You are on page 1of 153

‫الرتبية الإ�سالمية ‪ -‬لل�صف احلادي ع�شر‬

‫اجلزء الثاين‬
‫دولة الإمارات العربية املتحدة‬
‫وزارة الرتبية والتعليم‬

‫رئي�س اللجنة واملراجع العلمي ‪:‬‬


‫جامعـــــــــــــة زايــــــــــــــــد‬ ‫د‪ .‬ن�صـــــــر حممــــــــد عارف ‬

‫جلنة الت�أليف‪:‬‬
‫جامعـــــــــــــة زايــــــــــــــــد‬ ‫ ‬
‫د‪ .‬التيجاين عبدالقادر حامد‬
‫ �إدارة التوجيـــــه الرتبــــــــوي (�سابقًا)‬
‫د‪ .‬عبداهلل يحيى الكمــــايل‬
‫منطقــــة �أبوظبي التعليميـــــــة‬ ‫ ‬
‫�أ‪ .‬حممد �صديق املن�صــوري‬
‫�أ‪ .‬هدى علي بن �سامل الزعابي �إدارة املناهج‬

‫املدقق اللغوي‪:‬‬
‫منطقة ال�شارقة التعليمية‬ ‫ ‬
‫�أ‪ .‬عبدالوهاب حممد عقل‬

‫ال�صف الطباعي ‪:‬‬


‫لبنان نا�رشون‬

‫ت�صميم الغالف‪:‬‬
‫ �إدارة املناهج‬
‫�أ‪� .‬ألطـــاف املغــــــــــــربي‬

‫الإخراج الفني‪:‬‬
‫ �إدارة املناهج‬
‫ر�ضــــــــــا اخلطــــــــــيب‬

‫حقوق الطبع والن�رش حمفوظة لوزارة الرتبية والتعليم ‪ -‬بدولة الإمارات العربية املتحدة‬
‫�إدارة املناهج ‪ -‬الطبعة الأوىل ‪1430 1429-‬هـ ‪ 2009 - 2008 /‬م‬

‫‪1‬‬
‫املحتويات‬

‫رقم ال�صفحة‬ ‫ ‬
‫املو�ضوعات‬

‫‪7‬‬ ‫ ‬
‫املحور الأول‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫ ‬
‫الدر�س الأول‪ :‬النقد البناء‬
‫‪21‬‬ ‫الدر�س الثاين‪ :‬التف�سري الفقهي والتف�سري املو�ضوعي ‬
‫‪33‬‬ ‫ ‬
‫الدر�س الثالث‪� :‬إعجاز القر�آن الكرمي‬
‫‪41‬‬ ‫الدر�س الرابع‪� :‬سورة الأحزاب ( ‪) 4‬‬
‫ ‬
‫‪53‬‬ ‫ ‬
‫الدر�س اخلام�س‪ :‬الإعجاز العلمي للقر�آن الكرمي‬

‫‪61‬‬ ‫ ‬
‫املحور الثاين‪:‬‬
‫‪63‬‬ ‫ ‬‫الدر�س الأول‪ :‬املنهج النبوي يف الدعوة‬
‫‪73‬‬ ‫الدر�س الثاين‪� :‬سورة الأحزاب ( ‪) 5‬‬
‫ ‬
‫‪85‬‬ ‫الدر�س الثالث‪ :‬الإمام ال�شافعي ‬
‫‪97‬‬ ‫ ‬
‫الدر�س الرابع‪ :‬املنهج النبوي يف الإ�صالح‬
‫‪109‬‬ ‫ ‬‫الدر�س اخلام�س‪ :‬نفي�سة العلوم‬

‫‪115‬‬ ‫ ‬
‫املحور الثالث‪:‬‬
‫‪117‬‬ ‫الدر�س الأول‪� :‬سورة الأحزاب (‪) 6‬‬
‫ ‬
‫‪127‬‬ ‫ ‬‫الدر�س الثاين‪� :‬آداب التعامل مع غري امل�سلمني يف ال�سلم‬
‫‪139‬‬ ‫ ‬
‫الدر�س الثالث‪ :‬منهج الإ�سالم يف احلفاظ على البيئة‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫!‬
‫احلمد هلل رب العاملني وال�صالة وال�سالم على ر�سول اهلل معلم اخلري للنا�س �أجمعني‪.‬‬
‫عزيزي الطالب ‪ ..‬عزيزتي الطالبة‬
‫ونحن نقدم لكم كتاب الرتبية الإ�سالمية لل�صف احلادي ع�رش نو�شك �أن ن�صل �إىل نهاية رحلتنا معكم‬ ‫ ‬
‫وتو�شك مرحلتي التعليم الأ�سا�سي والثانوي على االنتهاء‪ ،‬وت�صبحوا م�ؤهلني للدخول �إىل مرحلة التعليم‬
‫اجلامعي‪.‬‬
‫متما�شيا مع متطلبات هذه املرحلة‪ ،‬مرك ًزا على تطوير مهارات التعلم الذاتي‬
‫ً‬ ‫لذلك جاء هذا الكتاب‬ ‫ ‬
‫والتفكري امل�ستقل‪ ،‬وعام ً‬
‫ال على �شحذ القدرات العقلية للمتعلمني و�صقلها بالأدوات املنهجية التي متكنهم من‬
‫خو�ض غمار عملية التعليم والتعلم التي �سيعي�شها الطالب والطالبة يف مراحلهم العمرية القادمة‪.‬‬
‫وانطالقًا من �أن الإ�سالم وعلومه بحر ال ي�ستطيع �أي �إن�سان �أن يحيط به �أو ي�ستوعبه‪ ،‬كان من �أهم �أهداف جلنة‬
‫الت�أليف �أن تقدم لكم مفاتيح للمعرفة الإ�سالمية ولي�س جمرد معلومات‪.‬‬
‫فقد بني هذا الكتاب على تقدمي الكثري من الأفكار ومن �أدوات وطرق التفكري والقليل من املعلومات‬ ‫ ‬
‫قادرا على معرفة مفاتيح الو�صول �إليها‪.‬‬
‫والأخبار حيث ي�ستطيع املتعلم �أن يح�صل على املعلومات �إذا كان ً‬
‫كما ركز هذا الكتاب على �صقل وتعميق منظومة القيم الإ�سالمية عند املتعلمني وكان امتدا ًدا للكتب‬ ‫ ‬
‫ال�سابقة من ال�صف الأول �إىل ال�صف العا�رش التي جاءت لتبني منظومة القيم الإ�سالمية يف جميع جماالت احلياة‬
‫الإن�سانية‪.‬‬
‫وجلنة الت�أليف تدرك � ً‬
‫إدراكا يقي ًنا �أن جهدها لن ي�ؤتى ثماره �إال بتعاون املدر�سني و�أولياء الأمور‪� ،‬إذ‬ ‫ ‬
‫�أن املنهج هو �ضلع واحد من املثلث التعليمي الذي ي�شتمل على الأ�رسة وهيئة التدري�س لذلك ف�إن تفاعل هذه‬
‫أ�شياء كثرية‪ ،‬لذلك ف�إننا نهيب باملدر�سني و�أولياء‬
‫�ستفقد � ُ‬
‫ُ‬ ‫الأ�ضالع الثالثة �سيحقق الهدف من هذا املنهج وبدونه‬
‫وت�صحيحا وتقوميًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ونقدا‬
‫فهما وتطبيقًا ً‬
‫الأمور �أن يتفاعلوا مع هذا الكتاب ً‬

‫واهلل من وراء الق�صد وهو يهدي ال�سبيل‬

‫امل�ؤلفــــــــــــون‬

‫‪5‬‬
‫املحور الأول‬

‫‪1‬‬ ‫العقلية الإميانية‬

‫الدر�س الأول‪ :‬النقد البناء‪.‬‬


‫الدر�س الثاين‪ :‬التف�سري الفقهي والتف�سري املو�ضوعي‪.‬‬
‫الدر�س الثالث‪� :‬إعجاز القر�آن الكرمي‪.‬‬
‫الدر�س الرابع‪� :‬سورة الأحزاب ( ‪.) 4‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪ :‬الإعجاز العلمي للقر�آن الكرمي‪.‬‬

‫�أهداف املحور‪:‬‬
‫يتوقع من املتعلم عند نهاية املحور �أن‪:‬‬
‫‪1.1‬ميار�س النقد الب َّناء لذاته وللآخرين‪.‬‬
‫‪2.2‬يبني منهجي التف�سري الفقهي والتف�سري املو�ضوعي‪.‬‬
‫‪3.3‬يتعرف على وجوه �إعجاز القر�آن الكرمي‪.‬‬
‫‪4.4‬يحفظ الآيات ( ‪ )36-48‬من �سورة الأحزاب ويف�سر معانيها ويتعرف على �أحكامها‪.‬‬
‫‪5.5‬يتعرف على الإعجاز العلمي للقر�آن الكرمي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪1‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫ر�س الأول‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫واجلماعة‬
‫ِ‬ ‫الفرد‬
‫حياة ِ‬‫النقد يف ِ‬
‫أهمي َة ِ‬
‫ •�أبينّ ُ � ّ‬
‫النقد‪.‬‬
‫عملية ِ‬
‫ِ‬ ‫واملنافق من‬
‫ِ‬ ‫ؤمن‬
‫موقف امل� ِ‬
‫ِ‬ ‫ •�أقارِ نُ بني‬
‫الهدام‪.‬‬
‫النقد الب ّنا ِء والنقد ّ‬
‫ •�أقارِ نُ بني ِ‬ ‫النقد الب ّن ُ‬
‫اء‬ ‫ُ‬
‫للنقد البنا ِء‪.‬‬ ‫َ‬
‫�ضوابط ِ‬ ‫ا�ضع‬
‫ • ُ‬
‫النقد الب ّنا ِء لذاتي وللآخرين‪.‬‬
‫أمار�س عملية ِ‬
‫ •� ُ‬

‫أجب‪:‬‬
‫�أتد ّب ُر و� ُ‬
‫أجب عن ال ْأ�س ِئ ِلة‪:‬‬
‫ثم � ْ‬
‫�صو�ص التالي َة ّ‬
‫َ‬ ‫تدبرِ ال ّن‬
‫ّ‬
‫ •ﭧ ﭨ ﮋﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬
‫(املائدة ‪)78-79‬‬ ‫ﮆ ﮇﮊ‬
‫ ‬
‫ •ﭧ ﭨ ﮋﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﮊ‬
‫(ال عمران‪)110 :‬‬ ‫ ‬
‫ •ﭧ ﭨ ﮋﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫(الزمر‪)18 :‬‬ ‫ ‬‫ﯙﮊ‬
‫ِ‬
‫للفرد؟‬ ‫‪1 .1‬ما �أهمي ُة ِ‬
‫النقد‬
‫ُ‬
‫النقد لغة‪:‬‬
‫إخراج ال َّز ْي ِف منها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الدراهم و�‬
‫ِ‬ ‫هو متيي ُز‬
‫أفعال‬ ‫�أما ا�صطالح ًا فهو متيي ُز ال ِ‬
‫أقوال وال ِ‬
‫للمجتمع‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪2.2‬ما �أهمية ِ‬
‫النقد‬
‫والقوي من‬
‫ِّ‬ ‫الباطل‬
‫ِ‬ ‫احلق من‬
‫ِ‬ ‫ببيان‬
‫ِ‬
‫واحلكم عليها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ال�ضعيف‬
‫ِ‬
‫)(‬

‫‪99‬‬
‫باب ِ‬
‫النقد؟‬ ‫�سد ِ‬ ‫ُ‬
‫أ�شكال ِّ‬
‫‪3 .3‬ما �‬

‫باب ِ‬
‫النقد؟‬ ‫‪4 .4‬ما � ُأثر ِ ّ‬
‫�سد ِ‬

‫نع ِ‬
‫فيه النقد‪.‬‬ ‫البناء و�آخر يمُ ُ‬
‫النقد ُ‬‫جمتمع ي�سو ُد فيه ُ‬
‫ٍ‬ ‫ني‬
‫قارن ب َ‬
‫‪ْ 5 .5‬‬

‫ثم ُ�أقارنُ ‪:‬‬


‫�أت� ّأم ُل ّ‬
‫ •ﭧ ﭨ ﮋﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬
‫(التوبة‪)71 :‬‬ ‫ﮫﮬﮊ‬
‫ ‬
‫ •ﭧ ﭨ ﮋﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﮊ‬
‫(التوبة‪)67 :‬‬ ‫ ‬
‫ •ﭧ ﭨ ﮋﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬
‫(الن�ساء‪)83 :‬‬ ‫ ‬‫ﮪﮊ‬

‫‪10‬‬
‫ِ‬
‫اجلدول التايل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫خالل‬ ‫عملية ِ‬
‫النقد من‬ ‫ِ‬ ‫ •قارن بني كلٍّ ِم َن امل�ؤمنني واملنافقني يف‬

‫املنافقون‬ ‫امل�ؤمنون‬ ‫املقارنة‬


‫ِ‬ ‫جوانب‬
‫ُ‬

‫أخبار‬
‫ِ‬ ‫تلقي ال‬
‫ِّ‬
‫ون�شرها‬
‫ُ‬ ‫ومتحي�صها‬
‫ُ‬

‫البناء‬
‫ِ‬ ‫ار�س ُة ِ‬
‫دور‬ ‫مُم َ‬
‫املجتمع‬
‫ِ‬ ‫والهدم يف‬
‫ِ‬

‫احل ْك ِم‬ ‫ُ‬


‫املرجعية يف ُ‬
‫أفكار‬
‫على ال ِ‬

‫�أُم ّي ُز‪:‬‬
‫الهد ِام من‬ ‫ِ‬
‫والنقد ّ‬ ‫ني ِ‬
‫النقد الب ّنا ِء‬ ‫ومقاالت نقدي ٍة‪َ ،‬‬
‫كيف تمُ ُيز فيها ب َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بعبارات‬ ‫متتلئ ُ�ص ُح ُفنا وو�سائ ُلنا الإعالمي ُة‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اجلدول التايل‪:‬‬ ‫اجلوانب املدرج ُة يف‬
‫ُ‬ ‫حيث‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫النقد الهدّ امُ‬ ‫النقد الب ّن ُ‬
‫اء‬ ‫ُ‬

‫الدافع‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫الهدف‬

‫أ�سلوب‬
‫ُ‬ ‫ال‬

‫الأَ َث ُر‬

‫روطه‪:‬‬ ‫البناء ُ‬
‫و�ش ُ‬ ‫ِ‬ ‫النقد‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫�ضوابط‬
‫هور وال َّت ْ�ش ِ‬
‫هري وال ّت َ�ش ّفي‪:‬‬ ‫عن ُح ِ ّب ُّ‬
‫الظ ِ‬ ‫إخال�ص وال ُب ْعدُ ْ‬
‫ُ‬ ‫�أو ً‬
‫ال‪ :‬ال‬
‫ويجب َع َليه (�أي امل�سلم)ِ �أَ ْن ِي ْق ِ�ص َد ِب َق ْو ِل ِه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ال�ش ِ‬
‫يفة)(((‪:‬‬ ‫احل ْ�س ِبة رَّ‬
‫طلب ِ‬ ‫الظ ِ‬
‫ريفة يف ِ‬ ‫الر ْت ِبة َّ‬ ‫ِ‬
‫كتاب (نهاي ُة َّ‬ ‫جاء يف‬
‫َ‬

‫((( لعبد الرحمن بن ن�رص العدري‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫يا�س ِت ِه‬
‫راء‪َ ،‬و َي ْج َت ِن ُب يف رِ َ‬
‫ياء‪ ،‬وال ِم ٌ‬
‫�شوب ُه يف َطوِ َّي ِته رِ ٌ‬
‫�ص ال ِ ّن ِ ّي ِة ال َي ُ‬
‫هلل َتعاىل‪َ ،‬و َط َل َب َم ْر�ضا ِت ِه‪ ،‬خا ِل َ‬ ‫و ِف ْع ِل ِه ْ‬
‫وج َه ا ِ‬
‫وب‬ ‫وي ْق ِذ َ‬
‫ف َل ُه فيِ ا ْل ُق ُل ِ‬ ‫بول َو َع َل َم ال َّت ِ‬
‫وفيق‪َ ،‬‬ ‫فاخ َر َة � ْأبنا ِء الجْ ِ ْن ِ�س‪ِ ،‬ل َي ْن�شرُ َ اللـ ُه َتعاىل َع َل ْي ِه رِ َ‬
‫داء ا ْل َق ِ‬ ‫ناف�س َة الخْ َ ْل ِق‪َ ،‬و ُم َ‬
‫ُم َ‬
‫اع ِة‪.‬‬ ‫بال�س ْم ِع‪َّ ،‬‬
‫والط َ‬ ‫ول ق َْو ِل ِه َّ‬ ‫ومبا َد َر ًة �إىل ق َُب ِ‬ ‫الل‪ُ ،‬‬ ‫هاب ًة‪َ ،‬و َج اً‬ ‫َم َ‬
‫فاه �شرَ َّ ُه ْم‪َ ،‬و َمن � ْأح َ�س َن فيما َب ْي َن ُه َو َبينْ َ ا ِ‬
‫هلل � ْأح َ�س َن اللـ ُه فيما‬ ‫ا�س كَ ُ‬ ‫«م ْن � ْأر َ�ضى اهلل ِب َ�س َخ ِط ال َّن ِ‬ ‫وقد جاء يف الأثر‪َ :‬‬
‫ياه»‪.‬‬‫فاه اللـ ُه � ْأم َر ُد ْن ُ‬‫ا�س‪َ ،‬و َم ْن � ْأ�ص َل َح �سرَ َير َت ُه � ْأ�ص َل َح اللـ ُه عال ِن َي َت ُه‪َ ،‬و َمن َع ِم َل ل ِآخ َر ِت ِه كَ ُ‬
‫َب ْي َن ُه َو َبينْ َ ال َّن ِ‬
‫(((‬

‫والت�ش ِّفي؟‬
‫َ‬ ‫والت�شه ِري‬
‫ْ‬ ‫�صاحب ُه ُح َّب ُّ‬
‫الظهورِ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ٍ‬
‫ومقال َه َد َ‬ ‫احلق‪،‬‬ ‫ف ِ‬
‫�صاح ُبه َّ‬ ‫كيف تمُ ِ ّي ُز بينْ َ ٍ‬
‫مقال َه َد َ‬ ‫َ‬

‫ُ‬
‫ال�صدق والتثبت ‪:‬‬ ‫ثان ًيا‪:‬‬
‫كل �أُمورِ نا‪ ،‬ﭧﭨﮋﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹ‬
‫ني يف ِ ّ‬
‫نكون �صادق َ‬
‫َ‬ ‫أمرنا اللـ ُه � ْأن‬
‫� َ‬
‫ق�ص ٍد م ّنا‪ :‬ﭧ ﭨ ﮋﭟ ﭠ ﭡ‬
‫دون ْ‬ ‫نقع يف َ‬
‫الك ِ‬
‫ذب َ‬ ‫بالتثب ِت ح ّتى ال َ‬
‫أمرنا ّ‬‫ﭺ ﮊ (التوبة ‪ ،)119‬كما � َ‬
‫(احلجرات‪)6 :‬‬ ‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﮊ ‬
‫ملي ِة ِ‬
‫النقد؟‬ ‫جماالت ِ ّ‬
‫ال�ص ِ‬
‫دق يف َع ّ‬ ‫ُ‬ ‫ •ما‬

‫يقول ﭨ ﮋﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫غريك‪ ،‬ويف ذلك ُ‬
‫َ‬ ‫تن�صح به‬
‫ُ‬ ‫االلتزام مبا‬
‫ُ‬ ‫ال�صدق يف ِ‬
‫النقد‬ ‫ِ‬ ‫ومن‬
‫َ‬
‫(البقرة ‪)44‬‬ ‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ‬
‫ ‬
‫(((‬
‫كذ ْبا �أن ُي ِ ّ‬
‫حدث ِّ‬
‫بكل ما �سمع»‪.‬‬ ‫قال‪« :‬ك َفى باملر ِء ِ‬
‫ •عن �أبي هريرةَ‪ ،‬عن ال ِّن ِّ‬
‫بي (‪َ )s‬‬

‫ر�سول اهلل ( )‪« :‬بئ�س َم ِط َّي ُة ّ‬


‫الر ُج ِل‪ :‬زعموا»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ • َ‬
‫قال‬
‫(((‬ ‫‪s‬‬
‫((( نهاية الرتبة‪ :‬عبدالرحمن بن ن�رص العدوي ج‪� 1‬ص ‪.4‬‬
‫((( رواه احلاكم يف امل�ستدرك على ال�صحيحني ‪�/1‬ص ‪.195‬‬
‫((( رواه �أبو داود ‪.298/4‬‬

‫‪12‬‬
‫النقد‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫والعدل يف‬ ‫ثال ًثا‪ :‬املو�ضوع َّي ُة‬
‫‪.1‬عدم غمط النا�س حقوقهم‪:‬‬
‫ِ‬
‫الطرف‬ ‫فح�سب‪ ،‬فهو َي ْه ِدف يف ن ْق ِد ِه َد ْعو َة‬
‫ْ‬ ‫نقده على الأفكارِ‬ ‫خا�ص‪ ،‬بلْ ِ‬
‫يرتك ُز ُ‬ ‫ •امل� ُ‬
‫ؤمن يتج َّن ُب ن ْق َد ال ْأ�ش ِ‬
‫ِ‬
‫حماية املُ ْج َت َم ِع من الفكرِ‬ ‫اخلاطئة‪ ،‬كما ِ‬
‫يهد ُ‬
‫ف �إىل‬ ‫ِ‬ ‫الوقوع يف الأفكارِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نف�سه من‬ ‫احلق‪ِ ،‬‬
‫وحماي َة‬ ‫الآخرِ �إىل ِّ‬
‫الهد ِام‪.‬‬
‫ّ‬
‫ف�ض َلهم‪،‬‬
‫الف�ض ِل ْ‬ ‫ُ‬
‫يعرف لأهل ْ‬ ‫كم عليهم‪،‬‬
‫حل ِ‬ ‫كان ُم ِ‬
‫ن�ص ًفا يف ا ُ‬ ‫أ�شخا�ص َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للحديث عن ال‬ ‫ؤمن‬ ‫و�إذا ُ‬
‫ا�ضط َّر امل� ُ‬
‫حل ْك ِم فهو ي�ضع الأمور يف ن�صابها ال�صحيح رائده يف‬
‫التعميم يف ا ُ‬
‫ِ‬ ‫ويبتعد عن‬
‫ُ‬ ‫النا�س حقوقَهم‪،‬‬ ‫وال َي ِ‬
‫غم ُط َ‬
‫الكتاب‪ :‬ﭧ ﭨ ﮋﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫آخرين‪ ،‬قال تعاىل عن � ِ‬
‫كم على ال َ‬ ‫هج القر� ِآن الكر ِمي يف ا ُ‬
‫حل ِ‬ ‫َ‬
‫ذلك م ْن ُ‬
‫ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬
‫ﮊ ( �آل عمران ‪)75‬‬ ‫ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬

‫وا�ستنتج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫اقر�أُ‬
‫وب َة يف ِ‬
‫النقد‪:‬‬ ‫وعي ِة املَ ْط ُل َ‬
‫املو�ض ّ‬
‫ُ‬ ‫جوانب‬
‫َ‬ ‫ا�ستنتج‬
‫ْ‬ ‫ثم‬ ‫اقر�أْ ال َ‬
‫أقوال التالي َة ّ‬
‫تم َخيرْ َ ه»‪.‬‬
‫وتك َ‬ ‫أخيك � ْأن تذكُ َر منه � ْأ�سوَ�أ َما ُ‬
‫تعلم ْ‬ ‫«ظلم ل َ‬ ‫بن �سريين‪:‬‬
‫حمم ُد ُ‬ ‫ • َ‬
‫قال ّ‬
‫(((‬
‫ٌ‬
‫(((‬
‫كان ف َْ�ض ُل ُه �أك ُرث من ن ْق ِ�صه ُو ِه َب ن ْق ُ�ص ُه لف�ض ِل ِه»‪.‬‬
‫«م ْن َ‬ ‫ِ‬
‫امل�سيب َ‬ ‫بن‬
‫�سعيد ُ‬
‫ُ‬ ‫ • َ‬
‫وقال‬
‫آثار‬
‫�صالح و� ٌ‬
‫ٌ‬ ‫قدم‬
‫إ�سالم ٌ‬ ‫َ‬
‫اجلليل الذي له يف ال ِ‬ ‫الر ُج َل‬
‫ُطعا � ّأن َّ‬ ‫«وم ْن َل ُه ِع ْل ٌم بال�شرّ ِع والوا ِقع ُ‬
‫يعلم ق ً‬ ‫القيم‪َ :‬‬
‫ابن ِ‬
‫قال ُ‬‫ • َ‬
‫ِ‬
‫الجتهاد ِه‪ ،‬فال‬ ‫ذور بل م�أْ ُ‬
‫جور‬ ‫مع ٌ‬‫اله ْفو ُة والزلّ ُة هو فيها ْ‬
‫تكون م ْن ُه َ‬
‫ُ‬ ‫قد‬ ‫ٍ‬
‫مبكان‪ْ ،‬‬ ‫الم و�أه ِله‬‫وهو ِم َن ال ْإ�س ِ‬
‫َح�سن ٌة‪ُ ،‬‬
‫(((‬
‫امل�سلمنيِ »‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قلوب ْ‬ ‫هدر مكان ُته و�أمان ُته ومنزِ ل ُته يف‬
‫بع فيها‪ ،‬وال يجو ُز �أن ُت َ‬
‫يجو ُز �أن ُي ّت َ‬
‫‪.2‬قيام النقد على الدليل والربهان‪:‬‬
‫بعر�ض كل فكرة على الكتاب وال�سنة والعقل‬
‫ِ‬ ‫والرب ِ‬
‫هان‬ ‫ليل ْ‬ ‫حل َّج ِة ِ ّ‬
‫والد ِ‬ ‫التزام النا ِقد با ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫كذلك‬ ‫ِ‬
‫املو�ضوعية‬ ‫ • ِ‬
‫وم َن‬
‫ِ‬
‫للم�ستمع والقارئ‪ ،‬وهو‬ ‫عن ا ْلهوى وحمققًا لل ِ‬
‫إقناع‬ ‫ليكون � ْأب َع َد ِ‬
‫َ‬ ‫ال�سليم والرجوع �إىل العلماء عند اال�شتباه‪،‬‬

‫((( ابن كثري يف البداية والنهاية ج ‪� 9‬ص ‪.275‬‬


‫((( امل�صدر ال�سابق ج ‪� 9‬ص ‪.100‬‬
‫((( �أعالم املوقعني البن كثري ج ‪� 3‬ص ‪.283‬‬

‫‪13‬‬
‫منهج القر� ِآن يف حوارِ ه كما ﭧﭨ ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ُ‬
‫ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﮊ (احلج‪ ،)74-73 :‬كما‬
‫كذلك يف قوله تﭨ ﮋﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬
‫َ‬ ‫ِجن ُده‬
‫(البقرة‪)111 :‬‬ ‫ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﮊ ‬

‫ُ‬
‫ابحث‪:‬‬
‫اذكرها‪.‬‬
‫ات‪ْ ،‬‬‫مر ٍ‬ ‫رت جمل ُة ﮋﯶ ﯷﮊ يف القر� ِآن � َ‬
‫أربع ّ‬ ‫تكر ْ‬
‫َّ‬

‫ُ‬
‫احل�سن‪:‬‬ ‫أ�سلوب‬
‫ُ‬ ‫رابعا‪ :‬ال‬
‫ً‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫(النحل‪)125 :‬‬ ‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﮊ‬
‫ ‬
‫وﭧ ﭨ ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫(العنكبوت‪)46 :‬‬ ‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﮊ‬
‫ ‬
‫وﭧ ﭨ ﮋﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫(الإ�سراء‪)53 :‬‬ ‫ﮒﮊ‬
‫ ‬
‫ٍ‬
‫مبعروف و َن ْه ٍي‬ ‫وع ْل ٍم و� ْأمرٍ‬ ‫هلل من ِقراء ٍة ِ‬
‫وذكْ رٍ ِ‬ ‫كالم يقرِ ّ ُب �إىل ا ِ‬
‫بكل ٍ‬‫أمر ِ ّ‬
‫ال�سعدي يف تف�سريِه‪« :‬وهذا � ٌ‬
‫ِّ‬ ‫ابن‬ ‫ُ‬
‫يقول ُ‬
‫أمر ْي ِن َح�سنينْ ِ‬ ‫اختالف مراتبهم ومناز ِلهم‪ ،‬و�أ ّن ُه �إذا َ‬ ‫ِ‬ ‫مع ا َ‬
‫خل ْل ِق على‬ ‫ٍ‬ ‫عن ُم َ‬
‫ني � َ‬
‫دار ال ْأم ُر ب َ‬ ‫لطيف َ‬ ‫�سن‬
‫وكالم َح ٍ‬
‫ٍ‬ ‫نكرٍ‬
‫الح ف� ّإن َمن‬
‫مل َ�ص ٍ‬
‫وع ٍ‬
‫ميل َ‬ ‫داع ُ‬
‫لك ِ ّل ُخ ُلقٍ َج ٍ‬ ‫احل�سن ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والقول‬ ‫بينهما‪،‬‬
‫اجلمع ُ‬
‫ُ‬ ‫ف�إ ّن ُه ي� ُأم ُر ب�إيثارِ � ْأح َ�س ِنهما � ْإن ملْ ْ‬
‫ميكن‬
‫(((‬
‫جميع � ْأمرِ ه»‪.‬‬
‫َ‬ ‫م َل َك ل�سا َن ُه َم َل َك‬

‫((( تف�سري الكرمي الرحمن يف تف�سري كالم املنان �ص ‪.460‬‬

‫‪14‬‬
‫وا�ستنتج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫اقر�أُ‬

‫الر ْح َم ُن ْب ُن َن�صرْ ِ‪( :‬فيمن ي�أمر باملعروف وينهى عن املنكر) َو َلي ُك ْن ِم ْن ِ�ش َي َم ِت ِه الرِ ّ ْف ُق‪َ ،‬و َل ُ‬
‫ني ا ْل َق ْو ِل‪،‬‬ ‫قال َع ْب ُد َّ‬
‫ول املَ ْق ِ‬
‫�صود‪َ ،‬‬
‫قال‬ ‫ا�س ِتما َل ِة ا ْل ُق ُل ِ‬
‫وب‪َ ،‬و ُح ُ�ص ِ‬ ‫ونهي ِِه‪َ ،‬ف� َّإن َذ ِل َك � ْأب َل ُغ يف ْ‬
‫عند � ْأمرِ ِه ْ‬ ‫َوطال َق ُة ا ْل َو ْج ِه‪َ ،‬و ُ�سهو َل ُة ال ْأخ ِ‬
‫الق‪َ ،‬‬
‫عز َو َج َّل ِل ِ َن ِب ِ ّي ِه ‪ s‬ﮋﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﮊ‬
‫اللـ ُه َّ‬
‫ماع‪.‬‬ ‫نيف ِباملَ ْو ِع َظ ِة تمَ ُُّج ُه الأَ ْ�س ُ‬
‫الز ْجرِ ُر ِ مّبا �أغْ َرى بالمْ َ ْع ِ�ص َي ِة‪َ ،‬وال َّت ْع َ‬ ‫(�آل عمران‪ )159 :‬ول َّأن ال َ‬
‫إفراط يف َّ‬
‫وي ْع ِطي َعلى‬ ‫فيق ُي ِح ُّب ِّ‬
‫الر ْف َق‪ُ ،‬‬ ‫بي ‪ّ ِ �« :s‬إن اللـ َه َر ٌ‬ ‫نيف‪ ،‬كَ ما َ ِ‬
‫قال ال ّن ُّ‬ ‫نال ِبال َّت ْع ِ‬ ‫ينال ِبالرِ ّ ْف ِق ما ال َي ُ‬
‫الر ُج َل ق َْد ُ‬
‫ول َّأن َّ‬
‫الرِ ّ ْف ِق ما ال ُي ْع ِطي َعلى ُ‬
‫الع ْنف»‪.‬‬
‫(((‬

‫لعملية ِ‬
‫النقد؟‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫�رشوط‬ ‫ِ‬
‫ال�سابقة ثالث َة‬ ‫ِ‬
‫املقولة‬ ‫ا�ستنتج من‬
‫ْ‬

‫يقول ابن تيمية ‪:‬‬ ‫لحة �أو َد ْر ُء‬


‫م�ص ٍ‬ ‫ُّ‬
‫حتق ُق ْ‬ ‫ظن ِه‬ ‫خام�سا‪� :‬أنْ َي ْغل َ‬
‫ِب على ِ ّ‬ ‫ً‬
‫معلوم �أن الأمر باملعروف والنهي عن‬ ‫نقدهِ ‪:‬‬ ‫ْ‬
‫مف َ�سدةٍ مِ ْن ْ‬
‫املنكر ‪ ..‬من �أعظم املعروف الذي �أمرنا‬ ‫ِ‬
‫التالية‪:‬‬ ‫ِ‬
‫احلاالت‬ ‫عملية ِ‬
‫النقد �إحدى‬ ‫ِ‬ ‫غالبا ما يرت َّت ُب على‬
‫ً‬
‫به‪ ،‬ولهذا قيل‪ :‬ليكن �أمرك باملعروف‬
‫ونهيك عن املنكر غري منكر‪ ،‬و�إذا كان‬
‫ِ‬
‫املع�صية‬ ‫�صاحب‬
‫ُ‬ ‫واب‪ ،‬ك� ْأن َ‬
‫يرتك‬ ‫ال�ص ُ‬ ‫يزول اخلط�أُ َ‬
‫وي ِحلَّ حم َّل ُه َّ‬ ‫‪ْ �1 .1‬أن َ‬
‫هو من �أعظم الواجبات وامل�ستحبات‪،‬‬ ‫زم ب�أمرِ ا ِ‬
‫هلل‪.‬‬ ‫مع�صي َته ويل َت َ‬
‫فالواجبات وامل�ستحبات البد �أن تكون‬ ‫�شيء ِم َن الأخطا ِء‪.‬‬ ‫يزول ُ‬
‫‪ْ �2 .2‬أن ِيقلَّ اخلط�أُ وال ُ‬
‫بالك َّلي ِة بلْ َي ْب َقى ٌ‬
‫امل�صلحة فيها راجحة على املف�سدة‪� ..‬إذ‬
‫ينتق َل العا�صي ِم ْن مع�صي ِته �إىل مع�صي ٍة‬ ‫‪ْ �3 .3‬أن ْيزدا َد اخلط�أُ ك� ْأن ِ‬
‫بهذا بعثت الر�سل ونزلت الكتب واهلل‬
‫ال يحب الف�ساد‪ ،‬بل كل ما �أمر اهلل به‬ ‫عملية الن ْق ِد فتن ٌة وم�صيب ٌة � ُ‬
‫أكرب َخطراً‬ ‫ِ‬ ‫أكرب‪� ،‬أو �أن ترت َّت َب على‬
‫� َ‬
‫فهو �صالح‪.‬‬ ‫من اخلط�أِ ال ّأو ِل‪.‬‬
‫جمموع الفتاوى (‪.)28/126‬‬

‫)(‬
‫((( رواه �أحمد رقم‪.902 :‬‬

‫‪15‬‬
‫عن ِ‬
‫النقد؟‬ ‫ُّف فيهِ ا ِ‬ ‫الثالث َتتط ِ َّل ُب ممار�س َة ِ‬
‫النقد‪ ،‬و� ُّأيها َيق َت�ضي التوق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلاالت‬ ‫ •� ُّأي‬

‫النقد الذاتي‪:‬‬
‫(القيامة‪)1-2 :‬‬ ‫ ‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮊ‬
‫ِ‬
‫اللوامة؟‬ ‫بالنف�س‬
‫ِ‬ ‫ •ما املق�صود‬

‫الذاتي؟‬ ‫ممار�سة ِ‬
‫النقد‬ ‫ِ‬ ‫ •ما �أهمي ُة‬
‫ِّ‬

‫ميكن �أن تمُ ارِ َ�سها يف حيا ِت َك؟‬


‫الذاتي التي ُ‬
‫ِّ‬
‫أ�ساليب ِ‬
‫النقد‬ ‫ُ‬ ‫ •ما �‬

‫‪16‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤﭥﭦ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮊ‬
‫(�سورة الأعراف‪)164-164 :‬‬ ‫ ‬
‫ثم �أجب عن الأ�سئلة التالية‪:‬‬ ‫ارجع �إىل تف�س ِري هذه ال ِ‬
‫آيات ّ‬ ‫ْ‬
‫عد ْدها؟‬ ‫ٍ‬
‫أ�صناف ِّ‬ ‫آيات عن ِ‬
‫ثالثة �‬ ‫حتدثت ال ُ‬
‫ْ‬ ‫‪1 .1‬‬

‫ِ‬
‫اال�ستجابة من الآخرِ ؟‬ ‫ِ‬
‫�ضعف‬ ‫رغم‬ ‫بعملية ِ‬
‫النقد َ‬ ‫ِ‬ ‫ني‬
‫‪2 .2‬ما حج ُة القائم َ‬

‫عملية ِ‬
‫النقد؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫امل�شاركة يف‬ ‫عن‬ ‫‪3 .3‬ما حج ُة املُ ْمتنع َ‬
‫ني ْ‬

‫ِ‬
‫املطاف؟‬ ‫الثالثة يف ِ‬
‫نهاية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ�صناف‬
‫م�صري ال‬
‫ُ‬ ‫‪4 .4‬ما‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬
‫أ�ساليب ِ‬
‫النقد وو�سائل ُه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تتنوع �‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫أ�ساليب؟‬ ‫من ِ‬
‫هذه ال‬ ‫ •اذكر خم�س ًة ْ‬

‫‪17‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬

‫(غافر‪)29 :‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﮊ ‬
‫�صاحبها لعدم قبول ِ‬
‫النقد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تدفع‬ ‫ا�ستخرج من ال ِآية � ً‬
‫أ�سبابا ُ‬ ‫ْ‬ ‫ •‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ‬
‫(التوبة‪)79 :‬‬ ‫ ‬‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﮊ‬
‫نزول ال ِآية الكرمية‪.‬‬
‫�سبب ِ‬
‫وابحث يف ِ‬
‫ْ‬ ‫ • ِ‬
‫ارجع �إىل ِ‬
‫كتب التف�س ِري‬

‫ •ا�رشح ما معنى املفردات التالية‪:‬‬


‫زون‪:‬‬ ‫ • ِ‬
‫يلم َ‬
‫ي�سخرون‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ •‬
‫ •‬
‫أنواع ِ‬
‫النقد هذا؟‬ ‫ •من � ِ ّأي � ِ‬

‫آثاره؟‬ ‫ •ما َ‬
‫هي � ُ‬

‫‪18‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬

‫ِ‬
‫املحلية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال�صحف‬ ‫ار�س فيه عملي َة النقد الب ّنا ِء و� ْأر ِ�س ْله لإحدى‬
‫�صحفيا تمُ ُ‬
‫ًّ‬ ‫اكتب اً‬
‫مقال‬

‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬
‫أقوال التي‬ ‫ِ‬
‫أحاديث وال ِ‬ ‫ِ‬
‫باملعروف والنهي عن املنكر ثم اجمع ثالثة من ال‬ ‫ِ‬
‫الن�صيحة والأمرِ‬ ‫ارجع �إىل � ِ‬
‫أبواب‬ ‫ْ‬
‫عملية ِ‬
‫النقد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تبينّ ُ �أهمي َة‬

‫‪19‬‬
‫‪2‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫ر�س الثاين‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫ا�س جمي ًعا‪ ،‬و� ْأ�سعى �إىل تد ُّبره‪.‬‬ ‫حياة ال ّن ِ‬
‫أهمي َة القر� ِآن يف ِ‬ ‫أحد ُد � ّ‬
‫ •� ّ‬
‫أهم ِرجا ِله وك ُتبهِ م‪.‬‬
‫الفقهي‪ ،‬و� ّ‬
‫ِّ‬ ‫معنى التف�سري‬‫أذك ُر ْ‬ ‫ •� ُ‬
‫منهج ّي ِته‪.‬‬
‫أهم مالمح ِ‬ ‫أتعر ُ‬ ‫الفقهي‬
‫ّ‬ ‫التف�سري‬
‫ُ‬
‫املو�ضوعي “و� ّ‬
‫ّ‬ ‫معنى التف�س ِري‬
‫ف على ْ‬ ‫ •� ِ ّ‬
‫املو�ضوعي ب�ألوانه‬
‫ّ‬ ‫ْهي‪ ،‬والتف�سري‬
‫الفق ّ‬ ‫تطبيقية للتف�سري ِ‬ ‫ّ‬ ‫مناذ َج‬
‫عد ِ‬ ‫ •�أُ ُّ‬ ‫واملو�ضوعي‬
‫ُّ‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫اقر�أُ و�أت� ّأم ُل‪:‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫(ال�شورى‪)52 :‬‬ ‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﮊ ‬
‫كتاب هداي ٍة‬‫ُ‬ ‫فه َو‬ ‫ُ‬
‫والعقول‪ُ ،‬‬ ‫وح ر ِ ّبانيِ ٌّ ِبه تحَ ْ يا ا ْل ُ‬
‫قلوب‬ ‫لهذه ال ِآية يتبينّ ُ َ‬
‫لك � ّأن القر� َآن ُر ٌ‬ ‫رك ِ‬ ‫بعد قراء ِت َك ّ‬
‫وتدب َ‬
‫دليل على ذلك �أ ّن ُه ْبع َد �أربع َة‬
‫النبي ‪ s‬و�أكبرَ ُ ٍ‬ ‫ال�صدورِ ‪،‬‬ ‫ونور‪ِ ،‬‬
‫ويتمي ُز ب�أ َّن ُه املعجز ُة التي جاء بها ُّ‬
‫ّ‬ ‫فاء ملا يف ُّ‬
‫و�ش ٌ‬
‫احلياة ك ِ ّلها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وكتاب‬
‫ُ‬ ‫إن�ساني ِة ك ِ ّلها‪،‬‬
‫تاب ال ّ‬‫ديل‪� ،‬إ ّن ُه ِك ُ‬
‫حتريف �أو ْتب ٌ‬
‫ٌ‬ ‫يطر�أ ِ‬
‫عليه‬ ‫قر ًنا ِم ْن ُنزو ِله ح ّتى ال َآن مل ْ‬
‫ع�رش ْ‬
‫َ‬
‫َج َع َل ُه اهلل ُه ًدى (لل ّنا�س) و(للعاملني)‪ :‬ﭧ ﭨ ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟ ﯨﮊ‪( ،‬البقرة‪ )185 :‬وﭧ ﭨ ﮋﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﮊ‪( ،‬التكوير‪� )27 :‬إذا َ‬
‫كان للقر� ٍآن‬
‫جتاهه؟‬ ‫وا�ستقام ِتها‪ .‬ماذا َي ِج ُب َعلى ال ِ‬
‫إن�سان َ‬ ‫ور ْح َم ِتها َو ِ�شفا ِئها ْ‬
‫هداية الإن�سا ِن ّية َ‬
‫ِ‬ ‫املهم ُة الكربى يف‬
‫هذه ّ‬ ‫ِ‬

‫ُ‬
‫اتل و�أتد ّب ُر‪:‬‬
‫(�ص‪)29 :‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﮋﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﮊ ‬
‫و ﭧ ﭨ ﮋﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ{‬
‫(الن�ساء‪)82 :‬‬ ‫ ‬
‫ِ‬
‫وجهة‬ ‫أمثل للقر� ِآن الكر ِمي من‬
‫التدبرِ ال ِ‬
‫ُّ‬ ‫قواعد‬
‫ُ‬ ‫تدبرِ القر� ِآن‪ .‬فما هي‬
‫النا�س �إىل ُّ‬
‫ِ‬ ‫يف هاتنيِ الآيتنيِ ْ‬
‫دعو ُة‬
‫نظرِ ِك؟‬

‫‪21‬‬
‫ﮊ (النحل‪)89:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﮋﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫الف ْكرِ‬
‫ناه َج يف ِ‬
‫أقوم املَ ِ‬
‫أر�شد �إىل � ِ‬ ‫ال�س ِ‬
‫لوك‪ ،‬و� َ‬ ‫�س ُّ‬ ‫ِ‬
‫ال�رشيعة‪ ،‬و� ُأ�س َ‬ ‫وقواعد‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العقيدة‪،‬‬ ‫أ�صول‬ ‫كتاب ا ِ‬
‫هلل � َ‬ ‫ُ‬ ‫�ضم َن‬
‫فقد َت َّ‬
‫ني � ْأحيا ًنا‬
‫امل�سلم َ‬ ‫ِ‬
‫ولعقول ْ‬ ‫وي ِة حي ًنا‪،‬‬
‫لل�س ّنة ال َّن َب ّ‬ ‫رك َ‬
‫ذلك ُّ‬ ‫ِ‬
‫تف�صيالت َهذه الأمورِ ‪ ،‬و َت َ‬ ‫والع َمل‪ ،‬ولك َّن ُه ملْ ي َت َ�ض َّم ْن‬
‫َ‬
‫البيان وال ِ َّت ْف�سري‪.‬‬
‫وج َم ِله �إىل ِ‬ ‫تاج كث ٍري ِم ْن � ِ‬
‫ألفاظ القر� ٍآن ُ‬ ‫�أُ ْخرى‪َ ،‬‬
‫لذلك تحَ ْ ُ‬
‫(النحل‪)44 :‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ‪،‬‬

‫ا�ست ْن ُ‬
‫تج‪:‬‬
‫ِ‬
‫طريقه‪.‬‬ ‫ف�سه ك َّل ُه و� َمّإنا فَ�سرِّ ل ْأ�صحا ِبه ما ال يمُ ِك ُن ف َْه ُمه � اّإل َع ْن‬
‫الر�سول بالقر� ِآن ملْ ُي ِ رّ‬
‫‪s‬‬
‫كمال ِع ْل ِم َّ‬
‫ِ‬ ‫ • َ‬
‫مع‬
‫ختام ال ِآية الكرمية ال�سابقة؟‬ ‫�شري له ُ‬ ‫ •ما الحْ ِ ْكم ُة ِم ْن َ‬
‫ذلك كَ ما ُي َ‬

‫�أت� ّأم ُل و� ُ‬
‫أجب‪:‬‬
‫وتف�سري ال ُي َ‬
‫عذ ُر‬ ‫ٌ‬ ‫العرب ِم ْن كَ ِ‬
‫المها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أربعة � ْأوج ٍه‪ :‬وج ٌه تعر ُف ُه‬
‫التف�سري على � ِ‬‫ُ‬ ‫الطربي عن ابن عبا�س ‪ f‬قال‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫روى‬
‫(((‬
‫لم ُه � اّإل اللـ ُه تعاىل‪.‬‬
‫وتف�سري ال ْيع ُ‬
‫ٌ‬ ‫العلماء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وتف�سري َي ْع َل ُم ُه‬
‫ٌ‬ ‫بجهال ِت ِه‪،‬‬
‫أحد َ‬
‫� ٌ‬
‫نوع م ْنها‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫لكل ٍ‬ ‫ال�س ِ‬
‫ابقة وا�رضِب مثلاً‬ ‫ • ّ‬
‫عدد �أوج َه ال ّتف�س ِري ّ‬

‫(‪ )1‬مقدمة تف�سري الطربي ج‪�/ 1‬ص ‪.75‬‬

‫‪22‬‬
‫اقر�أُ‪:‬‬
‫اجتاهات‬ ‫مل َت ْهتم � ّأم ٌة ِم َن الأُ مَ ِم ِبك َتا ِبها م ْثل‬
‫املف�سرين‬
‫ابع‬ ‫اهتمام � ِّأم ِة ال ِ‬
‫إ�سالم بال ُقر� ِآن‪ ،‬ف َت َت َ‬ ‫ِ‬
‫االجتاه الأدبي‬ ‫اجتاه العقيدة‬ ‫هذه ال ّأم ِة على تف�س ِري القر� ِآن‬
‫لماء ِ‬
‫ُع ُ‬
‫االجتاه اللغوي‬ ‫االجتاه الفقهي‬
‫االجتماعي‬ ‫و�أ�صول الدين‬ ‫ر�س َت �ساب ًقا‬ ‫اليب ِع ّدة ْ‬
‫وقد َد ْ‬ ‫ب� َأ�س َ‬
‫�أ ْنواعَ ال ّتف�سري‪:‬‬
‫مناهج التف�سري‬
‫بيان معنى‬ ‫التف�سري باملَ�أْثورِ ‪ُ :‬‬
‫وه َو ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪1 .1‬‬

‫التف�سري‬ ‫التف�سري‬ ‫التف�سري‬ ‫التف�سري‬


‫ِ‬
‫الكتاب �أو‬ ‫ال ِآية مبا َ‬
‫ور َد يف‬
‫املو�ضوعي‬ ‫املقارن‬ ‫الإجمايل‬ ‫التحليلي‬ ‫ال�ص ِ‬
‫حابة‬ ‫ال�س ّن ِة و� ِ‬
‫أقوال َّ‬ ‫�صحيح ُّ‬
‫ِ‬
‫�سري بالرِ ّ ِ‬
‫واية‪.‬‬ ‫فه َو َت ْف ٌ‬
‫وال ّتابعني‪ُ ،‬‬
‫التف�سري‬
‫املو�ضوعي‬ ‫تف�سري‬
‫ٌ‬ ‫بالر�أي‪ :‬وهو‬
‫التف�سري َّ‬
‫ُ‬ ‫‪2 .2‬‬
‫تف�سري القر� ِآن‬
‫ُ‬ ‫بالدارية �أي‬ ‫ّ‬
‫تف�سري �سورة‬ ‫تف�سري م�صطلح‬ ‫تف�سري مو�ضوع‬
‫تهاد و� ِ‬
‫إعمال الع ْق ِل‬ ‫باالج ِ‬
‫ْ‬
‫بناء على حمورها‬ ‫قر�آين‬ ‫يف القر�آن كامل‬
‫ا�شترَ طوا‬ ‫وال َن َظرِ يف ف َْه ِ‬
‫مه‪ ،‬وقَد ْ‬
‫يكون َم ْر ِ�ض َّي‬ ‫َ‬ ‫احبه � ْأن‬‫ل�ص ِ‬‫َ‬
‫يعة و�أ�صو ِلها و ُن ِ‬
‫�صو�صها‪.‬‬ ‫وقواعد ال�شرّ ِ‬
‫ِ‬ ‫العربي ِة و�أ�ساليبِها‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫باللغة‬ ‫الق‪ ،‬عالمِ ًا‬‫رية وال ْأخ ِ‬ ‫ال�س ِ‬
‫ّ‬
‫عك�ست اتجّ َاه � ْأ�صحابها‬ ‫ني املَ�أثورِ والر�أْ ّي‪َ ،‬‬ ‫من ال ّتفا�س ِري َم َز َج ْت ب َ‬‫بعد ذلك ُجمل ٌة َ‬ ‫ظهر ْت َ‬
‫ّ‬ ‫وقد َ‬
‫ِ‬
‫العقيدة و� ِ‬
‫أ�صول‬ ‫هي‪ ،‬واتجّ ُاه‬ ‫ِ‬
‫ُاه الف ْق ُّ‬
‫غوي‪ ،‬واالتجّ‬‫(االجتاه ال ّل ُّ‬
‫ُ‬ ‫يت باتجّ اهات التف�سري وهي‪:‬‬ ‫وميو َلهم‪�ُ ،‬س ّم ْ‬ ‫ُ‬
‫أ�ساليب للتف�س ِري‬
‫ُ‬ ‫ناه ُج و�‬‫اهات َم ِ‬
‫ِ‬ ‫ناء َعلى هذه االتجّ‬ ‫لت ِب ً‬ ‫واالجتاه الأدبي االجتماعي) وقد َت ّ‬
‫�شك ْ‬ ‫ُ‬ ‫الدين‪،‬‬‫ِّ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫وعي‪.‬‬ ‫والتف�سري املُ َ‬ ‫�سري ال ْإج َما ُّ‬ ‫ِ‬ ‫� ْأر َبعة ِهي‪:‬‬
‫املو ُ�ض ُّ‬
‫والتف�سري ْ‬
‫ُ‬ ‫قارن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يل‬ ‫يلي‪ ،‬والت ْف ُ‬ ‫التف�سري ال َّتحل ُّ‬
‫ُ‬
‫هج فيِ ال َّت ْف�سري‪.‬‬ ‫ني كُ ٍّل ِم ْن‪ :‬االتجّ ُاه وامل ْن ُ‬
‫البي ِة قارِ ْن ب َ‬
‫الط ّ‬ ‫موع ِتك ُّ‬ ‫الل مجَ ْ َ‬ ‫ • ِم ْن ِخ ِ‬

‫‪23‬‬
‫الفقهي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫التف�سري‬
‫ُ‬ ‫� ّأو اًل‪:‬‬
‫نهي ًا فيما له‬
‫تت�ضم ُن � ْأمراً �أو ْ‬
‫َّ‬ ‫أحكام (�أي ال ِ‬
‫آيات ا ّلتي‬ ‫ِ‬ ‫عند � ِ‬
‫آيات ال‬ ‫ف�س َ‬ ‫ف ِ‬
‫فيه املُ ِ رّ ُ‬ ‫نوع ِم َن التف�س ِري يتو ّق ُ‬ ‫هو ٌ‬
‫ِطون م ْنها‬
‫وي�س َت ْنب َ‬ ‫آيات الأَ‬
‫رون يف � ِ‬ ‫ال�صحاب ُة ُ‬ ‫ماعي ِة)‪ْ ،‬‬ ‫باد ال َف ْر ِد َّي ِة وا َ‬ ‫أفعال ِ‬
‫الع ِ‬ ‫تع َّل ٌق ب� ِ‬
‫حكام ْ‬‫ِ‬ ‫ينظ َ‬ ‫كان َّ‬ ‫وقد َ‬ ‫جل ّ‬
‫ِ‬
‫االختالف يف‬ ‫فون �أحيا ًنا‪ ،‬ب�سبب‬ ‫حل ْك ِم املُ�س َت ْن َبط‪َ ،‬‬
‫وي ْخت ِل َ‬ ‫ون � ْأحيا ًنا َعلى ا ُ‬ ‫أحكام ال�شرّ ْ ِع ّي َة‪ ،‬وكا ُنوا ي ّتف ُق َ‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫ديثية‪.‬‬
‫حل ّ‬ ‫�صو�ص ال ُقر آ� ِن ّي ِة وا َ‬
‫ِ‬ ‫ِدال َل ِة ال ُّن‬
‫وال�شافعي‬ ‫واملالكي‬ ‫احلنفي‬ ‫املذهب‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫املذاه ُب الفقهي ُة املعروف ُة وهي‪:‬‬ ‫ويف ال َق ْرن ال ّثاين الهِ ْجرِ ي ِن�ش� ِأت‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ويف�سرّ و َنها‬
‫ليف ُ‬ ‫كام يف القر� ِآن ُيفردو َنها بالت�أْ ِ‬ ‫مذهب ِف ْقهي �إىل � ِ‬
‫آيات ال ْأح ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫باع ِّ‬
‫كل‬ ‫واحلنبلي‪ ،‬وقد �سعى �أ ْت ُ‬
‫ُّ‬
‫هي‪.‬‬ ‫َ ِ‬ ‫أحكام تمُ ِّث ُل‬ ‫تفا�سري � ِ‬ ‫ا�س ِ‬ ‫َواعد مذْ َهبِهم يف ْ‬ ‫ح�سب ق ِ‬
‫التف�سري الف ْق ِّ‬ ‫ِ‬ ‫آيات ال‬ ‫ُ‬ ‫فخرج ْت‬
‫َ‬ ‫كام‬
‫تنباط ال ْأح ِ‬ ‫َ‬

‫وا�ستنتج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫اقر�أُ‬
‫هي‪:‬‬ ‫ف�سري الفِ ْق ِّ‬
‫ِ‬ ‫مناذج مِ نَ ال َّت‬
‫ُ‬
‫ثم اقر ْ�أ ما � ْأو َر َد ُه ِم ْن َم�سا ِئ َل يف تف�س ِري ق َْو ِل اهلل ﭨ ﮋ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫ُ‬
‫انظر يف تف�س ِري ال ُق ْرطبي َّ‬
‫(((‬

‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ (الأحزاب‪)37 :‬‬

‫هذه ال ِآية؟‬
‫رجها القرطبي ِم ْن ِ‬
‫ُّ‬ ‫تخ َ‬
‫ا�س ْ‬
‫الفقهي َة التي ْ‬
‫ّ‬ ‫ • َع ِّد ْد امل�سا ِئ َل‬

‫ِ‬
‫اختالفات ال ُف َقها ِء؟‬ ‫ •ملاذا ُيورِ ُد القرطبي‬

‫ريقة ِم ْن ال َّت ْف�س ِري يف َر�أْ ِي َك؟‬


‫الط ِ‬ ‫ •ما فَوا ِئ ُد ِ‬
‫هذه َّ‬

‫(‪ )1‬اجلامع لأحكام القر�آن واملبني ملا ت�ضمن من ال�سنة و�أحكام الفرقان‪ ،‬مل�ؤلفه الإمام �أبي عبداهلل حممد بن �أحمد الأن�صاري القرطبي املتويف �سنة ‪ 671‬للهجرة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وعي‪:‬‬ ‫املو ُ‬
‫�ض ُّ‬ ‫التف�سري ْ‬
‫ُ‬ ‫ثان ًيا‪:‬‬
‫ُ‬
‫تعريفه‪:‬‬ ‫�أ‪-‬‬
‫وتف�سريها‬
‫ُ‬ ‫وح ْك ًما‪،‬‬
‫لفظا ُ‬ ‫ِ‬
‫الواحد‪ً ،‬‬ ‫باملو�ضوع‬
‫ِ‬ ‫املتفر ِقة يف ُ�سورِ القر� ِآن‪ ،‬املُتع ّل ِ‬
‫قة‬ ‫ّ‬ ‫لم يرا ُد ِبه َج ْم ُع ال ِ‬
‫آيات‬ ‫هو ِع ٌ‬
‫املقا�صد ا ْل ُق ْر� ِ‬
‫آنية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫�سب‬
‫َح َ‬
‫الل ُ�سور ٍة � ْأو �أكْ رثَ‪.‬‬
‫من ِخ ِ‬
‫املقا�صد ال ُقر� ّآني ِة ْ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يتناول الق�ضايا َح�سب‬ ‫وقيل ُهو ِع ْل ُم‬
‫وهي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫التعريف �إ�شار ٌة �إىل �أَ ْن ِ‬
‫واع ال َّت ْف�س ِري املَ ْو ُ�ضوعي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويف هذا‬
‫ال�صرب يف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫واح ٍد يف القر� ِآن كاملاً مثل (ال‬
‫أخالق يف القر� ِآن‪ ،‬املر�أ ُة يف القر� ِآن الكرمي‪،‬‬ ‫مو�ضوع ِ‬
‫ٍ‬ ‫‪ُ 1 .1‬‬
‫تناول‬
‫القر� ِآن)‪.‬‬
‫تعد َد ًة‬ ‫بت ٍ‬
‫معان ُم ِّ‬ ‫وا�ض َع كَ ثري ٍة ِم َن القر� ِآن الكر ِمي) َ‬
‫اكت�س ْ‬ ‫رت يف َم ِ‬ ‫ين (� ْأي كَ ِل َم ٍة قُر�آني ٍة َّ‬
‫تكر ْ‬ ‫‪َ 2 .2‬ت ُ‬
‫ناول ُم ْ�ص َط َل ٍح ق ُْر�آ ِّ‬

‫ال�ص َدقة‪ ،‬املُنافقون‪ِّ ،‬‬


‫الربا‪)...‬‬ ‫ين َ‬
‫مثل‪( :‬ال ّأمة‪َ ،‬‬ ‫اال�س ِت ِ‬
‫عمال ال ُق ْر�آ ّ‬ ‫ْ‬ ‫الالت َجديد ًة ملْ ُت ْ‬
‫عرف � اّإل فيِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ود‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫محِ‬ ‫ورة ِم َن ال ُق ْر� ِآن ً‬
‫ال�س ِ‬
‫ا�سي‪.‬‬‫بناء َعلى ْ ورِ ها � ْأو هدفها الأ�س ّ‬ ‫تف�سري ُّ‬
‫ُ‬ ‫‪3 .3‬‬
‫املو�ضوعي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫�سري‬ ‫املناهج امل ّت َب َع ُة فيِ � ِ‬
‫ألوان ال َّت ْف ِ‬ ‫ُ‬ ‫ب‪-‬‬
‫املو�ضوعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫املخ َت ِ ّ�صني((( يف التف�س ِري‬
‫أحد كبارِ ْ‬ ‫ُ‬
‫يقول � ُ‬
‫آيات القر� ّآني ِة الّتي ْتب َح ُث‬
‫ثم َي ْج َم ُع ال ِ‬ ‫و�ضوع ا ْل ُقر�آ ّ‬
‫ين‪ّ ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫للم‬ ‫يختار ِ رّ ُ‬
‫املف�س عنوا ًنا َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫واحد‪:‬‬ ‫مو�ضوع‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫تناول‬ ‫عند‬
‫‪َ 1 .1‬‬
‫آيات يف كُ ُت ِب ال َّت ْف�س ِري‬ ‫تف�سري ِ‬
‫هذه ال ِ‬ ‫َ‬ ‫ثم َي ْد ُ‬
‫ر�س‬ ‫زمن ال ُّن ِ‬
‫زول‪َّ ،‬‬ ‫ح�سب ِ‬
‫َ‬ ‫ثم ُير ّت ُب هذه ال ِ‬
‫آيات‬ ‫يف هذا املَ ْو ُ�ض ِ‬
‫وع ِ ّ‬
‫إحاط ِة َمبعاين ال ِ‬
‫آيات ِي ْ�س َت ْنب ُِط العنا�صرِ َ‬ ‫وبعد ال َ‬ ‫الالت � ِ‬
‫ألفاظها‪َ ،‬‬ ‫ود ِ‬ ‫باب ُنزو ِلها ِ‬
‫ف َعلى � ْأ�س ِ‬ ‫ويتعر ُ‬ ‫ليلي‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ال َّت ْح ّ‬
‫آيات ا ّلتي َج َمعها‬ ‫دايات ال ُق ْر�آ ِن ّية لها ِم ْن ال ِ‬
‫اله ِ‬ ‫ف َ‬ ‫وي�س ِ‬
‫ت�ش َّ‬ ‫ثم ُير ِ ّت ُب ِ‬
‫هذه العنا�صرِ َ ْ‬ ‫وع‪َّ ،‬‬
‫للم ْو ُ�ض ِ‬ ‫ال ِ‬
‫أ�سا�س َّي ِة َ‬
‫ِ‬
‫جيهات‬ ‫وينا ِق ُ‬
‫�ش يف َ�ض ْو ِء ال َّت ْو‬ ‫ويع ِ ّلل َ‬
‫وي�شرْ ُح ُ‬ ‫ِّ‬
‫ويوجه ُ‬ ‫ال�ص ِ‬
‫حابة ‪f‬‬ ‫هم َّ‬ ‫وي ِ ّ‬
‫دعم َ‬
‫ذلك ب َف ِ‬ ‫ِ‬
‫ال�رشيفة ُ‬ ‫ِ‬
‫أحاديث‬ ‫وال‬
‫ا ْل ُق ْر� ّآنية‪.‬‬
‫يجمع ال ِ‬
‫آيات التي تَرِ ُد‬ ‫ُ‬ ‫الباحث لفظ ًة ِم ْن كَ ِل ِ‬
‫مات ال ُقر� ِآن ُث َّم‬ ‫ُ‬ ‫يتتب ُع‬ ‫ِ‬
‫فردات ال ُقر� ِآن‪ّ :‬‬ ‫تناول ُم ْفرد ٍة ِم ْن ُم‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫‪َ 2 .2‬‬
‫َ‬
‫ا�ستنباط‬ ‫آيات وال ِ‬
‫إحاطة بت ْف�سريِها ُيحاوِ ُل‬ ‫وبعد َج ْم ِع ال ِ‬ ‫من َما َّد ِتها ال ُّل ِ‬
‫غوية‪َ ،‬‬ ‫ذه ال ِ ّل َ‬
‫فظ ُة �أو ُم ْ�شت ّقا ُتها ْ‬ ‫فيها َه ِ‬

