You are on page 1of 140

‫‪46‬‬

‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫انتفاضة رجب‬ ‫‪1‬‬

‫بعد بضع سني قليلة ف عمر الزمن لكنها طويلة ثقيلة ف ليل القهر واليأس ما الذي‬
‫حدث؟ القلوب واجفكة ‪ ،‬والبصكار مشدودة ‪ ،‬والنفاس لهثكة ‪ ،‬عنكد ككل إشارة إل‬
‫خب عاجل أو حدث طاريء ‪ ،‬والتساؤلت على كل شفة ‪:‬‬
‫أين‪..‬؟ من‪..‬؟ كم‪..‬؟ يهود‪ !..‬أمريكان‪ !..‬انتفاضة شهداء ‪...‬‬

‫الشاهد تتوال ف الذهان أكثر ما ف هذه الفضائيات التطورة ‪-:‬‬


‫تاوي أوراق الفاوضات واحتراقها ف لب الغضب وجحيم القهر‪.‬‬
‫خزي راعي السلم الذي يعاقب الملن الوديعة كلما هاجتها الذئاب الشرسة‪.‬‬
‫ذهول أصحاب السيوف الشبية الذين كلما داههم العدو هرعوا يدون أطرافها‬
‫على مبارد من الثلج‪.‬‬
‫انطل قة مقلع داود الذي ن سجته اليدي الغلولة ‪ ،‬ووقو فه ف مواج هة صواريخ‬
‫جالوت‪.‬‬
‫عربات عسكرية تتراجع أمام حجارة ‪ ،‬ورجل واحد يقاوم مئات النود الدججي‬
‫بأحدث ما أنتجته التكنولوجيا المريكية‪.‬‬
‫وحش ية إ سرائيل ال ت فض حت أ صدقاءها الوال ي ‪ ،‬وأحر جت أخدان ا الت سترين ‪،‬‬
‫وقذفت بالترددين إل صفوف العداء الصرحاء‪.‬‬
‫إجاع إسلمي ل نظي له من قبل على أن الل هو الهاد !!‬
‫ذلك مكا نطكق بكه الرؤسكاء والعلماء والفكرون السكتراتيجيون والقادة الشعكبيون‬
‫والطباء والعامة الميون الرجال والنساء والطفال‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الككل اجتمعوا على هذه الكلمكة التك مكا وقرت فك الذن إل ونفذت إل أعماق‬
‫القلب ث تتبعها تساؤلت ‪ :‬كيف‪..‬؟ ومن أين‪..‬؟ ومع من‪..‬؟ ومت‪..‬؟ وهل‬
‫الكام‪...‬؟ وهل المريكان‪...‬؟‬

‫ش يخ أزهري ر سي ي صرخ ‪ -‬ف أك ثر الفضائيات صخبا وأو سعها انتشارا‪ -‬ل‬


‫يدي مع اليهود إل قاعدة ‪  :‬اقتلوهم حيث ثقفتموهم ‪.‬‬
‫ل (أي هل ت عي ما تقول ؟) و هل‬
‫وي سأله الذ يع ‪ :‬ول كن يا ش يخ هل تع ن الق تل فع ً‬
‫الزهر معك؟ ويأت الواب صريا بالياب‪.‬‬
‫غضب عارم ف كل مكان ‪ ،‬وأساليب جديدة ف الرفض وماولت جديدة للحل ‪،‬‬
‫فما الذي حدث ولاذا ؟‬
‫بعد متاهة طويلة من الفاوضات العقيمة ‪ ،‬واللقاءات الفارغة الضمون ظهر مفهوم‬
‫"السلم" عند اليهود على حقيقته ‪ ،‬وولدت الزمة الديدة بي تفاهة تنازل " المائم "‬
‫وعنف معارضة "الصقور" ف حي كان الحاور الخر كالشاة العائرة بي الذئبي !!‬
‫(ف إسرائيل صقور وحائم) ذلك ما قيل لنا منذ رحلة السادات الشؤومة !!‬
‫وصدّقه بعضنا لن العهود ف خلق ال كلهم سواء السرة ‪ ،‬القبيلة ‪ ،‬الدولة ‪ ،‬أن‬
‫يكون فيهم طرفا نقيض ف أي قضية !!‬
‫لكن ليس ف هذه الدنيا طرفا خلفٍ أغرب وأعجب من اليهود ‪ ،‬فأنت قد تسمع‬
‫تصريات أو تقرأ بيانات ل تستطيع أن تكم على قائلها بأنه من المائم أو من الصقور‬
‫إل من اسه أو حزبه !!!‬
‫فحيك تسكمع زعيميك يهودييك ‪-‬أحدهاك سكياسي والخكر كاهكن‪ -‬يتوعدان‬
‫الفلسكطينيي ويرفضان إعادة النتشار فالتبادر إل فهمكك أنمكا مكن حزب الصكقور ‪،‬‬
‫لكنك حي تعرف من ها ؟ تعلم أنما من الحسوبي على المائم‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وح ي ت سمع أ حد ال صقور ينادي بالبادة التا مة للفل سطينيي فاعلم أن الما مة ل‬
‫تالفه إل ف الطريقة والوقت !!‬

‫وحضور مدريد أو أوسلو أو معسكر داود الثانية ل يدل على أن الاضرين حائم‪،‬‬
‫بل إنا يضر من يصادف أن يكون ف السلطة حينئذ من هؤلء أو هؤلء ‪.‬‬
‫أسلوب غريب ل نظي له ف سياسات خلق ال الخرين ‪ .‬فالنطق اليهودي يفترض‬
‫أن يكون التنافس بي من يعلونه صقرا ومن يسمونه حامة على التشدد والغالة‬
‫واللتواء والماطلة‪ .‬فهما متعارضان لكنهما متوازيان ‪ ،‬وليسا وجهي لعملة واحدة‬
‫فقط‪ ،‬بل كل منهما يصلح وجها لكل جهة‪.‬‬
‫ورحم ال القائل ‪:‬‬
‫فل صقور ول حائم‬ ‫إن اليهود هم اليهود‬

‫العلة قائمة دائمة ف حال الرب وحال السلم ‪ ،‬ف حال الكومة وحال العارضة‪،‬‬
‫إنا العقيدة اليهودية والنفسية اليهودية الت ل تفقد خصائصها منذ قدي الزمان بشهادة‬
‫أسفار التوراة الجموعة على مدى قرون متعاقبة ‪-‬كما سنرى‪.-‬‬
‫فالمائم تتحايل وتاطل من أجل التنازل عن شيء أو شبه شيء ‪ ،‬والصقور تادل‬
‫وتناضل لكي ل يتم التنازل عن شيء ‪ ،‬وبي تفاهة التنازل وعنف العارضة انكشفت‬
‫تلك الطبيعة (طبيعة النفسية اليهودية والعقيدة اليهودية) فتفجرت الزمة‪.‬‬

‫أولً ‪ :‬التنازل ‪:‬‬


‫بعكد سكلسلة طويلة ومعقدة مكن الفاوضات ‪ ،‬والوسكاطات واللفات الجرائيكة‬
‫والماحكات الدل ية ‪ ،‬وا فق باراك أو كاد يوا فق على مشروع غر يب لتق سيم ال سجد‬
‫القصى ‪ ،‬لكنه يليق بالعقلية اليهودية اللتوية ‪ ،‬وهو أن يكون التقسيم أفقيا على ثلث‬
‫مستويات ‪:‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪ -1‬السجد والساحات‪.‬‬
‫‪ -2‬ما تت السجد والساحات من الرض‪.‬‬
‫‪ -3‬ما فوق ذلك من الو‪.‬‬
‫وأن تكون إ سرائيل م سيطرة تاما على الق سم الر ضي كله ‪ ،‬ح يث يت مل وجود‬
‫الي كل الزعوم ‪ ،‬وكذلك ت سيطر على ال و ‪-‬وهذا ل يتاج لشتراط ف هي وحد ها ال ت‬
‫تلك الروحيات والطائرات والفلسكطينيون مرم عليهكم ذلك مطلقا‪ -‬وينحشكر نصكيب‬
‫السلطة العرفاتية بينهما‪ .‬على أن يكون عبارة عن صلحية وظيفية أو (إشراف وظيفي)‬
‫على السكجد والسكاحات ‪ ،‬وهناك احتمال بنصكر رمزي للسكلطة يتمثكل فك رفكع العلم‬
‫الفلسطين على هذه الساحة الحدودة من الدينة القدسة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬العارضة ‪:‬‬


‫ه بت العار ضة الدين ية والزب ية ف و جه باراك ‪ ،‬ونددت بذا التنازل الرخ يص ‪،‬‬
‫وض جت جعيات ومؤ سسات الي كل ‪-‬و هي أك ثر من اثن ت عشرة جع ية أو مؤ سسة‪-‬‬
‫بالحتجاج وتوعدت باراك والسجد القصى والفلسطينيي جيعا باللك والتدمي‪.‬‬
‫وما زاد الوقف تأزما أن الفاوضات وقعت ف موسم الصوم قريبا من يوم الغفران‪،‬‬
‫وقريبا من ذكرى يوم خراب اليكل على يد "تيتس" الرومان‪.‬‬
‫ومن هنا ربط العارضون بي تيتس الجرم وباراك الائن ‪ ،‬وقال أحد الاخامات ‪:‬‬
‫((ل نبكي ف هذا الذكرى خراب اليكل قبل ألفي عام بل نبكي خرابه اليوم))‪.‬‬
‫و ت إنقاذ الو قف على يد ال سفاح الشه ي "شارون " ‪ -‬صاحب صبا وشاتيل‪-‬‬
‫وكانكت زيارتكه الشؤومكة للمسكجد القصكى ‪ ،‬فأجهزت على الشروع أو أجلتكه إل‬
‫حي‪‍!!..‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-‬بدون أي شك‪ -‬كا نت زيارة شارون مدبرة أو معرو فة لدى الكو مة اليهود ية‬
‫ف هي ال ت انتد بت أل في جندي لرا سته ‪ ،‬ولدى ال سلطة العرفات ية ح يث كان عرفات‬
‫يراهن بردة الفعل الشعبية الت كان يتوقع انفجارها لكنه ل يدرك أبعادها‪.‬‬
‫ولن القصى عزيز على كل مسلم ‪ ،‬ولن صلف اليهـود يستثي أحلم الناس‪،‬‬
‫ولن الشعوب هـي التـ تدفـع الثمـن ‪ ،‬تصـدى الغيورون لشارون ‪ ،‬ورد اليهود‬
‫بوحشيـة التوراة الحرفـة والتلمود ‪ ،‬فاشتعلت الرض الحتلة كلهـا وتبعتهـا سـائر‬
‫القطار ال سلمية ‪ ،‬وكا نت انتفا ضة ر جب كالع صار وت طت الوا جز وال سوار‬
‫وهتكت كثيا من الؤامرات والسرار‪.‬‬
‫وكان ذلك باختصار تعبيا عن ‪:‬‬
‫‪ – 1‬القهر الذي يعان منه الفلسطينيون وانتفاضة القهور ل يعدلا انتفاضة‪.‬‬
‫‪ – 2‬احتقان الغضب والرفض الصامت للشعوب طوال هذه السني العجاف‪.‬‬
‫‪ – 3‬شعور الزعماء العرب بالهانة والتهميش حي أصبحت اللعبة ثلثية الطراف ‪:‬‬
‫إسكرائيل تطالب إل مكا ل نايكة ‪ ،‬عرفات يسكتسلم ويتنازل باسكتمرار ‪ ،‬أمريككا الَكَم‬
‫الائر تر يد من هم الن سياق وراء ما تقرره ‪ ،‬والتو سط لرغام الفل سطينيي على قبوله ‪،‬‬
‫كر القرارات إعلميا ‪ ،‬وفرض النتائج على‬ ‫كل الشروعات ‪ ،‬وتريك‬ ‫كم تويك‬ ‫وتفرض عليهك‬
‫الشعوب دون مراعاة للحساسية الدينية الطرة للقضية‪.‬‬
‫بعكض العرب نصكح أمريككا قائلً ‪[ :‬إذا أردت أن تطاع فأمـر باـ يُسـتطاع] ‪،‬‬
‫ولكن ها م ضت ف غطر ستها بل رادع‪ .‬وهذا ما شع كر به الوربيون واليابانيون فض ً‬
‫ل‬
‫عن الروس الرا عي ال خر الذي تدّم بي ته عل يه ؛ ولذا كا نت الغض بة عا مة عار مة وإن‬
‫اختلفت السباب‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫على أن اللمح الديد لنتفاضة رجب هكو البوز الواضح للمصطلحات‬


‫السلمية ف لغة الطاب لدى الميع ‪ ،‬وهو مؤشر للقوة العنوية للصحوة الباركة ‪،‬‬
‫وأنا الطريق الخي والوحيد بعد انكشاف زيف الشعارات العلمانية كلها‪.‬‬
‫وأقبلت تباشي الصباح ليوم سينتهي بغضب من ال وانتقام يسلطه على طواغيت‬
‫الكفر وجند التخريب والجرام‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫منظور عقدي‬ ‫‪2‬‬

‫الغيب ل يعلمه إل ال تعال ولكنه جل شأنه يطلع بعض عباده على شيء منه‬
‫لكم عظيمة‪.‬‬
‫وأعظم وسائل الطلع ‪ :‬الوحي وهو خاص بالنبياء صلوات ال وسلمه عليهم ‪،‬‬
‫والرؤيا الصادقة وهي للنبياء وحي ولغيهم بشارة أو نذارة ‪ ،‬فهي تقع للمؤمن والكافر‬
‫والب والفاجر ث تأت وسائل أخرى كالتحديث واللام والفراسة ‪.‬‬
‫وكل خب عما يدث مستقبلً يتاج لمرين ‪:‬‬
‫‪ -1‬صحة الب‪.‬‬
‫‪ -2‬صحة التأويل‪.‬‬
‫وأهل الكتاب هم أكثر المم اشتغالً باللحم وأحداث الستقبل ‪ ،‬وقد شغلوا با طائفة‬
‫من ال سلمي م نذ القدم ‪ ،‬والعلماء يعللون قلة حد يث أ هل الشام وم صر بالن سبة ل هل‬
‫الجاز والعراق باشتغال م بالل حم وال سي‪ .‬وروي عن ك عب الحبار ف ذلك عجائب‬
‫ل يتسع الجال لذكرها‪ .‬ومصدرهم ف ذلك كتبهم القدسة وتأويلتم وشروحهم عليها‬
‫ولسيما الرموز والرقام وما أكثرها ف السفار وشروحها‪.‬‬
‫وتبعا لاك جبكل عليكه النسكان مكن التلهكف لكتشاف السكتقبل اشتغلوا بذلك فك‬
‫العصور كلها‪ .‬ول يقتصر ذلك على رجال اللهوت ‪ ،‬بل شكمل ول يزال ‪ :‬مفكرين‬
‫علمانيي وعلماء طبيعة مشهورين من أمثال "نيوتن" ف الاضي‪ .‬وطائفة من العلماء ف‬
‫الكمبيوتر والرياضيات ف العصر الاضر ‪ ،‬ومؤلفاتم ف هذا تصعب على الصر وسيأت‬
‫بعضها ضمن مصادرنا‪.‬‬
‫وكان لتش تت اليهود وأ سرهم واضطهاد الرومان للن صارى ال ثر ال كبي ف اشتغال‬
‫أ هل الكتاب بأخبار الخلّص أو الن قذ ‪ ،‬وافتعال النبوءات ع نه ‪ ،‬وتأو يل أي نص ليدل‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫عليه ‪ .‬ومن أعظم ما فعلوه بذا الشأن تريف البشارات والنبوءات لكي توافق عكصر‬
‫الفسكّر أو الؤول وحالة قومكه حينئذ ‪ .‬ومكن هنكا اختلفكت التأويلت ‪ ،‬وتناقضكت فوق‬
‫اختلف الذاهب والفرق‪ .‬ولكن أكثرهم ارتكب جناية كبى ‪ ،‬وهي طمس أو تريف‬
‫أي بشارة لنب آخر الزمان وأمته والتعسف ف تأويلها وصرفها إل مسيح اليهود السمى‬
‫"ملك السلم" أو إل السيح ‪.‬‬
‫كمكا أن اختلف النسكخ وتعاور الترجات وتعدد التفسكيات زاد الركام ركاما‪،‬‬
‫ح ت أ صبحت القائق الطمورة تتاج إل عناء ض خم و صب طو يل ‪ ،‬هذا مع ال ستنارة‬
‫بنور الوحي الحفوظ (القرآن والسنة)‪.‬‬
‫فبسبب تنكب أهل الكتاب عن هذا النور حرموا أنفسهم مصادر اليقي وظلوا ف‬
‫ظلمات ليسوا بارجي منها إل به‪.‬‬
‫وموقفنا من نبوءات أهل الكتاب هو نفس الوقف من عامة أحاديثهم وأخبارهم‬
‫فهي ثلثة أنواع ‪-:‬‬

‫أولً ‪ :‬ما هو باطل قطعا ‪:‬‬


‫و هو ما اختلقوه من ع ند أنف سهم أو حرفوه عن مواض عه‪ ،‬كدعوى أن نب آ خر‬
‫الزمان سيكون من نسل داود ‪ ،‬وأن السيح الوعود يهودي‪ ،‬وطمسهم للبشارة بالسلم‬
‫ورسكوله ‪ ،‬وعموما هكو ككل مكا ورد الوحكي الحفوظ (الكتاب والسكنة الصكحيحة)‬
‫بلفه‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ما هو حق قطعا ‪ ،‬وهو نوعان ‪:‬‬


‫أ )‪ -‬ما صدقه الوحي الحفوظ نصا ‪ ،‬ومن ذلك إخبارهم بتم النبوة ‪ ،‬وإخبارهم‬
‫بنكزول السيح ‪ ،‬وخروج السيح الدجال وإخبارهم باللحم الكبى ف‬
‫آخر الزمان بي أهل الكفر وأهل اليان‪ ،‬ومن هذا النوع ما قد يكون اللف‬
‫معهم ف تفصيله أو تفسيه‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ب)‪ -‬ما صدقه الواقع ‪،‬كما ف صحيح البخاري عن جرير بن عبد ال رضي ال‬
‫تعال عنه قال ‪(( :‬كُنت باليمن ‪ ،‬فلقيت رجلي من أهل اليمن ‪ :‬ذا كلع وذا‬
‫عمرو‪ ،‬فجعلت أحدثهم عن رسول ال ‪ ،‬فقال ذو عمرو ‪ :‬لئن كان الذي‬
‫تذكره من أمر صاحبك فقد م ّر على أجله منذ ثلث ‪ .‬وأقبل معي حت إذا‬
‫ض‬
‫كنا ف بعض الطريق ُرفِع لنا ركب من قبل الدينة ‪ ،‬فسألناهم ‪ ،‬فقالوا ُقِب َ‬
‫رسول ال واستُخلف أبو بكر والناس صالون ‪ ،‬فقال ‪ :‬أخب صاحبك أنا‬
‫قد جئنا ولعلنا سنعود إن شاء ال ورجعا إل اليمن‪ .‬فحدثت أبا بكر بديثهم‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬أفل جئت بم‪ .‬فلما كان بع ُد قال ل ذو عمرو ‪ :‬يا جرير إن بك عل ّي‬
‫كرامة ‪ ،‬وإن مبك خبا ‪ ،‬إنكم معشر العرب لن تزالوا بي ما كنتم إذا‬
‫هلك أمي تأمّرت ف آخر ‪ ،‬فإذا كان بالسيف كانوا ملوكا يغضبون غضبَ‬
‫اللوك ويرضون رضى اللوك))(‪.)1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬ما ل نصدقه ول نكذبه ‪:‬‬


‫وهو ما عدا هذين النوعي كما قال ‪(( :‬ل تصدقوا أهل الكتاب ول‬
‫تكذبوهم))(‪ ،)2‬ومن ذلك إخبارهم عن الشوري ورجسة الراب وأمثالا‪ .‬وكوننا ل‬
‫نصدقه ول نكذبه يعن خروجه عن دائرة العتقاد والوحي إل دائرة الرأي والرواية‬
‫التاريية الت تقبل الطأ والصواب والتعديل والضافة ‪ .‬أي أن النهي ل يعن عدم‬
‫البحث فيه مطلقا ولكنه بث مشروط وضمن دائرة الظن والحتمال‪.‬‬
‫واليوم والعال كله تقريبا يتابـع الحداث الاريـة على أرض فلسـطي فـ وسـائل‬
‫العلم ند أن الناس ف أمريكا وبعض البلد الخرى لم شأن آخر ‪.‬‬

‫() البخاري ‪ ،‬الغازي حديث رقم ‪ 4359‬مع الفتح‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البخاري ‪ ،‬التفسي حديث رقم ‪.4485‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ف ها ه نا سوق آ خر غ ي سوق العلم النظور والقروء ‪ ،‬إ نه سوق النبوءات‬


‫والتكهنات ‪ ،‬وهو سوق ل يهدأ ول ينقطع ‪ ،‬بضاعته أسفار العهدين القدي والديد‬
‫وشروحها ‪ ،‬وتاره كهنة الصوليي الَرْفيي ‪ ،‬أما زبائنه فهم من كل طبقات الجتمع‬
‫ابتداءً من حكماء البيت البيض والبنتاجون وانتهاءا برجل الشارع ‪ ،‬وهذه الفئة طوائف‬
‫شت ‪ :‬فمنهم من ينتظر نـزول السيح !‬
‫ومنهم من ينتظر خروج الدجال !‬
‫ومنهم من يتوقع معركة هرمدون !‬
‫ومنهـم مـن يتنبـأ بنهايـة دولة إسـرائيل تبعا لقيام النتفاضـة وانيار عمليـة‬
‫السلم !‬
‫وهذا هو الهم عندنا لن ناية هذه الدولة هي أكثر القضايا إلاحا من حيث‬
‫الواقع وأبعدها عن الغيب الطلق والدخول ف أمر القيامة الت ل يعلمها إل ال تعال‪.‬‬
‫وبالتال فإن أي درا سة ا ستراتيجية علمان ية قد ت صل إل م ثل أو قر يب من النتائج‬
‫الت تقود إليها النبوءات الكتابية عن ناية هذه الدولة‪.‬‬
‫والعنصـر الاسـم الذي تنفرد بـه النبوءات هـو تديـد نايـة دولة إسـرائيل‬
‫بالسنوات‪ ،‬المر الذي يعل ذلك عقيدة للمؤمني بالتوراة والناجيل ‪ ،‬وليس مرد رأي‬
‫أو اجتهاد لبا حث من الدار سي ‪ ،‬و من ه نا نأ مل أن ينت فع كث ي من هم بالقي قة ال ت‬
‫سنحاول الكشف عنها خالصة لوجه الق !!‪.‬‬
‫ولاك كانكت الصكهيونية النصكرانية هكي أكثكر حركات العصكر خطرا على النكس‬
‫البشري ! وكان الساس الذي قامت عليه عقائدهم وخططهم الهنمية هو تقق النبوءة‬
‫بقيام دولة إ سرائيل ؛ كان ل بد ل كل م ب للعدل وال سلم ف الرض أن يعرف القي قة‬
‫عكن نبوءات هؤلء‪ ،‬وأن يدك يده لنك ينسكف بالقك والعقكل الصكول التك بنوا عليهكا‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أ صوليتهم ‪ ،‬ق بل أن ين سفوا هم ال سلم العال ي ويولوا كوكب نا الضطرب إل كتلة من‬
‫اللهب !!‪.‬‬
‫إننا ف وضع كون يدرك فيه كثي من العقلء أن منظمة إرهابية ف أوربا أو روسيا‬
‫قادرة على تد يد ال سلم العال ي كله ‪ ،‬فك يف نتغا فل عن هذه الر كة ال كبى ال ت‬
‫تسـتحوذ على عقول ثلث الشعـب فـ أقوى دولة فـ العال ‪ ،‬وتسـعى بكـل إصـرار‬
‫للسيطرة على مقاليد المور ف هذه الدولة ‪ ،‬وتضخ كل طاقتها وحاسها لتأييد أكب‬
‫عصابة إرهابية ف الرض ‪-‬أل وهي دولة صهيون‪ -‬؟!‪.‬‬
‫إننا نأمل –ف حال قيام العقلء ف أمريكا وغيها‪ -‬بواجبهم أن يفيء هؤلء إل‬
‫رشدهم وأن يفيق كثي من الخدوعي أو الغافلي‪ ،‬وحي نعمل معا من أجل تبصي‬
‫هؤلء بضلل تصوراتم وخطأ نبوءاتم فإننا نكون قد واجهنا الباطل بالق ‪ ،‬والعدوان‬
‫بالعدل‪ ،‬والرهاب بالنطق ‪ ،‬وهذا أحد الغايات العظمى ف دين السلم كما قال تعال‬
‫ف كتابه الجيد لرسول الرحة و ((أركون السلم)) ممد ‪:‬‬
‫‪ ‬وما أرسلناك إل رحمة للعالمين ‪. ‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫مسحاء كذابون‬ ‫‪3‬‬

‫أمريكا كما قال إدوارد سعيد – هي أكثر أمم العال انشغالً بالدين !!‬
‫و ف أمري كا تيار أ صول دي ن مهووس إل الثمالة بعودة ال سيح عاجلً غ ي آ جل‬
‫ومستعد لن يرتكب ف سبيل ذلك أكب الماقات !!‬
‫وأي حا قة أ كب من ماولة الت سلل إل القوا عد النوو ية وإطلق الدمار على العال‬
‫كله ؟‬
‫وعن أي دليل نبحث وقد رأيناهم ينتحرون بالئات والعشرات ‪ ،‬ويفجرون‬
‫الؤسسات الفدرالية وينظمون اليوش والعصابات لليوم الوعود ‪.‬‬
‫وال صيبة أن م يزيدون ول ينق صون ول يتكمون إل أي من طق أو ع قل وإن ا هي‬
‫خيالت ومنامات وماطبات من الشياطي يزعمون أنا من الروح القدس!!‬
‫بل إن عددا ي صعب ح صره من هم يد عي أ نه هو ال سيح أو أن ال سيح حل ف يه أو‬
‫خاطبه !!‬
‫ومن عقائد هؤلء ‪:‬‬
‫‪ -1‬قيام دولة إسرائيل تهيد ضروري لنكزول السيح ‪.‬‬
‫‪ -2‬مشروع السلم هو تأخي لوعد ال‪.‬‬
‫‪ -3‬القدس بكاملها يب أن تكون تت سيطرة إسرائيل‪.‬‬
‫‪ -4‬إسرائيل مباركة ومبارك من يباركها وملعون من يلعنها أو يعاديها‪.‬‬
‫‪ -5‬الفلسطينيون ‪-‬والسلمون عامة– رعاع وثنيون وحزب يأجوج ومأجوج‪.‬‬
‫‪ -6‬اللف سنة ال سعيدة يو شك أن تكون ل كن ب عد خ طف الؤمن ي إل ال سحاب‬
‫للقاة الرب عند نكزوله و دماركل الوثنيي ف معركة هرمدون الكبى‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ول يس هؤلء جا عة رهبان ية معت كزلة ك ما كان الال ف القرون الول‪ .‬بل هم‬
‫أصحاب نفوذ اجتماعي بارز ‪ ،‬وترسانة إعلمية مؤثرة ‪ ،‬ومناصب عليا ف الكومة !!‪.‬‬
‫ونبوءات التوراة مضاف إليها الكهانة والتنجيم وتضي الن هي أعظم طقوسهم ‪،‬‬
‫واعتمادا عليها تقوم نظرياتم ف السياسة والجتماع ‪ ،‬وقواعدهم ف التعامل مع سائر‬
‫البشر‪.‬‬
‫والفكرون العلمانيون فك أمريككا يعلمون أن تغييك الفكار النكوسكة لؤلء القوم‬
‫شبيه بالحال‪ ،‬فالبنية العقلية مدمرة من أصلها والنفسية ف غاية التعقيد والغرابة‪.‬‬
‫والساسة العلمانيون ينافقونم لا لم من تأثي على الرأي العام ونفوذ ف عال الال‬
‫والعلم!!‪.‬‬
‫والعلم العرب قليل الديث عنهم لنه مشغول بحاربة التطرفي والرهابيي عن‬
‫الديث عن هؤلء الذين مهما فعلوا وفكروا فليسوا إرهابيي ما داموا ليسوا مسلمي !!‬
‫هم والفكرون العلمانيون على طر ف نق يض ‪ ،‬ل كن الشكلة أن كتلة الو سط ت قل‬
‫تدرييا‪ ،‬والكثرون ييلون إل هؤلء ل إل الفككر العلمانك ‪ ،‬هربا مكن جحيكم الية‬
‫والفاف الروحكي‪ ،‬ولذلك تغلغلت الصكولية الهووسكة فك ككل مال واخترقكت ككل‬
‫الدود‪.‬‬
‫وقد هيأت القدار لفتنتهم ف هذا العصر ما ل يكن من قبل ‪-‬ول شك أن ل ف‬
‫ذلك حِكما عظاما‪ -‬اجتمع لم أمران كل منهما كافٍ ف ذلك ‪-:‬‬
‫‪ -)1‬وجود تمع يهودي كبي ف فلسطي وهو ما ل يُعهد من قبل‪.‬‬
‫يقول "هول ليندسي" ف كتابه ‪ " :‬كوكب الرض ‪ ،‬ذلك الراحل العظيم " ‪:‬‬
‫(( قبل أن تصبح إسرائيل دولة ‪ ،‬ل يكشف عن أي شيء ‪ ،‬أما الن وقد حدث‬
‫ذلك ‪ ،‬فقد بدأ العد العكسي لدوث الؤشرات الت تتعلق بميع أنواع النبوءات‪،‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫واستنادا إل النبوءات فإن العال كله سوف يتمركز على الشرق الوسط ‪،‬‬
‫وخاصة إسرائيل ف اليام الخية ))(‪.)3‬‬
‫‪ -)2‬حلول اللف ية وبال صح عام ‪ 2000‬ال ت تع ن عند هم بدا ية النها ية للعال العهود‬
‫وبدا ية الدخول إل العال ال خر عال اللف ية ال سيحية الذي هو بن كزلة عال الخرة أو‬
‫النة عند السلمي‪.‬‬
‫ف غمرة الماس الائج لقتراب اللفية نشط الصوليون ف العقدين الخيين من‬
‫القرن العشرين نشاطا هائلً ف كل الجالت ‪ .‬إل أن من أهها مال الدراسات‬
‫والتآليف والصخب العلمي عن نكزول السيح واقتراب اللفية السعيدة ‪ ،‬حيث‬
‫استعجلوا بتعسف ظاهر كل حوادث آخر الزمان وأشراط الساعة ‪ ،‬وأعدوا لا تصورات‬
‫(سيناريوهات) مرعبة للغاية ‪ ،‬تقوم على افتراض واحد هو ‪ :‬حدوث العجزات الارقة‬
‫با ل يكن أن يتفق مع التتابع النطقي لحداث التاريخ بأي حال‪.‬‬
‫لقد وجد هؤلء أنه ل يكنهم تصور أو تصوير حلول اللفية السعيدة وفق الشروط‬
‫الوضوعية كالزمان والكان والظروف السياسية الالية ‪ .‬فلبد من إقحام خارقة عظمى‬
‫تقلب النظام الكو ن رأ سا على ع قب ‪ .‬و من ه نا كان أ سهل الطرق لتحق يق ذلك هو‬
‫كار ثة نوو ية تق ضي على الضارة ‪ ،‬وتع يد العال إل حالة شبي هة باله ع ند الج يء الول‬
‫للمسيح ‪ ،‬وتهد للمجيء الثان الوعود ‪ ،‬ووجدوا ضالتهم النشودة ف معركة "هرمدون"‬
‫الشؤو مة ‪ .‬ووا فق ذلك شعارات ريان ونيك سون عن تدم ي إمباطور ية ال شر "التاد‬
‫السكوفيت" فافترضوا أن يأجوج ومأجوج هكم الروس ‪ .‬وبسكقوط التاد السكوفيت وقيام‬
‫حرب الل يج افترضوا أن يكون الشوري هو صدام ح سي وأن يأجوج وماجوج هم‬
‫العرب أو العرب والفرس وغيهم وأن الرب النووية ل مفر منها !!‬

‫() حى سنة ‪ 2000‬ص (‪.)146‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وبعد اتفاقات "أو سلو" خدوا قليلً ‪ -‬بل اضطربوا‪ -‬فلما قامت النتفا ضة الخية‬
‫تنف سوا ال صعداء ل سيما و قد وق عت ف ن فس عام ‪ ! 2000‬و من ه نا ي ضع كث ي من‬
‫الفكر ين والدار سي ف الغرب أيدي هم على قلوب م ‪ ،‬خش ية أن يغا مر أ حد الهوو سي‬
‫هؤلء بماقكة تكون عاقبتهكا كوارث ل تصكى‪.‬حتك أن السكلطات السكرائيلية نفسكها‬
‫تتشدد ف دخول التطرف ي من هؤلء إل إ سرائيل خش ية إقدام هم على ش يء من هذا‬
‫القب يل‪ .‬أ ما الكار ثة ال كبى ال ت ت قض مضا جع الرا قبي ف هي احتمال ت سلل هؤلء إل‬
‫أحدى القواعد النووية ‪ ،‬وإشعال النار الت ل يستطيع العال أن يطفئها !!‪.‬‬
‫وينبغي أن يعلم الناس أن مرور عام ‪ 2000‬أو ما بعده دون حدوث شيء ل يعن‬
‫نايكة هذه الفكار فإن هؤلء تعودوا أن يعيدوا النظكر فك حسكاباتم ‪ ،‬وسكوف تأتيهكم‬
‫الشياطيك وتوحكي إليهكم بسكراب جديكد يلهثون وراءه ‪ ،‬ويثيون الرعكب فك العال ‪،‬‬
‫ويظلون مصدر تديد مستمر للبشرية كلها !!‪.‬‬
‫و مع اقتنا عي بأن هؤلء لع قل ل م أرى أ نه ل بد أن يت صدى ل م العقلء بن سف‬
‫السكاس العقدي لوهامهكم وضللتمك‪ .‬وإذا كان أهكل الكتاب عاجزيكن أو مقصكرين‬
‫فنحن ل يوز لنا أن نعجز أو نقصر وبي يدينا الوحي العصوم والق اللي ‪ ،‬الذي لو‬
‫عرضناه على العال لوضع ال له القبول عند الناس‪.‬‬
‫و من ه نا كان إثبات أن دولة إ سرائيل القائ مة ل عل قة ل ا بال سيح من قر يب ول‬
‫بعيد‪ ،‬وأن اللفية الثانية ستمر كما مرت القرون الول بل جديد ‪ ،‬هو دفع لشر هؤلء‬
‫ل يس عن ال سلمي وحد هم بل عن الن سانية جيعا وهذا هو أ حد دوا فع كتا بة هذا‬
‫البحث الوجز والدافع الخر هو ما يتص بالسلمي وسنعرض له ل حقا‪.‬‬
‫ون ن ل نطالب من شك ف أ مر هؤلء من ب ن دين هم إل بقراءة جديدة للف صلي‬
‫الثالث والعشر ين والرا بع والعشر ين من إن يل متّى ‪-‬ل سيما ع ند الد يث عن نبوءة‬
‫دانيال‪ -‬والتأ مل جيدا ف تذ ير ال سيح من ال سحاء الكذ بة ‪ ،‬والروج ي للشاعات‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ع ند قيام " رج سة الراب " ف أورشل يم‪ ،‬ث ي سأل كل م نا نفسه ؟ من هؤلء يا ترى‬
‫وكيف يب أن يكون موقفنا منهم ؟‬
‫فإن و صلوا إل القي قة –وهذا ما نعتقده‪ -‬وإل فليتابعوا ال سي مع نا ح ت نلي ها‬
‫كاملة بإذن ال!!‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫شكل (‪)1‬‬
‫دوران التاريخ وفق النظرية النصرانية الصولية‬
‫العهد الديد‬ ‫العهد القدي‬
‫(من ولدة السيح إل ناية اللفية)‬ ‫)‬ ‫(من خلق العال إل ميلد السيح‬

