You are on page 1of 33

‫العلقات المصرية – السرائيلية‪ ..

‬سيناريوهات ما‬
‫* بعد مبارك‬
‫في دراسة يبدو استعراضها هاما لمعرفة التفكير‬
‫الستراتيجي السرائيلي تجاه مصر‪ ،‬ورؤية بعض‬
‫الدوائر الكاديمية والبحثية السرائيلية لمستقبل‬
‫العلقات بين مصر وإسرائيل‪ ،‬والحتمالت‬
‫المختلفة لتطور هذه العلقة مستقبليا‪ ،‬يقدم‬
‫المحلل السرائيلي إيهود عيلم‪ ،‬سيناريوهات‬
‫مختلفة قد تؤثر سلبيا على مستقبل العلقة بين‬
‫‪.‬الطرفين‬
‫فالسرائيليون ورغم مرور قرابة ثلثين عاما على‬
‫توقيههع اتفاقيههة للسههلم مههع مصههر‪ ،‬ل يزال لديهههم‬
‫شكوك في بقاء المور في مصر على حالها‪ ،‬ويبدو‬
‫أنههم يخططون لليام القادمهة‪ ،‬والتهي قهد ل تحمهل‬
‫لههم أمل جديدا فهي تحول هذه التفاقيهة إلى سهلم‬
‫مسههتقر ل يمههع نشوب صههدامات وربمهها مواجهات‬
‫‪.‬عسكرية بين الجانبين‬
‫وقهد ركهز كاتهب الدراسهة بالسهاس على مسهتقبل‬
‫العلقات بيههههن مصههههر وإسههههرائيل‪ ،‬منوها ً إلى أن‬
‫الهدف ههو البحهث عهن العناصهر السهاسية التهي مهن‬
‫شأنهها أن تؤدي إلى إلغاء معاهدة السهلم أو حدوث‬
‫‪.‬صدام عسكري بين إسرائيل ومصر‬
‫ويمكهههن اسهههتعراض هذه الدراسهههة فهههي المحاور‬
‫التالية‪:‬ه‬
‫أول‪ :‬العلقات المصرية – السرائيلية في الوقت‬
‫الراهن‬
‫أثبت اتفاق السلم الموقع بين مصر وإسرائيل أنه‬
‫مستقر من الناحية الستراتيجية‪ ,‬حيث أدت مسألة‬
‫نزع السهلح مهن سهيناء إلى تقليهل إمكانيات حدوث‬
‫مفاجآت‪ ,‬لكههن ذلك ل يعنههي أن مسههألة وقوع حرب‬
‫‪.‬بين إسرائيل ومصر لم تعد قائمة‬
‫وإذا كان لهذا التفاق ثماره المتمثلة فهههههههي إنهاء‬
‫حالة الحرب بين البلدين‪ ،‬وهو ما يعد بمثابة مكسب‬
‫حيوي لسههههرائيل‪ ,‬فضل عههههن تمهيههههد الطريههههق‬
‫للمفاوضات بيهن إسهرائيل ودول عربيهة أخرى مثهل‬
‫توقيع الردن لتفاق سلم مماثل في العام ‪،1994‬‬
‫وقيام مصههر بلعههب دور الوسههيط بيههن إسههرائيل‬
‫والفلسطينيين؛ فإن التفاق ذاته تعرض للعديد من‬
‫الزمات‪ ،‬بدءا مههن ضههم إسههرائيل لهضبههة الجولن‬
‫السهورية كاملة وشهن هجوم على المفاعهل النووي‬
‫العراقههي فههي عام ‪ ,1981‬وشههن حرب على لبنان‬
‫في عام ‪ ,1982‬ثم اندلع المواجهات بين إسرائيل‬
‫والفلسهطينيين‪ ,‬وههي المواجهات التهي كان لهها أن‬
‫تزداد لول تدخهل مصهر ضهد إسهرائيل بشكهل واضهح‬
‫ضهد العمليات العسهكرية التهي تشنهها إسهرائيل ضهد‬
‫‪.‬الفلسطينيين‬
‫لقد تولدت العلقات بين البلدين نتيجة لرغبة مصر‬
‫في التمسك باتفاق السلم مع إسرائيل‪ ,‬لكن دون‬
‫الدخول فهي علقات اقتصهادية وثقافيهة وسهياحية‪,‬‬
‫ال مر الذي ج عل هذا ال سلم "باردا"‪ .‬و مع ذلك فإن‬
‫ثمهة عوامهل تخهص الجانهب المصهري قهد تؤدي إلى‬
‫‪:‬تقويض التفاق‪ ،‬ومن ضمنها‬
‫طيلة السهههنوات الماضيهههة سهههار لدى الجانهههب ‪1.‬‬
‫المصههري إحسههاس بأن إسههرائيل تسههعى مههن أجههل‬
‫الهيمنهههة على المنطقهههة‪ .‬وإذ‪ 1‬كان مهههن الصهههعب‬
‫واقعيها على إسهرائيل أن تنافهس مصهر فهي الهيمنهة‬
‫على العالم العربهي‪ ,‬لكهن تعلم الدول العربيهة جيدا‬
‫‪.‬القوة التي عليها إسرائيل وكونها قوة إقليمية‬
‫على الصهعيد العسهكري (ورغهم نتائج حرب لبنان ‪2.‬‬
‫الثانيههة فههي يوليههو ‪ )2006‬ل تزال إسههرائيل الدولة‬
‫القوى فهي منطقهة الشرق الوسهط‪ ,‬خاصهة وأنهها‬
‫‪.‬تحتكر القوة النووية‬
‫على الرغههم مههن قيام الوليات المتحدة بدعههم ‪3.‬‬
‫مصههر وتقديههم المسههاعدة لههها‪ ,‬إل أن إسههرائيل ل‬
‫زالت مصههرة على أن يكون لههها القوة الكههبر فههي‬
‫‪.‬المنطقة‬
‫على الرغهم مهن ضعهف مكانهة الوليات المتحدة ‪4.‬‬
‫المريكيهة فهي منطقهة الشرق الوسهط‪ ,‬إل أنهها ل‬
‫زالت تمتلك قدرا كههههبيرا مههههن القوة‪ ,‬وكذلك فإن‬
‫مسهألة علقاتهها الوطيدة مهع إسهرائيل تظهل أمرا‬
‫‪.‬مقلقا لمصر والعرب‬
‫قوة القتصههاد السههرائيلي نسههبيا يضيههف لتههل ‪5.‬‬
‫أبيب قدر من القوة ويدعم من مكانتها في منطقة‬
‫‪.‬الشرق الوسط‬
‫ترى مصهر ذاتهها دولة رائدة فهي المنطقهة‪ ,‬وأي ‪6.‬‬
‫تطور ل سرائيل قد يكون على ح سابها‪ ،‬ال مر الذي‬
‫‪.‬يجعلها تحفز من خطها للعمل ضد إسرائيل‬
‫تبدي مصههر قدرا مههن الهميههة للتمسههك باتفاق ‪7.‬‬
‫السههلم مههع إسههرائيل بسههبب الحفاظ على قوتههها‬
‫وكذلك من أجل الحفاظ على علقاتها مع الوليات‬
‫المتحدة‪ ,‬لكنههها فههي ذات الوقههت ترى وجوب منههع‬
‫إسرائيل من محاولت استغلل قوتها في إملء ما‬
‫تريده على العالم العربهي بوجهه عام وعليهها بوجهه‬
‫خاص‪ ،‬ولهذا تسعي بقدر المكان للتقليل من حجم‬
‫العلقات معها‬
‫العلقات المصرية – السرائيلية‪ ..‬سيناريوهات ما بعد‬
‫* مبارك‬
‫إيهود عيلم‬
‫ترجمة ‪ -‬أحمد الغريب‬

