You are on page 1of 807

‫ملتقى أهل الحديث‬

‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫تفسي القران العظيم‬


‫للمام الافظ عماد الدين ‪ ،‬أبو الفداء‬
‫اساعيل بن كثي القرشى الدمشقي‬

‫التوف سنة ‪ 774‬ه‍‬


‫الزء الثالث‬
‫من سورة التوبة إل سورة مري‬

‫مُلتقى أهل الديث‬


‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫‪1‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫سببببببببببببببببببورة التوبببببببببببببببببببة‬
‫** بَرَآ َءٌة مّ نَ اللّ ِه وَرَ سُولِهِ إِلَى الّذِي َن عَاهَ ْدتُ ْم مّ َن الْمُشْرِكِيَ * فَ سِيحُواْ فِي الرْ ضِ أَ ْرَبعَ َة‬
‫ببَ‬ ‫خزِي الْكَاِفرِينب‬ ‫ب مُ ْ‬
‫ب َ‬ ‫ببّ اللّهب‬
‫ب َوأَنب‬ ‫ب ِ‬ ‫جزِي اللّهب‬ ‫ب َغيْ ُر ُمعْ ِ‬
‫ب ْ‬ ‫َأ ْشهُ ٍر وَاعْلَ ُم َواْ َأنّكُمب‬
‫هذه ال سورة الكري ة من أوا خر ما نزل على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ك ما قال‬
‫البخاري‪ :‬حدثنا أبو الوليد‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب إسحاق قال‪ :‬سعت الباء يقول آخر آية‬
‫نزلت {يستفتونك قل ال يفتيكم ف الكللة} وآخر سورة نزلت براءة‪ ,‬وإنا ل يبسمل ف‬
‫أولا لن الصحابة ل يكتبوا البسملة ف أولا ف الصحف المام‪ ,‬بل اقتدوا ف ذلك بأمي‬
‫الؤمني عثمان بن عفان رضي ال عنه وأرضاه‪ ,‬كما قال الترمذي‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪,‬‬
‫حدث نا ي ي بن سعيد وم مد بن جع فر وا بن أ ب عدي و سهيل بن يو سف قالوا‪ :‬حدث نا‬
‫عوف بن أب جيلة‪ ,‬أخبن يزيد الفارسي‪ ,‬أخبن ابن عباس قال‪ :‬قلت لعثمان بن عفان‪:‬‬
‫ما حلكم أن عمدت إل النفال وهي من الثان وإل براءة وهي من الئي وقرنتم بينهما‬
‫ول تكتبوا بينهما سطر بسم ال الرحن الرحيم ووضعتموها ف السبع الطوال ما حلكم‬

‫‪2‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على ذلك ؟ فقال عثمان‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ما يأت عليه الزمان وهو‬
‫تنل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول‬
‫ضعوا هذه الَ ية ف ال سورة ال ت يذ كر في ها كذا وكذا‪ ,‬وكا نت النفال من أول ما نزل‬
‫بالدينة وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن‪ ,‬وكانت قصتها شبيهة بقصتها وحسبت‬
‫أن ا من ها‪ ,‬وق بض ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ول يبي ل نا أن ا من ها ف من أ جل ذلك‬
‫قرنت بينهما ول أكتب بينهما سطر بسم ال الرحن الرحيم ووضعتها ف السبع الطوال‪,‬‬
‫وكذا رواه المام أحد وأبو داود والنسائي وابن حبان ف صحيحه‪ ,‬والاكم ف مستدركه‬
‫من طرق أ خر عن عوف العرا ب به‪ ,‬وقال الا كم‪ :‬صحيح ال سناد ول يرجاه‪ ,‬وأول‬
‫هذه ال سورة الكري ة نزل على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل ا ر جع من غزوة تبوك‬
‫وهم بالج‪ ,‬ث ذكر أن الشركي يضرون عامهم هذا الوسم على عادتم ف ذلك وأنم‬
‫يطوفون بالب يت عراة‪ ,‬فكره مالطت هم وب عث أ با ب كر ال صديق ر ضي ال ع نه أميا على‬
‫الج تلك السنة ليقيم للناس مناسكهم ويعلم الشركي أن ل يجوا بعد عامهم هذا‪ ,‬وأن‬
‫ينادي ف الناس {براءة من ال ورسوله} فلما قفل أتبعه بعلي بن أب طالب ليكون مبلغا‬
‫عبن رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم لكونبه عصببة له كمبا سبيأت بيانبه‪.‬‬
‫فقوله تعال‪{ :‬براءة من ال ورسوله} أي هذه براءة أي تبؤ من ال ورسوله {إل الذين‬
‫عاهدت من الشركي * فسيحوا ف الرض أربعة أشهر} اختلف الفسرون ههنا اختلفا‬
‫كثيا‪ ,‬فقال قائلون‪ :‬هذه الَية لذوي العهود الطلقة غي الؤقتة أو من له عهد دون أربعة‬
‫أش هر فيك مل له أرب عة أش هر‪ ,‬فأ ما من كان له ع هد مؤ قت فأجله إل مد ته مه ما كان‪,‬‬
‫لقوله تعال‪{ :‬فأتوا إليهم عهدهم إل مدتم} الَية‪ ,‬ولا سيأت ف الديث‪ .‬ومن كان بينه‬
‫وبي رسول ال صلى ال عليه وسلم عهد فعهده إل مدته وهذا أحسن القوال وأقواها‪,‬‬
‫وقد اختاره ابن جرير رحه ال‪ ,‬وروي عن الكلب وممد بن كعب القرظي وغي واحد‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬براءة من ال ورسوله إل الذين عاهدت‬
‫من الشركي * فسيحوا ف الرض أربعة أشهر} الَية‪ ,‬قال‪ :‬حد ال للذين عاهدوا رسوله‬
‫أربعة أشهر يسيحون ف الرض حيث شاءوا وأجل أجل من ليس له عهد انسلخ الشهر‬
‫الرم من يوم الن حر إل سلخ الحرم فذلك خسون ليلة‪ ,‬فأ مر ال نبيه إذا ان سلخ الش هر‬

‫‪3‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الُرم أن يضع السيف فيمن ل يكن بينه وبينه عهد بقتلهم حت يدخلوا ف السلم‪ ,‬وأمر‬
‫بن كان له عهد إذا انسلخ أربعة أشهر من يوم النحر إل عشر خلون من ربيع الَخر أن‬
‫يضبببع فيهبببم السبببيف أيضا حتببب يدخلوا فببب السبببلم‪.‬‬
‫وقال أبو معشر الدن‪ :‬حدثنا ممد بن كعب القرظي وغيه قالوا‪ :‬بعث رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أبا بكر أميا على الوسم سنة تسع‪ ,‬وبعث علي بن أب طالب بثلثي آية‬
‫أو أربع ي آ ية من براءة فقرأ ها على الناس‪ ,‬يؤ جل الشرك ي أرب عة أش هر ي سيحون ف‬
‫الرض فقرأها عليهم يوم عرفة أجلهم عشرين من ذي الجة والحرم وصفر وشهر ربيع‬
‫الول وعشرا من رب يع الَ خر‪ ,‬وقرأ ها علي هم ف منازل م وقال‪ :‬ل ي جن ب عد عام نا هذا‬
‫مشرك ول يطوفن بالبيت عريان‪ .‬وقال ابن أب نيح‪ ,‬عن ماهد {براءة من ال ورسوله}‬
‫إل أهل العهد خزاعة ومدل ومن كان له عهد أو غيهم‪ ,‬فقفل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من تبوك حي فرغ فأراد رسول ال صلى ال عليه وسلم الج ث قال‪« :‬إنا يضر‬
‫الشركون فيطوفون عراة فل أ حب أن أ حج ح ت ل يكون ذلك» فأر سل أ با ب كر وعليا‬
‫رضي ال عنهما فطافا بالناس ف ذي الجاز وبأمكنتهم الت كانوا يتبايعون با وبالواسم‬
‫كل ها‪ ,‬فآذنوا أ صحاب الع هد بأن يؤمّنوا أرب عة أش هر ف هي الش هر التواليات عشرون من‬
‫ذي الجة إل عشر يلون من ربيع الَخر ث ل عهد لم‪ ,‬وآذن الناس كلهم بالقتال إل‬
‫أن يؤمنوا‪ ,‬وهكذا روي عن ال سدي وقتادة وقال الزهري‪ :‬كان ابتداء التأج يل من شوال‬
‫وآخره سلخ الحرم‪ ,‬وهذا القول غريب وكيف ياسبون بدة ل يبلغهم حكمها وإنا ظهر‬
‫لم أمرها يوم النحر حي نادى أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم بذلك ولذا قال‬
‫تعال‪):‬‬

‫ح ّج ال ْكبَرِ أَ نّ اللّ هَ بَرِيَ ٌء مّ َن الْمُشْرِكِيَ‬ ‫س َيوْ مَ الْ َ‬ ‫** َوأَذَا نٌ مّ نَ اللّ ِه وَرَ سُولِهِ إِلَى النّا ِ‬
‫جزِي اللّ ِه َوبَشّ ِر الّذِي نَ‬
‫وَرَ سُولُهُ فَإِن ُتْبتُ مْ َف ُهوَ َخيْرٌ ّلكُ ْم َوإِن َتوَلّْيتُ مْ فَاعْلَ ُم َواْ َأنّكُ ْم َغيْ ُر ُمعْ ِ‬
‫َكفَرُواْ ِبعَذَاببببببببببببببببٍ أَلِيمبببببببببببببببٍ‬
‫يقول تعال وإعلم {من ال ورسوله} وتقدم وإنذار إل الناس {يوم الج الكب} وهو‬
‫يوم النحبر الذي هبو أفضبل أيام الناسبك وأظهرهبا وأكثرهبا جعا {أن ال بريبء مبن‬

‫‪4‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشركي ورسوله} أي بريء منهم أيضا ث دعاهم إل التوبة إليه‪ ,‬فقال {فإن تبتم} أي‬
‫ما أنتم فيه من الشرك والضلل {فهو خي لكم‪ ,‬وإن توليتم} أي استمررت على ما أنتم‬
‫عل يه {فاعلموا أنكم غ ي معجزي ال} بل هو قادر علي كم وأنتم ف قبضته وت ت قهره‬
‫ومشيئ ته‪{ ,‬وب شر الذ ين كفروا بعذاب أل يم} أي ف الدن يا بالزي والنكال و ف الَخرة‬
‫بالقا مع والغلل‪ ,‬قال البخاري رح ه ال‪ :‬حدث نا ع بد ال بن يو سف‪ ,‬حدث نا الل يث‪,‬‬
‫حدثن عقيل عن ابن شهاب قال‪ :‬أخبن حيد بن عبد الرحن أن أبا هريرة قال‪ :‬بعثن أبو‬
‫ب كر ر ضي ال ع نه ف تلك ال جة ف الؤذن ي الذ ين بعث هم يوم الن حر يؤذنون ب ن أن ل‬
‫يج بعد العام مشرك ول يطوف بالبيت عريان‪ .‬قال حيد‪ :‬ث أردف النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بعلي بن أب طالب فأمره أن يؤذن بباءة‪ ,‬قال أبو هريرة فأذن معنا علي ف أهل من‬
‫يوم النحبر ببباءة‪ ,‬وأن ل يجب بعبد هذا العام مشرك ول يطوف بالبيبت عريان‪ ,‬ورواه‬
‫البخاري أيضا‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ,‬أخبناشعيب عن الزهري‪ ,‬أخبن حيد بن عبد الرحن‬
‫أن أبا هريرة قال‪ :‬بعثن أبو بكر فيمن يؤذن يوم النحر بن أل يج بعد العام مشرك ول‬
‫يطوف بالبيت عريان‪ ,‬ويوم الج الكب يوم النحر‪ ,‬وإنا قيل الكب من أجل قول الناس‬
‫الج الصغر‪ ,‬فنبذ أبو بكر إل الناس ف ذلك العام فلم يج عام حجة الوداع الذي حج‬
‫فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم مشرك‪ ,‬هذا لفظ البخاري ف كتاب الهاد‪ .‬وقال عبد‬
‫الرزاق‪ :‬عن مع مر عن الزهري عن ا بن ال سيب عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه ف قوله‪:‬‬
‫{براءة من ال ورسوله} قال‪ :‬لا كان النب صلى ال عليه وسلم زمن حني اعتمر من‬
‫العرانة ث أمّر أبا بكر على تلك الجة‪ ,‬قال معمر‪ :‬قال الزهري‪ :‬وكان أبو هريرة يدث‬
‫أن أبا بكر أمر أبا هريرة أن يؤذن بباءة ف حجة أب بكر‪ ,‬قال أبو هريرة‪ :‬ث أتبعنا النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم عليا وأمره أن يؤذن بباءة وأ بو ب كر على الو سم ك ما هو أو قال‬
‫على هيئته‪ .‬وهذا السياق فيه غرابة من جهة أن أمي الج كان سنة عمرة العرانة إنا هو‬
‫عتاب بببن أسببيد فأمببا أبببو بكببر إنابب كان أميا سببنة تسببع‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن مغية عن الشعب عن مرّر بن‬
‫أب هريرة عن أبيه قال‪ :‬كنت مع علي بن أب طالب حي بعثه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إل أهل مكة بباءة فقال‪ :‬ما كنتم تنادون ؟‪ .‬قال‪ :‬كنا ننادي أنه ل يدخل النة إل‬

‫‪5‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ن فس مؤم نة‪ ,‬ول يطوف بالب يت عريان‪ ,‬و من كان بي نه وب ي ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم ع هد فإن أجله أو مدته إل أربعة أشهر‪ ,‬فإذا مضت الربعة الش هر فإن ال بريء‬
‫من الشركي ورسوله‪ ,‬ول يج هذا البيت بعد عامنا هذا مشرك‪ ,‬قال‪ :‬فكنت أنادي حت‬
‫صحل صوت‪ ,‬وقال الشعب‪ :‬حدثن مرّر بن أب هريرة عن أبيه قال‪ :‬كنت مع علي بن أب‬
‫طالب رضي ال عنه حي بعثه النب صلى ال عليه وسلم ينادي فكان إذا صحل ناديت‬
‫فقلت‪ :‬بأي شيء كنتم تنادون ؟ قال بأربع‪ ,‬ل يطوف بالبيت عريان‪ ,‬ومن كان له عهد‬
‫عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فعهده إل مدته‪ ,‬ول يدخل النة إل نفس مؤمنة‪ ,‬ول‬
‫ي ج ب عد عام نا هذا مشرك‪ .‬رواه ا بن جر ير من غ ي و جه عن الش عب‪ ,‬ورواه شع بة عن‬
‫مغية عن الشعب به‪ ,‬إل أنه قال‪ :‬ومن كان بينه وبي رسول ال صلى ال عليه وسلم عهد‬
‫فعهده إل أرب عة أش هر وذ كر تام الد يث‪ .‬قال ا بن جر ير‪ :‬وأخ شى أن يكون وها من‬
‫بعببببض نقلتببببه لن الخبار متظاهرة فبببب الجببببل بلفببببه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا حاد عن ساك عن أنس بن مالك رضي ال عنه‬
‫أن ر سول ال صلى ال عليه وسلم بعثه بباءة مع أ ب ب كر فل ما بلغ ذا اللي فة قال‪« :‬ل‬
‫يبلغها إل أنا أو رجل من أهل بيت» فبعث با مع علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ ,‬ورواه‬
‫الترمذي ف التفسي‪ :‬عن بندار عن عفان وعبد الصمد كلها عن حاد بن سلمة به‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬ح سن غر يب من حد يث أ نس ر ضي ال ع نه‪ ,‬وقال ع بد ال بن أح د بن حن بل‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن سليمان‪ ,‬ب ُل َويْن ب حدثنا ممد بن جابر عن ساك عن حنش عن علي‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬لا نزلت عشر آيات من براءة على النب صلى ال عليه وسلم دعا النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أبا بكر فبعثه با ليقرأها على أهل مكة ث دعان فقال‪« :‬أدرك أبا‬
‫بكر فحيثما لقته فخذ الكتاب منه فاذهب إل أهل مكة فاقرأه عليهم» فلحقته بالحفة‬
‫فأخذت الكتاب منه ورجع أبو ب كر إل النب صلى ال عليه و سلم فقال‪ :‬يا ر سول ال‪,‬‬
‫نزل فّ ش يء ؟ فقال «ل ول كن جب يل جاء ن فقال‪ :‬لن يؤدي ع نك إل أ نت أو ر جل‬
‫منك» هذا إسناد فيه ضعف‪ ,‬وليس الراد أن أبا بكر رضي ال عنه رجع من فوره بل بعد‬
‫قضائه للمناسك الت أمره عليها رسول ال صلى ال عليه وسلم كما جاء مبينا ف الرواية‬
‫الخرى‪ .‬وقال عبد ال أيضا‪ :‬حدثن أبو بكر‪ ,‬حدثنا عمرو بن حاد عن أسباط بن نصر‬

‫‪6‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن ساك عن حنش عن علي رضي ال عنه‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حي بعثه‬
‫بباءة قال‪ :‬يا نب ال إن لست باللسن ول بالطيب قال‪« :‬ل بد ل أن أذهب با أنا أو‬
‫تذهب با أنت» قال‪ :‬فإن كان ول بد فسأذهب أنا‪ ,‬قال‪« :‬انطلق فإن ال يثبت لسانك‬
‫ويهدي قلببببببك» قال‪ :‬ثببببب وضبببببع يده على فيبببببه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان عن أب إسحاق عن زيد بن يثيع رجل من هدان‪ ,‬سألنا‬
‫عليا بأي شيء بعثت ؟ يعن يوم بعثه النب صلى ال عليه وسلم مع أب بكر ف الجة‪,‬‬
‫قال‪ :‬بع ثت بأر بع‪ :‬ل يد خل ال نة إل نفس مؤمنة‪ ,‬ول يطوف بالبيت عريان‪ ,‬و من كان‬
‫بينه وبي النب صلى ال عليه وسلم عهد فعهده إل مدته‪ ,‬ول يج الشركون والسلمون‬
‫بعد عامهم هذا‪ ,‬ورواه الترمذي عن قلبة عن سفيان بن عيينة وقال‪ :‬حسن صحيح كذا‬
‫قال‪ ,‬ورواه شع بة عن أ ب إ سحاق فقال‪ :‬ز يد بن يث يع و هم ف يه‪ ,‬ورواه الثوري عن أ ب‬
‫إسحاق عن بعض أصحابه عن علي رضي ال عنه‪ .‬وقال ا بن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪,‬‬
‫حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أب إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي قال‪ :‬بعثن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حي أنزلت براءة بأربع‪ :‬أن ل يطوف بالبيت عريان‪ ,‬ول يقرب‬
‫السجد الرام مشرك بعد عامهم هذا‪ ,‬ومن كان بينه وبي رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عهد فهو إل مدته‪ ,‬ول يدخل النة إل نفس مؤمنة‪ ,‬ث رواه ابن جرير عن ممد بن عبد‬
‫العلى عن ا بن ثور عن مع مر عن أ ب إ سحاق عن الارث عن علي قال‪ :‬أمرت بأر بع‬
‫فذكره‪ ,‬وقال إسرائيل عن أب إسحاق عن زيد بن يثيغ قال‪ :‬نزلت براءة فبعث رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أبا بكر ث أرسل عليا فأخذها‪ ,‬فلما رجع أبو بكر قال‪ :‬نزل فّ شيء‬
‫؟ قال‪« :‬ل ولكن أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيت» فانطلق إل أهل مكة فقام‬
‫في هم بأر بع ل يد خل م كة مشرك ب عد عا مه هذا‪ ,‬ول يطوف بالب يت عريان‪ ,‬ول يد خل‬
‫النة إل نفس مسلمة‪ ,‬ومن كان بينه وبي رسول ال صلى ال عليه وسلم عهد فعهده إل‬
‫مدته‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أب جعفر ممد‬
‫بن علي بن السي بن علي قال‪ :‬لا نزلت براءة على رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد‬
‫كان بعث أبا بكر ليقيم الج للناس فقيل يا رسول ال‪ :‬لو بعثت إل أب بكر ؟ فقال‪« :‬ل‬
‫يؤدي عن إل رجل من أهل بيت» ث دعا عليا فقال «اذهب بذه القصة من سورة براءة‬

‫‪7‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأذن ف الناس يوم الن حر إذا اجتمعوا ب ن‪ ,‬أ نه ل يد خل ال نة كا فر‪ ,‬ول ي ج ب عد العام‬
‫مشرك‪ ,‬ول يطوف بالبيت عريان‪ ,‬ومن كان له عهد عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ف هو له إل مد ته» فخرج علي ر ضي ال ع نه على نا قة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫العضباء ح ت أدرك أ با ب كر ف الطر يق فل ما رآه أ بو ب كر قال‪ :‬أم ي أو مأمور ؟ فقال بل‬
‫مأمور‪ ,‬ث مضيا فأقام أبو بكر للناس الج إذ ذاك ف تلك السنة على منازلم من الج الت‬
‫كانوا علي ها ف الاهل ية ح ت إذا كان يوم الن حر قام علي بن أ ب طالب فأذن ف الناس‬
‫بالذي أمره رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا أيها)الناس‪ ,‬إنه ل يدخل النة كافر‪,‬‬
‫ول ي ج ب عد العام مشرك ول يطوف بالب يت عريان‪ ,‬و من كان له ع هد ع ند ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ف هو إل مد ته‪ ,‬فلم ي ج ب عد ذلك العام مشرك‪ ,‬ول ي طف بالب يت‬
‫عريان‪ ,‬ث قد ما على ر سول ال صلى ال عليه و سلم فكان هذا من براءة فيمن كان من‬
‫أهببل الشرك مببن أهببل العهببد العام وأهببل الدة إل الجببل السببمى‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن عبد الكم‪ ,‬أخبنا أبو زرعة وهب ال بن‬
‫راشد‪ ,‬أخبنا حيوة بن شريح‪ ,‬أخبنا ابن صخر أنه سع أبا معاوية البجلي من أهل الكوفة‬
‫يقول‪ :‬سعت أبا الصهباء البكري وهو يقول‪ :‬سألت عليا عن يوم الج الكب فقال‪ :‬إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث أبا بكر بن أب قحافة يقيم للناس الج وبعثن معه‬
‫بأربعي آية من براءة حت أتى عرفة فخطب الناس يوم عرفة‪ ,‬فلما قضى خطبته التفت إل‬
‫فقال‪ :‬قم يا علي فأد رسالة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقمت فقرأت عليهم أربعي‬
‫آية من براءة‪ ,‬ث صدرنا فأتينا من فرميت المرة ونرت البدنة ث حلقت رأسي وعلمت‬
‫أن أهبل المبع ل يكونوا كلهبم حضروا خطببة أبب بكبر يوم عرفبة فطفبت أتتببع باب‬
‫الفساطيط أقرأها عليهم فمن ث أخال حسبتم أنه يوم النحر أل وهو يوم عرفة‪ ,‬وقال عبد‬
‫الرزاق عن معمر عن أب إسحاق سألت أبا جحيفة عن يوم الج الكب قال‪ :‬يوم عرفة‪,‬‬
‫فقلت‪ :‬أمن عندك أم من أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم ؟ قال‪ :‬كل ف ذلك‪ ,‬وقال‬
‫عبد الرزاق أيضا‪ :‬عن ابن جريج عن عطاء قال‪ :‬يوم الج الكب يوم عرفة‪ .‬وقال عمر بن‬
‫شنّي‪ :‬حدثنا شهاب بن عباد البصري عن أبيه قال‪ :‬سعت عمر بن الطاب يقول‪:‬‬ ‫الوليد ال ّ‬
‫هذا يوم عر فة هذا يوم ال ج ال كب فل ي صومنه أ حد‪ .‬قال‪ :‬فحج جت ب عد أ ب فأت يت‬

‫‪8‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدي نة ف سألت عن أف ضل أهل ها فقالوا‪ :‬سعيد بن ال سيب فأتي ته فقلت‪ :‬إ ن سألت عن‬
‫أفضل أهل الدينة فقالوا سعيد بن السيب فأخبن عن صوم يوم عرفة‪ ,‬فقال‪ :‬أخبك عمن‬
‫هو أفضل من مائة ضعف عمر أو ابن عمر‪ ,‬كان ينهى عن صومه ويقول هو يوم الج‬
‫ال كب‪ ,‬رواه ا بن جر ير وا بن أ ب حا ت‪ ,‬وهكذا روي عن ا بن عباس وع بد ال بن الزب ي‬
‫وماهببد وعكرمببة وطاووس أنمبب قالوا‪ :‬يوم عرفببة هببو يوم الجبب الكببب‪.‬‬
‫وقد ورد فيه حديث مرسل رواه ابن جريج‪ ,‬أخبت عن ممد بن قيس عن ابن مرمة‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خطب يوم عرفة فقال‪« :‬هذا يوم الج الكب» وروي‬
‫من وجه آخر‪ :‬عن ابن جريج عن ممد بن قيس عن السور بن مرمة عن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم أ نه خطب هم بعرفات فح مد ال وأث ن عليه ث قال‪« :‬أ ما ب عد فإن هذا يوم‬
‫الج الكب» والقول الثان أنه يوم النحر قال هشيم عن إساعيل بن أب خالد عن الشعب‬
‫عن علي ر ضي ال ع نه قال‪ :‬يوم ال ج ال كب يوم الن حر‪ ,‬وقال إ سحاق ال سبيعي عن‬
‫الارث العور‪ :‬سألت عليا ر ضي ال ع نه عن يوم ال ج ال كب فقال‪ :‬هو يوم الن حر‪,‬‬
‫وقال شعبة عن الكم سعت يي بن الزار يدث عن علي رضي ال عنه أنه خرج يوم‬
‫الن حر على بغلة بيضاء ير يد البا نة فجاء ر جل فأ خذ بلجام داب ته ف سأله عن يوم ال ج‬
‫الكب فقال هو يومك هذا خل سبيلها‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪ :‬عن سفيان عن شعبة عن عبد‬
‫اللك بن عمي عن عبد ال بن أب أوف أنه قال‪ :‬يوم الج الكب يوم النحر‪ ,‬وروى شعبة‬
‫وغيه عن عبد اللك بن عمي به نوه‪ .‬وهكذا رواه هشيم وغيه عن الشيبان عن عبد ال‬
‫بن أ ب أو ف‪ .‬وقال الع مش عن ع بد ال بن سبنان قال‪ :‬خطب نا الغية بن شع بة يوم‬
‫الضحى على بعي فقال‪ :‬هذا يوم الضحى وهذا يوم النحر وهذا يوم الج الكب‪ ,‬وقال‬
‫حاد بن سلمة عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال‪ :‬الج الكب يوم النحر‪ ,‬وكذا‬
‫روي عن أب جحيفة وسعيد بن جبي وعبد ال بن شداد بن الاد ونافع بن جبي بن مطعم‬
‫والشعب وإبراهيم النخعي وماهد وعكرمة وأب جعفر البا قر والزهري وعبد الرحن بن‬
‫ز يد بن أ سلم أن م قالوا‪ :‬يوم ال ج ال كب هو يوم الن حر واختاره ا بن جر ير‪ ,‬و قد تقدم‬
‫الديث عن أب هريرة ف صحيح البخاري أن أبا بكر بعثهم يوم النحر يؤذنون بن‪ ,‬وقد‬
‫ورد ف ذلك أحاد يث أ خر ك ما قال المام أ بو جع فر بن جر ير‪ :‬حدث ن سهل بن م مد‬

‫‪9‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السان‪ ,‬حدثنا أبو جابر الرمي‪ ,‬حدثنا هشام بن الغازي الرشي عن نافع عن ابن عمر‬
‫قال‪ :‬وقف رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم النحر عند المرات ف حجة الوداع فقال‪:‬‬
‫«هذا يوم الج الكب» وهكذا رواه ابن أب حات وابن مردويه من حديث أب جابر واسه‬
‫ممد بن عبد اللك به‪ ,‬ورواه ابن مردويه أيضا من حديث الوليد بن مسلم عن هشام بن‬
‫الغازي به‪ ,‬ث رواه من حديث سعيد بن عبد العزيز عن نافع به‪ ,‬وقال شعبة عن عمرو بن‬
‫مرة عن مرة المدا ن عن ر جل من أ صحاب ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬قام في نا‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على نا قة حراء مضر مة فقال‪« :‬أتدرون أي يوم يوم كم‬
‫بببب»‪.‬‬ ‫ببب الكب‬ ‫بببدقتم يوم الجب‬ ‫بببر‪ ,‬قال‪« :‬صب‬ ‫هذا ؟» قالوا‪ :‬يوم النحب‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن القدام‪ ,‬حدثنا يزيد بن زريع‪ ,‬حدثنا ابن عون عن ممد‬
‫بن سيين عن عبد الرحن بن أب بكرة عن أبيه قال‪ :‬لا كان ذلك اليوم قعد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم على بعي له وأخذ الناس بطامه أو زمامه‪ ,‬فقال‪« :‬أي يوم هذا ؟»‬
‫قال‪ :‬ف سكتنا ح ت ظن نا أ نه سيسميه سوى ا سه‪ ,‬فقال «أل يس هذا يوم ال ج ال كب ؟»‬
‫وهذا إ سناد صحيح وأ صله مرج ف ال صحيح‪ .‬وقال أ بو الحوص عن شبيب بن غرقدة‬
‫عن سليمان بن عمرو بن الحوص عن أبيه قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫حجة الوداع فقال‪« :‬أي يوم هذا ؟» فقالوا‪ :‬اليوم الج الكب‪ ,‬وعن سعيد بن السيب أنه‬
‫قال‪ :‬يوم الج الكب اليوم الثان من يوم النحر رواه ابن أب حات‪ ,‬وقال ماهد أيضا‪ :‬يوم‬
‫الج الكب أيام الج كلها‪ ,‬وكذا قال أبو عبيد‪ .‬قال سفيان‪ :‬يوم الج ويوم المل ويوم‬
‫صفي أي أيامه كلها‪ ,‬وقال سهل السراج‪ :‬سئل السن البصري عن يوم الج الكب ؟‬
‫فقال‪ :‬ما لكم وللحج الكب ذاك عام حج فيه أبو بكر الذي استخلفه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فحج بالناس رواه ابن أب حات‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫أسامة عن ابن عون‪ ,‬سألت ممدا يعن ابن سيين عن يوم الج الكب‪ ,‬فقال‪ :‬كان يوما‬
‫وافببق فيببه حببج رسببول ال صببلى ال عليببه وسببلم وحببج أهببل الوبر‪.‬‬

‫** إِ ّل الّذِي َن عَاهَدتّم مّ َن الْمُشْرِكِيَ ثُ مّ لَ ْم يَنقُ صُوكُ ْم َشيْئا وَلَ ْم يُظَاهِرُواْ عََلْيكُ مْ أَحَدا‬
‫ب الْ ُمتّقِيَبب‬ ‫ب يُحِب ب ّ‬ ‫ب َعهْ َدهُم ببْ إَِلىَ ُم ّدِتهِم ببْ إِن ببّ اللّه ب َ‬ ‫َفأَتِ ّم َواْ إَِليْهِم ب ْ‬

‫‪10‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذا استثناء من ضرب مدة التأجيل بأربعة أشهر لن له عهد مطلق ليس بؤقت‪ ,‬فأجله‬
‫أربعة أشهر يسيح ف الرض يذهب فيها لينجو بنفسه حيث شاء‪ ,‬إل من له عهد مؤقت‬
‫فأجله إل مدته الضروبة الت عوهد عليها‪ ,‬وقد تقدمت الحاديث ومن كان له عهد مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فعهده إل مدته‪ ,‬وذلك بشرط أن ل ينقض العاهد عهده‬
‫ول يظا هر على ال سليمن أحدا أي يالء علي هم من سواهم‪ ,‬فهذا الذي يو ف له بذم ته‬
‫وعهده إل مدتبه ولذا حرض تعال على الوفاء بذلك‪ ,‬فقال {إن ال يبب التقيب} أي‬
‫بببببببببببببببم‪.‬‬ ‫ببببببببببببببب بعهدهب‬ ‫الوفيب‬

‫شرِكِيَ َحيْ ثُ وَجَدتّمُوهُ ْم وَخُذُوهُ ْم وَاحْ صُرُوهُ ْم‬ ‫حرُ مُ فَا ْقتُلُواْ الْمُ ْ‬
‫** فَِإذَا ان سََل َخ ال ْشهُ ُر الْ ُ‬
‫صلَ َة وَآَتوُاْ الزّكَاةَ َفخَلّواْ َسبِيَلهُمْ إِ نّ اللّ َه َغفُورٌ‬
‫صدٍ فَإِن تَابُواْ َوأَقَامُواْ ال ّ‬ ‫وَاقْعُدُواْ َلهُ مْ كُ ّل مَرْ َ‬
‫رّحِيمبببببببببببببببببببببببببببببببببببٌ‬
‫ب هبي ؟ فذهبب اببن جر ير إل أناب‬ ‫بما‬ ‫اختلف الفسبرون فب الراد بالشهبر الرم ههن ا‬
‫الذكورة ف قوله تعال‪{ :‬من ها أرب عة حرم ذلك الد ين الق يم فل تظلموا في هن أنف سكم}‬
‫الَ ية‪ ,‬قال أ بو جع فر البا قر‪ ,‬ول كن قال ا بن جر ير‪ :‬آ خر الش هر الرم ف حق هم الحرم‪,‬‬
‫وهذا الذي ذهب إليه حكاه علي بن أب طلحة عن ابن عباس وإليه ذهب الضحاك أيضا‬
‫وفيه نظر‪ ,‬والذي يظهر من حيث السياق ما ذهب إليه ابن عباس ف رواية العوف عنه‪ ,‬وبه‬
‫قال ماهد وعمرو بن شعيب وممد بن إسحاق وقتادة والسدي وعبد الرحن بن زيد بن‬
‫أسلم‪ :‬أن الراد با أشهر التسيي الربعة النصوص عليها بقوله {فسيحوا ف الرض أربعة‬
‫أش هر} ث قال‪{ :‬فإذا ان سلخ الش هر الرم} أي إذا انق ضت الش هر الرب عة ال ت حرم نا‬
‫عليكم فيها قتالم وأجلناهم فيها فحيثما وجدتوهم فاقتلوهم لن عود العهد على مذكور‬
‫أول من مقدر‪ ,‬ث إن الش هر الرب عة الحر مة سيأت بيان حكم ها ف آ ية أخرى ب عد ف‬
‫هذه ال سورة الكري ة‪ .‬وقوله‪{ :‬فاقتلوا الشرك ي ح يث وجدتو هم} أي من الرض وهذا‬
‫عام‪ ,‬والشهور تصيصه بتحري القتال ف الرم‪ ,‬بقوله‪{ :‬ول تقاتلوهم عند السجد الرام‬
‫ح ت يقاتلو كم ف يه فإن قاتلو كم فاقتلو هم} وقوله‪{ :‬وخذو هم} أي وأ سروهم إن شئ تم‬
‫قتلً وإن شئتم أسرا‪ ,‬وقوله‪{ :‬واحصروهم واقعدوا لم كل مرصد} أي ل تكتفوا بجرد‬

‫‪11‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وجدانكبم لمب‪ ,‬ببل اقصبدوهم بالصبار فب معاقلهبم وحصبونم والرصبد فب طرقهبم‬
‫ومسالكهم حت تضيقوا عليهم الواسع وتضطروهم إل القتل أو السلم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فإن‬
‫تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن ال غفور رحيم} ولذا اعتمد الصديق‬
‫رضي ال عنه ف قتال مانعي الزكاة على هذه الَية الكرية وأمثالا‪ ,‬حيث حرمت قتالم‬
‫بشرط هذه الفعال وهبي الدخول فب السبلم والقيام بأداء واجباتبه‪ ,‬ونببه بأعلهبا على‬
‫أدنا ها فإن أشرف أركان ال سلم ب عد الشهادت ي ال صلة ال ت هي حق ال عز و جل‪,‬‬
‫وبعدها أداء الزكاة الت هي نفع متعد إل الفقراء والحاويج وهي أشرف الفعال التعلقة‬
‫بالخلوقي‪ ,‬ولذا كثيا ما يقرن ال بي الصلة والزكاة‪ .‬وقد جاء ف الصحيحي عن ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬أمرت أن أقاتل الناس‬
‫حتب يشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا رسبول ال ويقيموا الصبلة ويؤتوا الزكاة»‬
‫الد يث‪ ,‬وقال أ بو إ سحاق‪ :‬عن أ ب عبيدة عن ع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه قال‪:‬‬
‫أمرت بإقام ال صلة وإيتاء الزكاة و من ل يزك فل صلة له‪ ,‬وقال عبد الرح ن بن زيد بن‬
‫أسبلم‪ :‬أبب ال أن يقببل الصبلة إل بالزكاة وقال‪ :‬يرحبم ال أببا بكبر مبا كان أفقهبه!‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ,‬أنبأنا عبد ال بن البارك‪ ,‬أنبأنا حيد الطويل‬
‫عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن‬
‫بول ال‬ ‫بول ال فإذا شهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا رسب‬ ‫ل إله إل ال وأن ممدا رسب‬
‫وا ستقبلوا قبلت نا وأكلوا ذبيحت نا و صلوا صلتنا ف قد حر مت علي نا دماؤ هم وأموال م إل‬
‫بقها‪ ,‬لم ما للمسلمي وعليهم ما عليهم» ورواه البخاري ف صحيحه وأهل السنن إل‬
‫ابن ماجه‪ ,‬من حديث عبد ال بن البارك به‪ ,‬وقال المام أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا عبد‬
‫العلى بن واصل السدي‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن موسى أخبنا أبو جعفر الرازي عن الربيع‬
‫بن أ نس قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من فارق الدن يا على الخلص ل‬
‫وحده وعباد ته ل يشرك به شيئا فارق ها وال ع نه راض» قال‪ :‬وقال أ نس‪ :‬هو د ين ال‬
‫الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربم قبل هرج الحاديث واختلف الهواء‪ ,‬وتصديق‬
‫ذلك ف كتاب ال ف آخر ما أنزل‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة‬
‫فخلوا سبيلهم} قال‪ :‬توبتهم خلع الوثان وعبادة ربم وإقام الصلة وإيتاء الزكاة‪ ,‬ث قال‬

‫‪12‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف آ ية أخرى‪{ :‬فإن تابوا وأقاموا ال صلة وآتوا الزكاة فإخوان كم ف الد ين} ورواه ا بن‬
‫مردو يه ورواه م مد بن ن صر الروزي ف كتاب ال صلة له‪ .‬حدث نا إ سحاق بن إبراه يم‪,‬‬
‫أنبأ نا حكام بن سلمة‪ ,‬حدث نا أ بو جع فر الرازي به سواء‪ ,‬وهذه الَ ية الكري ة هي آ ية‬
‫السيف الت قال فيها الضحاك بن مزاحم‪ :‬إنا نسخت كل عهد بي النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وبي أحد من الشركي وكل عقد وكل مدة‪ ,‬وقال العوف‪ :‬عن ابن عباس ف هذه‬
‫الَ ية ل ي بق ل حد من الشرك ي ع هد ول ذ مة م نذ نزلت براءة‪ ,‬وان سلخ الش هر الرم‬
‫ومدة من كان له عهد من الشركي قبل أن تنل براءة أربعة أشهر‪ ,‬من يوم أذن بباءة إل‬
‫عشر من أول شهر ربيع الَخر‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة‪ :‬عن ابن عباس ف هذه الَية قال‪:‬‬
‫أمره ال تعال أن يضع السيف فيمن عاهد إن ل يدخلوا ف السلم‪ ,‬ونقض ما كان سي‬
‫ل م من الع هد واليثاق‪ ,‬وأذ هب الشرط الول‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب حدث نا‬
‫إ سحاق بن مو سى الن صاري قال‪ :‬قال سفيان بن عيي نة‪ :‬قال علي بن أ ب طالب‪ :‬ب عث‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم بأربعة أسياف سيف ف الشرك ي من العرب‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{فاقتلوا الشركي حيث وجدتوهم} هكذا رواه متصرا‪ ,‬وأظن أن السيف الثان هو قتال‬
‫أهبل الكتاب لقوله تعال‪{ :‬قاتلوا الذيبن ل يؤمنون بال ول باليوم الَخبر ول يرمون مبا‬
‫حرم ال ورسوله ول يدينون دين الق من الذين أوتوا الكتاب حت يعطوا الزية عن يد‬
‫وهبم صباغرون} والسبيف الثالث قتال النافقيب فب قوله {يبا أيهبا النبب جاهبد الكفار‬
‫والنافقي} الَية‪ ,‬والرابع قتال الباغي ف قوله {وإن طائفتان من الؤمني اقتتلوا فأصلحوا‬
‫بينهما فإن بغت إحداها على الخرى فقاتلوا الت تبغي حت تفيء إل أمر ال} ث اختلف‬
‫الفسرون ف آية السيف هذه فقال الضحاك والسدي هي منسوخة بقوله تعال‪{ :‬فإما منا‬
‫بعببببببببد وإمببببببببا فداء} وقال قتادة بالعكببببببببس‪.‬‬

‫** َوإِ نْ أَحَ ٌد مّ َن الْمُشْرِ ِكيَ ا سْتَجَا َركَ َفأَ ِجرْ هُ َحّتىَ يَ سْمَعَ َكلَ مَ اللّ ِه ثُ مّ َأبِْلغْ هُ مَ ْأ َمنَ هُ ذَلِ َ‬
‫ك‬
‫بَِأّنهُمببببببببببْ َقوْمببببببببببٌ لّ َيعَْلمُونببببببببببَ‬
‫يقول تعال ل نبيه صلوات ال و سلمه عل يه {وإن أ حد من الشرك ي} الذ ين أمر تك‬
‫بقتالم وأحللت لك استباحة نفوسهم وأموالم {استجارك} أي استأمنك فأجبه إل طلبته‬

‫‪13‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ح ت ي سمع كلم ال أي القرآن تقرؤه عل يه وتذ كر له شيئا من أ مر الد ين تق يم به عل يه‬
‫حجة ال {ث أبلغه مأمنه} أي وهو آمن مستمر المان حت يرجع إل بلده وداره ومأمنه‬
‫{ذلك بأنم قوم ل يعلمون} أي إنا شرعنا أمان مثل هؤلء ليعلموا دين ال وتنتشر دعوة‬
‫ال فبببببببببببببببببببببببببببببببب عباده‪.‬‬
‫وقال ابن أب نيح عن ماهد ف تفسي هذه الَية قال‪ :‬إنسان يأتيك ليسمع ما تقول وما‬
‫أنزل عليك فهو آمن حت يأتيك فتسمعه كلم ال وحت يبلغ مأمنه حيث جاء‪ ,‬ومن هذا‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعطي المان لن جاءه مسترشدا أو ف رسالة‪ ,‬كما‬
‫جاءه يوم الديبية جاعة من الرسل من قريش‪ ,‬منهم عروة بن مسعود ومكرز بن حفص‬
‫وسهيل بن عمرو وغيهم‪ ,‬واحدا بعد واحد يترددون ف القضية بينه وبي الشركي فرأوا‬
‫من إعظام السلمي رسول ال صلى ال عليه وسلم ما برهم وما ل يشاهدوه عند ملك‬
‫ول قيصبر‪ ,‬فرجعوا إل قومهبم وأخببوهم بذلك‪ ,‬وكان ذلك وأمثاله مبن أكبب أسبباب‬
‫هداية أكثرهم‪ ,‬ولذا أيضا لا قدم رسول مسيلمة الكذاب على رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم قال له أتش هد أن م سيلمة ر سول ال ؟ قال ن عم‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬لول أن الرسل ل تقتل لضربت عنقك» وقد قيض ال له ضرب العنق ف إمارة‬
‫ا بن م سعود على الكو فة‪ ,‬وكان يقال له ا بن النوا حة ظ هر ع نه ف زمان ا بن م سعود أ نه‬
‫يشهد لسيلمة بالرسالة‪ ,‬فأرسل إليه ابن مسعود فقال له‪ :‬إنك الَن لست ف رسالة وأمر‬
‫به فضربت عنقه ل رحه ال ولعنه‪ .‬والغرض أن من قدم من دار الرب إل دار السلم‬
‫ف أداء رسالة أو تارة أو طلب صلح أو مهادنة أو حل جزية أو نو ذلك من السباب‪,‬‬
‫وطلب من المام أو نائبه أمانا أعطي أمانا ما دام مترددا ف دار السلم‪ ,‬وحت يرجع إل‬
‫مأمنه ووطنه‪ ,‬لكن قال العلماء ل يوز أن يكن من القامة ف دار السلم سنة‪ ,‬ويوز أن‬
‫يكن من إقامة أربعة أشهر‪ ,‬وفي ما ب ي ذلك في ما زاد على أربعة أش هر ونقص عن سنة‬
‫قولن عببببن المام الشافعببببي وغيه مببببن العلماء رحهببببم ال‪.‬‬

‫ج ِد‬
‫شرِكِيَ َعهْدٌ عِندَ اللّ ِه َوعِندَ رَ سُولِهِ إِلّ الّذِي نَ عَاهَ ْدتُ ْم عِن َد الْمَ سْ ِ‬
‫** َكيْ فَ يَكُو نُ لِلْمُ ْ‬
‫ب الْ ُمتّقِيَب‬ ‫ب ُيحِب ّ‬ ‫بتَقِيمُواْ َلهُم بْ إِن بّ اللّه َ‬ ‫بَتقَامُواْ َلكُم بْ فَاس ْ‬ ‫الْحَرَام بِ فَمَبا اس ْ‬

‫‪14‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يبي تعال حكم ته ف الباءة من الشرك ي ونظر ته إيا هم أرب عة أش هر‪ ,‬ث ب عد ذلك‬
‫السيف الرهف أين ثقفوا فقال تعال‪{ :‬كيف يكون للمشركي عهد} أي أمان ويتركون‬
‫في ما هم ف يه و هم مشركون بال كافرون به وبر سوله {إل الذ ين عاهد ت ع ند ال سجد‬
‫الرام} يع ن يوم الديب ية‪ ,‬ك ما قال تعال‪ { :‬هم الذ ين كفروا و صدوكم عن ال سجد‬
‫الرام والدي معكوفا أن يبلغ مله} الَية‪{ ,‬فما استقاموا لكم فاستقيموا لم} أي مهما‬
‫تسبكوا باب عاقدتوهبم عليبه وعاهدتوهبم مبن ترك الرب بينكبم وبينهبم عشبر سبني‬
‫{فا ستقيموا ل م إن ال ي ب التق ي} و قد ف عل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ذلك‬
‫والسلمون‪ .‬استمر العقد والدنة مع أهل مكة من ذي القعدة ف سنة ست إل أن نقضت‬
‫قريش العهد ومالؤوا حلفاءهم وهم بنو بكر على خزاعة أحلف رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقتلوهم معهم ف الرم أيضا فعنذ ذلك غزاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫رمضان سنة ثان ففتح ال عليه البلد الرام ومكنه من نواصيهم ول المد والنة‪ ,‬فأطلق‬
‫من أ سلم من هم ب عد الق هر والغل بة علي هم ف سموا الطلقاء‪ ,‬وكانوا قريبا من ألف ي‪ ,‬و من‬
‫استمر على كفره وفرّ من رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث إليه بالمان والتسيي ف‬
‫الرض أرب عة أش هر يذ هب ح يث شاء‪ ,‬ومن هم صفوان بن أم ية وعكر مة بن أ ب ج هل‬
‫وغيهاب‪ ,‬ثب هداهبم ال بعبد ذلك إل السبلم التام‪ ,‬وال الحمود على جيبع مبا يقدره‬
‫ويفعله‪.‬‬

‫ف َوإِن يَ ْظهَرُوا عََلْيكُ مْ لَ يَرُْقبُواْ فِيكُ مْ إِلّ وَلَ ِذ ّم ًة يُرْضُونَكُم ِبأَ ْفوَا ِههِ مْ َوَت ْأبَ َى‬
‫** َكيْ َ‬
‫بقُونَ‬‫ب َوأَ ْكثَ ُرهُمبببببببببْ فَاسبببببببب ِ‬ ‫قُلُوُبهُمبببببببب ْ‬
‫يقول تعال مرضا للمؤمن ي على معادات م وال تبي من هم و مبينا أن م ل ي ستحقون أن‬
‫يكون لم عهد لشركهم بال تعال وكفرهم برسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ولنم لو‬
‫ظهروا على ال سلمي وأديلوا علي هم ل يبقوا ول يذروا ول راقبوا في هم إلً ول ذ مة‪ .‬قال‬
‫علي بن أب طلحة وعكرمة والعوف عن ابن عباس‪ :‬اللّ القرابة والذمة العهد‪ .‬وكذا قال‬
‫الضحاك والسببببدي كمببببا قال تيببببم بببببن مقبببببل‪:‬‬
‫أفسببببببببد الناس خلوف خلفواقطعوا الل وأعراق الرحببببببببم‬

‫‪15‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ببببان ببببببن ثاببببببت رضبببببي ال عنبببببه‪:‬‬ ‫وقال حسب‬
‫وجدناهبببببببببم كاذبا إلموذو الل والعهبببببببببد ل يكذب‬
‫وقال ا بن أ ب ن يح عن ما هد‪ :‬ل يرقبون ف مؤ من إل‪ ,‬قال‪ :‬الل ال‪ ,‬و ف روا ية ل‬
‫يرقبون ال ول غيه‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يعقوب‪ ,‬حدثنا ابن علية عن سليمان عن أب‬
‫ملز ف قوله تعال‪{ :‬ل يرقبون ف مؤمن إلً ول ذمة} مثل قوله جبيل ميكائيل إسرافيل‬
‫كأ نه يقول ل يرقبون ال‪ ,‬والقول الول أظ هر وأش هر وعل يه الك ثر‪ .‬و عن ما هد أيضا‬
‫الل العهببببببببببببببببببببببد‪ .‬وقال قتادة‪ :‬الل اللف‪.‬‬

‫** ا ْشتَ َر ْواْ بِآيَاتِ اللّ ِه ثَمَنا قَلِيلً َفصَدّواْ عَن َسبِيلِهِ ِإّنهُ ْم سَآءَ مَا كَانُوْا َيعْمَلُونَ * َل َيرُْقبُونَ‬
‫لةَ وَآَت ُواْ الزّكَاةَ‬
‫فِي ُم ْؤمِ نٍ إِ ّل وَلَ ِذ ّم ًة َوُأوْلَ ـئِكَ هُ ُم الْ ُم ْعتَدُو نَ * فَإِن تَابُواْ َوأَقَامُواْ ال صّ َ‬
‫ب َونُفَصبببّ ُل ا َليَاتبببِ ِل َقوْمبببٍ يَعَْلمُونبببَ‬ ‫ببي الدّينبب ِ‬ ‫فَإِ ْخوَانُكُمبببْ فِب‬
‫يقول تعال ذما للمشركيب وحثا للمؤمنيب على قتالمب {اشتروا بآيات ال ثنا قليلً}‬
‫يعن أنم اعتاضوا عن اتباع آيات ال با التهوا به من أمور الدنيا السيسة {فصدوا عن‬
‫سبيله} أي منعوا الؤمن ي من اتباع ال ق {إن م ساء ما كانوا يعملون * ل يرقبون ف‬
‫مؤ من إلً ول ذ مة} تقدم تف سيه وكذا الَ ية ال ت بعد ها {فإن تابوا وأقاموا ال صلة} إل‬
‫آخرها تقدمت‪ .‬وقال الافظ أبو ب كر البزار‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا يي بن أب‬
‫بكر‪ ,‬حدثنا أبو جعفر الرازي‪ ,‬حدثنا الربيع بن أنس قال‪ :‬سعت أنس بن مالك يقول قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من فارق الدنيا على الخلص ل وعبادته ل يشرك به‪,‬‬
‫وأقام ال صلة وآ تى الزكاة فارق ها وال ع نه را ضٍ» و هو د ين ال الذي جاءت به الر سل‬
‫وبلغوه عبن ربمب‪ ,‬قببل هرج الحاديبث واختلف الهواء وتصبديق ذلك فب كتاب ال‬
‫{فإن تابوا} يقول فإن خلعوا الوثان وعبادت ا {وأقاموا ال صلة وآتوا الزكاة فخلوا‬
‫سبيلهم} وقال ف آية أخرى {فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فإخوانكم ف الدين}‬
‫ض وباقيه عندي من كلم‬ ‫ث قال البزار‪ :‬آخر الديث عندي وال أعلم فارقها وهو عنه را ٍ‬
‫الربيبببببببببببع ببببببببببببن أنبببببببببببس‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َوإِن ّن َكُثوَاْ َأيْمَاَنهُم مّن َبعْدِ عَهْ ِدهِ ْم َوطَ َعنُواْ فِي دِينِكُمْ َفقَاتُِلوَاْ َأئِ ّم َة الْ ُكفْرِ ِإّنهُمْ لَ َأيْمَانَ‬
‫ب يَنَتهُونببببببببببَ‬ ‫َلهُمببببببببببْ َلعَّلهُمببببببببب ْ‬
‫يقول تعال وإن ن كث الشركون الذ ين عاهدتو هم على مدة معي نة أيان م أي عهود هم‬
‫ومواثيق هم {وطعنوا ف دين كم} أي عابوه وانتق صوه‪ ,‬و من هه نا أ خذ ق تل من سب‬
‫الرسول صلوات ال وسلمه عليه أو من طعن ف دين السلم أو ذكره بنقص‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{فقاتلوا أئمة الكفر إنم ل أيان لم لعلهم ينتهون} أي يرجعون عما هم فيه من الكفر‬
‫والعناد والضلل‪ .‬و قد قال قتادة وغيه‪ :‬أئ مة الك فر‪ .‬كأ ب ج هل وعت بة وشي بة وأم ية بن‬
‫خلف وعدد رجالً‪ ,‬و عن م صعب بن سعد بن أ ب وقاص قال‪ :‬مر سعد بن أ ب وقاص‬
‫برجل من الوارج فقال الارجي‪ :‬هذا من أئ مة الك فر فقال سعد كذبت بل أنا قاتلت‬
‫أئمة الكفر رواه ابن مردويه‪ ,‬وقال العمش عن زيد بن وهب عن حذيفة أنه قال ما قوتل‬
‫أهل هذه الَية بعد‪ .‬وروي عن علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ :‬مثله‪ ,‬والصحيح أن الَية‬
‫عامة وإن كان سبب نزولا مشركي قريش فهي عامة لم ولغيهم وال أعلم وقال‪ :‬الوليد‬
‫بن مسلم‪ :‬حدثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحن بن جبي بن نفي‪ ,‬أنه كان ف عهد أب‬
‫ب كر ر ضي ال ع نه إل الناس ح ي وجه هم إل الشام قال‪ :‬إن كم ستجدون قوما موّ قة‬
‫ل منهم أحب ألّ‬ ‫رؤوسهم‪ ,‬فاضربوا معاقد الشيطان منهم بالسيوف‪ ,‬فوال لن أقتل رج ً‬
‫من أن أق تل سبعي من غي هم وذلك بأن ال يقول‪{ :‬فقاتلوا أئ مة الك فر} رواه ا بن أ ب‬
‫حاتببببببببببببببببببببببببببببببببببب‪.‬‬

‫** أَ َل ُتقَاتِلُو نَ َقوْما نّ َكُثوَاْ َأيْمَاَنهُ ْم َوهَمّوْا بِإِ ْخرَا جِ الرّ سُو ِل وَهُم بَدَءُوكُ مْ َأوّلَ مَ ّرةٍ‬
‫شوْهُبإِن كُنتُم ْب ّم ُؤمِنِيَ * قَاتِلُوهُم ْبُيعَ ّذبْهُمُب اللّهُبِبَأيْدِيكُم ْب‬
‫ش ْونَهُم ْب فَاللّهُبأَحَقّبأَن تَخْ َ‬ ‫َأتَخْ َ‬
‫ب غَيْظَ قُلُوِبهِ ْم َوَيتُوبُ اللّهُ‬ ‫َويُخْ ِزهِ ْم َويَْنصُرْكُ ْم عََلْيهِ ْم َويَشْفِ صُدُورَ َقوْ ٍم ّم ْؤمِنِيَ * َويُ ْذهِ ْ‬
‫ب عَلِيمببببببٌ َحكِيمببببببٌ‬ ‫عََلىَ مَببببببن يَشَآ ُء وَاللّهببببب ُ‬
‫وهذا أيضا تييبج وتضيبض وإغراء على قتال الشركيب الناكثيب بأيانمب الذيبن هوا‬
‫بإخراج الرسول من مكة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإذ يكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك‬

‫‪17‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أو يرجوك ويكرون ويكبر ال وال خيب الاكريبن} وقال تعال‪{ :‬يرجون الرسبول‬
‫وإياكبم أن تؤمنوا بال ربكبم} الَيبة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وإن كادوا ليسبتفزونك مبن الرض‬
‫ليخرجوك منها} الَية‪ ,‬وقوله‪{ :‬وهم بدءوكم أول مرة} قيل الراد بذلك‪ :‬يوم بدر حي‬
‫خرجوا لن صر عي هم‪ ,‬فل ما ن ت وعلموا بذلك ا ستمروا على وجوه هم‪ ,‬طلبا للقتال بغيا‬
‫وت كبا ك ما تقدم ب سط ذلك‪ ,‬وق يل الراد نقض هم الع هد وقتال م مع حلفائ هم ب ن ب كر‬
‫لزاعة أحلف رسول ال صلى ال عليه وسلم حت سار إليهم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسببببلم عام الفتببببح وكان مببببا كان ول المببببد والنببببة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أتشونمب ؟ فال أحبق أن تشوه إن كنتبم مؤمنيب} يقول تعال ل تشوهبم‬
‫واخشون فأنا أهل أن يشى العباد من سطوت وعقوبت فبيدي المر وما شئت كان ومال‬
‫أشأ ل يكن‪ ,‬ث قال عزية على الؤمني وبيانا لكمته فيما شرع لم من الهاد مع قدرته‬
‫على إهلك العداء بأمبر مبن عنده‪{ :‬قاتلوهبم يعذبمب ال بأيديكبم ويزهبم وينصبركم‬
‫علي هم وي شف صدور قوم مؤمن ي}‪ :‬وهذا عام ف الؤمن ي كل هم‪ ,‬وقال ما هد وعكرمة‬
‫والسدي ف هذه الَية {ويشف صدور قوم مؤمني} يعن خزاعة‪ ,‬وأعاد الضمي ف قوله‪:‬‬
‫{ويذهب غيظ قلوبم} عليهم أيضا‪ .‬وقد ذكر ابن عساكر ف ترجة مؤذن لعمر بن عبد‬
‫العزيز رضي ال عنه عن مسلم بن يسار عن عائشة رضي ال عنها‪ ,‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم كان إذا غضبت أخذ بأنفها وقال «يا عويش قول اللهم رب النب ممد‬
‫اغ فر ذ نب‪ ,‬وأذ هب غ يظ قل ب وأجر ن من مضلت الف ت» ساقه من طر يق أ ب أح د‬
‫الاكم‪ ,‬عن الباغندي عن هشام بن عمار حدثنا عبد الرحن بن أب الوزاء عنه {ويتوب‬
‫ال على من يشاء} أي من عباده {وال عل يم} أي ب ا ي صلح عباده {حك يم} ف أفعاله‬
‫وأقواله الكون ية والشرع ية فيف عل ما يشاء وي كم ما ير يد‪ ,‬و هو العادل الا كم الذي ل‬
‫يور أبدا ول يضيبع مثقال ذرة مبن خيب وشبر‪ ,‬ببل يازي عليبه فب الدنيبا والَخرة‪.‬‬

‫سْبتُمْ أَن ُتتْرَكُواْ وََلمّا َيعْلَمِ اللّ ُه الّذِينَ جَاهَدُوْا مِنكُ ْم وَلَ ْم َيتّخِذُوْا مِن دُونِ اللّ ِه وَ َل‬
‫** أَمْ حَ ِ‬
‫ج ًة وَاللّهببببُ َخبِ ٌي بِمَبببا َتعْمَلُونببببَ‬ ‫رَسببببُولِ ِه وَ َل الْ ُم ْؤمِنِيَببب وَلِي َ‬

‫‪18‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪{ :‬أم حسبتم} أيها الؤمنون أن نترككم مهملي ل نتبكم بأمور يظهر فيها‬
‫أهل العزم الصادق من الكاذب ولذا قال‪{ :‬ولا يعلم ال الذين جاهدوا منكم ول يتخذوا‬
‫من دون ال ول رسوله ول الؤمني وليجة} أي بطانة ودخيلة بل هم ف الظاهر والباطن‬
‫على النصبح ل ولرسبوله فاكتفبى بأحبد القسبمي عبن الَخبر كمبا قال الشاعبر‪:‬‬
‫ومبببا أدري إذا يمبببت أرضاأريبببد اليببب أيهمبببا يلينببب‬
‫و قد قال ال تعال ف الَ ية الخرى‪{ :‬أل أح سب الناس أن يتركوا أن يقولوا آم نا و هم‬
‫ل يفتنون ؟ ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن ال الذين صدقوا وليعلمن الكاذبي} وقال‬
‫تعال‪{ :‬أم حسبتم أن تدخلوا النة ولّا يعلم ال الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين}‪,‬‬
‫وقال تعال‪ { :‬ما كان ال ليذر الؤمن ي على ما أن تم عل يه ح ت ي يز ال بيث من الط يب}‬
‫الَية‪ ,‬والاصل أنه تعال لا شرع لعباده الهاد بي أن له فيه حكمة وهو اختبار عبيده من‬
‫يطي عه م ن يع صيه‪ ,‬و هو تعال العال ب ا كان و ما يكون و ما ل ي كن لو كان ك يف كان‬
‫يكون فيعلم الشيء قبل كونه ومع كونه على ما هو عليه ل إله إل هو ول رب سواه‪ ,‬ول‬
‫راد لاببببببببببببببببببببببببببببب قدّره وأمضاه‪.‬‬

‫سهِ ْم بِاْلكُفْرِ ُأوَْلئِكَ َحبِطَ ْ‬


‫ت‬ ‫شرِكِيَ أَن يَعْ ُمرُواْ مَسَا ِجدَ ال شَاهِدِي َن عََلىَ َأْنفُ ِ‬ ‫** مَا كَانَ لِلْمُ ْ‬
‫َأعْمَاُلهُ ْم وَفِي النّا ِر هُمْ خَالِدُونَ * ِإنّمَا َيعْمُ ُر مَسَاجِدَ اللّ ِه مَنْ آمَ َن بِاللّ ِه وَاْلَيوْ ِم الَخِ ِر َوأَقَامَ‬
‫ِينب‬
‫ِنب الْ ُم ْهتَد َ‬
‫َسبىَ ُأوْلَـبئِكَ أَن َيكُونُواْ م َ‬ ‫ّهب َفع َ‬‫ْشب إِلّ الل َ‬
‫َمب يَخ َ‬‫الصبلَ َة وَآتَىَ الزّكَاةَ وَل ْ‬
‫ّ‬
‫يقول تعال ما ينبغي للمشركي بال أن يعمروا مساجد ال الت بنيت على اسه وحده‬
‫ل شريك له‪ ,‬ومن قرأ مسجد ال فأراد به السجد الرام أشرف الساجد ف الرض الذي‬
‫بنب مبن أول يوم على عبادة ال وحده ل شريبك له‪ ,‬وأسبسه خليبل الرحنب‪ ,‬هذا وهبم‬
‫شاهدون على أنفسهم بالكفر أي بالم وبقالم قال السدي‪ :‬لو سألت النصران ما دينك‬
‫؟ لقال نصبران‪ ,‬ولو سبألت اليهودي مبا دينبك ؟ لقال يهودي‪ ,‬والصبابء لقال صبابء‪,‬‬
‫والشرك لقال مشرك {أولئك حب طت أعمال م} أي بشرك هم {و ف النار هم خالدون}‬
‫وقال تعال‪{ :‬وما لم أل يعذبم ال وهم يصدون عن السجد الرام وما كانوا أولياءه إن‬
‫أولياؤه إل التقون ولكن أكثرهم ل يعلمون} ولذا قال تعال‪{ :‬إنا يعمر مساجد ال من‬

‫‪19‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫آمن بال واليوم الَخر} فشهد تعال باليان لعمار الساجد كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا‬
‫شريح‪ ,‬حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الارث‪ ,‬أن دراجا أبا السمح حدثه عن أب اليثم‬
‫عن أ ب سعيد الدري‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «إذا رأي تم الر جل يعتاد‬
‫ال سجد فاشهدوا له باليان»‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬إن ا يع مر م ساجد ال من آ من بال واليوم‬
‫الَخر} ورواه الترمذي وابن مردويه والاكم ف مستدركه من حديث عبد ال بن وهب‬
‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببه‪.‬‬
‫وقال ع بد الرح ن بن ح يد ف م سنده‪ :‬حدث نا يو نس بن ممّد حدث نا صال الري عن‬
‫ثابت البنان عن ميمون بن سياه وجعفر بن زيد عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنا عمار الساجد هم أهل ال» ورواه الافظ أبو بكر البزار‪ :‬عن‬
‫عبد الواحد بن غياث عن صال بن بشي الري عن ثابت عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ا عمار ال ساجد هم أهل ال» ث قال‪ :‬ل نعلم رواه عن ثابت‬
‫غ ي صال‪ ,‬و قد روى الدار قط ن ف الفراد من طريق حكامة بنت عثمان بن دينار عن‬
‫أبي ها عن أخ يه مالك بن دينار عن أ نس مرفوعا «إذا أراد ال بقوم عا هة ن ظر إل أ هل‬
‫ال ساجد ف صرف عن هم» ث قال‪ :‬غر يب‪ ,‬وروى الا فظ البهائي ف ال ستقصى عن أب يه‬
‫بسنده إل أب أمية الطرسوسي‪ ,‬حدثنا منصور بن صقي‪ ,‬حدثنا صال الري عن ثابت عن‬
‫أنس مرفوعا يقول ال‪ :‬وعزت وجلل إن لهم بأهل الرض عذابا فإذا نظرت إل عمار‬
‫بيوت وإل التحابي ف وإل الستغفرين بالسحار صرفت ذلك عنهم‪ .‬ث قال ابن عساكر‪:‬‬
‫حديببببببببببببببببث غريببببببببببببببببب‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا روح حدثنا سعيد عن قتادة‪ ,‬حدثنا العلء بن زياد عن معاذ بن‬
‫جبل أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن الشيطان ذئب النسان‪ ,‬كذئب الغنم يأخذ‬
‫الشاة القاصية والناحية‪ ,‬فإياكم والشعاب وعليكم بالماعة والعامة والسجد» وقال عبد‬
‫الرزاق‪ :‬عن معمر عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون الودي قال‪ :‬أدركت أصحاب‬
‫ممد صلى ال عليه وسلم وهم يقولون‪ :‬إن الساجد بيوت ال ف الرض وإنه حق على‬
‫ال أن يكرم من زاره فيها‪ .‬وقال السعودي‪ :‬عن حبيب بن أب ثابت وعدي بن ثابت عن‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬من سع النداء بالصلة ث ل يب ول‬

‫‪20‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يأت ال سجد وي صلي فل صلة له و قد عصبى ال ور سوله‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬إن ا يع مر‬
‫م ساجد ال من آ من بال واليوم الَ خر} الَ ية‪ ,‬رواه ا بن مردو يه‪ .‬و قد روي مرفوعا من‬
‫وجه آخر‪ ,‬وله شواهد من وجوه أخر ليس هذا موضع بسطها‪ .‬وقوله‪{ :‬وأقام الصلة}‬
‫أي الت هي أكب عبادات البدن {وآتى الزكاة} أي الت هي أفضل العمال التعدية إل بر‬
‫اللئق‪ ,‬وقوله {ول يش إل ال} أي ول يف إل من ال تعال ول يش سواه {فعسى‬
‫أولئك أن يكونوا من الهتدين} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله {إنا يعمر‬
‫مساجد ال من آمن بال واليوم الَخر} يقول‪ :‬من وحد ال وآمن باليوم الَخر يقول من‬
‫آمن با أنزل ال {وأقام الصلة} يعن الصلوات المس {ول يش إل ال} يقول ل يعبد‬
‫إل ال ثب قال‪{ :‬فعسبى أولئك أن يكونوا مبن الهتديبن} يقول تعال‪ :‬إن أولئك هبم‬
‫الفلحون كقوله لنبيه صلى ال عليه وسلم‪{ :‬عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا} وهي‬
‫الشفاعة‪ ,‬وكل عسى ف القرآن فهي واجبة‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق بن يسار رحه ال‪:‬‬
‫وعسببببببببببى مببببببببببن ال حببببببببببق‪.‬‬

‫حرَامِ كَمَنْ آمَ َن بِاللّ ِه وَاْلَيوْمِ الَ ِخ ِر وَجَاهَدَ فِي‬


‫سجِ ِد الْ َ‬‫** أَ َج َع ْلتُمْ ِسقَاَي َة الْحَاجّ وَعِمَا َرةَ الْمَ ْ‬
‫سَتوُو َن عِندَ اللّ ِه وَاللّ هُ َل َيهْدِي اْل َقوْ مَ الظّالِمِيَ * الّذِي نَ آ َمنُوْا َوهَاجَرُواْ‬ ‫َسبِيلِ اللّ هِ َل يَ ْ‬
‫سهِمْ َأعْظَمُ دَرَ َج ًة عِندَ اللّهِ َوأُوْلَـئِكَ هُ ُم اْلفَائِزُونَ *‬ ‫وَجَاهَدُواْ فِي َسبِيلِ اللّ ِه ِبأَ ْموَاِلهِ ْم َوَأْنفُ ِ‬
‫ضوَا نٍ وَ َجنّا تٍ ّلهُ مْ فِيهَا نَعِي مٌ ّمقِي مٌ * خَاِلدِي نَ فِيهَآ َأبَدا إِ نّ‬ ‫ُيبَشّ ُرهُ مْ َرّبهُم بِرَ ْح َمةٍ مّنْ هُ وَرِ ْ‬
‫ب عِندَهببببببببببُ أَ ْج ٌر عَظِيمببببببببببٌ‬ ‫اللّهببببببببب َ‬
‫قال العوف ف تفسيه عن ابن عباس ف تفسي هذه الَية قال‪ :‬إن الشركي قالوا‪ :‬عمارة‬
‫بيت ال وقيام على)السقاية خي من آمن وجاهد‪ ,‬وكانوا يفخرون بالرم ويستكبون به‬
‫مبن أجبل أنمب أهله وعماره‪ ,‬فذكبر ال اسبتكبارهم وإعراضهبم‪ ,‬فقال لهبل الرم مبن‬
‫الشرك ي { قد كا نت آيا ت تتلى علي كم فكن تم على أعقاب كم تنك صون * م ستكبين به‬
‫سامرا تجرون} يع ن أن م كانوا ي ستكبون بالرم قال { به سامرا} كانوا ي سمرون به‬
‫ويهجرون القرآن والنب صلى ال عليه وسلم فخي ال اليان والهاد مع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم على عمارة الشركي البيت وقيامهم على السقاية ول يكن ينفعهم عند ال مع‬

‫‪21‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشرك به‪ ,‬وإن كانوا يعمرون بيته ويرمون به‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬ل يستوون عند ال وال‬
‫ل يهدي القوم الظالي} يعن الذين زعموا أنم أهل العمارة فسماهم ال ظالي بشركهم‬
‫فلم تغبببببببببببببن عنهبببببببببببببم العمارة شيئا‪.‬‬
‫وقال علي ابن أب طلحة عن ابن عباس ف تفسي هذه الَية قال‪ :‬قد نزلت ف العباس بن‬
‫ع بد الطلب ح ي أ سر ببدر قال‪ :‬لئن كن تم سبقتمونا بال سلم والجرة والهاد ل قد ك نا‬
‫نعمر السجد الرام ونسقي ونفك العان‪ ,‬قال ال عز وجل‪{ :‬أجعلتم سقاية الاج ب إل‬
‫قوله ب وال ل يهدي القوم الظالي} يعن أن ذلك كله كان ف الشرك ول أقبل ما كان‬
‫ف الشرك‪ ,‬وقال الضحاك بن مزاحم‪ :‬أقبل السلمون على العباس وأصحابه الذين أسروا‬
‫يوم بدر يعيونمب بالشرك‪ ,‬فقال العباس‪ :‬أمبا وال لقبد كنبا نعمبر السبجد الرام ونفبك‬
‫العانب ونجبب البيبت ونسبقي الاج‪ ,‬فأنزل ال {أجعلتبم سبقاية الاج} الَيبة‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا ابن عيينة عن إساعيل عن الشعب‪ :‬قال‪ :‬نزلت ف علي والعباس‬
‫رضي ال عنه ما ب ا تكل ما ف ذلك‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن يونس‪ ,‬أخبنا ا بن و هب‪,‬‬
‫أخبن ابن ليعة عن أب صخر قال‪ :‬سعت ممد بن كعب القرظي يقول افتخر طلحة بن‬
‫شي بة من ب ن ع بد الدار وعباس بن ع بد الطلب وعلي بن أ ب طالب فقال طل حة‪ :‬أ نا‬
‫صاحب البيت معي مفتاحه ولو أشاء بت فيه‪ .‬وقال العباس‪ :‬أنا صاحب السقاية والقائم‬
‫عليها ولو أشاء بت ف السجد‪ ,‬فقال علي رضي ال عنه‪ :‬ما أدري ما تقولن لقد صليت‬
‫إل القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الهاد‪ ,‬فأنزل ال عز وجل {أجعلتم سقاية‬
‫الاج ؟} الَيبة كلهبا‪ ,‬وهكذا قال السبدي إل أنبه قال‪ :‬افتخبر علي والعباس وشيببة ببن‬
‫عثمان وذكر نوه‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن عمرو عن السن قال‪ :‬نزلت ف‬
‫علي وعباس وعثمان وشيبة تكلموا ف ذلك‪ ,‬فقال العباس‪ :‬ما أران إل أن تارك سقايتنا‪,‬‬
‫فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أقيموا على سقايتكم فإن ل كم في ها خيا» ورواه‬
‫م مد بن ثور‪ :‬عن مع مر عن ال سن فذ كر نوه‪ ,‬و قد ورد ف تف سي هذه الَ ية حد يث‬
‫مرفوع فل بد من ذكره ه نا‪ ,‬قال ع بد الرزاق‪ :‬أخب نا مع مر عن ي ي بن أ ب كث ي عن‬
‫ل بعد السلم إل‬ ‫النعمان بن بشي رضي ال عنه أن رجلً قال‪ :‬ما أبال أن ل أعمل عم ً‬
‫ل بعد السلم إل أن أعمر السجد‬ ‫أن أسقي الاج‪ .‬وقال آخر‪ :‬ما أبال أن ل أعمل عم ً‬

‫‪22‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرام‪ .‬وقال آخر‪ :‬الهاد ف سبيل ال أفضل ما قلتم‪ .‬فزجرهم عمر رضي ال عنه وقال‪:‬‬
‫ل ترفعوا أصواتكم عند منب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وذلك يوم المعة‪ ,‬ولكن‬
‫إذا صلينا الم عة دخل نا على ال نب صلى ال عل يه و سلم ف سألناه‪ .‬فنلت {أجعل تم سقاية‬
‫الاج وعمارة السببجد الرام ببب إل قوله ببب ل يسببتوون عنببد ال}‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال الوليد بن مسلم حدثن معاوية بن سلم عن جده أب سلم السود‬
‫عن النعمان بن بشي النصاري قال‪ :‬كنت عند منب رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫ل بعد السلم إل أن أسقي‬ ‫نفر من أصحابه فقال رجل منهم‪ :‬ما أبال أن ل أعمل ل عم ً‬
‫الاج‪ .‬وقال آ خر‪ :‬بل عمارة ال سجد الرام وقال آ خر‪ :‬بل الهاد ف سبيل ال خ ي م ا‬
‫قلتم فزجرهم عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ .‬وقال‪ :‬ل ترفعوا أصواتكم عند منب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وذلك يوم المعة ولكن إذا صليت المعة دخلت على رسول‬
‫ال صبلى ال عليبه وسبلم فاسبتفتيته فيمبا اختلفتبم فيبه‪ .‬قال ففعبل فأنزل ال عبز وجبل‬
‫{أجعل تم سقاية الاج وعمارة ال سجد الرام ب إل قوله ب وال ل يهدي القوم‬
‫الظالي} ورواه مسلم ف صحيحه وأبو داود وابن جرير وهذا لفظه‪ ,‬وابن مردويه وابن‬
‫أبببب حاتببب فببب تفاسبببيهم واببببن حبان فببب صبببحيحه‪.‬‬

‫حبّواْ الْ ُكفْ َر عَلَى الِيَا نِ‬ ‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل َتتّخِ ُذ َواْ آبَآءَكُ ْم َوإِ ْخوَانَكُ مْ َأوِْليَآءَ إَ ِن ا سْتَ َ‬
‫ك هُ مُ الظّالِمُو نَ * قُلْ إِن كَا َن آبَاؤُكُ مْ َوَأْبنَآؤُكُ مْ َوإِ ْخوَاُنكُ مْ‬ ‫َومَن يََتوَّلهُ ْم مّنكُ مْ َفُأوْلَـئِ َ‬
‫ض ْونَهَآ‬
‫شوْ نَ كَ سَا َدهَا َومَ سَاكِ ُن تَرْ َ‬ ‫َوأَ ْزوَا ُجكُ ْم َوعَشِ َيتُكُ ْم َوَأ ْموَا ٌل ا ْقتَرَ ْفتُمُوهَا َوتِجَا َرٌة تَخْ َ‬
‫أَ َحبّ إَِلْيكُ ْم مّنَ اللّ ِه وَ َرسُولِهِ وَ ِجهَادٍ فِي َسبِيلِهِ َفَت َربّصُواْ َحّتىَ َي ْأتِيَ اللّ ُه بَِأمْ ِر ِه وَاللّهُ َل َيهْدِي‬
‫الْ َقوْ َم الْفَا ِسقِيَ تعال بباي نة الكفار به وإن كانوا آباء أو أبناء‪ ,‬ون ى عن موالت م إن‬
‫اسبتحبوا أي اختاروا الكفبر على اليان‪ ,‬وتوعبد على ذلك كقوله تعال {ل تدب قوما‬
‫يؤمنون بال واليوم الَخبر يوادّون مبن حادّ ال ورسبوله ولو كانوا آباءهبم أو أبناءهبم أو‬
‫إخوان م أو عشيت م أولئك ك تب ف قلوب م اليان وأيد هم بروح م نه ويدخل هم جنات‬
‫تري من تتها النار} الَية‪ ,‬وروى الافظ البيهقي من حديث عبد ال بن شوذب قال‪:‬‬
‫جعل أبو أب عبيدة بن الراح ينعت له الَلة يوم بدر وجعل أبو عبيدة ييد عنه فلما أكثر‬

‫‪23‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الراح قصبده ابنبه أببو عببيدة فقتله فأنزل ال فيبه هذه الَيبة {ل تدب قوما يؤمنون بال‬
‫واليوم الَخر يوادّون من حادّ ال ورسوله} الَية‪ .‬ث أ مر تعال رسوله أن يتوعد من آثر‬
‫أهله وقرابتبه وعشيتبه على ال ورسبوله وجهاد فب سببيله فقال‪{ :‬قبل إن كان آباؤكبم‬
‫وأبناؤكبم وإخوانكبم وأزواجكبم وعشيتكبم وأموال اقترفتموهبا} أي اكتسببتموها‬
‫وح صلتموها {وتارة تشون ك سادها وم ساكن ترضون ا} أي تبون ا لطيب ها وح سنها‪,‬‬
‫أي إن كانت هذه الشياء {أحب إليكم من ال ورسوله وجهاد ف سبيله فتربصوا} أي‬
‫فانتظروا ماذا يلب بكبم مبن عقاببه ونكاله بكبم ولذا قال {حتب يأتب ال بأمره وال ل‬
‫يهدي القوم الفاسبببببببببببببببببببببببببببقي}‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن ليعة عن زهرة بن معبد عن جده‬
‫قال‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الطاب فقال‪ :‬وال يا‬
‫رسول ال لنت أحب إل من كل شيء إل من نفسي‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪« :‬ل يؤ من أحد كم ح ت أكون أ حب إل يه من نف سه» فقال ع مر فأ نت الَن وال‬
‫أحب إلّ من نفسي‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «الَن يا عمر» انفرد بإخراجه‬
‫البخاري فرواه عن يي بن سليمان عن ابن وهب عن حيوة بن شريح عن أب عقيل زهرة‬
‫بن معبد أنه سع جده عبد ال بن هشام عن النب صلى ال عليه وسلم بذا‪ ,‬وقد ثبت ف‬
‫ال صحيح ع نه صلى ال عل يه و سلم أ نه قال «والذي نف سي بيده ل يؤ من أحد كم ح ت‬
‫أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجعي» وروى المام أحد وأبو داود واللفظ له‬
‫من حد يث أ ب ع بد الرح ن الرا سان عن عطاء الرا سان عن نا فع عن ا بن ع مر قال‪:‬‬
‫سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول «إذا تبايع تم بالعي نة وأخذ ت بأذناب الب قر‬
‫ورضي تم بالزرع وترك تم الهاد سلط ال علي كم ذ ًل ل ين عه ح ت ترجعوا إل دين كم»‬
‫وروى المام أحد أيضا عن يزيد بن هارون عن أب جناب عن شهر بن حوشب أنه سع‬
‫عبد ال بن عمرو عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بنحو ذلك‪ ,‬وهذا شاهد للذي قبله‬
‫وال أعلم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جَبْتكُ مْ َكثْ َرُتكُ مْ َفلَ ْم ُتغْ ِن عَنكُ مْ‬
‫** َلقَ ْد نَ صَرَكُمُ اللّ هُ فِي َموَاطِ نَ َكثِ َيةٍ َوَيوْ مَ ُحَنيْ نٍ ِإذْ أَعْ َ‬
‫ت ثُ ّم وَّليْتُم مّ ْدِبرِي نَ * ثُ مّ َأنَزلَ اللّ هُ َسكِينَتَ ُه عََلىَ‬ ‫ض بِمَا رَ ُحبَ ْ‬ ‫َشيْئا وَضَاقَ تْ عََليْكُ مُ الرْ ُ‬
‫ب الّذِي نَ َكفَرُواْ َوذَلِ كَ َجزَآءُ الْكَافِرِي نَ‬ ‫رَ سُولِهِ وَعَلَى الْ ُم ْؤ ِمنِيَ َوأَن َزلَ ُجنُودا لّ ْم َت َروْهَا وَعذّ َ‬
‫ب‬‫ب َغفُورٌ رّحِيم ٌ‬ ‫ب عََلىَ مَبن يَشَآءُ وَاللّه ُ‬ ‫ب مِبن بَعْدِ ذَلِك َ‬ ‫ب اللّه ُ‬ ‫ب َيتُوب ُ‬ ‫* ثُم ّ‬
‫قال ابن جريج عن ماهد هذه أول آية نزلت من براءة يذكر تعال للمؤمني فضله عليهم‬
‫وإحسانه لديهم ف نصره إياهم ف مواطن كثية من غزواتم مع رسوله‪ ,‬وأن ذلك من‬
‫عنده تعال وبتأييده وتقديره ل بعددهم ول بعددهم ونبههم على أن النصر من عنده سواء‬
‫قل ال مع أو ك ثر فإن يوم حن ي أعجبت هم كثرت م و مع هذا ما أجدى ذلك عن هم شيئا‬
‫فولوا مدبر ين إل القليل من هم مع ر سول ال صلى ال عليه و سلم ث أنزل ن صره وتأييده‬
‫على ر سوله وعلى الؤمن ي الذ ين م عه ك ما سنبينه إن شاء ال تعال مف صلً ليعلم هم أن‬
‫الن صر من عنده تعال وحده وبإمداده وإن قل ال مع ف كم من فئة قليلة غل بت فئة كثية‬
‫بإذن ال وال مع الصابرين‪ .‬وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا وهب بن جرير حدثنا أب سعت‬
‫يونس يدث عن الزهري عن عبيد ال عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪« :‬خ ي ال صحابة أرب عة‪ ,‬وخ ي ال سرايا أربعمائة‪ ,‬وخ ي اليوش أرب عة آلف ولن‬
‫تغلب اث نا ع شر ألفا من قلة» وهكذا رواه أ بو داود والترمذي ث قال هذا حد يث ح سن‬
‫غريب جدا ل يسنده أحد غي جرير بن حازم‪ ,‬وإنا روي عن الزهري عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم مرسلً‪ .‬وقد رواه ابن ماجه والبيهقي وغيه عن أكثم الون عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بنحوه وال أعلم‪ .‬وقد كانت وقعة حني بعد فتح مكة ف شوال سنة‬
‫ثان مبببببببببببببببببببببببببببببببن الجرة‪.‬‬
‫وذلك ل ا فرغ صلى ال عل يه و سلم من ف تح م كة وتهدت أمور ها وأ سلم عا مة أهل ها‬
‫وأطلق هم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فبل غه أن هوازن جعوا له ليقاتلوه وأن أمي هم‬
‫مالك بن عوف بن النضر‪ ,‬ومعه ثقيف بكمالا وبنو جشم وبنو سعد بن بكر وأوزاع من‬
‫ب ن هلل و هم قل يل وناس من ب ن عمرو بن عا مر وعوف بن عا مر و قد أقبلوا ومع هم‬
‫الن ساء والولدان والشاء والن عم وجاءوا بقض هم وقضيض هم فخرج إلي هم ر سول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف جيشه الذي جاء معه للفتح وهو عشرة آلف من الهاجرين والنصار‬

‫‪25‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقبائل العرب ومعه الذين أسلموا من أهل مكة وهم الطلقاء ف ألفي فسار بم إل العدو‬
‫فالتقوا بواد ب ي م كة والطائف يقال له حن ي فكا نت ف يه الوق عة ف أول النهار ف غلس‬
‫الصبح اندروا ف الوادي وقد كمنت فيه هوازن فلما تواجهوا ل يشعر السلمون إل بم‬
‫قبد ثاوروهبم‪ ,‬ورشقوا بالنبال وأصبلتوا السبيوف وحلوا حلة ر جل واحبد كمبا أمرهبم‬
‫ملكهم فعند ذلك ول السلمون مدبرين كما قال ال عز وجل‪ ,‬وثبت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وهو راكب يومئذ بغلته الشهباء يسوقها إل نو العدو‪ ,‬والعباس عمه آخذ‬
‫بركابا الين‪ ,‬وأبو سفيان بن الارث بن عبد الطلب آخذ بركابا اليسر يثقلنا لئل‬
‫ت سرع ال سي و هو ينوه با سه عل يه ال صلة وال سلم ويد عو ال سلمي إل الرج عة ويقول‪:‬‬
‫«إلّ عباد ال إلّ أنا رسول ال» ويقول ف تلك الال‪« :‬أنا النب ل كذب‪ ,‬أنا ابن عبد‬
‫الطلب» وث بت م عه من أ صحابه قر يب من مائة ومن هم من قال ثانون فمن هم أ بو ب كر‬
‫وعمر رضي ال عنهما والعباس وعلي والفضل بن عباس وأبو سفيان بن الارث وأين بن‬
‫أم أين وأسامة بن زيد وغيهم رضي ال عنهم ث أمر صلى ال عليه وسلم عمه العباس‬
‫وكان جهي الصوت أن ينادي بأعلى صوته يا أصحاب الشجرة يعن شجرة بيعة الرضوان‬
‫الت بايعه السلمون من الهاجرين والنصار تتها على أن ل يفروا عنه فجعل ينادي بم يا‬
‫أصحاب السمرة‪ ,‬ويقول تارة يا أصحاب سورة البقرة‪ ,‬فجعلوا يقولون يا لبيك يا لبيك‪,‬‬
‫وانعطف الناس فتراجعوا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬حت إن الرجل منهم إذا ل‬
‫يطاوعه بعيه على الرجوع لبس درعه ث اندر عنه وأرسله ورجع بنفسه إل رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم فل ما اجتم عت شرذ مة من هم ع ند ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫أمرهم عليه السلم أن يصدقوا الملة وأخذ قبضة من تراب بعد ما دعا ربه واستنصره‪,‬‬
‫وقال «اللهم أنز ل ما وعدتن» ث رمى القوم با فما بقي إنسان منهم إل أصابه منها ف‬
‫عي نه وف مه ما يشغله عن القتال ث انزموا فات بع ال سلمون أقفاء هم يقتلون ويأ سرون و ما‬
‫تراجبع بقيبة الناس إل والسبرى مندلة بيب يدي رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان حدثنا حاد بن سلمة أخبنا يعلى بن عطاء عن عبد ال‬
‫بن يسار عن أب هام عن أب عبد الرح ن الفهري وا سه يز يد بن أ سيد ويقال يز يد بن‬
‫أنيس ويقال كرز قال‪ :‬كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة حني فسرنا ف‬

‫‪26‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوم قائظ شديد الر فنلنا تت ظلل الشجر فلما زالت الشمس لبست لمت وركبت‬
‫فرسي فانطلقت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ف فسطاطه فقلت السلم عليك‬
‫يا رسول ال ورحة ال وبركاته حان الرواح ؟ فقال‪« :‬أجل» فقال‪« :‬يا بلل» فثار من‬
‫تت سرة كأن ظلها ظل طائر فقال‪ :‬لبيك وسعديك وأنا فداؤك فقال «أسرج ل فرسي»‬
‫فأخرج سبرجا دفتاه مبن ليبف ليبس فيهمبا أشبر ول بطبر قال فأسبرج فركبب وركبنبا‬
‫ف صاففناهم عشيت نا وليلت نا فتشا مت اليلن فول ال سلمون مدبر ين كمال قال ال تعال‪:‬‬
‫{ ث ولي تم مدبر ين} فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « يا عباد ال أ نا ع بد ال‬
‫ورسوله» ث قال‪« :‬يا معشر الهاجرين أنا عبد ال ورسوله» قال ث اقتحم عن فرسه فأخذ‬
‫كفا من تراب فأ خبن الذي كان أد ن إل يه م ن أ نه ضرب به وجوه هم وقال‪« :‬شا هت‬
‫الوجوه» فهزمهم ال تعال‪ .‬قال يعلى بن عطاء‪ :‬فحدثن أبناؤهم عن آبائهم أنم قالوا‪ :‬ل‬
‫ي بق م نا أ حد إل امتلت عيناه وف مه ترابا و سعنا صلصلة ب ي ال سماء والرض كإمرار‬
‫الديد على الطست الديد‪ ,‬وهكذا رواه الافظ البيهقي ف دلئل النبوة من حديث أب‬
‫داود الطيالسي عن حاد بن سلمة به‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن عاصم بن عمر بن‬
‫قتادة عن عبد الرحن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد ال قال‪ :‬فخرج مالك بن عوف بن‬
‫معه إل حني فسبق رسول ال صلى ال عليه وسلم إليه فأعدوا وتيئوا ف مضايق الوادي‬
‫وأحنائه وأقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه حت انط بم الوادي ف عماية‬
‫الصبح فلما انط الناس ثارت ف وجوههم اليل فشدت عليهم وانكفأ الناس منهزمي ل‬
‫يقبل أحد على أحد واناز رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات اليمي يقول‪« :‬أيها الناس‬
‫هلموا إل أنا رسول ال‪ ,‬أنا رسول ال‪ ,‬أنا ممد بن عبد ال» فل شيء وركبت ال بل‬
‫بعضها بعضا فلما رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر الناس قال‪« :‬يا عباس اصرخ‬
‫يا معشر النصار يا أصحاب السمرة» فأجابوه لبيك‪ ,‬لبيك‪ ,‬فجعل الرجل يذهب ليعطف‬
‫بعيه فل يقدر على ذلك فيقذف درعه ف عنقه ويأخذ سيفه وقوسه ث يؤم الصوت حت‬
‫اجت مع إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من هم مائة فا ستعرض الناس فاقتتلوا وكا نت‬
‫الدعوة أول مبا كانبت بالنصبار ثب جعلت آخرا بالزرج وكانوا صبباء عنبد الرب‬
‫وأشرف رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ركابه فنظر إل متلد القوم فقال‪« :‬الَن حي‬

‫‪27‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوطيس» قال‪ :‬فوال ما راجعه الناس إل والسارى عند رسول ال ملقون فقتل ال منهم‬
‫مببن قتببل وانزم منهببم مببا انزم وأفاء ال على رسببوله أموالمبب وأبناءهببم‪.‬‬
‫وف الصحيحي من حديث شعبة عن أب إسحاق عن الباء بن عازب رضي ال عنهما‬
‫أن رجلً قال له‪ :‬يا أ با عمارة أفرر ت عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوم حن ي ؟‬
‫فقال‪ :‬لكن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يفر إن هوازن كانوا قوما رماة فلما لقيناهم‬
‫وحلنا عليهم انزموا فأقبل الناس على الغنائم فاستقبلونا بالسهام فانزم الناس فلقد رأيت‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وأ بو سفيان بن الارث آ خذ بلجام بغل ته البيضاء و هو‬
‫يقول‪« :‬أنبا النبب ل كذب‪ ,‬أنبا اببن عببد الطلب» قلت‪ :‬وهذا فب غايبة مبا يكون مبن‬
‫الشجاعة التامة إنه ف مثل هذا اليوم ف حومة الوغى وقد انكشف عنه جيشه وهو مع هذا‬
‫على بغلة وليسبت سبريعة الري ول تصبلح لفبر ول لكبر ول لرب وهبو مبع هذا أيضا‬
‫يركضها إل وجوههم وينوه باسه ليعرفه من ل يعرفه صلوات ال وسلمه عليه دائما إل‬
‫يوم الدين وما هذا كله إل ثقة بال وتوكلً عليه وعلما منه بأنه سينصره ويتم ما أرسله به‬
‫ويظ هر دي نه على سائر الديان‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬ث أنزل ال سكينته على ر سوله} أي‬
‫طمأنين ته وثبا ته على ر سوله {وعلى الؤمن ي} أي الذ ين م عه {وأنزل جنودا ل ترو ها}‬
‫و هم اللئ كة ك ما قال المام أ بو جع فر ا بن جر ير حدث ن ال سن بن عر فة قال حدث ن‬
‫العتمر بن سليمان عن عوف هو ابن أب جيلة العراب قال سعت عبد الرحن مول بن‬
‫برثن حدثن رجل كان مع الشركي يوم حني قال لا التقينا نن وأصحاب رسول ال‬
‫صبلى ال عليبه وسبلم يوم حنيب ل يقوموا لنبا حلب شاة‪ ,‬قال‪ :‬فلمبا كشفناهبم جعلنبا‬
‫نسوقهم ف آثارهم حت انتهينا إل صاحب البغلة البيضاء فإذا هو رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬فتلقانا عنده رجال بيض حسان الوجوه فقالوا لنا شاهت الوجوه ارجعوا قال‬
‫فانزمنببببببا وركبوا أكتافنببببببا فكانببببببت إياهببببببا‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أنبأنا أبو عبد ال الافظ حدثن ممد بن أحد بن بالويه‬
‫حدثنا إسحاق بن السن الرب حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا‬
‫الارث بن حصية حدثنا القاسم بن عبد الرحن عن أبيه قال‪ :‬قال ابن مسعود رضي ال‬
‫عنه‪ :‬كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم حني فول عنه الناس وبقيت معه ف‬

‫‪28‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ثان ي رجلً من الهاجر ين والن صار قدم نا ول نول م الدبر و هم الذ ين أنزل ال علي هم‬
‫ال سكينة قال‪ :‬ور سول ال صلى ال عل يه و سلم على بغل ته البيضاء ي ضي قدما فحادت‬
‫بغل ته فمال عن ال سرج فقلت‪ :‬ارت فع رف عك ال‪ .‬قال‪« :‬ناول ن كفا من التراب» فناول ته‬
‫قال‪ :‬فضرب به وجوههم فامتلت أعينهم ترابا قال‪« :‬أين الهاجرون والنصار ؟» قلت‪:‬‬
‫هم هناك قال‪« :‬اه تف ب م» فهت فت ب م فجاءوا و سيوفهم بأيان م كأن ا الش هب وول‬
‫الشركون أدبارهبم‪ ,‬ورواه المام أحدب فب مسبنده عبن عفان ببه نوه‪ ,‬وقال الوليبد ببن‬
‫مسلم‪ :‬حدثن عبد ال بن البارك عن أب بكر الذل عن عكرمة مول ابن عباس عن شيبة‬
‫بن عثمان قال‪ :‬لا رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم حني قد عري ذكرت أب‬
‫وعمي وقتل علي وحزة إياه ا فقلت اليوم أدرك ثأري منه قال‪ :‬فذهبت لجيئه عن يينه‬
‫فإذا أ نا بالعباس بن ع بد الطلب قائما عل يه درع بيضاء كأن ا فضة يك شف عنها العجاج‬
‫فقلت‪ :‬ع مه ولن يذله قال فجئ ته عن ي ساره فإذا أ نا بأ ب سفيان بن الارث بن ع بد‬
‫الطلب فقلت‪ :‬ابن عمه ولن يذله فجئته من خلفه فلم يبق إل أن أسوره سورة بالسيف‬
‫إذ ر فع ل شواظ من نار بي ن وبي نه كأ نه برق فخ فت أن تحش ن فوض عت يدي على‬
‫بصري ومشيت القهقرى فالتفت رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال‪« :‬يا شيبة يا شيبة‬
‫ادن من‪ ,‬اللهم أذهب عنه الشيطان» قال‪ :‬فرفعت إليه بصري ولو أحب إل من سعي‬
‫وبصبري فقال‪« :‬يبا شيببة قاتبل الكفار» رواه البيهقبي مبن حديبث الوليبد فذكره‪.‬‬
‫ث روي من حديث أيوب بن جابر عن صدقة بن سعيد عن مصعب بن شيبة عن أبيه‬
‫قال‪ :‬خرجت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم حني وال ما أخرجن إسلم ول‬
‫معرفة به ولكنن أبيت أن تظهر هوازن على قريش فقلت وأنا واقف معه‪ :‬يا رسول ال إن‬
‫أرى خيلً بلقا فقال‪« :‬يا شيبة إ نه ل يراها إل كا فر» فضرب بيده على صدري ث قال‪:‬‬
‫«الل هم ا هد شي بة» ث ضرب ا الثان ية ث قال‪« :‬الل هم ا هد شي بة» ث ضرب ا الثال ثة ث قال‪:‬‬
‫«اللهم اهد شيبة» قال‪ :‬فوال ما رفع يده عن صدري ف الثالثة حت ما كان أحد من خلق‬
‫ال أحبب إل ّ منبه وذكبر تام الديبث فب التقاء الناس وانزام السبلمي ونداء العباس‬
‫وا ستنصار ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح ت هزم ال تعال الشرك ي‪ ,‬قال م مد بن‬
‫إسحاق‪ :‬حدثن والدي إسحاق بن يسار عمن حدثه عن جبي بن مطعم رضي ال عنه‬

‫‪29‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال إ نا ل ع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوم حن ي والناس يقتتلون إذ نظرت إل م ثل‬
‫البجاد السود يهوي من السماء حت وقع بيننا وبي القوم فإذا نل منثور قد مل الوادي‬
‫فلم يكن إل هزية القوم فما كنا نشك أنا اللئكة‪ ,‬وقال سعيد بن السائب بن يسار عن‬
‫أبيه قال‪ :‬سعت يزيد بن عامر السوائي وكان شهد حنينا مع الشركي ث أسلم بعد فكنا‬
‫نسأله عن الرعب الذي ألقى ال ف قلوب الشركي يوم حني فكان يأخذ الصاة فيمي‬
‫با ف الطست فيطن فيقول كنا ند ف أجوافنا مثل هذا‪ ,‬وقد تقدم له شاهد من حديث‬
‫يزيد بن أب أسيد فال أعلم‪ ,‬وف صحيح مسلم عن ممد بن رافع عن عبد الرزاق أنبأنا‬
‫مع مر عن هام قال‪ :‬هذا ما حدث نا أ بو هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«ن صرت بالر عب وأوت يت جوا مع الكلم» ولذا قال تعال‪ { :‬ث أنزل ال سكينته على‬
‫رسوله وعلى الؤمني وأنزل جنودا ل تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين}‬
‫وقوله‪ { :‬ث يتوب ال من ب عد ذلك على من يشاء وال غفور رح يم} قد تاب ال على‬
‫بقية هوازن فأسلموا وقدموا عليه مسلمي ولقوه وقد قارب مكة عند العرانة وذلك بعد‬
‫الوقعة بقريب من عشرين يوما فعند ذلك خيهم بي سبيهم وبي أموالم فاختاروا سبيهم‬
‫وكانوا ستة آلف أسي ما بي صب وامرأة‪ ,‬فرده عليهم وقسم الموال بي الغاني ونفل‬
‫أناسا من الطلقاء لكي يتألف قلوبم على السلم فأعطاهم مائة من البل وكان من جلة‬
‫من أعطى مائة مالك بن عوف النّ صْري واستعمله على قومه كما كان فامتدحه بقصيدته‬
‫التبببببببببببببببب يقول فيهببببببببببببببببا‪:‬‬
‫ببد‬ ‫ببل ممب‬ ‫ببم بثب‬‫ببي الناس كلهب‬ ‫ببعت بثلهفب‬ ‫ببت ول سب‬ ‫ببا إن رأيب‬ ‫مب‬
‫أوفبب وأعطببى للجزيببل إذا اجتدىومتبب تشببأ يبببك عمببا فبب غببد‬
‫وإذا الكتيبببببة عردت أنيابابالسببببمهري وضرب كببببل مهنببببد‬
‫فكأنببببه ليببببث على أشبالوسببببط الباءة خادر فبببب مرصببببد‬
‫)‬

‫حرَا َم َبعْدَ عَا ِمهِ ْم هَـذَا‬


‫سجِ َد الْ َ‬ ‫ل َيقْ َربُوْا الْمَ ْ‬
‫شرِكُونَ َنجَ سٌ َف َ‬ ‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمُنوَاْ ِإنّمَا الْمُ ْ‬
‫ف ُي ْغنِيكُ مُ اللّ ُه مِن َفضْلِ هِ إِن شَآءَ إِ نّ اللّ َه عَلِي مٌ َحكِي مٌ * قَاتِلُوْا الّذِي نَ‬
‫سوْ َ‬ ‫َوإِ نْ ِخ ْفتُ ْم َعيَْلةً فَ َ‬

‫‪30‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ح ّرمُو َن مَا َحرّ مَ اللّ ُه وَرَ سُولُ ُه وَ َل يَدِينُو نَ دِي َن الْحَ قّ‬ ‫َل ُيؤْ ِمنُو َن بِاللّ ِه وَ َل بِاْلَيوْ ِم الَخِ ِر وَ َل يُ َ‬
‫ج ْزَيةَ عَببن يَ ٍد َوهُمببْ صببَاغِرُونَ‬ ‫ب الّذِينببَ أُوتُواْ اْل ِكتَابببَ َحتّ َى ُيعْطُواْ الْ ِ‬ ‫مِنب َ‬
‫أ مر تعال عباده الؤمن ي الطاهر ين دينا وذاتا بن في الشرك ي الذ ين هم ن س دينا عن‬
‫ال سجد الرام وأن ل يقربوه ب عد نزول هذه الَ ية وكان نزول ا ف سنة ت سع ولذا ب عث‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عليا صحبة أ ب ب كر ر ضي ال عنه ما عامئذ وأمره أن‬
‫ينادي ف الشرك ي أن ل ي ج ب عد هذا العام مشرك ول يطوف بالب يت عريان‪ .‬فأ ت ال‬
‫ذلك وحكم به شرعا وقدرا‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا ابن جريج أخبن أبو الزبي أنه‬
‫سع جابر بن عبد ال يقول ف قوله تعال‪{ :‬إنا الشركون نس فل يقربوا السجد الرام‬
‫بعد عامهم هذا} إل أن يكون عبدا أو أحدا من أهل الذمة‪ .‬وقد روي مرفوعا من وجه‬
‫آخر فقال المام أحد حدثنا حسي حدثنا شريك عن الشعث يعن ابن سوار عن السن‬
‫عن جابر قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪« :‬ل يدخل مسجدنا بعد عامنا هذا‬
‫مشرك إل أ هل الع هد وخدم هم» تفرد به المام أح د مرفوعا والوقوف أ صح إ سنادا‪.‬‬
‫وقال المام أبو عمرو الوزاعي‪ ,‬كتب عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه أن امنعوا اليهود‬
‫والنصارى من دخول مساجد السلمي وأتبع نيه قول ال تعال‪{ :‬إنا الشركون نس}‬
‫وقال عطاء‪ :‬الرم كله م سجد لقوله تعال‪{ :‬فل يقربوا ال سجد الرام ب عد عام هم هذا}‬
‫ودلت هذه الَ ية الكري ة على نا سة الشرك ك ما ورد ف ال صحيح «الؤ من ل ين جس»‬
‫وأ ما نا سة بد نه فالمهور على أ نه ل يس بن جس البدن والذات لن ال تعال أ حل طعام‬
‫أ هل الكتاب‪ ,‬وذ هب ب عض الظاهر ية إل نا سة أبدان م‪ ,‬وقال أش عث عن ال سن من‬
‫صببببببافحهم فليتوضببببببأ‪ .‬رواه ابببببببن جريببببببر‪.‬‬
‫وقوله {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم ال من فضله} قال ممد بن إسحاق‪ :‬وذلك أن‬
‫الناس قالوا لتقط عن ع نا ال سواق ولتهل كن التجارة وليذه ب ع نا ما ك نا ن صيب في ها من‬
‫الرافق فأنزل ال {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم ال من فضله} من وجه غي ذلك {إن‬
‫شاء} إل قوله {وهبم صباغرون} أي هذا عوض مبا توفتبم مبن قطبع تلك السبواق‬
‫فعوض هم ال م ا ق طع أ مر الشرك ما أعطا هم من أعناق أ هل الكتاب من الز ية‪ ,‬وهكذا‬
‫روي عن ابن عباس وماهد وعكرمة وسعيد بن جبي وقتادة والضحاك وغيهم {إن ال‬

‫‪31‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عل يم} أي ب ا ي صلحكم {حك يم} أي في ما يأ مر به وين هى ع نه ل نه الكا مل ف أفعاله‬
‫وأقواله العادل فب خلقبه وأمره تبارك وتعال ولذا عوضهبم عبن تلك الكاسبب بأموال‬
‫الزيببببة التبببب يأخذونابببب مببببن أهببببل الذمببببة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قاتلوا الذيبن ل يؤمنون بال ول باليوم الَخبر ول يرمون مبا حرم ال‬
‫ور سوله ول يدينون د ين ال ق من الذ ين أوتوا الكتاب ح ت يعطوا الز ية عن يد و هم‬
‫صاغرون} ف هم ف ن فس ال مر ل ا كفروا بح مد صلى ال عل يه و سلم ل ي بق ل م إيان‬
‫صحيح بأحد من الرسل ول با جاءوا به وإنا يتبعون آراءهم وأهواءهم وآباءهم فيما هم‬
‫فيه ل لنه شرع ال ودينه‪ ,‬لنم لوكانوا مؤمني با بأيديهم إيانا صحيحا لقادهم ذلك‬
‫إل اليان بحمد صلى ال عليه وسلم لن جيع النبياء بشروا به وأمروا باتباعه فلما جاء‬
‫وكفروا به وهو أشرف الرسل علم أنم ليسوا متمسكي بشرع النبياء القدمي لنه من‬
‫عند ال‪ .‬بل لظوظهم وأهوائهم فلهذا ل ينفعهم إيانم ببقية النبياء وقد كفروا بسيدهم‬
‫وأفضل هم وخات هم وأكمل هم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬قاتلوا الذ ين ل يؤمنون بال ول باليوم الَ خر‬
‫ول يرمون ما حرم ال ور سوله ول يدينون د ين ال ق من الذ ين أوتوا الكتاب} وهذه‬
‫الَية الكرية أول المر بقتال أهل الكتاب بعدما تهدت أمور الشركي ودخل الناس ف‬
‫ديبن ال أفواجا واسبتقامت جزيرة العرب أمبر ال ورسبوله بقتال أهبل الكتابيب اليهود‬
‫والنصارى وكان ذلك ف سنة تسع ولذا تهز رسول ال صلى ال عليه وسلم لقتال الروم‬
‫ودعا الناس إل ذلك وأظهره لم وبعث إل أحياء العرب حول الدينة فندبم فأوعبوا معه‬
‫واجتمع من القاتلة نو من ثلثي ألفا وتلف بعض الناس من أهل الدينة ومن حولا من‬
‫النافقي وغيهم وكان ذلك ف عام جدب ووقت قيظ وحر وخرج رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يريد الشام لقتال الروم فبلغ تبوك فنل با وأقام ب ا قريبا من عشرين يوما ث‬
‫استخار ال ف الرجوع فرجع عامه ذلك لضيق الال وضعف الناس كما سيأت بيانه بعد‬
‫إن شاء ال تعال‪ .‬وقد استدل بذه الَية الكرية من يرى أنه ل تؤخذ الزية إل من أهل‬
‫الكتاب أو من أشبه هم كالجوس ك ما صح في هم الد يث أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم أخذ ها من موس ه جر وهذا مذ هب الشاف عي وأح د ف الشهور ع نه وقال أ بو‬

‫‪32‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حنيفبة رحهب ال‪ .‬ببل تؤخبذ مبن جيبع العاجبم سبواء كانوا مبن أهبل الكتاب أو مبن‬
‫بببل الكتاب‪.‬‬ ‫بببن أهب‬ ‫بببن العرب إل مب‬ ‫بببذ مب‬ ‫ببب ول تؤخب‬ ‫الشركيب‬
‫وقال المام مالك‪ :‬ببل يوز أن تضرب الزيبة على جيبع الكفار مبن كتابب وموسبي‬
‫ووث ن وغ ي ذلك ولأ خذ هذه الذا هب وذ كر أدلت ها مكان غ ي هذا وال أعلم‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{ح ت يعطوا الز ية} أي إن ل ي سلموا { عن يد} أي عن ق هر ل م وغل بة {و هم‬
‫صباغرون} أي ذليلون حقيون مهانون فلهذا ل يوز إعزاز أهبل الذمبة ول رفعهبم على‬
‫السلمي بل هم أذلء صغرة أشقياء كما جاء ف صحيح مسلم عن أب هريرة رضي ال‬
‫ع نه أن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬ل تبدءوا اليهود والن صارى بال سلم وإذا لقي تم‬
‫أحدهم ف طريق فاضطروه إل أضيقه» ولذا اشترط عليهم أمي الؤمني عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه تلك الشروط العروفة ف إذللم وتصغيهم وتقيهم وذلك ما رواه الئمة‬
‫الفاظ من رواية عبد الرحن بن غنم الشعري قال‪ :‬كتبت لعمر بن الطاب رضي ال‬
‫عنه حي صال نصارى من أهل الشام‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم هذا كتاب لعبد ال عمر‬
‫أمي الؤمني من نصارى مدينة كذا وكذا إنكم لا قدمتم علينا سألناكم المان لنفسنا‬
‫وذراري نا وأموال نا وأ هل ملت نا وشرط نا ل كم على أنف سنا أن ل ندث ف مدينت نا ول في ما‬
‫حولا ديرا ول كنيسة ول قلية ول صومعة راهب ول ندد ما خرب منها ول نيي منها‬
‫ما كان خططا للم سلمي وأل ن نع كنائ سنا أن ينل ا أ حد من ال سلمي ف ل يل ول نار‬
‫وأن نوسع أبوابا للمارة وابن السبيل وأن ننل من مر بنا من السلمي ثلثة أيام نطعمهم‬
‫ول نؤوي ف كنائ سنا ول منازل نا جا سوسا ول نك تم غشا للم سلمي ول نعلم أولد نا‬
‫القرآن ول نظ هر شركا ول ند عو إل يه أحدا ول ن نع أحدا من ذوي قرابت نا الدخول ف‬
‫السبلم إن أرادوه وأن نوقبر السبلمي وأن نقوم لمب مبن مالسبنا إن أرادوا اللوس ول‬
‫نتشبه بم ف شيء من ملبسهم ف قلنسوة ول عمامة ول نعلي ول فرق شعر ول نتكلم‬
‫بكلم هم ولنكت ن بكنا هم ل نر كب ال سروج ول نتقلد ال سيوف ول نت خذ شيئا من‬
‫السبلح ول نمله معنبا ول ننقبش خواتيمنبا بالعربيبة ول نببيع المور وأن نزب مقاديب‬
‫رؤو سنا وأن نلزم زي نا حيث ما ك نا وأن ن شد الزنان ي على أو ساطنا وأن ل نظ هر ال صليب‬
‫على كنائسنا وأن ل نظهر صلبنا ول كتبنا ف شيء من طرق السلمي ول أسواقهم ول‬

‫‪33‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نضرب نواقيسنا ف كنائسنا إل ضربا خفيفا وأن ل نرفع أصواتنا بالقراءة ف كنائسنا ف‬
‫ش يء من حضرة ال سلمي ول نرج شعان ي ول باعوثا ول نر فع أ صواتنا مع موتا نا ول‬
‫نظهر النيان معهم ف شيء من طرق السلمي ول أسواقهم ول ناورهم بوتانا ول نتخذ‬
‫من الرقيق ما جرى عليه سهام السلمي وأن نرشد السلمي ول نطلع عليهم ف منازلم‪.‬‬
‫قال فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه ول نضرب أحدا من السلمي شرطنا لكم ذلك على‬
‫أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه المان فإن نن خالفنا ف شيء ما شرطناه لكم ووظفنا على‬
‫أنفسبنا فل ذمبة لنبا وقبد حبل لكبم منبا مبا يلب مبن أهبل العاندة والشقاق‪.‬‬

‫ت النّ صَارَى الْمَ سِي ُح ابْ نُ اللّ هِ ذَلِ كَ َقوُْلهُم ِبأَ ْفوَا ِههِ ْم‬ ‫** وَقَالَ تِ اْلَيهُو ُد عُ َزيْ ٌر ابْ نُ اللّ ِه وَقَالَ ْ‬
‫ُيضَا ِهئُونَ َقوْ َل الّذِينَ َكفَرُواْ مِن َقبْلُ قَاتََلهُمُ اللّهُ َأّنىَ ُيؤَْفكُونَ * اتّخَ ُذ َواْ َأ ْحبَا َرهُ ْم وَ ُر ْهبَانَهُمْ‬
‫أَ ْربَابا مّن دُونِ اللّ ِه وَالْمَسِي َح ابْ َن مَ ْريَ َم َومَآ ُأمِ ُر َواْ إِلّ ِلَي ْعبُ ُدوَاْ إِلَـها وَاحِدا لّ إِلَـهَ إِلّ ُهوَ‬
‫بببببببببَ‬ ‫ببْحَانَهُ عَمّبببببببببا يُشْرِكُونب‬ ‫بببببببب ُ‬ ‫سب‬
‫وهذا إغراء من ال تعال للمؤمني على قتال الكفار من اليهود والنصارى لقالتهم هذه‬
‫القالة الشنيعة والفرية على ال تعال فأما اليهود فقالوا ف العزير‪ :‬إنه ابن ال تعال ال عن‬
‫ذلك علوا كبيا‪ ,‬وذكر السدي وغيه أن الشبهة الت حصلت لم ف ذلك أن العمالقة لا‬
‫غلبت على بن إسرائيل فقتلوا علماءهم وسبوا كبارهم بقي العزير يبكي على بن إسرائيل‬
‫وذهاب العلم منهم ح ت سقطت جفون عينيه فبين ما هو ذات يوم إذ مر على جبا نة وإذا‬
‫امرأة تب كي ع ند قب و هي تقول‪ :‬وامطعماه واكا سياه فقال ل ا‪ :‬وي ك من كان يطع مك‬
‫قببل هذا ؟ قالت‪ :‬ال قال‪ :‬فإن ال حبي ل يوت‪ ,‬قالت يبا عزيبر فمبن كان يعلم العلماء‬
‫قبل بن إسرائيل ؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قالت‪ :‬فلم تبكي عليهم ؟ فعرف أنه شيء قد وعظ به ث قيل‬
‫له اذ هب إل ن ر كذا فاغت سل م نه و صل هناك ركعت ي فإ نك ستلقى هناك شيخا ف ما‬
‫أطعمك فكله فذهب ففعل ما أمر به فإذا الشيخ فقال له‪ :‬افتح فمك ففتح فمه فألقى فيه‬
‫شيئا كهيئة المرة العظيمة ثلث مرات فرجع عزير وهو من أعلم الناس بالتوراة فقال‪ :‬يا‬
‫بن إسرائيل قد جئتكم بالتوراة فقالوا يا عزير ما كنت كذابا فعمد فربط على أصبع من‬
‫أ صابعه قلما وك تب التوراة بأ صبعه كل ها فل ما ترا جع الناس من عدو هم ور جع العلماء‬

‫‪34‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخبوا بشأن عزير فاستخرجوا النسخ الت كانوا أودعوها ف البال وقابلوها با فوجدوا‬
‫بن ال‪.‬‬ ‫به ابب‬‫بنع هذا لنب‬
‫بم‪ :‬إنا ب صب‬ ‫بض جهلتهب‬ ‫بحيحا فقال بعب‬ ‫به صب‬ ‫با جاء بب‬
‫مب‬
‫وأما ضلل النصارى ف السيح فظاهر‪ ,‬ولذا كذب ال سبحانه الطائفتي فقال‪{ :‬ذلك‬
‫قولم بأفواههم} أي ل مستند لم فيما ادعوه سوى افترائهم واختلقهم {يضاهئون} أي‬
‫يشابون {قول الذ ين كفروا من ق بل} أي من قبل هم من ال مم ضلوا ك ما ضل هؤلء‬
‫{قاتلهم ال} قال ابن عباس‪ :‬لعنهم ال {أن يؤفكون ؟} أي كيف يضلون عن الق‬
‫و هو ظا هر ويعدلون إل البا طل ؟ وقوله‪{ :‬اتذوا أحبار هم ورهبان م أربابا من دون ال‬
‫والسيح ابن مري} روى المام أحد والترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حات‬
‫ر ضي ال ع نه أ نه ل ا بلغ ته دعوة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فر إل الشام وكان قد‬
‫تنصر ف الاهلية فأسرت أخته وجاعة من قومه ث م نّ رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫على أخته وأعطاها فرجعت إل أخيها فرغبته ف السلم وف القدوم على رسول ال صلى‬
‫ال عليبه وسبلم فقدم عدي إل الدينبة وكان رئيسبا فب قومبه طيبء وأبوه حاتب الطائي‬
‫الشهور بالكرم فتحدث الناس بقدو مه فد خل على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و ف‬
‫عنق عدي صليب من فضة وهو يقرأ هذه الَية {اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون‬
‫ال} قال‪ :‬فقلت‪ :‬إنمب ل يعبدوهبم فقال‪« :‬بلى إنمب حرموا عليهبم اللل وأحلوا لمب‬
‫الرام فاتبعوهم فذلك عبادتم إياهم» وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يا عدي ما‬
‫تقول ؟ أيضرك أن يقال ال أكب ؟ فهل تعلم شيئا أكب من ال ما يضرك أيضرك أن يقال‬
‫ل إله إل ال فهل تعلم إلا غي ال ؟» ث دعاه إل السلم فأسلم وشهد شهادة الق قال‬
‫فلقد رأيت وجهه استبشر ث قال «إن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون» وهكذا‬
‫قال حذي فة بن اليمان وع بد ال بن عباس وغيه ا ف تف سي {اتذوا أحبار هم ورهبان م‬
‫أربابا من دون ال} إن م اتبعو هم في ما حللوا وحرموا‪ ,‬وقال ال سدي‪ :‬ا ستنصحوا الرجال‬
‫ونبذوا كتاب ال وراء ظهور هم ولذا قال تعال‪{ :‬و ما أمروا إل ليعبدوا إلا واحدا} أي‬
‫الذي إذا حرم الشيء فهو الرام وما حلله فهو اللل وما شرعه اتبع وما حكم به نفذ‬
‫{ل إله إل هو سبحانه ع ما يشركون} أي تعال وتقدس وتنه عن الشركاء والنظراء‬
‫والعوان والضداد والولد ل إله إل هبببببببو ول رب سبببببببواه‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** يُرِيدُو نَ أَن يُ ْط ِفئُواْ نُورَ اللّ ِه ِبأَفْوَاهِهِ ْم َويَ ْأَبىَ اللّ هُ إِلّ أَن ُيتِ ّم نُورَ ُه وََلوْ كَرِ َه اْلكَافِرُو نَ *‬
‫ح قّ ِليُ ْظهِرَ ُه عَلَى الدّي نِ كُلّ ِه وََلوْ كَرِ َه الْمُشْرِكُو نَ‬ ‫ى وَدِي ِن الْ َ‬ ‫ُهوَ الّذِ يَ أَرْ سَلَ رَ سُولَهُ بِاْلهُدَ َ‬
‫يقول تعال‪ :‬ير يد هؤلء الكفار من الشرك ي وأ هل الكتاب {أن يطفئوا نور ال} أي‬
‫ما بعث به رسول ال صلى ال عليه وسلم من الدى ودين الق بجرد جدالم وافترائهم‬
‫فمثل هم ف ذلك كم ثل من ير يد أن يطفىء شعاع الش مس أو نور الق مر بنف خه وهذا ل‬
‫سبيل إليه فكذلك ما أرسل به رسول ال صلى ال عليه وسلم لبد أن يتم ويظهر ولذا‬
‫قال تعال مقابلً لم فيما راموه وأرادوه‪{ :‬ويأب ال إل أن يتم نوره ولو كره الكافرون}‬
‫والكافر هو الذي يستر الشيء ويغطيه ومنه سي الليل كافرا لنه يستر الشياء والزارع‬
‫كافرا ل نه يغ طي ال ب ف الرض ك ما قال {يع جب الكفار نبا ته} ث قال تعال { هو‬
‫الذي أر سل ر سوله بالدى ود ين ال ق} فالدى هو ما جاء به من الخبارات ال صادقة‬
‫واليان الصحيح والعلم النافع ودين الق هي العمال الصالة الصحيحة النافعة ف الدنيا‬
‫والَخرة‪.‬‬
‫{ليظهره على الدين كله} أي على سائر الديان كما ثبت ف الصحيح عن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪« :‬إن ال زوى ل الرض مشارق ها ومغارب ا و سيبلغ ملك‬
‫أمت ما زوى ل منها»‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر حدثنا شعبة عن ممد‬
‫بن أب يعقوب سعت شقيق بن حيان يدث عن مسعود بن قبيصة أو قبيصة بن مسعود‬
‫يقول‪ :‬صلى هذا ال ي من مارب ال صبح فل ما صلوا قال شاب من هم‪ :‬سعت ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إنه ستفتح لكم مشارق الرض ومغاربا‪ ,‬وإن عمالا ف النار‬
‫إل من اتقى ال وأدى المانة»‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو الغية حدثنا صفوان حدثنا‬
‫سليم بن عامر عن تيم الداري رضي ال عنه قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول «ليبل غن هذا ال مر ما بلغ الل يل والنهار‪ ,‬ول يترك ال ب يت مدر ول وبر إل أدخله‬
‫هذا الدين ي عز عزيزا ويذل ذليلً‪ ,‬عزا ي عز ال به السلم وذلً يذل ال به الك فر» فكان‬
‫ت يم الداري يقول‪ :‬قد عر فت ذلك أ هل بي ت ل قد أ صاب من أ سلم من هم ال ي والشرف‬
‫والعببز ولقببد أصبباب مببن كان كافرا منهببم الذل والصببغار والزيببة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا يز يد بن ع بد ر به حدث نا الول يد بن م سلم حدث ن ا بن جابر‬
‫سعت سليم بن عامر قال سعت القداد بن السود يقول سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم يقول «ل يب قى على و جه الرض ب يت مدر ول وبر إل دخل ته كل مة ال سلم ي عز‬
‫عزيزا‪ ,‬ويذل ذليلً إما يعزهم ال فيجعلهم من أهلها‪ ,‬وإما يذلم فيدينون لا» وف السند‬
‫أيضا حدثنا ممد بن أب عدي عن ابن عون عن ابن سيين عن أب حذيفة عن عدي بن‬
‫حاتب سبعه يقول دخلت على رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم فقال‪« :‬يبا عدي أسبلم‬
‫تسلم» فقلت إن من أهل دين قال‪« :‬أنا أعلم بدينك منك» فقلت أنت أعلم بدين من ؟‬
‫قال‪« :‬نعم ألست من الركوسية وأنت تأكل مرباع قومك ؟ قلت‪ :‬بلى! قال‪« :‬فإن هذا‬
‫ل يل لك ف دينك» قال‪ :‬فلم يعد أن قالا فتواضعت لا‪ ,‬قال‪« :‬أما إن أعلم ما الذي‬
‫ينعك من السلم‪ ,‬تقول إنا اتبعه ضعفة الناس ومن ل قوة له وقد رمتهم العرب أتعرف‬
‫الية ؟» قلت ل أر ها و قد سعت ب ا‪ ,‬قال‪ « :‬فو الذي نف سي بيده ليت من ال هذا ال مر‬
‫ح ت ترج الظعينبة مبن الية حتب تطوف بالبيبت مبن غيب جوار أحبد ولتفت حن كنوز‬
‫كسرى بن هرمز» قلت‪ :‬كسرى بن هرمز ؟ قال‪« :‬نعم كسرى بن هرمز‪ ,‬وليبذلن الال‬
‫حت ل يقبله أحد» قال عدي بن حات‪ :‬فهذه الظعينة ترج من الية فتطوف بالبيت من‬
‫غي جوار أحد‪ ,‬ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز‪ ,‬والذي نفسي بيده لتكونن‬
‫الثالثة لن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد قالا‪ .‬وقال مسلم‪ :‬حدثنا أبو معن زيد بن‬
‫يزيد الرقاشي حدثنا خالد بن الارث حدثنا عبد الميد بن جعفر عن السود بن العلء‬
‫عن أ ب سلمة عن عائ شة رضي ال عن ها قالت‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عليه و سلم‬
‫يقول‪« :‬ل يذهب الليل والنهار حت تعبد اللت والعزى» فقلت‪ :‬يا رسول ال إن كنت‬
‫لظن حي أنزل ال عز وجل {هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين الق} الَية‪ ,‬أن ذلك‬
‫تام‪ ,‬قال‪« :‬إنه سيكون من ذلك ما شاء ال عز وجل‪ ,‬ث يبعث ال ريا طيبة فيتوف كل‬
‫من كان ف قل به مثقال ح بة خردل من إيان فيب قى من ل خ ي ف يه فيجعون إل د ين‬
‫آبائهببببببببببببببببببببببببببببببببببم»‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫س بِالْبَاطِ ِل َوَيصُدّونَ‬ ‫** َيَأّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ ِإنّ َكثِيا مّنَ ال ْحبَارِ وَال ّر ْهبَانِ َلَيأْكُلُونَ َأ ْموَا َل النّا ِ‬
‫ضةَ وَ َل يُنفِقُوَنهَا فِي َسبِيلِ اللّ هِ َفبَشّ ْرهُ ْم ِبعَذَا بٍ‬ ‫ب وَاْل ِف ّ‬‫عَن َسبِيلِ اللّ ِه وَالّذِي َن يَ ْكنِزُو نَ الذّهَ َ‬
‫ى ِبهَا ِجبَا ُههُ ْم َوجُنوُبهُمْ َو ُظهُو ُرهُ ْم هَـذَا مَا‬ ‫ح َمىَ عََلْيهَا فِي نَارِ َج َهنّمَ َفتُ ْكوَ َ‬ ‫أَلِيمٍ * َيوْمَ يُ ْ‬
‫ب َت ْكنِزُونببببَ‬ ‫ب لْنفُسببببِكُمْ فَذُوقُواْ مَببببا كُنتُمببب ْ‬ ‫َكنَ ْزتُمببب ْ‬
‫قال السدي‪ :‬الحبار من اليهود والرهبان من النصارى وهو كما قال فإن الحبار هم‬
‫علماء اليهود ك ما قال تعال‪{ :‬لول ينها هم الربانيون والخبار عن قول م ال ث وأكل هم‬
‫السحت} والرهبان عباد النصارى والقسيسون علماؤهم كما قال تعال‪{ :‬ذلك بأن منهم‬
‫قسيسي ورهبانا} والقصود التحذير من علماء السوء وعباد الضلل كما قال سفيان بن‬
‫عيينة‪ :‬من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود‪ ,‬ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه‬
‫من الن صارى‪ .‬و ف الد يث ال صحيح «لترك ب سنن من كان قبل كم حذو القذة بالقذة»‬
‫قالوا‪ :‬اليهود والن صارى ؟ قال‪« :‬ف من» ؟ و ف رواية فارس والروم‪ ,‬قال‪« :‬فمن الناس إل‬
‫هؤلء ؟» والاصل التحذير من التشبه بم ف أقوالم وأحوالم ولذا قال تعال‪{ :‬ليأكلون‬
‫أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل ال } وذلك أنم يأكلون الدنيا بالدين ومناصبهم‬
‫ورياسبتهم فب الناس يأكلون أموالمب بذلك كمبا كان لحبار اليهود على أهبل الاهليبة‬
‫شرف ولم عندهم خرج وهدايا وضرائب تيء إليهم فلما بعث ال رسوله صلى ال عليه‬
‫و سلم ا ستمروا على ضلل م وكفر هم وعناد هم طمعا من هم أن تب قى ل م تلك الريا سات‬
‫فأطفأهبا ال بنور النبوة وسبلبهم إياهبا وعوضهبم الذل والصبغار وباءوا بغضبب مبن ال‬
‫تعال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وي صدون عن سبيل ال} أي و هم مع أكل هم الرام ي صدون الناس عن‬
‫اتباع الق ويلبسون ال ق بالباطل ويظهرون ل ن اتبعهم من الهلة أنم يدعونه إل ال ي‬
‫وليسبوا ك ما يزعمون بل هبم دعاة إل النار ويوم القيامبة ل ين صرون‪ .‬وقوله‪{ :‬والذ ين‬
‫يكنون الذهب والفضة ول ينفقونا ف سبيل ال فبشرهم بعذاب أليم}‪ ,‬هؤلء هم القسم‬
‫الثالث مببن رؤوس الناس فإن الناس عالة على العلماء وعلى العباد وعلى أرباب الموال‬
‫ببن البارك‪:‬‬ ‫فإذا فسبببدت أحوال هؤلء فسبببدت أحوال الناس كمبببا قال ابب‬
‫وهببببل أفسببببد الديببببن إل اللوكوأحبار سببببوء ورهبانابببب‬

‫‪38‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأما الكن فقال مالك عن عبد ال بن دينار عن ابن عمر هو الال الذي ل يؤدى زكاته‪,‬‬
‫وروى الثوري وغيه عن عبيد ال عن نافع عن ابن عمر قال‪ :‬ما أُدّي زكاته فليس بكن‬
‫وإن كان تت سبع أرضي وما كان ظاهرا ل تؤدى زكاته فهو كن‪ ,‬وقد روي هذا عن‬
‫ابن عباس وجابر وأب هريرة موقوفا ومرفوعا‪ ,‬وقال عمر بن الطاب نوه أيا مال أديت‬
‫زكاته فليس بكن وإن كان مدفونا ف الرض‪ ,‬وأيا مال ل تؤد زكاته فهو كن يكوى به‬
‫صاحبه وإن كان على و جه الرض‪ ,‬وروى البخاري من حد يث الزهري عن خالد بن‬
‫أسلم قال‪ :‬خرجنا مع عبد ال بن عمر فقال‪ :‬هذا قبل أن تنل الزكاة فلما نزلت جعلها‬
‫ال طهرة للموال‪ ,‬وكذا قال ع مر بن ع بد العز يز وعراك بن مالك ن سخها قوله تعال‪:‬‬
‫{خببببببذ مببببببن أموالمبببببب صببببببدقة} الَيببببببة‪.‬‬
‫وقال سعيد بن م مد بن زياد عن أ ب أما مة أ نه قال‪ :‬حل ية ال سيوف من الك ن‪ .‬ما‬
‫أحدثكم إل ما سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال الثوري عن أب حصي‬
‫عن أب الضحى عن جعدة بن هبية عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬أربعة آلف فما دونا‬
‫نفقة فما كان أكثر من ذلك فهو كن وهذا غريب وقد جاء ف مدح التقلل من الذهب‬
‫والفضة وذم التكثر منهما أحاديث كثية‪ .‬ولنورد منها هنا طرفا يدل على الباقي قال عبد‬
‫الرزاق‪ :‬أخبنا الثوري أخبن أبو حصي عن أب الضحى عن جعدة بن هبية عن علي‬
‫رضي ال عنه ف قوله‪{ :‬والذين يكنون الذهب والفضة} الَية‪ .‬قال النب‪« :‬تبا للذهب‬
‫تبا للف ضة» يقول ا ثلثا قال ف شق ذلك على أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫وقالوا‪ :‬فأي مال نتخذ ؟ فقال عمر رضي ال عنه أنا أعلم لكم ذلك فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫إن أصبحابك قبد شبق عليهبم وقالوا‪ :‬فأي الال نتخبذ قال‪« :‬لسبانا ذاكرا وقلبا شاكرا‬
‫وزوجببببببة تعيبببببب أحدكببببببم على دينببببببه»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد ال بن عمرو بن مرة عن أب ممد جعفر‬
‫حدثنا شعبة حدثن سال بن عبد ال أخبنا عبد ال بن أب الذيل حدثن صاحب ل أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «تبا للذهب والفضة» قال وحدثن صاحب أنه انطلق‬
‫مع عمر بن الطاب فقال‪ :‬يا رسول ال قولك‪« :‬تبا للذهب والفضة» ماذا ندخر ؟ قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعي على الَخرة»‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع حدثنا عبد ال بن عمرو بن مرة عن أبيه‬
‫عن سال بن أب العد عن ثوبان قال‪ :‬لا نزل ف الذهب والفضة ما نزل قالوا‪ :‬فأي الال‬
‫نت خذ ؟ قال ع مر‪ :‬فأ نا أعلم ل كم ذلك فأو ضع على بع ي فأدر كه وأ نا ف أثره فقال‪ :‬يا‬
‫ر سول ال أي الال نت خذ ؟ قال‪« :‬قلبا شاكرا ول سانا ذاكرا وزو جة تع ي أحد كم على‬
‫أمر الَخرة» ورواه الترمذي وابن ماجه من غي وجه عن سال بن أب العد وقال الترمذي‬
‫حسن‪ ,‬وحكي عن البخاري أن سالا ل يسمعه من ثوبان قلت‪ :‬ولذا رواه بعضهم عنه‬
‫بببببببببببببببببببببببببببببلً‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫مرسب‬
‫(حديث آخر) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا حيد بن مالك حدثنا يي بن يعلى‬
‫الحارب حدثنا أب حدثنا غيلن بن جامع الحارب عن عثمان أب اليقظان عن جعفر بن‬
‫أ ب إياس عن ما هد عن ا بن عباس قال‪ :‬ل ا نزلت هذه الَ ية {والذ ين يكنون الذ هب‬
‫والفضة} الَية‪ ,‬كب ذلك على ال سلمي وقالوا‪ :‬ما يستطيع أ حد منا أن يترك لولده مالً‬
‫يبقى بعده فقال عمر‪ :‬أنا أفرج عنكم فانطلق عمر واتبعه ثوبان فأتى النب صلى ال عليه‬
‫و سلم فقال‪ :‬يا نب ال إ نه قد كب على أ صحابك هذه الَ ية‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال‬
‫ب بقبي مبن أموالكبم وإناب فرض‬ ‫عليبه وسبلم‪« :‬إن ال ل يفرض الزكاة إل ليطيبب باب م ا‬
‫الواريث من أموال تبقى بعدكم» قال فكب عمر ث قال له النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬أل‬
‫أخبك بي ما يكن الرء ؟ الرأة الصالة الت إذا نظر إليها سرته‪ ,‬وإذا أمرها أطاعته وإذا‬
‫غاب عنها حفظته» ورواه أبو داود والاكم ف مستدركه وابن مردويه من حديث يي‬
‫ببببن يعلى ببببه وقال الاكبببم‪ :‬صبببحيح على شرطهمبببا ول يرجاه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا روح حدثنا الوزاعي عن حسان بن عطية قال‪:‬‬
‫كان شداد بن أوس رضي ال عنه ف سفر فنل منلً فقال لغلمه ائتنا بالشفرة نعبث با‬
‫فأنكرت عليه فقال‪ :‬ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إل وأنا أخطمها وأزمها غي كلمت‬
‫هذه فل تفظو ها علي واحفظوا ما أقول ل كم سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫يقول‪« :‬إذا كن الناس الذهب والفضة فاكنوا هؤلء الكلمات‪ :‬اللهم إن أسألك الثبات‬
‫ف المر والعزية على الرشد وأسألك شكر نعمتك وأسألك حسن عبادتك وأسألك قلبا‬

‫‪40‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سليما وأ سألك ل سانا صادقا وأ سألك من خ ي ما تعلم‪ ,‬وأعوذ بك من شر ما تعلم‬
‫وأسبببببتغفرك لاببببب تعلم إنبببببك أنبببببت علم الغيوب»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يوم ي مى علي ها ف نار جه نم فتكوى ب ا جباه هم وجنوب م وظهور هم‬
‫هذا ما كنت لنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنون} أي يقال لم هذا الكلم تبكيتا وتقريعا‬
‫وتكما ك ما ف قوله { ث صبوا فوق رأ سه من عذاب الم يم * ذق إ نك أ نت العز يز‬
‫الكريب} أي هذا بذاك وهذا الذي كنتبم تكنون لنفسبكم ولذا يقال مبن أحبب شيئا‬
‫وقدمه على طاعة ال عذب به وهؤلء لا كان جع هذه الموال آثر عندهم من رضا ال‬
‫عن هم عذبوا ب ا ك ما كان أ بو ل ب لع نه ال جاهدا ف عداوة ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم وامرأته تعينه ف ذلك كانت يوم القيامة عونا على عذابه أيضا ف جيدها أي عنقها‬
‫حبل من مسد أي تمع من الطب ف النار وتلقي عليه ليكون ذلك أبلغ ف عذابه من هو‬
‫أشفق عليه ف الدنيا كما أن هذه الموال لا كانت أعز الشياء على أربابا كانت أضر‬
‫الشياء عليهبم فب الدار الَخرة فيحمبى عليهبا فب نار جهنبم وناهيبك برهافتكوى باب‬
‫جباههم وجنوبم وظهورهم‪ .‬قال سفيان عن العمش عن عبد ال بن عمرو بن مرة عن‬
‫م سروق عن ع بد ال بن م سعود‪ :‬والذي ل إله غيه ل يكوى ع بد يك ن في مس دينار‬
‫دينارا ول درهم درها ولكن يوسع جلده فيوضع كل دينار ودرهم على حدته‪ ,‬وقد رواه‬
‫ببه وال أعلم‪.‬‬ ‫ببح رفعب‬ ‫بب هريرة مرفوعا ول يصب‬ ‫ببن أبب‬ ‫ببه عب‬‫ببن مردويب‬ ‫ابب‬
‫وقال عبد الرزاق أخبنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال‪ :‬بلغن أن الكن يتحول يوم‬
‫القيا مة شجاعا يت بع صاحبه و هو ي فر م نه ويقول‪ :‬أ نا كنك ل يدرك م نه شيئا إل أخذه‪.‬‬
‫وقال المام أبو جعفر ابن جرير حدثنا بشر حدثنا يزيد حدثنا سعيد عن قتادة عن سال‬
‫بن أب العد عن معدان بن أب طلحة عن ثوبان أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يقول «من ترك بعده كنا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يتبعه ويقول‪ :‬ويلك‬
‫ما أنت ؟ فيقول‪ :‬أنا كنك الذي تركته بعدك ول يزال يتبعه حت يلقمه يده فيقضمها ث‬
‫يتبعها سائر جسده» ورواه ابن حبان ف صحيحه من حديث يزيد عن سعيد به وأصل‬
‫هذا الديث ف الصحيحي من رواية أب الزناد عن العرج عن أب هريرة رضي ال عنه‪,‬‬
‫وف صحيح مسلم من حديث سهيل بن أب صال عن أبيه عن أب هريرة أن رسول ال‬

‫‪41‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صبلى ال عليبه وسبلم قال‪« :‬مبا مبن رجبل ل يؤدي زكاة ماله إل جعبل له يوم القيامبة‬
‫صفائح من نار فيكوى با جنبه وجبهته وظهره ف يوم كان مقداره خسي ألف سنة حت‬
‫يق ضي ب ي العباد ث يرى سبيله إ ما إل ال نة وإ ما إل النار» وذ كر تام الد يث‪ .‬وقال‬
‫البخاري ف تفسي هذه الَية حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن حصي عن زيد بن‬
‫وهبببب قال‪ :‬مررت على أبببب ذر بالربذة فقلت مبببا أنزلك بذه الرض ؟‪.‬‬
‫قال كنبا بالشام فقرأت {والذيبن يكنون الذهبب والفضبة ول ينفقوناب فب سببيل ال‬
‫فبشرهم بعذاب أليم} فقال معاوية ما هذه فينا ما هذه إل ف أهل الكتاب‪ ,‬قال‪ :‬قلت إنا‬
‫لفينا وفيهم ورواه ابن جرير من حديث عبثر بن القاسم عن حصي عن زيد بن وهب عن‬
‫أبب ذر رضبي ال عنبه فذكره وزاد فارتفبع ف ذلك بينب وبي نه القول فكتبب إل عثمان‬
‫يشكون فكتب إلّ عثمان أن أقبل إليه قال فأقبلت إليه فلما قدمت الدينة ركبن الناس‬
‫كأنمب ل يرونب قببل يومئذ فشكوت ذلك إل عثمان فقال ل‪ :‬تنبح قريبا قلت‪ :‬وال لن‬
‫أدع ما كنت أقول (قلت) كان من مذهب أب ذر رضي ال عنه تري ادخار ما زاد على‬
‫نفقة العيال وكان يفت بذلك ويثهم عليه ويأمرهم به ويغلظ ف خلفه فنهاه معاوية فلم‬
‫ينته فخشي أن يضر الناس ف هذا فكتب يشكوه إل أمي الؤمني عثمان وأن يأخذه إليه‬
‫فاستقدمه عثمان إل الدينة وأنزله بالرّبذة وحده وبا مات رضي ال عنه ف خلفة عثمان‪.‬‬
‫وقد اختبه معاوية رضي ال عنه وهو عنده هل يوافق عمله قوله فبعث إليه بألف دينار‬
‫ففرق ها من يو مه ث ب عث إل يه الذي أتاه ب ا فقال إن معاو ية إن ا بعث ن إل غيك فأخطأت‬
‫فهات الذهب فقال ويك إنا خرجت ولكن إذا جاء مال حاسبناك به وهكذا روى علي‬
‫بن أب طلحة عن ابن عباس أنا عامة وقال السدي‪ :‬هي ف أهل القبلة وقال الحنف بن‬
‫قيس قدمت الدينة فبينا أنا ف حلقة فيها مل من قريش إذ جاء رجل أخشن الثياب أخشن‬
‫ال سد أخ شن الو جه فقام علي هم فقال‪ :‬ب شر الكناز ين بر ضف ي مى عل يه ف نار جه نم‬
‫فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حت يرج من نغض كتفه ويوضع على نغض كتفه حت‬
‫يرج من حلمة ثديه يتزلزل قال فوضع القوم رؤوسهم فما رأيت أحدا منهم رجع إليه‬
‫شيئا قال وأدبر فاتبع ته ح ت جلس إل سارية فقلت‪ :‬ما رأ يت هؤلء إل كرهوا ما قلت‬
‫لم‪ ,‬فقال‪ :‬إن هؤلء ل يعلمون شيئا وف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬

‫‪42‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل ب ذر‪ « :‬ما ي سرن أن عندي م ثل أ حد ذهبا ي ر عل ّي ثل ثة أيام وعندي م نه ش يء إل‬
‫دينار أرصببده لديببن» فهذا وال أعلم هببو الذي حدا بأببب ذر على القول بذا‪.‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا عفان حدثنا هام حدثنا قتادة عن سعيد بن أب السن عن عبد‬
‫ال بن ال صامت ر ضي ال ع نه أ نه كان مع أ ب ذر فخرج عطاؤه وم عه جار ية فجعلت‬
‫تق ضي حوائ جه ففضلت مع ها سبعة فأمر ها أن تشتري به فلو سا قال‪ :‬قلت لو ادخر ته‬
‫لا جة بيو تك وللض يف ينل بك قال إن خليلي ع هد إلّ أن أي ا ذ هب أو ف ضة أوكىء‬
‫عليه فهو جر على صاحبه حت يفرغه ف سبيل ال عز وجل‪ .‬ورواه عن يزيد عن هام به‬
‫وزاد إفراغا‪.‬‬
‫وقال الا فظ ا بن ع ساكر ب سنده إل أ ب ب كر الشبلي ف ترج ته عن م مد بن مهدي‬
‫حدثنا عمر بن أب سلمة عن صدقة بن عبد ال عن طلحة بن زيد عن أب فروة الرهاوي‬
‫عن عطاء عن أب سعيد رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬الق ال‬
‫فقيا‪ ,‬ول تلقه غنيا» قال‪ :‬يا رسول ال كيف ل بذلك ؟ قال‪« :‬ما سئلت فل تنع‪ ,‬وما‬
‫رز قت فل ت بء» قال‪ :‬يا ر سول ال ك يف ل بذلك ؟ قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسبببببلم‪« :‬هبببببو ذاك وإل فالنار» إسبببببناده ضعيبببببف‪.‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا عفان حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا عيينة عن يزيد بن الصرم‬
‫قال سعت عليا رضي ال عنه يقول مات رجل من أهل الصفة وترك دينارين أو درهي‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬كيتان‪ ,‬صلوا على صاحبكم» وقد روي هذا من‬
‫طرق أخر‪ ,‬وقال قتادة عن شهر بن حوشب عن أب أمامة صدي بن عجلن قال‪ :‬مات‬
‫رجل من أهل الصفة فوجد ف مئزره دينار فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «كية» ث‬
‫توف رجل ف مئزره ديناران فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «كيتان» وقال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي حدثنا معاوية بن يي‬
‫الطرابلسي حدثن أرطاة حدثن أبو عامر الوزن سعت ثوبان مول رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬ما من رجل يوت وعنده أحر أو أبيض إل جعل ال بكل قياط صفحة‬
‫من نار يكوى ب ا من قد مه إل ذق نه» وقال الا فظ أ بو يعلى‪ :‬حدث نا ممود بن خداش‬
‫حدثنا سيف بن ممد الثوري حدثنا العمش عن أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه‬

‫‪43‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل يو ضع الدينار على الدينار‪ ,‬ول الدر هم‬
‫على الدر هم ول كن يو سع جلده فيكوى ب ا جباه هم وجنوب م وظهور هم هذا ما كن ت‬
‫لنفسبببكم فذوقوا مبببا كنتبببم تكنون» سبببيف هذا كذاب متروك‪.‬‬

‫ش َر َشهْرا فِي ِكتَا بِ اللّ ِه َيوْ مَ خَلَ َق ال سّمَاوَات وَالرْ ضَ‬ ‫شهُو ِر عِندَ اللّ ِه اْثنَا عَ َ‬ ‫** إِ ّن عِ ّدةَ ال ّ‬
‫ل تَظِْلمُواْ فِيهِ نّ َأنْفُ سَكُ ْم وَقَاتِلُوْا الْمُشْرِكِيَ كَآّفةً كَمَا‬
‫ِمنْهَآ أَ ْربَ َعةٌ ُحرُ مٌ ذَلِ كَ الدّي نُ اْل َقيّ مُ َف َ‬
‫ب الْ ُمّتقِيَبببب‬ ‫ب مَعببب َ‬ ‫ُيقَاتِلُوَنكُمببببْ كَآّف ًة وَاعْلَ ُم َواْ أَنببببّ اللّهببب َ‬
‫قال المام أح د حدث نا إ ساعيل أخب نا أيوب أخب نا م مد بن سيين عن أ ب بكرة أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم خطب ف حجته فقال‪« :‬أل إن الزمان قد استدار كهيئته يوم‬
‫خلق ال ال سموات والرض‪ ,‬ال سنة اث نا ع شر شهرا من ها أرب عة حرم ثل ثة متواليات ذو‬
‫القعدة وذو الجبة والحرم ورجبب مضبر الذي بيب جادى وشعبان» ثب قال «أي يوم‬
‫هذا ؟» قل نا ال ور سوله أعلم ف سكت ح ت ظننا أنه سيسميه بغ ي ا سه قال‪« :‬أل يس يوم‬
‫النحر ؟» قلنا بلى ث قال‪« :‬أي شهر هذا ؟» قلنا ال ورسوله أعلم فسكت حت ظننا أنه‬
‫سيسميه بغ ي ا سه قال‪« :‬أل يس ذا ال جة ؟» قل نا بلى ث قال‪« :‬أي بلد هذا ؟» قل نا‪ :‬ال‬
‫ورسوله أعلم ف سكت حت ظننا أنه سيسميه بغي ا سه قال‪« :‬ألي ست البلدة ؟» قلنا بلى‬
‫قال‪« :‬فإن دماءكم وأموالكم ب وأحسبه قال ب وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم‬
‫هذا ف شهركم هذا ف بلدكم هذا‪ .‬وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم أل ل ترجعوا‬
‫بعدي ضللً يضرب بعضكم رقاب بعض أل هل بلغت ؟ أل ليبلغ الشاهد منكم الغائب‬
‫فل عل من يبل غه يكون أو عى له من ب عض من سعه» رواه البخاري ف التف سي وغيه‪.‬‬
‫ومسلم من حديث أيوب عن ممد وهو ابن سيين عن عبد الرحن بن أب بكرة عن أبيه‬
‫به‪ ,‬وقد قال ابن جرير حدثنا معمر حدثنا روح حدثنا أشعث عن ممد بن سيين عن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق‬
‫السبموات والرض‪ ,‬وإن عدة الشهور عنبد ال اثنبا عشبر شهرا فب كتاب ال يوم خلق‬
‫السموات والرض منها أربعة حرم‪ :‬ثلثة متواليات ب ذو القعدة وذو الجة والحرم ب‬
‫ورجبب مضبر الذي بيب جادى وشعبان» ورواه البزار عبن ممبد ببن معمبر ببه‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال ل يروى عن أ ب هريرة إل من هذا الو جه‪ ,‬و قد رواه ا بن عون وقرة عن ا بن‬
‫سيين عن عبد الرحن بن أب بكرة عن أبيه به‪ ,‬وقال ابن جرير أيضا حدثن موسى بن‬
‫عبد الرحن السروقي حدثنا زيد بن حباب حدثنا موسى بن عبيدة الربذي حدثن صدقة‬
‫بن يسار عن ابن عمر قال‪ :‬خطب رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع بن ف‬
‫أوسط أيام التشريق فقال «أيها الناس إن الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق ال‬
‫السموات والرض وإن عدة الشهور عند ال اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم أولن رجب‬
‫مضبر بيب جادى وشعبان‪ ,‬وذو القعدة وذو الجبة والحرم» وروى اببن مردويبه مبن‬
‫حديث موسى بن عبيدة عن عبد ال بن دينار عن ابن عمر مثله أو نوه وقال حاد بن‬
‫سلمة حدثن علي بن زيد عن أب حزة الرقاشي عن عمه وكانت له صحبة قال‪ :‬كنت‬
‫آخذا بزمام نا قة ر سول ال صلى ال عليه و سلم ف أوسط أيام التشر يق أذود الناس ع نه‬
‫فقال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬أل إن الزمان قبد اسبتدار كهيئتبه يوم خلق ال‬
‫السبموات والرض‪ ,‬وإن عدة الشهور عنبد ال اثنبا عشبر شهرا فب كتاب ال يوم خلق‬
‫ال سموات والرض من ها أرب عة حرم فل تظلموا في هن أنف سكم» وقال سعيد بن من صور‬
‫حدثنا أبو معاوية عن الكلب عن أب صال عن ابن عباس ف قوله {منها أربعة حرم} قال‬
‫مرم ورجب وذو القعدة وذو الجة‪ .‬وقوله صلى ال عليه وسلم ف الديث‪« :‬إن الزمان‬
‫قد استدار كهيئته يوم خلق ال السموات والرض» تقرير منه صلوات ال وسلمه عليه‪,‬‬
‫وت ثبيت لل مر على ما جعله ال ‪ ,‬ف أول ال مر من غ ي تقد ي ول تأخ ي‪ ,‬ول زيادة ول‬
‫ن قص‪ ,‬ول ن سيء ول تبد يل ك ما قال ف تر ي م كة‪« :‬إن هذا البلد حر مه ال يوم خلق‬
‫السبموات والرض فهبو حرام برمبة ال تعال إل يوم القيامبة» وهكذا قال ههنبا «إن‬
‫الزمان قبد اسبتدار كهيئتبه يوم خلق ال السبموات والرض» أي المبر اليوم شرعا كمبا‬
‫ابتدع ال ذلك فببببب كتاببببببه يوم خلق السبببببموات والرض‪.‬‬
‫وقد قال بعض الفسرين والتكلمي على هذا الديث إن الراد بقوله «قد استدار كهيئته‬
‫يوم خلق ال السموات والرض» أنه اتفق أن حج رسول ال صلى ال عليه وسلم ف تلك‬
‫السنة ف ذي الجة وأن العرب قد كانت نسأت النسيء يجون ف كثي من السني بل‬
‫أكثرها ف غ ي ذي ال جة وزعموا أن ح جة ال صديق ف سنة ت سع كانت ف ذي القعدة‬

‫‪45‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف هذا نظر كما سنبينه إذا تكلمنا عن النسيء وأغرب منه ما رواه الطبان عن بعض‬
‫السلف ف جلة حديث أنه اتفق حج السلمي واليهود والنصارى ف يوم واحد وهو يوم‬
‫النحر عام حجة الوداع وال اعلم‪( .‬فصل) ذكر الشيخ علم الدين السخاوي ف جزء جعه‬
‫سباه {الشهور فب أسباء اليام والشهور} أن الحرم سبي بذلك لكونبه شهرا مرما‪,‬‬
‫وعندي أ نه سي بذلك تأكيدا لتحري ه لن العرب كا نت تتقلب به فتحله عاما وتر مه‬
‫عاما قال وي مع على مرمات ومارم ومار ي‪ ,‬و صفر سي بذلك للو بيوت م من هم ح ي‬
‫يرجون للقتال وال سفار يقال صفر الكان إذا خل وي مع على أ صفار كج مل وأجال‪,‬‬
‫وشهر ربيع الول سيّ بذلك لرتباعهم فيه والرتباع القامة ف عمارة الربع ويمع على‬
‫أربعاء كن صيب وأن صباء‪ ,‬وعلى أرب عة كرغ يف وأرغ فة‪ ,‬ورب يع الَ خر كالول‪ .‬جادى‬
‫سي بذلك لمود الاء ف يه‪ ,‬قال وكا نت الشهور ف ح سابم ل تدور‪ ,‬و ف هذا ن ظر إذ‬
‫كا نت شهور هم منو طة بالهلة فل بد من دوران ا فلعل هم سوه بذلك أول ما سي ع ند‬
‫جود الاء فبببببببب البد‪ ,‬كمببببببببا قال الشاعببببببببر‪:‬‬
‫ببا‬ ‫ببا الطنبب‬‫بب ظلمائهب‬ ‫ببد فب‬ ‫ببر العبب‬ ‫ببن جادى ذات أنديةل يبصب‬ ‫وليلة مب‬
‫ببا‬‫ببه الذنبب‬‫بب يلف على خرطومب‬ ‫بب واحدةحتب‬ ‫ببا غيب‬ ‫ببح الكلب فيهب‬ ‫ل ينبب‬
‫ويمبع على جاديات كحبارى وحباريات وقبد يذكبر ويؤنبث فيقال جادى الول‬
‫والول جادى الَ خر والَخرة‪ .‬ر جب من الترج يب و هو التعظ يم وي مع على أرجاب‬
‫ورجاب ورجبات‪ .‬شعبان مبن تشعبب القبائل وتفرقهبا للغارة ويمبع على شعابيب‬
‫وشعبانات‪ .‬رمضان من شدة الرمضاء وهو الر يقال رمضت الفصال إذا عطشت ويمع‬
‫على رمضانات ورماضي وأرمضة قال‪ :‬وقول من قال إنه اسم من أساء ال خطأ ل يعرج‬
‫عل يه ول يلت فت إل يه‪ ,‬قلت‪ :‬قد ورد ف يه حد يث ولك نه ضع يف وبين ته ف أول كتاب‬
‫الصبيام‪ .‬شوال مبن شالت الببل بأذناباب للطراق قال ويمبع على شواول وشواويبل‬
‫وشوالت‪ .‬القعدة بفتح القاف‪ ,‬قلت وكسرها‪ ,‬لقعودهم فيه عن القتال والترحال ويمع‬
‫على ذوات القعدة‪ .‬الجة بكسر الاء قلت وفتحها سي بذلك لقامتهم الج فيه‪ ,‬ويمع‬
‫على ذوات الجبة‪ ,‬أسباء اليام أولاب الحبد ويمبع على آحاد وأوحاد ووجود‪ ,‬ثب يوم‬
‫الثن ي وي مع على أثان ي‪ ,‬الثلثاء ي د ويذ كر ويؤ نث وي مع على ثلثاوات وأثالث‪ ,‬ث‬

‫‪46‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الربعاء بالدب ويمبع على أربعاوات وأرابيبع والميبس يمبع على أخسبة وأخامبس ثب‬
‫المعة بضم اليم وإسكانا وفتحها أيضا ويمع على جع وجاعات‪ ,‬السبت مأخوذ من‬
‫السبت وهو القطع لنتهاء العدد عنده وكانت العرب تسمي اليام أول ث أهون ث جبار‬
‫ث دبار ث مؤ نس ث العرو بة ث شيار‪ ,‬قال الشا عر من العرب العرباء العار بة التقدم ي‪:‬‬
‫أرجبببببببببى أن أعيبببببببببش وإن يوميبأول أو بأهون أو جبار‬
‫أو التال دبار فإن أفتهفمؤنبببببببببس أو عروببببببببببة أو شيار‬
‫وقوله تعال‪{ :‬من ها أرب عة حرم} فهذا م ا كا نت العرب أيضا ف الاهل ية تر مه و هو‬
‫الذي كان عليه جهورهم إل طائفة منهم يقال لم الب سل كانوا يرمون من السنة ثانية‬
‫أش هر تعمقا وتشديدا‪ ,‬وأ ما قوله «ثل ثة متواليات ذو القعدة وذو ال جة والحرم ور جب‬
‫م ضر الذي ب ي جادى وشعبان» فإن ا أضا فه إل م ضر ل يبي صحة قول م ف ر جب أ نه‬
‫الشهر الذي بي جادى وشعبان ل كما تظنه ربيعة من أن رجب الحرم هو الشهر الذي‬
‫بي جادى وشعبان ل كما تظنه ربيعة من أن رجب الحرم هو الشهر الذي بي شعبان‬
‫وشوال وهو رمضان اليوم فبي صلى ال عليه وسلم أنه رجب مضر ل رجب ربيعة‪ ,‬وإنا‬
‫كا نت الش هر الحر مة أرب عة ثل ثة سرد ووا حد فرد‪ ,‬ل جل أداء منا سك ال ج والعمرة‬
‫فحرم قبل أشهر الج شهرا وهو ذو القعدة لنم يقعدون فيه عن القتال وحرم شهر ذي‬
‫ال جة لن م يوقعون ف يه ال ج ويشتغلون ف يه بأداء النا سك وحرم بعده شهرا آ خر و هو‬
‫الحرم ليجعوا ف يه إل أق صى بلد هم آمن ي‪ ,‬وحرم ر جب ف و سط الول ل جل زيارة‬
‫الب يت والعتمار به ل ن يقدم إل يه من أق صى جزيرة العرب فيزوره ث يعود إل وط نه ف يه‬
‫آمنا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ذلك الدين القيم} أي هذا هو الشرع الستقيم من امتثال أمر ال فيما جعل من‬
‫الشهر الرم والذو با على ما سبق من كتاب ال الول قال تعال‪{ :‬فل تظلموا فيهن‬
‫أنفسكم} أي ف هذه الشهر الحرمة لنا آكد وأبلغ ف الث من غيها كما أن العاصي‬
‫ف البلد الرام تضا عف لقوله تعال‪{ :‬و من يرد ف يه بإلاد بظلم نذ قه من عذاب أل يم}‬
‫وكذلك الش هر الرام تغلظ ف يه الَثام‪ ,‬ولذا تغلظ ف يه الد ية ف مذ هب الشاف عي وطائ فة‬
‫كثية من العلماء‪ ,‬وكذا ف حق من قتل ف الرم أو قتل ذا مرم‪ ,‬وقال حاد بن سلمة عن‬

‫‪47‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬فل تظلموا فيهن أنفسكم}‬
‫قال‪ :‬ف الشهور كل ها‪ ,‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس قوله‪{ :‬إن عدة الشهور‬
‫ع ند ال} الَ ية‪ ,‬فل تظلموا في هن أنف سكم ف كل هن ث اخ تص من ذلك أرب عة أش هر‬
‫فجعلهن حراما وعظم حرماتن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصال والجر أعظم‬
‫وقال قتادة ف قوله‪{ :‬فل تظلموا فيهن أنفسكم} إن الظلم ف الشهر الرم أعظم خطيئة‬
‫ووزرا من الظلم فيما سواها‪ ,‬وإن كان الظلم على كل حال عظيما ولكن ال يعظم من‬
‫أمره ما يشاء‪ ,‬وقال إن ال ا صطفى صفايا من خل قه‪ .‬ا صطفى من اللئ كة ر سلً و من‬
‫ل وا صطفى من الكلم ذكره‪ ,‬وا صطفى من الرض ال ساجد‪ .‬وا صطفى من‬ ‫الناس ر س ً‬
‫الشهور رمضان والش هر الرم وا صطفى من اليام يوم الم عة وا صطفى من الليال ليلة‬
‫القدر فعظموا ما ع ظم ال‪ .‬فإن ا تعظ يم المور ب ا عظم ها ال به ع ند أ هل الف هم وأ هل‬
‫العقل وقال الثوري عن قيس بن مسلم عن السن عن ممد بن النفية بان ل ترموهن‬
‫كحرمت هن وقال م مد بن إ سحاق‪{ :‬فل تظلموا في هن أنف سكم} أي ل تعلوا حرام ها‬
‫حل ًل ول حللا حراما كما فعل أهل الشرك فإنا النسيء الذي كانوا يصنعون من ذلك‬
‫زيادة فب الكفبر {يضبل ببه الذيبن كفروا} الَيبة‪ ,‬وهذا القول اختيار اببن جريبر‪.‬‬
‫ب يقاتلونكبم كافبة} أي جيعهبم‬ ‫وقوله‪{ :‬وقاتلوا الشركيب كافبة} أي جيعكبم {كم ا‬
‫{واعلموا أن ال مع التقي} وقد اختلف العلماء ف تري ابتداء القتال ف الشهر الرام‬
‫هل هو من سوخ أو م كم على قول ي (أحده ا) و هو الش هر أ نه من سوخ ل نه تعال قال‬
‫ههنا {فل تظلموا فيهن أنفسكم} وأمر بقتال الشركي‪ ,‬وظاهر السياق مشعر بأنه أمر‬
‫بذلك أمرا عاما ولو كان مرما فب الشهبر الرام لوشبك أن يقيده بانسبلخها ولن‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم حاصر أ هل الطائف ف ش هر حرام و هو ذو القعدة كما‬
‫ثبت ف ال صحيحي أنه خرج إل هوازن ف شوال فلما كسرهم واستفاء أموال م ورجع‬
‫فل هم لئوا إل الطائف فع مد إل الطائف فحا صرهم أربع ي يوما وان صرف ول يفتتح ها‬
‫فثبت أنه حاصر ف الشهر الرام والقول الَخر أن ابتداء القتال ف الشهر الرام حرام وأنه‬
‫ل ينسخ تري الشهر الرام لقوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تلوا شعائر ال ول الشهر‬
‫الرام} وقال‪{ :‬الشهبر الرام بالشهبر الرام والرمات قصباص فمبن اعتدى عليكبم‬

‫‪48‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاعتدوا عليبه بثبل مبا اعتدى عليكبم} الَيبة‪ ,‬وقال {فإذا انسبلخ الشهبر الرم فاقتلوا‬
‫الشرك ي} الَ ية‪ ,‬و قد تقدم أن ا الرب عة القررة ف كل سنة ل أش هر الت سيي على أ حد‬
‫القول ي‪ .‬وأ ما قوله تعال‪{ :‬وقاتلوا الشرك ي كا فة ك ما يقاتلون كم كا فة} فيحت مل أ نه‬
‫منقطبع عمبا قبله وأنبه حكبم مسبتأنف ويكون مبن باب التهييبج والتحضيبض أي كمبا‬
‫يتمعون لرب كم إذا حاربو كم فاجتمعوا أن تم أيضا ل م إذا حاربتمو هم وقاتلو هم بنظ ي‬
‫مايفعلون‪ ,‬ويت مل أ نه أذن للمؤمن ي بقتال الشرك ي ف الش هر الرام إذا كا نت البداءة‬
‫منهم كما قال تعال‪{ :‬الشهر الرام بالشهر الرام والرمات قصاص} وقال تعال‪{ :‬ول‬
‫تقاتلو هم ع ند ال سجد الرام ح ت يقاتلو كم ف يه فإن قاتلو كم فاقتلو هم} الَ ية‪ ,‬وهكذا‬
‫الواب عن حصار رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل الطائف واستصحابه الصار إل‬
‫أن د خل الش هر الرام فإ نه من تت مة قتال هوازن وأحلف ها من ثق يف فإن م هم الذ ين‬
‫ابتدءوا القتال وجعوا الرجال ودعوا إل الرب والنال فعند ها ق صدهم ر سول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم كما تقدم فلما تصنوا بالطائف ذهب إليهم لينلم من حصونم فنالوا من‬
‫ال سلمي وقتلوا جا عة‪ ,‬وا ستمر ال صار بالجان يق وغي ها قريبا من أربع ي يوما‪ ,‬وكان‬
‫ابتداؤه ف شهر حلل ودخل الشهر الرام فاستمر فيه أياما ث قفل عنهم لنه يغتفر ف‬
‫الدوام مبا ل يغتفبر فب البتداء‪ ,‬وهذا أمبر مقرر وله نظائر كثية وال أعلم‪ ,‬ولنذكبر‬
‫الحاديببث الواردة فبب ذلك وقببد حررنببا ذلك فبب السببية وال أعلم‪.‬‬

‫حلّونَ هُ عَاما َويُحَ ّرمُونَ ُه عَاما‬ ‫** ِإنّمَا النّ سِيَءُ ِزيَا َدةٌ فِي الْ ُكفْ ِر ُيضَ ّل بِ ِه الّذِي نَ َكفَرُواْ يُ ِ‬
‫ّلُيوَاطِئُواْ عِ ّد َة مَا َحرّمَ اللّهُ َفيُحِلّوْا مَا حَرّمَ اللّهُ ُزيّ نَ َل ُهمْ ُسوَءُ َأعْمَاِلهِ ْم وَاللّهُ َل َيهْدِي اْل َقوْمَ‬
‫الْكَافِرِينبببببببببببببببببببببببببببببببببَ‬
‫هذا ما ذم ال تعال به الشركي من تصرفهم ف شرع ال بآرائهم الفاسدة‪ ,‬وتغييهم‬
‫أحكام ال بأهوائهم الباردة‪ ,‬وتليلهم ما حرم ال وتريهم ما أحل ال ‪ ,‬فإنم كان فيهم‬
‫من القوة الغضبية والشهامة والمية ما استطالوا به مدة الشهر الثلثة ف التحري الانع لم‬
‫من قضاء أوطار هم من قتال أعدائ هم‪ ,‬فكانوا قد أحدثوا ق بل ال سلم بدة تل يل الحرم‬

‫‪49‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأخروه إل صفر فيحلون الش هر الرام ويرمون الش هر اللل ليواطئوا عدة ما حرم ال‬
‫الشهبر الربعبة كمبا قال شاعرهبم وهبو عميب ببن قيبس العروف بذل الطعان‪:‬‬
‫ببببا‬ ‫بببب كرامب‬ ‫ببببت مع ّد بأن قوميكرام الناس إن لمب‬ ‫ببببد علمب‬ ‫لقب‬
‫ألسببببنا الناسببببئي على معدشهور اللبببب نعلهببببا حرامببببا‬
‫فأي الناس ل ندرك بوتروأي الناس ل نعلك لامبببببببببببببببببا‬
‫وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ف قوله‪{ :‬إن ا الن سيء زيادة ف الك فر} قال‬
‫النسيء أن جنادة بن عوف بن أمية الكنان كان يواف الوسم ف كل عام وكان يكن أبا‬
‫ثامة فينادي أل إن أبا ثامة ل ياب ول يعاب أل وإن صفر العام الول العام حلل فيحله‬
‫للناس فيحرم صفرا عاما ويرم الحرم عاما فذلك قول ال {إنا النسيء زيادة ف الكفر}‬
‫يقول‪ :‬يتركون الحرم عاما وعاما يرمونه‪ ,‬وروى العوف عن ابن عباس نوه‪ ,‬وقال ليث‬
‫بن أ ب سليم عن ما هد كان ر جل من ب ن كنا نة يأ ت كل عام إل الو سم على حار له‬
‫فيقول‪ :‬يبا أيهبا الناس‪ :‬إنب ل أعاب ول أجاب ول مرد لاب أقول‪ ,‬إنبا قبد حرمنبا الحرم‬
‫وأخر نا صفر‪ .‬ث ي يء العام الق بل بعده فيقول م ثل مقال ته ويقول إ نا قد حرم نا صفر‬
‫وأخرناالحرم ف هو قوله {ليواطئوا عدة ما حرم ال} قال يع ن الرب عة فيحلوا ما حرم ال‬
‫لتأخيب هذا الشهبر الرام‪ ,‬وروي عبن أبب وائل والضحاك وقتادة نوب هذا‪ ,‬وقال عببد‬
‫الرحن بن زيد بن أسلم ف قوله {إنا النسيء زيادة ف الكفر} الَية قال هذا رجل من بن‬
‫كنانة يقال له القلمس وكان ف الاهلية وكانوا ف الاهلية ل يغي بعضهم على بعض ف‬
‫الشهر الرام يلقى الرجل قاتل أبيه ول يد إليه يده‪ ,‬فلما كان هو قال اخرجوا بنا قالوا له‬
‫هذا الحرم قال ننسئه العام ها العام صفران‪ ,‬فإذا كان العام القابل قضينا جعلناها مرمي‪,‬‬
‫قال فف عل ذلك فل ما كان عام قا بل قال ل تغزوا ف صفر حرموه مع الحرم ه ا مرمان‪,‬‬
‫فهذه صفة غريبة ف النسيء وفيها نظر لنم ف عام إنا يرمون على هذا ثلثة أشهر فقط‬
‫وف العام الذي يليه يرمون خسة أشهر فأين هذا من قوله تعال‪{ :‬يلونه عاما ويرمونه‬
‫عاما ليواطئوا عدة ما حرم ال} و قد روي عن ما هد صفة أخرى غريبة أيضا فقال ع بد‬
‫الرزاق أخبنا معمر عن أب نيح عن ماهد ف قوله تعال‪{ :‬إنا النسيء زيادة ف الكفر}‬
‫الَية‪ ,‬قال فرض ال عز وجل الج ف ذي الجة‪ ,‬قال وكان الشركون يسمون ذا الجة‬

‫‪50‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الحرم وصفر وربيع وربيع وجادى وجادى ورجب وشعبان ورمضان وشوالً وذا القعدة‬
‫وذا الجبة يجون فيبه مرة ثب يسبكتون عبن الحرم ول يذكرونبه ثب يعودون فيسبمون‬
‫صفرا‪ ,‬ث ي سمون ر جب جادى الَخرة‪ ,‬ث ي سمون شعبان رمضان‪ ,‬ث ي سمون شوالً‬
‫رمضان‪ ,‬ث يسمون ذا القعدة شوالً‪ ,‬ث يسمون ذا الجة ذا القعدة‪ ,‬ث يسمون الحرم ذا‬
‫الجة فيحجون فيه واسه عندهم ذا الجة‪ .‬ث عادوا بثل هذه الصفة فكانوا يجون ف‬
‫كل عام شهرين حت إذا وافق حجة أب بكر الَ خر من العامي ف ذي القعدة‪ ,‬ث حج‬
‫النب صلى ال عليه وسلم حجته الت حج فوافق ذا الجة فذلك حي يقول النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم ف خطب ته‪« :‬إن الزمان قد ا ستدار كهيئ ته يوم خلق ال ال سموات والرض»‬
‫وهذا الذي قاله ما هد ف يه ن ظر أيضا وك يف ت صح ح جة أ ب ب كر و قد وق عت ف ذي‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببب هذا ؟‪.‬‬ ‫القعدة وأنب‬
‫وقد قال ال تعال‪{ :‬وأذان من ال ورسوله إل الناس يوم الج الكب أن ال بريء من‬
‫الشركي ورسوله} الَية وإنا نودي به ف حجة أب بكر فلو ل تكن ف ذي الجة لا قال‬
‫تعال‪{ :‬يوم ال ج ال كب} ول يلزم من فعل هم الن سيء هذا الذي ذكره من دوران ال سنة‬
‫عليهم وحجهم ف كل شهر عامي فإن النسيء حاصل بدون هذا فإنم لا كانوا يلون‬
‫شهبر الحرم عاما يرمون عوضبه صبفرا وبعده ربيبع وربيبع إل آخبر السبنة بالاب على‬
‫نظام ها وعدت ا وأ ساء شهور ها ث ف ال سنة الثان ية يرمون الحرم ويتركو نه على تري ه‬
‫وبعده صفر وربيع وربيع إل آخرها {يلونه عاما ويرمونه عاما ليوطئوا عدّة ما حرم ال‬
‫فيحلوا ما حرم ال} أي ف تري أربعة أشهر من السنة إل أنم تارة يقدمون تري الشهر‬
‫الثالث من الثل ثة التوال ية و هو الحرم وتارة ين سئونه إل صفر أي يؤخرو نه و قد قدم نا‬
‫الكلم على قوله صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن الزمان قد استدار» الديث أي إن المر ف‬
‫عدة الشهور وتري ما هو مرم منها على ما سبق ف كتاب ال من العدد والتوال ل كما‬
‫تعتمده جهلة العرب من فصلهم تري بعضها بالنسيء عن بعض وال أعلم وقال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا صال بن بشر بن سلمة الطبان حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا موسى بن‬
‫عبيدة عن عبد ال بن دينار عن ابن عمر أنه قال‪ :‬وقف رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بالعقبة فاجتمع إليه من شاء ال من السلمي فحمد ال وأثن عليه با هو له أهل ث قال‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«إن ا الن سيء من الشيطان زيادة ف الك فر ي ضل به الذ ين كفروا يلو نه عاما ويرمو نه‬
‫عاما» فكانوا يرمون الحرم عاما ويسبتحلون صبفر ويسبتحلون الحرم هبو النسبيء‪.‬‬
‫وقد تكلم المام ممد بن إسحاق على هذا ف كتاب السية كلما جيدا مفيدا حسنا‬
‫فقال‪ :‬كان أول من نسأ الشهور على العرب فأحل منها ما حرم ال وحرم منها ما أحل‬
‫ال عز وجل القلمس وهو حذيفة بن عبد فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الارث بن‬
‫مالك بن كنانة بن خزية بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان‪ :‬ث قام‬
‫بعده على ذلك ابنه عباد ث من بعد عباد ابنه قلع بن عباد ث ابنه أمية بن قلع ث ابنه عوف‬
‫بن أمية ث ابنه أبو ثامة جنادة بن عوف وكان آخرهم وعليه قام السلم فكانت العرب‬
‫إذا فر غت من حج ها اجتم عت إل يه فقام في هم خطيبا فحرم رجبا وذا القعدة وذا ال جة‬
‫ويل الحرم عاما ويعل مكانه صفر ويرمه ليواطىء عدة ما حرم ال فيحل ما حرم ال‬
‫يعنبببببببب ويرم مببببببببا أحببببببببل ال ‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُوْا مَا َلكُ مْ إِذَا قِيلَ َلكُ ُم انفِرُواْ فِي َسبِيلِ اللّ هِ اثّاقَ ْلتُ مْ إِلَى الرْ ضِ أَرَضِيتُ ْم‬
‫حيَاةِ ال ّدْنيَا فِي الَخِ َرةِ إِلّ َقلِيلٌ * إِ ّل تَنفِرُوْا ُيعَ ّذْبكُ مْ‬
‫حيَاةِ ال ّدْنيَا مِ َن الَخِ َرةِ فَمَا َمتَا عُ الْ َ‬‫بِالْ َ‬
‫ب عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ‬ ‫ب َشيْئا وَاللّهبُ‬ ‫ب وَ َل تَضُرّوهبُ‬ ‫عَذَابا أَلِيما َويَسببَْتبْدِلْ َقوْما َغيْرَكُمبْ‬
‫هذا شروع ف عتاب من تلف عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة تبوك حي‬
‫طابت الثمار والظلل ف شدة الر وحارّة القيظ فقال تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ما لكم‬
‫إذا قيبل لكبم انفروا فب سببيل ال} أي إذا دعيتبم إل الهاد فب سببيل ال {اثاقلتبم إل‬
‫الرض} أي تكا سلتم ومل تم إل القام ف الد عة وال فض وط يب الثمار {أرضي تم بالياة‬
‫الدن يا من الَخرة ؟} أي ما ل كم فعل تم هكذا أرضىً من كم بالدن يا بدلً من الَخرة ؟ ث‬
‫زهد تبارك وتعال ف الدنيا‪ ,‬ورغب ف الَخرة فقال {فما متاع الياة الدنيا ف الَخرة إل‬
‫قليل} كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع ويي بن سعيد قال حدثنا إساعيل بن أب خالد‬
‫عن قيس عن الستورد أخي بن فهر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما الدنيا‬
‫ف الَخرة إل كما يعل أحدكم أصبعه هذه ف اليم فلينظر ب ترجع ؟» وأشار بالسبابة‬
‫انفرد بإخراجه مسلم‪ .‬وروى ابن أب حات حدثنا بشر بن مسلم بن عبد الميد المصي‬

‫‪52‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بمص حدثنا الربيع بن روح حدثنا ممد بن خالد الوهب حدثنا زياد يعن الصاص عن‬
‫أب عثمان قال‪ :‬قلت‪ :‬يا أبا هريرة سعت من إخوان بالبصرة أنك تقول‪ :‬سعت نب ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقول «إن ال يزي بال سنة ألف ألف ح سنة» قال أ بو هريرة‪ :‬بل‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «إن ال يزي بالسنة ألفي ألف حسنة» ث‬
‫تل هذه الَية {فما متاع الياة الدنيا ف الَخرة إل قليل} فالدنيا ما مضى منها وما بقي‬
‫منها عند ال قليل‪ .‬وقال الثوري عن العمش ف الَية {فما متاع الياة الدنيا ف الَخرة‬
‫إل قليبببببببببببببل} قال‪ :‬كزاد الراكبببببببببببببب‪.‬‬
‫وقال عبد العزيز بن أب حازم عن أبيه‪ :‬لا حضرت عبد العزيز بن مروان الوفاة‪ .‬قال‪:‬‬
‫ائتون بكفن الذي أكفن فيه أنظر إليه فلما وضع بي يديه نظر إليه فقال‪ :‬أما ل من كبي‬
‫ما أخلف من الدن يا إل هذا ؟ ث ول ظهره فب كى و هو يقول أف لك من دار إن كان‬
‫كثيك لقليل‪ ,‬وإن كان قليلك لقصي‪ ,‬وإن كنا منك لفي غرور‪ .‬ث توعد تعال من ترك‬
‫الهاد فقال‪{ :‬إل تنفروا يعذبكم عذابا أليما} قال ابن عباس‪ :‬استنفر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم حيا من العرب فتثاقلوا عنه فأمسك ال عنهم القطر فكان عذابم {ويستبدل‬
‫قوما غيكبم} أي لنصبرة نببيه وإقامبة دينبه كمبا قال تعال‪{ :‬وإن تتولوا يسبتبدل قوما‬
‫غيكم * ث ل يكونوا أمثالكم} {ول تضروه شيئا} أي ول تضروا ال شيئا بتوليكم عن‬
‫الهاد‪ ,‬ونكولكم وتثاقلكم عنه {وال على كل شيء قدير} أي قادر على النتصار من‬
‫العداء بدون كم‪ ,‬و قد ق يل إن هذه الَ ية وقوله‪{ :‬انفروا خفافا وثقالً} وقوله‪ { :‬ما كان‬
‫لهل الدينة ومن حولم من العراب أن يتخلفوا عن رسول ال} إنن منسوخات بقوله‬
‫تعال‪{ :‬و ما كان الؤمنون لينفروا كا فة فلول ن فر من كل فر قة من هم طائ فة} روي هذا‬
‫عن ا بن عباس وعكر مة وال سن‪ ,‬وز يد بن أ سلم ورده ا بن جر ير وقال‪ :‬إن ا هذا في من‬
‫دعا هم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل الهاد فتع ي علي هم ذلك فلو تركوه لعوقبوا‬
‫عليبببببه وهذا له اتاه وال سببببببحانه وتعال أعلم بالصبببببواب‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** إِ ّل تَنصُرُوهُ َفقَ ْد نَصَ َرهُ اللّهُ إِذْ أَ ْخرَجَ ُه الّذِينَ َكفَرُواْ ثَانِيَ اْثَنيْنِ ِإ ْذ هُمَا فِي اْلغَارِ إِ ْذ َيقُولُ‬
‫جنُودٍ لّ ْم َت َروْهَا وَ َجعَلَ كَلِ َمةَ‬
‫حزَ نْ إِنّ اللّ َه َم َعنَا َفأَنزَلَ اللّ هُ َسكِيَنتَهُ عََليْهِ َوأَيّدَهُ بِ ُ‬
‫لِ صَا ِحبِهِ َل تَ ْ‬
‫ب َعزِيزٌ َحكِيمببٌ‬ ‫ب هِيببَ اْلعُلْيَببا وَاللّهب ُ‬ ‫بفَْلىَ وَ َكلِ َمةُ اللّهب ِ‬ ‫الّذِينببَ َكفَرُواْ السب ّ‬
‫يقول تعال‪{ :‬إل تن صروه} أي تن صروا ر سوله فإن ال نا صره ومؤيده وكاف يه وحاف ظه‬
‫ك ما تول ن صره {إذ أخر جه الذ ين كفروا ثا ن اثن ي} أي عام الجرة ل ا هم الشركون‬
‫بقتله أو حبسه أو نفيه فخرج منهم هاربا بصحبة صديقه وصاحبه أب بكر بن أب قحافة‬
‫فلجأ إل غار ثور ثلثة أيام ليجع الطلب الذين خرجوا ف آثارهم ث يسيوا نو الدينة‬
‫فجعل أبو بكر رضي ال عنه يزع أن يطلع عليهم أحد فيخلص إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم منهم أذى فجعل النب صلى ال عليه وسلم يسكنه ويثبته ويقول‪« :‬يا أبا بكر‬
‫ما ظنك باثني ال ثالثهما» كما قال المام أحد حدثنا عفان حدثنا هام أنبأنا ثابت عن‬
‫أنس أن أبا بكر حدثه قال‪ :‬قلت للنب صلى ال عليه وسلم ونن ف الغار‪ :‬لو أن أحدهم‬
‫نظر إل قدميه لبصرنا تت قدميه قال‪ :‬فقال‪« :‬يا أبا بكر ما ظنك باثني ال ثالثهما»‬
‫أخرجاه ف الصحيحي‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فأنزل ال سكينته عليه} أي تأييده ونصره عليه‬
‫أي على الرسول صلى ال عليه وسلم ف أشهر القولي وقيل على أب بكر‪ ,‬وروي عن ابن‬
‫عباس وغيه قالوا‪ :‬لن الر سول صلى ال عل يه و سلم ل تزل م عه سكينة وهذا ل ينا ف‬
‫تدد سكينة خاصة بتلك الال ولذا قال‪{ :‬وأيده بنود ل تروها} أي اللئكة {وجعل‬
‫كلمة الذين كفرواالسفلى وكلمة ال هي العليا} قال ابن عباس يعن بكلمة الذين كفروا‬
‫الشرك وكل مة ال هي ل إله إل ال‪ .‬وف ال صحيحي عن أب موسى الشعري رضي ال‬
‫ع نه قال‪ :‬سئل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عن الر جل يقا تل شجا عة ويقا تل ح ية‬
‫ويقا تل رياء أي ذلك ف سبيل ال فقال‪ « :‬من قا تل لتكون كل مة ال هي العل يا ف هو ف‬
‫سبيل ال» وقوله‪{ :‬وال عز يز} أي ف انتقا مه وانت صاره‪ ,‬من يع الناب ل يضام من لذ‬
‫بب أقواله وأفعاله‪.‬‬ ‫ببم} فب‬ ‫ببه {حكيب‬ ‫ببك بطابب‬ ‫ببى بالتمسب‬ ‫ببه‪ ,‬واحتمب‬ ‫ببابب‬

‫سكُمْ فِي َسبِيلِ اللّ هِ ذَِلكُ مْ َخيْرٌ ّلكُ مْ إِن‬


‫** اْنفِرُواْ ِخفَافا َوثِقَا ًل وَجَاهِدُواْ ِبَأ ْموَاِلكُ ْم َوَأْنفُ ِ‬
‫ب َتعْلَمُونببببببببببببببببَ‬ ‫كُنتُمببببببببببببببب ْ‬

‫‪54‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال سفيان الثوري عن أبيه عن أب الضحى مسلم بن صبيح‪ :‬هذه الَية {انفروا خفافا‬
‫وثقالً } أول ما نزل من سورة براءة وقال معتمر بن سليمان عن أبيه قال‪ :‬زعم حضرمي‬
‫أنه ذ كر له أن ناسا كانوا عسى أن يكون أحدهم عليلً وكبيا فيقول‪ :‬إن ل آث فأنزل‬
‫ال {انفروا خفافا وثقالً} الَ ية أ مر ال تعال بالنف ي العام مع ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسبلم عام غزوة تبوك لقتال أعداء ال مبن الروم الكفرة مبن أهبل الكتاب وحتبم على‬
‫الؤمن ي ف الروج م عه على كل حال ف الن شط والكره والع سر والي سر فقال {انفروا‬
‫خفافا وثقالً}‪.‬‬
‫وقال علي بن زيد عن أنس عن أب طلحة‪ :‬كهولً وشبابا ما سع ال عذر أحد ث خرج‬
‫إل الشام فقاتل حت قتل وف رواية قرأ أبو طلحة سورة براءة فأتى على هذه الَية {انفروا‬
‫خفافا وثقالً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم ف سبيل ال} فقال أرى ربنا استنفرنا شيوخا‬
‫وشبانا جهزو ن يا ب ن‪ ,‬فقال بنوه يرح ك ال قد غزوت مع ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم ح ت مات و مع أ ب ب كر ح ت مات و مع ع مر ح ت مات فن حن نغزو ع نك فأ ب‬
‫فر كب الب حر فمات فلم يدوا له جزيرة يدفنوه في ها إل ب عد ت سعة أيام فلم يتغ ي فدفنوه‬
‫فيها وهكذا روي عن ابن عباس وعكرمة وأب صال والسن البصري وسهيل بن عطية‬
‫ومقا تل بن حيان والش عب وز يد بن أ سلم أن م قالوا ف تف سي هذه الَ ية {انفروا خفافا‬
‫وثقالً} كهولً وشبانا وكذا قال عكرمبة والضحاك ومقاتبل ببن حيان وغيواحبد‪ ,‬وقال‬
‫ماهد شبانا وشيوخا وأغنياء ومساكي وكذا قال أبو صال وغيه وقال الكم بن عتيبة‪:‬‬
‫مشاغيل وغي مشاغيل‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬انفروا خفافا وثقالً}‬
‫يقول انفروا نشاطا وغ ي نشاط‪ ,‬وكذا قال قتادة وقال ا بن أ ب ن يح عن ما هد {انفروا‬
‫خفافا وثقالً} قالوا فإن في نا الثق يل‪ ,‬وذا الا جة والضي عة والش غل والتي سر به أمره فأنزل‬
‫ال وأ ب أن يعذر هم دون أن ينفروا {خفافا وثقالً} أي على ما كان من هم وقال ال سن‬
‫بن أ ب ال سن الب صري أيضا ف الع سر والي سر وهذا كله من مقتضيات العموم ف الَ ية‬
‫وهذا اختيار ابببببببببببببببن جريببببببببببببببر‪.‬‬
‫وقال المام أ بو عمرو الوزا عي‪ :‬إذا كان النف ي إل دروب الروم ن فر الناس إليها خفافا‬
‫وركبانا وإذا كان النف ي إل هذه ال سواحل نفروا إلي ها خفافا وثقالً وركبانا ومشاة وهذا‬

‫‪55‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تفصيل ف السألة وقد روي عن ابن عباس وممد بن كعب وعطاء الراسان وغيهم أن‬
‫هذه الَ ية من سوخة بقوله تعال‪{ :‬فلول ن فر من كل فر قة من هم طائ فة} و سيأت الكلم‬
‫على ذلك إن شاء ال‪ ,‬وقال السدي قوله‪{ :‬انفروا خفافا وثقالً} يقول غنيا وفقيا وقويا‬
‫وضعيفا فجاءه رجل يومئذ زعموا أنه القداد وكان عظيما سينا فشكا إليه وسأله أن يأذن‬
‫له فأبب فنلت يومئذ {انفروا خفافا وثقالً} فلمبا نزلت هذه الَيبة اشتبد على الناس‬
‫فنسبخها ال فقال‪{ :‬ليبس على الضعفاء ول على الرضبى ول على الذيبن ل يدون مبا‬
‫ينفقون حرج إذا نصبببببببببببحوا ل ورسبببببببببببوله}‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن يعقوب حدث نا ا بن عل ية حدث نا أيوب عن م مد قال ش هد أ بو‬
‫أيوب مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بدرا ث ل يتخلف عن غزاة للمسلمي إل عاما‬
‫واحدا قال وكان أببو أيوب يقول‪ :‬قال ال تعال‪{ :‬انفروا خفافا وثقالً} فل أجدنب إل‬
‫خفيفا أو ثقيلً‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن سعيد بن عمرو السكون حدثنا بقية حدثنا جرير‬
‫حدث ن ع بد الرح ن بن مي سرة حدث ن أ بو را شد ال بان قال‪ :‬واف يت القداد بن ال سود‬
‫فارس ر سول ال صلى ال عل يه و سلم جال سا على تابوت من تواب يت ال صيارفة ب مص‬
‫وقد فصل عنها من عظمه يريد الغزو فقلت‪ :‬له قد أعذر ال إليك فقال‪ :‬أتت علينا سورة‬
‫البعوث {انفروا خفافا وثقالً} وقال ابن جرير‪ :‬حدثن حيان بن زيد الشرعب قال‪ :‬نفرنا‬
‫مع صفوان بن عمرو وكان واليا على ح ص ق بل الف سوس إل الراج ة فرأ يت شيخا‬
‫كبيا هّا قد سقط حاجباه على عينيه من أهل دمشق على راحلته فيمن أغار فأقبلت إليه‬
‫فقلت يا عم ل قد أعذر ال إل يك قال فر فع حا جبيه فقال يا ا بن أ خي ا ستنفرنا ال خفافا‬
‫وثقالً أل إنه من يبه ال يبتليه ث يعيده ال فيبقيه وإنا يبتلي ال من عباده من شكر وصب‬
‫وذكر ول يعبد إل ال عز وجل‪ .‬ث رغب تعال ف النفقة ف سبيله وبذل الهج ف مرضاته‬
‫ومرضاة ر سوله فقال‪{ :‬وجاهدوا بأموال كم وأنف سكم ف سبيل ال ذل كم خ ي ل كم إن‬
‫ل فيغنمكم‬‫كنتم تعلمون} أي هذا خي لكم ف الدنيا والَخرة لنكم تغرمون ف النفقة قلي ً‬
‫ال أموال عدوكم ف الدنيا مع ما يدخر لكم من الكرامة ف الَخرة كما قال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬تكفل ال للمجاهد ف سبيله إن توفاه أن يدخله النة‪ ,‬أو يرده إل منله‬
‫با نال من أجر أو غنيمة ولذا قال ال تعال‪{ :‬كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى‬

‫‪56‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن تكرهوا شيئا و هو خ ي ل كم وع سى أن تبوا شيئا و هو شر ل كم وال يعلم وأن تم ل‬
‫تعلمون} ومن هذا القبيل ما رواه المام أحد حدثنا ممد بن أب عدي عن حيد عن أنس‬
‫أ نّ رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لرجل‪« :‬أسلم» قال‪ :‬أجدن كارها قال‪« :‬أسلم‬
‫وإن كنبببببببببببببببببببببببببببببت كارها»‪.‬‬

‫حِلفُو َن‬
‫ت عََلْيهِ مُ الشّ ّق ُة وَ َسيَ ْ‬
‫** َلوْ كَا نَ عَرَضا َقرِيبا وَ َسفَرا قَا صِدا ّلتَّبعُو كَ وَلَـكِن َبعُدَ ْ‬
‫ب‬‫ُمب َلكَا ِذبُون َ‬
‫َمب إِّنه ْ‬‫ّهب َيعْل ُ‬ ‫ُسبهُمْ وَالل ُ‬
‫ُونب َأْنف َ‬
‫ُمب ُيهِْلك َ‬‫ب َمعَك ْ‬ ‫اسبتَ َط ْعنَا لَخَ َرجْنَ ا‬
‫ّهب َل ِو ْ‬
‫بِالل ِ‬
‫يقول تعال موبا للذ ين تلفوا عن ال نب صلى ال عل يه و سلم ف غزوة تبوك وقعدوا‬
‫بعدمبا اسبتأذنوه فب ذلك مظهريبن أنمب ذوو أعذار ول يكونوا كذلك فقال‪{ :‬لو كان‬
‫عرضا قريبا} قال ا بن عباس‪ :‬غني مة قري بة {و سفرا قا صدا} أي قريبا أيضا {ل تبعوك}‬
‫أي لكانوا جاءوا معبك لذلك {ولكبن بعدت عليهبم الشقبة} أي السبافة إل الشام‬
‫{وسيحلفون بال} أي لكم إذا رجعتم إليهم {لو استطعنا لرجنا معكم} أي لو ل يكن‬
‫لنبا أعذار لرجنبا معكبم قال ال تعال‪{ :‬يهلكون أنفسبهم وال يعلم إنمب لكاذبون}‪.‬‬

‫ك الّذِي نَ صَدَقُوْا َوتَعَْل َم الْكَا ِذبِيَ * َل‬ ‫** عَفَا اللّ ُه عَن كَ لِ مَ َأذِن تَ َلهُ مْ َحتّ َى َيتََبيّ نَ لَ َ‬
‫سهِمْ وَاللّ ُه عَلِي مٌ‬
‫سَتأْ ِذنُكَ الّذِي َن ُيؤْ ِمنُو نَ بِاللّ ِه وَاْلَيوْ مِ الَ ِخرِ أَن يُجَاهِدُوْا بَِأ ْموَالِهِ ْم َوَأنْفُ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫ك الّذِي نَ َل ُي ْؤمِنُو َن بِاللّ ِه وَاْلَيوْ مِ الَ ِخ ِر وَا ْرتَابَ تْ ُقلُوبُهُ مْ َفهُ مْ فِي‬
‫سَتأْ ِذنُ َ‬
‫بِالْ ُمّتقِيَ * إِنّمَا يَ ْ‬
‫َرْيِبهِمببببببببببببببببْ يَتَ َردّدُونببببببببببببببببَ‬
‫قال ابن أ ب حا ت‪ :‬حدثنا أ ب حدثنا أبو حصي بن سليمان الرازي حدثنا سفيان بن‬
‫عيينة عن مسعر عن عون قال‪ :‬هل سعتم بعاتبة أحسن من هذا ؟ نداء بالعفو قبل العاتبة‬
‫فقال {ع فا ال ع نك ل أذ نت ل م} وكذا قال مورق العجلي وغيه‪ .‬وقال قتادة‪ :‬عات به‬
‫كما تسمعون ث أنزل الت ف سورة النور فرخص له ف أن يأذن لم إن شاء فقال {فإذا‬
‫ا ستأذنوك لب عض شأن م فأذن ل ن شئت من هم} الَ ية‪ .‬وكذا روي عن عطاء الرا سان‪,‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬نزلت هذه الَية ف أناس قالوا‪ :‬استأذنوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فإن‬

‫‪57‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أذن لكبم فاقعدوا وإن ل يأذن لكبم فاقعدوا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬حتب يتببي لك الذيبن‬
‫صدقوا} أي ف إبداء العذار {وتعلم الكاذبي} يقول تعال هل تركتهم لا استأذنوك فلم‬
‫تأذن لحد من هم ف القعود لتعلم الصادق من هم ف إظهار طاعتك من الكاذب فإن م قد‬
‫كانوا مصببببرين على القعود عببببن الغزو وإن ل تأذن لمبببب فيببببه‪.‬‬

‫ولذا أخبب تعال أنبه ل يسبتأذنه فب القعود عبن الغزو أحبد يؤمبن بال ورسبوله فقال‪:‬‬
‫{لي ستأذنك} أي ف القعود عن الغزو {الذ ين يؤمنون بال واليوم الَ خر أن ياهدوا‬
‫بأموال م وأنف سهم} لن م يرون الهاد قر بة ول ا ندب م إل يه بادروا وامتثلوا {وال عل يم‬
‫بالتقيب * إناب يسبتأذنك} أي فب القعود منب ل عذر له {الذيبن ل يؤمنون بال واليوم‬
‫الَخبر} أي ل يرجون ثواب ال فب الدار الَخرة على أعمالمب {وارتاببت قلوبمب} أي‬
‫ش كت ف صحة ما جئت هم به {ف هم ف ريب هم يترددون} أي يتحيون يقدمون رجلً‬
‫ويؤخرون أخرى وليست لم قدم ثابتة ف شيء فهم قوم حيارى هلكى ل إل هؤلء ول‬
‫إل هؤلء ومبببببببن يضلل ال فلن تدببببببب له سببببببببيلً‪.‬‬

‫ج لعَدّواْ لَ ُه عُ ّدةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّ ُه انبِعَاَثهُمْ َفَثبّ َطهُ ْم وَقِيلَ ا ْقعُدُوْا مَ َع‬
‫** وََلوْ أَرَادُواْ الْخُرُو َ‬
‫ُمب اْلفِْتَنةَ‬
‫ُمبَيْبغُوَنك ُ‬‫ُمبإِلّ َخبَالً ولوْضَعُواْ ِخلَلَك ْ‬ ‫ِينب * َلوْ خَرَجُواْ فِيكُم مّا زَادُوك ْ‬ ‫الْقَاعِد َ‬
‫ب بِالظّاِلمِيَببب‬ ‫ب عَلِيمببب ٌ‬ ‫وَفِيكُمببببْ سببببَمّاعُونَ َلهُمببببْ وَاللّهببب ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولو أرادوا الروج} أي معببك إل الغزو {لعدوا له عدة} أي لكانوا‬
‫تأهبوا له {ولكبن كره ال انبعاثهبم} أي أبغبض أن يرجوا معكبم قدرا {فثبطهبم} أي‬
‫أخرهم {وق يل اقعدوا مع القاعد ين} أي قدرا ث ب ي تعال و جه كراهي ته لروج هم مع‬
‫الؤمنيب فقال‪{ :‬لو خرجوا فيكبم مبا زادوكبم إل خبالً} أي لنمب جبناء مذولون‬
‫{ولوضعوا خللكبم يبغونكبم الفتنبة} أي ولسبرعوا السبي والشبي بينكبم بالنميمبة‬
‫والبغضاء والفتنة {وفيكم ساعون لم} أي مطيعون لم ومستحسنون لديثهم وكلمهم‬
‫يستنصحونم وإن كانوا ل يعلمون حالم فيؤدي إل وقوع شر بي الؤمني وفساد كبي‪.‬‬
‫وقال ما هد وز يد بن أ سلم وا بن جر ير‪{ :‬وفي كم ساعون ل م} أي عيون ي سمعون ل م‬

‫‪58‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الخبار وينقلونا إليهم‪ ,‬وهذا ل يبقى له اختصاص بروجهم معهم بل هذا عام ف جيع‬
‫الحوال والع ن الول أظ هر ف النا سبة بال سياق وإل يه ذ هب قتادة وغيه من الف سرين‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق‪ :‬كان الذين استأذنوا فيما بلغن من ذوي الشرف منهم عبد ال‬
‫بن أب ابن سلول والد بن قيس وكانوا أشرافا ف قومهم فثبطهم ال لعلمه بم أن يرجوا‬
‫م عه فيف سدوا عل يه جنده وكان ف جنده قوم أ هل م بة ل م وطا عة في ما يدعون م إل يه‬
‫لشرفهم فيهم فقال‪{ :‬وفيكم ساعون لم} ث أخب تعال عن تام علمه فقال‪{ :‬وال عليم‬
‫بالظال ي} فأ خب بأ نه يعلم ما كان و ما يكون و ما ل ي كن لو كان ك يف كان يكون‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬لو خرجوا فيكم ما زادوكم إل خبالً} فأخب عن حالم كيف يكون‬
‫لو خرجوا ومبع هذا مبا خرجوا كمبا قال تعال‪{ :‬ولو ردوا لعادوا لاب نوا عنبه وإنمب‬
‫لكاذبون} وقال تعال‪{ :‬ولو علم ال فيهبم خيا لسبعهم ولو أسبعهم لتولوا وهبم‬
‫معرضون} وقال تعال‪{ :‬ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما‬
‫فعلوه إل قل يل من هم ولو أنمب فعلوا ما يوعظون به لكان خيا ل م وأ شد تثببيتا * وإذا‬
‫لَتينا هم من لد نا أجرا عظيما * ولدينا هم صراطا م ستقيما} والَيات ف هذا كثية‪.‬‬

‫ك الُمُورَ َحّتىَ جَآ َء الْحَ ّق َو َظهَرَ َأمْرُ اللّ ِه َوهُ مْ‬


‫** َلقَ ِد اْبَتغَ ُواْ الْ ِفْتَنةَ مِن َقبْ ُل وَقَّلبُواْ لَ َ‬
‫كَا ِرهُونبببببببببببببببببببببببببببببببببَ‬
‫يقول تعال مرضا لنبيه عليه السلم على النافقي‪{ :‬لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك‬
‫المور} أي لقد أعملوا فكرهم وأجالوا آراءهم ف كيدك وكيد أصحابك وخذلن دينك‬
‫وإخاده مدة طويلة‪ ,‬وذلك أول مقدم ال نب صلى ال عل يه و سلم الدي نة رم ته العرب عن‬
‫قوس واحدة‪ ,‬وحارب ته يهود الدينة ومنافقوها‪ ,‬فلما نصره ال يوم بدر وأعلى كلمته قال‬
‫عبد ال بن أب وأصحابه‪ :‬هذا أمر قد توجه فدخلوا ف السلم ظاهرا ث كلما أعز ال‬
‫السلم وأهله غاظهم ذلك وساءهم ولذا قال تعال‪{ :‬حت جاء الق وظهر أمر ال وهم‬
‫كارهون}‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َو ِمْنهُ ْم مّن َيقُولُ ائْذَن لّي وَ َل َت ْفتِنّي أَل فِي الْ ِفْتَنةِ َسقَطُوْا َوإِنّ َج َهنّمَ َلمُحِي َط ٌة بِاْلكَافِرِينَ‬
‫يقول تعال و من النافق ي من يقول لك‪ :‬يا م مد {ائذن ل} ف القعود {ول تفت ن}‬
‫بالروج معك بسبب الواري من نساء الروم‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬أل ف الفتنة سقطوا} أي‬
‫قد سقطوا ف الفتنة بقولم هذا كما قال ممد بن إسحاق عن الزهري ويزيد بن رومان‬
‫وع بد ال بن أ ب ب كر وعا صم بن قتادة وغي هم قالوا‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلمذات يوم وهو ف جهازه للجد بن قيس أخي بن سلمة‪« :‬هل لك يا جد العام ف‬
‫جلد بن الصفر ؟» فقال‪ :‬يا رسول ال أو تأذن ل ول تفتن‪ ,‬فوال لقد عرف قومي ما‬
‫رجل أشد عجبا بالنساء من‪ ,‬وإن أخشي إن رأيت نساء بن الصفر أن ل أصب عنهن‪.‬‬
‫فأعرض عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال‪« :‬قد أذنت لك» ففي الد بن قيس‬
‫نزلت هذه‪{ :‬ومنهم من يقول ائذن ل ول تفتن} الَية‪ ,‬أي إن كان إنا يشى من نساء‬
‫بن الصفر وليس ذلك به فما سقط فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم والرغبة بنفسه عن نفسه أعظم‪ .‬وهكذا روي عن ابن عباس وماهد وغي واحد أنا‬
‫نزلت ف الد بن قيس‪ ,‬وقد كان الد بن قيس هذا من أشراف بن سلمة‪ .‬وف الصحيح‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لم‪« :‬من سيدكم يا بن سلمة ؟» قالوا‪ :‬الد بن‬
‫ق يس على أ نا نبخله‪ .‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «وأي داء أدوأ من الب خل!‬
‫ول كن سيدكم الف ت ال عد الب يض ب شر بن الباء بن معرور» وقوله تعال‪{ :‬وإن جه نم‬
‫لحيطببة بالكافريببن} أي ل ميببد لمبب عنهببا ول ميببص ول مهرب‪.‬‬

‫صبْكَ مُ صِيَب ٌة َيقُولُواْ َقدْ أَخَ ْذنَا َأمْ َرنَا مِن َقبْ ُل َوَيَتوَلّوْا‬‫س ْؤهُ ْم َوإِن تُ ِ‬
‫سَن ٌة تَ ُ‬
‫صبْكَ حَ َ‬
‫** إِن تُ ِ‬
‫ّوهُمْ فَرِحُونَ * قُل لّن يُصِيَبنَآ إِ ّل مَا َكتَبَ اللّهُ َلنَا ُهوَ َموْ َلنَا َوعَلَى اللّهِ فَ ْلَيَتوَكّ ِل الْ ُم ْؤمِنُونَ‬
‫يعلم تبارك وتعال نبيه صلى ال عليه وسلم بعداوة هؤلء له لنه مهما أصابه من حسنة‬
‫أي ف تح وظ فر على العداء م ا ي سره وي سر أ صحابه ساءهم ذلك {وإن ت صبك م صيبة‬
‫يقولوا قد أخذ نا أمرنا من ق بل} أي قد احترزنا من متابعته من قبل هذا {ويتولوا وهم‬
‫فرحون} فأر شد ال تعال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل جواب م ف عداوت م هذه‬
‫التامة فقال‪{ :‬قل} أي لم {لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا} أي نن تت مشيئته وقدره‬

‫‪60‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{هو مولنا} أي سيدنا وملجؤنا {وعلى ال فليتوكل الؤمنون} أي ونن متوكلون عليه‬
‫وهبببببببو حسببببببببنا ونعبببببببم الوكيبببببببل‪.‬‬

‫سنََييْ ِن َونَحْ ُن َنتَ َربّ صُ بِكُ مْ أَن يُ صِيبَكُمُ اللّ ُه ِبعَذَا ٍ‬


‫ب‬ ‫** ُق ْل هَلْ تَ َربّ صُو َن ِبنَآ إِلّ إِحْدَى الْحُ ْ‬
‫ص َواْ إِنّا َمعَكُ مْ مّتَ َربّ صُونَ * قُلْ أَن ِفقُوْا َطوْعا َأوْ كَرْها لّن ُيتَ َقبّلَ‬ ‫مّ ْن عِندِ هِ َأ ْو بَِأيْدِينَا َفتَ َربّ ُ‬
‫مِنكُ مْ ِإنّكُ مْ كُنتُ مْ َقوْما فَا ِسقِيَ * َومَا مََن َعهُ مْ أَن ُتقْبَ َل ِمْنهُ ْم َن َفقَاُتهُ مْ إِلّ َأنّهُ مْ َكفَرُواْ بِاللّ هِ‬
‫ب‬
‫ب كَا ِرهُون َ‬ ‫ب إِ ّل َوهُم ْ‬ ‫ب كُسبَاَلىَ وَ َل يُن ِفقُون َ‬ ‫لةَ إِ ّل َوهُم ْ‬
‫بَ‬‫ب الص ّ‬ ‫َوبِرَسبُولِ ِه وَلَ يَ ْأتُون َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬قبل} لمبيبا ممبد {هبل تربصبون بنبا} أي تنتظرون بنبا {إل إحدى‬
‫ال سنيي} شهادة أو ظ فر ب كم قاله ا بن عباس وما هد وقتادة وغي هم {ون ن نتر بص‬
‫بكم} أي ننتظر بكم {أن يصيبكم ال بعذاب من عنده أو بأيدينا} أي ننتظر بكم هذا أو‬
‫هذا إما {أن يصيبكم ال بعذاب من عنده أو بأيدينا} بسب أو بقتل {فتربصوا إنا معكم‬
‫متربصون} وقوله تعال‪{ :‬قل أنفقوا طوعا أو كرها} أي مهما أنفقتم من نفقة طائعي أو‬
‫مكرهي {لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقي} ث أخب تعال عن سبب ذلك وهو‬
‫أن م ل يتق بل من هم {لن م كفروا بال وبر سوله} أي والعمال إن ا ت صح باليان {ول‬
‫يأتون الصبلة إل وهبم كسبال} أي ليبس لمب قصبد صبحيح ول هةب فب العمبل {ول‬
‫ينفقون} نفقة {إل وهم كارهون} وقد أخب الصادق الصدوق صلى ال عليه وسلم أن‬
‫ال ل يل حت تلوا وأن ال طيب ل يقبل إل طيبا‪ .‬فلهذا ل يقبل ال من هؤلء نفقة ول‬
‫عملً لنبببببه إناببببب يتقببببببل مبببببن التقيببببب‪.‬‬

‫حيَاةِ ال ّدْنيَا َوتَ ْزهَ َق‬


‫جبْ كَ َأ ْموَالُهُ ْم وَلَ َأوْلَ ُدهُ مْ ِإنّمَا ُيرِيدُ اللّ هُ ِلُيعَ ّذَبهُ ْم ِبهَا فِي الْ َ‬
‫ل ُتعْ ِ‬
‫** َف َ‬
‫بهُ ْم َوهُمببببببببببْ كَافِرُونببببببببببَ‬ ‫أَنفُسببببببببب ُ‬
‫يقول تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم {فل تعجبك أموالم ول أولدهم} كما قال‬
‫تعال‪{ :‬ول تدن عينيك إل ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق‬
‫ربك خي وأبقى} وقال {أيسبون أن ما ندهم به من مال وبني نسارع لم ف اليات‬

‫‪61‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بل ل يشعرون} وقوله {إن ا ير يد ال ليعذب م ب ا ف الياة الدن يا} قال ال سن الب صري‬
‫بزكاتا والنفقة منها ف سبيل ال‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬هذا من القدم والؤخر تقديره‪ :‬فل تعجبك‬
‫أموالم ول أولدهم ف الياة الدنيا إنا يريد ال ليعذبم با ف الَخرة‪ .‬واختار ابن جرير‬
‫قول السن‪ ,‬وهو القول القوي السن‪ ,‬وقوله {وتزهق أنفسهم وهم كافرون} أي ويريد‬
‫أن ييتهم حي ييتهم على الكفر ليكون ذلك أنكى لم وأشد لعذابم‪ .‬عياذا بال من ذلك‬
‫وهذا يكون مبببن باب السبببتدراج لمببب فيمبببا هبببم فيبببه‪.‬‬

‫حِلفُو َن بِاللّهِ ِإّنهُمْ لَمِنكُ ْم َومَا هُم مّنكُ ْم وَلَـكِّنهُمْ َقوْ ٌم َيفْرَقُونَ * َلوْ َيجِدُونَ َملْجَئا‬
‫** َويَ ْ‬
‫ب يَجْ َمحُونبببببَ‬ ‫َأوْ َمغَارَاتبببببٍ َأ ْو مُدّ َخلً ّلوَّل ْواْ إَِليْهبببببِ َوهُمبببب ْ‬
‫ي ب ال تعال نبيه صلى ال عل يه و سلم عن جزع هم وفزع هم وفرق هم وهلع هم أن م‬
‫{يلفون بال إنم لنكم} يينا مؤكدة {وما هم منكم} أي ف نفس المر {ولكنهم قوم‬
‫يفرقون} أي ف هو الذي حل هم على اللف {لو يدون مل جأ} أي ح صنا يتح صنون به‬
‫وحرزا يتحرزون به {أو مغارات} و هي ال ت ف البال {أو مدخلً} و هو ال سرب ف‬
‫الرض والن فق قال ذلك ف الثل ثة ا بن عباس وما هد وقتادة {لولوا إل يه و هم يمحون}‬
‫أي يسرعون ف ذهابم عنكم لنم إنا يالطونكم كرها ل مبة وودوا أنم ل يالطونكم‬
‫ول كن للضرورة أحكام ولذا ل يزالون ف هم وحزن وغم لن السلم وأهله ل يزال ف‬
‫عبز ونصبر ورفعبة‪ ,‬فلهذا كلمبا سبر السبلمون سباءهم ذلك فهبم يودون أن ل يالطوا‬
‫ل لولوا إليبه وهبم يمحون}‪.‬‬ ‫الؤمنيب ولذا قال {لو يدون ملجبأ أو مغارات أو مدخ ً‬

‫** َو ِمْنهُ ْم مّن يَلْ ِمزُ كَ فِي ال صّدَقَاتِ فَإِ نْ ُأعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ َوإِن ّل ْم ُيعْ َط ْواْ مِنهَا ِإذَا هُ ْم‬
‫سُبنَا اللّ هُ َسُي ْؤتِينَا اللّ ُه مِن‬
‫ض ْواْ مَآ آتَاهُ مُ اللّ ُه وَرَ سُولُهُ وَقَالُواْ حَ ْ‬
‫يَ سْخَطُونَ * وََلوْ َأنّهُ مْ رَ ُ‬
‫ب وَرَسبببببُولُهُ إِنّبببببآ إِلَى اللّهبببببِ رَا ِغبُونبببببَ‬ ‫َفضْلِهبببب ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ومن هم} أي و من النافق ي { من يلمزك} أي يع يب عل يك { ف} ق سم‬
‫{الصدقات} إذا فرقتها ويتهمك ف ذلك وهم التهمون الأبونون وهم مع هذا ل ينكرون‬

‫‪62‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للدين وإنا ينكرون لظ أنفسهم ولذا {فإن أعطوا منها رضوا وإن ل يعطوا منها إذا هم‬
‫ي سخطون} أي يغضبون لنف سهم‪ ,‬قال ابن جر يج‪ :‬أ خبن داود بن أ ب عا صم قال أ تى‬
‫النب صلى ال عليه وسلم بصدقة قسمها هاهنا وههنا حت ذهبت قال ووراءه رجل من‬
‫الن صار فقال‪ :‬ما هذا بالعدل فنلت هذه الَ ية‪ ,‬وقال قتادة ف قوله‪{ :‬ومن هم من يلمزك‬
‫ف الصدقات} يقول‪ :‬ومنهم من يطعن عليك ف الصدقات‪ ,‬وذكر لناأن رجلً من أهل‬
‫البادية حديث عهد بأعرابية أتى النب صلى ال عليه وسلم وهو يقسم ذهبا وفضة فقال يا‬
‫ممبد وال لئن كان ال أمرك أن تعدل مبا عدلت فقال نبب ال صبلى ال عليبه وسبلم‪:‬‬
‫«ويلك فمن ذا الذي يعدل عليك بعدي ؟» ث قال نب ال‪« :‬احذروا هذا وأشباهه فإن ف‬
‫أمتب أشباه هذا يقرءون القرآن ل ياوز تراقيهبم فإذا خرجوا فاقتلوهبم ثب إذا خرجوا‬
‫فاقتلوهم ث إذا خرجوا فاقتلوهم» وذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم كان يقول‪:‬‬
‫«والذي نفسبي بيده مبا أعطيكبم شيئا ول أمنعكموه إناب أنبا خازن»‪.‬‬
‫وهذا الذي ذكره قتادة يشبه ما رواه الشيخان من حديث الزهري عن أب سلمة عن أب‬
‫سعيد ف ق صة ذي الوي صرة وا سه حرقوص ل ا اعترض على ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫ح ي ق سم غنائم حن ي فقال له‪ :‬اعدل فإ نك ل تعدل فقال‪« :‬ل قد خ بت وخ سرت إن ل‬
‫أكبن أعدل» ثب قال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم وقبد رآه مقفيا‪« :‬إنبه يرج مبن‬
‫ضئضىء هذا قوم يقر أحدكم صلته مع صلتم وصيامه مع صيامهم يرقون من الدين‬
‫مروق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإنم شر قتلى تت أدي السماء» وذكر‬
‫بقية الديث ث قال تعال منبها لم على ما هو خي لم من ذلك فقال‪{ :‬ولو أنم رضوا‬
‫ما آتاهم ال ورسوله وقالوا حسبنا ال سيؤتينا ال من فضله ورسوله إنا إل ال راغبون}‬
‫فتضمنت هذه الَية الكرية أدبا عظيما وسرا شريفا حيث جعل الرضا با آتاه ال ورسوله‬
‫والتوكل على ال وحده وهو قوله‪{ :‬وقالوا حسبنا ال}‪ ,‬وكذلك الرغبة إل ال وحده ف‬
‫التوفيق لطاعة الرسول صلى ال عليه وسلم وامتثال أوامره وترك زواجره وتصديق أخباره‬
‫والقتفاء بآثاره‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي وَالْعَامِلِيَ عََليْهَا وَالْ ُمؤَّل َفةِ ُقلُوُبهُ ْم وَفِي الرّقَا بِ‬
‫** ِإنّمَا ال صّدَقَاتُ لِ ْل ُفقَرَآ ِء وَالْمَ سَاكِ ِ‬
‫ب‬
‫ب َحكِيم ٌ‬ ‫ب عَلِيم ٌ‬
‫ب وَاللّه ُ‬‫ب اللّه ِ‬ ‫ض ًة مّن َ‬‫ببِيلِ فَرِي َ‬
‫ب الس ّ‬ ‫ب وَابْن ِ‬
‫ببِيلِ اللّه ِ‬ ‫وَالْغَا ِرمِيَب وَفِبي س َ‬
‫لا ذكر تعال اعتراض النافقي الهلة على النب صلى ال عليه وسلم ولزهم إياه ف قسم‬
‫الصدقات بي تعال أنه هو الذي قسمها وبي حكمها وتول أمرها بنفسه ول يكل قسمها‬
‫إل أحد غيه فجزأها لؤلء الذكورين كما رواه المام أبو داود ف سننه من حديث عبد‬
‫الرحن بن زياد بن أنعم وفيه ضعف عن زياد بن نعيم عن زياد بن الارث الصدائي رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم فبايعته فأتى رجل فقال‪ :‬أعطن من الصدقة‬
‫فقال له‪« :‬إن ال ل يرض ب كم نب ول غيه ف ال صدقات ح ت ح كم في ها هو فجزأ ها‬
‫ثانية أصناف فإن كنت من تلك الجزاء أعطيتك» وقد اختلف العلماء ف هذه الصناف‬
‫الثمانية هل يب استيعاب الدفع لا أو إل ما أمكن منها ؟ على قولي (أحدها) أنه يب‬
‫ذلك وهببببببببو قول الشافعببببببببي وجاعببببببببة‪.‬‬
‫(والثان) أنه ل يب استيعابا بل يوز الدفع إل واحد منها ويعطي جيع الصدقة مع‬
‫وجود الباقي وهو قول مالك وجاعة من السلف واللف منهم عمر وحذيفة وابن عباس‬
‫وأبو العالية وسعيد بن جبي وميمون بن مهران‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬وهو قول جاعة عامة من‬
‫أهبل العلم‪ ,‬وعلى هذا فإناب ذكرت الصبناف ههنبا لبيان الصبرف ل لوجوب اسبتيعاب‬
‫العطاء‪ .‬ولوجوه الجاج والآ خذ مكان غ ي هذا وال أعلم‪ ,‬وإن ا قدم الفقراء هه نا على‬
‫البقية لنم أحوج من غيهم على الشهور ولشدة فاقتهم وحاجتهم‪ ,‬وعند أب حنيفة أن‬
‫السكي أسوأ حالً من الفقي وهو كما قال أحد وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يعقوب حدثنا‬
‫ابن علية أنبأنا ابن عون عن ممد قال‪ :‬قال عمر رضي ال عنه‪ :‬الفقي ليس بالذي ل مال‬
‫له‪ ,‬ول كن الفق ي الخلق الك سب قال ا بن عل ية‪ :‬الخلق الحارف عند نا‪ ,‬والمهور على‬
‫خلفه وروي عن ابن عباس وماهد والسن البصري وابن زيد‪ .‬واختار ابن جرير وغي‬
‫واحد أن الفقي هو التعفف الذي ل يسأل الناس شيئا والسكي هو الذي يسأل ويطوف‬
‫ويتبع الناس وقال قتادة‪ :‬الفقي من به زمانة والسكي الصحيح السم وقال الثوري عن‬
‫منصور عن إبراهيم هم فقراء الهاجرين‪ ,‬قال سفيان الثوري يعن ول يعطى العراب منها‬
‫شيئا وكذا روي عبن سبعيد ببن جببي وسبعيد ببن عببد الرحنب ببن أبزى‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عكر مة‪ :‬ل تقولوا لفقراء ال سلمي م ساكي إن ا ال ساكي أ هل الكتاب ولنذ كر‬
‫أحاديث تتعلق بكل من الصناف الثمانية‪ .‬فأما الفقراء فعن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل ت ل ال صدقة لغ ن ول لذي مرة سوي» رواه أح د وأ بو داود‬
‫والترمذي‪ ,‬ولحد أيضا والنسائي وابن ماجه عن أب هريرة مثله وعن عبيد ال بن عدي‬
‫بن اليار أن رجلي أخباه أنما أتيا النب صلى ال عليه وسلم يسألنه من الصدقة فقلب‬
‫فيه ما الب صر فرآه ا جلد ين فقال‪« :‬إن شئت ما أعطيتك ما ول حظ في ها لغ ن ول لقوي‬
‫مكتسب» رواه أحد وأبو داود والنسائي بإسناد قوي وقال ابن أب حات ف كتاب الرح‬
‫والتعديل‪ :‬أبو بكر العبسي قال قرأ عمر رضي ال عنه {إنا الصدقات للفقراء} قال‪ :‬هم‬
‫أهل الكتاب روى عنه عمر بن نافع سعت أب يقول ذلك {قلت} وهذا قول غريب جدا‬
‫بتقدير صحة السناد فإن أبا بكر هذا وإن ل ينص أبو حات على جهالته لكنه ف حكم‬
‫الجهول‪ ,‬وأما الساكي فعن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بة واللقمتان‪,‬‬
‫بكي بذا الطواف الذي يطوف على الناس فترده اللقمب‬ ‫بس السب‬‫قال‪« :‬ليب‬
‫والتمرة والتمرتان قالوا ف من ال سكي يا ر سول ال ؟ قال «الذي ل ي د غ ن يغن يه‪ ,‬ول‬
‫يف طن له فيت صدق عل يه ول ي سأل الناس شيئا» رواه الشيخان‪ .‬وأ ما العاملون علي ها ف هم‬
‫الباة وال سعاة ي ستحقون م نه ق سطا على ذلك ول يوز أن يكونوا من أقرباء ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الذين ترم عليهم الصدقة لا ثبت ف صحيح مسلم عن عبد الطلب‬
‫بن ربيعة بن الارث‪ ,‬أنه انطلق هو والفضل بن العباس يسألن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ليستعملهما على الصدقة فقال‪« :‬إن الصدقة ل تل لحمد ول لَل ممد‪ ,‬إنا هي‬
‫أوساخ الناس»‪ .‬وأما الؤلفة قلوبم فأقسام منهم من يعطى ليسلم‪ ,‬كما أعطى النب صلى‬
‫ال عليه وسلم صفوان بن أمية من غنائم حني‪ ,‬وقد كان شهدها مشركا‪ ,‬قال‪ :‬فلم يزل‬
‫يعطي ن ح ت صار أ حب الناس إل ب عد أن كان أب غض الناس إل‪ ,‬ك ما قال المام أح د‪:‬‬
‫حدثنا زكريا بن عدي أنبأنا ابن البارك‪ ,‬عن يونس عن الزهري عن سعيد بن السيب عن‬
‫صفوان بن أمية قال‪ :‬أعطان رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم حني وإنه لبغض الناس‬
‫إل‪ ,‬فما زال يعطين حت إنه لحب الناس إل‪ ,‬ورواه مسلم والترمذي من حديث يونس‬
‫عن الزهري به‪ ,‬ومنهم من يعطى ليحسن إسلمه ويثبت قلبه‪ ,‬كما أعطى يوم حني أيضا‬

‫‪65‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جاعة من صناديد الطلقاء وأشرافهم مائة من البل‪ ,‬وقال «إن لعطي الرجل وغيه أحب‬
‫إل منه خشية أن يكبه ال على وجهه ف نار جهنم»‪ .‬وف الصحيحي عن أب سعيد أن‬
‫عليا بعث إل النب صلى ال عليه وسلم بذهبية ف تربتها من اليمن‪ ,‬فقسمها بي أربعة‬
‫نفر‪ :‬القرع بن حابس‪ ,‬وعيينة بن بدر‪ ,‬وعلقمة بن علثة‪ ,‬وزيد الي‪ ,‬وقال «أتألفهم»‬
‫ومنهم من يعطى لا يرجى من إسلم نظرائه‪ ,‬ومنهم من يعطى ليجب الصدقات من يليه‪,‬‬
‫أو ليدفبع عبن حوزة السبلمي الضرر مبن أطراف البلد‪ ,‬وملب تفصبيل هذا فب كتبب‬
‫الفروع‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وهل تعطى الؤلفة على السلم بعد النب صلى ال عليه وسلم ؟ فيه خلف‪ ,‬فروي عن‬
‫عمر وعامر والشعب وجاعة‪ :‬أنم ل يعطون بعده لن ال قد أعز السلم وأهله ومكن‬
‫لم ف البلد‪ ,‬وأذل لم رقاب العباد‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬بل يعطون لنه عليه الصلة والسلم‬
‫قد أعطا هم ب عد ف تح م كة وك سر هوازن‪ ,‬وهذا أ مر قد يتاج إل يه في صرف إلي هم‪ .‬وأ ما‬
‫الرقاب فروي عن السن البصري ومقاتل بن حيان وعمر بن عبد العزيز وسعيد بن جبي‬
‫والنخ عي والزهري وا بن ز يد أن م الكاتبون‪ ,‬وروي عن أ ب مو سى الشعري نوه‪ ,‬و هو‬
‫قول الشافعببببببي والليببببببث رضببببببي ال عنهمببببببا‪.‬‬
‫وقال ابن عباس والسن‪ :‬ل بأس أن تعتق الرقبة من الزكاة‪ ,‬وهو مذهب أحد ومالك‬
‫وإسحاق‪ ,‬أي أن الرقاب أعم من أن يعطي الكاتب أو يشتري رقبة فيعتقها استقللً‪ ,‬وقد‬
‫ورد ف ثواب العتاق و فك الرق بة أحاديث كثية‪ ,‬وأن ال يعتق ب كل عضو منها عضوا‬
‫من معتقها حت الفرج بالفرج‪ ,‬وما ذاك إل لن الزاء من جنس العمل {وما تزون إل ما‬
‫كنتم تعملون} وعن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ثلثة‬
‫حق على ال عونم‪ :‬الغازي ف سبيل ال‪ ,‬والكاتب الذي يريد الداء‪ ,‬والناكح الذي يريد‬
‫العفاف» رواه المام أحد وأهل السنن إل أبا داود‪ ,‬وف السند عن الباء بن عازب قال‪:‬‬
‫جاء رجل فقال‪ :‬يا رسول ال دلن على عمل يقربن من النة ويباعدن من النار ؟ فقال‪:‬‬
‫«أعتق النسمة وفك الرقبة» فقال‪ :‬يا رسول ال أو ليسا واحدا ؟ قال‪« :‬ل‪ ,‬عتق النسمة‬
‫أن تفرد بعتقها‪ ,‬وفك الرقبة أن تعي ف ثنها» وأما الغارمون فهم أقسام فمنهم‪ :‬من تمل‬
‫حالة أو ضمن دينا فلزمه فأجحف باله أو غرم ف أداء دينه أو ف معصية ث تاب فهؤلء‬

‫‪66‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يد فع إلي هم‪ ,‬وال صل ف هذا الباب حد يث قبي صة بن مارق اللل قال‪ :‬تملت حالة‬
‫فأتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم أسأله فيها‪ ,‬فقال «أقم حت تأتينا الصدقة فنأمر لك‬
‫با» قال‪ :‬ث قال‪« :‬يا قبيصة إن السألة ل تل إل لحد ثلثة‪ :‬رجل تمل حالة فحلت له‬
‫السألة حت يصيبها ث يسك‪ ,‬ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له السألة حت‬
‫يصيب قواما من عيش ب أو قال سدادا من عيش ب ورجل أصابته فاقة حت يقوم ثلثة‬
‫من ذوي ال جا من قرا بة قو مه فيقولون ل قد أ صابت فلنا فا قة فحلت له ال سألة ح ت‬
‫ي صيب قواما من ع يش ب أو قال سدادا من ع يش ب ف ما سواهن من ال سألة سحت‬
‫يأكلها صاحبها سحتا» رواه مسلم‪ ,‬وعن أب سعيد قال‪ :‬أصيب رجل ف عهد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ف ثار ابتاعها فكثر دينه‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬تصدقوا‬
‫عليبه» فتصبدق الناس عليبه فلم يبلغ ذلك وفاء دينبه‪ ,‬فقال النبب صبلى ال عليبه وسبلم‬
‫لغرمائه‪« :‬خذوا مبببا وجدتببب وليبببس لكبببم إل ذلك» رواه مسبببلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ,‬أنبأنا صدقة بن موسى عن أب عمران الون عن‬
‫قيس بن يزيد عن قاضي الصرين عن عبد الرحن بن أب بكر قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬يدعو ال بصاحب الدين يوم القيامة حت يوقف بي يديه فيقول‪ :‬يا ابن‬
‫آدم فيبم أخذت هذا الديبن وفيبم ضيعبت حقوق الناس ؟ فيقول‪ :‬يبا رب إنبك تعلم أنب‬
‫أخذ ته فلم آ كل ول أشرب ول أض يع ول كن أ تى على يدي إ ما حرق وإ ما سرق وإ ما‬
‫وضيعة‪ .‬فيقول ال صدق عبدي أنا أحق من قضى عنك اليوم‪ ,‬فيدعو ال بشيء فيضعه ف‬
‫كفة ميزانه فترجح حسناته على سيئاته‪ ,‬فيدخل النة بفضل ال ورحته» وأما ف سبيل ال‬
‫فمنهم الغزاة الذين ل حق لم ف الديوان‪ ,‬وعند المام أحد والسن وإسحاق والج من‬
‫سبيل ال الديث‪ ,‬وكذلك ابن السبيل وهوالسافر الجتاز ف بلد ليس معه شيء يستعي‬
‫به على سفره‪ ,‬فيع طى من ال صدقات ما يكف يه إل بلده وإن كان له مال‪ ,‬وهكذا ال كم‬
‫فيمن أراد إنشاء سفر من بلده وليس معه شيء‪ ,‬فيعطى من مال الزكاة كفايته ف ذهابه‬
‫وإيابه‪ .‬والدليل على ذلك الَية وما رواه المام أبو داود وابن ماجه من حديث معمر عن‬
‫زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أب سعيد رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬ل تل الصدقة لغن إل لمسة‪ :‬العامل عليها أو رجل اشتراها باله‪ ,‬أو‬

‫‪67‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غارم‪ ,‬أو غاز فب سببيل ال‪ ,‬أو مسبكي تصبدق عليبه منهبا فأهدى لغنب» وقبد رواه‬
‫السفيانان عن زيد بن أسلم عن عطاء مرسلً‪ ,‬ولب داود عن عطية العوف عن أب سعيد‬
‫الدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل تل الصدقة لغن إل ف سبيل ال‬
‫واببن السببيل أو جار فقيب فيهدي لك أو يدعوك» وقوله‪{ :‬فريضبة مبن ال} أي حكما‬
‫مقدرا بتقدير ال وفرضه وقسمه {وال عليم حكيم} أي عليم بظواهر المور وبواطنها‬
‫وب صال عباده {حك يم} في ما يقوله ويفعله ويشر عه وي كم به‪ ,‬ل إله إل هو ول رب‬
‫سبببببببببببببببببببببببببببببببببببواه‪.‬‬

‫** َو ِمْنهُ ُم الّذِي َن ُيؤْذُو نَ الّنبِ يّ َويِقُولُو نَ ُهوَ أُذُ نٌ ُقلْ أُذُ نُ َخيْرٍ ّلكُ ْم ُي ْؤمِ ُن بِاللّ ِه َوُيؤْمِ ُن‬
‫ِيمب‬
‫َابب أَل ٌ‬
‫ُمب عَذ ٌ‬ ‫ّهب َله ْ‬ ‫ُونب رَسبُولَ الل ِ‬ ‫ِينب ُيؤْذ َ‬ ‫ُمب وَالّذ َ‬‫ِينب آمَنُواْ مِنك ْ‬‫لِلْ ُم ْؤ ِمنِي َ وَ َرحْ َمةٌ لّّلذ َ‬
‫يقول تعال ومبن النافقيب قوم يؤذون رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم بالكلم فيبه‪,‬‬
‫ويقولون {هو أذن} أي من قال له شيئا صدقه فينا ومن حدثه صدقه‪ ,‬فإذا جئناه وحلفنا‬
‫له صدقنا‪ .‬روي معناه عن ابن عباس وماهد وقتادة‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬قل أذن خي لكم}‬
‫أي هو أذن خي يعرف الصادق من الكاذب {يؤمن بال ويؤمن للمؤمني} أي ويصدق‬
‫الؤمن ي {ورح ة للذ ين آمنوا من كم} أي و هو ح جة على الكافر ين ولذا قال {والذ ين‬
‫يؤذون رسببببببببول ال لمبببببببب عذاب أليببببببببم}‪.‬‬

‫حِلفُو َن بِاللّ هِ َلكُ مْ ِليُرْضُوكُ ْم وَاللّ ُه وَرَ سُولُهُ أَحَ قّ أَن يُرْضُو هُ إِن كَانُوْا ُم ْؤمِنِيَ * أَلَ ْم‬
‫** يَ ْ‬
‫ي اْلعَظِي مُ‬
‫خزْ ُ‬‫ك الْ ِ‬ ‫َيعْلَ ُم َواْ َأنّ ُه مَن يُحَادِدِ اللّ َه وَرَ سُولَهُ َفأَ نّ لَ ُه نَارَ َج َهنّ مَ خَالِدا فِيهَا ذَلِ َ‬
‫قال قتادة ف قوله تعال‪{ :‬يلفون بال لكم ليضوكم} الَية‪ .‬قال ذكر لنا أن رجلً من‬
‫النافق ي قال‪ :‬وال إن هؤلء ليار نا وأشراف نا وإن كان ما يقول م مد حقا‪ ,‬ل م شر من‬
‫المي‪ .‬قال‪ :‬فسمعها رجل من السلمي فقال‪ :‬وال ما يقول ممد لق ولنت أشر من‬
‫المار‪ ,‬قال‪ :‬فسعى با الرجل إل النب صلى ال عليه وسلم فأخبه‪ ,‬فأرسل إل الرجل‬
‫فدعاه فقال «ما حلك على الذي قلت ؟» فجعل يلتعن ويلف بال ما قال ذلك‪ ,‬وجعل‬

‫‪68‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرجل السلم يقول‪ :‬اللهم صدق الصادق وكذب الكاذب‪ ,‬فأنزل ال الَية‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{أل يعلموا أنه من يادد ال ورسوله} الَية‪ ,‬أي أل يتحققوا ويعلموا أنه من حاد ال عز‬
‫و جل أي شا قه وحار به وخال فه‪ ,‬وكان ف حد وال ور سوله ف حد {فأن له نار جه نم‬
‫خالدا فيها} أي مهانا معذبا‪{ ,‬وذلك الزي العظيم} أي وهذا هو الذل العظيم والشقاء‬
‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببي‪.‬‬ ‫الكب‬

‫حذَ ُر الْ ُمنَاِفقُو نَ أَن ُتنَزّ َل عََلْيهِ مْ سُو َرٌة ُتنَّبُئهُ ْم بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُ ِل ا ْستَهْزِ ُء َواْ إِ نّ اللّ َه‬
‫** يَ ْ‬
‫مُخْرِجببببببببببٌ مّببببببببببا تَحْ َذرُونببببببببببَ‬
‫قال ماهد‪ :‬يقولون القول بينهم ث يقولون عسى ال أن ل يفشي علينا سرنا هذا‪ ,‬وهذه‬
‫الَية شبيهة بقوله تعال‪{ :‬وإذا جاءوك حيوك با ل ييك به ال ويقولون ف أنفسهم لول‬
‫يعذبنبا ال باب نقول حسببهم جهنبم يصبلونا فبئس الصبي}‪ ,‬وقال ف هذه الَيبة‪{ :‬قبل‬
‫استهزئوا إن ال مرج ما تذرون} أي إن ال سينل على رسوله ما يفضحكم به ويبي له‬
‫أمركم‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬أم حسب الذين ف قلوبم مرض أن لن يرج ال أضغانم ب إل‬
‫قوله ب ولتعرفن هم ف ل ن القول} الَ ية‪ ,‬ولذا قال قتادة‪ :‬كا نت ت سمى هذه ال سورة‬
‫الفاضحبببببببببة فاضحبببببببببة النافقيببببببببب‪.‬‬

‫** وََلئِن سَأَْلَتهُمْ َلَيقُولُنّ ِإنّمَا ُكنّا نَخُوضُ َونَ ْلعَبُ ُقلْ َأبِاللّ ِه وَآيَاتِ ِه وَرَسُولِهِ كُنتُ ْم تَسَْتهْزِءُونَ‬
‫ب طَآِئ َف ًة بَِأّنهُ مْ كَانُواْ‬
‫ف عَن طَآِئ َفةٍ ّمْنكُ ْم ُنعَذّ ْ‬
‫* َل َت ْعتَذِرُواْ َقدْ َكفَ ْرتُ ْم َبعْدَ إِيَاِنكُ مْ إِن ّنعْ ُ‬
‫مُجْ ِرمِيَببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫قال أبو معشر الدين‪ :‬عن ممد بن كعب القرظي وغيه قالوا‪ :‬قال رجل من النافقي‪:‬‬
‫ما أرى قراء نا هؤلء إل أرغب نا بطونا وأكذب نا أل سنة‪ ,‬وأجبن نا ع ند اللقاء‪ .‬فر فع ذلك إل‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فجاء إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و قد ارت ل‬
‫ور كب ناق ته فقال‪ :‬يا ر سول ال إن ا كنا نوض ونل عب‪ .‬فقال‪{ :‬أبا ل وآياته ورسوله‬
‫كنتم تستهزئون ب إل قوله ب كانوا مرمي} وإن رجليه لتسفعان الجارة وما يلتفت‬

‫‪69‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو متعلق بنسعة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن وهب‪ :‬أخبن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد ال بن عمر‬
‫قال‪ :‬قال ر جل ف غزوة تبوك ف ملس‪ :‬ما رأ يت م ثل قرائ نا هؤلء أر غب بطونا ول‬
‫أكذب ألسنا ول أجب عند اللقاء‪ .‬فقال رجل ف السجد‪ :‬كذبت ولكنك منافق لخبن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ونزل القرآن‪,‬‬
‫فقال عبد ال بن عمر أنا رأيته متعلقا بقب ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم تنكبه‬
‫الجارة‪ ,‬وهو يقول يا رسول ال إنا كنا نوض ونلعب ورسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪{ :‬أ با ل وآيا ته ور سوله كن تم ت ستهزئون} الَ ية‪ .‬و قد رواه الل يث عن هشام بن‬
‫سببببببببببعيد بنحببببببببببو مببببببببببن هذا‪.‬‬
‫وقال ابن إسحاق وقد كان من جاعة من النافقي منهم وديعة بن ثابت أخو بن أمية بن‬
‫ز يد بن عمرو بن عوف‪ ,‬ور جل من أش جع حل يف لب ن سلمة يقال له م شي بن ح ي‪,‬‬
‫ي سيون مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و هو منطلق إل تبوك فقال بعض هم لب عض‪:‬‬
‫أتسبون جلد بن الصفر كقتال العرب بعضهم بعضا ؟ وال لكأنا بكم غدا مقرني ف‬
‫البال‪ ,‬إرجافا وترهيبا للمؤمن ي فقال م شي بن ح ي‪ :‬وال لوددت أن أقا ضي على أن‬
‫يضرب كبل رجبل منبا مائة جلدة‪ ,‬وإننبا نغلب أن ينل فينبا قرآن لقالتكبم هذه‪ ,‬وقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما بلغن لعمار بن ياسر «أدرك القوم فإنم قد احترقوا‬
‫فاسألم عما قالوا فإن أنكروا فقل بلى قلتم كذا وكذا» فانطلق إليهم عمار فقال ذلك لم‬
‫فأتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم يعتذرون إليه فقال وديعة بن ثابت ورسول ال واقف‬
‫على راحل ته‪ ,‬فج عل يقول و هو آ خذ بقب ها‪ :‬يا ر سول ال إن ا ك نا نوض ونل عب فقال‬
‫مشي بن حي‪ :‬يا رسول ال قعد ب اسي واسم أب فكان الذي عفي عنه ف هذه الَية‬
‫م شي بن ح ي فت سمى ع بد الرح ن و سأل ال أن يق تل شهيدا ل يعلم مكا نه‪ ,‬فق تل يوم‬
‫اليمامبببببببببة ول يوجبببببببببد له أثبببببببببر‪.‬‬
‫وقال قتادة {ولئن سألتهم ليقولن إن ا ك نا نوض ونل عب} قال‪ :‬فبين ما ال نب صلى ال‬
‫عليه وسلم ف غزوة تبوك وركب من النافقي يسيون بي يديه‪ ,‬فقالوا‪ :‬يظن هذاأن يفتح‬
‫قصور الروم وحصونا هيهات هيهات‪ ,‬فأطلع ال نبيه صلى ال عليه وسلم على ما قالوا‪,‬‬

‫‪70‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{عليب بؤلء النفبر} فدعاهبم فقال «قلتبم كذا وكذا» فحلفوا مبا كنبا إل نوض‬
‫ّ‬ ‫فقال‬
‫ونلعب‪ .‬وقال عكرمة ف تفسي هذه الَية‪ :‬كان رجل من إن شاء ال عفا عنه يقول اللهم‬
‫إن أسع آية أنا أعن با تقشعر منها اللود وتب منها القلوب‪ ,‬اللهم فاجعل وفات قتلً‬
‫ف سبيلك ل يقول أحد أنا غسلت أنا كفنت أنا دفنت‪ .‬قال‪ :‬فأصيب يوم اليمامة فما من‬
‫أ حد من ال سلمي إل و قد و جد غيه‪ .‬وقوله‪{ :‬ل تعتذروا قد كفر ت ب عد إيان كم} أي‬
‫بذا القال الذي استهزأت به {إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة} أي ل يعفى عن‬
‫جيعكم ول بد من عذاب بعضكم {بأنم كانوا مرمي} أي مرمي بذه القالة الفاجرة‬
‫الاطئة‪.‬‬

‫ضهُم ْب مّن َبعْ ضٍ َي ْأمُرُونَببِالْمُنكَ ِر َويَْن َهوْنَب عَنِب الْ َمعْرُو ِ‬


‫ف‬ ‫** الْ ُمنَاِفقُو نَ وَالْ ُمنَاِفقَا تُ َب ْع ُ‬
‫َويَ ْقِبضُو نَ َأيْ ِديَهُ ْم نَ سُواْ اللّ هَ َفنَ سَِيهُمْ إِ نّ الْ ُمنَاِفقِيَ هُ ُم اْلفَا ِسقُونَ * َوعَدَ ال الْ ُمنَاِفقِيَ‬
‫سُبهُ ْم وََل َعَنهُ مُ اللّ ُه وََلهُ ْم عَذَا بٌ ّمقِي مٌ‬
‫ت وَالْ ُكفّا َر نَارَ َج َهنّ مَ خَالِدِي نَ فِيهَا هِ يَ حَ ْ‬
‫وَالْ ُمنَافِقَا ِ‬
‫يقول تعال منكرا على النافقيب الذيبن هبم على خلف صبفات الؤمنيب‪ ,‬ولاب كان‬
‫الؤمنون يأمرون بالعروف وينهون عن الن كر‪ ,‬كان هؤلء {يأمرون بالن كر وينهون عن‬
‫العروف ويقبضون أيديهم} أي عن النفاق ف سبيل ال‪{ ,‬نسوا ال} أي نسوا ذكر ال‬
‫{فنسيهم} أي عاملهم معاملة من نسيهم كقوله تعال‪{ :‬وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم‬
‫لقاء يومكم هذا} {إن النافق ي هم الفاسقون} أي الارجون عن طريق ال ق الداخلون‬
‫ف طريق الضللة‪ ,‬وقوله‪{ :‬وعد ال النافقي والنافقات والكفار نار جهنم} أي على هذا‬
‫ال صنيع الذي ذ كر عن هم {خالد ين في ها} أي ماكث ي في ها ملد ين هم والكفار { هي‬
‫حسببهم} أي كفايتهبم فب العذاب {ولعنهبم ال} أي طردهبم وأبعدهبم {ولمب عذاب‬
‫مقيببببببببببببببببببببببببببببببببببم}‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** كَالّذِي َن مِن َقبِْلكُ مْ كَانُواْ َأشَ ّد مِنكُ مْ ُق ّوةً َوأَ ْكثَرَ َأ ْموَا ًل َوَأوْلَدا فَا ْستَ ْمَتعُواْ بِخَلِقهِ مْ‬
‫ض َواْ‬‫ضتُ مْ كَالّذِي خَا ُ‬ ‫خلَِقهِ ْم وَ ُخ ْ‬
‫خلَِقكُ مْ كَمَا ا ْستَ ْمتَ َع الّذِي نَ مِن َقبِْلكُ ْم بِ َ‬ ‫فَا ْستَ ْمتَ ْعتُ ْم بِ َ‬
‫ب الْخَاس بِرُونَ‬ ‫ب هُم ُ‬ ‫ُأوْلَـ بئِكَ َحبِطَت بْ َأعْمَاُلهُم بْ فِبي الدنْيَبا وَالَ ِخ َرةِ َوُأوَْلئِك َ‬
‫يقول تعال أصاب هؤلء من عذاب ال ف الدنيا والَخرة كما أصاب من قبلهم‪ ,‬وقوله‬
‫{بلق هم} قال ال سن الب صري‪ :‬بدين هم‪ ,‬وقوله {وخض تم كالذي خاضوا} أي ف‬
‫الكذب والباطل {أولئك حبطت أعمالم} أي بطلت مساعيهم فل ثواب لم عليها لنا‬
‫فاسدة {ف الدنيا والَخرة وأولئك هم الاسرون} لنم ل يصل لم عليها ثواب‪ .‬قال‬
‫ابن جريج عن عمرو بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس ف قوله {كالذين من قبلكم}‬
‫الَ ية‪ ,‬قال ا بن عباس‪ :‬ما أش به الليلة بالبار حة {كالذ ين من قبل كم} هؤلء ب نو إ سرائيل‬
‫شبه نا ب م ل أعلم إل أ نه قال‪« :‬والذي نف سي بيده لتتبعن هم ح ت لو د خل الر جل من هم‬
‫ج حر ضب لدخلتموه» قال ا بن جر يج‪ :‬وأ خبن زياد بن سعد عن م مد بن زياد بن‬
‫مهاجر عن سعيد بن أب سعيد القبي عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬والذي نفسي بيده لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبا بشب وذراعا‬
‫بذراع وباعا بباع ح ت لو دخلوا ج حر ضب لدخلتموه» قالوا‪ :‬و من هم يا ر سول ال‪,‬‬
‫أهل الكتاب ؟ قال «فمن ؟» وهكذا رواه أبو معشر عن أب سعيد القبي عن أب هريرة‬
‫عبن النبب صبلى ال عليبه وسبلم‪ :‬فذكره‪ ,‬وزاد قال أببو هريرة‪ :‬اقرأوا إن شئتبم القرآن‬
‫{كالذ ين من قبل كم} الَ ية‪ ,‬قال أ بو هريرة‪ :‬اللق الد ين {وخض تم كالذي خاضوا}‬
‫قالوا يا رسول ال كما صنعت فارس والروم ؟ قال «فهل الناس إل هم ؟» وهذا الديث‬
‫له شاهببببببببببد فبببببببببب الصببببببببببحيح‪.‬‬

‫ب مَ ْديَ َن‬
‫ح َوعَا ٍد َوثَمُو َد وََقوْ مِ ِإبْرَاهِي َم ِوأَ صْحَا ِ‬
‫** أَلَ ْم َيأِْتهِ مْ نََبأُ الّذِي َن مِن َقْبِلهِ مْ َقوْ مِ نُو ٍ‬
‫بهُ ْم بِاْلبَّينَاتِب فَمَا كَانَب اللّهُبِليَظْلِ َمهُم ْب وَلَـبكِن كَاُن َواْ َأْنفُسَبهُمْ‬ ‫وَالْ ُمؤَْت ِفكَاتِبَأتَْتهُم ْب رُسُُل‬
‫يَظْلِمُونببببببببببببببببببببببببببببببببببَ‬
‫يقول تعال واعظا لؤلء النافقي الكذبي للرسل {أل يأتم نبأ الذين من قبلكم} أي‬
‫أل تبوا خب من كان قبلكم من المم الكذبة للرسل {قوم نوح} وما أصابم من الغرق‬

‫‪72‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العام لم يع أ هل الرض إل من آ من بعبده ور سوله نوح عل يه ال سلم‪{ ,‬وعاد} ك يف‬
‫أهلكوا بالر يح العق يم ل ا كذبوا هودا عل يه ال سلم‪{ ,‬وثود} ك يف أخذت م ال صيحة ل ا‬
‫كذبوا صالا عل يه ال سلم وعقروا النا قة‪{ ,‬وقوم إبراه يم} ك يف ن صره ال علي هم وأيده‬
‫بالعجزات الظاهرة علي هم وأهلك ملك هم نروذ بن كنعان بن كوش الكنعا ن لع نه ال‪,‬‬
‫{وأ صحاب مدين} وهم قوم شعيب عليه السلم وكيف أصابتهم الرجفة وعذاب يوم‬
‫الظلة‪{ ,‬والؤتفكات} قوم لوط وقبد كانوا يسبكنون فب مدائن‪ ,‬وقال فب الَيبة الخرى‬
‫{والؤتفكة أهوى} أي المة الؤتكفة وقيل أم قراهم‪ ,‬وهي سدوم‪ ,‬والغرض أن ال تعال‬
‫أهلكهم عن آخرهم بتكذيبهم نب ال لوط عليه السلم وإتيانم الفاحشة الت ل يسبقهم‬
‫ب ا أ حد من العال ي‪{ ,‬أتت هم ر سلهم بالبينات} أي بال جج والدلئل القاطعات‪{ ,‬ف ما‬
‫كان ال ليظلم هم} أي بإهل كه إيا هم ل نه أقام علي هم ال جة بإر سال الر سل وإزا حة‬
‫العلل‪{ ,‬ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} أي بتكذيبهم الرسل ومالفتهم الق فصاروا إل‬
‫مببببببا صبببببباروا إليببببببه مببببببن العذاب والدمار‪.‬‬

‫ف َويَْن َهوْ نَ عَ ِن الْ ُمْنكَ ِر‬


‫ضهُ مْ َأوِْليَآءُ َبعْ ضٍ َي ْأمُرُو نَ بِالْ َم ْعرُو ِ‬
‫ت َبعْ ُ‬
‫** وَالْ ُم ْؤ ِمنُو َن وَالْ ُم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫صلَ َة َوُيؤْتُو نَ الزّكَا َة َويُطِيعُو نَ اللّ هَ وَرَ سُولَهُ ُأوْلَ ـئِكَ َسيَرْحَ ُمهُمُ اللّ هُ إِ نّ اللّ هَ‬ ‫َويُقِيمُو نَ ال ّ‬
‫عَزِيزٌ َحكِيمببببببببببببببببببببببببببببببببٌ‬
‫ل ا ذ كر تعال صفات النافق ي الذمي مة ع طف بذ كر صفات الؤمن ي الحمودة‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫{والؤمنون والؤمنات بعض هم أولياء ب عض} أي يتنا صرون ويتعاضدون ك ما جاء ف‬
‫الصحيح «الؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» وشبك بي أصابعه‪ ,‬وف الصحيح‬
‫أيضا «مثل الؤمني ف توادهم وتراحهم كمثل السد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى‬
‫له سائر ال سد بال مى وال سهر» وقوله‪{ :‬يأمرون بالعروف وينهون عن الن كر} كقوله‬
‫تعال‪{ :‬ولتكن منكم أمة يدعون إل الي ويأمرون بالعروف وينهون عن النكر} الَية‪,‬‬
‫وقوله‪{ :‬ويقيمون الصلة ويؤتون الزكاة} أي يطيعون ال ويسنون إل خلقه {ويطيعون‬
‫ال ورسوله} أي فيما أمر وترك ما عنه زجر {أولئك سيحهم ال} أي سيحم ال من‬
‫اتصف بذه الصفات {إن ال عزيز} أي عز من أطاعه فإن العزة ل ولرسوله وللمؤمني‬

‫‪73‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{حك يم} ف ق سمته هذه ال صفات لؤلء وت صيصه النافق ي ب صفاتم التقد مة‪ ,‬فإ نه له‬
‫الكمببببببة فبببببب جيببببببع مببببببا يفعله تبارك وتعال‪.‬‬

‫حِتهَا الْنهَارُ خَاِلدِي نَ فِيهَا َومَ سَاكِ َن‬‫جرِي مِن تَ ْ‬


‫ت تَ ْ‬
‫** َوعَدَ اللّ ُه الْ ُم ْؤ ِمنِيَ وَالْ ُمؤْ ِمنَا تِ َجنّا ٍ‬
‫بُ‬
‫ب ُه َو اْل َفوْزُ اْلعَظِيمب‬
‫بِ أَ ْكبَرُ ذَلِكبَ‬
‫بَ اللّهب‬
‫ب مّنب‬ ‫ضوَانبٌ‬ ‫ب وَرِ ْ‬
‫بِ عَدْنبٍ‬ ‫طَّيَبةً فِبي َجنّاتب‬
‫ي ب تعال ب ا أعده للمؤمن ي به والؤمنات من اليات والنعيم الق يم ف {جنات تري‬
‫من تت ها النار خالد ين في ها} أي ماكث ي في ها أبدا {وم ساكن طي بة} أي ح سنة البناء‬
‫طيبة القرار‪ ,‬كما جاء ف الصحيحي من حديث أب عمران الون عن أب بكر بن أب‬
‫مو سى ع بد ال بن ق يس الشعري عن أب يه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫«جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما‪ ,‬وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما‪ ,‬وما بي القوم‬
‫وبي أن ينظروا إل ربم إل رداء الكبياء على وجهه ف جنة عدن» وبه قال‪ ,‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن للمؤمن ف النة ليمة من لؤلؤة واحدة موفة طولا ستون‬
‫ميلً ف ال سماء! للمؤ من في ها أهلون يطوف علي هم ل يرى بعض هم بعضا» أخرجاه ف‬
‫الصحيحي‪ ,‬وفيهما أيضا عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من‬
‫آمن بال ورسوله وأقام الصلة وصام رمضان‪ ,‬فإن حقا على ال أن يدخله النة هاجر ف‬
‫سبيل ال أو حبس ف أرضه الت ولد فيها» قالوا‪ :‬يا رسول ال أفل نب الناس ؟ قال‪« :‬إن‬
‫ف ال نة مائة در جة أعد ها ال للمجاهد ين ف سبيله ب ي كل درجت ي ك ما ب ي ال سماء‬
‫والرض‪ ,‬فإذا سألتم ال فاسألوه الفردوس فإنه أعلى النة وأوسط النة‪ ,‬ومنه تفجر أنار‬
‫النة‪ ,‬وفوقه عرش الرحن» وعند الطبان والترمذي وابن ماجه من رواية زيد بن أسلم‬
‫عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل رضي ال عنه سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول فذكببببببببببببببببببببببببببببببر مثله‪.‬‬
‫وللترمذي عن عبادة بن ال صامت مثله‪ .‬و عن أ ب حازم عن سهل بن سعد قال‪ :‬قال‬
‫رسبول ال صلى ال عل يه وسبلم‪« :‬إن أ هل النبة ليتراءون الغرف ف النبة كمبا ترون‬
‫الكوكب ف السماء» أخرجاه ف الصحيحي‪ ,‬ث ليعلم أن أعلى منلة ف النة مكان يقال‬
‫له الوسيلة لقربه من العرش وهو مسكن رسول ال صلى ال عليه وسلم من النة‪ ,‬كما‬

‫‪74‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق أخبنا سفيان عن ليث عن كعب عن أب هريرة أن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إذا صليتم عل يّ ف سلوا ال ل الو سيلة» ق يل يا‬
‫ر سول ال و ما الو سيلة ؟ قال «أعلى در جة ف ال نة ل ينال ا إل ر جل وا حد وأر جو أن‬
‫أكون أنببببببببببببببببا هببببببببببببببببو»‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم من حديث كعب بن علقمة‪ :‬عن عبد الرحن بن جبي عن عبد ال‬
‫بن عمرو بن العاص‪ ,‬أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إذا سعتم الؤذن فقولوا‬
‫مثل ما يقول ث صلوا عل يّ فإنه من صلى علي صلة واحدة صلى ال عليه با عشرا‪ ,‬ث‬
‫سلوا ل الوسيلة فإنا منلة ف النة ل تنبغي إل لعبد من عباد ال‪ .‬وأرجو أن أكون هو‪,‬‬
‫فمبن سبأل ال ل الوسبيلة حلت عليبه الشفاعبة يوم القيامبة» وقال الافبظ أببو القاسبم‬
‫الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن علي البار‪ ,‬حدثنا الوليد بن عبد اللك الران‪ ,‬حدثنا موسى بن‬
‫أعي عن ابن أب ذئب عن ممد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ :‬سلوا ال ل الو سيلة فإ نه ل ي سألا ل ع بد ف الدن يا إل ك نت له‬
‫شهيدا أو شفيعا يوم القيامة» رواه الطبان‪ .‬وف مسند المام أحد من حديث سعد بن‬
‫ماهد الطائي عن أب الدله عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قلنا يا رسول ال حدثنا عن‬
‫النبة مبا بناؤهبا ؟ قال‪« :‬لبنبة ذهبب ولبنبة فضبة‪ ,‬وملطهبا السبك وحصبباؤها اللؤلؤ‬
‫والياقوت‪ ,‬وتراب ا الزعفران‪ .‬من يدخل ها ين عم ل يبأس ويلد ل يوت‪ ,‬ل تبلى ثيا به ول‬
‫يفن شبابه» وروي عن ابن عمر مرفوعا نوه‪ ,‬وعند الترمذي من حديث عبد الرحن بن‬
‫إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪« :‬إن ف ال نة لغرفا يرى ظاهر ها من باطن ها وباطن ها من ظاهر ها» فقام أعرا ب‬
‫فقال‪ :‬يا ر سول ال ل ن هي ؟ فقال‪« :‬ل ن ط يب الكلم‪ ,‬وأط عم الطعام‪ ,‬وأدام ال صيام‪,‬‬
‫وصلى بالليل والناس نيام» ث قال‪ :‬حديث غريب ورواه الطبان من حديث عبد ال بن‬
‫عمرو وأ ب مالك الشعري كل منه ما عن ال نب صلى ال عل يه و سلم بنحوه‪ ,‬و كل من‬
‫السبنادين جيبد وحسبن‪ ,‬وعنده أن السبائل هبو أببو مالك الشعري‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وعن أسامة بن زيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أل هل من مشمر إل‬
‫النة ؟ فإن النة ل خطر لا‪ ,‬هي ورب الكعبة نور يتلل وريانة تتز‪ ,‬وقصر مشيد‪ ,‬ونر‬

‫‪75‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مطرد‪ ,‬وثرة نضي جة‪ ,‬وزو جة ح سناء جيلة‪ .‬وحلل كثية‪ ,‬ومقام ف أ بد ف دار سليمة‪,‬‬
‫وفاكهة وخضرة وحبة ونعمة ف ملة عالية بية» قالوا‪ :‬نعم يا رسول ال نن الشمرون‬
‫لاب‪ ,‬قال‪« :‬قولوا إن شاء ال» فقال القوم‪ :‬إن شاء ال‪ ,‬رواه اببن ماجبه‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{ورضوان من ال أكب} أي رضا ال عنهم أكب وأجل وأعظم ما هم فيه من النعيم‪,‬‬
‫ك ما قال المام مالك رح ه ال عن ز يد بن أ سلم عن عطاء بن ي سار عن أ ب سعيد‬
‫الدري رضي ال عنه‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن ال عز وجل يقول‬
‫ل هل ال نة‪ :‬يا أ هل ال نة فيقولون‪ :‬لب يك رب نا و سعديك وال ي ف يد يك‪ .‬فيقول‪ :‬هل‬
‫رضي تم ؟ فيقولون‪ :‬و ما ل نا ل نر ضى يا رب و قد أعطيت نا ما ل ت عط أحدا من خل قك‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬أل أعطيكبم أفضبل مبن ذلك ؟ فيقولون يبا رب وأي شيبء أفضبل مبن ذلك ؟‬
‫فيقول‪ :‬أ حل علي كم رضوا ن فل أ سخط علي كم بعده أبدا» أخرجاه من حد يث مالك‪,‬‬
‫وقال أبو عبد ال السي بن إساعيل الحاملي‪ :‬حدثنا الفضل الرجائي‪ ,‬حدثنا الفرياب عن‬
‫سفيان عن م مد بن النكدر عن جابر بن ع بد ال قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬إذا دخل أهل النة النة قال ال عز وجل هل تشتهون شيئا فأزيدكم ؟ قالوا يا‬
‫ربنا ما خي ما أعطيتنا ؟ قال‪ :‬رضوان أكب» ورواه البزار ف مسنده من حديث الثوري‪,‬‬
‫وقال الا فظ الضياء القدسي ف كتابه صفة ال نة‪ :‬هذا عندي على شرط ال صحيح‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬

‫ظ عََلْيهِ مْ َومَ ْأوَاهُ مْ َج َهنّ ُم َوِبئْ سَ الْمَ صِيُ *‬ ‫** َيَأيّهَا الّنبِ يّ جَاهِ ِد اْلكُفّا َر وَالْ ُمنَاِفقِيَ وَاغْلُ ْ‬
‫ل ِمهِ ْم َوهَمّواْ بِمَا لَ ْم َينَالُواْ‬
‫يَحِْلفُو َن بِاللّ ِه مَا قَالُواْ وََلقَدْ قَالُواْ كَِل َمةَ الْ ُكفْ ِر وَ َكفَرُواْ َبعْدَ إِ سْ َ‬
‫وَمَا َنقَ ُم َواْ إِلّ أَن ْبَأغْنَاهُمُب اللّهُب وَرَسبُولُهُ مِن َفضْلِهِب فَإِن َيتُوبُوْا يَكُب َخيْرا ّلهُم ْب َوإِن َيَتوَّلوْا‬
‫ُيعَ ّذبْهُ مُ اللّ ُه عَذَابا أَلِيما فِي ال ّدنْيَا وَالَخِ َر ِة وَمَا َلهُ مْ فِي الرْ ضِ مِن وَلِ ّي وَلَ نَ صِيٍ‬
‫أمر تعال رسوله صلى ال عليه وسلم بهاد الكفار والنافقي والغلظة عليهم‪ ,‬كما أمره‬
‫بأن ي فض جنا حه ل ن اتب عه من الؤمن ي‪ ,‬وأ خبه أن م صي الكفار والنافق ي إل النار ف‬
‫الدار الَخرة‪ ,‬و قد تقدم عن أم ي الؤمن ي علي بن أ ب طالب أ نه قال‪ :‬ب عث ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بأربعة أسياف‪ :‬سيف للمشركي {فإذا انسلخ الشهر الرم فاقتلوا‬

‫‪76‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشركي} وسيف لكفار أهل الكتاب {قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الَخر ول‬
‫يرمون ما حرم ال ور سوله ول يدينون د ين ال ق من الذ ين أوتوا الكتاب ح ت يعطوا‬
‫الزية عن يد وهم صاغرون} وسيف للمنافقي {جاهد الكفار والنافقي} وسيف للبغاة‬
‫{فقاتلوا ال ت تب غي ح ت تف يء إل أ مر ال} وهذا يقت ضي أن م ياهدون بال سيوف إذا‬
‫أظهروا النفاق وهببببببببو اختيار ابببببببببن جريببببببببر‪.‬‬
‫وقال ا بن م سعود ف قوله تعال‪{ :‬جا هد الكفار والنافق ي} قال‪ :‬بيده فإن ل ي ستطع‬
‫فليكفهبر فب وجهبه‪ .‬وقال اببن عباس‪ :‬أمره ال تعال بهاد الكفار بالسبيف والنافقيب‬
‫باللسان وأذهب الرفق عنهم‪ ,‬وقال الضحاك‪ :‬جاهد الكفار بالسيف واغلظ على النافقي‬
‫بالكلم وهبو ماهدتمب‪ ,‬وعبن مقاتبل والربيبع مثله‪ ,‬وقال السبن وقتادة ماهدتمب إقامبة‬
‫الدود عليهم‪ ,‬وقد يقال إنه ل منافاة بي هذه القوال لنه تارة يؤاخذهم بذا وتارة بذا‬
‫بسب الحوال‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬يلفون بال ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا‬
‫بعبد إسبلمهم} قال قتادة‪ :‬نزلت فب عببد ال ببن أبب وذلك أنبه اقتتبل رجلن جهنب‬
‫وأنصاري فعل الهن على النصاري‪ ,‬فقال عبد ال للنصار أل تنصروا أخاكم ؟ وال ما‬
‫مثل نا وم ثل م مد إل ك ما قال القائل‪ :‬سن كل بك يأكلك‪ ,‬وقال لئن رجع نا إل الدي نة‬
‫ليخر جن ال عز منها الذل‪ ,‬فسعى ب ا رجل من ال سلمي إل ال نب صلى ال عليه وسلم‬
‫فأرسل إليه فسأله فجعل يلف بال ما قاله‪ ,‬فأنزل ال فيه هذه الَية‪ ,‬وروى إساعيل بن‬
‫إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال‪ :‬فحدثن عبد ال بن الفضل أنه سع أنس بن‬
‫مالك ر ضي ال ع نه يقول‪ :‬حز نت على من أ صيب بالرة من قو مي فك تب إل ز يد بن‬
‫أر قم وبل غه شدة حز ن يذ كر أ نه سع ر سول ال يقول‪« :‬الل هم اغ فر للن صار ولبناء‬
‫النصار» وشك ابن الفضل ف أبناء أبناء النصار قال ابن الفضل‪ :‬فسأل أنس بعض من‬
‫كان عنده عن ز يد بن أر قم فقال‪ :‬هو الذي يقول لر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫«أوف ال له بإذنه» قال‪ :‬وذلك حي سع رجلً من النافقي يقول ورسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يطب‪ :‬لئن كان صادقا فنحن شر من المي‪ ,‬فقال زيد بن أرقم‪ :‬فهو وال‬
‫صادق ولنت شر من المار‪ .‬ث رفع ذلك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فجحده‬
‫القائل فأنزل ال هذه الَ ية ت صديقا لز يد‪ ,‬يع ن قوله‪{ :‬يلفون بال ما قالوا} الَ ية‪ ,‬رواه‬

‫‪77‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البخاري ف صحيحه عن إساعيل بن أب أويس عن إساعيل بن إبراهيم بن عقبة ب إل‬
‫قوله ب هذا الذي أو ف ال له بإذ نه‪ ,‬ول عل ما بعده من قول مو سى بن عق بة‪ ,‬و قد رواه‬
‫م مد بن فل يح عن مو سى بن عق بة بإ سناده‪ :‬ث قال قال ا بن شهاب فذ كر ما بعده عن‬
‫بببببببببن شهاب‪.‬‬ ‫بببببببببن ابب‬ ‫بببببببببى عب‬ ‫موسب‬
‫والشهور ف هذه الق صة أ نه كا نت ف غزوة ب ن ال صطلق فل عل الراوي و هم ف ذ كر‬
‫الَية‪ ,‬وأراد أن يذكر غيها فذكرها‪,‬وال أعلم‪ .‬قال الموي ف مغازيه‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫إسحاق عن الزهري عن عبد الرحن بن عبد ال بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده‬
‫قال‪ :‬ل ا قدم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أخذ ن قو مي فقالوا‪ :‬إ نك امرؤ شا عر فإن‬
‫شئت أن تعتذر إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ببعض العلة ث يكون ذنبا تستغفر ال‬
‫منه‪ ,‬وذكر الديث بطوله إل أن قال‪ :‬وكان من تلف من النافقي ونزل فيه القرآن منهم‬
‫من كان مع النب صلى ال عليه وسلم اللس بن سويد بن الصامت‪ ,‬وكان على أم عمي‬
‫بن سعد‪ ,‬وكان عم ي ف حجره‪ ,‬فل ما نزل القرآن وذكر هم ال ب ا ذ كر م ا أنزل ف‬
‫النافقي قال اللس‪ :‬وال لئن كان هذا الرجل صادقا فيما يقول لنحن شر من المي ؟‬
‫فسمعها عمي بن سعد فقال‪ :‬وال يا جلس إنك لحب الناس إلّ وأحسنهم بلء عندي‬
‫وأعزهم عل يّ أن يصله شيء يكرهه‪ ,‬ولقد قلت مقالة لئن ذكرتا لتفضحنك ولئن كتمتها‬
‫لتهلكن‪ ,‬ولحداها أهون عل يّ من الخرى‪ ,‬فمشى إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فذكر له ما قال اللس‪ ,‬فلما بلغ ذلك اللس خرج حت أتى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فحلف بال مبا قال مبا قال عميبببن سبعد ولقبد كذب علي‪ ,‬فأنزل ال عبز وجبل فيبه‬
‫{يلفون بال ما قالوا ول قد قالوا كل مة الك فر وكفروا ب عد إ سلمهم} إل آ خر الَ ية‪,‬‬
‫فوقفه رسول ال صلى ال عليه وسلم عليها فزعموا أن اللس تاب فحسنت توبته ونزع‬
‫فأحسبببببببببببببببببببببببببببببببن النوع‪.‬‬
‫هكذا جاء هذا مدرجا ف الد يث مت صلً به وكأ نه وال أعلم من كلم ا بن إ سحاق‬
‫نفسه ل من كلم كعب بن مالك‪ ,‬وقال عروة بن الزبي‪ :‬نزلت هذه الَية ف اللس بن‬
‫سويد بن الصامت‪ ,‬أقبل هو وابن امرأته مصعب من قباء‪ ,‬فقال اللس‪ :‬إن كان ما جاء‬
‫به ممد حقا فنحن أشر من حرنا هذه الت نن عليها‪ ,‬فقال مصعب‪ :‬أما وال يا عدو ال‬

‫‪78‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لخبن رسول ال صلى ال عليه وسلم با قلت فأتيت النب صلى ال عليه وسلم وخفت‬
‫أن ينل فّ القرآن أو تصيبن قارعة أو أن أخلط بطيئته‪ ,‬فقلت‪ :‬يا رسول ال أقبلت أنا‬
‫واللس مبن قباء فقال كذا وكذا ولول مافبة أن أخلط بطيئة أو تصبيبن قارعبة مبا‬
‫أخب تك‪ ,‬قال‪ :‬فد عا اللس فقال « يا جلس أقلت الذي قاله م صعب ؟» فحلف فأنزل‬
‫ال {يلفون بال ما قالوا} الَية وقال ممد بن إسحاق‪ :‬كان الذي قال تلك القالة فيما‬
‫بلغن اللس بن سويد بن الصامت فرفعها عليه رجل كان ف حجره يقال له عمي بن‬
‫سعد فأنكر ها فحلف بال ما قال ا‪ ,‬فل ما نزل ف يه القرآن تاب ونزع وح سنت توب ته في ما‬
‫بلغن‪ ,‬وقال المام أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثن أيوب بن إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫ال بن رجاء‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن ساك عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم جالسا ف ظل شجرة فقال‪« :‬إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم ب‬
‫بعي ن الشيطان ب فإذا جاء فل تكلموه» فلم يلبثوا أن طلع ر جل أزرق فدعاه ر سول ال‬
‫صبلى ال عليبه وسبلم فقال‪« :‬علم تشتمنب أنبت وأصبحابك ؟» فانطلق الرجبل فجاءه‬
‫بأصبحابه فحلفوا بال مبا قالوا حتب تاوز عنهبم‪ ,‬فأنزل ال عبز وجبل {يلفون بال مبا‬
‫قالوا} الَ ية‪ ,‬وقوله {وهوا ب ا ل ينالوا} ق يل أنزلت ف اللس بن سويد وذلك أ نه هم‬
‫بقتل ابن امرأته حي قال لخبن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقيل ف عبد ال بن‬
‫أ ب‪ ,‬هم بق تل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وقال ال سدي‪ :‬نزلت ف أناس أرادوا أن‬
‫يتوجوا عبد ال بن أب وإن ل يرض رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد ورد أن نفرا من‬
‫النافقي هوا بالفتك بالنب صلى ال عليه وسلم وهو ف غزوة تبوك‪ ,‬ف بعض تلك الليال‬
‫ف حال ال سي‪ ,‬وكانوا بض عة ع شر رجلً‪ ,‬قال الضحاك‪ :‬ففي هم نزلت هذه الَ ية‪ ,‬وذلك‬
‫بي فيما رواه الافظ أبو بكر البيهقي ف كتاب دلئل النبوة من حديث ممد بن إسحاق‬
‫عن العمش عن عمرو بن مرة عن أب البختري عن حذيفة بن اليمان رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫كنت آخذا بطام ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم أقود به وعمار يسوق الناقة أو أنا‬
‫أسوقه وعمار يقوده حت إذا كنا بالعقبة فإذا أنا باثن عشر راكبا قد اعترضوه فيها‪ ,‬قال‬
‫فأنبهت رسول ال صلى ال عليه وسلم بم‪ ,‬فصرخ بم فولوا مدبرين فقال لنا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬هل عرفتم القوم ؟» قلنا‪ :‬ل يا رسول ال قد كانوا متلثمي ولكنا‬

‫‪79‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قد عرف نا الركاب قال‪« :‬هؤلء النافقون إل يوم القيا مة و هل تدرون ما أرادوا ؟» قل نا‪:‬‬
‫ل‪ ,‬قال‪« :‬أرادوا أن يزاحوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف العقبة فيلقوه منها» قلنا‪ :‬يا‬
‫رسول ال أفل تبعث إل عشائرهم حت يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم ؟ قال‪« :‬ل‪,‬‬
‫أكره أن تتحدث العرب بينهبا أن ممدا قاتبل بقوم حتب إذا أظهره ال بمب أقببل عليهبم‬
‫يقتلهم ب ث قال ب اللهم ارمهم بالدبيلة» قلنا‪ :‬يا رسول ال وما الدبيلة ؟ قال‪« :‬شهاب‬
‫من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك‪ ,‬وقال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا يزيد أخبنا‬
‫الوليد بن عبد ال بن جيع عن أب الطفيل قال‪ :‬لا أقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مبن غزوة تبوك أمبر مناديا فنادى‪ :‬إن رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم أخبذ العقببة فل‬
‫يأخذها أحد فبينما رسول ال صلى ال عليه وسلم يقوده حذيفة وي سوقه عمار إذ أقبل‬
‫ر هط متلثمون على الروا حل فغشوا عمارا و هو ي سوق بر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫فأق بل عمار ر ضي ال ع نه يضرب وجوه الروا حل فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫لذيفة «قد قد» حت هبط رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما هبط نزل ورجع عمار‬
‫فقال يا عمار‪« :‬هل عرفت القوم ؟» قال‪ :‬لقد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون قال‬
‫«هل تدري ما أرادوا ؟» قال‪ :‬ال ورسوله أعلم قال‪« :‬أرادوا أن ينفروا برسول اللهب‬
‫صلى ال عليه وسلم ب راحلته فيطرحوه» قال‪ :‬فسأل عمار رجلً من أصحاب رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم فقال نشد تك بال كم تعلم كان أ صحاب العق بة ؟ قال‪ :‬أرب عة‬
‫عشر رجلً فقال‪ :‬إن كنت منهم فقد كانوا خسة عشر قال فعد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم منهم ثلثة قالوا‪ :‬وال ما سعنا منادي رسول ال صلى ال عليه وسلم وما علمنا ما‬
‫أراد القوم فقال عمار أش هد‪ :‬أن الث ن ع شر الباق ي حرب ل ولر سوله ف الياة الدن يا‬
‫ويوم يقوم الشهاد‪ ,‬وهكذا روى ابن ليعة عن أب السود عن عروة بن الزبي نو هذا‪,‬‬
‫وأن رسبول ال صلى ال عليبه وسبلم أمبر أن يشبي الناس فب بطبن الوادي وصبعد هبو‬
‫وحذيفة وعمار العقبة‪ ,‬فتبعهم هؤلء الن فر الرذلون وهم متلثمون فأرادوا سلوك العقبة‪,‬‬
‫فأطلع ال على مرادهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فأمر حذيفة فرجع إليهم فضرب‬
‫وجوه رواحلهم ففزعوا ورجعوا مقبوحي‪ ,‬وأعلم رسول ال صلى ال عليه وسلم حذيفة‬
‫وعمارا بأ سائهم و ما كانوا هوا به من الف تك به صلوات ال و سلمه عل يه وأمره ا أن‬

