Professional Documents
Culture Documents
تقدي:
تسنيم عمر
شروق عبد الرزاق
,,, شُكــ وتقدير ـــر
فلو كان للشكر شخص يبي
إذا ما تأمله الناظــرُ
لبينته لك حت تـــراه
فتعلم أن امرؤٌ شاكرُ
2
قبل الولوج ،.....
" فقد اهتمت السيميائية الديثة بدراسة الطار الذي ييط بالنص ،كالعنوان ،والهداء ،والرسومات
التوضيحية ،وافتتاحيات الفصول وغي ذلك من النصوص الت أُطلق عليها( النصوص الوازية ) والت
تقوم عليها بنايات النص.
: 1تشكيل الكان وظلل العتبات ،د .معجب العدوان ،النادي الدب الثقاف -جدة ،الطبعة الول1423 :هـ2002/م.
3
العتبات والنصوص الوازية
ضوء خافت وبدايات نامية..
العتبات ،هوامش النص ،أو النص الوازي ،مصطلحات اتفقت معانيها وتعددت السميات عند
الغرب ،ومع انتقال الصطلح إل العربية زاد تعدد الصطلحات إل :اللحقات النصية ،الحيط الارجي،
والنصصات كترجة حرفية للمصطلح الفرنسي .La paratextualité
جيار جنيت ،هو من طرح هذا الصطلح ف مشروعه السردي الذي يهتم بالتفاعلت الوجودة
بي النصوص ،و نقلً عن د .عبد الفتاح الجمري ف كتابه " عتبات النص " فقد عرف جنيت النص
الوازي بأنه :ملحقات نصية وعتبات نطؤها قبل ولوج أي فضاء داخلي ،كالعتبة بالنسبة إل الباب.
يتمثل النص الوازي ف :العنوان ،العنوان الفرعي ،العنوان الداخلي ،الديباجات ،التذييلت،
التنبيهات ،التصدير ،الواشي الانبية ،الواشي السفلية ،الوامش الذيلة للعمل ،العبارة التوجيهية ،الزخرفة،
الشرطة (تزيي يتخذ شكل حزام) ،الرسوم ،نوع الغلف ،وأنواع أخرى من إشارات اللحق،
والخطوطات الذاتية والغيية الت تزود النص بواشٍ متلفة وشرح رسي وغي رسي.
.1النص الوازي الداخلي ( :)Péritexteعبارة عن ملحقات نصية ،وعتبات تتصل بالنص مباشرة.
ويشمل كل ما ورد ميطًا بالكتاب من الغلف ،والؤلف ،والعنوان ،والهداء ،والقتبسات ،والقدمات،
والوامش.
.2النص الوازي الارجي ( :)Epitexteكل نص من غي النوع الول ما يكون بينه وبي الكتاب بعد
فضائي أو زمان ،ويمل صبغة إعلمية مثل الستجوابات والذكرات ،والشهادات ،والعلنات ما ل
يوجد ماديًا ملحقًا بالنص ضمن نفس الكتاب ،ويكون منشورًا ف أي مكان خارج الكتاب :كالرائد
والجلت والبامج إذاعية ،واللقاءات والندوات...
4
ويشي د.حداوي أن للنص الوازي وظيفتي :وظيفة جالية تتمثل ف تزيي الكتاب وتنميقه،
ووظيفة تداولية تكمن ف استقطاب القارئ واستغوائه.
إذن ،قهو خطاب مُفكر فيه من قبل البدع! ،وهو الواجه للمتلقي قبل ولوج العمل الروائي برسم
انطباع أول قد يثي أسئلة مسبقة تيب عنها الرواية بعد القراءة .
ومع احتفاء الدراسات الغربية بدراسة النص الوازي ،تدها قد أغفلت ف الدراسات النقدية العربية
الديثة ،مع أن التصفح لكتب النقد العرب القدي ف الشرق والندلس يد مصنفات تتم بالنص الوازي،
خاصة عند من عالوا موضوع الكتابة والكتاب ،كالصول ف كتابه “أدب الكاتب” الذي ركز على
العنونة وفضاء الكتابة ،وأدوات التحبي والترقيش ،وكيفية التصدير ،والتقدي والتختيم ،وكذا ابن قتيبة،
والكلعي ،وابن وهب الكاتب ،وابن الثي ،وممد علي التهانوي وغيهم .وما يزال موضوع العتبات ف
1
الثقافة العربية القدية ف حاجة ماسة إل من يسب أغواره ،ويعيد النظر ف دراسته.