‫"‪ FPRIVATE "TYPE=PICT;ALT=Image‬‬

‫خليفة مبارك‪ ..‬هاجس إسرائيلي‬


‫في دراسة يبدو استعراضها هاما لمعرفة التفكير‬
‫الستراتيجي السرائيلي تجاه مصر‪ ،‬ورؤية بعض‬
‫الدوائر الكاديمية والبحثية السرائيلية لمستقبل‬
‫العلقات بين مصر وإسرائيل‪ ،‬والحتمالت المختلفة‬
‫لتطور هذه العلقة مستقبليا‪ ،‬يقدم المحلل‬
‫السرائيلي إيهود عيلم‪ ،‬سيناريوهات مختلفة قد تؤثر‬
‫‪.‬سلبيا على مستقبل العلقة بين الطرفين‬
‫فالسههرائيليون ورغههم مرور قرابههة ثلثيههن عامهها على‬
‫توقيهع اتفاقيهة للسهلم مهع مصهر‪ ،‬ل يزال لديههم شكوك‬
‫فههي بقاء المور فههي مصههر على حالههها‪ ،‬ويبدو أنهههم‬
‫يخططون لليام القادمهة‪ ،‬والتهي قهد ل تحمهل لههم أمل‬
‫جديدا فههي تحول هذه التفاقيههة إلى سههلم مسههتقر ل‬
‫يمههع نشوب صههدامات وربمهها مواجهات عسههكرية بيههن‬
‫‪.‬الجانبين‬
‫وقههد ركههز كاتههب الدراسههة بالسههاس على مسههتقبل‬
‫العلقات بين مصر وإسرائيل‪ ،‬منوها ً إلى أن الهدف هو‬
‫البحث عن العناصر الساسية التي من شأنها أن تؤدي‬
‫إلى إلغاء معاهدة السهلم أو حدوث صهدام عسهكري بيهن‬
‫‪.‬إسرائيل ومصر‬
‫ويمكن استعراض هذه الدراسة في المحاور التالية‪:‬ه‬
‫أول‪ :‬العلقات المصههرية ههه السههرائيلية فههي الوقههت‬
‫الراهه هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههن‬
‫ثانيهها‪ :‬العناصههر الداخليههة فههي مصههر كمحدد لمسههتقبل‬
‫العلقات‬
‫ثالثهها‪ :‬العناصههر الخارجيههة القليميههة كمحدد لمسههتقبل‬
‫العلقات‬
‫رابعا‪ :‬ملخص عام‬
‫أول‪ :‬العلقات المصرية – السرائيلية في الوقت‬
‫الراهن‬
‫أثبهت اتفاق السهلم الموقهع بيهن مصهر وإسهرائيل أنهه‬
‫مستقر من الناحية الستراتيجية‪ ,‬حيث أدت مسألة نزع‬
‫السلح من سيناء إلى تقليل إمكانيات حدوث مفاجآت‪,‬‬
‫لكهن ذلك ل يعنهي أن مسهألة وقوع حرب بيهن إسهرائيل‬
‫‪.‬ومصر لم تعد قائمة‬
‫وإذا كان لهذا التفاق ثماره المتمثلة فهههههي إنهاء حالة‬
‫الحرب بيهن البلديهن‪ ،‬وههو مها يعهد بمثابهة مكسهب حيوي‬
‫لسهرائيل‪ ,‬فضل عهن تمهيهد الطريهق للمفاوضات بيهن‬
‫إسهرائيل ودول عربيهة أخرى مثهل توقيهع الردن لتفاق‬
‫سهلم مماثهل فهي العام ‪ ،1994‬وقيام مصهر بلعهب دور‬
‫الوسههيط بيههن إسههرائيل والفلسههطينيين؛ فإن التفاق‬
‫ذاتهه تعرض للعديهد مهن الزمات‪ ،‬بدءا مهن ضهم إسهرائيل‬
‫لهضبههههة الجولن السههههورية كاملة وشههههن هجوم على‬
‫المفاعهل النووي العراقهي فهي عام ‪ ,1981‬وشهن حرب‬
‫على لبنان فههي عام ‪ ,1982‬ثههم اندلع المواجهات بيههن‬
‫إسههرائيل والفلسههطينيين‪ ,‬وهههي المواجهات التههي كان‬
‫لها أن تزداد لول تدخل مصر ضد إسرائيل بشكل واضح‬
‫ضههد العمليات العسههكرية التههي تشنههها إسههرائيل ضههد‬
‫‪.‬الفلسطينيين‬
‫لقد تولدت العلقات بين البلدين نتيجة لرغبة مصر في‬
‫التمسك باتفاق السلم مع إسرائيل‪ ,‬لكن دون الدخول‬
‫فهي علقات اقتصهادية وثقافيهة وسهياحية‪ ,‬المهر الذي‬
‫جعههل هذا السههلم "باردا"‪ .‬ومههع ذلك فإن ثمههة عوامههل‬
‫تخهص الجانهب المصهري قهد تؤدي إلى تقويهض التفاق‪،‬‬
‫‪:‬ومن ضمنها‬
‫طيلة السهنوات الماضيهة سهار لدى الجانهب المصهري ‪1.‬‬
‫إحسهاس بأن إسهرائيل تسهعى مهن أجهل الهيمنههة على‬
‫المنطقهة‪ .‬وإذ‪ 1‬كان مهن الصهعب واقعيها على إسهرائيل‬
‫أن تنافهس مصهر فهي الهيمنهة على العالم العربهي‪ ,‬لكهن‬
‫تعلم الدول العربيههة جيدا القوة التههي عليههها إسههرائيل‬
‫‪.‬وكونها قوة إقليمية‬
‫على الصههعيد العسههكري (ورغههم نتائج حرب لبنان ‪2.‬‬
‫الثانيهههة فهههي يوليهههو ‪ )2006‬ل تزال إسهههرائيل الدولة‬
‫القوى في منطقة الشرق الوسط‪ ,‬خاصة وأنها تحتكر‬
‫‪.‬القوة النووية‬
‫على الرغهم مهن قيام الوليات المتحدة بدعهم مصهر ‪3.‬‬
‫وتقديهم المسهاعدة لهها‪ ,‬إل أن إسهرائيل ل زالت مصهرة‬
‫‪.‬على أن يكون لها القوة الكبر في المنطقة‬
‫على الرغههم مههن ضعههف مكانههة الوليات المتحدة ‪4.‬‬
‫المريك ية في منط قة الشرق الو سط‪ ,‬إل أن ها ل زالت‬
‫تمتلك قدرا كههههبيرا مههههن القوة‪ ,‬وكذلك فإن مسههههألة‬
‫علقاتهها الوطيدة مهع إسهرائيل تظهل أمرا مقلقها لمصهر‬
‫‪.‬والعرب‬
‫قوة القتصهاد السهرائيلي نسهبيا يضيهف لتهل أبيهب ‪5.‬‬
‫قدر مهن القوة ويدعهم مهن مكانتهها فهي منطقهة الشرق‬
‫‪.‬الوسط‬
‫ترى مصر ذاتها دولة رائدة في المنطقة‪ ,‬وأي تطور ‪6.‬‬
‫لسههرائيل قههد يكون على حسههابها‪ ،‬المههر الذي يجعلههها‬
‫‪.‬تحفز من خطها للعمل ضد إسرائيل‬
‫تبدي مصر قدرا من الهمية للتمسك باتفاق السلم ‪7.‬‬
‫مع إسرائيل بسبب الحفاظ على قوتها وكذلك من أجل‬
‫الحفاظ على علقاتهها مهع الوليات المتحدة‪ ,‬لكنهها فهي‬
‫ذات الوقههت ترى وجوب منههع إسههرائيل مههن محاولت‬
‫اسهتغلل قوتهها فهي إملء مها تريده على العالم العربهي‬
‫بوجهههه عام وعليهههها بوجهههه خاص‪ ،‬ولهذا تسهههعي بقدر‬
‫المكان للتقليل من حجم العلقات معها‬

‫مبارك وليفني‬
‫على خلفيههة ذلك‪ ،‬يربههط الرئيههس مبارك العلقات مههع‬
‫إسهرائيل بمسهألة الصهراع العربهي – السهرائيلي بشكهل‬
‫عام‪ ،‬واسههتمرار الصههراع الفلسههطيني – السههرائيلي‬
‫بشكهههل خاص عام‪ .‬وفهههي حوار له فهههي ديسهههمبر عام‬
‫‪ 2007‬أجرتههه سههميدار بيري‪ ،‬مراسههلة صههحيفة يديعوت‬
‫أحرنوت للشئون العربيهههة‪ ،‬تحدث مبارك عهههن الطابهههع‬
‫العنفههي السههرائيلي فههي صههراعها مههع الفلسههطينيين‪,‬‬
‫وأشار إلى أن النتقال لمرحلة السهههلم السهههاخن مهههع‬
‫‪".‬إسرائيل يتطلب فترة كبيرة من الوقت‬
‫وتحرص مصر أيضا على استمرار دعم المفاوضات بين‬
‫إسههرائيل والدول العربيههة‪ ،‬وتتطلع إلى أن يكون اتفاق‬
‫السههلم الموقههع مههع إسههرائيل بمثابههة نموذج يمكههن‬
‫محاكاته من قبل الخرين‪ ,‬وهو المر الذي من شأنه أن‬
‫يحهد مهن قدرة إسهرائيل فهي زيادة وطأة تأثيرهها على‬
‫‪.‬المنطقهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههة‬