‫‪ )5‬ميكلد السيكح‬
‫( ف منتصف التاريخ )‬
‫آدم الثان‬

‫‪ )6‬عصر الكنيسة‬ ‫‪ )4‬عصر التوراة‬


‫الطوفان ‪49‬‬
‫‪)7‬الفتنة‬ ‫‪)3‬‬

‫‪ )8‬اللفية‪ /‬السيح‬ ‫‪ )2‬النة‪/‬آدم‬

‫‪ )9‬عال جديد‬ ‫‪ )1‬خلق العال‬

‫خلق عال جديد‬ ‫‪)9‬‬ ‫يقابله‬ ‫البدء خلق العال‬


‫‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫)‬ ‫عودة السيح النسان ف جنة على الرض‬


‫(‬ ‫‪)8‬‬ ‫آدم النسان ف النة يقابله‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪)2‬‬

‫الذنوب تسبب الفتنة‬ ‫‪)7‬‬ ‫يقابله‬ ‫الذنوب تسبب الطوفان‬ ‫‪)3‬‬

‫عصر الكنيسة شريعة السيح‬


‫)‬ ‫(‬ ‫‪)6‬‬ ‫عصر التوراة شريعة موسى يقابله‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪)4‬‬

‫ميء السيح ف منتصف التاريخ‬ ‫‪)5‬‬


‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫شكل (‪)2‬‬
‫‪)(1‬‬
‫تصورات النصارى عن اللفية ونزول المسيح‬

‫أ )‪ -‬تصور شيوخ الكنيسة القدامى (نزول السيح سابق لللف سنة ) ‪:‬‬

‫‪J‬‬

‫‪The Church Age‬‬ ‫‪The Tribulation‬‬ ‫‪The‬‬ ‫‪New‬‬

‫(‪Indefinite‬‬ ‫(‪7‬‬ ‫(‪1000‬‬ ‫‪E‬‬


‫‪Historic‬‬
‫‪Amille‬‬
‫‪ -1‬بعد رفع السيح يبدأ عصر الكنيسة‪.‬‬
‫‪ -2‬ف نايته يكون سبع سنوات من الفتنة‪.‬‬
‫‪ -3‬بعد السبع السنوات ينل السيح ويرتفع القديسون لستقباله ف السماء ث‬
‫ينكزلون إل الرض‪.‬‬
‫‪ -4‬بعد ذلك تبدأ اللفية السعيدة تت حكم السيح‪.‬‬
‫‪ -5‬ينتهي العال وتأت الرض الديدة (الرض عندهم تتبدل مرات فالرض ف‬
‫عصر آدم هي غي الرض ف هذا العصر …وهكذا)‪.‬‬

‫ب)‪ -‬تصور الل ألفية ‪:‬‬

‫‪.DAVID REGAN : THE MASTER PLAN : HARVEST HOUSE ,EUGENE , OR‬‬ ‫(‪PP(154-157‬‬ ‫‪)1‬الصدر‪:‬‬ ‫(‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وهكو رأي القديكس أوغسكطي وممكع "أفسكس" وعليكه الكاثوليكك والكنائس الككبى‬
‫البوتستانتية‪:‬‬
‫‪J‬‬
‫‪Amillenn‬‬
‫‪H‬‬
‫‪The‬‬
‫‪Amillenn‬‬
‫‪-1‬عصر الكنيسة ‪ :‬هو اللف سنة والفتنة معا ‪ ،‬فمن كان السيح ف قلبه فهو‬
‫ف اللفية ومن ل يؤمن فهو ف الفتنة والنبوءات كلها رموز ((حت اللف‬
‫ل معن لا هنا))‪.‬‬
‫‪-2‬ينكزل السيح ويرفع القديسي ويعيشون كلهم ف السماء‪.‬‬

‫ج)‪ -‬تصور ما بعد اللفية ‪:‬‬


‫ت صور بروت ستانت من (ق‪ )17:‬إل (ق‪ )20 :‬مؤ سس على فكرة التطور والتقدم ية‬
‫ومضاد للكنيسة الكاثوليك ية ‪ .‬وقد ا ستمر حت انيار الفكرة بقيام الرب العالية الول‬
‫‪JESU‬‬ ‫‪-:‬‬

‫‪Heav‬‬
‫‪The‬‬ ‫‪The‬‬

‫‪Church‬‬ ‫(‪Church‬‬
‫‪Postmille‬‬

‫‪-1‬عصر الكنيسة = انتشار الكنيسة‪.‬‬


‫‪-2‬العصر الذهب = تتلك الكنيسة جيع الشعوب‪.‬‬
‫‪-3‬نزول السيح ورفع القديسي إل السماء‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫د) مذهب الصوليي ف القرن العشرين ‪:‬‬


‫وهو تعديل للمذهب الول وفيه نزولن للمسيح ‪ ،‬ابتدعه بعض النليز ف (ق‪-: )19:‬‬

‫‪JESU‬‬
‫‪H‬‬
‫‪The‬‬ ‫‪The‬‬ ‫‪The‬‬
‫‪N‬‬
‫‪Premillennialism‬‬
‫‪-1‬عصر الكنيسة‪.‬‬
‫‪ -2‬ث نزول السيح ف السماء وارتفاع القديسي إليه وبقاؤهم ف السماء مدة‬
‫الفتنة‪.‬‬
‫‪-3‬تقع الفتنة على السلمي واليهود ف الرض وأولئك ف السماء‪.‬‬
‫‪-4‬ينكزل السيح والقديسون وتكون اللفية السعيدة لم‪.‬‬
‫‪-5‬ينتهي المر بتبدل الرض إل أرض جديدة !!‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫هل تغير شيء ؟‬ ‫‪4‬‬

‫ح ي أطلق النود ال صهاينة الر صاص على ال سلمي ف ساحة الق صى كان ذلك‬
‫إيذانا بإطلق ر صاصة الرح ة على مشروع ال سلم ذلك الداج الذي تع سرت ولد ته‬
‫ب ضع سني وح ي كا نت الروحيات ال سرائيلية تق صف ب عض مبا ن إدارات ال سلطة‬
‫العرفاتية فقد كانت تقصف أوسلو وملحقاتا !!‬
‫فاليهود إذن انقلبوا على ما صنعوا وأحرقوا ما زرعوا ‪ ،‬ف ما الذي تغ ي ؟ ولاذا ؟‬
‫هذا ما يقتضي منا العودة إل مبرات مدريد وأوسلو ومشروع الوليات التحدة الشرق‬
‫أوسطية ف النهج الصهيون ‪.‬‬
‫بعد مؤتر مدريد الشؤوم قلنا ما ننقله الن حرفيا ‪- :‬‬
‫(( إن ما يسمى مشروع السلم ل يأت تبعا لتغي الظروف الدولية ‪ ،‬وانسار‬
‫مرحلة الرب الباردة ‪ ،‬ووفقا لقتضيات الوفاق الدول ‪-‬كما يصور ذلك العلم الغرب‬
‫وذيله العلم العرب‪ -‬فهذه التغيات نفسها أعراض للمتغي الساسي ‪ ،‬وهو الطة‬
‫الصهيونية للسيطرة على العال كافة والنطقة السلمية خاصة‪.‬‬
‫إن هذه ال طة بب ساطة ‪ -‬قد عدلت عن فكرة إقا مة دولة إ سكرائيل‬
‫ال كبى ‪ ،‬وبعبارة أ صح قد عدّلت هذه الفكرة ل سباب ذات ية ضرور ية ‪،‬‬
‫أه ها أن دولة اليهود وجدت نف سها ب عد ‪ 40‬سنة من قيام ها عبارة عن‬
‫مركب من التناقضات ‪ ،‬وكائن غريب ف ميط من العداوات‪.‬‬
‫فعلى ال ستوى الم ن ل تن جح ف ال سيطرة على ما ابتلع ته من أرض‬
‫فل سطي فك يف ت سعى لز يد من الرا ضي ؟ وإن لبنان ال ت هي أض عف‬
‫اليان وأبعدهكم عكن العداوات ظلت مصكدر قلق وإزعاج ل نايكة له ‪،‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫حتك بعكد اجتياحهكا العروف (والن فـ انتفاضـة رجـب هـي البهـة‬


‫الوحيدة الفاعلة)‪.‬‬
‫والشكلة ال سكانية تش كل أع مق الشكلت وأبعد ها تأثيا ‪ ،‬فكث ي‬
‫من اليهود ل تدع هم الوعود الع سولة ‪ ،‬والغراءات البا قة‪ ،‬للهجرة إل‬
‫أرض تعج بالساوئ الجتماعية‪ ،‬من اختلل المن إل الطبقية القيتة إل‬
‫التناحر الزب ‪ ..‬إل‪.‬‬
‫والفاعكي عندمكا تتمكع ‪-‬على اختلف ألواناك وأشكالاك‪ -‬لبكد أن‬
‫يذوق بعضها سم بعض‪ ،‬إضافة إل الجارة الت تشم رؤوسها باستمرار‬
‫من أيدي أشبال السلم ‪ ،‬فكيف إذا وصل المر إل الرصاص ؟‪.‬‬
‫ولقد رعبت دولة اليهود من ارتفاع مؤشر الجرة الضادة ‪ ،‬وقلة استجابة السكان‬
‫لدواعي تكثي النسل وأظهرت الحصائيات الرسية أنه مقابل كل شهيد من أبناء‬
‫فلسطي السلمة يولد عشرات وعشرات‪.‬‬
‫و من تر بة إ سرائيل ال ت ل تق بل النقاش أن ا أع جز ما تكون عن‬
‫استئصال القاومة بنفسها‪ ،‬فعملؤها هم الذين تولوا سحق الفلسطينيي ف‬
‫لبنان والردن وسورية والكويت وغيها‪.‬‬
‫فلماذا ل ت ضع يد ها ف أيدي هم ض من خ طة أخرى تتنازل في ها عن‬
‫أوسع حدود الرض التوراتية إل أضيقها ؟ ول غرابة ف هذا على عقيدة‬
‫اليهود ال ت تؤ من بالبداء وبأن الحبار ي صححون أخطاء الرب ‪-‬تعال ال‬
‫عما يصفون‪.-‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ث إن إ سرائيل ل كي تق نع الن سان الغر ب الفتون بدعوى الديقراط ية‬


‫وحقوق النسان ل يكن أن تظل ثكنة عسكرية وسجنا كبيا إل البد‪.‬‬
‫كما أن القاطعة العربية مهما بدت شكلية ‪ ،‬توفر حاجزا نفسيا‬
‫لشعوب النطقة ‪ ،‬فلبد من افتعال حركة ((تكتيكية)) يتراجع فيها اليهود‬
‫ويسلمون با يسمى ((الكم الذات الحدود)) لكي يتم الدف الكب‬
‫استراتيجيا ((التخلي عن التوسع الغراف مقابل التغلغل السياسي‬
‫والقتصادي والثقاف)) وهو ما عب عنه أكثر من مفكر ومسؤول بصطلح‬
‫((الوليات التحدة الشرق أوسطية)) !!‬
‫وهكذا سكيؤدي فتـح الدود الثقافيـة والجتماعيـة والقتصـادية‬
‫وإعلن ف تح القنوات ال سياسية إل أن ي صبح يهود إ سرائيل ف الشرق‬
‫الو سط كيهود نيويورك ف أمري كا ‪ ،‬وت صبح ثروات ال سلمي ركازا‬
‫ل م ‪ ،‬وجامعات م ومؤ سساتم الثقاف ية أوكارا لفكر هم ‪ ،‬وحواضر هم‬
‫التجار ية مرا كز لبنوك هم وتارت م وأ سواقا لبضائع هم وي صبح عا مة‬
‫الشعوب العربية عمالً كادحي لدمة البارون اليهودي الربوي !!‬
‫هذا هكو هدف السكلم الزعوم مهمكا غلفوه أو قنعوه ‪ ،‬والتخطيكط‬
‫الصهيون ل يتغي ارتالً ول هو نتيجة دراسات فكرية وميدانية بتة كما‬
‫يظهر ‪ -‬بل إن أسبابه وجذوره تتد إل ما هو أعمق من ذلك ‪ ،‬إل خبيئة‬
‫النف سية اليهود ية وحقي قة البلّة اليهود ية ‪ ،‬ووا قع التار يخ اليهودي القد ي‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫والد يث ‪ .‬فقيام كيان يهودي متم يز م ستقل ك سائر الكيانات ال سياسية‬


‫أو العقدية ف العال أمر يتناف مع تلك النفسية والبلة والتاريخ ‪ ،‬والطأ‬
‫الككب الذي وقكع فيكه مسكطرو أحلم العودة منكذ السكر البابلي إل‬
‫الضطهاد الورب ‪ ،‬وخطط لكه أمثال هرتسل وفيشمان ووايزمان هو‬
‫أن م غفلوا أو تغافلوا عن هذه القي قة ‪ ،‬فل ما قام الكيان النشود خر جت‬
‫القيقة كالشمس من تت الركام !!‬
‫وليكس باف على اليهود ول على الطلعيك على الرككة الصكهيونية‬
‫الدي ثة أن جاعات وزعامات يهود ية ( دين ية وفكر ية ) تر فض قيام دولة‬
‫يهود ية متميزة بل تع كس النبوءات التورات ية ‪ ،‬على أهل ها وتقول إن قيام‬
‫الدولة هو نذ ير اللك والفناء لليهود ‪ ،‬ول ا على ذلك أدلة وشوا هد من‬
‫السفار والزامي ومن واقع التاريخ ‪.‬‬
‫ل قد ج سد قيام دولة إ سرائيل الأزق ال كبي الذي و قع ف يه اليهود ‪،‬‬
‫حي اصطدمت الحلم التلمودية العنصرية الت ل حدود لا بواقع النفسية‬
‫اليهود ية العليلة ‪ ،‬ال ت ل ت كن يوما من اليام رأ سا ف قض ية ولو كا نت‬
‫قضيت ها الذات ية ‪ ،‬فك يف تكون رأ سا ف قض ية العال كله ‪ ،‬ولذلك فإن ا‬
‫تعلل نفسها بروج السيح الوعود الذي يمل عنها هذه التبعة‪.‬‬
‫فاليهود ل يكونوا فك حقبكة مكن أحقاب تاريهكم رأسكا فك قضيكة‬
‫ولوكانت قضيتهم ‪ ،‬ولو كانوا مرة واحدة لكانت ف هذا العصر وهو ما‬
‫ل يكن!! فهم كالشجرة الطفيلية ل تنمو إل على ساق غيها ‪ ،‬أو الدودة‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫العوية الت ل تأكل إل قوت غيها ‪ ،‬فمن حادثة بن قينقاع حيث كان‬
‫النافقون هم الناطق ي الر سيي الظاهر ين ‪-‬إل مؤامرة الحزاب‪ -‬ح يث‬
‫كان ال ند ج ند قر يش وحلفائ ها ل ج ند قري ظة وأخوات ا ‪-‬إل الدارة‬
‫المريك ية‪ -‬ح يث ل يزال اليهود و هم ي سيطرون على الزء ال كب من‬
‫القتصكاد والعلم والتأثيك السكياسي ‪..‬إل يسكتخدمون أمثال نيكسـون‬
‫وكارتر وريان وبوش وهم جيعا نصارى !!‬
‫وقد عاشوا ف أحشاء أوربا وتسلقوا شجرة القد الصليب فكان لم‬
‫ح بل من الناس‪ .‬وعند ما أ صبح ل م لول مرة م نذ قرا بة أل في سنة دولة‬
‫وحكومكة ظهرت السكنة الربانيكة ‪‬تحســبهم جميعا ً وقلوبهــم‬
‫شتــى ‪[ ‬الشكر ‪ ]14 :‬فهذه الدولة تعكج بالتناقضات والصكراعات ‪،‬‬
‫وتتك فف العال كله وتع صر اليهود وغي هم ف كل مكان ع صرا لدرار‬
‫التكبعات ‪ ،‬ول تسكتغن فك أي مفكل دول عكن الندوب المريككي‬
‫ونظرائه ‪ ،‬وإن كانت ف الظاهر تثل مع أمريكا دور الثعلب مع النمر !!‬
‫(‪.)4‬‬
‫إن م دائما يركون الد مى من وراء ال ستار ولو ظهروا على ال سرح‬
‫لنكش فت سوءاتم وب طل سحرهم ‪ .‬إن م ير صون على تب ن أي رئ يس‬
‫أمري كي والطا حة به ولكن هم ل ي ستطيعون أو ل يفكرون ف أن يعلوه‬

‫‪ )(4‬يقال ف الساطي إن الثعلب زعم أن الوحوش تابه كما تاب النمر ‪ .‬فكذبه النمر ف هذا ‪ ،‬فقال الثعلب ‪ :‬إن ل تصدقن فتعال معي لترى‬
‫بعينك كيف تفر كلها من !! فسار النمر معه وكلما مرا على حيوان هرب منه ل من الثعلب ‪ .‬والثعلب يقول ‪ :‬هل صدقت الن !!‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫رئيسا يهوديا وحكومته حكومة يهودية صرية !! (والن رشحوا يهوديا‬


‫نائبا للرئيس)‪.‬‬
‫وأمر آخر يقض مضاجع يهود دولة إسرائيل ‪ ،‬هو أنه ليس ف وسع‬
‫الشرا هة اليهود ية العمياء أن ت ظل حبي سة الرض ال ت قالت عن ها التوراة‬
‫أنا تفيض لبنا وعسلً ‪ ،‬مع أن النطقة الكبى حولا تفيض نفطا وذهبا ‪،‬‬
‫ثك تظكل رهينكة الفكرة الداعيكة لقيام دولة مكا بيك الفرات والنيكل وفكق‬
‫النموذج النازي الع سكري الذي عجزوا عجزا واضحا عن ال سيطرة على‬
‫ما ت لم منه‪.‬‬
‫بل إن ما تقق من هذا اللم كاف للعدول عن الفكرة الخرى الت‬
‫أقام علي ها "روتشيلد" وذري ته مل كة ل نظ ي ل ا ف التار يخ " مل كة الر با‬
‫والعلم والاسكوسية " ‪ ،‬وهكي ملككة تتفكق تاما مكع البلة الطفيليكة ‪،‬‬
‫ولي كن ما احتلوه من الرض ف حروب م التعددة ‪-‬أو جزء م نه‪ -‬منطلقا‬
‫لذه الملككة ‪ ،‬وتربكة لذه الشجرة الطفيليكة التك سكوف تترعرع وتترق‬
‫بثقافت ها وفكر ها ومناهج ها سائر النط قة ‪ ،‬ال ت ي سيل لعاب العال كله‬
‫لثروتا !‬
‫فإل مت يظل وصولم إل هذه الثروات الائلة والكنوز السائلة ملتويا‬
‫ير بقناة المريكان والوربيي !! وهم اليان الدنون ؟!‬
‫إن اليهود أكثر دهاءً وأكثر شراهة من أن يظلوا موغلي ف خطأ‬
‫جسيم كهذا ‪-‬خطأ التوسع الغراف غي الضمون حت لو كان هذا هو‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ما تيله أحبار التلمود منذ سحيق العهود ‪ ،‬وسواء خرج السيح أو ل‬
‫يرج !! )) أ‪.‬هك(‪.)5‬‬
‫ذلك ما قلنا من قبل فما الثابت وما التغي ف الوضع الراهن ؟!‬
‫لقد صدقت النبوءة ف جانب ها السلب ‪ ،‬لسبب واحد واضح هو أن‬
‫طبيعة النفسية اليهودية ثابتة ل تتغي بتغي استراتيجيات الرب والسلم ‪،‬‬
‫وإل فكيكف تسكر الدولة الصكهيونية مكاسكب السكلم الائلة ؟ وكيكف‬
‫يكون السلم الذي تسعى إليه كل المم هو سبب النيار أو الضعف ؟‬
‫إن الدولة الصهيونية هي الن أضعف ما تكون مع أنه ل ياربا أحد ‪ ،‬بل‬
‫ليس ف نية أحد أن ياربا ‪ ،‬فلماذا ؟ لبد أن السبب ذات مض ‪ ،‬وإل‬
‫فلو كانكت تلك الشروعات موضوعكة لشعكب آخكر ولو كانكت تلك‬
‫التفاقات معقودة مكع طرف آخكر لمككن الوصكول إل نتائج ثابتكة ‪،‬‬
‫باحتمالت معقولة للنقض أو التحايل ‪،‬كما نرى ف سائر النكزاعات بي‬
‫سائر البشر ‪ ،‬ولكن اليهود لم طبيعة خاصة تالف سائر البشر ‪ ،‬طبيعة‬
‫خا صة ف الفاوضات ‪ ،‬وطبي عة خا صة ف العهود ‪ ،‬وطبي عة خا صة ف‬
‫التملص والنكوص‪.‬‬
‫وباختصكار نقول إن السكابات التك بنيكت عليهكا قرارات مدريكد‬
‫وأوسلو تقوم ‪:‬‬

‫‪ )(5‬القدس بي الوعد الق والوعد الفترى ص (‪.)13-9‬‬


‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫على أ ساس أن ال سلم يك سر الوا جز النف سية ‪-‬وهذا معقول إل ف‬


‫المة الت تكون نفسيتها نسيجا معقدا من الواجز ‪،‬وهي المة الغضوب‬
‫عليها "اليهود"‪.-‬‬
‫وعلى أسكاس أن السكلم مطلب حيوي لككل المكم وهذا حكق إل‬
‫بالنسكبة للمكة التك ل تعيكش إل على العدوان والوحشيكة والعنصكرية‬
‫الاقدة !!‬
‫وحت ل يتهمنا أحد بالعنصرية ‪-‬أو ياكمونا كما حاكموا جارودي‬
‫!!‪ -‬لن نستدل على هذا بكتاب ال العزيز ول بأقوال البشر من الميي‬
‫كافة ‪ ،‬بل من التوراة نفسها الت قام الكيان الصهيون على نبوءاتا‬
‫((وليسمع من له أذنان)) !!‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫اليهود هم اليهود‬ ‫‪5‬‬

‫اليهود هم اليهود من عبدة العجل طالب اللة كما للوثنيي آلة ‪ ،‬وناقضي عهد ال‬
‫فك ككل مرة والقائليك ‪ ‬لن نؤمــن لك حتــى نرى الله جهرة ‪، ‬‬
‫والقائلي لرسوله الكري ‪‬اذهب أنت وربك فقاتل إنا هاهنا قاعدون‪‬‬
‫ومر ف الكلم عن مواض عه ‪ ،‬وأكلة ال سحت والر با ‪ ،‬والقائل ي يد ال مغلولة ‪ ،‬وإن ال‬
‫فقي ونن أغنياء ‪ ،‬وقاتلي النبياء ‪ ،‬وكاتي الق ‪ ،‬وتاركي المر بالعروف والنهي عن‬
‫الن كر ‪ ،‬اللعون ي على ل سان داوود وعي سى بن مر ي‪ ،‬والم سوخي قردة وخناز ير‪ ...‬و‬
‫‪ ...‬و ‪...‬إل‪.‬‬
‫ومن قينقاع والنضي وقريظة وخيب الاحدين النور ف الظهية ‪ ،‬التآمرين مع عُبّاد‬
‫اللت والعزى ‪ ،‬الذ ين هوا بق تل خ ي الب ية أول مرة ‪ ،‬ث وضعوا ل كه ال سم أخيا ‪،‬‬
‫الذين ل تصى فضائحهم ول تعد قبائحهم ‪ ،‬إل هرتسل وعصابته ‪ ،‬وبيجن وشرذمته ‪،‬‬
‫وإل السفاحي الذين جاءوا من بعدهم –وكلهم سفاحون‪ -‬ومن لبس منهم جلد الضأن‬
‫على قلوب الذئاب أو الثعالب ‪ ،‬ومن كشر عن أنيابه وجاهر بإرهابه‪...‬‬
‫إل العتاة القساة غلظ القلوب ‪ ،‬الذين استهدفوا أعي الطفال بالرصاص التفجر ‪،‬‬
‫وأحرقوا قلوب المهات ‪ ،‬وكشفوا الوجه القيقي لرجسة الراب "إسرائيل" بفظاعاتم‬
‫ووحشيتهم !!‬
‫من أولئك القدمي إل هؤلء العاصرين ل تتغي الطبيعة ‪ ،‬ول يتهذب اللق ‪ ،‬ول‬
‫تتلف العقوبة !!‬
‫فاقرأوا معكي ماذا قيكل فك توراتمك عنهكم ؟ وأَنْككزِلوا مكا تقرأون على أي مرحلة‬
‫شئتم‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إما على عباد العجل ‪ ،‬وإما على خونة قريظة ‪ ،‬وإما على سفاحي إسرائيل اليوم ‪،‬‬
‫بل أنكزلوه على الميع فل فرق ولذا فسوف نسوقه بل شرح ول تعقيب‪.‬‬
‫اقرأوا صكفات الرؤسكاء ‪ ،‬وجبلة الشعكب ‪ ،‬وطباع الكهنكة ‪ ،‬وملمكح الجتمكع‬
‫الصهيون ‪ ،‬وخلقه وتعامله مع الخرين بل مع ال خالقه ‪ ،‬ف ملكت إسرائيل ويهوذا ‪،‬‬
‫وف السب البابلي‪ ،‬وف الشتات العالي ‪ ،‬وف دولة إسرائيل العاصرة ‪ ،‬لتجدوا أن شيئا ما‬
‫ل يتغ ي وأن ما صدق على ز من ي صدق على كل ز من ‪ ،‬وهذا الذي تقرأون إن ا هو‬
‫غيكض مكن فيكض وقطرات مكن برك ‪ ،‬مكن التوراة وحدهكا دع التلمود ومكا أدراك مكا‬
‫التلمود؟! ‪:‬‬

‫‪ -1‬موسى ‪:‬‬
‫((أمر موسى اللويي حاملي تابوت عهد الرب قائلً ‪ :‬خذوا كتاب التوراة هذا‬
‫وضعوه بانب تابوت الرب ليكون هذا شاهدا عليكم ‪ ،‬لن عارف تردكم‬
‫ورقابكم الصلبة هوذا وأنا بعدُ حي معكم اليوم قد صرت تقاومون الرب فكم‬
‫ي بعد موت))‪.‬‬
‫بال ِر ّ‬
‫[تثنية ‪]17،16 :31‬‬

‫‪ -2‬داود ‪:‬‬
‫إن قارئ الزمور السادس بعد الائة يد التشابه بي ما ذكره ال تعال عنهم ف‬
‫سورة البقرة وما ف هذا السفر ‪ ،‬من تعداد لنعم ال تعال وآياته الت أراهم‬
‫ولكنهم كل مرة ينكصون وينكثون ويعبدون غي ال وينكرون نعمة ال ‪ ،‬ولذلك‬
‫كان الوعيد عليهم من ال ((فرفع يده مقسما ليسقطنهم ف البية ويسقطن‬
‫ذريتهم ف المم ويبددنم ف البلد‪.))...‬‬
‫[‪]27 ، 26‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((مرات كثية أنقذهم لكنهم تردوا على تدبيه وانطوا بآثامهم))‪.‬‬


‫[‪]43‬‬

‫‪ -3‬بنفس السلوب تقريبا يوبهم سفر [نميا ‪.]9 :‬‬


‫‪ -4‬وأما أشعياء فيسهب ويفصل ونن نتار ونمل ‪:‬‬
‫((استمعي أيتها السموات وأنصت أيتها الرض فإن الرب قد تكلم‪.‬‬
‫إن ربيت بني وكبّكرتم لكنهم تردوا عليّ‪.‬‬
‫عرف الثور مالكه والمار علف صاحبه لكن إسرائيل ل يعرف وشعب ل يفهم‪.‬‬
‫ويل للمة الاطئة الشعب الثقل بالثام ‪ ،‬ذرية أشرار وبني فاسدين‪.‬‬
‫إنم تركوا الرب واستهانوا بقدّوس إسرائيل وارتدوا على أعقابم‪.‬‬
‫علم تُضرَبون أيضا إذا ازددت تردا ؟ الرأس كله مريض والقلب كله سقيم‪.‬‬
‫من أخص القدم إل الرأس ل صحة فيه بل جروح ورضوض وقروح مفتوحة ل‬
‫تعال ول تعصب ول تُلَيّن بدهن))‪.‬‬
‫[‪]6 -1 : 1‬‬

‫((لول أن رب القوات تكرك لنا بقية يسية لصكرنا مثل سدوم وأشبهنا عمورة‬
‫‪-‬يعن مدينت قوم لوط‪.))-‬‬
‫[‪]8 : 1‬‬

‫((اسعوا كلمة الرب يا قواد سدوم أصغِ إل تعليم إلنا يا شعب عمورة ما فائدت‬
‫من كثرة ذبائحكم يقول الرب ؟…‬
‫أ صبح دم الثيان والملن والتيوس ل يرضي ن ‪.‬ح ي تأتون لتحضروا أما مي من‬
‫الذي التمس هذه من أيديكم حت تدوسوا دياري ؟‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫رأس الشهكر والسكبت والدعوة إل الفكل‪ ...‬إناك هكي إثك واحتفال ‪ ،‬رؤوس‬
‫شهوركم وأعيادكم كرهتها نفسي‪.‬‬
‫فحي تبسطون أيديكم أحجب عين عنكم وإن أكثرت من الصلة ل أستمع لكم‬
‫لن أيديكم ملوءة من الدماء))‪.‬‬
‫[‪]9-15 : 1‬‬

‫واستمع إل هذا التقريع لورشليم ‪-:‬‬


‫((كيف صارت الدينة المينة زانية ؟ لقد كانت ملوءة عد ًل وفيها كان بيت‬
‫الرب أما الن فإنا فيها قَتَلة‪.‬‬
‫ِفضّتك صارت خبثا وشرابك مزج باء ‪.‬‬
‫رؤ ساؤك ع صاة وشركاء لل سراقي ‪ ،‬كل ي ب الرشوة وي سعى وراء الدا يا ‪ ،‬ل‬
‫ينصفون اليتيم ‪ ،‬ودعوى الرملة ل تبلغ إليهم ‪.‬‬
‫فلذلك قال السيد رب القوات عزيز إسرائيل ‪:‬‬
‫لثأرن من خصومي وأنتقمن من أعدائي‪.‬‬
‫وأرد يدي عليك ‪ ،‬وأحرق خبثك كما بالرض وأنكزع نفاياتك كلها))‪.‬‬
‫[‪]21-25 : 1‬‬

‫ويضرب لم المثال ويهددهم بالويلت إل أن يقول ‪:‬‬


‫((ويل للقائلي للشر خيا وللخي شرا ‪ ،‬الاعلي الظلمة نورا والنور ظلمة ‪،‬‬
‫الاعلي الر حلوا واللو مرا‪.‬‬
‫ويل للذين هم حكماء ف أعي أنفسهم عقلء أمام وجوههم‪.‬‬
‫ويل للذين هم أبطال ف شرب المر ‪ ،‬وذوو بأس ف مزج السكرات‪.‬‬
‫البئي الشّرّير لجل رشوة والارمي البارّ برّة‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫فلذلك كما يلتهم ليب النار القش ‪ ،‬وكما يفن الشيش اللتهب ‪ ،‬يكون أصلهم‬
‫كالنتك وبرعمهكم يتناثكر كالتراب ‪ ،‬لنمك نبذوا شريعكة رب القوات واسكتهانوا‬
‫بكلمة قدوس إسرائيل‪.‬‬
‫فاضطرم غضب الرب على شعبه فمد يده عليه وضربه ‪ ،‬فرجفت البال وصارت‬
‫جثثهم كالزبل ف وسط الشوارع ‪ ،‬ومع هذا كله ل يرتد غضبه ويده لتـزال‬
‫مدودة))‪.‬‬
‫[‪]20-25 : 5‬‬

‫وب عد هذا يتن بأ ال نب بالعقو بة على هؤلء ‪ -‬علما بأ نه حينئذ ل ي كن لليهود دولة‬
‫ول اجتماع وإنا كانوا أسرى ف بابل !! فيقول ‪:‬‬
‫((فيفع رايةً لمةٍ بعيدةٍ ويصفر لا من أقصى الرض فإذا با مقبلة بسرعة وخفة‪.‬‬
‫ل يس في ها من هك ول عا ثر ‪ ،‬ل تن عس ول تنام ول ي ل حزام حقوي ها ول ي فك‬
‫رباط نعلي ها‪ .‬سهامها مددة وج يع ق سيها مشدودة‪ .‬ت سب حوا فر خيل ها صوانا‬
‫ومركباتا إعصارا‪.‬‬
‫لا زئي كاللبؤة و هي تزأر كالشبال وتزم ر وتسك الفريسة وتطفها ول يس من‬
‫ينقذ‪.‬‬
‫فتزمر عليه ف ذلك اليوم كزمرة البحر‪ .‬وتنظر إل الرض فإذا بالظلم والضيق‬
‫وقد أظلم النور ف غمام حالك))‪.‬‬
‫[‪]30 -26 : 5‬‬