1ينظر - :النص الوازي :الصطلح والتطبيق ،بيانكا ماضية – ملة ديوان العرب http://www.diwanalarab.com/spip.php?article10958
-لاذا النص الوازي؟ ،د.جيل حداوي – موقع دروبhttp://www.doroob.com/?p=10446 .
5
ناذج تطبيقية
النموذج الول
الباب الفتوح " قصص"
6
لقد قسم القصص إل مموعتي ورتب تسلسل القصص ف كل مموعة ووضع عنوانا للمجموعة الول" أساء
مستعارة "و" الباب الفتوح "للمجموعة الثانية .والذي ل يتحقق هو نيته بأن يضر مقدمة مناسبة لتلك الجموعات
1
بعد تصحيحات بسيطة ولكن ل تكتمل هذه الرغبة.
_ سعاد منيف _
* تليل العتبات ونقدها:
مذ وقعت هذه الجموعة القصصية بي يدي ،استفزن عنوانا السطر باللون الدموي..
شحذت هت وبدأت أبث ف ساحات الشبكة العنكبوتية وف صفوف الكتب ما اسطعت إل ذلك سبيل عن أراء
التلقي والنقاد ،وأصبت بيبة أمل لا وجدت السواد العظم منهم يمع على كونا مرد مموعة قصصية من
بدايات الكاتب الدبية!!! يتفي جالا أمام نتاجه الم التسلسل ف حياته!!!
( الباب الفتوح ) عبارة أثارت فضول ،ول أؤمن أن إثارة الفضول غرض الكاتب؛ إذ الباب الغلق أو الآرب أشد
إثارة للفضول وأكثر غموضا!!!
تركت العنوان تصارعه حيت وشرعت أتأمل الغلف وما حلي به من صورة...
ويا للمفارقة!!..
إن التأمل للصورة الصدرة يد فيها تناقضا عجيبا! فصورة العروس الشرعة والحلة باللوان ل تثي ف النفس
إحساسا بالفرح أبدا؛ بل تنح با إل دائرة الزن والشفقة ،بداية بالفق الؤطر كأنه مبتور ،مرورا بلمح الوجه
الأتية و وقوفا عند عتبة اللوان..
يد التلقي ف هذه اللوحة مزيا صاخبا عجائبيا من اللوان؛ إذ أنا تمع بي اللوان النارية والارة والدافئة؛ تمع
بي نغمت اللوان الصافية التمثلة ف اللون الحر؛ والخضر؛ والزرق؛ والبيض ،والتوترة التمثلة ف اللون
السماوي والبن ،لتخرج بذلك دللت اللوان عن مألوفها،فيمتزج طهر البيض وصفاؤه بالرية الرامز إليها
انتشاره اللمدود ف أرجاء الصورة ،وتتحول الصوبة الورقة ف الخضر إل خصوبة شاحبة بفعل البياض المازج
لا والقيد لمتدادها ،ويتعانق ف الحر المال والزينة مع الدماء والل متمثل ف جرح فوق الوجنة أب إل
الظهور ،ويمل الزرق بدرجاته التفاوتة حزنا خفيا يعكسه الضطراب اللي ف درجاته؛ إذ ند اللون السماوي
الكثر بروزا قد امتزج ف أوضح أجزائه باللون الزرق الداكن أو البنفسج أو بط أسود مائل يزق اتصاله ،أرى أن
اللوحة الائية ساهت ف جعل الانب اليسر الطارئ على اللوحة أشبه ما يكون بدمعة أزلية توشك معظم أجزائها
على الفاف خلفا للجانب الين الظاهر كجزء أساسي من اللوحة ليوحي ل بسرمدية الزن فيها.