‫ولذا يؤكههد وزيههر الخارجيههة أحمههد أبههو الغيههط أن بلده‬


‫ترفههض وصههف السههلم مههع إسههرائيل بأنههه سههلم بارد‪,‬‬
‫مشيرا إلى أنه "ليس هناك حالة عداء بين البلدين‪ ,‬كما‬
‫أنهههه ليهههس لديهمههها الرغبهههة فهههي إعادة أجواء الحرب‬
‫‪".‬بينهما‬
‫ومهههع ذلك‪ ،‬فإن اسهههتمرار حالة السهههلم البارد بيهههن‬
‫الجانههبين المصههري والسههرائيلي يعكههس بوضوح حالة‬
‫الجمود وعدم الرغبهههة فهههي النجرار نحهههو أيهههة مغامرة‬
‫عسكرية ضد إسرائيل‪ ,‬وكذلك عدم إحداث أي خلل في‬
‫اتفاق السهلم معهها‪ ,‬وهذا الخيار (اسهتبعاد خيار الحرب‬
‫ودعهم السهلم بيهن الطرفيهن) يولد حالة السهلم البارد‬
‫‪.‬القائمة الن‬
‫وربمهها لهذا لم يزر مبارك إسههرائيل إل مرة واحدة فههي‬
‫عام ‪ 1995‬لحضور جنازة رئيهههس الوزراء السهههرائيلي‬
‫إسههحاق رابيههن‪ ,‬وقال مرارا إنههه "لن يزور إسههرائيل إل‬
‫إذا كان هذا المههر سههيساهم فهي حههل النزاع العربههي –‬
‫السرائيلي"‪ .‬وقد التقى الرئيس المصري مرات عديدة‬
‫مهع إسهرائيليين‪ ,‬وكذلك مهع رؤسهاء وزراء إسهرائيليين‪,‬‬
‫وجرت معظههم تلك اللقاءات فههي مدينههة شرم الشيههخ‬
‫التهي تبعهد عهن مدينهة القاهرة ويسههل تأمينهها وكذلك‬
‫‪.‬تتميز بأنها تبعد عن أعين الجماهير المصرية‬
‫وقهههد بقهههي التعاون التجاري والسهههياحي بيهههن مصهههر‬
‫وإسههرائيل أحههد مكونات السههلم بيههن الطرفيههن‪ ,‬وهههو‬
‫المهر الذي أشار إليهه أحمهد أبهو الغيهط فهي نوفمهبر مهن‬
‫‪ .2007‬وبلغ حجهم الصهادرات السهرائيلية إلى مصهر فهي‬
‫عام ‪ 2004‬نحههههو ‪ 29‬مليار دولر‪ ،‬ثههههم وصههههل إلى ‪90‬‬
‫مليون دولر فههي عام ‪ ،2005‬ليرتفههع فههي عام ‪2007‬‬
‫‪.‬إلى ‪ 140‬مليونا‬
‫وعلى الرغهم مهن التحسهن الطفيهف فهي مجال التجارة‬
‫بيههههن البلديههههن‪ ,‬إل أن رجال العمال والكاديمييههههن‬
‫والسههائحين المصههرين الراغههبين فههي زيارة إسههرائيل‬
‫يجدون أنفسهههههم مضطريههههن لمواجهههههة صههههعوبات‬
‫بيروقراطيهة وفرض عقوبات ومعاملتههم بشكهل سهيئ‬
‫فههههي مصههههر‪ ,‬وذلك مقارنههههة بعشرات اللف مههههن‬
‫السههرائيليين الذيههن زاروا مصههر وسههيناء على وجههه‬
‫الخصههوص‪ .‬وقههد زار فههي يوليههو ‪ 2005‬وحده أكثههر مههن‬
‫‪ 92.737‬إسهرائيلي سهيناء‪ .‬وفهي يوليهو ‪ 2006‬زار مصهر‬
‫‪ 48.933‬إسهرائيلي‪ ،‬وفهي يونيهو ‪ 2007‬زار سهيناء نحهو‬
‫‪ 22.888.‬إسرائيلي‬
‫وكان مههن الممكههن زيادة هذا التحسههن الطفيههف الذي‬
‫طرأ على العلقات القتصادية بين إسرائيل ومصر عبر‬
‫إقامهة المزيهد مهن المناطهق القتصهادية المشتركهة‪ ,‬لكهن‬
‫فرض قيود على المواطنيههن المصههريين الراغههبين فههي‬
‫زيارة إسرائيل تعد إحدى العوامل التي تبقي على حالة‬
‫ال سلم البارد ب ين الطرف ين؛ فهناك العد يد من الجهات‬
‫التهي عارضهت المضهي قدمها فهي عمليهة التطهبيع بيهن‬
‫مصهر وإسهرائيل‪ ,‬وعلى رأسهها السهلطة ذاتهها ووسهائل‬
‫‪.‬العلم والنقابات المهنية‬
‫ول شهك أن كهل مها سهبق يعهد جزءا مهن التجاه المصهري‬
‫الغامهض والمزدوج فيمها يتعلق بالسهلم مهع إسهرائيل‪,‬‬
‫وهههههو التجاه الذي كان الهدف منههههه منههههح السههههلطة‬
‫المصهههرية إمكانيهههة مواجههههة حدة النتقادات الداخليهههة‬
‫‪.‬وتوجيهها للخارج بدل من الداخل‬
‫من ه نا يجوز و صف ال سلم البارد ب ين م صر وإ سرائيل‬
‫بأنهه ههش للغايهة‪ ،‬ويشبهه إلى حهد كهبير لوح ثلج رقيهق‬
‫تقهف عليهه الدولتيهن‪ ,‬بمعنهى أن أيهة أزمهة شديدة مهن‬
‫‪.‬شأنها أن تؤدي إلى تحطيم هذا اللوح‬
‫ولهذا مهن الجدر فهي هذه المرحلة التنبهؤ ببعهض المور‬
‫التههي مههن شأنههها أن تحدث أزمههة بيههن البلديههن فههي‬
‫‪.‬المستقبل‬
‫ثانيا‪ :‬العناصر الداخلية في مصر كمحدد لمستقبل‬
‫العلقات‬
‫يظهل النتقال لحالة السهلم السهاخن بيهن القاهرة وتهل‬
‫أبيب مرهونا بعدة عناصر داخلية في الدول ذات الصلة‪,‬‬
‫وثمهة أهميهة بالغهة لدراسهة العناصهر الداخليهة فهي مصهر‪،‬‬
‫والتهههي مهههن شأنهههها أن تؤدي إلي تغيهههر فهههي الرؤى‬
‫‪.‬والمواقف تجاه إسرائيل‬
‫تشهد مصر حاليا جدل واسعا بشأن مسألة من سيخلف‬
‫الرئيههههس "مبارك"‪ ,‬وهذه المسههههألة تمههههس مباشرة‬
‫العلقات مههع إسههرائيل‪ ,‬وكذلك فإن هناك فرص لقيام‬
‫جماعههة الخوان المسههلمين المصههرية بالسههيطرة على‬
‫السلطة‪ ،‬وهو ما يعني تغير العلقة مع إسرائيل بشكل‬
‫‪.‬جذري‬
‫وتتمثل أهم العناصر الداخلية في مصر‪ ،‬والتي قد تؤثر‬
‫‪:‬على علقاتها مع إسرائيل‪ ،‬في النقاط التالية‬
‫‪:‬أ) الصراع على السلطة)‬
‫فهههي أعقاب عمليهههة اغتيال الرئيهههس المصهههري "أنور‬
‫السادات" في عام ‪ ,1981‬سادت مخاوف من تأثير ذلك‬
‫على اتفاق السههلم الموقههع مههع إسههرائيل‪ ،‬سههيما وأن‬
‫السهلطة فهي مصهر تعتمهد على المركزيهة وعلى شخهص‬
‫واحهد ههو الرئيهس‪ ,‬المهر الذي زاد مهن مشاعهر الخوف‬
‫بدخول البلديهن فهي أزمهة‪ ،‬أو ربمها تطور المهر بينهمها‬
‫إلى مواجههة‪ ,‬وعليهه فإن شكهل السهلطة فهي مصهر يدل‬
‫‪.‬على هشاشة اتفاق السلم مع إسرائيل‬
‫الرئيههس مبارك التزم بسههياسة سههلفه "أنور السههادات"‬
‫الخارجيههة‪ ،‬وكان اتفاق السههلم واحدا مههن السههياسات‬
‫الخارجيههة التههي أكههد على التزامههه بههها‪ ,‬وحافههظ مبارك‬
‫على العلقات مع إسرائيل بالرغم من الصعوبات التي‬
‫واجهتههها‪ ،‬وكان بعههض تلك السههياسات يعود للرئيههس‬
‫مبارك ذاتهه؛ فههو يؤيهد التفاق‪ ،‬وكان ذلك أههم أسهباب‬
‫‪.‬عدم تعرضه للنهيار حتى اليوم‬
‫وتدلل مواقهههف الرئيهههس مبارك بشكهههل واضهههح على‬
‫الصلحيات الواسعة الموجودة في يد الرئيس المصري‪،‬‬
‫كما تدلل على المكانة المرموقة التي يحظى بها سواء‬
‫داخل مصر أو خارجها‪ ،‬ولهذا من الهمية بمكان معرفة‬
‫‪.‬هوية الوريث الذي سيتبوأ منصب الرئيس بعد مبارك‬
‫وعلى عكههس سههلفه السههادات‪ ،‬لم يقههم مبارك بتعييههن‬
‫نائب له‪ ,‬رغهم تعرضهه لمحاولة اغتيال فهي عام ‪،1995‬‬
‫ولو كان قتهل أو أصهيب وقتهها لتعرض النظام المصهري‬
‫‪.‬لزمة شديدة للغاية‬
‫وخلل السههههنوات الخيرة بدأ يسههههتشري فههههي العالم‬
‫العربههي ثقافههة سههياسية تدل على اتجاه واضههح لنقههل‬
‫السهلطة مهن الباء للبناء‪ ,‬ومهن الممكهن أن نشههد ذلك‬
‫بوضوح فههههي عدة دول (المغرب‪ ،‬والردن‪ ،‬وسههههوريا‪،‬‬
‫ومنههح صههدام حسههين صههلحيات واسههعة لبناءه‪ ،‬وهذا‬
‫‪(.‬تشهدة ليبيا منذ فترة‬
‫والرئيهههس مبارك (‪ 80‬عامههها) قرر على مههها يبدو نقهههل‬
‫السهلطة إلى نجله "جمال"‪ ،‬الذي بدأت الضواء تتسهلط‬
‫عليهه منهذ العام ‪ ,2000‬ومهن المفترض أن ينههي مبارك‬
‫فترة رئاسههته الحاليههة فههي عام ‪ ,2011‬والمتوقههع أن‬
‫يستنسخ النموذج السوري فى مصر حينما قام الرئيس‬
‫حافهظ السهد (حكهم سهوريا ثلثيهن عامها) بنقهل السهلطة‬
‫‪.‬لنجله بشار‬
‫وخلفها للرئيهس "بشار السهد" الذي حصهل على تجهيهز‬
‫وإعداد سههريع خلل سههت سههنوات فقههط كههي يشغههل‬
‫منصهههب والده فهههي عام ‪ ،1994‬فإن جمال مبارك (‪45‬‬
‫عاما) يحظى بتأهيل منذ العام ‪ 2000‬حيث كانت خبرته‬
‫حينذاك ل تتعدى مجال العمال والبنوك‪ ،‬أي أن لديهههههه‬
‫نحو ‪ 11‬عاما من الستعداد لمثل تلك المهمة‪ ،‬وهو يمر‬
‫بعمليهة إعداد جيدة‪ ،‬وكذلك تعرف عهن قرب على كافهة‬