‫و سوف نأ ت بز يد من صفات هذه ال مة ال ت يشرف ها ال برب أعدائه من هذا‬


‫السفر وغيه‪ .‬ث يقول ‪:‬‬
‫((آثامكم فرقت بينكم وبي إلكم ‪ ،‬وخطاياكم حجبت وجهه عنكم ‪ ،‬فل يسمع‬
‫لن أكفكم تلطخت بالدم وأصابعكم بالث‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ل يس من مدع بالب ول م كم بال صدق ‪ ،‬يتكلمون على الواء وينطقون بالبا طل ‪،‬‬
‫يبلون الظلم ويلدون الثك ‪ ،‬ينقفون بيكض اليات وينسكجون خيوط العنكبوت ‪.‬‬
‫وبيضهم من أكل منه يوت ‪ ،‬وما كسر منه انشق عن أفعى‪.‬‬
‫خيوطهم ل تصي ثوبا ول يكتسون ‪ ،‬بأعمالم إث ‪ ،‬وفعل العنف ف أكفهم‪.‬‬
‫أرجلهم تسعى إل الشر وتسارع إل سفك الدم الب يء ‪ ،‬أفكارهم أفكار الث ‪،‬‬
‫وف مسالكهم دمار وتطيم‪.‬‬
‫ل يعرفوا طريق السلم ول حق ف سبيلهم ‪ ،‬قد جعلوا دروبم معوجة‪ ،‬كل من‬
‫سلكها ل يعرف السلم‪.‬‬
‫لذلك ابتعد الق عنا ‪ ،‬ول يدركنا الب ‪ ،‬نترقب النور فإذا بالظلم ‪ ،‬والضياء فإذا‬
‫بنا سائرون ف الديور‪.‬‬
‫نتحسس الائط كالعميان‪ ،‬وكمن ل عين لكه نتحسس‪ ،‬نعثر ف الظهية كما ف‬
‫العتمة‪ ،‬ونن بي الصحاء كأننا أموات‪.‬‬
‫نزأر كلنا كالدباب وننوح كالمام ‪ ،‬نترقب الق ول يكون واللص وقد ابتعد‬
‫عنا‪.‬‬
‫لن معاصينا قد كثرت تاهك ‪ ،‬وخطايانا شاهدة علينا ‪ ،‬لن معاصينا معنا وآثامنا‬
‫قد عرفنا‪.‬‬
‫العصكيان والكذب على الرب ‪ ،‬والرتداد مكن وراء إلنكا ‪ ،‬والنطكق بالظلم والتمرد‬
‫واليل بكلم الكذب ‪ ،‬والتمتمة به ف القلب‪.‬‬
‫فارتد الكم إل الوراء ‪ ،‬ووقف الب بعيدا ‪ ،‬لن الق عثر ف الساحة ‪ ،‬والسقامة‬
‫ل تقدر على الدخول‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وصار الق مفقودا ‪ ،‬والعرض عن الشر مسلوبا ‪ ،‬وقد رأى الرب فساء ف عينيه‬
‫أن ل يكون عدل …فَلَبِ سَ البّر كدرع …وارتدى ثياب النتقام لبا سا ‪ ،‬وتلبب‬
‫بالغية رداءا‪.‬‬
‫على حسب العمال هكذا يزي ‪ ،‬فالغضب بصومه والنتقام لعدائه ويزي‬
‫الزر النتقام))‪.‬‬
‫[‪]18 – 2 : 59‬‬

‫‪ -5‬وف سفر حزقيال نقرأ ‪:‬‬


‫((يا ابن النسان ‪ :‬إن مرسلك إل بن إسرائيل إل أناس متمردين قد تردوا عليّ‪.‬‬
‫فقد عصون هم وآباؤهم إل هذا اليوم نفسه‪ .‬فأرسلك إل البني الصلب‬
‫الوجوه‪ ،‬القساة القلوب ‪ ،‬فل تف منهم ‪ ،‬ول تف من كلمهم ‪ ،‬لنم يكونون‬
‫معك عليقا وشوكا ‪ ،‬ويكون جلوسك بي العقارب‪ .‬من كلمهم لتف ‪ ،‬ومن‬
‫وجوههم ل ترتعب ‪ ،‬فإنم بيت ترد))‪.‬‬
‫[‪]3 : 2‬‬

‫‪ -6‬وف سفر ميخا نقرأ ‪:‬‬


‫((اسعوا يا رؤساء يعقوب وقواد بيت إسرائيل أما ينبغي لكم أن تعرفوا الق ؟‬
‫أيهكا البغضون اليك والحبون الشكر النازعون جلود الناس عنهكم ولومهكم عكن‬
‫عظام هم الذ ين يأكلون لوم شعب وي سلخون جلود هم عن هم ويشمون عظام هم‬
‫عنهم…‬
‫هكذا قال الرب على النبياء ( الدجالي ) الذين يضلون شعب ويعضون بأسنانم‬
‫وينادون بالسلم ومن ل يلقمهم ف أفواههم يشنون عليه حربا مقدسة))‪.‬‬
‫وف ترجة أخرى ‪:‬‬
‫((ينهشون بأسنانم وينادون سلم))‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((يا رؤساء بيت يعقوب ويا قواد بيت إسرائيل الذين يقتون الق ‪ ،‬ويعوّجون‬
‫كل استقامة الذين يبنون صهيون بالدماء ‪ ،‬وأورشليم بالظلم))‪.‬‬
‫[‪]8-12 ، 1-5 : 3‬‬

‫‪ -7‬ومع دعوى أنم شعب ال الختار تقول السفار ‪:‬‬


‫((لو أرسلتك إل هؤلء (الشعوب غي بن إسرائيل) لسمعوا لك ولكن بيت‬
‫إسرائيل ل يشاء أن يسمع لك ‪ ،‬لنم ل يشاؤون أن يسمعوا ل‪ ،‬لن كل بيت‬
‫إسرائيل صلب الباه وقساة القلوب‪ ...‬فل تف ول ترتعب من وجوههم ‪،‬‬
‫لنم بيت ترد))‪.‬‬
‫[حزقيال ‪]7-6 : 3‬‬

‫وهذه العبارة ((لنم بيت ترد)) تتكرر ف السفر نفسه كاللزمة الشعرية‪.‬‬
‫‪ -8‬وأخيا استمع إل ما يقول سفر عاموس وكأنا هو ياطب أصحاب مشروع‬
‫السلم‪:‬‬
‫((أتركض اليل على الصخر أو يرث الصخر بالبقر حت تولوا الق إل سم‬
‫وثر الب إل مرارة… هاأنذا أقيم عليكم أمة يا بيت بن إسرائيل ‪-‬يقول الرب إله‬
‫القوات‪ -‬فيضايقونكم من مدخل حاة إل وادي العربة))‪.‬‬
‫[‪]12-14 : 6‬‬

‫وهذا غيض من فيض ما أسهبت فيه السفار عن أوصافهم ‪ ،‬وقد تضمن أيضا‬
‫نصائح للمتعاملي معهم ‪ ،‬وأعظم من ذلك تعرض لكيفية عقوبتهم ‪ ،‬وهي ما سيأت‬
‫لكه فصل خاص به بإذن ال‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫شهادة قطعية‬ ‫‪6‬‬

‫مستقبل القدس هو أكب عقدة ف أخطر قضايا الصراع العالي ‪ ،‬هذا ما يتفق عليه‬
‫الساسة والراقبون والباحثون ف الدنيا‪.‬‬
‫وعقدة قضية القدس هو وضع بيت ال القدس (السجد القصى‬
‫عندنا وف التاريخ النبوي كله – اليكل الزعوم عند اليهود والصوليي‬
‫الستندين إل النبوءات الكتابية)‪.‬‬
‫إن النبوءات الكتاب ية تر بط بوضوح ب ي م ستقبل من اللل والبهاء‬
‫والعظمة لبيت ال وقبلته الديدة ‪ ،‬وبي المة القدسة الختارة الت تعبد‬
‫ال فيكه ‪ ،‬فحيثمكا وجدنكا ذلك البيكت وجدنكا تلك المكة الوعودة بأن‬
‫يكثرهكا ال ‪ ،‬ويكنهكا فك الرض ‪ ،‬ويظهكر دينهكا على ككل الديان ‪،‬‬
‫ويسلطها على مالك الكفر إل البد‪.‬‬
‫وحي ند تلك المة ند قبلتها وأعظم معالها هو بيت ال ذو الجد‬
‫والبهاء والتقديس الذي ل يظى به أي معبد آخر ف الوجود‪.‬‬
‫هذا التلزم بي المة والبيت ل يكن ف يوم من اليام أكثر منه إلاحا ووضوحا‬
‫ف هذا العصر ‪ ،‬والسبب ويا للعجب هم ‪ :‬الصوليون الصهاينة ؟!‬
‫فال سلمون ‪ -‬مع غفلت هم عن كث ي من خ صائصهم ون عم ال علي هم‬
‫ومن ها هذا الب يت وا ستقباله‪ -‬ل يرون العلقكة ب ي م كة والقدس عل قة‬
‫تضاد ول تنا فس ‪ ،‬بل هي ن فس العل قة ب ي م مد ومو سى وعي سى‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫عليهمكا السكلم ‪ ،‬علقكة الحبكة والخوة والغايكة الواحدة وإن اختلفكت‬


‫مراتب الفضل بي الرسل وبي الساجد !!‬
‫أما الصوليون الصهاينة فالقضية عندهم حاسة قاطعة ‪:‬‬
‫القدس هي مدي نة ال والي كل هو ب يت ال الذكور ف النبوءات ول‬
‫خيار ول تفكي بل ل وجود لخر !!‪.‬‬
‫وهكذا وضعوا أنفسهم ف موقف بالغ الطورة ف مكمة القيقة الت‬
‫ل تابك أحدا فإمكا أن يصكح مكا قالوا وإمكا أن يكونوا أكذب الناس‬
‫وأجدرهم بالعقوبة الرادعة ‪ ،‬ول مناص‪.‬‬
‫ومن هنا كان لبد من الديث الوجز عن السجد القصى‪ ،‬وعلقته‬
‫بال سجد الرام‪ .‬والك شف عن الباه ي من ك تب أ هل الكتاب ‪ ،‬و من‬
‫الوا قع الذي يراه كل إن سان ف العال كله على بطلن دعوى هؤلء وأن‬
‫النبوءات كلها عليهم ل لم‪.‬‬
‫إن قصة السجد القصى طويلة جدا لكن أهم معالها هو ‪-:‬‬
‫‪-1‬ثان مسجد بن ف الرض بعد السجد الرام ‪ ،‬بنص الديث الذي‬
‫رواه المام البخاري ف صحيحه عن أب ذر رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫قلت يا رسول ال ‪ :‬أي مسجد وضع ف الرض أول ؟ قال ‪:‬‬
‫السجد الرام ‪ ،‬قال قلت ث أي ؟ قال ‪ :‬السجد القصى ‪ ،‬قلت‬
‫كم كان بينهما ؟ قال ‪ :‬أربعون سنة ))(‪.)6‬‬
‫‪ )(6‬البخاري ‪ ،‬حديث رقم (‪.)3322‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫السكجد‬ ‫‪-2‬بعكد أن جدد إبراهيكم (‪ )7‬البيكت الرام جدد يعقوب‬


‫القصى كما ورد ف بعض الثار ‪.‬‬
‫‪-3‬دخله قوم موسكى بعكد التيكه حيك جاهدوا الكفار فنصكرهم ال‬
‫ودخلوا الرض القد سة ال ت ك تب ال ل م ك ما ف سورة الائدة‬
‫وعبدوه وحده ل شريك له(‪.)8‬‬
‫‪-4‬بلغ أوج عظمتكه فك البناء حيك أعطكى ال تعال سكليمان اللك‬
‫العظ يم‪ ،‬ف سخر البنائ ي من ال ن وال نس لبنائه ‪ ،‬ليكون بيتا لعبادة‬
‫ال وحده‪ ،‬وسأل ربه تعال أنه أيا رجل خرج من بيته ل يريد إل‬
‫الصلة ف هذا السجد أن يرج من خطيئته كيوم ولدته أمه)(‪.)9‬‬
‫‪ -5‬ساه اليهود " الي كل " و هي ت سمية وثن ية معرو فة ‪ ،‬مع أن التوراة‬
‫تسميه بيت الرب ف مواضع كثية جدا ‪ ،‬وليس الشكال ف مرد‬
‫ال سم بل حرفوا وابتدعوا ح ت صار دين هم كالوثن ية‪ .‬والتوراة ف‬
‫موا ضع كثية ت سجل علي هم أن م عبدوا " بعلً " و " توز" و" مناة‬
‫" وغيها من الصنام‪.‬‬

‫‪ )(7‬قلنا جدد لن الصحيح هو أن البيت قبل إبراهيم ‪ ،‬بناه آدم أو اللئكة وعلى ذلك أدلة من ها قوله تعال ‪‬وإذ ير فع إبراهيم القواعد من البيت ‪‬‬
‫روى الطبي بسند صحيح عن ابن عباس قال ‪ :‬كانت القواعد قبل ذلك‪ .‬فإبراهيم ل يؤسسها بل رفعها بالبناء فوقها‪.‬‬
‫‪ )(8‬هذا هو الصحيح وإن كان اليهود يزعمون أن يوشع إنا فتح أريا وأن القدس ل تفتح إل ف زمن داود ‪ .‬وظاهر القرآن يدل على أن دخول‬
‫داود كان بعد إخراجهم منها (البقرة آية ‪ )246‬وقد نص ابن كثي =‬
‫= ف التفسي (الائدة ‪ )26 :‬أن يوشع ومن معه دخلوا بيت القدس ‪ ،‬وذكر الديث ف حبس الشمس لكه حت فتحها‪ ،‬وهذه الكرامة أليق‬
‫بالقدس منها بغيها ‪.‬فلعل الخ مسن ممد صال يرر القول ف هذا ( انظر كتابه الطريق إل القدس ص ‪ 28‬ط ‪.)3‬‬
‫‪ )(9‬أخرجه المام أحد ف السند (‪ ، )176 /2‬والنسائي ف السنن (‪ .)2/43‬وانظر الفتح شرح الديث السابق ‪ ،‬وابن كثي تفسي آية ( ‪ )35‬سورة‬
‫ص‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-6‬تعرض لجمات عدائية وأحداث كبى سيأت بعضها ف فقرة تالية‪.‬‬


‫‪-7‬أسري بالنب إليه قبل الجرة‪.‬‬
‫‪-8‬افت تح ال سلمون ب يت القدس ودخله أم ي الؤمن ي ع مر ر ضي ال‬
‫عنه‪.‬‬
‫‪-9‬استول عليه اليهود سنة ‪ 1387‬هك ‪ 1967‬وأرادوا موه من الوجود‬
‫ول يزالون ‪ .‬وأخطكر حدث يككن أن يقكع فكالرحلة اللحقكة هكو‬
‫حر قه أو ن سفه ‪ ،‬أو ط مس معال ه وتويله إل جزء من بناء مقترح‬
‫يطط اليهود لقامته‪.‬‬
‫‪-10‬يزعم اليهود أن هيكل سليمان تته أو حواليه ‪ ،‬وقد نبشوا الرض‬
‫وجعلوهكا سكراديب وحللوا مئات الطنان مكن الثار الطمورة فمكا‬
‫رأوا للهيكل الزعوم من عي ول وقعوا له على أثر !!‪.‬‬
‫إنا آية من آيات ال ‪ ،‬الذي أرسل رسوله بالدى ودين الق ‪ ،‬ليظهره على الدين‬
‫كله ولو كره الشركون أن يبقى بيت ال الول ‪ ،‬الذي رفع قواعده إبراهيم ظاهرا‬
‫معمورا مفوظا مقدسا ما يزيد على أربعة آلف سنة بل أكثر ‪ ،‬فقد حج إليه النبياء‬
‫قبل إبراهيم ‪ ،‬وكان مصونا مقصودا زمن عاد وثود ‪ ،‬وف الوقت نفسه تندثر هياكل‬
‫بابل ونينوى وأورشليم ‪ ،‬وتاثيل قوم نوح وأصنام عاد وثود !! وقرون بي ذلك كثي‬
‫‪..‬وأن يُسقط أهل الكتاب أنفسهم ف الفرة نفسها‪ ،‬مع أنم َيدّعون النتساب إل‬
‫إبراهيم ‪ ،‬فهم ينقبون ملفات التاريخ الأثور والطمور ‪ ،‬والنهاية إما أل يدوا شيئا‬
‫وإما أن يدوا ما يشهد لدين ال ل لدينهم‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إن كل ما أوتيته أمريكا وإسرائيل من زينة الياة الدنيا ل يسلّيهم من‬


‫غمّ السرة ول يبل جرة السد الذي يأكل قلوبم ‪ ،‬حي يرون هذه‬
‫المة المية تلك ناصية القيقة ‪ ،‬وتتقلب ف نعيم النور ‪ ،‬هؤلء البائسون‬
‫يفرون ف تركية وشال العراق وجنوب مصر وف كل مكان فل يدون‬
‫إل بواصل تشي باستمرار إل منبع الضارة النسانية ‪ ،‬ومركز القيادة‬
‫العالية ((جزيرة المة المية))‪ .‬هذا شأنم منذ قرون ومئات الليي من‬
‫النيهات والدولرات ينفقون لتنطق الشواهد كلها عليهم ! فهل رأيت‬
‫من يستأجر ماميا لثبات دعوى خصمه‪ .‬إنا حكمة ال !!‪.‬‬
‫ن ن ال سلمي ‪-‬تش هد ل نا ن صوص الك تب القد سة وتدم نا حقائق‬
‫التاريخ ويُسَخّر أعداؤنا للشهادة لنا لاذا ؟‪.‬‬
‫لننا نؤمن برسل ال جيعا ونقدس كل ما قدس ال بل عنصرية ول‬
‫هوى ‪ ،‬وموقف نا وا ضح كالش مس ‪ :‬فال سجد الرام هو ال سجد الرام‬
‫سواءً ح ي بناه آدم وح ي بناه إبراه يم وح ي بن ته قر يش ‪-‬على شرك ها‬
‫وجاهليت ها‪ -‬وح ي بناه ال سلمون وم ت أع يد بناؤه ‪-‬كله أو بع ضه‪ -‬إل‬
‫قيام الساعة‪.‬‬
‫وكذلك السجد القصى عندنا ‪-‬هو السجد القصى‪ -‬حي ُبنِي أول‬
‫مرة وح ي بناه سليمان وح ي صلى ف يه ال نب وح ي بناه ال سلمون‬
‫بعد ومت أعيد بناؤه إل قيام الساعة‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ونن نعتقد صحة ما جاء ف سفر اللوك من قول ال لسليمان بعد‬


‫بناء السجد وهو ‪:‬‬
‫((قدستُ هذا البيت الذي بنيته لجل وضع اسي فيه إل البد))‬

‫[‪]2 : 9‬‬
‫فهذا حق ول زلنا ول المد نقدس هذا البيت ونعبد ال فيه‪.‬‬
‫أمكا اليهود الذيكن أبوا إل العنصكرية والتلبيكس – فعكن أي شيكء‬
‫يبحثون ؟‬
‫إن كانوا يريدون الكان القدس عنكد ال فهكا هكو ذا قائم ظاهكر‬
‫فليعبدوا ال فيكه كمكا شرع على لسكان خاتك رسكله وأنكبيائه ومدد ملة‬
‫إبراهيم ‪ .‬وماذا عليهم لو أسلموا فاهتدوا إل الق وعرفوا القيقة ‪.‬‬
‫وإن كانوا يريدون البناء ‪-‬مرد البناء‪ -‬ف ما قي مة الجارة ف ذات ا إذا‬
‫كان ما يتعلق با من الشعائر منسوخا أو باطلً ل يقبله ال ‪.‬‬
‫ولو قدرنكا أن هذا البحكث اسكتمر إل قيام السكاعة ول يعثروا على‬
‫شيء ذي بال فما النتيجة؟‬
‫إنا –بل ريب‪ -‬تكذيب وعد ال لسليمان ببقائه مقدسا إل البد‬
‫!‬
‫فلماذا التعامي عن حقيقة شرعية دينية وحقيقة تاريية واقعية ؟‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إ نه بر سالة م مد وحد ها تطا بق ح كم ال الشر عي مع حك مه‬


‫الكونك القدري ‪ ،‬فالسكجد القدس دينا وشرعا يقدس على أرض الواقكع‬
‫حسا مشاهدا‪.‬‬
‫أما الترتيب ف الفضل والقداسة فمسألة أخرى ولا حكم عظيمة ‪،‬‬
‫أعظم بكثي من وجود اليكل أو عدمه ‪.‬‬
‫حين ما كا نت النبوة ف ذر ية إبراه يم كان ال سجد الق صى مور‬
‫الحداث وم سجد ال نبياء من ذر ية إ سحاق ‪ ،‬ول ا أراد ال ن كزع النبوة‬
‫والكتاب من هم ‪ ،‬وجعلها ف فرع إساعيل اقتضت حكم ته أن يولد النب‬
‫ف البلد الرام نف سه ‪ ،‬ح يث تعلم العرب قاط بة أ نه من ذر ية إ ساعيل‬
‫وأن يولد ف العام الذي صد ال أصحاب الفيل النصارى عن بيته الرام !‬
‫فأهكل الكتاب لككمّا ل يدوا بيتهكم الزعوم ‪-‬وعجزوا عكن تسكخي‬
‫القلوب للبيوت البديلة ف رو ما و صنعاء‪ -‬سعوا إل هدم ب يت ال نف سه‬
‫وسيظلون يسعون حت يهدموه بي يدي الساعة!!‬
‫وشهد بناء البيت قبل النبوة ‪ ،‬ث بعد بعثته حي أراد ربه الكري أن‬
‫يفرض عل يه أع ظم شعائر ال سلم العمل ية (ال صلوات ال مس) أ سري به‬
‫أولً إل ال سجد الق صى (و ف ذلك من العل قة والراب طة ما ف يه) وهناك‬
‫صلى بالنبياء الكرام ‪ ،‬ومن هناك عرج به إل السماء‪ ،‬وظل يصلي إل‬
‫السجد القصى مع تشوقه إل أن يصلي إل الكعبة ‪ ،‬وكان المر ف مكة‬
‫لكه مرج بأن يعل الكعبة بينه وبي القبلة ‪ ،‬وتعذر ذلك حي هاجر إل‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الدي نة ‪ ،‬و ظل ي ستقبل ال سجد الق صى بض عة ع شر شهرا ‪ ،‬لك مة‬


‫جليلة لو كان أهل الكتاب يعقلون‪ ،‬فإنه إنا يتبع ما يوحى إليه من ربه‬
‫ل ما ترغبه نفسه ‪،‬كما أن ف استقباله للمسجد القصى ما ينطق بنبوته‬
‫وتعظي مه لل نبياء ‪ ،‬وأ نه على سنتهم ومنهاج هم ‪ ،‬ث جاءه ال مر من ر به‬
‫بالتحول ‪ ،‬فتحول إل بيكت ال الول ومقام أبيكه إبراهيكم ‪ ،‬فكان ذلك‬
‫تحي صا لليان ‪ ،‬واختيارا لذه ال مة الو سط ‪ ،‬وحكما أبديا على من ل‬
‫يستقبل القبلة الديدة ببطلن دينه ‪ ،‬ورد عبادته ‪ ،‬وحرمانه من اتباع ملة‬
‫إبراهيم ‪ ،‬وشهادة عظيمة على أن كفر أهل الكتاب إنا هو عن حسد‬
‫وبغي مع معرفةٍ واستيقانٍ للحق‪.‬‬
‫وهكذا جاءت آيات القبلة ف كتاب ال الحفوظ ف سورة البقرة من‬
‫(‪ )150-142‬ومنها قوله تعال ‪:‬‬
‫‪‬وإن الذيــن أوتوا الكتاب ليعلمون أنــه الحــق‬
‫مـن ربهـم ‪ ‬وقوله ‪  :‬الذيـن آتيناهـم الكتاب يعرفونـه‬
‫كمــا يعرفون أبنائهــم وإن فريقا ً منهــم ليكتمون‬
‫يعلمون بل ند السياق يهد لذلك من أول السورة‬
‫‪‬‬ ‫الحق وهم‬
‫م ربُّه‪ ..‬حيث نص‬ ‫ولسيما من قوله تعال ‪  :‬وإذ ابتلى إبراهي َ‬
‫على إ سلم إبراه يم وإ ساعيل وإ سحاق ويعقوب وال سباط ‪ ،‬وأ مر هذه‬
‫المة باليان با أنكزل إليهم وأبطل قول أهل الكتاب بأنم كانوا هودا‬
‫أو نصارى‪.!!..‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫آية كالش مس أن ي ضل اليهود والنصارى عن دين إبراه يم وقبل ته‬


‫وم سجده الحجوج العمور الذي ل نظ ي ل كه ف الدن يا كل ها ‪ ،‬فلو أن‬
‫كنيسا لليهود اجتمع فيه مرة واحدة ف السنة مثلما يتمع ف هذا السجد‬
‫الرام من الصلي ف فريضة واحدة من الصلوات المس اليومية لعلوه‬
‫حادثا تارييا !! ث هم يبحثون وينقبون عما ل وجود لكه إل ف ميلتهم‬
‫الت أفسدتا الوثنيات منذ القدم‪.‬‬
‫وإذا جادل أهكل الكتاب ‪ ،‬وعميكت أبصكارهم عكن هذه اليات‬
‫الباهرات ‪ ،‬فلن ي ستطيعوا أن يكابروا في ما هو م سطور ف ن فس كتاب م‬
‫القدس عن مكة والقبلة الديدة ‪ ،‬فلنذكر طرفا من ذلك ليعلم المريكان‬
‫واليهود ومن وراءهم أنه ل َحظّ لم ف اليان ‪ ،‬ول ف مياث النبياء إل‬
‫الدعاوى والما ن ‪ ،‬وأن الري وراء سراب الرض الوعودة والي كل لن‬
‫يثمر لم إل البعد عن الصراط الستقيم ‪ ،‬والدخول ف التيه الذي ل مرج‬
‫فيه‪.‬‬
‫فها هي ذي بعض صفات بيت ال "الكعبة" وبلده الرام "مكة" من‬
‫كتابم القدس نورد أكثرها بالنص الرف وبعضها بالعن اختصارا ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أورشل يم الديدة = أورشل يم الشيح ية ‪(...‬بالش ي أي الل صية‬
‫الت ف عهد الشيح أي الخلّص الوعود)‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪ -2‬ف برية أوجبال فاران ‪.‬الت عاش فيها إساعيل وأمه وأنبع ال لم‬
‫الاء فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬الدينة الت كان إبراهيم يتطلع إليها بشوق‪.‬‬
‫‪ -4‬سكانا بنو قيدار ‪( .‬ذرية إساعيل )‪.‬‬
‫‪ -5‬هي بلد المي الصادق رئيس الليقة‪.‬‬
‫‪ -6‬ليس فيها هيكل‪.‬‬
‫‪ -7‬هيكل سليمان ف كل عظمته ل يعتب شيئا بالنسبة للبيت الديد‪.‬‬
‫‪ -8‬البيت الديد شكله مكعب‪.‬‬
‫‪ -9‬الكعّبة فيها حجر كري‪.‬‬
‫‪ -10‬تتكزين بالكليل واللي كالعروس‪.‬‬
‫‪ -11‬يهابا كل من يناوئها ول يدنو منها الرعب‪.‬‬
‫‪ -12‬عند الكعبة نبع ماء الياة مانا فيه شفاء (زمزم)‪.‬‬
‫‪ -13‬تفتح أبوابا ليلً ونارا ل تغلق‪.‬‬
‫‪ -14‬تثو عندها كل ركبة ف الكون‪.‬‬
‫‪ -15‬تكون هناك سكة وطريق يقال لا الطريق القدسة ل يعب فيها‬
‫نس‪.‬‬
‫‪ -16‬ل يدخلها شيء نس‪.‬‬
‫‪ -17‬أبناؤها أكثر من أبناء القدس‪.‬‬
‫‪ -18‬تضيق بسكانا والداعي فيها‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪ -19‬يسجد اللوك أمامها ويلحسون غبارها !!‪.‬‬


‫‪ -20‬تزول البال والكام ول يكزول إحسان ال وسلمه عنها‪.‬‬
‫‪ -21‬تتحول إليها ثروة البحر ويأت إليها غن المم‪.‬‬
‫‪ -22‬يتمع إليها الناس ويأتون من بعيد‪.‬‬
‫‪ -23‬تضيق أرضها عن البل والغنم القادمة من الغرب والشرق ‪ ،‬سبأ‬
‫ومدين وفاران وقيدار ويدمها رجال مأرب‪.‬‬
‫‪ -24‬لا جبل مبارك تسي إليه المم ليعبدوا ال فيه (عرفات)‪.‬‬
‫‪ -25‬الكل عند البيت سواء ف حرية التقرب إل ال‪.‬‬
‫‪ -26‬مكتوب اسم ال على جباه أهلها !! (سيماهم ف وجوههم من‬
‫أثر السجود)‪.‬‬
‫‪ -27‬يتنكع العباد حول البيكت عكن مكا يصكدر عكن الطبيعكة (البول‬
‫والغائط)‪.‬‬
‫‪ -28‬يكون رأس الرجكل عاريا والرأة تغطكي رأسكها ويلبسكون مكن‬
‫القويككن إل الفخذيككن ويزون شعككر رأسككهم جزا (الحرام‬
‫والتحلل)(‪.)10‬‬
‫لقد حار مفسرو التوراة بشأن هذه الدينة ‪ -‬لنم ل يريدون القرار‬
‫بالقيقة‪.‬‬
‫‪ )(10‬انظر شروح الكتاب القدس ولسيما شرح سفر الرؤيا لبيتكز ‪ ،‬فصل أورشليم الديدة ‪ .‬وميثاق النبيي ‪ ،‬عبد السلم طويلة ‪ .‬وهداية‬
‫اليارى لبن القيم ‪ .‬والسيح الدجال لسعيد أيوب‪ .‬والواب الصحيح لن بدل دين السيح الذي نرجو استكمال بث البشارات فيه عند إخراجه‬
‫كاملً مققا بإذن ال‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫صفات جليلة كالشمس ولكن مفسري "البايبل" تعاموا عنها وتبطوا‬


‫ف تفسيات متناقضة‪.‬‬
‫فتارة يزعمون أن هذه الوصاف لدينة ساوية ‪ ،‬وتارة يزعمون أنا "‬
‫أورشليم رمزية " وتارة يزعمون أنا "أورشليم الكاملة الشيحية" أي الت‬
‫ستكون ف العهد اللفي السعيد‪.‬‬
‫ول يعلموا أن م بذه التف سيات قد شهدوا على أنف سهم أن ا لي ست‬
‫هي أورشليم القدس العروفة وأن أهلها ليسوا بن إسرائيل هؤلء وهكذا‬
‫أشرق الصكبح لذي عينيك ول المكد وأظهكر ال القيقكة ولو كره‬
‫الاسدون ‪.‬‬
‫و من شك ف هذا من مثق في الغرب ف ما عل يه إل أن يشا هد الن قل‬
‫ال ي لشعائر التراو يح أو ال ج على الفضائيات ويقارن ب ي ما يقرأ من‬
‫الصفات وما يرى بأم عينه ليعلم لاذا خاطب ال علماء ملته بقوله ‪  :‬يا‬
‫أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون‬
‫الحق وأنتم تعلمون‪ ‬ويتذكر قول السيح للمرأة السامرية حي‬
‫سألته أي قبلت بن إسرائيل أفضل ؟‬
‫((صدقين أيتها الرأة تأت ساعة فيها تعبدون الرب ل ف هذا البل‬
‫(ف السامرة) ول ف أورشليم))‪.‬‬
‫[يوحنا ‪]21 : 4‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وإذا ثبت هذا فالمانة العلمية وحرية البحث توجب أن يعيد النظر ف كل‬
‫النبوءات‪ ،‬ويشك ف كل التفسيات ‪ ،‬ولن يد حينئذٍ أي صعوبة ف التمييز بي المة‬
‫الصطفاة الوعودة بنصر ال ‪ ،‬وبي المة اللعونة الت تقيم رجسة الراب على أرض‬
‫النبياء ‪ ،‬وليعلم أن هذا مثال واحد فقط ولو عرضنا عليه نبوءات أخرى لكانت النتيجة‬
‫نفسها [ولكن توفيا لوقتنا ووقته سوف نقدم لكه الفاتيح الساس لل رموز النبوءات‬
‫كلها من خلل هذه الدية الت نرجو أن يملها إل أقرب "ربّي" أو "قسيس"]‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫(هدية إل أهل الكتاب)‬


‫يا أ هل الكتاب ح ت م ت إضا عة العمار وتبد يد الهود ف تف سي‬
‫نبوءات كتابككم ؟ وإل متك تظلون غارقيك فك تفكيكك الرموز وحكل‬
‫العادلت ؟ ويناقكض بعضككم بعضا فك التأويلت بكل يتناقكض الفسكر‬
‫الوا حد من كم ف ال صفحة الواحدة أو الكتاب الوا حد ؟ والعمل ية كل ها‬
‫أسهل من حل الكلمات التقاطعة ف مسابقة للطفال !!‬
‫قد كتبتم عن النبوءات ول زلتم ‪-‬ما لو جعت ملداته‪ -‬وفرشت با‬
‫أرض فل سطي للت ا فلماذا ل تت صرونه ف ملد وا حد غ ي متنا قض ‪،‬‬
‫ونن نقدم لكم مانا مفاتيح الل فتأملوا ‪:‬‬
‫‪-1‬أورشليم الديدة = مكة‪.‬‬
‫‪-2‬الم ي ال صادق = رئ يس اللي قة = رئ يس القدي سي = الفارقل يط =‬
‫ممد ‪.‬‬
‫‪-3‬ا بن الن سان ال ت ف آ خر الزمان = ا بن الر جل نب آ خر الزمان =‬
‫م مد لن ال سيح هو ا بن الرأة و هو ي ب عن الر سول العظ يم‬
‫الت من بعده بأنه ابن الرجل ‪ ،‬ول يستقيم كون عيسى ابن الرجل‬
‫مع حاله ول مع عقيدت م ‪ ،‬ف هم يعتقدون أ نه ا بن ال تعال ال ع ما‬
‫يقولون علوا كبيا‪.‬‬
‫‪-4‬السيح = السيح عيسى بن مري عبد ال ورسوله وأخو ممد ف‬
‫الرسالة وأول النبياء به‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-5‬السيح الدجال = السيح الدجال‪.‬‬


‫‪-6‬الوحش = الصهيونية بوجهيها اليهودي والصول‪.‬‬
‫‪-7‬النب الكذاب = بولس والبابوات من بعده وكل من يدعي أنه السيح‬
‫أو أن السيح حلّ فيه ‪ ،‬أو أوحى إليه‪.‬‬
‫‪-8‬جوج = يأجوج ومأجوج‪.‬‬
‫‪-9‬القرن الصغي = رجسة الراب = دولة إسرائيل‪.‬‬
‫‪-10‬بابل الديدة = الضارة الغربية العاصرة عامة والمريكية خاصة‪.‬‬
‫‪-11‬المباطورية الرومانية الديدة = الوليات التحدة‪.‬‬
‫ينبغي لن يريد الق ويبحث عن اليان الصحيح والدين الذي يقبله‬
‫ال منككم أن يعيكد قراءة "الكتاب القدس " وفقا لذه الفاتيكح الجانيكة‬
‫ويقارن عمله ب ا ف أي كتاب لل صوليي والشراح قديا وحديثا ث يرى‬
‫النتيجة بنفسه مع وضع هامش احتياطي للخطأ سببه التحريف الواقع ف‬
‫الكتاب القدس منذ القدم‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫عودة اليهود والفجوة الكبرى‬