إن الطوط السوداء النتشرة ف اللوحة والتائهة هويتها بي الطوط الفقية والعمودية والائلة والنحنية تمل أبعادا
دللية متفاوتة متناقضة فيما بينها ل يمعها إل السواد ،فالطوط العمودية والقل وجودا تدل على الراحة والدوء
وتسامي الروح؛ والطوط الفقية الشكلة لزء من ملمح الوجه اللمية ترمز إل الثبات والستقرار والصمت؛ أما
الطوط الائلة والت تشكل الزء الكب فهي تمل دللة السقوط والنزلق والشعور بالطر الداهم؛ وسة أكثر
هذه الطوط النناء الدال على عدم الستقرار ...
7
إن هذه اللوحة باختصار أشبه ما تكون لعروس بكامل زينتها وأساها؛ تمع بي نقيضي جعا مذهل ،تظهر فيها
اللمح لكنها متوارية ،وتبدو فيها العي مرآة الروح مغلقة كأنا توشك أن تسلب منها حياتا؛ ويبدو إطارها البتور
مددا لفقها وحريتها...
كل هذا التضاد الضطرب ف اللوحة أو الصورة إنا هو امتدار للحية التولدة من العنوان ..
فمجرد قراءته تبعث ف النفس تساؤ ًل وتساؤلً وتساؤل..
فأي باب هو الفتوح؟
وأي بناء يضم هذا الباب؟
وهل له من ذات فاتة؟
أجابت على هذا الزخم التساؤل أسطورة أرهقت ف تتبع أثرها تقول:
كان الباب ف أصول العقائد البية وأساطي الكان الدين مفتوحا ،وهذا ما أرادته الله الؤنثة ف ديانات الشرق،
ولذلك دللت تعبيية لا علقة مباشرة و وثيقة مع مزاولت العقائد والشعائر ،لن الم الكبى (الله الؤنثة) ل
تنتج سلطة ثقافية تنطوي على عنف رمزي ومادي ،لذا اقترحت لعبدها (مكانا القدس) فضاءً مفتوحاُ ،يتماهى
هذا الفضاء مع الرمز النثوي الستقبل لرمز التصال الدخال ،لكن الرحلة اللحقة ،شهدت تغياُ ف الثقافة
السائدة بعد صعود السلطة الذكورية /الشمسية ،وتول الباب إل حجاب ذكوري ،ينع النثى عن الارج،
ويضعها ف الداخل ،كي تتحول إل جزء من ملكية خاضعة للخطاب البطرياركي ،و الباب حقيقة ساهم ببلورة
السلطة الذكورية بوصفها دين ُا ساد ف مرحلة شهدت صراع ُا دموياُ وفكري ُا ،قدمت فيه الم الكبى تضحيات
كبية ،إل أنا ل تستطع الصمود أمام صعود الطغيان البطرياركي ف ماله الدين والثقاف.1
إن هذه السطورة ل تقف عند الجابة على هذه السئلة فحسب؛ بل تلقي بظللا مفسرة ما كنت أراه غموضا
يصعب علي فهمه ،فباستثناء الغلف خلت الرسوم الرافقة للقصة من الوجه ذي السمة النثوية؛ كأنا يثبت السلطة
الذكورية الت فرضت على الساحة؛ لتبقى النثى متمسكة بكانا القدس الذي حددت رحابته و أطرت حدوده..
تظل النثى تشغل حيزا واسعا من هذه الجموعة؛ وإن كانت غائبة متوارية ف ظاهرها ،فنجد الكاتب يبدأ مموعته
بقصة عنونا بــــ ( اليام الخية ...من آب ) هذه اليام الخية الت تشبثت ذكراها ف حياته إنا خلقت
مأساتا أنثى ،يقول بعد أن صور لفته ف الصول على بعض الوخ أيام طفولته ...وكيف قبض عليهم بتهمة
السرقة : ...
" بعد الضرب جرونا إل الخفر .عندما خرجنا بصقت علينا زوجة الستر
ستيوارت ،وقالت بصوت حاد وبقرف:
_عرب كله وسخ ،كله هرامية ،كزاب وأطبقت الباب بغضب"
: 1ينظر : http://www.almadapaper.com/index.htm
8
" ومنذ ذلك الوقت تعلمت أشياء كثية ،لكن أكثر ما تعلمته :كلمات زوجة
الستر ستيوارت عندما قادنا قائد الشرطة إل الخفر ،ومعن اليام والساعات،
خاصة اليام الخية من شهر آب اللعي!"