‫المشاكههل والصههعوبات التههي تواجههه مصههر؛ وهذه أمور‬
‫‪.‬تساعده على الوصول للسلطة‬
‫ويُعرف عن "جمال مبارك" أنه ذو مواقف مؤيدة للغرب‬
‫بشكل واضح‪ ,‬ويعلم جيدا أن تحسن القتصاد يعد عامل‬
‫قويهها فههي اسههتقرار السههلطة فههي مصههر‪ ,‬وإذا مهها تههم‬
‫اختياره لشغل منصب رئيس الجمهورية؛ فمن المتوقع‬
‫أن يعلن ههههو الخهههر تمسهههكه باتفاقيهههة السهههلم مهههع‬
‫إسهرائيل‪ ,‬ولن يدخهر جهدا مهن أجهل تحسهين فرص دعهم‬
‫‪.‬العلقات خاصة على الصعيد القتصادي‬
‫ولن الرئيههس مبارك‪ ،‬وإن حظههي بمكانههة خاصههة داخههل‬
‫مصههر وتمكههن مههن إحكام قبضتههه على السههلطة لفترة‬
‫أطول مهن الرئيهس "عبهد الناصهر"‪ ،‬ل يتمتهع بالكاريزمها‬
‫التههي كان يتمتههع بههها "عبههد الناصههر"‪ ،‬فإن ثمههة عناصههر‬
‫مختلفهة فهي مصهر تبدي تحفظهها على "جمال مبارك"‪،‬‬
‫‪.‬بل وتفكر في الوقوف أمامه‬
‫وسهيكون للجيهش المصهري دور كهبير فهى مسهألة خلفهة‬
‫"جمال"‪ ،‬خاصهة وأن لديهه الصهلحيات التهي تمكنهه مهن‬
‫معارضهة الصهلحات التهي سهيقوم بهها "مبارك البهن"‪,‬‬
‫سهيما وأنهه خلفها لمهن سهبقه مهن رؤسهاء‪ ،‬لم يخدم فهي‬
‫المؤسسة العسكرية المصرية‪ .‬ومن المتوقع أن يعارض‬
‫الجيهههش المصهههري التغيرات التهههي تمهههس بمصهههالحه‬
‫القتصادية‪ ،‬والخطوات التي من شأنها أن تفرض عليه‬
‫التحول إلى سهههلطة مدنيهههة‪ ,‬ولهذا فإن "جمال مبارك"‬
‫سهيتوخى أعلى درجات الحذر مهن القيام بخطوات على‬
‫‪.‬الصعيد القتصادي تؤدي إلى معارضة الجيش له‬
‫أمهها التحدي السههاسي الذي يواجههه "جمال مبارك" هههو‬
‫الدخول فهي مواجههة مهع مرشحيهن آخريهن مهن داخهل‬
‫الحزب الوطنهي‪ ،‬وكذلك مهن المعارضهة العلمانيهة التهي‬
‫تعارض م سألة تحول م صر إلى ملكيهة من حيهث أسهلوب‬
‫التغييههههر فههههي الحكههههم‪ ،‬خاصههههة وأن هناك عدد مههههن‬
‫الشخصهههيات البارزة‪ ،‬سهههواء مهههن داخهههل المؤسهههسة‬
‫البيروقراطيهة أو مهن داخهل المؤسهسة العسهكرية مثهل‬
‫اللواء "عمهههر سهههليمان" رئيهههس المخابرات المصهههرية‬
‫العامههة‪ ،‬والذي برز مؤخرا‪ ،‬وبشكهل لفهت‪ ،‬للنظههر فهي‬
‫الت صالت الدائرة ب ين إ سرائيل وم صر والفل سطينيين‪.‬‬
‫وهناك مرشههح آخههر يمكنههه أن يتولى منصههب الرئيههس‪،‬‬
‫وههو وزيهر الدفاع "محمهد حسهين طنطاوي‪ ،‬لكهن حالتهه‬
‫‪.‬الصحية ليست على ما يرام‬
‫ويمكهن القول أن المرشحيهن لخلفهة "مبارك" قادرون‬
‫على بلورة قوة مههههن شأنههههها أن تقههههف أمام "جمال‬
‫مبارك" إن أرادوا‪ ،‬وليس مستبعدا إمكانية نشوء ائتلف‬
‫معارض يسههعى بخطههى حثيثههة لدفههع الرئيههس "مبارك"‬
‫للستقالة من منصبه وترشيح شخص آخر لتولي منصب‬
‫الرئيهس‪ ،‬خاصهة إذا تعرضهت صهحة الرئيهس للتدهور‪ ،‬أو‬
‫إذا أدى الحتقان الداخلي إلى اضطرابات كههههبرى قههههد‬
‫‪.‬تؤثر على الستقرار في أنحاء مصر‬
‫وعلوة على ذلك‪ ،‬فإنههه فههي حالة رحيههل مبارك بشكههل‬
‫مفاجهئ أو تعرض مكانتهه لهزة كهبرى‪ ،‬يتوقهع أن يتعرض‬
‫النظام المصههري لشيههء مههن التمزق‪ ،‬وهههو المههر الذي‬
‫من شأنه أن يقلل من كافة فرص "جمال" للصعود نحو‬
‫منصهب الرئيهس‪ ,‬خاصهة وأن "جمال" قهد يرفضهه البعهض‬
‫خلل النتخابات القادمهة نكايهة فهي والده أو نكايهة فهي‬
‫السهلطة التهي حكمهت مصهر‪ .‬وفهي حال صهعود "جمال"‬
‫وتوليهه السهلطة فهي مصهر؛ فسهيجد نفسهه أمام الكثيهر‬
‫من المصاعب حتى ينجح في تثبيت أركان حكمه ودعم‬
‫قوتهه‪ ,‬وسهيحتاج لمزيهد مهن الوقهت مهن أجهل أن يكون‬
‫قادرا على أن يتآلف مهههع منصهههبه الجديهههد الذي يعهههد‬
‫‪.‬المنصب الهم في الدولة المصرية‬
‫وفي لحظة كهذه ستجد مصر نفسها مع رئيس ضعيف‬
‫نسهبيا ‪-‬على القهل خلل بدايهة مهام منصهبه‪ -‬يط مح مهن‬
‫أجل البقاء السياسي والشخصي‪ ,‬المر الذي من شأنه‬
‫أن يؤثر بشكل أو بآخر على العلقات مع إسرائيل‪ ,‬لنه‬
‫سهيكون هناك بعهض المور الداخليهة للرئيهس المصهري‬
‫سهتظل الههم والكثهر قيمهة فهي مسهألة صهنع القرار‬
‫فيمهها يتعلق بالعلقات مههع إسههرائيل‪ ,‬ومههن المرجههح أن‬
‫تشهههد الفترة التههي سههتمر فيههها مصههر بحالة مههن عدم‬
‫الستقرار توترا متبادل بين الدولتين‬
‫ب) فرصههههة سههههيطرة الخوان المسههههلمين على‬
‫السلطة‬
‫السيناريو الخر يكمن في إمكانية سيطرة السلم‬
‫"الراديكالي" (يقصههد جماعههة الخوان المسههلمين)‬
‫في مصر على السلطة‪ ،‬وقد يكون ذلك عبر وسائل‬
‫‪:‬منها‬
‫أول‪ :‬سيطرة السلم "الراديكالي" على السلطة‬
‫عبر النتخابات؛ فقد التفت جماعة الخوان‬
‫المسلمين على حظر نشاطها السياسي‪ ،‬ورشحت‬
‫مستقلين في انتخابات مجلس الشعب عام ‪،2005‬‬
‫وفازت به ‪ 88‬مقعدا من أصل ‪ 454‬مقعدا برلمانيا‪.‬‬
‫وعلى ما يبدو‪ ،‬فإن الرئيس "مبارك" كانت لديه‬
‫الرغبة في أن يحقق الخوان المسلمون بعض‬
‫المكاسب في النتخابات بقصد أن يوضح‬
‫للمريكيين بأن البديل الوحيد لحكمه هو‬
‫"الراديكالية السلمية"‪ .‬وقد نجح "مبارك" بالفعل‬
‫في إظهار أن الجماعة تستطيع السيطرة على‬
‫‪.‬مصر عبر الديمقراطية‬
‫ويمكن مستقبل أن تزداد قوة الجماعة عبر تحقيق‬
‫المزيههد مههن المكاسههب فههي النتخابات البرلمانيههة‬
‫القادمة‪ ،‬بل من الممكن أن يحققوا الغلبية‪ ،‬وهذا‬
‫يمكن هم ب عد ذلك من انتخاب رئ يس من قبل هم في‬
‫النتخابات الرئاسههية‪ ,‬خاصههة إذا مهها كان ضعههف أو‬
‫‪.‬تهاوى نظام الحكم‬
‫ثانيها‪ :‬سهيطرة السهلم الراديكالي على مصهر فهي‬
‫أعقاب اندلع حرب أهلية‪ :‬وذلك على غرار النموذج‬
‫الجزائري‪ ،‬ففهههههههي عام ‪ 1991‬فازت الحركهههههههة‬
‫السهههههههلمية بانتخابات البرلمان الجزائري‪ ,‬إل أن‬
‫الجيهش الجزائري والذي كانهت لديهه المخاوف فهي‬
‫ذاك الوقههت مههن ضياع هيبتههه وفقههد مكانتههه قام‬
‫بالعلن عهن إلغاء نتائج النتخابات‪ ,‬وههو مها أفضهى‬
‫إلى اندلع حرب أهليههة قتههل فيههها نحههو ‪ 150‬ألف‬
‫‪.‬شخص‬
‫وخلل عقهههد التسهههعينات خاض النظام المصهههري‬
‫صراعا شرسا تغلب فيه على الجماعات الراديكالية‬
‫ال سلمية ال سرية‪ .‬و في أعقاب نجاح حر كة حماس‬
‫الفلسههطينية فههي السههيطرة على قطاع غزة فههي‬
‫صههيف عام ‪ 2007‬دب القلق لدى النظام المصههري‬
‫مهههن أن يثمهههر نجاح حماس فهههي مهههد الجماعات‬
‫‪".‬المتطرفة" في مصر‬
‫وتكمن المخاوف في أن تندلع في مصر بعد رحيل‬
‫الرئيهس مبارك مواجههة بيهن الجيهش وبيهن جماعهة‬
‫الخوان المسهلمين‪ ,‬فإذا حدث ذلك ونشهب صهراع‪،‬‬
‫فسههتكون العلقات المصههرية – السههرائيلية فههي‬
‫خطههر‪ .‬وعلى ضوء ذلك قههد يسههتغل قادة الجيههش‬
‫المصههري ‪-‬ومههن أجههل تثههبيت دعائم أركانهههم‪ -‬تلك‬
‫الظروف ويطالبون إسهههههرائيل بتقديهههههم بعهههههض‬
‫التنازلت فيمهها يتعلق باتفاق السههلم الموقههع بيههن‬
‫البلديهن‪ ،‬فهي أمور تتعلق بالسهيادة المصهرية مثهل‬
‫مسههألة إخلء سههيناء مههن السههلح؛ ممهها قههد يعرض‬
‫العلقات بيهن البلديهن للخطهر لنهه عنهد اندلع حرب‬
‫أهليهة بيهن الجيهش والخوان فهي مصهر‪ ,‬قهد يتعرض‬
‫الجيهش المصهري لنتكاسهات خاصهة إذا مها قام عدد‬
‫كهههبير مهههن أفراده مهههن الهروب أو النضمام إلى‬
‫جماعههة الخوان المسههلمين‪ .‬وهناك إمكانيههة أخرى‬
‫وههي أنهه مهن أجهل منهع هزيمتهه وإنهاء حالة الحرب‬
‫الهليههة مههع الخوان المسههلمين‪ ،‬قههد يجههد الجيههش‬