‫(((�أ‪.‬د‪ .‬م�صطفى م�سلم �أ�ستاذ التف�سري املو�ضوعي منذ �أربعني �سنة‪ ،‬وامل�رشف على �إعداد مو�سوعة (التف�سري املو�ضوعي ل�سور القر�آن الكرمي) ليكون �أول تف�سري‬
‫مو�ضوعي متكامل للقر�آن الكرمي كامالً‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫تعمال ال ُقر� ٍآن َ‬
‫الكر ِمي َلها‪.‬‬ ‫الكلمة ِم ْن ِخ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ ْ‬ ‫ا�س‬
‫الل ْ‬ ‫دالالت‬
‫دي‬
‫ني َي ِ‬ ‫أولي ٍة َ‬
‫حتت ُعنوان «ب َ‬ ‫را�س ٍة � ّ‬
‫بد ِم ْن ِد َ‬
‫ور ِة ال ّ‬ ‫البد ِء يف ُّ‬
‫ال�س َ‬ ‫قبل ْ‬‫بناء على حمورها‪َ :‬‬
‫‪3 .3‬عند تف�سري ال�سورة ً‬
‫الهد ِف‪ْ � ،‬أو ا ِمل ْح َورِ الّذي‬
‫ف َعلى َ‬ ‫والتعر َ‬
‫ُّ‬ ‫بب ُنزو ِلها‪،‬‬
‫ناول معرف َة َ�س ِ‬ ‫ال�سورة‪َ ،‬ت َت ُ‬
‫هام�ش ُّ‬ ‫ال�سورة" � ْأو َعلى ِ‬
‫ورة �أو �أ�سما ِئها التي ثب َت ْت َع ْن َط ِ‬
‫ريق‬ ‫ال�س َ‬
‫ا�سم ُّ‬ ‫خالل ال َّت َع ّر ِف َعلى ِد ِ‬
‫اللة ِ‬ ‫ِ‬ ‫حوله‪ ،‬ويمُ ِك ُن َم ْعرِ فَة ذلك ْ‬
‫من‬ ‫دور ْ‬
‫َت ُ‬
‫داث البارِ َز ِة فيها‪.‬‬ ‫ا�س ِت ِ‬
‫عرا�ض ال ْأح ِ‬ ‫ور ِة (�أو محِ ْ ورِ ها) ِم ْن ِخ ِ‬
‫الل ْ‬ ‫ال�س َ‬ ‫ف على َه ِ‬
‫دف ُّ‬ ‫الو ْح ِي‪ ،‬كَ ما يمُ ِك ُن ّ‬
‫التعر َ‬ ‫َ‬
‫ال �أكَّ ْ‬
‫دت‬ ‫فال�سور ُة ّ‬
‫املكي ُة مث ً‬ ‫الز َم ِن ّي ِة التي َن َز َل ْت فيها‪ُّ ،‬‬
‫الل املَ ْر َح َل ِة َّ‬
‫ور ِة ِم ْن ِخ ِ‬
‫ال�س َ‬ ‫كما يمُ ْ ِكن ال َّت َع ُّر َ‬
‫ف على � ْأه ِ‬
‫داف ُّ‬
‫�ساالت ال�سَّ ماوِ َّي ِة‪َّ ،‬‬
‫والد ْع َوة‬ ‫ِ‬ ‫بالر‬ ‫بعد املَ ْو ِت‪ ،‬وال ِ‬
‫إميان ِّ‬ ‫بالب ْع ِث َ‬ ‫إميان باهلل‪ ،‬وال ِ‬
‫إميان َ‬ ‫َعلى �أمورٍ محُ َّدد ٍة‪ ،‬كق�ضايا ال ِ‬
‫�س الأربع ُة مجُ ْ َتمع ًة � ْأو‬ ‫تكون هذه ال ُأ�س ُ‬
‫َ‬ ‫أمر ِم ْن � ْأن‬
‫يخ ُلو ال ُ‬
‫مكي ُة فال ْ‬
‫ال�سور ُة ّ‬
‫كانت ُّ‬
‫ْ‬ ‫أ�صول ال ْأخ ِ‬
‫الق‪ ،‬ف�إذا‬ ‫�إىل � ِ‬

‫هدفت ِب َ‬
‫ناء‬ ‫ْ‬ ‫ا�س َت‬ ‫ال�س ِ‬
‫ابقة ف�إ ّنها ْ‬ ‫املدني ُة ِبال ِ‬
‫إ�ضافة �إىل ال ُأ�س ِ�س ّ‬ ‫ور ّ‬ ‫ال�س ُ‬ ‫لل�س ِ‬
‫ورة‪ّ � ،‬أما ُّ‬ ‫أهداف ال ِ‬
‫أ�سا�س ّي ُة ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُمت َف ِّرق ًة ِه َي ال‬
‫ماي َت ُه ِم ْن‬
‫َت ِح َ‬
‫ا�ستهدف ْ‬
‫َ‬ ‫�صيلي ِة‪ ،‬كَ ما �أ َّنها‬ ‫ِ‬
‫يعات ال َّت ْف ّ‬ ‫اع ِة وال ّت�شرْ‬ ‫الم ّي َعلى � ُأ�س ٍ�س ِم َن ال ِ‬
‫إميان ّ‬
‫والط َ‬ ‫املُ ْج َت َم ِع ال ْإ�س ِ‬
‫ال�صيا َن ِة (�أي من الداخل) ِ‬
‫واحل َماية‬ ‫ِ‬
‫ق�ضية البِنا ِء‪� ،‬أو ِ ّ‬ ‫مدني ٌة ِم ْن‬ ‫اخلية واخلارِ ِ‬
‫جية‪ ،‬فال َت ْخلو �سور ٌة ّ‬ ‫الد ِ‬‫ال ْأخطارِ َّ‬
‫(((‬
‫لل�سورة‪»...‬‬ ‫الهدف ال َأ�س ِ‬
‫ا�س ِّي ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ذلك يمُ ْ ِك ُن ال َّت َع ُّر ُ‬
‫ف � ْأي ً�ضا َعلى‬ ‫وم ْن ِخ ِ‬
‫الل َ‬ ‫(�أي ِمن اخلارِ ج) ِ‬

‫مناذج تطبيقية على �سورة الأحزاب لألوان التف�سري املو�ضوعي الثالثة‪:‬‬


‫ﭧ ﭨ ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﮊ‬
‫(الأحزاب‪)1 :‬‬ ‫ ‬
‫عن دالالت املُ ْ�ص َط َلح القر آ� ّ‬
‫ين‬ ‫ِ‬
‫للراغب ال ْأ�صفهاين ْ‬ ‫ِ‬
‫(املفردات)‬ ‫موع ِت َك الطال ِب َي ِة ْاب َح ْث يف‬ ‫ِ‬
‫خالل ْجم َ‬ ‫ •من‬
‫(التقوى)‪.‬‬

‫((( مباحث يف التف�سري املو�ضوعي �أ‪.‬د‪ .‬م�صطفى م�سلم �ص ‪ 43 - 42‬بت�رصف‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫حق � ْأن ُتف�سرّ‬
‫َت ْ�س َت ُ‬ ‫ِ‬
‫هجرة النبي ‪s‬‬
‫ِّ‬ ‫بعد‬ ‫ِ‬
‫املدينة َ‬ ‫عرف يف َم ّك َة و�إنمّ ا ُعرِ فَت فيِ‬
‫ذكرت الآي ُة ال�سابق ُة ظاهر ًة مل ُت ْ‬
‫ْ‬ ‫ •‬
‫و�ضوع َو ٍ‬
‫احد ما هي؟‬ ‫ٍ‬ ‫كم‬ ‫�سريا َم ْو ُ�ض ِ‬
‫وع ًّيا َ‬ ‫َت ْف ً‬

‫�ضت َلها‬ ‫ِ‬


‫الواقعية الّتي َت َع ّر ْ‬ ‫ِ‬
‫امل�شكالت‬ ‫كالت واقعي ٍة‪ ،‬اذكُ ر َ‬
‫بع�ض‬ ‫ٍ‬ ‫و�ضوعي ُحلو ًال قُر�آني ًة ملُ ْ�ش‬
‫ُّ‬ ‫ • ُي ّ‬
‫قد ُم املف�سرّ ُ املَ‬
‫�سور ُة ال ْأح ِ‬
‫زاب‪.‬‬

‫ُ‬
‫ابحث‪:‬‬
‫بتحديد ِ‬
‫ثالثة‬ ‫ِ‬ ‫ملت عليها ُ�سور ُة ال ْأح ِ‬
‫زاب‬ ‫داف البارِ َز ِة ا ّلتي ْ‬
‫ا�ش َت ْ‬ ‫ديد ال ْأه ِ‬ ‫مع جمموع ٍة ْ‬
‫من ُزمال ِئ َك ب َت ْح ِ‬ ‫ • ْ‬
‫قم َ‬
‫ِ‬
‫لتحقيقها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ئي�س ٍة ِت ْ�سعى ُ�سور ُة ال‬
‫أحزاب‬ ‫را�ض َر َ‬
‫�أغْ ٍ‬

‫املو�ضوعي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫التف�سري‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أهمية‬ ‫�‬
‫حاجات ال ّأم ِة‬
‫ِ‬ ‫فيدرِ ُك‬ ‫ينظ ُر يف الوا ِق ِع ا ّلذي ُ‬
‫يعي�ش فيه‪ْ ،‬‬ ‫وعي ُ‬
‫املو�ض َّ‬
‫ُ‬ ‫معات تجَ ْ َع ُل املف�سرِّ َ‬
‫حاجات املج َت ِ‬
‫ِ‬ ‫ •� َّإن ّ‬
‫جتد َد‬
‫واالقت�صادي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وال�سيا�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫وال�سلوكي ِة‬
‫ّ‬ ‫والعلمي ِة‬
‫ّ‬ ‫الف ْك ّ‬
‫ري ِة‬ ‫إن�سانية يف ع�صرْ ِه‪َ ،‬على خُ ْمت ِل ِف جوا ِنبها وحاجا ِتها ِ‬
‫ِ‬ ‫وال‬
‫إ�صالح‬
‫ِ‬ ‫ف من َ‬
‫ذلك �إىل �‬ ‫يهد ُ‬ ‫عي�شه الأُ ّم ُة وبينْ َ القر� ِآن‪ُ ،‬‬
‫وهو ِ‬ ‫الواقع الذي ِت ُ‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫ربط ب َ‬‫بعملي ِة ٍ‬
‫ّ‬ ‫يقوم‬
‫ثم ُ‬ ‫وغري ذلك‪ّ ،‬‬
‫ِ (((‬ ‫قا�صد ال ُقر� ِآن ِ‬
‫إليه ِم ْن َم ِ‬
‫تو�ص َل � ِ‬
‫وهداياته‪.‬‬ ‫الواقع َعلى َه ْد ِي ما َّ‬
‫ِ‬
‫�صو�ص‬
‫ِ‬ ‫وع ُم َّت ِ�ص ٍل بال ُّن‬ ‫ال�ش ِامل لأي َم ُ‬
‫و�ض ٍ‬ ‫الب ْح ِث املُ َت َع ِّم ِق ّ‬ ‫أ�سلوب ال ُ‬
‫أمثل يف َ‬ ‫ُ‬ ‫املو�ض ِ‬
‫وع ُّي ُه َو ال‬ ‫ُ‬ ‫التف�سري‬
‫ُ‬ ‫ • ُي ّ‬
‫عد‬
‫ال ُق ْر� ِ‬
‫آنية‪.‬‬

‫((( التف�سري املو�ضوعي‪ .‬و�صالح عبدالفتاح اخلالدي �ص ‪ 42‬بت�رصف‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ما�س ٌة �إىل � ِ‬
‫إيجاد‬ ‫احلاج ُة َّ‬
‫َ‬ ‫عم ِق ِ‬
‫العلم َّي‪ّ ،‬مما َج َعل‬ ‫الد ِ‬
‫قيق وال ّت ّ‬ ‫�ص ّ‬
‫خ�ص ِ‬
‫نحو ال َّت ُّ‬ ‫قد َ�شهِ َد َ‬
‫تو ُجه ًا َ‬ ‫احلديث ْ‬
‫َ‬ ‫ •� َّإن الع�صرْ َ‬
‫ِ‬
‫وجوه �إعجازِ‬ ‫وانب َجديد ٌة ِم ْن‬
‫آيات ال ُقر� ِآن‪ ،‬ل َتبرْ ُ ُز ِم ْن ِخال ِل ِه َج ُ‬ ‫ِ‬
‫ال�شامل ل ِ‬
‫نيف املَ ْو ُ�ض ِّ‬
‫وعي‬ ‫الت�ص ِ‬
‫من ْ‬‫َن ْو ٍع َ‬
‫ال ُق ْر� ِآن الكرمي‪.‬‬
‫‪1.1‬بعد الإ�سالم ظهرت م�صطلحات مبعان جديدة مل تعرف قبله‪ .‬بني كيف ي�ساعد التف�سري املو�ضوعي يف �إبراز‬
‫تلك امل�صطلحات؟‬

‫ِ‬
‫درا�سته‪ .‬ا�رشح ذلك يف �ضوء فهمك للتف�سري‬ ‫للتعم ِق يف‬
‫تيح فر�ص ًة ُّ‬ ‫بالب ِ‬
‫حث ُي ُ‬ ‫ٍ‬
‫واحد َ‬ ‫مو�ضوع‬
‫ٍ‬ ‫تخ�صي�ص‬
‫َ‬ ‫‪َّ �2.2‬إن‬
‫املو�ضوعي؟‬

‫‪3.3‬للتعرف على حمور ال�سورة القر�آنية فوائد عدة‪ .‬اذكر اثنني منها؟‬

‫�ص‪:‬‬ ‫�أُ ّ‬
‫خل ُ‬
‫خل�ص ب�أ�سلوبك �أهمية التف�سري املو�ضوعي؟‬

‫‪28‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬
‫ابن‬
‫ا�ضي ُ‬ ‫أحكام ال ُقر� ِآن" كَ ما َ‬
‫و�ضع ال َق ِ‬ ‫ُ‬ ‫تف�سريا لل ُقر� ِآن � ْأ�س ُ‬
‫ماه‪�" :‬‬ ‫ً‬
‫(‪)1‬‬
‫نفي‬
‫حل ّ‬‫اجل�صا�ص ا َ‬ ‫ِ‬
‫القا�ضي �أبو بكرٍ ّ‬ ‫و�ضع‬
‫َ‬
‫�سريي ِن؟‬ ‫الفرق يف تقديرِ َك بينْ َ َه ِ‬
‫ذين ال ّت ْف ْ‬ ‫ُ‬ ‫نف�سه‪ ،‬ما‬
‫وان َ‬‫الع ْن َ‬
‫تف�سريا اختار له ُ‬
‫ً‬
‫(‪)2‬‬
‫العربي املا ِلكي‬
‫ّ‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬
‫ِ‬
‫االختالف؟‬ ‫أوجه‬ ‫ِ‬
‫االتفاق و� ُ‬ ‫أوجه‬
‫حيث � ُ‬
‫من ُ‬‫هي والتف�س ِري بامل�أْثورِ ْ‬ ‫ِ‬
‫قارِ ن بني التف�س ِري الف ْق ّ‬

‫كثريا‬
‫(‪)1‬هو �أبو بكر �أحمد بن على الرازي‪ ،‬امل�شهور باجل�صا�ص‪ .‬ولد ببغداد �سنة (‪ 305‬هــ) كان �إمام املذهب احلنفي يف زمانه‪ ،‬كان عاملا زاهدا وقد �صنف ً‬
‫من الكتب يف الفقه و�أ�صوله والق�ضاء ولكن �أهم م�ؤلفاته هو كتاب «�أحكام القر�آن» يف التف�سري‪ ،‬الذي يعد من �أهم كتب التف�سري الفقهي‪ ،‬خ�صو�صا عند‬
‫احلنفية‪.‬‬
‫للهّ‬
‫(‪)2‬هو القا�ضي �أبو بكر حممد بن عبد ا الأندل�سي ولد ب�أ�شبيلية (‪ 468‬هــ) رحل �إىل م�رص وال�شام وبغداد ومكة طلبا للعلم‪ .‬حتى �أتقن الفقه والأ�صول‬
‫وتبحر يف التف�سري‪� .‬ألف كتبا عديدة منها تف�سريه امل�شهور «�أحكام القر�آن»‪ .‬وطريقته يف التف�سري �أن يذكر ال�سورة وما فيها من �آيات الأحكام‪،‬‬
‫واحلديث ّ‬
‫ثم ي�أخذ يف �رشحها �آية �آية‪ .‬ويعترب هذا التف�سري مرجعا للتف�سري الفقهي‪ ،‬خا�صة عند املالكية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬
‫أهداف‪َ ،‬ت ْر ِمي �إىل تحَ ْ ِ‬
‫قيقها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫من ُ�سورِ القر� ِآن َه َدفًا‪ْ � ،‬أو جمل ًة َ‬
‫من ال‬ ‫لكل �سور ٍة ْ‬ ‫املو�ضوعي � ّأن ِ ّ‬ ‫ي�ؤكِّ د املف�سرّ‬
‫ُّ‬
‫ورة‪،‬‬ ‫أ�سا�سي ِة ّ‬
‫لل�س ِ‬ ‫ديد الأهداف ال َّ‬ ‫يذهب � ّأو اًل �إىل تحَ ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫بعد �آي ٍة‪ ،‬بلْ‬ ‫فهو بال ّتايل ال َي َّت ِج ُه لتف�س ِري � ِ‬
‫آيات ال ُقر� ِآن �آي ًة َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫هدف‪.‬‬ ‫مل َع ْليها ُّ‬
‫كل‬ ‫عي ِة الّتي ْ‬
‫ي�ش ُ‬ ‫و�ض ِ‬
‫وعات ال َف ْر ّ‬ ‫ِ‬
‫بتحديد املَ ُ‬ ‫يقوم‬
‫ثم ُ‬ ‫َّ‬
‫�سا�سي ِة َلها؟‬ ‫ِ َ‬ ‫ال�س ِ‬
‫وعي َعلى حمورِ ُّ‬ ‫يتعر ُ‬
‫أهداف الأ ّ‬‫ورة‪ْ � ،‬أو ال‬ ‫املو�ض ُّ‬
‫ُ‬ ‫ف املف�سرّ ُ‬ ‫كيف ّ‬‫َ‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬
‫زول؟ وملَاذا؟‬
‫باب ال ُّن ِ‬
‫كثريا �إىل � ْأ�س ِ‬
‫يحتاج ً‬
‫ُ‬ ‫تعتقد � ّأن املف�سرّ املَ ْو ُ�ض ِ‬
‫وع ّي‬ ‫ُ‬ ‫هلْ‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬
‫وعي وال َّت ْف�س ِري بالرَّ�أْي؟‬
‫العال َق َة َبينْ َ ال َّتف�س ِري املَ ْو ُ�ض ِ‬
‫َح ّد ْد ِ‬

‫‪30‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬
‫و�ض ْح‬
‫فيه‪ّ ،‬‬ ‫والبحث َ‬
‫املتك ّر َر ِ‬ ‫راج ِ‬
‫عته‬ ‫إكثار ِم ْن َم َ‬
‫امل�س ِلم َم َع القر� ِآن‪ ،‬وال َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫تفاعل ْ‬ ‫زيد‬
‫وعي َي ُ‬
‫املو�ض ُّ‬
‫ُ‬ ‫التف�سري‬
‫ُ‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ال�س�ؤال ال�سابع‪:‬‬
‫الر ِاغب ال ْأ�ص َف َهاين (ت ‪ 502‬هــ)‪:‬‬
‫عند َ‬
‫تف�سري معنى (ال ّأمة) َ‬
‫ُ‬
‫وجم ُعها �أُ مَم‪ ،‬وقو ُله‬
‫واحد‪ْ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫مكان‬
‫ٌ‬ ‫واحد‪ْ � ،‬أو‬
‫ٌ‬ ‫زمان‬
‫ٌ‬ ‫دين ِ‬
‫واح ٌد‪ْ � ،‬أو‬ ‫أمر َما‪ّ � ،‬إما ٌ‬
‫يجمعهم � ٌ‬
‫ُ‬ ‫كل جماع ٍة‬
‫الأم ُة‪ُّ :‬‬
‫قد‬‫نوع ِم ْنها َعلى طريق ٍة ْ‬
‫كل ٍ‬‫ﭨ ﮋﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﮊ � ْأي ُّ‬
‫وعلى طريق ٍة واحد ٍة‬ ‫بالط ْب ِع‪ ،‬وقو ُله ﭨ ﮋﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮊ‪ّ � ،‬أي ِ�ص ْن ًفا ِ‬
‫واح ًدا َ‬ ‫عليها َّ‬ ‫�س َّخرها اللهّ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫إميان‪ ،‬وقوله ﭨ‬ ‫والك ْفر وقوله‪ .‬ﭨ ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﮊ � ْأي فيِ ال ِ‬ ‫يف ال�ضالل ُ‬
‫ونون �أُ ْ�سو ٌة‬
‫يك َ‬ ‫ال�صا ِل َح‪ُ ،‬‬
‫والعمل َّ‬
‫َ‬ ‫ون ِ‬
‫الع ْل َم‬ ‫ﮋﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮊ‪� ،‬أي َج َ‬
‫ماع ٌة يتخيرّ َ‬
‫دين مجُ ْ ِتم ٍع‪ ،‬وقو ُله ﭨ ﮋﭥ ﭦ‬
‫ل َغيرْ ِهم‪ ،‬وقو ُله ﭨ ﮋ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﮊ‪ّ � ،‬أي َعلى ٍ‬
‫ماع ٍة فيِ ِعبا َد ِة اللهّ ‪.‬‬
‫قام َج َ‬‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﮊ‪ْ � ،‬أي قا ِئ ًما َم َ‬
‫ملعنى (�أُ َّمة) فيِ القر� ِآن؟‬
‫فهانيِ ّ فيِ تف�سريِه ْ‬ ‫الراغب ال ْأ�ص َ‬
‫ُ‬ ‫ • َما الطري َق ُة التي ا ّت َبعها‬

‫فيه كُ ُّل ِ‬
‫هذه ال ِ‬
‫آيات؟‬ ‫"امل�شترَ ُك" ا ّلذي َت ْل ِتقي ِ‬ ‫ •ما ْ‬
‫املع َنى ْ‬

‫‪31‬‬
‫‪3‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫ر�س الثالث‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫أعر ُ‬
‫ف املعج َز َة النبوي َة‬ ‫ •� ّ‬
‫املعجزة للأنبيا ِء‬
‫ِ‬ ‫ •�أبينّ ُ �أهمي َة‬
‫معجزات الأنبيا ِء (عليهم ال�سالم)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫و�سائر‬
‫ِ‬ ‫معجزة القر� ِآن‬
‫ِ‬ ‫ •�أقارنُ بني‬ ‫الكرمي‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫إعجاز القر� ِآن‬ ‫�‬
‫هلل تعاىل‪.‬‬
‫لكتاب ا ِ‬
‫ِ‬ ‫أثناء تالوتي‬
‫أتتب ُع �أوج َه الإعجازِ القر�آين � َ‬
‫ •� ّ‬
‫أجب‪:‬‬
‫�أتد ّب ُر و� ُ‬
‫قال “ما ِم ْن الأ ْنبِياء ِم ْن َنب ٍِي � َاّإل ق َْد �أُ ْع ِط َي ِم ْن ْال ِ‬
‫آيات ما ِم ْث ُل ُه � َآم َن َع َل ْي ِه‬ ‫َع ْن �أبي ُه َر ْي َر َة ‪� d‬أَ َّن َر َ‬
‫�سول ا ِ‬
‫هلل ‪َ s‬‬
‫ّ‬
‫(((‬
‫قيام ِة"‪.‬‬ ‫يل‪َ ،‬ف� ْأر ُجو � ْأن �أَ َ‬
‫كون �أكْ ثرَ َُه ْم تا ِب ًعا َي ْو َم ا ْل َ‬ ‫كان ا َّلذي �أُو ِت ُ‬
‫يت َو ْح ًيا � ْأو َحى ال َلـ ُه �إ َّ‬ ‫ا ْل َب�شرَ ُ‪ ،‬و� ِ مّإنا َ‬
‫ما املق�صو ُد بكلٍّ من‪:‬‬
‫ •ال ِ‬
‫آيات‪:‬‬

‫ • َو ْح ً‬
‫ـــيا‪:‬‬
‫ِ‬
‫معجزات الأنبيا ِء (عليهم ال�سالم)‪.‬‬ ‫ •من خالل جمموعتك الطالبية ا�ستعر�ض خم�س ًة ِم ْن‬

‫ـر‪:‬‬ ‫اقر�أُْ ِّ‬


‫وفك ْ‬
‫ِ‬
‫للداللة‬ ‫بالتحدي‬ ‫وتكون املعجز ُة مقرون ًة‬ ‫�سل والأنبيا ِء‬ ‫ظهره اللـ ُه على ِيد ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫للعادة ُي ُ‬ ‫أمر خارِ قٌ‬
‫هي � ٌ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫املعجزةُ‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫املعار�ضة‪.‬‬ ‫على ِ�صد ِقهم مع ِ‬
‫عدم‬
‫ِ‬
‫للمعجزة‪:‬‬ ‫�ضع تعري ًفا � َآخ َر‬
‫‪ْ 1 .1‬‬

‫أهمي ُة �إعجازِ القر� ِآن بال ّن ِ‬


‫�سبة ملا يلي‪:‬‬ ‫‪2 .2‬ما � ّ‬
‫حممد ‪.s‬‬ ‫نبوة ٍ‬
‫إثبات ِ‬ ‫ •� ِ‬

‫((( متفق عليه‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ •� ِ‬
‫إثبات م�صدرِ القر� ِآن الكر ِمي‪:‬‬

‫فا�شي ًا ِع ْن َد ِف ْر َع ْو َن‬
‫ال�س ْح ُر ِ‬
‫كان ِ ّ‬ ‫ال ق َْو ِمه‪ ،‬كَ ما َ‬
‫نا�س َب ًة لحِ ِ‬‫ابن حجرٍ رحم ُه اللـ ُه‪ :‬كا َن ْت ُم ْع ِج َز ُة كُ ِ ّل نبي َت َق ُع ُم ِ‬
‫ٍّ‬ ‫قال ُ‬‫ • َ‬
‫ذلك ِب َع ْي ِن ِه ِل َغيرْ ِِه‪،‬‬
‫ال�س َح َر ُة َل ِك َّنها َت َل َّق َف ْت ما َ�ص َنعوا‪َ ،‬ولمَ ْ َي َق ْع َ‬‫�صور ِة ما َي�ص َن ُع َّ‬
‫َ‬ ‫َجاء ُه ُمو�سى با ْل َع�صا َعلى‬
‫ف َ‬
‫غاي ِة‬ ‫الز ِ‬
‫مان يف َ‬ ‫ر�ص ِل َك ْو ِن ْ أَ‬
‫ال ِط َّبا ِء والحْ ُ َكما ِء كا ُنوا يف َذ ِل َك َّ‬ ‫الكْ َم َه ْ أَ‬
‫وال ْب َ‬ ‫راء ْ أَ‬ ‫ياء ِع َ‬
‫ي�سى المْ َ ْو َتى و�إ ِْب ُ‬ ‫وكَ َذ ِل َك � ْإح ُ‬
‫ذين ُب ِع َث فيهِ م ال َّنبِي ‪s‬‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الظهورِ ‪ ،‬ف�أَ ُ‬
‫تاهم ِم ْن ِج ْن ِ�س َع َم ِلهم بمِ ا لمَ ْ َت ِ�صلْ ق ُْد َر ُتهم �إ َلي ِه‪َ ،‬و ِل َهذا َل ّـما َ‬
‫كان ا ْل َعر ُب ا َّل َ‬ ‫ُّ‬
‫(((‬
‫القر� ِآن ا َّلذي تحَ َ َّد ُاه ْم � ْأن َي�أ ُتوا ِب�سور ٍة ِم ْثله َف َل ْم َي ْق ِد ُروا َعلى َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫غاي ِة ِم ْن ا ْل َبالغَ ِة َ‬
‫جاء ُه ْم ِب ْ‬ ‫يف ا ْل َ‬
‫هم؟‬ ‫وثقافة � ِ‬
‫أقوام ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�سالم‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫معجزات الأنبيا ِء عليهم‬ ‫ني‬ ‫ •ما ِ‬
‫العال َق ُة ب َ‬

‫أنبياء ُه؟‬
‫يزو ُد اهلل بها � َ‬ ‫ِ‬
‫املعجزة التي ّ‬ ‫ُ‬
‫هدف‬ ‫ •ما‬

‫ •ما الذي يمُ ّي ُز معجز َة القر� َآن عن �سائرِ معجزات ال َّن ِّ‬
‫بي ‪ s‬والأنبياء الآخرين (عليهم ال�سالم)؟‬ ‫ِ‬

‫نبي بعدي)؟‬ ‫ِ‬ ‫وقوله ِ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ •ما عالق ُة َ‬
‫ال�سالم (ال ِّ‬
‫ُ‬ ‫ال�صالة‬ ‫عليه‬ ‫�ساالت‬ ‫بختم الرِ ّ‬
‫ذلك ِ‬

‫فتح الباري ج‪� / 9‬ص ‪.6‬‬


‫((( ُ‬

‫‪34‬‬
‫الكرمي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫إعجاز القر� ِآن‬
‫ِ‬ ‫من �‬ ‫أوج ٌه ْ‬
‫� ُ‬
‫اقر�أُ و� ِ ّ‬
‫أفك ُر‪:‬‬
‫الإعجاز يف القر�آن جاء على وجوه عدة‪:‬‬
‫‪1 .1‬من جهة اللفظ مبا يدل على �إعجازه البالغي‪.‬‬
‫امل�ستقبل‪ ،‬وكذلك‬
‫ِ‬ ‫�سيقع يف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫املغيبات فيما م�ضى �أو ما‬ ‫ِ‬
‫إعجازه يف الإخبارِ عن‬ ‫‪2 .2‬ومن جهة املعنى مبا يدل على �‬
‫العلمي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫جديد من الإعجازِ وهو الإعجا ُز‬
‫ٌ‬ ‫لون‬ ‫ِ‬
‫احلديث ظهر ٌ‬ ‫الت�رشيعي‪ ،‬ويف الع�رص‬
‫ِّ‬ ‫الإعجازِ‬

‫اقر�أُ و� ُ‬
‫أجب‪:‬‬
‫ال�ستماع ِه لقراء ِت ِه القر� َآن‬
‫ِ‬ ‫فلما ف ََط َن النبي ‪s‬‬
‫ُّ‬ ‫قراء َته‪َّ ،‬‬
‫مع َ‬ ‫ي�س ُ‬
‫قريب من ُه ْ‬ ‫ِ‬
‫املغرية ٌ‬ ‫بن‬
‫والوليد ُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫امل�سجد‬ ‫بي ‪ s‬يف‬
‫قام ال َّن ُّ‬
‫َ‬
‫كالما‬ ‫لقد َ�س ِم ْع ُت ِم ْن ٍ‬
‫حممد �آن ًفا ً‬ ‫فقال‪« :‬وا ِ‬
‫هلل ْ‬ ‫خمزوم‪َ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ل�س ِ‬
‫قومه بني‬ ‫الوليد ح ّتى �أتى ْجم َ‬
‫ُ‬ ‫�أعا َد قراء َة ال ِآية‪ ،‬فانط َل َق‬
‫أعاله ملُ ْث ُم ٌر و�إن �أَ ْ�س َف َله ُ‬
‫ملغدقٌ ‪،‬‬ ‫اجلن‪ ،‬و� ّإن َل ُه حلالو ًة و� ّإن ِ‬
‫عليه لطالوةً‪ ،‬و� َّإن � ُ‬ ‫كالم ِ ّ‬
‫من ِ‬‫إن�س وال ْ‬
‫كالم ال ِ‬
‫من ِ‬ ‫ما هو ْ‬
‫رجزٍ وال بق�صيد ٍة م ِّني وال ب� ْأ�شعارِ ِ ّ‬
‫اجلن‪،‬‬ ‫أعلم ِب َ‬
‫أعلم بالأ�شعارِ م ِّني‪ ،‬وال � َ‬
‫رجل � َ‬ ‫هلل ما ُ‬
‫فيك ْم ٌ‬ ‫و�إ ّن ُه ْيعلو وما ُيع َلى‪ ،‬فوا ِ‬
‫اله‬
‫مر � ْأع ُ‬ ‫الذي ُ‬
‫يقول حالوةً‪ ،‬و�إن عليه لطالوةً‪ ،‬و�إ ّن ُه مل ْث ٌ‬ ‫هلل �إن لقو ِل ِه ِ‬
‫يقول �شي ًئا من هذا‪ ،‬ووا ِ‬
‫هلل ما ُي�شب ُه الذي ُ‬ ‫وا ِ‬
‫ليح ِّط ُم ما حت َته»‪.‬‬ ‫ُم ْغ ِدقٌ �أ�سف ُله‪ ،‬و�إ ّنه ْ‬
‫ليع ُلو وما ُيعلى و�إ ّن ُه ْ‬
‫(((‬

‫ِ‬
‫املغرية؟‬ ‫بن‬
‫الوليد ُ‬
‫ُ‬ ‫يتحد ُث عن ُه‬
‫ّ‬ ‫جانب الإعجازِ الذي‬ ‫ُ‬ ‫‪1 .1‬ما‬

‫الوحيد لإعجازِ القر� ِآن؟‬


‫ُ‬ ‫اجلانب‬
‫ُ‬ ‫‪2 .2‬هلْ هذا هو‬

‫ِ‬
‫معجزات ال َّنبي ‪s‬؟‬ ‫خم�سا من‬
‫ً‬ ‫ • ْ‬
‫اذكر‬

‫(((امل�ستدرك �صحيح الإ�سناد على �رشط البخاري ومل يخرجه‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اقر�أُ و�أُ ِ ّ‬
‫طب ُق‪:‬‬
‫هم � ْإعجاز ال ُقر� ِآن يف � ْأر َب َع ِة �أَ ْ�ش َ‬
‫ياء‪:‬‬ ‫وقد َج َم َع َب ْع ُ�ض ْ‬
‫ابن حجرِ رحم ُه اللـ ُه‪ْ .:‬‬ ‫قال ُ‬ ‫َ‬
‫كلمه َم َع ْالإيجازِ وا ْل َبالغَ ِة‪.‬‬ ‫ •� َأحدها‪ُ :‬ح ْ�س ُن ت�أْ ِ‬
‫ليف ِه َوال ِت َئ ُام ِ‬
‫أهل ا ْلبالغَ ِة ِم ْن ا ْل َع َر ِب َن ْظ ًما و َنثرْ ًا ح َّتى‬ ‫لَ َ�س ِ‬
‫اليب كَ ِ‬
‫الم � ِ‬ ‫�صور ُة ِ�سيا ِقه‪ ،‬و�أُ ْ�س ُل ُ‬
‫وبه المْ خا ِل ُ‬
‫ف ِأ‬ ‫َ‬ ‫ • َث َ‬
‫انيها‪:‬‬
‫ذلك و َت ْق ِ‬
‫ريعه َل ُه ْم َعلى‬ ‫يهم ِعلى تحَ ْ ِ‬
‫�صيل َ‬ ‫يان ِب�شي ٍء ِم ْث ِله َم َع َت َوفُّر ِ‬
‫دواع ْ‬ ‫حار ْت ِ‬
‫فيه ُعقو ُل ُه ْم‪ ،‬ولمَ ْ َي ْه َتدوا �إىل ْالإ ْت َ‬ ‫َ‬
‫ا ْل َع ْجزِ َع ْن ُه‪.‬‬
‫كان ال َي ْع َل ُم ِم ْن ُه‬
‫الدا ِث َر ِة ممِ َّا َ‬
‫وال�شا ِئع َّ‬
‫ال�سا ِل َف ِة ِ رّ‬ ‫وال ْ أُ‬
‫ال مَ ِم َّ‬ ‫ال ْخبارِ َع َّما َم َ�ضى ِم ْن َ�أ ْح ِ‬
‫ا�ش َت َم َل َع َل ْي ِه ِم ْن ِْ إ‬
‫ •ثا ِل ُثها‪َ :‬ما ْ‬
‫َب ْع َ�ضه � َاّإل ال َّن ِاد ُر ِم ْن � ْأه ِل ا ْل ِك ِ‬
‫تاب‪.‬‬
‫وب ْع ُ�ضها َب ْع َد ُه‪.‬‬ ‫بار بمِ ا َ�س َي�أْ ِتي ِم ْن ا ْل َكوا ِئ ِن ا َّلتي َوق ََع َب ْع ُ�ضها يف ا ْل َع صرْ� ِ ال َّن َب ِ ّ‬
‫وي َ‬ ‫ • َرا ِب ُع َها‪ْ :‬ال ْإخ ُ‬
‫(((‬

‫ِ‬
‫اجلدول التاليِ ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫خالل ملْ ء‬ ‫ِ‬
‫ال�سابقة من‬ ‫ِ‬
‫الفقرة‬ ‫ِ‬
‫الواردة يف‬ ‫جلوانب �إعجازِ القر� ِآن‬
‫ِ‬ ‫َم ِّثلْ‬

‫�أمثل ُته من القر� ِآن‬ ‫إعجاز‬


‫ِ‬ ‫وجه ال‬

‫ﭧ ﭨ ﮋﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ‬
‫ُ‬
‫(النمل‪)78 :‬‬ ‫ﮊ‬
‫ ‬ ‫ﰑ‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫(النمل‪)82 :‬‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮊ ‬

‫((( فتح الباري ج‪� 9‬ص ‪7‬‬

‫‪36‬‬
‫�أُ ِ‬
‫ناق ُ‬
‫�ش‪:‬‬

‫ •مع جمموعتك الطالبية ا�ستخرج وجوه الإعجاز الواردة من الآيات التالية‪:‬‬


‫�أمثل ُته ِم َن ُ‬
‫القر� ِآن‬ ‫إعجاز‬
‫ِ‬ ‫وجه ال‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ‬
‫ ‬‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮊ‬
‫(الأنبياء‪)30 :‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ ‬ ‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ‬
‫(املائدة‪)90 :‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫(الن�ساء‪)56 :‬‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮊ‬
‫التحريف ﭧ ﭨ ﮋﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ (احلجر‪)9 :‬‬
‫ِ‬ ‫حفظ القر� ِآن من‬
‫ُ‬
‫على مرِ الع�صورِ‬

‫أثريا يف عالمَ ِ ِ‬
‫اليوم ِبر�أ ِيك؟‬ ‫اجلانب الأك ُرث ت� ً‬
‫ُ‬ ‫ •ما‬

‫جوانب �أخرى من �إعجاز القر�آن؟ َم ّثل لذلك؟‬


‫ُ‬ ‫لهم‬
‫�ستت�ضح ْ‬
‫ُ‬ ‫تقبل‬
‫امل�س ِ‬
‫النا�س يف ْ‬
‫تعتقد � َّأن َ‬
‫ُ‬ ‫ •هل‬

‫‪37‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬
‫ِ‬
‫اكتب باخت�صارٍ يف ُمعجزات ِّ‬
‫النبي ‪ s‬التالية‪:‬‬ ‫ْ‬
‫ان�شقاق القمرِ ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ •‬

‫ • ُ‬
‫نبع املا ِء‪:‬‬

‫النا�س عن �أمور يكتمونها وال يعلمها غريهم‪:‬‬


‫لبع�ض ِ‬
‫إخباره ِ‬
‫ُ‬ ‫ •�‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬
‫ • ْ‬
‫قارن بني كلٍّ ْ‬
‫من املعجزة والكرامة وال�سحرِ يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫ال�سحر‬
‫ِ‬ ‫الكرامة‬
‫ِ‬ ‫املعجزة‬
‫ِ‬

‫‪38‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ‬
‫ ‬ ‫ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﮊ ‬
‫(الروم‪)4-1 :‬‬ ‫ ‬

‫ر�ضي اللـ ُه عن ُه‪ ،‬وبينّ �أوج َه‬


‫َ‬ ‫ِ‬
‫ال�صديق‬ ‫الن�ص وق�ص َة �أبي بكرٍ‬ ‫�سبب ِ‬
‫نزول ِ ّ‬ ‫تب التف�س ِري ِ‬
‫وراج ْع َ‬ ‫ • ْ‬
‫ارجع �إىل كُ ِ‬
‫�إعجازِ القر� ِآن يف الآيات الكرمية‪.‬‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬
‫نزول‬ ‫وجوه �إعجازِ القر� ِآن الكر ِمي يف ِ‬
‫ق�صة ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا�ستخرج �أكْ َرب قدرٍ ْ‬
‫من‬ ‫ْ‬ ‫ابن كث ٍري‬ ‫ • ْ‬
‫ارجع �إىل تف�س ِري الطربي �أو ِ‬
‫ِ‬
‫الكهف وقدم فيه ورق ًة بحثي ًة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫�سورة‬

‫‪39‬‬
‫‪4‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫الرابع‬
‫ُ‬ ‫ر�س‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫�سورة الأحزاب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات (‪ )48-36‬من‬
‫وحفظ ال ِ‬
‫ِ‬ ‫أتقن تالو َة‬
‫ •� ُ‬
‫إجماليا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫تف�سريا �‬
‫ً‬ ‫آيات‬
‫ •�أف�سرّ ُ ال ِ‬
‫ •�أبينّ ُ ُح ْكم التبني‪.‬‬ ‫جال ُكم‬
‫أحد من ِر ِ‬ ‫ٌ‬
‫حممد �أبا � ٍ‬ ‫ما كانَ‬
‫الق‪.‬‬
‫الط ِ‬ ‫أ�ستنتج ْ‬
‫حك َم التخي ِري يف ّ‬ ‫ •� ُ‬ ‫أحزاب (‪)4‬‬ ‫�سورة ال‬
‫ِ‬
‫واخل�ضوع ل ْأمره‪.‬‬
‫ِ‬ ‫طاعة اهلل تعاىل‬
‫ِ‬ ‫�ص على‬
‫أحر ُ‬
‫ •� ِ‬

‫اقر�أُ و�أت� ّأم ُل‪:‬‬


‫جح�ش ِ‬
‫لزيد بن َحارِ َثة‪ ،‬فام َت َنع ْت‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بنت‬
‫زينب َ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫هلل ‪َ s‬‬ ‫ُ‬ ‫خطب‬ ‫عبا�س (ر�ضي اهلل عنهما) َ‬
‫قال‪َ :‬‬ ‫عن ابن ٍ‬
‫(عز وجلّ )‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫حد ُة ‪ -‬ف� َ‬
‫أنزل اهلل‪ّ ،‬‬ ‫وكانت امر�أ ٌة فيها ّ‬
‫ْ‬ ‫�سبا ‪-‬‬ ‫وقا َل ْت‪� :‬أنا ٌ‬
‫خري م ْنه َح ً‬
‫بقي ْت ع ْن َد ُه قريب ًا ِمن‬ ‫الزواج ِم ْن ٍ‬
‫زيد‪َ ،‬و َ‬ ‫ِ‬ ‫وافقت َعلى‬
‫ْ‬ ‫ﭕﮊ (الأحزاب‪ّ )36 :‬‬
‫فلما َع ِل َم ْت زي َن ُب بهذه ال ِآية‬
‫زيد ُ‬ ‫َ�س َن ٍة‪َّ ،‬‬
‫الر�سول ف� ُأمها‬ ‫بنت َع ّم ِة ّ‬
‫زينب َ‬ ‫(وكانت ُ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ر�س ِ‬ ‫ثم وقَع بي َن ُهما ِخ ٌ‬
‫ْ‬ ‫هلل ‪s‬‬ ‫ي�شكوها �إىل ُ‬ ‫الف‪ ،‬فجاء ٌ‬
‫يقول له‪�“ :‬أم ِ�س ْك َعلي َك َزوج َك وا َّت ِق َ‬
‫اهلل"‪ ،‬وكان اهلل تعاىل‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫�سول ‪ُ s‬‬ ‫الر ُ‬
‫عل َّ‬‫فج َ‬‫املط ِلب)‪َ ،‬‬
‫عبد َّ‬ ‫بنت ِ‬ ‫أمي َم ُة ُ‬
‫� ْ‬
‫ف َّمما َ�س َي ُقو ُل ُه‬ ‫بحر ٍج يف ن ْف ِ�سه‪،‬‬ ‫من � ِ‬ ‫زينب ُ‬
‫وتخو َ‬
‫َّ‬ ‫أح�س َ‬‫النبي � َّ‬ ‫أزواجه‪ � ،‬اّإل � َّأن َّ‬ ‫ون ْ‬‫�ستك ُ‬ ‫قد �أع َلم ّ‬
‫نبي ُه � َّأن َ‬ ‫ْ‬
‫‪s‬‬
‫قاليد‬
‫وقد كانت ال ّت ُ‬
‫كانت زوج ًة البنه)‪ْ ،‬‬
‫ْ‬ ‫تزو َج َحليل َة ِ‬
‫ابنه (� ْأي امر�أ ًة‬ ‫من � َّأن محُ ّم ًدا قد ّ‬ ‫ِ‬
‫املدينة ْ‬ ‫املنا ِف ُقون يف‬
‫ال�ص ْل ِب ال ْفر َق بي َنهما‪ ،‬فنز َل ْت الآي ُة‪ :‬ﮋﭸ ﭹ ﭺ‬ ‫فل املُتب َّنى م ْث ُل ِ‬
‫االبن من ُّ‬ ‫العربي ُة ت ْق�ضي ب� َّأن ِّ‬
‫الط َ‬ ‫ّ‬
‫(الأحزاب‪)37 :‬‬ ‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮊ ‬

‫‪41‬‬
‫ُ‬
‫أحفظ‪:‬‬ ‫�أتلو و�‬

‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ‬
‫ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ‬
‫ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ‬
‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ‬
‫ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ‬
‫ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ‬
‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ‬
‫ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ‬
‫ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ‬
‫ﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍ‬
‫ﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ‬
‫ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ‬
‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ‬
‫ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ‬
‫ﭿﮀﮊ‬
‫(�أحزاب‪)48-36( :‬‬ ‫ ‬

‫‪42‬‬
‫تف�سري املفردات‪:‬‬
‫اروا كما ي�شا�ؤون‪.‬‬
‫�أي � ّأن يخ َت ُ‬ ‫�أن َي ُك َ‬
‫ون َل ُه ُم الخْ ِ يرَ َ ُة ِم ْن � ْأمرِ ِه ْم‬
‫ن�س ُب �إىل غ ِري � ِ‬
‫أبيه‪.‬‬ ‫من ُي َ‬ ‫والد ِع ِ ّي َ‬
‫هو ْ‬ ‫واج �أبنا ِئهم من التب ِ ّني‪َّ ،‬‬
‫�أ ْز ِ‬ ‫�أَ ْز ِ‬
‫واج �أ ْد ِعيا ِئهِ ْم‬
‫�إذا َح َكم‪.‬‬ ‫�إذا ق ََ�ضى‬
‫االختيار‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الخْ َري ُة‬
‫ق�ضى حاج َت ُه ِم ْنها ِب َطال ِقها‬
‫َ‬ ‫زيد ِم ْنها َو َط ًرا‬
‫َف َل َّما قَ�ضى ٌ‬
‫ال ُتط ّل ْق َ‬
‫زوج َتك‬ ‫زوجك‬‫عليك َ‬ ‫َ‬ ‫أم�س ْك‬‫� ِ‬
‫أمره ِبه‬ ‫فيما � َّ‬
‫أحل اللـ ُه ل ُه و� َ‬ ‫فر�ض اللـ ُه له‬
‫فيما َ‬
‫ت�س َت ْغ ِف ُر َل ُ‬
‫كم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وم َ‬ ‫ُه َو ا َّلذي ُي َ�ص ِ ّلي َع َل ْي ُك ْم َ‬
‫اللـ ُه ْير َح ُمك ْم ومالئك ُته ْ‬ ‫الئك ُت ُه‬

‫املعنى الإجمايل للآيات الكرمية‪:‬‬


‫احلق ال يرت َّد ُد حلظ ًة‬
‫امل�سلم َّ‬
‫َ‬ ‫يف هذه ال ِ‬
‫آيات‪ُ :‬يع ّلمنا القر� ُآن الكر ُمي � ّأن‬
‫�ش‪:‬‬
‫جح ٍ‬ ‫زينب ُ‬
‫بنت ْ‬ ‫ُ‬
‫ر�سو ِله ‪ ،s‬ح ّتى ولو‬ ‫وع ل ْأمرِ ا ِ‬
‫هلل َتعاىل ول ْأمرِ ُ‬ ‫اخل�ض ِ‬
‫واحد ًة يف ُ‬
‫جح�ش ال َأ�س ِد َية‬ ‫بنت ْ‬ ‫زينب ُ‬
‫هي ُ‬
‫ثالث َو َثالثني ْقب َل الهجرة‪ ،‬كانَ‬ ‫دت �سن َة ٍ‬ ‫اخلا�صة؛‬
‫ّ‬ ‫خ�صي ِة وم�صاحل ُه‬
‫ال�ش ّ‬‫أمر ال ُيوا ِف ُق رغَ باته ّ‬ ‫ان َ‬
‫ذلك ال ُ‬ ‫كَ َ‬
‫ُو ِل ْ‬
‫النبي ‪�َ s‬س ّماها‬ ‫تزوجها ُّ‬ ‫فلما ّ‬‫ا�سمها ُب ِّرة‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫زواجها‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫البداية‬ ‫ر�شية يف‬
‫بنت جح�ش ال ُق ّ‬
‫زينب ُ‬ ‫ولذلك ملّا َ‬
‫رف�ض ْت ُ‬ ‫َ‬
‫بن‬‫زينب‪ .‬و� ُأبوها َج ْح�ش ِمن بني � َأ�س َد ِ‬ ‫َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫من ِ‬
‫ونزلت الآي ُة لتبينّ َ � ْأن‬
‫ْ‬ ‫هلل ‪s‬‬ ‫زيد بن حار َثة موىل ُ‬
‫ر�س ِ‬ ‫ْ‬
‫عبد �شم�س مبكة‪،‬‬ ‫ُخزميةَ‪ ،‬كانَ َحليفًا ل ِآل ِ‬
‫واج‬
‫الز َ‬ ‫بلت َّ‬ ‫حل ْكم ا ِ‬
‫هلل ور�سو ِله ف َق ْ‬ ‫اال�ست�سالم ُ‬
‫ْ‬ ‫حلق‬ ‫ُم ْق َت�ضى ال ِ‬
‫إميان ا َ‬
‫ر�سول‬
‫ِ‬ ‫بنت عبد املطلب‪َ ،‬ع َّم ُة‬ ‫و�أمها �أميم ُة ُ‬
‫ثم ط ّلقها‪،‬‬ ‫بن حارِ َث َة ّ‬ ‫زيد ُ‬‫تزو َجها ُ‬ ‫هلل ‪ّ ،s‬‬ ‫ا ِ‬ ‫الم ُح ْك َم ال َّت ُ‬
‫فاخرِ بال ّن�سب‪.‬‬ ‫َ‬
‫وبذلك � ْأبطل ال ْإ�س ُ‬ ‫ِم ْن ٍ‬
‫زيد‪،‬‬
‫ّيت‬ ‫خم ٍ�س‪ ،‬وتُوف ْ‬ ‫النبي ‪� s‬سن َة ْ‬ ‫وتزو َجها ُّ‬ ‫رت َ�ش ْكوى ٍ‬
‫َّ‬ ‫للر ِ‬
‫�سول ‪ s‬ويف‬ ‫زوج ِته زينب َّ‬
‫من َ‬‫زيد ْ‬ ‫تكر ْ‬
‫وحينما َّ‬
‫ثالث‬ ‫ٌ‬ ‫وعمرها‬‫ُ‬ ‫من الهِ ْج َرة‬
‫�سن َة ِع�شرْ ين َ‬
‫وخم�سون �سنة‪.‬‬
‫يقول له "� ْأم ِ�س ْك‬
‫�سول ُ‬ ‫والر ُ‬ ‫لح َة يف َت ْطليقها‪َّ ،‬‬ ‫حاج َته املُ َّ‬
‫علن َ‬ ‫مر ٍة ُي ُ‬
‫كلّ ّ‬
‫ال له‪:‬‬‫ذلك قائ ً‬ ‫عز وجلّ َعلى َ‬ ‫َع َلي َك َزوج َك وا َّت ِق َ‬
‫اهلل "فعا َت َبه اللـ ُه َّ‬
‫)(‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫زيدا‬
‫نبي ُه ب� ّأن ً‬ ‫"و ُت ْخ ِفي فيِ َن ْف ِ�س َك َما اللـ ُه ُم ْب ِد ِيه"‪ْ ،‬‬
‫وقد �أع َلم اللـ ُه ّ‬ ‫َ‬
‫إبطال ِن ِ‬
‫ظام التب ّني الذي‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ s‬ل ِ‬ ‫ويتزوجها‬
‫ّ‬ ‫زينب‬
‫َ‬ ‫�سيط ِ ّل ُق‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الر�سول ‪.s‬‬ ‫أح�س ِبه‬
‫أدبي الذي � ّ‬
‫�سي وال ّ‬
‫احلر ِج ال َّن ْف ّ‬
‫�سب ُب َ‬
‫وكان هذا َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العربية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫البيئة‬ ‫من ركائزِ‬
‫ركيز ًة ْ‬
‫عد َ‬ ‫كان ُي ّ‬
‫َ‬

‫‪43‬‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫وف�ض ِله عليهم‪ ،‬و أ� ّنه‬ ‫وال�سالم ِمن امل�ؤمن َ‬ ‫النبي ِ‬ ‫آيات ُ ٍ‬ ‫أو�ض ِ‬
‫هلل‬ ‫ني‪ْ ،‬‬ ‫ال�صال ُة ّ‬
‫عليه ّ‬ ‫ب�صورة قاطع ْة منزِ َل َة ِ ّ‬ ‫حت ال ُ‬ ‫ثم � َ‬
‫َّ‬
‫ولي�س � ًأبا ٍ‬
‫لزيد �أو لغري ِِه‬ ‫َ‬ ‫� ْإليهم وخا ُمت النبيني‬
‫زيد ُ‬
‫بن حارثة‪:‬‬ ‫ُ‬
‫يتحر َج‬
‫للنبي � ْأن َّ‬
‫يجو ُز ِ ّ‬ ‫من الرجال‪ ،‬و�أ َّنه ال ُ‬‫َ‬
‫وكانت �أ ُّمه‬
‫ْ‬ ‫من قبيلة بنى ك ْل ِب‪،‬‬
‫الكلبي‪ْ ،‬‬
‫ّ‬ ‫بن �شرُ احبيل‬
‫بن حارث َة ُ‬ ‫زيد ُ‬
‫هو ُ‬
‫أوامر اهلل َتعاىل‪� ،‬إ ْذ � َّأن ُمهم َته‬ ‫تنفيذ � ِ‬
‫ِ‬ ‫ِم ْن‬
‫أغارت ع َل ْيها ٌ‬
‫خيل و�أخذوا م ْنها‬ ‫َزورهم‪ ،‬ف� ْ‬
‫خرج ْت ِبه �إىل ق َْو ِمها ت ُ‬
‫قد َ‬
‫أ�سا�سي َة ِهي � ْأن يب ّل َغ ر�سال َة ا ِ‬
‫هلل وال َي ْخ َ�شى‬
‫بن ِحزام‬
‫حكيم ُ‬
‫ُ‬ ‫فا�شرتاه‬ ‫احية ِ ّ‬
‫مكة‪ْ ،‬‬ ‫وق ُحبا�شة ب َن ِ‬
‫وباعو ُه يف ُ�س ٍ‬
‫ُ‬ ‫َز ْي ًدا‪،‬‬ ‫ال ّ َ‬
‫ُ‬ ‫� َأح ًدا � اّإل اهلل‪.‬‬
‫زيدا‬
‫هلل ‪ s‬وهب ْته ً‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫تزوجها‬
‫فلما ّ‬
‫لعم ِته خديج َة بنت خو ْيلد‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الت�سليم من الر�سول ‪s‬‬
‫ُ‬ ‫ظهر‬
‫وبعد �أن َ‬
‫نا�س ِم ْن ك ْلب فر�أوا‬
‫فحج ٌ‬ ‫َ‬
‫وذلك ْقبل البع َث ِة‪ّ ،‬‬ ‫ني‬
‫ابن ثمانيِ �سن َ‬
‫وكانَ ُ‬ ‫َّ‬
‫ز ْي ًدا ّ‬ ‫عز وجلّ ‪ْ ،‬‬
‫عليهِ م � ْأن‬ ‫معه ل ْأمرِ ا ِ‬
‫هلل ّ‬ ‫وامل�ؤمنني َ‬
‫مو ِ�ض َعه وعند َمن‬ ‫وع َرفَهم‪ ،‬ف�أع َل ُموا �أباه َ‬
‫وو�صفوا ْ‬ ‫فعرفوه َ‬
‫مبكةَ‪َ ،‬‬
‫وك ِّلما ّ‬
‫النبي‬ ‫فدخال ّ‬
‫مكة َ‬ ‫ب ِلفدا ِئه‪َ ،‬‬
‫كع ٌ‬‫وعمه ْ‬
‫فخرج �أبو ُه حارث ُة ُّ‬
‫َ‬ ‫ُهو‪،‬‬ ‫من‬
‫جهم َ‬ ‫يذكُ روا نعم َة اهلل عليهِ م الذي � ْأخ َر ُ‬
‫النبي عليه‬ ‫فعرفَهما‪َ ،‬‬
‫فقال له ّ‬ ‫النبي � ْإليهِ ما َ‬
‫‪ s‬يف ِفدا ِئه ف�أتَى به ُّ ‪s‬‬ ‫يرحمهم‬
‫ُ‬ ‫الهدى‪ ،‬و�أ ّنه �سبحا َنه‬ ‫ال�ض ِ‬
‫الل �إىل ُ‬ ‫ّ‬
‫زيد‪ :‬ما �أَنا با ّلذي � ُ‬
‫أختار‬ ‫قال ٌ‬ ‫وال�سالم‪“ :‬اخترَ ْين �أو اخترَ ْ ُهما” َ‬
‫ال�صال ُة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهذه ال ِ ّن َعم ْحت ُ‬
‫تاج‬ ‫غف ُر ُلهم‪َ ،‬‬ ‫ت�س َت ِ‬
‫ومالئك ُته ْ‬
‫فلما ر� َأى‬
‫وعمه وطا َب ْت �أنف ُُ�سهما ببقا ِئه‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫فان�رصف �أبو ُه ُّ‬ ‫علي َك � َأح ًدا‪،‬‬
‫ْ‬ ‫وي َ�س ِ ّب ُ‬
‫حوه يف‬ ‫�إىل ُ�ش ْكرِ فليذْ كُ روا اللـ َه َتعاىل ُ‬
‫احل ْج ِر َ‬
‫وقال‪“ :‬يا َم ْن ح�ضرَ َ ْا�ش َه ُدوا‬ ‫منه ذلك �أخرجه �إىل ِ‬ ‫أوقات‪ ،‬فَفي هذا ِ�شفاء ل�صدورِ هم النبي‪s‬‬
‫ميع ال ِ‬
‫ٌ ُ ُ‬ ‫َج ِ‬
‫للنبي ‪َ s‬على ُح ْك ِم التب ّني يف‬ ‫زيدا ابني ي ِِر ُثني و�أرِ ُثه” ف َ‬
‫َ�صار اب ًنا ِ ّ‬ ‫� َّأن ً‬ ‫ُ‬
‫وطم�أني َن ٌة ل ُقلو ِبهم‪.‬‬
‫بن حممدٍ ‪.‬‬
‫زيد ُ‬
‫اهلية وكانَ ُيدعى‪ُ :‬‬
‫جل ّ‬ ‫ا َ‬
‫مر ًة � ْأخرى � َّأن املُهِ َّم َة‬ ‫ثم ت�ؤكّ ُد ال ُ‬
‫آيات ّ‬
‫هلل‪،‬‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫�صار ُي ْدعى‪ِ :‬ح َّب‬
‫لي َ‬ ‫اجلاه ِّ‬ ‫وملّا � َ‬
‫أبط َل الإ�سال ُم نظا َم التب ّني ِ‬
‫ا�س‬‫ول ‪ s‬هي دعو ُة ال َّن ِ‬ ‫للر ُ�س ِ‬ ‫ال َأ�س ِ‬
‫ا�س ّية َّ‬
‫بد ًرا واملَغازي ك َّلها‪ .‬وا�س ُت ْ�شهِ َد يف ِ‬
‫غزوة م�ؤت َة عندما كانَ‬ ‫زيد ْ‬
‫و�شهِ َد ٌ‬
‫َ‬
‫آمن‬
‫من � َ‬ ‫وتب�شري ْ‬
‫ُ‬ ‫وال�شهاد ُة عليهم‪،‬‬ ‫هلل‪ّ ،‬‬‫�إىل ا ِ‬
‫وخم�سني‬
‫خم�س ْ‬
‫ٍ‬ ‫الروم �سنة ثمانٍ عن‬
‫ني ِ�ض ّد ِ‬ ‫أمريا ع َلى َج ِ‬
‫ي�ش امل�سلم َ‬ ‫� ً‬
‫�سنة‪.‬‬
‫بالع ِ‬
‫ذاب‪،‬‬ ‫وجحد َ‬
‫من َع�صى َ‬ ‫جل َّن ِة‪ ،‬و�إ ْن ُ‬
‫ذار ْ‬ ‫با َ‬