شهر آب؛ شهر السنابل والربيع والضرة وجع الغلل ،شهر الصوبة والنماء ،استطاعت أنثى أن توله لأساة
عاشتها الذات بكل تفاصيلها...
هذا التحول و الل استقرار يظهر واضحا ف الصورة الكونة من مموعة من الطوط النحنية والنحدرة لتكون
وجها متاهيا منهكا..
هذا الشهر قد يرمز به للمرأة بامع الصوبة أبرز ما ييزها .اليام الخية من آب هي اليام الخية من الصوبة
النثوية التحررة والت خضعت أخيا للسلطة الذكورية...
لتبدأ قصته الثانية ( ناية ) والت تدور حول الاء ومعاناة جلبه،و تنتهي باء العي التساقط من _ المار _
وسيلة جلب الاء الت استغن عنها نتيجة التقدم والضارة:
" كان إلاح راغب شديدا ما دفع أب لن يعطيه
السدس ،... ...وحي أصبح فوق المار تاما ..
صرخ وهو يطلق الرصاصة الت استقرت ف عينه .أما
العي الثانية فكانت تسيل منها الدموع ،وكانت تسيل
بغزارة !"
فالاء أساس الياة؛ والنثى أساس الياة ،والاء كان ف القرية جاريا حرا
طليقا قبل أن تقيده الدنية ف قوالب بيتية جامدة؛ والرأة كانت حرة ف
معبدها يلجه الغن والفقي؛ والقادر والضعيف قبل أن يغلق عليها الباب...
والرسم المهد للقصة إنا هو مموعة من الطوط الائية التموجة الكونة لوجه القرية ،والت كانت تري برية ف
البدء ليخفت جريانا رويدا رويدا حت يتلشى ف منتهاه..
أما قصته الثالثة ( طي ابن فوزان ) فهي صورة مصغرة يرمز با للسلطة
الذكورية الواهية النهزمة أمام السلطة الطبيعية ،والطبيعة أنثى تظهر
استسلما مبطنا بالتمرد الصاخب الذي لن يلبث حت يتفجر...
إن نسبة الطي إل الذكر تعن انتماءه إليه؛ فتتبادر للذهن ناية حزينة
تربط بي التناسبي لتكون النهاية التمردة مفاجأة تباغت التلقي...
والتأمل للرسم الرفق يد الطوط قد فقدت هويتها ،فل يستطيع الزم
بانتمائها إل جنس معي ،فالط الفقي ينثن فجأة والط النحن يستقيم
فجأة ،ول يكن الزم ببداية الط أو نايته؛ كأنا يصور الفاجأة والتخبط
الذي أحدثه ترد الطبيعة التفجر والذي نزع جزءا من قناع السلطة ليظهر بعض الوجه الذكوري مردا منها!!!
النثى قلق يقض مضجع هذه الجموعة القصصية ،ندها حينا تثل الزوجة السببة للشقاء الزل الذي عان
منه صاحبه طوال حياته متقطعا ،حت إذا ما شكلت النثى جزءا من
9
تيك الياة كان شقاؤه أبديا..
كل ذلك الشقاء ينعكس ف الطوط الدائرية الت توحي بالركض الجهد
الدائم ف حلقات مفرغة والت يتكون منها الوجه وتضاريسه.
تلك هي قصة ( صويلح ) ابن الرض الت طرد منها فحارب بكل قواه
ليعود إليها ...
صويلح _ الذي ناقض اسه فعله ليتواكب والتناقض الذي ولدت من
رحه هذه الجموعة القصصية _ تمّل كثيا من الذل والبؤس بسبب
زوجته وانتهت حياته ذليل بائسا ف القبو بعيدا عن أرضه بسببها
أيضًا!!!
وحينا ندها _ النثى _ مذنبة دون ذنب؛ حي يرفض أهلها زواجها من شاب كانت ( مزحة ) كاذبة سببا ف
تعلقه با:
" ف صباح اليوم التال ،كان الوش قد اتذ قرارا خطيا ،أبلغ الاج أنه
سيسافر ،... ... ،لول أن فكرة منونة طرأت على رأس ممد ،أوسط أولد الاج
... ...
