Professional Documents
Culture Documents
64
فائدة في
ذكر ال
http://www.quranexplorer.com
الحمد لله ،والصله والسلم على رسول الله ،صلى الله عليه
:وعلى آله وصحبه وسلم ،وبعد
فإن ذكر الله نعمة كبرى ،ومنحة عظمى ،به تستجلب النعم،
وبمثله تستدفع النقم ،وهو قوت القلوب ،وقرة العيون ،وسرور
النفوس ،وروح الحياة ،وحياة الرواح .ما أشد حاجة العباد إليه،
وما أعظم ضرورتهم إليه ،ل يستغني عنه المسلم بحال من
.الحوال
ولما كان ذكر الله بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية فأجدر
بالمسلم أن يتعرف على فضله وأنواعه وفوائده ،وفيما يلي
صفحات من كلم العلمة ابن القيم ،نقلناها باختصار من كتابه
“:الوابل الصيب” .قال رحمه الله
فضل الذكر
عن معاذ بن جبل قال :قال رسول الله { :أل أخبركم بخير
أعمالكم وأزكاها عند مليككم ،وأرفعها في درجاتكم ،وخير لكم
من إنفاق الذهب والفضة ،ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا
أعناقهم ،ويضربوا أعناقكم } قالوا :بلى يا رسول الله .قال:
{[.ذكر الله عز وجل } [رواه أحمد
وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه ( :لكل شيء جلء ،وإن
(.جلء القلوب ذكر الله عز وجل
http://www.quranexplorer.com
ول ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما،
وجلؤه بالذكر ،فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء .فإذا ترك
.الذكر صدئ ،فإذا ذكره جله
أنواع الذكر
:الذكر نوعان
:أيضا ً نوعان
وأفضل هذا النوع :الثناء عليه بما أثنى به على نفسه ،وبما أثنى
به عليه رسول الله من غير تحريف ول تعطيل ،ومن غير تشبيه
:ول تمثيل .وهذا النوع أيضا ً ثلثة أنواع
.حمد 1 -
.وثناء 2 -
http://www.quranexplorer.com
فالحمد لله الخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى مع محبته
والرضا به ،فإن كرر المحامد شيئا ً بعد شيء كانت ثناء ،فإن كان
.المدح بصفات الجلل والعظمة والكبرياء والملك كان مجداً
وقد جمع الله تعالى لعبده النواع الثلثة في أول الفاتحة ،فإذا
ن قال الله { :حمدني عبدي }، ب الْعَال َ ِ
مي َ مد ُ للَهِ َر َِ
ح ْ قال العبد :ال ْ َ
ي عبدي } ،وإذا قال:حيم ِ قال { :أثنى عل َ ن الََر ِ
حمـ ِ وإذا قال :الََر ْ
جدني عبدي } [رواه مسلم ن قال { :م َ ك يَوْم ِ الدَِي ِ َ [.
مال ِ ِ
النوع الثاني من الذكر :ذكر أمره ونهيه وأحكامه :وهو أيضاً
:نوعان
.أحدهما :ذكره بذلك إخبارا ً عنه بأنه أمر بكذا ،ونهيه عن كذا
الثاني :ذكره عند أمره فيبادر إليه ،وعند نهيه فيهرب منه ،فإذا
اجتمعت هذه النواع للذاكر فذكره أفضل الذكر وأجله وأعظمه
.فائدة
فهذا الذكر من الفقه الكبر ،وما دونه أفضل الذكر إذا صحت فيه
.النية
فأفضل الذكر :ما تواطأ عليه القلب واللسان ،وإنما كان ذكر
القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده ،لن ذكر القلب يثمر
المعرفة بالله ،ويهيج المحبة ،ويثير الحياء ،ويبعث على المخافة،
ويدعو إلى المراقبة ،ويزع عن التقصير في الطاعات ،والتهاون
في المعاصي والسيئات ،وذكر اللسان وحده ل يوجب شيئا ً من
.هذه الثار ،وإن أثمر شيئا ً منها فثمرة ضعيفة
http://www.quranexplorer.com
ولهذا جاء في الحديث { :من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته
{.أفضل ما أعطي السائلين
فالدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الجابة من
الدعاء المجرد ،فإن انضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته،
.وإفتقاره واعترافه ،كان أبلغ في الجابة وأفضل
فهكذا قد يكون اشتغاله بالدعاء والحالة هذه أنفع ،وإن كان كل
.من القراءة والذكر أفضل وأعظم أجراً
http://www.quranexplorer.com
القراءة والذكر والدعاء بمفرده ،لجمعها ذلك كله مع عبودية
.سائر العضاء
فهذا أصل نافع جداً ،يفتح للعبد باب معرفة مراتب العمال
وتنزيلها منازلها ،لئل يشتغل بمفضولها عن فاضلها ،فيربح إبليس
الفضل الذي بينهما ،أو ينظر إلى فاضلها فيشتغل به عن
مفضولها وإن كان ذلك وقته ،فتفوته مصلحته بالكلية ،لظنه أن
اشتغاله بالفاضل أكثر ثوابا ً وأعظم أجراً ،وهذا يحتاج إلى معرفة
بمراتب العمال وتفاوتها ومقاصدها ،وفقه في إعطاء كل عمل
.منها حقه ،وتنزيله في مرتبته
الحادية عشرة :أنه يورثه النابة ،وهي الرجوع إلى الله عز وجل
http://www.quranexplorer.com
الخامسة عشرة :أنه يورثه ذكر الله تعالى له ،كما قال تعالى:
َ
م [البقرة152: [.فَاذ ْكُُرونِي أذ ْكُْرك ُ ْ
.السادسة عشرة :أنه يورث حياة القلب
.العشرون :أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعا لى
الثانية والعشرون :أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في
.الرخاء عرفه في الشدة
الثلثون :أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره
.من العمال
http://www.quranexplorer.com
الحادية والثلثون :أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب المان
.من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه و معا ده
الرابعة والثلثون :أن الذكر رأس المور ،فمن فتح له فيه فقد
.فتح له باب الدخول على الله عز وجل
الحادية والربعون :أن الذكر رأس الشكر ،فما شكر الله تعالى
.من لم يذكره
http://www.quranexplorer.com
الثالثة والربعون :أن في القلب قسوة ل يذيبها إل ذكر الله
.تعالى
الرابعة والخمسون :أن الذكر يعطي الذاكر قوة ،حتى إنه ليفعل
.مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه
http://www.quranexplorer.com
السابعة والخمسون :أن دور الجنة تبني بالذكر ،فإذا أمسك
.الذاكر عن الذكر ،أمسكت الملئكة عن البناء
http://www.quranexplorer.com
لإله إل ال وحده ل شريك له له
الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو
علي كل شئ قدير
سبحان ال وبحمده سبحان ال العظيم
عدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته
ورضاء نفسه
ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم
الحمد ل رب العالمين
سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال
وال إكبر
اللهم صلي وسلم علي سيدنا ونبينا
محمد وعلي آله وصحبه كما صليت
علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم في
العالمين إنك حميد مجيد
http://www.quranexplorer.com
اللهم أنت ربي لإله إل أنت خلقتني
وأنا عبدك وأنا علي عهدك ووعدك
ما استطعت أعوذ بك من شر ما
صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء
بذنبي فاغفر لي فإنه ل يغفر الذنوب
إل أنت
http://www.quranexplorer.com