‫المصهري نفسهه مضطرا للتوصهل إلى تسهوية يكون‬
‫ضمنهها التوصهل لحلول يفضهي عنهها تبنهي مواقهف‬
‫‪.‬أكثر عداء تجاه إسرائيل‬
‫ثالثها‪ :‬السهيطرة على نظام الحكهم فهي مصهر عهبر‬
‫‪:‬محاكاة النموذج اليراني‬
‫ومههن الممكههن أن يندلع انقلب على السههلطة فههي‬
‫مصههر يشبههه النقلب (الثورة) الذي شهدتههه إيران‬
‫عام ‪ ,1979‬ومهههن الممكهههن حدوث ذلك فهههي حالة‬
‫وقوع أزمهة داخليهة شديدة‪ ,‬قهد تؤدي انهيار النظام‬
‫القتصههادي وتمزق وغليان اجتماعههي‪ ،‬وهههو المههر‬
‫الذي قههد تسههتغله جماعههة الخوان المسههلمين مههن‬
‫أجههههل زيادة قوتههههها خاصههههة إذا مهههها أبدى النظام‬
‫‪.‬المصري المزيد من الضعف‬
‫وإذا مها تدهور نظام الرئيهس "مبارك" فقهد يتعرض‬
‫حكمهه لمها سهبق وأن حدث لشاه إيران حيهث يدفهع‬
‫ذاك المههر معارضهو مبارك لسهتغلل هذا الموقههف‬
‫وإشعال المظاهرات وأعمال العنههف‪ ,‬ممهها سههيدفع‬
‫جماعههة الخوان المسههلمين إلى التعاون مههع جهات‬
‫معارضة أخرى داخل مصر‪ ,‬ثم يقومون باستبعادها‬
‫فيمهها بعههد‪ ،‬فههي أعقاب سههيطرتهم على السههلطة‬
‫وإحكام قبضتهههم على مراكههز القوى‪ ,‬تماما ً مثلمهها‬
‫‪.‬حدث في إيران‬
‫وفههي تلك الحالة سههيكون الجيههش المصههري تمامهها‬
‫مثههل الجيههش اليرانههي‪ ،‬غيههر قادرا على مواجهههة‬
‫موجهة الغضهب التهي قهد تندلع ضهد النظام‪ ,‬خاصهة‬
‫وأن قسما كبيرا من قادة وضباط الجيش المصري‬
‫سيرفضون مجابهة أبناء شعبهم والوقوف أمامهم‪,‬‬
‫بهل إنهه مهن الممكهن أن ينضهم بعضههم إلى الجبههة‬
‫‪.‬المعارضة لنظام الحكم‬
‫وفهي حالة فقدان نظام الحكهم المصهري السهيطرة‪،‬‬
‫مههن الممكههن أن يتخههذ خطوات تتجههه نحههو دعههم‬
‫الوقوف أمام إسههرائيل مههن أجههل امتصههاص حالة‬
‫الغضهب والنتقادات وتوجيههها نحهو الخارج‪ ,‬وربمها‬
‫يأخههذ النظام زمام المبادرة والدخول فههي احتكاك‬
‫قهد يصهل إلى حهد العنهف مهع إسهرائيل‪ ,‬وقهد يتطور‬
‫المر إلى الدخول في صدام عسكري بشكل مصغر‬
‫فهي سهيناء‪ .‬وقهد تفضهي هذه المواجههة إلى أزمهة‬
‫كبرى‪ ،‬إذ قد يجد النظام نفسه مضطرا إلى تصعيد‬
‫خطير بالمنطقة‪ ،‬وهو ما قد يؤدي بعد ذلك لحدوث‬
‫صهراع داخلي يسهفر عهن بروز نظام حكهم إسهلمي‬
‫"راديكالي"‪ ,‬وسهههينتج عهههن حدوث تداعيات خطيرة‬
‫تسهفر عهن توتهر بيهن مصهر وإسهرائيل ربمها تأخهذ‬
‫‪.‬شكل تجميد العلقات أو قطعها تماما‬
‫ثالثا‪ :‬العناصر الخارجية القليمية كمحدد لمستقبل‬
‫العلقات‬
‫تعههد إيران وسههوريا والفلسههطينيين جهات مركزيههة‬
‫فههي السههاحة القليميههة‪ ,‬وتؤثههر سههياستهم على‬
‫استمرار اتفاق السلم بين مصر وإسرائيل وكذلك‬
‫‪.‬على العلقات بين الجانبين‬
‫‪:‬أ) التحدي اليراني)‬
‫تخشهههى مصههر كثيرا مهههن تنامههي قوة إيران فهههي‬
‫منطقههة الشرق الوسههط وبروزههها كقوة إقليميههة‬
‫خاصة في ظل تطلعاتها النووية‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫الخلفات بيهن الدول العربيهة‪ ،‬إل أن هناك معارضهة‬
‫شديدة لبروز قوة غيههر عربيههة وهههي إيران‪ ،‬المههر‬
‫الذي مههن شأنههه أن يؤدي إلى إذكاء الصههراع بيههن‬
‫‪.‬الدول العربية‬
‫وليهس لدى مصهر أدنهى رغبهة فهي العودة إلى عههد‬
‫فائت تتمكهن فيهه قوة خارجيهة مثهل إيران مهن أن‬
‫تكون جزءا مههن منطقههة الشرق الوسههط‪ ،‬كمهها أن‬
‫الدول العربيههة تجههد مههن الصههعب عليههها مواجهههة‬
‫المسهاعي اليرانيهة للتدخهل فهي شئون المنطقهة‪,‬‬
‫فيمها أن إيران مثلهها مثهل مصهر تتفاخهر بتاريخهها‬
‫الطويههل والذي يصههل إلى آلف السههنين مههن أجههل‬
‫التدخهههههل فههههههي منطقهههههة الشرق الوسهههههط‪،‬‬
‫فالمبراطوريهة الفارسهية كانهت ضخمهة وقويهة‪ ,‬كمها‬
‫أن إيران تتفوق على مصهههر مهههن حيهههث الكثافهههة‬
‫السههكانية وكذلك مههن حيههث كههبر حجههم مسههاحتها‬
‫‪.‬وكذلك من حيث الموارد الطبيعة التي تمتلكها‬
‫وعلى ضوء ذلك تجد الدول العربية نفسها مضطرة‬
‫لربههط نفسههها بمصههر‪ ,‬لكههن وبسههبب ضعفههها‪ ،‬فإن‬
‫مصهر بدورهها سهتجد نفسهها بمفردهها أمام إيران‪,‬‬
‫وإذا ما تمكنت إيران من الحصول على سلح نووي‬
‫سهيكون لديهها مسهاحة أخرى مهن أجهل المناورة مهع‬
‫مصر‪ .‬ورغم أن مصر وإيران دولتان إسلميتان‪ ,‬إل‬
‫أن هناك بينهمههها خلف فهههي نقطتيهههن رئيسهههيتين‬
‫وهمها‪ :‬إيران لديهها تطلعات راديكاليهة للدخول فهي‬
‫مواج هة مع عدة أنظ مة من بين ها النظام الم صري‪،‬‬
‫ولههها هويههة شيعيههة مميزة تقلق كثيرا دول تنتهههج‬
‫‪.‬المذهب السني مثل مصر‬
‫وكانهههت مصهههر تعتمهههد على قوتهههها العسهههكرية‬
‫والديموغرافيهههة إبان عههههد الرئيهههس "جمال عبهههد‬
‫الناصهر" مهن أجهل الدفهع بأفكار الثورة‪ ,‬واسهتخدمت‬
‫مصر قوتها في محاولت عدة لتقويض أنظمة حكم‬
‫عديدة فهي الدول العربيهة والعمهل على اسهتبدالها‬
‫بحكام موالين لها‪ ,‬وهو المر عينه الذي تسعي من‬
‫أجله إيران تجاه مصههر‪ .‬لكههن مصههر تدرك تداعيات‬
‫ذلك‪ ،‬ومهههن شأن هذا الخوف أن يدفهههع مصهههر إلى‬
‫محاولت الحصهول على سهلح نووي‪ ،‬وههو مها يؤثهر‬
‫فهههي المحصهههلة الخيرة كذلك على علقاتهههها مهههع‬
‫‪.‬إسرائيل‬
‫وكانهت مصهر قهد قامهت بوقهف برنامجهها العسهكري‬
‫النووي خلل فترة السبعينات‪ ،‬فيما كانت إسرائيل‬
‫تتقدم في هذا المجال‪ ،‬مما جعلها تفقد الكثير من‬
‫ثقلهها فهي العالم العربهي‪ .‬وفهي مطلع عام ‪2007‬‬
‫عاد الرئيهههس مبارك وقام بطرح إمكانيهههة أن تقوم‬
‫مصههر بمحاولت مههن أجههل تطويههر برنامههج نووي‪.‬‬
‫وعلى مهها يبدو فإن النظام المصههري سههيمتنع عههن‬
‫الخوض فهههي مسهههألة الحصهههول على سهههلح نووي‬
‫خاصة وأن تكلفة هذا المر تعد باهظة للغاية‪ ،‬المر‬
‫الذي مههن شأنههه أن يؤثههر على الوضاع الداخليههة‬
‫ويعرضههها لنتكاسههة وعدم اسههتقرار‪ ,‬لكههن إذا مهها‬
‫حاولت مصر تطوير قدراتها النووية‪ ،‬فإن إسرائيل‬
‫بدورهههها سهههتقوم بمحاولت مهههن أجهههل تعطيهههل‬
‫المشروع النووي المصهري‪ ،‬مها قهد ينتهج عنهه توتهر‬
‫‪.‬جديد بين البلدين‬
‫ورغم أن أي برنامج عسكري نووي مصري يحتاج‬
‫فترة كبيرة حتى النتهاء منه‪ ،‬لكن يجب الخذ في‬
‫العتبار أن إيران وإذا ما تمكنت من الحصول على‬
‫سلح نووي في ذلك الوقت‪ ،‬فإن الدول العربية‬
‫ذات الغلبية السنية ومن ضمنها مصر ستعمل‬
‫سويا على الحصول على سلح نووي سني‪ ,‬ولهذا‬
‫فإن تعاونا من هذا القبيل سيساعد مصر في‬
‫الحصول على السلح النووي‪ ,‬وربما تطرح فكرة‬
‫شراء هذا السلح من باكستان‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫أن تلك الدول ومن بينها مصر ستسعى للحصول‬
‫على سلح نووي لمواجه إيران‪ ،‬إل أن على‬
‫إسرائيل أن تضع في حسابها أن هذا السلح قد‬
‫‪.‬تواجه به مصر إسرائيل فيما بعد‬
‫ب) الفلسهطينيون فهي غزة كعنصهر داعهم للتصهادم)‬
‫‪:‬بين مصر وإسرائيل‬
‫تعتهههبر مصهههر نفسهههها دولة رائدة على المسهههتوى‬
‫القليمي‪ ،‬وعلى ضوء قربها الجغرافي فهي معنية‬
‫بالصراع العنيف الدائر بين إسرائيل وسلطة حركة‬
‫حماس في قطاع غزة‪ .‬وهنا يطرح السؤال ما هي‬
‫احتمالت نشوب أزمههة أو مواجهات عسههكرية بيههن‬
‫‪.‬مصر وإسرائيل بسبب الفلسطينيين؟‬
‫خلل عام ‪ 2007‬قامههت مصههر بتدريهب عناصههر مههن‬
‫حركة فتح بكل مؤسساتها‪ ،‬بما فى ذلك رجال من‬