‫‪7‬‬

‫إن قارئ أ سفار التوراة ‪-‬ل سيما أ نبياء ع هد ال سب و ما بعده‪ -‬ي د‬


‫بوضوح تام أنا تشتمل على نبوءات عن اليهود ف آخر الزمان ‪ ،‬وأن لم‬
‫بقية يكون لا اجتماع وملكة أخرى ف فلسطي ‪ ،‬وأن ال سوف يسلط‬
‫عليهم غضبه بواسطة أمة قديرة تتمع عليهم من أطراف الرض‪.‬‬
‫ولككن قارئ الشروح والتفاسكي سكوف يار ويتيكه لكثرة الختلف‬
‫والتناقض بين ها ف تأويل هذه النبوءات وتنكزيلها على الواقع ‪ ،‬و هو ما‬
‫يتكزايد مع الزمن بظهور فرق جديدة وآراء جديدة‪.‬‬
‫لكننا نستطيع مساعدة القارئ بالقول إن جلة هذه الراء تنحو طريقتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون تلك النبوءات قد حدثت فعلً ‪ ،‬وهو رأي قدي فاليهود ف‬
‫كل عصر ينكزلون تلك النبوءات عليه ترقبا للخلص ‪ ،‬وهذا يشبه‬
‫الدول الت قامت ف التاريخ السلمي باسم الهدي النتظر ‪ ،‬كدولة‬
‫بنك عبيكد ودولة الوحديكن وغيهكا‪ ،‬فآمكن باك أناس ‪-‬ول يزال لاك‬
‫أتباع‪ -‬وكمكا فك إنيكل " َمتّىك" الذي يعكل واضعكه النبوءات فك‬
‫الج يء الول للم سيح‪ .‬وبذا تأ ثر الكاثول يك فمال أكثر هم إل هذا‬
‫الرأي‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وهذا الرأي هكو السكاس الذي بنك عليكه رواد مدرسكة النقكد‬
‫التارييك للكتاب القدس فك عصكر التنويكر عملهكم‪ ،‬حتك تطرف‬
‫بعضهم فكزعموا أن كلم النبياء إنا هو تاريخ للماضي ل حديث‬
‫عن الستقبل‪ ،‬فهم إذن مرد أخباريي نقلة وليسوا أنبياء !!‬
‫وهذا التاه مناقض لتلك النبوءات نصا وروحا ‪ ،‬إذ كيف‬
‫يقول ال لنب ((قم وتنبأ على إسرائيل)) أو ((على مصر)) أو ((على‬
‫أدوم))‪ ...‬ويكون ذلك قد وقع فعلً من قبل ؟‪.‬‬
‫وما من دليل على تأخر عصر النبياء عن الحداث الت ذكروا‬
‫إل مرد التخمي بل الجازفة‪.‬‬
‫ولذا ل ن د مش قة ف رد هذا الرأي من أ صله ‪ ،‬ل سيما و قد‬
‫أصبح التاريخ مكشوفا لنا أكثر من ذي قبل بكثي ‪ ،‬ول يعد لنهج‬
‫الرد بالملة من مبر‪.‬‬
‫‪-2‬أن هذه النبوءات على ظاهر ها حديث عن الستقبل ‪ ،‬وهو الحتمال‬
‫النط قي ال صحيح‪ ،‬ل سيما وأن تن كزيلها على الج يء الول للم سيح‬
‫غيك معقول عقلً وواقعا فهكي تتحدث عكن دولة ومالك وحروب ‪..‬‬
‫م ا ل ي كن قط ف ع صر ال سيح‪ ،‬ولذا فإن أك ثر الشراح من اليهود‬
‫والنصكارى وخاصكة فك القرون الخية ينككزلون مثكل هذه النبوءات‬
‫ك يسكمونه‪ -‬أي‬ ‫على العهكد اللصكي ‪-‬أو "الشيحكي" (بالشيك) كم ا‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أحداث آخكر الزمان بيك يدي الدينونكة الككبى أو معهكا ‪ ،‬والعهكد‬


‫اللصي منوط عند النصارى بالجيء الثان للمسيح‪ .‬ف حي يعتقد‬
‫اليهود أنه منوط باللك من نسل داود السمى عندهم "ملك السلم"‪.‬‬
‫ومعن ذلك أن كل الطرفي هنا بل كل الطريقي ف دراسة النبوءات‬
‫يتفقان على أ نه م نذ ع صر ال سيح أو بعده بقل يل ‪ ،‬ل يو جد ش يء من‬
‫أحداث التار يخ تنط بق عل يه النبوءات‪ ،‬و سيظل ال مر كذلك إل أحداث‬
‫ال ساعة ال كبى‪ .‬وهذا بل شك افتراض جائر ل ي سوغه إل سبب عظ يم‬
‫جدا !!‪.‬‬
‫إذن فل بد أن هناك أمرا ما يتعمد هؤلء تاشيه بالرب من إنكزال‬
‫هذه النبوءات على الرحلة التاريية الفاصلة بينهم وبي السيح ‪ .‬فما هو‬
‫هذا ال مر ؟ ولاذا هذا ال صرار على ترك تلك الفجوة مفتو حة لت كزداد‬
‫اتساعا برور الزمن ‪ ،‬فربا بلغت اللف من السني والعلم عند ال تعال‬
‫وحده ؟‪.‬‬
‫ل شكك أن هذا ل يأت صكدفة ‪ ،‬ولكنهكم وجدوا أن أعظكم حدث‬
‫تاريي ف هذه الرحلة هو بعثة ممد وظهور دينه على الديان كلها ‪،‬‬
‫ول يكن أمامهم سوى أحد احتمالي ‪-:‬‬
‫‪-1‬إمكا أن يؤمنوا باك جاء عنكه مكن البشارات التك تضمنتهكا نبوءات‬
‫النبياء ‪ ،‬أو على القل با ينطبق على أمته منها ‪ ،‬وهذا فيه إيان به أو‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إقرار بأن بعض النبوءات قد جاء عنه‪ ،‬وهذا ير بتسلسل منطقي إل‬
‫ما بعده ‪ ،‬و ف النها ية ي كن ب سهولة ووضوح و ضع اللبنات الفقودة‬
‫ف بناء النبوءات ‪ ،‬وإذا بالبناء كله صورة ناطقة بشهادة الق للسلم‬
‫ودولته وحضارته !!‬
‫وهذا السبيل قليل من سلكه من شرّاح أهل الكتاب لن الواقع‬
‫أن من سلكه قد انتظم ف سلك هذه ال مة الختارة و هم أخرجوه‬
‫أن يكون منهم !!‬
‫‪ -2‬وإ ما أن يضربوا صفحا عن كل ما يتعلق بذا الد ين ويكتموه كتما‬
‫يدهش لكه كل ناظر ‪ ،‬وهذا ما اختاروه إل قليلً منهم ‪.‬‬
‫ول بد هنا من الشارة إل أن كفارهم الولي خي منهم ‪ ،‬وأعن بم‬
‫باحثكي العصكور الوسكطى فإنمك ل يسكتطيعوا تاوز تلك الرحلة لكنهكم‬
‫اختلفوا طوائف ‪-:‬‬
‫‪-1‬فمنهم من وجد أنه ل مناص من القرار بنبوة ممد ‪ ،‬وأن بعثته‬
‫وملك أمته هو أعظم حدث ف التاريخ العالي كله ‪ ،‬فل يعقل أبدا أن‬
‫تأت النبوءات عن أحداث ملية لعشية صغية ‪-‬كبن إسرائيل‪-‬‬
‫وتتجاهل الدث الكب الذي يتمثل ف تقويض المباطوريات الوثنية‬
‫العالية ‪ ،‬وقيام ملكة موحدة تعبد ال وتقدس جيع رسله على‬
‫أنقاضها ؟ وهي الملكة الت بسطت نفوذها ونشرت العدل والطمأنينة‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫على الدين والنفس والال ف معظم العمورة ‪ ،‬وهؤلء تعارضت‬


‫عندهم هذه القيقة الصارخة مع تعصبهم العمى لدينهم‪ ،‬فرأوا أن‬
‫الخرج من ذلك هو الدعاء بأنم غي ماطبي بشريعة السلم ‪ ،‬وأن‬
‫السلم دين خاص بالعرب ‪ ،‬ومن أشهر هؤلء بولس الراهب الذي‬
‫رد عليه شيخ السلم ف كتابه ((الواب الصحيح لن بدل دين‬
‫السيح))‪.‬‬
‫‪-2‬ومنهم من كب عليه إثبات نبوته صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فكزعم أنه‬
‫ملك من اللوك ك ما كان بتن صر و سنحاريب ‪ ،‬وأن ملك أم ته هو‬
‫امتداد لتلك ال مباطوريات الوثن ية ‪ .‬وهؤلء ف القي قة ل للنبوءات‬
‫اتبعوا ‪ ،‬ول بالسكلم آمنوا ‪ ،‬ول لبنك دينهكم نفعوا فكانوا أقكل منك‬
‫سبقهم عددا وأثرا ‪.‬‬
‫‪-3‬ومنهم من غل وط غى ‪ ،‬وعكس القي قة ‪ ،‬وجعل الليل نارا والنهار‬
‫ليلً ‪ ،‬ف كزعم أن ر سول ال هو "الدجال" أو "ال نب الكذاب" أو‬
‫"الوحكش" الذكور فك النبوءات ‪ ،‬وأن الحاربيك لككه ولمتكه هكم‬
‫القديسكون الطهار واللئككة البرار ‪ ،‬وعلى هذا التأويكل الفاحكش‬
‫اعتمد دعاة الملت الصليبية من البابوات والرهبان ف تأجيج حاس‬
‫الماهي الغبية وسوقها إل بلد السلم(‪.)11‬‬
‫() انظر كتاب ‪ :‬السعي وراء الفترة اللف ية ال سعيدة ‪ ،‬تأل يف ‪:‬نورمان كوهن ‪ ،‬ترج ة سهيل زكار ‪ ،‬وهو الزء‬ ‫‪11‬‬

‫الرابع من الوسوعة الشامية ف تاريخ الروب الصليبية للمترجم نفسه ‪ ،‬وبث الروية الوربية للعرب والسلم‬
‫خلل العصور الوسطى للستاذ الدكتور ‪ /‬على بن ممد بن عودة الغامدي ‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إن النتائج ال سلبية الواض حة لذه الراء الثل ثة جعلت خيار ال صمت‬
‫والتجا هل هو الف ضل لدى أك ثر الباحث ي ل سيما الت سترين بالوضوع ية‬
‫العلمية !!‪.‬‬
‫وهذه الراء القدية كادت أن تتفي ف خضم الصراع العنيف ف‬
‫العصر الديث بي الكنيسة والعلم من جهة ‪ ،‬وبي الطوائف النصرانية‬
‫نفسها من جهة أخرى ‪ ،‬وصادف ذلك خضوع السلمي شبه الكامل –‬
‫للغرب وخروج اليهود من أحيائهم الاصة ((اليتو)) وجريهم وراء الذهب‬
‫والربا والحتكار متناسي أرض اليعاد وعهد اللص‪.‬‬
‫ولكن ولدة الركة الصهيونية أعادت هذه القضايا إل ساحة اليان‬
‫الدين والدل الفكري‪.‬‬
‫والعجيكب أن الرككة الصكهيونية ل تولد يهوديكة بكل هكي نصكرانية‬
‫الصل والنشأ ‪ ،‬والداعون لا من اليهود جاءوا تبعا وكانوا من العلمانيي‬
‫‪ ،‬ول تط يء الع ي رؤ ية الزارع ال صهيونية "كيبوت كز" نوذجا للت طبيق‬
‫الشتراككي ‪ ،‬ول يتاج الباحكث إل دليكل ليقول إن كثيا مكن اليهود‬
‫ككك قيام هذه الدولة تاوزا لحكام ال ونذيرا بلك اليهود ‪.‬‬ ‫يرون فك‬
‫فالركة الصهيونية النصرانية التمثلة ف الصولية السالف ذكرها هي الت‬
‫أعادت العرككة جذعكة ‪ ،‬وهكي التك روجكت ول تزال للتأويلت الباطلة‬
‫للنبوءات ‪ ،‬وهكي التك اعتكبت قيام الدولة اليهوديكة مقدمكة لنككزول‬
‫السيح ‪ ،‬وابتهجت بفشل مشروع السلم وقيام النتفاضة الخية‪..‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إن هؤلء هم الذ ين أظهروا ب صورة عمل ية جل ية ع مق تلك الفجوة‬


‫التاري ية ‪ ،‬وري بة ذلك ال صمت أو التجاهكل ‪ ،‬و من ثك جرّوا سكائر بنك‬
‫ملتهم جرا إل الوض فيها بعد أن كانت خطرا منوع القتراب !!‬
‫وهكذا وقكع الفككر العاليك عامكة والدراسكات السكتقبلية خاصكة فك‬
‫فوضى صاخبة ‪ ،‬وأزمة عنيفة سببها الفارقة والتصادم بي التسليم بأن كل‬
‫نبوءات اللص والعدل وال سلم وال مة ال ت يتخذ ها ال أداة لنتقا مه ‪،‬‬
‫ويسلطها على قوى الكفر والظلم والفساد لن تتحقق إل ف ناية الزمان‬
‫وعلى يد السيح عليه السلم ‪ ،‬وبي الرفض العقلي الطلق لدعوى أن قيام‬
‫دولة إسكرائيل وحلول اللفيكة هكو بدايكة نايكة الزمان وأن ذلك السكتقبل‬
‫البعيكد هكو هذا الاضكر الشهود ‪ ،‬والسكبب فك هذا هكو الفككر الكتابك‬
‫التنا قض الذي فت حت طائ فة من أهله الفجوة التاري ية ال كبى وجاءت‬
‫أخرى لتسدها بكل ما هو ل عقلي ول منطقي !!‬
‫وهكذا ضاع ال ق ع ند أ هل الكتاب ب ي تا هل مق صود وتر يف‬
‫متعمكد ‪ ،‬وصكدق ال تعال ‪  :‬يـا أهـل الكتاب لم تلبسـون‬
‫الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ‪‬‬
‫ول يس قلب القائق هو جري ة أ هل الكتاب هؤلء فح سب ‪ ،‬بل إن‬
‫قطكع الرجاء لدى البشريكة باللص ‪ ،‬وإفقادهكا المكل فك انتصكار القك‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫والي والسلم هو جرية أخرى يب أن يتفق على إنكارها العقلء من‬


‫كل ملة !!‬
‫إذ مكن البدهكي أن عقلء العال ‪-‬ومنهكم عقلء أمريككا نفسكها‪ -‬لن‬
‫يؤمنوا قط بال ستقبل ك ما ير سه هؤلء ‪ ،‬وإذن فأ ين اللص والرجاء‪..‬؟‬
‫أ ين حك مة الالق العظ يم ورح ته وعدله ال ت نط قت ب ا الك تب ودلت‬
‫عليها الفطر واستدلت عليها العقول وشهد لا الواقع التاريي الطويل‪..‬؟‬
‫أتكون هذه هكي النهايكة الحزنكة أو العتمكة للجنكس الذي كرمكه ال على‬
‫سائر الخلوقات‪..‬؟‬
‫لن هذا غي مكن أبدا ‪ ،‬ولنه ل يكن إثبات القيقة وتنوير البشر‬
‫إل الباحكث السكلم وحده ‪ ،‬فهكو الذي يتلك النقكل الصكحيح والعقكل‬
‫الصريح معا ‪ ،‬لنه ل يتمسك بالعدل أو الياد العلمي خوفا من النقاد ‪،‬‬
‫بكل تقوى ل واسكتجابة لمره ‪ ،‬لذلك كله ندعكو السكلمي إل القيام‬
‫بواجبهكم فك هذا الشأن ونرجكو أن يكون فيمكا نسكطره هنكا ذكرى لمك‬
‫وتنبيه لحب الي والعدل من كل ملة وأمة ‪ ،‬ولسيما أهل الكتاب الذين‬
‫نأمكل أن تعيكد طائفكة منهكم النظكر فك النبوءات على ضوء القراءة التك‬
‫سنقدمها لم‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫نبوءة دانيال‬ ‫‪8‬‬

‫دانيال نب من أنبياء بن إسرائيل ‪ ،‬لكه سفر باسه ف كتاب أهل‬


‫الكتاب يتم يز عن أك ثر ال سفار بأمور ‪ ،‬وإن كان يشارك ها ف الشكلة‬
‫العامة وهي وقوع التحريف أو التعديل ‪ ،‬ومن ميزاته ‪-:‬‬
‫‪-1‬وضوح عقيدة التوحيد فهو يسمي ال تعال بإله السموات خلفا لتك‬
‫ال سفار ال ت ت سميه رب القوات (و هي ت سمية يهود ية تك شف عن‬
‫النظرة اليهودية ل وللناس)‪ .‬وهو يصف ال با ل نظي لكه ف غيه ‪،‬‬
‫فهو الي القيوم الذي لكه الكمة والبوت والعلم والتدبي والقدرة‬
‫‪ ،‬وأنكه رب اللوك وكاشكف السكرار والسكتحق وحده للسكجود‬
‫والعبادة ‪ ،‬وأن السحر والكهانة والتنجيم باطل‪...‬ال‪.‬‬
‫‪-2‬تطابكق مكا فيكه مكن النبوءات مكع الواقكع العلوم بالتواتكر مكن أحداث‬
‫التاريخ بيث ل يشك فيها إل مغرض‪.‬‬
‫‪-3‬اشتماله على بشارات صرية بتم النبوة وظهور الرسالة البدية‪.‬‬
‫‪-4‬اشتمال نبوءتككه على أرقام مددة ظلت مدار بثكك وجدل طوال‬
‫التاريخ‪.‬‬
‫أما دانيال نفسه فهو أشبه النبياء بيوسف ‪ ،‬إذ هو غريب مضطهد‬
‫لكن ال يرفعه بالعلم وتعبي الرؤيا لدى اللك ‪ ،‬وهو داعية توحيد ل تثنيه‬
‫الفت عن ذلك‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ولكه ف السلم حادثة مشهورة رواها ابن إسحاق وابن أب شيبة‬


‫والبيهقي وابن أب الدنيا وغيهم ‪ ،‬عن التابعي الذين شهدوا فتح "تستر"‬
‫ومنهم أبو العالية ومطرف بن مالك‪ ،‬وفيها ما يهم موضوعنا هنا أن‬
‫اليش السلمي الفاتح وجدوا " دانيال وهو ميت على سرير ل يتغي منه‬
‫شيء إل شعيات من قفاه ‪ ،‬وعند رأسه مصحف فأخذوا الصحف‬
‫فحملوه إل عمر فدعا لكه كعب الحبار فنسخه بالعربية ((قال أبو‬
‫العالية فأنا أول رجل قرأه ‪-‬قال الراوي عنه‪ : -‬فقلت لب العالية ‪ :‬ما‬
‫كان فيه ؟ قال ‪ :‬سيتكم وأموركم ولون كلمكم وما هو كائنٌ بعدُ ))‬

‫(‪.!!)12‬‬
‫فالنكص إذن مترجكم إل العربيكة ‪ ،‬وعلى يكد الاهكر البكي كعكب‬
‫الحبار ‪ ،‬وقرأه من قرأه فل ي ستبعد أن يكون علماء ال سلم الؤلفون ف‬
‫البشارة بحمد من الكتب السابقة " كابن قتيبة وابن ظفر " قد اطلعوا‬
‫عليه ‪ ،‬وإن ل يكن المر كذلك وكان مصدرهم نسخ التوراة ف عصرهم‬
‫فهو أبلغ وأقوى ‪ .‬فهم غي متهمي ف نقلهم وأهل الكتاب العاصرون لم‬
‫ل يكذّبوهم فيه !!‬
‫بل قال ابن قتيبة كما نقل عنه شيخ السلم ف الواب الصحيح ‪:‬‬

‫‪ )(12‬انظر ابن كثي ((البداية والنهاية)) ‪ )42-1/40( :‬؛ ((دلئل النبوة للبيهقي)) ‪(( ، )1/381( :‬الصنف)) لبن أب شيبة ‪ )7/4( :‬؛‬
‫و ((شفاء الصدور)) لرعي الكرمي ص (‪ )336‬تقيق جال حبيب‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((وهذه البشارة الن عند اليهود والنصارى يقرأونا ويقولون ل‬


‫يظهر صاحبها بعد))‪.‬‬
‫ومع ذلك فنحن هنا لن نعتمد على ما ننقله عن العلماء السلمي بل‬
‫على ما هو موجود بي أيدي أهل الكتاب اليوم‪.‬‬

‫نبوءة دانيال العظمى ‪:‬‬


‫رأى اللك نبو خذ نصر (أو بتن صر) رؤيا أزعج ته ا ستدعى ال سحرة‬
‫والعرافيك لبياناك وتأويلهكا فعجزوا كلهكم ‪ ،‬ولككن دانيال تضرع إل ال‬
‫تعال فألمه الرؤيا وتفسيها ‪ ،‬ولا دخل على اللك قال له ‪:‬‬
‫((السر الذي طلبه اللك ل تقدر الكماء ول السحرة ول الجوس‬
‫ول النجمون أن يبينوه للملك ‪ ،‬لكن يوجد إله ف السموات‬
‫كاشف السرار وقد عرّف [اللكهُ] اللكَ ما يكون ف اليام‬
‫الخية))‪.‬‬
‫وشرح ذلك قائلً ‪:‬‬
‫((أنت أيها اللك كنت تنظر وإذا بتمثال عظيم ‪ .‬هذا التمثال العظيم‬
‫البهي جدا وقف قبالتك ومنظره هائل ‪ .‬رأس هذا التمثال من ذهب‬
‫جيد‪ .‬صدره وذراعاه من فضة ‪ .‬بطنه وفخذاه من ناس ‪ .‬ساقاه من‬
‫حديد ‪ .‬قدماه بعضها من حديد والبعض من خزف ‪ .‬كنت تنظر‬
‫إل أن قطع حجر بغي يدين فضرب التمثال على قدميه اللتي من‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫حديد وخزف فسحقهما ‪ .‬فانسحق حينئذ الديد والزف‬


‫والنحاس والفضة والذهب معا وصارت كعصافة البيدر ف الصيف‬
‫فحملتها الريح فلم يوجد لا مكان ‪ .‬أما الجر الذي ضرب التمثال‬
‫فصار جبلً كبيا ومل الرض كلها ‪ .‬هذا هو اللم ‪ .‬فنخب بتعبيه‬
‫قدام اللك ‪-:‬‬
‫أنت أيها اللك ملك ملوك لن إله السموات أعطاك ملكة واقتدارا‬
‫وسكلطانا وفخرا‪ .‬وحيثمكا يسككن بنكو البشكر ووحوش الب وطيور‬
‫ال سماء دفع ها ليدك و سلطك علي ها جيع ها‪ .‬فأ نت هذا الرأس من‬
‫ذ هب ‪ .‬وبعدك تقوم مل كة أخرى أ صغر م نك ومل كة ثال ثة أخرى‬
‫مكن ناس فتتسكلط على ككل الرض ‪ .‬وتكون ملككة رابعكة صكلبة‬
‫كالديد لن الديد يدك ويسحق كل شيء وكالديد الذي يكسر‬
‫ت سحق وتك سر كل هؤلء ‪ .‬وب ا رأ يت القدم ي وال صابع بعض ها‬
‫مكن خزف الفخار والبعكض مكن حديكد فالملككة تكون منقسكمة‬
‫ويكون فيها قوة الديد من حيث إنك رأيت الديد متلطا بزف‬
‫الطيك ‪ .‬وأصكابع القدميك بعضهكا مكن حديكد والبعكض مكن خزف‬
‫فبعض الملكة يكون قويا والبعض قصما ‪ .‬وبا رأيت الديد متلطا‬
‫بزف الطي فإنم يتلطون بنسل الناس ولكن ل يتلصق هذا بذاك‬
‫كما أن الديد ل يتلط بالزف ‪ .‬وف أيام هؤلء اللوك يقيم إلكه‬
‫السكموات ملككة لن تنقرض أبدا وملكهكا ل يترك لشعكب آخكر‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وتسحق وتفن كل هذه المالك وهي تثبت إل البد ‪ .‬لنك رأيت‬


‫أنكه قكد قطكع حجكر مكن جبكل ل بيديكن فسكحق الديكد والنحاس‬
‫والزف والفضة والذهب‪.‬‬
‫ال العظ يم قد عرّف الل كَ ما سيأت ب عد هذا ‪ .‬اللم حق وت عبيه‬
‫يقي‪.‬‬
‫حينئذ خر نبوخذ نصر على وجهه وسجد لدانيال وأمر بأن يقدموا‬
‫لكه تقدمة وروائح سرور‪ .‬فأجاب اللك دانيال وقال ‪ .‬حقا إن‬
‫إلكم إله اللة ورب اللوك وكاشف السرار إذ استطعت على‬
‫كشف هذا السر))‪.‬‬
‫(‪)48 – 21 : 2‬‬
‫هذا نص الرؤيا الت توصف دائما بأنا أشهر وأصدق الرؤى الكتابية‬
‫التارييكة ‪ ،‬وتأويلهكا ل يتاج إل ذكاء ول يصكح فيكه اللف لن النكب‬
‫نف سه قد أوّل ا ‪ ،‬ول كن أ هل الكتاب تعمدوا التلب يس وافتعلوا الختلف‬
‫حسدا من عند أنفسهم من بعدما تبي لم الق‪ ،‬فقد أقروا بذه الرؤيا‬
‫وتأويلها قرونا ‪ ،‬دون أن يدخلهم ريب ف أنا على ظاهرها‪ ،‬وأن الملكة‬
‫الول (الرأس الذهكب) هكي ملككة بابكل ‪ ،‬وأن الملككة الثانيكة (الصكدر‬
‫الف ضي) هي مل كة فارس ‪ ،‬ال ت قا مت ب عد با بل و سيطرت على العراق‬
‫وبلد الشام وم صر ‪ ،‬وأن المل كة الثال ثة (الف خذ من النحاس) هي مل كة‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪333‬‬ ‫اليونان الذ ين اجتاحوا مل كة الفرس بقيادة ال سكندر القدو ن سنة‬


‫ق‪.‬م ‪ ،‬وأن المل كة الراب عة (الرجل ي من حد يد ث حد يد وخزف) هي‬
‫المباطوريكة الرومانيكة التك انقسكمت إل شرقيكة عاصكمتها "بيزنطكة =‬
‫القسطنطينية" وغربية عاصمتها "روما"‪.‬‬
‫ل يكن أحد من أهل الكتاب يشك ف هذا إطلقا ‪ ،‬بل كانوا جيعا‬
‫‪-‬لشدة إيان م به‪-‬ينتظرون المل كة الام سة (مل كة ال) ال ت تد مر مالك‬
‫الشرك والكفر والظلم ‪ ،‬لسيما الملكة الرابعة الت اضطهدتم فهي الت‬
‫أذاقكت اليهود السكف والوان ودمرت القدس سكنة ‪ 70‬م ‪ ،‬ونصكبت‬
‫الصنام ف السجد كما اشتهر عدد من أباطرتا بتعذيب النصارى بألوان‬
‫من البشا عة والفظا عة قل نظي ها ف التار يخ ‪ ،‬ول يس "نيون" الطاغ ية‬
‫الشهور إل واحدا من هم ‪ ،‬وظلوا مضطهد ين ل م ثل ثة قرون ح ت د خل‬
‫قسطنطي ف النصرانية الحرفة ‪ ،‬واستمر الضطهاد لليهود والوحدين من‬
‫النصارى وسائر الفرق الخالفة‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الممالك الخمس الواردة في نبوءة دانيال التي‬


‫عبر فيها رؤيا بختنصر‬
‫(‪)13‬‬
‫وقد ذكرنا ما قبلها لليضاح‬
‫موقعها من‬ ‫أهم ملوكها‬ ‫الدولة‬
‫الرؤيا‬
‫قبل دانيال‬ ‫حكم من ‪ 973-1013‬ق‪.‬م ‪.‬‬ ‫داود‬ ‫الدولة السلمية‬
‫التي حكمت بكتاب‬
‫حكم ‪ 933 -973‬ق ‪ .‬م ‪.‬‬ ‫سليمان‬
‫ال ((التوراة))‬
‫ثم انقسمت مملة بني إسرائيل إلى مملكة يهوذا وإسرائيل ‪.‬‬
‫سرجون الثاني حكم ‪ 705 – 772‬ق ‪ .‬م ‪.‬‬ ‫مملكة الشوريين‬
‫أخضع الراضي المقدسة لحكم الشوريين ‪.‬‬ ‫(بابل)‬
‫المملكككة الولى‬ ‫بختنصر حكم من ‪ 562 – 630‬ق ‪ .‬م ‪.‬‬ ‫مملكة الكلدان‬
‫فككي الرؤيككا‬ ‫د مر القدس وأ خذ ال سرائيليين أ سرى إلى با بل وعا صره‬ ‫(بابل)‬
‫(الرأس الذهبي)‬ ‫دانيال وعبر رؤياه المشهورة ‪.‬‬
‫المملككة الثانيكة‬ ‫قورش الذي قضى على الكلدان‬ ‫مملكة القدس‬
‫(الصدر الفضي)‬ ‫حكم من (‪ )529-550‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫كة‬
‫كة الثالثك‬
‫المملكك‬ ‫السكندر الكبير الثالث‬ ‫مملكة اليونان‬
‫(الفخذ النحاسي)‬ ‫حكككم (‪ )323 – 336‬ق‪.‬م واسككتولى على الراضككي‬
‫المقدسة (‪ )333‬ق‪.‬م ‪.‬‬
‫‪ -1‬المكبراطور أغسكطين مؤسكس النظام المكبراطوري المملككة الرابعكة‬ ‫مملكة الروم‬
‫(الساقان‬ ‫الذي في أيامه ولد المسيح ‪.‬‬
‫الحديديان والقدام‬
‫‪ -2‬دقليديانوس الذي قسكم المبراطوريكة دولتيكن شرقيكة‬
‫مككككن خزف‬
‫وغرب ية ل كل منه ما قي صر م ستقل ‪ .‬ح كم من ‪-248‬‬
‫وحديد)‬
‫‪ 305‬م‪.‬‬
‫كق‬
‫كطنطينية ومعتنك‬
‫كس القسك‬ ‫‪ -3‬قسك‬
‫كطنطين الول مؤسك‬
‫النصرانية توفي سنة ‪ 327‬م بعد مجمع نيقية بسنتين‪.‬‬
‫‪ -4‬هرقكل حككم سكنة ‪ 610‬م وفتكح المسكلمون الراضكي‬
‫المقدسة في عهده وودعها إلى البد‪.‬‬

‫‪ )(13‬الصدر ‪ :‬دوائر العارف العالية (حسب العلم) ومنها ((موسوعة كولومبيا)) ‪(( ،‬موسوعة بارون)) ‪(( ،‬الوسوعة العربية اليسرة))‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ف ذلك الو القات من الضطهاد كان أهل الكتاب ينتظرون الملكة‬


‫الامسة بفارغ الصب‪ ،‬وكانوا يعلمون يقينا أنا ستقوم على يد نب آخر‬
‫الزمان ‪ ،‬السمى عندهم "أركون السلم" ‪ ،‬الذي على كتفه خات النبوة ‪،‬‬
‫والذي بشر به النبياء كلهم ‪ ،‬حت أن الهتدين من علمائهم جعوا من‬
‫سفر أشعياء وحده ثلثي بشرى به(‪ )14‬وكانوا يعرفون زمن بعثته بكثي‬
‫من الدلئل النصية ‪ .‬والعلمات الكونية ‪ ،‬ويترقبون تلك الدلئل‬
‫العلمات حت جاء اليوم الذي قال فيه المباطور التعبد العال بدينهم‬
‫"هرقل" ‪(( :‬قد ظهر ملك أمة التان)) وأيقن بذلك وشهد وهو زعيم‬
‫الكفر الكتاب لزعيم الكفر المي –أب سفيان– ((بأن ملكه سيبلغ موضع‬
‫قدميّ)) كما ثبت ف الديث الصحيح الشهور‪.‬‬
‫وفعلً قامت الملكة الربانية الامسة وملكت موضع قدمي هرقل‬
‫وغادر الشام وهو يقول ‪(( :‬سلم عليكِ يا سورية ‪ ،‬سلم ل لقاء‬
‫بعده)) !!‬
‫قا مت ف سحقت مالك الوثنية و سيطرت على مع ظم العمورة بالعدل‬
‫والسلم وكانت مساحتها تزيد على مساحة القمر ودخل تت لوائها من‬
‫ككل شعوب الرض طوائف عظيمكة وهنكا فقكط تفرق أهكل الكتاب‬
‫واختلفوا !!‬

‫‪ )(14‬انظر كتاب ‪(( :‬مسلمو أهل الكتاب‪ ))...‬ص (‪ )573–543‬للدكتور ممد بن عبد ال السحيم‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪ ‬وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إل من بعد ما‬


‫ة‬
‫جاءتهم البين ْ‪‬‬
‫‪ ‬وءاتيناهـم بينات مـن المـر فمـا اختلفوا إل‬
‫من بعد ما جاءهم العلم بغيا ً بينهم ‪!! ‬‬
‫فمنهم –وهم كثي جدا– من آمن واهتدى ‪ ،‬ومنهم من كفر وذهبوا‬
‫ف كفرهم شيعا ل حصر لا ول يزالون يتكاثرون وينقسمون كما تتكاثر‬
‫الراثيم !!‬
‫ويهمنا هنا الشارة إل اختلفهم بشأن رؤيا دانيال الواضحة ‪-:‬‬
‫لقكد انقلبوا على أعقابمك !فبعكد أن كانوا ل يتلفون أبدا فك تأويكل‬
‫الملكة الرابعة (ملكة الروم) نراهم يتعسفون تأويلها ‪ ،‬ويتعمدون تأجيلها‬
‫أو تويل ها ‪ ،‬أو على ال قل التعت يم علي ها ‪ ،‬كل ذلك تل صا وهروبا من‬
‫القرار بالملكة الخية ‪ ،‬على ما سبق إيضاحه ف الفصل السابق‪.‬‬
‫وبلغ المر ذروته وعنفوانه ف الركة الصولية " الصهيونية النصرانية‬
‫"‪.‬‬
‫وقبل أن نعرض تأويلهم ومدى صحته نذكّر بأن الرؤيا رست صورة‬
‫بليغة لمالك الكفر الت تعبد الصنام النحوتة من دون ال تعال ‪ ،‬إن هذه‬
‫المالك هي بذاتا صنم لكه رأس وصدر وفخذ ورجلن وأصابع ‪ ،‬صنم‬
‫ي سد الوثنيات كل ها ل كي تت ضح ف القا بل صورة ال بل الذي ينت صب‬
‫مكان الصنم‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫رمز ف منتهى البساطة وصورة ف غاية الوضوح ‪ ،‬وما فعله هؤلء هو‬
‫تشويه هائل ل يتسق مع الصورة بال ‪.‬‬
‫فهم ‪-‬لكي يعلوا البل هو اللفية عند نكزول ال سيح الثان كما‬
‫يعتقد النصارى أو ملكة داود العظمى الت يرأسها السيح اليهودي كما‬
‫يعتقكد اليهود– قالوا ‪ :‬إن هناك فجوة فك نبوءة دانيال ‪ ،‬وجعلوهكا بيك‬
‫السكاقي والقدميك !!! ومكن العلوم أن طول السكافة الزمنيكة بيك رأس‬
‫التمثال و ساقيه أي ب ي ملك ت با بل والروم [ من وفاة بتن صر إل ا ستيلء‬
‫تيطس على القدس] هو ستة قرون تقريبا ل أكثر‪.‬‬
‫وهذه الفجوة الت يفتعلونا بي الساق والقدم طولا ألفا سنة !!‬
‫والصكيبة أناك سكتظل تطول حتك قيام السكاعة فلنتخيكل هذا التمثال‬
‫الغريب الذي تطول الفجوة بي أعله وأسفله كل يوم !!‬
‫إنا صورة ل يصدقها العقل فضلً عن أن يقبلها فنان أو يستحسنها‬
‫ناظر‪.‬‬
‫وقد عرفنا لاذا افتعلوا هذه الفجوة فالسؤال إذن باذا سدوا الفجوة ؟‬
‫لقكد انتككزعوا " قطكع غيار " شاذة مكن تثال آخكر وأرادوا إلامهكا‬
‫بالتمثال !!‬
‫إن هذا الت كزوير ل ين جح ولك نه بل ر يب أل قى ظللً من الضباب‬
‫حول الرمز لبد من تليته‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وجكد هؤلء أن لدانيال رؤيكا أخرى – أو بالصكح فك سكفره رؤيكا‬