‫)(‬ ‫ابتد� ْأت ِبه ُّ‬


‫ال�سور ُة‬ ‫آيات مبا َ‬ ‫ثم ُخ ِت ْ‬
‫مت هذه ال ُ‬ ‫ّ‬
‫طاع ِة الكا ِف َ‬
‫رين‬ ‫عن َ‬ ‫نهي ال َّنبِي ‪ْ s‬‬ ‫من ْ‬ ‫ْ‬
‫يكون ِم ْن ُهم ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫عر�ض َع ّما‬ ‫واملُنا ِفق َ‬
‫ني و� ْأن ُي َ‬
‫كيل‪.‬‬ ‫�شاء ف�إ ّن ُه ُ�س ْبحا َنه ِن ْعم َ‬
‫الو ِ‬ ‫يفع ُل بِهِ م ما َي ُ‬
‫عز َو َجلّ َ‬
‫هلل ّ‬ ‫إ�ساء ٍة‪ ،‬ويترْ َك � َ‬
‫أمر ُهم �إىل ا ِ‬ ‫� َ‬

‫‪44‬‬
‫تنتج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ا�س‬
‫ْ‬
‫ •ماذا ت�ستنتج من قوله ﭨ ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫(الأحزاب‪)36 :‬‬ ‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﮊ ‬

‫عالم ُّ‬ ‫االنحراف ا ّلذي ن�ش� ْأت ِ‬


‫ِ‬ ‫ •� ّإن‬
‫يدل‬ ‫بنظام التب ّني �أوكَ له اللـ ُه َتعاىل �إىل ِّ‬
‫النبي ‪َ .s‬‬ ‫ِ‬ ‫عليه البيئ ُة العربي ُة‬ ‫اقتالع‬
‫َ‬
‫ذلك يف َر�أِ َ‬
‫يك؟‬ ‫َ‬

‫و�ضح ذلك‪.‬‬ ‫وعمليا ِ‬


‫لعادة التب ّني‪ّ ،‬‬ ‫ًّ‬ ‫نظريا‬ ‫زاب َّمت ال ُ‬
‫إبطال ًّ‬ ‫ •يف ُ�س ِ‬
‫ورة ال ْأح ِ‬

‫نو ِة وال َّتب ِّني ِم ْن ُ‬


‫حيث‪ :‬ال�صف ُة وال ُأثر املرت ّت ُب ع َلى كُ لٍّ م ْن ُهما‪.‬‬ ‫الب َّ‬
‫ني ُ‬‫ •قارِ ْن ب َ‬
‫التب ّني‬ ‫البنوة‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وجه املقارنة‬

‫ال�ص َف ُة‬
‫ِّ‬

‫عليه‬
‫ِ‬ ‫ال َأث ُر املرت ّت ُب‬

‫وا�ستنتج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫�أت� ّأم ُل‬
‫بن حارِ َثة بعبارة ﮋ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﮊ‪ ،‬ما املق�صو ُد‬ ‫ •يف الآية رقم (‪� )37‬أُ َ‬
‫�شري �إىل ِ‬
‫زيد ِ‬

‫عمة يف هذا ِ ّ‬
‫ال�سياق؟‬ ‫بال ّن ِ‬

‫‪45‬‬
‫�أتد ّب ُر و�أحدّ ُد‪:‬‬
‫حدد ِم ْن ِخال ِلها ما ُي ُ‬
‫فيد القيم ال ّتالية‪:‬‬ ‫ثم ِّ‬ ‫تدبر ال ِ‬
‫آيات الكرمي َة ّ‬ ‫ّ‬
‫وع ِظ ِه �أو ُن ْ�ص ِحه‪.‬‬
‫عند ْ‬
‫�رصيح با�سمه َ‬
‫وعدم ال ّت ِ‬
‫ُ‬ ‫ال�سترْ ِ َعلى امل�ؤمن‬
‫وجوب َّ‬
‫ُ‬ ‫ •‬

‫ا�س‪.‬‬
‫دون ال ّن ِ‬
‫وحده َ‬ ‫ِ‬
‫خ�شية اهلل َ‬ ‫وجوب‬
‫ُ‬ ‫ •‬

‫هلل َتعاىل وقَ�ضاءه وا ِق ٌع ال محَ ال َة‪.‬‬ ‫ •� ّإن � َ‬


‫أمر ا ِ‬

‫ •�أمانة الر�سول ‪ s‬يف تبليغ ما �أوحي �إليه‪.‬‬

‫�أُ َبينِّ ُ ‪:‬‬


‫ف ّمت‬
‫فكي َ‬ ‫"زوج ُك َّن �آبا�ؤكن َّ‬
‫وزو َجني اللـ ُه تعاىل"‪.‬‬ ‫النبي ‪ s‬وتقول‪:‬‬
‫ن�ساء ِ ّ‬
‫زينب ‪ُ g‬ت ِ‬
‫فاخ ُر‬ ‫ • ْ‬
‫كانت‬
‫(((‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫آيات الكرمي ُة؟‬
‫أظهرت ذلك ال ُ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫للر�سول ‪ s‬كما �‬ ‫تزويجها‬

‫وزينب ِ‬
‫بنت َج ْح ِ�ش ‪ِ f‬بينّ ذلك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كرام َة كلٍّ ِم ْن ِ‬
‫زيد بن حارث َة‬ ‫ • ُت ْظهِ ُر ال ُ‬
‫آيات الكرمي ُة َ‬

‫اقر�أُ و�أتد ّب ُر‪:‬‬


‫دارا ف�أ َمتّها و�أكْ َم َلها‪ � ،‬اّإل‬
‫رج ٍل ِبنى ً‬
‫كمثل ُ‬ ‫ِ‬ ‫أنبياء ِم ْن قبلي‬
‫"مثلي َو َم َث ُل ال َ‬‫قال‪َ :‬‬ ‫هلل ‪َ s‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫َ‬ ‫عن جابرٍ ‪ّ � d‬أن‬ ‫ْ‬
‫هلل ‪ s‬ف�أنا‬ ‫ول ا ِ‬‫ر�س ُ‬ ‫قال ُ‬ ‫بون ِمنها وي ُق َ‬
‫ولون‪ْ :‬لوال َم ْو ِ�ض ُع ال ّلبنة؟ َ‬ ‫يد ُخلو َنها وي َت َع َّج َ‬‫ا�س ْ‬‫فجعل ال ّن ُ‬ ‫َم ْو ِ�ضع َ ل ِب َنة‪َ ،‬‬
‫(((‬
‫تم ُت الأ ْنبياء"‪.‬‬
‫فخ ْ‬‫مو ِ�ض ُع ال ّل ِب َنة ج ْئ ُت َ‬‫ْ‬
‫ ‬ ‫((( رواه البخاري‪.‬‬
‫((( رواه م�سلم‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ِ‬
‫الكرمية؟‬ ‫ال�رشيف بال ِ‬
‫آيات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلديث‬ ‫ •ما عالق ُة َهذا‬

‫�أُ ِ ّ‬
‫دل ُل‪:‬‬
‫الكرمية ْبر ِه ْن ِعلى ما يلي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫خالل ال ِ‬
‫آيات‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫ال�شعراوي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ال�شيخ‬ ‫ُ‬
‫يقول‬
‫فك �شي ًئا‪،‬‬‫الذك َر ُه َو العباد ُة الوحيد ُة التي ال تك ّل َ‬ ‫�إنّ ْ‬ ‫�سول ‪� s‬أف ٌ‬
‫ّاك‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫النبوة ْبعد ّ‬ ‫مقام‬
‫يدعي َ‬ ‫ •كُ ُّل ْ‬
‫من َّ‬
‫يحتاج َ‬
‫منك‬ ‫ُ‬ ‫وارحك‪ ،‬وال‬ ‫ُعط ُل جارح ًة من َج ِ‬ ‫وال ت ّ‬ ‫ٌّ‬
‫�ضال‪.‬‬
‫خم�صو�ص‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫�س َله ٌ‬
‫وقت‬ ‫ولي َ‬
‫وقت‪ ،‬وال �إىل جمْهودٍ ‪ْ ،‬‬ ‫�إىل ٍ‬
‫قاعدا وذكر َ‬
‫اهلل َعلى‬ ‫وذكر اهلل ً‬ ‫ذكر اللـ ُه قا ِئ ًما‬
‫َ‬ ‫فم ْن َ‬ ‫َ‬
‫لو�ض ِع َك ‪ -‬و َم ْن‬
‫�سبة ْ‬
‫الذاكرين ‪ -‬هذا بال ّن ِ‬ ‫َج ْنب ِِه ُع َّد ِمن ّ‬
‫وع�شيا‪،‬‬
‫ً‬ ‫هلل ُب ْكرة‪َ ،‬‬
‫وذكر اهلل �أ�صيلاً ‪� ،‬أو غُ ً‬
‫دوا‬ ‫ذكر ا ِ‬ ‫َ‬ ‫االبن املُ ّد َعى‪.‬‬
‫واج ِب َز ْو َجة ِ‬ ‫ •جوازِ ّ‬
‫الز ِ‬
‫�سبة لل ّزمان‪ .‬ومن َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫رين ‪ -‬هذا بال ّن ِ‬‫الذ ِاك َ‬ ‫� ْأ�ص َبح ِم َن ّ‬
‫�سبحان اهلل‪ ،‬واحلمد هلل‪ ،‬وال اله � اّإل اهلل واهلل �أكرب وال‬
‫مر ًة يف ِ‬
‫اليوم‬ ‫العلي العظيم‪ ،‬ثالثني ّ‬ ‫حول قو َة �إال باهلل ِّ‬
‫الذاكرين‪ ،‬و َمن ا�ستيقظ ليلاً ف�أيقَظ � ْأهله‪.‬‬ ‫ُك ِت َب من ّ‬
‫اقر�أ و�أجب‪:‬‬
‫الذاكرين‪.‬‬ ‫و�ص ّلى ركع َتني َ‬
‫فهو من ّ‬
‫عبا�س‪ :‬مل ي ْفرِ �ض اللـ ُه ‪ -‬تعاىل ‪ -‬فَري�ض ًة � اّإل َجعل‬
‫ابن ٍ‬ ‫َ‬
‫قال ُ‬
‫)(‬
‫العذْ رِ ‪َ ،‬‬
‫غري‬ ‫حال ُ‬ ‫عذر �أه َلها يف ِ‬ ‫ثم َ‬‫حداً معلوماً‪َّ ،‬‬ ‫َلها ّ‬
‫يجعلْ َل ُه َح ًّدا ينتهِ ي � ْإلي ِه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫الذكْ رِ ‪ ،‬ف� ّإن اهلل ‪َ -‬تعاىل ‪ -‬ملْ َ‬
‫فقال ﭨ ﮋﮕ ﮖ ﮗ‬ ‫لوبا على َع ْق ِل ِه‪ ،‬و� َأم َر ُهم ِبه يف ال ْأح ِ‬
‫وال كُ ّلها‪َ .‬‬ ‫ومل َي ْع ُذ ْر � َأح ًدا يف ْتر ِك ِه � اّإل َم ْغ ً‬
‫(�آل عمران‪)191 :‬‬ ‫ ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮊ‬
‫ •فما املق�صو ُد ِبذكْ رِ ا ِ‬
‫هلل َتعاىل؟‬

‫‪47‬‬
‫(الأحزاب‪)41 :‬‬ ‫ • مِ َب ُي ْ�ش ِع ُر َك قو ُله ﭨ ﮋﯽ ﯾ ﯿ ﰀﮊ ‬

‫موم ِ ّ‬
‫الذكْ ر؟‬ ‫الت�سبيح بالذّ كْ رِ َرغْ َم دخو ِله يف ُع ِ‬
‫ِ‬ ‫ • مِ َب ُتع ِ ّلل َت ْخ َ‬
‫�صي�ص‬

‫َ‬
‫املالئك ِة على ال ّنا�س؟‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫وال�صالة َ‬ ‫عباده‪،‬‬ ‫الة ِم َن ا ِ‬
‫هلل َتعاىل على ِ‬ ‫ •ما املق�صو ُد َّ‬
‫بال�ص ِ‬

‫�أُ ِّ‬
‫و�ض ُح‪:‬‬
‫عن ِف ْع ٍل‪ّ .‬‬
‫و�ضح ذلك‪.‬‬ ‫هاه ْ‬ ‫ثم �أَ ُ‬
‫مره ب� ْأمرٍ و َن ُ‬ ‫حدد له ِ‬
‫فيه وظيف َت ُه‪َّ ،‬‬ ‫نداء َّ‬ ‫ • َّ‬
‫وجه اهلل تعاىل �إىل ر�سوله ‪ً s‬‬

‫�أُ ّ‬
‫ف�س ُر‪:‬‬
‫إليه يف قوله ﭨ ﮋﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﮊ؟‬
‫"امل�شار � ِ‬
‫ُ‬ ‫ •ما "الأذَى‬

‫أجب ‪:‬‬
‫�أتد ّب ُر و� ُ‬
‫بيها‪ ،‬فقال حتى �أَ ْ�س َت�أْ ِم َر �أُ َّم َها فقال النبي‬ ‫عن �أ َن ٍ�س قال َخ َط َب النبي ‪ s‬على ُج َل ْيبِيب ْام َر�أَ ًة ِم َن الأَ ْن�صارِ �إىل �أَ َ‬
‫هلل ‪ � s‬اّإل‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫هلل �إذًا ما َو َج َد‬ ‫ذلك لها‪ ،‬قالت‪ :‬ال ََها ا ِ‬ ‫امر َ�أ ِت ِه‪ ،‬فذكر َ‬ ‫الر ُج ُل �إىل َ‬ ‫َف َن َع ْم �إذًا‪ ،‬قال فَا ْن َط َل َق َّ‬
‫‪s‬‬

‫الر ُج ُل ُير ِي ُد �أن ُي ْخبرِ َ ِّ‬


‫النبي‬ ‫مع‪ ،‬قال‪ :‬فَا ْن َط َل َق َّ‬ ‫قال‪َ :‬والجْ َ ارِ َي ُة يف ِ�سترْ َِها ْ‬
‫ت�س ُ‬ ‫ُالن وفُالن‪َ ،‬‬ ‫اها من ف ٍ‬ ‫ُج َل ْيب ًِيبا وقد َم َن ْع َن َ‬
‫أنكحوه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫هلل ‪ْ � s‬أم َر ُه‪� ،‬إن كان قد َر ِ�ض َي ُه َل ُك ْم ف�‬ ‫ون �أن َت ُر ُّدوا على ر�سول ا ِ‬ ‫‪ِ s‬ب َذ ِل َك‪ ،‬فَقا َل ِت‪ :‬الجْ ارِ َي ُة �أَتُرِ ُيد َ‬
‫النبي ‪ s‬فقال �إن كُ ْن َت قد َر ِ�ضي َت ُه َف َق ْد‬ ‫َ‬
‫وي َها َوقَاال‪�َ :‬ص َد ْق ِت‪ ،‬ف ََذ َه َب �أ ُبوها �إىل ّ‬ ‫(و�ضَّ َحت) عن �أَ َب ْ‬ ‫ف ََك�أَ َّن َها َج َّل ْت َ‬
‫وه‬ ‫َر ِ�ضي َن ُاه‪ ،‬قال‪" :‬ف�إنيّ قد َر ِ�ضي ُته "ف ََز َّو َجها‪ُ ،‬ث َّم فُزِ ّ َع � ْأه ُل المْ َ ِدي َن ِة (�أي دعوا �إىل اجلهاد) ف ََر ِك َب ُج ِل ْيب ٌ‬
‫ِيب‪ ،‬ف ََو َج ُد ُ‬

‫‪48‬‬
‫ِ‬
‫املدينة‪.‬‬
‫(((‬
‫�س َف َل َق ْد َر َ�أ ْي ُت َها َو�إِ َّن َها لمَ ِ ْن َ�أ ْن َف ِق ث ِ ّي ٍب يف‬ ‫نا�س ِم َن المْ ُ�شرْ ِِك َ‬
‫ني قد َق َت َل ُه ْم‪ ،‬قال‪� :‬أ َن ٌ‬ ‫قد ُق ِت َل َو َح ْو َل ُه ٌ‬
‫ِ‬
‫الكرمية؟‬ ‫احلديث بال ِ‬
‫آيات‬ ‫ِ‬ ‫‪1 .1‬ما عال َق ُة هذ‬

‫النبي ‪ s‬يف �سلوك �أ�صحابه؟‬ ‫ِ‬


‫احلديث �أثر ّ‬ ‫ِ‬
‫خالل َهذا‬ ‫‪2 .2‬بينّ ِم ْن‬

‫وجاء َ�صدي ُق َك‬


‫َ‬ ‫جل ْه َد‪،‬‬ ‫ذلك َ‬
‫املال وا ُ‬ ‫أنفقت يف َ‬
‫وقد � َ‬ ‫الر ِ‬
‫�سول ‪ْ s‬‬ ‫أمر ّ‬
‫ف� َ‬‫�شي ًئا ُيخا ِل ُ‬ ‫تخيل لو �أ ّن َك ُت ُ‬
‫ريد � ْأن َت ْف َع َل ْ‬ ‫‪ّ 3 .3‬‬
‫لك َ‬
‫ذلك‪َ ،‬ماذا َت ْف َع ُل؟‬ ‫وبينّ َ‬

‫((( ملن انفق ثيب‪� :‬أي �أكرث الن�ساء �صدقة لكرثة مالها‪.‬‬
‫واحلديث رواه �أحمد والبزار ورجال �أحمد رجال ال�صحيح �أنظر جممع الزوائد ‪.398/9‬‬

‫‪49‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬
‫ُ‬
‫بن َحارث َة � ْأن يعو َد �إىل أ��سرْ ِته واخ َتار البقاء َمع َّ‬
‫الر�سول ‪s‬؟‬ ‫زيد ُ‬
‫َ�ض ُ‬
‫ملاذَا رف َ‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬
‫واج ِب َز ْي ٍد؟‬ ‫املر ِة الأوىل ِم َن َّ‬
‫الز ِ‬ ‫زينب يف َّ‬
‫امتنع ْت ُ‬
‫ملاذا َ‬

‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬
‫فيد َهذا‬ ‫من ال ِ‬
‫آيات ما ُي ُ‬ ‫تبعا لمِ ا ِج ْئ ُت به»(‪ِّ )1‬‬
‫حد ْد َ‬ ‫هواه ً‬
‫يكون ُ‬
‫َ‬ ‫هلل ‪« :s‬ال ُي� ِؤم ُن � ُ‬
‫أحدكُ م ح ّتى‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال‬
‫املَ ْعنى‪.‬‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬
‫جح ٍ�ش ‪ُّ g‬‬
‫تدل َعلى ف َْ�ضلها‪ ،‬فما هي؟‬ ‫بنت ْ‬ ‫آيات من َق َب ًة ِ‬
‫عظيم ًة لزي َنب ِ‬ ‫ذكَ ْرت ال ُ‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬
‫من �سورة الأحزاب‪.‬‬
‫اله ّام الذي َت َع ّر َ�ض ْت له الآي ُة رقم (‪ْ )37‬‬
‫الت�رشيعي َ‬
‫َّ‬ ‫احلكم‬
‫َ‬ ‫اذكُ ر‬

‫(‪ )1‬قال النووي يف �أربعينه‪ :‬هذا حيث �صحيح رويناه يف كتاب احلجة ب�إ�سناد �صحيح ج‪� 1‬ص ‪.36‬‬

‫‪50‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬
‫من زي َنب ِ‬
‫بنت َج ْح ِ�ش؟‬ ‫الر ِ‬
‫�سول ‪ْ s‬‬ ‫احل ْكم ُة ِم ْن ِ‬
‫زواج َّ‬ ‫ما ِ‬

‫ال�س�ؤال ال�سابع‪:‬‬

‫تكرار قوله ﭨ ﮋﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﮊ يف �سورة الأحزاب؟‬


‫َ‬ ‫يفيد‬
‫ماذا ُ‬

‫‪51‬‬
‫‪5‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫عر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر�س اخلام�س‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫العملي‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ف الإعجا َز‬ ‫ •�أ ِ ّ‬
‫احلديث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫خا�ص ًة يف الع� ِرص‬
‫العلمي ّ‬‫ِّ‬ ‫فوائد الأعجازِ‬
‫َ‬ ‫ •�أُ ِ نّ ُ‬
‫بي‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العلمي للقر� ِآن‬ ‫قواعد �ضابط ًة للتف�س ِري‬
‫َ‬ ‫أ�ضع‬
‫ •� ُ‬ ‫الكرمي‬
‫ِ‬ ‫العلمي يف القر� ِآن‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫إعجاز‬ ‫ال‬
‫ِّ‬
‫دالئل الإعجازِ الع ْلمي يف القر�آن‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اكت�شاف‬
‫ِ‬ ‫�ص على‬
‫أحر ُ‬
‫ •� ِ‬
‫أجب ‪:‬‬
‫�أتد ّب ُر و� ُ‬
‫�شاهدها � َاّإل‬ ‫بانقرا�ض �أَ ْع َ�صارِ ْ‬
‫هم َف َل ْم ُي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات َْ أ‬
‫ال ْنبِيا ِء ِا ْن َق َر َ�ض ْت‬ ‫ابن حجرٍ رحم ُه اللـ ُه‪َّ � :‬إن ُم ْع ِج َز ِ‬ ‫قال ُ‬ ‫‪َ 1 .1‬‬
‫باره‬ ‫يام ِة‪َ ،‬و َخ ْرقُه ل ْل َعا َد ِة يف �أُ ْ�س ُلو ِب ِه َ‬
‫وبالغَ ِت ِه َو� ْإخ ُ‬ ‫َم ْن َح�ضرَ َها‪َ ،‬و ُم ْع ِج َز ُة ا ْل ُق ْر� ِآن ُم ْ�س َت ِم َّر ٌة �إِىل َي ْو ِم ا ْل ِق َ‬
‫ع�صار �إ َاِّل َو َي ْظ َه ُر ِف ِيه َ�ش ْي ٌء ممِ َّا � ْأخبرَ َ ِب ِه �أَ َّن ُه َ�س َي ُك ُ‬
‫ون َي ُد ّل َع َلى ِ�ص َّحة‬ ‫ال َ‬ ‫ات‪ ،‬فَلاَ يمَ ُر ع�صرْ ٌ ِم ْن ْ أَ‬
‫ّ‬ ‫ِبالمْ َ ِغ َيب ِ‬
‫(((‬
‫َد ْع َو ُاه)‪.‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬
‫(ف�صلت‪)53 :‬‬ ‫ ‬ ‫ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﮊ ‬
‫وا�ستخرج املق�صو َد بكل مما يلي‪.‬‬
‫ْ‬ ‫كتب التف�سري‬ ‫ارجع �إىل � ِ‬
‫أحد ِ‬ ‫ • ْ‬
‫ •يف الآفاق‪:‬‬
‫ •يف �أنف�سهم‪:‬‬
‫أوج ِه � ً‬
‫أثرا يف هذا الع�صرْ ِ؟ ومب تعللْ َ‬
‫ذلك؟‬ ‫أوج ُه �إعجازِ القر� ِآن الكر ِمي‪ ،‬فما �أ ْقوى ال ُ‬ ‫ • َت َن ّو ْ‬
‫عت � ُ‬

‫الكرمي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫العلمي يف القر� ِآن‬
‫ِّ‬ ‫إعجاز‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫جماالت ال‬
‫الت�رشيعي‪ ،‬وهناك الإعجا ُز‬
‫ُّ‬ ‫العلمي‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫فهناك الإعجا ُز‬ ‫العلمي يف القر� ِآن الكر ِمي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫جماالت الإعجازِ‬
‫ُ‬ ‫تنوعت‬
‫ْ‬
‫العلمي يف ال َف َل ِك‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫وكذلك الإعجا َز‬ ‫العلمي يف البحارِ ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫جند الإعجا َز‬ ‫العلمي يف خلق ال ِ‬
‫إن�سان‪ ،‬كما ُ‬ ‫ُّ‬
‫الطبي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫املجال‬ ‫العلمي يف‬
‫َّ‬ ‫ثم الإعجا َز‬
‫ّ‬

‫((( فتح الباري ج‪� 9‬ص ‪7‬‬

‫‪53‬‬
‫العلمي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫إعجاز‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تعريف ال‬
‫ِ‬
‫إمكانية‬ ‫عدم �‬
‫وثب َت ُ‬
‫التجريبي َ‬ ‫النبوية بحقيق ٍة �أ ْث َب َتها ِ‬
‫الع ْل ُم‬ ‫ِ‬ ‫إخبار القر� ِآن الكر ِمي �أو ال�سنة‬
‫العلمي‪ :‬هو � ُ‬ ‫الإعجا ُز‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫عن ر ِ ّب ِه ُ�س ْبحا َنه‪.‬‬ ‫الر�سول ‪ s‬مما ُيظهِ ُر ِ�ص ْد َق النبي ٍ‬
‫حممد ‪ s‬فيما � ْأخ َرب ِبه ْ‬ ‫ِ‬ ‫الب�رشي ِة يف ِ‬
‫زمن‬ ‫َّ‬ ‫بالو�سائل‬
‫ِ‬ ‫�إدراكها‬
‫ِّ‬
‫ال�س ّن ِة ال ّن َبوِ َّي ِة �إعجا ٌز ع ْل ِم ٌّي؟ َم ِّثلْ ِل َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫‪1 .1‬هلْ يف ُّ‬

‫ِ‬
‫وكون الر�سول ‪s‬‬ ‫العلوم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جزات يف �ش َّتى‬ ‫كتابا َملي ًئا باملُ ْع‬ ‫العال َق ُة بينْ َ كَ ْو ِن ُم ْع ِج َز ِة الو�سول محُ ٍ‬
‫مد ‪ً s‬‬ ‫‪2 .2‬ما ِ‬
‫أميا ال ِي ْعرِ ُف القراء َة وال الكتاب َة‪ ،‬كما ﭧ ﭨ ﮋﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫َر ُجلاً � ًّ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ‬
‫(الأعراف‪)158 :‬‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﮊ ‬

‫�أُحدّ ُد‪:‬‬
‫آيات الكرمي ُة التالي ُة‪:‬‬
‫�شري له ال ُ‬
‫العلمي الذي ُت ُ‬
‫ِّ‬ ‫حدد َ‬
‫جمال الإعجازِ‬ ‫ِ‬
‫اجلدول التاليِ ّ‬ ‫ِ‬
‫خالل‬ ‫من‬

‫‪54‬‬
‫جمال الإعجاز العلمي‬ ‫ال�شاهد‬

‫ﭧ ﭨ ﮋﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﮊ‬
‫(العلق ‪)16-15‬‬ ‫ ‬

‫ﭧ ﭨ ﮋﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮊ‬
‫ ‬
‫(الإ�سراء ‪)32‬‬

‫ﭧ ﭨ ﮋ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨﮊ ‬
‫ ‬
‫(النحل‪)69 :‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﮊ‬
‫ ‬
‫(املائدة‪)3 :‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬
‫ ‬
‫(النور‪)40 :‬‬ ‫ﮰ ﮱ{‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ‬
‫ ‬
‫(الواقعة ‪76-75‬‬ ‫ﰅ ﰆﮊ‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫(الفرقان‪)53 :‬‬ ‫ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﮊ‬
‫ ‬

‫إعجاز العِ ْل ِّ‬


‫مي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫فوائد ال‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫من‬
‫حممد ‪ْ s‬‬ ‫الر�سول ٍ‬
‫ِ‬ ‫�صد ِق ِ‬
‫نبوة‬ ‫إثبات ْ‬‫ثم � ُ‬ ‫هلل تعاىل‪ِ ،‬‬
‫وم ْن َّ‬ ‫إثبات ِ�ص ْد ِق القر� ِآن الكر ِمي وكَ ْو ِنه ِم ْن ِ‬
‫عند ا ِ‬ ‫‪ُ �1 .1‬‬
‫عن‬
‫بغ�ض النظرِ ْ‬
‫ت�ش ْف ُه َم ْن �سب َق ُهم ‪ّ ِ -‬‬ ‫تفوقوا فيه واكت�ش ُفوا ما ملْ ْ‬
‫يك ِ‬ ‫خالل علم يدركه � ْأه ُل هذا الع�صرْ ِ‪ ،‬بلْ وقد َّ‬ ‫ِ‬
‫ُلغ ِتهم �أو ِج ْن ِ�سهم‪ ،‬ﭧ ﭨ ﮋﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚﮛ‬
‫ي�شهد َ‬
‫لك يا‬ ‫ُ‬ ‫لهذه ال ِآية‪" :‬لكن َ‬
‫اهلل‬ ‫عند تف�سريِه ِ‬
‫اخلازن َ‬
‫ُ‬ ‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮊ (الن�ساء‪ )166 :‬وقد َ‬
‫قال‬
‫َّ‬
‫علي َك"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بوا�سطة هذا القر� ِآن‪ ،‬الذي �أنز َل ُه ْ‬ ‫بالنبو ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫حممد‬
‫ُ‬

‫‪55‬‬
‫ؤمن‪ :‬ﭧ ﭨ ﮋﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫‪2 .2‬زياد ُة � ِ‬
‫إميان امل� ِ‬
‫بدعاوى‬ ‫ِّ‬
‫ال�شاك املُ َت�أ ّثر َ‬ ‫وكذلك �إزال ُة ال ّل ْب ِ�س ْ‬
‫عن‬ ‫َ‬ ‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﮊ (الأنفال‪،)2 :‬‬
‫ماني ِة‪.‬‬
‫الع ْل ّ‬
‫َ‬
‫العلمي ُة ِ�ص ْد َق ُه ‪َ -‬ي ْجع ُله �أكثرَ‬
‫َّ‬ ‫االكت�شافات‬
‫ُ‬ ‫أثبتت‬
‫وقد � ْ‬
‫هلل ‪ْ -‬‬ ‫من ِ‬
‫عند ا ِ‬ ‫جز ْ‬
‫ؤمن ب� َّأن هذا القر� ُآن َم ْع ٌ‬
‫ني امل� ِ‬
‫كما � َّأن يق َ‬
‫والع ِ‬
‫بادات‬ ‫الط ِ‬
‫اعات َ‬ ‫إقبال على َّ‬
‫زيد ُه � اً‬
‫وي ُ‬‫والعام ِة‪ ،‬بل َ‬
‫ّ‬ ‫اخلا�ص ِة‬
‫ّ‬ ‫ؤون َحيا ِته‬ ‫عي ِة يف ِّ‬
‫كل �ش� ِ‬ ‫مت�س ًكا ب� ْأح ِ‬
‫كامه ال ّت�رش ِي ّ‬ ‫ُّ‬
‫اليو ِم ّي ِة‪.‬‬ ‫يف َح ِ‬
‫ياته ْ‬

‫أهل ال ِ‬
‫أديان‬ ‫التجريبي و� ِ‬
‫ِّ‬ ‫العلم‬
‫أهل ِ‬ ‫حدث بينْ َ � ِ‬
‫َ‬ ‫اع الذي‬ ‫التجريبي يف العا ِمل‪ّ � :‬إن ِ رّ‬
‫ال�ص َ‬ ‫ِّ‬ ‫حيح َم�سارِ الع ْل ِم‬‫‪َ 3 .3‬ت ْ�ص ُ‬
‫ناق�ضا له‪ ،‬و َّمت‬
‫وم ً‬ ‫للدين‪ُ ،‬‬ ‫العلم معارِ ً�ضا‬
‫�صار ُ‬ ‫ِ‬
‫م�ساره حتى َ‬ ‫عن‬ ‫ريبي ْ‬ ‫انحراف ِ‬
‫الع ْل ِم ْ‬ ‫ِ‬ ‫حر ِفة ق َْد أ� ّدى �إىل‬
‫املُ َّ‬
‫ِ‬ ‫التج ِّ‬
‫للعلما ِء‪.‬‬
‫ني�سة ُ‬‫الك ِ‬‫هاد َ‬ ‫فعل تجِ َاه ِ‬
‫ا�ضط ِ‬ ‫بيات كر ِّد ٍ‬ ‫إنكار ال َغ ْي ِ‬
‫� ُ‬
‫الق�ضي ِة‪ ،‬فالع ْل ُم ْ‬
‫يدعو‬ ‫ّ‬ ‫وب يف هذه‬
‫هج ال ْأ�ص َ‬ ‫والعلما ِء‪َ ،‬‬
‫وي�ض ُع امل ْن َ‬ ‫من �ش� ِأن الع ْل ِم ُ‬
‫فع ْ‬
‫لري َ‬
‫لمي ْ‬ ‫ِ‬
‫وي�أتي الإعجا ُز الع ُّ‬
‫العلما ِء واكت�شافا ِتهم ا ّلتي لن تقو َد �إال لل ِ‬
‫إميان وال ّت ْ�ص ِ‬
‫ديق‪،‬‬ ‫من َ�ش� ِأن ُ‬
‫ين ُيعلي ْ‬ ‫وي ْثب ُته وي�ؤكّ ُده‪ّ ،‬‬
‫والد ُ‬ ‫�إىل ال ِ‬
‫إميان‪ُ ،‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ‬
‫عبا�س‬
‫ٍ‬ ‫ابن‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﮊ (فاطر‪ )28-27 :‬ويف ذَلك ُ‬
‫يقول ُ‬
‫و�س ْلطانيِ »‪.‬‬ ‫‪« :d‬يريد �إنمّ ا َيخافُني ِم ْن َخ ْلقي َم ْن َع ِل َم جربو ِتي ِ‬
‫وع َّزتي ُ‬
‫خالل �أبحاثهم واكت�شافاتهم ِ�ص ْد َق القر� ِآن الكر ِمي و�إعجازِ ه ونبو َة‬‫ِ‬ ‫من‬‫من ُعلما ِء ال َغ ْر ِب ْ‬
‫كثري ْ‬
‫أعلن ٌ‬ ‫وقد � َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫بعنوان‪" :‬القر� ُآن الكر ُمي وال ّتورا ُة‬ ‫كتابا‬
‫امل�شهور‪( :‬موري�س بوكاي) ً‬
‫ُ‬ ‫الفرن�سي‬ ‫الطبيب‬
‫ُ‬ ‫ألف‬
‫وقد � َ‬ ‫ٍ‬
‫حممد ‪ْ ،((( s‬‬
‫ُّ‬
‫إجنيل‬ ‫ريف ال ّت ِ‬
‫وراة وال ِ‬ ‫فيه ْحت َ‬ ‫حل ِ‬
‫ديثة"‪ ،‬و�أ ْث َب َت ِ‬ ‫املع ِ‬
‫ارف ا َ‬ ‫املقد ِ‬
‫�سة يف �ضو ِء َ‬ ‫ِ‬
‫الكتب َّ‬ ‫إجنيل ِ‬
‫والع ْل ُم‪ :‬درا�س ُة‬ ‫وال ُ‬
‫ِ‬
‫احلديثة‪.‬‬ ‫لوم‬
‫للع ِ‬
‫و�س ْب َقه ُ‬ ‫ِ‬
‫حريف‪َ ،‬‬‫من ال ّت‬ ‫دام َهما مع ِ‬
‫الع ِلم‪ ،‬و�سالم َة القر� ِآن َ‬ ‫ِ‬
‫و�ص َ‬
‫ِ‬
‫الكون‬ ‫ُّ‬
‫التفكرِ يف‬ ‫ِ‬
‫عبادة‬ ‫ِ‬
‫خالل‬ ‫من‬
‫ين ْ‬ ‫ِ‬
‫منطلق �إميا ٍ ّ‬ ‫ِ‬
‫الكون من‬ ‫ِ‬
‫الكت�شاف �أ�سرْ ارِ‬ ‫حتفيز امل�سلمني ود ْف ُعهم‬
‫‪ُ 4 .4‬‬

‫(( ( ي�شارك العديد من كبار علماء العامل (من غري امل�سلمني) ببحوث علمية يف الطب والفلك والت�رشيح وغريها يف جلنة الإعجاز العلمي يف القر�آن وال�سنة مبا ي�ؤكد‬
‫�صدق القر�آن وال�سنة‪ ،‬وقد �أعلن (الربف�سور تاجاتات تاجا �سن) �إ�سالمه يف نهاية امل�ؤمتر الطبي ال�سعودي الثامن بالريا�ض يف حمرم ‪1404‬هـ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫إميان‪ ،‬ﭧ ﭨ ﮋﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫قوي ال َ‬
‫التي ُت ّ‬
‫(�آل عمران‪)191 :‬‬ ‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮊ ‬

‫ِ‬ ‫خالل ُّ‬


‫ِ‬
‫واالكت�شاف‪،‬‬ ‫والتجربة‬ ‫بالبح ِث‬
‫ميا ْ‬‫فه ِمها وت ْف�سريِها ِع ْل ًّ‬ ‫لمي ِة ومحُ ِ‬
‫اولة ْ‬ ‫التفكرِ يف �أ�سرْ ارِ القر� ِآن ِ‬
‫الع ّ‬ ‫ِ‬ ‫ومن‬
‫ني‬ ‫ّ‬
‫امل�شكك َ‬ ‫والر ِد على‬ ‫الت�رشيعي ِة ِّ‬ ‫�صو�ص القر� ِ‬ ‫التعم ِق يف ِ‬ ‫ف�ضلاً ْ‬
‫إ�سالم َّ‬
‫فاع عن ال ِ‬ ‫للد ِ‬ ‫ّ‬ ‫أحكام‬
‫ِ‬ ‫آنية وال‬ ‫ِ‬ ‫فهم ال ّن‬ ‫عن ُّ‬ ‫ْ‬
‫بتعاليمه وت�رشيعا ِته‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الدين‬ ‫ِ‬
‫�صو�صه‪ ،‬وهذا ّ‬ ‫مي ِة التي ُت ْثب ُ‬
‫ِت َر ّباني َة هذا القر� ِآن ب ُن‬ ‫الد ِ‬
‫ينية والع ْل ّ‬ ‫حل َّج ِة ّ‬ ‫فيه ب� ِ‬
‫إقامة ا ُ‬
‫ِ‬
‫االقت�صادي‬
‫ِّ‬ ‫مي ْ‬
‫فقط بلْ فيِ َ�ش ِّتى َج ِ‬
‫وانب الإعجازِ ‪ ،‬كالإعجازِ‬ ‫بجانب الإعجازِ الع ْل ِّ‬
‫ِ‬ ‫خا�صا‬
‫ًّ‬ ‫�س‬
‫وهذا ْلي َ‬
‫والرتبوي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫واالجتماعي‬
‫ِّ‬

‫فوائد �أخرى للإعجاز العلمي يف القر�آن الكرمي‪:‬‬


‫َ‬ ‫ •� ْ‬
‫أ�ضف‬

‫العلمي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫إعجاز‬
‫ِ‬ ‫أبحاث ال‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫و�ضوابط �‬ ‫قواعدُ‬
‫قبل البدء ببحث الآيات التي حتدثت عن �سنن اهلل يف هذا الكون ونظامه و�ألوان العناية الربانية مبخلوقاته ينبغي‬
‫�أن ن�ضع ن�صب �أعيننا ال�ضوابط التالية‪:‬‬
‫َّ‬
‫ويتفك ُروا يف‬ ‫النا�س‬
‫ليتدبره ُ‬ ‫معجزا‬
‫ً‬ ‫كتابا‬ ‫� اً‬
‫أول‪ :‬القر�آن كتاب هداية النا�س �إىل بارئهم‪ :‬فقد �أنزل اللـ ُه القر� َآن الكر َمي ً‬
‫َ‬
‫يعات‬
‫ٌ‬ ‫تنوع ٍة‪ ،‬بلْ ت�شرْ‬
‫علمي ٍة ُم ّ‬
‫حوث ّ‬ ‫وي ْ�ؤم ُنوا به ويعم ُلوا مبا فيه‪ ،‬واللـ ُه َ�سائ ُلهم عن ذلك‪ ،‬فهو لي�س مجُ ّر َد ُب ٍ‬‫معا ِنيه ُ‬
‫و�رشع‬
‫َ‬ ‫أح�سن خ ْل َقه‬
‫خلق اخل ْل َق ف� َ‬‫كيم خبريٍ‪َ ،‬‬‫و�ص ْد ِقها فهي من ُلد ْن َح ٍ‬
‫ني بكما ِلها ِ‬ ‫� َأم َرنا اللـ ُه �أن نل َتزِ َم بها‪ُ ،‬موقن َ‬
‫كامه‪ ،‬لي�ساعد الإن�سان على القيام باملهمة التي خلق من �أجلها ﭧ ﭨ ﮋﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ال�ش َع ف�أَ ْت َق َن � ْأح َ‬
‫َرّ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﮊ (الذاريات‪ )56 :‬ولي�ستطيع الإن�سان �أي�ض ًا �أن يقوم مبهمة اخلالفة يف الأر�ض‪.‬‬

‫ّ‬ ‫الهد ِف ال‬


‫أ�سا�سي للقر�آن‪.‬‬ ‫الغر�ض وال ت�ؤثر على َ‬
‫ِ‬ ‫الدرا�سات لل ِ‬
‫آيات الكونية يف ُحدود هذا‬ ‫ُ‬ ‫فينبغي �أن تبقى‬
‫لم ال ِ‬
‫إن�سان فهو محَ دو ٌد‬ ‫�ص‪ّ � ،‬أما ِع ُ‬ ‫املحيط الذي ال يعرتيه خط�أٌ‪ ،‬وال َي ُ�ش ُ‬
‫وبه ن ْق ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ال�شامل‬ ‫العلم‬ ‫ثانيا‪َّ � :‬إن ع َلم ا ِ‬
‫هلل هو ُ‬ ‫ً‬

‫‪57‬‬
‫كان ِع ْل ُمه و ْجترِ َب ُته‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املخلوق � ًّأيا َ‬ ‫الم‬ ‫كالم ا ِ‬
‫هلل َعلى كَ ِ‬ ‫للخط�أِ‪ ،‬وعليه ُفي َّ‬
‫قد ُم ُ‬ ‫�ض َ‬‫عر ٌ‬
‫وم ّ‬ ‫ِ‬
‫االزدياد‪ُ ،‬‬ ‫ي ْق ُ‬
‫بل‬
‫واالكت�شافات‬
‫ُ‬ ‫يح ُ‬
‫تمل �أك َرث من تف�سريٍ‪،‬‬ ‫القطعي ومنه الظ ّني ْ‬ ‫ِ‬
‫الداللة فمنه‬ ‫حيث‬ ‫ِ‬
‫الثبوت‪ّ � ،‬أما من ُ‬ ‫كالم ا ِ‬
‫هلل قطعي‬ ‫ثال ًثا‪ُ :‬‬
‫ّ‬
‫علمي ًة ثابت ًة‪ ،‬وينبغي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نظري ٍة ال َت ُ‬ ‫العلمي ُة ِم ْنها َما ُ‬
‫يكون حقيق ًة ّ‬ ‫ُ‬ ‫العلمية‪ ،‬وم ْن ُه ما‬ ‫احلقيقة‬ ‫درجة‬ ‫�صل �إىل‬ ‫ون مجُ ّر َد ّ‬
‫يك ُ‬
‫الكو ِن �أو ال ِ‬
‫إن�سان �أو‬ ‫ِ‬
‫جوانب ْ‬ ‫ٍ‬
‫جانب من‬ ‫احلقائق القر�آني َة املتع ّلق َة ب� ّأي‬
‫َ‬ ‫�أن يكون من امل�س َّلمات يف �أذْهاننا � ّأن‬
‫الب�رشي �إليها لأنهما‬
‫ُّ‬ ‫اجلهد‬
‫َ‬ ‫تو�ص َل‬ ‫ِ‬
‫ت�صاد َمها حقيق ٌة علمي ٌة َ‬ ‫ميكن � ْأن‬ ‫قطعي ِة ّ‬
‫الداللة ال ُ‬ ‫ِ‬
‫النبات �إذا كانت ّ‬ ‫ِ‬
‫احليوان �أو‬
‫(الأعراف‪)54 :‬‬ ‫من م�شكاة واحدة‪.‬ﭧ ﭨ ﮋ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮊ ‬
‫وح ٌي‬
‫الن�ص ْ‬ ‫ِ‬
‫النظرية‪ ،‬ل ّأن َّ‬ ‫علمية ُر ِف َ�ض ْت هذه‬
‫ِ‬ ‫نظري ٍة‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫اللة‪ ،‬وبينْ َ‬ ‫قطعي ّ‬
‫ِّ‬ ‫ين‬
‫ن�ص قُر�آ ٍّ‬‫التعار�ض بني ٍ ّ‬
‫ُ‬ ‫ •ف�إذا َ‬
‫وقع‬

‫بكل َ�شي ٍء ِع ً‬
‫لما‪.‬‬ ‫اط ِّ‬‫ِمن الذي � َأح َ‬
‫النظري ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الن�ص َدليلاً على ِ�ص َّح ِة َ‬
‫تلك‬ ‫كان ُّ‬‫وقع ال ّتواف ُُق بي َنهما َ‬ ‫ •�إذا َ‬
‫يري َمعانيِ ال ُقر� ِآن‬ ‫مي ُة ق َْطعي ٌة ُي� ّؤو ُل ال ّن ُ‬
‫�ص بها‪ ،‬وال َي ِ�ص ُّح َت ْغ ُ‬ ‫حلقيق ُة ِ‬
‫الع ْل ّ‬ ‫ودالل ِته وا َ‬‫ناه ِ‬
‫�ص َظ ّن ًّيا يف َم ْع ُ‬ ‫ •�إذا َ‬
‫كان ال َن ُّ‬
‫العلمي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫االكت�شافات‬ ‫وافق مع‬
‫لي َت َ‬
‫قواعد و�ضوابط �أخرى‪:‬‬
‫َ‬ ‫ •� ْ‬
‫أ�ضف‬
‫رابعا‪:‬‬
‫ً‬
‫خام�سا‪:‬‬
‫ً‬

‫‪58‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬

‫(نوح‪)14 :‬‬ ‫نظرية (دارون) بقو ِله ﭨ ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﮊ‬


‫ِ‬ ‫ع�ض الباحثني على ِ�ص ْد ِق‬ ‫ُّ‬
‫ي�ستدل َب ُ‬
‫ِ‬
‫احلقيقة العلمية؟‬ ‫ِ‬
‫درجة‬ ‫و�صلت �إىل‬
‫ْ‬ ‫ • ما الفكر ُة التي َت ُق ُ‬
‫وم عليها نظري ُة (دارون)؟ وهل‬

‫آدم (نطفة‪ ،‬علقة‪ ،‬م�ضغة‪ )... ،‬ق َْط ً‬


‫عيا‪.‬‬ ‫عن �أطوارِ َخ ْل ِق � َ‬ ‫ •� ُ‬
‫إخبار القر� ِآن الكر ِمي ْ‬
‫ •قارن بني هذا املفهوم ونظري ُة (دارون)؟‬

‫ •ما موقفك الآن من نظرية (دارون)‪ .‬علل ما تقول؟‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬

‫(نوح‪)19 :‬‬ ‫ ‬ ‫ﭧ ﭨ ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮊ ‬
‫ِ‬
‫وال�ضوابط التي‬ ‫ِ‬
‫قواعد‬‫ظل ا ْل‬
‫و�ض ْح ر� َأي َك يف ِ ّ‬
‫أر�ض‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫كروية ال ِ‬ ‫ِ‬
‫حقيقة‬ ‫تف�سري ال ِآية َ‬
‫مع‬ ‫ُ‬ ‫يتعار�ض‬
‫ُ‬ ‫ •هل‬
‫العلمي للقر� ِآن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُو�ضعت للإعجاز‬

‫‪59‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬
‫تدل على �أثرِ �إعجازِ القر� ِآن‪.‬‬
‫�ص ق�ص ًة ُّ‬
‫خل ْ‬ ‫ِ‬
‫لوحيد الدين خان) و ّ‬ ‫يتحدى‬
‫ّ‬ ‫إ�سالم‬ ‫ارجع �إىل ِ‬
‫كتاب (ال ُ‬ ‫ْ‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬
‫(التوبة‪)92 :‬‬ ‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﮊ‬
‫ ‬
‫اكتب تعليقك على ال ِآية من الزوايا التالي ٍة‪:‬‬
‫ْ‬
‫العلمي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫االكت�شاف‬ ‫ • ِ‬
‫زاوية‬
‫ِّ‬
‫عي‪:‬‬ ‫زاوية ا ُ ْ‬
‫ • ِ‬
‫حلك ِم ال�شرَ ِّ‬
‫والنظرة ال ِ‬
‫إميانية‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫املو ِ‬
‫عظة‬ ‫ • ِ‬
‫زاوية ْ‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬
‫رحاب ال ِ‬
‫إميان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الطب يف‬ ‫العلمي َ‬
‫مثل ِ‬
‫كتاب ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫بكتب الإعجاز‬ ‫العلمي م�ستعي ًنا‬
‫ِّ‬ ‫اكتب بح ًثا يف �إعجازِ القر� ِآن‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫وال�سنة (‪http://www./‬‬ ‫العلمي يف القر� ِآن‬ ‫العاملي ِة للإعجازِ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الهيئة‬ ‫العلمي َ‬
‫مثل‬ ‫وموا ِقع الإعجازِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وال�سنة (‪.)http://www.55a.net/‬‬‫ِ‬ ‫العلمي يف القر� ِآن‬ ‫ِ‬
‫ومو�سوعة الإعجازِ‬ ‫‪،) nooran.org‬‬
‫ِّ‬

‫‪60‬‬
‫املحور الثاين‬

‫‪2‬‬ ‫ال�سرية وال�شخ�صيات‬

‫الدر�س الأول‪ :‬املنهج النبوي يف الدعوة‪.‬‬


‫الدر�س الثاين‪� :‬سورة الأحزاب ( ‪.) 5‬‬
‫الدر�س الثالث‪ :‬الإمام ال�شافعي‪.‬‬
‫الدر�س الرابع‪ :‬املنهج النبوي يف الإ�صالح‪.‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪ :‬نفي�سة العلوم‪.‬‬

‫�أهداف املحور‪:‬‬
‫يتوقع من املتعلم عند نهاية املحور �أن ‪:‬‬
‫‪1.1‬ميار�س واجب الدعوة �إلى اهلل تعالى ‪.‬‬
‫‪2.2‬يحفظ الآيات ( ‪ )49-62‬من �سورة الأحزاب ويف�سر معانيها ويتعرف على �أحكامها‪.‬‬
‫‪3.3‬يقتدي بالإمام ال�شافعي يف طلبه للعلم ‪ ،‬ويف ن�شره له ‪.‬‬
‫‪4.4‬يكون �إيجابيا يف جمتمعه‪.‬‬
‫‪5.5‬يقتدي بال�سيدة نفي�سة ر�ضي اهلل عنها يف علمها وحكمتها ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪1‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫ر�س ال ُ‬
‫أول‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫املراح َل ا ّلتي ّ‬
‫مر ْت بِها َد ْع َو ُة ال ّنب ِّي ‪.s‬‬ ‫ِ‬ ‫ •�أمي ُز‬
‫دعو ِته‪.‬‬
‫بي ‪ s‬يف ْ‬ ‫ •�أقْتدي بال ّن ّ‬
‫الم‪.‬‬
‫الد ْع َو ِة �إىل ال ْإ�س ِ‬
‫واج َب َّ‬
‫مار�س ِ‬‫ •�أُ ُ‬ ‫وة‬ ‫ِّ‬
‫الد ْع ِ‬ ‫امل َ ْن ُ‬
‫هج ال َّن َب ِو ُّي فيِ‬
‫التزام � ْأح َك ِامه و�آدابِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الل‬ ‫ •�أُ ْع ِطي ُ�صور ًة ُم�شرَ ّف ًة لل ْإ�س ِ‬
‫الم ِم ْن ِخ ِ‬

‫�أ َت� ّأم ُل و�أَ ِج ُب‪:‬‬


‫ﭧﭨ‬
‫(القلم‪)4:‬‬ ‫ •ﮋﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮊ ‬
‫ •ﮋﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﮊ‬
‫ ‬
‫(التوبة‪)128 :‬‬

‫(�آل عمران‪:‬‬ ‫ •ﮋﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﮊ‬


‫‪)159‬‬

‫عوة �إىل ا ِ‬
‫هلل؟‬ ‫الد ِ‬ ‫�سامي ال ْأخال ِق ِّي َ‬
‫عند ْ‬ ‫أهمي ُة ال َّت ِ‬
‫‪1 .1‬ما � ّ‬

‫كح ْر ِ�صه على َن ْف ِ�س ِه‪َ ،‬و ِّ�ض ْح َ‬


‫ذلك‪.‬‬ ‫عليهِ ْم ِ‬ ‫آالم ق َْو ِم ِه‪َ ،‬حرِ ٌ‬
‫ي�ص ْ‬ ‫تم ب� ِ‬ ‫‪2 .2‬الداعي ُة �إىل ا ِ‬
‫هلل ُم ْه ٌ‬

‫الد ْع َو ِة �إىل ا ِ‬
‫هلل‪ِ ،‬ب ِ ّي ْن ُهما؟‬ ‫أ�سا�س ّيتَينْ ِ فيِ نجَ ِ‬
‫اح ِّ‬ ‫‪ِ 3 .3‬ت ُ‬
‫تناول الآي ُة الثالث ُة ِ�ص َفتَينْ ِ � ِ‬

‫‪63‬‬
‫وم ّيزا ُتها‪:‬‬ ‫دعوةِ ال ّن ّ‬
‫بي ‪ s‬مُ‬ ‫ُ‬
‫مراحل ْ‬
‫مرت دعو ُة ال َّنبِي ‪ s‬بمِ َ ِ‬
‫راح َل َخ ْم ٍ�س هي‪:‬‬ ‫ْ‬
‫ْ أُ‬
‫الولىَ ‪ّ :‬‬
‫النبوةُ‪.‬‬
‫ذار َع ِ�ش َري ِت ِه َْ أ‬
‫ال ْق َر ِب َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ال ّثا ِن َي ُة‪� :‬إ ْن ُ‬
‫ذار ق َْو ِم ِه‪.‬‬
‫ال ّثا ِل َث ُة‪� :‬إ ْن ُ‬
‫َاط َب ًة‪.‬‬ ‫إنذار ق َْو ٍم َما �أَ ُ‬
‫تاه ْم ِم ْن َنذيرٍ ِم ْن ِق ْب ِل ِه َو ُه ْم ا ْل َع َر ُب ق ِ‬ ‫الرابع ُة‪ُ � :‬‬ ‫ّ‬
‫(((‬
‫ال ْن ِ�س �إلىَ � ِآخرِ ّ‬
‫الدهرِ ‪.‬‬ ‫ميع َم ْن بلغته َد ْع َو ُت ُه ِم ْن الجْ ِ ّن َو ْ إِ‬‫ذار َج ِ‬ ‫الخْ ِام َ�س ُة‪� :‬إ ْن ُ‬

‫زات مِ ْنها‪:‬‬ ‫ُ‬


‫املراحل الأولى مِ ْن دعوةِ ال ّن ِب ّي ‪ s‬مِب ْي ٍ‬ ‫وقد مت ّي ْ‬
‫زت‬
‫هار ِة‬ ‫ِ‬
‫بال�صالة والذّ كْ رِ َّ‬
‫والط َ‬ ‫أمر ُه اللـ ُه‬
‫حيث � َ‬ ‫ِ‬
‫والقربات‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الطاعات‬ ‫إكثار ِم َن‬ ‫وي ُة ال ِ‬
‫إميان وال ُ‬ ‫االهتمام بال َّن ْف ِ�س و َت ْق َ‬
‫ُ‬ ‫‪1 .1‬‬
‫ﭧﭨ‬
‫ •ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﮊ ‬
‫(املزمل ‪)1-4‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ •ﮋﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬
‫(املدثر‪)1-7 :‬‬ ‫ﯠ ﯡ ﯢﮊ‬
‫ ‬
‫أو�ض َح َل ُهم بال ِ‬
‫آيات‬ ‫ا�س‪ ،‬و� َ‬ ‫ربه‪ ،‬وبا َدر � ِ‬
‫إليه‪ ،‬ف�أ ْن َذ َر ال َّن َ‬ ‫هلل ‪ s‬ل ْأمرِ ّ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫ال�س ْعدي‪ :‬فامت َث َل‬ ‫يقول عبدالرحمن َ‬
‫وط َّه َر �أعما َله الظاهر َة والباط َنة ِم ْن كُ ِّل‬ ‫ظيمه‪َ ،‬‬‫خل ْل َق �إىل َت ْع ِ‬ ‫إلهي َة‪ُ ،‬م ّبي ًنا َعظم َة ا ِ‬
‫هلل َتعاىل‪ ،‬و َدعا ا َ‬ ‫نات ال ِ‬
‫أوام َر ال ّ‬ ‫الب ّي ِ‬
‫َ‬
‫زاء وال‬ ‫لب ِم َن ال ّن ِ‬
‫ا�س َعلى َ‬
‫ذلك َج ً‬ ‫نام و� ْأه ِلها‪ ،‬وال�شرّ ِّ و� ْأه ِل ِه‪ ،‬وملْ َي ْط ْ‬
‫هلل ِم َن ال ْأ�ص ِ‬ ‫ُ�سو ٍء‪َ ،‬‬
‫وه َجر كُ لَّ ما ُي ْب ِع ُد َع ْن ا ِ‬
‫هلل املُ�ؤْلمِ ِة‪ ،‬ح ّتى َ‬
‫فاق �أويل‬ ‫هلل‪ ،‬وعلى �أ ْقدارِ ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬وعن معا�صي ا ِ‬ ‫هلل �أكْ َم َل �صبرْ ِ‪ ،‬ف�صبرَ َ َعلى َط ِ‬
‫اعة ا ِ‬ ‫و�ص َرب ِ‬
‫كورا‪َ ،‬‬
‫ُ�ش ً‬
‫(((‬ ‫عليه َو َع َل ْيهِ م � ْأج ِ‬
‫معينْ َ ‪.‬‬ ‫الم ُه ِ‬
‫و�س ُ‬ ‫هلل َ‬ ‫لوات ا ِ‬
‫ني‪�َ ،‬ص ُ‬ ‫الع ْز ِم َم ْن املُ َ‬
‫ر�سل َ‬ ‫َ‬
‫ثالث ِ�سن َ‬
‫ني‪:‬‬ ‫مر ْت َ‬ ‫ملي ِة ِ ّ‬
‫الد ْع َو ِة وال ّتي ا�س َت ّ‬ ‫ال�رسي ُة يف َع ّ‬
‫‪ّ 2 .2‬‬

‫((( زاد املعاد البن القيم ج ‪� 1‬ص ‪.86‬‬


‫((( تف�سري الكرمي الرحمن يف تف�سري كالم املنان لعبدالرحمن بن نا�رص ال�سعدي �ص ‪.895‬‬

‫‪64‬‬
‫(((‬ ‫وهو حي َن ٍ‬
‫ئذ ُم ْ�س َت ْخ ٍف»‪.‬‬ ‫وهو َّ‬
‫مبك َة ُ‬ ‫هلل ‪ s‬فيِ � ّأو ِل َما ُب ِع َث ُ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫َ‬ ‫أتيت‬
‫بن َعب�سة ‪ d‬قال‪ُ �« :‬‬ ‫َع ْن َع ْمرو ِ‬
‫بعد ذلك‪.‬‬ ‫ظهر َ‬ ‫عيدا َع ْن ِ‬
‫كيد ال ْأعدا ِء والّذي َ‬ ‫ا�ش ِئة َب ً‬‫عوة ال َّن ِ‬
‫الد ِ‬‫فاظ َعلى َبقا ِء َّ‬ ‫هدف ال�سرِ ّي ِة ُهو ِ‬
‫احل ُ‬ ‫ُ‬ ‫وكان‬
‫َ‬