‫القوة ‪( 17‬الحرس الرئاسهي الفلسهطيني) لهداف‬
‫مختلفههة مههن بينههها تأهيلهههم للدخول فههي مواجهههة‬
‫جديدة مهع حركهة حماس‪ ،‬غيهر أن تلك الجهود باءت‬
‫بالفشهل‪ .‬وفهي يونيهو ‪ 2007‬تلقهت القوات المنيهة‬
‫التابعههة لحركههة فتههح هزيمههة نكراء على يههد حركههة‬
‫‪.‬حماس‪ ،‬في معركة قصيرة‬
‫ومن وجهة نظر القاهرة وتل أبيب على حد سواء‪،‬‬
‫ورغهم كهل التناقضات فهي المصهالح والخلفات فهي‬
‫الرأي بينهمها وبيهن السهلطة الفلسهطينية‪ ،‬إل أنهمها‬
‫كانهها يفضلن حكههم حركههة فتههح‪ .‬وأثبتههت الحداث‬
‫ضعهف تأثيهر مصهر على مها يجري داخهل قطاع غزة‪،‬‬
‫ومعههههها بالطبههههع منههههع فرص التصههههادم بيههههن‬
‫الفلسهههطينيين والسهههرائيليين‪ ،‬لن هذا التصهههادم‬
‫يؤدي بالطبههع إلى توتههر فههي العلقات بيههن مصههر‬
‫‪.‬وإسرائيل‬
‫وليههس هناك شههك فههي أن مصههر سههمحت بعبور‬
‫السهلحة والذخائر والخهبراء العسهكريين والقناصهة‬
‫والصههواريخ وقذائف الهاون مههن سههيناء إلى قطاع‬
‫غزة‪ .‬ربمها لم يكهن هذا سهياسة مصهرية مقصهودة‪،‬‬
‫وإنمهها جاء نتيجههة لصههعوبات فههي تطههبيق القانون‪.‬‬
‫وعلى أيهههة حال فقهههد تحول قطاع غزة إلى نموذج‬
‫للسههلم "الراديكالي"‪ ،‬وقههد يصههبح ملذا وسههاحة‬
‫تدريبات بالنسههبة لحركههة الخوان المسههلمين فههي‬
‫مصههههر‪ ،‬فههههي حال عودة الحركههههة مرة أخرى إلى‬
‫التصههادم العنيههف مههع السههلطات المصههرية فههي‬
‫القاهرة‪ .‬ومهن الممكهن أن تعود السهلحة والمعرفهة‬
‫القتاليهههة وخهههبرة حرب العصهههابات فهههي التجاه‬
‫المعاكهس‪ ،‬مهن قطاع غزة إلى سهيناء إلى القاهرة‪،‬‬
‫المههر الذي سههيعرض النظام المصههري‪ ،‬وبعههد ذلك‬
‫‪.‬السلم مع إسرائيل لخطر داهم‬
‫وقهد سهاهم عبور خهبراء ومسهتشاري السهلحة مهن‬
‫سهيناء إلى قطاع غزة‪ ،‬سهواء مهن فوق أو مهن تحهت‬
‫الرض‪ ،‬بشكههل كههبير فههي تسههليح الفلسههطينيين‬
‫وتشجيعهم على مواجهة واختراق إسرائيل بإطلق‬
‫الصهههههواريخ على المدن والقواعهههههد العسهههههكرية‬
‫السههرائيلية القريبههة مههن قطاع غزة‪ .‬وبسههبب ذلك‬
‫شنت إسرائيل عمل عسكريا بعيد المدى ضد قطاع‬
‫غزة بيهن أواخهر ديسهمبر ‪ 2008‬وحتهى ينايهر ‪.2009‬‬
‫ول شههك أن صههداما عسههكريا كهذا قههد يتكرر مرة‬
‫أخرى إذا لم ترغهب مصهر أو تكون غيهر قادرة على‬
‫وقههف تهريههب السههلحة مههن سههيناء لقطاع غزة‪،‬‬
‫فيكفهههههى أن تطلق حماس صهههههاروخا واحدا على‬
‫إسهرائيل ويتسهبب فهى خسهائر كهبيرة لكهي تشتعهل‬
‫المواجهة العسكرية مرة أخرى‪ .‬وهناك مخاوف من‬
‫أن تنجهح خليهة فلسهطينية فهي التسهلل إلى داخهل‬
‫إسهههرائيل‪ ،‬عهههبر سهههيناء للضرار بأكهههبر عدد مهههن‬
‫السهرائيليين‪ ،‬بهل وأخهذ رهائن منههم‪ .‬وأمور كهذه‬
‫قد تتسبب في حدوث مواجهات عسكرية‪ ،‬قد تدفع‬
‫إسهههرائيل فهههي نهايهههة المطاف إلى إعادة احتلل‬
‫قطاع غزة‪ ،‬بعهههد حدوث مواجهات شاملة ومباشرة‬
‫‪.‬مع قوات حماس‬
‫وفهي ظهل هذا السهيناريو قهد يتكبهد الفلسهطينيون‬
‫المدنيون في قطاع غزة خسائر فادحة‪ ،‬مما سيزيد‬
‫مهن التوتهر بيهن مصهر وإسهرائيل‪ ،‬حيهث أن النظام‬
‫المصهري ربمها يكون راضيها مهن الضربات التهي قهد‬
‫تتعرض لههها حركههة حماس‪ ،‬لكنههه فههي ذات الوقههت‬
‫سهيجد صهعوبة فهي تجاههل الخسهائر والمعاناة التهي‬
‫يتحملههها الفلسههطينيون‪ .‬وعلى ضوء ذلك سههيحمل‬
‫المسهئولية كاملة على كاههل إسهرائيل‪ .‬وهنها ربمها‬
‫تتورط مصر في هذا الصراع‪ ،‬إذ ستمارس في تلك‬
‫الحالة ضغوط على النظام المصهري‪ ،‬سهواء خارجيهة‬
‫أو داخليهههههة‪ ،‬مهههههن أجهههههل تقديهههههم المسهههههاعدة‬
‫للفلسهطينيين‪ ،‬بهل وتقديهم العون العسهكري لههم‪.‬‬
‫وهنها قهد تسهعى مصهر إلى تجاههل بنهد حظهر تواجهد‬
‫قوات مصههرية فههي سههيناء ونزعههها مههن السههلح‪،‬‬
‫وترسههل قوات إلى هناك‪ ،‬حتههى ولو بشكههل رمزي‬
‫عههبر الجههو أو البحههر‪ .‬وحتههى لو سههعت مصههر إلى‬
‫الفصهههههل بيهههههن قوات الجيهههههش السهههههرائيلي‬
‫والفلسههههطينيين‪ ،‬فسههههتكون تلك الخطوة شديدة‬
‫الخطورة‪ ،‬إذ أنههه يكفههي أن تقوم مصههر بممارسههة‬
‫احتجاجات تكون غيهر مرتبطهة مباشرة بقطاع غزة‪،‬‬
‫مثههل الحتجاج الدبلوماسههي‪ .‬وبالطبههع فإن إعلن‬
‫حالة التأهههههب بيههههن صههههفوف القوات المسههههلحة‬
‫المصهرية‪ ،‬سهيكون كافيها لزيادة التوتهر بيهن القاهرة‬
‫‪.‬وتل أبيب‬
‫والمهر الخهر أن ثمهة خطهر على اتفاق السهلم بيهن‬
‫مصهر وإسهرائيل‪ ،‬فإذا اسهتمر تهريهب السهلحة إلى‬
‫قطاع غزة‪ ،‬إلى جانهههههب نشهههههر قوات عسهههههكرية‬
‫إسهههرائيلية على طول الحدود بينهههها وبيهههن مصهههر‬
‫لقطهع طرق تهريهب السهلحة‪ ،‬فذاك قهد يؤدي إلى‬
‫حدوث مصههههههادمات بيههههههن القوات المصههههههرية‬
‫والسرائيلية في تلك المنطقة‪ ،‬وستكون احتمالت‬
‫ذلك مرتفعههة خاصههة فههي ضوء وجود شكوك فههي‬
‫تواجهد قوات دوليهة فهي قطاع غزة‪ ،‬والتهي سهيكون‬
‫‪.‬من بينها ممثلون مصريون بارزون‬
‫‪:‬ج) مسألة نزع السلحة من سيناء)‬
‫لقد فرضت اتفاقية السلم قيودا بشأن نشر قوات‬
‫عسهكرية مصهرية فهي المنطقهة الممتدة مهن الشرق‬
‫وحتههى معابر سههيناء الحدوديههة‪ ،‬رغههم أنههها خاضعههة‬
‫للسههيادة المصههرية الكاملة‪ ،‬وهذا المههر ينظههر إليههه‬
‫فههي القاهرة على أنههه خطههر يهدد المههن القومههي‬
‫‪.‬المصري‪ ،‬ويمس بالكرامة الوطنية‬
‫وترى إسههرائيل ضرورة منههع نشههر قوات مصههرية‬
‫مكثفههة فههي شبههه جزيرة سههيناء‪ ،‬أو إقامههة بنيههة‬
‫أ ساسية ع سكرية في سيناء مجدداً‪ .‬ومن ه نا يأ تي‬
‫الصرار السرائيلي على منع انتهاك بند حظر نشر‬
‫القوات‪ .‬وهذا التناقض الساسي في المصالح بين‬
‫الدولتين‪ ،‬والذي بدأ منذ النسحاب السرائيلي من‬
‫سههيناء‪ ،‬دائمهها مهها يكون عنصههرا ثابتهها للتوتههر بيههن‬
‫‪.‬البلدين‬
‫ولذا فإن أي إجراء مصهري مهن شأنهه اختراق حظهر‬
‫نشههر القوات فههي سههيناء قههد يحدث إذا مهها تدهور‬
‫الوضههههع السههههياسي لسههههرائيل‪ .‬كمهههها أن حدوث‬
‫مواجهات عسهههههكرية على الجبههههههة الشماليهههههة‬
‫السهرائيلية ومها قهد يصهحبه مهن اجتياح بري واسهع‬
‫النطاق‪ ،‬وانتهاك السهيادة السهورية أو اللبنانيهة‪ ،‬قهد‬
‫يدفهع مصهر إلى اسهتغلل وضهع إسهرائيل الضعيهف‬
‫على السههاحة الدوليههة مههن أجههل نشههر قوات فههي‬
‫سيناء‪ ،‬وتبرير ذلك بأنه مجرد إجراء دفاعي‪ .‬ويمكن‬
‫لمصهر كذلك أن تمتنهع عهن العلن رسهميا عهن إلغاء‬
‫اتفاقيههههة السههههلم‪ ،‬واسههههتغللها بدعوى أن هناك‬
‫اسهتعدادات عسهكرية إسهرائيلية ضهد سهيناء‪ ،‬وههي‬
‫أرض ذات سهيادة مصهرية‪ .‬وفهي حالة كهذه سهيكون‬
‫مهن الصهعب على إسهرائيل حشهد الشرعيهة الدوليهة‬
‫‪.‬لتنفيذ عمل عسكري ضد مصر‬
‫وتوجد وجهة نظر أخرى بالنسبة لحظر نشر قوات‬
‫عسهكرية مصهرية فهي سهيناء‪ ،‬وههي تتعلق مباشرة‬
‫بالفلسههطينيين؛ فشبههه جزيرة سههيناء ل يمكههن أن‬
‫تمثههل فقههط قاعدة لوجيسههتية‪ ،‬بههل نقطههة انطلق‬
‫لتنفيهههذ الفلسهههطينيين لعمليات "إرهابيهههة" ضهههد‬
‫إسهرائيل‪ .‬ويؤكهد وجود النفاق واقتحام معهبر رفهح‬
‫الحدودي في يناير ‪ 2008‬المخاطر التي قد تتعرض‬
‫‪.‬لها إسرائيل مستقبل نتيجة لذلك‬
‫ومعلوم أنه ل توجد وسائل إنذار على طول الحدود‬