‫أخرى ف الف صل ال سابع هي رؤ يا اليوانات الرب عة ‪ ،‬ف سرقوا اليوان‬
‫الرا بع وركبوه ف التمثال ‪ ،‬م ا يذكر نا بأكذو بة "بلتداون " ال ت ارتكب ها‬
‫بعض الداروينيي حي أراد سد اللقة الفقودة ف سلسلة التطور فركّب‬
‫ججمة من أعضاء إنسان وأعضاء قرد !!‬
‫والفرق أن الغش ف الدين أعظم منه ف أي شيء آخر !!‬
‫تقول الرؤيكا الخية ‪ :‬إن دانيال رأى أنكه صكعد مكن البحكر الحيكط‬
‫أربعكة حيوانات عظيمكة متلفكة ‪ :‬الول كالسكد ولككه جناحكا نسكر‪...‬‬
‫والثان كالدب وف فمه ثلثة أضلع‪ ،‬والثالث مثل النمر وله أربعة أجنحة‬
‫وأرب عة رؤوس ‪ ،‬والرا بع حيوان هائل قوي ل كه أ سنان من حد يد أ كل‬
‫وداس بقيكة اليوانات برجليكه ‪ ،‬وله عشرة قرون طلع بينهكا قرن صكغي‬
‫قلعت من قدامه ثلثة قرون ‪ ،‬وظهر لذا القرن الصغي عيون وفم إنسان‬
‫فتكلم بإلاد وكفر ‪ ،‬ث تكون ناية القرن الصغي هي اللك على يد قدي‬
‫اليام ذي العرش الذي تدمه اللوف الؤلفة ؟؟ !!‬
‫وبقيت اليوانات الخرى حية لكن نزع عنهم سلطانم‪.‬‬
‫(الصحاح السابع)‬
‫وقد فسرت الرواية نفسها اليوان الرابع بأنه (ملكة رابعة على‬
‫الرض مالفة لسائر المالك تأكل الرض كلها وتدوسها ‪ ،‬والقرون‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫العشرة من الملكة هي عشرة ملوك يقومون ويقوم بعدهم آخر وهو‬


‫مالف الولي ويذل ثلثة ملوك ويتكلم بكلمٍ ضد العليّ))‪.‬‬
‫وأخيا يب يد مل كه على يد "قدي سي العل يّ" الذ ين تؤ كد هذه الرؤ يا‬
‫مرارا أن العاقبة لم وأنم يتلكون الملكة الت ل تزول !!‬
‫ربا لن للحيوان الرابع أسنانا من حديد والملكة الرابعة تكون من‬
‫حديد قالوا إن الملكة الرابعة هي اليوان الرابع لسيما ‪-‬وكل منهما هو‬
‫‍‍"الرا بع" ل ا سبقه‪ -‬وقالوا إن هذه المل كة ر مز لور با ال ت سيكون في ها‬
‫عشر دول قومية يضع لا العال قبل نزول السيح!!‪.‬‬
‫وعليكه تكون الملككة الامسكة هكي اللفيكة السكعيدة عنكد نككزول‬
‫السيح‪.‬‬
‫ومن السهل إبطال هذا الرأي من وجوه كثية ‪-:‬‬
‫‪-1‬أن يقال مكا تعكبي اليوانات الثلثكة الخرى إذن ؟ مكع أنمك مهمكا‬
‫ف سروها فل ي صح أي ت عبي ينا قض ما ف سره دانيال نف سه ‪ ،‬فك يف‬
‫تظل الثلثة المالك ف التمثال هي المالك القدية والرابعة هي أوربا‬
‫الدي ثة ‪ ،‬إن ا مفار قة واض حة ‪ ،‬الن طق ال سليم يفرض إ ما أن ن مل‬
‫الرؤيا على الرؤيا كليا وإما نعلهما منفصلتي كليا وهو الصحيح ‍‍!!‪.‬‬
‫‪-2‬اليوانات طلعت متجاورة وغلبها الرابع دفعة واحدة‪ .‬أما المالك ف‬
‫الرؤيا الول فمتتابعة متوالية كل منها غلب ما قبله‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-3‬اليوانات الربعة طلعت من البحر الحيط والمالك الربع قامت ف‬


‫الشرق والامسة (السلمية) قامت ف النطقة نفسها ث امتدت شرقا‬
‫وغربا ح ت و صلت ف أيام الغول والترك إل شال أور با و سيطرت‬
‫على شرقها كله‪.‬‬
‫‪-4‬اليوانات الثل ثة ت سلط علي ها الرا بع لكن ها بق يت ح ية أ ما المالك‬
‫الثلث فقد اندثرت مطلقا‪.‬‬
‫‪-5‬تعبيهم الرؤيا الخية باطل ف نفسه فإنا ذكرت حيوانا لكه عشرة‬
‫قرون وفسرتا بأنه ملكة لا عشرة ملوك فتفسيهم بأنا عشر مالك‬
‫متجاورة باطل‪.‬‬
‫وهكذا فالقول بأن هذه المالك العشكر هكي التحالف الوربك أيام‬
‫نابليون ك ما ذ كر (بي تز ص ‪ )251‬أو التاد الور ب الال ك ما ي كزعم‬
‫العا صرون ل ي صح ت عبيا ول واقعا‪ ،‬ف هو ينا قض كل الرؤيت ي ويالف‬
‫الواقكع ‪ ،‬فأمريككا وحدهكا اليوم أقوى مكن التاد الوربك كله والتاد‬
‫الورب ‪،‬ل يعد عشر دول بل زاد كثيا‪.‬‬
‫ونن ل نريد أن نوض ف تعبي الرؤيا لكن ف إمكاننا أن نقول ‪ :‬إن‬
‫اليوانات الربع الت طلعت من وراء الحيط هي المباطورية البيطانية‬
‫"السد" وروسيا الشيوعية "الدب"‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أ ما الثالث ‪ :‬شبيه الن مر ذو الرؤوس الرب عة و الجن حة الرب عة ف قد‬


‫يكون الدول الكاثوليك ية ال ستعمارية الر بع " فرن سا وإيطال يا وأ سبانيا‬
‫والبتغال " أو تالف دول آسيا السماة النمور وهي ثان !!‬
‫وبالطبكع سكيكون اليوان الرابكع الذي أكلهكا وداسكها هكو الوليات‬
‫التحدة المريكيكة (أو حلف الناتكو عموما) ‪ ،‬أمكا القديسكون الذيكن‬
‫سيدوسون أمريكا فل يتاجون إل تفسي بل إل النتظار‪.‬‬
‫ونقول للصوليي ‪:‬‬
‫إن أعجبككم هذا التعكبي فخذوه واسكتريوا ‪ ،‬وإن رددتوه وقلتكم ‪ :‬ظنّ‬
‫وتميٌ‪ .‬قلنا ‪ :‬نعم ولكن أي الظني أول ؟ ولاذا ظنكم أنتم يقي وظننا‬
‫نن وهم !!‬

‫أما اليقي بذا الشأن فهو أمران ‪-:‬‬


‫‪-1‬أن الروم ذات قرون كما أخب النب ‪(( :‬فارس نطحة أو نطحتان ث‬
‫يفتحها ال ولكن الروم ذات القرون كلما هلك قرن قام قرن‬
‫آخر))(‪.)15‬‬
‫‪-2‬أن العرككة بيننكا وبينهكم سكجال إل أن يكون الفتكح الخيك لرومكا‬
‫وينكزل السيح ‪ ،‬وهذا ما ل يعلم زمان وقوعه إل ال ‪ ،‬وعليه فل‬
‫يعلم عدد قرون الروم إل ال تعال ورباك كانكت العشرة الذكورة فك‬
‫‪ )(15‬أخرجه ابن أب شيبة ف ((الصنف)) ‪ ، )4/206( :‬والارث ابن أب أسامة كما ف ((زوائد اليثمي)) ‪ ،)2/713( :‬ونعيم بن حاد ف‬
‫((الفت) ‪.)2/479( :‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الرؤيا ل مفهوم لا بل مرد رمز وهذا مذهبٌ لم ف العداد الذكورة‬


‫ف الكتاب القدس كله(‪ ،)16‬هذا إن ل نقل إن ف الرؤيا تريفا وإضافة‬
‫!!‬
‫وعلى أي حال نن نعلم أن هذه الرؤيا واللف فيها قد ل يثي ثائرة‬
‫القوم إل إذا تعرفنا على القرن الصغي اللحد من هو ؟‬
‫فقد ذهب طائفة منهم إل أنه دولة السلم ؟‬
‫وأن التجديف واللاد هو إنكار السلمي للوهية السيح !!‬
‫وهذا عج يب إذ ك يف تكون المل كة الام سة العظ مى البد ية قرنا‬
‫صكغيا مكن قرون حيوان مكن اليوانات الربعكة الذي له غيك هذا القرن‬
‫عشرة قرون كبى !!‬
‫وكيكف تكون المكة السكلمية التك شلت العرب والفرس والترك‬
‫والببر والز نج والنود والتتار وغي هم مرد قرن من الروم ؟ وقرن صغي‬
‫أيضا !!‬
‫إن النكزول بالبحث العلمي إل هذا الد يوجب العراض والضرب‬
‫صفحا عن هذا اللغو لسيما وأنه ل علقة للمسيح وألوهيته بالرؤيا من‬
‫قريب ول من بعيد بل السفر كله توحيد‪.‬‬
‫وذهبت طائفة منهم إل أن القرن الصغي هو الوحش الذكور ف سفر‬
‫الرؤيا !!‬
‫‪ )(16‬انظر كلمة ( عدد ) ف ‪ :‬دراسات ف الكتاب القدس ‪ ،‬تعريب معجم اللهوت الكتاب‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وهنا ينبغي أن نعتذر للقارئ السلم عن السترسال ف ذكر الغرائب‬


‫اليوانية ‪ ،‬ول يظن أننا سنورد فيلم الرعب الطويل السمى سفر الرؤيا !‬
‫ونرجو منه أن يتأمل معنا هذا الوحش ف لقطة ل تتعدى الثوان من‬
‫هذا الفيلم ‪ ،‬وليعلم أن القوم ف الغرب أضاعوا ويضيعون ف هذا ما ي عد‬
‫بالليي من ساعات العمل ‪ ،‬بل ربا من أيام العمل ‪ ،‬وأن الكتب التعلقة‬
‫با أكثر الكتب مبيعا ف أمريكا !!‬
‫فماذا علينا لو تملنا دقائق وصفحات لنردهم إل الصواب ‪ ،‬ونريهم‬
‫من العناء ونمد ال على اليقي‪.‬‬
‫يقول سفر الرؤيا ‪:‬‬
‫((ث وقفت على رمل البحر ‪ ،‬فرأيت وحشا طالعا من البحر لكه‬
‫سبعة رؤوس وعشرة قرون ‪ ،‬وعلى قرونه عشرة تيجان ‪ ،‬وعلى‬
‫رؤوسه اسم تديف (أي إلاد وزندقة) والوحش الذي رأيته كان‬
‫شبه نر ‪ ،‬وقوائمه كقوائم دب ‪ ،‬وفمه كفم أسد‪ ،‬وأعطاه التني‬
‫قدرته وعرشه وسلطانا عظيما ‪ ،‬ورأيت واحدا من رؤوسه كأنه‬
‫مذبوح للموت وجرحه الميت قد شفي‪ ،‬وتعجبت كل الرض‬
‫وراء الوحش))‪.‬‬
‫[‪]3 – 1 : 13‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫لقد حاول "ت‪.‬ب‪.‬بيتز" ‪-‬وهو أجود شارح لسفر الرؤيا‪ -‬أن يصيب‬
‫كبد القيقة‪ ،‬ويدل قومه على القرن الصغي اللحد ‪ ،‬الذي يرج من بي‬
‫قرون الروم ‪ ،‬ولكنه ل يستطع لسباب ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬مشترك بيك ككل الباحثيك وهكو اختلط القك بالباطكل فك‬
‫السكفار واسكتحالة تييكز الحرّف مكن الباقكي على أصكله بله‬
‫الضاف والحذوف ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬مشترك بينه وبي أكثر باحثي أهل ملته كما أسلفنا ‪ ،‬وهو جعل النبوات‬
‫كلها ‍‍في زمن السيح القادم ‪ ،‬وتاهله الطبق للسلم رسالة وحضارة‬
‫وملكة !!‬
‫الثالث ‪ :‬يصه ‪،‬وهو أنه هلك قبل قيام رجسة الراب "إسرائيل " فكان من‬
‫الصعب عليه أن يفسر الحداث بدقة‪.‬‬

‫لكن لا يتميز به شرحه سوف نعله نوذجا لتصحيح النهج‪.‬‬


‫يقرر بيتز أن الوحش هو نظي القرن الصغي ف نبوة دانيال (مع التنبيه‬
‫إل أن ف سفر الرؤيا وحشي اثني !!)‪.‬‬
‫و هو ف الو قت نف سه الش كل الد يد الذي ستتخذه المباطور ية‬
‫سيفاجئ العال قبل نزول السيح‬ ‫الرومانية ‪ ،‬الذي‬
‫لقامة ملكوته ‪-‬الذي هو الملكة الخية البدية ف نظره‪.‬‬
‫وهكو لاك رأى أن الفجوة ككبية ‪،‬وقروناك الزمنيكة كثية ‪ ،‬ل يسكدها‬
‫عشرة ملوك ولو ح كم كل ملك قرنا ‪ ،‬جاء بتأو يل جد يد هو أن القرن‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ل يس ملكا ! بل هو ش كل من أشكال ال كم كالش كل المهوري أو‬


‫المباطوري مثلً ‪ ،‬ولكل شكل ملوكه الكثيون‪ ،‬لكنه ل يفصل لنا كل‬
‫الشكال بل جعل السادس هو المباطوري ‪ ،‬وافترض أن الشكل السابع‬
‫عتيد‪.‬‬
‫أن يقوم أمكا الثامكن والنهائي فهكو حكومكة الوحكش الذي هكو القرن‬
‫الصغي‪( .‬ص ‪.)186‬‬
‫ولول مرة ‪-‬بكل مكن النادر‪ -‬أن تدك فك كلم القوم على كثرتكه‬
‫وإسكهابه مثكل هذا الكلم الرصكي الذي يشبكه فك أوله كلم فقهاء‬
‫السلم ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫نلحكظ وجكه شبكه بيك هذا الوحكش وبيك قرن دانيال الصكغي فقكد‬
‫حارب القرن الصغي القديسي فغلبهم‪( .‬دا‪.)21 : 7 /‬‬
‫كما أعطي للوحش أن يصنع حربا مع القديسي ويغلبهم‪( .‬رؤ‪13 /‬‬
‫‪.)7 :‬‬
‫وكما ف دانيال يتكلم القرن بكلم ضد العلي‪.)25 : 7( .‬‬
‫هكذا ف الرؤيا يفتح الوحش فمه بالتجديف على ال‪.)6 : 13( .‬‬
‫وك ما أن سلطة القرن ال صغي تدوم إل زمان وأزم نة ون صف زمان‬
‫(دا‪.)25 :7 /‬‬
‫كذلك سيبقى سلطان الوحش اثني وأربعي شهرا‪( .‬رؤ‪.)5 : 13 /‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وهي نفس الدة الذكورة ف دانيال ولو اختلف الصطلح‪-189( .‬‬


‫‪.)190‬‬
‫وهنا لنا وقفة يسية فالقوم كالعادة لبد أن يتناقضوا وييوا العقل ‪،‬‬
‫إذ ك يف يو جد ش كل سياسي ي كم ف يه ممو عة من اللوك ‪ ،‬ويكون‬
‫مموع حكمهم هذه الدة الوجيزة ؟ ث إنه ل يثبت على رأي واحد ‪ ،‬بل‬
‫جعله مرة شخصا حاكما وأخرى هيئة أو جعية تآمرية ‪ -‬كما سنرى‪.‬‬
‫فلنتابكع معكه الحوال والحداث التعلقكة بالوحكش لككي نعرف هذا‬
‫القرن الصغي الشؤوم ؟!‬
‫عن هذا يقرر بيتز أمورا ً‪-:‬‬
‫‪-1‬أن الوحش سيكون ف أورشليم (‪ .)193‬ويقرر ((إن أورشليم هي‬
‫النقطة الركزية الت تتجمع حولا الوادث الذكورة هنا بلغة الرموز)) (‬
‫‪( .)194‬ونذكّر القراء بأنه كتب هذا والقدس شبه منسية عندهم إل‬
‫سوّاح أو الزائرين)‪.‬‬‫من قليل من ال ّ‬
‫‪ -2‬الوحش (إسرائيلي لكنه ل يبال بَيهْوَه إلكه المة ‪ ،‬ول بالسيّا‬
‫((الوعود النتظر)) رجاء المة ‪ ،‬ول حت باللة الباطلة الت طالا مالت‬
‫إليكها المة…))‪.‬‬
‫‪-3‬يتحالف الوحش مكع ((رأس المباطورية الرومانية ومركز القوة‬
‫والسلطة العالية)) (‪.)200‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-4‬يزم (بيتز) أن هذا الرئيس الرومان ليس أحدا من الباطرة السابقي ‪،‬‬
‫بل هو الذي سيأت عند قيام رجسة الراب ‪ ،‬الت تدث عنها دانيال ‪،‬‬
‫وذكّر با السيح مرة أخرى ‪ ،‬ويقول ‪:‬‬
‫(من مواضع كثية ف كلمة ال ‪-‬أي الكتاب القدس‪ -‬يتبي أن‬
‫العشرة السباط سيجتمعون ف أورشليم بعد خلصها وعتقها ‪-‬أي‬
‫قبل نزول السيح‪ -‬وهناك يتملون نار الضيقة العظيمة ف أشدها ‪،‬‬
‫بينما إسرائكيل الذين رفضوا السيح سيجتمعون إليها قبل ذلك)‪.‬‬
‫(ص ‪ )217‬أي ف يوم غضب الرب على الدولة الرجسة الذي‬
‫سنعقد لكه فصلً قادما بعنوان ((يوم غضب الرب))‪.‬‬
‫مرة أخرى ينبغي أن نتذكّر أنه هلك قبل قيام دولة إسرائيل بكثي‪.‬‬
‫‪-5‬حكومكة الوحكش سكتكون ملحدة على النظام الغربك ‪ ،‬ل على هدي‬
‫الوحي بل هي من أكب أسباب اللاد والظلم‪ .‬يقول ‪:‬‬
‫((ف أوربا الغربية الوطن الختار للمدنية والرية والستنارة والتقدم‬
‫كانت نتيجة تفاعل تلك البادئ البشرية هي قيام حكومة الوحش‬
‫ملتقى الطغيان والظلم والتعاسة والتجديف)) (ص ‪.)238‬‬
‫‪-6‬وتت زعامة الوحش يقرر بيتز اعتمادا على مفهومه لرؤيا دانيال ‪:‬‬
‫((سوف تتكون عصبة من الكومات التحالفة مؤقتا)) (‪.)251‬‬
‫وصفة اللف الذي ستعقده المباطورية الرومانية الديدة هو أن ‪:‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((العشرة ملوك الذين يكمونا يصنعون رأيا واحدا ويعطون‬


‫الوحش ملكهم)) (ص ‪.)253‬‬
‫والعجب حقا هو أنه ((ليس الوحش هو الذي يبهم على إطاعة‬
‫أمره بل هو عمل تطوعي يقومون به من جانبهم)) (ص ‪.)253‬‬
‫كما أنه ليس من شرط الوحش أن يكم كملك بل ((بواسطة نفوذه‬
‫ف مؤامرات و مشورات على أرض المباطورية الرومانية القدية أو‬
‫على القل الزء الغرب منها))!! (ص ‪.)254‬‬
‫(ونُذَكّرك بأنكه كتكب هذا قبكل قيام المكم التحدة وظهور السكيطرة‬
‫الصهيونية على السياسة الغربية عامة والمريكية خاصة) !!‪.‬‬
‫‪-7‬وعن عدو الوحش والعركة بينهما يقول بيتز ‪(( -:‬إن اللف القائم بي‬
‫المباطور الرومان واليهود غي الؤمني ل ينع غزو اليش الشمال ‪،‬‬
‫الذي ‪-‬بسبب العبادة الوثنية القائمة ف أورشليم ف ذلك الوقت‪-‬‬
‫سيباغتهم كسيل جارف ‪ ،‬ويلب الراب على الرض)) (‪.)214‬‬
‫ولتفسي اليش الشمال نده يقول ‪:‬‬
‫((يمع ملوك الشرق قواتم ليغيوا على حدود أملك الوحش ومن‬
‫الناحية الخرى سيجمع الوحش باتفاقه مع ملوك الغرب قواته‬
‫ويزحف إل معركة هرمدون الشؤومة)) (ص ‪.) 240‬‬
‫‪ - 9‬وأخيا يدثنا بيتز عن نتيجة العركة ‪:‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((قل أن يلم الوحش ومساعده الثيم أنما سيؤخذان أسيين من‬


‫ساحة القتال الت يعجلن إليها ! وأنه سيلقى بما حيي إل عذابات‬
‫بية النار البدية ‪ ،‬وقل أن يرؤ القديسون التألون الختبئون بي‬
‫البال والغاير فيؤمّلون بأنم سيفعون رؤوسهم آخر المر)) !!‪.‬‬
‫والن وقد عرفنا " الوحش " نسأل ‪ :‬هل هذه النهاية ل تكون إل ف‬
‫"هرمدون" وعلى يد السيح ؟‪.‬‬
‫إن افتراض ذلك هو ال طأ الشترك ب ي هؤلء وب ي ب عض الباحث ي‬
‫السكلمي أيضا ‪ ،‬والفرق أن هؤلء ل يسكبون حسكابا للمنطكق والعقكل‬
‫وسنة ال ف التاريخ ‪ ،‬أما السلمون فيبحثون غالبا عن سنن طبيعية لتفسي‬
‫الحداث‪ ...‬السكلمون كمكن يطكئ طريقكه فك النهار أمكا هؤلء فككل‬
‫سيهم ف الظلمات إل بقايا من البصيص الباهت !!‬
‫لقد قلنا إن بيتكز كاد أن يصيب القيقة ‪ ،‬ولكي نساعد قراءه على‬
‫إ صابتها نورد ل م تلخي صه للحداث ك ما سطره (ص ‪ .)213‬مع حذف‬
‫العناصكر الشيحانيكة وإبقاء الوضوع فك حدود الألوف ‪ ،‬ونقرأ كلما‬
‫بدونا فيكون هكذا ‪:‬‬
‫((سوف تعود المباطورية الرومانية إل الوجود ‪ ..‬وستكون الكتلة‬
‫اليهودية قد رجعت إل أورشليم غالبا ف عدم اليان (ونقول نن بل‬
‫قطعا)‪ ...‬وبينما هم ف أورشليم إذا بقوة عظيمة تدد ذلك الشعب‬
‫الراجع ‪ ،‬ولكي تتقي الكتلة اليهودية شر تلك القوة فإنا‪ ...‬تعقد عهدا‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫مع الرئيس العظيم الذي سيكون حاكما للمباطورية الرومانية ف عهدها‬


‫الديد‪ ...‬إل أن اللف القائم بي المباطور الرومان واليهود غي‬
‫الؤمني ل ينع غزو اليش‪ ...‬الذي بسبب العبادة الوثنية القائمة ف‬
‫أورشليم ف ذلك الوقت سيباغتهم كسيل جارف)) (‪.)214–213‬‬
‫ولو أعدنا نن كتابة الوضوع فسنقول ببساطة ‪:‬‬
‫‪-1‬دولة إسرائيل قرن صغي خرج من الروم من بي قرونم الستعمارية‬
‫الكبى وقد رجع إل الرض القدسة غازيا مدنسا‪.‬‬
‫‪-2‬الو حش أو الوحشان ه ا ‪ :‬ال صهيونية ذات الوجه ي أحده ا يهودي‬
‫والخر نصران‪.‬‬
‫‪-3‬اليهود عامة والصهيونيون خاصة هم دعاة اللاد والفساد ف الرض‬
‫وأكثكر أصكحاب النظريات اللاديكة منهكم ‪ :‬مارككس ‪ ،‬وفرويكد ‪،‬‬
‫ودوركايكك ‪ ،‬وفيشتككة وأرلر ‪ ،‬وماركوز ‪ ،‬وهسككّرل ‪ ،‬وشيلر ‪،‬‬
‫وبرجسون ‪ ،‬ومارتن بوبر‪.‬‬
‫‪-4‬قيام رجسة الراب ف القدس هو احتلل اليهود لا واتاذها عاصمة‬
‫لكمهم وهذا ما سنفصل الديث عنه لحقا‪.‬‬
‫‪-5‬المباطورية الرومانية الديدة هي الوليات التحدة المريكية ويكن‬
‫أن يشتمكل السكم ‪ :‬الغرب كله وهنكا تتداخكل مكع بابكل الديدة‬
‫الذكورة فك النبوءات الخرى ‪ ،‬وهكي التنكبي الذي أعطكى الوحكش‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫القدرة والسلطان !! وسنرى ناية هذا التني مع ناية رحسه الراب‬


‫ف يوم غضب الرب‪.‬‬
‫‪-6‬اليش الت من الشمال أومن الشرق هم الجاهدون السلمون ولذا‬
‫أيضا تفصيله ف فصل آتٍ من نبوءات أخرى !!‪.‬‬
‫وبق ية الق صة من التحالف والرب وحلول غ ضب الرب ل إشكال‬
‫فيها حينئذٍ !!‪.‬‬
‫إل أنه ل بد من الشارة إل سبب آخر يوجب تعديل كلم بيتكز ‪،‬‬
‫وهو أن التثليث الذي أفسد عقيدة هؤلء قد أفسد عقولم أيضا ‪ ،‬فهو ف‬
‫ص ( ‪ ) 211‬ينسكى ككل مكا قال ويؤككد أن الثلثكة الشخاص اللقكبي‬
‫بالقرن الصغي والوحش والرئيس المباطوري كلهم ف القيقة شخص‬
‫واحد !!!‪.‬‬
‫والهم أن تغييا ذا شأن ل ي س جو هر (السيناريو) وكل ما صنعناه‬
‫هو تعديل أساء شخصيات السرحية !!‪.‬‬
‫والعنصر الساس ف السرحية هو ((عودة اليهود إل الرض القدسة‬
‫بل إيان)) بل بكفرهم القدي وإلادهم الديث ‪ ،‬ومن هنا أقاموا على‬
‫الرض الباركة الطاهرة دولتهم الت ساها دانيال ((رجسة الراب)) وهذا‬
‫هو موضوع الفصل التال‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫رجسة الخراب‬ ‫‪9‬‬

‫رجسة الراب مصطلح كتاب مهم جدا وهو واضح لكن القوم كالعادة أحاطوه‬
‫بالة من الغموض ف لفظه وف تأويله‪.‬‬
‫وهذا التركيب بصيغة الضاف والضاف إليه له مترادفات أخرى مثل‬
‫"وحشة الراب" و "شناعة ‪-‬أو شنيعة– الراب" وله ترجات بالعن مثل‬
‫‪" :‬معصية الراب ‪ ،‬والعصية الدمرة" أو "الطيئة الدمرة"‪ ...‬وجاء بعن‬
‫أوضح وهو "الملكة الاطئة" !!‬
‫خرّب الشنيع" ويكن ترجتها بك‬ ‫أما بيكتكز فقد حقق أنا ‪" :‬الُ َ‬
‫"الخرّب النجس أو الرجس" ولعل الصح ف الترجة والوفق لكلمات‬
‫ال أن تسمى ((الفسد الرجس)) أو ((الرجس الفسد))‪.‬‬
‫فلنقرأ ما قال سفر "دانيال" عن ها ف هو الذي ج عل لاك هذه اله ية‬
‫الكبى ف التاريخ‪:‬‬
‫ونبدأ بكبيان أنكه بعكد أن أوّل الَلَك (مكن اللئككة) لدانيال رؤيكا‬
‫اليوانات الربعة السابق ذكرها ختم باتة حاسة فقال ‪:‬‬
‫((والملكة والسلطان وعظمة الملكة تت كل السماء تعطى لشعب‬
‫قديسي العلي‪ ،‬ملكوته ملكوت أبدي ‪ ،‬وجيع السلطي إياه يعبدون‬
‫ويطيعون ‪ .‬إل هنا ناية المر ))‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ول كن دانيال فزع كثيا ول يزال ف حا جة إل معر فة أك ثر وكأن ا‬


‫رأى أن رؤيا التمثال عام ٌة وتتعلق برائيها "الَلِك" ورؤيا اليوانات الربعة‬
‫ُتهِمّه هو‪ .‬فأراد تفسيا أوضح لا يري ف قريب الزمان وف نايته وها‬
‫الطرفان الهمان عادة لككل إنسكان ‪ .‬أمكا السكتقبل القريكب فككل إنسكان‬
‫يتطلع إل معرفة مصي هؤلء البشر ‪ ،‬وهذه الحداث الت يعيش بينها ول‬
‫يكاد أحد ‪-‬جاهلً أو عالا‪ -‬يلو من هذا ‪ ،‬وأما الستقبل البعيد فالنهاية‬
‫دائما موضع تساؤل واهتمام ‪:‬‬
‫ناية العال كله ‪ ،‬وناية المة الت ينتمي إليها ناية أهل اليان وأهل الكفران‬
‫لسيما لن كان نبيا أو من أتباع النبياء‪.‬‬
‫وهكذا كانت الرؤيا الثالثة ‪-:‬‬
‫((رأيت وإذا بكبش واقف عند النهر ‪ ،‬وله قرنان والقرنان عاليان ‪،‬‬
‫والواحد أعلى من الخر‪ ،‬والعلى طالع أخيا ‪ ،‬ورأيت الكبش‬
‫ينطح غربا وشالً وجنوبا ‪ ،‬فلم يقف حيوان قدامه ول منقذ من‬
‫يده‪ ...‬وإذا بتيس من العز جاء من الغرب على وجه كل الرض‬
‫ول يس الرض ‪ ،‬وللتيس قرن معتبٌ بي عينيه وجاء إل الكبش‬
‫صاحب القرني‪ ..‬فاستشاط عليه وضرب الكبش وكسر قرنيه ‪،‬‬
‫فلم تكن للكبش قوة على الوقوف أمامه وطرحه على الرض‬
‫وداسه‪ ..‬فتعظم تيس العز جدا ‪ ،‬ولا اعتكز انكسر القرن العظيم‬
‫وطلع عوضا عنه أربعة قرون معتبة نو رياح السماء الربع ‪ ،‬ومن‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫واحدٍ منها خرج قرن صغي وعظم جدا نو النوب ونو الشرق‬
‫ونو فخر الراضي ‪ ،‬وتعظم حت إل جند السماوات وطرح بعضا‬
‫من الند والنجوم إل الرض ‪ ،‬وداسهم وحت إل رئيس الند‬
‫تعظم ‪ ،‬وبه أبطلت الحرقة الدائمة وهدم مسكن (بيت) مَقْدِسِه‬
‫وجعل جند على الحرقة الدائمة بالعصية فطرح الق على الرض‬
‫وفعل ونح))‪.‬‬
‫قال دانيال ‪:‬‬
‫((فسمعت قدوسا واحدا يتكلم ‪ ،‬فقال قدوس واحد لفلنٍ التكلم‬
‫إل مت الرؤيا من جهة الحرقة الدائمة ومعصية الراب لبذل القدس‬
‫والند مدوسي ؟ فقال ل ‪ :‬إل ألفي وثلث مئة صباح ومساء ‪.‬‬
‫فيتبأ القدس))‪.‬‬
‫[‪]3-14 : 8‬‬
‫وف الطبعة الكاثوليكية ‪:‬‬
‫((إل ألفي وثلث مئة مساء وصباح ث تُرد إل القدس حقوقه))‪.‬‬
‫وهكذا طلب دانيال من الَلَك أن يعب الرؤيا ‪ .‬فخاطبه قائلً ‪:‬‬
‫((يا ابن آدم إن الرؤيا لوقت النتهى‪ ...‬ها أنذا أعرفك ما يكون ف‬
‫آخر السخط لن الرؤيا ليعاد النتهاء ‪ ،‬أما الكبش الذي رأيته ذا‬
‫القرني فهو ملوك مادي وفارس‪ ،‬والتيس العاف مُلْك اليونان ‪،‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫والقرن العظيم الذي بي عينيه هو اللك الول‪ ،‬وإذا انكسر وقام‬


‫أربعة عوضا عنه فستقوم أربع مالك من المة ليس ف قوته(‪، )17‬‬
‫وف آخر ملكتهم عند تام العاصي يقوم ملك جاف الوجه وفاهم‬
‫اليل ‪ ،‬وتعظم قوته ولكن ليس بقوته ‪ ،‬يهلك عجبا وينجح ويفعل‬
‫ويبيد العظماء وشعب القديسي وبذاقته ينجح أيضا الكر ف يده ‪،‬‬
‫ويتعظم بقلبه وف الطمئنان يهلك كثيين ويقوم على رئيس‬
‫الرؤساء وبل يد ينكسر ‪ .‬فرؤيا الساء والصباح الت قيلت هي‬
‫حق ‪ ،‬أما أنت فاكتم الرؤيا لنا إل أيا ٍم كثية))‪.‬‬
‫[‪]2-26 : 8‬‬
‫ولكن الشوق إل العرفة يزداد لسيما ودانيال يعيش زمن أحداث كبى بي‬
‫إمباطوريت بابل وفارس ‪ ،‬ويهمه جدا مصي شعبه البائس السب ‪ ،‬ويهمه شأن القدس‬
‫ومن يسيطر عليها ‪ ،‬فأخذ يتضرع ويبكي ويصلي حت أراه ال رؤيا أكثر دقة من جهة‬
‫الزمن والعدد ‪ ،‬ولكن تعبيها مشكل جدا ول نشك أن القوم حرفوها وأحالوا‬
‫وضوحها ودقتها غموضا ‪ .‬إنا رؤيا "السابيع" الشهورة وفيها يقول اللَك له ‪:‬‬
‫((سبعون أسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك القدسة لتكميل‬
‫العصية وتتميم الطايا ولكفارة الث وليؤتى بالب البدي ولتم‬
‫الرؤيا والنبوة ولسح قدوس القديسي ‪ ،‬فاعلم وافهم أنه من خروج‬