‫ال�سر َّي ِة يف امل َ ْر َح َل ِة الأُو َلى‪:‬‬ ‫ومِ ْن َم ِ‬


‫ظاهر ِ ّ‬
‫ال�سا ِبق َ‬
‫ني �إىل‬ ‫فقط‪ ،‬ا َّل َ‬
‫ذين كَ ا ُنوا ُه ْم َّ‬ ‫ني ْ‬‫املقر ِب َ‬
‫حيث اق َت�رص َعلى َّ‬
‫ُ‬ ‫وهم‬ ‫نو ِع ِية ال ْأ�ش ِ‬
‫خا�ص الذين َي ْد ُع ُ‬ ‫اخ ِت ُ‬
‫يار ْ‬ ‫ ‪ .‬أ ْ‬
‫بن َحارِ َث َة الذي‬ ‫اله ِ‬
‫زيد ِ‬ ‫(وكان يف ِح ْجرِ ه)‪َ ،‬‬
‫وم ْو ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫طالب‬ ‫وابن َع ِ ّمه َع ِل ِ ّي ِ‬
‫بن �أبي‬ ‫زوج ِته َخ َ‬
‫ديجة‪ِ ،‬‬ ‫الم كَ ْ‬
‫ال ْإ�س ِ‬
‫وم ْن ي ِث ُق ِبهم‬
‫قربني ِم ْن ُه َ‬ ‫ديق‪ ،‬الذي َحت ّر َك ِب ْ‬
‫دورِ ه فيِ � ْأو ِ‬ ‫بن محُ ّمد‪ ،‬و�أ ِبي ْ‬
‫ف َبز ْي ِد ِ‬
‫�ساط املُ َّ‬ ‫ال�ص ِ‬
‫بكرٍ ّ‬ ‫عر ُ‬
‫كان ُي َ‬
‫العنا� ِرص ا ّلتي يمُ ِك ُن � ْأن‬ ‫ا�س ِبه‪َ ،‬ح ً‬
‫ري�صا َعلى انتقا ِء �أ ْقوى َ‬ ‫تماع ّية وال ِّتجارِ َّي ِة ِ‬
‫وثقة ال َّن ِ‬ ‫االج ِ‬
‫�ستفيدا ِم ْن ِعالقا ِته ْ‬
‫ً‬ ‫ُم‬
‫ِين‬ ‫حاب ِة ِ‬
‫وم َن املُ َرّ‬
‫ب�ش َ‬ ‫ديد ِم ْن كبارِ َّ‬
‫ال�ص َ‬ ‫الع ُ‬ ‫لم َعلى َي ِ‬
‫ديه َ‬ ‫حيث �أَ ْ�س َ‬
‫�رصها‪ُ ،‬‬ ‫عوة ال َف ّتي ِة وتدا ِف ُع ع ْنها وت ْن ُ‬
‫الد ِ‬ ‫تحَ ْ َ‬
‫مل َّ‬
‫بن‬
‫من ِ‬ ‫الر ْح ِ‬
‫ا�ص‪ ،‬وعبد َّ‬ ‫بن �أبي و ّق ْ‬
‫و�سعد ِ‬
‫هلل‪ْ ،‬‬‫بن ُع ْبي ِدا ِ‬
‫الع َّو ِام‪ ،‬وط ْل َحة ِ‬
‫بن َ‬ ‫ان‪ ،‬والزب ِري ِ‬ ‫بن َع ّف ٍ‬‫مان ِ‬ ‫جل ّن ِة ُ‬
‫كع ْث َ‬ ‫ِبا َ‬
‫بن �أبي ال ْأرقَم ‪.f‬‬ ‫بن ا َ‬
‫جل ّراح‪ ،‬و�أبي َ�س َلمة‪ ،‬والأرق َِم ِ‬ ‫عبيد َة ِ‬ ‫َع ْو ْ‬
‫ف‪ ،‬و�أبي َ‬
‫المهم ْ ِ‬ ‫ال�صحابة ‪ f‬ل ْإ�س ِ‬
‫ِ‬
‫عن قومهم‪ ،‬وا ْلت َقا ُ�ؤ ُهم بال ّن ّ‬
‫بي ‪� s‬سرِ ًّا‪.‬‬ ‫إخفاء‬
‫ ‪.‬ب� ُ‬
‫وع َم َر ‪.g‬‬
‫إ�سالم َح ْمز َة ُ‬ ‫خا�صة ِم ْن ِق َب ِل � ْأ�صحا ِبه الذين مل ُي ْظهِ روا ِ‬
‫الع َباد َة � اّإل َب ْع َد � ِ‬ ‫ِ‬
‫ار�سة العبا َد ِة َّ‬ ‫ال�رسي ُة يف ممُ‬
‫ ‪ .‬ج ّ‬

‫اقر�أُ وا�س َت ْنتِ ُج‪:‬‬


‫َ‬ ‫ٍ‬
‫در �أن ُن َ�ص ِ ّل َي ِع ْن َد الك ْع َب ِة َح ّتى �أ�س َلم ُع ُ‬
‫مر ‪.»d‬‬ ‫م�سعود ‪« :d‬ما كُ ّنا َن ْق ُ‬ ‫ابن‬ ‫ • َ‬
‫قال ُ‬
‫الب ْي ِت‬
‫حو َل َ‬
‫وجل�س َنا ْ‬
‫ْ‬ ‫الني ًة‬ ‫إ�سالم َو ُد ِعي � ِ‬
‫إليه َع َ‬ ‫ظهر ال ُ‬
‫َ‬
‫مر ‪d‬‬ ‫الر ِ ‪d‬‬
‫وم ّي ‪ :‬ملَّا � ْأ�س َلم ُع ُ‬ ‫بن ِ�س ٍ‬
‫نان ُّ‬ ‫ • َ‬
‫وقال ُ�ص َه ْي ُب ُ‬
‫َ‬
‫بع�ض َما َي�أتي‪:‬‬ ‫لظ َع ْلينا ور َد ْدنا َع ِ‬
‫ليه َ‬ ‫بالبي ِت وان َت�ص ْفنا ممِ ّ ْن غَ َ‬ ‫ِح َلقًا ُ‬
‫وط ْفنا ْ‬
‫حلة ال�سرِّ ّي ِة؟‬
‫ني فيِ املَ ْر ِ‬
‫امل�سلم َ‬ ‫بن ا َ‬
‫خل ّط ِ‬
‫اب ‪َ d‬على ْ‬ ‫مر ِ‬ ‫ •ما � ُأثر � ْإ�س ِ‬
‫الم ُع َ‬

‫(((   رواه م�سلم‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫اجلهر بالدّ ْعوةِ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫عز َو َجلَّ ‪ :‬ﮋﭿ ﮀ‬ ‫قال‪ :‬ملا �أ ْن َ‬
‫زل اللـ ُه‪َّ ،‬‬ ‫عبا�س ‪َ f‬‬ ‫ابن ّ‬
‫فعن ِ‬
‫الد ْعو َة جهراً َمع ق َْومه‪ِ ،‬‬
‫بي ‪َّ s‬‬
‫بد�أ ال ّن ُّ‬
‫ا�س � ِ‬
‫إليه بينْ َر ُج ٍل‬ ‫فاجتم َع ال َّن ُ‬
‫َ‬ ‫ف�صعد علي ِه‪ُ ،‬ث َم نادى‪ :‬يا َ�صباحاه"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ﮁ ﮂﮊ‪� ،‬أتى النبي ‪ّ s‬‬
‫ال�صفا‬ ‫ُّ‬
‫عبد املُ ِّطلب‪ ،‬يا َبني ِف ْهر‪ ،‬يا َبني ُل�ؤي �أر�أي ُت ُم َل ْو‬
‫هلل ‪ :s‬يا َبني ِ‬ ‫ول ا ِ‬
‫ر�س ُ‬ ‫عث َر�سو َل ُه‪َ ،‬‬
‫فقال ُ‬ ‫وبينْ َ َر ُجل ْيب ُ‬
‫إليه َ‬ ‫جيء � ِ‬
‫َي ُ‬
‫ذاب‬‫لكم بينْ َ َيد ْي َع ٍ‬ ‫عليكم‪�َ ،‬ص َّد ْقتموين؟ قالوا‪َ :‬نعم‪.‬قال‪َ :‬ف�إِين َنذير ُ‬
‫غري ُ‬
‫اجلبل‪ُ ،‬ت ُ‬
‫ب�س ْف ِح هذا ِ‬ ‫ال َ‬‫�أخبرْ ُتكم � َّأن َخ ْي ً‬
‫ٌ‬
‫أنزل اللـ ُه‪ :‬ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫دع ْو َتنا �إال لهذا؟ و� َ‬ ‫لك �سا ِئ َر َ‬
‫الي ْو ِم‪� ،‬أما َ‬ ‫لهب‪ّ .‬تب ًا َ‬ ‫ديد‪َ .‬‬
‫فقال �أبو ٍ‬ ‫َ�ش ٍ‬
‫(((‬
‫ﮍ ﮊ‪.‬‬

‫�أُع ّل ُل‪:‬‬
‫بد ْع َو ِة �أقارِ به وق َْو ِ‬
‫مه ق َْب َل غَ يرْ ِهم؟‬ ‫بي ‪َ s‬‬ ‫َ‬
‫ملاذا بد�أ ال َّن ُّ‬

‫بن َم ْ�س ٍ‬ ‫فعن ِ‬


‫عبد ا ِ‬ ‫الد ْع َو ِة لل َّن ِ‬ ‫بالد ْع َو ِة‪ ،‬و َت ْب ِ‬ ‫بي ‪� s‬إىل ا َ‬ ‫ • َّ‬
‫عود ‪ d‬قال‪:‬‬ ‫هلل ِ‬ ‫عام ًة‪ْ ،‬‬
‫ا�س ّ‬ ‫ليغ َّ‬ ‫جل ْهرِ َّ‬ ‫ثم انت َق َل ال َّن ُّ‬
‫فخرج ُه َو‬ ‫ت ﮋﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﮊ (احلجر‪،)94 :‬‬ ‫النبي ‪ُ s‬م ْ�س َت ْخ ِفي ًا ح ّتى َنز َل ْ‬
‫َ‬ ‫َمازال ُّ‬
‫و� ْأ�صحاب ُه‪.‬‬
‫وهو َي َت�أَ َّ�سى ب�أ ْنبيا ِء ا ِ‬
‫هلل‬ ‫الد ْع ِ‬
‫وة ُ‬ ‫امل�سا ِلك ا َّلتي يمُ ِك ُن ِم ْن ِخال ِلها ُ‬
‫تبليغ َّ‬ ‫�سرية َحيا ِته كُ لَّ َ‬
‫لك ال َّنبي ‪ s‬يف َم ِ‬
‫وقد َ�س َ‬
‫ْ‬
‫ُّ‬
‫�سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫ُ‬
‫الر�سول ‪:s‬‬ ‫اليب التي ا�س َت ْخدَ مها‬
‫ومنَ ال َأ�س ِ‬
‫أماكن تجَ َ ُّمع ال َّنا�س كَ ال ْأ�سواق واحلجيج و َد ْعو ِتهم �إىل ال ْإ�س ِ‬
‫الم‪.‬‬ ‫الذهاب �إىل � ِ‬
‫ُ‬ ‫‪1 .1‬‬
‫ُ‬
‫يقول‬ ‫وق ذي املَجازِ‬ ‫عي ِني ُ‬
‫ب�س ِ‬ ‫َ ‪s‬‬
‫ر�سول اهلل ب�صرَ ْ‬ ‫وكان َج ِاه ًّليا و� ْأ�س َلم قال‪ :‬ر� ْأي ُت‬
‫َ‬ ‫بن َع ّب ٍاد ْ‬
‫الديلي‬ ‫ربيعة ِ‬
‫عن َ‬ ‫ْ‬
‫أحدا‬ ‫ا�س ُم َت َق ّ�ص ُفون َع ِ‬
‫ليه‪ ،‬فَما ر� ْأي ُت � ً‬ ‫وي ْد ُخ ُل يف ِف ِ‬
‫جاجها وال ّن ُ‬ ‫ا�س قُولوا ال �إله � اّإل اللـ ُه ُتف ِلحوا»‪َ ،‬‬
‫«يا � ُّأيها ال ّن ُ‬
‫ال � ْأح َ‬
‫ول‬ ‫ا�س قو ُلوا ال �إله � اّإل اللـ ُه ُت ْف ِلحوا»‪ � ،‬اّإل � َّأن َ‬
‫وراء ُه َر ُج ً‬ ‫وهو ال َي ْ�س ُك ُت‪ ،‬ي ُق ُ‬
‫ول‪ّ �« :‬أيها ال ّن ُ‬ ‫�شي ًئا‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫يقول ْ‬
‫((( رواه �أحمد رقم‪.2802 :‬‬

‫‪66‬‬
‫وهو َيذْ كُ ر‬ ‫بن ِ‬
‫عبد اهلل ُ‬ ‫ب‪ ،‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬م ْن ّهذ‪،‬ا قالوا‪ :‬محُ َ َّم ُد ُ‬ ‫يقول‪� :‬إ َّن ُه َ�صا ِب ٌئ‪ِ ،‬‬
‫كاذ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫الو ْج ِه ذا غَ َ‬
‫ديرتينْ ِ‬ ‫ِ‬
‫و�ضيء َ‬
‫لهب‪.‬‬ ‫قلت‪َ :‬م ْن هذا الذي ُي َك ِ ّذ ُبه؟ قَالوا‪ُّ :‬‬
‫عمه �أبو ٍ‬ ‫بوةَ‪ُ ،‬‬
‫ال ُّن ّ‬
‫(((‬

‫نحن بجماع ٍة ُ‬
‫فقلت لأبي‪َ :‬ما هذه اجلماع ُة؟ قال‪ :‬هذا‬ ‫ِ‬
‫َلما َنز ْلنا م ً‬
‫نى �إذَا ُ‬ ‫رك َ‬
‫قال‪َ :‬ح َج ْج ُت َمع �أبي ف ّ‬ ‫وعن ُم ْد ٍ‬
‫ْ‬
‫(((‬
‫ا�س قُولوا‪ :‬ال �إله � اّإل اللـ ُه ُت ْف ِلحوا»‬ ‫ر�سول اهلل ‪ُ s‬‬
‫يقول‪« :‬يا � ُّأيها ال ّن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال�صا ِب ُئ‪ ،‬ف�إذا‬
‫َّ‬
‫�سالة كَ ما يف رِ ْحل ِته �إىل َّ‬
‫الطائف‪.‬‬ ‫ليغ الرِ ّ ِ‬
‫وال�س َف ُر ل َت ْب ِ‬
‫الرحل ُة َّ‬
‫‪ّ 2 .2‬‬
‫يت ِم ْن ق َْو ِمك ما‬
‫لقد َل ِق ُ‬ ‫يوم �أُ ُح ٍد؟ َ‬
‫قال‪ْ :‬‬ ‫أ�شد ِم ْن ِ‬ ‫علي َك ٌ‬
‫يوم � ُّ‬ ‫بي ‪ :‬هلْ �أتى ْ‬
‫ألت ال�سيد ُة عائ�ش ُة ‪ g‬ال ّن ‪s‬‬
‫ََّ‬ ‫�س� ْ‬
‫جب ِني‬ ‫بن َع ْب ِد ٍ‬
‫كالل‪َ ،‬ف َل ْم ُي ْ‬ ‫ياليل ِ‬
‫عبد ِ‬‫ابن ِ‬
‫ر�ض ُت ن ْف ِ�سي َعلى ِ‬
‫يوم الع َق َب ِة �إذ َع ْ‬
‫هم َ‬‫لقيت ِم ْن ُ‬
‫وكان � َأ�ش ُّد ما ُ‬
‫َ‬ ‫َل ِق ُ‬
‫يت‪،‬‬

‫َلم � ْأ�س َت ِف ْق � اّإل و�أ َنا ب َق ْر ِن ال َّثعا ِل ِب‪ ،‬ف ْ‬


‫َرفع ُت َر� ْأ�سي َف�إذا‬ ‫وجهِ ي‪ ،‬ف ْ‬
‫موم َعلى ْ‬ ‫�إىل ما �أر ْد ُت‪َ ،‬‬
‫فانطل ْق ُت و�أنا َم ْه ٌ‬
‫وما ر ُّدوا‬
‫لك‪َ ،‬‬ ‫قوم َك َ‬ ‫قد َ�س ِم َع ق َْو َل ِ‬ ‫ربيل‪ ،‬فَنادانيِ فَقال‪َّ � :‬إن اهلل ْ‬ ‫فنظ ْر ُت َف�إِذا ِفيها ِج ُ‬ ‫ب�سحاب ٍة ْ‬
‫قد � َأظ َّل ْت ِني َ‬ ‫�أ َنا َ‬
‫ثم َ‬ ‫مر ُه بمِ ا ِ�ش ْئ َت فيهم‪ ،‬فنادانيِ َم ُ‬ ‫اجل ِ ْ‬
‫قال‪ :‬يا‬ ‫لي ّ‬ ‫بال ف ََ�س َّل َم َع ِّ‬
‫اجل ِ‬ ‫لك ِ‬ ‫بال َلت�أ َ‬ ‫بعث اللـ ُه � ْإلي َك َم َل ُك ِ‬‫وقد َ‬ ‫علي َك‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫لفعلت‪ ،‬والأخ�شبان‪ :‬هما َجبال مكة �أبو‬ ‫ُ‬ ‫ئت � ْأن �أُ ْطب َِق عليهِ م ال ْأخ َ�ش َبينْ (�أي‬
‫حممد َذ ِلك فيما ِ�ش ْئ َت‪ْ � ،‬إن ِ�ش َ‬ ‫ُ‬
‫فقال ال َّنبي ‪ s‬بلْ �أرجو � ْأن يخرِ ج اللـ ُه عز وجل ِمن �أ�صال ِبهم من ُ َ‬
‫وح َده ال ُي�رش ُِك‬ ‫يعبد اهلل ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫قبي�س وقيقعان) َ ُّ‬
‫ِبه ْ‬
‫�شي ًئا‪.‬‬
‫(((‬

‫بن عميرْ ٍ ‪d‬‬ ‫م�صعب ُ‬‫ُ‬ ‫وكان � ّأو ُل َ�سف ٍري للر�سول ‪s‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ودعو ِتهم �إىل ال ِ‬
‫إ�سالم‪:‬‬ ‫ليغ القبا ِئ َل ْ‬ ‫لتب ِ‬‫عاة ْ‬ ‫الد ِ‬ ‫‪ُ �3 .3‬‬
‫إر�سال ُ‬
‫رة‪.‬‬ ‫الد ْعو َة فيِ املَ ِ‬
‫دينة ق َْب َل الهِ ْج ِ‬ ‫واخلز َر ِج ُليب ِ ّل َغ َّ‬
‫ْ‬ ‫مع َم ْن � ْأ�س َلم َ‬
‫من ال ْأو ِ�س‬ ‫حيث � ْأر َ�سله َ‬
‫ُ‬
‫ا�ص ‪d‬‬
‫الع ِ‬
‫بن َ‬
‫وبعث َعمرو َ‬
‫َ‬ ‫الم‪،‬‬
‫يدعوهم �إىل ال ْإ�س ِ‬ ‫بن َع ْو ٍف ‪� d‬إىل َد ْوم َة ا َ‬
‫جل ْن َد ِل ْ‬ ‫الرحمن َ‬
‫ِ‬ ‫كَ ما َ‬
‫بعث َعبد‬
‫من‪.‬‬
‫الي ِ‬ ‫بن �أبي َط ٍ‬
‫الب ‪� d‬إىل َ‬ ‫علي َ‬ ‫ِ‪d‬‬ ‫رب‪ ،‬كَ ما َ‬
‫الع ِ‬
‫بن الوليد ثم َّ‬
‫خالد َ‬
‫بعث َ‬ ‫َبائل َ‬
‫�ض ق ِ‬
‫�إىل َب ْع ِ‬
‫مع و ْف ِد َع ْ�ضل وال َق َّ‬
‫ار ِة‬ ‫ذهبوا َ‬ ‫لل�ص ِ‬
‫حابة الذين َ‬ ‫ا�س‪ ،‬كَ ما َح َ‬
‫دث ّ‬ ‫وتعليم ال ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫للد ْع ِ‬
‫وة‬ ‫لهم َّ‬ ‫وقد ُق ِت َل ُ‬
‫بع�ض َم ْن � ْأر َ�س ُ‬ ‫ْ‬
‫َتلوهم)‪ ،‬وكذلك ُق ِت َل َ�س ْبعون �صحابي ًا َخ ُ‬
‫رجوا‬ ‫بناء على َطلبِهم‪ ،‬ولك َّنهم غَ ُ‬
‫دروا ِبهم‪( ،‬وق ُ‬ ‫لتع ِ‬
‫ليمهم القر� َآن ً‬ ‫ْ‬
‫هلل يف م� ِ‬
‫أ�ساة ِب ْئرِ َم ُعو َنة‪.‬‬ ‫ُدعا ًة �إىل ا ِ‬

‫أحمد رقم‪.19026 :‬‬‫((( رواه � ُ‬


‫((( رواه الطرباين يف املعجم الكبري رقم‪.806 :‬‬
‫((( متفق عليه‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫وا�ستنتج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫اقر�أُ‬
‫هلل ‪َ s‬و َج َد (�أي َح َز َن) َعلى � َأح ٍد َمما َو َج َد َعلى � ْأ�ص ِ‬
‫حاب ِب ْئرِ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫َ‬ ‫أيت‬ ‫أن�س ‪َ d‬‬
‫قال‪“ :‬ما ر� ُ‬ ‫ • ْ‬
‫عن � ٍ‬
‫َم ُعو َنة”‪.‬‬
‫يد ُعو فيِ َ�ص ِ‬
‫الة ال َف ْجرِ َعلى رِ ْع ِل وذَكْ َ‬
‫وان‬ ‫باحا ْ‬ ‫الذين قَت ُلوا � ْأ�ص َحابه ِببئرِ َمعو َن ِة َثال ِث َ‬
‫ني َ�ص ً‬ ‫بي ‪ s‬ع َلى َ‬ ‫ •( َدعا ال َّن َُّ‬
‫ور�سو َله)‪.‬‬ ‫ع�ص ِت اهلل ُ‬ ‫�صي ُة َ‬ ‫ُ‬
‫ويقول‪ُ :‬ع َّ‬ ‫�صي َة‪،‬‬ ‫ولحِ ْ يان ُ‬
‫وع َّ‬
‫(((‬

‫الر ِ‬
‫�سول ‪s‬؟‬ ‫بال�ص ِ‬
‫حابة َعلى َّ‬ ‫ •ما �أَثر غَ ْدر امل�شرْ ِك َ‬
‫ني َّ‬

‫الذين � ْأر�س َلهم ال َّن ُّ‬


‫بي ‪s‬؟‬ ‫َ‬ ‫عاة‬ ‫ • مِ َب ُتف�سرّ ُ َق ْت َل ُّ‬
‫الد ِ‬

‫حابة الذين � ْأ�س َلموا �إىل ِق ْو ِمهم ْ‬


‫يدعو َنهم‬ ‫ال�ص ِ‬
‫بع�ض َّ‬
‫جع َ‬ ‫الد ِ‬
‫عاة‪ ،‬كما � ْأر َ‬ ‫عن � ْإر ِ‬
‫�سال ُّ‬ ‫ف ْ‬‫النبي ‪ s‬ملْ يتو َّق ْ‬
‫ولكن َّ‬
‫َّ‬
‫الم‪.‬‬
‫�إىل ال ْإ�س ِ‬
‫ِمن ُ‬
‫احلر ِ‬ ‫ِ‬
‫امللوك والأمرا ِء‪َ :‬‬
‫ني ح ّتى‬
‫امل�سلم َ‬ ‫احلد ْيبية‪ ،‬تفر َغ النبي ‪s‬‬
‫يت َ�شوك ُة ْ‬
‫وب وقَوِ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫لح َ‬ ‫بعد ُ�ص ِ‬ ‫‪ُ 4 .4‬مكا َتب ُة‬
‫خل ُط ِ‬
‫وات ا ّلتي‬ ‫وكان � ْأبر ُز ا ُ‬
‫عوي‪َ ،‬‬
‫الد ُّ‬
‫ني َّ‬
‫امل�سلم َ‬ ‫ُ‬
‫ن�شاط ْ‬ ‫بجربو ِتها � ْأن ُت�صاحلهم و ُت ِ‬
‫هاد َنهم‪ ،‬فا ْزدا َد‬ ‫قري�ش َ‬
‫ٌ‬ ‫َر ِ�ض ْ‬
‫يت‬
‫ِ‬
‫العربية‪.‬‬ ‫امللوك والأمرا ِء والأُ ِمم الأخرى غيرْ ِ‬
‫ِ‬ ‫بي ‪ s‬خماطب َة‬ ‫ا ّت َ‬
‫خذها ال َّن ُّ‬
‫هلل �إىل ال َّن ِ‬
‫جا�ش ّي‬ ‫ر�سول ا ِ‬‫ِ‬ ‫حمم ٍد‬ ‫كتاب ّ‬ ‫ُ‬ ‫من الرحيم َهذا‬ ‫الرح ِ‬ ‫ب�س ِم ا ِ‬
‫هلل ْ‬ ‫جاء فيه‪ْ :‬‬ ‫جا�شي كتاب ًا َ‬
‫ِّ‬ ‫حيث � َ‬
‫أر�سل �إىل ال َّن‬ ‫ُ‬
‫و�شهِ َد � َّأن ال �إله � اّإل اللـ ُه َو ْح َد ُه ال‬ ‫ور�سو ِله‪َ ،‬‬ ‫آمن با ِ‬
‫هلل ُ‬ ‫اله َدى‪ ،‬و� َ‬
‫الم َعلى من ا َّت َب َع ُ‬
‫احلب�ش‪�َ ،‬س ٌ‬
‫ظيم َ‬ ‫ال ْأ�ص َح ِم َع ِ‬
‫هلل‪ ،‬ف� ْأ�س ِلم َت ْ�سلم‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫هلل ف� ِ يّإن �أَ َنا‬‫بدعا ِء ا ِ‬ ‫ور�سو ُله أ� ْد َ‬
‫عوك ُ‬ ‫عبده ُ‬‫حممدا ُ‬
‫ولدا‪ ،‬و� َّأن ً‬‫احب ًة وال ً‬ ‫يك له ٍمل ي َّت ِخذْ َ�ص ِ‬
‫�شرِ َ‬
‫ﮋﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫فعلي َك �إثم ال َّن�صارى‪.‬‬ ‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮊ (�آل عمران‪ ،)64 :‬ف� ْإن � َ‬
‫أبيت ْ‬
‫(((‬

‫بن ِ‬
‫عبد‬ ‫الرحيم ِم ْن محُ ِ‬
‫مد ِ‬ ‫ِ‬ ‫حمن‬
‫الر ِ‬ ‫(ب�س ِم ا ِ‬
‫هلل ّ‬ ‫جاء فيه ْ‬ ‫بن �أبي ب ْل َتعة ‪َ d‬‬‫حاطب ِ‬ ‫كتابا َمع ِ‬
‫كَ ما � ْأر َ�سل �إىل املُ َقو ِق ِ�س ً‬
‫البخاري‪.‬‬
‫رواه ُ‬
‫(((   ُ‬
‫((( رواه احلاكم رقم‪.4244 :‬‬

‫‪68‬‬
‫ت�سلم و� ْأ�سلم‬
‫إ�سالم � ْأ�سلم ْ‬ ‫وك ِب ِ‬
‫داعية ال ِ‬ ‫الهدى � ّأما ْبعد‪ :‬ف إ�نيّ �أ ْد ُع َ‬
‫الم على من ا َّت َب َع ُ‬ ‫الق ِ‬
‫بط َ�س ٌ‬ ‫عظيم ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل �إىل امل َق ْو ِق ِ�س‬
‫ا ِ‬
‫ُي�ؤ ِت َك اللـ ُه � ْأج َر َك َم ّرتنيِ ف�إن تولّيت ف� َّإن َع ْليك �إثم ِ‬
‫الق ْبط‪.‬‬
‫الم‬
‫وم َ�س ٌ‬ ‫الر ِ‬ ‫هلل َو َر ُ�سو ِل ِه �إىل ِه َر ِق َل َع ِ‬ ‫عبد ا ِ‬‫(من محُ َّم ٍد ِ‬ ‫طاب �إىل ِه َر ْقل َ‬ ‫لبي ‪ِ d‬ب ِخ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ظيم ُّ‬ ‫جاء فيه‪ْ :‬‬ ‫و� ْأر َ�سل د ْحي َة الك ِّ‬
‫الم‪ْ � ،‬أ�س ِل ْم َت ْ�س َل ْم ُي�ؤْ ِت َك اهلل � ْأج َر َك َم َّر َتينْ ِ ‪َ ،‬ف� ْإن َت َو َّل ْي َت ف� ّإن‬ ‫على من ا َّت َب َع ا ْل ُهدى‪� ،‬أَ َّما َب ْع ُد َف� ِ يّإن �أَ ْد َ‬
‫عوك ِب ِد َع َاي ِة ْال ْإ�س ِ‬
‫(((‬
‫َع َل ْي َك �إ ْث َم الأرِ ي�س ِ ّي َ‬
‫ني)‪.‬‬
‫رين‪.‬‬
‫الب ْح ِ‬
‫اكم َ‬
‫بن َ�ساوى َح َ‬
‫واملنذر َ‬
‫َ‬ ‫ر�سول اهلل ‪ِ s‬ك�سرْ ى َم ِل َك فار�س‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫را�سل‬ ‫كما‬

‫ا�ستنتج‪:‬‬
‫ُ‬
‫ •تعاون مع زمالئك وا�ستنتج منهج الر�سول ‪ s‬يف خماطبة امللوك والأمراء ودعوتهم �إىل الإ�سالم من خالل‬
‫مكاتباته �إليهم‪.‬‬

‫((( رواه البخاري‬

‫‪69‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬
‫قبل غريهم؟‬ ‫النبي � ْأن يبد�أَ ْ‬
‫بدع َو ِة ع�شريته و� ِ‬
‫أقاربه َ‬ ‫أمر اهلل تعاىل َّ‬
‫ملاذا � َ‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬
‫بن �أبي ال ْأرق َِم لل َقا ِء � ْأ�ص ِ‬
‫�رسا؟‬
‫حابه ًّ‬ ‫قم ِ‬
‫دار ال ْأر ِ‬ ‫�سبب اختيارِ ال ّن ِّ‬
‫بي ‪َ s‬‬ ‫ما ُ‬

‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬

‫اب ‪ d‬و�أَ ِج ْب ّ‬
‫عما ي�أ ِتي‪:‬‬ ‫بن َّ‬
‫اخلط ِ‬ ‫مر ِ‬
‫إ�سالم ُع َ‬ ‫ارجع �إىل ِ‬
‫ق�صة � ِ‬
‫من � ْإ�س ِ‬
‫المه يف بداية الإ�سالم؟‬ ‫ني ْ‬
‫امل�سلم َ‬ ‫ •ما ُ‬
‫�سبب ي� ِأ�س ْ‬

‫ذلك‪.‬‬ ‫ري ِة ّ‬
‫و�ض ْح َ‬ ‫من ال�سرِّ ِّ َّي ِة �إىل ا َ‬
‫جل ْه ّ‬ ‫الد ْع ِ‬
‫وة َ‬ ‫ِ‬
‫انتقال َّ‬ ‫دو ٌر ُم�ؤ ّث ٌر يف‬ ‫بن ّ‬
‫اخلط ِ‬
‫اب ‪ْ d‬‬ ‫لعمر ِ‬
‫كان َ‬‫ • َ‬

‫‪70‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬

‫تارهم يف �أَ َّول َّ‬


‫الد ْع َوة؟‬ ‫اخ ُ‬ ‫ِ‬
‫ال�صديق ‪ d‬ملن ْ‬ ‫ِ‬
‫عملية انتقاء‬ ‫أهمي ُة‬
‫ما � ّ‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬
‫أمراء �إىل الإ�سالم؟‬ ‫َ‬
‫امللوك وال َ‬ ‫ِ‬
‫دعوة الر�سول ‪s‬‬ ‫أهمي ُة‬
‫ما � ّ‬

‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬
‫ذنب كُ ْفرِ ق َْو ِمهم؟‬
‫أمراء َ‬ ‫َ‬
‫امللوك وال َ‬ ‫حمل النبي ‪s‬‬
‫ُّ‬ ‫ملاذا ّ‬

‫‪71‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال ال�سابع‪:‬‬
‫آخرين‬ ‫ِ‬
‫دعوة ال َ‬ ‫ِ‬
‫احلديث‪ُ .‬مبين ًا �أهمي َة‬ ‫ِ‬
‫والدعوة يف الع�صرْ‬ ‫ا�ستخ َدمها النبي ‪s‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اربط بني الأ�ساليب التي‬
‫ُّ‬
‫للإ�سالم؟‬

‫ال�س�ؤال الثامن‪:‬‬
‫ر�سة‪.‬‬ ‫واعرِ ْ�ضها فيِ لوح ٍة يف ْ‬
‫املد َ‬ ‫للم ِ‬
‫لوك والأمرا ِء ْ‬ ‫ُ‬
‫تب التي � ْأر َ�سلها ال َّنبي ‪s‬‬ ‫ن�صو�ص ُ‬
‫الك ِ‬ ‫َ‬ ‫مع‬
‫اج ُ‬
‫ْ‬
‫ُّ‬

‫‪72‬‬
‫‪2‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫َ‬
‫ر�س الثاين‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫زاب‪.‬‬
‫ورة ال ْأح ِ‬
‫من ُ�س ِ‬
‫آيات (‪ْ )62-49‬‬
‫وحفظ ال ِ‬ ‫أتقن تالو َة‬
‫ •� ُ‬
‫ماليا‪.‬‬
‫تف�سريا � ْإج ًّ‬
‫ً‬ ‫آيات‬
‫ •�أف�سرِّ ال ِ‬
‫ •�أبينِّ ُ الأحكا َم الأ�سرُ َّي َة الوارد َة يف ال ِ‬
‫آيات‪.‬‬ ‫آداب ب ْي ِت ال ُّن َّ‬
‫بو ِة‬ ‫�أحكامُ و� ُ‬
‫بالر�سول ‪.s‬‬‫أحكام خا�ص ٍة َّ‬
‫ٍِ‬ ‫آيات من �‬
‫أو�ضح ما ور َد يف ال ِ‬
‫ •� ُ‬ ‫�سورة الأحزاب (‪)5‬‬
‫وحجاب ن�سا ِئه‪.‬‬
‫َ‬ ‫لبيت النبي ‪s‬‬
‫ِّ‬ ‫خول ِ‬‫الد ِ‬‫آداب ُّ‬
‫أذكر � َ‬
‫ •� ُ‬
‫اقر�أُ وت� ّأم ُل‪:‬‬
‫أ�سا�س‬
‫لمة على � ٍ‬ ‫امل�س ِ‬ ‫اعة ْ‬‫اجلم ِ‬
‫تنظيم َ‬‫ِ‬ ‫وج ٍ‬
‫يهات ق ُِ�ص َد بها �إعاد ُة‬ ‫ٍ‬
‫يعات َو َت ِ‬ ‫زاب على ت�شرْ‬‫ملت �سور ُة ال ْأح ِ‬
‫ا�ش َت ْ‬‫ْ‬
‫ال�ش ْخ ِ�ص َّي ِة يف ْبي ِته َ‬
‫ومع‬ ‫ول ّ‬‫الر ُ�س ِ‬
‫ياة َّ‬ ‫خا�ص ٍة َ‬
‫بح ِ‬ ‫يعات َّ‬ ‫ٍ‬ ‫تملت كذ ِل َك َعلى ت�شرْ‬
‫ا�ش ْ‬ ‫المي‪ ،‬كَ ما ْ‬
‫�صور ال ْإ�س ِّ‬
‫من ال َّت ُّ‬
‫يال ِم ْن ِ‬
‫بعده‪.‬‬ ‫معرو�ض ًة لل ْأج ِ‬
‫َ‬ ‫عل حيا َة هذا ِ‬
‫البيت َ�ص ْفح ًة‬ ‫يج َ‬ ‫�أ ْز ِ‬
‫واجه‪ ،‬وك� َّأن اهلل َتعاىل �أرا َد � ْأن ْ‬
‫�سول ‪ِ s‬فيما ي َتع ّل ُق‬ ‫بالر ِ‬ ‫يعات �أُ ْخرى َّ‬
‫خا�صة َّ‬ ‫ٍ‬ ‫عام ٍة ل ُ‬
‫لأ َّم ِة وت�شرْ‬ ‫ٍ‬
‫يعات ّ‬ ‫الي ِة التي تجَ ْ ُ‬
‫مع بينْ َ ِت�شرْ‬ ‫فتد ّبرِ ال ِ‬
‫آيات ال ّت َ‬ ‫َ‬
‫والط َم�أْني َن ِة‬ ‫واج َّ َ‬
‫�سي ِة ُ‬
‫احة ال َّن ْف ّ‬ ‫رة‪َ ،‬وتحَ ْ قيقًا َّ‬
‫للر َ‬ ‫الفط ِ‬ ‫وال�سك ِن كَ َغيرْ ِه ِم ْن َ‬
‫الب�شرَ ‪ ،‬ت ْلبي ًة لندا ِء ْ‬ ‫الز ِ‬ ‫اج ِته �إىل َّ‬ ‫بب�رش َِّي ِته َ‬
‫وح َ‬
‫ال َق ْل ّبي ِة‪.‬‬

‫ُ‬
‫أحفظ‪:‬‬ ‫�أتلو و�‬

‫ﮋﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬
‫ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ‬
‫ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ‬
‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ‬
‫ﯵﯶﯷﯸﯹ‬

‫‪73‬‬
‫ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ‬
‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ‬
‫ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‬
‫ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ‬
‫ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ‬
‫ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ‬
‫ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ‬
‫ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ‬
‫ﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄ‬
‫ﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ‬
‫ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨ‬
‫ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ‬
‫ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ‬
‫ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ‬
‫ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ‬
‫ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ‬
‫ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ‬
‫ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ‬
‫ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ‬
‫(�سرة الأحزاب‪)62-49:‬‬ ‫ ‬
‫ﯿ ﰀ{‬

‫‪74‬‬
‫تف�سري املفردات‪:‬‬

‫َط ّلق ُ‬
‫ُوه ََّن‬ ‫وه َّن‬
‫�سرَ ِ ّ ُح ُ‬
‫هور ُه ّن‬
‫أعطي َت ُم َ‬
‫� ْ‬ ‫هن‬ ‫آتيتت �أُ َ‬
‫جور ّ‬ ‫� َ‬
‫الإ َماء‬ ‫وما َم َل َك ْت ميي ُنك‬
‫ُت� ّؤخ ُر‬ ‫ت ُْر ِجي‬
‫ت َُ�ضم � ْإلي ِك‪.‬‬ ‫ُت� ْؤوي‬
‫الد ْنيا‬
‫حاجات ُّ‬
‫ِ‬ ‫املرء ِم ْن‬
‫اجه ُ‬ ‫يح َت ُ‬
‫َما ْ‬ ‫اعا‬
‫م َت ً‬
‫�ضوجه‬
‫ْت ُن ِ‬
‫رين وق َ‬
‫نتظ َ‬
‫غري ُم ِ‬
‫َ‬ ‫ين �إ َنا ُه‬ ‫غَ يرْ َ ِ‬
‫ناظ ِر َ‬

‫ا�س‪.‬‬ ‫ال�سو ِء َع ْن امل� ِؤمنني‪ ،‬و ُيلقُون ال َأك َ‬


‫اذيب و ُيذيعو َنها بينْ َ ال َّن ِ‬ ‫المْ ُ ْر ِجفُونَ فيِ المْ َد ِي َن ِة الذين ين�شرُ ونَ � ْأخ َ‬
‫بار ُّ‬

‫ل ُن�س ّل َط ّن َك َع ْليهم ف َت ْ�ست ْ�أ ِ�ص َلهم بِال َق ْت ِل وال َّت�شرْ ِيد‪.‬‬ ‫َل ُن ْغري َن َّك ْ‬
‫بهم‬
‫�أينما ُو ِج ُدوا‬ ‫�أَ ْي َنما ُث ِقفُوا‬
‫ني و ُي ْ�س ِد ْل َن‬
‫ُي ْر ِخ َ‬ ‫ني‬
‫ُي ْدن َ‬
‫كل ما تُغطي به املر�أة ر�أ�سها وظهرها و�صدرها‪ ،‬وجمعه جالبيب‪.‬‬ ‫اجللباب‬

‫الكرمية‪:‬‬
‫ِ‬ ‫آيات‬ ‫ُّ‬
‫إجمايل لل ِ‬ ‫املعنى ال‬
‫ل�ش ْخ ِ�صه ولأَ ْه ِل ِب ْي ِته‪َ ،‬على � ْأن‬
‫�صو�ص ّي ِته َ‬
‫ذلك ِم ْن ُخ ِ‬ ‫ول ‪ s‬ما َي ُح ُّل ل ُه ِمن ال ّن�سا ِء َ‬
‫وما يف َ‬ ‫للر�س ِ‬
‫بينّ اللـ ُه َتعاىل ُ‬
‫مع ما يمَ ْ ِل ُك ِمن ال َإما ِء‪ ،‬و�إذا �أرا َدت ْامر�أ ٌة � ْأن َتهِ َب ن ْف َ�سها ل ُه ِم ْن‬ ‫زو َجا ِته الالتي َدفَع ُم َ‬
‫هور ُه َّن َ‬ ‫ي�س َت ْب ِقي فيِ ِع ْ�ص َم ِته ْ‬
‫ْ‬
‫جات‪َ ،‬‬
‫ذلك‬ ‫أربع َز ْو ٍ‬ ‫ذين َح ّدد ُلهم � َ‬ ‫ني ا ّل َ‬ ‫دون َب ِق ّي ِة ْ‬
‫امل�سلم َ‬ ‫و�ص ّيا ِت ِه ‪َ s‬‬ ‫و�ص ّي ٌة ِم ْن ُخ ُ�ص ِ‬ ‫ِ‬
‫وهذه ُخ ُ�ص ِ‬ ‫غَ يرْ ِ َم ْهرٍ جا َز َل ُه‬
‫الليايل َعلى‬ ‫من َت ْق�سيم َ‬‫النبي ‪ْ s‬‬
‫آيات � َّأن اهلل َتعاىل � ْأع َفى َّ‬
‫نت ال ُ‬ ‫زو َج غَ يرْ َما ِع ْنده‪ُ ،‬ث َّم ّبي ِ‬
‫من �أن َي َت ّ‬ ‫بي ‪ُ s‬م ِنع ْ‬ ‫ل َّأن ال ّن َّ‬
‫زوجا ِته َ‬
‫وي ْر َ�ضينْ َ‬ ‫نفو�س ْ‬
‫ُ‬ ‫طيب‬ ‫عند َز ْوج ٍة و� َّأخ َر غَ يرْ َها‪ ،‬هذا � ْأم ُر ا ِ‬
‫هلل ح َّتى َت َ‬ ‫ِيت َ‬ ‫َز ْو َجا ِت ِه فَال َذ ْن َب َع َل ْي ِه �أن ق ََّدم املَب َ‬
‫�سول ‪.s‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ميعا بمِ ا َين ْل َن ِم ْن ُ�ص ْح ِبة َّ‬ ‫َج ً‬
‫بيوت َر ِ‬
‫�سول‬ ‫ون َ‬ ‫يدخ ُل َ‬ ‫اال�س ِ‬
‫تئذان حينما ْ‬ ‫آداب ْ‬
‫حد ُد لهم � َ‬ ‫اخلطاب من النبي ‪� s‬إىل � ْأ�صحا ِبه و�أ ْت ِ‬
‫باعه‪ُ ،‬في ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ثم ِ‬
‫ينتق ُل‬
‫ّ‬

‫‪75‬‬
‫اخلا�ص َة َلز ْو ِ‬
‫جات‬ ‫ّ‬ ‫مع ِن َ�سا ِئه‪ ،‬كما َّبي َن ِت ال ُ‬
‫آيات املكان َة‬ ‫ثون َ‬ ‫عام مع ُه‪ْ � ،‬أو ِحي َنما ي َت َّ‬
‫حد َ‬ ‫اهلل ‪� s‬أو حينما ُي ْد َع ْو َن �إىل َط ٍ‬
‫ناء و� ْإخوان‪،‬‬ ‫ربى ِم ْن � َ‬
‫آباء و� ْأب َ‬ ‫ملن ُهم يف َم ْر ِ‬
‫تبة ال ُق َ‬ ‫قابلته ّن ْ‬
‫ُ‬ ‫وح ِّد َد ْت ُم‬
‫امل�سلمني‪ُ ،‬‬
‫ميع ْ‬‫وحترميهن على َج ِ‬
‫ّ‬ ‫ال َّنبي ‪s‬‬
‫ّ‬
‫يكون‬
‫َ‬ ‫بي ‪�َ s‬ش ْي ًئا � ْأن‬ ‫طلبوا ِم ْن أ� ْز ِ‬
‫واج ال َّن ّ‬ ‫ني �إذا ُ‬ ‫ثم �أمرت الآيات امل� ِؤمن َ‬ ‫الد ِ‬
‫ائرة‪ّ ،‬‬ ‫احلر َج فيِ ِ‬
‫هذه ّ‬ ‫فيرَ ْ ف َُع ع ْن ُه َّن َ‬
‫ثم �أخبرَ اللـ ُه َتعاىل �أ َّن ُه‬
‫امل�سلمني‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫لبيوتات ْ‬ ‫لبيت ال ُّن ِ‬
‫بوة لأ ّنه ال ُق ْدو ُة‬ ‫اب‪ ،‬كل ذلك �صيان ًة ِ‬
‫وحج ٌ‬
‫َ‬ ‫وبي َن ُه ّن َ�سا ِت ٌر‬
‫بي َن ُهم ْ‬
‫وطالب‬
‫َ‬ ‫رح ُم ُه َو ُي ْث ِني َع َل ْي ِه فيِ املَلأ ال ْأعلى و� َّأن املال ِئ َك َة ُت�ص ّلي َع ْلي ِه � ْأي َت ْد ُعو و َت ْ�س َت ْغ ِف ُر ل ُه‪،‬‬
‫بي � ْأي َي َ‬‫ُي�ص ّلي َعلى ال ّن ّ‬
‫ِ‬

‫ور�سو َله واملُ� ِؤمن َ‬


‫ني‬ ‫ُون اهلل ُ‬ ‫يما‪ُ ،‬ث َّم َه َّدد اللـ ُه َتعاىل َم ْن ُي�ؤذ َ‬ ‫ليما ْ‬
‫تكرميًا َله و َت ْع ِظ ً‬ ‫وي َ�س ِ ّل ُموا َت ْ�س ً‬ ‫ني � ْأن ُي َ�ص ُّلوا َع ْلي ِه ُ‬
‫امل�ؤمن َ‬
‫أليم‪.‬‬ ‫من َر ْحم ِته وبا ْل ِ‬
‫عذاب ال ِ‬ ‫بالط ْر ِد ْ‬ ‫نات َّ‬ ‫واملُ� ِؤم ِ‬
‫لبا�س محُ ْ َت ِ�ش ٍم ح ّتى ال ي َت َ‬
‫طاول عليهِ َّن‬ ‫من ِب ٍ‬ ‫خا�ص ًة ون�سا ِء امل� ِؤمن َ‬
‫ني َع َّام ًة � ْأن َي ْل َتزِ َ‬ ‫بي ّ‬‫ن�ساء ال ّن ّ‬
‫بتو ِ‬
‫جيه َ ِ‬ ‫آيات َ‬
‫ذلك ْ‬ ‫بع ال ُ‬
‫و ُت ْت ُ‬
‫فاط � ْأو أ� ْف ٍ‬
‫عال ُم�شي َنة‪.‬‬ ‫املُنا ِف َ‬
‫قون ب�أ ْل ِ‬
‫إ�شاع ِة ال َق ِ‬
‫لق فيها‬ ‫ِ‬
‫بهدف � َ‬ ‫ائعات يف املَ ِ‬
‫دينة‬ ‫ال�ش ِ‬‫وم َروِ ّ جي َّ‬ ‫ديد املُنا ِفق َ‬
‫ني ُ‬ ‫آيات ب َت ْه ِ‬
‫ذه املَ ْجموع ُة ِم َن ال ِ‬
‫ُث َّم َت ْخ َت ِت َم َه ِ‬

‫بي ‪َ s‬ع َل ْيهِ م ويمُ َ ِ ّك َن ُه ِم ْن َط ْر ِدهم‪ ،‬و� ْأع َ‬


‫لن اللـ ُه َتعاىل َط ْر َد ُهم‬ ‫القلوب ب� ْأن ُي�س ّل َط اهلل تعاىل ال ّن َّ‬
‫ِ‬ ‫كَ ما َّ‬
‫هد َد ْت َم ْر َ�ضى‬
‫هلل تعاىل يف ا َ‬
‫خل ْل ِق َثا ِب َت ٌة ال َرّ ُ‬
‫تتغي‪.‬‬ ‫طرد �أمثا َلهم ِم َن الأُ مَ ِم ال�سَّ ا ِب َق ِة ُ‬
‫حيث � َّإن ُ�س ّن َة ا ِ‬ ‫ِم ْن َر ْحم ِته كَ ما َ‬

‫�أتد ّب ُر و�أَ ِج ُب‪:‬‬


‫ﭧ ﭨ ﮋﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮊ‪.‬‬

‫الم و َت ْكر ِميه َ‬


‫للم ْر� ِأة؟‬ ‫ماح ِة ال ْإ�س ِ‬
‫ا�س َتنب ِْط ِم َن ال ِآية َما َي ُد ُّل َعلى َ�س َ‬
‫ • ْ‬

‫وج ِته غَ يرْ ِ املَ ْد ِ‬


‫خول ِبها‪ُ ،‬ث َّم �أرا َد � ْأن ُي َط ِ ّل َقها‪َ ،‬ماذا َي ِج ُب َلها ِمن املَ ْهرِ ؟‬ ‫الزوج َم ْه ًرا ِل َز َ‬
‫ُ‬ ‫ •�إذا ّ‬
‫حد َد‬

‫‪76‬‬
‫ول بها َم ْه ًرا و�أرا َد � ْأن ُي َط ِ ّل َقها‪ ،‬ماذا ُي ْ�س َت َّ‬
‫حب َله � ْأن َي ْف َعل؟‬ ‫�ض َلز ْو َج ِته غ ِري املَ ْد ُخ ِ‬
‫ •�إذا ملْ َي ْفرِ ْ‬

‫خ�ص ْت املُ ْ�ؤ ِم ِ‬


‫نات‬ ‫نات ول َغيرْ ِِهن كَ ِ‬
‫الك َتا ِب ّي ِ‬
‫ات‪ � ،‬اّإل � َّأن الآي َة الكرمي َة َّ‬ ‫للم� ِؤم ِ‬ ‫ِ‬
‫الكرمية َ�ش ٌ‬
‫امل ُ‬ ‫حل ْك َم يف ال ِآية‬
‫ • َرغْ م � َّأن ا ُ‬
‫بالذّ كر‪ ،‬فبم ُتع ّلل ذلك؟‬

‫ •بينّ ْ ِع ّد َة كُ لٍّ ِم ْن‪:‬‬


‫خول ِبها‪:‬‬
‫املد ِ‬
‫‪1 .1‬غيرْ ِ ْ‬
‫ِ‬
‫املدخول بها‪:‬‬‫‪2 .2‬‬

‫ •�إذا كا َن ْت حاملاً ‪:‬‬


‫وحتي�ض‪:‬‬
‫ُ‬ ‫امل‬
‫غري َح ٍ‬ ‫ •�إذا كَ ْ‬
‫انت َ‬
‫حامل وال تحَ ِ ُ‬
‫ي�ض‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ •�إذا كانت َ‬
‫غري‬

‫�أُ َع ّل ُل‪:‬‬
‫ون َبا ِقي الأ ْنبيا ِء‬ ‫الر ُ�س ُ‬
‫ول) ُد َ‬ ‫بو ِة َ(يا �أَ ُّيها ال َّنبِي) وندا ِء الرِ ِ َ‬
‫ِب ِندا ِء ال ُّن ّ‬ ‫ • َع َ‬
‫الم َي ُد ُّل َت ْخ ُ‬
‫�سالة َ(يا �أ ُّي َها َّ‬
‫�صي�ص ال َّنبي ‪s‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫عليهِ م َّ‬
‫ال�سالم؟‬

‫�أُعدّ ُد‪:‬‬
‫ي‬
‫كانت َحليل َة ُمتب ّن ُاه‪َ ،‬ب َنّ َ‬
‫ْ‬ ‫زينب ب ْن ِت َج ْح ٍ�ش وقَالوا‪َّ :‬‬
‫تزو َج َم ْن‬ ‫من َ‬ ‫بي ‪ْ s‬‬
‫واج ال َّن ِّ‬ ‫خا�ض املُنا ِف ُق َ‬
‫ون يف َز ِ‬ ‫َ‬ ‫ِحي َنما‬
‫حل‬ ‫ا�س فيِ تر ُّد ٍد وال َي ْف ِت َن ُهم املُ ْر ِج ُف َ‬
‫ون‪ ،‬كما بينّ َ كذ ِل َك َما ال َي ُّ‬ ‫هن َح ّتى ال ي َق َع ال َّن ُ‬ ‫بي َت ِ‬
‫زوج َّ‬ ‫ِ‬
‫اللـ ُه َتعاىل َمن ِيح ُّل لل ّن ّ‬
‫واج‪.‬‬ ‫َل ُه فيِ �أمرِ ّ‬
‫الز ِ‬
‫الل ال ِآية‬
‫�سول ‪ ،s‬وما ملْ ُي ِح ّله له ِم ْن ِخ ِ‬
‫للر ِ‬ ‫حدد ِ‬
‫الف ِ‬
‫ئات ا ّلتي � َأح َّلها اللـ ُه َتعاىل َّ‬ ‫البي ِة ّ‬
‫الط ّ‬‫موع ِت َك ُّ‬
‫من خالل ْجم َ‬

‫‪77‬‬
‫(‪ )50‬وال ِآية (‪ .)52‬من �سورة الأحزاب يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫امر ّ‬
‫الزواج‬ ‫ما ال َيحل للنبي ‪ s‬يف ْ‬ ‫اللـه َتعالى لل ّن ّ‬
‫بي ‪s‬‬ ‫ُن ُ‬ ‫�ساء الالتي � َأح َّله َّ‬
‫ال ّن ُ‬

‫فيما �أَح َّل ُه اهلل له ِم ْن ِ‬


‫فئات ال ِ ّن�سا ِء؟ وملاذا؟‬ ‫َ‬
‫تداء بال َّنبي ‪s‬‬ ‫يجو ُز للم� ِؤمن َ‬
‫ني اال ْق ُ‬ ‫ •هلْ ُ‬
‫ّ‬

‫والد َار ال ِآخ َرةَ‪َ .‬ب ِ نّ ْ‬


‫ي هذا‬ ‫ور�سو َله ّ‬ ‫بي ‪ s‬الالتي ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ •�‬
‫اخترَ ْ َن اهلل َتعاىل ُ‬ ‫آيات �إىل تكر ِمي اهلل َتعاىل لن�ساء ال ّن ِّ‬
‫أ�شارت ال ُ‬
‫ْ‬
‫ال ّت ْكر َمي؟‬

‫اقر�أُ‪:‬‬
‫ول اهلل ‪� s‬أُ َّم املُ�ؤْ ِمن َ‬
‫ني ال�سيد َة زي َن َب ب ْن َت َج ْح ٍ�ش َدعا ال َق ْو َم ف ََط ِع ُموا‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫ر�س ُ‬ ‫قال‪ :‬ملّا َت َز َّو َج ُ‬ ‫بن ما ِل ِك ‪َ d‬‬ ‫أن�س ِ‬
‫عن � ِ‬‫ْ‬
‫وقعد َثال َث ُة َن َفرٍ ‪ ،‬ف َ‬
‫َجاء‬ ‫قام َ‬ ‫قام َم ْن َ‬
‫قام‪َ ،‬‬‫فلما َ‬ ‫قام‪ّ ،‬‬ ‫ذلك َ‬‫وموا‪ ،‬ملا َر�أى َ‬ ‫للقيام ف َل ْم َي ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ثون‪َ ،‬ف�إذا ُهو َي َت َهي�أُ‬ ‫َج َل ُ�سوا ّ‬
‫يتحد َ‬
‫ّ‬
‫َجاء ح ّتى َدخل‪،‬‬
‫النبي ‪� :s‬إ َّن ُهم انطل ُقوا ف َ‬ ‫َاموا َ‬
‫فانطلقوا‪ ،‬ف َِج ْئ ُت ف�أخبرَ ْ ُت َّ‬ ‫لو�س‪ُ ،‬ث َّم �إ َّنهم ق ُ‬
‫القوم ُج ٌ‬
‫ُ‬ ‫بي ‪َ s‬ف�إذا‬
‫ال َّن ُّ‬
‫وبي َن ُه‪ ،‬ف�أ ْن َز َل اللـ ُه ﭨ ﮋﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫جاب َبي ِني ْ‬ ‫فذ َه ْب ُت �أَ ْد ُخ ُل ف�أُ ْل ِقي ِ‬
‫احل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﮝ ﮞﮟﮠ ﮡ ﮢﮣﮤ ﮥﮦﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭ‬
‫ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬

‫‪78‬‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﮊ‬

‫ا�س َتنتِ ُج‪:‬‬


‫بي ‪s‬؟‬ ‫ِ‬ ‫ •ما ُح ُك ُم ُد ُخ ِ‬
‫ول ُبيوت ال ّن ّ‬

‫ري�ض ال ّتايل‪:‬‬
‫فيد ال َّت َع َ‬ ‫آيات َ‬
‫الكر َمي ِة َما ُي ُ‬ ‫ • َح ّدد ِم َن ال ِ‬
‫ون َد ْع َو ٍة‪.‬‬
‫أتون ُد َ‬
‫الذين ي� َ‬
‫ني ِ‬ ‫بذم ُ‬
‫الط َف ْيلي َ‬ ‫التعري�ض ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫ ‪.‬ج‬

‫وون‬ ‫يار ِة‪ْ ،‬‬


‫واملد ُع َ‬ ‫ئون َ�ص ِ‬
‫اح َب امل ْنزِ ل بالزِ ّ َ‬ ‫وا�س ِتوا ِئه‪ ،‬ف َُي ِ‬
‫فاج َ‬ ‫عام ْ‬‫الط ِ‬ ‫نون و ْق َت ُن ْ�ض ِج َّ‬
‫حي َ‬‫بالذين ي َت َّ‬
‫َ‬ ‫التعري�ض‬
‫ُ‬ ‫ ‪ .‬د‬
‫عام‪.‬‬
‫الط ِ‬ ‫انتظارا ل ُن ْ�ض ِج َّ‬
‫ً‬ ‫وي ْج ِل َ‬
‫�سون‬ ‫رين َ‬
‫بك َ‬ ‫لون ُم ِ ّ‬
‫الذين َي ْد ُخ َ‬
‫َ‬

‫ناول َ‬
‫الطعام َمعه؟‬ ‫بي ‪ s‬ل َت ِ‬ ‫ِ‬ ‫عند ُد ِ‬
‫خول ُبيوت ال َّن ّ‬ ‫أحكام ِ‬
‫الواج َب َة َ‬ ‫َ‬ ‫ •عدد ال‬

‫ •علل حترمي الزواج بن�ساء النبي ‪ْ s‬بع َد َوفا ِته؟‬

‫الم َّي ِة املعا�صرِ َ ِة؟‬


‫تمعات ال ْإ�س ِ‬
‫ِ‬ ‫املج‬
‫بي ‪ s‬يف ْ‬ ‫ِ‬ ‫ •ما � ْأ�ش ُ‬
‫كال �إيذاء ال ّن ّ‬

‫‪79‬‬
‫عد ْدهم؟‬ ‫بدون ِح ٍ‬
‫جاب‪ِّ .‬‬ ‫ِ‬ ‫للمر� ِأة �أَ ْن َت ْظ َه َر � َ‬
‫أمامهم‬ ‫َ‬
‫أ�صناف َم ْن يجو ُز ْ‬
‫آيات �‬ ‫ •ذكَ ِ‬
‫رت ال ُ‬

‫ •ما ِ ْ‬
‫جاب َعلى املَ ْر� ِأة املُ�س ِل َم ِة؟‬ ‫احلك َم ُة ِم ْن ْ‬
‫فر ِ�ض َّي ِة ِ‬
‫احل ِ‬

‫للم ْر�أَ ِة‪ .‬يف ا َ‬


‫جل ْد َول ال ّتايل‪:‬‬ ‫العم بال ّن ِ‬
‫�سبة َ‬ ‫الفرق بينْ َ كُ ٍ ّل ِم ْن الأخ ْ‬
‫واب ِن ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ •بينّ‬

‫ابن العم‬ ‫الأخ‬

‫زيد َ‬ ‫�أُ ّ‬
‫و�ض ُح‪:‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫بن ْ‬ ‫يعقوب ِ‬ ‫َ‬ ‫عن‬
‫هلل‪�“ :‬أ َتانيِ �آت‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ر�س ُ‬
‫قال ُ‬ ‫الة ِعلى َّ‬
‫الر�سول ‪:s‬‬ ‫ال�ص ِ‬ ‫ • ُ‬
‫ثواب َّ‬
‫فقال‪َ :‬ما ِم ْن ٍ‬
‫عبد‬ ‫ربي َ‬ ‫ِم ْن ّ‬
‫علي ِه بها‬
‫علي َك �صال ًة �إال َ�ص ّلى اللـ ُه ْ‬ ‫ُي�ص ِ ّلي ْ‬
‫ول ا ِ‬‫فقال‪ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫إليه َر ُج ٌل َ‬ ‫َقام � ِ‬
‫ • َم ْعنى كُ لٍّ ِم ْن‪:‬‬
‫هلل‬ ‫َع�شرْ ًا” ف َ‬
‫قال “� ْإن ِ�ش ْئ َت”‪.‬‬
‫لك! َ‬ ‫ف ُدعائي َ‬ ‫ن�ص َ‬ ‫عل ْ‬‫� ْأج ُ‬ ‫هلل َتعاىل َعلى َن ّبي ِه ‪:s‬‬
‫�صالة ا ِ‬
‫ ‪ .‬أ ِ‬
‫َال‪�“ :‬أال � ْأج َع ُل ُثل ِثي ُد َعائي!‪ .‬ق َ‬
‫َال‪ْ �“ :‬إن‬ ‫ق َ‬
‫قال‪:‬‬‫قال‪� :‬أ َال � ْأج َع ُل ُدعا ِئي كُ ّل ُه َ‬‫ِ�شئت”‪َ .‬‬
‫ِ‬ ‫ِ َِ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيا وال ِآخ َرة”‬
‫فيك اللـ ُه َه َّم ُ‬ ‫إذن َي ْك َ‬ ‫“� ْ‬ ‫ ‪.‬ب َ�صالة املَالئكة َعلى ال ّن ِّ‬
‫بي ‪:s‬‬

‫(رواه اجله�ضمي وقال الألباين هذا مر�سل �صحيح الإ�سناد)‬

‫)(‬

‫‪80‬‬
‫أجب‪:‬‬ ‫�أُ ّ‬
‫فكر و� ُ‬
‫ •ما املوا�صفات التي يجب �أن تتوفر يف اجللباب؟‬

‫وبيئات � ْأه ِلها القا ِب َل ِة لل ّت ْغيري‪َ .‬م ِ ّثلْ َلو�سا ِئ َل �أُ ْخرى ِم َن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تمعات‬ ‫اجللباب و�سيل ٌة متغيرّ ٌة َت ْخ َ�ض ُع ل ِ‬
‫أعراف املُ ْج‬ ‫ُ‬ ‫ •‬
‫ال�ش ِع َّي؟‬ ‫املال ِب�س ي َتح َّق ُق ِفيها َ�ضوا ِب ُط َّ‬
‫الزي رَّ ْ‬

‫�أُبينّ ‪:‬‬
‫ني‪َ ،‬و ُو ِك َل � ْأم ُر �سرَ َير ِته �إىل‬ ‫ني الظاهرةَ‪ُ ،‬ع ِ‬
‫وم َل ُمعام َلة ْ‬
‫امل�سلم َ‬ ‫امل�سلم َ‬
‫مال ْ‬ ‫وع ِم َل � ْأع َ‬‫ •� ّإن املُنا ِف َق �إذا ا�ستترَ بنفاقه‪َ ،‬‬
‫ني؟‬ ‫حل ْك ُم فيما َلو َظ َه َر م ْن ُه ما ُي�ؤذي ْ‬
‫امل�سلم َ‬ ‫هلل َتعاىل‪ِ .‬‬
‫ولك ْن ما ا ُ‬ ‫ا ِ‬

