان مراقبته و يكون
للبرلمان الحق في محاسيته و سحب الثقة منه اذا راي ذلك و يدعم ھذا التيار رايه بعدد من المبررات ھي:
10
-انه الحل االمثل النھاء اسطورة الرئيس المھيمن علي كافة السلطات و ذلك من خالل اعطاء
الرئيس سلطات رمزية ،و ان تكون السلطة الفعلية لرئيس الوزراء الذي يراقبه البرلمان و
يحاسبه و يملك اقالته.
-ان ھذا النظام سوف يساعد علي تحقيق مبدأ الفصل بين السلطات علي اساس من التوازن و
التعاون بين السلطتين التشريعية و التنفيذية و يجعل رئيس الدولة حكما بين السلطات بحيادية
دون تحيز النه يملك و ال يحكم ) و فقا لراي الفقيه القانوني د\ شوقي السيد(.
-ان مثل ھذا النظم سوف يساھم في خلق احزاب سياسية تسطيع ان تنافس و ان تكون معارضة
حقيقية داخل البرلمان.
و يري انصار ھذا التيار ان ھذا النظام ھو االنسب لمصر علي اعتبار انه يلبي حاجات البيئة المصرية في
الفترة القادمة و ذلك من خالل وجود رئيس له سلطات واسعة و لكن ليست مطلقة بل انھا مقيدة بالقانون و
علي الجانب االخر يكون ھناك برلمان قوي له وظائف محددة يتولي تنفيذھا مما يحدث توازن بين السلطتين
و يكون كال من الرئيس و البرلمان مسئول امام الشعب و يبرر ھذا التيار رايه بمبررات منھا:
-ان االتھام الموجه للنظام الرئاسي بانه السبب في ظھور رئيس مھيمن غير صحيح و يبرروا
بذلك علي التجربة االمريكية فالرئيس له سلطات عديدة و لكن ال يعني ھذا طغيانه علي
السلطات االخري.
-ان النظام الرئاسي كفيل بعدم طغيان اي سلطة علي االخري الن ھناك خطوط فاصلة ال يجوز
الي سلطة ان تتعداھا.
-ان مثل ھذا النظام يضمن حدوث استقرار سياسي داخل الدولة.
من خالل ھذا العرض لكال التيارين نجد ان كال منھم قد قدم نفسه علي انه االفضل و االنسب لمصر في
المرحلة القادمة فكال منھم يسعي الرساء نظام سياسي جديد بقواعد لعبة جديدة تختلف عن العھد السابق و
بالتالي تتطلب وجود فھم من قبل الشعب بھذا النظام و قواعده و كذلك فھي تتطلب وجود عدد من
المتطلبات االزمة لقيامھا خاصة النظام البرلماني الذي تزداد متطلباته ) و بعضھا معقد( عن متطلبات
النظام الرئاسي فعند تقرير اي نظم ھو االنسب لمصر يجب ان ننطلق من واقع البيئة المصرية و
خصائصھا و التي منھا علي سبيل المثال و لس الحصر مايلي:
-و جود ھشاشة حزبية و صراعات داخل االحزاب القائمة ھذا بجانب ان ھذه االحزاب كانت
بمثابة الديكور في النظام السابق و بالتالي فھي ليست مھيئة بعد الن تلعب الدور الرئيس في
العملية السياسية ) يقصد بالعملية السياسية :مجموع التفاعالت التي تتم علي المستوي السياسي
و منھا مثال االنتخابات ( فھي بحاجة لمزيد من الوقت لتعيد بناء نفسھا اما بالنسبة لالحزاب
11
الجديدة التي ظھرت بعد الثورة فمثل ھذه االحزاب تحتاج ايضا لمزيد من الوقت لكي تبني لھا
قاعدة شعبية تجعلھا مؤثرة علي الساحة السياسية و ذات دور فعال .
-الثقافة السياسية المصرية و التي تم تجريفھا لفترة طويلة و ادي ھذا لغرس قيم سلبية فيھا منھا
السلبية و العزوف عن المشاركة في العمل السياسي ) من خالل االنضمام لالحزاب او
المشاركة في صنع القرار( ھذا بجانب وجود وعي سياسي منخفض.
-ارتفاع نسبة االمية في مصر لتصل الي %40من اجمالي الشعب المصري و ھو ما يدل علي
امكانية استغالل ھذه الفئة لصالح تيار سياسي معين خاصة في ظل انخفاض مستوي الوعي
السياسي.
-نوعية االعضاء الممثلين في البرلمان فالقانون يحدد ھذه الشروط و من اخطرھا ھي المستوي
التعليمي للمرشح فھو يشترط ان يكون قد حصل علي شھادة اتمام التعليم االساسي و بالتالي قد
ينعكس ھذا علي دور العضو و مدي فاعليته .