‫بيههن مصههر وإسههرائيل‪ ،‬وهههي الطول كثيرا عههن‬
‫حدودهها مهع قطاع غزة؛ لذا يكون مهن السههل على‬
‫الفلسههطينيين التسههلل إلى إسههرائيل‪ ،‬عههبر الحدود‬
‫المصهرية‪ ،‬ممها يزيهد مهن فرص تنفيهذ عمليات ضهد‬
‫السهرائيليين‪ .‬حتهى ولو أدركهت إسهرائيل بأن مصهر‬
‫تعارض‪ ،‬بههل وتعمههل على إحباط عمليات كهذه‪ ،‬فل‬
‫يمكنهها أن تتجاههل بأن هؤلء الفلسهطينيين خرجوا‬
‫مباشرة مههن الراضههي المصههرية‪ .‬ولذا يتعيههن على‬
‫إ سرائيل التأ هب لحدوث اختراقات لحدود ها بمعدل‬
‫أعلى فههي المنطقههة الممتدة بيههن سههيناء والنقههب‪،‬‬
‫وهذا التأههب سهيعمل على تقليهص عمليات تهريهب‬
‫‪.‬المخدرات ومنع الهجرة غير الشرعية لراضيها‬
‫وقههد عارضههت إسههرائيل فههي مطلع نوفمههبر عام‬
‫‪ 2007‬زيادة عدد القوات المصهرية على الحدود مهع‬
‫قطاع غزة‪ ،‬فههي إطار مكافحههة عمليات التهريههب‪،‬‬
‫زاعمة بأن المصريين ل يبذلون الجهود الكافية‪ ،‬بما‬
‫لديههها مههن قوات حرس الحدود الذيههن يبلغ عددهههم‬
‫‪ 750‬جنديا‪ ،‬تم نشرهم في المنطقة الحدودية بين‬
‫غزة ومصهر بعهد انسهحاب إسهرائيل مهن قطاع غزة‬
‫فهههي عام ‪ .2005‬وتردد فهههي إسهههرائيل حينهههها أن‬
‫الهدف المصهري مهن نشهر تلك القوات ههو خرق بنهد‬
‫حظههر نشههر القوات الذي نههص عليههه اتفاق السههلم‬
‫بيههن الدولتيههن‪ .‬ومههن المحتمههل أن القيود التههي‬
‫فرضتههها اتفاقيههة السههلم بشأن حظههر نشههر قوات‬
‫عسههكرية مصههرية فههي سههيناء‪ ،‬كانههت سههببا يعيههق‬
‫المصهريين لمنهع تهريهب السهلحة لقطاع غزة‪ .‬لكهن‬
‫مثههل هذه المهمههة (منههع عمليات التهريههب) تتطلب‬
‫قوات خاصههة متميزة ذات طابههع شرطههي‪ ،‬وليههس‬
‫‪.‬بالضرورة قوات عسكرية‬
‫ومهن وجههة نظهر المسهئولين المصهريين‪ ،‬فإن نشهر‬
‫قوات عسهكرية مصهرية فهي سهيناء‪ ،‬ولو على نطاق‬
‫ضيهق‪ ،‬يمثهل أهميهة رمزيهة كهبيرة بالنسهبة لههم‪ ،‬لن‬
‫خطوة كهذه سههتدعم أكثههر مههن السههيادة المصههرية‬
‫على سيناء‪ ،‬وسيجعلها تقوم بتنفيذ ما تريده فيها‪.‬‬
‫لكههن ليههس هناك ضمان لذلك‪ ،‬وليههس مههن الواضههح‬
‫حتهى الن إذا مها كانهت مصهر تتطلع بحهق إلى منهع‬
‫اسهههتخدام سهههيناء كقاعدة لوجسهههيتية وتنفيذيهههة‬
‫‪.‬بالنسبة للفلسطينيين ضد إسرائيل أم ل‬
‫وفهي نهايهة المهر قهد توافهق إسهرائيل على نشهر‬
‫قوات مصهههرية كهههبيرة فهههي سهههيناء لفترة زمنيهههة‬
‫محدودة‪ ،‬تمنحههها فترة زمنيههة للسههتعداد والتأهههب‬
‫لوقهف عمليات التسهلل مهن سهيناء وتطويهر وسهائل‬
‫إحباط عمليات إطلق الصهههواريخ المسهههتمرة مهههن‬
‫قطاع غزة‪ .‬وحتهههى لو نجحهههت هذه الخطوة فهههى‬
‫تقليههص عمليات التهريههب مههن سههيناء‪ ،‬فمههع نهايههة‬
‫الفترة المحددة مسهههبقا بيهههن الجانهههبين‪ ،‬وعندمههها‬
‫سهتطالب إسهرائيل الجانهب المصهري سهحب قواتهه‬
‫العسكرية من المنطقة‪ ،‬قد تحدث أزمة جديدة بين‬
‫‪.‬الدولتين‬
‫د) مشاركهههة مصهههر فهههي الحرب بيهههن سهههوريا)‬
‫‪:‬وإسرائيل‬
‫ل يمكهن بالطبهع اختبار الموقهف المصهري فهي حالة‬
‫كهذه بناء على خههبرة التوتههر السههرائيلي السههوري‬
‫فهههههي عام ‪ ،1996‬ولكهههههن إذا حدثهههههت مواجهات‬
‫مواجهات عسكرية مستقبل بين دمشق وتل أبيب؛‬
‫فمههههن المتوقههههع أن تمارس الضغوط على النظام‬
‫المصهري مهن أجهل القتال إلى جوار السهوريين فهي‬
‫تلك الحرب‪ ،‬بههل وحتههى لو اكتفههت مصههر بتعزيههز‬
‫قواتها في سيناء؛ فسيكون هذا المر انتهاك لمنع‬
‫نشههر القوات‪ ،‬حيههث سههتخشى مصههر مههن أن تقوم‬
‫إسرائيل بحشد معظم قواتها‪ ،‬إذ لم تكن كلها‪ ،‬من‬
‫أ جل توجيه ضربة ع سكرية كبيرة ضد سوريا‪ ،‬وضد‬
‫‪.‬كل من يساعدها‪ ،‬حتى ولو بشكل سلبي‬
‫كمههها سهههتضع مصهههر فهههي حسهههبانها أن الجيهههش‬
‫السههرائيلي سههيكون مصههرا على أن يثبههت قدراتههه‬
‫العسكرية‪ .‬وبشكل نظري سيكون الجيش المصري‬
‫أو الجيههش السههوري‪ ،‬وليههس منظمات مثههل حزب‬
‫الله‪ ،‬أكثههر تهديدا بالنسههبة لسههرائيل‪ ،‬بههل وأكثههر‬
‫إضرارا‪ .‬ومهههع ذلك فمصهههر ل تريهههد أن تتعرض لرد‬
‫فعههل عسههكري قوى مههن إسههرائيل‪ ،‬قههد يؤدي إلى‬
‫إعادة احتللههها لسههيناء مرة أخرى‪ ،‬وسههتدرك بأنههه‬
‫حتهى بعهد انتهاء المواجهات العسهكرية‪ ،‬سهيكون مهن‬
‫الصهعب عليهها اسهتعادة مها فقدتهه ثانيهة فهي سهيناء‪،‬‬
‫خاصهة إذا مها سهاد التجاه فهي العالم بأن مصهر ههي‬
‫‪.‬التي انتهكت اتفاقية السلم‬
‫وإذا مها حاولت مصهر تجاههل المشاركهة العسهكرية‬
‫لصههالح سههوريا فههي حال نشوب حرب متوقعههة مههع‬
‫إسهرائيل‪ ،‬فسهتكون قوتهها العسهكرية التهي كونتهها‬
‫وسهعيها لفرض هيمنتهها على العالم العربهي محهل‬
‫اسهتهجان شديهد‪ ،‬وسهوف تزعهم سهوريا بأن مصهر‬
‫تتهرب مهن دورهها كدولة رائدة‪ ،‬وتتجاههل امتلكهها‬
‫أقوى جيههش عربههي‪ .‬وهناك احتمال آخههر أن تظههل‬
‫مصهر خارج المعركهة‪ ،‬لكنهها فهي ذات الوقهت تنقهل‬
‫رسائل لسرائيل بعدم التمادي في الجتياح البري‪،‬‬
‫والقصههف الجوي للعمههق السههوري‪ ،‬لمنههع ممارسههة‬
‫مزيد من الضغوط على مصر لمساعدة سوريا‬
‫أما إذا هاجمت سوريا إسرائيل‪ ،‬فسيكون المر‬
‫أسهل على مصر في جانب عدم تقديم المساعدة‬
‫لسوريا‪ .‬ومن المحتمل أن يسود العتقاد في‬
‫العالم العربي‪ ،‬لسيما في الدول العربية التي‬
‫تخشى من التوسع اليراني بأن الخطوة السورية‬
‫عمل متسرع قد يزعزع الستقرار في المنطقة‪،‬‬
‫ويبعد النظار عن الخطر اليراني‪ .‬وهذه الظروف‬
‫ستجعل من السهل على مصر أن توضح لماذا لم‬
‫تقدم المساعدة العسكرية لسوريا‪ ،‬وأن تحاول منع‬
‫الدول العربية من التواصل مع دمشق‪ ،‬وبذلك تبرز‬
‫للعالم بأن مواقفها الحيادية‪ ،‬ل تعكس موقف‬
‫‪.‬مصر فقط‬
‫ول شههك أن مصههر ل تشعههر بالرتياح منههذ سههقوط‬
‫العراق فهي عام ‪ 1991‬والذي أضعهف بشكهل كهبير‬
‫الجبههة الشرقيهة المهددة لسهرائيل‪ .‬وبعهد النهيار‬
‫التام للعراق فهي عام ‪ 2003‬باتهت سهوريا بمفردهها‬
‫فهههي تلك الجبههههة‪ ،‬لذا اتجههههت للسهههتعانة بإيران‪.‬‬
‫وتخشهى مصهر مهن أن تسهتغل إيران المواجههة مهع‬
‫إسهرائيل مهن أجهل ترسهيخ سهيطرتها على سهوريا‬
‫والدول المحيطههة بههها‪ ،‬بههل وتشجههع سههوريا على‬
‫تصعيد القتال مع إسرائيل‪ .‬وربما تسعى إيران إلى‬
‫تحريههض سهههوريا على القتال‪ ،‬خاصهههة إذا مههها بدت‬
‫إسهههرائيل فهههي صهههورة الضعهههف بعهههد النسهههحاب‬
‫المريكهههي مهههن العراق‪ ،‬أو بعهههد اتباع واشنطهههن‬
‫لسهياسة انفصهالية‪ ،‬فهي إطارهها تتخلى عهن دعمهها‬
‫‪.‬لتل أبيب‬
‫ووفقها لذلك‪ ،‬مهن شبهه المؤكهد أن تعارض مصهر أي‬
‫عمهل عسهكري تقوم بهه سهوريا بشكهل منفرد‪ ،‬مثهل‬
‫القيام بعمهل عسهكري سهريع فهي هضبهة الجولن‪،‬‬
‫وشهن هجوم عسهكري على إسهرائيل بواسهطة حزب‬
‫الله مههن لبنان‪ ،‬حتههى لو كان الهدف السههوري هههو‬
‫إجبار إسههرائيل عههن التنازل على هضبههة الجولن‪،‬‬
‫خاصة وأن إسرائيل لن تقف صامتة أمام أي هجوم‬
‫‪.‬عسكري سوري عليها‬
‫وعلى أيهة حال إذا مها حدثهت مواجههة عسهكرية بيهن‬
‫سهوريا وإسهرائيل‪ ،‬يبدو أنهه رغهم كهل التوتهر الذي‬
‫سهيسود العلقات بيهن القاهرة وتهل أبيهب‪ ،‬فسهوف‬
‫يسههعيان إلى عدم الدخول فههي مواجهههة عسههكرية‬
‫‪.‬بينهما‬
‫رابعا‪ :‬ملخص عام‬