_ ماذا أقول لري إذا سألتن عنك؟ "...
هكذا بدأت فصول الكذبة ،وهكذا انتهت:
" ... ... ... ...
_ قالوا إنم ل يفكرون بزواج البنات الن.
... ... ... ... ...
بعد شهرين .......
وجدوا الوش على بعد أمتار قليلة من الاء ..ميتا ! "
إن الـ ( خوش ) ل يت مرة بل مات مرتي ،مرة حي منعته السلطة الذكورية من مري ،و أخرى حي منعه
الوت من الاء...
فالسلطة سلح قلما أجيد استخدامه وكثيا ما كان ضحاياه من أهله..
إن الرسم ليشي باللانتمائية الت عاشها الـ ( خوش ) ف متمعه ظاهرة ف الزء السفل منه والكثر وضوحا
من أي جزء آخر ،هذا الزء الذي يكاد يكون الكثر تعرج وانناء وعدم استقرار يعكس ما كانت تياه تلك
الشخصية البائسة ف ذلك الجتمع ...
وتارة أخرى نده يصورها _ النثى _ متسلطة متمنعة ،يوت مبها غرقا وسره مستودع عند صديق حاول جاهدا
إعلمها لكنها ل تأت...
( ربا ل تأت ) تتم الجموعة القصصية ،يرافقها رسم خلت ملمه من تضاريس الزمن ،لشاب قضى ف شبابه ل
يعان من الياة إل نتوءا صنعته أنثى ...
10
فإليها من الدينة عب القطار ،وإليها من القطار إل زورق ،فكأنا يتحد الطريق إليها مع الوت.
إن هذه القصة تناقض سابقتها تاما!!!
ففي ( مطعم الحطة ) ل يد الصدقاء مكانا لم إل على طاولة امرأة عجوز جاوزت الستي،
أخذت توجه وتنصح وترشد...
ذلك وجه النثى الخر والكثر حنانا الذي يبزه الؤلف ف مموعته.
إن الحطة تاما كالياة ،بل هي صورة مصغرة لا ،تمع كل القطاب والجناس ،تاما كالوجه الشكّل لذه
القصة يمع بي كل أنواع الطوط ليصور وجه الياة
بانبساطه وتعرجه وفجواته!!!
إما ( الباب الفتوح ) واسطة العقد وناصيته ،فتحمل حنينا
مبطنا ل إل شخص فقط وإنا إل مكان ما!!!
الباب الفتوح الذي يتحول من رمز للحرية إل علمة على الوت والفناء!!!
" الباب يترنح ... .نفس الباب الذي دخلت منه
آلف الرات .هل تتعب البواب من الركة؟
......جدت ف الداخل ،وإل لاذا تركت الباب
مفتوحا؟ ................الباب يئن
وأنا
أتقدم ،ارتد الباب" ......
الباب الفتوح الذي يمل أبعادا متفاوتة ودللة تتلف من موضع لخر..
الباب الفتوح الذي اقتبس منه الناشر جزيئا لغلفه..
الباب الفتوح الذي جعت رسته كل تضاريس الرض القروية الت أفسدت الدنية كل جالا وبساطتها.
ليبدأ اليط الذي يتلعب بدللة النثى ،هذا التلعب الذي تعضده (:رسالة من وراء الدود ) حيث الرض
تشكل مغنطيسًا جاذبًا لفؤاد _ نايف _ الذي هجّر من أرضه ،ليغلبه الشوق والني فيعود إليها وحيدا دون
أبنائه وأهله ،وتكون رسالته هزة وصل بينهم:
" تعالوا هنا ،تعالوا كلكم .لو جئتم لرأيتم أرضنا ما تزال ف مكانا .... .كل
من ير ينهب بستاننا .لو كنتم هنا لرسنا البستان .أنا وحدي ل
أستطيع .......اسعوا منا وقولوا للجميع أن يرجعوا .....فكروا بالمر ول
تتأخروا" .