‫‪80‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكتما عليهم‪ ,‬وكذا روى يونس بن بكي عن ابن إسحاق‪ ,‬إل أنه سى جاعة منهم‪ ,‬فا ل‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وكذا قد ح كي ف مع جم ال طبان قاله البيه قي‪ ,‬ويش هد لذه الق صة بال صحة ما رواه‬
‫مسلم‪ :‬حدثنا زهي بن حرب حدثنا أبو أحد الكوف‪ ,‬حدثنا الوليد بن جيع‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫الطفيل قال‪ :‬كان بي رجل من أهل العقبة وبي حذيفة بعض ما يكون بي الناس‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫أنشدك بال كم كان أصحاب العقبة ؟ قال‪ :‬فقال له القوم‪ :‬أخبه إذ سألك ؟ فقال‪ :‬كنا‬
‫ن ب أن م أرب عة ع شر فإن ك نت من هم ف قد كان القوم خ سة ع شر‪ ,‬وأش هد بال أن اث ن‬
‫ع شر من هم حرب ل ولر سوله ف الياة الدن يا ويوم يقوم الشهاد‪ ,‬وعذر ثل ثة قالوا‪ :‬ما‬
‫سعنا منادي رسول ال صلى ال عليه وسلم ول علمنا با أراد القوم ؟ وقد كان ف حرة‬
‫يشي فقال‪ :‬إن الاء قليل فل يسبقن إليه أحد‪ ,‬فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ‪ ,‬وما‬
‫رواه م سلم أيضا من حد يث قتادة عن أ ب نضرة عن ق يس بن عباد عن عمار بن يا سر‬
‫قال‪ :‬أخبن حذيفة عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬ف أصحاب اثنا عشر منافقا‬
‫ل يدخلون النة ول يدون ريها حت يلج المل ف سم الياط‪ :‬ثانية منهم تكفيكهم‬
‫الدبيلة سراج من نار تظهر بي أكتافهم حت ينجم ف صدورهم» ولذا كان حذيفة يقال‬
‫له صاحب ال سر الذي ل يعل مه غيه أي من تعي ي جا عة من النافق ي و هم هؤلء قد‬
‫أطلعه عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم دون غيه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقد ترجم الطبان ف‬
‫مسند حذيفة تسمية أصحاب العقبة‪ ,‬ث روي عن علي بن عبد العزيز عن الزبي بن بكار‬
‫أنه قال‪ :‬هم معتب بن قشية ووديعة بن ثابت وجد بن عبد ال بن نبتل بن الارث من‬
‫بن عمرو بن عوف والارث بن يزيد الطائي وأوس بن قيظي والارث بن سويد وسعد‬
‫بن زرارة وقيس بن فهد وسويد بن داعس من بن البلى وقيس بن عمرو بن سهل وزيد‬
‫بببن اللصببيت وسببللة بببن المام وهابب مببن بنبب قينقاع أظهرا السببلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما نقموا إل أن أغناهم ال ورسوله من فضله} أي وما للرسول عندهم‬
‫ذنب إل أن ال أغناهم ببكته وين سعادته‪ ,‬ولو تت عليه السعادة لداهم ال لا جاء به‬
‫كمبا قال صبلى ال عليبه وسبلم للنصبار‪« :‬أل أجدكبم ضللً فهداكبم ال بب وكنتبم‬
‫متفرق ي فألف كم ال ب‪ ,‬وعالة فأغنا كم ال ب» كل ما قال شيئا قالوا ال ور سوله أم نّ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وهذه ال صيغة تقال ح يث ل ذ نب‪ ,‬كقوله‪{ :‬و ما نقموا من هم إل أن يؤمنوا بال} الَ ية‪.‬‬
‫وقوله عل يه ال سلم « ما ين قم ا بن ج يل إل أن كان فقيا فأغناه ال» ث دعا هم ال تبارك‬
‫وتعال إل التوببة فقال {فإن يتوبوا يبك خيا لمب وإن يتولوا يعذبمب ال عذابا أليما فب‬
‫الدنيا والَخرة} أي وإن يستمروا على طريقهم يعذبم ال عذابا أليما ف الدنيا أي بالقتل‬
‫والم والغم‪ ,‬والَخرة أي بالعذاب والنكال والوان والصغار {وما لم ف الرض من ول‬
‫ول نصي} أي وليس لم أحد يسعدهم ول ينجدهم ل يصل لم خيا ول يدفع عنهم‬
‫شرا‪.‬‬

‫** َو ِمْنهُ ْم مّ ْن عَاهَدَ اللّهَ َلئِنْ آتَانَا مِن َفضْلِهِ َلنَصّدّقَ ّن وََلَنكُونَ ّن مِ َن الصّالِحِيَ * فَلَمّآ آتَاهُ ْم‬
‫خلُوْا بِ هِ َوَتوَلّوْا ّوهُ ْم ّمعْرِضُو نَ * َفأَ ْع َقَبهُ ْم ِنفَاقا فِي قُلُوِبهِ مْ إِلَ َى َيوْ ِم يَ ْل َق ْونَ ُه بِمَآ‬
‫مّن َفضْلِ ِه بَ ِ‬
‫جوَاهُ ْم َوأَنّ‬ ‫أَخَْلفُواْ اللّ َه مَا َوعَدُو ُه َوبِمَا كَانُوْا يَكْ ِذبُونَ * أَلَ ْم َيعْلَمُواْ أَنّ اللّ َه َيعْلَمُ سِ ّرهُ ْم َونَ ْ‬
‫ب اْلغُيُوبببببببببببِ‬ ‫ب َعلّمببببببببب ُ‬ ‫اللّهببببببببب َ‬
‫يقول تعال ومن النافقي من أعطى ال عهده وميثاقه لئن أغناه من فضله ليصدقن من‬
‫ماله وليكونن من الصالي‪ ,‬فما وف با قال ول صدق فيما ادعى‪ ,‬فأعقبهم هذا الصنيع‬
‫نفاقا سكن ف قلوب م إل يوم يلقون ال عز و جل يوم القيا مة عياذا بال من ذلك‪ ,‬و قد‬
‫ذكر كثي من الفسرين منهم ابن عباس والسن البصري أن سبب نزول هذه الَية الكرية‬
‫ف ثعلبة بن حاطب النصاري‪ ,‬وقد ورد فيه حديث رواه ابن جرير ههنا‪ ,‬وابن أب حات‬
‫من حديث معان بن رفاعة عن علي بن يزيد عن أب عبد الرحن القاسم بن عبد الرحن‬
‫مول عببد الرحنب ببن يزيبد ببن معاويبة عبن أبب أمامبة الباهلي عبن ثعلببة ببن حاطبب‬
‫النصاري‪ ,‬أنه قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ادع ال أن يرزقن مالً‪ ,‬قال‪ :‬فقال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬وي ك يا ثعل بة قل يل تؤدي شكره خ ي من كث ي ل‬
‫تطي قه» قال‪ :‬ث قال مرة أخرى فقال‪« :‬أ ما تر ضى أن تكون م ثل نب ال ب فو الذي‬
‫نف سي بيده لو شئت أن تسي البال معي ذهبا وفضةً ل سارت» قال‪ :‬والذي بعثك بال ق‬
‫لئن دعوت ال فرزق ن مالً لعط ي كل ذي حق ح قه‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم «الل هم ارزق ثعل بة مالً» قال فات ذ غنما فن مت ك ما ين مو الدود فضا قت عل يه‬

‫‪82‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدينة فتنحى عنها فنل واديا من أوديتها حت جعل يصلي الظهر والعصر ف جاعة ويترك‬
‫ما سواها‪ ,‬ث نت وكثرت فتنحى حت ترك الصلوات إل المعة‪ ,‬وهي تنمو كما ينمو‬
‫الدود حت ترك المعة‪ ,‬فطفق يتلقى الركبان يوم المعة ليسألم عن الخبار فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما فعل ثعلبة ؟» فقالوا‪ :‬يا رسول ال اتذ غنما فضاقت عليه‬
‫الدينبة‪ ,‬فأخببوه بأمره‪ ,‬فقال‪« :‬يبا ويبح ثعلببة يبا ويبح ثعلببة يبا ويبح ثعلببة»‪.‬‬
‫وأنزل ال جل ثناؤه { خذ من أموالمب صدقة} الَ ية‪ ,‬ونزلت فرائض ال صدقة فب عث‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم رجلي على الصدقة من السلمي رجلً من جهينة ورجلً‬
‫من سليم وكتب لما كيف يأخذان الصدقة من السلمي‪ ,‬وقال لما‪« :‬مرا بثعلبة وبفلن‬
‫ب رجل من بن سليم ب فخذا صدقاتما» فخرجا حت أتيا ثعلبة فسأله الصدقة وأقرآه‬
‫كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪ :‬ما هذه إل جزية ما هذه إل أخت الزية ما‬
‫أدري ما هذا ؟ انطلقا حت تفرغا ث عودا إلّ فانطلقا وسع بما السلمي فنظر إل خيار‬
‫أسنان إبله فعزلا للصدقة ث استقبلهما بما‪ ,‬فلما رأوها قالوا ما يب عليك هذا وما نريد‬
‫أن نأخذ هذا منك‪ ,‬فقال‪ :‬بلى فخذوها فإن نفسي بذلك طيبة وإنا هي ل‪ ,‬فأخذاها منه‬
‫ومرا على الناس فأخذا ال صدقات ث رج عا إل ثعل بة فقال‪ :‬أرو ن كتابك ما فقرأه فقال ما‬
‫هذه إل جزية ما هذه إل أخت الزية انطلقا حت أرى رأيي‪ ,‬فانطلقا حت أتيا النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فلما رآها قال‪« :‬يا ويح ثعلبة» قبل أن يكلمهما ودعا للسلمي بالبكة‬
‫فأخباه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي‪ ,‬فأنزل ال عز وجل {ومنهم من عاهد ال‬
‫لئن آتانا من فضله لنصدقن} الَية‪ ,‬قال وعند رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل من‬
‫أقارب ثعل بة ف سمع ذلك فخرج ح ت أتاه فقال‪ :‬وي ك يا ثعل بة قد أنزل ال ف يك كذا‬
‫وكذا‪ ,‬فخرج ثعلبة حت أتى النب صلى ال عليه وسلم فسأله أن يقبل منه صدقته‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫ويك إن ال منعن أن أقبل منك صدقتك» فجعل يثو على رأسه التراب‪ ,‬فقال له رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «هذا عملك قد أمرتك فلم تطعن» فلما أب رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم أن يق بل صدقته ر جع إل منله‪ ,‬فق بض ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ول‬
‫يقبل منه شيئا‪ ,‬ث أتى أبا بكر رضي ال عنه حي استخلف فقال قد علمت منلت من‬

‫‪83‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وموض عي من الن صار فاق بل صدقت‪ ,‬فقال أ بو ب كر ل‬
‫يقبلها منك رسول ال صلى ال عليه وسلم وأب أن يقبلها‪ ,‬فقبض أبو بكر ول يقبلها‪.‬‬
‫فل ما ول ع مر ر ضي ال ع نه أتاه فقال‪ :‬يا أم ي الؤمن ي اق بل صدقت فقال‪ :‬ل يقبل ها‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ول أبو بكر وأنا أقبلها منك ؟ فقبض ول يقبلها‪ ,‬فلما ول‬
‫عثمان ر ضي ال ع نه أتاه فقال‪ :‬اق بل صدقت فقال ل يقبل ها ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم ول أ بو ب كر ول ع مر وأ نا أقبل ها م نك ؟ فلم يقبل ها م نه فهلك ثعل بة ف خل فة‬
‫عثمان‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬باب أخلفوا ال مبا وعدوه} الَيبة‪ ,‬أي أعقبهبم النفاق فب قلوبمب‬
‫بسبب إخلفهم الوعد وكذبم كما ف الصحيحي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫قال «آ ية النا فق ثلث‪ :‬إذا حدث كذب وإذا و عد أخلف وإذا أؤت ن خان» وله شوا هد‬
‫كثية‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬أل يعلموا أن ال يعلم سرهم ونوا هم} الَ ية‪ ,‬ي ب تعال أ نه‬
‫يعلم السر وأخفى‪ ,‬وأنه أعلم بضمائرهم وإن أظهروا أنه إن حصل لم أموال تصدقوا منها‬
‫وشكروا عليها فإن ال أعلم بم من أنفسهم‪ ,‬لنه تعال علم الغيوب أي يعلم كل غيب‬
‫وشهادة وكبببل سبببر ونوى ويعلم مبببا ظهبببر ومبببا بطبببن‪.‬‬

‫جدُو نَ إِلّ ُج ْه َدهُ ْم‬


‫ت وَالّذِي نَ َل يَ ِ‬
‫** الّذِي َن يَلْ ِمزُو نَ الْ ُم ّطوّعِيَ مِ نَ الْ ُمؤْ ِمنِيَ فِي ال صّدَقَا ِ‬
‫ب عَذَابببٌ أَلِيمببٌ‬ ‫ب ِمْنهُمببْ وََلهُمب ْ‬ ‫خرَ اللّهب ُ‬ ‫خرُونَ ِمْنهُمببْ سببَ ِ‬ ‫َفيَسببْ َ‬
‫وهذا أيضا من صفات النافقي ل يسلم أحد من عيبهم ولزهم ف جيع الحوال حت‬
‫ول الت صدقون ي سلمون من هم‪ ,‬إن جاء أ حد من هم بال جز يل قالوا هذا مراء‪ ,‬وإن جاء‬
‫بش يء ي سي قالوا‪ :‬إن ال لغ ن عن صدقة هذا‪ ,‬ك ما روى البخاري حدث نا عب يد ال بن‬
‫سعيد‪ ,‬حدثنا أبو النعمان البصري‪ ,‬حدثنا شعبة عن سليمان عن أب وائل عن أب مسعود‬
‫ر ضي ال ع نه قال‪ :‬ل ا نزلت آ ية ال صدقة ك نا نا مل على ظهور نا‪ ,‬فجاء ر جل فت صدق‬
‫بشيء كثي فقالوا‪ :‬مرائي‪ ,‬وجاء رجل فتصدق بصاع‪ :‬فقالوا إن ال لغن عن صدقة هذا‪.‬‬
‫فنلت {الذ ين يلمزون الطوع ي} الَ ية‪ .‬و قد رواه م سلم أيضا ف صحيحه من حد يث‬
‫شعبة به‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد حدثنا الريري عن أب السليل قال‪ :‬وقف علينا‬
‫رجل ف ملسنا بالبقيع فقال‪ :‬حدثن أب أو عمي أنه رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪84‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالبقيبع وهبو يقول‪« :‬مبن يتصبدق بصبدقة أشهبد له باب يوم القيامبة» قال‪ :‬فحللت مبن‬
‫عمامت لوثا أو لوثي وأنا أريد أن أتصدق بما‪ ,‬فأدركن ما يدرك ابن آدم فعقدت على‬
‫عمامت‪ ,‬فجاء رجل ل أر بالبقيع رجلً أشد منه سوادا ول أصغر منه ول أدم‪ ,‬ببعي ساقه‬
‫ل أر بالبقيع ناقة أحسن منها فقال‪ :‬يا رسول ال أصدقة ؟ قال‪« :‬نعم» قال‪ :‬دونك هذه‬
‫الناقة‪ ,‬قال فلمزه رجل فقال‪ :‬هذا يتصدق بذه فو ال لي خي منه‪ .‬قال‪ :‬فسمعها رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم فقال «كذ بت بل هو خ ي م نك ومن ها» ثلث مرات‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫«ويل لصحاب الئي من البل» ثلثا قالوا إل من يا رسول ال ؟ قال‪« :‬إل من قال‬
‫بالال هكذاوهكذا» وجع بي كفيه عن يينه وعن شاله ث قال‪« :‬قد أفلح الزهد الجهد»‬
‫ثلثا‪ .‬الزهد ف العيش‪ ,‬الجهد ف العبادة‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف هذه‬
‫الَية قال‪ :‬جاء عبد الرحن بن عوف بأربعي أوقية من ذهب إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وجاءه رجل من النصار بصاع من طعام‪ ,‬فقال بعض النافقي‪ :‬وال ما جاء عبد‬
‫باع‪.‬‬‫بن هذا الصب‬ ‫بوله لغنيان عب‬
‫به إل رياء‪ ,‬وقالوا‪ :‬إن ال ورسب‬
‫الرحن ب با ب جاء بب‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬إن ر سول ال خرج إل الناس يوما فنادى في هم أن اجعوا‬
‫صدقاتكم‪ ,‬فج مع الناس صدقاتم‪ ,‬ث جاء ر جل من آخر هم ب صاع من ت ر‪ ,‬فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال هذا صاع من تر بت ليلت أجر بالرير الاء حت نلت صاعي من تر فأمسكت‬
‫أحده ا وأتي تك بالَ خر‪ ,‬فأمره ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن ينثره ف ال صدقات‪,‬‬
‫فسخر منه رجال وقالوا‪ :‬إن ال ورسوله لغنيان عن هذا وما يصنعون بصاعك من شيء‪,‬‬
‫ث إن عبد الرحن بن عوف قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬هل بقي أحد من أهل‬
‫ال صدقات ؟ فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل ي بق أ حد غيك» فقال له ع بد‬
‫الرحن بن عوف فإن عندي مائة أوقية من ذهب ف الصدقات‪ ,‬فقال له عمر بن الطاب‬
‫ر ضي ال ع نه أمنون أ نت ؟ قال ل يس ب جنون‪ ,‬قال أفعلت ما فعلت ؟ قال‪ :‬ن عم مال‬
‫ثانية آلف أما أربعة آلف فأقرضها رب وأماأربعة آلف فلي‪ ,‬فقال له رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «بارك ال لك فيما أمسكت وفيما أعطيت» ولزه النافقون فقالوا وال ما‬
‫أعطى عبد الرحن عطيته إل رياء وهم كاذبون إنا كان به متطوعا‪ ,‬فأنزل ال عز وجل‬
‫عذره وعذر صاحبه ال سكي الذي جاء بال صاع من الت مر فقال تعال ف كتا به‪{ :‬الذ ين‬

‫‪85‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يلمزون الطوعي من الؤمني ف الصدقات} الَية‪ ,‬وهكذا روي عن ماهد وغي واحد‬
‫وقال ا بن إ سحاق‪ :‬كان من الطوع ي من الؤمن ي ف ال صدقات ع بد الرح ن بن عوف‬
‫تصدق بأربعة آلف درهم وعاصم بن عدي أخو بن العجلن‪ ,‬وذلك أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم رغب ف الصدقة وحض عليها فقام عبد الرحن بن عوف فتصدق بأربعة‬
‫آلف وقام عاصم بن عدي وتصدق بائة وسق من تر فلمزوها وقالوا‪ :‬ما هذا إل رياء‪,‬‬
‫وكان الذي تصدق بهده أبو عقيل أخو بن أنيف الراشي حليف بن عمرو بن عوف‪,‬‬
‫أ تى ب صاع من ت ر فأفر غه ف ال صدقة فتضاحكوا به وقالوا‪ :‬إن ال لغ ن عن صاع أ ب‬
‫عقيبببببببببببببببببببببببببببببببببببل‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا طالوت بن عباد‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أب‬
‫سلمة عن أب يه عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ت صدقوا فإ ن‬
‫أر يد أن أب عث بعثا» قال فجاء ع بد الرح ن بن عوف فقال يا ر سول ال‪ :‬عندي أرب عة‬
‫آلف‪ ,‬ألف ي أقرضه ما ر ب وألف ي لعيال‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬بارك‬
‫ال لك فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت»‪ ,‬وبات رجل من النصار فأصاب صاعي‬
‫من تر فقال يا رسول ال‪ :‬أصبت صاعي من تر صاع أقرضه لرب وصاع لعيال‪ ,‬قال‬
‫فلمزه النافقون وقالوا‪ :‬مبا أعطبى الذي أعطبى اببن عوف إل رياء‪ ,‬وقالوا‪ :‬أل يكبن ال‬
‫ورسبوله غنييب عبن صباع هذا ؟ فأنزل ال {الذيبن يلمزون الطوعيب مبن الؤمنيب فب‬
‫الصدقات والذين ل يدون إل جهدهم فيسخرون منهم} الَية‪ ,‬ث رواه عن أب كامل عن‬
‫أب عوانة عن عمر بن أب سلمة عن أبيه مرسل‪ ,‬قال ول يسنده أحد إل طالوت‪ ,‬وقال‬
‫المام أبو جعفر ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا زيد بن الباب عن موسى بن عبيدة‪,‬‬
‫حدثن خالد بن يسار عن ابن أب عقيل عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬بت أجر الرير على ظهري على‬
‫صاعي من ت ر‪ ,‬فانقل بت بأحده ا إل أهلي يتبلغون به وجئت بالَ خر أتقرب إل ر سول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فأتيته فأخبته‪ ,‬فقال‪« :‬انثره ف الصدقة» قال فسخر القوم وقالوا‬
‫لقد كان ال غنيا عن صدقة هذا السكي‪ ,‬فأنزل ال {الذين يلمزون الطوعي} الَيتي‪,‬‬
‫وكذا رواه الطبان من حديث زيد بن حباب به‪ ,‬وقال‪ :‬اسم أب عقيل حباب ويقال عبد‬
‫الرح ن بن ع بد ال بن ثعل بة‪ ,‬وقوله‪{ :‬في سخرون من هم سخر ال من هم} هذا من باب‬

‫‪86‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القابلة على سوء صنيعهم وا ستهزائهم بالؤمن ي‪ ,‬لن الزاء من ج نس الع مل فعامل هم‬
‫معاملة من سخر منهم انتصارا للمؤمني ف الدنيا‪ ,‬وأعد للمنافقي ف الَخرة عذابا أليما‬
‫لن الزاء مبببببببببن جنبببببببببس العمبببببببببل‪.‬‬

‫ك ِبَأّنهُمْ‬
‫ي مَ ّرةً فَلَن َي ْغفِرَ اللّهُ َلهُمْ ذَلِ َ‬
‫** اسَْت ْغفِرْ َلهُمْ َأوْ َل تَسَْت ْغفِرْ َلهُمْ إِن تَسَْت ْغفِرْ َلهُمْ َسْبعِ َ‬
‫بقِيَ‬ ‫بب ِ‬ ‫ب اْلفَاسب‬ ‫بب َ‬ ‫بببُ َل َيهْدِي اْل َقوْمب‬ ‫بببُولِهِ وَاللّهب‬ ‫ب وَرَسب‬ ‫بب ِ‬ ‫َكفَرُواْ بِاللّهب‬
‫ل لل ستغفار وأ نه لو‬ ‫ي ب تعال نبيه صلى ال عل يه و سلم بأن هؤلء النافيق ي لي سوا أه ً‬
‫ا ستغفر ل م سبعي مرة فلن يغ فر ال ل م‪ ,‬و قد ق يل إن ال سبعي إن ا ذكرت ح سما لادة‬
‫الستغفار لم‪ ,‬لن العرب ف أساليب كلمها تذكر السبعي ف مبالغة كلمها‪ ,‬ول تريد‬
‫التحديد با ول أن يكون ما زاد عليها بلفها‪ ,‬وقيل بل لا مفهوم كما روى العوف عن‬
‫ا بن عباس أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬ل ا نزلت هذه الَ ية أ سع ر ب قد‬
‫رخص ل فيهم فو ال لستغفرن لم أكثر من سبعي مرة لعل ال أن يغفر لم» فقال ال‬
‫من شدة غضبه عليهم‪{ :‬سواء عليهم أستغفرت لم أم ل تستغفر لم} الَية‪ .‬وقال الشعب‬
‫لا ثقل عبد ال بن أب انطلق ابنه إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن أب قد احتضر‬
‫فأ حب أن تشهده وت صلي عل يه فقال له ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬ما ا سك ؟» قال‪:‬‬
‫الباب بن عبد ال قال‪« :‬بل أنت عبد ال بن عبد ال إن الباب اسم شيطان»‪ ,‬فانطلق‬
‫معه حت شهده وألبسه قميصه وهو عرق وصلى عليه فقيل له‪ :‬أتصلي عليه وهو منافق ؟‬
‫فقال‪« :‬إن ال قال {إن تسبتغفر لمب سببعي مرة} ولسبتغفرن لمب سببعي و سببعي‬
‫و سبعي» وكذا روي عن عروة بن الزب ي وما هد بن جبي وقتادة بن دعا مة ورواه ا بن‬
‫جريببببببببببببببببر بأسببببببببببببببببانيده‪.‬‬

‫سهِ ْم‬
‫ح الْ ُمخَّلفُو نَ بِ َم ْقعَ ِدهِ مْ ِخلَ فَ رَ سُولِ اللّ ِه وَكَ ِر ُهوَاْ أَن يُجَاهِدُوْا ِبأَ ْموَاِلهِ مْ َوَأْنفُ ِ‬‫** َفرِ َ‬
‫ُونب *‬
‫ّمب َأشَدّ َحرّا ّلوْ كَانُوا َيفْ َقه َ‬ ‫ّهب وَقَالُواْ َل تَنفِرُواْ ف ِي الْحَرّ ُق ْل نَارُ َج َهن َ‬ ‫سببِيلِ الل ِ‬ ‫ف ِي َ‬
‫ببُونَ‬
‫ل وَْلَيبْكُواْ َكثِيا جَزَآ ًء بِمَبببببببا كَانُواْ يَكْسبببببب ِ‬ ‫حكُواْ قَلِي ً‬ ‫فَ ْلَيضْ َ‬

‫‪87‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال ذاما للمنافق ي التخلف ي عن صحابة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف‬
‫غزوة تبوك‪ ,‬وفرحوا بقعودهبم بعبد خروجبه {وكرهوا أن ياهدوا} معبه {بأموالمب‬
‫وأنفسهم ف سبيل ال وقالوا} أي بعضهم لبعض {ل تنفروا ف الر} وذلك أن الروج‬
‫فب غزوة تبوك كان ف شدة الرب عنبد طيبب الظلل والثمار‪ ,‬فلهذا قالوا {ل تنفروا ف‬
‫الر} قال ال تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم‪{ :‬قل} لم {نار جهنم} الت تصيون‬
‫إليها بخالفتكم {أشد حرا} ما فررت منه من الر بل أشد حرا من النار‪,‬كما قال المام‬
‫مالك عن أ ب الزناد عن العرج عن أ ب هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«نار بن آدم الت توقدونا جزء من سبعي جزءا من نار جهنم» فقالوا‪ :‬يا رسول ال إن‬
‫كا نت لكاف ية ؟ فقال‪« :‬فضلت علي ها بت سعة و ستي جزءا» أخرجاه ف ال صحيحي من‬
‫حد يث مالك به‪ ,‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا سفيان عن أ ب الزناد عن العرج عن أ ب‬
‫هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن ناركم هذه جزء من سبعي جزءا من نار‬
‫جه نم‪ ,‬وضر بت ف الب حر مرت ي ولول ذلك ما ج عل ال في ها منف عة ل حد» وهذاأيضا‬
‫إسناده صحيح‪ ,‬وقد روى المام أبو عيسى الترمذي وابن ماجه عن عباس الدوري‪ ,‬وعن‬
‫يي بن أب بكي عن شريك عن عاصم عن أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أوقد ال على النار ألف سنة حت احرت‪ ,‬ث أوقد‬
‫عليها ألف سنة حت ابيضت‪ ,‬ث أوقد عليها ألف سنة‪ ,‬حت اسودت‪ ,‬فهي سوداء كالليل‬
‫الظلم» ث قال الترمذي‪ :‬ل أعلم أحدا رفعه غي يي‪ ,‬كذا قال‪ ,‬وقد رواه الافظ أبو بكر‬
‫بن مردويه‪ ,‬عن إبراهيم بن ممد عن ممد بن السي بن مكرم عن عبيد ال بن سعد عن‬
‫عمبببه عبببن شريبببك وهبببو اببببن عببببد ال النخعبببي ببببه‪.‬‬
‫وروى أيضا ابن مردويه‪ ,‬من رواية مبارك بن فضالة عن ثابت بن أنس قال‪ :‬تل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «نارا وقودها الناس والجارة» قال‪« :‬أوقد عليها ألف عام حت‬
‫ابيضت‪ ,‬وألف عام حت احرت‪ ,‬وألف عام حت اسودت‪ ,‬فهي سوداء كالليل ل يضيء‬
‫لبها‪ ,‬وروى الافظ أبو القاسم الطبان من حديث تام بن نيج‪ ,‬وقد اختلف فيه عن‬
‫ال سن عن أنس رفعه «لو أن شرارة بالشرق ب أي من نار جه نم ب لو جد حرها من‬
‫بالغرب» وروى الافظ أبو يعلى‪ ,‬عن إسحاق بن أب إسرائيل عن أب عبيدة الداد عن‬

‫‪88‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هشام بن حسان عن ممد بن شبيب عن جعفر بن أب وحشية عن سعيد بن جبي عن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬لو كان ف هذا ال سجد مائة ألف أو‬
‫يزيدون وفي هم ر جل من أ هل النار فتن فس فأ صابم نف سه لحترق ال سجد و من ف يه»‬
‫غريب‪ ,‬وقال العمش عن أب إسحاق عن النعمان بن بشي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪« :‬إن أهون أ هل النار عذابا يوم القيا مة ل ن له نعلن وشراكان من نار جه نم‬
‫يغلي منهما دماغه كما يغلي الرجل‪ ,‬ل يرى أن أحدا من أهل النار أشد عذابا منه وإنه‬
‫أهونم عذابا» أخرجاه ف الصحيحي من حديث العمش‪ ,‬وقال مسلم أيضا‪ :‬حدثنا أبو‬
‫بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا يي بن أب كثي‪ ,‬حدثنا زهي بن ممد عن سهيل بن أب صال‬
‫عن النعمان بن أب عياش عن أب سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«إن أدن أهل النار عذابا يوم القيامة ينتعل بنعلي من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه»‪,‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي عن ابن عجلن‪ ,‬سعت أب عن أب هريرة عن النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال «إن أد ن أ هل النار عذابا ر جل ي عل له نعلن يغلي منه ما دما غه»‬
‫وهذا إ سناد ج يد قوي رجاله على شرط م سلم وال أعلم‪ ,‬والحاد يث والَثار النبو ية ف‬
‫هذا كثية‪ ,‬وقال ال تعال ف كتا به العز يز {كل إن ا ل ظى نزا عة للشوى} وقال تعال‪:‬‬
‫{يصب من فوق رؤوسهم الميم يصهر به ما ف بطونم واللود ولم مقامع من حديد‬
‫كلما أرادوا أن يرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الريق} وقال تعال {إن‬
‫الذ ين كفروا بآيات نا سوف ن صليهم نارا كل ما نض جت جلود هم بدلنا هم جلودا غي ها‬
‫ليذوقوا العذاب} وقال تعال فب هذه الَيبة الكريةب {قبل نار جهنبم أشبد حرا لو كانوا‬
‫يفقهون} أي لو أنم يفقهون ويفهمون لنفروا مع الرسول ف سبيل ال ف الر ليتقوا به‬
‫بر‪:‬‬‫با قال الَخب‬ ‫بم كمب‬ ‫بو أضعاف أضعاف هذا ولكنهب‬ ‫بم الذي هب‬ ‫بر جهنب‬ ‫بن حب‬ ‫مب‬
‫كالسببببببببببتجي مببببببببببن الرمضاء بالنار‬
‫وقال الَخببببببببببببببببببببببببببببببببر‪:‬‬
‫عمرك بالميببببببببببة أفنيتهخوفا مببببببببببن البارد والار‬
‫بببببببببن العاصببببببببببي حذر النار‬ ‫وكان أول لك أن تتقيمب‬

‫‪89‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال جل جلله متوعدا هؤلء النافق ي على صنيعهم هذا‪{ :‬فليضحكوا قليلً}‬
‫الَ ية‪ ,‬قال ا بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬الدن يا قل يل فليضحكوا في ها ما شاؤوا‪ ,‬فإذا‬
‫انقطعت الدنيا وصاروا إل ال عز وجل استأنفوا بكاء ل ينقطع أبدا‪ ,‬وكذا قال أبو رزين‬
‫وال سن وقتادة والرب يع بن خث يم وعون العقيلي وز يد بن أ سلم‪ ,‬وقال الا فظ أ بو يعلى‬
‫الو صلي‪ :‬حدث نا ع بد ال بن ع بد ال صمد بن أ ب خداش‪ ,‬حدثنا م مد بن جبي عن ا بن‬
‫البارك عن عمران بن زيد‪ ,‬حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال‪ :‬سعت رسول ال‬
‫صبلى ال عليبه وسبلم يقول‪« :‬يبا أيهبا الناس ابكوا فإن ل تبكوا فتباكوا فإن أهبل النار‬
‫يبكون ح ت ت سيل دموع هم ف وجو هم كأن ا جداول ح ت تنق طع الدموع فت سيل الدماء‬
‫فتقرح العيون‪ ,‬فلو أن سفنا أزج يت في ها لرت» ورواه ا بن ما جه من حد يث الع مش‬
‫عن يزيد الرقاشي به‪ ,‬وقال الافظ أبو بكر بن عبد ال بن ممد بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ممد‬
‫بن عباس‪ ,‬حدثنا حاد الزري عن زيد بن رفيع رفعه‪ ,‬قال‪ :‬إن أهل النار إذا دخلوا النار‬
‫بكوا الدموع زمانا ث بكوا الق يح زمانا‪ ,‬قال‪ :‬فتقول لم الزنة يا معشر الشقياء ترك تم‬
‫البكاء ف الدار الرحوم في ها أهل ها ف الدن يا هل تدون اليوم من ت ستغيثون به ؟ قال‪:‬‬
‫فيفعون أصواتم يا أهل النة يا معشر الَباء والمهات والولد خرجنا من القبور عطاشا‬
‫وك نا طول الو قف عطاشا ون ن اليوم عطاش‪ ,‬فأفيضوا علي نا من الاء أو م ا رزق كم ال‪,‬‬
‫فيدعون أربع ي سنة ل ييب هم‪ ,‬ث ييب هم {إن كم ماكثون} فييأ سون من كل خ ي»‪.‬‬

‫خرُجُوْا َمعِ يَ َأبَدا وَلَن‬


‫** فَإِن ّر َجعَ كَ اللّ هُ إَِل َى طَآِئ َف ٍة ّمنْهُ مْ فَا ْسَتأْ َذنُوكَ لِ ْلخُرُو جِ َفقُلْ لّن تَ ْ‬
‫ب الْخَاِلفِيَبب‬ ‫ب بِاْلقُعُودِ َأوّ َل مَ ّرةٍ فَا ْقعُدُوْا مَعب َ‬
‫ُتقَاتِلُوْا َمعِيببَ عَ ُدوّا ِإّنكُمببْ رَضِيتُمب ْ‬
‫يقول تعال آمرا لرسبوله عليبه الصبلة السبلم {فإن رجعبك ال} أي ردك ال مبن‬
‫غزوتبك هذه {إل طائفبة منهبم} قال قتادة‪ :‬ذكبر لنبا أنمب كانوا اثنب عشبر رجلً‬
‫{فاستأذنوك للخروج} أي معك إل غزوة أخرى {فقل لن ترجوا معي أبدا ولن تقاتلوا‬
‫معي عدوا} أي تعزيرا لم وعقوبة‪ ,‬ث علل ذلك بقوله‪{ :‬إنكم رضيتم بالقعود أول مرة}‬
‫وهذا كقوله تعال‪{ :‬ونقلب أفئدتمب وأبصبارهم كمبا ل يؤمنوا ببه أول مرة} الَيبة‪ ,‬فإن‬
‫جزاء ال سيئة ال سيئة بعد ها ك ما أن ثواب ال سنة ال سنة بعدها‪ ,‬كقوله ف عمرة الديب ية‬

‫‪90‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ سيقول الخلفون إِذا انطلق تم إل مغا ن لتأخذو ها} الَ ية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فاقعدوا مع‬
‫الالف ي} قال اببن عباس‪ :‬أي الرجال الذ ين تلفوا عبن الغزاة‪ ,‬وقال قتادة {فاقعدوا مع‬
‫الالف ي} أي مع الن ساء قال ا بن جر ير وهذا ل ي ستقيم لن ج ع الن ساء ل يكون بالياء‬
‫والنون ولو أريبد النسباء لقال فاقعدوا مبع الوالف أو الالفات‪ ,‬ورجبح قول اببن عباس‬
‫رضبببببببببببببببي ال عنهمبببببببببببببببا‪.‬‬

‫** وَ َل تُصَ ّل عََلىَ أَحَ ٍد ّمْنهُم مّاتَ َأبَدا وَلَ َتقُ ْم عََلىَ َقْبرِهِ ِإّنهُمْ َكفَرُواْ بِاللّ ِه وَ َرسُولِهِ َومَاتُواْ‬
‫بقُونَ‬ ‫َوهُمببببببببببببببببْ فَاسببببببببببببببب ِ‬
‫أ مر ال تعال رسوله صلى ال عليه وسلم أن يبأ من النافقي وأن ل يصلي على أحد‬
‫من هم إذا مات‪ ,‬وأن ل يقوم على قبه لي ستغفر له أو يد عو له لن م كفروا با ل ور سوله‬
‫وماتوا عليه وهذا حكم عام ف كل من عرف نفاقه‪ ,‬وإن كان سبب نزول الَية ف عبد‬
‫ال بن أب ابن سلول رأس النافقي ك ما قال البخاري‪ :‬حدثنا عبيد بن إساعيل عن أب‬
‫أسامة عن عبيد ال عن نافع عن ابن عمر قال‪ :‬لا توف عبد ال بن أب «جاء ابنه عبد ال‬
‫بن ع بد ال إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف سأله أن يعط يه قمي صه يك فن ف يه أباه‬
‫فأعطاه‪ ,‬ث سأله أن ي صلي عل يه فقام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم لي صلي عل يه‪ ,‬فقام‬
‫عمر فأخذ بثوب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال تصلي عليه وقد ناك‬
‫رببك أن تصبلي عليبه ؟ فقال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬إِناب خينب ال فقال‬
‫{استغفر لم أول تستغفر لم إن تستغفر لم سبعي مرة فلن يغفر ال لم} وسأزيده على‬
‫ال سبعي» قال إ نه منا فق‪ .‬قال ف صلى عل يه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فأنزل ال عز‬
‫وجل آية {ول تصل على أحد منهم مات أبدا ول تقم على قبه}‪ ,‬وكذا رواه مسلم عن‬
‫أب بكر بن أب شيبة عن أب أسامة حاد بن أسامة به‪ ,‬ث رواه البخاري عن إبراهيم بن‬
‫النذر عن أنس بن عياض عن عبيد ال وهو ابن عمر العمري به‪ ,‬وقال فصلى عليه وصلينا‬
‫معه وأنزل ال {ول تصل على أحد منهم مات أبدا} الَية‪ .‬وهكذا رواه المام أحد عن‬
‫ييبببب بببببن سببببعيد القطان عببببن عبيببببد ال بببببه‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و قد روي من حد يث ع مر بن الطاب نف سه أيضا بن حو من هذا‪ ,‬فقال المام أح د‪:‬‬
‫حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا أب عن ابن إسحاق‪ ,‬حدثن الزهري عن عبيد ال بن عبد ال عن‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬سعت ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه يقول ل ا تو ف ع بد ال بن أ ب‪,‬‬
‫دعي رسول ال صلى ال عليه وسلم للصلة عليه‪ ,‬فقام إليه فلما وقف عليه يريد الصلة‬
‫تولت حت قمت ف صدره فقلت يا رسول ال أعلى عدو ال عبد ال بن أب القائل يوم‬
‫كذا وكذا وكذا يعدد أيامبه‪ ,‬قال ورسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم يبتسبم‪ ,‬حتب إذا‬
‫أكثرت عليه فقال‪« :‬أخر عن يا عمر‪ ,‬إِن خيت فاخترت‪ ,‬قد قيل ل استغفر لم» الَية‪.‬‬
‫لو أعلم أن لو زدت على السبعي غفر له لزدت» قال ث صلى عليه ومشى معه وقام على‬
‫قبه ح ت فرغ م نه‪ ,‬قال فعج بت من جرأ ت على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وال‬
‫ورسوله أعلم‪ .‬قال فوا ل ما كان إِل يسيا حت نزلت هاتان الَيتان {ول تصل على أحد‬
‫منهم مات أبدا} الَية‪ .‬فما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم بعده على منافق ول قام‬
‫على قبه حت قبضه ال عز وجل‪ .‬وهكذا رواه الترمذي ف التفسي من حديث ممد بن‬
‫إسحاق عن الزهري به‪ ,‬وقال حسن صحيح‪ ,‬ورواه البخاري عن يي بن بكي عن الليث‬
‫عن عق يل عن الزهري به فذ كر مثله‪ ,‬قال‪« :‬أ خر ع ن يا ع مر» فل ما أكثرت عل يه قال‪:‬‬
‫«إِ ن خيت فاخترت ولو أعلم أ ن إِن زدت على ال سبعي غ فر له لزدت علي ها» قال‬
‫فصبلى عليبه رسبول ال ثب انصبرف‪ ,‬فلم يلببث إل يسبيا حتب نزلت الَيتان مبن براءة‬
‫{ولتصل على أحد منهم مات أبدا ول تقم على قبه} الَية‪ ,‬فعجبت بعد من جرأت‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم ورسول ال صلى ال عليه وسلم أعلم‪ .‬وقال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا ممد بن أب عبيد‪ ,‬حدثنا عبد اللك عن أب الزبي عن جابر قال‪ :‬لا مات‬
‫عبد ال بن أب أتى ابنه النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال إنك إن ل تأته ل‬
‫نزل نعي بذا‪ ,‬فأتاه النب صلى ال عليه وسلم فوجده قد أدخل ف حفرته فقال‪« :‬أفل قبل‬
‫أن تدخلوه» فأخرج من حفر ته وت فل عل يه من ري قه من قر نه إل قد مه وألب سه قمي صه‪,‬‬
‫ورواه النسائي عن أب داود الران عن يعلى بن عبيد عن عبداللك وهو ابن أب سليمان‬
‫به‪ ,‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا ع بد ال بن عثمان‪ ,‬أخبنا ابن عيينة عن عمرو سع جابر بن‬

‫‪92‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبد ال قال‪ :‬أتى النب صلى ال عليه وسلم عبد ال بن أب بعد ما أدخل ف قبه فأمر به‬
‫فأخرج ووضبع على ركبتيبه ونفبث عليبه مبن ريقبه وألبسبه قميصبه وال أعلم‪.‬‬
‫وقد رواه أيضا ف غي موضع مسلم والنسائي من غي وجه‪ ,‬عن سفيان بن عيينة به‪.‬‬
‫وقال المام أبو بكر أحد بن عمرو بن عبد الالق البزار ف مسنده‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪,‬‬
‫حدث نا ي ي‪ ,‬حدث نا مالد‪ ,‬حدث نا عا مر‪ ,‬حدث نا جابر «ح» وحدث نا يو سف بن مو سى‪,‬‬
‫حدث نا ع بد الرح ن بن مغراء الدو سي‪ ,‬حدث نا مالد عن الش عب عن جابر قال‪ :‬ل ا مات‬
‫رأس النافقي قال يي بن سعيد بالدينة فأوصى أن يصلي عليه النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فجاء اب نه إل ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬إن أ ب أو صى أن يك فن بقمي صك وهذا‬
‫الكلم ف حديث عبد الرحن بن مغراء‪ ,‬قال يي ف حديثه‪ :‬فصلى عليه وألبسه قميصه‬
‫فأنزل ال تعال‪{ :‬ول تصبل على أحبد منهبم مات أبدا ول تقبم على قببه} وزاد عببد‬
‫الرحن‪ :‬وخلع النب صلى ال عليه وسلم قميصه فأعطاه إياه ومشى فصلى عليه وقام على‬
‫قبه‪ ,‬فأتاه جبيل عليه السلم لا ول قال {ول تصل على أحد منهم مات أبدا ول تقم‬
‫على قبببببه} وإسببببناده ل بأس بببببه ومببببا قبله شاهببببد له‪.‬‬
‫وقال المام أبو جعفر ال طبي‪ :‬حدثنا أحد بن إسحاق‪ ,‬حدثنا أحد‪ ,‬حدثنا حاد بن‬
‫سلمة عن يزيد الرقاشي عن أنس‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أراد أن يصلي على‬
‫ع بد ال بن أ ب فأ خذ جب يل بثو به وقال {ول ت صل على أ حد من هم مات أبدا ول ت قم‬
‫على قبه} ورواه الافظ أبو يعلى ف مسنده من حديث يزيد الرقاشي وهو ضعيف‪ .‬وقال‬
‫قتادة أر سل ع بد ال بن أ ب إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و هو مر يض فل ما د خل‬
‫عليبه قال له النبب صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬أهلكبك حبب يهود» قال‪ :‬يارسبول ال إناب‬
‫أرسلت إليك لتستغفر ل ول أرسل إليك لتؤنبن‪ ,‬ث سأله عبد ال أن يعطيه قميصه يكفن‬
‫فيه أباه فأعطاه إياه وصلى عليه وقام على قبه‪ ,‬فأنزل ال عز وجل {ول تصل على أحد‬
‫منهم مات أبدا} الَية‪ ,‬وقد ذكر بعض السلف أنه إنا كساه قميصه لن عبد ال بن أب‬
‫لا قدم العباس طلب له قميص فلم يوجد على تفصيله إل ثوب عبد ال بن أب لنه كان‬
‫ضخما طويلً فف عل ذلك به ر سول ال صلى ال عل يه و سلم مكافأة له فال أعلم‪ .‬ولذا‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد نزول هذه الَية الكرية عليه ل يصلي على أحد‬

‫‪93‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من النافقي ول يقوم على قبه‪ ,‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا أب عن أبيه‪,‬‬
‫حدثن عبد ال بن أب قتادة عن أبيه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا دعي‬
‫إل جنازة سبأل عنهبا‪ ,‬فإن أثنب عليهبا خيا قام فصبلى عليهبا‪ ,‬وإن كان غيب ذلك قال‬
‫لهل ها «شأن كم ب ا» ول ي صل علي ها‪ ,‬وكان ع مر بن الطاب ل ي صلي على جنازة من‬
‫ج هل حاله ح ت يصلي عليها حذيفة بن اليمان ل نه كان يعلم أعيان النافق ي‪ ,‬قد أخبه‬
‫بم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ولذا كان يقال له صاحب السر الذي ل يعلمه غيه‬
‫أي مبببببببببببببببن الصبببببببببببببببحابة‪.‬‬
‫وقال أبو عبيد ف كتاب الغريب ف حديث عمر‪ ,‬أنه أراد أن يصلي على جنازة رجل‬
‫فمرزه حذيفة كأنه أراد أن يصده عن الصلة عليها‪ .‬ث حكى عن بعضهم أن الرز بلغة‬
‫أهل اليمامة هو القرص بأطراف الصابع‪ ,‬ولا نى ال عز وجل عن الصلة على النافقي‬
‫والقيام على قبور هم لل ستغفار ل م‪ ,‬كان هذه ال صنيع من أ كب القربات ف حق الؤمن ي‬
‫فشرع ذلك‪ ,‬وف فعله الجر الزيل كما ثبت ف الصحاح وغيها من حديث أب هريرة‬
‫ر ضي ال ع نه‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ « :‬من ش هد النازة ح ت ي صلي‬
‫عليها فله قياط‪ ,‬ومن شهدها حت تدفن فله قياطان» قيل وما القياطان ؟ قال «أصغرها‬
‫مثل أحد» وأما القيام عند قب الؤمن إذا مات‪ ,‬فروى أبو داود‪ :‬حدثنا إبراهيم بن موسى‬
‫الرازي‪ ,‬أخبنا هشام عن عبد ال بن بي عن هانء‪ ,‬وهو أبو سعيد الببري مول عثمان‬
‫بن عفان عن عثمان رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا فرغ من‬
‫دفن اليت وقف عليه وقال‪« :‬استغفروا لخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الَن يسأل» انفرد‬
‫بإخراجبببببببببه أببببببببببو داود رحهببببببببب ال‪.‬‬

‫سهُ ْم‬
‫جبْ كَ َأ ْموَاُلهُ ْم َوَأوْلَ ُدهُ مْ إِنّمَا ُيرِيدُ اللّ هُ أَن ُيعَ ّذَبهُ ْم ِبهَا فِي ال ّدْنيَا َوتَ ْزهَ قَ أَنفُ ُ‬
‫** وَ َل ُتعْ ِ‬
‫َوهُمببببببببببببببببْ كَافِرُونببببببببببببببببَ‬
‫ببة‪.‬‬ ‫ببد والنب‬ ‫بب ول المب‬ ‫ببة الكريةب‬ ‫ببينظي هذه الَيب‬ ‫بب تفسب‬ ‫ببد تب‬ ‫قب‬

‫‪94‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َوإِذَآ أُنزِلَ تْ سُو َرةٌ أَ نْ آ ِمنُواْ بِاللّ ِه وَجَاهِدُواْ مَ عَ رَ سُولِهِ ا ْستَأْ َذنَكَ ُأوْلُواْ ال ّطوْ ِل ِمْنهُ مْ‬
‫ف َوطُبِ َع عََلىَ ُقلُوِبهِ مْ َفهُ مْ‬‫خوَالِ ِ‬ ‫وَقَالُواْ ذَ ْرنَا َنكُ ْن مّ َع اْلقَاعِدِي نَ * رَضُوْا ِبأَن يَكُونُوْا مَ َع الْ َ‬
‫َل َيفْ َقهُونبببببببببببببببببببببببببببببببببَ‬
‫يقول تعال منكرا وذاما للمتخلف ي عن الهاد الناكل ي ع نه مع القدرة عل يه ووجود‬
‫ال سعة والطول‪ .‬وا ستأذنوا الر سول ف القعود وقالوا {ذر نا ن كن مع القاعد ين} ورضوا‬
‫لنف سهم بالعار والقعود ف البلد مع الن ساء‪ ,‬وهن الوالف ب عد خروج اليش‪ ,‬فإذا وقع‬
‫الرب كانوا أج ب الناس‪ ,‬وإذا كان أ من كانوا أك ثر الناس كلما‪ ,‬ك ما قال تعال عن هم‬
‫فب الَيبة الخرى‪{ :‬فإذا جاء الوف رأيتهبم ينظرون إليبك تدور أعينهبم كالذي يغشبى‬
‫عل يه من الوت‪ ,‬فإذا ذ هب الوف سلقوكم بألسبنة حداد} أي علت أل سنتهم بالكلم‬
‫الاد القوي فبب المببن‪ ,‬وفبب الرب أجببب شيببء‪ ,‬وكمببا قال الشاعببر‪:‬‬
‫أفببب السبببلم أعيار أجفاء وغلظةوفببب الرب أشباه النسببباء الفوارك ؟‬
‫وقال تعال ف الَ ية الخرى {ويقول الذ ين آمنوا لول نزلت سورة‪ ,‬فإذا أنزلت سورة‬
‫مكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين ف قلوبم مرض ينظرون إليك نظر الغشي عليه من‬
‫الوت فأول لمب طاعبة وقول معروف فإذا عزم المبر فلو صبدقوا ال لكان خيا لمب}‬
‫الَية‪ ,‬وقوله {وطبع على قلوبم} أي بسبب نكولم عن الهاد والروج مع الرسول ف‬
‫سبيل ال {ف هم ل يفقهون} أي ل يفهمون ما ف يه صلح ل م فيفعلوه ول ما ف يه مضرة‬
‫لمبببببببببببببببببببببببببببببببب فيجتنبوه‪.‬‬

‫خْيرَا ُ‬
‫ت‬ ‫سهِ ْم َوُأوْلَـئِكَ َلهُ ُم الْ َ‬
‫** لَـكِنِ الرّ سُو ُل وَالّذِي نَ آ َمنُواْ َمعَ هُ جَاهَدُواْ ِبَأمْوَاِلهِ ْم َوَأْنفُ ِ‬
‫حِتهَا الْنهَارُ خَالِدِي نَ فِيهَا‬‫َوُأوْلَ ـئِكَ هُ ُم الْ ُمفْلِحُو نَ * َأعَدّ اللّ هُ َلهُ مْ َجنّا تٍ َتجْرِي مِن تَ ْ‬
‫ب اْل َفوْ ُز الْعَظِيمبببببببببببببببُ‬ ‫ذَلِكبببببببببببببب َ‬
‫ل ا ذ كر تعال ذ نب النافق ي وب ي ثناءه على الؤمن ي ومال م ف آخرت م‪ ,‬فقال {ل كن‬
‫الرسبول والذيبن آمنوا معبه جاهدوا} إل آخبر الَيتيب مبن بيان حالمب ومآلمب‪ ,‬وقوله‪:‬‬
‫{وأولئك ل م اليات} أي ف الدار الَخرة ف جنات الفردوس والدرجات العلى‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** وَجَآءَ الْ ُمعَذّرُو َن مِ َن العْرَا بِ ِلُيؤْذَ نَ َلهُ مْ وََقعَدَ الّذِي نَ كَ َذبُواْ اللّ َه وَرَ سُولَهُ َسُيصِي ُ‬
‫ب‬
‫ببببببٌ‬ ‫ببببببٌ أَلِيمب‬ ‫ب عَذَابب‬ ‫ببببب ْ‬ ‫ببببببَ َكفَرُوْا ِمنْهُمب‬ ‫الّذِينب‬
‫ث ب ي تعال حال ذوي العذار ف ترك الهاد الذ ين جاءوا ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم يعتذرون إليه ويبينون له ما هم فيه من الضعف وعدم القدرة على الروج وهم من‬
‫أحياء العرب منب حول الدينبة‪ .‬قال الضحاك عبن اببن عباس‪ ,‬إنبه كان يقرأ {وجاء‬
‫العذرون} بالتخفيف ويقول‪ :‬هم أهل العذر‪ .‬وكذا روى ابن عيينة عن حيد عن ماهد‬
‫سواء‪ ,‬قال ابن إسحاق‪ :‬وبلغن أنم نفر من بن غفار خفاف بن إياء بن رخصة‪ ,‬وهذا‪:‬‬
‫القول هو الظهر ف معن الَية‪ ,‬لنه قال بعد هذا {وقعد الذين كذبوا ال ورسوله} أي‬
‫ل يأتوا فيعتذروا‪ ,‬وقال ا بن جر يج عن ما هد {وجاء العذرون من العراب} قال‪ :‬ن فر‬
‫من بن غفار جاءوا فاعتذروا فلم يعذرهم ال‪ ,‬وكذا قال السن وقتادة وممد بن إسحاق‬
‫والقول الول أظهر وال أعلم‪ ,‬لا قدمنا من قوله بعده {وقعد الذين كذبوا ال ورسوله}‬
‫أي وقعبد آخرون مبن العراب عبن الجيبء للعتذار ثب أوعدهبم بالعذاب الليبم فقال‪:‬‬
‫{سببببيصيب الذيببببن كفروا منهببببم عذاب أليببببم}‪.‬‬

‫ضىَ وَ َل عَلَى الّذِي نَ َل يَجِدُو نَ مَا يُن ِفقُو نَ حَ َر جٌ ِإذَا‬ ‫** ّليْ سَ عَلَى الضّ َعفَآ ِء وَلَ عََلىَ الْ َمرْ َ‬
‫ي مِن َسبِي ٍل وَاللّ هُ غَفُورٌ ّرحِي مٌ * وَلَ عَلَى الّذِي نَ ِإذَا‬ ‫سنِ َ‬
‫نَ صَحُواْ للّ ِه َورَ سُولِ ِه مَا عَلَى الْمُحْ ِ‬
‫ض مِ نَ ال ّدمْ عِ َحزَنا أَلّ‬ ‫مَآ أََتوْ كَ ِلَتحْمَِلهُ مْ قُلْ تَ لَ أَجِ ُد مَآ أَحْ ِمُلكُ ْم عََليْ هِ َتوَّلوْا ّوَأ ْعيُُنهُ ْم َتفِي ُ‬
‫ستَأْ ِذنُونَكَ وَهُمْ َأغِْنيَآءُ رَضُواْ ِبأَن َيكُونُواْ مَ عَ‬ ‫سبِيلُ عَلَى الّذِي نَ يَ ْ‬ ‫يَجِدُوْا مَا ُيْنفِقُو نَ * ِإنّمَا ال ّ‬
‫ب عََلىَ ُقلُوِبهِمبببْ َفهُمبببْ َل َيعْلَمُونبببَ‬ ‫خوَالِفبببِ َو َطبَعبببَ اللّهبب ُ‬ ‫الْ َ‬
‫ث بي تعال العذار الت ل حرج على من قعد معها عن القتال‪ ,‬فذكر منها ما هو لزم‬
‫للشخص ل ينفك عنه وهو الضعف ف التركيب الذي ل يستطيع معه اللد ف الهاد‪,‬‬
‫ومنه العمى والعرج ونوها‪ ,‬ولذا بدأ به ومنه ما هو عارض بسبب مرض ع نّ له ف بدنه‬
‫شغله عن الروج ف سبيل ال أو بسبب فقره ل يقدر على التجه يز للحرب‪ ,‬فليس على‬
‫هؤلء حرج إذا قعدوا ونصبحوا فب حال قعودهبم ول يرجفوا بالناس ول يثبطوهبم وهبم‬

‫‪96‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسنون ف حالم هذا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ما على الحسني من سبيل وال غفور رحيم} وقال‬
‫سفيان الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن أب ثامة رضي ال عنه قال‪ :‬قال الواريون يا‬
‫روح ال أخب نا عن النا صح ل ؟ قال الذي يؤ ثر حق ال على حق الناس‪ ,‬وإذا حدث له‬
‫أمران أو بدا له أمبر الدنيبا وأمبر الَخرة‪ ,‬بدأ بالذي للَخرة ثب تفرغ للذي للدنيبا‪.‬‬
‫وقال الوزا عي‪ :‬خرج الناس إل ال ستسقاء فقام في هم بلل بن سعد فح مد ال وأث ن‬
‫عليه ث قال‪ ,‬يا معشر من حضر ألستم مقرين بالساءة ؟ قالوا اللهم نعم‪ ,‬فقال اللهم إنا‬
‫ن سمعك تقول‪ { :‬ما على الح سني من سبيل} الل هم و قد أقرر نا بال ساءة فاغ فر ل نا‬
‫وارحنا واسقنا‪ ,‬ورفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا‪ ,‬وقال قتادة نزلت هذه الَية ف عائذ بن‬
‫عمرو الزن‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عبيد ال الرازي‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫جابر عن ابن فروة عن عبدالرحن بن أب ليلى عن زيد بن ثابت قال‪ :‬كنت أكتب لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فكنت أكتب براءة‪ ,‬فإن لواضع القلم على أذن إذ أمرنا بالقتال‪,‬‬
‫فجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ينظر ما ينل عليه‪ ,‬إذ جاء أعمى فقال‪ :‬كيف ب يا‬
‫رسول ال وأنا أعمى ؟ فنلت {ليس على الضعفاء} الَية‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس ف‬
‫هذه الَ ية‪ ,‬وذلك أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ مر الناس أن ينبعثوا غاز ين م عه‪,‬‬
‫فجاء ته ع صابة من أ صحابه في هم ع بد ال بن مغ فل بن مقرن الز ن فقالوا‪ :‬يار سول ال‬
‫احل نا فقال ل م‪« :‬وال ل أ جد ما أحل كم عل يه»} فتولوا و هم يبكون و عز علي هم أن‬
‫يل سوا عن الهاد ول يدون نف قة ول مملً‪ .‬فل ما رأى ال حر صهم على مب ته وم بة‬
‫رسبوله أنزل عذرهبم فب كتاببه فقال {ليبس على الضعفاء} إل قوله {فهبم ل يعلمون}‬
‫وقال ما هد ف قوله‪{ :‬ول على الذ ين إذا ما أتوك لتحمل هم} نزلت ف ب ن مقرن من‬
‫مزينة‪ ,‬وقال ممد بن كعب‪ :‬كانوا سبعة نفر من بن عمرو بن عوف سال بن عمي‪ ,‬ومن‬
‫بن وا قف حرمي بن عمرو‪ ,‬ومن بن مازن بن النجار ع بد الرحن بن كعب ويكن أبا‬
‫ليلى‪ ,‬ومن بن العلى سلمان بن صخر‪ ,‬ومن بن سلمة عمرو بن غنمة وعبد ال بن عمرو‬
‫الزن‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق ف سياق غزوة تبوك‪ :‬ث إن رجالً من السلمي أتوا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وهم البكاءون وهم سبعة نفر من النصار وغيهم‪ ,‬من بن عمرو‬
‫بن عوف سال بن عمي وعلية بن زيد أخو بن حارثة‪ ,‬وأبو ليلى عبد الرحن بن كعب‬

‫‪97‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخو بن مازن بن النجار‪ ,‬وعمرو بن المام بن الموح أخو بن سلمة وعبد ال بن الغفل‬
‫الزن‪ ,‬وبعض الناس يقول بل هو عبد ال بن عمرو الزن‪ ,‬وحرمي بن عبد ال أخو بن‬
‫واقف وعياض بن سارية الفزاري‪ ,‬فاستحملوا رسول ال صلى ال عليه وسلم وكانوا أهل‬
‫حاجة فقال {ل أجد ما أحلكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أل يدوا ما‬
‫ينفقون}‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عمر بن الودي‪ ,‬حدثنا وكيع عن الربيع عن السن قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لقد خلفتم بالدينة أقواما ما أنفقتم من نفقة ول قطعتم‬
‫واديا ول نلتم من عدو نيلً إل وقد شركوكم ف الجر» ث قرأ {ول على الذين إذا ما‬
‫أتوك لتحملهم قلت ل أ جد ما أحل كم عليه} الَية‪ ,‬وأ صل الديث ف ال صحيحي من‬
‫حديث أنس‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن بالدينة أقواما ما قطعتم واديا‬
‫ول سرت سيا إل و هم مع كم» قالوا و هم بالدي نة ؟ قال‪« :‬ن عم حب سهم العذر»‪ ,‬وقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع حدثنا الع مش عن أ ب سفيان عن جابر قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل قد خلف تم بالدي نة رجالً ما قطع تم واديا ول سلكتم طريقا إل‬
‫شركوكم ف الجر‪ ,‬حبسهم الرض» ورواه مسلم وابن ماجه من طرق عن العمش به ث‬
‫رد تعال اللمة على الذين يستأذنون ف القعود وهم أغنياء‪ ,‬وأنبهم ف رضاهم بأن يكونوا‬
‫مببع النسبباء الوالف فبب الرحال {وطبببع ال على قلوبمبب فهببم ل يعلمون}‪.‬‬

‫** َي ْعتَذِرُونَ إَِليْكُمْ إِذَا رَ َج ْعتُمْ إِلَْيهِمْ قُل ّل َت ْعتَذِرُواْ لَن ّن ْؤمِنَ َلكُمْ َق ْد َنبَّأنَا اللّ ُه مِنْ أَ ْخبَارِكُ ْم‬
‫ب وَالشّهَا َدةِ َفُيَنبّئُكُم بِمَا كُنتُ مْ‬ ‫وَ َسيَرَى اللّ ُه عَمََلكُ ْم َورَ سُولُ ُه ثُ ّم تُ َردّو نَ إَِلىَ عَالِ ِم الْ َغيْ ِ‬
‫َتعْمَلُو نَ * َسيَحِْلفُونَ بِاللّ هِ َلكُ مْ ِإذَا اْنقََلبْتُ مْ إَِلْيهِ مْ ِلُتعْرِضُواْ َعْنهُ مْ َفَأعْرِضُواْ َعْنهُ مْ ِإنّهُ مْ‬
‫ض ْواْ‬‫ض ْواْ َعْنهُمْ فَإِن َترْ َ‬ ‫حِلفُونَ َلكُمْ ِلتَرْ َ‬ ‫سبُونَ * يَ ْ‬ ‫س َو َم ْأوَاهُمْ َج َهنّمُ َجزَآ ًء بِمَا كَانُواْ َيكْ ِ‬ ‫رِجْ ٌ‬
‫بقِيَ‬‫بب ِ‬ ‫ب اْلفَاسب‬ ‫بب ِ‬ ‫ب الْ َقوْمب‬ ‫بب ِ‬ ‫ضىَ عَنب‬ ‫بببَ َل يَ ْر َ‬ ‫بببّ اللّهب‬ ‫بببْ فَإِنب‬ ‫عَْنهُمب‬
‫أخب تعال عن النافقي بأنم إذا رجعوا إل الدينة أنم يعتذرون إليهم {قل ل تعتذروا‬
‫لن نؤمن لكم} أي لن نصدقكم {قد نبأنا ال من أخباركم} أي قد أعلمنا ال أحوالكم‬
‫{وسيى ال عملكم ورسوله} أي سيظهر أعمالكم للناس ف الدنيا {ث تردون إل عال‬

‫‪98‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغيبب والشهادة فينبئكبم باب كنتبم تعملون} أي فيخببكم بأعمالكبم خيهبا وشرهبا‬
‫ويزيكم عليها‪ ,‬ث أخب عنهم أنم سيحلفون لكم معتذرين لتعرضوا عنهم فل تؤنبوهم‬
‫فأعرضوا عنهم احتقارا لم إنم رجس أي خبث نس بواطنهم واعتقاداتم‪ ,‬ومأواهم ف‬
‫آخرتم جهنم جزاء با كانوا يكسبون أي من الَثام والطايا‪ ,‬وأخب أنم إن رضوا عنهم‬
‫بلف هم ل م {فإن ال ل ير ضى عن القوم الفا سقي} أي الارج ي عن طا عة ال وطا عة‬
‫رسوله‪ ,‬فإن الفسق هو الروج‪ ,‬ومنه سيت الفأرة فويسقة لروجها من جحرها للفساد‪,‬‬
‫ويقال فسببببقت الرطبببببة إذا خرجببببت مببببن أكمامهببببا)‬

‫** العْرَا بُ َأشَدّ ُكفْرا َوِنفَاقا َوأَجْدَرُ أَ ّل َيعْلَمُواْ حُدُو َد مَآ أَنزَلَ اللّ ُه عََلىَ رَ سُولِهِ وَاللّ ُه‬
‫ص ِبكُ مُ ال ّدوَائِ َر عََلْيهِ مْ دَآِئ َرةُ‬
‫خ ُذ مَا يُنفِ ُق َمغْرَما َويَتَ َربّ ُ‬
‫عَلِي مٌ َحكِي مٌ * َومِ َن العْرَا بِ مَن َيتّ ِ‬
‫خ ُذ مَا يُنفِ قُ‬ ‫ب مَن ُي ْؤمِ نُ بِاللّ ِه وَاْليَوْ مِ الَخِرِ َويَتّ ِ‬
‫سوْ ِء وَاللّ هُ َسمِي ٌع عَلِي مٌ * َومِ َن العْرَا ِ‬
‫ال ّ‬
‫ت عِندَ اللّ ِه وَصََلوَاتِ ال ّرسُولِ أَل ِإّنهَا قُ ْرَبةٌ ّلهُ ْم َسيُدْخُِل ُهمُ اللّهُ فِي رَحْ َمتِهِ ِإنّ اللّ َه َغفُورٌ‬
‫قُ ُربَا ٍ‬
‫رّحِيمبببببببببببببببببببببببببببببببببببٌ‬
‫أ خب تعال أن ف العراب كفارا ومنافق ي ومؤمن ي‪ ,‬وأن كفر هم ونفاق هم أع ظم من‬
‫غيهبم وأشبد وأجدر‪ ,‬أي أحرى أن ل يعلموا حدود مبا أنزل ال على رسبوله كمبا قال‬
‫العمش عن إبراهيم قال‪ :‬جلس أعراب إل زيد بن صوحان وهو يدث أصحابه وكانت‬
‫يده قد أ صيبت يوم ناو ند‪ ,‬فقال العرا ب‪ :‬وال إن حدي ثك ليعجب ن‪ ,‬وإن يدك لتريب ن‪.‬‬
‫فقال زيد‪ :‬ما يريبك من يدي إنا الشمال ؟ فقال العراب‪ :‬وال ما أدري اليمي يقطعون‬
‫أو الشمال ؟ فقال زيد بن صوحان‪ :‬صدق ال {العراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن ل‬
‫يعلموا حدود ما أنزل ال على رسوله} وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي‪,‬‬
‫حدثنا سفيان عن أب موسى عن وهب بن منبه عن ابن عباس عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬من سكن البادية جفا‪ ,‬ومن اتبع الصيد غفل‪ ,‬ومن أتى السلطان افتت»‬
‫ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق عن سفيان الثوري به‪ ,‬وقال الترمذي حسن‬
‫غريب ل نعرفه إل من حديث الثوري‪ ,‬ولا كانت الغلظة والفاء ف أهل البوادي ل يبعث‬
‫ال منهم رسولً‪ ,‬وإنا كانت البعثة من أهل القرى كما قال تعال‪{ :‬وما أرسلنا من قبلك‬

‫‪99‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل رجا ًل نوحي إليهم من أهل القرى} ولا أهدى ذلك العراب تلك الدية لرسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فرد عليه أضعافها حت رضي‪ ,‬قال‪« :‬لقد همت أن ل أقبل هدية إل‬
‫من قرشي أو ثقفي أو أنصاري أو دوسي» لن هؤلء كانوا يسكنون الدن مكة والطائف‬
‫والدينبة واليمبن‪ ,‬فهبم ألطبف أخلقا مبن العراب لاب فب طباع العراب مبن الفاء‪.‬‬
‫(حديث العراب ف تقبيل الولد) قال مسلم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة وأبو كريب‬
‫قال‪ :‬حدث نا أ بو أ سامة واببن ن ي عبن هشام عبن أبيبه عبن عائ شة قالت‪ :‬قدم ناس مبن‬
‫العراب على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬أتقبلون صبيانكم ؟ قالوا نعم‪ ,‬قالوا‬
‫لكنا وال ما نقبل‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬وأملك إن كان ال نزع منكم‬
‫الرح ة» وقال ا بن ن ي‪ « :‬من قل بك الرح ة»‪ .‬وقوله {وال عل يم حك يم} أي عل يم ب ن‬
‫ي ستحق أن يعل مه اليان والعلم‪ ,‬حك يم في ما ق سم ب ي عباده من العلم وال هل واليان‬
‫والكفر والنفاق‪ ,‬ل يسأل عما يفعل لعلمه وحكمته‪ ,‬وأخب تعال أن منهم {من يتخذ ما‬
‫ينفق} أي ف سبيل ال {مغرما} أي غرامة وخسارة {ويتربص بكم الدوائر} أي ينتظر‬
‫بكم الوادث والَفات {عليهم دائرة السوء} أي هي منعكسة عليهم والسوء دائر عليهم‬
‫{وال سيع عليم} أي سيع لدعاء عباده عليم بن يستحق النصر من يستحق الذلن‪,‬‬
‫وقوله‪{ :‬ومبن العراب مبن يؤمبن بال واليوم الَخبر ويتخبذ مبا ينفبق قربات عنبد ال‬
‫وصلوات الرسول} هذا هو القسم المدوح من العراب‪ ,‬وهم الذين يتخذون ما ينفقون‬
‫ف سبيل ال قربة يتقربون با عند ال ويبتغون بذلك دعاء الرسول لم {أل إنا قربة لم}‬
‫بم}‪.‬‬ ‫به إن ال غفور رحيب‬ ‫بيدخلهم ال فب رحتب‬ ‫بل لمب {سب‬ ‫أي أل إن ذلك حاصب‬

‫** وَالسّاِبقُو َن الوّلُونَ مِ َن الْ ُمهَاجِرِي َن وَالنْ صَا ِر وَالّذِي نَ اّتَبعُوهُم بِِإحْ سَانٍ رّضِيَ اللّ ُه عَْنهُمْ‬
‫ك الْ َفوْ ُز اْلعَظِي مُ‬
‫حَتهَا الْنهَارُ خَالِدِي نَ فِيهَآ َأبَدا ذَلِ َ‬
‫جرِي تَ ْ‬‫ت تَ ْ‬
‫وَرَضُواْ َعنْ هُ َوَأعَدّ َلهُ مْ َجنّا ٍ‬
‫ي ب تعال عن رضاه عن ال سابقي من الهاجر ين والن صار والتابع ي ل م بإح سان‪,‬‬
‫ورضاهم عنه با أعد لم من جنات النعيم والنعيم القيم‪ ,‬قال الشعب‪ :‬السابقون الولون‬
‫من الهاجرين والن صار من أدرك بيعة الرضوان عام الديبية‪ ,‬وقال أبو موسى الشعري‬
‫و سعيد بن ال سيب وم مد بن سيين وال سن وقتادة‪ ,‬هم الذ ين صلوا إل القبلت ي مع‬

‫‪100‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال ممد بن كعب القرظي‪ :‬مر عمر بن الطاب برجل‬
‫يقرأ هذه الَية‪{ ,‬والسابقون الولون من الهاجرين والنصار} فأخذ عمر بيده فقال‪ :‬من‬
‫أقرأك هذا ؟ فقال‪ :‬أب بن كعب‪ ,‬فقال‪ :‬ل تفارقن حت أذهب بك إليه‪ ,‬فلما جاءه قال‬
‫عمر أنت أقرأت هذا هذه الَية هكذا ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬وسعتها من رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة ل يبلغها أحد بعدنا‪ ,‬فقال أب‬
‫تصبديق هذه الَيبة ف أول سورة المعبة {وآخر ين منهبم لاب يلحقوا بمب و هو العز يز‬
‫الكيم} وف سورة الشر {والذين جاءوا من بعدهم} الَية‪ ,‬وف النفال {والذين آمنوا‬
‫وهاجروا وجاهدوا معكم} الَية‪ ,‬ورواه ا بن جرير‪ ,‬قال‪ :‬وذكر عن السن البصري أنه‬
‫كان يقرؤ ها بر فع الن صار عطفا على وال سابقون الولون‪ ,‬ف قد أ خب ال العظ يم أ نه قد‬
‫رضي عن السابقي الولي من الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان‪ ,‬فياويل من‬
‫أبغضهبم أو سببهم أو أبغبض أو سبب بعضهبم‪ ,‬ول سبيما سبيد الصبحابة بعبد الرسبول‬
‫وخيهم وأفضلهم أعن الصديق الكب والليفة العظم أبا بكر بن أب قحافة رضي ال‬
‫ع نه‪ ,‬فإن الطائ فة الخذولة من الراف ضة يعادون أف ضل ال صحابة ويبغضون م وي سبونم‪.‬‬
‫عياذا بال من ذلك‪ .‬وهذا يدل على أن عقول م معكو سة وقلوب م منكو سة‪ ,‬فأ ين هؤلء‬
‫من اليان بالقرآن إذ يسبون من رضي ال عن هم ؟ وأ ما أهل السنة فإن م يترضون ع من‬
‫رضي ال عنه ويسبون من سبه ال ورسوله‪ ,‬ويوالون من يوال ال ويعادون من يعادي ال‬
‫وهببم متبعون ل مبتدعون ويقتدون ول يبتدون‪ ,‬ولذا هببم حزب ال الفلحون وعباده‬
‫الؤمنون‪.‬‬

‫ب ُمنَاِفقُو نَ َومِ نْ َأهْ ِل الْمَدِيَن ِة مَرَدُوْا عَلَى الّنفَا قِ َل َتعْلَ ُم ُه ْم‬


‫** َومِمّ نْ َحوَْلكُ ْم مّ َن العْرَا ِ‬
‫ب ثُمببّ يُرَدّونببَ إَِلىَ عَذَابببٍ عَظِيمببٍ‬ ‫بُنعَ ّذُبهُم مّ ّرَتيْنب ِ‬
‫ب َنعْلَ ُمهُمببْ سب َ‬ ‫نَحْنب ُ‬
‫يبب تعال رسبوله صبلوات ال وسبلمه عليبه أن فب أحياء العرب منب حول الدينبة‬
‫منافقون‪ ,‬و ف أ هل الدي نة أيضا منافقون {مردوا على النفاق} أي مرنوا وا ستمروا عل يه‪,‬‬
‫ومنبه يقال شيطان مريبد‪ ,‬ومارد ويقال ترد فلن على ال أي عتبا وتبب‪ ,‬وقوله‪{ :‬ل‬
‫تعلمهبم ننب نعلمهبم} ل ينافب قوله تعال‪{ :‬ولو نشاء لريناكهبم فلعرفتهبم بسبيماهم‬

‫‪101‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولتعرفن هم ف ل ن القول} لن هذا من باب التو سم في هم ب صفات يعرفون ب ا‪ ,‬ل أ نه‬
‫يعرف جيع من عنده من أهل النفاق والريب على التعيي‪ ,‬وقد كان يعلم أن ف بعض من‬
‫يال طه من أ هل الدينة نفاقا وإن كان يراه صباحا وم ساء‪ ,‬وشا هد هذا بال صحة ما رواه‬
‫المام أحد ف مسنده حيث قال‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن النعمان بن سال‬
‫عن رجل عن جبي بن مطعم رضي ال عنه‪ ,‬قال قلت‪ :‬يا رسول ال إنم يزعمون أنه ليس‬
‫لنا أجر بكة فقال‪« :‬لتأتينكم أجوركم ولو كنتم ف جحر ثعلب» وأصغى إل رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم برأ سه فقال «إن ف أ صحاب منافق ي» ومعناه أ نه قد يبوح ب عض‬
‫النافقي والرجفي من الكلم با ل صحة له ومن مثلهم صدر هذا الكلم الذي سعه جبي‬
‫بن مط عم‪ ,‬وتقدم ف تف سي قوله {وهوا ب ا ل ينالوا} أ نه صلى ال عل يه و سلم أعلم‬
‫حذيفة بأعيان أربعة عشر أو خسة عشر منافقا‪ ,‬وهذا تصيص ل يقتضي أنه اطلع على‬
‫أسببببببببائهم وأعيانمبببببببب كلهببببببببم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وروى الافظ ابن عساكر ف ترجة أب عمر البيوت من طريق هشام بن عمار‪ :‬حدثنا‬
‫صدقة بن خالد‪ ,‬حدثنا ابن جابر‪ ,‬حدثن شيخ ببيوت يكن أبا عمر‪ ,‬أظنه حدثن عن أب‬
‫ل يقال له حرملة أتى ال نب صلى ال عليه و سلم فقال‪ :‬اليان هه نا وأشار‬ ‫الدرداء أن رج ً‬
‫بيده إل لسانه‪ ,‬والنفاق ههنا وأشار بيده إل قلبه‪ ,‬ول يذكر ال إل قليلً‪ ,‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬اللهم اجعل له لسانا ذاكرا‪ ,‬وقلبا شاكرا‪ ,‬وارزقه حب وحب من‬
‫يبن‪ ,‬وصي أمره إل خي» فقال‪ :‬يا رسول ال إنه كان ل أصحاب من النافقي وكنت‬
‫رأسا فيهم أفل آتيك بم ؟ قال‪« :‬من أتانا استغفرنا له‪ ,‬ومن أصر فال أول به‪ ,‬ول ترقن‬
‫على أحد سترا»‪ ,‬قال وكذا رواه أ بو أحد الا كم عن أ ب ب كر الباغندي عن هشام بن‬
‫عمار به‪ ,‬وقال ع بد الرزاق‪ :‬أخب نا مع مر عن قتادة ف هذه الَ ية أ نه قال‪ :‬ما بال أقوام‬
‫يتكلفون علم الناس‪ ,‬فلن ف ال نة وفلن ف النار‪ ,‬فإذا سألت أحد هم عن نف سه قال ل‬
‫أدري لعمري أنت بنفسك أعلم منك بأحوال الناس‪ ,‬ولقد تكلفت شيئا ما تكلفه النبياء‬
‫قبلك‪ ,‬قال نب ال نوح عليه السلم {وما علمي با كانوا يعملون} وقال نب ال شعيب‬
‫عليه السلم {بقية ال خي لكم إن كنتم مؤمني وما أنا عليكم بفيظ} وقال ال تعال‬
‫لنبيه صلى ال عليه وسلم {ل تعلمهم نن نعلمهم} وقال السدي عن أب مالك عن ابن‬

‫‪102‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عباس ف هذه الَ ية قال‪ :‬قام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم خطيبا يوم الم عة فقال‪:‬‬
‫«اخرج يا فلن فإنك منافق‪ ,‬واخرج يا فلن إنك منافق» فأخرج من السجد ناسا منهم‬
‫فضح هم‪ ,‬فجاء ع مر و هم يرجون من ال سجد فاخت بأ من هم حياء أ نه ل يش هد الم عة‬
‫و ظن أن الناس قد ان صرفوا‪ ,‬واختبأوا هم من ع مر ظنوا أ نه قد علم بأمر هم‪ ,‬فجاء ع مر‬
‫فدخل السجد فإذا الناس ل يصلوا‪ ,‬فقال له رجل من السلمي‪ :‬أبشر يا عمر قد فضح ال‬
‫النافق ي اليوم‪ ,‬قال ا بن عباس‪ :‬فهذا العذاب الول ح ي أخرج هم من ال سجد‪ ,‬والعذاب‬
‫بن أبب مالك نوب هذا‪.‬‬ ‫بدي عب‬ ‫بن السب‬ ‫بب‪ ,‬وكذا قال الثوري عب‬‫الثانب عذاب القب‬
‫وقال ماهبد ف قوله {سبنعذبم مرتيب} يعنب القتبل والسبب‪ ,‬وقال ف روايبة بالوع‬
‫وعذاب القب‪ ,‬ث يردون إل عذاب عظيم‪ ,‬وقال ابن جريج عذاب الدنيا وعذاب القب ث‬
‫يردون إل عذاب عظ يم النار‪ ,‬وقال ال سن الب صري‪ :‬عذاب ف الدن يا وعذاب ف ال قب‪,‬‬
‫وقال ع بد الرح ن بن ز يد‪ :‬أ ما عذاب ف الدن يا فالموال والولد‪ ,‬وقرأ قوله تعال {فل‬
‫تعجبك أموالم ول أولدهم إنا يريد ال ليعذبم با ف الياة الدنيا} فهذه الصائب لم‬
‫عذاب وهي للمؤمني أجر‪ ,‬وعذاب ف الَخرة ف النار {ث يردون إل عذاب عظيم} قال‬
‫النار‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق {سنعذبم مرتي} قال‪ :‬هو فيما بلغن ما هم فيه من أمر‬
‫السلم وما يدخل عليهم من غيظ ذلك على غي حسبة‪ ,‬ث عذابم ف القبور إذا صاروا‬
‫إليها‪ ,‬ث العذاب العظيم الذي يردون إليه عذاب الَخرة واللد فيه‪ ,‬وقال سعيد عن قتادة‬
‫ف قوله‪ { :‬سنعذبم مرت ي} عذاب الدن يا وعذاب ال قب { ث يردّون إل عذاب عظ يم}‬
‫وذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم أسر إل حذيفة باثن عشر رجلً من النافقي‪,‬‬
‫فقال ستة منهم تكفيهم الدبيلة سراج من نار جهنم يأخذ ف كتف أحدهم حت يفضي‬
‫إل صدره‪ ,‬وستة يوتون موتا‪ ,‬وذكر لنا أن عمر بن الطاب رضي ال عنه كان إذا مات‬
‫رجل من يرى أنه منهم‪ ,‬نظر إل حذيفة فإن صلى عليه وإل تركه‪ ,‬وذكر لنا أن عمر قال‬
‫ببا أحدا بعدك‪.‬‬ ‫ببن منهب‬ ‫ببا ؟ قال ل ول أومب‬ ‫ببم أنب‬‫ببة أنشدك ال أمنهب‬ ‫لذيفب‬

‫ب عََلْيهِ ْم‬
‫** وَآ َخرُو نَ ا ْعتَرَفُوْا بِ ُذنُوِبهِ مْ خََلطُوْا عَ َملً صَالِحا وَآ َخرَ َسيّئا عَ سَى اللّ هُ أَن َيتُو َ‬
‫ب َغفُورٌ رّحِيمببببببببببٌ‬ ‫إِنببببببببببّ اللّهببببببببب َ‬

‫‪103‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لا بيّن تعال حال النافقي التخلفي عن الغزاة رغبة عنها وتكذيبا وشكا‪ ,‬شرع ف بيان‬
‫ل وميلً إل الراحبة مبع إيانمب وتصبديقهم‬ ‫حال الذنببي الذيبن تأخروا عبن الهاد كسب ً‬
‫بال ق‪ ,‬فقال {وآخرون اعترفوا بذنوب م} أي أقروا ب ا واعترفوا في ما بين هم وب ي رب م‪,‬‬
‫ولم أعمال أخر صالة خلطوا هذه بتلك فهؤلء تت عفو ال وغفرانه‪ ,‬وهذه الَية وإن‬
‫كانت نزلت ف أناس معيني إل أنا عامة ف كل الذنبي الطائي الخلطي التلوثي‪ ,‬وقد‬
‫قال ما هد‪ :‬إن ا نزلت ف أ ب لبا بة ل ا قال لب ن قري ظة‪ :‬إ نه الذ بح وأشار بيده إل حل قه‪,‬‬
‫وقال ابن عباس {وآخرون} نزلت ف أب لبابة وجاعة من أصحابه تلفوا عن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ف غزوة تبوك‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬أ بو لبا بة وخ سة م عه‪ ,‬وق يل و سبعة‬
‫م عه‪ ,‬وق يل وت سعة م عه‪ ,‬فل ما ر جع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من غزو ته ربطوا‬
‫أنفسهم بسواري السجد وحلفوا ل يلهم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما أنزل‬
‫ال هذه الَية {وآخرون اعترفوا بذنوبم} أطلقهم رسول ال صلى ال عليه وسلم وعفا‬
‫عنهم‪ ,‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا مؤمل بن هشام‪ ,‬حدثنا إساعيل بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا عوف‪,‬‬
‫حدث نا أ بو رجاء‪ ,‬حدث نا سرة بن جندب قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل نا‬
‫«أتان الليلة آتيان فابتعثان فانتهيا ب إل مدينة مبنية بلب ذهب ولب فضة فتلقانا رجال‬
‫شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء‪ ,‬وشطر كأقبح ما أنت راء‪ ,‬قال لم اذهبوا فقعوا‬
‫ف ذلك الن هر فوقعوا ف يه ث رجعوا إلي نا قد ذ هب ذلك ال سوء عن هم ف صاروا ف أح سن‬
‫صورة‪ ,‬قال ل هذه جنة عدن وهذا منلك‪ ,‬قال وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن‬
‫وش طر من هم قب يح‪ ,‬فإن م خلطوا عملً صالا وآ خر سيئا تاوز ال عن هم» هكذا رواه‬
‫البخاري متصببببببرا فبببببب تفسببببببي هذه الَيببببببة‪.‬‬

‫** خُ ْذ مِ نْ َأمْوَاِلهِ مْ صَدََق ًة تُ َطهّ ُرهُ ْم َوتُزَكّيهِ ْم بِهَا وَ صَ ّل عََلْيهِ مْ إِ نّ صََلوَاتَكَ َسكَنٌ ّلهُ ْم‬
‫ت َوأَنّ اللّهَ‬
‫وَاللّهُ سَمِي ٌع عَلِيمٌ * أَلَ ْم َيعْلَ ُم َواْ أَنّ اللّ َه ُه َو َيقْبَ ُل الّتوَْب َة عَ ْن ِعبَادِهِ َوَيأْخُ ُذ الصّدَقَا ِ‬
‫ُهوَ الّتوّاببببببببببببببببُ ال ّرحِيمبببببببببببببببُ‬
‫أمر تعال رسوله صلى ال عليه وسلم بأن يأخذ من أموالم صدقة يطهرهم ويزكيهم با‬
‫وهذا عام وإن أعاد بعض هم الضم ي ف أموال م إل الذ ين اعترفوا بذنوب م وخلطوا عملً‬

‫‪104‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صالا وآ خر سيئا‪ ,‬ولذا اعت قد ب عض مان عي الزكاة من أحياء العرب أن د فع الزكاة إل‬
‫المام ل يكون‪ ,‬وإنا كان هذا خاصا بالرسول صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ولذا احتجوا بقوله‬
‫تعال‪{ :‬خذ من أموالم صدقة} الَية‪ ,‬وقد رد عليهم هذا التأويل والفهم الفاسد‪ ,‬أبو بكر‬
‫ال صديق و سائر ال صحابة وقاتلو هم ح ت أدوا الزكاة إل اللي فة ك ما كانوا يؤدون ا إل‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ح ت قال ال صديق‪ :‬وال لو منعو ن عناقا ب و ف روا ية‬
‫عقالً ب كانوا يؤدو نه إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم لقاتلن هم على من عه‪ ,‬وقوله‬
‫{وصل عليهم} أي ادع لم واستغفر لم كما رواه مسلم ف صحيحه عن عبد ال بن أب‬
‫أوف قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا أت بصدقة قوم صلى عليهم فأتاه أب بصدقته‬
‫فقال‪« :‬الل هم صل على آل أ ب أو ف» و ف الد يث الَ خر أن امرأة قالت‪ :‬يا ر سول ال‬
‫صل عل ّي وعلى زو جي‪ ,‬فقال « صلى ال عل يك وعلى زو جك» وقوله‪{ :‬إن صلتك‬
‫سبكن لمب} قرأ بعضهبم صبلواتك على المبع وآخرون قرأوا إن صبلتك على الفراد‬
‫{ سكن ل م} قال ا بن عباس‪ :‬رح ة ل م‪ ,‬وقال قتادة وقار‪ ,‬وقوله‪{ :‬وال سيع} أي‬
‫لدعائك {عل يم} أي ب ن ي ستحق ذلك م نك و من هو أ هل له‪ ,‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫وكيع‪ ,‬حدثنا أبو العميس عن أب بكر بن عمرو بن عتبة عن ابن حذيفة عن أبيه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان إذا دعا لرجل أصابته وأصابت ولده وولد ولده‪ ,‬ث رواه عن أب‬
‫نعيم عن مسعر عن أب بكر بن عمرو بن عتبة عن ابن لذيفة‪ ,‬قال مسعر‪ :‬وقد ذكره مرة‬
‫عبن حذيفبة إن صبلة النبب صبلى ال عليبه وسبلم لتدرك الرجبل وولده وولد ولده‪.‬‬
‫وقوله {أل يعلموا أن ال هو يق بل التو بة عن عباده ويأ خذ ال صدقات} هذا تي يج إل‬
‫التوبة والصدقة اللتي كل منهما يط الذنوب ويحصها ويحقها‪ ,‬وأخب تعال أن كل من‬
‫تاب إل يه تاب عل يه‪ ,‬و من ت صدق ب صدقة من ك سب حلل‪ ,‬فإن ال تعال يتقبل ها بيمي نه‬
‫فيبيها لصاحبها حت تصي التمرة مثل أحد‪ ,‬كما جاء بذلك الديث عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم كما قال الثوري ووكيع كلها عن عباد بن منصور عن القاسم بن ممد‪,‬‬
‫أنبه سع أ با هريرة يقول‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليبه و سلم‪« :‬إن ال يقببل الصبدقة‬
‫ويأخذ ها بيمي نه قيبي ها لحد كم ك ما ير ب أحد كم مهره‪ ,‬ح ت أن اللق مة لتكون م ثل‬
‫أحد» وتصديق ذلك ف كتاب ال عز وجل {أل يعلموا أن ال هو يقبل التوبة عن عباده‬

‫‪105‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ويأ خذ ال صدقات} وقوله‪{ :‬ي حق ال الر با وير ب ال صدقات} وقال الثوري والع مش‪,‬‬
‫كله ا عن ع بد ال بن ال سائب عن ع بد ال بن أ ب قتادة قال‪ :‬قال ع بد ال بن م سعود‬
‫رضي ال عنه‪ ,‬إن الصدقة تقع ف يد ال عز وجل قبل أن تقع ف يد السائل‪ ,‬ث قرأ هذه‬
‫الَ ية {أل يعلموا أن ال هو يق بل التو بة عن عباده ويأ خذ ال صدقات} و قد روى ا بن‬
‫عساكر ف تاريه ف ترجة عبد ال بن الشاعر السكسكي الدمشقي وأصله حصي‪ ,‬وكان‬
‫أحد الفقهاء‪ ,‬روى عن معاوية وغيه‪ ,‬وحكى عنه حوشب بن سيف السكسكي المصي‬
‫قال‪ :‬غزا الناس ف زمان معاو ية ر ضي ال ع نه وعلي هم ع بد الرح ن بن خالد بن الول يد‪,‬‬
‫فغل رجل من السلمي مائة دينار رومية‪ .‬فلما قفل اليش ندم وأتى المي فأب أن يقبلها‬
‫م نه وقال‪ :‬قد تفرق الناس ولن أقبل ها م نك ح ت تأ ت ال ب ا يوم القيا مة‪ ,‬فج عل الر جل‬
‫ي ستقري ال صحابة فيقولون له م ثل ذلك‪ ,‬فل ما قدم دم شق ذ هب إل معاو ية ليقبل ها م نه‬
‫فأبىعل يه‪ ,‬فخرج من عنده و هو يب كي وي سترجع‪ ,‬ف مر بع بد ال بن الشا عر ال سكسكي‬
‫فقال له ما يبك يك ؟ فذ كر له أمره‪ ,‬فقال له‪ :‬أو مطي عي أ نت ؟ فقال‪ :‬ن عم‪ ,‬فقال اذ هب‬
‫إل معاو ية ف قل له اق بل م ن خ سك فاد فع إل يه عشر ين دينارا وان ظر إل الثمان ي الباق ية‬
‫فتصدق با عن ذلك اليش‪ ,‬فإن ال يقبل التوبة عن عباده وهو أعلم بأسائهم ومكانم‪,‬‬
‫فف عل الر جل‪ ,‬فقال معاو ية ر ضي ال ع نه‪ :‬لن أكون أفتي ته ب ا أ حب إل من كل ش يء‬
‫أملكببببببببببه‪ ,‬أحسببببببببببن الرجببببببببببل‪.‬‬

‫سَيرَى اللّ ُه عَ َمَلكُ ْم وَرَ سُولُهُ وَالْ ُم ْؤ ِمنُو َن وَ سَتُ َردّونَ إَِلىَ عَالِ ِم اْلغَيْ بِ‬
‫** وَقُ ِل اعْمَلُواْ فَ َ‬
‫ب بِمَببببببا كُنتُمببببببْ تَعْ َملُونببببببَ‬ ‫وَالشّهَا َدةِ َفُيَنبُّئكُمببببب ْ‬
‫قال ما هد‪ :‬هذا وع يد يع ن من ال تعال للمخالف ي أوامره بأن أعمال م ستعرض عليه‬
‫تبارك وتعال وعلى الر سول صلى ال عليه وسلم وعلى الؤمن ي‪ .‬وهذا كائن ل مالة يوم‬
‫القيامبة كمبا قال‪{ :‬يومئذ تعرضون ل تفبى منكبم خافيبة} وقال تعال‪{ :‬يوم تبلى‬
‫السرائر} وقال‪{ :‬وحصل ما ف الصدور} وقد يظهر ال تعال ذلك للناس ف الدنيا‪ ,‬كما‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا دراج عن أب اليثم عن‬
‫أب سعيد مرفوعا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬لو أن أحدكم يعمل ف‬

‫‪106‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صخرة صماء ليس لا باب ول كوة لخرج ال عمله للناس كائنا ما كان» وقد ورد‪ :‬أن‬
‫أعمال الحياء تعرض على الموات مبن القرباء والعشائر فب البزخ‪ ,‬كمبا قال أببو داود‬
‫الطيالسي‪ :‬حدثنا الصلت بن دينار عن السن عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن أعمال كم تعرض على أقربائ كم وعشائر كم ف قبور هم‪ ,‬فإن‬
‫كان خيا استبشروا به‪ ,‬وإن كان غي ذلك قالوا‪ :‬اللهم ألمهم أن يعملوا بطاعتك» وقال‬
‫المام أحد‪ :‬أنبأنا عبد الرزاق عن سفيان عمن سع أنسا يقول‪ :‬قال النب صلى ال عليه‬
‫وسبلم‪ :‬إن أعمالكبم تعرض على أقاربكبم وعشائركبم مبن الموات فإن كان خيا‬
‫اسبتبشروا ببه وإن كان غيب ذلك قالوا اللهبم ل تتهبم حتب تديهبم كمبا هديتنبا»‪.‬‬
‫وقال البخاري قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬إذا أعجبك حسن عمل امرىء مسلم فقل‬
‫{اعملوا ف سيى ال عمل كم ور سوله والؤمنون} و قد ورد ف الد يث شبيه بذا‪ ,‬قال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا حيد عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«ل عليكم أن تعجبوا بأحد حت تنظروا ب يتم له‪ ,‬فإن العامل يعمل زمانا من عمره أو‬
‫بر هة من دهره بع مل صال لو مات عل يه د خل ال نة ث يتحول فيع مل عملً سيئا‪ ,‬وإن‬
‫العبد ليعمل البهة من دهره بعمل سيء لو مات عليه دخل النار ث يتحول فيعمل عملً‬
‫صبالا‪ ,‬وإذا أراد ال بعبده خيا اسبتعمله قببل موتبه» قالوا‪ :‬يبا رسبول ال وكيبف‬
‫يستعمله ؟ قال‪« :‬يوفقه لعمل صال ث يقبضه عليه» تفرد به المام أحد من هذا الوجه‪.‬‬

‫ِيمب‬
‫ِيمب َحك ٌ‬
‫ّهب عَل ٌ‬
‫ِمب وَالل ُ‬
‫ُوبب عََلْيه ْ‬
‫ُمب َوإِمّا َيت ُ‬
‫ّهبإِمّا ُيعَ ّذُبه ْ‬
‫ْنب لمْرِ الل ِ‬
‫ُونب مُرْ َجو َ‬
‫** وَآ َخر َ‬
‫قال ابن عباس وماهد وعكرمة والضحاك وغي واحد‪ :‬هم الثلثة الذين خلفوا أي عن‬
‫التوبة‪ ,‬وهم مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلل بن أمية‪ ,‬قعدوا عن غزوة تبوك ف‬
‫جلة مبن قعبد كسبلً وميلً إل الدعبة والفبظ وطيبب الثمار والظلل ل شكا ونفاقا‪,‬‬
‫فكا نت من هم طائ فة ربطوا أنف سهم بال سواري ك ما ف عل أ بو لبا بة وأ صحابه‪ ,‬وطائ فة ل‬
‫يفعلوا ذلك و هم هؤلء الثل ثة الذكورون‪ ,‬فنلت تو بة أولئك ق بل هؤلء وأر جي هؤلء‬
‫عبن التوببة‪ ,‬حتب نزلت الَيبة الَتيبة وهبي قوله {لقبد تاب ال على النبب والهاجريبن‬
‫والنصار} الَية‪{ ,‬وعلى الثلثة الذين خلفوا حت إذا ضاقت عليهم الرض با رحبت}‬

‫‪107‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَية‪ ,‬كما سيأت بيانه ف حديث كعب بن مالك‪ ,‬وقوله {إما يعذبم وإما يتوب عليهم}‬
‫أي هم ت ت ع فو ال إن شاء ف عل ب م هذا وإن شاء ف عل ب م ذاك‪ ,‬ول كن رح ته تغلب‬
‫غض به {وال عل يم حك يم} أي عل يم ب ن ي ستحق العقو بة م ن ي ستحق الع فو‪ ,‬حك يم ف‬
‫أفعاله وأقواله ل إله إل هببببببببببو ول رب سببببببببببواه‪.‬‬

‫ضرَارا وَكُفْرا َوَتفْرِيقا َبيْنَ الْ ُم ْؤ ِمنِيَ َوإِرْصَادا ّلمَنْ حَارَبَ اللّ َه‬ ‫** وَالّذِي َن اتّخَذُواْ مَسْجِدا ِ‬
‫شهَدُ ِإّنهُ مْ َلكَا ِذبُو نَ * َل َتقُ مْ فِي هِ‬‫سَنىَ وَاللّ ُه يَ ْ‬
‫حِلفَ نّ إِ نْ أَ َر ْدنَا إِ ّل الْحُ ْ‬
‫وَرَ سُولَ ُه مِن َقبْ ُل وََليَ ْ‬
‫حبّو نَ أَن‬ ‫ى مِ نْ َأوّ ِل َيوْ مٍ أَحَ قّ أَن َتقُو مَ فِي هِ فِي هِ رِجَا ٌل ُي ِ‬ ‫سجِدٌ أُ ّسسَ عَلَى الّت ْقوَ َ‬ ‫َأبَدا ّلمَ ْ‬
‫ببببببببَ‬ ‫ب الْمُ ّطهّرِينب‬ ‫ببببببب ّ‬ ‫ب يُحِبب‬ ‫ببببببب ُ‬ ‫َيتَ َطهّرُواْ وَاللّهب‬
‫سبب نزول هذه الَيات الكريات‪ ,‬أنه كان بالدينة قبل مقدم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إليها رجل من الزرج يقال له أبو عامر الراهب‪ ,‬وكان قد تنصر ف الاهلية وقرأ‬
‫علم أهبل الكتاب‪ ,‬وكان فيبه عبادة فب الاهليبة وله شرف فب الزرج كببي‪ ,‬فلمبا قدم‬
‫رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم مهاجرا إل الدينبة واجتمبع السبلمون عليبه وصبارت‬
‫لل سلم كل مة عال ية وأظهر هم ال يوم بدر‪ ,‬شرق اللع ي أ بو عا مر بري قه وبارز بالعداوة‬
‫وظاهر با‪ ,‬وخرج فارا إل كفار مكة من مشركي قريش‪ ,‬يالئهم على حرب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فاجتمعوا بن وافقهم من أحياء العرب وقدموا عام أحد‪ ,‬فكان من‬
‫أمر السلمي ما كان وامتحنهم ال عز وجل‪ ,‬وكانت العاقبة للمتقي‪ ,‬وكان هذا الفاسق‬
‫قد ح فر حفائر في ما ب ي ال صفي‪ ,‬فو قع ف إحدا هن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫وأصيب ذلك اليوم فجرح وجهه وكسرت رباعيته اليمن السفلى وشج رأسه صلوات ال‬
‫وسلمه عليه‪ ,‬وتقدم أبو عامر ف أول البارزة إل قومه من النصار فخاطبهم واستمالم‬
‫إل ن صره وموافق ته‪ ,‬فل ما عرفوا كل مه قالوا‪ :‬ل أن عم ال بك عينا يا فا سق يا عدو ال‪,‬‬
‫ونالوا منه وسبوه فرجع وهو يقول‪ :‬وال لقد أصاب قومي بعدي شر‪ ,‬وكان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قد دعاه إل ال قبل فراره وقرأ عليه من القرآن‪ ,‬فأب أن يسلم وترد‪,‬‬
‫فدعا عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يوت بعيدا طريدا فنالته هذه الدعوة‪ ,‬وذلك‬
‫أ نه ل ا فرغ الناس من أ حد‪ ,‬ورأى أ مر الر سول صلى ال عليه و سلم ف ارتفاع وظهور‪,‬‬

‫‪108‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذ هب إل هر قل ملك الروم ي ستنصره على ال نب صلى ال عل يه و سلم فوعده ومناه وأقام‬
‫عنده‪ ,‬وكتب إل جاعة من قومه من النصار من أهل النفاق والريب يعدهم وينيهم أنه‬
‫سيقدم بيش يقاتل به رسول ال صلى ال عليه وسلم ويغلبه ويرده عما هو فيه‪ ,‬وأمرهم‬
‫أن يتخذوا له معقلً يقدم علي هم ف يه من يقدم من عنده لداء كت به ويكون مر صدا له إذا‬
‫قدم علي هم ب عد ذلك‪ ,‬فشرعوا ف بناء م سجد ماور ل سجد قباء فبنوه وأحكموه وفرغوا‬
‫منه قبل خروج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل تبوك‪ ,‬وجاءوا فسألوا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أن يأت إليهم فيصلي ف مسجدهم ليحتجوا بصلته فيه على تقريره وإثباته‪,‬‬
‫وذكروا أن م إنا بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة ف الليلة الشاتية‪ ,‬فع صمه ال من الصلة‬
‫فيه فقال‪« :‬إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء ال» فلما قفل عليه السلم راجعا إل‬
‫الدي نة من تبوك ول ي بق بي نه وبين ها إل يوم أو ب عض يوم‪ ,‬نزل عل يه جب يل ب ب م سجد‬
‫الضرار وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بي جاعة الؤمني ف مسجدهم مسجد قباء‬
‫الذي أ سس من أول يوم على التقوى‪ .‬فب عث ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل ذلك‬
‫السجد من هدمه قبل مقدمه الدينة‪ ,‬كما قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف الَية‪,‬‬
‫هم أناس من النصار بنوا مسجدا فقال لم أبو عامر‪ :‬ابنوا مسجدا واستعدوا با استطعتم‬
‫من قوة ومن سلح فإن ذاهب إل قيصر ملك الروم فآت بنود من الروم وأخرج ممدا‬
‫وأصحابه‪ ,‬فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النب صلى ال عليه وسلم فقالوا له‪ :‬قد فرغنا من‬
‫بناء م سجدنا فن حب أن ت صلي ف يه وتد عو ل نا بالب كة‪ ,‬فأنزل ال عز و جل {ل ت قم ف يه‬
‫أبدا} إل قوله‪{ :‬الظالي} وكذا روي عن سعيد بن جبي وماهد وعروة بن الزبي وقتادة‬
‫وغي واحد من العلماء‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق بن يسار‪ ,‬عن الزهري ويزيد بن رومان‬
‫وعبد ال بن أب بكر وعاصم بن عمر بن قتادة وغيهم‪ ,‬قالوا‪ :‬أقبل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يعن من تبوك حت نزل بذي أوان بلد بينه وبي الدينة ساعة من نار‪ ,‬وكان‬
‫أصحاب مسجد الضرار قد كانوا أتوه وهو يتجهز إل تبوك فقالوا‪ :‬يا رسول ال إنا قد‬
‫بنينا مسجدا لذي العلة والاجة والليلة الطية والليلة الشاتية‪ ,‬وإنا نب أن تأتينا فتصلي‬
‫لنا فيه‪ ,‬فقال‪« :‬إن على جناح سفر وحال شغل» أو كما قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «ولو قد قدمنا إن شاء ال تعال أتيناكم فصلينا لكم فيه» فلما نزل بذي أوان أتاه‬

‫‪109‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خب ال سجد فد عا ر سول ال صلى ال عليه و سلم مالك بن الدخ شم أخا ب ن سال بن‬
‫عوف‪ ,‬ومعبن ببن عدي أو أخاه عامبر ببن عدي أخبا بلعجلن فقال‪« :‬انطلقبا إل هذا‬
‫السجد الظال أهله فاهدماه وحرقاه» فخرجا سريعي حت أتيا بن سال بن عوف‪ ,‬وهم‬
‫رهط مالك بن الدخشم‪ .‬فقال مالك لعن‪ :‬أنظرن حت أخرج إليك بنار من أهلي‪ ,‬فدخل‬
‫أهله فأ خذ سعفا من الن خل فأش عل ف يه نارا ث خر جا يشتدان ح ت دخل ال سجد وف يه‬
‫أهله‪ ,‬فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه‪ ,‬ونزل فيهم من القرآن ما نزل {والذين اتذوا مسجدا‬
‫ضرارا وكفرا} إل آخر القصة‪ .‬وكان الذين بنوه اثن عشر رجلً‪ :‬خذام بن خالد من بن‬
‫عب يد بن ز يد أ حد ب ن عمرو بن عوف‪ ,‬و من داره أخرج م سجد الشقاق‪ ,‬وثعل بة بن‬
‫حاطب من بن عبيد وموال بن أمية بن زيد‪ ,‬ومعتب بن قشي من بن ضبيعة بن زيد‪,‬‬
‫وأبو حبيبة بن الزعر من بن ضبيعة بن زيد‪ ,‬وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف من‬
‫ب ن عمرو بن عوف‪ ,‬وحار ثة بن عا مر وابناه م مع بن حار ثة وز يد بن حار ثة ونب تل‬
‫الارث وهم من بن ضبيعة ومرج‪ ,‬وهم من بن ضبيعة‪ ,‬وباد بن عثمان وهو من بن‬
‫ضبيعبة‪ ,‬ووديعبة ببن ثاببت‪ ,‬وموال بنب أميبة رهبط أبب لباببة ببن عببد النذر‪ .‬وقوله‬
‫{وليحلفن} أي الذين بنوه {إن أردنا إل السن} أي ما أردنا ببنيانه إل خيا ورفقا‬
‫بالناس‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وال يشهد إنم لكاذبون} أي فيما قصدوا وفيما نووا‪ ,‬وإنا بنوه‬
‫ضرارا لسجد قباء وكفرا بال وتفريقا بي الؤمني وإرصادا لن حارب ال ورسوله من‬
‫قبل‪ ,‬وهو أبو عامر الفاسق الذي يقال له الراهب لعنه ال‪ ,‬وقوله {ل تقم فيه أبدا} ني‬
‫له صلى ال عليه وسلم والمة تبع له ف ذلك عن أن يقوم فيه أي يصلي فيه أبدا‪ .‬ث حثه‬
‫على الصبلة بسبجد قباء الذي أسبس مبن أول يوم بنيانبه على التقوى‪ ,‬وهبي طاعبة ال‬
‫ل للسبلم وأهله‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬ ‫ل وموئ ً‬
‫وطاعبة رسبوله وجعا لكلمبة الؤمنيب ومعق ً‬
‫{لسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه} والسياق إنا هو ف معرض‬
‫م سجد قباء‪ ,‬ولذا جاء ف الد يث ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«صلة ف مسجد قباء كعمرة»‪ ,‬وف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يزور مسجد قباء راكبا وماشيا‪ ,‬وف الديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا بناه‬
‫وأ سسه أول قدو مه ونزوله على ب ن عمرو بن عوف كان جب يل هو الذي ع ي له ج هة‬

‫‪110‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القبلة‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا ممد بن العلء‪ ,‬حدثنا معاوية بن هشام عن يونس بن الارث‬
‫عن إبراهيم بن أب ميمونة عن أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬نزلت هذه الَية ف أهل قباء {فيه رجال يبون أن يتطهروا} ب قال ب‬
‫كانوا ي ستنجون بالاء فنلت في هم هذه الَ ية»‪ .‬ورواه الترمذي وا بن ما جه من حد يث‬
‫يو نس بن الارث و هو ضع يف‪ ,‬وقال الترمذي غر يب من هذا الو جه‪ ,‬وقال ال طبان‪:‬‬
‫حدثنا السن بن علي العمري‪ ,‬حدثنا ممد بن حيد الرازي‪ ,‬حدثنا سلمة بن الفضل عن‬
‫م مد بن إ سحاق عن الع مش عن ما هد عن ا بن عباس قال‪ :‬ل ا نزلت هذه الَ ية {ف يه‬
‫رجال يبون أن يتطهروا} ب عث ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل عو ي بن ساعدة‬
‫فقال‪ « :‬ما هذا الطهور الذي أث ن ال علي كم ؟» فقال‪ :‬يا ر سول ال ما خرج م نا ر جل‬
‫ول امرأة من الغائط إل وغسل فرجه أو قال مقعدته‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «هو‬
‫هذا»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسي بن ممد‪ ,‬حدثنا أبو أويس‪ ,‬حدثنا شرحبيل عن عوي‬
‫بن ساعدة النصاري‪ ,‬أنه حدثه أن النب صلى ال عليه وسلم أتاهم ف مسجد قباء فقال‪:‬‬
‫«إن ال تعال قد أحسن علي كم الثناء ف الطهور ف قصة م سجدكم‪ ,‬ف ما هذا الطهور‬
‫الذي تطهرون به ؟» فقالوا‪ :‬وال يا ر سول ال ما نعلم شيئا‪ ,‬إل أ نه كان ل نا جيان من‬
‫اليهود فكانوا يغسبلون أدبارهبم مبن الغائط فغسبلنا كمبا غسبلوا‪ ,‬ورواه اببن خزيةب فب‬
‫صحيحه‪ ,‬وقال هشيم عن عبد الميد الدن عن إبراهيم بن إساعيل النصاري‪ :‬أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال لعوي بن ساعدة‪« :‬ما هذا الذي أثن ال عليكم {فيه رجال‬
‫يبون أن يتطهروا ؟»} الَية‪ ,‬قالوا‪ :‬يا رسول ال إنا نغسل الدبار بالاء‪ ,‬وقال ابن جرير‪:‬‬
‫حدثن ممد بن عمارة السدي‪ ,‬حدثنا ممد بن سعد عن إبراهيم بن ممد عن شرحبيل‬
‫ببن سبعد قال‪ :‬سبعت خزيةب ببن ثاببت يقول‪ :‬نزلت هذه الَيبة {فيبه رجال يبون أن‬
‫يتطهروا وال يببب الطهريببن} قال كانوا يغسببلون أدبارهببم مببن الغائط‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا يي بن آدم‪ ,‬حدثنا مالك يعن ابن‬
‫مغول‪ ,‬سعت سيارا أبا الكم عن شهر بن حوشب عن ممد بن عبد ال بن سلم قال‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم يعن قباء‪ ,‬فقال «إن ال عز وجل قد أثن عليكم‬
‫فب الطهور خيا أفل تببون ؟» يعنب قوله {فيبه رجال يبون أن يتطهروا} فقالوا يبا‬
‫رسبببول ال إنبببا نده مكتوبا علينبببا فببب التوراة السبببتنجاء بالاء‪.‬‬
‫وقد صرح بأنه مسجد قباء جاعة من السلف‪ ,‬رواه علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪,‬‬
‫ورواه عبد الرزاق عن معمر الزهري عن عروة بن الزبي‪ ,‬وقال عطية العوف وعبد الرحن‬
‫بن زيد بن أسلم والشعب والسن البصري ونقله البغوي عن سعيد بن جبي وقتادة‪ ,‬وقد‬
‫ورد ف الد يث ال صحيح أن م سجد ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الذي ف جوف‬
‫الدينة هو السجد الذي أسس على التقوى‪ ,‬وهذا صحيح‪ .‬ول منافاة بي الَية وبي هذا‪,‬‬
‫لنه إذا كان مسجد قباء قد أسس على التقوى من أول يوم‪ ,‬فمسجد رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بطريق الول والحرى‪ ,‬ولذا قال المام أحد بن حنبل ف مسنده‪ :‬حدثنا أبو‬
‫نعيم‪ ,‬حدثنا عبد ال بن عامر السلمي عن عمران بن أب أنس‪ ,‬عن سهل بن سعد عن‬
‫أببببن كعبب أن النبب صبلى ال عليبه وسبلم قال‪« :‬السبجد الذي أسبس على التقوى‬
‫مسبببببببببجدي هذا» تفرد ببببببببببه أحدببببببببب‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا ربيعة بن عثمان التيمي عن عمران‬
‫بن أب أنس عن سهل بن سعد الساعدي قال‪ :‬اختلف رجلن على عهد رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم ف ال سجد الذي أ سس على التقوى فقال أحده ا هو م سجد ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال الَخر هو مسجد قباء‪ ,‬فأتيا النب صلى ال عليه وسلم فسأله‬
‫فقال‪« :‬هبببببو مسبببببجدي هذا» تفرد ببببببه أحدببببب أيضا‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا موسى بن داود‪ ,‬حدثنا ليث عن عمران بن أب‬
‫أنس عن سعيد بن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪ :‬تارى رجلن ف السجد الذي‬
‫أ سس على التقوى من أول يوم‪ ,‬فقال أحده ا هو م سجد قباء‪ ,‬وقال الَ خر هو م سجد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «هو مسجدي هذا»‬
‫تفرد بببببببببببببببببه أحدبببببببببببببببب‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال المام أحد‪ :‬حدثنا إسحاق بن عيسى‪ ,‬حدثنا ليث حدثن عمران بن‬
‫أب أنس عن ابن أب سعيد عن أبيه أنه قال‪ :‬تارى رجلن ف السجد الذي أسس على‬

‫‪112‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التقوى من أول يوم‪ ,‬فقال رجل هو مسجد قباء‪ ,‬وقال الَخر هو مسجد رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «هو مسجدي» وكذا رواه الترمذي‬
‫والنسبائي عبن قتيببة عبن الليبث وصبححه الترمذي ورواه مسبلم كمبا سبيأت‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي عن أنيس بن أب يي‪ ,‬حدثن أب قال‪:‬‬
‫سعت أبا سعيد الدري قال‪ :‬اختلف رجلن رجل من بن خدرة ورجل من بن عمرو‬
‫بن عوف‪ ,‬ف السجد الذي أسس على التقوى‪ ,‬فقال الدري هو مسجد رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪ ,‬وقال العمري هو م سجد قباء‪ ,‬فأت يا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫فسأله عن ذلك فقال‪« :‬هو هذا السجد» لسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال‬
‫فببببببببب ذلك يعنببببببببب مسبببببببببجد قباء‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال المام أحد‪ :‬قال أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا يي‬
‫بن سعيد‪ ,‬حدثنا حيد الراط الدن سألت أبا سلمة بن عبد الرحن بن أب سعيد فقلت‬
‫كيف سعت أباك يقول ف السجد الذي أسس على التقوى ؟ فقال إن أتيت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فدخلت عليه ف بيت لبعض نسائه فقلت‪ :‬يا رسول ال أين السجد‬
‫الذي أ سس على التقوى ؟ قال‪ :‬فأ خذ كفا من ح صباء فضرب به الرض ث قال‪ « :‬هو‬
‫مسجدكم هذا» ث قال سعت أباك يذكره‪ ,‬رواه مسلم منفردا به عن ممد بن حات عن‬
‫يي بن سعيد به‪ ,‬ورواه عن أب بكر بن أب شيبة وغيه عن حات بن إساعيل عن حيد‬
‫الراط به‪ ,‬و قد قال بأ نه م سجد ال نب صلى ال عل يه و سلم جا عة من ال سلف واللف‪,‬‬
‫و هو مروي عن ع مر بن الطاب واب نه ع بد ال وز يد بن ثا بت و سعيد بن ال سيب‪,‬‬
‫واختاره ابن جرير‪ ,‬وقوله‪{ :‬لسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه‬
‫رجال يبون أن يتطهروا وال ي ب الطهر ين} دل يل على ا ستحباب ال صلة ف ال ساجد‬
‫القدية الؤسسة من أول بنائها على عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬وعلى استحباب الصلة‬
‫مع الما عة ال صالي والعباد العامل ي الحافظ ي على إ سباغ الوضوء والتنه عن ملب سة‬
‫القاذورات‪.‬‬
‫وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر عن شعبة عن عبد اللك بن عمي‪ ,‬سعت‬
‫شبيبا أبا روح يدث عن رجل من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أن رسول‬

‫‪113‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم صلى بم الصبح فقرأ الروم فيها فأوهم فلما انصرف قال‪« :‬إنه‬
‫يلبس علينا القرآن إن أقواما منكم يصلون معنا ل يسنون الوضوء‪ ,‬فمن شهد الصلة معنا‬
‫فليحسن الوضوء» ث رواه من طريقي آخرين عن عبد اللك بن عمي عن شبيب أب روح‬
‫من ذي الكلع‪ ,‬أنه صلى مع النب صلى ال عليه وسلم فذكره‪ ,‬فدل هذا على أن إكمال‬
‫الطهارة يسهل القيام ف العبادة ويع ي على إتام ها وإكمال ا والقيام بشروعات ا‪ .‬وقال أبو‬
‫العالية ف قوله تعال‪{ :‬وال يب الطهرين} إن الطهور بالاء لسن ولكنهم الطهرون من‬
‫الذنوب‪ .‬وقال الع مش التو بة من الذنوب والتط هر من الشرك‪ ,‬و قد ورد ف الد يث‬
‫الروي من طرق ف السنن وغيها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لهل قباء‪« :‬قد‬
‫أث ن ال علي كم ف الطهور فماذا ت صنعون ؟» فقالوا ن ستنجي بالاء‪ ,‬و قد قال الا فظ أ بو‬
‫بكر البزار‪ :‬حدثنا عبد ال بن شبيب‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد العزيز قال‪ :‬وجدته ف كتاب‬
‫أب عن الزهري عن عبيد ال بن عبد ال عن ابن عباس قال نزلت هذه الَية ف أهل قباء‬
‫{ف يه رجال يبون أن يتطهروا وال ي ب الطهر ين} ف سألم ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬فقالوا إنا نتبع الجارة بالاء رواه البزار‪ ,‬ث قال‪ :‬تفرد به ممد بن عبد العزيز عن‬
‫الزهري ول يرو عنه سوى ابنه‪{ ,‬قلت} وإنا ذكرته بذا اللفظ لنه مشهور بي الفقهاء‬
‫ببم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ببن أو كلهب‬ ‫بب التأخريب‬ ‫ببن الحدثيب‬ ‫بب مب‬ ‫ببه كثيب‬ ‫ول يعرفب‬

‫ضوَانٍ َخيْرٌ أَم مّنْ أَ ّسسَ ُبْنيَانَ ُه عََل َى َشفَا جُرُ ٍ‬


‫ف‬ ‫ى مِنَ اللّ ِه وَرِ ْ‬
‫** أَفَ َمنْ أَ ّسسَ ُبْنيَانَ ُه عََل َى َتقْوَ َ‬
‫هَارٍ فَاْنهَا َر بِ هِ فِي نَارِ َج َهنّ مَ وَاللّ هُ َل َيهْدِي اْل َقوْ مَ الظّالِمِيَ * َل يَزَا ُل ُبْنيَاُنهُ ُم الّذِي َبَنوْاْ‬
‫ب عَلِيم ببٌ َحكِيم ببٌ‬ ‫ب وَاللّه ب ُ‬
‫رِيَبةً فِببي ُقلُوِبهِم ببْ إِلّ أَن َتقَطّع ببَ قُلُوُبهُم ب ْ‬
‫يقول تعال ل ي ستوي من أ سس بنيا نه على تقوى من ال ورضوان و من ب ن م سجدا‬
‫ضرارا وكفرا وتفريقا بي الؤمن ي‪ ,‬وإرصادا ل ن حارب ال ورسوله من قبل‪ ,‬فإنا يبن‬
‫هؤلء بنيانم على شفا جرف هار‪ ,‬أي طرف حفية‪ ,‬مثاله {ف نار جهنم وال ل يهدي‬
‫القوم الظالي} أي ل يصلح عمل الفسدين‪ .‬قال جابر بن عبد ال‪ :‬رأيت السجد الذي‬
‫بن ضرارا يرج منه الدخان على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال ابن جريج‪:‬‬
‫ذكبر لنبا أن رجالً حفروا فوجدوا الدخان يرج منبه‪ ,‬وكذا قال قتادة‪ ,‬وقال خلف ببن‬

‫‪114‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ياسي الكوف‪ :‬رأيت مسجد النافقي الذي ذكره ال تعال ف القرآن وفيه جحر يرج منه‬
‫الدخان و هو اليوم مزبلة‪ ,‬رواه ا بن جر ير رح ه ال‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ل يزال بنيان م الذي‬
‫بنوا ري بة ف قلوب م} أي شكا ونفاقا‪ ,‬ب سبب إقدام هم على هذا ال صنيع الشن يع أورث هم‬
‫نفاقا ف قلوبم كما أشرب عابدو العجل حبه‪ ,‬وقوله‪{ :‬إل أن تقطع قلوبم} أي بوتم‪,‬‬
‫قاله ا بن عباس وما هد وقتادة وز يد بن أ سلم وال سدي و حبيب بن أ ب ثا بت والضحاك‬
‫وعبدالرح ن بن ز يد بن أ سلم وغ ي وا حد من علماء ال سلف‪{ ,‬وال عل يم} أي بأعمال‬
‫ببر‪.‬‬ ‫بب وشب‬ ‫ببن خيب‬ ‫ببا مب‬ ‫بب عنهب‬ ‫بب مازاتمب‬ ‫ببم} فب‬ ‫ببه {حكيب‬ ‫خلقب‬

‫جّن َة ُيقَاتِلُو نَ فِي َسبِيلِ اللّ ِه‬ ‫سهُ ْم َوَأ ْموَاَلهُ ْم ِبأَ نّ َلهُ ُم الّ َ‬
‫ى مِ َن الْ ُم ْؤمِنِيَ أَنفُ َ‬
‫** إِ نّ اللّ هَ ا ْشتَرَ َ‬
‫َفَيقْتُلُو َن َويُ ْقتَلُو نَ َوعْدا عََليْ هِ َحقّا فِي الّتوْرَاةِ وَا ِلنْجِي ِل وَاْلقُرْآ ِن َومَ نْ َأوْفَ َى ِب َعهْدِ هِ مِ نَ اللّ هِ‬
‫ببُ‬ ‫ب ُه َو اْل َفوْزُ اْلعَظِيمب‬ ‫ب َ‬ ‫ب وَذَلِكب‬ ‫ب ِ‬ ‫ب بِهب‬ ‫ب ْ‬ ‫ب الّذِي بَايَ ْعتُمب‬ ‫ب ُ‬ ‫بَتبْشِرُواْ ِبَبْيعِكُمب‬ ‫ب ْ‬ ‫فَاسب‬
‫ي ب تعال أنه عاوض عباده الؤمن ي عن أنف سهم وأموال م إذ بذلو ها ف سبيله بال نة‪,‬‬
‫وهذا من فضله وكر مه وإح سانه‪ ,‬فإ نه ق بل العوض ع ما يل كه ب ا تف ضل به على عبيده‬
‫الطيع ي له‪ .‬ولذا قال ال سن الب صري وقتادة‪ :‬بايع هم وال فأغلى ثن هم‪ .‬وقال ش ر بن‬
‫عط ية‪ :‬ما من م سلم إل ول عز و جل ف عن قه بي عة‪ ,‬و ف ب ا أو مات علي ها ث تل هذه‬
‫الَية‪ .‬ولذا يقال من حل ف سبيل ال بايع ال أي قبل هذا العقد ووف به‪ .‬وقال ممد بن‬
‫ك عب القر ظي وغيه‪ ,‬قال ع بد ال بن روا حة ر ضي ال ع نه لر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم يعن ليلة العقبة‪ :‬اشترط لربك ولنفسك ما شئت‪ ,‬فقال «أشترط لرب أن تعبدوه ول‬
‫تشركوا به شيئا‪ .‬وأشترط لنفسي أن تنعون ما تنعون منه أنفسكم وأموالكم» قالوا فما‬
‫ل نا إذا فعل نا ذلك ؟ قال «ال نة» قالوا‪ :‬ر بح الب يع ل نق يل ول ن ستقيل‪ ,‬فنلت {إن ال‬
‫اشترى من الؤمني أنفسهم} الَية‪ ,‬وقوله‪{ :‬يقاتلون ف سبيل ال فيقتلون ويقتلون} أي‬
‫سببواء قتلوا أو قتلوا‪ ,‬أو اجتمببع لمبب هذا وهذا فقببد وجبببت لمبب النببة‪.‬‬
‫ولذا جاء ف الصحيحي «وتكفل ال لن خرج ف سبيله ل يرجه إل جهاد ف سبيلي‬
‫وتصديق برسلي بأن توفاه أن يدخله النة أو يرجعه إل منله الذي خرج منه نائلً ما نال‬
‫من أ جر أو غني مة» وقوله‪{ :‬وعدا عل يه حقا ف التوراة والن يل والقرآن} تأك يد لذا‬

‫‪115‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الو عد وإخبار بأ نه قد كت به على نف سه الكري ة وأنزله على ر سله ف كت به الكبار‪ ,‬و هي‬
‫التوراة النلة على مو سى‪ ,‬والن يل النل على عي سى‪ ,‬والقرآن النل على م مد صلوات‬
‫ال وسلمه عليهم أجعي‪ .‬وقوله‪{ :‬ومن أوف بعهده من ال} فإنه ل يلف اليعاد‪ .‬هذا‬
‫كقوله‪{ :‬ومن أصدق من ال حديثا} {ومن أصدق من ال قيلً} ولذا قال {فاستبشروا‬
‫ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} أي فليستبشر من قام بقتضى هذا العقد‬
‫ووفبببب بذا العهببببد بالفوز العظيببببم والنعيببببم القيببببم‪.‬‬

‫** التّائِبُونَب اْلعَابِدُونَب الْحَامِدُونَب السبّائِحُونَ الرّاكِعُونَب السبّاجِدو َن ا َلمِرُونَببِالْ َمعْرُوفِب‬


‫بب‬ ‫ب َوبَشّ ِر الْ ُم ْؤ ِمنِيَب‬
‫ب الْمُنكَ ِر وَالْحَاِفظُونبببَ ِلحُدُودِ اللّهبب ِ‬
‫وَالنّاهُونبببَ عَنبب ِ‬
‫هذا نعت الؤمني الذين اشترى ال منهم أنفسهم وأموالم بذه الصفات الميلة واللل‬
‫الليلة {التائبون} من الذنوب كلها التاركون للفواحش {العابدون} أي القائمون بعبادة‬
‫ربمب مافظيب عليهبا وهبي القوال والفعال‪ ,‬فمبن أخبص القوال المبد‪ ,‬فلهذا قال‪:‬‬
‫{الامدون} ومن أفضل العمال الصيام وهو ترك اللذ من الطعام والشراب والماع‪,‬‬
‫و هو الراد بال سياحة هه نا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ال سائحون} ك ما و صف أزواج ال نب صلى ال‬
‫عليبه وسبلم بذلك ف قوله تعال‪{ :‬سبائحات} أي صائمات‪ ,‬وكذا الركوع والسبجود‬
‫وه ا عبارة عن ال صلة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬الراكعون ال ساجدون} و هم مع ذلك ينفعون خلق‬
‫ال ويرشدونم إل طاعة ال بأمرهم بالعروف ونيهم عن النكر مع العلم با ينبغي فعله‬
‫ويبب تر كه‪ ,‬و هو ح فظ حدود ال ف تليله وتري ه علما وعملً‪ ,‬فقاموا بعبادة ال ق‬
‫ون صح اللق‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وب شر الؤمن ي} لن اليان يش مل هذا كله‪ ,‬وال سعادة كل‬
‫السبببببببعادة لنببببببب اتصبببببببف ببببببببه‪.‬‬
‫(بيان أن الراد بالسياحة الصيام) قال سفيان الثوري‪ :‬عن عاصم عن ِزرّ عن عبد ال بن‬
‫م سعود قال {ال سائحون} ال صائمون وكذا روي عن سعيد بن جبي والعو ف عن ا بن‬
‫عباس‪ ,‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس كل ما ذ كر ال ف القرآن ال سياحة هم‬
‫الصائمون‪ ,‬وكذا قال الضحاك رحه ال‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن إسحاق‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو أحد‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبد ال عن عائشة رضي ال عنها قالت‪:‬‬

‫‪116‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سياحة هذه ال مة ال صيام‪ ,‬وهكذا قال ما هد و سعيد بن جبي وعطاء وأ بو ع بد الرح ن‬
‫السلمي والضحاك بن مزاحم وسفيان بن عيينة وغيهم‪ ,‬أن الراد بالسائحي الصائمون‪,‬‬
‫وقال ال سن الب صري‪{ :‬ال سائحون} ال صائمون ش هر رمضان‪ ,‬وقال أ بو عمرو العبدي‪:‬‬
‫{ال سائحون} الذ ين يديون ال صيام من الؤمن ي‪ ,‬و قد ورد ف حديث مرفوع ن و هذا‪,‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن عبد ال بن بزيع‪ ,‬حدثنا حكيم بن حزام‪ ,‬حدثنا سليمان‬
‫عن أ ب صال عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ال سائحون هم‬
‫ال صائمون» وهذا الوقوف أ صح‪ ,‬وقال أيضا حدث ن يو نس عن ا بن و هب عن ع مر بن‬
‫الارث عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمي‪ ,‬قال‪ :‬سئل النب صلى ال عليه وسلم عن‬
‫السبائحي‪ ,‬فقال «هبم الصبائمون» وهذا مرسبل جيبد وهذا أصبح القوال وأشهرهبا‪.‬‬
‫وجاء ما يدل على أن ال سياحة الهاد و هو ما روى أ بو داود ف سننه من حد يث أ ب‬
‫أمامة أن رجلً قال‪ :‬يا رسول ال ائذن ل ف السياحة‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«سياحة أمت الهاد ف سبيل ال» وقال ابن البارك عن ابن ليعة‪ ,‬أخبن عمارة بن غزية‬
‫أن السياحة ذكرت عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬أبدلنا ال بذلك الهاد ف سبيل ال والتكبي على كل شرف» وعن عكرمة أنه‬
‫قال‪ :‬هم طلبة العلم‪ ,‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬هم الهاجرون‪ ,‬رواها ابن أب‬
‫حات‪ ,‬وليس الراد من ال سياحة ما قد يفه مه ب عض من يتع بد بجرد ال سياحة ف الرض‬
‫والتفرد فب شواهبق البال والكهوف والباري‪ ,‬فإن هذا ليبس بشروع إل فب أيام الفتب‬
‫والزلزل ف الدين‪ ,‬كما ثبت ف صحيح البخاري عن أب سعيد الدري‪ ,‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬يوشك أن يكون خي مال الرجل غنم يتبع با شعف البال‬
‫وموا قع الق طر ي فر بدي نه من الف ت» وقال العو ف وعلي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ف‬
‫قوله‪{ :‬والافظون لدود ال} قال القائمون بطا عة ال‪ ,‬وكذا قال ال سن الب صري وع نه‬
‫روايبة {الافظون لدود ال} قال‪ :‬لفرائض ال‪ ,‬وفب روايبة القائمون على أمبر ال‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سَت ْغفِرُواْ ِللْمُشْرِ ِكيَ وََلوْ كَاُنوَاْ ُأوْلِي ُق ْربَ َى مِن بَعْ ِد مَا‬
‫** مَا كَا نَ لِلّنبِ يّ وَالّذِي نَ آ َمنُ َواْ أَن يَ ْ‬
‫جحِيمِ * َومَا كَانَ ا ْسِت ْغفَارُ إِبْرَاهِي َم لبِيهِ إِ ّل عَن ّموْعِ َد ٍة َوعَ َدهَآ‬ ‫ب الْ َ‬
‫َتبَيّ نَ َلهُمْ َأّنهُمْ أَصْحَا ُ‬
‫ب لوّاه بٌ حَلِيم بٌ‬ ‫ب َتبَ ّرأَ مِنْه بُ إِن بّ ِإبْرَاهِيم َ‬ ‫ِإيّاه بُ َفلَمّبا َتبَيّن بَ لَه بُ َأنّه بُ عَ ُدوّ للّه ِ‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبدالرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن الزهري عن ابن السيب عن أبيه‬
‫قال‪ :‬ل ا حضرت أ با طالب الوفاة د خل عل يه ال نب صلى ال عليه و سلم وعنده أبو ج هل‬
‫وع بد ال بن أ ب أم ية‪ ,‬فقال «أي عم‪ ,‬قل ل إله إل ال كل مة أحاج لك ب ا ع ند ال عز‬
‫وجل» فقال أبو جهل وعبد ال بن أب أمية‪ :‬يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد الطلب ؟‬
‫فقال‪ :‬أنا على ملة عبد الطلب‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «لستغفرن لك ما ل أنه‬
‫ع نك» فنلت { ما كان لل نب والذ ين آمنوا أن ي ستغفروا للمشرك ي ولو كانوا أول قر ب‬
‫من بعد ما تبي لم أن م أصحاب الحيم} قال ونزلت فيه {إنك ل تدي من أحببت‬
‫ولكن ال يهدي من يشاء} أخرجاه‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن آدم‪ ,‬أخبنا سفيان‬
‫ل يستغفر لبويه‬ ‫عن أب إسحاق عن أب الليل عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬سعت رج ً‬
‫وها مشركان‪ ,‬فقلت‪ :‬أيستغفر الرجل لبويه وها مشركان ؟ فقال‪ :‬أو ل يستغفر إبراهيم‬
‫لب يه ؟ فذكرت ذلك لل نب صلى ال عل يه و سلم فنلت { ما كان لل نب والذ ين آمنوا أن‬
‫يستغفروا للمشركي} الَية‪ ,‬قال لا مات فل أدري‪ ,‬قاله سفيان أو قاله إسرائيل أو هو ف‬
‫الديث لا مات‪( ,‬قلت)‪ :‬هذا ثابت عن ماهد أنه قال لا مات‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا‬
‫السن بن موسى‪ ,‬حدثنا زهي‪ ,‬حدثنا زبيد بن الارث اليامي عن مارب بن دثار عن ابن‬
‫بريدة عن أبيه قال كنا مع النب صلى ال عليه وسلم ونن ف سفر‪ ,‬فنل بنا ونن قريب‬
‫من ألف را كب‪ ,‬ف صلى ركعت ي ث أق بل علي نا بوج هه وعيناه تذرفان‪ ,‬فقام إل يه ع مر بن‬
‫الطاب وفداه بالب والم وقال‪ :‬يا رسول ال مالك ؟ قال «إن سألت رب عز وجل ف‬
‫ال ستغفار ل مي فلم يأذن ل فدم عت عيناي رح ة ل ا من النار‪ ,‬وإ ن ك نت نيت كم عن‬
‫ثلث‪ :‬نيتكبم عبن زيارة القبور فزوروهبا لتذكركبم زيارتاب خيا‪ .‬ونيتكبم عبن لوم‬
‫الضاحي بعد ثلث فكلوا وأمسكوا ما شئتم‪ ,‬ونيتكم عن الشربة ف الوعية فاشربوا ف‬
‫أي وعاء شئتبببببببببببم ول تشربوا مسبببببببببببكرا»‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وروى ا بن جر ير من حد يث علق مة بن مر ثد عن سليمان بن بريدة عن أب يه أن ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم لا قدم مكة‪ ,‬أتى رسم قب فجلس إليه فجعل ياطب ث قام مستعبا‪,‬‬
‫فقلنا يا رسول ال إنا رأينا ما صنعت‪ .‬قال‪« :‬إن استأذنت رب ف زيارة قب أمي فأذن ل‬
‫وا ستأذنته ف ال ستغفار ل ا فلم يأذن ل» ف ما رئي باكيا أك ثر من يومئذ‪ .‬وقال ا بن أ ب‬
‫حات ف تفسيه‪ :‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدث نا خالد بن خداش‪ ,‬حدثنا ع بد ال بن وهب عن ابن‬
‫جريج عن أيوب بن هانء عن مسروق عن ع بد ال بن م سعود‪ ,‬قال‪ :‬خرج رسول ال‬
‫صلى ال عليه و سلم يوما إل القابر فاتبعناه فجاء ح ت جلس إل قب من ها‪ ,‬فناجاه طويلً‬
‫ثب بكبى فبكينبا لبكائه‪ ,‬ثب قام فقام إليبه عمبر ببن الطاب فدعاه ثب دعانبا‪ ,‬فقال «مبا‬
‫أبكاكبم ؟» فقلنبا بكينبا لبكائك‪ .‬قال‪« :‬إن القبب الذي جلسبت عنده قبب آمنبة‪ ,‬وإنب‬
‫استأذنت رب ف زيارتا فأذن ل» ث أورده من وجه آخر‪ ,‬ث ذكر من حديث ابن مسعود‬
‫قريبا منه‪ ,‬وفيه «وإن استأذنت رب ف الدعاء لا فلم يأذن ل وأنزل علي {ما كان للنب‬
‫والذ ين آمنوا} الَيبة‪ ,‬فأخذ ن ما يأ خذ الولد للوالد‪ ,‬وك نت نيت كم عن زيارة القبور‪,‬‬
‫فزوروهبببببببببا فإناببببببببب تذكبببببببببر الَخرة»‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف معناه‪ .‬قال الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن علي الروزي‪ ,‬حدثنا أبو الدرداء‬
‫عبد العزيز بن منيب‪ ,‬حدثنا إسحاق بن عبد ال بن كيسان‪ ,‬عن أبيه عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا أقبل من غزوة تبوك واعتمر‪ ,‬فلما هبط من‬
‫ثنية عسفان أمر أصحابه أن استندوا إل العقبة حت أرجع إليكم‪ ,‬فذهب فنل على قب أمه‬
‫فناجى ربه طويلً‪ ,‬ث إنه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلء لبكائه‪ ,‬وقالوا ما بكى نب ال‬
‫بذا الكان إل و قد أحدث ال ف أم ته شيئا ل تطي قه‪ ,‬فل ما ب كى هؤلء قام فر جع إلي هم‬
‫فقال‪« :‬ما يبكيكم ؟» قالوا يا نب ال بكينا لبكائك‪ ,‬فقلنا لعله أحدث ف أمتك شيء ل‬
‫تطيقه‪ ,‬قال‪« :‬ل‪ ,‬وقد كان بعضه‪ ,‬ولكن نزلت على قب أمي فسألت ال أن يأذن ل ف‬
‫شفاعت ها يوم القيا مة فأ ب ال أن يأذن ل فرحت ها و هي أ مي فبك يت‪ ,‬ث جاء ن جب يل‬
‫فقال‪{ :‬وما كان استغفار إبراهيم لبيه إل عن موعدة وعدها إياه‪ ,‬فلما تبي له أنه عدو‬
‫ل تبأ منه} فتبأ أنت من أمك كما تبأ إبراهيم من أبيه‪ ,‬فرحتها وهي أمي ودعوت رب‬
‫أن يرفع عن أمت أربعا فرفع عنهم اثنتي وأب أن يرفع عنهم اثنتي‪ ,‬ودعوت رب أن يرفع‬

‫‪119‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن هم الر جم من ال سماء والغرق من الرض وأن ل يلب سهم شيعا وأن ل يذ يق بعض هم‬
‫بأس بعض‪ ,‬فرفع ال عنهم الرجم من السماء والغرق من الرض وأب ال أن يرفع عنهم‬
‫القتل والرج» وإنا عدل إل قب أمه لنا كانت مدفونة تت كداء وكانت عسفان لم‪,‬‬
‫وهذا حديث غريب وسياق عجيب‪ ,‬وأغرب منه وأشد نكارة ما رواه الطيب البغدادي‬
‫ف كتاب السابق واللحق بسند مهول عن عائشة ف حديث فيه قصة‪ ,‬أن ال أحيا أمه‬
‫فآمنت ث عادت‪ ,‬وكذلك ما رواه السهيلي ف الروض بسند فيه جاعة مهولون‪ :‬إن ال‬
‫أحيا له أباه وأمه فآمنا به‪ .‬وقد قال الافظ ابن دحية ف هذا ال ستدلل‪ ,‬با حاصله أن‬
‫هذه حياة جديدة كما رجعت الشمس بعد غيبوبتها‪ ,‬فصلى علي العصر‪ ,‬قال الطحاوي‪:‬‬
‫و هو حد يث ثا بت يع ن حد يث الش مس‪ ,‬قال القر طب‪ :‬فل يس إحياؤه ا يت نع عقلً ول‬
‫شرعا‪ ,‬قال و قد سعت أن ال أح يا ع مه أ با طالب فآ من به‪( ,‬قلت) وهذا كله متو قف‬
‫على صبببحة الديبببث فإذا صبببح فل مانبببع منبببه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال العوفب عبن اببن عباس فب قوله‪{ :‬مبا كان للنبب والذيبن آمنوا أن يسبتغفروا‬
‫للمشركي} الَية‪ ,‬أن النب صلى ال عليه وسلم أراد أن يستغفر لمه فنهاه ال عز وجل‬
‫عن ذلك‪ ,‬فقال «إن إبراه يم خل يل ال قد ا ستغفر لب يه» فأنزلل {و ما كان ا ستغفار‬
‫إبراهيم لبيه إل عن موعدة عدها إياه} الَية‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف‬
‫هذه الَية‪ ,‬كانوا ي ستغفرون ل م ح ت نزلت هذه الَية‪ ,‬فأم سكوا عن ال ستغفار لموات م‬
‫ول ينهوا أن يستغفروا للحياء حت يوتوا‪ ,‬ث أنزل ال {وما كان استغفار إبراهيم لبيه}‬
‫الَ ية‪ ,‬وقال قتادة ف الَ ية‪ :‬ذ كر ل نا أن رجالً من أ صحاب ال نب صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬يا نب ال إن من آبائ نا من كان ي سن الوار وي صل الرحام وي فك العا ن ويو ف‬
‫بالذ مم أفل ن ستغفر ل م ؟ قال‪ :‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «بلى وال إ ن ل ستغفر‬
‫ل ب ك ما ا ستغفر إبراه يم لب يه» فأنزل ال { ما كان لل نب والذ ين آمنوا أن ي ستغفروا‬
‫للمشركي} حت بلغ قوله {الحيم} ث عذر ال تعال إبراهيم عليه السلم‪ ,‬فقال‪{ :‬وما‬
‫كان ا ستغفار إبراهيم لبيه} الَية‪ ,‬قال‪ :‬وذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه و سلم قال‪:‬‬
‫«قد أوحى ال إلّ كلمات فدخلن ف أذن وقرن ف قلب‪ :‬أمرت أن ل أستغفر لن مات‬

‫‪120‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مشركا‪ ,‬ومن أع طى ف ضل ماله ف هو خ ي له‪ ,‬و من أم سك فهو شر له‪ ,‬ول يلوم ال على‬
‫كفاف»‪.‬‬
‫وقال الثوري عن الشيبان عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬مات رجل يهودي وله‬
‫ا بن م سلم فلم يرج م عه‪ ,‬فذ كر ذلك ل بن عباس فقال‪ :‬فكان ينب غي له أن ي شي م عه‬
‫ويدفنبه ويدعبو له بالصبلح مبا دام حيا‪ ,‬فإذا مات وكله إل شأنبه‪ ,‬ثب قال‪{ :‬ومبا كان‬
‫استغفار إبراهيم لبيه ب إل قوله ب تبأ منه} ل يدع‪ .‬ويشهد له بالصحة ما رواه أبو‬
‫داود وغيه عن علي ر ضي ال ع نه‪ ,‬ل ا مات أ بو طالب قلت يا ر سول ال‪ :‬إن ع مك‬
‫الشيبخ الضال قبد مات‪ ,‬قال‪« :‬اذهبب فواره ول تدثبن شيئا حتب تأتينب» فذكبر تام‬
‫الديث‪ ,‬وروي أنه صلى ال عليه وسلم لا مرت به جنازة عمه أب طالب قال‪« :‬وصلتك‬
‫رحةب يبا عبم» وقال عطاء ببن أبب رباح‪ :‬مبا كنبت لدع الصبلة على أحبد مبن أهبل‬
‫القبلة‪,‬ولو كانبت حبشيبة حبلى مبن الزنبا‪ ,‬لنب ل أسبع ال حجبب الصبلة إل عبن‬
‫الشرك ي‪ ,‬يقول ال عز و جل‪ { :‬ما كان لل نب والذ ين آمنوا أن ي ستغفروا للمشرك ي}‬
‫الَيبببببببببببببببببببببببببببببببببببة‪.‬‬
‫وروى ابن جرير‪ ,‬عن ابن وكيع عن أبيه عن عصمة بن زامل عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬سعت أبا‬
‫ل ا ستغفر ل ب هريرة ول مه‪ ,‬قلت ولب يه‪ .‬قال ل‪ .‬قال إن أ ب‬ ‫هريرة يقول ر حم ال رج ً‬
‫مات مشركا‪ ,‬وقوله‪{ :‬فلما تبي له أنه عدو ل تبأ منه} قال ابن عباس‪ :‬ما زال إبراهيم‬
‫يستغفر لبيه حت مات‪ ,‬فلما تبي له أنه عدو ل تبأ منه‪ ,‬وف رواية لا مات تبي له أنه‬
‫عدو ل‪ ,‬وكذا قال ماهبد والضحاك وقتادة وغيهبم رحهبم ال‪ ,‬وقال عبيبد ببن عميب‬
‫وسعيد بن جبي‪ :‬إنه يتبأ منه يوم القيامة حت يلقى أباه‪ ,‬وعلى وجه أبيه القترة والغبة‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬يا إبراهيم إن كنت أعصيك وإن اليوم ل أعصيك‪ ,‬فيقول أي رب أل تعدن أن‬
‫ل تزن يوم يبعثون‪ ,‬فأي خزي أخزى من أب البعد‪ ,‬فيقال ان ظر إل ما وراءك فإذا هو‬
‫بذيخ متلطخ‪ ,‬أي قد مسخ ضبعا ث يسحب بقوائمه ويلقى ف النار‪ .‬وقوله‪{ :‬إن إبراهيم‬
‫لواه حليم} قال سفيان الثوري وغي واحد‪ :‬عن عاصم بن بدلة عن زر بن حبيش عن‬
‫ع بد ال بن م سعود‪ ,‬أ نه قال الواه الدعاء‪ ,‬وكذا روي من غ ي و جه‪ :‬عن ا بن م سعود‪,‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن الث ن‪ ,‬حدث نا الجاج بن منهال‪ ,‬حدث ن ع بد الم يد بن برام‪,‬‬

‫‪121‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدث نا ش هر بن حو شب عن ع بد ال بن شداد بن الاد‪ ,‬قال‪ :‬بين ما ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسبلم جالس قال‪ :‬رجبل يبا رسبول ال مبا الواه ؟ قال‪« :‬التضرع» قال‪{ :‬إن إبراهيبم‬
‫لواه حل يم} ورواه ا بن أ ب حا ت‪ :‬من حد يث ا بن البارك عن ع بد الم يد بن برام به‪,‬‬
‫ولفظه قال الواه التضرع الدعاء‪ .‬وقال الثوري عن سلمة بن كهيل عن مسلم البطي عن‬
‫أب الغدير‪ ,‬أنه سأل ابن مسعود عن الواه فقال هو الرحيم‪ ,‬وبه قال ماهد وأبو ميسرة‬
‫عمبر ببن شرحبيبل والسبن البصبري وقتادة وغيهاب أي الرحيبم أي بعباد ال‪.‬‬
‫وقال ابن البارك عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬الواه الوقن بلسان البشة‪,‬‬
‫وكذا قال العوف عن ابن عباس أنه الوقن‪ ,‬وكذا قال ماهد والضحاك‪ ,‬وقال علي بن أب‬
‫طل حة وما هد عن ا بن عباس‪ :‬الواه الؤ من‪ ,‬زاد علي بن أ ب طل حة ع نه‪ :‬هو الؤ من‬
‫التواب‪ ,‬وقال العوف عنه هو الؤمن بلسان البشة‪ .‬وكذا قال ابن جريج هو الؤمن بلسان‬
‫البشببببببببببببببببببببببببببببببببببة‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا موسى‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن الارث بن يزيد عن علي بن رباح‬
‫عن عقبة بن عامر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين «إنه‬
‫أواه» وذلك أنه ر جل كان إذا ذ كر ال ف القرآن ر فع صوته بالدعاء‪ ,‬ورواه ا بن جر ير‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي والشعب‪ :‬الواه السبح‪ ,‬وقال ابن وهب عن معاوية بن صال عن أب‬
‫الزاهر ية عن جبي بن نف ي عن أ ب الدرداء ر ضي ال ع نه قال‪ :‬ل يا فظ على سبحة‬
‫الضحبى إل الواه‪ ,‬وقال شفبي ببن مانبع عبن أبب أيوب‪ ,‬الواه الذي إذا ذكبر خطاياه‬
‫استغفر منها‪ ,‬وعن ماهد الواه الفيظ الوجل يذنب الذنب سرا ث يتوب منه سرا‪ ,‬ذكر‬
‫ذلك كله ابن أب حات رحه ال‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا الحارب عن‬
‫حجاج عن الكم عن السن بن مسلم بن بيان‪ ,‬أن رجلً كان يكثر ذكر ال ويسبح‪,‬‬
‫فذكبببر ذلك للنبببب صبببلى ال عليبببه وسبببلم فقال «إنبببه أواه»‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا ابن هانء‪ ,‬حدثنا النهال بن خليفة عن حجاج بن‬
‫أرطاة عن عطاء عن ابن عباس‪ ,‬أن النب صلى ال عليه وسلم دفن ميتا فقال‪« :‬رحك ال‬
‫إن كنت لواها» يعن تلء للقرآن‪ ,‬وقال شعبة عن أب يونس الباهلي‪ ,‬قال سعت رجلً‬
‫ب كة وكان أ صله روميا وكان قا صا يدث عن أ ب ذر‪ ,‬قال‪ :‬كان ر جل يطوف بالب يت‬

‫‪122‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرام ويقول ف دعائه‪ :‬أوه أوه فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪« :‬إنه أواه»‬
‫ل ومعه‬‫قال‪ :‬فخرجت ذات ليلة فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم يدفن ذلك الرجل لي ً‬
‫ال صباح‪ ,‬هذا حد يث غر يب رواه ا بن جر ير‪ .‬وروي عن ك عب الحبار أ نه قال‪ :‬سعت‬
‫{إن إبراهيم لواه} قال كان إذا ذكر النار قال‪ :‬أوه من النار‪ ,‬وقال ابن جريج عن ابن‬
‫عباس {إن إبراهيم لواه} قال‪ :‬فقيه‪ .‬قال المام أبو جعفر بن جرير‪ :‬وأول القوال قول‬
‫مبن قال إنبه الدعاء و هو الناسبب لل سياق‪ ,‬وذلك أن ال تعال لاب ذ كر أن إبراهيبم إن ا‬
‫ا ستغفر لب يه عن موعدة وعد ها إياه‪ ,‬و قد كان إبراه يم كث ي الدعاء حليما ع من ظل مه‬
‫وأناله مكروها‪ ,‬ولذا ا ستغفر لب يه مع شدة أذاه له ف قوله {أرا غب أ نت عن آل ت يا‬
‫إبراه يم ؟ لئن ل تن ته لرج نك واهجر ن مليا * قال سلم عل يك سأستغفر لك ر ب إ نه‬
‫كان بب حفيا} فحلم عنبه مبع أذاه له ودعبا له واسبتغفر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن إبراهيبم‬
‫لواه حليببببببببببببببببببببببببببببببببم}‪.‬‬

‫** َومَا كَا نَ اللّ هُ ِليُضِلّ َقوْما َبعْدَ إِ ْذ هَدَاهُ مْ َحّتىَ ُيَبيّ نَ َلهُم مّا يَّتقُو نَ إِ نّ اللّ َه ِبكُ ّل َشيْءٍ‬
‫ت َومَا َلكُ مْ مّن دُو نِ اللّ ِه مِن‬ ‫حيِبي َويُمِي ُ‬ ‫ض يُ ْ‬
‫ك ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬ ‫عَلِي مٌ * إِ نّ اللّ هَ لَ هُ مُلْ ُ‬
‫ب وَلَ نَصببببببببببببببببِيٍ‬ ‫وَلِيببببببببببببببب ّ‬
‫يقول تعال مبا عن نفسه الكرية وحكمه العادل‪ :‬إنه ل يضل قوما بعد إبلغ الرسالة‬
‫إليهم‪ ,‬حت يكونوا قد قامت عليهم الجة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وأما ثود فهديناهم} الَية‪,‬‬
‫وقال ماهد ف قوله تعال‪{ :‬وما كان ال ليضل قوما بعد إذ هداهم} الَية‪ ,‬قال بيان ال‬
‫عز وجل للمؤمني ف ترك الستغفار للمشركي خاصة‪ ,‬وف بيانه لم من معصيته وطاعته‬
‫عا مة‪ ,‬فافعلوا أو ذروا‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬يقول ال تعال و ما كان ال ليق ضي علي كم ف‬
‫استغفاركم لوتاكم الشركي بالضلل بعد إذ رزقكم الداية ووفقكم لليان به وبرسوله‪,‬‬
‫حت يتقدم إليكم بالنهي عنه فتتركوا‪ ,‬فأما قبل أن يبي لكم كراهة ذلك بالنهي عنه فلم‬
‫تضيعوا نيه إل ما ناكم عنه فإنه ل يكم عليه بالضلل‪ ,‬فإن الطاعة والعصية إنا يكونان‬
‫من الأمور والنهي‪ ,‬وأما من ل يؤمر ول ينه فغي كائن مطيعا أو عاصيا فيما ل يؤمر به‬
‫ول ينببببببببببببببببه عنببببببببببببببببه‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن ال له ملك ال سموات والرض ي يي وييت ومال كم من دون ال من‬
‫ول ول نصي} قال ابن جرير‪ ,‬هذا تريض من ال تعال لعباده الؤمني ف قتال الشركي‬
‫وملوك الكفر‪ ,‬وأن يثقوا بنصر ال مالك السموات والرض ول يرهبوا من أعدائه‪ ,‬فإنه ل‬
‫ول لم من دون ال ول نصي لم سواه‪ ,‬وقال ابن أ ب حا ت‪ :‬حدثنا علي بن أ ب دلمة‬
‫البغدادي‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب بن عطاء‪ ,‬حدثنا سعيد عن قتادة عن صفوان بن مرز عن‬
‫حكيم بن حزام قال‪ :‬بينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بي أصحابه إذ قال لم‪« :‬هل‬
‫تسمعون ما أسع ؟» قالوا ما نسمع من شيء‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن‬
‫لسع أطيط السماء وما تلم أن تئط وما فيها من موضع شب إل وعليه ملك ساجد أو‬
‫قائم» وقال كعب الحبار‪ :‬ما من موضع خرم إبرة من الرض إل وملك موكل با يرفع‬
‫علم ذلك إل ال‪ ,‬وإن ملئ كة ال سماء لك ثر من عدد التراب‪ ,‬وإن حلة العرش ما ب ي‬
‫كعببببببب أحدهببببببم إل مهبببببب مسببببببية مائة عام‪.‬‬

‫ب ال عََل َى النِّبيّ وَالْ ُمهَا ِجرِي َن وَالنصَا ِر الّذِي َن اتَّبعُوهُ فِي سَاعَ ِة اْلعُسْ َرةِ مِن بَعْ ِد مَا‬
‫** َلقَ ْد تَا َ‬
‫ب‬
‫ب رّحِيم ٌ‬ ‫ب رَءُوف ٌ‬ ‫ب ِبهِم ْ‬
‫ب ِإنّه ُ‬‫ب عََلْيهِم ْ‬ ‫ب تَاب َ‬‫ب ثُم ّ‬ ‫ب ّمْنهُم ْ‬ ‫ب فَرِيق ٍ‬ ‫ب قُلُوب ُ‬‫كَا َد يَزِيغ ُ‬
‫قال ماهد وغي واحد‪ :‬نزلت هذه الَية ف غزوة تبوك‪ ,‬وذلك أنم خرجوا إليها ف شدة‬
‫من ال مر ف سنة مد بة و حر شد يد وع سر من الزاد والاء‪ ,‬قال قتادة‪ :‬خرجوا إل الشام‬
‫عام تبوك ف لبان الر على ما يعلم ال من الهد‪ ,‬أصابم فيها جهد شديد حت لقد ذكر‬
‫لنا أن الرجلي كانا يشقان التمرة بينهما‪ ,‬وكان النفر يتداولون التمرة بينهم يصها هذا ث‬
‫يشرب عليها ث يصها هذا ث يشرب عليها‪ ,‬فتاب ال عليهم وأقفلهم من غزوتم‪ ,‬وقال‬
‫ابن جرير‪ :‬حدثن يونس بن عبد العلى‪ ,‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن عمرو بن الارث عن‬
‫سعيد بن أ ب هلل عن عت بة بن أ ب عتبة عن نا فع بن جبي بن مط عم عن ع بد ال بن‬
‫عباس‪ ,‬أ نه ق يل لع مر بن الطاب ف شأن الع سرة‪ ,‬فقال ع مر بن الطاب‪ :‬خرج نا مع‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم إل تبوك ف ق يظ شد يد‪ ,‬فنلنا منلً فأصابنا فيه ع طش‬
‫ح ت ظن نا أن رقاب نا ستنقطع‪ ,‬وح ت إن كان الر جل ليذ هب يلت مس الاء فل ير جع ح ت‬
‫يظن أن رقبته ستنقطع‪ ,‬وحت إن الرجل لينحر بعيه فيعصر فرثه فيشربه ويعل ما بقي‬

‫‪124‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على كبده‪ ,‬فقال أ بو ب كر ال صديق‪ :‬يا ر سول ال إن ال عز و جل قد عودك ف الدعاء‬
‫خيا فادع لنبا‪ ,‬فقال «تبب ذلك ؟» قال نعبم‪ ,‬فرفبع يديبه فلم يرجعهمبا حتب سبالت‬
‫ال سماء فأهطلت ث سكنت‪ ,‬فملؤا ما مع هم ث ذهب نا نن ظر فلم ند ها جاوزت الع سكر‪,‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬ف قوله {ل قد تاب ال على ال نب والهاجر ين والن صار الذ ين اتبعوه ف‬
‫ساعة الع سرة} أي من النف قة والط هر والزاد والاء { من ب عد ما كاد يز يغ قلوب فر يق‬
‫منهم} أي عن الق‪ ,‬ويشك ف دين الرسول صلى ال عليه وسلم ويرتاب للذي نالم من‬
‫الش قة والشدة ف سفرهم وغزو هم { ث تاب علي هم} يقول‪ :‬ث رزق هم النا بة إل رب م‬
‫والرجوع إل الثبات على دينببببه {إنببببه بمبببب رؤوف رحيببببم}‪.‬‬

‫ت عََلْيهِ ْم‬
‫ض بِمَا َر ُحبَ تْ وَضَاقَ ْ‬ ‫ت عََلْيهِ مُ الرْ ُ‬ ‫لَثةِ الّذِي نَ خُّلفُواْ َحتّىَ إِذَا ضَاقَ ْ‬ ‫** َوعَلَى الّث َ‬
‫ب عََلْيهِمْ ِلَيتُوُب َواْ إِنّ اللّ َه ُهوَ الّتوّابُ الرّحِيمُ‬
‫جأَ مِنَ اللّهِ إِلّ إَِليْهِ ثُ ّم تَا َ‬
‫سهُ ْم َو َظنّ َواْ أَن ّل مَ ْل َ‬
‫أَنفُ ُ‬
‫ب الصببّادِِقيَ‬ ‫ب وَكُونُواْ مَعب َ‬ ‫* يَـببأَّيهَا الّذِينببَ آ َمنُوْا اتّقُواْ اللّهب َ‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ابن أخي الزهري ممد بن عبد ال‪,‬‬
‫عن عمه ممد بن مسلم الزهري أخبن عبد الرحن بن عبد ال بن كعب بن مالك‪ ,‬أن‬
‫عبد ال بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حي عمي‪ ,‬قال‪ :‬سعت كعب بن‬
‫مالك يدث حديثه حي تلف عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة تبوك‪ ,‬فقال‬
‫كعب بن مالك‪ :‬ل أتلف عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة غزاها قط إل ف‬
‫غزاة تبوك‪ ,‬غيأ ن ك نت تل فت ف غزاة بدر ول يعا تب أ حد تلف عن ها‪ ,‬وإن ا خرج‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يريد عي قريش حت جع ال بينهم وبي عدوهم على غي‬
‫ميعاد‪ ,‬ول قد شهدت مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ليلة العق بة ح ي تواثق نا على‬
‫ال سلم‪ ,‬و ما أ حب أن ل ب ا مش هد بدر وإن كا نت بدر أذ كر ف الناس من ها وأش هر‪,‬‬
‫وكان من خبي حي تلفت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة تبوك‪ ,‬أن ل‬
‫أكن قط أقوى ول أيسر من حي تلفت عنه ف تلك الغزاة‪ ,‬وال ما جعت قبلها راحلتي‬
‫قط حت جعتهما ف تلك الغزاة‪ ,‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قلما يريد غزوة‬
‫يغزوها إل ورى بغيها حت كانت تلك الغزوة فغزاها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬

‫‪125‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حر شد يد وا ستقبل سفرا بعيدا ومفاوز‪ ,‬وا ستقبل عدوا كثيا فخلى للم سلمي أمر هم‬
‫ليتأهبوا أهبة عدوهم‪ ,‬فأخبهم وجهه الذي يريد‪ ,‬والسلمون مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كثي‪ ,‬ل يمعهم كتاب حافظ ب يريد الديوان ب قال كعب‪ :‬فقل رجل يريد أن‬
‫يتغيب إل ظن أن ذلك سيخفى عليه ما ل ينل فيه وحي من ال عز وجل‪ ,‬وغزا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم تلك الغزاة حي طابت الثمار والظلل وأنا إليها أصعر‪ ,‬فتجهز‬
‫إلي ها ر سول ال صلى ال عل يه و سلم والؤمنون م عه‪ ,‬فطف قت أغدو ل كي أت هز مع هم‬
‫فأر جع ول أ قض من جهازي شيئا‪ ,‬فأقول لنف سي أ نا قادر على ذلك إذا أردت‪ ,‬فلم يزل‬
‫ذلك يتمادى ب ح ت شّر بالناس ال د‪ ,‬فأ صبح ر سول ال صلى ال عل يه و سلم غاديا‬
‫والسلمون معه ول أقض من جهازي شيئا وقلت أتهز بعد يوم أو يومي ث ألقه فغدوت‬
‫بعد ما فصلوا لتهز فرجعت ول أقض من جهازي شيئا‪ ,‬ث غدوت فرجعت ول أقض‬
‫شيئا‪ ,‬فلم يزل ذلك يتمادى ب ح ت أ سرعوا وتفارط الغزو فهم مت أن أرت ل فألق هم‬
‫وليت أن فعلت‪ ,‬ث ل يقدر ذلك ل فطفقت إذا خرجت ف الناس بعد رسول ال صلى‬
‫ل من عذره ال‬ ‫ال عليه وسلم يزنن أن ل أرى إل رجلً مغموصا عليه ف النفاق أو رج ً‬
‫عز وجل‪ ,‬ول يذكرن رسول ال صلى ال عليه وسلم حت بلغ تبوك‪ ,‬فقال وهو جالس‬
‫ف القوم بتبوك‪« :‬ما فعل كعب بن مالك» فقال رجل من بن سلمة‪ :‬حبسه يا رسول ال‬
‫برداه والنظر ف عطفيه‪ ,‬فقال معاذ بن جبل‪ :‬بئسما قلت وال يا رسول ال ما علمنا عليه‬
‫إل خيا‪ .‬فسببببكت رسببببول ال صببببلى ال عليببببه وسببببلم‪.‬‬
‫قال كعب بن مالك‪ :‬فلما بلغن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد توجه قافلً من‬
‫تبوك‪ ,‬حضرن بثي وطفقت أتذكر الكذب‪ ,‬وأقول باذا أخرج من سخطه غدا وأستعي‬
‫على ذلك بكل ذي رأي من أهلي‪ ,‬فلما قيل إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أظل‬
‫قادما‪ ,‬زاح عن الباطل وعرفت أن ل أنج منه بشيء أبدا‪ ,‬فأجعت صدقه فأصبح رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم وكان إذا قدم من سفر بدأ بال سجد ف صلى ركعت ي ث جلس‬
‫للناس‪ ,‬فلمبا فعبل ذلك جاءه التخلفون فطفقوا يعتذرون إليبه ويلفون له وكانوا بضعبة‬
‫وثاني رجلً‪ ,‬فيقبل منهم رسول ال صلى ال عليه وسلم علنيتهم ويستغفر لم ويكل‬
‫سرائرهم إل ال تعال‪ ,‬ح ت جئت فل ما سلمت عل يه تب سم تب سم الغ ضب‪ ,‬ث قال ل‬

‫‪126‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«تعال» فجئت أمشي حت جلست بي يديه‪ ,‬فقال ل‪« :‬ما خلفك أل تكن قد اشتريت‬
‫ظهرا» فقلت يا رسول ال إن لو جلست عند غيك من أهل الدنيا لرأيت أن أخرج من‬
‫سخطه بعذر‪ ,‬لقد أعطيت جد ًل ولكن وال لقد علمت لئن حدثتك اليوم بديث كذب‬
‫تر ضى به ع ن ليوش كن ال أن ي سخطك علي‪ ,‬ولئن حدث تك ب صدق ت د علي ف يه إ ن‬
‫لر جو ع قب ذلك من ال عز و جل وال ما كان ل عذر‪ ,‬وال ما ك نت قط أفرغ ول‬
‫أيسر من حي تلفت عنك‪ ,‬قال‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أما هذا فقد‬
‫صدق فقم حت يقضي ال فيك» فقمت وقام إل رجال من بن سلمة واتبعون فقالوا ل‪:‬‬
‫وال ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت إل أن تكون اعتذرت إِل رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ب ا اعتذر به التخلفون‪ ,‬ف قد كان كاف يك من ذن بك ا ستغفار‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم لك‪ ,‬قال‪ :‬فوال ما زالوا يؤنبو ن ح ت أردت أن أر جع‬
‫فأكذب نفسي‪ ,‬قال ث قلت لم هل لقي معي هذا أحد ؟ قالوا نعم لقيه معك رجلن قال‬
‫مثل ما قلت‪ ,‬وقيل لما مثل ما قيل لك‪ ,‬فقلت فمن ها ؟ قالوا مرارة بن الربيع العامري‬
‫وهلل بن أمية الواقفي‪ ,‬فذكروا ل رجلي صالي قد شهدا بدرا ل فيهما أسوة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فمضيت حي ذكروها ل قال ونى رسول ال صلى ال عليه وسلم السلمي عن كلمنا‬
‫أي ها الثل ثة من ب ي من تلف ع نه‪ ,‬فاجتنب نا الناس وتغيوا ل نا ح ت تنكرت ل ف نف سي‬
‫الرض ف ما هي بالرض ال ت ك نت أعرف‪ ,‬فلبث نا على ذلك خ سي ليلة فأ ما صاحباي‬
‫فا ستكانا وقعدا ف بيوت ما يبكيان‪ ,‬وأ ما أ نا فك نت أ شد القوم وأجلد هم‪ ,‬فك نت أش هد‬
‫الصلة مع السلمي وأطوف بالسواق فل يكلمن أحد‪ ,‬وآت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وهو ف ملسه بعد الصلة فأسلم وأقول ف نفسي أحرك شفتيه برد السلم عل ّي أم‬
‫ل ؟ ث أ صّلي قريبا منه وأسارقه النظر‪ ,‬فإذا أقبلت على صلت نظر إلّ‪ ,‬فإِذا التف تُ نوه‬
‫أعرض عنّي‪ ,‬حتّى إِذا طال علّي ذلك من هجر السلمي مشيت حتّى تسوّرت حائط أب‬
‫قتادة وهوابن عمي وأحب الناس إلّ‪ ,‬فسلمت عليه فوال ما رد علي السلم‪ ,‬فقلت له‪ :‬يا‬
‫أبا قتادة أنشدك ال هل تعلم أن أحب ال ورسوله ؟ قال فسكت‪ ,‬قال فعدت له فنشدته‬
‫بببوله أعلم‪.‬‬ ‫بببكت‪ ,‬فقال ال ورسب‬ ‫بببه فسب‬ ‫بببكت‪ ,‬فعدت له فنشدتب‬ ‫فسب‬

‫‪127‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ففاضت عيناي وتوليت حت تسورت الدار‪ ,‬فبينا أنا أمشي بسوق الدي نة إذا أنا‬
‫بنب طي من أنباط الشام م ن قدم بطعام يبيعه بالدي نة يقول من يدل على ك عب بن مالك‪,‬‬
‫قال فط فق الناس يشيون له إل ح ت جاء فد فع إل كتابا من ملك غ سان وك نت كاتبا‪,‬‬
‫فإِذا ف يه‪ :‬أ ما ب عد ف قد بلغ نا أن صاحبك قد جفاك وإن ال ل يعلك ف دار هوان ول‬
‫مضيعة‪ ,‬فالق بنا نواسك‪ ,‬قال‪ :‬فقلت حي قرأته وهذا أيضا من البلء‪ ,‬قال‪ :‬فتيممت به‬
‫التنور فسجرته به حت إذا مضت أربعون ليلة من المسي‪ ,‬إذا برسول رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يأتين يقول‪ :‬يأمرك رسول ال صلى ال عليه وسلم أن تعتزل امرأتك‪ ,‬قال‬
‫فقلت أطلق ها أم ماذا أف عل ؟ فقال‪ :‬بل اعتزل ا ول تقرب ا‪ ,‬قال وأر سل إل صاحبّ ب ثل‬
‫ذلك‪ ,‬قال فقلت لمرأ ت ال قي بأهلك فكو ن عند هم ح ت يق ضي ال ف هذا ال مر ما‬
‫يشاء‪ ,‬قال فجاءت امرأة هلل بن أمية رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬يا رسول‬
‫ال إن هللً شيخ ضعيف ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه‪ ,‬قال «ل ولكن ل يقربنّك»‬
‫قالت وإنه وال ما به من حركة إل شيء‪ ,‬وإنه وال ما زال يبكي منذ كان من أمره ما‬
‫كان إل يومه هذا‪ ,‬قال فقال ل بعض أهلي لو استأذنت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فب امرأتبك فقبد أذن ل مرأة هلل ببن أميبة أن تدمبه‪ ,‬قال فقلت وال ل أسبتأذن فيهبا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وما أدري ما يقول فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫إذا اسبببببببببتأذنته وأنبببببببببا رجبببببببببل شاب‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلبثنا عشر ليال فكمل لنا خسون ليلة من حي نى عن كلمنا‪ ,‬قال‪ :‬ث صليت‬
‫صلة الصبح صباح خسي ليلة على ظهر بيت من بيوتنا‪ ,‬فبينا أنا جالس على الال الت‬
‫ذكر ال تعال منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الرض با رحبت‪ ,‬سعت صارخا‬
‫أوف على جبل سلع يقول بأعلى صوته‪ :‬أبشر يا كعب بن مالك‪ ,‬قال‪ :‬فخررت ساجدا‬
‫وعرفت أن قد جاء الفرج من ال عز وجل بالتوبة علينا‪ ,‬فآذن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم بتو بة ال علي نا ح ي صلى الف جر‪ ,‬فذ هب الناس يبشرون نا وذ هب ق بل صاحبّ‬
‫مبشرون‪ ,‬وركض إل رجل فرسا وسعى ساع من أسلم وأوف على البل فكان الصوت‬
‫أسرع من الفرس‪ ,‬فلما جاء ن الذي سعت صوته يبشرن نزعت له ثوبّ فكسوتما إياه‬
‫ببشارته‪ ,‬وال ما أملك يومئذ غيها‪ ,‬واستعرت ثوبي فلبستهما وانطلقت أؤم رسول ال‬

‫‪128‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم وتلقان الناس فوجا فوجا يهنون بتوبة ال‪ ,‬يقولون ليهنك توبة ال‬
‫عليك حت دخلت السجد‪ ,‬فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم جالس ف السجد والناس‬
‫حوله‪ ,‬فقام إلّ طلحة بن عبيد ال يهرول حت صافحن وهنأن وال ما قام إل رجل من‬
‫الهاجرين غيه‪ ,‬قال‪ :‬فكان كعب ل ينساها لطلحة‪ ,‬قال كعب‪ :‬فلما سلمت على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال وهو يبق وجهه من السرور «أبشر بي يوم مر عليك منذ‬
‫ولدتك أمك» قال‪ :‬قلت أمن عندك رسول ال أم من عند ال ؟ قال «ل بل من عند ال»‬
‫قال وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حت كأنه قطعة قمر حت‬
‫يعرف ذلك منه‪ ,‬فلما جلست بي يديه قلت يا رسول ال إِن من توبت أن أنلع من مال‬
‫صدقة إل ال وإل ر سوله‪ ,‬قال «أم سك عل يك ب عض مالك ف هو خ ي لك» قال‪ :‬فقلت‪:‬‬
‫فإن أمسك سهمي الذي بيب وقلت يا رسول ال‪ :‬إنا نان ال بالصدق وإن من توبت‬
‫أن ل أحدث إل صدقا ما بق يت‪ ,‬قال‪ :‬فوال ما أعلم أحدا من ال سلمي أبله ال من‬
‫الصدق ف الديث منذ ذكرت ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم أحسن ما أبلن ال‬
‫تعال‪ ,‬وال ما تعمدت كذ بة م نذ قلت ذلك لر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل يو مي‬
‫هذا‪ ,‬وإِنببب لرجبببو أن يفظنببب ال عبببز وجبببل فيمبببا بقبببي‪.‬‬
‫(قال) وأنزل ال تعال‪{ :‬لقد تاب ال على النب والهاجرين والنصار الذين اتبعوه ف‬
‫ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ث تاب عليهم إنه بم رؤ وف رحيم‬
‫* وعلى الثل ثة الذ ين خلفوا ح ت إذا ضا قت علي هم الرض ب ا رح بت وضا قت علي هم‬
‫أنفسهم وظنوا أن ل ملجا من ال إل إليه ث تاب عليهم ليتوبوا إن ال هو التواب الرحيم‬
‫* يا أيها الذين آمنوا اتقوا ل وكونوا مع الصاديقي} إل آخر الَيات‪ .‬قال كعب‪ :‬فوال‬
‫ما أنعم ال علي من نعمة قط بعد أن هدان للسلم أعظم ف نفسي من صدقي رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يومئذ‪ ,‬أن ل أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه‪ ,‬فإن ال‬
‫تعال قال للذين كذبوه حي أنزل الوحي شر ما قال لحد‪ ,‬فقال ال تعال‪{ :‬سيحلفون‬
‫با ل لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنم رجس ومأواهم جهنم جزاء‬
‫ب ا كانوا يك سبون * يلفون ل كم لترضوا عن هم فإن ترضوا عن هم فإِن ال ل ير ضى عن‬
‫القوم الفاسقي} قال‪ :‬وكنا أيها الثلثة الذين خلفنا عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول‬

‫‪129‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حي حلفوا فبايعهم واستغفر لم‪ ,‬وأرجأ رسول ال أمرنا حت‬
‫قضبى ال فيبه‪ ,‬فلذلك قال عبز وجبل {وعلى الثلثبة الذيبن خلفوا} وليبس تليفبه إِيانبا‬
‫وارجاؤه أمرنا الذي ذكر ما خلفنا بتخليفنا عن الغزو‪ ,‬وإنا هو عمن حلف له واعتذر إليه‬
‫فقببببببببببببببببببل منبببببببببببببببببه‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح ثابت متفق على صحته رواه صاحبا الصحيح البخاري ومسلم‪ ,‬من‬
‫حديث الزهري بنحوه‪ ,‬فقد تضمن هذا الديث تفسي هذه الَية الكرية بأحسن الوجوه‬
‫وأبسطها‪ ,‬وكذا روي عن غي واحد من السلف ف تفسيها‪ ,‬كما رواه العمش عن أب‬
‫سفيان عن جابر بن عبد ال ف قوله تعال‪{ :‬وعلى الثلثة الذين خلفوا} قال‪ :‬هم كعب‬
‫بن مالك‪ ,‬وهلل بن أم ية‪ ,‬ومرارة بن الرب يع‪ ,‬وكل هم من الن صار‪ ,‬وكذا قال ما هد‬
‫والضحاك وقتادة وال سدي وغ ي وا حد وكل هم قال مرارة بن ربي عة‪ ,‬وكذا ف م سلم ا بن‬
‫ربي عة ف ب عض ن سخه‪ ,‬و ف بعض ها مرارة بن الرب يع‪ ,‬و ف روا ية عن الضحاك مرارة بن‬
‫الرب يع ك ما و قع ف ال صحيحي وهو ال صواب‪ ,‬وقوله ف سموا رجل ي شهدا بدرا ق يل إ نه‬
‫خطبأ مبن الزهري‪ ,‬فإِنبه ل يعرف شهود واحبد مبن هؤلء الثلثبة بدرا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ولا ذكر تعال ما فرج به عن هؤلء الثلثة من الضيق والكرب من هجر السلمي إياهم‬
‫نوا من خسي ليلة بأيامها‪ ,‬وضاقت عليهم أنفسهم وضاقت عليهم الرض با رحبت‪,‬‬
‫أي مع سعتها فسدت عليهم السالك والذاهب فل يهتدون ما يصنعون‪ ,‬فصبوا لمر ال‬
‫وا ستكانوا ل مر ال وثبتوا ح ت فرج ال عن هم ب سبب صدقهم ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم ف تلفهم‪ ,‬وأنه كان عن غي عذر فعوقبوا على ذلك هذه الدة ث تاب ال عليهم‪,‬‬
‫فكان عاقببة صبدقهم خيا لمب وتوببة عليهبم‪ ,‬ولذا قال {يبا أيهبا الذيبن آمنوا اتقوا ال‬
‫وكونوا مع ال صادقي} أي ا صدقوا والزموا ال صدق تكونوا من أهله وتنجوا من الهالك‪,‬‬
‫ويعل لكم فرجا من أموركم ومرجا‪ ,‬وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا‬
‫العمش‪ ,‬عن شقيق عن عبد ال هو ابن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪« :‬علي كم بال صدق فإِن ال صدق يهدي إل الب‪ ,‬وإن الب يهدي إل ال نة‪,‬‬
‫ول يزال الر جل ي صدق ويتحرى ال صدق ح ت يك تب ع ند ال صديقا‪ ,‬وإيا كم والكذب‬
‫فإن الكذب يهدي إل الفجور وإن الفجور يهدي إل النار‪ ,‬ول يزال الرجبببل يكذب‬

‫‪130‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ويتحرى الكذب ح ت يك تب ع ند ال كذابا» أخرجاه ف ال صحيحي‪ ,‬وقال شع بة عن‬
‫عمرو بن مرة‪ :‬سع أ با عبيدة يدث عن ع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه أ نه قال‪:‬‬
‫الكذب ل يصلح منه جد ول هزل‪ ,‬اقروءا إن شئتم {يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وكونوا‬
‫مع الصادقي} هكذا قرأها‪ ,‬ث قال فهل تدون لحد فيه رخصة‪ ,‬وعن عبد ال بن عمرو‬
‫ف قوله {اتقوا ال وكونوا مع الصادقي} قال مع ممد صلى ال عليه وسلم وأصحابه‪,‬‬
‫وقال الضحاك مع أ ب ب كر وع مر وأ صحابما‪ ,‬وقال ال سن الب صري إن أردت أن تكون‬
‫مببع الصببادقي فعليببك بالزهببد فبب الدنيببا والكببف عببن أهببل اللة‪.‬‬

‫** مَا كَا َن لهْلِ الْ َمدِيَن ِة َومَنْ َحوَْلهُ ْم مّ َن العْرَابِ أَن َيتَخَّلفُواْ عَن رّسُولِ اللّ ِه وَ َل يَ ْر َغبُوْا‬
‫صةٌ فِي َسبِيلِ اللّ ِه وَلَ‬ ‫ب وَلَ مَخْمَ َ‬ ‫سهِ ْم عَن نّفْ سِهِ ذَلِ كَ بَِأّنهُ مْ َل يُ صِيُبهُمْ ظَمٌَأ وَ َل نَ صَ ٌ‬
‫بَِأْنفُ ِ‬
‫ظ الْ ُكفّا َر وَ َل َينَالُونَ مِنْ عَ ُدوّ ّنْيلً إِلّ ُكِتبَ َلهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ِإنّ اللّهَ لَ‬ ‫يَ َطأُو َن َموْطِئا َيغِي ُ‬
‫بنِيَ‬‫ُيضِيعببببببببببببببُ أَجْ َر الْ ُمحْسببببببببببببب ِ‬
‫يعاتب تبارك وتعال التخلفي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة تبوك من‬
‫أهل الدينة ومن حولا من أحياء العرب‪ ,‬ورغبتهم بأنفسهم عن مواساته فيما حصل له من‬
‫الش قة‪ ,‬فإن م نق صوا أنف سهم من ال جر لن م {ل ي صيبهم ظ مأ} و هو الع طش {ول‬
‫نصب} وهو التعب {ول ممصة} وهي الجاعة {ول يطئون موطئا يغيظ الكفار}‪ .‬أي‬
‫ينلون منلً ير هب عدو هم {ول ينالون} م نه ظفرا وغل بة عل يه {إل ك تب ل م} بذه‬
‫العمال الت لي ست داخلة تت قدرهم وإنا هي ناشئة عن أفعالم أعمالً صالة وثوابا‬
‫ل {إن ال ل يض يع أ جر الح سني} كقوله {إ نا ل نض يع أ جر من أح سن عملً}‪.‬‬ ‫جزي ً‬

‫صغِيَ ًة وَلَ َكبِ َيةً وَلَ َيقْ َطعُو نَ وَادِيا إِلّ ُكتِ بَ َلهُ مْ ِليَجْ ِزَيهُ مُ اللّ ُه‬
‫** وَ َل يُنفِقُو نَ َن َف َقةً َ‬
‫بنَ مَبببببببببا كَانُواْ َيعْمَلُونبببببببببَ‬ ‫أَحْسبببببببب َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ول ينفقون} هؤلء الغزاة ف سببيل ال {نفقبة صبغية ول كببية} أي‬
‫ل ول كثيا {ول يقطعون واديا} أي ف ال سي إل العداء {إل ك تب ل م} ول ي قل‬ ‫قلي ً‬

‫‪131‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ههنبا ببه‪ ,‬لن هذه أفعال صبادرة عنهبم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ليجزيهبم ال أحسبن مبا كانوا‬
‫يعملون} وقد حصل لمي الؤمني عثمان بن عفان رضي ال عنه من هذه الَية الكرية‬
‫حظ وافر ونصيب عظيم‪ ,‬وذلك أنه أنفق ف هذه الغزوة النفقات الليلة والموال الزيلة‪,‬‬
‫كما قال عبد ال بن المام أحد‪ :‬حدثنا أبو موسى الغني‪ ,‬حدثنا عبد الصمد بن عبد‬
‫الوارث‪ ,‬حدثن سليمان بن الغية‪ ,‬حدثن الوليد بن أب هشام‪ ,‬عن فرقد أب طلحة‪ ,‬عن‬
‫عبد الرحن بن خباب السلمي‪ ,‬قال‪ :‬خطب رسول ال صلى ال عليه وسلم فحث على‬
‫جيش العسرة فقال عثمان بن عفان رضي ال عنه‪ :‬عل ّي مائة بعي بأحلسها وأقتابا‪ ,‬قال‬
‫ث حث‪ ,‬فقال عثمان‪ :‬عليّ مائة بعي أخرى بأحلسها وأقتابا‪ ,‬قال ث نزل مرقاة من النب‬
‫ث حث‪ ,‬فقال عثمان بن عفان‪ :‬عل يّ مائة أخرى بأحلسها وأقتابا‪ .‬قال‪ :‬فرأيت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال بيده هكذا يركها‪ ,‬وأخرج عبد الصمد يده كالتعجب «ما‬
‫على عثمان ما ع مل ب عد هذا» وقال ع بد ال أيضا‪ :‬حدث نا هارون بن معروف‪ ,‬حدث نا‬
‫ضمرة‪ ,‬حدثنا عبد ال بن شوذب‪ ,‬عن عبد ال بن القاسم عن كثي مول عبد الرحن بن‬
‫سرة عن ع بد الرح ن بن سرة‪ ,‬قال‪ :‬جاء عثمان ر ضي ال ع نه إل ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم بألف دينار ف ثوبه حت جهز النب صلى ال عليه وسلم جيش العسرة‪ ,‬قال‪ :‬فصبها‬
‫ف حجر النب صلى ال عليه وسلم فرأيت النب صلى ال عليه وسلم يقلبها بيده ويقول‪:‬‬
‫«ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم» يرددها مرارا‪ ,‬وقال قتادة ف قوله تعال‪{ :‬ول‬
‫يقطعون واديا إل كتب لم} الَية‪ .‬ما ازداد قوم ف سبيل ال بعدا من أهليهم إل ازدادوا‬
‫قربا مببببببببببببببببببببببببببببببببن ال‪.‬‬

‫** َومَا كَانَ الْ ُمؤْ ِمنُونَ ِليَنفِرُواْ كَآّفةً َفَلوْلَ نَفَرَ مِن كُلّ ِفرَْق ٍة ّمْنهُ ْم طَآئِ َفةٌ ّلَيتَ َف ّقهُواْ فِي الدّينِ‬
‫ببببَ‬ ‫ب يَحْ َذرُونب‬ ‫ببب ْ‬ ‫وَِليُنذِرُواْ َق ْو َمهُمبببببْ إِذَا َر َج ُعوَاْ إَِلْيهِمبببببْ َلعَّلهُمب‬
‫هذا بيان من ال تعال ل ا أراد من نف ي الحياء مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف‬
‫غزوة تبوك‪ ,‬فإنه قد ذهبت طائفة من السلف إل أنه كان يب النفي على كل مسلم إذا‬
‫خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ولذا قال تعال‪{ :‬انفروا خفاقا وثقالً} وقال {ما‬
‫كان لهل الدينة ومن حولم من العراب} الَية‪ ,‬قال فنسخ ذلك بذه الَية‪ .‬وقد يقال‬

‫‪132‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إن هذا بيان لراده تعال من نفي الحياء كلها وشرذمة من كل قبيلة إن ل يرجوا كلهم‪,‬‬
‫ليتفقه الارجون مع الرسول با ينل من الوحي عليه وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم با‬
‫كان من أمر العدو‪ ,‬فيجتمع لم المران ف هذا النفي العي‪ ,‬وبعده صلى ال عليه وسلم‬
‫تكون الطائ فة النافرة من ال ي إ ما للتف قه وإ ما للجهاد‪ ,‬فإ نه فرض كفا ية على الحياء‪,‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف الَية {وما كان الؤمنون لينفروا كافة} يقول‪:‬‬
‫ما كان الؤمنون لينفروا جيعا ويتركوا ال نب صلى ال عل يه و سلم وحده {فلول ن فر من‬
‫كل فرقة منهم طائفة} يعن عصبة يعن السرايا ول يسيوا إل بإذنه‪ ,‬فإذا رجعت السرايا‬
‫و قد أنزل بعد هم قرآن تعل مه القاعدون مع ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وقالوا إن ال قد‬
‫أنزل على نبيكم قرآنا وقد تعلمناه فتمكث السرايا يتعلمون ما أنزل ال على نبيهم بعدهم‬
‫ويب عث سرايا أخرى‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬ليتفقهوا ف الد ين} يقول‪ :‬ليتعلموا ما أنزل ال على‬
‫نبيهم وليعلموا السرايا إذا رجعت إليهم‪{ ,‬لعلهم يذرون} وقال ماهد‪ :‬نزلت هذه الَية‬
‫ف أناس من أ صحاب ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬خرجوا ف البوادي فأ صابوا من الناس‬
‫معروفا‪ ,‬ومن الصب ما ينتفعون به‪ ,‬ودعوا من وجدوا من الناس إل الدى‪ ,‬فقال الناس‬
‫لم‪ :‬ما نراكم إل وقد تركتم أصحابكم وجئتمونا ؟ فوجدوا ف أنفسهم من ذلك ترجا‬
‫وأقبلوا من البادية كلهم حت دخلوا على النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال ال عز وجل‪:‬‬
‫{فلول نفر من كل فرقة منهم طائفة} يبغون الي {ليتفقهوا ف الدين} وليستمعوا ما ف‬
‫الناس ومبا أنزل ال فعذرهبم {ولينذروا قومهبم} الناس كلهبم إذا رجعوا إليهبم {لعلهبم‬
‫يذرون} وقال قتادة فب الَيبة‪ :‬هذا إذا بعبث رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم اليوش‬
‫أمرهم ال أن يغزوا بنبيه صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وتقيم طائفة مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم تتف قه ف الدين‪ ,‬وتنطلق طائفة تدعو قومها وتذرهم وقائع ال في من خل قبلهم‪.‬‬
‫وقال الضحاك‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إذا غزا بنف سه ل ي ل ل حد من‬
‫ال سلمي أن يتخلف ع نه إل أ هل العذار‪ ,‬وكان إذا قام وأ سرى ال سرايا ل ي ل ل م أن‬
‫ينطلقوا إل بإذ نه‪ ,‬وكان الر جل إذا أ سرى فنل بعده قرآن وتله نب ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم على أصحابه القاعدين معه‪ ,‬فإذا رجعت السرية قال لم الذين أقاموا مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن ال أنزل بعدكم على نبيه قرآنا فيقرئونم ويفقهونم ف الدين‪,‬‬

‫‪133‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وهو قوله‪{ :‬وما كان الؤمنون لينفروا كافة} يقول إذا أقام رسول ال {فلول نفر من كل‬
‫فرقة منهم طائفة} يعن بذلك أنه ل ينبغي للمسلمي أن ينفروا جيعا ونب ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قاعد‪ ,‬ولكن إذا قعد نب ال فسرت السرايا وقعد معه معظم الناس‪ .‬وقال علي‬
‫بن أ ب طل حة أيضا عن ا بن عباس ف الَ ية‪ ,‬قوله {و ما كان الؤمنون لينفروا كا فة} إن ا‬
‫لي ست ف الهاد‪ ,‬ول كن ل ا د عا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على م ضر بال سني‪,‬‬
‫أجدبت بلدهم وكانت القبيلة منهم تقبل بأسرها‪ ,‬حت يلوا بالدينة من الهد ويعتلوا‬
‫بالسبلم وهبم كاذبون‪ ,‬فضيقوا على أصبحاب رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‬
‫وأجهدوهم‪ ,‬فأنزل ال تعال يب رسوله أنم ليسوا مؤمني‪ ,‬فردهم رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم إل عشائر هم وحذر قوم هم أن يفعلوا فعل هم‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬ولينذروا قوم هم‬
‫إذا رجعوا إليهببببببببببببببم} الَيببببببببببببببة‪.‬‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس ف هذه الَ ية‪ :‬كان ينطلق من كل حي من العرب ع صابة‬
‫فيأتون النب صلى ال عليه وسلم فيسألونه عما يريدون من أمر دينهم ويتقفهون ف دينهم‪,‬‬
‫ويقولون للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما تأمرنا أن نفعله ؟ وأخبنا با نأمر به عشائرنا إذا‬
‫قدم نا علي هم‪ ,‬قال فيأمر هم نب ال صلى ال عل يه و سلم بطا عة ال ور سوله ويبعث هم إل‬
‫قوم هم بال صلة والزكاة‪ ,‬وكانوا إذا أتوا قوم هم قالوا‪ :‬إن من أ سلم ف هو م نا وينذرون م‪,‬‬
‫ح ت إن الر جل ليفارق أباه‪ ,‬وأ مه‪ ,‬وكان ال نب صلى ال عل يه و سلم ي بهم وينذر هم‬
‫قوم هم‪ ,‬فإذا رجعوا إلي هم يدعون م إل ال سلم وينذرون م النار ويبشرون م بال نة‪ ,‬وقال‬
‫عكر مة ل ا نزلت هذه الَ ية {إل تنفروا يعذب كم عذابا أليما} و{ ما كان ل هل الدي نة}‬
‫الَية‪ ,‬قال النافقون‪ :‬هلك أصحاب البدو الذين تلفوا عن ممد ول ينفروا معه‪ ,‬وقد كان‬
‫ناس من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم خرجوا إل البدو إل قومهم يفقهونم فأنزل‬
‫ال عز وجل {وما كان الؤمنون لينفروا كافة} الَية‪ ,‬ونزلت{والذين ياجون ف ال من‬
‫بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربم وعليهم غضب ولم عذاب شديد} وقال‬
‫ال سن الب صري ف الَ ية‪ :‬ليتف قه الذ ين خرجوا ب ا يري هم ال من الظهور على الشرك ي‬
‫والنصبببببببرة‪ ,‬وينذروا قومهبببببببم إذا رجعوا إليهبببببببم‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جدُواْ فِيكُ ْم غِلْ َظ ًة وَاعَْل ُم َواْ أَ نّ اللّ هَ‬
‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ قَاتِلُواْ الّذِي نَ يَلُوَنكُ ْم مّ َن اْلكُفّا ِر وَِليَ ِ‬
‫ب الْ ُمّتقِيَبببببببببببببببب‬ ‫ببببببببببببببب َ‬ ‫مَعب‬
‫أ مر ال تعال الؤمن ي أن يقاتلوا الكفار أولً‪ ,‬فأولً القرب فالقرب فالقرب إل حوزة‬
‫السلم‪ ,‬ولذا بدأ رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتال الشركي ف جزيرة العرب‪ ,‬فلما‬
‫فرغ منهبم وفتبح ال عليبه مكبة والدينبة والطائف واليمبن واليمامبة وهجبر وخيبب‬
‫وحضرموت وغي ذلك من أقاليم جزيرة العرب‪ ,‬ودخل الناس من سائر أحياء العرب ف‬
‫دين ال أفواجا‪ ,‬شرع ف قتال أهل الكتاب‪ ,‬فتجهز لغزو الروم الذين هم أقرب الناس إل‬
‫جزيرة العرب وأول الناس بالدعوة إل السبلم لنمب أهبل الكتاب‪ ,‬فبلغ تبوك ثب رجبع‬
‫لجل جهد الناس وجدب البلد وضيق الال‪ ,‬وذلك سنة تسع من هجرته عليه السلم‪,‬‬
‫ث اشتغل ف السنة العاشرة بجة الوداع‪ ,‬ث عاجلته النية صلوات ال وسلمه عليه بعد‬
‫حجته بأحد وثاني يوما‪ ,‬فاختاره ال لا عنده وقام بالمر بعده وزيره وصديقه وخليفته‬
‫أ بو ب كر ال صديق ر ضي ال ع نه‪ ,‬و قد مال الد ين ميلة كاد أن ينج فل فثب ته ال تعال به‪,‬‬
‫فوطد القواعد وث بت الدعائم‪ ,‬ورد شارد الد ين و هو را غم‪ ,‬ورد أهل الردة إل ال سلم‪,‬‬
‫وأخذ الزكاة من منعها من الطغاة‪ ,‬وبي الق لن جهله‪ ,‬وأدى عن الرسول ما حله‪ ,‬ث‬
‫شرع ف تهيز اليوش السلمية إل الروم عبدة الصلبان‪ ,‬وإل الفرس عبدة النيان‪ ,‬ففتح‬
‫ال بب كة سفارته البلد‪ ,‬وأر غم أ نف ك سرى وقي صر و من أطاعه ما من العباد‪ .‬وأن فق‬
‫كنوزه ا ف سبيل ال كما أ خب بذلك رسول ال‪ ,‬وكان تام ال مر على يدي و صيه من‬
‫بعده‪ ,‬وول عهده الفاروق الواب‪ ,‬شه يد الحراب‪ ,‬أ ب ح فص ع مر بن الطاب ر ضي‬
‫ال عنبه‪ ,‬فأرغبم ال ببه أنوف الكفرة اللحديبن‪ ,‬وقمبع الطغاة والنافقيب واسبتول على‬
‫المالك شرقا وغربا‪ .‬وحلت إليبه خزائن الموال مبن سبائر القاليبم بعدا وقربا‪ .‬ففرقهبا‬
‫على الوجه الشرعي‪ .‬والسبيل الرضي‪ .‬ث لا مات شهيدا وقد عاش حيدا‪ .‬أجع الصحابة‬
‫من الهاجر ين والن صار على خل فة أم ي الؤمن ي عثمان بن عفان ر ضي ال ع نه شه يد‬
‫الدار‪.‬‬
‫فكسى السلم رياسته حلة سابغة‪ .‬وامتدت ف سائر القاليم على رقاب العباد حجة ال‬
‫البالغة‪ .‬فظهر السلم ف مشارق الرض ومغاربا‪ .‬وعلت كلمة ال وظهر دينه‪ .‬وبلغت‬

‫‪135‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اللة النيف ية من أعداء ال غا ية مآرب ا‪ .‬وكل ما علوا أ مة انتقلوا إل من بعد هم ث الذ ين‬
‫يلونم من العتاة الفجار‪ ,‬امتثالً لقوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من‬
‫الكفار} وقوله تعال‪{ :‬وليجدوا في كم غل ظة} أي وليجد الكفار منكم غل ظة ف قتال كم‬
‫لمب‪ ,‬فإن الؤ من الكا مل هو الذي يكون رفيقا لخ يه الؤمبن غليظا على عدوه الكافبر‪,‬‬
‫كقوله تعال‪{ :‬فسبوف يأتب ال بقوم يبهبم ويبونبه أذلة على الؤمنيب أعزة على‬
‫الكافر ين} وقوله تعال‪{ :‬م مد ر سول ال والذ ين م عه أشداء على الكفار رحاء بين هم}‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يبا أيهبا النبب جاهبد الكفار والنافقيب واغلظ عليهبم} وفب الديبث‪ :‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أنا الضحوك القتال} يعن أنه ضحوك ف وجه وليه‬
‫قتال لا مة عدوه‪ ,‬وقوله‪{ :‬واعلموا أن ال مع التق ي} أي قاتلوا الكفار وتوكلوا على ال‬
‫واعلموا أن ال معكم إِذا اتقيتموه وأطعتموه‪ ,‬وهكذا المر لا كانت القرون الثلثة الذين‬
‫هبم خيب هذه المبة فب غايبة السبتقامة والقيام بطاعبة ال تعال ل يزالوا ظاهريبن على‬
‫عدوهم‪ .‬ول تزل الفتوحات كثية ول تزل العداء ف سفال وخسار‪ ,‬ث لا وقعت الفت‬
‫والهواء والختلفات بي اللوك طمع العداء ف أطراف البلد وتقدموا إليها‪ ,‬فلم يانعوا‬
‫لشغبل اللوك بعضهبم ببعبض‪ ,‬ثب تقدموا إل حوزة السبلم فأخذوا مبن الطراف بلدانا‬
‫كثية‪ ,‬ث ل يزالوا حت استحوذوا على كثي من بلد السلم ول المر من قبل ومن بعد‪,‬‬
‫فكل ما قام ملك من ملوك ال سلم وأطاع أوا مر ال وتو كل على ال ف تح ال عل يه من‬
‫البلد وا سترجع من العداء ب سبه وبقدر ما ف يه من ول ية ال‪ .‬وال ال سؤول الأمول أن‬
‫يكن السلمي من نواصي أعدائه الكافرين وأن يعلي كلمتهم ف سائر القاليم إنه جواد‬
‫كريببببببببببببببببببببببببببببببببببب‪.‬‬

‫** َوإِذَا مَآ أُنزَِلتْ سُو َرةٌ َف ِمْنهُ ْم مّن َيقُولُ َأّيكُمْ زَا َدتْ ُه هَـ ِذهِ إِيَانا َفَأمّا الّذِينَ آ َمنُواْ َفزَا َدْتهُ ْم‬
‫سهِمْ َومَاتُواْ‬ ‫إِيَانا َوهُ ْم يَسَْتبْشِرُونَ * َوَأمّا الّذِينَ فِي قُلُوِبهِم مّرَضٌ َفزَا َدْتهُمْ رِجْسا إَِلىَ رِجْ ِ‬
‫َوهُمببببببببببببببببْ كَافِرُونببببببببببببببببَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وإذا ما أنزلت سورة} فمن النافقي {من يقول أيكم زادته هذه إيانا}‬
‫أي يقول بعض هم لب عض أي كم زاد ته هذه ال سورة إيانا قال ال تعال‪{ :‬فأ ما الذ ين آمنوا‬

‫‪136‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فزادتم إيانا وهم يستبشرون} وهذه الَية من أكب الدلئل على أن اليان يزيدوينقص‪,‬‬
‫كما هو مذهب أكثر السلف واللف من أئمة العلماء‪ .‬بل قد حكى غي واحد الجاع‬
‫على ذلك‪ .‬وقبد بسبط الكلم على هذه السبألة فب أول شرح البخاري رحهب ال {وأمبا‬
‫الذين ف قلوبم مرض فزادتم رجسا إل رجسهم} أي زادتم شكا إل شكهم وريبا إل‬
‫ريب هم ك ما قال تعال‪{ :‬وننل من القرآن ما هو شفاء} الَ ية‪ ,‬وقوله تعال‪ { :‬قل هو‬
‫للذين آمنوا هدى وشفاء والذين ل يؤمنون ف آذانم وقر وهو عليهم عم ًى أولئك ينادون‬
‫مبن مكان بعيبد} وهذا مبن جلة شقائهبم أن مبا يهدي القلوب يكون سبببا لضللمب‬
‫ودمارهببم كمببا أن سببيء الزاج لو غذي بببه ل يزيده إل خبا ًل ونقصببا‪.‬‬

‫** َأوَ َل يَ َروْ نَ َأّنهُ ْم ُي ْفتَنُو نَ فِي كُ ّل عَا مٍ مّ ّرةً َأ ْو مَ ّرَتيْ ِن ثُ مّ َل َيتُوبُو نَ وَ َل هُ ْم يَذّكّرُو نَ *‬
‫صرَفَ اللّ هُ‬ ‫ضهُ مْ إَِلىَ َبعْ ضٍ هَ ْل يَرَاكُ مْ مّ نْ أَ َح ٍد ثُ ّم ان صَرَفُواْ َ‬ ‫َوإِذَا مَآ أُنزِلَ تْ سُو َرٌة نّظَ َر َب ْع ُ‬
‫قُلُوبَهُببببببببم ِبَأّنهُمبببببببببْ َقوْمبببببببببٌ ّل َي ْف َقهُون‬
‫يقول‪ :‬تعال أو ل يرى هؤلء النافقون {أنم يفتنون} أي يتبون {ف كل عام مرة أو‬
‫مرتي ث ل يتوبون ول هم يذكرون} أي ل يتوبون من ذنوبم السالفة ول هم يذكرون‬
‫فيما يستقبل من أحوالم‪ ,‬قال ماهد يتبون بالسنة والوع وقال قتادة بالغزو ف السنة‬
‫مرة أو مرتي‪ ,‬وقال شريك عن جابر‪ :‬هو العفي عن أب الضحى عن حذيفة ف قوله‪:‬‬
‫{أو ل يرون أنم يفتنون ف كل عام مرة أو مرتي} قال‪ :‬كنا نسمع ف كل عام كذبة أو‬
‫كذبتي فيضل با فئام من الناس كثي رواه ابن جرير وف الديث عن أنس‪ :‬ل يزداد المر‬
‫إل شدة ول يزداد الناس إل شحا و ما من عام إل والذي بعده شر منه‪ ,‬سعته من نبيكم‬
‫صلى ال عليه وسلم وقوله‪{ :‬وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إل بعض‪ :‬هل يراكم من‬
‫أحد ث انصرفوا صرف ال قلوبم بأنم قوم ل يفقهون} هذا أيضا إخبار عن النافقي أنم‬
‫إذا أنزلت سورة على رسول ال صلى ال عليه وسلم {نظر بعضهم إل بعض} أي تلفتوا‬
‫{هل يراكم من أحد ث انصرفوا} أي تولوا عن الق وانصرفوا عنه وهذا حالم ف الدين‬
‫ل يثبتون عند الق ول يقبلونه ول يفهمونه كقوله تعال‪{ :‬فما لم عن التذكرة معرضي‬
‫* كأنم حر مستنفرة فرّت من قسورة} وقوله تعال‪{ :‬فمالِ الذين كفروا قبلك مهطعي‬

‫‪137‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫* عن اليمن وعن الشمال عزين} أي ما لؤلء القوم يتفللون عنك يينا وشا ًل هروبا من‬
‫الق وذهابا إل الباطل وقوله‪{ :‬ث انصرفوا صرف ال قلوبم} كقوله‪{ :‬فلما زاغوا أزاغ‬
‫ال قلوب م بأن م قوم ل يفقهون} أي ل يفهمون عن ال خطا به ول يق صدون لفه مه ول‬
‫يريدونبه ببل هبم فب شغبل عنبه ونفور منبه فلهذا صباروا إل مبا صباروا إليبه‪.‬‬

‫ص عََلْيكُ ْم بِالْ ُم ْؤمِنِيَ رَءُو ٌ‬


‫ف‬ ‫** َلقَدْ جَآءَكُ مْ رَ سُو ٌل مّ نْ أَنفُ سِكُ ْم عَزِي ٌز عََليْ هِ مَا َعِنتّ مْ َحرِي ٌ‬
‫ب اْلعَرْشِ الْعَظِيمِ‬
‫سِبيَ اللّهُ ل إِلَـهَ إِ ّل ُهوَ عََليْهِ َتوَكّلْتُ َو ُهوَ رَ ّ‬ ‫رّحِيمٌ * فَإِن َتوَّلوْاْ َفقُلْ حَ ْ‬
‫يقول تعال متنا على الؤمني با أرسل إليهم رسولً من أنفسهم أي من جنسهم وعلى‬
‫لغتهم كما قال إبراهيم عليه السلم‪{ :‬ربنا وابعث فيهم رسو ًل منهم} وقال تعال‪{ :‬لقد‬
‫م نّ ال على الؤمني إذ بعث فيهم رسولً من أنفسهم} وقال تعال‪{ :‬لقد جاءكم رسول‬
‫من أنفسكم} أي منكم وبلغتكم كما قال جعفر بن أب طالب رضي ال عنه للنجاشي‬
‫والغية بن شعبة لرسول كسرى‪ :‬إن ال بعث فينا رسولً منا نعرف نسبه وصفته ومدخله‬
‫ومرجه وصدقه وأمانته وذكر الديث وقال سفيان بن عيينة عن جعفر بن ممد عن أبيه‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬لقد جاءكم رسول من أنفسكم} قال‪ :‬ل يصبه شيء من ولدة الاهلية‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم «خرجت من نكاح ول أخرج من سفاح» وقد وصل هذا من‬
‫وجه آخر كما قال الافظ أبو ممد السن بن عبد الرحن الرامهرمزي ف كتابه الفاصل‬
‫بي الراوي والواعي‪ :‬حدثنا أبو أحد يوسف بن هارون بن زياد حدثنا ابن أب عمر حدثنا‬
‫ممد بن جعفر بن ممد قال‪ :‬أشهد على أب لدثن عن أبيه عن جده عن علي قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «خرجت من نكاح ول أخرج من سفاح من لدن آدم إل‬
‫أن ولدن أب وأمي ل يسن من سفاح الاهلية شيء» وقوله تعال‪{ :‬عزيز عليه ما عنتم}‬
‫أي يعز عليه الشيء الذي يعنت أمته ويشق عليها ولذا جاء ف الديث الروي من طرق‬
‫عنه أنه قال‪« :‬بعثت بالنيفية السمحة» وف الصحيح «إن هذا الدين يسر وشريعته كلها‬
‫سهلة سحة كاملة ي سية على من ي سرها ال تعال عل يه» {حر يص علي كم} أي على‬
‫هدايتكم ووصول النفع الدنيوي والخروي إليكم‪ ,‬وقال الطبان حدثنا ممد بن عبد ال‬
‫الضرمي حدثنا ممد بن عبد ال بن يزيد القري حدثنا سفيان بن عيينة عن فِطْن عن أب‬

‫‪138‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطفيل عن أب ذر قال‪ :‬تركنا رسول ال صلى ال عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه ف‬
‫الواء إل و هو يذ كر ل نا م نه علما قال‪ :‬وقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬ما ب قي‬
‫شيء يقرب من النة ويباعد من النار إل وقد بي لكم» وقال المام أحد‪ :‬حدثنا فطن‬
‫حدثنا السعودي عن السن بن سعد عن عبدة الذل عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪« :‬إن ال ل يرم حر مة إل و قد علم أنه سيطلعها من كم‬
‫بت الفراش أو الذباب»‪.‬‬ ‫بم أن تافتوا ف ب النار كتهافب‬ ‫بذ بجزكب‬ ‫مطلع أل وإن ب آخب‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن زيد بن‬
‫جدعان عن يو سف بن مهران عن ا بن عباس أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أتاه‬
‫ملكان فيما يرى النائم فقعد أحدها عند رجليه والَخر عند رأسه‪ .‬فقال الذي عند رجليه‬
‫للذي ع ند رأ سه‪ :‬اضرب م ثل هذا وم ثل أم ته فقال‪ :‬إن مثله وم ثل أم ته كم ثل قوم سفر‬
‫انتهوا إل رأس مفازة ول ي كن مع هم من الزاد ما يقطعون به الفازة ول ما يرجعون به‬
‫فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجل ف حلة حبة فقال‪ :‬أرأيتم إن وردت بكم رياضا معشبة‬
‫وحياضا رواء تتبعون ؟ فقالوا‪ :‬نعم قال‪ :‬فانطلق بم فأوردهم رياضا معشبة وحياضا رواء‬
‫فأكلوا وشربوا وسبنوا فقال لمب‪ :‬أل ألفكبم على تلك الال فجعلتبم ل إن وردت بكبم‬
‫رياضا معشببة وحياضا رواء أن تتبعونب ؟ فقالوا بلى فقال‪ :‬فإن بيب أيديكبم رياضا هبي‬
‫أع شب من هذه وحياضا هي أروى من هذه فاتبعو ن فقالت طائ فة صدق وال لنتب عه‪,‬‬
‫وقالت طائ فة قد رضي نا بذا نق يم عل يه‪ ,‬وقال البزار‪ :‬حدث نا سلمة بن شبيب وأح د بن‬
‫منصور قال حدثنا إبراهيم بن الكم بن أبان حدثنا أب عن عكرمة عن أب هريرة رضي‬
‫ال عنه أن أعرابيا جاء إل رسول ال صلى ال عليه وسلم يستعينه ف شيء قال عكرمة‪:‬‬
‫أراه قال ف دم فأعطاه رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا ث قال‪« :‬أحسنت إليك» قال‬
‫العراب ل ول أجلت فغضب بعض السلمي وهوا أن يقوموا إليه فأشار رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إليهم أن كفوا فلما قام رسول ال صلى ال عليه وسلم وبلغ إل منله دعا‬
‫العرا ب إل الب يت فقال‪« :‬إ نك إن ا جئت نا ت سألنا فأعطيناك فقلت ما قلت» فزاده ر سول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم شيئا وقال‪« :‬أحسنت إليك ؟» فقال العراب نعم فجزاك ال من‬
‫أهل وعشية خيا‪ .‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما‬

‫‪139‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قلت‪ .‬وف أنفس أصحاب عليك من ذلك شيء فإذا جئت فقل بي أيديهم ما قلت بي‬
‫يدي حت يذهب عن صدورهم» فقال‪ :‬نعم فلما جاء العراب قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «إن صاحبكم كان جاء فسألنا فأعطيناه فقال ما قال‪ ,‬وإنا قد دعوناه فأعطيناه‬
‫فزعم أنه قد رضي‪ ,‬كذلك يا أعراب ؟» فقال العراب‪ :‬نعم فجزاك ال من أهل وعشية‬
‫خيا‪.‬‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن مثلي ومثل هذا العراب كمثل رجل كانت له ناقة‬
‫فشردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إل نفورا‪ .‬فقال لم صاحب الناقة خلوا بين وبي‬
‫ناقت فأنا أرفق با وأنا أعلم با فتوجه إليها وأخذ لا من قتام الرض ودعاها حت جاءت‬
‫واستجابت وشد عليها رحلها وإن لو أطعتكم حيث قال ما قال لدخل النار» رواه البزار‬
‫ث قال ل نعلمه يروى إل من هذا الوجه (قلت) وهو ضعيف بال إبراهيم بن الكم بن‬
‫أبان وال أعلم‪ ,‬وقوله‪{ :‬بالؤمن ي رءوف رح يم} كقوله {واخ فض جنا حك ل ن اتب عك‬
‫من الؤمن ي * فإن ع صوك ف قل إ ن بر يء م ا تعملون * وتو كل على العز يز الرح يم}‬
‫وهكذا أمره تعال ف هذه الَية الكرية وهي قوله تعال {فإن تولوا} أي تولوا عما جئتم‬
‫به من الشري عة العظي مة الطهرة الكاملة الشاملة {ف قل ح سب ال ل إله إل هو} أي ال‬
‫كافب ل إله إل هبو عليبه توكلت كمبا قال تعال‪{ :‬رب الشرق والغرب ل إله إل هبو‬
‫فاتذه وكيلً} {و هو رب العرش العظ يم} أي هو مالك كل ش يء وخال قه‪ ,‬ل نه رب‬
‫العرش العظ يم الذي هو سقف الخلوقات وج يع اللئق من ال سموات والرض ي و ما‬
‫فيهما وما بينهما تت العرش مقهورون بقدرة ال تعال‪ ,‬وعلمه ميط بكل شيء وقدره‬
‫نافذ ف كل شيء وهو على كل شيء وكيل‪ ,‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن أب بكر‬
‫حدثنا بشر بن عمر حدثنا شعبة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما عن أب بن كعب قال‪ :‬آخر آية نزلت من القرآن هذه الَية {لقد جاءكم‬
‫رسول من أنفسكم} إل آخر السورة‪ ,‬وقال عبد ال بن المام أحد حدثنا روح بن عبد‬
‫الؤمن حدثنا عمر بن شقيق حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أب العالية عن‬
‫أب بن كعب رضي ال عنهم أنم جعوا القرآن ف مصاحف ف خلفة أب بكر رضي ال‬
‫ع نه فكان رجال يكتبون ويلي علي هم أ ب بن ك عب فل ما انتهوا إل هذه الَ ية من سورة‬

‫‪140‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫براءة {ث انصرفوا صرف ال قلوبم} الَية فظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن فقال لم‬
‫أب بن كعب إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقرأن بعدها آيتي {لقد جاءكم رسول‬
‫من أنفسكم} إل آخر السورة قال هذا آخر ما نزل من القرآن فختم با فتح به بال الذي‬
‫ل إله إل هو وهو قول ال تعال‪{ :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل‬
‫إله أل أنبببببببببببا فاعبدون} وهذا غريبببببببببببب أيضا‪.‬‬
‫وقال أحد حدثنا علي بن بر حدثنا علي بن ممد بن سلمة عن ممد بن إسحاق عن‬
‫يي بن عباد عن أبيه عباد بن عبد ال بن الزبي رضي ال عنه قال أتى الارث بن خزية‬
‫بات ي الَيت ي من آ خر براءة {ل قد جاء كم ر سول من أنف سكم} إل ع مر بن الطاب‬
‫فقال‪ :‬من معك على هذا ؟ قال‪ :‬ل أدري وال إن لشهد لسمعتها من رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ووعيتها وحفظتها فقال عمر‪ :‬وأنا أشهد لسمعتها من رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ث قال‪ :‬لو كا نت ثلث آيات لعلت ها سورة على حدة فانظروا سورة من‬
‫القرآن فضعوها فيها‪ ,‬فوضعوها ف آخر براءة‪ ,‬وقد تقدم الكلم أن عمر بن الطاب هو‬
‫الذي أشار على أب بكر الصديق رضي ال عنهما بمع القرآن فأمر زيد بن ثابت فجمعه‬
‫وكان عمر يضرهم وهم يكتبون ذلك‪ ,‬وف الصحيح أن زيدا قال‪ :‬فوجدت آخر سورة‬
‫براءة مع خزي ة بن ثا بت أو أ ب خزي ة‪ ,‬و قد قدمنا أن جاعة من ال صحابة تذكروا ذلك‬
‫عند رسول ال صلى ال عليه وسلم كما قال خزية بن ثابت حي ابتدأهم با وال أعلم‪,‬‬
‫وقد روى أبو داود عن يزيد بن ممد عن عبد الرزاق بن عمر ب وقال كان من ثقات‬
‫السلمي من التعبدين عن مدرك بن سعد قال يزيد شيخ ثقة عن يونس بن ميسرة عن أم‬
‫الدرداء عن أب الدرداء قال‪ :‬من قال إذا أصبح وإذا أمسى‪ :‬حسب ال ل إله إل هو عليه‬
‫توكلت وهو رب العرش العظيم‪ .‬سبع مرات إل كفاه ال ما أهه‪ ,‬وقد رواه ابن عساكر‬
‫ف ترجة عبد الرزاق عن عمر‪ ,‬هذا من رواية أب زرعة الدمشقي عنه عن أب سعد مدرك‬
‫بن أ ب سعد الفزاري عن يو نس بن مي سرة بن حل يس عن أم الدرداء سعت أ با الدرداء‬
‫يقول‪ :‬ما من ع بد يقول‪ :‬ح سب ال ل إله إل هو عل يه توكلت و هو رب العرش العظ يم‬
‫سبع مرات صادقا كان با أو كاذبا إل كفاه ال ما أهه‪ .‬وهذه زيادة غريبة‪ ,‬ث رواه ف‬

‫‪141‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ترجة عبد الرزاق أب ممد عن أحد بن عبد ال بن عبد الرزاق عن جده عبد الرزاق بن‬
‫عمبببر بسبببنده فرفعبببه فذكبببر مثله بالزيادة وهذا منكبببر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫( سورة يونس )‬

‫مقدمة تفسير سورة يونس‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫سورة يونس مكية وآياتها تسع ومئة‬

‫حكِي ِم {‪ }1‬أَكَانَ لِلنّاسِ َعجَبا‬


‫ب الْ َ‬
‫ت الْ ِكتَا ِ‬
‫ك آيَا ُ‬
‫الر تِلْ َ‬

‫س َوبَشّ ِر الّذِينَ آ َمنُواْ‬


‫أَنْ َأوْ َحْينَا إِلَى رَ ُج ٍل ّمنْهُمْ َأنْ أَنذِ ِر النّا َ‬

‫ق عِندَ َرّبهِمْ قَا َل الْكَاِفرُونَ ِإنّ هَبذَا‬


‫ص ْد ٍ‬
‫أَنّ َلهُمْ َق َدمَ ِ‬

‫لَسَا ِح ٌر ّمبِيٌ {‪}2‬‬

‫أما الحروف المقطعة في أوائل السور فقد تقدم الكلم عليها في أوائل سورة‬

‫البقرة وقال أبننو الضحننى عننن بننن عباس فنني قوله تعالى ( الر ) أي أنننا ال‬

‫أرى وكذلك قال الضحاك وغيره ( تلك آيات الكتاب الحكينننم ) أي هذه آيات‬

‫‪142‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القرآن المحكننم المننبين وقال مجاهنند ( الر تلك آيات الكتاب الحكيننم ) وقال‬

‫الحسنننن التوراة والزبور وقال قتاده ( تلك آيات الكتاب ) قال الكتنننب التننني‬

‫كاننت قبنل القرآن وهذا القول ل أعرف وجهنه ول معناه وقوله ( أكان للناس‬

‫عجبننا ) اليننة يقول تعالى منكرا على مننن تعجننب مننن الكفار مننن إرسننال‬

‫المرسلين من البشر كما أخبر تعالى عن القرون الماضين من قولهم ( أبشر‬

‫يهدونننا ) وقال هود وصنالح لقومهمنا ( أو عجبتنم أن جاءكنم ذكنر منن ربكنم‬

‫على رجننل منكننم ) وقال تعالى مخننبرا عننن كفار قريننش أنهننم قالوا ( أجعننل‬

‫اللهنة إلهنا واحدا إن هذا لشينء عجاب ) وقال الضحاك عنن بنن عباس لمنا‬

‫رسول أنكرت العرب ذلك أو من أنكر منهم فقالوا‬ ‫بعث ال تعالى محمدا‬

‫ال أعظننم مننن أن يكون رسننوله بشرا مثننل محمنند قال فأنزل ال عننز وجننل‬

‫( أكان للناس عجبا ) الية وقوله ( أن لهم قدم صدق عند ربهم ) اختلفوا فيه‬

‫فقال علي بنن أبني طلحنة عنن بنن عباس فني قوله ( وبشنر الذينن آمنوا أن لهنم‬

‫قدم صندق ) يقول سنبقت لهنم السنعادة فني الذكنر الول وقال العوفني عنن بنن‬

‫عباس ( أن لهنم قدم صندق عنند ربهنم ) يقول أجرا حسننا بمنا قدموا وكذا قال‬

‫الضحاك والربيع بن أنس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهذا كقوله تعالى (‬

‫لينذر بأسنا شديدا ) الينة وقال مجاهند ( أن لهنم قدم صندق عنند ربهنم ) قال‬

‫‪143‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العمال الصنالحة صنلتهم وصنومهم وصندقتهم وتسنبيحهم قال ومحمند‬

‫يشفع لهم وكذا قال زيد بن أسلم ومقاتل بن حيان وقال قتادة سلف صدق عند‬

‫ربهم واختار بن جرير قول مجاهد أنها العمال الصالحة التي قدموها كما‬

‫يقال له قدم فنننننننننننننننننننني السننننننننننننننننننننلم كقول حسننننننننننننننننننننان‬

‫لننننننا القدم العلينننننا إلينننننك وخلفننننننا لولننننننا فننننني طاعنننننة ال تابنننننع‬

‫وقول ذي الرمنة لكنم قدم ل ينكنر الناس أنهنا منع الحسنب العادي طمنت على‬

‫البحنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننر‬

‫وقوله تعالى ( قال الكافرون إن هذا لسنناحر مننبين ) أي مننع أنننا بعثنننا إليهننم‬

‫رسنول منهنم رجل منن جنسنهم بشيرا ونذيرا ( قال الكافرون إن هذا لسناحر‬

‫مبين ) أي ظاهر وهم الكاذبون في ذلك‬

‫إِنّ َرّبكُمُ اللّ ُه الّذِي َخلَقَ السّمَاوَاتِ وَالَ ْرضَ‬

‫فِي ِسّتةِ َأيّامٍ ثُ ّم ا ْسَتوَى عَلَى اْلعَ ْرشِ يُ َدبّ ُر الَمْ َر مَا مِن َشفِيعٍ‬

‫إِلّ مِن َبعْدِ ِإ ْذنِهِ ذَِلكُمُ اللّهُ َرّبكُمْ فَاعْبُدُوهُ أََفلَ‬

‫تَذَكّرُونَ {‪}3‬‬

‫‪144‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫يخبر تعالى أنه رب العالم جميعه وأنه خلق السماوات والرض في ستة أيام‬

‫قيننل كهذه اليام وقيننل كننل يوم كألف سنننة ممننا تعدون كمننا سننيأتي بيانننه ثننم‬

‫اسننتوى على العرش والعرش أعظننم المخلوقات وسننقفها قال بننن أبنني حاتننم‬

‫حدثننا حجاج بنن حمزة حدثننا أبنو أسنامة حدثننا إسنماعيل بنن أبني خالد قال‬

‫سنمعت سنعدا الطائي يقول العرش ياقوتنة حمراء وقال وهنب بنن منبنه خلقنه‬

‫ال منن نوره وهذا غرينب وقوله ( يدبرالمنر ) أي يدبر الخلئق ( ل يعزب‬

‫عنه مثقال ذرة في السماوات ول في الرض ) ول يشغله شأن عن شأن ول‬

‫تغلطه المسائل ول يتبرم بإلحاح الملحين ول يلهيه تدبير الكبير عن الصغير‬

‫في الجبال والبحار والعمران والقفار ( وما من دابة في الرض إل على ال‬

‫رزقها ) الية ( وما تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة في ظلمات الرض‬

‫ول رطننب ول يابننس إل فنني كتاب مننبين ) وقال الدراوردي عننن سننعد بننن‬

‫إسننحاق بننن كعننب أنننه قال حيننن نزلت هذه اليننة ( إن ربكننم ال الذي خلق‬

‫السنماوات والرض ) الينة لقيهنم ركنب عظينم ل يرون إل أنهنم منن العرب‬

‫فقالوا لهم من أنتم قالوا من الجن خرجنا من المدينة أخرجتنا هذه الية رواه‬

‫‪145‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بنن أبني حاتنم وقوله ( منا منن شفينع إل منن بعند إذننه ) كقوله تعالى ( منن ذا‬

‫الذي يشفنع عنده إل بإذننه ) وكقوله تعالى ( وكنم منن ملك فني السنماوات ل‬

‫تغني شفاعتهم شيئا إل من بعد أن يأذن ال لمن يشاء ويرضى ) وقوله ( ول‬

‫تنفننع الشفاعننة عنده إل لمننن أذن له ) وقوله ( ذلكننم ال ربكننم فاعبدوه أفل‬

‫تذكرون ) أي أفردوه بالعبادة وحده ل شرينننك له ( أفل تذكرون ) أي أيهنننا‬

‫المشركون فنني أمركننم تعبدون مننع ال إلهننا غيره وأنتننم تعلمون أنننه المتفرد‬

‫بالخلق كقوله تعالى ( ولئن سننألتهم مننن خلقهننم ليقولن ال ) وقوله ( قننل مننن‬

‫رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون ل قل أفل تتقون ) وكذا‬

‫الية التي قبلها والتي بعدها‬

‫إَِليْهِ مَ ْر ِج ُعكُمْ جَمِيعا َوعْدَ اللّهِ َحقّا ِإنّهُ‬

‫ي الّذِينَ آ َمنُواْ وَعَ ِملُواْ الصّالِحَاتِ‬


‫جزِ َ‬
‫خلْ َق ثُ ّم ُيعِي ُدهُ ِليَ ْ‬
‫َيبْ َدأُ الْ َ‬

‫ب مّنْ حَمِي ٍم َوعَذَابٌ‬


‫بِاْلقِسْطِ وَالّذِينَ َكفَرُواْ َلهُ ْم شَرَا ٌ‬

‫أَلِيمٌ بِمَا كَانُوْا يَ ْكفُرُونَ {‪}4‬‬

‫يخبر تعالى أن إليه مرجع الخلئق يوم القيامة ل يترك منهم أحدا حتى يعيده‬

‫كمنا بدأه ثنم ذكنر تعالى أننه كمنا بدأ الخلق كذلك يعيده ( وهنو الذي يبدأ الخلق‬

‫‪146‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ثنننم يعيده وهنننو أهون علينننه ) ( ليجزي الذينننن آمنوا وعملوا الصنننالحات‬

‫بالقسنط ) أي بالعدل والجزاء الوفنى ( والذينن كفروا لهنم شراب منن حمينم‬

‫وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ) أي بسبب كفرهم يعذبون يوم القيامة بأنواع‬

‫العذاب مننن سننموم وحميننم وظننل مننن يحموم ( هذا فليذوقوه حميننم وغسنناق‬

‫وآخننر مننن شكله أزواج ) ( هذه جهنننم التنني يكذب بهننا المجرمون يطوفون‬

‫بينها وبين حميم آن )‬

‫ُهوَ الّذِي َجعَلَ الشّ ْمسَ‬

‫ضيَاء وَاْلقَ َم َر نُورا وََقدّ َرهُ َمنَازِلَ ِلتَعَْلمُواْ عَ َددَ السّنِيَ‬


‫ِ‬

‫ب مَا خََلقَ اللّهُ ذَلِكَ إِ ّل بِالْحَ ّق ُي َفصّ ُل اليَاتِ‬


‫وَالْحِسَا َ‬

‫ِل َقوْ ٍم َيعْلَمُونَ {‪}5‬‬

‫إِنّ فِي ا ْخِتلَفِ الّليْ ِل وَالّنهَارِ َومَا خَلَقَ‬

‫ت وَالَ ْرضِ ليَاتٍ ّل َق ْومٍ َيّتقُونَ {‪}6‬‬


‫اللّهُ فِي السّمَاوَا ِ‬

‫يخننبر تعالى عمننا خلق مننن اليات الدالة على كمال قدرتننه وعظيننم سننلطانه‬

‫وأنه جعل الشعاع الصادر عن جرم الشمس ضياء وجعل شعاع القمر نورا‬

‫هذا فن وهذا فن آخر ففاوت بينهما لئل يشتبها وجعل سلطان الشمس بالنهار‬

‫‪147‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلطان القمر بالليل وقدر القمر منازل فأول ما يبدو صغيرا ثم يتزايد نوره‬

‫وجرمه حتى يستوسق ويكمل إبداره ثم يشرع في النقص ‪2‬حتى يرجع إلى‬

‫حالتننه الولى فنني تمام شهننر كقوله تعالى ( والقمننر قدرناه منازل حتننى عاد‬

‫كالعرجون القديم ل الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ول الليل سابق النهار‬

‫وكل في فلك يسبحون ) وقوله تعالى ( والشمس والقمر حسبانا ) الية وقوله‬

‫فنني هذه اليننة الكريمننة ( وقدره ) أي القمننر ( منازل لتعلموا عدد السنننين‬

‫والحسنناب ) فبالشمننس تعرف اليام وبسننير القمننر تعرف الشهور والعوام‬

‫( ما خلق ال ذلك إل بالحق ) أي لم يخلقه عبثا بل له حكمة عظيمة في ذلك‬

‫وحجة بالغة كقوله تعالى ( وما خلقنا السماء والرض وما بينهما باطل ذلك‬

‫ظنن الذينن كفروا فوينل للذينن كفروا منن النار ) وقال تعالى ( أفحسنبتم أنمنا‬

‫خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون فتعالى ال الملك الحق ل إله إل هو رب‬

‫العرش الكريننم ) وقوله ( نفصننل اليات ) أي نننبين الحجننج والدلة ( لقوم‬

‫يعلمون ) وقوله ( إن فنني اختلف الليننل والنهار ) أي تعاقبهمننا إذا جاء هذا‬

‫ذهننب هذا وإذا ذهننب هذا جاء هذا ل يتأخننر عنننه شيئا كقوله تعالى ( يغشنني‬

‫الليل النهار يطلبه حثيثا ) وقال ( لالشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ) الية‬

‫وقال تعالى ( فالق الصنباح وجعنل اللينل سنكنا ) الينة وقوله ( ومنا خلق ال‬

‫في السماوات والرض ) أي من اليات الدالة على عظمته تعالى كما قال (‬

‫‪148‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكأينن منن آينة فني السنماوات والرض ) الينة وقوله ( قنل انظروا ماذا فني‬

‫السنننماوات والرض وماتغنننني اليات والنذر عنننن قوم ل يؤمنون ) وقال‬

‫( أفلم يروا إلى منا بينن أيديهنم ومنا خلفهنم منن السنماء والرض ) وقال ( إن‬

‫فني خلق السنماوات والرض واختلف اللينل والنهار ليات لولي اللباب )‬

‫أي العقول وقال ها هنا ( ليات لقوم يتقون ) أي عقاب ال وسخطه وعذابه‬

‫إَ ّن الّذِينَ َل يَرْجُونَ ِلقَاءنَا وَرَضُوْا بِالْحَياةِ ال ّدنْيَا وَاطْ َمَأنّواْ‬

‫ك َم ْأوَاهُمُ‬
‫ِبهَا وَالّذِي َن هُ ْم عَ ْن آيَاتِنَا غَافِلُونَ {‪ُ }7‬أوْلَبئِ َ‬

‫سبُو َن {‪}8‬‬
‫النّا ُر بِمَا كَانُواْ يَكْ ِ‬

‫يقول تعالى مخننبرا عننن حال الشقياء الذيننن كفروا بلقاه ال يوم القيامننة ول‬

‫يرجون فني لقائه شيئا ورضوا بهذه الحياة الدنينا واطمأننت إليهنا نفوسنهم قال‬

‫الحسنن وال مازينوهنا ول رفعوهنا حتنى رضوا بهنا وهنم غافلون عنن آيات‬

‫ال الكونيننة فل يتفكرون فيهننا والشرعيننة فل يأتمرون بهننا فإن مأواهننم يوم‬

‫معادهننم النار جزاء على ماكانوا يكسننبون فنني دنياهننم مننن الثام والخطايننا‬

‫والجرام مع ماهم فيه من الكفر بال ورسوله واليوم الخر‬

‫إِ ّن الّذِينَ آ َمنُواْ‬

‫‪149‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ت َيهْدِيهِمْ َرّبهُ ْم بِإِيَاِنهِ ْم َتجْرِي مِن‬
‫َوعَمِلُواْ الصّالِحَا ِ‬

‫ت النّعِي ِم {‪َ }9‬دعْوَاهُمْ فِيهَا ُسبْحَانَكَ‬


‫حِتهِ ُم الَْنهَارُ فِي َجنّا ِ‬
‫تَ ْ‬

‫لمٌ وَآخِرُ َد ْعوَاهُمْ أَ ِن الْحَ ْمدُ لِلّهِ‬


‫حّيُتهُمْ فِيهَا َس َ‬
‫الّلهُ ّم َوتَ ِ‬

‫ي {‪}10‬‬
‫ب اْلعَالَمِ َ‬
‫رَ ّ‬

‫( ‪) 10 9 10‬‬

‫هذا إخبار عنن حال السنعداء الذينن آمنوا بال وصندقوا المرسنلين وامتثلوا منا‬

‫أمروا بنه فعملوا الصنالحات بأننه سنيهديهم بإيمانهنم يحتمنل أن تكون الباء هنا‬

‫هنننا سننببية فتقديره بسننب إيمانهننم فنني الدنيننا يهديهننم ال يوم القيامننة على‬

‫الصننراط المسننتقيم حتننى يجوزوه ويخلصننوا إلى الجنننة ويحتمننل أن تكون‬

‫للسنتعانة كمنا قال مجاهند فني قوله ( يهديهنم ربهنم بإيمانهنم ) قال يكون لهنم‬

‫نورا يمشون بنه وقال بنن جرينج فني الينة يمثنل له عمله فني صنورة حسننة‬

‫وريح طيبة إذا قام من قبره يعارض صاحبه ويبشره بكل خير فيقول له من‬

‫أننت فيقول أننا عملك فيجعنل له نوره منن بينن يدينه حتنى يدخله الجننة فذلك‬

‫قوله تعالى ( يهديهم ربهم بإيمانهم ) والكافر يمثل له عمله في صورة سيئة‬

‫وريح منتنة فيلزم صاحبه ويلده حتى يقذفه في النار وروي نحوه عن قتادة‬

‫‪150‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مرسنل فال أعلم وقوله ( دعواهننم فيهنا سنبحانك اللهنم وتحيتهنم فيهننا سنلم‬

‫وآخنر دعواهنم أن الحمند ل رب العالمينن ) أي هذا حال أهنل الجننة قال بنن‬

‫جريج أخبرت بأن قوله ( دعواهم فيها سبحانك اللهم ) قال إذا مر بهم الطير‬

‫يشتهوننه قالوا سنبحانك اللهنم وذلك دعواهنم فيأتيهنم الملك بمنا يشتهوننه فيسنلم‬

‫عليهنم فيردون علينه فذلك قوله ( وتحيتهنم فيهنا سنلم ) قال فإذا أكلوا حمدوا‬

‫ال ربهم فذلك قوله ( وآخر دعواهم أن الحمد ل رب العالمين ) وقال مقاتل‬

‫بنن حيان إذا أراد أهنل الجننة أن يدعوا بالطعام قال أحدهنم ( سنبحانك اللهنم )‬

‫قال فيقوم على أحدهنم عشرة آلف خادم منع كنل خادم صنحفة منن ذهنب فيهنا‬

‫طعام لينس فني الخرى قال فيأكنل منهنن كلهنن وقال سنفيان الثوري إذا أراد‬

‫أحدهم أن يدعو بشيء قال ( سبحانك اللهم ) وهذه ال ية فيها شبه من قوله (‬

‫تحيتهنم يوم يلقوننه سنلم ) الينة وقوله ( ليسنمعون فيهنا لغوا ول تأثيمنا إل‬

‫قيل سنلما سنلما ) وقوله ( سنلم قول منن رب رحينم ) وقوله ( والملئكنة‬

‫يدخلون عليهنم منن كنل باب سنلم عليكنم ) الينة وقوله ( وآخنر دعواهنم أن‬

‫الحمنند ل رب العالميننن ) هذا فيننه دللة على إنننه تعالى هننو المحمود أبدا‬

‫المعبود على طول المدى ولهذا حمند نفسنه عنند ابتداء خلقنه واسنتمراره وفني‬

‫ابتداء كتابنه وعنند ابتداء تنزيله حينث يقول تعالى ( الحمند ل الذي أنزل على‬

‫عبده الكتاب ) ( الحمد ل الذي خلق السماوات والرض ) إلى غير ذلك من‬

‫‪151‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الحوال التنني يطول بسننطها وإنننه المحمود فنني الولى والخرة فنني الحياة‬

‫الدنينا وفني الخرة فني جمينع الحوال ولهذا جاء فني الحدينث إن أهنل الجننة‬

‫يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس وإنما يكون ذلك كذلك لما يرون‬

‫منن تزايند نعنم ال عليهنم فتكرر وتعاد وتزداد فلينس لهنا انقضاء ول أمند فل‬

‫إله إل هو ول رب سواه‬

‫وََلوْ ُيعَجّلُ اللّهُ لِلنّاسِ الشّرّ‬

‫ضيَ إِلَْيهِمْ أَ َجُلهُمْ َفنَذَ ُر الّذِينَ‬


‫خْيرِ َلقُ ِ‬
‫اسِْتعْجَاَلهُم بِالْ َ‬

‫َل يَرْجُونَ ِلقَاءنَا فِي ُطغْيَاِنهِ ْم َيعْ َمهُونَ {‪}11‬‬

‫يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده أنه ل يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم‬

‫أو أموالهنم أو أولدهنم فني الشنر فني حال ضجرهنم وغضبهنم وإنه يعلم منهنم‬

‫عدم القصنند إلى إرادة ذلك فلهذا ل يسننتجيب لهننم والحالة هذه لطفننا ورحمننة‬

‫كمنا يسنتجيب لهنم إذا دعوا لنفسنهم أو لموالهنم أو لولدهم بالخير والبركة‬

‫والنماء ولهذا قال ( ولو يعجل ال للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم‬

‫أجلهنم ) الينة أي لو اسنتجاب لهنم كلمنا دعوه بنه فني ذلك لهلكهنم ولكنن ل‬

‫ينبغنني الكثار مننن ذلك كمننا جاء فنني الحديننث الذي رواه الحافننظ أبننو بكننر‬

‫البزار فني مسننده حدثننا محمند بنن معمنر حدثننا يعقوب بنن محمند حدثننا حاتنم‬

‫‪152‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بنن إسنماعيل حدثننا يعقوب بنن مجاهند أبنو حزرة عنن عبادة بنن الوليند حدثننا‬

‫ل تدعوا على أنفسنكم ل تدعوا على أولدكنم ل‬ ‫جابر قال قال رسنول ال‬

‫تدعوا على أموالكنم ل توافقوا منن ال سناعة فيهنا إجابنة فيسنتجيب لكنم ورواه‬

‫أبو داود ‪ 1532‬من حديث حاتم بن إسماعيل به وقال البزار وتفرد به عبادة‬

‫بنن الوليند بنن عبادة بنن الصنامت النصناري لم يشاركنه أحند فينه وهذا كقوله‬

‫تعالى ( ويدع النسنان بالشنر دعاءه بالخينر ) الينة وقال مجاهند فني تفسنير‬

‫هذه اليننة ( ولو يعجننل ال للناس الشننر اسننتعجالهم بالخيننر ) اليننة هننو قول‬

‫النسنان لولده أو ماله إذا غضنب علينه اللهنم ل تبارك فينه والعننه فلو يعجنل‬

‫لهنننم السنننتجابة فننني ذلك كمنننا يسنننتجاب لهنننم فننني الخينننر لهلكهنننم‬

‫َوإِذَا َمسّ‬

‫ش ْفنَا‬
‫الِنسَانَ الضّرّ َدعَانَا ِلجَنبِهِ َأوْ قَاعِدا َأوْ قَآئِما َفلَمّا كَ َ‬

‫ض ّرهُ َمرّ َكأَن لّ ْم يَ ْد ُعنَا إِلَى ضُ ّر مّسّهُ كَذَلِكَ ُزيّنَ‬


‫عَنْهُ ُ‬

‫ي مَا كَانُواْ َيعْ َملُو َن { ‪}12‬‬


‫سرِفِ َ‬
‫لِلْمُ ْ‬

‫يخبر تعالى عن النسان وضجره وقلقه إذا مسه الشر كقوله وإذا مسه الشر‬

‫فذو دعاء عرينض ) أي كثينر وهمنا فني معننى واحند وذلك لننه إذا أصنابته‬

‫‪153‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شدة قلق لها وجزع منها وأكثر الدعاء عند ذلك فدعا ال في كشفها ورفعها‬

‫عنننه فنني حال اضطجاعننه وقعوده وقيامننه وفنني جميننع أحواله فإذا فرج ال‬

‫شدتنه وكشنف كربتنه أعرض ونأى بجانبنه وذهنب كأننه منا كان بنه منن ذلك‬

‫شيننء ( مننر كأن لم يدعنننا إلى ضننر مسننه ) ثننم ذم تعالى مننن هذه صننفته‬

‫وطريقتنه فقال ( كذلك زينن للمسنرفين ماكانوا يعملون ) فأمنا منن رزقنه ال‬

‫الهداينة والسنداد والتوفينق والرشاد فإننه مسنتثنى منن ذلك كقوله تعالى ( إل‬

‫عجبننا لمننر‬ ‫الذيننن صننبروا وعملوا الصننالحات ) وكقول رسننول ال‬

‫المؤمننن ل يقضنني ال له قضاء إل كان خيرا له إن أصننابته ضراء فصننبر‬

‫كان خيرا له وإن أصننابته سننراء فشكننر كان خيرا له وليننس ذلك لحنند إل‬

‫للمؤمنينننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننن م ‪2999‬‬

‫وََلقَدْ أَهَْل ْكنَا اْلقُرُونَ‬

‫ت َومَا كَانُواْ‬
‫مِن َقبِْلكُمْ لَمّا ظََلمُوْا وَجَاءْتهُمْ ُر ُسُلهُم بِاْلبَّينَا ِ‬

‫ي {‪ }13‬ثُمّ َج َع ْلنَاكُمْ‬
‫ج ِرمِ َ‬
‫جزِي اْل َقوْ َم الْمُ ْ‬
‫ك نَ ْ‬
‫ِلُيؤْ ِمنُواْ كَذَلِ َ‬

‫ض مِن َبعْ ِدهِم ِلنَن ُظرَ َكيْفَ تَعْ َملُونَ {‪}14‬‬


‫لئِفَ فِي الَ ْر ِ‬
‫َخ َ‬

‫‪154‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫أخنبر تعالى عمنا أحنل بالقرون الماضينة فني تكذيبهنم الرسنل فيمنا جاءوهنم بنه‬

‫مننن البينات والحجننج الواضحات ثننم اسننتخلف ال هؤلء القوم مننن بعدهننم‬

‫وأرسنل إليهنم رسنول لينظنر طاعتهنم له وإتباعهنم رسنوله وفني صنحيح مسنلم‬

‫إن الدنيا‬ ‫‪ 2742‬من حديث أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول ال‬

‫حلوة خضرة وإن ال مسنتخلفكم فيهنا فناظنر كينف تعملون فاتقوا الدنينا واتقوا‬

‫النسناء فإن أول فتننة بنني إسنرائيل كاننت منن النسناء وقال بنن جرينر حدثنني‬

‫المثنى حدثنا زيد بن عوف أبو ربيعة فهد أنبأنا حماد عن ثابت البناني عن‬

‫عبند الرحمنن بنن أبني ليلى إن عوف بنن مالك قال لبني بكنر رأينت فيمنا يرى‬

‫ثنم أعيند فانتشنط أبنو‬ ‫النائم كأن سنببا دلى منن السنماء فانتشنط رسنول ال‬

‫بكنر ثنم ذرع الناس حول المننبر ففضنل عمنر بثلث أذرع حول المننبر فقال‬

‫عمننر دعنننا مننن رؤياك ل أرب لنننا فيهننا فلمننا اسننتخلف عمننر قال يننا عوف‬

‫رؤياك قال وهننل لك فنني رؤياي مننن حاجننة أولم تنتهرننني قال ويحننك إننني‬

‫نفسنه فقنص علينه الرؤينا حتنى إذا بلغ‬ ‫كرهنت أن تنعنى لخليفنة رسنول ال‬

‫ذرع الناس إلى المننبر بهذه الثلث الذرع قال أمنا إحداهنن فإننه كان خليفنة‬

‫‪155‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأمنا الثانينة فإننه ل يخاف فني ال لومنة لئم ؤامنا الثالثنة فإننه شهيند قال فقال‬

‫يقول ال تعالى ( ثننم جعلناكننم خلئف فنني الرض مننن بعدهننم لننظننر كيننف‬

‫تعملون ) فقند اسنتخلفت ينا بنن أم عمنر فانظنر كينف تعمنل وأمنا قوله فإنني ل‬

‫أخاف فني ال لومنة لئم فيمنا شاء ال وأمنا قوله ( شهيند ) فأننى لعمنر الشهادة‬

‫والمسنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننلمون مطيفون بنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننه‬

‫َوإِذَا ُتتْلَى عََلْيهِ ْم آيَاتُنَا َبيّنَاتٍ قَالَ الّذِينَ َل يَ ْرجُونَ‬

‫ِلقَاءنَا اْئتِ ِبقُرْآ ٍن غَيْ ِر هَبذَا َأ ْو بَدّلْهُ قُ ْل مَا َيكُونُ لِي‬

‫أَنْ ُأبَدّلَ ُه مِن تِ ْلقَاء َنفْسِي ِإنْ َأّتبِعُ إِلّ مَا يُوحَى إَِليّ ِإنّي‬

‫صيْتُ َربّي عَذَابَ َي ْومٍ عَظِيمٍ {‪ }15‬قُل ّل ْو شَاء‬


‫أَخَافُ ِإنْ َع َ‬

‫اللّ ُه مَا تََل ْوتُهُ عََلْيكُ ْم وَلَ أَدْرَاكُم بِهِ َفقَدْ َلِبثْتُ‬

‫ل َتعْقِلُونَ {‪}16‬‬
‫فِيكُ ْم عُمُرا مّن َقبْلِهِ أََف َ‬

‫يخبر تعالى عن تعنت الكفار من مشركي قريش الجاحدين المعرضين عنه‬

‫كتاب ال وحججننه الواضحننة قالوا له ائت‬ ‫إنهننم إذا قرأ عليهننم الرسننول‬

‫‪156‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بقرآن غير هذا أي رد هذا وجئنا بغيره من نمط آخر أو بدله إلى وضع آخر‬

‫( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي ) أي ليس‬ ‫قال ال تعالى لنبيه‬

‫هذا إلي إنما أنا عبد مأمور ورسول مبلغ عن ال ( إن أتبع إل ما يوحى إلي‬

‫إننني أخاف إن عصننيت ربنني عذاب يوم عظيننم ) ثننم قال محتجننا عليهننم فنني‬

‫صحة ما جاءهم به ( قل لو شاء ال ما تلوته عليكم ول أدراكم به ) أي هذا‬

‫إنمنا جئتكنم بنه عنن إذن ال لي فني ذلك ومشيئتنه وإرادتنه والدلينل على إنني‬

‫لسننت أتقوله مننن عندي ول افتريتننه إنكننم عاجزون عننن معارضتننه وإنكننم‬

‫تعلمون صندقي ؤامانتني مننذ نشأت بينكنم إلى حينن بعثنني ال عنز وجنل ل‬

‫تنتقدون علي شيئا تغمصنوني بنه ولهذا قال ( فقند لبثنت فيكنم عمرا منن قبله‬

‫أفل تعقلون ) أي أفلينس لكنم عقول تعرفون بهنا الحنق منن الباطنل ولهذا لمنا‬

‫قال‬ ‫سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان ومن معه فيما سأله من صفة النبي‬

‫هرقنل لبني سنفيان هنل كنتنم تتهموننه بالكذب قبنل أن يقول منا قال قال أبنو‬

‫سنفيان فقلت ل وكان أبنو سنفيان إذ ذاك رأس الكفرة وزعينم المشركينن ومنع‬

‫هذا اعترف بالحننننننننننق والفضننننننننننل مننننننننننا شهدت بننننننننننه العداء‬

‫فقال له هرقل فقد أعرف إنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب‬

‫على ال وقال جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة بعث ال فينا رسول‬

‫‪157‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نعرف صندقه ونسنبه وأمانتنه وقند كاننت مدة مقامنه علينه السنلم بينن أظهرننا‬

‫قبل النبوة أربعين سنة وعن سعيد بن المسيب ثلثا وأربعين سنة والصحيح‬

‫المشهور الول‬

‫فَمَنْ َأظْلَمُ‬

‫مِمّ ِن ا ْفتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبا َأوْ كَذّبَ بِآيَاتِهِ ِإنّهُ‬

‫ج ِرمُو َن {‪}17‬‬
‫َل ُيفْلِ ُح الْمُ ْ‬

‫يقول تعالى ل أحنند أظلم ول أعتننى ول أشنند إجرامننا ( ممننن افترى على ال‬

‫كذبنا ) وتقول على ال وزعنم أن ال أرسنله ولم يكنن كذلك فلينس أحند أكنبر‬

‫جرمنا ول أعظنم ظلمنا منن هذا ومثنل هذا ل يخفنى أمره على الغنبياء فكينف‬

‫يشتبه حال هذا بالنبياء فإن من قال هذه المقالة صادقا أو كاذبا فلبد أن ال‬

‫ينصننب عليننه مننن الدلة على بره أو فجوره مننا هننو أظهرمننن الشمننس فإن‬

‫وبينن مسنيلمة الكذاب لمنن شاهدهمنا أظهنر منن الفرق‬ ‫الفرق بينن محمند‬

‫بين وقت الضحى وبين نصف الليل في حندس الظلماء فمن شيم كل منهما‬

‫وكذب مسنيلمة‬ ‫وأفعاله وكلمنه يسنتدل منن له بصنيرة على صندق محمند‬

‫‪158‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الكذاب وسنجاح والسنود العنسني قال عبند ال بنن سنلم لمنا قدم رسنول ال‬

‫المدينة إنجفل الناس فكنت فيمن إنجفل فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس‬

‫بوجنه رجنل كذاب قال فكان أول منا سنمعته يقول ينا أيهنا الناس أفشوا السنلم‬

‫وأطعموا الطعام وصننلوا الرحام وصننلوا بالليننل والناس نيام تدخلوا الجنننة‬

‫فني قومنه بنني سنعد بنن‬ ‫بسنلم ولمنا وفند ضمام بنن ثعلبنة على رسنول ال‬

‫بكر قال لرسول ال فيما قال له من رفع هذه السماء قال ال قال ومن نصب‬

‫هذه الجبال قال ال قال ومنن سنطح هذه الرض قال ال قال فبالذي رفنع هذه‬

‫السنماء ونصنب هذه الجبال وسنطح هذه الرض أل أرسنلك إلى الناس كلهنم‬

‫قال اللهنم نعنم ثنم سنأله عنن الصنلة والزكاة والحنج والصنيام ويحلف عنند كنل‬

‫فقال له صنندقت والذي بعثننك‬ ‫واحدة هذه اليميننن ويحلف له رسننول ال‬

‫بالحنق ل أزيند على ذلك ول أنقنص فاكتفنى هذا الرجنل بمجرد هذا وقند أيقنن‬

‫بصندقه صنلوات ال وسنلمه علينه بمنا رأى وشاهند منن الدلئل الدالة علينه‬

‫وقال حسنننننننننننننننننننننننننننان بنننننننننننننننننننننننننننن ثابنننننننننننننننننننننننننننت‬

‫لو لم تكننننننن فيننننننه آيات مبينننننننة كانننننننت بديهتننننننه تأتيننننننك بالخننننننبر‬

‫وأما مسيلمة فمن شاهده من ذوي البصائر علم أمره لمحاله بأقواله الركيكة‬

‫‪159‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التي ليست بفصيحة وأفعاله غير الحسنة بل القبيحة وقرآنه الذي يخلد به في‬

‫النار يوم الحسرة والفضيحة وكم من فرق بين قوله تعالى ( ال ل إله إل هو‬

‫الحني القيوم ل تأخذه سننة ولنوم ) إلى آخرهنا وبينن قول مسنيلمة قبحنه ال‬

‫ولعنننه ياضفدع بنننت ضفدعيننن نقنني كننم تنقيننن لالماء تكدريننن ولالشارب‬

‫تمنعينن وقوله قبحنه ال لقند أنعنم ال على الحبلى إذ أخرج منهنا نسنمة تسنعى‬

‫منن بينن صنفاق وحشنى وقوله خلده ال فني نار جهننم وقند فعنل الفينل ومنا‬

‫أدراك ماالفينننل له خرطوم طوينننل وقوله أبعده ال عنننن رحمتنننه والعاجنات‬

‫عجنننا والخابزات خبزا واللقمات لقمننا إهالة وسننمنا إن قريشننا قوم يعتدون‬

‫إلى غينر ذلك منن الخرافات والهذيانات التني يأننف الصنبيان أن يتلفظوا بهنا‬

‫إل على وجنه السنخرية والسنتهزاء ولهذا أرغنم ال أنفنه وشرب يوم حديقنة‬

‫الموت حتفنه ومزق شمله ولعننه صنحبه وأهله وقدموا على الصنديق تائبينن‬

‫وجاءوا فنني دينن ال راغننبين فسننألهم الصننديق خليفننة الرسننول صننلوات ال‬

‫وسنلمه علينه ورضني عننه أن يقرأوا علينه شيئا منن قرآن مسنيلمة لعننه ال‬

‫فسنألوه أن يعفيهنم منن ذلك فأبنى عليهنم إل أن يقرأوا شيئا مننه ليسنمعه منن لم‬

‫يسمعه من الناس فيعرفوا فضل ماهم عليه من الهدى والعلم فقرأوا عليه من‬

‫هذا الذي ذكرناه وأشباهه فلما فرغوا قال لهم الصديق رضي ال عنه ويحكم‬

‫أينن كان يذهنب بعقولكنم وال إن هذا لم يخرج منن إل وذكروا أن عمرو بنن‬

‫‪160‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العاص وفند على مسنيلمة وكان صنديقا له فني الجاهلينة وكان عمرو لم يسنلم‬

‫بعد فقال له مسيلمة ويحك ياعمرو ماذا أنزل على صاحبكم يعني رسول ال‬

‫فني هذه المدة فقال لقند سنمعت أصنحابه يقرأون سنورة عظيمنة قصنيرة‬

‫فقال وماهي فقال ( والعصر إن النسان لفي خسر ) إلى آخر السورة ففكر‬

‫مسنيلمة سناعة ثنم قال وأننا قند أنزل علي مثله فقال وماهنو فقال ياوبر ياوبر‬

‫إنمنا أننت أذنان وصندر وسنائرك حفنر نقنر كينف ترى ياعمرو فقال له عمرو‬

‫وال إننك لتعلم أنني أعلم أننك تكذب فاذا كان هذا منن مشرك فني حال شركنه‬

‫وصندقه وحال مسنيلمة لعننه ال وكذبنه فكينف‬ ‫لم يشتبنه علينه حال محمند‬

‫بأولي البصنائر والنهنى وأصنحاب العقول السنليمة المسنتقيمة والحجنى ولهذا‬

‫قال ال تعالى ( ومننن أظلم ممننن افترى على ال كذبننا أو قال أوحنني إلي ولم‬

‫يوح إليننه شيننء ومننن قال سننأنزل مثننل مننا أنزل ال ) وقال فنني هذه اليننة‬

‫الكريمننة ( فمننن أظلم ممننن افترى على ال كذبننا أو كذب بآياتننه إنننه ل يفلح‬

‫المجرمون ) وكذلك مننن كذب بالحننق الذي جاءت بننه الرسننل وقامننت عليننه‬

‫الحجنج ل أحند أظلم مننه كمافني الحدينث أعتنى الناس على ال رجنل قتنل نبينا‬

‫أو قتله نبي‬

‫‪161‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫َويَ ْعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ‬

‫مَا لَ يَضُ ّرهُ ْم وَ َل يَنفَ ُعهُ ْم َوَيقُولُو َن هَبؤُلء ُش َفعَاؤُنَا‬

‫ت وَلَ‬
‫عِندَ اللّهِ ُقلْ َأتَُنّبئُونَ اللّهَ بِمَا َل َيعْلَمُ فِي السّمَاوَا ِ‬

‫ض ُسبْحَانَ ُه َوتَعَالَى عَمّا يُشْرِكُو َن {‪َ }18‬ومَا كَانَ‬


‫فِي الَ ْر ِ‬

‫النّاسُ إِلّ ُأ ّمةً وَاحِ َدةً فَا ْختََلفُوْا وََلوْلَ كَِل َمةٌ‬

‫ختَِلفُونَ‬
‫ض َي بَْيَنهُمْ فِيمَا فِي ِه يَ ْ‬
‫َسبَ َقتْ مِن ّربّكَ َلقُ ِ‬

‫{‪}19‬‬

‫ينكنر تعالى على المشركينن الذينن عبدوا منع ال غيره ظانينن أن تلك اللهنة‬

‫تنفعهنم شفاعتهنا عنند ال فأخنبر تعالى أنهنا ل تضنر ول تنفنع ول تملك شيئا‬

‫وليقننع شيننء ممننا يزعمون فيهننا وليكون هذا أبدا ولهذا قال تعالى ( قننل‬

‫أتنبئون ال بمنا ل يعلم فني السنماوات ولفني الرض ) وقال بنن جرينر معناه‬

‫أتخنبرون ال بمال يكون فني السنماوات ولفني الرض ثنم نزه نفسنه الكريمنة‬

‫‪162‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنن شركهنم وكفرهنم فقال ( سنبحانه وتعالى عمنا يشركون ) ثنم أخنبر تعالى‬

‫أن هذا الشرك حادث فنني الناس كائن بعنند أن لم يكننن وأن الناس كلهننم كانوا‬

‫على دينن واحند وهنو السنلم قال بنن عباس كان بينن آدم ونوح عشرة قرون‬

‫كلهننم على السننلم ثننم وقننع الختلف بيننن الناس وعبدت الصنننام والنداد‬

‫والوثان فبعنث ال الرسنل بآياتنه وبيناتنه وحججنه البالغنة وبراهيننه الدامغنة‬

‫( ليهلك منن هلك عنن بيننة ويحينى منن حني عنن بيننة ) وقوله ( ولول كلمنة‬

‫سنبقت منن ربنك ) الينة أي لول منا تقدم منن ال تعالى أننه ل يعذب أحدا إل‬

‫بعند قيام الحجنة علينه وأننه قند أجنل الخلق إلى أجنل معدود لقضني بينهنم فيمنا‬

‫اختلفوا فيننننننننننه فأسننننننننننعد المؤمنيننننننننننن وأعنننننننننننت الكافريننننننننننن‬

‫َويَقُولُونَ َلوْلَ أُنزِ َل عََليْ ِه آَيةٌ مّن ّربّهِ َفقُلْ إِنّمَا‬

‫الْ َغْيبُ ِللّهِ فَاْنتَظِرُواْ ِإنّي َم َعكُم مّ َن الْمُنتَظِرِي َن {‪}20‬‬

‫أي ويقول هؤلء الكفرة المكذبون المعاندون لول أنزل على محمنند آيننة مننن‬

‫ربنه يعنون كمنا أعطنى ال ثمود الناقنة أو أن يحول لهنم الصنفا ذهبنا أو يزينح‬

‫عنهنم جبال مكنة ويجعنل مكانهنا بسناتين وأنهارا أو نحنو ذلك ممنا ال علينه‬

‫قادر ولكنننه حكيننم فنني أفعاله وأقواله كمننا قال تعالى ( تبارك الذي إن شاء‬

‫جعنل لك خيرا منن ذلك جنات تجري منن تحتهنا النهار ويجعنل لك قصنورا‬

‫‪163‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ) وكقوله ( وما منعنا أن‬

‫نرسننل باليات إل أن كذب بهننا الولون ) اليننة يقول تعالى إن سنننتي فنني‬

‫خلقي أني إذا آتيتهم ما سألوا فان آمنوا وإل عاجلتهم بالعقوبة ولهذا لما خير‬

‫بينن إعطائهنم منا سنألوا فان آمنوا وإل عذبوا وبينن إنظارهنم‬ ‫رسنول ال‬

‫ولهذا قال تعالى‬ ‫اختار إنظارهننم كمننا حلم عنهننم غيننر مرة رسننول ال‬

‫إلى الجواب عما سألوا ( فقل إنما الغيب ل ) أي المر كله‬ ‫إرشادا لنبيه‬

‫ل وهنو يعلم العواقنب فني المور ( فانتظروا إنني معكنم منن المنتظرينن ) أي‬

‫إن كنتنم ل تؤمنون حتنى تشاهدوا منا سنألتم فانتظروا حكنم ال فني وفيكنم هذا‬

‫أعظم مما سألوا حين أشار بحضرتهم إلى‬ ‫مع أنهم قد شاهدوا من آياته‬

‫القمنر ليلة إبداره فانشنق اثنينن فرقنة منن وراء الجبنل وفرقنة منن دوننه وهذا‬

‫أعظنم منن سنائر اليات الرضينة ممنا سنألوا ومالم يسنألوا ولو علم ال منهنم‬

‫أنهنم سنألوا ذلك اسنترشادا وتثبتنا لجابهنم ولكنن علم أنهنم إنمنا يسنألون عنادا‬

‫وتعنتنا فتركهنم فيمنا رابهنم وعلم أنهنم ل يؤمنن منهنم أحند كقوله تعالى ( إن‬

‫الذينن حقنت عليهنم كلمنة ربنك ل يؤمنون ولو جاءتهنم كنل آينة ) الينة وقوله‬

‫تعالى ( ولو أننا نزلنا إليهم الملئكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء‬

‫‪164‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قبل مننا كانوا ليؤمنوا إل أن يشاء ال ) اليننة ولمننا فيهننم مننن المكابرة كقوله‬

‫تعالى ( ولو فتحنننا عليهننم بابننا مننن السننماء ) اليننة وقوله تعالى ( وإن يروا‬

‫كسننفا مننن السننماء سنناقطا ) اليننة وقال تعالى ( ولو نزلنننا عليننك كتابننا فنني‬

‫قرطاس فلمسننوه بأيديهننم لقال الذيننن كفروا إن هذا إل سننحر مننبين ) فمثننل‬

‫هؤلء أقل من أن يجابوا إلى ما سألوا لنه لفائدة في جوابهم لنه دائر على‬

‫تعنتهم وعنادهم لكثرة فجورهم وفسادهم ولهذا قال ( فانتظروا إني معكم من‬

‫المنتظرينننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننن )‬

‫سْتهُمْ إِذَا َلهُم ّمكْرٌ فِي‬


‫َوإِذَا َأذَ ْقنَا النّاسَ رَ ْح َم ًة مّن َبعْدِ ضَرّاء مَ ّ‬

‫ع َمكْرا ِإنّ ُر ُسَلنَا َي ْكُتبُونَ مَا تَ ْمكُرُونَ‬


‫آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ َأسْ َر ُ‬

‫{‪ُ }21‬هوَ الّذِي يُسَيّرُ ُكمْ فِي اْلبَ ّر وَاْلبَحْرِ َحتّى إِذَا كُنتُمْ فِي اْلفُلْكِ‬

‫وَجَ َريْ َن ِبهِم بِرِيحٍ طَّيَبةٍ وََفرِحُواْ ِبهَا جَاءْتهَا رِي ٌح عَاصِفٌ‬

‫ج مِن كُ ّل َمكَانٍ َو َظنّواْ َأّنهُمْ أُحِيطَ ِبهِمْ َد َعوُاْ‬


‫وَجَاءهُ ُم الْ َموْ ُ‬

‫اللّ َه مُخِْلصِيَ لَهُ الدّينَ َلئِنْ أَ َنْيتَنَا مِ ْن هَب ِذهِ َلَنكُونَ ّن مِنَ‬

‫الشّاكِرِينَ {‪}22‬‬

‫‪165‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫يخنبر تعالى أننه إذا أذاق الناس رحمنة منن بعند ضراء مسنتهم كالرخاء بعند‬

‫الشدة والخصب بعد الجدب والمطر بعد القحط ونحو ذلك ( إذا لهم مكر في‬

‫آياتنا ) قال مجاهد إستهزاء وتكذيب كقوله ( وإذا مس النسان الضر دعانا‬

‫صنلى بهنم‬ ‫لجنبنه أو قاعدا أو قائمنا ) الينة وفني الصنحيح أن رسنول ال‬

‫الصنبح على أثنر سنماء كاننت منن اللينل أي مطنر ثنم قال هنل تدرون ماذا قال‬

‫ربكننم الليلة قالوا ال ورسننوله أعلم قال قال أصننبح مننن عبادي مؤمننن بنني‬

‫وكافر فأما من قال مطرنا بفضل ال ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب‬

‫وأمننا مننن قال مطرنننا بنوء كذا وكذا فذلك كافننر بنني مؤمننن بالكوكننب وقوله‬

‫( قننل ال أسننرع مكرا ) أي أشنند اسننتدراجا وإمهال حتننى يظننن الظان مننن‬

‫المجرميننن أنننه ليننس بمعذب وإنمننا هننو فنني مهلة ثننم يؤخننذ على غرة منننه‬

‫والكاتبون الكرام يكتبون علينه جمينع منا يفعله ويحصنونه علينه ثنم يعرضوننه‬

‫على عالم الغينب والشهادة فيجازينه على الجلينل والحقينر النقينر والقمطينر ثنم‬

‫أخنبر تعالى أننه ( هنو الذي يسنيركم فني البر والبحنر ) أي يحفظكنم ويكلؤكنم‬

‫بحراسته ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها ) أي‬

‫بسنرعة سنيرهم رافقينن فبينمنا هنم كذلك إذ ( جاءتهنا ) أي تلك السنفن ( رينح‬

‫‪166‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عاصف ) أي شديدة ( وجاءهم الموج من كل مكان ) أي اغتلم البحر عليهم‬

‫( وظنوا أنهنم أحينط بهنم ) أي هلكوا ( دعوا ال مخلصنين له الدينن ) أي ل‬

‫يدعون معه صنما ول وثنا بل يفردونه بالدعاء والبتهال كقوله تعالى ( وإذا‬

‫مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إل إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم‬

‫وكان النسان كفورا ) وقال ها هنا ( دعوا ال مخلصين له الدين لئن أنجيتنا‬

‫مننن هذه ) أي هذه الحال ( لنكونننن مننن الشاكريننن ) أي ل نشرك بننك أحدا‬

‫ولنفردنننك بالعبادة هناك كمننا أفردناك بالدعاء هننا هنننا قال ال تعالى ( فلمننا‬

‫أنجاهنم ) أي منن تلك الورطنة ( إذا هنم يبغون فني الرض بغينر الحنق ) أي‬

‫كأن لم يكن من ذلك شيء ( كأن لم يدعنا إلى ضر مسه ) ثم قال تعالى ( يا‬

‫أيهننا الناس إنمننا بغيكننم على أنفسننكم ) أي إنمننا يذوق وبال هذا البغنني أنتننم‬

‫أنفسنكم ول تضرون بنه أحدا غيركنم كمنا جاء فني الحدينث منا منن ذننب أجدر‬

‫أن يعجل ال عقوبته في الدنيا مع ما يدخر ال لصاحبه في الخرة من البغي‬

‫وقطيعة الرحم وقوله ( متاع الحياة الدنيا ) أي إنما لكم متاع في الحياة الدنيا‬

‫الدنيئة الحقيرة ( ثننم إلينننا مرجعكننم ) أي مصننيركم ومآلكننم ( فننبئكننم ) أي‬

‫فنخبركم بجميع أعمالكم ونوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد ال ومن وجد‬

‫‪167‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غيننننننننننننننننننننننننر ذلك فل يلومننننننننننننننننننننننننن إل نفسننننننننننننننننننننننننه‬

‫ض ِبغَيْرِ‬
‫فَلَمّا أَنَاهُمْ ِإذَا هُ ْم َيْبغُونَ فِي الَ ْر ِ‬

‫حيَاةِ‬
‫ع الْ َ‬
‫سكُم ّمتَا َ‬
‫الْحَ ّق يَا َأّيهَا النّاسُ ِإنّمَا بَ ْغُيكُ ْم عَلَى أَنفُ ِ‬

‫ال ّدنْيَا ثُمّ إِلَينَا َمرْ ِج ُعكُمْ َفنَُنّبئُكُم بِمَا كُنتُ ْم َتعْمَلُونَ {‪}23‬‬

‫ط بِهِ‬
‫حيَاةِ ال ّدنْيَا كَمَاء أَنزَْلنَا ُه مِنَ السّمَاءِ فَا ْختَلَ َ‬
‫ِإنّمَا َمثَلُ الْ َ‬

‫ت الَ ْرضُ‬
‫س وَا َلْنعَامُ َحتّىَ إِذَا أَخَذَ ِ‬
‫ض مِمّا َيأْكُلُ النّا ُ‬
‫َنبَاتُ الَ ْر ِ‬

‫زُ ْخرَُفهَا وَا ّزيَّنتْ َوظَنّ َأهُْلهَا َأّنهُمْ قَادِرُو َن عََلْيهَا‬

‫جعَ ْلنَاهَا َحصِيدا َكأَن لّ ْم َتغْنَ‬


‫َأتَاهَا َأمْ ُرنَا َلْيلً َأ ْو َنهَارا فَ َ‬

‫ك ُن َفصّ ُل اليَاتِ ِل َق ْومٍ َيَتفَكّرُو َن {‪ }24‬وَاللّهُ‬


‫بِا َلمْسِ كَذَلِ َ‬

‫ستَقِي ٍم {‪}25‬‬
‫ط مّ ْ‬
‫صرَا ٍ‬
‫سلَ ِم َوَيهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى ِ‬
‫يَ ْدعُو إِلَى دَارِ ال ّ‬

‫ضرب تبارك وتعالى مثل لزهرة الحياة الدنيننا وزينتهننا وسننرعة انقضائهننا‬

‫وزوالهننا بالنبات الذي أخرجننه ال مننن الرض بماء أنزل مننن السننماء ممننا‬

‫يأكننل الناس مننن زروع وثمار على اختلف أنواعهننا وأصنننافها ومننا تأكننل‬

‫‪168‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النعام منن أب وقضنب وغينر ذلك ( حتنى إذا أخذت الرض زخرفهنا ) أي‬

‫زينتهنا الفانينة ( وازيننت ) أي حسننت بمنا خرج فني رباهنا منن زهور نضرة‬

‫مختلفنة الشكال واللوان ( وظنن أهلهنا ) الذينن زرعوهنا وغرسنوها ( أنهنم‬

‫قادرون عليهننا ) أي على جذاذهننا وحصننادها فبينمننا هننم كذلك إذ جاءتهننا‬

‫صاعقة أو ريح شديدة باردة فأيبست أوراقها وأتلفت ثمارها ولهذا قال تعالى‬

‫( أتاهنننا أمرننننا ليل أو نهارا فجعلناهنننا حصنننيدا ) أي يابسنننا بعننند الخضرة‬

‫والنضارة ( كأن لم تغنن بالمننس ) أي كأنهننا مننا كانننت حينننا قبننل ذلك وقال‬

‫قتادة كأن لم تغنن كأن لم تنعنم وهكذا المور بعند زوالهنا كأنهنا لم تكنن ولهذا‬

‫جاء فني الحدينث يؤتنى بأنعنم أهنل الدنينا فيغمنس فني النار غمسنة فيقال له هنل‬

‫رأينت خيرا قنط هنل منر بنك نعينم قنط فيقول ل ويؤتنى بأشند الناس عذابنا فني‬

‫الدنيا فيغمس في النعيم غمسة ثم يقال له هل رأيت بؤسا قط فيقول ل وقال‬

‫تعالى إخبارا عن المهلكين ( فأصبحوا في دارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها )‬

‫ثننننم قال تعالى ( كذلك نفصننننل اليات ) أي نننننبين الحجننننج والدلة ( لقوم‬

‫يتفكرون ) فيعتننبرون بهذا المثننل فنني زوال الدنيننا عننن أهلهننا سننريعا مننع‬

‫اغترارهم بها وتمكنهم وثقتهم بمواعيدها وتفلتها عنهم فإن من طبعها الهرب‬

‫ممنن طلبهنا والطلب لمنن هرب منهنا وقند ضرب ال تعالى مثنل الدنينا بنبات‬

‫الرض في غير ما آية من كتابه العزيز فقال في سورة الكهف ( واضرب‬

‫‪169‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الرض فأصبح‬

‫هشيما تذروه الرياح وكان ال على كل شيء مقتدرا ) وكذا في سورة الزمر‬

‫والحديند يضرب ال بذلك مثنل الحياة الدنينا وقال بنن جرينر حدثنني الحارث‬

‫حدثنا عبد العزيز حدثنا بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن‬

‫أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال سمعت مروان يعني بن‬

‫الحكنم يقرأ على المننبر وازيننت وظنن أهلهنا أنهنم قادرون عليهنا ومنا كان ال‬

‫ليهلكهم إل بذنوب أهلها قال قد قرأتها وليست في المصحف فقال عباس بن‬

‫عبند ال بنن عباس هكذا يقرؤهنا بنن عباس فارسنلوا إلى بنن عباس فقال هكذا‬

‫أقرأني أبي بن كعب وهذه قراءة غريبة وكأنها زيدت للتفسير وقوله تعالى (‬

‫وال يدعو إلى دار السلم ) الية لما ذكر تعالى الدنيا وسرعة زوالها رغب‬

‫فني الجننة ودعااليهنا وسنماها دار السنلم أي منن الفات والنقائص والنكبات‬

‫فقال ( وال يدعنو إلى دار السنلم ويهدي منن يشاء إلى صنراط مسنتقيم ) قال‬

‫قال قيننل لي لتنننم عينننك وليعقننل قلبننك‬ ‫أيوب عننن أبنني قلبننة عننن النننبي‬

‫ولتسمع أذنك فنامت عيني وعقل قلبي وسمعت أذني ثم قيل لي مثلي ومثل‬

‫ماجئت كمثنل سنيد بننى داراثنم صننع مأدبنة وأرسنل داعينا فمنن أجاب الداعني‬

‫دخل الدار‬

‫‪170‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم‬

‫يأكنل منن المأدبنة ولم يرض عننه السنيد وال السنيد والدار السنلم والمأدبنة‬

‫وهذا حدينث مرسنل وقند جاء متصنل منن حدينث‬ ‫الجننة والداعني محمند‬

‫الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلل عن جابر بن عبد ال رضي‬

‫يومنا فقال إنني رأينت فني المنام كأن‬ ‫ال عننه قال خرج عليننا رسنول ال‬

‫جبرينل عنند رأسني وميكائينل عنند رجلي يقول أحدهمنا لصناحبه اضرب له‬

‫مثل فقال اسنمع سنمعت أذننك واعقنل عقنل قلبنك إنمنا مثلك ومثنل أمتنك كمثنل‬

‫ملك اتخنذ دارا ثنم بننى فيهنا بيتنا ثنم جعنل فيهنا مأدبنة ثنم بعنث رسنول يدعنو‬

‫الناس إلى طعامننه فمنهننم مننن أجاب الرسننول ومنهننم مننن تركننه فال الملك‬

‫والدار السلم والبيت الجنة وأنت يامحمد الرسول فمن أجابك دخل السلم‬

‫ومنن دخنل السنلم دخنل الجننة ومنن دخنل الجننة أكنل منهنا رواه بنن جرينر‬

‫وقال قتادة حدثنني خليند العصنري عنن أبني الدرداء مرفوعنا قال قال رسنول‬

‫مامن يوم طلعت فيه الشمس إل وبجنبيها ملكان يناديان يسمعه خلق‬ ‫ال‬

‫ال كلهنم إل الثقلينن ينا أيهنا الناس هلموا إلى ربكنم إن منا قنل وكفنى خينر ممنا‬

‫كثنر وألهنى قال وأنزل فني قوله ينا أيهنا الناس هلموا إلى ربكنم ( وال يدعنو‬

‫‪171‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إلى دار السنننننلم ) الينننننة رواه بنننننن أبننننني حاتنننننم وبنننننن جرينننننر‬

‫سنَى وَ ِزيَا َدٌة وَ َل يَ ْرهَ ُق وُجُو َههُمْ َقتَرٌ‬


‫سنُوْا الْحُ ْ‬
‫لّلّذِينَ أَحْ َ‬

‫جّنةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {‪}26‬‬


‫ب الْ َ‬
‫صحَا ُ‬
‫وَلَ ذِّلةٌ ُأوْلَبئِكَ أَ ْ‬

‫يخبر تعالى أن لمن أحسن العمل في الدنيا باليمان والعمل الصالح الحسنى‬

‫فنني الدار الخرة كقوله تعالى ( هننل جزاء الحسننان إل الحسننان ) وقوله‬

‫( وزيادة ) هني تضعينف ثواب العمال بالحسننة عشنر أمثالهنا إلى سنبعمائة‬

‫ضعف وزيادة على ذلك أيضا ويشمل ما يعطيهم ال في الجنان من القصور‬

‫والحور والرضا عنهم وما أخفاه لهم من قرة أعين وأفضل من ذلك وأعله‬

‫النظر إلى وجهه الكريم فانه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه ل يستحقونها‬

‫بعملهم بل بفضله ورحمته وقد روي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه الكريم‬

‫عنن أبني بكنر الصنديق وحذيفنة بنن اليمان وعبند ال بنن عباس وسنعيد بنن‬

‫المسننيب وعبنند الرحمننن بننن أبنني ليلى وعبنند الرحمننن بننن سننابط ومجاهنند‬

‫وعكرمة وعامر بن سعد وعطاء والضحاك والحسن وقتادة والسدي ومحمد‬

‫بنن إسنحاق وغيرهنم منن السنلف والخلف وقند وردت فينه أحادينث كثيرة عنن‬

‫فمنن ذلك مارواه المام أحمند ‪ 4333‬حدثننا عفان أخبرننا حماد بنن‬ ‫الننبي‬

‫‪172‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب رضي ال‬

‫تل هذه الينة ( للذينن أحسننوا الحسننى وزيادة ) وقال‬ ‫عننه أن رسنول ال‬

‫إذا دخنل أهنل الجننة الجننة وأهنل النار النار نادى مناد ينا أهنل الجننة إن لكنم‬

‫عننند ال موعدا يرينند أن ينجزكموه فيقولون وماهننو ألم يثقننل موازيننننا ألم‬

‫ينبيض وجوهننا ويدخلننا الجننة ويجرننا منن النار قال فيكشنف لهنم الحجاب‬

‫فينظرون إلينه فوال منا أعطاهنم ال شيئا أحنب إليهنم منن النظنر إلينه ول أقنر‬

‫لعينهنم وهكذا رواه مسنلم ‪ 181‬وجماعنة منن الئمنة منن حدينث حماد بنن‬

‫سنلمة بنه وقال بنن جرينر حدثنني يوننس قال أخبرننا بنن وهنب قال أخنبرني‬

‫شبيب عن أبان عن أبي تميمة الهجيمي أنه سمع أبا موسى الشعري يحدث‬

‫إن ال يبعننث يوم القيامننة مناديننا ينادي يننا أهننل الجنننة‬ ‫عننن رسننول ال‬

‫بصنوت يسنمع أولهنم وآخرهنم إن ال وعدكنم الحسننى وزيادة فالحسننى الجننة‬

‫والزيادة النظنر إلى وجنه الرحمنن عنز وجنل ورواه أيضنا بنن أبني حاتنم منن‬

‫حدينث أبني بكنر الهذلي عنن أبني تميمنة الهجيمني بنه وقال بنن جرينر أيضنا‬

‫حدثنا بن حميد حدثنا إبراهيم بن المختار عن بن جريج عن عطاء عن كعب‬

‫فنني قوله ( للذيننن أحسنننوا الحسنننى وزيادة ) قال‬ ‫بننن عجرة عننن النننبي‬

‫‪173‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النظنر إلى وجنه الرحمنن عنز وجنل وقال أيضنا حدثننا بنن عبند الرحينم حدثننا‬