‫بعهههد اسهههتطلع مههها سهههبق‪ ،‬يجوز القول أن هناك‬


‫مخاوف قائمة ترتبط بإلغاء اتفاق السلم بين مصر‬
‫وإسههرائيل‪ ،‬بههل واحتمال اندلع مواجهات عسههكرية‬
‫بينهمهها نتيجههة لسههباب وعناصههر متعلقههة بالداخههل‬
‫المصههههري‪ ،‬ولسههههباب أخرى متعلقههههة بالجانههههب‬
‫‪.‬القليمي‬
‫وفيمها يلي إيجاز لههم المخاطههر التههي تهدد اتفاق‬
‫السلم بين مصر وإسرائيل على النحو التالي‪:‬ه‬
‫أخطار متعلقهههة بالجانهههب الداخلي المصهههري‪1. :‬‬
‫فالرئيههس "مبارك" فههي وليتههه الخيرة حاليهها مههن‬
‫فترة حكمه‪ ،‬ويعد نجله "جمال" خليفة له‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فان عدم خهبرة "جمال" تثيهر الشكوك حول انتخابهه‬
‫رئيسهها لمصههر‪ ،‬ووصههوله لهذا المنصههب سههيكون‬
‫مرتبطههها كثيرا باسهههتعداد المؤسهههسة العسهههكرية‬
‫والمنيههة لتأييده‪ .‬وقههد تشهههد مصههر حالة مههن عدم‬
‫الستقرار والصراعات الداخلية بين عناصر مختلفة‬
‫من خلل إظهار العداء المتزايد لسرائيل‪ ،‬كوسيلة‬
‫للحصههههههول على أعلى معدل للشعبيههههههة‪ .‬وهناك‬
‫احتمالت بأن يكون الرئيهس المصهري الجديهد أكثهر‬
‫عداء لسرائيل‪ ،‬مما سيزيد من فرص اندلع أزمات‬
‫متكررة وحادة‪ ،‬قههد تؤدي إلى إلغاء اتفاق السههلم‪،‬‬
‫‪.‬ومن ثم اندلع حرب بين الجانبين‬
‫احتمال نجاح جماعههة الخوان المسههلمين فههي ‪2.‬‬
‫مصههر فههي فرض سههيطرتها وإحكام قبضتههها على‬
‫البلد‪ ،‬بواسههطة انتخابات ديمقراطيههة‪ ،‬أو بواسههطة‬
‫حرب أهليهههة‪ ،‬أو مهههن خلل ثورة‪ .‬وأمهههر كهذا لن‬
‫يزعزع فقهط العلقات بيهن القاهرة وتهل أبيهب‪ ،‬بهل‬
‫‪.‬سيهدمها تماما‬
‫أخطار على المسههتوى القليمههي‪ :‬لو امتلكههت ‪3.‬‬
‫إيران سهلحا نوويها مهع صهعودها الراههن بالمنطقهة‪،‬‬
‫فذلك يدفهع مصهر إلى امتلك السهلح النووي‪ ،‬المهر‬
‫الذي قد يزعزع علقاتها مع إسرائيل‪ .‬وحتى إذا لم‬
‫يحدث ذلك‪ ،‬فإن القضية النووية قد تضر بالعلقات‬
‫بيهن البلديهن‪ ،‬خاصهة على ضوء الحماس الزائد فهي‬
‫‪.‬مصههر بضرورة تحييههد القوة النوويههة السههرائيلية‬

‫تكرار التصادم بين الفلسطينيين والسرائيليين ‪4.‬‬


‫قد يؤدي إلى حدوث تشابكات بين مصر وإسرائيل‪.‬‬
‫لكههن التوتههر بيههن الطرفيههن بسههبب الفلسههطينيين‬
‫بوجهه عام‪ ،‬وبسهبب مها يحدث فهى قطاع غزة بوجهه‬
‫خاص‪ ،‬لن يكون سهههههببا كافيههههها لحدوث مواجهات‬
‫عسههكرية بينهمهها‪ .‬كمهها أن هناك شكوك بأن تسههمح‬
‫مصههههر لنفسههههها بالنجرار إلى مغامرة عسههههكرية‬
‫خطيرة‪ ،‬إذا مههها بادرت سهههوريا بشهههن الحرب على‬
‫‪.‬إسرائيل‬
‫المخاوف مهن القوة العسهكرية المصهرية‪ :‬رغهم ‪5.‬‬
‫مخاوف إسههرائيل مههن تعاظههم القدرات العسههكرية‬
‫للجيهههش المصهههري‪ ،‬لكهههن خيار شهههن حرب على‬
‫إسهرائيل ههو آخهر خيار قهد تفكهر فيهه مصهر‪ .‬وعلى‬
‫ضوء ذلك يتعيهن على إسهرائيل أن تركهز على تجنهب‬
‫العناصههر التههي قههد تتسههبب فههي الحرب مههع مصههر‪.‬‬
‫لسيما العناصر الحساسة والقابلة للتفجير في أي‬
‫وقههت‪ ،‬كمهها مههن الواجههب على إسههرائيل أن تؤيههد‬
‫الور يث الم صري الجد يد في كر سي الح كم‪ ،‬وإخلء‬
‫‪.‬سيناء من السلحة‬
‫خليفههة الرئيههس المصههري‪ :‬إذا مهها كان خليفههة ‪6.‬‬
‫الرئيهههس "مبارك" على هوى إسهههرائيل‪ ،‬فيتعيهههن‬
‫عليههها المتناع عههن تأييده علنيههة وبشكههل مباشههر‪.‬‬
‫ومهع ذلك يمكهن لسهرائيل أن تقدم له المسهاعدات‬
‫بشكهل غيهر مباشهر‪ ،‬وأيضها بدون التنسهيق معهه‪ ،‬إذ‬
‫يمكنهها تشجيهع أوروبها والوليات المتحدة المريكيهة‬
‫على مساعدة مصر على المستوى القتصادي؛ مما‬
‫‪.‬قد يسهم في ترسيخ نظام الحاكم الجديد‬
‫يتعيهن على إسهرائيل كذلك أن توضهح بهل وتحذر ‪7.‬‬
‫مصر من مغبة محاولة خرف اتفاق إخلء سيناء من‬
‫السهلحة‪ ،‬وأنهه فهي حالة انتهاكهه سهتضطر إسهرائيل‬
‫إلى إعادة النظهر فهي التعامهل مهع سهيناء‪ ،‬ومهن ثهم‬
‫‪.‬التعامل مع مصر‬
‫وأخيرا ل شهههههك بأن هناك عدد مهههههن العناصهههههر‬
‫والسيناريوهات التي قد تؤثر على مستقبل اتفاق‬
‫السههلم بيههن القاهرة وتههل أبيههب‪ .‬ولعههل أهههم تلك‬
‫السهههههيناريوهات على الطلق‪ ،‬والذي سهههههيتجاوز‬
‫تأثيره بقيهة السهيناريوهات‪ ،‬ههو السهيناريو المتعلق‬
‫بمهن سهيكون خليفهة الرئيهس مبارك‪ ،‬والذي يلعهب‬
‫دورا مركزيهها‪ ،‬وأوشكههت فترة حكمههه على النتهاء‬
‫فههههي عام ‪ ،2011‬أي أن أمام إسههههرائيل عاميههههن‬
‫‪.‬للستعداد على كافة الصعدة‬

‫الخههبير السههتراتيجي والمتخصههص فههي دراسههات‬


‫المهههن القومهههي السهههرائيلي والعقيدة القتاليهههة‪،‬‬
‫والحاصهههل على شهادة الدكتوراه مهههن جامعهههة بار‬
‫‪.‬إيلن السرائيلية‬
‫دراسههة باللغههة العبريههة نشرت على موقههع مركههز*‬
‫بيجيههن‪ -‬السههادات للدراسههات السههتراتيجية تحههت‬
‫عنوان " عدم السهههتقرار فهههي العلقات المصهههرية‬
‫السرائيلية‬

You might also like