الرض الت تغضنت ملمها هرما من احتللا ،ول تزال تمل رغم احتللا ملمح أهلها تثلها صورة علتها
العمامة رمز العروبة ..
الرض الت اجتذبت سلمان ليعود إليها بعد غياب طويل:
11
" سون ف أمريكا سلمون ..سلمان ل يعرفونه هناك ................ال يلعن
اليوم الذي سافرت فيه∗ .أحسن أيام حيات ضاعت من هناك ،وعدت يدا من
أمام ويدا من خلف " ........
( كلمة حلوة ) الت جعت ف رسها أكثر من وجه ،وأكثر من شكل ،وأكثر من معلم.
صورته متجول ف الياة مقلبا طرفه فيها؛ ليعود مؤمنا بيمنة الوطن عليه...
إن الكلمة اللوة الت ل يفتأ مرددا لا ف كل مالسه ،هي قصة سفره وعودته ،هي
هه الذي حاول أن يوصله إل من بعده لكن:
" ذات يوم ،...........كان يغن،ـ إذ بسيارة مسرعة تصدمه ،فيسقط وتنف دماؤه ..ث يوت
............
وعم ال ّي ولفترة طويلة شعور بالسى الوجع ،لن أحدا ل يسمع من
سلمان قصته كاملة " .
و من النثى إل الرض إل الـ ( رفيق ) تتقاطع خطوط الرسم التوازية أخيا بعد انقطاع وافتراق:
" _ لاذا أنت وحيد؟ أين رفيقك؟
...............................
_ أفضل ألف مرة ،يا ولدي أن يكون معك دائما رفيق ......
بدأت أسي بـخطوات بطيئة حزينة ،أريد أن ألق بالصيادين ،وكنت
أفكر تلك اللحظات بالكلب والبط والذئاب ..وأخيا النسان ! "
رحلة الصيد هي رحلة الياة ،وأكثر ما ف هذه الرحلة صعوبة؛ هو أن تد الرفيق الذي تتشاطر
وإياه غنيمتك أو خسارتك برضا تام دونا سخط !!!
بعد هذه القصة تاما تتمع كل اليوط ف بوتقة واحدة ،السئلة الت كانت تائهة تتدي ،والتناقض يزداد وضوحا!
إن سب الدهر دليل على العجز والتسخط وعدم الرضا بالقضاء ،يقول حبيبنا ممد _صلى ال عليه وسلم_ على لسان رب العزة " :ل تسبوا الدهر فإن أنا
الدهر " ...
12
إن هذا البدع يتصارع وذاته باحثًا عن مأوى !!!!
الأوى الذي أرق مضجعه و أقلقه ...
فتارة يراه متمثل ف النثى شطره الخر بكل عيوبه وحسناته ،وتارة يراه ف
الرض الت نى وترعرع بي أحضانا ،وأخرى يدها ف الصديق الذي
يبحث عنه ...
كل ما اقترب من مأواه خطوة ..ابتعد ألف خطوة !!!
فالنثى الت كانت تؤويه أغلق دونا الباب ،النثى الت ل تمل من العملة إل
وجهها الكثر عطفا وحنانا ،ل يفتح بابا إل بعد موتا ،ليفقد الكان بوتا
قداسته ..ويعود خاويا ...
والرض الت حاول أن يعود إليها ..تتشبث بـخطاياه فيُبعد عنها ..
والصديق الذي يبحث عنه ..و ل ينتمي إليه !!!
إنا الغربة الت يياها بكل فصولا ،تنح به بعيدا عن التزان ،تلقيه ف هاوية الشؤم ...
إن اللوان البكايئة البائسة الت كونت صورته الشخصية ،إنا هي انعكاس لروحة الت ييا با!!!!
تلك الروح التناقضة الت تمع بي التأمل والتشاؤم والتمرد !!!...
إن ( عبد الرحن منيف ) ل يكاد يستقر بأرض حت يطرد منها ،جاءت هذه الجموعة وميضا خافتا عن تلك القبة
من حياته ،ول تكن أبدا مرد بدايات ...
ربا هي سية ف نظر البعض ،لكنها من وجهت نظري سجل حافل بالذكريات ...