‫�أتد ّب ُر‪:‬‬
‫آيات الكرمي ُة؟‬
‫�شارت لها ال ُ‬
‫ْ‬ ‫ال�س ّن ُة الر ّباني ُة التي �أَ‬
‫ •ما ُ‬
‫َّ‬

‫امل�ضا َّدة َلها؟‬ ‫ني‪ ،‬فَما ِ�س ُ‬


‫مات امل�ؤمنني َ‬ ‫ِ‬
‫�سمات املُنافق َ‬ ‫ويف ِم ْن‬
‫والتخ ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫إرجاف‬ ‫ •ال‬

‫‪81‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬
‫ِ‬
‫زوجات‬ ‫عام ٌة َت ْ�ش ُ‬
‫مل‬ ‫وردت ِفيها � ْأح ٌ‬
‫كام َّ‬ ‫ْ‬ ‫بي ‪ s‬كَ ما‬ ‫خا�ص ٌة ْ ِ‬
‫بزوجات ال َّن ّ‬ ‫أحكام ّ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫أحزاب �‬ ‫ِ‬
‫�سورة ال‬ ‫وردت يف‬
‫ْ‬
‫و�ض ْح ِ‬
‫هذه الأحكام‪.‬‬ ‫�ساء امل� ِ‬
‫ؤمنات‪ّ ،‬‬ ‫بي ‪ s‬وال ّن َ‬
‫ال ّن ّ‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬
‫ِ‬
‫الداخل‬ ‫امل�س ِلم و�صيا َن ِته َ‬
‫من‬ ‫تمع ْ‬ ‫لق�ضي ِة بناء املُ ْج ِ‬
‫ّ‬ ‫�ض‬
‫من ال َت َع ُّر ِ‬
‫مدني ٌة َ‬
‫ون �أ ّنه ال َت ْخلو �سور ٌة ّ‬ ‫ُي ِ‬
‫الح ُظ املف�سرّ َ‬
‫در�س َتها �آن ًفا‪.‬‬
‫أحزاب التي ْ‬ ‫ِ‬ ‫الق�ضايا ِم ْن ُ�س ِ‬
‫ورة ال‬ ‫لبع�ض َ‬‫اخلارج‪ ،‬اذكُ ْر �أمث َل ًة ِ‬
‫ِ‬ ‫وح َماي ِته َ‬
‫من‬ ‫ِ‬

‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬
‫فيد َما َيلي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الكرمية ما ُي َ‬ ‫َح ِ ّدد من ال ِ‬
‫آيات‬
‫الد ِ‬
‫خول بها؟‬ ‫زوجها ْقب َل ُّ‬ ‫ • ْ‬
‫حك ُم املر� ِأة ا ّلتي ُيط ّلقها ُ‬

‫وع ِظيم َّ‬


‫ال�س َجايا‪.‬‬ ‫من كَ ر ِمي ال ْأخ ِ‬
‫الق َ‬ ‫عليه ْ‬
‫َوما ُجبِل ْ‬
‫ • ِ�ش ّد ُة حيا ِء النبي ‪s‬‬
‫ّ‬

‫ِ‬
‫واع الأذى‪.‬‬
‫نوع من �أ ْن ِ‬ ‫ •حتر ُمي �أذية ِّ‬
‫النبي ‪ s‬ب� ّأي ٍ‬

‫‪82‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬
‫آخر ِم ْنه‪.‬‬
‫نو ٍع � َ‬
‫عن ْ‬ ‫واج‪ ،‬والآي َة الأخرى ا ّلتي ت ْن ُ‬
‫هاه ْ‬ ‫الز ِ‬
‫خا�صا من ّ‬
‫نو ًعا ًّ‬
‫ْ‬
‫بيح للنبي ‪s‬‬
‫اذكر الآي َة التي ُت ُ‬
‫ُ‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬
‫اذكر خم�سة �أحكام �أ�سا�سية ا�شتملت عليها الآيات (‪ )62 - 49‬من �سورة الأحزاب؟‬

‫‪83‬‬
‫‪3‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫ر�س الثالث‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫الع ْلم‪.‬‬
‫لب ِ‬‫قف عائقًا �أَ َما َم َط ِ‬
‫احلال َي ِج ُب �أنْ ال َي َ‬
‫و�ضيق ِ‬ ‫ُ‬ ‫ •الفق ُْر‬
‫أ�سا�سية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لوم ال‬
‫ْقان ال ُع ِ‬ ‫ال�صحيح يكونُ ب�إت ِ‬
‫ُ‬ ‫الع ِلم ُّي‬
‫أ�سي�س ِ‬
‫ •الت� ُ‬
‫يختار �أنف َعها لدي ِن ِه‪.‬‬
‫َ‬ ‫لوم ال ّتي َحو َله و�أنْ‬ ‫طالب الع ْلم �أنْ َي ْ�س َ‬
‫تفيد ِم َن ال ُع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ • َعلى‬ ‫عي ‪d‬‬
‫اف ُّ‬ ‫لإمامُ ّ‬
‫ال�ش ِ‬ ‫ا ِ‬
‫عليه �أنْ ُي ِبد َع فيه‬
‫بل ِ‬ ‫ُنون ْ‬
‫من الف ِ‬
‫إتقان ف ِ َّن َ‬
‫حدود � ِ‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫ف َ‬ ‫العامل �أنْ ال ِيق َ‬
‫ • َعلى ِ‬
‫اجلديد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إنتاج‬
‫ب� ِ‬
‫اقر�أُ و�أتد ّب ُر‪:‬‬
‫أر�ض‬ ‫ُري ً�شا ف� ّإن َعالمِ َها‪ ،‬يمَلأُ َ‬
‫طبق ال ِ‬ ‫«اللهم ْاه ِد ق ْ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ر�سول ا ِهلل ‪s‬‬
‫َ‬ ‫عن �أبي ُه َر ْي َر َة ‪َّ � d‬أن‬
‫ُروي ْ‬
‫ِع ْل ًما‪.(((»..‬‬
‫وب�ش بعا ٍمل َي ْخرِ ُج ِم ْنها ميلأُ ال َ‬
‫أر�ض ِع ْل ًما‪.‬‬ ‫لقري�ش بالهِ ِ‬
‫داية‪ ،‬رَّ َ‬ ‫ٍ‬ ‫َدعا النبي ‪s‬‬
‫ُّ‬
‫احلديث؟‬
‫ُ‬ ‫ي�ص ُد ُق ِ‬
‫فيه َهذا‬ ‫وم ْن ِم ْن ُعلما ِء ْ‬
‫قري ٍ�ش ْ‬ ‫وما َمناقُب ُه ِ‬
‫وخ�صا ُله؟ َ‬ ‫ُترى َم ْن هو؟ َ‬
‫افعي‪.‬‬
‫ال�ش ُّ‬
‫إمام َّ‬ ‫ِ‬
‫احلديث هو ال ُ‬ ‫كثري ِم َن ُ‬
‫العلما ِء �إىل � َّأن املق�صو َد بهذا‬ ‫ذهب ٌ‬‫َ‬
‫ن�سبه‪:‬‬
‫بن املُ َّط ِل ِب‬ ‫بن ِ‬
‫ها�شم ِ‬ ‫عب ِد َي َ‬
‫زيد ِ‬ ‫بن ُع ْبي ِد ِ‬
‫بن ْ‬ ‫ال�سائب ِ‬ ‫بن َ�شا ِف ِع ِ‬
‫بن َّ‬ ‫مان ِ‬
‫بن ُع ْث َ‬ ‫العب ِ‬
‫ا�س ِ‬ ‫بن َّ‬
‫بن �إ ْدري�س ِ‬
‫حممد ُ‬
‫ُه َو ُ‬
‫عب ِد َمناف‪.‬‬
‫بن ْ‬
‫ِ‬
‫خرج �إىل غزة وع�سقالن بح ًثا عن الرزق غري �أنه‬
‫كان ق َْد َ‬
‫حيث � ّإن �أباه َ‬ ‫ُو ِل َد ال�شَّ ا ِف ِع ُّي يف ّ‬
‫غزة (�سن َة ‪ 150‬هــ)‪ُ ،‬‬
‫مات بعد والدة ولده حممد بزمن ق�صري‪ ،‬فانتظرت �أم اليتيم حتى بلغ عامني من عمره وعادت به �إىل مكة‪.‬‬
‫بي ‪ s‬فال ي�ضيع ن�سبه‪.‬‬ ‫بعم َ ِ‬ ‫جاعه �إىل َّ‬
‫مك َة ل ُت ْل ِح َق ُه ُ‬ ‫ر�ص ْت � ُّأم ُه على � ْإر ِ‬
‫ومته قَرابة ال َّن ِّ‬ ‫َح َ‬
‫بي ‪.s‬‬ ‫أين ي ْلتقي ن�سب ُه ب َن ِ‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ • َت َّ‬
‫�سب ال ّن ّ‬ ‫افع ّي وبينّ ْ � َ‬ ‫ن�سب ّ‬
‫�ص َ‬‫فح ْ‬

‫((( رواه ابن �أبي عا�صم يف ال�سنة ‪.35/4‬‬


‫قال البهيقي �إذا �ضمت طرق هذا احلديث بع�ضها �إىل يع�ض �أفاد قوة وعرف �أن للحديث �أ�صالً‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪ :‬وهو كما قال‪( .‬انظر تعايل التا�سي�س مبعايل ابن �إدري�س البن حجر الع�سقالين �ص ‪.83‬‬

‫‪85‬‬
‫َن ْ�شَ�أ ُته‪:‬‬
‫افعي اقر�أْ الرِ ّ واي َة ال َّتا ِل َي َة‪:‬‬
‫ال�ش ِّ‬ ‫مالم ِح ُطفو َل ِة ال ِ‬
‫إمام َّ‬ ‫ف َعلى � َأه ِ ّم ِ‬
‫تتع َّر َ‬
‫ح ّتى َ‬
‫ر�ض َي‬‫قد ِ‬ ‫وكان املُع ِّل ُم ْ‬ ‫يكن َلها َم ٌ‬
‫ال‪،‬‬ ‫حجرِ � ِ ّأمي‪ ،‬ف ََحمل ْتني �إىل ُم َع ِ ّلم ال ُقر� ِآن‪ ،‬وملْ ُ‬ ‫تيما فيِ‬ ‫افعي‪« :‬كُ ُ‬
‫نت َي ً‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال�ش ُّ‬ ‫قال ّ‬
‫كنت �أُ ُ‬
‫�صيب ِم َن‬ ‫الر ْمي َح ّتى ُ‬
‫من َّ‬
‫لت َ‬ ‫الع ْل ِم‪َ ،‬ف ِن ُ‬
‫وطلب ِ‬‫الر ْم ِي َ‬ ‫وكانت ُن ْهم ِتي يف َ�ش ْيئنيِ ‪ :‬يف َّ‬
‫ْ‬ ‫ِم ّني � ْأن � ْأخ ُل َفه �إذا َ‬
‫قام‪،‬‬
‫امل�س�أل َة‪،‬‬ ‫لماء ف� ْأح ُ‬ ‫ختم ُته َدخ ْل ُت امل�س ِج َد‪ُ ،‬‬ ‫الع�شرْ َ ِة ع�شرْ ةً‪ ،‬و َتع ّل ُ‬
‫احلديث �أو ْ‬‫َ‬ ‫فظ‬ ‫الع َ‬
‫ال�س َ‬
‫فك ْن ُت � َأج ُ‬ ‫ْ‬ ‫فلما ْ‬ ‫مت ال ُقر� َآن‪ّ ،‬‬ ‫َ‬
‫وخر ْج ُت ِم ْن َّ‬
‫الب ِ‬
‫ادية �أتع َّل ُم‬ ‫مك َة و َلزِ ْم ُت ُه َذ ْي ً‬
‫ال يف َ‬ ‫طرح ُته يف َج َّر ٍة عظيم ٍة‪َ َ ،‬‬
‫الع ْظ ِم َف�إذا كَ ثرُ َ ْ‬ ‫وكنت �أكْ ُ‬
‫تب يف َ‬ ‫ُ‬
‫العرب»‪.‬‬ ‫�صح َ‬ ‫وكانت �أ ْف َ‬
‫ْ‬ ‫العربي َة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كالمها‪ ،‬و� ُ‬
‫آخذ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ناق�ش‪:‬‬ ‫�أُ‬
‫أ�سئلة ال َّتا ِل َي ِة‪:‬‬
‫أجب َع ْن ال ِ‬
‫البية � ْ‬
‫الط ّ‬‫الل مجَ ْ موع ِتك ُّ‬
‫ِم ْن ِخ ِ‬
‫�شد ِة َف ْقرِ ه وفا َق ِته؟‬ ‫لب ِ‬
‫الع ْل ِم‪َ ،‬مع ّ‬ ‫افعي َ‬
‫لط ِ‬ ‫ال�ش ُّ‬ ‫الدوافع ا ّلتي دف ْ‬
‫َعت ّ‬ ‫ُ‬ ‫ • َما‬

‫اعتمدها‬
‫َ‬ ‫لوم الّتي َتع َّل َمها وامل�صادر التي‬
‫الع ِ‬
‫واع ُ‬ ‫ذلك ِ‬
‫ببيان �أ ْن ِ‬ ‫افعي ت ْ�أ ً‬
‫�سي�سا ِع ْل ِم ًّيا ممُ َّي ًزا‪َ ،‬و ِّ�ض ْح َ‬ ‫�س ِ ّ‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫ •ت� ّأ�س َ‬
‫لتل ِّقي ِ‬
‫الع ْلم‪.‬‬

‫رحل ُت ُه العِ ْلم ّي ُة‪:‬‬


‫َ‬
‫الحظ‬ ‫لم ح ّتى‬ ‫مك َة املُ َك َّر َم َة وي� ُأخ ُذ عنهم ِ‬
‫الع َ‬ ‫ني وال ُف َقهاء يف َّ‬
‫العلما ِء ِم ْن املُ َح ِّدث َ‬
‫افعي يرت َّد ُد َعلى ُ‬ ‫َّ‬
‫ال�ش ُّ‬
‫إمام ّ‬
‫ظل ال ُ‬
‫بن خالد((( «يا �أبا عبداهلل �أفت النا�س �آن لك واهلل �أن تفتي»(((‪،‬‬ ‫فقال َله ُم ْ�س ُ‬
‫لم ُ‬ ‫وحب ُه ِ‬
‫للع ْلم‪َ ،‬‬ ‫وذكاء ُه َّ‬
‫َ‬ ‫لماء ُنبوغَ ُه‬
‫الع ُ‬‫ُ‬
‫�س ع�شرْ َ َة �س َنة‪.‬‬
‫خم َ‬
‫ابن ْ‬
‫يومها ُ‬
‫وهو َ‬
‫ذاع ِ�ص ُ‬
‫يت‬ ‫قد َ‬‫يومها ْ‬
‫وكان َ‬ ‫�رشين ِم ْن ُع ُمرِ ه‪،‬‬
‫الع َ‬ ‫العلم يف ّ‬
‫مك َة ويرت َّدد َعلى ُعلما ِئها ح ّتى ب َل َغ ِ‬ ‫لب َ‬ ‫افعي ْ‬
‫يط ُ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ال�ش ُّ‬
‫ظل ّ‬

‫((( هو م�سلم بن خالد الزبخي �شيخ ال�شافعي ومفتي مكة‪.‬‬


‫((( تاريخ بغداد ‪.64/2‬‬

‫‪86‬‬
‫وي�أُ ُخ ُذ‬ ‫إمام ٍ‬
‫مالك َ‬ ‫الزم ال َ‬ ‫املنو ِ‬
‫رة ُلي َ‬ ‫يرح َل �إىل املَ ِ‬
‫دينة َّ‬ ‫ال�شافعي � ْأن َ‬
‫ُّ‬ ‫مالك وانت�شرَ ِع ْل ُمه يف ال ْأم�صارِ ‪َ ،‬‬
‫فعز َم‬ ‫إمام ٍ‬ ‫ال ِ‬
‫ِ‬
‫الع ْل َم ع ْن ُه‪.‬‬

‫رحل ُت ُه �إلى املدي َن ِة‪:‬‬


‫وط�أِ ِم ْن َر ُج ٍل َمب ّك َة‬
‫كتاب املُ ّ‬
‫َ‬ ‫فا�س َتع ْر ُت‬
‫إليه (�أي �إىل الإمام مالك)‪ْ ،‬‬ ‫افعي‪ ...« :‬فوقَع يف َق ْلبي � ْأن �أَذ َ‬
‫ْهب � ِ‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫َ‬
‫قال ّ‬
‫أن�س‪ ،‬وق َِد ْم ُت‬
‫وبه تو�صي ٌة �إىل ما ِلك بن � ٍ‬
‫املدينة‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫كتابا �إىل َوايل‬
‫أخذت م ْنه ً‬ ‫دخ ْل ُت َعلى َواليِ َّ‬
‫مك َة‪ ،‬ف� ُ‬ ‫فح ِف ْظ ُته‪ُ .‬ث َّم َ‬
‫َ‬
‫اب‪.»... ،‬‬ ‫املَدين َة‪ ،‬و�أب َل ْغ ُت ِ‬
‫الك َت َ‬
‫ال�شافعي ِللقا ِء ال ِ‬
‫إمام َم ِ‬
‫الك‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫املدينة‬ ‫ف ََ�ص ِح َب وايل‬
‫ا�سم َك؟‪.‬‬ ‫وكان ملَا ِل ٍك ِفرا�س ٌة ‪َ -‬‬
‫فقال يل‪ :‬ما ُ‬ ‫َ‬ ‫يل �ساع ًة ‪-‬‬ ‫مالك كَ ِ‬
‫المي َن َظ َر �إ َّ‬ ‫افعي‪ :‬فلما َ�س ِم َع ٌ‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫َ‬
‫قال ّ‬
‫قلت‪ :‬محُ مد‪.‬‬
‫ُ‬
‫ال�ش�أْن‪.‬‬
‫لك �ش� ٌأن ِم َن َّ‬
‫كون َ‬ ‫واج َت ِن ِب املَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف�س َي ُ‬
‫عا�صي َ‬ ‫حممد‪ ،‬ا َّت ِق اهلل ْ‬
‫قال يا ُ‬
‫فقلت‪َ :‬نعم وكَ َ‬
‫رامة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ع�ص ِية‪.‬‬
‫ورا فَال تطفئه باملَ ِ‬ ‫قد �أَلقى َعلى ق ْلب َ‬
‫ِك ُن ً‬ ‫َ‬
‫فقال‪َّ � :‬إن اهلل َتعاىل ْ‬
‫لك ّ‬
‫املوط�أ‪.‬‬ ‫مبن يقر�أُ َ‬
‫غدا تجَ يء ْ‬ ‫ثم َ‬
‫قال‪ً :‬‬ ‫َّ‬
‫اليم ِن‪.‬‬
‫ال�شافعي �إىل َ‬ ‫إمام َم ٍ‬
‫الك ح ّتى وفاته عام (‪ 179‬هــ) وبعدها َخرج‬ ‫عي ُمالزِ ًما لل ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫بقي ال�شَّ اف ُّ‬
‫َ‬
‫عاون َمع ُزمال ِئ َك � ْ‬
‫أجب َع ّما َيلي‪:‬‬ ‫ال�س ِ‬
‫ابقة وبال َّت ِ‬ ‫ِ‬
‫احلكاية َّ‬ ‫ِم ْن ِخ ِ‬
‫الل‬

‫ا�ستخرج‪:‬‬
‫ُ‬
‫تيب للقا ِء ال ِ‬
‫إمام َمالك‪.‬‬ ‫والت ِ‬ ‫بح ْ�س ِن ال ْإع ِ‬
‫داد َرّ ْ‬ ‫ال�ش ِ‬
‫افع ّي ُ‬ ‫إمام َّ‬ ‫ا�ستخرج َما َي ُد ُّل َعلى ِع ِ‬
‫ناية ال ِ‬ ‫ْ‬ ‫ •‬

‫‪87‬‬
‫طالب ِ‬
‫الع ِلم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫�صيل‬ ‫ال�شافعي بترَ ْ ِك املعا�صي‪ ،‬ا�س َتن ْت ِتج اثنني من �آثارِ املَ ْع ِ‬
‫�صية َعلى ْحت ِ‬ ‫إمام ٌ‬ ‫ • َّ‬
‫مالك ّ ََّ‬ ‫و�صى ال ُ‬

‫رحلته �إلى العراق‪:‬‬


‫إمام �أبي َحنيف َة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫تلميذ ال ِ‬ ‫ال�ش ْيباين‬ ‫بن ا َ‬
‫حل َ�س ِن ّ‬ ‫ِ‬
‫مبحمد ِ‬ ‫راق فبقي فيها َ�سنتينْ ‪ ،‬التقى‬ ‫اليمن �إىل ِ‬
‫الع ِ‬ ‫ال�شافعي من ِ‬ ‫رحل‬
‫ّ‬
‫رج َع �إىل ّ‬
‫إمام �أبي حنيفة‪ُ ،‬ث َّم َ‬
‫من ف ْقه ال ِ‬ ‫ِ‬
‫واال�ستفادة ْ‬ ‫�ص َعلى ال ْأخ ِذ ِع ْن ُه‪،‬‬
‫يحرِ ُ‬
‫افعي ْ‬ ‫ف�أكْ ثرَ مجُ َ ا َل�س َت ُه‪،‬‬
‫مك َة‬ ‫ال�ش ٌُّ‬
‫وكان ّ‬
‫َ‬
‫الب ِ‬
‫الع ْل ِم‬ ‫فاجتمع �إليه ُط ُ‬
‫َ‬ ‫وعال ِ�صي ُته‪،‬‬ ‫ا�ش َت َه َر ِع ُ‬
‫لمه َ‬ ‫وكان قد ْ‬
‫َ‬ ‫راق‬ ‫رجع �إىل ِ‬
‫الع ِ‬ ‫ثم َ‬‫النا�س‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫مد ًة ُي ِع ِ ّل ُم‬
‫أقام بها ّ‬
‫ف� َ‬
‫احلجة‪.‬‬
‫كتاب َّ‬
‫َ‬ ‫ف فيه‬‫�س مذْ َهبه ال َقدمي و�ص َّن َ‬‫لل ّت ِ ّلقي ِع ْن ُه‪ ،‬و�أ�سَّ َ‬
‫انته ْت رئا�س ُة‬
‫ارود‪َ ...« :‬‬ ‫بن �أبي ا َ‬
‫جل ُ‬ ‫ِ‬
‫الوليد ُ‬ ‫والع ْل ِم ّي‪ِ ،‬ق َ‬
‫ال � ُأبو‬ ‫الف ْقهي ِ‬ ‫ائه ِ‬
‫ال�شافعي �أكْ ُرب الأثرِ يف ب َن ِ‬
‫ِ‬ ‫لرح ِلة‬ ‫لقد ِ‬
‫كان ْ‬ ‫ْ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫بالعراق �إىل �أبي‬ ‫وانتهت رِ ئا�س ُة ِ‬
‫الفقه‬ ‫عي والزمه و� َ‬
‫أخذ ع ْن ُه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باملدينة �إىل َم ِ‬ ‫الف ْق ِه‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫بن �أ َن�س‪َ ،‬رحل �إليه ال�شَّ اف ُّ‬ ‫الك ِ‬
‫الر�أْ ِي‬
‫أهل َّ‬ ‫مع ل ُه ِع ُ‬
‫لم � ِ‬ ‫فاج َت َ‬ ‫وقد َ�س َّم َع ُه ِ‬
‫عليه‪ْ ،‬‬ ‫لي�س ِفيها ٌ‬
‫�شيء � اّإل ْ‬ ‫ال َ‬‫احل�سن ِح ْم ً‬
‫بن َ‬ ‫�صاح ِبه حممد ِ‬
‫أخذ َع ْن ِ‬
‫حنيف َة‪ ،‬ف� َ‬
‫وا�ش ُتهِ ر‬ ‫وافق واملُ َخ ُ‬
‫الف ْ‬ ‫ْعن ل ُه املُ ُ‬
‫واع َد و�أذ َ‬ ‫ذلك ح ّتى � َّأ�ص َل الأُ َ‬
‫�صول‪ ،‬وق َّع َد ال َق ِ‬ ‫ف يف َ‬
‫�رص َ‬ ‫حل ِ‬
‫ديث‪ ،‬ف َت َّ‬ ‫أهل ا َ‬ ‫ِ‬
‫وع ْل ُم � ِ‬
‫ار»‪.‬‬
‫�صار م ْن ُه ما َ�ص َ‬
‫ره‪ ،‬ح ّتى َ‬
‫وارتفع ق َْد ُ‬
‫َ‬ ‫وعال ِذكْ ُره‪،‬‬
‫أمره َ‬
‫� ُ‬
‫مع ُز َمال ِئ َك �أَ ِج ْب َع ّما يلي‪:‬‬
‫عاو ِن َ‬ ‫كاية ال�سَّ ِ‬
‫ابقة وبال َّت ُ‬ ‫احل ِ‬‫الل ِ‬
‫ِم ْن ِخ ِ‬

‫�أُح ِّل ُل‪:‬‬


‫مع ف ْق ِه‬
‫عي َ‬ ‫ِ‬ ‫تعام َل ال ُ‬
‫إمام ال�شَّ اف ُّ‬ ‫يف َ‬ ‫ِ‬
‫احلديث‪ ،‬كَ َ‬ ‫مبدر�س ِة‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫املدينة‬ ‫ِ‬
‫مبدر�سة الرَّ� ِأي‪ ،‬وفق ُه‬ ‫ِ‬
‫العراق‬ ‫ • ُعرِ ِف ِفق ُه‬
‫املد َر َ�ستَينْ ِ ؟‬
‫ْ‬

‫‪88‬‬
‫�أُ ّ‬
‫و�ض ُح‪:‬‬
‫و�ض ْح هذه‬ ‫االج ِت ِ‬
‫هاد‪ّ ،‬‬ ‫لتع�ص ِبه َله و َت ْر ِك ْ‬ ‫�سببـًا‬ ‫إمام م ِا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ •ملْ ُ‬
‫ُّ‬ ‫لك ومالزم ُت ُه ل ُه َ‬ ‫عي لل ِ‬
‫إمام ال�شَّ اف ِّ‬
‫يكن ُح ُّب ال ِ‬
‫بارة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الع َ‬

‫رحلته �إلى م�صر‪:‬‬


‫عظم كُ ُتبِه‬ ‫حيث ا�ست َق َّر ِفيها‪ ،‬وك َت َب ّ‬
‫فيها ُم َ‬ ‫ٌ‬ ‫ال�شافعي �إىل م�رص ف�أ�س�س مذهبه اجلديد‬
‫ّ‬ ‫ويف عام (‪ 199‬هــ) رحل‬
‫انيف ِه ومنها كتاب الر�سالة �إىل � ْأن تو َف ُّاه اللـ ُه تعاىل‪.‬‬
‫وت�ص ِ‬
‫َ‬
‫ال�شافعي؟‬
‫ّ‬ ‫ •ما املق�صود باملذهب القدمي واجلديد عند‬

‫وتعليمه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫لب الع ْل ِم‬
‫منهجه و�آدا ُبه يف َط ِ‬
‫ُ‬
‫لب الع ْل ِم‪.‬‬ ‫ب�شي ٍء ْبع َد �أدا ِء ال َف ِ‬
‫رائ�ض أ� ْف َ�ض َل ِم ْن َط ِ‬ ‫قر َب �إىل ا ِ‬
‫هلل َ‬ ‫افعي‪ :‬ما ُت ِّ‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫ • َ‬
‫قال َّ‬
‫�ضب ِمن ال َّت َع ُّل ِم‬
‫جل ِاه ُل ي ْغ ُ‬
‫ويتع ّل ُم َما ال َيعلم‪ ،‬وا َ‬
‫لم‪َ ،‬‬‫ِت ما َي ْع ُ‬
‫لم‪ُ ،‬في ْثب ُ‬ ‫عما ِي ْع َل ُم َّ‬
‫وعما ال ِي ْع ُ‬ ‫ • َ‬
‫وقال‪ :‬العالمِ ُ َي ْ�س� ُأل ّ‬
‫ف ِم َن ال َّت ِ‬
‫عليم‪.‬‬ ‫وي�أ َن ُ‬
‫احلديث عن ال ّنبي ‪ s‬فقو ُلوا‬
‫ُ‬ ‫عندكم‬ ‫باحلديث ِم ّني‪ ،‬ف�إذا َّ‬
‫�صح َ‬ ‫ِ‬ ‫بن ح ْنبل ‪� :‬أن ُتم � ُ‬
‫أعلم‬ ‫أحمد ِ‬ ‫ِ‬
‫لتلميذه � َ‬ ‫ • َ‬
‫وقال‬
‫(((‬

‫أخذ ِبه‪.‬‬
‫لنا ن� ُ‬
‫لث ِ‬
‫الع ْل ِم‪،‬‬ ‫�ضيعوا ُث َ‬ ‫ُ‬
‫ويقول‪َّ :‬‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ف ( يتح�رس) على ما َ�ض َّي َع امل�سلمون من ِّ‬
‫الط ِّ‬ ‫له ُ‬
‫ال�شافعي َي َت َّ‬ ‫كان‬ ‫ • َ‬
‫قال َح ْرمل ُة‪َ :‬‬
‫َّ‬
‫�صارى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اليهود وال َّن َ‬ ‫َو َوكَّ ُ‬
‫لوه �إىل‬
‫لم‬
‫ال�شافعي‪ :‬ما � ْأع ُ‬ ‫فقال‬ ‫بع�ض طلاّ ِب ِ‬
‫الع ْل ِم‪َ :‬‬ ‫أدب ِ‬ ‫وء � ِ‬‫ال�شافعي ُ�س ُ‬ ‫�سليمان(((‪�ُ :‬ش ِك َي �إىل‬
‫َ‬ ‫بن‬‫الربيع ُ‬
‫ُ‬ ‫ • َ‬
‫وقال‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ملت‬
‫ا�ستع ُ‬‫أ�ستفيده � اّإل ْ‬
‫ُ‬ ‫النحوِ � ْأو غ ِري ذ ِل َك ِم َن ال ْأ�شياء‪ ،‬ممِ َا ُ‬
‫كنت �‬ ‫حل ِ‬
‫ديث �أو ْ‬ ‫من ال ُقر� ِآن � ْأو ا َ‬
‫�أنيّ � َأخذْ ُت �شي ًئا َ‬

‫ال�شافعي و�صاحب املذهب احلنبلي‪.‬‬


‫ّ‬ ‫((( �أحمد بن حنبل ال�شيباين‪ ،‬ولد �سنة ‪ 164‬هـ وتويف ‪ 242‬هـ �أحد طالب الإمام‬
‫ال�شافعي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ال�شافعي يف م�رص والذي اعتنى بن�رش كتب‬
‫ّ‬ ‫((( الربيع بن �سليمان �أحد �أميز طالب‬

‫‪89‬‬
‫الك ما ر� ْأي ُت ِم ْن ِه ْيب ِته و� ْإجال ِل ِه‬
‫من َط ْبعي �إىل � ْأن ق َِد ْم ُت املدين َة‪ ،‬فر� ْأي ُت ِم ْن َم ٍ‬ ‫وكان َ‬
‫ذلك ْ‬ ‫َ‬ ‫أدب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فيه ال َ‬
‫هيب ًة له لئلاّ َي ْ�س َ‬
‫مع‬ ‫ت�ص ُّفحـًا رقيقًا ْ‬
‫فح الورق َة َ‬ ‫أكون يف ْجم ِ‬
‫ل�سه ف� ْأ�ص ُ‬ ‫كنت � ُ‬ ‫الع ْل َم‪ ،‬فاز َد ْد ُت ِم ْن َ‬
‫ذلك‪ ،‬ح ّتى ُر َمّبا ُ‬ ‫ِ‬
‫َو ْق َعها‪.‬‬
‫ود ْد ُت ْلو � ّأن ا َ‬
‫خل ْل َق تع ّل ُم ُ‬
‫وه‬ ‫مري�ض َو َذكَ ر ما َج َم َع ِم َن ُ‬
‫الك ُت ِب‪ِ :‬‬ ‫وهو‬ ‫ُ‬
‫يقول ُ‬ ‫افعي‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ال�ش َّ‬
‫مع ُت ّ‬ ‫الربيع‪�َ :‬س ْ‬ ‫ُ‬ ‫وقال‬
‫(((‬
‫يل ِم ْن ُه َ�ش ْي ٌء‪.‬‬
‫وال ُي ْن َ�س ُب �إ َّ‬

‫الإلتزام بالن�ص ال�شرعي‪:‬‬


‫يوجد‬ ‫هذه ُ‬
‫الك ُت َب ولمَ ْ � ُآل ِفيها (�أي مل �أق�رص فيها) وال ُب ّد �أن‬ ‫لقد �أ َّل ْف ُت ِ‬ ‫افعي ُ‬
‫يقول‪ْ :‬‬ ‫الب َو ْي ِط َّي َ�س ُ‬
‫َ‬ ‫ال�ش َّ‬
‫معت َّ‬ ‫قال ُ‬
‫(((‬

‫يقول (عن القر�آن)‪ :‬ﮋﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮊ‪ ،‬فما‬ ‫اهلل ﭨ ُ‬‫فيها اخلط�أُ‪ ،‬ل َّأن َ‬

‫رجع َت عن ُه‪.‬‬
‫فقد ْ‬
‫الكتاب وال�س َّن َة ْ‬
‫َ‬ ‫يخالف‬
‫ُ‬ ‫وجدتمُ يف كُ ُتبي هذه ّمما‬

‫يوما يف م�س�أل ٍة ثم افرت ْقنا‪ ،‬و َل ِق َيني ف�أَخذ بيدي‪ّ ،‬‬


‫ثم‬ ‫ال�شافعي‪ ،‬ناظر ُته ً‬
‫ِّ‬ ‫أيت � َ‬
‫أعقل من‬ ‫يو�سف ال�صديفُّ‪ :‬ما ر� ُ‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫نكون �إخوا ًنا و� ْإن مل ن َّتفق‪.‬‬
‫َ‬ ‫ي�ستقيم �أن‬
‫ُ‬ ‫قال‪ :‬يا �أبا مو�سى �أال‬

‫�أُحدِّ ُد‪:‬‬
‫ليمه؟‬ ‫طلب ِ‬
‫الع ْل ِم و َت ْع ِ‬ ‫افعي يف ِ‬
‫ال�ش ِ‬ ‫حدد َمع ُزمال ِئ َك م ْن َ‬
‫هج َّ‬ ‫ • ِم ْن ِخ ِ‬
‫الل ما َ�س َب َق‪ِّ ،‬‬
‫‪1.1‬تف�ضيل طلب العلم على �سائر النوافل‪.‬‬
‫‪2.2‬‬
‫‪3.3‬‬
‫‪4.4‬‬

‫افعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مناقب ّ‬
‫ال�ش‬ ‫ِ‬ ‫أهم‬
‫� ُّ‬
‫من � ْأ�ش َهرِ � ِ‬ ‫ٍ‬ ‫و�ص ٍ‬
‫فات قاد ْت ُه ُّ ِ‬ ‫عي َمبنا ِق َب ِ‬ ‫ِ‬
‫تطاع‬
‫وا�س َ‬
‫الم‪ْ ،‬‬
‫أئمة ال ْإ�س ِ‬ ‫واحد ْ‬ ‫للتميزِ الع ْل ِّ‬
‫مي والبرُ وزِ كَ‬ ‫إمام ال�شَّ اف ُّ‬
‫متي َز ال ُ‬
‫لقد ّ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫املناقب‪:‬‬ ‫ومن هذه‬‫الم ّي ِة‪ِ ،‬‬
‫لوم ال ْإ�س ِ‬
‫الع ِ‬ ‫ِ‬
‫اجلديد �إىل ُ‬ ‫وقدر َته على � ِ‬
‫إ�ضافة‬ ‫إبداع ُه ْ‬
‫أظهرت � َ‬
‫ْ‬ ‫مي ٍة �‬ ‫ٍ‬
‫إجنازات ِع ْل ّ‬ ‫ْحت َ‬
‫قيق �‬

‫ال�شافعي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫((( انظر كتاب معرفة ال�سنن والآثار للإمام البهيقي فقد جمع فيه �أقوال‬
‫ال�شافعي‪ ،‬تويف يف بغداد ‪ 232‬هـ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫((( هو �أبو يعقوب يو�سف البويطي �أحد �أبرز طالب الإمام‬

‫‪90‬‬
‫ول الفِ ْق ِه‪:‬‬
‫أ�ص ِ‬
‫علم � ُ‬
‫أ�سي�س ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ .1‬ت�‬
‫راج‬ ‫عين ٍة ْ‬
‫ال�س ِت ْخ ِ‬ ‫و�ضوا ِب َط ُم َّ‬ ‫الل ق ِ‬
‫َواع َد َ‬ ‫عي َة ِم ْن ِخ ِ‬
‫ال�ش َّ‬
‫�صو�ص رَّ ْ‬
‫َ‬ ‫ون ال ُّن‬
‫يتدار�س َ‬
‫ُ‬ ‫ال�شافعي‬
‫ِّ‬ ‫الفقهاء ْقب َل ال ِ‬
‫إمام‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫َ‬
‫فح ْ�سب‪ ،‬بلْ‬ ‫ال�ش ِع ِية‪َ ،‬‬ ‫أحكام َرّ ْ‬
‫ِ‬ ‫راج ال‬ ‫واع ِد يف ْ‬
‫ا�ستخ ِ‬ ‫هذه ال َق ِ‬ ‫فلم ِي ْك َت ِف ب� ِ‬
‫إعمال ِ‬ ‫عي ْ‬ ‫ِ‬ ‫هي ِة‪َ ،‬‬
‫فجاء ال�شَّ اف ُّ‬ ‫الف ْق ّ‬‫أحكام ِ‬
‫ِ‬ ‫ال‬
‫وي ْع َم َل ب أ� ْقواها ويترْ ُ َك‬‫وي� ِّؤط َرها يف �إطارٍ ِع ِلم ٍّي متنا�سقٍ ‪َ ،‬‬
‫ال�ضوا ِب َط‪ُ ،‬‬ ‫در َ�س هذه َ‬
‫وي ُ‬ ‫ِ‬
‫القواع َد َ‬ ‫نظ َم هذه‬ ‫َح َ‬
‫اول �أن ُي ِّ‬
‫كتاب‬ ‫فكتب ل ُه‬ ‫ٍ‬
‫كتاب‪،‬‬ ‫يك ُت َب ِذ َ‬
‫لك يف‬ ‫مه ِدي((( �أن ْ‬
‫بن ْ‬
‫حمن ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ا�ش ُتهِ َر يف َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫عبد ّ‬
‫طلب م ْنه ُ‬ ‫ذلك َ‬ ‫فلما ْ‬
‫َ�ضعي َفها‪ّ ،‬‬
‫كع ْل ٍم ُم ْ�س َت ِقلٍّ ‪.‬‬
‫أخرج ُه ِ‬
‫الف ْق ِه‪ ،‬و� َ‬
‫أ�صول ِ‬ ‫وو�ضع بها � ّأو َل لب َن ٍة ِم ْن َل ِب َن ِ‬
‫ات ِع ْل ِم � ِ‬ ‫الر ِ‬
‫�سالة َ‬ ‫ِّ‬
‫نا�صح‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ف�صيح‬
‫ٍ‬ ‫عاقل‬
‫رج ٍل ٍ‬
‫كالم ُ‬ ‫افعي �أذه َل ْتني‪ ،‬أ‬
‫لنيّ ر� ْأي ُت َ‬ ‫لل�ش ّ‬ ‫ظر ُت يف الرِ ّ ِ‬
‫�سالة ّ‬ ‫بن َم ْهدي‪ :‬ملا َن ْ‬
‫حمن ُ‬
‫الر ُ‬ ‫عبد ّ‬‫قال ُ‬ ‫َ‬
‫ف�إين لأُكثرِ ُ ّ‬
‫الد َعاء َله‪.‬‬
‫ُ‬
‫الوا�سعة‬ ‫ُ‬
‫معارف ُه‬ ‫‪.2‬‬
‫ون َع ْلي ِه‪،‬‬ ‫جيئون � ِ‬
‫إليه َفي ْعرِ ُ�ض َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫احلديث و ُنقا َد ُه َي‬ ‫حاب‬
‫عي‪ ،‬ف� َّإن � ْأ�ص َ‬ ‫مثل ّ ِ‬
‫ال�شاف َّ‬ ‫حل َكم َ‬
‫قال‪ :‬ما َر� ْأينا َ‬ ‫ابن ِ‬
‫عبد ا َ‬ ‫وعن ِ‬
‫بون‪،‬‬
‫عج َ‬‫وهم ي َت َّ‬
‫ون ِ‬ ‫احلديث ملْ َي ِقفوا َع ْليها‪ ،‬في ُق ُ‬
‫وم َ‬ ‫ِ‬ ‫�ض ِم ْن َن ْق ِل‬ ‫فر َمّبا � َأع َّل ن ْق َد ال ُّن َّق ِاد م ْن ُهم‪ ،‬وو َق َف ُهم َعلى غَ ِ‬
‫وام َ‬ ‫ُ‬
‫أ�صحاب‬
‫ُ‬ ‫ويجي�ؤه �‬ ‫والد َر َاي ِة‪َ ،‬‬ ‫ون له ِ‬
‫باحلذْ ِق ّ‬ ‫وه ٍم ُمذْ ِع ُن َ‬
‫ون � اّإل ُ‬
‫وم َ‬ ‫فون واملُوا ِف ُق َ‬
‫ون فَال ي ُق ُ‬ ‫الف ْق ِه املُ َخا ِل َ‬
‫حاب ِ‬ ‫وي�أْ ِ‬
‫تيه � ْأ�ص ُ‬ ‫َ‬
‫من ِ�ش ْعرِ ُه ٍ‬
‫ذيل ب� ْإع َرا ِبها وغريبها‬ ‫بيت ْ‬‫آف ٍ‬‫كان َي ْح َف ُظ َع�شرْ َة ال ِ‬
‫ولقد َ‬ ‫ْ‬ ‫ؤون عليه ِ ّ‬
‫ال�ش ْع َر فيف�سرّ ُ ُه‪،‬‬ ‫ال ِ‬
‫أدب في ْقر� َ‬
‫إخال�ص‬
‫ُ‬ ‫وم ُ‬
‫الك � ْأمرِ ه �‬ ‫و�ص ّح ُة ِذ ْه ٍن‪َ ،‬‬
‫وفور َع ْق ٍل ِ‬
‫ُ‬ ‫�شي ِ‬
‫ئان‪:‬‬ ‫وكان ُيعي ُن ُه ْ‬
‫َ‬ ‫اريخ‪،‬‬
‫ا�س لل ّت ِ‬ ‫وكان ِم ْن � ْأ�ض ِ‬
‫بط ال َّن ِ‬ ‫َ‬ ‫ومعانيها‪،‬‬
‫َ‬
‫مل ِ‬
‫هلل‪.‬‬ ‫الع ِ‬
‫َ‬

‫�ص على العِ بادةِ ‪:‬‬


‫واحلر ُ‬
‫ْ‬ ‫الد ْنيا‬
‫‪ .3‬زهدُ ه يف ُّ‬
‫قوت �س َن ٍة‪ ،‬وجمل�س من‬
‫لك ُ‬ ‫(يعني ِم�صرْ َ) ُ‬
‫فليكن َ‬ ‫ت�س ُك َن ِ‬
‫البلد ْ‬ ‫بن عبد ا َ‬ ‫عبد ِ‬ ‫َ‬
‫افعي‪� ،‬إذا �أر ْد َت � ْأن ْ‬
‫لل�ش ّ‬
‫كم ّ‬
‫حل ِ‬ ‫هلل ُ‬ ‫قال ُ‬
‫بيت ِباحلجازِ‬
‫ور ُ‬ ‫من لمَ ْ ُت ِع ُّزه ال َّت ْقوى فَال ِع َّز َله‪ ،‬ول َق ْد و ِل ُ‬
‫دت بغز َة ُ‬ ‫ال�شافعي‪ :‬يا � َأبا محُ َّمد ْ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ال�سلطان تتعزز به‪ ،‬فقال َله‬
‫قوت ليل ٍة َوما ِب ْتنا ِج ً‬
‫ياعا ق َّط‪.‬‬ ‫وما ِع ْن َدنا ُ‬
‫َ‬
‫عي َب ِبا ْل ُعلما ِء � ْأع َظ َم ِم ْن َرغْ ب ِتهِ م فيما َز َّه َد ُهم اللـ ُه فيه‪ ،‬و ُز ْه ِدهم فيما رغَّ َبهم اللـ ُه ِ‬
‫فيه‪.‬‬ ‫ال�شافعي‪ :‬ال ْ‬ ‫َ‬
‫قال‬
‫ُّ‬

‫((( عبدالرحمن بن مهدي احلافظ �أبو �سعيد الب�رصي‪ ،‬له رواية يف كتب ال�سنة‪ ،‬تويف ‪ 198‬هـ عن ثالث و�ستني �سنة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ُ‬
‫واال�ستفادة م ْن ُه‪:‬‬ ‫ْ‬
‫الوق ِت‬ ‫احرتام‬
‫ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫�س‬
‫ال�ش ْم ُ‬
‫عت ِّ‬‫أهل القر� ِآن‪ ،‬ف�إذا ط َل ِ‬
‫ال�صب َح‪ ،‬فيجي� ُؤه � ُ‬
‫ْ‬ ‫افعي يف حل َق ِت ِه �إذا َ�ص ّلى‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫كان ّ‬ ‫�سليمان‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫بن‬
‫الربيع ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال‬
‫للمذاكَ ِ‬
‫رة‬ ‫ِ‬
‫فا�ستوت ا َ‬
‫حل َلق ُة ُ‬ ‫ال�شم�س قَاموا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فعت‬ ‫وم ِ‬
‫عانيه‪ ،‬ف�إذا ْار َت ْ‬ ‫في�س�أ ُلو َن ُه ت ْف َ‬
‫�سري ُه َ‬ ‫ِ‬
‫احلديث ْ‬ ‫وج َاء � ُ‬
‫أهل‬ ‫َاموا‪ِ ،‬‬
‫ق ُ‬
‫ِ‬
‫انت�صاف‬ ‫رو�ض وال َّن ْحوِ ِ ّ‬
‫وال�ش ْعرِ فال ِي َ‬
‫زالون �إىل ق ُْر ِب‬ ‫والع ِ‬ ‫الع ِ‬
‫ربية َ‬ ‫جاء � ُ‬
‫أهل َ‬ ‫تفرقوا‪َ ،‬و َ‬
‫ال�ض َحى َّ‬
‫ارتفع ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫والنظرِ ‪ ،‬ف�إذا‬
‫ال ّنهارِ ‪.‬‬
‫الثالث‬ ‫والثلث‬ ‫والثلث ال ّثانيِ ُي�ص ِّلي‪،‬‬ ‫الليل ثالث َة � ٍ‬
‫أثالث‪ :‬الث ُل ُث ال ّأو ُل يك ُت ُب‪،‬‬ ‫قد َج ّز�أ َ‬
‫افعي ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال�ش ُّ‬
‫كان َّ‬
‫الربيع‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫ينام‪.‬‬
‫ُ‬

‫�أُ ّ‬
‫و�ض ُح‪:‬‬
‫أفعال ُه الثالث ُة عباد ٌة بال ِ ّن َّي ِة‪.‬‬ ‫إمام الذهبي َت ْعليقًا َعلى َ‬
‫ذلك‪َ � :‬‬ ‫ • َ‬
‫قال ال ُ‬
‫ال�شافعي من وقته يف ليله و َنهارِ ه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫و�ضح هذه العبار َة من خالل كيفية ا�ستفادة‬
‫ّ‬

‫وفا ُته‪:‬‬
‫املر�ض‬
‫ُ‬ ‫ا�شتد ِبه‬
‫عليم والت�أليف‪ ،‬ح ّتى ّ‬
‫ري�س وال َّت ِ‬ ‫فان�ش َ‬
‫غل بال َّت ْد ِ‬ ‫عليه ُطلاّ ُب ِ‬
‫الع ِلم‪َ ،‬‬ ‫اجتمع ِ‬
‫َ‬ ‫ال�شافعي ِم�صرْ َ‬
‫ُّ‬ ‫عندما َ‬
‫نزل‬ ‫َ‬
‫بد ُنو � َأج ِله‪.‬‬ ‫أعياه و�أح�سَّ ُ‬
‫و� ُ‬
‫أ�صبح ُت‬
‫أ�صبح َت يا � ْأ�ستاذ‪ ،‬فقال‪ْ � :‬‬
‫ف� ْ‬ ‫كي َ‬ ‫فيه َ‬
‫فقال‪ْ :‬‬ ‫مات ِ‬ ‫افعي يف َم ِ‬
‫ر�ضه الذي َ‬ ‫الربيع‪َ :‬د َخ َل املُ َزنيِ ُّ ((( على ّ‬ ‫َ‬
‫ال�ش ِّ‬ ‫ُ‬ ‫قال‬

‫ول�سو ِء ِعملي ُمال ِقيـًا‪ ،‬قال‪َّ :‬‬


‫ثم َ‬
‫رمى‬ ‫وعلى ا ِ‬
‫هلل وارِ ًدا ُ‬ ‫�شاربا‪َ ،‬‬
‫ً‬ ‫الد ْنيا راحلاً ‪ ،‬ول ْإخوانيِ ُمفارِ قًا‪َ ،‬‬
‫ولك�أْ�س المَ ِن ّي ِة‬ ‫ِمن ّ‬
‫أن�شد‪.‬‬
‫وا�ستع َرب و� َ‬
‫ْ‬ ‫بط ْر ِفه �إىل َّ‬
‫ال�سما ِء‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫واجلــودِ مجُ ْ ِرما‬ ‫ــن‬ ‫و�إنْ ك ْن ُ‬
‫ـت يـا ذا امل َ ِ ّ‬ ‫بتـــــي‬
‫ِ‬ ‫فــع ْ‬
‫رغ‬ ‫لق � ْأر ُ‬ ‫اخل ِ‬‫إليك �إله َ‬
‫� َ‬
‫عفـو َ‬
‫ك � ْأعظمــا‬ ‫ُ‬ ‫ــو َ‬
‫ك َر ِ ّبــي كـانَ‬ ‫ْ‬
‫بعف ِ‬ ‫عــاظمني َذ ْنبــي َف َل ّمــا َق َر ْن ُتــه‬
‫َت َ‬

‫ال�شافعي‪ :‬املزين نا�رص مذهبي‪ ،‬تويف ‪ 264‬هـ (انظر‬


‫ّ‬ ‫جمتهدا‪ ،‬قال عنه‬
‫ً‬ ‫زاهدا عاملـًا‬
‫ال�شافعي من �أهل م�رص كان ً‬
‫ّ‬ ‫(((هو �أبو �إبراهيم ا�سماعيل بن يحيى املزين �صاحب‬
‫وفيات الأعيان البن خلكان)‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫والط ْم ِع يف َع ْف ِ‬
‫وه ورِ َ�ض ُاه‪ ،‬ف�إذا َدنا � َأج ُله‬ ‫والرجا ِء َّ‬ ‫خل ْو ِف ِم ْن ِع ِ‬
‫قاب اهلل‪َّ ،‬‬ ‫يكون يف َحيا ِته بينْ َ ا َ‬
‫َ‬ ‫امل�سلم � ْأن‬‫ •على ْ‬
‫خل ْو ِف‪.‬‬‫الرجاء على ا َ‬
‫َ‬ ‫فال ُب َّد � ْأن ُي َغ ِ ّل َب‬
‫ال�س ِ‬
‫ابقة؟‬ ‫أين تجَ ِ ْد ذلك يف الرِ ّ ِ‬
‫واية ّ‬ ‫ •� َ‬

‫افعي َر ِح َم ُه اللـ ُه يف م�صرْ (�سنة ‪ 204‬هــ ) عن �أربع وخم�سني �سنة‪.‬‬


‫ال�ش ُّ‬
‫إمام ّ‬
‫توفيّ ال ُ‬
‫ال�شافعي رحمة وا�سعة‪ .‬و�أ�سكنه ف�سيح جناته ونفعنا بعلمه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫رحم اهلل‬

‫‪93‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬
‫من ِ�سري ِته؟‬
‫مر ْ‬ ‫ِ‬
‫خالل ما ََّ‬ ‫افعي ِم ْن‬
‫ال�ش ِّ‬
‫ِ‬
‫إبداعات ّ‬ ‫بع�ض �‬ ‫افعي ِم ْن ُ‬
‫العلما ِء املُ ْبدعني‪ ،‬اذكُ ر َ‬ ‫ال�ش ُّ‬
‫ّ‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬
‫الع ْل ُم ما ُح ِف َظ‪ِ ،‬‬
‫الع ْل ُم ما َن َف َع‪.‬‬ ‫لي�س ِ‬
‫افعي‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ال�ش ُّ‬
‫قال ّ‬
‫املبد�أ‪.‬‬ ‫بوي ِة‪ّ ،‬‬
‫و�ضح هذا ْ‬ ‫الت ّ‬ ‫عي ُهنا َم ْبد�أً ُي َع ُّد ْ‬
‫من � َأه ِّم املَ ِ‬
‫باد ِئ َرّ ْ‬ ‫ِ‬
‫قر ُر ال�شَّ اف ُّ‬
‫ُي ّ‬

‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬
‫هلل ِ‬
‫وح ْف ٌظ‪،‬‬ ‫ويكون ل ُه رِ َعاي ٌة من ا ِ‬ ‫عان‪،‬‬
‫�سد َد � ْأو ُي َ‬
‫بت �أن ُيوف ََّق �أو ُي َّ‬
‫أحب ُ‬ ‫ناظر ُت � َأح ًدا ْ‬
‫قط � اّإل � َ‬ ‫افعي‪ :‬ما ْ‬
‫َ‬ ‫ال�ش ُّ‬
‫قال ّ‬
‫ل�سانيِ �أو ِل�سا ِنه‪.‬‬
‫احلق على َ‬ ‫أحدا �إال وملْ ُ�أ ِ‬
‫بال َبينَّ َ اللـ ُه َّ‬ ‫ناظ ْر ُت � ً‬‫وما َ‬
‫ال�شافعي رحمه اهلل يف احلوارات والنقا�شات العلمية‪.‬‬ ‫ابقة‪ ،‬ا�ستخرج �أهم مبد أ� قرره‬ ‫ال�س ِ‬‫ولة َّ‬‫الل املَ ُق ِ‬
‫من ِخ ِ‬
‫ْ‬
‫ّ‬

‫‪94‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬

‫فابد�أْ ب� َأه ِ ّمها‪.‬‬


‫وائج ْ‬ ‫علي َك ا َ‬
‫حل ُ‬ ‫افعي‪� :‬إذا كَ ثرُ ْت ْ‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫َ‬
‫قال ّ‬
‫ي�شري ال�شافعي �إىل قاعد ٍة ِم َن ِ‬
‫قواعد �إدارة احلياة‪ .‬حددها؟‬ ‫ّ‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬
‫ِ‬
‫العربية ُح َّج ٌة‪.‬‬ ‫افعي لغ ٌة)‪� ،‬أي � َّأن ق َْو َله يف‬
‫ال�ش َّ‬
‫ا�شتهر بني العلماء القول (ب� َّأن ّ‬
‫العربي ِة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ومتيزِ ه يف‬ ‫ِ‬
‫ف�صاحته ُّ‬ ‫�سبب‬
‫َ‬ ‫�سري ِته بينّ‬
‫مر ِم ْن َ‬ ‫ِم ْن ِخ ِ‬
‫الل ما َّ‬

‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬
‫يوخه وجمموع ًة ِم ْن ُطلاّ ِبه‪.‬‬
‫ال�شا ِفعي جمموع ًة من ُ�ش ِ‬
‫إمام ّ ّ‬
‫مر من ِ‬
‫�سرية ال ِ‬ ‫ِ‬
‫خالل ما َّ‬ ‫من‬
‫ا�ستخرِ ج ْ‬
‫ْ‬

‫‪95‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال ال�سابع‪:‬‬
‫باحل َك ِم واملَ ِ‬
‫واعظ‪.‬‬ ‫قيق مليء ِ‬ ‫َ�صائد َمم ّيزةٌ‪ِ ،‬‬
‫و�ش ْع ٌر َر ٌ‬ ‫افعي ق ُ‬
‫لل�ش ّ‬
‫ِّ‬
‫اختيارِ َك لها‪.‬‬
‫�سبب ْ‬ ‫ق�ص ِ‬
‫ائده‪ ،‬وا�شرْ َ ْح َ‬ ‫ِ‬
‫ديوانه واخ ْرت � ْإحدى َ‬ ‫ارجع �إىل‬
‫ْ‬

‫‪96‬‬
‫‪4‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫ر�س الرابع‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫ •�أتعرف على املنهج النبوي يف الإ�صالح‪.‬‬
‫إ�صالح يف محُ يطي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أمار�س عملي َة ال‬
‫ •� ُ‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إيجابيا يف‬
‫أطور نف�سي لأكونَ � ً‬
‫ •� ّ‬ ‫إ�صالح‬
‫ِ‬ ‫املنهج ال ّن ُّ‬
‫بوي يف ال‬ ‫ُ‬

‫اقر�أُ و�أت� ّأم ُل‪:‬‬


‫الم‪ ،‬فقال‬
‫ال�س ِ‬ ‫نبي ا ِ‬
‫هلل ُ�ش ٍ‬
‫عيب عليه َّ‬ ‫حلقي َق َة على ِ‬
‫�سج َل ال ُقر� ُآن هذه ا َ‬ ‫هدف الأنبيا ِء َج ً‬
‫ُ‬
‫ل�سان ِ ّ‬ ‫وقد َّ‬
‫ميعا ْ‬ ‫الح‬
‫ال ْإ�ص ُ‬
‫ﭨ ﮋﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﮊ‪.‬‬
‫(هود‪)88 :‬‬ ‫ ‬
‫إن�سان املُ ْ�ص ِل ُح ُ‬
‫فهو‬ ‫رب ِه ون ْف ِ�سه وال َآخرين‪ّ � ،‬أما ال ُ‬ ‫حقوق ِت َ‬
‫ـج َاه ّ‬ ‫ٍ‬ ‫علي ِه ِم ْن‬
‫ال�صا ِل ُح هو الّذي ُي�ؤ ّدي ما ْ‬
‫إن�سان َّ‬
‫وال ُ‬
‫ب�ص ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الحه‪،‬‬ ‫ال�ش ِع‪ ،‬غيرْ َ �أ ّنه �أ ْد َر َك � َّأن عليه َد ْو ًرا �أكْ برَ ُ ‪ ،‬و أ� َّن ُه ال َي ِج ُب � ْأن يك َ‬
‫تفي َ‬ ‫أقامها على رَّ ْ‬
‫نف�س ُه و� َ‬
‫لح َ‬‫الذي � ْأ�ص َ‬
‫اع ِة‪،‬‬ ‫املع�ص َي ِة �إىل ّ‬
‫الط َ‬ ‫ال�ضالل �إىل ال ِ‬
‫إميان‪ ،‬ومن ِ‬ ‫ِ‬ ‫�ساعدة ل ْإخوا ِنه ِم ْن َح ْو ِله‪ ،‬فينق َلهم من‬
‫ِ‬ ‫ميد َيد املُ‬ ‫بلْ ِ‬
‫عليه � ْأن َّ‬
‫الدنيا وال ِ‬
‫آخرة‪.‬‬ ‫الدنيا �إىل َ�س ِ‬
‫عة ُّ‬ ‫ِ‬
‫وم ْن ِ‬
‫�ضيق ُّ‬

‫الح‪:‬‬
‫إ�ص ِ‬
‫النبوي يف ال ْ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مميزات امل ْن َه ِج‬
‫الر ْحم ُة‬ ‫ر�سالة ر ِ ّب ِه‪ُ ،‬‬
‫فهو َّ‬ ‫ِ‬ ‫انط َل َق ِب ُك ِ ّل َطاق ِت ِه ال َي�أْ ُلو ُج ْه ًدا يف َت ْب ِ‬
‫ليغ‬ ‫بالد ْع َو ِة �إىل ا ِ‬
‫هلل تعاىل‪َ ،‬‬ ‫النبي ‪َّ s‬‬ ‫ُ ُِ‬
‫منذ � ْأن �أم َر ُّ‬
‫وكان يف ِ‬
‫هذه‬ ‫َ‬ ‫املبي ﭧ ﭨ ﮋﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮊ (االنبياء ‪)107‬‬ ‫املُ ْهدا ُة وهو ال ُّن ُ‬
‫ور ِ نّ ُ‬
‫هج ال ُقر� ِآن ﭧ ﭨ ﮋﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫الد َع ِ‬
‫وية ُم ْل َتزِ ًما مب ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫االنطالقة َّ‬
‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﮊ‬
‫ُ‬
‫(النحل ‪)125‬‬ ‫ ‬
‫زات ِع ّد ٍة � َأبر ُزها‪:‬‬
‫مبي ٍ‬
‫إ�صالح ْ‬
‫ِ‬ ‫بوي يف ال‬
‫متي َز امل ْن َه ُج ال ّن ُّ‬
‫وقد ّ‬
‫ُ‬
‫ثابرة‪:‬‬‫‪ .1‬اجلد ّي ُة واملُ‬
‫ي�ض ْع لبِن ًة َعلى لبِنة وال قَ�صب ًة على ق ََ�صب ٍة لكن‬
‫ورائحا مل َ‬
‫ً‬ ‫فقد ر� ُآه ِ‬
‫غاديًا‬ ‫من ر�أى محُ ّم ًدا ‪ْ s‬‬
‫احل�س ُن‪َّ � :‬إن ْ‬
‫قال َ‬‫َ‬

‫‪97‬‬
‫َ�شمر � ْإليه‬
‫(((ِ‬
‫لم ف َّ‬
‫ُرفع له َع ٌ‬
‫قد َز َعموا �أ َّن َك‬ ‫قال له َع ُّمه‪َّ �( :‬إن َبني ِ ّ‬
‫عم َك َه�ؤُال ِء ْ‬ ‫ليم َن َع ُه ِم ْن ال َّت ْب ِ‬
‫ليغ َ‬ ‫عمه �أبي َطا ِل ٍب ْ‬
‫قري�ش على ّ‬
‫ٌ‬ ‫وملَّا َ�ض َ‬
‫غط ْت‬
‫رون هذه‬ ‫ال�سما ِء َ‬
‫فقال‪ :‬أ� َت َ‬ ‫بب�صرَ ه �إىل ّ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫هلل ‪s‬‬ ‫ُ‬ ‫فح َّل َق‬
‫عن �أذاهم‪َ ،‬‬ ‫وم�س ِجدهم ِ‬
‫فانته ْ‬ ‫ُت ْ�ؤذيهم يف ِ‬
‫ناديهم ْ‬
‫ت�س ِت ْ�ش ِعلوا ِم ْنها ُ�ش ْعلة)‪.‬‬ ‫در َعلى � ْأن �أ َد َع َ ُ‬
‫ذلك منكم على � ْأن ْ‬ ‫�س؟ قالوا‪َ :‬ن َعم‪ ،‬قال‪ :‬فَما �أنا ب أ� ْق َ‬
‫ال�ش ْم َ‬
‫َّ‬
‫(((‬