‫عمر بن أبني سلمة سمعت زهيرا عمن سمع أبا العالينة حدثنا أبني بن كعب‬

‫عننن قول ال عننز وجننل ( للذيننن أحسنننوا الحسنننى‬ ‫أنننه سننأل رسننول ال‬

‫وزيادة ) قال الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه ال عز وجل ورواه بن‬

‫أبي حاتم أيضا من حديث زهير به وقوله تعالى ( ول يرهق وجوههم قتر )‬

‫أي قتام وسنواد فني عرصنات المحشنر كمنا يعتري وجوه الكفرة الفجرة منن‬

‫القترة والغننبرة ( ول ذلة ) أي هوان وصننغار أي ل يحصننل لهننم إهانننة فنني‬

‫الباطن ول في الظاهر بل هم كما قال‬

‫تعالى فنني حقهننم ( فوقاهننم ال شننر ذلك اليوم ولقاهننم نضرة وسننرورا ) أي‬

‫نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم جعلنا ال منهم بفضله ورحمته آمين‬

‫وَالّذِينَ‬

‫سبُواْ السّّيئَاتِ َجزَاء َسّيَئةٍ بِ ِمثِْلهَا َوتَ ْر َه ُقهُمْ ذِّل ٌة مّا َلهُم مّنَ‬
‫كَ َ‬

‫شَيتْ وُجُو ُههُمْ قِطَعا مّنَ الّليْ ِل مُ ْظلِما‬


‫اللّ ِه مِ ْن عَاصِمٍ َكَأنّمَا أُغْ ِ‬

‫‪174‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب النّا ِر هُمْ فِيهَا خَاِلدُو َن { ‪}27‬‬
‫ُأوْلَبئِكَ أَصْحَا ُ‬

‫لمننا أخننبر تعالى عنن حال السننعداءالذين يضاعننف لهننم الحسنننات ويزدادون‬

‫على ذلك عطنف بذكنر حال الشقياء فذكنر تعالى عدله فيهنم وأننه يجازيهنم‬

‫على السنيئة بمثلهنا ل يزيدهنم على ذلك ( وترهقهنم ) أي تعتريهنم وتعلوهنم‬

‫ذلة من معاصيهم وخوفهم منها كما قال ( وتراهم يعرضون عليها خاشعين‬

‫من الذل ) الية وقال تعالى ( ول تحسبن ال غافل عما يعمل الظالمون إنما‬

‫يؤخرهم ليوم تشخص فيه البصار مهطعين مقنعي رؤوسهم ) اليات وقوله‬

‫( منا لهنم منن ال منن عاصنم ) أي ماننع ول واق يقيهنم العذاب كقوله تعالى‬

‫( يقول النسان يومئذ أين المفر كل لوزر إلى ربك يومئذ المستقر ) وقوله‬

‫( كأنمنا أغشينت وجوههم ) الية إخبار عن سواد وجوههم في الدار الخرة‬

‫كقوله تعالى ( يوم تنبيض وجوه وتسنود وجوه فأمنا الذينن اسنودت وجوههنم‬

‫أكفرتننم بعنند إيمانكننم فذوقوا العذاب بمننا كنتننم تكفرون وأمننا الذيننن ابيضننت‬

‫وجوههم ففي رحمة ال هم فيها خالدون ) وقوله تعالى ( وجوه يومئذ مسفرة‬

‫ضاحكننننننننة مسننننننننتبشرة ووجوه يومئذ عليهننننننننا غننننننننبرة ) اليننننننننة‬

‫ش ُرهُمْ‬
‫َوَيوْ َم نَحْ ُ‬

‫جَمِيعا ثُ ّم َنقُولُ لِلّذِينَ َأشْرَكُواْ مَكَاَنكُمْ أَنتُ ْم َوشُرَكَآؤُكُمْ َف َزيّ ْلنَا‬

‫‪175‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫َبيَْنهُ ْم وَقَا َل شُرَكَآ ُؤهُم مّا كُنتُمْ ِإيّانَا َت ْعبُدُو َن {‪َ }28‬ف َكفَى بِاللّهِ‬

‫ي {‪}29‬‬
‫َشهِيدا َبْينَنَا َوَبيَْنكُمْ إِن ُكنّا عَ ْن ِعبَا َدتِكُمْ َلغَاِفلِ َ‬

‫ك َتبْلُو كُ ّل َن ْفسٍ مّا َأسَْل َفتْ وَرُدّواْ إِلَى اللّ ِه َموْلَهُمُ‬


‫هُنَالِ َ‬

‫الْحَ ّق وَضَ ّل َعْنهُم مّا كَانُوْا َيفْتَرُو َن {‪}30‬‬

‫يقول تعالى ( ويوم نحشرهننم ) أي أهننل الرض كلهننم مننن جننن وإنننس وبر‬

‫وفاجنر كقوله ( وحشرناهنم فلم نغادر منهنم أحدا ) ( ثنم نقول للذينن أشركوا )‬

‫الينة أي الزموا أنتنم وهنم مكاننا معيننا امتازوا فينه عنن مقام المؤمنينن كقوله‬

‫تعالى ( وامتازوا اليوم أيهنننا المجرمون ) وقوله ( ويوم تقوم السننناعة يومئذ‬

‫يتفرقون ) وفنني اليننة الخرى ( يومئذ يصنندعون ) أي يصننيرون صنندعين‬

‫وهذا يكون إذا جاء الرب تبارك وتعالى لفصننننننل القضاء ولهذا قيننننننل ذلك‬

‫يسنتشفع المؤمنون إلى ال تعالى أن يأتني لفصنل القضاء ويريحننا منن مقامننا‬

‫هذا وفنني الحديننث الخننر نحننن يوم القيامننة على كوم فوق الناس وقال ال‬

‫تعالى فني هذه الينة الكريمنة إخبارا عمنا يأمنر بنه المشركينن وأوثانهنم يوم‬

‫القيامنة ( مكانكنم أنتنم وشركاؤكنم فزيلننا بينهنم ) الينة أنهنم أنكروا عبادتهنم‬

‫وتنبرءوا منهنم كقوله ( كل سنيكفرون بعبادتهنم ) الينة وقوله ( إذ تنبرأ الذينن‬

‫‪176‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اتبعوا منن الذينن اتبعوا ) وقوله ( ومنن أضنل ممنن يدعنو منن دون ال منن ل‬

‫يسنتجيب له إلى يوم القيامنة وهنم عنن دعائهنم غافلون وإذا حشنر الناس كانوا‬

‫لهنم أعداء ) الينة وقوله فني هذه الينة إخبارا عنن قول الشركاء فيمنا راجعوا‬

‫فيه عابديهم عند ادعائهم عبادتهم ( فكفى بال شهيدا بيننا وبينكم ) الية أي‬

‫ما كنا نشعر بها ول نعلم بها وإنما كنتم تعبدوننا من حيث ل ندري بكم وال‬

‫شهيد بيننا وبينكم أنا مادعوناكم إلى عبادتنا ول أمرناكم بها ولرضينا منكم‬

‫بذلك وفنني هذا تبكيننت عظيننم للمشركيننن الذيننن عبدوا مننع ال غيره ممننن ل‬

‫يسنمع ول يبصنر ول يغنني عنهنم شيئا ولم يأمرهنم بذلك ول رضني بنه ول‬

‫أراده بل تبرأ منهم وقت أحوج ما يكونون إليه وقد تركوا عبادة الحي القيوم‬

‫السنميع البصنير القادر على كنل شينء العلينم بكنل شينء وقند أرسنل رسنله‬

‫وأنزل كتبه آمرا بعبادته وحده ل شريك له ناهيا عن عبادة ما سواه كما قال‬

‫تعالى ( ولقنند بعثنننا فنني كننل أمننة رسننول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت‬

‫فمنهم من هدى ال ومنهم من حقت عليه الضللة‬

‫وقال تعالى ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا‬

‫فاعبدون ) وقال ( واسنأل منن أرسنلنا منن قبلك منن رسنلنا أجعلننا منن دون‬

‫الرحمن آلهة يعبدون ) والمشركون أنواع وأقسام كثيرون قد ذكرهم ال في‬

‫كتابنه وبينن أحوالهنم وأقوالهنم ورد عليهنم فيمنا هنم فينه أتنم رد وقوله تعالى‬

‫‪177‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت ) أي في موقف الحساب يوم القيامة تختبر‬

‫كنل نفنس وتعلم منا سنلف منن عملهنا منن خينر وشنر كقوله تعالى ( يوم تبلى‬

‫السننرائر ) وقال تعالى ( ينبننأ النسننان يومئذ بمننا قدم وأخننر ) وقال تعالى‬

‫( ونخرج له يوم القيامننة كتابننا يلقاه منشورا اقرأ كتابننك كفننى بنفسننك اليوم‬

‫علينك حسنيبا ) وقند قرأ بعضهنم ( هنالك تبلو كنل نفنس منا أسنلفت ) وفسنرها‬

‫بعضهننم بالقراءة وفسننرها بعضهننم بمعنننى تتبننع مننا قدمننت مننن خيننر وشننر‬

‫وفسنرها بعضهنم بحدينث لتتبنع كنل أمنة منا كاننت تعبند فيتبنع منن كان يعبند‬

‫الشمننس الشمننس ويتبننع مننن كان يعبنند القمننر القمننر ويتبننع مننن كان يعبنند‬

‫الطواغيننت الطواغيننت الحديننث وقوله ( وردوا إلى ال مولهننم الحننق ) أي‬

‫ورجعنت المور كلهنا إلى ال الحكنم العدل ففصنلها وأدخنل أهنل الجننة الجننة‬

‫وأهنننل النار النار ( وضنننل عنهنننم ) أي ذهنننب عنننن المشركينننن ( ماكانوا‬

‫يفترون ) أي ماكانوا يعبدون منننننننننننننننننن دون ال افتراء علينننننننننننننننننه‬

‫قُ ْل مَن يَ ْرزُُقكُم‬

‫مّنَ السّمَا ِء وَالَ ْرضِ َأمّن يَمْلِكُ السّ ْم َع وا َلْبصَا َر َومَن يُخْ ِرجُ‬

‫ح ّي َومَن يُ َدبّ ُر الَمْرَ‬


‫ت مِ َن الْ َ‬
‫ج الْ َميّ َ‬
‫ت َويُخْ ِر ُ‬
‫حيّ مِ َن الْ َمّي ِ‬
‫الْ َ‬

‫‪178‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل َتّتقُونَ {‪ }31‬فَذَِلكُمُ اللّهُ َربّكُ ُم الْحَقّ‬
‫سَيقُولُونَ اللّهُ َفقُلْ أََف َ‬
‫فَ َ‬

‫ضلَلُ َفَأنّى ُتصْرَفُونَ {‪ }32‬كَذَلِكَ‬


‫فَمَاذَا َبعْ َد الْحَقّ إِ ّل ال ّ‬

‫سقُواْ َأّنهُمْ َل ُي ْؤمِنُونَ {‪}33‬‬


‫ك عَلَى الّذِينَ فَ َ‬
‫َح ّقتْ َكلِ َمتُ َربّ َ‬

‫يحتننج تعالى على المشركيننن باعترافهننم بوحدانيتننه وربوبيتننه على وحدانيننة‬

‫إلهيتنه فقال تعالى ( قنل منن يرزقكنم منن السنماء والرض ) أي منن ذا الذي‬

‫ينزل من السماء ماء المطر فيشق الرض شقا بقدرته ومشيئته فيخرج منها‬

‫حبنا ( وعنبنا وقضبنا وزيتوننا ونخل وحدائق غلبنا وفاكهنا وأبنا ) ( أإله منع‬

‫ال ) ( فسننيقولون ال ) ( أمننن هذا الذي يرزقكننم إن أمسننك رزقننه ) وقوله‬

‫( أمننن يملك السننمع والبصننار ) أي الذي وهبكننم هذه القوة السننامعة والقوة‬

‫الباصرة ولو شاء لذهب بها ولسلبكم إياها كقوله تعالى ( قل هو الذي أنشأكم‬

‫وجعنل لكنم السنمع والبصنار ) الينة وقال ( قنل أرأيتنم إن أخنذ ال سنمعكم‬

‫وأبصناركم ) الينة وقوله ( ومنن يخرج الحني منن المينت ويخرج المينت منن‬

‫الحني ) أي بقدرتنه العظيمنة ومنتنه العميمنة وقند تقدم ذكنر الخلف فني ذلك‬

‫وأن الية عامة لذلك كله وقوله ( ومن يدبر المر ) أي من بيده ملكوت كل‬

‫شيء وهو يجيرول يجار عليه وهو المتصرف الحاكم الذي لمعقب لحكمه‬

‫ول يسئل عما يفعل وهم يسئلون ( يسأله من في السماوات والرض كل يوم‬

‫‪179‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هو في شأن ) فالملك كله العلوي والسفلي وما فيهما من ملئكة وإنس وجان‬

‫فقيرون إلينه عبيند له خاضعون لدينه ( فسنيقولون ال ) أي وهنم يعلمون ذلك‬

‫ويعترفون بننه ( فقننل أفل تتقون ) أي أفل تخافون منننه أن تعبدوا معننه غيره‬

‫بآرائكنم وجهلكنم وقوله ( فذلكنم ال ربكنم الحنق ) الينة أي فهذا الذي اعترفتنم‬

‫بأنننه فاعننل ذلك كله هننو ربكننم وإلهكننم الحننق الذي يسننتحق أن يفرد بالعبادة‬

‫( فماذا بعد الحق إل الضلل ) أي فكل معبود سواه باطل ل إله إل هو واحد‬

‫ل شريك له ( فأنى تصرفون ) أي فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة ما‬

‫سواه وأنتم تعلمون أنه الرب الذي خلق كل شيء والمتصرف في كل شيء‬

‫وقوله ( كذلك حقنت كلمنة ربنك على الذينن فسنقوا ) الينة أي كمنا كفنر هؤلء‬

‫المشركون واستمروا على شركهم وعبادتهم مع ال غيره مع أنهم يعترفون‬

‫بأنننه الخالق الرازق المتصننرف فنني الملك وحده الذي بعننث رسننله بتوحيده‬

‫فلهذا حقننت عليهنم كلمنة ال أنهننم أشقياء منن سنناكني النار كقوله ( قالوا بلى‬

‫ولكنننننننننننننن حقنننننننننننننت كلمنننننننننننننة العذاب على الكافرينننننننننننننن )‬

‫خلْ َق ثُ ّم ُيعِي ُدهُ ُقلِ اللّ ُه يَبْ َدأُ‬


‫قُ ْل هَ ْل مِن شُرَكَآِئكُم مّن َيبْ َدأُ الْ َ‬

‫الْخَلْ َق ثُمّ يُعِي ُدهُ َفأَنّى ُتؤْفَكُو َن {‪ }34‬قُ ْل هَ ْل مِن شُرَكَآِئكُم مّن َيهْدِي‬

‫إِلَى الْحَقّ ُقلِ اللّ ُه َيهْدِي لِ ْلحَقّ أَفَمَن َيهْدِي إِلَى الْحَقّ أَحَقّ أَن‬

‫‪180‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حكُمُونَ {‪}35‬‬
‫ف تَ ْ‬
‫ُيتّبَعَ َأمّن ّل َيهِدّيَ إِلّ أَن ُيهْدَى فَمَا َلكُمْ َكيْ َ‬

‫َومَا َيّتبِعُ أَ ْكثَ ُرهُمْ إِلّ َظنّا إَنّ الظّنّ َل ُيغْنِي مِ َن الْحَ ّق َشيْئا ِإنّ اللّهَ‬

‫عَلَي ٌم بِمَا َي ْفعَلُو َن {‪}36‬‬

‫وهذا إبطال لدعواهننم فيمننا أشركوا بال غيره وعبدوا مننن الصنننام والنداد‬

‫( قننل هننل مننن شركائكننم مننن يبدؤ الخلق ثننم يعيده ) أي مننن بدأ خلق هذه‬

‫السماوات والرض ثم ينشىء ما فيهما من الخلئق ويفرق أجرام السماوات‬

‫والرض ويبدلهمنا بفناء منا فيهمنا ثنم يعيند الخلق خلقنا جديدا ( قنل ال ) هنو‬

‫الذي يفعننل هذا ويسننتقل بننه وحده ل شريننك له ( فأنننى تؤفكون ) أي فكيننف‬

‫تصرفون عن طريق الرشد إلى الباطل ( قل هل من شركائكم من يهدي إلى‬

‫الحنق قنل ال يهدي للحنق ) أي أنتنم تعلمون أن شركاءكنم ل تقدر على هداينة‬

‫ضال وإنمنا يهدي الحيارى والضلل ويقلب القلوب منن الغني إلى الرشند ال‬

‫الذي لإله إل هنو ( أفمنن يهدي إلى الحنق أحنق أن يتبنع أمنن ل يهدي إل أن‬

‫يهدي ) أي أفيتبنع العبند الذي يهدي إلى الحنق ويبصنر بعند العمنى أم الذي ل‬

‫يهدي إلى شينء إل أن يهدى لعماه وبكمنه كمنا قال تعالى إخبارا عنن إبراهينم‬

‫أننه قال ( ينا أبنت لم تعبند منا ل يسنمع ول يبصنر ول يغنني عننك شيئا ) وقال‬

‫لقومننه ( أتعبدون مننا تنحتون وال خلقكننم ومننا تعملون ) إلى غيننر ذلك مننن‬

‫‪181‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اليات وقوله ( فما لكم كيف تحكمون ) أي فما بالكم أن يذهب بعقولكم كيف‬

‫سنويتم بينن ال وبيننن خلقنه وعدلتنم هذا بهذا وعبدتنم هذا وهذا وهل أفردتنم‬

‫الرب جنل جلله المالك الحاكنم الهادي منن الضللة بالعبادة وحده وأخلصنتم‬

‫إليننه الدعوة والنابننة ثننم بيننن تعالى أنهننم ل يتبعون فنني دينهننم هذا دليل ول‬

‫برهانا وإنما هو ظن منهم أي توهم وتخيل وذلك ل يغني عنهم شيئا ( إن ال‬

‫علينم بمنا يفعلون ) تهديند لهنم ووعيند شديند لننه تعالى أخنبر أننه سنيجازيهم‬

‫على ذلك أتننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننم الجزاء‬

‫َومَا كَا َن هَبذَا الْقُرْآنُ أَن ُي ْفتَرَى مِن دُونِ‬

‫اللّ ِه وَلَبكِن تَصْدِي َق الّذِي َبيْ َن يَ َديْ ِه َوتَ ْفصِيلَ الْ ِكتَابِ لَ َريْبَ‬

‫ي {‪َ }37‬أمْ َيقُولُو َن افْتَرَاهُ قُلْ َف ْأتُوْا بِسُو َرةٍ‬


‫ب اْلعَالَمِ َ‬
‫فِيهِ مِن رّ ّ‬

‫ي {‪}38‬‬
‫ّمثْلِ ِه وَا ْدعُوْا مَ ِن اسْتَ َط ْعتُم مّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِِق َ‬

‫بَلْ كَ ّذبُوْا بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ ِبعِلْمِ ِه وَلَمّا يَ ْأِتهِ ْم َتأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذّبَ‬

‫الّذِينَ مِن َقبِْلهِمْ فَانظُرْ َكيْفَ كَا َن عَاِقَبةُ الظّالِ ِميَ {‪}39‬‬

‫َومِنهُم مّن ُي ْؤمِ ُن بِ ِه َومِْنهُم مّن ّل ُي ْؤمِ ُن بِهِ َو َربّكَ َأعْلَمُ‬

‫‪182‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بِالْ ُمفْسِدِي َن {‪}40‬‬

‫هذا بيان لعجاز القرآن وأنننه ل يسنننتطيع البشنننر أن يأتوا بمثله ول بعشنننر‬

‫سننور ول بسننورة مننن مثله لنننه بفصنناحته وبلغتننه ووجازتننه وحلوتننه‬

‫واشتماله على المعانني العزيزة والغريزة النافعنة فني الدنينا والخرة ل تكون‬

‫إل منن عنند ال الذي ل يشبهنه شينء فني ذاتنه ول فني صنفاته ول فني أفعاله‬

‫وأقواله فكلمنننه ل يشبنننه كلم المخلوقينننن ولهذا قال تعالى ( ومنننا كان هذا‬

‫القرآن أن يفترى منن دون ال ) أي مثنل هذا القرآن ل يكون إل منن عنند ال‬

‫وليشبننه هذا كلم البشننر ( ولكننن تصننديق الذي بيننن يديننه ) أي مننن الكتننب‬

‫المتقدمنة ومهيمننا علينه ومبيننا لمنا وقنع فيهنا منن التحرينف والتأوينل والتبدينل‬

‫وقوله ( وتفصنيل الكتاب لرينب فينه منن رب العالمينن ) أي وبيان الحكام‬

‫والحلل والحرام بياننا شافينا كافينا حقنا لمرينة فينه منن ال رب العالمينن كمنا‬

‫تقدم فني حدينث الحارث العور عنن علي بنن أبني طالب فينه خنبر منا قبلكنم‬

‫ونبأ مابعدكم وفصل مابينكم أي خبر عما سلف وعما سيأتي وحكم فيما بين‬

‫الناس بالشرع الذي يحبننننه ال ويرضاه وقوله ( أم يقولون افتراه قننننل فأتوا‬

‫بسننورة مثله وادعوا مننن اسننتطعتم مننن دون ال إن كنتننم صننادقين ) أي إن‬

‫إدعيتم وافتريتم وشككتم في أن هذا من عند ال وقلتم كذبا ومينا إن هذا من‬

‫‪183‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنند محمند فمحمند بشنر مثلكنم وقند جاء فيمنا زعمتنم بهذا القرآن فأتوا أنتنم‬

‫بسنورة مثله أي مننن جنننس هذا القرآن واسننتعينوا على ذلك بكننل مننن قدرتننم‬

‫علينه منن إننس وجان وهذا هنو المقام الثالث فني التحدي فإننه تعالى تحداهنم‬

‫ودعاهم إن كانوا صادقين في دعواهم أنه من عند محمد فليعارضوه بنظير‬

‫مننا جاء بننه وحده وليسننتعينوا بمننن شاءوا وأخننبر أنهننم ل يقدرون على ذلك‬

‫ولسنبيل لهنم إلينه فقال تعالى ( قنل لئن إجتمعنت الننس والجنن على أن يأتوا‬

‫بمثنل هذا القرآن ل يأتون بمثله ولوكان بعضهنم لبعنض ظهيرا ) ثنم تقاصنر‬

‫معهنم إلى عشنر سنور مننه فقال فني أول سنورة هود ( أم يقولون افتراه قنل‬

‫فأتوا بعشنر سنور مثله مفتريات وادعوا منن اسنتطعتم منن دون ال إن كنتنم‬

‫صنادقين ) ثنم تنازل إلى سنورة فقال فني هذه السنورة ( أم يقولون افتراه قنل‬

‫فأتوا بسنورة مثله وادعوا منن اسنتطعتم منن دون ال إن كنتنم صنادقين ) وكذا‬

‫فني سنورة البقرة وهني مدنينة تحداهنم بسنورة مننه وأخنبر أنهنم ل يسنتطيعون‬

‫ذلك أبدا فقال ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار ) اليننة هذا وقنند كانننت‬

‫الفصنناحة مننن سننجاياهم وأشعارهننم ومعلقاتهننم إليهننا المنتهننى فنني هذا الباب‬

‫ولكنن جاءهنم منن ال منا ل قبنل لحند بنه ولهذا آمنن منن آمنن منهنم بمنا عرف‬

‫منن بلغنة هذا الكلم وحلوتنه وجزالتنه وطلوتنه وإفادتنه وبراعتنه فكانوا‬

‫أعلم الناس بنه وأفهمهنم له وأتبعهنم له وأشدهنم له انقيادا كمنا عرف السنحرة‬

‫‪184‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعلمهم بفنون السحر أن هذا الذي فعله موسى عليه السلم ل يصدر إل عن‬

‫مؤينند مسنندد مرسننل مننن ال وأن هذا ل يسننتطاع لبشننر إل بإذن ال وكذلك‬

‫عيسنى علينه السنلم بعنث فني زمان علماء الطنب ومعالجنة المرضنى فكان‬

‫ينبرىء الكمنه والبرص ويحيني الموتنى بإذن ال ومثنل هذا لمدخنل للعلج‬

‫والدواء فيننه فعرف مننن عرف منهننم أنننه عبنند ال ورسننوله ولهذا جاء فنني‬

‫أنه قال مامن نبي من النبياء إل وقد أوتي من‬ ‫الصحيح عن رسول ال‬

‫اليات ماآمننن على مثله البشننر وإنمننا كان الذي أوتيتننه وحيننا أوحاه ال إلي‬

‫فأرجنو أن أكون أكثرهنم تابعنا وقوله ( بنل كذبوا بمنا لم يحيطوا بعلمنه ولمنا‬

‫يأتهننم تأويله ) يقول بننل كذب هؤلء بالقرآن ولم يفهموه ول عرفوه ( ولمننا‬

‫يأتهم تأويله ) أي ولم يحصلوا مافيه من الهدى ودين الحق إلى حين تكذيبهم‬

‫به جهل وسفها ( كذلك كذب الذين من قبلهم ) أي من المم السالفة ( فانظر‬

‫كينف كان عاقبنة الظالمينن ) أي فانظنر كينف أهلكناهنم بتكذيبهنم رسنلنا ظلمنا‬

‫وعلوا وكفرا وعنادا وجهل فاحذروا أيهنا المكذبون أن يصنيبكم منا أصنابهم‬

‫وقوله ( ومنهم من يؤمن به ) الية أي ومن هؤلء الذين بعثت إليهم يامحمد‬

‫منن يؤمنن بهذا القرآن ويتبعنك وينتفنع بمنا أرسنلت بنه ( ومنهنم منن ل يؤمنن‬

‫بنه ) بنل يموت على ذلك ويبعنث علينه ( وربنك أعلم بالمفسندين ) أي وهنو‬

‫‪185‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أعلم بمنن يسنتحق الهداينة فيهدينه ومنن يسنتحق الضللة فيضله وهنو العادل‬

‫الذي ل يجور بل يعطي كل ما يستحقه تبارك وتعالى وتقدس وتنزه لإله إل‬

‫هنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننو‬

‫َوإِن كَ ّذبُوكَ َفقُل لّي عَمَلِي وََلكُ ْم عَمَُلكُمْ‬

‫أَنتُ ْم بَرِيئُونَ مِمّا َأعْمَ ُل َوَأنَ ْا بَرِي ٌء مّمّا َتعْ َملُو َن {‪َ }41‬و ِمْنهُم مّن‬

‫ت تُسْمِ ُع الصّ ّم وََلوْ كَانُواْ َل َي ْعقِلُونَ {‪}42‬‬


‫ستَ ِمعُونَ إِلَيْكَ أََفأَن َ‬
‫يَ ْ‬

‫َومِنهُم مّن يَنظُرُ إَِليْكَ أََفأَنتَ َتهْدِي الْعُ ْم َي وََلوْ كَانُواْ‬

‫َل يُْبصِرُونَ {‪ِ }43‬إنّ اللّهَ َل يَ ْظلِ ُم النّاسَ َشيْئا وَلَبكِنّ‬

‫وإن كذبنك هؤلءالمشركون‬ ‫سهُمْ يَ ْظلِمُو نَ {‪}44‬يقول تعالى لننبيه‬


‫النّا سَ أَنفُ َ‬

‫فتنبرأ منهنم ومنن عملهنم ( فقنل لي عملي ولكنم عملكنم ) كقوله تعالى ( قنل ينا‬

‫أيهنا الكافرون ل أعبند منا تعبدون ) إلى آخرهنا وقال إبراهينم الخلينل وأتباعنه‬

‫لقومهنم المشركينن ( إننا برآء منكنم وممنا تعبدون منن دون ال ) الينة وقوله‬

‫( ومنهنم منن يسنتمعون إلينك ) أي يسنمعون كلمنك الحسنن والقرآن العظينم‬

‫والحادينث الصنحيحة الفصنيحة النافعنة فني القلوب والديان والبدان وفني‬

‫هذا كفاينة عظيمنة ولكنن لينس ذلك إلينك ول إليهنم فإننك ل تقدر على إسنماع‬

‫‪186‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصننننم وهننننو الطرش فكذلك ل تقدر على هدايننننة هؤلء إل أن يشاءال‬

‫( ومنهنم منن ينظنر إلينك ) أي ينظرون إلينك وإلى منا أعطاك ال منن التؤدة‬

‫والسمت الحسن والخلق العظيم والدللة الظاهرة على نبوتك لولي البصائر‬

‫والنهى وهؤلء ينظرون كما ينظر غيرهم ول يحصل لهم من الهداية شيء‬

‫كمنا يحصنل لغيرهنم بنل المؤمنون ينظرون إلينك بعينن الوقار وهؤلء الكفار‬

‫ينظرون إليك بعين الحتقار ( وإذا رأوك إن يتخذونك إل هزوا ) الية ث م‬

‫أخنبر تعالى أننه ل يظلم أحدا شيئا وإن كان قند هدى بنه منن هدى وبصنر بنه‬

‫من العمى وفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا وأضل به عن اليمان‬

‫آخرينن فهنو الحاكنم المتصنرف فني ملكنه بمنا يشاء الذي ل يسنئل عمنا يفعنل‬

‫وهنم يسنئلون لعلمنه وحكمتنه وعدله ولهذا قال تعالى ( إن ال ل يظلم الناس‬

‫شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ) وفي الحديث عن أبي ذر عن النبي‬

‫فيما يرويه عن ربه عز وجل ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته‬

‫بينكم‬

‫محرمنا فل تظالموا إلى أن قال فني آخره ياعبادي إنمنا هني أعمالكنم أحصنيها‬

‫لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد ال ومن وجد غير ذلك فل يلومن‬

‫‪187‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل نفسنننننننننننننننننننننننننننننننه رواه مسنننننننننننننننننننننننننننننننلم ‪ 2577‬بطوله‬

‫ش ُرهُمْ كَأَن لّ ْم يَ ْلَبثُواْ إِلّ‬


‫َوَيوْ َم يَحْ ُ‬

‫س َر الّذِينَ كَ ّذبُواْ بِِلقَاء اللّهِ‬


‫سَا َعةً مّ َن الّنهَا ِر يََتعَارَفُونَ َبْيَنهُمْ قَدْ خَ ِ‬

‫َومَا كَانُواْ ُمهْتَدِي َن {‪}45‬‬

‫يقول تعالى مذكرا للناس قيام السناعة وحشرهنم منن أجداثهنم إلى عرصنات‬

‫القيامة ( ويوم يحشرهم ) الية كقوله ( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا‬

‫إل سننناعة منننن نهار ) وكقوله ( كأنهنننم يوم يرونهنننا لم يلبثوا إل عشينننة أو‬

‫ضحاها ) وقال تعالى ( يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا‬

‫يتخافتون بينهننم إن لبثتننم إل عشرا نحننن أعلم بمننا يقولون إذ يقول أمثلهننم‬

‫طريقنة إن لبثتنم إل يومنا ) وقال تعالى ( ويوم تقوم السناعة يقسنم المجرمون‬

‫مالبثوا غينر سناعة ) اليتينن وهذا كله دلينل على اسنتقصار الحياة الدنينا فني‬

‫الدار الخرة كقوله ( قال كنم لبثتنم فني الرض عدد سننين قالوا لبثننا يومنا أو‬

‫بعنض يوم فاسنئل العادينن قال إن لبثتنم إل قليل لو أنكنم كنتنم تعلمون ) وقوله‬

‫( يتعارفون بينهننم ) أي يعرف البناء الباء والقرابات بعضهننم لبعننض كمننا‬

‫كانوا فني الدنينا ولكنن كنل مشغول بنفسنه ( فإذا نفنخ فني الصنور فل أنسناب‬

‫بينهم ) الية وقال تعالى ( ول يسأل حميم حميما ) اليات وقوله ( قد خسر‬

‫‪188‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذيننن كذبوا بلقاء ال ومننا كانوا مهتديننن ) كقوله تعالى ( ويننل للمكذبيننن )‬

‫لنهنم خسنروا أنفسنهم وأهليهنم يوم القيامنة أل ذلك هنو الخسنران المنبين ول‬

‫خسنارة أعظنم منن خسنارة منن فرق بيننه وبينن أحبتنه يوم الحسنرة والندامنة‬

‫ض الّذِي َنعِ ُدهُمْ َأوْ َنَتوَّفيَنّكَ‬


‫ك َبعْ َ‬
‫َوِإمّا نُ ِرَينّ َ‬

‫فَإَِلْينَا مَ ْر ِج ُعهُ ْم ثُمّ اللّ ُه َشهِيدٌ عَلَى مَا َي ْفعَلُونَ {‪ }46‬وَلِكُلّ‬

‫ضيَ َبْيَنهُم بِاْلقِسْطِ َوهُمْ‬


‫ُأ ّمةٍ ّرسُولٌ فَِإذَا جَاء َرسُوُلهُمْ ُق ِ‬

‫َل يُظْلَمُونَ {‪}47‬‬

‫( وإما نرينك بعض الذي نعدهم ) أي ننتقم‬ ‫يقول تعالى مخاطبا لرسوله‬

‫منهم في حياتك لتقر عينك منهم ( أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ) أي مصيرهم‬

‫ومنقلبهنم وال شهيند على أفعالهنم بعدك وقند قال الطنبراني ‪ 3055‬حدثننا عبند‬

‫ال بنن أحمند حدثننا عقبنة بنن مكرم حدثننا أبنو بكنر الحنفني حدثننا داود بنن‬

‫قال عرضت علي‬ ‫الجارود عن أبي السليل عن حذيفة بن أسيد عن النبي‬

‫أمتنني البارحننة لدى هذه الحجرة أولهننا وآخرهننا فقال رجننل يننا رسننول ال‬

‫عرض علينك منن خلق فكينف منن لم يخلق فقال صنوروا لي فني الطينن حتنى‬

‫أني لعرف بالنسان منهم من أحدكم بصاحبه ورواه ‪ 3054‬عن محمد بن‬

‫‪189‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عثمان بنن أبني شيبنة عنن عقبنة بنن مكرم عنن يوننس بنن بكينر عنن زياد بنن‬

‫المنذر عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد به نحوه وقوله ( ولكل أمة رسول‬

‫فإذا جاء رسولهم ) قال مجاهد يعني يوم القيامة ( قضي بينهم بالقسط ) الية‬

‫كقوله تعالى ( وأشرقت الرض بنور ربها ) الية فكل أمة تعرض على ال‬

‫بحضرة رسننولها وكتاب أعمالهننا مننن خيننر وشننر موضوع شاهنند عليهننم‬

‫وحفظتهنم منن الملئكنة شهود أيضنا أمنة بعند أمنة وهذه المنة الشريفنة وإن‬

‫كانننت آخننر المننم فنني الخلق إل أنهننا أول المننم يوم القيامننة يفصننل بينهننم‬

‫أنننه قال نحننن‬ ‫ويقضننى لهننم كمننا جاء فنني الصننحيحين عننن رسننول ال‬

‫الخرون السنابقون يوم القيامنة المقضنى لهنم قبنل الخلئق فأمتنه إنمنا حازت‬

‫قصب السبق بشرف رسولها صلوات ال وسلمه عليه دائما إلى يوم الدين‬

‫َويَقُولُونَ َمتَى هَبذَا اْلوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِيَ‬

‫ضرّا وَ َل َنفْعا إِ ّل مَا شَاء اللّهُ ِلكُلّ ُأ ّمةٍ‬


‫{‪ }48‬قُل لّ َأمْلِكُ ِلَنفْسِي َ‬

‫سَتقْ ِدمُو َن {‪}49‬‬


‫سَتأْخِرُونَ سَا َع ًة وَلَ يَ ْ‬
‫ل يَ ْ‬
‫أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَُلهُمْ َف َ‬

‫قُلْ أَ َرَأْيتُمْ إِنْ َأتَاكُ ْم عَذَابُ ُه َبيَاتا َأ ْو َنهَارا مّاذَا يَسَْتعْجِ ُل ِمنْهُ‬

‫ج ِرمُونَ {‪َ }50‬أثُمّ إِذَا مَا وَقَعَ آ َمنْتُم بِ ِه آلنَ وََقدْ كُنتُم بِهِ‬
‫الْمُ ْ‬

‫‪190‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب الْخُ ْلدِ‬
‫جلُونَ {‪ }51‬ثُمّ قِيلَ لِلّذِي َن ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَا َ‬
‫ستَعْ ِ‬
‫تَ ْ‬

‫سبُونَ {‪}52‬‬
‫هَ ْل تُجْ َز ْونَ إِلّ بِمَا كُنتُ ْم َتكْ ِ‬

‫يقول تعالى مخبرا عن كفر هؤلء المشركين في استعجالهم العذاب وسؤالهم‬

‫عنن وقتنه قبنل التعيينن ممنا ل فائدة لهنم فينه كقوله ( يسنتعجل بهنا الذينن ل‬

‫يؤمنون بهننا والذيننن آمنوا مشفقون منهننا ويعلمون أنهننا الحننق ) أي كائنننة‬

‫إلى‬ ‫لمحالة وواقعنة وإن لم يعلموا وقتهنا عيننا ولهذا أرشند تعالى رسنوله‬

‫جوابهنننم فقال ( قنننل ل أملك لنفسننني ضرا ول نفعنننا ) الينننة أي ل أقول إل‬

‫ماعلمنني ول أقدر على شينء ممنا اسنتأثر بنه إل أن يطلعنني ال علينه فأننا‬

‫عبده ورسنوله إليكنم وقند أخنبرتكم بمجينء السناعة وأنهنا كائننة ولم يطلعنني‬

‫على وقتهنا ولكنن ( لكنل أمنة أجنل ) أي لكنل قرن مدة منن العمنر مقدرة فإذا‬

‫انقضنى أجلهنم ( فل يسنتأخرون سناعة ول يسنتقدمون ) كقوله ( ولن يؤخنر‬

‫ال نفسا إذا جاء أجلها ) الية ثم أخبر أن عذاب ال سيأتيهم بغتة فقال ( قل‬

‫أرأيتنم أن أتاكنم عذابنه بياتنا أو نهارا ( أي ليل أو نهارا ( ماذا يسنتعجل مننه‬

‫المجرمون أثنم إذا منا وقع آمنتنم به آلن وقند كنتنم به تستعجلون ) يعني أنهنم‬

‫إذا جاءهننم العذاب قالوا ( ربنننا أبصننرنا وسننمعنا ) اليننة وقال تعالى ( فلمننا‬

‫رأوا بأسننا قالوا آمننا بال وحده وكفرننا بمنا كننا بنه مشركينن فلم ينك ينفعهنم‬

‫‪191‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إيمانهننم لمننا رأوا بأسنننا سنننة ال التنني قنند خلت فنني عباده وخسننر هنالك‬

‫الكافرون ) ( ثننم قيننل للذيننن ظلموا ذوقوا عذاب الخلد ) أي يوم القيامننة يقال‬

‫لهم هذا تبكيتا وتقريعا كقوله ( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التي‬

‫كنتننم بهننا تكذبون أفسننحر هذا أم أنتننم ل تبصننرون اصننلوها فاصننبروا أو ل‬

‫تصننننننبروا سننننننواء عليكننننننم إنمننننننا تجزون مننننننا كنتننننننم تعملون )‬

‫َويَسْتَنبِئُونَكَ‬

‫جزِينَ {‪}53‬‬
‫أَحَ ّق ُهوَ قُلْ إِي وَ َربّي ِإنّهُ لَحَقّ َومَا أَنتُ ْم بِ ُمعْ ِ‬

‫ت بِ ِه َوأَسَرّواْ‬
‫ت مَا فِي الَ ْرضِ لَ ْفتَدَ ْ‬
‫س ظَلَ َم ْ‬
‫وََلوْ َأنّ ِلكُ ّل نَ ْف ٍ‬

‫ط َوهُمْ‬
‫ب وَُقضِ َي َبيَْنهُم بِاْلقِسْ ِ‬
‫النّدَا َمةَ لَمّا َرَأ ُواْ اْلعَذَا َ‬

‫َل يُظْلَمُونَ {‪}54‬‬

‫يقول تعالى ويسنتخبرونك ( أحنق هنو ) أي المعاد والقيامنة منن الجداث بعند‬

‫صنيرورة الجسنام ترابنا ( قنل إي وربني إننه لحنق ومنا أنتنم بمعجزينن ) أي‬

‫ليس صيرورتكم ترابا بمعجز ال عن إعادتكم كما بدأكم من العدم ف ( إنما‬

‫أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كننن فيكون ) وهذه اليننة ليننس لهننا نظيننر فنني‬

‫القرآن إل آيتان أخريان يأمننر ال تعالى رسننوله أن يقسننم بننه على مننن أنكننر‬

‫‪192‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫المعاد فنني سننورة سننبأ ( وقال الذيننن كفروا ل تأتينننا السنناعة قننل بلى وربنني‬

‫لتأتينكم ) وفي التغابن ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن‬

‫ثننم لتنبؤن بمننا عملتننم وذلك على ال يسننير ) ثننم أخننبر تعالى أنننه إذا قامننت‬

‫القيامننة يود الكافننر لو افتدى مننن عذاب ال بملء الرض ذهبننا ( وأسننروا‬

‫الندامنننة لمنننا رأوا العذاب وقضننني بينهنننم بالقسنننط ) أي بالحنننق ( وهنننم ل‬

‫يظلمون )‬

‫أَل ِإنّ لِلّ ِه مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالَ ْرضِ أَلَ ِإنّ‬

‫حيِي َويُمِيتُ‬
‫َوعْدَ اللّهِ حَ ّق وَلَبكِنّ أَ ْكثَ َرهُمْ َل َيعْلَمُونَ {‪ُ }55‬هوَ يُ ْ‬

‫َوإِلَيْ ِه تُرْ َجعُونَ {‪}56‬‬

‫يخبر تعالى أنه مالك السماوات والرض وأن وعده حق كائن ل محالة وأنه‬

‫يحينني ويميننت وإليننه مرجعهننم وأنننه القادر على ذلك العليننم بمننا تفرق مننن‬

‫الجسام وتمزق في سائر أقطار الرض والبحار والقفار‬

‫يَا أَّيهَا النّاسُ َقدْ جَاءْتكُم ّموْعِ َظةٌ‬

‫مّن ّرّبكُ ْم َو ِشفَاء لّمَا فِي الصّدُو ِر َوهُدًى وَرَ ْح َمةٌ لّلْ ُم ْؤ ِمنِيَ‬

‫{‪ }57‬قُ ْل ِب َفضْلِ اللّ ِه َوبِرَحْ َمتِهِ َفبِذَلِكَ َف ْلَيفْرَحُواْ ُهوَ َخيْ ٌر مّمّا‬

‫‪193‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يَجْ َمعُونَ {‪}58‬‬

‫يقول تعالى ممتنا على خلقه بما أنزله من القرآن العظيم على رسوله الكريم‬

‫( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم أي زاجر عن الفواحش ( وشفاء‬

‫لمنا فني الصندور ) أي منن الشبنه والشكوك وهنو إزالة منا فيهنا منن رجنس‬

‫ودننس وهدى ورحمنة أي يحصنل بنه الهداينة والرحمنة منن ال تعالى وإنمنا‬

‫ذلك للمؤمنيننن بننه والمصنندقين الموقنيننن بمننا فيننه كقوله تعالى ( وننزل مننن‬

‫القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ول يزيد الظالمين إل خسارا ) وقوله (‬

‫قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) الية وقوله تعالى ( قل بفضل ال وبرحمته‬

‫فبذلك فليفرحوا ) أي بهذا الذي جاءهنننم منننن ال منننن الهدى ودينننن الحنننق‬

‫فليفرحوا فإننه أولى منا يفرحون بنه ( هنو خينر ممنا يجمعون ) أي منن حطام‬

‫الدنينا ومنا فيهنا منن الزهرة الفانينة الذاهبنة لمحالة كمنا قال بنن أبني حاتنم فني‬

‫تفسنير هذه الينة وذكنر بسننده عنن بقينة بنن الوليند عنن صنفوان بنن عمرو‬

‫سنمعت أيفنع بنن عبند الكلعني يقول لمنا قدم خراج العراق إلى عمنر رضني‬

‫ال عننه خرج عمنر ومولى له فجعنل عمنر يعند البنل فإذا هني أكثنر منن ذلك‬

‫فجعنننل عمنننر يقول الحمننند ل تعالى ويقول موله هذا وال منننن فضنننل ال‬

‫ورحمته فقال عمر كذبت ليس هذا هو الذي يقول ال تعالى ( قنل بفضنل ال‬

‫‪194‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وبرحمتنه ) الينة وهذا ممنا يجمعون وقند أسننده الحافنظ أبنو القاسنم الطنبراني‬

‫فرواه عننن أبنني زرعننة الدمشقنني عننن حيوة بننن شريننح عننن بقيننة فذكره‬

‫قُلْ أَ َرَأْيتُم مّا أَن َزلَ اللّهُ َلكُم مّن رّ ْزقٍ‬

‫جعَ ْلتُم ّمنْهُ َحرَاما وَ َحلَلً قُلْ آللّهُ أَ ِذنَ َلكُمْ َأ ْم عَلَى اللّهِ‬
‫فَ َ‬

‫َتفْتَرُونَ {‪َ }59‬ومَا ظَ ّن الّذِي َن َي ْفتَرُو َن عَلَى اللّ ِه الْكَذِبَ‬

‫َيوْ َم اْلقِيَا َمةِ ِإنّ اللّهَ لَذُو َفضْ ٍل عَلَى النّاسِ وَلَبكِنّ أَ ْكثَ َرهُمْ‬

‫َل يَشْكُرُو َن {‪}60‬‬

‫قال بننن عباس ومجاهنند والضحاك وقتادة وعبنند الرحمننن بننن زينند بننن أسننلم‬

‫وغيرهنننم نزلت إنكارا على المشركينننن فيمنننا كانوا يحلون ويحرمون منننن‬

‫البحائر والسنوائب والوصنايل كقوله تعالى ( وجعلوا ل ممنا ذرأ منن الحرث‬

‫والنعام نصننيبا ) اليات وقال المام أحمنند ‪ 3473‬حدثنننا محمنند بننن جعفننر‬

‫حدثننا شعبنة عنن أبني إسنحاق سنمعت أبنا الحوص وهنو عوف بنن مالك بنن‬

‫وأننا رث الهيئة فقال هنل لك‬ ‫نضلة يحدث عنن أبينه قال أتينت رسنول ال‬

‫مال قلت نعننم قال مننن أي المال قال قلت مننن كننل المال مننن البننل والرقيننق‬

‫والخينل والغننم فقال إذا آتاك ال مال فلينر علينك قال هنل تنتنج إبلك صنحاحا‬

‫‪195‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫آذانهنا فتعمند إلى موسنى فتقطنع آذانهنا فتقول هذه بحنر وتشنق جلودهنا وتقول‬

‫هذه صنرم وتحرمهنا علينك وعلى أهلك قال نعنم قال فإن ماآتاك ال لك حنل‬

‫ساعد ال أشد من ساعدك وموسى ال أحد من موساك وذكر تمام الحديث ثم‬

‫رواه ‪ 4136‬عنن سنفيان بنن عييننة عنن أبني الزعراء عمرو بنن عمرو عنن‬

‫عمنه أبني الحوص و ‪ 3473‬عنن بهنز بنن أسند عنن حماد بنن سنلمة عنن عبند‬

‫الملك بن عمير عن أبي الحوص به وهذا حديث جيد قوي السناد وقد أنكر‬

‫ال تعالى على منن حرم منا أحنل ال أو أحنل منا حرم بمجرد الراء والهواء‬

‫التنني لمسننتند لهننا ول دليننل عليهننا ثننم توعدهننم على ذلك يوم القيامننة فقال‬

‫( وماظنن الذينن يفترون على ال الكذب يوم القيامنة ) أي ماظنهنم إن يصننع‬

‫بهم يوم مرجعهم إلينا يوم القيامة وقوله ( إن ال لذو فضل على الناس ) قال‬

‫بن جرير في تركه معاجلتهم بالعقوبة في الدنيا قلت ويحتمل أن يكون المراد‬

‫لذو فضل على الناس فيما أباح لهم مما خلقه من المنافع في الدنيا ولم يحرم‬

‫عليهم إل ما هو ضار لهم في دنياهم أو دينهم ( ولكن أكثرهم ل يشكرون )‬

‫بنل يحرمون منا أنعنم ال بنه عليهنم ويضيقون على أنفسنهم فيجعلون بعضنا‬

‫حلل وبعضا حراما وهذا قد وقع فيه المشركون فيما شرعوه لنفسهم وأهل‬

‫الكتاب فيمنا ابتدعوه فني دينهنم وقال بنن أبني حاتنم فني تفسنير هذه الينة حدثننا‬

‫أبي حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا رباح حدثنا عبد ال بن سليمان حدثنا‬

‫‪196‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫موسنى بنن الصنباح فني قوله عنز وجنل ( إن ال لذو فضنل على الناس ) قال‬

‫إذا كان يوم القيامة يؤتى بأهل ولية ال عز وجل فيقومون بين يدي ال عز‬

‫وجننل ثلثننة أصننناف فيؤتننى برجننل مننن الصنننف الول فيقول عبدي لماذا‬

‫عملت فيقول يارب خلقننت الجنننة وأشجارهننا وثمارهننا وأنهارهننا وحورهننا‬

‫ونعيمها وما أعددت لهل طاعتك فيها فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري شوقا‬

‫إليهنا قال فيقول ال تعالى عبدي إنمنا عملت للجننة هذه الجننة فادخلهنا ومنن‬

‫فضلي علينك قند أعتقتنك منن النار ومنن فضلي علينك أن أدخلك جنتني فيدخنل‬

‫هو ومن معه الجنة قال ثم يؤتى برجل من الصنف الثاني فيقول عبدي لماذا‬

‫عملت فيقول يارب خلقنننت نارا وخلقنننت أغللهنننا وسنننعيرها وسنننمومها‬

‫ويحمومها وما أعددت لعدائك وأهل معصيتك فيها فأسهرت ليلي وأظمأت‬

‫نهاري خوفننا منهننا فيقول عبدي إنمننا عملت ذلك خوفننا مننن ناري فإننني قنند‬

‫أعتقتنك منن النار ومنن فضلي علينك أن أدخلك جنتني فيدخنل هنو ومنن معنه‬

‫الجنة ثم يؤتى برجل من الصنف الثالث فيقول عبدي لماذا عملت فيقول رب‬

‫حبنا لك وشوقنا إلينك وعزتنك لقند أسنهرت ليلي وأظمأت نهاري شوقنا إلينك‬

‫وحبنا لك فيقول تبارك وتعالى عبدي إنمنا عملت حبنا لي وشوقنا إلي فيتجلى‬

‫له الرب جنل جلله ويقول هنا أننا ذا فانظنر إلي ثنم يقول منن فضلي علينك أن‬

‫أعتقك من النار وأبيحك جنتي وأزيرك ملئكتي وأسلم عليك بنفسي فيدخل‬

‫‪197‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هنننننننننننننننننننننو ومنننننننننننننننننننننن معنننننننننننننننننننننه الجننننننننننننننننننننننة‬

‫َومَا َتكُونُ فِي َشأْ ٍن َومَا َتتْلُو ِمنْ ُه مِن قُرْآنٍ‬

‫وَلَ َتعْ َملُو َن مِ ْن عَمَلٍ إِلّ ُكنّا عََليْكُ ْم ُشهُودا ِإ ْذ ُتفِيضُونَ‬

‫ك مِن ّمْثقَالِ َذ ّرةٍ فِي الَ ْرضِ وَلَ فِي‬


‫ب عَن ّربّ َ‬
‫فِيهِ َومَا َيعْزُ ُ‬

‫ب ّمبِيٍ {‪}61‬‬
‫ك وَل أَ ْكبَرَ إِلّ فِي ِكتَا ٍ‬
‫ص َغ َر مِن ذَلِ َ‬
‫السّمَاء وَلَ أَ ْ‬

‫أنه يعلم جميع أحواله وأحوال أمته وجميع الخلئق في‬ ‫يخبر تعالى نبيه‬

‫كنل سناعة وأوان ولحظنة وأننه ل يعزب عنن علمنه وبصنره مثقال ذرة فني‬

‫حقارتهنا وصنغرها فني السنماوات ول فني الرض ول أصنغر منهنا ول أكنبر‬

‫إل في كتاب مبين كقوله ( وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو ويعلم ما في‬

‫البر والبحر وما تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة في ظلمات الرض ول‬

‫رطنب ول يابنس إل فني كتاب منبين ) فأخنبر تعالى أننه يعلم حركنة الشجار‬

‫وغيرهنا منن الجمادات وكذلك الدواب السنارحة فني قوله ( ومنا منن دابنة فني‬

‫الرض ول طائر يطينر بجناحينه إل أمنم أمثالكنم الينة وقال تعالى ومنا منن‬

‫دابة في الرض إل على ال رزقها ) الية وإذا كان هذا علمه بحركات هذه‬

‫‪198‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشياء فكيننف علمننه بحركات المكلفيننن المأموريننن بالعبادة كمننا قال تعالى‬

‫( وتوكنل على العزينز الرحينم الذي يراك حينن تقوم وتقلبنك فني السناجدين )‬

‫ولهذا قال تعالى ( وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ول تعملون من‬

‫عمنل إل كننا عليكنم شهودا إذ تفيضون فينه ) أي إذ تأخذون فني ذلك الشينء‬

‫لمننا سننأله جبريننل عننن‬ ‫نحننن مشاهدون لكننم راءون سننامعون ولهذا قال‬

‫الحسننننننان أن تعبنننننند ال كأنننننننك تراه فإن لم تكننننننن تراه فإنننننننه يراك‬

‫ح َزنُونَ‬
‫ف عََلْيهِ ْم وَ َل هُ ْم يَ ْ‬
‫أَل ِإنّ َأوْلِيَاء اللّهِ لَ َخوْ ٌ‬

‫{‪ }62‬الّذِينَ آ َمنُوْا وَكَانُوْا يَّتقُونَ {‪َ }63‬لهُ ُم الْبُشْرَى‬

‫فِي الْحَياةِ ال ّدنْيَا وَفِي الخِ َرةِ لَ َتبْدِيلَ ِلكَلِمَاتِ اللّهِ‬

‫ك ُه َو الْ َفوْ ُز اْلعَظِيمُ {‪}64‬‬


‫ذَلِ َ‬

‫يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون كما فسرهم بهم فكل من‬

‫كان تقيننا كان ل وليننا ف ( ل خوف عليهننم ) أي فيمننا يسننتقبلونه مننن أهوال‬

‫الخرة ( ولهننم يحزنون ) على مننا وراءهننم فنني الدنيننا وقال عبنند ال بننن‬

‫مسعود وبن عباس وغير واحد من السلف أولياء ال الذين إذا رؤوا ذكر ال‬

‫وقند ورد هذا فني حدينث مرفوع كمنا قال البزار ‪ 3626‬حدثننا علي بنن حرب‬

‫‪199‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرازي حدثننا محمند بنن سنعيد بنن سنابق حدثننا يعقوب بنن عبند ال الشعري‬

‫وهو القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال‬

‫قال رجننل يننا رسننول ال مننن أولياء ال قال الذيننن إذا رؤوا ذكننر ال ثننم قال‬

‫البزار وقد روي عن سعيد مرسل وقال بن جرير حدثنا أبو هشام الرفاعي‬

‫حدثنا أبو فضيل حدثنا أبي عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن عمرو‬

‫إن‬ ‫بنن جرينر البجلي عنن أبني هريرة رضني ال عننه قال قال رسنول ال‬

‫منن عباد ال عبادا يغبطهنم الننبياء والشهداء قينل منن هنم ينا رسنول ال لعلننا‬

‫نحبهنم قال هنم قوم تحابوا فني ال منن غينر أموال ول أنسناب وجوههنم نور‬

‫على منابر منننن نور ل يخافون إذا خاف الناس ول يحزنون إذا حزن الناس‬

‫ثم قرأ ( أل إن أولياء ال ل خوف عليهم ول هم يحزنون ) ثم رواه ‪11132‬‬

‫أيضننا أبننو داود ‪ 3527‬مننن حديننث جريننر عنن عمارة بنن القعقاع عنن أبنني‬

‫زرعة عن عمرو بن جرير عن عمر بن الخطاب رضي ال عنه عن النبي‬

‫بمثله وهذا أيضنا إسنناد جيند إل أننه منقطنع بينن أبني زرعنة وعمنر بنن‬

‫الخطاب وال أعلم وفي حديث المام أحمد ‪ 5343‬عن أبي النضر عن عبد‬

‫الحميند بنن بهرام عنن شهنر بنن حوشنب عنن عبند الرحمنن بنن غننم عنن أبني‬

‫‪200‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يأتني منن أفناء الناس ونوازع القبائل‬ ‫مالك الشعري قال قال رسنول ال‬

‫قوم لم تتصنل بينهنم أرحام متقاربنة تحابوا فني ال وتصنافوا فني ال يضنع ال‬

‫لهنم يوم القيامنة منابر منن نور فيجلسنهم عليهنا يفزع الناس ول يفزعون وهنم‬

‫أولياء ال الذين ل خوف عليهم ول هم يحزنون والحديث مطول وقال المام‬

‫أحمند ‪ 6445‬حدثننا عبند الرزاق أخبرننا سنفيان عنن العمنش عنن ذكوان بنن‬

‫في قوله‬ ‫أبي صالح عن رجل عن أبي الدرداء رضي ال عنه عن النبي‬

‫( لهننم البشرى فنني الحياة الدنيننا وفنني الخرة ) قال الرؤيننا الصننالحة يراهننا‬

‫المسننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننلم أو ترى له‬

‫وقال بنن جرينر حدثنني أبنو السنائب حدثننا أبنو معاوينة عنن العمنش عنن أبني‬

‫صنالح عنن عطاء بنن يسنار عنن رجنل منن أهنل مصنر عنن أبني الدرداء فني‬

‫قوله ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الخرة ) قال سأل رجل أبا الدرداء‬

‫عنن هذه الينة فقال لقند سنألت عنن شينء منا سمعت أحدا سنأل عنه بعند رجنل‬

‫فقال هني الرؤينا الصنالحة يراهنا الرجنل المسنلم أو‬ ‫سنأل عننه رسنول ال‬

‫ترى له بشراه فني الحياة الدنينا وبشراه فني الخرة الجننة ثنم رواه بنن جرينر‬

‫عن سفيان عن بن المنكدر عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر أنه‬

‫سنأل أبنا الدرداء عنن هذه الينة فذكنر نحنو منا تقدم ثنم قال بنن جرينر حدثنني‬

‫‪201‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫المثنى حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن‬

‫أبني صنالح قال سنمعت أبنا الدرداء سنئل عنن هذه الينة ( الذينن آمنوا وكانوا‬

‫يتقون لهنم البشرى ) فذكنر نحوه سنواء وقال المام أحمند ‪ 5315‬حدثننا عفان‬

‫حدثنا أبان حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن عبادة بن الصامت أنه سأل رسول‬

‫فقال يننا رسننول ال أرأيننت قول ال تعالى ( لهننم البشرى فنني الحياة‬ ‫ال‬

‫الدنيا وفي الخرة ) فقال لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي‬

‫أو قال أحد قبلك تلك الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له وكذا رواه أبو‬

‫داود الطيالسني ‪ 583‬عنن عمران القطان عنن يحينى بنن أبني كثينر بنه ورواه‬

‫الوزاعي عن يحيى بن أبي كثير فذكره ورواه علي بن المبارك عن يحيى‬

‫عن هذه‬ ‫عن أبي سلمة قال نبئنا عن عبادة بن الصامت سأل رسول ال‬

‫الية فذكره وقال بن جرير حدثني أبو حميد الحمصي حدثنا يحيى بن سعيد‬

‫حدثنا عمر بن عمرو بن عبد الحموسي عن حميد بن عبد ال المزني قال‬

‫أتننى رجننل عبادة بننن الصننامت فقال آيننة فنني كتاب ال أسننألك عنهننا قول ال‬

‫تعالى ( لهنم البشرى فني الحياة الدنينا ) فقال عبادة منا سنألني عنهنا أحند قبلك‬

‫سألت عنها نبي ال فقال مثل ذلك ما سألني عنها أحد قبلك الرؤيا الصنالحة‬

‫يراها العبد المؤمن في المنام أو ترى له ثم رواه من حديث موسى بن عبيدة‬

‫‪202‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنن أيوب بنن خالد بنن صنفوان عنن عبادة بنن الصنامت أننه قال لرسنول ال‬

‫( لهنم البشرى فني الحياة الدنينا وفني الخرة ) فقند عرفننا بشرى الخرة‬

‫الجنة فما بشرى الدنيا قال الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له وهي جزء‬

‫من أربعة وأربعين جزءا أو سبعين جزءا من النبوة وقال المام أحمد أيضا‬

‫‪ 5156‬حدثنا بهز حدثنا حماد حدثنا أبو عمران عن عبد ال بن الصامت عن‬

‫أبي ذر أنه قال يا رسول ال الرجل يعمل العمل ويحمده الناس عليه ويثنون‬

‫تلك عاجنل بشرى المؤمنن رواه مسنلم ‪2642‬‬ ‫علينه بنه فقال رسنول ال‬

‫وقال أحمند أيضنا ‪ 2219‬حدثننا حسنن يعنني الشينب حدثننا بنن لهيعنة حدثننا‬

‫دراج عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد ال بن عمرو عن رسول ال‬

‫أنه قال ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) قال الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن‬

‫جزء من تسعة وأربعين جزءا من النبوة فمن رأى ذلك فليخبر بها ومن رأى‬

‫سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه فلينفث عن يساره ثلثا وليكبر ول‬

‫يخننبر بهننا أحدا لم يخرجوه وقال بننن جريننر حدثننني يونننس أنبأنننا بننن وهننب‬

‫حدثنني عمرو بنن الحارث أن دراجنا أبنا السنمح حدثنه عنن عبند الرحمنن بنن‬

‫أننه قال لهنم البشرى فني‬ ‫جنبير عنن عبند ال بنن عمرو عنن رسنول ال‬

‫‪203‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الحياة الدنينا الرؤينا الصنالحة يبشرهنا المؤمنن جزء منن سنتة وأربعينن جزءا‬

‫منن النبوة وقال أيضنا بنن جرينر حدثنني محمند بنن أبني حاتنم المؤدب حدثننا‬

‫عمار بنن محمند حدثننا العمنش عنن أبني صنالح عنن أبني هريرة عنن الننبي‬

‫( لهننم البشرى فنني الحياة الدنيننا وفنني الخرة ) قال فنني الدنيننا الرؤيننا‬

‫الصنالحة يراهنا العبند أو ترى له وهني فني الخرة الجننة ثنم رواه عنن أبني‬

‫كرينب عنن أبني بكنر بنن عياش عنن أبني حصنين عنن أبني صنالح عنن أبني‬

‫هريرة أننه قال الرؤينا الحسننة بشرى منن ال وهني منن المبشرات هكذا رواه‬

‫منن هذه الطرينق موقوفنا وقال أيضنا حدثننا أبنو كرينب حدثننا أبنو بكنر حدثننا‬

‫الرؤينا الحسننة‬ ‫هشام عنن بنن سنيرين عنن أبني هريرة قال قال رسنول ال‬

‫هني البشرى يراهنا المسنلم أو ترى له وقال بنن جرينر حدثنني أحمند بنن حماد‬

‫الدولبي حدثنا سفيان عن عبيد ال بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت‬

‫يقول ذهبننت النبوة وبقيننت‬ ‫عننن أم كريننز الكعبيننة سننمعت رسننول ال‬

‫المبشرات وهكذا روي عننن بننن مسننعود وأبنني هريرة وبننن عباس ومجاهنند‬

‫وعروة بنن الزبينر ويحينى بنن أبني كثينر وإبراهينم النخعني وعطاء بنن أبني‬

‫رباح وغيرهنم أنهنم فسنروا ذلك بالرؤينا الصنالحة وقينل المراد بذلك بشرى‬

‫‪204‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الملئكة للمؤمن عند احتضاره بالجنة والمغفرة كقوله تعالى ( إن الذين قالوا‬

‫ربننا ال ثنم اسنتقاموا تتنزل عليهنم الملئكنة أل تخافوا ول تحزنوا وأبشروا‬

‫بالجننة التني كنتنم توعدون نحنن أولياؤكنم فني الحياة الدنينا وفني الخرة ولكنم‬

‫فيهنا منا تشتهني أنفسنكم ولكنم فيهنا منا تدعون نزل منن غفور رحينم ) وفني‬

‫حديننث البراء رضنني ال عنننه أن المؤمننن إذا حضره الموت جاءه ملئكننة‬

‫بيننض الوجوه بيننض الثياب فقالوا اخرجنني أيتهننا الروح الطيبننة إلى روح‬

‫وريحان ورب غير غضبان فتخرج من فمه كما تسيل القطرة من فم السقاء‬

‫وأمنا بشراهنم فني الخرة فكمنا قال تعالى ( ل يحزنهنم الفزع الكنبر وتتلقاهنم‬

‫الملئكننة هذا يومكننم الذي كنتننم توعدون ) وقال تعالى ( يوم ترى المؤمنيننن‬

‫والمؤمنات يسنعى نورهنم بينن أيديهنم وبأيمانهنم بشراكنم اليوم جنات تجري‬

‫مننننننن تحتهننننننا النهار خالديننننننن فيهننننننا ذلك هننننننو الفوز العظيننننننم )‬

‫وقوله ( ل تبدينل لكلمات ال ) أي هذا الوعند ل يبدل ول يخلف ول يغينر بنل‬

‫هننننننننو مقرر مثبننننننننت كائن ل محالة ( ذلك هننننننننو الفوز العظيننننننننم )‬

‫وَلَ َيحْزُنكَ َقوُْلهُمْ ِإنّ‬

‫الْعِ ّزةَ لِلّهِ جَمِيعا ُهوَ السّمِي ُع اْلعَلِي ُم {‪ }65‬أَل ِإنّ لِلّهِ‬

‫ض َومَا َيتّبِ ُع الّذِينَ‬


‫مَن فِي السّمَاوَات َومَن فِي الَ ْر ِ‬

‫‪205‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يَ ْدعُو َن مِن دُونِ اللّ ِه شُرَكَاء إِن َيّتِبعُونَ إِلّ‬

‫الظّ ّن َوإِ ْن هُمْ إِ ّل يَخْرُصُو َن {‪ }66‬هُ َو الّذِي َجعَلَ َلكُمُ‬

‫الّليْلَ ِلتَسْ ُكنُواْ فِي ِه وَالّنهَا َر ُمْبصِرا إِنّ فِي ذَلِكَ‬

‫ليَاتٍ ّل َق ْو ٍم يَسْ َمعُو َن {‪}67‬‬

‫( ول يحزننك ) قول هؤلء المشركينن واسنتعن بال‬ ‫يقول تعالى لرسنوله‬

‫عليهنم وتوكنل علينه فإن العزة ل جميعنا أي جميعهنا له ولرسنوله وللمؤمنينن‬

‫( هو السميع العليم ) أي السميع لقوال عباده العليم بأحوالهم ثم أخبر تعالى‬

‫أن له ملك السننماوات والرض وأن المشركيننن يعبدون الصنننام وهنني ل‬

‫تملك شيئا ل ضرا ول نفعنا ول دلينل لهنم على عبادتهنا بنل إنمنا يتبعون فني‬

‫ذلك ظنونهنم وتخرصنهم وكذبهنم وإفكهنم ثنم أخنبر أننه الذي جعنل لعباده اللينل‬

‫ليسنكنوا فينه أي يسنتريحون فينه منن نصنبهم وكلمهنم وحركاتهنم ( والنهار‬

‫مبصنرا ) أي مضيئا لمعاشهنم وسنعيهم وأسنفارهم ومصنالحهم ( إن فني ذلك‬

‫ليات لقوم يسنننمعون ) أي يسنننمعون هذه الحجنننج والدلة فيعتنننبرون بهنننا‬

‫ويسننننننننتدلون على عظمننننننننة خالقهننننننننا ومقدرهننننننننا ومسننننننننيرها‬

‫قَالُواْ اتّخَذَ اللّ ُه وَلَدا‬

‫‪206‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ُسبْحَانَهُ ُه َو اْلغَِنيّ لَهُ مَا فِي السّمَاوَات َومَا فِي الَ ْرضِ‬

‫إِ ْن عِندَكُم مّن سُلْطَا ٍن ِبهَبذَا أَتقُولُو َن عَلَى اللّ ِه مَا‬

‫َل َتعْلَمُونَ {‪ }68‬قُلْ ِإنّ الّذِي َن َي ْفتَرُو َن عَلَى اللّ ِه الْكَذِبَ‬

‫َل ُيفْلِحُونَ {‪َ }69‬متَاعٌ فِي ال ّدْنيَا ثُمّ إَِلْينَا مَرْ ِج ُعهُ ْم ثُمّ‬

‫نُذِيقُهُ ُم اْلعَذَابَ الشّدِيدَ بِمَا كَانُوْا َيكْفُرُونَ {‪}70‬‬

‫يقول تعالى منكرا على من ادعى أن له ولدا ( سبحانه هو الغني ) أي تقدس‬

‫عننن ذلك هننو الغننني عننن كننل مننا سننواه وكننل شيننء فقيننر إليننه ( له مننا فنني‬

‫السننماوات ومافنني الرض ) أي فكيننف يكون له ولد ممننا خلق وكننل شيننء‬

‫مملوك له عبد له ( إن عندكم من سلطان بهذا ) أي ليس عندكم دليل على ما‬

‫تقولوننه منن الكذب والبهتان ( أتقولون على ال منا ل تعلمون ) إنكار ووعيند‬

‫أكيند وتهديند شديند كقوله تعالى ( وقالوا اتخنذ الرحمنن ولدا لقند جئتنم شيئا إدا‬

‫تكاد السنننماوات يتفطرن مننننه وتنشنننق الرض وتخنننر الجبال هدا أن دعوا‬

‫للرحمنن ولدا ومنا ينبغني للرحمنن أن يتخنذ ولدا إن كنل منن فني السنماوات‬

‫والرض إل آت الرحمننن عبدا لقنند أحصنناهم وعدهننم عدا وكلهننم آتيننه يوم‬

‫القيامنة فردا ) ثنم توعند تعالى الكاذبينن علينه المفترينن ممنن زعنم أن له ولدا‬

‫‪207‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بأنهنم ل يفلحون فني الدنينا ول فني الخرة فأمنا فني الدنينا فإنهنم إذا اسنتدرجهم‬

‫وأملى لهنم متعهنم قليل ( ثنم يضطرهنم إلى عذاب غلينظ ) كمنا قال تعالى هنا‬

‫هنا ( متاع في الدنيا ) أي مدة قريبة ( ثم إلينا مرجعهم ) أي يوم القيامة ( ثم‬

‫نذيقهنم العذاب الشديند ) أي الموجنع المؤلم ( بمنا كانوا يكفرون ) أي بسنبب‬

‫كفرهننننم وافترائهننننم وكذبهننننم على ال فيمننننا ادعوه مننننن الفننننك والزور‬

‫وَاتْ ُل عََلْيهِ ْم َنبََأ نُوحٍ إِذْ قَالَ ِل َق ْومِهِ يَا َق ْومِ إِن كَانَ َكبُ َر عََليْكُم‬

‫ّمقَامِي َوتَذْكِيِي بِآيَاتِ اللّهِ َفعَلَى اللّ ِه َتوَكّ ْلتُ َفأَجْ ِمعُواْ‬

‫َأمْرَكُ ْم َوشُرَكَاءكُ ْم ثُمّ َل َيكُنْ َأمْرُكُ ْم عََلْيكُ ْم غُ ّم ًة ثُ ّم اقْضُواْ‬

‫إِلَ ّي وَ َل تُنظِرُونِ {‪ }71‬فَإِن َتوَلّْيتُمْ فَمَا َسأَْلتُكُم مّنْ أَ ْجرٍ ِإنْ‬

‫ي {‪}72‬‬
‫أَجْرِيَ إِ ّل عَلَى اللّ ِه َوُأمِرْتُ أَنْ أَكُو َن مِ َن الْمُسِْلمِ َ‬

‫لئِفَ‬
‫ك وَ َجعَ ْلنَاهُمْ َخ َ‬
‫جْينَا ُه َومَن ّمعَهُ فِي اْلفُلْ ِ‬
‫َفكَ ّذبُوهُ َفنَ ّ‬

‫َوأَغْرَ ْقنَا الّذِينَ كَ ّذبُواْ بِآيَاِتنَا فَان ُظرْ َكيْفَ كَانَ عَاِقَبةُ الْمُن َذرِينَ‬

‫{‪}73‬‬

‫‪208‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعالى لنننبيه صننلوات ال وسننلمه عليننه ( واتننل عليهننم ) أي أخننبرهم‬

‫واقصنص عليهنم أي على كفار مكنة الذينن يكذبوننك ويخالفوننك ( نبنأ نوح )‬

‫أي خنبره منع قومنه الذينن كذبوه كينف أهلكهنم ال ودمرهنم بالغرق أجمعينن‬

‫عنن آخرهنم ليحذر هؤلء أن يصنيبهم منن الهلك والدمار منا أصناب أولئك‬

‫( إذ قال لقومنه ينا قوم إن كان كنبر عليكنم ) أي عظنم عليكنم ( مقامني ) أي‬

‫فيكننم بيننن أظهركننم ( وتذكيري ) إياكننم ( بآيات ال ) أي بحججننه وبراهينننه‬

‫( فعلى ال توكلت ) أي فإني ل أبالي ول أكف عنكم سواء عظم عليكم أول‬

‫( فأجمعوا أمركنم وشركاءكنم ) أي فاجتمعوا أنتنم وشركاؤكنم الذينن تدعون‬

‫من دون ال من صنم ووثن ( ثم ل يكن أمركم عليكم غمة ) أي ول تجعلوا‬

‫أمركنم عليكنم ملتبسنا بنل أفصنلوا حالكنم معني فإن كنتنم تزعمون أنكنم محقون‬

‫فاقضوا إلي ول تنظرون أي ول تؤخروننني سنناعة واحدة أي مهمننا قدرتننم‬

‫فافعلوا فإنني ل أباليكنم ول أخاف منكنم لنكنم لسنتم على شينء كمنا قال هود‬

‫لقومنه ( إنني أشهند ال واشهدوا أنني برينء ممنا تشركون منن دوننه فكيدونني‬

‫جميعنا ثنم ل تنظرون إنني توكلت على ال ربني وربكنم ) الينة وقوله ( فإن‬

‫توليتنم ) أي كذبتنم وأدبرتنم عن الطاعنة ( فمنا سنألتكم من أجنر ) أي لم أطلب‬

‫منكنننم نصنننحي إياكنننم شيئا ( إن أجري إل على ال وأمرت أن أكون منننن‬

‫المسنلمين ) أي وأننا ممتثنل منا أمرت بنه منن السنلم ل عنز وجنل والسنلم‬

‫‪209‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هو دين النبياء جميعا من أولهم إلى آخرهم وإن تنوعت شرائعهم وتعددت‬

‫مناهلهنم كمنا قال تعالى ( لكنل جعلننا منكنم شرعنة ومنهاجنا ) قال بنن عباس‬

‫سنبيل وسننة فهذا نوح يقول ( وأمرت أن أكون منن المسنلمين ) وقال تعالى‬

‫عنن إبراهينم الخلينل ( إذ قال له ربنه أسنلم قال أسنلمت لرب العالمينن ووصنى‬

‫بهنا إبراهينم بنينه ويعقوب ينا بنني إن ال اصنطفى لكنم الدينن فل تموتنن إل‬

‫وأنتم مسلمون ) وقال يوسف ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل‬

‫الحاديننث فاطننر السننماوات والرض أنننت ولي فنني الدنيننا والخرة توفننني‬

‫مسنلما وألحقنني بالصنالحين ) وقال موسنى ( ينا قوم إن كنتنم آمنتنم بال فعلينه‬

‫توكلوا إن كنتنم مسنلمين ) وقالت السنحرة ( ربننا أفرغ عليننا صنبرا وتوفننا‬

‫مسلمين ) وقالت بلقيس ( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان ل رب‬

‫العالمينن ) وقال تعالى ( إننا أنزلننا التوراة فيهنا هدى ونور يحكنم بهنا الننبيون‬

‫الذينننن أسنننلموا ) وقال تعالى ( وإذ أوحينننت إلى الحواريينننن أن آمنوا بننني‬

‫وبرسنولي قالوا آمننا واشهند بأنننا مسنلمون ) وقال خاتنم الرسنل وسنيد البشنر‬

‫( إن صننلتي ونسننكي ومحياي ومماتنني ل رب العالميننن ل شريننك له‬

‫وبذلك أمرت وأننا أول المسنلمين ) أي منن هذه المنة ولهذا قال فني الحدينث‬

‫الثابت عنه نحن معاشر النبياء أولد علت وديننا واحد أي وهو عبادة ال‬

‫‪210‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحده ل شريك له وإن تنوعت شرائعنا وذلك معنى قوله أولدي علت وهم‬

‫الخوة من أمهات شتى والب واحد وقوله تعالى ( فكذبوه فنجيناه ومن معه‬

‫) أي على دينننه ( فنني الفلك ) وهنني السننفينة ( وجعلناهننم خلئف ) أي فنني‬

‫الرض ( وأغرقنا الذين كذبوا باياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ) أي‬

‫يامحمد كيف أنجينا المؤمنين وأهلكنا المكذبين‬

‫ثُ ّم َبعَْثنَا مِن َبعْ ِدهِ ُر ُسلً إِلَى َق ْو ِمهِمْ َفجَآؤُوهُم بِاْلَبّينَاتِ‬

‫ك نَ ْطبَ ُع عَلَى قُلوبِ‬


‫فَمَا كَانُواْ ِلُي ْؤ ِمنُوْا بِمَا كَ ّذبُواْ بِ ِه مِن َقبْلُ كَذَلِ َ‬

‫الْ ُمعْتَدِي َن {‪}74‬‬

‫يقول تعالى ثننم بعثنننا مننن بعنند نوح رسننل إلى قومهننم فجاءوهننم بالبينات أي‬

‫بالحجج والدلة والبراهين على صدق ما جاءوهم به ( فما كانوا ليؤمنوا بما‬

‫كذبوا بنه منن قبنل ) أي فمنا كاننت المنم لتؤمنن بمنا جاءتهنم بنه رسنلهم بسنبب‬

‫تكذيبهم إياهم أول ما أرسلوا إليهم كقوله تعالى ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم )‬

‫الينة وقوله ( كذلك نطبنع على قلوب المعتدينن ) أي كمنا طبنع ال على قلوب‬

‫هؤلء فما آمنوا بسبب تكذيبهم المتقدم هكذا يطبع ال على قلوب من أشبههم‬

‫ممنن بعدهنم ويختنم على قلوبهنم فل يؤمنوا حتنى يروا العذاب اللينم والمراد‬

‫أن ال تعالى أهلك المنم المكذبنة للرسنل وأنجنى منن آمنن بهنم وذلك منن بعند‬

‫‪211‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نوح علينه السنلم فإن الناس كانوا منن قبله منن زمان آدم علينه السنلم على‬

‫السلم إلى أن أحدث الناس عبادة الصنام فبعث ال إليهم نوحا عليه السلم‬

‫ولهذا يقول له المؤمنون يوم القيامنننة أننننت أول رسنننول بعثنننه ال إلى أهنننل‬

‫الرض وقال بنن عباس كان بينن آدم ونوح عشرة قرون كلهنم على السنلم‬

‫وقال ال تعالى ( وكنم أهلكننا منن القرون منن بعند نوح ) الينة وفني هذا إنذار‬

‫عظينم لمشركني العرب الذينن كذبوا سنيد الرسنل وخاتنم الننبياء والمرسنلين‬

‫فإننه إذا كان قند أصناب منن كذب بتلك الرسنل منا ذكره ال تعالى منن العذاب‬

‫والنكال فماذا ظنننننننننن هؤلء وقننننننننند ارتكبوا أكنننننننننبر منننننننننن أولئك‬

‫ثُ ّم َبعَْثنَا مِن َبعْ ِدهِم مّوسَى وَهَارُونَ إِلَى‬

‫ي {‪}75‬‬
‫ج ِرمِ َ‬
‫فِ ْر َع ْونَ َومََلئِ ِه بِآيَاتِنَا فَا ْستَ ْكبَرُوْا وَكَانُواْ َقوْما مّ ْ‬

‫ي {‪}76‬‬
‫سحْ ٌر ّمبِ ٌ‬
‫فَلَمّا جَاءهُ ُم الْحَ ّق مِ ْن عِن ِدنَا قَالُواْ ِإ ّن هَبذَا لَ ِ‬

‫حقّ لَمّا جَاء ُكمْ َأسِحْ ٌر هَبذَا وَ َل ُيفْلِحُ‬


‫قَا َل مُوسَى أَتقُولُونَ ِللْ َ‬

‫السّاحِرُونَ {‪ }77‬قَالُواْ أَ ِجئَْتنَا ِلتَ ْل ِفتَنَا عَمّا وَ َج ْدنَا عََليْ ِه آبَاءنَا‬

‫ي {‪}78‬‬
‫حنُ َلكُمَا بِ ُم ْؤمِنِ َ‬
‫َوتَكُونَ َلكُمَا اْلكِبْ ِريَاء فِي الَ ْرضِ َومَا نَ ْ‬

‫‪212‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعالى ( ثنم بعثننا ) منن بعند تلك الرسنل ( موسنى وهارون إلى فرعون‬

‫وملئه ) أي قومنه ( بآياتننا ) أي حججننا وبراهينننا ( فاسنتكبروا وكانوا قومنا‬

‫مجرمينن ) أي اسنتكبروا عنن اتباع الحنق والنقياد له وكانوا قومنا مجرمينن‬

‫( فلمنا جاءهنم الحنق منن عندننا قالوا إن هذا لسنحر منبين ) كأنهنم قبحهنم ال‬

‫أقسنننموا على ذلك وهنننم يعلمون أن منننا قالوه كذب وبهتان كمنننا قال تعالى‬

‫( وجحدوا بهنا واسنتيقنتها أنفسنهم ظلمنا وعلوا ) الية ( قال ) لهنم ( موسنى )‬

‫منكرا عليهم ( أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ول يفلح الساحرون قالوا‬

‫أجئتنا لتلفتنا ) أي تثنينا ( عما وجدنا عليه آباءنا ) أي الدين الذي كانوا عليه‬

‫( وتكون لكمننا ) أي لك ولهارون ( الكننبرياء ) أي العظمننة والرياسننة ( فنني‬

‫الرض ومنا نحنن لكمنا بمؤمنينن ) وكثيرا منا يذكنر ال تعالى قصنة موسنى‬

‫علينه السنلم منع فرعون فني كتابنه العزينز لنهنا منن أعجنب القصنص فإن‬

‫فرعون حذر من موسى كل الحذر فسخره القدر أن ربى هذا الذي يحذر منه‬

‫على فراشنه ومائدتنه بمنزلة الولد ثنم ترعرع وعقند ال له سنببا أخرجنه منن‬

‫بيننن أظهرهننم ورزقننه النبوة والرسننالة والتكليننم وبعثننه إليننه ليدعوه إلى ال‬

‫تعالى ليعبده ويرجنع إلينه هذا منع منا كان علينه فرعون منن عظمنة المملكنة‬

‫والسنلطان فجاءه برسنالة ال تعالى ولينس له وزينر سنوى أخينه هارون علينه‬

‫السنلم فتمرد فرعون واسنتكبر وأخذتنه الحمينة والنفنس الخبيثنة البينة وقوى‬

‫‪213‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رأسنه وتولى بركننه وادعنى منا لينس له وتجهرم على ال وعتنا وبغنى وأهان‬

‫حزب اليمان من بني إسرائيل وال تعالى يحفظ رسوله موسى عليه السلم‬

‫وأخاه هارون ويحوطهمننا بعنايتننه ويحرسننهما بعينننه التنني ل تنام ولم تزل‬

‫المحاجنة والمجادلة واليات تقوم على يدي موسنى شيئا بعند شينء ومرة بعند‬

‫مرة ممنا يبهنر العقول ويدهنش اللباب ممنا ل يقوم له شينء ول يأتني بنه إل‬

‫منن هنو مؤيند منن ال ( ومنا تأتيهنم منن آينة إل هني أكنبر منن أختهنا ) وصنمم‬

‫فرعون وملؤه قبحهننم ال على التكذيننب بذلك كله والجحنند والعناد والمكابرة‬

‫حتنى أحنل ال بهنم بأسنه الذي ل يرد وأغرقهنم فني صنبيحة واحدة أجمعينن‬

‫( فقطنننننننع دابر القوم الذينننننننن ظلموا والحمننننننند ل رب العالمينننننننن )‬

‫وَقَالَ فِ ْر َع ْونُ اْئتُونِي بِكُ ّل سَا ِح ٍر عَلِي ٍم {‪ }79‬فَلَمّا جَاء السّحَ َرةُ‬

‫قَالَ َلهُم مّوسَى أَْلقُواْ مَا أَنتُم مّ ْلقُو َن {‪ }80‬فَلَمّا أَْلقَواْ قَالَ‬

‫حرُ ِإنّ اللّ َه َسُيبْطِلُهُ ِإنّ اللّهَ لَ ُيصِْلحُ‬


‫مُوسَى مَا ِجْئتُم بِهِ السّ ْ‬

‫عَمَ َل الْ ُمفْسِدِي َن {‪َ }81‬ويُحِقّ اللّ ُه الْحَ ّق ِبكَلِمَاتِ ِه وََلوْ كَ ِرهَ‬

‫ج ِرمُونَ {‪}82‬‬
‫الْمُ ْ‬

‫‪214‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذكنر ال سنبحانه قصنة السنحرة منع موسنى علينه السنلم فني سنورة العراف‬

‫وقند تقدم الكلم عليهنا هناك وفني هذه السنورة وفني سنورة طنه وفني الشعراء‬

‫وذلك أن فرعون لعنننه ال أراد أن يتهرج على الناس ويعارض مننا جاء بننه‬

‫موسى عليه السلم من الحق المبين بزخارف السحرة والمشعبذين فانعكس‬

‫عليه النظام ولم يحصل له من ذلك المرام وظهرت البراهين اللهية في ذلك‬

‫المحفنل العام ( وألقني السنحرة سناجدين قالوا آمننا برب العالمينن رب موسنى‬

‫وهارون ) فظنن فرعون أننه يسنتنصر بالسنحار على رسنول عالم السنرار‬

‫فخاب وخسر الجنة واستوجب النار ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم‬

‫فلمنا جاء السنحرة قال لهنم موسنى ألقوا منا أنتنم ملقون ) وإنمنا قال لهنم ذلك‬

‫لنهم لما اصطفوا وقد وعدوا من فرعون بالتقريب والعطاء الجزيل ( قالوا‬

‫يننا موسننى إمننا أن تلقنني وإمننا أن نكون أول مننن ألقننى قال بننل ألقوا ) فأراد‬

‫موسننى أن تكون البداءة منهننم ليرى الناس ماصنننعوا ثننم يأتنني بالحننق بعده‬

‫فيدمننغ باطلهننم ولهذا لمننا ألقوا سننحروا أعيننن الناس واسننترهبوهم وجاءوا‬

‫بسحر عظيم ( فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا ل تخف إنك أنت العلى‬

‫وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إن ما صنعوا كيد ساحر ول يفلح الساحر‬

‫حيث أتى ) فعند ذلك قال موسى لما ألقوا ( ما جئتم به السحر إن ال سيبطله‬

‫إن ال ل يصننننلح عمننننل المفسنننندين ويحننننق ال الحننننق بكلماتننننه ولو كره‬

‫‪215‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫المجرمون ) وقال بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عمار بن الحارث حدثنا عبد‬

‫الرحمن يعني الدشتكي أخبرنا أبو جعفر الرازي عن ليث وهو بن أبي سليم‬

‫قال بلغني أن هؤلء اليات شفاء من السحر بإذن ال تعالى تقرأ في إناء فيه‬

‫ماء ثم يصب على رأس المسحور الية التي من‬

‫( فلمنا ألقوا قال موسنى منا جئتنم بنه السنحر إن ال سنيبطله إن ال ل يصنلح‬

‫عمل المفسدين ويحق ال الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) والية الخرى‬

‫( فوقنع الحنق وبطنل منا كانوا يعملون ) إلى آخنر أربنع آيات وقوله ( إن منا‬

‫صنننننننننعوا كينننننننند سنننننننناحر ول يفلح السنننننننناحر حيننننننننث أتننننننننى )‬

‫فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلّ ذُ ّرّي ٌة مّن َق ْومِهِ عَلَى‬

‫ف مّن ِف ْر َعوْ َن َومََلِئهِمْ أَن َي ْفتَِنهُ ْم َوِإنّ ِف ْر َعوْنَ َلعَالٍ‬


‫َخوْ ٍ‬

‫ض َوِإنّهُ لَ ِم َن الْمُسْرِِفيَ {‪}83‬‬


‫فِي الَ ْر ِ‬

‫يخننبر تعالى أنننه لم يؤمننن بموسننى عليننه السننلم مننع مننا جاء بننه مننن اليات‬

‫البينات والحجج القاطعات والبراهين الساطعات إل قليل من قوم فرعون من‬

‫الذريننة وهننم الشباب على وجننل وخوف منننه ومننن ملئه أن يردوهننم إلى مننا‬

‫كانوا عليه من الكفر لن فرعون لعنه ال كان جبارا عنيدا مسرفا في التمرد‬

‫والعتنو وكاننت له سنطوة ومهابنة تخاف رعيتنه مننه خوفنا شديدا قال العوفني‬

‫‪216‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن بن عباس ( فما آمن لموسى إل ذرية من قومه على خوف من فرعون‬

‫وملئهنم أن يفتنهنم ) قال فإن الذرينة التني آمننت لموسنى منن أناس غينر بنني‬

‫إسنننرائيل منننن قوم فرعون يسنننير منهنننم امرأة فرعون ومؤمنننن آل فرعون‬

‫وخازن فرعون وامرأة خازنه وروى علي بن أبي طلحة عن بن عباس في‬

‫قوله ( فمنا آمنن لموسنى إل ذرينة منن قومنه ) يقول بنني إسنرائيل وعنن بنن‬

‫عباس والضحاك وقتادة الذرينة القلينل وقال مجاهند فني قوله ( إل ذرينة منن‬

‫قومننه ) قال هننم أولد الذيننن أرسننل إليهننم موسننى مننن طول الزمان ومات‬

‫آباؤهم واختار بن جرير قول مجاهد في الذرية أنها من بني إسرائيل‬

‫ل منن قوم فرعون لعود الضمينر على أقرب المذكورينن وفني هذا نظنر لننه‬

‫أراد بالذرينة الحداث والشباب وأنهنم منن بنني إسنرائيل فالمعروف أن بنني‬

‫إسنرائيل كلهنم آمنوا بموسنى علينه السنلم واسنتبشروا بنه وقند كانوا يعرفون‬

‫نعتنه وصنفته والبشارة بنه منن كتبهنم المتقدمنة وأن ال تعالى سنينقذهم بنه منن‬

‫أسنر فرعون ويظهرهنم علينه ولهذا لمنا بلغ هذا فرعون حذر كنل الحذر فلم‬

‫يجد عنه شيئا ولما جاء موسى آذاهم فرعون أشد الذى و ( قالوا أوذينا من‬

‫قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم‬

‫فنني الرض فينظننر كيننف تعملون ) وإذا تقرر هذا فكيننف يكون المراد إل‬

‫ذرينة منن قوم موسنى وهنم بننو إسنرائيل ( على خوف منن فرعون وملئهنم )‬

‫‪217‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أي وأشراف قومهنم أن يفتنهنم ولم يكنن فني بنني إسنرائيل منن يخاف مننه أن‬

‫يفتن عن اليمان سوى قارون فإنه كان من قوم موسى فبغى عليهم لكنه كان‬

‫طاوينا إلى فرعون متصنل بنه متعلقنا بحباله ومنن قال إن الضمينر فني قوله‬

‫وملئهنم عائد إلى فرعون وعظنم الملك منن أجنل اتباعنه أو بحذف آل فرعون‬

‫وإقامة المضاف إليه مقامه فقد أبعد وإن كان بن جرير قد حكاهما عن بعض‬

‫النحاة وممننا يدل على أنننه لم يكننن فنني بننني إسننرائيل إل مؤمننن قوله تعالى‬

‫( وقال موسنى ينا قوم إن كنتنم آمنتنم بال فعلينه توكلوا إن كنتنم مسنلمين فقالوا‬

‫على ال توكلننا ربننا ل تجعلننا فتننة للقوم الظالمينن ونجننا برحمتنك منن القوم‬

‫الكافريننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننن )‬

‫وَقَا َل مُوسَى يَا َق ْومِ إِن كُنتُمْ‬

‫ي {‪َ }84‬فقَالُواْ عَلَى اللّهِ‬


‫سلِمِ َ‬
‫آمَنتُم بِاللّهِ َفعََليْ ِه َتوَكّلُواْ إِن كُنتُم مّ ْ‬

‫جنَا‬
‫ي {‪َ }85‬ونَ ّ‬
‫جعَ ْلنَا ِفْتَنةً لّ ْل َق ْومِ الظّالِ ِم َ‬
‫َتوَكّ ْلنَا َربّنَا َل تَ ْ‬

‫بِرَ ْح َمتِكَ مِ َن اْل َق ْومِ اْلكَافِرِي َن {‪}86‬‬

‫يقول تعالى مخنبرا عنن موسنى أننه قال لبنني إسنرائيل ( ينا قوم إن كنتنم آمنتنم‬

‫بال فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ) أي فإن ال كاف من توكل عليه ( أليس‬

‫‪218‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال بكاف عبده ) ( ومننن يتوكننل على ال فهننو حسننبه ) وكثيرا مننا يقرن ال‬

‫تعالى بيننن العبادة والتوكننل كقوله تعالى ( فاعبده وتوكننل عليننه ) ( قننل هننو‬

‫الرحمن آمنا به وعليه توكلنا ) ( رب المشرق والمغرب ل إله إل هو فاتخذه‬

‫وكيل ) وأمر ال تعالى المؤمنين أن يقولوا في كل صلواتهم مرات متعددة (‬

‫إياك نعبنند وإياك نسننتعين ) وقنند امتثننل بنننو إسننرائيل ذلك ( فقالوا على ال‬

‫توكلنا ربنا ل تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ) أي ل تظفرهم بنا وتسلطهم علينا‬

‫فيظنوا أنهنم إنمنا سنلطوا لنهنم على الحنق ونحنن على الباطنل فيفتنوا بذلك‬

‫هكذا روي عننن أبنني مجلز وأبنني الضحننى وقال بننن أبنني نجيننح وغيره عننن‬

‫مجاهنند ل تعذبنننا بأيدي آل فرعون ول بعذاب مننن عندك فيقول قوم فرعون‬

‫لو كانوا على حنق منا عذبوا ول سنلطنا عليهنم فيفتنوا بننا وقال عبند الرزاق‬

‫أنبأننا بنن عييننة عنن بنن أبني نجينح عنن مجاهند ( ربننا ل تجعلننا فتننة للقوم‬

‫الظالمينن ) ل تسنلطهم عليننا فيفتنوننا وقوله ( ونجننا برحمتنك ) أي خلصننا‬

‫برحمنة مننك وإحسنان ( منن القوم الكافرينن ) أي الذينن كفروا الحنق وسنتروه‬

‫ونحنننننننننننن قننننننننننند آمننننننننننننا بنننننننننننك وتوكلننننننننننننا علينننننننننننك‬

‫َوَأوْ َحيْنَا إِلَى مُوسَى َوأَخِيهِ‬

‫أَن َتَبوّءَا ِل َق ْومِكُمَا بِ ِمصْ َر ُبيُوتا وَا ْجعَلُوْا ُبيُوَتكُمْ ِقبَْلةً‬

‫‪219‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي {‪}87‬‬
‫لةَ َوبَشّ ِر الْ ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫صَ‬‫َوأَقِيمُوْا ال ّ‬

‫يذكنر تعالى سنبب انجائه بنني إسنرائيل منن فرعون وقومنه وكيفينة خلصنهم‬

‫منهننم وذلك أن ال تعالى أمننر موسننى وأخاه هارون عليهمننا السننلم أن يتبوآ‬

‫أي يتخذا لقومهمننا بمصننر بيوتننا واختلف المفسننرون فنني معنننى قوله تعالى‬

‫( واجعلوا بيوتكنم قبلة ) فقال الثوري وغيره عنن خصنيف عنن عكرمنة عنن‬

‫بنننن عباس ( واجعلوا بيوتكنننم قبلة ) قال أمروا أن يتخذوهنننا مسننناجد وقال‬

‫الثوري أيضا عن بن منصور عن إبراهيم ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) قال كانوا‬

‫خا ئفين فأمروا أن يصلوا في بيوتهم وكذا قال مجاهد وأبو مالك والربيع بن‬

‫أنس والضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأبوه زيد بن أسلم وكأن هذا‬

‫وال أعلم لمنا اشتند بهنم البلء منن قبنل فرعون وقومنه وضيقوا عليهنم أمروا‬

‫بكثرة الصلة كقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلة )‬

‫إذا حزبننه أمننر صننلى أخرجننه أبننو داود‬ ‫وفنني الحديننث كان رسننول ال‬

‫‪ 1319‬ولهذا قال تعالى فني هذه الينة ( واجعلوا بيوتكنم قبلة وأقيموا الصنلة‬

‫وبشنر المؤمنينن ) أي بالثواب والنصنر القرينب وقال العوفني عنن بنن عباس‬

‫في تفسير هذه الية قال قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلم ل نستطيع أن‬

‫نظهر صلتنا مع الفراعنة فأذن ال تعالى لهم أن يصلوا في بيوتهم وأمروا‬

‫‪220‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن يجعلوا بيوتهنم قبنل القبلة وقال مجاهند ( واجعلوا بيوتكنم قبلة ) لمنا خاف‬

‫بنننو إسننرائيل مننن فرعون أن يقتلوا فنني الكنائس الجامعننة أمروا أن يجعلوا‬

‫بيوتهنم مسناجد مسنتقبلة الكعبنة يصنلون فيهنا سنرا وكذا قال قتادة والضحاك‬

‫وقال سننعيد بننن جننبير ( واجعلوا بيوتكننم قبلة ) أي يقابننل بعضهننا بعضننا‬

‫وَقَا َل مُوسَى‬

‫حيَاةِ‬
‫ك آَتيْتَ فِ ْر َع ْونَ َومَلهُ زِيَن ًة َوَأ ْموَالً فِي الْ َ‬
‫َرّبنَا ِإنّ َ‬

‫س عَلَى َأ ْموَالِهِمْ‬
‫ال ّدنْيَا َرّبنَا ِلُيضِلّوْا عَن َسبِيلِكَ َرّبنَا اطْ ِم ْ‬

‫وَاشْ ُد ْد عَلَى ُقلُوِبهِمْ َفلَ ُي ْؤ ِمنُواْ َحتّى يَ َر ُواْ اْلعَذَابَ الَلِي َم {‪}88‬‬

‫قَالَ قَدْ أُجِيبَت ّد ْع َوتُكُمَا فَا ْسَتقِيمَا وَلَ َتّتِبعَآ ّن َسبِيلَ‬

‫الّذِينَ لَ َيعَْلمُو َن {‪}89‬‬

‫هذا إخبار من ال تعالى عما دعا به موسى عليه السلم على فرعون وملئه‬

‫لما أبوا قبول الحق واستمروا على ضللهم وكفرهم معاندين جاحدين ظلما‬

‫وعلوا وتكنبرا وعتوا قال موسنى ( ربننا إننك آتينت فرعون ومله زيننة ) أي‬

‫مننن أثاث الدنيننا ومتاعهننا ( وأموال ) أي جزيلة كثيرة ( فنني ) هذه ( الحياة‬

‫الدنينا ربننا ليضلوا عنن سنبيلك ) بفتنح الياء أي أعطيتهنم ذلك وأننت تعلم أنهنم‬

‫‪221‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل يؤمنون بما أرسلتني به إليهم استدراجا منك لهم كقوله تعالى ( لنفتنهم فيه‬

‫) وقرأ آخرون ليضلوا بضم الياء أي ليفتتن بما أعطيتهم من شئت من خلقك‬

‫ليظنن منن أغويتنه أننك إنمنا أعطيتهنم هذا لحبنك إياهنم واعتنائك بهنم ( ربننا‬

‫اطمس على أموالهم ) قال بن عباس ومجاهد أي أهلكها وقال الضحاك وابو‬

‫العالية والربيع بن أنس جعلها ال حجارة منقوشة كهيئة ما كانت وقال قتادة‬

‫بلغنا أن زروعهم تحولت حجارة وقال محمد بن كعب القرظي جعل سكرهم‬

‫حجارة وقال بنن أبني حاتنم حدثننا إسنماعيل بنن أبني الحارث حدثننا يحينى بنن‬

‫أبي بكير عن أبي معشر حدثني محمد بن قيس أن محمد بن كعب قرأ على‬

‫عمنر بنن عبند العزينز حتنى بلغ ( وقال موسنى ربننا إننك آتينت فرعون ومله‬

‫زيننة وأموال فني الحياة الدنينا ) إلى قوله ( ربننا اطمنس على أموالهنم ) الينة‬

‫فقال عمر يا أبا حمزة أي شيء الطمس قال عادت أموالهم كلها حجارة فقال‬

‫عمننر بننن عبنند العزيننز لغلم له ائتننني بكيننس فجاءه بكيننس فإذا فيننه حمننص‬

‫وبيض قد حول حجارة وقوله ( واشدد على قلوبهم ) قال بن عباس أي اطبع‬

‫عليهنا ( فل يؤمنوا حتنى يروا العذاب اللينم ) وهذه الدعوة كاننت منن موسنى‬

‫علينه السنلم غضبنا ل ولديننه على فرعون وملئه الذينن تنبين له أنهنم ل خينر‬

‫فيهم ول يجيء منهم شيء كما دعا نوح عليه السلم فقال ( رب ل تذر على‬

‫الرض منن الكافرينن ديارا إننك إن تذرهنم يضلوا عبادك ول يلدوا إل فاجرا‬

‫‪222‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كفارا ) ولهذا اسنتجاب ال تعالى لموسنى علينه السنلم فيهنم هذه الدعوة التني‬

‫أمنن عليهنا أخوه هارون فقال تعالى ( قند أجيبنت دعوتكمنا ) قال أبنو العالينة‬

‫وأبو صالح وعكرمة ومحمد بن كعب القرظي والربيع بن أنس دعا موسى‬

‫وأمنن هارون أي قند أجبننا كمنا فيمنا سنألتما منن تدمينر آل فرعون وقند يحتنج‬

‫بهذه الية من يقول إن تأمين المأموم على قراءة الفاتحة ينزل منزلة قراءتها‬

‫لن موسنى دعنا وهارون أمنن وقال تعالى ( قند أجيبنت دعوتكمنا فاسنتقيما )‬

‫الينة أي كمنا أجيبنت دعوتكمنا فاسنتقيما على أمري قال بنن جرينج عنن بنن‬

‫عباس فاسننتقيما فامضيننا لمري وهنني السننتقامة قال بننن جريننج يقولون إن‬

‫فرعون مكنث بعند هذه الدعوة أربعينن سننة وقال محمند بنن كعنب وعلي بنن‬

‫الحسننننننننننننننننننننننننننننين أربعيننننننننننننننننننننننننننننن يومننننننننننننننننننننننننننننا‬

‫حرَ‬
‫وَجَاوَ ْزنَا ِببَنِي ِإسْرَائِي َل الْبَ ْ‬

‫َفأَْتَب َعهُمْ فِ ْر َع ْونُ وَ ُجنُو ُد ُه َبغْيا َوعَدْوا َحتّى ِإذَا َأدْرَكَهُ‬

‫ت بِهِ َبنُو ِإسْرَائِيلَ‬


‫الْغَ َرقُ قَالَ آمَنتُ َأنّهُ ل إِلِبهَ إِ ّل الّذِي آ َمنَ ْ‬

‫صْيتَ َقبْ ُل وَكُنتَ‬


‫ي {‪ }90‬آلنَ وََق ْد عَ َ‬
‫َوأَنَ ْا مِ َن الْمُسِْلمِ َ‬

‫ك ِببَ َدنِكَ ِلَتكُونَ لِمَنْ‬


‫مِ َن الْ ُمفْسِدِينَ {‪ }91‬فَاْلَي ْومَ ُننَجّي َ‬

‫‪223‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫س عَ ْن آيَاتِنَا َلغَافِلُونَ {‪}92‬‬
‫ك آَي ًة َوإِنّ َكثِيا مّ َن النّا ِ‬
‫خَ ْلفَ َ‬

‫يذكنر تعالى كيفينة إغراقنه فرعون وجنوده فإن بنني إسنرائيل لمنا خرجوا منن‬

‫مصنر صنحبة موسنى علينه السنلم وهنم فيمنا قينل سنت مئة ألف مقاتنل سنوى‬

‫الذرية وقد كانوا استعاروا من القبط حليا كثيرا فخرجوا به معهم فاشتد حنق‬

‫فرعون عليهننم فأرسننل فنني المدائن حاشريننن يجمعون له جنوده مننن أقاليمننه‬

‫فركنب وراءهنم فني أبهنة عظيمنة وجيوش هائلة لمنا يريده ال تعالى بهنم ولم‬

‫يتخلف عنننه أحنند ممننن له دولة وسننلطان فنني سننائر مملكتننه فلحقوهننم وقننت‬

‫شروق الشمنس ( فلمنا تراءى الجمعان قال أصنحاب موسنى إننا لمدركون )‬

‫وذلك أنهننم لمننا انتهوا إلى سنناحل البحننر وفرعون وراءهننم ولم يبننق إل أن‬

‫يتقاتنل الجمعان وألح أصنحاب موسنى علينه السنلم علينه فني السنؤال كينف‬

‫المخلص مما نحن فيه فيقول إني أمرت أن أسلك ها هنا ( كل إن معي ربي‬

‫سيهدين ) فعندما ضاق المر اتسع فأمره ال تعالى أن يضرب البحر بعصاه‬

‫فضربننه فانفلق البحننر فكان كننل فرق كالطود العظيننم أي كالجبننل العظيننم‬

‫وصنار اثنني عشنر طريقنا لكنل سنبط واحند وأمنر ال الرينح فنشفنت أرضنه‬

‫‪224‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( فاضرب لهنم طريقنا فني البحنر يبسنا ل تخاف دركنا ول تخشنى ) وتخرق‬

‫الماء بيننن الطرق كهيئة الشبابيننك ليرى كننل قوم الخريننن لئل يظنوا أنهننم‬

‫هلكوا وجاوزت بننو إسنرائيل البحنر فلمنا خرج آخرهنم مننه انتهنى فرعون‬

‫وجنوده إلى حافتنه منن الناحينة الخرى وهنو فني مئة ألف أدهنم سنوى بقينة‬

‫اللوان فلما رأى ذلك هاله وأحجم وهاب وهم بالرجوع وهيهات ولت حين‬

‫مناص نفننذ القدر واسننتجيبت الدعوة وجاء جبريننل عليننه السننلم على فرس‬

‫وديننق حائل فمننر إلى جانننب حصننان فرعون فحمحننم إليهننا واقتحننم جبريننل‬

‫البحننر فاقتحننم الحصننان وراءه ولم يبننق فرعون يملك مننن نفسننه شيئا فتجلد‬

‫لمرائه وقال لهنم لينس بننو إسنرائيل بأحنق بالبحنر مننا فاقتحموا كلهنم عنن‬

‫آخرهم وميكائيل في ساقتهم ل يترك منهم أحدا إل ألحقه بهم فلما استوسقوا‬

‫فيه وتكاملوا وهم أولهم بالخروج منه أمر ال القدير البحر أن يرتطم عليهم‬

‫فارتطنننم عليهنننم فلم ينننج منهننم أحننند وجعلت المواج ترفعهننم وتخفضهنننم‬

‫وتراكمننت المواج فوق فرعون وغشيتننه سننكرات الموت فقال وهننو كذلك‬

‫( آمننت أننه ل إله إل الذي آمننت بنه بننو إسنرائيل وأننا منن المسنلمين ) فآمنن‬

‫حينث ل ينفعنه اليمان ( فلمنا رأوا بأسننا قالوا آمننا بال وحده وكفرننا بمنا كننا‬

‫بنه مشركينن فلم ينك ينفعهنم إيمانهنم لمنا رأوا بأسننا سننة ال التني قند خلت فني‬

‫عباده وخسنر هنالك الكافرون ) ولهذا قال ال تعالى فني جواب فرعون حينن‬

‫‪225‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال منا قال ( آلن وقند عصنيت قبنل ) أي أهذا الوقنت تقول وقند عصنيت ال‬

‫قبل هذا فيما بينك وبينه ( وكنت من المفسدين ) أي في الرض الذين أضلوا‬

‫الناس ( وجعلناهننم أئمننة يدعون إلى النار ويوم القيامننة ل ينصننرون ) وهذا‬

‫الذي حكننى ال تعالى عننن فرعون مننن قوله هذا فنني حاله ذلك مننن أسننرار‬

‫ولهذا قال المام أحمند بنن حنبنل رحمنة‬ ‫الغينب التني أعلم ال بهنا رسنوله‬

‫ال ‪ 1309‬حدثننا سنليمان بنن حرب حدثننا حماد بنن سنلمة عنن علي بنن زيند‬

‫لما قال فرعون‬ ‫عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال قال رسول ال‬

‫آمنت أنه ل إله إل الذي آمنت به بنو إسرائيل قال قال لي جبريل لو رأيتني‬

‫وقند أخذت منن حال البحنر فدسنسته فني فينه مخافنة أن تناله الرحمنة ورواه‬

‫الترمذي ‪ 3107‬وبن جرير وبن أبي حاتم في تفاسيرهم من حديث حماد بن‬

‫سنلمة بنه وقال الترمذي حدينث حسنن وقال أبنو داود الطيالسني ‪ 2618‬حدثننا‬

‫شعبنة عنن عدي بنن ثابنت وعطاء بنن السنائب عنن سنعيد بنن جنبير عنن بنن‬

‫قال لي جبرينل لو رأيتنني وأننا آخنذ منن حال‬ ‫عباس قال قال رسنول ال‬

‫البحنر فأدسنه فني فنم فرعون مخافنة أن تدركنه الرحمنة وقند رواه أبنو عيسنى‬

‫الترمذي أيضنا ‪ 3108‬وبنن جرينر أيضنا منن غينر وجنه عنن شعبنة بنه فذكنر‬

‫‪226‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مثله وقال الترمذي حسن غريب صحيح ووقع في رواية عند بن جرير عن‬

‫محمند بنن المثننى عنن غندر عنن شعبنة عنن عطاء وعدي عنن سنعيد عنن بنن‬

‫عباس رفعنه أحدهمنا فكأن الخنر لم يرفنع فال أعلم وقال بن أبني حاتنم حدثننا‬

‫أبو سعيد الشج حدثنا أبو خالد الحمر عن عمر بن عبد ال بن يعلى الثقفي‬

‫عنن سنعيد بنن جنبير عنن بنن عباس قال لمنا أغرق ال فرعون أشار بأصنبعه‬

‫ورفنع صنوته ( آمننت أننه ل إله إل الذي آمننت بنه بننو إسنرائيل ) قال فخاف‬

‫جبرينل أن تسنبق رحمنة ال فينه غضبنه فجعنل يأخنذ الحال بجناحينه فيضرب‬

‫به وجهه فيرمسه وكذا رواه بن جرير عن سفيان بن وكيع عن أبي خالد به‬

‫موقوفا وقد روي من حديث أبي هريرة أيضا فقال بن جرير حدثنا بن حميد‬

‫حدثنا حكام عن عنبسة هو بن أبي سعيد عن كثير بن زاذان عن أبي حازم‬

‫قال لي جبريننل يننا‬ ‫عننن أبنني هريرة رضنني ال عنننه قال قال رسننول ال‬

‫محمد لو رأيتني وأنا أغطه وأدس من الحال في فيه مخافة أن تدركه رحمة‬

‫ال فيغفنر له يعنني فرعون كثينر بنن زاذان هذا قال بنن معينن ل أعرفنه وقال‬

‫أبنو زرعنة وأبنو حاتنم مجهول وباقني رجاله ثقات وقند أرسنل هذا الحدينث‬

‫جماعننة مننن السننلف قتادة وإبراهيننم التيمنني وميمون بننن مهران ونقننل عننن‬

‫الضحاك بننن قيننس أنننه خطننب بهذا للناس فال أعلم وقوله ( فاليوم ننجيننك‬

‫‪227‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ببدنك لتكون لمن خلفك آية ) قال بن عباس وغيره من السلف إن بعض بني‬

‫إسرائيل شكوا في موت فرعون فأمر ال تعالى البحر أن يلقيه بجسده سويا‬

‫بل روح وعليه درعه المعروفة على نجوة من الرض وهو المكان المرتفع‬

‫ليتحققوا موتننه وهلكننه ولهذا قال تعالى ( فاليوم ننجيننك ) أي نرفعننك على‬

‫نشنز منن الرض ( ببدننك ) قال مجاهند بجسندك وقال الحسنن بجسنم ل روح‬

‫فيه وقال عبد ال بن شداد سويا صحيحا أي لم يتمزق ليحققوه ويعرفوه وقال‬

‫أبننو صننخر بدرعننك وكننل هذه القوال ل منافاة بينهمننا كمننا تقدم وال أعلم‬

‫وقوله ( لتكون لمننن خلفننك آيننة ) أي لتكون لبننني إسننرائيل دليل على موتننك‬

‫وهلكنك وأن ال هنو القادر الذي ناصنية كنل دابنة بيده وأننه ل يقوم لغضبنه‬

‫شينء ولهذا قرأ بعضهنم ( لتكون لمنن خلفنك آينة وإن كثيرا منن الناس عنن‬

‫آياتننا لغافلون ) أي ل يتعظون بهنا ول يعتنبرون بهنا وقند كان إهلكهنم يوم‬

‫عشوراء كمنا قال البخاري ‪ 4680‬حدثننا محمند بنن بشار حدثننا غندر حدثننا‬

‫شعبنة عنن أبني بشنر عنن سنعيد بنن جنبير عنن بنن عباس قال قدم الننبي‬

‫المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا اليوم الذي تصومونه فقالوا‬

‫لصنحابه أنتنم أحنق‬ ‫هذا يوم ظهنر فينه موسنى على فرعون فقال الننبي‬

‫بموسنننننننننننننننننننننننننننى منهنننننننننننننننننننننننننننم فصنننننننننننننننننننننننننننوموه‬

‫‪228‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ق وَ َرزَ ْقنَاهُم مّنَ ال ّطّيبَا ِ‬
‫ت‬ ‫وََلقَ ْد َبوّْأنَا َبنِي ِإسْرَائِي َل ُمَبوّأَ صِ ْد ٍ‬

‫ك َي ْقضِي َبيَْنهُ ْم َي ْومَ اْل ِقيَامَةِ‬


‫فَمَا ا ْختََلفُواْ َحتّى جَاءهُمُ الْعِ ْلمُ إِنّ َربّ َ‬

‫ختَِلفُونَ {‪}93‬‬
‫فِيمَا كَانُواْ فِي ِه يَ ْ‬

‫يخنبر تعالى عمنا أنعنم بنه على بنني إسنرائيل منن النعنم الدينينة الدنيوينة وقوله‬

‫( مبوأ صدق ) قيل هو بلد مصر والشام مما يلي بيت المقدس ونواحيه فإن‬

‫ال تعالى لمننا أهلك فرعون وجنوده اسننتقرت ينند الدولة الموسننوية على بلد‬

‫مصننر بكمالهننا كمننا قال ال تعالى ( وأورثنننا القوم الذيننن كانوا يسننتضعفون‬

‫مشارق الرض ومغاربهنا التني باركننا فيهنا وتمنت كلمنة ربنك الحسننى على‬

‫بنني إسنرائيل بمنا صنبروا ودمرننا منا كان يصننع فرعون وقومنه ومنا كانوا‬

‫يعرشون ) وقال فنني اليننة الخرى ( فأخرجناهننم مننن جنات وعيون وكنوز‬

‫ومقام كريننم كذلك وأورثناهننا بننني إسننرائيل ) وقال ( كننم تركوا مننن جنات‬

‫وعيون ) اليات ولكن استمروا مع موسى عليه السلم طالبين إلى بلد بيت‬

‫المقدس وهني بلد الخلينل علينه السنلم فاسنتمر موسنى بمنن معنه طالبنا بينت‬

‫المقدس وكان فيه قوم من العمالقة فنكل بنو إسرائيل عن قتالهم فشردهم ال‬

‫تعالى فنني التيننه أربعيننن سنننة ومات فيننه هارون ثننم موسننى عليهمننا السننلم‬

‫وخرجوا بعدهمنا منع يوشنع بنن نون ففتنح ال عليهنم بينت المقدس واسنتقرت‬

‫‪229‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أيديهم عليهنا إلى أن أخذهنا منهنم بختنصر حيننا منن الدهر ثنم عادت إليهم ثنم‬

‫أخذهنا ملوك اليونان فكاننت أحكامهنم مدة طويلة وبعنث ال عيسنى بنن مرينم‬

‫عليننه السننلم فنني تلك المدة فاسننتعانت اليهود قبحهننم ال على معاداة عيسننى‬

‫عليننه السننلم بملوك اليونان وكانننت تحننت أحكامهننم ووشوا عندهننم وأوحوا‬

‫إليهم أن هذا يفسد عليكم الرعايا فبعثوا من يقبض عليه فرفعه ال إليه وشبه‬

‫لهننم بعننض الحوارييننن بمشيئة ال وقدره فأخذوه فصننلبوه واعتقدوا أنننه هننو‬

‫( ومنا قتلوه يقيننا بنل رفعنه ال إلينه وكان ال عزيزا حكيمنا ) ثنم بعند المسنيح‬

‫عليه السلم بنحو ثلث مئة سنة دخل قسطنطين أحد ملوك اليونان في دين‬

‫النصنرانية وكان فيلسنوفا قبنل ذلك فدخنل فني دينن النصنارى قينل تقينة وقينل‬

‫حيلة ليفسنده فوضعنت له السناقفة منهنم قوانينن وشريعنة بدعوهنا وأحدثوهنا‬

‫فبنننى لهننم الكنائس والبيننع الكبار والصننغار والصننوامع والهياكننل والمعابنند‬

‫والقليات وانتشنر دينن النصنرانية فني ذلك الزمان واشتهنر على مافينه منن‬

‫تبدينل وتغيينر وتحرينف ووضنع وكذب ومخالفنة لدينن المسنيح ولم يبنق على‬

‫دينن المسنيح على الحقيقنة منهنم إل القلينل منن الرهبان فاتخذوا لهنم الصنوامع‬

‫فنني البراري والمهامننه والقفار واسننتحوذت ينند النصننارى على مملكننة الشام‬

‫والجزيرة وبلد الروم وبننى هذا الملك المذكور مديننة قسنطنطينية والقمامنة‬

‫وبينت لحنم وكنائس ببلد بينت المقدس ومدن حوران كبصنرى وغيرهنا منن‬

‫‪230‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البلدان بناءات هائلة محكمنة وعبدوا الصنليب منن حينئذ وصنلوا إلى الشرق‬

‫وصنوروا الكنائس وأحلوا لحنم الخنزينر وغينر ذلك ممنا أحدثوه منن الفروع‬

‫فنني دينهننم والصننول ووضعوا له المانننة الحقيرة التنني يسننمونها الكننبيرة‬

‫وصنننفوا له القوانيننن وبسننط هذا يطول والغرض أن يدهننم لم تزل على هذه‬

‫البلد إلى أن انتزعها منهم الصحابة رضي ال عنهم وكان فتح بيت المقدس‬

‫على يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي ال عنه ول الحمد والمنة‬

‫وقوله ( ورزقناهنننم منننن الطيبات ) أي الحلل منننن الرزق الطينننب النافنننع‬

‫المسنننتطاب طبعنننا وشرعنننا وقوله ( فمنننا اختلفوا حتنننى جاءهنننم العلم ) أي‬

‫مااختلفوا فني شينء منن المسنائل إل منن بعند منا جاءهنم العلم أي ولم يكن لهنم‬

‫أن يختلفوا وقنند بيننن ال لهننم وأزال عنهننم اللبننس وقنند ورد فنني الحديننث إن‬

‫اليهود اختلفوا على إحدى وسنبعين فرقنة وأن النصنارى اختلفوا على اثنتينن‬

‫وسنبعين فرقنة وسنتفترق هذه المنة على ثلث وسنبعين فرقنة منهنا واحدة فني‬

‫الجننة وثنتان وسنبعون فني النار قينل منن هنم ينا رسنول ال قال منا أننا علينه‬

‫وأصننحابي رواه الحاكننم فنني مسننتدركه ‪ 1129‬بهذا اللفننظ وهننو فنني السنننن‬

‫والمسننانيد ولهذا قال ال تعالى ( إن ربننك يقضنني بينهننم ) أي يفصننل بينهننم‬

‫( يوم القيامنننننننننننننننننننة فيمنننننننننننننننننننا كانوا فينننننننننننننننننننه يختلفون )‬

‫‪231‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك مّمّا أَنزَْلنَا إَِليْكَ‬
‫فَإِن كُنتَ فِي شَ ّ‬

‫فَا ْسأَلِ الّذِي َن َيقْ َرؤُونَ اْل ِكتَابَ مِن َقْبلِكَ َلقَدْ جَاءكَ‬

‫ل َتكُونَ ّن مِ َن الْمُ ْمتَرِي َن {‪ }94‬وَ َل َتكُونَنّ‬


‫الْحَ ّق مِن ّربّكَ َف َ‬

‫مِ َن الّذِينَ كَ ّذبُوْا بِآيَاتِ اللّهِ َفَتكُونَ مِ َن الْخَا ِسرِينَ‬

‫ت عََلْيهِمْ كَلِ َمتُ َربّكَ َل ُي ْؤمِنُونَ‬


‫{‪ِ }95‬إنّ الّذِينَ َحقّ ْ‬

‫{‪ }96‬وََلوْ جَاءْتهُمْ كُ ّل آَيةٍ َحتّى َي َر ُواْ اْلعَذَابَ الَلِي َم {‪}97‬‬

‫قال ل أشنك ول أسنأل وكذا قال‬ ‫قال قتادة بنن دعامنة بلغننا أن رسنول ال‬

‫بنن عباس وسنعيد بنن جنبير والحسنن البصنري وهذا فينه تثنبيت للمنة وإعلم‬

‫موجودة فني الكتنب المتقدمنة التني بأيدي أهنل الكتاب‬ ‫لهنم أن صنفة ننبيهم‬

‫كمننا قال تعالى ( الذيننن يتبعون الرسننول النننبي المنني الذي يجدونننه مكتوبننا‬

‫عندهم في التوراة والنجيل ) الية ثم مع هذا العلم الذي يعرفونه من كتبهم‬

‫كما يعرفون أبناءهم يلبسون ذلك ويحرفونه ويبدلونه ول يؤمنون به مع قيام‬

‫الحجنة عليهنم ولهذا قال تعالى ( إن الذينن حقنت عليهنم كلمنة ربنك ل يؤمنون‬

‫ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الليم ) أي ل يؤمنون إيمانا ينفعهم بل‬

‫‪232‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حينن ل ينفنع نفسنا إيمانهنا ولهذا لمنا دعنا موسنى علينه السنلم على فرعون‬

‫وملئه قال ( ربنننا اطمننس على أموالهننم واشدد على قلوبهننم فل يؤمنوا حتننى‬

‫يروا العذاب اللينم ) كمنا قال تعالى ( ولو أنننا نزلننا إليهنم الملئكنة وكلمهنم‬

‫الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبل ما كانوا ليؤمنوا إل أن يشاء ال ولكن‬

‫أكثرهنم يجهلون ) ثنم قال تعالى ( فلول كاننت قرينة آمننت فنفعهنا إيمانهنا إل‬

‫قوم يوننس لمنا آمنوا كشفننا عنهنم عذاب الخزي فني الحياة الدنينا ومتعنهاهنم‬

‫إلى حيننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننن )‬

‫فََلوْلَ كَاَنتْ َق ْرَيةٌ آ َمَنتْ َفَن َف َعهَا ِإيَاُنهَا إِلّ َق ْو َم يُوُنسَ لَمّا‬

‫حيَاةَ ال ّدْنيَا َو َمّت ْعنَاهُمْ‬


‫ب الِزْيِ فِي الْ َ‬
‫شفْنَا َعْنهُمْ عَذَا َ‬
‫آ َمنُواْ كَ َ‬

‫ي {‪}98‬‬
‫إِلَى ِح ٍ‬

‫يقول تعالى فهل كانت قرية آمنت بكمالها من المم السالفة الذين بعثنا إليهم‬

‫الرسل بل ما أرسلنا من قبلك يا محمد من رسول إل كذبه قومه أو أكثرهم‬

‫كقوله تعالى ( يننا حسننرة على العباد مننا يأتيهننم مننن رسننول إل كانوا بننه‬

‫يسنتهزئون ) ( كذلك منا أتنى الذينن منن قبلهنم منن رسنول إل قالوا سناحر أو‬

‫مجنون ) ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إل قال مترفوها إنا‬

‫وجدنننا آباءنننا على أمنة وإنننا على آثارهنم مقتدون ) وفني الحدينث الصننحيح‬

‫‪233‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عرض علي النبياء فجعل النبي يمر ومعه الفئام من الناس والنبي يمر معه‬

‫الرجل والنبي معه الرجلن والنبي ليس معه أحد ثم ذكر كثرة أتباع موسى‬

‫عليه السلم ثم ذكر كثرة أمته صلوات ال وسلمه عليه كثرة سدت الخافقين‬

‫الشرقي والغربي والغرض أنه لم توجد قرية آمنت بكمالها بنبيهم ممن سلف‬

‫مننن القرى إل قوم يونننس وهننم أهننل نينوى ومننا كان إيمانهننم إل تخوفننا مننن‬

‫وصننول العذاب الذي أنذرهننم بننه رسننولهم بعنند مننا عاينوا أسننبابه وخرج‬

‫رسنولهم منن بينن أظهرهنم فعندهنا جأروا إلى ال واسنتغاثوا بنه وتضرعوا له‬

‫واسنتكانوا وأحضروا أطفالهنم ودوابهنم ومواشيهنم وسنألوا ال تعالى أن يرفنع‬

‫عنهنم العذاب الذي أنذرهنم بنه ننبيهم فعندهنا رحمهنم ال وكشنف عنهنم العذاب‬

‫وأخروا كمنا قال تعالى ( إل قوم يوننس لمنا آمنوا كشفننا عنهنم عذاب الخزي‬

‫فني الحياة الدنينا ومتعناهنم إلى حينن ) واختلف المفسنرون هنل كشنف عنهنم‬

‫العذاب الخروي منع الدنيوي أو إنمنا كشنف عنهنم فني الدنينا فقنط على قولينن‬

‫أحدهمنا إنمنا كان ذلك فني الحياة الدنينا كمنا هنو مقيند فني هذه الينة والثانني‬

‫فيهمننا لقوله تعالى ( وأرسننلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهننم إلى‬

‫حينن ) فأطلق عليهنم اليمان واليمان منقنذ منن العذاب الخروي وهذا هنو‬

‫الظاهننر وال أعلم وقال قتادة فنني تفسننير هذه اليننة لم ينفننع قريننة كفرت ثننم‬

‫آمننت حينن حضرهنا العذاب فتركنت إل قوم يوننس لمنا فقدوا ننبيهم وظنوا أن‬

‫‪234‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العذاب قند دننا منهنم قذف ال فني قلوبهنم التوبنة ولبسنوا المسنوح وفرقوا بينن‬

‫كنل بهيمنة وولدهنا ثنم عجوا إلى ال أربعينن ليلة فلمنا عرف ال منهنم الصندق‬

‫من قلوبهم والتوبة والندامة على ما مضى منهم كشف عنهم العذاب بعد أن‬

‫تدلى عليهم قال قتادة وذكر أن قوم يونس بنينوى أرض الموصل وكذا روي‬

‫عنن بنن مسنعود ومجاهند وسنعيد بنن جنبير وغينر واحند منن السنلف وكان بنن‬

‫مسنعود يقرؤهنا ( فهل كاننت قرينة آمننت ) وقال أبنو عمران عنن أبني الجلد‬

‫قال لما نزل بهم العذاب جعل يدور على رؤوسهم كقطع الليل المظلم فمشوا‬

‫إلى رجنل منن علمائهنم فقالوا علمننا دعاء ندعوا بنه لعنل ال أن يكشنف عننا‬

‫العذاب فقال قولوا ياحني حينن ل حني ينا حني محيني الموتنى ياحني ل إله إل‬

‫أنننت قال فكشننف عنهننم العذاب وتمام القصننة سننيأتي مفصننل فنني سننورة‬

‫الصنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننافات إن شاء ال‬

‫وََلوْ شَاء َربّكَ لمَ َن مَن فِي الَ ْرضِ ُكّلهُمْ‬

‫جَمِيعا أََفأَنتَ تُكْ ِر ُه النّاسَ َحتّى َيكُونُواْ ُم ْؤ ِمنِيَ {‪َ }99‬ومَا‬

‫جعَلُ الرّ ْجسَ‬


‫كَانَ ِلَن ْفسٍ أَن ُت ْؤمِنَ إِ ّل بِإِ ْذنِ اللّ ِه َويَ ْ‬

‫عَلَى الّذِينَ َل َي ْعقِلُونَ {‪}100‬‬

‫‪235‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعالى ( ولو شاء ربنك ) ينا محمند لذن لهنل الرض كلهنم فني اليمان‬

‫بما جئتهم به فآمنوا كلهم ولكن له حكمة فيما يفعله تعالى كقوله تعالى ( ولو‬

‫شاء ربننك لجعننل الناس أمننة واحدة ول يزالون مختلفيننن إل مننن رحننم ربننك‬

‫ولذلك خلقهنم وتمنت كلمنة ربنك لملن جهننم منن الجننة والناس أجمعينن )‬

‫وقال تعالى ( أفلم ييأس الذيننننن آمنوا أن لو يشاء ال لهدى الناس جميعننننا )‬

‫ولهذا قال تعالى ( أفأنننت تكره الناس ) أي تلزمهننم وتلجئهننم ( حتننى يكونوا‬

‫مؤمنينن ) أي لينس ذلك علينك ول إلينك بنل ال ( يضنل منن يشاء ويهدي منن‬

‫يشاء فل تذهنب نفسنك عليهنم حسنرات ) ( لينس علينك هداهنم ولكنن ال يهدي‬

‫مننن يشاء ) ( لعلك باخننع نفسننك أن ل يكونوا مؤمنيننن ) ( إنننك ل تهدي مننن‬

‫أحببت ) ( فإنما عليك البلغ وعلينا الحساب ) ( فذكر إنما أنت مذكر لست‬

‫عليهننم بمصننيطر ) إلى غيننر ذلك مننن اليات الدالة على أن ال تعالى هننو‬

‫الفعال لمننا يرينند الهادي منن يشاء المضننل لمننن يشاء لعلمننه وحكمتنه وعدله‬

‫ولهذا قال تعالى ( ومننا كان لنفننس أن تؤمننن إل بإذن ال ويجعننل الرجننس )‬

‫وهننو الخبال والضلل ( على الذيننن ل يعقلون ) أي حجننج ال وأدلتننه وهننو‬

‫العادل فننننني كنننننل ذلك فننننني هداينننننة منننننن هدى وإضلل منننننن ضنننننل‬

‫قُ ِل انظُرُواْ مَاذَا فِي السّمَاوَاتِ‬

‫‪236‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ت وَالنّذُ ُر عَن َق ْومٍ ّل ُي ْؤمِنُونَ {‪}101‬‬
‫ض َومَا ُتغْنِي اليَا ُ‬
‫وَالَ ْر ِ‬

‫َفهَ ْل يَنتَ ِظرُونَ إِ ّل ِمثْلَ َأيّا ِم الّذِينَ خََل ْوْا مِن َقبِْلهِمْ‬

‫قُلْ فَانتَظِرُواْ ِإنّي َمعَكُم مّ َن الْمُنتَظِرِي َن {‪ }102‬ثُ ّم ُننَجّي‬

‫ُرسَُلنَا وَالّذِينَ آمَنُواْ َكذَلِكَ َحقّا عََلْينَا نُن ِج الْ ُم ْؤ ِمنِيَ‬

‫{‪}103‬‬

‫يرشد تعالى عباده إلى التفكر في آلئه وما خلق ال في السماوات والرض‬

‫من اليات الباهرة لذوي اللباب مما في السماوات من كواكب نيرات ثوابت‬

‫وسنيارات والشمنس والقمنر واللينل والنهار واختلفهمنا وإيلج أحدهمنا فني‬

‫الخنننر حتنننى يطول هذا ويقصنننر هذا ثنننم يقصنننر هذا ويطول هذا وارتفاع‬

‫السنماء واتسناعها وحسننها وزينتهنا ومنا أنزل ال منهنا منن مطنر فأحينا بنه‬

‫الرض بعنند موتهننا وأخرج فيهننا مننن أفانيننن الثمار والزروع والزاهيننر‬

‫وصننوف النبات ومنا ذرأ فيهنا منن دواب مختلفنة الشكال واللوان والمنافنع‬

‫ومننا فيهننا مننن جبال وسننهول وقفار وعمران وخراب ومننا فنني البحننر مننن‬

‫العجائب والمواج وهو مع هذا مسخر مذلل للسالكين يحمل سفنهم ويجري‬

‫بهننا برفننق بتسننخير القديننر ل إله إل هننو ول رب سننواه وقوله ( ومننا تغننني‬

‫‪237‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اليات والنذر عننن قوم ل يؤمنون ) أي وأي شيننء تغننني اليات السننماوية‬

‫والرضية والرسل بآياتها وحججها وبراهينها الدالة على صدقها عن قوم ل‬

‫يؤمنون كقوله ( إن الذينن حقنت عليهنم كلمنة ربنك ل يؤمنون ) الينة وقوله‬

‫( فهنل ينتظرون إل مثنل أيام الذينن خلوا منن قبلهنم ) أي فهنل ينتظنر هؤلء‬

‫المكذبون لك يا محمد من النقمة والعذاب إل مثل أيام ال في الذين خلوا من‬

‫قبلهننم مننن المننم الماضيننة المكذبننة لرسننلهم ( قننل فانتظروا إننني معكننم مننن‬

‫المنتظريننن ثننم ننجنني رسننلنا والذيننن آمنوا ) أي ونهلك المكذبيننن بالرسننل‬

‫( كذلك حقنا علينا ننجي المؤمنين ) حقا أوجبه ال تعالى على نفسه الكريمة‬

‫كقوله ( كتننب ربكننم على نفسننه الرحمننة ) وكمننا جاء فنني الصننحيحين عننن‬

‫أي أننننه قال إن ال كتنننب كتابنننا فهنننو عنده فوق العرش إن‬ ‫رسنننول ال‬

‫رحمتننننننننننننننننننننننننننني سنننننننننننننننننننننننننننبقت غضنننننننننننننننننننننننننننبي‬

‫ك مّن دِينِي َفلَ َأ ْعبُ ُد الّذِينَ‬


‫قُ ْل يَا َأّيهَا النّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَ ّ‬

‫َتعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَبكِنْ َأ ْعبُدُ اللّ َه الّذِي َيتَوَفّاكُ ْم َوُأمِرْتُ‬

‫أَنْ أَكُو َن مِ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ {‪َ }104‬وأَنْ أَقِ ْم وَ ْجهَكَ لِلدّينِ َحنِيفا‬

‫ع مِن دُونِ اللّهِ‬


‫ي {‪ }105‬وَ َل تَ ْد ُ‬
‫وَلَ َتكُونَ ّن مِ َن الْمُشْرِكِ َ‬

‫‪238‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي {‪}106‬‬
‫مَا لَ يَن َفعُكَ وَ َل َيضُ ّركَ فَإِن َف َع ْلتَ فَِإنّكَ إِذا مّنَ الظّالِ ِم َ‬

‫َوإِن يَمْسَسْكَ اللّ ُه ِبضُرّ َفلَ كَاشِفَ لَهُ إِلّ ُه َو َوإِن‬

‫خيْرٍ َفلَ رَآدّ ِل َفضْلِ ِه ُيصَيبُ بِهِ مَن يَشَا ُء مِ ْن ِعبَا ِدهِ‬
‫يُرِ ْد َك بِ َ‬

‫َوهُ َو اْل َغفُورُ الرّحِيمُ {‪}107‬‬

‫قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من صحة ما‬ ‫يقول تعالى لرسوله محمد‬

‫جئتكم به من الدين الحنيف الذي أوحاه ال إلي فأنا ل أعبد الذين تعبدون من‬

‫دون ال ولكنن أعبند ال وحده ل شرينك له وهنو الذي يتوفاكنم كمنا أحياكنم ثنم‬

‫إلينه مرجعكنم فإن كاننت آلهتكنم التني تدعون منن دون ال حقنا فأننا ل أعبدهنا‬

‫فادعوها فلتضرني فإنها ل تضر ول تنفع وإنما الذي بيده الضر والنفع هو‬

‫ال وحده ل شريك له وأمرت أن أكون من المؤمنين وقوله ( وأن أقم وجهك‬

‫للدينن حنيفنا ) الينة أي أخلص العبادة ل وحده حنيفنا أي منحرفنا عنن الشرك‬

‫ولهذا قال ( ول تكوننن منن المشركينن ) وهنو معطوف على قوله ( وأمرت‬

‫أن أكون من المؤمنين ) وقوله ( وإن يمسسك ال بضر ) الية فيه بيان لن‬

‫الخينر والشنر والنفنع والضنر إنمنا هنو راجنع إلى ال تعالى وحده ل يشاركنه‬

‫فني ذلك أحند فهنو الذي يسنتحق العبادة وحده ل شرينك له روى الحافنظ بنن‬

‫‪239‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عسناكر فني ترجمنة صنفوان بنن سنليم منن طرينق عبند ال بنن وهنب أخنبرني‬

‫يحيى بن أيوب عن عيسى بن موسى عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك‬

‫قال اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات ربكم فإن‬ ‫أن رسول ال‬

‫ل نفحات مننن رحمتننه يصننيب بهننا مننن يشاء مننن عباده واسننألوه أن يسننتر‬

‫عوراتكنم ويؤمنن روعاتكنم ثنم رواه منن طرينق اللينث عنن عيسنى بنن موسنى‬

‫عن صفوان عن رجل من أشجع عن أبي هريرة مرفوعا بمثله سواء وقوله‬

‫( وهو الغفور الرحيم ) أي لمن تاب إليه وتوكل عليه ولو من أي ذنب كان‬

‫حتننننننننننننى مننننننننننننن الشرك بننننننننننننه فإنننننننننننننه يتوب عليننننننننننننه‬

‫قُ ْل يَا َأّيهَا النّاسُ قَدْ جَاء ُكمُ‬

‫الْحَ ّق مِن ّرّبكُمْ فَ َمنِ ا ْهتَدَى فَِإنّمَا َي ْهتَدِي ِلَنفْسِهِ َومَن‬

‫ضَلّ فَِإنّمَا َيضِ ّل عََلْيهَا َومَا َأنَ ْا عََلْيكُم ِبوَكِي ٍل {‪ }108‬وَاّتبِعْ‬

‫ي {‪}109‬‬
‫حكُمَ اللّ ُه َو ُهوَ َخيْ ُر الْحَاكِ ِم َ‬
‫صبِرْ َحتّ َى يَ ْ‬
‫مَا يُوحَى إَِليْكَ وَا ْ‬

‫أن يخنبر الناس أن الذي جاءهنم بنه منن عنند ال‬ ‫يقول تعالى آمنر لرسنوله‬

‫هو الحق الذي ل مرية‬

‫‪240‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيه ول شك فمن اهتدى به واتبعه فإنما يعود نفع ذلك التباع على نفسه ومن‬

‫ضنل عننه فإنمنا يرجنع وبال ذلك علينه ( ومنا أننا عليكنم بوكينل ) أي ومنا أننا‬

‫موكنل بكنم حتنى تكونوا مؤمنينن وإنمنا أننا نذينر لكنم والهداينة على ال تعالى‬

‫وقوله ( واتبع ما يوحى إليك واصبر ) أي تمسك بما أنزل ال عليك وأوحاه‬

‫إلينك واصنبر على مخالفنة منن خالفنك منن الناس ( حتنى يحكنم ال ) أي يفتنح‬

‫بينك وبينهم ( وهو خير الحاكمين ) أي خير الفاتحين بعدله وحكمته‬

‫سببببببببببببببببببببببببببببببببببببورة هود‬
‫قال الافظ أبو يعلى حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا أبو الحوص عن أب إسحاق‬
‫عن عكر مة قال‪ :‬قال أ بو ب كر‪ :‬سألت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ما شي بك ؟ قال‬
‫«شيبتن هود والواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت» وقال أبو عيسى الترمذي‪:‬‬
‫حدثنا أبو كريب ممد بن العلء حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان عن أب إسحاق عن‬
‫عكرمبة عبن اببن عباس قال‪ :‬قال أببو بكبر‪ :‬يبا رسبول ال قبد شببت قال «شيبتنب هود‬
‫والواق عة والر سلت و عم يت ساءلون وإذا الش مس كورت» و ف روا ية «هود وأخوات ا»‬
‫وقال الطبان حدثنا عبدان بن أحد حدثنا حجاج بن السن حدثنا سعيد بن سلم حدثنا‬
‫عمر بن ممد عن أب حازم عن سهل بن سعد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«شيبتن هود وأخواتا‪ :‬الواقعة والاقة وإذا الشمس كورت» وف رواية «هود وأخواتا»‬
‫وقد روي من حديث ابن مسعود نوه فقال الافظ أبو القاسم سليمان بن أحد الطبان‬
‫ف معج مه ال كبي‪ :‬حدث نا م مد بن عثمان بن أ ب شي بة حدث نا أح د بن طارق الرائ شي‬
‫حدثنا عمرو بن ثابت عن أب إسحاق عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه أن أبا بكر‬

‫‪241‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬يا رسول ال ما شيبك ؟ قال‪« :‬هود والواقعة»‪ .‬عمرو بن ثابت متروك وأبو إسحاق‬
‫ل يدرك ابببببببببببببن مسببببببببببببعود وال أعلم‪.‬‬

‫بِسبببببببْمِ اللّهبببببببِ الرّحْمـبببببببنِ الرّحِيمبببببببِ‬

‫ت آيَاتُ ُه ثُ مّ فُ صَّلتْ مِن لّدُ نْ َحكِي مٍ َخبِيٍ * أَ ّل َتعْبُ ُد َواْ إِلّ اللّ هَ ِإّننِي‬ ‫** الَر ِكتَا بٌ أُ ْحكِمَ ْ‬
‫َلكُ ْم ّمنْ هُ نَذِي ٌر َوبَشِيٌ * َوأَ نِ ا ْسَتغْفِرُواْ َرّبكُ ْم ثُ ّم تُوبُ َواْ إِلَيْ ِه يُ َمّتعْكُ ْم ّمتَاعا حَ سَنا إِلَىَ أَجَلٍ‬
‫ب َيوْ مٍ َكبِيٍ * إِلَى‬ ‫ف عََلْيكُ مْ عَذَا َ‬ ‫مّ سَمّى َوُيؤْ تِ كُلّ ذِي َفضْلٍ َفضْلَ ُه َوإِن َتوَّلوْاْ فَِإنّ يَ أَخَا ُ‬
‫ب َو ُهوَ عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ‬ ‫ب مَرْ ِج ُعكُمبببببببببب ْ‬ ‫اللّهبببببببببب ِ‬
‫قد تقدم الكلم على حروف الجاء ف أول سورة البقرة با أغن عن إعادته هنا وبال‬
‫التوف يق‪ ,‬وأ ما قوله‪{ :‬أحك مت آيا ته ث ف صلت} أي هي مك مة ف لفظ ها مف صلة ف‬
‫معناها فهو كامل صورة ومعن‪ ,‬هذا معن ما روي عن ماهد وقتادة واختاره ابن جرير‬
‫ومع ن قوله { من لدن حك يم خبي} أي من ع ند ال الك يم ف أقواله وأحكا مه خبي‬
‫بعوا قب المور {أل تعبدوا إل ال} أي نزل هذا القرآن الح كم الف صل لعبادة ال وحده‬
‫ل شريك له كقوله تعال‪{ :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل‬
‫أ نا فاعبدون} وقال {ول قد بعث نا ف كل أ مة ر سولً أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت}‬
‫وقوله {إن ن ل كم م نه نذ ير وبش ي} أي إ ن ل كم نذ ير من العذاب إن خالفتموه‪ ,‬وبش ي‬
‫بالثواب إن أطعتموه ك ما جاء ف الد يث ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫صعد الصفا فدعا بطون قريش القرب ث القرب فاجتمعوا فقال‪« :‬يا معشر قريش أرأيتم‬
‫ل تصببحكم ألسبتم مصبدقي ؟» فقالوا‪ :‬ما جرب نا عليبك كذبا قال‪:‬‬ ‫لو أخببتكم أن خي ً‬
‫«فإن نذير لكم بي يدي عذاب شديد» وقوله‪{ :‬وأن استغفروا ربكم ث توبوا إليه يتعكم‬
‫متاعا ح سنا إل أ جل م سمى ويؤت كل ذي ف ضل فضله} أي وآمر كم بال ستغفار من‬
‫الذنوب ال سالفة والتو بة من ها إل ال عز و جل في ما ت ستقبلونه‪ ,‬وأن ت ستمروا على ذلك‬
‫{يتعكم متاعا حسنا} أي ف الدنيا {إل أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله} أي‬

‫‪242‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف الدار الَخرة قاله قتادة كقوله‪{ :‬من عمل صالا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه‬
‫حياة طيببببببببببببببببة} الَيبببببببببببببببة‪.‬‬
‫و قد جاء ف ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال ل سعد «وإ نك لن تن فق‬
‫نفقة تبتغي با وجه ال إل أجرت با حت ما تعل ف ف امرأتك» وقال ابن جرير‪ :‬حدثن‬
‫السيب بن شريك عن أب بكر عن سعيد بن جبي عن ابن مسعود رضي ال عنه ف قوله‪:‬‬
‫{ويؤت كل ذي ف ضل فضله} قال من ع مل سيئة كتبت عليه سيئة ومن ع مل حسنة‬
‫كت بت له ع شر ح سنات فإن عو قب بال سيئة ال ت كان عمل ها ف الدن يا بق يت له ع شر‬
‫ح سنات وإن ل يعا قب ب ا ف الدن يا أ خذ من ال سنات الع شر واحدة وبق يت له ت سع‬
‫حسبنات‪ ,‬ثب يقول هلك مبن غلب آحاده على أعشاره‪ ,‬وقوله‪{ :‬وإن تولوا فإنب أخاف‬
‫عليكم عذاب يوم كبي} هذا تديد شديد لن تول عن أوامر ال تعال وكذب رسله فإن‬
‫العذاب يناله يوم القيامة ل مالة {إل ال مرجع كم} أي معادكم يوم القيامة {و هو على‬
‫كل شيء قدير} أي هو القادر على ما يشاء من إحسانه إل أوليائه وانتقامه من أعدائه‪,‬‬
‫وإعادة اللئق يوم القيامببة‪ ,‬وهذا مقام الترهيببب كمببا أن الول مقام ترغيببب‪.‬‬

‫خفُواْ مِنْ هُ أَل حِيَ يَ سَْتغْشُو َن ِثيَابَهُ ْم َيعَْل ُم مَا يُ سِرّونَ َومَا‬
‫** أَل ِإّنهُ ْم يَْثنُو نَ صُدُو َرهُمْ ِليَ سْتَ ْ‬
‫ب الصبببببّدُورِ‬ ‫ب بِذَاتبببب ِ‬ ‫ُيعِْلنُونبببببَ ِإنّهبببببُ عَلِيمبببب ٌ‬
‫قال ا بن عباس كانوا يكرهون أن ي ستقبلوا ال سماء بفروج هم وحال وقاع هم فأنزل ال‬
‫هذه الَية‪ ,‬رواه البخاري من طريق ابن جريج عن ممد بن عباد بن جعفر أن ابن عباس‬
‫قرأ أل إنم تثنون صدورهم‪ ,‬الَية فقلت‪ :‬يا أبا العباس ما تثنون صدورهم ؟ قال‪ :‬الرجل‬
‫كان يامع امرأته فيستحي أو يتخلى فيستحي فنلت‪{ :‬أل إنم تثنون صدورهم}‪ .‬وف‬
‫لفبظ آخبر له قال اببن عباس‪ :‬أناس كانوا يسبتحيون أن يتخلوا فيفضوا إل السبماء وأن‬
‫يامعوا نساءهم فيفضوا إل السماء فنل ذلك فيهم ث قال‪ :‬حدثنا الميدي حدثنا سفيان‬
‫حدثنبا عمرو قال قرأ اببن عباس‪{ :‬أل إنمب تثنونب صبدورهم ليسبتخفوا منبه أل حيب‬
‫يسبببببببببببببببتغشون ثيابمببببببببببببببب}‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال البخاري وقال غيه عن ابن عباس {يستغشون} يغطون رؤوسهم‪ ,‬وقال ابن عباس‬
‫ف رواية أخرى ف تفسي هذه الَية‪ :‬يعن به الشك ف ال وعمل السيئات وكذا روي عن‬
‫ماهبد والسبن وغيهبم أي أنمب كانوا يثنون صبدورهم إذا قالوا شيئا أو عملوه فيظنون‬
‫أنم يستخفون من ال بذلك فأخبهم ال تعال أنم حي يستغشون ثيابم عند منامهم ف‬
‫ظل مة الل يل {يعلم ما ي سرون} من القول {و ما يعلنون * إ نه عل يم بذات ال صدور} أي‬
‫يعلم ما تكن صدورهم من النيات والضمائر وال سرائر‪ ,‬و ما أح سن ما قال زه ي بن أ ب‬
‫سبببببببببلمى فببببببببب معلقتبببببببببه الشهورة‪:‬‬
‫فل تكتمبببن ال مبببا فببب قلوبكمليخفبببى ومهمبببا يكتبببم ال يعلم‬
‫ببم‬ ‫ببل فينقب‬ ‫بباب أو يعجب‬ ‫بب كتاب فيدخرليوم حسب‬ ‫ببع فب‬ ‫ببر فيوضب‬ ‫يؤخب‬
‫فقبد اعترف هذا الشاعبر الاهلي بوجود الصبانع وعلمبه بالزئيات وبالعاد وبالزاء‬
‫وبكتا بة العمال ف ال صحف ليوم القيا مة‪ ,‬وقال ع بد ال بن شداد‪ :‬كان أحد هم إذا مر‬
‫برسول ال ثن عنه صدره وغطى رأسه فأنزل ال ذلك‪ ,‬وعود الضمي إل ال أول لقوله‪:‬‬
‫{أل حي يستغشون ثيابم يعلم ما يسرون وما يعلنون} وقرأ ابن عباس أل إنم تثنون‬
‫بب‪.‬‬ ‫ببب العنب‬ ‫ببو قريب‬ ‫ببة وهب‬ ‫ببدور على الفاعليب‬‫ببع الصب‬ ‫ببدورهم برفب‬ ‫صب‬

‫سَتقَ ّرهَا َومُسَْتوْ َد َعهَا كُلّ فِي ِكتَابٍ‬


‫** َومَا مِن دَآّبةٍ فِي الرْضِ إِ ّل عَلَى اللّهِ رِزُْقهَا َوَيعْلَ ُم مُ ْ‬
‫ّمبِيٍببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫أخب تعال أنه متكفل بأرزاق الخلوقات من سائر دواب الرض صغيها وكبيها بريها‬
‫وبريها وأنه يعلم مستقرها ومستودعها أي يعلم أين منتهى سيها ف الرض وأين تأوي‬
‫إل يه من وكر ها و هو م ستودعها‪ ,‬وقال علي بن أ ب طل حة وغيه عن ا بن عباس {ويعلم‬
‫م ستقرها} أي ح يث تأوي {وم ستودعها} ح يث توت‪ ,‬و عن ما هد {م ستقرها} ف‬
‫الرحم {ومستودعها} ف الصلب كالت ف النعام‪ ,‬وكذا روي عن ابن عباس والضحاك‬
‫وجا عة‪ ,‬وذ كر ا بن أ ب حا ت أقوال الف سرين هه نا ك ما ذكره ع ند تلك الَ ية فال أعلم‪.‬‬
‫وأن جيع ذلك مكتوب ف كتاب عند ال مبي عن جيع ذلك كقوله‪{ :‬وما من دابة ف‬
‫الرض ول طائر يطي بناحيه إل أمم أمثالكم ما فرطنا ف الكتاب من شيء ث إل ربم‬

‫‪244‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يشرون} وقوله‪{ :‬وعنده مفا تح الغ يب ل يعلم ها إل هو‪ ,‬ويعلم ما ف الب والب حر و ما‬
‫تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة ف ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل ف كتاب‬
‫مبببببببببببببببببببببببببببببببببببي}‪.‬‬

‫ت وَالرْ ضَ فِي ِسّتةِ أَيّا مٍ وَكَا نَ عَ ْرشُ ُه عَلَى الْمَآءِ ِلَيبُْلوَكُ ْم‬ ‫** َو ُه َو الّذِي خَلَق ال سّمَاوَا ِ‬
‫َأيّكُ مْ أَحْ سَنُ عَ َملً وََلئِن قُلْ تَ ِإّنكُ مْ مّْبعُوثُو َن مِن َبعْدِ الْ َموْ تِ َلَيقُولَ ّن الّذِي نَ َكفَ ُر َواْ إِ نْ‬
‫حبِ سُهُ أَلَ‬ ‫هَـذَآ إِلّ ِسحْ ٌر ّمبِيٌ * وََلئِ نْ أَ ّخ ْرنَا َعنْهُ ُم اْلعَذَا بَ إِلَىَ ُأ ّمةٍ ّمعْدُو َدةٍ ّلَيقُولُ ّن مَا يَ ْ‬
‫بَتهْزِءُونَ‬ ‫ب يَس ْ‬ ‫ب بِهِبم مّبا كَانُوْا بِه ِ‬ ‫ب وَحَاق َ‬ ‫ب مَصبْرُوفا َعْنهُم ْ‬ ‫ب َليْس َ‬ ‫َيوْمبَ يَ ْأتِيهِم ْ‬
‫ي ب تعال عن قدر ته على كل ش يء وأ نه خلق ال سموات والرض ف ستة أيام وأن‬
‫عرشه كان على الاء قبل ذلك كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن‬
‫جامع بن شداد عن صفوان بن مرز عن عمران بن حصي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬اقبلوا البشرى يا بن تيم» قالوا‪ :‬قد بشرتنا‪ ,‬فأعطنا‪ ,‬قال‪« :‬اقبلوا البشرى يا‬
‫أ هل الي من قالوا‪ :‬قد قبل نا‪ .‬فأخب نا عن أول هذا ال مر كيف كان ؟ قال‪« :‬كان ال ق بل‬
‫كل شيء‪ ,‬وكان عرشه على الاء‪ ,‬وكتب ف اللوح الحفوظ ذكر كل شيء» قال‪ :‬فأتان‬
‫آت فقال‪ :‬يا عمران انلت ناقتك من عقالا‪ ,‬قال‪ :‬فخرجت ف إثرها فل أدري ما كان‬
‫بعدي‪ ,‬وهذا الديبث مرج فب صبحيحي البخاري ومسبلم بألفاظ كثية فمنهبا قالوا‪:‬‬
‫جئناك نسألك عن أول هذا المر فقال‪« :‬كان ال ول يكن شيء قبله وف رواية ب غيه‬
‫ب و ف روا ية ب م عه ب وكان عر شه على الاء وك تب ف الذ كر كل ش يء‪ ,‬ث خلق‬
‫السبببببببببببببببببببببببببببببموات والرض‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم عن عبد ال بن عمرو بن العاص قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪« :‬إن ال قدر مقاد ير اللئق ق بل أن يلق ال سموات والرض بم سي ألف سنة‬
‫وكان عرشبه على الاء» وقال البخاري فب تفسبي هذه الَيبة‪ :‬حدثنبا أببو اليمان أخبنبا‬
‫شعيب أخبنا أبو الزناد عن العرج عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم قال‪« :‬قال ال عز و جل أن فق أن فق عل يك» وقال‪ « :‬يد ال ملى ل يغيض ها‬

‫‪245‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نفقة‪ ,‬سحاء الليل والنهار» وقال‪« :‬أفرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والرض فإنه ل‬
‫يغببض مببا فبب يينببه وكان عرشببه على الاء‪ ,‬وبيده اليزان يفببض ويرفببع»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون أخبنا حاد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن‬
‫وك يع بن عدس عن ع مه أ ب رز ين وا سه لق يط بن عا مر بن النت فق العقيلي قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫يارسول ال أين كان ربنا قبل أن يلق خلقه قال‪« :‬كان ف عماء ما تته هواء وما فوقه‬
‫هواء‪ ,‬ث خلق العرش بعد ذلك» وقد رواه الترمذي ف التفسي وابن ماجه ف السنن من‬
‫حديث يزيد بن هارون به وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن‪ ,‬وقال ماهد {وكان عرشه‬
‫على الاء} ق بل أن يلق شيئا‪ ,‬وكذا قال و هب بن من به وضمرة وقتادة وا بن جر ير وغ ي‬
‫واحد‪ ,‬وقال قتادة ف قوله {وكان عرشه على الاء} ينبئكم كيف كان بدء خلقه قبل أن‬
‫يلق السبموات والرض‪ ,‬وقال الربيبع ببن أنبس {وكان عرشبه على الاء} فلمبا خلق‬
‫السموات والرض قسم ذلك الاء قسمي فجعل نصفا تت العرش وهو البحر السجور‪.‬‬
‫وقال ا بن عباس‪ :‬إن ا سي العرش عرشا لرتفا عه‪ ,‬وقال إ ساعيل بن أ ب خالد سعت‬
‫سعدا الطائي يقول‪ :‬العرش ياقو تة حراء‪ ,‬وقال م مد بن إ سحاق ف قوله تعال‪{ :‬و هو‬
‫الذي خلق السبموات والرض فب سبتة أيام وكان عرشبه على الاء} فكان كمبا وصبف‬
‫به العرش وعلى العرش ذو اللل والكرام‪ ,‬والعزة‬ ‫بس إل الاء وعليب‬ ‫به تعال إذ ليب‬
‫نفسب‬
‫والسلطان‪ ,‬واللك والقدرة‪ ,‬واللم والعلم‪ ,‬والرحة والنعمة الفعال لا يريد‪ ,‬وقال العمش‬
‫عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي قال‪ :‬سئل ابن عباس عن قول ال‪{ :‬وكان عرشه‬
‫على الاء} على أي ش يء كان الاء ؟ قال على م ت الر يح‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ليبلو كم أي كم‬
‫أحسن عملً} أي خلق السموات والرض لنفع عباده الذين خلقهم ليعبدوه ول يشركوا‬
‫به شيئا ول يلق ذلك عبثا كقوله {و ما خلق نا ال سماء والرض و ما بينه ما باطلً ذلك‬
‫ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار} وقال تعال‪{ :‬أفحسبتم أنا خلقناكم عبثا‬
‫وأنكبم إلينبا ل ترجعون فتعال ال اللك القب ل إله إل هبو رب العرش الكريب} وقال‬
‫تعال‪{ :‬و ما خل قت ال ن وال نس إل ليعبدون} الَ ية وقوله {ليبلو كم} أي ليخ تبكم‬
‫ل } ول يقل أكثر عملً‪ ,‬بل أحسن عملً ول يكون العمل حسنا حت‬ ‫{أيكم أحسن عم ً‬

‫‪246‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكون خالصا ل عز وجل على شريعة رسول ال صلى ال عليه وسلم فمت فقد العمل‬
‫ببببل‪.‬‬ ‫ببببط وبطب‬ ‫بببب حبب‬ ‫ببببن الشرطيب‬ ‫ببببن هذيب‬ ‫واحدا مب‬
‫وقوله‪{ :‬ولئن قلت إنكبم مبعوثون من بعبد الوت} الَ ية يقول تعال ولئن أخببت يا‬
‫ممد هؤلء الشركي أن ال سيبعثهم بعد ماتم كما بدأهم مع أنم يعلمون أن ال تعال‬
‫هو الذي خلق السموات والرض كما قال تعال‪{ :‬ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال}‬
‫{ولئن سألتهم من خلق السموات والرض وسخر الشمس والقمر ليقولن ال} وهم مع‬
‫هذا ينكرون الب عث والعاد يوم القيا مة الذي هو بالن سبة إل القدرة أهون من البداءة ك ما‬
‫قال تعال‪{ :‬و هو الذي يبدأ اللق ث يعيده و هو أهون عل يه} وقال تعال‪ { :‬ما خلق كم‬
‫ول بعثكبم إل كنفبس واحدة} وقولمب‪{ :‬إن هذا إل سبحر مببي} أي يقولون كفرا‬
‫وعنادا ما نصدقك على وقوع البعث‪ ,‬وما يذكر ذلك إل من سحرته فهو يتبعك على ما‬
‫تقول‪ ,‬وقوله‪{ :‬ولئن أخرنا عنهم العذاب إل أمة معدودة} الَية‪ .‬يقول تعال ولئن أخرنا‬
‫العذاب والؤاخذة عن هؤلء الشركي إل أجل معدود وأمد مصور وأوعدناهم إل مدة‬
‫مضروبة ليقولن تكذيبا واستعجالً‪ ,‬ما يبسه أي يؤخر هذا العذاب عنا فإن سجاياهم قد‬
‫ألفت التكذيب والشك فلم يبق لم ميص عنه ول ميد والمة تستعمل ف القرآن والسنة‬
‫فبب معان متعددة فياد بابب المببد كقوله فبب هذه الَيببة {إل أمببة معدودة}‪.‬‬
‫وقوله ف يوسف‪{ :‬وقال الذي نا منهما وادّكر بعد أمة} وتستعمل ف المام القتدى‬
‫به كقوله‪{ :‬إن إبراهيم كان أمة قانتا ل حنيفا ول يك من الشركي} وتستعمل ف اللة‬
‫ب آباءنبا على أمبة وإنبا على‬
‫والديبن كقوله إخبارا عبن الشركيب إنمب قالوا‪{ :‬إنبا وجدن ا‬
‫آثارهم مقتدون} وت ستعمل ف الماعة كقوله‪{ :‬ول ا ورد ماء مد ين وجد عليه أ مة من‬
‫الناس يسقون} وقوله‪{ :‬ولقد بعثنا ف كل أمة رسولً أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت}‬
‫وقال تعال‪{ :‬ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولم قضي بينهم بالقسط وهم ل يظلمون}‬
‫والراد من المة ههنا الذين يبعث فيهم الرسول مؤمنهم وكافرهم كما ف صحيح مسلم‬
‫«والذي نفسي بيده ل يسمع ب أحد من هذه المة يهودي ول نصران ث ل يؤمن ب إل‬
‫د خل النار» وأ ما أ مة التباع ف هم ال صدقون للر سل ك ما قال تعال‪{ :‬كن تم خ ي أ مة‬
‫أخر جت للناس} و ف ال صحيح «فأقول أم ت أم ت» وت ستعمل ال مة ف الفر قة والطائ فة‬

‫‪247‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كقوله تعال‪{ :‬ومبن قوم موسبى أمبة يهدون بالقب وببه يعدلون} وكقوله‪{ :‬مبن أهبل‬
‫الكتاب أمبببببببببة قائمبببببببببة} الَيبببببببببة‪.‬‬

‫** وََلئِنْ أَذَ ْقنَا ا ِلنْسَا َن ِمنّا رَحْ َم ًة ثُ ّم َن َزعْنَاهَا ِمنْهُ ِإنّهُ َليَئُوسٌ َكفُورٌ * وََلئِنْ أَذَ ْقنَاهُ َنعْمَآ َء َبعْ َد‬
‫صبَرُواْ َوعَ ِملُواْ‬ ‫ت َعنّ يَ ِإنّ هُ َل َفرِ حٌ َفخُورٌ * إِ ّل الّذِي نَ َ‬ ‫سيّئَا ُ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ستْهُ َلَيقُولَ نّ َذهَ َ‬ ‫ضَرّآ َء مَ ّ‬
‫ب ّمغْفِ َرٌة َوأَجْرٌ َكبِيٌ‬ ‫الصبببببببّالِحَاتِ ُأوْلَـبببببببئِكَ َلهُمبببببب ْ‬
‫يب تعال عن النسان وما فيه من الصفات الذميمة إل من رحم ال من عباده الؤمني‬
‫أ نه إذا أصابته شدة بعد نعمة حصل له يأس وقنوط من الي بالنسبة إل الستقبل وك فر‬
‫وجحود لا ضي الال كأ نه ل ير خيا ول يرج ب عد ذلك فرجا‪ .‬وهكذا إن أ صابته نع مة‬
‫بعد نقمة {ليقولن ذهب السيئآت عن} أي يقول‪ :‬ما ينالن بعد هذا ضيم ول سوء {إنه‬
‫لفرح فخور} أي فرح باب فب يده بطبر فخور على غيه‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬إل الذيبن‬
‫صبوا} أي على الشدائد والكاره {وعملوا ال صالات} أي ف الرخاء والعاف ية {أولئك‬
‫لم مغفرة} أي با يصيبهم من الضراء {وأجر كبي} با أسلفوه ف زمن الرخاء كما جاء‬
‫ف الديث «والذي نف سي بيده ل يصيب الؤ من هم ول غم ول نصب ول وصب ول‬
‫حزن ح ت الشو كة يشاك ها إل ك فر ال ع نه ب ا من خطاياه» و ف ال صحيحي «والذي‬
‫نفسي بيده ل يقضي ال للمؤمن قضاء إل كان خيا له إن أصابته سراء فشكر كان خيا‬
‫له‪ ,‬وإن أ صابته ضراء ف صب كان خيا له‪ ,‬ول يس ذلك ل حد غ ي الؤ من» ولذا قال ال‬
‫تعال‪{ :‬والعصبر إن النسبان لفبي خسبر * إل الذيبن آمنوا وعملوا الصبالات وتواصبوا‬
‫بالقبب وتواصببوا بالصببب} وقال تعال‪{ :‬إن النسببان خلق هلوعا} الَيات‪.‬‬

‫صدْ ُركَ أَن َيقُولُواْ َلوْلَ أُنزِلَ عََليْهِ كَنٌ َأ ْو‬


‫ك وَضَآئِ قٌ بِهِ َ‬‫ض مَا يُو َحىَ إَِليْ َ‬ ‫ك تَارِ ٌك َبعْ َ‬
‫** َفَلعَلّ َ‬
‫ت نَذِي ٌر وَاللّ ُه عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ وَكِيلٌ * أَ ْم َيقُولُو نَ ا ْفتَرَا هُ ُقلْ َف ْأتُواْ‬
‫جَآ َء َمعَ ُه مَلَ كٌ ِإنّمَآ أَن َ‬
‫ِبعَشْرِ ُسوَ ٍر ّمثْلِ هِ ُمفْتَ َريَا تٍ وَا ْدعُواْ مَ ِن ا ْستَ َط ْعتُ ْم مّن دُو نِ اللّ هِ إِن كُنتُ مْ صَادِقِيَ * فَإِلّ مْ‬
‫ّسبلِمُونَ‬‫ُمب م ْ‬ ‫ّهب َوأَن لّ إِلَـبهَ إِلّ ُهوَ َفهَلْ أَنت ْ‬‫ْمب الل ِ‬
‫ُمب فَاعَْل ُم َواْ َأنّمَآ أُنزِ ِل ِبعِل ِ‬
‫َسبَجِيبُواْ َلك ْ‬
‫ي ْت‬

‫‪248‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال مسليا لرسوله صلى ال عليه وسلم عما كان يتعنت به الشركون فيما كانوا‬
‫يقولونه عن الرسول كما أخب تعال عنهم ف قوله‪{ :‬وقالوا ما لذا الرسول يأكل الطعام‬
‫ويشي ف السواق ؟ لول أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا * أو يلقى إليه كن أو تكون له‬
‫جنبة يأكبل منهبا وقال الظالون إن تتبعون إل رجلً مسبحورا} فأمبر ال تعال رسبوله‬
‫صلوات ال وسلمه عليه وأرشده إل أن ل يضيق بذلك منهم صدره ول يصدنه ذلك ول‬
‫يثنينه عن دعائهم إل ال عز وجل آناء الليل وأطراف النهار كما قال تعال‪{ :‬ولقد نعلم‬
‫أ نك يض يق صدرك ب ا يقولون} الَ ية‪ ,‬وقال هه نا {فلعلك تارك ب عض ما يو حى إل يك‬
‫وضائق به صدرك أن يقولوا} أي لقول م ذلك فإن ا أ نت نذ ير ولك أ سوة بإخوا نك من‬
‫الر سل قبلك فإن م كذبوا وأوذوا ف صبوا ح ت أتا هم ن صر ال عز و جل‪ ,‬ث ب ي تعال‬
‫إعجاز القرآن وأنه ل يستطيع أحد أن يأت بثله ول بعشر سور مثله ول بسورة من مثله‬
‫لن كلم الرب تعال ل يشبه كلم الخلوقي كما أن صفاته ل تشبه صفات الحدثات‪.‬‬
‫وذاته ل يشبهها شيء تعال وتقدس وتنه ل إله إل هو ول رب سواه ث قال تعال‪{ :‬فإن‬
‫ل يستجيبوا لكم} فإن ل يأتوا بعارضة ما دعوتوهم إليه فاعلموا أنم عاجزون عن ذلك‬
‫وأن هذا الكلم منل من عند ال متضمن علمه وأمره ونيه {وأن ل إله إل هو فهل أنتم‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببببببلمون}‪.‬‬ ‫مسب‬

‫حيَاةَ ال ّدنْيَا وَزِينََتهَا ُنوَ فّ إَِليْهِ مْ َأعْمَاَلهُ مْ فِيهَا َوهُ مْ فِيهَا َل ُيبْخَ سُونَ *‬
‫** مَن كَا َن يُرِي ُد الْ َ‬
‫صنَعُواْ فِيهَا َوبَاطِ ٌل مّا كَانُواْ‬
‫ك الّذِي نَ َليْ سَ َلهُ ْم فِي الَخِ َرةِ إِلّ النّا ُر وَ َحبِ طَ مَا َ‬ ‫ُأوْلَ ـئِ َ‬
‫َيعْمَلُونببببببببببببببببببببببببببببببببببَ‬
‫قال العوف عن ابن عباس ف هذه الَية‪ :‬إن أهل الرياء يعطون بسناتم ف الدنيا وذلك‬
‫أنم ل يظلمون نقيا يقول من عمل صالا التماس الدنيا صوما أو صلة أو تجدا بالليل‬
‫ل يعمله إل التماس الدن يا يقول ال تعال‪ :‬أوف يه الذي الت مس ف الدن يا من الثا بة وح بط‬
‫عمله الذي كان يعمله للتماس الدن يا و هو ف الَخرة من الا سرين‪ :‬وهكذا روي عن‬
‫ماهد والضحاك وغي واحد‪ ,‬وقال أنس بن مالك والسن‪ :‬نزلت ف اليهود والنصارى‪,‬‬
‫وقال ما هد وغيه‪ :‬نزلت ف أ هل الرياء‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬من كا نت الدن يا ه ه وني ته وطلب ته‬

‫‪249‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جازاه ال ب سناته ف الدن يا ث يف ضي إل الَخرة ول يس له ح سنة يعط َى ب ا جزاء وأ ما‬
‫الؤ من فيجازى ب سناته ف الدن يا ويثاب علي ها ف الَخرة‪ ,‬و قد ورد ف الد يث الرفوع‬
‫نو من هذا‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لن نريد ث جعلنا‬
‫له جهنبم يصبلها مذموما مدحورا * ومبن أراد الَخرة وسبعى لاب سبعيها وهبو مؤمبن‬
‫فأولئك كان سبعيهم مشكورا * كلً ندب هؤلء وهؤلء مبن عطاء رببك ومبا كان عطاء‬
‫رببك مظورا * انظبر كيبف فضلنبا بعضهبم على بعبض وللَخرة أكبب درجات وأكبب‬
‫تفضيلً} وقال تعال‪{ :‬من كان يريد حرث الَخرة نزد له ف حرثه ومن كان يريد حرث‬
‫الدنيبببا نؤتبببه منهبببا ومبببا له فببب الَخرة مبببن نصبببيب}‪.‬‬

‫ب مُو َسىَ َإمَاما وَرَحْ َم ًة‬ ‫** أَفَمَن كَا نَ عََل َى َبيَّن ٍة مّن ّربّ ِه َوَيتْلُو ُه شَاهِ ٌد ّمنْ هُ َومِن َقبْلِ هِ ِكتَا ُ‬
‫ك ُيؤْ ِمنُو نَ بِ ِه وَمَن َي ْكفُ ْر بِ ِه مِ نَ ال ْحزَا بِ فَالنّا ُر َم ْوعِدُ هُ َفلَ تَ كُ فِي مِ ْرَي ٍة ّمنْ هُ ِإنّ هُ‬ ‫ُأوْلَ ـئِ َ‬
‫ب وَلَـبببكِنّ أَ ْكثَ َر النّاسبببِ لَ ُيؤْ ِمنُونبببَ‬ ‫الْحَقبببّ مِبببن ّربّكبب َ‬
‫ي ب تعال عن حال الؤمن ي الذ ين هم على فطرة ال تعال ال ت ف طر علي ها عباده من‬
‫العتراف له بأنه ل إله إل هو كما قال تعال‪{ :‬فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة ال الت‬
‫فطر الناس عليها} الَية وف الصحيحي عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسبلم‪« :‬كبل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانبه أو ينصبرانه أو يجسبانه كمبا تولد‬
‫البهي مة بي مة جعاء هل ت سون في ها من جدعاء ؟» الد يث‪ .‬و ف صحيح م سلم عن‬
‫عياض بن حاد عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬يقول ال تعال إ ن خل قت‬
‫عبادي حنفاء فجاءت م الشياط ي فاجتالت هم عن دين هم وحر مت علي هم ما أحللت ل م‪,‬‬
‫وأمرتم أن يشركوا ب ما ل أنزل به سلطانا» وف السند والسنن «كل مولود يولد على‬
‫هذه اللة ح ت يعرب ع نه ل سانه» الد يث‪ ,‬فالؤ من باق على هذه الفطرة‪ ,‬قوله‪{ :‬ويتلوه‬
‫شاهد منه} أي وجاءه شاهد من ال وهو ما أوحاه إل النبياء من الشرائع الطهرة الكملة‬
‫العظ مة الختت مة بشري عة م مد صلوات ال و سلمه عل يه وعلي هم أجع ي‪ .‬ولذا قال ا بن‬
‫عباس وماهد وعكرمة وأبو العالية والضحاك وإبراه يم النخعي والسدي وغي وا حد ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬ويتلوه شاهبببد منبببه}‪ :‬إنبببه جبيبببل عليبببه السبببلم‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعن علي رضي ال عنه والسن وقتادة هو ممد صلى ال عليه وسلم وكلها قريب‬
‫ف العن لن كلً من جبيل وممد صلوات ال عليهما بلغ رسالة ال تعال فجبيل إل‬
‫م مد وم مد إل ال مة‪ ,‬وق يل هو عل يّ و هو ضع يف ل يث بت له قائل والول والثا ن هو‬
‫ال ق‪ ,‬وذلك أن الؤ من عنده من الفطرة ما يش هد للشري عة من ح يث الملة والتفا صيل‬
‫تؤخذ من الشريعة والفطرة تصدقها وتؤمن با‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أفمن كان على بينة من‬
‫ربه ويتلوه شاهد منه} وهو القرآن بلغه جبيل إل النب صلى ال عليه وسلم وبلغه النب‬
‫ممد صلى ال عليه وسلم إل أمته‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ومن قبله كتاب موسى} أي ومن قبل‬
‫القرآن كتاب مو سى و هو التوراة {إماما ورح ة} أي أنزله ال تعال إل تلك ال مة إماما‬
‫ل م وقدوة يقتدون ب ا ورح ة من ال ب م ف من آ من ب ا حق اليان قاده ذلك إل اليان‬
‫بالقرآن‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أولئك يؤمنون به} ث قال تعال متوعدا لن كذب بالقرآن أو‬
‫بشيء منه‪{ :‬ومن يكفر به من الحزاب فالنار موعده} أي ومن كفر بالقرآن من سائر‬
‫أ هل الرض مشرك هم وكافر هم وأ هل الكتاب وغي هم من سائر طوائف ب ن آدم على‬
‫اختلف ألوانم وأشكالم وأجناسهم من بلغه القرآن كما قال تعال‪{ :‬لنذركم به ومن‬
‫بلغ} وقال تعال‪ { :‬قل يا أي ها الناس إ ن ر سول ال إلي كم جيعا} وقال تعال‪{ :‬و من‬
‫بببببببن الحزاب فالنار موعده}‪.‬‬ ‫بببببببه مب‬ ‫بببببببر بب‬ ‫يكفب‬
‫وف صحيح مسلم من حديث شعبة عن أب بشر عن سعيد بن جبي عن أب موسى‬
‫الشعري ر ضي ال ع نه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬والذي نف سي بيده ل‬
‫يسمع ب أحد من هذه المة يهودي أو نصران ث ل يؤمن ب إل دخل النار» وقال أيوب‬
‫السختيان عن سعيد بن جبي قال‪ :‬كنت ل أسع بديث عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫على وج هه إل وجدت م صداقه أو قال ت صديقه ف القرآن فبلغ ن أن ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم قال‪« :‬ل يسمع ب أحد من هذه المة يهودي ول نصران فل يؤمن ب إل دخل‬
‫النار» فجعلت أقول أ ين م صداقه ف كتاب ال ؟ قال وقل ما سعت عن ر سول ال صلى‬
‫ال عليه و سلم إل وجدت له تصديقا ف القرآن ح ت وجدت هذه الَية {ومن يك فر به‬
‫من الحزاب فالنار موعده} قال من اللل كلها وقوله {فل تك ف مرية منه إنه الق من‬
‫ر بك} الَ ية‪ ,‬أي القرآن حق من ال ل مر ية ول شك ف يه ك ما قال تعال‪{ :‬أل‪ ,‬تن يل‬

‫‪251‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الكتاب ل ريبب فيبه مبن رب العاليب} وقال تعال‪{ :‬ال‪ ,‬ذلك الكتاب ل ريبب فيبه}‬
‫وقوله‪{ :‬ولكبن أكثبر الناس ل يؤمنون} كقوله تعال‪{ :‬ومبا أكثبر الناس ولو حرصبت‬
‫بؤمني} وقال تعال‪{ :‬وإن تطع أكثر من ف الرض يضلوك عن سبيل ال} وقال تعال‪:‬‬
‫{ولقببد صببدق عليهببم إبليببس ظنببه فاتبعوه إل فريقا مببن الؤمنيبب}‪.‬‬

‫ك ُيعْرَضُو َن عََلىَ َرّبهِ ْم َوَيقُو ُل ال ْشهَا ُد‬


‫ى عَلَى اللّ هِ كَذِبا ُأوْلَـئِ َ‬ ‫** َومَ نْ َأظْلَ ُم مِ ّم ِن افْتَ َر َ‬
‫هَ ـؤُلءِ الّذِي نَ كَ َذبُواْ عََلىَ َرّبهِ مْ أَلَ َل ْعَنةُ اللّ ِه عَلَى الظّالِمِيَ * الّذِي َن يَ صُدّو َن عَن َسبِيلِ‬
‫جزِينَ فِي الرْضِ‬ ‫اللّ ِه َويَْبغُونَهَا ِعوَجا َوهُ ْم بِالَخِ َر ِة هُمْ كَافِرُونَ * أُولَـئِكَ لَ ْم َيكُونُواْ ُمعْ ِ‬
‫ستَطِيعُونَ السّمْ َع َومَا‬ ‫َومَا كَانَ َلهُ ْم مّن دُونِ اللّ ِه مِنْ َأوْلِيَآ َء ُيضَاعَفُ َلهُ ُم اْلعَذَابُ مَا كَانُوْا يَ ْ‬
‫سهُ ْم وَضَ ّل َعْنهُ ْم مّا كَانُوْا َيفْتَرُونَ * لَ جَ َرمَ‬ ‫كَانُوْا ُيبْصِرُونَ * ُأوْلَـئِكَ الّذِينَ خَسِ ُر َواْ َأنْفُ َ‬
‫َأنّهُمببببببْ فِببببببي الَخِ َر ِة هُمببببببُ الخْسببببببَرُونَ‬
‫يببي تعال حال الفتريبن عليبه وفضيحتهبم فب الدار الَخرة على رؤوس اللئق مبن‬
‫اللئ كة والر سل وال نبياء و سائر الب شر والان ك ما قال المام أح د حدث نا ب ز وعفان‬
‫أخبنا هام حدثنا قتادة عن صفوان بن مرز قال‪ :‬كنت آخذا بيد ابن عمر إذ عرض له‬
‫ر جل قال‪ :‬ك يف سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ف النجوى يوم القيا مة ؟‬
‫قال‪ :‬سعته يقول‪« :‬إن ال عز و جل يد ن الؤ من في ضع عل يه كن فه وي ستره من الناس‬
‫ويقرره بذنوببه ويقول له‪ :‬أتعرف ذنبب كذا ؟ أتعرف ذنبب كذا ؟ أتعرف ذنبب كذا ؟‬
‫حت إذا قرره بذنوبه ورأى ف نفسه أنه قد هلك قال‪ :‬فإن قد سترتا عليك ف الدنيا وإن‬
‫أغفرهبا لك اليوم» ثب يعطبى كتاب حسبناته‪ ,‬وأمبا الكفار والنافقون فيقول‪{ :‬الشهاد‬
‫هؤلء الذين كذبوا على ربم أل لعنة ال على الظالي} الَية أخرجه البخاري ومسلم ف‬
‫الصحيحي من حديث قتادة به وقوله‪{ :‬الذين يصدون عن سبيل ال ويبغونا عوجا} أي‬
‫يردون الناس عن اتباع الق وسلوك طريق الدى الوصلة إل ال عز وجل وينبونم النة‬
‫{ويبغونا عوجا} أي ويريدون أن يكون طريقهم عوجا غي معتدلة {وهم بالَخرة هم‬
‫كافرون} أي جاحدون باب مكذبون بوقوعهبا وكوناب {أولئك ل يكونوا معجزيبن فب‬
‫الرض وما كان لم من دون ال من أولياء} أي بل كانوا تت قهره وغلبته وف قبضته‬

‫‪252‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسبلطانه وهبو قادر على النتقام منهبم فب الدار الدنيبا قببل الَخرة {إناب يؤخرهبم ليوم‬
‫بببببببببار}‪.‬‬ ‫بببببببببه البصب‬ ‫بببببببببص فيب‬ ‫تشخب‬
‫وفب الصبحيحي «إن ال ليملي للظال حتب إذا أخذه ل يفلتبه} ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{يضاعف لم العذاب} الَية أي يضاعف عليهم العذاب‪ ,‬وذلك أن ال تعال جعل لم‬
‫سعا وأبصارا وأفئدة فما أغن عنهم سعهم ول أبصارهم ول أفئدتم بل كانوا صما عن‬
‫ساع الق عميا عن اتباعه كما أ خب تعال عنهم ح ي دخولم النار كقوله‪{ :‬وقالوا لو‬
‫كنا نسمع أو نعقل ما كنا ف أصحاب السعي} وقال تعال‪{ :‬الذين كفروا وصدوا عن‬
‫سبيل ال زدناهم عذابا فوق العذاب} الَية‪ ,‬ولذا يعذبون على كل أمر تركوه وعلى كل‬
‫ني ارتكبوه ولذا كان أصح القوال أنم مكلفون بفروع الشرائع أمرها ونيها بالنسبة إل‬
‫الدار الَخرة وقوله‪{ :‬أولئك الذ ين خ سروا أنف سهم و ضل عن هم ما كانوا يفترون} أي‬
‫خسروا أنفسهم لنم أدخلوا نارا حامية فهم معذبون فيها ل يفتر عنهم من عذابا طرفة‬
‫عي كما قال تعال‪{ :‬كلما خبت زدناهم سعيا} {وض ّل عنهم} أي ذهب عنهم {ما‬
‫كانوا يفترون} مبن دون ال مبن النداد والصبنام فلم تدب عنهبم شيئا ببل ضرتمب كبل‬
‫الضرر كمبا قال تعال‪{ :‬وإذا حشبر الناس كانوا لمب أعداء وكانوا بعبادتمب كافريبن}‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬واتذوا مبن دون ال آلةب ليكونوا لمب عزا كل سبيكفرون بعبادتمب‬
‫ويكونون عليهم ضدا} وقال الليل لقومه {إنا اتذت من دون ال أوثانا مودة بينكم ف‬
‫الياة الدنيا ث يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما‬
‫ل كم من نا صرين} وقوله‪{ :‬إذ تبأ الذ ين اتبعوا من الذ ين اتبعوا ورأوا العذاب وتقط عت‬
‫بم السباب} إل غي ذلك من الَيات الدالة على خسرهم ودمارهم ولذا قال‪{ :‬ل جرم‬
‫أن م ف الَخرة هم الخ سرون} ي ب تعال عن مآل م أن م أخ سر الناس صفقة ف الدار‬
‫الَخرة لنم استبدلوا الدركات عن الدرجات‪ ,‬واعتاضوا عن نعيم النان بميم آن وعن‬
‫شرب الرحيق الختوم بسموم وحيم وظل من يموم وعن الور العي بطعام من غسلي‬
‫وعن القصور العالية بالاوية‪ ,‬وعن قرب الرحن‪ ,‬ورؤيته بغضب الديان وعقوبته‪ ,‬فل جرم‬
‫ببببببرون‪.‬‬ ‫ببببببم الخسب‬ ‫بببببب الَخرة هب‬ ‫بببببب فب‬ ‫أنمب‬

‫‪253‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب الَّن ِة هُ مْ فِيهَا‬ ‫صحَا ُ‬
‫ت َوأَ ْخَبتُ َواْ إِلَىَ َرّبهِ مْ ُأوْلَـئِكَ أَ ْ‬
‫** إِ ّن الّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا ال صّالِحَا ِ‬
‫َسبَت ِويَا ِن َمَثلً أََفلَ‬
‫َالسبمِيعِ هَلْ ي ْ‬
‫َصب ِي و ّ‬ ‫َالصبّم وَاْلب ِ‬‫ْنب كَالعْ َمىَ و َ‬ ‫ُونب * َمثَ ُل اْلفَرِيقَي ِ‬‫خَالِد َ‬
‫تَذَكّرُونبببببببببببببببببببببببببببببببببَ‬
‫لاب ذكبر تعال حال الشقياء ثنب بذ كر السبعداء وهبم الذيبن آمنوا وعملوا الصبالات‬
‫فآمنت قلوبم وعملت جوارحهم العمال الصالة قو ًل وفعلً من التيان بالطاعات وترك‬
‫النكرات وبذا ورثوا النات‪ ,‬الشتملة على الغرف العاليات‪ ,‬والسببرر الصببفوفات‪,‬‬
‫والقطوف الدانيات‪ ,‬والفرش الرتفعات والسبان اليات‪ ,‬والفواكبه التنوعات‪ ,‬والآكبل‬
‫الشتهيات والشارب السبتلذات‪ ,‬والنظبر إل خالق الرض والسبموات‪ ,‬وهبم فب ذلك‬
‫خالدون ل يوتون ول يهرمون ول يرضون ول ينامون ول يتغوطون ول يبصببقون ول‬
‫يتمخطون‪ ,‬إن هو إل رشح مسك يعرقون‪ ,‬ث ضرب تعال مثل الكافرين والؤمني فقال‪:‬‬
‫{م ثل الفريق ي} أي الذ ين و صفهم أولً بالشقاء والؤمن ي بال سعادة فأولئك كالع مى‬
‫وال صم وهؤلء كالب صي وال سميع‪ ,‬فالكا فر أع مى عن و جه ال ق ف الدن يا والخرة ل‬
‫يهتدي إل خ ي ول يعر فه‪ ,‬أ صم عن ساع ال جج فل ي سمع ما ينت فع به {ولو علم ال‬
‫فيهبببببببببم خيا لسبببببببببعهم} الَيبببببببببة‪.‬‬
‫وأما الؤمن ففطن ذكي لبيب بصي بالق ييز بينه وبي الباطل فيتبع الي ويترك الشر‬
‫سيع للح جة يفرق بين ها وب ي الشب هة فل يروج عل يه با طل‪ ,‬ف هل ي ستوي هذا وهذا ؟‬
‫{أفل تذكرون} أفل تعتبون فتفرقون بي هؤلء وهؤلء كما قال ف الَية الخرى‪{ :‬ل‬
‫ي ستوي أ صحاب النار وأ صحاب ال نة ؟ أ صحاب ال نة هم الفائزون} وكقوله‪{ :‬و ما‬
‫يستوي العمى والبصي ول الظلمات ول النور ول الظل ول الرور وما يستوي الحياء‬
‫ول الموات‪ ,‬إن ال يسمع من يشاء وما أنت بسمع من ف القبور * إن أنت إل نذير إنا‬
‫أرسببلناك بالقبب بشيا ونذيرا وإن مببن أمببة إل خل فيهببا نذيببر}‪.‬‬

‫** وََلقَدْ أَرْ سَ ْلنَا نُوحا إِلَىَ َق ْومِ هِ ِإنّي َلكُ ْم نَذِي ٌر ّمبِيٌ * أَن لّ َت ْعبُ ُد َواْ إِلّ اللّ هَ إِنّ يَ أَخَا ُ‬
‫ف‬
‫ب َيوْ مٍ أَلِي مٍ * َفقَا َل الْ َملُ الّذِي نَ َكفَرُوْا مِن ِق ْومِ هِ مَا َنرَا كَ إِلّ بَشَرا ّمثَْلنَا َومَا‬ ‫عََليْكُ ْم عَذَا َ‬

‫‪254‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نَرَا كَ اّتبَعَ كَ إِلّ الّذِي نَ هُ مْ أَرَاذِلُنَا بَا ِد يَ ال ّرأْ يِ وَمَا نَ َرىَ َلكُ مْ عََليْنَا مِن َفضْ ٍل بَ ْل نَ ُظّنكُ مْ‬
‫كَا ِذبِيَبببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫يب تعال عن نوح عليه السلم وكان أول رسول بعثه ال إل أهل الرض من الشركي‬
‫عبدة الصنام أنه قال لقومه {إن لكم نذير مبي} أي ظاهر النذارة لكم من عذاب ال إن‬
‫أنتم عبدت غي ال‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أن ل تعبدوا إل ال} وقوله‪{ :‬إن أخاف عليكم عذاب‬
‫يوم أليم} أي إن استمررت على ما أنتم عليه عذبكم ال عذابا أليما موجعا شاقا ف الدار‬
‫الَخرة {فقال الل الذين كفروا من قومه} والل هم السادة والكباء من الكافرين منهم‬
‫{ما نراك إل بشرا مثلنا} أي لست بلك ولكنك بشر فكيف أوحي إليك من دوننا ث ما‬
‫نراك اتب عك إل الذ ين هم أراذل نا كالبا عة والا كة وأشباه هم ول يتب عك الشراف ول‬
‫الرؤساء منا ث هؤلء الذين اتبعوك ل يكن عن ترو منهم ول فكر ول نظر بل بجرد ما‬
‫دعوت م أجابوك فاتبعوك ولذا قالوا {و ما نراك اتب عك إل الذ ين هم أراذل نا بادي الرأي}‬
‫أي ف أول بادىء الرأي {و ما نرى ل كم علي نا من ف ضل} يقولون ما رأي نا ل كم علي نا‬
‫فضيلة ف خلق ول خلق ول رزق ول حال لا دخلتم ف دينكم هذا {بل نظنكم كاذبي}‬
‫أي فيما تدعونه لكم من الب والصلح والعبادة والسعادة ف الدار الَخرة إذا صرت إليها‪,‬‬
‫هذا اعتراض الكافرين على نوح عليه السلم وأتباعه وهو دليل على جهلهم وقلة علمهم‬
‫وعقلهم فإنه ليس بعار على الق رذالة من اتبعه‪ ,‬فإن الق ف نفسه صحيح سواء اتبعه‬
‫الشراف أو الراذل بل ال ق الذي ل شك ف يه أن أتباع ال ق هم الشراف ولو كانوا‬
‫فقراء والذ ين يأبو نه هم الراذل ولو كانوا أغنياء ث الوا قع غالبا أن ما يت بع ال ق ضعفاء‬
‫الناس‪ ,‬والغالب على الشراف وال كباء مالف ته ك ما قال تعال‪{ :‬وكذلك ما أر سلنا من‬
‫ب على أمبة وإنبا على آثارهبم‬ ‫ب وجدنبا آباءن ا‬ ‫قبلك فب قريبة مبن نذيبر إل قال مترفوهبا إن ا‬
‫مقتدون}‪.‬‬
‫ولا سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان صخر بن حرب عن صفات النب صلى ال عليه‬
‫وسبلم قال له فيمبا قال‪ :‬أشراف الناس اتبعوه أو ضعفاؤهبم‪ .‬قال‪ :‬ببل ضغفاؤهبم‪ ,‬فقال‬
‫هرقل هم أتباع الرسل‪ ,‬وقولم {بادي الرأي} ليس بذمة ول عيب لن الق إذا وضح ل‬
‫يبقى للرأي ول للفكر مال بل ل بد من اتباع الق والالة هذه لكل ذي زكاء وذكاء بل‬

‫‪255‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل يفكر ههنا إل غب أو عيي‪ ,‬والرسل صلوات ال وسلمه عليهم أجعي إنا جاءوا بأمر‬
‫جلي وا ضح‪ .‬و قد جاء ف الديث أن ر سول ال صلى ال عليه و سلم قال‪« :‬ما دعوت‬
‫أحدا إل ال سلم إل كا نت له كبوة غ ي أ ب ب كر فإ نه ل يتلع ثم» أي ما تردد ول تروى‬
‫ل نه رأى أمرا جليا عظيما واضحا فبادر إل يه و سارع وقوله‪{ :‬و ما نرى ل كم علي نا من‬
‫فضل} هم ل يرون ذلك لنم عمي عن الق ل يسمعون ول يبصرون بل هم ف ريبهم‬
‫يترددون فب ظلمات الهبل يعمهون وهبم الفاكون الكاذبون القلون الرذلون وهبم فب‬
‫الَخرة هببببببببببببببم الخسببببببببببببببرون‪.‬‬

‫ت عََليْكُ ْم‬
‫ت عََلىَ َبّيَنةٍ مّن ّربّ يَ وَآتَانِي َرحْ َم ًة مّ ْن عِندِ هِ َفعُ ّميَ ْ‬
‫** قَا َل َيقَوْ مِ أَ َرَأيْتُ مْ إِن كُن ُ‬
‫َأنُلْ ِز ُمكُمُوهَببببببا َوأَنتُمببببببْ لَهَببببببا كَا ِرهُونببببببَ‬
‫يقول تعال م با ع ما رد به نوح على قو مه ف ذلك‪{ :‬أرأي تم إن ك نت على بي نة من‬
‫رب} أي على يقي وأمر جلي ونبوة صادقة وهي الرحة العظيمة من ال به وبم {فعميت‬
‫عليكم} أي خفيت عليكم فلم تتدوا إليها ول عرفتم قدرها بل بادرت إل تكذيبها وردها‬
‫{أنلزمكموهبببا} أي نغضبكبببم بقبولاببب وأنتبببم لاببب كارهون‪.‬‬

‫** َوَي َقوْ مِ ل أَ ْسأَلُكُ ْم عََليْ ِه مَالً إِ نْ أَ ْجرِ يَ إِلّ عَلَى اللّ ِه َومَآ َأنَاْ بِطَارِ ِد الّذِي نَ آ َمُنوَاْ ِإّنهُ مْ‬
‫جهَلُونَ * َوَي َقوْ ِم مَن يَنصُ ُرنِي مِ نَ اللّهِ إِن طَرَدّتهُمْ أََفلَ‬ ‫ّملَقُو َرّبهِ ْم وَلَـكِّنيَ أَرَاكُمْ َقوْما تَ ْ‬
‫تَذَكّرُونبببببببببببببببببببببببببببببببببَ‬
‫يقول لقومه ل أسألكم على نصحي لكم مالً‪ :‬أجرة آخذها منكم إنا أبتغي الجر من‬
‫ال عز وجل {وما أنا بطارد الذين آمنوا} كأنم طلبوا منه أن يطرد الؤمني عنه احتشاما‬
‫ونفاسة منهم أن يلسوا معهم كما سأل أمثالم خات الرسل صلى ال عليه وسلم أن يطرد‬
‫عن هم جا عة من الضعفاء ويلس مع هم مل سا خا صا فأنزل ال تعال‪{ :‬ول تطرد الذ ين‬
‫يدعون ربمب بالغداة والعشبي} الَيبة وقال تعال‪{ :‬وكذلك فتنبا بعضهبم ببعبض ليقولوا‬
‫أهؤلء مببن ال عليهببم مببن بيننببا ؟ أليببس ال بأعلم بالشاكريببن} الَيات‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ك وَلَ أَقُولُ لِلّذِي َن‬


‫ب وَلَ أَقُولُ إِنّي مَلَ ٌ‬
‫** وَلَ أَقُولُ َلكُ ْم عِندِي خَزَآئِ نُ اللّ ِه وَلَ َأعْلَ ُم اْل َغيْ َ‬
‫سهِمْ ِإنّ يَ إِذا لّ ِم نَ الظّالِمِيَ‬
‫تَزْ َدرِ يَ َأ ْعيُُنكُ مْ لَن ُيؤِْتَيهُ مُ اللّ هُ َخيْرا اللّ هُ َأعْلَ ُم بِمَا فِي َأْنفُ ِ‬
‫يبهم أنه رسول من ال يدعو إل عبادة ال وحده ل شريك له بإذن ال له ف ذلك ول‬
‫يسألم على ذلك أجرا بل هو يدعو من لقيه من شريف ووضيع فمن استجاب له فقد‬
‫نا‪ ,‬ويبهم أنه ل قدرة له على التصرف ف خزائن ال ول يعلم من الغيب إل ما أطلعه‬
‫ال عل يه ول يس هو بلك من اللئ كة بل هو ب شر مر سل مؤ يد بالعجزات ول أقول عن‬
‫هؤلء الذين تقرونم وتزدرونم إنم ليس لم عند ال ثواب على أعمالم ال أعلم با ف‬
‫أنفسهم فإن كانوا مؤمني باطنا كما هو الظاهر من حالم فلهم جزاء السن ولو قطع‬
‫لمبب أحببد بشببر بعببد مببا آمنوا لكان ظالا قائلً مببا ل علم له بببه‪.‬‬

‫** قَالُوْا َينُو حُ قَدْ جَادَْلَتنَا َفأَ ْكثَرْ تَ جِدَاَلنَا َف ْأتَنِا بِمَا َتعِ ُدنَآ إِن كُن تَ مِ َن ال صّادِقِيَ * قَا َل‬
‫حيَ إِنْ أَرَدْتّ أَنْ أَنصَحَ‬‫ِإنّمَا َي ْأتِيكُ ْم بِهِ اللّهُ إِن شَآ َء َومَآ أَنتُ ْم بِ ُم ْعجِزِينَ * وَ َل يَن َف ُعكُ ْم نُصْ ِ‬
‫ب تُرْ َجعُونببَ‬ ‫ب َوإَِليْهب ِ‬
‫ب ُهوَ َربّكُمب ْ‬ ‫ب ُيرِيدُ أَن ُي ْغوَِيكُمب ْ‬ ‫َلكُمببْ إِن كَانببَ اللّهب ُ‬
‫يقول تعال مببا عبن اسبتعجال قوم نوح نقمبة ال وعذاببه وسبخطه‪ ,‬والبلء موكبل‬
‫بالنطق‪{ .‬قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا} أي حاججتنا فأكثرت من ذلك ونن‬
‫ل نتبعك {فأتنا با تعدنا} أي من النقمة والعذاب ادع علينا با شئت فليأتنا ما تدعو به‬
‫{إن كنت من الصادقي قال إنا يأتيكم به ال إن شاء وما أنتم بعجزين} أي إنا الذي‬
‫يعاقبكم ويعجلها لكم ال الذي ل يعجزه شيء {ول ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح‬
‫لكبم إن كان ال يريبد أن يغويكبم} أي أي شيبء يدي عليكبم إبلغبي لكبم وإنذاري‬
‫إياكم ونصحي {إن كان ال يريد أن يغويكم} أي إغواؤكم ودماركم {هو ربكم وإليه‬
‫ترجعون} أي هو مالك أزمة المور التصرف الا كم العادل الذي ل يور‪ ,‬له اللق وله‬
‫المبببببر وهبببببو البدىء العيبببببد مالك الدنيبببببا والَخرة‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ُونب‬
‫َيب إِ ْجرَام ِي َوَأنَ ْا بَرِيَ ٌء مّم ّا تُجْ َرم َ‬
‫ُهب َفعَل ّ‬
‫ِنب ا ْفتَ َرْيت ُ‬
‫َاهب قُلْ إ ِ‬
‫ُونب ا ْفتَر ُ‬
‫َمب َيقُول َ‬
‫** أ ْ‬
‫هذا كلم معترض ف وسط هذه القصة مؤكد لا‪ .‬مقرر لا يقول تعال لحمد‪ :‬أم يقول‬
‫هؤلء الكافرون الاحدون افترى هذا وافتعله من عنده {قل إن افتريته فعلي إجرامي} أي‬
‫فإ ث ذلك علي {وأ نا بر يء م ا ترمون} أي ل يس ذلك مفتعلً ول مفترى ل ن أعلم ما‬
‫عنبببببد ال مبببببن العقوببببببة لنببببب كذب عليبببببه‪.‬‬

‫ل َتْبتَِئسْ بِمَا كَانُواْ َي ْفعَلُونَ *‬


‫** َوأُو ِحيَ إَِلىَ نُوحٍ َأنّهُ لَن ُي ْؤمِنَ مِن َق ْومِكَ إِ ّل مَن َقدْ آمَنَ َف َ‬
‫صنَ ُع اْلفُلْكَ‬
‫ك ِبأَ ْعُينِنَا َووَ ْحيِنَا وَلَ تُخَاطِْبنِي فِي الّذِي َن ظَلَ ُم َواْ ِإّنهُ ْم ّمغْرَقُونَ * َويَ ْ‬
‫صنَ ِع اْلفُلْ َ‬
‫وَا ْ‬
‫خ ُر مِنكُ مْ كَمَا‬ ‫خرُواْ ِمنْ هُ قَالَ إِن تَ سْخَرُوْا مِنّا فَإِنّا نَ سْ َ‬ ‫ل مّن َق ْومِ هِ سَ ِ‬ ‫وَكُلّمَا مَ ّر عََليْ هِ َم ٌ‬
‫ِيمب‬
‫َابب ّمق ٌ‬‫ْهب عَذ ٌ‬ ‫ِيهب َويَحِ ّل عََلي ِ‬
‫خز ِ‬ ‫َابب يُ ْ‬
‫ِيهب عَذ ٌ‬ ‫ُونب م َن َيأْت ِ‬
‫ف َتعْلَم َ‬ ‫َسبوْ َ‬
‫خرُونَ * ف َ‬ ‫َسب َ‬
‫ت ْ‬
‫يب تعال أنه أوحى إل نوح لا استعجل قومه نقمة ال بم وعذابه لم فدعا عليهم نوح‬
‫دعوتبه التب قال ال تعال مببا عنبه أنبه قال‪{ :‬رب ل تذر على الرض مبن الكافريبن‬
‫ديارا} {فد عا ر به أ ن مغلوب فانت صر} فع ند ذلك أو حى ال إل يه {أ نه لن يؤ من من‬
‫قومك إل من قد آمن} فل تزن عليهم ول يهمنك أمرهم {واصنع الفلك} يعن السفينة‬
‫{بأعين نا} أي برأى م نا {ووحي نا} أي تعليم نا لك ما ت صنعه {ول تاطب ن ف الذ ين‬
‫ظلموا إنم مغرقون} فقال بعض السلف‪ :‬أمره ال تعال أن يغرز الشب ويقطعه وييبسه‬
‫فكان ذلك ف مائة سنة ونرها ف مائة سنة أخرى وقيل ف أربعي سنة وال أعلم‪ .‬وذكر‬
‫ممد بن إسحاق عن التوراة‪ :‬أن ال أمره أن يصنعها من خشب الساج وأن يعل طولا‬
‫ثانيب ذراعا وعرضهبا خسبي ذراعا وأن يطلي باطنهبا وظاهرهبا بالقار وأن يعبل لاب‬
‫جؤجؤا أزورا يشبق الاء‪ ,‬وقال قتادة كان طولاب ثلثائة ذراع فب عرض خسبي وعبن‬
‫السن طولا ستمائة ذارع وعرضها ثلثمائة وعنه مع ابن عباس طولا ألف ومائتا ذراع ف‬
‫عرض سبتمائة وقيبل طولاب ألفبا ذارع وعرض ها مائة ذراع فال أعلم‪ ,‬قالوا كلهبم وكان‬
‫ارتفاع ها ف ال سماء ثلث ي ذراعا ثلث طبقات كل طب قة عشرة أذرع فال سفلى للدواب‬
‫والوحوش والو سطى لل نس والعل يا للطيور وكان باب ا ف عرض ها ول ا غطاء من فوق ها‬
‫مطبببببببببببببببببق عليهببببببببببببببببا‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد ذكر المام أبو جعفر بن جرير أثرا غريبا من حديث علي بن زيد بن جدعان عن‬
‫يوسف بن مهران عن عبد ال بن عباس أنه قال‪ :‬قال الواريون لعيسى ابن مري‪ :‬لو بعثت‬
‫ل شهد السفينة فحدثنا عنها قال فانطلق بم حت انتهى إل كثيب من تراب فأخذ‬ ‫لنا رج ً‬
‫كفا مبن ذلك التراب بكفبه فقال أتدرون مبا هذا ؟ قالوا‪ :‬ال ورسبوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬هذا‬
‫كعبب حام ببن نوح‪ .‬قال فضرب الكثيبب بعصباه قال قم بإذن ال فإذا هبو قائم ينفبض‬
‫التراب عن رأ سه قد شاب قال له عي سى عل يه ال سلم‪ :‬أهكذا هل كت ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬ولك ن‬
‫مت وأنا شاب ولكن ظننت أنا الساعة فمن ث شبت‪ ,‬قال حدثنا عن سفينة نوح ؟ قال‪:‬‬
‫كان طول ا ألف ذراع ومائ ت ذراع وعرض ها ستمائة ذراع وكا نت ثلث طبقات فطب قة‬
‫فيها الدواب والوحوش وطبقة فيها النس وطبقة فيها الطي فلما كثر روث الدواب أوحى‬
‫ال عز و جل إل نوح عل يه ال سلم أن اغ مز ذ نب الف يل فغمزه فو قع م نه خن ير وخنيرة‬
‫فأقبل على الروث فلما وقع الفأر بوف السفينة يقرضها وحبالا أوحى ال إليه أن اضرب‬
‫بي عين السد فضرب فخرج من منخره سنور وسنورة فأقبل على الفأر‪ ,‬فقال له عيسى‬
‫عليه السلم‪ :‬كيف علم نوح أن البلد قد غرقت ؟ قال‪ :‬بعث الغراب يأتيه بالب فوجد‬
‫جيفبببة فوقبببع عليهبببا فدعبببا عليبببه بالوف فلذلك ل يألف البيوت‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث ب عث الما مة فجاءت بورق زيتون بنقار ها وط ي برجلي ها فعلم أن البلد قد‬
‫غرقت قال فطوقها الضرة الت ف عنقها ودعا لا أن تكون ف أنس وأمان فمن ث تألف‬
‫البيوت قال فقلنا يا رسول ال‪ :‬أل ننطلق به إل أهلينا فيجلس معنا ويدثنا ؟ قال‪ :‬كيف‬
‫يتبعكبم مبن ل رزق له ؟ قال فقال له‪ :‬عبد بإذن ال فعاد ترابا‪ ,‬وقوله‪{ :‬ويصبنع الفلك‬
‫وكلما مر عليه مل من قومه سخروا منه} أي يهزءون به ويكذبون با يتوعدهم به من‬
‫الغرق {قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم} الَية وعيد شديد وتديد أكيد {من يأتيه‬
‫عذاب يزيبه} أي يهينبه فب الدنيبا {ويلب عليبه عذاب مقيبم} أي دائم مسبتمر أبدا‪.‬‬

‫** َحتّىَ إِذَا جَآءَ َأمْ ُرنَا وَفَا َر التّنّورُ قُ ْلنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلّ َز ْو َجيْ ِن اثَْنيْ نِ َوَأهْلَ كَ إِلّ مَن‬
‫ب َمعَهبببُ إِلّ َقلِيلٌ‬ ‫ببآ آمَنبب َ‬ ‫ب اْل َقوْ ُل َومَنبببْ آمَنبببَ وَمَب‬ ‫ببَقَ عََليْهبب ِ‬ ‫سبب َ‬

‫‪259‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذه موعدة من ال تعال لنوح عليه السلم إذا جاء أ مر ال من المطار التتابعة والتان‬
‫الذي ل يقلع ول يفتبر‪ ,‬ببل هبو كمبا قال تعال‪{ :‬ففتحنبا أبواب السبماء باء منهمبر *‬
‫وفجرنبا الرض عيونا فالتقبى الاء على أمبر قبد قدر * وحلناه على ذات ألواح ودسبر *‬
‫تري بأعين نا جزاء ل ن كان ك فر} وأ ما قوله {وفار التنور} ف عن ا بن عباس التنور و جه‬
‫الرض‪ ,‬أي صبارت الرض عيونا تفور حتب فار الاء مبن التنانيب التب هبي مكان النار‬
‫صارت تفور ماء وهذا قول جهور السلف وعلماء اللف‪ ,‬وعن علي بن أب طالب رضي‬
‫ال ع نه التنور فلق ال صبح وتنو ير الف جر‪ ,‬و هو ضياؤه وإشرا قه والول أظ هر وقال ما هد‬
‫والش عب‪ :‬كان هذا التنور بالكو فة‪ ,‬و عن ا بن عباس ع ي بال ند‪ ,‬و عن قتادة ع ي بالزيرة‬
‫يقال لا عي الوردة وهذه أقوال غريبة فحينئذ أمر ال نوحا عليه السلم أن يمل معه ف‬
‫ال سفينة من كل زوج ي اثن ي من صنوف الخلوقات ذوات الرواح‪ ,‬ق يل وغي ها من‬
‫النباتات اثني ذكرا وأنثى فقيل كان أول من أدخل من الطيور الدرة وآخر من أدخل من‬
‫اليوانات المار فتعلق إبليس بذنبه وجعل يريد أن ينهض فيثقله إبليس وهو متعلق بذنبه‬
‫فجعل يقول له نوح عليه السلم‪ :‬مالك ويك ادخل فينهض ول يقدر فقال‪ :‬ادخل وإن‬
‫كان إبل يس م عك فدخل ف ال سفينة‪ ,‬وذ كر ب عض ال سلف أن م ل ي ستطيعوا أن يملوا‬
‫معهببببم السببببد حتبببب ألقيببببت عليببببه المببببى‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا عبد ال بن صال كاتب الليث حدثن الليث حدثن‬
‫هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬لا‬
‫حل نوح ف السفينة من كل زوجي اثني قال أصحابه‪ :‬وكيف تطمئن الواشي ومعها‬
‫السد ؟ فسلط ال عليه المى فكانت أول حى نزلت ف الرض‪ ,‬ث شكوا الفأر فقالوا‪:‬‬
‫الفوي سقة تف سد علي نا طعام نا ومتاع نا فأو حى ال إل ال سد فع طس‪ ,‬فخر جت الرة م نه‬
‫فتخبأت الفأرة منهببببببببببببببببببببببببببببا»‪.‬‬
‫وقوله {وأهلك إل من سبق عليه القول} أي واحل فيها أهلك وهم أهل بيته وقرابته‬
‫إل من سبق عل يه القول من هم م ن ل يؤ من بال فكان من هم اب نه يام الذي انعزل وحده‬
‫وامرأة نوح وكا نت كافرة بال ور سوله‪ ,‬وقوله {و من آ من} أي من قو مك {و ما آ من‬
‫معه إل قليل} أي نزر يسي مع طول الدة والقام بي أظهرهم ألف سنة إل خسي عاما‪,‬‬

‫‪260‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فعن ابن عباس كانوا ثاني نفسا منهم نساؤهم‪ ,‬وعن كعب الحبار كانوا اثني وسبعي‬
‫نف سا‪ .‬وق يل كانوا عشرة‪ ,‬وق يل إن ا كان نوح وبنوه الثل ثة سام وحام ويا فث وكنائ نه‬
‫الربع نساء هؤلء الثلثة وامرأة يام‪ ,‬وقيل بل امرأة نوح كانت معهم ف السفينة وهذا فيه‬
‫نظر‪ ,‬بل الظاهر أنا هلكت لنا كانت على دين قومها فأصابا ما أصابم كما أصاب‬
‫امرأة لوط مبببببا أصببببباب قومهبببببا‪ ,‬وال أعلم وأحكبببببم‪.‬‬

‫جرِي ِبهِ ْم‬‫** وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّ ِه مَجْرَاهَا َومُرْسَاهَا إِنّ َربّي َل َغفُورٌ رّحِيمٌ * َوهِ َي تَ ْ‬
‫ح ابْنَ هُ وَكَا نَ فِي َمعْ ِز ٍل يَُبنَيّب ارْكَبَب ّمعَنَا وَ َل تَكُن مّ عَ‬ ‫ى نُو ٌ‬ ‫جبَا ِل َونَادَ َ‬
‫فِي َموْجٍب كَالْ ِ‬
‫الْكَافِرِي نَ * قَالَ سَآوِيَ إَِلىَ َجبَ ٍل َيعْ صِ ُمنِي مِ َن الْمَآءِ قَالَ َل عَا صِ َم اْلَيوْ َم مِ نْ َأمْرِ اللّ هِ إِلّ‬
‫بب‬ ‫ب الْ ُمغْرَقِيَب‬ ‫ب مِنبب َ‬ ‫ببا الْ َموْجبببُ َفكَانبب َ‬ ‫ب وَحَا َل َبْيَنهُمَب‬ ‫ببن رّحِمبب َ‬ ‫مَب‬
‫يقول تعال إخبارا عن نوح عل يه ال سلم أ نه قال للذ ين أ مر بمل هم م عه ف ال سفينة‬
‫{اركبوا فيها بسم ال مريها ومرساها} أي بسم ال يكون جريها على وجه الاء‪ ,‬وبسم‬
‫ال يكون منتهبى سبيها وهبو رسبوّها‪ ,‬وقرأ أببو رجاء العطاردي {بسبم ال مريهبا‬
‫ومرسبيها} وقال ال تعال‪{ :‬فإذا اسبتويت أنبت ومبن معبك على الفلك فقبل المبد ل‬
‫الذي نا نا من القوم الظال ي و قل ر بّ أنزل ن منلً مباركا وأ نت خ ي النل ي} ولذا‬
‫تستحب التسمية ف ابتداء المور عند الركوب على السفينة وعلى الدابة كما قال تعال‪:‬‬
‫{والذي خلق الزواج كل ها وج عل ل كم من الفلك والنعام ما تركبون لت ستووا على‬
‫ظهوره} الَيبة‪ ,‬وجاءت السبنة بالثب على ذلك والندب إليبه كمبا سبيأت فب سبورة‬
‫الزخرف إن شاء ال وبه الثقة وقال أبو القاسم الطبان حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي‬
‫حدثنا ممد بن أب بكر القدمي وحدثنا زكريا بن يي الساجي حدثنا ممد بن موسى‬
‫الرشي قال حدثنا عبد الميد بن السن اللل عن نشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن‬
‫عباس عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أمان أمت من الغرق إذا ركبوا ف ال سفن أن‬
‫يقولوا بسم ال اللك {وما قدروا ال حق قدره} ب الَية ب {بسم ال مريها ومرساها‬
‫إن ر ب لغفور رح يم}‪ ).‬وقوله {إن ر ب لغفور رح يم} منا سب ع ند ذ كر النتقام من‬
‫الكافرين بإغراقهم أجعي فذكر أنه غفور رحيم كقوله‪{ :‬إن ربك لسريع العقاب * وإنه‬

‫‪261‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لغفور رحيبم} وقال‪{ :‬وإن رببك لذو مغفرة للناس على ظلمهبم وإن رببك لشديبد‬
‫العقاب} إل غي ذلك من الَيات الت يقرن فيها بي رحته وانتقامه وقوله‪{ :‬وهي تري‬
‫بم ف موج كالبال} أي السفينة سائرة بم على وجه الاء الذي قد طبق جيع الرض‬
‫حت طفت على رؤوس البال وارتفع عليها بمسة عشر ذراعا وقيل بثماني ميلً‪ ,‬وهذه‬
‫السفينة جارية على وجه الاء سائرة بإذن ال وتت كنفه وعنايته وحراسته وامتنانه كما‬
‫قال تعال‪{ :‬إنبا لاب طغبى الاء حلناكبم فب الاريبة * لنجعلهبا لكبم تذكرة وتعيهبا أذن‬
‫واع ية} وقال تعال‪{ :‬وحلناه على ذات ألواح ود سر * تري بأعين نا جزاء لن كان كفر‬
‫* ول قد تركنا ها آ ية ف هل من مد كر} وقوله‪{ :‬ونادى نوح اب نه} الَ ية‪ ,‬هذا هو ال بن‬
‫الرا بع وا سه يام وكان كافرا دعاه أبوه ع ند ركوب ال سفينة أن يؤ من وير كب مع هم ول‬
‫يغرق مثل ما يغرق الكافرون {قال سآوي إل جبل يعصمن من الاء} وقيل إنه اتذ له‬
‫مركبا من زجاج وهذا من ال سرائيليات وال أعلم ب صحته‪ ,‬والذي نص عل يه القرآن أ نه‬
‫قال‪{ :‬سبآوي إل جببل يعصبمن مبن الاء} اعتقبد بهله أن الطوفان ل يبلغ إل رؤوس‬
‫البال‪ ,‬وأنه لو تعلق ف رأس جبل لنجاه ذلك من الغرق‪ ,‬فقال له أبوه نوح عليه السلم‪:‬‬
‫{ل عاصم اليوم من أمر ال إل من رحم} أي ليس شيء يعصم اليوم من أمر ال‪ ,‬وقيل‬
‫إن عا صما بع ن مع صوم ك ما يقال طا عم وكاس بع ن مطعوم ومك سو {وحال بينه ما‬
‫ببببببببببببب}‪.‬‬ ‫بببببببببببببن الغرقيب‬ ‫الوج فكان مب‬

‫ت عَلَى‬
‫ض ابْلَعِي مَآءَ كِ َويَ سَمَآءُ أَقْلِعِي َوغِي ضَ الْمَآ ُء وَُقضِ َي المْ ُر وَا سَْتوَ ْ‬
‫** وَقِي َل َيأَرْ ُ‬
‫ببببببب‬ ‫ب وَقِيلَ بُعْدا ّل ْل َقوْمببببببببِ الظّالِمِيَب‬ ‫الْجُودِيببببببب ّ‬
‫ي ب تعال أ نه ل ا اغرق أ هل الرض كل هم إل أ صحاب ال سفينة أ مر الرض أن تبلع‬
‫ماءها الذي نبع منها واجتمع عليها‪ ,‬وأمر السماء أن تقلع عن الطر {وغيض الاء} أي‬
‫شرع ف النقص {وقضي المر} أي فرغ من أهل الرض قاطبة من كفر بال ل يبق منهم‬
‫ديار {واسبتوت} السبفينة بنب فيهبا {على الودي} قال ماهبد‪ :‬وهبو جببل بالزيرة‬
‫تشام ت البال يومئذ من الغرق وتطاولت وتوا ضع هو ل عز و جل فلم يغرق وأر سَت‬
‫عليه سفينة نوح عليه السلم وقال قتادة‪ :‬استوت عليه شهرا حت نزلوا منها‪ ,‬قال قتادة‪:‬‬

‫‪262‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قد أبقى ال سفينة نوح عليه السلم على الودي من أرض الزيرة عبة وآية حت رآها‬
‫أوائل هذه المبة وكبم مبن سبفينة قبد كانبت بعدهبا فهلكبت وصبارت رمادا‪.‬‬
‫وقال الضحاك‪ :‬الودي ج بل بالو صل وقال بعض هم‪ :‬هو الطور‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪:‬‬
‫حدثنا أب حدثنا عمرو بن رافع حدثنا ممد بن عبيد عن توبة بن سال قال‪ :‬رأيت زر بن‬
‫حبيش يصلي ف الزاوية حي يدخل من أبواب كندة على يينك فسألته إنك لكثي الصلة‬
‫هه نا يوم الم عة قال بلغ ن أن سفينة نوح أر ست من هه نا‪ .‬وقال علباء بن أح ر عن‬
‫عكر مة عن ا بن عباس قال‪ :‬كان مع نوح ف ال سفينة ثانون رجلً مع هم أهلو هم وإن م‬
‫كانوا فيها مائة وخسي يوما وإن ال وجه السفينة إل مكة فطافت بالبيت أربعي يوما ث‬
‫وجهها ال إل الودي فاستقرت عليه فبعث نوح الغراب ليأتيه بب الرض فذهب فوقع‬
‫على اليف فأبطأ عليه فبعث المامة فأتته بورق الزيتون فلطخت رجليها بالطي فعرف‬
‫نوح عل يه ال سلم أن الاء قد ن ضب فه بط إل أ سفل الودي فابت ن قر ية‪ ,‬و ساها ثان ي‬
‫فأصببحوا ذات يوم وقبد تبلبلت ألسبنتهم على ثانيب لغبة إحدهبا اللسبان العربب‪ ,‬فكان‬
‫بعضهم ل يفقه كلم بعض فكان نوح عليه السلم يعب عنهم‪ .‬وقال كعب الحبار‪ :‬إن‬
‫ال سفينة طا فت ما ب ي الشرق والغرب ق بل أن ت ستقر على الودي‪ ,‬وقال قتادة وغيه‪:‬‬
‫ركبوا ف عاشر شهر رجب فساروا مائة وخسي يوما واستقرت بم على الودي شهرا‬
‫وكان خروج هم من ال سفينة ف يوم عاشوراء من الحرم‪ ,‬و قد ورد ن و هذا ف حد يث‬
‫مرفوع رواه اببببن جريبببر وأنمببب صببباموا يومهبببم ذلك وال أعلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا أبو جعفر حدثنا عبد الصمد بن حبيب الزدي عن أبيه حبيب‬
‫بن عبد ال عن شبل عن أب هريرة قال‪ :‬مر النب صلى ال عليه وسلم بأناس من اليهود‬
‫و قد صاموا يوم عاشوراء فقال «ما هذا الصوم ؟ قالوا هذا اليوم الذي ن ى ال به موسى‬
‫وبنب إ سرائيل من الغرق وغرق فيبه فرعون وهذا يوم اسبتوت فيبه السبفينة على الودي‬
‫فصام نوح وموسى عليهما السلم شكرا ل عز وجل‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«أنا أحق بوسى وأحق بصوم هذا اليوم» فصام وقال لصحابه‪« :‬من كان أصبح منكم‬
‫صائما فليتم صومه‪ ,‬ومن كان أصاب من غذاء أهله فليتم بقية يومه» وهذا حديث غريب‬

‫‪263‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من هذا الوجه ولبعضه شاهد ف الصحيح‪ ,‬وقوله‪{ :‬وقيل بعدا للقوم الظالي} أي هلكا‬
‫وخسبارا لمب وبعدا مبن رحةب ال فإنمب قبد هلكوا عبن آخرهبم فلم يببق لمب بقيبة‪.‬‬
‫و قد روى المام أ بو جع فر بن جر ير وال ب أ بو م مد بن أ ب حا ت ف تف سييهما من‬
‫حديث موسى بن يعقوب الزمعي عن قائد مول عبيد ال بن أب رافع أن إبراهيم بن عبد‬
‫الرحن بن أب ربيعة أخبه أن عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم أخبته أن النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال‪« :‬لو ر حم ال من قوم نوح أحدا لر حم أم ال صب» قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬كان نوح عليه السلم مكث ف قومه ألف سنة إل خسي عاما‬
‫يع ن وغرس مائة سنة الش جر فعظ مت وذه بت كل مذ هب ث قطع ها ث جعل ها سفينة‬
‫ويرون عليبه ويسبخرون منبه ويقولون تعمبل سبفينة فب الب فكيبف تري ؟ قال سبوف‬
‫تعلمون فل ما فرغ ون بع الاء و صار ف ال سكك خش يت أم ال صب عل يه وكا نت ت به حبا‬
‫شديدا فخرجت إل البل حت بلغت ثلثه فلما بلغها الاء ارتفعت حت بلغت ثلثيه فلما‬
‫بلغها الاء خرجت به حت استوت على البل فلما بلغ الاء رقبتها رفعته بيديها فغرقا‪ ,‬فلو‬
‫رحم ال منهم أحدا لرحم أم الصب» وهذا حديث غريب من هذا الوجه‪ ,‬وقد روي عن‬
‫بن هذا‪.‬‬ ‫بو مب‬‫به بنحب‬ ‫بب وأمب‬ ‫بة هذا الصب‬ ‫ببي قصب‬ ‫بن جب‬‫بد بب‬
‫بب الحبار وماهب‬ ‫كعب‬

‫** َونَادَى نُوحٌ ّربّهُ َفقَالَ رَبّ إِنّ اُبنِي مِنْ َأهْلِي َوإِنّ َوعْدَكَ الْحَ ّق َوأَنتَ أَ ْحكَ ُم الْحَاكِ ِميَ‬
‫ك بِ ِه عِلْمٌ إِنّيَ‬
‫سأَْلنِبي مَا َليْسَ لَ َ‬ ‫ل تَ ْ‬
‫* قَالَ يَنُوحُ ِإنّهُ َليْسَ مِنْ َأهْلِكَ ِإنّ ُه عَمَ ٌل َغيْرُ صَالِحٍ َف َ‬
‫َأعِظُ كَ أَن تَكُو نَ مِ َن الْجَاهِلِيَ * قَالَ رَ بّ ِإنّ يَ َأعُو ُذ بِ كَ أَ نْ أَ ْسأَلَكَ مَا َليْ سَ لِي بِ ِه عِلْ مٌ‬
‫َوإِلّ َت ْغفِرْ لِي َوتَرْحَ ْمنِيبببببَ أَكُبببببن مّنبببببَ الْخَاسبببببِرِينَ‬
‫هذا سؤال استعلم وكشف من نوح عليه السلم عن حال ولده الذي غرق {قال رب‬
‫إن ابن من أهلي} أي وقد وعدتن بنجاة أهلي ووعدك الق الذي ل يلف فكيف غرق‬
‫وأنت أحكم الاكمي {قال يا نوح إنه ليس من أهلك} أي الذين وعدت إناءهم لن‬
‫إناب وعدتبك بنجاة مبن آمبن مبن أهلك‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وأهلك إل مبن سببق عليبه القول‬
‫منهم} فكان هذا الولد من سبق عليه القول بالغرق لكفره ومالفته أباه نب ال نوحا عليه‬
‫السلم‪ ,‬وقد نص غي واحد من الئمة على تطئة من ذهب ف تفسي هذا إل أنه ليس‬

‫‪264‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫باب نه وإن ا كان ا بن زن ية‪ ,‬وي كى القول بأ نه ل يس باب نه وإن ا كان ا بن امرأ ته عن ما هد‬
‫والسن وعبيد بن عمي وأب جعفر الباقر وابن جرير‪ ,‬واحتج بعضهم بقوله‪{ :‬إنه عمل‬
‫غي صال} وبقوله‪{ :‬فخانتاها} فممن قاله السن البصري احتج باتي الَيتي وبعضهم‬
‫يقول ا بن امرأ ته وهذا يت مل أن يكون أراد ما أراد ال سن أو أراد أ نه ن سب إل يه مازا‬
‫لكونه كان ربيبا عنده فال أعلم‪ .‬وقال ابن عباس وغي واحد من السلف‪ :‬ما زنت امرأة‬
‫نب قط قال‪ :‬وقوله‪{ :‬إنه ليس من أهلك} أي الذين وعدتك ناتم‪ ,‬وقول ابن عباس ف‬
‫هذا هو الق الذي ل ميد عنه فإن ال سبحانه أغي من أن يكن امرأة نب من الفاحشة‬
‫ولذا غضب ال على الذين رموا أم الؤمني عائشة بنت الصديق زوج النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وأنكر على الؤمني الذين تكلموا بذا وأشاعوه ولذا قال تعال‪{ :‬إن الذين جاءوا‬
‫بالفك عصبة منكم ل تسبوه شرا لكم بل هو خي لكم * لكل امرىء منهم ما اكتسب‬
‫من ال ث والذي تول كبه من هم له عذاب عظ يم ب إل قوله ب إذ تلقو نه بأل سنتكم‬
‫وتقولون بأفواهكبم مبا ليبس لكبم ببه علم وتسببونه هينا وهبو عنبد ال عظيبم}‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق أخبنا معمر عن قتادة وغيه عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬هو ابنه‬
‫ل غي صال‪,‬‬ ‫غي أنه خالفه ف العمل والنية قال عكرمة ف بعض الروف إنه عمل عم ً‬
‫واليانة تكون على غي باب‪ ,‬وقد ورد ف الديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ‬
‫بذلك فقال المام أحد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حاد بن سلمة عن ثابت عن شهر‬
‫بن حوشب عن أساء بنت يزيد قالت‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ {إنه‬
‫عمل غي صال} وسعته يقول‪{ :‬يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحة‬
‫ال إن ال يغفر الذنوب جيعا} ول يبال {إنه هو الغفور الرحيم} وقال أحد أيضا حدثنا‬
‫وك يع حدث نا هارون النحوي عن ثا بت البنا ن عن ش هر بن حو شب عن أم سلمة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأها {إنه عمل غي صال} أعاده أحد أيضا ف مسنده‪,‬‬
‫أم سلمة هي أم الؤمن ي والظا هر وال أعلم أن ا أ ساء ب نت يز يد فإن ا تك ن بذلك أيضا‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق أيضا أنبأنا الثوري عن ابن عيينة عن موسى بن أب عائشة عن سليمان‬
‫بن قبة قال سعت ابن عباس سئل وهو إل جنب الكعبة عن قول ال‪{ :‬فخانتاها} قال‪:‬‬
‫أ ما إ نه ل ي كن بالز نا ول كن كا نت هذه ت ب الناس أ نه منون‪ ,‬وكا نت هذه تدل على‬

‫‪265‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الضياف ث قرأ {إنه عمل غي صال} قال ابن عيينة وأخبن عمار الدهن أنه سأل سعيد‬
‫بن جبي عن ذلك فقال‪ :‬كان ابن نوح إن ال ل يكذب‪ .‬قال تعال‪{ :‬ونادى نوح ابنه}‬
‫قال وقال ب عض العلماء‪ :‬ما فجرت امرأة نب قط‪ .‬وكذا روي عن ما هد أيضا وعكر مة‬
‫والضحاك وميمون بن مهران وثا بت بن الجاج و هو اختيار أ ب جع فر بن جر ير و هو‬
‫الصبببببببببواب الذي ل شبببببببببك فيبببببببببه‪.‬‬

‫ك َوعََلىَ ُأمَ مٍ مّمّن ّمعَ كَ َوأُمَ مٌ َسنُ َمّت ُعهُ ْم ثُ ّم‬


‫ت عََليْ َ‬
‫ل ٍم ّمنّا َوبَركَا ٍ‬
‫ط بِ سَ َ‬
‫** قِي َل َينُو حُ ا ْهبِ ْ‬
‫بهُ ْم مّنّبببببببا عَذَاببببببببٌ أَلِيمبببببببٌ‬ ‫يَمَسبببببب ّ‬
‫يب تعال عما قيل لنوح عليه السلم حي أرست السفينة على الودي من السلم عليه‬
‫وعلى من معه من الؤمني وعلى كل مؤمن من ذريته إل يوم القيامة كما قال ممد بن‬
‫كعب‪ :‬دخل ف هذا السلم كل مؤمن ومؤمنة إل يوم القيامة وكذلك ف العذاب والتاع‬
‫كل كا فر وكافرة إل يوم القيا مة وقال م مد بن إ سحاق‪ :‬ل ا أراد ال أن ي كف الطوفان‬
‫أر سل ريا على و جه الرض ف سكن الاء وان سدت يناب يع الرض الغ مر ال كب وأبواب‬
‫ال سماء يقول ال تعال‪{ :‬وق يل يا أرض ابل عي ماءك} الَ ية فج عل الاء ين قص ويغ يض‬
‫ويدبر وكان ا ستواء الفلك على الودي في ما يز عم أ هل التوراة ف الش هر ال سابع ل سبع‬
‫عشرة ليلة م ضت م نه ف أول يوم من الش هر العا شر رأى رؤوس البال فل ما م ضى ب عد‬
‫ذلك أربعون يوما فتح نوح كوة الفلك الت ركب فيها ث أرسل الغراب لينظر له ما صنع‬
‫الاء فلم يرجع إليه فأرسل المامة فرجعت إليه ل تد لرجليها موضعا فبسط يده للحمامة‬
‫فأخذها فأدخلها ث مضى سبعة أيام ث أرسلها لتن ظر له فرجعت حي أم ست و ف فيها‬
‫ورق زيتون فعلم نوح أن الاء قد قل عن وجه الرض ث مكث سبعة أيام ث أرسلها فلم‬
‫تر جع فعلم نوح أن الرض قد برزت فل ما كملت ال سنة في ما ب ي أن أر سل ال الطوفان‬
‫إل أن أر سل نوح الما مة ود خل يوم وا حد من الش هر الول من سنة اثنت ي برز و جه‬
‫الرض وظ هر الب وك شف نوح غطاء الفلك و ف الش هر الثا ن من سنة اثنت ي ف ست‬
‫وعشريببن ليلة منببه {قيببل يببا نوح اهبببط بسببلم منببا} الَيببة‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ك مِن َقبْ ِل هَـذَا‬


‫ك مِ نْ أَْنبَآ ِء الْ َغيْ بِ نُوحِيهَآ إَِليْ كَ مَا كُن تَ َتعْلَ ُمهَآ أَن تَ وَلَ َق ْومُ َ‬
‫** تِلْ َ‬
‫ببِرْ إِنبببببببببّ اْلعَاِقَبةَ ِللْ ُمّتقِيَببببببببب‬ ‫فَاصبببببببب ْ‬
‫يقول تعال ل نبيه صلى ال عل يه و سلم هذه الق صة وأشباه ها‪ { :‬من أنباء الغ يب} يع ن‬
‫من أخبارالغيوب ال سالفة نوحي ها إل يك على وجه ها كأ نك شاهد ها نوحي ها إل يك أي‬
‫نعلمك با وحيا منا إليك {ما كنت تعلمها أنت ول قومك من قبل هذا} أي ل يكن‬
‫عندك ول عند أحد من قومك علم با حت يقول من يكذبك إنك تعلمتها منه بل أخبك‬
‫ال با مطابقة لا كان عليه المر الصحيح كما تشهد به كتب النبياء قبلك فاصب على‬
‫تكذيب من كذبك من قومك وأذاهم لك فإنا سننصرك ونوطك بعنايتنا ونعل العاقبة‬
‫لك ولتباعك ف الدنيا والَخرة كما فعلنا بالرسلي حيث نصرناهم على أعدائهم {إنا‬
‫لننصر رسلنا والذين آمنوا} الَية وقال تعال‪{ :‬ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا الرسلي إنم‬
‫لمبب النصببورون} الَيببة وقال تعال‪{ :‬فاصببب إن العاقبببة للمتقيبب}‪.‬‬

‫** َوإَِلىَ عَادٍ أَخَاهُ ْم هُودا قَا َل َيقَوْمِ ا ْعبُدُواْ اللّ َه مَا َلكُ ْم مّنْ إِلَـ ٍه َغيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِ ّل ُمفْتَرُونَ‬
‫* َي َقوْ مِ ل أَ ْسأَلُكُ ْم عََليْ هِ أَجْرا إِ نْ أَجْرِ يَ إِلّ عَلَى الّذِي فَ َط َرنِ يَ أََفلَ تَ ْعقِلُو نَ * َوَي َقوْ مِ‬
‫ا ْستَ ْغفِرُواْ َرّبكُ ْم ثُ ّم تُوُب َواْ إَِليْ هِ يُرْ سِ ِل ال سّمَآءَ عََلْيكُ ْم مّدْرَارا َويَزِدْكُ مْ ُق ّوةً إِلَىَ ُق ّوتِكُ ْم وَلَ‬
‫َتتَوَّل ْواْ ُمجْ ِرمِيَببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫يقول تعال {و} لقبد أرسبلنا {إل عاد أخاهبم هودا} آمرا لمب بعبادة ال وحده ل‬
‫شريك له ناهيا لم عن الوثان الت افتروها واختلقوا لا أساء الَلة وأخبهم أنه ل يريد‬
‫منهم أجرة على هذا النصح والبلغ من ال إنا يبغي ثوابه من ال الذي فطره أفل تعقلون‬
‫من يدعوكم إل ما يصلحكم ف الدنيا والَخرة من غي أجرة ث أمرهم بالستغفار الذي‬
‫فيه تكفي الذنوب السالفة وبالتوبة عما يستقبلون‪ ,‬ومن اتصف بذه الصفة يسر ال عليه‬
‫رز قه و سهل عل يه أمره وح فظ شأ نه ولذا قال‪{ :‬ير سل ال سماء علي كم مدرارا} و ف‬
‫الديث «من لزم الستغفار جعل ال له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مرجا ورزقه‬
‫بببببببببب»‪.‬‬ ‫بببببببببث ل يتسب‬ ‫بببببببببن حيب‬ ‫مب‬

‫‪267‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ك بِ ُم ْؤ ِمنِيَ *‬
‫ك َومَا َنحْ نُ لَ َ‬
‫** قَالُوْا َيهُو ُد مَا ِجْئَتنَا ِبَبيَّن ٍة َومَا نَحْ ُن ِبتَارِكِ يَ آِل َهتِنَا عَن َقوْلِ َ‬
‫ّهب وَا ْشهَ ُدوَاْ أَنّي َبرِيَ ٌء مّمّا‬
‫ّيب ُأ ْشهِدُ الل ِ‬
‫ِسبوَءٍ قَالَ ِإن َ‬‫ْضب آِل َهتِنَا ب ُ‬
‫َاكب َبع ُ‬ ‫إِن ّنقُولُ إِلّ ا ْعتَر َ‬
‫ت عَلَى اللّ هِ رَبّي‬ ‫تُشْرِكُو نَ * مِن دُونِ هِ َفكِيدُونِي جَمِيعا ثُ مّ َل تُنظِرُو نِ * إِنّي َتوَكّلْ ُ‬
‫بَتقِيمٍ‬
‫ط مّس ْ‬ ‫بَيِتهَآ إِنبّ رَبّبي عََلىَ صبِرَا ٍ‬ ‫وَ َرّبكُمبْ مّبا مِبن دَآّبةٍ إِلّ ُهوَ آخِ ٌذ ِبنَاص ِ‬
‫يب تعال أنم قالوا لنبيهم {ما جئتنا ببينة} أي بجة وبرهان على ما تدعيه {وما نن‬
‫بتار كي آلت نا عن قولك} أي بجرد قولك اتركو هم نترك هم {و ما ن ن لك بؤمن ي}‬
‫ب صدقي {إن نقول إل اعتراك ب عض آلت نا ب سوء} يقولون‪ :‬ما ن ظن إل أن ب عض الَل ة‬
‫أصابك بنون وخ بل ف عقلك ب سبب نيك عن عبادتا وعيبك ل ا {قال إ ن أش هد ال‬
‫واشهدوا أ ن بر يء م ا تشركون من دو نه} يقول‪ :‬إ ن بر يء من ج يع النداد وال صنام‬
‫{فكيدو ن جيعا} أي أن تم وآلت كم إن كا نت حقا { ث ل تنظرون} أي طر فة ع ي‬
‫وقوله‪{ :‬إ ن توكلت على ال ر ب ورب كم ما من دا بة إل هو آ خذ بنا صيتها} أي ت ت‬
‫قهره وسلطانه وهو الاكم العادل الذي ل يور ف حكمه فإنه على صراط مستقيم‪ .‬قال‬
‫الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن أيفع بن عبد الكلعي أنه قال ف قوله تعال‪:‬‬
‫{ما من دابة إل هو آ خذ بنا صيتها إن ر ب على صراط مستقيم} قال‪ :‬فيأخذ بنوا صي‬
‫عباده فيلقن الؤمن حت يكون له أشفق من الوالد لولده ويقول‪{ :‬ما غرك بربك الكري}‬
‫وقد تضمن هذا القام حجة بالغة ودللة قاطعة على صدق ما جاءهم به وبطلن ما هم‬
‫عليه من عبادة الصنام الت ل تنفع ول تضر بل هي جاد ل تسمع ولتبصر ول توال ول‬
‫تعادي وإنا يستحق إخلص العبادة ال وحده ل شريك له الذي بيده اللك وله التصرف‬
‫ومبا مبن شيبء إل تتب ملكبه وقهره وسبلطانه فل إله إل هبو ول رب سبواه‪.‬‬

‫ستَخْلِفُ َربّي َقوْما غَيْرَ ُك ْم وَلَ َتضُرّونَ ُه‬ ‫ت بِ هِ إَِليْكُ ْم َويَ ْ‬


‫** فَإِن َتوَّلوْاْ َفقَدْ َأبَْل ْغتُكُ ْم مّآ أُرْ سِ ْل ُ‬
‫جيْنَا هُودا وَالّذِينَب آ َمنُوْا َمعَهُب‬ ‫َشيْئا إِنّب رَبّي عََلىَ ُك ّل شَيْءٍ َحفِيظٌب * وَلَمّا جَآءَ َأمْرُنَا نَ ّ‬
‫ك عَادٌ َجحَدُواْ بِآيَا تِ َرّبهِ ْم َوعَ صَ ْواْ رُ سُلَهُ‬ ‫جْينَاهُ مْ مّ ْن عَذَا بٍ غَلِي ظٍ * َوتِلْ َ‬ ‫بِرَ ْح َمةٍ مّنّا َونَ ّ‬

‫‪268‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ِنب عَادا‬
‫ْمب الْ ِقيَا َمةِ أَل إ ّ‬
‫وَاّتَب ُعوَاْ َأمْرَ كُلّ َجبّا ٍر َعنِيدٍ * َوُأْتبِعُواْ ف ِي هَـب ِذهِ ال ّدنْي َا َل ْعَنةً َوَيو َ‬
‫ب هُودٍ‬
‫بببببببببب ِ‬ ‫بببببببببببْ أَ َل ُبعْدا ّلعَادٍ َقوْمب‬ ‫َكفَرُواْ َرّبهُمب‬
‫يقول ل م هود‪ :‬فإن تولوا ع ما جئت كم به من عبادة ال رب كم وحده ل شر يك له ف قد‬
‫قامبت علي كم الجبة بإبلغبي إياكبم ر سالة ال ال ت بعث ن باب {ويسبتخلف ر ب قوما‬
‫غيكم} يعبدونه وحده ل يشركون به ول يبال بكم فإنكم ل تضرونه بكفركم بل يعود‬
‫وبال ذلك عليكبم {إن ربب على كبل شيبء حفيبظ} أي شاهبد وحافبظ لقوال عباده‬
‫وأفعالم ويزيهم عليها إن خيا فخي وإن شرا فشر {ولا جاء أمرنا} وهو الريح العقيم‬
‫فأهلكهم ال عن آخرهم ونى هودا وأتباعه من عذاب غليظ برحته تعال ولطفه {وتلك‬
‫عاد جحدوا بآيات ربم} كفروا با وعصوا رسل ال وذلك أن من كفر بنب فقد كفر‬
‫بم يع ال نبياء ل نه ل فرق ب ي أ حد من هم ف وجوب اليان به فعاد كفروا بود فنل‬
‫كفرهم منلة من كفر بميع الرسل {واتبعوا أمر كل جبار عنيد} تركوا اتباع رسولم‬
‫الرشيد ؟ واتبعوا أمر كل جبار عنيد‪ ,‬فلهذا أتبعوا ف الدنيا لعنة من ال ومن عباده الؤمني‬
‫كل ما ذكروا وينادى علي هم يوم القيا مة على رؤوس الشهاد {أل إِن عادا كفروا رب م}‬
‫الَيببة قال السببدي‪ :‬مببا بعببث نببب بعببد عاد إل لعنوا على لسببانه‪.‬‬

‫شأَكُ ْم مّ َن‬
‫** َوإَِلىَ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحا قَا َل َي َقوْمِ ا ْعبُدُواْ اللّ َه مَا َلكُ ْم مّنْ إِلَـ ٍه غَيْرُ ُه ُهوَ أَن َ‬
‫ب‬‫ب ّمجِيب ٌ‬ ‫ب رَبّبي قَرِيب ٌ‬ ‫ب إِن ّ‬ ‫ب تُوُب َواْ إَِليْه ِ‬
‫بتَ ْغفِرُوهُ ثُم ّ‬
‫بتَعْ َمرَكُمْ فِيهَبا فَاس ْ‬
‫ب وَاس ْ‬‫الرْض ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬و} لقد أرسلنا {إِل ثود} وهم الذين كانوا يسكنون مدائن الجر بي‬
‫تبوك والدينة وكانوا بعد عاد فبعث ال منهم {أخاهم صالا} فأمرهم بعبادة ال وحده‬
‫ولذا قال‪{ :‬هبو أنشأكبم مبن الرض} أي ابتدأ خلقكبم منهبا خلق منهبا أباكبم آدم‬
‫{واسبتعمركم فيهبا} أي جعلكبم عمارا تعمروناب وتسبتغلونا {فاسبتغفروه} لسبالف‬
‫ذنوب كم { ث توبوا إل يه} في ما ت ستقبلونه {إن ر ب قر يب م يب} ك ما قال تعال‪{ :‬وإذا‬
‫سببألك عبادي عنبب فإنبب قريببب أجيببب دعوة الداع إذا دعان} الَيببة‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** قَالُوْا يَ صَالِحُ قَدْ كُن تَ فِينَا مَ ْر ُجوّا َقبْلَ هَـذَا َأتَْنهَانَآ أَن ّن ْعبُ َد مَا َي ْعبُ ُد آبَاؤُنَا َوإِّننَا َلفِي‬
‫ت عََلىَ بَّيَنةً مّن ّربّي وَآتَانِي مِنْ هُ‬ ‫ك مّمّا تَ ْدعُونَآ إَِليْ هِ ُمرِي بٍ * قَا َل َي َقوْ مِ أَ َرَأيْتُ مْ إِن كُن ُ‬
‫شَ ّ‬
‫بْيتُهُ فَمَبا تَزِيدُونَنِبي غَيْرَ تَخْس بِيٍ‬ ‫رَ ْح َمةً فَمَبن يَنص بُ ُرنِي مِن بَ اللّه بِ إِن بْ عَص َ‬
‫يذ كر تعال ما كان من الكلم ب ي صال عليه السلم وب ي قومه و ما كان من ال هل‬
‫والعناد ف قولم {قد كنت فينا مرجوا قبل هذا} أي كنا نرجوك ف عقلك قبل أن تقول‬
‫ما قلت {أتنها نا أن نع بد ما يع بد آباؤ نا} و ما كان عل يه أ سلفنا {وإن نا ل في شك م ا‬
‫تدعونا إليه مريب} أي شك كثي {قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من رب} فيما‬
‫أر سلن به إلي كم على يق ي وبرهان {وآتا ن م نه رح ة ف من ين صرن من ال إن عصيته}‬
‫وتر كت دعوت كم إل ال ق وعبادة ال وحده‪ ,‬فلو ترك ته ل ا نفعتمو ن ول ا زدتو ن {غ ي‬
‫تسبببببببببببببببي} أي خسبببببببببببببببارة‪.‬‬

‫سوَءٍ‬‫** َوَي َقوْ ِم هَ ـ ِذ ِه نَاَقةُ اللّ هِ َلكُ ْم آَيةً َفذَرُوهَا َتأْكُلْ فِ يَ أَرْ ضِ اللّ ِه وَ َل تَمَ سّوهَا بِ ُ‬
‫َفيَأْ ُخذَكُم ْب عَذَا بٌ َقرِيبٌب * َف َعقَرُوهَا َفقَا َل تَ َمّتعُواْ فِي دَارِكُ ْم َثلََثةَ َأيّا مٍ ذَلِ كَ وَعْ ٌد َغيْرُ‬
‫ي َيوْ ِمئِذٍ‬
‫جْينَا صَالِحا وَالّذِي نَ آ َمنُوْا َمعَ هُ بِ َرحْ َم ٍة ّمنّا َومِ نْ خِ ْز ِ‬
‫َمكْذُو بٍ * فَلَمّا جَآءَ َأمْ ُرنَا نَ ّ‬
‫صبَحُواْ فِي ِديَا ِرهِ مْ جَاثِ ِميَ *‬ ‫حةُ َفأَ ْ‬ ‫صيْ َ‬
‫ك ُهوَ الْ َقوِ يّ اْلعَزِيزُ * َوأَخَ َذ الّذِي نَ ظََلمُواْ ال ّ‬
‫إِ نّ َربّ َ‬
‫بببْ أَ َل ُبعْدا ّلثَمُودَ‬ ‫ب ثَمُودَ كَفرُواْ َرّبهُمب‬ ‫بب ّ‬ ‫بببْ يَ ْغَن ْواْ فِيهَبببآ أَلَ إِنب‬ ‫َكأَن لّمب‬
‫تقدم الكلم على هذه القصة مستوف ف سورة العراف با أغن عن إعادته ههنا وبال‬
‫التوفيببببببببببببببببببببببببببببببببببق‪.‬‬

‫لمٌ فَمَا َلبِثَ أَن جَآ َء ِبعِجْ ٍل‬ ‫** وََلقَدْ جَآءَتْ رُسُُلنَآ ِإبْرَاهِي َم بِاْلبُبشْرَىَ قَالُواْ َسلَما قَالَ َس َ‬
‫خ فْ إِنّا‬ ‫َحنِيذٍ * َفلَمّا َرأَى َأيْ ِدَيهُ مْ َل تَ صِلُ إِلَيْ ِه َنكِ َرهُ ْم َوَأوْجَ سَ ِمْنهُ مْ خِي َفةً قَالُواْ َل تَ َ‬
‫ق وَمِن وَرَآءِ إِ سْحَاقَ‬ ‫حكَ تْ َفبَشّ ْرنَاهَا بِإِ سْحَا َ‬‫ضِ‬ ‫أُرْ سِ ْلنَا إَِلىَ َقوْ مِ لُو طٍ * وَامْ َرَأتُ هُ قَآئِ َمةٌ َف َ‬
‫شيْءٌ عَجِي بٌ *‬ ‫ت َي َويْلَتَا َأأَلِ ُد َوَأنَاْ عَجُو ٌز َوهَ ـذَا َبعْلِي َشيْخا إِ نّ هَ ـذَا لَ َ‬ ‫َيعْقُو بَ * قَالَ ْ‬
‫ّهب َحمِي ٌد مّجِيدٌ‬
‫ْتب ِإن ُ‬
‫ُمب َأهْ َل اْلبَي ِ‬
‫ُهب عََلْيك ْ‬‫ّهب َوبَرَكَات ُ‬
‫ّهب رَ ْح َمةُ الل ِ‬ ‫ِنب َأمْرِ الل ِ‬
‫جبِي َ م ْ‬ ‫قَاُل َواْ َأَتعْ َ‬

‫‪270‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولقد جاءت رسلنا} وهم اللئكة إبراهيم بالبشرى قيل تبشره بإسحاق‬
‫وق يل بلك قوم لوط ويش هد للول قوله تعال‪{ :‬فل ما ذ هب عن إبراه يم الروع وجاء ته‬
‫البشرى يادلنا ف قوم لوط} {قالوا سلما قال سلم} أي عليكم قال علماء البيان‪ :‬هذا‬
‫أحسن ما حيوه به لن الرفع يدل على الثبوت والدوام {فما لبث أن جاء بعجل حنيذ}‬
‫أي ذهب سريعا فأتاهم بالضيافة وهو عجل فت البقر‪ ,‬حنيذ‪ :‬مشوي على الرضف وهي‬
‫الجارة الحماة‪ .‬هذا مع ن ما روي عن ا بن عباس وقتادة وغ ي وا حد ك ما قال ف الَية‬
‫الخرى {فراغ إل أهله فجاء بعجل سي فقربه إليهم قال أل تأكلون} وقد تضمنت هذه‬
‫الَيبة آداب الضيافبة مبن وجوه كثية وقوله‪{ :‬فلمبا رأى أيديهبم ل تصبل إليبه‬
‫نكر هم}تنكر هم {وأو جس من هم خي فة} وذلك أن اللئ كة ل ه ة ل م إل الطعام ول‬
‫يشتهونه ول يأكلونه فلهذا رأى حالم معرضي عما جاءهم به فارغي عنه بالكلية فعند‬
‫ذلك نكرهم {وأوجس منهم خيفة} قال السدي‪ :‬لا بعث ال اللئكة لقوم لوط أقبلت‬
‫تشي ف صور رجال شبان حت نزلوا على إبراهيم فتضيفوه‪ ,‬فلما رآهم أجلهم {فراغ إل‬
‫أهله فجاء بعجل سي} فذبه ث شواه ف الرضف وأتاهم به فقعد معهم وقامت سارة‬
‫تدمهم فذلك حي يقول ب وامرأته قائمة وهو جالس ب ف قراءة ابن مسعود {فقربه‬
‫إليهم قال أل تأكلون ؟} قالوا‪ :‬يا إبراهيم إنا ل نأكل طعاما إل بثمن‪ ,‬قال فإن لذا ثنا‪,‬‬
‫قالوا‪ :‬و ما ث نه ؟ قال تذكرون ا سم ال على أوله وتمدو نه على آخره فن ظر جب يل إل‬
‫ل {فل ما رأى أيدي هم ل ت صل إل يه نكر هم}‬ ‫ميكائ يل فقال حق لذا أن يتخذه ر به خلي ً‬
‫يقول فل ما رآ هم ل يأكلون فزع من هم وأو جس من هم خي فة‪ ,‬فل ما نظرت سارة أ نه قد‬
‫أكرم هم وقا مت هي تدم هم ضح كت وقالت‪ :‬عج با لضياف نا هؤلء ندم هم بأنف سنا‬
‫كرامببببببة لمبببببب وهببببببم ل يأكلون طعامنببببببا‪.‬‬
‫وقال ا بن حا ت حدث نا علي بن ال سي حدث نا ن صر بن علي حدث نا نوح بن ق يس عن‬
‫عثمان بن مصن ف ضيف إبراهيم قال كانوا أربعة‪ :‬جبيل وميكائيل وإسرافيل ورفائيل‪.‬‬
‫قال نوح بن قيس فزعم نوح بن أب شداد أنم لا دخلوا على إبراهيم فقرب إليهم العجل‬
‫م سحه جبيل بناحه فقام يدرج حت لق بأمه وأم الع جل ف الدار‪ ,‬وقوله تعال إخبارا‬
‫عبن اللئكبة‪{ :‬قالوا ل تفب} أي قالوا ل تفب منبا إنبا ملئكبة أرسبلنا إل قوم لوط‬

‫‪271‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لنهلكهبم‪ ,‬فضحكبت سبارة اسبتبشارا بلكهبم لكثرة فسبادهم وغلظ كفرهبم فلهذا‬
‫جوزيبت بالبشارة بالولد بعبد الياس‪ ,‬وقال قتادة ضحكبت وعجببت أن قوما يأتيهبم‬
‫العذاب و هم ف غفلة‪ ,‬وقوله‪{ :‬و من وراء إ سحاق يعقوب} قال العو ف عن ا بن عباس‬
‫فضحكت أي حاضت‪ ,‬وقول ممد بن قيس‪ :‬إنا إنا ضحكت من أنا ظنت أنم يريدون‬
‫أن يعملوا كمبا يعمبل قوم لوط‪ .‬وقول الكلبب‪ :‬إناب إناب ضحكبت لاب رأت مبن الروع‬
‫بإبراهيم ضعيفان ووجدا وإن كان ابن جرير قد رواها بسنده إليهما فل يلتفت إل ذلك‬
‫وال أعلم‪ .‬وقال وهبب ببن منببه‪ :‬إناب ضحكبت لاب بشرت بإسبحاق وهذا مالف لذا‬
‫ال سياق فإن البشارة صرية مرت بة على ضحك ها {فبشرنا ها بإ سحاق و من وراء إ سحاق‬
‫يعقوب} أي بولد ل ا يكون له ولد وع قب ون سل فإن يعقوب ولد إ سحاق ك ما قال ف‬
‫آ ية البقرة {أم كن تم شهداء إذ ح ضر يعقوب الوت إذ قال لبن يه ما تعبدون من بعدي ؟‬
‫قالوا نعببد إلكب وإله آبائك إبراهيبم وإسبحاق إلا واحدا وننب له مسبلمون}‪.‬‬
‫ومن ههنا استدل من استدل بذه الَية على أن الذبيح إنا هو إساعيل‪ ,‬وأنه يتنع أن‬
‫يكون هو إسحاق لنه وقعت البشارة به وأنه سيولد له يعقوب فكيف يؤمر إبراهيم بذبه‬
‫و هو ط فل صغي ول يولد له ب عد يعقوب الوعود بوجوده وو عد ال حق ل خلف ف يه‬
‫فيمتنبع أن يؤمبر بذببح هذا والالة هذه‪ ,‬فتعيب أن يكون إسباعيل وهذا مبن أحسبن‬
‫الستدلل وأصحه وأبينه و ل المد {قالت يا ويلت أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا}‬
‫الَية حكى قولا ف هذه الَية كما حكى فعلها ف الَية الخرى فإنا {قالت يا ويلت أألد‬
‫وأنا عجوز} وف الذاريات {فأقبلت امرأته ف صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم}‬
‫كما جرت به عادة النساء ف أقوالن وأفعالن عند التعجب {قالوا أتعجبي من أمر ال}‬
‫أي قالت اللئكة لا ل تعجب من أمر ال فإنه إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون‪ .‬فل‬
‫تع جب من هذا وإن ك نت عجوزا عقيما وبعلك شيخا كبيا فإن ال على ما يشاء قد ير‬
‫{رح ة ال وبركا ته علي كم أ هل الب يت إ نه ح يد م يد} أي هو الم يد ف ج يع أفعاله‬
‫وأقواله ممود مجد ف صفاته وذاته‪ ,‬ولذا ثبت ف الصحيحي أنم قالوا‪ :‬قد علمنا السلم‬
‫عليك فكيف الصلة عليك يا رسول ال ؟» «قال قولوا اللهم صلّ على ممد وعلى آل‬

‫‪272‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ممبد كمبا صبليت على إبراهيبم وآل إبراهيبم‪ ,‬وبارك على ممبد وعلى آل ممبد كمبا‬
‫باركبببت على إبراهيبببم وآل إبراهيبببم إنبببك حيبببد ميبببد»‪.‬‬

‫ى ُيجَادُِلنَا فِي َقوْ مِ لُو طٍ * إِ نّ ِإبْرَاهِي َم‬‫ب عَ نْ ِإبْرَاهِي مَ ال ّروْ عُ وَجَآ َءتْ ُه الْبُشْرَ َ‬
‫** َفلَمّا َذهَ َ‬
‫ك َوِإنّهُ ْم آتِيهِ ْم عَذَابٌ‬
‫حلِيمٌ َأوّاهٌ ّمنِيبٌ * يِإبْرَاهِيمُ َأعْرِضْ عَ ْن هَـذَآ ِإنّهُ قَدْ جَآءَ َأمْرُ َربّ َ‬ ‫لَ َ‬
‫غَيْرُ مَرْدُودٍ‬
‫يب تعال عن إبراهيم عليه السلم أنه لا ذهب عنه الروع وهو ما أوجس من اللئكة‬
‫خي فة ح ي ل يأكلوا وبشروه ب عد ذلك بالولد وأ خبوه بلك قوم لوط أ خذ يقول ك ما‬
‫قال سعيد بن جبي ف الَية قال‪ :‬لا جاءه جبيل ومن معه قالوا له‪{ :‬إنا مهلكو أهل هذه‬
‫القر ية} قال ل م‪ :‬أتلكون قر ية في ها ثلثمائة مؤ من ؟ قالوا‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬أفتهلكون قر ية في ها‬
‫مائ تا مؤ من ؟ قالوا‪ :‬ل‪ ,‬قال أفتهلكون قر ية في ها أربعون مؤمنا ؟ قالوا‪ :‬ل‪ ,‬قال ثلثون ؟‬
‫قالوا‪ :‬ل‪ ,‬حت بلغ خسة قالوا‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬أرأيتكم إن كان فيها رجل مسلم واحد أتلكونا‬
‫؟ قالوا‪ :‬ل‪ ,‬فقال إبراهيم عليه السلم عند ذلك‪{ :‬إن فيها لوطا قالوا نن أعلم بن فيها‬
‫لننجينه وأهله إل امرأته} الَية‪ .‬فسكت عنهم واطمأنت نفسه‪ ,‬وقال قتادة وغيه قريبا من‬
‫هذا زاد ا بن إ سحاق أفرأي تم إن كان في ها مؤ من وا حد ؟ قالوا‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬فإن كان في ها‬
‫لوط يدفع به عنهم العذاب قالوا‪{ :‬نن أعلم بن فيها} الَية‪ ,‬وقوله‪{ :‬إن إبراهيم لليم‬
‫أواه من يب} مدح لبراه يم بذه ال صفات الميلة‪ ,‬و قد تقدم تف سيها‪ ,‬وقوله تعال‪ { :‬يا‬
‫إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك} الَية‪ ,‬أي أنه قد نفذ فيهم القضاء وحقت‬
‫بب‪.‬‬ ‫ببن القوم الجرميب‬ ‫ببة باللك وحلول البأس الذي ل يرد عب‬ ‫ببم الكلمب‬ ‫عليهب‬

‫ق ِبهِ مْ ذَرْعا وَقَا َل هَ ـذَا َيوْ ٌم عَ صِيبٌ *‬ ‫** وَلَمّا جَآءَ تْ رُ سُُلنَا لُوطا سِيَ َء ِبهِ ْم وَضَا َ‬
‫وَجَآءَ هُ َق ْومُ هُ ُيهْ َرعُو نَ إَِليْ ِه َومِن َقبْلُ كَانُواْ َيعْمَلُو نَ ال سّّيئَاتِ قَا َل َي َقوْ ِم هَـؤُل ِء َبنَاتِي هُ نّ‬
‫ضْيفِي أََليْ سَ ِمْنكُ مْ رَ ُجلٌ ّرشِيدٌ * قَالُواْ َلقَ ْد عَلِمْ تَ‬‫خزُو نِ فِي َ‬ ‫أَ ْطهَرُ َلكُ مْ فَاّتقُواْ اللّ َه وَ َل تُ ْ‬
‫ب َوِإنّكببَ َلَتعْلَمببُ مَببا ُنرِيدُ‬ ‫مَببا لَنَببا فِببي َبنَاتِكببَ مِنببْ حَقب ّ‬

‫‪273‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يب تعال عن قدوم رسله من اللئكة بعد ما أعلموا إبراهيم بلكهم وفارقوه وأخبوه‬
‫بإهلك ال قوم لوط هذه الليلة فانطلقوا من عنده فأتوا لوطا عليه السلم وهو على ما قيل‬
‫ف أرض له وقيل ف منله ووردوا عليه وهم ف أجل صورة تكون على هيئة شبان حسان‬
‫الوجوه ابتلء من ال وله الك مة وال جة البال غة ف ساءه شأن م وضا قت نف سه ب سببهم‬
‫وخشي إن ل يضيفهم أن يضيفهم أحد من قومه فينالم بسوء {وقال هذا يوم عصيب}‬
‫قال ا بن عباس وغ ي وا حد‪ :‬شد يد بلؤه وذلك أ نه علم أ نه سيدافع عن هم وي شق عل يه‬
‫ذلك‪ .‬وذكر قتادة أنم أتوه وهو ف أرض له فتضيفوه فاستحيا منهم فانطلق أمامهم وقال‬
‫لم ف أثناء الطريق كالعرض لم بأن ينصرفوا عنه‪ :‬إنه وال يا هؤلء ما أعلم على وجه‬
‫الرض أ هل بلد أخ بث من هؤلء‪ .‬ث م شى قليلً ث أعاد ذلك علي هم ح ت كرره أر بع‬
‫مرات‪ ,‬قال قتادة وقبد كانوا أمروا أن ل يهلكوهبم حتب يشهبد عليهبم نببيهم بذلك‪.‬‬
‫وقال ال سدي خرجت اللئكة من عند إبراه يم نو قرية لوط فبلغوا نر سدوم نصف‬
‫النهار ولقوا بنت لوط تستقي فقالوا يا جارية هل من منل ؟ فقالت مكانكم حت آتيكم‬
‫وفرقت عليهم من قومها فأتت أباها فقالت يا أبتاه أدرك فتيانا على باب الدينة ما رأيت‬
‫وجوه قوم أح سن من هم ل يأخذ هم قو مك وكان قو مه نوه أن يض يف رجلً فقالوا خل‬
‫ع نا فلنض يف الرجال فجاء ب م فلم يعلم ب م أ حد إل أ هل بي ته فخر جت امرأ ته فأ خبت‬
‫قوم ها فجاءوا يهرعون إل يه وقوله‪{ :‬يهرعون إل يه} أي ي سرعون ويهرولون من فرح هم‬
‫بذلك وقوله‪{ :‬ومبن قببل كانوا يعملون السبيئات} أي ل يزل هذا مبن سبجيتهم حتب‬
‫أخذوا و هم على ذلك الال وقوله‪{ :‬قال يا قوم هؤلء بنا ت هن أط هر ل كم} يرشد هم‬
‫إل ن سائهم فإن ال نب لل مة بنلة الوالد فأرشد هم إل ما هو أن فع ل م ف الدن يا والَخرة‬
‫كما قال لم ف الَية الخرى‪{ :‬أتأتون الذكران من العالي وتذرون ما خلق لكم ربكم‬
‫مبن أزواجكبم ببل أنتبم قوم عادون} وقوله فب الَيبة الخرى‪{ :‬قالوا أول ننهبك عبن‬
‫العالي} أي أل ننهك عن ضيافة الرجال {قال هؤلء بنات إن كنتم فاعلي * لعمرك إنم‬
‫ل في سكرتم يعمهون} وقال ف هذه الَ ية الكري ة‪{ :‬هؤلء بنا ت هن أط هر ل كم} قال‬
‫ما هد ل ي كن بنا ته ول كن كن من أم ته و كل نب أ بو أم ته وكذا روي عن قتادة وغ ي‬
‫واحبببببببببببببببببببببببببببببببببببد‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ا بن جر يج‪ :‬أمر هم أن يتزوجوا الن ساء ول يعرض علي هم سفاحا‪ ,‬وقال سعيد بن‬
‫جبي‪ :‬يعن نساءهم هن بناته وهو أب لم ويقال ف بعض القراءات {النب أول بالؤمني‬
‫مبن أنفسبهم وأزواجبه أمهاتمب وهبو أب لمب} وكذا روي عبن الربيبع ببن أنبس وقتادة‬
‫والسدي وممد بن إسحاق وغيهم وقوله‪{ :‬فاتقوا ال ول تزون ف ضيفي} أي اقبلوا‬
‫ما آمركم به من القتصار على نسائكم {أليس منكم رجل رشيد} أي فيه خي يقبل ما‬
‫آمره به ويترك ما أناه عنه {قالوا لقد علمت ما لنا ف بناتك من حق} أي إنك لتعلم أن‬
‫نساءنا ل أرب لنا فيهن ول)نشتهيهن {وإنك لتعلم ما نريد} أي ليس لنا غرض إل ف‬
‫الذكور وأنت تعلم ذلك فأي حاجة ف تكرار القول علينا ف ذلك ؟ قال السدي {وإنك‬
‫لتعلم مببببببا نريببببببد} إنابببببب نريببببببد الرجال‪.‬‬

‫** قَالَ َلوْ أَنّ لِي ِبكُمْ ُق ّوةً َأوْ آوِيَ إَِلىَ رُكْ ٍن شَدِيدٍ * قَالُوْا يَلُوطُ ِإنّا ُرسُلُ َربّكَ لَن َيصُِل َوْا‬
‫ك ِبقِطْ ٍع مّنَ الّْليْلِ وَ َل يَ ْلَت ِفتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِ ّل امْ َرَأتَكَ ِإنّ ُه ُمصِيُبهَا مَآ أَصَاَبهُمْ‬
‫إَِليْكَ َفَأسْ ِر ِبأَهْلِ َ‬
‫ببْحُ أََليْسببببَ الصببببّبْ ُح ِبقَرِيبببببٍ‬ ‫ب َم ْوعِ َدهُمببببُ الصببب ّ‬ ‫إِنببب ّ‬
‫يقول تعال م با عن نبيه لوط عل يه ال سلم إن لوطا توعد هم بقوله‪{ :‬لو أن ل ب كم‬
‫قوة} الَ ية أي لك نت نكلت ب كم وفعلت ب كم الفاعيل بنف سي وعشي ت‪ ,‬ولذا ورد ف‬
‫الديث من طريق ممد بن عمرو بن علقمة بن أب سلمة عن أب هريرة أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬رحة ال على لوط لقد كان يأوي إِل ر كن شد يد ب يع ن‬
‫ال عز و جل ب ف ما ب عث ال بعده من نب إِل ف ثروة من قو مه» فع ند ذلك أ خبته‬
‫اللئ كة أن م ر سل ال إِلي هم وأن م ل و صول ل م إل يه {قالوا يا لوط إ نا ر سل ر بك لن‬
‫ي صلوا إل يك} وأمروه أن ي سري بأهله من آ خر الل يل وأن يت بع أدبار هم أي يكون ساقة‬
‫لهله {ول يلت فت من كم أ حد} أي إِذا سعت ما نزل ب م ول تولن كم تلك ال صوات‬
‫الزعجة ولكن استمروا ذاهبي {إِل امرأتك} قال الكثرون هو استثناء من الثبت وهو‬
‫قوله‪{ :‬فأ سر بأهلك} تقديره {إِل امرأ تك} وكذلك قرأ ها ا بن م سعود‪ ,‬ون صب هؤلء‬
‫امرأتك لنه من مثبت فوجب نصبه عندهم‪ ,‬وقال آخرون من القراء والنحاة هو استثناء‬
‫بب‪.‬‬ ‫بع والنصب‬ ‫بك} فجوزوا الرفب‬ ‫بد إِل امرأتب‬ ‫بم أحب‬ ‫بت منكب‬ ‫بن قوله {ول يلتفب‬ ‫مب‬

‫‪275‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وذكر هؤلء أنا خرجت معهم وأنا لا سعت الوجبة التفتت وقالت‪ :‬واقوماه فجاءها‬
‫حجر من السماء فقتل ها ث قربوا له هلك قومه تبشيا له لنه قال ل م أهلكوهم الساعة‬
‫فقالوا {إِن موعدهبم الصببح أليبس الصببح بقريبب} هذا وقوم لوط وقوف على الباب‬
‫عكوف قد جاءوا يهرعون إِليه من كل جانب ولوط واقف على الباب يدافعهم ويردعهم‬
‫وينهاهم عما هم فيه وهم ل يقبلون منه بل يتوعدونه ويتهددونه فعند ذلك خرج عليهم‬
‫جب يل عل يه السبلم فضرب وجوه هم بنا حه فط مس أعين هم فرجعوا و هم ل يهتدون‬
‫الطر يق ك ما قال تعال‪{ :‬ول قد راودوه عن ضي فه فطم سنا أعين هم فذوقوا عذا ب ونذر}‬
‫الَية وقال معمر عن قتادة عن حذيفة بن اليمان قال‪ :‬كان إِبراهيم عليه السلم يأت قوم‬
‫لوط فيقول أناكبم ال أن تعرضوا لعقوبتبه فلم يطيعوه حتب إِذا بلغ الكتاب أجله انتهبت‬
‫اللئكة إِل لوط وهو يعمل ف أرض له فدعاهم إِل الضيافة فقالوا إِنا ضيوفك الليلة وكان‬
‫ال قد عهد إِل جبيل أل يعذبم حت يشهد عليهم لوط ثلث شهادات فلما توجه بم‬
‫لوط إل الضيافة ذكر ما يعمل قومه من الشر فمشى معهم ساعة ث التفت إِليهم فقال أما‬
‫تعلمون ما يعمل أهل هذه القرية ؟ ما أعلم على وجه الرض شرا منهم أين أذهب بكم ؟‬
‫إِل قو مي و هم أ شر خلق ال‪ ,‬فالت فت جب يل إِل اللئ كة فقال احفظو ها هذه واحدة ث‬
‫م شى مع هم ساعة فل ما تو سط القر ية وأش فق علي هم وا ستحيا من هم قال أ ما تعلمون ما‬
‫يع مل أ هل هذه القر ية ؟ ما أعلم على و جه الرض أ شر من هم إن قو مي أ شر خلق ال‬
‫فالت فت جب يل إِل اللئ كة فقال احفظو ها هاتان اثنتان‪ ,‬فل ما انت هى إِل باب االدار ب كى‬
‫حياء منهم وشفقة عليهم فقال‪ :‬إِن قومي أشر خلق ال ؟ أما تعلمون ما يعمل أهل هذه‬
‫القريبببة ؟ مبببا أعلم على وجبببه الرض أهبببل قريبببة شرا منهبببم‪.‬‬
‫فقال جبيبل للملئكبة احفظوا هذه ثلث قبد حبق العذاب فلمبا دخلوا ذهببت عجوز‬
‫السوء فصعدت فلوحت بثوبا فأتاها الفساق يهرعون سراعا قالوا ما عندك ؟ قالت ضيف‬
‫لوط قوما ما رأيت قط أحسن وجوها منهم ول أطيب ريا منهم فهرعوا يسارعون إِل‬
‫ل وهبو داخبل وهبم خارج يناشدهبم ال‬ ‫الباب فعالهبم لوط على الباب فدافعوه طوي ً‬
‫ويقول‪{ :‬هؤلء بنات هن أطهر لكم} فقام اللك فلز بالباب ب يقول فشده ب واستأذن‬
‫جبيل ف عقوبتهم فأذن ال له فقام ف الصورة الت يكون فيها ف السماء‪ ,‬فنشر جناحه‬

‫‪276‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب ولبيل جناحان ب وعليه وشاح من در منظوم وهو براق الثنايا أجلى البي ورأسه‬
‫ح بك ح بك م ثل الرجان و هو اللؤلؤ كأ نه الثلج ورجله إل الضرة فقال‪ :‬يا لوط {إِ نا‬
‫ر سل ر بك لن ي صلوا إِل يك} ا مض يا لوط عن الباب ودع ن وإِيا هم‪ ,‬فتن حى لوط عن‬
‫الباب فخرج إِليهبم فنشبر جناحبه فضرب ببه وجوههبم شدخ أعينهبم فصباروا عميبا ل‬
‫يعرفون الطريق‪ ,‬ث أمر لوط فاحتمل بأهله ف ليلته قال‪{ :‬فأسر بأهلك بقطع من الليل}‬
‫وروي عبببن ممبببد ببببن كعبببب وقتادة والسبببدي نوببب هذا)‬

‫** َفلَمّا جَآءَ َأمْرُنَا َجعَلْنَا عَاِليَهَا سَافَِلهَا َوَأمْطَرْنَا عََليْهَا حِجَا َرةً مّن ِسجّيلٍ مّْنضُودٍ *‬
‫بببَ الظّالِمِيَببب ِبَبعِيدٍ‬ ‫ب مِنب‬‫بب َ‬ ‫ب وَمَبببا هِيب‬ ‫بب َ‬ ‫ب ّومَ ًة عِندَ َربّكب‬ ‫بب َ‬ ‫مّسب‬
‫يقول تعال‪{ :‬فل ما جاء أمرنا} وكان ذلك ع ند طلوع الش مس {جعلنا عاليها} و هي‬
‫سدوم {سافلها} كقوله‪{ :‬فغشاها ماغشى} أي أمطرنا عليها حجارة من سجيل وهي‬
‫بالفارسية حجارة من طي قاله ابن عباس وغيه وقال بعضهم أي من سنك وهو الجر‬
‫وكل وهو الطي وقد قال ف الَية الخرى حجارة من طي أي مستحجرة قوية شديدة‪,‬‬
‫وقال بعضهم مشوية‪ ,‬وقال البخاري سجيل‪ :‬الشديد الكبي‪ ,‬سجيل وسجي اللم والنون‬
‫أختان‪ ,‬وقال تيبببببببببم ببببببببببن مقببببببببببل‪:‬‬
‫ورجلة يضربون البيبببض صببباحبةضربا تواصبببت ببببه البطال سبببجينا‬
‫وقوله‪{ :‬منضود} قال بعضهبم‪ :‬فب السبماء أي معدة لذلك وقال آخرون‪{ :‬منضود}‬
‫أي يت بع بعض ها بعضا ف نزول ا علي هم وقوله‪{ :‬م سوّمة} أي معل مة متو مة علي ها أ ساء‬
‫أ صحابا كل ح جر مكتوب عل يه ا سم الذي ينل عل يه وقال قتادة وعكر مة‪{ :‬م سومة}‬
‫مطوقة با نضح من حرة وذكروا أن ا نزلت على أهل البلد وعلى التفرقي ف القرى ما‬
‫حولا فبينا أحدهم يكون عند الناس يتحدث إِذ جاءه حجر من السماء فسقط عليه من‬
‫بي الناس فدمره فتتبعهم الجارة من سائر البلد حت أهلكتهم عن آخرهم فلم يبق منهم‬
‫أحد‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬أخذ جبيل قوم لوط من سرحهم ودورهم حلهم بواشيهم وأمتعتهم‬
‫ورفعهم حت سع أهل السماء نباح كلبم ث أكفأهم‪ ,‬وكان حلهم على حواف جناحه‬
‫الي ن قال ول ا قلب ها كان أول ما سقط من ها شرفات ا‪ ,‬وقال قتادة بلغ نا أن جب يل أ خذ‬

‫‪277‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعروة القرية الوسطى ث ألوى با إِل جو السماء حت سع أهل السماء ضواغي كلبم ث‬
‫دمر بعضهم على بعض ث أتبع شذاذ القوم صخرا قال وذكر لنا أنم كانوا أربع قرى ف‬
‫كل قرية مائة ألف وف رواية ثلث قرى الكبى منها سدوم‪ ,‬قال وبلغنا أن إِبراهيم عليه‬
‫السلم كان يشرف على سدوم ويقول‪ :‬سدوم يوم هالك وف رواية عن قتادة وغيه قال‬
‫وبلغ نا أن جب يل عل يه ال سلم ل ا أ صبح ن شر جنا حه فانت سف ب ا أرض هم ب ا في ها من‬
‫قصورها ودوابا وحجارتا وشجرها وجيع ما فيها فضمها ف جناحه فحواها وطواها ف‬
‫جوف جنا حه ث صعد ب ا إِل ال سماء الدن يا ح ت سع سكان ال سماء أ صوات الناس‬
‫والكلب وكانوا أرب عة آلف ث قلب ها فأر سلها إِل الرض منكو سة ودمدم بعض ها على‬
‫بعض فجعل عاليها سافلها ث أتبعها حجارة من سجيل‪ ,‬وقال ممد بن كعب القرظي‪:‬‬
‫كا نت قرى قوم لوط خ س قريات سدوم و هي العظ مى و صعبة و صعود وغ مة ودو ما‬
‫احتمل ها جب يل بنا حه ث صعد ب ا ح ت إِن أ هل ال سماء الدن يا لي سمعون ناب ة كلب ا‬
‫وأصوات دجاجها ث كفأها على وجهها ث أتبعها ال بالجارة‪ ,‬يقول ال تعال‪{ :‬جعلنا‬
‫عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل} فأهلكها ال وما حولا من الؤتفكات‪,‬‬
‫وقال السدي‪ :‬لا أصبح قوم لوط نزل جبيل فاقتلع الرض من سبع أرضي فحملها حت‬
‫بلغ با السماء حت سع أهل السماء الدنيا نباح كلبم وأصوات ديوكهم ث قلبها فقتلهم‬
‫فذلك قوله‪{ :‬والؤتفكة أهوى} ومن ل يت حت سقط للرض أمطر ال عليه وهو تت‬
‫الرض الجارة و من كان من هم شاذا ف الرض يتبع هم ف القرى فكان الر جل يتحدث‬
‫فيأت يه ال جر فيقتله فذلك قوله عز و جل‪{ :‬وأمطر نا علي هم} أي ف القرى حجارة من‬
‫سجيل هكذا قال السدي(‪ )1‬وقوله‪{ :‬وما هي من الظالي ببعيد} أي وما هذه النقمة‬
‫من تشبه بم ف ظلمهم ببعيد عنه‪ ,‬وقد ورد ف الديث الروي ف السنن عن ابن عباس‬
‫مرفوعا « من وجدتوه يع مل عمبل قوم لوط فاقتلوا الفا عل والفعول به» وذهبب المام‬
‫الشاف عي ف قول ع نه وجا عة من العلماء إِل أن اللئط يق تل سواء كان م صنا أو غ ي‬
‫مصن عملً بذا الديث‪ ,‬وذهب المام أبو حنيفة إل أنه يلقى من شاهق ويتبع بالجارة‬
‫بببواب‪.‬‬ ‫ببببحانه وتعال أعلم بالصب‬ ‫بببل ال بقوم لوط وال سب‬ ‫بببا فعب‬ ‫كمب‬