‫‪ )(17‬هذا ما حدث فعلً فبعد وفاة السكندر انقسمت ملكتهم أربعة أقسام أيام البطالة (واحدهم ‪ :‬بطليموس)‪.‬‬
‫تنبيه ‪ :‬ل شك عندي أن هنا إسقاطا من كلم دانيال تعمده أهل الكتاب ‪ ،‬لن قوله (ف آخر ملكتهم) ل علقة له با قبله ‪ ،‬فهذا إنا يكون ف‬
‫آخر ملكة الفريسي ‪ ،‬كما هو ظاهر من السياق ومن الدة الت حددها دانيال ونبه إل أنا ف آخر الزمان مرارا‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫المر لتجديد أورشليم وبنائها إل السيح الرئيس سبعة أسابيع‬


‫واثنان وستون أسبوعا‪ ))...‬إل أن يقول ‪:‬‬
‫((وشعب رئيس آتٍ يرب الدينة والقدس ‪ ،‬وانتهاؤه بغمارة‬
‫(طوفان) وإل النهاية حرب و ِخرَبٌ قضى با ‪ ،‬ويثبت عهدا مع‬
‫كثيين ف أسبوع واحد وف وسط السبوع يبطّل الذبيحة‬
‫خرّب حت يتم ويصب القضاء‬ ‫والتقدمة ‪ ،‬وعلى جناح الرجاس مُ َ‬
‫على الخرّب))‪.‬‬
‫[‪]24-27 : 9‬‬
‫وف الطبعة الكاثوليكية ‪:‬‬
‫((ويأت رئيس فيدمروا الدينة والقدس وبالطوفان تكون نايتها ‪،‬‬
‫وإل النهاية يكون ما قضى من القتال والتخريب ‪ ،‬وف أسبوع‬
‫واحد يقطع عهدا مع كثيين عهدا ثابتا وف نصف السبوع يبطل‬
‫الذبيحة والتقدمة ‪ ،‬وف جناح اليكل تكون شناعة الراب إل أن‬
‫ينصب القناء القضي على الخرب))‪.‬‬
‫كض‬ ‫كف وإن كان بعك‬ ‫كا نزم بوقوع التحريك‬ ‫إن هذا الغموض يعلنك‬
‫الباحث ي بذلوا جهودا ح سنة لتف سي هذه النبوءة لتطا بق مولد ال سيح أو‬
‫بعثة ممد ‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وعلى أي حال عرف دانيال الت سلسل الزم ن للحداث ول كن ك يف‬


‫تقع ؟ ل يزال النسان ف شوق شديد إل العرفة والرب كري يعطي كل‬
‫مرة‪.‬‬
‫يعود دانيال إل الصلة والضراعة فيأتيه اللك قائلً ‪:‬‬
‫((جئت لفهمك ما يصيب شعبك ف اليام الخية لن الرؤيا إل‬
‫أيامٍ بعد))‬

‫[‪]14: 10‬‬
‫هنا نلحظ تكرار التنبيه إل تأخر زمان وقوع التأويل بذه العبارة وما ف معناها‬
‫حت ل يطئ دانيال‪.‬‬
‫فقكد كان دانيال يريكد السكتقبل القريكب والرؤيكا تدد الهكم وهكو‬
‫النهايات البعيدة ‪ ،‬واللك يوصكي دانيال أل ينسكى هذا فيظكن أن هذا فك‬
‫القر يب ‪ ،‬و هو مع ذلك ي به ب ا سيقع م كن حروب ب ي ملوك فارس‬
‫واليونان وملك الشمال وملك النوب يهمنا منه قوله ‪:‬‬
‫((وتقوم منه ‪-‬أي من ملك الشمال‪ -‬أذرع وتنجّس القدس الصي‬
‫وتنكزع الحرقة الدائمة وتعل الرجس الخرّب))‪.‬‬
‫[‪]21 : 11‬‬
‫وهو يشي إل حكومة وثنية تتسلط على بيت القدس وتقيم فيه عبادتا ‪ ،‬اختلف‬
‫أهل الكتاب ما هي ؟ وهذا ل يهمنا بل الهم هو أن هذا يوضح ماهية الرجس الخرب‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الخر الذي سيأت بعد ويقيمه الوحش أو القرن الصغي ف الرض نفسها وأنه دولة ‪،‬‬
‫فالسم واحد لكن الذكور هنا وثن أما الخر فقد سبق بيان أنه إسرائيلي !!‬

‫ويتم الديث عن تلك الحداث بقيام الساعة وبعث الموات ويوصي دانيال قائلً ‪:‬‬
‫((أما أنت يا دانيال فأخفِ الكلم واختم السفر إل وقت النهاية))‪.‬‬
‫ولكن اللكي ياطب أحدها الخر ليسمع دانيال ويفهم قائلً ‪:‬‬
‫(( إذا ت تفريق الشعب القدس تتم هذه ))‪.‬‬
‫وعندها يقول دانيال ‪:‬‬
‫((وأنا سعت وما فهمت فقلت يا سيدي ما هي آخر هذه ؟ فقال ‪:‬‬
‫اذهب يا دانيال لن الكلمات مفية ومتومة إل وقت النهاية …‬
‫من وقت إزالة الحرقة الدائمة وإقامة رجس الخرّب (وف ترجة‬
‫أخرى ‪ :‬شناعة الراب) ألف ومائتان وتسعون يوما ‪ ،‬طوب لن‬
‫ينتظر ويبلغ إل اللف والثلث مئة والمسة والثلثي يوما ‪ ،‬أما‬
‫أنت فاذهب إل النهاية فتستريح …))‪.‬‬
‫وانتهى السفر واستراح دانيال ولسيما وقد اطمأن إل أن القدس ستعود لكه‬
‫حقوقه بعد ‪ 45‬سنة !!‬
‫ول كن أ هل الكتاب ل يسكتريوا ولن ي ستريوا بشأن هذه الحداث‬
‫إل من ترك التع صب وف تح عين يه على القائق – ل قد تعبوا وأتعبوا العال‬
‫وأتعبونا‪..‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إن ما تقدم هو عرض مو جز ل هم النبوءات ف الكتاب القدس كله‬


‫"نبوءات دانيال" ومنه نلحظ أمورا كثية ‪ ،‬منها ‪-:‬‬
‫‪-1‬زيادة توكيد لا سبق من الديث عن " القرن الصغي " فهو ماكر‬
‫متال زنديق ل يقوم بقوته بل بالعتماد على غيه ‪ ،‬وعدوه هم شعب‬
‫القديسي أتباع خات النبياء فهو يتعال عليهم ويسقط رئيس رؤسائهم‬
‫((الليفة)) بل جيش وأخبث أعماله أنه يدوس القدس ويهينها بنده‬
‫ويبطل الصلة‪ 18‬ويهدم بيت ال فيها ويقيم فيها دولته الوصوفة‬
‫بالرجس الخرّب‪.‬‬
‫‪-2‬هذا القرن الصكغي يفعكل ذلك فك أيام سكلطان الملككة الخية ملككة‬
‫القديسكي ل فك أيام فارس والروم ‪ ..‬وقيام دولة الرجكس ل يدل على‬
‫انقضاء تلك المل كة البد ية‪ ،‬وهذا ما أكده ال سفر مرارا ‪ ،‬وإن ا هو‬
‫حدث عارض مدود الدة والكان ‪ ،‬ف هو ل يس من ج نس ما ف رؤ يا‬
‫التمثال ح يث ت سقط مل كة وتقوم أخرى مكان ا ول من ج نس ما ف‬
‫رؤيا اليوانات الربعة حيث يتغلب واحد ضخم هائل على الخرى ‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬لشيء من ذلك ‪ ،‬فهذا قرن صغي ‪ ،‬ومال سيطرته مدود ‪ ،‬لكن‬
‫مكره ككبي ودهاؤه عظيكم ووراءه قوة عظمكى تده ‪ ،‬ويصكادف ذلك‬
‫حالة ض يق شديدة [أشار إلي ها دانيال (‪ ])1 :12‬وض عف شد يد لدى‬

‫‪ )(18‬أصل كلم دانيال ( ويبطل اليومية ) أي العبادة اليومية ‪ ،‬وهي الصلة اليومية لكن العبادة اليهودية مرتبطة بالحرقة فذكروا الوصوف‬
‫الحذوف وجعلوه " الحرقة " فأصبحت العبارة = "الحرقة اليومية" أو " الحرقة الدائمة " والنسخ النليزية واضحة ف هذا‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ش عب القدي سي ‪ ،‬ل كن الضي قة ت كزول والقدي سون ينتصكرون من‬


‫جديكد ويفرحون بيوم زوال رجسكة الراب وتطهيك القدس منهكا ‪ .‬أن‬
‫هذا القرن الصكغي البكيث الفسكد يهدم ويقيكم ‪ ،‬يهدم بيكت قدس ال‬
‫ويق يم الرج سة مكا نه و من ه كنا قال ب عض شراح أ هل الكتاب ‪ :‬إن‬
‫الرجسة هي "صنم يقوم ف اليكل" وبالصح "هيكل يقام ف السجد"‬
‫ول يس هذا اللف ف مع ن الرج سة مؤثرا ‪ ،‬ل نه ل يقام بناءٌ أج نبّ‬
‫عدوٌ ف مع بد أمة ما إل بند و سلطة‪ ،‬فالر جس مدلوله عام وخاص ‪،‬‬
‫العام قيام الدولة الرجسة نفسها والاص بناؤها للصنم أو الرجس الذي‬
‫تتعبد لكه أو فيه !! كما أن إزالة الصنم من بيت ال ل تكون إل بند‬
‫و سلطة ‪ .‬هكذا ف عل النب حي فتح م كة وهكذا سيفعل أتبا عه إذا‬
‫دخلوا السكجد ووجدوا فيكه بناءً رجسكا لدولة الرجكس !! (ورباك ل‬
‫يكون الرجكس الذي فيكه إل علم الدولة الصكهيونية) ولذا كان أكثكر‬
‫الشراح ل يرتابون ف أن قيام الرجسة هو قيام دولة رجسة مربة على‬
‫أرض القدس ولككن مكا هكي هذه الدولة ؟! المكم الثلث التك تعظكم‬
‫القدس كل منها قد أقام دولته عليها أو فتحها وغلب عليها ول شك‬
‫أن واحدة منها هي الرجسة دون الخريي‪.‬‬
‫ومن هنا نستطيع معرفة تلك الدولة ليس من كلم دانيال فحسب بل‬
‫من شهادة التار يخ والوا قع‪ .‬وال مر ال هم ه نا هو أن هذه الدولة ستكون‬
‫بعكد السكيح لنكه كمكا فك إنيكل متّىك وغيه أخكب عمكا قاله دانيال‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وأو ضح أن ذلك سيكون ف آ خر الزمان على ما سيأت تف صيله ‪ ،‬وبذا‬


‫يظ هر خ طأ من قال إن قيام الرج سة كان ق بل ال سيح وأن الق صود هو‬
‫هيكل الصنم " زيوس " وكذلك من قال إنا ف الحداث الت تلت وفاته‬
‫بعدة عقود (سنة ‪ 70‬أو ‪ )135‬لسباب كثية ‪:‬‬
‫‪-1‬أن تلك الحداث عاديكة فك قائمكة أحداث التاريكخ وقكد عرف‬
‫التاريخ اليهودي مثلها كرات ومرات كما ف عهود القضاة !!‬
‫‪-2‬أن اليهود حينئذ كانوا كفارا لكفرهكم برسكالة السكيح والعنّ‬
‫بتلك الحداث هم الؤمنون برسالته‪.‬‬
‫‪-3‬أن تلك الحداث تالف الزمان والشروط الخرى التك حددهكا‬
‫دانيال وال سيح ‪ ،‬بل تالف ما جاء ف مع ظم أ سفار ال نبياء عن‬
‫عودة اليهود وماكمتهكم وتمعهكم النجكس وحلول غضكب ال‬
‫عليهم بواسطة المة الختارة ‪ ،‬وغي ذلك ما سوف يأت الديث‬
‫عنه مفصلً بيث ل يبقى لدى القارئ شك‪.‬‬
‫إن الشراح اليهود بسبب كفرهم بالسيح ورسالته ل يعتدون بكلمه أصلً‪،‬‬
‫ومن هنا فسروا قيام الرجسة بأنا وثن يقام مكان اليكل ‪ ،‬ث احتاروا واختلفوا مت قام‬
‫أو يقوم ‪ ،‬فبعضهم جعل ذلك قبل السيح ‪ ،‬وبعضهم بعده ‪ ،‬واضطربوا اضطرابا شديدا‬
‫ف الزمن الذي حدده دانيال بدقة ولسيما من فهم منهم اليام على ظاهرها العروف ‪.‬‬
‫أما من فسرها بالسني فقد لزمه يقينا أن يعترف بأن ذلك ل يقع ولن يقع إل بعد مرور‬
‫ألفي وثلث مئة سنة ‪ ،‬وخاصة أنه ل يقع ف التاريخ أن دولة جاءت بعد ‪ 2300‬يومٍ‬
‫وأقامت دولة لدة ‪ 45‬يوما ورحلت !!‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إن هذا من التفاهة بيث ل يستحق أن يدونه التاريخ إل عبورا !!‬


‫وذلك أن السفار نفسها تدد اليوم بالسنة كما ف حزقيال ((قد‬
‫جعلت لك كل يوم بسنة‪ ))6 : 4 .‬كما أن لفظ الرؤيا ((طوب لن‬
‫ينتظر‪ ))...‬ل يدل على ‪ 45‬يوما فالنتظار إنا يكون لمسة وأربعي سنة‪.‬‬
‫على أن لدي نا شهادة مه مة من اليهود أنف سهم ‪ ،‬فإن طائ فة عظي مة‬
‫منهكم كانكت ول تككزال –تقول إن الكيان الصكهيون القائم حاليا هكو‬
‫الرجسة‪ -‬وهم الذين حذروا أتباعهم من الفكر الصهيون قديا وحديثا ‪،‬‬
‫ولديهم إيان عميق بأن تمع اليهود هو للول غضب ال عليهم وانتقامه‬
‫من هم ‪ ،‬و هم طائ فة كبية ف أمري كا وغي ها ‪ ،‬ومن هم من يؤ من بذه‬
‫القي قة ولك نه يف سرها تف سيا علمانيا وأشهر هم الف كر اللغوي العال ي‬
‫"نعوم شوم سكي" ‪ ،‬ومن هم مموعات ف الرض الحلة نف سها ومن هم‬
‫الاخام "هيش" وزيكر الشؤون اليهوديكة فك السكلطة العرفاتيكة ومموعتكه‬
‫تسمى "ناتوري كارتا" نواطي القرية (حراس القرية)‪.‬‬
‫فلندع اليهود إذن ولننظر ماذا قال النصارى ؟‬
‫إن الطأ الشترك بي الطائفتي هو أن القصود بالرجسة شعب غي اليهود ‪ ،‬وغي‬
‫اليهود هم عند الطائفتي وثنيون ‪ ،‬ومن هنا كان من السهل وصف أي دولة وثنية‬
‫بالرجس حت أن "بيتكز" نفسه مع إقراره بأن اليهود سيكونون وثنيي ف عبادتم فسر‬
‫الرجسة بأنا "ملكة آشور" الت تغزو الرض القدسة ف آخر الزمان (ص ‪.)209‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ورب ا كان ل كه العذر لكو نه ك تب ذلك ق بل قيام دولة إ سرائيل و ما‬


‫كان أحد يتخيل قيام دولة لليهود ‪ ،‬ولذا هو ل يسمهم ‪-‬عند عودتم إل‬
‫أورشليم‪ -‬دولة بل كتلة أو مموعة كما رأينا‪.‬‬
‫ث إ نه وأمثاله كانوا يت صورون أن اليهود سيكونون مضطهد ين تت‬
‫تأث ي ال كم الم ي (العر ب) ولذا ف سوف ي كبادرون إل اليان بال سيح‬
‫حال حلول اللفيكة أو حال نزوله وسكيكون ذلك معجزة كمكا عكب‬
‫"ماكينتوش" بقوله ‪:‬‬
‫((إن دهشة كل العال ف ذلك اليوم ستكون كيف أن هذه المة‬
‫النجسة قد أصبحت مقدسة للرب))(‪.)19‬‬
‫ويعلل ذلك بأن ((الثلث فقط هم الذين سينقذون من النار الكلة والضيقة)) وهذا‬
‫إشارة منه إل ما ورد ف السفار عن ناية دولة الرجس كما ف فصلٍ آتٍ‪.‬‬
‫إذن فهؤلء لديهم نصف القيقة وهو كفر اليهود وناستهم ‪ ،‬أما أن‬
‫تكون لم دولة فهو النصف الفقود ‪ ،‬وهم بل ريب أفضل حالً من سائر‬
‫شرّاح والؤرخيك الذيكن اعتمكد الصكوليون العاصكرون على تفسكيهم‬ ‫ال ّ‬
‫الجرامي لرجسة الراب ‪ ،‬ومنهم "ستيفن رنسمان" مؤلف كتاب تاريخ‬
‫الروب الصليبية الشهور الذي قال ‪:‬‬
‫((ف أحد أيام شهر فباير سنة ‪ 638‬دخل إل بيت القدس الليفة عمر بن الطاب‪...‬‬

‫‪ )(19‬ملة ((الراعي الضراء)) ‪ ،‬يوليو ‪ 1934‬ص ‪ 16‬ملحق بشرح الرؤيا‪.‬‬


‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫و سار إل جا نب اللي فة البطريرك صفر ونيوس باعتباره رأس رجال‬


‫الدارة ف الدي نة ال ت أذع نت‪ ،‬على أن ع مر بادر بالتو جه رأ سا إل‬
‫موقع هيكل سليمان (؟!!) الذي صعد منه صاحبه سيدنا ممد إل‬
‫ال سماء ‪ ،‬وبين ما كان البطريرك ين ظر إل يه أثناء وقو فه ا ستذكر أقوال‬
‫السيح ‪ ،‬وأخذ ينبس با من خلل دموعه ‪:‬‬
‫((فمت نظرت رجسة الراب الت قال عنها دانيال النب ‪......‬‬
‫كان هذا آخر ما قام به البطريرك من العمال العامة وكان الذروة‬
‫الفاجعة لياة طويلة أنفقها ف سبيل الرثوذكسية ووحدة العال‬
‫السيحي))(‪.)20‬‬
‫وعلى هذا الرأي أيضا الؤرخ النصران العرب "فيليب حت"(‪.)21‬‬
‫وقد تصدى الهتدون من أهل الكتاب للرد على هذا ‪ ،‬بل إن بعضهم‬
‫ذكر نبوءة دخول عمر رضي ال عنه إل القدس من التوراة دون أن يعلم‬
‫من قال هذا القول الفاحش ‪ ،‬وذلك با جاء ف سفر زكريا ‪:‬‬
‫((ابتهجي جدا يا بنت صهيون واهتفي يا بنت أورشليم‬
‫هو ذا ملكك آتيا إليك‬
‫بارّا ملصا متواضعكا ‪...‬‬
‫ويكلم المم بالسكلم‬

‫‪(( )(20‬تاريخ الروب الصليبية)) ‪ :‬ص (‪.)19 ، 17‬‬


‫‪(( )(21‬البشارة بنب السلم)) ‪ ،‬أحد السقا حجازي (‪ ، )2/208‬وقد وقع الؤلف ف هذا الطأ الشنيع إذ أقر كلم هؤلء‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ويكون سلطانه من البحر إل البحر‬


‫ومن النهر إل أقاصي الرض ))‬

‫[‪]9-10 : 9‬‬
‫و هي النبوءة ال ت يف سرها الن صارى –رغما عن ها– بأن ا تع ن دخول‬
‫السيح إل القدس زائرا وحيدا !‪ ))3‬ولو ل يكن للفتح السلمي أي نبوءة‬
‫ولو ل يكن الفاتح هو عمر بنفسه فإن وصف الرجس أبعد ما يكون عن‬
‫أمة التوحيد وفتوحاتا العظمى الت أخرجت الناس من الظلمات والرجس‬
‫إل النور والطهارة ‪ ،‬وهذا ول المد ما شهد به التاريخ كله ‪ ،‬ول ينكره‬
‫إل مكابر أسقمه التعصب وأعمى عينه القد‪.‬‬
‫ث إنه ل ينطبق عليها بال أنا بعد ‪ 2300‬سنة سواء كان البتداء من‬
‫وفاة دانيال أو مكن التاريكخ السككندري لن دانيال توفك سكنة (‪)453‬‬
‫ق‪.‬م ‪ ،‬وما بي هذه السنة والفتكح السلمي هو ( ‪) = 638 + 453‬‬
‫‪ 1091‬سنة !!‬
‫وإن كان بالتقويك السككندري فهكو ( ‪971 ) = 638 + 333‬‬
‫فقط !!‬

‫(‪ )3‬ل يسبق لحدٍ من ملوك الفرس أو الروم أن تسلط على كامل الرض من بر الفرس إل بر الروم ومن نر الفرات إل عدن‪ ،‬وإنا حصل هذا‬
‫لعمر ث سائر خلفات الملكة البدية‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وهنا ل بد أن نعرج على أرقام دانيال ‪ ،‬وإن كنا نب تأخي الديث‬


‫عنها لن الوقائع والقائق الثابتة تعلنا ف غن عنها ‪ ،‬ولكن ما من المر‬
‫بد لستكمال الصورة ‪:‬‬
‫يقول دانيال إن قيام رجسة الراب إل ‪ 2300‬سنة أي سيكون بعد‬
‫‪ 2300‬سنة ‪-‬كما أوضحنا ‪ -‬فهذا السلوب (( إل مت ‪ ..‬إل كذا ))‬

‫متكرر ف الرؤيا نفسها وغيها من السفار ‪ ،‬وهو من الطأ ف الترجة أو‬


‫من الترجة الرفية غالبا ‪ ،‬لسيما وقد رأينا التوكيد على أنا ف آخر‬
‫الزمان وعند حلول السخط وبعيدة الوقوع‪.‬‬
‫ول يالفنا ف هذا أحد من الباحثي الذين يفسرون اليوم بالسنة وقد‬
‫تبي لنا سقوط التفسي الرف بأنه اليوم العروف‪.‬‬
‫ولكن الختلف والشكال هو من أين يبدأ ؟‬
‫ي كن معر فة القوال من شرح " جان سي " الذي ج عه ح سب قوله‬
‫من خ سة وثان ي تف سيا كتابيا وقال ف يه ك ما ل صه الش يخ رح ة ال‬
‫الندي ‪:‬‬
‫((تعيي زمان مبدأ هذا الب ف غاية الشكال عند العلماء من قدي اليام ومتار‬
‫الكثر أن زمان مبدئه واحد من الزمنة الربعة الت صدر فيها أربعة فرامي (مراسيم)‬
‫سلطي إيران ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬سنة ‪ 636‬قبل ميلد السيح الت صدر فيها فرمان قورش‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬سنة ‪ 518‬قبل اليلد الت صدر فيها فرمان دارا‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الثالث ‪ :‬سكنة ‪ 458‬قبكل اليلد التك حصكل فيهكا فرمان اردشيك‬


‫لعزرا‪...‬‬
‫الرابع ‪ :‬سنة ‪ 444‬قبل اليلد الت حصل فيها لنحميا فرمان أردشي‬
‫(الخي)‪..‬‬
‫والراد باليام السنون ويكون منتهى هذا الب [أي زمن وقوعه كما سبق أن أوضحنا]‬
‫باعتبار البادئ الذكورة على هذا التفصيل ‪:‬‬
‫بالعتبار الثالث بالعتبار الرابع‬ ‫بالعتبار الثان‬ ‫بالعتبار الول‬
‫سنة ‪1856‬‬ ‫سنة ‪1843‬‬ ‫سنة ‪1782‬‬ ‫سنة ‪1764‬‬

‫يقول جانسي الذي ألف كتابه سنة ‪ 1838‬م ‪:‬‬


‫((ومضت الدة الول والثانية وبقيت الثالثة والرابعة والثالثة أقوى‬
‫وعندي هي بالزم))‪.‬‬
‫وننك نقول عندنكا كمكا عنكد العال كله اليوم إن هذا خطكأ فماذا‬
‫بعد ؟‪.‬‬
‫ويقول جانسي ‪:‬‬
‫((وعند البعض مبدؤه خروج السكندر الرومي (الصحيح اليونان)‬
‫على ملك إيشيا (آسيا) (يعن دارا الفارسي) وعلى هذا منتهى هذا‬
‫الب سنة ‪))1966‬أ‪.‬هك(‪.)22‬‬

‫‪(( )(22‬إظهار الق)) الندي رحة ال ‪ ،‬ص (‪.)94-93‬‬


‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وعلق الشيخ "رحة ال" التوف سنة ‪1891‬م على هذا قائلً ‪:‬‬
‫((إن كذب البدأ الول والثان كان قد ظهر ف عهده ‪ ،‬كما اعترف‬
‫هو نفسه وقد ظهر كذب الثالث الذي كان أقوى ف زعمه جازما‬
‫به وكذا كذب الرابع ‪.. ،‬بقي البدأ الامس))(‪.)23‬‬
‫ولا كان هم الشيخ متوجها إل إبطال كل نبوءات السفار لثبات أنا مرفة أو‬
‫مشكوكا فيها فقد توقع للخامس الكذب أيضا وقال ‪:‬‬
‫((ومن يكون ف ذلك الوقت يرى أنه (يعن الامس) كاذب أيضا‬
‫إن شاء ال)) بل إن الشيخ لا نقل قول من قال منهم إن الواقع هو‬
‫الذي سيظهر حقيقة هذه النبوءة رده بتهكم وعلل ذلك بأن هؤلء‬
‫معذورون لكون الكلم فاسدا من أصله))(‪.)24‬‬
‫ونن نقول ‪:‬‬
‫رحة ال على الشيخ "رحة ال" لقد كان ف وسعه أن يعلق المر ‪ ،‬لن‬
‫الزم بن في أ مر مت مل الوقوع عقلً ف يه ماز فة وإن كا نت الغا ية إثبات‬
‫التحريف ‪ ،‬إذ ليس كل شيء مرفا باتفاق فل أقل من أن ندع للحتمال‬
‫مالً‪.‬‬
‫ث إن الشيخ لا كانت تلك غايته ل يلتفت إل ترجيح القول الخي أو تضعيفه ف‬
‫ذاته فاقتضى ذلك أن نقول ‪-:‬‬

‫‪ )(23‬الصدر السابق ‪ ،‬ص (‪.)94‬‬


‫‪ )(24‬الصدر السابق ‪ ،‬ص (‪.)94‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إن أ صل ال طأ ف القوال الرب عة هو تد يد البدأ ب صدور الر سوم‬


‫بتجديد أورشليم‪ ،‬وهذا ما ل ذكر لكه ف الرؤيا نفسها –رؤيا الكبش‬
‫والتيس‪ -‬وإنا ورد ف رؤيا السابيع السالف ذكرها ‪ ،‬وهي رؤيا أخرى‬
‫‪-‬والر جح عند نا أن العبارة نف سها مقح مة ف الرؤ يا (أي عبارة ‪ :‬م نذ‬
‫صكدور المكر‪ )...‬وال أعلم‪ ، -‬فالذيكن فسكروا البدأ بظهور السككندر‬
‫أر جح لن م ا ستنبطوه من الرؤ يا نف سها ‪ .‬وب عد موت دانيال ات ذ الناس‬
‫التار يخ ال سكندري‪ .‬ومبدؤه من حاد ثة ا ستيلئه على آ سيا و هي سنة‬
‫‪ 334‬عند الب عض ولكنها سنة ‪ 333‬على ال صحيح الشهور ‪ ،‬و ظل هو‬
‫التاريخ العالي حت وضعت الكنيسة التاريخ اليلدي ‪ ،‬وعليه فيكون ‪:‬‬
‫قيام رجسة الراب هو (‪ = )333-2300‬سنة ‪!! 1967‬‬
‫وهو ما حدث فعلً وكان وقعه أليما شديدا على أمة القديسي !!‬
‫وكان فرحا عظيما للصهاينة والصوليي !!‬

‫وهو فعلً –بغض النظر عن الرقام والنبوءات– أعظم حدث تاريي‬


‫لليهود منذ قرابة ألفي سنة !!‬
‫والن وقد رأينا رجسة الراب قائ مة ‪ ،‬برجسها وخرابا بوحشيتها‬
‫وشناعتها بوثنيتها وإلادها ‪ ،‬بتعطيل الصلوات ف السجد القصى وهدمه‬
‫وحر قه ‪-‬ون سأل ال أن ي كف شر ها فل تق ضي على البق ية الباق ية م نه‪-‬‬
‫الن نعود إل قول السيح عنها لنرى حقيقة هؤلء الصهاينة النيليي‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أ هم م سيحيون كما يدعون أم أتباع الو حش الصهيون و هم يشعرون أو‬


‫ل يشعرون ؟‬
‫ف إنيل متّى عن السيح ‪:‬‬
‫((وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلميذ على انفراد‬
‫قائلي ‪:‬‬
‫قل لنا مت يكون هذا (( هدم اليكل )) وما هي علمة ميئك‬
‫وانقضاء الدهر ؟‬
‫فأجاب ي سوع ‪ :‬وقال ل م ‪ :‬انظروا ل يضل كم أ حد فإن كثي ين‬
‫سكيأتون باسكي قائليك أنكا السكيح ‪ ،‬ويضلون كثييكن ‪ ،‬وسكوف‬
‫تسمعون بروب وأخبار حروب ‪ .‬انظروا ل ترتاعوا ‪ ،‬لنه لبد أن‬
‫تكون هذه كلها ‪ ،‬ولكن ليس النتهى بعد ‪ .‬لنه تقوم أمة على أمة‬
‫وملكة على ملكة وتكون ماعات وأوبئة وزلزل ف أماكن ولكن‬
‫ك مبتدأ الوجاع‪ ...‬ويقوم أنكبياء كذبكة كثيون ‪ ..‬ولككن‬
‫هذه كله ا‬
‫الذي يصب إل النتهى فهذا يلّص ويكرّز (أي يذكر‬
‫ويعكظ) ببشارة اللكوت هذه فـ كـل السـكونة شهادة لميكع‬
‫المم‪ .‬ث يأت النتهى‪.‬‬
‫فمت نظرت رجسة الراب الت قال عنها دانيال النب قائمة ف الكان‬
‫القدس ‪-‬ليفهكم القارئ‪ -‬فحينئذ ليهرب الذيكن فك اليهوديكة إل‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫البال ‪ ،‬والذي على السكطح فل ينككزل ليأخكذ مكن بيتكه شيئا ‪،‬‬
‫والذي ف القل فل يرجع إل ورائه ليأخذ ثيابه‪...‬‬
‫وحينئذ إن قال لكم أحد هو ذا السيح هنا أو هناك فل تصدقوا ‪.‬‬
‫لنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة‬
‫وعجائب حت يضلوا لو أمكن الختارين أيضا ‪ .‬ها أنا قد سبقت‬
‫وأخبتكم فإن قالوا لكم ها هو ف البية فل ترجوا ‪ ،‬ها هو ف‬
‫الخدع فل تصدقوا ‪ .‬لنه كما أن البق يرج من الشارق ويظهر‬
‫إل الغارب هكذا يكون أيضا ميء ابن النسان لنه حيثما تكون‬
‫الثة فهناك تتمع النسور))‪.‬‬
‫[‪]1-8،11-20،23-28: 24‬‬
‫كالعادة‪ ..‬نصوص عن أحداث هائلة لكن غموضها مي واختلفهم‬
‫فيها شديد ‪ ،‬وذلك بسبب التحريف بالزيادة والنقصان ‪ ،‬ومع ذلك فلها‬
‫تفسكي وحيكد ل يصكح غيه ‪ ،‬وكلمكا نرجوه أن يسكتعي أهكل الكتاب‬
‫بفاتيكح الرموز التك أهديناهكا لمك مانا ‪ ،‬وسكيجدون التفسكيات القبولة‬
‫‪-‬بشرط افتراض التحريف دائما‪ -‬والفتاح هنا هو"ابن النسان" أو "ابن‬
‫الرجل" فهو ممد وهو مذكور بذه الصفة ف الناجيل لدف واضح‬
‫وهو التفريق بينه وبي ابن العذراء عيسى ‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ورجسكة الراب قكد عرفناهكا ‪ ،‬وإذا قامكت فالذي سكيأت هكو ابكن‬
‫النسان بيوشه ل بذاته‪.‬‬
‫فالوضوع متحد بي ما ف سفر دانيال وما هنا فممالك تقوم على‬
‫مالك وخاتتها ف كليهما هو قيام ملكة ابن النسان وتداعي جيوشه‬
‫للقضاء على الرجسة أو ((الثة))‪.‬‬
‫(دانيال ‪ )14-13 : 7 :‬و (مكتّى ‪)31-24 :‬‬
‫ورجسة الراب هي هي ‪ .‬بل تصريح باسم دانيال ف مت ومرقص (‪ )15-13‬إل‬
‫أن لوقا يشرح الرجسة با يؤيد ما قلنا فهو يقول ‪:‬‬
‫((مت رأيتم أورشليم ماطة بيوش ‪ ...‬إل ‪ ))2 : 12‬فهو موضوع‬
‫واحد ل أظن أن أحدا من الصوليي وغيهم يادل فيه ‪ ،‬وعليه فما‬
‫وصية السيح وما أمره لن أدرك ذلك الزمان – زمان قيام رجسة‬
‫الراب ؟‬
‫لقد حذر أبلغ تذير من السحاء الكذابي ف أول كلمه وف آخره ‪،‬‬
‫وحذر مكن الغترار بقولمك إن السكيح نككزل أو موجود هنكا أو هناك ‪،‬‬
‫وزجر عن البقاء مع الرجاس‪ ،‬مشددا على الرب العاجل من بينهم لن‬
‫عقوبة ال الليمة ستنكزل بم على يد جيوش السيح الخر ابن الرجل ل‬
‫ا بن العذراء ‪ ،‬الذي ستهاجم جيو شه دولة صهيون ك ما تا جم الن سور‬
‫الثة ‪ ،‬وكلتاها رجس منت !!‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وصكية عظيمكة وقضيكة واضحكة كالشمكس ‪ ،‬فهكل يعكي ذلك جيي‬


‫فولويل ‪ ،‬وبات روبنسون‪ ،‬وجيمي سواجارت وأمثالم وأشياعهم ؟!‬
‫و هل ي سمع الختارون ( أ مة ال سلم ) فل يضلون ك ما ضل أ هل‬
‫الكتاب ؟‬
‫ربا يادل الصوليون ف تفسي النص كالعادة قائلي ‪(( :‬أن ابن‬
‫النسان شخصية ساوية))(‪.)25‬‬
‫فليكن ولكن ماذا يقولون ف وصية السيح حي تقوم الرجسة ؟!‬
‫أتتفق مع الضجة الكبى الت يفتعلونا والصخب الائل الذي يثيونه‬
‫فرحا وابتهاجا بقيام رجسكة الراب وتبشيا للعال بأن قيامهكا هكو تهيكد‬
‫لنكزول السيح وحضا للتباع على زيارتا والج إليها للقاته حي ينل‬
‫فجأة وضغطا شديدا لككي تقكف أمريككا والعال دائما مكع دولة الرجكس‬
‫والعدوان ؟‬
‫أليس هذا أعظم الناقضة والعاندة لا قال السيح ؟!‬
‫ث أليست أناجيلهم كلها تنسب قتل ربم الزعوم والتآمر عليه إل اليهود ‪ ،‬فهل‬
‫رأى عقلء العال أمة تقدس قاتل معبودها ‪ ،‬وتعادي من يب رسولا ويؤمن به أشد‬
‫الب وأعظم اليان !!‬