إن الرسوم الصاحبة لذه الذكرى قد تبدو من الوهلة الول مرد تفريغ لا يعتمل ف النفس ،لكن أراها أراحا
لشخاص مروا على تلك الذاكرة ،فلم تفظ ملمهم بقدر ما حفظت أرواحهم ...
ليبقى الباب مفتوحا وإن أغلق !!!
ولتبقى النثى مقدسة وإن ماتت !!!
ولتبقى الرض الاضنة الول وإن لفظت !!!
وليبقى الرفيق الأوى الذي ل يلق !!!
13
النموذج الثان
طوق الطهارة "رواية"
14
ل يلو من الفلسفة ،ويكي قصص حب ،منها ما عاشها الكاتب نفسه ،يتقاطع ابن حزم وعلوان ف ذلك،
وف الشعر (التقليدي /الر) الذي امتزج بكتابتيهما ،وف لغة أدبية متعة ..مع اختلف التوجه بي الشيخ ابن
حزم ..والشاب العشرين!.
عندما اختار علوان "طوق الطهارة" عنوانًا يتصدر روايته بلون الطهر والباءة والرية -البيض-
حّله معنيي متناقضي اجتمعا ف الرواية ،فالطوق زينة عنق /جسد ،والطهارة نقاءقلب /سية /جسد،
والرواية تكي غصة عشق وذنوبًا معلقة ف عنق الكاتب ،حولت معن الطوق من زينة إل قيد أثقله ،فتحرر منه
بثًا عن فلسفة جديدة للطهر تبر لسده تَسَبُبه بتلك النكت السوداء ف قلبه /سيته ،وبالوصول إل آخر
الرواية تد دللت الطوق والطهارة عادت إل أصلها كما سيأت.
يبدو غلف الرواية ابتداءً بلونه الزرق ،لون صفاء السماء والبحر ،وشفافية الشعور ،والطمئنان،
ل دللت الطهارة والدوء السلوبَي والضائعَي ف الداخل .أضف إل ذلك دللت الرآة ،التمثل أهها
حام ً
ف الصدق والياد ،وها عنصران تذبذبا كثيًا ف النص الروائي بي إلقاء اللوم على الذات وانعدام الرضا
عنها ،ولوم الجتمع والدينة وجعلهما أسباب حزن وذنب يسكنانه ف مواضع أخرى ،وكذا فإن توسط الرآة،
وتساوي مساحات الفراغ من حولا يوحيان بالتزان ،الذي افتقده حسَان أغلب الرواية ،وظل يبحث عنه.
ولن الطوق يرتبط بعان الستدارة أكثر من غيه من الشكال ،ما جعل اختيار الستطيل شكلً
يطوّق الرآة انزياحًا ،لكن تتضح مع قراءة النص الكتوب العلقات الت تربط الستطيل كشكل مع حسان
كشخص! ،فالستطيل شكل مضطرب غي ثابت عند علماء النفس ،وهو مرحلة انتقالية يتحول فيها الفرد من
نط سلوكي إلىآخر ليتعايش بسلم أكثر مع ظروف حياته ،ويرونه -أي الستطيل -يثّل الشخاص الحتاجي
للتأمل والتفكي ،والارجي للتو من تربة حب مؤلة أو حديثي زواج أو طلق ,,..وكل ذلك مّث َل حسان !!.
إل أن لون الطوق -الخضر البحري -يناف الدللت السابقة! ،فالخضر بدرجاته يوحي بالدوء
والياة الرغدة والستقرار والنماء!
ذلك الغلف بدوئه العميق ،ومرآته وطوقه ،يثل من الرواية جُزأها الخي -حسب الترتيب الزمن
للحداث ،-هذه الرواية ،وإن كان غلفها من اختيار التلقي (الدار الناشرة) إل أن كاتبها -علوان -رأى
فيه -أي الغلف -علقات وخيوط مقتبسة من النص الروائي نفسه ،تثلت ف الطوق وأشياء أخرى ل
يذكرها .ربا كانت تلك اليوط منسلة من ذاته ،بتحقيقه التطهي /التخدير لشاعره ،وبذا الحتمال ،يصبح
الزرق والخضر والبيض مققًا دللته اليائية بالنسبة للكاتب كما بطل روايته الذي تطى حواجز الذنب /
العشق ،وانتحى نو التطهر /الستحمام:...