‫حز يف ِ‬
‫نف�سه‬ ‫وي ُّ‬ ‫إ�صالح قومه و َد ْعو ِتهم �إىل اخليرْ ِ َ‬
‫كان ُيحزِ ُنه َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ s‬يف �‬ ‫يبذ ُلها‬ ‫ِ‬
‫اجلهود التي كان ُ‬ ‫ورغم كُ ِ ّل‬
‫َ‬
‫إعرا�ضهم ع ْن ُه وبقا�ؤُهم على كُ ْفرِ هم‪ ،‬ح ّتى َخ ّف َف اللـ ُه ع ْن ُه‪ ،‬ﭧ ﭨ ﮋﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫� ُ‬
‫(الكهف ‪)6‬‬ ‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ‬
‫ ‬

‫�أبينّ ُ ‪:‬‬
‫الح؟‬
‫عملي َة ال ْإ�ص ِ‬ ‫ •بني �أهمي ُة ِ‬
‫اجل ّدية واملثابرة ملن يمُ ارِ ُ�س ّ‬

‫بن�ص ِر اهللِ ‪:‬‬


‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الثقة‬ ‫‪.2‬‬
‫الكع َب ِة ق ْلنا َل ُه‪:‬‬
‫ظل ْ‬ ‫وه َو ُم ِ ّ‬
‫تو�س ٌد ُب ْرد ًة يف ِّ‬ ‫هلل ‪ُ s‬‬ ‫�سول ا ِ‬ ‫�شك ْونا �إىل َر ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫بن ال َأرت ‪َ d‬‬ ‫اب ِ‬ ‫خب ِ‬‫عن ّ‬
‫فيم ْن ُ‬ ‫َ‬
‫عواهلل لنا؟ َ‬
‫�ض‪،‬‬ ‫قبلكم ُي ْح َف ُر له يف ال ْأر ِ‬ ‫الر ُج ُل َ‬ ‫«كان َّ‬
‫َ‬ ‫فقال ر�سول اهلل ‪:s‬‬ ‫ت�س َتن�صرِ ْ لنا � اّأل ْ‬
‫تد‬ ‫� اّأل ْ‬
‫ذلك َع ْن دي ِنه‪ ،‬ويمُ �شَّ ُط ب� ِ‬
‫أم�شاط‬ ‫ي�ص ُّد ُه َ‬ ‫و�ض ُع َعلى ر� ِأ�سه‪ُ ،‬في َ�ش ُّق‪،‬ا ْثن َتنيِ ‪ ،‬وما ُ‬
‫جاء بامل ْن�شارِ ُفي َ‬
‫فيه‪ُ ،‬في ُ‬ ‫عل ِ‬ ‫ُفي ْج ُ‬
‫ي�سري‬ ‫هلل ُليـ ِت َم َّن هذا ال ُ‬
‫أمر ح ّتى َ‬ ‫عن دي ِنه‪ ،‬وا ِ‬ ‫�صب وما َي ُ�ص ُّده َ‬
‫ذلك ْ‬ ‫عظم �أو َع ِ‬‫مه من ٍ‬ ‫حل ِ‬ ‫ون ْ‬ ‫حل ِ‬
‫ديد ما ُد َ‬ ‫ا َ‬
‫ُ‬
‫لون»‬
‫عج َ‬‫ت�س َت ِ‬‫غنم ِه ولك ّنكم ْ‬ ‫الذئب على ِ‬ ‫�صنعاء �إىل ح�ضرْ َ َم ْوت ال َي ُ‬
‫خاف � اّإل اللـ َه �أو‬ ‫من‬
‫الراكب ْ‬
‫(((‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أيت م�شارِ قَها ومغارِ َبها‪ ،‬و� َّإن ُم ْل َك‬
‫أر�ض فر� ُ‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل ‪َّ �« :s‬إن اللـ َه تعاىل َزوى ليِ َ ال َ‬ ‫ر�س ُ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫قال ُ‬ ‫ثوبان ‪َ d‬‬
‫َ‬ ‫وعن‬
‫ْ‬
‫� ّأم ِتي َ‬
‫�سي ْب ُل ُغ ما ُزوِ َي يل م ْنها»‪.‬‬
‫(((‬

‫((( انظر حلية الأولياء وطبقات الأ�صفياء لأبي نعيم الأ�صبهاين ج‪� 1‬ص ‪92‬‬
‫((( �سرية ابن ا�سحاق ج‪� 2‬ص ‪.136‬‬
‫رواه البخاري‬
‫((( ُ‬
‫((( رواه م�سلم‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫ا�ستنتج‪:‬‬
‫ُ‬
‫ • ا�ستنتج اثنتني مما يدل عليه احلديثان ال�سابقان؟‬

‫التدر ُج‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪.3‬‬
‫ِ‬
‫�شهادة‬ ‫أهل ٍ‬
‫كتاب فا ْد ُعهم �إىل‬ ‫فقال «�إ ّن َك ت�أْتي ً‬
‫قوما � َ‬ ‫من َ‬ ‫الي ِ‬
‫بعث ُمعاذًا �إىل َ‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل ‪َ s‬‬ ‫ر�س َ‬
‫عبا�س ‪َّ � :d‬أن ُ‬
‫ابن ٍ‬‫عن ِ‬
‫�س‬ ‫افرت�ض ع َل ْيهم َخ ْم َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تبارك و َتعاىل‬ ‫لذلك ف� ْأع ِل ْمهم � ّأن اللـ َه‬
‫أطاعو َك َ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬ف� ْإن ُه ْم � ُ‬ ‫ُ‬ ‫� ْأن ال �إله � اّإل اهلل‪ ،‬و�أنيّ‬
‫عليهِ م َ�صدق ًة يف � ْأموا ِلهم ُت� َؤخ ُذ ِم ْن‬
‫�ض ْ‬ ‫لذلك ف� ْأع ِل ْم ُهم � َّأن اللـ َه اف َرت َ‬ ‫َ‬
‫أطاعوك َ‬ ‫وليل ٍة‪ ،‬ف� ْإن ُهم �‬
‫يوم ْ‬ ‫لوات يف كُ ِّل ٍ‬ ‫َ�ص ٍ‬
‫�س ْبينها‬
‫لوم ف�إ َّنها ْلي َ‬ ‫وكرائم � ْأموا ِلهم‪ ،‬وا ّت ِق ْ‬
‫دعو َة املَ ْظ ِ‬ ‫َ‬ ‫اك‬ ‫�أغْ نيا ِئهم و ُتر ُّد يف فُقرا ِئهم‪ ،‬ف� ْإن ُهم �أطاعوك َ‬
‫لذلك ف� ّإي َ‬
‫(((‬
‫هلل ِحجاب»‪.‬‬
‫وبينْ َ ا ِ‬

‫كر‪:‬‬ ‫ْ‬
‫اذ ُ‬
‫عي ِة؟‬
‫أحكام ال�شرِّ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫�ض ال‬ ‫ •ما �أهمي ُة ال َّت ُّ‬
‫در ِج يف َع ْر ِ‬

‫أ�س‪:‬‬
‫وعدم الي� ِ‬
‫ُ‬ ‫ال�صرب‬
‫ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫رب ِه‪ ،‬فهي �سن ٌة جاري ٌة على كُ ِّل من ْ‬
‫يدعو �إىل‬ ‫ظره ِم َن الأذى ع ْن َدما َ‬
‫كان ُيب ِّل ُغ ر�سال َة ّ‬ ‫النبي على ِع ْل ٍم مبا ين َت ُ‬
‫‪s‬‬
‫كان ُّ‬
‫َ‬
‫فيها َج َذ ًعا ِل ْي َت ِني �أَكُ ُ‬
‫ون‬ ‫«يا َل ْي َتني َ‬‫قال له‪َ :‬‬ ‫حيث َ‬ ‫بوة ُ‬‫وه َو يف � ّأو ِل َع ْه ِد ِه بال ُّن ِ‬ ‫نوفل َ‬
‫ذلك ل ُه ُ‬ ‫بن ْ‬
‫ور َق ُة ُ‬
‫اخلريِ‪ ،‬وقد بينَّ َ َ‬
‫قال‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬لمِ ْ َي� ِأت َر ُج ٌل ق َُّط ِمب ْث ِل َما ِج ْئ َت ِب ِه � َاّإل‬
‫جي ُه ْم؟ ِ‬ ‫َقال َر ُ ِ ‪s‬‬
‫�سول اهلل ‪َ � :‬أو خُ ْمرِ َّ‬ ‫قومك‪ ،‬ف َ‬
‫َح ًّيا �إ ْذ ُي ْخرِ ُج َك ُ‬
‫(((‬ ‫ُع ِ‬
‫ود َي»‪.‬‬
‫((( رواه البخاري‪.‬‬
‫((( رواه البخاري‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ولهذا �أمراهلل ر�سوله ‪ s‬بال�صرب على �أذى امل�رشكني وهو يدعوهم �إىل اهلل تعاىل فقال �سبحانه‪ :‬ﮋ ﯪ ﯫ‬
‫حري�صا على ال�صرب وهو يدعو قومه‬
‫ً‬ ‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﮊ (االحقاف‪ )35 :‬فكان ‪s‬‬
‫وير�شد �ضالهم ويح ُلم على م�سيئهم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فيقبل من جاه ِلهم‬

‫الحي ِة‪.‬‬
‫دعو ِته ال ْإ�ص ّ‬
‫واجه ِة ْ‬
‫بي ‪ s‬و�أ�صحا ِبه يف ُم َ‬ ‫َ ِ‬
‫املقاطعة على ال َّن ِّ‬ ‫أ�سلوب‬
‫َ‬ ‫ُري�ش �‬ ‫ • َ‬
‫مار�س ْت ق ٌ‬
‫ِ‬
‫ •بينّ ْ مظاه َر ُمعاناة ال ّن ِّ‬
‫بي ‪.s‬‬ ‫ِ‬

‫وب ُتف�سرِّ ذلك‪.‬‬


‫ني؟ مِ َ‬
‫امل�سلم َ‬ ‫ •ما َم ْو ُ‬
‫قف �أقار ِبه ْ‬
‫من غ ِري ْ‬

‫اط ِعة؟‬
‫االت املُ َق َ‬
‫ُ‬ ‫ •ما مجَ‬

‫ِ‬
‫احلديث؟‬ ‫أ�سلوب يف الع�صرْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ار�س هذا ال‬ ‫ • َ‬
‫كيف يمُ َ ُ‬

‫وا�ستنتج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫اقر�أُ‬
‫ِ‬
‫إ�سالمية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الدعوة ال‬ ‫ني يف َح ْر ِب‬
‫أ�ساليب امل�شرْ ِك َ‬
‫ُ‬ ‫عت �‬
‫تنو ْ‬ ‫ّ‬
‫أ�ساليب امل َّتبعة‪:‬‬
‫َ‬ ‫تخرِ ج م ْنها ال‬ ‫ثم ْ‬
‫ا�س ْ‬ ‫الي َة َّ‬
‫الن�صو�ص ال ّت َ‬
‫َ‬ ‫اقر�أ‬
‫ •ﭧ ﭨ ﮋﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬
‫ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﮊ (املطففني‪)32-29 :‬‬

‫‪100‬‬
‫(ف�صلت ‪)26‬‬ ‫ •ﭧ ﭨ ﮋﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﮊ‬

‫ •ﭧ ﭨ ﮋﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛﮜ ﮝﮞﮟ‬
‫ﮠﮡﮢ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰﮱ‬
‫(الإ�سراء‪)93-90 :‬‬ ‫ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ‬
‫ ‬

‫ •ﭧ ﭨ ﮋﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫(الأنفال‪)30 :‬‬ ‫ﮡ ﮢﮊ‬
‫ ‬

‫الع ِ‬
‫�شرية واملكان يف‬ ‫لم َت ِمن ِّ‬
‫ال�س َطة يف َ‬ ‫قد َع ْ‬ ‫بي ‪ :s‬يا ْاب َن �أخي �إ َّن َك م َّنا ُ‬
‫حيث ْ‬ ‫ •قال عتب ُة ُ‬
‫بن ربيع ُة لل ّن ّ‬
‫(((‬

‫المهم‪ِ ،‬‬
‫وع ْب َت به �آله َتهم‬ ‫فر ْق َت به جماع َتهم و�س َّف ْه َت به � ْأح َ‬
‫عظيم‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫قوم َك ب�أمرٍ‬ ‫ال َّن َ�سب‪ ،‬و�إ َّن َك قد � َ‬
‫أتيت َ‬
‫بع�ضها‪،‬‬
‫بل م ّنا َ‬ ‫أمورا ُ‬
‫تنظر فيها لع َّل َك ت ْق ُ‬ ‫علي َك � ً‬
‫�ض ْ‬‫فا�س َم ْع ِمني �أَعرِ ُ‬
‫من �آبائهم‪ْ ،‬‬
‫ودي َنهم‪ ،‬وك َّف ْر َت به من َم�ضى ْ‬
‫جئت ِبه ْ‬
‫من هذا ال ْأمرِ‬ ‫ريد مبا َ‬
‫ابن �أخي � ْإن ك ْن َت �إمنا ُت ُ‬ ‫مع‪َ .‬‬
‫قال‪ :‬يا َ‬ ‫الو ِ‬
‫ليد � ْأ�س ُ‬ ‫ر�سول ا ِ ‪s‬‬
‫هلل ‪ :‬قلْ يا �أبا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فقال‬
‫طع � ْأم ًرا‬
‫علينا ح ّتى ال ن ْق َ‬ ‫�رشفًا َ�س َّو ْد َ‬
‫ناك ْ‬ ‫تريد به َ‬
‫كنت ُ‬ ‫تكون �أكرثَنا اً‬
‫مال‪ ،‬و� ْإن َ‬ ‫َ‬ ‫لك ِم ْن � ْأموالنا ح ّتى‬
‫جمعنا َ‬ ‫اً‬
‫مال ْ‬
‫(((‬ ‫ريد ُم ْل ًكا م ّل ْك َ‬
‫ناك ع َل ْينا‪.‬‬ ‫ُدو َن َك‪ ،‬و�إن َ‬
‫كنت ُت ُ‬

‫((( املنزلة الرفيعة املهيبة‪.‬‬


‫((( ال�سرية النبوية البن ه�شام ج‪� 2‬ص ‪.130‬‬

‫‪101‬‬
‫أذكر‪:‬‬
‫� ُ‬
‫آمرون عليهِ م‪.‬‬ ‫رون ِبه وب� ْأ�ص َحابه َ‬
‫وي َت� َ‬ ‫عليه اليهو ُد َي ْغ ِد َ‬
‫ت�س ّل َط ِ‬ ‫ِ‬
‫املدينة َ‬ ‫وملّا َ‬
‫هاجر �إىل‬

‫لك ِد َ‬
‫را�س ُته‪:‬‬ ‫الم ممِ ّا َ‬
‫�سبق َ‬ ‫الكي ِد َّ‬
‫للر�سول ‪ s‬وال ْإ�س ِ‬ ‫ِ‬
‫اليهود يف ْ‬ ‫ • َم ِ ّثل لأ�سالي ِ‬
‫ِب‬

‫وهم املُنا ِف ُقون الذين‬


‫داء ُ‬
‫والع َ‬ ‫بط ُن ُ‬
‫الك ْف َر َ‬ ‫إ�سالم و ُت ِ‬
‫ل�صف �أعدا ِئ ِه فئ ٌة جديد ٌة ُت ْظهِ ُر ال َ‬
‫ان�ضم ِ ّ‬
‫َّ‬ ‫ •وبعد الهجرة � ً‬
‫أي�ضا‬
‫آ�ذ َْو ُه يف ن ْف ِ�سه و� ْأه ِله و�أ�صحابه‪.‬‬
‫َم ِ ّثل لإيذا ِء املنافقني للنبي ‪ s‬يف‪:‬‬
‫ •ن ْف ِ�سه‪:‬‬
‫ •�أه ِله‪:‬‬
‫ •� ْأ�ص َحابه‪:‬‬

‫ال‪:‬‬
‫اال�ستِ ْع َج ِ‬
‫ْ‬ ‫وعدم‬
‫ُ‬ ‫احللم والت� ِ يّأن‬
‫ُ‬ ‫‪.5‬‬
‫أ�صحابا ل ُه أ� َتوا النبي ‪َّ s‬‬
‫مبك َة فَقالوا‪ :‬يا َنبِي ا ِ‬
‫هلل كُ َّنا‬ ‫ً‬ ‫بن َع ْو ٍف ‪ d‬و�‬ ‫الرحمن َ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫ا�س ‪َّ � :d‬أن َ‬ ‫بن َع ّب ٍ‬‫عن عبد اهلل ِ‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫فلما �آم ّنا �صرِ ْنا � ِأذ ّل ًة‪ ،‬قال‪�« :‬إنيِّ �أُ ِم ْر ُت َ‬
‫بالعفْوِ فال ُتقا ِتلوا ال َق ْو َم»‪.‬‬ ‫ونحن ُم�شرْ ِكُ َ‬
‫ون َّ‬ ‫يف ِع ّز ٍة‬
‫(((‬
‫ُ‬
‫بقوله ﭨ ﮋﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ِ‬ ‫ا�س‪،‬‬ ‫وقد بر َز ما ُجبل ِ‬
‫عليه الر�سول ‪ s‬من احللم والأناة يف دعوته لل ّن ِ‬
‫(�آل عمران ‪)159‬‬ ‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ‪....‬ﮊ‪.‬‬
‫ ‬

‫اقر�أُ و�أتد ّب ُر‪:‬‬


‫عن زيد بن �سعنة ‪ -‬وهو من كبار �أحبار يهود املدينة الذين �أ�سلموا – �أنه قال ‪ :‬مل يبق من عالمات النبوة �شيء �إال‬
‫وقد عرفته يف وجه حممد حني نظرت �إليه ‪� ،‬إال اثنتني مل �أخربهما منه‪ :‬ي�سبق ِحلمه جه َله‪ ،‬وال تزيده �شدة اجلهل‬
‫عليه �إال ِحلماً‪ .‬فكنت �أتلطف له لكي �أخالطه ف�أعرف ِحلمه وجهله‪ ،‬فابتعت منه متراً �إىل �أجل‪،‬ف�أعطيته الثمن‪.‬‬
‫فلما كان قبل حمل الأجل بيومني �أو ثالثة‪� ،‬أتيته ف�أخذت مبجامع قمي�صه وردائه‪ ،‬ونظرت �إليه بوجه غليظ ثم‬
‫((( رواه الن�سائي‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫قلت‪� :‬أال تق�ضيني يا حممد حقي؟ فواهلل �إنكم يا بني عبد املطلب قوم ُمطل (�أي‪ :‬ت�ؤخرون �صاحب الدين) فقال‬
‫عمر‪� :‬أي عدو اهلل‪� ،‬أتقول لر�سول اهلل ما �أ�سمع؟! فو اهلل لوال ما �أحاذر فوته ل�رضبت ب�سيفي ر�أ�سك‪ .‬ور�سول‬
‫اهلل ينظر �إىل عمر يف �سكون وت�ؤدة وتب�سم‪ ،‬ثم قال‪� :‬أنا وهو كنا �أحوج �إىل غري هذا منك يا عمر‪� ،‬أن ت�أمرين‬
‫بح�سن الأداء وت�أمره بح�سن ال ِ ّتباعة (�أي طلب الدين ) اذهب به يا عمر فاق�ضه حقه وزده ع�رشين �صاع ًا مكان‬
‫ما ُرعته (�أي �أفزعته) ففعل‪ ،‬قال زيد‪ :‬فذهب بي عمر فق�ضاين حقي وزادين ع�رشين �صاع ًا من متر‪ ،‬فقلت‪ :‬ما‬
‫هذه الزيادة؟ فقال‪� :‬أمرين ر�سول اهلل �أن �أزيدك مكان ما ُرع ُتك‪ .‬فقلت‪� :‬أتعرفني يا عمر؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬فمن �أنت؟‬
‫فقلت‪� :‬أنا زيد بن ُ�س ْعنة‪ .‬قال‪ :‬احلرب؟ قلت‪ :‬احلرب‪ .‬قال‪ :‬فما دعاك �أن تقول لر�سول اهلل ما قلت‪ ،‬وتفعل ما‬
‫فعلت؟ فقلت‪ :‬يا عمر‪ ،‬كل عالمات النبوة قد عرفتها يف وجه ر�سول اهلل حني نظرت �إليه �إال اثنتني مل �أَخربهما‪:‬‬

‫ي�سبق ِح ُ‬
‫لمه جه َله‪ ،‬وال تزيده �شدة اجلهل عليه �إال حلماً‪ ،‬فقد اختربتهما‪ ،‬ف�أ�شهدك �أين قد ر�ضيت باهلل رباً‪،‬‬
‫(((‬
‫وبالإ�سالم ديناً‪ ،‬ومبحمد نبياً‪.‬‬

‫� ّ‬
‫أو�ض ُح‪:‬‬
‫للد ِاع ِية �إىل ا ِ‬
‫هلل تعاىل؟‬ ‫أهمي ُته ّ‬ ‫�سي ُد ال ِ‬
‫أخالق‪ ،‬ما � ّ‬ ‫ • ُ‬
‫احللم ّ‬

‫بالقدْ وةِ والأُ ْ�س ِوةِ ‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الدعوة‬ ‫‪.6‬‬
‫هلل ‪ s‬قالت‪:‬‬ ‫فقلت‪ :‬يا � ُّأم المْ ُ� ِؤمن َ‬
‫ني �أخربيني ِب ُخ ُل ِق َر�سول ا ِ‬ ‫ُ‬ ‫أتيت عائ�ش َة ‪g‬‬ ‫بن عامرٍ َ‬
‫قال � ُ‬ ‫ه�شام ِ‬
‫ِ‬ ‫بن‬ ‫عن ِ‬
‫�سعد ِ‬ ‫ْ‬
‫هلل عز وجل‪ :‬ﮋﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮊ (القلم‪ )4 :‬قلت ف�إين � ُ‬
‫أريد‬ ‫كان ُخ ُل ُق ُه ال ُقر� َآن �أَما َت ْق َر�أُ ال ُقر� َآن ق َْو َل ا ِ‬

‫� ْأن �أ َت َب َّت َل قالت ال َت ْف َعلْ � َأما َت ْقر ُ�أ ﮋﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﮊ (االحزاب‪َ )21 :‬ف َق ْد َت َز َّو َج ر�سول‬
‫(((‬
‫هلل ‪ s‬وقد ُو ِل َد له‪.‬‬
‫ا ِ‬

‫((( رواه الطرباين وابن حبان و البيهقي‪.‬‬


‫((( رواه �أحمد‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫والق ْو ِل َ‬
‫احل َ�س ِن عندَ الإنكار‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫احلك َم ِة‬ ‫التزام‬
‫ُ‬ ‫‪.7‬‬
‫لنف�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫أ�سلوب غيرْ ِ املُبا�شرِ ِ ُمراعا ًة‬
‫ِ‬ ‫ا�س ِت ْخ َ‬
‫دام ال‬ ‫�صيح ِة والإنكارِ ْ‬
‫الد ْع َو ِة وال َّن َ‬
‫بي ‪ s‬يف َّ‬ ‫كان غا ِل ُب �أُ ْ�س ِ‬
‫لوب ال َّن ّ‬ ‫َ‬
‫والف�ضيحة‪ ،‬فكان ي ْغ ِل ُب على‬
‫ِ‬ ‫عن ال َّت ْ�شه ِري‬ ‫كان ِ‬
‫يبتع ُد ْ‬ ‫َ‬
‫ولذلك َ‬ ‫ِ‬
‫�صيحة‪،‬‬‫وح ْر ً�صا َعلى ق َُبو ِلهِ م لل َّن‬
‫الآخرين ِ‬

‫ال�س َما ِء يف‬ ‫َعون �أَ ْب َ‬


‫�صار ُهم �إىل ََّ‬ ‫بال �أَ ْق ٍ‬
‫وام ِي ْرف َ‬ ‫ِ‬
‫كقــوله ‪« :s‬مـا ُ‬ ‫�رص َح ب� ْأ�سـما ِئهِ م‬
‫ون � ْأن ُي ِّ‬
‫ــوام ُد َ‬ ‫ِخطا ِبه‪ ،‬مـا ُ‬
‫بـال �أ ْق ٍ‬
‫(((‬
‫�صال ِتهِ ْم‪»..‬‬
‫النبي ‪َ s‬ف َغ ِ�ض َب‬ ‫ا�س‪ ،‬ف ََب َل َغ ذلك ّ‬ ‫نا�س من ال ّن ِ‬ ‫هلل ‪ s‬يف �أَ ْمرٍ َف َت َن َّز َه عنه ٌ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫عن عا ِئ َ�ش َة قالت َر َّخ َ‬
‫�ص‬
‫هلل لأَ َنا �أَ ْع َل ُم ُه ْم ِبا ِ‬
‫هلل‬ ‫�ص يل فيه‪ ،‬ف ََو ا ِ‬ ‫ال �أَ ْق َو ٍام َي ْرغَ ُب َ‬
‫ون َع َّما ُر ِّخ َ‬ ‫ان ا ْل َغ َ�ض ُب يف َو ْجهِ ِه ُث َّم قال‪« :‬مـا َب ُ‬
‫حتى َب َ‬
‫(((‬
‫َو�أَ َ�ش ُّد ُه ْم له َخ ْ�ش َي ًة »‪.‬‬
‫هلل‬ ‫بن ُع َمر ‪ِ « :‬ن ْع َم َّ‬
‫الر ُج ُل عبد ا ِ‬ ‫هلل ِ‬ ‫ا�س َعلى اخليرْ ِ كقو ِله ِ‬
‫لعبدا ِ‬ ‫ث ال ّن ِ‬ ‫أرق ِ‬
‫الع َب ِ‬
‫ارات يف َح ِّ‬ ‫وكان ي�س َت ْخ ِد ُم � َّ‬
‫َ‬
‫‪d‬‬
‫(((‬
‫َكان َب ْع ُد اَل َي َن ُام من ال َّل ْي ِل � اّإل َق ِليلاً »‪.‬‬
‫لو كان ُي َ�ص ِّلي من ال َّل ْي ِل‪ ،‬ف َ‬

‫اقر�أُ و�أتد ّب ُر‪:‬‬


‫�س َر ُج ٌل ِم ْن ا ْل َق ْو ِم‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪:‬‬
‫�إ ْذ َع َط َ‬ ‫قال‪َ :‬ب ْي َنا �أَنا �أُ�ص ِّلي َم َع َر ُ‬ ‫بن الحْ َ َك ِم ُّ‬
‫ال�س َل ِم ِ ّي ‪َ d‬‬
‫�سول اهلل ‪s‬‬ ‫َع ْن ُم َعاوِ َي َة ِ‬
‫ون ب� ْأيديهِ ْم َعلى‬ ‫يل؟ ف ََج َعلوا َي ضرْ� ُِب َ‬ ‫ون �إ َّ‬ ‫ياه ما َ�ش�أْ ُن ُكم ُ‬
‫تنظ ُر َ‬ ‫َي ْر َح ُم َك اللـ ُه ف ََرمانيِ ا ْل َق ْو ُم ب� ْأب َ�صارِ ِهم َف ُق ْل ُت َوا ُث ْك َل �أُ ِ ّم ْ‬
‫هلل ‪َ s‬ف ِب�أَ ِبي ُه َو َو ُ�أ ِ ّمي َما َر� ْأي ُت ُم َع ِ ّل ًما ق َْب َل ُه‬ ‫�أَ ْف َخ ِاذ ِه ْم‪َ ،‬ف َل َّما َر�أَ ْي ُت ُهم ُي َ�ص ِ ّم ُتو َنني لك ِّني َ�س َك ُّت‪َ ،‬ف َل َّما َ�ص َّلى َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬
‫قال‪َّ � :‬إن ِ‬
‫هذ ِه َّ‬
‫ال�صال َة ال َي ْ�ص ُل ُح فيها َ�ش ٌ‬
‫يء‬ ‫ليما ِم ْن ُه‪ ،‬ف ََوا ِ‬
‫هلل ما كَ َه َرنيِ وال �ضرَ َ َبني وال َ�ش َت َمني‪َ ،‬‬ ‫وال َب ْع َد ُه � ْأح َ�س َن ِت ْع ً‬
‫ِ (((‬
‫والتكبري وقراء ُة القر�آن‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الت�سبيح‬
‫ُ‬ ‫ا�س‪� ،‬إنمّ ا هو‬
‫الم ال َّن ِ‬‫ِم ْن كَ ِ‬

‫املحاورة وال ْإقناع‪:‬‬


‫ُ‬ ‫‪.8‬‬
‫لتحقيق ال َق ِ‬
‫ناعة‬ ‫ِ‬ ‫احلوارِ واملُناق َِ�ش ِة‬
‫أ�سلوب ِ‬
‫كان َي ْ�س َت ْخ ِد ُم �‬
‫فقد َ‬ ‫أحكام ا ِ‬
‫هلل تعاىل‪ْ ،‬‬ ‫ور � ْأن ُيب ِّل َغ �‬
‫النبي ‪ s‬م� ُأم ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫رغْ م � َّأن َّ‬
‫((( رواه البخاري‪.‬‬
‫((( رواه م�سلم‪.‬‬
‫((( رواه البخاري‪.‬‬
‫((( رواه م�سلم‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫احل ْك َم ِة يف َّ‬
‫الد ْع ِ‬
‫وة‪.‬‬ ‫وليع ِّلم �أُ َّم َته � ْأ�س َ‬
‫لوب ِ‬ ‫رين‪ ،‬ل َّأن ذلك أ� ْد َعى لال ْل َتز ِام‪ُ ،‬‬
‫َلدى ال َآخ َ‬
‫الز َنا‪َ ،‬ف�أَ ْق َب َل ا ْل َق ْو ُم عليه ف ََز َج ُر ُ‬
‫وه‪،‬‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل ا ْئ َذ ْن يل ِب ِّ‬ ‫النبي ‪ s‬فقال يا َر ُ�س َ‬ ‫ُ‬
‫عن �أبي �أ َم َام َة قال‪�« :‬إن َف ًتى َ�ش ًّابا �أتى َّ‬
‫�س‪ ،‬قال �أَتحُ ِ ُّب ُه لأُ ِّم َك‪ ،‬قال‪ :‬اَل واهلل َجعل ِني اللـ َه‬
‫َوقَا ُلوا‪َ :‬م ْه َم ْه‪ ،‬فقال الر�سول ‪� :‬أدنه ف ََد َنا منه قَرِ ًيبا قال ف ََج َل َ‬
‫‪s‬‬

‫فداءك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فداءك‪ ،‬قال‪َ :‬و اَل النا�س ُي ِح ُّبو َن ُه لأُ َّم َها ِتهِ ْم‪ ،‬قال �أَ َف ُت ِح ُّب ُه اِل ْب َن ِت َك‪ ،‬قال‪ :‬اَل واهلل يا َر ُ�س َ‬
‫ول ا ِ‬
‫هلل َجعلني اهلل َ‬ ‫َ‬
‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه‬ ‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه ِل َب َنا ِتهِ ْم‪ ،‬قال‪� :‬أَ َف ُت ِح ُّب ُه لأُ ْخ ِت َك‪َ ،‬‬
‫قال‪ :‬اَل واهلل جعلني اهلل فداءك‪ ،‬قال‪َ :‬و اَل ال ّن ُ‬ ‫َ‬
‫قال‪َ :‬و اَل ال ّن ُ‬
‫عما ِتهِ ْم‪ ،‬قال‪� :‬أَ َف ُت ِح ُّب ُه‬
‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه ِل َّ‬ ‫لأَ َخ َوا ِتهِ ْم‪ ،‬قال‪� :‬أَ َف ُت ِح ُّب ُه ِل َع َّم ِت َك‪ ،‬قال‪ :‬ال واهلل َجعل ِني اهلل ِف َ‬
‫داءك‪ ،‬قال‪َ :‬و اَل ال ّن ُ‬
‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه لخِ َ اَال ِتهِ ْم‪َ ،‬‬
‫قال‪ :‬ف ََو َ�ض َع َي َد ُه عليه وقال اللهم‬ ‫لخِ َ ا َل ِت َك‪ ،‬قال‪ :‬اَل واهلل َجعل ِني اهلل َ‬
‫فداءك‪ ،‬قال‪َ :‬و اَل ال ّن ُ‬
‫(((‬
‫ه‪َ ،‬و َح ِّ�ص ْن ف َْر َج ُه‪ ،‬فلم َي ُك ْن َب ْع ُد ذلك ا ْل َف َتى َي ْل َت ِف ُت �إىل �شيء»‪.‬‬
‫اغْ ِف ْر ذ ْن َب ُه‪َ ،‬و َط ِّه ْر َق ْل َب ُ‬

‫‪ .9‬دعوته للجميع‪:‬‬
‫�شملت دعوته ‪ s‬الإ�صالحية كل �أفراد املجتمع من الرجال والن�ساء والأطفال والعبيد والأحرار والفقراء‬
‫والأغنياء فلم يزهد يف دعوة �أحد‪.‬‬
‫ال َل ُه‪�َ :‬أ ْ�س ِل ْم‪َ ،‬ف َن َظ َر �إِىل‬
‫ان َمرِ �ض َف�أَ َت ُاه ال َّنب ُِّي ‪َ s‬ي ُعو ُد ُه َف َق َع َد ِع ْن َد َر ْ�أ ِ�س ِه‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫َع ْن �أَ َن ٍ�س ‪� d‬أَ َّن غُ لاَ ًما ِم ْن ا ْل َي ُه ِ‬
‫ود كَ َ‬
‫هلل ا َّل ِذي َ�أ ْن َق َذ ُه ِبي‬ ‫ا�س ِم‪ ،‬فَ�أ ْ�س َل َم َف َق َام ال َّنب ُِّي ‪َ s‬و ُه َو َي ُق ُ‬
‫ول‪ :‬الحْ َ ْم ُد ِ‬ ‫وه‪� :‬أَ ِط ْع �أَ َبا ا ْل َق ِ‬
‫ال َل ُه �أَ ُب ُ‬
‫�أَ ِب ِيه َو ُه َو ِع ْن َد َر ْ�أ ِ�س ِه‪َ ،‬ف َق َ‬

‫ِم ْن ال َّنارِ ‪.‬‬

‫((( رواه �أحمد رقم‪.22265 :‬‬

‫‪105‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬

‫الد ْنيا‪ :‬ﭧ ﭨ ﮋﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬ ‫اله ِ‬


‫الك يف ُّ‬ ‫ِ‬
‫تمعات من َ‬ ‫ِ‬
‫لنجاة املُ ْج‬ ‫إ�صالح ِ�سم ٌة ال َز ِم ٌة‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﮊ (هود‪ّ )117 :‬‬
‫و�ض ْح ذلك‪.‬‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬
‫ر�سول اهلل ‪ s‬يقول اللهم �أَ ْ�ص ِل ْح يل ِدي ِني الذي هو ِع ْ�ص َم ُة َ�أ ْمرِ ي‪َ ،‬و�أَ ْ�ص ِل ْح يل‬
‫ُ‬ ‫عن �أبي ُه َر ْي َر َة قال‪« :‬كان‬
‫ا�شي‪َ ،‬و َ�أ ْ�ص ِل ْح يل � ِآخ َر ِتي التي فيها معادي‪ ،‬واجعل الحْ َ يا َة زِ َيا َد ًة يل يف كل َخيرْ ٍ‪ ،‬واجعل‬
‫اي التي فيها َم َع ِ‬‫ُد ْن َي َ‬
‫المْ َ ْو َت َراح ًة يل من كل �شرَ ٍّ»‪.‬‬
‫�رشي ِة � اّإل ِبها؟‬
‫الب ّ‬ ‫الح ا ّل ِتي ال ْ‬
‫يك ِتم ُل َ�ص ُ‬
‫الح َ‬ ‫ • َما َج ُ‬
‫وانب ال ْإ�ص ِ‬

‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬

‫مع غري امل�سلمني‪.‬‬ ‫ُ‬


‫الر�سول ‪َ s‬‬ ‫كان ي َّت ُبعها‬ ‫ِ‬
‫الحية التي َ‬ ‫الد ِ‬
‫عوة ال ْإ�ص‬ ‫ِ‬ ‫اذكر ثال ًثا ِم ْن �‬
‫أ�ساليب َّ‬ ‫ُ‬

‫‪106‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬

‫قري�ش م ْنها‪.‬‬ ‫الد ْع ِ‬


‫وة والإ�صالح وموقف ٍ‬ ‫هج النب ِّي ‪ s‬يف َّ‬
‫بني م ْن ِ‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬
‫والد ْع ِ‬
‫وة؟‬ ‫الع صرْ� الّتي يمُ ِك ُن َت ْو ِظي ُفها لل َّتبليِغ والإ ِْ�ص ِ‬
‫الح َّ‬ ‫�سائل ا َ‬
‫حلدي َث ُة يف هذا َ‬ ‫والو ُ‬‫أ�ساليب َ‬
‫ُ‬ ‫ما ال‬

‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬
‫أ�ساليب التي تمَ ُ‬
‫يل � ْإلي َها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وفق �أَ ِ‬
‫حد ال‬ ‫الح اْال ْج ِ‬
‫تماع ّي َ‬ ‫الد ْع ِ‬
‫وة والإ ِْ�ص ِ‬ ‫مار ِ‬
‫�سة َّ‬ ‫لنف�سك ِخ َط ًّة ملُ َ‬
‫َ�ض ْع ِ‬

‫‪107‬‬
‫‪5‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫ر�س اخلام�س‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫الم‪.‬‬
‫وة �إىل ال ْإ�س ِ‬
‫الد ْع ِ‬‫البيت ُه ّن القدو ُة وامل َث ُل ال ْأعلى يف ّ‬
‫�سيدات �آل ِ‬
‫ُ‬ ‫ •‬
‫واالجتماع ّي ِة‬
‫ِ‬ ‫واجباتها الأُ�سرَ ّي ِة‬ ‫ال�صاحل ُة هي الّ ِتي ْجت ُ‬
‫مع بينْ َ ِ‬ ‫ • املر�أ ُة ّ‬
‫و ْحت ُ‬
‫ر�ص على ِعباداتها‪.‬‬ ‫العلوم ‪g‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫نفي�سة‬
‫أحر�ص على اْالقتدا ِء ب�آل ِ‬
‫البيت يف �أمورِ حيا ِتي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ •�‬

‫�ض‬ ‫واالج ِت َم ِاع ِّي املفترَ ُ‬


‫ْ‬ ‫الد ْورِ الأُ�سرَ ِِّي‬ ‫في ِة‪ ،‬و َت ْ‬
‫ناق�ش َن َح ْو َل َّ‬ ‫التدريبي ِة َّ‬
‫ال�ص ْي ّ‬ ‫َّ‬ ‫إحدى املَراكزِ‬
‫طالبات � َ‬
‫ُ‬ ‫اجتمعت‬
‫ْ‬
‫فاقرتحت‬
‫ْ‬ ‫بهن‪،‬‬
‫يعر ْف َن الفتيات َّ‬ ‫لهن �أن ّ‬ ‫للم ْر� ِأة املُ ْ�س ِل َم ِة‪ ،‬وكيف ّ‬ ‫ِ‬
‫�صيات الّتي تمُ ّث ُل قُدو ًة َ‬ ‫قم َن ِبه‪ ،‬وال�شَّ ْخ‬
‫� ْأن ُي ْ‬
‫اريخ‬ ‫إ�سالمي ِة امل�ؤ ِّث ِ‬
‫رة يف ال ّت ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫خ�صيات ال‬ ‫ال�ش‬
‫عن ّ‬‫إعالمي ٍة ْ‬
‫ّ‬ ‫إعالمية � ْأن ي ُق ْم َن ب� ْإ�صدارِ َن ٍ‬
‫�رشات �‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللجنة ال‬ ‫رئي�س ُة‬
‫نفي�سة‪.‬‬
‫�شخ�صي َة ال�سيد َة َ‬ ‫ال�شخ�صي ِ‬
‫ات املقْترَ َحة ْ‬ ‫أهم‬
‫فكانت �إحدى � ِّ‬ ‫المي‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ال ْإ�س ّ‬
‫من ِهي ال�سيد ُة نفي�س ُة؟‬
‫ُترى ْ‬
‫تماع ُّي الذي َح ِفظ ُه لها ال ّت ُ‬
‫اريخ؟‬ ‫واالج ِ‬
‫ْ‬ ‫يني‬
‫الد ّ‬
‫ودورها ّ‬
‫ُ‬ ‫آثارها‬
‫وما � ُ‬
‫طالب ‪ُ .d‬و ِل َد ْت يف ّ‬
‫مك َة‬ ‫ِ‬ ‫إمام علي بن �أبي‬
‫بن ال ِ‬
‫احل�سن ِ‬
‫ِ‬ ‫إمام‬
‫بن ال ِ‬ ‫بن ِ‬
‫زيد ِ‬ ‫احل�سن ِ‬
‫ِ‬ ‫هي‪ :‬ال�سيد ُة نف�سي ُة ابن ُة‬
‫حلادي ع�شرَ ِم ْن ٍ‬
‫ربيع الأول (�سنة ‪ 145‬هـ)‪.‬‬ ‫املكرم َة يف ا َ‬
‫َّ‬

‫ن�ش�أ ُتها‪:‬‬
‫اخلام َ�س ِة ِم ْن ُع َ‬
‫مرها �إىل‬ ‫وهي يف ِ‬
‫ِ‬ ‫درج ْت َمب ّكة‪َ ،‬‬
‫ا�صط َحبها � ُأب َوها َ‬ ‫فبعد � ْأن َ‬
‫نفي�س ُة ن� أش� ًة �شرَ ِي َف ًة‪ْ ،‬‬
‫ن�ش� ْأت ال�سيد ُة َ‬
‫فح ِف ْ‬
‫ظت القر� َآن َ‬
‫قبل‬ ‫أمور دي ِنها ود ْن َ‬
‫ياها‪َ ،‬‬ ‫أخذ يع ّل ُمها � َ‬
‫ول ُه �أبو جعفر امل ْن�صور َعلى �إمارتها و� َ‬ ‫ِ‬
‫املدينة‪ ،‬بعد � ْأن اّ‬
‫ال�صاحلني‪،‬‬
‫�سري َّ‬
‫عت َ‬‫و�س ِم ْ‬
‫الكثري م ْنه‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫النبي ‪ d‬حتى َح ِف َظ ْت‬
‫حديث ّ‬‫َ‬ ‫�أن تب ُلغ ال َّث ِام َنة ِم ْن ُعمرِ ها وع َّلمها‬
‫ِ‬
‫و�صفات امل ّتقني‪.‬‬

‫مع يف تربي ِتها بينْ َ ْ‬


‫القو ِل‬ ‫يج َ‬ ‫والد ِ‬
‫را�سة والتلْقنيِ ‪ ،‬بل َح َ‬
‫ر�ص � ْأن ْ‬ ‫ِ‬
‫والرواية‪ّ ،‬‬ ‫ومل َيقت�صرِ ْ يف تربي ِتها َعلى احل ْف ِظ‬
‫ِ‬
‫امل�سجد‬ ‫ي�ص َط ِح ُبها �إىل‬
‫كان ْ‬
‫وكثريا ما َ‬
‫ً‬ ‫وعباد ِت ِه‪ُ ،‬‬
‫ويقرِ �ؤها معه �أورا َده‪،‬‬ ‫كه َ‬‫فكان ُي�شاركُ ها معه يف ُن ُ�س ِ‬‫َ‬ ‫والعمل‪،‬‬
‫ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ني‪ ،‬ولت� ُأخ َذ ِم َن ال ُف َقها ِء واملُ ّ‬
‫حدث َ‬ ‫لت�شهد جماع َة امل�سلم َ‬
‫َ‬ ‫النبوي‬
‫ِّ‬
‫ال�شعرا ِء وكبارِ الأدبا ِء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وفحول ّ‬ ‫وخال�ص ِة ال َفقها ِء‪،‬‬
‫َ‬ ‫بيت �أبيها احل�سن‪ ،‬ب�ص ْف ِ‬
‫وة العلما ِء‬ ‫وكانت ْجت ُ‬
‫تمع يف ِ‬ ‫ْ‬

‫‪109‬‬
‫وي�ضيء‬
‫ُ‬ ‫من ِح َك ِمهم ما ُي ِّ‬
‫غذي ع ْق َلها املتف ّت َح‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وحتفظ ْ‬ ‫من �أقوا ِلهم‬
‫أخذ ْ‬ ‫ت�س ِتم ُع �إليهم ْ‬
‫وتروي ع ْنهم‪ ،‬ت� ُ‬ ‫فكانت ْ‬
‫ْ‬
‫الز ِك ّي َة‪.‬‬
‫نف�سها ّ‬
‫َ‬
‫النا�س‬
‫ُ‬ ‫متجد ٍد‪ ،‬ح ّتى ل َّقبها‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫ون�شاط‬ ‫وهم ٍة عالي ٍة‪ ،‬وعزمي ٍة �صادق ٍة‪ ،‬وفكر ٍة �سليم ٍة‪،‬‬
‫راج ٍح‪ّ ،‬‬ ‫فكانت ِ‬
‫�صاحب َة ع ْق ٍل ِ‬ ‫ْ‬
‫العلوم)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بلقب (نفي�س ُة‬
‫ِ‬
‫احلارث املعروف باحلايفّ‪،‬‬ ‫مالك‪ ،‬وب�شرْ ِ ِ‬
‫بن‬ ‫ِ‬
‫الهجرة الإمام ٍ‬ ‫والعب ِاد‪� :‬إمام دارِ‬ ‫من ال ِ‬
‫أئمة والعلما ِء ّ‬ ‫التقت بهم َ‬
‫ْ‬ ‫وممن‬
‫ْ‬
‫بن ح ْنبل‪ ،‬وغريِهم الكثري‪.‬‬
‫أحمد ِ‬
‫ال�س ّنة � َ‬
‫أهل َ‬
‫إمام � ِ‬
‫ال�شافعي‪ ،‬و� ِ‬
‫إمام ّ‬
‫وال ِ‬

‫�أُ ُ‬
‫بني‪:‬‬
‫خالل جمموع ِتك الطالبية َبينِّ ْ ما يلي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ن�ش�أَ ِتها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال�سيدة نفي�سة الذي �أ َّثر يف ُح ْ�س ِن ْ‬ ‫الرتبوي ِ‬
‫لوالد‬ ‫َّ‬ ‫أ�سلوب‬
‫َ‬ ‫ •ال‬

‫ومتيزها العملي‪.‬‬ ‫ِ‬


‫ال�سيدة نفي�س َة ِّ‬ ‫�صادر التي �أ َّث ْ‬
‫رت يف ن�ش�أة‬ ‫َ‬ ‫والـم‬ ‫ • َ‬
‫املنابع َ‬

‫نفي�سة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال�سيدة َ‬ ‫ِ‬
‫واهتمامات‬ ‫اجليل‬ ‫اهتمامات ال َف ِ‬
‫تيات يف هذا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ •قارِ ْن ب َ‬
‫ني‬

‫�إ�ضاءة‪:‬‬
‫�شيخ املحدثني �إذا‬
‫بن عيينة ُ‬
‫كان �سفيانُ ُ‬
‫ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫عن �إ�سحاق‪،‬‬ ‫زواجها‪:‬‬
‫ُ‬
‫احلديث ْ‬
‫َ‬ ‫ما َروى‬
‫بن‬
‫جعفر ِ‬
‫َ‬ ‫بن‬
‫إ�سحق ُ‬
‫الر�ضا � ُ‬ ‫حدثني الثقة ّ‬
‫ّ‬ ‫بن‬
‫ادق ِ‬ ‫ال�ص ِ‬
‫جعفرِ َّ‬
‫إمام ْ‬
‫بن ال ِ‬
‫إ�سحاق ِ‬
‫َ‬ ‫املنو ِ‬
‫رة من �‬ ‫ِ‬
‫املدينة ّ‬ ‫تزو َج ْت يف‬
‫ّ‬
‫حممدٍ بن علي بن ا ُ‬
‫حل�سينْ ِ ‪.‬‬ ‫إمام ٍ‬
‫إمام ا ُ‬
‫حل�سينْ ِ‬ ‫بن ال ِ‬
‫زين العابدين ِ‬
‫علي ِ‬
‫إمام ٍّ‬ ‫حممد البا ِقر ِ‬
‫بن ال ِ‬ ‫ال ِ‬
‫)(‬

‫‪110‬‬
‫وقد � َ‬
‫أخذ عن‬ ‫بال�صالح‪ْ ،‬‬
‫م�شهو ًدا له َّ‬
‫حاق ْ‬
‫وكان � ْإ�س ُ‬
‫َ‬ ‫إ�سحاق امل�ؤمتن)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫دعى (�‬
‫علي ‪ ،d‬وكان زوجها ُي َ‬
‫إمام ٍّ‬
‫بن ال ِ‬
‫لومه و�آدا ِبه و� ْأخال ِقه‪.‬‬
‫من ُع ِ‬
‫الكثري ْ‬
‫َ‬ ‫�أبيه‬

‫ار�سم‪:‬‬
‫ُ‬
‫نفي�سة ‪.f‬‬
‫وال�سي َدة َ‬
‫ّ‬ ‫حاق امل�ؤتمَ ن‬ ‫ِ‬
‫ال�سيد � ْإ�س ِ‬ ‫ • ْ‬
‫ار�سم خُم َّط ًطا تبينّ ُ فيه ِ�صل َة ال َن�سب بينْ َ‬

‫�صر‪:‬‬
‫رحلتها �إلى مِ ْ‬
‫وا�ستقرا فيها‬
‫ّ‬ ‫بعدها �إىل ِم�صرْ ِ‪،‬‬
‫توجها َ‬
‫ثم َّ‬
‫د�س ّ‬ ‫ارة ِ‬
‫بيت امل ْق ِ‬ ‫زو ِجها �إىل زِ َي َ‬
‫هت َمع ْ‬ ‫حجت ثالثني ِح َّجة َّ‬
‫توج ْ‬ ‫بعد � ْأن َّ‬
‫َ‬
‫فادة ِم ْنها وتل ّقي‬
‫لال�س ِت ِ‬
‫عليها ْ‬ ‫ا�س ُي ْكثرِ َ‬
‫ون الرت َّد َد ْ‬ ‫ٍ‬
‫وترحيب كب ٍري وبد�أ ال ّن ُ‬ ‫تام ٍة‬
‫النا�س بح َفاو ٍة ّ‬
‫ُ‬ ‫م�رص ا�ستقب َلها‬
‫ويف َ‬
‫والع ّام ِة يف ِم�صرْ ‪.‬‬
‫العلما ِء َ‬
‫ب على ُ‬ ‫طي ٌ‬
‫أثر ّ‬
‫فكان لها � ٌ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الع ْل َم عنها‪،‬‬
‫ال�شافعي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫نفي�س ُة وال ُ‬
‫إمام‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ال�سيدة‬
‫لقات‬ ‫وهو يف ِ‬
‫طريقه �إىل َح ِ‬ ‫يزورها ُ‬
‫نفي�س َة‪ ،‬واعتا َد � ْأن َ‬ ‫ِ‬
‫بال�سيدة َ‬ ‫قت �صل ُته‬ ‫ِ‬
‫ال�شافع ُّي �إىل م�صرْ َ‪ ،‬تو ّث ْ‬ ‫وملَّا وفَد ال ُ‬
‫إمام‬
‫إمام‬
‫عترب ال ُ‬
‫وي ُ‬ ‫رم�ضان‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫�شهرِ‬ ‫ِ‬
‫م�سجدها يف ْ‬ ‫وكان ُي�ص ّلي ِبها وب� ْأهل بي ِتها الترَ َ‬
‫اويح يف‬ ‫َ‬ ‫طاط‪،‬‬ ‫م�س ِ‬
‫جد ال ُف ْ�س ِ‬ ‫در ِ�سه يف ْ‬ ‫ْ‬
‫فقد‬
‫عظيما‪ْ ،‬‬
‫ً‬ ‫إمام ِة يف الف ْق ِه مكا ًنا‬
‫فيه ِمن ال َ‬
‫بلغ ِ‬
‫الوقت الذي َ‬ ‫ِ‬ ‫ال�شافعي �أكْ ُرث العلما ِء ُج ً‬
‫لو�سا � ْإليها و� ْأخ ًذا ع ْنها‪ ،‬يف‬ ‫ُّ‬
‫ا�س‪.‬‬
‫تعليم ال ّن ِ‬
‫ل�س ِ‬ ‫ِ‬
‫الف�سطاط ْجم ِ‬ ‫ل�س ُه يف َم ْ�س ِ‬
‫جد‬ ‫ل�س تع ُّل ٍم َع ْنها‪ ،‬و ْجم َ‬
‫ل�سه يف َدارِ ها مجَ َ‬
‫كان َي ْع َتبرِ ُ ْجم َ‬
‫َ‬

‫لوم‪:‬‬ ‫ْ‬
‫للمظ ِ‬ ‫حكم ُتها ون�صر ُتها‬
‫ووقفت‬
‫ْ‬ ‫فكتبت ُر ْقع ًة‬‫ْ‬ ‫نفي�سة َخ ُرب ُه‪،‬‬ ‫وط ْغيا ِنه‪ ،‬وب َلغ ّ‬
‫ال�سيد َة َ‬ ‫بن طو ُلون ِ‬
‫(حاكم م�صرْ َ) ُ‬ ‫من ُظ ْلم � َ‬
‫أحمد ِ‬ ‫النا�س ْ‬
‫ا�ستغاث ُ‬
‫َ‬
‫َدرتمُ‬ ‫أخذ ِم ْنها الر ْق َعة وقَر� َأها‪َ ،‬ف�إذا فيها‪ْ :‬‬
‫«ملك ُتم َف�أ�سرَ ْتمُ ْ‪ ،‬وق ْ‬ ‫فرتجل َع ْن ف ِ‬
‫َر�سه‪ ،‬و� َ‬ ‫بها يف َطريقه‪ ،‬ف ّ‬
‫َلما ر�آها عرفَها‪َّ ،‬‬
‫ُّ‬
‫غري خُم ِطئة ال‬ ‫وقد َعلم ُتم � ْأن ِ�س َ‬
‫هام ال ْأ�سحارِ نافذ ٌة ُ‬ ‫اق َ‬
‫فقطع ُتم‪ ،‬هذا ْ‬ ‫ور َد ْت � ُ‬
‫إليكم الأر َز ُ‬ ‫وخ ِّول ُتم ف ََع َ�س ْف ُت ْم‪َ ،‬‬
‫فقهرمت‪ُ ،‬‬
‫ويب ْقى الظا ُمل‪،‬‬
‫املظلوم َ‬
‫ُ‬ ‫ميوت‬ ‫فم ٌ‬
‫حال � ْأن َ‬ ‫موها‪ ،‬و� ْأج ٍ‬
‫�ساد عري ُتموها‪ُ ،‬‬ ‫تموها‪ ،‬و� ٍ‬
‫أكباد َج ّو ْع ُت َ‬ ‫أوج ْع ُ‬ ‫ٍ‬
‫قلوب � َ‬ ‫ِ�س ّيما ِم ْن‬
‫الذين‬
‫َ‬ ‫واظ ِل ُموا ف�إ َّنا �إىل ا ِ‬
‫هلل ُم َت َظ ّلمون‪َ ،‬‬
‫و�س ْيع َل ُم‬ ‫وروا َف�إنا باهلل ُم�س َت ِج ُريون‪ْ ،‬‬
‫وج ُ‬ ‫اعم ُلوا ما ِ�شئ ُتم َف�إ ّنا َ�صا ِب ُر َ‬
‫ون‪َ ،‬‬ ‫َ‬

‫‪111‬‬
‫َظ ُ‬
‫لموا � َّأي من َق ٍ‬
‫لب ينقلبون»‪ ،‬فت�أثر ابن طولون وعدل لوقته‪.‬‬

‫أو�ضح‪:‬‬
‫ُ‬ ‫�‬
‫باملع ِ‬
‫روف‬ ‫امة والدراية العميقة ب� ِ‬
‫آداب ال ْأمر ْ‬ ‫باحل ْك ِ‬
‫مة ال َّت ِ‬ ‫ •ات�سَّ م موقف ال�سيدة نفي�سة مع �أحمد بن طولون ِ‬
‫والنهي عن امل ْن ِكر‪ّ ،‬‬
‫و�ضح ذلك‪.‬‬ ‫ْ‬

‫ال�ص ِحفية املُعا�صرِ ة يف ال َّن ْق ِد ّ‬


‫والدعوة �إىل ال ْإ�صالح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نفي�س ِة وبع�ض ال‬
‫أ�ساليب َّ‬ ‫ِ‬
‫ال�سيدة َ‬ ‫ِ‬
‫أ�سلوب‬ ‫ •قارِ ْن ب َ‬
‫ني �‬

‫حفي املعا�صر‬
‫ّ‬ ‫ال�ص‬
‫لوب ّ‬
‫ال ْأ�س ُ‬ ‫ُ‬
‫نفي�سة‬ ‫يدة‬
‫ال�س ِ‬
‫لوب ّ‬
‫� ْأ�س ُ‬

‫النقد يخ�ص الأ�شخا�ص‬ ‫النقد يخ�ص الأفكار والأفعال‬

‫االجتماع ّية‪:‬‬
‫ْ‬ ‫وحيا ُتها‬ ‫ُ‬
‫نفي�سة َ‬ ‫ُ‬
‫ال�سيدة‬
‫كانت‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫املنزل الذي‬ ‫لفن � ِ‬
‫إدارة‬ ‫أح�س ِن ْ‬
‫هن �إ ْت َقا ًنا ّ‬ ‫وبي ِتها و�أ�سرْ َ ِتها‪ْ ،‬‬
‫ومن � َ‬ ‫وجها ْ‬ ‫أف�ض ِل ال ِّن�سا ِء يف رِ ِ‬
‫عاية َز ِ‬ ‫من � َ‬ ‫كانت ْ‬
‫ْ‬
‫�رص ُح‬
‫وي ِّ‬ ‫ال�سع ِ‬
‫ادة ُ‬ ‫َ‬ ‫عد ِبها كلَّ‬
‫ي�س ُ‬
‫كان ْ‬
‫زوجها الذي َ‬ ‫مع ِ‬‫التعام ِل َ‬
‫ُ‬ ‫وح ْ�س ِن‬ ‫ِ‬
‫احل�سنة‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫والرتبية‬ ‫ْتع ُمره بالعبا َد ِة والذّ كْ رِ‬
‫وكلم ٍ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫و�ش‪،‬‬ ‫بوج ٍه ُ‬
‫ب�ش ٍ‬ ‫وم�ضمو ًنا‪ ،‬فَما َتر ُّد ِ‬
‫عليه � اّإل ْ‬ ‫ْ‬ ‫�صفات َح�سن ٍة َ�ش ْكلاً‬
‫ٍ‬ ‫مال َما �أو َد َع ال ّلـ َه فيها ِم ْن‬
‫بج ِ‬‫لها َ‬
‫راقي ٍة ُّ‬
‫تدل ع َلى �أ َد ِبها ا َ‬
‫جل ْم‪.‬‬
‫النا�س‬
‫بل َ‬ ‫ت�س َت ْق ُ‬
‫فكانت ْ‬
‫ْ‬ ‫امل�رصي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تمع‬
‫املج ِ‬
‫يف يف ْ‬ ‫واالج ِ‬
‫تماع ّي وال َّثقا ّ‬ ‫ْ‬ ‫الد َعوِ ّي‬ ‫زوجها ِم ْن ْ‬
‫دورِ ها َّ‬ ‫وملْ مي َن ْعها رعاي ُة ِ‬

‫‪112‬‬
‫حاك َم ِم�صرْ َ ف� َأمر لها‬
‫النا�س و�أثق َلها ذلك‪ ،‬فب َل َغ ذلك ِ‬
‫اجا ِتهم و� ْأ�سئ َل ِتهم‪ ،‬ح ّتى كثرُ عليها ُ‬ ‫وعام ًة‪ُ ،‬‬
‫تنظ ُر يف َح َ‬ ‫لماء ّ‬
‫ُع َ‬
‫زو ِجها و�أ�سرْ ِتها‪.‬‬ ‫ا�س‪ ،‬وتت َف َّر ُغ باقي � ّأي ِامها للعبا َد ِة ورِ َع ِ‬
‫اية ْ‬ ‫يومينْ ِ َت ْ�س َت ْق ُ‬
‫بل فيهِ ما ال َّن َ‬ ‫وقر َر لها َ‬
‫وا�سع َّ‬
‫ٍ‬ ‫ِب ْبي ٍت‬
‫منهن‬
‫ّ‬ ‫إليها‬
‫ل�س � َ‬‫غمر من َي ْج ُ‬‫وكانت َت ُ‬
‫ْ‬ ‫عند غريِها‪،‬‬ ‫ل�سها ما ال َي ِج ْد َنه َ‬ ‫مبج ِ‬
‫ن�س ْ‬ ‫يج ْد َن ِم َن الأُ ِ‬ ‫وكانت َ�ص ِ‬
‫اح َباتها ِ‬ ‫ْ‬
‫التوجيه ِ‬
‫والع ْل ِم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫باملَو َّد ِة‪ ،‬و ُت ُ‬
‫في�ض عليهِ َّن َ‬
‫من‬
‫والبكا ِء وال َّت ضرَ� ُّ ِع‬ ‫ِ‬
‫العبادة ُ‬ ‫كية َن ْف ِ�سها‪ْ ،‬‬
‫فقد كا َن ْت كثري َة‬ ‫من االعتنا ِء ب َت ْز ِ‬ ‫ومل مت َن ْعها ُح ْ�س ُن ِع�شرْ َ ِتها ْ‬
‫لزو ِجها وال ّن ِ‬
‫ا�س ْ‬
‫بنف�سي و� َأم ِامي‬ ‫كيف �أر ِف ُق ِ‬
‫فقالت َ‬ ‫ْ‬ ‫ني ِ‬
‫بنف�سك‪:‬‬ ‫فقيل لها‪�« :‬أال َت ْر ِفق َ‬ ‫الليل و ُت ْك ُرث ّ‬
‫ال�صي َام ِ‬ ‫قيام ِ‬
‫هلل َتعاىل‪ُ ،‬تد ُمي َ‬ ‫�إىل ا ِ‬
‫طعها � اّإل الفائزون»‪.‬‬
‫عقب ٌة ال ي ْق ُ‬