‫‪278‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َوإَِلىَ َم ْديَ نَ أَخَاهُ ْم ُشعَيْبا قَا َل َي َقوْ مِ ا ْعبُدُواْ اللّ َه مَا َلكُ ْم مّ نْ إِلَ ـ ٍه غَيْرُ هُ وَلَ تَنقُ صُواْ‬
‫ب‬
‫ب ّمحِيط ٍ‬ ‫ب َيوْم ٍ‬ ‫ب عَذَاب َ‬ ‫ب عََلْيكُم ْ‬‫ب َأخَاف ُ‬ ‫خيْ ٍر َوِإنّي َ‬‫ب بِ َ‬ ‫ب أَرَاكُم ْ‬ ‫ب ِإنّي َ‬
‫الْ ِمكْيَا َل وَالْمِيزَان َ‬
‫يقول تعال ول قد أر سلنا إل مد ين و هم قبيلة من العرب كانوا ي سكنون ب ي الجاز‬
‫والشام قريبا من معان‪ .‬بلدا تعرف بم يقال لا مدين فأرسل ال إِليهم شعيبا وكان من‬
‫أشرف هم ن سبا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أخا هم شعيبا} يأمر هم بعبادة ال تعال وحده ل شر يك له‬
‫وينها هم عن التطف يف ف الكيال واليزان {إِ ن أرا كم ب ي} أي ف معيشت كم ورزق كم‬
‫وإِ ن أخاف أن ت سلبوا ما أن تم ف يه بانتهاك كم مارم ال {وإ ن أخاف علي كم عذاب يوم‬
‫ميبببببببببببببط} أي فببببببببببببب الدار الَخرة‪.‬‬

‫** َوَي َقوْ مِ َأوْفُواْ الْ ِم ْكيَا َل وَالْمِيزَا َن بِاْلقِ سْطِ وَ َل َتبْخَ سُواْ النّا سَ َأشْيَآ َءهُ ْم وَ َل َتعَْث ْواْ فِي‬
‫ِيظب‬
‫حف ٍ‬ ‫ُمب ِب َ‬ ‫ُمب إِن كُنت ُم ّم ْؤ ِمنِي َ وَم َآ َأنَاْ عََلْيك ْ‬ ‫ّهب َخْيرٌ ّلك ْ‬
‫ْسبدِينَ * َب ِقّيةُ الل ِ‬ ‫ْضب ُمف ِ‬ ‫الر ِ‬
‫ينها هم أولً عن ن قص الكيال واليزان إِذا أعطوا الناس‪ ,‬ث أمر هم بوفاء الك يل والوزن‬
‫بالقسط آخذين ومعطي وناهم عن العثو ف الرض بالفساد وقد كانوا يقطعون الطريق‪,‬‬
‫وقوله‪{ :‬بقية ال خي لكم} قال ابن عباس‪ :‬رزق ال خي لكم وقال السن رزق ال خي‬
‫لكم من بسكم الناس‪ ,‬وقال الربيع بن أنس وصية ال خي لكم‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬طاعة ال‬
‫وقال‪ :‬قتادة حظ كم من ال خ ي ل كم‪ ,‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬اللك ف‬
‫العذاب والبقية ف الرحة‪ ,‬وقال أبو جعفر بن جرير {بقية ال خي لكم} أي ما يفضل‬
‫لكم من الربح بعد وفاء الكيل واليزان خي لكم من أخذ أموال الناس قال وقد روي هذا‬
‫عن ابن عباس قلت ويشبه قوله تعال‪{ :‬قل ل يستوي البيث والطيب ولو أعجبك كثرة‬
‫البيث} الَية‪ ,‬وقوله‪{ :‬وما أنا عليكم بفيظ} أي برقيب ول حفيظ أي افعلوا ذلك ل‬
‫عبببز وجبببل ل تفعلوه لياكبببم الناس ببببل ل عبببز وجبببل‪.‬‬

‫ك َتأْمُرُ كَ أَن ّنتْرُ َك مَا َيعْبُ ُد ءابَا ُؤنَآ َأوْ أَن ّن ْفعَلَ فِ يَ َأ ْموَالِنَا مَا نَشَا ُء‬
‫شعَيْ بُ أَ صََلوَاتُ َ‬
‫** قَالُوْا يَ ُ‬
‫حلِيمبببببببببُ ال ّرشِيدُ‬ ‫ِإنّكبببببببببَ لنتبببببببببَ الْ َ‬

‫‪279‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقولون له على سبيل التهكم قبحهم ال {أصلواتك} قال العمش أي قراءتك {تأمرك‬
‫أن نترك ما يع بد آباؤ نا} أي الوثان وال صنام {أو أن نف عل ف أموال نا ما نشاء} فتترك‬
‫التطف يف علىَ قولك و هي أموال نا نف عل في ها ما نر يد‪ ,‬قال ال سن ف قوله‪{ :‬أ صلتك‬
‫تأمرك أن نترك مبا يعببد آباؤنبا} أي وال إِن صبلته لتأمرهبم أن يتركوا مبا كان يعببد‬
‫آباؤهبم‪ ,‬وقال الثوري فب قوله‪{ :‬أو أن نفعبل فب أموالنبا مانشاء} يعنون الزكاة {إِنبك‬
‫لنت الليم الرشيد} قال ابن عباس وميمون بن مهران وابن جريج وابن أسلم وابن جرير‬
‫يقولون ذلك أعداء ال على سببيل السبتهزاء قبح هم ال ولعنهبم عبن رحتبه وقبد فعبل‪.‬‬

‫** قَا َل َيقَوْ مِ أَ َرَأْيتُ مْ إِن كُن تُ عََل َى َبيَّن ٍة مّن رّبّي وَرَزَقَنِي ِمنْ هُ رِزْقا حَ سَنا وَمَآ أُرِيدُ أَ ْن‬
‫أُخَاِل َفكُ مْ إَِلىَ مَآ َأنْهَاكُ ْم َعنْ هُ إِ نْ أُرِيدُ إِلّ الِ صْلَحَ مَا ا ْستَ َط ْعتُ َومَا َتوْفِيقِ يَ إِ ّل بِاللّ ِه عََليْ هِ‬
‫َتوَكّلْتببببببببببُ َوإَِليْهببببببببببِ ُأنِيبببببببببببُ‬
‫يقول لم هل رأيتم يا قوم إِن كنت {على بينة من رب} أي على بصية فيما أدعو إِليه‬
‫{ورزقن منه رزقا حسنا} قيل أراد النبوة وقيل أراد الرزق اللل ويتمل المرين‪ ,‬وقال‬
‫الثوري {وماأريد أن أخالفكم إِل ما أناكم عنه} أي ل أناكم عن الشيء وأخالف أنا‬
‫ف ال سر فأفعله خفية عنكم كما قال قتادة ف قوله {وماأريد أن أخالفكم إِل ما أناكم‬
‫ع نه} يقول‪ :‬ل أ كن أنا كم عن أ مر وأرتك به {إِن أر يد إِل الِ صلح ما ا ستطعت} أي‬
‫فيما آمركم وأناكم إنا أريد إِصلحكم جهدي وطاقت {وماتوفيقي} أي ف إصابة الق‬
‫في ما أريده {إِلبال عل يه توكلت} ف ج يع أموري }وإل يه أن يب} أي أر جع قاله ما هد‬
‫وغيه قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان حدثنا حاد بن سلمة حدثنا أبو قزعة سويد بن حجي‬
‫الباهلي عن حكيم بن معاوية عن أبيه أن أخاه مالكا‪ :‬قال يا معاوية إِن ممدا أخذ جيان‬
‫فانطلق إِليه فإِنه قد كلمك وعرفك فانطلقت معه فقال‪ :‬دع ل جيان فقد كانوا أسلموا‬
‫فأعرض ع نه فقام مغضبا فقال‪ :‬أ ما وال لئن فعلت إِن الناس يزعمون أ نك لتأمر نا بال مر‬
‫وتالف إِل غيه وجعلت أجره وهبو يتكلم فقال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪:‬‬
‫«ماتقول ؟» فقال‪ :‬إنك وال لئن فعلت ذلك إن الناس ليزعمون أنك لتأمر بالمر وتالف‬
‫إل غيه‪ .‬قال‪ :‬فقال «أو قد قالو ها ب أي قائل هم ب ولئن فعلت ما ذاك إِل عل يّ و ما‬

‫‪280‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليهم من ذلك من شيء أرسلوا له جيانه» وقال أيضا‪ :‬حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر‬
‫عن بز بن حكيم عن أبيه عن جده قال‪ :‬أخذ النب صلى ال عليه وسلم ناسا من قومي ف‬
‫تمة فحبسهم فجاء رجل من قومي إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يطب فقال‪:‬‬
‫يا م مد علم ت بس جيا ن ؟ ف صمت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬إِن نا سا‬
‫ليقولون إِنك تنهى عن الشيء وتستخلي به فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما تقول ؟»‬
‫قال‪ :‬فجعلت أعرض بينه ما كلما ما فة أن ي سمعها فيد عو على قو مي دعوة ل يفلحون‬
‫بعد ها أبدا فلم يزل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح ت فهم ها فقال‪ « :‬قد قالو ها أو‬
‫قائلها منهم وال لو فعلت لكان عل ّي وما كان عليهم خلوا عن جيانه» ومن هذا القبيل‬
‫الديث الذي رواه المام أحد حدثنا أبو عامر حدثنا سليمان بن بلل عن ربيعة بن أب‬
‫عبد الرحن عن عبد اللك بن سعيد بن سويد النصاري قال سعت أبا حيد وأبا أسيد‬
‫يقولون عنه صلى ال عليه وسلم إنه قال‪« :‬إِذا سعتم الديث عن تعرفه قلوبكم‪ ,‬وتلي له‬
‫أشعار كم وأبشار كم‪ ,‬وترون أ نه من كم قر يب فأ نا أول كم به‪ ,‬وإذا سعتم الد يث ع ن‬
‫تنكره قلوب كم وتن فر م نه أشعار كم وأبشار كم وترون أ نه من كم بع يد فأ نا أبعد كم م نه»‬
‫إِ سناده صحيح‪ .‬و قد أخرج م سلم بذا ال سند حد يث «إِذا د خل أحد كم ال سجد فلي قل‬
‫اللهم افتح ل أبواب رحتك‪ ,‬وإذا خرج فليقل اللهم إِن أسألك من فضلك» ومعناه وال‬
‫أعلم مهما بلغكم عن من خي فأنا أولكم به‪ .‬ومهما يكن من مكروه فأنا أبعدكم منه‬
‫{وما أريد أن أخالفكم إِل ما أناكم عنه} وقال قتادة عن عزرة عن السن العرن عن‬
‫يي بن الزار عن مسروق قال‪ :‬جاءت امرأة إِل ابن مسعود فقالت تنهى عن الواصلة ؟‬
‫قال نعم‪ ,‬قالت‪ :‬فعله بعض نسائك‪ ,‬فقال ما حفظت وصية العبد الصال إِذا {وما أريد‬
‫أن أخالفكم إل ما أناكم عنه} وقال عثمان بن أب شيبة حدثنا جرير عن أب سليمان‬
‫العتب قال‪ :‬كانت تيئنا كتب عمر بن عبد العزيز فيها المر والنهي فيكتب ف آخرها وما‬
‫كنبت مبن ذلك إِل كمبا قال العببد الصبال‪{ :‬ومبا توفيقبي إِل بال عليبه توكلت وإليبه‬
‫أنيببببببببببببببببببببببببببببببببببب}‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ج ِر َمنّكُ ْم ِشقَاقِ يَ أَن يُ صِيَبكُم ّمثْ ُل مَآ أَ صَابَ َقوْ َم نُو حٍ َأوْ َقوْ َم هُودٍ َأوْ َقوْ مَ‬
‫** َوَي َقوْ مِ َل يَ ْ‬
‫ط مّنكُم بَِبعِيدٍ * وَا ْسَت ْغفِرُواْ َرّبكُ مْ ثُ ّم تُوُبوَاْ إَِليْ هِ إِ نّ َربّي رَحِي ٌم وَدُودٌ‬
‫صَاِل ٍح َومَا َقوْ مُ لُو ٍ‬
‫يقول ل م {وياقوم ل يرمن كم شقا قي} أي ل تملن كم عداو ت وبغ ضي على ال صرار‬
‫على ما أن تم عل يه من الك فر والف ساد في صيبكم م ثل ما أ صاب قوم نوح وقوم هود وقوم‬
‫صال وقوم لوط من النق مة والعذاب وقال قتادة {وياقوم ل يرمن كم شقا قي} يقول‪ :‬ل‬
‫يملن كم فرا قي‪ ,‬وقال ال سدي عداو ت‪ ,‬على أن تادوا ف الضلل والك فر في صيبكم من‬
‫العذاب ما أصابم‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد ابن عوف المصي حدثنا أبو الغية‬
‫عبد القدوس بن الجاج حدثنا ابن أب غنية حدثن عبد اللك بن أب سليمان عن ابن أب‬
‫ليلى الكندي قال‪ :‬ك نت مع مولي أم سك داب ته و قد أحاط الناس بعثمان بن عفان إِذ‬
‫أشرف علينا من داره فقال‪{ :‬يا قوم ل يرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم‬
‫نوح أو قوم هود أو قوم صال} يا قوم ل تقتلو ن إِن كم إِن قتلتمو ن كن تم هكذا وش بك‬
‫بي أصابعه‪ ,‬وقوله‪{ :‬وما قوم لوط منكم ببعيد} قيل الراد ف الزمان‪ ,‬قال قتادة‪ :‬يعن إنا‬
‫هلكوا ب ي أيدي كم بال مس‪ ,‬وق يل ف الكان ويت مل المران {وا ستغفروا رب كم} من‬
‫سالف الذنوب {ث توبوا إِليه} فيما تستقبلونه من العمال السيئة وقوله‪{ :‬إِن رب رحيم‬
‫ودود} لنبببببببببببببببببببببببببببببب تاب‪.‬‬

‫ضعِيفا وََلوْلَ َرهْطُ كَ َلرَجَ ْمنَا َك‬ ‫شعَيْ بُ مَا َن ْفقَ هُ َكثِيا مّمّا َتقُو ُل َوِإنّا َلنَرَا كَ فِينَا َ‬ ‫** قَالُوْا يَ ُ‬
‫َومَآ أَن تَ عََلْينَا ِبعَزِيزٍ * قَا َل َي َقوْ مِ أَ َرهْطِ يَ أَعَ ّز عََلْيكُم مّ نَ اللّ ِه وَاتّخَ ْذتُمُو ُه وَرَآءَكُ ْم ِظهْ ِريّا‬
‫بببببٌ‬ ‫بببببَ ُمحِيطب‬ ‫بببببّ رَبّبببببي بِمَبببببا َتعْمَلُونب‬ ‫إِنب‬
‫يقولون {ياشعيب ما نفقه} ما نفهم {كثيا} من قولك {وإِنا لنراك فينا ضعيفا} قال‬
‫سعيد بن جبي والثوري وكان ضر ير الب صر‪ ,‬وقال الثوري كان يقال له خط يب ال نبياء‪,‬‬
‫قال ال سدي {وإِ نا لنراك في نا ضعيفا} قال‪ :‬أ نت وا حد‪ ,‬وقال أ بو روق‪ :‬يعنون ذليلً لن‬
‫عشيتك ليسوا على دينك {ولول رهطك لرجناك} أي قومك لول معزتم علينا لرجناك‬
‫قيل بالجارة وقيل لسببناك {وما أنت علينا بعزيز} أي ليس عندنا لك معزة {قال يا قوم‬
‫أره طي أ عز علي كم من ال} يقول‪ :‬أتتركو ن ل جل قو مي ول تتركو ن إِعظاما لناب‬

‫‪282‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرب تبارك وتعال أن تنالوا نببيه بسباءة وقبد اتذتب كتاب ال {وراءكبم ظهريا} أي‬
‫نبذتوه خلف كم ل تطيعو نه ول تعظمو نه {إِن ر ب ب ا تعملون م يط} أي هو يعلم ج يع‬
‫أعمالكبببببببببم وسبببببببببيجزيكم باببببببببب‪.‬‬

‫ب يُخْزِي ِه َومَ ْن ُهوَ‬ ‫ف َتعْلَمُونَ مَن َي ْأتِي ِه عَذَا ٌ‬ ‫** َوَي َقوْمِ اعْمَلُوْا عََلىَ َمكَاَنتِكُمْ ِإنّي عَامِلٌ َسوْ َ‬
‫جْينَا ُشعَيْبا وَالّذِينَ آ َمنُوْا َمعَ ُه بِرَ ْح َمةٍ‬
‫ب وَا ْرتَ ِقُبوَاْ ِإنّي َمعَكُمْ رَقِيبٌ * وَلَمّا جَآءَ َأمْ ُرنَا نَ ّ‬
‫كَاذِ ٌ‬
‫حةُ َفأَ صْبَحُواْ فِي ِديَا ِرهِ مْ جَاثِ ِميَ * َكأَن ّل ْم َيغَْن ْواْ فِيهَآ أَلَ‬ ‫صيْ َ‬
‫ت الّذِي نَ ظََلمُواْ ال ّ‬‫ّمنّا َوأَ َخذَ ِ‬
‫ب ثَمُودُ‬ ‫ببببببب ْ‬ ‫ببببببببَ كَمَببببببببا َبعِدَتب‬ ‫ُبعْدا ّلمَ ْديَنب‬
‫لاب يئس نبب ال شعيبب مبن اسبتجابتهم له قال يبا قوم {اعملوا على مكانتكبم} أي‬
‫طريقتكم وهذا تديد شديد {إِن عامل} على طريقت {سوف تعلمون من يأتيه عذاب‬
‫يزيه ومن هو كاذب} أي من ومنكم {وارتقبوا} أي انتظروا {{إِن معكم رقيب} قال‬
‫ال تعال‪{ :‬ول ا جاء أمرنا نينا شعيبا والذين آمنوا معه برح ة م نا وأخذت الذ ين ظلموا‬
‫الصيحة فأصبحوا ف ديارهم جاثي} وقوله جاثي اي هامدين ل حراك بم‪ .‬وذكر ههنا‬
‫أنبه أتتهبم صبيحة‪ ,‬وفب العراف رجفبة وفب الشعراء عذاب يوم الظلة وهبم أمبة واحدة‬
‫اجت مع علي هم يوم عذاب م هذه الن قم كل ها‪ ,‬وإِن ا ذ كر ف كل سياق ما ينا سبه ف في‬
‫العراف لا قالوا {لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا} ناسب أن يذكر‬
‫الرج فة الرجفة فرجفت ب م الرض ال ت ظلموا ب ا وأرادوا إِخراج نبيهم منها‪ ,‬وههنا ل ا‬
‫أساءوا الدب ف مقالتهم على نبيهم ذكر الصيحة الت استلبثتهم وأخدتم‪ ,‬وف الشعراء‬
‫لا قالوا {فأسقط علينا كسفا من السماء إِن كنت من الصادقي} قال {فأخذهم عذاب‬
‫يوم الظلة إ نه كان عذاب يوم عظ يم} وهذا من ال سرار الدقي قة ول ال مد وال نة كثيا‬
‫دائما‪ ,‬وقوله‪{ :‬كأن ل يغنوا فيها} أي يعيشوا ف دارهم قبل ذلك {أل بعدا لدين كما‬
‫بعدت ثود} وكانوا جيان م قريبا من هم ف الدار و شبيها ب م ف الك فر وق طع الطر يق‬
‫وكانوا عربا مثلهبببببببببببببببببببببببببببببم‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وََلقَدْ أَرْ سَ ْلنَا مُو َسىَ بِآيَاتِنَا وَ سُلْطَا ٍن ّمبِيٍ * إَِلىَ ِف ْر َعوْ نَ َومََلئِ هِ فَاتَّب ُع َواْ َأمْرَ ِف ْر َعوْ نَ َومَآ‬
‫س اْلوِرْ ُد الْ َموْرُودُ * َوُأتِْبعُواْ‬ ‫َأمْرُ فِ ْر َعوْ َن بِ َرشِيدٍ * َيقْ ُدمُ َق ْومَهُ َي ْومَ اْل ِقيَامَةِ َفَأوْرَ َدهُ ُم النّا َر َوِبئْ َ‬
‫ببببي هَـببببب ِذهِ َل ْعَنةً َوَيوْمبببببَ اْل ِقيَا َم ِة ِبئْسبببببَ الرّفْ ُد الْمَرْفُودُ‬ ‫فِب‬
‫يقول تعال مبا عن إِرسال موسى بآياته ودللته الباهرة إِل فرعون ملك القبط وملئه‬
‫{فاتبعوا أمر فرعون} أي منهجه ومسلكه وطريقته ف الغي {وما أمر فرعون برشيد} أي‬
‫ليس فيه رشد ول هدى‪ .‬وإِنا هو جهل وضلل وكفر وعناد‪ ,‬وكما أنم اتبعوه ف الدنيا‬
‫وكان مقدم هم ورئي سهم كذلك هو يقدم هم يوم القيا مة إل نار جه نم فأورد هم إِيا ها‬
‫وشربوا من حياض رداها‪ ,‬وله ف ذلك الظ الوفر‪ ,‬من العذاب الكب‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلً} وقال تعال‪{ :‬فكذب وعصى * ث أدبر‬
‫يسعى * فحشر فنادى * فقال أناربكم العلى * فأخذه ال نكال الَخرة والول * إِن ف‬
‫ذلك ل عبة ل ن ي شى} وقال تعال‪{ :‬يقدم قو مه يوم القيا مة فأورد هم النار‪ ,‬وبئس الورد‬
‫الورود} وكذلك شأن التبوعي يكونون موفورين ف العذاب يوم القيامة كما قال تعال‪:‬‬
‫{ل كل ض عف ول كن ل تعلمون} وقال تعال إِخبارا عن الكفرة أن م يقولون ف النار‪:‬‬
‫{ربنا إِنا أطعنا سادتنا وكباءنا فأضلونا السبيل ربنا آتم ضعفي من العذاب} الَية‪ ,‬وقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم حدثنا أبو الهم عن الزهري عن أب سلمة عن أب هريرة قال‪:‬‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬امرؤ الق يس حا مل لواء شعراء الاهل ية إل النار»‬
‫وقوله‪{ :‬وأتبعوا ف هذه لعنة ويوم القيامة} الَية‪ ,‬أي أتبعناهم زيادة على عذاب النار لعنة‬
‫فب الدنيبا {ويوم القيامبة بئس الرفبد الرفود} قال ماهبد‪ :‬زيدوا لعنبة يوم القيامبة فتلك‬
‫لعنتان‪ ,‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {بئس الر فد الرفود} قال‪ :‬لع نة الدن يا‬
‫والَخرة وكذا قال الضحاك وقتادة وهبو كقوله {وجعلناهبم أئمبة يدعون إِل النار ويوم‬
‫القيامة ل ينصرون * وأتبعناهم ف هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من القبوحي} وقال‬
‫تعال {النار يعرضون عليهبا غدوا وعشيا ويوم تقوم السباعة أدخلوا آل فرعون أشبد‬
‫العذاب}‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك ِمْنهَا قَآئِ ٌم َوحَصِيدٌ * َومَا ظََل ْمنَاهُمْ وَلَـكِن ظََل ُموَاْ‬ ‫ى َنقُصّهُ عََليْ َ‬ ‫ك مِ نْ َأنْبَآ ِء اْلقُرَ َ‬
‫** ذَلِ َ‬
‫ك َومَا‬ ‫سهُمْ فَمَا أَ ْغنَتْ َعْنهُمْ آِل َهتُهُ ُم اّلتِي يَ ْدعُونَ مِن دُونِ اللّ ِه مِن َشيْءٍ لّمّا جَآءَ َأمْرُ َربّ َ‬ ‫أَنفُ َ‬
‫ب َغيْ َر َتْتبِيببببببببببببببببٍ‬ ‫زَادُوهُمبببببببببببببب ْ‬
‫لا ذكر تعال خب النبياء وما جرى لم مع أمهم وكيف أهلك الكافرين ونى الؤمني‬
‫قال‪{ :‬ذلك مبن أنباء القرى} أي أخبارهبم {نقصبه عليبك منهبا قائم} أي عامبر‬
‫{وحصبيد} أي هالك {ومبا ظلمناهبم} أي إِذ أهلكناهبم {ولكبن ظلموا أنفسبهم}‬
‫بتكذيبهم رسلنا وكفرهم بم {فما أغنت عنهم آلتهم} أوثانم الت يعبدونا ويدعونا‬
‫{من دون ال من شيء} ما نفعوهم ول أنقذوهم لا جاء أمر ال بإِهلكهم {وما زادوهم‬
‫غي تتبيب} قال ماهد وقتادة وغيها‪ :‬أي غي تسي وذلك أن سبب هلكهم ودمارهم‬
‫إِنابب كان باتباعهببم تلك الَلةبب فلهذا خسببروا فبب الدنيببا والَخرة‪.‬‬

‫ِيمب شَدِيدٌ‬
‫َهب أَل ٌ‬
‫ِنب أَ ْخذ ُ‬
‫ِيب ظَالِ َمةٌ إ ّ‬
‫ى َوه َ‬
‫ّكب إِذَا أَخَ َذ اْلقُرَ َ‬
‫ِكب أَ ْخذُ َرب َ‬
‫** وَكَذَل َ‬
‫يقول تعال وك ما أهلك نا أولئك القرون الظال ة الكذ بة لر سلنا كذلك نف عل بأشباه هم‬
‫{إن أخذه أليم شديد} وف الصحيحي عن أب موسى رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِن ال ليملي للظال حت إِذا أخذه ل يفلته» ث قرأ رسول ال صلى‬
‫بة‪.‬‬
‫ب} الَيب‬‫بي ظالةب‬ ‫بذ القرى وهب‬ ‫بك إِذا أخب‬ ‫بذ ربب‬ ‫بلم {وكذلك أخب‬ ‫به وسب‬ ‫ال عليب‬

‫ك َيوْ مٌ‬
‫** إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَيةً ّلمَ نْ خَا فَ عَذَا بَ الَخِ َرةِ ذَلِ كَ َيوْ ٌم مّجْمُو عٌ لّ ُه النّا سُ َوذَلِ َ‬
‫شهُودٌ * َومَا ُنؤَخّرُ هُ إِلّ لجَ ٍل ّمعْدُودٍ * َيوْ َم َيأْ تِ َل َتكَلّ ُم َنفْ سٌ إِلّ بِِإ ْذنِ هِ َف ِمْنهُ ْم َشقِ يّ‬
‫مّ ْ‬
‫بعِيدٌ‬‫وَسببببببببببببببببببببببببببببببببب َ‬
‫يقول تعال إن فبإِهلكنبا الكافريبن وإِنائنبا الؤمنيب {لَيبة} أي عظبة واعتبارا على‬
‫ب ويوم يقوم‬ ‫ب لننصبر رسبلنا والذيبن آمنوا ف الياة الدني ا‬ ‫صبدق موعودنبا ف الَخرة {إن ا‬
‫الشهاد} وقال تعال {فأوحبى إليهبم ربمب لنهلكبن الظاليب} الَيبة‪ .‬وقوله‪{ :‬ذلك يوم‬
‫مموع له الناس} أي أولمب وآخرهبم كقوله‪{ :‬وحشرناهبم فلم نغادر منهبم أحدا}‬

‫‪285‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وذلك يوم مشهود} أي عظ يم تضره اللئ كة ويت مع ف يه الر سل وت شر اللئق‬
‫بأ سرهم من ال نس وال ن والط ي والوحوش والدواب وي كم ف يه العادل الذي ل يظلم‬
‫مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها‪ ,‬وقوله {وما نؤخره إل لجل معدود} أي ما نؤخر‬
‫إقامة القيامة إل لنه قد سبقت كلمة ال ف وجود أناس معدودين من ذرية آدم وضرب‬
‫مدة معي نة إذا انقط عت وتكا مل وجود أولئك القدر خروج هم قا مت ال ساعة ولذا قال‪:‬‬
‫{وما نؤخره إل لجل معدود} أي لدة مؤقتة ل يزاد عليها ول ينتقص منها {يوم يأت‬
‫ل تكلم ن فس إل بإذ نه} أي يوم يأ ت يوم القيا مة ل يتكلم أ حد إل بإذن ال كقوله‪{ :‬ل‬
‫يتكلمون إل من أذن له الرحن وقال صوابا} وقال‪{ :‬وخشعت الصوات للرحن} الَية‪.‬‬
‫و ف ال صحيحي من حد يث الشفا عة «ول يتكلم يومئذ إل الر سل ودعوى الر سل يومئذ‬
‫اللهم سلم سلم» وقوله‪{ :‬فمنهم شقي وسعيد} أي فمن أهل المع شقي ومنهم سعيد‬
‫ك ما قال {فر يق ف ال نة وفر يق ف ال سعي} وقال الا فظ أ بو يعلى ف م سنده‪ :‬حدث نا‬
‫موسى بن حيّان حدثنا عبد اللك بن عمرو حدثنا سليمان أبو سفيان حدثنا عبد ال بن‬
‫دينار عن ابن عمر عن عمر قال‪ :‬لا نزلت {فمنهم شقي وسعيد} سألت النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم فقلت يا ر سول ال‪ :‬علم نع مل ؟ على ش يء قد فرغ م نه أم على ش يء ل‬
‫يفرغ منه‪ ,‬فقال‪« :‬على شيء قد فرغ منه يا عمر وجرت به القلم‪ ,‬ولكن كل ميسر لا‬
‫خلق له» ثببببب بيّببببن تعال حال الشقياء وحال السبببببعداء فقال‪):‬‬

‫** َفَأمّا الّذِي َن َشقُواْ َففِي النّارِ َلهُمْ فِيهَا زَفِ ٌي َو َشهِي قٌ * خَالِدِي نَ فِيهَا مَا دَامَتِ السّمَاوَاتُ‬
‫وَالرْضبببُ إِلّ مَبببا شَآءَ َربّكبببَ إِنبببّ َربّكبببَ َفعّالٌ لّمَبببا ُيرِيدُ‬
‫يقول تعال {لم فيها زفي وشهيق} قال ابن عباس الزفي ف اللق والشهيق ف الصدر‬
‫أي تنف سهم زف ي وأخذ هم الن فس شه يق‪ ,‬ل ا هم ف يه من العذاب عياذا بال من ذلك‬
‫{خالدين فيها ما دامت السموات والرض} قال المام أبو جعفر بن جرير‪ :‬من عادة‬
‫العرب إذا أرادت أن ت صف الش يء بالدوام أبدا قالت هذا دائم دوام ال سموات والرض‪,‬‬
‫وكذلك يقولون هو باق ما اختلف الل يل والنهار‪ ,‬و ما سر أبناء سي و ما للت الع ي‬
‫بأذنابا يعنون بذلك كله أبدا فخاطبهم جل ثناؤه با يتعارفونه بينهم فقال‪{ :‬خالدين فيها‬

‫‪286‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ما دا مت ال سموات والرض} (قلت)‪ :‬ويت مل أن الراد ب ا دا مت ال سموات والرض‬
‫النس لنه ل بد ف عال الَخرة من سوات وأرض كما قال تعال {يوم تبدّل الرض غي‬
‫الرض والسموات} ولذا قال السن البصري ف قوله‪{ :‬ما دامت السموات والرض}‬
‫قال‪ :‬يقول‪ :‬ساء غي هذه السماء وأرض غي هذه فما دامت تلك السماء وتلك الرض‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات ذكر عن سفيان بن حسي عن الكم عن ماهد عن ابن عباس قوله‪:‬‬
‫{ما دامت السموات والرض} قال‪ :‬لكل جنة ساء وأرض‪ ,‬وقال عبد الرحن بن زيد بن‬
‫أ سلم‪ :‬ما دامت الرض أرضا والسماء ساء‪ .‬وقوله {إل ما شاء ربك إن ربك فعال ل ا‬
‫ير يد} كقوله {النار مثوا كم خالد ين في ها إل ما شاء ال إن ر بك حك يم عل يم} و قد‬
‫اختلف الفسرون ف الراد من هذا الستثناء على أقوال كثية حكاها الشيخ أبو الفرج بن‬
‫الوزي ف كتابه زاد السي‪ ,‬وغيه من علماء التفسي‪ ,‬ونقل كثيا منها المام أبو جعفر‬
‫بن جرير رحه ال ف كتابه واختار هو ما نقله عن خالد بن معدان والضحاك وقتادة وابن‬
‫سنان ورواه ابن أب حات عن ابن عباس والسن أيضا أن الستثناء عائد على العصاة من‬
‫أهل التوحيد من يرجهم ال من النار بشفاعة الشافعي‪ ,‬من اللئكة والنبيي والؤمني‪,‬‬
‫ح ت يشفعون ف أ صحاب الكبائر ث تأ ت رح ة أر حم الراح ي فتخرج من النار من ل‬
‫يع مل خيا قط وقال يوما من الد هر ل إله إل ال ك ما وردت بذلك الخبار ال صحيحة‬
‫الستفيضة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بضمون ذلك من حديث أنس وجابر وأب‬
‫سعيد وأ ب هريرة وغي هم من ال صحابة ول يب قى ب عد ذلك ف النار إل من و جب عل يه‬
‫اللود في ها ول م يد له عن ها‪ ,‬وهذا الذي عل يه كث ي من العلماء قديا وحديثا ف تف سي‬
‫هذه الَية الكرية‪ .‬وقد روي ف تفسيها عن أمي الؤمني عمر بن الطاب وابن مسعود‬
‫وابن عباس وأب هريرة وعبد ال بن عمرو وجابر وأب سعيد من الصحابة‪ ,‬وعن أب ملز‬
‫والشعب وغيه ا من التابع ي‪ ,‬و عن ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم وإ سحاق بن راهويه‬
‫وغيها من الئمة ف أقوال غريبة وورد حديث غريب ف معجم الطبان الكبي عن أب‬
‫أمامبة صبدي ببن عجلن الباهلي ولكبن سبنده ضعيبف وال أعلم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬ال أعلم‬
‫بثنياه‪ ,‬وقال السبببدي هبببي منسبببوخة بقوله {خالديبببن فيهبببا أبدا}‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ت ال سّمَاوَاتُ وَالرْ ضُ إِلّ مَا شَآءَ‬
‫جّنةِ خَاِلدِي نَ فِيهَا مَا دَامَ ِ‬
‫** َوَأمّا الّذِي نَ ُسعِدُواْ َففِي الْ َ‬
‫جذُوذٍ‬
‫ب عَطَآ ًء َغيْ َر مَ ْ‬
‫َربّكبببببببببببببببببببببببببب َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وأما الذين سعدوا} وهم أتباع الرسل {ففي النة} أي فمأواهم النة‬
‫{خالدين فيها} أي ماكثي فيها أبدا {ما دامت السموات والرض إل ما شاء ربك}‬
‫مع ن ال ستثناء هه نا أن دوام هم في ما هم ف يه من النع يم ل يس أمرا واجبا بذا ته بل هو‬
‫موكول إل مشيئة ال تعال فله النبة عليهبم دائما ولذا يلهمون التسببيح والتحميبد كمبا‬
‫يلهمون النفس‪ .‬وقال الضحاك والسن البصري هي ف حق عصاة الوحدين الذين كانوا‬
‫فب النار ثب أخرجوا منهبا وعقبب ذلك بقوله {عطاء غيب مذوذ} أي غيب مقطوع قاله‬
‫ما هد وا بن عباس وأ بو العال ية وغ ي وا حد لئل يتو هم متو هم ب عد ذكره الشيئة أن ث‬
‫انقطاعا أو لبسا أو شيئا بل حتم له بالدوام وعدم النقطاع كما بي هناك أن عذاب أهل‬
‫النار ف النار دائما مردود إل مشيئته وأنه بعدله وحكمته عذبم ولذا قال {إن ربك فعال‬
‫ل ا ير يد} ك ما قال‪{ :‬ل ي سأل ع ما يف عل و هم ي سألون} وه نا ط يب القلوب وث بت‬
‫الق صود بقوله‪{ :‬عطاء غ ي مذوذ} و قد جاء ف ال صحيحي «يؤ تى بالوت ف صورة‬
‫ك بش أملح فيذ بح ب ي ال نة والنار ث يقال يا أ هل ال نة خلود فل)موت‪ ,‬و يا أ هل النار‬
‫خلود فل موت‪ ,‬وف الصحيح أيضا «فيقال يا أهل النة إن لكم أن تعيشوا فل توتوا أبدا‬
‫وإن لكبم أن تشبوا فل ترموا أبدا وإن لكبم أن تصبحوا فل تسبقموا أبدا وإن لكبم أن‬
‫تنعموا فل تبأسبببببببببببببببببببببببببببوا أبدا»‪.‬‬

‫ل تَ كُ فِي مِ ْرَيةٍ مّمّا َيعْبُ ُد هَ ـؤُل ِء مَا َيعْبُدُو نَ إِلّ كَمَا َي ْعبُ ُد آبَاؤُهُم مّن َقبْلُ َوإِنّا‬
‫** َف َ‬
‫لَ ُموَفّوهُ ْم نَ صِيَبهُمْ غَيْ َر مَنقُو صٍ * وََلقَ ْد آَتيْنَا مُو سَ َى اْلكِتَا بَ فَا ْختُلِ فَ فِي ِه وََلوْلَ َكلِ َمةٌ‬
‫ت مِن ّربّكَ َل ُقضِ َي بَْيَنهُ ْم َوِإّنهُمْ َلفِي شَكّ مّنْهُ مُرِيبٍ * َوإِنّ كُبلّ لّمّا َلُيوَّفيَّنهُمْ َربّكَ‬ ‫َسَبقَ ْ‬
‫ببببببَ َخبِيٌ‬ ‫ببببببُ بِمَببببببا َيعْمَلُونب‬ ‫ببببببْ ِإنّهب‬ ‫َأعْمَاَلهُمب‬
‫يقول تعال‪{ :‬فل تك ف مرية ما يعبد هؤلء} الشركون إنه باطل وجهل وضلل فإنم‬
‫إنا يعبدون ما يعبد آباؤهم من قبل أي ليس لم مستند فيما هم فيه إل إتباع الَباء ف‬
‫الهالت و سيجزيهم ال على ذلك أ ت الزاء فيعذب كافر هم عذابا ل يعذ به أحدا وإن‬

‫‪288‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان لم حسنات فقد وفاهم ال إياها ف الدنيا قبل الَخرة‪ .‬قال سفيان الثوري عن جابر‬
‫العفي عن ماهد عن ابن عباس {وإنا لوفوهم نصيبهم غي منقوص} قال ما وعدوا من‬
‫خي أو شر‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم لوفوهم من العذاب نصيبهم غي منقوص‬
‫ث ذكر تعال أنه آتى موسى الكتاب فاختلف الناس فيه فمن مؤمن به ومن كافر به فلك‬
‫ب ن سلف من ال نبياء قبلك يا م مد أ سوة فل يغيظ نك تكذيب هم لك ول يهم نك ذلك‬
‫{ولول كل مة سبقت من ر بك لق ضي بين هم} قال ا بن جر ير لول ما تقدم من تأجيله‬
‫العذاب إل أجبل معلوم لقضبى ال بينهبم ويتمبل أن يكون الراد بالكلمبة أنبه ل يعذب‬
‫أحدا إل ب عد قيام ال جة عل يه وإر سال الر سول إل يه ك ما قال‪{ :‬و ما ك نا معذب ي ح ت‬
‫نبعث رسولً} فإنه قد قال ف الَية الخرى‪{ :‬ولول كلمة سبقت من ربك لكان لزاما‬
‫وأجل مسمى * فاصب على ما يقولون} ث أخب تعال أنه سيجمع الولي والَخرين من‬
‫المم ويزيهم بأعمالم إن خيا فخي وإن شرا فشر فقال‪{ :‬وإن كلً لا ليوفينهم ربك‬
‫أعمالم إنه با يعملون خبي} أي عليم بأعمالم جيعها جليلها وحقيها صغيها وكبيها‬
‫وف هذه الَية قراءات كثية يرجع معناها إل هذا الذي ذكرناه كما ف قوله تعال‪{ :‬وإن‬
‫ببببببا مضرون}‪.‬‬ ‫ببببببع لدينب‬ ‫بببببب جيب‬ ‫ببببببل لاب‬ ‫كب‬

‫ك وَلَ تَ ْط َغ ْواْ إِنّ ُه بِمَا َتعْمَلُو َن بَصِيٌ * وَ َل تَرْ َكُن َواْ إِلَى‬
‫ب َمعَ َ‬
‫ت َومَن تَا َ‬ ‫** فَا ْسَتقِمْ كَمَآ ُأمِرْ َ‬
‫ُنصبرُونَ‬‫ُمب َل ت َ‬ ‫ِنب َأوْلِيَآ َء ث ّ‬
‫ّهب م ْ‬
‫ُونب الل ِ‬
‫ُمب م ّن د ِ‬ ‫َسبكُ ُم النّا ُر وَم َا َلك ْ‬
‫ِينب ظَلَمُواْ َفتَم ّ‬‫الّذ َ‬
‫يأمر تعال رسوله وعباده الؤمني بالثبات والدوام على الستقامة وذلك من أكب العون‬
‫على النصر على العداء ومالفة الضداد ونى عن الطغيان وهو البغي فإنه مصرعة حت‬
‫ولو كان على مشرك وأعلم تعال أنه بصي بأعمال العباد ل يغفل عن شيء ول يفى عليه‬
‫شيبببببببببببببببببببببببببببببببببببء‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول تركنوا إل الذين ظلموا} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬ل تداهنوا‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬هو الركون إل الشرك وقال أ بو العال ية‪ :‬ل ترضوا بأعمال م‬
‫وقال اببن جريبر عبن اببن عباس‪ :‬ول تيلوا إل الذيبن ظلموا وهذا القول حسبن أي ل‬
‫تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالم {فتمسكهم النار وما لكم من دون‬

‫‪289‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال من أولياء ث ل تنصرون} أي ليس لكم من دونه من ول ينقذكم ول ناصر يلصكم‬
‫مبببببببببببببببببن عذاببببببببببببببببببه‪.‬‬

‫ت يُ ْذ ِهبْنَ السّبّيئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَىَ‬


‫سنَا ِ‬
‫صلَ َة طَرَفَيِ الّنهَا ِر وَزُلَفا مّ َن الّْليْلِ إِنّ الْحَ َ‬
‫** َوأَقِ ِم ال ّ‬
‫بِنيَ‬
‫لِلذّاكِرِينبببَ * وَاصبببْبِرْ َفإِنبببّ اللّهبببَ َل ُيضِيعبببُ أَ ْج َر الْمُحْسبب ِ‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {وأ قم ال صلة طر ف النهار} قال يع ن ال صبح‬
‫والغرب وكذا قال السن وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬وقال السن ف رواية وقتادة‬
‫والضحاك وغي هم هي ال صبح والع صر وقال ما هد‪ :‬هي ال صبح ف أول النهار والظ هر‬
‫والعصر من آخره {وزلفا من الليل} قال ابن عباس وماهد والسن وغيهم يعن صلة‬
‫العشاء وقال السن ف رواية ابن البارك عن مبارك بن فضالة عنه {وزلفا من الليل} يعن‬
‫الغرب والعشاء قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ه ا زلف تا الل يل الغرب والعشاء»‬
‫وكذا قال ماهد وممد بن كعب وقتادة والضحاك إنا صلة الغرب والعشاء‪ ,‬وقد يتمل‬
‫أن تكون هذه الَية نزلت قبل فرض الصلوات المس ليلة السراء فإنه إنا كان يب من‬
‫الصلة صلتان‪ :‬صلة قبل طلوع الشمس وصلة قبل غروبا‪ ,‬وف أثناء الليل قيام عليه‬
‫وعلى المة ث نسخ ف حق المة وثبت وجوبه عليه ث نسخ عنه أيضا ف قول وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن ال سنات يذه ب ال سيئات} يقول إن ف عل اليات يك فر الذنوب ال سالفة‬
‫ك ما جاء ف الد يث الذي رواه المام أح د وأ هل ال سنن عن أم ي الؤمن ي علي بن أ ب‬
‫طالب قال‪ :‬ك نت إذا سعت من ر سول ال حديثا نفع ن ال ب ا شاء أن ينفع ن م نه وإذا‬
‫حدثن عنه أحد استحلفته فإذا حلف ل صدقته‪ ,‬وحدثن أبو بكر وصدق أبو بكر أنه سع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬ما من مسلم يذنب ذنبا فيتوضأ ويصلي ركعتي‬
‫إل غفر له} وف الصحيحي عن أمي الؤمني عثمان بن عفان أنه توضألم كوضوء رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ث قال‪ :‬هكذا رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يتوضأ وقال‪:‬‬
‫«من توضأ وضوئي هذا ث صلى ركعتي ل يدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه»‬
‫وروى المام أح د وأ بو جع فر ا بن جر ير من حد يث أ ب عق يل زهرة بن مع بد أ نه سع‬
‫الارث مول عثمان يقول‪ :‬جلس عثمان يوما وجلسنا معه فجاءه الؤذن فدعا عثمان باء‬

‫‪290‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف إِناء أظ نه سيكون ف يه قدر مد فتو ضأ ث قال‪ :‬رأ يت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫يتوضأ وضوئي هذا ث قال «من توضأ وضوئي هذا ث قام فصلى صلة الظهر غفر له ما‬
‫بينه وبي صلة الصبح ث صلى العصر غفر له ما بينه وبي صلة الظهر ث صلى الغرب‬
‫غفر له ما بينه وبي صلة العصر ث صلى العشاء غفر له ما بينه وبي صلة الغرب ث لعله‬
‫يبيت يتمرغ ليلته ث إِن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبي صلة العشاء وهن‬
‫ال سنات يذه ب ال سيئات» و ف ال صحيح عن أ ب هريرة عن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم أنه قال‪« :‬أرأيتم لو أن بباب أحدكم نرا غمرا يغتسل فيه كل يوم خس مرات هل‬
‫يبقى من درنه شيئا ؟ قالوا‪ :‬ل يا رسول ال قال‪« :‬كذلك الصلوات المس يحو ال بن‬
‫الذنوب والطا يا» وقال م سلم ف صحيحه‪ :‬حدث نا أ بو الطا هر وهارون ا بن سعيد قال‪:‬‬
‫حدثنا ابن وهب عن أ ب صخر أن ع مر بن إ سحاق مول زائدة حدثه عن أبيه عن أ ب‬
‫هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان يقول‪« :‬ال صلوات ال مس والم عة إِل‬
‫المعبة ورمضان إِل رمضان مكفرات لاب بينهبن مبا اجتنببت الكبائر» وقال المام أحدب‬
‫حدثنا الكم بن نافع حدثنا إِساعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد‬
‫أن أبارهم السمعي كان يدث أن أبا أيوب النصاري حدثه أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كان يقول‪« :‬إِن كل صلة تط ما بي يديهامن خطيئة» وقال أبو جعفر بن جرير‬
‫حدثنا ممد بن عوف حدثنا ممد بن إساعيل حدثنا أب عن ضمضم بن زرعة عن شريح‬
‫ببن عبيبد عن أبب مالك الشعري قال‪ :‬قال رسبول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬جعلت‬
‫بيئات}‪.‬‬ ‫بنات يذهبب السب‬ ‫بن» فإِن ال قال {إِن السب‬‫بلوات كفارات لاب بينهب‬ ‫الصب‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن أب‬
‫عثمان النهدي عن ا بن م سعود أن رجلً أ صاب من امرأة قبلة فأ تى ال نب صلى ال عل يه‬
‫و سلم فأ خبه فأنزل ال {وأ قم ال صلة طر ف النهار وزلفا من الل يل إن ال سنات يذه ب‬
‫السيئات} فقال الرجل يا رسول ال أل هذا ؟ قال‪« :‬لميع أمت كلهم» هكذا رواه ف‬
‫كتاب الصلة وأخرجه ف التفسي عن مسدد عن يزيد بن زريع بنحوه ورواه مسلم وأحد‬
‫وأهل السنن إِل أبا داود من طرق عن أب عثمان النهدي واسه ع بد الرحن بن مل به‪.‬‬
‫ورواه المام أحد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وهذا لفظه من طرق عن ساك‬

‫‪291‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن حرب أنه سع إبراهيم بن يزيد يدث عن علقمة والسود عن ابن مسعود قال جاء‬
‫رجل إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال إِن وجدت امرأة ف بستان‬
‫ففعلت با كل شيء غي أن ل أجامعها قبلتها ولزمتها ول أفعل غي ذلك فافعل ب ما‬
‫شئت فلم يقل رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا فذهب الرجل‪ .‬فقال عمر‪ :‬لقد ستر‬
‫ال عليه لو ستر على نفسه‪ ,‬فأتبعه رسول ال صلى ال عليه وسلم بصره ث قال‪« :‬ردوه‬
‫علي» فردوه عليه فقرأ عليه {أقم الصلة طرف النهار وزلفا من الليل إِن السنات يذهب‬
‫السبيئات ذلك ذكرى للذاكريبن} فقال معاذ وفب روايبة عمريبا رسبول ال أله وحده أم‬
‫للناس كافة ؟ قال‪« :‬بل للناس كافة» وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن عبيد حدثنا أبان‬
‫بن إسحاق عن الصباح بن ممد عن مرة المدان عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِن ال قسم بينكم أخلقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإِن ال‬
‫يعطي الدنيا من يب ومن ل يب ول يعطي الدين إِل من أحب فمن أعطاه ال الدين‬
‫ف قد أح به والذي نف سي بيده ل ي سلم ع بد ح ت ي سلم قل به ول سانه ول يؤ من ح ت يأ من‬
‫جاره بوائقه» قال‪ :‬قلنا‪ :‬وما بوائقه يا نب ال ؟ قال‪« :‬غشه وظلمه ول يكسب عبد مالً‬
‫حراما فينفق منه فيبارك له فيه ول يتصدق فيقبل منه ول يتركه خلف ظهره إِل كان زاده‬
‫إِل النار إِن ال ل ي حو ال سيء بال سيء ول كن ي حو ال سيء بال سن إِن ال بيث ل ي حو‬
‫البيث» وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو السائب حدثنا أبو معاوية عن العمش عن إِبراهيم‬
‫قال‪ :‬كان فلن ابن معتب رجلً من النصار فقال يا رسول ال دخلت عل يّ امرأة فنلت‬
‫منها ما ينال الرجل من أهله إِل أن ل أواقعها فلم يدر رسول ال صلى ال عليه وسلم ما‬
‫ييبه حت نزلت هذه الَية {وأقم الصلة طرف النهار وزلفا من الليل إِن السنات يذهب‬
‫السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} فدعاه رسول ال فقرأها عليه وعن ابن عباس أنه عمرو‬
‫بن غز ية الن صاري التمار وقال مقا تل هو أ بو نف يل عا مر بن ق يس الن صاري وذ كر‬
‫الطيب البغدادي أنه أبو اليسر كعب بن عمرو‪ .‬وقال المام أحد حدثنا يونس وعفان‬
‫قال‪ :‬حدث نا حاد يع ن ا بن سلمة عن علي بن ز يد قال عفان أنبأ نا علي بن يز يد عن‬
‫يوسف بن مهران عن ابن عباس أن رجلً أتى عمر فقال إن امرأة جاءت تبايعه فأدخلتها‬
‫الدول فأ صبت من ها ما دون الماع‪ ,‬فقال وي ك لعل ها مغي بة ف سبيل ال ؟ قال أ جل‪,‬‬

‫‪292‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال فائت أبا بكر فسله‪ .‬قال فأتاه فسأله فقال لعلها مغيبة ف سبيل ال ؟ فقال مثل قول‬
‫عمر ث أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال له مثل ذلك قال «فلعلها مغيبة ف سبيل ال»‬
‫ونزل القرآن {وأقم الصلة طرف النهار وزلفا من الليل إِن السنات يذهب السيئات} إِل‬
‫آ خر الَ ية‪ ,‬فقال يا ر سول ال ل خا صة أم للناس عا مة ؟ فضرب يع ن ع مر صدره بيده‬
‫وقال ل ول نع مة ع ي بل للناس عا مة فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬صدق‬
‫عمر» وروى المام أبو جعفر بن جرير من حديث قيس بن الربيع عن عثمان بن موهب‬
‫عن موسى بن طلحة عن أب اليسر كعب بن عمرو النصاري قال أتتن امرأة تبتاع من‬
‫بدر هم ترا فقلت إِن ف الب يت ترا أجود من هذا فدخلت فأهو يت إِلي ها فقبلت ها فأت يت‬
‫عمر فسألته فقال اتق ال واستر على نفسك ول تبن أحدا فلم أصب حت أتيت أبا بكر‬
‫ف سألته فقال ا تق ال وا ستر على نف سك ول ت بن أحدا قال فلم أ صب ح ت أت يت ال نب‬
‫ل غازيا ف سبيل ال ف أهله بثل هذا»‬ ‫صلى ال عليه وسلم فأخبته فقال «أخلفت رج ً‬
‫حت ظننت أن من أهل النار حت تنيت أن أسلمت ساعتئذ فأطرق رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ساعة فنل جبيل فقال أبو اليسر فجئت فقرأ عل يّ رسول ال {وأقم الصلة‬
‫طر ف النهار وزلفا من الل يل إِن ال سنات يذه ب ال سيئات ذلك ذكرى للذاكر ين} فقال‬
‫إِنسبان‪ :‬يبا رسبول ال له خاصبة أم للناس عامبة ؟ قال «للناس عامبة» وقال الافبظ أببو‬
‫السن الدارقطن حدثنا السي بن إساعيل الحاملي حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير‬
‫عن عبد اللك بن عمي عن عبد الرحن بن أب ليلى عن معاذ بن جبل أنه كان قاعدا عند‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فجاء رجل فقال‪ :‬يا رسول ال ما تقول ف رجل أصاب من‬
‫امرأة ل ت ل له فلم يدع شيئا الر جل ي صيبه من امرأ ته إِل قد أ صاب من ها غ ي أ نه ل‬
‫يامعها ؟ فقال له النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬توضأ وضوءا حسنا ث قم فصلّ» فأنزل‬
‫ال عز وجل هذه الَية يعن قوله‪{ :‬وأقم الصلة طرف النهار} فقال معاذ أهي له خاصة‬
‫أم للمسلمي عامة ؟ قال‪« :‬بل للمسلمي عامة» ورواه ابن جرير من طرق عن عبد اللك‬
‫بن عم ي به‪ .‬وقال ع بد الرزاق حدث نا م مد بن م سلم عن عمرو بن دينار عن ي ي بن‬
‫جعدة أن رجلً من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ذكر امرأة وهو جالس مع رسول‬
‫ال صلى ال عليه و سلم فاستأذنه لا جة فأذن له فذهب يطلبها فلم يدها فأقبل الر جل‬

‫‪293‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ير يد أن يب شر ال نب صلى ال عل يه و سلم بال طر فو جد الرأة جال سة على غد ير فد فع ف‬
‫صدرها وجلس بي رجليها فصار ذكره مثل الدبة فقام نادما حت أتى النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فأخبه با صنع فقال له‪« :‬استغفر ربك وصل أربع ركعات» قال‪ :‬وتل عليه {وأقم‬
‫الصببببلة طرفبببب النهار وزلفا مببببن الليببببل} الَيببببة‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن عبد ال بن أحد بن سيبويه حدثنا إسحاق بن إِبراهيم حدثن‬
‫عمرو بن الارث حدث ن ع بد ال بن سال عن الزبيدي عن سليم بن عا مر أ نه سع أ با‬
‫أمامة يقول إِن رجلً أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال أقم فّ حد ال ب‬
‫مرة أو اثنتي ب فأعرض عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم ث أقيمت الصلة فلما فرغ‬
‫النب صلى ال عليه وسلم من الصلة قال‪« :‬أين هذا الرجل القائل أقم فّ حد ال ؟» قال‪:‬‬
‫أ نا ذا‪ .‬قال‪ :‬أت مت الوضوء و صليت مع نا آنفا ؟ قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪« :‬فإ نك من خطيئ تك‬
‫كيوم ولدتك أمك فل تعد» وأنزل ال على رسول ال {وأقم الصلة طرف النهار وزلفا‬
‫من الل يل إن ال سنات يذه ب ال سيئات ذلك ذكرى للذاكر ين} وقال المام أح د حدث نا‬
‫عفان حدث نا حاد بن سلمة أنبأ نا علي بن ز يد عن أ ب عثمان قال ك نت‪ :‬مع سلمان‬
‫الفارسي تت شجرة فأخذ منها غصنا يابسا فهزه حت تات ورقه ث قال‪ :‬أبا عثمان أل‬
‫تسبألن ل أفعبل هذا قلت ول تفعله ؟ قال هكذا فعبل رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‬
‫فقال‪ :‬إن السلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ث صلى الصلوات المس تاتت خطاياه كما‬
‫يتحات هذا الورق‪ .‬وقال‪{ :‬وأقم الصلة طرف النهار وزلفا من الليل إن السنات يذهب‬
‫السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} وقال المام أحد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن حبيب‬
‫بن أب ثابت عن ميمون بن أب شبيب عن معاذ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫له‪ :‬يا معاذ «أتبع السيئة السنة تحها وخالق الناس بلق حسن» وقال المام أحد حدثنا‬
‫وكيع حدثنا سفيان عن حبيب عن ميمون بن أب شبيب عن أب ذر أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪« :‬اتق ال حيثما كنت وأتبع السيئة السنة تحها وخالق الناس بلق‬
‫حسن» وقال أحد حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن شر بن عطية عن أشياخه عن أب‬
‫ذر قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ر سول ال أو صن‪ ,‬قال‪« :‬إذا عملت سيئة فأتبع ها ب سنة تح ها» قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يبا رسبول ال أمبن السبنات ل إله إل ال ؟ قال‪« :‬هبي أفضبل السبنات» وقال‬

‫‪294‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الافظ أبو يعلى الوصلي حدثنا هذيل بن إبراهيم المان حدثنا عثمان بن عبد الرحن‬
‫الزهري عن ولد سعد بن أب وقاص عن الزهري عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما قال عبد ل إله إل ال ف ساعة من ليل أو نار إل طلست ما ف‬
‫الصحيفة من السيئات حت تسكن إل مثلها من السنات» عثمان بن عبد الرحن يقال له‬
‫الوقاصي فيه ضعف‪ .‬وقال الافظ أبو بكر البزار حدثنا بشر بن آدم وزيد بن أخرم قال‬
‫حدث نا الضحاك بن ملد حدث نا م ستور بن عباد عن ثا بت عن أ نس أن رجلً قال‪ :‬يا‬
‫رسول ال ما تركت من حاجة ول داجة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬تشهد‬
‫أن ل إله إل ال وأن رسول ال ؟» قال‪ :‬بلى‪ .‬قال «فإن هذا يأت على ذلك» تفرد به من‬
‫هذا الوجبببببببببببببببه مسبببببببببببببببتور‪.‬‬

‫ل مّمّ ْن‬‫** َفَلوْلَ كَا َن مِ َن اْلقُرُونِ مِن َقبِْلكُمْ ُأوْلُواْ َب ِقّيةٍ َيْن َهوْ َن عَ ِن اْلفَسَادِ فِي الرْضِ إِلّ قَلِي ً‬
‫ج ِرمِيَ * وَمَا كَا نَ َربّ كَ ِلُيهْلِ كَ‬‫أَنَيْنَا ِمْنهُ مْ وَاّتبَ َع الّذِي نَ ظََلمُواْ مَآ ُأتْرِفُواْ فِي ِه وَكَانُواْ مُ ْ‬
‫ببببببببِْلحُونَ‬ ‫ب َوَأهْلُهَببببببببا مُصب‬ ‫ببببببب ٍ‬ ‫ى بِظُلْمب‬ ‫الْقُ َر َ‬
‫يقول تعال فهل وجد من القرون الاضية بقايا من أهل الي ينهون عما كان يقع بينهم‬
‫من الشرور والنكرات والفساد ف الرض‪ ,‬وقوله‪{ :‬إل قليلً} أي قد وجد منهم من هذا‬
‫الضرب قليل ل يكونوا كثيا وهم الذين أناهم ال عند حلول غضبه وفجأة نقمته ولذا‬
‫أمر ال تعال هذه المة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالعروف وينهى عن النكر كما‬
‫قال تعال‪{ :‬ولتكبن منكبم أمبة يدعون إل اليب ويأمرون بالعروف وينهون عبن النكبر‬
‫وأولئك هبم الفلحون} وفب الديبث «إن الناس إذا رأوا النكبر فلم يغيوه أوشبك أن‬
‫يعم هم ال بعقاب» ولذا قال تعال‪{ :‬فلول كان من القرون من قبل كم أولو بق ية ينهون‬
‫عن الف ساد ف الرض إل قليل م ن أني نا من هم} وقوله‪{ :‬وات بع الذ ين ظلموا ما أترفوا‬
‫ف يه} أي ا ستمروا على ما هم عل يه من العا صي والنكرات ول يلتفتوا إل إنكار أولئك‬
‫ح ت فجأ هم العذاب {وكانوا مرم ي} ث أ خب تعال أ نه ل يهلك قر ية إل و هي ظال ة‬
‫لنفسها ول يأت قرية مصلحة بأسه وعذابه قط حت يكونوا هم الظالي كما قال تعال‪:‬‬
‫{ومبا ظلمناهبم ولكبن ظلموا أنفسبهم} وقال‪{ :‬ومبا رببك بظلم للعبيبد}‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ختَِلفِيَ * إِلّ مَن رّحِ مَ َربّ كَ‬ ‫جعَ َل النّا سَ ُأ ّمةً وَاحِ َد ًة وَ َل يَزَالُو َن مُ ْ‬
‫** وََل ْو شَآءَ َربّ كَ لَ َ‬
‫ب أَجْ َمعِيَب‬‫جّنةِ وَالنّاس ِ‬
‫ب الْ ِ‬
‫ب مِن َ‬
‫ب َج َهنّم َ‬
‫ب لمْلن ّ‬ ‫ب كَِل َمةُ َربّك َ‬ ‫ب َوتَمّت ْ‬ ‫ب َخَل َقهُم ْ‬
‫وَلِذَلِك َ‬
‫يب تعال أنه قادر على جعل الناس كلهم أمة واحدة من إيان أو كفر كما قال تعال‪:‬‬
‫{ولو شاء ربك لَمن من ف الرض كلهم جيعا} وقوله‪{ :‬ول يزالون متلفي إل من‬
‫رحم ربك} أي ول يزال اللف بي الناس ف أديانم واعتقادات مللهم ونلهم ومذاهبهم‬
‫وآرائهم‪ ,‬وقال عكرمة‪ :‬متلفي ف الدى وقال السن البصري‪ :‬متلفي ف الرزق يسخر‬
‫بعضهم بعضا‪ ,‬والشهور الصحيح الول‪ .‬وقوله‪{ :‬إل من رحم ربك} أي إل الرحومي‬
‫من أتباع الرسل الذين تسكوا با أمروا به من الدين‪ ,‬أخبتم به رسل ال إليهم ول يزل‬
‫ذلك دأبم حت كان النب وخات الرسل والنبياء فاتبعوه وصدقوه ووازروه ففازوا بسعادة‬
‫الدن يا والَخرة لن م الفر قة الناج ية ك ما جاء ف الد يث الروي ف ال سانيد وال سنن من‬
‫طرق يشبد بعضهبا بعضا «إن اليهود افترقبت على إحدى وسببعي فرقبة وإن النصبارى‬
‫افتر قت على اثنت ي و سبعي فر قة و ستفترق هذه ال مة على ثلث و سبعي فر قة كل ها ف‬
‫النار إل فر قة واحدة‪ ,‬قالوا‪ :‬و من هم يا ر سول ال ؟ قال « ما أ نا عل يه وأ صحاب» رواه‬
‫الاكبم فب مسبتدركه بذه الزيادة‪ ,‬وقال عطاء‪{ :‬ول يزالون متلفيب} يعنب اليهود‬
‫والن صارى والجوس {إل من ر حم ر بك} يع ن النيف ية وقال قتادة أ هل رح ة ال أ هل‬
‫الما عة وإن تفر قت ديار هم وأبدان م وأ هل مع صيته أ هل فر قة وإن اجتم عت ديار هم‬
‫وأبدانمب‪ ,‬وقوله‪{ :‬ولذلك خلقهبم} قال السبن البصبري فب روايبة عنبه وللختلف‬
‫خلقهم‪ ,‬وقال مكي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬خلقهم فريقي كقوله‪{ :‬فمنهم شقي‬
‫وسعيد} وقيل للرحة خلقهم قال ابن وهب أخبن مسلم بن خالد عن ابن أب نيح عن‬
‫طاوس‪ :‬أن رجلي اختصما إليه فأكثرا فقال طاوس اختلفتما وأكثرتا فقال أحد الرجلي‪:‬‬
‫لذلك خلقنا فقال طاوس‪ :‬كذبت فقال أليس ال يقول‪{ :‬ول يزالون متلفي إل من رحم‬
‫ر بك ولذلك خلق هم} قال ل يلقهم ليختلفوا ولكن خلقهم للجما عة والرحة ك ما قال‬
‫الكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬للرحة خلقهم ول يلقهم للعذاب‪ ,‬وكذا‬
‫قال ما هد والضحاك وقتادة وير جع مع ن هذا القول إل قوله تعال‪{ :‬و ما خل قت ال ن‬

‫‪296‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والنس إل ليعبدون} وقيل بل الراد وللرحة والختلف خلقهم كما قال السن البصري‬
‫ف رواية عنه ف قوله‪{ :‬ول يزالون متلفي إل من رحم ربك ولذلك خلقهم} قال الناس‬
‫متلفون على أديان شت {إل من رحم ربك} فمن رحم ربك غي متلف فقيل له لذلك‬
‫خلقهبم قال خلق هؤلء لنتبه وخلق هؤلء لناره وخلق لعذاببه وكذا قال عطاء ببن أبب‬
‫رباح والع مش‪ ,‬وقال ا بن و هب سألت مالكا عن قوله تعال‪{ :‬ول يزالون متلف ي إل‬
‫من رحم ربك ولذلك خلقهم} قال فريق ف النة وفريق ف السعي‪ ,‬وقد اختار هذا القول‬
‫ابن جرير وأبو عبيد الفراء وعن مالك فيما روينا عنه من التفسي {ولذلك خلقهم} قال‬
‫للرح ة وقال قوم للختلف‪ .‬وقوله‪{ :‬وت ت كل مة ر بك لملن جه نم من ال نة والناس‬
‫أجعي} يب تعال أنه قد سبق ف قضائه وقدره لعلمه التام وحكمته النافذة أن من خلقه‬
‫من يستحق النة ومنهم من يستحق النار وأنه ل بد أن يل جهنم من هذين الثقلي الن‬
‫والنس وله الجة البالغة والكمة التامة‪ ,‬وف الصحيحي عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬اختصمت النة والنار فقالت النة‪ :‬ما ل ل يدخلن إل ضعفاء‬
‫الناس وسقطهم وقالت النار‪ :‬أوثرت بالتكبين والتجبين فقال ال عز وجل للجنة‪ :‬أنت‬
‫رحت أرحم بك من أشاء وقال للنار أنت عذاب أنتقم بك من أشاء ولكل واحدة منكما‬
‫ملؤها فأما النة فل يزال فيها فضل حت ينشىء ال لا خلقا يسكن فضل النة وأما النار‬
‫فل تزال تقول هل من مز يد ح ت ي ضع علي ها رب العزة قد مه فتقول قط قط وعز تك‪.‬‬

‫ح ّق‬
‫ت بِ هِ ُفؤَادَ كَ وَجَآءَ كَ فِي هَ ـ ِذهِ الْ َ‬
‫ك مِ نْ َأْنبَاءِ الرّ سُ ِل مَا ُنَثبّ ُ‬
‫ل ّنقُ صّ عََليْ َ‬
‫** وَكُ ب ّ‬
‫َو َموْعِ َظ ٌة وَذِ ْكرَىَ لِلْ ُم ْؤ ِمنِيَبببببببببببببببببببببببببب‬
‫يقول تعال و كل أخبار نق صها عل يك من أنباء الر سل التقدم ي من قبلك مع أم هم‬
‫وك يف جرى ل م من الحاجات وال صومات و ما احتمله ال نبياء من التكذ يب والذى‬
‫وك يف ن صر ال حز به الؤمن ي وخذل أعداءه الكافر ين‪ .‬كل هذا م ا نث بت به فؤادك أي‬
‫قلبك يا ممد ليكون لك بن مضى من إخوانك من الرسلي أسوة‪ ,‬وقوله‪{ :‬وجاءك ف‬
‫هذه الق} أي هذه السورة قال ابن عباس وماهد وجاعة من السلف‪ ,‬وعن السن ف‬
‫روا ية ع نه وقتادة ف هذه الدن يا وال صحيح ف هذه ال سورة الشتملة على ق صص ال نبياء‬

‫‪297‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وك يف أنا هم ال والؤمن ي ب م وأهلك الكافر ين جاءك في ها ق صص حق ون بأ صدق‬
‫وموعظببببة يرتدع بابببب الكافرون وذكرى يتذكببببر بابببب الؤمنون‪.‬‬

‫** وَقُل ّللّذِي نَ َل ُي ْؤمِنُو نَ اعْمَلُوْا عََلىَ َمكَاَنتِكُ مْ إِنّا عَامِلُو نَ * وَاْنتَظِ ُر َواْ إِنّا مُنتَظِرُو نَ‬
‫يقول تعال آمرا رسوله أن يقول للذين ل يؤمنون با جاء به من ربه على وجه التهديد‬
‫{اعملوا على مكانتكم} أي على طريقتكم ومنهجكم {إنا عاملون} أي على طريقتنا‬
‫ومنهج نا {وانتظروا إ نا منتظرون} أي {ف ستعلمون من تكون له عاق بة الدار إ نه ل يفلح‬
‫الظالون} وقد أنز ال لرسوله وعده ونصره وأيده وجعل كلمته هي العليا وكلمة الذين‬
‫كفروا السببببببببفلى وال عزيببببببببز حكيببببببببم‪.‬‬

‫** وَللّ ِه َغيْ بُ ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ َوإَِليْ ِه يُرْ َج ُع المْرُ كُلّ هُ فَا ْعبُدْ ُه َوَتوَكّ ْل عََليْ هِ َومَا َربّ كَ‬
‫ببببببببببببببا َتعْمَلُونبببببببببببببببَ‬ ‫ِبغَافِلٍ عَمّب‬
‫يب تعال أنه عال غيب السموات والرض وأنه إليه الرجع والآب‪ ,‬وسيؤت كل عامل‬
‫عمله يوم ال ساب‪ ,‬فله اللق وال مر‪ ,‬فأ مر تعال بعباد ته والتو كل عل يه‪ .‬فإ نه كاف من‬
‫تو كل عليه وأناب إل يه‪ ,‬وقوله‪{ :‬و ما ربك بغا فل ع ما تعملون} أي ليس يفى عليه ما‬
‫عل يه مكذبوك يا م مد بل هو عل يم بأحوال م و سيجزيهم على ذلك أ ت الزاء ف الدن يا‬
‫والخرة وسينصرك وحزبك عليهم ف الدارين‪ ,‬وقال ابن جرير حدثنا ابن وكيع حدثنا‬
‫ز يد بن الباب عن جع فر بن سليمان عن أ ب عمران الو ن عن عبد ال بن رباح عن‬
‫كعب قال‪ :‬خاتة التوراة خاتة هود‪.‬آخر تفسي سورة هود عليه السلم ول المد والنة‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سببببببببببببببببببورة يوسببببببببببببببببببف‬
‫روى الثعل ب وغيه من طر يق سلم بن سلم‪ ,‬ويقال‪ :‬سليم الدائ ن‪ ,‬و هو متروك عن‬
‫هارون بن كثي‪ ,‬وقد نص على جهالته أبو حات‪ ,‬عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أب‬
‫أمامة‪ ,‬عن أب بن كعب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «علموا أرقاكم سورة‬
‫يو سف‪ ,‬فإ نه أي ا م سلم تل ها أو علم ها أهله أو ما مل كت يي نه‪ ,‬هون ال عل يه سكرات‬
‫الوت وأعطاه مبن القوة أن ل يسبد مسبلما»‪ ,‬وهذا مبن هذا الوجبه ل يصبح لضعبف‬
‫إ سناده بالكل ية‪ ,‬و قد ساقه الا فظ ا بن ع ساكر متابعا من طر يق القا سم بن ال كم‪ ,‬عن‬
‫هارون بن كثي به‪ ,‬ومن طريق شبابة عن ممد بن عبد الواحد النضري‪ ,‬عن علي بن زيد‬
‫بن جدعان‪ ,‬وعن عطاء بن أب ميمونة‪ ,‬عن زر بن حبيش‪ ,‬عن أب بن كعب‪ ,‬عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فذكر نوه‪ ,‬وهو منكر من سائر طرقه‪ ,‬وروى البيهقي ف الدلئل‬
‫أن طائفة من اليهود حي سعوا رسول ال صلى ال عليه وسلم يتلو هذه السورة أسلموا‬
‫لوافقتهبا مبا عندهبم‪ ,‬وهبو مبن روايبة الكلبب عبن أبب صبال عبن اببن عباس‪.‬‬

‫بِسبببببببْمِ اللّهبببببببِ الرّحْمـبببببببنِ الرّحِيمبببببببِ‬

‫ب الْ ُمبِيِ * ِإنّآ َأنْزَْلنَا هُ ُقرْآنا عَ َربِيّا ّلعَّلكُ ْم َتعْقِلُو نَ * نَحْ نُ نَقُ صّ‬
‫ك آيَا تُ اْل ِكتَا ِ‬
‫** الَر تِلْ َ‬
‫ص بِمَآ َأوْ َحيْنَآ إَِليْ كَ هَـذَا الْقُرْآ نَ َوإِن كُن تَ مِن َقبْلِ هِ َلمِ نَ الْغَافِِليَ‬ ‫عََليْ كَ أَحْ سَ َن اْلقَ صَ ِ‬
‫أ ما الكلم على الروف القط عة ف قد تقدم ف أول سورة البقرة‪ .‬وقوله‪{ :‬تلك آيات‬
‫الكتاب} أي هذه آيات الكتاب‪ ,‬و هو القرآن ال بي‪ ,‬أي الوا ضح اللي الذي يف صح عن‬
‫الشياء البه مة‪ ,‬ويف سرها ويبين ها {إ نا أنزلناه قرآنا عربيا لعل كم تعقلون} وذلك لن ل غة‬
‫العرب أف صح اللغات وأبين ها وأو سعها وأكثر ها تأد ية للمعا ن ال ت تقوم بالنفوس‪ ,‬فلهذا‬
‫أنزل أشرف الك تب بأشرف اللغات‪ ,‬على أشرف الر سل ب سفارة أشرف اللئ كة‪ ,‬وكان‬
‫ذلك فب أشرف بقاع الرض‪ ,‬وابتدىء إنزاله فب أشرف شهور السبنة‪ ,‬وهبو رمضان‪,‬‬
‫فك مل من كل الوجوه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ن ن ن قص عل يك أح سن الق صص ب ا أوحي نا‬
‫ببببك هذا القرآن‪.‬‬ ‫ببببا إليب‬ ‫بببببب إيائنب‬ ‫ببببك هذا القرآن} بسب‬ ‫إليب‬

‫‪299‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و قد ورد ف سبب نزول هذه الَ ية ما رواه ا بن جر ير‪ :‬حدث ن ن صر بن ع بد الرح ن‬
‫الودي‪ ,‬حدثنا حكام الرازي عن أيوب‪ ,‬عن عمرو هو ابن قيس اللئي‪ ,‬عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬قالوا‪ :‬يا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم لو ق صصت علي نا ؟ فنلت {ن ن ن قص‬
‫عل يك أح سن الق صص}‪ ,‬ورواه من و جه آ خر عن عمرو بن ق يس مر سلً‪ .‬وقال أيضا‪.‬‬
‫حدثنا ممد بن سعيد القطان‪ ,‬حدثنا عمرو بن ممد‪ ,‬أنبأنا خالد الصفار عن عمرو بن‬
‫قيس‪ ,‬عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن مصعب بن سعد‪ ,‬عن أبيه قال‪ :‬أنزل على النب صلى ال‬
‫عليه وسلم القرآن‪ .‬قال‪ :‬فتله عليهم زمانا‪ ,‬فقالوا‪ :‬يارسول ال لو قصصت علينا ؟ فأنزل‬
‫ال عز و جل {الر تلك آيات الكتاب ال بي} إل قوله‪{ :‬لعل كم تعقلون} ث تله علي هم‬
‫زمانا‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا ر سول ال لو حدثت نا‪ ,‬فأنزل ال عز و جل {ال نزل أح سن الد يث}‬
‫الَية‪ ,‬وذكر الديث‪ ,‬ورواه الاكم من حديث إسحاق بن راهويه عن عمرو بن ممد‬
‫القرشي النقري به‪ ,‬وروى ابن جرير بسنده عن السعودي‪ ,‬عن عون بن عبد ال قال‪ :‬مل‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ملة فقالوا‪ :‬يا رسول ال حدثنا‪ ,‬فأنزل ال {ال‬
‫نزل أحسن الديث} ث ملوا ملة أخرى‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال حدثنا فوق الديث‪ ,‬ودون‬
‫القرآن يعنون القصص‪ ,‬فأنزل ال عز وجل {الر تلك آيات الكتاب البي إنا أنزلناه قرآنا‬
‫عربيا لعلكم تعقلون * نن نقص عليك أحسن القصص} الَية‪ ,‬فأرادوا الديث‪ ,‬فدلم‬
‫على أحسببن الديببث‪ ,‬وأرادوا القصببص فدلمبب على أحسببن القصببص‪.‬‬
‫وما يناسب ذكره عند هذه الَية الكرية الشتملة على مدح القرآن‪ ,‬وأنه كاف عن كل‬
‫ما سواه من الك تب ما رواه المام أح د‪ :‬حدث نا سريج بن النعمان‪ ,‬أنبأ نا هش يم‪ ,‬أنبأ نا‬
‫مالد عن الشعب‪ ,‬عن جابر بن عبد ال أن عمر بن الطاب أتى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب‪ ,‬فقرأه على النب صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال‪ :‬فغضب‬
‫وقال‪« :‬أمتهوّكون فيها يا ابن الطاب ؟ والذي نفسي بيده‪ ,‬لقد جئتكم با بيضاء نقية‪,‬‬
‫ل تسألوهم عن شيء فيخبوكم بق فتكذبونه‪ ,‬أو بباطل فتصدقونه‪ ,‬والذي نفسي بيده‪,‬‬
‫لو أن مو سى كان حيّا ما و سعه إل أن يتبع ن»‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد الرزاق‪,‬‬
‫أنبأنا سفيان عن جابر‪ ,‬عن الشعب‪ ,‬عن عبد ال بن ثابت قال‪ :‬جاء عمر إل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال إن مررت بأخ ل من قريظة‪ ,‬فكتب ل جوامع‬

‫‪300‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من التوراة أل أعرضها عليك ؟ قال‪ :‬فتغي وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال عبد‬
‫ال بن ثا بت‪ :‬فقلت له‪ :‬أل ترى ما بوجه ر سول ال صلى ال عليه و سلم ؟ فقال ع مر‪:‬‬
‫رضي نا بال ربا وبال سلم دينا‪ ,‬وبح مد ر سولً‪ .‬قال‪ :‬ف سري عن ال نب صلى ال عل يه‬
‫و سلم وقال‪« :‬والذي ن فس م مد بيده‪ ,‬لو أ صبح في كم مو سى ث اتبعتموه وتركتمو ن‬
‫لضللتببم‪ ,‬إنكببم حظببي مببن المببم‪ ,‬وأنببا حظكببم مببن النبببيي»‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا عبد الغفار بن عبد ال بن الزبي‪ ,‬حدثنا علي بن‬
‫مسعر عن عبد الرحن بن إسحاق‪ ,‬عن خليفة بن قيس‪ ,‬عن خالد بن عرفطة قال‪ :‬كنت‬
‫جالسا عند عمر إذ أت برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس‪ ,‬فقال له عمر‪ :‬أنت فلن‬
‫بن فلن العبدي ؟ قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬وأنت النازل بال سوس ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ,‬فضربه بقناة م عه‪,‬‬
‫قال‪ :‬فقال الرجل‪ :‬ما ل يا أمي الؤمني ؟ فقال له عمر‪ :‬اجلس فجلس‪ ,‬فقرأ عليه {بسم‬
‫ال الرحن الرحيم * آلر * تلك آيات الكتاب البي * إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون‬
‫* نن نقص عليك أحسن القصص ب إل قوله ب لن الغافلي} فقرأها عليه ثلثا‪ ,‬وضربه‬
‫ثلثا‪ ,‬فقال له الر جل‪ :‬ما ل ياأميب الؤمنيب ؟ فقال‪ :‬أنبت الذي نسبخت كتاب دانيال‪.‬‬
‫قال‪ :‬مرن بأمرك أتبعه‪ ,‬قال‪ :‬انطلق فامه بالميم والصوف البيض ث ل تقرأه ول تقرئه‬
‫أحدا من الناس فلئن بلغن عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس لنكنك عقوبة‪ ,‬ث‬
‫قال‪ ,‬له اجلس فجلس بي يديه‪ ,‬فقال‪ :‬انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب‪ ,‬ث‬
‫جئت به ف أدي‪ ,‬فقال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما هذا ف يدك يا عمر ؟»‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال كتاب نسخته لنداد به علما إل علمنا‪ ,‬فغضب رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم ح ت احرت وجنتاه‪ ,‬ث نودي بال صلة جام عة‪ ,‬فقالت الن صار‪ :‬أغ ضب‬
‫نبيكم ال صلى ال عل يه و سلم ؟ ال سلح ال سلح‪ ,‬فجاءوا ح ت أحدقوا ب نب ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬يا أيها الناس إن قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه‪ ,‬واختصر‬
‫ل اختصارا‪ ,‬ولقد أتيتكم با بيضاء نقية‪ ,‬فل تتهوكوا ول يغرنكم التهوكون» قال عمر‪:‬‬
‫فقمت فقلت‪ :‬رضيت بال ربا وبالسلم دينا‪ ,‬وبك رسولً‪ ,‬ث نزل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬وقد رواه ابن أب حات ف تفسيه متصرا من حديث عبد الرحن بن إسحاق‬
‫به وهذا حديث غريب من هذا الوجه‪ ,‬وعبد الرحن بن إسحاق هو أبو شيبة الواسطي‪,‬‬

‫‪301‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد ضعفوه وشيخه‪ .‬قال البخاري‪ :‬ل يصح حديثه‪ ,‬قلت‪ :‬وقد روي له شاهد من وجه‬
‫آخر‪ ,‬فقال الافظ أبو بكر أحد بن إبراهيم الساعيلي‪ :‬أخبن السن بن سفيان‪ ,‬حدثنا‬
‫يعقوب ببن سبفيان‪ ,‬حدثنبا إسبحاق ببن إبراهيبم ببن العلء الزبيدي‪ ,‬حدثنب عمرو ببن‬
‫الارث‪ ,‬حدثنا عبد ال بن سال الشعري عن الزبيدي‪ ,‬حدثنا سليم بن عامر أن جبي بن‬
‫نفي حدثهم أن رجلي كانا بمص ف خلفة ع مر رضي ال عنه‪ ,‬فأرسل إليهما فيمن‬
‫أرسل من أهل حص‪ ,‬وكانا قد اكتتبا من اليهود صلصفة فأخذاها معهما يستفتيان فيها‬
‫أميب الؤمنيب يقولون‪ :‬إن رضيهبا لنبا أميب الؤمنيب ازددنبا فيهبا رغببة‪ ,‬وإن نانبا عنهبا‬
‫رفضناها‪ ,‬فلما قدما عليه قال‪ :‬إنا بأرض أهل الكتاب‪ ,‬وإنا نسمع منهم كلما تقشعر منه‬
‫جلودنبا‪ ,‬أفنأخبذ منبه أو نترك ؟ فقال‪ :‬لعلكمبا كتبتمبا منبه شيئا ؟ فقال‪ :‬ل‪ ,‬قال‬
‫سأحدثكما‪ :‬انطلقت ف حياة النب صلى ال عليه وسلم حت أتيت خيب‪ ,‬فوجدت يهوديا‬
‫يقول قو ًل أعجبن‪ ,‬فقلت‪ :‬هل أنت مكتب ما تقول ؟ قال‪ :‬نعم فأتيت بأدي‪ ,‬فأخذ يلي‬
‫علي ح ت كت بت ف الكرع‪ ,‬فل ما رج عت قلت‪ :‬يا نب ال وأ خبته‪ .‬قال «ائت ن به»‬
‫فانطلقت أرغب عن الشيء رجاء أن أكون جئت رسول ال ببعض ما يب‪ ,‬فلما أتيت به‬
‫قال‪« :‬اجلس اقرأ علي» فقرأت سباعة‪ ,‬ثب نظرت إل وجبه رسبول ال صبلى ال عليبه‬
‫و سلم‪ ,‬فإذا هو يتلون‪ ,‬فتحيت من الفرق‪ ,‬ف ما ا ستطعت أن أج يز م نه حر فا‪ ,‬فل ما رأى‬
‫الذي ب رفعه ث جعل يتبعه رسا رسا فيمحوه بريقه‪ ,‬وهو يقول‪« :‬ل تتبعوا هؤلء فإنم‬
‫قبد هوكوا وتوكوا» حتب ماب آخره حرفا حرفا‪ .‬قال عمبر رضبي ال عنبه‪ :‬فلو علمبت‬
‫أنك ما كتبت ما م نه شيئا جعلتك ما نكالً لذه ال مة‪ ,‬قال‪ :‬وال ما نك تب م نه شيئا أبدا‪,‬‬
‫فخر جا ب صلصفتهما‪ ,‬فحفرا ل ا‪ ,‬فلم يألوا أن يعم قا ودفنا ها‪ ,‬فكان آ خر الع هد من ها‪,‬‬
‫وهكذا روى الثوري عبن جابر ببن يزيبد)العفبى عبن الشعبب عبن عببد ال ببن ثاببت‬
‫النصاري عن عمر بن الطاب بنحوه‪ ,‬وروى أبو داود ف الراسيل من حديث أب قلبة‬
‫بببببببببببببر نوه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫بببببببببببببن عمب‬ ‫عب‬

‫ف لبِي ِه َيأَب تِ ِإنّي َرَأيْ تُ أَ َح َد عَشَرَ َكوْكَبا وَالشّمْ سَ وَاْلقَمَرَ َرَأيُْتهُ مْ لِي‬
‫** ِإذْ قَا َل يُو سُ ُ‬
‫سبببببببببببببببببببببببببببببببببَا ِجدِينَ‬

‫‪302‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪ :‬اذكر لقومك يا ممد ف قصصك عليهم من قصة يوسف إذ قال لبيه‪,‬‬
‫وأبوه هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلم‪ ,‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد‬
‫الصمد حدثنا عبد الرحن بن عبد ال بن دينار‪ ,‬عن أبيه عن ابن عمر أن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال‪« :‬الكر ي ا بن الكر ي ا بن الكر ي ا بن الكر ي يو سف بن يعقوب بن‬
‫إسحاق بن إبراهيم» انفرد بإخراجه البخاري‪ ,‬فرواه عن عبد ال بن ممد عن عبد الصمد‬
‫به‪ ,‬وقال البخاري أيضا‪ :‬حدثنا ممد‪ ,‬أنبأنا عبدة عن عبيد ال عن سعيد بن أب سعيد‪,‬‬
‫عبن أبب هريرة قال‪ :‬سبئل رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪ ,‬أي الناس أكرم ؟ قال‪:‬‬
‫«أكرمهم عند ال أتقاهم» قالوا‪ :‬ليس عن هذا نسألك‪ .‬قال‪« :‬فأكرم الناس يوسف نب‬
‫ال ابن نب ال ابن نب ال ابن خليل ال» قالوا‪ :‬ليس عن هذا نسألك‪ ,‬قال‪« :‬فعن معادن‬
‫العرب تسألون ؟» قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال «فخياركم ف الاهلية خياركم ف السلم إذا فقهوا»‬
‫ثبببب قال‪ :‬تابعببببه أبببببو أسببببامة عببببن عبيببببد ال‪.‬‬
‫وقال ابن عباس رؤيا النبياء وحي‪ ,‬وقد تكلم الفسرون على تعبي هذا النام أن الحد‬
‫عشر كوكبا عبارة عن إخوته‪ ,‬وكانوا أحد عشر رجلً سواه‪ ,‬والشمس والقمر عبارة عن‬
‫أمه وأبيه‪ .‬روي هذا عن ابن عباس والضحاك وقتادة وسفيان الثوري وعبد الرحن بن زيد‬
‫بن أسلم‪ ,‬وقد وقع تفسيها بعد أربعي سنة‪ ,‬وقيل‪ :‬ثاني سنة‪ ,‬وذلك حي رفع أبويه‬
‫على العرش و هو سريره وإخو ته ب ي يد يه {وخرّوا له سجدا وقال يا أ بت هذا تأو يل‬
‫رؤياي من قبل قد جعلها رب حقا} وقد جاء ف حديث تسمية هذه الحد عشر كوكبا‪,‬‬
‫فقال المام أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثن علي بن سعيد الكندي‪ ,‬حدثنا الكم بن ظهي‬
‫عن السدي عن عبد الرحن بن سابط‪ ,‬عن جابر قال‪ :‬أتى النب صلى ال عليه وسلم رجل‬
‫من يهود يقال له ب ستانة اليهودي‪ ,‬فقال له‪ :‬يا م مد أ خبن عن الكوا كب ال ت رآ ها‬
‫يوسف أن ا ساجدة له‪ ,‬ما أساؤها ؟ قال‪ :‬فسكت ال نب صلى ال عليه وسلم ساعة فلم‬
‫يبه بشيء‪ .‬ونزل عليه جبيل عليه السلم فأخبه بأسائها‪ ,‬قال‪ :‬فبعث رسول ال صلى‬
‫ال عليبه وسبلم إليبه فقال‪« :‬هبل أنبت مؤمبن إذا أخبتبك بأسبائها ؟» فقال‪ :‬نعبم‪ .‬قال‬
‫«جريان‪ ,‬والطارق‪ ,‬والذيال‪ ,‬وذو الكنفات‪ ,‬وقاببس‪ ,‬ووثاب‪ ,‬وعمودان‪ ,‬والفيلق‪,‬‬

‫‪303‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والصبببح‪ ,‬والضروح‪ ,‬وذو الفرغ‪ ,‬والضياء‪ ,‬والنور» فقال اليهودي‪ :‬إي وا ل إنابب‬
‫لسببببببببببببببببببببببببببببببببباؤها‪.‬‬
‫ورواه البيهقي ف الدلئل من حديث سعيد بن منصور عن الكم بن ظهي‪ .‬وقد روى‬
‫هذا الديث الافظان أبو يعلى الوصلي وأبو بكر البزار ف مسنديهما‪ ,‬وابن أب حات ف‬
‫تف سيه‪ ,‬أ ما أ بو يعلى فرواه عن أرب عة من شيو خه عن ال كم بن ظه ي به‪ ,‬وزاد‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لا رآها يوسف قصها على أبيه يعقوب فقال له أبوه‪:‬‬
‫هذا أمر متشتت يمعه ال من بعد‪ ,‬ب قال ب والشمس أبوه والقمر أمّه» تفرد به الكم‬
‫بن ظه ي الفزاري و قد ضع فه الئ مة وتر كه الكثرون‪ ,‬وقال الوزجا ن‪ :‬ساقط و هو‬
‫صاحب حديث حسن‪ ,‬ث ذكر الديث الروي عن جابر أن يهوديا سأل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم عن الكواكب ال ت رآها يو سف‪ ,‬ما أساؤها ؟ وأ نه أجابه‪ ,‬ث قال‪ :‬تفرد به‬
‫الكببببم بببببن ظهيبببب‪ ,‬وقببببد ضعفببببه الربعببببة‪.‬‬

‫لنْسَا ِن عَ ُد ّو‬
‫شيْطَانَ ِل ِ‬
‫صصْ ُر ْؤيَا َك عََلىَ إِ ْخ َوتِكَ َفَيكِيدُواْ لَكَ َكيْدا إِنّ ال ّ‬
‫** قَا َل َيبُنَيّ َل َتقْ ُ‬
‫ّمبِيٌببببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫يقول تعال مبا عن قول يعقوب لبنه يوسف حي قص عليه ما رأى من هذه الرؤيا‬
‫التب تعبيهبا خضوع إخوتبه له‪ ,‬وتعظيمهبم إياه تعظيما زائدا بيبث يرون له سباجدين‬
‫إجللً واحتراما وإكراما‪ ,‬فخشبي يعقوب عليبه السبلم أن يدث بذا النام‪ ,‬أحدا مبن‬
‫إخوتبه فيحسبدونه على ذلك‪ ,‬فيبغون له الغوائل حسبدا منهبم له‪ ,‬ولذا قال له‪{ :‬ل‬
‫تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا} أي يتالوا لك حيلة يردونك فيها‪ ,‬ولذا‬
‫ثبتت السنة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إذا رأى أحدكم ما يب فليحدث‬
‫به‪ ,‬وإذا رأى ما يكره فليتحول إل جنبه الَخر‪ ,‬وليتفل عن يساره ثلثا‪ ,‬وليستعذ بال من‬
‫شر ها‪ ,‬ول يدث ب ا أحدا فإن ا لن تضره» و ف الد يث الَ خر الذي رواه المام أاح د‬
‫وبعض أهل السنن من رواية معاوية بن حيدة‪ ,‬القشيي أنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬الرؤيا على رجل طائر ما ل تعب‪ ,‬فإذا عبت وقعت» ومن هذا يؤخذ المر‬

‫‪304‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بكتمان النع مة ح ت تو جد وتظ هر‪ ,‬ك ما ورد ف حد يث «ا ستعينوا على قضاء الوائج‬
‫بكتمانابببببب‪ ,‬فإن كببببببل ذي نعمببببببة مسببببببود»‪.‬‬

‫ك َوعََلىَ آ ِل‬
‫ك مِن َت ْأوِيلِ الحَادِي ثِ َوُيتِ مّ نِعْ َمتَ هُ عََليْ َ‬‫ك َوُيعَلّمُ َ‬
‫جَتبِي كَ َربّ َ‬
‫ك يَ ْ‬
‫** وَكَذَلِ َ‬
‫ِيمب‬
‫ِيمب َحك ٌ‬ ‫ّكب عَل ٌ‬
‫ِنب َرب َ‬ ‫ِسبحَاقَ إ ّ‬ ‫ِيمب َوإ ْ‬
‫ْكب مِن َقبْلُ ِإبْرَاه َ‬
‫ُوبب كَمَآ َأتَمّهَآ عََلىَ َأَب َوي َ‬
‫َيعْق َ‬
‫يقول تعال مببا عبن قول يعقوب لولده يوسبف‪ :‬إنبه كمبا اختارك رببك وأراك هذه‬
‫الكواكب مع الشمس والقمر ساجدة لك {كذلك يتبيك ربك} أي يتارك ويصطفيك‬
‫لنبوته {ويعلمك من تأويل الحاديث} قال ماهد وغي واحد‪ :‬يعن تعبي الرؤيا {ويتم‬
‫نعم ته عل يك} أي بإر سالك والياء إل يك‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ك ما أت ها على أبو يك من ق بل‬
‫إبراهيم} وهو الليل {وإسحاق} ولده وهو الذبيح ف قول‪ ,‬وليس بالرجيح {إن ربك‬
‫عليبم حكيبم} أي هبو أعلم حيبث يعبل رسبالته‪ ,‬كمبا قال فب الَيبة الخرى‪.‬‬

‫** ّلقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ َوإِ ْخوَتِهِ آيَاتٌ لّلسّائِلِيَ * إِذْ قَالُواْ َليُوسُفُ َوأَخُوهُ أَحَبّ إِلَىَ َأبِينَا‬
‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ * اقْتُلُوْا يُو سُفَ َأوِ اطْرَحُو هُ أَرْضا َيخْلُ َلكُ مْ‬ ‫صبَةٌ إِ نّ َأبَانَا لَفِي َ‬
‫مِنّا َونَحْ ُن عُ ْ‬
‫ف َوأَْلقُوهُ فِي‬ ‫حيَ * قَالَ قَآئِ ٌل ّمنْهُمْ َل َتقْتُلُوْا يُوسُ َ‬
‫وَجْهُ َأبِيكُ ْم َوَتكُونُواْ مِن َبعْدِهِ َقوْما صَالِ ِ‬
‫بيّا َرةِ إِن كُنتُمبببْ فَاعِلِيَببب‬ ‫ب َبعْضبببُ السبب ّ‬ ‫غَيَاَب ِة الْجُببببّ يَ ْلَتقِطْهبب ُ‬
‫يقول تعال‪ :‬لقبد كان فب قصبة يوسبف وخببه مبع إخوتبه آيات‪ ,‬أي عببة ومواعبظ‬
‫لل سائلي عن ذلك السبتخبين ع نه‪ ,‬فإ نه خب عج يب ي ستحق أن ي ب ع نه {إذ قالوا‬
‫ليو سف وأخوه أ حب إل أبي نا م نا} أي حلفوا في ما يظنون وال ليو سف وأخوه‪ ,‬يعنون‬
‫بنيام ي وكان شقي قه ل مه {أ حب إل أبي نا م نا ون ن ع صبة} أي جا عة‪ ,‬فك يف أ حب‬
‫ذي نك الثن ي أك ثر من الما عة {إ نّ أبا نا ل في ضلل مبي} يعنون ف تقديه ما علي نا‪,‬‬
‫ومبتبببببببه إياهاببببببب أكثبببببببر منبببببببا‪.‬‬
‫واعلم أ نه ل ي قم دل يل على نبوة إخوة يو سف‪ ,‬وظا هر هذا ال سياق يدل على خلف‬
‫ذلك‪ ,‬ومن الناس من يزعم أنم أوحي إليهم بعد ذلك‪ ,‬وف هذا نظر‪ ,‬ويتاج مدعي ذلك‬

‫‪305‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل دليبل‪ ,‬ول يذكروا سبوى قوله تعال‪{ :‬قولوا آمنبا بال ومبا أنزل إلينبا ومبا أنزل إل‬
‫إبراهيم وإساعيل وإسحاق ويعقوب والسباط} وهذا فيه احتمال لن بطون بن إسرائيل‬
‫يقال ل م ال سباط‪ ,‬ك ما يقال للعرب قبائل وللع جم شعوب‪ ,‬يذ كر تعال أ نه أو حى إل‬
‫النبياء من أسباط بن إسرائيل فذكرهم إجا ًل لنم كثيون‪ ,‬ولكن كل سبط من نسل‬
‫ر جل من إخوة يو سف‪ ,‬ول ي قم دل يل على أعيان هؤلء أن م أو حي إلي هم‪ ,‬وال أعلم‪,‬‬
‫{اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يل لكم وجه أبيكم} يقولون‪ :‬هذا الذي يزاحكم ف‬
‫مبة أبيكم لكم أعدموه من وجه أبيكم‪ ,‬ليخلو لكم وحدكم‪ ,‬إما بأن تقتلوه أو تلقوه ف‬
‫أرض من الراضي ت ستريوا منه‪ ,‬وتلوا أنتم بأبيكم {وتكونوا من بعده قوما صالي}‬
‫فأضمروا التوبة قبل الذنب {قال قائل منهم} قال قتادة وممد بن إسحاق‪ :‬وكان أكبهم‬
‫وا سه روب يل‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬الذي قال ذلك‪ ,‬يهوذا‪ .‬وقال ما هد هو شعون ال صفا {ل‬
‫تقتلوا يوسف} أي ل تصلوا ف عداوته وبغضه إل قتله‪ ,‬ول يكن لم سبيل إل قتله لن‬
‫ال تعال كان يريد منه أمرا ل بد من إمضائه وإتامه من الياء إليه بالنبوة‪ ,‬ومن التمكي‬
‫له ببلد مصر والكم با‪ ,‬فصرفهم ال عنه بقالة روبيل فيه وإشارته عليهم بأن يلقوه ف‬
‫غيا بة ال ب و هو أ سفله‪ .‬قال قتادة‪ :‬و هي بئر ب يت القدس {يلتق طه ب عض ال سيارة} أي‬
‫الارة من السافرين فتستريوا منه بذا ول حاجة إل قتله {إن كنتم فاعلي} أي إن كنتم‬
‫عازمي على ما تقولون‪ .‬قال ممد بن إسحاق بن يسار‪ :‬لقد اجتمعوا على أمر عظيم من‬
‫قطيعة الرحم‪ ,‬وعقوق الوالد‪ ,‬وقلة الرأفة بالصغي الضرع الذي ل ذنب له‪ ,‬وبالكبي الفان‬
‫ذي ال ق والر مة والف ضل‪ ,‬وخطره ع ند ال مع حق الوالد على ولده‪ ,‬ليفرقوا بي نه وب ي‬
‫أبيه وحبيبه على كب سنه ورقة عظمه‪ ,‬مع مكانه من ال فيمن أحبه طفلً صغيا‪ ,‬وبي‬
‫ابنه على ضعف قوته وصغر سنه وحاجته إل لطف والده وسكونه إليه‪ ,‬يغفر ال لم وهو‬
‫أر حم الراحي‪ ,‬فقد احتملوا أمرا عظيما رواه ابن أ ب حات من طر يق سلمة بن الفضل‬
‫عنبببببببببببببببببببببببببببببببببببه‪.‬‬

‫ف َوِإنّا لَ هُ َلنَا صِحُونَ * أَرْ سِلْ ُه َم َعنَا غَدا يَ ْرتَ ْع‬


‫** قَالُوْا يَبَأبَانَا مَا لَ كَ َل َت ْأمَنّا عََل َى يُو سُ َ‬
‫َويَ ْلعَببببببببْ َوإِنّبببببببا لَهبببببببُ لَحَاِفظُونبببببببَ‬

‫‪306‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لا تواطأوا على أخذه وطرحه ف البئر كما أشار به عليهم أخوهم الكبي روبيل‪ ,‬جاءوا‬
‫أبا هم يعقوب عل يه ال سلم فقالوا‪ :‬ما بالك {ل تأم نا على يو سف وإ نا له لنا صحون}‬
‫وهذه توطئة ودعوى‪ ,‬و هم يريدون خلف ذلك لا له ف قلوبم من السد لب أبيه له‬
‫{أرسله معنا} أي ابعثه معنا {غدا نرتع ونلعب} وقرأ بعضهم بالياء {يرتع ويلعب} قال‬
‫اببن عباس‪ :‬يسبعى وينشبط‪ ,‬وكذا قال قتادة والضحاك والسبدي وغيهبم {وإنبا له‬
‫لافظون} يقولون‪ :‬وننبببب نفظببببه ونوطببببه مببببن أجلك‪.‬‬

‫** قَالَ ِإنّي َليَحْ ُزُننِيَ أَن تَ ْذهَبُواْ بِ ِه َوأَخَافُ أَن َيأْكُلَهُ ال ّذئْبُ َوأَْنتُ ْم َعنْهُ غَافِلُونَ * قَالُواْ َلئِنْ‬
‫برُونَ‬ ‫بب ِ‬ ‫بَبةٌ إِنّبببآ إِذَا ّلخَاسب‬ ‫بب ْ‬ ‫ب عُصب‬ ‫بب ُ‬ ‫ب َونَحْنب‬ ‫بب ُ‬ ‫بببُ ال ّذئْبب‬ ‫أَكَلَهب‬
‫يقول تعال م با عن نبيه يعقوب أ نه قال لبنيه ف جواب ما سألوا من إر سال يو سف‬
‫مع هم إل الر عي ف ال صحراء {إ ن ليحزن ن أن تذهبوا به} أي ي شق علي مفارق ته مدة‬
‫ذهابكم به إل أن يرجع‪ ,‬وذلك لفرط مبته له لا يتوسم فيه من الي العظيم وشائل النبوة‬
‫والكمال فب اللق واللق صبلوات ال وسبلمه عليبه‪ .‬وقوله‪{ :‬وأخاف أن يأكله الذئب‬
‫وأن تم ع نه غافلون} يقول‪ :‬وأخ شى أن تشتغلوا ع نه برمي كم ورعي كم فيأت يه ذئب فيأكله‬
‫وأن تم ل تشعرون‪ ,‬فأخذوا مبن ف مه هذه الكل مة‪ ,‬وجعلو ها عذرهبم في ما فعلوه‪ ,‬وقالوا‬
‫ميبي له عنها ف الساعة الراهنة {لئن أكله الذئب ونن عصبة إنا إذا لاسرون} يقولون‪:‬‬
‫با إذا لالكون عاجزون‪.‬‬ ‫بة إنب‬ ‫با ونن ب جاعب‬ ‫بن بيننب‬ ‫به الذئب فأكله مب‬ ‫لئن عدا عليب‬

‫ب َوَأوْ َحيْنَآ إَِليْهِ َلُتَنبَّئّنهُ ْم ِبَأمْ ِرهِ ْم هَـذَا‬


‫جعَلُوهُ فِي غَيَاَبةِ الْجُ ّ‬
‫** َفلَمّا َذ َهبُوْا بِ ِه َوأَجْ َم ُع َواْ أَن يَ ْ‬
‫شعُرُونبببببببببببببببَ‬ ‫َوهُمبببببببببببببببْ َل يَ ْ‬
‫يقول تعال‪ :‬فلما ذهب به إخوته من عند أبيه بعد مراجعتهم له ف ذلك {وأجعوا أن‬
‫يعلوه ف غيا بة ال ب} هذا ف يه تعظ يم ل ا فعلوه‪ ,‬أن م اتفقوا كل هم على إلقائه ف أ سفل‬
‫ذلك الب وقد أخذوه من عند أبيه فيما يظهرونه له إكراما له‪ ,‬وبسطا وشرحا لصدره‪,‬‬
‫وإدخالً للسرور عليه‪ ,‬فيقال إن يعقوب عليه السلم لا بعثه معهم ضمه إليه وقبله ودعا‬

‫‪307‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫له‪ ,‬وذكر السدي وغيه أنه ل يكن بي إكرامهم له وبي إظهار الذى له إل أن غابوا عن‬
‫عي أبيه وتواروا عنه‪ ,‬ث شرعوا يؤذونه بالقول من شتم ونوه‪ ,‬والفعل من ضرب ونوه‪,‬‬
‫ث جاءوا به إل ذلك الب الذي اتفقوا على رميه فيه‪ ,‬فربطوه ببل ودلوه فيه‪ ,‬فكان إذا‬
‫لأ إل واحد منهم لطمه وشتمه‪ ,‬وإذا تشبث بافات البئر ضربوا على يديه‪ ,‬ث قطعوا به‬
‫البل من نصف السافة‪ ,‬فسقط ف الاء فغمره‪ ,‬فصعد إل صخرة تكون ف وسطه يقال لا‬
‫ببببببببببببببا‪.‬‬ ‫ببببببببببببببة‪ ,‬فقام فوقهب‬ ‫الراغوفب‬
‫وقوله‪{ :‬وأوحي نا إل يه لتنبئن هم بأمر هم هذا و هم ل يشعرون}‪ ,‬يقول تعال ذاكرا لط فه‬
‫ورحته وعائدته وإنزاله اليسر ف حال العسر‪ :‬إنه أوحى إل يوسف ف ذلك الال الضيق‬
‫تطييبا لقلبه وتثبيتا له‪ ,‬إنك ل تزن ما أنت فيه‪ ,‬فإن لك من ذلك فرجا ومرجا حسنا‪,‬‬
‫وسينصرك ال عليهم ويعليك ويرفع درجتك وستخبهم با فعلوا معك من هذا الصنيع‪,‬‬
‫وقوله‪{ :‬وهم ل يشعرون}‪ .‬قال ماهد وقتادة‪{ :‬وهم ل يشعرون} بإياء ال إليه‪ .‬وقال‬
‫ابن عباس‪ :‬ستنبئهم بصنيعهم هذا ف حقك‪ ,‬وهم ل يعرفونك ول يستشعرون بك‪ ,‬كما‬
‫قال ا بن جرير‪ :‬حدثن الارث‪ ,‬حدثنا عبد العزيز‪ ,‬حدثنا صدقة بن عبادة السدي عن‬
‫أبيه‪ ,‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬لا دخل إخوة يوسف عليه فعرفهم وهم له منكرون‪ ,‬قال‪:‬‬
‫جيء بالصواع فوضعه على يده‪ ,‬ث نقره فطن‪ ,‬فقال‪ :‬إنه ليخبن هذا الام أنه كان لكم‬
‫أخ من أبيكم يقال له يوسف‪ ,‬يدنيه دونكم‪ ,‬وأنكم انطلقتم به وألقيتموه ف غيابة الب‪,‬‬
‫قال‪ :‬ثب نقره فطبن‪ ,‬قال‪ :‬فأتيتبم أباكبم فقلتبم‪ :‬إن الذئب أكله وجئتبم على قميصبه بدم‬
‫كذب‪ ,‬قال‪ :‬فقال بعض هم لب عض‪ :‬إن هذا الام لي خبه ب بكم‪ .‬قال ا بن عباس‪ :‬فل نرى‬
‫هذه الَيببة نزلت إل فيهببم {لتنبئنهببم بأمرهببم هذا وهببم ل يشعرون}‪.‬‬

‫ف عِندَ مَتَا ِعنَا‬


‫سَتبِ ُق َوتَرَ ْكنَا يُو سُ َ‬
‫** وَجَآ ُءوَا َأبَاهُ ْم عِشَآ ًء يَْبكُو نَ * قَالُواْ َيَأبَانَا ِإنّا َذ َهْبنَا نَ ْ‬
‫ب َومَآ أَنتَ بِ ُم ْؤمِنٍ ّلنَا وََلوْ ُكنّا صَادِِقيَ * وَجَآءُوا عََلىَ َقمِيصِ ِه بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ‬ ‫َفأَكَلَهُ ال ّذئْ ُ‬
‫بفُونَ‬ ‫بَتعَانُ عََلىَ مَبا تَص ِ‬ ‫ب الْمُس ْ‬ ‫ببْرٌ َجمِيلٌ وَاللّه ُ‬ ‫بكُمْ َأمْرا فَص َ‬‫ب أَنفُس ُ‬ ‫بوّلَتْ َلكُم ْ‬ ‫بَ ْل س َ‬
‫يقول تعال مبا عن الذي اعتمده إخوة يوسف بعد ما ألقوه ف غيابة الب‪ ,‬ث رجعوا‬
‫إل أبيهم ف ظلمة الليل يبكون ويظهرون السف والزع على يوسف ويتغممون لبيهم‪,‬‬

‫‪308‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقالوا معتذرين عما وقع فيما زعموا {إنا ذهبنا نستبق} أي نترامى‪{ ,‬وتركنا يوسف عند‬
‫متاعنا} أي ثيابنا وأمتعتنا‪{ ,‬فأكله الذئب}‪ ,‬وهو الذي كان قد جزع منه وحذر عليه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و ما أ نت بؤ من ل نا ولو ك نا صادقي} تل طف عظ يم ف تقر ير ما ياولو نه‪,‬‬
‫يقولون‪ :‬وننب نعلم أنبك ل تصبدقنا والالة هذه لو كنبا عندك صبادقي‪ ,‬فكيبف وأنبت‬
‫تتهمنا ف ذلك‪ ,‬لنك خشيت أن يأكله الذئب‪ ,‬فأكله الذئب‪ ,‬فأنت معذور ف تكذيبك‬
‫لنا لغرابة ما وقع‪ ,‬وعجيب ما اتفق لنا ف أمرنا هذا {وجاءوا على قميصه بدم كذب}‬
‫أي مكذوب مفترى‪ ,‬وهذا من الفعال ال ت يؤكدون ب ا ما تالئوا عل يه من الكيده‪ ,‬و هو‬
‫أن م عمدوا إل سخلة في ما ذكره ما هد وال سدي وغ ي وا حد‪ ,‬فذبو ها ولطخوا ثوب‬
‫يوسف بدمها‪ ,‬موهي أن هذا قميصه الذي أكله فيه الذئب‪ ,‬وقد أصابه من دمه‪ ,‬ولكنهم‬
‫ن سوا أن يرقوه‪ ,‬فلهذا ل يرج هذا ال صنيع على نب ال يعقوب‪ ,‬بل قال ل م معرضا عن‬
‫كلمهم إل ما وقع ف نفسه من لبسهم عليه {بل سوّلت لكم أنفسكم أمرا فصب جيل}‬
‫ل على هذا ال مر الذي اتفق تم عل يه ح ت يفر جه ال بعو نه ولط فه‬
‫أي ف سأصب صبا جي ً‬
‫{وال السبتعان على مبا تصبفون} أي على مبا تذكرون مبن الكذب والحال‪.‬‬
‫وقال الثوري عن ساك‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس {وجاءوا على قميصه بدم‬
‫كذب} قال‪ :‬لو أكله السببع لرق القميبص‪ ,‬وكذا قال الشعبب والسبن وقتادة وغيب‬
‫واحد‪ .‬وقال ماهد‪ :‬الصب الميل الذي ل جزع فيه‪ .‬وروى هشيم عن عبد الرحن بن‬
‫يي‪ ,‬عن حبان بن أب جبلة‪ ,‬قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن قوله‪{ :‬فصب‬
‫جيبل} فقال‪ :‬صبب ل شكوى فيبه‪ ,‬وهذا مرسبل‪ .‬وقال عببد الرزاق‪ :‬قال الثوري‪ ,‬عبن‬
‫بعض أصحابه أنه قال‪ :‬ثلث من الصب‪ :‬أن ل تدث بوجعك‪ ,‬ول بصيبتك‪ ,‬ول تزكي‬
‫نف سك وذ كر البخاري هه نا حد يث عائ شة ف ال فك ح ت ذ كر قول ا‪ :‬وال ل أ جد ل‬
‫ولكبم مثلً إل كمبا قال أببو يوسبف‪{ :‬فصبب جيبل وال السبتعان على مبا تصبفون}‪.‬‬

‫ى هَـذَا ُغلَ ٌم َوأَ سَرّو ُه ِبضَا َع ًة‬ ‫** وَجَاءَ تْ َسيّارَةٌ َفأَرْ سَلُواْ وَا ِر َدهُ مْ َفأَدَْلىَ دَْلوَ هُ قَا َل َيبُشْرَ َ‬
‫وَاللّ ُه عَلِي ٌم بِمَا َيعْمَلُو نَ * َوشَ َروْ ُه ِبثَمَ ٍن َبخْ سٍ دَرَاهِ َم َمعْدُو َد ٍة وَكَانُواْ فِي ِه مِ نَ الزّاهِدِي نَ‬

‫‪309‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با ع ما جرى ليو سف عل يه ال سلم ح ي ألقاه إخو ته وتركوه ف ذلك‬
‫الب وحيدا فريدا‪ ,‬فمكث ف البئر ثلثة أيام فيما قاله أبو بكر بن عياش‪ ,‬وقال ممد بن‬
‫إسحاق‪ :‬لا ألقاه إخوته جلسوا حول البئر يومهم ذلك‪ ,‬ينظرون ماذا يصنع وما يصنع به‪,‬‬
‫ف ساق ال له سيارة‪ ,‬فنلوا قريبا من تلك البئر‪ ,‬وأر سلوا وارد هم و هو الذي يتطلب ل م‬
‫الاء‪ ,‬فلمبا جاء ذلك البئر وأدل دلوه فيهبا‪ ,‬تشببث يوسبف عليبه السبلم فيهبا فأخرجبه‬
‫واستبشر به‪ ,‬وقال‪{ :‬يا بشرى هذا غلم}‪ .‬وقرأ بعض القراء يا بشراي‪ ,‬فزعم السدي أنه‬
‫اسم رجل‪ ,‬ناداه ذلك الرجل الذي أدل دلوه معلما له أنه أصاب غلما‪ ,‬وهذا القول من‬
‫السدي غريب لنه ل يسبق إل تفسي هذه القراءة بذا إل ف رواية عن ابن عباس‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ ,‬وإناب معنب القراءة على هذا النحبو يرجبع إل القراءة الخرى‪ ,‬ويكون قبد أضاف‬
‫البشرى إل نف سه وحذف ياء الضا فة‪ ,‬و هو يريد ها ك ما تقول العرب‪ :‬يا ن فس ا صبي‬
‫ويا غلم أقبل‪ ,‬بذف حرف الضافة‪ ,‬ويوز الكسر حينئذ والرفع‪ ,‬وهذا منه‪ ,‬وتفسرها‬
‫القراءة الخرى يببببببببببببببببببببببا بشراي‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأسبروه بضاعبة} أي وأسبره الواردون مبن بقيبة السبيارة وقالوا‪ :‬اشتريناه‬
‫وتبضعناه من أصحاب الاء مافة أن يشاركوهم فيه إذا علموا خبه‪ ,‬قاله ماهد والسدي‬
‫وا بن جر ير‪ :‬هذا قول‪ ,‬وقال العو ف عن ا بن عباس قوله‪{ :‬وأ سروه بضا عة} يع ن إخوة‬
‫يوسف أسروا شأنه‪ ,‬وكتموا أن يكون أخاهم‪ ,‬وكتم يوسف شأنه مافة أن يقتله إخوته‪,‬‬
‫واختار البيع فذكره إخوته لوارد القوم‪ ,‬فنادى أصحابه {يا بشرى هذا غلم} يباع فباعه‬
‫إخوتببببببببببببببببببببببببببببببببببه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وال عل يم ب ا يعملون} أي عل يم ب ا يفعله إخوة يو سف ومشتروه‪ ,‬و هو قادر‬
‫على تغي ي ذلك ودفعه‪ ,‬ولكن له حكمة وقدر سابق‪ ,‬فترك ذلك ليمضي ما قدره وقضاه‬
‫{أل له اللق والمر تبارك ال رب العالي} وف هذا تعريض لرسوله ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم وإعلم له بأن عال بأذى قومك لك‪ ,‬وأنا قادر على النكار عليهم‪ ,‬ولكن سأملي‬
‫لم ث أجعل لك العاقبة والكم عليهم‪ ,‬كما جعلت ليوسف الكم والعاقبة على إخوته‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وشروه بثمن بس دراهم معدودة} يقول تعال‪ :‬وباعه إخوته بثمن قليل‪ .‬قاله‬
‫ما هد وعكر مة والب خس‪ :‬هو الن قص‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬فل ياف ب سا ول رهقا} أي‬

‫‪310‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اعتاض عنه إخوته بثمن دون قليل‪ ,‬ومع ذلك كانوا فيه من الزاهدين أي ليس لم رغبة‬
‫ف يه‪ ,‬بل لو سئلوه بل ش يء لجابوا‪ .‬قال ا بن عباس وما هد والضحاك‪ :‬إن الضم ي ف‬
‫قوله‪{ :‬وشروه} عائد على إخوة يوسف‪ .‬وقال قتادة‪ :‬بل هو عائد على السيارة‪ .‬والول‬
‫أقوى‪ ,‬لن قوله‪{ :‬وكانوا فيبه مبن الزاهديبن} إناب أراد إخوتبه ل أولئك السبيارة‪ ,‬لن‬
‫السيارة استبشروا به وأسروه بضاعة‪ ,‬ولو كانوا فيه زاهدين لا اشتروه‪ ,‬فترجح من هذا أن‬
‫الضم ي ف {شروه} إن ا هو لخو ته‪ .‬وق يل‪ :‬الراد بقوله {ب س} الرام‪ .‬وق يل‪ :‬الظلم‪,‬‬
‫هذا وإن كان كذلك لكن ليس هو الراد هنا‪ ,‬لن هذا معلوم يعرفه كل أحد أن ثنه حرام‬
‫على كل حال وعلى كل أحد لنه نب ابن نب ابن نب ابن خليل الرحن فهو الكري ابن‬
‫الكري ابن الكري ابن الكري‪ ,‬وإنا الراد هنا بالبخس الناقص أو الزيوف أو كلها‪ ,‬أي‬
‫إن م إخو ته و قد باعوه‪ ,‬و مع هذا بأن قص الثان‪ ,‬ولذا قال {درا هم معدودة}‪ ,‬ف عن ا بن‬
‫مسعود رضي ال عنه‪ :‬باعوه بعشرين درها‪ ,‬وكذا قال ابن عباس ونوف البكال والسدي‬
‫وقتادة وعطية العوف‪ ,‬وزاد اقتسموها درهي درهي‪ .‬وقال ماهد‪ :‬اثنان وعشرون درها‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق وعكرمة‪ :‬أربعون درها‪ .‬وقال الضحاك ف قوله {وكانوا فيه من‬
‫الزاهد ين} وذلك أن م ل يعلموا نبو ته ومنل ته ع ند ال عز و جل‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬ل ا باعوه‬
‫جعلوا يتبعون م ويقولون ل م‪ :‬ا ستوثقوا م نه ل يأ بق‪ ,‬ح ت وقفوه ب صر فقال‪ :‬من يبتاع ن‬
‫وليبشبببببببببببر ؟ فاشتراه اللك وكان مسبببببببببببلما‪.‬‬

‫سىَ أَن يَن َفعَنَآ َأ ْو َنتّخِذَ ُه وَلَدا‬


‫** وَقَالَ الّذِي ا ْشتَرَا هُ مِن مّ صْرَ ِلمْ َرَأتِ هِ أَكْرِمِي َمْثوَا ُه عَ َ‬
‫ض وَِلُنعَلّمَ ُه مِن َت ْأوِيلِ الحَادِي ثِ وَاللّ ُه غَالِ بٌ عََلىَ َأمْرِ هِ‬ ‫ك َمكّنّا ِليُو سُفَ فِي الرْ ِ‬ ‫وَكَذَلِ َ‬
‫جزِي‬ ‫ك نَ ْ‬
‫وَلَ ـكِنّ أَ ْكثَ َر النّا سِ َل َيعْلَمُو نَ * وَلَمّا بَلَ غَ َأشُدّ ُه آَتيْنَا هُ ُحكْما َوعِلْما وَكَذَلِ َ‬
‫بنِيَ‬ ‫الْمُحْسبببببببببببببببببببببببببببببببب ِ‬
‫يب تعال بألطافه بيوسف عليه السلم أنه قيض له الذي اشتراه من مصر حت اعتن به‬
‫وأكرمه‪ ,‬وأوصى أهله به‪ ,‬وتوسم فيه الي والصلح‪ ,‬فقال لمرأته {أكرمي مثواه عسى‬
‫أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} وكان الذي اشتراه من مصر عزيزها وهو الوزير‪ .‬حدثنا العوف‬
‫عن ابن عباس وكان ا سه قطف ي‪ ,‬وقال ممد بن إ سحاق‪ :‬ا سه أطف ي بن روحيب و هو‬

‫‪311‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العز يز‪ ,‬وكان على خزائن م صر‪ ,‬وكان اللك يومئذ الريان بن الول يد ر جل من العمال يق‪,‬‬
‫قال‪ :‬واسم امرأته راعيل بنت رعائيل‪ ,‬وقال غيه‪ :‬اسها زليخا‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق‬
‫أيضا‪ ,‬عن ممد بن السائب‪ ,‬عن أب صال‪ ,‬عن ابن عباس‪ :‬كان الذي باعه بصر مالك‬
‫بن د عر بن بويب بن عنقا بن مديان بن إبراه يم‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقال أبو إ سحاق عن أ ب‬
‫عبيدة عن عبد ال بن مسعود أنه قال‪ :‬أفرس الناس ثلثة‪ :‬عزيز مصر حي قال لمرأته‪:‬‬
‫{أكرمي مثواه}‪ ,‬والرأة الت قالت لبيها {يا أبت استأجره} الَية‪ ,‬وأبو بكر الصديق‬
‫ح ي ا ستخلف ع مر بن الطاب ر ضي ال عنه ما‪ .‬يقول تعال‪ :‬ك ما أنقذ نا يو سف من‬
‫إخوتبه {كذلك مكنبا ليوسبف فب الرض} يعنب بلد مصبر {ولنعلمبه مبن تأويبل‬
‫الحاديببببببببببببببببببببببببببببببببث}‪.‬‬
‫قال ماهد والسدي‪ :‬هو تعبي الرؤيا {وال غالب على أمره} أي إذا أراد شيئا فل يرد‬
‫ول يانع ول يالف‪ ,‬بل هو الغالب لا سواه‪ .‬قال سعيد بن جبي ف قوله‪{ :‬وال غالب‬
‫على أمره}‪ :‬أي فعال ل ا يشاء‪ .‬وقوله‪{ :‬ول كن أك ثر الناس ل يعلمون} يقول‪ :‬ل يدرون‬
‫حكم ته ف خل قه وتلط فه وفعله ل ا ير يد‪ ,‬وقوله‪{ :‬ول ا بلغ} أي يو سف عل يه ال سلم‬
‫{أشده} أي استكمل عقله وت خلقه {آتيناه حكما وعلما} يعن النبوة أنه حباه با بي‬
‫أولئك القوام {وكذلك نزي الح سني} أي إ نه كان م سنا ف عمله عاملً بطا عة ال‬
‫ب أشده‪ ,‬فقال اببن عباس وماهبد وقتادة‪:‬‬ ‫تعال‪ ,‬وقبد اختلف فب مقدار الدة التب بلغ فيه ا‬
‫ثلث وثلثون سبنة‪ .‬وعبن اببن عباس‪ :‬بضبع وثلثون‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬عشرون‪ ,‬وقال‬
‫ال سن‪ :‬أربعون سنة‪ .‬وقال عكر مة‪ :‬خ س وعشرون سنة‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬ثلثون سنة‪.‬‬
‫وقال سبعيد ببن جببي‪ :‬ثانب عشرة سبنة‪ .‬وقال المام مالك وربيعبة ببن زيبد ببن أسبلم‬
‫بببب ذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ببببل غيب‬ ‫ببببد اللم‪ ,‬وقيب‬ ‫ببببب‪ :‬الشب‬ ‫والشعب‬

‫ت َهيْ تَ لَ كَ قَا َل َمعَاذَ اللّ ِه‬


‫ت الْبوَا بَ وَقَالَ ْ‬
‫** وَرَاوَ َدتْ ُه اّلتِي ُهوَ فِي َبْيتِهَا عَن ّنفْ سِهِ َوغَّلقَ ِ‬
‫ِإنّهبببُ َربّيبببَ أَحْسبببَ َن َمْثوَايبببَ ِإنّهبببُ َل ُيفْلِحبببُ الظّالِمُونبببَ‬
‫ي ب تعال عن امرأة العز يز ال ت كان يو سف ف بيت ها ب صر‪ ,‬و قد أو صاها زوج ها به‬
‫وبإكرا مه‪ ,‬فراود ته عن نف سه‪ ,‬أي حاول ته على نف سه ودع ته إلي ها‪ ,‬وذلك ان ا أحب ته حبا‬

‫‪312‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شديدا لماله وحسبنه وبائه‪ ,‬فحملهبا ذلك على أن تملت له وغلقبت عليبه البواب‬
‫ودعته إل نفسها‪{ ,‬وقالت هيت لك} فامتنع من ذلك أشد المتناع‪ ,‬و{قال معاذ ال إنه‬
‫ر ب أح سن مثواي} وكانوا يطلقون الرب على ال سيد ال كبي‪ ,‬أي إن بعلك ر ب أح سن‬
‫مثواي أي منل‪ ,‬وأح سن إل فل أقابله بالفاح شة ف أهله {إ نه ل يفلح الظالون}‪ ,‬قال‬
‫ذلك ما هد وال سدي وم مد بن إ سحاق وغي هم‪ .‬و قد اختلف القراء ف قوله‪{ :‬ه يت‬
‫لك} فقرأه كثيون بفتبح الاء وإسبكان الياء وفتبح التاء‪ ,‬وقال اببن عباس وماهبد وغيب‬
‫واحد‪ :‬معناه أنا تدعوه إل نفسها‪ .‬وقال علي بن أب طلحة والعوف عن ابن عباس‪ :‬هيت‬
‫لك‪ ,‬تقول هلم لك‪ ,‬وكذا قال زر ببن حببيش وعكرمبة والسبن وقتادة‪ .‬قال عمرو ببن‬
‫عب يد عن ال سن‪ :‬و هي كل مة بال سريانية‪ ,‬أي عل يك‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬ه يت لك‪ ,‬أي هلم‬
‫لك‪ ,‬وهي بالقبطية‪ .‬وقال ماهد‪ :‬هي لغة عربية تدعوه با‪ .‬وقال البخاري‪ :‬وقال عكرمة‪:‬‬
‫بببببببة‪ .‬وهكذا ذكره معلقا‪.‬‬ ‫بببببببت لك‪ ,‬أي هلم لك بالورانيب‬ ‫هيب‬
‫و قد أ سنده المام جع فر بن جر ير‪ :‬حدث ن أح د بن سهل الوا سطي‪ ,‬حدث نا قرة بن‬
‫عيسى‪ ,‬حدثنا النضر بن عرب الزري عن عكرمة مول ابن عباس ف قوله‪{ :‬هيت لك}‬
‫قال‪ :‬هلم لك‪ ,‬قال‪ :‬هي بالوران ية‪ ,‬وقال أ بو عب يد القا سم بن سلم‪ :‬وكان الك سائي‬
‫يكي هذه القراءة‪ ,‬يعن هيت لك‪ ,‬ويقول‪ :‬هي لغة لهل حوران وقعت إل أهل الجاز‪,‬‬
‫ومعنا ها تعال‪ .‬وقال أ بو عبيدة‪ :‬سألت شيخا عالا من أ هل حوران‪ ,‬فذ كر أن ا لغت هم‬
‫يعرفهبا‪ ,‬واسبتشهد المام اببن جريبر على هذه القراءة بقول الشاعبر لعلي ببن أبب طالب‬
‫رضببببببببببببببببي ال عنببببببببببببببببه‪:‬‬
‫أبلغ أميببببببب الؤمنبببببببببي أذى العراق إذا أتينبببببببا‬
‫إن العراق وأهلهعنببببببق إليببببببك فهيببببببت هيتببببببا‬
‫يقول‪ :‬فتعال واقترب‪ ,‬وقرأ ذلك آخرون هئت لك بكسر الاء وبالمز وضم التاء‪ ,‬بعن‬
‫تيأت لك من قول القائل هئت بالمر أهيء هئة‪ ,‬ومن روى عنه هذه القراءة‪ :‬ابن عباس‬
‫وأ بو ع بد الرح ن ال سلمي وأ بو وائل وعكر مة وقتادة‪ ,‬وكل هم يف سرها بع ن تيأت لك‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬وكان أبو عمرو والكسائي ينكران هذه القراءة‪ ,‬وقرأ عبد ال بن إسحاق‪:‬‬

‫‪313‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هيت بفتح الاء وكسر التاء‪ ,‬وهي غريبة‪ ,‬وقرأ آخرون منهم عامة أهل الدينة هيت بفتح‬
‫الاء وضببببببببم التاء‪ ,‬وأنشببببببببد قول الشاعببببببببر‪:‬‬
‫بببت‬ ‫بببن العشية هيب‬ ‫بببن إذا ماقال داع مب‬‫بببي بالبعديب‬ ‫بببس قومب‬ ‫ليب‬
‫قال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا الثوري‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن أب وائل‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن مسعود وقد‬
‫سع القراء‪ :‬سعتهم متقاربي‪ ,‬فاقرءوا كما علمتم‪ ,‬وإياكم والتنطع والختلف‪ ,‬وإنا هو‬
‫كقول أحدكم‪ :‬هلم وتعال‪ .‬ث قرأ عبد ال‪ :‬هيت لك‪ ,‬فقال‪ :‬يا أبا عبد الرحن إن ناسا‬
‫يقرءونا هيت‪ .‬قال عبد ال‪ :‬أن أقرأها كما علمت أحب إلّ‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ابن‬
‫وكيع‪ ,‬حدثنا ابن عيينة عن منصور‪ ,‬عن أب وائل‪ ,‬قال‪ :‬قال عبد ال‪ :‬هيت لك‪ ,‬فقال له‬
‫م سروق‪ :‬إن نا سا يقرءون ا‪ :‬ه يت لك‪ ,‬فقال‪ :‬دعو ن فإ ن أقرأ ك ما أقرئت‪ ,‬أ حب إلّ‪,‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدث ن الث ن‪ ,‬حدث نا آدم بن أ ب إياس‪ ,‬حدث نا شع بة عن شق يق‪ ,‬عن ا بن‬
‫مسبعود‪ ,‬قال‪ :‬هيبت لك بن صب الاء والتاء‪ ,‬ول ن مز‪ .‬وقال آخرون‪ :‬هيبت لك بك سر‬
‫الاء‪ ,‬وإسكان الياء‪ ,‬وضم التاء‪ .‬قال أبو عبيد مع مر بن الثن‪ :‬هيت ل تثن‪ ,‬ول تمع‪,‬‬
‫ول تؤنث‪ ,‬بل ياطب الميع بلفظ واحد‪ ,‬فيقال‪ :‬هيت لك‪ ,‬وهيت لكم‪ ,‬وهيت لكما‪,‬‬
‫وهيبببببببت لكبببببببن‪ ,‬وهيبببببببت لنببببببب‪.‬‬

‫سوَءَ وَاْلفَحْشَآ َء‬


‫ف َعنْ ُه ال ّ‬
‫** وََلقَ ْد هَمّتْ بِهِ وَهَ ّم ِبهَا َلوْل أَن ّرأَى بُ ْرهَانَ َربّهِ كَذَلِكَ ِلنَصْرِ َ‬
‫خلَصبببببببِيَ‬ ‫ب ِعبَادِنَبببببببا الْمُ ْ‬ ‫ِإنّهبببببببُ مِنبببببب ْ‬
‫اختلفت أقوال الناس وعباراتم ف هذا القام‪ ,‬وقد روي عن ابن عباس وماهد وسعيد‬
‫بن جبي وطائ فة من ال سلف ف ذلك ما رواه ا بن جر ير وغيه‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وق يل‪ :‬الراد‬
‫بمه با خطرات حديث النفس‪ ,‬حكاه البغوي عن بعض أهل التحقيق‪ ,‬ث أورد البغوي‬
‫هه نا حد يث ع بد الرزاق عن مع مر‪ ,‬عن هام‪ ,‬عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه‪ .‬قال‪ :‬قال‬
‫رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬يقول ال تعال‪ :‬إذا هبم عبدي بسبنة فاكتبوهبا له‬
‫حسنة‪ ,‬فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالا‪ ,‬وإن هم بسيئة فلم يعملها فاكتبوها حسنة‪,‬‬
‫فإنا تركها من جرائي‪ ,‬فإن عملها فاكتبوها بثلها»‪ ,‬وهذا الديث مرج ف الصحيحي‬
‫وله ألفاظ كثية هذا منها‪ .‬وقيل‪ :‬هم بضربا‪ .‬وقيل‪ :‬تناها زوجة‪ .‬وقيل‪ :‬هم با لول أن‬

‫‪314‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رأى برهان ربه أي فلم يهم با‪ ,‬وف هذا القول نظر من حيث العربية‪ ,‬حكاه ابن جرير‬
‫وغيه‪ .‬وأما البهان الذي رآه ففيه أقوال أيضا‪ ,‬فعن ابن عباس وسعيد وماهد وسعيد بن‬
‫جبي وممد بن سيين والسن وقتادة وأب صال والضحاك وممد بن إسحاق وغيهم‪:‬‬
‫رأى صورة أبيه يعقوب عليه السلم عاضا على أصبعه بفمه‪ .‬وقيل عنه ف رواية‪ :‬فضرب‬
‫ف صدر يو سف‪ .‬وقال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬رأى خيال اللك يع ن سيده‪ ,‬وكذا قال‬
‫ممد بن إسحاق فيما حكاه عن بعضهم‪ :‬إنا هو خيال قطفي سيده حي دنا من الباب‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا وكيع عن أب مودود‪ ,‬سعت من ممد بن‬
‫كعب القرظي‪ .‬قال رفع يوسف رأسه إل سقف البيت‪ ,‬فإذا كتاب ف حائط البيت {ول‬
‫تقربوا الز نا إ نه كان فاح شة و ساء سبيلً}‪ ,‬وكذا رواه أ بو مع شر الد ن عن م مد بن‬
‫كعب‪ .‬وقال عبد ال بن وهب‪ :‬أخبن نافع بن يزيد‪ ,‬عن أب صخر‪ ,‬قال‪ :‬سعت القرظي‬
‫يقول‪ :‬فب البهان الذي رآه يوسبف ثلث آيات مبن كتاب ال {إن عليكبم لافظيب}‬
‫الَ ية‪ ,‬وقوله‪{ :‬و ما تكون ف شأن} الَ ية‪ ,‬وقوله‪{ :‬أف من هو قائم على كل ن فس ب ا‬
‫كسبت} قال نافع‪ :‬سعت أبا هلل يقول مثل قول القرظي‪ ,‬وزاد آية رابعة {ول تقربوا‬
‫الزنا}‪ .‬وقال الوزاعي رأى آية من كتاب ال ف الدار تنهاه عن ذلك‪ .‬قال ابن جرير‪:‬‬
‫وال صواب أن يقال‪ :‬إ نه رأى آ ية من آيات ال تزجره ع ما كان هم به‪ ,‬وجائز أن يكون‬
‫صورة يعقوب‪ ,‬وجائز أن يكون صورة اللك‪ ,‬وجائز أن يكون ما رآه مكتوبا من الز جر‬
‫عن ذلك‪ ,‬ول ح جة قاط عة على تعي ي ش يء من ذلك‪ ,‬فال صواب أن يطلق ك ما قال ال‬
‫تعال‪ .‬وقوله‪{ :‬كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء} أي كما أريناه برهانا صرفه عما‬
‫كان ف يه‪ ,‬كذلك نق يه ال سوء والفحشاء ف ج يع أموره‪{ :‬إ نه من عباد نا الخل صي} أي‬
‫مبن الجتببي الطهريبن الختاريبن الصبطفي الخيار‪ ,‬صبلوات ال وسبلمه عليبه‪.‬‬

‫ب وَقَدّتْ قَمِيصَ ُه مِن ُدبُ ٍر َوأَْل َفيَا َسيّ َدهَا لَدَى اْلبَابِ قَالَتْ مَا َجزَآ ُء مَنْ أَرَا َد‬‫** وَا ُسَتَبقَا اْلبَا َ‬
‫جنَ َأوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَا َل هِيَ رَاوَ َدْتنِي عَن ّنفْسِي َو َشهِ َد شَاهِ ٌد مّنْ‬ ‫ك ُسوَءًا إِلّ أَن يُسْ َ‬ ‫بَِأهْلِ َ‬
‫ت َو ُهوَ مِ نَ الكَا ِذبِيَ * َوإِ نْ كَا نَ َقمِي صُهُ ُق ّد مِن‬ ‫َأهِْلهَآ إِن كَا نَ َقمِي صُهُ قُ ّد مِن ُقبُلٍ فَ صَدََق ْ‬

‫‪315‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ُدبُرٍ َفكَ َذبَ تْ َو ُهوَ مِن ال صّادِِقيَ * َفلَمّا َرأَى قَمِي صَهُ قُدّ مِن ُدبُرٍ قَالَ ِإنّ هُ مِن َكيْدِكُ نّ إِ نّ‬
‫ض عَ ْن هَـذَا وَا سَْت ْغفِرِي لِذَنبِ كِ إِنّ كِ كُن تِ مِ َن الْخَا ِطئِيَ‬
‫َكيْدَكُ ّن عَظِي مٌ * يُو سُفُ أَعْرِ ْ‬
‫ي ب تعال عن حال ما ح ي خر جا يسبتبقان إل الباب‪ :‬يو سف هارب‪ ,‬والرأة تطل به‬
‫لي جع إل الب يت‪ ,‬فلحق ته ف أثناء ذلك فأم سكت بقمي صه من ورائه‪ ,‬فقدّتْه قدا فظيعا‪,‬‬
‫يقال‪ :‬إنه سقط عنه واستمر يوسف هاربا ذاهبا‪ ,‬وهي ف أثره‪ ,‬فألفيا سيدها وهو زوجها‬
‫عند الباب‪ ,‬فعند ذلك خرجت ما هي فيه بكرها وكيدها‪ ,‬وقالت لزوجها متنصلة وقاذفة‬
‫يوسف بدائها {ما جزاء من أراد بأهلك سوءا} أي فاحشة {إل أن يسجن} أي يبس‪,‬‬
‫{أو عذاب أليم} أي يضرب ضربا شديدا موجعا‪ .‬فعند ذلك انتصر يوسف عليه السلم‬
‫بالق‪ ,‬وتبأ ما رمته به من اليانة‪ ,‬و{قال} بارا صادقا {هي راودتن عن نفسي} وذكر‬
‫أنا اتبعته تذبه إليها حت قدت قميصه {وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قدّ من‬
‫قبل} أي من قدامه {فصدقت} أي ف قولا إنه راودها عن نفسها‪ ,‬لنه يكون لا دعاها‬
‫وأبت عليه دفعته ف صدره‪ ,‬فقدّت قميصه فيصح ما قالت {وإن كان قميصه قد من دبر‬
‫فكذ بت و هو من ال صادقي} وذلك يكون ك ما و قع ل ا هرب من ها وتطلب ته‪ ,‬أم سكت‬
‫بقميصه من ورائه لترده إليها فقدت قميصه من ورائه‪ ,‬وقد اختلفوا ف هذا الشاهد‪ :‬هل‬
‫هو صغي أو كبي ؟ على قول ي لعلماء ال سلف‪ ,‬فقال ع بد الرزاق‪ ,‬أخب نا إ سرائيل عن‬
‫ساك‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس {وشهد شاهد من أهلها} قال ذو لية‪ ,‬وقال الثوري‪,‬‬
‫عن جابر‪ ,‬عن ا بن أ ب ملي كة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ :‬كان من خا صة اللك‪ ,‬وكذا قال ما هد‬
‫وعكرمة والسن وقتادة والسدي وممد بن إسحاق وغيهم‪ :‬إنه كان رجلً‪ .‬وقال زيد‬
‫بن أسلم والسدي‪ :‬كان ابن عمها‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬كان من خاصة اللك‪ .‬وقد ذكر ابن‬
‫إسببحاق أن زليخببا كانببت بنببت أخببت اللك الريان بببن الوليببد‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس ف قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال‪ :‬كان صبيا ف الهد‪,‬‬
‫وكذا روي عن أ ب هريرة وهلل بن ي ساف وال سن و سعيد بن جبي والضحاك بن‬
‫مزاحم أنه كان صبيا ف الدار‪ ,‬واختاره ابن جرير‪ :‬وقد ورد فيه حديث مرفوع فقال ابن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا السن بن ممد‪ ,‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا حاد هو ابن سلمة‪ ,‬أخبن عطاء بن‬
‫السائب عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬تكلم‬

‫‪316‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أربعة وهم صغار» فذكر فيهم شاهد يوسف‪ ,‬ورواه غيه عن حاد بن سلمة‪ ,‬عن عطاء‪,‬‬
‫عن سعيد‪ ,‬عن ا بن عباس أ نه قال «تكلم أرب عة و هم صغار‪ :‬ا بن ماش طة ب نت فرعون‪,‬‬
‫وشاهد يوسف‪ ,‬وصاحب جريج‪ ,‬وعيسى ابن مري»‪ .‬وقال ليث بن أب سليم عن ماهد‪:‬‬
‫كان مبببن أمبببر ال تعال‪ ,‬ول يكبببن إنسبببيا وهذا قول غريبببب‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فلما رأى قميصه قدّ من دبر} أي لا تقق زوجها صدق يوسف وكذبا فيما‬
‫قذف ته ورم ته به {قال إ نه من كيد كن} أي إن هذا الب هت والل طخ الذي لط خت عرض‬
‫هذا الشاب به من جلة كيدكن {إن كيدكن عظيم}‪ ,‬ث قال آمرا ليوسف عليه السلم‬
‫بكتمان ما و قع {يو سف أعرض عن هذا} أي اضرب عن هذا صفحا‪ ,‬أي فل تذكره‬
‫لحبببببببببببببببببببببببببببببببببببد‪.‬‬
‫{واستغفري لذنبك} يقول لمرأته وقد كان لي العريكة سهلً أو أنه عذرها لنا رأت‬
‫ما ل صب ل ا ع نه فقال ل ا‪ :‬ا ستغفري لذن بك أي الذي و قع م نك من إرادة ال سوء بذا‬
‫الشاب ثبب قذفببه بابب هببو بريببء منببه {إنببك كنببت مببن الاطئيبب}‪.‬‬

‫س َوةٌ فِي الْ َمدِيَن ِة امْ َرَأةُ اْلعَزِي ِز تُرَاوِدُ َفتَاهَا عَن ّنفْ سِهِ قَ ْد َش َغ َفهَا ُحبّا ِإنّا َلنَرَاهَا فِي‬
‫** وَقَالَ نِ ْ‬
‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ * فَلَمّا سَ ِم َعتْ بِ َمكْ ِرهِ نّ أَرْ سََلتْ إَِلْيهِ ّن َوَأعْتَدَ تْ َلهُ ّن ُمّتكَئا وَآتَ تْ كُلّ‬ ‫َ‬
‫ج عََلْيهِنّ فَلَمّا َرَأْينَهُ أَ ْكبَ ْرنَ ُه وَقَ ّطعْنَ َأيْ ِديَهُ ّن وَقُلْنَ حَاشَ للّهِ‬
‫وَاحِ َدةٍ ّمْنهُنّ ِسكّينا وَقَالَتِ اخْ ُر ْ‬
‫مَا هَـذَا بَشَرا إِ ْن هَـذَآ إِ ّل مَلَ كٌ كَ ِريٌ * قَالَ تْ فَذَِلكُ ّن الّذِي لُ ْمُتّننِي فِي ِه وََلقَدْ رَاوَدتّ هُ‬
‫جنَ ّن وََلَيكُونا مّن ال صّاغِرِينَ * قَالَ رَ بّ‬ ‫عَن ّنفْ سِهِ فَا َستَ ْعصَ َم وََلئِن لّ مْ يَ ْفعَ ْل مَآ آ ُمرُ هُ َليُ سْ َ‬
‫صبُ إَِلْيهِ نّ َوأَكُن مّ نَ‬ ‫ف عَنّي َكيْ َدهُ نّ أَ ْ‬ ‫ال سّجْنُ أَحَ بّ إِلَ يّ مِمّا يَ ْدعُوَننِ يَ إَِليْ هِ َوإِ ّل تَ صْرِ ْ‬
‫ب‬
‫بمِي ُع اْلعَلِيم ُ‬
‫ب ُهوَ الس ّ‬ ‫ب ِإنّه ُ‬‫ب َكيْ َدهُن ّ‬ ‫ف َعنْه ُ‬ ‫برَ َ‬ ‫ب فَص َ‬ ‫ب َربّه ُ‬
‫بتَجَابَ لَه ُ‬ ‫الْجَاهِلِيَب * فَاس ْ‬
‫ي ب تعال أن خب يو سف وامرأة العز يز‪ ,‬شاع ف الدي نة و هي م صر ح ت تدث به‬
‫الناس {وقال نسوة ف الدينة} مثل نساء الكباء والمراء‪ ,‬ينكرن على امرأة العزيز وهو‬
‫الوزير ويعب ذلك عليها {امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه} أي تاول غلمها عن نفسه‬
‫وتدعوه إل نفسها {قد شغفها حبا} أي قد وصل حبه إل شغاف قلبها وهو غلفه‪ .‬قال‬
‫الضحاك عن ا بن عباس‪ :‬الش غف ال ب القا تل‪ ,‬والش غف دون ذلك‪ ,‬والشغاف حجاب‬

‫‪317‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القلب «إنا لنراها ف ضلل مبي} أي ف صنيعها هذا من حبها فتاها ومراودتا إياه عن‬
‫نف سه‪{ ,‬فل ما سعت بكر هن} قال بعض هم‪ :‬بقول ن ذ هب ال ب ب ا‪ ,‬وقال م مد بن‬
‫إسبحاق‪ :‬ببل بلغهبن حسبن يوسبف‪ ,‬فأحببب أن يرينبه‪ ,‬فقلن ذلك ليتوصبلن إل رؤيتبه‬
‫ومشاهد ته‪ ,‬فع ند ذلك {أر سلت إلي هن} أي دعت هن إل منل ا لتضيف هن {وأعتدت ل ن‬
‫متكأ}‪ .‬قال ابن عباس وسعيد بن جبي وماهد والسن والسدي وغي هم‪ :‬هو الجلس‬
‫العد فيه مفارش‪ ,‬وماد‪ ,‬وطعام فيه ما يقطع بالسكاكي من أترج ونوه‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{وآتت كل واحدة منهن سكينا} وكان هذا مكيدة منها ومقابلة لن ف احتيالن على‬
‫رؤيته {وقالت اخرج عليهن} وذلك أنا كانت قد خبأته ف مكان آخر {فلما} خرج‬
‫{ورأي نه أ كبنه} أي أعظم نه أي أعظ من شأ نه‪ ,‬وأجللن قدره‪ ,‬وجعلن يقط عن أيدي هن‬
‫دهشا برؤيته‪ ,‬وهن يظنن أنن يقطعن الترج بالسكاكي‪ ,‬والراد أنن حززن أيديهن با‪,‬‬
‫قاله غيب واحبد‪ ,‬وعبن ماهبد وقتادة‪ :‬قطعبن أيديهبن حتب ألقينهبا‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقد ذكر غي واحد أنا قالت لن بعد ما أكلن وطابت أنفسهن‪ ,‬ث وضعت بي أيديهن‬
‫أترجا وآتت كل واحدة منهن سكينا‪ :‬هل لكن ف النظر إل يوسف ؟ قلن‪ :‬نعم‪ ,‬فبعثت‬
‫إليه تأمره أن اخرج إليهن‪ ,‬فلما رأينه جعلن يقطعن أيديهن‪ ,‬ث أمرته أن يرجع ليينه مقبلً‬
‫ومدبرا‪ ,‬فر جع و هن يززن ف أيدي هن‪ ,‬فل ما أح سسن بالل جعلن يولولن‪ ,‬فقالت‪ :‬أن ت‬
‫من نظرة واحدة فعل ت هذا‪ ,‬فك يف ألم أ نا ؟ {وقلن حا شى ل ما هذا بشرا إن هذا إل‬
‫ملك كر ي} ث قلن ل ا‪ :‬و ما نرى عل يك من لوم ب عد هذا الذي رأي نا‪ ,‬لن ن ل ير ين ف‬
‫البشر شبيهه ول قريبا منه‪ ,‬فإنه عليه السلم كان قد أعطي شطر السن كما ثبت ذلك‬
‫ف الديث الصحيح ف حديث السراء أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بيوسف‬
‫عليه السلم ف السماء الثالثة‪ ,‬قال «فإذا هو قد أعطي شطر السن» وقال حاد بن سلمة‪,‬‬
‫عن ثا بت‪ ,‬عن أ نس‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أع طي يو سف وأ مه‬
‫شطر السن»‪ .‬وقال سفيان الثوري‪ ,‬عن أب إسحاق‪ ,‬عن أب الحوص‪ ,‬عن عبد ال بن‬
‫مسعود قال‪ :‬أعطي يوسف وأمه ثلث السن‪ .‬وقال أبو إسحاق أيضا‪ ,‬عن أب الحوص‪,‬‬
‫عن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬كان وجه يوسف مثل البق‪ ,‬وكانت الرأة إذا أتته لاجة غطى وجهه‬
‫مافة أن تفتت به‪ .‬ورواه السن البصري مرسلً عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬

‫‪318‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«أع طي يو سف وأ مه ثلث ح سن أ هل الدن يا‪ ,‬وأع طي الناس الثلث ي»‪ ,‬أو قال «أع طي‬
‫يو سف وأ مه الثلث ي والناس الثلث»‪ .‬وقال سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن ما هد عن ربي عة‬
‫الر شي قال‪ :‬ق سم ال سن ن صفي فأع طي يو سف وأ مه سارة ن صف ال سن‪ ,‬والن صف‬
‫الَخببببببببببر بيبببببببببب سببببببببببائر اللق‪.‬‬
‫وقال المام أ بو القا سم ال سهيلي‪ :‬معناه أن يو سف عل يه ال سلم كان على الن صف من‬
‫حسن آدم عليه السلم‪ ,‬فإن ال خلق آدم بيده على أكمل صورة وأحسنها‪ ,‬ول يكن ف‬
‫ذريته من يوازيه ف جاله‪ ,‬وكان يوسف قد أعطي شطر حسنه‪ ,‬فلهذا قال هؤلء النسوة‬
‫عند رؤيته {حاشى ل}‪ .‬قال ماهد وغي واحد‪ :‬معاذ ال {ما هذا بشرا}‪ ,‬وقرأ بعضهم‬
‫ما هذا بشري أي بشترى بشراء {إن هذا إل ملك كري * قالت فذلكن الذي لتنن فيه}‬
‫تقول هذا معتذرة إليهن بأن هذا حقيق أن يب لماله وكماله‪{ ,‬ولقد راودته عن نفسه‬
‫فا ستعصم} أي فامت نع‪ .‬قال بعض هم‪ :‬ل ا رأ ين جاله الظا هر أ خبتن ب صفاته ال سنة ال ت‬
‫تفى عنهن‪ ,‬وهي العفة مع هذا المال‪ ,‬ث قالت تتوعده {ولئن ل يفعل ما آمره ليسجنن‬
‫وليكونا من ال صاغرين} فع ند ذلك ا ستعاذ يو سف عل يه ال سلم من شر هن وكيد هن‪,‬‬
‫و{قال رب ال سجن أ حب إل م ا يدعون ن إل يه} أي من الفاح شة {وإل ت صرف ع ن‬
‫كيدهن أصب إليهن} أي إن وكلتن إل نفسي فليس ل منها قدرة ول أملك لا ضرا ول‬
‫نفعا إل بولك وقو تك‪ ,‬أ نت ال ستعان وعل يك التكلن‪ ,‬فل تكل ن إل نف سي {أ صب‬
‫إليهن وأكن من الاهلي فاستجاب له ربه} الَية‪ ,‬وذلك أن يوسف عليه السلم عصمه‬
‫ال عصمة عظيمة‪ ,‬وحاه فامتنع منها أشد المتناع‪ ,‬واختار السجن على ذلك‪ ,‬وهذا ف‬
‫غاية مقامات الكمال أنه مع شبابه وجاله وكماله تدعوه سيدته‪ ,‬وهي امرأة عزيز مصر‪,‬‬
‫و هي مع هذا ف غا ية المال والال والريا سة‪ ,‬ويت نع من ذلك ويتار ال سجن على ذلك‬
‫خوفا مبببببببببببببن ال ورجاء ثواببببببببببببببه‪.‬‬
‫ولذا ثبت ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬سبعة يظلهم ال ف‬
‫ظله يوم ل ظل إل ظله‪ :‬إمام عادل‪ ,‬وشاب نشأ ف عبادة ال‪ ,‬ورجل قلبه معلق بالسجد‬
‫إذا خرج منه حت يعود إليه‪ ,‬ورجلن تابا ف ال اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ,‬ورجل تصدق‬

‫‪319‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بصدقة فأخفاها حت ل تعلم شاله ما أنفقت يينه‪ ,‬ورجل دعته امرأة ذات منصب وجال‬
‫بببت عيناه»‪.‬‬
‫بببر ال خاليا ففاضب‬ ‫بببل ذكب‬ ‫ببب أخاف ال‪ ,‬ورجب‬ ‫فقال‪ :‬إنب‬

‫جُننّهُ َحتّىَ حِيٍب‬


‫ب بَدَا َلهُم بْ مّبن َبعْدِ مَبا َرَأ ُواْ ا َليَات بِ َليَس بْ ُ‬
‫** ثُم ّ‬
‫يقول تعال‪ :‬ث ظ هر ل م من ال صلحة في ما رأوه أن م ي سجنونه إل ح ي‪ ,‬أي إل مدة‪,‬‬
‫وذلك ب عد ما عرفوا براء ته وظهرت الَيات‪ ,‬و هي الدلة على صدقه ف عف ته ونزاه ته‪,‬‬
‫وكأنم ب وال أعلم ب إنا سجنوه لا شاع الديث إيهاما أنه راودها عن نفسها وأنم‬
‫سجنوه على ذلك‪ .‬ولذا لا طلبه اللك الكبي ف آخر الدة امتنع من الروج حت تتبي‬
‫براءته ما نسب إليه من اليانة‪ .‬فلما تقرر ذلك‪ ,‬خرج وهو نقي العرض صلوات ال عليه‬
‫و سلمه‪ .‬وذ كر ال سدي أن م إن ا سجنوه لئل يش يع ما كان من ها ف ح قه‪ ,‬و يبأ عر ضه‬
‫فيفضحهبببببببببببببببببببببببببببببببببا‪.‬‬

‫** َودَخَ َل َمعَ ُه ال سّجْنَ َفَتيَا نَ قَالَ أَحَ ُدهُمَآ ِإنّ يَ أَرَانِ يَ َأعْ صِرُ خَمْرا وَقَا َل الَخَرُ ِإنّي أَرَانِ يَ‬
‫ْسبنِيَ‬
‫ِنب الْمُح ِ‬ ‫َاكب م َ‬
‫ِهب إِن ّا نَر َ‬
‫ب ِبتَ ْأوِيل ِ‬
‫ْهب َنّبئْنَ ا‬
‫ْقب َرأْسبِي ُخبْزا َتأْكُلُ ال ّطيْ ُر ِمن ُ‬ ‫أَحْمِلُ َفو َ‬
‫قال قتادة‪ :‬كان أحده ا ساقي اللك‪ ,‬والَ خر خبازه‪ .‬قال م مد بن إسحاق‪ :‬كان اسم‬
‫الذي على الشراب نبوا والَخبر ملث‪ .‬قال السبدي‪ :‬كان سببب حببس اللك إياهاب أنبه‬
‫تو هم أن ما تالَ على سه ف طعا مه وشرا به‪ ,‬وكان يو سف عل يه ال سلم قد اشت هر ف‬
‫ال سجن بالود والما نة‪ ,‬و صدق الد يث‪ ,‬وح سن ال سمت‪ ,‬وكثرة العبادة‪ ,‬صلوات ال‬
‫عليبه وسبلمه‪ .‬ومعرفبة التعببي والحسبان إل أهبل السبجن‪ ,‬وعيادة مرضاهبم‪ ,‬والقيام‬
‫بقوق هم‪ .‬ول ا د خل هذان الفتيان إل ال سجن تآل فا به وأحباه حبا شديدا وقال له‪ :‬وال‬
‫لقد أحببناك حبا زائدا‪ .‬قال‪ :‬بارك ال فيكما‪ ,‬إنه ما أحبن أحد إل دخل عل يّ من مبته‬
‫ضرر‪ ,‬أحبتن عمت فدخل عل ّي الضرر بسببها‪ ,‬وأحبن أب فأوذيت بسببه‪ ,‬وأحبتن امرأة‬
‫العزيز فكذلك‪ ,‬فقال‪ :‬وال ما نستطيع إل ذلك‪ ,‬ث إنما رأيا مناما فرأى الساقي أنه يعصر‬
‫خرا يعنب عنبا‪ ,‬وكذلك هبي فب قراءة عببد ال ببن مسبعود‪ :‬إنب أرانب أعصبر عنبا‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورواه ابن أب حات عن أحد بن سنان‪ ,‬عن يزيد بن هارون‪ ,‬عن شريك‪ ,‬عن العمش‪,‬‬
‫عن زيد بن وهب‪ ,‬عن ابن مسعود أنه قرأها‪ :‬أعصر عنبا‪ :‬وقال الضحاك ف قوله {إن‬
‫أران أعصر خرا} يعن عنبا‪ ,‬قال‪ :‬وأهل عمان يسمون العنب خرا‪ ,‬وقال عكرمة‪ :‬قال‬
‫له‪ :‬إ ن رأ يت في ما يرى النائم أ ن غر ست ح بة من ع نب‪ ,‬فنب تت فخرج في ها عناق يد‪,‬‬
‫فعصرتن ث سقيتهن اللك‪ ,‬فقال‪ :‬تكث ف السجن ثلثة أيام ث ترج فتسقيه خرا‪ ,‬وقال‬
‫الَ خر وهو الباز {إ ن أرا ن أحل فوق رأسي خبزا تأ كل الطيمنه نبئنا بتأويله} الَية‪,‬‬
‫والشهور عند الكثرين ما ذكرناه أنما رأيا مناما وطلبا تعبيه‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا‬
‫وك يع وا بن ح يد قال‪ :‬حدثنا جر ير عن عمارة بن القعقاع عن إبراه يم عن ع بد ال بن‬
‫به‪.‬‬‫با عليب‬‫ب كان تالا ليجربب‬ ‫بف شيئا‪ ,‬إناب‬‫باحبا يوسب‬‫با رأى صب‬ ‫بعود قال‪ :‬مب‬‫مسب‬

‫** قَالَ َل يَ ْأتِيكُمَا َطعَامٌ ُترْزَقَانِهِ إِلّ َنّبأُْتكُمَا ِبتَ ْأوِيلِهِ َقبْلَ أَن َي ْأتِيكُمَا ذَِلكُمَا ِممّا عَلّ َمنِي َربّ َي‬
‫ت مِّل َة آبَآئِ بيَ‬ ‫إِنّي تَرَكْ تُ ِمّلةَ َقوْ مٍ ّل ُي ْؤ ِمنُو نَ بِاللّ ِه َوهُ مْ بِالَخِ َر ِة هُ مْ كَافِرُو نَ * وَاّتَبعْ ُ‬
‫ك مِن َفضْلِ اللّ ِه عََلْينَا‬ ‫ب مَا كَا نَ َلنَآ أَن نّشْرِ كَ بِاللّ ِه مِن شَيْءٍ ذَلِ َ‬ ‫ق َويَ ْعقُو َ‬ ‫ِإبْرَاهِي َم َوإِ سْحَا َ‬
‫شكُرُونبببببَ‬ ‫ب وَلَـبببببكِنّ أَ ْكثَ َر النّاسبببببِ َل يَ ْ‬ ‫َوعَلَى النّاسبببب ِ‬
‫يبها يوسف عليه السلم أنما مهما رأيا ف النام من حلم فإنه عارف بتفسيه يبها‬
‫بتأويله ق بل وقو عه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ل يأتيك ما طعام ترزقا نه إل نبأتك ما بتأويله}‪ .‬وما هد‪:‬‬
‫يقول {ل يأتيكما طعام ترزقانه} ف يومكما {إل نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما}‪ ,‬وكذا‬
‫قال السدي‪ .‬وقال ابن أب حات رحه ال‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ممد بن العلء‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن يزيد شيخ له‪ ,‬عن السن بن ثوبان‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬ما‬
‫أدري لعل يوسف عليه السلم كان يعتاف وهو كذلك‪ ,‬لن أجد ف كتاب ال حي قال‬
‫للرجلي‪{ :‬ل يأتيكما طعام ترزقانه إل نبأتكما بتأويله} قال‪ :‬إذا جاء الطعام حلوا أو مرا‬
‫اعتاف عند ذلك‪ .‬ث قال ابن عباس‪ :‬إنا علم فعلم‪ ,‬وهذا أثر غريب‪ ,‬ث قال‪ :‬وهذا إنا هو‬
‫من تعل يم ال إياي‪ ,‬ل ن اجتن بت ملة الكافر ين بال واليوم الَ خر‪ ,‬فل يرجون ثوابا ول‬
‫عقابا فب العاد {واتبعبت ملة آبائي إبراهيبم وإسبحاق ويعقوب} الَيبة‪ ,‬يقول‪ :‬هجرت‬
‫طريق الكفر والشرك‪ ,‬وسلكت طريق هؤلء الرسلي صلوات ال وسلمه عليهم أجعي‪,‬‬

‫‪321‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وهكذا يكون حال من سلك طر يق الدى‪ ,‬وات بع طر يق الر سلي‪ ,‬وأعرض عن طر يق‬
‫الضال ي‪ ,‬فإن ال يهدي قل به‪ ,‬ويعل مه ما ل ي كن يعلم‪ ,‬ويعله إماما يقتدى به ف ال ي‪,‬‬
‫وداعيا إل سبيل الرشاد { ما كان ل نا أن نشرك بال من ش يء ذلك من ف ضل ال علي نا‬
‫وعلى الناس} هذا التوحيد و هو القرار بأ نه ل إله إل ال وحده ل شر يك له {من ف ضل‬
‫ال علينا} أي أوحاه إلينا وأمرنا به‪{ .‬وعلى الناس} إذ جعلنا دعاة لم إل ذلك {ولك نّ‬
‫أكثر الناس ل يشكرون} أي ل يعرفون نعمة ال عليهم بإرسال الرسل إليهم‪ ,‬بل {بدلوا‬
‫نع مة ال كفرا وأحلوا قوم هم دار البوار}‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أح د بن سنان‪,‬‬
‫حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا حجاج عن عطاء‪ ,‬عن ابن عباس أنه كان يعل الد أبا ويقول‪:‬‬
‫وال ف من شاء لعن ته ع ند ال جر‪ ,‬ما ذ كر ال جدا ول جدة‪ ,‬قال ال تعال يع ن إخبارا‬
‫عبببن يوسبببف‪{ :‬واتبعبببت ملة آبائي إبراهيبببم وإسبببحاق ويعقوب}‪.‬‬

‫جنِ َأأَ ْربَابٌ ّمّتفَرّقُونَ َخيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِ ُد اْل َقهّارُ * مَا َت ْعبُدُو َن مِن دُونِهِ إِ ّل‬
‫** يَصَا ِحَبيِ السّ ْ‬
‫حكْ مُ إِلّ للّ هِ َأمَرَ أَلّ‬
‫أَ سْمَآءً سَ ّمْيتُمُوهَآ أَنتُ ْم وَآبَآؤُكُ ْم مّآ أَنزَلَ اللّ ُه بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِ نِ الْ ُ‬
‫ب وَلَـببكِنّ أَ ْكثَ َر النّاسببِ َل َيعْلَمُونببَ‬ ‫ب اْلقَيّمب ُ‬ ‫َتعْبُ ُد َواْ إِلّ ِإيّاهببُ ذَلِكببَ الدّينب ُ‬
‫ث إ ّن يوسف عليه السلم أقبل على الفتيي بالخاطبة والدعاء لما إل عبادة ال وحده ل‬
‫شريك له‪ ,‬وخلع ما سواه من الوثان الت يعبدها قومهما‪ ,‬فقال‪{ :‬أأرباب متفرقون خي‬
‫أم ال الواحد القهار} أي الذي ذل كل شيء لعز جلله وعظمة سلطانه‪ ,‬ث بي لما أن‬
‫الت يعبدونا ويسمونا آلة إنا هو جهل منهم‪ ,‬وتسمية من تلقاء أنفسهم‪ ,‬تلقاها خلفهم‬
‫عن سلفهم‪ ,‬وليس لذلك مستند من عند ال‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ما أنزل ال با من سلطان}‬
‫أي ح جة ول برهان‪ ,‬ث أ خبهم أن ال كم والت صرف والشيئة واللك كله ل‪ ,‬و قد أ مر‬
‫عباده قاطببة أن ل يعبدوا إل إياه‪ ,‬ثب قال تعال‪{ :‬ذلك الديبن القيبم} أي هذا الذي‬
‫أدعوكم إليه من توحيد ال وإخلص العمل له‪ ,‬هو الدين الستقيم الذي أمر ال به‪ ,‬وأنزل‬
‫ببه الجبة والبهان الذي يببه ويرضاه {ولكبن أكثبر الناس ل يعلمون} أي فلهذا كان‬
‫أكثرهم مشركي‪{ ,‬وما أكثر الناس ولو حرصت بؤمني}‪ .‬وقد قال ابن جرير‪ :‬إنا عدل‬
‫بم يوسف عن تعبي الرؤيا إل هذا‪ ,‬لنه عرف أنا ضارة لحدها‪ ,‬فأحب أن يشغلهما‬

‫‪322‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بغي ذلك لئل يعاودوه فيها‪ .‬فعاودوه فأعاد عليهم الوعظة‪ ,‬وف هذا الذي قاله نظر‪ ,‬لنه‬
‫قد وعدها أولً بتعبيها‪ ,‬ولكن جعل سؤالما له على وجه التعظيم والحترام وصلة وسببا‬
‫إل دعائه ما إل التوح يد وال سلم‪ ,‬ل ا رأى ف سجيتهما من قبول ال ي والقبال عل يه‬
‫والن صات إل يه‪ ,‬ولذا ل ا فرغ من دعوت ما شرع ف ت عبي رؤياه ا من غ ي تكرار سؤال‬
‫فقال‪):‬‬

‫جنِ َأمّآ أَحَدُكُمَا َفيَ سْقِي َربّ هُ َخمْرا َوَأمّا الَ َخرُ َفيُ صَْلبُ َفتَأْكُلُ ال ّطيْ ُر مِن‬
‫** يَ صَا ِحبَ ِي ال سّ ْ‬
‫بَت ْفتِيَانِ‬
‫ب المْ ُر الّذِي فِيهببببببِ تَسببببب ْ‬ ‫ّرأْسببببببِهِ ُقضِيببببب َ‬
‫يقول ل ما { يا صاحب ال سجن أ ما أحدك ما في سقي ر به خرا} و هو الذي رأى أ نه‬
‫ب الَخبر في صلب‬ ‫يع صر خرا‪ ,‬ولك نه ل يعينبه لئل يزن ذاك‪ ,‬ولذا أبمبه ف قوله {وأم ا‬
‫فتأ كل الط ي من رأ سه} و هو ف ن فس ال مر الذي رأى أ نه ي مل فوق رأ سه خبزا‪ ,‬ث‬
‫أعلمه ما أن هذا قد فرغ م نه‪ ,‬و هو وا قع ل مالة‪ ,‬لن الرؤ يا على ر جل طائر ما ل ت عب‬
‫فإذا عبت وقعت‪ ,‬وقال الثوري‪ :‬عن عمارة بن القعقاع‪ ,‬عن إبراهيم عن عبد ال قال‪ :‬لا‬
‫قال ما قال وأخبها‪ ,‬قال‪ :‬ما رأينا شيئا‪ ,‬فقال‪{ :‬قضي المر الذي فيه تستفتيان} ورواه‬
‫م مد بن فض يل عن عمارة‪ ,‬عن إبراه يم‪ ,‬عن علق مة‪ ,‬عن ا بن م سعود به‪ ,‬وكذا ف سره‬
‫ماهد وعبد الرحن بن زيد بن أسلم وغيهم‪ ,‬وحاصله أن من تلم بباطل‪ ,‬وفسره فإنه‬
‫يلزم بتأويله‪ ,‬وال تعال أعلم‪ ,‬و قد ورد ف الد يث الشر يف الذي رواه المام أح د عن‬
‫معاوية بن حيدة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬الرؤيا على رجل طائر ما ل تعب‪,‬‬
‫فإذا عبت وقعت» وف مسند أب يعلى من طريق يزيد الرقاشي‪ ,‬عن أنس مرفوعا «الرؤيا‬
‫لول عابر»‪.‬‬

‫** وَقَالَ لِلّذِي ظَ نّ َأنّ ُه نَا جٍ مّْنهُمَا اذْكُ ْرنِي عِندَ َربّ كَ َفَأنْ سَاهُ الشّيْطَا نُ ذِكْرَ َربّ هِ فََلبِ ثَ فِي‬
‫بنِيَ‬
‫السببببببببببّجْ ِن ِبضْعببببببببببَ سببببببببب ِ‬

‫‪323‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولا ظن يوسف عليه السلم أن الساقي ناج‪ ,‬قال له يوسف خفية عن الَخر‪ ,‬وال أعلم‬
‫ب لئل يشعره أنه الصلوب ب قال له {اذكرن عند ربك} يقول‪ :‬اذكر قصت عند ربك‪,‬‬
‫وهبو اللك‪ ,‬فنسبي ذلك الوصبى أن يذكبر موله اللك بذلك‪ ,‬وكان مبن جلة مكايبد‬
‫الشيطان لئل يطلع نب ال من ال سجن‪ ,‬هذا هو ال صواب أن الضم ي ف قوله {فأن ساه‬
‫الشيطان ذ كر ربه} عائد على النا جي‪ ,‬ك ما قاله ماهد وممد بن إسحاق وغي وا حد‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬إن الضم ي عائد على يو سف عل يه ال سلم رواه ا بن جر ير عن ا بن عباس وما هد‬
‫أيضا وعكر مة وغي هم‪ ,‬وأ سند ا بن جر ير هه نا حديثا فقال‪ :‬حدث نا ا بن وك يع‪ ,‬حدث نا‬
‫عمرو بن م مد عن إبراه يم بن يز يد‪ ,‬عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‬
‫مرفوعا‪ ,‬قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬لو ل يقل ب يعن يوسف ب الكلمة الت‬
‫قال‪ ,‬ما لبث ف السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غي ال»‪ ,‬وهذا الديث‬
‫ضع يف جدا‪ ,‬لن سفيان بن وك يع ضع يف‪ ,‬وإبراه يم بن يز يد هو الوزي أض عف م نه‬
‫أيضا‪ .‬وقد روي عن السن وقتادة مرسلً عن كل منهما‪ ,‬وهذه الرسلت ههنا ل تقبل‬
‫لو قبببل الرسببل مببن حيببث هببو فبب غيبب هذا الوطببن‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وأ ما الب ضع فقال ما هد وقتادة‪ :‬هو ما ب ي الثلث إل الت سع‪ .‬وقال و هب بن من به‪:‬‬
‫م كث أيوب ف البلء سبعا‪ ,‬ويو سف ف ال سجن سبعا‪ ,‬وعذب بتن صر سبعا‪ ,‬وقال‬
‫الضحاك عن ابن عباس رضي ال عنهما {فلبث ف السجن بضع سني} قال‪ :‬ثنتا عشرة‬
‫بببببببنة‪.‬‬ ‫بببببببع عشرة سب‬ ‫بببببببنة‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬أربب‬ ‫سب‬

‫ف وَ َسبْعَ ُسنُْبلَتٍ ُخضْ ٍر‬ ‫** وَقَالَ الْمَلِ كُ ِإنّ يَ أَرَىَ َسبْ َع َبقَرَا تٍ سِمَانٍ َيأْكُُلهُ نّ َسبْ ٌع عِجَا ٌ‬
‫ضغَا ثُ‬ ‫َوأُخَ َر يَابِ سَاتٍ َيَأيّهَا الْ َملُ أَ ْفتُونِي فِي ُر ْؤيَا يَ إِن كُنتُ مْ لِل ّرؤْيَا تَ ْعبُرُو نَ * قَاُلوَاْ أَ ْ‬
‫َمب ِبعَالِمِيَ * وَقَا َل الّذِي نَجَا ِمْنهُمَا وَادّكَرَ بَعْدَ ُأ ّمةٍ َأنَاْ‬ ‫ْنب ِبَتأْوِيلِ ال ْحل ِ‬
‫َمب وَمَا نَح ُ‬ ‫أَ ْحل ٍ‬
‫ُأنَّبُئكُ مْ ِبَت ْأوِيلِ هِ َفأَرْ سِلُونِ * يُو سُفُ َأيّهَا ال صّدّيقُ أَ ْفتِنَا فِي سَبْ ِع َبقَرَا تٍ سِمَا ٍن يَأْكُُلهُ نّ َسبْعٌ‬
‫ف وَ َسبْعِ سُنُبلَتٍ ُخضْ ٍر َوأُخَ َر يَابِ سَاتٍ ّلعَلّ يَ أَرْجِ عُ إِلَى النّا سِ َلعَّلهُ ْم َيعْلَمُو نَ * قَالَ‬ ‫عِجَا ٌ‬
‫ل مّمّا َتأْكُلُونَ * ثُ ّم َي ْأتِي مِن‬ ‫تَزْ َرعُونَ َسبْ ُع ِسنِيَ َدأَبا فَمَا َحصَدتّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلّ قَلِي ً‬

‫‪324‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صنُونَ * ثُ ّم َي ْأتِي مِن َبعْدِ ذَلِكَ‬
‫ل مّمّا تُحْ ِ‬
‫َبعْدِ ذَلِكَ َسبْ ٌع شِدَا ٌد َيأْكُلْ َن مَا قَ ّد ْمتُمْ َلهُنّ إِلّ قَلِي ً‬
‫ب وَفِيهببببِ َيعْصببببِرُونَ‬ ‫ب ُيغَاثببببُ النّاسببب ُ‬ ‫عَامببببٌ فِيهببب ِ‬
‫هذه الرؤيا من ملك مصر ما قدر ال تعال أنا كانت سببا لروج يوسف عليه السلم‬
‫من ال سجن‪ ,‬معززا مكرما‪ ,‬وذلك أن اللك رأى هذه الرؤ يا‪ ,‬فهال ته وتع جب من أمر ها‬
‫و ما يكون تف سيها‪ ,‬فج مع الكه نة والذاة وكبار دول ته وأمراءه ف قص علي هم ما رأى‬
‫و سألم عن تأويل ها‪ ,‬فلم يعرفوا ذلك‪ ,‬واعتذروا إل يه بأن ا {أضغاث أحلم} أي أخلط‬
‫أحلم اقتضته رؤياك هذه {وما نن بتأويل الحلم بعالي} أي لو كانت رؤيا صحيحة‬
‫من أخلط لا كان لنا معرفة بتأويلها‪ ,‬وهو تعبيها‪ ,‬فعند ذلك تذكر الذي نا من ذينك‬
‫الفتيي اللذين كانا ف السجن مع يوسف‪ ,‬وكان الشيطان قد أنساه ما وصاه به يوسف‬
‫من ذكر أمره للملك‪ ,‬فعند ذلك تذكر بعد أمة‪ ,‬أي مدة‪ ,‬وقرأ بعضهم بعد أمه أي بعد‬
‫ن سيان‪ ,‬فقال ل م‪ ,‬أي للملك والذ ين جع هم لذلك {أ نا أنبئ كم بتأويله} أي بتأو يل هذا‬
‫النام‪{ ,‬فأرسبلون} أي فابعثون إل يوسبف الصبديق إل السبجن‪ ,‬ومعنب الكلم فبعثوه‬
‫فجاءه‪ ,‬فقال‪{ :‬يوسف أيها الصديق أفتنا} وذكر النام الذي رآه اللك‪ ,‬فعند ذلك ذكر‬
‫له يو سف عل يه ال سلم تعبي ها من غ ي تعن يف للف ت ف ن سيانه ما و صاه به‪ ,‬و من غ ي‬
‫اشتراط للخروج قببل ذلك‪ ,‬ببل قال‪{ :‬تزرعون سببع سبني دأبا} أي يأتيكبم الصبب‬
‫والطر سبع سني متواليات ففسر البقر بالسني لنا تثي الرض الت تستغل منها الثمرات‬
‫والزروع‪ ,‬وهن السنبلت الضر‪ ,‬ث أرشدهم إل ما يعتدونه ف تلك السني‪ ,‬فقال {فما‬
‫ح صدت فذروه ف سنبله إل قليلً م ا تأكلون} أي مه ما ا ستغللتم ف هذه ال سبع ال سني‬
‫الصب‪ ,‬فادخروه ف سنبله ليكون أبقى له وأبعد عن إسراع الفساد إليه إل القدار الذي‬
‫تأكلونه‪ ,‬وليكن قليلً قليلً‪ ,‬ل تسرفوا فيه لتنتفعوا ف السبع الشداد‪ ,‬وهن السبع السني‬
‫الحل الت تعقب هذه السبع التواليات‪ ,‬وهن البقرات العجاف اللت تأكل السمان‪ ,‬لن‬
‫سن الدب يؤكل فيها ما جعوه ف سن الصب‪ ,‬وهن السنبلت اليابسات‪ ,‬وأخبهم‬
‫أن ن ل ينب ت شيئا‪ ,‬و ما بذروه فل يرجعون م نه إل ش يء‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬يأكلن ما قدم تم‬
‫لن إل قليلً ما تصنون} ث بشرهم بعد الدب العام التوال بأنه يعقبهم بعد ذلك عام‬
‫فيه يغاث الناس‪ ,‬أي يأتيهم الغيث وهو الطر وتغل البلد‪ ,‬ويعصر الناس ما كانوا يعصرون‬

‫‪325‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على عادت م من ز يت ونوه‪ ,‬و سكر ونوه‪ ,‬ح ت قال بعض هم‪ :‬يد خل ف يه حلب الل ب‬
‫برون} يلبون‪.‬‬ ‫به يعصب‬ ‫بن عباس {وفيب‬ ‫بن ابب‬
‫بة عب‬‫ب طلحب‬ ‫بن أبب‬
‫أيضا‪ .‬قال علي بب‬

‫سوَ ِة‬
‫ك ائْتُونِي بِ هِ فَلَمّا جَآءَ هُ الرّ سُولُ قَالَ ارْجِ عْ إِلَىَ َربّ كَ فَا ْسأَلْهُ مَا بَا ُل النّ ْ‬
‫** وَقَالَ الْمَلِ ُ‬
‫ف عَن‬ ‫اللّتِي قَ ّطعْ نَ َأيْ ِديَهُ نّ إِ نّ رَبّي بِ َكيْ ِدهِ ّن عَلِي مٌ * قَا َل مَا َخ ْطبُكُ نّ إِذْ رَاوَدتُ ّن يُو سُ َ‬
‫ح قّ َأنَاْ‬‫حصَ الْ َ‬ ‫صَ‬ ‫ت امْ َرَأةُ اْلعَزِي ِز الَ نَ حَ ْ‬‫ّنفْ سِهِ قُلْ نَ حَا شَ للّ ِه مَا عَلِ ْمنَا عََليْ ِه مِن ُسوَءٍ قَالَ ِ‬
‫رَاوَ ْدتّ ُه عَن نّفْسِهِ َوإِنّهُ َلمِ َن الصّادِقِيَ * ذَلِكَ ِليَعَْلمَ َأنّي لَمْ أَ ُخنْ ُه بِاْل َغيْبِ َوأَنّ اللّهَ َل َيهْدِي‬
‫سوَءِ إِ ّل مَا رَحِ مَ َربّ يَ إِ نّ رَبّي‬ ‫سيَ إِ نّ الّنفْ سَ لمّا َرةٌ بِال ّ‬ ‫َكيْ َد الْخَاِئنِيَ * وَمَآ ُأبَرّى ُء َنفْ ِ‬
‫َغفُورٌ ّرحِيمببببببببببببببببببببببببببببببببٌ‬
‫يقول تعال إخبارا عن اللك لا رجعوا إليه بتعبي رؤياه الت كان رآها با أعجبه وأيقنه‪,‬‬
‫فعرف فضل يوسف عليه السلم‪ ,‬وعلمه وحسن اطلعه على رؤياه‪ ,‬وحسن أخلقه على‬
‫من ببلده من رعاياه‪ ,‬فقال‪{ :‬ائتون به} أي أخرجوه من ال سجن وأحضروه‪ ,‬فلما جاءه‬
‫الرسول بذلك امتنع من الروج حت يتحقق اللك ورعيته براءة ساحته ونزاهة عرضه ما‬
‫نسب إليه من جهة امرأة العزيز‪ ,‬وأن هذا السجن ل يكن على أمر يقتضيه‪ ,‬بل كان ظلما‬
‫وعدوانا‪ ,‬فقال‪{ :‬ارجع إل ربك} الَية‪ .‬وقد وردت السنة بدحه على ذلك والتنبيه على‬
‫فضله وشرفه وعلو قدره وصبه‪ ,‬صلوات ال وسلمه عليه‪ ,‬ففي السند والصحيحي من‬
‫حديث الزهري عن سعيد وأب سلمة‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ن ن أ حق بال شك من إبراه يم إذ قال {رب أر ن ك يف ت يي‬
‫الوتى} الَية‪ ,‬ويرحم ال لوطا كان يأوي إل ركن شديد‪ ,‬ولو لبثت ف السجن ما لبث‬
‫يو سف لج بت الدا عي»‪ ,‬و ف ل فظ لح د‪ :‬حدث نا عفان‪ ,‬حدث نا حاد بن سلمة‪ ,‬حدث نا‬
‫م مد بن عمرو عن أ ب سلمة‪ ,‬عن أ ب هريرة‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم ف قوله‪:‬‬
‫{فاسأله ما بال النسوة اللت قطعن أيديهن إن رب بكيدهن عليم} فقال رسول ال صلى‬
‫بت العذر»‪.‬‬ ‫با ابتغيب‬ ‫بة ومب‬ ‫برعت الجابب‬ ‫با‪ ,‬لسب‬ ‫بت أنب‬ ‫بلم‪« :‬لو كنب‬ ‫به وسب‬ ‫ال عليب‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن عكرمة قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬لقد عجبت من يوسف وصبه وكرمه وال يغفر له حي سئل عن‬

‫‪326‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البقرات العجاف والسمان‪ ,‬ولو كنت مكانه ما أجبتهم حت أشترط أن يرجون‪ ,‬ولقد‬
‫عج بت من يو سف و صبه وكر مه‪ ,‬وال يغ فر له ح ي أتاه الر سول‪ ,‬ولو ك نت مكا نه‬
‫لبادرت م الباب‪ ,‬ولك نه أراد أن يكون له العذر»‪ ,‬هذا حد يث مر سل‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬قال‬
‫ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه} إخبار عن اللك حي جع النسوة اللت قطعن‬
‫أيديهن عند امرأة العزيز‪ ,‬فقال ماطبا لن كلهن وهو يريد امرأة وزيره‪ ,‬وهو العزيز‪ ,‬قال‬
‫اللك للنسبوة اللتب قطعبن أيديهبن {مبا خطبكبن} أي شأنكبن وخببكن {إذ راودتبن‬
‫يوسف عن نفسه} يعن يوم الضيافة‪{ ,‬قلن حاش ل ما علمنا عليه من سوء} أي قالت‬
‫الن سوة جوابا للملك‪ :‬حاش ل أن يكون يو سف متهما‪ ,‬وال ما علم نا عل يه من سوء‪,‬‬
‫فعند ذلك {قالت امرأة العزيز الَن حصحص الق} قال ابن عباس وماهد وغي واحد‪:‬‬
‫تقول الَن تبي الق وظهر وبرز‪{ ,‬أنا راودته عن نفسه وإنه لن الصادقي} أي ف قوله‪:‬‬
‫{هي راودتن عن نفسي} {ذلك ليعلم أن ل أخنه بالغيب} تقول‪ :‬إنا اعترفت بذا على‬
‫نف سي ليعلم زو جي أ ن ل أخ نه بالغ يب ف ن فس ال مر‪ ,‬ول و قع الحذور ال كب‪ ,‬وإن ا‬
‫راودت هذا الشاب مراودة فامتنع‪ ,‬فلهذا اعترفت ليعلم أن بريئة {وأن ال ل يهدي كيد‬
‫الائنيب * ومبا أبرىء نفسبي} تقول الرأة‪ :‬ولسبت أبرىء نفسبي‪ ,‬فإن النفبس تتحدث‬
‫وتتمن‪ ,‬ولذا راودته لن {النفس لمارة بالسوء إل ما رحم رب} أي إل من عصمه ال‬
‫تعال‪{ :‬إن ر ب غفور رح يم} وهذا القول هو الش هر والل يق والن سب ب سياق الق صة‬
‫ومعانببببببببببببببببببببببببببببببب الكلم‪.‬‬
‫و قد حكاه الاوردي ف تف سيه‪ ,‬وانتدب لن صره المام أ بو العباس بن تيم ية رح ه ال‪,‬‬
‫فأفرده بتصنيف على حدة‪ ,‬وقد قيل‪ :‬إن ذلك من كلم يوسف عليه السلم يقول‪{ :‬ذلك‬
‫ليعلم أ ن ل أخ نه} ف زوج ته {بالغ يب} الَيت ي‪ ,‬أي إن ا رددت الر سول ليعلم اللك‬
‫براءت‪ ,‬وليعلم العزيز {أن ل أخنه} ف زوجته {بالغيب وأن ال ل يهدي كيد الائني}‬
‫الَية‪ ,‬وهذا القول هو الذي ل يك ابن جرير ول ابن أب حات سواه‪ .‬وقال ابن جرير‪:‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا وكيع عن إسرائيل‪ ,‬عن ساك‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫ل ا ج ع اللك الن سوة ف سألن‪ :‬هل راود تن يو سف عن نف سه ؟ {قلن حاش ل ما علم نا‬
‫عليه من سوء قالت امرأة العزيز الَن حصحص الق} الَية‪ ,‬قال يوسف {ذلك ليعلم أن‬

‫‪327‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل أخ نه بالغ يب} فقال جب يل عل يه ال سلم‪ :‬ول يوم ه مت ب ا ه مت به ؟ فقال {و ما‬
‫أبرىء نفسبي} الَيبة‪ ,‬وهكذا قال ماهبد وسبعيد ببن جببي وعكرمبة واببن أبب الذيبل‬
‫والضحاك وال سن وقتادة وال سدي‪ ,‬والقول الول أقوى وأظ هر‪ ,‬لن سياق الكلم كله‬
‫من كلم امرأة العزيز بضرة اللك‪ ,‬ول يكن يوسف عليه السلم عندهم‪ ,‬بل بعد ذلك‬
‫أحضره اللك‪.‬‬

‫ك اْلَيوْ مَ لَ َدْينَا مِكِيٌ َأمِيٌ *‬


‫خِلصْهُ ِلنَفْ سِي فَلَمّا َكلّمَ هُ قَالَ إِنّ َ‬
‫ك ائْتُونِي بِ هِ أَ سْتَ ْ‬
‫** وَقَالَ الْمَلِ ُ‬
‫قَالَ ا ْجعَلْنِبببي عََلىَ خَزَآئِنبببِ الرْضبببِ إِنّبببي َحفِيظبببٌ عَلِيمبببٌ‬
‫يقول تعال إخبارا عن اللك ح ي ت قق براءة يو سف عل يه ال سلم ونزا هة عر ضه م ا‬
‫نسب إليه‪ ,‬قال {ائتون به أستخلصه لنفسي} أي أجعله من خاصت وأهل مشورت {فلما‬
‫كلمه} أي خاطبه اللك‪ ,‬وعرفه‪ ,‬ورأى فضله وبراعته‪ ,‬وعلم ما هو عليه من خلق وخلق‬
‫وكمال‪ ,‬قال له اللك {إ نك اليوم لدي نا مك ي أم ي} أي إ نك عند نا قد بق يت ذا مكا نة‬
‫وأما نة‪ ,‬فقال يو سف عل يه ال سلم {اجعل ن على خزائن الرض إ ن حف يظ عل يم} مدح‬
‫نف سه‪ ,‬ويوز للر جل ذلك إذا ج هل أمره للحا جة‪ ,‬وذ كر أنه {حفيظ} أي خازن أم ي‪,‬‬
‫{عليم} ذو علم وبصية با يتوله‪ .‬وقال شيبة بن نعامة‪ :‬حفيظ لا استودعتن‪ ,‬عليم بسن‬
‫الدب‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬وسأل العمل لعلمه بقدرته عليه ولا فيه من الصال للناس‪,‬‬
‫وإنا سأله أن يعله على خزائن الرض‪ ,‬وهي الهرام الت يمع فيها الغلت‪ ,‬لا يستقبلونه‬
‫من ال سني ال ت أ خبهم بشأن ا‪ ,‬فيت صرف ل م على الو جه الحوط وال صلح والر شد‪,‬‬
‫فأجيببببب إل ذلك رغبببببة فيببببه وتكرمببببة له ولذا قال تعال‪):‬‬

‫ث يَشَآءُ نُصِيبُ بِ َرحْ َمِتنَا مَن نَشَآءُ وَ َل‬


‫ض َيَتبَ ّوُأ ِمنْهَا َحيْ ُ‬
‫ك َم ّكنّا ِليُوسُفَ فِي الرْ ِ‬
‫** وَكَذَلِ َ‬
‫بنِيَ * وَلجْ ُر الَ ِخ َرةِ َخيْرٌ لّلّذِينببَ آ َمنُواْ وَكَانُواْ َيّتقُونببَ‬ ‫ُنضِيعببُ أَ ْج َر الْمُحْسب ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وكذلك مك نا ليو سف ف الرض} أي أرض م صر‪{ ,‬يتبوأ من ها ح يث‬
‫يشاء} قال السدي وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬يتصرف فيها كيف يشاء‪ .‬وقال ابن‬

‫‪328‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جر ير‪ :‬يت خذ من ها منلً ح يث يشاء ب عد الض يق وال بس وال سار‪{ ,‬ن صيب برحت نا من‬
‫نشاء ول نضيع أجر الحسني} أي وما أضعنا صب يوسف على أذى إخوته وصبه على‬
‫البس بسبب امرأة العزيز‪ ,‬فلهذا أعقبه ال عز وجل السلم والنصر والتأييد‪{ ,‬ول نضيع‬
‫أ جر الح سني * ول جر الَخرة خ ي للذ ين آمنوا وكانوا يتقون} ي ب تعال أن ما ادخره‬
‫ال تعال ل نبيه يو سف عل يه ال سلم ف الدار الَخرة أع ظم وأك ثر وأ جل م ا خوله من‬
‫الت صرف والنفوذ ف الدن يا‪ ,‬كقوله ف حق سليمان عل يه ال سلم {هذا عطاؤ نا فام نن أو‬
‫أمسك بغي حساب * وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} والغرض أن يوسف عليه السلم‬
‫وله ملك مصر الريان بن الوليد الوزارة ف بلد مصر مكان الذي اشتراه من مصر زوج‬
‫التبب راودتببه‪ ,‬وأسببلم اللك على يدي يوسببف عليببه السببلم‪ ,‬قاله ماهببد‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق‪ :‬لا قال يوسف للملك‪{ :‬اجعلن على خزائن الرض إن حفيظ‬
‫عليم} قال اللك‪ :‬قد فعلت‪ ,‬فوله فيما ذكروا عمل اطفي‪ ,‬وعزل اطفي عما كان عليه‪,‬‬
‫يقول ال عز و جل‪{ :‬وكذلك مك نا ليو سف ف الرض يتبوأ من ها ح يث يشاء ن صيب‬
‫برحتنا من نشاء ول نضيع أجر الحسني} قال‪ :‬فذكر ل ب وال أعلم ب أن اطفي هلك‬
‫ف تلك الليال‪ ,‬وأن اللك الريان بن الول يد زوّج يو سف امرأة اطف ي راع يل‪ ,‬وأن ا ح ي‬
‫دخلت عل يه قال ل ا‪ :‬أل يس هذا خيا م ا ك نت تريد ين ؟ قال‪ :‬فيزعمون أن ا قالت‪ :‬أي ها‬
‫ال صديق ل تلم ن‪ ,‬فإ ن ك نت امرأة ك ما ترى ح سناء جيلة ناع مة ف ملك ودن يا‪ ,‬وكان‬
‫ب رأيبت‪,‬‬ ‫صباحب ل يأتب النسباء‪ ,‬وكنبت كمبا جعلك ال فب حسبنك وهيئتبك على م ا‬
‫فيزعمون أ نه وجد ها عذراء‪ ,‬فأ صابا‪ ,‬فولدت له رجل ي‪ :‬أفرائ يم بن يو سف‪ ,‬ومي شا بن‬
‫يو سف‪ ,‬وولد لفرائ يم نون والد يو شع بن نون‪ ,‬ورح ة امرأة أيوب عل يه ال سلم‪ ,‬وقال‬
‫الفضيل بن عياض‪ :‬وقفت امرأة العزيز على ظهر الطريق حت مر يوسف‪ ,‬فقالت‪ :‬المد‬
‫ل الذي جعبببل العبيبببد ملوكا بطاعتبببه‪ ,‬واللوك عببببيدا بعصبببيته‪.‬‬

‫جهَا ِزهِ ْم‬


‫** وَجَآءَ إِ ْخ َوةُ يُو سُفَ فَ َدخَلُوْا عََليْ هِ َفعَرََفهُ ْم َوهُ مْ لَ ُه مُنكِرُو نَ * وَلَمّا َجهّ َزهُم بِ َ‬
‫قَا َل اْئتُونِي ِبأَ خٍ ّلكُ ْم مّ نْ َأبِيكُ مْ أَ َل تَ َروْ نَ َأنّ يَ أُوفِي الْ َكيْ َل َوَأنَاْ َخيْ ُر الْ ُمنْزِلِيَ * فَإِن ّل مْ‬

‫‪329‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تَ ْأتُونِي بِ هِ َفلَ َكيْلَ َلكُ ْم عِندِي وَ َل َتقْ َربُو نِ * قَالُواْ سَنُرَاوِ ُد َعنْ هُ َأبَا ُه َوِإنّا َلفَاعِلُو نَ * وَقَالَ‬
‫ِل ِفتْيَانِ هِ ا ْجعَلُوْا بِضَا َعَتهُ مْ فِي ِرحَاِلهِ مْ َلعَّلهُ ْم َيعْرِفُوَنهَآ إِذَا اْنقََلُبوَاْ إِلَىَ َأهِْلهِ مْ َلعَّلهُ ْم َيرْ ِجعُو نَ‬
‫ذ كر السبدي وممبد ببن إسبحاق وغيهاب مبن الفسبرين أن السببب الذي أقدم إخوة‬
‫يوسف بلد مصر‪ ,‬أن يوسف عليه السلم لا باشر الوزارة بصر ومضت السبع السني‬
‫الخصبة‪ ,‬ث تلتها السبع السني الجدبة‪ ,‬وعم القحط بلد مصر بكمالا‪ ,‬ووصل إل بلد‬
‫كنعان و هي ال ت في ها يعقوب عل يه ال سلم وأولده‪ ,‬وحينئذ احتاط يو سف عل يه ال سلم‬
‫للناس ف غلتم‪ ,‬وجعها أحسن جع‪ ,‬فحصل من ذلك مبلغ عظيم وهدايا متعددة هائلة‪,‬‬
‫وورد عليه الناس من سائر القاليم والعاملت‪ ,‬يتارون لنفسهم وعيالم‪ ,‬فكان ل يعطي‬
‫الر جل أك ثر من ح ل بع ي ف ال سنة‪ ,‬وكان عل يه ال سلم‪ ,‬ل يش بع نف سه‪ ,‬ول يأ كل هو‬
‫واللك وجنوده ا إل أكلة واحدة ف و سط النهار‪ ,‬ح ت يتك فا الناس ب ا ف أيدي هم مدة‬
‫السببببع سبببني‪ ,‬وكان رحةببب مبببن ال على أهبببل مصبببر‪.‬‬
‫و ما ذكره ب عض الف سرين من أ نه باع هم ف ال سنة الول بالموال‪ ,‬و ف الثان ية بالتاع‪,‬‬
‫و ف الثال ثة بكذا‪ ,‬و ف الراب عة بكذا‪ ,‬ح ت باع هم بأنف سهم وأولد هم ب عد ما تلك علي هم‬
‫ج يع ما يلكون‪ ,‬ث أعتق هم ورد علي هم أموال م كل ها‪ ,‬ال أعلم ب صحة ذلك‪ ,‬و هو من‬
‫ال سرائيليات ال ت ل ت صدق ول تكذب‪ ,‬والغرض أ نه كان ف جلة من ورد للمية إخوة‬
‫يوسف عن أمر أبيهم لم ف ذلك‪ ,‬فإنه بلغهم أن عزيز مصر يعطي الناس الطعام بثمنه‪,‬‬
‫فأخذوا معهبم بضاعبة يعتاضون باب طعاما‪ ,‬وركبوا عشرة نفبر‪ ,‬واحتببس يعقوب عليبه‬
‫السلم عنده ابنه بنيامي شقيق يوسف عليه السلم‪ ,‬وكان أحب ولده إليه بعد يوسف‪,‬‬
‫فلما دخلوا على يوسف وهو جالس ف أبته ورياسته وسيادته‪ ,‬عرفهم حي نظر إليهم‪,‬‬
‫وهبم له منكرون أي ل يعرفونبه‪ ,‬لنمب فارقوه وهبو صبغي حدث‪ ,‬وباعوه للسبيارة ول‬
‫يدروا أين يذهبون به‪ ,‬ول كانوا يستشعرون ف أنفسهم أن يصي إل ما صار إليه‪ ,‬فلهذا‬
‫ل يعرفوه‪ ,‬وأ ما هو فعرف هم‪ .‬فذ كر ال سدي وغيه أ نه شرع ياطب هم‪ ,‬فقال ل م كالن كر‬
‫علي هم‪ :‬ما أقدم كم بلدي ؟ فقالوا‪ :‬أي ها العز يز إ نا قدم نا للمية‪ ,‬قال‪ :‬فلعل كم عيون ؟‬
‫قالوا‪ :‬معاذ ال‪ .‬قال‪ :‬ف من أ ين أن تم ؟ قالوا من بلد كنعان‪ ,‬وأبو نا يعقوب نب ال‪ .‬قال‪:‬‬
‫وله أولد غيكم ؟ قالوا‪ :‬نعم كنا اثن عشر‪ ,‬فذهب أصغرنا‪ ,‬هلك ف البية وكان أحبنا‬

‫‪330‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل أبيه‪ ,‬وبقي شقيقه فاحتبسه أبوه ليتسلى به عنه‪ ,‬فأمر بإنزالم وإكرامهم {ولا جهزهم‬
‫بهازهم} أي أوف لم كيلهم‪ ,‬وحل لم أحالم‪ ,‬قال‪ :‬ائتون بأخيكم هذا الذي ذكرت‬
‫لعلم صدقكم في ما ذكر ت {أل ترون أ ن أو ف الك يل وأ نا خ ي النل ي ؟} يرغب هم ف‬
‫الرجوع إل يه‪ ,‬ث رهب هم فقال‪{ :‬فإن ل تأتو ن به فل ك يل ل كم عندي} الَ ية‪ ,‬أي إن ل‬
‫تقدموا به معكم ف الرة الثانية فليس لكم عندي مية‪{ ,‬ول تقربون * قالوا سنراود عنه‬
‫أباه وإنبا لفاعلون} أي سبنحرص على ميئه إليبك بكبل مكبن‪ ,‬ول نبقبي مهودا لتعلم‬
‫صدقنا فيما قلناه‪ ,‬وذكر السدي أنه أخذ منهم رهائن حت يقدموا به معهم‪ ,‬وف هذا نظر‬
‫لنه أحسن إليهم ورغبهم كثيا‪ ,‬وهذا لرصه على رجوعهم‪{ ,‬وقال لفتيانه} أي غلمانه‬
‫{اجعلوا بضاعتهم} أي الت قدموا با ليمتاروا عوضا عنها {ف رحالم} أي ف أمتعتهم‬
‫من ح يث ل يشعرون‪{ ,‬لعل هم يرجعون} ب ا‪ ,‬ق يل‪ :‬خ شي يو سف عل يه ال سلم أن ل‬
‫يكون عند هم بضا عة أخرى يرجعون للمية ب ا‪ .‬وق يل‪ :‬تذ مم أن يأ خذ من أب يه وإخو ته‬
‫عوضا عن الطعام‪ ,‬وقيل أراد أن يردهم إذا وجدوها ف متاعهم ترجا وتورعا‪ ,‬لنه يعلم‬
‫ذلك منهببببببببببببببببببببببببببببم وال أعلم‪.‬‬

‫** َفلَمّا َر ِجعُوا إَِلىَ َأبِيهِ مْ قَالُواْ َيَأبَانَا ُمنِ َع مِنّا اْل َكيْلُ َفأَرْ سِلْ َمعَنَآ أَخَانَا نَ ْكتَ ْل َوإِنّا لَ ُه‬
‫لَحَافِظُو نَ * قَا َل هَلْ آ َمُنكُ ْم عََليْ هِ إِلّ كَمَآ َأمِنُتكُ ْم عََلىَ أَخِي ِه مِن َقبْلُ فَاللّ هُ َخيْرٌ حَافِظا‬
‫ببببببببببببببُ الرّا ِحمِيَبببببببببببببب‬ ‫َوهُوَ أَرْحَمب‬
‫يقول ال تعال عن هم‪ :‬إن م رجعوا إل أبي هم {قالوا يا أبا نا م نع م نا الك يل} يعنون ب عد‬
‫هذه الرة‪ ,‬إن ل ترسل معنا أخانا بنيامي ل نكتل‪ ,‬فأرسله معنا نكتل‪ ,‬وإنا له لافظون‪,‬‬
‫قرأ بعضهم بالياء أي يكتل هو‪{ ,‬وإنا له لافظون} أي ل تف عليه فإنه سيجع إليك‪,‬‬
‫وهذا كما قالوا له ف يوسف {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لافظون} ولذا قال‬
‫لم‪{ :‬هل آمنكم عليه إل كما أمنتكم على أخيه من قبل} أي هل أنتم صانعون به إل‬
‫كما صنعتم بأخيه من قبل‪ ,‬تغيبونه عن‪ ,‬وتولون بين وبينه ؟ {فا ل خي حافظا} وقرأ‬
‫بعضهم حفظا {وهو أرحم الراحي} أي هو أرحم الراحي ب‪ ,‬وسيحم كبي وضعفي‬
‫ووجدي بولدي‪ ,‬وأرجبو مبن ال أن يرده علي ويمبع شلي ببه‪ ,‬إنبه أرحبم الراحيب‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** وَلَمّا َفتَحُواْ َمتَا َعهُ مْ وَجَدُواْ بِضَا َعَتهُ مْ رُدّ تْ إَِلْيهِ مْ قَالُواْ َيَأبَانَا مَا َنْبغِي هَـ ِذ ِه بِضَا َعتُنَا‬
‫حفَ ظُ أَخَانَا َونَزْدَادُ َكيْلَ َبعِيٍ ذَلِ كَ َكيْ ٌل يَ سِيٌ * قَالَ لَ نْ أُرْ سِلَهُ‬ ‫رُدّ تْ إِلَْينَا َونَمِيُ َأهَْلنَا َونَ ْ‬
‫ط ِبكُ مْ َفلَمّآ آَتوْ هُ َم ْوِث َقهُ مْ قَالَ اللّ هُ‬
‫َمعَكُ مْ َحتّ َى ُت ْؤتُو نِ َم ْوثِقا مّ نَ اللّ هِ َلتَ ْأُتنّنِي بِ هِ إِلّ أَن يُحَا َ‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببا َنقُو ُل وَكِيلٌ‬ ‫عََلىَ مَب‬
‫يقول تعال‪ :‬ول ا ف تح إخوة يو سف متاع هم‪ ,‬وجدوا بضاعت هم ردت إلي هم‪ ,‬و هي ال ت‬
‫كان أ مر يوسف فتيانه بوضعها ف رحال م‪ ,‬فل ما وجدوها ف متاع هم {قالوا يا أبانا ما‬
‫نبغي} أي ماذا نريد {هذه بضاعتنا ردت إلينا}‪ ,‬كما قال قتادة‪ :‬ما نبغي وراء هذا‪ ,‬إن‬
‫بضاعت نا ردت إلي نا‪ ,‬و قد أو ف ل نا الك يل‪{ ,‬ون ي أهل نا} أي إذا أر سلت أخا نا مع نا نأ ت‬
‫بالية إل أهل نا‪{ ,‬ون فظ أخا نا ونزداد ك يل بع ي} وذلك أن يو سف عل يه ال سلم كان‬
‫يعطي كل رجل حل بعي‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬حل حار‪ ,‬وقد يسمى ف بعض اللغات بعيا‪,‬‬
‫كذا قال {ذلك كيل يسي} هذا من تام الكلم وتسينه‪ ,‬أي إن هذا يسي ف مقابلة أخذ‬
‫أخيهم ما يعدل هذا {قال لن أرسله معكم حت تؤتون موثقا من ال} أي تلفون بالعهود‬
‫والواثيبق {لتأتننب ببه إل أن ياط بكبم} إل أن تغلبوا كلكبم ول تقدرون على تليصبه‬
‫{فلما آتوه موثقهم} أكده عليهم‪ ,‬فقال‪{ :‬ال على ما نقول وكيل}‪ ,‬قال ابن إسحاق‪:‬‬
‫وإنا فعل ذلك لنه ل يد بدا من بعثهم لجل الية الت ل غن لم عنها‪ ,‬فبعثه معهم‪.‬‬

‫ب ّمتَفَرَّق ٍة َومَآ ُأغْنِي عَنكُ ْم مّ َن‬


‫ب وَاحِ ٍد وَا ْدخُلُوْا مِ نْ َأبْوَا ٍ‬‫** وَقَالَ يََبنِ يّ َل تَدْ ُخلُواْ مِن بَا ٍ‬
‫ت َوعََليْهِ َف ْلَيتَوَكّ ِل الْ ُمَتوَكّلُونَ * وَلَمّا َدخَلُواْ مِنْ‬
‫حكْمُ إِلّ للّ ِه عََليْهِ َتوَكّلْ ُ‬
‫اللّ ِه مِن َشيْءٍ إِنِ الْ ُ‬
‫َحيْ ثُ َأمَ َرهُ مْ َأبُوهُم مّا كَا نَ يُغْنِي َعنْهُ ْم مّ نَ اللّ ِه مِن َشيْءٍ إِلّ حَا َجةً فِي َنفْ سِ َي ْعقُو بَ‬
‫با عَلّ ْمنَاهببُ وَلَـببكِنّ أَ ْكثَ َر النّاسببِ َل َيعْلَمُونببَ‬ ‫با َوِإنّهببُ لَذُو عِلْمببٍ لّمَب‬ ‫َقضَاهَب‬
‫يقول تعال إخبارا عن يعقوب عليه السلم‪ ,‬إنه أمر بنيه لا جهزهم مع أخيهم بنيامي‬
‫إل مصر أن ل يدخلوا كلهم من باب واحد‪ ,‬وليدخلوا من أبواب متفرقة‪ ,‬فإنه كما قال‬
‫ا بن عباس وم مد بن ك عب وما هد والضحاك وقتادة وال سدي وغ ي وا حد إ نه‪ :‬خ شي‬

‫‪332‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليهم العي‪ ,‬وذلك أنم كانوا ذوي جال وهيئة حسنة‪ ,‬ومنظر وباء‪ ,‬فخشي عليهم أن‬
‫يصيبهم الناس بعيونم‪ ,‬فإن العي حق تستنل الفارس عن فرسه‪ ,‬وروى ابن أب حات عن‬
‫إبراه يم النخ عي ف قوله {وادخلوا من أبواب متفر قة} قال‪ :‬علم أ نه سيلقى إخو ته ف‬
‫ب عض تلك البواب‪ .‬وقوله {و ما أغ ن عن كم من ال من ش يء} أي إن هذا الحتراز ل‬
‫يرد قدر ال وقضاءه‪ ,‬فإن ال إذا أراد شيئا ل يالف ول يانبع‪{ ,‬إن الكبم إل ل عليبه‬
‫توكلت وعليه فليتوكل التوكلون * ولا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغن عنهم‬
‫من ال من شيء إل حاجة ف نفس يعقوب قضاها} قالوا‪ :‬هي دفع إصابة العي لم {وإنه‬
‫لذو علم لاب علمناه} قال قتادة والثوري‪ :‬لذو عمبل بعلمبه‪ .‬وقال اببن جريبر‪ :‬لذو علم‬
‫ببببببر الناس ل يعلمون}‪.‬‬ ‫ببببببن أكثب‬ ‫ببببببا إياه {ولكب‬ ‫لتعليمنب‬

‫ل َتْبتَِئسْ بِمَا كَانُوْا َيعْمَلُونَ‬


‫** وَلَمّا دَخَلُوْا عََلىَ يُوسُفَ آوَىَ إَِليْهِ أَخَاهُ قَالَ ِإنّيَ َأنَاْ أَخُوكَ َف َ‬
‫يبب تعال عبن إخوة يوسبف لاب قدموا على يوسبف ومعهبم أخوه شقيقبه بنياميب‪,‬‬
‫وأدخلهم دار كرامته ومنل ضيافته‪ ,‬وأفاض عليهم الصلة واللطاف والحسان‪ ,‬واختلى‬
‫بأخيه فأطلعه على شأنه وما جرى له‪ ,‬وعرفه أنه أخوه‪ ,‬وقال له‪ :‬ل تبتئس‪ ,‬أي ل تأسف‬
‫على ما صنعوا ب‪ ,‬وأمره بكتمان ذلك عنهم‪ ,‬وأن ل يطلعهم على ما أطلعه عليه من أنه‬
‫أخوه‪ ,‬وتواطببأ معببه أنببه سببيحتال على أن يبقيببه عنده معززا مكرّما معظما‪.‬‬

‫جهَا ِزهِ مْ َجعَ َل ال سّقَاَيةَ فِي رَ ْحلِ أَخِي ِه ثُ مّ أَذّ َن ُمؤَذّ نٌ َأّيُتهَا الْعِيُ ِإنّكُ ْم‬ ‫** َفلَمّا َجهّ َزهُ ْم بِ َ‬
‫ك وَلِمَن جَآ َء بِ هِ‬ ‫صوَاعَ الْمَلِ ِ‬ ‫لَ سَارِقُونَ * قَالُوْا َوأَ ْقبَلُوْا عََلْيهِ ْم مّاذَا َت ْفقِدُو نَ * قَالُوْا َنفْقِدُ ُ‬
‫حِ ْم ُل َبعِ ٍي َوَأنَاْ بِهببببببببببببببِ َزعِيمببببببببببببببٌ‬
‫ل ا جهز هم وح ل ل م أبعرت م طعاما‪ ,‬أ مر بعض فتيانه أن يضع السقاية‪ ,‬وهي إناء من‬
‫فضة ف قول الكثرين‪ ,‬وقيل‪ :‬من ذهب‪ ,‬قال ابن زيد‪ ,‬كان يشرب فيه‪ ,‬ويكيل للناس به‬
‫من عزة الطعام إذ ذاك‪ ,‬قاله ا بن عباس وما هد وقتادة والضحاك وع بد الرح ن بن ز يد‪,‬‬
‫وقال شعبة عن أب بشر‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ :‬صواع اللك‪ ,‬قال‪ :‬كان من‬

‫‪333‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف ضة يشربون ف يه‪ ,‬وكان م ثل الكوك‪ ,‬وكان للعباس مثله ف الاهل ية‪ ,‬فوضع ها ف متاع‬
‫بنيامي من حيث ل يشعر أحد‪ ,‬ث نادى مناد بينهم {أيتها العي إنكم لسارقون} فالتفتوا‬
‫إل النادي وقالوا {ماذا تفقدون * قالوا نفقبد صبواع اللك} أي صباعه الذي يكيبل ببه‬
‫{ولن جاء به حل بعي} وهذا من باب العالة‪{ ,‬وأنا به زعيم} وهذا من باب الضمان‬
‫والكفالة‪.‬‬

‫ض َومَا ُكنّا سَارِقِيَ * قَالُواْ فَمَا َجزَآؤُ ُه‬ ‫** قَالُوْا تَاللّ هِ َلقَدْ عَلِ ْمتُ ْم مّا ِجْئنَا ِلُنفْ سِدَ فِي الرْ ِ‬
‫ك نَجْزِي الظّاِلمِيَ *‬ ‫إِن كُنتُمْ كَا ِذبِيَ * قَالُواْ َجزَآؤُ ُه مَن ُوجِدَ فِي َرحْلِهِ َف ُهوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِ َ‬
‫ف مَا كَانَ‬ ‫َفبَ َدأَ بَِأ ْوعَِيِتهِ مْ َقبْ َل ِوعَآءِ أَخِي ِه ثُ ّم ا ْستَخْ َر َجهَا مِن ِوعَآءِ أَخِي هِ كَذَلِكَ كِ ْدنَا ِليُو سُ َ‬
‫ِليَأْ ُخذَ أَخَا هُ فِي دِي ِن الْمَلِ كِ إِلّ أَن يَشَآءَ اللّ ُه نَرْفَ عُ دَرَجَا تٍ مّن نّشَآءُ وََفوْ قَ كُلّ ذِي عِلْ مٍ‬
‫عَلِيمبببببببببببببببببببببببببببببببببببٌ‬
‫ل ا اتم هم أولئك الفتيان بال سرقة‪ ,‬قال ل م إخوة يو سف { تا ل ل قد علم تم ما جئ نا‬
‫لنفسد ف الرض وما كنا سارقي} أي لقد تققتم وعلمتم منذ عرفتمونا‪ ,‬لنم شاهدوا‬
‫منهم سية حسنة أنا {ما جئنا لنفسد ف الرض وما كنا سارقي} أي ليست سجايانا‬
‫تقتضي هذه الصفة‪ ,‬فقال لم الفتيان {فما جزاؤه} أي السارق إن كان فيكم {إن كنتم‬
‫كاذبي} أي‪ :‬أي شيء يكون عقوبته إن وجدنا فيكم من أخذه ؟ {قالوا جزاؤه من وجد‬
‫ف رحله فهو جزاؤه كذلك نزي الظالي} وهكذا كانت شريعة إبراهيم عليه السلم‪ ,‬أن‬
‫السبارق يدفبع إل السبروق منبه‪ ,‬وهذا هبو الذي أراد يوسبف عليبه السبلم‪ ,‬ولذا بدأ‬
‫بأوعيتهم قبل وعاء أخيه‪ ,‬أي فتشها قبله تورية‪{ ,‬ث استخرجها من وعاء أخيه} فأخذه‬
‫منهم بكم اعترافهم والتزامهم‪ ,‬وإلزاما لم با يعتقدونه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬كذلك كدنا‬
‫ليوسبف} وهذا مبن الكيبد الحبوب الراد الذي يببه ال ويرضاه‪ ,‬لاب فيبه مبن الكمبة‬
‫والصبببببببببببببببلحة الطلوببببببببببببببببة‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬ما كان ليأ خذ أخاه ف د ين اللك} أي ل ي كن له أخذه ف حكم ملك مصر‬
‫قاله الضحاك وغيه‪ ,‬وإن ا ق يض ال له أن التزم له إخوته ب ا التزموه‪ ,‬وهو كان يعلم ذلك‬
‫من شريعت هم‪ ,‬ولذا مد حه ال تعال فقال‪{ :‬نر فع درجات من نشاء} ك ما قال تعال‪:‬‬

‫‪334‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{يرفع ال الذين آمنوا منكم} الَية‪{ ,‬وفوق كل ذي علم عليم} قال السن البصري‪:‬‬
‫ليس عال إل فوقه عال حت ينتهي إل ال عز وجل‪ ,‬وكذا روى عبد الرزاق عن سفيان‬
‫الثوري‪ ,‬عن عبد العلى الثعل ب‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬قال‪ :‬ك ما ع ند ا بن عباس فحدث‬
‫بديث عجيب‪ ,‬فتعجب رجل فقال‪ :‬المد ل فوق كل ذي علم عليم‪ ,‬فقال ابن عباس‪:‬‬
‫بئس ما قلت‪ :‬ال العل يم فوق كل عال‪ ,‬وكذا روى ساك عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‬
‫{وفوق كل ذي علم عليم} قال‪ :‬يكون هذا أعلم من هذا‪ ,‬وهذا أعلم من هذا‪ ,‬وال‬
‫فوق كل عال‪ ,‬وهكذا قال عكر مة‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬وفوق كل ذي علم عل يم‪ ,‬ح ت ينت هي‬
‫العلم إل ال‪ ,‬منه بدىء‪ ,‬وتعلمت العلماء‪ ,‬وإليه يعود‪ ,‬وف قراءة عبد ال‪ ,‬وفوق كل عال‬
‫عليبببببببببببببببببببببببببببببببببببم‪.‬‬

‫** قَاُل َواْ إِن يَسْ ِرقْ َفقَدْ َس َرقَ َأ خٌ لّ ُه مِن َقبْلُ َفأَسَ ّرهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَ ْم ُيبْ ِدهَا َلهُمْ قَا َل‬
‫ب بِمَببببا تَصبببببِفُونَ‬ ‫ب شَرّ مّكَانا وَاللّهبببببُ أَعْلَمبببب ْ‬ ‫َأنْتُمبببب ْ‬
‫وقال إخوة يوسف لا رأوا الصواع قد أخرج من متاع بنيامي {إن يسرق فقد سرق‬
‫أخ له من قبل} يتنصلون إل العزيز من التشبه به‪ ,‬ويذكرون أن هذا فعل كما فعل أخ له‬
‫من قبل‪ ,‬يعنون به يوسف عليه السلم‪ .‬قال سعيد بن جبي‪ ,‬عن قتادة‪ :‬كان يوسف عليه‬
‫السلم قد سرق صنما لده أب أمه فكسره‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق‪ ,‬عن عبد ال بن أب‬
‫نيح‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬قال‪ :‬كان أول ما دخل على يوسف من البلء فيما بلغن أن عمته ابنة‬
‫إ سحاق‪ ,‬وكا نت أ كب ولد إ سحاق‪ ,‬وكا نت عند ها منط قة إ سحاق‪ ,‬وكانوا يتوارثون ا‬
‫بالكب‪ ,‬فكان من اختبأها من وليها كان له سلما ل ينازع فيه‪ ,‬يصنع فيه ما يشاء‪ ,‬وكان‬
‫يعقوب حي ولد له يوسف قد حضنته عمته‪ ,‬وكان لا به وله‪ ,‬فلم تب أحدا حبها إياه‬
‫حت إذا ترعرع وبلغ سنوات‪ ,‬تاقت إليه نفس يعقوب عليه السلم‪ ,‬فأتاها فقال‪ :‬يا أخية‬
‫سلمي إلّ يوسف‪ ,‬فو ال ما أقدر على أن يغيب عن ساعة‪ .‬قالت‪ :‬فو ال ما أنا بتاركته‪,‬‬
‫ث قالت‪ :‬فدعه عندي أياما أنظر إليه‪ ,‬وأسكن عنه لعل ذلك يسلين عنه‪ ,‬أو كما قالت‬
‫فلما خرج من عندها يعقوب عمدت إل منطقة إسحاق فحزمتها على يوسف من تت‬
‫ثيا به‪ ,‬ث قالت‪ :‬فقدت منط قة إ سحاق عل يه ال سلم‪ ,‬فانظروا من أخذ ها و من أ صابا ؟‬

‫‪335‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فالتمست‪ ,‬ث قالت‪ :‬اكشفوا أهل البيت فكشفوهم‪ ,‬فوجدوها مع يوسف‪ ,‬فقالت‪ :‬وال‬
‫إنه ل لسلم‪ ,‬أصنع فيه ما شئت‪ ,‬فأتاه يعقوب‪ ,‬فأخبته الب‪ ,‬فقال لا‪ :‬أنت وذلك‪ ,‬إن‬
‫كان فعل ذلك فهو سلم لك‪ ,‬ما أستطيع غي ذلك‪ ,‬فأمسكته فما قدر عليه يعقوب حت‬
‫ما تت‪ ,‬قال‪ :‬ف هو الذي يقول إخوة يو سف ح ي صنع بأخ يه ما صنع ح ي أخذه {إن‬
‫يسرق فقد سرق أخ له من قبل}‪ .‬وقوله‪{ :‬فأسرها يوسف ف نفسه} يعن الكلمة الت‬
‫بعد ها‪ ,‬و هي قوله‪{ :‬أن تم شر مكانا وال أعلم ب ا ت صفون} أي تذكرون‪ ,‬قال هذا ف‬
‫نفسبه ول يبده لمب‪ ,‬وهذامبن باب الضمار قببل الذكبر‪ ,‬وهبو كثيب‪ ,‬كقول الشاعبر‪:‬‬
‫ببنمار‬‫ببا يزي سب‬ ‫ببل كمب‬ ‫ببن فعب‬ ‫ببن كبوحسب‬ ‫ببا الغيلن عب‬ ‫جزى بنوه أبب‬
‫وله شواهد كثية ف القرآن والديث واللغة ف منثورها وأخبارها وأشعارها‪ .‬قال العوف‬
‫عن ابن عباس {فأسرها يوسف ف نفسه}‪ ,‬قال‪ :‬أسر ف نفسه {أنتم شر مكانا وال أعلم‬
‫بابببببببببببببببب تصببببببببببببببببفون}‪.‬‬

‫سنِيَ *‬
‫** قَالُوْا َيأَّيهَا اْلعَزِيزُ إِ نّ لَ هُ أَبا َشيْخا َكبِيا َفخُذْ أَ َح َدنَا َمكَانَ هُ ِإنّا نَرَا َك مِ َن الْ ُمحْ ِ‬
‫قَا َل َمعَاذَ اللّهببِ أَن نّأْ ُخذَ إِلّ مَبن َوجَدْنَبا َمتَاعَنَبا عِندَهببُ ِإنّبببآ إِذا لّظَالِمُونببَ‬
‫ل ا تع ي أ خذ بنيام ي وتقرر تر كه ع ند يو سف بقت ضى اعتراف هم‪ ,‬شرعوا يترققون له‬
‫ويعطفونبه عليهبم {فقالوا يبا أيهبا العزيبز إن له أبا شيخا كببيا} يعنون وهبو يببه حبا‬
‫شديدا ويتسلى به عن ولده الذي فقده {فخذ أحدنا مكانه} أي بدله يكون عندك عوضا‬
‫ع نه‪{ ,‬إ نا نراك من الح سني} أي العادل ي الن صفي القابل ي للخ ي‪{ ,‬قال معاذ ال أن‬
‫نأخذ إل من وجدنا متاعنا عنده} أي كما قلتم واعترفتم {إنا إذا لظالون} أي إن أخذنا‬
‫بريئا بسببببببببببببببببببببببببببببببببقيم‪.‬‬

‫جيّا قَالَ َكبِ ُيهُمْ أَلَ ْم َتعْلَ ُم َواْ أَنّ َأبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عََليْكُ ْم ّم ْوثِقا‬
‫** َفلَمّا ا ْستَْيَأسُوْا ِمنْهُ خَلَصُواْ نَ ِ‬
‫حكُمَ اللّهُ‬ ‫مّ نَ اللّ ِه َومِن َقبْ ُل مَا فَرّطتُمْ فِي يُوسُفَ فََلنْ َأبْرَ حَ الرْضَ َحّتىَ َيأْذَنَ لِيَ َأبِيَ َأ ْو يَ ْ‬
‫لِي َو ُهوَ َخيْ ُر الْحَاكِ ِميَ * ارْ ِج ُع َواْ إَِلىَ َأبِيكُ مْ َفقُولُواْ َيَأبَانَا إِ نّ اْبنَ كَ َس َرقَ َومَا َشهِ ْدنَآ إِلّ‬

‫‪336‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بِمَا عَِل ْمنَا َومَا ُكنّا ِل ْل َغيْ بِ حَافِظِيَ * وَا سْأَ ِل اْلقَ ْرَيةَ اّلتِي ُكنّا فِيهَا وَاّلعِيْ َر اّلتِ يَ أَ ْقبَ ْلنَا فِيهَا‬
‫بببببببببببببببا لَصببببببببببببببببَادِقُونَ‬ ‫َوإِنّب‬
‫يب تعال عن إخوة يوسف أنم لا يئسوا من تليص أخيهم بنيامي الذي قد التزموا‬
‫لبيهبم برده إليبه‪ ,‬وعاهدوه على ذلك‪ ,‬فامتنبع عليهبم ذلك {خلصبوا} أي انفردوا عبن‬
‫الناس {نيا} يتناجون فيما بينهم {قال كبيهم} وهو روبيل‪ ,‬وقيل‪ :‬يهوذا‪ ,‬وهو الذي‬
‫أشار عليهبم بإلقائه فب البئر عندمبا هوا بقتله‪ ,‬قال لمب‪{ :‬أل تعلموا أن أباكبم قبد أخبذ‬
‫عليكم موثقا من ال} لتردنه إليه فقد رأيتم كيف تعذر عليكم ذلك مع ما تقدم لكم من‬
‫إضاعة يوسف عنه {فلن أبرح الرض} أي لن أفارق هذه البلدة {حت يأذن ل أب} ف‬
‫الرجوع إليه راضيا عن {أو يكم ال ل} قيل‪ :‬بالسيف‪ ,‬وقيل‪ :‬بأن يكنن من أخذ أخي‬
‫{وهو خي الاكمي}‪ ,‬ث أمرهم أن يبوا أباهم بصورة ما وقع‪ ,‬حت يكون عذرا لم‬
‫عنده‪ ,‬ويتنصلوا إليه ويبؤا ما وقع بقولم وقوله‪{ :‬وما كنا للغيب حافظي} قال قتادة‬
‫وعكرمة‪ :‬ما علمنا أن ابنك سرق‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬ما علمنا ف الغيب‬
‫أنه سرق له شيئا‪ ,‬إنا سألنا ما جزاء السارق ؟ {واسأل القرية الت كنا فيها}‪ :‬قيل الراد‬
‫م صر‪ ,‬قاله قتادة‪ ,‬وق يل غي ها‪{ ,‬والع ي ال ت أقبل نا في ها} أي ال ت رافقنا ها‪ ,‬عن صدقنا‬
‫وأمانت نا وحفظ نا وحرا ستنا‪{ ,‬وإ نا ل صادقون} في ما أ خبناك به من أ نه سرق وأخذوه‬
‫بسببببببببببببببببببببببببببببببببببرقته‪.‬‬

‫صبْرٌ َجمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن َي ْأتَِينِي ِبهِمْ َجمِيعا ِإنّ ُه ُهوَ‬‫سكُمْ َأمْرا فَ َ‬ ‫** قَا َل بَلْ َسوّلَتْ َلكُمْ أَنفُ ُ‬
‫حزْ نِ َف ُهوَ‬ ‫ف وَاْبَيضّ تْ َعْينَا هُ مِ َن الْ ُ‬ ‫حكِي مُ * َوتَوَّلىَ َعْنهُ مْ وَقَا َل يَأَ سَفَا عَلَى يُو سُ َ‬‫الْعَلِي ُم الْ َ‬
‫كَظِي مٌ * قَالُواْ تَال َتفَْتأُ تَذْ ُك ُر يُو سُفَ َحّتىَ َتكُو نَ حَرَضا َأوْ َتكُو نَ مِ َن اْلهَالِكِيَ * قَالَ‬
‫بَ‬
‫بِ مَبا َل َتعْلَمُونب‬ ‫بَ اللّهب‬
‫ب مِنب‬ ‫ب َوَأعْلَمبُ‬
‫ِإنّمَبآ َأشْكُبو بَثّبي وَحُزْنِبي إِلَى اللّهبِ‬
‫قال ل م ك ما قال ل م ح ي جاءوا على قم يص يو سف بدم كذب { بل سوّلت ل كم‬
‫أنف سكم أمرا فصب ج يل} قال ممد بن إ سحاق‪ :‬ل ا جاءوا يعقوب وأ خبوه ب ا جرى‪,‬‬
‫اتم هم ف ظن أن ا كفعلت هم بيو سف‪ ,‬قال‪ { :‬بل سولت ل كم أنف سكم أمرا ف صب ج يل}‬
‫وقال بعبض الناس‪ :‬لاب كان صبنيعهم هذا مرتبا على فعلهبم الول‪ ,‬سبحب حكبم الول‬

‫‪337‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه‪ ,‬وصح قوله‪{ :‬بل سوّلت لكم أنفسكم أمرا فصب جيل} ث ترجى من ال أن يرد‬
‫عليه أولده الثلثة‪ :‬يوسف وأخاه بنيامي وروبيل الذي أقام بديار مصر ينتظر أمر ال فيه‪,‬‬
‫إمبا أن يرضبى عنبه أبوه‪ ,‬فيأمره بالرجوع إليبه‪ ,‬وإمبا أن يأخبذ أخاه خفيبة‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{ع سى ال أن يأتي ن ب م جيعا إ نه هو العل يم} أي العل يم بال‪{ ,‬الك يم} ف أفعاله‬
‫وقضائه وقدره‪{ ,‬وتول عنهبم وقال يبا أسبفا على يوسبف} أي أعرض عبن بنيبه‪ ,‬وقال‬
‫متذكرا حزن يو سف القد ي الول { يا أ سفا على يو سف} جدد له حزن البن ي الزن‬
‫الدفي‪ ,‬قال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا الثوري عن سفيان العصفري‪ ,‬عن سعيد بن جبي أنه قال‪:‬‬
‫ل ي عط أ حد غ ي هذه ال مة ال سترجاع‪ ,‬أل ت سمعون إل قول يعقوب عل يه ال سلم { يا‬
‫أ سفا على يو سف وابي ضت عيناه من الزن ف هو كظ يم} أي ساكت ل يش كو أمره إل‬
‫ملوق‪ ,‬قاله قتادة وغيه‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬فهبببو كظيبببم كئيبببب حزيبببن‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ .‬حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن زيد عن السن‪ ,‬عن‬
‫الحنف بن قيس أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن داود عليه السلم قال‪ :‬يا رب‬
‫إن بن إسرائيل يسألونك بإبراهيم وإسحاق ويعقوب‪ ,‬فاجعلن لم رابعا‪ ,‬فأوحى ال تعال‬
‫إليه‪ :‬أن يا داود إن إبراهيم ألقي ف النار ب سبب فصب‪ ,‬وتلك بلية ل تنلك‪ ,‬وإن إسحاق‬
‫بذل مهجة دمه بسبب فصب‪ ,‬وتلك بلية ل تنلك‪ ,‬وإن يعقوب أخذت منه حبيبه فابيضت‬
‫عيناه من الزن ف صب‪ ,‬وتلك بل ية ل تنلك»‪ .‬وهذا مر سل وف يه نكارة‪ ,‬فإن ال صحيح أن‬
‫إساعيل هو الذبيح‪ ,‬ولكن علي بن زيد بن جدعان له‪ ,‬مناكي وغرائب كثية‪ ,‬وال أعلم‪,‬‬
‫وأقرب ما ف هذا أن الح نف بن ق يس رح ه ال حكاه عن ب عض ب ن إ سرائيل كك عب‬
‫ووهبب ونوهاب‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬فإن بنب إسبرائيل ينقلون أن يعقوب كتبب إل يوسبف لاب‬
‫احت بس أخاه ب سبب ال سرقة يتل طف له ف رد اب نه‪ ,‬ويذ كر له أن م أ هل ب يت م صابون‬
‫بالبلء‪ ,‬فإبراهيم ابتلي بالنار‪ ,‬وإسحاق بالذبح‪ ,‬ويعقوب بفراق يوسف‪ ,‬ف حديث طويل‬
‫ل يصح‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬فعند ذلك رق له بنوه‪ ,‬وقالوا له على سبيل الرفق به والشفقة عليه‪:‬‬
‫{تال تفتؤ تذكر يوسف} أي ل تفارق تذكر يوسف {حت تكون حرضا} أي ضعيف‬
‫القوة {أو تكون مبن الالكيب} يقولون إن اسبتمر ببك هذا الال خشينبا عليبك اللك‬
‫والتلف {قال إنا أشكو بثي وحزن إل ال} أي أجابم عما قالوا بقوله‪{ :‬إنا أشكو بثي‬

‫‪338‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحزن} أي هي وما أنا فيه {إل ال} وحده‪{ ,‬وأعلم من ال ما ل تعلمون} أي أرجو‬
‫م نه كل خ ي‪ ,‬و عن ا بن عباس {وأعلم من ال ما ل تعلمون} يع ن رؤ يا يو سف أن ا‬
‫صدق‪ ,‬وأن ال ل بد أن يظهرها‪ ,‬وقال العوف عنه ف الَية‪ :‬أعلم أن رؤيا يوسف صادقة‬
‫وأنبببببببببب سببببببببببوف أسببببببببببجد له‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا السن بن عرفة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد اللك بن أب غنية عن‬
‫حفص بن عمر بن أب الزبي‪ ,‬عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬كان ليعقوب النب عليه السلم أخ مؤاخ له‪ ,‬فقال له ذات يوم‪ :‬ما الذي‬
‫أذ هب ب صرك‪ ,‬وقوس ظهرك ؟ قال‪ :‬أ ما الذي أذ هب ب صري فالبكاء على يو سف‪ ,‬وأ ما‬
‫الذي قوس ظهري فالزن على بنيام ي‪ ,‬فأتاه جب يل عل يه ال سلم فقال‪ :‬يا يعقوب إن ال‬
‫يقرئك السلم ويقول لك‪ :‬أما تستحي أن تشكون إل غيي ؟ فقال يعقوب‪ :‬إنا أشكو‬
‫بثي وحز ن إل ال‪ ,‬فقال جبيل عليه ال سلم‪ :‬ال أعلم با تشكو» وهذا حديث غريب‬
‫فيبببببببببببببببببببببببببببببببببه نكارة‪.‬‬

‫س مِن ّروْ ِ‬
‫ح‬ ‫ف َوأَخِي ِه وَلَ َتْيأَسُوْا مِن ّروْحِ اللّهِ ِإنّهُ َل َييْأَ ُ‬ ‫** َيَبنِيّ ا ْذ َهبُواْ َفتَحَسّسُواْ مِن يُوسُ َ‬
‫سنَا َوأَهْلَنَا الضّ ّر َو ِجئْنَا‬ ‫اللّ هِ إِ ّل اْلقَوْ مُ اْلكَافِرُو نَ * َفلَمّا َدخَلُواْ عََليْ هِ قَالُواْ َيَأيّهَا الْعَزِي ُز مَ ّ‬
‫جزِي الْ ُمتَصبَدِّقيَ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ق عََليْنَبآ إِنبّ اللّه َ‬ ‫ِببِضَا َعةٍ ّمزْجَاةٍ َفَأوْفبِ لَنَبا اْلكَيْ َل َوتَصبَ ّد ْ‬
‫يقول تعال مببا عبن يعقوب عليبه السبلم‪ :‬إنبه ندب بنيبه على الذهاب فب الرض‬
‫يستعلمون أخبار يوسف وأخيه بنيامي‪ ,‬والتحسس يكون ف الي‪ ,‬والتجسس يكون ف‬
‫الشر‪ ,‬ونضهم وبشرهم وأمرهم أن ل ييأسوا من روح ال أي ل يقطعوا رجاءهم وأملهم‬
‫من ال في ما يرومو نه ويق صدونه‪ ,‬فإ نه ل يق طع الرجاء ول ييأس من روح ال إل القوم‬
‫الكافرون‪ .‬وقوله {فل ما دخلوا عل يه} تقد ير الكلم‪ :‬فذهبوا فدخلوا م صر‪ ,‬ودخلوا على‬
‫يوسف {قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر} يعنون من الدب والقحط وقلة الطعام‪,‬‬
‫{وجئ نا ببضا عة مزجاة} أي ومع نا ث ن الطعام الذي نتاره‪ ,‬و هو ث ن قل يل‪ ,‬قاله ما هد‬
‫والسن وغي واحد‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬الرديء ل ينفق مثل خلق الغرارة والبل والشيء‪,‬‬
‫وف رواية عنه‪ :‬الدراهم الرديئة الت ل توز إل بنقصان‪ ,‬وكذا قال قتادة والسدي‪ .‬وقال‬

‫‪339‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سعيد بن جبي‪ :‬هي الدراهم الفسول‪ .‬وقال أبو صال‪ :‬هو الصنوبر وحبة الضراء‪ ,‬وقال‬
‫الضحاك‪ :‬كاسدة ل تنفق‪ .‬وقال أبو صال‪ :‬جاءوا بب البطم الخضر والصنوبر‪ ,‬وأصل‬
‫بببء‪:‬‬ ‫ببب طيب‬ ‫بببا قال حاتب‬ ‫بببء‪ ,‬كمب‬ ‫بببف الشيب‬ ‫الخاء الزجاء لضعب‬
‫لبيبببك على ملحان ضيبببف مدافعوأرملة تزجبببي مبببع الليبببل أرمل‬
‫وقال أعشبببببببببى بنببببببببب ثعلببببببببببة‪:‬‬
‫الواهببببب الائة الجان وعبدهاعوذا تزجببببي خلفهببببا أطفالابببب‬
‫وقوله إخبارا عنهم {فأوف لنا الكيل} أي أعطنا بذا الثمن القليل ما كنت تعطينا قبل‬
‫ذلك‪ ,‬وقرأ ابن مسعود‪ :‬فأوقر ركابنا وتصدق علينا‪ .‬وقال ابن جريج‪ :‬وتصدق علينا برد‬
‫أخينا إلينا‪ .‬وقال سعيد بن جبي والسدي {وتصدق علينا} يقولون‪ :‬تصدق علينا بقبض‬
‫هذه البضاعة الزجاة‪ ,‬وتوز فيها‪ .‬وسئل سفيان بن عيينة‪ :‬هل حرمت الصدقة على أحد‬
‫من ال نبياء ق بل ال نب صلى ال عل يه و سلم ؟ فقال أل ت سمع قوله‪{ :‬فأوف ل نا الك يل‬
‫وتصدق علينا إن ال يزي الت صدقي ؟} رواه ا بن جر ير عن الارث‪ ,‬عن القاسم عنه‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدثنا الارث‪ ,‬حدث نا القا سم‪ ,‬حدثنا مروان بن معاو ية عن عثمان بن‬
‫السود‪ ,‬سعت ماهدا وسئل‪ :‬هل يكره أن يقول الرجل ف دعائه‪ :‬اللهم تصدق علي ؟‬
‫ببببي الثواب‪.‬‬ ‫بببب يبتغب‬ ‫ببببدقة لنب‬ ‫بببب الصب‬ ‫ببببم‪ ,‬إناب‬ ‫قال‪ :‬نعب‬

‫** قَا َل هَ ْل عَلِ ْمتُ مْ مّا َفعَ ْلتُم ِبيُو سُفَ َوأَخِي هِ إِذْ أَنتُ مْ جَاهِلُو نَ * قَاُل َواْ َأِإنّ كَ لن تَ يُو سُفُ‬
‫صبِرْ فَإِ نّ اللّ هَ َل ُيضِي عُ أَ ْجرَ‬
‫ف َوهَـذَا أَخِي قَ ْد مَ نّ اللّ ُه عََلْينَآ ِإنّ ُه مَن َيتّ ِق َويِ ْ‬ ‫قَالَ َأنَ ْا يُو سُ ُ‬
‫سنِيَ * قَالُوْا تَاللّ هِ َلقَ ْد آثَرَ كَ اللّ ُه عََليْنَا َوإِن كُنّا َلخَا ِطئِيَ * قَالَ َل َتثْرَي بَ عََليْكُ مُ‬ ‫الْمُحْ ِ‬
‫ببببُ الرّا ِحمِيَبببب‬ ‫ب َوهُوَ أَرْحَمب‬ ‫ببببُ َلكُمببب ْ‬ ‫ب َي ْغفِرُ اللّهب‬
‫ببب َ‬ ‫الَْيوْمب‬
‫يقول تعال م با عن يو سف عليه السلم‪ ,‬أنه ل ا ذ كر له إخوته ما أصابم من ال هد‬
‫والضيق وقلة الطعام وعموم الدب‪ ,‬وتذكر أباه وما هو فيه من الزن لفقد ولديه مع ما‬
‫هو فيه من اللك والتصرف والسعة‪ ,‬فعند ذلك أخذته رقة ورأفة ورحة وشفقة على أبيه‬
‫وإخوته‪ ,‬وبدره البكاء فتعرف إليهم‪ ,‬فيقال‪ :‬إنه رفع التاج عن جبهته‪ ,‬وكان فيها شامة‪,‬‬
‫وقال {هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون} يعن كيف فرقوا بينه وبي‬

‫‪340‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخيه {إذ أنتم جاهلون} أي إنا حلكم على هذا الهل بقدار هذا الذي ارتكبتموه‪ ,‬كما‬
‫قال بعض السلف‪ :‬كل من عصى ال فهو جاهل‪ ,‬وقرأ {ث إن ربك للذين عملوا السوء‬
‫بهالة} الَية‪ ,‬والظاهر ب وال أعلم ب أن يو سف عليه السلم إنا تعرف إليهم بنف سه‬
‫بإذن ال تعال له ف ذلك‪ ,‬كما أنه إنا أخفى منهم نفسه ف الرتي الوليي بأمر ال تعال‬
‫له ف ذلك‪ ,‬وال أعلم ولكن لا ضاق الال واشتد المر‪ ,‬فرج ال تعال من ذلك الضيق‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬فإن مع العسر يسرا إ نّ مع العسر يسرا} فعند ذلك قالوا {أئنك لنت‬
‫يوسف ؟} وقرأ أب بن كعب {إنك لنت يوسف}‪ ,‬وقرأ ابن ميصن {أنت يوسف}‪,‬‬
‫والقراءة الشهورة هبي الول‪ ,‬لن السبتفهام يدل على السبتعظام أي أنمب تعجبوا مبن‬
‫ذلك أن م يترددون إل يه من سنتي وأك ثر و هم ل يعرفو نه و هو مع هذا يعرف هم ويك تم‬
‫نفسبه‪ ,‬فلهذا قالوا على سببيل السبتفهام‪{ :‬أئنبك لنبت يوسبف قال أنبا يوسبف وهذا‬
‫أخببببببببببببببببببببببببببببببببببي}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قد م نّ ال علينا} أي بمعه بيننا بعد التفرقة وبعد الدة {إنه من يتق ويصب‬
‫فإن ال ل يضيع أجر الحسني * قالوا تال لقد آثرك ال علينا} الَية‪ ,‬يقولون معترفي له‬
‫بالفضل والثرة عليهم ف اللق واللق والسعة واللك والتصرف والنبوة أيضا‪ ,‬على قول‬
‫من ل يعلهم أنبياء‪ ,‬وأقروا له بأنم أساءوا إليه وأخطأوا ف حقه {قال ل تثريب عليكم‬
‫اليوم} يقول‪ :‬أي ل تأن يب علي كم ول ع تب علي كم اليوم‪ ,‬ول أع يد علي كم ذنب كم ف‬
‫حقي بعد اليوم‪ ,‬ث زادهم الدعاء لم بالغفرة فقال‪{ :‬يغفر ال لكم وهو أرحم الراحي}‬
‫قال ال سدي‪ :‬اعتذروا إل يو سف فقال‪{ :‬ل تثر يب علي كم اليوم} يقول‪ :‬ل أذ كر ل كم‬
‫ذنب كم‪ :‬وقال ابن إسحاق والثوري {لتثريب علي كم} أي ل تأن يب علي كم اليوم عندي‬
‫فيما صنعتم‪{ ,‬يغفر ال لكم} أي يستر ال عليكم فيما فعلتم {وهو أرحم الراحي}‪.‬‬

‫ت بَ صِيا َوْأتُونِي ِبَأهِْلكُ مْ أَجْ َم ِعيَ *‬ ‫** ا ْذ َهبُواْ ِبقَمِي صِي هَـذَا َفأَلْقُو ُه عََلىَ وَجْ هِ َأبِي َيأْ ِ‬
‫ت الْعِيُ قَالَ َأبُوهُ مْ إِنّي لجِدُ رِي َح يُو سُفَ َلوْلَ أَن ُت َفنّدُو نِ * قَالُواْ تَاللّ هِ ِإنّ كَ‬ ‫وَلَمّا فَ صََل ِ‬
‫ب اْلقَدِيِبببببببببب‬ ‫ضلَلِكببببببببب َ‬ ‫لَفِببببببببببي َ‬

‫‪341‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول‪ :‬اذهبوا بذا القميص {فألقوه على وجه أب يأت بصيا} وكان قد عمي من كثرة‬
‫البكاء‪{ ,‬وأتون بأهلكم أجعي} أي بميع بن يعقوب‪{ ,‬ولا فصلت العي} أي خرجت‬
‫من مصر {قال أبوهم} يعن يعقوب عليه السلم لن بقي عنده من بنيه {إن لجد ريح‬
‫يوسف لول أن تفندون} تنسبون إل الفند والكب قال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا إسرائيل عن أب‬
‫سنان‪ ,‬عن عبد ال بن أب الذيل‪ ,‬قال‪ :‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬ولا فصلت العي‪ ,‬قال‪ :‬لا‬
‫خرجت العي هاجت ريح‪ ,‬فجاءت يعقوب بريح قميص يوسف‪ ,‬فقال {إن لجد ريح‬
‫يوسبف لول أن تفندون} قال‪ :‬فوجبد ريهب مبن مسبية ثانيبة أيام‪ ,‬وكذا رواه سبفيان‬
‫الثوري وشع بة وغيه ا عن أ ب سنان به وقال ال سن وا بن جر يج‪ :‬كان بينه ما ثانون‬
‫فرسبببخا‪ ,‬وكان بينبببه وبينبببه منبببذ افترقبببا ثانون سبببنة‪.‬‬
‫وقوله {لول أن تفندون} قال ابن عباس وماهد وعطاء وقتادة وسعيد بن جبي تسفهون‬
‫وقال ماهد أيضا وال سن‪ :‬ترمون‪ .‬وقول م {إنك لفي ضللك القدي} قال ابن عباس‪:‬‬
‫ل في خطئك القد ي‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أي من حب يو سف ل تن ساه ولت سله‪ ,‬قالوا لوالد هم‬
‫كل مة غلي ظة ل ي كن ينب غي ل م أن يقولو ها لوالد هم ول ل نب ال صلى ال عل يه و سلم‪,‬‬
‫وكذا قال السبببببببببببببببببببببببببببدي وغيه‪.‬‬

‫** َفلَمّآ أَن جَآ َء اْلبَشِيُ أَْلقَا هُ عََل َى وَ ْجهِ هِ فَا ْرتَ ّد بَ صِيا قَالَ أَلَ مْ أَقُلْ ّلكُ مْ ِإنّ يَ َأعْلَ ُم مِ نَ اللّ ِه‬
‫مَا لَ تَعَْلمُو نَ * قَالُوْا َيأَبَانَا ا سَْت ْغفِرْ َلنَا ُذنُوَبنَآ ِإنّا ُكنّا خَاطِئِيَ * قَالَ َسوْفَ أَ ْسَتغْفِرُ َلكُ مْ‬
‫ب ُهوَ اْل َغفُورُ ال ّرحِيمبببببببببُ‬ ‫َربّيبببببببببَ ِإنّهبببببببب ُ‬
‫قال اببن عباس والضحاك‪{ :‬البشيب} البيبد‪ .‬وقال ماهبد والسبدي‪ :‬كان يهوذا ببن‬
‫يعقوب‪ ,‬قال ال سدي‪ :‬إن ا جاء به ل نه هو الذي جاء بالقم يص و هو مل طخ بدم كذب‪,‬‬
‫فأحب أن يغسل ذلك بذا‪ ,‬فجاء بالقميص فألقاه على وجه أبيه فرجع بصيا‪ ,‬وقال لبنيه‬
‫عنبد ذلك {أل أقبل لكبم إنب أعلم مبن ال مبا ل تعلمون} أي أعلم أن ال سبيده إل‪,‬‬
‫وقلت لكم‪{ :‬إن لجد ريح يوسف لول أن تفندون} فعند ذلك قالوا لبيهم مترفقي له‪:‬‬
‫{يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئي * قال سوف أستغفر لكم رب إنه هو الغفور‬
‫الرح يم} أي من تاب إل يه تاب عل يه‪ ,‬قال ا بن م سعود وإبراه يم التي مي وعمرو بن ق يس‬

‫‪342‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وا بن جر يج وغي هم‪ :‬أرجأ هم إل و قت ال سحر‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن أ بو ال سائب‪,‬‬
‫حدثنا ابن إدريس‪ ,‬سعت عبد الرحن بن إسحاق يذكر عن مارب بن دثار قال‪ :‬كان‬
‫ع مر ر ضي ال ع نه يأ ت ال سجد في سمع إن سانا يقول‪ :‬الل هم دعوت ن فأج بت‪ ,‬وأمرت ن‬
‫فأطعبت‪ ,‬وهذا السبحر فاغفبر ل‪ .‬قال فاسبتمع الصبوت‪ ,‬فإذا هبو مبن دار عببد ال ببن‬
‫م سعود‪ ,‬ف سأل ع بد ال عن ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬إن يعقوب أ خر بن يه إل ال سحر بقوله { سوف‬
‫أ ستغفر ل كم ر ب} و قد ورد ف الد يث أن ذلك كان ليلة الم عة‪ ,‬ك ما قال ا بن جر ير‬
‫أيضا‪ :‬حدثن الثن‪ ,‬حدثنا سليمان بن عبد الرحن أيوب الدمشقي‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬أنبأنا‬
‫ا بن جر يج عن عطاء‪ ,‬وعكر مة عن ا بن عباس‪ ,‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫{ سوف أ ستغفر ل كم ر ب} يقول‪ :‬ح ت تأ ت ليلة الم عة‪ ,‬و هو قول أ خي يعقوب لبن يه‬
‫«وهذا غريببب مببن هذا الوجببه‪ ,‬وفبب رفعببه نظببر‪ ,‬وال أعلم»‪.‬‬

‫ف آوَىَ إَِليْهِ َأَبوَيْهِ وَقَالَ ادْ ُخلُوْا مِصْرَ إِن شَآءَ اللّهُ آ ِمنِيَ * وَرَفَ َع‬
‫** َفلَمّا َدخَلُواْ عََل َى يُوسُ َ‬
‫ي مِن َقبْلُ َقدْ َجعََلهَا َربّي‬ ‫ت هَـذَا َت ْأوِيلُ ُر ْؤيَا َ‬‫جدَا وَقَا َل َيأَبَ ِ‬ ‫ش وَ َخرّواْ لَهُ سُ ّ‬
‫َأبَ َويْهِ عَلَى اْلعَرْ ِ‬
‫ّزغب‬
‫ّنب اْلبَ ْد ِو مِن َبعْدِ أَن ن َ‬ ‫ُمب م َ‬ ‫السبجْ ِن َوجَآ َء بِك ْ‬
‫ِنب ّ‬ ‫َيب إِذْ أَ ْخرَجَنِي م َ‬ ‫ْسب َن ب َ‬
‫َحقّا وَقَدْ أَح َ‬
‫ِيمب‬
‫حك ُ‬ ‫ِيمب الْ َ‬
‫ّهب ُهوَ اْلعَل ُ‬
‫ِيفب لّم َا يَشَآءُ ِإن ُ‬ ‫ِنب رَب ّي لَط ٌ‬ ‫ِيب إ ّ‬ ‫ْنب إِ ْخ َوت َ‬
‫َانب َبيْن ِي َوَبي َ‬
‫الشّيْط ُ‬
‫يب تعال عن ورود يعقوب عليه السلم على يوسف عليه السلم‪ ,‬وقدومه بلد مصر‪,‬‬
‫لا كان يوسف قد تقدم لخوته أن يأتوه بأهلهم أجعي‪ ,‬فتحملوا عن آخرهم‪ ,‬وترحلوا‬
‫من بلد كنعان قاصدين بلد مصر‪ ,‬فلما أخب يوسف عليه السلم باقترابم‪ ,‬خرج لتلقيهم‬
‫وأ مر اللك أمراءه وأكابر الناس بالروج مع يو سف لتل قي نب ال يعقوب عل يه ال سلم‪,‬‬
‫ويقال‪ :‬إن اللك خرج أيضا لتلقيه‪ ,‬وهو الشبه‪ ,‬وقد أشكل قوله‪{ :‬آوى إليه أبويه وقال‬
‫ادخلوا م صر} على كث ي من الف سرين‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬هذا من القدم والؤ خر‪ ,‬ومع ن‬
‫الكلم {وقال اخلوا مصر إن شاء ال آمني} وآوى إليه أبويه ورفعهما على العرش‪ ,‬ورد‬
‫ابن جرير هذا‪ ,‬وأجاد ف ذلك‪ ,‬ث اختار ما حكاه عن السدي أن يوسف آوى إليه أبويه‬
‫ل ا تلقاها‪ ,‬ث لا وصلوا باب البلد قال‪{ :‬ادخلوا مصر إن شاء ال آمني} وف هذا ن ظر‬
‫أي ضا‪ ,‬لن اليواء إن ا يكون ف النل‪ ,‬كقوله {آوى إل يه أخاه} و ف الد يث « من آوى‬

‫‪343‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مدثا» وما الانع أن يكون قال لم بعدما دخلوا عليه وآواهم إليه‪ :‬ادخلوا مصر‪ ,‬وضمنه‬
‫اسكنوا مصر إن شاء ال آمني‪ ,‬أي ما كنتم فيه من الهد والقحط‪ ,‬ويقال ب وال أعلم‬
‫ب إن ال تعال رفع عن أهل مصر بقية السني الجدبة ببكة قدوم يعقوب عليهم‪ ,‬كما‬
‫ر فع بقية ال سني ال ت دعا ب ا ر سول ال صلى ال عليه و سلم على أهل م كة ح ي قال‪:‬‬
‫«اللهم أعن عليهم بسبع كسبع يوسف» ث لا تضرعوا إليه واستشفعوا لديه‪ ,‬وأرسلوا أبا‬
‫سبفيان فب ذلك‪ ,‬فدعبا لمب فرفبع عنهبم بقيبة ذلك ببكبة دعائه عليبه السبلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬آوى إل يه أبو يه} قال ال سدي وع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬إن ا كان أباه‬
‫وخالته‪ ,‬وكانت أمه قد ماتت قديا‪ .‬وقال ممد بن إسحاق وابن جرير‪ :‬كان أبوه وأمه‬
‫يعيشان‪ ,‬قال ا بن جر ير‪ :‬ول ي قم دل يل على موت أ مه‪ ,‬وظا هر القرآن يدل على حيات ا‪,‬‬
‫وهذا الذي نصره هو النصور الذي يدل عليه السياق‪ .‬وقوله‪{ :‬ورفع أبويه على العرش}‬
‫قال ابن عباس وماهد وغي واحد‪ :‬يعن السرير‪ ,‬أي أجلسهما معه على سريره‪{ ,‬وخروا‬
‫له سجدا} أي سجد له أبواه وإخو ته الباقون‪ .‬وكانوا أ حد ع شر رجلً‪{ ,‬وقال يا أ بت‬
‫هذا تأويل رؤياي من قبل} أي الت كان قصها على أبيه من قبل‪{ ,‬إن رأيت أحد عشر‬
‫كوكبا} الَية‪ ,‬وقد كان هذا سائغا ف شرائعهم إذا سلموا على الكبي يسجدون له‪ ,‬ول‬
‫يزل هذا جائزا مبن لدن آدم إل شريعبة عيسبى عليبه السبلم‪ ,‬فحرم هذا فب هذه اللة‪,‬‬
‫وجعبل السبجود متصبا بناب الرب سببحانه وتعال‪ ,‬هذا مضمون قول قتادة وغيه‪.‬‬
‫وفب الديبث أن معاذا قدم الشام فوجدهبم يسبجدون لسباقفتهم‪ ,‬فلمبا رجبع سبجد‬
‫لر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال « ما هذا يا معاذ ؟» فقال إ ن رأيت هم ي سجدون‬
‫لسباقفتهم‪ ,‬وأنبت أحبق أن يسبجد لك يبا رسبول ال‪ ,‬فقال‪« :‬لو كنبت آمرا أحدا أن‬
‫يسجد لحد‪ ,‬لمرت الرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها»‪ .‬وف حديث آخر‪ :‬أن‬
‫سلمان لقي النب صلى ال عليه وسلم ف بعض طرق الدينة‪ ,‬وكان سلمان حديث عهد‬
‫بال سلم‪ ,‬ف سجد لل نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪« :‬ل ت سجد ل يا سلمان‪ ,‬وا سجد‬
‫لل حي الذي ل يوت»‪ ,‬والغرض أن هذا كان جائزا ف شريعت هم‪ ,‬ولذا خروا له سجدا‪,‬‬
‫فعندها قال يوسف‪{ :‬يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها رب حقا} أي هذا ما‬

‫‪344‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫آل إليه المر‪ ,‬فإن التأويل يطلق على ما يصي إليه المر‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬هل ينظرون إل‬
‫تأويله يوم يأتب تأويله} أي يوم القيامبة يأتيتهبم مبا وعدوا ببه مبن خيب وشبر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قد جعلها رب حقا} أي صحيحة صدقا يذكر نعم ال عليه‪{ ,‬وقد أحسن ب‬
‫إذ أخرج ن من ال سجن وجاء ب كم من البدو} أي الباد ية‪ .‬قال ا بن جر يج وغيه‪ :‬كانوا‬
‫أ هل باد ية وماش ية‪ ,‬وقال‪ :‬كانوا ي سكنون بالعربات من أرض فل سطي من غور الشام‪,‬‬
‫قال‪ :‬وبعض يقول‪ :‬كانوا بالولج من ناحية شعب أسفل من حسمى‪ ,‬وكانوا أصحاب‬
‫بادية وشاء وإبل‪{ ,‬من بعد أن نزع الشيطان بين وبي إخوت إن رب لطيف لا يشاء} أي‬
‫إذا أراد أمرا قيض له أسبابا وقدره ويسره {إنه هو العليم} بصال عباده‪{ ,‬الكيم} ف‬
‫أقواله وأفعاله وقضائه وقدره ومبا يتاره ويريده‪ .‬قال أببو عثمان النهدي‪ ,‬عبن سبليمان‪:‬‬
‫كان بي رؤيا يوسف وتأويلها أربعون سنة‪ ,‬قال عبد ال بن شداد‪ :‬وإليها ينتهي أقصى‬
‫الرؤ يا‪ ,‬رواه ا بن جر ير‪ ,‬وقال أيضا‪ :‬حدث نا ع مر بن علي‪ ,‬حدث نا ع بد الوهاب الثق في‪,‬‬
‫حدثنا هشام عن السن قال‪ :‬كان منذ فارق يوسف يعقوب إل أن التقيا ثانون سنة‪ ,‬ل‬
‫يفارق الزن قلبه‪ ,‬ودموعه تري على خديه‪ ,‬وما على وجه الرض عبد أحب إل ال من‬
‫يعقوب‪.‬‬
‫وقال هش يم‪ ,‬عن يو نس‪ ,‬عن ال سن‪ :‬ثلث وثانون سنة‪ ,‬وقال مبارك بن فضالة‪ ,‬عن‬
‫السن‪ :‬ألقي يوسف ف الب وهو ابن سبع عشرة سنة‪ ,‬فغاب عن أبيه ثاني سنة‪ ,‬وعاش‬
‫بعبد ذلك ثلثا وعشريبن سبنة‪ ,‬فمات وله عشرون ومائة سبنة‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬كان بينهمبا‬
‫خس وثلثون سنة‪ .‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬ذكر ب وال أعلم ب أن غيبة يوسف عن‬
‫يعقوب كا نت ثا ن عشرة سنة‪ ,‬قال‪ :‬وأ هل الكتاب يزعمون أن ا كا نت أربع ي سنة أو‬
‫نوها‪ ,‬وأن يعقوب عليه السلم بقي مع يوسف بعد أن قدم عليه مصر سبع عشرة سنة‪,‬‬
‫ث قبضه ال إليه‪ .‬وقال أبو إسحاق السبيعي‪ ,‬عن أب عبيدة‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬قال‪:‬‬
‫د خل ب نو إ سرائيل م صر و هم ثل ثة و ستون إن سانا‪ ,‬وخرجوا من ها و هم ستمائة ألف‬
‫و سبعون ألفا‪ ,‬وقال أ بو إ سحاق‪ ,‬عن م سروق‪ :‬دخلوا و هم ثلثمائة وت سعون ب ي ر جل‬
‫وامرأة‪ ,‬فا ل أعلم‪ .‬وقال موسى بن عبيدة‪ ,‬عن ممد بن كعب القرظي‪ ,‬عن عبد ال بن‬

‫‪345‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شداد‪ :‬اجتمع آل يعقوب إل يوسف بصر وهم ستة وثانون إنسانا‪ :‬صغيهم وكبيهم‪,‬‬
‫ببف‪.‬‬ ‫ببتمائة ألف ونيب‬
‫ببم سب‬ ‫ببا وهب‬ ‫ببم‪ ,‬وخرجوا منهب‬
‫ببم وأنثاهب‬
‫وذكرهب‬

‫ك َوعَلّ ْمَتنِي مِن َت ْأوِيلِ الحَادِيثِ فَاطِ َر السّمَاوَاتِ وَالرْضِ أَنتَ‬


‫** رَبّ قَدْ آتَْيَتنِي مِ َن الْمُلْ ِ‬
‫حقْنِببي بِالصببّالِحِيَ‬ ‫بلِما َوأَلْ ِ‬
‫وَلِيّببي فِببي ال ّدنُيَببا وَالَخِ َرةِ َتوَفّنِببي مُسب ْ‬
‫هذا دعاء من يوسف الصديق‪ ,‬دعا به ربه عز وجل لا تت نعمة ال عليه باجتماعه‬
‫بأبويه وإخوته‪ ,‬وما منّ ال به عليه من النبوة واللك سأل ربه عز وجل كما أت نعمته عليه‬
‫ف الدنيا أن يستمر با عليه ف الَخرة‪ ,‬وأن يتوفاه مسلما حي يتوفاه‪ ,‬قاله الضحاك‪ :‬وأن‬
‫يلحقه بالصالي وهم إخوانه من النبيي والرسلي‪ ,‬صلوات ال وسلمه عليهم أجعي‪,‬‬
‫وهذا الدعاء يتمل أن يوسف عليه السلم‪ ,‬قاله عند اختصاره‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي‬
‫عن عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم جعل يرفع أصبعه عند الوت‬
‫ويقول‪{ :‬الل هم ف الرف يق العلى} ثلثا‪ ,‬ويت مل أ نه سأل الوفاة على ال سلم واللحاق‬
‫بالصالي إذا جاء أجله‪ ,‬وانقضى عمره‪ ,‬ل أنه سأله ذلك منجزا كما يقول الداعي لغيه‪:‬‬
‫أما تك ال على ال سلم‪ ,‬ويقول الدا عي‪ :‬الل هم أحي نا م سلمي‪ ,‬وتوف نا م سلمي‪ ,‬وألق نا‬
‫بال صالي‪ ,‬ويت مل أ نه سأل ذلك منجزا‪ ,‬وكان ذلك سائغا ف ملت هم‪ ,‬ك ما قال قتادة‬
‫قوله‪{ :‬توفن مسلما وألقن بالصالي} لا جع ال شله وأقر عينه‪ ,‬وهو يومئذ مغمور‬
‫بببالي قبله‪.‬‬ ‫ببب‪ ,‬اشتاق إل الصب‬ ‫بببا ونضارتاب‬ ‫بببا وملكهب‬ ‫ببب الدنيب‬ ‫فب‬
‫وكان ابن عباس يقول‪ :‬ما تن نب قط الوت قبل يوسف عليه السلم‪ ,‬وكذا ذكر ابن‬
‫جرير والسدي عن ابن عباس أنه أول نب دعا بذلك ‪ ,‬وهذا يتمل أنه أول من سأل الوفاة‬
‫على السلم‪ ,‬كما أن نوحا أول من قال‪{ :‬رب اغفر ل ولوالدي ولن دخل بيت مؤمنا}‬
‫ويتمل أنه أول من سأل إناز ذلك‪ ,‬وهو ظاهر سياق قول قتادة‪ ,‬ولكن هذا ل يوز ف‬
‫شريعتنا‪ .‬قال المام أحد بن حنبل رحه ال‪ :‬حدثنا إساعيل بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا عبد العزيز‬
‫بن صهيب عن أ نس بن مالك قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل يتمن ي‬
‫أحدكم الوت لضر نزل به فإن كان ول بد متمنيا الوت‪ ,‬فليقل‪ :‬اللهم أحين ما كانت‬
‫الياة خيا ل‪ ,‬وتوف ن إذا كانت الوفاة خيا ل» وأخرجاه ف الصحيحي‪ ,‬وعندها «ل‬

‫‪346‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتمن ي أحد كم الوت ل ضر نزل به إ ما م سنا فيزداد‪ ,‬وإِ ما م سيئا فلعله ي ستعتب‪ ,‬ول كن‬
‫ليقبل‪ :‬اللهبم أحينب مبا كانبت الياة خيا ل‪ ,‬وتوفنب إِذا كانبت الوفاة خيا ل»‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو الغية‪ ,‬حدث نا معان بن رفا عة‪ ,‬حدث ن علي بن يز يد عن‬
‫القا سم عن أ ب أما مة قال‪ :‬جل سنا إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فذكر نا ورقق نا‪,‬‬
‫فب كى سعد بن أ ب وقاص فأك ثر البكاء‪ ,‬وقال‪ :‬يا ليت ن مت‪ ,‬فقال ال نب صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪ « :‬يا سعد أعندي تتم ن الوت ؟» فردد ذلك ثلث مرات‪ ,‬ث قال‪ « :‬يا سعد إن‬
‫كنت خلقت للجنة‪ ,‬فما طال من عمرك وحسن من عملك فهو خي لك» وقال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا أبو يونس‪ ,‬وهو سليم بن جبي عن أب هريرة‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬ل يتمني أحدكم الوت لضر نزل به ول يدع به‬
‫من قبل أن يأتيه إل أن يكون قد وثق بعمله‪ ,‬فإِنه إِذا مات أحدكم انقطع عنه عمره‪ ,‬وأنه‬
‫ل يزيد الؤمن عمره إل خيا» تفرد به أحد‪ ,‬وهذا فيما إذا كان الضر خاصا به‪ ,‬وأما إِذا‬
‫كان فتنة ف الدين فيجوز سؤال الوت‪ ,‬كما قال ال تعال إِخبارا عن السحرة لا أرادهم‬
‫فرعون عن دينهم وتددهم بالقتل {قالوا ربنا أفرغ علينا صبا وتوفنا مسلمي} وقالت‬
‫مري لا أجاءهاالخاض‪ ,‬وهو الطلق‪ ,‬إل جذع النخلة‪{ :‬يا ليتن متّ قبل هذا وكنت نسيا‬
‫منسيا} لا علمت من أن الناس يقذفونا بالفاحشة‪ ,‬لنا ل تكن ذات زوج‪ ,‬وقد حلت‬
‫ووض عت‪ ,‬و قد قالوا‪ { :‬يا مر ي ل قد جئت شيئا فريا يا أ خت هارون ما كان أبوك أمرأ‬
‫سوء وما كانت أمّك بغيا} فجعل ال لا من ذلك الال فرجا ومرجا‪ ,‬وأنطق الصب ف‬
‫الهد بأنه عبد ال ورسوله‪ ,‬فكان آية عظيمة‪ ,‬ومعجزة باهرة صلوات ال وسلمه عليه‪.‬‬
‫وف حديث معاذ الذي رواه المام أحد والترمذي ف قصة النام والدعاء الذي فيه «وإِذا‬
‫أردت بقوم فتنبببببة فتوفنببببب إليبببببك غيببببب مفتون»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو سلمة‪ ,‬أنبأنا عبد العزيز بن ممد عن عمرو عن عاصم بن‬
‫ع مر بن قتادة‪ ,‬عن ممود بن لب يد مرفوعا أن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬اثنتان‬
‫يكرههما ابن آدم‪ :‬يكره الوت والوت خي للمؤمن من الفت‪ ,‬ويكره قلة الال وقلة الال‬
‫أ قل للح ساب» فع ند حلول الف ت ف الد ين يوز سؤال الوت‪ ,‬ولذا قال علي بن أ ب‬
‫طالب ر ضي ال ع نه ف آ خر خلف ته ل ا رأى أن المور ل تت مع له ول يزداد ال مر إِل‬

‫‪347‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شدة‪ ,‬فقال‪ :‬اللهبم خذ ن إليبك‪ ,‬ف قد سبئمتهم وسبئمون‪ .‬وقال البخاري رح ه ال‪ :‬لاب‬
‫وقعت له تلك الفت نة وجرى له مع أمي خراسان ما جرى‪ ,‬قال‪ :‬اللهم توف ن إِليك‪ .‬و ف‬
‫الد يث «إن الر جل ليمربال قب ب أي ف زمان الدجال ب فيقول‪ :‬يا ليت ن مكا نك» ل ا‬
‫يرى من الفت‪ .‬والزلزل والبلبل والمور الائلة الت هي فتنة لكل مفتون‪ .‬قال أبو جعفر‬
‫بن جرير‪ :‬وذكر أن بَن يعقوب الذين فعلوا بيوسف ما فعلوا‪ ,‬استغفر لم أبوهم‪ ,‬فتاب‬
‫ال عليهببببم‪ ,‬وعفببببا عنهببببم‪ ,‬وغفببببر لمبببب ذنوبمبببب‪.‬‬

‫(ذكببببببببببر مببببببببببن قال ذلك)‬


‫حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثن حجاج عن صال الري‪ ,‬عن يزيد الرقاشي‪ ,‬عن‬
‫أنس بن مالك قال‪ :‬إِن ال تعال لا جع ليعقوب شله بعينيه خل ولده نيا‪ ,‬فقال بعضهم‬
‫لب عض‪ :‬أل ستم قد علم تم ما صنعتم ؟ و ما ل قي من كم الش يخ‪ ,‬و ما ل قي من كم يو سف ؟‬
‫قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال فيغركم عفوها عنكم‪ ,‬فكيف لكم بربكم ؟ فاستقام أمرهم على أن أتوا‬
‫الشيخ‪ ,‬فجلسوا بي يديه ويوسف إل جانب أبيه قاعد‪ ,‬قالوا‪ :‬يا أبانا إِنا أتيناك لمر ل‬
‫نأ تك ل مر مثله قط‪ ,‬ونزل ب نا أ مر ل ينل ب نا مثله قط ح ت حركوه‪ ,‬وال نبياء علي هم‬
‫السلم أرحم البية‪ ,‬فقال‪ :‬ما لكم يا بن ؟ قالوا‪ :‬ألست قد علمت ما كان منا إِليك وما‬
‫كان منا إِل أخينا يوسف ؟ قال‪ :‬بلى قالوا‪ :‬أولستما قد غفرتا لنا ؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬قالوا‪ :‬فإن‬
‫عفوكما ل يغن عنا شيئا‪ ,‬إِن كان ال ل يعف عنا‪ .‬قال‪ :‬فما تريدون يا بن ؟ قالوا‪ :‬نريد‬
‫أن تدعو ال لنا‪ ,‬فإذا جاءك الوحي من ال بأنه قد عفا عنا‪ ,‬قرت أعيننا‪ ,‬واطمأنت قلوبنا‪,‬‬
‫وإِل فل قرة ع ي ف الدن يا ل نا أبدا‪ .‬قال‪ :‬فقام الش يخ فا ستقبل القبلة وقام يو سف خلف‬
‫أبيه‪ ,‬وقاموا خلفهما أذلة خاشعي‪ ,‬قال‪ :‬فدعا وأمن يوسف‪ ,‬فلم يب فيهم عشرين سنة‪,‬‬
‫قال صال الري ييفهم‪ ,‬قال‪ :‬حت إِذا كان على رأس العشرين نزل جبيل عليه السلم‪,‬‬
‫على يعقوب عليه السلم‪ ,‬فقال‪ :‬إِن ال تعال قد بعثن إليك أبشرك بأنه قد أجاب دعوتك‬
‫ف ولدك وأن ال تعال قد عفا عما صنعوا‪ ,‬وأنه قد اعتقد مواثيقهم من بعدك على النبوة‪.‬‬
‫هذا الثر موقوف عن أنس‪ .‬ويزيد الرقاشي وصال الري ضعيفان جدا‪ .‬وذكر السدي أن‬

‫‪348‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعقوب عليه السلم لا حضره الوت أوصى إل يوسف بأن يدفن عند إِبراهيم وإِسحاق‪,‬‬
‫فلمببا مات صبببه وأرسببله إل الشام‪ ,‬فدفببن عندهابب عليهببم السببلم‪.‬‬

‫ك َومَا كُنتَ لَ َدْيهِمْ إِذْ أَجْ َم ُع َواْ َأمْ َرهُ ْم َوهُمْ يَ ْمكُرُونَ *‬
‫ب نُوحِيهِ إَِليْ َ‬
‫ك مِ نْ َأنْبَآ ِء اْلغَيْ ِ‬
‫** ذَلِ َ‬
‫ت بِ ُم ْؤ ِمنِيَ * وَمَا تَس ْبأَُلهُ ْم عََليْهِب مِن ْبأَ ْجرٍ إِن ْب ُهوَ إِلّ ذِكْرٌ‬ ‫وَمَآ أَ ْكثَ ُر النّاسِب وََلوْ حَرَص ْب َ‬
‫لّ ْلعَالَمِيَببببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫يقول تعال لحمد صلى ال عليه وسلم لا قص عليه نبأ إِخوة يوسف‪ ,‬وكيف رفعه ال‬
‫علي هم‪ ,‬وج عل له العاق بة والن صر واللك وال كم‪ ,‬مع ما أرادوا به من ال سوء واللك‬
‫والعدام‪ ,‬هذا وأمثاله يا م مد من أخبار الغيوب السابقة {نوحيه إِليك} ونعل مك به يا‬
‫ممد لا فيه من العبة لك‪ ,‬والتعاظ لن خالفك {وما كنت لديهم} حاضرا عندهم ول‬
‫مشاهدا لمب {إِذ أجعوا أمرهبم} أي على إِلقائه فب البب {وهبم يكرون} ببه‪ ,‬ولكنبا‬
‫أعلمناك ببه وحيا إِليبك وإِنزالً عليبك‪ ,‬كقوله‪{ :‬ومبا كنبت لديهبم إِذ يلقون أقلمهبم}‬
‫الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وما كنت بانب الغرب إِذ قضينا إِل موسى المر} الَية‪ ,‬إِل قوله‪:‬‬
‫{وما كنت بانب الطور إِذ نادينا} الَية‪ ,‬وقال‪{ :‬وما كنت ثاويا ف أهل مدين تتلو‬
‫عليهم آياتنا} الَية‪ ,‬وقال {ما كان ل من علم بالل العلى إِذ يتصمون * إِن يوحى إل‬
‫إِل أنا أنا نذير مبي} يقول تعال‪ :‬إِنه رسوله وإِنه قد أطلعه على أنباء ما قد سبق‪ ,‬ما فيه‬
‫عبة للناس وناة لم ف دينهم ودنياهم‪ ,‬ومع هذا ما آمن أكثر الناس‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وما‬
‫أك ثر الناس ولو حر صت بؤمن ي} وقال‪{ :‬وإِن ت طع أك ثر من ف الرض يضلوك عن‬
‫سببيل ال} كقوله‪{ :‬إِن فب ذلك لَيبة ومبا كان أكثرهبم مؤمنيب} إِل غيب ذلك مبن‬
‫الَيات‪ .‬وقوله‪{ :‬و ما ت سألم عل يه من أ جر} أي ما ت سألم يا م مد على هذا الن صح‬
‫والدعاء إِل ال ي والر شد من أ جر‪ ,‬أي من جعالة ول أجرة على ذلك‪ ,‬بل تفعله ابتغاء‬
‫وجه ال ونصحا للقه {إِن هو إِل ذكر للعالي} يتذكرون به ويهتدون وينجون به ف‬
‫الدنيبببببببببببببببببببببببببببببببا والَخرة‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ض يَمُرّونَ عََلْيهَا َوهُ ْم َعْنهَا ُمعْرِضُونَ * َومَا ُي ْؤمِنُ‬ ‫** وَ َكَأيّن مّن آَيةٍ فِي السّمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬
‫أَكْثَ ُرهُ ْم بِاللّ هِ إِلّ َوهُ ْم مّشْرِكُو نَ * أََفَأمُِن َواْ أَن تَ ْأِتَيهُ مْ غَا ِشَيةٌ مّ ْن عَذَا بِ اللّ هِ َأ ْو َتأِْتَيهُ مُ‬
‫شعُرُونبببببببببَ‬ ‫السبببببببببّا َع ُة َبغَْت ًة َوهُمبببببببببْ َل يَ ْ‬
‫يب تعال عن غفلة أكثر الناس عن التفكر ف آيات ال ودلئل توحيده با خلقه ال ف‬
‫السبموات والرض مبن كواكبب زاهرات ثواببت‪ ,‬وسبيارات وأفلك دائرات‪ ,‬والميبع‬
‫مسبخرات‪ ,‬وكبم فب الرض مبن قطبع متجاورات‪ ,‬وحدائق وجنات‪ ,‬وجبال راسبيات‪,‬‬
‫وبار زاخرات‪ ,‬وأمواج متلطمات‪ ,‬وقفار شا سعات‪ ,‬و كم من أحياء وأموات‪ ,‬وحيوان‬
‫ونبات‪ ,‬وثرات متشابةب ومتلفات فب الطعوم والروائح واللوان والصبفات‪ ,‬فسببحان‬
‫باء‬ ‫بمدية للسب‬ ‫بد‪ ,‬خالق أنواع الخلوقات‪ ,‬التفرد بالدوام والبقاء والصب‬ ‫بد الحب‬ ‫الواحب‬
‫والصببببببببببببببفات‪ ,‬وغيبببببببببببببب ذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون} قال ابن عباس‪ :‬من إِيانم أنم إِذا‬
‫قيبل لمب‪ :‬مبن خلق السبموات‪ ,‬ومبن خلق الرض‪ ,‬ومبن خلق البال ؟ قالوا‪ :‬ال‪ ,‬وهبم‬
‫مشركون به‪ .‬وكذا قال ماهد وعطاء وعكرمة والشعب وقتادة والضحاك وعبد الرحن بن‬
‫ز يد بن أ سلم‪ ,‬و ف الصحيحي‪ :‬أن الشرك ي كانوا يقولون ف تلبيت هم‪ :‬لب يك ل شريك‬
‫لك إل شريك هو لك‪ ,‬تلكه وما ملك‪ .‬وف صحيح مسلم أنم كانوا إِذا قالوا‪ :‬لبيك ل‬
‫شريك لك‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬قد قد» أي حسب حسب‪ ,‬ل تزيدوا‬
‫على هذا‪ .‬وقال ال تعال‪{ :‬إِن الشرك لظلم عظيم} وهذا هو الشرك العظم يعبد مع ال‬
‫غيه‪ ,‬كما ف الصحيحي عن ابن مسعود قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬أي الذنب أعظم ؟ قال‪:‬‬
‫«أن تعبببببل ل ندا وهبببببو خلقبببببك»‪.‬‬
‫وقال السن البصري ف قوله‪{ :‬وما يؤمن أكثرهم بال إِل وهم مشركون} قال‪ :‬ذلك‬
‫النا فق يع مل إِذا ع مل رياء الناس‪ ,‬و هو مشرك بعمله ذلك يع ن قوله تعال‪{ :‬إِن النافق ي‬
‫يادعون ال وهو خادعهم وإِذا قاموا إل الصلة قاموا كسال يراءون الناس ول يذكرون‬
‫ال إِل قليل} وثّ شرك آخر خفي ل يشعر به غالبا فاعله‪ ,‬كما روى حاد بن سلمة عن‬
‫عا صم بن أ ب النجود عن عروة قال‪ :‬د خل حذي فة على مر يض فرأى ف عضده سيا‬
‫فقطعه ب أو انتزعه ب ث قال {وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون} وف الديث‬