‫‪ )(25‬حاشية مرقص ‪ ،‬ص (‪ )167‬العهد الديد من الطبعة الكاثوليكية‪.‬‬


‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أل يصف السيح اليهود بثل ما ورد ف السفار (( ألد الفاعي‪،‬‬


‫قتلة النبياء‪ ،‬الراؤون ‪ ،‬القادة العميان ‪ ،‬الغشاشون ‪ ...‬وحسبك بالفصل‬
‫الثالث والعشرين من متّى‪..‬؟!‬
‫فمت يفيق الليي من الصوليي أتباع هؤلء السحاء الكذابي‪..‬؟‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫السفار كلها تحدد "الرجسة"‬ ‫‪10‬‬

‫إذا كان الديث عن صفات اليهود الجرامية وسلوكهم الشي عداءً للسامية كما‬
‫يدعي الصهيونيون فإن أعظم كتاب على وجه الرض معاداة للسامية هو التوراة نفسها‪،‬‬
‫فلو جعنا كل ما أصدرته الكنائس النصرانية من لعنات على اليهود ‪ ،‬وأضفنا إليه ما‬
‫صورته الروايات العالية عنهم كما عند "شكسبي" و"ديكنكز" وغيها ث جعنا الشعراء‬
‫العرب وطلبنا منهم ديوانا ف هجاء إسرائيل ‪ ،‬لو جعنا هذا كله ف كتاب واحد فلن‬
‫يكون مثل ما ورد ف أسفار التوراة ول قريبا منه ‪ ،‬ولكن الصيبة أن أكثر اليهود ل‬
‫يقرأون ذلك فضلً عن الهووسي بب إسرائيل من الصوليي النصارى بل إن كثيا من‬
‫العرب والعال ل يعلمون عنه شيئا‪.‬‬
‫إن التوراة كلها ‪-‬وليس سفر دانيال وحده‪ -‬تدد الراد برجسة الراب على مدى‬
‫فصول طويلة وتبدئ وتعيد ف ذلك بأساليب متعددة ف التعبي والبيان من المثال‬
‫والستعارات والجازات ما بي تكرار وإسهاب واختصار‪.‬‬
‫أما الصفات الذمومة فل حصر لا ‪ ،‬إنا تشمل كل خلق ذميم بل استثناء ‪ ،‬إل أن‬
‫وصفا واحدا يتكرر كقافية الشعر العرب ف كل سفر ‪،‬ما يدهش قارئ التوراة أيا‬
‫كان ‪ ،‬ويزيد الدهشة أن هذا الوصف خاصة يب أن يكون أبعد الوصاف عن شعب‬
‫يدعي أنه شعب ال الختار استنادا إل هذا الكتاب نفسه ‪ ،‬هذا الوصف هو النجاسة ‪،‬‬
‫وهي ناسة مركبة معجونة بدم الطمث ومعصرة الوحشية والعنف مزوجة بالغدر‬
‫والصلف ‪ ،‬ناسة ذاتية ل يطهرها شيء‪..‬‬
‫((إنك لو اغتسلت بالنطرون وأكثرت من الشنان ل تكزالي ملطخة بإثك‬
‫يقول السيد الرب ‪ :‬كيف تقولي ل أتنجس ؟))‬

‫[أرميا ‪]22 : 2‬‬


‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((خطئت أورشليم خطيئة لذلك صارت نسة))‪.‬‬


‫وف الترجة الخرى ‪(( :‬رجسة))‪.‬‬
‫[أرمياء ‪]8 : 1‬‬
‫بزناها))‬ ‫وهي ناسة زانية ‪(( :‬دنست الرض‬
‫[أرمياء ‪]2 : 3‬‬

‫((بل تت كل شجرة خضراء زنت)) وليس مع فاجر واحد بل ‪(( :‬زنت مع أخلء‬
‫كثيين)) (ن‪.‬م) ل بل ‪(( :‬زنت مع الجر ومع الشب))‪.‬‬
‫[أرمياء ‪]9 : 3‬‬

‫وقضى ال أن ل تطهر من ناستها أبدا‪.‬‬


‫((إن ف ناستك فجورا لن أردت أن أطهرك فلم تطهري ولن تطهري بعد اليوم‬
‫من ناستك إل أن أريح فيك غضب))‪.‬‬
‫[حزقيال ‪]13 : 24‬‬
‫ولذا يذكر سفر أرمياء أن الرب قال له ‪:‬‬
‫((إن بسبب زن الرتدة إسرائيل قد طلقتها فأعطيتها كتاب طلق))‬

‫(‪)8:3‬‬
‫وسبب هذه العقوبة واضح متكرر‪.‬‬
‫((تدنست الرض تت سكانا لنم تعدوا الشرائع ونقضوا الكم ونكثوا العهد‬
‫البدي فلذلك أكلت اللعنة الرض)) ؟؟‪.‬‬

‫هذه اللعنات مسطورة ف سفر التثنية يقول ‪:‬‬


‫((وإن ل تسمع لصوت الرب إلك حافظا وصاياه وفرائضه الت أنا آمرك با اليوم‬
‫‪ ،‬ول تعمل با تأت عليك هذه اللعنات كلها وتدركك ؛ فتكون ملعونا ف‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الدينة‪ ،‬وملعونا ف البية‪ ،‬وتكون ملعونة سلتك ومعجنك ‪ ،‬وملعونا ثر بطنك‬


‫وثر أرضك ونتاج بقرك وغنمك‪ ،‬وتكون ملعونا أنت ف دخولك ‪ ،‬وملعونا‬
‫أنت ف خروجك ‪ ،‬يرسل الرب عليك اللعنة والضطراب والوعيد ف كل ما تتد‬
‫عليه يدك وما تصنعه ‪ ،‬حت تبيد وتلك سريعا بسبب سوء أعمالك بعدما‬
‫تركتن))‪.‬‬

‫وعلى مدى أربعة وعشرين فقرة تستمر هذه اللعنات ف أسلوب ل نظكي لكه ث‬
‫تتتم قائلً ‪:‬‬
‫((هذه اللعنات كلها تأت عليك وتطاردك وتدركك حت تبيد ‪ ،‬لنك ل تسمع‬
‫لصوت الرب إلك لتحفظ وصاياه وفرائضه الت أمرك با فتكون فيك آية وخارقة‬
‫وف نسلك للبد))‪.‬‬
‫[‪]46 – 15 : 28‬‬

‫وكما أن تلك النجاسة مزيها اللعنة فإن الزي قرينها ((كما يزى السارق حي‬
‫يضبط كذلك خزي بيت إسرائيل هم وملوكهم ورؤساؤهم وكهنتهم))‪.‬‬
‫[أرمياء ‪]26 : 2‬‬

‫وناسة إسرائيل هذه ترج من فوق كما ترج من أسفل ولذلك قال أشعياء ف‬
‫سفره ‪(( :‬أنا مقيم بي شعب نس الشفاه))‪.‬‬
‫[‪]5 : 6‬‬
‫وحت بعد موتم وطردهم من الرض القدسة تلحقهم النجاسة ‪ ،‬ففي عاموس ‪:‬‬
‫((على بيت إسحاق هكذا قال الرب ‪ :‬إن امرأتك تكزن ف الدينة وبنيك وبناتك‬
‫يسقطون بالسيف ‪ ،‬وأرضك تقسم بالبل ‪ ،‬وتوت أنت ف أرض نسة‪،‬‬
‫وإسرائيل يطرد من أرضه طردا))‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫[‪]17 : 7‬‬
‫لقد فاقت ف رجاستها وفواحشها ومظالها أكثكر المم ناسة ف التاريخ‪:‬‬
‫((صار إث بنت شعب "أورشليم" أعظم خطيئة من سدوم الت قُلِبت ف لظة ول‬
‫تد إليها يد))‪.‬‬
‫[مراثي أرمياء ‪]6 : 4‬‬
‫((إن سدوم أختك ل تصنع هي وتوابعها مثلما صنعت أنت وتوابعك))‪.‬‬
‫[الراثي ‪]48 : 16‬‬
‫ومن أعظمها الوحشية والفراط ف سفك الدم ولذا فحي يسأل حزقيال ربه ((أتلك‬
‫جيع بقية إسرئيل ف صب غضبك على أورشليم ؟))‪.‬‬
‫(ل حظوا قوله بقية إسرائيل)‪.‬‬
‫يقول الرب ‪:‬‬
‫((إن إث بيت إسرائيل ويهودا عظيم جدا جدا وقد امتلت الرض دماءً‬
‫وامتلت الدينة انرافا))‪.‬‬
‫[‪]9 ، 8 : 9‬‬
‫وف مراثي أرمياء يصور حالة الوحشية والفوضى الصهيونية وكأنه يتحدث عن النتفاضة‬
‫العاصرة ‪:‬‬
‫((سفكوا ف وسطها دم البرار ‪ ،‬تاهوا كعميان ف الشوارع ‪ ،‬تلطخوا بالدم‬
‫حت ل يطق أحد أن يلمس ملبسهم ‪ ،‬نادوهم ‪ :‬تنحوا ‪ ،‬هناك نس ‪ ،‬تنحوا‬
‫تنحوا ول تلمسوا))‪.‬‬
‫[‪]15 -13 : 4‬‬
‫واستمعوا إل هذه التعبيات ‪:‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((لكثرة إثكِ –يعن أورشليم– كشفتْ أذيالكِ فاغتصبتِ‪ ...‬فأنا أيضا رفعت أذيالكِ‬
‫على وجهكِ وظهر عارك ‪ ،‬فسقكِ وصهيلكِ وفحش زناكِ على التلل وف القول‬
‫رأيت أقذاركِ ‪ ،‬ويل لكِ يا أورشليم إنكِ ل تطهرين فإل مت بعد))‪.‬‬
‫[أرمياء ‪]27 ، 26 ، 22 : 13‬‬

‫وأصبح من العتاد أن ياطبوا كما ف أشعياء ‪:‬‬


‫((يا بن السامرة نسل الفاسق والزانية بن تسخرون وعلى من تفتحون أفواهكم‬
‫وتدلعون ألسنتكم ألستم أولد العصية ونسل الكذب))‪.‬‬
‫[‪]4 : 57‬‬
‫ويقول سفر هوشع عن الرب ‪:‬‬
‫((رأيت ف بيت إسرائيل ما يقشعر منه ‪ ،‬هناك زن أفرائيم وتنجس إسرائيل))‪.‬‬
‫[‪]10 : 6‬‬
‫وحرصا على وقتنا ووقت القارئ وخوفا من مقص الرقيب الخلقي ل نفيض ف‬
‫ذكر هذه النجاسات والرجاس ونكتفي با قال حزقيال عن جرائم أفرائيم كما ف هذه‬
‫اللفاظ‪.‬‬
‫((وكانت إلّ كلمة الرب قائلً ‪ :‬وأنت يا ابن النسان ‪ ،‬هل تدين ‪ ،‬هل تدين ‪،‬‬
‫مدينة الدماء وتعلمها بميع قبائحها ‪ .‬فقل ‪ :‬هكذا قال السيد الرب ‪ :‬الدينة الت‬
‫تسفك الدم ف وسطها يأت وقتها ‪ ،‬فإنا تصنع قذارات لتتنجس با ‪ .‬لقد أثت‬
‫بدمك الذي سفكته ‪ ،‬ونستِ بقذاراتك الت صنعتها فأدنيت أيامك وبلغتِ إل‬
‫سنيّك ‪ ،‬فلذلك قد جعلتك عارا للمم وسخرة لميع الراضي ‪ .‬الدانيات منك‬
‫والقاصيات عنك يسخرن منك ‪ ،‬أيتها النجسة السم الكثية الضطراب ‪ .‬ها إن‬
‫رؤساء إسرائيل كانوا فيك لسفك الدم ‪ ،‬كل واحد على ما أطاقت ذراعه‪ .‬فيك‬
‫أهانوا أبا وأما ‪ ،‬وف وسطك عاملوا النـزيل بالظلم ‪ ،‬وفيك جاروا على اليتيم‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫والرملة ‪ .‬لقد ازدريت أقداسي وانتهكت سبوت ‪ .‬رجال نيمة كانوا فيك لسفك‬
‫الدم ‪ ،‬وفيك أكلوا على البال ‪ ،‬وف وسطك صنعوا الفجور ‪ .‬فيك من كشف‬
‫عورة أبيه وفيك أُ ِذلّت التنجسة بطمثها ‪ .‬واحد صنع مع امرأة قريبه ما هو قبيحة ‪،‬‬
‫وواحد نس كنته بفجور ‪ ،‬وواحد أذل فيك أخته بنت أبيه فيك أخذت الرشوة‬
‫لسفك الدم‪ ،‬وأنت أخذت الفائدة والرب ‪ ،‬واغتصبت قريبك بالكسب ‪ ،‬ونسيتن‪،‬‬
‫يقول السيد الرب‪.‬‬
‫فها أنذا أضرب كفي على كسبك الذي اتذته وعلى الدم السفوك ف وسطك‪.‬‬
‫فهل يثبت قلبك أو تقوى يداك ‪ ،‬أيام أجري أمري معك ‪ .‬أنا الرب تكلمت‬
‫وسأفعل ‪ .‬أشتتك بي المم وأذريك ف الراضي وأزيل ناستك منك‪ ،‬وأتدنس‬
‫بك على عيون المم ‪ ،‬فتعلمي أن أنا الرب))‪.‬‬
‫…………………‬
‫((هكذا قال السيد الرب ‪ :‬با أنكم جيعا قد صرت خبثا ‪ ،‬لذلك هاءنذا أجعكم‬
‫ف وسط أورشليم ‪ ،‬جع الفضة والنحاس والديد والرصاص والقصدير ف وسط‬
‫التون ‪ ،‬لنفخ عليها النار حت أذيبها ‪ .‬هكذا أجعكم ف غضب وسخطي‬
‫وأدعكم هناك وأذيبكم ‪ .‬احشدكم وأنفخ عليكم ف نار سخطي وأذيبكم ف‬
‫وسطها‪ .‬كما تسبك الفضة ف وسط التون ‪ ،‬كذلك تذابون ف وسطها ‪،‬‬
‫فتعلمون أن أنا الرب صببت غضب عليكم))‪.‬‬
‫((إنك أرض غي مطهرة ‪ ،‬ل تطر ف يوم الغضب ‪ .‬ف وسطها مؤامرة أنبيائها‬
‫(الدجالي) ‪ .‬كأسد زائر مفترس فريسة قد التهموا النفوس وأخذوا الال‬
‫والنفيس‪ ،‬وكثروا الرامل ف وسطها ‪ .‬كهنتها تعدوا على شريعت ودنسوا‬
‫أقداسي ‪ ،‬ول ييزوا بي القدس واللل ‪ ،‬ول يُعلِموا الفرق بي النجس والطاهر‪،‬‬
‫وحجبوا عيونم عن سبوت ‪ ،‬فتدنست ف وسطهم ‪ .‬ورؤساءها ف وسطها‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫كالذئاب الفترسة الفريسة ‪ ،‬سافكي الدم ‪ ،‬مهلكي النفوس ‪ ،‬لكي يكسبوا‬


‫كسبا… جاروا جورا على شعب الرض ‪ ،‬واختلسوا خلسة وظلموا البائس‬
‫والسكي ‪ ،‬وجاروا على النكزيل بغي حق))‪.‬‬
‫[حزقيال ‪]30 : 24‬‬
‫نعم لقد جاروا على شعب الرض جورا عظيما واختلسوا أمنهم وراحتهم‬
‫وبلدهم ومزارعهم !‪ .‬فهل نستمر مع حزقيال ف استعراض أرجاس رجسة الراب أم‬
‫ننتقل إل حديثه عن العقوبة ؟ !!‬
‫الواب ‪ :‬يب أن نقف ليس لننا خرجنا عن منهجنا ف الختصار بل حياءً من‬
‫القارئ –وربا خوفا من مقص الرقيب الخلقي‪ -‬فإن السفر ضرب بعد هذا مث ًل‬
‫للرجستي "السامرة" و"أورشليم " اليهوديتي بامرأتي زانيتي ساها ( أهله وأهليبه ) ‪ ،‬وف‬
‫التسمية تورية لفظية عنهما ‪ ،‬وها قصتان تليقان با يكتبه العلم المريكي عن جيمي‬
‫سواجارت وأمثاله من قادة الصهيونية النصرانية أصحاب السية الخلقية السيئة ‪ ،‬لكنها ل‬
‫تليق ببحثنا ونستحيي من إيرادها ‪ .‬ول أدري هل التدينون النصارى يسمحون لبنائهم‬
‫وبناتم بقراءة مثل هذه الوضوعات ف ((الكتاب القدس ؟!! )) أم يقرأونا وحدهم عند‬
‫مشاهدة أفلم آخر الليل الت ل يراها من هم دون الثامنة عشرة ؟!‬
‫أما عقوبة "أهله " وأختها فل بأس من ذكرها كما أوردها السفر‪.‬‬
‫((هكذا قال السيد الرب لتُستدعَ عليهما جاعة ولتسلما إل الذعر والنهب‬
‫فترجهما الماعة بالجارة وتقطعهما بسيوفهما ويقتلون بنيهما وبناتما ويرقون‬
‫بيوتما بالنار فأبطل الفجور من تلك الرض))‪.‬‬
‫فهنيئا لبطال الجارة وهم يرجون "أهله وأهليبه" العاصرتي !!‬
‫أما السيف والنار فعما قريب بإذن ال‪ ،‬فالفصل التال سوف يعرض لنا بالتفصيل‬
‫ما هو ممل هنا‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫محاكمة ل مصالحة‬ ‫‪11‬‬

‫يعتقد الصهيونيون بوجهيهم –اليهودي والنصران‪ -‬أن اجتماع بقية بن إسرائيل‬


‫على أرض فلسطي هو تقيق لوعد ال بالصالة بينه وبي شعبه الختار ‪ ،‬ولذلك‬
‫نصرهم على العرب وبارك من يباركهم "أمريكا" ولعن من يلعنهم‪!!..‬‬
‫والواقكع أن أسكفار التوراة ل تلو مكن دعوة لليهود إل الصكالة مكع الرب ولككن‬
‫باذا؟‬
‫إن ا دعوة إل التو بة وترك الك فر بال ور سله ‪ ،‬ون بذ عبادة غي ال وحفظ فرائضه‬
‫والشفقة على الضعفاء واليتام والحسان إل اللق‪.‬‬
‫هذا ما نده بوضوح ف مع ظم ال سفار ‪ ،‬وم عه ف الو قت نف سه الوع يد الشد يد‬
‫علي هم إن هم خالفوا ذلك ونكثوا الع هد ونقضوا اليثاق ‪ ،‬و هو ما ل عل قة له ضرورة‬
‫بالنبوءات وأحداث آ خر الزمان ‪ ،‬بل هو دعوة عا مة للتو بة واليان للفرد والما عة ف‬
‫ككل مكان ‪ ،‬أمكا اجتماع البقيكة الشريرة الطرودة‪ ،‬وعودتاك إل الرض القدسكة ليحكل‬
‫علي ها غ ضب ال ‪ ،‬فالنبوءات ف يه صرية وخا صة ‪ ،‬و هي من الكثرة والوضوح ب يث‬
‫يصعب حصرها وإيرادها إل من خلل أمثلة وإشارات فقط‪.‬‬
‫فلنبدأ با يعتمد عليه الصهيونيون من نبوءات ‪:‬‬
‫يقول سِفر حزقيال ‪:‬‬
‫((ها أنذا آخذ بن إسرائيل من بي المم الت ذهبوا إليها ‪ ،‬وأجعهم من كل ناحية‪،‬‬
‫وآت بم إل أرضهم ‪ ،‬وأصيّرهم أمةً واحدة ف الرض ‪ ،‬على جبال إسرائيل ‪ ،‬وملك‬
‫واحد يكون ملكا عليهم ول يكونون أمتي ول ينقسمون بعد إل ملكتي))‪.‬‬
‫[‪]22،21: 37‬‬
‫ربا كان هذا أقوى دليل وأصرحه للصهاينة ‪ ،‬ول بأس‪ .‬فلنكمل ما ورد ف السفر‬
‫نفسه ولنقرأ بقية الكلم ‪:‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((ل تنجسون بعد بأصنامهم ول برجاساتم ول بشيء من معاصيهم بل أخلّصهم من‬


‫كل مساكنهم الت فيها أخطأوا ‪ ،‬وأطهرهم فيكونون ل شعبا وأنا أكون لم إلا ‪،‬‬
‫وداود عبدي يكون ملكا عليهم ويكون لميعهم راعٍ واحد ‪ ،‬فيسلكون ف أحكامي‬
‫ويفظون فرائضي ويعملون با))‪.‬‬
‫[‪]24 ، 23 : 37‬‬
‫ل ريب أن ذكر "داود" هنا ينفي أن يكون القصود هو دولة صهيون العاصرة بل‬
‫إن حزقيال نفسه كان بعد داود ! ومن هنا يق لنا أن نشك ف أن العبارة مرفة ‪ ،‬لكن‬
‫الصهاينة يؤولون ذلك بأنه "رمز" لدولة إسرائيل‪.‬‬

‫فلنسلّم جدلً ‪ ،‬ولنسأل ‪:‬‬


‫أهذا وعد مطلق أم مشروط ؟ وهل يتحقق ف دولة إسرائيل شيءٌ من الشروط ؟‬
‫أليسوا إل اليوم كافرين برسالت السيح وممد ودينهما الواحد ((السلم)) ؟ وهب أن‬
‫القصود أحكام التوراة النسوخة فأين هم منها ؟‪.‬‬

‫إن دولة إسرائيل هي من أكب مباءات الفواحش واللاد والجرام ف العال ‪ ،‬إنا‬
‫تنا فس أمريكا ف القمار والشذوذ والربا وارتكاب كل الوبقات‪ ،‬والؤسسون لا كانوا‬
‫ملحدة اشتراكي ي زعماء ع صابات إجرام ية وإرهاب ية‪ .‬و كل الو صايا الع شر الو سوية‬
‫مهجورة منكورة ‪ ،‬والش يء الوح يد الذي يف ظه اليهود من التوراة هو أن م ش عب ال‬
‫الختار ونسل إبراهيم ‪.‬‬
‫فلنب حث إذن عن حال هذه الدولة ال ت أقامت ها "بق ية ب ن إ سرائيل" على حقيقت ها‬
‫لنجده ف السفار واضحا كالنهار‪.‬‬
‫ولنبدأ باللخص الذي شرح به ناشرو الكتاب القدس كلمة "بقية" لدى ورودها ف‬
‫سفر أشعياء وهو ‪:‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((سيُعاقَب إسرائيل (أي الشعب) على خيانته ‪ ،‬ولكن با أن ال يب شعبه فهناك بقية‬
‫صغية تنجو من سيف الجتاحي))‪.‬‬

‫ث أحال إل مواضع كثية واستمر قائلً ‪:‬‬


‫((ستبقى هذه البقية ف أورشليم ‪ ،‬وتُ َطهّر وتصبح أمينة فتصي أمة قديرة !! وبعد‬
‫كارثة السنة ‪( 587‬يعن السب) ظهرت فكرة جديدة ‪ ،‬وهي أن البقية ستكون بي‬
‫الجلوين ‪ ،‬وتتوب ف اللء (وذكر مصادر) فيجمعها ال عندئذٍ لحياء الملكة‬
‫الشيحية (وذكر مصادر) وبعد العودة من اللء ستكون البقية غي أمينة مرة أخرى‬
‫وتطهر بالقضاء على قسم منها‪.))..‬‬

‫هذا هو م مل الفكرة حيث يز عم الصوليون أن المل كة الشيح ية قد تثلت بقيام‬


‫دولة إسرائيل الت سينكزل فيها السيح‪.‬‬
‫أما كونا ستكون غي أمينة وسوف تطهر بالقضاء على قسم منها فيغضون الطرف‬
‫عنه كأن ل يكن !!‬
‫وأما المة القديرة فإنم أنفسهم ذكروا بعد ثلث صفحات فقط أن ال يتخذ أمة‬
‫قديرة للنتقام من بن إسرائيل فهي إذن ستقضي على القسم القضي عليه بغضب ال‬
‫وهلكه منهم‪ .‬فأداة النتقام هي المة القديرة الطهرة المنية‪.‬‬
‫ونن سندلم على القراءة القيقية لا جاء عن هذه البقية ونوردها على ماور ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أن هذه البقية ل عهد لا مع ال فليس ل عهدٌ دائ مٌ مع أحدٍ إل باللتزام بتقواه‬
‫وطاعته ‪:‬‬
‫ت فأتمهــن قال إنــي‬
‫‪‬وإذ ابتلى إبراهيــم ربــه بكلما ٍــ‬
‫جاعلك للناس إماما ً قال ومــن ذريتــي قال ل ينال عهدي‬
‫الظالمين‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وتار يخ ب ن إ سرائيل هو دورات متعاق بة من اليان والك فر ‪ ،‬ل يفر قه عن تار يخ‬
‫بقية المم إل غلظ كفرهم وزيادته مقارنةً بكثرة أنبيائهم ‪ ،‬وتتابع إمهال ال لم ونعمه‬
‫عليهم لعلهم يرجعون‪.‬‬

‫و ما مرحلة القضاة –الذ ين هم رؤ ساء عشائر‪ -‬إل نوذج جلي لذا‪ .‬و قد ابتدأت‬
‫هذه الرحلة من بعد يوشع غلم موسى حت داود ‪ .‬وف كل مرة ينقضون عهد ال‬
‫ويعبدون "بعلً " و "عشتروت" و "توز" وغيهكا مكن الرجاس ويذبون لاك أبناءهكم ‪،‬‬
‫فينذرهم ال ويُرسل لم نبيا فيتوب منهم من شاء ال ‪ ،‬ث سرعان ما يعودون لشركهم‬
‫ورجسهم فيسلط ال عليهم أمةً من حولم تذيقهم سوء العذاب ‪ ،‬وهكذا مرات ومرات‬
‫!!‬

‫وهذا ما عبّر عنه سفر اللوك الثان بقوله ‪:‬‬


‫((وكان الرب قد أشهد على بن إسرائيل ويهوذا على ألسنة جيع النبياء وكل راءٍ‬
‫قائلً ‪ :‬توبوا عن طرقكم السيئة ‪ ،‬واحفظوا وصاياي وفرائضي على حسب كل‬
‫الشريعة الت أوصيت با آباءكم ‪ ،‬والت بلغتكم إياها عن يدي عبيدي النبياء ‪ ،‬فلم‬
‫يسمعوا وصلبوا رقابم مثل رقاب آبائهم الذي ل يؤمنوا بالرب إلهم ‪ ،‬ونبذوا‬
‫فرائضه وعهده الذي قطعه مع آبائهم ‪ ،‬والشهادة الت أشهدها عليهم وساروا وراء‬
‫الباطل ‪ ،‬وساروا باطلً وراء المم الت حولم ما أمر الرب أن ل يفعلوا مثلها ‪،‬‬
‫وتركوا جيع وصايا الرب إلهم ‪ ،‬وصنعوا لم عجلي (صنمي) من السبوكات ‪،‬‬
‫وأقاموا وتدا مقدسا وسجدوا لميع قوات السماء (يعن الكواكب) وعبدوا البعل‪،‬‬
‫وأمَروا بنيهم وبناتم بالنار ‪ ،‬وتعاطوا العرافة والفراسة (الكهانة)‪ ..‬فنبذ الرب جيع‬
‫ذرية إسرائيل وأذلم وأسلمهم إل أيدي الناهبي حت رذلم من وجهه))‪.‬‬
‫[‪]20 ، 13-17 : 17‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫والبقية الباق ية إنا تب قى للبتلء والمتحان فإن وفّ ت وفّ ى ال مع ها ‪ ،‬وإن نقضت‬
‫عاقب ها ال ‪ ،‬ول يس بقاؤ ها لن ا طاهرة أمي نة طهارة وأما نة أبديت ي ‪ ،‬بل إن هذه البق ية‬
‫تبقى لتكون عبة للمم كلها وإمهالً منه لا لكي تتوب ‪:‬‬
‫وتريبك‬
‫ٍ‬ ‫يقول سكِفر حزقيال بعكد أم أمره ال أن يتنبكأ عليهكم بدمارٍ هائلٍ وقتلٍ‬
‫وتطهيٍ للرض من أرجاسهم ‪:‬‬
‫((لكن أبقي بقية ليكون لكم مفلتون من السيف بي المم ‪ ،‬إذ ُتذَرّون ف البلدان‬
‫فيذكرن مفلتوكم بي المم الت يسبون إليها ‪ ،‬إذ أسحق قلوبم الزانية الت حادت‬
‫عن وعيونم الت زنت ف السي وراء قذارات))‪.‬‬
‫[‪]8-10 : 6‬‬
‫ويصرح أرمياء بأكثر من هذا ‪ :‬فهو بعد أن يب عما ينالم من دمار وتنكيل ‪ ،‬حت‬
‫أن جثثهكم تطرح فك الدن فتأكلهكا طيور السكماء وبائم الرض ‪ ،‬بكل حتك أن عظام‬
‫ملوكهم ورؤسائهم تُنبش وتُنثر وتكون زبلً على وجه الرض يقول ‪:‬‬
‫((ويُفضّل الوت على الياة عند جيع البقية الباقي من هذه العشية الشريرة الباقي ف‬
‫جيع الماكن الت طردتم إليها))‪.‬‬
‫[‪]3 : 8‬‬

‫أما التائبون العائدون إل ال فهم قليلٌ وهم الذين يسلمون فيكونون البقية القدسة‬
‫الت سيأت الديث عنها ف آخر هذا الفصل ‪ ،‬ويكون هذا بعد أن تفقد الصهيونية القوة‬
‫الت تسندها فتسقط كل عروشها وتسر كل دعاواها‪.‬‬
‫يقول أشعياء بعد ذكر الريق الائل الذي يسلطه ال عليهم ‪:‬‬
‫((وف ذلك اليوم ل تعود بقيت إسرائيل والناجون من بيت يعقوب يعتمدون على من‬
‫ظربم ‪ ،‬وإنا يعتمدون على الرب قدوس إسرائيل حقا والبقية ترجع ‪-‬بقية يعقوب‪-‬‬
‫إل ال البار‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إنه وإن كان شعبك إسرائيل كرمل البحر إنا ترجع بقية منه))‪.‬‬
‫[‪]20-22 : 10‬‬
‫وهذا يبي بل أدن شك أن اليهود ليسوا أبناء ال وأحباؤه بل هم بشر من خلق !!‬
‫وهو ما يُصرح به سفر عاموس ‪:‬‬
‫((ألستم ل كبن الكوشيي "شعب النوبة" يا بن إسرائيل يقول الرب ‪ :‬أل أُصعد‬
‫إسرائيل من أرض مصر ‪ ،‬والفلسطينيي من كفتور وآرام من قي‪ .‬ها إن عين السيد‬
‫الرب على الملكة الاطئة سأبيدها عن وجه الرض إل أن ل أبيد بيت يعقوب‬
‫إبادة يقول الرب‪ .‬فإن ها أنذا آمر وأهز بيت إسرائيل ف جيع المم هز الغربال‬
‫فل تسقط حصاة على الرض ‪ ،‬وبالسيف يوت جيع خاطئي شعب القائلون ‪ :‬إن‬
‫الشر ل يقترب منا ول يدركنا))‪.‬‬
‫[‪]10 : 7‬‬

‫وقد عرفنا أن الملكة الاطئة هي رجسة الراب فسيدمرها إل من أسلم أو هرب‬


‫أما بقية اليهود ف العال فيهزهم هزّا ويغربلهم غربلة !!‬

‫الثان ‪ :‬ل حق لا ف وراثة إبراهيم ‪:‬‬


‫يقول حزقيال ف سفره ‪:‬‬
‫((وكانت إلّ كلمة الرب قائلً ‪ :‬يا ابن النسان إن سكان تلك الخربة ف أرض‬
‫إسرائيل يتكلمون قائلي ‪ :‬كان إبراهيم وحده وورث الرض ‪ ،‬ونن كثيون فقد‬
‫أعطينا الرض مياثا‪ .‬لذلك قل لم ‪ :‬هكذا قال السيد الرب ‪ :‬إنكما تأكلون بدم‪،‬‬
‫وترفعون عيونكم إل قذاراتكم وتسفكون الدم أفترثون الرض ؟ إنكم اعتمدت‬
‫على سيوفكم وصنعتم القبيحة (وف الترجة الخرى وفعلتم الرجس) ونستم كلّ‬
‫رجلٍ امرأةَ قريبه أفترثون الرض ؟))‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫إنه خطاب لشعب رجسه الراب‪ .‬وإل فقد جاءت هذه النبوءة زمن النفي وليس‬
‫لليهود قوة ول سلطان ودماؤ هم هم م سفوكة ‪ ،‬أ ما الرجاس العا صرون ف كل ما ق يل‬
‫هنا صادقٌ عليهم‪.‬‬
‫ولذا يقول بعد ذلك مباشرة ‪:‬‬
‫((هكذا تقول لم ‪ :‬حي أنا ‪ ،‬إن الذين ف الخربة يسقطون بالسيف ‪ ،‬والذي على‬
‫وجه القول أجعله مأكلً للوحوش ‪ ،‬والذين ف الصون والغاور يوتون بالطاعون‪،‬‬
‫وأجعل الرض خربة ومقفرة ‪ ،‬وأزيل الكبياء عزتا فتصي جبال إسرائيل مقفرة ل‬
‫عابر فيها ‪ ،‬فيعلمون أن أنا الرب حي أجعل الرض خربة مقفرة بسبب جيع‬
‫قبائحهم الت فعلوها))‪.‬‬
‫وف الترجة الخرى ((على كل رجاستهم الت فعلوها))‪.‬‬
‫[‪]23-29 : 33‬‬

‫بل إنه ينفي نسبهم إل إبراهيم وهو عماد دعوى الياث الزعوم ‪ :‬يقول ‪:‬‬
‫((يا ابن النسان ‪ :‬أخب أورشليم بقبائحها –وف الترجة الخرى‪ -‬عرّف أورشليم‬
‫برجاستها – وقل ‪ :‬هكذا قال السيد الرب لورشليم ‪ :‬أصلك ومولدك من أرض‬
‫الكنعانيي وأبوك أموري وأمك حثية))‪.‬‬
‫[‪]1-3 : 16‬‬
‫وبعد أن يفيض ف ناستها وزناها وفجورها جدا يعود فيقول ‪:‬‬
‫((إنا أنت ابنةٌ امّك الت عافت رجلها وبنيها ‪ ،‬وأنت أخت أخواتك اللت عفن‬
‫رجالن وبنيهن إن ُأمّكن حثية وأبوكن أموري ‪ ،‬فأختك الكبى هي السامرة مع‬
‫توابعها الساكنة عن يسارك ‪ ،‬وأختك الصغرى الساكنة عن يينك هي سدوم‬
‫وتوابعها ‪ ،‬وأنت ل تقتصري على القليل ف سيك ف طريقهن وصنعت مثل‬
‫قبائحهن (ف الخرى رجاستهن) بل زدت عليهمن فسادا ف كل سلوك ‪ ،‬حي‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫أنا‪ ،‬يقول السيد الرب ‪ :‬إن سدوم أختك ل تصنع هي وتوابعها مثلما صنعت أنت‬
‫وتوابعك))‪.‬‬
‫[‪]44-48 : 16‬‬