‫وفا ُتها‪:‬‬
‫رم�ضان‪ ،‬فب َلغ‬
‫َ‬ ‫ي�شتد وي ْقوى ح ّتى‬
‫املر�ض ُّ‬
‫ُ‬ ‫وظلّ‬ ‫للهج ِ‬
‫رة َ‬ ‫ٍ‬
‫وثمان ْ‬ ‫رجب �سن َة مائتينْ‬
‫َ‬ ‫�شهرِ‬
‫َمرِ َ�ض ْت ال�سيد ُة نفي�س ُة يف ْ‬
‫ني �سنة‬‫جبا!!! � ّإن يل ثالث َ‬
‫واع ً‬
‫فقالت‪َ :‬‬
‫ْ‬ ‫أمرها ِ‬
‫بالف ْطر‪،‬‬ ‫الطبيب ف� َ‬
‫َ‬ ‫حلركَ ِة‪ْ � ،‬أح�ضرَ وا لها‬
‫املر�ض �أ ْق َ�صاه‪ ،‬و أ� ْق َعدها عن ا َ‬
‫ُ‬
‫حمها اللـ ُه وهي تقر�أُ �سور َة الأ ْن ِ‬
‫عام ع ْند قوله‬ ‫و�أنا �أ�س� ُأل َ‬
‫اهلل تعالىَ � ْأن يتوفاين و�أنا �صائم ُة‪� ...‬أَف أ� ْف َط ْر؟ و ُت ْ‬
‫وفيت َر َ‬
‫ﭨ ﮋﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ (الأنعام‪ )127 :‬توفيت عن ثالث‬
‫و�ستني �سنة ودفنت مب�رص رحمها اهلل رحمة وا�سعة‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬

‫والعمل‪َ ،‬بينِّ ْ ذلك‪.‬‬


‫يج َمع لها يف َتربيتها بينْ َ ال َقول َ‬ ‫ِ‬
‫ال�سيدة نفي�س َة � ْأن ْ‬ ‫والد‬
‫ر�ص ُ‬‫َح َ‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬
‫�سرية حيا ِتها يف‬
‫و�ض ْح ذلك ِمن خالل ِ‬ ‫الزو ِج والدعو َة �إىل ا ِ‬
‫هلل‪ّ ،‬‬ ‫ورعاي َة ْ‬ ‫نفي�س ُة َبينْ َ ِ‬
‫العبا َدة َ‬ ‫جمع ْت ال�سيد ُة َ‬
‫َ‬
‫م�صرْ ‪.‬‬

‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬
‫كبري يف ِه ِ‬
‫دايته‪َ ،‬فبِم ُتع ّلل ذلك؟‬ ‫أثر ٌ‬‫طولون � ٌ‬
‫َ‬ ‫بن‬
‫أحمد ِ‬
‫توجهت به ال�سيد ُة نفي�س ُة �إىل � َ‬
‫ْ‬ ‫كان ِ‬
‫للخطاب الذي‬ ‫َ‬

‫‪114‬‬
‫املحور الثالث‬

‫‪3‬‬ ‫الإن�سان والكون‬

‫الدر�س الأول‪� :‬سورة الأحزاب (‪.) 6‬‬


‫الدر�س الثاين‪� :‬آداب التعامل مع غري امل�سلمني يف ال�سلم‪.‬‬
‫الدر�س الثالث‪ :‬منهج الإ�سالم يف احلفاظ على البيئة‪.‬‬

‫�أهداف املحور‪:‬‬
‫يتوقع من املتعلم عند نهاية املحور �أن‪:‬‬
‫‪1.1‬يحفظ الآيات ( ‪ )63-73‬من �سورة الأحزاب ويف�سر معانيها ويتعرف على �أحكامها‪.‬‬
‫‪2.2‬يحافظ على بيئته بدافع �إمياين‪.‬‬
‫‪3.3‬يتعرف على �آداب التعامل مع غري امل�سلمني وقت ال�سلم‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪1‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬‫� ُ‬
‫�سورة الأحزاب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات (‪ )73 - 63‬من‬ ‫وحفظ ال ِ‬
‫ِ‬ ‫قن تالو َة‬‫ •�أُ ِت ُ‬ ‫ر�س ال ُ‬
‫أول‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫آيات الكرمية‪.‬‬
‫ف على املعنى ال ْإجمايل لل ِ‬ ‫أتعر ُ‬
‫ •� َّ‬
‫رين يو َم القيامة‪.‬‬ ‫ف� َ‬
‫أحوال الكا ِف َ‬ ‫ •� ِأ�ص ُ‬
‫أمانة ال َّث ُ‬
‫قيلة‬ ‫إن�سان وال ُ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫النبي ‪.s‬‬
‫هلل من �إيذاء ّ‬ ‫حتذير ا ِ‬
‫َ‬ ‫ني‬ ‫ •�أب ُ‬
‫أمانة و�ألتزمها”‪.‬‬
‫أو�ضح مفهو َم “ال ِ‬‫ •� ُ‬ ‫�سورة الأحزاب (‪)6‬‬

‫اقر�أُ و�أت� ّأم ُل‪:‬‬


‫وهو يقر�أُ َ‬
‫قول اهلل ﭨ ﮋﯘ ﯙ ﯚ‬ ‫َ‬
‫ر�سول اهلل ‪ُ s‬‬ ‫دي حامت ّ‬
‫الطائي‬ ‫�سمع َع ُّ‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ‬
‫دوهم! فقال‬
‫يعب ُ‬ ‫َ‬
‫ر�سول اهلل �إ َّنهم مل ُ‬ ‫ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱﮊ (التوبة‪ )31 :‬فقال‪ :‬يا‬

‫‪�« :s‬أَ َما �إِ َّن ُه ْم مل َي ُكو ُنوا َي ْع ُب ُدو َن ُه ْم َو َل ِك َّن ُه ْم كَ ا ُنوا �إذا �أَ َح ُّلوا لهم �شيئا ْ‬
‫ا�س َت َح ُّل ُ‬
‫وه و�إذا َح َّر ُموا عليهم �شيئا‬
‫(((‬
‫وه»‪.‬‬
‫َح َّر ُم ُ‬
‫باع كلٍّ مما يلي‪:‬‬ ‫فما ُح ْك ُم ا ّت ِ‬
‫ت�رشيع ا ِ‬
‫هلل َتعاىل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بذلك‬ ‫رم خُمال ًفا‬
‫وح ٌ‬ ‫ •ي ّت ُ‬
‫بع َ�ش ْخ ً�صا بمِ َا �أحلَّ َ‬

‫قريبا يف َم ْع ِ‬
‫�صية ا ِ‬
‫هلل ُ�سبحا َنه‪.‬‬ ‫طيع ً‬‫ • ُي ُ‬

‫ليل �شرَ ْ ِعي‪.‬‬


‫عليه ِم ْن َد ٍ‬
‫بع عاملًا فيما َي ْع َت ِم ُد ِ‬
‫ •ي ّت ُ‬

‫رام َح َّرم ُه اهلل‪.‬‬


‫ليل َح ٍ‬ ‫ • ُي ُ‬
‫طيع زميلاً يف ْحت ِ‬

‫(((   رواه الرتمذي رقم‪.3095 :‬‬

‫‪117‬‬
‫ُ‬
‫أحفظ‪:‬‬ ‫�أتلو و�‬

‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ‬
‫ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ‬
‫ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗ‬
‫ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ‬
‫ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬
‫ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ‬
‫ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ‬
‫ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ‬
‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﮊ‬

‫(�سورة الأحراب‪)73 - 63:‬‬

‫‪118‬‬
‫تف�سري املفردات‪:‬‬
‫امل�ستقيم دونَ �أعوجاج‪.‬‬
‫ُ‬ ‫للح ّق‪،‬‬
‫املوافق َ‬
‫ُ‬ ‫ال�صواب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫القول‬ ‫ق َْو اًل َ�س ِد ً‬
‫يدا‬
‫واهيه‪.‬‬
‫هلل و َن ِ‬
‫أوامر ا ِ‬
‫التكليف ب� ِ‬
‫ُ‬ ‫الَ َما َن ُة‬
‫ْأ‬

‫ُّ‬
‫إجمايل للآيات الكرمية‪:‬‬ ‫املعنى ال‬
‫واب هذا‬
‫وج ُ‬‫اعة‪ ،‬وا�س ِت ْع َجا ِلهم ِبها‪َ ،‬‬
‫ني عن ال�سَّ ِ‬ ‫عن ُ�س� ِؤال ِ‬
‫بع�ض امل�رشك َ‬ ‫حديث ْ‬
‫ٌ‬ ‫ال�سورة‬ ‫الدر�س الأخ ِري ْ‬
‫من ُّ‬ ‫ِ‬ ‫يف هذا‬
‫واحتمال � ْأن ت�أْ ُخ َذهم َعلى ِغ ّر ٍة َ�أ ْخ ًذا �سرَ ً‬
‫ِيعا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال�س� ِؤال �أن َي َدعوا �أَ ْم َرها �إىل ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬مع تحَ ْ ذيرِ هم ِم ْن قُر ِبها‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫ون‬
‫يند ُم َ‬‫ويوم َ‬ ‫وجوه ُهم يف ال ّنار‪َ ،‬‬‫ُ‬ ‫يوم ُتق َّل ُب‬
‫ني ِبها‪َ ،‬‬‫عجل َ‬‫امل�س َت ِ‬ ‫�شاه ِد ال�سَّ ِ‬
‫اعة ال ي�سرُ ُّ ْ‬ ‫هدا ِم ْن َم ِ‬
‫ال�سياق َم ْ�ش ً‬
‫ُ‬ ‫عر�ض‬
‫ثم َي ُ‬
‫َّ‬
‫جع ال َي ْ�س َت ْع ِج ُل‬
‫هد ُم ْف ٌ‬
‫وهو َم ْ�ش ٌ‬ ‫الع َذ ِ‬
‫اب‪ُ ،‬‬ ‫من َ‬ ‫ل�ساد ِتهم وكُ برَ ا ِئهم ِ�ض ْعفنيِ َ‬
‫يطلبون َ‬
‫َ‬ ‫ور ُ�سو ِله‪َ ،‬‬
‫ويوم‬ ‫هلل َ‬ ‫عد ِم َط ِ‬
‫اعة ا ِ‬ ‫على َ‬
‫مر ًة �أُخرى! يعو ُد ْ‬
‫ليح ِّذ َر الذين � َآمنوا � ْأن‬ ‫أر�ض َّ‬ ‫هد يف ال ِآخ َر ِة �إىل ِ‬
‫هذه ال ِ‬ ‫الـم ْ�ش ِ‬
‫عجل‪ ،‬ثم يعو ُد ِبهم ِم ْن هذا َ‬ ‫ِبه ْ‬
‫م�س َت ِ‬
‫كان ر ًّدا على �أمرٍ وا ِق ٍع‪ ،‬ربمَّ ا َ‬
‫كان ُهو‬ ‫ويبدو � َّأن هذا َ‬
‫وه فربَّ� ُأه اهلل ممَِّا قالوا ُ‬
‫هم ُ‬
‫الذين آ�ذ َْو ُه وا َّت ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يكونوا ك َق ْو ِم ُمو�سى‬
‫يقو ُلوا ق َْو اًل َ�س ً‬
‫ديدا‬ ‫ويد ُعو امل�ؤمنني � ْأن ُ‬ ‫ِ‬
‫العرب‪ْ ،‬‬ ‫ومال َف ِته مل�أ ُل ِ‬
‫وف‬ ‫الر ُ�س ِ‬
‫ول ‪ s‬بزينب‪ ،‬خُ َ‬ ‫حديث ْبع ِ�ضهم ْ‬
‫عن َزواج َّ‬ ‫ُ‬
‫وي ِع ُدهم‬
‫ور�سو ِله َ‬ ‫حببهم يف َطاعة ا ِ‬
‫هلل ُ‬ ‫وي ِّ‬ ‫والعي ِب‪ُ ،‬لي�ص ِل َح ال ّلـ ُه َلهم �أعما َل ُهم وي ْغ ِف َر ُلهم ذ َ‬
‫ُنوبهم‪ُ .‬‬ ‫ْ‬ ‫عيدا َعن ال ّل ْمزِ‬
‫َب ً‬
‫العظيم‪.‬‬
‫َ‬ ‫َعليها الفو َز‬
‫وحم َلها‬ ‫ُ‬
‫واجلبال‪َ ،‬‬ ‫ات والأَ ْر ُ‬
‫�ض‬ ‫ماو ُ‬ ‫عن "الأما َن ِة" التي �أ�ش َف ْ‬
‫قت ِم ْن َح ْم ِلها ال�سَّ َ‬ ‫ِ‬
‫العميق ْ‬ ‫ويخ ِت ُم ال�سور َة باخلبرَ ِ َ‬
‫الها ِئل‬
‫ِ‬
‫وحما�سبة ال ِ‬
‫إن�سان َعلى‬ ‫اجلزا ِء َعلى َ‬
‫العمل‪،‬‬ ‫تيب َ‬ ‫بري ا ِ‬
‫هلل يف َت ْر ِ‬ ‫احق ٌة‪َ ،‬ذ ِلك َلي َّ‬
‫تم َت ْد ُ‬ ‫وهي َ�ض ْخم ٌة ها ِئل ٌة َ�س ِ‬
‫إن�سان‪ِ ،‬‬
‫ال ُ‬
‫تار‪ :‬ﮋﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ما َر ِ�ض َي لن ْف ِ�سه ْ‬
‫واخ َ‬
‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﮊ‪.‬‬

‫� ّ‬
‫أو�ض ُح‪:‬‬
‫ني ُ�س� ِؤال املُ ْ�ؤ ِمن‬
‫فرقٌ ب َ‬ ‫ولكن ُه َ‬
‫ناك ْ‬ ‫َّ‬ ‫ا�س َي ْ�س� ُأل عن ال�سَّ ِ‬
‫اعة‬ ‫ﭧ ﭨ ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﮊ‪َ ،‬ج ُ‬
‫ميع ال ّن ِ‬
‫كذ ِب َلها‪ّ .‬‬
‫و�ض ِح ال َف ْر َق َب ْي َنهما؟‬ ‫و�س� ِؤال َ‬
‫الكا ِفر املُ ِّ‬ ‫ِبها‪ُ ،‬‬

‫‪119‬‬
‫أجب ‪:‬‬
‫�أتد ّب ُر و� ُ‬
‫ِ‬
‫احلديث وبينْ َ الآية (‪)63‬؟‬ ‫اع ِة كَ َها َتينْ ِ » ‪ ،‬ما الرا ِب َط ُة التي تجَ ْ ُ‬
‫مع َبينْ هذا‬ ‫«ب ِع ْث ُت �أَ َنا َو ِّ‬
‫ال�س َ‬ ‫ •قال ‪ُ :s‬‬
‫(((‬

‫و�ضح كلاّ ً ِم ْنهما؟‬


‫نو ِية ّ‬
‫املع ّ‬ ‫ِ‬
‫بالعذاب والإهانة ْ‬ ‫تو َّع َد اللـ ُه َتعاىل الكا ِفرين‬
‫ • َ‬

‫ذاب ال َّنارِ ؟‬ ‫ِ‬


‫مرات َع ِ‬ ‫وهم يف غَ‬
‫الكافرون ُ‬
‫َ‬ ‫ •ما الأُمني ُة التي يتم َّناها‬

‫كثري ِم َن ال َّنا�س‪ ،‬فَما هو؟‬


‫يقع فيه ٌ‬ ‫أ�سباب ال�ضَّ ِ‬
‫الل الذي ُ‬ ‫من �أكْ ِرب � ِ‬ ‫ٍ‬
‫واحد ْ‬ ‫آيات �إىل‬ ‫ • ُت ُ‬
‫�شري ال ُ‬

‫� ُ‬
‫أ�صف‪:‬‬
‫وير‪.‬‬ ‫ويرا ُم�ؤ ّث ًرا‪�ِ ،‬ص ْ‬
‫ف هذا ال َّت ْ�ص َ‬ ‫رين يف ال ِآخ ِ‬
‫رة َت ْ�ص ً‬ ‫أحوال الكا ِف َ‬
‫آيات الكرمي ُة � َ‬
‫رت ال ُ‬ ‫ • ّ‬
‫�صو ْ‬

‫وا�ستنتج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫اقر�أُ‬
‫ً‬
‫�سديدا‪:‬‬ ‫اً‬
‫قول‬
‫النبي ‪َ s‬ي ْو ًما ِق ْ�سم ًة‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫ٍ‪d‬‬ ‫عبد ا ِ‬ ‫َ‬
‫مزاحم‬‫بنت ِ‬ ‫ُحكي عن امر� ِأة فرعونَ �آ�سي َة ِ‬ ‫بن م�سعود ‪ :‬قَ�سَّ م ُّ‬
‫هلل ِ‬ ‫قال ُ‬
‫(رب ا ْبن ليِ‬
‫‪� g‬أ َّنها قالت يف ُدعائها‪ِّ :‬‬ ‫قلت‪َ � :‬أما‬ ‫ق�سم ٌة ما �أُ َر َيد بها وج ُه ا ِ‬
‫هلل‪ُ ،‬‬ ‫ذه ِل ْ‬
‫رجل من الأ ْن�صارِ ‪َّ � :‬إن َه ِ‬
‫ٌ‬
‫ِع ْن َد َك َب ْي ًتا يف ا َ‬
‫جل َّن ِة) ومل تق ُْل (بي ًتا عندك)‪،‬‬
‫َ‬
‫ار ْر ُته‪َ ،‬ف َغ ِ�ضب ح َّتى‬
‫ف�س َ‬ ‫النبي ‪ ،s‬ف�أَتي ُته ُ‬
‫وهو يف َملأ َ‬ ‫ني َّ‬
‫وا ِ‬
‫هلل لآت َّ‬
‫ابن كث ِري (رحمه اهلل) تنوي ًها ب َتعب ِريها‬ ‫قال ُ‬
‫اجلار َ‬
‫قبل‬ ‫احل�س ُن‪َ ،‬‬ ‫و�سى‪� ،‬أُ ِ‬
‫وذ َي ب�أكْ ثرَ ِ ِم ْن‬ ‫«ر ْحم ُة ا ِ‬
‫هلل َعلى ُم َ‬ ‫ثم قال‪َ :‬‬
‫وج ُه ُه‪ّ ،‬‬
‫احم ّر ْ‬
‫َ‬
‫اختار ْت َ‬ ‫َ‬ ‫العلماء‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬ ‫َ‬
‫الدار‪.‬‬ ‫َ‬ ‫(((‬
‫ف�صرب»‪.‬‬
‫هذا َ‬
‫)(‬
‫((( َرواه م�سلم‬
‫((( رواه البخاري‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫آيات َ‬
‫الكر َمي ِة؟‬ ‫رب ِه‪ .‬ما َدال ِئ ُلها ِم ْن ِخ ِ‬
‫الل ال ِ‬ ‫عند ّ‬ ‫ •لمِ ُو�سى ‪ a‬مكان ًة ِ‬
‫عظيم ًة َ‬

‫و�ض ْحها؟‬ ‫لنبيهِ م ُم َ‬


‫و�سى ‪َ a‬ت ْ�سلي ٌة و َت�سرْ ي ٌة لل َّنب ِّي ‪ِّ ،s‬‬ ‫ •يف ذكْ رِ �إيذا ِء بني �إ�سرْ َ‬
‫ائيل ّ‬

‫أجب ‪:‬‬
‫�أتد ّب ُر و� ُ‬
‫ •ﭧ ﭨ ﮋﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫وع ٍد‬ ‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﮊ (�سورة الأحزاب‪َ � )71 - 70 :‬‬
‫أف�صح ِت هاتني الآيتني ْ‬
‫عن ْ‬
‫�سديدا‪ ،‬فما هو؟‬
‫ً‬ ‫قول‬ ‫ُ‬
‫ويقول اً‬ ‫ربه‬ ‫َح ٍّق ُ‬
‫لك ِّل َم ْن َي َّتقي َّ‬

‫بال�صالح؟‬ ‫ف ال ُ‬
‫أعمال َّ‬ ‫ •متى ُت َ‬
‫و�ص ُ‬

‫أ�سباب تحَ ُّق ِقه؟‬


‫آيات الكريمِ َ ُة؟ وما � ُ‬ ‫أ�شارت � ِ‬
‫إليه ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫العظيم الذي �‬
‫ُ‬ ‫ •ما ال َفو ُز‬

‫ُ‬
‫ابحث و�أقارنُ ‪:‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫(الأحزاب‪)72 :‬‬ ‫ ‬‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﮊ‬
‫يختلف تف�سري الأمانة من �آية �إىل �أخرى‪.‬‬
‫ثم � ِأجب على ال ْأ�س ِئلة التي َتليها‪:‬‬ ‫آيات ال ّت ِ‬
‫الية وتدبر معنى الأمانة فيها ّ‬ ‫اقر أ� ال ِ‬

‫‪121‬‬
‫‪ 1 .1‬ﭧ ﭨ ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ‬
‫(البقرة‪)283 :‬‬ ‫ﭵ ﭶﮊ ‬
‫�ض‪ ،‬و”ال ِ‬
‫أمانة” التي ذ ُِك َر ْت يف (�سورة البقرة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫موات وال ْأر ِ‬ ‫الفرق بني “ال ِ‬
‫أمانة” التي ُع َ‬
‫ر�ض ْت َعلى ال�سَّ‬ ‫ُ‬ ‫ •ما‬
‫‪)283‬؟‬

‫‪ 2 .2‬ﭧ ﭨ ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫(‪ :58‬الن�ساء)‬ ‫ ‬‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﮊ‬
‫حل ِك ْم ْ‬
‫بالعد ِل بينْ َ ال َّن ِ‬
‫ا�س‪ ،‬ما ُمنا�سب ُة هذا اال ْقرتان؟‬ ‫ •ذ ُِك ْ‬
‫رت الأمان ُة مقرون ٌة با ُ‬

‫‪3 .3‬ﭧ ﭨ ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﮊ‬


‫(‪ :27‬الأنفال)‬ ‫ ‬
‫ •ما املق�صو ُد بـ "خيانة ال ِ‬
‫أمانة" يف الآية (‪ 27‬من �سورة الأنفال)؟‬

‫جميع ال ِ‬
‫آيات ال�سابقة؟‬ ‫ِ‬ ‫وامل�شترَ ِك لل ِ‬
‫أمانة بينْ‬ ‫ابت ْ‬ ‫ •ما املعنى ال َّث ِ‬

‫‪122‬‬
‫�أتد ّب ُر و�أحدّ ُد‪:‬‬
‫أمانة ْ‬
‫التك ِ‬
‫ليف حددها �ضمن‬ ‫ف للب�شرَ ّي ِة تجُ َاه َحمل � ِ‬
‫عر�ضت (الآية ‪ )73 ،72‬من �سورة الأحزاب ثالث َة موا ِق َ‬
‫ْ‬ ‫ •‬
‫املعطيات التالية‪:‬‬
‫دون ِ‬
‫الباطن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الظاهر َ‬ ‫يح ِم ُلها يف‬
‫‪َ 1.1‬من ْ‬

‫يح ِم ُلها باط ًنا وال َظ ً‬


‫اهرا‪.‬‬ ‫‪َ 2.2‬م ْن ال ْ‬

‫ِ‬
‫وظاه ًرا‪.‬‬ ‫يح ِم ُلها باط ًنا‬
‫من ْ‬
‫‪ْ 3.3‬‬

‫خامتة �سورة الأحزاب‪:‬‬


‫ِ‬
‫اجلديد‬ ‫المي‬
‫املجتمع ال ْإ�س ِّ‬
‫ِ‬ ‫ظام ال ْأخال ِق ِّي يف‬ ‫أحزاب التي فَرغْ نا ِ ْمن ِدرا�س ِتها �آن ًفا على َم ِ‬
‫بادئ ال ِّن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت�ش ُ‬
‫تمل �سور ُة ال‬ ‫ْ‬
‫بدرٍ �إىل ما ق َْب َل ف ْت ِح‬ ‫ِ‬
‫غزوة ْ‬ ‫من ِ‬
‫بعد‬ ‫وذلك يف ال َفترْ ِة ْ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫املدينة‪،‬‬ ‫جاهدا َعلى �إقام ِته يف‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫يعمل‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪s‬‬ ‫كان‬
‫الذي َ‬
‫ماعي‪.‬‬ ‫دي وا َ‬ ‫ال�س ِ‬ ‫مر َتبط ًة ب� ِ‬ ‫عظ ُم �أغْ ِ‬
‫اءت ُم َ‬ ‫َّ‬
‫جل ِّ‬ ‫الفر ِّ‬
‫لوك ْ‬ ‫آداب ُّ‬ ‫را�ضها ْ‬ ‫مك َة‪ ،‬ولذلك َج ْ‬
‫بتو�ضيح هذه املَبادئ على النحو التايل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫�صاحب التف�س ِري الكبريِ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الرازي‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫إمام‬
‫قام ال ُ‬
‫ولقد َ‬
‫من � ٍ‬
‫أدب‬ ‫النبي ‪ْ s‬‬ ‫ال�سور ُة ب َقو ِله تعاىل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔﮊ �إِ�شار ٌة �إىل ما ِ‬
‫ • َبد� ِأت ُّ‬
‫يكون عليه ُّ‬
‫َ‬ ‫ينبغي � ْأن‬
‫رب ِه‪.‬‬
‫مع ّ‬
‫َ‬
‫مع � ْأه ِله‪.‬‬ ‫ون ِ‬
‫عليه َ‬ ‫يك َ‬ ‫ثم قيل له‪ :‬ﮋﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮊ � َ‬
‫إ�شار ًة �إىل ما ي ْن ِبغي � ْأن ُ‬ ‫ • ّ‬
‫يكون ِ‬
‫عليه‬ ‫َ‬ ‫ •ثم قيل له‪ :‬ﮋﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﮊ �إ�شار ًة �إىل ما ي ْن ِبغي � ْأن‬
‫عام ِة ا َ‬
‫خل ْل ِق‪.‬‬ ‫مع َّ‬
‫َ‬

‫‪123‬‬
‫أزواج ِه‪ ،‬و�س ُل ً‬
‫وكا‬ ‫خا�صا مع � ِ‬
‫وكا ًّ‬ ‫مع ِ‬
‫ربه‪ ،‬و�س ُل ً‬ ‫خا�صا َ‬
‫أدبا ًّ‬ ‫َ‬
‫الر�سول ‪ً � s‬‬ ‫الرازي‪َّ � :‬إن هذه ال ِ‬
‫آيات ُتع ِّل ُم‬ ‫ُّ‬ ‫ • ُ‬
‫يقول‬
‫ا�رشح هذا القول‪.‬‬
‫ْ‬ ‫عام ِة ا َ‬
‫خل ْل ِق‪،‬‬ ‫ثال ًثا مع َّ‬

‫هادة يف قوله ﭨ ﮋﭝ ﭞ ﭟﮊ؟‬


‫ •ما املق�صو ُد بال�شَّ ِ‬

‫ •�شتملت �سورة الأحزاب على �ستة نداءات موجهة للم�ؤمنني‪ .‬ا�ستخرجها وبني من كل نداء الأدب الذي‬
‫يجب �أن يتحلى به امل�ؤمن‪.‬‬

‫‪1.1‬‬

‫‪2.2‬‬

‫‪3.3‬‬

‫‪4.4‬‬

‫‪5.5‬‬

‫‪6.6‬‬

‫‪124‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬
‫(ر ِحم ُه اهلل)‪:‬‬
‫الرازي َ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ويقول‬
‫للنب ّي َم ْك ُرم ًة وع ّلمه � ً‬ ‫ُ‬ ‫أمر ِع ُ‬
‫أدبا‪َ ،‬ذكَ ر‬ ‫نبيه املُ َ‬
‫ر�سل‪ ،‬فك َّلما ذكر َّ‬ ‫ني بمِ ا � َ‬
‫أمر به َّ‬ ‫باده امل�ؤْمن َ‬ ‫ومبا � َّأن اهلل تعاىل � َ‬
‫قيل للم�ؤْمنني‪:‬‬ ‫ني ما ُي ِ‬
‫نا�سبه‪ ،‬ولذلك فَقد َ‬ ‫للم�ؤمن َ‬
‫انب ا ِ‬
‫هلل‬ ‫بج َ‬‫ •ﭧ ﭨ ﮋﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﮊ �إر�شا ًدا لهم فيما يتع ّل ُق َ‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫ •ثم قيل لهم‪ :‬ﮋﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫آداب املتع ِّل ِ‬
‫قة‬ ‫تو�ضيحا لل ِ‬
‫ً‬ ‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮊ؛‬
‫ؤون الأُ�سرْ ِة‪.‬‬
‫ب�ش� ِ‬
‫ •ثم قيل لهم‪ :‬ﮋﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮊ وﮋﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫ﭾ ﭿﮊ‪� ،‬إ�شار ًة ملا ي ْن ِبغي � ْأن يكونوا ِ‬
‫من ت أ� ُّد ٍب مع ِّ‬
‫النبي ‪.s‬‬ ‫عليه ْ‬
‫ؤون الأُ�سرْ ِة‪،‬‬
‫خا�صا ب�ش� ِ‬ ‫و�س ً‬
‫لوكا ًّ‬ ‫النبي ‪ُ ،s‬‬ ‫خا�صا مع ّ‬ ‫ني �أَ ً‬
‫دبا ًّ‬ ‫هذه ال ِ‬
‫آيات ُتع ِّل ُم امل�ؤمن َ‬ ‫ازي �إىل � َّأن ِ‬
‫الر ُّ‬
‫ي�شري ّ‬
‫ُ‬
‫أ�شار � ْإليها‪.‬‬
‫آداب التي � َ‬
‫و�ض ْح هذه ال َ‬ ‫هلل �سبحا َنه وتعاىل‪ّ ،‬‬ ‫مع ا ِ‬ ‫خا�صا َ‬
‫أدبا ًّ‬‫و� ً‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬
‫و�ض ْحها ب�إيجاز‪.‬‬
‫آخرة‪ّ ،‬‬ ‫أحوال الكا ِف َ‬
‫رين يف ال ِ‬ ‫آيات � َ‬
‫�صو َر ْت ال ُ‬
‫ّ‬

‫‪125‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬
‫للم�ؤْمنني ّبي ْنها‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫توجيهات ُ‬ ‫آيات الكرمي ُة ِع ّد َة‬
‫حملت ال ُ‬
‫ْ‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬

‫طاعة الآخرين التي ال َت ْ�س َت ِن ُد �إىل ُح َّج ٍة و َد ٍ‬


‫ليل تقو ُد �صاحبها �إىل ال�ضَّ ِ‬
‫الل‪.‬‬
‫و�ض ْح ذلك يف �ضوء فهمك لقوله ﭨ ﮋﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ‬
‫ّ‬
‫(الأحزاب ‪)67‬‬ ‫ ‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬

‫�شد ًدا‬ ‫زاب ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮊ � ً‬


‫أمرا ُم َّ‬ ‫ور َد يف َخاتمِ ِة ُ�سورة ال ْأح ِ‬
‫والع ْد ِل يف ال َق ْو ِل‪.‬‬ ‫بح ْف ِظ ال ّل ِ‬
‫�سان َ‬ ‫ني ِ‬
‫للم ْ�ؤ ِمن َ‬
‫ال�س ِ‬
‫ورة؟‬ ‫هذه ال ِآية َ‬
‫وما ور َد يف َ�ص ْدرِ ُّ‬ ‫ني ِ‬‫ما املنا�سب ُة ب َ‬

‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬
‫ذاب‬ ‫كت ميي ُنه �أُ ْعطى ال َ‬
‫أمان ِم ْن َع ِ‬ ‫وما م َل ْ‬ ‫«م ْن قر�أَ �سور َة الأحزاب َ‬
‫وع ّل َمها � ْأه َله َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول اهلل ‪َ :s‬‬ ‫قال‬
‫ِ‬
‫احلديث يف كُ ِ‬
‫تب ال�س َّنة‪.‬‬ ‫ال َقبرْ »‪ .‬حت َّقق ِم ْن ِ�ص َحة هذا‬

‫‪126‬‬
‫‪2‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫ر�س الثاين‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫وع ْدل‪.‬‬
‫رحم ٍة َ‬
‫دين ْ‬
‫ •ا�ستنتج �أن الإ�سال َم َ‬
‫القات امل�سلمني مع غريهم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ •�أذكر ال َ‬
‫أ�صول التي تقو ُم عليها ِع‬
‫الدبلوما�سي الذي � ْأر َ�ساه الر�سول ‪.s‬‬
‫َّ‬ ‫النموذج‬
‫َ‬ ‫ •�أبني‬ ‫مع غري امل�سلمني‬
‫التعامل َ‬
‫ِ‬ ‫آداب‬
‫� ُ‬
‫ •�أطبق �آداب الإ�سالم يف التعامل مع غري امل�سلمني وقت ال�سلم‪.‬‬ ‫ال�س ِلم‬
‫يف ّ‬
‫اقر�أُ و� َّ‬
‫أتفك ُر‪:‬‬
‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال�سا ِبع امليالدي يف اجلزيرة العربية‪ ،‬يف �صورة ر�سالة َعاملية يحم ُل لواءها ُّ‬
‫النبي‬ ‫القرن ّ‬ ‫إ�سالم يف‬
‫ظهر ال ُ‬ ‫َ‬
‫العربي ِة‬
‫ّ‬ ‫بائل‬
‫ني ال َق ِ‬
‫اخلي ب َ‬
‫الد ِّ‬
‫النزاع ّ‬
‫ِ‬ ‫وجيز ٍة � ْأن ُيغ ِل َق � َ‬
‫أبواب‬ ‫َ‬ ‫زمني ٍة‬
‫خالل فترْ ٍة ّ‬
‫َ‬ ‫للب�شرَ ِِية ْ‬
‫جمعاء‪ ،‬فا�ستطاع‬ ‫‪s‬‬
‫القي‪ ،‬وتنظيمها‬ ‫قوي ًة يف � َأ�س ِ‬
‫ي�صنع م ْنها �أم ًة واحدةً‪ ،‬و� ْأن َي ْب ِن َي َلها دول ًة َّ‬ ‫ِ‬
‫املتناح َر ِة‪ ،‬و� ْأن‬
‫الديني وال ْأخ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ا�سها‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫زير ِة‬ ‫بعده ِم َن ِ‬
‫االنط ِ‬ ‫واالقت�صاد ّي‪ ،‬ثم ّ‬
‫متك َن امل�سلمون ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العرب‪،‬‬ ‫الق �إىل خارِ ج َج َ‬ ‫وال�سيا�س ّي‬ ‫االجتماع ّي‬
‫و�ش ّيدوا‬ ‫ِ‬
‫الهند وال�صنيِ �رشقًا‪ ،‬و�إىل الأند ُل ِ�س غَ ً‬
‫ربا‪َ ،‬‬ ‫ا�ش َئ ِة ح ّتى و�ص َل ْت �إىل‬
‫الدولة ال ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫فو�سَّ ُعوا ُحدو َد ِت ْل َك‬
‫إن�ساني ِة‪.‬‬ ‫�صارت نمَ ً‬
‫وذجا ُم�ضي ًئا لل ّ‬ ‫ْ‬ ‫ح�ضار ًة ِ‬
‫زاهر ًة‬

‫ُ‬
‫أ�صول عالقات امل�سلمني مع غريهم‪:‬‬ ‫� اً‬
‫أول‪� :‬‬
‫اال�ستيال ِء َعلى �أرا�ضيهم‪� ،‬أو‬
‫آخرين �أو ْ‬ ‫امل�سلمون يف فتوحاتهم الإ�سالمية �إىل ال�سَّ ِ‬
‫يطرة على ال َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫يهدف‬ ‫مل‬
‫ي�س َعى‬ ‫ٌ‬
‫ر�سول ْ‬ ‫كانت دول ًة يقو ُدها‬
‫ْ‬ ‫اجليو�ش الغازي ُة قدميًا وحدي ًثا‪ ،‬و�إنمّ ا‬
‫ُ‬ ‫َط ْم ِ�س ُلغا ِتهم و َثقافا ِتهم‪ ،‬كما ُ‬
‫تفعل‬
‫فع َّلي ٍة يف‬
‫ب�صور ٍة ْ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫املبادئ‬ ‫تلك‬ ‫أتباعه ِم ْن ِ‬
‫بعده َ‬ ‫طب َق � ُ‬
‫وقد ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولية‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫للعالقات‬ ‫بادئ جديد ٍة‬
‫وم َ‬ ‫لو�ضع �أُ ُ�س َ‬
‫�س َ‬
‫نذكر ال َ‬
‫أ�صول ال�سبع َة‬ ‫ُ‬ ‫املبادئ‬ ‫العربي ِة ويف َخارِ ِجها‪ِ ،‬‬
‫وم ْن بنيِ ت ْل َك ِ‬ ‫َّ‬ ‫زير ِة‬
‫جل َ‬‫اخل ا َ‬ ‫ِ‬
‫العالقات مع ِج َريانهِ م يف َد ِ‬
‫ال ّتالية‪:‬‬

‫ُ‬
‫إن�صاف‪:‬‬ ‫ُ‬
‫العدل وال‬ ‫‪.1‬‬
‫ين ال‬
‫أمر ربا ٌّ‬ ‫م�سلم وغ ِري ُم ٍ‬
‫�سلم‪ ،‬وهو � ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ني‬
‫دون متييزٍ ب َ‬
‫النا�س َ‬
‫جميع ِ‬
‫ِ‬ ‫ني با ْل ِتزام َ‬
‫الع ْد ِل مع‬ ‫أمر اللـ ُه َتعاىل امل�سلم َ‬
‫� َ‬
‫فقد ﭧ ﭨ ﮋﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬ ‫يح ِت ُ‬
‫مل املُ َ‬
‫�ساوم َة‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫(الن�ساء‪)58 :‬‬ ‫ ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﮊ‬

‫‪127‬‬
‫وا�ستنتج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫اقر�أُ‬
‫فوق طاق ِته‪� ،‬أو � َأخ َذ م ْنه �شي ًئا بغ ِري‬
‫انتق�ص ُه ح َّق ُه‪� ،‬أو كَ َّلف ُه َ‬
‫َ‬ ‫لم ُم َع ِاه ًدا �أو‬
‫«م ْن َظ َ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫هلل ‪َ :s‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال‬
‫القيام ِة»‪.‬‬ ‫يوم‬ ‫نف�س؛ ف�أَنا َح ِج ُ‬
‫يجه َ‬ ‫يب ٍ‬‫ِط ِ‬
‫(((‬
‫َ‬
‫اهد؟‬
‫املع َ‬
‫تدى على َ‬
‫خ�صما ملن ْاع َ‬
‫ً‬ ‫نف�سه ال�رشيف َة‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الر�سول ‪s‬‬ ‫ •عالم ُّ‬
‫يدل َج ْع ُل‬

‫�أُحدّ ُد‪:‬‬
‫�شري �إليها‪:‬‬ ‫العد ِل والإ ْن ِ‬
‫�صاف التي ُت ُ‬ ‫ِ‬
‫جماالت ْ‬ ‫حد ْد‬ ‫املواقف ال ّت ِ‬
‫الية ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خالل‬ ‫من‬
‫لمون ذ ِ‬
‫َلك من‬ ‫امل�س َ‬
‫واعترب ْ‬
‫َ‬ ‫امل�س ِ‬
‫جد‪،‬‬ ‫(يوح ّنا) ِم َن ال َّن�صارى ق َْه ًرا‪ ،‬و أ� ْد َخ َلها يف ْ‬
‫لك كني�س َة َ‬ ‫بن ِ‬
‫عبد املَ ِ‬ ‫الوليد ُ‬
‫ُ‬ ‫� َ‬
‫أخذ‬
‫امل�س ِج ِد‬ ‫إليه ال ّن َ�صارى ذَلك‪َ ،‬‬
‫إىلعام ِله ي� ُأم ُر ُه َبر ِّد ما زا َد يف ْ‬
‫تب � َ‬
‫فك َ‬ ‫عبد العزيزِ َ�شكا � ِ‬
‫بن ِ‬‫عمر ُ‬
‫يل ُ‬‫َلما َو َ‬
‫الغ�ص ِب‪ ،‬ف ّ‬
‫ْ‬
‫(((‬
‫َر�ضوا‪.‬‬
‫وهم‪ ،‬ف ُ‬ ‫لمون‪ ،‬و�صا َ‬
‫حل ُ‬ ‫امل�س َ‬
‫اهم ْ‬
‫َعليهم‪ ،‬فا�سترَ ْ َ�ض ُ‬
‫و�صي اخلليف َة ِم ْن ِ‬
‫بعده‬ ‫ِ‬
‫مينع ُه ذلك م ْن � ْأن ُي ِ َ‬
‫و�سي) َف َل ْم ْ‬
‫املج ّ‬‫أهل الذّ ّم ِة (�أبي ل�ؤل�ؤ َة ُ‬‫من � ِّ‬ ‫مر ب ضرَ� ِبة ُ‬
‫رج ٍل ْ‬ ‫�أُ َ‬
‫�صيب ُع ُ‬
‫قاتل ِم ْن‬
‫بعه ِدهم‪ ،‬و� ْأن ُي َ‬
‫الذم ِة خيرْ ً ا‪ْ � ،‬أن يوفيِ َ ْ‬ ‫فيقول‪�« :‬أُ ِ‬
‫و�صي اخلليف َة ِم ْن َب ْع ِدي ب� ْأه ِل َّ‬ ‫ُ‬ ‫َرا�ش املَ ْو ِت‬
‫وهو َعلى ف ِ‬
‫ُ‬
‫(((‬
‫ورا ِئهم‪ ،‬و�أال ُيك ّل َفهم ف َْو َق َطا َق ِتهم»‪.‬‬
‫َ‬
‫رج ٌل ِذ ِّم ٌّي‬ ‫فقام � ِ‬
‫إليه ُ‬ ‫ناد َي‪� :‬أَال َم ْن كَ ْ‬
‫انت له َم ْظلم ٌة ف ْلريف َْعها‪َ ،‬‬ ‫ناديه � ْأن َي ِ‬
‫أمر ُم ِ‬ ‫بن ِ‬
‫عبد العزيزِ الإمار َة � َ‬ ‫وملّا وليِ ُع ُ‬
‫مر ُ‬
‫يعة‪،‬‬ ‫با�س‪َ ،‬‬
‫فحك َم ل ُه اخلليف ُة بال�ضَّ ِ‬ ‫للع ِ‬
‫الوليد َ‬
‫ُ‬ ‫عبد املَلك يف َ�ض ْيع ٍة َله أ� ْق َط َعها‬ ‫بن ِ‬ ‫ِ‬
‫الوليد ِ‬ ‫بن‬
‫با�س َ‬
‫الع َ‬
‫أمري َ‬
‫ي�شكو ال َ‬‫ُ‬
‫(((‬
‫فَر َّدها َع ْليه‪.‬‬
‫ُ‬
‫حرمة العهودِ ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بالعه ِد‪ ،‬وذلك كما يف‬ ‫مب َد�أَ ْي ْ‬
‫العد ِل والوفا ِء ْ‬ ‫�شد َد على ْ‬
‫مع ال َآخرِ كما َّ‬ ‫ِ‬
‫العالقات َ‬ ‫مبد�إٍ يف‬ ‫مل ُي َ�ش ِّد ِد ال ْإ�س ُ‬
‫الم َعلى ْ‬
‫(املائدة‪، )8 :‬‬ ‫قو ِله ﭨ ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﮊ‬
‫ﮋﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬

‫  رواه �أبو داود‪.‬‬ ‫(((‬


‫  رواه �أبو عبيد يف الأموال �ص ‪.223‬‬ ‫(((‬
‫  �أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫(((‬
‫  �صفة ال�صفوة (‪.)2/115-116‬‬ ‫(((‬

‫‪128‬‬
‫(النحل‪)91 :‬‬ ‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮊ‬
‫ ‬
‫فقان َع ْليها‪،‬‬ ‫من ال�شرُّ ِ‬
‫وط ي ّت ِ‬ ‫بجمل ٍة َ‬ ‫الط ِ‬
‫رفان ُ‬ ‫آخر‪،‬ويلتزم ِ‬
‫فيه ّ‬ ‫ُ‬ ‫رف �‬ ‫عن ع ْق ٍد ُيرب ُِمه فر ٌد �أو َدول ٌة َ‬
‫مع َط ٍ‬ ‫العهد عبار ٌة ْ‬‫ُ‬
‫حل ِ‬
‫روب‪،‬‬ ‫ولي ِة‪ ،‬و َتفادي ا ُ‬
‫الد ّ‬ ‫ِ‬
‫العالقات َّ‬ ‫تنظيم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بهدف‬ ‫والد ِ‬
‫ول‬ ‫ني ال ِ‬
‫أفراد ُّ‬ ‫ِ‬
‫العهود � ْأم ٌر ال م َف ّر م ْن ُه ب َ‬ ‫وال َ�ش َّك � َّأن � َ‬
‫إبرام‬
‫ِ‬
‫واجلماعات‪،‬‬ ‫ني ال ِ‬
‫أفراد‬ ‫هود ب َ‬ ‫رم ِة ُ‬
‫الع ِ‬ ‫ول ِمث َلها ِم ْث َل ُح َ‬
‫الد ِ‬ ‫الع ِ‬
‫هود بينْ َ ُّ‬ ‫و�صارت حرم ُة ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ولذلك‪،‬‬ ‫امل�صالح‪،‬‬ ‫وتبا ُد ِل َ‬
‫العه ِد‪،‬‬ ‫اظ َعلى َ‬
‫ذلك ْ‬ ‫ني ِ‬
‫باحل َف ِ‬ ‫طالب امل�ؤمن َ‬
‫إ�سالم ُي ُ‬‫الدول‪ ،‬ف� َّإن ال َ‬ ‫من ُّ‬
‫وغريها َ‬
‫َ‬ ‫المي ِة‬
‫الد ْو َل ِة ال ْإ�س ّ‬
‫ف�إذا وق ََع َع ْه ٌد بينْ َ ّ‬
‫كما يف قو ِله ﭨ ﮋﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫(�سورة النحل‪)91 :‬‬ ‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮊ‬
‫ ‬
‫رفيعا يف الوفاء بالعهود‪.‬‬
‫ومنوذجا ً‬
‫ً‬ ‫وقد كان الر�سول ‪ s‬قبل بعثته وبعدها مث ً‬
‫ال �أعلى‬

‫ •دلل على ذلك من �سريته ‪.s‬‬

‫�أُ ُ‬
‫بني‪:‬‬
‫الدولية؟‬ ‫ِ‬
‫العالقات ّ‬ ‫تنظيم‬
‫ِ‬ ‫ال�سب ِ‬
‫عة يف‬ ‫ •ما �أهمي ُة ِت ْل َك ال ِ‬
‫أ�صول ّ‬

‫منع ال ْإكراهِ يف الدِّ ين‪:‬‬


‫‪ُ .3‬‬
‫الد ِين‪ ،‬كما ﭧ ﭨ ﮋﯿ ﰀ ﰁ‬
‫بار َعلى ت ْغي ِري ّ‬
‫راه وال � ْإج َ‬ ‫ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬فَال �إكْ َ‬ ‫ري ِة‬
‫الم على مبد�إِ ُح ّ‬
‫ر�ص ال ْإ�س ُ‬
‫َح َ‬
‫(البقرة‪)256 :‬‬ ‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﮊ‬
‫ ‬
‫وقد �شهد تاريخ الفتوحات الإ�سالمية تطبيق هذا الأ�صل من قبل امل�سلمني الفاحتني‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫أديان‬
‫أ�صحاب ال ِ‬
‫ِ‬ ‫امل�شرتكة بنيَ �‬
‫ِ‬ ‫اجل�سور‬
‫ِ‬ ‫‪ُ 4 .4‬‬
‫بناء‬
‫�إ�ضاءة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�سماوية‪:‬‬
‫ِ‬
‫تقول امل�ست� ِرشقة الأملاني ُة (زيغريد هونكه)‪:‬‬
‫عوب املغ ُل ِ‬
‫وبة‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫«العرب ملْ َيف ِْر ُ�ضوا على ُ‬ ‫ُ‬ ‫ني‬
‫ج�سورا م�شرتك ًة بي َنه وب َ‬
‫ً‬ ‫إ�سالم على � ْأن يبني‬
‫حر�ص ال ُ‬
‫َ‬
‫اد�شتي ُة‬
‫والزر ْ‬ ‫الم‪ ،‬فامل�سيحيونَ‬ ‫الد َ‬
‫خول يف ال ْإ�س ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ال�سابقة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الديانات ال�سماوية‬ ‫آخرين‪ ،‬خا�ص ًة � ْأ�صحاب‬
‫َ‬ ‫ال َ‬
‫أب�ش َع � ْأم ِثل ٍة‬ ‫الذين القوا ق َْب َل ال ْإ�س ِ‬
‫الم � َ‬ ‫َ‬ ‫واليهو ُد‬
‫كما ﭧ ﭨ ﮋﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫لهم َجمي ًعا ‪-‬‬ ‫مح ُ‬ ‫الديني و أ�ف َْظ َعها َ�س َ‬
‫ّ‬ ‫ع�ص ِب‬‫لل ّت ُّ‬
‫ار�س ِة �شعا ِئ ِر دينهِ م‪،‬‬ ‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ‬
‫مبم َ‬
‫دونَ � ِّأي َعائقٍ يمَ ن ُعهم ‪َ -‬‬
‫يوت عبا َد ِتهم‪ ،‬و�أ ْد َيرتَهم‬ ‫لهم َب َ‬ ‫وت ََر َك امل�سلمونَ ُ‬ ‫ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬
‫وهم ب�أ ْدنى أ� َذى‪،‬‬ ‫مي�س ُ‬
‫بارهم دونَ �أنْ ُّ‬ ‫وكهن َتهم و� ْأح َ‬ ‫َ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ‬
‫التاريخ‬
‫ُ‬ ‫أين َروى‬ ‫لي�س هذا ُمن َتهى ال َّت�سا ُمح؟ � َ‬ ‫�أَ َو َ‬
‫ ‬
‫ومن َذا الذي ملْ ي َت َّنف ِ‬ ‫ِم ْث َل ِت َ‬ ‫(�آل عمران ‪)64‬‬
‫َ�س‬ ‫مال و َمتى؟ ْ‬ ‫لك ال ْأع ِ‬
‫وبعد‬
‫ال�صارِ خ‪َ ،‬‬ ‫طهاد البي َز ْن ِط ّي َّ‬
‫اال�ض ِ‬ ‫بعد ْ‬ ‫داء َ‬ ‫ال�ص َع َ‬ ‫ُ‬
‫كر‪:‬‬ ‫ْ‬
‫اذ ُ‬
‫ال�ساد َة‬
‫اليهود‪� ،‬إنْ َ‬ ‫ِ‬ ‫هاد‬
‫وا�ضط ِ‬
‫ِ‬ ‫بان‬ ‫َ‬
‫ف ََظا ِئع الأ ْ�س ِ‬
‫أنف�سهم يف‬ ‫زجوا � َ‬ ‫اجلدد مل َي ُّ‬ ‫امل�سلمني ُ‬ ‫واحلكا َم ْ‬ ‫ّ‬ ‫ماوي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫�ساالت ال�سَّ َّ‬‫الر‬
‫ني ِّ‬
‫م�شترَ ك ٌة ب َ‬ ‫هناك � ٌ‬
‫أ�صول ْ‬ ‫َ‬
‫اخلية‪.‬‬
‫الد ّ‬ ‫عوب َّ‬ ‫لك ال�شُّ ِ‬ ‫ؤون ِت َ‬ ‫ُ�ش� ِ‬ ‫ • اذكُ ر ثالث ًة منها؟‬
‫يكتب يف الق َْر ِن ال ّتا�سع‬ ‫ُ‬ ‫بيت املق ِْد ِ�س‬
‫رك ِ‬ ‫فبطر َي َ‬‫ْ‬
‫رب‪� :‬إ َّنهم‬ ‫طنطينية َع ِن ال َع ِ‬
‫ّ‬ ‫ل ِأخيه َب ْط ِر َي ْر ِك الق ُْ�س‬
‫وهم ال‬ ‫دل وال َي ْظلمو َننا الب ّتة ُ‬ ‫بالع ِ‬‫ْ‬ ‫ميتازونَ‬
‫(((‬
‫تخ ِدمون معنا � ّأي ُع ْنف»‪.‬‬
‫ي�س ْ‬
‫ْ‬

‫(((  �شم�س العرب ت�سطع على الغرب‪ ،‬زيغريد هونكه‪ ،‬دار �صادر‪ ،‬بريوت‬
‫الرب وال ْإح�سانُ ‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪.5‬‬
‫ترجمة فاروق بي�ضون وكمال د�سوقي‪ ،‬ط ‪ 1423 ،10‬هـ �ص ‪.364‬‬

‫النا�س‬ ‫ِ‬
‫معاملة ِ‬ ‫إ�سالم يف � ْأح ِ‬
‫كامه و�آدا ِبه � َّأن ال ْأ�ص َل يف‬ ‫ُي�ؤكّ ُد ال ُ‬
‫إح�سان �إليهِ م‪ ،‬ما داموا م�ساملني كما‬
‫ُ‬ ‫الرب بهِ م وال‬
‫هو ُّ‬‫جميعا َ‬
‫ً‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫(املمتحنة‪)8 :‬‬ ‫ﮎﮏ ‬
‫ﮊ‬

‫‪130‬‬
‫إن�سانية‪:‬‬
‫ِ‬ ‫خري ال‬
‫ِ‬ ‫‪ .6‬التعاونُ يف‬
‫الب�رشي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اجلن�س‬
‫ِ‬ ‫ني �أبنا ِء‬
‫اري ب َ‬
‫احل�ض ِّ‬
‫عاي�ش َ‬
‫احل�ض على ال َّت�سامح وال َّت ِ‬ ‫ِ‬
‫الداللة يف ِّ‬ ‫الم وا�ضح ٌة‬
‫توجيهات ال ْإ�س ِ‬
‫ُ‬ ‫جاءت‬
‫ِ‬
‫باحلرب � اّإل‬ ‫أذن‬
‫إ�سالم مل ي� ْ‬
‫الم‪ ،‬فال ُ‬
‫ويعم ال�سَّ ُ‬
‫القلوب‪ُّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫آلف‬ ‫أمان بي َنهم‪ ،‬ف ُت ُ‬
‫نبذ ال ْأحقا ُد‪ ،‬وتت� ُ‬ ‫أجل �أن ي�سو َد ال ُ‬
‫من � ِ‬
‫وذلك ِ�ض ْم َن �إطارٍ ال‬
‫َ‬ ‫انتهاك ٍ‬
‫معتد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ومقد�سا ِته َ‬
‫من‬ ‫َّ‬ ‫يدافع عن ُحرما ِت ِه‬
‫َ‬ ‫لي�ص َّد بها ُعدوا ًنا ظاملًا‪� ،‬أو‬ ‫عند ال�ضرْ ِ‬
‫ورة ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ماحة‪.‬‬ ‫عن ال ْأخ ِ‬
‫الق ومبادئ ال�سَّ‬ ‫خر ُج ْ‬‫َي ُ‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ‬
‫(املائدة‪)2 :‬‬ ‫ ‬ ‫ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﮊ ‬

‫احلوار الب ّن ُ‬
‫اء‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪.7‬‬
‫واحلوار يف‬
‫ُ‬ ‫مع ال َآخرِ ‪،‬‬ ‫�صبا ِ‬
‫للحوارِ َ‬ ‫جمال ِخ ً‬
‫دت اً‬ ‫أنف�سهِ م‪َ � ،‬‬
‫أوج ْ‬ ‫َواعده‪ ،‬وثق َة �أ ْت ِ‬
‫باعه ب� ُ‬ ‫و�سالم َة ق ِ‬
‫إ�سالم‪َ ،‬‬
‫� ّإن قو َة ال ِ‬
‫ُ‬
‫إن�صاف‬ ‫ُ‬
‫والعدل وال‬ ‫االحرتام املتبا َد ُل‬
‫ُ‬ ‫حيث ي�سو ُده‬ ‫جميع ال ِ‬
‫أحوال‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫احل�س ِنة يف‬
‫عظة َ‬‫واملو ِ‬
‫مة ْ‬ ‫احل ْك ِ‬
‫قرين ِ‬
‫الم ُ‬
‫ال ْإ�س ِ‬
‫راهية‪ ،‬ﭧ ﭨ ﮋﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ‬
‫والك ِ‬‫التع�ص ِب َ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ونبذ‬
‫(النحل‪)125 :‬‬ ‫ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﮊ‬
‫ ‬

‫ا�ست ْن ُ‬
‫تج‪:‬‬ ‫ْ‬
‫البح ِث عن‬
‫ميم على ْ‬
‫والت�ص ِ‬
‫ْ‬ ‫احل�ضاري‪،‬‬
‫والوع ِي َ‬
‫ْ‬ ‫�ضج ْ‬
‫الفكري‬ ‫دام‪ ،‬يعبرّ ُ عن ال ُن ِ‬
‫ال�ص ِ‬
‫بدل من ِّ‬ ‫اللجوء �إىل احلوارِ اً‬
‫ُ‬
‫وب�ضم ٍري َح ٍّي‪.‬‬
‫قل ُمتف ّت ٍح‪َ ،‬‬ ‫إدارة ال ِ‬
‫أزمات ْبع ٍ‬ ‫املخ ِ‬
‫اطرِ ‪ ،‬ول ِ‬ ‫فادي َ‬ ‫اخل�سائرِ ‪ ،‬و َت ِ‬
‫بل لتج ُّن ِب َ‬
‫ال�س ِ‬
‫وم ُ‬
‫�أ ْق ِ‬
‫الد ِين؟‬ ‫ني املخا ِلف َ‬
‫ني يف ّ‬ ‫جماالت احلوارِ بي َننا وب َ‬
‫ُ‬ ‫فما‬
‫َ‬

‫ثان ًيا‪ :‬الو�سائل التي اتبعها امل�سلمون يف التوا�صل مع املجتمعات الأخرى‪:‬‬


‫الر�سل‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إر�سال‬ ‫�أ‪� .‬‬
‫فقد َ‬
‫ن�شط يف‬ ‫املقام ال ّأو ِل‪ ،‬ولذلك ْ‬
‫�سالم يف ِ‬
‫ٍ‬ ‫إ�سالم هي ر�سال ُة‬ ‫الر�سول ‪ s‬على ت� ِ‬
‫أكيد � َّأن ر�سال َة ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫حر�ص‬
‫َ‬ ‫قد‬

‫‪131‬‬
‫والعي ِ�ش يف‬
‫ْ‬ ‫وح�سن اجلوارِ‬
‫ِ‬ ‫الم‬
‫وهم �إىل ال ْإ�س ِ‬ ‫و�شيوخ القبا ِئل‪ْ ،‬‬
‫يد ُع ُ‬ ‫ِ‬ ‫لوك والأُمرا ِء‬
‫وال�سفرا ِء �إىل املُ ِ‬
‫الر�س ِل ُّ‬ ‫� ْإر ِ‬
‫�سال ُ‬
‫�سالم‪.‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫املدينة امل َن ْو ِ‬
‫رة‬ ‫طوط ُم ْ�ستقيم ٍة بينْ َ‬ ‫مع ْجمموع ٍة من ُزمال ِئك ْ‬
‫بر�سم ُخ ٍ‬ ‫ •من خالل اخلريطة التي توجد �أمامك قُم َ‬
‫وبا‪ ،‬واذكُ رِ ْ‬
‫ا�س َمه‪.‬‬ ‫مند ً‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ُ s‬‬ ‫بعث � ْإليها‬ ‫ِ‬
‫خارج ّية َ‬ ‫وثماني َة ُب ٍ‬
‫لدان‬

‫�سل (ال�سفراء)‪:‬‬
‫الر ِ‬
‫االعتداء على ُّ‬
‫ِ‬ ‫عدم‬
‫ُ‬ ‫ب‪.‬‬
‫ني‪ ،‬ا ْذ �أكّ َد ال ُ‬
‫إ�سالم‬ ‫للدبلوما�سي َ‬
‫�صية ُّ‬‫انة ال�شَّ ْخ ِ‬
‫باحل�ص ِ‬
‫َ‬ ‫اليوم‬
‫عرف َ‬ ‫�صار ُي ُ‬‫بق يف ت�شرْ ِيع ما َ‬ ‫ف�ض ُل ّ‬
‫ال�س ِ‬ ‫إ�سالم ْ‬
‫كان لل ِ‬‫َ‬
‫الوج ِه الأكْ ِ‬
‫مل‪،‬‬ ‫هام ِه على ْ‬
‫يتمكن ِم ْن �أدا ِء َم ِّ‬
‫َ‬ ‫الدبلوما�سي) ال ينبغي � ْأن ُمي�سَّ ب�ضرُ ٍّ ح ّتى‬
‫ال�سفري �أو ُّ‬
‫َ‬ ‫الر�س َ‬
‫ول (�أي‬ ‫� َّأن ُ‬
‫النبي‬ ‫أر�س َل ُهما‪َ ،‬‬
‫فقال ُّ‬ ‫وقد � َ‬ ‫من ُم َ�س ْي ِل َم َة الكذاب ْيز ُع ِ‬
‫مان �أ ّنه َنبي ْ‬ ‫والن ْ‬ ‫ر�س ِ‬
‫أتاه ُ‬
‫عندما � ُ‬
‫عن النبي ‪َ s‬‬ ‫وي ِ‬
‫وقد ُر َ‬
‫ْ‬
‫�سل ال ُت ُ‬
‫قتل‬ ‫النبي ‪َ « :‬ل ْوال � َّأن ُّ‬
‫الر َ‬ ‫‪s‬‬
‫فقال ُّ‬ ‫هلل‪َ ،‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫م�سي ِل َم َة‬
‫ن�شهد � َّأن ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول اهلل؟ قَاال‪ :‬اَل‪،‬‬ ‫أت�شهدان �أنيِّ‬
‫‪َ � :s‬‬