‫‪350‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«من حلف بغي ال فقد أشرك» رواه الترمذي وحسنه من رواية ابن عمر‪ ,‬وف الديث‬
‫الذي رواه أحد وأبو داود وغيه عن ابن سعود رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬إن الرقى والتمائم والتولة شرك»‪ ,‬وف لفظ لما «الطية شرك وما منا‬
‫إل ولكن ال يذهبه بالتوكل» ورواه المام أحد بأبسط من هذا فقال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪,‬‬
‫حدثنا العمش عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن يي الزار عن ابن أخي زينب‪ ,‬عن زينب امرأة‬
‫عبد ال بن مسعود قالت‪ :‬كان عبد ال إذا جاء من حاجة فانتهى إل الباب تنحنح وبزق‬
‫كرا هة أن يه جم م نا على أ مر يكر هه‪ ,‬قالت‪ :‬وإ نه جاء ذات يوم فتنح نح وعندي عجوز‬
‫ترقين من المرة فأدخلتها تت السرير‪ ,‬قالت‪ :‬فدخل فجلس إل جانب‪ ,‬فرأى ف عنقي‬
‫خيطا فقال‪ :‬ما هذا اليط ؟ قالت‪ :‬قلت‪ :‬خيط رقي ل فيه‪ ,‬فأخذه فقطعه ث قال‪ :‬إِن آل‬
‫ع بد ال لغنياء عن الشرك‪ ,‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬إِن الر قى‬
‫والتمائم والتولة شرك» قالت‪ :‬قلت له‪ :‬ل تقول هذا وقبد كانبت عينب تقذف‪ ,‬فكنبت‬
‫أختلف إل فلن اليهودي يرقيها‪ ,‬فكان إذا رقاها سكنت‪ ,‬فقال إنا ذاك من الشيطان كان‬
‫ينخسها بيده‪ ,‬فإذا رقاها كف عنها‪ ,‬إنا كان يكفيك أن تقول ك ما قال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬أذهب الباس‪ ,‬رب الناس‪ ,‬اشف وأنت الشاف‪ ,‬ل شفاء إل شفاؤك شفاء ل‬
‫يغادر سبببببببببببببببببببببببببببببببقما»‪.‬‬
‫و ف حد يث آ خر رواه المام أح د عن وك يع‪ ,‬عن ا بن أ ب ليلى‪ ,‬عن عي سى بن ع بد‬
‫الرحن قال‪ :‬دخلت على عبد ال بن عكيم وهو مريض نعوده‪ ,‬فقيل له‪ ,‬لو تعلقت شيئا‪,‬‬
‫فقال‪ :‬أتعلق شيئا و قد قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من تعلق شيئا و كل إِل يه»‬
‫ورواه النسائي عن أب هريرة‪ ,‬وف مسند المام أحد من حديث عقبة بن عامر قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من علق تيمة فقد أشرك»‪ ,‬وف رواية «من تعلق تيمة‬
‫فل أ ت ال له‪ ,‬و من تعلق ود عة فل ودع ال له»‪ ,‬و عن العلء عن أب يه‪ ,‬عن أ ب هريرة‬
‫ر ضي ال ع نه قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬قال ال‪ :‬أ نا أغ ن‬
‫الشركاء عن الشرك‪ ,‬من عمل عملً أشرك فيه م عي غيي تركته وشركه» رواه م سلم‪.‬‬
‫وعن أب سعيد بن أب فضالة قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إذا‬
‫جع ال الولي والَخرين ليوم ل ريب فيه ينادي مناد‪ :‬من كان أشرك ف عمل عمله ل‪,‬‬

‫‪351‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فليطلب ثوابه من عند غي ال‪ ,‬فإن ال أغن الشركاء عن الشرك» رواه المام أحد وقال‬
‫أحد‪ :‬حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد يعن ابن الادي‪ ,‬عن عمرو‪ ,‬عن ممود بن لبيد‬
‫أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن أخوف ما أخاف علي كم الشرك ال صغر»‬
‫قالوا‪ :‬ومبا الشرك الصبغر يبا رسبول ال ؟ قال‪« :‬الرياء‪ ,‬يقول ال تعال يوم القيامبة إذا‬
‫جازى الناس بأعمالم‪ :‬اذهبوا ال الذين كنتم تراءون ف الدنيا فانظروا هل تدون عندهم‬
‫جزاءً ؟» وقد رواه إساعيل بن جعفر عن عمرو بن أب عمرو مول الطلب‪ ,‬عن عاصم بن‬
‫ع مر بن قتادة عن ممود بن لب يد به‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ح سن‪ ,‬أنبأ نا ا بن لي عة‪,‬‬
‫أنبأنا ابن هبية عن أب عبد الرحن البلي عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬من ردته الطية عن حاجته فقد أشرك» قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬ما كفارة‬
‫ذلك ؟ قال‪« :‬أن يقول أحدهبم‪ :‬اللهبم ل خيب إِل خيك‪ ,‬ول طيب إِل طيك‪ ,‬ول إِله‬
‫غيك»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد ال بن ني‪ ,‬حدثنا عبد اللك بن أب سليمان العرزمي عن‬
‫أب علي ب رجل من بن كاهل ب قال‪ :‬خطبنا أبو موسى الشعري فقال‪ :‬يا أيها الناس‬
‫اتقوا هذا الشرك‪ ,‬فإنه أخفى من دبيب النمل‪ .‬فقام عبد ال بن حزن وقيس بن الضارب‬
‫فقال‪ :‬وال لتخرجن ما قلت‪ ,‬أو لنأتي عمر مأذونا لنا أو غي مأوذن‪ .‬قال‪ :‬بل أخرج ما‬
‫قلت‪ ,‬خطب نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ذات يوم فقال‪ « :‬يا أي ها الناس اتقوا هذا‬
‫الشرك‪ ,‬فإ نه أخ فى من دب يب الن مل» فقال له من شاء ال أن يقول‪ :‬فك يف نتق يه و هو‬
‫أخفى من دبيب النمل يا رسول ال ؟ قال‪« :‬قولوا‪ :‬اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك‬
‫شيئا نعلمه‪ ,‬ونستغفرك لا ل نعلمه»‪ .‬وقد روي من وجه آخر‪ ,‬وفيه أن السائل ف ذلك‬
‫هو الصديق‪ ,‬كما رواه الافظ أبو يعلى الوصلي من حديث عبد العزيز بن مسلم‪ ,‬عن‬
‫ليث بن أب سليم‪ ,‬عن أب ممد‪ ,‬عن معقل بن يسار‪ ,‬قال‪ :‬شهدت النب صلى ال عليه‬
‫و سلم أو قال‪ :‬حدث ن أ بو ب كر ال صديق عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪:‬‬
‫«الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل»‪ ,‬فقال أبو بكر‪ :‬وهل الشرك إِل من دعا مع ال‬
‫إِلا آخر ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل»‬

‫‪352‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال‪« :‬أل أدلك على ما يذهب عنك صغي ذلك وكبيه ؟ قل‪ :‬اللهم إِن أعوذ بك أن‬
‫أشرك ببببببك وأنبببببا أعلم‪ ,‬وأسبببببتغفرك ماببببب ل أعلم»‪.‬‬
‫و قد رواه الا فظ أ بو القا سم البغوي عن شيبان بن فروخ‪ ,‬عن ي ي بن كث ي‪ ,‬عن‬
‫الثوري‪ ,‬عن إساعيل بن أب خالد‪ ,‬عن قيس بن أب حازم‪ ,‬عن أب بكر الصديق‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬الشرك أخفى ف أمت من دبيب النمل على الصفا»‬
‫قال‪ :‬فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬فكيف النجاة والخرج من ذلك ؟ فقال‪« :‬أل أخبك‬
‫بش يء إِذا قل ته برئت من قليله وكثيه و صغيه و كبيه ؟» قال‪ :‬بلى يا ر سول ال‪ .‬قال‪:‬‬
‫« قل‪ :‬الل هم إِ ن أعوذ بك أن أشرك بك وأ نا أعلم‪ ,‬وأ ستغفرك لاب ل أعلم»‪ .‬قال‬
‫الدارقطن‪ :‬يي بن كثي هذا‪ ,‬يقال له أبو النضر‪ ,‬متروك الديث‪ ,‬وقد روى المام أحد‬
‫وأ بو داود والترمذي و صححه والن سائي من حد يث يعلى بن عطاء‪ ,‬سعت عمرو بن‬
‫عاصم‪ ,‬سعت أبا هريرة قال‪ :‬قال أبو بكر الصديق رضي ال عنه‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬علمن‬
‫شيئا أقوله إِذا أصببحت وإِذا أمسبيت‪ ,‬وإِذا أخذت مضجعبي‪ ,‬قال‪« :‬قبل‪ :‬اللهبم فاطبر‬
‫ال سموات والرض‪ ,‬عال الغ يب والشهادة‪ ,‬رب كل ش يء وملي كه‪ ,‬أش هد أن ل إله إِل‬
‫أ نت‪ ,‬أعوذ بك من شر نف سي و من شر الشيطان وشر كه»‪ ,‬رواه أ بو داود والن سائي‬
‫وصححه‪ ,‬وزاد المام أحد ف رواية له‪ :‬من حديث ليث بن أب سليم عن ماهد‪ ,‬عن أب‬
‫بكر ال صديق‪ ,‬قال‪ :‬أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أقول ب فذكر هذا الدعاء‬
‫وزاد فبب آخره ببب «وأن أقترف على نفسببي سببوءا أو أجره إِل مسببلم»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب ل} الَية‪ ,‬أي أفأمن هؤلء الشركون بال‬
‫أن يأتيهبم أمبر يغشاهبم مبن حيبث ل يشعرون‪ ,‬كمبا قال تعال‪{ :‬أفأمبن الذيبن مكروا‬
‫السيئات أن يسف ال بم الرض أو يأتيهم العذاب من حيث ل يشعرون * أو يأخذهم‬
‫ف تقلبهم فما هم بعجزين * أو يأخذهم على توف فإن ربكم لرؤوف رحيم}‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا‬
‫ضحبى وهبم يلعبون * أفأمنوا مكبر ال فل يأمبن مكبر ال إِل القوم الاسبرون}‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** ُق ْل هَـ ِذهِ َسبِيِليَ أَ ْدعُو إَِلىَ اللّ ِه عََلىَ بَ صِ َيةٍ َأنَ ْا َومَ نِ اّتَبعَنِي وَ سُبْحَانَ اللّ ِه َومَآ َأنَاْ مِ نَ‬
‫الْمُشْرِكِيَبببببببببببببببببببببببببببببببب‬
‫يقول تعال لر سوله صلى ال عل يه و سلم إل الثقل ي‪ :‬ال نس وال ن‪ ,‬آمرا له أن ي ب‬
‫الناس أن هذه سبيله أي طريقته ومسلكه وسنته‪ ,‬وهي الدعوة إل شهادة أن ل إِله إِل ال‬
‫وحده ل شر يك له‪ ,‬يد عو إل ال ب ا على ب صية من ذلك ويق ي وبرهان هو و كل من‬
‫اتبعه يدعو إل ما دعا إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم على بصية ويقي وبرهان عقلي‬
‫وشر عي‪ .‬وقوله‪{ :‬و سبحان ال} أي وأنزه ال وأجله وأعظ مه وأقد سه عن أن يكون له‬
‫شريبك أو نظيب أو عديبل أو نديبد أو ولد أو والد أو صباحبة أو وزيبر أو مشيب‪ ,‬تبارك‬
‫وتقدس وتنه وتعال عن ذلك كله علوا كبيا‪{ ,‬تسبح له السموات السبع والرض ومن‬
‫فيهن وإن من شيء إِل يسبح بمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم إِنه كان حليما غفورا}‪.‬‬

‫** َومَآ أَرْ سَ ْلنَا مِن َقبْلِ كَ إِلّ رِجَالً نّوحِ يَ إَِلْيهِ مْ مّ نْ أَهْ ِل اْلقُرَىَ أَفََل ْم يَ سِيُواْ فِي الرْ ِ‬
‫ض‬
‫َفيَنظُرُواْ َكيْ فَ كَا نَ عَاقَِب ُة الّذِي نَ مِن َقبِْلهِ ْم وَلَدَا ُر الَخِ َرةِ َخيْرٌ لّّلذِي َن اّتقَواْ أََفلَ َت ْعقِلُو نَ‬
‫يب تعال أنه إنا أرسل رسله من الرجال ل من النساء‪ ,‬وهذا قول جهور العلماء‪ ,‬كما‬
‫دل عل يه سياق هذه الَ ية الكري ة أن ال تعال ل يوح إِل امرأة من بنات ب ن آدم و حي‬
‫تشر يع‪ .‬وز عم بعض هم أن سارة امرأة الل يل وأم مو سى ومر ي ب نت عمران أم عي سى‬
‫نبيات‪ ,‬واحتجوا بأن اللئكة بشرت سارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب‪ ,‬وبقوله‪:‬‬
‫{وأوحينا إِل أ ّم موسى أن أرضعيه} الَية‪ ,‬وبأن اللك جاء إل مري فبشرها بعيسى عليه‬
‫السلم‪ ,‬وبقوله تعال‪{ :‬إذ قالت اللئكة يا مري‪ ,‬إِن ال اصطفاك وطهرك واصطفاك على‬
‫نساء العالي * يا مري اقنت لربك واسجدي واركعي مع الراكعي}‪ ,‬وهذا القدر حاصل‬
‫ل ن‪ ,‬ول كن ل يلزم من هذا أن ي كن نبيات بذلك‪ ,‬فإن أراد القائل بنبوت ن هذا القدر من‬
‫التشريف‪ ,‬فهذا ل شك فيه‪ ,‬ويبقى الكلم معه ف أن هذا هل يكفي ف النتظام ف سلك‬
‫النبوة بجرده أم ل ؟ الذي عل يه أ هل ال سنة والما عة‪ ,‬و هو الذي نقله الش يخ أ بو ال سن‬
‫علي بن إساعيل الشعري عنهم أنه ليس ف النساء نبية‪ ,‬وإنا فيهن صديقات‪ ,‬كما قال‬
‫تعال مبا عن أشرفهن مري بنت عمران حيث قال تعال‪{ :‬ما السيح ابن مري إِل رسول‬

‫‪354‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قد خلت من قبله الر سل وأمه صديقة كانا يأكلن الطعام} فوصفها ف أشرف مقاماتا‬
‫بال صديقية‪ ,‬فلو كا نت نب ية لذ كر ذلك ف مقام التشر يف والعظام‪ ,‬ف هي صدّيقة ب نص‬
‫القرآن‪.‬‬
‫وقال الضحاك عن ا بن عباس ف قوله‪{ :‬و ما أر سلنا من قبلك إِل رجالً} الَ ية‪ ,‬أي‬
‫لي سوا من أ هل ال سماء ك ما قل تم‪ ,‬وهذا القول من ا بن عباس يعت ضد بقوله تعال‪{ :‬و ما‬
‫أرسبلنا قبلك مبن الرسبلي إِل إِنمب ليأكلون الطعام ويشون فب السبواق} الَيبة‪ ,‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬و ما جعلناهم ج سدا ل يأكلون الطعام و ما كانوا خالد ين * ث صدقناهم الو عد‬
‫فأنينا هم و من نشاء وأهلك نا ال سرفي}‪ .‬وقوله تعال‪ { :‬قل ما ك نت بدعا من الر سل}‬
‫الَية‪ .‬وقوله‪{ :‬من أهل القرى} الراد بالقرى الدن ل أنم من أهل البوادي الذين هم من‬
‫أج فى الناس طباعا وأخلقا‪ ,‬وهذا هو العهود العروف أن أ هل الدن أرق طباعا وأل طف‬
‫من أهل سوادهم‪ ,‬وأهل الريف والسواد أقرب حالً من الذين يسكنون ف البوادي‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬العراب أشدّ كفرا ونفاقا} الَيبة‪ .‬وقال قتادة فب قوله {مبن أهبل القرى}‬
‫لنمب أعلم وأحلم مبن أهبل العمور‪ .‬وفب الديبث الَخبر أن رجلً مبن العراب أهدى‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم ناقة فلم يزل يعطيه ويزيده حت رضي‪ ,‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬لقد همت أن ل أتب هبة إِل من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو‬
‫بببببببببببببببببببببببببببببببببي»‪.‬‬ ‫دوسب‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا حجاج‪ ,‬حدث نا شع بة عن الع مش عن ي ي بن وثاب‪ ,‬عن‬
‫شيخ من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قال العمش‪ :‬هو ابن عمر‪ ,‬عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬الؤمن الذي يالط الناس ويصب على أذاهم خي من الذي‬
‫ل يالطهم ول يصب على أذاهم‪ .‬وقوله‪{ :‬أفلم يسيوا ف الرض} يعن هؤلء الكذبي‬
‫لك يا ممد ف الرض {فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} أي من المم الكذبة‬
‫للرسل‪ ,‬كيف دمر ال عليهم وللكافرين أمثالا‪ ,‬كقوله‪{ :‬أفلم يسيوا ف الرض فتكون‬
‫لم قلوب يعقلون با} الَية‪ ,‬فإذا استمعوا خب ذلك رأوا أنال قد أهلك الكافرين ونى‬
‫الؤمن ي‪ ,‬وهذه كا نت سنته تعال ف خل قه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولدار الَخرة خ ي للذ ين‬
‫اتقوا} أي وكما نينا الؤمني ف الدنيا كذلك كتبنا لم النجاة ف الدار الَخرة وهي خي‬

‫‪355‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل م من الدن يا بكث ي‪ ,‬كقوله‪{ :‬إ نا لنن صر ر سلنا والذ ين آمنوا ف الياة الدن يا ويوم يقوم‬
‫الشهاد يوم ل ينفبع الظاليب معذرتمب ولمب اللعنبة ولمب سبوء الدار} وأضاف الدار إل‬
‫الَخرة‪ ,‬فقال‪{ :‬ولدار الَخرة} كمبا يقال‪ :‬صبلة الول ومسبجد الامبع‪ ,‬وعام أول‪,‬‬
‫ببببببر‪:‬‬ ‫ببببببس‪ .‬وقال الشاعب‬ ‫ببببببة الول‪ ,‬ويوم الميب‬ ‫وبارحب‬
‫أتدح فقعسببببا وتذم عبسبببباأل ل أمببببك مببببن هجيبببب‬
‫ببببب‬ ‫بببببعرفت الذل عرفان اليقيب‬ ‫بببببك ديار عبسب‬ ‫ولو أقوت عليب‬

‫** َحتّىَ إِذَا ا ْسَتيْأَسَ الرّ سُ ُل َو َظّنوَاْ َأّنهُ مْ قَدْ ُك ِذبُواْ جَآ َءهُ مْ نَ صْ ُرنَا َفنُجّ َي مَن نّشَآءُ وَ َل يُ َر ّد‬
‫بببببب‬ ‫ج ِرمِيَب‬ ‫ب الْمُ ْ‬ ‫بَأْسبببببببُنَا عَنبببببببِ اْل َقوْمبببببب ِ‬
‫يذ كر تعال أن ن صره ينل على ر سله صلوات ال و سلمه علي هم أجع ي ع ند ض يق‬
‫الال وانتظار الفرج مبن ال فب أحوج الوقات إليبه‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وزلزلوا حتب يقول‬
‫الرسبول والذيبن آمنوا م عه م ت نصبر ال} الَيبة‪ ,‬و ف قوله‪{ :‬كذبوا} قراءتان إحداهاب‬
‫بالتشديد قد كذبوا‪ ,‬وكذلك كانت عائشة رضي ال عنها تقرؤها‪ ,‬قال البخاري‪ :‬حدثنا‬
‫عبد العزيز بن عبد ال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صال عن ابن شهاب قال‪ :‬أخبن عروة‬
‫ببن الزب ي عن عائشبة أناب قالت له وهبو يسبألا عبن قول ال تعال‪{ :‬ح ت إذا اسبتيأس‬
‫الرسل} قال‪ :‬قلت‪ :‬أكذبوا أم كذبوا ؟ قالت عائشة كذبوا‪ .‬قلت فقد استيقنوا أن قومهم‬
‫قد كذبوهم فما هو بالظن ؟‪ :‬قالت‪ :‬أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك‪ ,‬فقلت لا‪{ :‬وظنوا‬
‫أن م قد كذبوا} قالت معاذ ال ل ت كن الر سل ت ظن ذلك برب ا قلت‪ :‬ف ما هذه الَ ية ؟‬
‫قالت‪ :‬هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربم وصدقوهم‪ ,‬فطال عليهم البلء‪ ,‬واستأخر عنهم‬
‫النصر {حت إذا استيأس الرسل} م ن كذب م من قومهم‪ ,‬وظنت الرسل أن أتباعهم قد‬
‫كذبوهم‪ ,‬جاء نصر ال عند ذلك‪ ,‬حدثنا أبو اليمان‪ ,‬أنبأنا شعبة عن الزهري قال‪ :‬أخبنا‬
‫با ذكره‪.‬‬ ‫بى مب‬ ‫بة ؟ قالت‪ :‬معاذ ال‪ .‬انتهب‬ ‫بد كذبوا مففب‬ ‫با قب‬ ‫ب‪ :‬لعلهب‬ ‫عروة فقلت لاب‬
‫وقال ا بن جر يج‪ :‬أ خبن ا بن أ ب ملي كة أن ا بن عباس قرأ ها {وظنوا أن م قد كذبوا}‬
‫خفي فة‪ .‬قال ع بد ال هو ا بن أ ب ملي كة ث قال ل ا بن عباس‪ :‬كانوا بشرا‪ ,‬ث تل {ح ت‬
‫يقول الرسول والذين آمنوا معه مت نصر ال أل إن نصر ال قريب} قال ابن جريج‪ :‬وقال‬

‫‪356‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل ابن أب مليكة‪ ,‬وأخبن عروة عن عائشة أنا خالفت ذلك وأبته‪ ,‬وقالت‪ :‬ما وعد ال‬
‫ممدا صلى ال عل يه و سلم من ش يء إل قد علم أ نه سيكون ح ت مات‪ ,‬ولك نه ل يزل‬
‫البلء بالر سل ح ت ظنوا أن من مع هم من الؤمن ي قد كذبو هم‪ .‬قال ا بن أ ب ملي كة ف‬
‫حديث عروة‪ ,‬كانت عائشة تقرؤها {وظنوا أنم قد كذبوا} مثقلة من التكذيب‪ .‬وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬أنبأنا يونس بن عبد العلى قراءة‪ ,‬أنبأنا ابن وهب‪ ,‬أخبن سليمان بن بلل‬
‫عن يي بن سعيد قال‪ :‬جاء إنسان إل القاسم بن ممد فقال‪ :‬إن ممد بن كعب القرظي‬
‫قرأ هذه الَية {ح ت إذا استيأس الر سل وظنوا أن م قد كذبوا} فقال القا سم‪ :‬أخبه ع ن‬
‫أن سعت عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم تقول‪{ :‬حت إذا استيأس الرسل وظنوا‬
‫ببحيح أيضا‪.‬‬ ‫ببناد صب‬ ‫ببم إسب‬ ‫بب أتباعهب‬ ‫ببد كذبوا} تقول‪ :‬كذبمب‬ ‫بب قب‬ ‫أنمب‬
‫والقراءة الثان ية بالتخف يف‪ ,‬واختلفوا ف تف سيها‪ ,‬فقال ا بن عباس ما تقدم‪ .‬و عن ا بن‬
‫مسعود فيما رواه سفيان الثوري عن العمش‪ ,‬عن أب الضحى‪ ,‬عن مسروق‪ ,‬عن عبد ال‬
‫أ نه قرأ {ح ت إذا ا ستيأس الر سل وظنوا أن م قد كذبوا} مف فة‪ ,‬قال ع بد ال‪ :‬هو الذي‬
‫تكره‪ ,‬وهذا عن ابن عباس وابن مسعود رضي ال عنهما‪ ,‬مالف لا رواه آخرون عنهما‪.‬‬
‫أما ابن عباس‪ ,‬فروى العمش عن مسلم عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬حت إذا استيأس الرسل‬
‫وظنوا أن م قد كذبوا} قال‪ :‬لاأي ست الر سل أن ي ستجيب ل م قوم هم و ظن قوم هم أن‬
‫الرسل قد كذبوهم‪ ,‬جاءهم النصر على ذلك {فنجي من نشاء} وكذا روي عن سعيد بن‬
‫جبي وعمران بن الارث السلمي وعبد الرحن بن معاوية وعلي بن أب طلحة والعوف عن‬
‫اببببببببببببببببببببببببببببببببن عباس بثله‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن الث ن‪ ,‬حدث نا عارم أ بو النعمان حدث نا حاد بن ز يد‪ ,‬حدث نا‬
‫شعيب‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن أب حرّة الزري قال‪ :‬سأل فت من قريش سعيد بن جبي فقال‬
‫له‪ :‬يا أ با ع بد ال ك يف هذا الرف‪ ,‬فإ ن إذا أت يت عل يه تن يت أن ل أقرأ هذه ال سورة‬
‫{حت إذا استيأس الرسل وظنوا أنم قد كذبوا} ؟ قال‪ :‬نعم حت إذا استيأس الرسل من‬
‫قومهم أن يصدقوهم‪ ,‬وظن الرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا‪ ,‬فقال الضحاك بن مزاحم‪:‬‬
‫ل يدعبى إل علم فيتلكبأ‪ ,‬ولو رحلت إل اليمبن فب هذه كان‬ ‫مبا رأيبت كاليوم قبط رج ً‬
‫قليلً‪ ,‬ث روى ابن جرير أيضا من وجه آخر أن مسلم بن يسار سأل سعيد بن جبي عن‬

‫‪357‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك‪ ,‬فأجابه بذا الواب‪ ,‬فقام إل سعيد فاعتنقه وقال‪ :‬فرج ال عنك كما فرجت عن‪,‬‬
‫وهكذا روي من غي وجه عن سعيد بن جبي أنه فسرها كذلك‪ ,‬وكذا فسرها ماهد بن‬
‫جب وغي واحد من السلف حت إن ماهدا قرأها {وظنوا أنم قد كذبوا} بفتح الذال‪.‬‬
‫رواه ا بن جر ير إل أن ب عض من ف سرها كذلك يع يد الضم ي ف قوله {وظنوا أن م قد‬
‫كذبوا} إل أتباع الر سل من الؤمن ي‪ ,‬ومن هم من يعيده إل الكافر ين من هم‪ ,‬أي و ظن‬
‫الكفار أن الرسل قد كذبوا مففة فيما وعدوا به من النصر‪ .‬وأما ابن مسعود‪ ,‬فقال ابن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا ممد بن فضيل عن جحش بن زياد الضب‬
‫عن تيم بن حَذْل قال‪ :‬سعت عبد ال بن مسعود يقول ف هذه الَية {حت إذا استيأس‬
‫الر سل} من إيان قوم هم أن يؤمنوا ب م و ظن قوم هم ح ي أب طأ ال مر أن م قد كذبوا‬
‫بالتخف يف ب فهاتان الروايتان عن كل من ا بن م سعود وا بن عباس‪ ,‬و قد أنكرت ذلك‬
‫عائشة على من فسرها بذلك‪ ,‬وانتصر لا ابن جرير‪ ,‬ووجه الشهور عن المهور وزيف‬
‫القول الَخبببببر بالكليبببببة‪ ,‬ورده وأباه ول يقبله ول ارتضاه ‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ى وَلَ ـكِن تَ صْدِي َق‬


‫ب مَا كَا نَ حَدِيثا ُي ْفتَرَ َ‬
‫صهِ ْم ِعبْ َرةٌ ُلوْلِي اللْبَا ِ‬
‫** َلقَدْ كَا نَ فِي قَ صَ ِ‬
‫ببَ‬ ‫ب ُيؤْ ِمنُونب‬
‫ب ٍ‬
‫ببِيلَ كُ ّل َشيْءٍ َوهُدًى وَرَ ْح َمةً ّل َقوْمب‬ ‫ب َوَتفْصب‬ ‫ب ِ‬‫ب يَ َديْهب‬
‫ب َ‬
‫الّذِي َبيْنب‬
‫يقول تعال‪ :‬ل قد كان ف خب الر سلي مع قوم هم‪ ,‬وك يف ني نا الؤمن ي وأهلك نا‬
‫الكافرين {عبة لول اللباب} وهي العقول‪{ ,‬ما كان حديثا يفترى} أي وما كان لذا‬
‫القرآن أن يفترى من دون ال‪ ,‬أي يكذب ويتلق {ول كن ت صديق الذي ب ي يد يه} أي‪:‬‬
‫من الكتب النلة من السماء وهو يصدق ما فيها من الصحيح‪ ,‬وينفي ما وقع فيها من‬
‫تريف وتبديل وتغيي‪ ,‬ويكم عليها بالنسخ أو التقرير {وتفصيل كل شيء} من تليل‬
‫وتري ومبوب ومكروه‪ ,‬وغي ذلك من المر بالطاعات والواجبات والستحبات‪ ,‬والنهي‬
‫عن الحرمات و ما شاكل ها من الكروهات‪ ,‬والخبار عن المور الل ية‪ ,‬و عن الغيوب‬
‫الستقبلة الجملة والتفصيلية‪ ,‬والخبار عن الرب تبارك وتعال وبالساء والصفات‪ ,‬وتنهه‬
‫عن ماثلة الخلوقات‪ ,‬فلهذا كان {هدى ورحة لقوم يؤمنون} تتدي به قلوبم من الغي‬
‫إل الرشاد‪ ,‬و من الضلل إل ال سداد‪ ,‬ويبتغون ببه الرحةب من رب العباد‪ ,‬ف هذه الياة‬

‫‪358‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدن يا ويوم العاد‪ ,‬فن سأل ال العظ يم أن يعل نا من هم ف الدن يا والَخرة‪ ,‬يوم يفوز بالر بح‬
‫البيضة وجوههم الناضرة‪ ,‬ويرجع السودّة وجوههم بالصفقة الاسرة‪ .‬آخر تفسي سورة‬
‫يوسبببف عليبببه السبببلم ول المبببد والنبببة وببببه السبببتعان‪.‬‬

‫سببببببببببببببببببورة الرعببببببببببببببببببد‬
‫بِسبببببببْمِ اللّهبببببببِ الرّحْمـبببببببنِ الرّحِيمبببببببِ‬
‫ك الْحَ ّق وَلَ ـكِنّ أَ ْكثَ َر النّا سِ لَ‬
‫ك مِن ّربّ َ‬
‫ت الْ ِكتَا بِ وَالّذِ يَ أُن ِزلَ إِلَيْ َ‬
‫ك آيَا ُ‬
‫** الَمَر تِلْ َ‬
‫ُيؤْ ِمنُونببببببببببببببببببببببببببببببببببَ‬
‫أما الكلم على الروف القطعة ف أوائل السور‪ ,‬فقد تقدم ف أول سورة البقرة‪ ,‬وقدمنا‬
‫أن كل سورة ابتدئت بذه الروف ففي ها النت صار للقرآن و تبيان أن نزوله من ع ند ال‬
‫حبق ل شبك فيبه ول مريبة ول ريبب‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬تلك آيات الكتاب} أي هذه آيات‬
‫الكتاب‪ ,‬وهو القرآن‪ ,‬وقيل‪ :‬التوراة والنيل‪ ,‬قاله ماهد وقتادة‪ ,‬وفيه نظر بل هو بعيد‪,‬‬
‫ث ع طف على ذلك ع طف صفات فقال‪{ :‬والذي أنزل إل يك} أي يا م مد { من ر بك‬
‫ال ق} خب تقدم مبتدؤه‪ ,‬و هو قوله‪{ :‬والذي أنزل إل يك من ر بك} هذا هو ال صحيح‬
‫الطابق لتفسي ماهد وقتادة‪ ,‬واختار ابن جرير أن تكون الواو زائدة أو عاطفة صفة على‬
‫صببببفة كمببببا قدمنببببا‪ ,‬واسببببتشهد بقول الشاعببببر‪:‬‬
‫بببم‬ ‫ببب الزدحب‬ ‫بببة فب‬ ‫بببث الكتيبب‬ ‫بببن الماموليب‬ ‫إل اللك القرم وابب‬
‫وقوله‪{ :‬ولكن أكثر الناس ل يؤمنون} كقوله‪{ :‬وما أكثر الناس ولو حرصت بؤمني}‬
‫أي مع هذا البيان واللء والوضوح ل يؤمن أكثرهم لا فيهم من الشقاق والعناد والنفاق)‬

‫خرَ الشّمْ سَ‬ ‫ش وَ سَ ّ‬ ‫ى عَلَى اْلعَرْ ِ‬ ‫ت ِبغَيْرِ عَمَ ٍد تَ َر ْونَهَا ثُ مّ ا ْستَوَ َ‬


‫** اللّ ُه الّذِي رَفَ َع ال سّمَاوَا ِ‬
‫جرِي لجَ ٍل مّ سَمّبى يُ َدبّ ُر المْ َر ُيفَ صّلُ ا َليَا تِ َلعَّلكُ ْم بِِلقَآءِ َرّبكُ ْم تُوِقنُو نَ‬ ‫وَالْقَ َمرَ كُ ّل يَ ْ‬
‫يب ال تعال عن كمال قدرته وعظيم سلطانه أنه الذي بإذنه وأمره رفع السموات بغي‬
‫عمدٍ‪ ,‬بل بإذنه وأمره وتسخيه رفعها عن الرض بعدا ل تنال ول تدرك مداها‪ ,‬فالسماء‬

‫‪359‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدنيبا ميطبة بميبع الرض ومبا حولاب مبن الاء والواء مبن جيبع نواحيهبا وجهاتاب‬
‫وأرجائها‪ ,‬مرتفعة عليها من كل جانب على السواء‪ ,‬وبعد ما بينها وبي الرض من كل‬
‫ناح ية م سية خ سمائة عام‪ ,‬و سكها ف نف سها م سية خ سمائة عام‪ ,‬ث ال سماء الثان ية‬
‫ميطة بالسماء الدنيا وما حوت‪ ,‬وبينهما من بعد السي خسمائة عام‪ ,‬وسكها خسمائة‬
‫عام‪ ,‬وهكذا ال سماء الثال ثة والراب عة والام سة وال سادسة وال سابعة‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ال‬
‫بببن الرض مثلهببببن} الَيببببة‪.‬‬ ‫بببوات ومب‬ ‫الذي خلق سبببببع سب‬
‫و ف الد يث « ما ال سموات ال سبع و ما في هن و ما بين هن ف الكر سي إل كحل قة ملقاة‬
‫بأرض فلة‪ ,‬والكرسبي فب العرش الجيبد كتلك اللقبة فب تلك الفلة»‪ .‬وفب روايبة‬
‫«والعرش ل يقدر قدره إل ال عز وجل» وجاء عن بعض السف أن بعد ما بي العرش‬
‫إل الرض مسية خسي ألف سنة‪ ,‬وبعد ما بي قطريه مسية خسي ألف سنة‪ ,‬وهو من‬
‫ياقوتة حراء‪ .‬وقوله‪{ :‬بغي عمد ترونا} روي عن ابن عباس وماهد والسن وقتادة وغي‬
‫واحد أنم قالوا‪ :‬لا عمد ولكن ل ترى‪ .‬وقال إياس بن معاوية‪ :‬السماء على الرض مثل‬
‫القبة‪ ,‬يع ن بل ع مد‪ ,‬وكذا روي عن قتادة‪ ,‬وهذا هو اللئق بال سياق‪ ,‬والظا هر من قوله‬
‫تعال‪{ :‬وي سك ال سماء أن ت قع على الرض إل بإذ نه} فعلى هذا يكون قوله‪{ :‬ترون ا}‬
‫تأكيدا لنفي ذلك‪ ,‬أي هي مرفوعة بغي عمد كما ترونا‪ ,‬وهذا هو الكمل ف القدرة‪,‬‬
‫وف شعر أمية بن أب الصلت الذي آمن شعره‪ ,‬وكفر قلبه كما ورد ف الديث‪ ,‬ويروى‬
‫لزيببببد بببببن عمرو بببببن نفيببببل رضببببي ال عنببببه‪:‬‬
‫وأنببت الذي مببن فضببل منببّ ورحةبعثببت إل موسببى رسببولً مناديببا‬
‫فقلت له‪ :‬فاذهببببببببببب وهارون فادعواإل ال فرعون الذي كان طاغيا‬
‫وقول له‪:‬‬
‫هببل أنببت سببويت هذهبل وتببد حتبب اسببتقلت كمببا هيببا ؟‬
‫وقول له‪:‬‬
‫أأنبببببت رفعبببببت هذهبل عمبببببد أو فوق ذلك بانيبببببا ؟‬
‫وقول له‪:‬‬
‫هببل أنببت سببويت وسببطهامنيا إذا مببا جنببك الليببل هاديببا ؟‬

‫‪360‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقول له‪ :‬مبن يرسبل الشمبس غدوة‪,‬فيصببح مبا مسبت مبن الرض ضاحيبا ؟‬
‫ب الثرىفيصبببح منببه العشببب يهتببز رابيببا‬ ‫وقول له‪ :‬مببن أنبببت الببب فب‬
‫ويرج منببه حبببه فبب رؤوسببه ؟ففببي ذاك آيات لنبب كان واعيببا‬
‫وقوله تعال‪ { :‬ث ا ستوى على العرش} تقدم تف سيه ف سورة العراف وأ نه ي ر ك ما‬
‫جاء مبن غيب تكييبف ول تشببيه ول تعطيبل‪ ,‬ول تثيبل‪ ,‬تعال ال علوا كببيا‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{وسخر الشمس والقمر كل يري لجل مسمى} قيل‪ :‬الراد أنما يريان إل انقطاعهما‬
‫بقيام الساعة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬والشمس تري لستقر لا} وقيل‪ :‬الراد إل مستقرها وهو‬
‫ت ت العرش م ا يلي ب طن الرض من الا نب الَ خر‪ ,‬فإن ما و سائر الكوا كب إذا و صلوا‬
‫هنالك يكونون أبعد ما يكون عن العرش‪ ,‬لنه على الصحيح الذي تقوم عليه الدلة قبة ما‬
‫يلي العال من هذا الوجه‪ ,‬وليس بحيط كسائر الفلك‪ ,‬لن له قوائم وحلة يملونه‪ ,‬ول‬
‫يت صور هذا ف الفلك ال ستدير‪ ,‬وهذا وا ضح ل ن تدبر ما وردت به الَيات والحاد يث‬
‫الصبببببببببحيحة‪ ,‬ول المبببببببببد والنبببببببببة‪.‬‬
‫وذكر الشمس والقمر لنما أظهر الكواكب السيارة السبعة الت هي أشرف وأعظم من‬
‫الثوابت‪ ,‬فإذا كان قد سخر هذه ‪ ,‬فلن يدخل ف التسخي سائر الكواكب بطريق الول‬
‫والحرى‪ ,‬كمبا نببه بقوله تعال‪{ :‬ل تسبجدوا للشمبس ول للقمبر واسبجدوا ل الذي‬
‫خلق هن إن كن تم إياه تعبدون} مع أ نه صرح بذلك بقوله‪{ :‬والش مس والق مر والنجوم‬
‫مسبخرات بأمره أل له اللق والمبر تبارك ال رب العاليب}‪ .‬وقوله‪{ :‬يفصبل الَيات‬
‫لعل كم بلقاء رب كم توقنون} أي يو ضح الَيات والدللت الدالة على أ نه ل إله إل هو‪,‬‬
‫وأنببببببببه يعيببببببببد اللق إذا شاء كمببببببببا بدأه‪.‬‬

‫** َو ُه َو الّذِي مَدّ ال ْرضَ وَ َجعَلَ فِيهَا َروَا ِسيَ َوَأْنهَارا َومِن كُ ّل الثّ َمرَاتِ َجعَلَ فِيهَا َزوْ َجيْ ِن‬
‫َعب‬
‫ْضب قِط ٌ‬ ‫ُونب * وَفِي الر ِ‬ ‫ْمب َيَتفَكّر َ‬
‫َاتب ّل َقو ٍ‬
‫ِكب َلي ٍ‬ ‫ِنب فِي ذَل َ‬ ‫ْنب ُيغْشِي الّْليْ َل الّنهَارَ إ ّ‬
‫اْثَني ِ‬
‫س َقىَ بِمَآ ٍء وَاحِدٍ‬ ‫صْنوَانٍ يُ ْ‬
‫صْنوَا ٌن َوغَيْرُ ِ‬
‫ب وَزَرْ عٌ َونَخِيلٌ ِ‬ ‫ت وَ َجنّا تٌ مّ نْ َأ ْعنَا ٍ‬ ‫ّمتَجَاوِرَا ٌ‬
‫ب‬
‫ب َيعْقِلُون َ‬ ‫ب ّل َقوْم ٍ‬
‫ب َليَات ٍ‬ ‫ب فِبي ذَلِك َ‬ ‫ب فِبي الُكُلِ إِن ّ‬ ‫َونُ َفضّ ُل َب ْعضَهَبا عََلىَ َبعْض ٍ‬

‫‪361‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل ا ذ كر تعال العال العلوي‪ ,‬شرع ف ذ كر قدر ته وحكم ته وإحكا مه للعال ال سفلي‪,‬‬
‫فقال‪{ :‬وهبو الذي مبد الرض} أي جعلهبا متسبعة متدة فب الطول والعرض‪ ,‬وأرسباها‬
‫ببال راسيات شامات‪ ,‬وأجرى فيها النار والداول والعيون‪ ,‬ليسقي ما جعل فيها من‬
‫الثمرات الختل فة اللوان والشكال والطعوم والروائح { من كل زوج ي اثن ي} أي من‬
‫ل منه ما يطلب الَ خر طلبا حثيثا‪,‬‬
‫كل ش كل صنفان {يغ شي الل يل النهار} أي ج عل ك ً‬
‫فإذا ذ هب هذا غش يه هذا‪ ,‬وإذا انق ضى هذا جاء الَ خر‪ ,‬فيت صرف أيضا ف الزمان ك ما‬
‫يتصبرف فب الكان والسبكان‪{ ,‬إن فب ذلك لَيات لقوم يتفكرون} أي فب آلء ال‬
‫وحكمببببببببببببببببببببببببببببببه ودلئله‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وف الرض قطع متجاورات} أي أراض ياور بعضها بعضا‪ ,‬مع أن هذه طيبة‬
‫تنبت ما ينفع الناس وهذه سبخة مالة ل تنبت شيئا‪ ,‬هكذا روي عن ابن عباس وماهد‬
‫وسعيد بن جبي والضحاك وغي واحد‪ .‬ويدخل ف هذه الَية اختلف ألوان بقاع الرض‪,‬‬
‫فهذه تر بة حراء‪ ,‬وهذه بيضاء‪ ,‬وهذه صفراء‪ ,‬وهذه سوداء‪ ,‬وهذه مجرة‪ ,‬وهذه سهلة‪,‬‬
‫وهذه مرملة‪ ,‬وهذه سيكة‪ ,‬وهذه رقيقة‪ ,‬والكل متجاورات‪ ,‬فهذه بصفتها‪ ,‬وهذه بصفتها‬
‫الخرى‪ ,‬فهذا كله ماب يدل على الفاعبل الختار ل إله إل هبو ول رب سبواه‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{وجنات من أعناب وزرع ونيل} يتمل أن تكون عاطفة على جنات‪ ,‬فيكون {وزرع‬
‫ون يل} مرفوع ي‪ .‬ويت مل أن يكون معطوفا على أعناب‪ ,‬فيكون مرورا‪ ,‬ولذا قرأ ب كل‬
‫منهمبببببببا طائفبببببببة مبببببببن الئمبببببببة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬صنوان وغي صنوان} الصنوان‪ :‬هو الصول الجتمعة ف منبت واحد‪ ,‬كالرمان‬
‫والت ي‪ ,‬وب عض النخ يل ون و ذلك‪ ,‬وغ ي ال صنوان‪ :‬ما كان على أ صل وا حد‪ ,‬ك سائر‬
‫الشجار‪ ,‬ومنه سي عم الرجل صنو أبيه‪ ,‬كما جاء ف الصحيح أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال لعمر‪« :‬أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه»‪ .‬وقال سفيان الثوري وشعبة‬
‫عن أ ب إ سحاق عن الباء ر ضي ال ع نه‪ :‬ال صنوان هي النخلت ف أ صل وا حد‪ ,‬وغ ي‬
‫ال صنوان التفرقات‪ ,‬وقاله ا بن عباس وما هد والضحاك وقتادة وع بد الرح ن بن ز يد بن‬
‫أسببببببببببلم وغيبببببببببب واحببببببببببد‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬تسقى باء واحد ونفضل بعضها على بعض ف الكل} قال العمش عن أب‬
‫صال‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم {ونفضل بعضها على‬
‫بعبض فب الكبل} قال «الدقبل‪ ,‬والفارسبي‪ ,‬واللو‪ ,‬والامبض»‪ ,‬رواه الترمذي وقال‪:‬‬
‫حسبن غريبب‪ ,‬أي هذا الختلف فب أجناس الثمرات والزروع فب أشكالاب وألواناب‪,‬‬
‫وطعومها وروائحها‪ ,‬وأوراقها وأزهارها‪ ,‬فهذا ف غاية اللوة‪ ,‬وهذا ف غاية الموضة‪,‬‬
‫وذا ف غا ية الرارة‪ ,‬وذا ع فص‪ ,‬وهذا عذب‪ ,‬وهذا ج ع هذا وهذا‪ ,‬ث ي ستحيل إل ط عم‬
‫آخبر بإذن ال تعال‪ ,‬وهذا أصبفر‪ ,‬وهذا أحرب‪ ,‬وهذا أبيبض‪ ,‬وهذا أسبود‪ ,‬وهذا أزرق‪,‬‬
‫وكذلك الزهورات مع أنا كلها تستمد من طبيعة واحدة وهو الاء‪ ,‬مع الختلف الكثي‬
‫الذي ل ينح صر ول ينض بط ف في ذلك آيات ل ن كان واعيا‪ ,‬وهذا من أع ظم الدللت‬
‫على الفاعبل الختار الذي بقدرتبه فاوت بيب الشياء‪ ,‬وخلقهبا على مبا يريبد‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬إن فبببببببببببببببببببب ذلك لَيات لقوم يعقلون}‪.‬‬

‫ك الّذِي نَ َكفَرُوْا‬
‫** َوإِن َتعْجَ بْ َفعَجَ بٌ َقوُْلهُ مْ َأإِذَا ُكنّا تُرَابا َأإِنّا َلفِي خَلْ قٍ َجدِيدٍ ُأوْلَـئِ َ‬
‫ِدونب‬
‫ُمب فِيه َا خَال َ‬ ‫ب النّا ِر ه ْ‬‫َصبحَا ُ‬
‫ِمب َوُأوْلَـبئِكَ أ ْ‬ ‫ِيب َأ ْعنَاِقه ْ‬
‫ِكب ال ْغلَلُ ف َ‬ ‫ِمب َوُأوَْلئ َ‬
‫بِ َرّبه ْ‬
‫شايقول تعال لر سوله م مد صلى ال عل يه و سلم‪{ :‬وإن تع جب} من تكذ يب هؤلء‬
‫الشركي بالعاد‪ ,‬مع ما يشاهدونه من آيات ال سبحانه ودلئله ف خلقه على أنه القادر‬
‫على ما يشاء‪ ,‬ومع ما يعترفون به من أنه ابتدأ خلق الشياء فكونا بعد أن ل تكن شيئا‬
‫مذكورا‪ ,‬ث هم ب عد هذا يكذبون خبه ف أ نه سيعيد العال خلقا جديدا‪ ,‬و قد اعترفوا‬
‫وشاهدوا ما هو أعجب ما كذبوا به‪ ,‬فالعجب من قولم {أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق‬
‫جديد}‪ ,‬وقد علم كل عال وعاقل أن خلق السموات والرض أكب من خلق الناس‪ ,‬وأن‬
‫مبن بدأ اللق فالعادة عليبه أسبهل‪ ,‬كمبا قال تعال‪{ :‬أو ل يروا أن ال الذي خلق‬
‫ال سموات والرض ول ي عي بلق هن بقادر على أن ي يي الو تى بلى إ نه على كل ش يء‬
‫قديبر} ثب نعبت الكذبيب بذا فقال‪{ :‬أولئك الذيبن كفروا بربمب وأولئك الغلل فب‬
‫أعناقهبم} أي يسبحبون باب فب النار {وأولئك أصبحاب النار هبم فيهبا خالدون} أي‬
‫ماكثون فيهبببببببببا أبدا ل يولون عنهبببببببببا ول يزولون‪.‬‬

‫‪363‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سَن ِة وَقَدْ َخلَ تْ مِن َقبِْلهِ ُم الْ َمُثلَ تُ َوإِ نّ َربّ كَ َلذُو َمغْفِ َرةٍ‬
‫سّيَئةِ َقبْ َل الْحَ َ‬
‫جلُونَكَ بِال ّ‬
‫َويَ سَْتعْ ِ‬
‫ب َوإِنببببّ َربّكببببَ لَشَدِيدُ الْ ِعقَابببببِ‬ ‫ب عََلىَ ظُلْ ِمهِمببب ْ‬ ‫لّلنّاسببب ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وي ستعجلونك} أي هؤلء الكذبون {بال سيئة ق بل ال سنة} أي بالعقو بة‬
‫كما أخب عنهم ف قوله‪{ :‬وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لجنون‪ ,‬لو ما تأتينا‬
‫باللئكة إن كنت من الصادقي‪ ,‬ما ننل اللئكة إل بالق وما كانوا إذا منظرين}‪ ,‬وقال‬
‫تعال‪{ :‬ويستعجلونك بالعذاب} الَيتي‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬سأل سائل بعذاب واقع}‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫{ي ستعجل ب ا الذ ين ل يؤمنون ب ا والذ ين آمنوا مشفقون من ها ويعلمون أن ا ال ق}‬
‫{وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} الَية‪ ,‬أي عقابنا وحسابنا‪ ,‬كما قال مبا عنهم‪{ :‬وإذ قالوا‬
‫اللهم إن كان هذا هو الق من عندك} الَية‪ ,‬فكانوا من شدة تكذيبهم وعنادهم وكفرهم‬
‫يطلبون أن يأتيهبم بعذاب ال قال ال تعال‪{ :‬وقبد خلت مبن قبلهبم الثلت} أي قبد‬
‫ب‪.‬‬ ‫بظ بمب‬ ‫بة لن ب اتعب‬ ‫ببة وعظب‬ ‫بم عب‬ ‫بة وجعلناهب‬ ‫بم الاليب‬ ‫با بالمب‬ ‫با نقمنب‬ ‫أوقعنب‬
‫ث أخب تعال أنه لول حلمه وعفوه لعاجلهم بالعقوبة كما قال‪{ :‬ولو يؤاخذ ال الناس‬
‫با كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة}‪ ,‬وقال تعال ف هذه الَية الكرية‪{ :‬وإن ربك‬
‫لذو مغفرة للناس على ظلمهم} أي إنه تعال ذو عفو وصفح وستر للناس مع أنم يظلمون‬
‫ويطئون بالل يل والنهار‪ ,‬ث قرن هذا ال كم بأ نه شد يد العقاب ليعتدل الرجاء والوف‪,‬‬
‫كمبا قال تعال‪{ :‬فإن كذبوك فقبل ربكبم ذو رحةب واسبعة ول يرد بأسبه عبن القوم‬
‫الجرمي} وقال‪{ :‬إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم}‪ ,‬وقال‪{ :‬نبء عبادي أن‬
‫أنا الغفور الرح يم * وأن عذا ب هو العذاب الل يم} إل أمثال ذلك من الَيات ال ت تمع‬
‫الرجاء والوف‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد‬
‫عن علي بن ز يد عن سعيد بن ال سيب قال‪ :‬ل ا نزلت هذه الَ ية {وإن ر بك لذو مغفرة‬
‫للناس على ظلم هم} الَ ية‪ ,‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬لول ع فو ال وتاوزه‬
‫ما هنأ أحدا العيش‪ ,‬ولول وعيده وعقابه ل تكل كل أحد» وروى الافظ ابن عساكر ف‬
‫ترجة السن بن عثمان أب حسان الزيادي أنه رأى رب العزة ف النوم‪ ,‬ورسول ال صلى‬
‫ال عليه و سلم وا قف ب ي يديه يشفع ف ر جل من أمته‪ ,‬فقال له‪ :‬أل يكفك أ ن أنزلت‬
‫عليبك فب سبورة الرعبد {وإن رببك لذو مغفرة للناس على ظلمهبم} قال‪ :‬ثب انتبهبت‪.‬‬

‫‪364‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َوَيقُو ُل الّذِي نَ َكفَرُواْ َلوْل أُنزِ َل عََليْ ِه آَيةٌ مّن ّربّ هِ ِإنّمَآ أَن تَ مُنذِ ٌر وَِلكُلّ َقوْ ٍم هَادٍ‬
‫يقول تعال إخبارا عن الشركي أنم يقولون كفرا وعنادا‪ :‬لول يأتينا بآية من ربه كما‬
‫أرسل الولون‪ ,‬كما تعنتوا عليه أن يعل لم الصفا ذهبا‪ ,‬وأن يزيح عنهم البال‪ ,‬ويعل‬
‫مكاناب مروجا وأنارا‪ ,‬قال تعال‪{ :‬ومبا منعنبا أن نرسبل بالَيات إل أن كذب باب‬
‫الولون} الَ ية‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬إن ا أ نت منذر} أي إن ا عل يك أن تبلغ ر سالة ال ال ت‬
‫أمرك با‪{ ,‬ليس عليك هداهم ولكن ال يهدي من يشاء} وقوله‪{ :‬ولكل قوم هاد} قال‬
‫علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬أي لكل قوم داع‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس ف الَية‪:‬‬
‫يقول ال تعال‪ :‬أنت يا ممد منذر‪ ,‬وأنا هادي كل قوم‪ ,‬وكذا قال ماهد وسعيد بن جبي‬
‫والضحاك وغي واحد‪ .‬وعن ماهد {ولكل قوم هاد} أي نب‪ ,‬كقوله‪{ :‬وإن من أمة إل‬
‫خل في ها نذ ير}‪ ,‬و به قال قتادة وع بد الرح ن بن ز يد‪ .‬وقال أ بو صال وي ي بن را فع‬
‫{ول كل قوم هاد} أي قائد‪ .‬وقال أ بو العال ية‪ :‬الادي القائد‪ ,‬والقائد المام‪ ,‬والمام‬
‫العمل‪ .‬وعن عكرمة وأب الضحى {لكل قوم هاد} قال‪ :‬هو ممد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وقال مالك‪{ :‬ولكببببل قوم هاد} يدعوهببببم إل ال عببببز وجببببل‪.‬‬
‫وقال أ بو جع فر بن جر ير حدث ن أح د بن ي ي ال صوف‪ ,‬حدث نا ال سن بن ال سي‬
‫الن صاري‪ ,‬حدث نا معاذ بن م سلم‪ ,‬حدث نا الروي عن عطاء بن ال سائب‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫جبي عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪ ,‬قال‪ :‬ل ا نزلت {إن ا أ نت منذر ول كل قوم هاد}‬
‫قال‪ :‬وضع رسول ال صلى ال عليه وسلم يديه على صدره وقال‪« :‬أنا النذر‪ ,‬ولكل قوم‬
‫هاد» وأو مأ بيده إل من كب علي‪ ,‬فقال «أ نت الادي يا علي بك يهتدي الهتدون من‬
‫بعدي» ‪ ,‬وهذا الد يث ف يه نكارة شديدة‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي‪,‬‬
‫حدث نا عثمان بن أ ب شي بة‪ ,‬حدث نا الطلب بن زياد عن ال سدي عن ع بد خ ي عن علي‬
‫{ولكل قوم هاد} قال‪ :‬الادي رجل من بن هاشم‪ .‬قال النيد‪ :‬هو علي بن أب طالب‬
‫رضي ال عنه‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬وروي عن ابن عباس ف إحدى الروايات وعن أب جعفر‬
‫ممبببببببببد ببببببببببن علي نوببببببببب ذلك‪.‬‬

‫‪365‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** اللّ ُه َيعْلَمُ مَا َتحْمِلُ كُلّ أُنَثىَ َومَا َتغِيضُ الرْحَا ُم َومَا َتزْدَا ُد وَكُ ّل َشيْ ٍء عِندَ ُه بِ ِمقْدَارٍ *‬
‫شهَا َد ِة الْ َكبِيُ الْ ُمَتعَالِ‬
‫ب الْ َغيْببببببببببببِ وَال ّ‬ ‫عَالِمبببببببببب ُ‬
‫يب تعال عن تام علمه الذي ل يفى عليه شيء‪ ,‬وأنه ميط با تمله الوامل من كل‬
‫إناث اليوانات‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ويعلم ما ف الرحام} أي ما حلت من ذكر أو أنثى‪,‬‬
‫أو حسن أو قبيح‪ ,‬أو شقي أو سعيد‪ ,‬أو طويل العمر أو قصيه‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬هو أعلم‬
‫بكبم إذ أنشأكبم مبن الرض وإذ أنتبم أجنبة} الَيبة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬يلقكبم فب بطون‬
‫أمهاتكم خلقا من بعد خلق ف ظلمات ثلث} أي خلقكم طورا من بعد طور‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬ولقد خلقنا النسان من سللة من طي ث جعلناه نطفة ف قرار مكي * ث خلقنا‬
‫النط فة عل قة فخلق نا العل قة مض غة فخلق نا الض غة عظاما فك سونا العظام لما ث أنشأناه‬
‫خلقا آخر فتبارك ال أحسن الالقي} وف الصحيحي عن ابن مسعود قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن خلق إحدكم يمع ف بطن أمه أربعي يوما‪ ,‬ث يكون علقة‬
‫مثل ذلك‪ ,‬ث يكون مضغة مثل ذلك‪ ,‬ث يبعث ال إليه ملكا فيؤمر بأربع كلمات‪ ,‬بكتب‬
‫رزقه‪ ,‬وعمره‪ ,‬وعمله‪ ,‬وشقي أو سعيد»‪ .‬وف الديث الَخر «فيقول اللك أي رب أذكر‬
‫أم أنثبى ؟ أي رب أشقبي أم سبعيد ؟ فمبا الرزق ؟ فمبا الجبل ؟ فيقول ال‪ ,‬ويكتبب‬
‫اللك}‪.‬‬
‫وقوله {و ما تغ يض الرحام و ما تزداد} قال البخاري‪ :‬حدث نا إبراه يم بن النذر حدث نا‬
‫معن حدثنا مالك عن عبد ال بن دينار‪ ,‬عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬مفات يح الغ يب خ س‪ ,‬ل يعلم هن إل ال‪ :‬ل يعلم ما ف غد إل ال‪ ,‬ول يعلم ما‬
‫تغ يض الرحام إل ال‪ ,‬ول يعلم م ت يأ ت ال طر أ حد إل ال‪ ,‬ول تدري ن فس بأي أرض‬
‫توت‪ ,‬ول يعلم متب تقوم السباعة إل ال» وقال العوفب عبن اببن عباس {ومبا تغيبض‬
‫الرحام} يع ن ال سقط‪{,‬و ما تزداد} يقول‪ :‬ما زادت الر حم ف ال مل على ما غا ضت‬
‫ح ت ولد ته تاما‪ ,‬وذلك أن من الن ساء من ت مل عشرة أش هر‪ ,‬و من ت مل ت سعة أش هر‪,‬‬
‫ومنهن من تزيد ف المل‪ ,‬ومنهن من تنقص‪ ,‬فذلك الغيض والزيادة الت ذكر ال تعال‬
‫وكببببببببببببببل ذلك بعلمببببببببببببببه تعال‪.‬‬

‫‪366‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال الضحاك عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬وما تغيض الرحام وما تزداد} قال‪ :‬ما نقصت‬
‫من ت سعة و ما زاد علي ها‪ ,‬وقال الضحاك‪ :‬وضعت ن أ مي و قد حلت ن ف بطن ها سنتي‪,‬‬
‫وولدتن وقد نبتت ثنيت‪ .‬وقال ابن جريج عن جيلة بنت سعد عن عائشة قالت‪ :‬ل يكون‬
‫المل أكثر من سنتي قدر ما يتحرك ظل مغزل‪ ,‬وقال ماهد {وما تغيض الرحام وما‬
‫تزداد} قال‪ :‬ما ترى من الدم ف حلها‪ ,‬وما تزداد على تسعة أشهر‪ ,‬وبه قال عطية العوف‬
‫والسبن البصبري وقتادة والضحاك‪ ,‬وقال ماهبد أيضا‪ :‬إذا رأت الرأة الدم دون التسبعة‪,‬‬
‫زاد على الت سعة م ثل أيام ال يض‪ ,‬وقاله عكر مة و سعيد بن جبي وا بن ز يد‪ .‬وقال ما هد‬
‫أيضا‪{ :‬وما تغيض الرحام} إراقة الدم حت يس الولد‪{ ,‬وما تزداد} إن ل ترق الرأة‪,‬‬
‫ت الولد وعظم‪ .‬وقال مكحول‪ :‬الني ف بطن أمه ل يطلب ول يزن ول يغتم‪ ,‬وإنا يأتيه‬
‫رزقه ف بطن أمه من دم حيضتها‪ ,‬فمن ث ل تيض الامل‪ ,‬فإذا وقع إل الرض‪ ,‬استهل‪,‬‬
‫واستهلله استنكاره لكانه‪ ,‬فإذا قطعت سرته‪ ,‬حول ال رزقه إل ثديي أمه حت ل يزن‬
‫ول يطلب ول يغتبم‪ ,‬ثب يصبي طفلً يتناول الشيبء بكفبه فيأكله‪ ,‬فإذا هبو بلغ قال‪ :‬هبو‬
‫الوت أو القتل أن ل بالرزق ؟ فيقول مكحول ياويلك‪ :‬غذاك وأنت ف بطن أمك وأنت‬
‫ط فل صغي‪ ,‬ح ت إذا اشتددت وعقلت قلت‪ :‬هو الوت أو الق تل أ ن ل بالرزق‪ ,‬ث قرأ‬
‫مكحول {ال يعلم مببببا تمببببل كببببل أنثببببى} الَيببببة‪.‬‬
‫وقال قتادة‪{ :‬وكل شيء عنده بقدار} أي بأجل‪ ,‬حفظ أرزاق خلقه وآجالم‪ ,‬وجعل‬
‫لذلك أجلً معلوما‪ .‬وفب الديبث الصبحيح أن إحدى بنات ال نب صلى ال عليبه وسبلم‬
‫بعثت إليه أن ابنا لا ف الوت‪ ,‬وأنا تب أن يضره‪ .‬فبعث إليها يقول‪« :‬إن ل ما أخذ‪,‬‬
‫وله ما أع طى‪ ,‬و كل ش يء عنده بأ جل م سمى‪ ,‬فمرو ها فلت صب ولتحت سب» الد يث‬
‫بتمامه‪ .‬وقوله‪{ :‬عال الغيب والشهادة} أي يعلم كل شيء ما يشاهده العباد وما يغيب‬
‫عن هم‪ ,‬ول يفى عليه منه شيء {ال كبي} الذي هو أ كب من كل شيء‪{ ,‬التعال} أي‬
‫على كل شيء {قد أحاط بكل شيء علما} وقهر كل شيء‪ ,‬فخضعت له الرقاب ودان‬
‫له العباد طوعا وكرها‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب بِالّنهَارِ *‬
‫ف بِالّْليْ ِل وَ سَارِ ٌ‬ ‫ستَخْ ٍ‬ ‫** َسوَآ ٌء ّمنْكُ ْم مّ نْ أَ سَ ّر اْل َقوْ َل َومَ نْ َجهَرَ بِ هِ َومَ ْن ُه َو مُ ْ‬
‫حفَظُونَ هُ مِ نْ َأمْرِ اللّ هِ إِ نّ اللّ هَ َل ُي َغيّ ُر مَا بِ َقوْ مٍ َحّتىَ‬
‫ت مّن َبيْ نِ يَ َديْ هِ َومِ نْ خَ ْلفِ ِه يَ ْ‬ ‫لَ ُه ُمعَ ّقبَا ٌ‬
‫ل مَ َردّ لَ هُ وَمَا َلهُ ْم مّن دُونِ ِه مِن وَالٍ‬ ‫سهِ ْم َوإِذَا أَرَادَ اللّ ُه ِب َقوْ مٍ ُسوَءًا َف َ‬ ‫ُيغَيّرُوْا مَا ِبَأنْفُ ِ‬
‫يب تعال عن إحاطة علمه بميع خلقه‪ ,‬وأنه سواء منهم من أسر قوله أو جهر به‪ ,‬فإنه‬
‫ي سمعه ل يفى عليه ش يء‪ ,‬كقوله‪{ :‬وإن ت هر بالقول فإ نه يعلم ال سر وأخفى}‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫{ويعلم ما تفون وما تعلنون}‪ ,‬قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬سبحان الذي وسع سعه‬
‫الصوات‪ ,‬وال لقد جاءت الجادلة تشتكي زوجها إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫وأنا ف جنب البيت‪ ,‬وإ نه ليخفى عل ّي بعض كلمها‪ ,‬فأنزل ال { قد سع ال قول الت‬
‫تادلك ف زوجها وتشتكي إل ال وال يسمع تاوركما إن ال سيع بصي} وقوله {ومن‬
‫هو مستخف بالليل} أي متف ف قعر بيته ف ظلم الليل‪{ ,‬وسارب بالنهار} أي ظاهر‬
‫ماش فب بياض النهار وضيائه‪ ,‬فإن كليهمبا فب علم ال على السبواء‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬أل‬
‫حيببببببب يسبببببببتغشون ثيابمببببببب} الَيبببببببة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و ما تكون ف شأن وما تتلو منه من قرآن ول تعملون من ع مل إل كنا‬
‫عليكبم شهودا إذ تفيضون فيبه ومبا يعزب عبن رببك مبن مثقال ذرة فب الرض ول فب‬
‫السبببماء ول أصبببغر مبببن ذلك ول أكبببب إل فببب كتاب مببببي}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬له معقبات من ب ي يد يه و من خل فه يفظو نه من أ مر ال} أي للع بد ملئ كة‬
‫يتعاقبون عليه‪ ,‬حرس بالليل وحرس بالنهار‪ ,‬يفظونه من السواء والادثات‪ ,‬كما يتعاقب‬
‫ملئكة آخرون لفظ العمال من خي أو شر‪ ,‬ملئكة بالليل وملئكة بالنهار‪ ,‬فاثنان عن‬
‫اليميب والشمال يكتبان العمال‪ ,‬صباحب اليميب يكتبب السبنات‪ ,‬وصباحب الشمال‬
‫يكتب السيئات‪ ,‬وملكان آخران يفظانه ويرسانه‪ ,‬واحد من ورائه وآخر من قدامه‪ ,‬فهو‬
‫بيب أربعبة أملك بالنهار‪ ,‬وأربعبة أملك بالليبل‪ ,‬بدلً حافظان وكاتبان‪ ,‬كمبا جاء فب‬
‫ال صحيح «يتعاقبون في كم ملئ كة بالل يل وملئ كة بالنهار‪ ,‬ويتمعون ف صلة الصببح‬
‫و صلة الع صر‪ ,‬في صعد إل يه الذ ين باتوا في كم في سألم و هو أعلم ب كم‪ :‬ك يف ترك تم‬
‫عبادي ؟ فيقولون‪ :‬أتينا هم و هم ي صلون‪ ,‬وتركنا هم و هم ي صلون»‪ .‬و ف الد يث الَ خر‬
‫«إن مع كم من ل يفارق كم إل ع ند اللء وع ند الماع‪ ,‬فا ستحيوهم وأكرمو هم»‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬له معقبات من بي يديه ومن خلفه‬
‫يفظونبه مبن أمبر ال} والعقبات مبن ال هبي اللئكبة‪ ,‬وقال عكرمبة عبن اببن عباس‬
‫{يفظونه من أمر ال} قال‪ :‬ملئكة يفظونه من بي يديه ومن خلفه‪ ,‬فإذا جاء قدر ال‬
‫خلوا ع نه‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬ما من ع بد إل له ملك مو كل‪ ,‬يف ظه فينو مه ويقظ ته من ال ن‬
‫والنس والوام‪ ,‬فما منها شيء يأتيه يريده‪ ,‬إل قال له اللك وراءك‪ ,‬إل شيء أذن ال فيه‬
‫فيصببببببببببببببببببببببببببببببببببيبه‪.‬‬
‫وقال الثوري عن حبيب بن أب ثابت‪ ,‬عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬له‬
‫معقبات من ب ي يد يه و من خل فه} قال‪ :‬ذلك ملك من ملوك الدن يا‪ ,‬له حرس من دو نه‬
‫حرس‪ ,‬وقال العو ف عن ا بن عباس‪{ :‬له معقبات من ب ي يد يه و من خل فه} يع ن ول‬
‫الشيطان يكون عل يه الرس‪ .‬وقال عكر مة ف تف سيها‪ :‬هؤلء المراء الوا كب ب ي يد يه‬
‫ومن خلفه‪ ,‬وقال الضحاك ف الَية‪ :‬هو السلطان الحروس من أمر ال‪ ,‬وهم أهل الشرك‪,‬‬
‫والظا هر ب وال أعلم ب أن مراد ا بن عباس وعكر مة والضحاك بذا أن حرس اللئ كة‬
‫للعببببببد يشببببببه حرس هؤلء للوكهبببببم وأمرائهبببببم‪.‬‬
‫وقد روى المام أبو جعفر بن جرير ههنا حديثا غريبا جدا‪ ,‬فقال حدثن الثن‪ ,‬حدثنا‬
‫إبراهيم بن عبد السلم بن صال القشيي‪ ,‬حدثنا علي بن جرير عن حاد بن سلمة عن‬
‫عبد الميد بن جعفر عن كنانة العدوي قال‪ :‬دخل عثمان بن عفان على رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪ ,‬فقال‪ :‬يا ر سول ال أ خبن عن الع بد كم م عه من ملك ؟ فقال «ملك‬
‫على يي نك على ح سناتك‪ ,‬و هو أم ي على الذي على الشمال‪ ,‬فإذا عملت ح سنة كت بت‬
‫عشرا‪ ,‬وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمي أكتب ها ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬لعله‬
‫يستغفر ال ويتوب فيستأذنه ثلث مرات‪ ,‬فإذا قال ثلثا‪ ,‬قال‪ :‬اكتبها أراحنا ال منه فبئس‬
‫القرين‪ ,‬ما أقل مراقبته ل وأقل استحياءه منا‪ ,‬يقول ال‪{ :‬ما يلفظ من قول إل لديه رقيب‬
‫عت يد} وملكان من ب ي يد يك و من خل فك‪ ,‬يقول ال تعال‪{ :‬له معقبات من ب ي يد يه‬
‫ومن خلفه} الَية وملك قابض على ناصيتك‪ ,‬فإِذا تواضعت ل رفعك‪ ,‬وإذا تبت على‬
‫ال قصمك‪ ,‬وملكان على شفتيك ليس يفظان عليك إل الصلة على ممد صلى ال عليه‬
‫وسبلم‪ .‬وملك قائم على فيبك ل يدع أن تدخبل اليبة فب فيبك‪ ,‬وملكان على عينيبك‪,‬‬

‫‪369‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فهؤلء عشرة أملك على كل آدمي‪ ,‬ينلون ملئكة الليل على ملئكة النهار‪ ,‬لن ملئكة‬
‫الل يل سوى ملئ كة النهار‪ ,‬فهؤلء عشرون ملكا على كل آد مي‪ ,‬وإبل يس بالنهار وولده‬
‫بالليببببببببببببببببببببببببببببببببببل»‪.‬‬
‫وقال المام أحد رح ه ال‪ :‬حدثنا أسود بن عا مر‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدث ن منصور عن‬
‫سال بن أب العد عن أبيه‪ ,‬عن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما‬
‫منكم من أحد إل وقد وكل به قرينه من الن وقرينه من اللئكة» قالوا‪ :‬وإياك يارسول‬
‫ال ؟ قال‪« :‬وإياي‪ ,‬ول كن ال أعان ن عل يه‪ ,‬فل يأمر ن إل ب ي»‪ ,‬انفرد بإخرا جه م سلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬يفظونه من أمر ال} قيل‪ :‬الراد حفظهم له من أمر ال‪ ,‬رواه علي بن أب طلحة‬
‫وغيه عن ابن عباس‪ ,‬وإليه ذهب ماهد وسعيد بن جبي وإبراهيم النخعي وغيهم‪ .‬وقال‬
‫قتادة‪{ :‬يفظو نه من أ مر ال} قال‪ :‬و ف ب عض القراءات يفظو نه بأ مر ال‪ ,‬وقال ك عب‬
‫الحبار‪ :‬لو تلى لبن لَدم كل سهل وكل حزن‪ ,‬لرأى كل شيء من ذلك شياطي‪ ,‬لول‬
‫أن ال وكل بكم ملئكة يذبون عنكم ف مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إذا لتخطفتم‪.‬‬
‫وقال أ بو أما مة‪ :‬ما من آد مي وم عه ملك يذود ع نه ح ت ي سلمه للذي قدر له‪ ,‬وقال أ بو‬
‫ملز‪ :‬جاء رجل من مراد إل علي رضي ال عنه وهو يصلي فقال‪ :‬احترس‪ :‬فإن ناسا من‬
‫مراد يريدون قتلك‪ ,‬فقال‪ :‬إن مع كل ر جل ملك ي يفظا نه م ا ل يقدّر‪ ,‬فإذا جاء القدر‬
‫خليببببا بينببببه وبينببببه‪ ,‬إن الجببببل جنببببة حصببببينة‪.‬‬
‫وقال بعض هم {يفظو نه من أ مر ال} بأ مر ال‪ ,‬ك ما جاء ف الد يث أن م قالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ,‬أرأيت رق َى نسترقي با‪ ,‬هل ترد من قدر ال شيئا ؟ فقال «هي من قدر ال»‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو سعيد ال شج‪ ,‬حدث نا ح فص بن غياث عن أش عث عن‬
‫جهم‪ ,‬عن إبراهيم قال‪ :‬أوحى ال إل نب من أنبياء بن إسرائيل‪ :‬أن قل لقومك‪ :‬إنه ليس‬
‫من أ هل قر ية ول أ هل ب يت يكونون على طا عة ال فيتحولون من ها إل مع صية ال‪ ,‬إل‬
‫حول ال عنهم ما يبون إل ما يكرهون‪ ,‬ث قال‪ :‬إن تصديق ذلك ف كتاب ال {إن ال‬
‫ل يغي ما بقوم حت يغيوا ما بأنفسهم}‪ .‬وقد ورد هذا ف حديث مرفوع‪ ,‬فقال الافظ‬
‫ممد بن عثمان بن أب شيبة ف كتابه صفة العرش‪ :‬حدثنا السن بن علي‪ ,‬حدثنا اليثم بن‬
‫الشعث السلمي‪ ,‬حدثنا أبو حنيفة اليمان النصاري عن عمي بن عبد اللك قال‪ :‬خطبنا‬

‫‪370‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي بن أب طالب على منب الكوفة قال‪ :‬كنت إذا أمسكت عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ابتدأن‪ ,‬وإذا سألته عن الب أنبأن‪ ,‬وإنه حدثن عن ربه عز وجل قال‪« :‬قال الرب‪:‬‬
‫وعزت وجلل وارتفاعي فوق عرشي‪ ,‬ما من قرية ول أهل بيت كانوا على ما كرهت‬
‫من مع صيت ث تولوا عن ها إل ما أحب بت من طاع ت‪ ,‬إل تولت ل م ع ما يكرهون من‬
‫عذابب إل مبا يبون مبن رحتب»‪ ,‬وهذا غريبب‪ ,‬وفب إسبناده مبن ل أعرفبه‪.‬‬

‫حمْدِ ِه‬
‫ب الثّقَالَ * َويُسَبّحُ ال ّرعْ ُد بِ َ‬‫** ُه َو الّذِي يُرِيكُ ُم الْبَرْقَ َخوْفا َوطَمَعا َوُينْشِى ُء السّحَا َ‬
‫صوَاعِقَ َفيُ صِيبُ ِبهَا مَن يَشَآ ُء َوهُ مْ يُجَادِلُو نَ فِي اللّ ِه َو ُهوَ‬
‫وَالْ َملَِئ َكةُ مِ نْ خِيفَتِ ِه َويُرْ سِ ُل ال ّ‬
‫شَدِي ُد الْمِحَالِ‬
‫ي ب تعال أ نه هو الذي ي سخر البق‪ ,‬و هو ما يرى من النور الل مع ساطعا من خلل‬
‫ال سحاب‪ .‬وروى ا بن جر ير أن ا بن عباس ك تب إل أ ب اللد ي سأله عن البق‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫البق الاء‪ .‬وقوله‪{ :‬خوفا وطمعا} قال قتادة‪ :‬خوفا للمسافر ياف أذاه ومشقته‪ ,‬وطمعا‬
‫للمقيم يرجو بركته ومنفعته ويطمع ف رزق ال‪{ ,‬وينشىء السحاب الثقال} أي ويلقها‬
‫منشأة جديدة‪ ,‬وهي لكثرة مائها ثقيلة قريبة إل الرض قال ماهد‪ :‬السحاب الثقال الذي‬
‫فيبه الاء‪ ,‬قال‪{ :‬ويسببح الرعبد بمده} كقوله‪{ :‬وإن مبن شيبء إل يسببح بمده}‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن سعد‪ ,‬أخبن أب قال‪ :‬كنت جالسا‬
‫إل جنب حيد بن عبد الرحن ف السجد‪ ,‬فمر شيخ من بن غفار‪ ,‬فأرسل إليه حيد‪,‬‬
‫فلما أقبل قال‪ :‬ياابن أخي‪ ,‬وسع فيما بين وبينك‪ ,‬فإنه قد صحب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فجاء حت جلس فيما بين وبينه‪ ,‬فقال له حيد‪ :‬ما الديث الذي حدثتن عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ فقال له الشيخ‪ :‬سعت عن شيخ من بن غفار أنه سع‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن ال ينشىء السحاب فينطق أحسن النطق‪ ,‬ويضحك‬
‫أحسن الضحك» والراد ب وال أعلم ب أن نطقها الرعد وضحكها البق‪ .‬وقال موسى‬
‫بن عبيدة عن سعد بن إبراهيم قال‪ :‬يبعث ال الغيث فل أحسن منه مضحكا‪ ,‬ول آنس‬
‫منبببببه منطقا‪ ,‬فضحكبببببه البق‪ ,‬ومنطقبببببه الرعبببببد‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا هشام بن عب يد ال الرازي عن م مد بن م سلم‬
‫قال‪ :‬بلغ نا أن البق ملك له أرب عة وجوه‪ :‬و جه إن سان‪ ,‬وو جه ثور‪ ,‬وو جه ن سر‪ ,‬وو جه‬
‫أسد‪ ,‬فإذا مصع بذنبه فذاك البق‪ .‬وقال المام أحد‪ ,‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا عبد الواحد بن‬
‫زياد‪ ,‬حدث نا الجاج‪ ,‬حدث نا أ بو م طر عن سال‪ ,‬عن أب يه قال كان ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم إذا سع الرعد والصواعق قال «الل هم ل تقتل نا بغضبك‪ ,‬ول تلك نا بعذا بك‪,‬‬
‫وعافنا قبل ذلك»‪ ,‬ورواه الترمذي والبخاري ف كتاب الدب‪ ,‬والنسائي ف اليوم والليلة‪,‬‬
‫والا كم ف م ستدركه من حد يث الجاج بن أرطاة‪ ,‬عن أ ب م طر ول ي سم به‪ .‬وقال‬
‫المام أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن إسحاق حدثنا أبو أحد‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن‬
‫أب يه‪ ,‬عن ر جل‪ ,‬عن أ ب هريرة رف عه‪ ,‬أ نه كان إذا سع الر عد قال‪ « :‬سبحان من ي سبح‬
‫الرعبد بمده»‪ ,‬وروي عبن علي رضبي ال عنبه أنبه كان إذا سبع صبوت الرعبد يقول‪:‬‬
‫سبحان من سبحت له‪ ,‬وكذا روي عن ابن عباس وطاوس والسود بن يزيد‪ ,‬أنم كانوا‬
‫يقولون ذلك‪ .‬وقال الوزا عي‪ :‬كان ا بن أ ب زكر يا يقول‪ :‬من قال ح ي ي سمع الر عد‪:‬‬
‫سبحان ال وبمده‪ ,‬ل تصبه صاعقة‪ ,‬وعن عبد ال بن الزبي أنه كان إذا سع الرعد ترك‬
‫الد يث وقال‪ :‬سبحان الذي ي سبح الر عد بمده واللئ كة من خيف ته‪ ,‬ويقول‪ :‬إِن هذا‬
‫لوعيبد شديبد لهبل الرض‪ ,‬رواه مالك فب موطئه‪ ,‬والبخاري فب كتاب الدب‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا سليمان بن داود الطيال سي‪ ,‬حدث نا صدقة بن مو سى حدث نا‬
‫ممد بن واسع عن شتي بن نار‪ ,‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«قال رب كم عز و جل‪ :‬لو أن عبيدي أطاعو ن ل سقيتهم ال طر بالل يل‪ ,‬وأطل عت علي هم‬
‫ب ببن ييب‬ ‫الشمبس بالنهار‪ ,‬ولاب أسبعتهم صبوت الرعبد»‪ .‬وقال الطببان‪ :‬حدثنبا زكري ا‬
‫الساجي‪ ,‬حدثنا أبو كامل الحدري‪ ,‬حدثنا يي بن كثي أبو النضر‪ ,‬حدثنا عبد الكري‪,‬‬
‫حدثنا عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِذا سعتم الرعد‬
‫فاذكروا ال فإنه ل يصيب ذاكرا» وقوله تعال‪{ :‬ويرسل الصواعق فيصيب با من يشاء}‬
‫أي ير سلها نق مة ينت قم ب ا م ن يشاء‪ ,‬ولذا تك ثر ف آ خر الزمان‪ ,‬ك ما قال المام أح د‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن مصعب‪ ,‬حدثنا عمارة عن أب نضرة‪ ,‬عن أب سعيد الدري رضي ال عنه‬

‫‪372‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حت يأت الرجل‬
‫القوم فيقول‪ :‬مببن صببعق تلكببم الغداة ؟ فيقولون‪ :‬صببعق فلن وفلن وفلن»‪.‬‬
‫وقد روي ف سبب نزولا ما رواه الافظ أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا إسحاق‪ ,‬حدثنا علي‬
‫بن أ ب سارة الشيبا ن‪ ,‬حدث نا ثا بت عن أ نس أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب عث‬
‫رجلً مرة إل رجل من فراعنة العرب‪ ,‬فقال‪« :‬اِذهب فادعه ل»‪ .‬قال‪ :‬فذهب إليه فقال‪:‬‬
‫يدعوك رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال له‪ :‬من رسول ال‪ ,‬وما ال‪ ,‬أمن ذهب هو‪,‬‬
‫أم مبن فضبة هبو‪ ,‬أم مبن ناس هبو ؟ قال‪ :‬فرجبع إل رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‬
‫فأخبه‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬قد أخبتك أنه أعت من ذلك‪ ,‬قال ل كذا وكذا‪ ,‬فقال ل‪:‬‬
‫«ارجع إليه الثانية» فذهب فقال له مثلها‪ ,‬فرجع إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫يا رسول ال قد أخبتك أنه أعت من ذلك‪ ,‬فقال‪« :‬ارجع إليه فادعه» فرجع إليه الثالثة‪,‬‬
‫قال‪ :‬فأعاد عليه ذلك الكلم‪ ,‬فبينما هو يكلمه إذ بعث ال عز وجل سحابة حيال رأسه‪,‬‬
‫فرعدت فوقعبت منهبا صباعقة‪ ,‬فذهبب بقحبف رأسبه‪ ,‬فأنزل ال عبز وجبل {ويرسبل‬
‫الصبواعق} الَيبة‪ ,‬ورواه اببن جريبر مبن حديبث علي ببن أبب سبارة ببه‪.‬‬
‫ورواه الا فظ أ بو ب كر البزار عن عبدة بن ع بد ال عن يز يد بن هارون‪ ,‬عن ديلم بن‬
‫غزوان‪ ,‬عن ثا بت‪ ,‬عن أ نس فذ كر نوه‪ ,‬وقال‪ :‬حدث نا ال سن بن م مد‪ ,‬حدث نا عفان‪,‬‬
‫حدثنا أبان بن يزيد‪ ,‬حدثنا أبو عمران الون عن عبد الرحن بن صحار العبدي أنه بلغه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم بعثه إل جبار يدعوه فقال‪ :‬أرأيتم ربكم أذهب هو ؟ أم فضة‬
‫هو ؟ أم لؤلؤ هو ؟ قال‪ :‬فبين ما هو يادل م إذ ب عث ال سحابة فرعدت‪ ,‬فأر سل عل يه‬
‫صاعقة‪ ,‬فذهبت بقحف رأسه‪ ,‬ونزلت هذه الَية‪ .‬وقال أبو بكر بن عياش عن ليث بن أب‬
‫سليم‪ ,‬عن ماهد قال‪ :‬جاء يهودي فقال‪ :‬يا ممد أخبن عن ربك‪ ,‬من أي شيء هو ؟‬
‫من ناس هو‪ ,‬أم من لؤلؤ أو ياقوت ؟ قال‪ :‬فجاءت صاعقة فأخذته‪ ,‬وأنزل ال {ويرسل‬
‫الصبببببببببببببببواعق} الَيبببببببببببببببة‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬ذ كر ل نا أن رجلً أن كر القرآن‪ ,‬وكذب ال نب صلى ال عل يه و سلم فأر سل‬
‫ال صاعقة فأهلكته‪ ,‬وأنزل ال {ويرسل الصواعق} الَية‪ ,‬وذكروا ف سبب نزولا قصة‬
‫عا مر بن الطف يل وأر بد بن ربي عة‪ ,‬ل ا قد ما على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الدي نة‬

‫‪373‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فسأله أن يعل لما نصف المر‪ ,‬فأب عليهما رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال له‬
‫عامر بن الطفيل ب لعنه ال ب‪ :‬أما وال لملنا عليك خيلً جردا ورجا ًل مردا‪ ,‬فقال له‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يأب ال عليك ذلك وأبناء قيلة» يعن النصار‪ ,‬ث إنما‬
‫ها بالفتك برسول ال صلى ال عليه وسلم فجعل أحدها ياطبه‪ ,‬والَخر يستل سيفه‬
‫ليقتله مبن ورائه‪ ,‬فحماه ال تعال منهماوعصبمه‪ ,‬فخرجبا مبن الدينبة فانطلقبا فب أحياء‬
‫العرب يمعان الناس لربه عليه الصلة والسلم‪ ,‬فأرسل ال على أربد سحابة فيها صاعقة‬
‫فأحرق ته‪ ,‬وأ ما عا مر بن الطف يل‪ ,‬فأر سل ال عل يه الطاعون فخر جت ف يه غدة عظي مة‪,‬‬
‫فجعل يقول‪ :‬يا آل عامر غدة كغدة البكر‪ ,‬وموت ف بيت سلولية‪ ,‬حت ماتا لعنهما ال‪,‬‬
‫وأنزل ال ف م ثل ذلك {وير سل ال صواعق في صيب ب ا من يشاء و هم يادلون ف ال}‪,‬‬
‫وفببب ذلك يقول لبيبببد ببببن ربيعبببة أخبببو أرببببد يرثيبببه‪:‬‬
‫أخشبببى على أرببببد التوف ولأرهبببب نوء السبببماك والسبببد‬
‫فجعنببب الرعبببد والصبببواعق بالبببببفارس يوم الكريهبببة النجبببد‬
‫وقال الا فظ أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا م سعدة بن سعيد العطار‪ ,‬حدث نا إبراه يم بن‬
‫النذر الزامي‪ ,‬حدثن ع بد العزيز بن عمران‪ ,‬حدث ن عبد الرح ن وعبد ال ابنا زيد بن‬
‫أسلم عن أبيهما‪ ,‬عن عطاء بن يسار‪ ,‬عن ابن عباس أن أربد بن قيس بن جزء بن جليد‬
‫بن جعفر بن كلب‪ ,‬وعامر بن الطفيل بن مالك‪ ,‬قدما الدينة على رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فانتهيا إليه وهو جالس فجلسا بي يديه‪ ,‬فقال عامر بن الطفيل‪ :‬يا ممد‪ ,‬ما‬
‫تعل ل إن أسلمت ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لك ما للمسلمي وعليك‬
‫ما عليهم»‪ .‬قال عامر بن الطفيل‪ :‬أتعل ل المر إن أسلمت من بعدك ؟ قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬ليس ذلك لك ول لقومك‪ ,‬ولكن لك أعنة اليل» قال‪ :‬أنا الَن‬
‫ف أعنة خيل ند‪ ,‬اجعل ل الوبر ولك الدر‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل»‪,‬‬
‫ل ورجالً‪ ,‬فقال له ر سول ال‬ ‫فل ما قفل من عنده قال عا مر‪ :‬أ ما وال لملن ا عل يك خي ً‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬ينعك ال»‪ ,‬فلما خرج أربد وعامر‪ ,‬قال عامر‪ :‬يا أربد‪ ,‬أنا أشغل‬
‫عنبك ممدا بالديبث فاضرببه بالسبيف‪ ,‬فإن الناس إذا قتلت ممدا ل يزيدوا على أن‬
‫يرضوا بالدية ويكرهوا الرب‪ ,‬فنعطيهم الدية‪ .‬قال أربد‪ :‬أفعل‪ ,‬فأقبل راجعي إليه‪ ,‬فقال‬

‫‪374‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عا مر‪ :‬يا م مد قم م عي أكل مك‪ ,‬فقام م عه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فجل سا إل‬
‫الدار‪ ,‬ووقف معه رسول ال صلى ال عليه وسلم يكلمه‪ ,‬وسل أربد السيف‪ ,‬فلما وضع‬
‫يده على السيف يبست يده على قائم السيف‪ ,‬فلم يستطع سل السيف‪ ,‬فأبطأ أربد على‬
‫عامر بالضرب‪ ,‬فالتفت رسول ال صلى ال عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع‪ ,‬فانصرف‬
‫عنه ما‪ ,‬فل ما خرج عا مر وأر بد من ع ند ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح ت إذا كا نا‬
‫بالرة بب حرة راقبم بب نزل‪ ,‬فخرج إليهمبا سبعد ببن معاذ وأسبيد ببن حضيب‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫اشخ صا يا عدوي ال لعنك ما ال‪ ,‬فقال عا مر‪ :‬من هذا يا سعد ؟ قال‪ :‬هذا أ سيد بن‬
‫حضي الكتائب‪ ,‬فخرجا حت إِذا كانا بالرقم‪ ,‬أرسل ال على أربد صاعقة فقتلته‪ ,‬وخرج‬
‫عامر حت إذا كان بالري أرسل ال قرحة فأخذته‪ ,‬فأدركه الليل ف بيت امرأة من بن‬
‫سلول‪ ,‬فجعل يس قرحته ف حلقة ويقول‪ :‬غدة كغدة المل ف بيت سلولية‪ ,‬ترغب أن‬
‫يوت ف بيتها‪ ,‬ث ركب فرسه فأحضره حت مات عليه راجعا‪ ,‬فأنزل ال فيهما {ال يعلم‬
‫ما تمل كل أنثى ب إل قوله ب وما لم من دونه من وال} قال‪ :‬العقبات من أمر ال‬
‫يفظون ممدا صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث ذكر أربد وما قتله به‪ ,‬فقال {ويرسل الصواعق}‬
‫الَيبببببببببببببببببببببببببببببببببببة‪.‬‬
‫وقوله {وهم يادلون ف ا ل} أي يشكون ف عظمته‪ ,‬وأنه ل إله إل هو‪{ ,‬وهو شديد‬
‫الحال} قال ابن جرير‪ :‬شديدة ما حلته ف عقوبة من طغى عليه‪ ,‬وعتا وتادى ف كفره‪,‬‬
‫وهذه الَ ية شبي هة بقوله‪{ :‬ومكروا مكرا ومكر نا مكرا و هم ل يشعرون * فان ظر ك يف‬
‫كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجعي}‪ ,‬وعن علي رضي ال عنه {وهو شديد‬
‫الحال} أي شديببببد الخببببذ‪ ,‬وقال ماهببببد‪ :‬شديببببد القوة‪.‬‬

‫ستَجِيبُونَ َلهُم بِشَيْءٍ إِلّ َكبَا سِطِ َكفّيْهِ إِلَى‬


‫ح ّق وَالّذِي نَ يَ ْدعُو َن مِن دُونِ هِ َل يَ ْ‬
‫** لَهُ َد ْع َوةُ الْ َ‬
‫ضلَلٍ‬ ‫ب وَمَببا ُدعَآ ُء الْكَافِرِينببَ إِلّ فِببي َ‬ ‫الْمَآءِ ِليَبْلُغببَ فَاهببُ وَمَببا ُه َو ِببَالِغِهب ِ‬
‫قال علي بن أب طالب رضي ال عنه {له دعوة الق} قال‪ :‬التوحيد‪ ,‬رواه ابن جرير‪.‬‬
‫وقال اببن عباس وقتادة ومالك عبن ممبد ببن النكدر {له دعوة القب} ل إله إل ال‬
‫{والذين يدعون من دونه} الَية‪ ,‬أي ومثل الذين يعبدون آلة غي ال {كباسط كفيه إل‬

‫‪375‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الاء ليبلغ فاه}‪ .‬قال علي بن أب طالب‪ :‬كمثل الذي يتناول الاء من طرف البئر بيده وهو‬
‫ل يناله أبدا بيده‪ ,‬فكيف يبلغ فاه ؟ وقال ماهد {كباسط كفيه} يدعو الاء بلسانه ويشي‬
‫إليه فل يأتيه أبدا‪ ,‬وقيل‪ :‬الراد كقابض يده على الاء‪ ,‬فإنه ل ي كم منه على شي‪ ,‬كما‬
‫قال الشاعببببببببببببببببببببببببببببببببر‪:‬‬
‫فإنبببب وإِياكببببم وشوقا إليكمكقابببببض ماء ل تسببببقه أنامله‬
‫وقال الَخببببببببببببببببببببببببببببببببر‪:‬‬
‫فأصبببحت مابب كان بينبب وبينهامببن الودّ مثببل القابببض الاء باليببد‬
‫ومعن هذا الكلم أن الذي يبسط يده إل الاء إما قابضا وإما متناولً له من بعد كما أنه‬
‫ل ينتفبع بالاء الذي ل يصبل إل فيبه الذي جعله ملً للشرب‪ ,‬فكذلك هؤلء الشركون‬
‫الذ ين يعبدون مع ال إلا غيه‪ ,‬ل ينتفعون ب م أبدا ف الدن يا ول ف الَخرة‪ ,‬ولذا قال‬
‫{ومبببببا دعاء الكافريبببببن إل فببببب ضلل}‪.‬‬

‫ض طَوْعا وَكَرْها َوظِللُهُم بِاْلغُ ُد ّو وَالَ صَالِ‬


‫ت وَالرْ ِ‬
‫** وَللّ ِه يَ سْجُ ُد مَن فِي ال سّمَاوَا ِ‬
‫يب تعال عن عظمته وسلطانه‪ ,‬الذي قهر كل شيء‪ ,‬ودان له كل شيء‪ ,‬ولذا يسجد‬
‫له كبل شيبء طوعا مبن الؤمنيب وكرها على الكافريبن {وظللمب بالغدوّ} أي البكبر‬
‫{والَصال} وهو جع أصيل‪ ,‬وهو آخر النهار‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬أو ل يروا إل ما خلق ال‬
‫مبببببببن شيبببببببء يتفيبببببببؤ ظلله} الَيبببببببة‪.‬‬

‫ت وَالرْ ضِ قُلِ اللّ هُ قُلْ أَفَاتّخَ ْذتُ ْم مّن دُونِ هِ َأوِْليَآءَ َل يَ ْمِلكُو نَ‬ ‫ب ال سّمَاوَا ِ‬‫** ُق ْل مَن رّ ّ‬
‫ت وَالنّورُ أَمْ‬‫سَتوِي الظّلُمَا ُ‬ ‫سَتوِي العْ َمىَ وَاْلبَصِيُ أَمْ هَلْ تَ ْ‬ ‫ضرّا قُ ْل هَ ْل يَ ْ‬ ‫سهِ ْم َنفْعا وَلَ َ‬ ‫لنْفُ ِ‬
‫خ ْلقِهِ َفتَشَابَ َه الْخَ ْل ُق عََلْيهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِ قُ كُ ّل َشيْءٍ َو ُهوَ اْلوَاحِدُ‬
‫َجعَلُواْ للّ ِه شُرَكَآءَ َخَلقُواْ كَ َ‬
‫الْ َقهّارُ‬
‫يقرر تعال أ نه ل إله إل هو‪ ,‬لن م معترفون بأ نه هو الذي خلق ال سموات والرض‪,‬‬
‫و هو رب ا ومدبر ها‪ ,‬و هم مع هذا قد اتذوا من دو نه أولياء يعبدون م‪ ,‬وأولئك الَل ة ل‬

‫‪376‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تلك لنفسها ول لعابديها بطريق الول نفعا ول ضرا‪ ,‬أي ل تصل لم منفعة ول تدفع‬
‫عنهم مضرة‪ ,‬فهل يستوي من عبد هذه الَلة مع ال‪ ,‬ومن ع بد ال وحده ل شريك له‬
‫ف هو على نور من ر به ؟ ولذا قال‪ { :‬قل هل ي ستوي الع مى والب صي أم هل ت ستوي‬
‫الظلمات والنور أم جعلوا ل شركاء خلقوا كخلقه فتشابه اللق عليهم} أي أجعل هؤلء‬
‫الشركون مع ال آلة تناظر الرب وتاثله ف اللق فخلقوا كخلقه فتشابه اللق عليهم فل‬
‫يدرون أن ا ملو قة من ملوق غيه أي ل يس ال مر كذلك فإ نه ل يشاب ه ش يء‪ ,‬ول ياثله‬
‫ول ند له ول عدل له ول وزير له ول ولد ول صاحبة تعال ال عن ذلك علوا كبيا وإنا‬
‫عبد هؤلء الشركون معه آلة هم معترفون أنا ملوقة له‪ ,‬عبيد له‪ ,‬كما كانوا يقولون ف‬
‫تلبيت هم‪ :‬لب يك ل شر يك لك‪ ,‬إل شريكا هو لك‪ ,‬تل كه و ما ملك‪ ,‬وك ما أخب نا تعال‬
‫عن هم ف قوله‪ { :‬ما نعبد هم إل ليقربو نا إل ال زل فى} فأن كر تعال علي هم ذلك ح يث‬
‫اعتقدوا ذلك‪ ,‬و هو تعال ل يش فع أ حد عنده إل بإذ نه {ول تن فع الشفا عة عنده إل ل ن‬
‫أذن له} {وكم من ملك ف السموات} الَية‪ ,‬وقال {إن كل من ف السموات والرض‬
‫إل آ ت الرح ن عبدا * ل قد أح صاهم وعد هم عدا * وكل هم آت يه يوم القيا مة فردا} فإذا‬
‫كان الميع عبيدا‪ ,‬فلم يعبد بعضهم بعضا بل دليل ول برهان‪ ,‬بل مرد الرأي والختراع‬
‫والبتداع‪ ,‬ث قد أرسل رسله من أولم إل آخرهم‪ ,‬تزجرهم عن ذلك وتنهاهم عن عبادة‬
‫من سوى ال‪ ,‬فكذبو هم وخالفو هم‪ ,‬فح قت علي هم كل مة العذاب ل مالة {ول يظلم‬
‫ربببببببببببببببببببببببببببببببببك أحدا}‪.‬‬

‫سيْلُ َزبَدا رّابِيا َومِمّا يُوقِدُو َن‬ ‫** َأنَزَلَ مِ َن ال سّمَآءِ مَآءً فَ سَاَلتْ َأوْ ِدَي ٌة ِبقَدَ ِرهَا فَا ْحتَمَ َل ال ّ‬
‫ك َيضْرِ بُ اللّ ُه الْحَ قّ وَاْلبَاطِلَ َفأَمّا ال ّزبَدُ‬ ‫عََليْ هِ فِي النّارِ اْبِتغَآءَ حِ ْلَيةٍ َأوْ مَتَا عٍ َزبَ ٌد ّمثْلُ هُ كَذَلِ َ‬
‫َفيَ ْذهَبُب ُجفَآ ًء َوأَمّا مَا يَنفَعُب النّاسَب َفيَ ْمكُثُب فِي الرْضِب كَذَلِكَبَيضْرِبُب اللّهُب المْثَالَ‬
‫اشتملت هذه الَ ية الكري ة على مثل ي مضروب ي لل حق ف ثبا ته وبقائه‪ ,‬والبا طل ف‬
‫اضمحلله وفنائه‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أنزل من السماء ماء} أي مطرا {فسالت أودية بقدرها}‬
‫أي أخذ كل واد بسبه‪ ,‬فهذا كبي وسع كثيا من الاء‪ ,‬وهذا صغي و سع بقدره‪ ,‬وهو‬
‫إشارة إل القلوب وتفاوتا‪ ,‬فمنها ما يسع علما كثيا‪ ,‬ومنها من ل يتسع لكثي من العلوم‬

‫‪377‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بل يضيق عنها {فاحتمل السيل زبدا رابيا} أي فجاء على وجه الاء الذي سال ف هذه‬
‫الوديببببببة زبببببببد عال عليببببببه‪ ,‬هذا مثببببببل‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وما يوقدون عليه ف النار ابتغاء حلية أو متاع} الَية‪ ,‬هذا هو الثل الثان وهو‬
‫ما يسبك ف النار من ذهب أو فضة ابتغاء حلية‪ ,‬أي ليجعل حلية ناس أو حديد‪ ,‬فيجعل‬
‫متاعا‪ ,‬فإنه يعلوه زبد منه كما يعلو ذلك زبد منه {كذلك يضرب ال الق والباطل} أي‬
‫إذا اجتم عا‪ ,‬ل ثبات للبا طل ول دوام له‪ ,‬ك ما أن الز بد ل يث بت مع الاء ول مع الذ هب‬
‫والفضة‪ ,‬ونوها ما يسبك ف النار‪ ,‬بل يذهب ويضمحل‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فأما الزبد فيذهب‬
‫جفاء} أي ل ينت فع به بل يتفرق ويتمزق‪ ,‬ويذ هب ف جا نب الوادي‪ ,‬ويعلق بالش جر‪,‬‬
‫وتنسفه الرياح‪ ,‬وكذلك خبث الذهب والفضة والديد والنحاس‪ ,‬يذهب ول يرجع منه‬
‫ش يء ول يب قى إل الاء‪ ,‬وذلك الذ هب ونوه ينت فع به‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وأ ما ما ين فع الناس‬
‫فيمكبث فب الرض كذلك يضرب ال المثال} كقوله تعال‪{ :‬وتلك المثال نضرباب‬
‫للناس و ما يعقل ها إل العالون} وقال ب عض ال سلف‪ :‬ك نت إِذا قرأت مثلً من القرآن فلم‬
‫أفهمببه‪ ,‬بكيببت على نفسببي‪ ,‬لن ال تعال يقول {ومببا يعقلهببا إل العالون}‪.‬‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬أنزل من السماء ماء فسالت أودية‬
‫بقدر ها} الَ ية‪ ,‬هذا م ثل ضر به ال‪ ,‬احتملت م نه القلوب على قدر يقين ها وشك ها‪ ,‬فأ ما‬
‫الشك فل ينفع معه العمل‪ ,‬وأما اليقي فينفع ال به أهله وهو قوله‪{ :‬فأما الزبد} وهو‬
‫الشك‪{ ,‬فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث ف الرض} وهو اليقي‪ ,‬وكما يعل‬
‫اللي ف النار فيؤخذ خالصه ويترك خبثه ف النار‪ ,‬فكذلك يقبل ال اليقي ويترك الشك‪,‬‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس قوله‪{ :‬أنزل من ال سماء ماء ف سالت أود ية بقدر ها فاحت مل‬
‫السيل زبدا رابيا} يقول‪ :‬احتمل السيل ما ف الوادي من عود ودمنة {وما يوقدون عليه‬
‫ف النار} فهو الذهب والفضة واللية والتاع والنحاس والديد‪ ,‬فللنحاس والديد خبث‪,‬‬
‫فجعل ال مثل خبثه كزبد الاء‪ ,‬فأما ما ينفع الناس فالذهب والفضة‪ ,‬وأما ما ينفع الرض‬
‫ف ما شر بت من الاء فأنب تت‪ ,‬فج عل ذاك م ثل الع مل ال صال يب قى لهله‪ ,‬والع مل ال سيء‬
‫يضمحل عن أهله‪ ,‬كما يذهب هذا الزبد‪ ,‬وكذلك الدى والق جاءا من عند ال‪ ,‬فمن‬
‫عمل بالق كان له وبقي‪ ,‬كما بقي ما ينفع الناس ف الرض‪ ,‬وكذلك الديد ل يستطاع‬

‫‪378‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن يعمل منه سكي ول سيف حت يدخل ف النار‪ ,‬فتأكل خبثه‪ ,‬ويرج جيده فينتفع به‪,‬‬
‫فكذلك يضمحبل الباطبل‪ ,‬فإذا كان يوم القيامبة وأقيبم الناس وعرضبت العمال‪ ,‬فيزيبغ‬
‫البا طل ويهلك‪ ,‬وينت فع أ هل ال ق بال ق‪ ,‬وهكذا روي ف تف سيها عن ما هد وال سن‬
‫البصبببري وعطاء وقتادة‪ ,‬وغيببب واحبببد مبببن السبببلف واللف‪.‬‬
‫وقد ضرب سبحانه وتعال ف أول سورة البقرة للمنافقي مثلي‪ :‬ناريا ومائيا وها قوله‬
‫{مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله} الَية‪ ,‬ث قال {أو كصيب من‬
‫ال سماء ف يه ظلمات ور عد وبرق} الَ ية‪ ,‬وهكذا ضرب للكافر ين ف سورة النور مثل ي‬
‫(أحده ا) قوله {والذ ين كفروا أعمال م ك سراب} الَ ية‪ ,‬وال سراب إن ا يكون ف شدة‬
‫الر‪ ,‬ولذا جاء ف الصحيحي‪ :‬فيقال لليهود يوم القيامة‪ :‬فما تريدون ؟ فيقولون‪ :‬أي ربنا‬
‫عطشنا فاسقنا‪ .‬فيقال‪ :‬أل تردون ؟ فيدون النار فإذا هي كسراب يطم بعضها بعضا‪ .‬ث‬
‫قال تعال ف ال ثل الَ خر‪{ :‬أو كظلمات ف ب ر ل ي} الَ ية‪ ,‬و ف ال صحيحي عن أ ب‬
‫موسى الشعري رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن مثل ما بعثن‬
‫ال به من الدى والعلم‪ ,‬كم ثل غ يث أ صاب أرضا‪ ,‬فكان من ها طائ فة قبلت الاء فأنب تت‬
‫الكل والع شب الكث ي‪ ,‬وكا نت من ها أجادب أم سكت الاء‪ ,‬فن فع ال ب ا الناس‪ ,‬فشربوا‪,‬‬
‫ورعوا‪ ,‬و سقوا‪ ,‬وزرعوا‪ ,‬وأ صابت طائ فة من ها أخرى‪ ,‬إِن ا هي قيعان ل ت سك ماء ول‬
‫تنبت كل‪ ,‬فذلك مثل من فقه ف دين ال ونفعه ال با بعثن ونفع به‪ ,‬فعلم وعلم‪ ,‬ومثل‬
‫من ل ير فع بذلك رأ سا ول يق بل هدى ال الذي أر سلت به» فهذا م ثل مائي‪ .‬وقال ف‬
‫الديث الَخر الذي رواه المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن هام بن منبه‬
‫قال‪ :‬هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬مثلي ومثلكم‬
‫كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله‪ ,‬جعل الفراش وهذه الدواب الت يقعن ف‬
‫النار يقعن فيها‪ ,‬وجعل يجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها ب قال ب‪ :‬فذلكم مثلي ومثلكم‪,‬‬
‫أنبا آخبذ بجزكبم عبن النار هلم عبن النار‪ ,‬فتغلبونب فتقتحمون فيهبا» وأخرجاه فب‬
‫الصببببببببببببحيحي أيضا‪ ,‬فهذا مثببببببببببببل ناري‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ستَجِيبُواْ لَهُ َلوْ أَنّ َلهُ ْم مّا فِي الرْضِ َجمِيعا‬
‫سَنىَ وَالّذِينَ لَ ْم يَ ْ‬
‫** ِللّذِي َن اسْتَجَابُواْ لِ َرّبهِمُ الْحُ ْ‬
‫ْسب الْ ِمهَادُ‬
‫ّمب َوِبئ َ‬
‫ُمب َج َهن ُ‬
‫سبوَءُ الْحِسبَابِ َومَ ْأوَاه ْ‬ ‫ُمب ُ‬‫ِهب ُأوْلَـبئِكَ َله ْ‬ ‫َهب لَ ْفتَ َد ْواْ ب ِ‬
‫َهب َمع ُ‬
‫َومِثْل ُ‬
‫ي ب تعال عن مآل ال سعداء والشقياء فقال‪{ :‬للذ ين ا ستجابوا لرب م} أي أطاعوا ال‬
‫ور سوله‪ ,‬وانقادوا لوامره‪ ,‬و صدقوا أخباره الاض ية والَت ية‪ ,‬فل هم {ال سن} و هو الزاء‬
‫السن‪ ,‬كقوله تعال مبا عن ذي القرني أنه قال‪{ :‬أما من ظلم فسوف نعذبه ث يرد إل‬
‫ربه فيعذبه عذابا نكرا‪ .‬وأما من آمن وعمل صالا فله جزاء السن وسنقول له من أمرنا‬
‫يسرا}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬للذين أحسنوا السن وزيادة}‪ .‬وقوله‪{ :‬والذين ل يستجيبوا له}‬
‫أي ل يطيعوا ال‪{ ,‬لو أن لم ما ف الرض جيعا} أي ف الدار الَخرة لو أن يكنهم أن‬
‫يفتدوا من عذاب ال بلء الرض ذهبا ومثله م عه لفتدوا به‪ ,‬ول كن ل يق بل من هم‪ ,‬ل نه‬
‫تعال ل يقبل منهم يوم القيامة صرفا ول عد ًل {أولئك لم سوء الساب} أي ف الدار‬
‫الَخرة‪ .‬أي يناقشون على النقي والقطمي‪ ,‬والليل والقي‪ ,‬ومن نوقش الساب عذب‪,‬‬
‫ولذا قال {ومأواهببببببببببم جهنببببببببببم وبئس الهاد}‪.‬‬

‫** أَفَمَن َيعْلَ مُ َأنّمَآ أُنزِلَ إَِليْ كَ مِن َربّ كَ الْحَ قّ كَمَ ْن ُهوَ َأعْ َمىَ ِإنّمَا َيتَذَكّرُ ُأوْلُواْ الْلبَا بِ‬
‫يقول تعال ل يستوي من يعلم من الناس أن الذي {أنزل إليك} يا ممد {من ربك}‬
‫هو ال ق الذي ل شك فيه‪ ,‬ول مرية‪ ,‬ول لبس فيه‪ ,‬ول اختلف ف يه‪ ,‬بل هو كله حق‬
‫ي صدق بع ضه بعضا‪ ,‬ل يضاد ش يء م نه شيئا آ خر‪ ,‬فأخباره كل ها حق‪ ,‬وأوامره ونواه يه‬
‫عدل‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وت ت كل مة ر بك صدقا وعدلً} أي صدقا ف الخبار‪ ,‬وعدلً‬
‫ف الطلب‪ ,‬فل يستوي من تقق صدق ما جئت به يا ممد‪ ,‬ومن هو أعمى ل يهتدي إل‬
‫خيب ول يفهمبه‪ ,‬ولو فهمبه مبا انقاد له ول صبدقه ول اتبعبه كقوله تعال‪{ :‬ل يسبتوي‬
‫أصحاب النار وأصحاب النة‪ ,‬أصحاب النة هم الفائزون} وقال ف هذه الَية الكرية‪:‬‬
‫{أفمن يعلم أنا أنزل إليك من ربك الق كمن هو أعمى} أي أفهذا كهذا ؟ ل استواء‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إناب يتذكبر أولو اللباب} أي إناب يتعبظ ويعتبب ويعقبل أولو العقول السبليمة‬
‫الصبببببببببحيحة‪ ,‬جعلنبببببببببا ال منهبببببببببم‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** الّذِي َن يُوفُو َن ِب َعهْدِ اللّ ِه وَلَ يِن ُقضُو َن الْمِيثَاقَ * وَالّذِي َن يَصِلُو َن مَآ َأمَرَ اللّ ُه بِهِ أَن يُوصَ َل‬
‫لةَ‬ ‫صبَرُوْا ابِْتغَا َء وَجْهِ َرّبهِ ْم َوأَقَامُوْا الصّ َ‬‫شوْنَ َرّبهُ ْم َويَخَافُونَ سُوءَ الِسَابِ * وَالّذِينَ َ‬ ‫َويَخْ َ‬
‫سَنةِ ال سّّيَئةَ ُأوْلَـئِكَ َلهُ ْم ُعقَْبىَ الدّارِ *‬ ‫لِنَيةً َويَدْرَءُو َن بِالْحَ َ‬
‫َوأَْن َفقُوْا مِمّا َرزَ ْقنَاهُ مْ ِسرّا َوعَ َ‬
‫لئِ َك ُة يَدْخُلُو نَ‬ ‫صلَ َح مِ نْ آبَاِئهِ ْم َوأَ ْزوَا ِجهِ ْم وَ ُذ ّريّاِتهِ ْم وَا َل َ‬
‫َجنّا تُ عَدْ نٍ يَ ْدخُلُونَهَا َومَ نْ َ‬
‫بَب ْرتُمْ َفِنعْمببَ ُع ْقَبىَ الدّارِ‬ ‫لمٌ عََليْكُبم بِمَبا صبَ‬ ‫بَ‬ ‫عََلْيهِمببْ مّبن كُ ّل بَابببٍ * سبَ‬
‫يقول تعال م با ع من ات صف بذه ال صفات الميدة بأن ل م ع قب الدار‪ ,‬و هي العاق بة‬
‫والنصبرة فب الدنيبا والَخرة‪{ :‬الذيبن يوفون بعهبد ال ول ينقضون اليثاق} وليسبوا‬
‫كالنافقي الذين إِذا عاهد أحدهم غدر‪ ,‬وإذا خاصم فجر‪ ,‬وإذا حدث كذب‪ ,‬وإذا ائتمن‬
‫خان {والذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل} من صلة الرحام والحسان إليهم‪ ,‬وإل‬
‫الفقراء والحاويبج‪ ,‬وبذل العروف‪{ ,‬ويشون ربمب} أي فيمبا يأتون ومبا يذرون مبن‬
‫العمال‪ ,‬ويراقبون ال ف ذلك‪ ,‬ويافون سوء الساب ف الدار الَخرة‪ ,‬فلهذا أمرهم على‬
‫السبداد والسبتقامة فب جيبع حركاتمب وسبكناتم‪ ,‬وجيبع أحوالمب القاصبرة والتعديبة‬
‫{والذين صبوا ابتغاء وجه ربم} أي عن الحارم والآث‪ ,‬ففطموا أنفسهم عنها ل عز‬
‫وجبل ابتغاء مرضاتبه وجزيبل ثواببه {وأقاموا الصبلة} بدودهبا ومواقيتهبا وركوعهبا‬
‫وسجودها وخشوعها‪ ,‬على الوجه الشرعي الرضي {وأنفقوا ما رزقناهم} أي على الذين‬
‫يبب علي هم النفاق ل م من زوجات وقرابات وأجانبب من فقراء وماو يج وم ساكي‬
‫{سرا وعلنية} أي ف السر والهر‪ ,‬ل ينعهم من ذلك حال من الحوال‪ ,‬آناء الليل‬
‫وأطراف النهار {ويدرءون بال سنة ال سيئة} أي يدفعون القبيح بال سن‪ ,‬فإذا آذاهم أ حد‬
‫قابلوه بالميل صبا واحتما ًل وصفحا وعفوا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ادفع بالت هي أحسن فإذا‬
‫الذي بينك وبينه عداوة كأنه ول حيم * وما يلقاها إل الذين صبوا وما يلقا ها إل ذو‬
‫حظ عظيم}‪ ,‬ولذا قال مبا عن هؤلء السعداء التصفي بذه الصفات السنة بأن لم‬
‫عقب الدار‪ ,‬ث فسر ذلك بقوله‪{ :‬جنات عدن} والعدن القامة‪ ,‬أي جنات إقامة يلدون‬
‫فيهبا‪ ,‬وعبن عببد ال ببن عمرو أنبه قال‪ :‬إن فب النبة قصبرا يقال له عدن‪ ,‬حوله البوج‬

‫‪381‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والروج‪ ,‬ف يه خ سة آلف باب‪ ,‬على كل باب خ سة آلف حبة‪ ,‬ل يدخله إل نب أو‬
‫صبببببببببببببببديق أو شهيبببببببببببببببد‪.‬‬
‫وقال الضحاك ف قوله‪{ :‬جنات عدن}‪ :‬مدي نة ال نة‪ ,‬في ها الر سل وال نبياء والشهداء‬
‫وأئمة الدى‪ ,‬والناس حولم بعد والنات حولا‪ ,‬رواها ابن جرير‪ .‬وقوله‪{ :‬ومن صلح‬
‫من آبائ هم وأزواج هم وذريات م} أي ي مع بين هم وب ي أحباب م في ها من الَباء والهل ي‬
‫والبناء‪ ,‬م ن هو صال لدخول ال نة من الؤمن ي‪ ,‬لت قر أعينهم ب م ح ت إ نه تر فع در جة‬
‫الدن إل درجة العلى امتنانا من ال وإحسانا من غي تنقيص للعلى عن درجته‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬والذيبن آمنوا واتبعتهبم ذريتهبم بإيان ألقنبا بمب ذريتهبم} الَيبة‪.‬‬
‫وقوله {واللئكة يدخلون عليهم من كل باب سلم عليكم با صبت فنعم عقب الدار}‬
‫أي وتدخل عليهم اللئكة من ههنا ومن ههنا للتهنئة بدخول النة‪ ,‬فعند دخولم إياها‬
‫ت فد علي هم اللئ كة م سلمي‪ ,‬مهنئ ي ل م ب ا ح صل ل م من ال من التقر يب والنعام‬
‫والقا مة ف دار ال سلم ف جوار ال صديقي وال نبياء والر سل الكرام‪ .‬وقال المام أح د‬
‫رحه ال‪ :‬حدثنا أبو عبد الرحن‪ ,‬حدثن سعيد بن أب أيوب‪ ,‬حدثنا معروف بن سويد‬
‫الران عن أب عشانة العافري‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما‪ ,‬عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬هل تدرون أول من يدخل النة من خلق ال ؟‬
‫» قالوا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‪« :‬أول من يدخل النة من خلق ال الفقراء الهاجرون‬
‫الذين تسد بم الثغور‪ ,‬وتتقى بم الكاره‪ ,‬ويوت أحدهم وحاجته ف صدره ل يستطيع‬
‫ل ا قضاء‪ ,‬فيقول ال تعال ل ن يشاء من ملئك ته‪ :‬ائتو هم فحيو هم‪ ,‬فتقول اللئ كة‪ :‬ن ن‬
‫سكان سائك وخيتك من خلقك‪ ,‬أفتأمرنا أن نأت هؤلء ونسلم عليهم ؟ فيقول‪ :‬إنم‬
‫كانوا عبادا يعبدون ن ل يشركون ب شيئا‪ ,‬وت سد ب م الثغور‪ ,‬وتت قى ب م الكاره‪ ,‬ويوت‬
‫أحد هم وحاج ته ف صدره ل ي ستطيع ل ا قضاء ب قال ب ‪ :‬فتأتي هم اللئ كة ع ند ذلك‬
‫فيدخلون عليهبم مبن كبل باب {سبلم عليكبم باب صببت فنعبم عقبب الدار}»‪.‬‬
‫رواه أ بو القا سم ال طبان عن أح د بن رشد ين‪ ,‬عن أح د بن صال‪ ,‬عن ع بد ال بن‬
‫وهب‪ ,‬عن عمرو بن الارث‪ ,‬عن أب عشانة سع عبد ال بن عمرو عن النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم قال‪« :‬أول ثلة يدخلون ال نة فقراء الهاجر ين الذ ين تت قى ب م الكاره‪ ,‬وإذا‬

‫‪382‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أمروا سعوا وأطاعوا‪ ,‬وإن كانت لرجل منهم حاجة إل سلطان ل تقض حت يوت وهي‬
‫ف صدره‪ ,‬وإن ال يد عو يوم القيا مة ال نة فتأ ت بزخرف ها وزينت ها‪ ,‬فيقول‪ :‬أ ين عبادي‬
‫الذ ين قاتلوا ف سبيلي‪ ,‬وأوذوا ف سبيلي‪,‬وجاهدوا ف سبيلي ؟ ادخلوا النة بغي عذاب‬
‫ول ح ساب‪ .‬وتأ ت اللئ كة في سجدون ويقولون‪ :‬رب نا ن ن ن سبح بمدك الل يل والنهار‪,‬‬
‫ونقدس لك من هؤلء الذ ين آثرت م علي نا ؟ فيقول الرب عز و جل‪ :‬هؤلء عبادي الذ ين‬
‫جاهدوا ف سبيلي‪ ,‬وأوذوا ف سبيلي‪ ,‬فتدخل عليهم اللئكة من كل باب‪{ :‬سلم عليكم‬
‫باببببببب صببببببببت فنعبببببببم عقبببببببب الدار}‪.‬‬
‫وقال ع بد ال بن البارك عن بق ية بن الول يد‪ :‬حدث نا أرطاة بن النذر‪ ,‬سعت رجلً من‬
‫مشي خة ال ند يقال له أ بو الجاج يقول‪ :‬جل ست إل أ ب أما مة فقال‪ :‬إن الؤ من ليكون‬
‫متكئا على أريك ته إذا دخل النة‪ ,‬وعنده ساطان من خدم‪ ,‬وع ند طرف السماطي باب‬
‫مبوب‪ ,‬فيقبل اللك فيستأذن فيقول للذي يليه ملك يستأذن‪ ,‬ويقول الذي يليه للذي يليه‬
‫ملك يسبتأذن‪ ,‬ح ت يبلغ الؤمبن فيقول‪ :‬ائذنوا‪ ,‬فيقول أقربمب للمؤمبن‪ :‬ائذنوا له‪ ,‬ويقول‬
‫الذي يل يه للذي يل يه‪ :‬ائذنوا له‪ ,‬ح ت يبلغ أق صاهم الذي ع ند الباب‪ ,‬فيف تح له‪ ,‬فيد خل‬
‫فيسلم ث ينصرف‪ ,‬رواه ابن جرير‪ .‬ورواه ابن أب حات من حديث إساعيل بن عياش‪ ,‬عن‬
‫أرطاة بن النذر عن أب الجاج يوسف اللان قال‪ :‬سعت أبا أمامة فذكر نوه‪ .‬وقد جاء‬
‫ف الديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يزور قبور الشهداء ف رأس كل حول‬
‫فيقول لم‪{ :‬سلم عليكم با صبت فنعم عقب الدار} وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان‪.‬‬

‫** وَالّذِي نَ يَن ُقضُو نَ َعهْدَ اللّ ِه مِن َبعْ ِد مِيثَاقِ ِه َويَقْ َطعُو َن مَآ َأمَرَ اللّ ُه بِ هِ أَن يُو صَ َل َويُفْ سِدُونَ‬
‫بوَءُ الدّارِ‬
‫فِبببي الرْضبببِ ُأوْلَـبببئِكَ َلهُمبببُ الّل ْعَن ُة وََلهُمبببْ سبب ُ‬
‫هذا حال الشقياء وصفاتم‪ ,‬وذكر ما لم ف الَخرة‪ ,‬ومصيهم إل خلف ما صار إليه‬
‫الؤمنون‪ ,‬كمبا أنمب اتصبفوا بلف صبفاتم فب الدنيبا‪ ,‬فأولئك كانوا يوفون بعهبد ال‪,‬‬
‫ويصلون ما أمر ال به أن يوصل‪ ,‬وهؤلء {ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه ويقطعون ما‬
‫أمر ال به أن يوصل ويفسدون ف الرض} كما ثبت ف الديث «آية النافق ثلث‪ :‬إذا‬
‫حدث كذب‪ ,‬وإذا وعبد أخلف‪ ,‬وإذا اؤتنب خان»‪ .‬وفب روايبة «وإذا عاهبد غدر وإذا‬

‫‪383‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خاصم فجر»‪ ,‬ولذا قال {أولئك لم اللعنة} وهي البعاد عن الرحة‪{ ,‬ولم سوء الدار}‬
‫وهي سوء العاقبة والآل‪{ ,‬ومأواهم جهنم وبئس الهاد}‪ .‬وقال أبو العالية ف قوله تعال‪:‬‬
‫{والذ ين ينقضون ع هد ال} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬هي ست خ صال ف النافق ي‪ ,‬إذا كان في هم‬
‫الظهرة على الناس أظهروا هذه الصبببال‪ :‬إذا حدثوا كذبوا‪ ,‬وإذا وعدوا أخلفوا‪ ,‬وإذا‬
‫ائتمنوا خانوا‪ ,‬ونقضوا عهد ال من بعد ميثاقه‪ ,‬وقطعوا ما أمر ال به أن يوصل‪ ,‬وأفسدوا‬
‫فب الرض‪ ,‬وإذا كانبت الظهرة عليهبم أظهروا الثلث الصبال‪ :‬إذا حدثوا كذبوا‪ ,‬وإذا‬
‫وعدوا أخلفوا‪ ,‬وإذا اؤتنوا خانوا‪.‬‬

‫حيَاةُ ال ّدْنيَا فِي الَ ِخ َرةِ‬


‫حيَاةِ ال ّدْنيَا َومَا الْ َ‬
‫** اللّ ُه َيبْ سُطُ الرّزْ قَ لِمَ ْن يَشَآ ُء َوَيقَدِ ُر وَفَ ِرحُواْ بِالْ َ‬
‫إِلّ َمتَا عٌ * َوَيقُولُ الّذِي نَ َكفَرُواْ َلوْلَ أُنزِ َل عََليْ ِه آَيةٌ مّن ّربّ هِ ُقلْ إِ نّ اللّ َه ُيضِ ّل مَن يَشَآءُ‬
‫ب مَنبببببببْ َأنَاببببببببَ‬ ‫َوَيهْدِيبببببببَ إِلَيْهبببببب ِ‬
‫يذ كر تعال أ نه هو الذي يو سع الرزق على من يشاء‪ ,‬ويق تر على من يشاء‪ ,‬ل ا له ف‬
‫ذلك من الك مة والعدل‪ ,‬وفرح هؤلء الكفار ب ا أوتوا من الياة الدن يا ا ستدراجا ل م‬
‫وإمهالً‪ ,‬كما قال‪{ :‬أيسبون أنا ندهم به من مال وبني نسارع لم ف اليات بل ل‬
‫يشعرون} ث حقر الياة الدنيا بالنسبة إل ما ادخره تعال لعباده الؤمني ف الدار الَخرة‪,‬‬
‫فقال‪{ :‬وما الياة الدنيا ف الَخرة إل متاع}‪ ,‬كما قال‪{ :‬قل متاع الدنيا قليل والَخرة‬
‫خي لن اتقى ول تظلمون فتيلً}‪ .‬وقال‪{ :‬بل تؤثرون الياة الدنيا والَخرة خي وأبقى}‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا وك يع وي ي بن سعيد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا إ ساعيل بن أ ب خالد عن‬
‫قيس‪ ,‬عن الستودر أخي بن فهر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما الدنيا ف‬
‫الَخرة إل كما يعل احدكم أصبعه هذه ف اليم‪ ,‬فلينظر ب ترجع» وأشار بالسبابة‪ ,‬رواه‬
‫مسلم ف صحيحه‪ .‬وف الديث الَخر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بدي أسك‬
‫ميت‪ ,‬والسك الصغي الذني‪ ,‬فقال‪« :‬وال للدنيا أهون على ال من هذا على أهله حي‬
‫ألقوه»‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** الّذِي نَ آمَنُواْ َوتَ ْط َمئِ نّ قُلُوُبهُ ْم بِذِكْرِ اللّ هِ أَلَ بِذِ ْكرِ اللّ ِه تَطْ َمئِ ّن اْلقُلُو بُ * الّذِي نَ آ َمنُواْ‬
‫ب وَحُسبببببْنُ مَآببببببٍ‬ ‫ت طُوبَىَ َلهُمبببب ْ‬ ‫َوعَمِلُواْ الصبببببّالِحَا ِ‬
‫يب تعال عن قيل الشركي {لول} أي هل {أنزل عليه آية من ربه}‪ ,‬كقولم {فليأتنا‬
‫بآ ية ك ما أرسل الولون}‪ .‬و قد تقدم الكلم على هذا غ ي مرة‪ ,‬وأن ال قادر على إجا بة‬
‫ما سألوا‪ ,‬وف الديث إن ال أوحى إل رسوله لا سألوه أن يول لم الصفا ذهبا‪ ,‬وأن‬
‫يري لمب ينبوعا‪ ,‬وأن يزيبح البال مبن حول مكبة‪ ,‬فيصبي مكاناب مروج وبسباتي‪ :‬إن‬
‫شئت يا م مد أعطيت هم ذلك‪ ,‬فإن كفروا أعذب م عذابا ل أعذ به أحدا من العال ي‪ ,‬وإن‬
‫شئت فتحت عليهم باب التوبة والرحة‪ ,‬فقال‪« :‬بل تفتح لم باب التوبة والرحة»‪ ,‬ولذا‬
‫قال لر سوله‪ { :‬قل إن ال ي ضل من يشاء ويهدي إل يه من أناب} أي هو ال ضل والادي‬
‫سبواء بعبث الرسبول بآيبة على وفبق مبا اقترحوا أو ل يبهبم إل سبؤالم‪ ,‬فإن الدايبة‬
‫والضلل ل يس منوطا بذلك ول عد مه‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬و ما تغ ن الَيات والنذر عن قوم ل‬
‫يؤمنون} وقال‪{ :‬إن الذين حقت عليهم كلمة ربك ل يؤمنون ولو جاءتم كل آية حت‬
‫يروا العذاب الليم} وقال‪{ :‬ولو أننا نزلنا إليهم اللئكة وكلمهم الوتى وحشرنا عليهم‬
‫كل شيء قبلً ما كانوا ليؤمنوا إل أن يشاء ال ولكن أكثرهم يهلون}‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬قل‬
‫إن ال يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب} أي ويهدي إليه من أناب إل ال ورجع إليه‬
‫واستعان به وتضرع لديه {الذين آمنوا وتطمئن قلوبم بذكر ال} أي تطيب وتركن إل‬
‫جانبب ال‪ ,‬وتسبكن عنبد ذكره‪ ,‬وترضبى ببه مول ونصبيا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أل بذكبر ال‬
‫تطمئن القلوب} أي هبببببببببببو حقيبببببببببببق بذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬الذين آمنوا وعملوا الصالات طوب لم وحسن مآب} قال ابن أب طلحة عن‬
‫ا بن عباس‪ :‬فرح وقرة ع ي‪ .‬وقال عكر مة‪ :‬ن عم ما ل م‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬غب طة ل م‪ .‬وقال‬
‫إبراه يم النخ عي‪ :‬خ ي ل م‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هي كل مة عرب ية‪ ,‬يقول الر جل‪ :‬طو ب لك‪ ,‬أي‬
‫أ صبت خيا‪ .‬وقال ف روا ية‪ :‬طو ب ل م ح سن ل م‪{ ,‬وح سن مآب} أي مر جع‪ ,‬وهذه‬
‫القوال شيء واحد‪ ,‬ل منافاة بينها‪ .‬وقال سعيد بن جبي عن ابن عباس {طوب لم} قال‪:‬‬
‫هي أرض النة بالبشية‪ ,‬وقال سعيد بن مسجوح‪ :‬طوب اسم النة بالندية‪ ,‬وكذا روى‬
‫السدي عن عكرمة‪ :‬طوب لم هي النة‪ ,‬وبه قال ماهد‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬لا‬

‫‪385‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خلق ال النة وفرغ منها‪ ,‬قال‪{ :‬الذين آمنوا وعملوا الصالات طوب لم وحسن مآب}‬
‫وذلك حيببببببببببببببب أعجبتبببببببببببببببه‪.‬‬
‫وقال ابن جرير حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا يعقوب عن جعفر‪ ,‬عن شهر بن حوشب قال‪:‬‬
‫طوب شجرة ف النة‪ ,‬كل شجر النة منها‪ ,‬أغصانا من وراء سور النة‪ ,‬وهكذا روي‬
‫عن أ ب هريرة وا بن عباس ومغ يث بن سليمان وأ ب إ سحاق ال سبيعي‪ ,‬وغ ي وا حد من‬
‫السلف أن طوب شجرة ف النة ف كل دار منها غصن منها‪ .‬وذكر بعضهم أن الرحن‬
‫تبارك وتعال غرسبها بيده مبن حببة لؤلؤة‪ ,‬وأمرهبا أن تتبد‪ ,‬فامتدت إل حيبث يشاء ال‬
‫تبارك وتعال‪ ,‬وخرجت من أصلها ينابيع أنار النة من عسل وخر وماء ولب‪ .‬وقد قال‬
‫عبد ال بن وهب‪ :‬حدثنا عمرو بن الارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أب اليثم‪ ,‬عن‬
‫أب سعيد الدري‪ ,‬مرفوعا «طوب شجرة ف النة مسية مائة سنة‪ ,‬ثياب أهل النة ترج‬
‫مببببببببببببببببن أكمامهببببببببببببببببا»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ,‬سعت عبد ال بن ليعة‪ ,‬حدثنا دراج أبو‬
‫السمح أن أبا اليثم حدثه عن أب سعيد الدري‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫رجلً قال‪ :‬يا ر سول ال‪ :‬طو ب ل ن رآك وآ من بك‪ ,‬قال‪« :‬طو ب ل ن رآ ن وآ من ب‪,‬‬
‫وطوب ث طوب ث طوب لن آمن ب ول يرن» قال له رجل‪ :‬وما طوب ؟ قال‪« :‬شجرة ف‬
‫النة مسيتا مائة عام ثياب أهل النة ترج من أكمامها»‪ .‬وروى البخاري ومسلم جيعا‬
‫عن إسحاق بن راهويه‪ ,‬عن مغية الخزومي عن وهيب عن أب حازم‪ ,‬عن سهل بن سعد‬
‫رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن ف النة شجرة يسي الراكب‬
‫ف ظلها مائة عام ل يقطعها» قال‪ :‬فحدثت به النعمان بن أب عياش الزرقي‪ ,‬فقال‪ :‬حدثن‬
‫أبو سعيد الدري عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن ف النة شجرة يسي الراكب‬
‫الواد الضمبببببر السبببببريع مائة عام مبببببا يقطعهبببببا»‪.‬‬
‫وف صحيح البخاري من حديث يزيد بن زريع عن سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن أنس رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف قول ال تعال‪{ :‬وظل مدود} قال‪:‬‬
‫«ف النة شجرة يسي الراكب ف ظلها مائة عام ل يقطعها»‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا‬
‫سريج‪ ,‬حدثنا فليح عن هلل بن علي‪ ,‬عن عبد الرحن بن أب عمرة‪ ,‬عن أب هريرة قال‪:‬‬

‫‪386‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ف النة شجرة يسي الراكب ف ظلها مائة سنة‪,‬‬
‫اقرأوا إن شئ تم {و ظل مدود}‪ .‬أخرجاه ف ال صحيحي‪ .‬و ف ل فظ لح د أيضا‪ :‬حدث نا‬
‫ممد بن جعفر وحجاج‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ :‬سعت أبا الضحاك يدث عن أب هريرة عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬إن ف النة شجرة يسي الراكب ف ظلها سبعي ب‬
‫أو مائة سنة ب هي شجرة اللد»‪ .‬وقال ممد بن إسحاق عن يي بن عباد بن عبد ال‬
‫بن الزبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أساء بنت أب بكر رضي ال عنهما قالت‪ :‬سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ذكر سدرة النتهى‪ ,‬فقال‪« :‬يسي ف ظل الغصن منها الراكب مائة سنة ب‬
‫أو قال ب يستظل ف الفنن منها مائة راكب‪ ,‬فيها فراش الذهب كأن ثرها القلل» رواه‬
‫الترمذي‪.‬‬
‫وقال إ ساعيل بن عياش عن سعيد بن يو سف‪ ,‬عن ي ي بن أ ب كث ي‪ ,‬عن أ ب سلم‬
‫السود قال‪ :‬سعت أبا أمامة الباهلي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما منكم‬
‫من أحد يدخل النة إل انطلق به إل طوب‪ ,‬فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء‪,‬‬
‫إن شاء أب يض وإن شاء أح ر‪ ,‬وإن شاء أ صفر‪ ,‬وإن شاء أ سود م ثل شقائق النعمان وأرق‬
‫وأحسن»‪ ,‬وقال المام أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫ثور عن معمر‪ ,‬عن أشعث بن عبد ال‪ ,‬عن شهر بن حوشب‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬قال‪ :‬طوب شجرة ف النة‪ ,‬يقول ال لا‪ :‬تفتقي لعبدي عما شاء‪ ,‬فتفتق له عن اليل‬
‫بسببروجها ولمهببا‪ ,‬وعببن البببل بأزمتهببا‪ ,‬وعمببا شاء مببن الكسببوة‪.‬‬
‫وقد روى ابن جرير عن وهب بن منبه ههنا أثرا غريبا عجيبا‪ ,‬قال وهب رحه ال‪ :‬إن‬
‫ف النة شجرة يقال لا طوب‪ ,‬يسي الراكب ف ظلها مائة عام ل يقطعها‪ ,‬زهرها رياط‪,‬‬
‫وورقها برود‪ ,‬وقضبانا عنب‪ ,‬وبطحاؤها يا قوت‪ ,‬وترابا كافور‪ ,‬ووحلها مسك‪ ,‬يرج‬
‫من أصلها أنار المر واللب والعسل‪ ,‬وهي ملس لهل النة‪ ,‬فبينما هم ف ملسهم إذ‬
‫أتت هم ملئ كة من رب م يقودون نبا مزمو مة‪ ,‬ب سلسل من ذ هب‪ ,‬وجوه ها كال صابيح‬
‫ح سنا‪ ,‬ووبر ها ك خز الرعزي من لي نه‪ ,‬علي ها رحال ألواح ها من ياقوت‪ ,‬ودفوف ها من‬
‫ذ هب‪ ,‬وثياب ا من سندس وإ ستبق‪ ,‬فينيخون ا يقولون‪ :‬إن رب نا أر سلنا إلي كم لتزوروه‬
‫وت سلموا عل يه‪ .‬قال‪ :‬فيكبون ا ف هي أ سرع من الطائر‪ ,‬وأو طأ من الفراش‪ ,‬نبا من غ ي‬

‫‪387‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مه نة‪ ,‬ي سي الر جل إل ج نب أخ يه و هو يكل مه ويناج يه‪ ,‬ل ت صيب أذن راحلة من ها أذن‬
‫الَخرى‪ ,‬ول برك رحلة برك الخرى‪ ,‬حتب إن الشجرة لتتنحبى عبن طريقهبم لئل تفرق‬
‫ب ي الر جل وأخ يه‪ ,‬قال‪ :‬فيأتون إل الرح ن الرح يم في سفر ل م عن وج هه الكر ي ح ت‬
‫ينظروا إليه‪ ,‬فإذا رأوه قالوا‪ :‬اللهم أنت السلم ومنك السلم وحق لك اللل والكرام‪,‬‬
‫قال‪ :‬فيقول تعال عند ذلك‪ :‬أنا السلم ومن السلم وعليكم حقت رحت ومبت‪ ,‬مرحبا‬
‫بعبادي الذ ين خشو ن بغ يب وأطاعوا أمري‪ ,‬قال‪ :‬فيقولون‪ :‬رب نا ل نعبدك حق عباد تك‪,‬‬
‫ول نقدرك حق قدرك‪ ,‬فأذن ل نا ف ال سجود قدا مك‪ .‬قال‪ :‬فيقول ال‪ :‬إن ا لي ست بدار‬
‫نصب ول عبادة‪ ,‬ولكنها دار ملك ونعيم‪ ,‬وإن قد رفعت عنكم نصب العبادة‪ ,‬فسلون ما‬
‫شئ تم‪ ,‬فإن ل كل ر جل من كم أمني ته‪ ,‬في سألونه ح ت أن أق صرهم أمن ية ليقول‪ :‬ر ب تنا فس‬
‫أهل الدنيا ف دنياهم فتضايقوا فيها رب فآتن مثل كل شيء كانوا فيها من يوم خلقتها‬
‫إل أن انتهت الدنيا‪ ,‬فيقول ال تعال‪ :‬لقد قصرت بك أمنيتك‪ ,‬ولقد سألت دون منلتك‪,‬‬
‫هذا لك م ن‪ ,‬و سأتفك بنل ت ل نه ل يس ف عطائي ن كد ول ق صر يد‪ ,‬قال‪ :‬ث يقول‪:‬‬
‫اعرضوا على عبادي مبا ل يبلغ أمانيهبم‪ ,‬ول يطبر لمب على بال‪ ,‬قال‪ :‬فيعرضون عليهبم‬
‫حت تقصر بم أمانيهم الت ف أنفسهم‪ ,‬فيكون فيما يعرضون عليهم براذين مقرنة‪ ,‬على‬
‫كل أربعة منها سرير من ياقوتة واحدة‪ ,‬على كل سرير منها قبة من ذهب‪ ,‬مفرغة ف كل‬
‫قبة منها فرش من فرش النة‪ ,‬متظاهرة ف كل قبة منها جاريتان من الور العي‪ ,‬على كل‬
‫جارية منهن ثوبان من ثياب النة‪ ,‬وليس ف النة لون إل وهو فيهما‪ ,‬ول ريح ول طيب‬
‫إل قد عبق بما‪ ,‬ينفذ ضوء وجوههما غلظ القبة حت يظن من يراها أنما دون القبة‪,‬‬
‫يرى مهما من فوق سوقهما كالسلك البيض ف ياقوتة حراء يريان له من الفضل على‬
‫صاحبته كفضل الشمس على الجارة أو أفضل‪ ,‬ويرى هو لما مثل ذلك ويدخل إليهما‬
‫فيحييا نه‪ ,‬ويقبل نه‪ ,‬ويتعلقان به‪ ,‬ويقولن له‪ :‬وال ما ظن نا أن ال يلق مثلك ث يأ مر ال‬
‫تعال اللئكة فيسيون بم صفا ف النة حت ينتهي كل رجل منهم إل منلته الت أعدت‬
‫له‪ ,‬وقبد روى هذا الثبر اببن أبب حاتب بسبنده عبن وهبب ببن منببه‪ ,‬وزاد‪ :‬فانظروا إل‬
‫موهوب ربكم الذي وهب لكم‪ ,‬فإذا هو بقباب ف الرفيق العلى‪ ,‬وغرف مبنية من الدر‬
‫والرجان‪ ,‬أبوابا من ذهب‪ ,‬وسررها من ياقوت‪ ,‬وفرشها من سندس وإستبق‪ ,‬ومنابرها‬

‫‪388‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من نور يفور من أبوابا‪ ,‬وعراصها نور مثل شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدري ف‬
‫النهار الض يء‪ ,‬وإذا بق صور شام ة ف أعلى علي ي من الياقوت يز هو نور ها‪ ,‬فلول أ نه‬
‫مسخر إذا للتمع البصار‪ ,‬فما كان من تلك القصور من الياقوت البيض فهو مفروش‬
‫بالرير البيض‪ ,‬وما كان فيها من الياقوت الحر فهو مفروش بالعبقري الحر‪ ,‬وما كان‬
‫في ها من الياقوت الخ ضر ف هو مفروش بال سندس الخ ضر‪ ,‬و ما كان في ها من الياقوت‬
‫الصفر فهو مفروش بالرجوان الصفر‪ ,‬مبوبة بالزمرد الخضر والذهب الحر والفضة‬
‫البيضاء‪ ,‬قوائمهبا وأركاناب مبن الوهبر‪ ,‬وشرفهبا قباب مبن لؤلؤ‪ ,‬وبروجهبا غرف مبن‬
‫الرجان‪ ,‬فلما انصرفوا إل ما أعطاهم ربم‪ ,‬قربت لم براذين من ياقوت أبيض‪ ,‬منفوخ‬
‫فيها الروح‪ ,‬تنبها الولدان الخلدون بيد كل وليد منهم حكمة برذون من تلك الباذين‪,‬‬
‫ولمها وأعنتها من فضة بيضاء منظومة بالدر والياقوت‪ ,‬سروجها سرر موضونة مفروشة‬
‫بالسندس والستبق‪ ,‬فانطلقت بم تلك الباذين تزف بم ببطن رياض النة‪ ,‬فلما انتهوا‬
‫إل منازل م‪ ,‬وجدوا اللئ كة قعودا على منابر من نور ينتظرون م ليزورو هم وي صافحوهم‬
‫ويهنئوهم كرامة ربم‪ ,‬فلما دخلوا قصورهم وجدوا فيها جيع ما تطاول به عليهم‪ ,‬وما‬
‫سألوا وتنوا‪ ,‬وإذا على باب كل ق صر من تلك الق صور أرب عة جنان‪ :‬جنتان ذوا تا أفنان‪,‬‬
‫وجنتان مدهامتان‪ ,‬وفيهمبا عينان نضاختان‪ ,‬وفيهمبا مبن كبل فاكهبة زوجان‪ ,‬وحور‬
‫مقصورات ف اليام‪ ,‬فلما تبوءوا منازلم واستقروا قرارهم‪ ,‬قال لم ربم‪ :‬هل وجدت ما‬
‫و عد رب كم حقا ؟ قالوا‪ :‬ن عم ورب نا‪ .‬قال‪ :‬هل رضي تم ثواب رب كم ؟ قالوا‪ :‬رب نا رضي نا‬
‫فارض عنا‪ .‬قال‪ :‬برضاي عنكم حللتم داري‪ ,‬ونظرت إل وجهي‪ ,‬وصافحتكم ملئكت‪,‬‬
‫فهنيئا لكم‪{ ,‬عطاء غي مذوذ} ليس فيه تنغيص ول تصريد‪ ,‬فعند ذلك قالوا‪ :‬المد ل‬
‫الذي أذهب عنا الزن‪ ,‬وأدخلنا دار القامة من فضله‪ ,‬ل يسنا فيها نصب‪ ,‬ول يسنا فيها‬
‫لغوب‪ ,‬إن رب نا لغفور شكور‪ ,‬وهذا سياق غر يب‪ ,‬وأ ثر عج يب‪ ,‬ولبع ضه شوا هد‪ ,‬ف في‬
‫الصبحيحي أن ال تعال يقول لذلك الرجبل يكون آخبر أهبل النبة دخو ًل النبة‪ :‬تنبّ‪,‬‬
‫فيتمن‪ ,‬حت إذا انتهت به المان يقول ال تعال‪ :‬تن من كذا‪ ,‬وتن من كذا‪ ,‬يذكره‪ ,‬ث‬
‫يقول‪ :‬ذلك لك وعشرة أمثاله‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف صحيح مسلم عن أب ذر‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ال عز وجل «يا‬
‫عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا ف صعيد واحد فسألون فأعطيت‬
‫كل إن سان م سألته ما ن قص ذلك من مل كي شيئا إل ك ما ين قص الخ يط إذا أد خل ف‬
‫الب حر»‪ .‬الد يث بطوله‪ ,‬وقال خالد بن معدان‪ :‬إن ف ال نة شجرة يقال ل ا طو ب‪ ,‬ل ا‬
‫ضروع كلها ترضع صبيان أهل النة‪ ,‬وإن سقط الرأة يكون ف نر من أنار النة يتقلب‬
‫ب‪.‬‬‫بن أبب حاتب‬ ‫بنة‪ ,‬رواه ابب‬
‫بن أربعيب سب‬ ‫بث ابب‬‫بة‪ ,‬فيبعب‬
‫به حتب تقوم القيامب‬ ‫فيب‬

‫ك َوهُ ْم‬
‫ت مِن َقبِْلهَآ ُأمَ مٌ ّلتَتُْل َو عََلْيهِ مُ الّذِ يَ َأوْ َحْينَآ إَِليْ َ‬
‫** كَذَلِ كَ أَرْ َس ْلنَاكَ فِ يَ ُأ ّمةٍ قَدْ َخلَ ْ‬
‫ب‬
‫ب َمتَاب ِ‬‫ب َوإِلَيْه ِ‬ ‫ب َتوَكّلْت ُ‬ ‫ب بِال ّرحْمَـبنِ قُ ْل ُهوَ رَبّبي ل إِلَـبهَ إِ ّل ُهوَ عََليْه ِ‬ ‫يَ ْكفُرُون َ‬
‫يقول تعال ‪ :‬وكما أرسلناك يا ممد ف هذه المة {لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك}‬
‫أي تبلغ هم ر سالة ال إلي هم‪ ,‬كذلك أر سلنا ف ال مم الاض ية الكافرة بال‪ ,‬و قد كذب‬
‫الرسل من قبلك بم أسوة‪ ,‬وكما أوقعنا بأسنا ونقمتنا بأولئك‪ ,‬فليحذر هؤلء من حلول‬
‫الن قم ب م‪ ,‬فإن تكذيب هم لك أ شد من تكذ يب غيك من الر سلي‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬تال‬
‫لقد أرسلنا إل أمم من قبلك} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ولقد كذبت رسل من قبلك فصبوا‬
‫على مبا كذبوا وأوذوا حتب أتاهبم نصبرنا ول مبدل لكلمات ال ولقبد جاءك مبن نببإ‬
‫الرسبلي} أي كيبف نصبرناهم‪ ,‬وجعلنبا العاقببة لمب ولتباعهبم فب الدنيبا والَخرة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و هم يكفرون بالرح ن} أي هذه ال مة ال ت بعثناك في هم يكفرون بالرح ن ل‬
‫يقرون به‪ ,‬لنم كانوا يأنفون من وصف ال بالرحن الرحيم‪ ,‬ولذا أنفوا يوم الديبية أن‬
‫يكتبوا بسم ال الرحن الرحيم‪ ,‬وقالوا‪ :‬ما ندري ما الرحن الرحيم‪ ,‬قاله قتادة‪ ,‬والديث‬
‫ف صحيح البخاري‪ .‬وقد قال ال تعال‪{ :‬قل ادعوا ال أو ادعوا الرحن أيا ما تدعو فله‬
‫الساء السن}‪ .‬وف صحيح مسلم عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬إن أحب الساء إل ال تعال عبد ال وعبد الرحن» {قل هو رب ل إله إل‬
‫هو} أي هذا الذي تكفرون به‪ ,‬أنا مؤمن به معترف‪ ,‬مقر له بالربوبية واللوهية‪ ,‬هو رب‬
‫ل إله إل هو {عليه توكلت} أي ف جيع أموري‪{ ,‬وإليه متاب} أي إليه أرجع وأنيب‪,‬‬
‫فإنببببببه ل يسببببببتحق ذلك أحببببببد سببببببواه‪.‬‬

‫‪390‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ت بِ هِ الرْ ضُ َأوْ كُلّ َم بِ ِه الْ َم ْوتَ َى بَل للّ ِه المْ ُر‬ ‫جبَالُ َأوْ قُ ّطعَ ْ‬
‫ت بِ ِه الْ ِ‬
‫** وََلوْ أَ نّ ُقرْآنا ُسيّرَ ْ‬
‫جَمِيعا أَفَلَ ْم َيْيأَ سِ الّذِي نَ آ َمُن َواْ أَن ّل ْو يَشَآءُ اللّ هُ َلهَدَى النّا سَ جَمِيعا وَلَ يَزَا ُل الّذِي نَ َك َفرُواْ‬
‫صَنعُواْ قَا ِر َعةٌ َأوْ َتحُلّ قَرِيبا مّن دَا ِرهِ مْ َحتّ َى َيأْتِ يَ َوعْدُ اللّ هِ إِ نّ اللّ هَ لَ يُخْلِ فُ‬
‫تُ صِيُبهُم بِمَا َ‬
‫الْمِيعَادَ‬
‫يقول تعال مادحا للقرآن الذي أنزله على م مد صلى ال عل يه و سلم ومفضلً له على‬
‫سائر الك تب النلة قبله {ولو أن قرآنا سيت به البال} أي لو كان ف الك تب الاض ية‬
‫كتاب ت سي به البال عن أماكن ها‪ ,‬أو تق طع به الرض وتن شق‪ ,‬أو تكلم به الو تى ف‬
‫قبورهبم‪ ,‬لكان هذا القرآن هبو التصبف بذلك دون غيه‪ ,‬أو بطريبق الول أن يكون‬
‫كذلك ل ا ف يه من العجاز الذي ل ي ستطيع الن سان وال ن عن آخر هم إذا اجتمعوا أن‬
‫يأتوا بثله‪ ,‬ول بسورة من مثله‪ ,‬ومع هذا فهؤلء الشركون كافرون به‪ ,‬جاحدون له {بل‬
‫ل المر جيعا} أي مرجع المور كلها إل ال عز وجل‪ ,‬ما شاء ال كان‪ ,‬وما ل يشأ ل‬
‫يكن‪ ,‬ومن يضلل ال فل هادي له‪ ,‬ومن يهد ال فما له من مضل‪ ,‬وقد يطلق اسم القرآن‬
‫على كببل مببن الكتببب التقدمببة‪ ,‬لنببه مشتببق مببن الميببع‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن هام بن منبه‪ .‬قال‪ :‬هذا ما حدثنا‬
‫أبو هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «خففت على داود القراءة فكان يأمر‬
‫بدابته أن تسرج‪ ,‬فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته‪ ,‬وكان ل يأكل إل من عمل‬
‫يديبه» انفرد بإخراجبه البخاري‪ .‬والراد بالقرآن هبو الزبور‪ .‬وقوله {أفلم ييأس الذيبن‬
‫آمنوا} أي من إيان ج يع اللق ويعلموا‪ ,‬أو ي تبينوا {أن لو يشاء ال لدى الناس جيعا}‬
‫فإ نه ل يس ث ح جة ول معجزة أبلغ ول أن ع ف العقول والنفوس من هذا القرآن الذي لو‬
‫أنزله ال على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال‪ .‬وثبت ف الصحيح أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ما من نب إل وقد أوت ما آمن على مثله الب شر‪ ,‬وإنا كان‬
‫الذي أوتيتبه وحيا أوحاه ال إل‪ ,‬فأرجبو أن أكون أكثرهبم تابعا يوم القيامبة»‪ ,‬معناه أن‬
‫معجزة كل نب انقرضت بوته‪ ,‬وهذا القرآن حجة باقية على الَباد ل تنقضي عجائبه ول‬

‫‪391‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يلق عن كثرة الرد ول يشبع منه العلماء هو الفصل ليس بالزل من تركه من جبار قصمه‬
‫ال‪ ,‬ومبببببببن ابتغبببببببى الدى مبببببببن غيه أضله ال‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا منجاب بن الارث‪ ,‬أنبأنا بشر بن عمارة‪,‬‬
‫حدثنا عمر بن حسان عن عطية العوف قال‪ :‬قلت له‪{ :‬ولو أ نّ قرآنا سيت به البال}‬
‫الَ ية‪ ,‬قالوا لح مد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬لو سيت ل نا جبال م كة ح ت تت سع‪ ,‬فنحرث‬
‫في ها‪ ,‬أو قط عت ل نا الرض ك ما كان سليمان يق طع لقومه بالر يح‪ ,‬أو أحي يت ل نا الو تى‬
‫ك ما كان عي سى ي يي الو تى لقو مه‪ ,‬فأنزل ال هذه الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬قلت‪ :‬هل تروون هذا‬
‫الديث عن أحد من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬نعم عن أب سعيد عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكذا روى ابن عباس والشعب وقتادة والثوري وغي واحد ف سبب‬
‫نزول هذه الَ ية‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬لو ف عل هذا بقرآن غ ي قرآن كم لف عل بقرآن كم‪.‬‬
‫وقوله {بل ل المر جيعا} قال ابن عباس‪ :‬أي ل يصنع من ذلك إل ما شاء ول يكن‬
‫ليفعل‪ ,‬رواه ابن إسحاق بسنده عنه‪ ,‬وقاله ابن جرير أيضا‪ .‬وقال غي واحد من السلف ف‬
‫قوله {أفلم ييأس الذيبن آمنوا}‪ :‬أفلم يعلم الذيبن آمنوا‪ ,‬وقرأ آخرون‪ :‬أفلم يتببي الذيبن‬
‫آمنوا أن لو يشاء ال لدى الناس جيعا‪ .‬وقال أ بو العال ية‪ :‬قد يئس الذ ين آمنوا أن يهدوا‪,‬‬
‫ولو يشاء ال لدى الناس جيعا‪ .‬وقوله‪{ :‬ول يزال الذين كفروا تصيبهم با صنعوا قارعة‬
‫أو تل قريبا من دارهم} أي بسبب تكذيبهم ل تزال القوارع تصيبهم ف الدنيا أو تصيب‬
‫من حولم‪ ,‬ليتعظوا ويعتبوا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا‬
‫الَيات لعلهبم يرجعون} وقال {أفل يرون أنبا نأتب الرض ننقصبها مبن أطرافهبا أفهبم‬
‫الغالبون}‪ .‬قال قتادة عن السن {أو تل قريبا من دارهم} أي القارعة وهذا هو الظاهر‬
‫مببببببببببببببببن السببببببببببببببببياق‪.‬‬
‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا السعودي عن قتادة عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‬
‫ف قوله‪{ :‬ول يزال الذ ين كفروا ت صيبهم ب ا صنعوا قار عة} قال‪ :‬سرية‪{ ,‬أو ت ل قريبا‬
‫من دار هم} قال م مد صلى ال عل يه و سلم‪{ :‬ح ت يأ ت و عد ال} قال «ف تح م كة»‪,‬‬
‫وهكذا قال عكرمبة وسبعيد ببن جببي وماهبد فب روايبة‪ ,‬وقال العوفب عبن اببن عباس‬
‫{ت صيبهم ب ا صنعوا قار عة} قال‪ :‬عذاب من ال سماء ينل علي هم {أو ت ل قريبا من‬

‫‪392‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫دار هم} يع ن نزول ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب م وقتاله إيا هم‪ ,‬وكذا قال ما هد‬
‫وقتادة‪ .‬وقال عكرمة ف رواية عن ابن عباس {قارعة} أي نكبة‪ .‬وكلهم قال {حت يأت‬
‫و عد ال} يع ن ف تح م كة‪ .‬وقال ال سن الب صري‪ :‬يوم القيا مة‪ ,‬وقوله‪{ :‬إن ال ل يلف‬
‫اليعاد} أي ل ينقض وعده لرسله بالنصرة لم ولتباعهم ف الدنيا والَخرة {فل تسب‬
‫ال ملف وعده رسبببببببببله إن ال عزيبببببببببز ذو انتقام}‪.‬‬

‫** وََلقَ ِد ا ْسُتهْزِى َء بِرُسُ ٍل مّن َقبْلِكَ َفَأمَْليْتُ ِللّذِي نَ َكفَرُواْ ثُمّ أَخَ ْذُتهُمْ َف َكيْفَ كَا َن ِعقَابِ‬
‫يقول تعال مسليا لرسوله صلى ال عليه وسلم ف تكذيب من كذبه من قومه‪{ :‬ولقد‬
‫ا ستهزىء بر سل من قبلك} أي فلك في هم أ سوة {فأمل يت للذ ين كفروا} أي أنظرت م‬
‫وأجلتهم‪{ ,‬ث أخذتم} أخذة رابية‪ ,‬فكيف بلغك ما صنعت بم وعاقبتهم وأمليت لم‪,‬‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬وكأ ين من قر ية أمل يت ل ا و هي ظال ة ث أخذت ا وإل ال صي} و ف‬
‫الصحيحي «إن ال ليملي للظال حت إذا أخذه ل يفلته» ث قرأ رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسبلم {وكذلك أخبذ رببك إذا أخبذ القرى وهبي ظالةب إن أخذه أليبم شديبد}‪.‬‬

‫سَبتْ َو َجعَلُواْ للّ ِه شُرَكَآءَ ُقلْ سَمّوهُمْ أَ مْ ُتَنبّئُونَ ُه‬


‫س بِمَا كَ َ‬
‫** أَفَ َم ْن ُهوَ قَآئِ ٌم عََلىَ كُ ّل َنفْ ٍ‬
‫بِمَا َل َيعْلَ مُ فِي الرْ ضِ أَم بِظَاهِ ٍر مّ َن اْل َقوْلِ بَلْ ُزيّ نَ لِلّذِي نَ َكفَرُوْا َمكْ ُرهُ ْم وَ صُدّواْ عَ نِ‬
‫ب هَادٍ‬ ‫ب مِنببب ْ‬ ‫السببببّبِي ِل وَمَببببن ُيضْلِلِ اللّهببببُ فَمَببببا لَهببب ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬أفمن هو قائم على كل نفس با كسبت} أي حفيظ عليم رقيب على‬
‫كل نفس منفوسة يعلم ما يعمل العاملون من خي وشر‪ ,‬ول يفى عليه خافية {وما تكون‬
‫ف شأن و ما تتلو م نه من قرآن ول تعملون من ع مل إل ك نا علي كم شهودا إذ تفيضون‬
‫فيه}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وما تسقط من ورقة إل يعلمها}‪ ,‬وقال‪{ :‬وما من دابة ف الرض إل‬
‫على ال رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل ف كتاب مبي}‪ ,‬وقال‪{ :‬سواء منكم من‬
‫أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار}‪ ,‬وقال‪{ :‬يعلم السر‬
‫وأخ فى}‪ ,‬وقال‪{ :‬و هو مع كم أ ين ما كن تم وال ب ا تعملون ب صي} أف من هو كذلك‬

‫‪393‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كالصبنام التب يعبدوناب‪ ,‬ل تسبمع ول تبصبر‪ ,‬ول تعقبل‪ ,‬ول تلك نفعا لنفسبها ول‬
‫لعابديهبا‪ ,‬ول كشبف ضبر عنهبا ول عبن عابديهبا ؟ وحذف هذا الواب اكتفاء بدللة‬
‫ال سياق عل يه و هو قوله‪{ :‬وجعلوا ل شركاء} أي عبدو ها م عه من أ صنام وأنداد وأوثان‬
‫{قل سوهم} أي أعلمونا بم‪ ,‬واكشفوا عنهم حت يعرفوا‪ ,‬فإنم ل حقيقة لم‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬أم تنبئونه با ل يعلم ف الرض} أي ل وجود له‪ ,‬لنه لو كان له وجود ف الرض‬
‫لعلمها‪ ,‬لنه ل تفى عليه خافية {أم بظاهر من القول} قال ماهد‪ :‬بظن من القول‪ .‬وقال‬
‫الضحاك وقتادة‪ :‬بباطل من القول‪ ,‬أي إنا عبدت هذه الصنام بظن منكم أنا تنفع وتضر‬
‫وسيتموها آلة {إن هي إل أساء سيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل ال با من سلطان * إن‬
‫يتبعون إل ال ظن و ما توى الن فس ول قد جاء هم من رب م الدى‪ ,‬بل ز ين للذ ين كفروا‬
‫مكرهم} قال ماهد‪ :‬قولم أي ما هم عليه من الضلل والدعوة إليه آناء الليل وأطراف‬
‫النهار كقوله تعال‪{ :‬وقيضنا لم قرناء فزينوا لم} الَية‪{ ,‬وصدوا عن السبيل} من قرأها‬
‫بفتح الصاد معناه أنه لا زين لم ما هم فيه‪ ,‬وأنه حق دعوا إليه‪ ,‬وصدوا الناس عن اتباع‬
‫طريق الرسل‪ ,‬ومن قرأها بالضم أي با زين لم من صحة ما هم عليه‪ ,‬صدوا به عن سبيل‬
‫ال‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ومن يضلل ال فما له من هاد} كما قال {ومن يرد ال فتنته فلن تلك‬
‫له من ال شيئا} وقال {إن ترص على هدا هم فإن ال ل يهدي من ي ضل و ما ل م من‬
‫ناصبببببببببببببببببببببببببببببببببرين}‪.‬‬

‫حيَاةِ ال ّدنْيَا وََلعَذَا بُ الَُ ِخ َرةِ َأشَ ّق َومَا َلهُم مّ نَ اللّ ِه مِن وَا قٍ * ّمثَ ُل‬
‫** ّلهُ ْم عَذَا بٌ فِي الْ َ‬
‫ك ُع ْقبَ َى الّذِي نَ‬
‫حتِهَا الْنهَارُ أُكُلُهَا دَآئِ ٌم ِوظِلّهَا تِلْ َ‬
‫جّنةِ الّتِي ُوعِدَ الْ ُمتّقُو َن تَجْرِي مِن تَ ْ‬ ‫الْ َ‬
‫ب النّارُ‬‫اّتقَواْ ّو ُعقْبَبببببببببببببى الْكَافِرِينبببببببببببب َ‬
‫ذ كر تعال عقاب الكفار وثواب البرار‪ ,‬فقال ب عد إخباره عن حال الشرك ي و ما هم‬
‫ل وأ سرا‪,‬‬ ‫عل يه من الك فر والشرك {ل م عذاب ف الياة الدن يا} أي بأيدي الؤمن ي قت ً‬
‫{ولعذاب الَخرة} أي الدخر مع هذا الزي ف الدنيا {أشق} أي من هذا بكثي‪ ,‬كما‬
‫قال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم للمتلعنيب‪« :‬إن عذاب الدنيبا أهون مبن عذاب‬
‫الَخرة» وهو كما قال صلوات ال وسلمه عليه‪ ,‬فإن عذاب الدنيا له انقضاء‪ ,‬وذاك دائم‬

‫‪394‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أبدا ف نار هي بالنسبة إل هذه سبعون ضعفا‪ ,‬ووثاق ل يتصور كثافته وشدته‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬فيومئذ ل يعذب عذا به أ حد ول يو ثق وثا قه ا حد}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وأعتد نا ل ن‬
‫كذب بالساعة سعيا * إذا رأتم من مكان بعيد سعوا لا تغيظا وزفيا * وإذا ألقوا منها‬
‫مكانا ضيقا مقرنيب دعوا هناك ثبورا * ل تدعبو اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيا *‬
‫قل أذلك خ ي أم جنة اللد ال ت و عد التقون كا نت ل م جزا ًء ومصيا}‪ ,‬ولذا قرن هذا‬
‫بقوله‪{ :‬م ثل ال نة ال ت و عد التقون} أي صفتها ونعت ها {تري من تت ها النار} أي‬
‫سارحة ف أرجائ ها وجوانب ها‪ ,‬وح يث شاء أهل ها يفجرون ا تفجيا‪ ,‬أي ي صرفونا ك يف‬
‫شاءوا وأين شاءوا‪ ,‬كقوله‪{ :‬مثل النة الت وعد التقون فيها أنار من ماء غي آسن وأنار‬
‫من لب ل يتغي طعمه وأنار من خر لذة للشاربي وأنار من عسل مصفى ولم فيها من‬
‫كبببببببببببببل الثمرات ومغفرة} الَيبببببببببببببة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أكل ها دائم وظل ها} أي في ها الفوا كه والطا عم والشارب لانقطاع ول فناء‪,‬‬
‫وف الصحيحي من حديث ابن عباس ف صلة الكسوف‪ ,‬وفيه قالوا‪ :‬يا رسول ال رأيناك‬
‫تناولت شيئا ف مقا مك هذا‪ ,‬ث رأيناك تكعك عت‪ ,‬فقال‪« :‬إ ن رأ يت ال نة ب أو أر يت‬
‫النة ب فتناولت منها عنقودا‪ ,‬ولو أخذته لكلتم منه ما بقيت الدنيا»‪ .‬وقال الافظ أبو‬
‫يعلى‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ,‬حدثنا عبد ال بن جعفر‪ ,‬حدثنا عبيد ال‪ ,‬حدثنا أبو عقيل عن‬
‫جابر قال‪ :‬بينما نن ف صلة الظهر إذ تقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم فتقدمنا‪ ,‬ث‬
‫تناول شيئا ليأخذه ث تأ خر‪ ,‬فل ما ق ضى ال صلة‪ ,‬قال له أ ب بن ك عب‪ :‬يا ر سول ال‪,‬‬
‫صنعت اليوم ف الصلة شيئا ما رأيناك كنت تصنعه‪ ,‬فقال‪« :‬إن عرضت علي النة وما‬
‫فيها من الزهرة والنضرة‪ ,‬فتناولت منها قطفا من عنب لَتيكم به‪ ,‬فحيل بين وبينه‪ ,‬ولو‬
‫أتيتكم به لكل منه من بي السماء والرض ل ينقصونه»‪ .‬وروى مسلم من حديث أب‬
‫الزبي عن جابر شاهدا لبعضه‪ ,‬وعن عتبة بن عبد السلمي أن أعرابيا سأل النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم عن ال نة‪ ,‬فقال‪ :‬في ها ع نب ؟ قال‪« :‬ن عم»‪ .‬قال‪ :‬ف ما ع ظم العنقود ؟ قال‪:‬‬
‫«مسببية شهببر للغراب البقببع ول يفتببر»‪ ,‬رواه المام أحدبب‪.‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا معاذ بن الثن‪ ,‬حدثنا علي بن الدين‪ ,‬حدثنا ريان بن سعيد عن‬
‫عباد بن منصور‪ ,‬عن أيوب عن أب قلبة عن أب أساء‪ ,‬عن ثوبان قال‪ :‬قال رسول ال‬

‫‪395‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن الرجل إذا نزع ثرة من النة عادت مكانا أخرى»‪ .‬وعن جابر‬
‫بن ع بد ال قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪« :‬يأ كل أ هل ال نة ويشربون‪ ,‬ول‬
‫يتمخطون ول يتغوطون‪ ,‬ول يبولون‪ ,‬طعامهبم جشاء كريبح السبك‪ ,‬ويلهمون التسببيح‬
‫والتقد يس ك ما يلهمون الن فس» رواه م سلم‪ ,‬وروى المام أح د والن سائي من حد يث‬
‫العمش عن تام بن عقبة‪ ,‬سعت زيد بن أرقم قال‪ :‬جاء رجل من أهل الكتاب فقال‪ :‬يا‬
‫أبا القاسم‪ :‬تزعم أن أهل النة يأكلون ويشربون ؟ قال‪« :‬نعم‪ ,‬والذي نفس ممد بيده‪,‬‬
‫إن الر جل من هم ليع طى قوة مائة ر جل ف ال كل والشرب والماع والشهوة»‪ .‬قال‪ :‬إن‬
‫الذي يأكل ويشرب تكون له الاجة‪ ,‬وليس ف النة أذى ؟ قال‪« :‬تكون حاجة أحدهم‬
‫رشحا يفيبض مبن جلودهبم كريبح السبك فيضمبر بطنبه» رواه المام أحدب والنسبائي‪.‬‬
‫وقال ال سن بن عر فة‪ :‬حدث نا خلف بن خلي فة عن ح يد العرج‪ ,‬عن ع بد ال بن‬
‫الارث‪ ,‬عن ع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ل ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬إنك لتنظر إل الطي ف النة‪ ,‬فيخر بي يديك مشويا» وجاء ف بعض الحاديث‬
‫أ نه إذا فرغ م نه عاد طائرا ك ما كان بإذن ال تعال‪ ,‬و قد قال ال تعال‪{ :‬وفاك هة كثية‬
‫ل مقطو عة ول منو عة}‪ ,‬وقال { ودان ية علي هم ظلل ا وذللت قطوف ها تذليلً} وكذلك‬
‫ظل ها ل يزول ول يقلص‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬والذ ين آمنوا وعملوا ال صالات سندخلهم‬
‫ب النار خالديبن فيهبا أبدا لمب فيهبا أزواج مطهرة وندخلهبم ظلً‬
‫جنات تري مبن تته ا‬
‫ظليلً}‪.‬‬
‫وقد تقدم ف الصحيحي من غي وجه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن ف‬
‫النة شجرة يسي الراكب الجد الواد الضمر السريع ف ظلها مائة عام ل يقطعها» ث قرأ‬
‫{وظل مدود} وكثيا ما يقرن ال تعال بي صفة النة وصفة النار ليغب ف النة ويذر‬
‫من النار‪ ,‬ولذا ل ا ذ كر صفة ال نة ب ا ذ كر قال بعده‪{ :‬تلك ع قب الذ ين اتقوا وع قب‬
‫الكافر ين النار}‪ .‬ك ما قال تعال‪{ :‬ل ي ستوي أ صحاب النار وأ صحاب ال نة‪ ,‬أ صحاب‬
‫النة هم الفائزون}‪ .‬وقال بلل بن سعد خطيب دمشق ف بعض خطبه‪ :‬عباد ال‪ ,‬هل‬
‫جاءكم مب يبكم أن شيئا من عبادتكم تقبلت منكم‪ ,‬أو أن شيئا من خطاياكم غفرت‬
‫لكم ؟ {أفحسبتم أنا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون}‪ ,‬وال لو عجل لكم الثواب‬

‫‪396‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف الدنيا ل ستقللتم كلكم ما افترض عليكم‪ ,‬أو ترغبون ف طاعة ال لتعجيل دنياكم ول‬
‫تنافسبببون فببب جنبببة {أكلهبببا دائم} رواه اببببن أبببب حاتببب‪.‬‬

‫ب مَن يُنكِ ُر َب ْعضَهُ قُلْ ِإنّمَآ‬‫** وَالّذِينَ آَتْينَاهُ ُم اْلكِتَابَ َيفْ َرحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إَِليْكَ َومِنَ الحْزَا ِ‬
‫ُأمِرْ تُ أَ نْ َأ ْعبُدَ اللّ َه وَل ُأشْرِ َك بِ هِ إَِليْ هِ أَدْعُو َوإَِليْ هِ مَآ بِ * وَكَذَلِ كَ أَنزَْلنَا هُ ُحكْما َع َربِيّا‬
‫َاقب‬
‫ِنب اللّهِب مِن وَلِيّب وَ َل و ٍ‬ ‫ِنب اْلعِلْمِب مَا لَكَب م َ‬
‫َكب م َ‬‫ْتبَأهْوَاءَهُم َبعْ َد مَا جَآء َ‬ ‫ِنب اتَّبع َ‬ ‫وََلئ ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬والذين آتيناهم الكتاب} وهم قائمون بقتضاه {يفرحون با أنزل إليك}‬
‫أي من القرآن لا ف كتبهم من الشواهد على صدقه والبشارة به‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬الذين‬
‫آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلوته} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬قل آمنوا به أو ل تؤمنوا ب إل‬
‫قوله ب إن كان وعد ربنا لفعولً} أي إن كان ما وعدنا ال به ف كتبنا من إرسال ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم لقا وصدقا مفعولً ل مالة وكائنا‪ ,‬فسبحانه ما أصدق وعده‪ ,‬فله‬
‫المبد وحده {ويرّون للذقان يبكون ويزيدهبم خشوعا}‪ ,‬وقوله {ومبن الحزاب مبن‬
‫ين كر بع ضه} أي و من الطوائف من يكذب بب عض ما أنزل إل يك‪ .‬وقال ما هد {و من‬
‫الحزاب} أي اليهود والنصارى {من ينكر بعضه} أي بعض ما جاءك من الق‪ ,‬وكذا‬
‫قال قتادة وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬وهذا كما قال تعال‪{ :‬وإن من أهل الكتاب لن‬
‫يؤ من بال} الَ ية‪ { ,‬قل إن ا أمرت أن أع بد ال ول أشرك به} أي إن ا بع ثت بعبادة ال‬
‫وحده ل شريك له‪ ,‬كما أرسل النبياء من قبلي {إليه أدعو} أي إل سبيله أدعو الناس‬
‫{وإليببببببه مآب} أي مرجعببببببي ومصببببببيي‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وكذلك أنزلناه حكما عربيا} أي وك ما أر سلناقبلك الر سلي‪ ,‬وأنزل نا علي هم‬
‫الك تب من ال سماء‪ ,‬كذلك أنزل نا عل يك القرآن مكما معربا‪ ,‬شرفناك به‪ ,‬وفضلناك على‬
‫من سواك بذا الكتاب ال بي الوا ضح اللي الذي {ل يأتيه البا طل من ب ي يد يه ول من‬
‫خلفه تنيل من حكيم حيد}‪ .‬وقوله‪{ :‬ولئن اتبعت أهواءهم} أي آراءهم {بعدما جاءك‬
‫من العلم} أي من ال سبحانه {مالك من ال من ولّ ول واق} وهذا وعيد لهل العلم‬
‫أن يتبعوا سبل أهل الضللة بعدما صاروا إليه من سلوك السنة النبوية والحجة الحمدية‪,‬‬
‫ببببلم‪.‬‬ ‫ببببلة والسب‬ ‫ببببل الصب‬ ‫بببب أفضب‬ ‫ببببن جاء باب‬ ‫على مب‬

‫‪397‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ك وَ َج َع ْلنَا َلهُمْ أَ ْزوَاجا َوذُ ّرّي ًة َومَا كَا نَ لِرَسُولٍ أَن َي ْأتِيَ بِآَيةٍ‬
‫ل مّن َقبْلِ َ‬
‫** وََلقَدْ أَرْسَ ْلنَا رُ ُس ً‬
‫َابب‬
‫ُمب اْل ِكت ِ‬ ‫َهب أ ّ‬
‫ِتب َوعِند ُ‬
‫ّهب م َا يَشَآ ُء َويُْثب ُ‬
‫َابب * يَمْح ُو الل ُ‬ ‫ّهب ِلكُلّ أَجَلٍ ِكت ٌ‬ ‫ْنب الل ِ‬‫إِلّ بِِإذ ِ‬
‫يقول تعال‪ :‬وكمبا أرسبلناك يبا ممبد رسبولً بشريا‪ ,‬كذلك قبد بعثنبا الرسبلي قبلك‬
‫بشرا‪ ,‬يأكلون الطعام‪ ,‬ويشون ف ال سواق‪ ,‬ويأتون الزوجات‪ ,‬ويولد ل م‪ ,‬وجعل نا ل م‬
‫أزواجا وذرية‪ ,‬وقد قال تعال لشرف الرسل وخاتهم {قل إناأنا بشر مثلكم يوحى إلّ}‬
‫و ف ال صحيحي أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬أ ما أ نا فأ صوم وأف طر‪ ,‬وأقوم‬
‫وأنام‪ ,‬وآكل اللحم‪ ,‬وأتزوج النساء‪ ,‬فمن رغب عن سنت فليس من»‪ .‬وقال المام أحد‪:‬‬
‫حدث نا يز يد‪ ,‬أنبأ نا الجاج بن أرطاة عن مكحول قال‪ :‬قال أ بو أيوب‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬أربع من سنن الرسلي‪ :‬التعطر والنكاح‪ .‬والسواك‪ ,‬والناء»‪ .‬وقد‬
‫رواه أ بو عي سى الترمذي عن سفيان بن وك يع عن ح فص بن غياث‪ ,‬عن الجاج‪ ,‬عن‬
‫مكحول‪ ,‬عن أب الشمال‪ ,‬عن أب أيوب فذكره‪ ,‬ث قال‪ :‬وهذا أصح من الديث الذي ل‬
‫يذكببببببببببر فيببببببببببه أبببببببببببو الشمال‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وما كان لرسول أن يأت بآية إل بإذن ال} أي ل يكن يأت قومه بارق إل إذا‬
‫أذن له فيه‪ ,‬ليس ذلك إليه بل إل ال عز وجل يفعل ما يشاء ويكم ما يريد‪{ ,‬لكل أجل‬
‫كتاب} أي لكل مدة مضروبة‪ ,‬كتاب مكتوب با‪ ,‬وكل شيء عنده بقدار {أل تعلم أن‬
‫ال يعلم ما ف السماء والرض إن ذلك ف كتاب إن ذلك على ال يسي} وكان الضحاك‬
‫بن مزا حم يقول ف قوله‪{ :‬ل كل أ جل كتاب} أي ل كل كتاب أ جل‪ ,‬يع ن ل كل كتاب‬
‫أنزله من ال سماء مدة مضروبة عند ال‪ ,‬ومقدار مع ي‪ ,‬فلهذا {ي حو ال ما يشاء} منها‪,‬‬
‫{ويثبت} يعن حت نسخت كلها بالقرآن الذي أنزله ال على رسوله صوات ال وسلمه‬
‫عليه‪ .‬وقوله {يحو ال ما يشاء ويثبت} اختلف الفسرون ف ذلك فقال الثوري ووكيع‬
‫وهشيم عن ابن أب ليلى‪ ,‬عن النهال بن عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبي! عن ابن عباس‪ :‬يدبر‬
‫أمر السنة‪ ,‬فيمحو ال ما يشاء إل الشقاء والسعادة والياة والوت‪ ,‬وف رواية {يحو ال‬
‫مبا يشاء ويثببت} قال‪ :‬كبل شيبء إل الوت والياة والشقاء والسبعادة‪ ,‬فإنمبا قبد فرغ‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببببببببا‪.‬‬ ‫منهمب‬

‫‪398‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ما هد {ي حو ال ما يشاء ويث بت} إل الياة والوت والشقاء وال سعادة فإن ما ل‬
‫يتغيان‪ .‬وقال منصبور‪ :‬سبألت ماهدا‪ ,‬فقلت‪ :‬أرأيبت دعاء أحد نا يقول‪ :‬الل هم إن كان‬
‫ا سي ف ال سعداء فأثب ته في هم‪ ,‬وإن كان ف الشقياء فام ه عن هم‪ ,‬واجعله ف ال سعداء ؟‬
‫فقال‪ :‬حسن‪ :‬ث لقيته بعد ذلك بول أو أكثر‪ ,‬فسألته عن ذلك فقال‪{ :‬إنا أنزلناه ف ليلة‬
‫مباركة} الَيتي‪ ,‬قال‪ :‬يقضي ف ليلة القدر ما يكون ف السنة من رزق أو مصيبة‪ ,‬ث يقدم‬
‫ما يشاء ويؤخر ما يشاء‪ ,‬فأما كتاب السعادة والشقاوة فهو ثابت ل يغي‪ ,‬وقال العمش‪,‬‬
‫عن أب وائل شقيق بن سلمة‪ :‬إنه كان كثيا ما يدعو بذا الدعاء‪ :‬اللهم إن كنت كتبتنا‬
‫أشقياء‪ ,‬فامه واكتبنا سعداء‪ ,‬وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا‪ ,‬فإنك تحو ما تشاء وتثبت‪,‬‬
‫وعندك أم الكتاب‪ ,‬رواه ا بن جر ير‪ ,‬وقال ا بن جر ير أيضا‪ :‬حدث نا عمرو بن علي حدث نا‬
‫معاذ بن هشام‪ ,‬حدث نا أ ب عن أ ب حكي مة ع صمة‪ ,‬عن أ ب عثمان النهدي أن ع مر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه قال وهو يطوف بالبيت ويبكي‪ :‬اللهم إن كنت كتبت علي شقوة‬
‫أو ذنبا فام ه‪ ,‬فإ نك ت حو ما تشاء وتث بت‪ ,‬وعندك أم الكتاب‪ ,‬فاجعله سعادة ومغفرة‪.‬‬
‫وقال حاد عن خالد الذاء‪ ,‬عن أب قلبة‪ ,‬عن ابن مسعود رضي ال عنه أنه كان يدعو‬
‫بذا الدعاء أيضا‪ .‬ورواه شر يك عن هلل بن ح يد‪ ,‬عن ع بد ال بن عك يم‪ ,‬عن ا بن‬
‫مسعود بثله‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن الثن‪ ,‬حدثنا حجاج‪ ,‬حدثنا خصاف عن أب حزة‪,‬‬
‫ب أميب الؤمنيب‪ ,‬لول آيبة فب كتاب ال‬ ‫عبن إبراهيبم‪ ,‬أن كعبا قال لعمبر ببن الطاب‪ :‬ي ا‬
‫لنبأتك با هو كائن إل يوم القيامة‪ .‬قال‪ :‬وما هي ؟ قال‪ :‬قول ال تعال‪{ :‬يحو ال ما‬
‫يشاء} الَية‪ ,‬ومعن هذه القوال أن القدار ينسخ ال ما يشاء منها‪ ,‬ويثبت منها ما يشاء‪,‬‬
‫وقد يستأنس لذا القول با ورواه المام احد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬وحدثنا سفيان هو الثوري‪,‬‬
‫عن عبد ال بن عيسى‪ ,‬عن عبد ال بن أب العد‪ ,‬عن ثوبان قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪« :‬إن الر جل ليحرم الرزق بالذ نب ي صيبه‪ ,‬ول يرد القدر إل الدعاء‪ ,‬ول‬
‫يزيبد فب العمبر إل الب»‪ ,‬ورواه النسبائي واببن ماجبه مبن حديبث سبفيان الثوري ببه‪.‬‬
‫وثبت ف الصحيح أن صلة الرحم تزيد ف العمر‪ .‬وف حديث آخر «إن الدعاء والقضاء‬
‫ليعتلجان بي السماء والرض»‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن سهل بن عسكر‪ ,‬حدثنا‬
‫عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا ابن جرير عن عطاء‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬إن ل لوحا مفوظا مسية‬

‫‪399‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خ سمائة عام من درة بيضاء ل ا دفتان من ياقوت ب والدفتان‪ :‬لوحان ب ل عز و جل‪,‬‬
‫كل يوم ثلثائة وستون لظة‪ ,‬يحو ما يشاء ويثبت‪ ,‬وعنده أم الكتاب‪ .‬وقال الليث بن‬
‫سعد عن زيادة بن م مد‪ ,‬عن م مد بن ك عب القر ظي‪ ,‬عن فضالة بن عب يد‪ ,‬عن أ ب‬
‫الدرداء قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يفتح الذكر ف ثلث ساعات يبقي‬
‫من الليل‪ ,‬ف الساعة الول منها ين ظر ف الذكر الذي ل ينظر فيه أحد غيه فيمحو ما‬
‫يشاء ويثبببببت» وذكببببر تام الديببببث‪ ,‬رواه ابببببن جريببببر‪.‬‬
‫وقال الكل ب‪ :‬ي حو ال ما يشاء ويث بت‪ ,‬قال‪ :‬ي حو من الرزق ويز يد ف يه‪ ,‬وي حو من‬
‫الجل ويزيد فيه‪ ,‬فقيل له‪ :‬من حدثك بذا ؟ فقال‪ :‬أبو صال عن جابر بن عبد ال بن‬
‫رئاب‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ث سئل ب عد ذلك عن هذه الَ ية‪ ,‬فقال‪ :‬يك تب‬
‫القول كله حت إذ كان يوم الميس طرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ول عقاب‪ ,‬مثل‬
‫قولك‪ :‬أكلت وشربت‪ ,‬ودخلت وخرجت‪ ,‬ونو ذلك من الكلم‪ ,‬وهو صادق‪ ,‬ويثبت‬
‫ما كان ف يه الثواب وعل يه العقاب‪ ,‬وقال عكر مة عن ا بن عباس‪ :‬الكتاب كتابان‪ ,‬فكتاب‬
‫يحبببببو ال منبببببه مبببببا يشاء ويثببببببت‪ ,‬وعنده أم الكتاب‪,‬‬
‫وقال العوفب عبن اببن عباس فب قوله‪{ :‬يحبو ال مبا يشاء ويثببت وعنده أم الكتاب}‬
‫يقول‪ :‬هو الر جل يع مل الزمان بطا عة ال ث يعود لع صية ال‪ ,‬فيموت على ضللة‪ ,‬ف هو‬
‫الذي يحو‪ ,‬والذي يثبت الرجل يعمل بعصية ال‪ ,‬وقد كان سبق له خي حت يوت وهو‬
‫ف طاعة ال وهو الذي يثبت‪ ,‬وروي عن سعيد بن جبي أنا بعن {يغفر لن يشاء ويعذب‬
‫من يشاء وال على كل شيء قدير}‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {يحو ال ما‬
‫يشاء ويثببت} يقول‪ :‬يبدل مبا يشاء فينسبخه‪ ,‬ويثببت مبا يشاء فل يبدله‪{ ,‬وعنده أم‬
‫الكتاب} وجلة ذلك عنده ف أم الكتاب الناسخ والنسوخ‪ ,‬وما يبدل وما يثبت كل ذلك‬
‫ف كتاب‪ ,‬وقال قتادة ف قوله‪{ :‬يحو ال ما يشاء ويثبت} كقوله‪{ :‬ما ننسخ من آية أو‬
‫ننسها} الَية‪ .‬وقال ابن أب نيح عن ماهد ف قوله‪{ :‬يحو ال ما يشاء ويثبت} قال‪:‬‬
‫قالت كفار قريش لا نزلت {وما كان لرسول أن يأت بآية إل بإذن ال}‪ :‬ما نرى ممدا‬
‫يلك شيئا وقد فرغ من المر‪ ,‬فأنزلت هذه الَية تويفا ووعيدا لم‪ ,‬إنا إن شئنا أحدثنا‬

‫‪400‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫له من أمرنا ما شئنا‪ ,‬وندث ف كل رمضان‪ ,‬فيمحو ما يشاء‪ ,‬ويثبت ما يشاء من أرزاق‬
‫ببب‪.‬‬ ‫بببم لمب‬ ‫بببا يقسب‬ ‫بببم ومب‬ ‫بببا يعطيهب‬ ‫بببائبهم ومب‬ ‫الناس ومصب‬
‫وقال ال سن الب صري {ي حو ال ما يشاء ويث بت} قال‪ :‬من جاء أجله يذ هب‪ ,‬ويث بت‬
‫الذي هو حي يري إل أجله‪ ,‬وقد اختار هذا القول أبو جعفر بن جرير رحه ال‪ ,‬وقوله‪:‬‬
‫{وعنده أم الكتاب} قال‪ :‬اللل والرام‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬أي جلة الكتاب وأصله‪ ,‬وقال‬
‫الضحاك {وعنده أم الكتاب} قال‪ :‬كتاب عند رب العالي‪ ,‬وقال سنيد بن داود‪ :‬حدثن‬
‫معتمر عن أبيه‪ ,‬عن يسار‪ ,‬عن ابن عباس أنه سأل كعبا عن أم الكتاب‪ ,‬فقال‪ :‬علم ال ما‬
‫هو خالق وما خلقه عاملون‪ ,‬ث قال لعلمه‪ :‬كن كتابا فكان كتابا‪ ,‬وقال ابن جريج عن‬
‫ابببببببببببن عباس {وعنده أم الكتاب} قال‪ :‬الذكببببببببببر‪.‬‬

‫غ َوعََلْينَا الْحِ سَابُ *‬‫ك الَْبلَ ُ‬


‫ض الّذِي َنعِدُهُ مْ َأوْ نََتوَّفَينّ كَ فَِإنّمَا عََليْ َ‬
‫ك َبعْ َ‬
‫** َوإِن مّا نُ ِرَينّ َ‬
‫حكْمِ ِه َو ُهوَ سَرِيعُ‬‫حكُ مُ لَ ُمعَقّ بَ لِ ُ‬‫صهَا مِ نْ َأطْرَافِهَا وَاللّ ُه يَ ْ‬ ‫ض نَنقُ ُ‬
‫َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ َأنّا َنأْتِي الرْ َ‬
‫الْحِسبببببببببببببببببببببببببببببببببَابِ‬
‫يقول تعال لرسوله {وإما نرينك} يا ممد‪ ,‬بعض الذي نعد أعداءك من الزي والنكال‬
‫ف الدن يا {أو نتوفي نك} أي ق بل ذلك‪{ ,‬فإن ا عل يك البلغ} أي إن ا أر سلناك لتبلغ هم‬
‫ر سالة ال‪ ,‬و قد فعلت ما أمرت به {وعلي نا ال ساب} أي ح سابم وجزاؤ هم‪ ,‬كقوله‬
‫تعال‪{ :‬فذكر إنا انت مذكر * لست عليهم بسيطر * إل من تول وكفر * فيعذ به ال‬
‫العذاب الكبب * إن إلينبا إيابمب * ثب إن علينبا حسبابم}‪ ,‬وقوله‪{ :‬أو ل يروا أنبا نأتب‬
‫الرض ننق صها من أطراف ها} قال ا بن عباس‪ :‬أو ل يروا أ نا نف تح لح مد صلى ال عل يه‬
‫وسلم الرض بعد الرض‪ ,‬وقال ف رواية‪ :‬أو ل يروا إل القرية ترب حت يكون العمران‬
‫فب ناحيبة‪ .‬وقال ماهبد وعكرمبة‪ :‬ننقصبها مبن أطرافهبا‪ ,‬قال‪ :‬خراباب‪ .‬وقال السبن‬
‫والضحاك‪ :‬هو ظهور السلمي على الشركي‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬نقصان أهلها‬
‫وبركتهبا‪ .‬وقال ماهبد‪ :‬نقصبان النفبس والثمرات وخراب الرض‪ .‬وقال الشعبب‪ :‬لو‬
‫كا نت الرض تن قص لضاق عل يك ح شك‪ ,‬ول كن تن قص الن فس والثمرات‪ ,‬وكذا قال‬
‫عكر مة‪ :‬لو كا نت الرض تن قص ل ت د مكانا تق عد ف يه‪ ,‬ول كن هو الوت‪ .‬وقال ا بن‬

‫‪401‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عباس ف رواية‪ :‬خرابا بوت علمائها وفقهائها وأهل الي منها‪ ,‬وكذا قال ماهد أيضا‪:‬‬
‫هو موت العلماء‪ ,‬وف هذا العن روى الافظ ابن عساكر ف ترجة أحد بن عبد العزيز‬
‫أب القاسم الصري الواعظ سكن أصبهان‪ ,‬حدثنا أبو ممد طلحة بن أسد الرئي بدمشق‪,‬‬
‫أنشدنببا أبببو بكببر الَجري بكببة قال‪ :‬أنشدنببا أحدبب بببن غزال لنفسببه‪:‬‬
‫بب طرف‬ ‫ببا يتب‬ ‫بب عال منهب‬ ‫بب يتب‬ ‫ببا عاش عالهامتب‬ ‫ببا إذا مب‬
‫الرض تيب‬
‫كالرض تيببا إذا مببا الغيببث حببل باوإن أببب عاد فبب أكنافهببا التلف‬
‫والقول الول أول‪ ,‬وهبو ظهور السبلم على الشرك قريبة بعبد قريبة‪ ,‬كقوله‪{ :‬ولقبد‬
‫أهلكنببا مببا حولكببم مببن القرى} الَيببة‪ ,‬وهذا اختيار ابببن جريببر‪.‬‬

‫سبُ كُلّ نَفْسٍ وَ َسيَعَْل ُم الْ ُكفّا ُر‬


‫** وَقَدْ مَكَ َر الّذِي َن مِن َقبِْل ِهمْ َفلِلّ ِه الْ َمكْرُ جَمِيعا َيعْلَمُ مَا َتكْ ِ‬
‫ب ُعقْبَبببببببببببببببى الدّارِ‬ ‫لِمَنبببببببببببببب ْ‬
‫يقول تعال‪{ :‬و قد م كر الذ ين من قبل هم} بر سلهم‪ ,‬وأرادوا إخراج هم من بلد هم‪,‬‬
‫فم كر ال ب م وج عل العاق بة للمتق ي‪ ,‬كقوله‪{ :‬وإذ ي كر بك الذ ين كفروا ليثبتوك أو‬
‫يقتلوك أو يرجوك ويكرون ويكبر ال‪ ,‬وال خيب الاكريبن}‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ومكروا‬
‫مكرا ومكرنبا مكرا وهبم ل يشعرون * فانظبر كيبف كان عاقببة مكرهبم أنبا دمرناهبم‬
‫وقوم هم أجع ي فتلك بيوت م خاو ية ب ا ظلموا} الَيت ي‪ .‬وقوله‪{ :‬يعلم ما تك سب كل‬
‫ن فس} أي أ نه تعال عال بم يع ال سرائر والضمائر و سيجزي كل عا مل بعمله {و سيعلم‬
‫الكافر}‪ ,‬والقراءة الخرى الكفار‪{ ,‬لن عقب الدار} أي لن تكون الدائرة والعاقبة لم أو‬
‫لتباع الرسبل‪ ,‬كل‪ ,‬ببل هبي لتباع الرسبل فب الدنيبا والَخرة‪ ,‬ول المبد والنبة‪.‬‬

‫ت مُرْ َسلً قُلْ َك َف َى بِاللّ ِه َشهِيدا َبيْنِي َوَبيَْنكُ ْم َومَ ْن عِندَ هُ عِلْ ُم‬
‫س َ‬
‫** َوَيقُو ُل الّذِي نَ َكفَرُواْ لَ ْ‬
‫الْ ِكتَابببببببببببببببببببببببببببببببببببِ‬
‫يقول تعال‪ :‬يكذبك هؤلء الكفار ويقولون‪{ :‬لست مرسل} أي ما أرسلك ال {قل‬
‫كفى بال شهيدا بين وبينكم} أي حسب ال هو الشاهد علي وعليكم‪ .‬شاهد علي فيما‬

‫‪402‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بل غت ع نه من الر سالة‪ ,‬وشا هد علي كم أي ها الكذبون في ما تفترو نه من البهتان‪ ,‬وقوله‪:‬‬
‫{و من عنده علم الكتاب} ق يل‪ :‬نزلت ف ع بد ال بن سلم‪ ,‬قاله ما هد‪ ,‬وهذا القول‬
‫غر يب‪ ,‬لن هذه الَ ية مك ية‪ ,‬وع بد ال بن سلم إن ا أ سلم ف أول مقدم ال نب صلى ال‬
‫عل يه و سلم الدي نة‪ ,‬والظ هر ف هذا ما قاله العو ف عن ا بن عباس قال‪ :‬هم من اليهود‬
‫والنصارى‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬منهم ابن سلم وسلمان وتيم الداري‪ ,‬وقال ماهد ف رواية عنه‪:‬‬
‫هو ال تعال‪ ,‬وكان سعيد بن جبي ينكر أن يكون الراد با عبد ال بن سلم ويقول‪ :‬هي‬
‫مكية‪ ,‬وكان يقرؤها {ومن عنده عُِل َم الكتاب} ويقول‪ :‬من عند ال‪ ,‬وكذا قرأها ماهد‬
‫والسبببببببببببببببن البصبببببببببببببببري‪.‬‬
‫وقد روى ابن جرير من حديث هارون العور عن الزهري عن سال‪ ,‬عن ابن عمر أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأها {ومن عنده عُِل َم الكتاب}‪ ,‬ث قال‪ :‬ل أصل له من‬
‫حديث الزهري عند الثقات‪ ,‬قلت‪ ,‬وقد رواه الافظ أبو يعلى ف مسنده من طريق هارون‬
‫بن موسى هذا‪ ,‬عن سليمان بن أرقم‪ ,‬وهو ضعيف‪ ,‬عن الزهري عن سال عن أبيه مرفوعا‬
‫كذلك ول يثبت‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬والصحيح ف هذا أن {ومن عنده} اسم جنس يشمل علماء‬
‫أهل الكتاب الذين يدون صفة ممد صلى ال عليه وسلم ونعته ف كتبهم التقدمة من‬
‫بشارات النبياء به‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ورحت وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون‬
‫ويؤتون الزكاة والذ ين هم بآيات نا يؤمنون الذ ين يتبعون الر سول ال نب ال مي الذي يدو نه‬
‫مكتوبا عند هم ف التوراة والن يل} الَ ية‪ :‬وقال تعال‪{ :‬أو ل ي كن ل م آ ية أن يعل مه‬
‫علماء بن إسرائيل} الَية‪ ,‬وأمثال ذلك ما فيه الخبار عن علماء بن إسرائيل أنم يعلمون‬
‫ذلك من كتبهم النلة‪ .‬وقد ورد ف حديث الحبار عن عبد ال بن سلم بأنه أسلم بكة‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببببببل الجرة‪.‬‬ ‫قبب‬
‫قال الافظ أبو نعيم الصبهان ف كتاب دلئل النبوة وهو كتاب جليل‪ :‬حدثنا سليمان‬
‫بن أحد الطبان‪ ,‬حدثنا عبدان بن أحد‪ ,‬حدثنا ممد بن مصفى‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم‬
‫عن ممد بن حزة يوسف بن عبد ال بن سلم‪ ,‬عن أبيه عن جده عبد ال بن سلم أنه‬
‫قال لحبار اليهود‪ :‬إن أردت أن أحدث بسجد أبينا إبراهيم وإساعيل عيدا‪ ,‬فانطلق إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو بكة‪ ,‬فوافاهم وقد انصرفوا من الج‪ ,‬فوجد رسول‬

‫‪403‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بن والناس حوله‪ ,‬فقام مع الناس‪ ,‬فلما نظر إليه رسول ال صلى‬
‫ال عليبه وسبلم قال‪« :‬أنبت عببد ال ببن سبلم ؟» قال قلت‪ :‬نعبم‪ ,‬قال «ادن»‪ .‬قال‪:‬‬
‫فدنوت منه‪ .‬قال‪« :‬أنشدك بال يا عبد ال بن سلم‪ ,‬أما تدن ف التوراة رسول ال ؟»‬
‫فقلت له‪ :‬ان عت رب نا‪ ,‬قال‪ :‬فجاء جب يل ح ت و قف ب ي يدي ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم فقال له‪{ :‬قل هو ال أحد ال الصمد} إل آخرها‪ ,‬فقرأها علينا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬فقال ابن سلم‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأنك رسول ال‪ ,‬ث انصرف ابن‬
‫سلم إل الدينة‪ ,‬فكتم إسلمه‪ ,‬فلما هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة وأنا‬
‫فوق نلة ل أجذها‪ ,‬فألقيت نفسي‪ ,‬فقالت أمي‪ :‬ل أنت‪ ,‬لو كان موسى بن عمران ما‬
‫كان لك أن تل قي نف سك من رأس النخلة‪ ,‬فقلت‪ :‬وال ل نا أ سر بقدوم ر سول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم من مو سى بن عمران إذ ب عث‪ ,‬وهذا حد يث غر يب جدا‪ .‬آ خر تف سي‬
‫سببببببورة الرعببببببد‪ ,‬و ل المببببببد والنببببببة‪.‬‬

‫سورة إبراهيم‬
‫بِسبببببببْمِ اللّهبببببببِ الرّحْمـبببببببنِ الرّحِيمبببببببِ‬
‫صرَاطِ‬
‫س مِ نَ الظُّلمَا تِ إِلَى النّو ِر بِإِذْ نِ َرّبهِ مْ إَِلىَ ِ‬
‫ج النّا َ‬
‫خرِ َ‬
‫** الَر ِكتَا بٌ أَنزَْلنَا هُ إَِليْ كَ ِلتُ ْ‬
‫ت َومَا فِي الرْضِ َو َويْلٌ لّ ْلكَاِفرِي َن مِ ْن عَذَابٍ‬ ‫الْعَزِي ِز الْحَمِيدِ * اللّ ِه الّذِي لَهُ مَا فِي السّمَاوَا ِ‬
‫حيَاةَ ال ّدنْيَا عَلَى الَ ِخ َرةِ َويَ صُدّونَ عَن َسبِيلِ اللّ ِه َويَْبغُونَهَا‬‫حبّو َن الْ َ‬
‫ستَ ِ‬ ‫شَدِيدٍ * الّذِي َن يَ ْ‬
‫ضلَ ٍل َبعِيدٍ‬‫ِعوَجا ُأوْلَـببببببببببببئِكَ فِببببببببببببي َ‬
‫قد تقدم الكلم على الروف القطعبة ف أوائل ال سور {كتاب أنزلناه إل يك} أي هذا‬
‫كتاب أنزلناإليبك يبا ممبد‪ ,‬وهبو القرآن العظيبم الذي هبو أشرف كتاب أنزله ال مبن‬
‫السماء‪ ,‬على أشرف رسول بعثه ال ف الرض إل جيع أهلها عربم وعجمهم {لتخرج‬
‫الناس من الظلمات إل النور} أي إنا بعثناك يا ممد بذا الكتاب لتخرج الناس ما هم فيه‬
‫من الضلل والغي إل الدى والرشد‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ال ول الذين آمنوا يرجهم من‬
‫الظلمات إل النور‪ ,‬والذ ين كفروا أولياؤ هم الطاغوت يرجون م من النور إل الظلمات}‬

‫‪404‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَيبة‪ .‬وقال تعال‪{ :‬هبو الذي ينل على عبده آيات بينات ليخرجكبم مبن الظلمات إل‬
‫النور} الَيببببببببببببببببببببببببببببببببة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬بإذن رب م} أي هو الادي ل ن قدر له الدا ية على يدي ر سوله البعوث عن‬
‫أمره يهدي هم {إل صراط العز يز}‪ ,‬أي العز يز الذ ين ل يا نع ول يغالب‪ ,‬بل هو القا هر‬
‫لكل ما سواه‪{ ,‬الميد} أي الحمود ف جيع أفعاله وأقواله وشرعه وأمره ونيه الصادق‬
‫ف خبه‪ .‬وقوله‪{ :‬ال الذي له ما ف ال سموات و ما ف الرض} قرأ بعض هم م ستأنفا‬
‫مرفوعا وقرأ آخرون على التباع صبفة للجللة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬قبل يبا أيهبا الناس إنب‬
‫رسول ال إليكم جيعا الذي له ملك السموات والرض} الَية‪ .‬وقوله‪{ :‬وويل للكافرين‬
‫من عذاب شديد} أي ويل لم يوم القيامة إذ خالفوك يا ممد وكذبوك‪ ,‬ث وصفهم بأنم‬
‫يستحبون الياة الدنيا على الَخرة‪ ,‬أي يقدمونا ويؤثرونا عليها ويعملون للدنيا‪ ,‬ونسوا‬
‫الَخرة وتركوها وراء ظهورهم {ويصدون عن سبيل ال} وهي اتباع الرسل {ويبغونا‬
‫عوجا} أي ويبون أن تكون سببيل ال عوجا مائلة عائلة‪ ,‬وهبي مسبتقيمة فب نفسبها ل‬
‫يضرها من خالفها‪ ,‬ول من خذلا فهم ف ابتغائهم ذلك ف جهل وضلل بعيد من الق‪,‬‬
‫ل يرجببببببببى لمبببببببب والالة هذه صببببببببلح‪.‬‬

‫** َومَآ أَرْسَ ْلنَا مِن رّسُولٍ إِ ّل بِلِسَانِ َق ْومِهِ ِلُيَبيّنَ َلهُمْ َفُيضِلّ اللّ ُه مَن يَشَآ ُء َوَيهْدِي مَن يَشَآءُ‬
‫حكِيمبببببببببببببببببببببببببببببُ‬ ‫َوهُ َو اْلعَزِي ُز الْ َ‬
‫هذا من لطفه تعال بلقه أنه يرسل إليهم رسلً منهم بلغاتم‪ ,‬ليفهموا عنهم ما يريدون‪,‬‬
‫وما أرسلوا به إليهم‪ ,‬كما روى المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع عن عمر بن ذر قال‪ :‬قال ماهد‬
‫عن أب ذر‪ :‬قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل يبعث ال عز وجل نبيا إل بلغة‬
‫قومبه»‪ .‬وقوله‪{ :‬فيضبل ال مبن يشاء ويهدي مبن يشاء} أي بعبد البيان وإقامبة الجبة‬
‫علي هم‪ ,‬ي ضل ال من يشاء عن و جه الدى‪ ,‬ويهدي من يشاء إل ال ق {و هو العز يز}‬
‫الذي ما شاء كان‪ ,‬وما ل يشأ ل يكن‪{ ,‬الكيم} ف أفعاله‪ ,‬فيضل من يستحق الضلل‬
‫ويهدي من هو أهل لذلك‪ ,‬وقد كانت هذه سنته ف خلقه أنه ما بعث نبيا ف أمة إل أن‬
‫يكون بلغتهم‪ ,‬فاختص كل نب بإبلغ رسالته إل أمته دون غيهم‪ ,‬واختص ممد بن عبد‬

‫‪405‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم بعموم الرسبالة إل سبائر الناس‪ ,‬كمبا ثببت فب‬
‫الصحيحي عن جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أعطيت خسا ل يعطهن‬
‫أحد من النبياء قبلي‪ :‬نصرت بالرعب مسية شهر‪ ,‬وجعلت ل الرض مسجدا وطهورا‪,‬‬
‫وأحلت ل الغنائم ول ت ل ل حد قبلي‪ ,‬وأعط يت الشفا عة‪ ,‬وكان ال نب يب عث إل قو مه‬
‫خا صة وبع ثت إل الناس عا مة» وله شوا هد من وجوه كثية‪ .‬وقال تعال‪ { :‬قل يا أي ها‬
‫الناس إنبببببببب رسببببببببول ال إليكببببببببم جيعا}‪.‬‬

‫** وََلقَدْ أَرْسَ ْلنَا مُو َسىَ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَ ْخرِ جْ َق ْومَكَ مِ نَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّو ِر وَذَكّ ْرهُ ْم ِبأَيّامِ اللّ ِه‬
‫ببّا ٍر َشكُورٍ‬ ‫إِنبببببّ فِببببي ذَلِكبببببَ َليَاتبببببٍ ّلكُلّ صبببب َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وكمبا أرسبلناك يبا ممبد وأنزلنبا عليبك الكتاب لتخرج الناس كلهبم‪,‬‬
‫تدعوهبم إل الروج مبن الظلمات إل النور‪ ,‬كذلك أرسبلنا موسبى إل بنب إسبرائيل‬
‫بآياتنا}‪ ,‬قال ماهد‪ :‬هي التسع الَيات {أن أخرج قومك} أي أمرناه قائلي له {أخرج‬
‫قومك من الظلمات إل النور} أي ادعهم إل الي ليخرجوا من ظلمات ما كانوا فيه من‬
‫ال هل والضلل إل نور الدى وب صية اليان‪{ ,‬وذكر هم بأيام ال} أي بأياد يه ونع مه‬
‫عليهم ف إخراجه إياهم من أسر فرعون وقهره وظلمه وغشمه‪ ,‬وإنائه إياهم من عدوهم‪,‬‬
‫وفل قه ل م الب حر‪ ,‬وتظليله إيا هم بالغمام‪ ,‬وإنزاله علي هم ال ن وال سلوى إل غ ي ذلك من‬
‫النعم‪ ,‬قال ذلك ماهد وقتادة وغي واحد‪ ,‬وقد ورد فيه الديث الرفوع الذي رواه عبد‬
‫ال بن المام أح د بن حنبل ف م سند أب يه ح يث قال حدث ن ي ي بن ع بد ال مول ب ن‬
‫هاشم‪ ,‬حدثنا ممد بن أبان العفي عن أب إسحاق عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‪,‬‬
‫عن أب بن كعب عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله تعال‪{ :‬وذكرهم بأيام ال} قال‪:‬‬
‫بنعم ال‪ ,‬ورواه ابن جرير وابن أب حات من حديث ممد بن أبان به‪ ,‬ورواه عبد ال ابنه‬
‫أيضا موقوفا وهببببببببببببببو أشبببببببببببببببه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن ف ذلك لَيات لكل صبار شكور} أي إن فيما صنعنا بأوليائنا بن إسرائيل‬
‫حي أنقذناهم من يد فرعون وأنيناهم ما كانوا فيه من العذاب الهي لعبة لكل صبار‪,‬‬
‫أي ف الضراء شكور أي ف ال سراء‪ ,‬ك ما قال قتادة‪ :‬ن عم الع بد ع بد إذا ابتلي صب‪ ,‬وإذا‬

‫‪406‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أعطي شكر‪ .‬وكذا جاء ف الصحيح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬إن أمر‬
‫الؤ من كله ع جب‪ ,‬ل يق ضي ال له قضاء إل كان خيا له‪ ,‬إن أ صابته ضراء صب‪ ,‬فكان‬
‫خيا له‪ ,‬وإن أصببببببابته سببببببراء شكببببببر‪ ,‬فكان خيا له»‪.‬‬

‫** َوإِذْ قَا َل مُو َسىَ ِل َق ْومِ هِ اذْ ُكرُواْ ِنعْ َمةَ اللّ ِه عََلْيكُ مْ إِذْ أَنَاكُ ْم مّ نْ آلِ ِف ْر َعوْ نَ يَ سُومُونَكُمْ‬
‫حيُونَ نِ سَآءَكُ ْم وَفِي ذَِلكُ ْم بَل ٌء مّن ّرّبكُ ْم عَظِي مٌ *‬ ‫ستَ ْ‬‫ب َويُ َذبّحُو نَ َأْبنَآءَكُ ْم َويَ ْ‬ ‫ُسوَءَ اْلعَذَا ِ‬
‫شدِيدٌ * وَقَا َل مُو سَىَ إِن‬ ‫َوإِ ْذ َتأَذّ نَ َرّبكُ مْ َلئِن َشكَ ْرتُ مْ لزِي َدنّكُ ْم وََلئِن َك َف ْرتُ مْ إِ ّن عَذَابِي لَ َ‬
‫ب وَمَببن فِببي الرْضببِ جَمِيعا َفإِنببّ اللّهببَ َل َغنِيببّ َحمِيدٌ‬ ‫تَ ْكفُ ُر َواْ أَنتُمب ْ‬
‫يقول تعال مبا عن موسى حي ذكر قومه بأيام ال عندهم ونعمه عليهم‪ ,‬إذ أناهم‬
‫من آل فرعون‪ ,‬و ما كانوا ي سومونم به من العذاب والذلل‪ ,‬ح يث كانوا يذبون من‬
‫وجد من أبنائهم‪ ,‬ويتركون إناثهم‪ ,‬فأنقذهم ال من ذلك‪ ,‬وهذه نعمة عظيمة‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{وف ذلكم بلء من ربكم عظيم} أي نعمة عظيمة منه عليكم ف ذلك‪ ,‬أنتم عاجزون‬
‫عن القيام بشكر ها وق يل‪ :‬وفي ما كان ي صنعه ب كم قوم فرعون من تلك الفاع يل {بلء}‬
‫أي اختبار عظيم‪ ,‬ويتمل أن يكون الراد هذا وهذا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وبلوناهم‬
‫بال سنات وال سيئات لعل هم يرجعون}‪ .‬وقوله‪{ :‬وإذ تأذن رب كم} أي آذن كم وأعلم كم‬
‫بوعده لكبم‪ ,‬ويتمبل أن يكون العنب‪ :‬وإذ أقسبم ربكبم وآل بعزتبه وجلله وكببيائه‪,‬‬
‫كقوله تعال‪{ :‬وإذ تأذن رببببك ليبعثبببن عليهبببم إل يوم القيامبببة}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬لئن شكر ت لزيدن كم} أي لئن شكر ت نعم ت علي كم لزيدن كم من ها‪{ ,‬ولئن‬
‫كفرت} أي كفرت النعم وسترتوها وجحدتوها {إن عذاب لشديد}‪ ,‬وذلك بسلبها عنهم‬
‫وعقابه إياهم على كفرها‪ ,‬وقد جاء ف الديث «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه»‪.‬‬
‫و ف ال سند أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬مر به سائل فأعطاه ترة‪ ,‬ف سخطها ول‬
‫يقبلها‪ ,‬ث مر به آخر فأعطاه إياها‪ ,‬فقبلها وقال‪ :‬ترة من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫فأمبر له بأربعيب درها‪ ,‬أو كمبا قال‪ :‬قال المام أحدب‪ :‬حدثنبا أسبود‪ ,‬حدثنبا عمارة‬
‫الصيدلن عن ثابت عن أنس‪ ,‬قال‪ :‬أتى النب صلى ال عليه وسلم سائل فأمر له بتمرة فلم‬
‫يأخذ ها أو و حش ب ا ب قال ب‪ :‬وأتاه آ خر فأ مر له بتمرة‪ ,‬فقال‪ :‬سبحان ال ترة من‬

‫‪407‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فقال للجار ية‪« :‬اذ هب إل أم سلمة فأعط يه الربع ي‬
‫درها الت عندها» تفرد به المام أحد‪ ,‬وعمارة بن زاذان وثقه ابن حبان وأحد ويعقوب‬
‫بن سفيان‪ .‬وقال ا بن مع ي‪ :‬صال‪ .‬وقال أ بو زر عة‪ :‬ل بأس به‪ .‬وقال أ بو حا ت‪ :‬يك تب‬
‫حديثه ول يتج به‪ ,‬ليس بالتي‪ .‬وقال البخاري‪ :‬ربا يضطرب ف حديثه‪ ,‬وعن أحد أيضا‬
‫أ نه قال‪ :‬روى أحاد يث منكرة‪ .‬وقال أ بو داود‪ :‬ل يس بذاك وضع فه الدارقط ن‪ .‬وقال ا بن‬
‫عدي‪ :‬ل بأس بببببببه منبببببب يكتببببببب حديثببببببه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقال مو سى إن تكفروا أن تم و من ف الرض جيعا فإن ال لغ ن ح يد}‬
‫أي هو غ ن عن ش كر عباده‪ ,‬و هو الم يد الحمود وإن كفره من كفره‪ ,‬كقوله‪{ :‬إن‬
‫تكفروا فإن ال غن عنكم} الَية‪ .‬وقوله‪{ :‬فكفروا وتولوا واستغن ال وال غن حيد}‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم عن أب ذر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز‬
‫وجل أنه قال‪« :‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب‬
‫رجل واحد منكم‪ ,‬ما زاد ذلك ف ملكي شيئا‪ ,‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم‬
‫وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم‪ ,‬ما نقص ذلك ف ملكي شيئا‪ ,‬يا عبادي‬
‫لو أن أول كم وآخركم وإن سكم وجن كم قاموا ف صعيد وا حد‪ ,‬ف سألون‪ ,‬فأعط يت كل‬
‫إن سان م سألته‪ ,‬ما ن قص ذلك من مل كي شيئا إل ك ما ين قص الخ يط إذا أد خل الب حر»‬
‫فسببببببببببحانه وتعال الغنببببببببب الميبببببببببد‪.‬‬

‫ح َوعَا ٍد َوثَمُو َد وَالّذِي َن مِن َبعْ ِدهِمْ َل َيعْلَ ُمهُمْ إِ ّل‬ ‫** أَلَ ْم َي ْأتِكُ ْم َنَبأُ الّذِي َن مِن َقبِْلكُمْ َقوْ ِم نُو ٍ‬
‫اللّهُ جَآ َءْتهُمْ ُرسُُل ُه ْم بِالَْبّينَاتِ َفرَ ّد َواْ َأيْ ِدَيهُمْ ِفيَ أَ ْفوَاهِهِ ْم وَقَاُل َواْ ِإنّا َكفَ ْرنَا بِمَآ أُ ْرسِ ْلتُ ْم بِ ِه َوِإنّا‬
‫ب مُرِيبببببٍ‬ ‫ب مّمّببببا تَ ْدعُونَنَببببآ إَِليْهببب ِ‬ ‫لَفِببببي شَكببب ّ‬
‫قال ابن جرير‪ :‬هذا من تام قول موسى لقومه يعن وتذكيه إياهم بأيام ال بانتقامه من‬
‫المم الكذبة بالرسل‪ ,‬وفيما قال ابن جرير نظر‪ ,‬والظاهر أنه خب مستأنف من ال تعال‬
‫لذه ال مة‪ ,‬فإ نه قد ق يل‪ :‬إن ق صة عاد وثود لي ست ف التوراة‪ ,‬فلو كان هذا من كلم‬
‫مو سى لقو مه وق صصه علي هم‪ ,‬ل شك أن تكون هاتان الق صتان ف التوراة‪ ,‬وال أعلم‪,‬‬
‫وبالملة فال تعال قد قص علي نا خب قوم نوح وعاد وثود وغي هم من ال مم الكذ بة‬

‫‪408‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للر سل م ا ل ي صي عدد هم إل ال عز و جل {جاءت م ر سلهم بالبينات} أي بال جج‬
‫والدلئل الواضحات الباهرات القاطعات‪ ,‬وقال ا بن إ سحاق عن عمرو بن ميمون‪ ,‬عن‬
‫عبد ال أنه قال ف قوله‪{ :‬ل يعلمهم إل ال} كذب النسابون‪ .‬وقال عروة بن الزبي‪ :‬ما‬
‫وجدنببببا أحدا يعرف مببببا بعببببد معببببد بببببن عدنان‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فردوا أيديهم ف أفواههم} اختلف الفسرون ف معناه‪ ,‬قيل‪ :‬معناه أنم أشاروا‬
‫إل أفواه الرسل بأمرهم بالسكوت عنهم لا دعوهم إل ال عز وجل‪ .‬وقيل‪ :‬بل وضعوا‬
‫أيدي هم على أفواه هم تكذيبا ل م‪ .‬وق يل‪ :‬بل هو عبارة عن سكوتم عن جواب الر سل‪.‬‬
‫وقال ماهد وممد بن كعب وقتادة‪ :‬ومعناه أنم كذبوهم وردوا عليهم قولم بأفواههم‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬وتوجيهه أن ف هنا بعن الباء‪ ,‬قال‪ :‬وقد سع من العرب أدخلك ال بالنة‬
‫يعنون فببببببببب النبببببببببة‪ ,‬وقال الشاعبببببببببر‪:‬‬
‫وأرغببب فيهببا عببن لقيببط ورهطهولكننبب عببن سببنبس لسببت أرغببب‬
‫ير يد أر غب ب ا‪ .‬قلت‪ :‬ويؤ يد ما هد تف سي ذلك بتمام الكلم {وقالوا إ نا كفر نا ب ا‬
‫أرسلتم به وإنا لفي شك ما تدعوننا إليه مريب} فكأن هذا ب وال أعلم ب تفسي لعن‬
‫{فردوا أيدي هم ف أفواه هم}‪ .‬وقال سفيان الثوري وإ سرائيل عن أ ب إ سحاق عن أ ب‬
‫الحوص عن ع بد ال ف قوله‪{ :‬فردوا أيدي هم ف أفواه هم} قال‪ :‬عضوا علي ها غيظا‪.‬‬
‫وقال شعبة عن أب إسحاق عن أب هبية بن يري‪ ,‬عن عبد ال أنه قال ذلك أيضا‪ .‬وقد‬
‫اختاره عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬ووجهه ابن جرير متارا له بقوله تعال عن النافقي‬
‫{وإذا خلوا عضوا عليكم النامل من الغيط}‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬لا سعوا كلم‬
‫ال عجبوا ورجعوا بأيديهم إل أفواههم‪ ,‬وقالوا‪ :‬إنا كفرنا با أرسلتم به الَية‪ ,‬يقولون‪ :‬ل‬
‫نصبببدقكم فيمبببا جئتبببم ببببه‪ ,‬فإن عندنبببا فيبببه شكا قويا‪.‬‬

‫** قَالَتْ رُ سُُل ُهمْ أَفِي اللّ ِه شَكّ فَاطِرِ ال سّمَاوَاتِ وَالرْضِ يَ ْدعُوكُمْ ِلَي ْغفِرَ َلكُمْ مّن ُذنُوِبكُ ْم‬
‫َوُيؤَخّرَكُ مْ إَِلىَ َأجَ ٍل مّ سَبمّبى قَاُل َواْ إِ نْ أَنتُ مْ إِ ّل بَشَ ٌر ّمثُْلنَا تُرِيدُو نَ أَن تَ صُدّونَا عَمّا كَا نَ‬
‫َيعْبُ ُد آبَآ ُؤنَا َف ْأتُونَا بِسُ ْلطَانٍ ّمبِيٍ * قَالَتْ َلهُمْ رُسُُلهُمْ إِن نّحْنُ إِ ّل بَشَ ٌر ّمثُْلكُ ْم وَلَـكِنّ اللّهَ‬
‫سلْطَانٍ إِ ّل بِإِذْ نِ اللّ ِه وَعلَى اللّ هِ‬
‫يَمُ نّ عََلىَ مَن يَشَآءُ مِ ْن ِعبَادِ ِه وَمَا كَا نَ لَنَآ أَن ّنأِْتَيكُ ْم بِ ُ‬

‫‪409‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب َر ّن عََل َى مَآ‬
‫سبَلنَا وََلنَص ْبِ‬
‫ّهب وََق ْد هَدَانَا ُبُ‬
‫فَ ْلَيَتوَكّلِ الْ ُم ْؤ ِمنُونَب * وَمَا لَنَآ أَ ّل َنَتوَكّ َل عَلَى الل ِ‬
‫آ َذْيتُمُونَبببببببا َوعَلَى اللّهبببببببِ فَ ْلَيَتوَكّ ِل الْ ُمَتوَكّلُونبببببببَ‬
‫ي ب تعال ع ما دار ب ي الكفار وب ي ر سلهم من الجادلة‪ ,‬وذلك أن أم هم ل ا واجهو هم‬
‫بالشك فيما جاءوهم به من عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬قالت الرسل‪{ :‬أف ال شك}‬
‫وهذا يت مل شيئ ي (أحده ا) أ ف وجوده شك‪ ,‬فإن الف طر شاهدة بوجوده ومبولة على‬
‫القرار به‪ ,‬فإن العتراف به ضروري ف الف طر ال سليمة‪ ,‬ول كن قد يعرض لبعض ها شك‬
‫واضطراب‪ ,‬فتحتاج إل النظبر فب الدليبل الوصبل إل وجوده‪ ,‬ولذا قالت لمب الرسبل‬
‫ترشدهم إل طريق معرفته بأنه {فاطر السموات والرض} الذي خلقهما وابتدعهما على‬
‫غ ي مثال سبق‪ ,‬فإن شوا هد الدوث واللق والت سخي ظا هر عليه ما‪ ,‬فل بد ل ما من‬
‫صانع و هو ال ل إله إل ال هو خالق كل ش يء وإل هه وملي كه ‪( ¹‬والع ن الثا ن) ف‬
‫قولم‪{ :‬أف ال شك} أي أف إليته وتفرده بوجوب العبادة له شك‪ ,‬وهو الالق لميع‬
‫الوجودات‪ ,‬ول يستحق العبادة إل هو وحده ل شريك له‪ ,‬فإن غالب المم كانت مقرة‬
‫بالصانع‪ ,‬ولكن تعبد معه غيه من الوسائط الت يظنونا تنفعهم أو تقربم من ال زلفى‪,‬‬
‫وقالت لم رسلهم‪{ :‬يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم} أي ف الدار الَخرة {ويؤخركم‬
‫إل أجل مسمى} أي ف الدنيا كما قال تعال‪{ :‬وأن استغفروا ربكم ث توبوا إليه يتعكم‬
‫متاعا حسنا إل أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله} الَية‪ ,‬فقالت لم المم ماجي‬
‫ف مقام الر سالة ب عد تقد ير ت سليمهم القام الول‪ ,‬وحا صل ما قالوه {إن أن تم إِل ب شر‬
‫مثلنا} أي كيف نتبعكم بجرد قولكم ولا نر منكم معجزة‪{ ,‬فأتونا بسلطان مبي} أي‬
‫خارق نقتر حه علي كم {قالت ل م ر سلهم إِن ن ن إِل ب شر مثل كم} أي صحيح إ نا ب شر‬
‫مثل كم ف البشر ية {ول كن ال ي ّن على من يشاء من عباده} أي بالر سالة والنبوة {و ما‬
‫كان لنا أن نأتيكم بسلطان} على وفق ما سألتم {إِل بإِذن ال} أي بعد سؤالنا إِياه وإِذنه‬
‫لنا ف ذلك {وعلى ال فليتوكل الؤمنون} أي ف جيع أمورهم‪ ,‬ث قالت الرسل‪{ :‬وما‬
‫لنبا أن ل نتوكبل على ال} أي ومبا ينعنبا مبن التوكبل عليبه‪ ,‬وقبد هدانبا لقوم الطرق‬
‫وأوضحها وأبينها {ولنصبن على ما آذيتمونا} أي من الكلم السيء والفعال السخيفة‬
‫{وعلى ال فليتوكببببببببل التوكلون}‪.‬‬

‫‪410‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ضنَآ َأوْ َلَتعُودُ نّ فِي مِّلِتنَا َفَأوْ َحىَ إَِلْيهِ ْم‬


‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَرُواْ لِرُ ُسِلهِمْ َلنُخْ ِر َجنّبكُمْ مّ نْ أَرْ ِ‬
‫ف َمقَامِي‬ ‫َرّبهُ مْ َلُنهِْلكَ نّ الظّالِمِيَ * وََلنُ سْ ِكنَنّبكُمُ الرْ ضَ مِن َبعْ ِدهِ مْ ذَلِ كَ لِمَ نْ خَا َ‬
‫سقَ َى مِن مّآءٍ‬ ‫ف َوعِيدِ * وَا سَْت ْفتَحُواْ َوخَا بَ كُلّ َجبّا ٍر َعنِيدٍ * مّن وَرَآئِ هِ َج َهنّ ُم َويُ ْ‬ ‫وَخَا َ‬
‫ت َومِن َورَآئِهِ‬ ‫ت مِن كُ ّل َمكَانٍ َومَا ُهوَ بِ َميّ ٍ‬ ‫صدِيدٍ * َيتَجَ ّرعُ ُه وَلَ َيكَا ُد يُسِيغُ ُه َوَيأْتِي ِه الْ َموْ ُ‬
‫َ‬
‫عَذَابببببببببببببببببٌ غَلِيظببببببببببببببببٌ‬
‫يب تعال عما توعدت به المم الكافرة رسلهم من الخراج من أرضهم والنفي من بي‬
‫أظهرهم‪ ,‬كما قال قوم شعيب له ولن آمن به‪{ :‬لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك‬
‫من قريتنا} الَية‪ .‬وكما قال قوم لوط‪{ :‬أخرجوا آل لوط من قريتكم} الَية‪ ,‬وقال تعال‬
‫إِخبارا عن مشركي قريش‪{ :‬وإِن كادوا ليستفزونك من الرض ليخرجوك منها وإِذا ل‬
‫يلبثون خلفك إِل قليلً}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬وإذ يكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو‬
‫يرجوك ويكرون ويكر ال وال خي الاكرين} وكان من صنعه تعال أنه أظهر رسوله‬
‫ون صره‪ ,‬وج عل له ب سبب خرو جه من م كة أن صارا وأعوانا وجندا يقاتلون ف سبيل ال‬
‫تعال‪ ,‬ول يزل يرق يه تعال من ش يء إل ش يء ح ت ف تح له م كة ال ت أخرج ته‪ ,‬وم كن له‬
‫في ها‪ ,‬وأر غم أنوف أعدائه من هم و من سائر أ هل الرض ح ت د خل الناس ف د ين ال‬
‫أفواجا‪ ,‬وظهرت كلمة ال ودينه على سائر الديان ف مشارق الرض ومغاربا ف أيسر‬
‫زمان‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فأوحبى إليهبم ربمب لنهلكبن الظاليب ولنسبكننكم الرض مبن‬
‫بعد هم} وك ما قال‪{ :‬ول قد سبقت كلمت نا لعباد نا الر سلي * إِن م ل م الن صورون وإِن‬
‫جند نا ل م الغالبون}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ك تب ال لغل ب أ نا ور سلي إِن ال قوي عز يز}‪,‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬ولقد كتبنا ف الزبور من بعد الذكر} الَية‪{ ,‬وقال موسى لقومه استعينوا‬
‫ب مبن يشاء مبن عباده والعاقببة للمتقيب}‪ ,‬وقال تعال‪:‬‬ ‫بال واصببوا إن الرض ل يورثه ا‬
‫{وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الرض ومغاربا الت باركنا فيها وتت‬
‫كلمة ربك السن على بن إسرائيل با صبوا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما‬
‫كانوا يعرشون} وقوله‪{ :‬ذلك لنب خاف مقامبي وخاف وعيبد} أي وعيدي هذا لنب‬
‫خاف مقا مي ب ي يدي يوم القيا مة وخ شي من وعيدي و هو توي في وعذا ب ك ما قال‬

‫‪411‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال‪{ :‬فأما من طغى وآثر الياة الدنيا فإن الحيم هي الأوى} وقال {ولن خاف مقام‬
‫ربببببببببببببببببببببببببببببببببه جنتان}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وا ستفتحوا} أي ا ستنصرت الر سل رب ا على قوم ها‪ ,‬قاله ا بن عباس وما هد‬
‫وقتادة‪ ,‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬ا ستفتحت ال مم على أنف سها ك ما قالوا‪:‬‬
‫{اللهم إن كان هذا هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب‬
‫أليم} ويتمل أن يكون هذا مرادا وهذا مرادا‪ ,‬كما أنم استفتحوا على أنفسهم يوم بدر‬
‫واسبتفتح رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم واسبتنصر‪ ,‬وقال ال تعال للمشركيب‪{ :‬إن‬
‫تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خي لكم} الَية‪ ,‬وال أعلم‪{ ,‬وخاب كل‬
‫جبار عن يد} أي مت جب ف نف سه عن يد معا ند لل حق‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ألق يا ف جه نم كل‬
‫كفار عنيبد‪ ,‬مناع للخيب معتبد مريبب‪ ,‬الذي جعبل مبع ال إلا آخبر فألقياه فب العذاب‬
‫الشديد} وف الديث «إنه يؤتى بهنم يوم القيامة‪ ,‬فتنادي اللئق‪ ,‬فتقول‪ :‬إن وكلت‬
‫بكل جبار عنيد» الديث أي خاب وخسر حي اجتهد النبياء ف البتهال إل ربا العزيز‬
‫القتدر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و من ورائه جه نم} وراء ه نا بع ن أمام‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وكان وراء هم ملك‬
‫يأ خذ كل سفينة غ صبا} وكان ا بن عباس يقرؤ ها‪ :‬وكان أمام هم ملك‪ ,‬أي من وراء‬
‫البار العن يد جه نم‪ ,‬أي هي له بالر صاد ي سكنها ملدا يوم العاد‪ ,‬ويعرض علي ها غدوا‬
‫وعشيا إل يوم التناد {وي سقى من ماء صديد} أي ف النار ل يس له شراب إل من ح يم‬
‫وغ ساق‪ ,‬فهذا حار ف غا ية الرارة‪ ,‬وهذا بارد ف غا ية البد والن ت‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬هذا‬
‫فليذوقوه حيم وغساق وآخر من شكله أزواج} وقال ماهد وعكرمة‪ :‬الصديد من القيح‬
‫والدم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هو ما يسيل من لمه وجلده‪ ,‬وف رواية عنه‪ :‬الصديد ما يرج من‬
‫جوف الكافر قد خالط القيح والدم‪ .‬وف حديث شهر بن حوشب عن أساء بنت يزيد بن‬
‫ال سكن قالت‪ :‬قلت يا ر سول ال ما طي نة البال ؟ قال « صديد أ هل النار»‪ .‬و ف روا ية‬
‫ببببببببببببببل النار»‪.‬‬ ‫ببببببببببببببارة أهب‬ ‫«عصب‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ,‬أنبأنا عبد ال‪ ,‬أخبنا صفوان بن عمرو عن‬
‫عبيد ال بن ب سر‪ ,‬عن أ ب أما مة ر ضي ال عنه عن ال نب صلى ال عليه و سلم ف قوله‪:‬‬

‫‪412‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ويسقى من ماء صديد يتجرعه} قال‪« :‬يقرب إليه فيكرهه‪ ,‬فإذا أدن منه شوىَ وجهه‪,‬‬
‫ووقعت فروة رأسه‪ ,‬فإذا شربه قطع أمعاءه حت يرج من دبره» يقول ال تعال‪{ :‬وسقوا‬
‫ماء حيما فقطبع أمعاءهبم} ويقول‪{ :‬وإن يسبتغيثوا يغاثوا باء كالهبل يشوي الوجوه}‬
‫الَية‪ ,‬وهكذا رواه ابن جرير من حديث عبد ال بن البارك به‪ .‬ورواه هو وابن أب حات‬
‫مببن حديببث بقيببة بببن الوليببد عببن صببفوان بببن عمرو بببه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬يتجرعه} أي يتغصصه ويتكرهه‪ ,‬أي يشربه قهرا وقسرا ل يضعه ف فمه حت‬
‫يضر به اللك بطراق من حد يد‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ول م مقا مع من حد يد} {ول يكاد‬
‫يسيغه} أي يزدرده لسوء طعمه ولونه وريه وحرارته أو برده الذي ل يستطاع {ويأتيه‬
‫الوت من كل مكان} أي يأل له جيع بدنه وجوارحه وأعضائه‪ .‬قال عمرو بن ميمون بن‬
‫مهران‪ :‬مبن كبل عظبم وعصبب وعرق‪ .‬وقال عكرمبة‪ :‬حتب مبن أطراف شعره‪ ,‬وقال‬
‫إبراهيم التيمي‪ :‬من موضع كل شعرة‪ ,‬أي من جسده حت من أطراف شعره‪ .‬وقال ابن‬
‫جرير‪{ :‬ويأتيه الوت من كل مكان} أي من أمامه وخلفه‪ ,‬وف رواية‪ :‬وعن يينه وشاله‪,‬‬
‫ببده‪.‬‬ ‫ببائر أعضاء جسب‬ ‫ببن سب‬ ‫بب أرجله‪ ,‬ومب‬ ‫ببن تتب‬ ‫ببه ومب‬ ‫ببن فوقب‬ ‫ومب‬
‫وقال الضحاك عن ا بن عباس {ويأت يه الوت من كل مكان} قال‪ :‬أنواع العذاب الذي‬
‫يعذبه ال با يوم القيامة ف نار جهنم‪ ,‬ليس منها نوع إل يأتيه الوت منه لو كان يوت‪,‬‬
‫ولكن ل يوت لن ال تعال قال‪{ :‬ل يقضى عليهم فيموتوا ول يفف عنهم من عذابا}‬
‫ومعن كلم ابن عباس رضي ال عنه أنه ما من نوع من هذه النواع من العذاب إل إذا‬
‫ورد عليبه اقتضبى أن يوت منبه لو كان يوت‪ ,‬ولكنبه ل يوت ليخلد فب دوام العذاب‬
‫والنكال‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ويأتيببه الوت مببن كببل مكان ومببا هببو بيببت}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و من ورائه عذاب غل يظ} أي وله من ب عد هذه الال عذاب آ خر غل يظ‪ ,‬أي‬
‫مؤل صعب شد يد أغلظ من الذي قبله‪ ,‬وأد هى وأ مر‪ ,‬وهذا ك ما قال تعال عن شجرة‬
‫الزقوم‪{ :‬إناب شجرة ترج فب أصبل الحيبم * طلعهبا كأنبه رؤوس الشياطيب * فإنمب‬
‫لَكلون من ها فمالئون من ها البطون * ث إن ل م علي ها لشوبا من ح يم * ث إن مرجع هم‬
‫لإل الحيم} فأخب أنم تارة يكونون ف أكل زقوم‪ ,‬وتارة ف شرب حيم‪ ,‬وتارة يردون‬
‫إل جحيم‪ ,‬عياذا بال من ذلك‪ ,‬وهكذا قال تعال‪{ :‬هذه جهنم الت يكذب با الجرمون‬

‫‪413‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يطوفون بينها وبي حيم آن}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬إن شجرة الزقوم طعام الثيم‪ ,‬كالهل يغلي‬
‫ف البطون كغلي الميم‪ ,‬خذوه فاعتلوه إل سواء الحيم‪ ,‬ث صبوا فوق رأسه من عذاب‬
‫الم يم‪ ,‬ذق إ نك أ نت العز يز الكر ي‪ ,‬إن هذا ما كن تم به تترون}‪ ,‬وقال‪{ :‬وأ صحاب‬
‫الشمال ما أ صحاب الشمال ف سوم وح يم و ظل من يموم ل بارد ول كر ي}‪ ,‬وقال‬
‫تعال‪{ :‬هذا وإن للطاغيب لشبر مآب‪ ,‬جهنبم يصبلونا فبئس الهاد‪ ,‬هذا فليذوقوه حيبم‬
‫وغسباق وآخبر مبن شكله أزواج} إل غيب ذلك مبن الَيات الدالة على تنوع العذاب‬
‫عليهم‪ ,‬وتكراره وأنواعه‪ ,‬وأشكاله ما ل يصيه إل ال عز وجل جزا ًء وفاقا {وما ربك‬
‫بظلم للعبيبببببببببببببببببببببببببببببببد}‪.‬‬

‫ت بِ هِ الرّي حُ فِي َيوْ مٍ عَا صِفٍ ّل َيقْدِرُو َن‬


‫** ّمثَ ُل الّذِي نَ َكفَرُوْا بِ َرّبهِ مْ أَعْمَاُلهُ مْ كَ َرمَا ٍد اشْتَدّ ْ‬
‫ضلَ ُل الَْبعِيدُ‬
‫ب ُهوَ ال ّ‬
‫ببُوْا عََل َى شَيْءٍ ذَلِكببببب َ‬ ‫مِمّببببببا كَسببببب َ‬
‫هذا مثبل ضرببه ال تعال لعمال الكفار الذيبن عبدوا معبه غيه‪ ,‬وكذبوا رسبله‪ ,‬وبنوا‬
‫أعمال م على غ ي أ ساس صحيح‪ ,‬فانارت وعدمو ها أحوج ما كانوا إلي ها‪ ,‬فقال تعال‪:‬‬
‫{مثل الذين كفروا بربم أعمالم} أي مثل أعمالم يوم القيامة إذا طلبوا ثوابا من ال‬
‫تعال‪ ,‬لنم كانوا يسبون أنم كانوا على شيء فلم يدو شيئا‪ ,‬ول ألفوا حاصلً إل كما‬
‫يتحصل من الرماد إذا اشتدت به الريح العاصفة {ف يوم عاصف} أي ذي ريح شديدة‬
‫عا صفة قو ية‪ ,‬فلم يقدروا على ش يء من أعمال م ال ت ك سبوا ف الدن يا إل ك ما يقدرون‬
‫على جع هذا الرماد ف هذا اليوم‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وقدمنا إل ما عملوا من عمل فجعلناه‬
‫هباء منثورا}‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬م ثل ما ينفقون ف هذه الياة الدن يا كم ثل ر يح في ها صر‬
‫أ صابت حرث قوم ظلموا أنف سهم فأهلك ته و ما ظلم هم ال‪ .‬ول كن أنف سهم يظلمون}‪,‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تبطلوا صدقاتكم بالن والذى كالذي ينفق ماله رئاء‬
‫الناس ول يؤ من بال واليوم الَ خر فمثله كم ثل صفوان عل يه تراب فأ صابه وا بل فتر كه‬
‫صلدا ل يقدرون على ش يء م ا ك سبوا وال ل يهدي القوم الكافر ين}‪ ,‬وقوله ف هذه‬
‫الَية {ذلك هو الضلل البع يد} أي سعيهم وعملهم على غي أساس ول استقامة‪ ,‬حت‬
‫فقدوا ثوابمببب أحوج مبببا كانوا إليبببه {ذلك هبببو الضلل البعيبببد}‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ت بِخَ ْل قٍ جَدِيدٍ *‬
‫شأْ يُ ْذ ِهْبكُ ْم َوَيأْ ِ‬
‫ض بِالْح قّ إِن يَ َ‬
‫ت وَالرْ َ‬
‫** أَلَ ْم تَرَ أَ نّ اللّ هَ خَلَ َق ال سّمَاوَا ِ‬
‫ب ِبعَزِيزٍ‬
‫ب عَلَى اللّهبببببببب ِ‬ ‫وَمَبببببببببا ذَلِكبببببببب َ‬
‫يقول تعال م با عن قدر ته على معاد البدان يوم القيا مة بأ نه خلق ال سموات والرض‬
‫ال ت هي أ كب من خلق الناس‪ ,‬أفل يس الذي قدر على خلق هذه ال سموات ف ارتفاع ها‬
‫واتساعها وعظمتها‪ ,‬وما فيها من الكواكب الثوابت والسيارات‪ ,‬والركات الختلفات‪,‬‬
‫والَيات الباهرات‪ ,‬وهذه الرض باب فيهبا مبن مهاد ووهاد وأوتاد‪ ,‬وبراري وصبحارى‪,‬‬
‫وقفار وبار‪ ,‬وأشجار ونبات‪ ,‬وحيوان على اختلف أ صنافها ومنافع ها وأشكال ا وألوان ا‬
‫{أو ل يروا أن ال الذي خلق السموات والرض ول يعي بلقهن بقادر على أن ييي‬
‫الوتى‪ ,‬بلى إنه على كل شيء قدير} وقال تعال‪{ :‬أو ل ير النسان أنا خلقناه من نطفة‬
‫فإذا هو خصيم مبي * وضرب لنا مثلً ونسي خلقه قال من ييي العظام وهي رميم ؟ *‬
‫قل ييي ها الذي أنشأ ها أول مرة و هو ب كل خلق عل يم * الذي ج عل ل كم من الش جر‬
‫الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون * أوليس الذي خلق السموات والرض بقادر على أن‬
‫يلق مثلهبم بلى وهبو اللق العليبم * إناب أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كبن فيكون *‬
‫ف سبحان الذي بيده ملكوت كل ش يء وإل يه ترجعون} وقوله {إن ي شأ يذهب كم ويأت‬
‫بلق جديد * وما ذلك على ال بعزيز} أي بعظيم ول متنع بل هو سهل عليه إذا خالفتم‬
‫أمره أن يذهبكم ويأت بآخرين على غي صفتكم كما قال‪{ :‬يا أيها الناس أنتم الفقراء إل‬
‫ال وال هو الغن الميد * إن يشأ يذهبكم ويأت بلق جديد * وما ذلك على ال بعزيز}‬
‫وقال‪{ :‬وإن تتولوا ي ستبدل قوما غي كم * ث ل يكونوا أمثال كم} وقال‪ { :‬يا أي ها الذ ين‬
‫آمنوا من ير تد من كم عن دي نه ف سوف يأ ت ال بقوم يب هم ويبو نه} وقال‪{ :‬إن ي شأ‬
‫يذهبكببببم أيهببببا الناس ويأت بآخريببببن وكان ال على ذلك قديرا}‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ضعَفَاءُ لِّلذِي َن اسَْت ْكبَ ُروَاْ ِإنّا ُكنّا َلكُ ْم َتبَعًا َف َهلْ أَنتُ ْم ّمغْنُو َن عَنّا‬
‫** َوبَ َرزُواْ للّهِ َجمِيعا َفقَا َل ال ّ‬
‫صبَ ْرنَا مَا َلنَا‬
‫مِ ْن عَذَا بِ اللّ ِه مِن َشيْءٍ قَالُواْ َل ْو هَدَانَا اللّ هُ َلهَ َديْنَاكُ مْ َسوَآ ٌء عََلْينَآ أَ َج ِز ْعنَآ أَ مْ َ‬
‫مِببببببببببببببببن مّحِيصببببببببببببببببٍ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وبرزوا} أي برزت اللئق كل ها بر ها وفاجر ها ل الوا حد القهار‪ ,‬أي‬
‫اجتمعوا له فب براز مبن الرض وهبو الكان الذي ليبس فيبه شيبء يسبتر أحدا {فقال‬
‫الضعفاء} وهم التباع لقادتم وسادتم وكبائهم {للذين استكبوا} عن عبادة ال وحده‬
‫ل شريك له وعن موافقة الرسل قالوا لم‪{ :‬إنا كنا لكم تبعا} أي مهما أمرتونا ائتمرنا‬
‫وفعل نا {ف هل أن تم مغنون ع نا من عذاب ال من ش يء} أي ف هل تدفعون ع نا شيئا من‬
‫عذاب ال كما كنتم تعدوننا وتنوننا‪ ,‬فقالت القادة لم‪{ :‬لو هدانا ال لديناكم} ولكن‬
‫حق علي نا قول رب نا‪ ,‬و سبق في نا وفي كم قدر ال‪ ,‬وح قت كل مة العذاب على الكافر ين‪,‬‬
‫{سواء علينا أجزعنا أم صبنا مالنا من ميص} أي ليس لنا خلص ما نن فيه إن صبنا‬
‫عليببببببببببه أو جزعنببببببببببا منببببببببببه‪.‬‬
‫قال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬إن أ هل النار قال بعض هم لب عض‪ :‬تعالوا فإن ا أدرك‬
‫أ هل ال نة ال نة ببكائ هم وتضرع هم إل ال عز و جل‪ ,‬تعالوا ن بك ونتضرع إل ال فبكوا‬
‫وتضرعوا فلما رأوا أنه ل ينفعهم قالوا‪ :‬إنا أدرك أهل النة النة بالصب‪ ,‬تعالوا حت نصب‬
‫فصببوا صببا ل يبر مثله‪ ,‬فلم ينفعهبم ذلك‪ ,‬فعنبد ذلك قالوا {سبواء علينبا أجزعنبا أم‬
‫صبنا} الَية‪ ,‬قلت‪ :‬والظاهر أن هذه الراجعة ف النار بعد دخولم إليها‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{وإذ يتحاجون ف النار فيقول الضعفاء للذين استكبوا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون‬
‫عنا نصيبا من النار‪ ,‬قال الذين استكبوا إنا كل فيها إن ال قد حكم بي العباد} وقال‬
‫تعال‪{ :‬قال ادخلوا ف أمم قد خلت من قبلكم من الن والنس ف النار كلما دخلت أمة‬
‫لعنت أختها حت إذا اداركوا فيها جيعا قالت أخراهم لولهم ربنا هؤلء أضلونا فآتم‬
‫عذابا ضعفا من النار‪ ,‬قال ل كل ض عف ول كن ل تعلمون * وقالت أول هم لخرا هم ف ما‬
‫كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب با كنتم تكسبون}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ربنا إنا أطعنا‬
‫سادتنا وكباءنا فأضلونا السبيل‪ ,‬ربنا آتم ضعفي من العذاب والعنهم لعنا كبيا} وأما‬
‫تاصبمهم فب الحشبر‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الظالون موقوفون عنبد ربمب يرجبع‬

‫‪416‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعضهم إل بعض القول‪ ,‬يقول الذين استضعفوا للذين استكبوا لول أنتم لكنا مؤمني قال‬
‫الذ ين ا ستكبوا للذ ين ا ستضعفوا أن ن صددناكم عن الدى ب عد إذ جاء كم‪ ,‬بل كن تم‬
‫مرمي‪ .‬وقال الذين استضعفوا للذين استكبوا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر‬
‫بال ونعل له أندادا وأسروا الندامة لا رأوا العذاب وجعلنا الغلل ف أعناق الذين كفروا‬
‫هببببببببببببل يزون إل مببببببببببببا كانوا يعملون}‪.‬‬

‫ح ّق َو َوعَدتّكُ مْ َفأَخَْل ْفُتكُ ْم َومَا‬


‫** وَقَالَ الشّيْطَا نُ لَمّا ُقضِ َي المْرُ إِ نّ اللّ َه َوعَدَكُ ْم َوعْ َد الْ َ‬
‫جْبتُمْ لِي َفلَ تَلُومُونِي وَلُو ُموَاْ أَنفُ سَكُ ْم مّآ‬ ‫كَا نَ لِ َي عََلْيكُ مْ مّن سُلْطَانٍ إِلّ أَن َد َع ْوتُكُ مْ فَا ْستَ َ‬
‫ت بِمَآ َأشْرَ ْكتُمُو ِن مِن َقبْلُ إِ نّ الظّالِ ِميَ َلهُ مْ‬ ‫َأنَاْ بِمُ صْ ِر ِخكُ ْم َومَآ أَنتُ ْم بِمُ صْرِ ِخيّ ِإنّي َكفَرْ ُ‬
‫حتِهَا الْنهَارُ‬ ‫عَذَا بٌ أَلِي مٌ * َوُأدْخِ َل الّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُواْ ال صّالِحَاتِ َجنّا تٍ تَجْرِي مِن َت ْ‬
‫لمٌ‬‫بَ‬ ‫حّيُتهُمبببْ فِيهَبببا سبب َ‬ ‫ب تَ ِ‬
‫خَالِدِينبببَ فِيهَبببا بِإِذْنبببِ َرّبهِمبب ْ‬
‫ي ب تعال ع ما خا طب به إبل يس أتبا عه بعد ما ق ضى ال ب ي عباده‪ ,‬فأد خل الؤمن ي‬
‫النات‪ ,‬وأسبكن الكافريبن الدركات‪ ,‬فقام فيهبم إبليبس لعنبه ال يومئذ خطيبا ليزيدهبم‬
‫حزنا إل حزن م‪ ,‬وغبنا إل غبن هم‪ ,‬وح سرة إل ح سرتم‪ ,‬فقال‪{ :‬إن ال وعد كم و عد‬
‫ال ق} أي على أل سنة ر سله‪ ,‬ووعد كم ف اتباع هم النجاة وال سلمة‪ ,‬وكان وعدا حقا‬
‫و خبا صدقا‪ ,‬وأ ما أ نا فوعدت كم فأخلفت كم‪ ,‬ك ما قال ال تعال‪{ :‬يعد هم ويني هم و ما‬
‫يعدهم الشيطان إل غرورا}‪ ,‬ث قال‪{ :‬و ما كان ل علي كم من سلطان} أي ما كان ل‬
‫دليل فيما دعوتكم إليه ول حجة فيما وعدتكم به {إل أن دعوتكم فاستجبتم ل} بجرد‬
‫ذلك‪ ,‬هذا وقد أقامت عليكم الرسل الجج والدلة الصحيحة على صدق ما جاءوكم به‪,‬‬
‫فخالفتمو هم ف صرت إل ما أن تم فيه {فل تلومو ن} اليوم {ولوموا أنف سكم} فإن الذنب‬
‫لكم لكونكم خالفتم الجج واتبعتمون بجرد ما دعوتكم إل الباطل {ما أنا بصرخكم}‬
‫أي بنافعكم ومنقذكم وملصكم ما أنتم فيه‪{ ,‬وما أنتم بصرخيّ} أي بنافعي بإنقاذي ما‬
‫أنا فيه من العذاب والنكال {إن كفرت با أشركتمون من قبل} قال قتادة‪ :‬أي بسبب ما‬
‫أشركتمون من قبل‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬يقول‪ :‬إن جحدت أن أكون شريكا ل عز وجل‪,‬‬
‫وهذا الذي قاله هو الرا جح‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و من أ ضل م ن يد عو من دون ال من ل‬

‫‪417‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يستجيب له إل يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لم أعداء‬
‫وكانوا بعبادتمب كافريبن}‪ ,‬قال‪{ :‬كلّ سبيكفرون بعبادتمب ويكونون عليهبم ضدا}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن الظال ي} أي ف إعراض هم عن ال ق واتباع هم البا طل‪ ,‬ل م عذاب أل يم‪,‬‬
‫والظا هر من سياق الَ ية أن هذه الط بة تكون من إبل يس ب عد دخول م النار ك ما قدم نا‪,‬‬
‫ولكن قد ورد ف حديث رواه ابن أب حات‪ ,‬وهذا لفظه‪ ,‬وابن جرير من رواية عبد الرحن‬
‫بن زياد‪ :‬حدثن دخي الجري عن عقبة بن عامر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫قال‪« :‬إذا ج ع ال الول ي والَخر ين فق ضى بين هم ففرغ من القضاء‪ ,‬قال الؤمنون‪ :‬قد‬
‫ق ضى بين نا رب نا‪ ,‬ف من يش فع ل نا ؟ فيقولون‪ ,‬انطلقوا ب نا إل آدم‪ ,‬وذ كر نوحا وإبراه يم‬
‫وموسى وعيسى فيقول عيسى‪ :‬أدلكم على النب المي‪ ,‬فيأتون‪ ,‬فيأذن ال ل أن أقوم إليه‬
‫فيثور من ملسي من أطيب ريح شها أحد قط‪ ,‬حت آت رب فيشفعن ويعل ل نورا من‬
‫شعر رأسي إل ظفر قدمي‪ ,‬ث يقول الكافرون‪ :‬هذا قد وجد الؤمنون من يشفع لم‪ ,‬فمن‬
‫يشفع لنا ؟ ما هو إل إبليس هو الذي أضلنا‪ ,‬فيأتون إبليس فيقولون‪ :‬قد وجد الؤمنون من‬
‫يشفع لم‪ ,‬فقم أنت فاشفع لنا‪ ,‬فإنك أنت أضللتنا فيقوم فيثور من ملسه من أنت ريح‬
‫شها أحد قط‪ ,‬ث يعظم نيبهم {وقال الشيطان لا قضي المر إن ال وعدكم وعد الق‬
‫ووعدت كم فأخلفت كم و ما كان ل علي كم من سلطان إل أن دعوت كم فا ستجبتم ل فل‬
‫تلومون ولوموا أنفسكم} وهذا سياق ابن أب حات‪ ,‬ورواه البارك عن رشدين بن سعد‬
‫عبن عببد الرحنب ببن زياد ببن نعيبم‪ ,‬عبن دخيب عبن عقببة ببه مرفوعا‪.‬‬
‫وقال ممد بن كعب القرظي رحه ال‪ :‬لا قال أهل النار {سواء علينا أجزعنا أم صبنا‬
‫ما لنا من ميص} قال لم إبليس {إن ال وعدكم وعد الق} الَية‪ ,‬فلما سعوا مقالته‪,‬‬
‫مقتوا أنفسهم فنودوا {لقت ال أكب من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إل اليان فتكفرون}‬
‫وقال عامبر الشعبب‪ :‬يقوم خطيبان يوم القيامبة على رؤوس الناس‪ ,‬يقول ال تعال لعيسبى‬
‫ابن مري‪{ :‬أأنت قلت للناس اتذون وأمي إلي من دون ال ؟} إل قوله {قال ال هذا‬
‫يوم ينفع الصادقي صدقهم} قال‪ :‬ويقوم إبليس لعنه ال فيقول {وما كان ل عليكم من‬
‫سلطان إل أن دعوتكم فاستجبتم ل} الَية‪ .‬ث لا ذكر تعال مآل الشقياء وما صاروا إليه‬
‫من الزي والنكال‪ ,‬وأن خطيبهم إبليس عطف بآل السعداء‪ ,‬فقال {وأدخل الذين آمنوا‬

‫‪418‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعملوا الصالات جنات تري من تتها النار} سارحة فيها حيث ساروا وأين ساروا‬
‫{خالدين فيها} ماكثي أبدا ل يولون ول يزولون {بإذن ربم تيتهم فيها سلم}‪ ,‬كما‬
‫ب سبلم عليكبم}‪ ,‬وقال‬ ‫قال تعال‪{ :‬حتب إذا جاءوهبا وفتحبت أبواباب وقال لمب خزنته ا‬
‫تعال‪{ :‬واللئكة يدخلون عليهم من كل باب سلم عليكم}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ويلقون فيها‬
‫ت ية و سلما}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬دعوا هم في ها سبحانك الل هم وتيت هم في ها سلم وآ خر‬
‫دعواهببببببببم أن المببببببببد ل رب العاليبببببببب}‪.‬‬

‫ضرَبَ اللّ ُه َمَثلً َكلِ َم ًة َطيَّبةً كَشَجَرةٍ َطّيبَةٍ أَصُْلهَا ثَابِتٌ وََف ْر ُعهَا فِي السّمَآ ِء‬
‫** أَلَ ْم تَرَ َكيْفَ َ‬
‫* ُت ْؤتِ يَ أُكَُلهَا كُلّ ِحيٍ بِإِذْ نِ َرّبهَا َويَضْرِ بُ اللّ ُه ال ْمثَالَ لِلنّا سِ َلعَّلهُ ْم َيتَذَكّرُو نَ * َومَثلُ‬
‫كَلِ َمةٍ َخبِيَثةٍ كَشَجَ َرةٍ َخبِيَثةٍ ا ْجُتثّتببْ مِبن َفوْقببِ الرْضببِ مَبا لَهَبا مِبن َقرَارٍ‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله {ومثل كلمة طيبة} شهادة أن ل إله إل‬
‫ال {كشجرة طي بة} و هو الؤ من‪{ ,‬أ صلها ثا بت} يقول‪ :‬ل إله إل ال ف قلب الؤ من‪,‬‬
‫{وفرعها ف السماء} يقول يرفع با عمل الؤمن إل السماء‪ ,‬وهكذا قال الضحاك وسعيد‬
‫بن جبي وعكر مة وما هد وغ ي وا حد‪ :‬إن ذلك عبارة عن ع مل الؤ من‪ ,‬وقوله الط يب‪,‬‬
‫وعمله الصال‪ ,‬وإن الؤ من كشجرة من الن خل ل يزال ير فع له عمل صال ف كل ح ي‬
‫وو قت و صباح وم ساء‪ ,‬وهكذا رواه ال سدي عن مرة عن ا بن م سعود قال‪ :‬هي النخلة‪,‬‬
‫وشعبة عن معاوية بن قرة عن أنس‪ :‬هي النخلة‪ .‬وحاد بن سلمة عن شعيب بن البحاب‬
‫عن أ نس أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ ت بقناع ب سر فقرأ {وم ثل كل مة طي بة‬
‫كشجرة طيبة} قال‪ :‬هي النخلة‪ ,‬وروي من هذا الوجه ومن غيه عن أنس موقوفا‪ ,‬وكذا‬
‫نبص عليبه مسبروق وماهبد وعكرمبة وسبعيد ببن جببي والضحاك وقتادة وغيهبم‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبيد بن إساعيل عن أب أسامة‪ ,‬عن عبيد ال عن نافع‪ ,‬عن ابن‬
‫عمر قال‪ :‬كنا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬أخبون عن شجرة تشبه ب‬
‫أو ب كالرجل السلم ل يتحات ورقها صيفا ول شتاء‪ ,‬وتؤت أكلها كل حي بإذن ربا»‬
‫قال ابن عمر‪ :‬فوقع ف نفسي أنا النخلة‪ ,‬ورأيت أبا بكر وعمر ل يتكلمان‪ ,‬فكرهت أن‬
‫أتكلم‪ ,‬فلما ل يقولوا شيئا‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬هي النخلة»‪ ,‬فلما قمنا‬

‫‪419‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قلت لعمر‪ :‬يا أبتاه‪ ,‬وال لقد كان وقع ف نفسي أنا النخلة‪ .‬قال‪ :‬ما منعك أن تتكلم ؟‬
‫قلت‪ :‬ل أركبم تتكلمون‪ ,‬فكرهبت أن أتكلم أو أقول شيئا‪ ,‬قال عمبر‪ :‬لن تكون قلتهبا‬
‫أحبببببببببب إلّببببببببب مبببببببببن كذا وكذا‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا سفيان عن ابن أب نيح عن ماهد‪ :‬صحبت ابن عمر إل الدينة فلم‬
‫أسعه يدث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل حديثا واحدا قال‪ :‬كنا عند رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فأت بمار‪ ,‬فقال‪« :‬من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل السلم»‬
‫فأردت أن أقول هي النخلة‪ ,‬فنظرت فإذا أنا أ صغر القوم‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬هي النخلة»‪ ,‬أخرجاه‪ .‬وقال مالك وعبد العزيز عن عبد ال بن دينار‪ ,‬عن ابن‬
‫عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما لصحابه‪« :‬إن من الشجر شجرة ل‬
‫يطرح ورقهبا مثبل الؤمبن»‪ .‬قال‪ :‬فوقبع فب شجبر الوادي‪ ,‬ووقبع فب قلبب أناب النخلة‪,‬‬
‫فاسبتحييت حتب قال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬هبي النخلة»‪ ,‬أخرجاه أيضا‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا مو سى بن إ ساعيل‪ ,‬حدث نا أبان يع ن ا بن ز يد‬
‫العطار‪ ,‬حدثنبا قتادة أن رجلً قال‪ :‬يبا رسبول ال‪ ,‬ذهبب أهبل الدثور بالجور‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«أرأيت لو عمد إل متاع الدنيا فركب بعضه على بعض أكان يبلغ السماء‪ ,‬أفل أخبك‬
‫بعمل أصله ف الرض وفرعه ف السماء ؟» قال‪ :‬ما هو يا رسول ال ؟ قال‪« :‬تقول ل إله‬
‫إل ال‪ ,‬وال أكب‪ ,‬وسبحان ال‪ ,‬والمد ل‪ ,‬عشر مرات ف دبر كل صلة‪ ,‬فذاك أصله‬
‫ف الرض وفر عه ف ال سماء»‪ .‬و عن ا بن عباس {كشجرة طي بة} قال‪ :‬هي شجرة ف‬
‫النة‪ .‬وقوله‪{ :‬تؤت أكلها كل حي} قيل‪ :‬غدوة وعشيا‪ ,‬وقيل‪ :‬كل شهر‪ .‬وقيل‪ :‬كل‬
‫شهر ين‪ .‬وقيل‪ :‬كل ستة أشهر‪ .‬وق يل‪ :‬كل سبعة أشهر‪ .‬وق يل‪ :‬كل سنة‪ ,‬والظاهر من‬
‫ال سياق أن الؤ من مثله كم ثل شجرة ل يزال يو جد من ها ث ر ف كل و قت من صيف أو‬
‫شتاء أو ل يل أو نار‪ ,‬كذلك الؤ من ل يزال ير فع له ع مل صال آناء الل يل وأطراف النهار‬
‫فب كبل وقبت وحيب {بإذن رباب} أي كاملً حسبنا كثيا طيبا مباركا {ويضرب ال‬
‫المثال للناس لعلهببببببببببببببببببببببببم يتذكرون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} هذا مثل كفر الكافر ل أصل له ول‬
‫ثبات‪ ,‬مشبه بشجرة النظل‪ ,‬ويقال لا الشريان‪ ,‬رواه شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس‬

‫‪420‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن مالك‪ :‬أنا شجرة النظل وقال أبو بكر البزار الافظ‪ :‬حدثنا يي بن ممد السكن‪,‬‬
‫حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع‪ ,‬حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس أحسبه رفعه‪ ,‬قال‬
‫{ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة} قال‪ :‬هي النخلة‪{ ,‬ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة}‬
‫قال‪ :‬هي الشريان‪ ,‬ث رواه عن ممد بن الثن عن غندر عن شعبة‪ ,‬عن معاوية عن أنس‬
‫موقوفا‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد هو ابن‬
‫سلمة عن شع يب بن البحاب‪ ,‬عن أ نس بن مالك أن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«{ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} هي النظلة» فأخبت بذلك أبا العالية فقال‪ :‬هكذا‬
‫كنببا نسببمع‪ .‬ورواه ابببن جريببر مببن حديببث حاد بببن سببلمة بببه‪.‬‬
‫ورواه أبو يعلى ف مسنده بأبسط من هذا فقال‪ :‬حدثنا غسان عن حاد عن شعيب‪ ,‬عن‬
‫أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أت بقناع عليه بسر‪ ,‬فقال‪{ :‬ومثل كلمة طيبة‬
‫كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها ف السماء تؤت أكلها كل حي بإذن ربا} فقال «هي‬
‫النخلة» {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الرض ما لا من قرار} قال‪:‬‬
‫«هي النظل» قال شعيب‪ :‬فأخبت بذلك أبا العالية فقال‪ :‬كذلك كنا نسمع‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{اجتثت} أي استؤصلت {من فوق الرض ما لا من قرار} أي ل أصل لا ول ثبات‪,‬‬
‫كذلك الكفبر ل أصبل له ولفرع‪ ,‬ول يصبعد للكافبر عمبل‪ ,‬ول يتقببل منبه شيبء‪.‬‬

‫حيَاةِ ال ّدْنيَا وَفِي الَخِ َر ِة َوُيضِلّ اللّ هُ الظّالِ ِميَ‬


‫** ُيَثبّتُ اللّ ُه الّذِي نَ آ َمنُواْ بِاْل َقوْ ِل الثّابِ تِ فِي الْ َ‬
‫ببببببببببببببا يَشَآءُ‬ ‫َويَ ْفعَلُ اللّهبببببببببببببببُ مَب‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو الوليد‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬أخبن علقمة بن مرثد قال‪ :‬سعت سعد‬
‫بن عبيدة عن الباء بن عازب ر ضي ال ع نه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«ال سلم إذا سئل ف ال قب ش هد أن ل إله إل ال‪ ,‬وأن ممدا ر سول ال‪ ,‬فذلك قوله‪:‬‬
‫{يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الَخرة}» ورواه مسلم أيضا‬
‫وبقيبببة الماعبببة كلهبببم مبببن حديبببث شعببببة ببببه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن النهال بن عمرو‪ ,‬عن زاذان‬
‫عن الباء بن عازب قال‪ :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف جنازة رجل من‬

‫‪421‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الن صار‪ ,‬فانتهي نا إل ال قب ول ا يل حد‪ ,‬فجلس ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وجل سنا‬
‫حوله كأن على رؤوسبنا الطيب‪ ,‬وفب يده عود ينكبت ببه الرض‪ ,‬فرفبع رأسبه فقال‪:‬‬
‫«استعيذوا بال من عذاب القب» مرتي أو ثلثا‪ ,‬ث قال‪« :‬إن العبد الؤمن إذا كان ف‬
‫انقطاع من الدن يا وإقبال من الَخرة‪ ,‬نزل إل يه ملئ كة من ال سماء ب يض الوجوه‪ ,‬كأن‬
‫وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان النة وحنوط من حنوط النة حت يلسوا منه‬
‫م ّد البصر ث ييء ملك الوت حت يلس عند رأسه‪ ,‬فيقول‪ :‬أيتها النفس الطيبة اخرجي‬
‫إل مغفرة من ال ورضوان ب قال ب‪ :‬فتخرج تسيل‪ ,‬كما تسيل القطرة من ف السقاء‪,‬‬
‫فيأخذها‪ ,‬فإذا أخذها ل يدعوها ف يده طرفة عي حت يأخذوها فيجعلوها ف ذلك الكفن‬
‫وفب ذلك النوط‪ ,‬ويرج منهبا كأطيبب نفحبة مسبك وجدت على وجبه الرض‪,‬‬
‫فيصعدون با فل يرون با‪ ,‬يعن على مل من اللئكة‪ ,‬إل قالوا‪ :‬ما هذه الروح الطيبة ؟‬
‫فيقولون‪ :‬فلن بن فلن بأحسن أسائه الت كانوا يسمونه با ف الدنيا حت ينتهوا به إل‬
‫السماء الدنيا فيستفتحون له‪ ,‬فيفتح له فيشيعه من كل ساء مقربوها إل السماء الت تليها‪,‬‬
‫حت ينتهى با إل السماء السابعة‪ ,‬فيقول ال‪ :‬اكتبوا كتاب عبدي ف عليي وأعيدوه إل‬
‫الرض‪ ,‬فإن منها خلقتهم وفيها أعيدهم‪ ,‬ومنها أخرج هم تارة أخرى قال‪ :‬فتعاد روحه‬
‫ف جسده‪ ,‬فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولن له‪ :‬من ربك ؟ فيقول‪ :‬رب ال‪ ,‬فيقولن له‪ :‬ما‬
‫دينك ؟ فيقول‪ :‬دين السلم‪ ,‬فيقولن له‪ :‬ما هذا الرجل الذين بعث فيكم ؟ فيقول‪ :‬هو‬
‫رسبول ال‪ ,‬فيقولن له‪ :‬ومبا علمبك ؟ فيقول‪ :‬قرأت كتاب ال فآمنبت ببه وصبدقت‪,‬‬
‫فينادي مناد من السماء‪ :‬أن صدق عبدي فأفرشوه من النة‪ ,‬وألبسوه من النة‪ ,‬وافتحوا‬
‫له بابا إل النة ب قال ب‪ :‬فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له ف قبه مد بصره ويأتيه‬
‫ر جل ح سن الو جه‪ ,‬ح سن الثياب‪ ,‬ط يب الر يح‪ ,‬فيقول‪ :‬أب شر بالذي ي سرك هذا يو مك‬
‫الذي ك نت تو عد‪ ,‬فيقول له‪ :‬من أ نت فوج هك الو جه الذي يأ ت بال ي ؟ فيقول‪ :‬أ نا‬
‫عملك الصال‪ ,‬فيقول‪ :‬رب أقم الساعة رب أقم الساعة‪ ,‬حت أرجع إل أهلي ومال ب‬
‫قال بب‪ :‬وإن العببد الكافبر إذا كان فب انقطاع مبن الدنيبا وإقبال مبن الَخرة‪ ,‬نزل إليبه‬
‫ملئ كة من ال سماء سود الوجوه مع هم ال سوح‪ ,‬فجل سوا م نه مد الب صر‪ ,‬ث ي يء ملك‬
‫الوت فيجلس عند رأسه‪ ,‬فيقول‪ :‬أيتها النفس البيثة‪ ,‬اخرجي إل سخط من ال وغضب‬

‫‪422‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب قال ب‪ :‬فتفرق ف جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف البلول‪ ,‬فيأخذها‬
‫فإذا أخذها ل يدعوها ف يده طرفة عي حت يعلوها ف تلك السوح‪ ,‬فيخرج منها كأنت‬
‫ريح جيفة وجدت على وجه الرض‪ ,‬فيصعدون با فل يرون با على مل من اللئكة إل‬
‫قالوا‪ :‬ما هذه الروح البيثة ؟ فيقولون‪ :‬فلن بن فلن بأقبح أسائه الت كان يسمى با ف‬
‫الدنيا حت ينتهى با إل السماء الدنيا‪ ,‬فيستفتح له فل يفتح له ب ث قرأ رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم {ل تف تح ل م أبواب ال سماء ول يدخلون ال نة ح ت يلج ال مل ف سم‬
‫الياط} فيقول ال‪ :‬اكتبوا كتابه ف سجي ف الرض السفلى فتطرح روحه طرحا ب ث‬
‫قرأ {و من يشرك بال فكأن ا خرّ من ال سماء فتخط فه الط ي أو توي به الر يح ف مكان‬
‫سحيق} فتعاد روحه ف جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه ويقولن له‪ :‬من ربك ؟ فيقول‪:‬‬
‫هاه هاه ل أدري‪ ,‬فيقولن له‪ :‬مبا دينبك ؟ فيقول‪ :‬هاه هاه ل أدري‪ ,‬فيقولن له‪ :‬مبا هذا‬
‫الر جل الذي ب عث في كم ؟ فيقول‪ :‬هاه هاه ل أدري‪ ,‬فينادي مناد من ال سماء‪ :‬أن كذب‬
‫عبدي فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إل النار‪ ,‬فيأت يه من حر ها و سومها ويض يق عل يه‬
‫قبه حت تتلف فيه أضلعه‪ ,‬ويأتيه رجل قبيح الوجه‪ ,‬قبيح الثياب‪ ,‬منت الريح‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫أب شر بالذي يسوؤك‪ ,‬هذا يومك الذي كنت تو عد‪ ,‬فيقول‪ :‬و من أ نت‪ ,‬فوج هك الو جه‬
‫ييء بالشر ؟ فيقول‪ :‬أنا عملك البيث‪ ,‬فيقول‪ :‬رب ل تقم الساعة» ورواه أبو داود من‬
‫حديث العمش والنسائي وابن ماجه من حديث النهال بن عمرو به‪).‬وقال المام أحد‪:‬‬
‫حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن يونس بن حبيب عن النهال بن عمرو‪ ,‬عن زاذان عن‬
‫الباء بن عازب رضي ال عنه قال‪ :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل جنازة‪,‬‬
‫فذ كر نوه‪ ,‬وف يه «فإذا خر جت رو حه صلى عل يه كل ملك ب ي ال سماء والرض و كل‬
‫ملك ف السماء‪ ,‬وفتحت أبواب السماء ليس من أهل باب إل وهم يدعون ال عز وجل‬
‫أن يعرج بروحه من قبلهم»‪ ,‬وف آخره «ث يقيض له أعمى أصم أبكم‪ ,‬وف يده مرزبة لو‬
‫ضرب با جبل لكان ترابا‪ ,‬فيضربه ضربة فيصي ترابا‪ ,‬ث يعيده ال عز وجل كما كان‪,‬‬
‫فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إل الثقلي» قال الباء‪ :‬ث يفتح له‬
‫باب إل النار ويهد له من فرش النار‪ ,‬وقال سفيان الثوري عن أبيه‪ ,‬عن خيثمة عن الباء‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬يث بت ال الذ ين آمنوا بالقول الثا بت ف الياة الدن يا و ف الَخرة} قال‬

‫‪423‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عذاب القببببببببببببببببببببببببببببببببب‪.‬‬