‫وسواء كان هذا من قبيل "إنه ليس من أهلك" ومن قبيل قول السيح لم ‪:‬‬
‫((أنتم من أبٍ هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا))‪.‬‬
‫[يوحنا ‪]44: 8‬‬
‫أو أنه حقيقة قد انقطعت صلتهم بإبراهيم ‪.‬‬
‫والذي ل جدال فيه أن اليهود اليوم هم خلي طٌ غري بٌ من حثالت شعوب كثية ‪،‬‬
‫إل أن أغلبهكم مكن الصكل الزري ‪ ،‬ورباك كان فك قوله ( حِثّيّةك ) إشارة لذا فالثيون‬
‫شعب مهول ‪ ،‬كان يسكن ف جهة الشمال بالنسبة للرض القدسة –ف تركية اليوم‪-‬‬
‫فل يب عد أن يكون الو طن ال صلي للخزر ‪ ،‬أو أن الق صود الشارة إل تلك ال هة ال ت‬
‫سيكون منها معظم اليهود ل سيما عند قيام رجسة الراب "دولة إسرائيل"‪.‬‬
‫لقد عجزت كل اليل الصهيونية عن إثبات النسب السامي لليهود ول يستطع أحدٌ‬
‫من يوثق بعلمه من دارسي السللت البشرية أن يشهد لم بذا !!‬
‫ك يف و هم من الفل شا إل الغار بة و من الفرس إل ال سبان و من البولندي ي إل‬
‫جنوب إفريقيه ؟!!‬
‫و من ه نا كان سفر "هو شع" يق طع كل صلة لؤلء بال ور سله ‪ ،‬ح ي ر مز ل م‬
‫بامرأة زانيكة تلد ولدا فيأمره الرب أن يسكميه (يَزْراعيكل) وهكو الوادي الذي سكتقع فيكه‬
‫معرككة مدو أو هرمدون ‪ ،‬ثك تلد بنتا فيأمره أن يسكميها (غيك مرحومكة) ثك تلد ولدا‬
‫فيقول الرب سكه (ل شعكب) أو (ليكس شعكب) وهذا الرمكز الخيك هكو الذي يسكتخمه‬
‫الكاثوليك ومن وافقهم ف تسمية اليهود !!‬
‫فنسبهم باطل وأمهم غي مرحومة وذريتهم ليست شعب ال !!‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الثالث ‪ :‬أن ال سيعيدها إل الرض القدسة للمحاكمة والعقوبة ل للصلح والثوبة ‪:‬‬
‫يقول حزقيال ‪:‬‬
‫((يقول السيد الرب ‪ :‬إن بيد قوية وذراعٍ مبسوطة وغضب مصبوب أملك عليكم‬
‫وأخرجكم من بي الشعوب وأجعكم من الراضي الت شُتّتم فيها بيد قوية وذراعٍ‬
‫مبسوطة وغضبٍ مصبوب ‪ ،‬وآت إل برية الشعوب وأحاكمكم هناك وجها لوجه‬
‫كما حاكمت آباءكم ف برية مصر))‪.‬‬
‫[‪]33-36 : 20‬‬
‫وهذا إحالة إل ما عاقب هم ال به من الت يه أربع ي سنة و ما حل ب م هناك من‬
‫العقوبات التتابعة‪.‬‬

‫ويوضحه ما ف سفر صفينا ‪:‬‬


‫((تكدّسي تكدّسي ‪-‬ف الترجة الخرى ‪ :‬تمّعي تمّعي‪ -‬أيتها المة الت ل حياء لا‬
‫قبل أن تطردوا كالعصافة العابرة ف يوم واحد قبل أن يل بكم اضطرام غضب الرب‬
‫قبل أن يل بكم يوم غضب الرب ! ))‪.‬‬

‫ث يتوجه بالطاب إل الظلومي الستضعفي ف أرض فلسطي ‪:‬‬


‫((التمسوا الرب يا جيع وضعاء ‪-‬ف الترجة الخرى ‪ :‬يا بائسي‪ -‬الرب الذين نفذوا‬
‫حكمه ‪ ،‬التمسوا الب ‪ ،‬التمسوا الضعة فعسى أن تستتروا ف يوم غضب الرب))‪.‬‬
‫[‪]1-3 : 2‬‬
‫وهكذا فاجتماع ها إن ا هو للول غ ضب الرب علي ها ‪ ،‬وحينئذٍ تطرد وتذاد عن‬
‫الرض القد سة ك ما تكون الع صافة ف البيدر ‪ ،‬تذ هب ب ا الرياح كل مكان ‪ ،‬وين جو‬
‫الستضعفون التمسكون ببل ال وتقواه‪.‬‬
‫لكن الطرد ل يعن أنم يستطيعون الفرار بل يلوذ بعضهم به عائدين إل مواطنهم‬
‫الول أو غيها أما الكثرون فمصيهم كما ف حزقيال ‪:‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((من حيث إنكم صرت زغلً فلذلك ها أنذا أجعكم ف وسط أورشليم جع فضة‬
‫وناس وحديد ورصاص وقصدير ‪ ،‬إل وسط كور ‪(-‬كي) (ف الكاثوليكية ‪:‬‬
‫التون)‪ -‬لنفخ النار عليها لسبكها ‪ ،‬كذلك أجعكم بغضب وسخطي وأطرحكم‬
‫وأسبككم فأجعكم فأنفخ عليكم ف نار غضب ‪ ،‬فتسبكون ف وسطها كما تسبك‬
‫الفضة ف وسط الكور ‪ ،‬كذلك تسبكون ف وسطها ‪ ،‬فتعلمون أن أنا الرب سكب‬
‫سخطي عليكم))‪.‬‬
‫[‪]19-22 : 22‬‬

‫…وهذا ما سيكون ف يوم الغضب الت ذكره قريبا‪.‬‬

‫وهنا يأت السؤال ‪:‬‬


‫ما مصي البقية من بن إسرائيل الت تبقى ف الرض بعد يوم الغضب ؟‬
‫ما مصي الشعب الصهيون بعد يوم الغضب ؟‬

‫تدد السفار مصي شعب إسرائيل حي حلول يوم الغضب على النحو التال ‪:‬‬

‫أشعياء يب عن أنم يفنون ويعاقبون إل قليلً منهم ‪:‬‬


‫((ها إن الرب يرب الرض ويدمرها‪ ،‬ويقلب وجهها‪ ،‬ويبدد سكانا‪ ،‬فيكون‬
‫الكاهن كالشعب والسيد كالعبد والسيدة كخادمتها‪ ...‬تدنست الرض تت‬
‫سكانا لنم تعدوا الشرائع ونقضوا الكم ونكثوا العهد البدي‪ ،‬فلذلك أكلت‬
‫اللعنةُ الرض وعوقب الساكنون فيها‪ ،‬ولذلك احترق سكان الرض فبقي نفرٌ‬
‫قليل))‪.‬‬
‫[‪]5-6 ، 1 : 24‬‬

‫وف زكريا تفصيل أكثر إذ يعلهم أثلثا ‪:‬‬


‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((ثلثي منهما يُقطعان ويوتان ‪ ،‬والثلث يبقى فيها ‪ ،‬وأُدخل الثلث ‪-‬الباقي‪ -‬ف‬
‫النار وأمّصهم كمحص الفضة وأمتحنهم امتحان الذهب))‪.‬‬
‫[‪]7-9: 13‬‬

‫أما ف حزقيال فهم كما قال ‪:‬‬


‫((أحرق ثلثا بالنار … وخذ ثلثا واضرب عليهم بالسيف … وذرّ ثلثا للريح))‪.‬‬

‫ث يقول ‪:‬‬
‫((وخذ من ذلك –(أي الثلث الشرد)‪ -‬عددا قليلً وصرّه ف ذيلك وخذ منه‬
‫أيضا وألقه ف وسط النار وأحرقه بالنار ‪ ،‬من هناك ترج نار على كل بيت‬
‫إسرائيل))‪.‬‬
‫[‪]2-4 : 5‬‬

‫ويقول صفنيا ‪:‬‬


‫((وأبقي ف وسطك –(يعن إسرائيل)‪ -‬شعبا وضيعا فقيا ‪ ،‬فتعتصم باسم الرب‬
‫بقية إسرائيل ل يرتكبون الظلم ‪ ،‬ول ينطقون بالكذب ‪ ،‬ول يوجد ف أفواههم‬
‫لسان مكر لنم سيعون ويربضون ول أحد يفزعهم))‪.‬‬
‫[‪]12-13 : 3‬‬

‫هذه البقية الؤمنة يصفها أشعياء ‪:‬‬


‫((تصي الدن خرابا بغي ساكن والبيوت بغي إنسان … وإن بقي فيها العشر من‬
‫بعد فإنا تعود وتصي إل الدمار ولكن كالبطمة والبلوطة الت بعد قطع أغصانا‬
‫يبقى جذع فيكون جذعها زرعا مقدسا))‪.‬‬
‫[‪]13 : 6‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ل خلف بين نا وب ي ال صوليي ف أن سكان إ سرائيل اليوم من اليهود كفار ل يس‬


‫بينهم معتصمب ال ول مقدّس ‪ ،‬ولكن الصوليي يقولون إنه وفقا لذه النبوءات سوف‬
‫يؤمن اليهود بالسيح عند نزوله فتكون تلك البقية القدسة‪.‬‬

‫أما نن فنقول ‪:‬‬


‫حي يسترد السلمون القدس ويدمرون الرجس تتحقق هذه النبوءات ‪ ،‬فمن اليهود‬
‫من يُقتل‪ ،‬ومنهم من يفر ويتشتت ف الرض ‪ ،‬ومنهم من يبقى فيدخل ف عهدنا وذمتنا‬
‫ويرعى ول يفزعه أحد ‪ ،‬ومنهم من يسلم وجهه ل ويهتدي وهو البقية القدسة‪.‬‬
‫ومكن البقيكة التك تفكر ومكن اليهود الذيكن ل يأتوا إل فلسكطي أصكلً تكون البقيكة‬
‫الخية ال ت تت بع الدجال ف آ خر الزمان ‪ ،‬وح ي ينل عي سى ل يكون هناك ثل ثة‬
‫أثلث ‪ ،‬بل نصفان ‪ :‬نصفٌ يُقتل ضمن القتولي من جيش الدجال ‪ ،‬ونصفٌ ُيسْلِم مع‬
‫عي سى ل نه ك ما ث بت عند نا بال ب ال صادق ي ضع الز ية ول يق بل إل ال سلم أو‬
‫السيف‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫يوم غضب الرب‬ ‫‪12‬‬

‫كيف يل يوم غضب ال وتنكزل العقوبة على دولة الرجس والظلم والعدوان‬
‫"إسرائيل" ‪:‬‬
‫تدثنا السفار بوضوح عن هذه المور ‪-:‬‬
‫‪-1‬صفات اليش النتصر‪.‬‬
‫‪-2‬انيار اليش الصهيون‪.‬‬
‫‪-3‬مصي اللفاء الستراتيجيي للدولة الصهيونية‪.‬‬
‫وف ثنايا كل سياق تتكرر أسباب العقوبة والراب ‪:‬‬
‫((الشرك بال والكفر برسله والتمرد على أمره ‪ ،‬سفك الدم البيء ‪ ،‬والظلم‬
‫والعدوان ‪ ،‬الكر والغش والغدر ‪ ،‬الفواحش ‪ ،‬اضطهاد البائس والرملة))…إل‪.‬‬
‫يبدأ الز من الديد بإعلن الهاد والرجو أن تكون هذه النتفاضة هي بدايته‬
‫فإن ل تكن فهي بل شك تهيد له‪ .‬فلبد أن يعلن وأن تسقط الشعارات الخرى‪.‬‬

‫لقد وضع ناشرو الكتاب القدس عنوان ((الزمن الديد ويوم الرب)) لا جاء ف‬
‫سفر يوئيل عن تصور هذا اليوم العظيم ‪ ،‬الذي يبدأ بأن يتداعى جند ال للجهاد‬
‫‪-‬بل إن السفر نفسه يدعو ويض‪ -‬ولنه ف الغالب جهاد شعوب ل تلك‬
‫الطائرات والعتاد الثقيل ‪ ،‬بل أكثرهم ل يلك من الديد إل أدوات الفلحة ‪ ،‬ولن‬
‫بعضهم أو أكثرهم من شعوب فقية ‪ ،‬اصطلت بني الحتكار الرأسال والربا‬
‫اليهودي والتسلط الستبدادي والصار المريكي ‪ ..‬فهم ضعاف البنية ‪ ،‬ويداخلهم‬
‫لجل ذلك شيء من التخوف ‪ ،‬فالعدو جيش نووي قوي ووراءه بالطبع قوى عالية‬
‫حاشدة – لن ذلك كله واقع تأت البشرى لتنفض الوهن وتشحذا لعزائم ‪:‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((أعلنوا حربا مقدسة‬


‫وأنضوا البطال‬
‫وليتقدم رجال القتال ويصعدوا‬
‫اطرقوا ماريثكم سيوفا‬
‫ومناجلكم رماحا‬
‫وليقل الضعيف ‪ :‬إن بطل‬
‫اسرعوا وهلموا‬
‫يا جيع المم من كل ناحية‬
‫واجتمعوا هناك))‪.‬‬
‫[‪]11 – 9 : 4‬‬
‫هكذا ‪ :‬جهاد وتو كل ‪ ،‬إعداد ب سب ال ستطاعة ‪ ،‬ل ا ستجداء لل سلح من أعداء‬
‫ال‪.‬‬

‫أما سفر أرمياء فيحث على مسابقة الزمن وتدمي دولة الترف ومتمع العنف ‪:‬‬
‫((أعلنوا عليها حربا مقدسة‬
‫قوموا نصعد عند الظهية‬
‫ويل لنا فإن النهار قد مال‬
‫وظلل الساء قد امتدت‬
‫قوموا نصعد ف الليل‬
‫وندم قصورها‬
‫فإنه هكذا قال رب القوات‬
‫إقطعوا خشبا واركموا على أورشليم مردوما‬
‫هذه هي الدينة الت ستفتقد‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫الت ليس فيها إل ظلم‬


‫كما أن البئر تنبع مياهها‬
‫فكذلك هي تنبع شرها‬
‫فيها يسمع بالعنف والنهب‬
‫وأمامي كل حي مرض وضربة))‬

‫[‪]7 – 4 : 5‬‬
‫((هوذا شعب مقبل من أرض الشمال‬
‫وأمة عظيمة ناهضة من أقاصي الرض‬
‫قابضون على القوس والربة‬
‫قساة ل يرحون‬
‫صوتم كهدير البحر‬
‫وعلى اليول راكبون مصطفون‬
‫كرجل واحد للمعركة‬
‫ك يا بنت صهيون))‬‫ضدّ ِ‬
‫[‪]23 ، 22 : 6‬‬
‫ولن السؤال يظل واردا بإلاح ‪ :‬أين اليش الذي ل يقهر ؟ أين جيش الراب‬
‫التسمي بيش الدفاع ؟! ييب سفر أشعياء جوابا قطعيا متوما ناسخا ل منسوخا‪.‬‬
‫بأن الرب ناداه ‪:‬‬
‫((فهل ّم الن واكتب ذلك على لوح أمامهم‬
‫وارسه ف سفر‬
‫ليكون لليوم الخي‬
‫دائما وللبد !‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫با أنكم نبذت هذه الكلمة‬


‫وتوكلتم على الظلم واللتواء !‬
‫واعتمدت عليها‬
‫لذلك يكون هذا الث لكم‬
‫كصدع يصل فيتضخم ف سور عالٍ‬
‫فيحدث اندامه بغتة على الفور‬
‫فينهدم مثل إناء الزّافي‬
‫الذي يسحق بغي رفق‬
‫فل يوجد ف مسحوقه شقفة‬
‫لخذ نار من الوقد !!‬
‫أو لغرف ماء من الب !!‬
‫‪......................‬‬
‫ألف معا تاه تديد واحد !!‬
‫وتاه تديد خسة تربون !!‬
‫حت تتركوا كسارية على رأس البل‬
‫وكراية على التلة))‪.‬‬
‫[‪]17 ، 14 ، 12 ، 8 : 30‬‬
‫ويؤكد سفر عاموس ذلك ‪:‬‬
‫((قد أتت النهاية لشعب إسرائيل‬
‫فل أعود أعفو عنه‬
‫فتصي أغان القصر ولوالً‬
‫ف ذلك اليوم ‪ ،‬يقول السيد الرب‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وتكثر الثث‬
‫وتلقى ف كل مكان بصمت))‪.‬‬
‫[‪]3 ، 2 : 8‬‬
‫أما صفات الجاهدين وبسالتهم فيسها يؤئيل ف صورة بيانية بديعة ‪-:‬‬
‫((كما ينتشر الفجر على البال‬
‫شعب كثي مقتدر‬
‫ل يكن له شبيه منذ الزل‬
‫ولن يكون له من بعد‬
‫إل سن جيل وجيل‬
‫‪...................‬‬
‫قدامه النار تأكل‬
‫وخلفه اللهيب يرق‬
‫قدامه الرض كجنة عدن‬
‫وخلفه قفر وخراب‬
‫ول ينجو منه شيء‬
‫كمنظر اليل منظره‬
‫ومثل الفرسان يسرعون‬
‫كصوت الركبات‬
‫على رؤوس البال يقفزون‬
‫كصوت ليب النار الكلة القش‬
‫وكشعب مقتدر مصطف للقتال‬
‫من وجهه يرتعد الشعوب‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وجيع الوجوه قد شحبت‬


‫كالبطال يسرعون‬
‫وكرجال الرب يتسلقون السور‬
‫وكل منهم يسي ف طريقه‬
‫ول ييد عن سبله‬
‫ول يزاحم أحد أخاه‬
‫بل يسيون كل واحد ف طريقه‬
‫ومن خلل السهام يهجمون‬
‫ول يتبددون‬
‫يثبون إل الدينة‬
‫ويسرعون إل السور‬
‫ويصعدون إل البيوت‬
‫ويدخلون من النوافذ))‪.‬‬
‫[‪]9 – 2 : 2‬‬
‫‪...‬‬
‫ويصفها أشعياء هكذا ‪:‬‬
‫((فيفع راية لمة بعيدة‬
‫ويصفر لا من أقصى الرض‬
‫فإذا با مقبلة بسرعة وخفة‬
‫ليس فيها منهك ول عاثر‬
‫لتنعس ول تنام‬
‫ول يل حزام حقويها‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫ول يفك رباط نعليها‬


‫سهامها مددة‬
‫وجيع قسيها مشدودة‬
‫تسب حوافر خيلها صوانا‬
‫ومركباتا إعصارا‬
‫لا زئي كاللبؤة‬
‫وهي تكزأر كالشبال‬
‫وتزمر وتسك الفريسة‬
‫وتطفها وليس من ينقذ‬
‫فتزمر عليه ف ذلك اليوم كزمرة البحر‬
‫وتنظر إل الرض فإذا بالظلم والضيق‬
‫وقد أظلم النور ف غمام حالك))(‪.)26‬‬
‫[‪]26-30 : 5‬‬
‫أما السرى الصهاينة فتحدد السفار مصيهم هكذا ‪:‬‬
‫ف سفر التثنية ‪:‬‬
‫((ويردك الرب إل مصر ف سفن ف الطريق الت قلت لك ل تعد تراها فتباعون‬
‫هناك لعدائك عبيداَ وإماءً وليس من يشتري))‪.‬‬

‫‪ )(26‬وقد نقل شيخ السلم عن ابن قتيبة وابن ظفر ( الواب الصحيح‬
‫‪ ) 5/258‬أول هذه البشارة وقالوا إنا ف أمة ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫لكن قالوا إن ذلك ف الج‪ .‬وهذا إن صدق على أولا فآخرها ف الهاد‬
‫قطعا‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫[‪]68 : 28‬‬
‫ويوضحه ما ف أرمياء ‪:‬‬
‫((هاأنذا أحاكمك على قولك ل أخطئ ‪ ..‬إنك تزين من مصر كما خزيت من‬
‫آشور))‬

‫[‪]36 ، 35 : 2‬‬
‫((أعبدٌ إسرائيل أم هو مولود بيت ‪ ،‬عليه زأرة الشبال وأطلقت أصواتا وجعلت‬
‫أرضه دمارا ‪ ،‬ومدنه احترقت بل ساكن فيها وبنو نوف وتفنحيس ‪-‬مدينتان‬
‫مصريتان معروفتان ف ذلك الوقت‪ -‬أيضا حلقوا هامتك))‪.‬‬
‫[‪]14-16 : 2‬‬
‫لشك أن الجاهدين سيكونون من كل بلد السلم ولكن التبكيت والزي بصر‬
‫له دللته‪ ،‬فهي الت أخرجوا منها أول عهدهم حي أناهم ال من العبودية لل فرعون ‪،‬‬
‫والن بسبب ردتم ‪-‬الت صرح با السفر مرارا‪ -‬سيعادون إليها عبيدا‪ ،‬لكن ل أحد‬
‫يشتري هذه الرة‪ !..‬لاذا‪..‬؟ لنم رجس‪!..‬‬
‫فهم يملون ف أبدانم فيوسات اليدز ‪ ،‬ويملون ف قلوبم القد والغدر ‪ ،‬فل‬
‫يريدهم أحد ولو عبيدا وإماءً‪.‬‬
‫و ف التاه القا بل وفي ما يش به الن فخ ف ال صور يعود اللجئون الفل سطينيون إل‬
‫ديارهكم ويتداعكى السكلمون بعكد العرككة الككبى والنصكر العظيكم إل الرض البارككة‬
‫للزيارة والعتكاف ‪ ،‬ولسيما من العراق ومصر‪.‬‬

‫يقول أشعياء ‪:‬‬


‫((ف ذلك اليوم يدوس الرب قمحه من مرى النهر إل وادي مصر ‪ ،‬وأنتم‬
‫تلقطون واحدا فواحدا يا بن إسرائيل‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وف ذلك اليوم ينفخ ف بوق عظيم ويأت الالكون ف أرض آشور والنفيون ف‬
‫أرض مصر ويسجدون للرب ف جبل القدس ف أورشليم))‪.‬‬
‫[‪]13 ، 12 : 27‬‬
‫أما العراق فلن ال قد فك عنهم الصار الذي أهلكهم وأجهدهم !‬
‫وأما مصر فلنا تشعر بالرج البالغ بسبب كامب ديفيد !‬
‫أما مصي الليف الستراتيجي فقد سبق ما يهد لكه ف الكلم عن نبوءة دانيال‬
‫فهناك اتفق نا ن ن و هم على أن المباطور ية الرومان ية الديدة هي ذلك الل يف ول كن‬
‫لن الذين كتبوا عن النبوءات قبل قيام دولة إسرائيل فسروا بابل الديدة بأنا القدية أي‬
‫أن النبوءة قد مضت ‪-‬أو فسروها بأنا "روما" مقر الكنيسة الكاثوليكية ‪ ،‬ولن الذين‬
‫كتبوا ب عد قيام دولة الر جس أغفلوا هذا بل هم يزعمون أن عظ مة أمري كا وقوت ا هو‬
‫ببكة نصرتا لسرائيل‪ -‬لجل ذلك ضاعت القيقة عن مصي هذا الليف الجرم‪.‬‬

‫فلنذكر نن ما قالت السفار عن وصفه ومصيه ‪:‬‬


‫‪ -)1‬ياطب سفر أشعياء دولة الرجس قائلً ‪:‬‬
‫((إذا صرختِ فلتنقذك مموعاتك لكن الريح سترفعها جيعا والنسيم يذبا أما‬
‫الذي يعتصم ب فيملك الرض ويرث جبل قدسي))‪.‬‬
‫[‪]13-14 : 57‬‬
‫وف الترجة الخرى ‪:‬‬
‫((ولكن الريح تملهم كلهم تأخذهم نفخة أما التوكل عليّ فيملك الرض‬
‫ويرث جبل قدسي))‪.‬‬
‫ويذكرهم قائلً ‪:‬‬
‫((إذا مد الرب يده عثر الناصر وسقط النصور وفنوا كلهم جيعا))‬

‫[‪]3 : 13‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪ -)2‬يصف أرمياء حال بابل الديدة قائلً ‪:‬‬


‫((كيف كسرت وحطّمت مطرقة الرض بأسرها ؟ كيف صارت بابل دهشا عند‬
‫ك فخا فأُخذتِ يا بابل ول تشعري ‪ ،‬لقد وجدتِ نقيضي عليكِ‬ ‫المم ‪ ،‬نصبتُ ل ِ‬
‫لنك تديتِ الرب))‪.‬‬
‫[‪]23-24 : 50‬‬
‫ويصفها بأنا ‪:‬‬
‫((اعتدّت بنفسها على الرب ‪ ))...‬ويقول ‪:‬‬
‫((ها أنذا عليك أيها العتداد بالنفس‪ ..‬لنه قد أت يومك وقت افتقادك ‪ ،‬سيعثر‬
‫العتداد بالنفس ويسقط وليس أحد ينهضه وأوقد نارا ف مدنه فتلتهم كل ما‬
‫حوله))‪.‬‬
‫[‪]32 – 31 ، 29 : 50‬‬
‫ومن أوصافها فيه ‪-:‬‬
‫أ – هي ((كأس ذهب بيد الرب ‪ ،‬تسكر كل الرض ‪ .‬من خرها شربت‬
‫المم ولذلك فقدت رشدها))‪.‬‬
‫[‪]7 : 51‬‬
‫ب‪(( -‬قائمة على الياه الغزيرة)) و ((كثية الكنوز))‪.‬‬
‫[‪]13 : 51‬‬
‫ج‪ -‬هي خليط من الشعوب ولذلك هم عند بداية يوم غضب ال عليها ينصح‬
‫بعضهم بعضا ‪(( :‬اهجروها ولنذهب كل واحد إل أرضه فإن الكم عليها بلغ‬
‫أعلى السموات ورفع إل الغيوم))‪.‬‬
‫[‪]9 : 51‬‬
‫‪ -)3‬يذكر أشعياء أن العقوبة ف يوم الغضب ل تتص بالرجسة وحدها بل ‪:‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫((ف ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد ‪ ،‬لوياثان الية الاربة‪،‬‬
‫ولوياثان الية اللتوية ويقتل التني الذي ف البحر))‪.‬‬
‫لقد حار شراحهم ف تفسي ذلك ‪ ،‬ولكن التأمل ف قيام رجسة الراب يد أن ثلث‬
‫حيات أنشأتا ‪-:‬‬
‫‪-1‬اليكة الاربكة التك أعطكت وعكد بلفور وهيأت للعصكابات الصكهيونية ثك هربكت‬
‫(بريطانيا)‪.‬‬
‫‪-2‬الية اللتوية الت التفت على الرض القدسة وهي دولة صهيون‪.‬‬
‫‪-3‬التن ي أو ال ية العظ مى ال ت ف الب حر ‪-‬إذ ف الب حر حاملت طائرات ا ومدمرات ا‬
‫لرهاب السلمي‪ -‬وهي أمريكا !!‬
‫ويؤيد ما سبق (ص ‪ 62‬و ‪ )67‬عن الوحش وأن التني هو الذي يعطيه القدرة‬
‫واللك‪.‬‬
‫إن الشراح البوت ستانت ‪-‬وإلي هم تنت مي الدر سة ال صولية‪ -‬يف سرون با بل بأن ا‬
‫الكنيسة الكاثوليكية ف آخر الزمان ‪-‬أي منذ بضعة قرون إل نكزول السيح‪ -‬ويؤولون‬
‫صفات بابل الديدة الواردة آنفا بأنا مدينة روما ويتنبأون بلكها‪.‬‬
‫والقيقكة أن هذا الوصكف ل ينطبكق على مدينكة ضالة فك تدينهكا بكل هكو على‬
‫إمباطور ية ضالة ف غطر ستها وتدي ها لالق ها اعتدادا بقوت ا وهيمنت ها ‪ ،‬ولذلك ف من‬
‫ال سهل علي نا إثبات خ طأ " بيت كز " ف شرح سفر الرؤ يا ‪ ،‬وذلك بذ كر ال صفات ال ت‬
‫ذكرها هو نقلً عن السفر ‪-:‬‬
‫‪((-1‬الزانية العظيمة الالسة على الياه الكثية الت زن معها ملوك الرض وسكر كل‬
‫سكان الرض من خر زناها)) (ص ‪.)245‬‬
‫‪((-2‬الياه الت رأيت حيث الزانية جالسة هي ‪ :‬شعوب وجوع وأمم وألسنة)) (ص‬
‫‪.)245‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫‪-3‬بعد تدميها ((يبكي تار الرض وينوحون عليها لن بضائعهم ل يشتريها أحد‬
‫فيما بعد ‪ ،‬بضائع من الذهب والفضة والجر الكري واللؤلؤ والبز والرجوان‬
‫والرير والقرمز ‪..‬والعاج والشب والنحاس والديد والقرفة والبخور والطيب‬
‫والرد والزيت والنطة والبهائم غنما وخيلً ومركبات‪ ...‬كل هذه البضائع‬
‫تارها سيقفون من بعيد من أجل خوف عذابا يبكون وينوحون ‪ ،‬ويقولون ويل !‬
‫ويل ! ‪ ...‬خربت ف ساعة واحدة ! (انظر ‪ :‬ص ‪.) 260-259‬‬

‫إنا دولة الرفاهية والتجارة العالية والشركات العملقة ‪..‬فأين روما من هذا ؟‬
‫ث يقول السفر ‪-:‬‬
‫((رفع ملك واحد قوي حجرا كرحى عظيمة ورماه ف البحر قائلً ‪ :‬هكذا بد ْفعٍ‬
‫سترمى بابل الدينة العظيمة ولن توجد فيما بعد )) (ص ‪.)262‬‬

‫ويقول ‪:‬‬
‫((لن تارك كانوا عظماء الرض إذ بسحرك ضلت جيع المم وفيها وجد دم‬
‫(أتباع) أنبياء وقديسي وجيع من قتل على الرض )) (ص ‪.)263‬‬
‫وحينئذٍ كما يقول السفر ‪ :‬تلل الشعوب ويهلل من ف السماء قائلي ‪:‬‬

‫((الجد والكرامة والقدرة للرب إلنا لن أحكامه حق وعادلة إذ قد دان الزانية‬


‫العظيمة الت أفسدت الرض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها)) (ص ‪.)263‬‬

‫إذن ليست روما ولكنها أمريكا وعقوبتها ف السفار إما ربانية "رياح " كما سبق‬
‫أو إعصار ((كيف صارت بابل دهشا بي الشعوب ؟ طلع البحر على بابل فغمرها بدير‬
‫أمواجه ‪ ،‬وصارت مدنا دمارا ‪ .‬أرضا قاحلة مقفرة…))‪.‬‬
‫[أرمياء ‪]43-42 : 51‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫وف دانيال ومتّى "زلزل وأوبئة" على الرض ولبابل ‪-‬بل ريب‪ -‬النصيب الوفر منها!!‬
‫‪..‬وإما بشرية يرسلها ال ‪:‬‬

‫((أيتها القائمة على الياه الغزيرة الكثية الكنوز ‪ ،‬قد حان أجلكِ ‪ ،‬بنفسه أقسم‬
‫رب القوات ‪ :‬أملك رجالً كالنادب فيصيحون عليك بتاف النتصار ؟ هو‬
‫الذي صنع الرض بقوته وثبّت الدنيا بكمته))‪.‬‬
‫‪]14-13 :‬‬ ‫[نفسه ‪51‬‬
‫ف ما هتاف النت صار الذي ينشده ج ند ال ب عد تدم ي رج سة الراب يقينا أو ب عد‬
‫تدمي أمريكا غالبا ‪:‬‬
‫إنه هتاف عجيب يورده أشعياء ‪:‬‬
‫((استيقظي استيقظي‬
‫البسي عزك يا فلسطي ‪-‬ف الصل صهيون‪-‬‬
‫البسي ثياب فخرك يا أورشليم‬
‫يا مدينة القدس‬
‫فإنه ل يعود يدخلك أقلف ول نس‬
‫انفضي الغبار عنك‬
‫قومي اجلسي يا أورشليم‬
‫حُلّت قيود عنقك‬
‫أيتها السية))‪.‬‬
‫[‪]1-2 : 52‬‬
‫ويت ال على عباده الؤمني الذين يفرحون بنصره قائلً ‪:‬‬
‫((لن حينئذٍ أجعل للميي (ف الصل الشعوب) شفة نقية (ل شفة نسة كشفة‬
‫إسرائيل) ليدعو جيعا باسم الرب وليعبدوه كتفا على كتف))‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫[صفيناء ‪]9 : 3‬‬


‫يعلم الناس عامتة وأهتل الكتاب خاصتة أنته متا متن أمتة تعبتد ال كتفا على كتتف كالبنيان‬
‫المرصوص إل أمة السلم‪ .‬وهم أطهر الناس شفة وحسب شفاههم طهارة أنها ل تسب ال فتقول إن‬
‫له ابنا أو إنه يجهل وينسى ويندم ‪-‬تعالى ال عما يقول المشركون علوا كبيرا‪.-‬‬
‫‪46‬‬
‫انـتـفـاضـة رجـب‬

‫فسيقولون متى هو ؟‬
‫قل عسى أن يكون قريباً‬

‫بقي السؤال الخي والصعب ‪ :‬مت يل يوم الغضب ومت يدمر ال رجسة الراب‬
‫ومت تفك قيود القدس وتعود لا حقوقها ؟‬
‫إن الجابكة قكد سكبقت ضمنا فحيك حدد دانيال الدة بيك الكرب‬
‫والفرج وبي عهد الضيقة وعهد الطوب كانت كما سبق ‪ 45‬سنة !!‬
‫وقد رأينا أن تديده قيام دولة الرجس كان سنة ‪ 1967‬م وهو ما قد‬
‫وقع وعليه فتكون النهاية أو بداية النهاية سنة (‪2012 = )45 + 1967‬م‬
‫أي سنة (‪1433 = )45+1387‬هك‪.‬‬
‫و هو ما نر جو وقو عه ول نزم – إل إذا صدقه الواقكع ‪ -‬لككن لو‬
‫دخل معنا الصوليون ف رهان كما دخلت قريش مع أب بكر الصديق‬
‫بشأن الروم فسكوف يسكرون قطعا وبل أدنك ريكب وبدون أن نلتككزم‬
‫بتحديد سنة معينة !!‬

You might also like