‫‪132‬‬
‫تل‪.‬‬ ‫اخلارجي ِة � َّأن ُّ‬
‫الر ُ�س َل ال ُت ْق َ‬ ‫َّ‬ ‫امل�س ِلم َ‬
‫ني‬ ‫َات ْ‬‫أ�سا�سي ُة يف َعالق ِ‬ ‫ِ‬
‫القاعد ُة ال ّ‬ ‫ِ‬
‫ف�صارت‬ ‫لقت ْل ُتكما»‪،‬‬
‫يا�سي ِة؟‬ ‫بلوما�سي ِة ِّ‬
‫وال�س ّ‬ ‫ّ‬ ‫الد‬ ‫ِ‬
‫الهيئات ُّ‬ ‫ابقة ما ُح ْك ُم ْ‬
‫االعتدا ِء َعلى‬ ‫فهم َك للف ْق َر ِة ال�سَّ ِ‬
‫ •يف َ�ض ْو ِء ِ‬

‫ُ‬
‫املفاو�ضات‬ ‫ج‪.‬‬
‫حل ْر ِب‪،‬‬ ‫املفاو�ضات‪ ،‬وجل�أَ ْت � ِ‬
‫إليه كَ و�سيل ٍة بديل ٍة َعن ا َ‬ ‫ِ‬ ‫واحلديثة �أُ ْ�س َ‬
‫لوب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القدمية‬ ‫ِ‬
‫تمعات‬ ‫املج‬
‫من ْ‬ ‫كثري َ‬
‫ف ٌ‬ ‫لقد َع َر َ‬
‫ْ‬
‫الع�س َك ِ‬
‫رية �أو‬ ‫ِ‬
‫املعارك ْ‬ ‫كان ذَلك ْقب َل‬ ‫ال�س ْل ِم ّي‪ً ،‬‬
‫�سواء َ‬ ‫فاو�ض ِّ‬
‫ني لل ّت ِ‬ ‫هود ِم َن َّ‬
‫ال�سباق َ‬ ‫الع ِ‬
‫ظم ُ‬ ‫امل�س ِ‬
‫لمون يف ُم ْع ِ‬ ‫كان ْ‬
‫وقد َ‬
‫َاو�ض َ‬
‫قبائل‬ ‫اتفاقي ِة ا ُ‬
‫حل ْديبي َة‪ ،‬وف َ‬ ‫ّ‬ ‫ُري�ش ْقب َل � ِ‬
‫إبرام‬ ‫فاو�ضات َطوي َل ٍة َ‬
‫مع ق ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الر�س ُ‬
‫ول ‪ s‬يف ُم‬ ‫خل ُ‬ ‫بعد وق ِ‬
‫ُوعها‪ ،‬ف َق ْد َد َ‬ ‫َ‬
‫رب‪.‬‬ ‫من قبا ِئل َ‬
‫الع ِ‬ ‫وغريهم ْ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫املدينة‬ ‫ِ‬
‫اليهود يف‬

‫املعاهدات‬
‫ِ‬ ‫إبرام‬
‫د‪ُ �.‬‬
‫مع‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪َ s‬‬ ‫عقدها‬
‫عترب املعاهد ُة التي َ‬ ‫الع ِ‬
‫هود‪ ،‬و ُت ُ‬ ‫رام ُ‬‫ن�ش�أ ِتها الأُوىل يف اتجَّ ِاه �إ ِْب ِ‬
‫منذ ْ‬‫إ�سالمي ُة ُ‬
‫ّ‬ ‫�سارت الدول ُة ال‬
‫ْ‬
‫جاء يف ت ْل َك ِ‬
‫املعاهدةُ‪:‬‬ ‫وقد َ‬‫امل�شترَ ِك‪ْ ،‬‬
‫فاع ْ‬ ‫اجلوارِ ّ‬
‫والد ِ‬ ‫ِ‬
‫عاهدات ِ‬ ‫طيبا ملُ‬
‫ثال ً‬‫املدينة ِم اً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اليهود يف‬
‫ني‬
‫مع امل�ؤمن َ‬
‫ون َ‬
‫ني وال ُمتنا�صرَ عليهم‪ ،‬و� َّأن اليهو َد ينف ُق َ‬ ‫غري ْ‬
‫مظلوم َ‬ ‫لأ�سو َة َ‬ ‫من يهو ُد ف� َّإن له ال ُّن�رص َة وا ُ‬
‫«و�إ َّنه َم ْن َت َبعنا ْ‬
‫ِ‬
‫اليهود‬ ‫ني دي ُنهم‪ ،‬و� َّأن على‬
‫وللم ْ�سلم َ‬ ‫ِ‬
‫لليهود دي ُنهم ُ‬ ‫ني‪،‬‬ ‫ني‪ ،‬و� َّأن يهو َد بني َع ْو ٍف � ّأم ٌة َ‬
‫مع امل� ِؤمن َ‬ ‫ما َداموا محُ َ ارب َ‬
‫ال�ص ِ‬
‫حيفة‪ ،‬و� ّأن بي َنهم ال ُّن ْ�ص َح‬ ‫أهل ِ‬
‫هذه َّ‬ ‫حارب � َ‬ ‫َ‬ ‫من‬
‫الن�رص على ْ‬
‫َ‬ ‫ني نفق َتهم‪ ،‬و� ّأن بي َنهم‬ ‫امل�سلم َ‬ ‫نف َقتهم‪ ،‬وعلى ْ‬
‫�رصها‪ ،‬و� َّأن بي َن ُهم الن�صرْ َ على َم ْن َد َهم يثرْ ِب‪.»...‬‬
‫قري�ش‪ ،‬وال َم ْن َن َ‬
‫ٌ‬ ‫دون �إ ّث ٍم‪ ،‬و�أ ّنه ال تجُ ُ‬
‫ار‬ ‫والرب َ‬
‫وال َّن�صيح َة َّ‬
‫(((‬

‫ِ‬
‫املدينة؟‬ ‫مع ِ‬
‫يهود‬ ‫عاهد َة َ‬ ‫علت النبي ‪ُ s‬يبرْ ُِم ِ‬
‫هذه املُ َ‬ ‫املالب�سات التي َج ِ‬
‫ُ‬ ‫‪1 .1‬ما‬
‫َّ‬

‫(((   ال�سرية النبوية‪ ،‬البن ه�شام‪.)2:248 (،‬‬

‫‪133‬‬
‫دفاع َم ْ�شترَ ٍك)؟ وملاذا؟‬ ‫و�صف ِ‬
‫هذه االتفاقي ُة ب�أ َّنها (اتفاقي ُة ٍ‬ ‫َ‬ ‫‪2 .2‬هل من املُ ِ‬
‫مكن � ْأن ُت‬

‫عترب هذه االتفاقي ُة (معاهد ُة ُجوار)؟ وملاذا؟‬ ‫‪3 .3‬هل من املُ ْم ِ‬


‫كن � ْأن ُت َ‬

‫قالل الديني واال ْق ِ‬


‫ت�صاد ّي لكلٍّ من الطر َفينْ ِ ‪ ،‬كيف؟‬ ‫راع ْت هذه االتفاقي ُة اال�س ْت َ‬
‫لقد َ‬
‫‪ْ 4 .4‬‬
‫ّ‬

‫خا�ص ٍة؟‬
‫ب�صور ٍة َّ‬ ‫موجه ًة ِ�ض ّد ٍ‬
‫قري�ش ُ‬ ‫‪ 5 .5‬ملاذا ُتع َت ُرب هذه االتفاقي ُة َّ‬

‫اقر�أُ وا�س َت ْن ُ‬
‫تج‪:‬‬
‫ِ‬
‫العالقات‬ ‫رائعا يف‬ ‫لح نمَ ً‬
‫وذجا ً‬ ‫ال�ص ُ‬
‫عترب ذَلك ُّ‬
‫وي ُ‬ ‫مع � ْأه ِل �إيلياء‪ُ ،‬‬ ‫بن ّ‬
‫اخلطاب ‪�ُ d‬ص ْل ًحا َ‬ ‫عمر ُ‬
‫عقد اخلليف ُة الثاين ُ‬
‫َ‬
‫ن�صه كما يلي‪:‬‬
‫جاء ُّ‬
‫والت�سام ِح‪ ،‬وقد َ‬
‫ُ‬ ‫العد ِل‬ ‫ِ‬
‫القائمة على ْ‬ ‫الد ِ‬
‫ولية‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫وكنائ�سهم‬ ‫اهم � َأما ًنا لأن ُف ِ�سهم‪ ،‬و� ْأموا ِلهم‬ ‫من ال ِ‬
‫أمان‪ْ � ،‬أع َط ُ‬ ‫إيلياء َ‬ ‫ني � َ‬
‫أهل � َ‬ ‫أمري امل�ؤمن َ‬
‫عمر � ُ‬ ‫عبد ا ِ‬
‫هلل ُ‬ ‫«هذا ما � ْأع َطى ُ‬
‫�ص ِم ْنها وال ِم ْن غريِها‬ ‫و�سائر م ّلتها‪� ،‬أ ّنه ال ُت ْ�س َك ُن كنا ِئ ُ�س َهم وال ُت َ‬
‫هد ُم‪ ،‬وال ُين َق ُ‬ ‫وبري ِئها‪َ ،‬‬ ‫و�ص ْلبا ِنهم‪َ ،‬‬
‫و�س ِ‬
‫قيمها َ‬ ‫ُ‬
‫املدائن‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اجلزي َة كما ُيعطي � ُ‬
‫أهل‬ ‫إيلياء � ْأن ُي ُ‬
‫عطوا ْ‬ ‫هود‪ ،‬وعلى � ْأه ِل � َ‬ ‫أحد ِم َن َ‬
‫الي ِ‬ ‫ي�س ُك ُن ب� َ‬
‫إيلياء � ٌ‬ ‫وال ِم ْن َ�صليبِهم‪ ،‬وال ْ‬
‫وم‪.»...‬‬ ‫وعليهِ م � ْأن ُي ْخرِ ُجوا منها ّ‬
‫الر َ‬
‫(((‬
‫ْ‬
‫ديني ٍة و�سيا�سي ٍة و�إداري ٍة‪ّ ،‬‬
‫و�ض ْح ذلك‪.‬‬ ‫نواح ّ‬
‫ال�صلح على ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ي�شتمل هذا‬ ‫‪1 .1‬‬

‫((( تاريخ الطربي ج ‪� 2‬ص ‪.449‬‬

‫‪134‬‬
‫اهن؟‬ ‫امل�سيحي ِة يف الو ْق ِت ّ‬
‫الر ِ‬ ‫ّ‬ ‫المية ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫بالعالقات ال ْإ�س ّ‬ ‫ال�ص ِلح فيما يتع ّل ُق‬
‫‪2 .2‬ما �أهمي ُة هذا ُّ‬

‫ال�ص ْلح؟‬
‫ي�ضع هذا ُّ‬ ‫إ�سالمي ُة التي كان ينط ِل ُق م ْنها اخلليف ُة ُ‬
‫عمر وهو ُ‬ ‫ّ‬ ‫املبادئ ال‬
‫ُ‬ ‫‪3 .3‬ما‬

‫ُ‬
‫الحظ‪:‬‬ ‫�أُ‬

‫وال�ص ْلح الذي � َأبرمـه اخلليف ُة ُ‬


‫عمر‬ ‫ِ‬
‫املدينة ُّ‬ ‫مع ِ‬
‫يهود‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪َ s‬‬ ‫ •ماذا تالحظ يف كل من املُ َ‬
‫عاهد ِة التي � ْأبر َمها‬
‫أهل ايلياء؟‬
‫مع � ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلطاب ‪َ d‬‬ ‫بن‬
‫ُ‬

‫‪135‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬
‫من الأ ِمم‪،‬‬
‫ني وغيرْ ِهم َ‬
‫ني امل�سلم َ‬
‫العالقات اخلارجي ُة ب َ‬
‫ُ‬ ‫تقوم عليها‬
‫ول ُ‬ ‫�سبعة � ُأ�ص ٍ‬
‫الدر�س ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مقدمة هذا‬ ‫ذ ُِك ْ‬
‫رت يف‬
‫أ�صول وفقًا لأهمي ِتها‪.‬‬ ‫ترتيب َ‬
‫تلك ال ِ‬ ‫َ‬ ‫حاوِ ْل �أن ُت َ‬
‫عيد‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬

‫يقول ﭨ ﮋﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ‬
‫ُ‬
‫(الق�ص�ص‪)83 :‬‬ ‫ﯶﮊ ‬
‫ني والأ ِمم ال ْأخرى‪،‬‬
‫امل�سلم َ‬
‫ني ْ‬ ‫عاون ب َ‬ ‫بذور ال ِّث ِ‬
‫قة وال َّت ِ‬ ‫�ضع َ‬‫إ�سالمي ِة التي َت ُ‬
‫ّ‬ ‫القيم ال‬
‫لبع�ض ِ‬ ‫تت�ضمن ِ‬
‫هذه الآي ُة �إ�شار ًة ِ‬ ‫ُ‬
‫القيم؟‬
‫تلك َ‬ ‫ما هي َ‬

‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬

‫عام ِلة غ ِري ْ‬


‫امل�سلمني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫التالية يف ُم َ‬ ‫ِ‬
‫املواقف‬ ‫فيده ِم َن‬
‫إ�سالمي الذي َت ُ‬
‫ُّ‬ ‫أدب ال‬
‫ما ال ُ‬
‫النبي ‪� s‬إىل ُخبزِ َ�شع ٍري و�إهالة َ�س ِن َخة‪ ،‬ف� َ‬
‫أجاب ُه ‪.s‬‬ ‫يهودي َّ‬ ‫�أ‪َ .‬دعا‬
‫(((‬
‫ٌّ‬

‫((( رواه م�سلم‬

‫‪136‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ني‪ ...‬قال‪�« :‬إنيّ ملْ �أُ ْ‬
‫بعث َل ّعا ًنا‪ ،‬و إ�نمّ ا ُبع ْث ُت‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬ا ْد ُع على امل�شرْ ِك َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫للر�سول ‪ :s‬يا‬ ‫ب‪.‬ملَّا َ‬
‫قيل‬
‫(‪)1‬‬
‫رحم ًة»‬
‫ْ‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬
‫من ُّ‬
‫الظ ْل ِم‬ ‫أحب �إلينا مما كُ نا ِ‬
‫فيه َ‬ ‫بن اجلراح ‪َ « :d‬لوِ الي ُت ُكم َ‬
‫وع ْد ُلكم � ُّ‬ ‫كتب ن�صارى ِح ْم�ص �إىل �أبي عبيد َة ِ‬ ‫َ‬
‫وم � ْإخوا ِنهم‬ ‫وج ِه ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫املدينة يف ْ‬ ‫أبواب‬ ‫عام ِل ُكم»‪ّ ،‬‬
‫ثم �أغْ ل ُقوا � َ‬ ‫مع ِ‬ ‫ِ‬
‫املدينة َ‬ ‫ند ِه َر ْقل عن‬
‫وال َغ َ�ش ِم‪ ،‬ولندف ََع ّن ُج َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫العقيدة‪.‬‬ ‫يف‬
‫ني؟‬ ‫ِ‬
‫للم�سلم َ‬ ‫�شهد َن�صارى ِح ْم�ص‬
‫مِ َب َ‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬

‫ﭧ ﭨ ﮋﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮊ‬
‫(الكهف‪)29 :‬‬ ‫ ‬
‫فيدها الآي ُة الكرمي ُة؟‬ ‫ِ‬
‫التالية ُت ُ‬ ‫ِ‬
‫الدالالت‬ ‫� ّأي‬
‫من الأ ْد ِ‬
‫يان‪.‬‬ ‫الم َو ْت ِ‬
‫رك غريِه َ‬ ‫بار َعلى اع ِت ِ‬
‫ناق ال ْإ�س ِ‬ ‫ ‪ .‬أال ْإج ُ‬
‫ِ‬
‫م�صادمة‬ ‫دون‬
‫باع‪ ،‬ولكن َ‬
‫الم باال ّت ِ‬ ‫والقاط َع ِة‪ ،‬على � ِ‬
‫أحقية ال ْإ�س ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوا�ض َح ِة‬
‫بعد ُظهورِ الأدلّ ِة ِ‬
‫والتهديد َ‬
‫ُ‬ ‫اللوم‬
‫ ‪.‬ب ُ‬
‫ِ‬
‫حرية ال ِ‬
‫إن�سان يف اختيارِ ه �أو ر ْف ِ�ضه‪.‬‬

‫(‪ )2‬رواه البالذري يف فتوح البلدان (‪.)187‬‬ ‫ ‬


‫(‪   )1‬رواه م�سلم‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬
‫علل‪:‬‬
‫ •حر�ص الإ�سالم على �إبرام املعاهدات مع املجتمعات غري امل�سلمة‪.‬‬

‫ •التوافق بني تاريخ الفتوحات الإ�سالمية وبني قوله تعاىل‪( :‬ال �إكراه يف الدين) (البقرة‪.):‬‬

‫‪138‬‬
‫‪3‬‬
‫ُ‬
‫أعمل‪:‬‬ ‫أعلم و�‬
‫� ُ‬
‫ر�س الثالث‬ ‫ّ‬
‫الد ُ‬
‫أخالقي ٍة‬
‫ّ‬ ‫إمياني ٍة و�‬
‫تنطلق ِم ْن �أ�صولٍ � ّ‬
‫ُ‬ ‫البيئة‬
‫للحفاظ على ِ‬
‫ِ‬ ‫ •دعو ُة ال ِ‬
‫إ�سالم‬
‫يعيةٍ‪.‬‬
‫وت�شرْ ّ‬
‫البيئة َتقُو ُم على َ‬
‫ركا ِئ َز ُم َت َع ِّد َدة‪.‬‬ ‫منهجي ُة الإ�سالم يف ِحف ِْظ ِ‬
‫ّ‬ ‫ •‬ ‫فاظ على‬
‫احل ِ‬
‫إ�سالم يف ِ‬
‫ِ‬ ‫منهج ال‬
‫ُ‬
‫ •املحافظة على البيئة عبادة يتقرب بها امل�سلم �إىل اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫البيئة‬
‫ِ‬

‫� ّ‬
‫أفك ُر و�أح ّل ُل‪:‬‬
‫كا�س ِت ْن ِ‬
‫زاف‬ ‫يال املُ ْق ِ‬
‫بلة ْ‬ ‫يل ا َ‬
‫حلاليِ ّ وال ْأج ِ‬ ‫بيئي ٍة َخ ِط َري ٍة ُت ِّ‬
‫هد ُد حيا َة ِ‬
‫اجل ِ‬ ‫�شك ٍ‬
‫الت َّ‬ ‫من ُم ِ‬ ‫يعاين الوا ِق ُع الب�شرَ ُّي َ‬
‫اليوم ْ‬
‫زون‪.‬‬ ‫طب ِ‬
‫قة ال ُأو ِ‬ ‫البيئي‪ ،‬و َت�آكُ ِل َ‬ ‫واختالل ال ّتوا ُز ِن‬
‫ِ‬ ‫الهوا ِء واملَا ِء والترُّ ِبة‬
‫لو ِث َ‬
‫البيئي و َت ُّ‬ ‫لو ِث‬ ‫املَ ِ‬
‫وارد وال ّت ّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أ�سباب ذلك يف توق ُِّعك؟‬
‫ •فَما � ُ‬

‫إ�سالم ل ْل ِح ِ‬
‫فاظ َعلى البي َئ ِة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دعوة ال‬
‫وا�ستطاعت ِم ْن ِخال ِلها � ْأن‬
‫ْ‬ ‫البيئة ِم ْن �أُ ُ�س ٍ�س �إميا ِن ّي ٍة و�أَ ْخال ِق َّي ٍة و َت�شرْ ِيع َّي ٍة‪،‬‬
‫اظ َعلى ِ‬ ‫إ�سالم يف ِ‬
‫احل َف ِ‬ ‫ا ْن َط ْ‬
‫لقت دعو ُة ال ِ‬
‫وي َن ِّميها‪ْ � ،‬أو ِم ْن‬
‫وي ْ�ص ِل ُحها ُ‬
‫واء ِم ْن َجا ِن ِب َما َي ْرقى ِبها ُ‬
‫عاي ِة البي َئ ِة َ�س ً‬
‫ذاتي ًة يف رِ َ‬
‫مة َرقَاب ًة َّ‬‫َت ْغرِ َ�س يف ال َّن ْف ِ�س املُ ْ�س ِل ِ‬
‫َ�ساد �أَ ْو �ضرَ َرٍ ‪.‬‬
‫َجا ِن ِب َما َي ْح ِميها ِم ْن ُك ِّل ف ٍ‬
‫وقد قامت هذه الدعوة عن �أ�سا�سني‪:‬‬

‫‪ .1‬التهذيب الأخالقي للنف�س امل�سلمة‪:‬‬

‫هد ِي ر�سوله يف كُ ِّل ِف ْع ٍل‪ ،‬ف َ‬


‫َهو‬ ‫‪s‬‬ ‫وي ْ�سترَ ْ ِ�ش ُد ِب ْ‬ ‫غري ُم ْع َت ٍد‪ُ ،‬ي ِ‬
‫راعـي اهلل َتعاىل يف كُ ِّل � ْأمرٍ َ‬ ‫ٌ‬
‫معتدل ُ‬ ‫حيم‬
‫ؤمن َر ٌ‬ ‫فامل� ُ‬
‫ون غَ اي ٍة‬
‫ف َم ْورِ ًدا‪ ،‬وال َي ْق ُت َل َحيوا ًنا ُد َ‬‫ي�ست ْنزِ ُ‬ ‫لو ُث َم ًاء وال ْ‬ ‫َي ْح َذ ُر � ْأن ُي ْف ِ�س َد � َّأي ُع ْن� ٍرص ِم ْن َعنا�صرِ ِ ِ‬
‫البيئة‪ ،‬فَال ُي ّ‬
‫وك ِه الإميانيِ ِّ ُع ْن صرُ� َ � َأم ٍ‬
‫ان للبِي َئ ِة‪.‬‬ ‫ب�س ُل ِ‬ ‫�أو َه َدف‪ ،‬بلْ ُي ِّ‬
‫�شك ُل ُ‬

‫‪139‬‬
‫�أبينّ ُ ‪:‬‬
‫قاه َب ْع َدما َر�أى َما‬
‫كلب َ�س ُ‬ ‫دخ َل ا َ‬
‫جل َّن َة يف ْ‬ ‫هر ٍة َح َب َ�س ْتها‪ ،‬و� َّأن ُ‬
‫رج َاًل َ‬ ‫ار يف ّ‬
‫لت ال َّن َ‬ ‫بوي ِة �أَ َّن ْامر�أَ ًة َ‬
‫دخ ْ‬ ‫ال�س ّن ِة ال ّن ّ‬
‫جاء يف ُّ‬
‫َ‬
‫ِف ِيه ِم ْن ِ�ش ّد ِة َ‬
‫العط ِ�ش‪.‬‬
‫لوك ال ْأخال ِق ّي؟‬
‫ال�س ِ‬
‫جلزا ِء وبينْ َ ُّ‬
‫ثيق بينْ َ ا َ‬
‫الو ُ‬ ‫االر ِت ُ‬
‫باط َ‬ ‫ •ف َ‬
‫َعالم َي ُد ُّل َهذا ْ‬

‫وا�ستنتج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫�أت� ّأم ُل‬
‫وهذا‬ ‫بل �أُ ُح ٍد فقال ‪َ :s‬‬
‫«ه ِذه َطاب ُة‪َ ،‬‬ ‫الح له َج ُ‬
‫وة َتبوك‪َ ،‬‬ ‫ائدا ِم ْن ْ‬
‫غز ِ‬ ‫ِ‬
‫املدينة َع ً‬ ‫ول ‪َ s‬على‬ ‫الر ُ�س ُ‬
‫ف ّ‬ ‫حينما �أ�شرْ َ‬
‫(((‬ ‫ُ�أ ُح ٌد َج ٌ‬
‫بل ُي ِح ُبنا و ُن ِح ُّبه»‪.‬‬
‫امل�س ِلم �إىل َعنا�صرِ ِ البي َئ ِة ِم ْن َح ْو ِله هكذا‪ ،‬ما �أثر ذلك يف �سلوكه نحو البيئة؟‬
‫ •�إذا كانت َن ْظر ُة ْ‬

‫يئة‪:‬‬
‫الب ِ‬ ‫نظ ُم �أُ ُم َ‬
‫ور ِ‬ ‫الت�شريع ّي ُة ا ّل ِ‬
‫تي ُت ِّ‬ ‫ْ‬ ‫أوامر وال َّن ِ‬
‫واهي‬ ‫‪ .2‬ال ُ‬
‫طاع‬
‫وا�س َت َ‬
‫الح‪ْ ،‬‬‫و�ص ٍ‬ ‫باع ِت ٍ‬
‫دال َ‬ ‫البيئي ِة وال َّت ُ‬
‫عام ِل َم َعها ْ‬ ‫ؤون َّ‬ ‫ات كَ ثري ٍة ِم ْن � ْأج ِل َت ْن ِ‬
‫ظيم ال�ش� ِ‬ ‫بت�رشيع ٍ‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫َج َاء ال ْإ�س ُ‬
‫ِ‬
‫كقواعد‬ ‫البيئة‪ ،‬وح ْف ِظها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫َواع َد َع ّام ٍة يف رِ َع ِ‬
‫اية هذه‬ ‫يعات � ْأن ي�ستنبطوا ق ِ‬ ‫ِ‬ ‫لماء ِم ْن ِخ ِ‬
‫الل َهذه ال َّت�شرْ‬ ‫الع ُ‬ ‫ُ‬
‫وعد ِم الإ�ضرْ ار‪.‬‬
‫هلل َ‬ ‫تزام ُح ِ‬
‫دود ا ِ‬ ‫وع َد ِم ال َّتجاوزِ ‪ ،‬وا ْل ِ‬ ‫االع ِت ِ‬
‫دال‪َ ،‬‬ ‫ْ‬

‫�أحدّ ُد‪:‬‬
‫رعاية البِي َئ ِة‪:‬‬
‫واهي املُ َتع ِّلق َة ِب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ِخ ِ‬
‫�صو�ص ال ّتالية َح ِّدد الأوام َر وال َّن َ‬
‫ِ‬ ‫الل ال ُّن‬ ‫ْ‬
‫(الأعراف‪)74 :‬‬ ‫ •ﭧ ﭨ ﮋﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﮊ ‬

‫((( متفق عليه‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫(الأعراف‪)31 :‬‬ ‫ •ﭧ ﭨ ﮋ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭢ ﮊ ‬

‫يقول يا َر ِب � َّإن فُال ًنا قَت ِلني َعب ًثا وملْ ْيق ُت ْل ِني‬
‫يام ِة ُ‬ ‫هلل ْيو َم ِ‬
‫ورا َعب ًثا َع ّج �إىل ا ِ‬ ‫ُ لهلَّ‬ ‫ •قال‬
‫الق َ‬ ‫ر�سول ا ‪َ :s‬‬
‫«م ْن َق َتل ُع ْ�ص ُف ً‬
‫(((‬
‫َم ْنفعة»‪.‬‬

‫وح غَ َر ً�ضا»‪.‬‬ ‫ •قال ‪« :‬ال َت َّت ِخ ُذوا َ�ش ْي ًئا فيه ّ‬


‫الر ُ‬
‫(((‬ ‫‪s‬‬

‫�أُط ّب ُق‪:‬‬
‫المحاف ِ‬
‫َظة على البيئة‪:‬‬ ‫ال ُ‬‫ال�شرعية يمكن تطبيقها ِفي َم َج ِ‬
‫ّ‬ ‫لدينا عد ٌد ِمن ال َق ِ‬
‫واعد‬
‫زال ب َق ْدرِ ال ْإم ِ‬
‫كان‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬ال�ضَّ َر ُر ُي ُ‬
‫علي ِه �إِزا َل َة هذا ال�ضَّ ررِ‬ ‫ررا ي ْل َح ُق ببي َئ ِته (ك�أن يرى ما يلوث مياه بحارها)‪ ،‬في َت َّ‬
‫وج ُب ْ‬ ‫التطبيق‪ ... :‬لو َر�أى ُم ْ�س ِل ٌم َ�ض ً‬
‫مما‬ ‫توعي ٍة‪ْ � ،‬أو ْ‬
‫غيرِ ذلك ّ‬ ‫بحم ِلة ْ‬ ‫ال�ص ُح ِف‪� ،‬أو َ‬
‫يقوم ْ‬ ‫يكتب في ُّ‬
‫َ‬ ‫ؤولين � ْأو‬
‫الم�س� َ‬ ‫يتوا�ص َل َ‬
‫مع ْ‬ ‫َ‬ ‫طاع ِته‪ ،‬ك� ْأن‬
‫ا�س ِت َ‬
‫بقدرِ ْ‬
‫ْ‬
‫واال�ستطاع ِة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ون في ال ُق ْد ِ‬
‫رة‬ ‫يك ُ‬‫ُ‬
‫على نف�س النمط ال�سابق طبق القواعد التالية في المحافظة على البيئة‪.‬‬
‫زال ِب َ�ض َررٍ ِم ْث ِله‪.‬‬
‫ •ال�ضَّ َر ُر ال ُي ُ‬

‫(((رواه الن�سائي‪.‬‬
‫((( رواه م�سلم‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫رر الأ ْدنى لد ْف ِع ال�ضَّ َررِ الأَ ْع َلى‪.‬‬ ‫ • ُي َت ّ‬
‫حم ُل ال�ضَّ ُ‬

‫فا�سد �أَ ْولى ِم ْن َج ْل ِب َ‬


‫المنا ِفع‪.‬‬ ‫الم ِ‬
‫ • َد ْر ُء َ‬

‫البيئة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫احلفاظ على‬
‫ِ‬ ‫إ�سالم يف‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ركائز ال‬
‫�ضري‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫والتخ‬ ‫الت�شجري‬
‫ُ‬ ‫�أو ً‬
‫ال‪:‬‬
‫يقول ﭨ ﮋﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ُ‬ ‫والز ْر ِع‪ ،‬ويف َ‬
‫ذلك‬ ‫وتخ�ضري َِها بال َغ ْر ِ�س َّ‬
‫�ض ْ‬‫ت�شج ِري ال ْأر ِ‬
‫إ�سالم َعلى ْ‬
‫ح�ض ال ُ‬
‫َّ‬
‫ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ‬
‫(النحل ‪)11-10‬‬ ‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮊ‬
‫والقيام َع ْليها ح ّتى ُت ْث ِم َر‪ ،‬كان له يف كُ ِّل َ�ش ْي ٍء ُي َ�ص ُ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ف�ص َرب َعلى ِح ْف ِظها‬
‫�شجرةً‪َ ،‬‬
‫ن�صب َ‬ ‫«م ْن َ‬ ‫كما قَال ‪َ :s‬‬
‫ِم ْن َثمرِ ها َ�صد َق ٌة ع ْن َد الهلَّ َّ‬
‫عز َوجلّ »‪.‬‬
‫(((‬

‫�أُع ّل ُل‪:‬‬
‫ •حر�ص امل�ؤمن على ت�شجري الأر�ض وتخ�ضريها بالغر�س والزرع؟‬

‫((( رواه �أحمد رقم‪ 16636 :‬والبيهقي يف �شعب الإميان رقم‪.3498 :‬‬

‫‪142‬‬
‫ا ْت ُل وا�س َت ْن ُ‬
‫تج‪:‬‬
‫الية وا�ست ْن ِت ْج ِم ْن ِخال ِلها فَا ِئدتينْ ِ لل َّت ْ�شجريِ‪:‬‬
‫الكرمية ال ّت ِ‬
‫ِ‬ ‫اتل ال ِ‬
‫آيات‬ ‫ُ‬
‫‪ 1 .1‬ﭧ ﭨ ﮋ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﮊ (عب�س ‪)24-32‬‬ ‫ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ‬

‫� ّ‬
‫أتذك ُر‪:‬‬
‫حلظ ٍة يف َح ِ‬
‫ياة الب�شرَ ّي ِة‪.‬‬ ‫ني �إىل ِخ ْد َم ِة ِ‬
‫البيئة بال َغ ْر ِ�س وال َّت ْ�شج ِري ح ّتى �آخرِ ْ‬ ‫امل�سلم َ‬
‫إ�سالم ْ‬
‫وج َه ال ُ‬
‫َّ‬
‫ • َدلّلْ َعلى َذ ِلك‪.‬‬

‫ما ر�أ ُيك‪:‬‬


‫تعترب جائزة زايد الدولية للبيئة من �أهم م�ساهمات دولة الإمارات العربية املتحدة لدعم وت�شجيع االجنازات‬
‫البيئية املتميزة‪.‬‬
‫مميزا على م�ستوى الدولة للم�شاركة به يف اجلائزة‪.‬‬
‫م�رشوعا معي ًنا ً‬
‫ً‬ ‫ •من خال جمموعتك الطالبية اقرتح‬

‫�ساعد ِة‬
‫َ‬ ‫يار َ�ش َجر ٍة يف أ� ْنحا ِء العا ِمل ُ‬
‫للم‬ ‫راع ِة َم ْل َ‬
‫وعا لزِ َ‬
‫ريقي ُة (واجناري ماثاي �سنة ‪2006‬م) َم�شرْ ً‬ ‫� ْأطل َق ِت ال َّن ِ‬
‫ا�شط ُة الإ ْف ّ‬
‫لغ َعد ُد َنا �س ّتة ِم ْليارات ‪ ...‬و�إذا َ‬
‫قام‬ ‫وعها قَا ِئل ًة‪ْ :‬‬
‫"يب ُ‬ ‫هر م�شرْ ِ‬
‫أو�ضح ْت َج ْو َ‬
‫وقد � َ‬ ‫كافحة ال ّتغيرُّ ِ ِ‬
‫املناخ ّي وال َف ْقرِ ‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫يف ُم‬
‫الهدف بحلول عام ‪2007‬م‪.‬‬
‫أكيد �إىل َ‬ ‫�صل ُ‬
‫بكلّ ت� ٍ‬ ‫ف َن ُ‬
‫ف�سو َ‬
‫جرة ‪ْ ...‬‬ ‫ِ‬
‫زراعة َ�ش ِ‬‫َقط ِب‬
‫ُ�س ُد�سنا ف ْ‬

‫‪143‬‬
‫ •ما موقفك من َهذا امل�شرْ ُ ِ‬
‫وع؟ دلل على ما تقول؟‬

‫والتثمير‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العمارة‬ ‫ثان ًيا‪:‬‬
‫وال�س ِ‬
‫دود‪ ،‬وال ّنظرِ‬ ‫يوت ُّ‬ ‫الب ِ‬ ‫الح ْر ِث وال ّن ْ�س ِل‪ ،‬و�إق ِ‬
‫َامة ُ‬ ‫�ض‪ْ ،‬‬
‫وتكثيرِ َ‬ ‫َدعا �إلى �إ ْن ِ‬
‫بات ال ْأر ِ‬ ‫بعمارة ِ‬
‫البيئة ف َ‬ ‫ِ‬ ‫إ�سالم‬
‫اهتم ال ُ‬ ‫َّ‬
‫ري‬‫الب�ش َّ‬
‫مران َ‬
‫الع َ‬‫ويو�س ُع ُ‬
‫ِّ‬ ‫إن�سان‬
‫فيد ال َ‬ ‫راج كُ لّ ما ُي ُ‬ ‫ال�س ِت ْخ ِ‬ ‫وال�س ِ‬
‫حاب‪ْ ،‬‬ ‫ياح ّ‬ ‫والما ِء ّ‬
‫والر ِ‬ ‫�ض وال�سَّ ما ِء َ‬‫ِفي ال ْأر ِ‬
‫إن�ساني ِة‪.‬‬
‫ات ال ّ‬ ‫اج ِ‬
‫الح َ‬ ‫وي�ست ْث ِم ُر البيئ َة في ْ‬
‫توفيرِ َ‬ ‫ْ‬

‫�أُ ّ‬
‫و�ض ُح‪:‬‬
‫(هود‪)61 :‬‬ ‫ •ﭧ ﭨ ﮋ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰊﮊ‬
‫ ‬
‫و�ضح ذلك‪.‬‬ ‫ايات َخ ْل ِقه يف ال ْأر ِ‬
‫�ض‪ّ .‬‬ ‫حل ِ‬
‫ياة و� ْإحدى غَ ِ‬ ‫ت�شري الآي ُة �إىل � َأح ِد �أ ْدوارِ املُ�س ِلم يف ا َ‬
‫ • ُ‬

‫الكرمية وبينْ َ قو ِله ‪َ s‬‬


‫«م ْن � ْأحيا � ْأر ً�ضا موا ًتا فَهِ َي َله»؟‬ ‫ِ‬ ‫ابط بينْ بني ال ِآية‬
‫وج ُه الترّ ِ‬
‫ •ما ْ‬
‫(((‬

‫ا�س َت ْن ُ‬
‫تج‪:‬‬
‫مر‬
‫كان َزمان ُع َ‬
‫فلما َ‬
‫“العقيق � ْأج َمع”‪ّ ،‬‬
‫َ‬ ‫هلل ‪ s‬أ� ْق َطعه‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫َ‬ ‫عن � ِ‬
‫أبيه � ّأن‬ ‫ِ‬
‫احلارث املُ َزنيِ ّ ْ‬ ‫بن‬ ‫بن ِ‬
‫بالل ِ‬ ‫َعن احلارِ ث ِ‬
‫فخذْ ِم ْنها ما ق ْ‬
‫َدر َت على‬ ‫طع َك ل َت ْح َت ِج َر ُه َعن ال َّنا�س‪ ،‬و�إنمَّ ا �أ ْق َط َ‬
‫عك ل َت ْع َ‬
‫مل‪ُ ...‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫هلل ملْ ُي ْق ْ‬ ‫َ‬ ‫قال ِلبالل‪ّ �« :‬إن‬
‫‪َ d‬‬

‫ِعمار ِته‪ُ ،‬‬


‫ور َّد الباقي»‪.‬‬
‫(((‬

‫((( رواه البخاري‪.‬‬


‫((( رواه �أبو عبيد يف كتاب الأموال‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫خل َّط ِ‬
‫اب ‪.d‬‬ ‫ •ماذا َت ْ�ستن ِت ُج ِم ْن ِف ْع ِل ُع َمر ِ‬
‫بن ا َ‬

‫ُ‬
‫النظافة وال ّت ْط ُ‬
‫هري‪:‬‬ ‫ثال ًثا‪:‬‬
‫(((‬ ‫ريق ف�إ ّنه َ‬
‫لك َ�صدقَة»‬ ‫هواء‪ ،‬فقال ‪�« :s‬أَ ِم ْط الأَذَى َع ِن َّ‬
‫الط ِ‬ ‫وماء َو ً‬ ‫نظافة ِ‬
‫البيئة � ْأر ً�ضا ً‬ ‫ِ‬ ‫إ�سالم على‬
‫حث ال َ‬ ‫ّ‬
‫جعل الر�سول ‪� s‬إماطة الأذى عن الطريق من ُ�ش َع ِب الأميان‪.‬‬ ‫بل َ‬

‫ا�س َت ُ‬
‫نتج‪:‬‬
‫نظافة ِ‬
‫البيئة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الم يف‬ ‫ا ْقر�أْ ما يلي وا�س َت ْن ِت ْج � َ‬
‫آداب ال ْإ�س ِ‬
‫(((‬
‫ائم ا ّل ِذي ال َي ْجرِ ي ُث َّم ي ْغ َت ِ�س ُل ِفيه»‪.‬‬ ‫أحدكُ م يف املَا ِء َّ‬
‫الد ِ‬ ‫‪1.1‬قال ‪« :s‬ال َي ُبو َل َّن � ُ‬

‫ا�س �أَ ْو فيِ ِظ ِّ‬


‫لهم»‪.‬‬ ‫رق ال َّن ِ‬ ‫وما اللاّ َع ِ‬
‫نان؟ قَال ا ّلذي ي َتخ ّلى يف ُط ِ‬ ‫‪2.2‬وقال ‪« :s‬ا َّت ُقوا ا ّلالعنينْ ِ ‪ ،‬قَالوا‪َ :‬‬
‫(((‬

‫ني فيِ ُط ُر ِقهم َ‬


‫وج َب َع ْليه َل ْعن ُت ْ‬
‫هم»‪.‬‬ ‫«م ْن �آذى املُ ْ�س ِلم َ‬
‫‪3.3‬وقال ‪َ :s‬‬
‫(((‬

‫واب َو�أَ ْو ِك ُئوا الأَ ْ�س ِقي َة (�أَ ْح ِك ُموا َت ْغ ِط َي ِتها)‬


‫يل �إذا رق َْدتمُ ‪ ،‬و�أَغْ ِل ُقوا الأَ ْب َ‬
‫�صابيح بال ّل ِ‬
‫َ‬ ‫‪4.4‬قال ‪ْ �« :s‬أط ِفئوا املَ‬
‫(((‬
‫وال�شاب»‪.‬‬
‫الط َعام رَّ َ‬ ‫وخ ِّمروا َّ‬
‫َ‬

‫((( �أخرجه البخاري يف الأدب املفرد‪.‬‬


‫((( رواه البخاري‪.‬‬
‫((( رواه م�سلم‪.‬‬
‫((( رواه الطرباين‪.‬‬
‫((( رواه البخاري‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫�أُط ّب ُق‪:‬‬
‫(((‬
‫ني»‪.‬‬ ‫«اعزِ ل الأَذَى َع ْن َط ِ‬
‫ريق املُ ْ�س ِلم َ‬ ‫هلل َع ّل ْم ِني َ�ش ْي ًئا �أن َت ِف ُع ِبه قَال‪ْ :‬‬
‫ُلت يا َنبِي ا ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫قال � ُأبو َب ْر َزة ق ُ‬
‫رك يف ُم َكافَح ِتها؟‬ ‫للم ْ�س ِلم َ‬
‫ني‪ُ ،‬م ّبي ًنا َد ْو َ‬ ‫الع ّام ُ‬ ‫بيئي ٍة ت�ضرُ ُّ َّ‬
‫بالط ِ‬
‫ريق َ‬ ‫ثات ّ‬‫لو ٍ‬
‫ •اذكُ ر �أربع َة ُم ّ‬

‫ُ‬
‫املحافظة على املَوارد‪:‬‬ ‫رابعا‪:‬‬
‫ً‬
‫احلزام ال ّنبا ِت َّي وال ُغ َ‬
‫الف‬ ‫َ‬ ‫وات َنامي ٍة‪ ،‬فَهِ ي َت ْ�ش ُ‬
‫مل‬ ‫حو َل �إىل َث َر ٍ‬
‫بيعة ا ّل ِتي يمُ ْ ِك ُن � ْأن ت َت ّ‬
‫الط ِ‬ ‫املوار ُد ِهي ِه ُ‬
‫بات ا ِ‬
‫هلل َتعاىل يف ّ‬
‫نظ َر ُه �إىل‬ ‫إ�سالم َع ْق َل الإ ْن ِ‬
‫�سان و َل َف َت َ‬ ‫جل ّو َي وامل�سطحات املائية‪ ،‬والرتبة ُمب ْخ َت ِلف َعنا صرِ� ِها ُ‬
‫و�ص َورِ ها‪ْ ،‬‬
‫وقد َّنب َه ال ُ‬ ‫ا َ‬
‫الت ِف‪،‬‬ ‫والب ْع ِد َعن رَّ‬
‫دم ال ّت ْبذيرِ ‪ُ ،‬‬
‫وع ِ‬
‫اف‪َ ،‬‬‫دم الإ�سرْ َ ِ‬ ‫جل ّي ِد َلها‪ ،‬ف� َأم ُ‬
‫ره َبع ِ‬ ‫اال�س ِت ْغ ِ‬
‫الل ا َ‬ ‫كو َنا ِتها‪ ،‬و َد ُ‬
‫عاه �إىل ْ‬ ‫َه ِذه ِ‬
‫البيئة بمِ ُ ّ‬
‫كل َ�ش ْي ٍء‪.‬‬
‫تدال وال َّتوا ُز ِن يف ِّ‬
‫واالع ِ‬
‫ْ‬

‫أجب ‪:‬‬
‫�أتد ّب ُر و� ُ‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ‬
‫(الأنعام‪)141:‬‬ ‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﮊ‬
‫ ‬
‫وعم ي ْنهانا؟‬ ‫ِ‬
‫الكرمية‪ّ ،‬‬ ‫ • مِ َب ي� ُأمر َنا اهلل تعاىل يف ال ِآية‬

‫ا�س ِت َ‬
‫مرار عطا ِء اهلل تعاىل يف الأر�ض م�شرْ ٌ‬
‫وط ِب� ْأم َر ِين‪ ،‬ما ُهما؟‬ ‫ • ُت ُ‬
‫�شري الآي ُة الكرمي ُة �إىل � ّأن ْ‬

‫رواه م�سلم‪.‬‬
‫((( ُ‬

‫‪146‬‬
‫روع وال ْأ�شجارِ ؟‬
‫الز ِ‬
‫مع ُّ‬
‫عام ِل َ‬
‫املح َّر ِم يف ال َّت ُ‬
‫اف َ‬ ‫�صورا ِمن الإ�سرْ ِ‬
‫ً‬ ‫ •اذكُ ر‬

‫�أُبينّ ُ ‪:‬‬
‫وارد ِ‬
‫البيئة‪.‬‬ ‫الم َعلى َم ِ‬ ‫كيفي َة محُ اف ِ‬
‫َظة ال ْإ�س ِ‬ ‫الية بينّ ْ ّ‬‫�صو�ص ال َّت ِ‬
‫ِ‬ ‫ِم ْن ِخ ِ‬
‫الل ال ُّن‬
‫�ض َعلى ُم ِ�ص ّح»‪.‬‬‫هلل ‪« :s‬ال ُيورِ َد ّن ممُ ْرِ ٌ‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫ •قال ُ‬
‫(((‬

‫(((‬ ‫رام ُه بذ ِب ْح َ�شا ٍة‪َّ � :‬إي َ‬


‫اك وا َ‬
‫حل ُلوب»‪.‬‬ ‫أن�صارِ ّي ا ّلذي �أرا َد �إِكْ َ‬ ‫هلل ‪« :s‬ملَ ِ‬
‫�ضيفه ال َ‬ ‫ •قال ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬

‫فع ُت ْم ِبج ْل ِدها؟ قالوا‪� :‬إ ّنها ْ‬


‫ميتة قال‪�" :‬إنمّ ا ُح ِّرم �أكْ ُلها»‪.‬‬ ‫«هال ان َت ْ‬ ‫ر�س ُ‬
‫ول اهلل ‪� s‬شا ًة ميت ًة فَقال‪َ :‬‬ ‫ • َ‬
‫وجد ُ‬
‫(((‬

‫خام�سا‪ :‬الإح�سانُ �إلى البيئة‪:‬‬


‫ً‬
‫�سان‬
‫تب ال ْإح َ‬ ‫ٍ‬
‫إح�سان‪ ،‬فقال ر�سول اهلل ‪ّ �« :s‬إن اللـ َه كَ َ‬ ‫امل�س ِل َم َعلى � ْأن ي َت َ‬
‫عامل مع كُ ِّل ما َح ْو َله ب�‬ ‫الم ْ‬‫ربي ال ْإ�س ُ‬
‫ُي ّ‬
‫ييع‪،‬‬ ‫ون �إ ِْه ٍ‬
‫مال � ْأو َت ْ�ض ٍ‬ ‫عام ِل َمعها ُد َ‬
‫كام فيِ ال َّت ُ‬ ‫يكون بالإ ْت ِ‬
‫قان وال ْإح ِ‬ ‫ُ‬ ‫�سان �إىل ِ‬
‫البيئة‬ ‫َعلى كُ ِّل �شي ٍء»(((‪ ،‬وال ْإح ُ‬
‫فاق و�إكْ ٍ‬
‫رام‪.‬‬ ‫ون بال َّت ِ‬
‫عامل َم َعها ِبر ْفقٍ و� ْإ�ش ٍ‬ ‫كذلك ُ‬
‫يك ُ‬ ‫َ‬ ‫َو‬

‫((( متفق عليه‪.‬‬


‫((( رواه م�سلم‪.‬‬
‫((( متفق عليه‪.‬‬
‫((( رواه م�سلم‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫�أُ ّ‬
‫و�ض ُح‪:‬‬
‫�سان املُ ْ�س ِلم على كُ لٍّ مما يلي‪:‬‬
‫ون � ْإح ُ‬ ‫كيف ُ‬
‫يك ُ‬ ‫َ‬
‫الز ِ‬
‫راع ّي ُة‪.‬‬ ‫ •ال ُ‬
‫أر�ض ّ‬

‫ •ا ِمل ُ‬
‫ياه‪.‬‬

‫ُ‬
‫انقدُ ‪:‬‬
‫البيئية ال ّت ِ‬
‫الية‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ﭧ ﭨ ﮋﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮊ (النحل‪ ،)90 :‬فَما َر�أْ ُي ِك يف املظاهر‬
‫ • َح ْر ُق ُم ْ�س ْتع َم ِ‬
‫رات ال َّن ْمل‪.‬‬

‫الز ْي ِت‪.‬‬
‫تلويث الب َِحار ُبب َق ِع ّ‬
‫ُ‬ ‫ •‬

‫�صا�ص‪.‬‬
‫الر ِ‬‫دن ّ‬ ‫تلويث الهوا ِء ْ‬
‫مبع ِ‬ ‫ُ‬ ‫ •‬

‫ • َح ْر ُق ال َغ ِ‬
‫ابات َع ْم ًدا‪.‬‬

‫ا�س َت ُ‬
‫نتج‪:‬‬
‫�سان �إىل ِ‬
‫البيئة‪:‬‬ ‫جوانب ال ْإح ِ‬
‫َ‬ ‫ول ‪ s‬ا�س َت ْن ِت ْج‬
‫الر ُ�س ِ‬ ‫الية ِم ْن ِ‬
‫�سرية َّ‬ ‫واقف ال َّت ِ‬
‫ِم ْن ِخالل املَ ِ‬
‫�سوق ب َقرةً‪� ،‬إ ْذ َر ِك َبها ف�ضرَ َبها‪،‬‬ ‫ال�صب ِح‪ُ ،‬ث َّم أ� ْق َب َل َعلى ال ّن ِ‬
‫ا�س فقال‪« :‬بي َنا َر ُج ٌل َي ُ‬ ‫ر�سول ا ِ ‪s‬‬
‫هلل �صال َة ْ‬ ‫ُ‬ ‫ •�ص ّلى‬
‫فقالت‪� :‬إ ّنا لمَ ْ ُن ْخ َل ْق لهذا؛ �إنمّ ا ُخ ِل ْقنا َ‬
‫للح ْر ِث»‪.‬‬
‫(((‬
‫ْ‬

‫متفق عليه‪.‬‬
‫(((   ٌ‬

‫‪148‬‬
‫بي‬ ‫َرفت عي َن ُاه‪ ،‬ف�أَ ُ‬
‫تاه ال ّن ُّ‬ ‫بي ‪َ s‬ح ّن وذ ْ‬‫فلما َر�أى ال ّن َّ‬
‫مل ّ‬ ‫لرجل ِم َن الأ ْن�صارِ َف�إذا َج ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫حائطا‬ ‫ر�سول ‪s‬‬ ‫ُ‬ ‫ • َ‬
‫دخل‬
‫جلمل؟»‪.‬‬‫مل؟ ِمل ْن هذا ا َ‬ ‫«م ْن َر ُّب هذا ا َ‬
‫جل ِ‬ ‫فقال‪َ :‬‬‫ف�س َك ْت‪َ ،‬‬
‫راه َ‬
‫�سح َذ ْف ُ‬
‫فم َ‬
‫َ‬
‫‪s‬‬
‫اها‪،‬‬ ‫البهيمة التي َم َّل َ‬
‫كك اللـ ُه � َّإي َ‬ ‫َ‬ ‫هلل‪ .‬فقال‪�« :‬أَفال َت َّت ِقي اللـ َه يف َه ِ‬
‫ذه‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫َ‬ ‫فقال‪ :‬يل يا‬ ‫فج َاء َف ًتى ِم ْن الأ ْن�صارِ َ‬ ‫َ‬
‫(((‬ ‫ف�إ َّنه َ�ش َكى �إ َّ‬
‫يل �أ َّن َك تجُ ِ َيع ُه و ُت ِد ُئبه»‪.‬‬
‫اع َو َي َت َط َّه ُر ِبالمْ ُ ِّد»‪.‬‬ ‫«ي ْغ َت ِ�س ُل ِب َّ‬
‫ال�ص ِ‬ ‫هلل ‪َ : s‬‬‫ول ا ِ‬‫ر�س ُ‬ ‫كان ُ‬ ‫قال َ‬ ‫أن�س ‪َ s‬‬ ‫عن � ٍ‬‫ • ْ‬
‫(((‬

‫البيئة مِ ْن الإ ْت ِ‬
‫الف‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫املحافظة على‬ ‫�ساد�سا‪:‬‬
‫ً‬
‫كل ما ُي ْف ِ�س ُدها‪،‬‬
‫البيئة ِم ْن ِّ‬
‫حافظ ِة َعلى ِ‬ ‫وة املُ ْ�س ِلم َ‬
‫ني �إىل املُ َ‬ ‫القي ِة �إىل َد ْع ِ‬
‫وجيها ِته ال ْأخ ّ‬
‫خالل َت ِ‬
‫ِ‬ ‫إ�سالم ِم ْن‬
‫ر�ص ال ُ‬
‫َح َ‬
‫�سواء كان ذلك ق َْ�سو ًة �أَ ْو غَ َ�ض ًبا �أو َعب ًثا �أو � ْإهما ًال �أو َح ْر ًبا‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫والع ِ‬
‫مران‬ ‫ف َعنا�صرِ َها ِم ْن الأحيا ِء وال َّن ِ‬
‫باتات ُ‬ ‫وي ْت ِل ُ‬
‫ُ‬
‫حر ِ‬
‫مة �شرَ ْ ًعا‪.‬‬ ‫من امل ْن َك ِ‬
‫رات املُ َّ‬ ‫حيث ْاع َتبرَ كلَّ َ‬
‫ذلك َ‬ ‫ُ‬

‫�أُبينّ ُ ‪:‬‬
‫إ�سالم ُم�س َت ْن ِت ًجا َدوا ِف َعه‪:‬‬
‫أوج َه ال َّت ِلف الّذي يمَ ُنع ُه ال ُ‬
‫حد ْد � َ‬ ‫اقر�أْ ما َيلي َّ‬
‫ثم ّ‬
‫أكل ِم َن َخ ِ‬
‫�شا�ش‬ ‫فلم ُت ْط ِع ْمها وملْ َت ْ‬
‫دعها ت� ُ‬ ‫ح�سب ْتها ْ‬
‫َ‬ ‫ار فيِ ِه ّر ِة‬ ‫«دخ ِ‬
‫لت امر�أ ٌة ال َّن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ‪:s‬‬ ‫قال‬ ‫ • َ‬
‫(((‬
‫�ض»‪.‬‬
‫ال ْأر ِ‬

‫(((‬
‫�سدر ًة َ�ص ّو َب اللـ ُه ر ْ�أ َ�س ُه يف ال ّنارِ »‪.‬‬
‫«م ْن ق ََطع ْ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ‪َ :s‬‬ ‫ • َ‬
‫قال‬

‫  رواه �أبو داود‪.‬‬ ‫(((‬


‫  رواه م�سلم‪.‬‬ ‫(((‬
‫  رواه البخاري‪.‬‬ ‫(((‬
‫  رواه �أبو داود‬ ‫(((‬

‫‪149‬‬
‫احب ّ‬
‫الطيرْ ِ كُ لَّ‬ ‫ل�ص ِ‬ ‫قد َجع ُلوا َ‬‫وهم َي ْر ُمو َنه َو ْ‬
‫�صبوا طيرْ ً ا ُ‬ ‫يان ِم ْن ق ٍ‬
‫ُري�ش ق َْد َن ُ‬ ‫ابن ُعمر (ر�ضي اهلل عنه) ِبف ْت ٍ‬ ‫ • َم ّر ُ‬
‫ول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ر�س َ‬ ‫َعل هذا‪َّ � ،‬إن ُ‬ ‫فعل هذا؟ « َل َ‬
‫عن اللـ ُه َم ْن ف َ‬ ‫تفرقُوا فَقال ‪َ d‬م ْن َ‬ ‫ابن ُعمر َّ‬ ‫فلما َر�أَوا َ‬
‫خاطئ ٍة ِم ْن َن ْب ِلهم ّ‬
‫ِ‬
‫(((‬
‫ر�ضا»‪.‬‬
‫وح غَ ً‬
‫الر ُ‬ ‫خذ َ�ش ْي ًئا ِ‬
‫فيه ُّ‬ ‫‪َ s‬لعن َمن ا َّت َ‬

‫يل وق َ‬
‫َال و�إِ�ضاع َة املَ ِ‬
‫ال وكَ ثرْ َة‬ ‫يقول‪�« :‬إ ِّن اللـ َه كَ رِ َه ُ‬
‫لك ْم ثال ًثا‪ِ :‬ق َ‬ ‫ُ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫هلل ‪s‬‬ ‫َ‬ ‫عت‬ ‫ • َ‬
‫قال املغري ُة ‪�َ d‬س ِم ُ‬
‫(((‬
‫ال�س� ِؤال»‪.‬‬
‫ُّ‬

‫((( رواه �أحمد رقم‪.5587 :‬‬


‫((( رواه م�سلم‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الأول‪:‬‬
‫ال�ش ِع ّي ِة‪:‬‬
‫�صو�ص رَّ ْ‬
‫ِ‬ ‫َدلِّل على َما ي ِلي ِم ْن ِخ ِ‬
‫الل ال ُّن‬
‫جل ّن ِة‪.‬‬
‫خول ا َ‬ ‫عاي ُة ِ‬
‫البيئة َ�س ًببا فيِ ُد ِ‬ ‫ •رِ َ‬

‫احليوان لغيرْ ِ َم ْنفع ٍة محُ َّر ٌم �شرَ ْ ًعا‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ •�إ ْت ُ‬
‫الف‬

‫لم �إىل ا ِ‬
‫هلل تعاىل‪.‬‬ ‫اظ َع ْليها ِعبا َد ٌة َي َت َق ّر ُب ِبها ْ‬
‫امل�س ُ‬ ‫البيئة ِ‬
‫واحل َف ِ‬ ‫الع َناي ُة ِب ِ‬
‫ • ِ‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬
‫�ض‬ ‫بمِ ْل ِ‬
‫كية ال ْأر ِ‬ ‫الر ُ�س ِ‬
‫ول ‪s‬‬ ‫تقرير َّ‬
‫ُ‬ ‫«م ْن � ْأحيا � ْأر ً�ضا َم ْيت ًة ِفهي َله» ‪َ ،‬ع َ‬
‫الم ُيد ُّل‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ول ا ِ‬
‫هلل ‪َ s‬‬ ‫ر�س ُ‬ ‫ • َ‬
‫قال ُ‬
‫املي َت ِة ملَ ْن � ْأحياها؟‬
‫ّ‬

‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬
‫الها‬ ‫هموا َعلى َ�سفين ٍة‪ ،‬ف ََ�صار َب ُ‬
‫ع�ض ُهم � ْأع َ‬ ‫هلل والوا ِقع فيها كَ م َث ِل ق َْو ٍم ْ‬
‫ا�س َت ُ‬ ‫ثل القا ِئم يف ُح ِ‬
‫دود ا ِ‬ ‫«م ُ‬ ‫َ‬
‫قال ‪َ :s‬‬
‫وكان َم ْن يف � ْأ�س َف ِلها �إذا ْ‬
‫ا�س َتقوا َم ُّروا َعلى َم ْن فَوق َُهم‪ ،‬فَقالوا‪ْ :‬لو �أ َّنا َخ َر ْقنا يف َن ِ�صي ِب َنا َخ ْرقًا‬ ‫َ‬ ‫ع�ضهم � ْأ�س َفلها‪،‬‬
‫وب ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ميعا»‪.‬‬ ‫معيا‪ ،‬و� ْإن � َأخ ُذوا َعلى َ�أ ْي ْ‬
‫ديهم نجَ ُ وا ونجَ َ ْوا َج ً‬ ‫وما � َأرا ُدوا َهلكوا َج ً‬ ‫وملْ ُن�ؤذ َم ْن ف َْوقَنا‪َ ،‬ف�إ ِْن َتركُ ُ‬
‫وهم َ‬
‫وع ِة‬
‫اقات الإ ْن�سا ِن ّية َعلى احلدو ُد املَ�شرْ َ‬
‫االخترِ ِ‬
‫دوث ْ‬‫مع ع ْن َد ُح ِ‬
‫املج َت ِ‬ ‫ال�ش ِ‬
‫يف بينّ ْ دور ْ‬ ‫ديث رَّ‬‫حل ِ‬ ‫ • ِم ْن ِخ َ‬
‫الل ا َ‬
‫عام ِل َمع ِ‬
‫البيئة؟‬ ‫يف ال َّت ُ‬
‫(‪ )1‬رواه �أبو داود‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫ُ‬
‫التقوميية‬ ‫أن�ش ًُ‬
‫طة‬ ‫ال ِ‬
‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬

‫باط املُ ْ�س ِلم ِبها‪ ،‬فَال َي ُك ُ‬


‫ون ُم ْن َعزِ اًل َع ْنها َبلْ ُم ْه َت ًّما ِبها‪ْ � ،‬أن‬ ‫وح ْر ِ�صه َعلى ْار ِت ِ‬
‫الم بالبي َئة ِ‬ ‫ِم ْن َدال ِئل ْاه ِ‬
‫تمام ال ْإ�س ِ‬
‫والظ ِ‬
‫واهرِ‬ ‫عادن ّ‬ ‫ِ‬
‫والنباتات واملَ ِ‬ ‫ِ‬
‫يوانات‬ ‫البيئة ِم َن ا َ‬
‫حل‬ ‫نجَ ِ َد كَ ً‬
‫ثريا ِم ْن ُ�سورِ ال ُقر� ِآن الكر ِمي ُ�س ّميت ب� ْأ�سما ِء َعنا�صرِ ِ ِ‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثال ُ‬
‫لكلٍّ ِم ْن ذلك؟‬ ‫ •اذكُ ر ِم اً‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬
‫للبيئة»‪.‬‬ ‫ديق َ‬
‫للك ْو ِن‪ ،‬محُ ِ ٌّب ِ‬ ‫«املُ ْ�س ِل ُم َ�ص ٌ‬
‫آيات قر�آني ٍة و�‬
‫أحاديث نبوية؟‬
‫َ‬ ‫بحثية يف ذلك م�ستد ًال ب� ٍ‬
‫اك ُتب ورقة ّ‬

‫‪152‬‬

You might also like