‫وقال ال سعودي عن ع بد ال بن مارق عن أب يه عن ع بد ال قال‪ :‬إن الؤ من إذا مات‬


‫أجلس ف قبه فيقال له‪ :‬ما ر بك ؟ ما دي نك ؟ من نب يك ؟ فيثب ته ال فيقول‪ :‬ر ب ال‪,‬‬
‫ودي ن ال سلم‪ ,‬و نبيي م مد صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وقرأ ع بد ال {يث بت ال الذ ين آمنوا‬
‫بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الَخرة} وقال المام عبد بن حيد رحه ال ف مسنده‬
‫حدثنا يونس بن ممد‪ ,‬حدثنا شيبان بن عبد الرحن عن قتادة‪ ,‬حدثنا أنس بن مالك قال‪:‬‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن الع بد إذا و ضع ف قبه‪ ,‬وتول ع نه أ صحابه‪,‬‬
‫وإنه ليسمع قرع نعالم‪ ,‬فيأتيه ملكان فيقعدانه فيقولن له‪ :‬ما كنت تقول ف هذا الرجل ؟‬
‫قال‪ :‬فأما الؤمن فيقول‪ :‬أشهد أنه عبد ال ورسوله‪ ,‬قال‪ :‬فيقال له‪ :‬انظر إل مقعدك من‬
‫النار قد أبدلك ال به مقعدا من النة»‪ ,‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬فياها جيعا»‪,‬‬
‫قال قتادة‪ :‬وذكر لنا أنه يفسح له ف قبه سبعون ذراعا‪ ,‬ويل عليه خضرا إل يوم القيامة‪,‬‬
‫رواه مسلم عن عبد بن حيد‪ ,‬وأخرجه النسائي من حديث يونس بن ممد الؤدب به‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد عن ابن جريج‪ ,‬أخبن أبو الزبي أنه سأل جابر‬
‫بن عبد ال عن فتان القب‪ ,‬فقال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن هذه‬
‫المبة تبتلى فب قبورهبا‪ ,‬فإذا أدخبل الؤمبن قببه وتول عنبه أصبحابه‪ ,‬جاءه ملك شديبد‬
‫النتهار‪ ,‬فيقول له‪ :‬ما ك نت تقول ف هذا الر جل ؟ فأ ما الؤ من فيقول‪ :‬إ نه ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وعبده‪ ,‬فيقول له اللك‪ :‬انظر إل مقعدك الذي كان لك ف النار قد‬
‫أناك ال منبه وأبدلك بقعدك الذي ترى مبن النار مقعدك الذي ترى مبن النبة‪ ,‬فياهاب‬
‫كليهما‪ ,‬فيقول الؤمن‪ :‬دعون أبشر أهلي فيقال له‪ :‬اسكن‪ ,‬وأما النافق فيقعد إذا تول عنه‬
‫أهله فيقال له‪ :‬ما ك نت تقول ف هذا الر جل ؟ فيقول‪ :‬ل أدري‪ ,‬أقول ك ما يقول الناس‪,‬‬
‫فيقال له‪ :‬ل دريبت هذا مقعدك الذي كان لك فب النبة قبد أبدلت مكانبه مقعدك مبن‬
‫النار» قال جابر‪ :‬فسمعت النب صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬يبعث كل عبد ف القب على‬
‫ما مات‪ ,‬الؤ من على إيا نه‪ ,‬والنا فق على نفا قه» إ سناده صحيح على شرط م سلم‪ ,‬ول‬
‫يرجاه‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ,‬حدثنا عباد بن راشد عن داود بن أب هند‪ ,‬عن أب‬
‫نضرة‪ ,‬عن أ ب سعيد الدري‪ ,‬قال‪ :‬شهد نا مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم جنازة‪,‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا أيها الناس إن هذه المة تبتلى ف قبورها‪ ,‬فإذا‬
‫النسان دفن وتفرق عنه أصحابه‪ ,‬جاءه ملك ف يده مطراق من حديد فأقعده‪ ,‬فقال‪ :‬ما‬
‫تقول فب هذا الرجبل ؟ فإن كان مؤمنا قال‪ :‬أشهبد أن ل إله إل ال‪ ,‬وأشهبد أن ممدا‬
‫عبده ورسبوله‪ ,‬فيقول له‪ :‬صبدقت ثب يفتبح له بابا إل النار‪ ,‬فيقول‪ :‬كان هذا منلك لو‬
‫كفرت بر بك‪ ,‬فأ ما إذ آم نت فهذا منلك‪ ,‬فيف تح له بابا إل ال نة‪ ,‬في يد أن ين هض إل يه‬
‫فيقول له‪ :‬اسكن ويفسح له ف قبه‪ ,‬وإن كان كافرا أو منافقا فيقول له‪ :‬ما تقول ف هذا‬
‫الرجبل ؟ فيول‪ :‬ل أدري‪ ,‬سبعت الناس يقولون شيئا‪ ,‬فيقول‪ :‬ل دريبت ول تليبت ول‬
‫اهتديت‪ ,‬ث يفتح له بابا إل النة‪ ,‬فيقول له‪ :‬هذا منلك لو آمنت بربك‪ ,‬فأما إذ كفرت‬
‫به فإن ال عز وجل أبدلك به هذا‪ ,‬فيفتح له بابا إل النار ث يقمعه قمعة بالطراق‪ ,‬فيصيح‬
‫صيحة يسمعها خلق ال عز وجل كلهم غي الثقلي‪ ,‬فقال بعض القوم‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬ما‬
‫أ حد يقوم عل يه ملك ف يده مطراق إل ه يل ع ند ذلك‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪{ :‬يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت} وهذا أيضا إسناد ل بأس به‪ ,‬فإن عباد بن‬
‫راشبببد التميمبببي روى له البخاري مقرونا‪ ,‬ولكبببن ضعفبببه بعضهبببم‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ح سي بن م مد عن ا بن أ ب ذئب‪ ,‬عن م مد بن عمرو بن‬
‫عطاء‪ ,‬عن سعيد بن يسار‪ ,‬عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن اليت‬
‫تضره اللئ كة‪ ,‬فإذا كان الر جل ال صال قالوا‪ :‬اخر جي أيت ها الن فس الطي بة كا نت ف‬
‫السبد الطيبب‪ ,‬اخرجبي حيدة وأبشري بروح وريان ورب غيب غضبان‪ .‬قال فل يزال‬
‫يقال ل ا ذلك‪ ,‬ح ت ترج ث يعرج ب ا إل ال سماء في ستفتح ل ا فيقال‪ :‬من هذا ؟ فيقال‪:‬‬
‫فلن‪ ,‬فيقولون‪ :‬مرحبا بالروح الطي بة كا نت ف ال سد الط يب‪ ,‬ادخلي حيدة‪ ,‬وأبشري‬
‫بروح وريان ورب غ ي غضبان‪ .‬قال‪ :‬فل يزال يقال ل ا ذلك ح ت ينت هى ب ا إل ال سماء‬
‫الت فيها ال عز وجل‪ .‬وإذا كان الرجل السوء قالوا‪ :‬اخرجي أيتها النفس البيثة كانت ف‬
‫السد البيث‪ ,‬اخرجي ذميمة وأبشري بميم وغساق‪ ,‬وآخر من شكله أزواج‪ ,‬فل يزال‬
‫يقال ل ا ذلك ح ت ترج‪ ,‬ث يعرج ب ا إل ال سماء‪ ,‬في ستفتح ل ا فيقال‪ :‬من هذا ؟ فيقال‪:‬‬

‫‪425‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فلن‪ ,‬فيقال‪ :‬ل مرحبا بالن فس البي ثة كا نت ف ال سد ال بيث‪ ,‬ارج عي ذمي مة فإ نه ل‬
‫تف تح لك أبواب ال سماء‪ ,‬في سل من ال سماء ث ي صي إل ال قب‪ ,‬فيجلس الر جل ال صال‪,‬‬
‫فيقال له مثل ما قيل ف الديث الول‪ ,‬ويلس الرجل السوء فيقال له مثل ما قيل له ف‬
‫الديبث الول‪ .‬ورواه النسبائي واببن ماجبه مبن طريبق اببن أبب ذئب بنحوه‪.‬‬
‫و ف صحيح م سلم عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬إِذا خر جت روح الع بد الؤ من‬
‫تلقا ها ملكان ي صعدان ب ا‪ .‬قال حاد‪ :‬فذ كر من ط يب ري ها وذ كر ال سك ب قال ب‪:‬‬
‫ويقول أهل السماء‪ :‬روح طيبة جاءت من قبل الرض صلى ال عليك وعلى جسد كنت‬
‫تعمرينه‪ ,‬فينطلق به إل ربه عز و جل‪ ,‬فيقال‪ :‬انطلقوا به إل آخر الجل‪ .‬وإن الكافر إذا‬
‫خرجت روحه ب قال حاد ب وذكر من نتنها‪ ,‬وذكر مقتا‪ ,‬ويقول أهل السماء‪ :‬روح‬
‫خبي ثة جاءت من ق بل الرض‪ ,‬فيقال‪ :‬انطلقوا به إل آ خر ال جل ب قال أ بو هريرة‪ :‬فرد‬
‫رسببول ال صببلى ال عليببه وسببلم ريطببة كانببت عليببه على أنفببه هكذا‪.‬‬
‫وقال ابن حبان ف صحيحه‪ :‬حدثنا عمر بن ممد المدان‪ ,‬حدثنا زيد بن أخرم‪ ,‬حدثنا‬
‫معاذ بن هشام‪ ,‬حدثن أب عن قتادة‪ ,‬عن قسام بن زهي‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال «إن الؤمن إذا قبض‪ ,‬أتته ملئكة الرحة بريرة بيضاء‪ ,‬فيقولون‪:‬‬
‫اخرجي إل روح ال‪ ,‬فتخرج كأطيب ريح مسك حت إنه ليناوله بعضهم بعضا يشمونه‬
‫حت يأتوا به باب السماء‪ ,‬فيقولون‪ :‬ما هذه الريح الطيبة الت جاءت من قبل الرض‪ ,‬ول‬
‫يأتون ساء إل قالوا م ثل ذلك ح ت يأتوا به أرواح الؤمن ي‪ ,‬فل هم أ شد فرحا به من أ هل‬
‫الغائب بغائبهم‪ ,‬فيقولون‪ :‬ما فعل فلن ؟ فيقولون‪ :‬دعوه حت يستريح فإنه كان ف غم‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬قد مات أما أتاكم ؟ فيقولون‪ :‬ذهب به إل أمه الاوية‪ ,‬وأما الكافر فيأتيه ملئكة‬
‫العذاب بسح فيقولون‪ :‬اخرجي إل غضب ال‪ ,‬فتخرج كأنت ريح جيفة‪ ,‬فيذهب به إل‬
‫باب الرض»‪.‬‬
‫وقد روي أيضا من طريق هام بن ييي عن أب الوزاء‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم بنحوه‪ ,‬قال «فيسأل‪ :‬ما فعل فلن‪ ,‬ما فعل فلن‪ ,‬ما فعلت فلنة ؟ قال‪:‬‬
‫وأما الكافر فإذا قبضت نفسه‪ ,‬وذهب با إل باب الرض‪ ,‬تقول خزنة الرض‪ :‬ما وجدنا‬
‫ريا أن ت من هذه‪ ,‬فيبلغ ب ا الرض ال سفلى»‪ .‬قال قتادة وحدث ن ر جل عن سعيد بن‬

‫‪426‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السيب‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬أرواح الؤمني تتمع بالابية‪ ,‬وأرواح الكفار تتمع‬
‫ببهوت سبخة بضرموت‪ ,‬ث يض يق عل يه قبه‪ .‬وقال الا فظ أ بو عي سى الترمذي رح ه‬
‫ال‪ :‬حدثنا يي بن خلف‪ ,‬حدثنا بشر بن الفضل عن عبد الرحن بن إسحاق‪ ,‬عن سعيد‬
‫بن أب سعيد القبي‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِذا قب‬
‫ال يت ب أو قال‪ :‬أحد كم ب أتاه ملكان أ سودان أزرقان‪ ,‬يقال لحده ا من كر والَ خر‬
‫نكيب‪ ,‬فيقولن‪ :‬مبا كنبت تقول فب هذا الرجبل ؟ فيقول‪ :‬مبا كان يقول هبو عببد ال‬
‫ور سوله‪ ,‬أش هد أن ل إله إل ال وأش هد أن ممدا عبده ور سوله‪ ,‬فيقولن‪ :‬قد ك نا نعلم‬
‫أنك تقول هذا‪ ,‬ث يفسح له ف قبه سبعون ذراعا ف سبعي‪ ,‬وينور له فيه‪ ,‬ث يقال له‪ :‬ن‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬أرجع ال أهلي فأخبهم‪ ,‬فيقولن‪ :‬ن نومة العروس الذي ل يوقظه إل أحب أهله‬
‫إل يه ح ت يبع ثه ال من مضج عه ذلك‪ ,‬وإن كان منافقا قال‪ :‬سعت الناس يقولون‪ :‬فقلت‬
‫مثلهم ل أدري‪ ,‬فيقولن‪ :‬قد كنا نعلم أنك تقول هذا‪ ,‬فيقال للرض‪ :‬التئمي عليه فتلتئم‬
‫عل يه ح ت تتلف أضلعه‪ ,‬فل يزال فيها معذبا حت يبع ثه ال من مضجعه ذلك» ث قال‬
‫الترمذي‪ :‬هذا حديببببببببث حسببببببببن غريببببببببب‪.‬‬
‫وقال حاد بن سلمة عن ممد بن عمرو‪ ,‬عن أب سلمة عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صبلى ال عليبه وسبلم‪{ :‬يثببت ال الذيبن آمنوا بالقول الثاببت فب الياة لدنيبا وفب‬
‫الَخرة} ب قال ب ‪ :‬ذلك إِذا قيل له ف القب من ربك‪ ,‬وما دينك‪ ,‬ومن نبيك ؟ فيقول‪:‬‬
‫ر ب ال‪ ,‬ودي ن ال سلم‪ ,‬و نبيي م مد جاء نا بالبينات من ع ند ال‪ ,‬فآم نت به و صدقت‪,‬‬
‫فيقال له‪ :‬صدقت‪ ,‬على هذا عشت‪ ,‬وعليه مت‪ ,‬وعليه تب عث»‪.‬وقال ابن جر ير‪ :‬حدثنا‬
‫ماهد بن موسى والسن بن ممد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬أنبأنا ممد بن عمرو عن أب سلمة‪,‬‬
‫عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬والذي نفسي بيده‪ ,‬إن‬
‫اليت لي سمع خ فق نعال كم حي تولون عنه مدبر ين‪ ,‬فإن كان مؤمنا كانت الصلة ع ند‬
‫رأسبه والزكاة عبن يينبه والصبوم عبن يسباره وكان فعبل اليات مبن الصبدقة والصبلة‬
‫والعروف والحسان إل الناس عند رجليه‪ ,‬فيؤتى من قبل رأسه‪ ,‬فتقول الصلة‪ :‬ما قبلي‬
‫مدخل‪ ,‬فيؤتى عن يينه فتقول الزكاة‪ :‬ما قبلي مدخل‪ ,‬فيؤتى عن يساره فيقول الصيام‪ :‬ما‬
‫قبلي مد خل‪ ,‬فيؤ تى ع ند رجل يه فيقول‪ :‬ف عل اليات ما قبلي مد خل‪ ,‬فيقال له‪ :‬اجلس‪,‬‬

‫‪427‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيجلس قد مثلت له الش مس قد د نت للغروب‪ ,‬فيقال له‪ :‬أخب نا ع ما ن سألك‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫دع ن ح ت أ صلي‪ ,‬فيقال له‪ :‬إ نك ستفعل فأخب نا ع ما ن سألك‪ ,‬فيقول‪ :‬و عم ت سألون ؟‬
‫فيقال‪ :‬أرأ يت هذا الر جل الذي كان في كم ماذا تقول به‪ ,‬وماذا تش هد به عل يه ؟ فيقول‪:‬‬
‫أم مد ؟ فيقال له‪ :‬ن عم‪ ,‬فيقول‪ :‬أش هد أ نه ر سول ال‪ ,‬وأ نه جاء نا بالبينات من ع ند ال‬
‫فصدقناه‪ ,‬فيقال له‪ :‬على ذلك حييت وعلى ذلك مت‪ ,‬وعليه تبعث إن شاء ال ث يفسح‬
‫له ف قبه سبعون ذراعا وينور له فيه‪ ,‬ويفتح له باب إل النة فيقال له‪ :‬انظر إل ما أعد‬
‫ال لك في ها‪ ,‬فيزداد غب طة و سرورا‪ ,‬ث ت عل ن سمته ف الن سم الط يب‪ ,‬و هي ط ي خ ضر‬
‫تعلق بش جر ال نة‪ ,‬ويعاد ال سد إل ما بدىء من التراب»‪ ,‬وذلك قول ال‪{ :‬يث بت ال‬
‫الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الَخرة}‪ ,‬رواه ابن حبان من طريق العتمر‬
‫بببن سببليمان عببن ممببد بببن عمببر‪ ,‬وذكببر جواب الكافببر وعذابببه‪.‬‬
‫وقال البزار‪ :‬حدثنا سعيد بن بر القراطيسي‪ ,‬حدثنا الوليد بن القاسم‪ ,‬حدثنا يزيد بن‬
‫كيسان عن أب حازم‪ ,‬عن أب هريرة أحسبه رفعه‪ ,‬قال‪« :‬إن الؤمن ينل به الوت ويعاين‬
‫ما يعا ين‪ ,‬فيود لو خر جت‪ ,‬يع ن نف سه‪ ,‬وال ي ب لقاءه وإن الؤ من ي صعد برو حه ال‬
‫السماء‪ ,‬فتأتيه أرواح الؤمني فتستخبه عن معارفهم من أهل الرض‪ ,‬فإِذا قال‪ :‬تركت‬
‫فلنا ف الرض‪ ,‬أعجبهم ذلك‪ ,‬وإِذا قال‪ :‬إِن فلنا قد مات‪ ,‬قالوا‪ :‬ما جيء به إلينا‪ ,‬وإن‬
‫الؤ من يلس ف قبه في سأل‪ ,‬من ر بك ؟ فيقول‪ :‬ر ب ال‪ ,‬وي سأل‪ :‬من نب يك ؟ فيقول‪:‬‬
‫م مد نبيي‪ ,‬فيقال‪ :‬ماذا دي نك ؟ قال‪ :‬دي ن ال سلم‪ ,‬فيف تح له باب ف قبه فيقول ب أو‬
‫يقال ب ان ظر إل مل سك‪ ,‬ث يرى ال قب فكأن ا كا نت رقدة‪ ,‬وإذا كان عدو ال نزل به‬
‫الوت وعاين ما عاين‪ ,‬فإنه ل يب أن ترج روحه أبدا‪ ,‬وال يبغض لقاءه‪ ,‬فإذا جلس ف‬
‫قبه أو أجلس‪ ,‬فيقال له‪ :‬من ر بك ؟ فيقول‪ :‬ل أدري‪ ,‬فيقال‪ :‬ل در يت‪ ,‬فيف تح له باب‬
‫إل جهنبم ثب يضرب ضرببة تسبمعها كبل داببة إل الثقليب‪ ,‬ثب يقال له‪ :‬نب كمبا ينام‬
‫النهوش»‪ .‬قلت ل ب هريرة‪ :‬ما النهوش ؟ قال‪ :‬الذي تنه شه الدواب واليات‪ ,‬ث يض يق‬
‫عليببه قبببه‪ ,‬ثبب قال‪ :‬ل نعلم مببن رواه إل الوليببد بببن القاسببم‪.‬‬
‫وقال المام أح د رح ه ال‪ :‬حدث نا حج ي بن الث ن‪ ,‬حدث نا ع بد العز يز بن أ ب سلمة‬
‫الاجشون عن م مد بن النكدر قال‪ :‬كا نت أ ساء‪ ,‬يع ن ب نت ال صديق ر ضي ال عن ها‪,‬‬

‫‪428‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تدث عن النب صلى ال عليه وسلم قالت‪ :‬قال‪« :‬إذا دخل النسان قبه‪ ,‬فإن كان مؤمنا‬
‫أحف به عمله الصلة والصيام‪ ,‬قال‪ :‬فيأتيه اللك من نو الصلة فترده ومن نو الصيام‬
‫فيده‪ ,‬قال‪ :‬فيناديه اجلس فيجلس‪ ,‬فيقول له‪ :‬ماذا تقول ف هذا الر جل‪ ,‬يع ن ال نب صلى‬
‫ال عل يه و سلم ؟ قال‪ :‬من ؟ قال‪ :‬م مد‪ ,‬قال‪ :‬أش هد أ نه ر سول ال‪ ,‬قال‪ :‬و ما يدر يك‪,‬‬
‫أدرك ته ؟ قال‪ :‬اش هد أ نه ر سول ال‪ ,‬قال‪ :‬يقول على ذلك ع شت‪ ,‬وعل يه مت‪ ,‬وعل يه‬
‫تبعث وإن كان فاجرا أو كافرا جاءه اللك ليس بينه وبينه شيء يرده فأجلسه‪ ,‬فيقول له‪:‬‬
‫ماذا تقول فب هذا الرجبل ؟ قال‪ :‬أي رجبل ؟ قال‪ :‬ممبد ؟ قال‪ :‬يقول‪ :‬وال مبا أدري‬
‫سبعت الناس يقولون شيئا فقلتبه‪ ,‬قال له اللك‪ :‬على ذلك عشبت‪ ,‬وعليبه مبت‪ ,‬وعليبه‬
‫تبعث‪ ,‬قال ويسلط عليه دابة ف قبه معها سوط‪ ,‬ثرته جرة مثل غرب البعي‪ ,‬تضربه ما‬
‫ببببب»‪.‬‬ ‫بببببوته فترحهب‬ ‫بببببمع صب‬ ‫بببببماء ل تسب‬ ‫شاء ال‪ ,‬صب‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما ف هذه الَ ية قال‪ :‬إن الؤ من إذا حضره‬
‫الوت شهدته اللئكة‪ ,‬فسلموا عليه وبشروه بالنة‪ ,‬فإذا مات مشوا مع جنازته ث صلوا‬
‫عليه مع الناس‪ ,‬فإِذا دفن أجلس ف قبه‪ ,‬فيقال له‪ :‬من ربك ؟ فيقول‪ :‬رب ال‪ ,‬فيقال له‪:‬‬
‫من رسولك ؟ فيقول‪ :‬ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فيقال له‪ :‬ما شهادتك ؟ فيقول‪ :‬أشهد‬
‫أن ل إله إل ال‪ ,‬وأشهد أن ممدا رسول ال‪ ,‬فيوسع له ف قبه مد بصره‪ ,‬وأما الكا فر‬
‫فتنل عليبه اللئكبة فيبسبطون أيديهبم‪ ,‬والبسبط هبو الضرب‪{ ,‬يضربون وجوههبم‬
‫وأدبارهم} عند الوت‪ ,‬فإذا أدخل قبه أقعد‪ ,‬فقيل له‪ :‬من ربك ؟ فلم يرجع إليهم شيئا‪,‬‬
‫وأن ساه ال ذ كر ذلك‪ ,‬وإذا ق يل‪ :‬من الر سول الذي ب عث إل يك ؟ ل يه تد له ول ير جع‬
‫إليهبببببببم شيئا {كذلك يضبببببببل ال الظاليببببببب}‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن عثمان بن حكيم الودي حدثنا شريح بن مسلمة‪,‬‬
‫حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أب إسحاق‪ ,‬عن عامر بن سعد البجلي عن أب قتادة‬
‫النصباري فب قوله تعال‪{ :‬يثببت ال الذيبن آمنوا بالقول الثاببت فب الياة الدنيبا وفب‬
‫الَخرة} الَية‪ ,‬قال‪ :‬إن الؤمن إذا مات أجلس ف قبه‪ ,‬فيقال له‪ :‬من ربك ؟ فيقول‪ :‬ال‪,‬‬
‫فيقال له‪ :‬من نبيك ؟ فيقول‪ :‬ممد بن عبد ال‪ ,‬فيقال له ذلك مرات‪ ,‬ث يفتح له باب إل‬
‫النار‪ ,‬فيقال له‪ :‬ان ظر إل منلك من النار لو ز غت‪ ,‬ث يف تح له باب إل ال نة‪ ,‬فيقال له‪:‬‬

‫‪429‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫انظر إل منلك من النة إذا ثبت‪ ,‬وإذا مات الكافر أجلس ف قبه فيقال له‪ :‬من ربك ؟‬
‫من نب يك ؟ فيقول‪ :‬ل أدري ك نت أ سع الناس يقولون‪ ,‬فيقال له‪ :‬ل در يت‪ ,‬ث يف تح له‬
‫باب إل النبة‪ ,‬فيقال له‪ :‬انظبر إل منلك إذا ثببت‪ ,‬ثب يفتبح له باب إل النار‪ ,‬فيقال له‪:‬‬
‫انظبر إل منلك إِذ زغبت‪ ,‬فذلك قوله تعال‪{ :‬يثببت ال الذيبن آمنوا بالقول الثاببت فب‬
‫ببببببببببببب الَخرة}‪.‬‬ ‫بببببببببببببا وفب‬ ‫الياة الدنيب‬
‫وقال ع بد الرزاق عن مع مر عن ا بن طاووس‪ ,‬عن أب يه {يث بت ال الذ ين آمنوا بالقول‬
‫الثابت ف الياة الدنيا} قال‪ :‬ل إله إل ال‪{ ,‬وف الَخرة} السألة ف القب‪ ,‬وقال قتادة أما‬
‫الياة الدن يا فيثبت هم بال ي والع مل ال صال‪{ ,‬و ف الَخرة} ف ال قب وكذا روي عن غ ي‬
‫واحد من السلف‪ .‬وقال أبو عبد ال الكيم الترمذي ف كتابه نوادر الصول‪ :‬حدثنا أب‪,‬‬
‫حدث نا ع بد ال بن نا فع عن ا بن أ ب فد يك عن عبدالرح ن بن ع بد ال عن سعيد بن‬
‫السيب‪ ,‬عن عبد الرحن بن سرة قال‪ :‬خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات‬
‫يوم ونن ف مسجد الدينة‪ ,‬فقال‪« :‬إن رأيت البارحة عجبا‪ ,‬رأيت رجلً من أمت جاءه‬
‫ملك الوت ليقبض روحه‪ ,‬فجاءه بره بوالديه‪ ,‬فرد عنه‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت قد بسط‬
‫عليه عذاب القب‪ ,‬فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت قد احتوشته‬
‫الشياطي‪ ,‬فجاءه ذكر ال فخلصه من بينهم‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت قد احتوشته ملئكة‬
‫العذاب‪ ,‬فجاءته صلته فاستنقذته من أيديهم‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت يلهث عطشا كلما‬
‫ورد حوضا م نع م نه‪ ,‬فجاءه صيامه ف سقاه وأرواه‪ ,‬ورأ يت رجلً من أم ت وال نبيون قعود‬
‫حلقا حلقا‪ ,‬كلمبا دنبا للقبة طردوه‪ ,‬فجاءه اغتسباله مبن الناببة فأخبذ بيده فأقعده إل‬
‫جنب‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت بي يديه ظلمة‪ ,‬ومن خلفه ظلمة‪ ,‬وعن يينه ظلمة‪ ,‬وعن‬
‫شاله ظلمة‪ ,‬ومن فوقه ظلمة‪ ,‬ومن تته ظلمة‪ ,‬وهو متحي فيها‪ ,‬فجاءته حجته وعمرته‬
‫فاستخرجاه من الظلمة وأدخله النور‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت يكلم الؤمني فل يكلمونه‪,‬‬
‫فجاءته صلة الرحم فقالت‪ :‬يا معشر الؤمني‪ ,‬كلموه فكلموه‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت يتقي‬
‫و هج النار وشرر ها بيده عن وج هه‪ ,‬فجاء ته صدقته ف صارت له سترا على وج هه وظلً‬
‫على رأسه‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت قد أخذته الزبانية من كل مكان‪ ,‬فجاءه أمره بالعروف‬
‫ونيه عن النكر فاستنقذاه من أيديهم وأدخله مع ملئكة الرحة‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت‬

‫‪430‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جاثيا على ركبتيه بينه وبي ال حجاب‪ ,‬فجاءه حسن خلقه‪ ,‬فأخذ بيده فأدخله على ال‬
‫عز وجل‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت قد هوت صحيفته من قبل شاله‪ ,‬فجاءه خوفه من ال‪,‬‬
‫فأ خذ صحيفته فجعل ها ف يي نه‪ ,‬ورأيت رجلً من أم ت قد خف ميزا نه‪ ,‬فجاءته أفراطه‬
‫فثقلوا ميزانه‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت قائما على شفي جهنم‪ ,‬فجاءه وجله من ال فاستنقذه‬
‫من ذلك ومضى‪ ,‬ورأيت رجلً من أمت هوى ف النار فجاءته دموعه الت بكى من خشية‬
‫ال ف الدن يا‪ ,‬فا ستخرجته من النار‪ ,‬ورأ يت رجلً من أم ت قائما على ال صراط يز حف‬
‫أحيانا وي بو أحيانا‪ ,‬فجاء ته صلته عل يّ‪ ,‬فأخذت بيده‪ ,‬فأقام ته وم ضى على ال صراط‪,‬‬
‫ورأ يت رجلً من أم ت انت هى إل باب ال نة‪ ,‬فغل قت البواب دو نه‪ ,‬فجاء ته شهادة أن ل‬
‫إله إل ال ففت حت له البواب وأدخل ته ال نة»‪ ,‬قال القر طب ب عد إيراده هذا الد يث من‬
‫هذا الو جه‪ :‬هذا حد يث عظ يم ذ كر ف يه أعمالً خا صة تن جي من أهوال خا صة‪ ,‬أورده‬
‫هكذا فبببببببببببببب كتابببببببببببببببة التذكرة‪.‬‬
‫وقد روى الافظ أبو يعلى الوصلي ف هذا حديثا غريبا مطولً فقال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال‬
‫أح د بن إبراه يم النكري‪ ,‬حدث نا م مد بن ب كر الب سان أ بو عثمان‪ ,‬حدث نا أ بو عا صم‬
‫الب طي‪ ,‬وكان من أخيار أهل الب صرة‪ ,‬وكان من أ صحاب حزم‪ ,‬وسلم بن أ ب مط يع‪,‬‬
‫حدثنا بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو‪ ,‬عن يزيد الرقاشي‪ ,‬عن أنس بن مالك عن تيم‬
‫الداري‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬يقول ال عز و جل للك الوت‪ :‬انطلق إل‬
‫وليي فأتن به‪ ,‬فإِن قد ضربته بالسراء والضراء‪ ,‬فوجدته حيث أحب‪ ,‬ائتن به فلرينه‪,‬‬
‫فينطلق إليه ملك الوت ومعه خسمائة من اللئكة معهم أكفان وحنوط من النة‪ ,‬ومعهم‬
‫ضبائر الريان أ صل الريا نة وا حد‪ ,‬و ف رأ سها عشرون لونا ل كل لون من ها ر يح سوى‬
‫ر يح صاحبه‪ ,‬ومع هم الر ير الب يض ف يه ال سك الذ فر‪ ,‬فيجلس ملك الوت ع ند رأ سه‬
‫وتف به اللئكة‪ ,‬ويضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه‪ ,‬ويبسط ذلك الرير‬
‫الب يض وال سك الذ فر ت ت ذق نه‪ ,‬ويف تح له باب إل ال نة‪ ,‬فإن نف سه لتعلل ع ند ذلك‬
‫بطرف النة تارة بأزواجها‪ ,‬وتارة بكسوتا‪ ,‬ومرة بثمارها كما يعلل الصب أهله إذا بكى‪,‬‬
‫قال‪ :‬إِن أزوا جه ليبته شن ع ند ذلك ابتهاشا‪ ,‬قال‪ :‬و تبز الروح‪ ,‬قال الب سان‪ :‬ير يد أن‬
‫ترج من العجل إل ما تب‪ ,‬قال‪ :‬ويقول ملك الوت‪ ,‬اخرجي يا أيتها الروح الطيبة إل‬

‫‪431‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سبدر مضود‪ ,‬وطلح منضود‪ ,‬وظبل مدود‪ ,‬وماء مسبكوب‪ ,‬قال‪ :‬وللك الوت أشبد ببه‬
‫لطفا من الوالدة بولدها‪ ,‬يعرف أن تلك الروح حبيب لربه‪ ,‬فهو يتلمس بلطفه تببا لديه‪,‬‬
‫رضاء للرب ع نه‪ ,‬فت سل رو حه ك ما ت سل الشعرة من العج ي‪ ,‬قال‪ :‬وقال ال عز و جل‪:‬‬
‫{الذين تتوفاهم اللئكة طيبي}‪ ,‬وقال‪{ :‬فأما إن كان من القّربي فروح وريان وجنة‬
‫نع يم} قال‪ :‬روح من ج هة الوت‪ ,‬وريان يتل قى به‪ ,‬وج نة نع يم تقابله‪ ,‬قال‪ :‬فإذا ق بض‬
‫ملك الوت رو حه‪ ,‬قالت الروح للج سد‪ :‬جزاك ال ع ن خيا‪ ,‬ف قد ك نت سريعا ب إل‬
‫طا عة ال‪ ,‬بطيئا ب عن مع صية ال‪ ,‬ف قد ن يت وأن يت‪ ,‬قال‪ :‬ويقول ال سد للروح م ثل‬
‫ذلك‪ ,‬قال‪ :‬وتب كي عل يه بقاع الرض ال ت كان يط يع ال في ها‪ ,‬و كل باب من ال سماء‬
‫ي صعد م نه عمله وينل م نه رز قه أربع ي ليلة‪ ,‬قال‪ :‬فإذا ق بض ملك الوت رو حه‪ ,‬أقا مت‬
‫الم سمائة من اللئ كة ع ند ج سده‪ ,‬فل يقل به ب نو آدم ل شق إل قلب ته اللئ كة قبل هم‪,‬‬
‫وغسلته وكفنته بأكفان قبل أكفان بن آدم‪ ,‬وحنوط قبل حنوط بن آدم‪ ,‬ويقوم من باب‬
‫بي ته إل قبه صفان من اللئ كة ي ستقبلونه بال ستغفار‪ ,‬في صيح ع ند ذلك إبل يس صيحة‬
‫تتصبدع منهبا عظام جسبده‪ ,‬قال‪ :‬ويقول لنوده‪ :‬الويبل لكبم كيبف خلص هذا العببد‬
‫منكم ؟ فيقولون‪ :‬إن هذا كان عبدا معصوما‪ ,‬قال‪ :‬فإذا صعد ملك الوت بروحه يستقبله‬
‫جبيل ف سبعي ألفا من اللئكة‪ ,‬كل يأتيه ببشارة من ربه سوى بشارة صاحبه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فإذا انت هى ملك الوت برو حه إل العرش‪ ,‬خر الروح ساجدا‪ ,‬قال‪ :‬يقول ال عز و جل‬
‫للك الوت‪ :‬انطلق بروح عبدي فضعه ف سدر مضود‪ ,‬وطلح منضود وظل مدود‪ ,‬وماء‬
‫مسكوب‪ ,‬قال‪ :‬فإذا وضع ف قبه جاءته الصلة فكانت عن يينه‪ ,‬وجاءه الصيام فكان‬
‫عن ي ساره‪ ,‬وجاءه القرآن فكان ع ند رأ سه‪ ,‬وجاءه مش يه ال ال صلة فكان ع ند رجل يه‪,‬‬
‫وجاءه الصب فكان ناحية القب‪ ,‬قال‪ :‬فيبعث ال عز وجل عنقا من العذاب‪ ,‬قالوا‪ :‬فيأتيه‬
‫عن يينه‪ ,‬قال‪ :‬فتقول الصلة وراءك‪ :‬وال ما زال دائبا عمره كله وإنا استراح الَن حي‬
‫وضع ف قبه قال‪ :‬فيأتيه عن يساره فيقول الصيام مثل ذلك‪ ,‬قال‪ :‬ث يأتيه من عند رأسه‬
‫فيقول القرآن والذكر مثل ذلك قال‪ :‬ث يأتيه من عند رجليه فيقول مشيه إل الصلة مثل‬
‫ذلك‪ ,‬فل يأتيه العذاب من ناحية يلت مس هل ي د إليه مساغا إل و جد ول ال قد أخذ‬
‫جنته‪ ,‬قال‪ :‬فينقمع العذاب عند ذلك فيخرج‪ ,‬قال‪ :‬ويقول الصب لسائر العمال أما إنه ل‬

‫‪432‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ينعن أن أباشر أنا بنفسي‪ ,‬إل أن نظرت ما عندكم فإن عجزت كنت أنا صاحبه‪ ,‬فأما إذا‬
‫أجزأ ت ع نه فأ نا له ذ خر ع ند ال صراط واليزان‪ ,‬قال‪ :‬ويب عث ال ملك ي أب صارها كالبق‬
‫الاطف‪ ,‬وأصواتما كالرعد القاصف‪ ,‬وأنيابما كالصياصي‪ ,‬وأنفاسهما كاللهب‪ ,‬يطآن‬
‫ف أشعارها بي منكب كل واحد مسية كذا وكذا‪ ,‬وقد نزعت منهما الرأفة والرحة‪,‬‬
‫يقال لما منكر ونكي‪ ,‬ف يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها ربيعة ومضر ل‬
‫يقلو ها‪ ,‬قال‪ :‬فيقولن له‪ :‬اجلس‪ ,‬قال‪ :‬فيجلس في ستوي جال سا‪ ,‬قال‪ :‬وت قع أكفا نه ف‬
‫حقويه‪ ,‬قال‪ :‬فيقولن له‪ :‬من ربك‪ ,‬ومادينك‪ ,‬ومن نبيك ؟ قال قالوا‪ :‬يا رسول ال ومن‬
‫يطيق الكلم عند ذلك وأنت تصف من اللكي ما تصف ؟ قال‪ :‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪{ :‬يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الَخرة * ويضل‬
‫ال الظالي ويفعل ال ما يشاء} قال فيقول‪ :‬رب ال وحده ل شريك له‪ ,‬ودين السلم‬
‫الذي دانت به اللئكة‪ ,‬ونبيي ممد خات النبيي‪ ,‬قال‪ :‬فيقولن له‪ :‬صدقت‪ ,‬قال‪ :‬فيدفعان‬
‫ال قب فيو سعان من ب ي يد يه أربع ي ذراعا‪ ,‬و عن يي نه أربع ي ذراعا‪ ,‬و عن شاله أربع ي‬
‫ذراعا‪ ,‬و من ع ند رأ سه أربع ي ذراعا‪ ,‬و من ع ند رجل يه أربع ي ذراعا‪ ,‬قال‪ :‬فيو سعان له‬
‫مائتب ذراع‪ ,‬قال البسبان‪ :‬فأحسببه وأربعيب ذراعا تاط ببه‪ ,‬قال‪ :‬ثب يقولن له‪ :‬انظبر‬
‫فوقبك‪ ,‬فإذا باب مفتوح إل النبة‪ ,‬قال فيقولن له‪ :‬ول ال هذا منلك إذ أطعبت ال‪,‬‬
‫فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬والذي ن فس م مد بيده‪ ,‬إ نه ي صل إل قل به ع ند‬
‫ذلك فر حة ل تر تد أبدا» ث يقال له‪ :‬ان ظر ت تك‪ ,‬قال‪ :‬فين ظر ت ته فإذا باب مفتوح إل‬
‫النار ب قال ب فيقولن‪ :‬ول ال نوت آخر ما عليك ب قال‪ :‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ب إنه ليصل إل قلبه عند ذلك فرحة ل ترتد أبدا» قال‪ :‬قالت عائشة‪ :‬يفتح له‬
‫سببعة وسببعون بابا إل النبة‪ ,‬يأتيبه ريهبا وبردهبا حتب يبعثبه ال عبز وجبل‪.‬‬
‫وبالسبناد التقدم إل النبب صبلى ال عليبه وسبلم قال‪« :‬ويقول ال تعال للك الوت‪:‬‬
‫انطلق إل عدوي فأتن به‪ ,‬فإن قد بسطت له رزقي‪ ,‬ويسرت له نعمت‪ ,‬فأب إل معصيت‬
‫فأت ن به‪ ,‬لنت قم م نه‪ ,‬قال‪ :‬فينطلق إل يه ملك الوت ف أكره صورة رآ ها أ حد من الناس‬
‫قط‪ ,‬له ثن تا ع شر عينا‪ ,‬وم عه سفود من النار‪ ,‬كث ي الشوك وم عه خ سمائة من اللئ كة‬
‫معهم ناس وجر من جر جهنم‪ ,‬ومعهم سياط من نار لينهالي السياط‪ ,‬وهي نار تأجج‪,‬‬

‫‪433‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬فيضربه ملك الوت بذلك السفود ضربة يغيب كل أصل شوكة من ذلك السفود ف‬
‫أصبل كبل شعرة وعرق وظفبر‪ ,‬قال‪ :‬ثب يلويبه ليا شديدا‪ ,‬قال‪ :‬فينع روحبه مبن أظفار‬
‫قدم يه‪ ,‬قال‪ :‬فيلقي ها ف ع قبيه‪ .‬قال‪ :‬في سكر عدو ال ع ند ذلك سكرة في فه ملك الوت‬
‫عنبه‪ ,‬قال‪ :‬وتضرب اللئكبة وجهبه ودبره بتلك السبياط‪ ,‬قال‪ :‬فيشده ملك الوت شدة‬
‫فينع روحه من عقبيه فيلقيها ف ركبتيه‪ ,‬ث يسكر عدو ال عند ذلك سكرة فيفه ملك‬
‫الوت عنبه‪ ,‬قال‪ :‬فتضرب اللئكبة وجهبه ودبره بتلك السبياط‪ ,‬قال‪ :‬فيشده ملك الوت‬
‫شدّة فينع روحه من ركبتيه فيلقيها ف حقويه‪ ,‬فيسكر عدو ال عند ذلك سكرة فيفه‬
‫ملك الوت عنبه‪ ,‬قال‪ :‬فتضرب اللئكبة وجهبه ودبره بتلك السبياط‪ ,‬قال كذلك‪ :‬إل‬
‫صدره ث كذلك إل حلقه‪ ,‬قال‪ :‬ث تبسط اللئكة ذلك النحاس وجر جهنم تت ذقنه‪,‬‬
‫قال‪ :‬ويقول ملك الوت‪ :‬اخرجي أيتها الروح اللعينة إل سوم وحيم وظل من يموم ل‬
‫بارد ول كري ب قال‪ :‬فإذا قبض ملك الوت رو حه‪ ,‬قال الروح للج سد‪ :‬جزاك ال ع ن‬
‫شرا فقد كنت سريعا ب إل معصية ال‪ ,‬بطيئا ب عن طاعة ال‪ ,‬فقد هلكت وأهلكت ب‬
‫قال ب ويقول ال سد للروح م ثل ذلك‪ ,‬وتلع نه بقاع الرض ال ت كان يع صي ال علي ها‪,‬‬
‫وتنطلق جنود إبليبس إليبه فيبشرونبه بأنمب قبد أوردوا عبدا مبن ولد آدم النار‪ ,‬قال‪ :‬فإذا‬
‫وضع ف قبه ضيق عليه قبه حت تتلف أضلعه حت تدخل اليمن ف اليسرى واليسرى‬
‫ف اليمن‪ ,‬قال‪ :‬ويبعث ال إليه أفاعي دها كأعناق البل‪ ,‬يأخذن بأرنبته وإبامي قدميه‬
‫فيقرضنبه حتب يلتقيب فب وسبطه‪ ,‬قال‪ :‬ويبعبث ال ملكيب أبصبارها كالبق الاطبف‪,‬‬
‫وأصواتما كالرعد القاصف وأنيابما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب يطآن ف أشعارها‬
‫بي منكب كل واحد منهما مسية كذا وكذا‪ ,‬قد نزعت منهما الرأفة والرحة‪ ,‬يقال لما‬
‫منكر ونكي‪ ,‬ف يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها ربيعة ومضر ل يقلوها‪ ,‬قال‬
‫فيقولن له اجلس فيستوي جالسا وتقع أكفانه ف حقويه‪ ,‬قال فيقولن له‪ :‬من ربك‪ ,‬وما‬
‫دي نك‪ ,‬و من نب يك ؟ فيقول‪ :‬ل أدري‪ ,‬فيقولن له‪ :‬ل در يت ول تل يت‪ ,‬فيضربا نه ضر بة‬
‫يتطاير شررها ف قبه ث يعودان‪ ,‬قال‪ :‬فيقولن‪ :‬انظر فوقك فينظر‪ ,‬فإذا باب مفتوح من‬
‫النة‪ ,‬فيقولن‪ :‬عدو ال هذا منلك لو أط عت ال‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«والذي نف سي بيده إ نه لي صل إل قل به ع ند ذلك ح سرة ل تر تد أبدا»‪ .‬ب قال ب‬

‫‪434‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ويقولن له‪ :‬انظر تتك فينظر تته فإذا باب مفتوح إل النار ب فيقولن له‪ :‬عدو ال هذا‬
‫منلك إذ عصيت ال‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬والذي نفسي بيده إنه ليصل‬
‫إل قلبه عند ذلك حسرة ل ترتد أبدا» قال‪ :‬وقالت عائشة‪ :‬ويفتح له سبعة وسبعون بابا‬
‫إل النار يأتيبه حرهبا وسبومها حتب يبعثبه ال إليهبا‪ .‬هذا حديبث غريبب جدا‪ ,‬وسبياق‬
‫عج يب‪ ,‬ويز يد الرقا شي راو يه عن أ نس له غرائب ومنكرات‪ ,‬و هو ضع يف الروا ية ع ند‬
‫الئمة‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ولذا قال أبو داود‪ :‬حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي‪ ,‬حدثنا هشام هو‬
‫ا بن يو سف عن ع بد ال بن ب ي عن ها ن مول عثمان‪ ,‬عن عثمان ر ضي ال ع نه قال‪:‬‬
‫كان ال نب صلى ال عل يه و سلم إذا فرغ من د فن الر جل و قف عل يه وقال «ا ستغفروا‬
‫لخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الَن يسأل» تفرد به أبو داود‪ ,‬وقد أورد الافظ أبو بكر‬
‫ببن مردويبه عنبد قوله تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الظالون فب غمرات الوت واللئكبة باسبطوا‬
‫أيدي هم} الَ ية‪ ,‬حديثا مطولً جدا من طرق غري بة عن الضحاك عن ا بن عباس مرفوعا‪,‬‬
‫وفيببببببببببببببببببببببببببببببه غرائب أيضا‪.‬‬

‫** أَلَ ْم تَرَ إِلَى الّذِي َن بَدّلُواْ ِنعْ َمةَ اللّ هِ ُكفْرا َوأَحَلّواْ َق ْو َمهُ مْ دَا َر اْلَبوَارِ * َج َهنّ َم يَ صَْلوَْنهَا‬
‫س اْلقَرَارُ * وَ َجعَلُواْ للّ هِ أَندَادا ّلُيضِلّواْ عَن َسبِيلِهِ قُ ْل تَ َمّتعُواْ فَإِ ّن مَ صِيَكُمْ إِلَى النّارِ‬ ‫َوبِئْ َ‬
‫قال البخاري‪ :‬قوله {أل تر إل الذين بدلوا نعمت ال كفرا} أل تعلم‪ ,‬كقوله‪{ :‬أل تر‬
‫كيف} {أل تر إل الذين خرجوا} البوار اللك‪ ,‬بار يبور بورا‪{ ,‬وقوما بورا} هالكي‪.‬‬
‫حدث نا علي بن ع بد ال‪ ,‬حدث نا سفيان عن عمرو عن عطاء‪ .‬سع ا بن عباس {أل تر إل‬
‫الذين بدلوا نعمة ال كفرا} قال‪ :‬هم كفار أهل مكة‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس ف هذه‬
‫الَية‪ ,‬هو جبلة بن اليهم والذين اتبعوه من العرب فلحقوا بالروم‪ ,‬والشهور الصحيح عن‬
‫ا بن عباس هو القول الول‪ :‬وإن كان الع ن ي عم ج يع الكفار‪ ,‬فإن ال تعال ب عث ممدا‬
‫صلى ال عليه وسلم رحة للعالي ونعمة للناس‪ ,‬فمن قبلها وقام بشكرها دخل النة‪ ,‬ومن‬
‫بن عباس الول‪.‬‬ ‫بن علي نو ب قول ابب‬ ‫بد روي عب‬ ‫بل النار‪ ,‬وقب‬ ‫با دخب‬ ‫با وكفرهب‬ ‫ردهب‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا مسلم بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا شعبة عن القاسم بن أب‬
‫بزة‪ ,‬عن أ ب الطف يل أن ا بن الكواء سأل عليا عن {الذ ين بدلوا نع مة ال كفرا وأحلوا‬

‫‪435‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قومهم دار البوار} قال‪ :‬هم كفار قريش يوم بدر‪ ,‬حدثنا النذر بن شاذان‪ ,‬حدثنا يعلى بن‬
‫عب يد‪ ,‬حدث نا ب سام هو ال صيف عن أ ب الطف يل قال‪ :‬جاء ر جل إل علي فقال‪ :‬يا أم ي‬
‫الؤمن ي من الذ ين بدلوا نع مة ال كفرا‪ ,‬وأحلوا قوم هم دار البوار ؟ قال‪ :‬مناف قو قر يش‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن نفيل قال‪ :‬قرأت على معقل عن ابن أب حسي‬
‫قال‪ :‬قام علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه فقال‪ :‬أل أ حد ي سألن عن القرآن‪ ,‬فوال لو‬
‫أعلم اليوم أحدا أعلم ببه منب وإن كان مبن وراء البحار لتيتبه‪ ,‬فقام عببد ال ببن الكواء‬
‫فقال‪ :‬مبن الذيبن بدلوا نعمبة ال كفرا وأحلوا قومهبم دار البوار ؟ قال‪ :‬مشركبو قريبش‬
‫ببم دار البوار‪.‬‬ ‫ببة ال كفرا وأحلوا قومهب‬ ‫ببة ال اليان فبدلوا نعمب‬‫ببم نعمب‬ ‫أتتهب‬
‫وقال السبدي فب قوله‪{ :‬أل تبر إل الذيبن بدلوا نعمبة ال كفرا} الَيبة‪ ,‬ذكبر مسبلم‬
‫الستوف‪ ,‬عن علي أنه قال‪ :‬هم الفجران من قريش‪ :‬بنو أمية وبنو الغية‪ ,‬فأما بنو الغية‪,‬‬
‫فأحلوا قومهم دار البوار يوم بدر‪ ,‬وأما بنو أمية فأحلوا قومهم دار البوار يوم أحد‪ ,‬وكان‬
‫بم‪.‬‬‫بي جهنب‬ ‫با دار البوار فهب‬‫بد‪ ,‬وأمب‬ ‫بفيان يوم أحب‬
‫بو سب‬ ‫بل يوم بدر‪ ,‬وأبب‬
‫بو جهب‬ ‫أبب‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت رح ه ال‪ :‬حدث نا م مد بن ي ي‪ ,‬حدث نا الارث أ بو من صور‪ ,‬عن‬
‫إ سرائيل عن أ ب إ سحاق‪ ,‬عن عمرو بن مرة قال‪ :‬سعت عليا قرأ هذه الَ ية {وأحلوا‬
‫قوم هم دار البوار} قال‪ :‬هم الفجران من قر يش‪ :‬ب نو أم ية‪ ,‬وب نو الغية‪ ,‬فأ ما ب نو الغية‬
‫فأهلكوا يوم بدر‪ ,‬وأما بنو أمية فمتعوا إل حي‪ ,‬ورواه أبو إسحاق عن عمرو بن مرة عن‬
‫علي‪ ,‬نوه‪ ,‬وروي من غي وجه عنه‪ .‬وقال سفيان الثوري عن علي بن زيد عن يوسف‬
‫بن سعد‪ ,‬عن عمر بن الطاب ف قوله‪{ :‬أل تر إل الذين بدلوا نعمة ال كفرا} قال‪ :‬هم‬
‫الفجران من قريش‪ :‬بنو الغية‪ ,‬وبنو أمية‪ ,‬فأما بنو الغية فكفيتموهم يوم بدر‪ ,‬وأما بنو‬
‫أمية فمتعوا إل حي‪ ,‬وكذا رواه حزة الزيات عن عمرو بن مرة قال‪ :‬قال ابن عباس لعمر‬
‫بن الطاب‪ :‬يا أم ي الؤمن ي هذه الَ ية {أل تر إل الذ ين بدلوا نع مة ال كفرا وأحلوا‬
‫قومهبم دار البوار} ؟ قال‪ :‬هبم الفجران مبن قريبش‪ :‬أخوال وأعمامبك‪ ,‬فأمبا أخوال‬
‫فا ستأصلهم ال يوم بدر‪ ,‬وأ ما أعما مك فأملى ال ل م إل ح ي‪ ,‬وقال ما هد و سعيد بن‬
‫جبي والضحاك وقتادة وا بن ز يد هم كفار قر يش الذ ين قتلوا يوم بدر‪ ,‬وكذا رواه مالك‬
‫فبببب تفسببببيه عببببن نافببببع عببببن ابببببن عمببببر‪.‬‬

‫‪436‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬وجعلوا ل أندادا ليضلوا عن سبيله} أي جعلوا له شركاء عبدوهم معه‪ ,‬ودعوا‬
‫الناس إل ذلك‪ ,‬ث قال تعال مهددا لم ومتوعدا لم على لسان نبيه صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫{قل تتعوا فإن مصيكم إل النار} أي مهما قدرت عليه ف الدنيا فافعلوا‪ ,‬فمهما يكن من‬
‫شيء {فإن مصيكم إل النار} أي مرجعكم وموئلكم إلينا كما قال تعال‪{ :‬نتعهم قليلً‬
‫ث نضطرهم إل عذاب غليظ}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬متاع ف الدنيا ث إلينا مرجعهم ث نذيقهم‬
‫العذاب الشديبببببببببببد باببببببببببب كانوا يكفرون}‪.‬‬

‫صلَ َة َوُينْ ِفقُوْا مِمّا رَزَ ْقنَاهُ مْ سِرّا َوعَلنَِي ًة مّن َقبْلِ أَن‬
‫ي الّذِي نَ آ َمنُوْا ُيقِيمُوْا ال ّ‬
‫** قُل ّل ِعبَادِ َ‬
‫ب وَلَ ِخلَلٌ‬ ‫ببببب ِ‬ ‫ببببببٌ فِيهب‬ ‫ببببببٌ لّ بَيْعب‬ ‫ببببببَ َيوْمب‬ ‫يَ ْأتِيب‬
‫يقول تعال آمرا عباده بطاعتبه والقيام بقبه والحسبان إل خلقبه بأن يقيموا الصبلة‪,‬‬
‫وهي عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬وأن ينفقوا ما رزقهم ال بأداء الزكوات والنفقة على‬
‫القرابات والحسبان إل الجانبب‪ ,‬والراد بإقامتهبا هبو الحافظبة على وقتهبا وحدودهبا‬
‫وركوع ها وخشوع ها و سجودها‪ ,‬وأ مر تعال بالنفاق م ا رزق ف ال سر أي ف الف ية‬
‫والعلنية وهي الهر‪ ,‬وليبادروا إل ذلك للص أنفسهم {من قبل أن يأت يوم} وهو يوم‬
‫القيا مة {لب يع ف يه ول وخلل} أي ول يق بل من أ حد فد ية بأن تباع نف سه‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬فاليوم ل يؤخذ منكم فدية ول من الذين كفروا} وقوله‪{ :‬ول خلل} قال ابن‬
‫جرير‪ :‬يقول ليس هناك مالة خليل فيصفح عمن استوجب العقوبة عن العقاب لخالفته‪,‬‬
‫بل هناك العدل والق سط‪ ,‬واللل م صدر من قول القائل‪ :‬خاللت فلنا فأ نا أخاله مالة‬
‫وخللً‪ ,‬ومنببببببببببببه قول امرىء القيببببببببببببس‪:‬‬
‫رفببببببت الوى عنهببببببن مببببببن خشيببببببة الردى‬
‫ولسبببببببببببببت بقبببببببببببببل للخلل ول قال‬
‫وقال قتادة‪ :‬إن ال قد علم أن ف الدنيا بيوعا وخللً يتخالون با ف الدنيا‪ ,‬فينظر رجل‬
‫من يالل وعلم ي صاحب‪ ,‬فإن كان ل فليداوم‪ ,‬وإن كان لغ ي ال ف سيقطع ع نه‪ ,‬قلت‪:‬‬
‫والراد من هذا أنه يب تعال أنه ل ينفع أحدا بيع ول فدية‪ ,‬ولو افتدى بلء الرض ذهبا‬
‫لو وجده‪ ,‬ول تنفعبه صبداقة أحبد ول شفاعبة أحبد إذا لقبي ال كافرا‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬

‫‪437‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{واتقوا يوما ل تزي نفس عن نفس شيئا ول يقبل منها عدل ول تنفعها شفاعة ول هم‬
‫ينصرون} وقال تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا أنفقوا ما رزقناكم من قبل أن يأت يوم ل بيع‬
‫فيببببببه ول خلة ول شفاعببببببة والكافرون هببببببم الظالون}‪.‬‬

‫** اللّ ُه الّذِي َخلَ َق السّمَاوَاتِ وَالرْضَ َوأَنزَ َل مِ َن السّمَآ ِء مَآءً َفأَخْ َرجَ بِ ِه مِ َن الثّمَرَاتِ رِزْقا‬
‫ح ِر بَِأمْرِ ِه وَ سَخّرَ َلكُ ُم الْنهَارَ * وَ سَخّر َلكُ مُ‬ ‫جرِ يَ فِي اْلبَ ْ‬‫ّلكُ ْم وَ سَخّرَ َلكُ ُم اْلفُلْ كَ ِلتَ ْ‬
‫خرَ َلكُ ُم الّْليْ َل وَالّنهَارَ * وَآتَاكُم مّن كُ ّل مَا َسأَلْتُمُو ُه َوإِن َتعُدّواْ‬
‫ي وَسَ ّ‬ ‫س وَاْلقَمَرَ دَآئِبَ َ‬
‫الشّمْ َ‬
‫ِنعْ َمةَ اللّهببببِ َل ُتحْصببببُوهَا إِنببببّ النْسببببَانَ لَظَلُومببببٌ َكفّارٌ‬
‫يعدد تعال نعمبه على خلقبه بأن خلق لمب السبموات سبقفا مفوظا والرض فرشا‬
‫{وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شت} ما بي ثار وزروع متلفة‬
‫اللوان والشكال والطعوم والروائح والنافع‪ .‬وسخر الفلك بأن جعلها طافية على تيار ماء‬
‫البحر تري عليه بأمر ال تعال‪ ,‬وسخر البحر لملها ليقطع السافرون با من إقليم إل‬
‫إقليم آخر للب ما هنا إل هناك‪ ,‬وما هناك إل هنا‪ ,‬وسخر النار تشق الرض من قطر‬
‫إل قطر رزقا للعباد من شرب وسقي‪ ,‬وغي ذلك من أنواع النافع {وسخر لكم الشمس‬
‫والقمر دائبي} أي يسيان ل يفتران ليلً ول نارا {ل الشمس ينبغي لا أن تدرك القمر‬
‫ول الليل سابق النهار وكل ف فلك يسبحون} {يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس‬
‫والق مر والنجوم م سخرات بأمره أل له اللق وال مر‪ ,‬تبارك ال رب العال ي} فالش مس‬
‫والقمر يتعاقبان‪ ,‬والليل والنهار يتعارضان‪ ,‬فتارة يأخذ هذا من هذا فيطول‪ ,‬ث يأخذ الَخر‬
‫من هذا فيقصر {يول الليل ف النهار ويول النهار ف الليل‪ .‬وسخر الشمس والقمر كل‬
‫يري لجبببببل مسبببببمى أل هبببببو العزيبببببز الغفار}‪.‬‬
‫وقوله {وآتاكم من كل ما سألتموه} يقول هيأ لكم ما تتاجون إليه ف جيع أحوالكم‬
‫ما تسألونه بالكم‪ .‬وقال بعض السلف‪ :‬من كل ما سألتموه وما ل تسألوه‪ ,‬وقرأ بعضهم‬
‫{وآتاكم من كل ما سألتموه} وقوله {وإن تعدوانعمة ال ل تصوها} يب تعال عن‬
‫عجز العباد عن تعداد النعم فضلً عن القيام بشكرها‪ ,‬كما قال طلق بن حبيب رحه ال‪:‬‬
‫إن حق ال أث قل من أن يقوم به العباد‪ ,‬وإن ن عم ال أك ثر من أن ي صيها العباد‪ ,‬ول كن‬

‫‪438‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أصبحوا تائبي‪ .‬وأمسوا تائبي‪ ,‬وف صحيح البخاري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كان يقول‪« :‬اللهبم لك المبد غيب مكفبي ول مودع ول مسبتغن عنبه ربنبا»‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار ف مسنده‪ :‬حدثنا إساعيل بن أب الارث‪ ,‬حدثنا داود بن‬
‫ال حب حدث نا صال الري عن جع فر بن ز يد العبدي‪ ,‬عن أ نس عن ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسبلم أنبه قال‪« :‬يرج لببن آدم يوم القيامبة ثلثبة دواويبن‪ :‬ديوان فيبه العمبل الصبال‪,‬‬
‫وديوان ف يه ذنوبه‪ ,‬وديوان فيه الن عم من ال تعال عليه‪ ,‬فيقول ال تعال ل صغر نع مه ب‬
‫أحسبه قال ف ديوان النعم ب خذي ثنك من عمله الصال فتستوعب عمله الصال كله‪,‬‬
‫ث تنحى وتقول‪ :‬وعزتك ما استوفيت وتبقى الذنوب والنعم‪ ,‬فإذا أراد ال أن يرحه قال‪:‬‬
‫يا عبدي قد ضاعفت لك حسناتك وتاوزت لك عن سيئاتك ب أحسبه قال‪ :‬ووهبت‬
‫لك نع مي ب» غريب وسنده ضع يف‪ .‬وقد روي ف ال ثر أن داود عليه السلم قال‪ :‬يا‬
‫رب كيف أشكرك وشكري لك نعمة منك عل يّ ؟ فقال ال تعال‪ :‬الَن شكرتن يا داود‪,‬‬
‫أي حي اعترفت بالتقصي عن أداء شكر النعم‪ ,‬وقال المام الشافعي رحه ال‪ :‬المد ل‬
‫الذي ل يؤدى شكر نعمة من نعمه إل بنعمة حادثة توجب على مؤديها شكره با‪ ,‬وقال‬
‫القائل فببببببببببببببببببببببببببببببب ذلك‪:‬‬
‫لو كببل جارحببة منبب لابب لغةتثنبب عليببك بابب أوليببت مببن حسببن‬
‫لكان مبببا زاد شكري إذ شكرت بإليبببك أبلغ فببب الحسبببان والنبببن‬
‫)‬

‫** َوإِذْ قَالَ ِإبْرَاهِي مُ رَ بّ ا ْجعَ ْل هَـذَا الْبََلدَ آمِنا وَا ْجُنبْنِي َوَبنِ يّ أَن ّنعْبُ َد ال صْنَامَ * رَ ّ‬
‫ب‬
‫ك َغفُورٌ رّحِي مٌ‬
‫ِإنّهُ نّ أَضْلَ ْل نَ َكثِيا مّ َن النّا سِ فَمَن َتِبعَنِي فَِإنّ هُ مِنّي َومَ نْ عَ صَانِي فَِإنّ َ‬
‫يذ كر تعال ف هذا القام متجا على مشر كي العرب بأن البلد الرام ب كة إن ا وض عت‬
‫أول ما وضعت على عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬وأن إبراهيم الذي كانت عامرة بسببه‬
‫آهلة تبأ من عبد غي ال‪ ,‬وأنه دعا لكة بالمن فقال‪{ :‬رب اجعل هذا البلد آمنا} وقد‬
‫اسبتجاب ال له فقال تعال‪{ :‬أو ل يروا أنبا جعلنبا حرما آمنا} الَيبة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬إن‬
‫أوّل ب يت و ضع للناس للذي بب كة مباركا وهدى للعال ي * ف يه آيات بينات مقام إبراه يم‬

‫‪439‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومن دخله كان آمنا} وقال ف هذه القصة {رب اجعل هذا البلد آمنا} فعرفه لنه دعا به‬
‫بعد بنائها‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬المد ل الذي وهب ل على الكب إساعيل وإسحاق} ومعلوم‬
‫أن إ ساعيل أ كب من إ سحاق بثلث عشرة سنة‪ ,‬فأ ما ح ي ذ هب بإ ساعيل وأ مه و هو‬
‫رضيبع إل مكان مكبة فإنبه دعبا أيضا فقال‪{ :‬رب اجعبل هذا البلد آمنا} كمبا ذكرناه‬
‫هنالك فببببببب سبببببببورة البقرة مسبببببببتقصى مطوّلً‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬واجنب ن وب ن أن نع بد ال صنام} ينب غي ل كل داع أن يد عو لنف سه ولوالد يه‬
‫ولذريته‪ ,‬ث ذكر أنه افتت بالصنام خلئق من الناس‪ ,‬وأنه تبأ من عبدها ورد أمرهم إل‬
‫ال إن شاء عذبم وإن شاء غفر لم‪ ,‬كقول عيسى عليه السلم {إن تعذبم فإنم عبادك‬
‫وإن تغفر لم فإنك أنت العزيز الكيم} وليس فيه أكثر من الرد إل مشيئة ال تعال ل‬
‫تو يز وقوع ذلك‪ .‬وقال عبد ال بن وهب‪ :‬حدثنا عمرو بن الارث أن بكر بن سوادة‬
‫حدثه عن عبد الرحن بن جرير‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫تل قول إبراهيم عليه السلم {رب إنن أضللن كثيا من الناس} الَية‪ ,‬وقول عيسى عليه‬
‫السلم {إن تعذبم فإنم عبادك} الَية‪ ,‬ث رفع يديه ث قال‪« :‬اللهم‪ ,‬أمت‪ ,‬اللهم أمت‪,‬‬
‫اللهم أمت» وبكى فقال ال‪ :‬اذهب يا جبيل إل ممد‪ ,‬وربك أعلم‪ ,‬وسله ما يبكيك ؟‬
‫فأتاه جبيل عليه السلم فسأله‪ ,‬فأخبه رسول ال صلى ال عليه وسلم ما قال‪ ,‬فقال ال‪:‬‬
‫اذهببب إل ممببد فقببل له‪ :‬إنببا سببنرضيك فبب أمتببك ول نسببوءك‪.‬‬

‫لةَ‬
‫صَ‬‫ع عِندَ َبْيتِكَ الْمُحَرّمِ َرّبنَا ِلُيقِيمُوْا ال ّ‬
‫** ّربّنَآ ِإنّيَ أَ ْسكَنتُ مِن ذُ ّرّيتِي ِبوَا ٍد َغيْرِ ذِي زَرْ ٍ‬
‫ب‬
‫شكُرُون َ‬ ‫ب يَ ْ‬
‫ب َلعَّلهُم ْ‬ ‫ب الثّمَرَات ِ‬
‫ب مّن َ‬ ‫ب وَارْزُ ْقهُم ْ‬
‫ب إَِلْيهِم ْ‬
‫ب َت ْهوِي َ‬
‫ب النّاس ِ‬
‫فَا ْجعَلْ أَ ْفئِ َد ًة مّن َ‬
‫وهذا يدل على أن هذا دعاء ثان ب عد الدعاء الول الذي د عا به عند ما ول عن ها جر‬
‫وولدها‪ ,‬وذلك قبل بناء البيت‪ ,‬وهذا كان بعد بنائه تأكيدا ورغبة إل ال عز وجل‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬عند بيتك الحرّم}‪ .‬وقوله‪{ :‬ربنا ليقيموا الصلة} قال ابن جرير‪ :‬هو متعلق بقوله‬
‫{الحرّم} أي إن ا جعل ته مرما ليتم كن أهله من إقا مة ال صلة عنده {فاج عل أفئدة من‬
‫الناس توي إليهبم} قال اببن عباس وماهبد وسبعيد ببن جببي وغيه‪ :‬لو قال أفئدة الناس‬
‫لزد حم عل يه فارس والروم واليهود والن صارى والناس كل هم‪ ,‬ول كن قال‪ { :‬من الناس}‬

‫‪440‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاختبص ببه السبلمون وقوله‪{ :‬وارزقهبم مبن الثمرات} أي ليكون ذلك عونا لمب على‬
‫طاع تك‪ ,‬وك ما أ نه واد غ ي ذي زرع فاج عل له ثارا يأكلون ا‪ ,‬و قد ا ستجاب ال ذلك‬
‫كما قال‪{ :‬أو ل نكن لم حرما آمنا يب إليه ثرات كل شيء رزقا من لدنا} وهذا من‬
‫لط فه تعال وكرمه ورحته وبركته أ نه ليس ف البلد الرام مكة شجرة مثمرة وهي تب‬
‫ببلم‪.‬‬ ‫ببتجابة لدعاء الليببل عليببه السب‬ ‫إليهببا ثرات مببا حولابب اسب‬

‫ض وَلَ فِي‬ ‫خ َفىَ عَلَى اللّ ِه مِن َشيْءٍ فَي الرْ ِ‬ ‫خفِي َومَا ُنعْلِ ُن َومَا يَ ْ‬
‫** َربّنَآ ِإنّ كَ َتعَْل ُم مَا نُ ْ‬
‫السّمَآءِ * الْحَمْدُ للّ ِه الّذِي َوهَبَ لِي عَلَى اْلكِبَرِ ِإسْمَاعِيلَ َوِإسْحَاقَ إِنّ َربّي لَسَمِيعُ ال ّدعَآءِ‬
‫صلَ ِة وَمِن ذُ ّريَتِي َربّنَا َوَتقَبّلْ ُدعَآءِ * َربّنَا اغْفِرْ لِي وَِلوَالِدَ يّ‬
‫* رَ بّ ا ْجعَلْنِي ُمقِي َم ال ّ‬
‫ببببببَابُ‬ ‫ببببببُ الْحِسب‬ ‫ببببببَ َيقُومب‬ ‫وَلِلْ ُم ْؤ ِمنِيَبببببب َيوْمب‬
‫قال ا بن جر ير‪ :‬يقول تعال م با عن إبراه يم خليله أ نه قال‪{ :‬رب نا إ نك تعلم ما ن في‬
‫وما نعلن} أي أنت تعلم قصدي ف دعائي‪ ,‬وما أردت بدعائي لهل هذا البلد‪ ,‬وإنا هو‬
‫الق صد إل رضاك والخلص لك‪ ,‬فإ نك تعلم الشياء كل ها ظاهر ها وباطن ها‪ ,‬ل ي فى‬
‫عليك منها شيء ف الرض ول ف السماء‪ ,‬ث حد ربه عز وجل على ما رزقه من الولد‬
‫بعد الكب‪ ,‬فقال‪{ :‬المد ل الذي وهب ل على الكب إساعيل وإسحاق إن رب لسميع‬
‫الدعاء} أي إنه يستجيب لن دعاه‪ ,‬وقد استجاب ل فيما سألته من الولد‪ ,‬ث قال‪{ :‬رب‬
‫اجعلنب مقيبم الصبلة} أي مافظا عليهبا مقيما لدودهبا {ومبن ذرّيتب} أي واجعلهبم‬
‫كذلك مقيمي لا {ربنا وتقبل دعاء} أي فيما سألتك فيه كله {ربنا اغفر ل ولوالدي}‬
‫وقرأ بعض هم‪ :‬ولوالدي بالفراد وكان هذا قبل أن يتبأ من أبيه ل ا تبي له عداوته ل عز‬
‫و جل {وللمؤمن ي} أي كل هم {يوم يقوم ال ساب} أي يوم تا سب عبادك فتجازي هم‬
‫ببببببب وإن شرا فشبببببببر‪.‬‬ ‫بأعمالمببببببب إن خيا فخيب‬

‫ل عَمّا َيعْمَلُ الظّالِمُو نَ ِإنّمَا ُيؤَ ّخ ُرهُ مْ ِلَيوْ ٍم تَشْخَ صُ فِي هِ البْ صَارُ *‬
‫سبَنّ اللّ َه غَاِف ً‬
‫** وَ َل تَحْ َ‬
‫ب َهوَآءٌ‬
‫ب َوأَ ْفئِ َدُتهُمب ْ‬
‫ب طَرُْفهُمب ْ‬ ‫بهِمْ َل يَ ْرتَدّ إَِلْيهِمب ْ‬ ‫ُمهْ ِطعِيَبب ُم ْقنِعِببي رُءُوسب ِ‬

‫‪441‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪ :‬ول تسب ال يا ممد غافلً عما يعمل الظالون‪ ,‬أي ل تسبنه إذا أنظرهم‬
‫وأجل هم أ نه غا فل عن هم مه مل ل م ل يعاقب هم على صنعهم‪ ,‬بل هو ي صي ذلك ويعده‬
‫عليهم عدا {إنا يؤخرهم ليوم تشخص فيه البصار} أي من شدة الهوال يوم القيامة‪ ,‬ث‬
‫ذ كر تعال كيف ية قيام هم من قبور هم وعجلت هم إل قيام الح شر‪ ,‬فقال‪{ :‬مهطع ي} أي‬
‫مسرعي‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬مهطعي إل الداع} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬يومئذ يتبعون الداعي‬
‫ل عوج له ب إل قوله ب وعنت الوجوه لل حي القيوم}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬يوم يرجون من‬
‫الجداث سراعا} الَ ية‪ .‬وقوله {مقن عي رؤو سهم} قال ا بن عباس وما هد وغ ي وا حد‪:‬‬
‫رافعي رؤوسهم {ل يرتد إليهم طرفهم} أي أبصارهم ظاهرة شاخصة مديون النظر‪ ,‬ل‬
‫يطرفون لظة لكثرة ما هم فيه من الول والفكرة والخافة لا يل بم‪ ,‬عياذا بال العظيم‬
‫من ذلك‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وأفئدت م هواء} أي وقلوب م خاو ية خال ية ل يس في ها ش يء لكثرة‬
‫الوجبل والوف‪ ,‬ولذا قال قتادة وجاعبة‪ :‬إن أمكنبة أفئدتمب خاليبة لن القلوب لدى‬
‫الناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الوف‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬هي خراب ل تعي شيئا‬
‫لشدة مبا أخبب ببه تعال عنهبم‪ ,‬ثب قال تعال لرسبوله صبلى ال عليبه وسبلم‪):‬‬

‫ب نّجِ بْ‬ ‫** َوأَنذِ ِر النّا سَ َيوْ َم َيأْتِيهِ ُم الْعَذَا بُ َفَيقُولُ الّذِي نَ ظََل ُم َواْ َرّبنَآ أَخّ ْرنَآ إَِلىَ َأجَلٍ قَرِي ٍ‬
‫َد ْع َوتَ كَ َوَنّتبِ عِ الرّ سُلَ َأوَلَ ْم تَكُوُنوَاْ أَقْ سَ ْمتُ ْم مّن َقبْ ُل مَا َلكُ ْم مّن َزوَالٍ * وَ َسكَنتُمْ فِي‬
‫ض َرْبنَا َلكُ ُم المْثَالَ * وَقَدْ‬ ‫سهُ ْم َوَتبَيّ نَ َلكُ مْ َكيْ فَ َف َع ْلنَا ِبهِ ْم وَ َ‬‫مَ سَـكِ ِن الّذِي نَ ظََل ُم َواْ أَنفُ َ‬
‫جبَالُ‬
‫ب َمكْ ُرهُمببْ ِلتَزُو َل ِمنْهببُ الْ ِ‬ ‫ب َوإِن كَانب َ‬ ‫ب َمكْ ُرهُمب ْ‬ ‫ب َوعِندَ اللّهب ِ‬ ‫َمكَرُوْا َمكْ َرهُمب ْ‬
‫يقول تعال م با عن الذ ين ظلموا أنف سهم ع ند معاي نة العذاب‪{ :‬رب نا أخر نا إل أ جل‬
‫قريبب نبب دعوتبك ونتببع الرسبل} كقوله {حتب إذا جاء أحدهبم الوت قال رب‬
‫ارجعون} الَية‪ ,‬وقال تعال {يا أيها الذين آمنوا ل تلهكم أموالكم} الَيتي‪ ,‬وقال تعال‬
‫م با عن هم ف حال مشر هم {ولو ترى إذ الجرمون ناك سو رؤو سهم} الَ ية‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫{ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ول نكذب بآيات ربنا} الَية‪ ,‬وقال‬
‫تعال‪{ :‬وهم يصطرخون فيها} الَية‪ ,‬قال تعال ردا عليهم ف قولم هذا {أو ل تكونوا‬
‫أق سمتم من ق بل ما ل كم من زوال} أي أو ل تكونوا تلفون من ق بل هذه الالة أ نه ل‬

‫‪442‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫زوال لكم عما أنتم فيه وأ نه ل معاد ول جزاء فذوقوا هذا بذلك‪ ,‬قال ماهد وغيه {ما‬
‫لكم من زوال} أي ما لكم من انتقال من الدنيا إل الَخرة‪ ,‬كقوله {وأقسموا بال جهد‬
‫أيانم ل يبعث ال من يوت} الَية‪{ ,‬وسكنتم ف مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبي‬
‫لكم كيف فعلنا بم وضربنا لكم المثال} أي قد رأيتم وبلغكم ما أحللنا بالمم الكذبة‬
‫قبلكم ومع هذا ل يكن لكم فيهم معتب‪ ,‬ول يكن فيما أوقعنا بم لكم مزدجر {حكمة‬
‫بالغة فما تغن النذر} وقد روى شعبة عن أب إسحاق عن عبد الرحن أن عليا رضي ال‬
‫ع نه قال ف هذه الَ ية {وإِن كان مكر هم لتزول م نه البال} قال‪ :‬أ خذ ذاك الذي حاج‬
‫إبراهيم ف ربه نسرين صغيين‪ ,‬فرباها حت استغلظا واستفحل وشبا‪ ,‬قال‪ :‬فأوثق رجل‬
‫كل وا حد منه ما بو تد إل تابوت وجوعه ما‪ ,‬وق عد هو ور جل آ خر ف التابوت‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ور فع ف التابوت ع صا على رأ سه الل حم فطارا‪ ,‬وج عل يقول ل صاحبه‪ :‬ان ظر ما ترى ؟‬
‫قال‪ :‬أرى كذا وكذا حت قال أرى الدنيا كلها كأنا ذباب‪ .‬قال‪ :‬فصوب العصا‪ ,‬فصوبا‬
‫فهبطبا جيعا‪ ,‬قال‪ :‬فهبو قوله عبز وجبل‪{ :‬وإن كاد مكرهبم لتزول منبه البال}‪.‬‬
‫قال أبو إسحاق‪ :‬وكذلك هي ف قراءة عبد ال {وإن كاد مكرهم} قلت‪ :‬وكذا روي‬
‫عن أب بن كعب وعمر بن الطاب رضي ال عنهما أنما قرآ {وإن كاد} كما قرأ علي‪,‬‬
‫وكذا رواه سفيان الثوري وإسرائيل عن أب إسحاق عن ع بد الرحن بن أذنان عن علي‬
‫فذ كر نوه‪ ,‬وكذا روي عن عكر مة أن سياق هذه الق صة للنمروذ ملك كنعان أ نه رام‬
‫أسبباب السبماء بذه اليلة والكبر‪ ,‬كمبا رام فرعون ملك القببط فب بناء الصبرح فعجزا‬
‫وضع فا‪ ,‬وه ا أ قل وأح قر وأ صغر وأد حر‪ ,‬وذ كر ما هد هذه الق صة عن بتن صر وأ نه ل ا‬
‫انق طع ب صره عن الرض وأهل ها‪ ,‬نودي أي ها الطاغ ية أ ين تر يد ؟ ففرق ث سع ال صوت‬
‫فوقه‪ ,‬فصوب الرماح فصوبت النسور‪ ,‬ففزعت البال من هدتا‪ ,‬وكادت البال أن تزول‬
‫مبببن حبببس ذلك‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬وإن كان مكرهبببم لتزول منبببه البال}‪.‬‬
‫ونقل ابن جريج عن ماهد أنه قرأها {لتزول منه البال} بفتح اللم الول وضم الثانية‪,‬‬
‫وروى العو ف عن ا بن عباس ف قوله‪{ :‬وإن كان مكر هم لتزول م نه البال} يقول‪ :‬ما‬
‫كان مكر هم لتزول م نه البال‪ ,‬وكذا قال ال سن الب صري‪ ,‬ووج هه ا بن جر ير بأن هذا‬
‫الذي فعلوه بأنف سهم من شرك هم بال وكفر هم به‪ ,‬ما ضر شيئا من البال ول غي ها‪,‬‬

‫‪443‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وإِنا عاد وبال ذلك عليهم‪ ,‬قلت‪ :‬ويشبه هذا قول ال تعال‪{ :‬ول تش ف الرض مرحا‬
‫إنك لن ترق الرض ولن تبلغ البال طولً}‪ ,‬والقول الثان ف تفسيها ما رواه علي بن‬
‫أ ب طل حة عن ا بن عباس {وإن كان مكر هم لتزول م نه البال} يقول‪ :‬شرك هم كقوله‪:‬‬
‫{تكاد السببموات يتفطرن منببه} الَيببة‪ ,‬وهكذا قال الضحاك وقتادة‪.‬‬

‫ض َغيْ َر‬
‫ف َوعْدِ هِ رُ ُسلَهُ إِ نّ اللّ َه عَزِيزٌ ذُو اْنِتقَا مٍ * َيوْ َم ُتبَدّلُ الرْ ُ‬
‫سبَنّ اللّ َه ُمخْلِ َ‬
‫ل تَحْ َ‬
‫** َف َ‬
‫ب الْوَاحِ ِد اْل َقهّارِ‬
‫ببببب ِ‬ ‫ببببببّمَاوَاتُ َوبَ َرزُواْ للّهب‬ ‫ببببببِ وَالسب‬ ‫الرْضب‬
‫يقول تعال مقررا لوعده ومؤكدا‪{ :‬فل تسب ال ملف وعده رسله} أي من نصرتم‬
‫ف الياة الدنيا ويوم يقوم الشهاد‪ ,‬ث أخب تعال أنه ذو عزة ل يتنع عليه شيء أراده ول‬
‫يغالب‪ ,‬وذو انتقام من كفر به وجحده {ويل يومئذ للمكذبي}‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬يوم تبدّل‬
‫الرض غيب الرض والسبموات} أي وعده هذا حاصبل يوم تبدل الرض غيب الرض‪,‬‬
‫وهي هذه على غي الصفة الألوفة العروفة‪ ,‬كما جاء ف الصحيحي من حديث أب حازم‬
‫عن سهل بن سعد قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ي شر الناس يوم القيا مة‬
‫على أرض بيضاء عفراء كقرصبببة النقيبببّ ليبببس فيهبببا معلم لحبببد»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن عدي عن داود عن الشعب عن مسروق‪ ,‬عن عائشة‬
‫أنا قالت‪ :‬أنا أول الناس سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن هذه الَية {يوم تبدّل‬
‫الرض غي الرض والسموات} قالت‪ :‬قلت أين الناس يومئذ يا رسول ال ؟ قال‪« :‬على‬
‫الصراط»‪ ,‬رواه مسلم منفردا به دون البخاري‪ ,‬والترمذي وابن ماجه من حديث داود بن‬
‫أ ب ه ند به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن صحيح‪ ,‬ورواه أحد أيضا عن عفان عن وهيب عن‬
‫داود‪ ,‬عن الش عب عن ها‪ ,‬ول يذ كر م سروقا‪ .‬وقال قتادة عن ح سان بن بلل الز ن عن‬
‫عائشة رضي ال عنها أنا سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن قول ال‪{ :‬يوم تبدّل‬
‫الرض غيب الرض والسبموات} قالت‪ :‬قلت يبا رسبول ال‪ ,‬فأيبن الناس يومئذ ؟ قال‪:‬‬
‫«لقد سألتن عن شيء ما سألن عنه أحد من أمت‪ ,‬ذاك أن الناس على جسر جهنم»‪.‬‬
‫وروى المام أحد من حديث حبيب بن أب عمرة عن ماهد‪ ,‬عن ابن عباس حدثتن‬
‫عائشة أنا سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن قوله تعال‪{ :‬والرض جيعا قبضته‬

‫‪444‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} فأين الناس يومئذ يا رسول ال ؟ قال‪« :‬هم على‬
‫مت جهنم»‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا السن‪ ,‬حدثنا علي بن العد‪ ,‬أخبنا القاسم‪ ,‬سعت‬
‫السبن قال‪ :‬قالت عائشبة‪ :‬يبا رسبول ال {يوم تبدل الرض غيب الرض} فأيبن الناس‬
‫يومئذ ؟ قال‪« :‬إن هذا ش يء ما سألن ع نه أ حد ب قال ب على ال صراط يا عائ شة»‪,‬‬
‫ورواه أحدبب عببن عفان عببن القاسببم بببن الفضببل‪ ,‬عببن السببن بببه‪.‬‬

‫وقال المام مسلم بن الجاج ف صحيحه‪ :‬حدثن السن بن علي اللوان‪ ,‬حدثن أبو‬
‫توبة الربيع بن نافع‪ ,‬حدثنا معاوية بن سلم عن زيد يعن أخاه أنه سع أبا سلم‪ ,‬حدثن‬
‫أ بو أ ساء الر حب أن ثوبان مول ر سول ال صلى ال عل يه و سلم حد ثه قال‪ :‬ك نت نائما‬
‫عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فجاءه حب من أحبار اليهود‪ ,‬فقال‪ :‬السلم عليك يا‬
‫ممد‪ ,‬فدفعته دفعة كاد يصرع منها‪ ,‬فقال‪ :‬ل تدفعن ؟ فقلت‪ :‬أل تقول يا رسول ال ؟‬
‫فقال اليهودي‪ :‬إنا ندعوه باسه الذي ساه به أهله‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«إن ا سي م مد الذي سان به أهلي» فقال اليهودي‪ :‬جئت أ سألك‪ ,‬فقال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬أينفعك شيئا إن حدثتك ؟» قال‪ :‬أسع بأذن‪ ,‬فنكت رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم بعود م عه فقال‪ « :‬سل» فقال اليهودي‪ :‬أ ين يكون الناس يوم تبدل‬
‫الرض غي الرض والسموات ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬هم ف الظلمة‬
‫دون السر» قال‪ :‬فمن أول الناس إجازة ؟ فقال‪« :‬فقراء الهاجرين»‪ ,‬فقال اليهودي‪ :‬فما‬
‫تفتهم حي يدخلون النة ؟ قال‪« :‬زيادة كبد النون» قال‪ :‬فما غذائهم ف أثرها ؟ قال‪:‬‬
‫«ينحر لم ثور النة الذي كان يأكل من أطرافها» قال‪ :‬فما شرابم عليه ؟ قال «من عي‬
‫في ها ت سمى سلسبيلً»‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ ,‬قال‪ :‬وجئت أسألك عن شيء ل يعل مه أ حد من‬
‫أ هل الرض إل نب أو ر جل أو رجلن‪ .‬قال «أينف عك إن حدث تك ؟} قال‪ :‬أ سع بأذ ن‪.‬‬
‫قال‪ :‬جئت أسبألك عبن الولد‪ ,‬قال‪« :‬ماء الرجبل أبيبض‪ ,‬وماء الرأة أصبفر‪ ,‬فإذا اجتمعبا‬
‫فعل من الرجل منّ الرأة‪ ,‬أذكرا بإِذن ال تعال‪ ,‬وإذا عل منّ الرأة من الرجل‪ ,‬أنثا بإذن‬
‫ال» قال اليهودي‪ :‬ل قد صدقت وإ نك ل نب ث ان صرف‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬لقد سألن هذا عن الذي سألن عنه‪ ,‬وما ل علم بشيء منه حت أتان ال به»‪.‬‬

‫‪445‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال أ بو جع فر بن جر ير ال طبي‪ :‬حدث نا ا بن عوف‪ ,‬حدث نا أ بو الغية‪ ,‬حدث نا ا بن أ ب‬
‫مري‪ ,‬حدثنا سعيد بن ثوبان الكلعي‪ ,‬عن أب أيوب النصاري أن حبا من اليهود سأل‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬أرأ يت إذ يقول ال تعال ف كتا به‪{ :‬يوم تبدل الرض‬
‫غيب الرض والسبموات} فأيبن اللق عنبد ذلك ؟ فقال‪« :‬أضياف ال فلن يعجزهبم مبا‬
‫لديه» ورواه ابن أب حات من حديث أب بكر بن عبد ال بن أب مري به‪ .‬وقال شعبة‪:‬‬
‫أخبنا أبو إسحاق‪ ,‬سعت عمرو بن ميمون‪ ,‬وربا قال‪ :‬قال عبد ال‪ ,‬وربا ل يقل‪ ,‬فقلت‬
‫له عبن عببد ال فقال‪ :‬سبعت عمرو ببن ميمون يقول‪{ :‬يوم تبدل الرض غيب الرض}‬
‫قال‪ :‬أرض كالفضة البيضاء نقية ل يسفك فيها دم ول يعمل عليها خطيئة‪ ,‬ينفذهم البصر‬
‫ويسمعهم الداعي حفاة عراة كما خلقوا‪ ,‬قال‪ :‬أراه قال قياما حت يلجمهم العرق‪ .‬وروي‬
‫من و جه آ خر عن شع بة عن إ سرائيل عن أ ب إ سحاق‪ ,‬عن عمرو بن ميمون عن ا بن‬
‫مسعود بنحوه‪ ,‬وكذا رواه عاصم عن زر عن ابن مسعود به‪ .‬وقال سفيان الثوري عن أب‬
‫إسببحاق عببن عمرو بببن ميمون‪ :‬ل يببب بببه‪ ,‬أورد ذلك كله ابببن جريببر‪.‬‬
‫وقد قال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن عبيد بن عقيل‪ ,‬حدثنا سهل‬
‫بن حاد أبو عتاب‪ ,‬حدثنا جرير بن أيوب عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد‬
‫ال‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم ف قول ال عز وجل‪{ :‬يوم تبدل الرض غي الرض}‬
‫قال‪ :‬أرض بيضاء ل ي سفك علي ها دم‪ ,‬ول يع مل علي ها خطيئة» ث قال‪ :‬ل نعلم رف عه إل‬
‫جرير بن أيوب‪ ,‬وليس بالقوي‪ ,‬ث قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا معاوية بن‬
‫هشام عن سنان عن جابر العفي‪ ,‬عن أب جبية عن زيد قال‪ :‬أرسل رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم إل اليهود فقال‪ « :‬هل تدرون ل أر سلت إلي هم ؟» قالوا‪ :‬ال ور سوله أعلم‪,‬‬
‫قال‪« :‬فإن أرسلت إليهم أسألم عن قول ال {يوم تبدل الرض غي الرض} إنا تكون‬
‫يومئذ بيضاء مثبل الفضبة» فلمبا جاءوا سبألم‪ ,‬فقالوا‪ :‬تكون بيضاء مثبل النقبي‪ ,‬وهكذا‬
‫روي عن علي وا بن عباس وأ نس بن مالك وما هد بن جب أن ا تبدل يوم القيا مة بأرض‬
‫بيضاء من ف ضة‪ .‬و عن علي ر ضي ال ع نه أ نه قال‪ :‬ت صي الرض ف ضة وال سموات ذهبا‪.‬‬
‫وقال الرب يع عن أ ب العال ية بن كعب‪ ,‬قال‪ :‬تصي ال سموات جنانا‪ .‬وقال أ بو مع شر عن‬
‫ممد بن كعب القرظي أو عن ممد بن قيس ف قوله‪{ :‬يوم تبدل الرض غي الرض}‬

‫‪446‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬خبزة يأ كل من ها الؤمنون من ت ت أقدام هم‪ ,‬وكذا روى وك يع عن ع مر بن بش ي‬
‫المدان عن سعيد بن جبي ف قوله‪{ :‬يوم تبدل الرض غي الرض} قال‪ :‬تبدل الرض‬
‫خبزة بيضاء يأكببببل الؤمببببن مببببن تتبببب قدميببببه‪.‬‬
‫وقال الع مش عن خيث مة قال‪ :‬قال ع بد ال بن م سعود‪ :‬الرض يوم القيامة كل ها نار‪,‬‬
‫والنة من ورائ ها ترى كواعبها‪ ,‬وأكواب ا‪ ,‬ويل جم الناس العرق أو يبلغ منهم العرق‪ ,‬ول‬
‫يبلغوا الساب‪ .‬وقال العمش أيضا عن النهال بن عمرو عن قيس بن السكن قال‪ :‬قال‬
‫عبد ال‪ :‬الرض كلها نار يوم القيامة‪ ,‬والنة من ورائها ترى أكوابا وكواعبها‪ ,‬والذي‬
‫نفس عبد ال بيده‪ ,‬إن الرجل ليفيض عرقا حت ترسخ ف الرض قدمه‪ ,‬ث يرتفع حت يبلغ‬
‫أنفه وما مسه الساب‪ ,‬قالوا‪ :‬مم ذلك يا أبا عبد الرحن ؟ قال‪ :‬ما يرى الناس ويلقون‪.‬‬
‫وقال أ بو جع فر الرازي عن الرب يع بن أ نس عن ك عب ف قوله‪{ :‬يوم تبدل الرض غ ي‬
‫الرض والسموات} قال‪ :‬تصي السموات جنانا‪ ,‬ويصي مكان البحر نارا‪ ,‬وتبدل الرض‬
‫غيها‪ .‬وف الديث الذي رواه أبو داود «ل يركب البحر إل غاز أو حاج أو معتمر‪ ,‬فإن‬
‫ت ت الب حر نارا ب أو ت ت النار برا ب» و ف حد يث ال صور الشهور الروي عن أ ب‬
‫هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬يبدل ال الرض غي الرض والسموات‬
‫فيبسطها ويدها مد الدي العكاظي‪ ,‬ل ترى فيها عوجا ول أمتا‪ ,‬ث يزجر ال اللق زجرة‬
‫فإذا هم ف هذه البدلة»‪ .‬وقوله‪{ :‬وبرزوا ل} أي خرجت اللئق جيعها من قبورهم ل‬
‫{الواحد القهار} أي الذي قهر كل شيء وغلبه ودانت له الرقاب وخضعت له اللباب‪.‬‬

‫شىَ وُجُو َههُ ْم‬


‫** َوتَرَى الْ ُمجْ ِرمِيَ َي ْومَئِ ٍذ ّمقَ ّرنِيَ فِي ال صْفَادِ * سَرَابِيُلهُم مّن قَ ِطرَا نٍ َوَتغْ َ‬
‫برِي ُع الْحِس بَابِ‬ ‫بَبتْ إِن بّ اللّه بَ س َ‬ ‫النّارُ * ِليَجْزِي بَ اللّه بُ ُك ّل َنفْس بٍ مّبا كَس َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬يوم تبدل الرض غي الرض والسموات} وتبز اللئق لديانا‪ ,‬ترى يا‬
‫م مد يومئذ الجرم ي و هم الذ ين أجرموا بكفر هم وف سادهم {مقرن ي} أي بعض هم إل‬
‫بعبض قبد جعب بيب النظراء أو الشكال منهبم كبل صبنف إل صبنف‪ ,‬كمبا قال تعال‪:‬‬
‫{احشروا الذ ين ظلموا وأزواج هم} وقال‪{ :‬وإذا النفوس ز ّو جت} وقال‪{ :‬وإذا ألقوا‬
‫منهبا مكانا ضيقا مقرنيب دعوا هنالك ثبورا} وقال‪{ :‬والشياطيب كبل بناء وغواص‬

‫‪447‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وآخر ين مقرن ي ف ال صفاد} وال صفاد هي القيود‪ ,‬قاله ا بن عباس و سعيد بن جبي‬
‫والعمبش وعببد الرحنب ببن زيبد‪ ,‬وهبو مشهور فب اللغبة‪ ,‬قال عمرو ببن كلثوم‪:‬‬
‫بببببببببببببببببببببببببببببايا‬ ‫آبوا بالثياب وبالسب‬
‫ببببببببببببببفدينا‬ ‫ببببببببببببببا باللوك مصب‬ ‫وأبنب‬
‫وقوله‪ { :‬سرابيلهم من قطران} أي ثياب م ال ت يلب سونا من قطران‪ ,‬و هو الذي ت نأ به‬
‫البل أي تطلى‪ ,‬قال قتادة‪ :‬وهو ألصق شيء بالنار‪ .‬ويقال فيه‪ :‬قطران بفتح القاف وكسر‬
‫الطاء وتسببكينها‪ ,‬وبكسببر القاف وتسببكي الطاء‪ ,‬ومنببه قول أببب النجببم‪:‬‬
‫كأن قطرانا إذا تلهاترمبببببي ببببببه الريبببببح إل مراهبببببا‬
‫وكان ابن عباس يقول‪ :‬القطران هنا النحاس الذاب‪ ,‬وربا قرأها {سرابيلهم من قطران}‬
‫أي مبن ناس حار قبد انتهبى حره‪ ,‬وكذا روي عبن ماهبد وعكرمبة وسبعيد ببن جببي‬
‫وال سن وقتادة‪ .‬وقوله‪{ :‬وتغ شى وجوه هم النار} كقوله‪{ :‬تل فح وجوه هم النار و هم‬
‫فيها كالون} وقال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا يي بن إسحاق‪ ,‬أنبأنا أبان بن يزيد عن‬
‫ي ي بن أ ب كث ي عن ز يد عن أ ب سلم‪ ,‬عن أ ب مالك الشعري قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬أربع من أمر الاهلية ل يتركن‪ :‬الفخر بالحساب‪ ,‬والطعن ف‬
‫النساب‪ ,‬والستسقاء بالنجوم‪ ,‬والنياحة على اليت‪ ,‬والنائحة إذا ل تتب قبل موتا‪ ,‬تقام‬
‫يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب» انفرد بإخراجه مسلم‪ .‬وف حديث‬
‫القاسم عن أب أمامة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬النائحة إذا‬
‫ل ت تب تو قف ف طر يق ب ي ال نة والنار سرابيلها من قطران وتغ شى وجه ها النار»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ليجزي ال كل ن فس ما ك سبت} أي يوم القيا مة ك ما قال‪{ :‬ليجزي الذ ين‬
‫أساءوا با عملوا} الَية {إن ال سريع الساب} يتمل أن يكون كقوله تعال‪{ :‬اقترب‬
‫للناس ح سابم و هم ف غفلة معرضون} ويت مل أ نه ف حال ما سبته لعبده سريع النجاز‬
‫لنه يعلم كل شيء‪ ,‬ول يفى عل يه خافية‪ ,‬وإن ج يع اللق بالن سبة إل قدرته كالوا حد‬
‫من هم‪ ,‬كقوله تعال‪ { :‬ما خلق كم ول بعث كم إل كن فس واحدة} وهذا مع ن قول ما هد‬
‫{سبريع السباب} إحصباء ويتمبل ان يكون العنيان مراديبن‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫س وَِليُنذَرُواْ بِ هِ وَِلَيعْلَ ُم َواْ َأنّمَا ُهوَ إِلَـ ٌه وَاحِ ٌد وَِليَذّكّرَ ُأوْلُواْ الْلبَا بِ‬
‫** هَـذَا بَلَ غٌ لّلنّا ِ‬
‫يقول تعال هذا القرآن بلغ للناس كقوله‪{ :‬لنذركبم ببه ومبن بلغ} أي هبو بلغ‬
‫لميع اللق من إنس وجن كما قال ف أول السورة‪{ :‬الر * كتاب أنزلناه إليك لتخرج‬
‫الناس من الظلمات إل النور} الَية‪{ ,‬ولينذروا به} أي ليتعظوا به {وليعلموا أنا هو إله‬
‫وا حد} أي ي ستدلوا ب ا ف يه من ال جج والدللت على أ نه ل إله إل هو {وليذ كر أولو‬
‫اللباب} أي ذوي العقول‪.‬‬
‫آخبر تفسبي سبورة إبراهيبم عليبه الصبلة والسبلم‪ ,‬والمبد ل رب العاليب‪.‬‬

‫سببببببببببببببببببورة الجببببببببببببببببببر‬
‫بِسبببببببْمِ اللّهبببببببِ الرّحْمـبببببببنِ الرّحِيمبببببببِ‬
‫ب وَقُرْآ ٍن ّمبِيٍ * ّربَمَا َيوَ ّد الّذِي نَ َكفَرُواْ َلوْ كَانُوْا مُ سِْلمِيَ *‬
‫ك آيَا تُ اْل ِكتَا ِ‬ ‫** الَ َر تِلْ َ‬
‫ف َيعْلَمُونببببَ‬ ‫بوْ َ‬ ‫ب المَلُ فَسببب َ‬ ‫ب َيأْكُلُوْا َوَيتَ َمتّعُواْ َويُ ْل ِههِمببب ُ‬
‫ذَ ْرهُمببب ْ‬
‫قبد تقدم الكلم على الروف القطعبة فب أوائل السبور‪ .‬وقوله تعال {رباب يود الذيبن‬
‫كفروا} الَية‪ ,‬إخبار عنهم أنم سيندمون على ما كانوا فيه من الكفر‪ ,‬ويتمنون لو كانوا‬
‫ف الدنيا مسلمي‪ ,‬ونقل السدي ف تفسيه بسنده الشهور عن ابن عباس وابن مسعود‬
‫وغيه ا من ال صحابة‪ ,‬أن كفار قر يش ل ا عرضوا على النار تنوا أن لو كانوا م سلمي‪.‬‬
‫وق يل‪ :‬إن الراد أن كل كا فر يود ع ند احتضاره أن لو كان مؤمنا‪ .‬وق يل‪ :‬هذا إخبار عن‬
‫يوم القيامبة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يبا ليتنبا نرد ول نكذب‬
‫بآيات رب نا ونكون من الؤمن ي} وقال سفيان الثوري عن سلمة بن كه يل‪ ,‬عن أ ب‬
‫الزعراء‪ ,‬عن ع بد ال ف قوله‪{ :‬رب ا يود الذ ين كفروا لو كانوا م سلمي} قال‪ :‬هذا ف‬
‫الهنمي ي إذا رأو هم يرجون من النار‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن الث ن‪ ,‬حدث نا م سلم‪,‬‬
‫حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا ابن أب فروة العبدي أن ابن عباس وأنس بن مالك كانا يتأولن هذه‬
‫الَية {ربا يود الذين كفروا لو كانوا مسلمي} يتأولنا يوم يبس ال أهل الطايا من‬
‫السلمي مع الشركي ف النار‪ ,‬قال‪ :‬فيقول لم الشركون‪ :‬ما أغن عنكم ما كنتم تعبدون‬

‫‪449‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف الدن يا‪ ,‬قال‪ :‬فيغ ضب ال ل م بف ضل رح ته فيخرج هم‪ ,‬فذلك ح ي يقول‪{ :‬رب ا يود‬
‫الذيببببببببببببن كفروا لو كانوا مسببببببببببببلمي}‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا الثوري عن حاد عن إبراهيم‪ ,‬وعن خصيف عن ماهد قال‪:‬‬
‫يقول أهل النار للموحدين‪ :‬ما أغن عنكم إيانكم ؟ فإذا قالوا ذلك‪ ,‬قال ال‪ :‬أخرجوا من‬
‫كان ف قلبه مثقال ذرة من إيان‪ ,‬قال‪ :‬فعند ذلك قوله‪{ :‬ربا يود الذين كفروا لو كانوا‬
‫مسبلمي}‪ ,‬وهكذا روي عبن الضحاك وقتادة وأبب العاليبة وغيهبم‪ ,‬وقبد ورد فب ذلك‬
‫أحاديث مرفوعة‪ ,‬فقال الافظ أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن العباس هو الخرم‪,‬‬
‫حدث نا م مد بن من صور الطو سي‪ ,‬حدث نا صال بن إ سحاق اله بذ وا بن عل ية ي ي بن‬
‫موسى‪ ,‬حدثنا معروف بن واصل عن يعقوب بن نباتة عن عبد الرحن الغر‪ ,‬عن أنس بن‬
‫مالك رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ناسا من أهل ل إله‬
‫إل ال يدخلون النار بذنوبم‪ ,‬فيقول لم أهل اللت والعزى‪ :‬ما أغن عنكم قولكم ل إله‬
‫إل ال وأنتم معنا ف النار ؟ فيغضب ال لم فيخرجهم فيلقيهم ف نر الياة‪ ,‬فيبءون من‬
‫حرق هم ك ما يبأ الق مر من خ سوفه‪ ,‬ويدخلون ال نة وي سمون في ها الهنمي ي»‪ ,‬فقال‬
‫رجل‪ :‬يا أنس أنت سعت هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ فقال أنس‪ :‬سعت‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»‬
‫نعبم أنبا سبعت رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم يقول هذا‪ ,‬ثب قال الطببان‪ :‬تفرد ببه‬
‫الهبذ‪( ).‬الديث الثان) ب قال الطبان أيضا‪ :‬حدثنا عبد ال بن أحد بن حنبل‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو الشعثاء علي بن حسن الواسطي‪ ,‬حدثنا خالد بن نافع الشعري عن سعيد بن أب بردة‬
‫عن أب يه‪ ,‬عن أ ب مو سى ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا‬
‫اجت مع أ هل النار ف النار ومع هم من شاء ال من أ هل القبلة‪ ,‬قال الكفار للم سلمي‪ :‬أل‬
‫تكونوا م سلمي ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ,‬قالوا‪ :‬ف ما أغ ن عن كم ال سلم و قد صرت مع نا ف النار ؟‬
‫قالوا‪ :‬كانت لنا ذنوب فأخذنا با‪ ,‬فسمع ال ما قالوا فأمر بن كان ف النار من أهل القبلة‬
‫فأخرجوا‪ .‬فل ما رأى ذلك من بقبي من الكفار قالوا‪ :‬ياليت نا ك نا م سلمي فنخرج ك ما‬
‫خرجوا ب قال‪ :‬ث قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم ب أعوذ بال من الشيطان الرجيم‬
‫{ألر تلك آيات الكتاب وقرآن مبي * ربا يود الذين كفروا لو كانوا مسلمي}» ورواه‬

‫‪450‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ا بن أ ب حا ت من حد يث خالد بن نا فع به‪ ,‬وزاد ف يه‪ :‬ب سم ال الرح ن الرح يم عوض‬
‫السبببببببببببببببببببببببببببببببببتعاذة‪.‬‬
‫(الد يث الثالث) قال ال طبان أيضا‪ :‬حدث نا مو سى بن هارون‪ ,‬حدث نا إ سحاق بن‬
‫راهويه‪ ,‬قال‪ :‬قلت لب أسامة أحدثكم أبو روق واسه عطية بن الارث حدثن صال بن‬
‫أب طريف قال‪ :‬سألت أبا سعيد الدري فقلت له‪ :‬هل سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم يقول ف هذه الَ ية {رب ا يود الذ ين كفروا لو كانوا م سلمي} ؟ قال‪ :‬ن عم سعته‬
‫يقول‪« :‬يرج ال ناسا من الؤمني من النار بعدما يأخذ نقمته منهم» وقال‪« :‬لا أدخلهم‬
‫ال النار مع الشركي‪ ,‬قال لم الشركون‪ :‬تزعمون أنكم أولياء ال ف الدنيا فيما بلكم‬
‫معنا ف النار‪ ,‬فإذا سع ال ذلك منهم أذن ف الشفاعة لم‪ ,‬فتشفع لم اللئكة والنبيون‪,‬‬
‫ويش فع الؤمنون ح ت يرجوا بإذن ال‪ ,‬فإذا رأى الشركون ذلك قالوا‪ :‬ياليت نا ك نا مثل هم‬
‫فتدركنا الشفاعة فنخرج معهم ب قال ب فذلك قول ال {ربا يود الذين كفروا لو كانوا‬
‫م سلمي} في سمون ف ال نة الهنمي ي من أ جل سواد ف وجوه هم‪ ,‬فيقولون‪ :‬يا رب‬
‫أذهب عنا هذا السم‪ ,‬فيأمرهم فيغتسلون ف نر ف النة فيذهب ذلك السم عنهم» فأقرّ‬
‫ببببببببه أببببببببو أسبببببببامة وقال نعبببببببم‪.‬‬
‫(الديث الرابع) قال ا بن أ ب حات‪ ,‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا العباس بن الوليد‬
‫النرسي‪ ,‬حدثنا مسكي أبو فاطمة‪ ,‬حدثن اليمان بن يزيد عن ممد بن جب عن ممد بن‬
‫علي‪ ,‬عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬منهم من تأخذه النار‬
‫إل ركبت يه‪ ,‬ومن هم من تأخذه إل حجز ته‪ ,‬ومن هم من تأخذه النار إل عن قه‪ ,‬على قدر‬
‫ذنوبم وأعمالم‪ ,‬ومنهم من يكث فيها شهرا ث يرج منها‪ ,‬ومنهم من يكث فيها سنة‬
‫ث يرج منها‪ ,‬وأطولم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إل أن تفن‪ ,‬فإذا أراد ال أن‬
‫يرجهم منها قالت اليهود والنصارى ومن ف النار من أهل الديان والوثان لن ف النار‬
‫من أهل التوحيد‪ :‬آمنتم بال وكتبه ورسله فنحن وأنتم اليوم ف النار سواء‪ ,‬فيغضب ال‬
‫لم غضبا ل يغضبه لشيء فيما مضى‪ ,‬فيخرجهم إل عي ف النة وهو قوله‪{ :‬ربا يود‬
‫الذيبن كفروا لو كانوا مسبلمي}»‪ .‬وقوله‪{ :‬ذرهبم يأكلوا ويتمتعوا} تديبد شديبد لمب‬
‫ووعيبد أكيبد‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬قبل تتعوا فإن مصبيكم إل النار}‪ .‬وقوله‪{ :‬كلوا وتتعوا‬

‫‪451‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قليلً إنكبم مرمون}‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ويلههبم المبل} أي عبن التوببة والناببة {فسبوف‬
‫يعلمون} أي عاقببببببببببببببة أمرهبببببببببببببم‪.‬‬

‫ستَأْ ِخرُونَ‬
‫سبِ ُق مِنْ ُأ ّمةٍ أَ َجَلهَا َومَا يَ ْ‬
‫ب ّمعْلُومٌ * مّا تَ ْ‬
‫** َومَآ َأهَْل ْكنَا مِن قَ ْرَيةٍ إِلّ وََلهَا ِكتَا ٌ‬
‫يب تعال أنه ما أهلك قرية إل بعد قيام الجة عليها وانتهاء أجلها‪ ,‬وأنه ل يؤخر أمة‬
‫حان هلكها عن ميقاتم ول يتقدمون عن مدتم‪ ,‬وهذا تنبيه لهل مكة وإرشاد لم إل‬
‫القلع عمبا هبم عليبه مبن الشرك والعناد واللاد الذي يسبتحقون ببه اللك‪.‬‬

‫ت مِ َن‬‫جنُونٌ * ّل ْو مَا َتأْتِينَا بِالْمَلئِ َكةِ إِن كُن َ‬ ‫** وَقَالُوْا يََأّيهَا الّذِي نُزّلَ عََليْهِ الذّكْرُ ِإنّكَ لَ َم ْ‬
‫الصّادِقِيَ * مَا ُننَزّ ُل الْمَلِئ َكةَ إِ ّل بِالَ ّق َومَا كَانُواْ إِذا مّنظَرِينَ * ِإنّا نَحْ ُن نَزّْلنَا الذّ ْك َر َوإِنّا‬
‫لَهببببببببببببببببُ لَحَافِظُونببببببببببببببببَ‬
‫ي ب تعال عن كفر هم وعناد هم ف قول م { يا أي ها الذي نزل عل يه الذ كر} أي الذي‬
‫تد عي ذلك {إ نك لجنون} أي ف دعائك إيا نا إل اتبا عك وترك ما وجد نا عل يه آباء نا‬
‫{لو ما} أي هل {تأتينا باللئكة} أي يشهدون لك بصحة ما جئت به إن كنت من‬
‫الصبادقي‪ ,‬كمبا قال فرعون {فلول ألقبي عليبه أسبورة مبن ذهبب أو جاء معبه اللئكبة‬
‫مقترنيب}‪{ ,‬وقال الذيبن ل يرجون لقاءنبا لول أنزل علينبا اللئكبة أو نرى ربنبا لقبد‬
‫ا ستكبوا ف أنف سهم وعتوا عتوا كبيا * يوم يرون اللئ كة ل بشرى يومئذ للمجرم ي‬
‫ويقولون حجرا مجورا}‪ ,‬وكذا قال ف هذه الَية‪{ :‬ما ننل اللئكة إل بالق وما كانوا‬
‫إذا منظرين} وقال ماهد ف قوله‪{ :‬ما ننل اللئكة إل بالق} بالرسالة والعذاب‪ ,‬ث قرر‬
‫تعال أ نه هو الذي أنزل عل يه الذ كر و هو القرآن‪ ,‬و هو الا فظ له من التغي ي والتبد يل‪,‬‬
‫ومن هم من أعاد الضم ي ف قوله تعال‪{ :‬له لافظون} على ال نب صلى ال عل يه و سلم‪,‬‬
‫بياق‪.‬‬ ‫بر السب‬ ‫بو ظاهب‬ ‫ب الول أول وهب‬ ‫بن الناس} والعنب‬ ‫بمك مب‬ ‫كقوله {وال يعصب‬

‫‪452‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وََلقَدْ أَرْ سَ ْلنَا مِن َقبْلِ كَ فِي ِشيَ عِ الوّلِيَ * وَمَا َي ْأتِيهِم مّن رّ سُولٍ إِلّ كَانُوْا بِ هِ‬
‫ب الْ ُمجْ ِرمِيَ * َل ُي ْؤ ِمنُو َن بِهِ وَقَدْ خَلَتْ ُسّنةُ الوّلِيَ‬
‫ك نَسُْلكُهُ فِي ُقلُو ِ‬
‫سَتهْ ِزئُونَ * َكذَلِ َ‬
‫يَ ْ‬
‫يقول تعال مسليا لرسوله صلى ال عليه وسلم ف تكذيب من كذبه من كفار قريش‪:‬‬
‫إنه أرسل من قبله ف المم الاضية وإنه ما أتى أمة من رسول إل كذبوه واستهزءوا به‪ ,‬ث‬
‫أخب أنه سلك التكذيب ف قلوب الجرمي الذين عاندوا واستكبوا عن اتباع الدى قال‬
‫أ نس وال سن الب صري {كذلك ن سلكه ف قلوب الجرم ي} يع ن الشرك‪ .‬وقوله { قد‬
‫خلت سنة الولي} أي قد علم ما فعل تعال بن كذب رسله من اللك والدمار‪ ,‬وكيف‬
‫أنىبببب ال النبببببياء وأتباعهببببم فبببب الدنيببببا والَخرة‪.‬‬

‫حنَا عََلْيهِم بَابا مّ َن السّمَاءِ َفظَلّواْ فِي ِه َيعْرُجُونَ * َلقَالُواْ ِإنّمَا سُكّرَتْ َأبْصَا ُرنَا بَ ْل‬
‫** وََلوْ َفتَ ْ‬
‫ب مّسببببببببببْحُورُونَ‬ ‫نَحْنببببببببببُ َقوْمببببببببب ٌ‬
‫ي ب تعال عن قوّة كفر هم وعناد هم ومكابرت م لل حق أ نه لو ف تح ل م بابا من ال سماء‬
‫فجعلوا يصعدون فيه لا صدقوا بذلك‪ ,‬بل قالوا‪{ :‬إنا سكرت أبصارنا} قال ماهد وابن‬
‫كثي والضحاك‪ :‬سدت أبصارنا‪ .‬وقال قتادة عن ابن عباس‪ :‬أخذت أبصارنا‪ .‬وقال العوف‬
‫عن ا بن عباس‪ :‬ش به علي نا وإن ا سحرنا‪ .‬وقال الكل ب‪ :‬عم يت أب صارنا‪ .‬وقال ا بن ز يد‪:‬‬
‫{سببببكرت أبصببببارنا}‪ ,‬السببببكران الذي ل يعقببببل‪.‬‬

‫** وََلقَدْ َجعَ ْلنَا فِي السّمَا ِء بُرُوجا وَ َزّينّاهَا لِلنّاظِرِينَ * َو َحفِ ْظنَاهَا مِن كُ ّل َشيْطَانٍ رّجِيمٍ *‬
‫ض مَدَ ْدنَاهَا َوأَْل َقيْنَا فِيهَا َروَا ِسيَ َوَأْنبَْتنَا‬
‫ب ّمبِيٌ * وَالرْ َ‬ ‫ق ال سّمْعَ َفأَْتَبعَ ُه ِشهَا ٌ‬
‫إِلّ مَ ِن ا ْستَ َر َ‬
‫َهب بِرَازِقِي َ‬‫ّسبتُمْ ل ُ‬
‫ِشب وَم َن ل ْ‬ ‫ُمب فِيه َا َمعَاي َ‬
‫ُونب * وَ َجعَلْن َا َلك ْ‬
‫فِيه َا م ِن ُك ّل شَيْ ٍء ّموْز ٍ‬
‫يذكر تعال خلقه السماء ف ارتفاعها وما زينها به من الكواكب الثوابت والسيارات‪,‬‬
‫لن تأمل وكرر النظر فيما يرى من العجائب والَيات الباهرات‪ ,‬ما يار نظره فيه‪ ,‬وبذا‬
‫قال ماهد وقتادة‪ :‬البوج ههنا هي الكواكب‪( .‬قلت)‪ :‬وهذا كقوله تبارك وتعال {تبارك‬
‫الذي جعل ف السماء بروجا} الَية‪ .‬ومنهم من قال‪ :‬البوج هي منازل الشمس والقمر‪.‬‬

‫‪453‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عط ية العو ف‪ :‬البوج هه نا هي ق صور الرس‪ .‬وج عل الش هب حر سا ل ا من مردة‬
‫الشياطيب لئل يسبمعوا إل الل العلى‪ ,‬فمبن ترد وتقدم منهبم لسبتراق السبمع جاءه‬
‫شهاب مبي فأتل فه‪ ,‬فرب ا يكون قد أل قى الكل مة ال ت سعها ق بل أن يدر كه الشهاب إل‬
‫الذي هو دو نه فيأخذ ها الَ خر ويأ ت ب ا إل ول يه‪ ,‬ك ما جاء م صرحا به ف ال صحيح‪.‬‬
‫كما قال البخاري ف تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ,‬حدثنا سفيان عن عمرو‬
‫عن عكرمة‪ ,‬عن أب هريرة يبلغ به النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إذا قضى ال المر ف‬
‫ال سماء ضر بت اللئ كة بأجنحت ها خضعانا لقوله كأ نه سلسلة على صفوان» قال علي‬
‫وقال غيه صفوان ينفذهم ذلك‪ ,‬فإذا فزع عن قلوبم قالوا‪ :‬ماذا قال ربكم ؟ قالوا‪ :‬للذي‬
‫قال الق وهو العلي الكبي‪ ,‬فيسمعها مسترقو السمع‪ ,‬ومسترقو السمع هكذا واحد فوق‬
‫آخر‪ ,‬ووصف سفيان بيده‪ ,‬وفرج بي أصابع يده اليمن‪ ,‬نصبها بعضها فوق بعض‪ ,‬فربا‬
‫أدرك الشهاب الستمع قبل أن يرمي با إل صاحبه فيحرقه‪ ,‬وربا ل يدركه حت يرمي با‬
‫إل الذي يل يه إل الذي هو أ سفل م نه ح ت يلقو ها إل الرض‪ ,‬ورب ا قال سفيان‪ :‬ح ت‬
‫تنت هي إل الرض فتل قى على فم ال ساحر أو الكا هن فيكذب مع ها مائة كذ بة في صدق‪,‬‬
‫فيقولون‪ :‬أل يبنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا‪ ,‬فوجدناه حقا للكلمة الت سعت من‬
‫ال سماء‪ ,‬ث ذ كر تعال خل قه الرض ومده إيا ها وتو سيعها وب سطها‪ ,‬و ما ج عل في ها من‬
‫البال الرواسي‪ ,‬والودية والراضي والرمال‪ ,‬وما أنبت فيها من الزروع والثمار التناسبة‪.‬‬
‫وقال ابن عباس {من كل شيء موزون} أي معلوم‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي وعكرمة‬
‫وأ بو مالك وما هد وال كم بن عتي بة وال سن بن م مد وأ بو صال وقتادة‪ ,‬ومن هم من‬
‫يقول‪ :‬مقدر بقدر‪ .‬وقال ا بن ز يد‪ :‬من كل ش يء يوزن ويقدر بقدر‪ ,‬وقال ا بن ز يد‪ :‬ما‬
‫يزنه أهل السواق‪ .‬وقوله‪{ :‬وجعلنا لكم فيها معايش} يذكر تعال أنه صرفهم ف الرض‬
‫ف صنوف ال سباب والعا يش و هي ج ع معي شة‪ .‬وقوله‪{ :‬و من ل ستم له برازق ي} قال‬
‫ماهبد‪ :‬هبي الدواب والنعام‪ .‬وقال اببن جريبر‪ :‬هبم العبيبد والماء والدواب والنعام‪,‬‬
‫والقصد أنه تعال يت عليهم با يسر لم من أسباب الكاسب ووجوه السباب وصنوف‬
‫العايش‪ ,‬وبا سخر لم من الدواب الت يركبونا‪ ,‬والنعام الت يأكلونا‪ ,‬والعبيد والماء‬

‫‪454‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال ت ي ستخدمونا‪ ,‬ورزق هم على خالق هم ل علي هم‪ ,‬فل هم هم النف عة‪ ,‬والرزق على ال‬
‫تعال‪.‬‬

‫** َوإِن مّن َشيْءٍ إِ ّل عِندَنَا َخزَائِنُ هُ َومَا نُنَزّلُ هُ إِ ّل ِبقَدَ ٍر ّمعْلُو مٍ * َوأَرْ سَ ْلنَا ال ّريَا حَ َلوَاقِ َح‬
‫َفأَنزَلْنَا مِ َن ال سّمَآ ِء مَاءً َفأَ ْسقَْينَاكُمُوهُ وَمَآ َأْنتُ مْ لَ ُه ِبخَا ِزنِيَ * وَإنّا َلنَحْ ُن ُنحْيِي َونُمِي تُ‬
‫ستَأْ ِخرِينَ * َوإِ نّ َربّ كَ‬ ‫ي مِنكُ مْ وََلقَدْ عَِل ْمنَا الْمُ ْ‬‫سَتقْ ِدمِ َ‬ ‫َونَحْ نُ الْوَا ِرثُو نَ * وََلقَ ْد عَلِ ْمنَا الْمُ ْ‬
‫ببببببٌ‬ ‫ب عَلِيمب‬ ‫ببببب ٌ‬ ‫ببببببُ َحكِيمب‬ ‫ببببببْ ِإنّهب‬ ‫ش ُرهُمب‬ ‫ُهوَ يَحْ ُ‬
‫ي ب تعال أ نه مالك كل ش يء وأن كل ش يء سهل عل يه ي سي لد يه‪ ,‬وأن عنده خزائن‬
‫الشياء من جيع الصنوف {وما ننله إل بقدر معلوم} كما يشاء وكما يريد‪ ,‬ولا له ف‬
‫ذلك من الك مة البال غة والرح ة بعباده ل على ج هة الوجوب بل هو ك تب على نف سه‬
‫الرح ة قال يز يد بن أ ب زياد عن أ ب جحي فة عن ع بد ال‪ :‬ما من عام بأم طر من عام‪,‬‬
‫ولكن ال يقسمه بينهم حيث شاء عاما ههنا وعاما ههنا‪ ,‬ث قرأ {وإن من شيء إل عندنا‬
‫خزائنه} الَية‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا هشيم‪ ,‬أخبنا إساعيل‬
‫بن سال عن ال كم بن عتي بة ف قوله‪{ :‬و ما ننله إل بقدر معلوم} قال‪ :‬ما عام بأك ثر‬
‫مطرا من عام ول أقل‪ ,‬ولكنه يطر قوم ويرم آخرون با كان ف البحر‪ ,‬قال‪ :‬وبلغنا أنه‬
‫ينل مع الطر من اللئكة أكثر من عدد ولد إبليس‪ ,‬وولد آدم يصون كل قطرة حيث‬
‫تقبببببببببببع ومبببببببببببا تنببببببببببببت‪.‬‬
‫وقال البزار‪ :‬حدثنا داود هو ابن بكي‪ ,‬حدثنا حيان بن أغلب بن تيم‪ ,‬حدثن أب عن‬
‫هشام‪ ,‬عن ممد بن سيين‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪« :‬خزائن ال الكلم‪ ,‬فإذا أراد شيئا قال له كن فكان» ث قال‪ :‬ل يرو يه إل‬
‫أغلب ول يس بالقوي‪ ,‬و قد حدث ع نه غ ي وا حد من التقدم ي‪ ,‬ول يروه ع نه إل اب نه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأرسلنا الرياح لواقح} أي تلقح السحاب فتدر ماء‪ ,‬وتلقح الشجر فتفتح‬
‫عن أوراق ها وأكمام ها‪ ,‬وذكر ها ب صيغة ال مع ليكون من ها النتاج بلف الر يح العق يم‪,‬‬
‫فإ نه أفرد ها وو صفها بالعق يم و هو عدم النتاج‪ ,‬ل نه ل يكون إل من شيئ ي ف صاعدا‪.‬‬

‫‪455‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال العمش عن النهال بن عمرو‪ ,‬عن قيس بن السكن‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود ف‬
‫قوله‪{ :‬وأرسبلنا الرياح لواقبح} قال‪ :‬ترسبل الريبح فتحمبل الاء مبن السبماء‪ ,‬ثب ترى‬
‫السحاب حت تدر كما تدر اللقحة‪ ,‬وكذا قال ابن عباس وإبراهيم النخعي وقتادة‪ .‬وقال‬
‫الضحاك‪ :‬يبعثها ال على السحاب فتلقحه فيمتلىء ماء‪ .‬وقال عبيد بن عمي الليثي‪ :‬يبعث‬
‫ال البشرة فتقم الرض قما‪ ,‬ث يبعث ال الثية فتثي السحاب‪ ,‬ث يبعث ال الؤلفة فتؤلف‬
‫السبحاب‪ ,‬ثب يبعبث ال اللواقبح فتلقبح الشجبر‪ ,‬ثب تل {وأرسبلنا الرياح لواقبح}‪.‬‬
‫وقد روى ابن جرير من حديث عبيس بن ميمون عن أب الهزم عن أب هريرة‪ ,‬عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬الريح النوب من النة‪ ,‬وهي الت ذكر ال ف كتابه‪ ,‬وفيها‬
‫منا فع للناس» وهذا إ سناد ضع يف‪ ,‬وقال المام أ بو ب كر ع بد ال بن الزب ي الميدي ف‬
‫مسنده‪ .‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدثنا عمرو بن دينار‪ ,‬أخبن يزيد بن جعدية الليثي أنه سع عبد‬
‫الرحن بن مراق يدث عن أ ب ذر‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ال‬
‫خلق ف النة ريا بعد الريح بسبع سني‪ ,‬وإن من دونا بابا مغلقا‪ ,‬وإنا يأتيكم الريح من‬
‫ذلك الباب‪ ,‬ولو ف تح لذرت ما ب ي ال سماء والرض من ش يء‪ ,‬و هي ع ند ال الذ يب‪,‬‬
‫وهببببببببببببببي فيكببببببببببببببم النوب»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأسبقيناكموه} أي أنزلناه لكبم عذبا يكنكبم أن تشربوا منبه لو نشاء جعلناه‬
‫أجاجا‪ ,‬كما نبه على ذلك ف الَية الخرى ف سورة الواقعة‪ ,‬وهو قوله تعال‪{ :‬أفرأيتم‬
‫الاء الذي تشربون * أأنتبم أنزلتموه مبن الزن أم ننب النلون ؟ * لو نشاء جعلناه أجاجا‬
‫فلول تشكرون}‪ ,‬وف قوله‪{ :‬هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر‬
‫ف يه ت سيمون}‪ .‬وقوله‪{ :‬و ما أن تم له بازن ي} قال سفيان الثوري‪ :‬ب ا نع ي‪ ,‬ويت مل أن‬
‫الراد و ما أن تم له بافظي‪ ,‬بل نن ننله ونف ظه علي كم ونعله معينا ويناب يع ف الرض‪,‬‬
‫ولو شاء تعال لغاره وذ هب به‪ ,‬ول كن من رح ته أنزله وجعله عذبا‪ ,‬وحف ظه ف العيون‬
‫والَبار والنار وغي ذلك‪ ,‬ليبقى لم ف طول السنة يشربون ويسقون أنعامهم وزروعهم‬
‫وثارهببببببببببببببببببببببببببببببببببم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإنا لنحن نيي ونيت} إخبار عن قدرته تعال على بدء اللق وإعادته‪ ,‬وأنه‬
‫هو الذي أحيا اللق من العدم‪ ,‬ث ييتهم ث يبعثهم كلهم ليوم المع‪ ,‬وأخب أنه تعال يرث‬

‫‪456‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرض ومن عليها‪ ,‬وإليه يرجعون‪ ,‬ث أخب تعال عن تام علمه بم أولم وآخرهم‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫{ولقد علمنا الستقدمي منكم} الَية‪ ,‬قال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬الستقدمون كل‬
‫من هلك من لدن آدم عليه السلم‪ ,‬والستأخرون من هو حي ومن سيأت إل يوم القيامة‪,‬‬
‫وروي نوه عن عكرمة وماهد والضحاك وقتادة وممد بن كعب والشعب وغيهم‪ ,‬وهو‬
‫اختيار اببببببببببن جريبببببببببر رحهببببببببب ال‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا العتمر بن سليمان عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫رجل‪ ,‬عن مروان بن الكم أنه قال‪ :‬كان أناس يستأخرون ف الصفوف من أجل النساء‪,‬‬
‫فأنزل ال {ولقد علمنا الستقدمي منكم ولقد علمنا الستأخرين}‪ ,‬وقد ورد فيه حديث‬
‫غر يب جدا‪ ,‬فقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن م مد بن مو سى الر شي‪ ,‬حدث نا نوح بن ق يس‪,‬‬
‫حدث نا عمرو بن ق يس‪ ,‬حدث نا عمرو بن مالك عن أ ب الوزاء‪ ,‬عن ابن عباس ر ضي ال‬
‫عنهما قال‪ :‬كانت تصلي خلف النب صلى ال عليه وسلم امرأة حسناء‪ ,‬قال ابن عباس‪:‬‬
‫ل وال ما رأ يت مثل ها قط‪ ,‬وكان بعض ال سلمي إذا صلوا ا ستقدموا‪ ,‬يع ن لئل يروها‪,‬‬
‫وب عض ي ستأخرون‪ ,‬فإذا سجدوا نظروا إلي ها من ت ت أيدي هم‪ ,‬فأنزل ال {ول قد علم نا‬
‫الستقدمي منكم ولقد علمنا الستأخرين}‪ ,‬وكذا رواه أحد وابن أب حات ف تفسيه‪,‬‬
‫ورواه الترمذي والنسائي ف كتاب التفسي من سننيهما‪ ,‬وابن ماجه من طرق عن نوح بن‬
‫قيس الدان‪ ,‬وقد وثقه أحد وأبو داود وغيها‪ ,‬وحكي عن ابن معي تضعيفه‪ ,‬وأخرجه‬
‫مسلم وأهل السنن‪ ,‬وهذا الديث فيه نكارة شديدة‪ ,‬وقد رواه عبد الرزاق عن جعفر بن‬
‫سليمان‪ ,‬عن عمرو بن مالك وهو النكري أنه سع أبا الوزاء يقول ف قوله‪{ :‬ولقد علمنا‬
‫ال ستقدمي من كم} ف ال صفوف ف ال صلة {وال ستأخرين} فالظا هر أ نه من كلم أ ب‬
‫الوزاء فقط‪ ,‬ليس فيه لبن عباس ذكر‪ ,‬وقد قال الترمذي‪ :‬هذا أشبه من رواية نوح بن‬
‫قيس‪ ,‬و ال أعلم‪ ,‬وهكذا روى ابن جرير عن ممد بن أب معشر‪ ,‬عن أبيه أنه سع عون‬
‫بن ع بد ال يذ كر ممد بن كعب ف قوله‪{ :‬ولقد علمنا ال ستقدمي من كم ولقد علمنا‬
‫الستأخرين} وأن ا ف صفوف ال صلة‪ ,‬فقال ممد بن كعب‪ :‬ليس هكذا {ولقد علمنا‬
‫الستقدمي منكم} اليت والقتول {والستأخرين} من يلق بعد {وإن ربك هو يشرهم‬
‫إنببه حكيببم عليببم} فقال عون بببن عبببد ال‪ :‬وفقببك ال وجزاك خيا‪.‬‬

‫‪457‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫سنُونٍ * وَالْجَآ نّ َخَل ْقنَا هُ مِن َقبْ ُل مِن نّا ِر‬


‫ص ْلصَا ٍل مّ نْ حَمٍَإ مّ ْ‬
‫** وََلقَدْ خََل ْقنَا الِن سَانَ مِن َ‬
‫السببببببببببببببببببببببببببببببببببّمُومِ‬
‫قال ابن عباس وماهد وقتادة‪ :‬الراد بالصلصال ههنا التراب اليابس‪ ,‬والظاهر أنه كقوله‬
‫تعال‪{ :‬خلق النسان من صلصال كالفخار‪ ,‬وخلق الان من مارج من نار} وعن ماهد‬
‫أيضا {الصبلصال} النتب‪ ,‬وتفسبي الَيبة بالَيبة أول‪ .‬قوله‪{ :‬مبن حأب مسبنون} أي‬
‫بر‪:‬‬ ‫با قال الشاعب‬ ‫بنون‪ :‬الملس‪ ,‬كمب‬ ‫ب‪ .‬والسب‬ ‫بو الطيب‬ ‫ب‪ ,‬وهب‬ ‫بن حأب‬ ‫بلصال مب‬ ‫الصب‬
‫ثبب خاصببرتا إل القبببة الضبببراء تشببي فبب مرمببر مسببنون‬
‫أي أملس صقيل‪ ,‬ولذا روي عن ابن عباس أنه قال‪ :‬هو التراب الرطب‪ ,‬وعن ابن عباس‬
‫وماهد أيضا والضحاك‪ :‬أن المأ السنون هو النت‪ .‬وقيل‪ :‬الراد بالسنون ههنا الصبوب‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والان خلقناه من قبل} أي من قبل النسان {من نار السموم} قال ابن عباس‪:‬‬
‫هي السموم الت تقتل‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬السموم بالليل والنهار‪ ,‬ومنهم من يقول‪ :‬السموم‬
‫بالليبل والرور بالنهار‪ .‬وقال أببو داود الطيالسبي‪ :‬حدثنبا شعببة عبن أبب إسبحاق قال‪:‬‬
‫دخلت على عمر الصم أعوده‪ ,‬فقال‪ :‬أل أحدثك حديثا سعته من عبد ال بن مسعود‪,‬‬
‫يقول هذه السموم جزء من سبعي جزءا من السموم الت خلق منها الان‪ ,‬ث قرأ {والان‬
‫خلقناه من ق بل من نار ال سموم} و عن ا بن عباس‪ :‬أن الان خلق من ل ب النار‪ ,‬و ف‬
‫روا ية‪ :‬من أح سن النار‪ .‬و عن عمرو بن دينار‪ :‬من نار الش مس‪ .‬و قد ورد ف ال صحيح‬
‫«خلقت اللئكة من نور‪ ,‬وخلقت الان من مارج من نار‪ ,‬وخلق آدم ما وصف لكم»‪.‬‬
‫والقصبود مبن الَيبة التنببيه على شرف آدم عليبه السبلم وطيبب عنصبره وطهارة متده‪.‬‬

‫سنُونٍ * فَِإذَا َسوّْيتُهُ‬


‫** َوإِذْ قَالَ َربّ كَ لِ ْل َملَِئ َكةِ إِنّي خَالِ ٌق بَشَرا مّن صَ ْلصَا ٍل مّ نْ حَمٍَإ مّ ْ‬
‫ج َد الْمَلئِ َكةُ كُّلهُ مْ أَ ْج َمعُو نَ * إِلّ‬‫َونَفَخْ تُ فِي ِه مِن رّوحِي َف َقعُواْ لَ هُ سَا ِجدِينَ * فَ سَ َ‬
‫ِإبْلِي سَ َأبَىَ أَن َيكُونَ مَ َع ال سّا ِجدِينَ * قَالَ يَإِبْلِيسُ مَا لَ كَ أَ ّل َتكُونَ مَ َع ال سّا ِجدِينَ * قَالَ‬
‫بنُونٍ‬ ‫شرٍ خََل ْقتَهببُ مِببن صببَ ْلصَالٍ مّنببْ حَمٍَإ مّسب ْ‬ ‫لَمببْ أَكُببن لسببْجُدَ ِلبَ َ‬

‫‪458‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يذكر تعال تنويهه بذكر آدم ف ملئكته قبل خلقه وتشريفه إياه بأمر اللئكة بالسجود‬
‫له‪ ,‬ويذكر تلف إبليس عدوه عن السجود له من بي سائر اللئكة حسدا وكفرا وعنادا‬
‫واستكبارا وافتخارا بالبا طل‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ل أكن لسجد لبشر خلقته من صلصال من‬
‫حا ٍء مسنون} كقوله {أنا خي منه خلقتن من نار وخلقته من طي} وقوله‪{ :‬أرأيتك هذا‬
‫الذي كرّمت عل يّ} الَية‪ ,‬وقد روى ابن جرير ههنا أثرا غريبا عجيبا من حديث شبيب‬
‫بن بشر عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬لا خلق ال اللئكة قال‪{ :‬إِن خالق بشرا من‬
‫ط ي‪ ,‬فإذا سويته ونف خت ف يه من رو حي فقعوا له ساجدين} قالوا‪ :‬ل نف عل‪ ,‬فأر سل‬
‫عليهم نارا فأحرقتهم‪ ,‬ث خلق ملئكة أخرى فقال لم مثل ذلك‪ ,‬فقالوا‪ :‬ل نفعل‪ ,‬فأرسل‬
‫علي هم نارا فأحرقت هم‪ ,‬ث خلق ملئ كة أخرى فقال‪ :‬إ ن خالق بشرا من ط ي‪ ,‬فإِذا أ نا‬
‫خلقته فاسجدوا له فأبوا‪ ,‬فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم‪ ,‬ث خلق ملئكة فقال‪ :‬إن خالق‬
‫بشرا مبن طيب‪ ,‬فإِذا أنبا خلقتبه فاسبجدوا له‪ ,‬قالوا‪ :‬سبعنا وأطعنبا‪ ,‬إِل إِبليبس كان مبن‬
‫الكافريبن الوليب‪ ,‬وفب ثبوت هذا عنبه بعبد‪ ,‬والظاهبر أنبه إسبرائيلي‪ ,‬و ال أعلم‪.‬‬

‫ج ِمْنهَا فَِإنّكَ رَجِيمٌ * َوإِ ّن عََليْكَ الّل ْعَنةَ إَِلىَ َيوْمِ الدّينِ * قَالَ رَبّ َفأَنظِ ْرنِي‬
‫** قَالَ فَا ْخرُ ْ‬
‫ب الْوَقْتبِ الْ َمعْلُومبِ‬
‫ب الْمُن َظرِينبَ * إَِل َى َيوْم ِ‬ ‫ب مِن َ‬ ‫ب ُيبْ َعثُونبَ * قَالَ فَِإنّك َ‬ ‫إِلَ َى َيوْم ِ‬
‫يذ كر تعال أ نه أ مر إِبل يس أمرا كونيا ل يالف ول يا نع بالروج من النلة ال ت كان‬
‫فيها من الل العلى‪ ,‬وأنه رجيم أي مرجوم‪ ,‬وأنه قد أتبعه لعنة ل تزال متصلة به لحقة له‬
‫متواترة عل يه إل يوم القيا مة‪ .‬و عن سعيد بن جبي أ نه قال‪ :‬ل ا ل عن ال إِبل يس‪ ,‬تغيت‬
‫صورته عن صورة اللئكة‪ ,‬ورن رنة‪ ,‬فكل رنة ف الدنيا إل يوم القيامة منها‪ ,‬رواه ابن أب‬
‫حات‪ ,‬وأنه لا تقق الغضب الذي ل مرد له‪ ,‬سأل من تام حسده لَدم وذريته النظرة إل‬
‫يوم القيامة‪ ,‬وهو يوم البعث‪ ,‬وأنه أجيب إل ذلك استدراجا له وإِمهالً‪ ,‬فلما تقق النظرة‬
‫قبحبببببببببببببببببببببببببببببببببه ال‪.‬‬

‫‪459‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** قَالَ رَ بّ بِمَآ َأ ْغوَْيَتنِي ُل َزيّنَ نّ َلهُ مْ فِي الرْ ضِ وَلُ ْغ ِويَّنهُ مْ أَجْ َمعِيَ * إِ ّل ِعبَادَ َك ِمْنهُ مُ‬
‫ك عََلْيهِ مْ سُ ْلطَانٌ إِ ّل مَ نِ‬
‫سَتقِيمٌ * إِ ّن عِبَادِي َليْ سَ لَ َ‬ ‫صرَاطٌ عَلَ ّي مُ ْ‬ ‫الْمُخْلَ صِيَ * قَا َل هَذَا ِ‬
‫ب ّمْنهُ مْ‬‫ك مِ نَ الْغَاوِي نَ * َوإِ نّ َج َهنّ مَ لَ َم ْوعِ ُدهُ مْ أَجْ َمعِيَ * َلهَا َسْب َعةُ َأْبوَا بٍ ِلكُلّ بَا ٍ‬
‫اّتَبعَ َ‬
‫ُجزْ ٌء ّمقْسببببببببببببببببببببببببببببببببُومٌ‬
‫يقول تعال م با عن إِبل يس وترده وعتوه أ نه قال للرب‪{ :‬ب ا أغويت ن} قال بعض هم‪:‬‬
‫أق سم بإِغواء ال له‪{ .‬قلت} ويت مل أ نه ب سبب ما أغويت ن وأضللت ن {لزي نن ل م} أي‬
‫لذر ية آدم عل يه ال سلم { ف الرض} أي أح بب إلي هم العا صي وأرغب هم في ها وأؤز هم‬
‫إليها‪ ,‬وأزعجهم إليها إزعاجا {ولغوينهم أجعي} أي كما أغويتن وقدرت عل يّ ذلك‬
‫{إل عبادك منهم الخلصي} كقوله‪{ :‬أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخّرتن إل يوم‬
‫القيامة لحتنكن ذريته إل قليلً} {قال} ال تعال له متهددا ومتوعدا {هذا صراط عل يّ‬
‫م ستقيم} أي مرجع كم كل كم إلّ‪ ,‬فأجازي كم بأعمال كم إن خيا فخ ي وإن شرا ف شر‪,‬‬
‫كقوله تعال‪{ :‬إن رببك لبالرصباد}‪ .‬وقيبل‪ :‬طريبق القب مرجعهبا إل ال تعال‪ ,‬وإليبه‬
‫تنتهي‪ ,‬قاله ماهد والسن وقتادة كقوله‪{ :‬وعلى ال قصد السبيل} وقرأ قيس بن عبادة‬
‫وم مد بن سيين وقتادة {هذا صراط عل ّي مستقيم} كقوله‪{ :‬وإنه ف أم الكتاب لدينا‬
‫لعلي حكيبببببببببم} أي رفيبببببببببع والشهور القراءة الول‪.‬‬
‫وقوله {إن عبادي ل يس لك علي هم سلطان} أي الذي قدرت ل م الدا ية فل سبيل لك‬
‫عليهم ول وصول لك إليهم {إل من اتبعك من الغاوين} استثناء منقطع‪ .‬وقد أورد ابن‬
‫جرير ههنا من حديث عبد ال بن البارك عن عبد ال بن موهب‪ ,‬حدثنا يزيد بن قسيط‬
‫قال‪ :‬كانت النبياء يكون لم مساجد خارجة من قراهم‪ ,‬فإذا أراد النب أن يستنبء ربه‬
‫عن شيء خرج إل مسجده فصلى ما كتب ال له‪ ,‬ث سأله ما بدا له‪ ,‬فبينا نب ف مسجده‬
‫إِذ جاء عدو ال ب يعن إِبليس ب حت جلس بينه وبي القبلة‪ ,‬فقال النب‪ :‬أعوذ بال من‬
‫الشيطان الرجيبم‪ ,‬قال‪ :‬فردد ذلك ثلث مرات‪ ,‬فقال عدو ال‪ :‬أخببن بأي شيبء تنجبو‬
‫م ن ؟ فقال ال نب‪ :‬بل أ خبن بأي ش يء تغلب ا بن آدم مرت ي ؟ فأ خذ كل وا حد منه ما‬
‫على صاحبه‪ ,‬فقال النب‪ :‬إن ال تعال يقول‪{ :‬إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إل من‬
‫اتب عك من الغاو ين}‪ .‬قال عدو ال‪ :‬قد سعت هذا ق بل أن تولد‪ .‬قال ال نب‪ :‬ويقول ال‪:‬‬

‫‪460‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وإما ينغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بال إنه سيع عليم}‪ ,‬وإن و ال ما أحسست‬
‫بك قط إل استعذت بال منك‪ .‬قال عدو ال‪ :‬صدقت بذا تنجو من‪ ,‬فقال النب‪ :‬أخبن‬
‫بببب والوى‪.‬‬ ‫بببد الغضب‬ ‫بببن آدم ؟ قال آخذه عنب‬ ‫بببء تغلب ابب‬ ‫بأي شيب‬
‫قوله‪{ :‬وإِن جهنم لوعدهم أجعي} أي جهنم موعد جيع من اتبع إِبليس‪ ,‬كما قال‬
‫عن القرآن {ومن يكفر به من الحزاب فالنار موعده}‪ ,‬ث أخب أن لهنم سبعة أبواب‬
‫{ل كل باب من هم جزء مق سوم} أي قد ك تب ل كل باب من ها جزء من أتباع إبل يس‬
‫يدخلونه ل ميد لم عنه‪ ,‬أجارنا ال منها‪ ,‬وكل يدخل من باب بسب عمله‪ ,‬ويستقر ف‬
‫درك بقدر عمله‪ .‬قال إساعيل بن علية وشعبة‪ ,‬كلها عن أب هارون الغنوي عن حطان‬
‫بن عبد ال أنه قال‪ :‬سعت علي بن أب طالب وهو يطب قال‪ :‬إن أبواب جهنم هكذا ب‬
‫قال أبو هارون ب أطباقا بعضها فوق بعض‪ .‬وقال إسرائيل عن أب إسحاق عن هبية بن‬
‫أ ب ير ي‪ ,‬عن علي ر ضي ال ع نه قال‪ :‬أبواب جه نم سبعة بعض ها فوق ب عض‪ ,‬فيمتلىء‬
‫الول ثبببب الثانبببب ثبببب الثالث حتبببب تتلىء كلهببببا‪.‬‬
‫وقال عكرمة‪ :‬سبعة أبواب سبعة أطباق‪ ,‬وقال ابن جريج‪ :‬سبعة أبواب‪ :‬أولا جنهم‪ ,‬ث‬
‫لظى‪ ,‬ث الطمة‪ ,‬ث السعي‪ ,‬ث سقر‪ ,‬ث الحيم‪ ,‬ث الاوية‪ .‬وروى الضحاك عن ابن عباس‬
‫نوه‪ :‬وكذا روي عبن العمبش بنحوه أيضا‪ ,‬وقال قتادة‪{ :‬لاب سببعة أبواب لكبل باب‬
‫منهبم جزء مقسبوم} هبي و ال منازل بأعمالمب‪ ,‬رواهبن اببن جريبر‪ ,‬وقال جويبب عبن‬
‫الضحاك {لاب سببعة أبواب لكبل باب منهبم جزء مقسبوم} قال‪ :‬باب لليهود‪ ,‬وباب‬
‫للنصبارى‪ ,‬وباب للصبابئي‪ ,‬وباب للمجوس‪ ,‬وباب للذيبن أشركوا وهبم كفار العرب‪,‬‬
‫وباب للمنافقي‪ ,‬وباب لهل التوحيد‪ ,‬فأهل التوحيد يرجى لم ول يرجى لولئك أبدا‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدث نا ع بد بن جن يد‪ ,‬حدث نا عثمان بن ع مر عن مالك بن مغول عن‬
‫حيد عن ابن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬لهنم سبعة أبواب‪ ,‬باب منها لن‬
‫سل السيف على أمت ب أو قال على أمة ممد} ث قال‪ :‬ل نعرفه إل من حديث مالك‬
‫بن مغول‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا عباس بن الوليد اللل‪ ,‬حدثنا زيد ب‬
‫يعن ابن يي ب حدثنا سعيد بن بشي عن قتادة عن أب نضرة عن سرة بن جندب‪ ,‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ف قوله‪{ :‬لكل باب منهم جزء مقسوم} قال «إن من أهل النار‬

‫‪461‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من تأخذه النار إل كعبيه‪ ,‬وإن منهم من تأخذه النار إل حجزته‪ ,‬ومنهم من تأخذه النار‬
‫بوم}‪.‬‬ ‫بم جزء مقسب‬‫بل باب منهب‬
‫ب‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬لكب‬ ‫به‪ ,‬منازلم ب بأعمالمب‬ ‫إل تراقيب‬

‫ت َو ُعيُونٍ * ا ْدخُلُوهَا بِسَلمٍ آ ِمنِيَ * َونَ َز ْعنَا مَا فِي صُدُو ِرهِم مّ ْن‬
‫** إِ ّن الْ ُمتّقِيَ فِي َجنّا ٍ‬
‫ب َومَا هُ ْم ّمْنهَا بِ ُمخْ َرجِيَ * َنبّىءْ‬
‫سهُمْ فِيهَا نَ صَ ٌ‬
‫غِلّ إِ ْخوَانا عََلىَ سُ ُر ٍر ّمتَقَابِلِيَ * َل يَمَ ّ‬
‫عِبَادِي أَنّببي أَنَببا اْل َغفُورُ الرّحِيمببُ * َوأَنببّ عَذَابِببي ُه َو اْلعَذَابببُ اللِيمببُ‬
‫ل ا ذ كر تعال حال أ هل النار‪ ,‬ع طف على ذ كر أ هل ال نة وأن م ف جنات وعيون‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ادخلو ها ب سلم} أي سالي من الَفات‪ ,‬م سلم علي كم {آمن ي} أي من كل‬
‫با فب‬ ‫با مب‬ ‫بن إخراج ول انقطاع ول فناء‪ ,‬وقوله‪{ :‬ونزعنب‬ ‫خوف وفزغ‪ ,‬ول تشوا مب‬
‫صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلي} روى القاسم عن أب أمامة قال‪ :‬يدخل أهل‬
‫النة النة على ما ف صدورهم ف الدنيا من الشحناء والضغائن‪ ,‬حت إِذا توافوا وتقابلوا‬
‫نزع ال ما ف صدورهم ف الدنيا من غل‪ ,‬ث قرأ {ونزعنا ما ف صدورهم من غل} هكذا‬
‫ف هذه الرواية‪ ,‬والقاسم بن عبد الرحن ف روايته عن أب أمامة ضعيف‪ ,‬وقد روى سنيد‬
‫ف تفسيه‪ :‬حدثنا ابن فضالة عن لقمان عن أب أمامة قال‪ :‬ل يدخل النة مؤمن حت ينع‬
‫ال ما ف صدره من غل حت ينع منه مثل السبع الضاري‪ .‬وهذا موافق لا ف الصحيح‬
‫من روا ية قتادة‪ :‬حدث نا أ بو التو كل النا جي أن أ با سعيد الدري حدث هم أن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬يلص الؤمن من النار‪ ,‬فيحبسون على قنطرة بي النة والنار‪.‬‬
‫فيقتص لبعضهم من بعض مظال كانت بينهم ف الدنيا حت إِذا هذبوا ونقوا‪ ,‬أذن لم ف‬
‫دخول النبببببببببببببببببببببببببببببببة»‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا السن‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أخبنا هشام عن ممد هو ابن‬
‫سيين قال‪ :‬استأذن الشتر على علي رضي ال عنه‪ ,‬وعنده ابن لطلحة فحبسه ث أذن له‪,‬‬
‫فلما دخل قال‪ :‬إن لراك إنا حبستن لذا‪ ,‬قال‪ :‬أجل‪ ,‬قال‪ :‬إن لراه لو كان عندك ابن‬
‫لعثمان لبستن‪ ,‬قال‪ :‬أجل إن لرجو أن أكون أنا وعثمان من قال ال تعال {ونزعنا ما‬
‫ف صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابيلن} وقال ا بن جر ير أيضا‪ :‬حدث نا ال سن‪,‬‬
‫حدثنا أبو معاوية الضر ير‪ ,‬حدثنا أبو مالك الشجعي‪ ,‬عن أ ب حبيبة مول لطل حة قال‪:‬‬

‫‪462‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫دخل عمران بن طلحة على علي رضي ال عنه بعدما فرغ من أصحاب المل‪ ,‬فرحب به‬
‫وقال‪ :‬إن لرجو أن يعلن ال وأباك من الذين قال ال {ونزعنا ما ف صدورهم من غل‬
‫إخوانا على سبببببببببببببرر متقابليببببببببببببب}‪.‬‬
‫وقال‪ :‬ورجلن جال سان إل ناح ية الب ساط‪ ,‬فقال‪ :‬ال أعدل من ذلك تقتل هم بال مس‬
‫وتكونون إخوانا‪ ,‬فقال علي رضي ال عنه‪ :‬قوما أبعد أرض وأسحقها‪ ,‬فمن هم إذا إن ل‬
‫أ كن أ نا وطل حة ؟ وذ كر أ بو معاو ية الد يث بطوله‪ ,‬وروى وك يع عن أبان بن ع بد ال‬
‫البجلي عن نعيم بن أب هند‪ ,‬عن ربعي بن جراش عن علي نوه‪ ,‬وقال فيه فقام رجل من‬
‫هدان فقال‪ :‬ال أعدل من ذلك يا أمي الؤمني‪ ,‬قال‪ :‬فصاح به علي صيحة فظننت أن‬
‫بب‪ ,‬ثببب قال‪ :‬إذا ل نكبببن ننببب فمبببن هبببم ؟‬ ‫القصبببر تدهده لاب‬
‫وقال سعيد بن م سروق عن أ ب طل حة‪ ,‬وذكره وف يه‪ :‬فقال الارث العور ذلك‪ ,‬فقام‬
‫إليه علي رضي ال عنه فضربه بشيء كان ف يده ف رأسه‪ ,‬وقال‪:‬فمن هم يا أعور إذا ل‬
‫نكن نن ؟ وقال سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم قال‪ :‬جاء ابن جرموز قاتل الزبي‬
‫يسبتأذن على علي رضبي ال عنبه فحجببه طويلً ثب أذن له فقال له‪ :‬أمبا أهبل البلء‬
‫فتجفوهم‪ ,‬فقال علي‪ :‬بفيك التراب إن لرجو أن أكون أنا وطلحة والزبي من قال ال‪:‬‬
‫{ونزع نا ما ف صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابل ي} وكذا روى الثوري عن‬
‫جعفر بن ممد عن أبيه عن علي بنحوه‪ .‬وقال سفيان بن عيينة عن إسرائيل عن أب موسى‬
‫سع السن الب صري يقول‪ :‬قال علي‪ :‬فينا وال أهل بدر نزلت هذه الَية {ونزعنا ما ف‬
‫صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابل ي} وقال كث ي النواء‪ :‬دخلت على أ ب جع فر‬
‫ممد بن علي فقلت‪ :‬وليي وليكم‪ ,‬وسلمي سلمكم‪ ,‬وعدوي عدوكم‪ ,‬وحرب حربكم‪,‬‬
‫أنا أسألك بال)أتبأ من أب بكر وعمر فقال‪{ :‬قد ضللت إذا وما أنا من الهتدين} تولما‬
‫يا كث ي ف ما أدر كك ف هو ف رقب ت هذه‪ ,‬ث تل هذه الَ ية {إخوانا على سرر متقابل ي}‬
‫قال‪ :‬أبو بكر وعمر وعلي رضي ال عنهم أجعي‪ ,‬وقال الثوري عن رجل عن أب صال‬
‫ف قوله‪{ :‬إخوانا على سرر متقابل ي} قال‪ :‬هم عشرة‪ :‬أ بو ب كر وع مر وعثمان وعلي‬
‫وطلحة‪ ,‬والزبي وعبد الرحن بن عوف‪ ,‬وسعد بن أب وقاص وسعيد بن زيد وعبد ال بن‬

‫‪463‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫م سعود رضي ال عنهم أجعي‪ .‬وقوله‪{ :‬متقابل ي} قال ماهد‪ :‬ل ينظر بعضهم ف قفا‬
‫بعبببببببببض‪ ,‬وفيبببببببببه حديبببببببببث مرفوع‪.‬‬
‫قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا ي ي بن عبدك القزوي ن‪ ,‬حدث نا ح سان بن ح سان‪ ,‬حدث نا‬
‫إبراهيم بن بشي‪ ,‬حدثنا يي بن معي عن إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل‪ ,‬عن‬
‫زيد بن أب أوف قال‪ :‬خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فتل هذه الَية {إخوانا‬
‫على سرر متقابلي} ف ال ينظر بعضهم إل بعض‪ .‬وقوله‪{ :‬ل يسهم فيها نصب} يعن‬
‫الشقة والذى‪ ,‬كما جاء ف الصحيحي «أن ال أمرن أن أبشر خدية ببيت ف النة من‬
‫قصبب ل صخب ف يه ول نصبب»‪ .‬وقوله‪{ :‬ومبا هم من ها بخرجيب} ك ما جاء ف‬
‫الديث «يقال يا أهل النة إن لكم أن تصحوا فل ترضوا أبدا‪ ,‬وإن لكم أن تعيشوا فل‬
‫توتوا أبدا‪ ,‬وإن لكبم أن تشبوا فل ترموا أبدا‪ ,‬وإن لكبم أن تقيموا فل تظعنوا أبدا»‪.‬‬
‫وقال ال تعال‪{ :‬خالديبببببن فيهبببببا ل يبغون عنهبببببا حولً}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬نبء عبادي أن أنا الغفور الرحيم وأن عذاب هو العذاب الليم} أي أخب يا‬
‫ممد عبادي أن ذو رحة وذو عذاب أليم‪ ,‬وقد تقدم ذكر نظي هذه الَية الكرية وهي‬
‫دالة على مقا مي الرجاء والوف‪ ,‬وذ كر ف سبب نزول ا ما رواه مو سى بن عبيدة عن‬
‫مصبعب ببن ثاببت قال‪ :‬مبر رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم على ناس مبن أصبحابه‬
‫يضحكون فقال «اذكروا النة واذكروا النار» فنلت {نبء عبادي أن أنا الغفور الرحيم‬
‫* وأن عذابب هبو العذاب الليبم} رواه اببن أبب حاتب وهبو مرسبل‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن الث ن‪ ,‬حدث نا إ سحاق‪ ,‬أخب نا ا بن ال كي‪ ,‬أخب نا ا بن البارك‪,‬‬
‫أخب نا م صعب بن ثا بت‪ ,‬حدث نا عا صم بن عب يد ال عن ا بن أ ب رياح‪ ,‬عن ر جل من‬
‫أصحاب النب صلى ال عليه و سلم قال‪ :‬طلع علي نا ر سول ال صلى ال عليه و سلم من‬
‫الباب الذي يد خل م نه ب نو شي بة فقال «أل أرا كم تضحكون» ث أدبر ح ت إذا كان ع ند‬
‫الجر رجع إلينا القهقرى فقال‪« :‬إن لا خرجت جاء جبيل عليه السلم فقال‪ :‬يا ممد‬
‫إن ال يقول لك ل تق نط عبادي { نبء عبادي أ ن أ نا الغفور الرح يم * وأن عذا ب هو‬
‫العذاب الليم}» وقال شعبة عن قتادة ف قوله‪{ :‬نبء عبادي أن أنا الغفور الرحيم} قال‪:‬‬

‫‪464‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بلغنا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬لو يعلم العبد قدر عفو ال لا تورع من‬
‫حرام‪ ,‬ولو يعلم العبببببببد قدر عذاب ال لبخببببببع نفسببببببه»‪.‬‬

‫ضيْ فِ ِإبْرَاهِي مَ * إِذْ دَخَلُوْا عََليْ هِ َفقَالُواْ سَلما قَالَ ِإنّا ِمْنكُ ْم وَجِلُو نَ *‬ ‫** َوَنّبئْهُ ْم عَن َ‬
‫سِنيَ اْل ِكبَرُ َفبِ َم ُتبَشّرُو نَ‬
‫قَالُواْ َل َتوْجَلْ ِإنّا ُنبَشّرُ كَ ِبغُل ٍم عَلِي مٍ * قَالَ َأبَشّ ْرتُمُونِي عََلىَ أَن مّ ّ‬
‫* قَالُوْا بَشّ ْرنَا َك بِالْحَ قّ َفلَ تَكُن مّ َن اْلقَانِطِيَ * قَا َل وَمَن َيقْنَ طُ مِن ّرحْ َمةِ َربّ هِ إِلّ‬
‫الضّآلّونبببببببببببببببببببببببببببببببببَ‬
‫يقول تعال‪ :‬وأخبهم يا ممد عن قصة {ضيف إبراهيم} والضيف يطلق على الواحد‬
‫وال مع كالزور وال سفر‪ ,‬وك يف {دخلوا عل يه فقالوا سلما قال إ نا من كم وجلون} أي‬
‫خائفون‪ ,‬و قد ذ كر سبب خو فه من هم ل ا رأى أيدي هم ل ت صل إل ما قر به إلي هم من‬
‫الضيافة‪ ,‬وهو العجل السمي النيذ {قالوا ل توجل} أي ل تف {وبشروه بغلم عليم}‬
‫أي إسحاق عليه السلم كما تقدم ف سورة هود ث {قال} متعجبا من كبه وكب زوجته‬
‫ومتحققا للوعبد {أبشرتونب على أن مسبن الكبب فببم تبشرون} فأجابوه مؤكديبن لاب‬
‫بشروه به تقيقا وبشارة ب عد بشارة {قالوا بشرناك بال ق فل ت كن من القانط ي} وقرأ‬
‫بعض هم القنط ي فأجاب م بأ نه ل يس يق نط‪ ,‬ول كن ير جو من ال الولد‪ ,‬وإن كان قد كب‬
‫وأسببنت امرأتببه فإنببه يعلم مببن قدرة ال ورحتببه مببا هببو أبلغ مببن ذلك‪.‬‬

‫ج ِرمِيَ * إِلّ آلَ لُوطٍ إِنّا‬


‫** قَالَ فَمَا خَ ْطُبكُمْ َأّيهَا الْمُ ْرسَلُونَ * قَالُواْ ِإنّآ أُ ْرسِ ْلنَآ إَِلىَ َق ْو ٍم مّ ْ‬
‫ب اْلغَابِرِينببَ‬ ‫لَ ُمنَجّوهُمببْ أَجْ َمعِيَبب * إِ ّل امْ َرأَتَهببُ قَ ّدرْنَببآ ِإنّهَببا لَمِنب َ‬
‫يقول تعال إخبارا عن إبراه يم عل يه ال سلم ل ا ذ هب ع نه الروع وجاء ته البشرى‪ ,‬أ نه‬
‫شرع يسبألم عمبا جاءوا له‪ ,‬فقالوا‪{ :‬إنبا أرسبلنا إل قوم مرميب} يعنون قوم لوط‪,‬‬
‫وأ خبوه أن م سينجون آل لوط من بين هم إل امرأ ته فإن ا من الالك ي‪ ,‬ولذا قالوا‪{ :‬إل‬
‫امرأتبببه قدرنبببا إناببب لنببب الغابريبببن} أي الباقيببب الهلكيببب‪.‬‬

‫‪465‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ط الْمُرْ سَلُونَ * قَالَ ِإّنكُ مْ َقوْ مٌ مّنكَرُو نَ * قَالُوْا بَلْ ِجْئنَا كَ بِمَا كَانُواْ‬
‫** َفلَمّا جَآءَ آلَ لُو ٍ‬
‫بببَادِقُونَ‬ ‫ب َوإِنّبببا لَصب‬ ‫بب ّ‬ ‫ب بِالْحَقب‬ ‫بب َ‬ ‫بببَ * وَآَتْينَاكب‬ ‫بببِ يَ ْمَترُونب‬ ‫فِيهب‬
‫يب تعال عن لوط لا جاءته اللئكة ف صورة شباب حسان الوجوه‪ ,‬فدخلوا عليه داره‬
‫قال‪{ :‬إنكم قوم منكرون * قالوا بل جئناك با كانوا فيه يترون} يعنون بعذابم وهلكهم‬
‫ودمار هم الذي كانوايشكون ف وقو عه ب م وحلوله ب ساحتهم {وأتيناك بال ق} كقوله‬
‫تعال‪ { :‬ما ننل اللئ كة إل بال ق}‪ .‬وقوله‪{ :‬وإ نا ل صادقون} تأك يد ل بهم إياه ب ا‬
‫أخببببببوه ببببببه مبببببن ناتبببببه وإهلك قومبببببه‪.‬‬

‫** َفأَ سْ ِر بَِأهْلِ كَ بِقِ ْط ٍع مّ نَ الّليْ ِل وَاّتبِ عْ َأ ْدبَا َرهُ ْم وَ َل يَ ْلَتفِ تْ مِنكُ مْ أَ َح ٌد وَامْضُواْ َحيْ ثُ‬
‫حيَ‬‫ب المْرَ أَنببّ دَابِ َر َهؤُلَءِ َمقْطُوعببٌ مّصببْبِ ِ‬ ‫ُتؤْمَرُونببَ * وََقضَيْنَبآ إَِليْهببِ ذَلِكبَ‬
‫يذ كر تعال عن اللئ كة أن م أمروه أن ي سري بأهله ب عد م ضي جا نب من الل يل‪ ,‬وأن‬
‫يكون لوط عليه السلم يشي وراءهم ليكون أحفظ لم‪ ,‬وهكذا كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يشي ف الغزو إنا يكون ساقة يزجي الضعيف ويمل النقطع‪ .‬وقوله‪{ :‬ول‬
‫يلتفت منكم أحد} أي إذا سعتم الصيحة بالقوم فل تلتفتوا إليهم وذروهم فيما حل بم‬
‫مبن العذاب والنكال {وامضوا حيبث تؤمرون} كأنبه كان معهبم مبن يهديهبم السببيل‬
‫{ وقضينا إليه ذلك المر} أي تقدمنا إليه ف هذا {أن دابر هؤلء مقطوع مصبحي} أي‬
‫و قت ال صباح كقوله ف الَ ية الخرى‪{ :‬إن موعد هم ال صبح أل يس ال صبح بقر يب}‪.‬‬

‫ل َت ْفضَحُونِ * وَاّتقُواْ اللّ َه وَ َل‬


‫ضْيفِي َف َ‬‫ستَبْشِرُونَ * قَالَ إِ ّن َهؤُلَءِ َ‬
‫** وَجَآءَ أَهْ ُل الْمَدِيَن ِة يَ ْ‬
‫ك عَ ِن اْلعَالَمِيَ * قَا َل َهؤُلَ ِء َبنَاتِي إِن ُكْنتُ مْ فَاعِلِيَ * َلعَمْرُ كَ‬
‫تُخْزُو نِ * قَالُواْ َأوَلَ ْم نَْنهَ َ‬
‫بكْ َرِتهِ ْم َيعْ َمهُونبببببببَ‬ ‫ِإنّهُمبببببببْ لَفِببببببي سبببببب َ‬
‫يبب تعال عبن ميبء قوم لوط لاب علموا بأضيافبه وصبباحة وجوههبم‪ ,‬وأنمب جاءوا‬
‫مسبتبشرين بمب فرحيب {قال إن هؤلء ضيفبي فل تفضحون * واتقوا ال ول تزون}‬
‫وهذا إن ا قاله ل م ق بل أن يعلم أن م ر سل ال‪ ,‬ك ما قال ف سورة هود‪ ,‬وأما ههنا فتقدم‬

‫‪466‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذكر أنم رسل ال وعطف بذكر ميء قومه وماجته لم‪ ,‬ولكن الواو ل تقتضي الترتيب‬
‫ول سيما إذا دل دليل على خلفه‪ ,‬فقالوا له ميبي‪{ :‬أو ل ننهك عن العالي} أي أو ما‬
‫نيناك أن تضيبف أحدا ؟ فأرشدهبم إل نسبائهم ومبا خلق لمب ربمب منهبن مبن الفروج‬
‫الباحة‪ .‬وقد تقدم إيضاح القول ف ذلك با أغن عن إعادته‪ .‬هذا كله وهم غافلون عما‬
‫يراد بم وما قد أحاط بم من البلء وماذا يصبحهم من العذاب النت ظر‪ .‬ولذا قال تعال‬
‫لحمد صلى ال عليه وسلم‪{ :‬لعمرك إنم لفي سكرتم يعمهون} أقسم تعال بياة نبيه‬
‫صلوات ال وسلمه عليه‪ ,‬وف هذا تشريف عظيم ومقام رفيع وجاه عريض‪ .‬قال عمرو‬
‫بن مالك البكري عن أب الوزاء عن ابن عباس أنه قال‪ :‬ما خلق ال وما ذرأ وما برأ نفسا‬
‫أكرم عل يه من م مد صلى ال عل يه و سلم و ما سعت ال أق سم بياة أ حد غيه‪ ,‬قال ال‬
‫تعال‪{ :‬لعمرك إنمب لفبي سبكرتم يعمهون} يقول‪ :‬وحياتبك وعمرك وبقاؤك فب‬
‫الدن يا{إن م ل في سكرتم يعمهون} رواه ا بن جر ير‪ ,‬وقال قتادة‪ { :‬ف سكرتم} أي ف‬
‫ضللمب {يعمهون} أي يلعبون‪ ,‬وقال علي ببن أبب طلحبة عبن اببن عباس {لعمرك}‬
‫لعيشببببك {إنمبببب لفببببي سببببكرتم يعمهون} قال يترددون‪.‬‬

‫ج َع ْلنَا عَاِلَيهَا سَافَِلهَا َوَأمْطَ ْرنَا عََلْيهِمْ ِحجَا َر ًة مّن سِجّيلٍ‬


‫ح ُة مُشْرِقِيَ * فَ َ‬ ‫صيْ َ‬ ‫** َفأَ َخ َذْتهُمُ ال ّ‬
‫* إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَا تٍ ِللْ ُمَتوَ سّمِيَ * َوِإّنهَا َلبِ سَبِي ٍل ّمقِي مٍ * إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَيةً لِ ْل ُم ْؤمِنِيَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬فأخذتم الصيحة} وهي ما جاءهم به من الصوت القاصف عند شروق‬
‫الش مس و هو طلوع ها‪ ,‬وذلك مع ر فع بلد هم إل عنان ال سماء‪ ,‬ث قلب ها وج عل عالي ها‬
‫سافلها‪ ,‬وإر سال حجارة ال سجيل علي هم و قد تقدم الكلم على ال سجيل ف هود ب ا ف يه‬
‫كفا ية‪ .‬وقوله‪{ :‬إن ف ذلك لَيات للمتو سي} أي إن آثار هذه الن قم الظاهرة على تلك‬
‫البلد لن تأمل ذلك وتوسه بعي بصره وبصيته‪ ,‬كما قال ماهد ف قوله‪{ :‬للمتوسي}‬
‫قال‪ :‬التفرسي‪ .‬وعن ابن عباس والضحاك‪ :‬للناظرين‪ .‬وقال قتادة‪ :‬للمعتبين‪ .‬وقال مالك‬
‫عن بعض أهل الدينة {للمتوسي} للمتأملي‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا السن بن عرفة‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن كثي العبدي عن عمرو بن قيس‪ ,‬عن عطية عن أب سعيد مرفوعا قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬اتقوا فراسة الؤمن‪ ,‬فإنه ينظر بنور ال» ث قرأ النب‬

‫‪467‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليبه وسبلم {إن ف ذلك لَيات للمتوسبي} رواه الترمذي‪ :‬وا بن جر ير من‬
‫حديث عمرو بن قيس اللئي عن عطية عن أب سعيد‪ ,‬وقال الترمذي‪ .‬ل نعرفه إلّ من‬
‫هذا الوجبببببببببببببببببببببببببببببببببه‪.‬‬
‫وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثن أحد بن ممد الطوسي‪ ,‬حدثنا السن بن ممد‪ ,‬حدثنا‬
‫الفرات بن السائب‪ ,‬حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬اتقوا فراسة الؤمن‪ ,‬فإن الؤمن ينظر بنور ال» وقال ابن جرير‪ :‬حدثن أبو‬
‫شرحبيل المصي‪ ,‬حدثنا سليمان بن سلمة‪ ,‬حدثنا الؤمل بن سعيد بن يوسف الرحب‪,‬‬
‫حدثنا أبو العلى أسد بن وداعة الطائي‪ ,‬حدثنا وهب بن منبه عن طاوس بن كيسان عن‬
‫ثوبان قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه و سلم‪« :‬احذروا فراسة الؤمن‪ ,‬فإنه ينظر بنور‬
‫ال وبتوفيبق ال»‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنبا عببد العلى ببن واصبل‪ ,‬حدثنبا سبعيد ببن ممبد‬
‫الرمي‪ ,‬حدثنا عبد الواحد بن واصل‪ ,‬حدثنا أبو بشر الزلق عن ثابت عن أنس بن مالك‬
‫قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ل عبادا يعرفون الناس بالتوسم»‪ ,‬ورواه الافظ‬
‫أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا سهل بن بر‪ ,‬حدثنا سعيد بن ممد الرمي‪ ,‬حدثنا أبو بشر يقال له‬
‫ابن الزلق قال‪ :‬وكان ثقة‪ ,‬عن ثابت عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«إن ل عبادا يعرفون الناس بالتوسم» وقوله‪{ :‬وإنا لبسبيل مقيم} أي وإن قرية سدوم‬
‫الت أصابا ما أصابا من القلب الصوري والعنوي والقذف بالجارة‪ ,‬حت صارت بية‬
‫منتنبة خبيثبة بطريبق مهيبع مسبالكه مسبتمرة إل اليوم‪ ,‬كقوله‪{ :‬وإنكبم لتمرون عليهبم‬
‫م صبحي وبالل يل أفل تعقلون * وإن يو نس ل ن الر سلي} وقال ما هد والضحاك {وإن ا‬
‫لبسبيل مقيم} قال‪ :‬معلم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬بطريق واضح‪ .‬وقال قتادة أيضا‪ :‬بصقع من الرض‬
‫وا حد‪ ,‬وقال ال سدي‪ :‬بكتاب مبي‪ ,‬يع ن كقوله‪{ :‬و كل ش يء أح صيناه ف إمام مبي}‬
‫ولكن ليس العن على ما قال ههنا‪,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬إن ف ذلك لَية للمؤمني} اي إن‬
‫الذي صبنعنا بقوم لوط مبن اللك والدمار وإنائنبا لوطا وأهله لدللة واضحبة جليبة‬
‫للمؤمنيبببببببببببببب بال ورسببببببببببببببله‪.‬‬

‫َامب ّمبِي ٍ‬
‫ُمب َوإِّنهُم َا َلبِِإم ٍ‬
‫ب الْي َكةِ لَظَاِلمِي َ * فَانَتقَمْن َا ِمْنه ْ‬
‫َصبحَا ُ‬
‫َانب أ ْ‬
‫** َوإِن ك َ‬

‫‪468‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ صحاب الي كة هم قوم شع يب‪ ,‬قال الضحاك وقتادة وغيه ا‪ :‬الي كة الش جر الل تف‪,‬‬
‫وكان ظلم هم بشرك هم بال وقطع هم الطر يق ونق صهم الكيال واليزان‪ ,‬فانت قم ال من هم‬
‫بالصبيحة والرجفبة وعذاب يوم الظلة‪ ,‬و قد كانوا قريبا مبن قوم لوط بعدهبم ف الزمان‪,‬‬
‫ومسامتي لم ف الكان‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وإنما لبإمام مبي} أي طريق مبي‪ ,‬قال ابن‬
‫عباس وما هد والضحاك وغيه‪ :‬طر يق ظا هر‪ ,‬ولذا ل ا أنذر شع يب قو مه قال ف نذار ته‬
‫إياهببببببم {ومببببببا قوم لوط منكببببببم ببعيببببببد}‬

‫ب الِجْ ِر الْ ُمرْ سَلِيَ * وَآتَْينَاهُ ْم آيَاتِنَا َفكَانُوْا عَنْهَا ُمعْرِضِيَ *‬


‫صحَا ُ‬ ‫** وََلقَدْ كَذّ بَ أَ ْ‬
‫صبِحِيَ * فَمَآ َأغَْنىَ َعْنهُ مْ‬‫ح ُة مُ ْ‬‫صيْ َ‬
‫جبَا ِل ُبيُوتا آمِنِيَ * َفأَ َخ َذْتهُ ُم ال ّ‬
‫حتُو َن مِ َن الْ ِ‬
‫وَكَانُوْا يَنْ ِ‬
‫ببُونَ‬ ‫مّبببببببببببببببا كَانُوْا يَكْسبببببببببببببب ِ‬
‫أصحاب الجر هم ثود الذين كذبوا صالا نبيهم عليهم السلم‪ ,‬ومن كذب برسول‬
‫فقد كذب بميع الرسلي‪ ,‬ولذا أطلق عليهم تكذيب الرسلي‪ ,‬وذكر تعال أنه أتاهم من‬
‫الَيات ما يدلم على صدق ما جاءهم به صال كالناقة الت أخرجها ال لم بدعاء صال‬
‫من صخرة صماء‪ ,‬وكانت تسرح ف بلدهم لا شرب ولم شرب يوم معلوم‪ ,‬فلما عتوا‬
‫وعقروهبا قال لمب {تتعوا فب داركبم ثلثبة أيام ذلك وعبد غيب مكذوب} وقال تعال‪:‬‬
‫{وأما ثود فهديناهم فاستحبوا العمى على الدى} وذكر تعال أنم {كانوا ينحتون من‬
‫البال بيوتا آمن ي} أي من غ ي خوف ول احتياج إلي ها بل أشرا وبطرا وعبثا ك ما هو‬
‫الشاهد من صنيعهم ف بيوتم بوادي الجر الذي مرّ به رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وهو ذاهب إل تبوك‪ ,‬فقنع رأسه وأسرع دابته‪ ,‬وقال لصحابه‪« :‬ل تدخلوا بيوت القوم‬
‫العذبي إل أن تكونوا باكي‪ ,‬فإن ل تبكوا فتباكوا خشية أن يصيبكم ما أصابم»‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{فأخذت م ال صيحة م صبحي} أي و قت ال صباح من اليوم الرا بع { ف ما أغ ن عن هم ما‬
‫كانوا يكسبون} أي ما كانوا يستغلونه من زروعهم وثارهم الت ضنوا بائها عن الناقة‬
‫حت عقروها لئل تضيق عليهم ف الياه‪ ,‬فما دفعت عنهم تلك الموال ول نفعتهم لا جاء‬
‫أمبببببببببببببببببر رببببببببببببببببببك‪.‬‬

‫‪469‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫صفْ َح‬
‫صفَ ِح ال ّ‬
‫** َومَا خََل ْقنَا ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضَ َومَا َبْيَنهُمَآ إِ ّل بِالْحَ ّق َوإِ نّ ال سّا َعةَ َلِتَيةٌ فَا ْ‬
‫ب اْلعَلِيمببببببُ‬ ‫خلّقببببب ُ‬ ‫ب ُهوَ الْ َ‬ ‫الْجَمِيلَ * إِنببببببّ َربّكببببب َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وما خلقنا السموات والرض وما بينهما إل بالق وإن الساعة لَتية} أي‬
‫بالعدل {ليجزي الذين أساءوا با عملوا} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وما خلقنا السماء والرض‬
‫ومبا بينهمبا باطلً ذلك ظبن الذيبن كفروا فويبل للذيبن كفروا مبن النار} وقال تعال‪:‬‬
‫{أفحسبتم أنا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون * فتعال ال اللك الق ل إله إل هو‬
‫رب العرش الكري} ث أخب نبيه بقيام الساعة وأنا كائنة ل مالة ث أمره بالصفح الميل‬
‫عن الشرك ي ف أذاهم له وتكذيب هم ما جاء هم به‪ ,‬كقوله‪{ :‬فا صفح عن هم و قل سلم‬
‫ف سوف يعلمون} وقال ما هد وقتادة وغيه ا‪ :‬كان هذا ق بل القتال‪ ,‬و هو ك ما قال‪ ,‬فإن‬
‫هذه مكيبببببببة والقتال إناببببببب شرع بعبببببببد الجرة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن ربك هو اللق العليم} تقرير للمعاد وأنه تعال قادر على إقامة الساعة فإنه‬
‫اللق الذي ل يعجزه خلق ش يء‪ ,‬العل يم ب ا تزق من الج ساد وتفرق ف سائر أقطار‬
‫الرض‪ ,‬كقوله‪{ :‬أوليبس الذي خلق السبموات والرض بقادر على أن يلق مثلهبم بلى‬
‫وهو اللق العليم * إنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون * فسبحان الذي بيده‬
‫ملكوت كببببببببل شيببببببببء وإليببببببببه ترجعون}‪.‬‬

‫** وََلقَ ْد آَتْينَا كَ َسبْعا مّ َن الْ َمثَانِي وَاْلقُرْآ َن الْعَظِي مَ * َل تَمُدّ نّ عَْيَنيْ كَ إِلَ َى مَا َمّتعْنَا بِ ِه‬
‫ب وَا ْخفِض ببْ َجنَاحَك ببَ ِللْ ُم ْؤ ِمنِيَبب‬ ‫ب وَلَ َتحْزَن ببْ عََلْيهِم ب ْ‬ ‫أَ ْزوَاجا مّْنهُم ب ْ‬
‫يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم‪ :‬كما آتيناك القرآن العظيم فل تنظر نّ إل الدنيا‪,‬‬
‫وزينت ها‪ ,‬و ما متع نا به أهل ها من الزهرة الفان ية لنفتن هم ف يه فل تغبط هم ب ا هم ف يه‪ ,‬ول‬
‫تذهب نفسك عليهم حسرات حزنا عليهم ف تكذيبهم لك ومالفتهم دينك‪{ ,‬واخفض‬
‫جناحك لن اتبعك من الؤمني} أي ألن لم جانبك‪ ,‬كقوله‪{ :‬لقد جاءكم رسول من‬
‫أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالؤمني رءوف رحيم} وقد اختلف ف السبع‬
‫الثان ما هي ؟ فقال ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وماهد وسعيد بن جبي والضحاك‬

‫‪470‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وغيهبم‪ :‬هبي السببع الطوال‪ ,‬يعنون البقرة‪ ,‬وآل عمران‪ ,‬والنسباء‪ ,‬والائدة‪ ,‬والنعام‪,‬‬
‫والعراف‪ ,‬ويونس‪ ,‬نص عليه ابن عباس وسعيد بن جبي‪ ,‬وقال سعيد‪ :‬بي فيهن الفرائض‬
‫والدود والقصببص والحكام‪ .‬وقال ابببن عباس‪ :‬بيبب المثال والببب والعببب‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن أب عمر قال‪ :‬قال سفيان‪ :‬الثان‪ :‬البقرة‪ .‬وآل‬
‫عمران‪ ,‬والنسباء‪ ,‬والائدة‪ ,‬والنعام‪ ,‬والعراف‪ ,‬والنفال وبراءة سبورة واحدة‪ ,‬قال اببن‬
‫عباس‪ :‬ول يعطهن أحد إل النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وأعطي موسى منهن ثنتي‪ ,‬رواه‬
‫هشيم عن الجاج عن الوليد بن العيذار عن سعيد بن جبي عنه‪ .‬وقال العمش عن مسلم‬
‫البطي عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬أوت النب صلى ال عليه وسلم سبعا من‬
‫الثان الطوال‪ ,‬وأوت موسى عليه السلم ستا‪ ,‬فلما ألقى اللواح ارتفع اثنتان وبقيت أربع‪,‬‬
‫وقال ما هد‪ :‬هي ال سبع الطوال‪ ,‬ويقال‪ :‬هي القرآن العظ يم‪ .‬وقال خ صيف عن زياد بن‬
‫أب مري ف قوله تعال‪{ :‬سبعا من الثان} قال‪ :‬أعطيتك سبعة أجزاء آمُرْ‪ ,‬وأَنه‪ ,‬وأبشر‪,‬‬
‫وأنذر‪ ,‬وأضرب المثال‪ ,‬وأعدد النعم‪ ,‬وأنبئك بنبأ القرآن‪ .‬رواه ابن جرير وابن أب حات‬
‫(والقول الثان) أنا الفاتة‪ ,‬وهي سبع آيات‪ .‬وروي ذلك عن علي وعمر وابن مسعود‬
‫وا بن عباس‪ ,‬قال ا بن عباس‪ :‬والب سملة هي الَ ية ال سابعة‪ ,‬و قد خ صكم ال ب ا‪ ,‬و به قال‬
‫إبراهيم النخعي وعبد ال بن عبيد بن عمي وابن أب مليكة وشهر بن حوشب والسن‬
‫البصبببببببببببببببري وماهبببببببببببببببد‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬ذ كر ل نا أن ن فات ة الكتاب وأن ن يثن ي ف كل رك عة مكتو بة أو تطوع‪,‬‬
‫واختاره ا بن جر ير‪ ,‬واح تج بالحاد يث الواردة ف ذلك‪ ,‬و قد قدمنا ها ف فضائل سورة‬
‫الفاتة ف أول التفسي ول المد‪ ,‬وقد أورد البخاري رحه ال ههنا حديثي‪( :‬أحدها)‬
‫قال‪ :‬حدث نا م مد بن بشار حدث نا غندر‪ ,‬حدث نا شع بة عن خبيب بن ع بد الرح ن عن‬
‫ح فص بن عا صم‪ ,‬عن أ ب سعيد بن العلى قال‪ :‬مر ب ال نب صلى ال عل يه و سلم وأ نا‬
‫أ صلي فدعا ن فلم آ ته ح ت صليت فأتي ته‪ ,‬فقال‪ « :‬ما من عك أن تأتي ن ؟» فقلت‪ :‬ك نت‬
‫أ صلي‪ ,‬فقال‪« :‬أل ي قل ال { يا أي ها الذ ين آمنوا ا ستجيبوا ل وللر سول إذا دعا كم} أل‬
‫أعل مك أع ظم سورة ف القرآن ق بل أن أخرج من ال سجد» فذ هب ال نب صلى ال عل يه‬
‫و سلم ليخرج فذكرت فقال‪{« :‬ال مد ل رب العال ي} هي ال سبع الثا ن والقرآن الذي‬

‫‪471‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أوتيته» (الثان) قال‪ :‬حدثنا آدم‪ ,‬حدثنا ابن أب ذئب‪ ,‬حدثنا القبي عن أب هريرة رضي‬
‫ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أم القرآن هي ال سبع الثا ن والقرآن‬
‫العظ يم»‪ ,‬فهذا نص ف أن الفات ة ال سبع الثا ن والقرآن العظ يم‪ ,‬ول كن ل ينا ف و صف‬
‫غيها من السبع الطوال بذلك‪ ,‬لا فيها من هذه الصفة كما ل يناف وصف القرآن بكماله‬
‫بذلك أيضا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ال نزل أح سن الد يث كتابا متشابا مثا ن} ف هو مثا ن‬
‫من و جه ومتشا به من و جه‪ ,‬و هو القرآن العظ يم أيضا‪ ,‬كماأنه عل يه الصلة وال سلم ل ا‬
‫سئل عن ال سجد الذي أ سس على التقوى‪ ,‬فأشار إل م سجده‪ ,‬والَ ية نزلت ف م سجد‬
‫قباء‪ ,‬فل تنا ف‪ ,‬فإن ذ كر الش يء ل ين في ذ كر ما عداه إذا اشتر كا ف تلك ال صفة‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬ل تد نّ عين يك إل ما متع نا به أزواجا من هم} أي ا ستغن باآتاك ال من‬
‫القرآن العظيم عما هم فيه من التاع والزهرة الفانية‪ ,‬ومن ههنا ذهب ابن عيينة إل تفسي‬
‫الديث الصحيح «ليس منا من ل يتغن بالقرآن» إل أنه يستغن به عما عداه‪ ,‬وهو تفسي‬
‫صبحيح ولكبن ليبس هبو القصبود مبن الديبث كمبا تقدم فب أول التفسبي‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن وكيع بن الراح‪ ,‬حدثنا موسى بن عبيدة عن يزيد بن عبد‬
‫ال بن قسيط‪ ,‬عن أب رافع صاحب النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬ضاف النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ضيف ول يكن عند النب صلى ال عليه وسلم شيء يصلحه‪ ,‬فأرسل إل رجل‬
‫مبن اليهود «يقول لك ممبد رسبول ل‪ :‬أسبلفن دقيقا إل هلل رجبب» قال‪ :‬ل ‪ ,‬إل‬
‫برهن فأتيت النب صلى ال عليه وسلم فأخبته‪ ,‬فقال‪« :‬أما وال إن لمي من ف السماء‬
‫وأم ي من ف الرض‪ ,‬ولئن أ سلفن أو باع ن لؤد ين إليه» فل ما خرجت من عنده نزلت‬
‫هذه الَ ية { ل تد نّ عين يك إل ما متع نا به أزواجا من هم زهرة الياة الدن يا} إل آ خر‬
‫الَية‪ ,‬كأنه يعزيه عن الدنيا‪ ,‬قال العوف عن ابن عباس {ل تدّن عينيك} قال‪ :‬نى الرجل‬
‫أن يتمنب مبا لصباحبه‪ .‬وقال ماهبد {إل مبا متعنبا ببه أزواجا منهبم} هبم الغنياء‪.‬‬

‫** وَقُلْ ِإنّيَ َأنَا النّذِي ُر الْ ُمبِيُ * كَمَآ أَنْزَْلنَا عَلَى الْ ُم ْقتَسِمِيَ * الّذِينَ َجعَلُوْا الْقُرْآنَ ِعضِيَ‬
‫بأَلَّنهُمْ أَجْ َمعِيَبب * عَمّببا كَانُواْ َيعْمَلُونببَ‬ ‫* َفوَ َربّكببَ َلنَسب ْ‬

‫‪472‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يأمر تعال نبيه صلى ال عليه وسلم أن يقول للناس‪{ :‬إن أنا النذير البي} البي النذارة‪,‬‬
‫نذير للناس من عذاب أليم أن يل بم على تكذيبه كما حل بن تقدمهم من المم الكذبة‬
‫لر سلها‪ ,‬و ما أنزل ال علي هم من العذاب والنتقام‪ .‬وقوله‪{ :‬القت سمي} أي التحالف ي‪,‬‬
‫أي تالفوا على مالفة النبياء وتكذيبهم وأذاهم‪ ,‬كقوله تعال إخبارا عن قوم صال إنم‬
‫{قالوا تقا سوا بال ل نبيتنه وأهله} الَ ية‪ ,‬أي نقتل هم ليلً‪ ,‬قال ما هد‪ :‬تقا سوا وتالفوا‬
‫{وأقسموا بال جهد أيانم ل يبعث ال من يوت} {أول تكونوا أقسمتم من قبل} الَية‬
‫{أهؤلء الذين أقسمتم ل ينالم ال برحة} فكأنم كانوا ل يكذبون بشيء من الدنيا إل‬
‫أق سموا عليه فسموا مقت سمي‪ ,‬قال ع بد الرحن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬القتسمون أ صحاب‬
‫صال الذين تقاسوا بال لنبيتنه وأهله‪ .‬وف الصحيحي عن أب موسى عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬إنا مثلي ومثل ما بعثن ال به كمثل رجل أتى قومه فقال‪ :‬يا قوم إن‬
‫رأيت اليش بعين‪ ,‬وإن أنا النذير العريان فالنجاء النجاء‪ ,‬فأطاعه طائفة من قومه فأدلوا‬
‫وانطلقوا على مهلهبم فنجوا‪ ,‬وكذببه طائفبة منهبم فأصببحوا مكانمب‪ ,‬فصببحهم اليبش‬
‫فأهلكهم واجتاحهم‪ ,‬فذلك مثل من أطاعن واتبع ما جئت به ومثل من عصان وكذب‬
‫ببببببب‪.‬‬ ‫بببببببن القب‬ ‫بببببببه مب‬ ‫بببببببا جئت بب‬ ‫مب‬
‫وقوله‪{ :‬الذيبن جعلوا القرآن عضيب} أي جزءوا كتبهبم النلة عليهبم فآمنوا ببعبض‬
‫وكفروا ببعض‪ .‬قال البخاري‪ :‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا هشيم‪ ,‬أنبأنا أبو بشر عن‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس {جعلوا القرآن عضي} قال‪ :‬هم أهل الكتاب جزءوه أجزاء‬
‫فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه‪ .‬حدثنا عبيد ال بن موسى عن العمش عن أب ظبيان‪ ,‬عن‬
‫اببن عباس {جعلوا القرآن عضيب} قال‪ :‬هبم أهبل الكتاب جزءوه أجزاء فآمنوا ببعضبه‬
‫وكفروا ببع ضه‪ .‬حدث نا عب يد ال بن مو سى عن الع مش عن أ ب ظبيان‪ ,‬عن ا بن عباس‬
‫قال‪{ :‬جعلوا القرآن عضيب} قال هبم أهبل الكتاب جزءوه أجزاء فآمنوا ببعضبه وكفروا‬
‫ببعضه‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن موسى عن العمش عن أب ظبيان عن ابن عباس قال {كما‬
‫أنزل نا على القت سمي} قال‪ :‬آمنوا بب عض وكفروا بب عض اليهود والن صارى‪ .‬قال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬وروي عن ماهد والسن والضحاك وعكرمة وسعيد بن جبي وغيهم نو ذلك‪,‬‬
‫وقال ال كم بن أبان عن عكر مة عن ا بن عباس {جعلوا القرآن عض ي} قال‪ :‬ال سحر‪,‬‬

‫‪473‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عكر مة‪ :‬الع ضه ال سحر بل سان قر يش تقول لل ساحرة إن ا العاض هة‪ ,‬وقال ما هد‪:‬‬
‫عضوه أعضاء‪ ,‬قالوا سحر‪ ,‬وقالوا كهانة‪ ,‬وقالوا أساطي الولي‪ ,‬وقال عطاء‪ :‬قال بعضهم‬
‫سباحر‪ ,‬وقالوا منون‪ ,‬وقال كاهبن‪ ,‬فذلك العضيب‪ ,‬وكذا روي عبن الضحاك وغيه‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق عن ممد بن أب ممد عن عكرمة أو سعيد بن جبي عن ابن‬
‫عباس أن الول يد بن الغية اجت مع إل يه ن فر من قر يش‪ ,‬وكان ذا شرف في هم‪ ,‬و قد ح ضر‬
‫الو سم فقال ل م‪ :‬يا مع شر قر يش‪ ,‬إ نه قد ح ضر هذا الو سم‪ ,‬وإن وفود العرب ستقدم‬
‫علي كم ف يه و قد سعوا بأ مر صاحبكم هذا‪ ,‬فأجعوا ف يه رأيا واحدا‪ ,‬ول تتلفوا فيكذب‬
‫بعضكم بعضا‪ ,‬ويرد قولكم بعضه بعضا‪ ,‬فقالوا‪ :‬وأنت يا أبا عبد شس فقل وأقم لنا رأيا‬
‫نقول به‪ ,‬قال‪ :‬بل أنتم قولوا لسع‪ ,‬قالوا‪ :‬نقول كاهن‪ ,‬قال‪ :‬ما هو بكاهن‪ ,‬قالوا‪ :‬فنقول‬
‫منون‪ ,‬قال‪ :‬ما هو بجنون‪ ,‬قالوا‪ :‬فنقول شاعر‪ ,‬قال‪ :‬ما هو بشاعر‪ ,‬قالوا‪ :‬فنقول ساحر‪,‬‬
‫قال‪ :‬ما هو بساحر‪ ,‬قالوا‪ :‬فماذا نقول ؟ قال‪ :‬وال إن لقوله للوة‪ ,‬فما أنتم بقائلي من‬
‫هذا شيئا إل عرف أ نه با طل‪ ,‬وإن أقرب القول أن تقولوا هو ساحر‪ ,‬فتفرقوا ع نه بذلك‪,‬‬
‫وأنزل ال في هم {الذ ين جعلوا القرآن عض ي} أ صنافا {فور بك لن سألنهم أجع ي ع ما‬
‫كانوا يعملون} أولئك النفببببببر الذيببببببن قالوا لرسببببببول ل‪.‬‬
‫وقال عطية العوف عن ابن عمر ف قوله‪{ :‬لنسألنهم أجعي عما كانوا يعملون} قال‪:‬‬
‫عن ل إله إل ال‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا الثوري عن ليث هو ابن أب سليم عن ماهد ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬لنسبألنهم أجعيب عمبا كانوا يعملون} قال‪ :‬عبن ل إله إل ال‪ ,‬وقبد روى‬
‫الترمذي وأبو يعلى الوصلي وابن جرير وابن أب حات من حديث شريك القاضي‪ ,‬عن‬
‫ليث بن أب سليم عن بشي بن نيك‪ ,‬عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم {فوربك‬
‫لنسألنهم أجعي} قال‪ :‬عن ل إله إل ال‪ ,‬ورواه ابن إدريس عن ليث عن بشي عن أنس‬
‫موقوفا‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أحد‪ ,‬حدثنا أبو أحد‪ ,‬حدثنا شريك عن هلل عن عبد‬
‫ال بن عكيم‪ ,‬قال‪ :‬ورواه الترمذي وغيه من حديث أنس مرفوعا‪ ,‬وقال عبد ال هو ابن‬
‫م سعود‪ :‬والذي ل إله غيه ما من كم من أ حد إل سيخلو ال به يوم القيا مة ك ما يلو‬
‫أحد كم بالق مر ليلة البدر‪ ,‬فيقول‪ :‬ا بن آدم ماذا غرك م ن ب ؟ ا بن آدم ماذا عملت في ما‬
‫بببببلي ؟‬ ‫بببببت الرسب‬ ‫بببببن آدم ماذا أجبب‬ ‫بببببت ؟ ابب‬ ‫علمب‬

‫‪474‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال أبو جعفر عن الربيع عن أب العالية ف قوله‪{ :‬فوربك لنسألنهم أجعي عما كانوا‬
‫يعملون} قال‪ :‬يسأل العباد كلهم عن خلتي يوم القيامة‪ :‬عما كانوا يعبدون‪ ,‬وماذا أجابوا‬
‫الرسلي‪ ,‬وقال ابن عيينة عن عملك وعن مالك‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا‬
‫أحد بن أب الواري‪ ,‬حدثنا يونس الذاء عن أب حزة الشيبان عن معاذ بن جبل قال‪:‬‬
‫قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا معاذ إن الرء يسأل يوم القيامة عن جيع سعيه‬
‫حت كحل عينيه‪ ,‬وعن فتات الطينة بأصبعه‪ ,‬فل ألفينك يوم القيامة واحد غيك أسعد با‬
‫آتاك ال منك» وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬فوربك لنسألنهم أجعي‬
‫ع ما كانوا يعملون} ث قال‪{ :‬فيومئذ ل ي سأل عن ذن به إ نس ول جان} قال‪ :‬ل ي سألم‬
‫هبل عملتبم كذا ؟ لنبه أعلم بذلك منهبم‪ ,‬ولكبن يقول‪ :‬ل عملتبم كذا وكذا ؟‪.‬‬

‫جعَلُونَ‬
‫سَتهْ ِزئِيَ * الّذِي َن يَ ْ‬
‫ض عَ ِن الْمُشْرِ ِكيَ * ِإنّا َكفَْينَاكَ الْمُ ْ‬
‫ع بِمَا ُت ْؤمَ ُر َوأَعْرِ ْ‬
‫ص َد ْ‬
‫** فَا ْ‬
‫سبّحْ‬
‫سوْفَ يَعْ َملُونَ * وََلقَدْ َنعَْلمُ َأنّكَ َيضِيقُ صَدْ ُر َك بِمَا َيقُولُونَ * فَ َ‬ ‫مَعَ اللّهِ إِلـها آخَرَ فَ َ‬
‫ب الَْيقِيُب‬ ‫ب مّنببَ السببّاجِدِينَ * وَا ْعبُدْ َربّكببَ َحّت َى يَ ْأِتيَكبَ‬ ‫ب وَكُنب ْ‬ ‫بِحَ ْمدِ َربّكبَ‬
‫يقول تعال آمرا ر سوله صلى ال عل يه و سلم بإبلغ ما بع ثه به وبإنفاذه وال صدع به‪,‬‬
‫وهو مواجهة الشركي به‪ ,‬كما قال ابن عباس ف قوله‪{ :‬فاصدع با تؤمر} أي أمضه‪,‬‬
‫وف رواية {افعل ما تؤمر} وقال ماهد‪ :‬هو الهر بالقرآن ف الصلة‪ .‬وقال أبو عبيدة عن‬
‫عبد ال بن مسعود‪ :‬ما زال النب صلى ال عليه وسلم مستخفيا حت نزلت {فاصدع با‬
‫تؤمر}‪ ,‬فخرج هو وأصحابه‪ .‬وقوله‪{ :‬وأعرض عن الشركي * إنا كفيناك الستهزئي}‬
‫أي بلغ ما أنزل إليك من ربك‪ ,‬ول تلتفت إل الشركي الذين يريدون أن يصدوك عن‬
‫آيات ال {ودّوا لو تد هن فيدهنون} ول تف هم فإن ل كاف يك إيا هم وحاف ظك من هم‪,‬‬
‫كقوله تعال‪{ :‬يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن ل تفعل فما بلغت رسالته‬
‫وال يعصبببببببببببببمك مبببببببببببببن الناس}‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا يي بن ممد بن السكن‪ ,‬حدثناإسحاق بن إدريس‪,‬‬
‫حدث نا عون بن كه مس عن يز يد بن در هم‪ ,‬عن أ نس قال‪ :‬سعت أن سا يقول ف هذه‬
‫الَية‪{ ,‬إنا كفيناك الستهزئي الذين يعلون مع ال إلا آخر} قال‪ :‬مر رسول ال صلى‬

‫‪475‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عل يه و سلم فغمزه بعض هم فجاء جب يل‪ ,‬أح سبه قال‪ :‬فغمز هم‪ ,‬فو قع ف أج سادهم‬
‫كهيئة الطعنة فماتوا‪ .‬قال ممد بن إسحاق‪ :‬كان عظماء الستهزئي كما حدثن يزيد بن‬
‫رومان عن عروة بن الزبي خسة نفر‪ ,‬وكانوا ذوي أسنان وشرف ف قومهم من بن أسد‬
‫بن ع بد العزى بن ق صي ال سود بن الطلب أ ب زم عة ‪ ,‬كان ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم فيما بلغن قد دعا عليه لا كان يبلغه من أذاه واستهزائه‪ ,‬فقال‪« :‬اللهم أعم بصره‪,‬‬
‫وأثكله ولده» و من ب ن زهرة ال سود بن ع بد يغوث بن و هب بن عبد مناف بن زهرة‪,‬‬
‫ومن بن مزوم الوليد بن الغية بن عبد ال بن عمر بن مزوم‪ ,‬ومن بن سهم ابن عمرو‬
‫بن هصيص بن كعب بن لؤي العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سعد‪ ,‬ومن خزاعة‬
‫الارث بن الطلطلة بن عمرو بن الارث بن عبد بن ب عمرو بن ملكان ب‪ .‬فلما تادوا‬
‫ف الشر وأكثروا برسول ال صلى ال عليه وسلم الستهزاء أنزل ال تعال‪{ :‬فاصدع با‬
‫تؤمبر وأعرض عبن الشركيب * إنبا كفيناك السبتهزئي إل قوله فسبوف يعلمون}‪.‬‬
‫وقال ا بن إ سحاق‪ :‬فحدث ن يز يد بن رومان عن عروة بن الزب ي أو غيه من العلماء‪,‬أن‬
‫جب يل أ تى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و هو يطوف بالب يت ‪ ,‬فقام وقام ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إل جنبه‪ ,‬فمر به السود بن عبد يغوث فأشار إل بطنه‪ ,‬فاستسقى‬
‫بطنه‪ ,‬ومر به الوليد بن الغية‪ ,‬فأشار إل أثر جر حٍ بأسفل كعب رجله‪ ,‬وكان أصابه قبل‬
‫ذلك بسنتي‪ ,‬وهو يز إزاره‪ ,‬وذلك أنه مر برجل من خزاعة يريش نبلً له‪ ,‬فتعلق سهم‬
‫من نبله بإزاره فخدش رجله ذلك الدش‪ ,‬وليس بشيء‪ ,‬فانتفض به فقتله‪ ,‬ومر به العاص‬
‫بن وائل‪ ,‬فأشار إل أخ ص قد مه فخرج على حار له ير يد الطائف‪ ,‬فر بض على شب قة‬
‫فدخلت ف أخ ص قد مه فقتل ته‪ ,‬و مر به الارث بن الطلطلة فأشار إل رأ سه فامت خط‬
‫قيحا فقتله‪.‬‬
‫قال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن ممد بن أب ممد عن رجل‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬كان‬
‫رأسهم الوليد بن الغية وهو الذي جعهم‪ ,‬وهكذاروي عن سعيد بن جبي وعكرمة نو‬
‫سياق ممد بن إسحاق به‪ ,‬عن يزيد عن عروة بطوله‪ ,‬إل أن سعيدا يقول‪ :‬الارث بن‬
‫غيطلة‪ ,‬وعكرمة يقول الارث بن قيس‪ .‬قال الزهري‪ :‬وصدقا هو الارث بن قيس‪ ,‬وأمه‬
‫غيطلة‪ ,‬وكذا روي عن ماهد ومقسم وقتادة وغي واحد أنم كانوا خسة‪ .‬وقال الشعب‪:‬‬

‫‪476‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كانوا سبعة‪ ,‬والشهور الول‪ :‬وقوله‪{ :‬الذ ين يعلون مع ال إلا آ خر ف سوف يعلمون}‬
‫تديببد شديببد ووعيببد أكيببد لنبب جعببل مببع ل معبودا آخببر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ولقبد نعلم أنبك يضيبق صبدرك باب يقولون فسببح بمبد رببك وكبن مبن‬
‫الساجدين} أي وإنا لنعلم يا ممد أنك يصل لك من أذاهم لك ضيق صدر وانقباض فل‬
‫يهيد نك ذلك ول يثني نك عن إبل غك ر سالة ال‪ ,‬وتو كل عل يه فإ نه كاف يك ونا صرك‬
‫عليهم‪ ,‬فاشتغل بذكر ال وتميده وتسبيحه وعبادته الت هي الصلة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فسبح‬
‫ب مد ربك وكن من ال ساجدين}‪ .‬ك ما جاء ف الديث الذي رواه المام أحد‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا معاوية بن صال عن أب الزاهرية عن كثي بن مرة عن نعيم‬
‫بن هّار أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬قال ال تعال يا ابن آدم ل تعجز‬
‫عن أر بع ركعات من أول النهار أك فك آخره» ورواه أ بو داود والن سائي من حد يث‬
‫مكحول عن كثي بن مرة بنحوه‪ ,‬ولذا كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا حزبه أمر‬
‫صبببببببببببببببببببببببببببببببببببلى‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬واع بد ر بك ح ت يأت يك اليق ي} قال البخاري‪ :‬قال سال‪ :‬الوت‪ ,‬و سال هذا‬
‫هو سال بن عبد ال بن عمر‪ ,‬كما قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا يي بن‬
‫سعيد عن سفيان‪ ,‬حدثن طارق بن عبد الرحن عن سال بن عبد ال {واعبد ربك حت‬
‫يأت يك اليق ي} قال‪ :‬الوت‪ ,‬وهكذا قال ما هد وال سن وقتادة وع بد الرح ن بن ز يد بن‬
‫أ سلم وغيه‪ ,‬والدل يل على ذلك قوله تعال إخبارا عن أ هل النار أن م قالوا {ل نك من‬
‫الصلي * ول نك نطعم السكي * وكنا نوض مع الائضي * وكنا نكذب بيوم الدين‬
‫* حت أتانا اليقي} وف الصحيح من حديث الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت‪ ,‬عن‬
‫أم العلء امرأة من الن صار أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل ا د خل على عثمان بن‬
‫مظعون و قد مات‪ ,‬قالت أم العلء‪ :‬رحةب ال عل يك أ با السبائب‪ ,‬فشهادتب عل يك لقبد‬
‫أكرمك ال‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬وما يدريك أن ال أكرمه ؟» فقلت‪:‬‬
‫بأب وأمي يا رسول ال‪ ,‬فمن ؟ فقال‪« :‬أما هو فقد جاءه اليقي‪ ,‬وإن لرجو له الي»‬
‫ويستدل بذه الَية الكرية وهي قوله‪{ :‬واعبد ربك حت يأتيك اليقي} على أن العبادة‬
‫كالصبلة ونوهبا واجببة على النسبان مبا دام عقله ثابتا‪ ,‬فيصبلي بسبب حاله‪.‬‬

‫‪477‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك ما ث بت ف صحيح البخاري عن عمران بن ح صي ر ضي ال عنه ما أن ر سول ال‬
‫صبلى ال عليبه وسبلم قال‪« :‬صبل قائما‪ ,‬فإن ل تسبتطع فقاعدا‪ ,‬فإن ل تسبتطع فعلى‬
‫جنب» ويستدل با على تطئة من ذهب من اللحدة إل أن الراد باليقي العرفة‪ ,‬فمت‬
‫و صل أحد هم إل العر فة سقط ع نه التكل يف عند هم‪ ,‬وهذا ك فر وضلل وج هل‪ ,‬فإن‬
‫النبياء عليهم السلم كانوا هم وأصحابم أعلم الناس بال وأعرفهم بقوقه وصفاته‪ ,‬وما‬
‫يستحق من التعظيم‪ ,‬وكانوا مع هذا أعبد وأكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل اليات‬
‫إل حي الوفاة‪ ,‬وإنا الراد باليقي ههنا الوت‪ ,‬كما قدمناه‪ ,‬ول المد والنة‪ ,‬والمد ل‬
‫على الدايبة وعليبه السبتعانة والتوكبل‪ ,‬وهبو السبؤول أن يتوفانبا على أكمبل الحوال‬
‫وأحسبببببببببنها‪ ,‬فإنبببببببببه جواد كريببببببببب‪.‬‬
‫آخبببر تفسبببي سبببورة الجبببر‪ ,‬والمبببد ل رب العاليببب‪.‬‬

‫سببببببببببببببببببورة النحببببببببببببببببببل‬
‫بِسبببببببْمِ اللّهبببببببِ الرّحْمـبببببببنِ الرّحِيمبببببببِ‬
‫بَ‬
‫ببْحَانَهُ َوتَعَاَلىَ عَمّبا يُشْرِكُونب‬
‫بَتعْجِلُوهُ سبُ‬
‫ل تَسبْ‬
‫بِ َف َ‬
‫** َأَتىَ َأمْرُ اللّهب‬
‫يب تعال عن اقتراب الساعة ودنوها معبا بصيغة الاضي الدال على التحقيق والوقوع‬
‫ل مالة‪ ,‬كقوله‪{ :‬اقترب للناس حسبابم وهبم فب غفلة معرضون}‪ ,‬وقال‪{ :‬اقترببت‬
‫الساعة وانشق القمر}‪ .‬وقوله‪{ :‬فل تستعجلوه} أي قرب ما تباعد فل تستعجلوه‪ ,‬يتمل‬
‫أن يعود الضمي على ال‪ ,‬ويتمل أن يعود على العذاب‪ ,‬وكلها متلزم‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{ويسبتعجلونك بالعذاب ولول أجبل مسبمى لاءهبم العذاب وليأتينهبم بغتبة وهبم ل‬
‫يشعرون * ي ستعجلونك بالعذاب وإن جه نم لحي طة بالكافر ين} و قد ذ هب الضحاك ف‬
‫تف سي هذه الَ ية إل قول عج يب‪ ,‬فقال ف قوله‪{ :‬أ تى أ مر ال} أي فرائ ضه وحدوده‪,‬‬
‫وقد رده ابن جرير فقال‪ :‬ل نعلم أحدا استعجل بالفرائض وبالشرائع قبل وجودها بلف‬
‫العذاب‪ ,‬فإن م استعجلوه قبل كونه استبعادا وتكذيبا‪ ,‬قلت‪ :‬ك ما قال تعال‪{ :‬ي ستعجل‬
‫باب الذ ين ل يؤمنون ب ا‪ ,‬والذ ين آمنوا مشفقون من ها ويعلمون أن ا ال ق‪ ,‬أل إن الذ ين‬
‫يارون فبببببب السبببببباعة لفببببببي ضلل بعيببببببد}‪.‬‬

‫‪478‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن يي بن آدم‪ ,‬عن أب بكر بن عياش‪ ,‬عن ممد بن عبد ال‬
‫مول الغية بن شعبة‪ ,‬عن كعب بن علقمة‪ ,‬عن عبد الرح ن بن حجية‪ ,‬عن عقبة بن‬
‫عامر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬تطلع عليكم عند الساعة سحابة سوداء‬
‫من الغرب مثل الترس‪ ,‬فما تزال ترتفع ف السماء ث ينادي مناد فيها‪ :‬يا أيهاالناس‪ ,‬فيقبل‬
‫الناس بعضهم على بعض‪ :‬هل سعتم‪ ,‬فمنهم من يقول‪ :‬نعم‪ ,‬ومنهم من يشك‪ ,‬ث ينادي‬
‫الثان ية‪ :‬يا أي ها الناس‪ ,‬فيقول الناس بعض هم لب عض‪ :‬هل سعتم‪ ,‬فيقولون‪ :‬ن عم‪ ,‬ث ينادي‬
‫الثالثة‪ :‬يا أيها الناس أتى أمر ال فل تستعجلوه» قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬فو‬
‫الذي نفسي بيده‪ ,‬إن الرجلي لينشران الثوب فما يطويانه أبدا‪ ,‬وإن الرجل ليمدن حوضه‬
‫ف ما ي سقي ف يه شيئا ابدا‪ ,‬وإن الر جل ليحلب ناق ته ف ما يشر به أبدا ب قال ب ويشت غل‬
‫الناس» ث إ نه تعال نزه نف سه عن شرك هم به غيه وعبادت م م عه ما سواه من الوثان‬
‫والنداد‪ ,‬تعال وتقدس علوا كبيا‪ ,‬وهؤلء هم الكذبون بالساعة فقال‪{ :‬سبحانه وتعال‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببببا يشركون}‪.‬‬ ‫عمب‬

‫ح مِ نْ َأمْرِ ِه عََلىَ مَن يَشَآءُ مِ ْن ِعبَادِ هِ أَ نْ َأنْذِ ُر َواْ َأنّ هُ لَ إِلَـهَ إِلّ َأنَاْ‬
‫** ُينَزّ ُل الْمَلِئ َكةَ بِاْلرّو ِ‬
‫فَاّتقُونببببببببببببببببببببببببببببببببببِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ينل اللئكة بالروح} أي الوحي‪ ,‬كقوله‪{ :‬وكذلك أوحينا إليك روحا‬
‫من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ول اليان‪ ,‬ولكن جعلناه نورا ندي به من نشاء من‬
‫عبادنبا} وقوله‪{ :‬على مبن يشاء مبن عباده} وهبم النببياء‪ ,‬كمبا قال تعال‪ { :‬ال أعلم‬
‫ل ومن الناس} وقال‪{ :‬يلقي‬ ‫حيث يعل رسالته}‪ ,‬وقال‪ { :‬ال يصطفي من اللئكة رس ً‬
‫الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلق * يوم هم بارزون ل يفى على‬
‫ال منهم شيء لن اللك اليوم‪ ,‬ل الواحد القهار}‪ .‬وقوله‪{ :‬أن أنذروا} أي لينذروا {أنه‬
‫ببد غيي‪.‬‬ ‫بب خالف أمري وعبب‬ ‫بب لنب‬ ‫ببا فاتقون}أي فاتقوا عقوبتب‬ ‫ل إله إل أنب‬

‫‪479‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ح ّق َتعَالَ َى عَمّا يُشْرِكُو نَ * خََل َق الِنْ سَانَ مِن نّ ْط َفةٍ فَِإذَا‬
‫ت وَالرْ ضَ بِالْ َ‬
‫** خَلَ َق ال سّمَاوَا ِ‬
‫بببببببببببببببِي ٌم ّمبِيٌببببببببببببببب‬ ‫ُهوَ خَصب‬
‫يبب تعال عن خل قه العال العلوي وهبو السبموات‪ ,‬والعال ال سفلي وهبو الرض ب ا‬
‫حوت‪ ,‬وأن ذلك ملوق بالقب ل للعببث ببل { ليجزي الذيبن أسباءوا باب عملوا ويزي‬
‫الذ ين أحسنوا بال سن} ث نزه نف سه عن شرك من ع بد معه غيه‪ ,‬وهو الستقل باللق‬
‫وحده ل شر يك له‪ ,‬فلهذا ي ستحق أن يع بد وحده ل شر يك له‪ ,‬ث ن به على خلق ج نس‬
‫النسان من نطفة أي مهينة ضعيفة‪ ,‬فلما استقل ودرج إذا هو ياصم ربه تعال ويكذبه‬
‫ويارب ر سله‪ ,‬و هو إن ا خلق ليكون عبدا ل ضدا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬و هو الذي خلق من‬
‫الاء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا * ويعبدون من دون ال ما ل ينفعهم ول‬
‫يضر هم وكان الكا فر على ر به ظهيا}‪ .‬وقوله‪{ :‬أو ل ير الن سان أ نا خلقناه من نط فة‬
‫فإذا هو خصيم مبي * وضرب لنا مثلً ونسي خلقه قال من ييي العظام وهي رميم * قل‬
‫ييي ها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم} و ف الد يث الذي رواه المام أحد‬
‫وابن ماجه عن بسر بن جحاش قال‪ :‬بصق رسول ال صلى ال عليه وسلم ف كفه‪ ,‬ث‬
‫قال‪« :‬يقول ال تعال‪ :‬ا بن آدم أ ن تعجز ن و قد خلق تك من م ثل هذه ح ت إذا سويتك‬
‫فعدلتك مشيت بي برديك وللرض منك وئيد فجمعت ومنعت حت إذا بلغت اللقوم‬
‫قلت أتصببببببببدق‪ ,‬وأنبببببببب أوان الصببببببببدقة»‪.‬‬

‫** وَالنْعَا مَ َخَلقَهَا َلكُ مْ فِيهَا ِدفْ ٌء َومَنَافِ ُع َو ِمنْهَا تَأْكُلُو نَ * وََلكُ مْ فِيهَا جَمَالٌ حِيَ‬
‫تُرِيُو َن وَحِيَ تَ سْ َرحُونَ * َوتَحْمِلُ َأْثقَاَلكُ مْ إَِلىَ بََلدٍ لّ ْم تَكُونُوْا بَاِلغِي هِ إِلّ بِشِ ّق النفُ سِ إِ نّ‬
‫َرّبكُمببببببببببْ لَ َرؤُوفببببببببببٌ ّرحِيمببببببببببٌ‬
‫يتّ تعال على عباده با خلق لم من النعام وهي البل والبقر والغنم‪ ,‬كما فصلها ف‬
‫سبورة النعام إل ثانيبة أزواج‪ ,‬وباب جعبل لمب فيهبا مبن الصبال والنافبع مبن أصبوافها‬
‫وأوبارهاوأشعارها يلبسون ويفترشون‪ ,‬ومن ألبانا يشربون ويأكلون من أولدها‪ ,‬وما لم‬
‫في ها من المال و هو الزي نة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ول كم في ها جال ح ي تريون} و هو و قت‬
‫رجوعهبا عشيا مبن الرعبى فإناب تكون أمده خواصبر وأعظمبه ضروعا وأعله أسبنمة‬

‫‪480‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وحي تسرحون} أي غدوة حي تبعثونا إل الرعى {وتمل أثقالكم} وهي الحال‬
‫الثقيلة الت تعجزون عن نقلها وحلها {إل بلد ل تكونوا بالغيه إل بشق النفس} وذلك‬
‫ف الج والعمرة والغزو والتجارة وما جرى مرى ذلك‪ ,‬تستعملونا ف أنواع الستعمال‬
‫من ركوب وتميل‪ ,‬كقوله‪{ :‬وإن لكم ف النعام لعبة نسقيكم ما ف بطونا ولكم فيها‬
‫منا فع كثية ومن ها تأكلون وعلي ها وعلى الفلك تملون}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ال الذي ج عل‬
‫لكبم النعام لتركبوا منهبا ومنهبا تأكلون * ولكبم فيهبا منافبع ولتبلغوا عليهبا حاجبة فب‬
‫صبدوركم وعليهبا وعلى الفلك تملون * ويريكبم آياتبه فأي آيات ال تنكرون}‪ ,‬ولذا‬
‫قال ههنا بعد تعداد هذه النعم {إن ربكم لرءوف رحيم} أي ربكم الذي قيض لكم هذه‬
‫النعام وسخرها لكم‪ ,‬كقوله‪{ :‬أو ل يروا أنا خلقنا لم ما عملت أيدينا أنعاما فهم لا‬
‫مالكون * وذللناها لم فمنها ركوبم ومنها يأكلون ؟}‪ ,‬وقال‪{ :‬وجعل لكم من الفلك‬
‫والنعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره ث تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا‬
‫سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرني * وإنا إل ربنا لنقلبون} قال ابن عباس‪:‬‬
‫{لكم فيها دفء} أي ثياب‪{ ,‬ومنافع} ما تنتفعون به من الطعمة والشربة‪ .‬وقال عبد‬
‫الرزاق‪ :‬أخب نا إ سرائيل عن ساك عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ :‬د فء ومنا فع ن سل كل‬
‫دا بة‪ .‬وقال ما هد‪ :‬ل كم في ها د فء أي لباس ين سج‪ ,‬ومنا فع مر كب ول م ول ب‪ .‬وقال‬
‫قتادة‪ :‬دفبء ومنافبع‪ ,‬يقول‪ :‬لكبم فيهبا لباس ومنفعبة وبلغبة‪ ,‬وكذا قال غيب واحبد مبن‬
‫الفسببببببببببببببرين بألفاظ متقاربببببببببببببببة‪.‬‬

‫ب مَبا َل َتعْلَمُونبَ‬
‫خلُق ُ‬
‫خيْ َل وَاْلبِغَا َل وَالْحَمِيَ ِلتَرْ َكبُوهَبا وَزِيَنةً َويَ ْ‬
‫** وَالْ َ‬
‫هذا صنف آخر ما خلق تبارك وتعال لعباده يت به عليهم‪ ,‬وهو اليل والبغال والمي‬
‫الت جعلها للركوب والزينة با‪ ,‬وذلك أكب القاصد منها‪ ,‬ولا فصلها من النعام‪ ,‬وأفردها‬
‫بالذكر‪ ,‬استدل من استدل من العلماء من ذهب إل تري لوم اليل بذلك على ما ذهب‬
‫إل يه في ها‪ ,‬كالمام أ ب حني فة رح ه ال و من واف قه من الفقهاء بأ نه تعال قرن ا بالبغال‬
‫والمي وهي حرام‪ ,‬كما ثبتت به السنة النبوية‪ ,‬وذهب إليه أكثر العلماء‪.‬وقد روى المام‬
‫أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثن يعقوب‪ ,‬حدثنا ابن علية‪ ,‬أنبأنا هشام الدستوائي‪ ,‬حدثنا يي‬

‫‪481‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن أ ب كث ي عن مول نا فع بن علق مة‪ ,‬أ نّ ا بن عباس أ نه كان يكره لوم ال يل والبغال‬
‫والميب‪ ,‬وكان يقول‪ :‬قال ال تعال‪{:‬والنعام خلقهبا لكبم فيهبا دفبء ومنافبع ومنهبا‬
‫تأكلون} فهذه لل كل‪{,‬وال يل والبغال والم ي لتركبو ها} فهذه للركوب‪ ,‬وكذا روي‬
‫من طريق سعيد بن جبي وغيه عن ابن عباس بثله‪ ,‬وقال مثل ذلك الكم بن عتيبة أيضا‬
‫رضي ال عنه‪ ,‬واستأنسوا بديث رواه المام أحد ف مسنده‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪,‬‬
‫حدثنا بقية بن الوليد‪ ,‬حدثنا ثور بن يزيد عن صال بن يي بن القدام بن معد يكرب ‪,‬‬
‫عن أبيه عن جده عن خالد بن الوليد رضي ال عنه قال‪ :‬نى رسول اللهصلى ال عليه‬
‫وسلم عن أكل لوم اليل والبغال والمي‪ .‬وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه من‬
‫بببه كلم‪.‬‬ ‫بببن القدام وفيب‬ ‫ببب بب‬ ‫بببن ييب‬ ‫بببال بب‬ ‫بببث صب‬ ‫حديب‬
‫ورواه أح د أيضا من و جه آ خر بأب سط من هذا وأدل م نه فقال‪ :‬حدث نا أح د بن ع بد‬
‫اللك‪ ,‬حدثنا ممد بن حرب‪ ,‬حدثنا سليمان بن سليم‪ ,‬عن صال بن يي بن القدام عن‬
‫جده القدام بن م عد يكرب قال‪ :‬غزو نا مع خالد بن الول يد ال صائفة‪ ,‬فقرم أ صحابنا إل‬
‫الل حم ف سألون رم كة فدفعت ها إلي هم‪ ,‬فحبلو ها وقلت‪ :‬مكان كم ح ت آ ت خالدا فأ سأله‬
‫فأتيته فسألته‪ ,‬فقال‪ :‬غزونا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم غزوة خيب فأسرع الناس‬
‫ف حظائر يهود فأمرن أن أنادي الصلة جامعة‪ ,‬ول يدخل النة إل مسلم‪ ,‬ث قال‪« :‬أيها‬
‫الناس‪ :‬إن كم قد أ سرعتم ف حظائر يهود‪ ,‬أل ل ت ل أموال العاهد ين إل بق ها وحرام‬
‫عليكم لوم التن الهلية وخيلها وبغالا‪ ,‬وكل ذي ناب من السباع‪ ,‬وكل ذي ملب من‬
‫الط ي» والرم كة هي الجرة‪ ,‬وقوله حبلو ها أي أوثقو ها ف ال بل ليذبو ها‪ ,‬والظائر‬
‫والبساتي القريبة من العمران‪ ,‬وكأن هذا الصنيع وقع بعد إعطائهم العهد ومعاملتهم على‬
‫الشطر‪,‬وال أعلم‪ ,‬فلو صح هذا الديث لكان نصا ف تري لوم اليل‪ ,‬ولكن ل يقاوم‬
‫ما ثبت ف الصحيحي عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن‬
‫بببببل‪.‬‬ ‫ببببب لوم اليب‬ ‫بببببة‪ ,‬وأذن فب‬ ‫بببببر الهليب‬ ‫لوم المب‬
‫ورواه المام أحد وأبو داود بإسنادين كل منهما على شرط مسلم عن جابر قال‪ :‬ذبنا‬
‫يوم خيب اليل والبغال والمي‪ ,‬فنهانا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن البغال والمي‬
‫ول ينهنا عن اليل‪ .‬وف صحيح مسلم عن أساء بنت أب بكر رضي ال عنهما قالت‪:‬‬

‫‪482‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نر نا على ع هد ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فر سا فأكلناه ون ن بالدي نة‪ ,‬فهذه أدل‬
‫وأقوى وأث بت‪ ,‬وإل ذلك صار جهور العلماء مالك والشاف عي وأح د وأ صحابم وأك ثر‬
‫السلف واللف‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا ابن جريج عن ابن أب مليكة عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬كانت اليل وحشية‪ ,‬فذللها ال لساعيل بن إبراهيم عليهما السلم‪ ,‬وذكر‬
‫وهب بن منبه ف إسرائيلياته أن ال خلق اليل من ريح النوب‪ ,‬وال أعلم‪ .‬فقد دل النص‬
‫على جواز ركوب هذه الدواب ومن ها البغال‪ ,‬و قد أهد يت إل ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم بغلة فكان يركبها مع أنه قد نى عن إنزاء المر على اليل لئل ينقطع النسل‪ .‬قال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثن ممد بن عبيد‪ ,‬حدثنا عمر من آل حذيفة عن الشعب عن دحية الكلب‬
‫قال‪ :‬قلت يا رسول ال‪ ,‬ألأحل لك حارا على فرس فتنتج لك بغلً فتركبها ؟ قال‪« :‬إنا‬
‫يفعبببببببببببببل ذلك الذيبببببببببببببن ل يعلمون»‪.‬‬

‫ب أَجْ َمعِيَب‬
‫ببِيلِ َومِنْهَبا جَآئِ ٌر وََلوْ شَآءَ َلهَدَاكُم ْ‬
‫بدُ الس ّ‬
‫ب قَص ْ‬
‫** َوعََلىَ اللّه ِ‬
‫ل ا ذ كر تعال من اليوانات ما ي سار عل يه ف ال سبل ال سية‪ ,‬ن به على الطرق العنو ية‬
‫الدينيبة‪ ,‬وكثيا مبا يقبع فب القرآن العبور مبن المور السبية إل المور العنويبة النافعبة‬
‫الدينيبة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وتزودوا فإن خيب الزاد التقوى}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬يبا بنب آدم قبد‬
‫أنزل نا علي كم لبا سا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خ ي} ول ا ذ كر تعال ف‬
‫هذه السبورة اليوانات مبن النعام وغيهبا التب يركبوناب ويبلغون عليهبا حاجبة فب‬
‫صدورهم‪ ,‬وت مل أثقال م إل البلد والما كن البعيدة وال سفار الشا قة‪ ,‬شرع ف ذ كر‬
‫الطرق ال ت يسلكها الناس إل يه‪ ,‬فبي أن ال ق من ها ما هي موصلة إليه فقال‪{ :‬وعلى ال‬
‫ق صد ال سبيل} كقوله {وأن هذا صراطي م ستقيما فاتبعوه ول تتبعوا ال سبل فتفرق ب كم‬
‫بببتقيم}‪.‬‬ ‫بببّ مسب‬ ‫بببراط عليب‬ ‫ببببيله} وقال‪{ :‬قال هذا صب‬ ‫بببن سب‬ ‫عب‬
‫قال ماهد ف قوله‪{ :‬وعلى ال قصد السبيل} قال‪ :‬طريق الق على ال‪ ,‬وقال السدي‪,‬‬
‫{وعلى ال قصد السبيل} السلم‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬وعلى ال قصد‬
‫السبيل} يقول‪ :‬وعلى ال البيان‪ ,‬أي يبي الدى والضللة‪ .‬وكذا روى علي بن أب طلحة‬
‫ع نه‪ ,‬وكذاقال قتادة والضحاك‪ ,‬وقول ما هد هه نا أقوى من ح يث ال سياق‪ ,‬ل نه تعال‬

‫‪483‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخب أن ث طرقا تسلك إليه‪ ,‬فليس يصل إليه منها إل طريق الق وهي الطريق الت شرعها‬
‫ورضيها‪ ,‬وما عداها مسدودة والعمال فيها مردودة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومنها جائر} أي‬
‫حائد مائل زائغ عبن القب‪ .‬قال اببن عباس وغيه‪ :‬هبي الطرق الختلفبة والَراء والهواء‬
‫التفرقة كاليهودية والنصرانية والجوسية‪ ,‬وقرأ ابن مسعود {ومنكم جائر} ث أخب تعال‬
‫أن ذلك كله كائن عن قدرته ومشيئته‪ ,‬فقال‪{ :‬ولو شاء لداكم أجعي} كما قال تعال‪:‬‬
‫{ولو شاء ربك لَمن من ف الرض كلهم جيعا} وقال‪{ :‬ولو شاء ربك لعل الناس أمة‬
‫واحدة ول يزالون متلف ي إل من ر حم ر بك ولذلك خلق هم وت ت كل مة ر بك لملن‬
‫جهنببببببم مببببببن النببببببة والناس أجعيبببببب}‪.‬‬

‫** ُه َو الّذِي َأنْزَ َل مِ َن ال سّمَا ِء مَآءً ّلكُم ّمنْ هُ َشرَا بٌ َو ِمنْ ُه شَجَرٌ فِي ِه تُ سِيمُونَ * يُنبِ تُ َلكُ ْم‬
‫بِ هِ الزّرْ عَ وَال ّزْيتُو َن وَالنّخِي َل وَال ْعنَا بَ َومِن كُ ّل الثّمَرَا تِ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَيةً ّل َقوْ مٍ َيَت َفكّرُو نَ‬
‫لا ذكر تعال ما أنعم به عليهم من النعام والدواب شرع ف ذكر نعمته عليهم ف إنزال‬
‫ال طر من ال سماء و هو العلو م ا ل م ف يه بل غة ومتاع ل م ولنعام هم‪ ,‬فقال‪{ :‬ل كم م نه‬
‫شراب} أي جعله عذبا زللً يسوغ لكم شرابه‪ ,‬ول يعله ملحا أجاجا {ومنه شجر فيه‬
‫تسيمون}‪ :‬أي وأخرج لكم منه شجرا ترعون فيه أنعامكم‪ .‬كما قال ابن عباس وعكرمة‬
‫والضحاك وقتادة وابن زيد ف قوله فيه تسيمون‪ ,‬أي ترعون ومنه البل السائمة‪ ,‬والسوم‪:‬‬
‫الر عي‪ .‬وروى ا بن ما جه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ن ى عن ال سوم ق بل طلوع‬
‫الشمببببببببببببببببببببببببببببببببببس‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ينببت لكبم ببه الزرع والزيتون والنخيبل والعناب ومبن كبل الثمرات} أي‬
‫يرج ها من الرض بذا الاء الوا حد على اختلف صنوفها وطعوم ها وألوان ا وروائح ها‬
‫وأشكال ا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إن ف ذلك لَ ية لقوم يتفكرون} أي دللة وح جة على أ نه ل إله‬
‫إل ال‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أمّن خلق السموات والرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا‬
‫به حدائق ذات بجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ؟ أإله مع ال ؟ بل هم قوم يعدلون}‪,‬‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببببب قال تعال‪):‬‬ ‫ثب‬

‫‪484‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫خرَاتٌ ِبَأمْرِ هِ إِ نّ فِي ذَلِ َ‬


‫ك‬ ‫س وَالْقَ َم َر وَالْنّجُو ُم مُ سَ ّ‬
‫خرَ َلكُ مُ الّليْ َل وَالّْنهَا َر وَالشّمْ َ‬
‫** وَ سَ ّ‬
‫ختَلِفا أَْلوَانُ هُ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَةً ّل َقوْ مٍ‬
‫ض مُ ْ‬
‫َليَا تٍ ّل َقوْ ٍم َيعْقِلُو نَ * وَمَا َذ َرأَ َلكُ مْ فِي الرْ ِ‬
‫يَذّكّرُونبببببببببببببببببببببببببببببببببَ‬
‫ينببه تعال عباده على آياتبه العظام ومننبه السبام فب تسبخيه الليبل والنهار يتعاقبان‪,‬‬
‫والش مس والق مر يدوران‪ ,‬والنجوم الثوا بت وال سيارات ف أرجاء ال سموات نورا وضياء‬
‫ليهتدى با ف الظلمات‪ ,‬وكل منها يسي ف فلكه الذي جعله ال تعال فيه‪ ,‬يسي بركة‬
‫مقدرة ل يز يد علي ها ول ين قص عن ها‪ ,‬والم يع ت ت قهره و سلطانه وت سخيه وتقديره‬
‫وت سهيله‪ ,‬كقوله‪{ :‬إن رب كم ال الذي خلق ال سموات والرض ف ستة أيام ث ا ستوى‬
‫على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره أل‬
‫له اللق والمر تبارك ال رب العالي} ولذا قال‪{ :‬إن ف ذلك لَيات لقوم يعقلون} أي‬
‫لدللت على قدرته تعال الباهرة وسلطانه العظيم لقوم يعقلون عن ال ويفهمون حججه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و ما ذرأ ل كم ف الرض متلفا ألوا نه} ل ا ن به تعال على معال ال سموات ن به‬
‫على مبا خلق فب الرض مبن المور العجيببة‪ ,‬والشياء الختلفبة مبن اليوانات والعادن‪,‬‬
‫والنباتات والمادات على اختلف ألوانا وأشكالا‪ ,‬وما فيها من النافع والواص {إن ف‬
‫ذلك لَيبببببة لقوم يذكرون} أي آلء ال ونعمبببببه فيشكروناببببب‪.‬‬

‫ستَخْ ِرجُواْ ِمنْ هُ حِ ْلَي ًة تَ ْلبَ سُوَنهَا َوتَرَى‬


‫خ َر اْلبَحْرَ ِلَتأْكُلُواْ ِمنْ هُ َلحْما طَ ِريّا َوتَ ْ‬
‫** َو ُه َو الّذِي سَ ّ‬
‫شكُرُو نَ * َوأَْلقَىَ فِي الرْ ضِ َروَا سِيَ أَن‬ ‫ك َموَاخِرَ فِي هِ وَِلَتْبتَغُواْ مِن َفضْلِ هِ وََلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫الْفُلْ َ‬
‫ت َوبِالنّجْمِ هُ ْم َي ْهتَدُونَ * أَفَمَن يَخُْلقُ‬ ‫تَمِي َد ِبكُ ْم َوَأْنهَارا وَ ُسبُلً ّلعَّلكُمْ َتهْتَدُونَ * َوعَلمَا ٍ‬
‫كَمَن ّل يَخْلُ قُ أَفَل تَذَكّرُو نَ * َوإِن َتعُدّوْا ِنعْ َمةَ اللّ هِ َل تُحْ صُوهَآ إِ نّ اللّ هَ َل َغفُورٌ رّحِي مٌ‬
‫ي ب تعال عن ت سخيه الب حر التل طم المواج‪ ,‬وي ت على عباده بتذليله لم وتي سيهم‬
‫للركوب ف يه‪ ,‬وجعله ال سمك واليتان ف يه‪ ,‬وإحلله لعباده لم ها حي ها وميت ها ف ال ل‬
‫والحرام‪ ,‬و ما يل قه ف يه من اللَلء والوا هر النفي سة‪ ,‬وت سهيله للعباد ا ستخراجهم من‬
‫قراره حل ية يلب سونا‪ ,‬وت سخيه الب حر ل مل ال سفن ال ت تخره أي تش قه‪ ,‬وق يل ت خر‬

‫‪485‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرياح‪ ,‬وكلها صحيح‪ ,‬وقيل تخره بؤجئها وهو صدرها السنم ب الذي أرشد العباد‬
‫إل صنعتها وهداهم إل ذلك إرثا عن أبيهم نوح عليه السلم‪ ,‬فإنه أول من ركب السفن‪,‬‬
‫وله كان تعليم صنعتها‪ ,‬ث أخذها الناس عنه قرنا بعد قرن‪ ,‬وجيلً بعد جيل‪ ,‬يسيون من‬
‫قطر إل قطر‪ ,‬ومن بلد إل بلد‪ ,‬ومن إقليم إل إقليم‪ ,‬للب ما هناك إل ما هنا‪ ,‬وما هنا‬
‫إل ما هناك‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} أي نعمه وإحسانه‪.‬‬
‫و قد قال الا فظ أ بو ب كر البزار ف م سنده‪ :‬وجدت ف كتا ب عن م مد بن معاو ية‬
‫البغدادي‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن عبد ال بن عمرو عن سهل بن أب صال عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫أب هريرة قال‪ :‬كلم ال البحر الغرب وكلم البحر الشرقي‪ ,‬فقال للبحر الغرب‪ :‬إن حامل‬
‫فيبك عبادا مبن عبادي‪ ,‬فكيبف أنبت صبانع فيهبم ؟ قال‪ :‬أغرقهبم‪ ,‬فقال‪ :‬بأسبك فب‬
‫نواحيك‪ ,‬وأحلهم على يدي‪ ,‬وحرمت اللية والصيد‪ ,‬وكلم هذا البحر الشرقي فقال‪ :‬إن‬
‫حا مل ف يك عبادا من عبادي ف ما أ نت صانع ب م ؟ فقال‪ :‬أحل هم على يدي وأكون ل م‬
‫كالوالدة لولدها‪ ,‬فأثابه اللية والصيد‪ ,‬ث قال البزار‪ :‬ل نعلم من رواه عن سهل غي عبد‬
‫الرح ن بن ع بد ال بن عمرو‪ ,‬و هو من كر الد يث‪ .‬و قد رواه سهل عن النعمان بن أ ب‬
‫عياش عببببببن عبببببببد ال بببببببن عمببببببر موقوفا‪.‬‬
‫ث ذ كر تعال الرض و ما أل قى في ها من الروا سي الشامات‪ ,‬والبال الرا سيات‪ ,‬لت قر‬
‫الرض ول ت يد‪ ,‬أي تضطرب ب ا علي ها من اليوانات فل يه نأ ل م ع يش ب سبب ذلك‪,‬‬
‫ولذا قال‪{ :‬والبال أر ساها} وقال ع بد الرزاق‪ :‬أنبأ نا مع مر عن قتادة‪ ,‬سعت ال سن‬
‫يقول‪ :‬ل ا خل قت الرض كا نت ت يد‪ ,‬فقالوا‪ :‬ما هذه بقرة على ظهر ها أحدا‪ ,‬فأ صبحوا‬
‫وقد خلقت البال‪ ,‬فلم تدر اللئكة مم خلقت البال‪ .‬وقال سعيد عن قتادة عن السن‬
‫عن قيس بن عبادة أن ال لا خلق الرض جعلت تور‪ ,‬فقالت اللئكة‪ :‬ما هذه بقرة على‬
‫ظهرهاأحدا فأ صبحت صبحا وفي ها روا سيها‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن الث ن‪ ,‬حدث ن‬
‫حجاج بن منهال‪ ,‬حدثنا حاد عن عطاء بن السائب‪ ,‬عن عبد ال بن حبيب‪ ,‬عن علي بن‬
‫أب طالب رضي ال عنه قال‪ :‬لا خلق ال الرض قَمصت وقالت‪ :‬أي رب تعل علي بن‬
‫آدم يعملون الطايا ويعلون علي البث ؟ قال‪ :‬فأرسى ال فيها من البال ما ترون وما‬
‫ل ترون‪ ,‬فكان إقرارهاكاللحبببببببببببببببببببببم يترجرج‪.‬‬

‫‪486‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأنارا وسببلً} أي جعبل فيهبا أنارا تري مبن مكان إل مكان آخبر رزقا‬
‫للعباد‪ ,‬ين بع ف مو ضع و هو رزق ل هل مو ضع آ خر‪ ,‬فيق طع البقاع والباري والقفار‪,‬‬
‫ويترق البال والَكام‪ ,‬فيصبل إل البلد الذي سبخر لهله وهبي سبائرة فب الرض ينبة‬
‫وي سرة‪ ,‬وجنوبا وشالً‪ .‬وشرقا وغربا‪ ,‬ما ب ي صغار وكبار‪ ,‬وأود ية تري حينا وتنق طع‬
‫ف وقت‪ ,‬وما بي نبع وجع ‪ ,‬وقوي السي وبطئه بسب ما أراد وقدر وسخر ويسر‪ ,‬فل‬
‫إله إل هو ول رب سواه‪ ,‬وكذلك جعل فيها سبلً أي طرقا يسلك فيها من بلد إل بلد‬
‫حت إنه تعال ليقطع البل حت يكون ما بينهما مرا ومسلكا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وجعلنا‬
‫فيهبببببببببا فجاجا سببببببببببلً} الَيبببببببببة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وعلمات} أي دلئل مبن جبال كبار وآكام صبغار ونوب ذلك ‪ ,‬يسبتدل باب‬
‫السافرون برا وبرا إذا ضلوا الطرق‪ .‬وقوله‪{ :‬وبالنجم هم يهتدون} أي ف ظلم الليل‪,‬‬
‫قاله اببن عباس‪ ,‬وعبن مالك فب قوله‪{ :‬وعلمات وبالنجبم هبم يهتدون} يقول‪ :‬النجوم‬
‫وهي البال‪ ,‬ث نبه تعال على عظمته وأنه ل تنبغي العبادة إل له دون ما سواه من الوثان‬
‫الت ل تلق شيئا بل هم يلقون‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أفمن يلق كمن ل يلق ؟ أفل تذكرون}‬
‫ث نبههم على كثرة نعمه عليهم وإحسانه إليهم‪ ,‬فقال‪{ :‬وإن تعدوا نعمة ال ل تصوها‬
‫إن ال لغفور رحيم} أي يتجاوز عنكم‪ ,‬ولو طالبكم بشكر جيع نعمه لعجزت عن القيام‬
‫بذلك‪ ,‬ولو أمركم به لضعفتم وتركتم‪ ,‬ولو عذبكم لعذبكم وهو غي ظال لكم‪ ,‬ولكنه‬
‫غفور رح يم‪ ,‬يغ فر الكث ي ويازي على الي سي‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪ :‬يقول إن ال لغفور ل ا‬
‫كان منكم من تقصي ف شكر بعض ذلك إذا تبتم وأنبتم إل طاعته واتباع مرضاته‪ ,‬رحيم‬
‫بكبببببم ل يعذبكبببببم بعبببببد الناببببببة والتوببببببة‪.‬‬

‫** وَاللّ ُه َيعْلَ ُم مَا تُسِرّو َن َومَا ُتعِْلنُونَ * وَالّذِي َن يَ ْدعُو َن مِن دُونِ اللّهِ لَ يَخُْلقُونَ َشيْئا َوهُمْ‬
‫ب ُيبْ َعثُونبببَ‬‫شعُرُونبببَ َأيّانبب َ‬ ‫ببا يَ ْ‬ ‫ب َغيْرُ أَ ْحيَآءٍ وَمَب‬‫يُخَْلقُونبببَ * َأمْواتبب ٌ‬
‫يب تعال أنه يعلم الضمائر والسرائر كما يعلم الظواهر‪ ,‬وسيجزي كل عامل بعمله يوم‬
‫القيا مة‪ ,‬إن خيا فخ ي وإن شرا ف شر‪ .‬ث أ خب أن ال صنام ال ت يدعون ا من دون ال ل‬
‫يلقون شيئا و هم يلقون‪ ,‬ك ما قال الل يل‪{ :‬أتعبدون ما تنحتون ؟ وال خلق كم و ما‬

‫‪487‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعملون}‪ .‬وقوله‪{ :‬أموات غيب أحياء} أي هبي جادات ل أرواح فيهبا‪,‬فل تسبمع ول‬
‫تبصبر ول تعقبل {ومبا يشعرون أيان يبعثون} أي ل يدرون متب تكون السباعة‪ ,‬فكيبف‬
‫يرت ى ع ند هذه ن فع أوثواب أو جزاء ؟ إن ا ير جى ذلك من الذي يعلم كل ش يء و هو‬
‫بببببببببببببببء‪.‬‬ ‫بببببببببببببببل شيب‬ ‫خالق كب‬

‫** إَِل ُهكُمْ إِلَهٌ وَا ِحدٌ فَالّذِي نَ َل ُي ْؤمِنُونَ بِالَ ِخ َرةِ ُقلُوُبهُم مّنكِ َرٌة َوهُم مّسَْت ْكبِرُونَ * لَ جَرَ َم‬
‫بتَ ْكبِرِينَ‬
‫ب الْمُسبْ‬
‫ب َيعْلَمببُ مَبا يُسببِرّو َن وَمَبا يُعِْلنُونببَ ِإنّهببُ َل يُحِببّ‬ ‫أَنببّ اللّهبَ‬
‫ي ب تعال أ نه ل إله هو الوا حد ال حد الفرد ال صمد‪ ,‬وأ خب أن الكافر ين تن كر قلوب م‬
‫ذلك‪ ,‬كمبا أخبب عنهبم متعجببي مبن ذلك {أجعبل الَلةب إلا واحدا ؟ إن هذا لشيبء‬
‫عجاب} وقال تعال‪{ :‬وإذا ذ كر ال وحده اشأزت قلوب الذ ين ل يؤمنون بالَخرة وإذا‬
‫ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون} وقوله‪{ :‬وهم مستكبون} أي عن عبادة ال مع‬
‫إنكار قلوبمب لتوحيده كمبا قال‪{ :‬إن الذيبن يسبتكبون عبن عبادتب سبيدخلون جهنبم‬
‫داخر ين} ولذا قال هه نا {ل جرم} أي حقا {أن ال يعلم ما ي سرون و ما يعلنون} أي‬
‫وسبببيجزيهم على ذلك أتببب الزاء {إنبببه ل يبببب السبببتكبين}‪.‬‬

‫حمِلُواْ َأوْزَارَهُ مْ كَامَِل ًة َيوْ َم‬


‫** َوإِذَا قِيلَ َلهُ ْم مّاذَآ َأنْزَلَ َربّكُ مْ قَالُواْ أَ سَاطِ ُي الوّلِيَ * ِليَ ْ‬
‫ب ِب َغيْ ِر عِلْمببٍ أَلَ سببَآءَ مَببا يَزِرُونببَ‬ ‫ب ُيضِلّوَنهُمب ْ‬ ‫الْ ِقيَا َمةِ َومِنببْ َأوْزَا ِر الّذِينب َ‬
‫يقول تعال‪ :‬وإذا قيبل لؤلء الكذبيب {ماذا أنزل ربكبم قالوا} معرضيب عبن الواب‬
‫{أساطي الوّلي} أي ل ينل شيئا‪ ,‬إنا هذا الذي يتلى علينا أساطي الولي‪ ,‬أي مأخوذ‬
‫من كتب التقدمي‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وقالوا أساطي الوّلي اكتتبها فهي تلى عليه بكرة‬
‫وأ صيلً} أي يفترون على الر سول ويقولون أقوا ًل متضادة متل فة كل ها باطلة‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬ان ظر ك يف ضربوا لك المثال فضلوا فل ي ستطيعون سبيلً} وذلك أن كل من‬
‫خرج عن ال ق فمه ما قال أخ طأ‪ ,‬وكانوا يقولون‪ :‬ساحر وشا عر وكا هن ومنون‪ ,‬ث‬
‫ا ستقر أمر هم إل ما اختل قه ل م شيخ هم الوح يد ال سمى بالول يد بن الغية الخزو مي ل ا‬

‫‪488‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ف كر وقدّر‪ ,‬فق تل ك يف قدّر‪ ,‬ث ق تل ك يف قدّر‪ ,‬ث ن ظر‪ ,‬ث ع بس وب سر‪ ,‬ث أدبر‬
‫واستكب‪ ,‬فقال إن هذا إل سحر يؤثر} أي ينقل ويكى‪ ,‬فتفرقوا عن قوله ورأيه قبحهم‬
‫ال قال تعال‪{ :‬ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونم بغي علم}‬
‫أي إناب قدرنبا عليهبم أن يقولوا ذلك ليتحملوا أوزارهبم ومبن أوزار الذيبن يتبعونمب‬
‫ويوافقون م أي يصي علي هم خطيئة ضلل م ف أنف سهم‪ ,‬وخطيئة إغوائ هم لغي هم واقتداء‬
‫أولئك ب م‪ ,‬ك ما جاء ف الد يث { من د عا إل هدى كان له من ال جر م ثل أجور من‬
‫اتبعه‪ ,‬ل ينقص ذلك من أجورهم شيئا‪ ,‬ومن دعا إل ضللة كان عليه من الث مثل آثام‬
‫من اتب عه‪ ,‬ل ين قص ذلك من آثام هم شيئا} وقال تعال‪{ :‬وليحملّن أثقال م وأثقالً مع‬
‫أثقال م ولي سألن يوم القيا مة ع ما كانوا يفترون} وهكذا روى العو ف عن ا بن عباس ف‬
‫الَيبة {ليحملوا أوزارهبم كاملة يوم القيامبة ومبن أوزار الذيبن يضلونمب بغيب علم} أناب‬
‫كقوله‪{ :‬وليحملن أثقالمب وأثقا ًل مبع أثقالمب} وقال ماهبد‪ :‬يملون أثقالمب ذنوبمب‬
‫وذنوب مببن أطاعهببم‪ ,‬ول يفببف عمببن أطاعهببم مببن العذاب شيئا‪.‬‬

‫سقْفُ مِن َفوِْقهِ ْم‬ ‫** َق ْد َمكَ َر الّذِي َن مِ نْ َقبِْلهِ مْ َفَأتَى اللّ ُه ُبْنيَانَهُ ْم مّ َن اْل َقوَاعِدِ َفخَ ّر عََلْيهِ مُ ال ّ‬
‫شعُرُونَ * ثُ ّم َيوْ َم الْ ِقيَا َمةِ ُيخْزِيهِمْ َوَيقُولُ َأيْ َن شُرَكَآئِ َي الّذِينَ‬ ‫َوأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ َحيْثُ َل يَ ْ‬
‫ِينب‬
‫ْسبوَ َء عَلَى الْكَافِر َ‬ ‫ْمب وَال ّ‬‫ْيب اْليَو َ‬
‫ِنب الْخِز َ‬ ‫ْمب إ ّ‬ ‫ِينبأُوتُواْ اْلعِل َ‬
‫ِمب قَا َل الّذ َ‬ ‫ّونب فِيه ْ‬
‫ُمب تُشَاق َ‬ ‫ُكنْت ْ‬
‫قال العوف عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬قد مكر الذين من قبلهم} قال‪ :‬هو النمرود الذي‬
‫بن الصرح‪ ,‬قال ابن أب حات وروي عن ماهد نوه‪ .‬وقال عبد الرزاق عن معمر‪ ,‬عن‬
‫ز يد بن أ سلم‪ :‬أول جبار كان ف الرض النمرود‪ ,‬فب عث ال عل يه بعو ضة فدخلت ف‬
‫منخره‪ ,‬فمكبث أربعمائة سبنة يضرب رأسبه بالطارق‪ ,‬وأرحبم الناس ببه مبن جعب يديبه‬
‫فضرب بما رأسه وكان جبارا أربعمائة سنة‪ ,‬فعذبه ال أربعمائة سنة كملكه‪ ,‬ث أماته‪,‬‬
‫و هو الذي ب ن ال صرح إل ال سماء الذي قال ال تعال‪{ :‬فأ تى ال بنيان م من القوا عد}‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل هو بتنصر‪ ,‬وذكروا من الكر الذي حكاه ال ههنا كما قال ف سورة‬
‫إبراهيم {وإن كان مكرهم لتزول منه البال} وقال آخرون‪ :‬هذا من باب الثل لبطال ما‬
‫صبنعه هؤلء الذيبن كفروا بال وأشركوا فب عبادتبه غيه‪ ,‬كمبا قال نوح عليبه السبلم‪:‬‬

‫‪489‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ومكروا مكرا كبارا} أي احتالوا ف إضلل الناس بكل حيلة وأمالو هم إل شرك هم‬
‫ب كل و سيلة‪ ,‬ك ما يقول ل م أتباع هم يوم القيا مة‪ { :‬بل م كر الل يل والنهار إذ تأمرون نا أن‬
‫نكفببببببببر بال ونعببببببببل له أندادا} الَيببببببببة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأتى ال بنيانم من القواعد} أي اجتثه من أصله وأبطل عملهم‪ ,‬كقوله تعال‪:‬‬
‫{كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها ال}‪ ,‬وقوله‪{ :‬فأتاهم ال من حيث ل يتسبوا وقذف‬
‫ف قلوبم الرعب يربون بيوتم بأيديهم وأيدي الؤمني فاعتبوا يا أول البصار}‪ ,‬وقال‬
‫ال ههنا‪{ :‬فأتى ال بنيانم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من‬
‫حيث ل يشعرون ث يوم القيامة يزيهم} أي يظهر فضائحهم‪ ,‬وما كانت تنه ضمائرهم‬
‫فيجعله علنية‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬يوم تبلى السرائر} أي تظهر وتشتهر كما ف الصحيحي‬
‫عن ا بن ع مر قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ين صب ل كل غادر لواء يوم‬
‫القيا مة ع ند أ سته بقدر غدر ته‪ ,‬فيقال هذه غدرة فلن بن فلن» وهكذا يظ هر للناس ما‬
‫كانوا ي سرونه من ال كر ويزي هم ال على رؤوس اللئق ويقول ل م الرب تبارك وتعال‬
‫مقرعا لم وموبا {أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم} تاربون وتعادون ف سبيلهم‬
‫أين هم عن نصركم وخلصكم ههنا ؟ {هل ينصرونكم أو ينتصرون} {فما له من قوة‬
‫ول نا صر} فإذا توج هت علي هم ال جة وقا مت علي هم الدللة‪ ,‬وح قت علي هم الكل مة‬
‫وسبكتوا عبن العتذار حيب ل فرار {قال الذيبن أوتوا العلم} وهبم السبادة فب الدنيبا‬
‫والَخرة‪ ,‬والخببون عبن القب فب الدنيبا والَخرة‪ ,‬فيقولون حينئذ‪{ :‬إن الزي اليوم‬
‫والسوء على الكافرين} أي الفضيحة والعذاب ميط اليوم بن كفر بال وأشرك به ما ل‬
‫يضره ومبببببببببببببببا ل ينفعبببببببببببببببه‪.‬‬

‫سهِمْ َفأَْل َقوُْا السّلَ َم مَا ُكنّا َنعْمَ ُل مِن ُسوَ ٍء بََلىَ إِنّ اللّ َه‬
‫** الّذِي َن َتَتوَفّاهُ ُم الْمَلِئ َكةُ ظَالِمِي َأنْفُ ِ‬
‫س َمثْوَى الْ ُمَتكَبّرِي نَ‬
‫عَلِي ٌم بِمَا ُكْنتُ مْ تَعْ َملُو نَ * فَادْ ُخُل َواْ َأْبوَا بَ َج َهنّ مَ خَالِدِي نَ فِيهَا فََلِبئْ َ‬

‫ي ب تعال عن حال الشرك ي الظال ي أنف سهم ع ند احتضار هم وم يء اللئ كة إلي هم‬
‫لقبض أرواحهم البيثة {فألقوا ال سلم} أي أظهروا ال سمع والطاعة والنقياد قائل ي {ما‬
‫كنا نعمل من سوء} كما يقولون يوم العاد {وال ربنا ما كنا مشركي} {يوم يبعثهم ال‬

‫‪490‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جيعا فيحلفون له كما يلفون لكم} قال ال مكذبا لم ف قيلهم ذلك {بلى إن ال عليم‬
‫ب ا كن تم تعملون * فادخلوا أبواب جه نم خالد ين في ها فلبئس مثوى الت كبين} أي بئس‬
‫القيبل والقام والكان مبن دار هوان لنب كان متكببا عبن آيات ال واتباع رسبله‪ ,‬وهبم‬
‫يدخلون جهنم من يوم ماتم بأرواحهم‪ ,‬وينال أجسادهم ف قبورها من حرها وسومها‪,‬‬
‫فإذا كان يوم القيا مة سلكت أرواح هم ف أج سادهم وخلدت ف نار جه نم {ل يق ضى‬
‫علي هم فيموتوا ول ي فف عن هم من عذاب ا} ك ما قال ال تعال‪{ :‬النار يعرضون علي ها‬
‫غدوا وعشيا ويوم تقوم السببببباعة أدخلوا آل فرعون أشبببببد العذاب}‪.‬‬

‫سَن ٌة وَلَدَا ُر‬


‫سنُواْ فِي هَذِ ِه الْ ّدنْيَا حَ َ‬
‫** وَقِيلَ لِّلذِي َن اّت َقوْْا مَاذَا َأنْزَلَ َرّبكُمْ قَالُواْ َخيْرا ّللّذِينَ أَحْ َ‬
‫حتِهَا النْهَارُ َلهُ مْ‬ ‫جرِي مِن تَ ْ‬ ‫الَخِ َرةِ َخيْ ٌر وََلِنعْ مَ دَا ُر الْ ُمّتقِيَ * َجنّا تُ عَدْ ٍن يَدْ ُخلُونَهَا تَ ْ‬
‫ك َيجْزِي اللّ ُه الْ ُمتّقِيَ * الّذِي َن َتتَوَفّاهُ مُ الْمَلِئ َكةُ َطّيبِيَ َيقُولُو نَ‬ ‫فِيهَا مَا يَشَآؤو نَ كَذَلِ َ‬
‫جّن َة بِمَببببا ُكْنتُمببببْ َتعْ َملُونببببَ‬ ‫سببببَلمٌ عََليْكُمببببُ ادْ ُخلُوْا الْ َ‬
‫هذا خب عن السعداء بلف ما أخب به عن الشقياء‪ ,‬فإن أولئك قيل لم‪{ :‬ماذا أنزل‬
‫رب كم} قالوا معرض ي عن الواب‪ :‬ل ينل شيئا إن ا هذا أ ساطي الول ي‪ ,‬وهؤلء قالوا‪:‬‬
‫خيا‪ ,‬أي أنزل خيا‪ ,‬أي رحة وبركة لن اتبعه وآمن به‪ .‬ث أخب عما وعد ال عباده فيما‬
‫أنزله على ر سله فقال‪{ :‬للذ ين أح سنوا ف هذه الدن يا ح سنة} الَ ية‪ ,‬كقوله تعال‪ { :‬من‬
‫عمل صالا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما‬
‫كانوا يعملون} أي من أحسن عمله ف الدنيا أحسن ال إليه عمله ف الدنيا والَخرة‪ ,‬ث‬
‫أخب بأن دار الَخرة خي أي من الياة الدنيا‪ ,‬والزاء فيها أت من الزاء ف الدنيا‪ ,‬كقوله‪:‬‬
‫{وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب ال خي} الَية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬وما عند ال خي‬
‫للبرار} وقال تعال‪{ :‬والَخرة خيب وأبقبى} وقال لرسبوله صبلى ال عليبه وسبلم‬
‫{وللَخرة خ ي لك من الول} ث و صف الدار الَخرة فقال‪{ :‬ولن عم دار التق ي}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬جنات عدن} بدل مبن دار التقيب أي لمب فب الَخرة جنات عدن‪ ,‬أي مقام‬
‫يدخلونا {تري من تتها النار} أي بي أشجارها وقصورها {لم فيها ما يشاءون}‬
‫كقوله تعال‪{ :‬وفيها ما تشتهيه النفس وتلذ العي وأنتم فيها خالدون}‪ .‬وف الديث‬

‫‪491‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«إن السحابة لتمر بالل من أهل النة وهم جلوس على شرابم‪ ,‬فل يشتهي أحد منهم‬
‫شيئا إل أمطرتبه عليبه حتب إن منهبم لنب يقول أمطرينبا كواعبب أترابا فيكون ذلك»‬
‫{كذلك يزي ال التقي} أي كذلك يزي ال كل من آمن به واتقاه وأحسن عمله‪ ,‬ث‬
‫أ خب تعال عن حال م ع ند الحتضار أن م طيبون أي مل صون من الشرك والد نس و كل‬
‫سوء‪ ,‬وأن اللئكة تسلم عليهم وتبشرهم بالنة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬إن الذين قالوا ربنا ال ث‬
‫استقاموا تتنل عليهم اللئكة أن ل تافوا ول تزنوا وأبشروا بالنة الت كنتم توعدون *‬
‫ن ن أولياؤ كم ف الياة الدنيا و ف الَخرة ولكم في ها ما تشتهي أنفسكم ولكم في ها ما‬
‫تدعون * نزلً من غفور رحيم} وقد قدمنا الحاديث الواردة ف قبض روح الؤمن وروح‬
‫الكافر عند قوله تعال‪{ :‬يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الَخرة‬
‫بببببا يشاء}‪.‬‬ ‫بببببل ال مب‬ ‫ببببب ويفعب‬ ‫بببببل ال الظاليب‬ ‫ويضب‬

‫** هَ ْل َينْظُرُونَ إِلّ أَن تَ ْأِتَيهُمُ الْمَلِئ َكةُ َأ ْو َيأْتِيَ َأمْرُ َربّكَ كَذَلِكَ َفعَ َل الّذِي َن مِن َقبِْلهِ ْم َومَا‬
‫ق ِبهِم مّا‬ ‫ت مَا عَمِلُوْا وَحَا َ‬ ‫سهُمْ يَظْلِمُو نَ * َفأَ صَاَبهُمْ َسيّئَا ُ‬ ‫ظَلَ َمهُ مُ اللّ ُه وَلـكِن كَانُواْ َأْنفُ َ‬
‫كَانُوْا بِهبببببببببببببببِ يَسبببببببببببببببَْتهْ ِزئُونَ‬
‫يقول تعال مهددا للمشركي على تاديهم ف الباطل واغترارهم بالدنيا‪ :‬هل ينتظر هؤلء‬
‫إل اللئكة أن تأتيهم لقبض أرواحهم‪ ,‬قاله قتادة‪{ ,‬أو يأت أمر ربك} أي يوم القيامة وما‬
‫يعاينونه من الهوال‪ .‬وقوله‪{ :‬كذلك فعل الذين من قبلهم} أي هكذا تادى ف شركهم‬
‫أ سلفهم ونظراؤهم وأشباه هم من الشرك ي حت ذاقوا بأس ال وحلوا في ما هم فيه من‬
‫العذاب والنكال {و ما ظلم هم ال} ل نه تعال أعذر إلي هم وأقام حج جه علي هم بإر سال‬
‫ر سله وإنزال كت به {ول كن كانوا أنف سهم يظلمون} أي بخال فة الر سل والتكذ يب ب ا‬
‫جاءوا به‪ ,‬فلهذا أ صابتهم عقو بة ال على ذلك {وحاق ب م} أي أحاط ب م من العذاب‬
‫الليم { ماكانوا به يستهزئون} أي يسخرون من الرسل إذا توعدوهم بعقاب ال‪ ,‬فلهذا‬
‫يقال لمببب يوم القيامبببة‪{ :‬هذه النار التببب كنتبببم باببب تكذبون}‪.‬‬

‫‪492‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وَقَالَ الّذِينَ َأشْرَكُواْ َلوْ شَآءَ اللّ ُه مَا َعبَ ْدنَا مِن دُونِ ِه مِن َشيْءٍ ّنحْ ُن وَل آبَاؤُنَا وَلَ َح ّرمْنَا‬
‫مِن دُونِ ِه مِن َشيْءٍ َكذَلِكَ َفعَ َل الّذِينَ مِن َقبِْلهِمْ َفهَ ْل عَلَى الرّسُلِ إِلّ اْلبَلغُ الْ ُمبِيُ * وََلقَدْ‬
‫َبعَْثنَا فِي كُلّ ُأ ّمةٍ رّسُولً أَ ِن اعْبُدُواْ اللّ َه وَا ْجَتنِبُواْ الْطّاغُوتَ َف ِمْنهُم مّ ْن هَدَى اللّ ُه َو ِمْنهُ ْم مّنْ‬
‫ت عََليْ ِه الضّللَةُ فَ سِيُواْ فِي الرْ ضِ فَان ُظرُواْ َكيْ فَ كَا نَ عَاِقَب ُة الْ ُمكَ ّذبِيَ * إِن تَحْرِ صْ‬ ‫َحقّ ْ‬
‫برِينَ‬ ‫بن نّاصب ِ‬ ‫با َلهُمببْ مّب‬ ‫بن يُضِ ّل وَمَب‬ ‫عََلىَ هُدَاهُمببْ فَإِنببّ اللّهببَ َل َيهْدِي مَب‬
‫يب تعال عن اغترار الشركي با هم فيه من الشراك واعتذارهم متجي بالقدر بقولم‪:‬‬
‫{لو شاء ال ما عبدنا من دونه من شيء نن ول آباؤنا ول حرمنا من دونه من شيء}‬
‫أي مبن البحائر والسبوائب والوصبائل وغيب ذلك ماب كانوا ابتدعوه واخترعوه مبن تلقاء‬
‫أنفسهم ما ل ينل به سلطانا‪ ,‬ومضمون كلمهم أنه لو كان تعال كارها لا فعلنا لنكره‬
‫علينا بالعقوبة‪ ,‬ولا مكننا منه‪ ,‬قال ال تعال رادا عليهم شبهتهم‪{ :‬فهل على الرسل إل‬
‫البلغ البي} أي ليس المر كما تزعمون أنه ل ينكره عليكم‪ ,‬بل قد أنكره عليكم أشد‬
‫النكار‪ ,‬ونا كم ع نه آ كد الن هي‪ ,‬وب عث ف كل أ مة أي ف كل قرن وطائ فة ر سولً‪,‬‬
‫بواه {أن اعبدوا ال واجتنبوا‬ ‫با سب‬ ‫بن عبادة مب‬ ‫بم يدعون إل عبادة ال وينهون عب‬ ‫وكلهب‬
‫الطاغوت} فلم يزل تعال يرسل إل الناس الرسل بذلك منذ حدث الشرك ف بن آدم ف‬
‫قوم نوح الذيبن أرسبل إليهبم نوح‪ ,‬وكان أول رسبول بعثبه ال ال أهبل الرض إل أن‬
‫ختمهبم بحمبد صبلى ال عليبه وسبلم الذي طبقبت دعوتبه النبس والنب فب الشارق‬
‫والغارب‪ ,‬وكلهم كما قال ال تعال‪{ :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه‬
‫ل إله إل أنا فاعبدون}‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من‬
‫دون الرح ن آل ة يعبدون} وقال تعال ف هذه الَ ية الكري ة‪{ :‬ول قد بعث نا ف كل أ مة‬
‫رسولً أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت} فيكف يسوغ لحد من الشركي بعد هذا أن‬
‫يقول‪{ :‬لو شاء ال ما عبد نا من دو نه من ش يء} فمشيئ ته تعال الشرع ية عن هم منتف ية‪,‬‬
‫لنه ناهم عن ذلك على ألسنة رسله‪ ,‬وأما مشيئته الكونية وهي تكينهم من ذلك قدرا‪,‬‬
‫فل ح جة ل م في ها‪ ,‬ل نه تعال خلق النار وأهل ها من الشياط ي والكفرة‪ ,‬و هو ل ير ضى‬
‫لعباده الكفبببر‪ ,‬وله فببب ذلك حجبببة بالغبببة وحكمبببة قاطعبببة‪.‬‬

‫‪493‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث إ نه تعال قد أ خب أ نه أن كر علي هم بالعقو بة ف الدن يا ب عد إنذار الر سل‪ ,‬فلهذا قال‪:‬‬
‫{فمنهم من هدى ال ومنهم من حقت عليه الضللة فسيوا ف الرض فانظروا كيف‬
‫كان عاقبة الكذبي} أي اسألوا عما كان من أمر من خالف الرسل وكذب الق كيف‬
‫{دمر ال عليهم وللكافرين أمثالا}‪ ,‬فقال‪{ :‬ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان‬
‫نكي}‪ .‬ث أخب ال تعال رسوله صلى ال عليه وسلم أن حرصه على هدايتهم ل ينفعهم‬
‫إذا كان ال قد أراد إضللم كقوله تعال‪{ :‬ومن يرد ال فتنته فلن تلك له من ال شيئا}‬
‫وقال نوح لقومبه‪{ :‬ول ينفعكبم نصبحي إن أردت أن أنصبح لكبم إن كان ال يريبد أن‬
‫يغويكبم} وقال فب هذه الَيبة الكريةب‪{ :‬إن ترص على هداهبم فإن ال ل يهدي مبن‬
‫ي ضل} ك ما قال ال تعال‪ { :‬من يضلل ال فل هادي له ويذر هم ف طغيان م يعمهون}‬
‫وقال تعال‪{ :‬إن الذين حقت عليهم كلمة ربك ل يؤمنون ولو جاءتم كل آية حت يروا‬
‫العذاب الليم}‪ .‬وقوله‪{ :‬فإن ال} أي شأنه وأمره أنه ما شاء كان وما ل يشأ ل يكن‪,‬‬
‫فلهذا قال‪{ :‬ل يهدي من يضل} أي من أضله‪ ,‬فمن ذا الذي يهديه من بعد ال ؟ أي ل‬
‫أحد {وما لم من ناصرين} أي ينقذونم من عذابه ووثاقه {أل له اللق والمر تبارك ال‬
‫رب العاليببببببببببببببببببببببببببببببب}‪.‬‬

‫ت بََل َى َوعْدا عََليْ هِ َحقّا وَلـكِ ّن‬ ‫** َوأَقْ سَمُواْ بِاللّ هِ َجهْدَ َأيْمَاِنهِ مْ َل يَْبعَ ثُ اللّ ُه مَن يَمُو ُ‬
‫ختَِلفُو نَ فِي هِ وَِلَيعْلَ َم الّذِي نَ َكفَرُواْ َأّنهُ مْ كَانُواْ‬
‫أَكْثَرَ الْنّا سِ َل َيعْلَمُو نَ * ِلُيبَيّ نَ َلهُ ُم الّذِي يَ ْ‬
‫شيْءٍ ِإذَآ أَرَ ْدنَاهببُ أَن ّنقُولَ لَهببُ كُنببْ َفَيكُونببُ‬ ‫كَا ِذبِيَبب * ِإنّمَببا َقوْلُنَببا لِ َ‬
‫يقول تعال م با عن الشرك ي أن م حلفوا فأق سموا بال ج هد أيان م أي اجتهدوا ف‬
‫اللف‪ ,‬وغلظوا اليان على أنه ل يبعث ال من يوت أي استبعدوا ذلك‪ ,‬وكذبوا الرسل‬
‫ف إخبار هم ل م بذلك وحلفوا على نقي ضه‪ ,‬فقال تعال مكذ با ل م ورادا علي هم {بلى}‬
‫أي بلى سيكون ذلك {وعدا عليه حقا} أي ل بد م نه {ول كن أك ثر الناس ل يعلمون}‬
‫أي فلجهلهبم يالفون الرسبل ويقعون فب الكفبر‪ ,‬ثب ذكبر تعال حكمتبه فب العاد وقيام‬
‫الجساد يوم التناد‪ ,‬فقال‪{ :‬ليبي لم} أي للناس {الذي يتلفون فيه} أي من كل شيء‬
‫{ليجزي الذين أساءوا با عملوا ويزي الذين أحسنوا بالسن} {وليعلم الذين كفروا‬

‫‪494‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن م كانوا كاذب ي} أي ف أيان م وأق سامهم ل يب عث ال من يوت‪ ,‬ولذا يدعون يوم‬
‫القيامة إل نار جهنم دعا‪ ,‬وتقول لم الزبانية‪{ :‬هذه النار الت كنتم با تكذبون * أفسحر‬
‫هذا أم أنتم ل تبصرون * اصلوها فاصبوا أو ل تصبوا سواء عليكم إنا تزون ما كنتم‬
‫تعملون} ث أ خب تعال عن قدر ته على ما يشاء‪ ,‬وأ نه ل يعجزه ش يء ف الرض ول ف‬
‫السماء وإنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون‪ ,‬والعاد من ذلك إذا أراد كونه فإنا‬
‫يأ مر به مرة واحدة‪ ,‬فيكون ك ما يشاء‪ ,‬كقوله‪{ :‬و ما أمر نا إل واحدة كل مح بالب صر}‬
‫وقال {ما خلقكم ول بعثكم إل كنفس واحدة} وقال‪ :‬ف هذه الَية الكرية {إنا قولنا‬
‫لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} أي أن نأمر به مرة واحدة فإذا هو كائن‪ ,‬كما‬
‫قال الشاعببببببببببببببببببببببببببببببببر‪:‬‬
‫إذا مبببببببببا أراد ال أمرا فإنايقول له كبببببببببن كائنا فيكون‬
‫أي أنه تعال ل يتاج إل تأكيد فيما يأمر به‪ ,‬فإنه تعال ل يانع ول يالف‪ ,‬لنه الواحد‬
‫القهار العظيم الذي قهر سلطانه وجبوته وعزته كل شيء فل إله إل هو ول رب سواه‪,‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬ذ كر ال سن بن م مد بن ال صباح‪ ,‬حدث نا حجاج عن ا بن جر يج‪,‬‬
‫أ خبن عطاء أ نه سع أ با هريرة يقول قال ال تعال‪ :‬شتم ن ا بن آدم ول ي كن ينب غي له‬
‫ذلك‪ ,‬وكذب ن ا بن آدم ول ي كن ينب غي له ذلك‪ ,‬فأ ما تكذي به إياي فقال‪{ :‬وأق سموا بال‬
‫جهد أيانم ل يبعث ال من يوت} قال وقلت‪{ :‬بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس‬
‫ل يعلمون} وأ ما شت مه إياي فقال‪{ :‬إن ال ثالث ثل ثة} وقلت‪ { :‬قل هو ال أ حد ال‬
‫الصمد ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد}‪ .‬هكذا ذكره موقوفا وهو ف الصحيحي‬
‫مرفوعببببببببببا بلفببببببببببظ آخببببببببببر‪.‬‬

‫سَن ًة وَلجْ ُر الَ ِخ َرةِ أَ ْكبَرُ‬


‫** وَالّذِي َن هَاجَرُواْ فِي اللّ ِه مِ ْن َبعْدِ مَا ظُِلمُواْ َلُنَبوَّئّنهُمْ فِي ال ّدنْيَا حَ َ‬
‫ب َيَتوَكّلُونبببَ‬ ‫ببَرُوْا َوعََلىَ َرّبهِمبب ْ‬ ‫َلوْ كَانُوْا َيعْلَمُونبببَ * الّذِينبببَ صبب َ‬
‫ي ب تعال عن جزائه للمهاجر ين ف سبيله ابتغاء مرضا ته‪ ,‬الذ ين فارقوا الدار والخوان‬
‫واللن رجاء ثواب ال وجزائه‪ ,‬ويتمل أن يكون سبب نزولا ف مهاجرة البشة الذين‬
‫اش تد أذى قوم هم ل م ب كة ح ت خرجوا من ب ي أظهر هم إل بلد الب شة ليتمكنوا من‬

‫‪495‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبادة رب م‪ ,‬و من أشراف هم عثمان بن عفان وم عه زوج ته رق ية ب نت ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬وجعفر بن أب طالب ابن عم الرسول‪ ,‬وأبو سلمة بن عبد السود ف جاعة‬
‫قريب من ثاني ما بي رجل وامرأة صديق وصديقة رضي ال عنهم وأرضاهم‪ ,‬وقد فعل‬
‫فوعدهم تعال بالجازاة السنة ف الدنيا والَخرة فقال‪{ :‬لنبوئنهم ف الدنيا حسنة} قال‬
‫ابن عباس والشعب وقتادة‪ :‬الدينة‪ ,‬وقيل‪ :‬الرزق الطيب‪ ,‬قاله ماهد ول منافاة بي القولي‪,‬‬
‫فإن م تركوا م ساكنهم وأموال م فعوض هم ال خيا من ها ف الدن يا‪ ,‬فإن من ترك شيئا ل‬
‫عوضه ال با هو خي له منه‪ ,‬وكذلك وقع فإنم مكن ال لم ف البلد‪ ,‬وحكمهم على‬
‫رقاب العباد‪ ,‬وصاروا أمراء حكاما‪ ,‬وكل منهم للمتقي إماما‪ ,‬وأخب أن ثوابه للمهاجرين‬
‫فب الدار الَخرة أعظبم ماب أعطاهبم فب الدنيبا‪ ,‬فقال‪{ :‬ولجبر الَخرة أكبب} أي ماب‬
‫أعطيناهم ف الدنيا {لو كانوا يعلمون} أي لو كان التخلفون عن الجرة معهم يعلمون ما‬
‫اد خر ال ل ن أطا عه وات بع ر سوله‪ ,‬ولذا قال هش يم عن العوام ع من حد ثه أن ع مر بن‬
‫الطاب ر ضي ال ع نه‪ ,‬كان إذا أع طى الر جل من الهاجر ين عطاءه يقول‪ :‬خذ بارك ال‬
‫لك ف يه‪ ,‬هذا ما وعدك ال ف الدن يا‪ ,‬و ما اد خر لك ف الَخرة أف ضل‪ ,‬ث قرأ هذه الَ ية‬
‫{لنبوئنهم ف الدنيا حسنة ولجر الَخرة أكب لو كانوا يعلمون}‪ .‬ث وصفهم تعال فقال‪:‬‬
‫{الذين صبوا وعلى ربم يتوكلون} أي صبوا على الذى من قومهم متوكلي على ال‬
‫الذي أحسببببن لمبببب العاقبببببة فبببب الدنيببببا والَخرة‪.‬‬