فانطالقا من ھذه االمور نجد ان البيئة المصرية ال تعتبر مھيئة للنظام البرلماني فھي لم تستوفي بعد
المتطلبات الرئيسية لھذا النظام و التي علي رأسھا وجود نظام حزبي متعدد و قوي قادر علي
التنافس في االنتخابات و قادر عليي حصد اغلبية االصوات ففي ظل االوضاع الحالية نحن امام
موقفين اذا طبق النظام البرلماني:
-عدم استطاعة اي حزب الحصول علي اغلبية االصوات و بالتالي يتم اللجوء لتكوين حكومة
ائتالفية مھددة بالسقوط في اي لحظة.
-امكانية وصول حزب ما للسلطة و لكن من خالل استقطاب االصوات خاصة من فئة االميين
او السيدات و ھو ما سوف يعبر عن ارادة زائفة و ليست حقيقية و لعل االستفتاء االخير الذي
شھدته مصر ) -19مارس (2011خير دليل علي ھذا.
اما النظام الرئاسي فربما تقل متطلباته عن متطلبات النظام البرلماني النه باالساس يتطلب وجود
رئيس و لكن علي الجانب االخر فھذا النظام ال يعتبر ضامن لعدم وجود رئيس مھيمن خاصة في
حالة عدم وجود برلمان قوي قادر علي احداث توازن بينه و بين السلطة التنفيذية .
لذا فنحن نري انه من االفضل ان تتبع مصر النظام المختلط و الذي يمكن ان يقلص مساؤي كال
من النظام البرلماني و الرئاسي في الفترة القادمة و ال يعني سوء التطبيق خالل العھد السابق عدم
مالئمة ھذا النظام لمصر فما يحتاجه ھو تحديد سلطات الرئيس و اعطاء سلطات فعلية لرئيس
الوزراء مع تفعيل سلطة البرلمان ليصبح اداة رقابية علي الحكومة .و يمكن ان يتم اتباع ھذا
النظام لفترة انتقالية محددة – في حدود عشر سنوات -تتھيأ فيھا االمور اما لالستمرار في تطبيق
النظام المختلط او تطبيق النظام البرلماني او الرئاسي فھذه المرحلة ستمھد ل:
12
-تغير الثقافة السياسية و انخفاض مستوي االمية و ارتفاع الوعي السياسي و بالتالي منع امكانية
شراء االصوات او توجيھھا .
-معالجة الخلل الذي يعاني منه النظام المصري و المتمثل في وجود اختالل شديد بين صالحيات
الرئاسة و صالحيات البرلمان.
-اعادة حالة االستقرار في الشارع المصري خاصة بعد حالة االنفالت االمني التي شھدتھا مصر
خالل الثورة و ھو ما يتطلب اعادة بناء ھيبة الدولة و اجھزتھا االمنية و مثل ھذا االمر يتطلب
وجود استقرار سياسي و ھو ما يمكن ان يوفره النظام المختلط.
الخاتمة:
في ھذه الورقة البحثية تناولنا عرض للعالقة بين السلطات و ھي السلطة التنفيذية و التشريعية و
القضائية و قد تجسدت شكل ھذه العالقة في ثالث نماذج ھي النموذج البرلماني القائم علي الدمج
بين ھذه السلطات و التعاون بينھا و يكون فيھا الثقل للبرلمان الذي يتمتع بالتفوق و السيادة علي
السلطات االخري ،اما النموذج الثاني و ھو النموذج الرئاسي القائم علي مبدا الفصل بين السلطات
و ان يكون لكال منھا سلطات محددة مما يؤدي لحدوث توازن وعدم ھيمنة الحد السلطات علي
االخري و ان كان في العديد من االحيان ال يوجد مركز ثقل في ھذا النظام ،اما النموذج الثالث
فھو نموذج قد ظھر ليعالج عيوب كال النموذجين من خالل الجمع بينھم .
و قد تناولنا عرض للحالة المصرية التي تمر االن بمرحلة فارقة في ظل سقوط نظام سياسي و
البدء في بناء نظام جديد و قد عرضنا للتيارين الرئيسين و ھما التيار الداعم للنظام البرلماني و
التيار الداعي للنظام الرئاسي و قد اختتمنا الورقة البحثية باقتراح اتباع مصر للنموذج المختلط
لفترة زمنية انتقالية تمھد الرساء القواعد الديمقراطية و تلبية متطلبات كال النموذجين.
13
المراجع:
• د\ منار الشوربجي ،مصر..فلنتريث بشأن الحكومة البرلمانية،
http://www.onislam.net/arabic/newsanalysis/special-folders-pages/new-
،egypt/egypt-after-the-january-25/129095-2011-02-23-11-55-00.htmlتاريخ
الحصول عليه .2011\4\22
• د\ جالل عبد Nمعوض ،د\ محمد خربوش ،مباديء العلوم السياسية ،القاھرة :كلية االقتصاد و
العلوم السياسية .2005 .
• د\ علي الدين ھالل ،تطور النظام السياسي في مصر ،القاھرة :مركز البحوث و الدراسات
السياسية .2007 ،
• دورثي بيكلس)ترجمة زھدي جار ،(Nالديمقراطية ،لبنان :دار النھار للنشر .1972 ،
• معتز با Pعبد الفتاح ،أيھما أصلح لمصر :نظام رئاسى أم برلمانى؟ ،
،http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=432894تاريخ
الحصول عليه .2011-4-22
14