" كنت استمتع بقطرات الاء تغسل جسدي وقلب من درن الزن ،وأراه يتجمع ف دوائر زيتية،
1
ويضيع ف هدير الاء.".
1طوق الطهارة ،ممد حسن علوان ،الطبعة الثانية -دار الساقي :بيوت ،ص .287
15
ما يؤكد الفكرة السابقة – الكتابة لتحقيق التطهي النفعال – انصباب توجه الكاتب نو النص
الروائي ،فل تد ف الرواية إهدا ًء ول مقدمة ،وحت ف تقسيم الفصول ستجد أرقامًا رومانية دون عنونة!.. ،
ف الداخل فقط قصة ,قصة طوق أصابه شرخ ف الطفولة اتاح له السقوط ف الشباب ,وعاد البطل ليتطوقه من
1
جديد!..
16
الاتة،.....
" ...كثي من الكتب يروجها العنوان وشكل الغلف ولونه ..ونوع الط وحجمه ..كما يساعد على
ترويها الفهرس وكلمات الهداء وكلمة الناشر وكلمة ظهر الغلف الت ربا تكون مثية ..ف دار الفكر كما ف
غيها من عدد من الدور اهتمام بذا كله ،وللمؤلف بالطبع رأي ،ورأيه إن كان صاحب ذوق فهو الرجح ،ولكن
الفضل أن يتعاون الفن الذي تعتمده الدار مع الؤلف .على أن لكل دار طابعها الاص ف الغلفة ،وبعض الدور
تعرف ابتداء من أغلفتها وتتميز با من غيها"...
دار الفكر...
وجدنا بعد مراسلة ثلث دور نشر ،1أن سياستهم ف النشر تقوم على أساسات مشتركة ،والت أهها:
التسويق _ القائم أساسه على شكل الغلف ولونه _ والخراج العام للكتاب وترتيبه .قبل النشر ،يتم التنسيق مع
الؤلف ف ذلك ،ولكن سلطة القرار بيد الدار!
ل – طوق الطهارة -عندما اختار الروائي لنفسه لوحة تتصدر الكتاب ،واختارت له
كما ف رواية علوان السابقة مث ً
ل آخر اعتبه – علوان -جيدًا ،ويتقاطع مع الرواية ف فكرة طوقها ،تكون بذلك الدار _ ف هذه دار النشر شك ً
الرواية_ هي التلقي الول الذي بن عتبات النص البداعي ،فيحتمل أن تتقاطع أو تتوازى العتبات مع خطوط
النص الصلية أو بعضها.
أما ف الجموعة القصصية النيفية فإن للرسم دللة مستقلة ومشتركة ف آن معا !!!
فهي كما أسلفنا مموعة جعت أقطاب التناقض الطل من نافذة غلفها..
فتارة تتقاطع الرسوم مع الغلف؛ وأخرى مع السطورة؛ وثالثة مع القصوصة ؛ ورابعة مع الشخصيات القصصية؛
وتارة تشكل نصا مستقل ل يتصل إل بذاته موغل ف رمزيته كصورة الكاتب الشخصية مثل ،لكنها أخيا تشكل
لوحة أدبية متكاملة حت ف تناقضها ،ل يكن الستغناء عن جزيء منها...
17
الكتب الورقية:
-1الباب الفتوح ،عبد الرحن منيف ،بيوت :دار الساقي.
-2تشكيل الكان وظلل العتبات ،د .معجب العدوان ،النادي الدب الثقاف -جدة ،الطبعة الول1423 :هـ/
2002م.
-3طوق الطهارة ،ممد حسن علوان،الطبعة الثانية 2008 :م ،بيوت :دار الساقي.
الراجع اللكترونية:
-2ملة الدى.
http://www.almadapaper.com/index.htm
-4النص الوازي :الصطلح والتطبيق .بقلم بيانكا ماضية – ملة ديوان العرب.
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article10958
18
الفهرس:
شكر و تقدير2..........................................................................
الاتة 18.............................................................................
19