‫** َومَآ أَرْسَ ْلنَا مِن َقبْلِكَ إِلّ رِجَالً نّوحِيَ إَِلْيهِمْ فَاسْأَلُواْ َأهْلَ الذّكْرِ إِن ُكنْتُم َل َتعْلَمُونَ *‬
‫ُونب‬
‫ُمب َيَت َفكّر َ‬‫ِمب وََلعَّله ْ‬
‫ّاسب م َا نُ ّزلَ إِلَْيه ْ‬
‫ّنب لِلن ِ‬ ‫ْكب الذّكْرَ ِلُتَبي َ‬
‫َاتب وَال ّزبُ ِر َوَأنْزَلْن َا إَِلي َ‬
‫بِاْلبَّين ِ‬
‫قال الضحاك‪ :‬عن ابن عباس‪ :‬لا بعث ال ممدا صلى ال عليه وسلم رسولً‪ ,‬أنكرت‬
‫العرب ذلك أو من أنكر منهم وقالوا‪ :‬ال أعظم من أن يكون رسوله بشرا‪ ,‬فأنزل {أكان‬
‫للناس عجبا أن أوحينا إل رجل منهم أن أنذر الناس} الَية‪ ,‬وقال‪{ :‬وما أرسلنا من قبلك‬
‫إل رجا ًل نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون} يعن أهل الكتب الاضية‬
‫أبشرا كانبت الرسبل إليهبم أم ملئكبة ؟ فإن كانوا ملئكبة أنكرتب وإن كانوا بشرا فل‬
‫تنكروا أن يكون ممد صلى ال عليه وسلم رسولً‪ ,‬قال تعال‪{ :‬وما أرسلنا من قبلك إل‬

‫‪496‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رجا ًل نو حي إلي هم من أ هل القرى} لي سوا من أ هل ال سماء ك ما قل تم‪ ,‬وكذا روي عن‬
‫ما هد عن ا بن عباس أن الراد بأ هل الذ كر أ هل الكتاب‪ ,‬وقاله ما هد والع مش‪ ,‬وقول‬
‫عببد الرحنبببن زيبد‪ :‬الذ كر القرآن‪ ,‬واسبتشهد بقوله‪{ :‬إنبا ننب نزلنبا الذكبر وإنبا له‬
‫لافظون} صحيح‪ ,‬لكن ليس هو الراد ههنا‪ ,‬لن الخالف ل يرجع ف إثباته بعد إنكاره‬
‫إل يه‪ ,‬وكذا قول أ ب جع فر البا قر‪ :‬ن ن أ هل الذ كر‪ ,‬ومراده أن هذه ال مة أ هل الذ كر‪,‬‬
‫صحيح فإن هذه المة أعلم من جيع المم السالفة‪ .‬وعلماء أهل بيت رسول ال عليهم‬
‫ال سلم والرح ة من خ ي العلماء إذا كانوا على ال سنة ال ستقيمة كعلي وا بن عباس واب ن‬
‫علي السن والسي‪ ,‬وممد بن النفية وعلي بن السي زين العابدين‪ ,‬وعلي بن عبد ال‬
‫بن عباس‪ ,‬وأب جعفر الباقر وهو ممد بن علي بن السي وجعفر ابنه‪ ,‬وأمثالم وأضرابم‬
‫وأشكالم من هو متمسك ببل ال التي وصراطه الستقيم‪ ,‬وعرف لكل ذي حق حقه‬
‫ونزل كل النل الذي أعطاه ال ور سوله واجتم عت عل يه قلوب عباده الؤمن ي‪ ,‬والغرض‬
‫أن هذه الَ ية الكري ة أ خبت بأن الر سل الاض ي ق بل م مد صلى ال عل يه و سلم كانوا‬
‫بشرا كما هو بشر‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬قل سبحان رب هل كنت إل بشرا رسولً ؟ وما‬
‫م نع الناس أن يؤمنوا إذ جاء هم الدى إل أن قالوا أب عث ال بشرا ر سولً ؟} وقال تعال‪:‬‬
‫{وما أرسلنا قبلك من الرسلي إل إنم ليأكلون الطعام ويشون ف السواق} وقال تعال‪:‬‬
‫{وما جعلناهم جسدا ل يأكلون الطعام وما كانوا خالدين} وقال‪{ :‬قل ما كنت بدعا‬
‫من الرسل} وقال تعال‪{ :‬قل إنا أنا بشر مثلكم يوحى إل} ث أرشد ال تعال من شك‬
‫ف كون الرسل كانوا بشرا إل سؤال أصحاب الكتب التقدمة عن النبياء الذين سلفوا‬
‫هل كان أ نبياؤهم بشرا أو ملئ كة ‪ ,‬ث ذ كر تعال أ نه أر سلهم {بالبينات} أي بال جج‬
‫والدلئل {والزبر} و هي الك تب قاله ا بن عباس وما هد والضحاك وغي هم‪ ,‬والزبر ج ع‬
‫زبور‪ ,‬تقول العرب‪ :‬زبرت الكتاب إذا كتب ته‪ .‬وقال تعال‪{ :‬و كل ش يء فعلوه ف الزبر}‬
‫وقال {ول قد كتب نا ف الزبور من ب عد الذ كر أن الرض يرث ها عبادي ال صالون} ث قال‬
‫تعال‪{ :‬وأنزل نا إل يك الذ كر} يع ن القرآن {ل تبي للناس ما نزل إلي هم} أي من رب م‬
‫لعلمك بعن ما أنزل ال وحرصك عليه واتباعك له‪ ,‬ولعلمنا بأنك أفضل اللئق وسيد‬
‫ولد آدم‪ ,‬فتفصبل لمب مبا أجلب وتببي لمب مبا أشكبل {ولعلهبم يتفكرون} أي ينظرون‬

‫‪497‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لنفسببببببهم فيهتدون فيفوزون بالنجاة فبببببب الداريببببببن‪.‬‬

‫سفَ اللّ ُه ِبهِ مُ الرْ ضَ َأوْ َي ْأتَِيهُ مُ الْعَذَا بُ مِ نْ َحيْ ُ‬


‫ث‬ ‫سّيئَاتِ أَن يَخْ ِ‬ ‫** أََفَأمِ َن الّذِي نَ مَكَرُوْا ال ّ‬
‫خوّ فٍ فَإِ نّ‬
‫جزِي نَ * َأوْ َيأْخُ َذهُ ْم عََلىَ تَ َ‬ ‫شعُرُو نَ * َأوْ يَأْخُ َذهُ مْ فِي َتقَّلِبهِ مْ َفمَا هُم بِ ُمعْ ِ‬ ‫َل يَ ْ‬
‫َرّبكُمببببببببببْ لَ َرؤُوفببببببببببٌ ّرحِيمببببببببببٌ‬
‫ليخب تعال عن حلمه وإنظاره العصاة الذين يعملون السيئات ويدعون إليها‪ ,‬ويكرون‬
‫بالناس ف دعائهم إياهم وحلهم عليها‪ ,‬مع قدرته على أن يسف بم الرض أو يأتيهم‬
‫العذاب {مبن حيبث ل يشعرون}‪ ,‬أي مبن حيبث ل يعلمون ميئه إليهبم‪ ,‬كقوله تعال‪:‬‬
‫{أأمنتم من ف السماء أن يسف بكم الرض فإذا هي تور * أم أمنتم من ف السماء أن‬
‫ير سل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذ ير‪ }.‬وقوله‪{ :‬أو يأخذهم ف تقلب هم} أي ف‬
‫ب مبن الشغال اللهيبة‪ ,‬قال قتادة‬ ‫تقلبهبم فب العايبش واشتغالمب باب فب أسبفارهم ونوه ا‬
‫وال سدي‪ :‬تقلب هم أي أ سفارهم‪ ,‬وقال ما هد والضحاك وقتادة { ف تقلب هم} ف الل يل‬
‫والنهار كقوله {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون * أو أمن أهل القرى‬
‫أن يأتيهببببببم بأسببببببنا ضحببببببى وهببببببم يلعبون}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ف ما هم بعجز ين} أي ل يعجزون ال على أي حال كانوا عل يه‪ .‬وقوله‪{ :‬أو‬
‫يأخذهم على توف} أي أو يأخذهم ال ف حال خوفهم من أخذه لم‪ ,‬فإنه يكون أبلغ‬
‫وأ شد‪ ,‬فإن ح صول ما يتو قع مع الوف شد يد‪ ,‬ولذا قال العو ف عن ا بن عباس‪{ :‬أو‬
‫يأخذهم على توف} يقول‪ :‬إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه وتوفه بذلك‪ ,‬وكذا‬
‫روي عن ماهد والضحاك وقتادة وغيهم‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬فإن ربكم لرؤوف رحيم} أي‬
‫حيث ل يعاجلكم بالعقوبة‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي «ل أحد أصب على أذى سعه من‬
‫ال‪ ,‬إن م يعلون له ولدا و هو يرزق هم ويعافي هم» وفيه ما «إن ال ليملي للظال ح ت إذا‬
‫أخذه ل يفلته» ث قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى‬
‫وهي ظالة إن أخذه أليم شديد} وقال تعال‪{ :‬وكأين من قرية أمليت لا وهي ظالة ث‬
‫ببببببببببببببي}‪.‬‬ ‫بببببببببببببب وإل الصب‬ ‫أخذتاب‬

‫‪498‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َأوَ لَ ْم يَ َر ْواْ إَِل َى مَا خَلَقَ اللّ ُه مِن َشيْءٍ َيَت َفيُّأ ظِلَلُهُ عَ ِن اْليَمِيِ وَالْشّمَآئِلِ سُجّدا لِلّ ِه َوهُ ْم‬
‫دَا ِخرُو نَ * وَِللّ ِه يَ سْجُ ُد مَا فِي ال سّمَاوَاتِ وَمَا فِي الرْ ضِ مِن دَآّبةٍ وَالْمَلِئ َكةُ َوهُ مْ لَ‬
‫ب َويَ ْفعَلُونببَ مَببا ُي ْؤمَرُونببَ‬ ‫بن َفوِْقهِمب ْ‬ ‫بتَ ْكبِرُونَ * يَخَافُونببَ َرّبهُمببْ مّب‬ ‫يَسب ْ‬
‫ي ب تعال عن عظم ته وجلله و كبيائه الذي خ ضع له كل ش يء‪ ,‬ودا نت له الشياء‬
‫والخلوقات بأسرها‪ :‬جاداتا وحيواناتا‪ ,‬ومكلفوها من النس والن‪ ,‬واللئكة‪ ,‬فأخب‬
‫أن كل ما له ظل يتف يأ ذات اليم ي وذات الشمال‪ ,‬أي بكرة وعشيا فإ نه ساجد بظله ل‬
‫تعال‪ .‬قال ماهبد‪ :‬إذا زالت الشمبس سبجد كبل شيبء ل عبز وجبل‪ ,‬وكذا قال قتادة‬
‫والضحاك وغيهم‪ ,‬وقوله {وهم داخرون} أي صاغرون‪ .‬وقال ماهد أيضا‪ :‬سجود كل‬
‫شيء فيؤه ‪ ,‬وذ كر البال‪ ,‬قال‪ :‬سجودها فيؤها‪ .‬وقال أبو غالب الشيبا ن‪ :‬أمواج الب حر‬
‫صلته‪ ,‬ونزلم منلة من يعقل إذ أسند السجود إليهم فقال‪{ :‬ول يسجد ما ف السموات‬
‫وما ف الرض من دابة} كما قال‪{ :‬ول يسجد من ف السموات والرض طوعا وكرها‬
‫وظللم بالغدو والَصال}‪ .‬وقوله‪{ :‬واللئكة وهم ل يستكبون} أي تسجد ل أي غي‬
‫مستكبين عن عبادته {يافون ربم من فوقهم} أي يسجدون خائفي وجلي من الرب‬
‫جبل جلله {ويفعلون مبا يؤمرون} أي مثابريبن على طاعتبه تعال وامتثال أوامره‪ ,‬وترك‬
‫زواجره‪.‬‬

‫** وَقَالَ اللّ هُ َل َتتّخِذُواْ إِلـ َهيْ ِن اثَْنيْ نِ ِإنّمَا ُهوَ إِلـهٌ وَا ِحدٌ فَإيّا يَ فَا ْرهَبُو نِ * وَلَ هُ مَا فِي‬
‫ت وَالرْ ضِ وَلَ هُ الدّي ُن وَا صِبا أََف َغيْرَ اللّ ِه َتّتقُو نَ * َومَا ِبكُم مّن نّعْ َمةٍ َفمِ نَ اللّ ِه ثُ مّ‬ ‫الْ سّمَاوَا ِ‬
‫ِمب‬
‫ِيقب ّمنْكُم بِ َرّبه ْ‬ ‫ُمبإِذَا فَر ٌ‬
‫َفب الضّ ّر َعنْك ْ‬
‫ُمبإِذَا كَش َ‬ ‫ُونب * ث ّ‬ ‫جأَر َ‬ ‫ْهب تَ ْ‬
‫َسبكُ ُم الضّرّ فَإَِلي ِ‬
‫إِذَا م ّ‬
‫بوْفَ تَعَْلمُونبببَ‬ ‫يُشْرِكُونبببَ * ِلَيكْفُرُوْا بِمَبببآ آتَْينَاهُمبببْ َفتَ َمّتعُواْ فَسبب َ‬
‫يب تعال أنه ل إله إل هو‪ ,‬وأنه ل ينبغي العبادة إل له وحده ل شريك له‪ ,‬فإنه مالك‬
‫كل شيء وخالقه وربه {وله الدين واصبا} قال ابن عباس وماهد وعكرمة وميمون بن‬
‫مهران وال سدي وقتادة وغ ي وا حد‪ :‬أي دائما‪ ,‬و عن ا بن عباس أي ضا‪ :‬أي واجبا‪ .‬وقال‬
‫ماهد‪ :‬أي خالصا له‪ ,‬أي له العبادة وحده من ف السموات والرض‪ ,‬كقوله‪{ :‬أفغي دين‬

‫‪499‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال يبغون * وله أ سلم من ف ال سموات والرض طوعا وكرها وإل يه يرجعون} هذا على‬
‫قول ابن عباس وعكرمة‪ ,‬فيكون من باب الب‪ ,‬وأما على قول ماهد فإنه يكون من باب‬
‫الطلب‪ ,‬أي ارهبوا أن تشركوا ب شيئا وأخل صوا ل الطا عة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬أل ل الد ين‬
‫الالص} ث أ خب أ نه مالك الن فع وال ضر‪ ,‬وأن ما بالعباد من رزق ونع مة وعاف ية ون صر‬
‫فمن فضله عليهم‪ ,‬وإحسانه إليهم {ث إذا مسكم الضر فإليه تأرون} أي لعلمكم أنه ل‬
‫يقدر على إزال ته إل هو فإن كم ع ند الضرورات تلجأون إل يه وت سألونه وتلحون ف الرغ بة‬
‫إليه مستغيثي به‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه فلما‬
‫نا كم إل الب أعرض تم وكان الن سان كفورا} وقال هه نا‪ { :‬ث إذا ك شف ال ضر عن كم‬
‫إذا فريق منكم بربم يشركون * ليكفروا با آتيناهم} قيل‪ :‬اللم ههنا لم العاقبة‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫لم التعليل بعن قيضنا لم ذلك ليكفروا أي يستروا ويحدوا نعم ال عليهم وأنه السدي‬
‫إليهم النعم‪ ,‬الكاشف عنهم النقم‪ ,‬ث توعدهم قائلً {فتمتعوا} أي اعملوا ما شئتم وتتعوا‬
‫بببة ذلك‪.‬‬ ‫بببوف تعلمون} أي عاقبب‬ ‫بببه قليلً {فسب‬ ‫بببم فيب‬ ‫ببب أنتب‬ ‫باب‬

‫سأَلُ ّن عَمّا ُكنْتُ ْم َت ْفتَرُو نَ *‬ ‫جعَلُو نَ لِمَا َل َيعْلَمُو َن نَ صِيبا مّمّا رَزَ ْقنَاهُ ْم تَاللّ هِ َلتُ ْ‬ ‫** َويَ ْ‬
‫شَتهُو نَ * َوإِذَا بُشّرَ أَ َح ُدهُ ْم بِا ُلنَْثىَ ظَ ّل وَ ْجهُ هُ‬ ‫جعَلُو نَ ِللّ ِه الَْبنَا تِ ُسبْحَانَهُ وََلهُ ْم مّا يَ ْ‬ ‫َويَ ْ‬
‫سكُ ُه عََل َى هُو نٍ أَ مْ يَدُ سّهُ‬ ‫ى مِ َن اْل َقوْ ِم مِن ُسوَ ِء مَا بُشّ َر بِ هِ أَيُمْ ِ‬ ‫سوَدّا َو ُهوَ كَظِي مٌ * َيتَوَارَ َ‬ ‫مُ ْ‬
‫سوْءِ وَلِلّ ِه الْ َمثَ ُل العَْلىَ‬
‫حكُمُونَ * لِلّذِينَ َل ُيؤْ ِمنُونَ بِالَ ِخ َرةِ مَثَلُ ال ّ‬ ‫فِي التّرَابِ أَلَ سَآ َء مَا يَ ْ‬
‫حكِيمبببببببببببببببببببببببببببببُ‬ ‫َوهُ َو اْلعَزِي ُز الْ َ‬
‫ي ب تعال عن قبائح الشرك ي الذ ين عبدوا مع ال غيه من ال صنام والوثان والنداد‬
‫بغي علم‪ ,‬وجعلوا للوثان نصيبا ما رزقهم ال فقالوا هذا ل بزعمهم وهذا لشركائنا فما‬
‫كان لشركائهم فل يصل إل ال وما كان ل فهو يصل إل شركائهم ساء ما يكمون}‬
‫أي جعلوا لَلت هم ن صيبا مع ال وفضلو ها على جان به‪ ,‬فأق سم ال تعال بنف سه الكري ة‬
‫لي سألنهم عن ذلك الذي افتروه وائتفكوه وليقابلن هم عل يه وليجازين هم أو فر الزاء ف نار‬
‫جه نم‪ ,‬فقال‪{ :‬تال لت سألن ع ما كنتم تفترون} ث أخب تعال عنهم أن م جعلوا اللئكة‬
‫الذين هم عباد الرحن إناثا‪ ,‬وجعلوها بنات ال فعبدوها معه‪ ,‬فأخطأوا خطأ كبيا ف كل‬

‫‪500‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مقام من هذه القامات الثلث‪ ,‬فن سبوا إل يه تعال أن له ولدا ول ولد له‪ ,‬ث أعطوه أ خس‬
‫القسمي من الولد وهو البنات‪ ,‬وهم ل يرضونا لنفسهم‪ ,‬كما قال‪{ :‬ألكم الذكر وله‬
‫النثببببببببببببى ؟ تلك إذا قسببببببببببببمة ضيزى}‪.‬‬
‫وقوله ههنا‪{ :‬ويعلون ل البنات سبحانه} أي عن قولم وإفكهم {أل إنم من إفكهم‬
‫ليقولون ولد ال وإنم لكاذبون * أصطفى البنات على البني ؟ ما لكم كيف تكمون}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول م ما يشتهون} أي يتارون لنف سهم الذكور ويأنفون لنف سهم من البنات‬
‫الت نسبوها إل ال‪ ,‬تعال ال عن قولم علوا كبيا‪ ,‬فإنه {إذا بشر أحدهم بالنثى ظل‬
‫وجهه مسودا} أي كئيبا من الم {وهو كظيم} ساكت من شدة ما هو فيه من الزن‪,‬‬
‫{يتوارى من القوم} أي يكره أن يراه الناس {من سوء ما بشر به أيسكه على هون أم‬
‫يد سه ف التراب} أي إن أبقا ها أبقا ها مها نة ل يورث ها ول يعت ن ب ا‪ ,‬ويف ضل أولده‬
‫الذكور عليهبا {أم يدسبه فب التراب} أي يئدهبا وهبو أن يدفنهبا فيبه حيبة كمبا كانوا‬
‫يصنعون ف الاهلية‪ ,‬أفمن يكرهونه هذه الكراهة ويأنفون لنفسهم عنه يعلونه ل ؟ {أل‬
‫ساء ما يكمون} أي بئس ما قالوا‪ ,‬وبئس ما قسموا‪ ,‬وبئس ما نسبوه إليه‪ ,‬كقوله تعال‪:‬‬
‫{وإذا بشر أحدهم با ضرب للرحن مثلً ظل وجهه مسودا وهو كظيم}‪ .‬وقوله ههنا‪:‬‬
‫{للذين ل يؤمنون بالَخرة مثل السوء} أي النقص إنا ينسب إليهم { ول الثل العلى}‬
‫اي الكمال الطلق مبن كبل وجبه وهبو منسبوب إليبه {وهبو العزيبز الكيبم}‪.‬‬

‫س بِظُ ْل ِمهِ ْم مّا تَرَ َك عََلْيهَا مِن دَآّب ٍة وَلَكِن ُيؤَ ّخ ُرهُ مْ إلَىَ أَجَ ٍل مّ سَ ّم َى‬
‫** وََل ْو ُيؤَاخِذُ اللّ ُه النّا َ‬
‫ج َعلُو نَ لِلّ ِه مَا َيكْ َرهُو َن َوتَ صِفُ‬ ‫سَتقْ ِدمُونَ * َويَ ْ‬ ‫ستَأْ ِخرُونَ سَا َع ًة وَلَ يَ ْ‬ ‫فَإِذَا جَآءَ أَ َجُلهُ مْ َل يَ ْ‬
‫ب‬‫ب ّمفْ َرطُون َ‬ ‫ب اْلنّا َر َوَأّنهُم ْ‬‫ب َلهُم ُ‬
‫ب أَن ّ‬ ‫بَنىَ لَ َجرَم َ‬ ‫ب الْحُس ْ‬ ‫ب َلهُم ُ‬ ‫ب أَن ّ‬‫بَنُتهُمُ اْلكَذِب َ‬ ‫أَلْس ِ‬
‫ي ب تعال عن حل مه بل قه مع ظلم هم وأ نه لو يؤاخذ هم ب ا ك سبوا ما ترك على ظ هر‬
‫الرض من دا بة أي لهلك ج يع دواب الرض تبعا لهلك ب ن آدم‪ ,‬ول كن الرب جل‬
‫جلله يلم ويستر‪ ,‬وينظر إل أجل مسمى أي ل يعاجلهم بالعقوبة‪ ,‬إذ لو فعل ذلك بم‬
‫لا أبقى أحدا‪ .‬قال سفيان الثوري عن أب إسحاق عن أب الحوص أنه قال‪ :‬كاد العل‬
‫أن يعذب بذ نب ب ن آدم‪ ,‬وقرأ الَ ية {ولو يؤا خذ ال الناس بظلم هم ما ترك علي ها من‬

‫‪501‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫دابة} وكذا روى العمش عن أب إسحاق عن أب عبيدة قال‪ :‬قال عبد ال‪ :‬كاد العل‬
‫أن يهلك ف جحره بطيئة بن آدم‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا إساعيل‬
‫بن حكيم الزاعي‪ ,‬حدثنا ممد بن جابر النفي عن يي بن أب كثي عن أب سلمة قال‪:‬‬
‫ل وهو يقول‪ :‬إن الظال ل يضر إل نفسه‪ ,‬قال‪ :‬فالتفت إليه‪ ,‬فقال‪ :‬بلى‬ ‫سع أبو هريرة رج ً‬
‫بببببا بظلم الظال‪.‬‬ ‫ببببب وكرهب‬ ‫ببببب إن الباري لتموت فب‬ ‫وال حتب‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬أنبأنا الوليد بن عبد اللك‪ ,‬حدثنا عبيد ال‬
‫بن شرحبيل‪ ,‬حدثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد ال عن عمه أب مشجعة بن‬
‫ربي عة عن أ ب الدرداء ر ضي ال ع نه قال‪ :‬ذكر نا ع ند ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫فقال‪« :‬إن ال ل يؤ خر شيئا إذا جاء أجله‪ ,‬وإن ا زيادة الع مر بالذر ية ال صاله يرزق ها ال‬
‫بر»‪.‬‬ ‫ببه فذلك زيادة العمب‬ ‫بم ف ب قب‬ ‫به دعاؤهب‬ ‫بن بعده فيلحقب‬ ‫بد فيدعون له مب‬‫العبب‬
‫وقوله‪{ :‬ويعلون ل ما يكرهون} أي من البنات و من الشركاء الذ ين هم عبيده و هم‬
‫يأنفون أن يكون عنبببببد أحدهبببببم شريبببببك له فببببب ماله‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وتصف ألسنتهم الكذب أن لم السن} إنكار عليهم ف دعواهم مع ذلك أن‬
‫ل م ال سن ف الدن يا وإن كان ث معاد فف يه أيضا ل م ال سن‪ ,‬وإخبار عن ق يل من قال‬
‫منهم‪ ,‬كقوله‪{ :‬ولئن أذقنا النسان منا رحة ث نزعناها منه إنه ليئوس كفور * ولئن أذقناه‬
‫نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات ع ن إنه لفرح فخور} وقوله‪{ :‬ولئن أذقناه‬
‫رحة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا ل وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إل رب‬
‫إن ل عنده للحسن فلننبئن الذين كفروا با عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ}‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لوتي مالً وولدا} وقال إخبارا عن أحد الرجلي أنه‬
‫{دخل جنته وهو ظال لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا * وما أظن الساعة قائمة ولئن‬
‫رددت إل رب لجدن خيا منها منقلبا} فجمع هؤلء بي عمل السوء وتن الباطل بأن‬
‫يازوا على ذلك حسنا وهذا مستحيل‪ ,‬كما ذكر ابن إسحاق إنه وجد حجر ف أساس‬
‫الكعبة حي نقضوها ليجددوها مكتوب عليه حكم ومواعظ‪ ,‬فمن ذلك‪ :‬تعلمون السيئات‬
‫وتوزن السبببنات ؟ أجبببل كمبببا يتنببب مبببن الشوك العنبببب‪.‬‬

‫‪502‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ما هد وقتادة‪{ :‬وت صف أل سنتهم الكذب أن ل م ال سن} أي الغلمان‪ .‬وقال ا بن‬
‫جر ير‪{ :‬أن ل م ال سن} أي يوم القيا مة ك ما قدم نا بيا نه‪ ,‬و هو ال صواب‪ ,‬ول ال مد‪,‬‬
‫ولذا قال تعال رادا عليهم ف تنيهم ذلك‪{ :‬ل جرم} أي حقا ل بد منه {أن لم النار}‬
‫أي يوم القيا مة {وأن م مفرطون} قال ما هد و سعيد بن جبي وقتادة وغي هم‪ :‬من سيون‬
‫فيهبا مضيعون وهذا كقوله تعال‪{ :‬فاليوم ننسباهم كمبا نسبوا لقاء يومهبم هذا}‪ .‬وعبن‬
‫قتادة أي ضا‪ :‬مفرطون أي معجلون إل النار من الفرط‪ ,‬و هو ال سابق إل الورد‪ ,‬ول منافاة‬
‫لنمبب يعجببل بمبب يوم القيامببة إل النار وينسببون فيهببا أي يلدون‪) .‬‬

‫شيْطَا نُ َأعْمَاَلهُ مْ َف ُه َو وَِلّيهُ ُم اْلَيوْ مَ وََلهُ ْم‬


‫** تَاللّ هِ َلقَدْ أَرْ سَ ْلنَآ إَِلىَ ُأمَ ٍم مّن َقبْلِ كَ َف َزيّ نَ َل ُه مُ ال ّ‬
‫ك اْلكِتَا بَ إِلّ ِلُتَبيّ نَ َلهُ مُ الّذِي ا ْختََلفُواْ فِي ِه َوهُدًى وَرَ ْح َمةً‬ ‫عَذَا بٌ أَلِي مٌ * وَمَآ َأنْزَلْنَا عََليْ َ‬
‫ض َبعْدَ َموِْتهَآ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَيةً‬ ‫ّل َقوْ ٍم ُي ْؤمِنُو نَ * وَاللّ هُ َأنْزَ َل مِ َن الْ سّمَآ ِء مَآءً َفأَ ْحيَا بِ هِ الرْ َ‬
‫ب يَسببببببببببببببببْ َمعُونَ‬ ‫ِل َقوْمببببببببببببببب ٍ‬
‫يذكر تعال أنه أرسل إل المم الالية رسلً فكذبت الرسل‪ ,‬فلك يا ممد ف إخوانك‬
‫من الرسلي أسوة فل يهيدنك تكذيب قو مك لك‪ ,‬وأ ما الشركون الذ ين كذبوا الرسل‬
‫فإن ا حل هم على ذلك تزي ي الشيطان ل م ما فعلوه‪{ .‬ف هو ولي هم اليوم} أي هم ت ت‬
‫العقوبة والنكال‪ ,‬والشيطان وليهم ول يلك لم خلصا ول صريخ لم‪ ,‬ولم عذاب أليم‪.‬‬
‫ث قال تعال لر سوله‪ :‬إ نه إن ا أنزل عل يه الكتاب ل يبي للناس الذي يتلفون ف يه ؟ فالقرآن‬
‫فاصل بي الناس ف كل ما يتنازعون فيه {وهدى} أي للقلوب {ورحة} أي لن تسك‬
‫به {لقوم يؤمنون} وكما جعل سبحانه القرآن حياة للقلوب اليتة بكفرها‪ ,‬كذلك ييي‬
‫الرض بعد موتا با أنزله عليها من السماء من ماء {إن ف ذلك لَية لقوم يسمعون} أي‬
‫يفهمون الكلم ومعناه‪.‬‬

‫‪503‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث وَدَمٍ ّلبَنا خَالِصا سَآئِغا‬‫سقِيكُ ْم مّمّا فِي بُطُونِ ِه مِن َبيْنِ فَرْ ٍ‬‫** َوإِنّ َلكُمْ فِي النْعَامِ َل ِعبْ َرةً نّ ْ‬
‫خذُو َن ِمنْ هُ َسكَرا وَ ِرزْقا حَ سَنا إِ نّ فِي ذَلِ كَ‬‫ت النّخِي ِل وَال ْعنَا بِ َتتّ ِ‬ ‫لِلشّا ِربِيَ * َومِن ثَمَرَا ِ‬
‫ب َي ْعقِلُونبببببببببببببببَ‬ ‫َلَيةً ّل َقوْمبببببببببببببب ٍ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وإن لكم} أيها الناس{ف النعام} وهي البل والبقر والغنم {لعبة} أي‬
‫لَية ودللة على حكمة خالقها وقدرته ورحته ولطفه {نسقيكم ما ف بطونه} أفردها‬
‫ههنبا عودا على معنب النعبم‪ ,‬أو الضميب عائد على اليوان‪ ,‬فإن النعام حيوانات أي‬
‫نسقيكم ما ف بطن هذا اليوان‪ ,‬وف الَية الخرى ما ف بطونا‪ ,‬ويوز هذا وهذا‪ ,‬كما‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬كل إن ا تذكرة ف من شاء ذكره} و ف قوله تعال‪{ :‬وإ ن مر سلة إلي هم‬
‫بديببه فناظرة ببب يرجببع الرسببلون * فلمببا جاء سببليمان} أي الال‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬من بي فرث ودم لبنا خالصا} أي يتخلص اللب بياضه وطعمه وحلوته‪ ,‬ما‬
‫بيب فرث ودم فب باطبن اليوان‪ ,‬فيسبري كبل إل موطنبه إذا نضبج الغذاء فب معدتبه‪,‬‬
‫فيصرف منه دم إل العروق‪ ,‬ولب إل الضرع‪ ,‬وبول إل الثانة‪ ,‬وروث إل الخرج‪ ,‬وكل‬
‫من ها ل يشوب الَ خر ول ياز جه ب عد انف صاله ع نه ول يتغ ي به‪ .‬وقوله‪{ :‬لبنا خال صا‬
‫سائغا للشاربي} أي ل يغص به أحد‪ ,‬ولا ذكر اللب وأنه تعال جعله شرابا للناس سائغا‬
‫ثن بذكر ما يتخذه الناس من الشربة من ثرات النخيل والعناب‪ ,‬وما كانوا يصنعون من‬
‫ال نبيذ السبكر قببل تري ه‪ ,‬ولذا ام ت ببه علي هم فقال‪{ :‬ومبن ثرات النخ يل والعناب‬
‫تتخذون م نه سكرا} دل على إباح ته شر عا ق بل تري ه‪ ,‬ودل على الت سوية ب ي ال سكر‬
‫الت خذ من الن خل والت خذ من الع نب‪ ,‬ك ما هو مذ هب مالك والشاف عي وأح د وجهور‬
‫العلماء‪ ,‬وكذا حكبم سبائر الشرببة التخذة مبن النطبة والشعيب والذرة والعسبل‪ ,‬كمبا‬
‫جاءت السبببنة بتفصبببيل ذلك‪ ,‬وليبببس هذا موضبببع بسبببط ذلك‪.‬‬
‫ك ما قال ا بن عباس ف قوله‪ { :‬سكرا ورزقا ح سنا} السبكر ما حرم من ثرتيه ما‪,‬‬
‫والرزق ال سن ما أ حل من ثرتيه ما‪ ,‬و ف روا ية‪ :‬ال سكر حرا مه‪ ,‬والرزق ال سن حلله‪,‬‬
‫يعن ما يبس منهما من تر وزبيب‪ ,‬وما عمل منهما من طلء وهو الدبس وخل ونبيذ‪,‬‬
‫ب وردت السبنة بذلك {إن فب ذلك لَيبة لقوم يعقلون}‬ ‫حلل يشرب قببل أن يشتبد كم ا‬
‫ناسب ذكر العقل ههنا فإنه أشرف ما ف النسان‪ ,‬ولذا حرم ال على هذه المة الشربة‬

‫‪504‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السكرة صيانة لعقولا‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وجعلنا فيها جنات من نيل وأعناب وفجرنا فيها‬
‫من العيون ليأكلوا من ثره وما عملته أيديهم أفل يشكرون * سبحان الذي خلق الزواج‬
‫كلهبببا ماببب تنببببت الرض ومبببن أنفسبببهم وماببب ل يعلمون}‪.‬‬

‫جبَا ِل ُبيُوتا َومِنَ الشّجَ ِر َومِمّا َيعْ ِرشُونَ * ثُ ّم‬


‫** َوَأوْ َحىَ َربّكَ إِلَ َى النّحْلِ أَنِ اتّخِذِي مِ َن الْ ِ‬
‫ختَلِ فٌ أَْلوَانُ هُ‬
‫ب مّ ْ‬
‫ج مِن بُطُوِنهَا شَرَا ٌ‬
‫خرُ ُ‬ ‫ل يَ ْ‬‫كُلِي مِن كُ ّل الثّمَرَا تِ فَا سُْلكِي ُسبُلَ َربّ كِ ذُُل ً‬
‫ببي ذَلِكبببَ َلَيةً ّل َقوْمبببٍ يََت َفكّرُونبببَ‬ ‫فِيهبببِ ِشفَآءٌ لِلنّاسبببِ إِنبببّ فِب‬
‫الراد بالوحي هنا اللام والداية‪ ,‬والرشاد للنحل أن تتخذ من البال بيوتا تأوي إليها‪,‬‬
‫ومن الشجر وما يعرشون‪ ,‬ث هي مكمة ف غاية التقان ف تسديسها ورصها بيث ل‬
‫يكون ف بيتها خلل‪ ,‬ث أذن لا تعال إذنا قدريا تسخييا أن تأكل من كل الثمرات‪ ,‬وأن‬
‫تسلك الطرق الت جعلها ال تعال مذللة لا‪ ,‬أي مسهلة عليها حيث شاءت من هذا الو‬
‫العظيم‪ ,‬والباري الشاسعة‪ ,‬والودية والبال الشاهقة‪ ,‬ث تعود كل واحدة منها إل بيتها‬
‫ل ت يد ع نه ي نة ول ي سرة‪ ,‬بل إل بيت ها و ما ل ا ف يه من فراخ وع سل‪ ,‬فتب ن الش مع من‬
‫ب وتقيبء العسبل مبن فيهبا‪ ,‬وتببيض الفراخ مبن دبرهبا‪ ,‬ثب تصببح إل مراعيهبا‪.‬‬ ‫أجنحته ا‬
‫وقال قتادة وع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪{ :‬فا سلكي سبل ر بك ذللً} أي مطي عة‪,‬‬
‫فجعله حا ًل مبن السبالكة‪ ,‬قال اببن زيبد‪ :‬وهبو كقول ال تعال‪{ :‬وذللناهبا لمب فمنهبا‬
‫ركوبمب ومنهبا يأكلون} قال‪ :‬أل ترى أنمب ينقلون النحبل بببيوته مبن بلد إل بلد وهبو‬
‫يصحبهم‪ ,‬والقول الول هو الظهر‪ ,‬وهو أنه حال من الطريق‪ ,‬أي فاسلكيها مذللة لك‪,‬‬
‫نص عليه ماهد‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬كل القولي صحيح‪ .‬وقد قال أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا‬
‫شيبان بن فروخ‪ ,‬حدثنا مكي بن عبد العزيز عن أبيه عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليبه وسبلم‪« :‬عمبر الذباب أربعون يوما‪ ,‬والذباب كله فب النار إل النحبل»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يرج من بطوناب شراب متلف ألوا نه ف يه شفاء للناس} ما بيب أبيبض‬
‫وأصفر وأحر وغي ذلك من اللوان السنة على اختلف مراعيها ومأكلها منها‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{فيه شفاء للناس} أي ف العسل شفاء للناس‪ ,‬أي من أدواء تعرض لم‪ ,‬قال بعض من‬

‫‪505‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تكلم على ال طب النبوي‪ :‬لو قال ف يه الشفاء للناس‪ ,‬لكان دواء ل كل داء‪ ,‬ول كن قال ف يه‬
‫شفاء للناس‪ ,‬أي يصبلح لكبل أحبد مبن أدواء باردة‪ ,‬فإنبه حار والشيبء يداوى بضده‪.‬‬
‫وقال ماهد وابن جرير ف قوله‪{ :‬فيه شفاء للناس} يعن القرآن‪ ,‬وهذا قول صحيح ف‬
‫نفسه‪ ,‬ولكن ليس هو الظاهر ههنا من سياق الَية‪ ,‬فإن الَية إنا ذكر فيها العسل ول‬
‫يتا بع ماهد على قوله هه نا‪ ,‬وإن ا الذي قاله ذكروه ف قوله تعال‪{ :‬وننل من القرآن ما‬
‫هو شفاء ورح ة للمؤمن ي} وقوله تعال‪ { :‬يا أي ها الناس قد جاءت كم موع ظة من رب كم‬
‫وشفاء ل ا ف ال صدور وهدى ورح ة للمؤمن ي} والدل يل على أن الراد بقوله تعال‪{ :‬ف يه‬
‫شفاء للناس} هو العسل‪ ,‬الديث الذي رواه البخاري ومسلم ف صحيحيهما من رواية‬
‫قتادة عن أب التوكل علي بن داود الناجي عن أب سعيد الدري رضي ال عنه أن رجلً‬
‫جاء إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن أخي استطلق بطنه‪ ,‬فقال «اسقه عسلً»‬
‫فذهب فسقاه عسلً‪ ,‬ث جاء فقال‪ :‬يارسول ال سقيته عسلً‪ ,‬فما زاده إل استطلقا‪ ,‬قال‪:‬‬
‫«اذ هب فا سقه ع سلً» فذ هب ف سقاه ع سلً‪ ,‬ث جاء فقال‪ :‬يار سول ال‪ ,‬ما زاده إل‬
‫استطلقا‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬صدق ال وكذب بطن أخيك‪ ,‬اذهب‬
‫فا سقه ع سلً» فذ هب ف سقاه ع سلً فبىء‪ .‬قال ب عض العلماء بال طب‪ :‬كان هذا الر جل‬
‫ل و هو حار تللت‪ ,‬فأ سرعت ف الندفاع فزاده إ سهالً‪,‬‬ ‫عنده فضلت‪ ,‬فل ما سقاه ع س ً‬
‫فاعت قد العرا ب أن هذا يضره و هو م صلحة لخ يه‪ ,‬ث سقاه فازداد التحل يل والد فع‪ ,‬ث‬
‫سقاه فكذلك‪ ,‬فل ما اندف عت الفضلت الفا سده الضرة بالبدن‪ ,‬ا ستمسك بط نه‪ ,‬و صلح‬
‫مزا جه‪ ,‬واندف عت ال سقام والَلم بب كة إشار ته‪ ,‬عل يه من ر به أف ضل ال صلة وال سلم‪.‬‬
‫وف الصحيحي من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها أن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم كان يعج به اللواء والع سل‪ ,‬هذا ل فظ البخاري‪ :‬و ف صحيح‬
‫البخاري من حديث سال الفطس عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‪ :‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬الشفاء ف ثلثة‪ :‬ف شرطة مجم‪ ,‬أو شربة عسل‪ ,‬أو كية بنار‪,‬‬
‫وأنىببببببب أمتببببببب عبببببببن الكبببببببي»‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن‬
‫قتادة‪ ,‬سعت جابر بن ع بد ال قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬إن‬

‫‪506‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان ف شيء من أدويتكم‪ ,‬أو يكون ف شيء من أدويتكم خي‪ :‬ففي شرطة مجم‪ ,‬أو‬
‫شر بة ع سل‪ ,‬أو لذ عة بنار توا فق الداء‪ ,‬و ما أ حب أن أكتوي» ورواه م سلم من حد يث‬
‫عاصببببم بببببن عمببببر بببببن قتادة عببببن جابر بببببه‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا علي بن إ سحاق‪ ,‬أنبأ نا ع بد ال أنبأ نا سعيد بن أ ب أيوب‪,‬‬
‫حدثنا عبد ال بن الوليد عن أب الي عن عقبة بن عامر الهن قال‪ :‬قال رسول اللهصلى‬
‫ال عل يه و سلم‪« :‬ثلث إن كان ف ش يء شفاء‪ :‬فشر طة م جم‪ ,‬أو شر بة ع سل‪ ,‬أو ك ية‬
‫تصيب ألا‪ ,‬وأنا أكره الكي ول أحبه» ورواه الطبان عن هارون بن سلول الصري عن‬
‫أب عبد الرحن القري‪ ,‬عن عبد ال بن الوليد به‪ ,‬ولفظه «إن كان ف شيء شفاء‪ :‬فشرطة‬
‫مجم» وذكره‪ ,‬وهذا إسناد صحيح‪ ,‬ول يرجوه‪ .‬وقال المام أبو عبد ال ممد بن يزيد‬
‫بن ماجه القزوين ف سننه‪ :‬حدثنا علي بن سلمة هو التغلب‪ ,‬حدثنا زيد بن حباب‪ ,‬حدثنا‬
‫سفيان عن أب إسحاق‪ ,‬عن أب الحوص عن عبد ال هو ابن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬عليكبم بالشفاءيبن‪ :‬العسبل والقرآن» وهذا إسبناد جيبد تفرد‬
‫بإخراجه ابن ماجه مرفوعا‪ ,‬وقد رواه ابن جرير عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن سفيان‬
‫ببببببه‪.‬‬ ‫ببببببا وله شبب‬ ‫ببببببه موقوفب‬ ‫ببببببو الثوري بب‬ ‫هب‬
‫وروي نا عن أم ي الؤمن ي علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه أ نه قال‪ :‬إذا أراد أحد كم‬
‫الشفاء فليكتب آية من كتاب ال ف صحيفة‪ ,‬وليغ سلها باء السماء‪ ,‬وليأخذ من امرأته‬
‫درها عن ط يب ن فس من ها‪ ,‬فليش تر به ع سلً فليشر به بذلك فإ نه شفاء‪ :‬أي من وجوه‪,‬‬
‫وقال ال تعال‪{ :‬وننل من القرآن ما هو شفاء ورح ة للمؤمن ي} وقال‪{ :‬وأنزل نا من‬
‫السماء ماء مباركا} وقال‪{ :‬فإن طب لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا} وقال‬
‫ببببببببه شفاء للناس}‪.‬‬ ‫ببببببببل‪{ :‬فيب‬ ‫بببببببب العسب‬ ‫فب‬
‫وقال ابن ماجه أيضا‪ :‬حدثنا ممود بن خداش حدثنا سعيد بن زكريا القرشي‪ ,‬حدثنا‬
‫الزبي بن سعيد الاشي عن عبد الميد بن سال عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال «من‬
‫لعق العسل ثلث غدوات ف كل شهر‪ ,‬ل يصبه عظيم من البلء» الزبي بن سعيد متروك‪.‬‬
‫وقال ابن ماجه أيضا‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن يوسف بن سرح الفرياب‪ ,‬حدثنا عمرو‬
‫بن بكي السكسكي‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن أب عبلة سعت أبا أب بن أم حرام وكان قد صلى‬

‫‪507‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القبلتي‪ ,‬يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬عليكم بالسنا والسنوت‪,‬‬
‫فإن فيهما شفاء من كل داء إل السام» قيل‪ :‬يارسول ال وما السام ؟ قال {الوت} قال‬
‫عمرو‪ :‬قال ا بن أ ب عبلة‪ :‬ال سنوت الش بت‪ .‬وقال آخرون‪ :‬بل هو الع سل الذي ف زقاق‬
‫السبببببببببمن‪ ,‬وهبببببببببو قول الشاعبببببببببر‪:‬‬
‫هبببم السبببمن بالسبببنوت ل لببببس فيهموهبببم ينعون الار أن يقردا‬
‫كذا رواه اببن ماجبه‪ ,‬وقوله‪ :‬ل لببس فيهبم أي ل خلط‪ .‬وقوله‪ :‬ينعون الار أن يقردا‪,‬‬
‫أي يضطهبد ويظلم‪ ,‬وقوله‪{ :‬إن فب ذلك لَيبة لقوم يتفكرون} أي إن فب إلام ال لذه‬
‫الدواب الضعي فة الل قة إل ال سلوك ف هذه الها مه والجتناء من سائر الثمار‪ ,‬ث جع ها‬
‫للشمع والع سل وهو من أطيب الشياء‪ ,‬لَية لقوم يتفكرون ف عظ مة خالق ها ومقدرها‬
‫ومسخرها وميسرها‪ ,‬فيستدلون بذلك على أنه الفاعل القادر الكيم العليم الكري الرحيم‪.‬‬

‫** وَاللّ هُ خََل َقكُ ْم ثُ ّم َيَتوَفّاكُ ْم َومِنكُم مّن يُرَدّ إَِلىَ أَرْذَ ِل اْلعُ ُمرِ ِلكَ يْ َل َيعْلَ َم َبعْ َد عِلْ ٍم َشيْئا‬
‫ب عَلِيمببببببببببٌ قَدِيرٌ‬ ‫إِنببببببببببّ اللّهببببببببب َ‬
‫يب تعال عن تصرفه ف عباده‪ ,‬وأنه هو الذي أنشأهم من العدم ث بعد ذلك يتوفاهم‪,‬‬
‫ومن هم من يتر كه ح ت يدر كه الرم و هو الض عف ف الل قة‪ ,‬ك ما قال ال تعال‪ { :‬ال‬
‫الذي خلقكم من ضعف ث جعل من بعد ضعف قوة} الَية‪ ,‬وقد روي عن علي رضي‬
‫ال عنه‪ :‬أرذل العمر خس وسبعون سنة‪ ,‬وف هذا السن يصل له ضعف القوى والرف‪,‬‬
‫و سوء ال فظ وقلة العلم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬لكيل يعلم ب عد علم شيئا}‪ ,‬أي ب عد ما كان عالا‬
‫أصبح ل يدري شيئا من الفند والرف‪ ,‬ولذا روى البخاري عند تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا‬
‫موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا هارون بن موسى أبو عبد ال العور عن شعيب عن أنس بن‬
‫مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يدعو«أعوذ بك من البخل والكسل والرم‪,‬‬
‫وأرذل العمر وعذاب القب‪ ,‬وفتنة الدجال وفتنة الحيا والمات وقال زهي بن أب سلمة ف‬
‫معلقتببببببببببببببببببببببببببببببه الشهورة‪.‬‬
‫سببئمت تكاليببف الياة ومببن يعببش ثانيبب عاما ل أبببا لك يسببأم‬
‫رأيببت النايببا خبببط عشواء مببن تصبببتمته ومببن تطىء يعمببر فيهرم‬

‫‪508‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫)‬

‫** وَاللّ هُ َفضّ َل َب ْعضَكُ ْم عََل َى َبعْ ضٍ فِي الْرّزْ قِ فَمَا الّذِي نَ ُفضّلُوْا بِرَآدّي رِزِْقهِ ْم عََل َى مَا‬
‫ببَ‬ ‫حدُونب‬ ‫ب يَجْ َ‬ ‫ب ِ‬‫بوَآءٌ أََفِبِنعْ َمةِ اللّهب‬
‫ب َ‬
‫ببِ سب‬ ‫ببْ فِيهب‬ ‫ببْ َفهُمب‬ ‫ببْ َأيْمَاُنهُمب‬ ‫مََلكَتب‬
‫يبي تعال للمشركي جهلهم وكفرهم فيما زعموه ل من الشركاء‪ ,‬وهم يعترفون أنا‬
‫عبيد له كما كانوا يقولون ف تلبيتهم ف حجهم‪ :‬لبيك ل شريك لك إل شريكا هو لك‪,‬‬
‫تلكبه ومبا ملك‪ ,‬فقال تعال منكرا عليهبم‪ :‬أنتبم ل ترضون أن تسباووا عببيدكم فيمبا‬
‫رزقناكم‪ ,‬فكيف يرضى هو تعال بساواة عبيد له ف اللية والتعظيم‪ ,‬كما قال ف الَية‬
‫الخرى‪{ :‬ضرب ل كم مثلً من أنف سكم هل ل كم م ا مل كت أيان كم من شركاء في ما‬
‫رزقناكم فأنتم فيه سواء تافونم كخيفتكم أنفسكم} الَية‪ ,‬قال العوف عن ابن عباس ف‬
‫هذه الَية‪ :‬يقول ل يكونوا ليشركوا عبيدهم ف أموالم ونسائهم‪ ,‬فكيف يشركون عبيدي‬
‫معبي فب سبلطان‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬أفبنعمبة ال يحدون} وقال فب الروايبة الخرى عنبه‪:‬‬
‫فك يف ترضون ل ما ل ترضون لنف سكم‪ .‬وقال ما هد ف هذه الَ ية‪ :‬هذا م ثل الَل ة‬
‫الباطلة‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬هذا م ثل ضربه ال‪ ,‬ف هل منكم من أحد يشاركه ملو كه ف زوجته‬
‫وفب فراشبه‪ ,‬فتعدلون بال خلقبه وعباده ؟ فإن ل ترض لنفسبك هذا‪ ,‬فال أحبق أن ينه‬
‫منبببببببببببببببببببببببببببببببببببك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أفبنعمبة ال يحدون} أي أنمب جعلوا ل ماب ذرأ مبن الرث والنعام نصبيبا‪,‬‬
‫فجحدوا نعم ته‪ ,‬وأشركوا م عه غيه‪ .‬و عن ال سن الب صري قال‪ :‬ك تب ع مر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه هذه الرسالة إل أب موسى الشعري‪ :‬واقنع برزقك من الدنيا‪ ,‬فإن الرحن‬
‫فضل بعض عباده على بعض ف الرزق بلء يبتلي به كلً‪ ,‬فيبتلي من بسط له كيف شكره‬
‫ب‪.‬‬ ‫بن أب ب حاتب‬ ‫به وخوله‪ ,‬رواه ابب‬ ‫با رزقب‬ ‫به فيمب‬ ‫ل وأداؤه الق ب الذي افترض عليب‬

‫سكُمْ أَ ْزوَاجا وَ َجعَلَ َلكُ ْم مّ نْ أَ ْزوَا ِجكُم َبنِيَ َو َحفَ َدةً وَ َرزََقكُم‬
‫** وَاللّ هُ َجعَلَ َلكُ مْ مّ نْ َأْنفُ ِ‬
‫ب َي ْكفُرُونبببَ‬ ‫ب هُمبب ْ‬ ‫ب َوِبنِعْ َمةِ اللّهبب ِ‬ ‫مّنبببَ ال ّطّيبَاتبببِ أََفبِاْلبَاطِ ِل ُي ْؤمِنُونبب َ‬

‫‪509‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يذكر تعال نعمه على عبيده بأن جعل لم من أنفسهم أزواجا من جنسهم وشكلهم‪,‬‬
‫ولو ج عل الزواج من نوع آ خر ما ح صل الئتلف والودة والرح ة‪ ,‬ول كن من رح ته‬
‫خلق من بن آدم ذكورا وإناثا‪ ,‬وجعل الناث أزواجا للذكور‪ ,‬ث ذكر تعال أنه جعل من‬
‫الزواج البني والفدة وهم أولد البني‪ ,‬قاله ابن عباس وعكرمة والسن والضحاك وابن‬
‫زيد‪ ,‬قال شعبة عن أب بشر عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‪ :‬بني وحفدة‪ ,‬وهم الولد‬
‫وولد الولد‪ .‬وقال سنيد‪ :‬حدثنا حجاج عن أب بكر عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬بنوك‬
‫حيببث يفدونببك ويرفدونببك ويعينونببك ويدمونببك‪ ,‬قال جيببل‪:‬‬
‫بببة الجال‬ ‫بببن أزمب‬ ‫بببلمت بأكفهب‬ ‫ببب وأسب‬ ‫بببد الولئد حولنب‬ ‫حفب‬
‫وقال ماهبد‪ :‬بنيب وحفدة ابنبه وخادمبه وقال فب روايبة‪ :‬الفدة النصبار والعوان‬
‫والدام‪ ,‬وقال طاوس وغيب واحبد‪ :‬الفدة الدم‪ .‬وكذا قال قتادة وأببو مالك والسبن‬
‫البصري‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا معمر عن الكم بن أبان عن عكرمة أنه قال‪ :‬الفدة من‬
‫خدمبك مبن ولدك وولد ولدك‪ ,‬قال الضحاك‪ :‬إناب كانبت العرب تدمهبا بنوهبا‪ .‬وقال‬
‫العو ف عن ا بن عباس قوله‪{ :‬وج عل ل كم من أزواج كم بن ي وحفدة} يقول‪ :‬ب نو امرأة‬
‫الرجل ليسوا منه‪ ,‬ويقال‪ :‬الفدة الرجل يعمل بي يدي الرجل‪ .‬يقال‪ :‬فلن يفد لنا أي‬
‫يعمل لنا‪ ,‬قال‪ :‬وزعم رجال أن الفدة أختان الرجل‪ ,‬وهذا الخي الذي ذكره ابن عباس‪,‬‬
‫قاله اببن مسبعود ومسبروق وأببو الضحبى وإبراهيبم النخعبي وسبعيد ببن جببي وماهبد‬
‫والقر ظي‪ ,‬ورواه عكر مة عن ا بن عباس‪ ,‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬هم‬
‫الصبببببببببببببببببببببببببببببببببهار‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬وهذه القوال كلها داخلة ف معن الفدة‪ ,‬وهو الدمة الذي منه قوله ف‬
‫القنوت‪ :‬وإليك نسعى ونفد‪ ,‬ولا كانت الدمة قد تكون من الولد والدم والصهار‪,‬‬
‫فالنع مة حا صلة بذا كله‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وج عل ل كم من أزواج كم بن ي وحفدة} قلت‪:‬‬
‫فمبن جعبل {وحفدة} متعلقا بأزواجكبم‪ ,‬فل ببد أن يكون الراد الولد وأولد الولد‬
‫والصبهار‪ ,‬لنمب أزواج البنات أو أولد الزوجبة‪ ,‬وكذا قال الشعبب والضحاك‪ ,‬فإنمب‬
‫يكونون غالبا ت ت ك نف الر جل و ف حجره و ف خدم ته‪ ,‬و قد يكون هذا هو الراد من‬
‫قوله عل يه ال صلة وال سلم ف حد يث نضرة بن أك ثم «والولد ع بد لك» رواه أ بو داود‪.‬‬

‫‪510‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأما من جعل الفدة الدم‪ ,‬فعنده أنه معطوف على قوله‪{ :‬وال جعل لكم من أنفسكم‬
‫أزواجا} أي جعبببببببببل لكبببببببببم الزواج والولد خدما‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ورزقكم من الطيبات} أي من الطاعم والشارب‪ .‬ث قال تعال منكرا على من‬
‫أشرك ف عبادة النعم غيه‪{ :‬أفبالباطل يؤمنون} وهم النداد والصنام {وبنعمة ال هم‬
‫يكفرون} أي يسترون نعم ال عليهم ويضيفونا إل غيه‪ .‬وف الديث الصحيح «إن ال‬
‫يقول للعبد يوم القيامة متنا عليه‪ :‬أل أزوجك ؟ أل أكرمك ؟ أل أسخر لك اليل والبل‪,‬‬
‫بببببببببببببببببببببببببببع ؟»‪.‬‬ ‫وأذرك ترأس وتربب‬

‫ض َشيْئا وَ َل‬
‫** َوَي ْعبُدُو َن مِن دُو نِ اللّ ِه مَا َل يَمْلِ كُ َلهُ مْ رِزْقا مّ َن ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬
‫ب َوَأْنتُمببْ َل َتعْلَمُونببَ‬
‫ب َيعْلَمب ُ‬
‫ب ال ْمثَالَ إِنببّ اللّهب َ‬
‫ل َتضْ ِربُواْ لِلّهبِ‬
‫بتَطِيعُونَ * َف َ‬
‫يَسب ْ‬
‫يقول تعال إخبارا عن الشركي الذين عبدوا معه غيه مع أنه هو النعم التفضل الالق‬
‫الرازق‪ ,‬وحده ل شر يك و مع هذا يعبدون من دو نه من ال صنام والنداد والوثان ما ل‬
‫يلك ل م رزقا من ال سموات والرض شيئا‪ ,‬أي ل يقدر على إنزال م طر ول إنبات زرع‬
‫ول ش جر‪ ,‬ول يلكون ذلك لنف سهم‪ ,‬أي ل يس ل م ذلك‪ ,‬ول يقدرون عل يه لو أرادوه‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬فل تضربوا ل المثال} أي ل تعلوا له أندادا وأشباها وأمثا ًل {إن‬
‫ال يعلم وأنتم ل تعلمون}أي أنه يعلم ويشهد أنه ل إله إل هو‪ ,‬وأنتم بهلكم تشركون‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببببببببه غيه‪) .‬‬

‫ضرَبَ اللّ ُه َمَثلً َعبْدا مّمْلُوكا ّل َيقْدِ ُر عََل َى َشيْءٍ َومَن ّرزَ ْقنَا ُه ِمنّا رِزْقا حَسَنا َف ُه َو ُيْنفِقُ‬
‫** َ‬
‫ب بَلْ أَكْثَ ُرهُمببْ َل َيعْلَمُونببَ‬ ‫حمْدُ ِللّهب ِ‬
‫بَتوُونَ الْ َ‬ ‫ِمنْهببُ سببِرّا َو َجهْرا هَ ْل يَسب ْ‬
‫قال العوف عن ابن عباس‪ :‬هذا مثل ضربه ال للكافر والؤمن‪ ,‬وكذا قال قتادة‪ ,‬واختاره‬
‫ا بن جر ير‪ ,‬فالع بد الملوك الذي ل يقدر على ش يء م ثل الكا فر والرزوق الرزق ال سن‪,‬‬
‫فهو ينفق منه سرا وجهرا هو الؤمن‪ ,‬وقال ابن أب نيح عن ماهد‪ :‬هو مثل مضروب‬

‫‪511‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للوثن وللحق تعال‪ ,‬فهل يستوي هذا وهذا ؟ ولا كان الفرق بينهما ظاهرا واضحا بينا ل‬
‫يهله إل كببل غببب قال ال تعال‪{ :‬المببد ل بببل أكثرهببم ل يعلمون}‪.‬‬

‫ضرَ بَ اللّ ُه َمثَلً ّرجَُليْ نِ أَحَ ُدهُمَآ َأْبكَ مُ َل َيقْدِ ُر عََلىَ شَيْ ٍء َو ُهوَ كَ ّل عََل َى َموْل هُ َأْينَمَا‬
‫** وَ َ‬
‫ّسبَتقِيمٍ‬
‫صبرَاطٍ م ْ‬ ‫َسبَتوِي ُهوَ وَمَبن َيأْمُ ُر بِاْلعَدْ ِل َو ُه َو عََلىَ ِ‬ ‫خيْ ٍر هَ ْل ي ْ‬ ‫ْتب بِ َ‬
‫ّههب َل َيأ ِ‬ ‫ُيوَج ّ‬
‫قال ما هد‪ :‬وهذا أيضا الراد به الو ثن وال ق تعال يع ن أن الو ثن أب كم ل يتكلم ول‬
‫ينطق بي ول بشيء ول يقدر على شيء بالكلية‪ ,‬فل مقال ول فعال‪ ,‬وهو مع هذا كل‬
‫أي عيال وكل فة على موله {أين ما يوج هه} أي يبع ثه {ل يأت ب ي} ول ين جح م سعاه‬
‫{ هل ي ستوي} من هذه صفاته {و من يأ مر بالعدل} أي بالق سط‪ ,‬فمقاله حق وفعاله‬
‫مسبتقيمة {وهبو على صبراط مسبتقيم} وقيبل‪ :‬البكبم مول لعثمان‪ ,‬وبذا قال السبدي‬
‫وقتادة وعطاء الراسبببببان‪ ,‬واختار هذا القول اببببببن جريبببببر‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬هو مثل للكافر والؤمن أيضا كما تقدم‪ ,‬وقال ابن جرير‪:‬‬
‫حدثنا السن بن الصباح البزار‪ ,‬حدثنا يي بن إسحاق السالين‪ ,‬حدثنا حاد حدثنا عبد‬
‫ال بن عثمان بن خيثم عن إبراهيم عن عكرمة‪ ,‬عن يعلى بن أمية عن ابن عباس ف قوله‪:‬‬
‫{ضرب ال مثلً عبدا ملوكا ل يقدر على شيء} قال‪ :‬نزلت ف رجل من قريش وعبده‪,‬‬
‫يعن قوله {عبدا ملوكا} الَية‪ ,‬وف قوله‪{ :‬وضرب ال مثلً رجلي أحدها أبكم ب إل‬
‫قوله ب وهو على صراط مستقيم} قال‪ :‬هو عثمان بن عفان‪ :‬قال‪ :‬والبكم الذي أينما‬
‫يوجهبه ل يأت بيب‪ ,‬قال‪ :‬هبو مول لعثمان ببن عفان‪ ,‬كان عثمان ينفبق عليبه ويكلفبه‬
‫ويكف يه الؤو نه‪ ,‬وكان الَ خر يكره ال سلم ويأباه وينهاه عن ال صدقة والعروف‪ ,‬فنلت‬
‫فيهمبببببببببببببببببببببببببببببببببببا‪.‬‬

‫** وَلِلّ ِه َغيْ بُ ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ َومَآ َأمْ ُر ال سّا َعةِ إِلّ كَلَ ْم ِح اْلبَ صَرِ َأ ْو ُهوَ أَ ْقرَ بُ إِ نّ اللّ هَ‬
‫عََلىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَاللّ هُ أَخْ َرجَكُم مّن بُطُو نِ ُأ ّمهَاتِكُ مْ َل َتعْلَمُو َن َشيْئا وَ َجعَلَ َلكُ مُ‬

‫‪512‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شكُرُونَ * أَلَ ْم يَ َر ْواْ إَِلىَ ال ّطيْ ِر مُسَخّرَاتٍ فِي َجوّ السّمَآءِ‬
‫الْسّمْ َع وَالبْصَا َر وَالفْئِ َدةَ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫ب ُكهُنّ إِلّ اللّهببُ إِنببّ فِببي ذَلِكببَ َليَاتببٍ ّل َقوْمببٍ ُيؤْ ِمنُونببَ‬ ‫مَببا يُمْسب ِ‬
‫يبب تعال عبن كمال علمبه وقدرتبه على الشياء فب علمبه غيبب السبموات والرض‬
‫واختصاصه بعلم الغيب‪ ,‬فل اطلع لحد على ذلك إل أن يطلعه تعال على ما يشاء‪ ,‬وف‬
‫قدر ته التا مة ال ت ل تالف ول تا نع‪ ,‬وأ نه إذا أراد شيئا فإن ا يقول له كن فيكون‪ ,‬ك ما‬
‫قال‪{ :‬وما أمرنا إل واحدة كلمح بالبصر} أي فيكون ما يريد كطرف العي‪ ,‬وهكذا قال‬
‫ههنا‪{ :‬وما أمر الساعة إل كلمح البصر أو هو أقرب إن ال على كل شيء قدير} كما‬
‫قال‪{ :‬ما خلقكم ول بعثكم إل كنفس واحدة} ث ذكر تعال منته على عباده ف إخراجه‬
‫إيا هم من بطون أمهات م ل يعلمون شيئا‪ ,‬ث ب عد هذا يرزق هم ال سمع الذي به يدركون‬
‫ال صوات والب صار ال ت ب ا ي سون الرئيات والفئدة‪ ,‬و هي العقول ال ت مركز ها القلب‬
‫على ال صحيح‪ ,‬وق يل‪ :‬الدماغ والع قل به ي يز ب ي الشياء ضار ها ونافع ها‪ ,‬وهذه القوى‬
‫والواس ت صل للن سان على التدر يج قليلً قليلً كل ما كب ز يد ف سعه وب صره وعقله‬
‫حت يبلغ أشده‪ .‬وإنا جعل تعال هذه ف النسان ليتمكن با من عبادة ربه تعال‪ ,‬فيستعي‬
‫بكبببببل جارحبببببة وعضبببببو وقوة على طاعبببببة موله‪.‬‬
‫ك ما جاء ف صحيح البخاري عن أ ب هريرة عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه‬
‫قال‪« :‬يقول تعال‪ :‬من عادى ل وليا ف قد بارز ن بالرب‪ ,‬و ما تقرب إل عبدي بش يء‬
‫أف ضل من أداء ما افتر ضت عل يه‪ ,‬ول يزال عبدي يتقرب إل بالنوا فل ح ت أح به‪ ,‬فإذا‬
‫أحببته كنت سعه الذي يسمع به‪ ,‬وبصره الذي يبصر به‪ ,‬ويده الت يبطش با‪ ,‬ورجله الت‬
‫يشي با‪ ,‬ولئن سألن لعطينه‪ ,‬ولئن دعان لجيبنه‪ ,‬ولئن استعاذ ب لعيذنه‪ ,‬وما ترددت‬
‫ف شيء أنا فاعله ترددي ف قبض نفس عبدي الؤمن يكره الوت وأكره مساءته ول بد له‬
‫م نه» فمع ن الد يث أن الع بد إذا أخلص الطا عة صارت أفعاله كل ها ل عز و جل‪ ,‬فل‬
‫يسمع إل ل‪ ,‬ول يبصر إل ل أي ما شرعه ال له‪ ,‬ول يبطش ول يشي إل ف طاعة ال‬
‫عز وجل‪ ,‬مستعينا بال ف ذلك كله‪ ,‬ولذا جاء ف بعض رواية الديث ف غي الصحيح‬
‫بعد قوله ورجله الت يشي با «فب يسمع‪ ,‬وب يبصر‪ ,‬وب يبطش‪ ,‬وب يشي» ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬وج عل ل كم ال سمع والب صار والفئدة لعل كم تشكرون} كقوله تعال ف الَ ية‬

‫‪513‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الخرى‪{ :‬قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والبصار والفئدة قليلً ما تشكرون‬
‫* قل هو الذي ذرأكم ف الرض وإليه تشرون} ث نبه تعال عباده إل النظر إل الطي‬
‫ال سخر ب ي ال سماء والرض‪ ,‬ك يف جعله يط ي بناح ي ب ي ال سماء والرض ف جو‬
‫السماء‪ ,‬ما يسكه هناك إل ال بقدرته تعال الت جعل فيها قوى تفعل ذلك‪ ,‬وسخر الواء‬
‫يملها ويسي الطي كذلك‪ ,‬كما قال تعال ف سورة اللك‪ { :‬أو ل يروا إل الطي فوقهم‬
‫صافات ويقبضن ما يسكهن إل الرحن إنه بكل شيء بصي} وقال ههنا‪{ :‬إن ف ذلك‬
‫لَيات لقوم يؤمنون}‪.‬‬

‫خفّونَهَا َيوْ َم‬


‫ستَ ِ‬
‫** وَاللّ هُ َجعَلَ َلكُ مْ مّن ُبيُوِتكُ مْ َسكَنا وَ َجعَلَ َلكُ ْم مّن جُلُو ِد الْنعَا ِم بُيُوتا تَ ْ‬
‫صوَاِفهَا َوَأوْبَارِهَا َوَأ ْشعَارِهَآ َأثَاثا َو َمتَاعا إَِلىَ حِيٍ * وَاللّ هُ‬ ‫ظَ ْعِنكُ ْم َوَيوْ مَ إِقَا َمتِكُ مْ َومِ نْ أَ ْ‬
‫جبَالِ أَ ْكنَانا وَ َجعَلَ َلكُ مْ سَرَابِي َل َتقِيكُ ُم الْحَرّ‬‫َجعَلَ َلكُ ْم مّمّا خَلَ َق ِظلَلً وَ َجعَلَ َلكُ ْم مّ َن الْ ِ‬
‫ك ُيتِمّ نِعْ َمتَهُ عََليْكُمْ َلعَّلكُ ْم تُسْلِمُونَ * فَإِن َتوَلّ ْواْ فَِإنّمَا عََليْكَ‬
‫وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم َبأْ َسكُمْ كَذَلِ َ‬
‫بَ‬
‫بُ الْكَافِرُونب‬ ‫ب يُنكِرُونَهَبا َوأَ ْكثَ ُرهُمب‬ ‫ب ثُمبّ‬ ‫بَ ِنعْ َمةَ اللّهبِ‬ ‫بُ الْ ُمبِيُب * َيعْرِفُونب‬ ‫الَْبلَغب‬
‫يذ كر تبارك وتعال تام نع مه على عبيده ب ا ج عل ل م من البيوت ال ت هي سكن ل م‪,‬‬
‫يأوون إليها‪ ,‬ويستترون با‪ ,‬وينتفعون با بسائر وجوه النتفاع‪ ,‬وجعل لم أيضا من جلود‬
‫النعام بيوتا أي من الدم‪ ,‬ي ستخفون حل ها ف أ سفارهم ليضربو ها ل م ف إقامت هم ف‬
‫ال سفر وال ضر‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ت ستخفونا يوم ظعن كم ويوم إقامت كم و من أ صوافها} أي‬
‫الغنم‪{ ,‬وأوبارها} أي البل‪{ ,‬وأشعارها} أي العز‪ ,‬والضمي عائد على النعام {أثاثا}‬
‫أي تتخذون منه أثاثا وهو الال‪ ,‬وقيل‪ :‬التاع‪ ,‬وقيل‪ :‬الثياب‪ ,‬والصحيح أعم من هذا كله‬
‫فإ نه يت خذ من الثاث الب سط والثياب وغ ي ذلك‪ ,‬ويت خذ مالً وتارة‪ ,‬وقال ا بن عباس‪:‬‬
‫الثاث التاع‪ ,‬وكذا قال ما هد وعكر مة و سعيد بن جبي وال سن وعط ية العو ف وعطاء‬
‫الراسبان والضحاك وقتادة‪ .‬وقوله‪{ :‬إل حيب} أي إل أجبل مسبمى ووقبت معلوم‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬وال ج عل ل كم م ا خلق ظللً} قال قتادة‪ :‬يع ن الش جر {وج عل ل كم من‬
‫البال أكنانا} أي حصونا ومعاقل‪ ,‬كما {جعل لكم سرابيل تقيكم الر} وهي الثياب‬
‫من الق طن والكتان وال صوف {و سرابيل تقي كم بأ سكم} كالدروع من الد يد ال صفح‬

‫‪514‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والزرد وغي ذلك‪{ ,‬كذلك يتم نعمته عليكم} أي هكذا يعل لكم ما تستعينون به على‬
‫أمركم وما تتاجون إليه ليكون عونا لكم على طاعته وعبادته {لعلكم تسلمون} هكذا‬
‫فسببره المهور‪ ,‬وقرءوه بكسببر اللم مببن {تسببلمون} أي مببن السببلم‪.‬‬
‫وقال قتادة ف قوله‪{ :‬كذلك يتم نعمته عليكم} هذه السورة تسمى سورة النعم‪ .‬وقال‬
‫عبد ال بن البارك وعباد بن العوام عن حنظلة السدوسي‪ ,‬عن شهر بن حوشب‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس أنه كان يقرؤها {تسلمون} بفتح اللم‪ ,‬يعن من الراح‪ ,‬رواه أبو عبيد القاسم بن‬
‫سلم عن عباد‪, ,‬أخرجه ابن جرير من الوجهي‪ ,‬ورد هذه القراءة‪ .‬وقال عطاء الراسان‪:‬‬
‫إنا نزل القرآن على قدر معرفة العرب‪ ,‬أل ترى إل قوله تعال‪ { :‬وال جعل لكم ما خلق‬
‫ظللً وجعل لكم من البال أكنانا} وما جعل من السهل أعظم وأكثر‪ ,‬ولكنهم كانوا‬
‫أ صحاب جبال ؟ أل ترى إل قوله‪{ :‬و من أ صوافها وأوبار ها وأشعار ها أثاثا ومتاعا إل‬
‫حي} وما جعل لم من غي ذلك أعظم وأكثر‪ ,‬ولكنهم كانوا أصحاب وبر وشعر ؟ أل‬
‫ترى إل قوله‪{ :‬وينل من السماء من جبال فيها من برد} لعجبهم من ذلك وما أنزل من‬
‫الثلج أع ظم وأك ثر‪ ,‬ولكن هم كانوا ل يعرفو نه ؟ أل ترى إل قوله تعال‪ { :‬سرابيل تقي كم‬
‫بر‪.‬‬ ‫بحاب حب‬ ‫بم كانوا أصب‬ ‫بر‪ ,‬ولكنهب‬ ‫بم وأكثب‬ ‫بن البد أعظب‬‫بي مب‬‫با تقب‬‫ب} ومب‬‫الرب‬
‫وقوله‪{ :‬فإن تولوا} أي بعبد هبذ البيان وهذا المتنان‪ ,‬فل عليبك منهبم {فإناب عليبك‬
‫البلغ البي} وقد أديته إليهم {يعرفون نعمة ال ث ينكرونا} أي يعرفون أن ال تعال هو‬
‫ال سدي إلي هم ذلك و هو التف ضل به علي هم و مع هذا ينكرون ذلك ويعبدون م عه غيه‬
‫وي سندون الن صر والرزق إل غيه {وأكثر هم الكافرون} ك ما قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا‬
‫أبو زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن يزيد بن جابر عن ماهد‬
‫أن أعرابيا أتى النب صلى ال عليه وسلم فسأله‪ ,‬فقرأ عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫{ وال جعل لكم من بيوتكم سكنا} فقال العراب‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪{ :‬وجعل لكم من جلود‬
‫النعام بيوتا} الَية‪ ,‬قال العراب‪ :‬نعم‪ ,‬ث قرأ عليه كل ذلك‪ ,‬يقول العراب‪ :‬نعم حت‬
‫بلغ {كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون} فول العراب‪ ,‬فأنزل ال {يعرفون نعمة‬
‫ال ثبببببببببب ينكرونابببببببببب} الَيببببببببببة‪.‬‬

‫‪515‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سَتعَْتبُونَ * َوإِذَا‬ ‫** َوَيوْ َم َنْبعَ ثُ مِن كُلّ ُأ ّمةٍ َشهِيدا ثُ مّ لَ ُيؤْذَ نُ لِلّذِي نَ َكفَرُواْ وَ َل هُ ْم يُ ْ‬
‫ف عَْنهُ ْم وَ َل هُ ْم يُنظَرُو نَ * َوإِذَا رَأى الّذِي نَ َأشْرَكُواْ‬ ‫خفّ ُ‬ ‫رَأى الّذِي َن ظَلَمُواْ اْلعَذَا بَ َفلَ يُ َ‬
‫شُرَكَآ َءهُ مْ قَالُواْ َربّنَا هَ ـؤُلَ ِء شُرَكَآؤُنَا الّذِي نَ كُنّا نَ ْد ُعوْا مِن دُونِ كَ فَأْل َقوْا إَِليْهِ ُم اْلقَوْلَ‬
‫ض ّل عَنْهُم مّا كَانُواْ َي ْفتَرُو نَ * الّذِي نَ‬ ‫ِإنّكُ مْ َلكَا ِذبُو نَ * َوأَلْ َق ْواْ إَِلىَ اللّ ِه َي ْومَئِ ٍذ ال سّلَ َم وَ َ‬
‫ْسبدُونَ‬ ‫َابب بِم َا كَانُواْ ُيف ِ‬ ‫ْقب اْلعَذ ِ‬ ‫ُمب عَذَابا َفو َ‬ ‫ّهب زِ ْدنَاه ْ‬‫سببِيلِ الل ِ‬ ‫َصبدّوْا ع َن َ‬ ‫َكفَرُواْ و َ‬
‫ي ب تعال عن شأن الشرك ي يوم معاد هم ف الدار الَخرة‪ ,‬وأ نه يب عث من كل أ مة‬
‫شهيدا و هو نبي ها‪ ,‬يش هد علي ها ب ا أجاب ته في ما بلغ ها عن ال تعال‪ { :‬ث ل يؤذن للذ ين‬
‫كفروا} أي ف العتذار‪ ,‬لن م يعلمون بطل نه وكذ به‪ ,‬كقوله‪{ :‬هذا يوم ل ينطقون ول‬
‫يؤذن لم فيعتذرون} فلهذا قال‪{ :‬ول هم يستعتبون * وإذا رأى الذين ظلموا} أي الذين‬
‫أشركوا {العذاب فل يفف عنهم} أي ل يفتر عنهم ساعة واحدة‪{ .‬ول هم ينظرون}‬
‫أي ل يؤخر عنهم بل يأخذهم سريعا من الوقف بل حساب‪ ,‬فإنه إذا جيء بهنم تقاد‬
‫بسببعي ألف زمام‪ ,‬مبع كبل زمام سببعون ألف ملك‪ ,‬فيشرف عنبق منهبا على اللئق‪,‬‬
‫وتزفر زفرة ل يبقى أحد إل جثا لركبتيه‪ ,‬فتقول‪ :‬إن وكلت بكل جبار عنيد الذي جعل‬
‫مع ال إلا آخر وبكذا وبكذا‪ ,‬وتذكر أصنافا من الناس‪ ,‬كما جاء ف الديث‪ ,‬ث تنطوي‬
‫عليهم وتلتقطهم من الوقف كما يلتقط الطائر الب‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬إذا رأتم من مكان‬
‫بعيبد سعوا لاب تغيظا وزفيا‪ ,‬وإذا ألقوا منهبا مكانا ضيقا مقرنيب دعوا هنالك ثبورا‪ ,‬ل‬
‫تدعوا اليوم ثبورا واحدا‪ ,‬وادعوا ثبورا كثيا}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ورأى الجرمون النار‬
‫فظنوا أنم مواقعوها ول يدوا عنها مصرفا} وقال تعال‪{ :‬لو يعلم الذين كفروا حي ل‬
‫يكفون عن وجوههم النار ول عن ظهورهم ول هم ينصرون * بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فل‬
‫يسببببببببتطيعون ردهببببببببا ول هببببببببم ينظرون}‪.‬‬
‫ث أ خب تعال عن تبي آلت هم من هم أحوج ما يكونون إلي ها فقال‪{ :‬وإذا رأى الذ ين‬
‫أشركوا شركاءهم} أي الذين كانوا يعبدونم ف الدنيا {قالوا ربنا هؤلء شركاؤنا الذين‬
‫كنا ندعو من دونك * فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون} أي قالت لم الَله‪ :‬كذبتم ما‬
‫نن أمرناكم بعبادتنا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ومن أضل من يدعو من دون ال من ل يستجيب‬
‫له إل يوم القيا مة و هم عن دعائ هم غافلون * وإذا ح شر الناس كانوا ل م أعداء وكانوا‬

‫‪516‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعبادتمب كافريبن} وقال تعال‪{ :‬واتذوا مبن دون ال آلةب ليكونوا لمب عزا * كل‬
‫سيكفرون بعبادت م ويكونون علي هم ضدا} وقال الل يل عل يه ال صلة وال سلم { ث يوم‬
‫القيامة يكفر بعضكم ببعض} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وقيل ادعوا شركاءكم}الَية‪ ,‬والَيات‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببببب هذا كثية‪.‬‬ ‫فب‬
‫وقوله‪{ :‬وألقوا إل ال يومئذ السبلم} قال قتادة وعكرمبة‪ :‬ذلوا واسبتسلموا يومئذ‪ ,‬أي‬
‫ا ستسلموا ل جيع هم فل أ حد إل سامع مط يع‪ ,‬وكقوله تعال‪{ :‬أ سع ب م وأب صر يوم‬
‫يأتوننبا} أي مبا أسبعهم ومبا أبصبرهم يومئذ‪ ,‬وقال‪{ :‬ولو ترى إذ الجرمون ناكسبو‬
‫رؤوسهم عند ربم ربنا أبصرنا وسعنا} الَية‪ ,‬وقال‪{ :‬وعنت الوجوه للحي القيوم} أي‬
‫خضعت وذلت واستكانت وأنابت واستسلمت‪ .‬وقوله {وألقوا إل ال يومئذ السلم وضل‬
‫عنهم ما كانوا يفترون} أي ذهب واضمحل ما كانوا يعبدونه افتراء على ل فل ناصر لم‬
‫ول معيببببببببببببببب ول ميببببببببببببببب‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬الذين كفروا وصدوا عن سبيل ال زدناهم عذابا} الَية‪ ,‬أي عذابا على‬
‫كفرهم وعذابا على صدهم الناس عن اتباع الق كقوله تعال‪{ :‬وهم ينهون عنه وينأون‬
‫عنه} أي ينهون الناس عن اتباعه ويبتعدون هم منه أيضا {وإن يهلكون إل أنف سهم وما‬
‫يشعرون} وهذا دليل على تفاوت الكفار ف عذابم كما يتفاوت الؤمنون ف منازلم ف‬
‫ال نة ودرجات م‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬قال لكل ض عف ول كن ل تعلمون} و قد قال الا فظ‬
‫أبو يعلى‪ :‬حدثنا سريج بن يونس‪ ,‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن عبد ال بن مرة‪,‬‬
‫عن مسروق‪ ,‬عن عبد ال قي قول ال‪{ :‬زدناهم عذابا فوق العذاب} قال‪ :‬زيدوا عقارب‬
‫أنياب ا كالن خل الطوال‪ .‬وحدث نا شر يح بن يو نس‪ ,‬حدث نا إبراه يم بن سليمان‪ ,‬حدث نا‬
‫العمش عن السن‪ ,‬عن ابن عباس ف الَية أنه قال‪{ :‬زدناهم عذابا فوق العذاب} قال‪:‬‬
‫هبي خسبة أنار تتب العرش يعذبون ببعضهبا فب الليبل وببعضهبا فب النهار‪.‬‬

‫ك َشهِيدا عََلىَ هَـؤُلَ ِء‬ ‫سهِمْ وَ ِجْئنَا بِ َ‬‫** َوَيوْ مَ َنْبعَ ثُ فِي كُلّ ُأ ّمةٍ َشهِيدا عََلْيهِ ْم مّ نْ َأْنفُ ِ‬
‫ب ِتْبيَانا ّلكُ ّل َشيْءٍ َوهُدًى وَ َرحْ َم ًة َوبُشْرَىَ لِ ْلمُسببْلِ ِميَ‬‫ب اْلكِتَابب َ‬ ‫َونَزّلْنَببا عََليْكب َ‬

‫‪517‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال ماطبا عبده ورسوله ممدا صلى ال عليه وسلم‪{ :‬ويوم نبعث ف كل أمة‬
‫شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلء} يعن أمتك‪ ,‬أي اذكر ذلك اليوم‬
‫وهوله‪ ,‬وما منحك ال فيه من الشرف العظيم والقام الرفيع‪ ,‬وهذه الَية شبيهة بالَية الت‬
‫انتهى إليها عبد ال بن مسعود حي قرأ على رسول ال صلى ال عليه وسلم صدر سورة‬
‫النساء‪ ,‬فلما وصل إل قوله‪{ :‬فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلء‬
‫شهيدا} فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬حسبك» فقال ابن مسعود رضي ال‬
‫ببببببببببببت فإذا عيناه تذرفان‪.‬‬ ‫ببببببببببببه‪ :‬فالتفب‬ ‫عنب‬
‫وقوله‪{ :‬ونزل نا عل يك الكتاب تبيانا ل كل ش يء} قال ا بن م سعود‪ :‬قد ب ي ل نا ف هذا‬
‫القرآن كل علم وكل شيء‪ .‬وقال ماهد‪ :‬كل حلل وكل حرام‪ ,‬وقول ابن مسعود أعم‬
‫وأش ل‪ ,‬فإن القرآن اشت مل على كل علم نا فع من خب ما سبق وعلم ما سيأت‪ ,‬و كل‬
‫حلل وحرام‪ ,‬ومبا الناس إليبه متاجون فب أمبر دنياهبم ودينهبم ومعاشهبم ومعادهبم‬
‫{وهدى} أي للقلوب {ورح ة وبشرى للم سلمي}‪ .‬وقال الوزا عي‪{ :‬ونزل نا عل يك‬
‫الكتاب تبيانا ل كل ش يء} أي‪ :‬بال سنة‪ ,‬وو جه اقتران قوله‪{ :‬ونزل نا عل يك الكتاب} مع‬
‫قوله‪{ :‬وجئ نا بك شهيدا على هؤلء} أن الراد ب وال أعلم ب إن الذي فرض عل يك‬
‫تبليغ الكتاب الذي أنزله عليك سائلك عن ذلك يوم القيامة {فلنسألن الذين أرسل إليهم‬
‫ولنسألن الرسلي} {فوربك لنسألنهم أجعي عما كانوا يعملون} {يوم يمع ال الرسل‬
‫فيقول ماذا أجبتم قالوا ل علم لنا إنك أنت علم الغيوب}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬إن الذي فرض‬
‫عليك القرآن لرادك إل معاد} أي إن الذي أوجب عليك تبليغ القرآن لرادك إليه ومعيدك‬
‫يوم القيامبة وسبائلك عبن أداء مبا فرض عليبك‪ .‬هذا أحبد القوال‪ ,‬وهبو متجبه حسبن‪.‬‬

‫** إِ نّ اللّ َه يَ ْأمُ ُر بِاْلعَدْ ِل وَالحْ سَا ِن َوإِيتَآءِ ذِي الْقُ ْرَب َى َويَْن َهىَ عَ ِن اْلفَحْشَا ِء وَالْ ُمنْكَ ِر وَاْلَبغْ يِ‬
‫ب تَذَ ّكرُونبببببببببَ‬ ‫َيعِظُكُمبببببببببْ َلعَّلكُمبببببببب ْ‬
‫يب تعال أنه يأ مر عباده بالعدل‪ ,‬وهو القسط والوازنه‪ ,‬ويندب إل الحسان‪ ,‬كقوله‬
‫تعال‪{ :‬وإن عاقب تم فعاقبوا ب ثل ما عوقب تم به ولئن صبت ل و خ ي لل صابرين}‪ ,‬وقوله‪:‬‬
‫{وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على ال}‪ ,‬وقال‪{ :‬والروح قصاص‬

‫‪518‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فمن تصدق به فهو كفارة له} إل غي ذلك من الَيات الدالة على شرعية العدل والندب‬
‫إل الفضل‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {إن ال يأمر بالعدل} قال‪ :‬شهادة أن‬
‫ل إله إل ال‪ ,‬وقال سفيان بن عيينة‪ ,‬العدل ف هذا الوضع هو استواء ال سريرة والعلنية‬
‫مبن كبل عامبل ل عملً‪ ,‬والحسبان أن تكون سبريرته أحسبن مبن علنيتبه‪ ,‬والفحشاء‬
‫والنكببببر أن تكون علنيتببببه أحسببببن مببببن سببببريرته‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإيتاء ذي القربب} أي يأمبر بصبلة الرحام‪ ,‬كمبا قال‪{ :‬وآت ذا القربب حقبه‬
‫والسبكي واببن السببيل ول تبذر تبذيرا}‪ .‬وقوله‪{ :‬وينهبى عبن الفحشاء والنكبر}‬
‫فالفوا حش الحرمات‪ ,‬والنكرات ما ظ هر من ها من فاعل ها‪ ,‬ول ذ قال ف الو ضع الَ خر‪:‬‬
‫{قل إنا حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن} وأما البغي فهو العدوان على الناس‪,‬‬
‫و قد جاء ف الد يث « ما من ذ نب أجدر أن يع جل ال عقوب ته ف الدن يا مع ما يد خر‬
‫لصاحبه ف الَخرة من البغي وقطيعة الرحم»‪ .‬وقوله‪{ :‬يعظكم} أي يأمركم با يأمركم‬
‫به من الي وينهاكم عما ينهاكم عنه من الشر {لعلكم تذكرون} وقال الشعب عن شتي‬
‫بن شكل‪ :‬سعت ابن مسعود يقول‪ :‬إن أجع آية ف القرآن ف سورة النحل {إن ال يأمر‬
‫بالعدل والحسبان} الَيبة‪ ,‬رواه اببن جريبر‪ ,‬وقال سبعيد عبن قتادة قوله‪{ :‬إن ال يأمبر‬
‫بالعدل والحسان} الَية ليس من خلق حسن‪ ,‬كان أهل الاهلية يعملون به ويستحسنونه‬
‫إل أمر ال به‪ ,‬وليس من خلق سيء كانوا يتعايرونه بينهم‪ ,‬إل نى ال عنه وقدم فيه‪ .‬وإنا‬
‫ن ى عن سفاسف الخلق ومذام ها‪ ( .‬قلت) ولذا جاء ف الد يث «إن ال ي ب معال‬
‫الخلق ويكره سببببببببببببببببببببببببببفسافها»‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى ف كتاب معرفة الصحابة‪ :‬حدثنا أبو بكر ممد بن الفتح النبلي‪,‬‬
‫حدثنا يي بن ممد مول بن هاشم‪ ,‬حدثنا السن بن داود النكدري‪ ,‬حدثنا عمر بن‬
‫علي القدمي عن علي بن عبد ال بن عمي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬بلغ أكثم بن صيفي مرج النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم فأراد أن يأي ته‪ ,‬فأ ب قو مه أن يدعوه وقالوا‪ :‬أ نت كبي نا ل ت كن‬
‫لت خف إل يه‪ ,‬قال‪ :‬فليأ ته من يبل غه ع ن ويبلغ ن ع نه‪ ,‬فانتدب رجلن فأت يا ال نب صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال‪ :‬نن رسل أكثم بن صيفي‪ ,‬وهو يسألك من أنت‪ ,‬وما أنت ؟ فقال النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أ ما من أ نا فأ نا م مد بن ع بد ال‪ ,‬وأ ما ما أ نا ؟ فأ نا ع بد ال‬

‫‪519‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورسوله» قال‪ :‬ث تل عليهم هذه الَية {إن ال يأمر بالعدل والحسان} الَية‪ ,‬قالوا‪ :‬اردد‬
‫علينا هذا القول‪ ,‬فردده عليهم حت حفظوه‪ ,‬فأتيا أكثم فقال أب أن يرفع نسبه‪ ,‬فسألنا عن‬
‫نسبه فوجدناه زاكي النسب وسطا ف مضر ب أي شريفا ب وقد رمى إلينا بكلمات قد‬
‫سعناها‪ ,‬فل ما سعهن أك ثم قال‪ :‬إ ن أراه يأ مر بكارم الخلق‪ ,‬وين هى عن ملئم ها‪,‬‬
‫فكونوا ف هذا ال مر رؤو سا ول تكونوا أذنابا‪ ,‬و قد ورد ف نزول ا حد يث ح سن رواه‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ,‬حدثنا عبد الميد‪ ,‬حدثنا شهر‪ ,‬حدثن عبد ال بن عباس‬
‫قال‪ :‬بينما رسول ال صلى ال عليه وسلم بفناء بيته جالس إذ مر به عثمان بن مظعون‪,‬‬
‫فكشر إل رسول ال فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أل تلس ؟} فقال‪ :‬بلى‪,‬‬
‫قال‪ :‬فجلس رسول ال صلى ال عليه وسلم مستقبله‪ ,‬فبينما هو يدثه إذ شخص رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ببصره إل السماء‪ ,‬فنظر ساعة إل السماء‪ ,‬فأخذ يضع بصره حت‬
‫وضعه على يينه ف الرض‪ ,‬فتحرف رسول ال صلى ال عليه وسلم عن جليسه عثمان‬
‫إل حيث وضع بصره‪ ,‬فأخذ ينغض رأسه كأنه يستفقه ما يقال له‪ ,‬وابن مظعون ينظر‪,‬‬
‫فلما قضى حاجته واستفقه ما يقال له‪ ,‬شخص بصر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل‬
‫ال سماء ك ما ش خص أول مرة‪ ,‬فأتب عه ب صره ح ت توارى إل ال سماء‪ ,‬فأق بل إل عثمان‬
‫بلسته الول‪ ,‬فقال‪ :‬ياممد فيما كنت أجالسك ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«وما رأيتن فعلت ؟» قال‪ :‬رأيتك شخص بصرك إل السماء‪ ,‬ث وضعته حيث وضعته‬
‫على يينك‪ ,‬فتحرفت إليه وتركتن‪ ,‬فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئا يقال لك‪,‬‬
‫قال‪« :‬وفطنت لذلك ؟» فقال عثمان‪ :‬نعم‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أتان‬
‫ر سول ال آنفا وأ نت جالس» قال‪ :‬ر سول ال ؟ قال «نعم»‪ ,‬قال‪ :‬ف ما قال لك ؟ قال‪:‬‬
‫{إن ال يأمر بالعدل والحسان} الَية‪ ,‬قال عثمان‪ :‬فذلك حي استقر اليان ف قلب‬
‫وأحب بت ممدا صلى ال عل يه و سلم ‪ ,‬إ سناد ج يد مت صل ح سن قد ب ي ف يه ال سماع‬
‫التصل‪ ,‬ورواه ابن أب حات من حديث عبد الميد بن برام متصرا‪ .‬حديث آخر عن‬
‫عثمان بن أب العاص الثقفي ف ذلك‪ ,‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ,‬حدثنا هري‬
‫عن ليث عن شهر بن حوشب‪ ,‬عن عثمان بن أب العاص قال‪ :‬كنت عند رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم جالسا إذ شخص بصره فقال‪« :‬أتان جبيل فأمرن أن أضع هذه الَية بذا‬

‫‪520‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوضع من هذه السورة {إن ال يأمر بالعدل والحسان} الَية‪ ,‬وهذا إسناد ل بأس به‪,‬‬
‫ولعله عنبببد شهبببر ببببن حوشبببب مبببن الوجهيببب‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫** َوَأوْفُواْ ِب َعهْدِ اللّ هِ ِإذَا عَاهَدتّ مْ وَ َل تَنقُضُواْ اليْمَا َن َبعْ َد َتوْكِي ِدهَا وََقدْ َجعَ ْلتُ مُ اللّ َه عََلْيكُ مْ‬
‫َكفِيلً إِ نّ اللّ َه َيعْلَ ُم مَا َت ْفعَلُو نَ * وَ َل َتكُونُواْ كَالّتِي َنقَضَ تْ غَزْلَهَا مِن َبعْدِ ُق ّوةٍ أَنكَاثا‬
‫َتتّخِذُو نَ َأيْمَاَنكُ مْ َد َخلً َبْيَنكُ مْ أَن َتكُو نَ ُأ ّم ٌة هِ يَ أَ ْربَى مِ نْ ُأ ّمةٍ ِإنّمَا َيبْلُوكُ مُ اللّ ُه بِ ِه وََليَُبّينَ نّ‬
‫ختَِلفُونببببَ‬ ‫ب تَ ْ‬
‫ب اْلقِيَا َمةِ مَببببا ُكنْتُمببببْ فِيهببب ِ‬ ‫ب َيوْمببب َ‬ ‫َلكُمببب ْ‬
‫هذا م ا يأ مر ال تعال به‪ ,‬و هو الوفاء بالعهود والواث يق والحاف ظة على اليان الؤكدة‪,‬‬
‫ولذا قال‪{ :‬ول تنقضوا اليان بعبد توكيدهبا} ول تعارض بيب هذا وبيب قوله‪{ :‬ول‬
‫تعلوا ال عرضبة ليانكبم} الَيبة‪ ,‬وبيب قوله تعال‪{ :‬ذلك كفارة أيانكبم إذا حلفتبم‬
‫واحفظوا أيان كم} أي ل تتركو ها بل كفارة‪ ,‬وب ي قوله عل يه ال سلم في ما ث بت ع نه ف‬
‫الصحيحي أنه عليه الصلة والسلم قال «إن وال إن شاء ال ل أحلف على يي فأرى‬
‫غيها خيا منها إل أتيت الذي هو خي وتللتها ب وف رواية ب وكفرت عن يين» ل‬
‫تعارض ب ي هذا كله ول ب ي الَ ية الذكورة هه نا‪ ,‬و هي قوله‪{ :‬ول تنقضوا اليان ب عد‬
‫توكيد ها} لن هذه اليان الراد ب ا الداخلة ف العهود والواث يق ل اليان ال ت هي واردة‬
‫على حبث أو منبع‪ ,‬ولذا قال ماهبد فب قوله {ول تنقضوا اليان بعبد توكيدهبا} يعنب‬
‫اللف‪ ,‬أي حلف الاهلية‪ .‬ويؤ يد ما رواه المام أحد‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد ب هو‬
‫ابن أب شيبة ب حدثنا ابن ني وأبو أسامة عن زكريا‪ .‬هو ابن أب زائدة ب عن سعد بن‬
‫إبراهيم عن أبيه‪ ,‬عن جبي بن مطعم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل حلف‬
‫ف السلم‪ ,‬وأيا حلف كان ف الاهلية فإنه ل يزيده السلم إل شدة» وكذا رواه مسلم‬
‫عن ابن أب شيبة به‪ .‬ومعناه أن السلم ل يتاج معه إل اللف الذي كان أهل الاهلية‬
‫يفعلونببه‪ ,‬فإن فبب التمسببك بالسببلم كفايببة عمببا كانوا فيببه‪.‬‬
‫وأما ما ورد ف الصحيحي عن عاصم الحول عن أنس رضي ال عنه أنه قال‪ :‬حالف‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بي الهاجرين والنصار ف دورنا‪ ,‬فمعناه أنه آخى بينهم‬
‫فكانوا يتوارثون به ح ت ن سخ ال ذلك‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن م مد بن‬

‫‪521‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عمارة السدي‪ ,‬حدثنا عبد ال بن موسى‪ ,‬أخبنا أبو ليلى عن فريدة ف قوله‪{ :‬وأوفوا‬
‫بعهد ال إذا عاهدت} قال‪ :‬نزلت ف بيعة النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬كان من أسلم بايع‬
‫النب صلى ال عليه وسلم على السلم‪ ,‬فقال‪{ :‬وأوفوا بعهد ال إذا عاهدت} هذه البيعة‬
‫الت بايعتم على السلم {ول تنقضوا اليان بعد توكيدها} ل يملنكم قلة ممد وكثرة‬
‫بببلم‪.‬‬ ‫بببم على السب‬ ‫ببب بايعتب‬‫بببة التب‬ ‫ببب أن تنقضوا البيعب‬ ‫الشركيب‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ,‬حدثنا صخر بن جويرية عن نافع قال‪ :‬لا خلع الناس‬
‫يز يد بن معاو ية ج ع ا بن ع مر بن يه وأهله ث تش هد‪ ,‬ث قال‪ :‬أ ما ب عد فإ نا قد بايع نا هذا‬
‫الر جل على بي عة ال ور سوله‪ ,‬وإ ن سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬إن‬
‫الغادر ين صب له لواء يوم القيا مة فيقال‪ :‬هذه غدرة فلن‪ ,‬وإن من أع ظم الغدر ب إل أن‬
‫ل على بي عة ال ور سوله‪ ,‬ث ين كث بيع ته‪ ,‬فل‬ ‫يكون الشراك بال ب أن يبا يع ر جل رج ً‬
‫يل عن أ حد من كم يدا ول ي سرفن أ حد من كم ف هذا ال مر‪ ,‬فيكون صيلم بي ن وبي نه»‬
‫الرفوع منه ف الصحيحي‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد حدثنا حجاج عن عبد الرحن‬
‫بن عباس عن أبيه‪ ,‬عن حذيفة قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬من‬
‫شرط لخيبه شرطبا ل يريبد أن يفبي له ببه‪ ,‬فهبو كالدل جاره إل غيب منفعبة»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن ال يعلم ما تفعلون} تد يد ووع يد ل ن ن قض اليان ب عد توكيد ها‪ .‬وقوله‬
‫{ول تكونوا كالت نقضت غزلا من بعد قوة أنكاثا} قال عبد ال بن كثي والسدي‪:‬‬
‫هذه امرأة خرقاء كانت بكة كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه‪ .‬وقال ماهد وقتادة وابن‬
‫ز يد‪ :‬هذا م ثل ل ن ن قض عهده ب عد توكيده‪ ,‬وهذا القول أر جح وأظ هر سواء كان ب كة‬
‫امرأة تنقض غزلا أم ل ‪ .‬وقوله‪{ :‬أنكاثا} يتمل أن يكون اسم مصدر‪{ ,‬نقضت غزلا‬
‫مبن بعبد قوة أنكاثا} أي أنقاضا‪ ,‬ويتمبل أن يكون بد ًل عبن خبب كان أي ل تكونوا‬
‫أنكاثا جع نكث من ناكث‪ ,‬ولذا قال بعده‪{ :‬تتخذون أيانكم دخلً بينكم} أي خديعة‬
‫ومكرا {أن تكون أمة هي أرب من أمة} أي تلفون للناس إذا كانوا أكثر منكم ليطمئنوا‬
‫إلي كم‪ ,‬فإذا أمكن كم الغدر ب م غدر ت‪ ,‬فن هى ال عن ذلك لين به بالد ن على العلى‪ ,‬إذا‬
‫كان قد ن ى عن الغدر والالة هذه‪ ,‬فلن ين هى ع نه مع التم كن والقدرة بطر يق الول‪.‬‬

‫‪522‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد قدمنا ب وللهالمد ب ف سورة النفال قصة معاوية لا كان بينه وبي ملك الروم‬
‫أ مد‪ ,‬ف سار معاو ية إلي هم ف آ خر ال جل ح ت إذا انق ضى و هو قر يب من بلد هم أغار‬
‫علي هم‪ ,‬و هم غارون ل يشعرون‪ ,‬فقال له عمرو بن عب سة‪ :‬ال أ كب يا معاو ية وفاء ل‬
‫غدر‪ ,‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «من كان بينه وبي قوم أجل فل يلن‬
‫عقده ح ت ينق ضي أمد ها» فر جع معاو ية ر ضي ال ع نه بال يش‪ ,‬قال ا بن عباس‪{ :‬أن‬
‫تكون أمة هي أرب من أمة} أي أكثر‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬كانوا يالفون اللفاء فيجدون أكثر‬
‫منهم وأعز‪ ,‬فينقضون حلف هؤلء ويالفون أولئك الذين هم أكثر وأعز‪ ,‬فنهوا عن ذلك‬
‫وقال الضحاك وقتادة وا بن ز يد نوه‪ .‬وقوله‪{ :‬إن ا يبلو كم ال به} قال سعيد بن جبي‪:‬‬
‫يعن بالكثرة‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬أي بأمره إياكم بالوفاء بالعهد {وليبينن‬
‫لكبم يوم القيامبة مبا كنتبم فيبه تتلفون} فيجازي كبل عامبل بعمله مبن خيب وشبر‪.‬‬

‫جعََلكُ مْ ُأ ّم ًة وَاحِ َد ًة وَلـكِن ُيضِ ّل مَن يَشَآ ُء َوَيهْدِي مَن يَشَآ ُء وََلتُ سْأَلُ ّن‬ ‫** وََل ْو شَآءَ اللّ هُ لَ َ‬
‫ل َبيَْنكُم ْب َفَتزِلّ قَدَمٌبَبعْدَ ُثبُوتِهَا َوتَذُوقُواْ‬ ‫خ ُذ َواْ َأيْمَاَنكُم ْب دَ َخ ً‬
‫عَمّا ُكْنتُم ْبَتعْ َملُونَب * وَ َل تَتّ ِ‬
‫ب عَظِي مٌ * وَلَ تَشْتَرُوْا ِب َعهْدِ اللّ ِه ثَمَنا قَلِيلً‬ ‫سوَ َء بِمَا صَدَدتّ ْم عَن َسبِيلِ اللّ ِه وَلَكُ ْم عَذَا ٌ‬ ‫الْ ّ‬
‫ج ِزيَنّ‬
‫ِإنّمَا عِنْدَ اللّ ِه ُهوَ َخيْرٌ ّلكُمْ إِن ُكنْتُ ْم َتعْلَمُونَ * مَا عِندَكُ ْم يَنفَدُ َومَا عِندَ اللّ ِه بَاقٍ وََلنَ ْ‬
‫ب ِبأَحْسبببَنِ مَبببا كَانُواْ َيعْمَلُونبببَ‬ ‫ببَ ُر َواْ أَ ْج َرهُمبب ْ‬ ‫الّذِينبببَ صبب َ‬
‫يقول ال تعال‪{ :‬ولو شاء ال لعل كم} أي ها الناس {أ مة واحدة} كقوله تعال‪{ :‬ولو‬
‫شاء رببك لَمبن مبن فب الرض كلهبم جيعا} أي لوفبق بينكبم ولاب جعبل اختلفا ول‬
‫تباغبض ول شحناء {ولو شاء رببك لعبل الناس أمبة واحدة ول يزالون متلفيب إل مبن‬
‫رحبم رببك ولذلك خلقهبم}‪ ,‬وهكذا قال ههنبا‪{ :‬ولكبن يضبل مبن يشاء ويهدي مبن‬
‫يشاء} ث ي سألكم يوم القيا مة عن ج يع أعمال كم فيجازي كم علي ها على الفت يل والنق ي‬
‫والقطمي‪ .‬ث حذر تعال عباده عن اتاذ اليان دخلً أي خديعة ومكرا لئل تزل قدم بعد‬
‫ثبوت ا‪ ,‬م ثل ل ن كان على ال ستقامة فحاد عن ها‪ ,‬وزل عن طر يق الدى ب سبب اليان‬
‫الانثة الشتملة على الصد عن سبيل ال‪ ,‬لن الكافر إذا رأى أن الؤمن قد عاهده ث غدر‬

‫‪523‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫به ل ي بق له وثوق بالد ين‪ ,‬فان صد ب سببه عن الدخول ف ال سلم‪ ,‬ولذا قال {وتذوقوا‬
‫ببم}‪.‬‬ ‫ببم عذاب عظيب‬ ‫بببيل ال ولكب‬ ‫ببن سب‬ ‫ببددت عب‬ ‫بب صب‬ ‫ببوء باب‬ ‫السب‬
‫ثب قال تعال‪{ :‬ول تشتروا بعهبد ال ثنبا قليلً} أي ل تعتاضوا عبن اليان بال عرض‬
‫الياة الدنيا) وزينتها‪ ,‬فإنا قليلة‪ ,‬ولو حيزت لبن آدم الدنيا بذافيها لكان ما عند ال‬
‫هبو خيب له‪ ,‬أي جزاء ال وثواببه خيب لنب رجاه وآمبن ببه وطلببه وحفبظ عهده رجاء‬
‫موعوده‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إن كن تم تعلمون * ما عند كم ين فد} أي يفرغ وينق ضي فإ نه إل‬
‫أجبل معدود مصبور مقدر متناه {ومبا عنبد ال باق} أي وثواببه لكبم فب النبة باق ل‬
‫انقطاع ول نفاد له‪ ,‬فإنبه دائم ل يول ول يزول {ولنجزيبن الذيبن صببوا أجرهبم‬
‫بأحسن ما كانوا يعملون} قسم من الرب تعال مؤكد باللم‪ ,‬أنه يازي الصابرين بأحسن‬
‫أعمالمبببببببب‪ ,‬أي ويتجاوز عببببببببن سببببببببيئها‪.‬‬

‫حِيَينّ هُ َحيَاةً َطيَّب ًة وََلنَجْ ِزَيّنهُ مْ أَ ْج َرهُم‬


‫** مَ ْن عَ ِملَ صَالِحا مّن ذَكَرٍ َأوْ ُأْنثَ َى َوهُ َو ُم ْؤمِ نٌ فََلنُ ْ‬
‫بنِ مَبببببببببا كَانُوْا َيعْمَلُونبببببببببَ‬ ‫بِأَحْسبببببببب َ‬
‫هذا و عد من ال تعال ل ن ع مل صالا و هو الع مل التا بع لكتاب ال تعال و سنة نبيه‬
‫صلى ال عل يه و سلم من ذ كر أو أن ثى‪ ,‬من ب ن آدم وقل به مؤ من بال ور سوله‪ ,‬وأن هذا‬
‫العمل الأمور به مشروع من عند ال بأن يييه ال حياة طيبة ف الدنيا‪ ,‬وأن يزيه بأحسن‬
‫ما عمله ف الدار الَخرة‪ ,‬والياة الطي بة تش مل وجوه الرا حة من أي ج هة كا نت‪ .‬و قد‬
‫روي عن ابن عباس وجاعة أنم فسروها بالرزق اللل الطيب‪ .‬وعن علي بن أب طالب‬
‫رضي ال عنه أنه ف سرها بالقناعة‪ ,‬وكذا قال ابن عباس وعكرمة وو هب بن منبه‪ ,‬وقال‬
‫علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬أنا هي السعادة‪ .‬وقال السن وماهد وقتادة‪ :‬ل يطيب‬
‫لحبد حياة إل فب النبة‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬هبي الرزق اللل والعبادة فب الدنيبا‪ ,‬وقال‬
‫الضحاك أيضا‪ :‬هي الع مل بالطاعة والنشراح با‪ ,‬والصحيح أن الياة الطيبة تشمل هذا‬
‫كله‪.‬‬
‫كما جاء ف الديث الذي رواه المام أحد‪ :‬حدثنا عبد ال بن يزيد‪ ,‬حدثنا سعيد بن‬
‫أ ب أيوب‪ ,‬حدث ن شرحبيل بن أ ب شريك عن أ ب ع بد الرح ن البلي‪ ,‬عن ع بد ال بن‬

‫‪524‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عمرو أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬قد أفلح من أسلم‪ ,‬ورزق كفافا‪ ,‬وقنعه‬
‫ال باب آتاه}‪ ,‬ورواه مسبلم مبن حديبث عببد ال ببن يزيبد القري ببه‪ .‬وروى الترمذي‬
‫والنسائي من حديث أب هانء عن أب علي النب‪ ,‬عن فضالة بن عبيد أنه سع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬قد أفلح من هدي للسلم‪ ,‬وكان عيشه كفافا وقنع به»‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث صحيح‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد حدثنا هام عن يي‪,‬‬
‫عن قتادة‪ ,‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ال ل يظلم‬
‫الؤمن حسنة يعطى با ف الدنيا ويثاب عليها ف الَخرة‪ .‬وأما الكافر فيطعم بسناته ف‬
‫الدنيا حت إذا أفضى إل الَخرة‪ ,‬ل يكن له حسنة يعطى با خيا»‪ ,‬انفر بإخراجه مسلم‪.‬‬

‫** فَِإذَا قَ َرأْ تَ اْلقُرْآ نَ فَا ْستَعِ ْذ بِاللّ ِه مِ نَ الشّيْطَا نِ الرّجِي مِ * ِإنّ هُ َليْ سَ لَ هُ سُلْطَا ٌن عََلىَ الّذِي َن‬
‫آ َمنُواْ وَعََلىَ َرّبهِ ْم َيَتوَكّلُو نَ * ِإنّمَا ُسلْطَانُ ُه عََلىَ الّذِي َن َيَتوَّلوْنَ ُه وَالّذِي نَ هُم بِ ِه مُشْرِكُو نَ‬
‫هذا أمر من ال تعال لعباده على لسان نبيه صلى ال عليه وسلم إذا أرادوا قراءة القرآن‬
‫أن يستعيذوا بال من الشيطان الرجيم‪ ,‬وهذا أمر ندب ليس بواجب‪ ,‬حكى الجاع على‬
‫ذلك أ بو جع فر بن جر ير وغيه من الئ مة‪ .‬و قد قدم نا الحاد يث الواردة ف ال ستعاذة‬
‫مب سوطة ف أول التف سي‪ ,‬ول ال مد وال نة‪ .‬والع ن ف ال ستعاذة ع ند ابتداء القراءة لئل‬
‫يلبس على القارىء قراءته‪ ,‬ويلط عليه وينعه من التدبر والتفكر‪ ,‬ولذا ذهب المهور إل‬
‫أن ال ستعاذة إن ا تكون ق بل التلوة‪ ,‬وح كي عن حزة وأ ب حا ت ال سجستان أن ا تكون‬
‫بعد التلوة‪ ,‬واحت جا بذه الَية‪ ,‬ونقل النووي ف شرح الهذب م ثل ذلك عن أ ب هريرة‬
‫أيضا وم مد بن سيين وإبراه يم النخ عي وال صحيح الول ل ا تقدم من الحاد يث الدالة‬
‫على تقدمهببببببببببببببببببببببا على التلوة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إ نه ل يس له سلطان على الذ ين آمنوا وعلى رب م يتوكلون} قال الثوري‪ :‬ل يس‬
‫له عليهبم سبلطان أن يوقعهبم فب ذنبب ل يتوبون منبه‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬معناه ل حجبة له‬
‫عليهبم‪ .‬وقال آخرون كقوله‪{ :‬إل عبادك منهبم الخلصبي}‪{ ,‬إناب سبلطانه على الذيبن‬
‫يتلونبه} قال ماهبد‪ :‬يطيعونبه‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬اتذوه وليا مبن دون ال {والذيبن هبم ببه‬
‫مشركون} أي أشركوا ف عبادة ال تعال‪ .‬أي أشركوه فب عبادة ال‪ ,‬ويتمبل أن تكون‬

‫‪525‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الباء سببة‪ ,‬أي صاروا ب سبب طاعت هم للشيطان مشرك ي بال تعال‪ .‬وقال آخرون‪ :‬معناه‬
‫أنببببببببه شركهببببببببم فبببببببب الموال والولد‪.‬‬

‫** َوإِذَا بَدّْلنَآ آَي ًة ّمكَانَ آَي ٍة وَاللّهُ َأعْلَ ُم بِمَا يُنَ ّزلُ قَاُل َواْ ِإنّمَآ أَنتَ ُم ْفتَ ٍر بَلْ أَ ْكثَ ُرهُمْ َل َيعْلَمُونَ‬
‫ك بِالْحَ قّ ِليَُثبّ تَ الّذِي نَ آ َمنُوْا َوهُدًى َوبُشْرَىَ لِ ْلمُ سْلِ ِميَ‬ ‫س مِن ّربّ َ‬ ‫ح اْلقُدُ ِ‬
‫* قُ ْل َنزّلَ هُ رُو ُ‬
‫يب تعال عن ضعف عقول الشركي وقلة ثباتم وإيقانم‪ ,‬وأنه ل يتصور منهم اليان‬
‫و قد ك تب علي هم الشقاوة‪ ,‬وذلك أن م إذا رأوا تغي ي الحكام نا سخها بن سوخها قالوا‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬إنا أنت مفتر} أي كذاب‪ ,‬وإنا هو الرب تعال يفعل‬
‫ما يشاء ويكم ما يريد‪ ,‬وقال ماهد‪{ :‬بدلنا آية مكان آية} أي رفعناها وأثبتنا غيها‪,‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬هو كقوله تعال‪ { :‬ما نن سخ من آ ية أو نن سها} الَ ية‪ ,‬فقال تعال ميبا ل م‬
‫{قل نزله روح القدس} أي جبيل {من ربك بالق} أي بالصدق والعدل {ليثبت الذين‬
‫آمنوا} في صدقوا ب ا أنزل أو ًل وثانيا‪ ,‬وت بت له قلوب م {وهدى وبشرى للم سلمي} أي‬
‫وجعله هاديببببا وبشارة للمسببببلمي الذيببببن آمنوا بال ورسببببله‪.‬‬

‫جمِ ّي َوهَ ـذَا‬


‫حدُو نَ إِلَيْ هِ َأعْ َ‬
‫شرٌ لّ سَا ُن الّذِي يُلْ ِ‬
‫** وََلقَ ْد َنعْلَ مُ َأّنهُ ْم َيقُولُو نَ ِإنّمَا ُيعَلّمُ ُه بَ َ‬
‫ب ّمبِيٌبببببببببب‬ ‫لِسببببببببببَانٌ عَ َربِيببببببببب ّ‬
‫يقول تعال مبا عن الشركي ما كانوا يقولونه من الكذب والفتراء والبهت أن ممدا‬
‫إن ا يعل مه هذا الذي يتلوه علي نا من القرآن ب شر‪ ,‬ويشيون إل ر جل أعج مي كان ب ي‬
‫أظهر هم غلم لب عض بطون قر يش‪ ,‬وكان بياعا يبيع ع ند ال صفا‪ ,‬ورب ا كان ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يلس إليه ويكلمه بعض الشيء‪ ,‬وذاك كان أعجمي اللسان ل يعرف‬
‫العربية أو أنه كان يعرف الشيء اليسي بقدر ما يرد جواب الطاب فيما ل بد منه‪ ,‬فلهذا‬
‫قال ال تعال‪ :‬رادا عليهبم فب افترائهبم ذلك {لسبان الذي يلحدون إليبه أعجمبي وهذا‬
‫لسان عرب مبي} أي القرآن‪ ,‬أي فكيف يتعلم من جاء بذا القرآن ف فصاحته وبلغته‬

‫‪526‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومعان يه التا مة الشاملة ال ت هي أك مل من معا ن كل كتاب نزل على ب ن أُر سل‪ ,‬ك يف‬
‫بل‪.‬‬ ‫بن العقب‬‫بكة مب‬ ‫بن له أدن ب مسب‬ ‫بي ؟ ل يقول هذا مب‬ ‫بل أعجمب‬ ‫بن رجب‬ ‫يتعلم مب‬
‫قال ممد بن إسحاق بن يسار ف السية‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلمب فيما‬
‫بلغن ب كثيا ما يلس عند الروة إل مبيعة غلم ن صران يقال له جب‪ ,‬عبد لبعض بن‬
‫الضر مي‪ ,‬فأنزل ال {ول قد نعلم أن م يقولون إن ا يعل مه ب شر‪ ,‬ل سان الذي يلحدون إل يه‬
‫أعجمي وهذا لسان عرب مبي} وكذا قال عبد ال بن كثي‪ ,‬وعن عكرمة وقتادة‪ :‬كان‬
‫ا سه يع يش ‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن أح د بن م مد الطو سي‪ ,‬حدث نا أ بو عا مر‪ ,‬حدث نا‬
‫إبراه يم بن طهمان عن م سلم بن ع بد ال اللئي‪ ,‬عن ما هد‪ ,‬عن ا بن عباس قال‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلم قينا بكة‪ ,‬وكان اسه بلعام‪ ,‬وكان أعجمي اللسان‪,‬‬
‫وكان الشركون يرون رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم يدخبل عليبه ويرج مبن عنده‪,‬‬
‫فقالوا‪ :‬إن ا يعل مه بلعام‪ ,‬فأنزل ال هذه الَ ية {ول قد نعلم أن م يقولون إن ا يعل مه ب شر‪,‬‬
‫لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عرب مبي}‪ ,‬وقال الضحاك بن مزاحم‪ :‬هو‬
‫سلمان الفار سي‪ ,‬وهذا القول ضع يف‪ ,‬لن هذه الَية مكية‪ ,‬و سلمان إن ا أ سلم بالدينة‪,‬‬
‫وقال عب يد ال بن م سلم‪ :‬كان ل نا غلمان روميان يقرآن كتابا ل ما بل سانما فكان ال نب‬
‫صلى ال عل يه و سلم ي ر ب ما فيقوم في سمع منه ما‪ ,‬فقال الشركون‪ :‬يتعلم منه ما‪ ,‬فأنزل‬
‫ال هذه الَ ية‪ .‬وقال الزهري عن سعيد بن ال سيب‪ :‬الذي قال ذلك من الشرك ي ر جل‬
‫كان يكتب الوحي لرسول ال صلى ال عليه وسلم فارتد بعد ذلك عن السلم وافترى‬
‫هذه القالة‪ ,‬قبحببببببببببببببببببببببببببببه ال‪.‬‬

‫** إِ ّن الّذِينَ َل ُي ْؤ ِمنُو َن بِآيَاتِ اللّهِ َل َيهْدِيهِمُ اللّ ُه وََلهُ ْم عَذَابٌ أَلِيمٌ * ِإنّمَا يَ ْفتَرِي اْلكَذِ َ‬
‫ب‬
‫ببَ‬ ‫ببُ الْكَا ِذبُونب‬ ‫ببئِكَ هُمب‬ ‫ب َوُأوْلـب‬ ‫ب ِ‬ ‫ببِ اللّهب‬ ‫ب بِآيَاتب‬‫ب َ‬ ‫ببَ لَ ُي ْؤ ِمنُونب‬ ‫الّذِينب‬
‫ي ب تعال أ نه ل يهدي من أعرض عن ذكره وتغا فل ع ما أنزله على ر سوله صلى ال‬
‫عل يه و سلم ول ي كن له ق صد إل اليان ب ا جاء من ع ند ال‪ ,‬فهذا ال نس من الناس ل‬
‫يهدي هم ال إل اليان بآيا ته و ما أر سل به ر سله ف الدن يا‪ ,‬ول م عذاب أل يم مو جع ف‬
‫الَخرة‪ ,‬ث أ خب تعال أن ر سوله صلى ال عل يه و سلم ل يس بف تر ول كذاب‪ ,‬ل نه إن ا‬

‫‪527‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يفتري الكذب على ال وعلى رسوله صلى ال عليه وسلم شرار اللق‪{ ,‬الذين ل يؤمنون‬
‫بآيات ال} من الكفرة واللحدين العروفي بالكذب عند الناس‪ ,‬والرسول ممد صلى ال‬
‫عليبه وسبلم كان أصبدق الناس وأبرهبم وأكملهبم علما وعملً وإيانا وإيقانا‪ ,‬معروفا‬
‫بال صدق ف قو مه‪ ,‬ل ي شك ف ذلك أ حد من هم ب يث ل يد عى بين هم إل بالم ي م مد‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ولذا ل ا سأل هر قل ملك الروم أ با سفيان عن تلك ال سائل ال ت‬
‫سألا من صفة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان في ما قال له‪ :‬هل كن تم تتهمو نه‬
‫بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال‪ :‬ل ‪ ,‬فقال هرقل‪ :‬فما كان ليدع الكذب على الناس‬
‫ويذهببببببببب فيكذب على ال عببببببببز وجببببببببل‪.‬‬

‫** مَن َكفَ َر بِاللّ ِه مِن َبعْدِ إيَانِ هِ إِلّ مَ نْ أُكْرِ هَ وَقَ ْلبُ ُه مُطْ َمئِ نّ بِالِيَا ِن وَلَ ـكِن مّن شَرَ َ‬
‫ح‬
‫حيَاةَ‬
‫حبّواْ الْ َ‬
‫ك ِبَأّنهُ مُ ا ْستَ َ‬
‫ب عَظِي مٌ * ذَلِ َ‬
‫ب مّ نَ اللّ ِه وََلهُ ْم عَذَا ٌ‬‫صدْرا َفعََلْيهِ ْم َغضَ ٌ‬ ‫بِالْ ُكفْرِ َ‬
‫الْ ّدنْيَا عََل َى الَخِ َر ِة َوأَ نّ اللّ هَ َل َيهْدِي الْ َقوْ َم الْكَافِرِي نَ * أُولَ ـئِكَ الّذِي َن َطبَ عَ اللّ هُ عََلىَ‬
‫قُلُوِبهِ ْم وَ سَ ْم ِعهِ ْم َوَأبْ صَا ِرهِمْ َوأُولَ ـئِكَ هُ ُم اْلغَافِلُو نَ * لَ َجرَ مَ َأّنهُ مْ فِي الَ ِخ َرةِ هُ مُ‬
‫الْخَاسبببببببببببببببببببببببببببببببببِرونَ‬
‫أخب تعال عمن كفر به بعد اليان والتبصر‪ ,‬وشرح صدره بالكفر واطمأن به‪ ,‬أنه قد‬
‫غضب عليه لعلمهم باليان ث عدولم عنه‪ ,‬وأن لم عذابا عظيما ف الدار الَخرة‪ ,‬لنم‬
‫استحبوا الياة الدنيا على الَخرة‪ ,‬فأقدموا على ما أقدموا عليه من الردة لجل الدنيا‪ ,‬ول‬
‫يهبد ال قلوبمب ويثبتهبم على الديبن القب‪ ,‬فطببع على قلوبمب‪ ,‬فهبم ل يعقلون باب شيئا‬
‫ينفعهم‪ ,‬وختم على سعهم وأبصارهم فل ينتفعون با‪ ,‬ول أغنت عنهم شيئا فهم غافلون‬
‫ع ما يراد ب م‪{ ,‬ل جرم} أي ل بد ول ع جب أن من هذه صفته {أن م ف الَخرة هم‬
‫الاسرون} أي الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ب وأما قوله‪{ :‬إل من أكره‬
‫وقلبه مطمئن باليان} فهو استثناء من كفر بلسانه ووافق الشركي بلفظه مكرها لا ناله‬
‫بوله‪.‬‬ ‫بو مطمئن باليان بال ورسب‬ ‫با يقول‪ ,‬وهب‬ ‫ب مب‬ ‫به يأبب‬ ‫بن ضرب وأذى‪ ,‬وقلبب‬ ‫مب‬
‫وقبد روى العوفب عبن اببن عباس أن هذه الَيبة نزلت فب عمار ببن ياسبر حيب عذببه‬
‫الشركون حتب يكفبر بحمبد صبلى ال عليبه وسبلم‪ ,‬فوافقهبم على ذلك مكرها‪ ,‬وجاء‬

‫‪528‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معتذرا إل النبب صبلى ال عليبه وسبلم‪ ,‬فأنزل ال هذه الَيبة‪ .‬وهكذا قال الشعبب وقتادة‬
‫وأبو مالك‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ممد بن ثور عن معمر عن‬
‫عبد الكري الزري‪ ,‬عن أب عبيدة ممد بن عمار بن ياسر قال‪ :‬أخذ الشركون عمار بن‬
‫يا سر فعذبوه ح ت قارب م ف ب عض ما أرادوا فش كا ذلك إل ال نب صلى ال عل يه و سلم‪,‬‬
‫فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ك يف ت د قل بك ؟} قال‪ :‬مطمئنا باليان‪ .‬قال ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن عادوا فعد» ورواه البيهقي بأبسط من ذلك‪ ,‬وفيه أنه سب النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وذ كر آلت هم ب ي‪ ,‬فش كا ذلك ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪:‬‬
‫يارسول ال ما تركت حت سببتك وذكرت آلتهم بي‪ ,‬قال‪« :‬كيف تد قلبك ؟» قال‪:‬‬
‫مطمئنا باليان‪ ,‬فقال «إن عادوا ف عد»‪ ,‬و ف ذلك أنزل ال {إل من أكره وقل به مطمئن‬
‫باليان} ولذا اتفبق العلماء على أن الكره على الكفبر يوز له أن يوال إبقاء لهجتبه‪,‬‬
‫ويوز له أن يأب كما كان بلل رضي ال عنه يأب عليهم ذلك وهم يفعلون به الفاعيل‪,‬‬
‫حت إنم ليضعوا الصخرة العظيمة على صدره ف شدة الر‪ ,‬ويأمرونه بالشرك بال فيأب‬
‫عليهم‪ ,‬وهو يقول‪ :‬أحد‪ ,‬أحد‪ .‬ويقول‪ :‬وال لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها لقلتها‪,‬‬
‫ر ضي ال ع نه وأرضاه‪ .‬وكذلك حبيب بن ز يد الن صاري ل ا قال له م سيلمة الكذاب‪:‬‬
‫أتشهبد أن ممدا رسبول ال ؟ فيقول‪ :‬نعبم‪ .‬فيقول‪ :‬أتشهبد أنب رسبول ال ؟ فيقول‪ :‬ل‬
‫أسع‪ .‬فلم يزل يقطعه إربا إربا وهو ثابت على ذلك‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل‪,‬‬
‫حدثنا أيوب عن عكرمة أن عليا رضي ال عنه حرق ناسا ارتدوا عن السلم‪ ,‬فبلغ ذلك‬
‫ا بن عباس فقال‪ :‬ل أ كن لحرق هم بالنار‪ ,‬إن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬ل‬
‫تعذبوا بعذاب ال» وكنت أقاتلهم بقول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من بدل دينه‬
‫بببببن عباس‪ ,‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫بببببح أم ابب‬ ‫فاقتلوه» فبلغ ذلك عليا فقال‪ :‬ويب‬
‫وقال المام أح د أي ضا‪ :‬حدث نا ع بد الرزاق‪ ,‬أنبأنا مع مر عن أيوب عن ح يد بن هلل‬
‫العدوي‪ ,‬عن أ ب بردة قال‪ :‬قدم على أ ب مو سى معاذ بن ج بل بالي من‪ ,‬فإذا ر جل عنده‪,‬‬
‫قال‪ :‬ما هذا ؟ قال‪ :‬رجل كان يهوديا فأسلم‪ ,‬ث تود ونن نريده على السلم منذ قال‬
‫أح سبه شهر ين‪ ,‬فقال‪ :‬وال ل أق عد ح ت تضربوا عن قه‪ ,‬فضر بت عن قه‪ ,‬فقال‪ :‬ق ضى ال‬
‫ور سوله أن من ر جع عن دي نه فاقتلوه أو قال‪ « :‬من بدل دي نه فاقتلوه» وهذه الق صة ف‬

‫‪529‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صحيحي بل فظ آ خر‪ .‬والف ضل والول أن يث بت ال سلم على دي نه ولو أف ضى إل قتله‪,‬‬
‫ك ما ذ كر الا فظ ا بن ع ساكر ف ترج ة ع بد ال بن حذا فة ال سهمي أ حد ال صحابة أ نه‬
‫أسرته الروم‪ ,‬فجاءوا به إل ملكهم فقال له‪ :‬تنصر وأنا أشركك ف ملكي وأزوجك ابنت‪,‬‬
‫فقال له‪ :‬لو أعطيت ن ج يع ما تلك وج يع ما تل كه العرب على أن أر جع عن د ين م مد‬
‫صلى ال عليه وسلم طرفة عي ما فعلت‪ ,‬فقال‪ :‬إذا أقتلك‪ ,‬فقال‪ :‬أنت وذاك‪ ,‬قال‪ :‬فأمر‬
‫به فصلب‪ ,‬وأمر الرماة فرموه قريبا من يديه ورجليه وهو يعرض عليه دين النصرانية فيأب‪,‬‬
‫ثب أمبر به فأنزل‪ ,‬ثب أمبر بقدر‪ ,‬وفب روا ية ببقرة من ناس فأحيبت‪ ,‬وجاء بأسبي مبن‬
‫السلمي فألقاه وهو ينظر‪ ,‬فإذا هو عظام تلوح‪ ,‬وعرض عليه فأب‪ ,‬فأمر به أن يلقى فيها‪,‬‬
‫فرفع ف البكرة ليلقى فيها‪ ,‬فبكى فطمع فيه ودعاه‪ ,‬فقال‪ :‬إنا بكيت لن نفسي إنا هي‬
‫نفس واحدة تلقى ف هذه القدر الساعة ف ال‪ ,‬فأحببت أن يكون ل بعدد كل شعرة ف‬
‫جسدي نفس تعذب هذا العذاب ف ال‪ .‬وف بعض الروايات أنه سجنه ومنع منه الطعام‬
‫والشراب أياما‪ ,‬ث أرسل إليه بمر ولم خنير فلم يقربه‪ ,‬ث استدعاه فقال‪ :‬ما منعك أن‬
‫تأكل ؟ فقال‪ :‬أما إنه قد حل ل‪ ,‬ولكن ل أكن لشتك ب‪ ,‬فقال له اللك‪ :‬فقبل رأسي‬
‫وأ نا أطل قك‪ ,‬فقال‪ :‬وتطلق م عي ج يع أ سارى ال سلمي ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ,‬فق بل رأ سه فأطل قه‬
‫وأطلق معه جيع أسارى السلمي عنده‪ ,‬فلما رجع قال عمر بن الطاب رضي ال عنه‪:‬‬
‫حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد ال بن حذافة‪ ,‬وأنا أبدأ‪ ,‬فقام فقبل رأسه رضي ال‬
‫عنهمببببببببببببببببببببببببببببببببببا‪.‬‬

‫ك مِن َبعْ ِدهَا‬


‫صبَرُواْ إِ نّ َربّ َ‬
‫** ثُ مّ إِ نّ َربّ كَ ِللّذِي َن هَا َجرُواْ مِن َبعْ ِد مَا ُفِتنُوْا ثُ مّ جَاهَدُواْ وَ َ‬
‫سهَا َوُتوَّفىَ كُ ّل َنفْسٍ مّا عَمِلَتْ َوهُمْ لَ‬ ‫س تُجَادِ ُل عَن ّنفْ ِ‬ ‫َل َغفُورٌ رّحِيمٌ * َيوْ َم تَ ْأتِي كُ ّل َنفْ ٍ‬
‫يُظْلَمُونببببببببببببببببببببببببببببببببببَ‬
‫هؤلء صنف آخر كانو مستضعفي بكة مهاني ف قومهم فوافقوهم على الفتنة‪ ,‬ث إنم‬
‫أمكنهبم اللص بالجرة فتركوا بلدهبم وأهليهبم وأموالمب ابتغاء رضوان ال وغفرانبه‪,‬‬
‫وانتظموا فب سبلك الؤمنيب‪ ,‬وجاهدوا معهبم الكافريبن‪ ,‬وصببوا‪ ,‬فأخبب تعال أنبه مبن‬
‫بعدها‪ ,‬أي تلك الفعلة وهي الجابة إل الفتنة لغفور لم رحيم بم يوم معادهم {يوم تأت‬

‫‪530‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كل نفس تادل} أي تاج {عن نفسها} ليس أحد ياج عنها ل أب ول ابن ول أخ‬
‫ول زو جة {وتو ف كل ن فس ما عملت} أي من خ ي و شر {و هم ل يظلمون} أي ل‬
‫ينقببص مببن ثواب اليبب‪ ,‬ول يزاد على ثواب الشببر‪ ,‬ول يظلمون نقيا‪) .‬‬

‫ضرَ بَ اللّ ُه َمثَلً َق ْرَيةً كَانَ تْ آ ِمَن ًة مّطْ َمِئّنةً َي ْأتِيهَا ِرزُْقهَا َرغَدا مّن كُ ّل َمكَا نٍ َف َكفَرَ ْ‬
‫ت‬ ‫** وَ َ‬
‫صنَعُونَ * وََلقَدْ جَآ َءهُ مْ رَ سُولٌ‬
‫ف بِمَا كَانُوْا يَ ْ‬ ‫خوْ ِ‬ ‫ع وَالْ َ‬ ‫س الْجُو ِ‬ ‫بَِأْنعُ مِ اللّ هِ َفأَذَاَقهَا اللّ هُ ِلبَا َ‬
‫بببَ‬ ‫ب ظَالِمُونب‬ ‫بب ْ‬ ‫ب َوهُمب‬ ‫بب ُ‬ ‫ب اْلعَذَابب‬ ‫بب ُ‬ ‫بببُ َفأَ َخ َذهُمب‬ ‫بببْ َفكَ ّذبُوهب‬ ‫ّمنْهُمب‬
‫هذا مثل أريد به أهل مكة‪ ,‬فإنا كانت آمنة مطمئنة مستقرة يتخطف الناس من حولا‪,‬‬
‫ومن دخلها كان آمنا ل ياف‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وقالوا إن نتبع الدى معك نتخطف من‬
‫أرضنا أو ل نكن لم حرما آمنا يب إليه ثرات كل شيء رزقا من لدنا}‪ ,‬وهكذا قال‬
‫ل {مبن كبل مكان فكفرت بأنعبم ال} أي‬ ‫ههنبا‪{ :‬يأتيهبا رزقهبا رغدا} أي هنيئا سبه ً‬
‫جحدت آلء ال عليها وأعظمها بعثة ممد صلى ال عليه وسلم إليهم‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{أل تر إل الذ ين بدلوا نع مة ال كفرا وأحلوا قوم هم دار البوار جه نم يصلونا وبئس‬
‫القرار} ولذا بدلمب ال باليهبم الوليب خلفهمبا‪ ,‬فقال‪{ :‬فأذاقهبا ال لباس الوع‬
‫والوف} أي ألب سها وأذاق ها الوع ب عد أن كان ي ب إلي هم ثرات كل ش يء‪ ,‬ويأيت ها‬
‫رزقها رغدا من كل مكان‪ ,‬وذلك لّا استعصوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبوا‬
‫إل خلفه فدعا عليهم بسبع كسبع يوسف‪ ,‬فأصابتهم سنة أذهبت كل شيء لم‪ ,‬فأكلوا‬
‫العلهبببببز وهبببببو وبر البعيببببب يلط بدمبببببه إذا نروه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والوف} وذلك أنم بدلوا بأمنهم خوفا من رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وأ صحابه ح ي هاجروا إل الدي نة من سطوته و سراياه وجيو شه‪ ,‬وج عل كل ما ل م ف‬
‫دمار و سفال ح ت فتح ها ال على ر سوله صلى ال عل يه و سلم وذلك ب سبب صنيعهم‬
‫وبغيهم وتكذيبهم الرسول صلى ال عليه وسلم الذي بعثه ال فيهم منهم‪ ,‬وامت به عليهم‬
‫ف قوله‪{ :‬لقد من ال على الؤمني إذ بعث فيهم رسولً من أنفسهم} الَية‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{فاتقوا ال يا أول اللباب * الذين آمنوا قد أنزل ال إليكم ذكرا رسولً} الَية‪ ,‬وقوله‪:‬‬
‫{كما أرسلنا فيكم رسو ًل منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والكمة‬

‫‪531‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب ال قوله ب ول تكفرون} وكما أنه انعكس على الكافرين حالم فخافوا بعد المن‪,‬‬
‫وجاعوا بعد الرغد‪ ,‬فبدل ال الؤمني من بعد خوفهم أمنا‪ ,‬ورزقهم بعد العيلة‪ ,‬وجعلهم‬
‫أمراء الناس وحكامهم وسادتم وقادتم وأئمتهم‪ ,‬وهذا الذي قلناه من أن هذا الثل ضرب‬
‫لهل مكة قاله العوف عن ابن عباس‪ ,‬وإليه ذهب ماهد وقتادة وعبد الرحن بن زيد بن‬
‫ببببببم ال‪.‬‬ ‫ببببببن الزهري رحهب‬ ‫ببببببلم‪ ,‬وحكاه مالك عب‬ ‫أسب‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن ا بن عبد الرح يم الب قي‪ ,‬حدثنا ا بن أ ب مر ي‪ ,‬حدثنا نا فع بن‬
‫يز يد‪ ,‬حدثنا عبد الرح ن بن شريح أن ع بد الكري بن الارث الضر مي حدثه أنه سع‬
‫مشرح بن هاعان يقول‪ :‬سعت سليم بن ع تر يقول‪ :‬صدرنا من ال ج مع حف صة زوج‬
‫ال نب صلى ال عليه و سلم وعثمان رضي ال عنه م صور بالدينة‪ ,‬فكانت تسأل عنه ما‬
‫ب تسبألما فقال‪ :‬قتبل‪ ,‬فقالت حفصبة‪ :‬والذي‬ ‫فعبل ؟ ح ت رأت را كبي فأرسبلت إليهم ا‬
‫نفسي بيده إنا القرية ب تعن الدينة ب الت قال ال تعال‪{ :‬وضرب ال مثل قرية كانت‬
‫آمنبة مطمئنبة يأتيهبا رزقهبا رغدا مبن كبل مكان فكفرت بأنعبم ال} قال اببن شريبح‪:‬‬
‫وأخبببن عبيببد ال بببن الغية عمببن حدثببه أنببه كان يقول إنابب الدينببة‪.‬‬

‫** َفكُلُوْا مِمّا َرزََقكُ مُ اللّ هُ حَللً طَيّبا وَا ْشكُرُواْ ِنعْ َمةَ اللّ هِ إِن ُكْنتُ مْ ِإيّا ُه َت ْعبُدُو نَ * ِإنّمَا‬
‫غ وَ َل عَادٍ‬ ‫خْنزِي ِر َومَآ ُأهِلّ ِلغَيْرِ اللّ ِه بِ هِ َفمَ ِن اضْ ُط ّر َغيْ َر بَا ٍ‬
‫ح َم الْ َ‬
‫َحرّ َم عََلْيكُ ُم الْ َمْيَتةَ وَالْدّ مَ وَلَ ْ‬
‫ب هَـذَا َحلَ ٌل َوهَـذَا حَرَامٌ‬ ‫سَنتُكُ ُم اْلكَذِ َ‬ ‫فَِإنّ اللّ َه َغفُورٌ رّحِيمٌ * وَ َل َتقُولُواْ ِلمَا َتصِفُ أَلْ ِ‬
‫ّلَتفْتَرُوْا عََلىَ اللّ ِه اْلكَذِبَ إِنّ الّذِي َن َي ْفتَرُو َن عََلىَ اللّ ِه الْكَذِبَ َل ُيفْلِحُونَ * َمتَاعٌ قَلِي ٌل وََلهُمْ‬
‫عَذَابببببببببببببببببٌ أَلِيمببببببببببببببببٌ‬
‫يقول تعال آمرا عباده الؤمني بأكل رزقه اللل الطيب وبشكره على ذلك فإنه النعم‬
‫التفضل به ابتداء الذي يستحق العبادة وحده ل شريك له‪ ,‬ث ذكر تعال ما حرمه عليهم‬
‫ما فيه مضرة لم ف دينهم ودنياهم من اليتة والدم ولم النير {وما أهل لغي ال به}‬
‫أي ذ بح على غ ي ا سم ال‪ ,‬و مع هذا {ف من اض طر} إل يه أي احتاج من غ ي ب غي ول‬
‫عدوان {فإن ال غفور رحيم}‪ .‬وقد تقدم الكلم على مثل هذه الَية ف سورة البقرة با‬
‫فيبببببه كفايبببببة عبببببن إعادتبببببه‪ ,‬ول المبببببد‪.‬‬

‫‪532‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ثب نىب تعال عبن سبلوك سببيل الشركيب الذيبن حللوا وحرموا بجرد مبا وصبفوه‬
‫واصطلحوا عليه من الساء بآرائهم من البحية والسائبة والوصيلة والام وغي ذلك‪ ,‬ما‬
‫كان شرعا لم ابتدعوه ف جاهليتهم‪ ,‬فقال‪{ :‬ول تقولوا لا تصف ألسنتكم الكذب هذا‬
‫حلل وهذا حرام لتفتروا على ال الكذب} ويد خل ف هذا كل من ابتدع بدعة ليس له‬
‫فيهبا مسبتند شرعبي‪ ,‬أو حلل شيئا ماب حرم ال‪ ,‬أو حرم شيئا ماب أباح ال بجرد رأيبه‬
‫وتشهيه‪ ,‬وما ف قوله‪{ :‬لا تصف} مصدرية‪ ,‬أي ول تقولوا الكذب لوصف ألسنتكم‪ ,‬ث‬
‫تو عد على ذلك فقال‪{ :‬إن الذين يفترون على ال الكذب ل يفلحون} أي ف الدنيا ول‬
‫ف الَخرة‪ ,‬أما ف الدنيا فمتاع قليل‪ ,‬وأما ف الَخرة فلهم عذاب أليم‪ ,‬كما قال‪{ :‬نتعهم‬
‫قليلً ثب نضطرهبم إل عذاب غليبظ} وقال {إن الذيبن يفترون على ال الكذب ل‬
‫يفلحون‪ ,‬متاع ف الدنيا ث إلينا مرجعهم ث نذيقهم العذاب الشديد با كانوا يكفرون}‪.‬‬

‫ك مِن َقبْ ُل وَمَا ظَلَ ْمنَاهُ ْم وَلَ ـكِن كَاُنوَْا‬


‫صنَا عََليْ َ‬
‫** َوعََل َى الّذِي َن هَادُواْ َح ّرمْنَا مَا قَ صَ ْ‬
‫ِكب‬
‫ُمب تَابُوْا مِن َبعْدِ ذَل َ‬
‫جهَاَل ٍة ث ّ‬‫السبوَ َء بِ َ‬
‫ِينب عَمِلُواْ ّ‬
‫ّكبلِّلذ َ‬
‫ِنب َرب َ‬
‫ُمب إ ّ‬‫ُونب * ث ّ‬ ‫ُسبهُ ْم يَظِْلم َ‬ ‫َأنْف َ‬
‫ح َواْ إِنببببّ َربّكببببَ مِبببن َبعْدِهَبببا َل َغفُورٌ رّحِيمببببٌ‬ ‫َوأَصببببْلَ ُ‬
‫لا ذكر تعال أنه إنا حرم علينا اليتة والدم ولم النير وما أهل لغي ال به وإنا أرخص‬
‫ف يه ع ند الضرورة ب و ف ذلك تو سعة لذه ال مة ال ت ير يد ال ب ا الي سرى ول ير يد ب ا‬
‫العسرى ب ذكر سبحانه وتعال ما كان حرمه على اليهود ف شريعتهم قبل أن ينسخها‪,‬‬
‫وما كانوا فيه من الَصار والتضييق والغلل والرج‪ ,‬فقال‪{ :‬وعلى الذين هادوا حرمنا‬
‫ما قصصنا عليك من قبل} أي ف سورة النعام ف قوله‪{ :‬وعلى الذين هادوا حرمنا كل‬
‫ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إل ماحلت ظهورها ب إل قوله ب‬
‫لصادقون} ولذا قال ههنا‪{ :‬وما ظلمناهم} أي فيما ضيقنا عليهم {ولكن كانوا أنفسهم‬
‫يظلمون} أي فاسبتحقوا ذلك‪ ,‬كقوله‪{ :‬فبظلم مبن الذيبن هادوا حرمنبا عليهبم طيبات‬
‫أحلت ل م وب صدهم عن سبيل ال كثيا} ث أ خب تعال تكرما وامتنانا ف حق الع صاة‬
‫الؤمني أن من تاب منهم إليه تاب عليه‪ ,‬فقال‪{ :‬ث إن ربك للذين عملوا السوء بهالة}‬
‫قال بعض السلف‪ :‬كل من عصى ال فهو جاهل {ث تابوا من بعد ذلك وأصلحوا} أي‬

‫‪533‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أقلعوا ع ما كانوا ف يه من العا صي وأقبلوا على ف عل الطاعات {إن ر بك من بعد ها} أي‬
‫تلك الفعلة والزلة {لغفور رحيبببببببببببببببببببببببم}‪.‬‬

‫ك مِ َن الْمُشْرِكِيَ * شَاكِرا لْنعُمِ هِ ا ْجتَبَا هُ‬ ‫** إِ نّ ِإبْرَاهِي مَ كَا نَ ُأ ّمةً قَانِتا لِلّ هِ َحنِيفا وَلَ ْم يَ ُ‬
‫حيَ * ثُمّ‬ ‫سَنةً َوِإنّهُ فِي الَخِ َرةِ لَ ِم َن الصّالِ ِ‬
‫سَتقِيمٍ * وَآتَْينَاهُ فِي الْ ّدْنيَا حَ َ‬‫صرَاطٍ مّ ْ‬ ‫َوهَدَاهُ إَِلىَ ِ‬
‫شرِكِيَب‬ ‫ب الْمُ ْ‬
‫بَ مِنبَ‬ ‫بَ َحنِيفا وَمَبا كَانب‬ ‫ب مِّلةَ ِإبْرَاهِيمب‬ ‫ب اتّبِعبْ‬
‫بَ أَنبِ‬ ‫َأوْ َحيْنَبآ إَِليْكب‬
‫يدح تعال عبده ورسوله وخليله إبراهيم إمام النفاء ووالد النبياء‪ ,‬ويبئه من الشركي‬
‫و من اليهود ية والن صرانية‪ ,‬فقال‪{ :‬إن إبراه يم كان أ مة قانتا ل حنيفا} فأ ما ال مة‪ :‬ف هو‬
‫المام الذي يقتدى به‪ ,‬والقانت‪ :‬هو الاشع الطيع‪ ,‬والنيف‪ :‬النحرف قصدا عن الشرك‬
‫إل التوحيبد‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ول يبك مبن الشركيب} قال سبفيان الثوري عبن سبلمة ببن‬
‫كهيل‪ ,‬عن مسلم البطي عن أب العبيدين‪ :‬أنه سأل عبد ال بن مسعود عن المة القانت‪,‬‬
‫فقال‪ :‬المة معلم الي‪ ,‬والقانت‪ :‬الطيع ل ورسوله‪ ,‬وعن مالك قال‪ :‬قال ابن عمر‪ :‬المة‬
‫الذي يعلم الناس دين هم‪ ,‬وقال الع مش عن ي ي بن الزار عن أ ب ال عبيدين أ نه جاء إل‬
‫ع بد ال فقال‪ :‬من ن سأل إذا ل ن سألك ؟ فكأن ا بن م سعود رق له‪ ,‬فقال‪ :‬أ خبن عن‬
‫ببببببببببب‪.‬‬ ‫بببببببببببة‪ ,‬فقال‪ :‬الذي يعلم الناس اليب‬ ‫المب‬
‫وقال الشعب‪ :‬حدثن فروة بن نوفل الشجعي قال‪ :‬قال ابن مسعود‪ :‬إن معاذا كان أمة‬
‫قانتا ل حنيفا‪ ,‬فقلت ف نف سي‪ :‬غلط أ بو ع بد الرح ن‪ ,‬وقال إن ا قال ال‪{ :‬إن إبراه يم‬
‫كان أ مة} فقال‪ :‬أتدري ما ال مة و ما القا نت ؟ قلت‪ :‬ال أعلم‪ ,‬فقال‪ :‬ال مة الذي يعلم‬
‫ال ي‪ ,‬والقانت الطيع ل ورسوله‪ ,‬وكذلك كان معاذ‪ .‬وقد روي من غي و جه عن ابن‬
‫مسعود‪ ,‬أخرجه ابن جرير‪ .‬وقال ماهد‪ :‬أمة أي أمة وحده‪ ,‬والقانت الطيع وقال ماهد‬
‫أيضا‪ :‬كان إبراهيبم أمبة أي مؤمنا وحده والناس كلهبم إذ ذاك كفار‪ .‬وقال قتادة‪ :‬كان‬
‫إمام هدى‪ ,‬والقا نت الط يع ل‪ .‬وقوله‪{ :‬شاكرا لنع مه} أي قائما بش كر ن عم ال عل يه‪,‬‬
‫كقوله تعال‪{ :‬وإبراهيببم الذي وفبب} أي قام بميببع مببا أمره ال تعال بببه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬اجتباه} أي اختاره واصطفاه كقوله‪{ :‬ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا‬
‫به عالي}‪ ,‬ث قال‪{ :‬وهداه إل صراط مستقيم} وهو عبادة ال وحده ل شريك له على‬

‫‪534‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شرع مرضي‪ .‬وقوله‪{ :‬وآتيناه ف الدنيا حسنة} أي جعنا له خي الدنيا من جيع ما يتاج‬
‫الؤمن إليه ف إكمال حياته الطيبة {وإنه ف الَخرة لن الصالي}‪ .‬وقال ماهد ف قوله‪:‬‬
‫{وآتيناه ف الدنيا حسنة} أي لسان صدق‪ .‬وقوله‪{ :‬ث أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم‬
‫حنيفا} أي ومن كماله وعظمته وصحة توحيده وطريقه‪ ,‬أنا أوحينا إليك ياخات الرسل‬
‫وسيد النبياء {أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من الشركي} كقوله ف النعام‪{ :‬قل‬
‫إنن هدان رب إل صراط مستقيم * دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من الشركي}‬
‫ثبببببببببببببببببببببببب قال تعال منكرا على اليهود‪.‬‬

‫حكُ ُم َبْيَنهُمْ َي ْو َم اْلقِيَا َمةِ فِيمَا كَانُواْ‬


‫** ِإنّمَا ُجعِلَ السّْبتُ عََل َى الّذِينَ ا ْختََلفُواْ فِي ِه َوِإنّ َربّكَ َليَ ْ‬
‫ختَِلفُونببببببببببببببببَ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫فِيهببببببببببببببب ِ‬
‫ل شك أن ال تعال شرع ف كل ملة يوما من السبوع يتمع الناس فيه للعبادة فشرع‬
‫تعال لذه المة يوم المعة لنه اليوم السادس الذي أكمل ال فيه الليقة واجتمعت فيه‬
‫وت ت النع مة على عباده‪ ,‬ويقال‪ :‬إن ال تعال شرع ذلك لب ن إ سرائيل على ل سان مو سى‬
‫فعدلوا عنه‪ ,‬واختاروا السبت لنه اليوم الذي ل يلق فيه الرب شيئا من الخلوقات الذي‬
‫كمل خلقها يوم المعة فألزمهم تعال به ف شريعة التوراة‪ ,‬ووصاهم أن يتمسكوا به وأن‬
‫يافظوا عل يه مع أمره إيا هم بتاب عة م مد صلى ال عل يه و سلم إذا بع ثه وأَ ْخذِه مواثيق هم‬
‫وعهود هم على ذلك‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن ا ج عل ال سبت على الذ ين اختلفوا ف يه} قال‬
‫ماهد‪ :‬اتبعوه وتركوا المعة ث إنم ل يزالوا متمسكي به حت بعث ال عيسى ابن مري‪,‬‬
‫فيقال‪ :‬إنه حولم إل يوم الحد‪ ,‬ويقال إنه ل يترك شريعة التوراة إل ما نسخ من بعض‬
‫أحكامهبا‪ ,‬وإنبه ل يزل مافظبا على السببت حتب رفبع‪ ,‬وإن النصبارى بعده فب زمبن‬
‫ق سطنطي هم الذ ين تولوا إل يوم ال حد مال فة لليهود‪ ,‬وتولوا إل ال صلة شرقا عن‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببخرة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫الصب‬
‫وقد ثبت ف الصحيحي من حديث عبد الرزاق عن معمر عن هام عن أب هريرة رضي‬
‫ال عنه أنه سع رسول ل صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬نن الَخرون السابقون يوم القيامة‪,‬‬
‫بيد أنم أوتوا الكتاب من قبلنا ث هذا يومهم الذي فرض ال عليهم فاختلفوا فيه‪ ,‬فهدانا‬

‫‪535‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال له‪ ,‬فالناس لنا فيه تبع‪ :‬اليهود غدا والنصارى بعد غد» لفظ البخاري‪ .‬وعن أب هريرة‬
‫وحذيفة رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أضل ال عن المعة‬
‫من كان قبلنا‪ ,‬فكان لليهود يوم السبت‪ ,‬وكان للنصارى يوم الحد‪ ,‬فجاء ال بنا فهدانا‬
‫ال ليوم الم عة‪ ,‬فج عل الم عة وال سبت وال حد‪ ,‬وكذلك هم ت بع ل نا يوم القيا مة ن ن‬
‫الَخرون من أهل الدنيا‪ ,‬والولون يوم القيامة‪ ,‬والقضى بينهم قبل اللئق» رواه مسلم‪.‬‬

‫سنُ إِ نّ َربّ َ‬
‫ك‬ ‫سَن ِة وَجَادِْلهُم بِاّلتِي هِ يَ أَحْ َ‬
‫حكْ َمةِ وَالْ َم ْوعِ َظ ِة الْحَ َ‬
‫** ادْ عُ إِلِىَ سَبِيلِ َربّ كَ بِاْل ِ‬
‫ب بِالْ ُم ْهتَدِينبببَ‬‫ببِيلِ ِه َوهُوَ َأعْلَمبب ُ‬ ‫ب بِمَبببن ضَلّ عَبببن سبب َ‬ ‫ُهوَ َأعْلَمبب ُ‬
‫يقول تعال آمرا ر سوله ممدا صلى ال عل يه و سلم أن يد عو اللق إل ال بالك مة‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬وهو ما أنزله عليه من الكتاب والسنة {والوعظة السنة}‪ ,‬أي با فيه من‬
‫الزواجر والوقائع بالناس‪ ,‬ذكرهم با ليحذروا بأس ال تعال‪ ,‬وقوله‪{ :‬وجادلم بالت هي‬
‫أحسن} أي من احتاج منهم إل مناظرة وجدال فليكن بالوجه السن برفق ولي وحسن‬
‫خطاب‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ول تادلوا أهبل الكتاب إل بالتب هبي أحسبن إل الذيبن ظلموا‬
‫من هم} الَ ية‪ ,‬فأمره تعال بل ي الا نب ك ما أ مر به مو سى وهارون عليه ما ال سلم ح ي‬
‫بعثهمببا إل فرعون فبب قوله‪{ :‬فقول له قولً لينا لعله يتذكببر أو يشببى}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن رببك هبو أعلم بنب ضبل عبن سببيله} الَيبة‪ ,‬أي قبد علم الشقبي منهبم‬
‫والسعيد‪ ,‬وكتب ذلك عنده وفرغ منه‪ ,‬فادعهم إل ال ول تذهب نفسك على من ضل‬
‫منهم حسرات‪ ,‬فإنه ليس عليك هداهم إنا أنت نذير عليك البلغ وعلينا الساب {إنك‬
‫بت}‪{ ,‬ليبس عليبك هداهبم ولكبن ال يهدي مبن يشاء}‪.‬‬ ‫ل تدي مبن أحببب‬

‫صبَ ْرتُمْ َل ُهوَ َخيْرٌ لّل صّابِرينَ * وَا صْبِ ْر َومَا‬


‫** َوإِ ْن عَاَقبْتُ مْ َفعَاِقبُوْا بِ ِمثْ ِل مَا عُوِقْبتُ ْم بِ ِه وََلئِن َ‬
‫ضيْ ٍق مّمّا يَ ْمكُرُونَ * إِنّ اللّ َه مَ َع الّذِينَ اّتقَواْ‬
‫حزَ ْن عََلْيهِ ْم وَ َل تَكُ فِي َ‬ ‫صبْ ُركَ إِ ّل بِاللّ ِه وَ َل تَ ْ‬‫َ‬
‫بنُونَ‬‫بببببببببم ّمحْسببببببببب ِ‬ ‫ب هُب‬ ‫وّالّذِينببببببببب َ‬

‫‪536‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يأ مر تعال بالعدل ف الق صاص والماثلة ف ا ستيفاء ال ق‪ ,‬ك ما قال ع بد الرزاق عن‬
‫الثوري عن خالد‪ ,‬عن ابن سيين أنه قال ف قوله تعال‪{ :‬فعاقبوا بثل ما عوقبتم به} إن‬
‫أ خذ من كم ر جل شيئا فخذوا مثله‪ ,‬وكذا قال ما هد وإبراهيم وال سن الب صري وغي هم‬
‫واختاره ا بن جر ير‪ .‬وقال ا بن ز يد‪ :‬كانوا قد أمروا بال صفح عن الشرك ي فأ سلم رجال‬
‫ذوو منعبة فقالوا‪ :‬يارسبول ال لو أذن ال لنبا ل نتصبرنا مبن هؤلء الكلب‪ .‬فنلت هذه‬
‫الَيبببببببببة‪ ,‬ثببببببببب نسبببببببببخ ذلك بالهاد‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال‪ :‬نزلت سورة النحل‬
‫كل ها ب كة‪ ,‬وهيمك ية إل ثلث آيات من آخر ها نزلت بالدي نة ب عد أ حد ح ي ق تل حزة‬
‫ر ضي ال ع نه وم ثل به‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬لئن أظهر ن ال علي هم‬
‫ل منهم» فلما سع السلمون ذلك قالوا‪ :‬وال لئن ظهرنا عليهم لنمثلن‬ ‫لمثلن بثلثي رج ً‬
‫بم مثلة ل يثلهاأحد من العرب بأحد قط‪ ,‬فأنزل ال {وإن عاقبتم فعاقبوا بثل ما عوقبتم‬
‫بببه} إل آخببر السببورة‪ ,‬وهذا مرسببل وفيببه رجببل مبهببم ل يسببم‪.‬‬
‫وقد روي هذا من وجه آخر متصل‪ ,‬فقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا السن بن يي‪,‬‬
‫حدثنا عمرو بن عاصم‪ ,‬حدثنا صال الري عن سليمان التيمي عن أب عثمان‪ ,‬عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه أن رسول ل صلى ال عليه وسلم وقف على حزة بن عبد الطلب‬
‫رضي ال عنه حي استشهد‪ ,‬فنظر إل منظر ل ينظر إل منظر أوجع للقلب منه‪ ,‬أو قال‬
‫لقل به‪ ,‬فن ظر إل يه و قد م ثل به‪ ,‬فقال‪« :‬رح ة ال عل يك إن ك نت ما علم تك إل و صولً‬
‫للر حم‪ ,‬فعولً للخيات‪ ,‬وال لول حزن من بعدك عل يك ل سرن أن أتر كك ح ت يشرك‬
‫ال من بطون السباع ب أو كلمة نوها ب أما وال على ذلك لمثلن بسبعي كمثلتك»‬
‫فنل جبيل عليه السلم على ممد صلى ال عليه وسلم بذه السورة وقرأ {وإن عاقبتم‬
‫فعاقبوا بثل ماعوقبتم به} إل آخر الَية‪ ,‬فكفر رسول ال صلى ال عليه وسلم يعن عن‬
‫يينه وأمسك عن ذلك‪ ,‬وهذا إسناد فيه ضعف‪ ,‬لن صالا هو ابن بشي الري ضعيف‬
‫عند الئمة‪ ,‬وقال البخاري‪ :‬هو منكر الديث‪ ,‬وقال الشعب وابن جريج‪ :‬نزلت ف قول‬
‫السببلمي يوم أحببد فيمببن مثببل بمبب لنمثلن بمبب فأنزل ال فيهببم ذلك‪.‬‬

‫‪537‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ع بد ال بن المام أح د ف م سند أب يه‪ :‬حدث نا هد ية بن ع بد الوهاب الروزي‪,‬‬
‫حدثنا الفضل بن موسى‪ ,‬حدثنا عيسى بن عبيد عن الربيع بن أنس عن أب العالية‪ ,‬عن أب‬
‫بن كعب قال‪ :‬لا كان يوم أحد قتل من النصار ستون رجلً‪ ,‬ومن الهاجرين ستة‪ ,‬فقال‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لئن كان لنا يوم مثل هذا من الشركي لنربيّن‬
‫عليهم‪ ,‬فلما كان يوم الفتح قال رجل‪ :‬ل تعرف قريش بعد اليوم‪ ,‬فنادى مناد‪ :‬إن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قد أمن السود والبيض إل فلنا وفلنا ب ناسا ساهم ب فأنزل‬
‫ال تبارك وتعال {وإن عاقبتم فعاقبوا بثل ماعوقبتم به} إل آخر السورة‪ ,‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ن صب ول نعا قب» وهذه الَ ية الكري ة ل ا أمثال ف القرآن‪ ,‬فإن ا‬
‫مشتملة على مشروعية العدل والندب إل الفضل كما ف قوله‪{ :‬وجزاء سيئة سيئة مثلها}‬
‫ث قال‪{ :‬ف من ع فا وأ صلح فأجره على ال} الَ ية‪ .‬وقال‪{ :‬والروح ق صاص} ث قال‬
‫{فمن تصدق به فهو كفارة له} وقال ف هذه الَية‪{ :‬وإن عاقبتم فعاقبوا بثل ما عوقبتم‬
‫ببب خيببب للصبببابرين}‪.‬‬ ‫ببببت لوب‬ ‫ببب قال {ولئن صب‬ ‫بببه} ثب‬ ‫بب‬
‫وقوله تعال‪{ :‬واصب وما صبك إل بال} تأكيد للمر بالصب وإخبار بأن ذلك ل ينال‬
‫إل بشيئة ال وإعانتبه‪ ,‬وحوله وقوتبه‪ ,‬ثب قال تعال‪{ :‬ول تزن عليهبم} أي على مبن‬
‫خال فك فإن ال قدر ذلك {ول تك ف ض يق} أي غم {م ا يكرون} أي م ا يهدون‬
‫أنف سهم ف عداو تك وإي صال ال شر إل يك‪ ,‬فإن ال كاف يك ونا صرك ومؤيدك ومظهرك‬
‫ومظفرك بمب‪ .‬وقوله‪{ :‬إن ال مبع الذيبن اتقوا والذيبن هبم مسبنون} أي معهبم بتأييده‬
‫ونصره ومعونته وهديه وسعيه وهذه معية خاصة كقوله‪{ :‬إذ يوحي ربك إل اللئكة أن‬
‫مع كم فثبتوا الذ ين آمنوا} وقوله لو سى وهارون‪ { :‬ل تا فا إن ن معك ما أ سع وأرى}‬
‫وقول ال نب صلى ال عل يه و سلم لل صديق وه ا ف الغار‪ « :‬ل تزن إن ال مع نا» وأ ما‬
‫العيبة العامبة فبالسبمع والبصبر والعلم‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وهبو معكبم أينمبا كنتبم وال باب‬
‫تعملون ب صي} وكقوله تعال‪{ :‬أل تر أن ال يعلم ما ف ال سماوات و ما ف الرض ما‬
‫يكون من نوى ثل ثة إل هو رابع هم ول خ سة إل هو سادسهم ول أد ن من ذلك ول‬
‫أكثر إل هو معهم أينما كانوا} وكما قال تعال‪ { :‬وما تكون ف شأن وما تتلو منه من‬
‫قرآن ول تعملون من عمل إل كنا عليكم شهودا} الَية‪ ,‬ومعن {الذين اتقوا} أي تركوا‬

‫‪538‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الحرمات‪{ ,‬والذيبن هبم مسبنون} أي فعلوا الطاعات‪ ,‬فهؤلء ال يفظهبم ويكلؤهبم‬
‫وين صرهم ويؤيد هم ويظفر هم على أعدائ هم ومالفي هم‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدثناأ ب‪,‬‬
‫حدث نا م مد بن بشار‪ ,‬حدث نا أ بو أح د الزبيي‪ ,‬حدث نا م سعر عن عون عن م مد بن‬
‫حاطبب‪ :‬كان عثمان رضبي ال عنبه مبن الذيبن اتقوا والذيبن هبم مسبنون‪.‬‬

‫تفسي ابن كثي (‪)3‬‬

‫سببببببببببببببببببورة السببببببببببببببببببراء‬
‫** تفسببببي سببببورة السببببراء وهببببي مكيببببة‬

‫قال المام الافظ التقن أبو عبد ال ممد بن إساعيل البخاري‪ :‬حدثنا آدم بن أب إياس‪,‬‬
‫حدثنا شعبة عن أب إسحاق قال‪ :‬سعت عبد الرحن بن يزيد‪ ,‬سعت ابن مسعود رضي‬
‫ال عنه قال ف بن إسرائيل والكهف ومري‪ :‬إنن من العتاق الول وهن من تلدي‪ .‬وقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد عن مروان أب لبابة‪ ,‬سعت عائشة‬
‫تقول‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ي صوم ح ت نقول ما ير يد أن يف طر‪ ,‬ويف طر‬
‫بر‪.‬‬
‫برائيل والزمب‬‫بل ليلة بن ب إسب‬ ‫بوم‪ ,‬وكان يقرأ كب‬ ‫بد أن يصب‬‫با يريب‬
‫حت ب نقول مب‬

‫بِسبببببببْمِ اللّهبببببببِ الرّحْمـبببببببنِ الرّحِيمبببببببِ‬

‫حرَامِ إَِل َى الْمَسْجِ ِد القْصَى الّذِي بَارَ ْكنَا‬


‫ى ِب َعبْدِهِ َلْيلً مّ َن الْمَسْجِ ِد الْ َ‬
‫** ُسبْحَا َن الّذِي أَسْرَ َ‬
‫ب ُهوَ السبببّمِي ُع البَصبببِيُ‬ ‫ب آيَاتِنَبببآ ِإنّهبب ُ‬ ‫ب مِنبب ْ‬ ‫َحوْلَهبببُ ِلنُ ِريَهبب ُ‬

‫‪539‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يجد تعال نفسه‪ ,‬ويعظم شأنه‪ ,‬لقدرته على ما ليقدر عليه أحد سواه‪ ,‬فل إله غيه ول‬
‫رب سواه‪{ ,‬الذي أ سرى بعبده} يع ن ممدا صلى ال عل يه و سلم {ليلً} أي ف ج نح‬
‫الليل {من السجد الرام} وهو مسجد مكة {إل السجد القصى} وهو بيت القدس‬
‫الذي بإيلياء معدن النبياء من لدن إبراهيم الليل عليه السلم‪ ,‬ولذا جعوا له هناك كلهم‬
‫فأمهم ف ملتهم ودارهم‪ ,‬فدل على أنه هو المام العظم‪ ,‬والرئيس القدم‪ ,‬صلوات ال‬
‫وسلمه عليه وعليهم أجعي‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬الذي باركنا حوله} أي ف الزروع والثمار‬
‫{لنريه} أي ممدا {من آياتنا} أي العظام‪ .‬كما قال تعال‪{ :‬لقد رأى من آيات ربه‬
‫الكبى} وسنذكر من ذلك ما وردت به السنة من الحاديث عنه صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إنبه هبو السبميع البصبي} أي السبميع لقوال عباده مؤمنهبم وكافرهبم‪,‬‬
‫ل منهبم مبا يسبتحقه فب الدنيبا والَخرة‪.‬‬
‫مصبدقهم ومكذبمب‪ ,‬البصبي بمب فيعطبي ك ً‬

‫(ذكبر الحاديبث الورادة فب السبراء‪ :‬روايبة أنبس ببن مالك رضبي ال عنبه)‬
‫قال المام أبو عبد ال البخاري‪ :‬حدثن عبد العزيز بن عبد ال‪ ,‬حدثنا سليمان ب هو‬
‫ابن بلل ب عن شريك بن عبد ال قال‪ :‬سعت أنس بن مالك يقول ليلة أسري برسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم من مسجد الكعبة‪ :‬إنه جاءه ثلثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو‬
‫نائم ف السجد الرام فقال أولم‪ :‬أيهم هو ؟ فقال أوسطهم‪ :‬هو خيهم‪ ,‬فقال آخرهم‪:‬‬
‫خذوا خيهم‪ ,‬فكانت تلك الليلة فلم يرهم حت أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينه‬
‫ول ينام قلبه ب وكذلك النبياء تنام أعينهم ول تنام قلوبم ب فلم يكلموه حت يتملوه‬
‫فوضعوه عند بئر زمزم‪ ,‬فتوله منهم جبيل فشق جبيل ما بي نره إل لبته حت فرغ من‬
‫صدره وجوفه‪ ,‬فغسله من ماء زمزم بيده حت أنقى جوفه‪ ,‬ث أتى بطست من ذهب فيه‬
‫تور من ذهب مشو إيانا وحكمة فحشا به صدره ولغاديده ب يعن عروق حلقه ب ث‬
‫أطبقه ث عرج به إل السماء الدنيا‪ ,‬فضرب بابا من أبوابا‪ ,‬فناداه أهل السماء‪ :‬من هذا ؟‬
‫فقال‪ :‬جب يل‪ ,‬قالوا‪ :‬و من م عك ؟ قال‪ :‬م عي م مد‪ ,‬قالوا‪ :‬و قد ب عث إل يه ؟ قال‪ :‬ن عم‪,‬‬
‫قالوا‪ :‬فمرحبا به وأهلً‪ ,‬ي ستبشر به أ هل ال سماء ل يعلم أ هل ال سماء ب ا ير يد ال به ف‬
‫الرض ح ت يعلم هم‪ ,‬فو جد ف ال سماء الدن يا آدم فقال له جب يل‪ :‬هذا أبوك آدم ف سلم‬

‫‪540‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عل يه‪ ,‬ف سلم عل يه ورد عل يه آدم فقال‪ :‬مرحبا وأهلً باب ن ن عم ال بن أ نت‪ ,‬فإذا هو ف‬
‫السبماء الدنيبا بنهريبن يطردان فقال‪« :‬مبا هذان النهران يبا جبيبل ؟» قال‪ :‬هذان النيبل‬
‫بببببببببببببببببببببببببببببرها‪.‬‬ ‫والفرات عنصب‬
‫ث مضى به ف السماء فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد‪ ,‬فضرب بيده فإذا‬
‫هو مسك أذفر فقال‪ :‬ما هذا يا جبيل ؟ قال‪ :‬هذا الكوثر الذي خبأه لك ربك‪ ,‬ث عرج‬
‫به إل ال سماء الثان ية فقالت اللئ كة له م ثل ما قالت له اللئ كة الول‪ :‬من هذا ؟ قال‪:‬‬
‫جبيل‪ .‬قالوا‪ :‬ومن معك ؟ قال‪ :‬ممد صلى ال عليه وسلم‪ .‬قالوا‪ :‬وقد بعث إليه ؟ قال‪:‬‬
‫ن عم‪ .‬قالوا‪ :‬مرحبا به وأهلً‪ ,‬ث عرج به إل ال سماء الثال ثة فقالوا له م ثل ما قالت الول‬
‫والثانية‪ ,‬ث عرج به إل السماء الرابعة فقالوا له مثل ذلك‪ ,‬ث عرج به إل السماء الامسة‬
‫فقالوا له م ثل ذلك‪ ,‬ث عرج به إل ال سماء ال سادسة فقالوا له م ثل ذلك‪ ,‬ث عرج به إل‬
‫السماء السابعة فقالوا له مثل ذلك‪ ,‬كل ساء فيها أنبياء قد ساهم فوعيت منهم إدريس ف‬
‫الثانية وهارون ف الرابعة وآخر ف الامسة ل أحفظ اسه‪ ,‬وإبراهيم ف السادسة وموسى‬
‫ف السابعة بتفضيل كلم ال تعال‪ ,‬فقال موسى‪ :‬رب ل أظن أن يرفع علي أحدٌ‪ ,‬ث عل‬
‫به فوق ذلك با ل يعلمه إل ال عز وجل حت جاء سدرة النتهى‪ ,‬ودنا البار رب العزة‬
‫فتدل‪ ,‬حت كان منه قاب قوسي أو أدن‪ ,‬فأوحى ال إليه فيما يوحي خسي صلة على‬
‫أمتك كل يوم وليلة‪ ,‬ث هبط به حت بلغ موسى فاحتبسه موسى فقال‪ :‬يا ممد ماذا عهد‬
‫إليك ربك ؟ قال‪« :‬عهد إل خسي صلة كل يوم وليلة» قال‪ :‬إن أمتك ل تستطيع ذلك‬
‫فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم‪ .‬فالتفت النب صلى ال عليه وسلم إل جبيل كأنه‬
‫ي ستشيه ف ذلك فأشار جب يل أن ن عم إن شئت‪ ,‬فعل به إل البار تعال وتقدس فقال‬
‫وهو ف مكانه‪« :‬يا رب خفف عنا فإن أمت ل تستطيع هذا» فوضع عنه عشر صلوات ث‬
‫رجع إل موسى فاحتبسه‪ ,‬فلم يزل يرده موسى إل ربه حت صارت إل خس صلوات‪ ,‬ث‬
‫احتبسه موسى عند المس فقال‪ :‬يا ممد وال لقد راودت بن إسرائيل قومي على أدن‬
‫من هذا فضعفوا فتركوه‪ ,‬فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبدانا وأبصارا وأساعا‪ ,‬فارجع‬
‫فليخفف عنك ربك‪ ,‬كل ذلك يلتفت النب صلى ال عليه وسلم إل جبيل ليشي عليه‬
‫ول يكره ذلك جبيبل‪ ,‬فرفعبه عنبد الامسبة فقال «يبا رب إن أمتب ضعفاء أجسبادهم‬

‫‪541‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقلوب م وأ ساعهم وأب صارهم وأبدان م فخ فف ع نا» فقال البار تبارك وتعال‪ :‬يا م مد‪.‬‬
‫قال «لب يك و سعديك» قال‪ :‬إ نه ل يبدل القول لدي ك ما فر ضت عل يك ف أم الكتاب‪,‬‬
‫فكل حسنة بعشر أمثالا فهي خسون ف أم الكتاب‪ ,‬وهي خس عليك‪ ,‬فرجع إل موسى‬
‫فقال‪ :‬كيف فعلت ؟ فقال «خفف عنا أعطانا بكل حسنة عشر أمثالا» قال موسى‪ :‬قد‬
‫وال راودت ب ن إ سرائيل على أد ن من ذلك فتركوه‪ ,‬فار جع إل ر بك فليخ فف ع نك‬
‫أيضا‪ .‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬يا مو سى قد وال ا ستحييت من ر ب عز‬
‫وجببببل مابببب أختلف إليببببه» قال‪ :‬فاهبببببط باسببببم ال‪.‬‬
‫قال‪ :‬وا ستيقظ و هو ف ال سجد الرام‪ .‬هكذا ساقه البخاري ف كتاب التوح يد‪ ,‬ورواه‬
‫ف صفة النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم عن إساعيل بن أب أويس عن أخيه أب بكر‬
‫عبد الميد عن سليمان بن بلل‪ .‬ورواه مسلم عن هارون بن سعيد عن ابن وهب عن‬
‫سليمان قال فزاد ونقص وقدم وأخر‪ ,‬وهو كما قال مسلم فإن شريك بن عبد ال بن أب‬
‫ن ر اضطرب ف هذا الد يث و ساء حف ظه ول يضب طه ك ما سيأت بيا نه إن شاء ال ف‬
‫الحاديث الخر‪ ,‬ومنهم من يعل هذا مناما توطئة لا وقع بعد ذلك وال أعلم‪ .‬وقد قال‬
‫الافظ أبو بكر البيهقي ف حديث شريك زيادة تفرد با‪ ,‬على مذهب من زعم أنه صلى‬
‫ال عليه وسلم رأى ال عز وجل يعن قوله‪{ ,‬ث دنا} البار رب العزة {فتدل فكان قاب‬
‫قوسي أو أدن}‪ .‬قال وقول عائشة وابن مسعود وأب هريرة ف حلهم هذه الَيات على‬
‫رؤيته جبيل أصح‪ ,‬وهذا الذي قاله البيهقي رحه ال ف هذه السألة هو الق‪ ,‬فإن أبا ذر‬
‫قال‪ :‬يا ر سوله ال هل رأ يت ر بك ؟ قال‪« :‬نور أ ن أراه» و ف روا ية‪« :‬رأ يت نورا»‬
‫أخر جه م سلم‪ ,‬وقوله‪ { :‬ث د نا فتدل} إن ا هو جب يل عل يه ال سلم‪ ,‬ك ما ث بت ذلك ف‬
‫الصحيحي عن عائشة أم الؤمني‪ ,‬وعن ابن مسعود‪ ,‬وكذلك هو ف صحيح مسلم عن‬
‫بة بذا‪.‬‬‫بي هذه الَيب‬‫بحابة ف ب تفسب‬ ‫بن الصب‬ ‫أب ب هريرة‪ ,‬ول يعرف لم ب مالف مب‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى حدثنا حاد بن سلمة‪ ,‬أخبنا ثابت البنان عن‬
‫أ نس بن مالك أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬أت يت بالباق و هو دا بة أب يض‬
‫فوق المار ودون البغل‪ ,‬يضع حافره عند منتهى طرفه‪ ,‬فركبت فسار ب حت أتيت بيت‬
‫القدس‪ ,‬فربطت الدابة باللقة الت يربط فيها النبياء‪ ,‬ث دخلت فصليت فيه ركعتي ث‬

‫‪542‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خر جت فأتا ن جب يل بإناء من خ ر وإناء من ل ب‪ ,‬فاخترت الل ب فقال جب يل‪ :‬أ صبت‬
‫الفطرة‪ .‬قال‪ :‬ثب عرج بب إل السبماء الدنيبا فاسبتفتح جبيبل فقيبل له مبن أنبت ؟ قال‪:‬‬
‫جبيل‪ .‬قيل‪ :‬ومن معك ؟ قال‪ :‬ممد‪ .‬قيل‪ :‬وقد أرسل إليه ؟ قال‪ :‬قد أرسل إليه‪ .‬ففتح‬
‫لنا فإذا أنا بآدم فر حب ب ودعا ل ب ي‪ ,‬ث عرح بنا إل ال سماء الثانية فا ستفتح جب يل‬
‫فقيل له‪ :‬من أنت‪ .‬قال‪ :‬جبيل‪ .‬قيل‪ :‬ومن معك ؟ قال‪ :‬ممد‪ .‬قيل‪ :‬وقد أرسل إليه ؟‬
‫قال‪ :‬قد أرسل إليه‪ ,‬ففتح لنا فإذا أنا بابن الالة يي وعيسى فرحبا ب ودعوا ل بي ث‬
‫عرج ب إل السماء الثالثة فاستفتح جبيل فقيل‪ :‬من أنت قال‪ :‬جبيل فقيل ومن معك‬
‫فقال ممد فقيل وقد أرسل له قال قد أرسل له ففتح لنا فإذا أنا بيوسف عليه السلم‪ ,‬وإذا‬
‫هو قد أعطي شطر السن فرحب ب ودعا ل بي‪ .‬ث عرج بنا إل السماء الرابعة فاستفتح‬
‫جبيل‪ ,‬فقيل‪ :‬من أنت ؟ قال‪ :‬جبيل‪ .‬فقيل‪ :‬ومن معك ؟ قال‪ :‬ممد‪ ,‬فقيل‪ :‬وقد أرسل‬
‫إليه ؟ قال‪ :‬قد بعث إليه فف تح ل نا فإذا أنا بإدر يس فر حب ب ود عا ل ب ي ث يقول ال‬
‫تعال‪{ :‬ورفعناه مكانا عل يا} ث عرج ب نا إل ال سماء الام سة فا ستفتح جب يل فق يل من‬
‫أنت ؟ قال جبيل‪ ,‬فقيل‪ :‬ومن معك ؟ قال‪ :‬ممد‪ .‬فقيل‪ :‬قد أرسل إليه ؟ قال‪ :‬قد بعث‬
‫إل يه فف تح ل نا فإذا أ نا بارون‪ ,‬فر حب ب ود عا ل ب ي ث عرج ب نا إل ال سماء ال سادسة‬
‫فاستفتح جبيل فقيل من أنت ؟ قال جبيل قيل ومن معك ؟ قال‪ :‬ممد‪ .‬فقيل‪ :‬وقد بعث‬
‫إليه ؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بوسى عليه السلم‪ ,‬فرحب ب ودعا ل بي ث‬
‫عرج ب نا إل ال سماء ال سابعة فا ستفتح جب يل فق يل من أ نت ؟ قال‪ :‬جب يل‪ .‬ق يل و من‬
‫معك ؟ قال‪ :‬ممد‪ .‬فقيل وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه‪ ,‬ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم عليه‬
‫السلم‪ ,‬وإذا هو مستند إل البيت العمور‪ ,‬وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ث‬
‫ل يعودون إليبه‪ ,‬ثب ذهبب بب إل سبدرة النتهبى فإذا ورقهبا كآذان الفيلة‪ ,‬وإذا ثرهبا‬
‫كالقلل‪ ,‬فلما غشيها من أمر ال ما غشيها تغيت فما أحد من خلق ال تعال يستطيع أن‬
‫يصببببببببببفها مببببببببببن حسببببببببببنها‪.‬‬
‫قال‪ :‬فأوحى ال إلّ ما أو حى‪ ,‬و قد فرض علي ف كل يوم وليلة خسي صلة فنلت‬
‫حت انتهيت إل موسى‪ ,‬قال ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت خسي صلة ف كل يوم‬
‫وليلة‪ ,‬قال ار جع إل ر بك فا سأله التخف يف لم تك‪ ,‬فإن أم تك ل تط يق ذلك وإ ن قد‬

‫‪543‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بلوت ب ن إ سرائيل و خبتم‪ ,‬قال فرج عت إل ر ب فقلت أي رب خ فف عن أم ت ف حط‬
‫ع ن خ سا‪ ,‬فنلت ح ت انته يت إل مو سى فقال ما فعلت ؟ فقلت قد حط ع ن خ سا‬
‫فقال إن أمتك ل تطيق ذلك فارجع إل ربك فاسأله التخفيف لمتك‪ ,‬قال فلم أزل أرجع‬
‫ط عن خسا خسا حت قال‪ :‬يا ممد هن خس صلوات ف كل‬ ‫بي رب وبي موسى وي ّ‬
‫يوم وليلة ب كل صلة ع شر‪ ,‬فتلك خ سون صلة و من ه مّ ب سنة فلم يعمل ها كت بت له‬
‫حسنة‪ ,‬فإن علمها كتبت عشرا‪ ,‬ومن هم بسيئة فلم يعلمها ل تكتب‪ ,‬فإن عملها كتبت‬
‫سبيئة واحدة‪ ,‬فنلت حتب انتهيبت إل موسبى فأخببته‪ ,‬فقال ارجبع إل رببك فاسبأله‬
‫التخف يف لم تك فإن أم تك ل تط يق ذلك‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل قد‬
‫رجعت إل رب حت استحييت» ورواه مسلم عن شيبان بن فروخ عن حاد بن سلمة بذا‬
‫السببببياق‪ ,‬وهببببو أصببببح مببببن سببببياق شريببببك‪.‬‬
‫قال البيه قي‪ :‬و ف هذا ال سياق دل يل على أن العراج كان ليلة أ سري به عل يه ال صلة‬
‫والسلم من م كة إل بيت القدس‪ ,‬وهذا الذي قاله هو ال ق الذي لشك فيه ول مرية‪,‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن قتادة عن أنس أن النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم أ ت بالباق ليلة أ سري به م سرجا ملجما ليك به‪ ,‬فا ستصعب عل يه فقال له‬
‫جبيل‪ :‬ما يملك على هذا فوال ما ركبك قط أكرم على ال منه ؟ قال‪ :‬فارفض عرقا‪,‬‬
‫ورواه الترمذي عن إ سحاق بن من صور عن ع بد الرزاق‪ ,‬وقال غر يب ل نعر فه إل من‬
‫حديثه‪ .‬وقال أحد أيضا‪ :‬حدثنا أبو الغية‪ ,‬حدثنا صفوان‪ ,‬حدثن راشد بن سعيد وعبد‬
‫الرحن بن جبي عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لا عرج ب إل رب‬
‫عز وجل مررت بقوم لم أظفار من ناس يمشون با وجوههم وصدورهم‪ ,‬فقلت‪ :‬من‬
‫هؤلء يا جب يل ؟ قال‪ :‬هؤلء الذين يأكلون لوم الناس ويقعون ف أعراض هم» وأخر جه‬
‫أبو داود من حديث صفوان بن عمرو به‪ ,‬ومن وجه آخر ليس فيه أنس‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬وقال‬
‫أيضا‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا سفيان عن سليمان التيمي عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪« :‬مررت ليلة أ سري ب على مو سى عل يه ال سلم قائما ي صلي ف قبه»‪.‬‬
‫ورواه مسلم من حديث حاد بن سلمة عن سليمان بن طرخان التيمي وثابت البنان‪,‬‬
‫كلها عن أنس‪ ,‬قال النسائي‪ :‬هذا أصح من رواية من قال سليمان عن ثابت عن أنس‪,‬‬

‫‪544‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى الوصلي ف مسنده‪ :‬حدثنا وهب بن بقية‪ ,‬حدثنا خالد عن التيمي‬
‫عن أ نس قال‪ :‬أ خبن بعض أصحاب ال نب صلى ال عليه وسلم أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ليلة أسري به‪ ,‬مر على موسى وهو يصلي ف قبه‪ ,‬وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا إبراهيم‬
‫بن ممد بن عرعرة‪ ,‬حدثنا معتمر عن أبيه قال‪ :‬سعت أنسا أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ليلة أسري به مر بوسى وهو يصلي ف قبه‪ ,‬قال أنس ذكر أنه حل على الباق فأوثق‬
‫الدابة أو قال الفرس‪ .‬قال أبو بكر‪ :‬صفها ل‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬هي‬
‫كذه وذه» فقال‪ :‬أش هد أ نك ر سول ال‪ .‬وكان أ بو ب كر ر ضي ال ع نه قد رآ ها‪ ,‬وقال‬
‫الافظ أبو بكر أحد بن عمرو البزار ف مسنده‪ :‬حدثنا سلمة بن شبيب‪ ,‬حدثنا سعيد بن‬
‫منصور‪ ,‬حدثنا الارث بن عبيد عن أب عمران الون عن أنس بن مالك رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بينا أنا نائم إذ جاء جبيل عليه السلم فوكز‬
‫ب ي كت في فق مت إل شجرة في ها كوكري الط ي‪ ,‬فق عد ف أحده ا وقعدت ف الَ خر‪,‬‬
‫فسبمت وارتفعبت حتب سبدت الافقيب‪ ,‬وأنبا أقلب طرفب ولو شئت أن أمبس السبماء‬
‫لسست‪ ,‬فالتفت إل جبيل كأنه حلس لط فعرفت فضل علمه بال علي‪ ,‬وفتح ل باب‬
‫من أبواب السماء فرأيت النور العظم‪ ,‬وإذا دون الجاب رفرف الدر والياقوت وأوحي‬
‫إل ما شاء ال أن يوحى» ث قال ول نعلم روى هذا الديث إل أنس ول نعلم رواه عن‬
‫أبب عمران الونب إل الارث ببن عبيبد‪ ,‬وكان رجلً مشهورا مبن أهبل البصبرة‪.‬‬
‫ورواه الافظ البيهقي ف الدلئل عن أب بكر القاضي عن أب جعفر ممد بن علي بن‬
‫دحيم عن ممد بن السي بن أب السي‪ ,‬عن سعيد بن منصور فذكره بسنده مثله ث‬
‫قال وقال غيه فب هذا الديبث فب آخره ولط دونب‪ ,‬أو قال دون الجاب رفرف الدر‬
‫والياقوت‪ ,‬ث قال هكذا رواه الارث بن عبيد ورواه حاد بن سلمة عن أب عمران الون‬
‫عن م مد بن عم ي بن عطارد‪ ,‬أن ال نب صلى ال عل يه و سلم كان ف مل من أ صحابه‬
‫فجاءه جبيل فنكت ف ظهره‪ ,‬فذهب به إل الشجرة وفيها مثل وكري الطي‪ ,‬فقعد ف‬
‫أحدها وقعد جبيل ف الَخر فنشأت بنا حت بلغت الفق‪ ,‬فلو بسطت يدي إل السماء‬
‫لنلتها فدل بسبب وهبط النور فوقع جبيل مغشيا عليه كأنه حلس‪ ,‬فعرفت فضل خشيته‬
‫على خشيت فأوحي إل نبيا‪ :‬ملكا أو نبيا عبدا وإل النة ما أنت‪ ,‬فأومأ إلّ جبيل وهو‬

‫‪545‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مضطجع أن تواضع قال قلت ل بل نبيا عبدا‪ ,‬قلت وهذا إن صح يقتضي أنا واقعة غي‬
‫ليلة السراء‪ ,‬فإنه ل يذكر فيها بيت القدس ول الصعود إل السماء فهي كائنة غي ما نن‬
‫فيه‪ ,‬وال أعلم وقال البزار أيضا‪ :‬حدثنا عمرو بن عيسى حدثنا أبو بر‪ ,‬حدثنا شعبة عن‬
‫قتادة عبن أنبس أن ممدا صبلى ال عليبه وسبلم رأى رببه عبز وجبل‪ ,‬وهذا غريبب‪.‬‬
‫وقال أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا يونس‪ ,‬حدثنا عبد ال بن وهب‪ ,‬حدثنا يعقوب بن‬
‫عبد الرحن الزهري عن أبيه عن عبد الرحن بن هاشم بن عتبة بن أب وقاص عن أنس بن‬
‫مالك قال‪ :‬ل ا جاء جب يل إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بالباق فكأن ا حر كت‬
‫ذنبها‪ ,‬فقال لا جبيل مه يا براق فوال ما ركبك مثله‪ ,‬وسار رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فإذا هو بعجوز على جانب الطريق فقال‪« :‬ما هذه يا جبيل ؟» قال‪ :‬سر يا ممد‪,‬‬
‫قال ف سار ما شاء ال أن ي سي فإذا ش يء يدعوه متنحيا عن الطر يق فقال هلم يا م مد‪,‬‬
‫فقال له جبيل‪ :‬سر يا ممد فسار ما شاء ال أن يسي‪ ,‬قال فلقيه خلق من خلق ال فقالوا‬
‫السلم عليك (يا أول)‪ ,‬السلم عليك (يا آخر)‪ ,‬السلم عليك يا حاشر‪ ,‬فقال له جبيل‬
‫اردد السلم يا ممد فرد السلم‪ ,‬ث لقيه الثانية فقال له مثل مقالته الول ث الثالثة كذلك‪,‬‬
‫ح ت انت هى إل ب يت القدس فعرض عل يه ال مر والاء والل ب فتناول ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم الل ب‪ ,‬فقال له جبيل أصبت الفطرة ولو شربت الاء لغرقت وغرقت أمتك‪,‬‬
‫ولو شر بت ال مر لغو يت ولغوت أم تك‪ ,‬ث ب عث له آدم ف من دو نه من ال نبياء علي هم‬
‫ال سلم فأم هم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم تلك الليلة‪ .‬ث قاله له جب يل‪ :‬أ ما العجوز‬
‫الت رأيت على جانب الطريق فلم يبق من الدنيا إل كما بقي من عمر تلك العجوز‪ .‬وأما‬
‫الذي أراد أن ت يل إل يه فذاك عدو ال إبل يس أراد أن ت يل إل يه‪ ,‬وأ ما الذ ين سلموا عل يك‬
‫فإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلم‪ ,‬وهكذا رواه الافظ البيهقي ف دلئل النبوة من‬
‫حديبببث اببببن وهبببب‪ .‬وفببب بعبببض ألفاظبببه نكارة وغراببببة‪.‬‬
‫(طريق أخرى) عن أنس بن مالك‪ ,‬وفيها غرابة ونكارة جدا وف سنن النسائي والجتب‬
‫ول أرها ف الكبي قال‪ :‬حدثنا عمرو بن هشام‪ ,‬حدثنا ملد هو ابن السي عن سعيد بن‬
‫عبد العزيز‪ ,‬حدثنا يزيد بن أب مالك حدثنا أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم قال‪« :‬أت يت بدا بة فوق المار ودون الب غل خطو ها ع ند منت هى طرف ها‪ ,‬فرك بت‬

‫‪546‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وم عي جب يل عل يه ال سلم ف سرت فقال انزل ف صلّ ف صليت فقال أتدري أ ين صليت ؟‬
‫صليت بطيبة وإليها الهاجر‪ ,‬ث قال انزل فصل فصليت فقال أتدري أين صليت ؟ صليت‬
‫بطور سيناء حيث كلم ال موسى‪ ,‬ث قال انزل فصل فصليت‪ ,‬فقال أتدري أين صليت ؟‬
‫صليت ببيت لم حيث ولد عيسى عليه السلم‪ ,‬ث دخلت بيت القدس فجمع ل النبياء‬
‫عليهم السلم فقدمن جبيل عليه السلم حت أمتهم ث صعد ب إل السماء الدنيا فإذا فيها‬
‫آدم عليه ال سلم‪ ,‬ث صعد ب إل السماء الثانية فإذا فيها ابنا الالة عيسى ويي عليهما‬
‫ال سلم‪ ,‬ث صعد ب إل ال سماء الثال ثة فإذا في ها يو سف عل يه ال سلم‪ ,‬ث صعد ب إل‬
‫ال سماء الراب عة فإذا في ها هارون عل يه ال سلم‪ ,‬ث صعد ب إل ال سماء الام سة فإذا في ها‬
‫إدريببببببببببس عليببببببببببه السببببببببببلم‪.‬‬
‫ث صعد ب إل السماء السادسة فإذا فيها موسى عليه السلم‪ ,‬ث صعد ب إل السماء‬
‫السابعة فإذا فيها إبراهيم عليه السلم‪ ,‬ث صعدب فوق سبع سوات وأتيت سدرة النتهى‬
‫فغشيتن ضبابة فخررت ساجدا فقيل ل إن يوم خلقت السموات والرض فرضت عليك‬
‫وعلى أم تك خ سي صلة‪ ,‬ف قم ب ا أ نت وأم تك فرج عت بذلك ح ت أ مر بو سى عل يه‬
‫السلم‪ ,‬فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خسي صلة‪ ,‬قال فإنك ل تستطيع أن تقوم‬
‫ب ا ل أ نت ول أم تك‪ ,‬فار جع إل ر بك فا سأله التخف يف فرج عت إل ر ب فخ فف ع ن‬
‫عشرا‪ ,‬ث أتيت موسى فأمرن بالرجوع فرج عت فخفف ع ن عشرا‪ ,‬ث ردت إل خس‬
‫صلوات‪ ,‬قال فارجع إل ربك فاسأله التخفيف فإنه فرض على بن إسرائيل صلتي فما‬
‫قاموا بما‪ ,‬فرجعت إل رب عز وجل فسألته التخفيف‪ ,‬فقال إن يوم خلقت السموات‬
‫والرض فرضت عليك وعلى أمتك خسي صلة‪ ,‬فخمس بمسي فقم با أنت وأمتك‪,‬‬
‫قال فعر فت أن ا من ال عز و جل صرّي فرج عت إل مو سى عل يه ال سلم فقال ار جع‬
‫فعرفبت أناب مبن ال عبز وجبل صبرّى بب يقول أي حتبم بب فلم أرجبع»‪.‬‬
‫(طريق أخرى) وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا خالد بن‬
‫يز يد بن أ ب مالك عن أب يه عن أ نس بن مالك ر ضي ال ع نه قال‪ :‬ل ا كان ليلة أ سري‬
‫برسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم إل بيبت القدس أتاه جبيبل بداببة فوق المار ودون‬
‫الب غل‪ ,‬حله جب يل علي ها ينت هي خف ها ح يث ينت هي طرف ها‪ ,‬فل ما بلغ ب يت القدس وبلغ‬

‫‪547‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الكان الذي يقال له باب ممبد صبلى ال عليبه وسبلم أتبى إل الجبر الذي ثةب‪ ,‬فغمزه‬
‫جبيل بأصبعه فثقبه‪ ,‬ث ربطها ث صعد فلما استويا ف صرحة السجد قال جبيل يا ممد‬
‫هل سألت ر بك أن ير يك الور الع ي ؟ فقال «ن عم» فقال فانطلق إل أولئك الن سوة‪,‬‬
‫فسلم عليهن وهن جلوس عن يسار الصخرة‪ ,‬قال‪« :‬فأتيتهن فسلمت عليهن فرددن علي‬
‫السبلم فقلت مبن أنتب ؟ فقلن‪ :‬ننب خيات حسبان نسباء قوم أبرار نقوا فلم يدرنوا‪.‬‬
‫وأقاموا فلم يظعنوا‪ ,‬وخلدوا فلم يوتوا‪ ,‬قال ث ان صرفت فلم أل بث إل ي سيا ح ت اجت مع‬
‫ناس كثي‪ ,‬ث أذن مؤذن وأقيمت الصلة‪ ,‬قال فقمنا صفوفا ننتظر من يؤمنا فأخذ بيدي‬
‫جبيل عليه السلم فقدمن فصليت بم‪ ,‬فلما انصرفت قال جبيل‪ :‬يا ممد أتدري من‬
‫صلى خل فك ؟ ب قال ب قلت ل ب قال صلى خل فك كل نب بع ثه ال عز و جل‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث أخذ بيدي جبيل فصعد ب إل السماء‪ ,‬فلما انتهينا إل الباب استفتح فقالوا من‬
‫أنت ؟ قال أنا جبيل‪ ,‬قالوا ومن معك ؟ قال ممد قالوا وقد بعث إليه ؟ قال نعم ب قال‬
‫ب ففتحوا له وقالوا مرحبا بك وبن معك ب قال ب فلما استوى على ظهرها إذا فيها‬
‫آدم‪ ,‬فقال ل جبيل يا ممد أل تسلم على أبيك آدم ب قال ب قلت بلى‪ ,‬فأتيته فسلمت‬
‫عليه فرد علي وقال مرحبا بابن الصال وال نب الصال ب قال ب ث عرج ب إل السماء‬
‫الثان ية‪ ,‬فا ستفتح فقالوا من أ نت قال جب يل قالوا و من م عك قال م مد‪ ,‬قالوا و قد ب عث‬
‫إل يه‪ ,‬قال ن عم‪ ,‬ففتحوا له وقال مرحبا بك وب ن م عك فإذا في ها عي سى وا بن خال ته ي ي‬
‫عليه ما ال سلم‪ ,‬ب قال ب ث عرج ب إل ال سماء الثالثة فاستفتح‪ ,‬قالوا من أنت ؟ قال‬
‫جب يل‪ ,‬قالوا و من م عك ؟ قال م مد‪ ,‬قالوا و قد ب عث إل يه ؟ قال ن عم‪ ,‬ففتحوا له وقالوا‬
‫مرحبا بك وب ن م عك‪ ,‬فإذا في ها يو سف عل يه ال سلم‪ ,‬ث عرج ب إل ال سماء الراب عة‬
‫فاستفتح قالوا من أنت ؟ قال جبيل‪ ,‬فقالوا ومن معك قال ممد قالوا وقد بعث إليه قال‬
‫نعم ب قال ب ففتحوا له وقالوا مرحبا بك وبن معك فإذا فيها إدريس عليه السلم ب‬
‫قال ب فعرج ب إل السماء الامسة فاستفتح جبيل فقالوا من أنت قال جبيل قالوا ومن‬
‫معك قال ممد‪ ,‬قالوا وقد بعث إليه ؟ قال نعم ب قال ب ففتحوا وقالوا مرحبا بك وبن‬
‫معببببببك وإذا فيهببببببا هارون عليببببببه السببببببلم‪.‬‬

‫‪548‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث عرج ب إل السماء السادسة فاستفتح جبيل فقالوا من أنت‪ ,‬قال جبيل‪ ,‬قالوا ومن‬
‫معك‪ ,‬قال ممد‪ ,‬قالوا وقد بعث إليه ؟ قال نعم ب قال ب ففتحوا وقالوا مرحبا بك وبن‬
‫م عك‪ ,‬وإذا في ها مو سى عل يه ال سلم‪ ,‬ث عرج ب إل ال سماء ال سابعة‪ ,‬فا ستفتح جب يل‬
‫فقالوا من أنت ؟ قال جبيل‪ ,‬قالوا ومن معك ؟ قال ممد‪ ,‬قالوا وقد بعث إليه ؟ قال نعم‬
‫ففتحوا له وقالوا مرحبا بك وبن معك وإذا فيها إبراهيم عليه السلم فقال جبيل يا ممد‬
‫أل تسلم على أبيك إبراهيم ؟ قلت بلى‪ ,‬فأتيته فسلمت عليه فرد علي السلم وقال مرحبا‬
‫بابن الصال والنب الصال‪ ,‬ث انطلق ب على ظهر السماء السابعة حت انتهى ب إل نر‬
‫عليه خيام اللؤلؤ والياقوت والزبرجد‪ ,‬وعليه طي أخضر أنعم طي رأيت‪ ,‬فقلت يا جبيل‬
‫إن هذا الطي لناعم قال يا ممد آكله أنعم منه‪ ,‬ث قال يا ممد أتدري أي نر هذا ب قال‬
‫ب قلت ل‪ ,‬قال هذا الكوثر الذي أعطاك ال أياه‪ ,‬فإذا فيه آنية الذهب والفضة يري على‬
‫رضراض من الياقوت والزمرد ماؤه أشد بياضا من اللب ب قال ب فأخذت من آنيته آنية‬
‫من الذهب‪ ,‬فاغترفت من ذلك الاء فشربت فإذا هو أحلى من العسل وأشد رائحة من‬
‫السببببببببببببببببببببببببببببببببببك‪.‬‬
‫ث انطلق ب حت انتهيت إل الشجرة فغشيتن سحابة فيها من كل لون (فرفضن) جبيل‬
‫وخررت ساجدا ل عز و جل فقال ال ل‪ :‬يا م مد إ ن يوم خل قت ال سموات والرض‬
‫افترضت عليك وعلى أمتك خسي صلة‪ ,‬فقم با أنت وأمتك ب قال ب ث انلت عن‬
‫السحابة فأخذ بيدي جبيل فانصرفت سريعا‪ ,‬فأتيت على إبراهيم فلم يقل شيئا‪ ,‬ث أتيت‬
‫على مو سى فقال ما صنعت يا م مد ؟ فقلت فرض ر ب علي وعلى أم ت خ سي صلة‪.‬‬
‫قال فلن تستطيعها أنت ول أمتك فارجع إل ربك فاسأله أن يفف عنك‪ ,‬فرجعت سريعا‬
‫ح ت انته يت إل الشجرة فغشيت ن ال سحابة ورفض ن جب يل وخررت ساجدا وقلت ر ب‬
‫إنك فرضت علي وعلى أمت خسي صلة ولن أستطيعها أنا ول أمت فخفف عنا‪ ,‬قال‬
‫وض عت عن كم عشرا ب قال ب ث انلت ع ن ال سحابة وأ خذ بيدي جب يل ب قال ب‬
‫فانصرفت سريعا حت أتيت على إبراهيم فلم يقل ل شيئا‪ ,‬ث أتيت على موسى فقال ل‬
‫ما صنعت يا ممد ؟ فقلت و ضع ع ن ر ب عشرا قال فأربعون صلة لن تستطيعها أنت‬
‫ول أم تك فار جع إل ر بك فا سأله أن ي فف عن كم‪ .‬فذ كر الد يث كذلك إل خ س‬

‫‪549‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلوات وخس بمسي ث أمره موسى أن يرجع فيسأله التخفيف فقال‪« ,‬إن استحييت‬
‫منبببببببببببببببببببببببببببببببببه تعال»‪.‬‬
‫قال ث اندر فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لبيل‪« :‬ما ل ل آت أهل ساء إل‬
‫رحبوا ب وضحكوا ل غ ي ر جل وا حد ف سلمت عل يه فرد علي ال سلم ور حب ب ول‬
‫يضحك ل» قال‪ :‬يا ممد ذاك مالك‪ ,‬خازن جهنم‪ ,‬ل يضحك منذ خلق ولو ضحك إل‬
‫أحد لضحك إليك‪ ,‬قال ث ركب منصرفا فبينا هو ف بعض الطريق مر بعي لقريش تمل‬
‫طعاما‪ ,‬منها جل عليه غرارتان غرارة سوداء وغرارة بيضاء‪ ,‬فلما حاذى بالعي نفرت منه‬
‫واستدارت وصرع ذلك البعي وانكسر‪ ,‬ث إنه مضى فأصبح فأخب عما كان‪ ,‬فلما سع‬
‫الشركون قوله أتوا أبا بكر فقالوا يا أبا بكر هل لك ف صاحبك ؟ يب أنه أتى ف ليلته‬
‫هذه مسية شهر ورجع ف ليلته‪ ,‬فقال أبو بكر رضي ال عنه إن كان قاله فقد صدق وإنا‬
‫لنصدقه فيما هو أبعد من هذا لنصدقه على خب السماء فقال الشركون لرسول ال صلى‬
‫ب تقول قال مررت بعيب لقريبش وهبي فب مكان كذا وكذا‬ ‫ب علمبة م ا‬‫ال عليبه وسبلم م ا‬
‫فنفرت البل منا واستدارت وفيها بعي عليه غرارتان غرارة سوداء وغرارة بيضاء فصرع‬
‫فانكسر فلما قدمت العي سألوهم فأخبوهم الب على مثل ما حدثهم رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ومن ذلك سي أبو بكر الصديق وسألوه وقالوا هل كان فيمن حضر معك‬
‫موسى وعيسى ؟ قال نعم قالوا فصفهم لنا قال‪« :‬أما موسى فرجل آدم كأنه من رجال‬
‫أزد عمان‪ ,‬وأما عيسى فرجل ربعة سبط تعلوه حرة كأنا يتحادر من شعره المان» هذا‬
‫سبببببببببياق فيبببببببببه غرائب عجيببببببببببة‪.‬‬

‫روايببببة أنببببس بببببن مالك عببببن مالك بببببن صببببعصعة‬


‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا هام قال‪ :‬سعت قتادة يدث عن أنس بن مالك‬
‫أن مالك بن صعصعة حد ثه أن نب ال صلى ال عل يه و سلم حدث هم عن ليلة أ سري به‬
‫قال‪« :‬بينما أنا ف الطيم ب وربا قال قتادة ف الجر ب مضطجعا إذ أتان آت‪ ,‬فجعل‬
‫يقول لصاحبه الوسط بي الثلثة ب قال ب فأتان فقدّ ب سعت قتادة يقول فشق ب ما‬
‫بيب هذه إل هذه» وقال قتادة فقلت للجارود وهبو إل ج نب‪ :‬ما يعنب ؟ قال‪ :‬من ثغرة‬

‫‪550‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نره إل شعرته‪ ,‬وقد سعته يقول من قصته إل شعرته قال‪« :‬فاستخرج قلب ب قال ب‬
‫فأتيت بطست من ذهب ملوء إيانا وحكمة فغسل قلب ث حشي ث أعيد ث أتيت بدابة‬
‫دون البغل وفوق المار أبيض» قال فقال الارود‪ :‬هو الباق يا أبا حزة ؟ قال نعم يقع‬
‫خطوه عند أقصى طرفه قال‪« :‬فحملت عليه فانطلق ب جبيل عليه السلم حت أتى ب‬
‫إل السماء الدنيا فاستفتح‪ ,‬فقيل من هذا ؟ قال جبيل‪ ,‬قيل ومن معك ؟ قال ممد‪ ,‬قيل‬
‫أوَقد أرسل إليه ؟ قال نعم فق يل‪ :‬مرحبا به ولنعم الجيء عليه ب قال ب فتح لنا فلما‬
‫خل صت فإذا في ها آدم عل يه السبلم‪ ,‬قال هذا أبوك آدم ف سلم عل يه‪ ,‬ف سلمت عل يه فرد‬
‫السلم ث قال مرحبا بالبن الصال والنب الصال‪ ,‬ث صعد حت أتى السماء الثانية فاستفتح‬
‫فقيل من هذا ؟ فقال جبيل قيل ومن معك ؟ قال ممد قيل أو قد أرسل إليه ؟ قال نعم‬
‫قيل‪ :‬مرحبا به ولنعم الجيء جاء قال ففتح لنا‪ ,‬فلما خلصت فإذا عيسى ويي وها ابنا‬
‫الالة‪ ,‬قال هذان يي وعي سى ف سلم عليه ما ب قال ب فسلمت عليه ما فردا ال سلم ث‬
‫قال‪ :‬مرحبا بالخ الصال والنب الصال‪ ,‬ث صعد حت أتى السماء الثالثة فاستفتح فقيل من‬
‫هذا ؟ فقال جب يل ق يل و من م عك ؟ قال م مد ق يل أو قد أر سل إل يه ؟ قال ن عم ق يل‪:‬‬
‫مرحبا به ولنعم الجيء جاء ب قال ب قال ففتح لنا‪ ,‬فلما خلصت فإذا إذا يوسف عليه‬
‫السلم قال هذا يوسف ب قال ب فسلمت عليه فرد السلم ث قال‪ :‬مرحبا بالخ الصال‬
‫والنب الصال‪ ,‬ث صعد حت أتى السماء الرابعة فاستفتح فقيل من هذا ؟ قال جبيل‪ ,‬قيل‬
‫ومن معك ؟ قال ممد‪ ,‬قيل أو قد أرسل إليه ؟ قال نعم قيل‪ :‬مرحبا به ولنعم الجيء جاء‬
‫ب قال ب ففتح لنا فلما خلصت فإذا إدريس عليه السلم‪ ,‬قال هذا إدريس‪ ,‬قال فسلمت‬
‫عليه فرد السلم ثقال‪ :‬مرحبا بالخ الصال والنب الصال‪ ,‬ب قال ب ث صعد حت أتى‬
‫السماء الامسة فاستفتح فقيل من هذا ؟ قال جبيل‪ ,‬قيل ومن معك ؟ قال ممد‪ ,‬قيل أو‬
‫قد أرسل إليه ؟ قال نعم‪ ,‬قيل‪ :‬مرحبا به ولنعم الجيء جاء‪ ,‬ففتح لنا فلما خلصت فإذا‬
‫هارون عليه السلم قال هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلم‪ ,‬ث قال‪ :‬مرحبا‬
‫بالخ الصال والنب الصال ب قال ب ث صعد حت أتى السماء السادسة فاستفتح فقيل‬
‫من هذا ؟ قال جبيل‪ ,‬قيل ومن معك ؟ قال ممد‪ ,‬قيل أو قد أرسل إليه ؟ قال نعم‪ ,‬قيل‪:‬‬
‫مرحبا به ولن عم الج يء جاء‪ ,‬فف تح ل نا فل ما خل صت فإذا بو سى عل يه ال سلم قال هذا‬

‫‪551‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلم‪ ,‬ث قال‪ :‬مرحبا بالخ الصال والنب الصال ب‬
‫قال ب فلما تاوزته بكى قيل له‪ :‬ما يبكيك ؟ قال‪ :‬أبكي لن غلما بعث بعدي يدخل‬
‫النة من أمته أكثر ما يدخلها من أمت‪ .‬قال ث صعد حت أتى السماء السابعة فاستفتح‬
‫فقيل من هذا ؟ قال جبيل‪ ,‬قيل ومن معك ؟ قال ممد‪ ,‬قيل أو قد بعث إليه ؟ قال نعم‪,‬‬
‫قيل‪ :‬مرحبا به ولنعم الجيء جاء‪ ,‬ففتح لنا فلما خلصت فإذا إبراهيم عليه السلم فقال‬
‫هذا إبراه يم ف سلم عل يه ف سلمت عل يه فرد ال سلم‪ ,‬ث قال‪ :‬مرحبا بالخ ال صال وال نب‬
‫الصال ب قال ب ث رفعت إل سدرة النتهى فإذا نبقها مثل قلل هجر‪ ,‬وإذا ورقها مثل‬
‫آذان الفيلة‪ ,‬فقال هذه سدرة النت هى‪ ,‬قال وإذا أرب عة أنار‪ :‬نران باطنان ونران ظاهران‪,‬‬
‫فقلت‪ :‬مبا هذا يبا جبيبل ؟ قال‪ :‬أمبا الباطنان فنهران فب النبة‪ ,‬وأمبا الظاهران فالنيبل‬
‫والفرات ببببب قال ببببب ثبببب رفببببع إل البيببببت العمور»‪.‬‬
‫قال قتادة‪ :‬وحدثنا السن عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم أنه رأى البيت‬
‫العمور يدخله كل يوم سبعون ألفا ث ل يعودون فيه‪ ,‬ث رجع إل حديث أنس قال‪« :‬ث‬
‫أت يت بإناء من خ ر وإناء من ل ب وإناء من ع سل‪ .‬ب قال ب فأخذت الل ب قال هذه‬
‫الفطرة أنت عليها وأمتك ب قال ب ث فرضت عل ّي الصلة خسي صلة كل يوم ب قال‬
‫ب فنلت حت أتيت موسى‪ ,‬فقال ما فرض ربك على أمتك ؟ قال فقلت خسي صلة‬
‫كل يوم‪ ,‬قال إن أمتك ل ت ستطيع خسي صلة وإ ن خبت الناس قبلك‪ ,‬وعال ت ب ن‬
‫إسرائيل أشد العالة‪ ,‬فارجع إل ربك فاسأله التخفيف لمتك ب قال ب فرجعت فوضع‬
‫عن عشرا ب قال ب فرجعت إل موسى فقال بَ أمرت ؟ قلت بأربعي صلة كل يوم‪,‬‬
‫قال إن أمتك ل تستطيع أربعي صلة كل يوم‪ ,‬وإن قد خبت الناس قبلك وعالت بن‬
‫إسرائيل أشد العالة‪ ,‬فارجع إل ربك فاسأله التخفيف لمتك ب قال ب فرجعت فوضع‬
‫عشرا أخر‪ ,‬فرجعت إل موسى فقال بَ أمرت ؟ فقلت أمرت بثلثي صلة‪ ,‬قال إن أمتك‬
‫ل تستطيع ثلثي صلة كل يوم‪ ,‬وإن قد خبت الناس قبلك وعالت بن إسرائيل أشد‬
‫العالة‪ ,‬فارجع إل ربك فاسأله التخفيف لمتك ب قال ب فرجعت فوضع عشرا أخر‪,‬‬
‫فرجعت إل موسى فقال بَ أمرت ؟ فقلت أمرت بعشرين صلة كل يوم‪ ,‬قال إن أمتك ل‬
‫تستطيع عشرين صلة كل يوم‪ ,‬وإن قد خبت الناس قبلك وعالت بن إسرائيل أشد‬

‫‪552‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العالة‪ ,‬فارجع إل ربك فاسأله التخفيف لمتك ب قال ب فرجعت فوضع عشرا عن‬
‫أ خر‪ ,‬فرج عت إل مو سى فقال بَ أمرت ؟ فقلت أمرت بع شر صلوات كل يوم‪ ,‬قال إن‬
‫أمتبك ل تسبتطيع لعشبر صبلوات كبل يوم‪ ,‬وإنب قد خببت الناس قبلك وعالتب بنب‬
‫إسرائيل أشد العالة‪ ,‬فارجع إل ربك فاسأله التخفيف لمتك ب قال ب فرجعت فأمرت‬
‫ب مس صلوات كل يوم‪ ,‬فرج عت إل مو سى فقال ب ا أمرت قال أمرت ب مس صلوات‬
‫كل يوم قال إن أم تك ل ت ستطيع خ س صلوات كل يوم‪ ,‬وإ ن قد خبت الناس قبلك‬
‫وعالت بن إسرائيل أشد العالة‪ ,‬فارجع إل ربك فاسأله التخفيف لمتك ب قال ب‬
‫قلت قد سألت رب حت استحييت‪ ,‬ولكن أرضى وأسلم‪ ,‬فنفذت فنادى مناد قد أمضيت‬
‫فريضتب وخففبت عبن عبادي» وأخرجاه فب الصبحيحي مبن حديبث قتادة بنحوه‪.‬‬

‫(روايبببببببة أنبببببببس عبببببببن أبببببببب ذر)‬


‫قال البخاري‪ :‬حدثنا يي بن بكي‪ ,‬حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب‪ ,‬عن أنس‬
‫ببن مالك قال‪ :‬كان أببو ذر يدث أن رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم قال «فرج عبن‬
‫سقف بيت وأنا بكة‪ ,‬فنل جبيل ففرج صدري ث غسله باء زمزم‪ ,‬ث جاء بطست من‬
‫ذهب متلىء حكمة وإيانا‪ ,‬فأفرغه ف صدري‪ ,‬ث أخذ بيدي فعرج ب إل السماء الدنيا‪,‬‬
‫فلما جئت إل السماء قال جبيل لازن السماء‪ :‬افتح قال‪ :‬من هذا ؟ قال‪ :‬جبيل‪ ,‬قال‬
‫هل معك أحد ؟ قال‪ :‬نعم معي ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪ :‬أرسل إليه ؟ قال‪ :‬نعم‬
‫فل ما ف تح علو نا ال سماء الدنيا فإذا ر جل قا عد على يينه أ سودة وعلى ي ساره أ سودة‪ ,‬إذا‬
‫نظر قبل يينه ضحك وإذا نظر قبل شاله بكى‪ ,‬فقال مرحبا بالنب الصال والبن الصال‬
‫قال‪ :‬قلت لبيل‪ :‬من هذا ؟ قال‪ :‬هذا آدم وهذه السودة عن يينه وعن شاله نسم بنيه‪,‬‬
‫فأ هل اليم ي من هم أ هل ال نة‪ ,‬وال سودة ال ت عن شاله أ هل النار‪ ,‬فإذا ن ظر عن يي نه‬
‫ضحك‪ ,‬وإذا نظر عن شاله بكى‪ ,‬ث عرج ب إل السماء الثانية فقال لازنا افتح‪ ,‬فقال له‬
‫خازن ا م ثل ما قاله الول‪ ,‬فف تح» قال أ نس فذ كر أ نه و جد ف ال سموات آدم وإدر يس‬
‫وموسى وعيسى وإبراهيم‪ ,‬ول يثبت كيف منازلم غي أنه ذكر أنه وجد آدم ف السماء‬
‫الدن يا‪ ,‬وإبراه يم ف ال سادسة‪ ,‬قال أ نس‪ :‬فل ما مر جب يل وال نب صلى ال عل يه و سلم‬

‫‪553‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بإدر يس‪ ,‬قال‪ :‬مرحبا بال نب ال صال والخ ال صال‪ ,‬فقلت‪ :‬من هذا ؟ قال‪ :‬إدر يس‪ ,‬ث‬
‫مررت بوسبى فقال‪ :‬مرحبا بالنبب الصبال والخ الصبال‪ ,‬فقلت‪ :‬مبن هذا ؟ قال‪ :‬هذا‬
‫مو سى‪ ,‬ث مررت بعي سى‪ ,‬فقال‪ :‬مرحبا بال نب ال صال والخ ال صال‪ ,‬قلت‪ :‬من هذا ؟‬
‫قال‪ :‬هذا عيسى‪ ,‬ث مررت بإبراهيم فقال‪ :‬مرحبا بالنب الصال والبن الصال‪ ,‬قلت‪ :‬من‬
‫هذا ؟ قال‪ :‬هذا إبراهيم‪ .‬قال الزهري‪ :‬فأخبن ابن حزم أنّ ابن عباس وأبا حبة النصاري‬
‫كانا يقولن‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم «ث عرج ب حت ظهرت لستوى أسع فيه‬
‫صببببببببببببببببببببببببببببببريف القلم»‪.‬‬
‫قال ا بن حزم وأ نس بن مالك‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ففرض ال على‬
‫أمت خسي صلة‪ ,‬فرجعت بذلك حت مررت على موسى عليه السلم‪ ,‬فقال‪ :‬ما فرض‬
‫ال على أم تك ؟ قلت‪ :‬فرض خ سي صلة‪ ,‬قال مو سى‪ :‬فار جع إل ر بك فإن أم تك ل‬
‫تط يق ذلك‪ ,‬فرج عت فو ضع شطر ها‪ ,‬فرج عت إل مو سى‪ ,‬قلت‪ :‬و ضع شطر ها‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫ار جع إل ر بك‪ ,‬فإن أم تك ل تط يق ذلك‪ ,‬فرج عت فو ضع شطر ها‪ ,‬فرج عت إل يه فقال‪:‬‬
‫ارجع إل ربك فإن أمتك ل تطيق ذلك‪ ,‬فراجعته فقال‪ :‬هي خس وهي خسون ل يبدل‬
‫القول لدي‪ ,‬فرجعت إل موسى فقال‪ :‬ارجع إل ربك‪ ,‬قلت‪ :‬قد استحييت من رب‪ ,‬ث‬
‫انطلق ب ح ت انت هى إل سدرة النت هى فغشي ها ألوان ل أدري ما هي‪ ,‬ث أدخلت ال نة‪,‬‬
‫فإذا في ها جنا بذ اللؤلؤ‪ ,‬وإذا تراب ا من ال سك» وهذا ل فظ البخاري ف كتاب ال صلة‪,‬‬
‫ورواه ف ذكر بن إسرائيل وف الج وف أحاديث النبياء من طرق أخرى عن يونس به‪,‬‬
‫ورواه م سلم ف صحيحه ف كتاب اليان م نه عن حرملة عن ا بن و هب عن يو نس به‬
‫نوه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا هام عن قتادة عن عبد ال بن شقيق قال‪ :‬قلت‬
‫لب ذر‪ :‬لو رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم لسألته‪ ,‬قال‪ :‬وما كنت تسأله ؟ قال‪:‬‬
‫ن أراه» هكذا قد‬‫كنت أسأله‪ :‬هل رأى ربه ؟ فقال‪ :‬إن قد سألته‪ ,‬فقال‪ :‬قد رأيته نورا أ ّ‬
‫و قع ف روا ية المام أح د‪ ,‬وأخر جه م سلم ف صحيحه عن أ ب ب كر بن أ ب شي بة عن‬
‫وك يع‪ ,‬عن يز يد بن إبراه يم عن قتادة عن ع بد ال بن شق يق‪ ,‬عن أ ب ذر قال‪ :‬سألت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ قال‪« :‬نور أن أراه»‪ .‬وعن ممد بن‬

‫‪554‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بشار عن معاذ بن هشام‪ :‬حدثنا أب عن قتادة عن عبد ال بن شقيق قال‪ :‬قلت لب ذر‪:‬‬
‫لو رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم لسألته‪ ,‬فقال‪ :‬عن أي شيء كنت تسأله ؟ قال‪:‬‬
‫كنبت أسبأله هبل رأيبت رببك ؟ قال أببو ذر‪ :‬قبد سبألت فقال رأيبت نورا‪.‬‬

‫(روايببة أنببس عببن أببب بببن كعببب النصبباري رضببي ال عنببه)‬


‫قال عبد ال بن المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن إسحاق بن ممد السين‪ ,‬حدثنا أنس بن‬
‫عياض‪ ,‬حدث نا يو نس بن يز يد قال‪ :‬قال ا بن شهاب‪ :‬قال أ نس بن مالك‪ :‬كان أ ب بن‬
‫كعب يدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬فرج سقف بيت وأنا بكة‪ ,‬فنل‬
‫جب يل ففرج صدري ث غ سله من ماء زمزم‪ ,‬ث جاء بط ست من ذ هب متلىء حك مة‬
‫وإيانا‪ ,‬فأفرغها ف صدري‪ ,‬ث أطبقه‪ ,‬ث أخذ بيدي فعرج ب إل السماء فلما جاء السماء‬
‫الدنيا إذا رجل عن يينه أسودة‪ ,‬وعن يساره أسودة‪ ,‬فإذا نظر قبل يينه تبسم‪ ,‬وإذا نظر‬
‫قبل يساره بكى‪ ,‬فقال‪ :‬مرحبا بالنب الصال والبن الصال‪ ,‬قال‪ :‬قلت لبيل‪ :‬من هذا ؟‬
‫قال‪ :‬هذا آدم‪ ,‬وهذه السودة الت عن يينه وعن شاله نسم بنيه‪ ,‬فأهل يينه هم أهل النة‪,‬‬
‫والسودة الت عن شاله هم أهل النار‪ ,‬فإذا ن ظر قبل يينه ض حك‪ ,‬وإذا ن ظر قبل ي ساره‬
‫بكى ب قال ب ث عرج ب جبيل حت أتى السماء الثانية‪ ,‬فقال لازنا‪ :‬افتح‪ ,‬فقال له‬
‫خازنا مثل ما قال خازن السماء الدنيا‪ ,‬ففتح له» قال أنس‪ :‬فذكر أنه وجد ف السموات‬
‫آدم وإدريس وموسى وإبراهيم وعيسى‪ ,‬ول يثبت ل كيف منازلم غي أنه ذكر أنه وجد‬
‫آدم عليه السلم ف السماء الدنيا‪ ,‬وإبراهيم ف السماء السادسة‪ ,‬قال أنس‪ :‬فلما مر جبيل‬
‫عل يه ال سلم ور سول ال صلى ال عل يه و سلم بإدر يس قال‪ :‬مرحبا بال نب ال صال والخ‬
‫الصال‪ ,‬قال «قلت من هذا يا جبيل ؟ قال‪ :‬هذا إدريس ب قال ث مررت بوسى فقال‪:‬‬
‫مرحبا بالنب الصال والخ الصال‪ ,‬فقلت من هذا ؟ قال‪ :‬موسى‪ ,‬ث مررت بعيسى فقال‪:‬‬
‫مرحبا بالنب الصال والخ الصال‪ ,‬قلت من هذا ؟ قال‪ :‬هذا عيسى ابن مري ب قال ب ث‬
‫مررت بإبراه يم‪ ,‬فقال‪ :‬مرحبا بال نب ال صال وال بن ال صال‪ ,‬قلت‪ :‬من هذا ؟ قال‪ :‬هذا‬
‫إبراهيبببببببببببببببببببببببببببببببببم»‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن شهاب‪ :‬وأخبن ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة النصاري كانا يقولن‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «ث عرج ب حت ظهرت لستوى أسع صريف القلم»‬
‫قال ابن حزم وأنس بن مالك‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «فرض ال على أمت‬
‫خسي صلة‪ ,‬قال‪ :‬فرجعت بذلك حت أمر على موسى‪ ,‬فقال موسى‪ :‬ماذا فرض ربك‬
‫على أمتك ؟ قلت‪ :‬فرض عليهم خسي صلة فقال ل موسى‪ :‬راجع ربك فإن أمتك ل‬
‫تطيق ذلك‪ ,‬قال‪ :‬فراجعت رب فوضع شطرها‪ ,‬فرجعت إل موسى فأخبته‪ ,‬فقال‪ :‬ارجع‬
‫إل ر بك‪ ,‬فإن أم تك ل تط يق ذلك‪ ,‬فرج عت فقال‪ :‬هي خ س و هي خ سون‪ ,‬ل يبدل‬
‫القول لدي‪ ,‬قال‪ :‬فرجعت إل موسى‪ ,‬فقال‪ ,‬راجع ربك فقلت‪ :‬قد استحييت من رب‪,‬‬
‫قال‪ :‬ث انطلق ب ح ت أ تى سدرة النت هى‪ ,‬قال‪ :‬فغشي ها ألوان ما أدري ما هي‪ ,‬قال‪ :‬ث‬
‫دخلت النة‪ ,‬فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ‪ ,‬وإذا ترابا السك» هكذا رواه عبد ال بن أحد ف‬
‫مسند أبيه‪ ,‬وليس هو ف شيء من الكتب الستة‪ ,‬وقد تقدم ف الصحيحي من طريق يونس‬
‫ببواء‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬‫ببياق سب‬‫ببل هذا السب‬ ‫بب ذر مثب‬ ‫ببن أبب‬ ‫ببن الزهري‪ ,‬عب‬ ‫عب‬

‫(روايببببببة بريدة بببببببن الصببببببيب السببببببلمي)‬


‫قال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن التوكل ويعقوب بن إبراهيم واللفظ‬
‫له‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو نيلة‪ ,‬حدثنا الزبي بن جنادة عن عبد ال بن بريدة‪ ,‬عن أبيه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «لا كان ليلة أسري ب ب قال ب فأتى جبيل الصخرة‬
‫الت ببيت القدس ب قال ب فوضع أصبعه فيها فخرقها فشد با الباق» ث قال البزار‪ :‬ل‬
‫نعلم رواه عن الزبي بن جنادة إل أبو نيلة‪ ,‬ول نعلم هذا الديث إل عن بريدة‪ ,‬وقد رواه‬
‫الترمذي فب التفسبي مبن جامعبه عبن يعقوب ببن إبراهيبم الدورقبي ببه‪ ,‬وقال غريبب‪.‬‬

‫(روايبببة جابر ببببن عببببد ال رضبببي ال عنبببه)‬


‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا يعقوب‪ ,‬حدث نا أ ب عن صال عن ا بن شهاب قال‪ :‬قال أ بو‬
‫سلمة‪ :‬سعت جابر بن عبد ال يدث أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬لا‬
‫كذبتن قريش حي أسري ب إل بيت القدس‪ ,‬قمت ف الجر فجلى ال ل بيت القدس‪,‬‬
‫فطفقت أخبهم عن آياته وأنا أنظر إليه» أخرجاه ف الصحيحي من طرق عن حديث‬

‫‪556‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزهري به‪ .‬وقال البيه قي‪ :‬حدث نا أح د بن ال سن القا ضي‪ ,‬حدث نا أ بو العباس ال صم‪,‬‬
‫حدث نا العباس بن م مد الدوري‪ :‬حدث نا يعقوب بن إبراه يم‪ ,‬حدث نا أ ب عن صال بن‬
‫كيسان‪ ,‬عن ابن شهاب قال‪ :‬سعت سعيد بن السيب يقول‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم حي انتهى إل بيت القدس لقي فيه إبراهيم وموسى وعيسى‪ ,‬وأنه أت بقدحي‪:‬‬
‫قدح من لب وقدح من خر‪ ,‬فنظر إليهما‪ ,‬ث أخذ قدح اللب‪ ,‬فقال جبيل‪ :‬أصبت هديت‬
‫للفطرة‪ ,‬لو أخذت المر لغوت أمتك‪ ,‬ث رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل مكة‬
‫فأخب أنه أسري به فافتت ناس كثي كانوا قد صلوا معه‪ ,‬وقال ابن شهاب‪ :‬قال أبو سلمة‬
‫بن عبد الرحن‪ :‬فتجهز‪ ,‬أو كلمة نوها‪ ,‬ناس من قريش إل أب بكر فقالوا‪ :‬هل لك ف‬
‫صاحبك يزعم أنه جاء إل بيت القدس ث رجع إل مكة ف ليلة واحدة ؟ فقال أبو بكر‪:‬‬
‫أو قال ذلك ؟ قالوا‪ :‬ن عم‪ ,‬قال‪ :‬فأ نا أش هد لئن كان قال ذلك ل قد صدق‪ ,‬قالوا‪ :‬فت صدقه‬
‫بأن يأت الشام ف ليلة واحدة ث يرجع إل مكة قبل أن يصبح ؟ قال‪ :‬نعم أنا أصدقه بأبعد‬
‫من ذلك‪ ,‬أصدقه بب السماء‪ ,‬قال أبو سلمة‪ :‬فبها سي أبو بكر الصديق‪ .‬قال أبو سلمة‪:‬‬
‫فسمعت جابر بن عبد ال رضي ال عنهما يدث أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪« :‬لا كذبتن قريش حي أسري ب إل بيت القدس‪ ,‬قمت ف الجر فجلى ال ل‬
‫بيببت القدس‪ ,‬فطفقببت أخبببهم عببن آياتببه وأنببا أنظببر إليببه»‪.‬‬

‫(روايببببة حذيفببببة بببببن اليمان رضببببي ال عنببببه)‬


‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ,‬حدثنا سليمان عن شيبان‪ ,‬عن عاصم‪ ,‬عن زر بن‬
‫حبيش قال‪ :‬أت يت على حذي فة بن اليمان ر ضي ال ع نه‪ ,‬و هو يدث عن ليلة أ سري‬
‫بحمد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهو يقول‪ :‬فانطلقا حت أتيا بيت القدس فلم يدخله‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬ببل دخله رسبول ال صلى ال عل يه وسبلم ليلتئذ و صلى فيبه‪ ,‬قال‪ :‬ما اسبك يا‬
‫أصلع ؟ فأنا أعرف وجهك‪ ,‬ول أدري ما اسك‪ ,‬قال‪ :‬قلت أنا زر بن حبيش‪ ,‬قال‪ :‬فما‬
‫عل مك بأن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم صلى ف يه ليلتئذ ؟ قال‪ :‬قلت القرآن ي بن‬
‫بذلك‪ ,‬قال‪ :‬فمبن تكلم بالقرآن فلج اقرأ‪ ,‬قال‪ :‬فقلت‪{ :‬سببحان الذي أسبرى بعبده ليلً‬
‫من السجد الرام إل السجد القصا} قال‪ :‬يا أصلع‪ ,‬هل تد صلى فيه ؟ قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪:‬‬

‫‪557‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وال ما صلى ف يه ر سول ال ليلتئذ‪ ,‬لو صلى ف يه لكت بت علي كم صلة ف يه ك ما ك تب‬
‫عليكم صلة ف البيت العتيق‪ ,‬وال ما زايل الباق حت فتحت لما أبواب السماء فرأيا‬
‫النة والنار ووعد الَخرة أجع‪ ,‬ث عادا عودها على بدئهما‪ ,‬قال‪ :‬ث ضحك حت رأيت‬
‫نواجذه‪ .‬قال‪ :‬ويدثونه أنه ربطه ل يفر منه‪ ,‬وإنا سخره له عال الغيب والشهادة‪ ,‬قلت‪:‬‬
‫يا ع بد ال‪ ,‬أي دابة الباق ؟ قال‪ :‬دابة أبيض طويل‪ ,‬هكذا خطوه مد الب صر‪ .‬ورواه أبو‬
‫داود الطيالسي عن حاد بن سلمة‪ ,‬عن عاصم به‪ .‬ورواه الترمذي والنسائي ف التفسي من‬
‫حد يث عا صم و هو ا بن أ ب النجود به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن‪ ,‬وهذا الذي قاله حذي فة‬
‫رضي ال عنه وما أثبته غيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم من ربط الدابة باللقة‪,‬‬
‫ومبن الصبلة بببيت القدس ماب سببق ومبا سبيأت مقدم على قوله‪ ,‬وال أعلم بالصبواب‪.‬‬

‫ببنان الدري)‬ ‫ببن سب‬ ‫ببن مالك بب‬ ‫ببعد بب‬ ‫ببعيد سب‬ ‫بب سب‬ ‫ببة أبب‬ ‫(روايب‬
‫قال الافظ أبو بكر البيهقي ف كتاب دلئل النبوة‪ :‬حدثنا أبو عبد ال ممد بن عبد ال‬
‫الافظ‪ ,‬حدثنا أبو العباس ممد بن يعقوب‪ ,‬حدثنا أبو بكر يي بن أب طالب‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫الوهاب بن عطاء‪ ,‬حدثنا أبو ممد راشد المان عن أب هارون العبدي‪ ,‬عن أب سعيد‬
‫الدري رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال له أصحابه‪ :‬يا رسول ال‪,‬‬
‫أخبنا عن ليلة أسري بك فيها‪ .‬قال‪ :‬قال ال عز وجل {سبحان الذي أسرى بعبده ليلً}‬
‫الَية‪ :‬قال‪ :‬فأخبهم‪ ,‬قال‪« :‬فبينما أنا نائم عشاء ف السجد الرام إذ أتان آت فأيقظن‪,‬‬
‫فا ستيقظت فلم أر شيئا‪ ,‬فإذا أ نا بكهيئة خيال فأتبع ته ب صري ح ت خر جت من ال سجد‬
‫الرام‪ ,‬فإذا أ نا بدا بة أد ن شبها بدواب كم هذه‪ ,‬بغال كم هذه‪ ,‬غ ي أ نه مضطرب الذن ي‬
‫يقال له الباق‪ ,‬وكانت النبياء تركبه قبلي‪ ,‬يقع حافره عند مد بصره‪ ,‬فركبته‪ ,‬فبينما أنا‬
‫أ سي عل يه إذ دعا ن داع من يي ن‪ :‬يا م مد انظر ن أ سألك‪ ,‬يا م مد انظر ن أ سألك‪ ,‬يا‬
‫م مد انظر ن أ سألك‪ ,‬فلم أج به ول أ قم عل يه‪ ,‬فبين ما أ نا أ سي عل يه إذ دعا ن داع عن‬
‫ي ساري‪ :‬يا م مد انظر ن أ سألك‪ ,‬فلم أج به ول أ قم عل يه‪ ,‬فبين ما أ نا أ سي إذا أ نا بامرأة‬
‫حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها ال‪ ,‬فقالت‪ :‬يا ممد‪ ,‬انظرن أسألك‪ ,‬فلم‬

‫‪558‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ألت فت إلي ها ول أ قم علي ها ح ت أت يت ب يت القدس‪ ,‬فأوث قت داب ت بالل قة ال ت كا نت‬
‫النبببببببببببياء توثقهببببببببببا بابببببببببب‪.‬‬
‫ث أتا ن جب يل عل يه ال سلم بإنائ ي‪ :‬أحده ا خ ر والَ خر ل ب‪ ,‬فشر بت الل ب وأب يت‬
‫ال مر‪ ,‬فقال جب يل‪ :‬أ صبت الفطرة‪ ,‬أ ما إ نك لو أخذت ال مر غوت أم تك‪ ,‬فقلت‪ :‬ال‬
‫أ كب ال أ كب‪ ,‬فقال جب يل‪ :‬ما أر يت ف وج هك هذا ؟ قال‪ :‬فقلت بين ما أ نا أ سي إذا‬
‫دعا ن داع عن يي ن‪ :‬يا م مد انظر ن أ سألك فلم أج به ول أ قم عل يه‪ ,‬قال ذاك دا عي‬
‫اليهود‪ ,‬أما إنك لو أجبته أو وقفت عليه لتهودت أمتك ب قال ب فبينما أنا أسي إذ دعان‬
‫داع عن ي ساري قال‪ :‬يا م مد انظر ن أ سألك فلم ألت فت ول أ قم عل يه‪ ,‬قال‪ :‬ذاك دا عي‬
‫النصارى أما إنك لو أجبته لتنصرت أمتك ب قال ب فبينما أنا أسي إذا أنا بامرأة حاسرة‬
‫عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها ال تقول‪ :‬يا ممد انظرن أسألك فلم أجبها ول‬
‫أقم عليها‪ ,‬قال‪ :‬تلك الدنيا‪ ,‬أما إنك لو أجبتها أو قمت عليها لختارت أمتك الدنيا على‬
‫الَخرة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث دخلت أنا وجبيل بيت القدس‪ ,‬فصلى كل واحد منا ركعتي‪ ,‬ث أتيت بالعراج‬
‫الذي كانت تعرج عليه أرواح بن آدم فلم ير اللئق أحسن من العراج أما رأيت اليت‬
‫حي يشق بصره طاما إل السماء‪ ,‬فإنا يشق بصره طاما إل السماء عجبه بالعراج‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فصعدت أنا وجبيل‪ ,‬فإذا أنا بلك يقال له إساعيل وهو صاحب السماء الدنيا وبي يديه‬
‫سببعون ألف ملك مع كبل ملك جنوده مائة ألف ملك‪ ,‬قال‪ :‬قال ال عز و جل‪{ :‬ومبا‬
‫يعلم جنود ربك إل هو} قال‪ :‬فاستفتح جبيل باب السماء‪ ,‬قيل‪ :‬من هذا ؟ قال جبيل‪.‬‬
‫قيل‪ :‬ومن معك ؟ قال‪ :‬ممد‪ .‬قيل‪ :‬أوقد بعث إليه ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬فإذا أنا بآدم كهيئته يوم‬
‫خل قه ال عز و جل على صورته‪ ,‬فإذا هو تعرض عل يه أرواح ذري ته من الؤمن ي‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫روح طي بة ون فس طي بة اجعلو ها ف علي ي‪ ,‬ث تعرض عل يه أرواح ذري ته الفجار‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها ف سجي‪ ,‬فمضيت هنيهة فإذا أنا بأخونة عليها لم‬
‫مشرح ل يس يقرب ا أ حد‪ ,‬وإذا أ نا بأخو نة أخرى علي ها ل م قد أروح وأن ت عند ها أناس‬
‫يأكلون من ها‪ ,‬قلت‪ :‬يا جب يل من هؤلء ؟ قال‪ :‬هؤلء من أم تك يأتون الرام ويتركون‬
‫اللل‪ ,‬قال‪ :‬ثب مضيبت هنيهبة‪ ,‬فإذا أنبا بأقوام مشافرهبم كمشافبر الببل‪ ,‬قال‪ :‬فتفتبح‬

‫‪559‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أفواه هم فيلقمون من ذلك ال مر‪ ,‬ث يرج من أ سافلهم ف سمعتهم يضجون إل ال عز‬
‫و جل فقلت‪ :‬من هؤلء يا جبيل ؟ قال‪ :‬هؤلء من أمتك {الذين يأكلون أموال اليتامى‬
‫ظلما إنا يأكلون ف بطونم نارا وسيصلون سعيا} قال‪ :‬ث مضيت هنيهة‪ ,‬فإذا أنا بنساء‬
‫تعلقن بثديهن‪ ,‬فسمعتهن يضججن إل ال عز وجل‪ ,‬قلت‪ :‬يا جبيل من هؤلء النساء ؟‬
‫قال‪ :‬هؤلء الزناة من أم تك‪ .‬قال‪ :‬ث مض يت هني هة‪ ,‬فإذا أ نا بأقوام بطون م أمثال البيوت‬
‫كل ما ن ض أحد هم خر فيقول‪ :‬الل هم لت قم ال ساعة‪ .‬قال‪ :‬و هم على سابلة آل فرعون‪,‬‬
‫قال‪ :‬فتج يء ال سابلة فتطؤ هم‪ ,‬قال ف سمعتهم يضجون إل ال ب قال ب قلت يا جب يل‬
‫من هؤلء ؟ قال‪ :‬هؤلء من أم تك {الذ ين يأكلون الر با ل يقومون إل ك ما يقوم الذي‬
‫يتخبطه الشيطان من الس} قال‪ :‬ث مضيت هنيهة‪ ,‬فإذا أنا بأقوام يقطع من جنوبم اللحم‬
‫فيلقمونه‪ ,‬فيقال له‪ :‬كل كما كنت تأكل من لم أخيك‪ ,‬قلت‪ :‬يا جبيل من هؤلء ؟‬
‫قال‪ :‬هؤلء المازون مببببببببببن أمتببببببببببك اللمازون‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث صعدنا إل السماء الثانية‪ ,‬فإذا أنا برجل أحسن ما خلق ال عز وجل قد فضل‬
‫الناس ف ال سن كالق مر ليلة البدر على سائر الكوا كب‪ ,‬قلت‪ :‬ياجب يل من هذا ؟ قال‪:‬‬
‫هذا أخوك يوسببف ومعببه نفببر مببن قومببه‪ ,‬فسببلمت عليببه فرد عليببّ‪.‬‬
‫ث صعدنا إل السماء الثالثة‪ ,‬واستفتح فإذا أنا بيحي وعيسى عليهما السلم‪ ,‬ومعهما نفر‬
‫من قومهما‪ ,‬فسلمت عليهما وسلما عل يّ‪ ,‬ث صعدنا إل السماء الرابعة‪ ,‬فإذا أنا بإدريس‬
‫قبببد رفعبببه ال مكانا عليا‪ ,‬فسبببلمت عليبببه فسبببلم عليبببّ‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث صعدنا إل السماء الامسة فإذا أنا بارون ونصف ليته بيضاء ونصفها سوداء‬
‫تكاد ليته تصيب سرته من طولا‪ ,‬قلت‪ :‬يا جبيل من هذا ؟ قال‪ :‬هذا الحبب ف قومه‪,‬‬
‫هذا هارون ببن عمران ومعبه نفبر مبن قومبه‪ ,‬فسبلمت عليبه وسبلم عليبّ‪.‬‬
‫ث صعدت إل السماء ال سادسة‪ ,‬فإذا أنا بوسى بن عمران رجل آدم‪ ,‬كثي الشعر‪ ,‬لو‬
‫كان عليه قميصان لنفذ شعره دون القميص‪ ,‬فإذا هو يقول‪ :‬يزعم الناس أن أكرم على ال‬
‫مبن هذا‪ ,‬ببل هذا أكرم على ال منب‪ .‬قال‪ :‬قلت يبا جبيبل مبن هذا ؟ قال‪ :‬هذا أخوك‬
‫موسبى ببن عمران عليبه السبلم ومعبه نفبر مبن قومبه‪ ,‬فسبلمت عليبه وسبلم عليبّ‪.‬‬

‫‪560‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث صعدت إل ال سماء ال سابعة‪ ,‬فإذا أ نا بأبي نا إبراه يم خل يل الرح ن‪ ,‬ساند ظهره إل‬
‫البيت العمور كأح سن الرجال‪ ,‬قلت‪ :‬يا جبيل من هذا ؟ قال‪ :‬هذا أبوك إبراهيم خليل‬
‫الرحن عليه السلم ومعه نفر من قومه‪ ,‬فسلمت عليه فسلم عل يّ‪ .‬وإذا أنا بأمت شطرين‪:‬‬
‫شطر عليهم ثياب بيض كأنا القراطيس‪ ,‬وشطر عليهم ثياب رمد قال ب فدخلت البيت‬
‫العمور‪ ,‬ود خل م عي الذ ين علي هم الثياب الب يض وح جب الَخرون الذ ين علي هم الثياب‬
‫السود وهم على خي‪ ,‬فصليت أنا ومن معي ف البيت العمور‪ ,‬ث خرجت أنا ومن معي‪.‬‬
‫قال والبيت العمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك ل يعودون إليه إل يوم القيامة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث رف عت إل سدرة النت هى‪ ,‬فإذا كل ور قة من ها تكاد تغ طي هذه ال مة‪ ,‬وإذا في ها‬
‫ع ي تري يقال ل ا سلسبيل فين شق من ها نران (أحده ا) الكو ثر (والَ خر) يقال له ن ر‬
‫الرحةبب‪ ,‬فاغتسببلت فيببه فغفببر ل مببا تقدم مببن ذنببب ومببا تأخببر‪.‬‬
‫قال إن رفعت إل النة فاستقبلتن جارية‪ ,‬فقلت‪ :‬لن أنت يا جارية ؟ قالت‪ :‬لزيد بن‬
‫حار ثة‪ ,‬وإذا بأنار من ماء غ ي آ سن‪ ,‬وأنار من ل ب ل يتغ ي طع مه‪ ,‬وأنار من خ ر لذة‬
‫للشارب ي‪ ,‬وأنار مبن ع سل مصبفى‪ ,‬وإذا رماناب كالدلء عظما‪ ,‬وإذا أ نا بطي ها كأناب‬
‫بتكم هذه‪ ,‬فقال عندها صلى ال عليه وسلم إن ال تعال قد أعد لعباده الصالي ما ل‬
‫عي رأت ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر ب قال ب ث عرضت علي النار‪ ,‬فإذا‬
‫في ها غ ضب ال وزجره ونقم ته‪ ,‬لو طر حت في ها الجارة والد يد لكلت ها ث أغل قت‬
‫دونببببببببببببببببببببببببببببببببببب‪.‬‬
‫ث إن رفعت إل سدرة النتهى فتغشان فكان بين وبينه قاب قوسي أو أدن‪ .‬قال وينل‬
‫على كل ورقة منها ملك من اللئكة ب قال ب وفرضت علي خسون صلة‪ ,‬وقال لك‬
‫بكل حسنة عشر‪ ,‬فإذا همت بالسنة فلم تعملها كتبت لك حسنة‪ ,‬فإذا عملتها كتبت‬
‫لك عشرا‪ ,‬وإذا ه مت بال سيئة فلم تعمل ها ل يك تب عل يك ش يء‪ ,‬فإن عملت ها كت بت‬
‫عليبببببببببببببببك سبببببببببببببببيئة واحدة‪.‬‬
‫ث رجعت إل موسى فقال ب أمرك ربك ؟ فقلت‪ :‬بمسي صلة‪ .‬قال‪ :‬ارجع إل ربك‬
‫فاسأله التخفيف لمتك‪ ,‬فإن أمتك ل تطيق ذلك‪ ,‬ومت ل تطيقه تكفر‪ ,‬فرجعت إل رب‬
‫فقلت‪ :‬يا رب خفف عن أمت‪ ,‬فإنا أضعف المم‪ ,‬فوضع عن عشرا وجعلها أربعي‪ ,‬فما‬

‫‪561‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫زلت أختلف بي موسى ورب كلما أتيت عليه قال ل مثل مقالته‪ ,‬حت رجعت إليه‪ ,‬فقال‬
‫ل‪ :‬ب أمرت ؟ فقلت أمرت بعشر صلوات‪ .‬قال ارجع إل ربك فاسأله التخفيف لمتك‪,‬‬
‫فنادا ن عند ها ت مت فريض ت وخف فت عن عبادي وأعطيت هم ب كل ح سنة ع شر أمثال ا‪.‬‬
‫ث رجعت إل موسى فقال‪ :‬ب أمرت ؟ فقلت بمس صلوات‪ .‬قال‪ :‬ارجع إل ربك فإنه‬
‫ل يؤوده شيء‪ ,‬فاسأله التخفيف لمتك‪ ,‬فقلت‪ :‬رجعت إل رب حت استحييت‪ .‬ث أصبح‬
‫ب كة ي بهم بالعاج يب‪ :‬إ ن أت يت البار حة ب يت القدس وعرج ب إل ال سماء‪ ,‬ورأ يت‬
‫كذا وكذا‪ ,‬فقال أ بو ج هل يع ن ا بن هشام‪ :‬أل تعجبون م ا قال م مد ؟ يز عم أ نه أ تى‬
‫البار حة ب يت القدس‪ ,‬ث أ صبح في نا وأحد نا يضرب مطي ته م صعدة شهرا ومقفلة شهرا‪,‬‬
‫فهذه م سية شهر ين ف ليلة واحدة‪ ,‬قال‪ :‬فأ خبتم بع ي لقر يش ل ا ك نت ف م صعدي‬
‫رأيتها ف مكان كذا وكذا‪ ,‬وأنا نفرت‪ ,‬فلما رجعت وجدتا عند العقبة‪ ,‬وأخبهم بكل‬
‫ر جل وبعيه كذا وكذا‪ ,‬ومتا عه كذا وكذا‪ ,‬فقال أ بو ج هل‪ :‬يب نا بأشياء‪ ,‬فقال ر جل‬
‫منهم‪ :‬أنا أعلم الناس ببيت القدس‪ ,‬وكيف بناؤه وهيئته‪ ,‬وكيف قربه من البل‪ ,‬فإن يك‬
‫ممد صادقا فسأخبكم وإن يك كاذبا فسأخبكم‪ ,‬فجاء ذلك الشرك فقال‪ :‬يا ممد أنا‬
‫أعلم الناس ببيت القدس فأ خبن‪ :‬ك يف بناؤه‪ ,‬وك يف هيئ ته‪ ,‬وك يف قر به من ال بل ؟‬
‫قال فرفع لرسول ال صلى ال عليه وسلم بيت القدس من مقعده‪ ,‬فنظر إليه كنظر أحدنا‬
‫إل بيتبه‪ ,‬قال‪ :‬بناؤه كذا وكذا‪ ,‬وهيئتبه كذا وكذا‪ ,‬وقرببه مبن الببل كذا وكذا‪ ,‬فقال‬
‫الَخبر‪ :‬صبدقت‪ ,‬فرجبع إليهبم فقال‪ :‬صبدق ممبد فيمبا قال أو نوا مبن هذا الكلم‪.‬‬
‫وكذا رواه المام أبو جعفر بن جرير بطوله عن ممد بن عبد العلى‪ ,‬عن ممد بن ثور‬
‫عن معمر عن أب هارون العبدي‪ ,‬وعن السن بن يي عن عبد الرزاق عن معمر‪ ,‬عن أب‬
‫هارون العبدي به‪ .‬ورواه أيضا من حديث ا بن إسحاق حدثن روح بن القا سم عن أ ب‬
‫هارون به نو سياقه التقدم‪ ,‬ورواه ابن أب حات عن أبيه عن أحد بن عبدة‪ ,‬عن أب عبد‬
‫الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد‪ ,‬عن أب هارون العبدي عن أب سعيد الدري‪ ,‬فذكره‬
‫بسياق طويل حسن أنيق‪ ,‬أجود ما ساقه غيه على غرابته وما فيه من النكارة‪ .‬ث ذكره‬
‫البيهقي أيضا من رواية نوح بن قيس الدان وهشيم ومعمر عن أب هارون العبدي واسه‬
‫عمارة بن جو ين و هو مض عف ع ند الئ مة‪ ,‬وإن ا سقنا حدي ثه هه نا ل ا ف يه من الشوا هد‬

‫‪562‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لغيه‪ ,‬ولا رواه البيهقي‪ :‬أخبنا المام أبو عثمان إساعيل بن عبد الرحن‪ ,‬أنبأنا أبو نعيم‬
‫أحد بن ممد بن إبراهيم البزار‪ ,‬حدثنا أبو حامد بن بلل‪ ,‬حدثنا أبو الزهر‪ ,‬حدثنا يزيد‬
‫بن أب حكيم قال‪ :‬رأيت ف النوم رسول ال صلى ال عليه وسلم قلت‪ :‬يا رسول ال‪,‬‬
‫ر جل من أم تك يقال له سفيان الثوري ل بأس به‪ .‬فقال ر سول ال «ل بأس به» حدث نا‬
‫عن أ ب هارون العبدي عن أ ب سعيد الدري ع نك يا ر سول ال ليلة أ سري بك‪ ,‬قلت‬
‫رأيت ف السماء‪ ,‬فحدثته بالديث فقال ل «نعم» فقلت له‪ :‬يا رسول ال إن ناسا من‬
‫أمتبك يدثون عنبك فب السبرى بعجائب ؟ قال ل «ذلك حديبث القصباص»‪.‬‬

‫(روايببببببببببة شداد بببببببببببن أوس)‬


‫قال المام أبو إساعيل ممد بن إساعيل الترمذي حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلء بن‬
‫الضحاك الزبيدي حدث نا عمرو بن الارث عن ع بد ال بن سال الشعري عن م مد بن‬
‫الوليد بن عامر الزبيدي حدثنا الوليد بن عبد الرحن عن جبي بن نفي حدثنا شداد بن‬
‫أوس قال‪ :‬قلنا يا رسول ال كيف أسري بك ؟ قال «صليت لصحاب صلة العتمة بكة‬
‫معتما فأتان جبيل عليه السلم بدابة أبيض أو قال بيضاء فوق المار ودون البغل فقال‬
‫اركب فاستصعب عليّ فرازها بأذنا ث حلن عليها فانطلقت توي بنا يقع حافرها حيث‬
‫انتهى طرفها حت بلغنا أرضا ذات نل فأنزلن فقال صل فصليت ث ركبت فقال أتدري‬
‫أيبببن صبببليت ؟ قلت ال أعلم‪ ,‬قال صبببليت بيثرب صبببليت بطيببببة‪.‬‬
‫فانطلقت توي بنا يقع حافرها عند منتهى طرفها ث بلغ نا أرضا قال انزل ث قال صل‬
‫فصليت ث ركبنا فقال أتدري أين صليت ؟ قلت ال أعلم‪ ,‬قال صليت بدين عند شجرة‬
‫موسى‪ ,‬ث انطلقت توي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ث بلغنا أرضا بدت لنا قصور‬
‫فقال انزل فنلت فقال صل ف صليت ث ركب نا فقال أتدري أ ين صليت ؟ قلت ال أعلم‪,‬‬
‫قال صليت ببيت لم حيث ولد عيسى السيح ابن مري ث انطلق ب حت دخلنا الدينة من‬
‫بابا اليمان فأتى قبلة السجد فربط فيه دابته ودخلنا السجد من باب تيل فيه الشمس‬
‫والق مر ف صليت من ال سجد ح يث شاء ال وأخذ ن من الع طش أ شد ما أخذ ن فأت يت‬
‫بإنائي ف أحدها لب وف الَخر عسل أرسل إل بما جيعا فعدلت بينهما ث هدان ال‬

‫‪563‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عز وجل فأخذت اللب فشربت حت قرعت به جبين وبي يدي شيخ متكىء على مثواة‬
‫له فقال أخبببببببذ صببببببباحبك الفطرة إنبببببببه ليهدى‪.‬‬
‫ث انطلق ب حت أتينا الوادي الذي فيه الدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الرواب قلت‬
‫يا رسول ال كيف وجدتا ؟ قال وجدتا مثل المة السخنة ث انصرف ب فمررنا بعي‬
‫لقريش بكان كذا وكذا قد أضلوا بعيا لم قد جعه فلن فسلمت عليهم فقال بعضهم‬
‫هذا صوت ممد ث أتيت أصحاب قبل الصبح بكة فأتان أبو بكر رضي ال عنه فقال يا‬
‫ر سول ال أ ين ك نت الليلة ف قد التم ستك ف مظا نك‪ ,‬فقال عل مت أ ن أت يت من ب يت‬
‫القدس الليلة‪ ,‬فقال يا رسول ال إنه مسية شهر فصفه ل‪ ,‬قال ففتح ل صراط كأن إليه‬
‫ل ي سألن عن شيء إل أنبأته به‪ ,‬فقال أ بو ب كر أش هد أنك لرسول ال‪ ,‬وقال الشركون‬
‫انظروا إل ابن أ ب كبشة يزعم أنه أتى بيت القدس الليلة‪ ,‬قال فقال إن من آية ما أقول‬
‫ل كم أ ن مررت بع ي ل كم ف مكان كذا وكذا و قد أضلوا بعيا ل م فجم عه فلن وإن‬
‫مسيهم ينلون بكذا ث بكذا ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جل آدم عليه مسح أسود‬
‫وغراراتان سبببببببببببببببببببببببببببببوداوان‪.‬‬
‫فل ما كان ذلك اليوم قد أشرف الناس ينظرون ح ي كان قريبا من ن صف النهار ح ت‬
‫أقبلت العي يقدمهم ذلك المل الذي وصفه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬هكذا رواه‬
‫البيه قي من طريق ي عن أ ب إ ساعيل الترمذي به ث قال ب عد تا مه هذا إ سناد صحيح‪,‬‬
‫وروى ذلك مفرقا من أحاديث غيه ونن نذكر من ذلك إن شاء ال ما حضرنا ث ساق‬
‫أحاديث كثية ف السراء كالشاهد لذا الديث‪ ,‬وقد روى هذا الديث عن شداد بن‬
‫أوس بطوله المام أبو عبد الرحن بن أب حات ف تفسيه عن أبيه عن إسحاق بن إبراهيم‬
‫بن العلء الزبيدي به‪ ,‬ول شك أن هذا الديث أعن الديث الروي عن شداد بن أوس‬
‫مشتمل على أشياء منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقي ومنها ما هو منكر كالصلة ف‬
‫بيبت لمب‪ .‬وسبؤال الصبديق عبن نعبت بيبت القدس وغيب ذلك وال أعلم‪.‬‬

‫(روايبببة عببببد ال ببببن عباس رضبببي ال عنهمبببا)‬

‫‪564‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عثمان بن ممد‪ ,‬حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه قال‪ :‬حدثنا‬
‫ابن عباس قال‪ :‬ليلة أسري برسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬دخل النة فسمع ف جانبها‬
‫وخشا فقال‪ :‬يا جب يل ما هذا ؟ قال‪ :‬هذا بلل الؤذن‪ ,‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫حي جاء إل الناس «قد أفلح بلل رأيت له كذا وكذا» قال‪ :‬فلقيه موسى عليه السلم‪,‬‬
‫فرحب به قال‪ :‬مرحبا بالنب المي‪ ,‬قال‪ :‬وهو رجل آدم طويل‪ ,‬سبط شعره مع أذنيه أو‬
‫فوقه ما‪ ,‬فقال‪ :‬من هذا يا جب يل ؟ قال‪ :‬هذا مو سى‪ ,‬قال‪ :‬فم ضى فلق يه ش يخ جل يل‬
‫مته يب فر حب به و سلم عل يه‪ ,‬وكل هم ي سلم عل يه‪ ,‬قال‪ :‬من هذا يا جب يل ؟ قال‪ :‬هذا‬
‫أبوك إبراهيبم بب قال بب ونظبر فب النار فإذا قوم يأكلون اليبف‪ ,‬قال‪ :‬مبن هؤلء يبا‬
‫جبيل ؟ قال هؤلء الذين يأكلون لوم الناس‪ ,‬ورأى رجلً أحر أزرق جدا قال‪ :‬من هذا‬
‫يا جب يل ؟ قال‪ :‬هذا عا قر النا قة ب قال ب فل ما أ تى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫السجدالقصى‪ ,‬قام يصلي فإذا النبيون أجعون يصلون معه‪ ,‬فلما انصرف جيء بقدحي‬
‫أحده ا عن اليم ي والَ خر عن الشمال‪ ,‬ف أحده ا ل ب و ف الَ خر ع سل‪,‬فأ خذ الل ب‬
‫فشرب منبه‪ ,‬فقال الذي كان معبه القدح‪ :‬أصببت الفطرة‪ ,‬إسبناد صبحيح‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫(طريق أخرى) ب قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ثابت أبو زيد‪ ,‬حدثنا هلل‪,‬‬
‫حدث ن عكر مة عن ا بن عباس قال‪ :‬أ سري بر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل ب يت‬
‫القدس‪ ,‬ث جاء من ليلته فحدثهم بسيه وبعلمة بيت القدس وبعيهم‪ ,‬فقال الناس‪ :‬نن‬
‫ل نصبدق ممدا باب يقول‪ ,‬فارتدوا كفارا فضرب ال رقابمب مبع أبب جهبل‪ ,‬وقال أببو‬
‫جهبل‪ :‬يوفنبا ممبد بشجرة الزقوم‪ ,‬هاتوا ترا وزبدا فتزقموا‪ ,‬ورأى الدجال فب صبورته‬
‫رؤيا عي ليس برؤيا منام وعيسى وموسى وإبراهيم‪ ,‬وسئل النب صلى ال عليه وسلم عن‬
‫الدجال فقال «رأي ته فيلمانيا أق مر هجانا‪ ,‬إحدى عين يه قائ مة كأن ا كو كب دري‪ ,‬كأن‬
‫شعر رأسه أغصان شجرة‪ ,‬ورأيت عيسى عليه السلم أبيض‪ ,‬جعد الرأس حديد البصر‪,‬‬
‫ومبطن اللق‪ ,‬ورأيت موسى عليه السلم أسحم آدم‪ ,‬كثي الشعر‪ ,‬شديد اللق‪ ,‬ونظرت‬
‫إل إبراه يم عل يه ال سلم فلم أن ظر إل أرب منه إل نظرت إل يه م ن ح ت كأنه صاحبكم‪,‬‬
‫قال جبيل‪ :‬سلم على مالك‪ ,‬فسلمت عليه» ورواه النسائي من حديث أب زيد ثابت عن‬
‫هلل‪ ,‬وهبببو اببببن خباب ببببه‪ ,‬وهبببو إسبببناد صبببحيح‪.‬‬

‫‪565‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى) قال البيهقي‪ :‬أنبأنا أبو عبد ال الافظ‪ ,‬أنبأنا أبو بكر الشافعي‪ ,‬أنبأنا‬
‫إسحاق بن السن‪ ,‬حدثنا السي بن ممد‪ ,‬حدثنا شيبان عن قتادة عن أب العالية قال‪:‬‬
‫حدثنا ابن عم نبيكم صلى ال عليه وسلم ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫ل طوالً جعدا‪ ,‬كأنه‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬رأيت ليلة أسري ب موسى بن عمران رج ً‬
‫من رجال شنوءة‪ ,‬ورأ يت عي سى بن مر ي عل يه ال سلم مربوع اللق إل المرة والبياض‬
‫سبط الرأس» وأرى مالكا خازن جهنم والدجال ف آيات أراهن ال إياه‪ ,‬قال‪{ :‬فل تكن‬
‫ف مر ية من لقائه} فكان قتادة يف سرها أن نب ال صلى ال عل يه و سلم قد ل قي مو سى‬
‫عل يه ال سلم {وجعلناه هدى لب ن إ سرائيل} قال‪ :‬ج عل ال مو سى هدى لب ن إ سرائيل‪,‬‬
‫رواه مسلم ف الصحيح عن عبد بن حيد عن يونس بن ممد‪ ,‬عن شيبان‪ ,‬وأخرجاه من‬
‫حديببببببث شعبببببببة عببببببن قتادة متصببببببرا‪.‬‬
‫(طر يق أخرى) وقال البيه قي‪ :‬أخب نا علي بن أح د بن عبدان‪ ,‬أنبأ نا أح د بن عب يد‬
‫الصبفار‪ ,‬حدثنبا دبيبس العدل‪ ,‬حدثنبا عفان قال‪ :‬حدثنبا حاد ببن سبلمة عبن عطاء ببن‬
‫السائب عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لا‬
‫أ سري ب مرت ب رائ حة طي بة‪ ,‬فقلت‪ :‬ما هذه الرائ حة ؟ قالوا‪ :‬ماش طة ب نت فرعون‬
‫وأولد ها‪ ,‬سقط ال شط من يد ها فقالت‪ :‬با سم ال‪ ,‬فقالت ب نت فرعون أ ب‪ ,‬قالت ر ب‬
‫ور بك ورب أب يك‪ ,‬قالت أولك رب غ ي أ ب ؟ قالت ن عم ر ب ور بك ورب أب يك ال‪..‬‬
‫قال‪ :‬فدعاها‪ ,‬فقال‪ :‬ألك رب غيي ؟ قالت نعم رب وربك ال عز وجل‪ .‬قال فأمر بنقرة‬
‫من ناس‪ ,‬فأح يت ث أ مر ب ا أن تل قى في ها‪ ,‬قالت‪ :‬إن ل إل يك حا جة‪ ,‬قال‪ :‬ما هي ؟‬
‫قالت‪ :‬تمع عظامي وعظام ولدي ف موضع‪ ,‬قال‪ :‬ذاك لك لا لك علينا من الق‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فأمر بم فألقوا واحدا واحدا حت بلغ رضيعا فيهم‪ ,‬فقال‪ :‬يا أمه قعي ول تقاعسي‪ ,‬فإنك‬
‫على الق‪ ,‬قال‪ :‬وتكلم أربعة ف الهد وهم صغار‪ :‬هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج‬
‫وعيسببى بببن مريبب عليببه السببلم‪ .‬إسببناد ل بأس بببه‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫(طر يق أخرى) قال المام أح د أيضا‪ :‬حدث نا م مد بن جع فر وروح بن الع ي قال‪:‬‬
‫حدثنا عوف عن زرارة بن أوف عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«لا كان ليلة أسري ب‪ ,‬فأصحبت بكة فظعت وعرفت أن الناس مكذب» فقعد معتزلً‬

‫‪566‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حزينا‪ ,‬فمر به عدوال أبو جهل‪ ,‬فجاء حت جلس إليه فقال له كالستهزىء‪ :‬هل كان من‬
‫شيء فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «نعم» قال‪ :‬وما هو ؟ قال‪« :‬إن أسري ب‬
‫الليلة»‪ ,‬قال‪ :‬إل أيبن ؟ قال‪« :‬إل بيبت القدس» قال‪ :‬ثب أصببحت بيب ظهرانينبا ؟ قال‬
‫«نعم»‪ ,‬قال فلم ير أن يكذبه مافة أن يحد الديث إن دعا قومه إليه‪ ,‬فقال‪ :‬أرأيت إن‬
‫دعوت قومك أتدثهم با حدثتن ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «نعم» فقال‪ :‬يا‬
‫معشر بن كعب بن لؤي‪ ,‬قال‪ :‬فانفضت إليه الجالس وجاؤوا حت جلسوا إليهما‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدث قو مك ب ا حدثت ن‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إ ن أ سري ب الليلة»‬
‫فقالوا‪ :‬إل أين ؟ قال «إل بيت القدس»‪ .‬قالوا‪ :‬ث أصبحت بي ظهرانينا ؟ قال «نعم»‪.‬‬
‫قال فمن بي مصفق ومن بي واضع يده على رأسه متعجبا للكذب‪ ,‬قالوا‪ :‬وتستطيع أن‬
‫تن عت ل نا ال سجد ؟ وفي هم من قد سافر إل ذلك البلد ورأى ال سجد‪ ,‬فقال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «فما زلت أنعت حت التبس عل يّ بعض النعت قال فجيء بالسجد‬
‫وأنا أنظر إليه حت وضع دون دار عقيل أو عقال فنعته وأنا أنظر إليه قال وكان مع هذا‬
‫ن عت ل أحف ظه قال فقال القوم‪ :‬أ ما الن عت فوال ل قد أ صاب فيه» وأخر جه الن سائي من‬
‫حديث عوف بن أب جيلة وهو العراب به‪ ,‬ورواه البيهقي من حديث النضر بن شيل‬
‫وهوذة عببن عوف وهببو ابببن أببب جيلة العراببب أحببد الئمببة الثقات‪.‬‬

‫(روايبببة عببببد ال ببببن مسبببعود رضبببي ال عنبببه)‬


‫قال الافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أخبنا أبو عبد ال الافظ‪ ,‬حدثنا أبو عبد ال ممد بن‬
‫يعقوب‪ ,‬حدث نا ال سري بن خزي ة‪ ,‬حدث نا يو سف بن بلول‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن ن ي عن‬
‫مالك بن مغول عن الزبي بن عدي عن طلحة بن مصرف عن مرة المدان‪ ,‬عن عبد ال‬
‫بن مسعود قال‪ :‬لا أسري برسول ال صلى ال عليه وسلم فانتهى إل سدرة النتهى وهي‬
‫ف السماء السادسة‪ ,‬وإليها ينتهي ما يصعد به حت يقبض منها‪ ,‬وإليها ينتهي ما يهبط به‬
‫من فوقها حت يقبض {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال‪ :‬غشيها فراش من ذهب‪ ,‬وأعطي‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ال صلوات ال مس وخوات يم سورة البقرة‪ ,‬وغ فر ل ن ل‬
‫يشرك بال شيئا القحمات يعنببببببببببببببببببببب الكبائر‪.‬‬

‫‪567‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورواه مسلم ف صحيحه عن ممد بن عبد ال بن ني وزهي بن حرب‪ ,‬كلها عن عبد‬
‫ال بن ن ي به‪ ,‬ث قال البيه قي وهذا الذي ذكره ع بد ال بن م سعود طرف من حد يث‬
‫العراج‪ ,‬وقد رواه أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث‬
‫عن أ ب ذر عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ث رواه مرة مر سلً من دون ذكره ا‪ ,‬ث إن‬
‫البيهقي ساق الحاديث الثلثة كما تقدم‪ ,‬قلت‪ :‬وقد روي عن ابن مسعود بأبسط من‬
‫هذا‪ ,‬وف يه غرا بة‪ ,‬وذلك في ما رواه ال سن ا بن عر فة ف جزئه الشهور‪ :‬حدث نا مروان بن‬
‫معاوية عن قتادة بن عبد ال النهمي‪ ,‬حدثنا أبو ظبيان النب قال‪ :‬كنا جلوسا عند أب‬
‫عبيدة بن عبد ال يعن ابن مسعود‪ ,‬وممد بن سعد بن أب وقاص وها جالسان‪ ,‬فقال‬
‫ممد بن سعد لب عبيدة‪ :‬حدثنا عن أبيك ليلة أسري بحمد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‬
‫أبو عبيدة‪ :‬ل بل حدثنا أنت عن أبيك‪ ,‬فقال ممد‪ :‬لو سألتن قبل أن أسألك لفعلت‪ ,‬قال‬
‫فأنشأ أبو عبيدة يدث يعن عن أبيه كما سئل‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«أتان جبيل عليه السلم بدابة فوق المار ودون البغل‪ ,‬فحملن عليه ث انطلق يهوي بنا‬
‫كل ما صعد عق بة ا ستوت رجله كذلك يد يه‪ ,‬وإذا ه بط ا ستوت يداه مع رجل يه‪ ,‬ح ت‬
‫مررنبا برجبل طوال سببط آدم كأنبه مبن رجال أزد شنوءة‪ ,‬فيفبع صبوته يقول أكرمتبه‬
‫وفضلته‪ ,‬قال‪ :‬فدفعنا إليه فسلمنا عليه فرد السلم‪ ,‬فقال‪ ,‬من هذا معك يا جبيل ؟ قال‪:‬‬
‫هذا أحد‪ ,‬قال مرحبا بالنب المي العرب الذي بلغ رسالة ربه ونصح لمته‪ ,‬قال ث اندفعنا‬
‫فقلت من هذا يا جبيل ؟ قال هذا موسى بن عمران‪ .‬قال قلت ومن يعاتب ؟ قال يعاتب‬
‫ربه فيك‪ ,‬قلت‪ :‬ويرفع صوته على ربه ؟ قال‪ :‬إن ال قد عرف له حدته‪ .‬قال‪ :‬ث اندفعنا‬
‫حت مررنا بشجرة كأن ثرها السرج‪ ,‬تتها شيخ وعياله‪ ,‬قال‪ :‬فقال ل جبيل‪ :‬اعمد إل‬
‫أب يك إبراهيبم‪ ,‬فدفع نا إل يه ف سلمنا عل يه فرد السبلم‪ ,‬فقال إبراهيبم‪ :‬من هذا م عك يا‬
‫جبيل ؟ قال‪ :‬هذا ابنك أحد‪ ,‬قال‪ :‬فقال مرحبا بالنب المي الذي بلغ رسالة ربه‪ ,‬ونصح‬
‫لم ته‪ ,‬يا ب ن إ نك لق ر بك الليلة‪ ,‬وإن أم تك آ خر ال مم وأضعف ها‪ ,‬فإن ا ستطعت أن‬
‫ببببل‪.‬‬ ‫ببببك فافعب‬ ‫بببب أمتب‬ ‫ببببا فب‬ ‫ببببك أو جلهب‬ ‫تكون حاجتب‬
‫قال‪ :‬ث اندفعنا حت انتهينا إل السجد القصى‪ ,‬فنلت فربطت الدابة ف القلة الت ف‬
‫باب السجد الت كانت النبياء تربط با‪ ,‬ث دخلت السجد فعرفت النبيي من بي قائم‬

‫‪568‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وراكع وساجد‪ ,‬قال‪ :‬ث أتيت بكأسي من عسل ولب‪ ,‬فأخذت اللب فشربت‪ ,‬فضرب‬
‫جب يل عل يه ال سلم من كب وقال‪ :‬أ صبت الفطرة ورب م مد‪ ,‬قال‪ « :‬ث أقي مت ال صلة‬
‫فأمتهم‪ ,‬ث انصرفنا فأقبلنا» إسناد غريب‪ ,‬ول يرجوه‪ ,‬فيه من الغرائب سؤال النبياء عنه‬
‫عل يه ال سلم ابتداء‪ ,‬ث سؤاله عن هم ب عد ان صرافه‪ ,‬والشهور ف ال صحاح ك ما تقدم أن‬
‫جب يل كان يعل مه ب م أولً لي سلم علي هم سلم معر فة‪ ,‬وف يه أ نه اجت مع بال نبياء علي هم‬
‫السلم قبل دخوله السجد القصى‪ ,‬والصحيح أنه إنا اجتمع بم ف السموات‪ ,‬ث نزل إل‬
‫بيت القدس ثانيا وهم معه‪ .‬وصلى بم فيه‪ ,‬ث أنه ركب الباق وكر راجعا إل مكة‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬حدثنا العوام عن جبلة بن سحيم عن‬
‫مؤثر بن عفازة‪ ,‬عن ابن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم قال «لقيت ليلة أسري ب‬
‫إبراهيبم وموسبى وعيسبى عليهبم ال سلم‪ ,‬فتذاكروا أ مر السباعة‪ ,‬قال‪ :‬فردوا أمرهبم إل‬
‫إبراه يم عل يه ال سلم‪ ,‬فقال‪ :‬ل علم ل ب ا‪ ,‬فردوا أمر هم إل مو سى فقال‪ :‬ل علم ل ب ا‪,‬‬
‫فردوا أمرهم إل عيسى‪ ,‬فقال‪ :‬ما أوحيتها فل يعلم با أحد إل ال عز وجل‪ ,‬وفيما عهد‬
‫إل ربب أن الدجال خارج‪ ,‬قال‪ :‬ومعبي قضيبان فإذا رآنب ذاب كمبا يذوب الرصباص‪,‬‬
‫قال‪ :‬فيهل كه ال إذا رآ ن ح ت إن ال جر والش جر يقول‪ :‬يا م سلم إن ت ت كافرا فتعال‬
‫فاقتله‪ ,‬قال‪ :‬فيهلكهبم ال ثب يرجبع الناس إل بلدهبم وأوطانمب‪ ,‬قال‪ :‬فعنبد ذلك يرج‬
‫يأجوج ومأجوج‪ ,‬و هم من كل حدب ين سلون فيطأون بلد هم فل يأتون على ش يء إل‬
‫أهلكوه‪ ,‬ول يرون على ماء إل شربوه‪ ,‬قال‪ :‬ثب يرجبع الناس إل فيشكونمب فأدعبو ال‬
‫عليهم فيهلكهم وييتهم حت تري الرض من نت ريهم‪ ,‬أي تنت‪ ,‬قال‪ :‬فينل ال الطر‬
‫فيجترف أجسادهم حت يقذفهم ف البحر‪ ,‬ففيما عهد إل رب أن ذلك إذا كان كذلك أن‬
‫بم بولدتا ب ليلً أو نارا‪.‬‬ ‫با مت ب تفجؤهب‬ ‫بم ل يدري أهلهب‬ ‫بل التب‬
‫باعة كالامب‬ ‫السب‬
‫وأخر جه ا بن ما جه عن بندار عن يز يد بن هارون‪ ,‬عن العوام بن حو شب روا ية ع بد‬
‫الرح ن بن قرط أ خي ع بد ال بن قرظ الثمال‪ ,‬قال سعيد بن من صور‪ :‬حدث نا م سكي‬
‫ميمون بن مؤذن مسجد الرملة‪ ,‬حدثن عروة بن روي عن عبد الرحن بن قرط أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ليلة أسري به من السجد الرام إل السجد القصى من بي زمزم‬

‫‪569‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والقام‪ ,‬جب يل عن يي نه وميكائ يل عن ي ساره‪ ,‬فطارا به ح ت بلغ ال سموات العلى‪ ,‬فل ما‬
‫رجع قال‪ :‬سعت تسبيحا ف السموات العلى مع تسبيح كثي‪ ,‬سبحت السموات العلى‬
‫مبن ذي الهاببة مشفقات مبن ذي العلو باب عل سببحان العلي العلى سببحانه وتعال‪.‬‬
‫ونذكر ههنا الديث عند قوله تعال من هذه السورة {تسبح له السموات السبع} الَية‪.‬‬

‫(روايببببة عمببببر بببببن الطاب رضببببي ال عنببببه)‬


‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن أب سنان‪ ,‬عن عبيد‬
‫بن آدم وأب مري وأب شعيب أن عمر بن الطاب رضي ال عنه كان بالابية‪ ,‬فذكر فتح‬
‫بيت القدس قال‪ :‬قال أبو سلمة‪ :‬فحدثن أبو سنان عن عبيد بن آدم‪ ,‬قال‪ :‬سعت عمر بن‬
‫الطاب يقول لكعب‪ :‬أين ترى أن أصلي ؟ فقال‪ :‬إن أخذت عن صليت خلف الصخرة‪,‬‬
‫فكانت القدس كلها بي يديك‪ ,‬فقال عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬ضاهيت اليهودية‪,‬‬
‫ولكن أصلي حيث صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فتقدم إل القبلة فصلى‪ ,‬ث جاء‬
‫فب سط رداءه وك نس الكنا سة ف ردائه‪ ,‬وك نس الناس‪ ,‬فلم يع ظم ال صخرة تعظيما ي صلي‬
‫وراء ها و هي ب ي يد يه ك ما أشار ك عب الحبار و هو من قوم يعظمون ا ح ت جعلو ها‬
‫قبلت هم‪ ,‬ول كن من ال عل يه بال سلم فهدي إل ال ق‪ ,‬ولذا ل ا أشار بذلك‪ ,‬قال له أم ي‬
‫الؤمني عمر‪ :‬ضاهيت اليهودية ول أهانا إهانة النصارى الذين كانوا قد جعلوها مزبلة‬
‫من أجل أنا قبلة اليهود‪ ,‬ولكن أماط عنها الذى وكنس عنها الكناسة بردائه‪ .‬وهذا شبيه‬
‫با جاء ف صحيح مسلم عن أب مرثد الغنوي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«ل تلسببببوا على القبور ول تصببببلوا إليهببببا»‪.‬‬

‫(روايبببة أبببب هريرة وهبببي مطولة جدا وفيهبببا غراببببة)‬


‫قال المام أبو جعفر بن جرير ف تفسي سورة سبحان‪ :‬حدثنا علي بن سهل‪ ,‬حدثنا‬
‫حجاج حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس‪ ,‬عن أب العالية الرياحي عن أب هريرة‬
‫أو غيه‪ ,‬شك أبو جعفر‪ ,‬ف قول ال عز وجل {سبحان الذي أسرى بعبده ليلً} الَية‪,‬‬
‫قال‪ :‬جاء جبيل إل النب صلى ال عليه وسلم ومعه ميكائيل‪ ,‬فقال جبيل ليكائيل‪ :‬ائتن‬
‫بط ست من ماء زمزم كي ما أط هر له قل به وأشرح له صدره‪ ,‬قال‪ :‬ف شق عن بط نه فغ سله‬

‫‪570‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ثلث مرات‪ ,‬واختلف إل يه ميكائ يل بثلث ط ساس من ماء زمزم‪ ,‬فشرح صدره فنع ما‬
‫كان فيه من غل‪ ,‬ومله علما وحلما وإيانا ويقينا وإسلما‪ ,‬وختم بي كتفيه بات النبوة‪,‬‬
‫ث أتاه بفرس فحمله عليه كل خطوة منه منتهى بصره أو أقصى بصره‪ ,‬قال‪ :‬فسار وسار‬
‫معه جبيل عليهما السلم‪ ,‬قال‪ :‬فأتى على قوم يزرعون ف يوم ويصدون ف يوم‪ ,‬كلما‬
‫حصدوا عاد كما كان‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «يا جبيل ما هذا ؟» قال‪ :‬هؤلء‬
‫الجاهدون ف سبيل ال تضاعف لم السنة بسبعمائة ضعف‪ ,‬وما أنفقوا من شيء فهو‬
‫يلفه وهو خي الرازقي‪ ,‬ث أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر‪ ,‬كلما رضخت عادت‬
‫ك ما كا نت ول يف تر عن هم من ذلك ش يء‪ ,‬فقال « ما هؤلء يا جب يل ؟» قال‪ :‬هؤلء‬
‫الذ ين تتثا قل رؤو سهم عن ال صلة الكتو بة‪ ,‬ث أ تى على قوم على أقبال م رقاع وعلى‬
‫أدبار هم رقاع‪ ,‬ي سرحون ك ما ت سرح ال بل والن عم‪ ,‬ويأكلون الضر يع والزقوم ور ضف‬
‫جهنبم وحجارتاب‪ ,‬قال «فمبا هؤلء يبا جبيبل ؟» قال‪ :‬هؤلء الذي ل يؤدون صبدقات‬
‫أموالم وما ظلمهم ال تعال شيئا‪ ,‬وما ال بظلم للعبيد ث أتى على قوم بي أيديهم لم‬
‫نضيج ف قدر ولم نء ف قدر خبيث‪ ,‬فجعلوا يأكلون من اللحم النء البيث ويدعون‬
‫النض يج الط يب‪ ,‬فقال‪ « :‬ما هؤلء يا جب يل ؟» فقال هذا الر جل من أم تك تكون عنده‬
‫الرأة اللل الطي بة‪ ,‬فيأ ت امرأة خبي ثة ف يبيت عند ها ح ت ي صبح‪ ,‬والرأة تقوم من ع ند‬
‫زوجها حللً طيبا فتأت رجلً خبيثا فتبيت معه حت تصبح‪ ,‬قال‪ :‬ث أتى على خشبة على‬
‫الطريق ل ير با ثوب إل شقته ول شيء إل خرقته‪ ,‬قال‪« :‬ما هذا يا جبيل ؟» قال‪ :‬هذا‬
‫مثل أقوام أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونا‪ ,‬ث تل {ول تقعدوا بكل صراط توعدون‬
‫وتصدون} الَية‪ ,‬قال‪ :‬ث أتى على رجل قد جع حزمة عظيمة ل يستطيع حلها وهو يزيد‬
‫عليها‪ ,‬فقال‪« :‬ما هذا يا جبيل ؟» قال هذا الرجل من أمتك يكون عليه أمانات للناس ل‬
‫يقدر على أدائ ها و هو ير يد أن ي مل علي ها‪ ,‬ث أ تى على قوم تقرض أل سنتهم وشفاه هم‬
‫بقاريض من حديد‪ ,‬كلما قرضت عادت كما كانت ل يفتر عنهم من ذلك شيء‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«ما هذا يا جبيل ؟» فقال‪ :‬هؤلء خطباء الفتنة‪ ,‬ث أتى على جحر صغي يرج منه ثور‬
‫عظيبم‪ ,‬فجعبل الثور يريبد أن يرجبع مبن حيبث خرج فل يسبتطيع‪ ,‬فقال‪« :‬مبا هذا يبا‬
‫جب يل ؟» فقال هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ث يندم عليها فل يستطيع أن يردها‪.‬‬

‫‪571‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث أتى على واد فوجد ريا طي بة باردة وريح م سك وسع صوتا‪ ,‬فقال يا جبيل «ما‬
‫هذه الر يح الطي بة الباردة‪ ,‬و ما هذا ال سك‪ ,‬و ما هذا ال صوت ؟» قال‪ :‬هذا صوت ال نة‬
‫تقول‪ :‬يا رب ائتن با وعدتن فقد كثرت غرف وإستبقي‪ ,‬وحريري وسندسي‪ ,‬وعبقري‬
‫ولؤلؤي‪ ,‬ومرجان وفضت وذهب‪ ,‬وأكواب وصحاف وأباريقي وأكؤسي‪ ,‬وعسلي ومائي‬
‫ولبن وخري‪ ,‬فائتن با وعدتن‪ ,‬فقال‪ :‬لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة‪ ,‬ومن آمن‬
‫ب وبرسلي وعمل صالا ول يشرك ب شيئا‪ ,‬ول يت خذ من دو ن أندادا‪ ,‬ومن خشين‬
‫فهو آمن‪ ,‬ومن سألن أعطيته‪ ,‬ومن أقرضن جزيته‪ ,‬ومن توكل عل يّ كفيته‪ ,‬إن أنا ال ل‬
‫إله إل أنبا ل أخلف اليعاد‪ ,‬وقبد أفلح الؤمنون تبارك ال أحسبن الالقيب‪ ,‬قالت‪ :‬قبد‬
‫رضيببببببببببببببببببببببببببببببببببت‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث أتى على واد فسمع صوتا منكرا ووجد ريا خبيثة‪ ,‬فقال‪« :‬ما هذا يا جبيل‬
‫وما هذا الصوت ؟» فقال‪ :‬هذا صوت جهنم تقول‪ :‬يا رب ائتن با وعدتن فقد كثرت‬
‫سلسلي‪ ,‬وأغلل وسعيي‪ ,‬وحيمي‪ ,‬وضريعي وغساقي وعذاب‪ ,‬وقد بعد قعري واشتد‬
‫حري‪ ,‬فائت ن ب ا وعدت ن‪ ,‬قال‪ :‬لك كل مشرك ومشر كة‪ ,‬وكا فر وكافرة‪ ,‬و كل خبيث‬
‫وخبيثببة‪ ,‬وكببل جبار ل يؤمببن بيوم السبباب‪ ,‬قالت‪ :‬قببد رضيببت‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث سار حت أتى بيت القدس فنل فربط فرسه إل الصخرة‪ ,‬ث دخل فصلى مع‬
‫اللئكة‪ ,‬فلما قضيت الصلة قالوا‪ ,‬يا جبيل من هذا معك ؟ قال‪ :‬ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬قالوا‪ :‬أوقد أرسل إليه فقال‪ :‬نعم‪ ,‬قالوا‪ :‬حياه ال من أخ ومن خليفة فنعم الخ‪,‬‬
‫ونعم الليفة‪ ,‬ونعم الجيء جاء‪ .‬قال‪ :‬ث لقي أرواح النبياء فأثنوا على ربم‪ ,‬فقال إبراهيم‬
‫عليه السلم‪ :‬المد ل الذي اتذن خليلً‪ ,‬وأعطان ملكا عظيما‪ ,‬وجعلن أمة قانتا يؤت‬
‫ب‪ ,‬وأنقذن من النار وجعلها علي بردا وسلما‪ ,‬ث إن موسى عليه السلم أثن على ربه‬
‫فقال‪ :‬المبد ل الذي كلمنب تكليما‪ ,‬وجعبل هلك آل فرعون وناة بنب إسبرائيل على‬
‫يدي‪ ,‬وجعل من أمت قوما يهدون بالق وبه يعدلون‪ ,‬ث إن داود عليه السلم أثن على‬
‫رببه‪ ,‬فقال‪ :‬المبد ل الذي جعبل ل ملكا عظيما‪ ,‬وعلمنب الزبور‪ ,‬وألن ل الديبد‪,‬‬
‫وسببخر ل البال يسبببحن والطيبب‪ ,‬وأعطانبب الكمببة وفصببل الطاب‪.‬‬

‫‪572‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث إن سليمان عليه السلم أثن على ربه‪ ,‬فقال‪ :‬المد ل الذي سخر ل الرياح وسخر‬
‫ل الشياط ي يعملون ل ما شئت من مار يب وتاث يل وجفان كالواب وقدور را سيات‪,‬‬
‫وعلم ن من طق الط ي‪ ,‬وآتا ن من كل ش يء فضلً‪ ,‬و سخر ل جنود الشياط ي وال نس‬
‫والط ي‪ ,‬وفضل ن على كث ي من عباده الؤمن ي‪ ,‬وآتا ن ملكا عظيما ل ينب غي ل حد من‬
‫بعدي‪ ,‬وجعببببل ملكببببي طيبا ليببببس فيببببه حسبببباب‪.‬‬
‫ث إن عيسى عليه السلم أثن على ربه عز وجل‪ ,‬فقال‪ :‬المد ل الذي جعلن كلمته‪,‬‬
‫وجعل مثلي كمثل آدم خلقه من تراب‪ ,‬ث قال له كن فيكون‪ ,‬وعلمن الكتاب والكمة‬
‫والتوراة والن يل‪ ,‬وجعلن أخلق من الطي كهيئة الطي فأنفخ فيه فيكون طيا بإذن ال‪,‬‬
‫وجعلن أبرىء الكمه والبرص وأحيي الوتى بإذن ال‪ ,‬ورفعن وطهرن‪ ,‬وأعاذن وأمي‬
‫ببببيل‪.‬‬ ‫بببا سب‬ ‫بببن للشيطان علينب‬ ‫بببم‪ ,‬فلم يكب‬ ‫بببن الشيطان الرجيب‬ ‫مب‬
‫قال‪ :‬ث إن ممدا صلى ال عليه وسلم أثن على ربه عز وجل‪ ,‬فقال‪« :‬كلكم أثن على‬
‫ربه‪ ,‬وإن مثن على رب‪ ,‬فقال‪ :‬المد ل الذي أرسلن رحة للعالي وكافة للناس بشيا‬
‫ونذيرا‪ ,‬وأنزل علي الفرقان فيبه بيان كبل شيبء وجعبل أمتب خيب أمبة أخرجبت للناس‪,‬‬
‫وجعل أمت أمة وسطا وجعل أمت هم الولون وهم الَخرون‪ ,‬وشرح ل صدري ووضع‬
‫عنب وزري‪ ,‬ورفبع ل ذكري‪ ,‬وجعلنب فاتا وخاتا» فقال إبراهيبم عليبه السبلم‪ :‬بذا‬
‫فضلكبببببم ممبببببد صبببببلى ال عليبببببه وسبببببلم‪.‬‬
‫قال أبو جعفر الرازي‪ :‬خات بالنبوة فاتح بالشفاعة يوم القيامة‪ ,‬ث أت بآنية ثلثة مغطاة‬
‫أفواهها‪ ,‬فأت بإناء منها فيه ماء‪ ,‬فقيل له‪ :‬اشرب‪ ,‬فشرب منه يسيا‪ ,‬ث دفع إليه إناء آخر‬
‫فيه لب‪ ,‬فقيل له‪ :‬اشرب‪ ,‬فشرب منه حت روي‪ ,‬ث دفع إليه إناء آخر فيه خر‪ ,‬فقيل له‪:‬‬
‫اشرب‪ ,‬فقال‪ :‬ل أريده قد رويت‪ ,‬فقال له جبيل‪ :‬أما إنا ستحرم على أمتك ولو شربت‬
‫منهبببببا ل يتبعبببببك مبببببن أمتبببببك إل القليبببببل‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث صعد به إل السماء فاستفتح‪ ,‬فقيل‪ :‬من هذا يا جبيل ؟ فقال‪ :‬ممد‪ ,‬فقالوا‪:‬‬
‫أوقد أرسل إليه ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قالوا‪ :‬حياه ال من أخ ومن خليفة‪ ,‬فنعم الخ‪ ,‬ونعم الليفة‪,‬‬
‫ونعم الجيء جاء‪ ,‬ففتح لما‪ ,‬فدخل فإذا برجل تام اللق ل ينقص من خلقه شيء‪ ,‬كما‬
‫ينقص من خلق الناس‪ ,‬عن يينه باب يرج منه ريح طيبة‪ ,‬وعن شاله باب يرج منه ريح‬

‫‪573‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خبيثة‪ ,‬فإذا نظر إل الباب الذي عن يينه ضحك واستبشر‪ ,‬وإذا نظر إل الباب الذي عن‬
‫شاله بكى وحزن‪ ,‬فقلت‪ :‬يا جبيل‪ ,‬من هذا الشيخ التام اللق الذي ل ينقص من خلقه‬
‫شيء‪ ,‬وما هذان البابان ؟ فقال‪ :‬هذا أبوك آدم‪ ,‬وهذا الباب الذي عن يينه باب النة‪ ,‬إذا‬
‫نظر إل من يدخل النة من ذريته ضحك واستبشر‪ ,‬والباب الذي عن شاله باب جهنم‪,‬‬
‫إذا نظبببر إل مبببن يدخلهبببا مبببن ذريتبببه بكبببى وحزن‪.‬‬
‫ث صعد به جبيل إل السماء الثانية فاستفتح‪ ,‬فقيل‪ :‬من هذا معك ؟ فقال‪ :‬ممد رسول‬
‫ال‪ ,‬فقالوا‪ :‬أو قد أرسل إليه ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬فقالوا‪ :‬حياه ال من أخ ومن خليفة‪ ,‬فنعم الخ‬
‫ونعم الليفة ونعم الجيء جاء‪ ,‬قال‪ :‬فدخل‪ ,‬فإذا هو بشابي‪ ,‬فقال‪ :‬يا جبيل من هذان‬
‫الشابان ؟ قال‪ :‬هذا عيسبى ببن مريب وييب ببن زكريبا ابنبا الالة عليهمبا السبلم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فصعد به إل السماء الثالثة‪ ,‬فاستفتح‪ ,‬فقالوا‪ :‬من هذا ؟ قال‪ :‬جبيل‪ ,‬قالوا‪ :‬ومن‬
‫م عك ؟ قال‪ :‬م مد‪ ,‬فقالوا‪ :‬أو قد أر سل إل يه ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ,‬فقالوا‪ :‬حياه ال من أخ و من‬
‫خليفة‪ ,‬فنعم الخ ونعم الليفة ونعم الجيء جاء‪ ,‬قال‪ :‬فدخل‪ ,‬فإذا هو برجل قد فضل‬
‫على الناس ف السن‪ ,‬كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب‪ ,‬قال‪ :‬من هذا يا‬
‫جبيبل الذي قبد فضبل على الناس فب السبن ؟ قال‪ :‬هذا أخوك يوسبف عليبه السبلم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث صعد به إل ال سماء الراب عة‪ ,‬فا ستفتح‪ ,‬فقالوا‪ :‬من هذا ؟ قال‪ :‬جب يل‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫و من م عك ؟ قال‪ :‬م مد‪ ,‬فقالوا‪ :‬أو قد أر سل إل يه ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ,‬فقالوا‪ :‬حياه ال من أخ‬
‫ومن خليفة‪ ,‬فنعم الخ ونعم الليفة ونعم الجيء جاء‪ ,‬قال‪ :‬فدخل‪ ,‬فإذا هو برجل‪ ,‬قال‪:‬‬
‫به ال مكانا عليا‪.‬‬‫بلم رفعب‬‫به السب‬ ‫بس عليب‬ ‫بل ؟ قال‪ :‬هذا إدريب‬ ‫با جبيب‬‫بن هذا يب‬‫مب‬
‫قال‪ :‬ف صعد به إل ال سماء الام سة‪ ,‬فا ستفتح‪ ,‬فقالوا‪ :‬من هذا ؟ قال‪ :‬جب يل‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫و من م عك ؟ قال‪ :‬م مد‪ ,‬فقالوا‪ :‬أو قد أر سل إل يه ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ,‬فقالوا‪ :‬حياه ال من أخ‬
‫و من خلي فة‪ ,‬فن عم الخ ون عم اللي فة ون عم الج يء جاء‪ ,‬قال‪ :‬فد خل‪ ,‬فإذا هو بر جل‬
‫جالس وحوله قوم يقص عليهم‪ ,‬قال‪ :‬بن هذا يا جبيل‪ ,‬ومن هؤلء حولب ؟ قال‪ :‬هذا‬
‫هارون الحبببببببببب‪ ,‬وهؤلء بنببببببببو إسببببببببرائيل‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث صعد به إل السماء السادسة‪ ,‬فاستفتح‪ ,‬فقالوا‪ :‬من هذا ؟ قال‪ :‬جبيل‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫و من م عك ؟ قال‪ :‬م مد‪ ,‬فقالوا‪ :‬أو قد أر سل إل يه ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ,‬فقالوا‪ :‬حياه ال من أخ‬

‫‪574‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و من خلي فة‪ ,‬فن عم الخ ون عم اللي فة ون عم الج يء جاء‪ ,‬قال‪ :‬فد خل‪ ,‬فإذا هو بر جل‬
‫جالس فجاوزه فبكى الرجل‪ ,‬فقال‪ :‬يا جبيل من هذا ؟ قال‪ :‬موسى‪ ,‬قال‪ :‬فما باله يبكي‬
‫؟ قال‪ :‬يزعم بنو إسرائيل أن أكرم بن آدم على ال عز وجل‪ ,‬وهذا رجل من بن آدم قد‬
‫خلفنب فب دنيبا وأنبا فب أخرى‪ ,‬فلو أنبه بنفسبه ل أبال ولكبن مبع كبل نبب أمتبه‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث صعد به إل ال سماء ال سابعة‪ ,‬فا ستفتح‪ ,‬فقالوا‪ :‬من هذا ؟ قال‪ :‬جب يل‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫و من م عك ؟ قال‪ :‬م مد‪ ,‬فقالوا‪ :‬أو قد أر سل إل يه ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ,‬فقالوا‪ :‬حياه ال من أخ‬
‫ومن خليفة‪ ,‬فنعم الخ ونعم الليفة ونعم الجيء جاء‪ ,‬قال‪ :‬فدخل‪ ,‬فإذا هو برجل أشط‬
‫جالس ع ند باب ال نة على كر سي‪ ,‬وعنده قوم جلوس‪ ,‬ب يض الوجوه أمثال القراط يس‪,‬‬
‫وقوم ف ألوان م ش يء‪ ,‬فقام هؤلء الذ ين ف ألوان م ش يء‪ ,‬فدخلوا نرا فاغت سلوا ف يه‪,‬‬
‫فخرجوا و قد خلص من ألوان م ش يء‪ ,‬ث دخلوا نرا آ خر فاغت سلوا ف يه فخرجوا و قد‬
‫خلص من ألوانم شيء‪ .‬ث دخلوا نرا آخر فاغتسلوا فيه‪ ,‬فخرجوا وقد خلصت ألوانم‬
‫ف صارت م ثل ألوان أ صحابم‪ ,‬جاؤوا فجل سوا إل أ صحابم‪ ,‬فقال‪ :‬يا جب يل من هذا‬
‫الشط‪ ,‬ث من هؤلء البيض الوجوه ومن هؤلء الذين ف ألوانم شيء‪ ,‬وما هذه النار‬
‫الت دخلوا فيها فجاؤوا وقد صفت ألوانم ؟ قال‪ :‬هذا أبوك إبراهيم‪ ,‬أول من شط على‬
‫و جه الرض‪ ,‬وأ ما هؤلء الب يض الوجوه‪ ,‬فقوم ل يلب سوا إيان م بظلم‪ ,‬وأ ما هؤلء الذ ين‬
‫فب ألوانمب شيبء‪ ,‬فقوم خلطوا عملً صبالا وآخبر سبيئا‪ ,‬فتابوا فتاب ال عليهبم‪ ,‬وأمبا‬
‫النار‪ ,‬فأولاب رحةب ال‪ ,‬والثانب نعمبة ال‪ ,‬والثالث سبقاهم ربمب شرابا طهورا‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث انتهى إل السدرة‪ ,‬فقيل له‪ :‬هذه السدرة ينتهي إليها كل أحد خل من أمتك‬
‫على سنتك‪ ,‬فإذا هي شجرة يرج من أ صلها أنار من ماء غ ي آ سن‪ ,‬وأنار من ل ب ل‬
‫يتغ ي طع مه‪ ,‬وأنار من خ ر لذة للشارب ي‪ ,‬وأنار من ع سل م صفى‪ ,‬و هي شجرة ي سي‬
‫الراكب ف ظلها سبعي عاما ل يقطعها‪ ,‬والورقة منها تغطي المة كلها‪ ,‬قال‪ :‬فغشيها نور‬
‫اللق عز وجل‪ ,‬وغشيتها اللئكة أمثال الغربان حي يقعن على الشجرة‪ ,‬من حب الرب‬
‫تبارك وتعال‪ ,‬قالوا‪ :‬فكلمه ال عند ذلك فقال له‪ :‬سل‪ ,‬فقال‪ :‬إنك اتذت إبراهيم خليلً‬
‫وأعطيتبه ملكا عظيما‪ ,‬وكلمبت موسبى تكليما وأعطيبت داود ملكا عظيما وألنبت له‬
‫الديبد‪ ,‬وسبخرت له البال‪ ,‬وأعطيبت سبليمان ملكا وسبخرت له النب والنبس‬

‫‪575‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والشياطيب‪ ,‬وسبخرت له الرياح وأعطيبت له ملكا ل ينبغبي لحبد مبن بعده‪ ,‬وعلمبت‬
‫عيسى التوراة والنيل وجعلته يبىء الكمه والبرص وييي الوتى بإذنك‪ ,‬وأعذته وأمه‬
‫من الشيطان الرج يم‪ ,‬فلم ي كن للشيطان عليه ما سبيل‪ ,‬فقال له الرب عز و جل‪ :‬و قد‬
‫اتذ تك خليلً ب و هو مكتوب ف التوراة حبيب الرح ن ب وأر سلتك إل الناس كا فة‬
‫بشيا ونذيرا‪ ,‬وشرحبت لك صبدرك‪ ,‬ووضعبت عنبك وزرك‪ ,‬ورفعبت لك ذكرك‪ ,‬فل‬
‫أذكر إل ذكرت معي‪ ,‬وجعلت أمتك خي أمة أخرجت للناس‪ ,‬وجعلت أمتك أمة وسطا‪,‬‬
‫وجعلت أمتك هم الولي وهم الَخرين وجعلت أمتك ل توز لم خطبة حت يشهدوا‬
‫أ نك عبدي ور سول‪ ,‬وجعلت من أم تك أقواما قلوب م أناجيل هم‪ ,‬وجعل تك أول ال نبيي‬
‫خلقا وآخر هم بعثا‪ ,‬وأول م يق ضى له‪ ,‬وأعطي تك سبعا من الثا ن ل يعط ها نب قبلك‪,‬‬
‫وأعطيتبك خواتيبم سبورة البقرة مبن كنب تتب العرش ل أعطهبا نببيا قبلك‪ ,‬وأعطيتبك‬
‫الكوثر‪ ,‬وأعطيتك ثانية أسهم‪ :‬السلم والجرة والهاد والصلة والصدقة وصوم رمضان‬
‫والمر بالعروف والنهي عن النكر‪ ,‬وجعلتك فاتا خاتا‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫«فضلن رب بست‪ :‬أعطان فواتح الكلم وخواتيمه‪ ,‬وجوامع الديث‪ ,‬وأرسلن إل الناس‬
‫كافة بشيا ونذيرا‪ ,‬وقذف ف قلوب أعدائي الرعب من مسية شهر‪ ,‬وأحلت ل الغنائم‬
‫ول تلب لحبد قبلي‪ ,‬وجعلت ل الرض كلهبا طهورا ومسبجدا»‪ ,‬قال‪ :‬وفرض عليبه‬
‫خسببببببببببببببببي صببببببببببببببببلة‪.‬‬
‫فل ما ر جع إل مو سى قال‪ :‬ب أمرت يا م مد ؟ قال‪ :‬بم سي صلة‪ ,‬قال‪ :‬ار جع إل‬
‫ربك فاسأله التخفيف‪ ,‬فإن أمتك أضعف المم‪ ,‬فقد لقيت من بن إسرائيل شدة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فرجع النب صلى ال عليه وسلم إل ربه عز وجل فسأله التخفيف‪ ,‬فوضع عنه عشرا ث‬
‫رجع إل موسى فقال له‪ :‬بكم أمرت ؟ قال بأربعي قال ارجع إل ربك فاسأله التخفيف‪,‬‬
‫فإن أم تك أض عف ال مم‪ ,‬ول قد لق يت من ب ن إ سرائيل شدة‪ ,‬قال‪ :‬فر جع ال نب صلى ال‬
‫عل يه و سلم إل ر به‪ ,‬ف سأله التخف يف‪ ,‬فو ضع ع نه عشرا‪ ,‬فر جع إل مو سى‪ ,‬فقال‪ :‬ب كم‬
‫أمرت‪ :‬قال أمرت بثلث ي‪ ,‬فقال له مو سى ار جع إل ر بك فا سأله التخف يف‪ ,‬فإن أم تك‬
‫أضعف المم‪ ,‬فقد لقيت من بن إسرائيل شدة‪ ,‬فرجع النب صلى ال عليه وسلم إل ربه‬
‫عز وجل فسأله التخفيف‪ ,‬فوضع عنه عشرا فرجع إل موسى فقال له‪ :‬بكم أمرت ؟ قال‬

‫‪576‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعشرين‪ ,‬قال‪ :‬ارجع إل ربك فاسأله التخفيف‪ ,‬فإن أمتك أضعف المم‪ ,‬فقد لقيت من‬
‫بنب إسبرائيل شدة‪ ,‬قال‪ :‬فرجبع النبب صبلى ال عليبه وسبلم إل رببه عبز وجبل فسبأله‬
‫التخف يف‪ ,‬فو ضع ع نه عشرا فر جع إل مو سى عل يه ال سلم‪ ,‬فقال له‪ :‬ب كم أمرت ؟ قال‬
‫بعشر‪ ,‬قال‪ :‬ارجع إل ربك فاسأله التخفيف‪ ,‬فإن أمتك أضعف المم‪ ,‬فقد لقيت من بن‬
‫إسرائيل شدة‪ ,‬قال‪ :‬فرجع النب صلى ال عليه وسلم إل ربه عز وجل فسأله التخفيف‪,‬‬
‫فوضع عنه خسا‪ ,‬فرجع إل موسى عليه السلم‪ ,‬فقال له‪ :‬بكم أمرت ؟ قال بمس‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ار جع إل ر بك فا سأله التخف يف‪ ,‬فإن أم تك أض عف ال مم‪ ,‬و قد لق يت من ب ن إ سرائيل‬
‫شدة‪ ,‬قال‪ :‬قد رج عت إل ر ب ح ت ا ستحييت‪ ,‬فماأ نا برا جع إل يه‪ ,‬ق يل‪ :‬أ ما إ نك ك ما‬
‫صبت نف سك خ س صلوات‪ ,‬فإن ن يز ين ع نك خ سي صلة‪ ,‬فإن كل ح سنة بع شر‬
‫أمثالا‪ ,‬قال‪ :‬فرضي ممد صلى ال عليه وسلم كل الرضا‪ ,‬قال‪ :‬وكان موسى عليه السلم‬
‫مببن أشدهببم عليببه حيبب مببر بببه وخيهببم له حيبب رجببع إليببه‪.‬‬
‫ث رواه ابن جرير عن ممد بن عبيد ال عن أب النضر هاشم بن القاسم‪ ,‬عن أب جعفر‬
‫الرازي‪ ,‬عن الربيع بن أنس‪ ,‬عن أب العالية أو غيه‪ ,‬شك أبو جعفر عن أب هريرة‪ ,‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فذكره بعناه‪ ,‬وقد رواه الافظ أبو بكر البيهقي عن أب سعيد‬
‫الالي ن‪ ,‬عن ا بن عدي‪ ,‬عن م مد بن ال سن ال سكون البال سي بالرملة‪ ,‬حدث نا علي بن‬
‫سهل فذكر مثل ما رواه ابن جرير عنه‪ ,‬وذكر البيهقي أن الاكم أبا عبد ال رواه عن‬
‫إساعيل بن ممد بن الفضل بن ممد الشعران عن جده‪ ,‬عن إبراهيم بن حزة الزبيي‪,‬‬
‫عن حات بن إساعيل‪ ,‬حدثن عيسى بن ماهان يعن أبا جعفر الرازي عن الربيع بن أنس‪,‬‬
‫عبن أبب العاليبة‪ ,‬عبن أبب هريرة‪ ,‬عبن النبب صبلى ال عليبه وسبلم فذكره‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬ذكر أبو زرعة‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد ال بن ني حدثنا يونس بن‬
‫بكي حدثنا عيسى بن عبد ال التميمي عن أب جعفر الرازي‪ ,‬عن الربيع بن أنس البكري‪,‬‬
‫عن أب العالية أو غيه‪ ,‬شك عيسى‪ ,‬عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ف‬
‫قوله تعال‪ { :‬سبحان الذي أ سرى بعبده ليلً من ال سجد الرام} فذ كر الد يث بطوله‬
‫كنحو ما سقناه‪{ ,‬قلت} وأبو جعفر الرازي‪ :‬قال‪ :‬فيه الافظ أبو زرعة الرازي‪ :‬يهم ف‬
‫الد يث كثيا‪ ,‬و قد ضع فه غيه أيضا‪ ,‬ووث قه بعض هم‪ ,‬والظا هر أ نه سيء ال فظ‪ ,‬ففي ما‬

‫‪577‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تفرد به نظر‪ .‬وهذا الديث ف بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة‪ ,‬وفيه شيء من حديث‬
‫النام من روا ية سرة بن جندب ف النام الطو يل ع ند البخاري‪ ,‬ويش به أن يكون مموعا‬
‫مببن أحاديببث شتبب أو منام أو قصببة أخرى غيبب السببراء‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫و قد روى البخاري وم سلم ف ال صحيحي من حد يث ع بد الرزاق‪ ,‬أنبأ نا مع مر عن‬
‫الزهري‪ ,‬أخبن سعيد بن السيب عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«حي أسري ب‪ ,‬لقيت موسى عليه السلم ب فنعته‪ ,‬فإذا رجل حسبته قال ب مضطرب‬
‫ر جل الرأس كأ نه من رجال شنوءة‪ ,‬قال‪ :‬ولق يت عي سى ب فنع ته ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم قال ب ربعة أحر كأنا خرج من دياس ب يعن حام‪ ,‬قال ب ولقيت إبراهيم وأنا‬
‫أش به ولده به‪ ,‬قال‪ :‬وأت يت بإناء ين ف أحده ا ل ب و ف الَ خر خ ر‪ ,‬ق يل ل‪ :‬خذ أيه ما‬
‫شئت‪ ,‬فأخذت اللب فشربت‪ ,‬فقيل ل‪ :‬هديت الفطرة ب أو أصبت الفطرة ب أما إنك‬
‫به نوه‪.‬‬ ‫بن الزهري بب‬
‫بر عب‬ ‫به آخب‬ ‫بن وجب‬ ‫بك» وأخرجاه مب‬ ‫لو أخذت خرا غوت أمتب‬
‫وف صحيح مسلم عن ممد بن رافع عن الجي بن الثن‪ ,‬عن عبد العزيز بن أب سلمة‬
‫عن ع بد ال بن الف ضل الاش ي‪ ,‬عن أ ب سلمة عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل قد رأيت ن ف ال جر وقر يش ت سألن عن م سراي‪,‬‬
‫فسألون عن أشياء من بيت القدس ل أثبتها‪ ,‬فكربت كربا ما كربت مثله قط‪ ,‬فرفعه ال‬
‫إل أن ظر إليه ما سألون عن شيء إل أنبأت م به‪ ,‬و قد رأيتن ف جاعة من النبياء‪ ,‬وإذا‬
‫موسى قائم يصلي‪ ,‬وإذا هو رجل جعد كأنه من رجال شنوءة‪ ,‬وإذا عيسى بن مري قائم‬
‫يصلي أقرب الناس شبها به عروة بن مسعود الثقفي‪ ,‬وإذا إبراهيم قائم يصلي أقرب الناس‬
‫شبها به صاحبكم ب يع ن نف سه ب فحا نت ال صلة فأمت هم‪ ,‬فل ما فر غت قال قائل‪ :‬يا‬
‫ببلم»‪.‬‬ ‫بب بالسب‬ ‫ببه فبدأنب‬ ‫ببت إليب‬ ‫ببم‪ ,‬فالتفب‬
‫ببد هذا مالك خازن جهنب‬ ‫ممب‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا حجاج بن منهال‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ,‬عن علي‬
‫بن زيد عن أب الصلت‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬رأيت‬
‫ليلة أسري ب لا انتهيت إل السماء السابعة‪ ,‬فنظرت فوق فإذا رعد وبرق وصواعق‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وأتيت على قوم بطونم كالبيوت فيها اليّات ترى من خارج بطونم‪ ,‬فقلت‪ :‬من هؤلء‬
‫يا جبيل ؟ قال‪ :‬هؤلء آكلو الربا‪ ,‬فلما نزلت إل السماء الدنيا نظرت أسفل من فإذا أنا‬

‫‪578‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بر هج ودخان وأ صوات‪ ,‬فقلت‪ :‬من هؤلء يا جب يل ؟ قال‪ :‬هذه الشياط ي يومون على‬
‫أعيب بنب آدم ل يتفكرون فب ملكوت السبموات والرض‪ ,‬ولول ذلك لرأوا العجائب»‬
‫ورواه المام أحد عن حسن وعفان‪ ,‬كلها عن حاد بن سلمة به‪ .‬ورواه ابن ماجه من‬
‫بببببببببببببببه‪.‬‬ ‫بببببببببببببببث حاد بب‬ ‫حديب‬
‫بببم)‬ ‫ببب تقدم وغيهب‬ ‫بببحابة منب‬ ‫بببن الصب‬ ‫بببة مب‬ ‫بببة جاعب‬ ‫(روايب‬
‫قال الافظ البيهقي‪ :‬حدثنا أبو عبد ال يعن الاكم‪ ,‬حدثنا عبد ال بن زيد بن يعقوب‬
‫الدقاق المدا ن‪ ,‬حدث نا إبراه يم بن ال سي المدا ن‪ ,‬حدث نا أ بو م مد هو إ ساعيل بن‬
‫موسى الفزاري‪ ,‬حدثنا عمر بن سعد النضري من بن نصر بن معي‪ ,‬حدثن عبد العزيز‬
‫وليث ابن أب سليم‪ ,‬وسلمان العمش وعطاء بن السائب‪ ,‬بعضهم يزيد ف الديث على‬
‫بعض‪ ,‬عن علي بن أب طالب‪ ,‬وعبد ال بن عباس وممد بن إسحاق بن يسار عمن حدثه‬
‫عن ابن عباس‪ ,‬وعن سليم بن مسلم العقيلي عن عامر الشعب‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‬
‫وجويب الضحاك بن مزاحم‪ ,‬قالوا‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بيت أم هانء‬
‫راقدا وقبد صبلى العشاء الَخرة‪ ,‬قال أببو عببد ال الاكبم‪ :‬قال لنبا هذا الشيبخ‪ ,‬وذكبر‬
‫الديث‪ ,‬فكتبت الت من نسخة مسموعة منه‪ ,‬فذكر حديثا طويلً يذكر فيه عدد الدرج‬
‫واللئكة وغ ي ذلك م ا ل ين كر شيء من ها ف قدرة ال إن صحت الرواية‪ .‬قال البيه قي‬
‫في ما ذكر نا ق بل ف حد يث أ ب هارون العبدي ف إثبات ال سراء والعراج كفا ية‪ ,‬وبال‬
‫التوفيق‪{ .‬قلت} وقد أرسل هذا الديث غي واحد من التابعي وأئمة الفسرين رحة ال‬
‫عليهببببببببببببببببم أجعيبببببببببببببببب‪.‬‬

‫(روايببببة عائشببببة أم الؤمنيبببب رضببببي ال عنهببببا)‬


‫قال البيهقي‪ :‬أخبنا أبو عبد ال الافظ‪ ,‬أخبن مكرم بن أحد القاضي‪ ,‬حدثن إبراهيم‬
‫بن اليثم البلدي‪ ,‬حدثن ممد بن كثي الصنعان‪ ,‬حدثنا معمر بن راشد عن الزهري عن‬
‫عروة عن عائشة قالت‪ :‬لا أسري برسول ال صلى ال عليه وسلم إل السجد القصى‪,‬‬
‫أ صبح يدث الناس بذلك فار تد ناس م ن كانوا آمنوا به و صدقوه‪ ,‬و سعوا بذلك إل أ ب‬
‫بكر‪ ,‬فقالوا‪ :‬هل لك ف صاحبك ؟ يزعم أنه أسري به الليلة إل بيت القدس‪ ,‬فقال‪ :‬أو‬

‫‪579‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ذلك ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬لئن كان قال ذلك لقد صدق‪ ,‬قالوا فتصدقه أنه ذهب الليلة‬
‫إل ب يت القدس وجاء ق بل أن ي صبح ؟ قال ن عم إ ن ل صدقه في ما هو أب عد من ذلك‪,‬‬
‫أصبدقه فب خبب السبماء فب غدوة أو روحبة‪ ,‬فلذلك سبي أببو بكبر الصبديق‪.‬‬

‫(روايبببببة أم هانء بنبببببت أبببببب طالب)‬


‫قال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن ممد بن السائب الكلب عن أب صال باذان عن أم هانء‬
‫ب نت أ ب طالب ف م سرى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن ا كا نت تقول‪ :‬ما أ سري‬
‫بر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل و هو ف بي ت نائم عندي تلك الليلة‪ ,‬ف صلى العشاء‬
‫الَخرة ث نام وننا‪ ,‬فلما كان قبيل الفجر أهبنا برسول ال صلى ال عليه وسلم فلما صلى‬
‫الصبح وصلينا معه‪ ,‬قال‪« :‬يا أم هانء لقد صليت معكم العشاء الَخرة كما رأيت بذا‬
‫الوادي‪ ,‬ث جئت بيت القدس فصليت فيه‪ ,‬ث صليت صلة الغداة معكم الَن كما ترين»‬
‫الكلب متروك برة ساقط‪ ,‬لكن رواه أبو يعلى ف مسنده عن ممد بن إساعيل النصاري‬
‫عن ضمرة بن ربيعة‪ ,‬عن يي بن أب عمرو الشيبان عن أب صال‪ ,‬عن أم هانء بأبسط‬
‫من هذا السياق‪ ,‬فليكتب ههنا‪ ,‬وروى الافظ أبو القاسم الطبان من حديث عبد العلى‬
‫بن أب الساور عن عكرمة‪ ,‬عن أم هانء قالت‪ :‬بات رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة‬
‫أ سري به ف بي ت‪ ,‬ففقد ته من الل يل‪ ,‬فامت نع م ن النوم ما فة أن يكون عرض له ب عض‬
‫قريش‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن جبيل عليه السلم أتان فأخذ بيدي‬
‫فأخرجن‪ ,‬فإذا على الباب دابة دون البغل وفوق المار‪ ,‬فحملن عليها ث انطلق حت أتى‬
‫ب إل بيت القدس‪ ,‬فأرا ن إبراه يم عليه السلم يشبه خل قه خلقي ويشبه خلقي خل قه‪,‬‬
‫وأرا ن مو سى آدم طويلً سبط الش عر‪ ,‬شبه ته برجال أزد شنوءة‪ ,‬وأرا ن عي سى بن مر ي‬
‫رب عة أب يض يضرب إل المرة‪ ,‬شبه ته بعروة بن م سعود الثق في‪ ,‬وأرا ن الدجال م سوح‬
‫الع ي اليم ن‪ ,‬شبه ته بق طن بن ع بد العزى ب قال ب وأ نا أر يد أن أخرج إل قر يش‬
‫فأخببهم باب رأيبت» فأخذت بثوببه فقلت‪ :‬إنب أذكرك ال إنبك تأتب قومبك يكذبوك‬
‫وينكرون مقالتك‪ ,‬فأخاف أن يسطوا بك‪ ,‬قالت‪ :‬فضرب ثوبه من يدي ث خرج إليهم‪,‬‬
‫فأتاهم وهم جلوس فأخبهم ما أخبن‪ ,‬فقام جبي بن مطعم فقال يا ممد ان لو كنت‬

‫‪580‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لك شأن كما كنت ما تكلمت با تكلمت به وأنت بي ظهرانينا‪ .‬فقال رجل من القوم‪:‬‬
‫يا ممد هل مررت بإبل لنا ف مكان كذا كذا ؟ قال‪« :‬نعم وال قد وجدتم قد أضلوا‬
‫بعيا لم فهم ف طلبه» قال‪ :‬هل مررت بإبل فلن ؟ قال‪ :‬نعم «وجدتم ف مكان كذا‬
‫وكذا و قد انك سرت ل م نا قة حراء‪ ,‬وعند هم ق صعة من ماء فشر بت ما في ها» قالوا‪:‬‬
‫فأخبنا عدتا‪ ,‬من الرعاة ؟ قال «قد كنت عن عدتا مشغولً» فنام فأوت بالبل فعدها‬
‫وعلم ما فيها من الرعاة‪ ,‬ث أتى قريشا فقال لم «سألتمون عن إبل بن فلن فهي كذا‬
‫وكذا‪ ,‬وفيها من الرعاة فلن وفلن‪ ,‬وسألتمون عن إبل بن فلن‪ ,‬فهي كذا وكذا‪ ,‬وفيها‬
‫من الرعاة ا بن أ ب قحا فة وفلن وفلن‪ ,‬و هي ت صبحكم بالغداة على الثن ية» قال‪ :‬فقعدوا‬
‫على الثن ية ينظرون أ صدقهم ما قال‪ ,‬فا ستقبلوا ال بل ف سألوهم‪ :‬هل ضل ل كم بع ي ؟‬
‫فقالوا‪ :‬نعم‪ ,‬فسألوا الَخر‪ ,‬هل انكسرت لكم ناقة حراء ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ,‬قالوا‪ :‬فهل كانت‬
‫عند كم ق صعة ؟ قال أ بو ب كر‪ :‬أ نا وال وضعت ها ف ما شرب ا أ حد ول أهرقوه ف الرض‪,‬‬
‫فصبببدقه أببببو بكبببر وآمبببن ببببه‪ ,‬فسبببمي يومئذ الصبببديق‪.‬‬
‫(فصل) وإذا حصل الوقوف على مموع هذه الحاديث صحيحها وحسنها وضعيفها‪,‬‬
‫يصل مضمون ما اتفقت عليه من مسرى رسول ال صلى ال عليه وسلم من مكة إل‬
‫بيت القدس وأنه مرة واحدة‪ ,‬وإن اختلفت عبارات الرواة ف أدائه‪ ,‬أو زاد بعضهم فيه أو‬
‫نقص منه‪ ,‬فإن الطأ جائز على من عدا النبياء عليهم السلم‪ ,‬ومن جعل من الناس كل‬
‫رواية خالفت الخرى مرة على حدة‪ ,‬فأثبت إسراءات متعددة فقد أبعد وأغرب‪ ,‬وهرب‬
‫إل غ ي مهرب‪ ,‬ول يتح صل على مطلب‪ .‬و قد صرح بعض هم من التأخر ين بأ نه عل يه‬
‫ال سلم أ سري به مرة من م كة إل ب يت القدس ف قط‪ ,‬ومرة من م كة إل ال سماء ف قط‪,‬‬
‫ومرة إل بيت القدس ومنه إل السماء‪ ,‬وفرح بذا السلك‪ ,‬وأنه قد ظفر بشيء يلص به‬
‫مبن الشكالت‪ ,‬وهذا بعيبد جدا‪ ,‬ول ينقبل هذا عبن أحبد مبن السبلف ولو تعدد هذا‬
‫التعدد‪ ,‬لخبب النبب صبلى ال عليبه وسبلم ببه أمتبه‪ ,‬ولنقله الناس على التعدد والتكرر‪.‬‬
‫قال مو سى بن عق بة الزهري‪ :‬كان ال سراء ق بل الجرة ب سنة‪ ,‬وكذا قال عروة‪ .‬وقال‬
‫السدي‪ :‬بستة عشر شهرا‪ ,‬والق أنه عليه السلم أسري به يقظة ل مناما من مكة إل‬
‫ب يت القدس راكبا الباق‪ ,‬فل ما انت هى إل باب ال سجد‪ ,‬ر بط الدا بة ع ند الباب ودخله‪,‬‬

‫‪581‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فصلى ف قبلته تية السجد ركعتي‪ ,‬ث أتى بالعراج وهو كالسلم ذو درج يرقى فيها‪,‬‬
‫فصعد فيه إل السماء الدنيا‪ ,‬ث إل بقية السموات السبع‪ ,‬فتلقاه من كل ساء مقربوها‪,‬‬
‫وسلم على النبياء الذين ف السموات بسب منازلم ودرجاتم‪ ,‬حت مر بوسى الكليم‬
‫ف السادسة‪ ,‬وإبراهيم الليل ف السابعة‪ ,‬ث جاوز منلتهما صلى ال عليه وسلم وعليهما‬
‫وعلى سائر النبياء‪ ,‬حت انتهى إل مستوى يسمع فيه صريف القلم‪ ,‬أي أقلم القدر با‬
‫هو كائن‪ ,‬ورأى سدرة النت هى وغشي ها من أ مر ال تعال عظ مة عظي مة من فراش من‬
‫ذهب وألوان متعددة وغشيتها اللئكة ورأى هناك جبيل على صورته وله ستمائة جناح‬
‫ورأى رفرفا أخ ضر قد سد ال فق‪ ,‬ورأى الب يت العمور‪ ,‬وإبراه يم الل يل با ن الكع بة‬
‫الرضية مسند ظهره إليه‪ ,‬لنه الكعبة السماوية يدخله كل يوم سبعون ألفا من اللئكة‬
‫يتعبدون ف يه ث ل يعودون إل يه إل يوم القيا مة‪ .‬ورأى ال نة والنار فرض ال عل يه هنالك‬
‫الصبلوات خسبي ثب خففهبا إل خسب رحةب منبه ولطفا بعباده‪ ,‬وفب هذا اعتناء عظيبم‬
‫بشرف الصببببببببببببببلة وعظمتهببببببببببببببا‪.‬‬
‫ث هبط إل بيت القدس وهبط معه النبياء فصلى بم فيه لا حانت الصلة‪ ,‬ويتمل أنا‬
‫الصبح من يومئذ‪ ,‬ومن الناس من يزعم أنه أمهم ف السماء‪ ,‬والذي تظاهرت به الروايات‬
‫أنه ببيت القدس‪ ,‬ولكن ف بعضها أنه كان أول دخوله إليه‪ .‬والظاهر أنه بعد رجوعه إليه‬
‫لنه لا مر بم ف منازلم جعل يسأل عنهم جبيل واحدا واحدا‪ ,‬وهو يبه بم‪ ,‬وهذا‬
‫هو اللئق‪ ,‬ل نه كان أولً مطلوبا إل الناب العلوي ليفرض عل يه وعلى أم ته ما يشاء ال‬
‫تعال‪ ,‬ث لا فرغ من الذي أريد به‪ ,‬اجتمع به هو وإخوانه من النبيي ث أظهر شرفه وفضله‬
‫عليهبم بتقديهب فب المامبة‪ ,‬وذلك عبن إشارة جبيبل عليبه السبلم له فب ذلك‪.‬‬
‫ث خرج من بيت القدس فركب الباق وعاد إل مكة بغلس‪ ,‬وال سبحانه وتعال أعلم‪,‬‬
‫وأما عرض الَنية عليه من اللب والعسل أو اللب والمر‪ ,‬أو اللب والاء أو الميع فقد ورد‬
‫أ نه ف ب يت القدس وجاء أ نه ف ال سماء‪ .‬ويت مل أن يكون هه نا وهه نا‪ ,‬ل نه كالضيا فة‬
‫للقادم‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ثب اختلف الناس‪ :‬هبل كان السبراء ببدنبه عليبه السبلم وروحبه‪ ,‬أو‬
‫برو حه ف قط ؟ على قول ي‪ ,‬فالكثرون من العلماء على أ نه أ سري ببد نه ورو حه يق ظة ل‬
‫مناما‪ ,‬ول ينكرون أن يكون ر سول ال صلى ال عليه و سلم رأى ق بل ذلك مناما ث رآه‬

‫‪582‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعد يق ظة‪ ,‬ل نه كان عليه السلم ل يرى رؤ يا إل جاءت م ثل فلق ال صبح‪ ,‬والدل يل على‬
‫هذا قوله تعال‪ { :‬سبحان الذي أ سرى بعبده ليلً من ال سجد الرام إل ال سجد الق صى‬
‫الذي بارك نا حوله} فالت سبيح إن ا يكون ع ند المور العظام‪ ,‬فلو كان مناما ل ي كن ف يه‬
‫كبي شيء‪ ,‬ول يكن مستعظما‪ ,‬ولا بادرت كفار قريش إل تكذبيه‪ ,‬ولا ارتدت جاعة‬
‫من كان قد أسلم‪ ,‬وأيضا فإن العبد عبارة عن مموع الروح والسد‪ ,‬وقال تعال {أسرى‬
‫بعبده ليل} وقال تعال‪{ :‬و ما جعل نا الرؤ يا ال ت أريناك إل فت نة للناس} قال ا بن عباس‪:‬‬
‫هي رؤيا عي أريها رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة أسري به‪ ,‬والشجرة اللعونة هي‬
‫شجرة الزقوم‪ ,‬رواه البخاري‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وما زاغ البصر وما طغى} والبصر من آلت‬
‫الذات ل الروح‪ ,‬وأيضا فإنه حل على الباق وهو دابة بيضاء براقة لا لعان‪ ,‬وإنا يكون‬
‫هذا للبدن ل للروح لناب ل تتاج فب حركتهبا إل مركبب تركبب عليبه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال آخرون بل أسري برسول ال صلى ال عليه وسلم بروحه ل بسده‪ ,‬قال ممد بن‬
‫إسحاق بن يسار ف السية‪ :‬حدثن يعقوب بن عبتة بن الغية بن الخنس أن معاوية بن‬
‫أب سفيان‪ ,‬كان إذا سئل عن مسرى رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬كانت رؤيا من‬
‫ال صادقة‪ .‬وحدثن بعض آل أب بكر أن عائشة كانت تقول‪ :‬ما فقد جسد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ولكن أسري بروحه‪ .‬قال ابن إسحاق‪ :‬فلم ينكر ذلك من قولا لقول‬
‫ال سن إن هذه الَ ية نزلت {و ما جعل نا الرؤ يا ال ت أريناك إل فت نة للناس} ولقول ال ف‬
‫ال ب عن إبراه يم {إ ن أرى ف النام أ ن أذب ك فان ظر ماذا ترى} قال‪ :‬ث م ضى على‬
‫ذلك‪ ,‬فعر فت أن الو حي يأ ت لل نبياء من ال أيقاظا ونياما‪ ,‬فكان ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم يقول‪« :‬تنام عيناي وقل ب يقظان» وال أعلم‪ ,‬أي ذلك كان قد جاءه وعا ين‬
‫من ال ف يه ما عا ين على أي حال ته كان نائما أو يقظانا‪ ,‬كل ذاك حق و صدق‪ ,‬انت هى‬
‫كلم ابن إسحاق‪ .‬وقد تعقبه أبو جعفر بن جرير ف تفسيه بالرد والنكار والتشنيع بأن‬
‫هذا خلف ظا هر سياق القرآن‪ ,‬وذ كر من الدلة على رده بعبض ما تقدم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫(فائدة حسبببببببببببببببنة جليلة)‬

‫‪583‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫روى الافبظ أببو نعيبم الصببهان فب كتاب دلئل النبوة مبن طريبق ممبد ببن عمبر‬
‫الواقدي‪ :‬حدثن مالك بن أب الرجال عن عمرو بن عبد ال عن ممد بن كعب القرظي‪,‬‬
‫قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم دحية بن خليفة إل قيصر‪ ,‬فذكر وروده عليه‬
‫وقدومه إليه‪ ,‬وف السياق دللة عظيمة على وفور عقل هرقل‪ ,‬ث استدعى من بالشام من‬
‫التجار فجيء بأب سفيان صخر بن حرب وأصحابه‪ ,‬فسألم عن تلك السائل الشهورة‬
‫ال ت روا ها البخاري وم سلم ك ما سيأت بيا نه‪ ,‬وج عل أ بو سفيان ي هد أن ي قر أمره‬
‫وتصغره عنده‪ .‬قال ف هذا السياق عن أب سفيان‪ :‬وال ما منعن من أن أقول عليه قولً‬
‫أ سقطه من عي نه إل أ ن أكره أن أكذب عنده كذ بة يأخذ ها علي ول ي صدقن ف شيء‪.‬‬
‫قال‪ :‬حت ذكرت قوله ليلة أسري به‪ ,‬قال‪ :‬فقلت أيها اللك أل أخبك خبا تعرف أنه قد‬
‫كذب ؟ قال‪ :‬وما هو ؟ قال‪ :‬قلت إنه يزعم لنا أنه خرج من أرضنا‪ ,‬أرض الرم‪ ,‬ف ليلة‬
‫فجاء م سجدكم هذا م سجد إيلياء‪ ,‬ور جع إلي نا تلك الليلة ق بل ال صباح‪ .‬قال‪ ,‬وبطر يق‬
‫إيلياء ع ند رأس قي صر‪ ,‬فقال بطر يق إيلياء‪ :‬قد عل مت تلك الليلة‪ ,‬قال‪ :‬فن ظر إل يه قي صر‬
‫وقال‪ :‬وما علمك بذا ؟ قال‪ :‬إن كنت ل أنام ليلة حت أغلق أبواب السجد‪ ,‬فلما كان‬
‫تلك الليلة أغلقبت البواب كلهبا غيب باب واحبد غلبنب‪ ,‬فاسبتعنت عليبه بعمال ومبن‬
‫يضر ن كل هم فعال ته‪ ,‬فغلب نا فلم ن ستطع أن نر كه كأن ا نزاول به جبلً‪ ,‬فدعوت إل يه‬
‫النجاجرة‪ ,‬فنظروا إل يه فقالوا‪ :‬إن هذا الباب سقط عل يه النجاف والبنيان‪ ,‬ول ن ستطيع أن‬
‫نر كه ح ت ن صبح فنن ظر من أ ين أ تى‪ .‬قال‪ :‬فرج عت وتر كت الباب ي مفتوح ي‪ .‬فل ما‬
‫أ صبحت غدوت علي ها‪ ,‬فإذا ال جر الذي ف زاو ية ال سجد مثقوب‪ ,‬وإذا ف يه أ ثر مر بط‬
‫دا بة‪ ,‬قال‪ :‬فقلت ل صحاب ما ح بس هذا الباب الليلة إل على نب‪ ,‬و قد صلى الليلة ف‬
‫مسبببببببببجدنا‪ ,‬وذكبببببببببر تام الديبببببببببث‪.‬‬
‫(فائدة) قال الافظ أبو الطاب عمر بن دحية ف كتابه (التنوير ف مولد السراج الني)‬
‫وقد ذكر حديث السراء من طريق أنس وتكلم عليه فأجاد وأفاد‪ ,‬ث قال‪ :‬وقد تواترت‬
‫الروايات ف حديث السراء عن عمر بن الطاب وعلي وابن مسعود وأب ذر ومالك بن‬
‫صعصعة وأب هريرة وأب سعيد وابن عباس‪ ,‬وشداد بن أوس وأب بن كعب وعبد الرحن‬
‫بن قرط وأب حبة وأب ليلى النصاريي‪ ,‬وعبد ال بن عمرو وجابر وحذيفة وبريدة‪ ,‬وأب‬

‫‪584‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أيوب وأ ب أما مة و سرة بن جندب وأ ب المراء‪ ,‬و صهيب الرو مي وأم هانء‪ ,‬وعائ شة‬
‫وأساء ابنت أب بكر الصديق رضي ال عنهم أجعي‪ ,‬منهم من ساقه بطوله‪ ,‬ومنهم من‬
‫اختصره على ما وقع ف السانيد‪ ,‬وإن ل تكن رواية بعضهم على شرط الصحة‪ ,‬فحديث‬
‫ال سراء أج ع عل يه ال سلمون‪ ,‬وأعرض ع نه الزناد قة واللحدون {يريدون ليطفئوا نور ال‬
‫بببببببببم نوره ولو كره الكافرون}‪.‬‬ ‫بببببببببم وال متب‬ ‫بأفواههب‬

‫** وَآَتْينَآ مُوسَى اْلكِتَابَ وَ َجعَ ْلنَا ُه هُدًى ّلَبنِي إِسْرَائِيلَ أَ ّل َتتّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلً * ذُ ّرّي َة‬
‫ب َعبْدا شَكُورا‬ ‫ب نُوحببببٍ ِإنّهببببُ كَانببب َ‬ ‫مَنببببْ حَ َملْنَبببا مَعببب َ‬
‫ل ا ذ كر تعال أ نه أ سرى بعبده م مد صلى ال عل يه و سلم ع طف بذ كر مو سى عبده‬
‫ورسوله وكليمه أيضا‪ ,‬فإنه تعال كثيا ما يقرن بي ذكر موسى وممد عليهما من ال‬
‫الصلة والسلم‪ ,‬وبي ذكر التوراة والقرآن‪ ,‬ولذا قال بعد ذكر السراء {وآتينا موسى‬
‫الكتاب} يعنب التوراة {وجعلناه} أي الكتاب {هدى} أي هاديا {لبنب إسبرائيل ألّ‬
‫تتخذوا} أي لئل تتخذوا { من دو ن وكيلً} أي وليا ول ن صيا ول معبودا دو ن‪ ,‬لن‬
‫ال تعال أنزل على كبببل نبببب أرسبببله أن يعبده وحده ل شريبببك له‪.‬‬
‫ث قال‪{ :‬ذرية من حلنا مع نوح} تقديره يا ذرية من حلنا مع نوح‪ ,‬فيه تييج وتنبيه‬
‫على النة‪ ,‬أي يا سللة من نينا فحملنا مع نوح ف السفينة تشبهوا بأبيكم {إنه كان عبدا‬
‫شكورا} فاذكروا أنتم نعمت عليكم بإرسال إليكم ممدا صلى ال عليه وسلم وقد ورد‬
‫ف الديث وف الثر عن السلف أن نوحا عليه السلم كان يمد ال على طعامه وشرابه‬
‫ولبا سه وشأ نه كله‪ ,‬فلهذا سي عبدا شكورا‪ .‬قال ال طبان‪ :‬حدث ن علي بن ع بد العز يز‪,‬‬
‫حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا سفيان عن أب حصي‪ ,‬عن عبد ال بن سنان عن سعد بن مسعود‬
‫الثقفبي قال‪ :‬إناب سبي نوح عبدا شكورا‪ ,‬لنبه كان إذا أكبل أو شرب حدب ال‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو أسامة‪ ,‬حدثنا زكريا بن أب زائدة عن سعيد بن أب بردة‪,‬‬
‫عن أ نس بن مالك ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن ال‬
‫ليضى عن العبد أن يأكل الكلة أو يشرب الشربة فيحمد ال عليها» وهكذا رواه مسلم‬
‫والترمذي والنسائي من طريق أب أسامة به‪ .‬وقال مالك عن زيد بن أسلم‪ :‬كان يمد ال‬

‫‪585‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على كل حال وقد ذكر البخاري هنا حديث أب زرعة عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ب بطوله‪ ,‬وفيه ب فيأتون نوحا فيقولون‪:‬‬
‫يا نوح إنك أنت أول الرسل إل أهل الرض‪ ,‬وقد ساك ال عبدا شكورا‪ ,‬فاشفع لنا إل‬
‫رببببببببببك» وذكبببببببببر الديبببببببببث بكامله‪.‬‬

‫ض مَ ّرَتيْ ِن وََلتَعُْل ّن عُُلوّا َكبِيا *‬


‫ضْينَآ إَِلىَ بَنِي إِ سْرَائِيلَ فِي اْل ِكتَا بِ َلُتفْ سِ ُدنّ فِي الرْ ِ‬ ‫** وََق َ‬
‫فَإِذَا جَآ َء َوعْدُ أُولهُمَا َبعَْثنَا عََليْكُ ْم ِعبَادا ّلنَآ ُأوْلِي َبأْسٍ شَدِيدٍ َفجَاسُواْ ِخلَلَ ال ّديَا ِر وَكَانَ‬
‫َوعْدا ّم ْفعُولً * ثُ مّ رَ َددْنَا َلكُ مُ اْلكَ ّر َة عََلْيهِ ْم َوَأمْدَ ْدنَاكُم ِبأَ ْموَالٍ َوبَنِيَ وَ َجعَ ْلنَاكُ مْ أَكْثَرَ‬
‫سكُ ْم َوإِ نْ أَ سَ ْأتُمْ فَلَهَا فَِإذَا جَآ َء َوعْ ُد الَخِ َرةِ ِليَ سُوءُواْ‬ ‫سنْتُ ْم لْنفُ ِ‬
‫سْنتُمْ أَحْ َ‬
‫َنفِيا * إِ نْ أَحْ َ‬
‫سىَ َرّبكُ مْ‬ ‫سجِدَ كَمَا َدخَلُو هُ َأوّ َل مَ ّر ٍة وَِلُيتَبّرُوْا مَا عََل ْوْا تَْتبِيا * عَ َ‬ ‫وُجُوهَكُ ْم وَِليَدْخُلُوْا الْمَ ْ‬
‫با َج َهنّمببَ ِل ْلكَافِرِينببَ حَصببِيا‬ ‫با وَ َجعَلْنَب‬ ‫ب عُدتّمببْ عُدْنَب‬ ‫ب َوإِنب ْ‬ ‫أَن يَ ْرحَ َمكُمب ْ‬
‫ي ب تعال أ نه ق ضى إل ب ن إ سرائيل ف الكتاب‪ ,‬أي تقدم إلي هم وأ خبهم ف الكتاب‬
‫الذي أنزله علي هم أن م سيفسدون ف الرض مرت ي‪ ,‬ويعلون علوا كبيا‪ ,‬أي يت جبون‬
‫ويطغون ويفجرون على الناس‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وقضينبا إليبه ذلك المبر أن دابر هؤلء‬
‫مقطوع م صبحي} أي تقدم نا إل يه‪ ,‬وأ خبناه بذلك‪ ,‬وأعلمناه به‪ .‬وقوله {فإذا جاء و عد‬
‫أولها} أي أول الفسادتي {بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد} أي سلطنا عليكم‬
‫جندا من خلقنا أول بأس شديد ‪ ¹‬أي قوة وعدة وسلطنة شديدة‪ ,‬فجاسوا خلل الديار‪,‬‬
‫أي تلكوا بلدكم وسلكوا خلل بيوتكم‪ ,‬أي بينها ووسطها‪ ,‬وانصرفوا ذاهبي وجائي‬
‫ل يافون أحدا وكان وعدا مفعولً‪.‬‬
‫وقد اختلف الفسرون من السلف واللف ف هؤلء السلطي عليهم من هم ؟ فعن ابن‬
‫عباس وقتادة أنبه جالوت الزري وجنوده‪ ,‬سبلط عليهبم أولً ثب أديلوا عليبه بعبد ذلك‪.‬‬
‫وقتل داود جالوت‪ ,‬ولذا قال {ث رددنا لكم الكرة عليهم} الَية‪ ,‬وعن سعيد بن جبي‬
‫أ نه ملك الو صل سنجاريب وجنوده‪ .‬وع نه أيضا و عن غيه أ نه بتن صر ملك با بل‪ .‬و قد‬
‫ذ كر ا بن أ ب حات له ق صة عجي بة ف كيفية ترقيه من حال إل حال إل أنه ملك البلد‪,‬‬
‫وأنه كان فقيا مقعدا ضعيفا يستعطي الناس ويستطعمهم‪ ,‬ث آل به الال إل ما آل‪ ,‬وأنه‬

‫‪586‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سار إل بلد بيت القدس فقتل با خلقا كثيا من بن إسرائيل‪ ,‬وقد روى ابن جرير ف‬
‫هذا الكان حديثا أسبنده عبن حذيفبة مرفوعا مطولً‪ ,‬وهبو حديبث موضوع ل مالة‪ ,‬ل‬
‫يستريب ف ذلك من عنده أدن معرفة بالديث‪ ,‬والعجب كل العجب كيف راج عليه‬
‫مع جللة قدره وإمامته‪ ,‬وقد صرح شيخنا الافظ العلمة أبو الجاج الزي رحه ال بأنه‬
‫بببببببة الكتاب‪.‬‬ ‫موضوع مكذورب‪ ,‬وكتببببببببب ذلك على حاشيب‬
‫وقد وردت ف هذا آثار كثية إسرائيلية ل أرَ تطويل الكتاب بذكرها‪ ,‬لن منها ما هو‬
‫موضوع ومن وضع بعض زنادقتهم‪ ,‬ومنها ما قد يتمل أن يكون صحيحا‪ ,‬ونن ف غنية‬
‫عنها‪ ,‬ول المد‪ .‬وفيما قص ال علينا ف كتابه غنية عما سواه من بقية الكتب قبله‪ ,‬ول‬
‫يوج نا ال ول ر سوله إلي هم‪ .‬و قد أ خبه ال عن هم أن م ل ا طغوا وبغوا‪ ,‬سلط ال علي هم‬
‫عدو هم فا ستباح بيضت هم‪ ,‬و سلك خلل بيوت م‪ ,‬وأذل م وقهر هم جزاء وفاقا‪ ,‬و ما ر بك‬
‫بظلم للعبيد‪ ,‬فإنم كانوا قد تردوا وقتلوا خلقا من النبياء والعلماء‪ .‬وقد روى ابن جرير‬
‫حدث ن يو نس بن ع بد العلى‪ ,‬حدث نا ا بن و هب‪ ,‬أ خبن سليمان بن بلل عن ي ي بن‬
‫سعيد قال‪ :‬سعت سعيد بن السيب يقول‪ :‬ظهر بتنصر على الشام‪ ,‬فخرب بيت القدس‬
‫وقتلهم‪ ,‬ث أتى دمشق فوجد با دما يغلي على كبا‪ ,‬فسألم‪ ,‬ما هذا الدم ؟ فقالوا‪ :‬أدركنا‬
‫آباءنا على هذا‪ ,‬وكلما ظهر عليه الكبار ظهر‪ ,‬قال‪ :‬فقتل على ذلك الدم سبعي ألفا من‬
‫السلمي وغي هم‪ ,‬فسكن‪ ,‬وهذا صحيح إل سعيد بن السيب‪ ,‬وهذا هو الشهور‪ ,‬وأنه‬
‫قتل أشرافهم وعلماءهم حت إنه ل يبق من يفظ التوراة‪ ,‬وأخذ منهم خلقا كثيا أسرى‬
‫من أبناء النبياء وغيهم‪ ,‬وجرت أمور وكوائن يطول ذكرها‪ ,‬ولو وجدنا ما هو صحيح‬
‫أو مبببببا يقارببببببه لاز كتابتبببببه وروايتبببببه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬إن أح سنتم أح سنتم لنف سكم وإن أ سأت فل ها} أي فعلي ها‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬من عمل صالا فلنفسه ومن أساء فعليها}‪ .‬وقوله‪{ :‬فإذا جاء وعد الخرة} أي‬
‫الكرة الَخرة‪ ,‬أي إذا أفسبدت الكرة الثانيبة وجاء أعداؤكبم {ليسبوءوا وجوهكبم} أي‬
‫يهينوكم ويقهروكم‪{ ,‬وليدخلوا السجد} أي بيت القدس {كما دخلوه أول مرة} أي‬
‫ف الت جاسوا فيها خلل الديار‪{ ,‬وليتبوا} أي يدمروا ويربوا {ما علوا} أي ما ظهروا‬
‫عليه {تتبيا * عسى ربكم أن يرحكم} أي فيصرفهم عنكم‪{ ,‬وإن عدت عدنا} أي مت‬

‫‪587‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عد ت إل الف ساد {عدنا} إل الدالة علي كم ف الدنيا مع ما ندخره ل كم ف الَخرة من‬
‫العذاب والنكال‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وجعلنبا جهنبم للكافريبن حصبيا} أي مسبتقرا ومصبرا‬
‫وسجنا ل ميد لم عنه‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬حصيا أي سجنا‪ .‬وقال ماهد‪ :‬يصرون فيها‪,‬‬
‫وكذا قال غيه‪ ,‬وقال السن‪ :‬فرشا ومهادا‪ .‬وقال قتادة‪ :‬قد عاد بنو إسرائيل‪ ,‬فسلط ال‬
‫عليهم هذا الي ممد صلى ال عليه وسلم وأصحابه‪ ,‬يأخذون منهم الزية عن يد وهم‬
‫صببببببببببببببببببببببببببببببببباغرون‪.‬‬

‫** إِ ّن هَـذَا اْلقُرْآ َن ِيهْدِي لِّلتِي هِ يَ أَ ْقوَ ُم َوُيبَشّ ُر الْ ُم ْؤمِنِيَ الّذِي َن َيعْمَلُو َن ال صّالِحَاتِ أَ ّن‬
‫ب عَذَابا أَلِيما‬
‫بَ بِالَ ِخ َرةِ أَ ْعتَدْنَبا َلهُمبْ‬ ‫بَ َل ُيؤْ ِمنُونب‬ ‫بّ الّذِينب‬ ‫بْ أَجْرا َكبِيا * وأَنب‬ ‫َلهُمب‬
‫يدح تعال كتابه العزيز الذي أنزله على رسوله ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهو القرآن‬
‫بأنه يهدي لقوم الطرق وأوضح السبل‪ ,‬ويبشر الؤمني به الذين يعملون الصالات على‬
‫مقتضاه‪ ,‬أن ل م أجرا كبيا‪ ,‬أي يوم القيا مة‪ ,‬وأن الذ ين ل يؤمنون بالَخرة‪ ,‬أي ويب شر‬
‫الذ ين ل يؤمنون بالَخرة أن ل م عذابا أليما‪ ,‬أي يوم القيا مة‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬فبشر هم‬
‫بببببببببببببببببببببببببببببببم}‪.‬‬ ‫بعذاب أليب‬

‫خيْ ِر وَكَانببَ ا ِلنْسببَانُ عَجُولً‬


‫ب بِالْ َ‬
‫ب ا ِلنْسببَا ُن بِالشّرّ ُدعَآءَهبُ‬
‫** َويَدْعبُ‬
‫يب تعال عن عجلة النسان ودعائه ف بعض الحيان على نفسه أو ولده أو ماله بالشر‬
‫أي بالوت أو اللك والدمار واللع نة ون و ذلك‪ ,‬فلو ا ستجاب له ر به للك بدعائه‪ ,‬ك ما‬
‫قال تعال {ولو يعجل ال للناس الشر} الَية‪ ,‬وكذا فسره ابن عباس وماهد وقتادة‪ ,‬وقد‬
‫تقدم فب الديبث «ل تدعوا على أنفسبكم‪ ,‬ول على أموالكبم أن توافقوا مبن ال سباعة‬
‫إجاببة يسبتجيب فيهبا» وإناب يمبل اببن آدم على ذلك قلقبه وعجلتبه‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{وكان الن سان عجولً} و قد ذ كر سلمان الفار سي وا بن عباس هه نا ق صة آدم عل يه‬
‫السلم حي ه ّم بالنهوض قائما قبل أن تصل الروح إل رجليه‪ ,‬وذلك أنه جاءته النفخة‬
‫من قبل رأسه‪ ,‬فلما وصلت إل دماغه عطس‪ ,‬فقال‪ :‬المد ل‪ ,‬فقال ال‪ :‬يرحك ربك يا‬

‫‪588‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫آدم‪ .‬فل ما و صلت إل عين يه فتحه ما‪ ,‬فل ما سرت إل أعضائه وج سده‪ ,‬ج عل ين ظر إل يه‬
‫ويعج به‪ ,‬ف هم بالنهوض ق بل أن ت صل إل رجل يه فلم ي ستطع‪ ,‬وقال‪ :‬يا رب ع جل ق بل‬
‫الليبببببببببببببببببببببببببببببببببببل‪.‬‬

‫ل مّن‬
‫ضً‬‫ح ْونَآ آَي َة الّْليْ ِل وَ َجعَ ْلنَآ آَيةَ الّنهَا ِر ُمبْصِ َرةً ِلَتْبتَغُواْ َف ْ‬
‫** وَ َج َع ْلنَا الّْليْ َل وَالّنهَا َر آيََتيْنِ فَ َم َ‬
‫ب وَكُ ّل َشيْءٍ فَصببّ ْلنَاهُ َتفْصببِيلً‬ ‫ي وَالْحِسببَا َ‬ ‫ب وَِلَتعْلَمُواْ عَدَدَ السببّنِ َ‬ ‫ّرّبكُمب ْ‬
‫يت تعال على خلقه بآياته العظام‪ ,‬فمنها مالفته بي الليل والنهار ليسكنوا ف الليل‪,‬‬
‫وينتشروا ف النهار للمعا يش وال صنائع‪ ,‬والعمال وال سفار‪ ,‬وليعلموا عدد اليام وال مع‬
‫والشهور والعوام‪ ,‬ويعرفوا مضببي الَجال الضروبببة للديون والعبادات والعاملت‬
‫والجارات وغي ذلك‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬لتبتغوا فضلً من ربكم} أي ف معايشكم وأسفاركم‬
‫ونوب ذلك‪{ ,‬ولتعلموا عدد السبني والسباب} فإنبه لو كان الزمان كله نسبقا واحدا‬
‫وأ سلوبا مت ساويا ل ا عرف ش يء من ذلك‪ ,‬ك ما قال تعال‪ { :‬قل أرأي تم إن ج عل ال‬
‫علي كم الل يل سرمدا إل يوم القيا مة من إله غ ي ال يأتي كم بضياء ؟ أفل ت سمعون * قل‬
‫أرأيتبم إن جعبل ال عليكبم النهار سبرمدا إل يوم القيامبة مبن إله غيب ال يأتيكبم بليبل‬
‫تسكنون فيه أفل تبصرون * ومن رحته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من‬
‫فضله ولعل كم تشكرون} وقال تعال‪{ :‬تبارك الذي ج عل ف ال سماء بروجا وج عل في ها‬
‫سبراجا وقمرا منيا وهبو الذي جعبل الليبل والنهار خلفبة لنب أراد أن يذكبر أو أراد‬
‫شكورا} وقال تعال‪{ :‬وله اختلف الليببل والنهار} وقال‪{ :‬يكوّر الليببل على النهار‬
‫ويكور النهار على الل يل و سخر الش مس والق مر كل يري ل جل م سمى أل هو العز يز‬
‫الغفار} وقال تعال‪{ :‬فالق ال صباح وج عل الل يل سكنا والش مس والق مر ح سبانا ذلك‬
‫تقد ير العز يز العل يم} وقال تعال‪{ :‬وآ ية ل م الل يل ن سلخ م نه النهار فإذا هم مظلمون‬
‫والشمس تري لستقر لا ذلك تقدير العزيز العليم} ث إنه تعال جعل لليل آية‪ ,‬أي علمة‬
‫يعرف با‪ ,‬وهي الظلم وظهور القمر فيه‪ ,‬وللنهار علمة وهي النور وطلوع الشمس النية‬
‫ف يه‪ ,‬وفاوت ب ي نور الق مر وضياء الش مس ليعرف هذا من هذا‪ ,‬ك ما قال تعال‪ { :‬هو‬
‫الذي جعبل الشمبس ضياء والقمبر نورا وقدّره منازل لتعلموا عدد السبني والسباب مبا‬

‫‪589‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خلق ال ذلك إل بال ق ب إل قوله ب لَيات لقوم يتقون} وقال تعال‪{ :‬ي سألونك عن‬
‫الهلة قببببل هببببي مواقيببببت للناس والجبببب} الَيببببة‪.‬‬
‫قال ا بن جر يج عن ع بد ال بن كث ي ف قوله‪{ :‬فمحو نا آ ية الل يل وجعل نا آ ية النهار‬
‫مبصرة} قال‪ :‬ظلمة الليلة وسدف النهار‪ .‬وقال ابن جريج عن ماهد‪ :‬الشمس آية النهار‬
‫والق مر آ ية الل يل‪{ ,‬فمحو نا آ ية الل يل} قال‪ :‬ال سواد الذي ف الق مر‪ ,‬وكذلك خل قه ال‬
‫تعال‪ .‬وقال ا بن جر يج‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬كان الق مر يضيء كما تضيء الشمس‪ ,‬والق مر‬
‫آ ية الل يل‪ ,‬والشمس آية النهار‪ ,‬فمحونا آ ية الل يل السواد الذي ف الق مر‪ .‬وقد روى أبو‬
‫جع فر بن جر ير من طرق متعددة جيدة أن ا بن الكواء سأل أم ي الؤمن ي علي بن أ ب‬
‫طالب‪ ,‬فقال‪ :‬يبا أميب الؤمنيب مبا هذه اللطخبة التب فب القمبر ؟ فقال‪ :‬ويكب أمبا تقرأ‬
‫القرآن ؟ فقال‪ :‬فمحو نا آ ية الل يل فهذه موه‪ .‬وقال قتادة ف قوله‪{ :‬فمحو نا آ ية الل يل}‬
‫ك نا ندث أن م و آ ية الل يل سواد الق مر الذي ف يه‪ ,‬وجعل نا آ ية النهار مب صرة أي منية‪,‬‬
‫وخلق الشمس أنور من القمر وأعظم‪ ,‬وقال ابن أب نيح عن ابن عباس {وجعلنا الليل‬
‫والنهار آيتيببب} قال ليلً ونارا‪ ,‬كذلك خلقهمبببا ال عبببز وجبببل‪.‬‬

‫** وَكُلّ ِإنْ سَانٍ أَْل َزمْنَا ُه طَآئِرَ هُ فِي عُُنقِ ِه َونُخْ ِر جُ لَ ُه َيوْ مَ اْل ِقيَا َمةِ ِكتَابا يَ ْلقَا ُه َمنْشُورا * اقْ َرْأ‬
‫ب عََليْكببببَ حَسببببِيبا‬ ‫َكتَابَكببببَ َكفَ َى ِبنَفْسببببِكَ اْلَيوْمببب َ‬
‫يقول تعال بعد ذكر الزمان وذكر ما يقع فيه من أعمال بن آدم‪{ :‬وكل إنسان ألزمناه‬
‫طائره ف عنقه} وطائره هو ما طار عنه من عمله‪ ,‬كما قال ابن عباس وماهد وغيها‪,‬‬
‫من خ ي و شر ويلزم به ويازى عل يه‪{ ,‬ف من يع مل مثقال ذرة خيا يره * و من يع مل‬
‫مثقال ذرة شرا يره} وقال تعال‪{ :‬عن اليمي وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إل‬
‫لديه رقيب عتيد} وقال‪{ :‬وإن عليكم لافظي كراما كاتبي يعلمون ما تفعلون} وقال‪:‬‬
‫{إنا تزون ما كنتم تعملون} وقال {من يعمل سوءا يز به} الَية‪ ,‬والقصود أن عمل‬
‫اببن آدم مفوظ عليبه قليله وكثيه‪ ,‬ويكتبب عليبه ليلً ونارا‪ ,‬صبباحا ومسباء‪.‬‬

‫‪590‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن أب الزبي عن جابر‪ ,‬سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬طائر كل إنسان ف عنقه» قال ابن ليعة‪ :‬يعن الطية‪,‬‬
‫بب جدا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫بث غريب‬ ‫بي هذا الديب‬ ‫بة فب تفسب‬ ‫بن ليعب‬ ‫بن ابب‬‫وهذا القول مب‬
‫وقوله‪{ :‬ونرج له يوم القيامبة كتابا يلقاه منشورا} أي نمبع له عمله كله فب كتاب‬
‫يعطاه يوم القيامة إما بيمينه إن كان سعيدا أو بشماله إن كان شقيا‪ ,‬منشورا أي مفتوحا‬
‫يقرؤه هو وغيه فيه جيع عمله من أول عمره إل آخره {ينبأ النسان يومئذ با قدم وأخر‬
‫* بل النسان على نفسه بصية * ولو ألقى معاذيره} ولذا قال تعال‪{ :‬اقرأ كتابك كفى‬
‫بنف سك اليوم عل يك ح سيبا} أي إ نك ل تظلم ول يك تب عل يك إل ما عملت‪ ,‬ل نك‬
‫ذكرت جيع ما كان منك‪ ,‬ول ينسى أحد شيئا ما كان منه‪ ,‬وكل أحد يقرأ كتابه من‬
‫كاتب وأمي‪ .‬وقوله‪{ :‬ألزمناه طائره ف عنقه} إنا ذكر العنق لنه عضو من العضاء ل‬
‫نظيب له فب السبد‪ ,‬ومبن ألزم بشيبء فيبه فل ميبد له عنبه‪ ,‬كمبا قال الشاعبر‪.‬‬
‫اذهببببببب بابببببب اذهببببببب باطوقتهببببببا طوق المام‬
‫قال قتادة عن جابر بن عبد ال عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬ل عدوى ول‬
‫طية‪ ,‬وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه» كذا رواه ابن جرير‪ ,‬وقد رواه المام عبد بن‬
‫حيد ف مسنده متصلً‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا السن بن موسى‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن أب الزبي عن‬
‫جابر قال سبعت رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم يقول «طيب كبل عببد فب عنقبه»‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا علي بن إ سحاق‪ ,‬حدث نا ع بد ال‪ ,‬حدث نا ا بن ليه عة‪ ,‬حدث ن‬
‫يزيد أن أبا الي حدثه أنه سع عقبة بن عامر رضي ال عنه‪ ,‬يدث عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬ليس من عمل يوم إل وهو يتم عليه فإذا مرض الؤمن قالت اللئكة‪:‬‬
‫يا ربنا عبدك فلن قد حبسته‪ ,‬فيقول الرب جل جلله‪ :‬اختموا له على مثل عمله حت يبأ‬
‫أو يوت» إسبناده جيبد قوي‪ ,‬ول يرجوه‪ .‬وقال معمبر عبن قتادة‪{ :‬ألزمناه طائره فب‬
‫عن قه} قال عمله {ونرج له يوم القيا مة} قال‪ :‬نرج ذلك الع مل {كتابا يلقاه منشورا}‬
‫قال معمر‪ ,‬وتل السن البصري {عن اليمي وعن الشمال قعيد} يا ابن آدم بسطت لك‬
‫صحيفتك‪ ,‬وو كل بك ملكان كريان أحده ا عن يي نك والَ خر عن شالك‪ ,‬فأ ما الذي‬
‫عن يينك فيحفظ حسناتك‪ ,‬وأما الذي عن شالك فيحفظ سيئاتك‪ ,‬فاعمل ما شئت أقلل‬

‫‪591‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أو أكثر حت إذا مت طويت صحيفتك فجعلت ف عنقك معك ف قبك‪ ,‬حت ترج يوم‬
‫القيامة كتابا تلقاه منشورا‪ ,‬اقرأ كتابك الَية‪ ,‬فقد عدل وال من جعلك حسيب نفسك‪,‬‬
‫ببببب ال‪.‬‬ ‫بببببن‪ ,‬رحهب‬ ‫بببببن كلم السب‬ ‫بببببن أحسب‬ ‫هذا مب‬

‫** مّ ِن ا ْهتَدَىَ فَِإنّمَا َي ْهتَدي ِلَنفْسِهِ َومَن ضَلّ َفِإنّمَا َيضِلّ عََلْيهَا وَ َل تَزِ ُر وَازِ َرٌة وِزْرَ أُ ْخرَ َ‬
‫ى‬
‫بببب َحّت َى َنبْعَثبببببَ رَسبببببُولً‬ ‫ببببا ُمعَ ّذبِيَب‬ ‫ببببا كُنّب‬ ‫وَمَب‬
‫يب تعال أن من اهتدى واتبع الق‪ ,‬واقتفى أثر النبوة‪ ,‬فإنا يصل عاقبة ذلك الميدة‬
‫لنفسه‪{ ,‬ومن ضل} أي عن الق‪ ,‬وزاغ عن سبيل الرشاد‪ ,‬فإنا ين على نفسه‪ ,‬وإنا‬
‫يعود وبال ذلك عليه‪ ,‬ث قال‪{ :‬ول تزر وازرة وزر أخرى} أي ل يمل أحد ذنب أحد‪,‬‬
‫ول ي ن جان إل على نف سه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإن تدع مثقلة إل حل ها ل ي مل م نه‬
‫ش يء} ول منافاة ب ي هذا وب ي وقوله‪{ :‬وليحملن أثقال م وأثقالً مع أثقال م}‪),‬وقوله‪:‬‬
‫{ومن أوزار الذين يضلونم بغي علم} فإن الدعاة عليهم إث ضللتهم ف أنفسهم‪ ,‬وإث‬
‫آخر بسبب ما أضلوا من أضلوا من غي أن ينقص من أوزار أولئك‪ ,‬ول يمل عنهم شيئا‪,‬‬
‫وهذا مبن عدل ال ورحتبه بعباده‪ ,‬وكذا قوله تعال‪{ :‬ومبا كنبا معذبيب حتب نبعبث‬
‫رسبولً} إخبار عبن عدله تعال‪ ,‬وأنبه ل يعذب أحدا إل بعبد قيام الجبة عليبه بإرسبال‬
‫الر سول إل يه‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬كل ما أل قي في ها فوج سألم خزنت ها أل يأت كم نذ ير * قالوا‬
‫بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل ال من شيء إن أنتم إل ف ضلل كبي} وكذا‬
‫قوله‪{ :‬وسبيق الذيبن كفروا إل جهنبم زمرا حتب إذا جاؤوهبا فتحبت أبواباب وقال لمب‬
‫خزنتها أل يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا‪ ,‬قالوا‬
‫بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين} وقال تعال‪{ :‬وهم يصطرخون فيها ربنا‬
‫أخرجنا نعمل صالا غي الذي كنا نعمل‪ ,‬أو ل نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم‬
‫النذير فذوقوا فما للظالي من نصي} إل غي ذلك من الَيات الدالة على أن ال تعال ل‬
‫يدخل أحدا النار إل بعد إرسال الرسول إليه‪ ,‬ومن ث طعن جاعة من العلماء ف اللفظة‬
‫التب جاءت معجمبة فب صبحيح البخاري عنبد قوله تعال‪{ :‬إن رحةب ال قريبب مبن‬
‫الحسببببببببببببببببببببببببببببببببني}‪.‬‬

‫‪592‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا عبد ال بن سعد‪ ,‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا أب عن صال بن كيسان عن العرج‬
‫بإسناده إل أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬اختصمت النة والنار»‬
‫فذ كر الد يث إل أن قال «وأ ما ال نة فل يظلم ال من خل قه أحدا‪ ,‬وإ نه ينشىء للنار‬
‫خلقا فيلقون في ها‪ ,‬فتقول هل من مز يد ؟ ثلثا» وذ كر تام الد يث‪ ,‬فهذا إن ا جاء ف‬
‫النة‪ ,‬لنا دار فضل‪ ,‬وأما النار فإنا دار عدل ل يدخلها أحد إل بعد العذار إليه وقيام‬
‫الجة عليه‪ .‬وقد تكلم جاعة من الفاظ ف هذه اللفظة‪ ,‬وقالوا‪ :‬لعله انقلب على الراوي‬
‫بدليل ما أخرجاه ف الصحيحي‪ ,‬واللفظ للبخاري من حديث عبد الرزاق عن معمر عن‬
‫هام عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪« :‬تا جت ال نة والنار» فذ كر‬
‫الديث إل أن قال‪« :‬فأما النار فل تتلىء حت يضع فيها قدمه‪ ,‬فتقول‪ :‬قط قط‪ ,‬فهناك‬
‫تتلىء وينوي بعضها إل بعض‪ .‬ول يظلم ال من خلقه أحدا‪ ,‬وأما النة فإن ال ينشىء‬
‫لاببببببببببببببببببببببببببببببببب خلقا»‪.‬‬
‫ب قي هه نا م سألة قد اختلف الئ مة رح هم ال تعال في ها قديا وحديثا‪ ,‬و هي الولدان‬
‫الذ ين ماتوا و هم صغار وآباؤ هم كفار‪ :‬ماذا حكم هم ؟ وكذا الجنون وال صم والش يخ‬
‫الرف ومن مات ف الفترة ول تبلغه دعوة ؟ وقد ورد ف شأنم أحاديث أنا أذكرها لك‬
‫ل ملخصبا مبن كلم الئمبة فب ذلك وال السبتعان‪.‬‬ ‫بعون ال وتوفيقبه‪ ,‬ثب نذكبر فصب ً‬
‫(فالد يث الول) عن ال سود بن سريع‪ .‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا علي بن ع بد ال‪,‬‬
‫حدثنا معاذ بن هشام‪ ,‬حدثنا أب عن قتادة عن الحنف بن قيس‪ .‬عن السود بن سريع أن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬أرب عة يتجون يوم القيا مة‪ :‬ر جل أ صم ل ي سمع‬
‫شيئا‪ ,‬ورجل أحق‪ ,‬ور جل هرم‪ ,‬ورجل مات ف فترة‪ ,‬فأما ال صم فيقول‪ :‬رب قد جاء‬
‫ال سلم و ما أ سع شيئا‪ ,‬وأ ما الح ق فيقول‪ :‬رب قد جاء ال سلم وال صبيان يذفو ن‬
‫بالبعر‪ ,‬وأما الرم فيقول‪ :‬رب لقد جاء السلم وما أعقل شيئا‪ ,‬وأما الذي مات ف الفترة‬
‫فيقول‪ :‬رب ما أتان لك رسول‪ .‬فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه‪ ,‬فيسل إليهم أن ادخلوا النار‪,‬‬
‫فوالذي ن فس م مد بيده‪ ,‬لو دخلو ها لكا نت علي هم بردا و سلما»‪ .‬وبال سناد عن قتادة‬
‫عن السن عن أب رافع عن أب هريرة مثله‪ ,‬غي أنه قال ف آخره‪« :‬فمن دخلها كانت‬
‫عل يه بردا و سلما‪ ,‬و من ل يدخل ها ي سحب إلي ها»‪ ,‬وكذا رواه إ سحاق بن راهو يه عن‬

‫‪593‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معاذ بن هشام‪ ,‬ورواه البيهقي ف كتاب العتقاد من حديث أحد بن إسحاق عن علي بن‬
‫عبد ال الدين به‪ ,‬وقال‪ :‬هذا إسناد صحيح‪ ,‬وكذا رواه حاد بن سلمة عن علي بن زيد‬
‫عن أب رافع عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أربعة كلهم يدل‬
‫على ال بجة» فذكر نوه‪ ,‬ورواه ابن جرير من حديث معمر عن هام عن أب هريرة‪,‬‬
‫فذكره موقوفا‪ ,‬ث قال أبو هريرة‪ :‬فاقرؤوا إن شئتم {وما كنا معذبي حت نبعث رسولً}‬
‫وكذا رواه معمبر عبن عببد ال ببن طاوس عبن أبيبه عبن أبب هريرة موقوفا‪.‬‬
‫(الديث الثان) عن أنس بن مالك قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا الربيع عن يزيد بن‬
‫أبان قال‪ :‬قل نا ل نس‪ :‬يا أ با حزة ما تقول ف أطفال الشرك ي ؟ فقال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل يكن لم سيئات فيعذبوا با‪ ,‬فيكونوا من أهل النار‪ ,‬ول يكن‬
‫لمببب حسبببنات فيجازوا باببب‪ ,‬فيكونوا مبببن أهبببل النبببة»‪.‬‬
‫(الديث الثالث) عن أنس أيضا‪ .‬قال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ,‬حدثنا جرير‬
‫عن ل يث عن ع بد الوارث‪ ,‬عن أ نس قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «يؤ تى‬
‫بأربعبة يوم القيامبة‪ :‬بالولود‪ ,‬والعتوه‪ ,‬ومبن مات فب الفترة‪ ,‬والشيبخ الفانب الرم كلهبم‬
‫يتكلم بجته» فيقول الرب تبارك وتعال‪ :‬لعنق من النار ابرز‪ ,‬ويقول لم‪ :‬إن كنت أبعث‬
‫إل عبادي ر سلً من أنف سهم‪ ,‬وإ ن ر سول نف سي إلي كم ادخلوا هذه‪ ,‬قال‪ :‬فيقول من‬
‫ك تب عل يه الشقاء‪ :‬يا رب أ ن ندخل ها ومن ها ك نا ن فر ؟ قال‪ :‬و من ك تب عل يه ال سعادة‬
‫ي ضي فيقت حم في ها م سرعا‪ ,‬فقال‪ :‬فيقول ال تعال‪ :‬أن تم لر سلي أ شد تكذيبا ومع صية‪,‬‬
‫فيدخبل هؤلء النبة وهؤلء النار‪ ,‬وهكذا رواه الافبظ أببو بكبر البزار عبن يوسبف ببن‬
‫موسبببى عبببن جريبببر ببببن عببببد الميبببد بإسبببناده مثله‪.‬‬
‫(الديث الرابع) عن الباء بن عازب رضي ال عنه‪ .‬قال الافظ أبو يعلى الوصلي ف‬
‫مسنده أيضا‪ :‬حدثنا قاسم بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا عبد ال يعن ابن داود عن عمر بن ذر عن‬
‫يزيد بن أمية‪ ,‬عن الباء قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أطفال السلمي‪,‬‬
‫قال‪ « :‬هم مع آبائ هم» و سئل عن أولد الشرك ي‪ ,‬فقال‪ « :‬هم مع آبائ هم» فق يل‪ :‬يا‬
‫ر سول ال ما يعملون ؟ قال‪« :‬ال أعلم ب م» ورواه ع مر بن ذر عن يز يد بن أم ية عن‬
‫رجببببببل عببببببن الباء عببببببن عائشببببببة‪ ,‬فذكره‪.‬‬

‫‪594‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(الديث الامس) عن ثوبان‪ .‬قال الافظ أبو بكر أحد بن عمرو بن عبد الالق البزار‬
‫ف م سنده‪ :‬حدث نا إبراه يم بن سعيد الوهري‪ ,‬حدث نا ريان بن سعيد‪ ,‬حدث نا عباد بن‬
‫منصور عن أيوب‪ ,‬عن أب قلبة عن أب أساء‪ ,‬عن ثوبان أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫عظبم شأن السبألة قال «إذا كان يوم القيامبة جاء أهبل الاهليب يملون أوزارهبم على‬
‫ظهور هم‪ ,‬في سأهلم رب م‪ ,‬فيقولون‪ :‬رب نا ل تر سل إلي نا ر سولً‪ ,‬ول يات نا لك أ مر‪ ,‬ولو‬
‫أرسلت إلينا رسولً لكنا أطوع عبادك‪ ,‬فيقول لم ربم‪ :‬أرأيتم إن أمرتكم بأمر تطيعون ؟‬
‫فيقولون‪ :‬نعبم‪ ,‬فيأمرهبم أن يعمدوا إل جهنبم فيدخلوهبا‪ ,‬فينطلقون حتب إذا دنوا منهبا‬
‫وجدوا ل ا تغيظا وزفيا‪ ,‬فرجعوا إل رب م‪ ,‬فيقولون‪ :‬رب نا أخرج نا أو أجر نا من ها‪ ,‬فيقول‬
‫لم‪ :‬أل تزعموا أن إن أمرتكم بأمر تطيعون فيأخذ على ذلك مواثيقهم‪ ,‬فيقول‪ :‬اعمدوا‬
‫إلي ها فادخلو ها‪ ,‬فينطلقون ح ت إذا رأو ها فرقوا من ها ورجعوا وقالوا‪ :‬رب نا فرق نا من ها ول‬
‫ن ستطيع أن ندخل ها‪ ,‬فيقول‪ :‬ادخلو ها داخر ين «فقال نب ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬لو‬
‫دخلوهبا أول مرة كانبت عليهبم بردا وسبلما» ثب قال البزار‪ :‬ومتب هذا الديبث غيب‬
‫معروف إل من هذا الوجه‪ ,‬ل يروه عن أيوب إل عباد‪ ,‬ول عن عباد إل ريان بن سعيد‪,‬‬
‫قلت‪ :‬وقد ذكره ابن حيان ف ثقاته‪ ,‬وقال يي بن معي والنسائي‪ :‬ل بأس به‪ ,‬ول يرضه‬
‫أببو داود‪ ,‬وقال أببو حاتب‪ :‬شيبخ ل بأس ببه يكتبب حديثبه ول يتبج ببه‪.‬‬
‫(الديث السادس) عن أب سعيد سعد بن مالك بن سنان الدري‪ .‬قال المام ممد بن‬
‫ي ي الذهلي‪ :‬حدث نا سعيد بن سليمان عن فض يل بن مرزوق عن عط ية‪ ,‬عن أ ب سعيد‬
‫قال‪ :‬قال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬الالك فب الفترة والعتوه والولود‪ ,‬يقول‬
‫الالك ف الفترة‪ :‬ل يأت ن كتاب‪ ,‬ويقول العتوه‪ :‬رب ل ت عل ل عقلً أع قل به خيا ول‬
‫شرا‪ ,‬ويقول الولود‪ :‬رب ل أدرك العقل‪ ,‬فترفع لم نار‪ ,‬فيقال لم‪ :‬ردوها‪ ,‬قال‪ :‬فيدها‬
‫من كان ف علم ال سعيدا لو أدرك الع مل‪ ,‬وي سك عن ها من كان ف علم ال شقيا لو‬
‫أدرك العمل‪ ,‬فيقول‪ :‬إياي عصيتم‪ ,‬فكيف لو أن رسلي أتتكم ؟!» وكذا رواه البزار عن‬
‫ممد بن عمر بن هياج الكوف عن عبيد ال بن موسى عن فضيل بن مرزوق به‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫ل يعرف من حديث أب سعيد إل من طريقه عن عطية عنه‪ ,‬وقال ف آخره «فيقول ال‬
‫بببببب ؟»‪.‬‬ ‫بببببلي بالغيب‬ ‫بببببف برسب‬ ‫بببببيتم‪ ,‬فكيب‬ ‫إياي عصب‬

‫‪595‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(الديث السابع) عن معاذ بن جبل رضي ال عنه قال هشام بن عمار وممد بن البارك‬
‫الصوري‪ :‬حدثنا عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس عن أب إدريس الولن‪ ,‬عن معاذ‬
‫بن جبل عن نب ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬يؤتى يوم القيامة بالمسوخ عقلً وبالالك‬
‫ف الفترة وبالالك صغيا‪ ,‬فيقول المسوخ‪ :‬يا رب لو آتيتن عقلً ما كان من آتيته عقلً‬
‫بأ سعد م ن» وذ كر ف الالك ف الفترة وال صغي ن و ذلك «فيقول الرب عز و جل‪ :‬إ ن‬
‫آمركم بأمر فتطيعون ؟ فيقولون‪ :‬نعم‪ ,‬فيقول‪ :‬اذهبوا فادخلوا النار‪ ,‬قال‪ :‬ولو دخلوها ما‬
‫ضرت م‪ ,‬فتخرج علي هم قوا بض فيظنون أن ا قد أهل كت ما خلق ال من ش يء فيجعون‬
‫سراعا‪ ,‬ث يأمرهم ثانية‪ ,‬فيجعون كذلك‪ ,‬فيقول الرب عز وجل‪ :‬قبل أن أخلقكم علمت‬
‫ما أنتم عاملون‪ ,‬وعلى علمي خلقتكم‪ ,‬وإل علمي تصيون‪ ,‬ضميهم‪ ,‬فتأخذهم النار»‪.‬‬
‫(الديث الثامن) عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«كل مولود يولد على الفطرة‪ ,‬فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يجسانه‪ ,‬كما تنتج البهيمة‬
‫جعاء‪ ,‬هل تسون في ها من جدعاء ؟» و ف رواية قالوا‪ :‬يار سول ال‪ ,‬أفرأيت من يوت‬
‫صغيا ؟ قال‪« :‬ال أعلم ب ا كانوا عامل ي»‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا مو سى بن داود‪,‬‬
‫حدثنا عبد الرحن بن ثابت عن عطاء بن قرة عن عبد ال بن ضمرة‪ ,‬عن أب هريرة رضي‬
‫ال ع نه عن ال نب صلى ال عل يه و سلم في ما أعلم ب شك مو سى ب قال‪« :‬ذراري‬
‫السلمي ف النة يكفلهم إبراهيم عليه السلم» وف صحيح مسلم عن عياض بن حار عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ال عز وجل أنه قال «إن خلقت عبادي حنفاء»‪ ,‬وف‬
‫روايببببببببببببببة لغيه «مسببببببببببببببلمي»‪.‬‬
‫(الد يث التا سع) عن سرة ر ضي ال ع نه‪ .‬رواه الا فظ أ بو ب كر البقا ن ف كتا به‬
‫ال ستخرج على البخاري من حد يث عوف العرا ب‪ .‬عن أ ب رجاء العطاردي عن سرة‬
‫رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬كل مولود يولد على الفطرة» فناداه‬
‫الناس‪ :‬يا رسول ال وأولد الشركي ؟ قال‪« :‬وأولد الشركي»‪ .‬وقال الطبان‪ :‬حدثنا‬
‫عبد ال بن أحد‪ ,‬حدثنا عقبة بن مكرم الضب عن عيسى بن شعيب‪ ,‬عن عباد بن منصور‬
‫عن أب رجاء‪ ,‬عن سرة قال‪ :‬سألنا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أطفال الشركي‪,‬‬
‫فقال‪« :‬هبببببببببم خدم أهبببببببببل النبببببببببة»‪.‬‬

‫‪596‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(الديث العاشر) عن عم حسناء قال أحد‪ :‬حدثنا روح‪ ,‬حدثنا عوف عن حسناء بنت‬
‫معاو ية‪ ,‬من ب ن صري قالت‪ :‬حدث ن ع مي قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ر سول ال من ف ال نة ؟ قال‬
‫«النب ف النة‪ ,‬والشهيد ف النة‪ ,‬والولود ف النة‪ ,‬والوئيد ف النة»‪ .‬فمن العلماء من‬
‫ذهب إل الوقوف فيهم لذا الديث‪ ,‬ومنهم من جزم لم بالنة لديث سرة بن جندب‬
‫ف صحيح البخاري أنه عليه الصلة والسلم قال ف جلة ذلك النام حي مر على ذلك‬
‫الش يخ ت ت الشجرة وحوله ولدان‪ ,‬فقال له جب يل‪ :‬هذا إبراه يم عل يه ال سلم‪ ,‬وهؤلء‬
‫أولد السبلمي وأولد الشركيب‪ ,‬قالوا‪ :‬يبا رسبول ال وأولد الشركيب ؟ قال‪« :‬نعبم‬
‫وأولد الشركي» ومنهم من جزم لم بالنار لقوله عليه السلم‪« :‬هم مع آبائهم» ومنهم‬
‫من ذهب إل أنّهم (يتحنون يوم القيامة ف العرصات)‪ ,‬فمن أطاع دخل النة وانكشف‬
‫على ال فيهم بسابق السعادة‪ ,‬ومن عصى دخل النار داخرا وانكشف علم ال به بسابق‬
‫الشقاوة وهذا القول يمع بي الدلة كلها‪ ,‬وقد صرحت به الحاديث التقدمة التعاضدة‬
‫الشا هد بعض ها لب عض‪ ,‬وهذا القول هو الذي حكاه الش يخ أ بو ال سن علي بن إ ساعيل‬
‫الشعري عن أهل السنة والماعة‪ ,‬وهو الذي نصره الا فظ أبو ب كر البيهقي ف كتاب‬
‫العتقاد‪ ,‬وكذلك غيه من مققي العلماء والفاظ والنقاد‪ .‬وقد ذكره الشيخ أبو عمر بن‬
‫عبد الب النمري بعد ما تقدم من أحاديث المتحان‪ ,‬ث قال‪ :‬وأحاديث هذا الباب ليست‬
‫قو ية ول تقوم ب ا ح جة‪ ,‬وأ هل العلم ينكرون ا‪ ,‬لن الَخرة دار جزاء ولي ست بدار ع مل‬
‫ول ابتلء‪ ,‬فكيف يكلفون دخول النار وليس ذلك ف وسع الخلوقي وال ل يكلف نفسا‬
‫إل وسببببببببببببببببببببببببببببببببعها ؟‪.‬‬
‫(والواب) عما قال أن أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح كما قد نص على ذلك‬
‫كثي من أئمة العلماء‪ ,‬ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف يتقوى بالصحيح والسن‪,‬‬
‫وإذا كا نت أحاد يث الباب الوا حد مت صلة متعاضدة على هذا الن مط‪ ,‬أفادت ال جة ع ند‬
‫الناظبر فيهبا‪ .‬وأمبا قوله إن الدار الَخرة دار جزاء‪ ,‬فل شبك أناب دار جزاء‪ ,‬ول ينافب‬
‫التكليف ف عرصاتا قبل دخول النة أو النار‪ ,‬كما حكاه الشيخ أبو السن الشعري عن‬
‫مذهب أهل السنة والماعة من امتحان الطفال وقد قال تعال‪{ :‬يوم يكشف عن ساق‬
‫ويدعون إل السبببببببببببببجود} الَيبببببببببببببة‪,‬‬

‫‪597‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقبد ثببت فب الصبحاح وغيهبا أن الؤمنيب يسبجدون ل يوم القيامبة‪ ,‬وأن النافبق ل‬
‫يستطيع ذلك ويعود ظهره كالصفيحة الواحدة طبقا واحدا كلما أراد السجود خ ّر لقفاه‪.‬‬
‫وف الصحيحي ف الرجل الذي يكون آخر أهل النار خروجا منها‪ ,‬أن ال يأخذ عهوده‬
‫ومواثيقه أن ل يسأل غي ما هو فيه‪ ,‬ويتكرر ذلك مرارا ويقول ال تعال‪ :‬يا ابن آدم ما‬
‫أغدرك‪ ,‬ث يأذن له ف دخول النة‪ ,‬وأما قوله‪ :‬فكيف يكلفهم ال دخول النار وليس ذلك‬
‫ف و سعهم‪ ,‬فل يس هذا با نع من صحة الد يث‪ ,‬فإن ال يأ مر العباد يوم القيا مة بالواز‬
‫على ال صراط‪ ,‬و هو ج سر على جه نم أحدّ من ال سيف وأدق من الشعرة‪ ,‬وي ر الؤمنون‬
‫عليه بسب أعمالم كالبق وكالريح وكأجاويد اليل والركاب‪ ,‬ومنهم الساعي ومنهم‬
‫الاشي ومنهم من يبو حبوا ومنهم الكدوش على وجهه ف النار‪ ,‬وليس ما ورد ف أولئك‬
‫بأعظبببببم مبببببن هذا ببببببل هذا أطبببببم وأعظبببببم‪.‬‬
‫وأيضا ف قد أثب تت ال سنة بأن الدجال يكون م عه ج نة ونار‪ ,‬و قد أ مر الشارع الؤمن ي‬
‫الذين يدركونه أن يشرب أحدهم من الذي يرى أنه نار‪ ,‬فإنه يكون عليه بردا وسلما‪,‬‬
‫فهذا نظي ذاك‪ ,‬وأيضا فإن ال تعال أمر بن إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم فقتل بعضهم بعضا‬
‫حت قتلوا في ما ق يل ف غداة واحدة سبعي ألفا‪ ,‬يقتل الر جل أباه وأخاه‪ ,‬و هم ف عماية‬
‫غما مة أر سلها ال علي هم‪ ,‬وذلك عقو بة ل م على عبادت م الع جل‪ ,‬وهذا أيضا شاق على‬
‫النفوس جدا ل يتقاصبببر عمبببا ورد فببب الديبببث الذكور‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(فصل) إذا تقرر هذا فقد اختلف الناس ف ولدان الشركي على أقوال (أحدها) أنم ف‬
‫النة‪ .‬واحتجوا بديث سرة أنه عليه السلم رأى مع إبراهيم عليه السلم أولد السلمي‬
‫وأولد الشركي‪ ,‬وبا تقدم ف رواية أحد عن حسناء عن عمها أن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم قال‪« :‬والولود ف ال نة» وهذا ا ستدلل صحيح‪ ,‬ول كن أحاد يث المتحان‬
‫أخص منه‪ .‬فمن علم ال منه أنه يطيع جعل روحه ف البزخ مع إبراهيم وأولد السلمي‬
‫الذين ماتوا على الفطرة‪ ,‬ومن علم منه أنه ل ييب‪ ,‬فأمره إل ال تعال يوم القيامة يكون‬
‫ف النار‪ ,‬كما دلت عليه أحاديث المتحان‪ ,‬ونقله الشعري عن أهل السنة‪ ,‬ث إن هؤلء‬
‫القائلي بأنم ف النة منهم من جعلهم مستقلي فيها‪ ,‬ومنهم من جعلهم خدما لم‪ ,‬كما‬
‫جاء ف حديث علي بن زيد عن أنس عند أب داود الطيالسي وهو ضعيف‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪598‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(والقول الثان) أنم مع آبائهم ف النار‪ .‬واستدل عليه با رواه المام أحد بن حنبل عن‬
‫أب الغية‪ ,‬حدثنا عتبة بن ضمرة بن حبيب‪ ,‬حدثن عبد ال بن أب قيس مول غطيف أنه‬
‫أتى عائ شة فسألا عن ذراري الكفار‪ ,‬فقال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪« :‬هم‬
‫تبع لَبائهم» فقلت‪ :‬يارسول ال بل أعمال ؟ فقال‪« :‬ال أعلم با كانوا عاملي» وأخرجه‬
‫أبو داود من حديث ممد بن حرب عن ممد بن زياد اللان‪ ,‬سعت ع بد ال بن أب‬
‫قيس‪ ,‬سعت عائشة تقول‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذراري الؤمني‪,‬‬
‫قال‪« :‬هبم مبع آبائهبم» قلت‪ :‬فذراري الشركيب ؟ قال‪« :‬هبم مبع آبائهبم» فقلت بل‬
‫عمل ؟ قال‪« :‬ال أعلم با كانوا عاملي» ورواه أحد أيضا عن وكيع عن أب عقيل يي‬
‫بن التوكل وهو متروك عن مولته بية عن عائشة أنا ذكرت أطفال الشركي لرسول ال‬
‫صببلى ال عليببه وسببلم فقال‪« :‬إن شئت أسببعتك تضاغيهببم فبب النار»‪.‬‬
‫وروى ع بد ال بن المام أح د‪ :‬حدث نا عثمان بن أ ب شي بة عن م مد بن فض يل بن‬
‫غزوان‪ ,‬عن ممد بن عثمان عن زاذان عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬سألت خدية رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم عن ولدين لا ماتا ف الاهلية‪ ,‬فقال‪« :‬ها ف النار» قال‪ :‬فلما‬
‫رأى الكراهية ف وجهها فقال ل ا‪« :‬لو رأيت مكان ما لبغضتهما» قال‪ :‬فولدي منك ؟‬
‫قال‪« :‬إن الؤمن ي وأولد هم ف ال نة‪ ,‬وإن الشرك ي وأولد هم ف النار ب ث قرأ ب‬
‫{والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيان ألقنا بم ذريتهم} وهذا حديث غريب‪ ,‬فإن ف‬
‫إسببناده ممببد بببن عثمان مهول الال‪ ,‬وشيخببه زاذان ل يدرك عليا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وروى أبو داود من حديث ابن أب زائدة عن أبيه عن الشعب قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬الوائدة والوؤودة ف النار» ث قال الشعب‪ :‬حدثن به علقمة عن أب وائل‬
‫عن ابن مسعود‪ ,‬وقد رواه جاعة عن داود بن أب هند‪ ,‬عن الشعب عن علقمة عن سلمة‬
‫بن قيس الشجعي قال‪ :‬أتيت أنا وأخي النب صلى ال عليه وسلم فقلنا‪ :‬إن أمنا ماتت ف‬
‫الاهلية‪ ,‬وكانت تقري الضيف‪ ,‬وتصل الرحم‪ ,‬وإنا وأدت أختا لنا ف الاهلية ل تبلغ‬
‫النث‪ .‬فقال‪« :‬الوائدة الوؤودة ف النار إل أن تدرك الوائدة السلم فتسلم» وهذا إسناد‬
‫حسببببببببببببببببببببببببببببببببببن‪.‬‬

‫‪599‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(والقول الثالث) التوقف فيهم‪ .‬واعتمدوا على قوله صلى ال عليه وسلم‪« :‬ال أعلم با‬
‫كانوا عاملي» وهو ف الصحيحي من حديث جعفر بن أب إياس عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أولد الشركي‪ ,‬قال‪« :‬ال أعلم با‬
‫كانوا عاملي» وكذلك هو ف الصحيحي من حديث الزهري عن عطاء بن يزيد‪ ,‬وعن‬
‫أب سلمة عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه سئل عن أطفال الشركي‪,‬‬
‫فقال‪« :‬ال أعلم ب ا كانوا عامل ي» ومن هم من جعل هم من أ هل العراف‪ ,‬وهذا القول‬
‫يرجع إل قول من ذهب إل أنم من أهل النة‪ ,‬لن العراف ليس دار قرار ومآل أهلها‬
‫النبببة‪ ,‬كمبببا تقدم تقريبببر ذلك فببب سبببورة العراف‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(ف صل) وليعلم أن هذا اللف م صوص بأطفال الشرك ي‪ ,‬فأ ما ولدان الؤمن ي فل‬
‫خلف بي العلماء كما حكاه القاضي أبو يعلى بن الفراء النبلي عن المام أحد أنه قال‪:‬‬
‫ل يتلف فيهم أنم من أهل النة‪ ,‬وهذا هو الشهور بي الناس‪ ,‬وهو الذي نقطع به إن‬
‫شاء ال عز وجل‪ ,‬فأما ما ذكره الشيخ أبو عمر بن عبد الب عن بعض العلماء أنم توقفوا‬
‫ف ذلك وأن الولدان كل هم ت ت الشيئة‪ ,‬قال أ بو ع مر‪ :‬ذ هب إل هذا القول جا عة من‬
‫أهل الفقه والديث‪ ,‬منهم حاد بن زيد وحاد بن سلمة وابن البارك وإسحاق بن راهويه‬
‫وغيهبم‪ ,‬قالوا‪ :‬وهبو يشببه مبا رسبم مالك فب موطئه فب أبواب القدر‪ ,‬ومبا أورده مبن‬
‫الحاديث ف ذلك‪ ,‬وعلى ذلك أكثر أصحابه‪ ,‬وليس عن مالك فيه شيء منصوص إل أن‬
‫التأخرين من أصحابه ذهبوا إل أن أطفال السلمي ف النة وأطفال الشركي خاصة ف‬
‫الشيئة‪ ,‬انتهى كلمه‪ ,‬وهو غريب جدا‪ ,‬وقد ذكر أبو عبد ال القرطب ف كتاب التذكرة‬
‫نوبببببببببببببببببببببببببب ذلك أيضا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد ذكروا ف ذلك أيضا حديث عائشة بنت طلحة عن عائشة أم الؤمني قالت‪ :‬دعي‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم إل جنازة صب من الن صار‪ ,‬فقلت‪ :‬يا ر سول ال طو ب له‬
‫عصفور من عصافي النة ل يعمل السوء ول يدركه‪ ,‬فقال‪« :‬أو غي ذلك يا عائشة‪ ,‬إن‬
‫ل وهم ف أصلب آبائهم‪ .‬وخلق النار وخلق لا أهلً وهم ف‬ ‫ال خلق النة وخلق لا أه ً‬
‫به‪.‬‬‫بن ماجب‬ ‫بائي وابب‬‫بو داود والنسب‬ ‫ب وأبب‬
‫بلم وأحدب‬ ‫بم» رواه مسب‬ ‫بلب آبائهب‬ ‫أصب‬

‫‪600‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول ا كان الكلم ف هذه ال سألة يتاج إل دلئل صحيحة جيدة و قد يتكلم في ها من ل‬
‫علم عنده عبن الشارع‪ ,‬كره جاعبة مبن العلماء الكلم فيهبا‪ ,‬روي ذلك عبن اببن عباس‬
‫والقاسم بن ممد بن أب بكر الصديق وممد بن النفية وغيهم‪ ,‬وأخرج ابن حبان ف‬
‫صحيحه عن جر ير بن حازم‪ :‬سعت أ با رجاء العطاردي‪ ,‬سعت ا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنهما وهو على النب يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل يزال أمر هذه المة‬
‫مواتيا أو مقاربا ما ل يتكلموا ف الوالدان والقدر» قال ابن حبان‪ :‬يعن أطفال الشركي‪,‬‬
‫وهكذا رواه أبو ب كر البزار من طر يق جرير بن حازم‪ ,‬ث قال‪ :‬وقد رواه جاعة عن أ ب‬
‫رجاء عبببببببببببببن اببببببببببببببن عباس موقوفا‪.‬‬

‫سقُواْ فِيهَا َفحَ ّق عََلْيهَا الْ َقوْلُ فَ َد ّم ْرنَاهَا تَ ْدمِيا‬


‫** َوإِذَآ أَ َر ْدنَآ أَن ّنهْلِكَ قَ ْرَيةً َأمَ ْرنَا ُمتْرَفِيهَا َففَ َ‬
‫اختلف القراء ف قراءة قوله {أمرنا} فالشهور قراءة التخفيف‪ ,‬واختلف الفسرون فيها‬
‫معنا ها‪ ,‬فق يل‪ :‬معنا ها أمر نا مترفي ها فف سقوا في ها أمرا قدريا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬أتا ها أمر نا‬
‫ليلً أو نارا} فإن ال ل يأمبر بالفحشاء‪ ,‬قالوا‪ :‬معناه أنبه سبخرهم إل فعبل الفواحبش‪,‬‬
‫فا ستحقوا العذاب‪ ,‬وق يل‪ :‬معناه أمرنا هم بالطاعات ففعلوا الفوا حش‪ ,‬فا ستحقوا العقو بة‪,‬‬
‫رواه ا بن جر يج عن ا بن عباس‪ ,‬وقاله سعيد بن جبي أيضا‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬يت مل أن‬
‫يكون معناه جعلنا هم أمراء‪ ,‬قلت إن ا ي يء هذا على قراءة من قرأ {أمّر نا مترفي ها}‪ ,‬قال‬
‫علي بن طلحة عن ابن عباس قوله‪{ :‬أمرنا مترفيها ففسقوا فيها} يقول‪ :‬سلطنا أشرارها‬
‫فع صوا في ها‪ ,‬فإذا فعلوا ذلك أهلك هم ال بالعذاب‪ ,‬و هو قوله‪{ :‬وكذلك جعل نا ف كل‬
‫قريبة أكابر مرميهبا} الَيبة‪ ,‬وكذا قال أببو العاليبة وماهبد والربيبع ببن أنبس‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس {وإذا أردنا أن نلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها} يقول‪,‬‬
‫أكثر نا عدد هم‪ ,‬وكذا قال عكر مة وال سن والضحاك وقتادة‪ .‬و عن مالك‪ ,‬عن الزهري‬
‫{أمرنا مترفيها} أكثرنا‪ ,‬و قد استشهد بعض هم بالديث الذي رواه المام أحد‪ ,‬حيث‬
‫قال‪ :‬حدث نا روح بن عبادة‪ ,‬حدث نا أ بو نع يم العدوي عن م سلم بن بد يل‪ ,‬عن إياس بن‬
‫زهي‪ ,‬عن سويد بن هبية‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «خي مال امرىء له مهرة‬
‫مأمورة‪ ,‬أو سكة مأبورة» قال المام أبو عبيد القاسم بن سلم رحه ال ف كتابه الغريب‪:‬‬

‫‪601‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«الأمورة كثية النسل‪ ,‬والسكة الطريقة الصطفة من النخل‪ ,‬والأبورة من التأبي» وقال‬
‫بعضهبببم‪ :‬إناببب جاء هذا متناسببببا كقوله «مأزورات غيببب مأجورات»‪.‬‬

‫ك بِ ُذنُو بِ ِعبَادِ هِ َخبِيَا بَ صِيا‬


‫ح وَ َكفَ َى بِ َربّ َ‬
‫** وَكَ مْ َأهَْلكْنَا مِ َن الْقُرُو ِن مِن َبعْ ِد نُو ٍ‬
‫يقول تعال منذرا كفار قريش ف تكذيبهم رسوله ممدا صلى ال عليه وسلم‪ ,‬بأنه قد‬
‫أهلك من الكذب ي للر سل من ب عد نوح‪ ,‬ودل هذا على أن القرون ال ت كا نت ب ي آدم‬
‫ونوح على السبلم كمبا قال اببن عباس‪ :‬كان بيب آدم ونوح عشرة قرون كلهبم على‬
‫السلم‪ ,‬ومعناه أنكم أيها الكذبون لستم أكرم على ال منهم وقد كذّبتم أشرف الرسل‬
‫وأكرم اللئق‪ ,‬فعقوبتكبم أول وأحرى‪ .‬وقوله‪{ :‬وكفبى برببك بذنوب عباده خببيا‬
‫ب صيا} أي هو عال بم يع أعمال م‪ :‬خي ها وشر ها ل ي فى عل يه من ها خاف ية سبحانه‬
‫وتعال‪.‬‬

‫ج ْلنَا لَ هُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نّرِي ُد ثُ مّ َجعَ ْلنَا لَ هُ َج َهنّ َم يَ صْلهَا‬
‫** مّن كَا َن يُرِي ُد اْلعَاجَِل َة عَ ّ‬
‫مَ ْذمُوما مّ ْدحُورا * َومَ نْ أَرَا َد الَخِ َر َة وَ َس َعىَ َلهَا َس ْعَيهَا َو ُهوَ ُمؤْمِ نٌ َفأُولَئِ كَ كَا نَ َسعُْيهُم‬
‫شكُورا‬
‫مّ ْ‬
‫يب تعال أنه ما كل من طلب الدنيا وما فيها من النعيم يصل عليه‪ ,‬بل إنا يصل لن‬
‫أراد ال وما يشاء‪ ,‬وهذه مقيدة لطلق ما سواها من الَيات‪ ,‬فإنه قال‪{ :‬عجلنا له فيها‬
‫ما نشاء ل ن نر يد ث جعل نا له جه نم} أي ف الدار الَخرة {ي صلها} أي يدخل ها ح ت‬
‫تغمره من جيع جوانبه {مذموما} أي ف حال كونه مذموما على سوء تصرفه وصنيعه‪,‬‬
‫ل مهانا‪.‬‬ ‫إذ اختار الفانبببب على الباقببببي {مدحورا} مبعدا مقصببببيا ذلي ً‬
‫روى المام أحد‪ :‬حدثنا حسي‪ ,‬حدثنا رويد عن أب إسحاق‪ ,‬عن زرعة عن عائشة‬
‫ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬الدن يا دار من ل دار له‪,‬‬
‫ومال مبن ل مال له‪ ,‬ولاب يمبع مبن ل عقبل له»‪ .‬وقوله‪{ :‬ومبن أراد الَخرة} أي أراد‬
‫الدار الَخرة وما فيها من النعيم والسرور {وسعى لا سعيها} أي طلب ذلك من طريقه‬

‫‪602‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و هو متاب عة الر سول صلى ال عل يه و سلم {و هو مؤ من} أي قل به مؤ من‪ ,‬أي م صدق‬
‫ببببببببببببببببعيهم مشكورا}‪.‬‬ ‫بالثواب والزاء {فأولئك كان سب‬

‫ك مَحْظُورا * انظُ ْر‬ ‫ك َومَا كَا نَ عَطَآءُ َربّ َ‬ ‫ل نّمِ ّد هَـؤُلءِ َوهَـؤُلءِ مِ ْن عَطَآءِ َربّ َ‬‫** ُك ّ‬
‫ب َوأَكْبَ ُر َت ْفضِيلً‬
‫ب عََلىَ َبعْضببٍ وََللَخِ َرةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتب ٍ‬ ‫ضهُمب ْ‬
‫ضلْنَببا َب ْع َ‬
‫َكيْفببَ َف ّ‬
‫يقول تعال‪{ :‬كلً} أي كل واحد من الفريقي الذين أرادوا الدنيا والذين أرادوا الَخرة‬
‫ندهم فيما فيه {من عطاء ربك} أي هو التصرف الاكم الذي ل يور‪ ,‬فيعطي كلً ما‬
‫يستحقه من السعادة والشقاوة‪ ,‬فل راد لكمه ول مانع لا أعطى ول مغي لا أراد‪ ,‬ولذا‬
‫قال {وما كان عطاء ربك مظورا} أي ل ينعه أحد‪ ,‬ول يرده راد‪ .‬قال قتادة {وما كان‬
‫عطاء ر بك مظورا} أي منقو صا‪ ,‬وقال ال سن وغيه‪ :‬أي منوعا‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ان ظر‬
‫كيف فضلنا بعضهم على بعض} أي ف الدنيا‪ ,‬فمنهم الغن والفقي وبي ذلك‪ ,‬والسن‬
‫والقب يح وب ي ذلك‪ ,‬و من يوت صغيا‪ ,‬و من يع مر ح ت يب قى شيخا كبيا‪ ,‬وب ي ذلك‬
‫{وللَخرة أكب درجات وأكب تفضيلً} أي ولتفاوتم ف الدار الَخرة أكب من الدنيا‪,‬‬
‫فإن من هم من يكون ف الدركات ف جه نم و سلسلها وأغلل ا‪ ,‬ومن هم من يكون ف‬
‫الدرجات العليا ونعيمها وسرورها‪ ,‬ث أهل الدركات يتفاتون ف ما هم فيه‪ ,‬كما أن أهل‬
‫الدرجات يتفاوتون‪ ,‬فإن النة مائة درجة ما بي كل درجتي كما بي السماء والرض‪.‬‬
‫وف الصحيحي «إن أهل الدرجات العلى ليون أهل عليي كما ترون الكوكب الغابر ف‬
‫أفق السماء» ولذا قال تعال‪{ :‬وللَخرة أكب درجات وأكب تفضيلً} وف الطبان من‬
‫رواية زاذان عن سلمان مرفوعا «ما من عبد يريد أن يرتفع ف الدنيا درجة فارتفع‪ ,‬إل‬
‫وضعبه ال فب الَخرة أكبب منهبا» ثب قرأ {وللَخرة أكبب درجات وأكبب تفضيلً}‪.‬‬

‫بل مَعببَ اللّهببِ إِلَـببها آخَرَ َفَت ْقعُ َد مَ ْذمُوما ّمخْذُولً‬


‫** ّل تَجْعَب‬
‫يقول تعال‪ ,‬والراد الكلفون من المة‪ :‬ل تعل أيها الكلف ف عبادتك ربك له شريكا‬
‫{فتقعد مذموما} أي على إشراكك به {مذول} لن الرب تعال ل ينصرك بل يكلك‬

‫‪603‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل الذي عبدت معبه‪ ,‬وهبو ل يلك لك ضرا ول نفعا‪ ,‬لن مالك الضبر والنفبع هبو ال‬
‫وحده ل شريبك له‪ ,‬وقبد قال المام أحدب‪ :‬حدثنبا أببو أحدب الزبيي‪ ,‬حدثنبا بشيبببن‬
‫سلمان عن سيار أ ب ال كم‪ ,‬عن طارق بن شهاب‪ ,‬عن ع بد ل بن م سعود قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من أصابته فاقة فأنزلا بالناس ل تسد فاقته‪ ,‬ومن أنزلا‬
‫ل وإ ما غ ن عاجلً» رواه أ بو داود والترمذي من حد يث‬ ‫بال أر سل ال له بالغ ن إ ما آج ً‬
‫بشيبب بببن سببلمان بببه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسببن صببحيح غريببب ‪.‬‬

‫ضىَ َربّ كَ أَ ّل َت ْعبُ ُدوَاْ إِلّ ِإيّا ُه َوبِاْلوَالِ َديْ نِ إِحْ سَانا ِإمّا يَبُْلغَ ّن عِندَ َك الْ ِكبَرَ أَحَ ُدهُمَا َأوْ‬ ‫** وََق َ‬
‫ف وَ َل َتْنهَ ْرهُمَا وَقُل ّلهُمَا َقوْلً َكرِيا * وَا ْخفِضْ َلهُمَا َجنَاحَ الذّلّ‬ ‫ل َتقُل ّلهُمَآ أُ ّ‬ ‫ِكلَهُمَا َف َ‬
‫بغِيا‬ ‫مِنبببَ ال ّرحْ َم ِة وَقُببل رّببببّ ا ْرحَ ْمهُمَببا كَمَببا َرّبيَانِببي صبب َ‬
‫يقول تعال آمرا بعباد ته وحده ل شر يك له‪ ,‬فإن القضاء هه نا بع ن ال مر‪ ,‬قال ما هد‬
‫{وق ضى} يع ن و صى‪ ,‬وكذا قرأ أ ب بن ك عب وا بن م سعود والضحاك بن مزا حم‬
‫{ووصى ربك أن ل تعبدوا إل إياه} ولذا قرن بعبادته ب ّر الوالدين‪ ,‬فقال‪{ :‬وبالوالدين‬
‫إحسانا} أي وأمر بالوالدين إحسانا‪ ,‬كقوله ف الَية الخرى {أن اشكر ل ولوالديك إل‬
‫الصبي}‪ .‬وقوله {إمبا يبلغبن عندك الكبب أحدهاب أو كلهاب فل تقبل لمبا أف} أي ل‬
‫تسمعهما قولً سيئا حت ول التأفيف الذي هو أدن مراتب القول السيء {ول تنهرها}‬
‫أي ول يصدر منك إليهما فعل قبيح‪ ,‬كما قال عطاء بن رباح ف قوله {ول تنهرها} أي‬
‫ل تنفبض يدك عليهمبا‪ ,‬ولاب ناه عبن القول القبيبح والفعبل القبيبح‪ ,‬أمره بالقول والفعبل‬
‫السبن‪ ,‬فقال‪{ :‬وقبل لمبا قولً كريا} أي لينا طيبا حسبنا بتأدب وتوقيب وتعظيبم‪,‬‬
‫{واخفض لما جناح الذي من الرحة} أي تواضع لما بفعلك {وقل رب ارحهما كما‬
‫ربيا ن صغيا} أي ف كبه ا وع ند وفات ما‪ ,‬قال ا بن عباس‪ :‬ث أنزل ال { ما كان لل نب‬
‫والذيبببببن آمنوا أن يسبببببتغفروا للمشركيببببب} الَيبببببة‪.‬‬
‫وقد جاء ف بر الوالدين أحاديث كثية منها الديث الروي من طرق عن أنس وغيه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم لا صعد النب قال‪« :‬آمي آمي آمي» قيل يا رسول ال علم‬
‫أمنت ؟ قال‪« :‬أتان جبيل فقال‪ :‬يا ممد رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليك‪,‬‬

‫‪604‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قل‪ :‬آمي‪ ,‬فقلت آمي‪ ,‬ث قال رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ث خرج فلم يغفر‬
‫له‪ ,‬قل‪ :‬آمي‪ ,‬فقلت آمي‪ ,‬ث قال‪ :‬رغم أنف رجل أدرك والديه أو أحدها فلم يدخله‬
‫بببببب»‪.‬‬ ‫ببببببة‪ ,‬قببببببل‪ :‬آميبببببب‪ ,‬فقلت آميب‬ ‫النب‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬حدثنا علي بن زيد أخبنا زرارة بن أوف‬
‫عن مالك بن الارث‪ ,‬عن رجل منهم أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬من ضم‬
‫يتيما من أبوين مسلمي إل طعامه وشرابه حت يستغن عنه‪ ,‬وجبت له النة البتة‪ ,‬ومن‬
‫أعتق امرأ مسلما‪ ,‬كان فكاكه من النار يزى بكل عضو منه عضوا منه» ث قال‪ :‬حدثنا‬
‫ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬سعت علي بن زيد فذكر معناه‪ ,‬إل أنه قال عن رجل من‬
‫قومه يقال له مالك أو ابن مالك‪ ,‬وزاد «ومن أدرك والديه أو أحدها‪ ,‬فدخل النار فأبعده‬
‫ال»‪.‬‬
‫(حديث آخر) وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان عن حاد بن سلمة‪ ,‬حدثنا علي بن زيد‬
‫عن زرارة بن أوف عن مالك بن عمرو القشيي‪ ,‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪« :‬من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار‪ ,‬فإن كل عظم من عظامه مررة بعظم‬
‫من عظامه‪ ,‬ومن أدرك أحد والديه ث ل يغفر له فأبعده ال عز وجل‪ ,‬ومن ضم يتيما من‬
‫أبويببن مسببلمي إل طعامببه وشرابببه حتبب يغنيببه ال وجبببت له النببة»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا حجاج وممد بن جعفر قال‪ :‬حدثنا شعبة عن‬
‫قتادة‪ ,‬سعت زرارة بن أو ف يدث عن أ ب بن مالك القشيي قال‪ :‬قال ال نب صلى ال‬
‫عليبه وسبلم‪« :‬مبن أدرك والديبه أو أحدهاب ثب دخبل النار مبن بعبد ذلك‪ ,‬فأبعده ال‬
‫بر‪.‬‬‫به زيادات أخب‬ ‫به‪ ,‬وفيب‬
‫بة بب‬‫بن شعبب‬ ‫بي عب‬ ‫بو داود الطيالسب‬‫بحقه»‪ ,‬ورواه أبب‬‫وأسب‬
‫(حد يث آ خر) قال المام أح د حدث نا عفان‪ ,‬حدثنا أ بو عوا نة‪ ,‬حدثنا سهيل بن أ ب‬
‫صال عن أبيه عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «رغم أنف‪ ,‬ث رغم أنف‬
‫ث رغم أنف رجل أدرك أحد أبويه أو كلها عند الكب ول يدخل النة» صحيح من هذا‬
‫الو جه‪ ,‬ول يرجوه‪ ,‬سوى م سلم من حد يث أ ب عوا نة وجر ير و سليمان بن بلل عن‬
‫سبببببببببببببببببهيل ببببببببببببببببببه‪.‬‬

‫‪605‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ربعي بن إبراهيم‪ ,‬قال أحد وهو أخو إساعيل بن‬
‫علية وكان يفضل على أخيه‪ ,‬عن عبد الرحن بن إسحاق‪ ,‬عن سعيد بن أب سعيد عن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل‬
‫علي‪ ,‬ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان فانسلخ فلم يغفر له‪ ,‬ورغم أنف رجل‬
‫أدرك عنده أبواه ال كب‪ ,‬فلم يدخله ال نة» قال رب عي‪ :‬ول أعل مه إل قال «أو أحده ا»‪.‬‬
‫ورواه الترمذي عن أحد بن إبراهيم الدورقي عن ربعي بن إبراهيم‪ ,‬ث قال‪ :‬غريب من‬
‫هذا الوجبببببببببببببببببببببببببببببببببه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يونس بن ممد‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن الغسيل‪,‬‬
‫حدثنا أسيد بن علي عن أبيه علي بن عبيد‪ ,‬عن أب أسيل وهو مالك بن ربيعة الساعدي‬
‫قال‪ :‬بين ما أ نا جالس عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬إذ جاءه ر جل من الن صار‬
‫فقال‪ :‬يا ر سول ال هل ب قي علي من بر أبوي ش يء ب عد موت ما أبره ا به ؟ قال‪« :‬ن عم‬
‫خصال أربع‪ :‬الصلة عليهما‪ ,‬والستغفار لما‪ ,‬وإنفاذ عهدها‪ ,‬وإكرام صديقهما‪ ,‬وصلة‬
‫الرحم الت ل رحم لك إل من قبلهما‪ ,‬فهو الذي بقي عليك من برها بعد موتما» ورواه‬
‫أببو داود واببن ماجبه مبن حديبث عببد الرحنب ببن سبليمان وهبو اببن الغسبيل ببه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا روح‪ ,‬حدثنا ابن جريج‪ ,‬أخبن ممد بن طلحة‬
‫بن عبد ال بن عبد الرحن عن معاوية بن جاهة)السلمي أن جاهة جاء إل النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم فقال يا ر سول ال أردت الغزو وجئ تك أ ستشيك فقال‪« :‬ف هل لك من أم»‬
‫قال نعم قال‪« :‬فالزمها فإن النة عند رجليها» ث الثانية ث الثالثة ف مقاعد شت كمثل‬
‫هذا القول‪ ,‬ورواه النسببائي وابببن ماجببه مببن حديببث ابببن جريببج بببه‪.‬‬
‫(حديث آخر) ب قال المام أحد‪ :‬حدثنا خلف بن الوليد حدثنا ابن عياش عن يي بن‬
‫سعد عن خالد بن معدان عن القدام بن معد يكرب عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«إن ال يو صيكم بآبائ كم إن ال يو صيكم بأمهات كم إن ال يو صيكم بأمهات كم إن ال‬
‫يوصيكم بأمهاتكم إن ال يوصيكم بالقرب فالقرب» وأخرجه ابن ماجه من حديث عبد‬
‫بببببببببببببببه‪.‬‬ ‫بببببببببببببببن عياش بب‬ ‫ال بب‬

‫‪606‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال أحد‪ :‬حدثنا يونس‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن أشعث بن سليم عن أبيه‪,‬‬
‫عن رجل من بن يربوع قال‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم فسمعته وهو يكلم الناس‬
‫ب أدناك أدناك»‪.‬‬‫بك وأخاك‪ ,‬ثب‬ ‫بك وأباك‪ ,‬وأختب‬ ‫با‪ ,‬أمب‬‫بي العليب‬
‫بد العطب‬‫يقول‪« :‬يب‬
‫(حديث آ خر) قال الا فظ أبو ب كر أح د بن عمرو بن ع بد الالق البزار ف مسنده‪:‬‬
‫حدثنا إبراهيم بن الستمر العروقي‪ ,‬حدثنا عمرو بن سفيان‪ ,‬حدثنا السن بن أب جعفر‬
‫ل كان‬ ‫عن ليث بن أب سليم عن علقمة بن مرثد‪ ,‬عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رج ً‬
‫ف الطواف حاملً أمه يطوف با فسأل النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬هل أديت حقها ؟ قال‬
‫«ل ول بزفرة واحدة» أو كما قال‪ ,‬ث قال البزار‪ :‬ل نعلمه يروى إل من هذا الوجه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬والسببببن بببببن أببببب جعفببببر ضعيببببف‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫َانبلِلوّابِيَ َغفُورا‬
‫ّهب ك َ‬
‫حيَ فَِإن ُ‬
‫ُوسبكُمْ إِن تَكُونُواْ صبَالِ ِ‬
‫َمب بِمَا فِي ُنف ِ‬
‫ُمبَأعْل ُ‬
‫** ّربّك ْ‬
‫قال سعيد بن جبي‪ :‬هو الرجل تكون منه البادرة إل أبويه‪ ,‬وف نيته وقلبه أنه ل يؤخذ‬
‫به‪ ,‬و ف روا ية‪ :‬ل ير يد إل ال ي بذلك‪ ,‬فقال‪{ :‬رب كم أعلم ب ا ف نفو سكم إن تكونوا‬
‫صالي}‪ .‬وقوله‪{ :‬فإ نه كان للواب ي غفورا} قال قتادة‪ :‬للمطيع ي أ هل ال صلة‪ ,‬و عن‬
‫ابن عباس‪ :‬السبحي‪ ,‬وف رواية عنه‪ :‬الطيعي الحسني‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬هم الذين يصلون‬
‫بي العشاءين وقال بعضهم‪ :‬هم الذين يصلون الضحى‪ .‬وقال شعبة عن يي بن سعيد عن‬
‫سعيد بن ال سيب ف قوله‪{ :‬فإ نه كان للواب ي غفورا} قال‪ :‬الذ ين ي صيبون الذ نب ث‬
‫يتوبون‪ ,‬ويصيبون الذنب ث يتوبون‪ ,‬وكذا رواه عبد الرزاق عن الثوري ومعمر عن يي‬
‫بن سعيد‪ ,‬عن ا بن ال سيب بنحوه‪ ,‬وكذا رواه الل يث وا بن جر ير عن ا بن ال سيب به‪.‬‬
‫وقال عطاء بن يسار بن جبي وماهد‪ :‬هم الراجعون إل الي‪ .‬وقال ماهد عن عبيد بن‬
‫عم ي ف الَ ية‪ :‬هو الذي إذا ذ كر ذنو به ف اللء في ستغفر ال من ها‪ ,‬وواف قه ما هد ف‬
‫ذلك‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬حدثنا ممد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمي ف‬
‫قوله‪{ :‬فإنه كان للوابي غفورا} قال‪ :‬كنا نعد الواب الفيظ أن يقول‪ :‬اللهم اغفر ل‬
‫ما أصبت ف ملسي هذا‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬والول ف ذلك قول من قال‪ :‬هو التائب من‬
‫الذ نب‪ ,‬الرا جع من الع صية إل الطا عة م ا يكره ال إل ما ي به ويرضاه‪ ,‬وهذا الذي قاله‬

‫‪607‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هو ال صواب‪ ,‬لن الواب مش تق من الوب‪ ,‬و هو الرجوع‪ ,‬يقال‪ :‬آب فلن إذا ر جع‪,‬‬
‫قال تعال‪{ :‬إن إلي نا إياب م} و ف الد يث ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫ببا حامدون»‪.‬‬ ‫ببفر قال‪« :‬آيبون تائبون‪ ,‬عابدون لربنب‬
‫ببن سب‬
‫ببع مب‬ ‫كان إذا رجب‬

‫ي وَابْ َن ال سّبِي ِل وَ َل تُبَ ّذ ْر تَبْذِيرا * إِ نّ الْ ُمبَذّرِي نَ كَاُن َواْ‬


‫سكِ َ‬
‫** وَآ تِ ذَا اْلقُ ْرَبىَ َحقّ هُ وَالْمِ ْ‬
‫شيْطَا نُ ِل َربّ هِ َكفُورا * َوِإمّا ُتعْرِضَ ّن َعْنهُ ُم ابِْتغَآءَ رَ ْح َم ٍة مّن ّربّ كَ‬ ‫شيَاطِيِ وَكَا نَ ال ّ‬ ‫إِ ْخوَا نَ ال ّ‬
‫ببببببُورا‬ ‫ببببببْ َقوْلً ّميْسب‬ ‫تَرْجُوهَببببببا فَقُببببببل ّلهُمب‬
‫لا ذكر تعال بر الوالدين‪ ,‬عطف بذكر الحسان إل القرابة وصلة الرحام‪ ,‬وف الديث‬
‫«أمك وأباك ث أدناك أدناك» وف رواية «ث القرب فالقرب»‪ ,‬وف الديث «من أحب‬
‫أن يبسط له ف رزقه وينسأ له ف أجله‪ ,‬فليصل رحه» وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا‬
‫عباد بن يعقوب‪ ,‬حدث نا أ بو ي ي التمي مي‪ ,‬حدث نا فض يل بن مرزوق عن عط ية عن أ ب‬
‫سعيد قال‪ :‬لا نزلت {وآت ذا القرب حقه} دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم فاطمة‬
‫فأعطاها فدك‪ ,‬ث قال‪ :‬ل نعلم حدث به عن فضيل بن مرزوق إل أبو يي التميمي وحيد‬
‫بن حاد بن أب الوار‪ ,‬وهذا الديث مشكل لو صح إسناده‪ ,‬لن الَية مكية‪ ,‬وفدك إنا‬
‫فتحت مع خيب سنة سبع من الجرة‪ ,‬فكيف يلتئم هذا مع هذا ؟ فهو إذا حديث منكر‪,‬‬
‫والشبه أنه من وضع الرافضة‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقد تقدم الكلم على الساكي وأبناء السبيل‬
‫فببب سبببورة براءة باببب أغنببب عبببن إعادتبببه ههنبببا‪.‬‬
‫وقوله {ول تبذر تبذيرا} لا أمر بالنفاق‪ ,‬نى عن السراف فيه‪ ,‬بل يكون وسطا كما‬
‫قال ف الَ ية الخرى {والذ ين إذا أنفقوا ل ي سرفوا ول يقتروا} الَ ية‪ ,‬ث قال منفرا عن‬
‫التبذ ير وال سرف {إن البذر ين كانوا إخوان الشياط ي} أي أشباه هم ف ذلك‪ .‬قال ا بن‬
‫م سعود‪ :‬التبذ ير النفاق ف غ ي حق‪ ,‬وكذا قال ا بن عباس‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬لو أن فق إن سان‬
‫ماله كله فب القب ل يكبن مبذرا‪ ,‬ولو أنفبق مدا فب غيب حبق كان مبذرا‪ .‬وقال قتادة‪:‬‬
‫التبذيببر النفقببة فبب معصببية ال تعال‪ ,‬وفبب غيبب القبب والفسبباد‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا هاشم بن القاسم‪ ,‬حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد‬
‫بن أب هلل‪ ,‬عن أنس بن مالك رضي ال عنه أنه قال‪ :‬أتى رجل من بن تيم إل رسول‬

‫‪608‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال فقال‪ :‬يا رسول ال إن ذو مال كثي‪ ,‬وذو أهل وولد وحاضرة‪ ,‬فأخبن كيف أنفق‪,‬‬
‫وكيف أصنع ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ترج الزكاة من مالك إن كان‪,‬‬
‫فإناب طهرة تطهرك‪ ,‬وتصبل أقرباءك‪ ,‬وتعرف حبق السبائل والار والسبكي» فقال‪ :‬يبا‬
‫رسول ال أقلل ل ؟ «فآت ذا القرب حقه والسكي وابن السبيل ول تبذر تبذيرا» فقال‪:‬‬
‫ح سب يا ر سول ال إذا أد يت الزكاة إل ر سولك ف قد برئت من ها إل ال وإل ر سوله ؟‬
‫فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ن عم إذا أديت ها إل ر سول ف قد برئت من ها ولك‬
‫بببببب»‪.‬‬ ‫ببببببن بدلاب‬ ‫ببببببا على مب‬ ‫ببببببا‪ ,‬وإثهب‬ ‫أجرهب‬
‫وقوله‪{ :‬إن البذريبن كانوا إخوان الشياطيب} أي فب التبذيبر والسبفه وترك طاعبة ال‬
‫وارتكاب معصيته‪ ,‬ولذا قال {وكان الشيطان لربه كفورا} أي جحودا‪ ,‬لنه أنكر نعمة‬
‫ال عل يه ول يع مل بطاع ته‪ ,‬بل أق بل على مع صيته ومالف ته‪ .‬وقوله‪{ :‬وإ ما تعر ضن عن هم‬
‫ابتغاء رح ة من ر بك} الَ ية‪ ,‬أي إذا سألك أقار بك و من أمرناك بإعطائ هم ول يس عندك‬
‫ش يء‪ ,‬أعر ضت عن هم لف قد النف قة {ف قل ل م قو ًل مي سورا} أي عد هم وعدا ب سهولة‬
‫ولي‪ ,‬إذا جاء رزق ال فسنصلكم إن شاء ال‪ ,‬هكذا فسر قوله‪{ :‬فقل لم قو ًل ميسورا}‬
‫بالوعبد‪ ,‬ماهبد وعكرمبة وسبعيد ببن جببي والسبن وقتادة وغيب واحبد‪.‬‬

‫ك وَ َل َتبْسُ ْطهَا كُ ّل اْلبَسْطِ َفَت ْقعُدَ َملُوما ّمحْسُورا * إِنّ‬


‫جعَ ْل يَ َدكَ َمغْلُوَلةً إَِلىَ ُعُنقِ َ‬
‫** وَ َل تَ ْ‬
‫ب َيبْسببُطُ الرّزْقببَ لِمَبن يَشَآ ُء َويَقْدِرُ إِنّهببُ كَانببَ بِ ِعبَادِهببِ َخبِيا بَصببِيا‬ ‫َربّكبَ‬
‫يقول تعال آمرا بالقت صاد ف الع يش‪ ,‬ذاما للب خل‪ ,‬ناهيا عن ال سرف {ول ت عل يدك‬
‫مغلولة إل عن قك} أي ل ت كن بيلً منوعا‪ ,‬ل تع طي أحدا شيئا‪ ,‬ك ما قالت اليهود ب‬
‫علي هم لعائن ال ب يد ال مغلولة أي ن سبوه إل الب خل‪ ,‬تعال وتقدس الكر ي الوهاب‪,‬‬
‫وقوله {ول تبسطها كل البسط} أي ول تسرف ف النفاق‪ ,‬فتعطي فوق طاقتك‪ ,‬وترج‬
‫أك ثر من دخلك فتق عد ملوما م سورا‪ ,‬وهذا من باب اللف والن شر‪ ,‬أي فتق عد إن بلت‬
‫ملوما يلومك الناس ويذمونك ويستغنون عنك‪ ,‬كما قال زهي بن أب سلمى ف العلقة‪:‬‬
‫ومبببن كان ذا مال فيبخبببل بالعلى قومبببه يسبببتغن عنبببه ويذمبببم‬

‫‪609‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وم ت ب سطت يدك فوق طاق تك‪ ,‬قعدت بل ش يء تنف قه‪ ,‬فتكون كال سي‪ ,‬و هو الدا بة‬
‫التب عجزت عبن السبي فوقفبت ضعفا وعجزا‪ ,‬فإناب تسبمى السبي‪ ,‬وهبو مأخوذ مبن‬
‫الكلل‪ ,‬كما قال {فارجع البصر هل ترى من فطور * ث ارجع البصر كرتي ينقلب إليك‬
‫البصر خاسئا وهو حسي} أي كليل عن أن يرى عيبا‪ ,‬هكذا فسر هذه الَية بأن الراد هنا‬
‫البخل والسرف‪ :‬ابن عباس والسن وقتادة وابن جريج وابن زيد وغيهم‪ .‬وقد جاء ف‬
‫الصحيحي من حديث أب الزناد عن العرج‪ ,‬عن أب هريرة أنه سع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول‪« :‬مثل البخيل والنفق كمثل رجلي عليهما جبتان من حديد من ثديهما‬
‫إل تراقيهما‪ ,‬فأما النفق فل ينفق إل سبغت أو وفرت على جلده حت تفي بنانه وتعفو‬
‫أثره‪ ,‬وأما البخيل فل يريد أن ينفق شيئا إل لزقت كل حلقة منها مكانا‪ ,‬فهو يوسعها فل‬
‫تتسببببببببع» هذا لفببببببببظ البخاري فبببببببب الزكاة‪.‬‬
‫و ف ال صحيحي من طر يق هشام بن عروة عن زوج ته فاط مة ب نت النذر‪ ,‬عن جدت ا‬
‫أ ساء ب نت أ ب ب كر قالت‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أنف قي هكذا وهكذا‬
‫وهكذا ول توعي فيوعي ال عليك‪ ,‬ول توكي فيوكي ال عليك»‪ .‬وف لفظ «ول تصي‬
‫فيحصي ال عليك»‪ .‬وف صحيح مسلم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أب هريرة‬
‫رضبي ال عنبه قال‪ :‬قال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم «إن ال قال ل‪ :‬أنفبق‪ ,‬أنفبق‬
‫عليك» وف الصحيحي من طريق معاوية بن أب مزرد عن سعيد بن يسار عن أب هريرة‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما من يوم يصبح العباد فيه إل‬
‫وملكان ينلن من ال سماء يقول أحده ا‪ :‬الل هم أ عط منفقا خلفا‪ ,‬ويقول الَ خر‪ :‬الل هم‬
‫أعبببببببببببببببط مسبببببببببببببببكا تلفا»‪.‬‬
‫وروى مسلم عن قتيبة عن إساعيل بن جعفر عن العلء عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة مرفوعا‬
‫«ما نقص مال من صدقة‪ ,‬وما زاد ال عبدا أنفق إل عزا‪ ,‬ومن تواضع ل رفعه ال» وف‬
‫حديث أب كثي عن عبد ال بن عمرو مرفوعا «إياكم والشحّ فإنه أهلك من كان قبلكم‪,‬‬
‫أمرهبم بالبخبل فبخلوا‪ ,‬وأمرهبم بالقطيعبة فقطعوا‪ ,‬وأمرهبم بالفجور ففجروا»‪ .‬وروى‬
‫البيهقي من طريق سعدان بن نصر عن أب معاوية عن العمش‪ ,‬عن أبيه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬مبا يرج رجبل صبدقة حتب يفبك ليب سببعي شيطانا»‪.‬‬

‫‪610‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عبيدة الداد‪ ,‬حدثنا سكي بن عبد العزيز‪ ,‬حدثنا إبراهيم‬
‫الجري عن أ ب الحوص‪ ,‬عن ع بد ال بن م سعود قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم «ما عال من اقتصد» وقوله‪{ :‬إن ربك يبسط الرزق لن يشاء ويقدر} إخبارا أنه‬
‫تعال هو الرزاق القابض الباسط التصرف ف خلقه با يشاء‪ ,‬فيغن من يشاء‪ ,‬ويفقر من‬
‫يشاء ل ا له ف ذلك من الك مة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إ نه كان بعباده خبيا ب صيا} أي خبيا‬
‫ب صيا ب ن ي ستحق الغ ن وي ستحق الف قر‪ ,‬ك ما جاء ف الد يث «إن من عبادي ل ن ل‬
‫يصلحه إل الفقر‪ ,‬ولو أغنيته لفسدت عليه دينه‪ ,‬وإن من عبادي لن ل يصلحه إل الغن‪,‬‬
‫ولو أفقرته لفسدت عليه دينه» وقد يكون الغن ف حق بعض الناس استدراجا‪ ,‬والفقر‬
‫عقوبببببببببببببة‪ ,‬عياذا بال مببببببببببببن هذا وهذا‪.‬‬

‫ح ُن نَ ْرزُُقهُ ْم َوِإيّاكُم إ نّ َقتَْل ُه مْ كَا نَ خِطْئا َكبِيا‬


‫شَيةَ ِإمْل قٍ نّ ْ‬
‫** وَ َل َت ْقتُُلوَاْ َأوْلدَكُ مْ خَ ْ‬
‫هذه الَية الكرية دالة على أن ال تعال أرحم بعباده من الوالد بولده‪ ,‬لنه نى عن قتل‬
‫الولد ك ما أو صى الَباء بالولد ف الياث‪ ,‬وكان أ هل الاهل ية ل يورثون البنات بل‬
‫كان أحد هم رب ا ق تل ابن ته لئل تك ثر عليل ته‪ ,‬فن هى ال تعال عن ذلك وقال {ول تقتلوا‬
‫أولد كم خش ية إملق} أي خوف أن تفتقروا ف ثا ن حال‪ ,‬ولذا قدم الهتمام برزق هم‬
‫فقال‪{ :‬نن نرزقهم وإياكم} وف النعام {ول تقتلوا أولدكم من إملق} أي من فقر‬
‫{ن ن نرزق كم وإيا هم}‪ .‬وقوله {إن قتل هم كان خ طأ كبيا} أي ذنبا عظيما‪ ,‬وقرأ‬
‫بعضهم‪ :‬كان خطأ كبيا وهو بعناه‪ ,‬وف الصحيحي عن عبد ال بن مسعود قلت‪ :‬يا‬
‫ر سول ال أي الذ نب أع ظم‪ :‬قال «أن ت عل ل ندا و هو خل قك ب قلت‪ :‬ث أي ؟ ب‬
‫قال‪ :‬أن تق تل ولدك خش ية أن يط عم م عك ب قلت‪ :‬ث أي ؟ ب قال‪ :‬أن تزا ن بليلة‬
‫جارك»‪.‬‬

‫ش ًة وَسببَآءَ سببَبِيلً‬
‫** وَ َل َتقْ َربُواْ ال ّزَنىَ ِإنّهببُ كَانببَ فَاحِ َ‬

‫‪611‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال ناهيا عباده عن الزنا وعن مقاربته ومالطة أسبابه ودواعيه {ول تقربوا الزنا‬
‫إنببه كان فاحشببة} أي ذنبا عظيما {وسبباء سبببيلً} أي بئس طريقا ومسببلكا‪.‬‬
‫وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬حدثنا سليم بن عامر عن أب أمامة أن فت‬
‫شابا أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال ائذن ل بالزنا‪ ,‬فأقبل القوم عليه‬
‫فزجروه‪ ,‬وقالوا‪ :‬مه مه‪ ,‬فقال «ادنه» فدنا منه قريبا‪ ,‬فقال «اجلس» فجلس‪ ,‬فقال «أتبه‬
‫ل مك» ؟ قال‪ :‬ل وال‪ ,‬جعل ن ال فداك‪ ,‬قال‪ :‬ول الناس يبو نه لمهات م‪ ,‬قال‪« :‬أفتح به‬
‫لبن تك ؟» قال‪ :‬ل وال يا ر سول ال‪ ,‬جعل ن ال فداك‪ ,‬قال‪ :‬ول الناس يبو نه لبنات م‪.‬‬
‫قال‪« :‬أفتحبه لختك ؟» قال‪ :‬ل وال‪ ,‬جعلن ال فداك‪ ,‬قال‪ :‬ول الناس يبونه لخواتم‪,‬‬
‫قال «أفتحببه لعمتبك ؟» قال‪ :‬ل وال يبا رسبول ال‪ ,‬جعلنب ال فداك‪ ,‬قال‪ :‬ول الناس‬
‫يبونه لعماتم‪ ,‬قال «أفتحبه لالتك ؟» قال‪ :‬ل وال يا رسول ال‪ ,‬جعلن ال فداك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ول الناس يبو نه لالت م‪ ,‬قال فو ضع يده عل يه‪ ,‬وقال «الل هم اغ فر ذن به‪ ,‬وط هر قل به‪,‬‬
‫وأح صن فر جه» قال‪ :‬فلم ي كن ب عد ذلك الف ت يلت فت إل ش يء‪ ,‬وقال ا بن أ ب الدن يا‪:‬‬
‫حدثنا عمار بن نصر‪ ,‬حدثنا بقية عن أب بكر بن أب مري عن اليثم بن مالك الطائي‪ ,‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند ال من نطفة وضعها‬
‫رجبببببببل فببببببب رحبببببببم ل يلببببببب له»‪.‬‬

‫س اّلتِي َحرّمَ اللّهُ إِ ّل بِالَ ّق َومَن ُقتِ َل مَظْلُوما َفقَدْ َج َع ْلنَا ِلوَِليّهِ سُلْطَانا َف َ‬
‫ل‬ ‫** وَ َل َت ْقتُلُوْا النّفْ َ‬
‫ب َمنْصبببببُورا‬ ‫ببببي اْلقَتْلِ ِإنّهبببببُ كَانبببب َ‬ ‫يُسبببببْرِف فّب‬
‫يقول تعال ناهيا عن قتل النفس بغي حق شرعي‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ل يل دم امرىء مسلم يشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا‬
‫رسبول ال‪ ,‬إل بإحدى ثلث‪ :‬النفبس بالنفبس‪ ,‬والزانب الحصبن‪ ,‬والتارك لدينبه الفارق‬
‫للجماعة»‪ .‬وف السنن «لزوال الدنيا عند ال أهون من قتل مسلم»‪ .‬وقوله‪{ :‬ومن قتل‬
‫مظلوما ف قد جعل نا لول يه سلطانا} أي سلطة على القا تل‪ ,‬فإ نه باليار ف يه إن شاء قتله‬
‫قودا‪ ,‬وإن شاء عفا عنه على الدية‪ ,‬وإن شاء عفا عنه مانا‪ ,‬كما ثبتت السنة بذلك‪ ,‬فإنه‬
‫باليار المام البب اببن عباس مبن عموم هذه الَيبة الكريةب وليبة معاويبة السبلطنة أنبه‬

‫‪612‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سيملك لنه كان ول عثمان‪ ,‬وقد قتل مظلوما رضي ال عنه‪ ,‬وكان معاوية يطالب عليا‬
‫ر ضي ال ع نه أن ي سلمه قتل ته ح ت يق تص من هم‪ ,‬ل نه أموي‪ ,‬وكان علي ر ضي ال ع نه‬
‫يستمهله ف المر حت يتمكن ويفعل ذلك‪ ,‬ويطلب علي من معاوية أن يسلمه الشام فيأب‬
‫معاوية ذلك‪ ,‬حت يسمله القتلة‪ ,‬وأب أن يبايع عليا هو وأهل الشام‪ ,‬ث مع الطاولة تكن‬
‫معاوية و صار ال مر إليه‪ ,‬ك ما قاله ا بن عباس واستنبطه من هذه الَية الكري ة‪ ,‬وهذا من‬
‫المببببببببببببببببر العجببببببببببببببببب‪.‬‬
‫وقد روى ذلك الطبان ف معجمه حيث قال‪ :‬حدثنا يي بن عبد البا قي‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫عم ي بن النحاس‪ ,‬حدث نا ضمرة بن ربي عة عن ا بن شودب عن م طر الوراق‪ ,‬عن زهدم‬
‫الرمي قال‪ :‬كنا ف سر ابن عباس فقال‪ :‬إن مدثكم بديث ليس بسر ول علنية‪ ,‬إنه لا‬
‫كان من أ مر هذا الر جل ما كان (يع ن عثمان)‪ ,‬قلت لعلي‪ :‬اعتزل فلو ك نت ف ج حر‬
‫طلبت حت تستخرج فعصان‪ ,‬واي ال ليتأمرن عليكم معاوية‪ ,‬وذلك أن ال يقول‪{ :‬ومن‬
‫قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فل يسرف ف القتل} الَية‪ ,‬وليحملنكم قريش على‬
‫سنة فارس والروم‪ ,‬وليقيمن عليكم النصارى واليهود والجوس‪ ,‬فمن أخذ منكم يومئذ با‬
‫يعرف ناب‪ ,‬ومبن ترك بب وأنتبم تاركون بب كنتبم كقرن مبن القرون هلك فيمبن هلك‬
‫وقوله‪{ :‬فل يسرف ف القتل} قالوا‪ :‬معناه فل يسرف الول ف قتل القاتل بأن يثل به أو‬
‫يقتص من غي القاتل‪ .‬وقوله‪{ :‬إنه كان منصورا} أي إن الول منصور على القاتل شرعا‬
‫وغالبا قدرا‪.‬‬

‫** وَ َل َتقْ َربُواْ مَا َل اْلَيتِيمِ إِلّ بِاّلتِي هِيَ أَحْسَنُ َحّتىَ َيبْلُغَ َأشُدّ ُه َوَأوْفُوْا بِاْل َعهْدِ ِإنّ اْل َعهْدَ كَانَ‬
‫سَتقِيمِ ذَلِ كَ َخيْ ٌر َوأَحْ سَ ُن َت ْأوِيلً‬ ‫س الْمُ ْ‬ ‫سؤُولً * َوَأوْفُوا اْل َكيْلَ إِذا ِك ْلتُ ْم وَ ِزنُوْا بِالقِ سْطَا ِ‬ ‫مَ ْ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ول تقربوا مال اليتيم إل بالت هي أحسن حت يبلغ أشده} أي ل تتصرفوا‬
‫فب مال اليتيبم إل بالغبطبة {ول تأكلوهبا إسبرافا وبدارا أن يكببوا ومبن كان غنيا‬
‫فليستعفف ومن كان فقيا فليأكل بالعروف} وقد جاء ف صحيح مسلم أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال لب ذر‪« :‬يا أبا ذر إن أراك ضعيفا‪ ,‬وإن أحب لك ما أحب‬
‫لنفسبي‪ :‬ل تأمرن على اثنيب‪ ,‬ول توليب مال اليتيبم» وقوله {وأوفوا بالعهبد} أي الذي‬

‫‪613‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعاهدون عليه الناس والعقود الت تعاملونم با‪ ,‬فإن العهد والعقد كل منهما يسأل صاحبه‬
‫عنببببببه {إن العهببببببد كان مسببببببئولً} أي عنببببببه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأوفوا الكيبل إذا كلتبم} أي مبن غيب تطفيبف ول تبخسبوا الناس أشياءهبم‪,‬‬
‫{وزنوا بالقسطاس} قرىء بضم القاف وكسرها‪ ,‬كالقرطاس‪ ,‬وهو اليزان‪ .‬وقال ماهد‪:‬‬
‫هبو العدل بالروميبة‪ .‬وقوله‪{ :‬السبتقيم} أي الذي ل اعوجاج فيبه ول انراف ول‬
‫اضطراب {ذلك خي} أي لكم ف معاشكم ومعادكم‪ ,‬ولذا قال {وأحسن تأويل} أي‬
‫مآل ومنقلبا ف آخرتكم‪ ,‬قال سعيد عن قتادة {ذلك خي وأحسن تأويل} أي خي ثوابا‬
‫وأحسن عاقبة‪ .‬وابن عباس كان يقول‪ :‬يا معشر الوال إنكم وليتم أمرين بما هلك الناس‬
‫قبل كم‪ ,‬هذا الكيال‪ ,‬وهذا اليزان‪ ,‬قال‪ :‬وذ كر ل نا أن نب ال عل يه ال صلة وال سلم كان‬
‫يقول «ل يقدر رجل على حرام ث يدعه ليس به إل مافة ال‪ ,‬إل أبدله ال به ف عاجل‬
‫الدنيببببا قبببببل الَخرة مببببا هببببو خيبببب له مببببن ذلك»‪.‬‬

‫ك بِ ِه عِلْ مٌ إِ ّن ال سّمْ َع وَالْبَ صَ َر وَاْل ُفؤَادَ كُلّ أُول ـئِكَ كَا نَ َعنْ ُه‬
‫ف مَا َليْ سَ لَ َ‬
‫** وَ َل َتقْ ُ‬
‫بؤُولً‬ ‫مَسببببببببببببببببببببببببببببببببب ْ‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس يقول‪ :‬ل تقل‪ .‬وقال العوف‪ :‬ل ترم أحدا با ليس‬
‫لك به علم‪ .‬وقال ممد بن النفية‪ :‬يعن شهادة الزور‪ .‬وقال قتادة‪ :‬ل تقل رأيت ول تر‪,‬‬
‫وسعت ول تسمع‪ ,‬وعلمت ول تعلم‪ ,‬فإن ال تعال سائلك عن ذلك كله‪ ,‬ومضمون ما‬
‫ذكروه أن ال تعال نى عن القول بل علم بل بالظن الذي هو التوهم واليال‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬اجتنبوا كثيا من الظن إن بعض الظن إث} وف الديث «إياكم والظن فإن الظن‬
‫أكذب الديث»‪ .‬وف سنن أب داود «بئس مطية الرجل زعموا» وف الديث الَخر «إن‬
‫أفرى الفرى أن يري الر جل عين يه ما ل تر يا»‪ .‬و ف ال صحيح « من تلم حلما كلف يوم‬
‫بببل»‪.‬‬ ‫بببس بفاعب‬ ‫ببب وليب‬ ‫ببب شعيتيب‬ ‫بببد بيب‬ ‫بببة أن يعقب‬ ‫القيامب‬
‫وقوله‪{ :‬كل أولئك} أي هذه الصفات من السمع والبصر والفؤاد {كان عنه مسئول}‬
‫أي سيسأل العبد عنها يوم القيامة‪ ,‬وتسأل عنه عما عمل فيها‪ ,‬ويصح استعمال أولئك‬
‫مكان تلك‪ ,‬كمبببببببببببببا قال الشاعبببببببببببببر‪:‬‬

‫‪614‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذم النازل بعبببببببببببببببببببببببببببد منلة اللوى‬
‫والعيببببببببببببببش بعببببببببببببببد أولئك اليام‬

‫جبَا َل طُولً * كُلّ ذَلِ َ‬


‫ك‬ ‫ض وَلَن َتبْلُ َغ الْ ِ‬
‫** وَ َل تَمْشِ فِي الرْضِ مَرَحا ِإنّكَ لَن تَخْرِقَ الرْ َ‬
‫ب َمكْرُوها‬‫بّيئُهُ ِعنْدَ َربّكبببببببب َ‬ ‫كَانبببببببببَ سبببببببب َ‬
‫يقول تعال ناهيا عباده عن التجب والتبختر ف الشية {ول تش ف الرض مرحا} أي‬
‫ل م شي البار ين {إ نك لن ترق الرض} أي لن تق طع بش يك‪ ,‬قاله ا بن‬ ‫متبخترا متماي ً‬
‫جريببببر‪ ,‬واسببببتشهد عليببببه بقول رؤبببببة بببببن العجاج‪:‬‬
‫وقاتببببببببب العماق خاوي الخترقبببببببببن‬
‫وقوله‪{ :‬ولن تبلغ البال طولً} أي بتمايلك وفخرك وإعجابك بنفسك‪ ,‬بل قد يازى‬
‫فا عل ذلك بنق يض ق صده‪ ,‬ك ما ث بت ف ال صحيح «بين ما ر جل ي شي في من كان قبل كم‬
‫وعليبه بردان يتبختبر فيهمبا‪ ,‬إذ خسبف ببه الرض فهبو يتجلجبل فيهبا إل يوم القيامبة»‬
‫وكذلك أخب ال تعال عن قارون أنه خرج على قومه ف زينته‪ ,‬وأن ال تعال خسف به‬
‫وبداره الرض‪ ,‬و ف الد يث « من توا ضع ل رف عه ال‪ ,‬ف هو ف نف سه حق ي وع ند الناس‬
‫كبي‪ ,‬ومن استكب وضعه ال فهو ف نفسه كبي وعند الناس حقي‪ ,‬حت لو أبغض إليهم‬
‫من الكلب والنير‪ ,‬وقال أبو بكر بن أب الدنيا ف كتاب المول والتواضع‪ :‬حدثنا أحد‬
‫بن إبراهيم بن كثي‪ ,‬حدثنا حجاج بن ممد عن أب بكر الذل قال بينما نن مع السن‬
‫إذ مر عليه ابن الهيم يريد النصور‪ ,‬وعليه جباب خز قد نضد بعضها فوق بعض على‬
‫ساقه‪ ,‬وانفرج عنها قباؤه‪ ,‬وهو يشي ويتبختر‪ ,‬إذ نظر إليه السن نظرة فقال‪ :‬أف أف‪,‬‬
‫شامخ بأنفه‪ ,‬ثان عطفه‪ ,‬مصعر خده‪ ,‬ينظر ف عطفيه‪ ,‬أي حيق ينظر ف عطفه ف نعم‬
‫غ ي مشكورة ول مذكورة‪ ,‬غي الأخوذ بأمر ال فيها‪ ,‬ول الؤدي حق ال من ها‪ ,‬وال أن‬
‫يشي أحدهم طبيعته يتلجلج تلجلج الجنون ف كل عضو منه نعمة‪ ,‬وللشيطان به لعنة‪,‬‬
‫فسمعه ابن الهيم فرجع يعتذر إل يه‪ ,‬فقال‪ :‬ل تعتذر إل وتب إل ربك‪ ,‬أما سعت قول‬
‫ال تعال‪{ :‬ول تشب فب الرض مرحا إنبك لن ترق الرض ولن تبلغ البال طول}‪.‬‬

‫‪615‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورأى البختري العابد رجلً من آل علي يشي وهو يطر ف مشيته‪ ,‬فقال له‪ :‬يا هذا‪ ,‬إن‬
‫الذي أكرمك به ل تكن هذه مشيته‪ ,‬قال‪ :‬فتركها ورأى ابن عمر رجلً يطر ف مشيته‪,‬‬
‫فقال‪ :‬إن للشياطيب إخوانا‪ .‬وقال خالد ببن معدان‪ :‬إياكبم والطبر‪ ,‬فإن الر جل يده مبن‬
‫سائر ج سده‪ ,‬رواه ا ا بن أ ب الدن يا‪ ,‬وقال ا بن أ ب الدن يا‪ :‬حدث نا خلف بن هشام البزار‪,‬‬
‫حدث نا حاد بن ز يد عن ي ي عن سعيد عن ب نس قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪« :‬إذا م شت أم ت الطيطاء‪ ,‬وخدمت هم فارس والروم‪ ,‬سلط بعض هم على ب عض»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬كل ذلك كان سئيه عند ربك مكروها} أما من قرأ سيئة‪ ,‬أي فاحشة فمعناه‬
‫عنده كل هذا الذي نيناه عنه من قوله‪{ :‬ول تقتلوا أولدكم خشية إملق} إل هنا فهو‬
‫سيئه مؤا خذ علي ها مكروه ع ند ال ل ي به ول يرضاه‪ ,‬وأ ما من قرأ سيئه على الضا فة‬
‫فمعناه عنده كل هذا الذي ذكرناه من قوله‪{ :‬وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه} إل هنا‬
‫بر رحه ب ال‪.‬‬ ‫بن جريب‬ ‫به ذلك ابب‬
‫بد ال‪ ,‬هكذا وجب‬ ‫ببيحه مكروه عنب‬ ‫بيئه أي فقب‬
‫فسب‬

‫جعَ ْل َم عَ اللّ هِ إِلَ ـها آ َخرَ َفتُ ْل َقىَ فِي‬


‫حكْ َمةِ وَ َل تَ ْ‬
‫ك مِ نَ الْ ِ‬
‫ك مِمّآ َأوْ َحىَ إِلَيْ كَ َربّ َ‬
‫** ذَلِ َ‬
‫َج َهنّمببببببببببببببببببببببببببببَ َملُوما مّ ْدحُورا‬
‫يقول تعال‪ :‬هذا الذي أمرناك ببه مبن الخلق الميلة‪ ,‬ونيناك عنبه مبن الصبفات‬
‫الرذيلة‪ ,‬م ا أوحي نا إل يك يا م مد لتأ مر به الناس‪{ ,‬ول ت عل مع ال إلا آ خر فتل قى ف‬
‫جه نم ملوما} أي تلو مك نف سك ويلو مك ال واللق‪{ ,‬مدحورا} أي مبعدا من كل‬
‫خي‪ ,‬قال ابن عباس وقتادة‪ :‬مطرودا‪ ,‬والراد من هذا الطاب المة بواسطة الرسول صلى‬
‫ببوم‪.‬‬ ‫ببه معصب‬ ‫ببلمه عليب‬ ‫ببلوات ال وسب‬ ‫ببه صب‬ ‫ببلم‪ ,‬فإنب‬ ‫ببه وسب‬ ‫ال عليب‬

‫** أََفأَص ْبفَاكُمْ َربّكُم بِاْلبَنِيَ وَاتّخَ َذ مِنَب الْمَلِئ َكةِ ِإنَاثا إِّنكُم ْبَلَتقُولُونَب َقوْ ًل عَظِيما‬
‫يقول تعال رادا على الشرك ي الكاذب ي الزاعم ي‪ ,‬علي هم لعائن ال‪ :‬أن اللئ كة بنات‬
‫ال‪ ,‬فجعلوا اللئ كة الذ ين هم عباد الرح ن إناثا‪ ,‬ث ادعوا أن م بنات ال‪ ,‬ث عبدو هم‬
‫فأخطأوا ف كل من القامات الثلث خ طأ عظيما‪ ,‬فقال تعال منكرا عليهم {أفأ صفاكم‬

‫‪616‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ربكم بالبني} أي خصصكم بالذكور {واتذ من اللئكة إناثا} أي واختار لنفسه على‬
‫زعمكبم البنات‪ ,‬ثب شدد النكار عليهبم فقال‪{ :‬إنكبم لتقولون قولً عظيما} أي فب‬
‫زعم كم أن ل ولدا‪ ,‬ث جعل كم ولده الناث ال ت تأنفون أن ي كن ل كم ورب ا قتلتمو هن‬
‫بالوأد‪ ,‬فتلك إدا ق سمة ضيزى‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وقالوا ات ذ الرح ن ولدا * ل قد جئ تم شيئا‬
‫إدّا * تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الرض وتر البال هدا * أن دعوا للرحن ولدا‬
‫* وما ينبغي للرحن أن يتخذ ولدا * إن كل من ف السموات والرض إل آت الرحن‬
‫عبدا‪ ,‬لقببد أحصبباهم وعدهببم عدا * وكلهببم آتيببه يوم القيامببة فردا}‪.‬‬

‫ب إِ ّل ُنفُورا‬
‫ب ِليَذّ ّكرُوْا وَمَبا يَزِي ُدهُم ْ‬
‫برّ ْفنَا فِبي هَـبذَا اْلقُرْآن ِ‬
‫** وََلقَدْ ص َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ول قد صرفنا للناس ف هذا القرآن من كل م ثل} أي صرفنا ف يه من‬
‫الوع يد لعل هم يذكرون ما ف يه من ال جج والبينات والوا عظ‪ ,‬فينجروا ع ما هم ف يه من‬
‫الشرك والظلم والفبك‪{ ,‬ومبا يزيدهبم} أي الظاليب منهبم {إل نفورا} أي عبن القب‬
‫وبعدا منبببببببببببببببببببببببببببببببببه‪.‬‬

‫** ُقلْ ّلوْ كَا َن َمعَهُ آِل َهةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذا ّلْبَت َغوْاْ إَِلىَ ذِي اْلعَرْشِ َسبِيلً * ُسبْحَانَهُ َوَتعَاَلىَ‬
‫بببببببببببببا َيقُولُونببببببببببببببَ عُُلوّا َكبِيا‬ ‫عَمّب‬
‫يقول تعال‪ :‬قل يا ممد لؤلء الشركي الزاعمي أن ل شريكا من خلقه‪ ,‬العابدين معه‬
‫غيه‪ ,‬ليقربم إليه زلفى لو كان المر كما يقولون‪ ,‬وأن معه آلة تعبد لتقرب إليه وتشفع‬
‫لديه‪ ,‬لكان أولئك العبودون يعبدونه ويتقربون إليه ويبتغون إليه الوسيلة والقربة‪ ,‬فاعبدوه‬
‫أن تم وحده ك ما يعبده من تدعو نه من دو نه‪ ,‬ول حا جة ل كم إل معبود يكون و ساطة‬
‫بين كم وبي نه‪ ,‬فإ نه ل ي ب ذلك ول يرضاه‪ ,‬بل يكر هه ويأباه‪ ,‬و قد ن ى عن ذلك على‬
‫أل سنة ج يع ر سله وأ نبيائه‪ ,‬ث نزه نف سه الكري ة وقدّ سها فقال‪ { :‬سبحانه وتعال ع ما‬
‫يقولون} أي هؤلء الشركون العتدون الظالون فب زعمهبم أن معبه آلةب أخرى {علوا‬

‫‪617‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كبيا} أي تعاليا كبيا‪ ,‬بل هو ال الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا‬
‫أحبببببببببببببببببببببببببببببببببببد‪.‬‬

‫حمْ َد ِه وَلَـكِن‬
‫سبّ ُح بِ َ‬
‫سبْ ُع وَال ْرضُ َومَن فِيهِ ّن َوإِن مّن َشيْءٍ إِلّ يُ َ‬
‫سبّحُ لَهُ السّمَاوَاتُ ال ّ‬
‫** تُ َ‬
‫حهُمْ ِإنّهبببببُ كَانبببببَ َحلِيما غَفُورا‬ ‫ببِي َ‬
‫ّل َتفْ َقهُونبببببَ تَسبببب ْ‬
‫يقول تعال‪ :‬تقد سه ال سموات ال سبع والرض و من في هن‪ ,‬أي من الخلوقات‪ ,‬وتن هه‬
‫وتعظمبه وتبجله وتكببه ع ما يقول هؤلء الشركون‪ ,‬وتشهبد له بالوحدانيبة ف ربوبيتبه‬
‫وإليتببببببببببببببببببببببببببببببببببه‪:‬‬
‫ببببد‬ ‫ببببه واحب‬ ‫ببببء له آيةتدل على أنب‬ ‫ببببل شيب‬ ‫ببببي كب‬ ‫ففب‬
‫كمبا قال تعال‪{ :‬تكاد السبموات يتفطرن منبه وتنشبق الرض وترب البال هدا * أن‬
‫دعوا للرحن ولدا} وقال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا علي بن عبد العزيز‪ ,‬حدثنا سعيد بن‬
‫من صور‪ ,‬حدث نا م سكي بن ميمون مؤذن م سجد الرملة‪ ,‬حدث نا عروة بن رو ي عن ع بد‬
‫الرح ن بن قرط أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ليلة أ سري به إل ال سجد الق صى‪,‬‬
‫كان ب ي القام وزمزم‪ ,‬جب يل عن يي نه وميكائ يل عن ي ساره‪ ,‬فطارا ح ت بلغ ال سموات‬
‫ال سبع‪ .‬فل ما ر جع قال‪ « :‬سعت ت سبيحا ف ال سموات العلى مع ت سبيح كث ي سبحت‬
‫السبموات العلى‪ ,‬مبن ذي الهاببة مشفقات لذي العلو باب عل‪ ,‬سببحان العلي العلى‬
‫سبببببببببببببببببببببببببببببببحانه وتعال»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن من ش يء إل ي سبح بمده} أي و ما من ش يء من الخلوقات إل ي سبح‬
‫بمد ال {ولكن ل تفقهون تسبيحهم} أي ل تفقهون تسبيحهم أيها الناس‪ ,‬لنا بلف‬
‫لغاتكم‪ ,‬وهذا عام ف اليوانات والمادات والنباتات‪ ,‬وهذا أشهر القولي‪ ,‬كما ثبت ف‬
‫صحيح البخاري عن ا بن م سعود أ نه قال‪ :‬ك نا ن سمع ت سبيح الطعام و هو يؤ كل‪ .‬و ف‬
‫حد يث أ ب ذر أن ال نب صلى ال عل يه و سلم أ خذ ف يده ح صيات ف سمع ل ن ت سبيح‬
‫كحني النحل‪ ,‬وكذا ف يد أب بكر وعمر وعثمان رضي ال عنهم‪ ,‬وهو حديث مشهور‬
‫ف السانيد وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا زبان عن سهل بن‬
‫معاذ عن ابن أنس‪ ,‬عن أبيه رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه دخل‬

‫‪618‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على قوم وهم وقوف على دواب لم ورواحل‪ ,‬فقال لم «اركبوها سالة ودعوها سالة‪,‬‬
‫ول تتخذو ها كرا سي لحاديث كم ف الطرق وال سواق‪ ,‬فرب مركو بة خ ي من راكب ها‪,‬‬
‫وأكثببببببببببببببر ذكرا ل منببببببببببببببه»‪.‬‬
‫وف سنن النسائي عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن‬
‫ق تل الضفدع‪ ,‬وقال «نقيق ها ت سبيح»‪ .‬وقال قتادة عن ع بد ال بن أ ب عن ع بد ال بن‬
‫عمرو أن الرجبل إذا قال ل إله إل ال‪ ,‬ف هي كلمبة الخلص التب ل يقببل ال من أ حد‬
‫عملً حت يقولا‪ ,‬وإذا قال‪ :‬المد ل‪ ,‬فهي كلمة الشكر الت ل يشكر ال عبد قط حت‬
‫يقولا‪ ,‬وإذا قال‪ :‬ال أكب‪ ,‬فهي تل ما بي السماء والرض‪ ,‬وإذا قال‪ :‬سبحان ال‪ ,‬فهي‬
‫صلة اللئق ال ت ل يدع ال أحدا من خل قه إل قرره بال صلة والت سبيح‪ .‬وإذا قال‪ :‬ل‬
‫حول ول قوة إل بال‪ ,‬قال‪ :‬أسببببببببلم عبدي واسببببببببتسلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا وهب بن جرير‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬سعت ال صّقعب بن زهي يدث‬
‫عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬أتى النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أعراب عليه جبة من طيالسة مكفوفة بديباج‪ ,‬أو مزورة بديباج‪ ,‬فقال‪ :‬إن صاحبكم‬
‫هذا يريد أن يرفع كل راع بن راع ويضع كل رأس بن رأس‪ ,‬فقام إليه النب صلى ال عليه‬
‫و سلم مغضبا فأ خذ بجا مع جب ته فاجتذ به فقال‪« :‬ل أرى عل يك ثياب من ل يع قل» ث‬
‫ر جع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فجلس‪ ,‬فقال‪« :‬إن نوحا عل يه ال سلم ل ا حضر ته‬
‫الوفاة د عا ابن يه فقال‪ :‬إ ن قاص عليك ما الو صية آمرك ما باثنت ي‪ ,‬وأناك ما عن اثنت ي‪,‬‬
‫أناكما عن الشرك بال والكب‪ ,‬وآمركما بل إله إل ال فإن السموات والرض وما فيها‬
‫لو وضعت ل إله إل ال عليهما‪ ,‬لقصمتهما أو لفصمتهما‪ ,‬وآمركما بسبحان ال وبمده‪,‬‬
‫فإنا صلة كل شيء وبا يرزق كل شيء» ورواه المام أحد أيضا عن سليمان بن حرب‬
‫عبن حاد ببن زيبد عبن مصبعب ببن زهيب ببه أطول مبن هذا وتفرد ببه‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن نصر بن عبد الرحن الودي‪ ,‬حدثنا ممد بن يعلى عن موسى‬
‫بن عبيدة عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن جابر بن عبد ال رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬أل أخبكم بشيء امر به نوح ابنه ؟ إن نوحا عليه السلم قال لبنه‪ :‬يا‬
‫ب ن آمرك أن تقول‪ :‬سبحان ال‪ ,‬فإن ا صلة اللق وت سبيح اللق‪ ,‬وب ا يزرق اللق» قال‬

‫‪619‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال تعال‪{ :‬وإن من شيء إل يسبح بمده} إسناده فيه ضعف‪ ,‬فإن الودي ضعيف عند‬
‫الكثرين‪ .‬وقال عكرمة ف قوله تعال‪{ :‬وإن من شيء إل يسبح بمده} قال السطوانة‬
‫تسبح والشجرة تسبح ب السطوانة ب السارية وقال بعض السلف‪ :‬صرير الباب تسبيحه‬
‫وخرير الاء تسبيحه قال ال تعال {وإن من شيء إل يسبح بمده} وقال سفيان الثوري‬
‫عن منصور عن إبراهيم قال‪ :‬الطعام يسبح‪ ,‬ويشهد لذا القول آية السجدة ف الج‪ ,‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬إناببب يسببببح مبببا كان فيبببه روح‪ ,‬يعنون مبببن حيوان ونبات‪.‬‬

‫قال قتادة ف قوله‪{ :‬وإن من شيء إل يسبح بمده} قال‪ :‬كل شيء فيه روح يسبح من‬
‫ش جر أو ش يء ف يه‪ ,‬وقال ال سن والضحاك ف قوله {وإن من ش يء إل ي سبح بمده}‬
‫قال‪ :‬كل شيء فيه الروح‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن حيد‪ ,‬حدثنا يي بن واضح‬
‫وزيد بن حباب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير أبو الطاب‪ ,‬قال كنا مع يزيد الرقاشي ومعه السن‬
‫ف طعام‪ ,‬فقدموا الوان‪ ,‬فقال يزيد الرقاشي‪ :‬يا أبا سعد‪ ,‬يسبح هذا الوان ؟ فقال‪ :‬كان‬
‫يسبح مرة ب قلت‪ :‬الوان هو الائدة من الشب ب فكأن السن رحه ال‪ ,‬ذهب إل أنه‬
‫ل ا كان حيا ف يه خضرة كان يسبح‪ ,‬فلما قطع و صار خشبة ياب سة انقطع ت سبيحه‪ ,‬و قد‬
‫يستأنس لذا القول بديث ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلممر بقبين فقال‬
‫«إن ما لعذبان وما يعذبان ف كبي‪ ,‬أ ما أحدها فكان ل ي ستنه من البول‪ ,‬وأما الَ خر‬
‫فكان يشي بالنميمة» ث أخذ جريدة رطبة فشقها نصفي‪ ,‬ث غرز ف كل قب واحدة‪ ,‬ث‬
‫قال «لعله يفف عنهما ما ل ييبسا» أخرجاه ف الصحيحي‪ ,‬قال بعض من تكلم على هذ‬
‫الديث من العلماء‪ :‬إنا قال ما ل ييبسا لن ما يسبحان ما دام فيه ما خضرة‪ ,‬فإذا يبسا‬
‫انقطبببببببببببببع تسببببببببببببببيحهما‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله {إنه كان حليما غفورا} أي ل يعاجل من عصاه بالعقوبة بل يؤجله وينظره‪ ,‬فإن‬
‫استمر على كفره وعناده أخذه أخذ عزيز مقتدر‪ ,‬كما جاء ف الصحيحي «إن ال ليملي‬
‫للظال ح ت إذا أخذه ل يفل ته»‪ ,‬ث قرأ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم {وكذلك أ خذ‬
‫ر بك إذا أ خذ القرى و هي ظال ة} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وكأ ين من قر ية أمل يت ل ا و هي‬
‫ظالة} الَية‪ ,‬وقال {كأين من قرية أهلكناها وهي ظالة} الَيتي‪ ,‬ومن أقلع عما هو فيه‬

‫‪620‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من ك فر أو ع صيان‪ ,‬ور جع إل ال تاب إل يه وتاب عل يه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و من يع مل‬
‫سوءا أو يظلم نفسه ث يستغفر ال} الَية‪ ,‬وقال ههنا {إنه كان حليما غفورا} كما قال‬
‫ف آخر فاطر {إن ال يسك السموات والرض أن تزول ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد‬
‫من بعده إ نه كان حليما غفورا} إل أن قال {ولو يؤا خذ ال الناس} إل آ خر ال سورة‪.‬‬

‫ستُورا *‬ ‫ك َوَبيْ َن الّذِي نَ َل ُي ْؤ ِمنُو نَ بِالَ ِخ َرةِ حِجَابا مّ ْ‬


‫ت اْلقُرآ نَ َجعَلْنَا َبْينَ َ‬ ‫** َوإِذَا َق َرأْ َ‬
‫وَ َجعَ ْلنَا عََلىَ قُلُوِبهِمْ أَكِّنةً أَن َي ْف َقهُوهُ وَفِيَ آذَاِنهِ ْم وَقْرا َوإِذَا ذَ َكرْتَ َربّكَ فِي اْلقُرْآ ِن وَحْدَهُ‬
‫ب ُنفُورا‬‫وَّلوْْا عََلىَ أَ ْدبَا ِرهِمبببببببببببببببببببببببببب ْ‬
‫يقول تعال لرسوله ممد صلى ال عليه وسلم‪ :‬وإذا قرأت يا ممد على هؤلء الشركي‬
‫القرآن‪ ,‬جعلنا بينك وبينهم حجابا مستورا‪ .‬قال قتادة وابن زيد‪ :‬هو الكنة على قلوبم‪,‬‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬وقالوا قلوب نا ف أك نة م ا تدعو نا إل يه و ف آذان نا و قر و من بين نا وبي نك‬
‫حجاب} أي ما نع حائل أن ي صل إلي نا م ا تقول ش يء‪ .‬وقوله {حجابا م ستورا} بع ن‬
‫ساتر كميمون ومشؤوم بعن يامن وشائم‪ ,‬لنه من ينهم وشؤمهم‪ ,‬وقيل‪ :‬مستورا عن‬
‫الب صار فل تراه و هو مع ذلك حجاب بين هم وب ي الدى‪ ,‬ومال إل ترجي حه ا بن جر ير‬
‫رحهببببببببببببببببببببببببببببببببب ال‪.‬‬
‫وقال الا فظ أ بو يعلى الو صلي‪ :‬حدث نا أ بو مو سى الروي إ سحاق بن إبراه يم‪ ,‬حدث نا‬
‫سفيان عن الوليد بن كثي‪ ,‬عن يزيد بن تدرس‪ ,‬عن أساء بنت أب بكر رضي ال تعال‬
‫عن ها قالت‪ :‬ل ا نزلت {ت بت يدا أ ب ل ب} جاءت العوراء أم ج يل ول ا ولولة و ف يد ها‬
‫فهر وهي تقول‪ :‬مذما أتينا ب أو أبينا ب قال أبو موسى‪ :‬الشك من‪ ,‬ودينه قلينا‪ ,‬وأمره‬
‫عصينا‪ ,‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم جالس وأبو بكر إل جنبه فقال أبو بكر رضي‬
‫ال عنه‪ :‬لقد أقبلت هذه وأنا أخاف أن تراك‪ ,‬فقال «إنا لن تران» وقرأ قرآنا اعتصم به‬
‫ب {وإذا قرأت القرآن جعلنبا بينبك وبيب الذيبن ل يؤمنون بالَخرة حجابا مسبتورا}‬ ‫منه ا‬
‫قال‪ :‬فجاءت ح ت قا مت على أ ب ب كر فلم تر ال نب صلى ال عل يه و سلم فقالت‪ :‬يا أ با‬
‫بكبر‪ ,‬بلغنب أن صباحبك هجانب‪ ,‬قال أببو بكبر‪ :‬ل ورب هذا البيبت مبا هجاك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فانصببرفت وهببي تقول‪ :‬لقببد علمببت قريببش أنبب بنببت سببيدها‪.‬‬

‫‪621‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬وجعلنا على قلوب م أكنة} وهي ج ع كنان الذي يغ شى القلب {أن يفقهوه}‬
‫أي لئل يفهموا القرآن {وف آذانم وقرا} وهو الثقل الذي منعهم من ساع القرآن ساعا‬
‫ينفع هم ويهتدون به‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإذا ذكرت ر بك ف القرآن وحده} أي إذا وحدت‬
‫ال ف تلو تك‪ ,‬وقلت ل إله إل ال‪{ ,‬وّلوْا} أي أدبروا راجع ي {على أدبار هم نفورا}‬
‫ونفور جع نافر‪ ,‬وكقعود جع قاعد‪ ,‬ويوز أن يكون مصدرا من غي الفعل‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫كمبا قال تعال‪{ :‬وإذا ذكبر ال وحده اشأزت قلوب الذيبن ل يؤمنون بالَخرة} الَيبة‪,‬‬
‫قال قتادة ف قوله {وإذا ذكرت ر بك ف القرآن} الَ ية‪ ,‬إن ال سلمي ل ا قالوا ل إله إل‬
‫ال‪ ,‬أنكر ذلك الشركون‪ ,‬كبت عليهم وضاقها إبليس وجنوده‪ ,‬فأب ال إل أن يضيها‬
‫ويعليها وينصرها ويظهرها على من ناوأها‪ ,‬إنا كلمة من خاصم با فلح‪ ,‬ومن قاتل با‬
‫نصر‪ ,‬إنا يعرفها أهل هذه الريزة من السلمي الت يقطعها الراكب ف ليال قلئل‪ ,‬ويسي‬
‫الدهببببر فبببب فئام مببببن الناس ل يعرفونابببب ول يقرون بابببب‪.‬‬

‫(قول آخببببببببببر فبببببببببب الَيببببببببببة)‬


‫روى ا بن جر ير‪ :‬حدث ن ال سي بن م مد الذارع‪ ,‬حدث نا روح بن ال سيب أ بو رجاء‬
‫الكل ب‪ ,‬وحدث نا عمرو بن مالك عن أ ب الوزاء‪ ,‬عن ا بن عباس ف قوله‪{ :‬وإذا ذكرت‬
‫ر بك ف القرآن وحده وّلوْوا على أدبار هم نفورا} هم الشياط ي‪ ,‬وهذا غر يب جدا ف‬
‫تفسبيها‪ ,‬وإل فالشياطيب إذا قرىء القرآن أو نودي بالذان أو ذكبر ال انصبرفوا‪.‬‬

‫جوَىَ إِ ْذ َيقُولُ الظّالِمُو نَ إِن‬


‫ك َوإِ ْذ هُ ْم َن ْ‬
‫ستَ ِمعُونَ إَِليْ َ‬
‫ستَ ِمعُو َن بِ هِ إِذْ يَ ْ‬
‫ح نُ َأعْلَ ُم بِمَا يَ ْ‬
‫** نّ ْ‬
‫ستَطِيعْونَ َسبِيلً‬‫ل يَ ْ‬
‫ك ال ْمثَالَ َفضَلّواْ َف َ‬ ‫ل مّ سْحُورا * انْ ُظرْ َكيْ فَ ضَ َربُواْ لَ َ‬ ‫َتتِّبعُو نَ إِلّ رَ ُج ً‬
‫يب تعال نبيه صلى ال عليه وسلم با يتناجى به رؤساء قريش حي جاؤوا يستمعون‬
‫قراءته صلى ال عليه وسلم سرا من قومهم با قالوا من أنه رجل مسحور من السحر على‬
‫الشهور‪ ,‬أو من ال سحر و هو الرئة‪ ,‬أي إن تتبعون إن اتبع تم ممدا إل بشرا يأ كل‪ ,‬ك ما‬
‫قال الشاعببببببببببببببببببببببببببببببببر‪:‬‬
‫فإن تسبببألينا فيبببم ننببب فإنناعصبببافي مبببن هذا النام السبببحر‬

‫‪622‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫بببببببببببببببببببببببببببببببز‪:‬‬ ‫وقال الراجب‬


‫* نسبحر بالطعام وبالشراب *‬
‫أي يغذي‪ ,‬وقد صوب هذا القول ابن جرير‪ ,‬وفيه نظر لنم أرادوا ههنا أنه مسحور له‬
‫رئي يأت يه ب ا ا ستمعوه من الكلم الذي يتلوه‪ ,‬ومن هم من قال‪ :‬شا عر‪ .‬ومن هم من قال‪:‬‬
‫كا هن‪ .‬ومن هم من قال‪ :‬منون ومن هم من قال‪ :‬ساحر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ان ظر ك يف‬
‫ضربوا لك المثال فضلوا فل يستطيعون سبيلً} أي فل يهتدون إل ال ق ول يدون إليه‬
‫ملصا‪ ,‬قال ممد بن إسحاق ف السية‪ :‬حدثن ممد بن مسلم بن شهاب الزهري أنه‬
‫حدث أن أ با سفيان بن حرب وأ با ج هل بن هشام والخ نس بن شر يق بن عمرو بن‬
‫وهب الثقفي حليف بن زهرة‪ ,‬خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وهو يصلي بالليل ف بيته‪ ,‬فأخذ كل واحد منهم ملسا يستمع فيه‪ ,‬وكل ل يعلم بكان‬
‫صاحبه‪ ,‬فباتوا يستمعون له حت إذا طلع الفجر تفرقوا‪ ,‬حت إذا جعتهم الطريق تلوموا‪,‬‬
‫وقال بعض هم لب عض‪ :‬ل تعودوا فلو رآ كم ب عض سفهائكم لوقع تم ف نف سه شيئا‪ ,‬ث‬
‫انصرفوا حت إذا كانت الليلة الثانية‪ ,‬عاد كل رجل منهم إل ملسه فباتوا يستمعون له‪,‬‬
‫حت إذا طلع الفجر تفرقوا وجعتهم الطريق‪ ,‬فقال بعضهم لبعض مثل ما قاله أول مرة‪ ,‬ث‬
‫ان صرفوا ح ت إذا كا نت الليلة الثال ثة أ خذ كل ر جل مل سه فباتوا ي ستمعون له‪ ,‬ح ت إذا‬
‫طلع الف جر تفرقوا فجمعت هم الطر يق‪ ,‬فقال بعض هم لب عض ل نبح ح ت نتعا هد ل نعود‪,‬‬
‫فتعاهدوا على ذلك ث تفرقوا‪ ,‬فلما أصبح الخنس بن شريق أخذ عصاه ث خرج حت أتى‬
‫أبا سفيان بن حرب ف بيته‪ ,‬فقال‪ :‬أخبن يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سعت من ممد‪.‬‬
‫قال‪ :‬يا أ با ثعل بة وال ل قد سعت أشياء أعرف ها وأعرف ما يراد ب ا‪ ,‬و سعت أشياء ما‬
‫عر فت معنا ها ول ما يراد ب ا‪ ,‬قال الخ نس‪ :‬وأ نا والذي حل فت به‪ .‬قال‪ :‬ث خرج من‬
‫عنده حت أتى أبا جهل فدخل عليه بيته‪ ,‬فقال‪ :‬يا أبا الكم ما رأيك فيما سعت من ممد‬
‫؟ قال‪ :‬ماذا سعت ؟ قال‪ :‬تنازعنا نن وبنو عبد مناف الشرف‪ :‬أطعموا فأطعمنا‪ ,‬وحلوا‬
‫فحملنا وأعطوا فأعطينا‪ ,‬حت إذا تاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان‪ ,‬قالوا‪ :‬منا نب‬

‫‪623‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يأتيه الوحي من السماء‪ ,‬فمت ندرك هذه وال ل نؤمن به أبدا ول نصدقه‪ .‬قال‪ :‬فقام عنه‬
‫بببببببببببببببه‪.‬‬ ‫بببببببببببببببس وتركب‬ ‫الخنب‬

‫** وَقَاُل َواْ َأإِذَا كُنّا عِظَاما وَرُفَاتا َأإِنّا لَ َمْبعُوثُو نَ َخلْقا جَدِيدا * قُلْ كُونُواْ ِحجَا َرةً َأوْ‬
‫سَيقُولُو َن مَن ُيعِيدُنَا قُ ِل الّذِي َفطَرَكُ مْ َأوّلَ‬
‫حَدِيدا * َأوْ خَلْقا مّمّا َي ْكبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَ َ‬
‫ْمب‬
‫ُونب قَرِيبا * َيو َ‬ ‫َسبىَ أَن يَك َ‬‫ُونب مََت َى ُهوَ قُ ْل ع َ‬
‫ُوسبهُ ْم َويَقُول َ‬
‫ْكب ُرؤ َ‬ ‫َسبُيْنغِضُونَ إَِلي َ‬ ‫مَ ّرةٍ ف َ‬
‫ب َوتَ ُظنّونبببَ إِن ّلبِْثتُمبببْ إِلّ َقلِيلً‬ ‫بتَجِيبُو َن بِحَ ْمدِهبب ِ‬ ‫يَ ْدعُوكُمبببْ َفتَسبب ْ‬
‫يقول تعال مبا عن الكفار الستبعدين وقوع العاد القائلي استفهام إنكار منهم لذلك‬
‫{أئذا كنا عظاما ورفاتا} أي ترابا‪ ,‬قاله ماهد‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما‪ :‬غبارا‪{ ,‬أئنا لبعوثون خلقا جديدا} أي يوم القيامة بعدما بلينا وصرنا‬
‫عدما ل نذكر‪ ,‬كما أخب عنهم ف الوضع الَخر {يقولون أئنا لردودون ف الافرة * أئذا‬
‫كنبا عظاما نرة * قالوا تلك إذا كرة خاسبرة}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وضرب لنبا مثلً ونسبي‬
‫خلقه} الَيت ي‪ ,‬فأمر ال سبحانه رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ييب هم فقال‪{ :‬قل‬
‫كونوا حجارة أو حديدا} إذ ه ا أ شد امتناعا من العظام والرفات {أو خلقا م ا ي كب ف‬
‫صدروكم} قال ابن إسحاق عن ابن أب نيح‪ ,‬عن ماهد‪ :‬سألت ابن عباس عن ذلك‪,‬‬
‫فقال‪ :‬هو الوت‪ ,‬وروى عطية عن ابن عمر أنه قال ف تفسي هذه الَية‪ :‬لو كنتم موتى‬
‫لحييتكم‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي وأبو صال والسن وقتادة والضحاك وغيهم‪ ,‬ومعن‬
‫ذلك أنكم لو فرضتم أنكم لو صرت إل الوت الذي هو ضد الياة‪ ,‬لحياكم ال إذا شاء‪,‬‬
‫فإنببببببه ل يتنببببببع عليببببببه شيببببببء إذا أراده‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن جرير ههنا حديثا «ياء بالوت يوم القيامة وكأنه كبش أملح‪ ,‬فيوقف بي‬
‫ال نة والنار‪ ,‬ث يقال‪ :‬يا أ هل ال نة أتعرفون هذا ؟ فيقولون‪ :‬ن عم‪ ,‬ث يقال‪ :‬يا أ هل النار‬
‫أتعرفون هذا ؟ فيقولون‪ :‬ن عم‪ ,‬فيذ بح ب ي ال نة والنار‪ ,‬ث يقال‪ :‬يا أ هل ال نة خلود بل‬
‫موت‪ ,‬ويا أهل النار خلود بل موت» وقال ماهد {أو خلقا ما يكب ف صدروكم} يعن‬
‫ال سماء والرض والبال‪ ,‬و ف روا ية‪ :‬ما شئ تم فكونوا ف سيعيدكم ال ب عد موت كم‪ ,‬و قد‬

‫‪624‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقبع فب التفسبي الروي عبن المام مالك عبن الزهري فب قوله‪{ :‬أو خلقا ماب يكبب فب‬
‫بو الوت‪.‬‬ ‫بلم‪ :‬قال مالك ويقولون هب‬ ‫به وسب‬ ‫بلى ال عليب‬
‫بب صب‬ ‫بدوركم} قال النب‬
‫صب‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فسيقولون من يعيدنا} أي من يعيدنا إذا كنا حجارة أو حديدا أو خلقا‬
‫آخر شديدا {قل الذي فطركم أول مرة} أي الذي خلقكم ول تكونوا شيئا مذكورا ث‬
‫صرت بشرا تنتشرون‪ ,‬فإ نه قادر على إعادت كم ولو صرت إل أي حال {و هو الذي يبدأ‬
‫اللق ث يعيده وهو أهون عليه} الَية‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬يُنفضون إليك رؤوسهم} قال ابن‬
‫عباس وقتادة‪ :‬يركون ا ا ستهزاء‪ ,‬وهذا الذي قاله هو الذي تعر فه العرب من لغات ا‪ ,‬لن‬
‫إنغاض هو التحرك من أ سفل أعلى أو من أعلى إل أ سفل‪ ,‬وم نه ق يل للظل يم و هو ولد‬
‫النعامة نغض‪ ,‬لنه إذا مشى عجل بشيته وحرك رأسه‪ ,‬ويقال‪ :‬نفصت سنّه إذا تركت‬
‫وارتفعببببببت مببببببن منبتهببببببا وقال الراجببببببز‪:‬‬
‫ونغضبببببببت مبببببببن هرم أسبببببببنانا‬
‫وقوله‪{ :‬ويقولون مت هو} إخبار عنهم بالستبعاد منهم لوقوع ذلك‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{ويقولون مت هذا الوعد إن كنتم صادقي} وقال تعال‪{ :‬يستعجل با الذين ل يؤمنون‬
‫با}‪ .‬وقوله‪{ :‬قل عسى أن يكون قريبا} أي احذروا ذلك‪ ,‬فإنه قريب سيأتيكم ل مالة‪,‬‬
‫فكل ما هو آت آت‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يوم يدعوكم} أي الرب تبارك وتعال‪{ :‬إذا دعاكم‬
‫دعوة من الرض إذا أنتم ترجون} أي إذا أمركم بالروج منها‪ ,‬فإنه ل يالف ول يانع‪,‬‬
‫بل كما قال تعال‪{ :‬وما أمرنا إل واحدة كلمح بالبصر} {إنا قولنا لشيء إذا أردناه أن‬
‫نقول له كن فيكون}‪ .‬وقوله {فإن ا هي زجرة واحدة * فإذا هم بال ساهرة} أي إن ا هو‬
‫أ مر وا حد بانتهار‪ ,‬فإذا الناس قد خرجوا من با طن الرض إل ظاهر ها‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{يوم يدعوكم فتستجيبون بمده} أي تقومون كلكم إجابة لمره وطاعة لرادته‪ .‬قال‬
‫علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬فت ستجيبون بمده‪ ,‬أي بأمره‪ ,‬وكذا قال ا بن جر يج‪:‬‬
‫وقال قتادة بعرفتبببببببببببببه وطاعتبببببببببببببه‪.‬‬
‫وقال بعضهم {يوم يدعوكم فتستجيبون بمده} أي وله المد ف كل حال‪ .‬وقد جاء‬
‫ف الد يث «ل يس على أ هل ل إله إل ال وح شة ف قبور هم‪ ,‬كأ ن بأ هل ل إله إل ال‬
‫يقومون مبن قبورهبم ينفضون التراب عبن رؤوسبهم يقولون ل إله إل ال» وفب روايبة‬

‫‪625‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقولون {المبد ل الذي أذهبب عنبا الزن} وسبيأت فب سبورة فاطبر‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وتظنون} أي يوم تقومون من قبور كم {إن لبث تم} أي ف الدار الدن يا {إل قليلً}‪,‬‬
‫وكقوله تعال‪{ :‬كأنم يوم يرونا ل يلبثوا إل عشية أو ضحاها}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬يوم ينفخ‬
‫ف الصور ونشر الجرمي يومئذ زرقا * يتخافتون بينهم إن لبثتم إل عشرا * نن أعلم با‬
‫يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إل يوما}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ويوم تقوم الساعة يقسم‬
‫الجرمون مبا لبثوا غيب سباعة كذلك كانوا يؤفكون}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬قال كبم لبثتبم فب‬
‫الرض عدد سني ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يو مٍ فاسأل العادين‪ ,‬قال إن لبثتم إل قليلً لو‬
‫أنكببببببببببببببم كنتببببببببببببببم تعلمون}‪.‬‬

‫لنْسَانِ‬
‫غ َبيَْنهُمْ إِنّ الشّيْطَانَ كَانَ ِل ِ‬
‫سنُ إِنّ الشّيْطَانَ يَنَ ُ‬
‫** وَقُل ّل ِعبَادِي َيقُولُوْا الّتِي هِيَ أَحْ َ‬
‫عَ ُدوّا ّمبِينا‬
‫يأمبر تبارك وتعال عبده ورسبوله صبلى ال عليبه وسبلم أن يأمبر عباد ال الؤمنيب أن‬
‫يقولوا ف ماطبت هم وماورت م الكلم الح سن والكل مة الطي بة‪ ,‬فإن م إن ل يفعلوا ذلك‪,‬‬
‫نزع الشيطان بينهبم‪ ,‬وأخرج الكلم إل الفعال‪ ,‬وأوقبع الشبر والخاصبمة والقاتلة‪ ,‬فإنبه‬
‫عدو لَدم وذري ته من ح ي امت نع عن ال سجود لَدم‪ ,‬وعداو ته ظاهرة بي نة‪ ,‬ولذا ن ى أن‬
‫يشيب الرجبل إل أخيبه السبلم بديدة‪ ,‬فإن الشيطان ينع فب يده أي فرباب أصبابه باب‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن هام عن أب هريرة رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل يشين أحدكم إل أخيه بالسلح‪ ,‬فإنه ل‬
‫يدري أحدكم لعل الشيطان أن ينغ ف يده فيقع ف حفرة من النار»أخرجاه من حديث‬
‫عبد الرزاق‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬أنبأنا علي بن زيد عن السن‬
‫قال‪ :‬حدثن رجل من بن سليط قال‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم وهو ف رفَلة من‬
‫الناس فسبمعته يقول «السبلم أخبو السبلم ل يظلمبه ول يذله التقوى ههنبا» قال حاد‪:‬‬
‫وقال بيده إل صبدره «ومبا تواد رجلن فب ال ففرق بينهمبا إل حدث يدثبه أحدهاب‪,‬‬
‫الحدث شبببببببر والحدث شبببببببر والحدث شبببببببر»‪.‬‬

‫‪626‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫شأْ يَ ْرحَ ْمكُ مْ َأوْ إِن يَشَ ْأ ُيعَ ّذبْكُ ْم َومَآ أَرْ َس ْلنَا َك عََلْيهِ مْ وَكِيلً *‬
‫** ّربّكُ مْ َأعْلَ ُم ِبكُ مْ إِن يَ َ‬
‫وَ َربّكَ أَعَْل ُم بِمَنْ فِي السّمَاوَاتِ وَالرْضِ وََلقَدْ َفضّ ْلنَا َبعْضَ الّنبِيّيَ عََل َى َبعْضٍ وَآَتْينَا دَاوُودَ‬
‫َزبُورا‬
‫يقول تعال‪{ :‬ربكم أعلم بكم} أيها الناس أي أعلم بن يستحق منكم الداية ومن ل‬
‫ي ستحق {إن ي شأ يرح كم} بأن يوفق كم لطاع ته والنا بة إل يه {أو إن ي شأ يعذب كم و ما‬
‫أرسلناك ب يا ممد ب عليهم وكيل} أي إنا أرسلناك نذيرا‪ ,‬فمن أطاعك دخل النة‪,‬‬
‫ومن عصاك دخل النار‪ .‬وقوله {وربك أعلم بن ف السموات والرض} أي براتبهم ف‬
‫الطا عة والع صية {ول قد فضل نا ب عض ال نبيي على ب عض} وك ما قال تعال {تلك الر سل‬
‫فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم ال ورفع بعضهم درجات} وهذا ل يناف ما ثبت‬
‫ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ل تفضلوا بي النبياء» فإن الراد‬
‫من ذاك هو التفضيل بجرد التشهي والعصبية ل بقتضى الدليل فإذا دل الدليل على شيء‬
‫وجب اتباعه‪ ,‬ول خلف أن الرسل أفضل من بقية النبياء‪ ,‬وأن أول العزم منهم أفضلهم‪,‬‬
‫و هم الم سة الذكورون ن صا ف آيت ي من القرآن ف سورة الحزاب {وإذ أخذ نا من‬
‫النبيي ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مري} وف الشورى قوله‪:‬‬
‫{شرع ل كم من الد ين ما و صى به نوحا والذي أوحي نا إل يك و ما و صينا به إبراه يم‬
‫ومو سى وعي سى أن أقيموا الد ين ول تتفرقوا ف يه} ول خلف أن ممدا صلى ال عل يه‬
‫و سلم أفضل هم‪ ,‬ث بعده إبراه يم‪ ,‬ث مو سى ث عي سى علي هم ال سلم على الشهور‪ ,‬و قد‬
‫ب سطناه بدلئله ف غ ي هذا الو ضع‪ ,‬وال الو فق‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وآتي نا داود زبورا} ت نبيه‬
‫على فضله وشر فه‪ .‬قال البخاري‪ :‬حدث نا إ سحاق بن ن صر‪ ,‬أخب نا ع بد الرزاق‪ ,‬أخب نا‬
‫معمر عن هام عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬خفف‬
‫على داود القرآن‪ ,‬فكان يأمبر بدابتبه فتسبرج‪ ,‬فكان يقرؤه قببل أن يفرغ» يعنب القرآن‪.‬‬

‫‪627‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حوِيلً *‬ ‫ف الضّ ّر َعنْكُ ْم وَ َل تَ ْ‬
‫ل يَمِْلكُو نَ كَشْ َ‬ ‫** ُقلِ ا ْدعُوْا الّذِي نَ َزعَمْتُم مّن دُونِ هِ َف َ‬
‫ب َويَرْجُو نَ رَحْ َمتَ ُه َويَخَافُو نَ‬‫أُولَـئِكَ الّذِي َن يَ ْدعُو َن َيبَْتغُو نَ إَِلىَ َرّبهِ ُم الْوَ سِيَلةَ َأّيهُ مْ أَ ْقرَ ُ‬
‫ب مَحْذُورا‬ ‫عَذَابَهبببببُ إِنبببببّ عَذَاببببببَ َربّكبببببَ كَانبببب َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬قل} يا ممد لؤلء الشركي الذين عبدوا غي ال {ادعوا الذين زعمتم‬
‫من دو نه} من ال صنام والنداد فارغبوا إلي هم {ف ب} إن م {ل يلكون ك شف ال ضر‬
‫عنكم} أي بالكلية {ول تويل} أي بأن يولوه إل غيكم‪ ,‬والعن أن الذي يقدر ذلك‬
‫هو ال وحده ل شريك له الذي له اللق والمر‪ .‬قال العوف عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬قل‬
‫ادعوا الذين زعمتم} الَية‪ ,‬قال‪ :‬كان أهل الشرك يقولون نعبد اللئكة والسيح وعزيرا‪,‬‬
‫وهبببم الذيبببن يدعون يعنببب فببب اللئكبببة والسبببيح وعزيرا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أولئك الذيبن يدعون} الَيبة‪ ,‬روى البخاري مبن حديبث سبليمان ببن‬
‫مهران الع مش‪ ,‬عن إبراه يم عن أ ب مع مر عن ع بد ال ف قوله {أولئك الذ ين يدعون‬
‫يبتغون إل رب م الو سيلة} قال‪ :‬ناس من ال ن كانوا يعبدون فأ سلموا‪ ,‬و ف روا ية‪ :‬قال‪:‬‬
‫كان ناس من ال نس يعبدون نا سا من ال ن‪ ,‬فأ سلم ال ن وت سك هؤلء بدين هم‪ ,‬وقال‬
‫قتادة عن معبد بن عبد ال الزمان عن عبد ال بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعود ف قوله‬
‫{أولئك الذين يدعون} الَية‪ ,‬قال‪ :‬نزلت ف نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الن‪,‬‬
‫فأ سلم النيون وال نس الذ ين كانوا يعبدون م‪ ,‬ل يشعرون بإ سلمهم‪ ,‬فنلت هذه الَ ية‪,‬‬
‫وفب روايبة عبن اببن مسبعود كانوا يعبدون صبنفا مبن اللئكبة يقال لمب النب فذكره‪.‬‬
‫وقال السدي عن أب صال عن ابن عباس ف قوله {أولئك الذي يدعون يبتغون إل ربم‬
‫الو سيلة أي هم أقرب} قال‪ :‬عي سى وأ مه وعز ير‪ ,‬وقال مغية عن إبراه يم‪ :‬كان ا بن عباس‬
‫يقول ف هذه الَ ية‪ :‬هم عي سى وعز ير والش مس والق مر‪ .‬وقال ما هد‪ :‬عي سى والعز ير‬
‫واللئ كة‪ .‬واختار ا بن جر ير قول ا بن م سعود لقوله {يبتغون إل رب م الو سيلة} وهذا ل‬
‫يعب به عن الاضي‪ ,‬فل يدخل فيه عيسى والعزير واللئكة‪ ,‬وقال والوسيلة هي القربة‪,‬‬
‫به ويافون‬ ‫بم أقرب}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ويرجون رحتب‬ ‫با قال قتادة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أيهب‬ ‫كمب‬
‫عذابه} ل تتم العبادة إل بالوف والرجاء فبالوف ينكف عن الناهي‪ ,‬وبالرجاء يكثر من‬

‫‪628‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطاعات‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن عذاب رببك كان مذورا} أي ينبغبي أن يذر منبه وياف‬
‫مببببببن وقوعببببببه وحصببببببوله‪ ,‬عياذا بال منببببببه‪.‬‬

‫** َوإِن مّن َق ْرَيةٍ إِ ّل نَحْ ُن ُمهِْلكُوهَا َقبْلَ َيوْ مِ اْل ِقيَا َمةِ َأ ْو ُمعَ ّذبُوهَا عَذَابا شَدِيدا كَا نَ ذَلِك‬
‫بببببببببي الْ ِكتَابببببببببببِ مَسببببببببببْطُورا‬ ‫فِب‬
‫هذا إخبار من ال عز وجل بأنه قد حتم وقضى با عنده ف اللوح الحفوظ‪ :‬أنه ما من‬
‫قرية إل سيهلكها بأن يبيد أهلها جيعهم أو يعذبم {عذابا شديدا} إما بقتل أو ابتلء با‬
‫يشاء‪ ,‬وإنا يكون ذلك بسبب ذنوبم وخطاياهم‪ ,‬كما قال تعال عن المم الاضي {وما‬
‫ظلمنا هم ول كن ظلموا أنف سهم} وقال تعال‪{ :‬فذا قت وبال أمر ها وكان عاق بة أمر ها‬
‫بت عبن أمبر رباب ورسبله} الَيات‪.‬‬ ‫خسبرا} وقال {وكأيبن مبن قريبة عتب‬

‫ب ِبهَا الوّلُو َن وَآَتيْنَا ثَمُو َد النّاَق َة ُمبْصِ َرةً فَظََلمُواْ‬


‫** َومَا مََن َعنَآ أَن نّرْسِ َل بِا َليَاتِ إِلّ أَن كَذّ َ‬
‫خوِيفا‬‫بِهَببببببا وَمَببببببا نُرْسببببببِ ُل بِا َليَاتببببببِ إِلّ َت ْ‬
‫قال سنيد عن حاد بن زيد عن أيوب‪ ,‬عن سعيد بن جبي قال‪ :‬قال الشركون‪ :‬يا ممد‬
‫إنك تزعم أنه كان قبلك أنبياء فمنهم من سخرت له الريح‪ ,‬ومنهم من كان ييي الوتى‪,‬‬
‫فإن سرك أن نؤمن بك ونصدقك‪ ,‬فادع ربك أن يكون لنا الصفا ذهبا‪ ,‬فأوحى ال إليه‪:‬‬
‫إ ن قد سعت الذي قالوا فإن شئت أن نف عل الذي قالوا فإن ل يؤمنوا نزل العذاب‪ ,‬فإ نه‬
‫ل يس ب عد نزول الَ ية مناظرة‪ ,‬وإن شئت أن ن ستأن بقو مك ا ستأنيت ب م‪ .‬قال‪ « :‬يا رب‬
‫ا ستأن ب م» وكذا قال قتادة وا بن جر يج وغيه ا‪ ,‬وروى المام أح د‪ :‬حدث نا عثمان بن‬
‫ممد‪ ,‬حدثنا جرير عن العمش عن جعفر بن إياس‪ ,‬عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬سأل أهل مكة النب صلى ال عليه وسلم أن يعل لم الصفا ذهبا‪ ,‬وأن ينحي البال‬
‫عن هم فيزرعوا‪ ,‬فق يل له‪ :‬إن شئت أن ن ستأن ب م‪ ,‬وإن شئت أن يأتي هم الذي سألوا فإن‬
‫كفروا هلكوا‪ ,‬كما أهلكت من كان قبلهم من المم‪ .‬وقال «ل‪ ,‬بل استأن بم» وأنزل‬

‫‪629‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال تعال‪{ :‬و ما منع نا أن نر سل بالَيات إل أن كذب ب ا الولون} الَ ية‪ ,‬ورواه الن سائي‬
‫واببببببببببببن جريبببببببببببر ببببببببببببه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران بن‬
‫حك يم‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قالت قر يش لل نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬ادع ل نا ر بك أن‬
‫ي عل ل نا ال صفا ذهبا ونؤ من بك‪ .‬قال «وتفعلون ؟» قالوا‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬فد عا فأتاه جب يل‬
‫فقال‪ :‬إن ربك يقرأ عليك السلم ويقول لك‪ :‬إن شئت أصبح لم الصفا ذهبا‪ ,‬فمن كفر‬
‫من هم ب عد ذلك عذب ته عذابا ل أعذ به أحدا من العال ي»‪ ,‬وإن شئت فت حت ل م أبواب‬
‫التوبببببة والرحةبببب‪ ,‬فقال‪« :‬بببببل باب التوبببببة والرحةبببب»‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى ف مسنده‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل بن علي النصاري‪ ,‬حدثنا‬
‫خلف بن تيم الصيصي عن عبد البار بن عمر اليلي‪ ,‬عن عبد ال بن عطاء بن إبراهيم‬
‫عبن جدتبه أم عطاء مولة الزبيب ببن العوام قالت‪ :‬سبعت الزبيب يقول لاب نزلت {وأنذر‬
‫عشي تك القرب ي} صاح ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على أ ب قبيس « يا آل ع بد‬
‫مناف إن نذير» فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم‪ ,‬فقالوا‪ :‬تزعم أنك نب يوحى إليك‪,‬‬
‫وإن سليمان سخر له الر يح والبال‪ ,‬وإن مو سى سخر له الب حر‪ ,‬وإن عي سى كان ي يي‬
‫الوتى فادع ال أن يسي عنا هذه البال ويفجر لنا الرض أنارا‪ ,‬فنتخذها مارث فنرع‬
‫ونأكل‪ ,‬وإل فادع ال أن ييي لنا موتانا لنكلمهم ويكلمونا‪ ,‬وإل فادع ال أن يصيّر لنا‬
‫هذه الصخرة الت تتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف‪ ,‬فإنك تزعم‬
‫أنك كهيئتهم‪ .‬وقال‪ :‬فبينا نن حوله إذ نزل عليه الوحي‪ ,‬فلما سرّي عنه‪ ,‬قال‪« :‬والذي‬
‫نف سي بيده‪ ,‬ل قد أعطا ن ما سألتم ولو شئت لكان‪ ,‬ولك نه خي ن ب ي أن تدخلوا باب‬
‫الرحة فيؤمن مؤمنكم‪ ,‬وبي أن يكلكم إل ما اخترت لنفسكم فتضلوا عن باب الرحة‪,‬‬
‫فل يؤمن منكم أحد‪ ,‬فاخترت باب الرحة فيؤمن مؤمنكم‪ ,‬وأخبن أنه إن أعطاكم ذلك‬
‫ث كفر ت أ نه يعذب كم عذابا ل يعذ به أحدا من العال ي» ونزلت {و ما منع نا أن نر سل‬
‫بالَيات إل أن كذب باب الولون} وقرأ ثلث آيات ونزلت {ولو أن قرآنا سبيت ببه‬
‫ب منعنبا أن‬
‫البال أو قطعبت ببه الرض أو كلم ببه الوتبى} الَيبة‪ .‬ولذا قال تعال‪{ :‬وم ا‬
‫نرسل بالَيات} أي نبعث الَيات ونأت با على ما سأل قومك منك فإنه سهل علينا يسي‬

‫‪630‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لدينا إل أنه قد كذب با الولون بعد ما سألوها‪ ,‬وجرت سنتنا فيهم وف أمثالم أنم ل‬
‫يؤخرون إن كذبوا با بعد نزولا‪ ,‬كما قال ال تعال ف الائدة {قال ال إن منلا عليكم‬
‫فمن يكفر بعد منكم فإن أعذبه عذابا ل أعذبه أحدا من العالي} وقال تعال عن ثود‬
‫حي سألوا آية ناقة ترج من صخرة عينوها‪ ,‬فدعا صال عليه السلم ربه فأخرج لم منها‬
‫ناقة على ما سألوه‪ ,‬فلما ظلموا با أي كفروا بن خلقها وكذبوا رسوله وعقروها‪ ,‬فقال‬
‫{تتعوا ف داركم ثلثة أيام ذلك وعد غي مكذوب}‪ .‬ولذا قال تعال‪{ :‬وآتينا ثود الناقة‬
‫مبصرة فظلموا با} أي دالة على وحدانية من خلقها وصدق رسوله الذي أجيب دعاؤه‬
‫فيها {فظلموا با} أي كفروا با ومنعوها شربا وقتلوها‪ ,‬فأبادهم ال عن آخرهم وانتقم‬
‫منهببببببم وأخذهببببببم أخببببببذ عزيببببببز مقتدر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومبا نرسبل بالَيات إل تويفا} قال قتادة‪ :‬إن ال تعال يوف الناس باب‬
‫شاء من الَيات لعلهم يعتبون ويذكرون ويرجعون‪ ,‬ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد‬
‫ابن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬فقال‪ :‬يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه‪ ,‬وهكذا روي‬
‫أن الدي نة زلزلت على ع هد ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه مرات‪ ,‬فقال ع مر‪ :‬أحدث تم‬
‫وال لئن عادت لفعلن ولفعلن‪ .‬وكذا قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف الد يث‬
‫الت فق عل يه «إن الش مس والق مر آيتان من آيات ال وإن ما ل ينك سفان لوت أ حد ول‬
‫ليا ته‪ ,‬ول كن ال عز و جل يوف ب ما عباده‪ ,‬فإذا رأي تم ذلك فافزعوا إل ذكره ودعائه‬
‫واستغفاره ب ث قال ب يا أمة ممد وال ما أحد أغي من ال أن يزن عبده أو تزن أمته‪,‬‬
‫يببا أمببة ممببد وال لو تعلمون مببا أعلم لضحكتببم قليلً ولبكيتببم كثيا»‪.‬‬

‫س وَمَا َجعَلْنَا الرّؤيَا الّتِي أَ َريْنَا كَ إِلّ ِفْتَنةً لّلنّا ِ‬


‫س‬ ‫ط بِالنّا ِ‬
‫** َوإِذْ ُقلْنَا لَ كَ إِ نّ َربّ كَ أَحَا َ‬
‫خوُّفهُمببْ فَمَببا يَزِي ُدهُمببْ إِ ّل ُطغْيَانا َكبِيا‬ ‫وَالشّجَ َر َة الْمَ ْلعُوَنةَ فِببي القُرْآنببِ َونُ َ‬
‫يقول تعال لرسبوله صبلى ال عليبه وسبلم مرضا على إبلغ رسبالته مببا له بأنبه قبد‬
‫ع صمه من الناس‪ ,‬فإ نه القادر علي هم و هم ف قبض ته وت ت قهره وغلب ته‪ .‬وقال ما هد‬
‫وعروة بن الزبي والسن وقتادة وغيهم ف قوله‪{ :‬وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس}‬
‫أي عصبمك منهبم‪ ,‬وقوله‪{ :‬ومبا جعلنبا الرؤيبا التب أريناك إل فتنبة للناس} الَيبة‪ ,‬قال‬

‫‪631‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البخاري‪ :‬حدث نا علي بن ع بد ال حدث نا سفيان عن عمرو عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‬
‫{وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس} قال‪ :‬هي رؤيا عي أريها رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم ليلة أ سري به‪{ ,‬والشجرة اللعو نة ف القرآن} شجرة الزقوم‪ ,‬وكذا رواه‬
‫أح د وع بد الرزاق وغيه ا عن سفيان بن عيي نة به‪ .‬وكذا رواه العو ف عن ا بن عباس‪.‬‬
‫وهكذا ف سر ذلك بليلة ال سراء ما هد و سعيد بن جبي وال سن وم سروق وإبراه يم‬
‫وقتادة وعبد الرحن بن زيد‪ ,‬وغي واحد‪ ,‬وقد تقدمت أحاديث السراء ف أول السورة‬
‫مستوفاة ول المد والنة‪ .‬وتقدم أن ناسا رجعوا عن دينهم بعد ما كانوا على الق‪ ,‬لنه‬
‫ل ت مل قلوب م وعقول م ذلك‪ ,‬فكذبوا ب ا ل ييطوا بعل مه‪ ,‬وج عل ال ذلك ثباتا ويقينا‬
‫لَخريبن‪ ,‬ولذا قال {إل فتنبة} أي اختبارا وامتحانا‪ ,‬وأمبا الشجرة اللعونبة فهبي شجرة‬
‫الزقوم‪ ,‬كما أخبهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه رأى النة والنار‪ ,‬ورأى شجرة‬
‫الزقوم فكذبوا بذلك حت قال أبو جهل عليه لعائن ال‪ :‬هاتوا لنا ترا وزبدا‪ ,‬وجعل يأكل‬
‫من هذا بذا‪ ,‬ويقول‪ :‬تزقموا فل نعلم الزقوم غ ي هذا‪ ,‬ح كى ذلك ا بن عباس وم سروق‬
‫وأ بو مالك وال سن الب صري وغ ي وا حد‪ ,‬و كل من قال إن ا ليلة ال سراء‪ ,‬ف سره كذلك‬
‫بشجرة الزقوم‪ .‬وقيبل‪ :‬الراد بالشجرة اللعونبة بنبو أميبة‪ ,‬وهبو غريبب ضعيبف‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثت عن ممد بن السن بن زبالة‪ ,‬حدثنا عبد الهيمن بن عباس بن‬
‫سهل بن سعد‪ ,‬حدثن أب عن جدي قال‪ :‬رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم بن فلن‬
‫ينون على منبه نزو القرود‪ ,‬ف ساءه ذلك‪ ,‬ف ما ا ستجمع ضاحكا ح ت مات‪ ,‬قال‪ :‬وأنزل‬
‫ال ف ذلك {وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس} الَية‪ ,‬وهذا السند ضعيف جدا‬
‫فإن ممد بن السن بن زبالة متروك‪ ,‬وشيخه أيضا ضعيف بالكلية‪ ,‬ولذا اختار ابن جرير‬
‫أن الراد بذلك ليلة ال سراء‪ ,‬وأن الشجرة اللعو نة هي شجرة الزقوم‪ ,‬قال لجاع ال جة‬
‫من أهل التأويل على ذلك أي ف الرؤيا والشجرة‪ ,‬وقوله‪{ :‬ونوفهم} أي الكفار بالوعيد‬
‫ب هبم فيبه مبن الكفبر‬
‫والعذاب والنكال‪{ ,‬فمبا يزيدهبم إل طغيانا كببيا} أي تاديا فيم ا‬
‫والضلل‪ ,‬وذلك مبببببببببببن خذلن ال لمببببببببببب‪.‬‬

‫‪632‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سجَدُواْ إَلّ ِإبْلِي سَ قَالَ َأأَ سْجُدُ ِلمَ نْ خََلقْ تَ طِينا *‬ ‫جدُواْ َلدَ مَ فَ َ‬ ‫** َوإِذْ ُق ْلنَا ِللْمَلِئكَ ِة ا سْ ُ‬
‫ت عَلَيّ َلئِ نْ أَ ّخ ْرتَ نِ إَِلىَ َيوْ ِم الْ ِقيَا َمةِ ل ْحتَِنكَ نّ ُذ ّريّتَهُ إَلّ قَلِيلً‬
‫قَالَ أَ َرَأْيتَكَ هَـذَا الّذِي كَ ّرمْ َ‬
‫يذ كر تبارك وتعال عداوة إبل يس لع نه ال وذري ته وأن ا عداوة قدي ة م نذ خلق آدم فإ نه‬
‫تعال أ مر اللئ كة بال سجود لَدم ف سجدوا كل هم إل إبل يس ا ستكب وأ ب أن ي سجد له‬
‫افتخارا عليه واحتقارا له {قال أأسجد لن خلقت طينا} كما قال ف الَية الخرى {أنا‬
‫خي منه خلقتن من نار وخلقته من طي} وقال أيضا أرأيتك يقول للرب جراءة وكفرا‬
‫والرب يلم وين ظر {قال أرأ يت هذا الذي كر مت علي} الَ ية‪ ,‬قال علي بن أ ب طل حة‬
‫عن ا بن عباس يقول ل ستولي على ذري ته إل قليلً وقال ما هد لحتوي نّ وقال ا بن ز يد‬
‫لضلنهم وكلها متقاربة والعن أرأيتك هذا الذي شرفته وعظمته علي لن أنظرتن لضلن‬
‫ذريتبببببببببببببببه إل قليلً منهبببببببببببببببم‪.‬‬

‫** قَالَ ا ْذهَ بْ فَمَن َتبِعَ كَ ِمْنهُ مْ فَإِ نّ َج َهنّ مَ جَزَآؤُكُ مْ َجزَاءً ّموْفُورا * وَا سَْتفْزِ ْز مَ ِن‬
‫ك َوشَارِ ْكهُ مْ فِي ال ْموَا ِل وَالوْلدِ‬ ‫ك وَ َرجِلِ َ‬
‫خيْلِ َ‬
‫ب عََلْيهِم ِب َ‬
‫ص ْوتِكَ َوأَ ْجلِ ْ‬
‫ت ِمْنهُ ْم بِ َ‬‫ا ْستَ َطعْ َ‬
‫ك عََلْيهِ ْم سُلْطَا ٌن وَ َكفَ َى بِ َربّكَ‬
‫شيْطَانُ إِ ّل غُرُورا * ِإنّ ِعبَادِي َلْيسَ لَ َ‬ ‫َوعِ ْدهُ ْم َومَا َيعِ ُدهُمُ ال ّ‬
‫وَكِيلً‬
‫لا سأل إبليس النظرة قال ال له {اذهب} فقد أنظرتك كما قال ف الَية الخرى قال‪:‬‬
‫{فإنك من النظرين إل يوم الوقت العلوم} ث أوعده ومن اتبعه من ذرية آدم جهنم {قال‬
‫اذ هب ف من تب عك من هم فإن جه نم جزاؤ كم} أي على أعمال كم {جزا ًء موفورا} قال‬
‫ما هد وافرا‪ ,‬وقال قتادة موفورا علي كم ل ين قص ل كم م نه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وا ستفزز من‬
‫ا ستطعت من هم ب صوتك} ق يل هو الغناء قال ما هد بالل هو والغناء أي ا ستخفهم بذلك‬
‫وقال ا بن عباس ف قوله {وا ستفزز من ا ستطعت من هم ب صوتك} قال كل داع د عا إل‬
‫معصية ال عز وجل وقال قتادة واختاره ابن جرير‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وأجلب عليهم بيلك‬
‫ورجلك} يقول واحل عليهم بنودك خيالتهم ورجلتهم فإن الرجل جع راجل كما أن‬
‫الركب جع راكب وصحب جع صاحب ومعناه تسلط عليهم بكل ما تقدر عليه وهذا‬
‫أمبر قدري كقوله تعال {أل تبر أنبا أرسبلنا الشياطيب على الكافريبن تؤزهبم أزا} أي‬

‫‪633‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تزعجهبم إل العاصبي إزعاجا وتسبوقهم إليهبا سبوقا وقال اببن عباس وماهبد فب قوله‬
‫{وأجلب عليهم بيلك ورجلك} قال كل راكب وماش ف معصية ال وقال قتادة‪ :‬إن له‬
‫خيلً ورجالً من الن والنس وهم الذين يطيعونه تقول العرب أجلب فلن على فلن إذا‬
‫صاح عل يه وم نه ن ى ف ال سابقة عن اللب وال نب وم نه اشتقاق الل بة و هي ارتفاع‬
‫الصوات‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وشاركهم ف الموال والولد} قال ابن عباس وماهد‪ :‬هو ما‬
‫أمر هم به من إنفاق الموال ف معا صي ال‪ ,‬وقال عطاء‪ :‬هو الر با‪ ,‬وقال ال سن‪ :‬هو‬
‫جعها من خبيث وإنفاقها ف حرام‪ ,‬وكذا قال قتادة‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس رضي ال‬
‫ب أمبا مشاركتبه إياهبم فب أموالمب فهبو مبا حرموه مبن أنعامهبم يعنب مبن البحائر‬ ‫عنهم ا‬
‫والسوائب ونوها وكذا قال الضحاك وقتادة وقال ابن جرير والول أن يقال إن الَية تعم‬
‫ذلك كله‪ ,‬وقوله {والولد} قال العوفب عبن اببن عباس وماهبد والضحاك يعنب أولد‬
‫الزنا‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس هو ما كانوا قتلوه من أولدهم سفها بغي‬
‫علم‪ ,‬وقال قتادة والسن البصري‪ :‬قد وال شاركهم ف الموال والولد مسوا وهودوا‬
‫ونصبروا وصببغوا على غيب صببغة السبلم‪ ,‬وجزؤوا أموالمب جزءا للشيطان‪ ,‬وكذا‬
‫قال)قتادة سواء‪ ,‬وقال أبو صال عن ابن عباس هو تسميتهم أولدهم عبد الارث وعبد‬
‫الشمس وعبد فلن قال ابن جرير وأول القوال بالصواب أن يقال كل مولود ولدته أنثى‬
‫ع صى ال ف يه بت سميته ب ا يكر هه ال أو بإدخاله ف غ ي الد ين الذي ارتضاه ال أو بالز نا‬
‫بأمه أو بقتله أو غي ذلك من المور الت يعصى ال بفعله به أو فيه فقد دخل ف مشاركة‬
‫إبليس فيه من ولد ذلك الولد له أو منه لن ال ل يصص بقوله {وشاركهم ف الموال‬
‫والولد} معن الشركة فيه بعن دون معن فكل ما عصي ال فيه أو به او أطيع الشيطان‬
‫ف يه أو به ف هو مشار كة‪ ,‬وهذا الذي قاله مت جه و كل من ال سلف رح هم ال ف سر ب عض‬
‫الشار كة ف قد ث بت ف صحيح م سلم عن عياض بن حاد أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ :‬قال «يقول ال عز وجل إن خلقت عبادي حنفاء فجاءتم الشياطي فاجتالتهم عن‬
‫دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لم» وف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬لو أن أحدهبم إذا أراد أن يأتب أهله قال بسبم ال اللهبم جنبنبا الشيطان وجنبب‬
‫الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد ف ذلك ل يضره الشيطان أبدا» وقوله تعال‪:‬‬

‫‪634‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وعد هم و ما يعد هم الشيطان إل غرورا} ك ما أ خب تعال عن إبل يس أ نه يقول إذا‬
‫حصحص الق يوم يقضي بالق {إن ال وعدكم وعد الق ووعدتكم فأخلفتكم} الَية‬
‫وقوله تعال {إن عبادي ليبس لك عليهبم سبلطان} إخبار بتأييده تعال عباده الؤمنيب‬
‫وحفظه إياهم وحراسته لم من الشيطان الرجيم ولذا قال تعال {وكفى بربك وكيلً}‬
‫أي حافظا ومؤيدا ونصيا‪ ,‬وقال المام أحد حدثنا قتيبة حدثنا ابن ليعة عن موسى بن‬
‫وردان عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن الؤمن‬
‫لين ضي شياطي نه ك ما ين ضي أحد كم بعيه ف ال سفر» ين ضي أي يأ خذ بنا صيته ويقهره‪.‬‬

‫حرِ ِلَتبَْتغُواْ مِن َفضْلِ هِ ِإنّ هُ كَا نَ ِبكُ مْ َرحِيما‬


‫** ّربّكُ ُم الّذِي يُزْجِي َلكُ ُم اْلفُلْ كَ فِي الْبَ ْ‬
‫وي ب تعال عن لط فه بل قه ف ت سخيه لعباده الفلك ف الب حر وت سهيله ل صال عباده‬
‫لبتغائهم من فضله ف التجارة من إقليم إل إقليم ولذا قال‪{ :‬إنه كان بكم رحيما} أي‬
‫إناببب فعبببل هذا بكبببم فببب فضله عليكبببم ورحتبببه بكبببم‪.‬‬

‫ضتُ ْم‬
‫** َوإِذَا مَ سّكُ ُم اْلضّرّ فِي اْلبَحْرِ ضَ ّل مَن تَ ْدعُو نَ إِلّ ِإيّا هُ َفلَمّا نَجّاكُ مْ إِلَى اْلبَرّ َأعْرَ ْ‬
‫ب ا ِلنْسببببببببببببببَانُ َكفُورا‬ ‫وَكَانببببببببببببب َ‬
‫يب تبارك وتعال أن الناس إذا مسهم ضر دعوه منيبي إليه ملصي له الدين ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه} أي ذهب عن قلوبكم كل‬
‫ما تعبدون غي ال تعال كما اتفق لعكرمة بن أب جهل لا ذهب فارا من رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم حي فتح مكة فذهب هاربا فركب ف البحر يدخل البشة فجاءتم ريح‬
‫عاصف فقال القوم بعضهم لبعض إنه ل يغن عنكم إل أن تدعوا ال وحده فقال عكرمة‬
‫ف نفسه وال إن كان ل ينفع ف البحر غيه فإنه ل ينفع ف الب غيه اللهم لك علي عهد‬
‫لن أخرجتن منه لذهب فلضعن يدي ف يدي ممد فل جدنه رؤوفا رحيما‪ ,‬فخرجوا‬
‫من البحر فرجع إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أسلم وحسن إسلمه رضي ال عنه‬
‫وأرضاه‪ .‬وقوله تعال {فل ما نا كم إل الب أعرض تم} أي ن سيتم ما عرف تم من توحيده‬

‫‪635‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأعرض تم عن دعائه وحده ل شر يك له {وكان الن سان كفورا} أي سجيته هذا ين سى‬
‫النعببببببم ويحدهببببببا إل مببببببن عصببببببم ال‪.‬‬

‫ف ِبكُمْ جَانِبَ اْلبَرّ َأ ْو يُرْسِ َل عََلْيكُمْ حَاصِبا ثُمّ َل تَجِدُواْ َلكُ ْم وَكِيلً‬
‫** أََفَأ ِمنْتُمْ أَن يَخْسِ َ‬
‫يقول تعال أفحسبتم بروجكم إل الب أمنتم من انتقامه وعذابه أن يسف بكم جانب‬
‫الب أو يرسل عليكم حاصبا وهو الطر الذي فيه حجارة قاله ماهد وغي واحد كما قال‬
‫تعال {إنا أرسلنا عليهم حاصبا إل آل لوط نيناهم بسحر نعمة من عندنا} وقد قال ف‬
‫الَية الخرى {وأمطرنا عليهم حجارة من طي} وقال {أأمنتم من ف السماء أن يسف‬
‫بكم الرض فإذا هي تور * أم أمنتم من ف السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعملون‬
‫كيف نذير} وقوله {ث ل تدوا لكم وكيل} أي ناصرا يرد ذلك عنكم وينقذكم منه‪.‬‬

‫** أَ مْ َأ ِمْنتُ مْ أَن ُيعِيدَكُ مْ فِي ِه تَا َرةً أُخْرَىَ َفيُرْ سِ َل عََلْيكُ مْ قَا صِفا مّ نَ الرّي حِ َفُيغْرِقَكُم بِمَا‬
‫ببببِ تَبِيعا‬ ‫ب عََليْنَببببا بِهب‬ ‫ببب ْ‬ ‫ببببّ َل تَجِدُواْ َلكُمب‬ ‫ب ثُمب‬ ‫ببب ْ‬ ‫َكفَ ْرتُمب‬
‫يقول تبارك وتعال {أم أمنتبم} أيهبا العرضون عنبا بعدمبا اعترفوا بتوحيدنبا فب البحبر‬
‫وخرجوا إل الب {أن يعيدكم} ف البحر مرة ثانية {فيسل عليكم قاصفا من الريح} أي‬
‫يقصف الصواري ويغرق الراكب قال ابن عباس وغيه‪ :‬القاصف ريح البحار الت تكسر‬
‫الرا كب وتغرق ها وقوله‪{ :‬فيغرق كم ب ا كفر ت} أي ب سبب كفر كم وإعراض كم عن ال‬
‫تعال وقوله‪ { :‬ث ل تدوا ل كم علي نا به تبيعا} قال ا بن عباس ن صيا وقال ما هد ن صيا‬
‫ثائرا أي يأخبذ بثأركبم بعدكبم‪ .‬وقال قتادة ول ناف أحدا يتبعنبا بشيبء مبن ذلك‪.‬‬

‫ت وََفضّ ْلنَاهُ ْم عََلىَ‬


‫** وََلقَدْ َك ّرمْنَا َبنِي آدَمَ َوحَمَ ْلنَاهُمْ فِي الْبَ ّر وَاْلبَحْرِ وَرَزَ ْقنَاهُ ْم مّ نَ ال ّطيّبَا ِ‬
‫َكثِيٍ مّمّنببببببببببببببْ خََلقْنَبببببببببببببا َتفْضِيلً‬
‫ويبب تعال عبن تشريفبه لبنب آدم وتكريهب إياهبم ف خلقبه ل م على أح سن اليئات‬
‫وأكلمها كقوله تعال {لقد خلقنا النسان ف أحسن تقوي} أي يشي قائما منتصبا على‬

‫‪636‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رجل يه ويأ كل بيد يه‪ ,‬وغيه من اليوانات ي شي على أر بع ويأ كل بف مه وج عل له سعا‬
‫وب صرا وفؤادا يف قه بذلك كله وينت فع به ويفرق ب ي الشياء ويعرف منافع ها وخوا صها‬
‫ومضار ها ف المور الدين ية والدنيو ية {وحلنا هم ف الب} أي على الدواب من النعام‬
‫واليل والبغال وف البحر أيضا على السفن الكبار والصغار {ورزقناهم من الطيبات} أي‬
‫مبن زروع ثار ولوم وألبان مبن سبائر أنواع الطعوم واللوان الشتهاة اللذيذة والناظبر‬
‫ال سنة والل بس الرفي عة من سائر النواع على اختلف أ صنافها وألوان ا وأشكال ا م ا‬
‫يصنعونه لنفسهم ويلبه إليهم غيهم من أقطار القاليم والنواحي {وفضلناهم على كثي‬
‫م ن خلق نا تفضيلً} أي من سائر اليوانات وأ صناف الخلوقات و قد ا ستدل بذه الَ ية‬
‫الكرية على أفضلية جنس البشر على جنس اللئكة‪ .‬قال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن‬
‫زيد بن أسلم قال‪ :‬قالت اللئكة يا ربنا إنك أعطيت بن آدم الدينا يأكلون منها ويتنعمون‬
‫ول تعط نا ذلك فأعط نا الَخرة فقال ال تعال «وعز ت وجلل ل أج عل صال ذر ية من‬
‫خلقت بيدي كمن قلت كن فكان» وهذا الديث مرسل من هذا الوجه‪ ,‬وقد روي من‬
‫و جه آ خر مت صلً‪ .‬وقال الا فظ أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا أح د بن م مد بن صدقة‬
‫البغدادي حدثنا إبراهيم بن عبد ال بن خالد الصيصي حدثنا حجاج بن ممد حدثنا أبو‬
‫غسان ممد بن مطرف عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عبد ال بن عمرو‬
‫عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن اللئ كة قالت يا رب نا أعط يت ب ن آدم الدن يا‬
‫يأكلون فيها ويشربون ويلبسون ونن نسبح بمدك ول نأكل ول نشرب ول نلهو فكما‬
‫جعلت لم الدنيا فاجعل لنا الَخرة قال ل أجعل صال ذرية من خلقت بيدي كمن قلت‬
‫له كن فكان» وقد روى ابن عساكر من طريق ممد بن أيوب الرازي حدثنا السن بن‬
‫علي بن خلف ال صيدلن حدث نا سليمان بن ع بد الرح ن حدث ن عثمان بن ح صن عن‬
‫عبيدة بن علق سعت عروة بن روي اللخمي حدثن أنس بن مالك عن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪ :‬قال «إن اللئ كة قالوا رب نا خلقت نا وخل قت ب ن آدم وجعلت هم يأكلون‬
‫باء ويركبون الدواب ينامون‬ ‫بون الثياب ويتزوجون النسب‬ ‫الطعام ويشربون الشراب ويلبسب‬
‫ويستريون ول تعل لنا من ذلك شيئا فاجعل لم الدنيا ولنا الَخرة فقال ال عز وجل‪:‬‬
‫«ل أج عل من خلق ته بيدي ونف خت ف يه من رو حي ك من قلت له كن فكان» وقال‬

‫‪637‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال طبان‪ :‬حدثنا عبدان بن أح د حدثنا ع مر بن سهل حدثنا عب يد ال بن تام عن خالد‬
‫الذاء عن بشر بن شغاف عن أبيه عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم « ما ش يء أكرم على ال يوم القيا مة من ا بن آدم» ق يل يا ر سول ال ول‬
‫اللئكة قال «ول اللئكة‪ ,‬اللئكة مبورون بنلة الشمس والقمر» وهذا حديث غريب‬
‫جدا‪.‬‬

‫** َيوْ َم نَ ْدعُواْ كُلّ ُأنَا سٍ بِِإمَا ِمهِ مْ فَ َم نْ أُوتِ يَ ِكتَابَ ُه ِبيَمِينِ هِ َفُأوْلَـئِكَ َيقْرَؤو نَ ِكتَاَبهُ ْم وَ َل‬
‫سببِيلً‬
‫َانب ف ِي هَـب ِذهِ َأعْ َمىَ َف ُهوَ ف ِي الَخِ َرةِ َأعْ َمىَ َوأَضَ ّل َ‬ ‫ُونب َفتِيلً * وَم َن ك َ‬ ‫يُظْلَم َ‬
‫ي ب تبارك وتعال عن يوم القيا مة أ نه يا سب كل أ مة بإمام هم‪ ,‬و قد اختلفوا ف ذلك‬
‫فقال ما هد وقتادة ب نبيهم وهذا كقوله تعال {ول كل أ مة ر سول فإذا جاء ر سولم ق ضي‬
‫بينهم بالقسط} الَية وقال بعض السلف هذا أكب شرف لصحاب الديث لن إمامهم‬
‫النبب صبلى ال عليبه وسبلم وقال اببن زيبد لكتابمب الذي أنزل على نببيهم مبن التشريبع‬
‫واختاره ابن جرير وروي عن ابن أب نيح عن ماهد أنه قال‪ :‬بكتبهم فيحتمل أن يكون‬
‫أراد هذا وأن يكون أراد مبا رواه العوفب عبن اببن عباس فب قوله {يوم ندعبو كبل أناس‬
‫بإمام هم} أي بكتاب أعمال م وكذا قال أ بو العال ية وال سن والضحاك وهذا القول هو‬
‫الر جح لقوله تعال {و كل ش يء أح صيناه ف إمام مبي} وقال تعال‪{ :‬وو ضع الكتاب‬
‫فترى الجرمي مشفقي ما فيه} الَية ويتمل أن الراد بإمامهم أي كل قوم بن يأتون به‬
‫فأهبل اليان ائتموا بالنببياء عليهبم السبلم وأهبل الكفبر اتئموا بأئمتهبم كمبا قال‬
‫{وجعلناهم أئمة يدعون إل النار} وف الصحيحي «لتتبع كل أمة ما كانت تعبد فيتبع‬
‫من كان يعبد الطواغيت» الديث وقال تعال {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إل‬
‫كتابا اليوم تزون ما كنتم تعملون * هذا كتابنا ينطق عليكم بالق إنا كنا نستنسخ ما‬
‫كن تم تعلمون} وهذا ل ينا ف أن ياء بال نب إذا ح كم ال ب ي أم ته فإ نه ل بد أن يكون‬
‫شاهدا على أمته بأعمالا كقوله تعال {وأشرقت الرض بنور ربا ووضع الكتاب وجيء‬
‫بال نبيي والشهداء} وقوله تعال‪{ :‬فك يف إذا جئ نا من كل أ مة بشه يد وجئ نا بك على‬
‫هؤلء شهيدا} ول كن الراد هه نا بالمام هو كتاب العمال ولذا قال تعال‪{ :‬يوم ند عو‬

‫‪638‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كل أناس بإمامهم فمن أوت كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابم} أي من فرحته وسروره‬
‫ب ا فيه من الع مل الصال يقرأه وي ب قراءته كقوله‪{ :‬فأما من أو ت كتابه بيمينه فيقول‬
‫ب مبن أوتب كتاببه بشماله} الَيات‪ ,‬وقوله تعال‬
‫هاؤم اقرؤوا كتابيبه بب إل قوله بب وأم ا‬
‫{ول يظلمون فتيلً} قد تقدم أن الفتيل هو ال يط ال ستطيل ف شق النواة‪ .‬و قد روى‬
‫الا فظ أ بو ب كر البزار حديثا ف هذا فقال‪ :‬حدث نا م مد بن يع مر وم مد بن عثمان بن‬
‫كرامة قال‪ :‬حدثنا عب يد ال بن مو سى عن إ سرائيل عن ال سدي عن أبيه عن أ ب هريرة‬
‫ر ضي ال ع نه عن ال نب صلى ال عل يه و سلم ف قول ال تعال‪{ :‬يوم ند عو كل أناس‬
‫بإمام هم} قال‪« :‬يد عى أحد هم فيع طى كتا به بيمي نه وي د له ف ج سمه و يبيض وج هه‬
‫ويعل على رأسه تاج من لؤلؤة يتلل فينطلق إل أصحابه فيونه من بعيد فيقولون اللهم‬
‫آتنا بذا وبارك لنا ف هذا فيأتيهم فيقول لم أبشروا فإن لكل رجل منكم مثل هذا‪ ,‬وأما‬
‫الكافر فيسود وجهه ويد له جسمه ويراه أصحابه فيقولون أعوذ بال من هذا أو من شر‬
‫هذا اللهم ل تأتنا به فيأتيهم فيقولون اللهم اخزه فيقول أبعدكم ال فإن لكل رجل منكم‬
‫مثبل هذا» ثب قال البزار ل يروى إل مبن هذا الوجبه‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ومبن كان فب هذه‬
‫أعمى} الَية‪ ,‬قال ابن عباس وماهد وقتادة وابن زيد {ومن كان ف هذه} أي ف الياة‬
‫الدنيا {أعمى} أي عن حجة ال وآياته وبيناته {فهو ف الَخرة أعمى} أي كذلك يكون‬
‫{وأضبل سببيلً} أي وأضبل منبه كمبا كان فب الدنيبا عياذا بال مبن ذلك‪.‬‬

‫خذُوكَ َخلِيلً *‬ ‫ي عََلْينَا َغيْرَهُ َوإِذا ّلتّ َ‬


‫** َوإِن كَادُواْ َلَي ْفِتنُونَكَ عَنِ الّذِي َأوْ َحيْنَآ إَِليْكَ لِت ْفتَرِ َ‬
‫ضعْ فَ‬
‫حيَاةِ وَ ِ‬
‫ف الْ َ‬
‫ضعْ َ‬‫ت تَرْ َك نُ إِلَْيهِ ْم َشيْئا َقلِيلً * إِذا لذَ ْقنَا كَ ِ‬ ‫وََلوْلَ أَن ثَّبْتنَا كَ َلقَدْ كِد ّ‬
‫ببببا نَصبببببِيا‬ ‫ب عََليْنَب‬ ‫جدُ لَكبببب َ‬ ‫الْمَمَاتبببببِ ثُمبببببّ َل تَ ِ‬
‫يب تعال عن تأييده رسوله صلوات ال عليه وسلمه‪ ,‬وتثبيته وعصمته وسلمته من شر‬
‫الشرار وكيد الفجار‪ ,‬وأنه تعال هو التول أمره ونصره‪ ,‬وأنه ل يكله إل أحد من خلقه‬
‫بل هو وليه وحافظه وناصره مؤيده ومظفره ومظهر دينه على من عاداه وخالفه وناوأه ف‬
‫بن‪.‬‬ ‫بليما كثيا إل يوم الديب‬ ‫بلم تسب‬ ‫به وسب‬ ‫بلى ال عليب‬ ‫ب‪ ,‬صب‬ ‫مشارق الرض ومغارباب‬

‫‪639‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫خرِجو كَ ِمْنهَا َوإِذا ّل يَ ْلَبثُو نَ خِلفَ كَ إِلّ قَلِيلً *‬


‫سَتفِزّونَكَ مِ نَ الرْ ضِ ِليُ ْ‬
‫** َوإِن كَادُواْ َليَ ْ‬
‫حوِيلً‬
‫بّنِتنَا تَ ْ‬
‫بّنةَ مَببن َقدْ أَرْسببَ ْلنَا َقبْلَكببَ مِببن رّسببُِلنَا وَ َل تَجِدُ لِسب ُ‬ ‫سب ُ‬
‫قيل‪ :‬نزلت ف اليهود إذ أشاروا على رسول ال صلى ال عليه وسلم بسكن الشام بلد‬
‫النبياء وترك سكن الدينة‪ ,‬وهذا القول ضعيف‪ ,‬لن هذه الَية مكية وسكن الدينة بعد‬
‫ذلك‪ ,‬وقيل‪ :‬إنا نزلت بتبوك وف صحته نظر‪ .‬روى البيهقي عن الاكم عن الصم عن‬
‫أحد بن عبد البار العطاردي‪ ,‬عن يونس بن بكي عن عبد الميد بن برام‪ ,‬عن شهر بن‬
‫حو شب عن ع بد الرح ن بن غ نم أن اليهود أتوا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوما‬
‫فقالوا‪ :‬يا أ با القا سم إن ك نت صادقا أ نك نب فال ق بالشام‪ ,‬فإن الشام أرض الح شر‬
‫وأرض النبياء‪ ,‬فصدق ما قالوا فغزا تبوك ل يريد إل الشام‪ ,‬فلما بلغ تبوك أنزل ال عليه‬
‫آيات من سورة بن إسرائيل بعد ما ختمت السورة {وإن كادوا ليستفزونك من الرض‬
‫ليخرجوك من ها ب إل قوله ب تويل} فأمره ال بالرجوع إل الدي نة‪ ,‬وقال‪ :‬في ها مياك‬
‫وماتك ومنه تبعث‪ .‬وف هذا السناد نظر‪ ,‬والظهر أن هذا ليس بصحيح‪ ,‬فإن النب ل يغز‬
‫تبوك عن قول اليهود‪ ,‬وإن ا غزا ها امتثالً لقوله تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا قاتلوا الذي‬
‫يلونكبم مبن الكفار} ولقوله تعال‪{ :‬قاتلوا الذيبن ل يؤمنون بال ول باليوم الَخبر ول‬
‫يرمون ما حرم ال ور سوله ول يدينون د ين ال ق من الذ ين أوتوا الكتاب ح ت يعطوا‬
‫الزية عن يد وهم صاغرون} وغزاها ليقتص وينتقم من قتل أهل مؤتة من أصحابه‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ ,‬ولو صح هذا لمل عليه الديث الذي رواه الوليد بن مسلم عن عفي بن معدان‪,‬‬
‫عن سليم بن عامر عن أب أمامة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«أنزل القرآن ف ثل ثة أمك نة‪ :‬م كة‪ ,‬والدي نة‪ ,‬والشام» قال الول يد‪ :‬يع ن ب يت القدس‪,‬‬
‫وتف سي الشام بتبوك أح سن‪ ,‬م ا قال الول يد إ نه ب يت القدس‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وق يل نزلت ف‬
‫كفار قريش‪ ,‬هوا بإخراج رسول ال صلى ال عليه وسلم من بي أظهرهم‪ ,‬فتوعدهم ال‬
‫بذه الَية‪ ,‬وأنم لو أخرجوه لا لبثوا بعده بكة إل يسيا‪ ,‬وكذلك وقع فإنه ل يكن بعد‬
‫هجرته من بي أظهرهم بعد ما اشتد أذاهم له إل سنة ونصف‪ ,‬حت جعهم ال وإياه ببدر‬
‫على غي ميعاد‪ ,‬فأمكنه منهم وسلطه عليهم وأظفره بم‪ ,‬فقتل أشرافهم وسب ذراريهم‪,‬‬

‫‪640‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولذا قال تعال‪ { :‬سنة من قد أر سلنا} الَ ية‪ ,‬أي هكذا عادت نا ف الذ ين كفروا بر سلنا‬
‫وآذو هم بروج الر سول من ب ي أظهر هم يأتي هم العذاب‪ ,‬ولول أ نه صلى ال تعال عل يه‬
‫وعلى آله وسلم رسول الرحة لاءهم من النقم ف الدنيا ما ل قبل لحد به‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬ومببببا كان ال ليعذبمبببب وأنببببت فيهببببم} الَيببببة‪.‬‬

‫شهُودا‬
‫جرِ إِنّ ُقرْآنَ اْلفَجْرِ كَا َن مَ ْ‬
‫صلَةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ إِلَ َى غَسَ ِق الّْليْ ِل وَقُرْآنَ الْفَ ْ‬ ‫** أَقِ ِم ال ّ‬
‫حمُودا‬‫ّكب َمقَاما مّ ْ‬‫َكب َرب َ‬‫َسبىَ أَن َيبْ َعث َ‬ ‫ّكب ع َ‬ ‫ِهب نَافَِلةً ل َ‬
‫ِنب الّْليْلِ َفَتهَجّ ْد ب ِ‬
‫* َوم َ‬
‫يقول تبارك وتعال لر سوله صلى ال عل يه و سلم آمرا له بإقا مة ال صلوات الكتوبات ف‬
‫أوقات ا {أ قم ال صلة لدلوك الش مس} ق يل لغروب ا‪ ,‬قاله ا بن م سعود وما هد وا بن ز يد‪.‬‬
‫وقال هش يم عن مغية‪ ,‬عن الش عب عن ا بن عباس‪ :‬دلوك ها زوال ا‪ ,‬ورواه نا فع عن ا بن‬
‫ع مر‪ ,‬ورواه مالك ف تف سيه عن الزهري عن ا بن ع مر‪ ,‬وقاله أ بو برزة ال سلمي و هو‬
‫رواية أيضا عن ابن مسعود وماهد‪ ,‬وبه قال السن والضحاك وأبو جعفر الباقر وقتادة‪,‬‬
‫واختاره ابن جرير‪ ,‬وما استشهد عليه ما رواه عن ابن حيد عن الكم بن بشي‪ :‬حدثنا‬
‫عمرو بن قيس عن ابن أب ليلى عن رجل عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬دعوت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ومن شاء من أصحابه فطعموا عندي ث خرجوا حي زالت الشمس‪,‬‬
‫فخرج النب صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬اخرج يا أبا بكر‪ ,‬فهذا حي دلكت الشمس» ث‬
‫رواه عن سهل بن بكار عن أب عوانة عن السود بن قيس‪ ,‬عن نبيح العني عن جابر عن‬
‫رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم نوه‪ ,‬فعلى هذا تكون هذه الَيبة دخبل فيهبا أوقات‬
‫الصلوات المس فمن قوله‪{ :‬لدلوك الشمس إل غسق الليل} وهو ظلمه‪ ,‬وقيل غروب‬
‫بببر والغرب والعشاء‪.‬‬ ‫بببر والعصب‬ ‫بببه الظهب‬ ‫بببذ منب‬ ‫بببس‪ ,‬أخب‬ ‫الشمب‬
‫وقوله‪{ :‬وقرآن الف جر} يع ن صلة الف جر‪ ,‬و قد بي نت ال سنة عن ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم تواترا من أفعاله وأقواله بتفاصيل هذه الوقات على ما عليه أهل السلم اليوم‬
‫م ا تلقوه خلفا من سلف وقرنا ب عد قرن‪ ,‬ك ما هو مقرر ف مواض عه‪ ,‬ول ال مد‪{ .‬إن‬
‫قرآن الفجر كان مشهودا} قال العمش عن إبراهيم عن ابن مسعود‪ ,‬وعن أب صال عن‬
‫أب هريرة رضي ال عنهما‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم ف هذه الَية {وقرآن الفجر إن‬

‫‪641‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قرآن الفجبر كان مشهودا} قال‪ :‬تشهده ملئكبة الليبل وملئكبة النهار‪ .‬وقال البخاري‪:‬‬
‫حدث نا ع بد ال بن م مد‪ ,‬حدث نا ع بد الرزاق‪ ,‬أخب نا مع مر عن الزهري عن أ ب سلمة‪,‬‬
‫وسعيد بن السيب عن أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬فضل‬
‫صلة الم يع على صلة الوا حد خ س وعشرون در جة‪ ,‬وتت مع ملئ كة الل يل وملئ كة‬
‫النهار ف صلة الف جر» يقول أبو هريرة‪ :‬اقرؤوا إن شئ تم {وقرآن الف جر إن قرآن الف جر‬
‫كان مشهودا}‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أسباط‪ ,‬حدثنا العمش عن إبراهيم عن ابن مسعود عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وحدثنا العمش عن أب صال عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ف قوله‪{ :‬وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال‪« :‬تشهده ملئكة‬
‫الليل وملئكة النهار»‪ .‬ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ,‬ثلثتهم عن عبيد بن أسباط‬
‫بن ممد عن أبيه به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح وف لفظ ف الصحيحي من طريق‬
‫مالك عن أ ب الزناد عن العرج عن أ ب هريرة‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«يتعاقبون في كم ملئ كة بالل يل وملئ كة بالنهار‪ ,‬ويتمعون ف صلة ال صبح و ف صلة‬
‫الع صر‪ ,‬فيعرج الذ ين باتوا في كم في سألم رب م و هو أعلم ب كم ك يف ترك تم عبادي ؟‬
‫فيقولون‪ :‬أتيناهم وهم يصلون‪ ,‬وتركناهم وهم يصلون» وقال عبد ال بن مسعود يتمع‬
‫الرسان ف صلة الفجر‪ ,‬فيصعد هؤلء ويقيم هؤلء‪ ,‬وكذا قال إبراهيم النخعي وماهد‬
‫ببببة‪.‬‬ ‫ببببي هذه الَيب‬ ‫بببب تفسب‬ ‫بببب واحبببببد فب‬ ‫وقتادة وغيب‬
‫وأما الديث الذي رواه ابن جرير ههنا من حديث الليث بن سعد عن زيادة عن ممد‬
‫بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد‪ ,‬عن أب الدرداء عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فذ كر حد يث النول‪ ,‬وأ نه تعال يقول‪ :‬من ي ستغفرن أغ فر له‪ ,‬من ي سألن أعط يه‪ ,‬من‬
‫يدعن فأستجيب له حت يطلع الفجر‪ ,‬فلذلك يقول‪{ :‬وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان‬
‫مشهودا} فيشهده ال وملئكة الليل وملئكة النهار‪ ,‬فإنه تفرد به زيادة‪ ,‬وله بذا حديث‬
‫فبببببببببب سببببببببببنن أببببببببببب داود‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك} أمر له بقيام الليل بعد الكتوبة‪ ,‬كما ورد‬
‫ف صحيح مسلم عن أب هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن سئل أي الصلة‬

‫‪642‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أف ضل ب عد الكتو بة ؟ قال « صلة الل يل»‪ ,‬ولذا أ مر تعال ر سوله ب عد الكتوبات بقيام‬
‫الليل‪ ,‬فإن التهجد ما كان بعد النوم‪ .‬قاله علقمة والسود وإبراهيم النخعي وغي واحد‪,‬‬
‫و هو العروف ف ل غة العرب‪ ,‬وكذلك ثب تت الحاد يث عن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم أنه كان يتهجد بعد نومه‪ ,‬عن ابن عباس وعائشة وغي واحد من الصحابة رضي‬
‫ال عنهببم‪ ,‬كمببا هببو مبسببوط فبب موضعببه‪ ,‬ول المببد والنببة‪.‬‬
‫وقال السن البصري‪ :‬هو ما كان بعد العشاء ويمل على ما كان بعد النوم‪ ,‬واختلف‬
‫ف معن قوله تعال‪{ :‬نافلة لك} فقيل معناه أنك مصوص بوجوب ذلك وحدك‪ ,‬فجعلوا‬
‫قيام الليل واجبا ف حقه دون المة‪ ,‬رواه العوف عن ابن عباس‪ ,‬وهو أحد قول العلماء‪,‬‬
‫وأحد قول الشافعي رحه ال‪ ,‬واختاره ابن جرير‪ ,‬وقيل‪ :‬إنا جعل قيام الليل ف حقه نافلة‬
‫على الصوص‪ ,‬لنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وغيه من أمته إنا يكفر عنه‬
‫صلواته النوافل الذنوب الت عليه‪ .‬قاله ماهد‪ :‬وهو ف السند عن أب أمامة الباهلي رضي‬
‫ال عنببببببببببببببببببببببببببببببببببه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ع سى أن يبع ثك ر بك مقاما ممودا} أي اف عل هذا الذي أمر تك به لنقي مك‬
‫يوم القيامبة مقاما ممودا‪ ,‬يمدك فب اللئق كلهبم وخالقهبم تبارك وتعال‪ .‬قال اببن‬
‫جرير‪ :‬قال أكثر أهل التأويل‪ :‬ذلك هو القام الذي يقومه ممد صلى ال عليه وسلم يوم‬
‫القيامبة للشفاعبة للناس لييهبم ربمب مبن عظيبم مبا هبم فيبه مبن شدة ذلك اليوم‪.‬‬

‫(ذكببببببببببر مببببببببببن قال ذلك)‬


‫حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الرحن حدثنا سفيان عن أب إسحاق‪ ,‬عن صلة بن زفر‪ ,‬عن‬
‫حذيفة قال‪ :‬يمع الناس ف صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر‪ ,‬حفاة عراة كما‬
‫خلقوا‪ ,‬قياما ل تكلم ن فس إل بإذ نه‪ ,‬ينادي‪ :‬يا م مد‪ ,‬فيقول‪« :‬لب يك و سعديك‪ ,‬وال ي‬
‫ف يد يك وال شر ل يس إل يك‪ ,‬والهدي من هد يت‪ ,‬وعبدك ب ي يد يك‪ ,‬وم نك وإل يك ل‬
‫منجبى ول ملجبأ منبك إل إليبك‪ ,‬تباركبت وتعاليبت سببحانك رب البيبت» فهذا القام‬
‫الحمود الذي ذكره ال عبز وجبل‪ .‬ثب رواه عبن بندار‪ ,‬عبن غندر عبن شعببة‪ ,‬عبن أبب‬
‫إ سحاق به‪ ,‬وكذا رواه ع بد الرزاق عن مع مر والثوري‪ ,‬عن أ ب إ سحاق به‪ ,‬وقال ا بن‬

‫‪643‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عباس‪ :‬هذا القام الحمود مقام الشفاعة‪ ,‬وكذا قال ابن أب نيح عن ماهد‪,‬وقاله السن‬
‫البصببببببببببببببببببببببببببببببببببري‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬هو أول من تن شق ع نه الرض يوم القيا مة وأول شا فع‪ ,‬وكان أ هل العلم‬
‫يرون أنه القام الحمود الذي قال ال تعال‪{ :‬عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا} قلت‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم تشريفات يوم القيامة ل يشركه فيها أحد‪ ,‬وتشريفات ل‬
‫ي ساويه فيهاأ حد‪ ,‬ف هو أول من تن شق ع نه الرض ويب عث راكبا إل الح شر‪ ,‬وله اللواء‬
‫الذي آدم ف من دو نه ت ت لوائه‪ ,‬وله الوض الذي ل يس ف الو قف أك ثر واردا م نه‪ ,‬وله‬
‫الشفاعة العظمى عند ال ليأت لفصل القضاء بي اللئق‪ ,‬وذلك بعد ما تسأل الناس آدم‬
‫ث نوحا ث إبراهيم ث موسى ث عيسى‪ ,‬فكل يقول‪ :‬لست لا‪ ,‬حت يأتوا إل ممد صلى‬
‫ال عليه وسلم فيقول «أنا لا أنا لا» كما سنذكر ذلك مفصلً ف هذا الوضع إن شاء ال‬
‫تعال‪ .‬و من ذلك أنه يشفع ف أقوام قد أمر بم إل النار فيدون عنها‪ ,‬وهو أول النبياء‬
‫يقضي بي أمته‪ ,‬وأولم إجازة على الصراط بأمته‪ ,‬وهو أول شفيع ف النة كما ثبت ف‬
‫صببببببببببببببببحيح مسببببببببببببببببلم‪.‬‬
‫و ف حد يث ال صور أن الؤمن ي كل هم ل يدخلون ال نة إل بشفاع ته‪ ,‬و هو أول دا خل‬
‫إلي ها‪ ,‬وأم ته ق بل ال مم كل هم‪ ,‬ويش فع ف ر فع درجات أقوام ل تبلغ ها أعمال م و هو‬
‫صاحب الوسيلة الت هي أعلى منلة ف النة ل تليق إل له‪ ,‬وإذا أذن ال تعال ف الشفاعة‬
‫للع صاة‪ ,‬ش فع اللئ كة والنببيون والؤمنون فيش فع هبو ف خلئق ل يعلم عدت م إل ال‬
‫تعال‪ ,‬ول يش فع أ حد مثله ول ي ساويه ف ذلك‪ ,‬و قد ب سطت ذلك م ستقصى ف آ خر‬
‫كتاب ال سية ف باب ال صائص‪ ,‬ول ال مد وال نة‪ ,‬ولنذ كر الَن الحاد يث الواردة ف‬
‫القام الحمود وبال الستعان‪ .‬قال البخاري‪ :‬حدثنا إساعيل بن أبان‪ ,‬حدثنا أبو الحوص‬
‫عن آدم بن علي‪ ,‬سعت ابن عمر قال‪ :‬إن الناس يصيون يوم القيامة جثاء كل أمة تتبع‬
‫نبيها يقولون‪ :‬يا فلن اشفع يا فلن اشفع‪ ,‬حت تنتهي الشفاعة إل ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم فذلك يوم يبعثه ال مقاما ممودا‪ .‬ورواه حزة بن عبد ال عن أبيه‪ ,‬عن النب صلى‬
‫ال عليببببببببببببببببه وسببببببببببببببببلم‪.‬‬

‫‪644‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن عبد ال بن عبد الكم‪ ,‬حدثنا شعيب بن الليث‪ ,‬حدثنا‬
‫الليث عن عبيد ال بن أب جعفر‪ ,‬أنه قال‪ :‬سعت حزة بن عبد ال بن عمر يقول‪ :‬سعت‬
‫عبد ال بن عمر يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن الشمس لتدنو حت يبلغ‬
‫العرق ن صف الذن‪ ,‬فبين ما هبم كذلك ا ستغاثوا بآدم فيقول‪ :‬لسبت بصباحب ذلك‪ ,‬ث‬
‫بوسى فيقول كذلك‪ ,‬ث بحمد صلى ال عليه وسلم فيشفع بي اللق فيمشي حت يأخذ‬
‫بلقة باب النة‪ ,‬فيومئذ يبعثه ال مقاما ممودا‪ .‬وهكذا رواه البخاري ف الزكاة عن يي‬
‫بن بكي وعلقمة عن عبد ال بن صال‪ ,‬كلها عن الليث بن سعد به‪ ,‬وزاد‪ .‬فيومئذ يبعثه‬
‫ال مقاما ممودا‪ ,‬يمده أ هل ال مع كل هم‪ .‬قال البخاري‪ :‬حدث نا علي بن عياش‪ ,‬حدث نا‬
‫شعيب بن أب حزة عن ممد بن النكدر‪ ,‬عن جابر بن عبد ال أن رسول ال صلى ال‬
‫عليبه وسبلم قال‪« :‬مبن قال حيب يسبمع النداء‪ :‬اللهبم رب هذه الدعوة التامبة والصبلة‬
‫القائمة‪ ,‬آت ممدا الوسيلة والفضيلة‪ ,‬وابعثه مقاما ممودا الذي وعدته‪ ,‬حلت له شفاعت‬
‫يوم القيامببببببببة» انفرد بببببببببه دون مسببببببببلم‪.‬‬

‫بببببببببب‬ ‫بببببببببن كعب‬ ‫ببببببببب بب‬ ‫بببببببببث أبب‬ ‫(حديب‬


‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عامر الزدي‪ ,‬حدثنا زهي بن ممد عن عبد ال بن ممد بن‬
‫عقيل‪ ,‬عن الطفيل بن أب كعب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إذا كان‬
‫يوم القيامبة‪ ,‬كنبت إمام النببياء وخطيبهبم وصباحب شفاعتهبم غيب فخبر»‪ ,‬وأخرجبه‬
‫الترمذي من حديث أب عامر عبد اللك بن عمرو العقدي‪ ,‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ,‬وابن‬
‫ماجه من حديث عبد ال بن ممد بن عقيل به‪ ,‬وقد قدمنا ف حديث أب بن كعب ف‬
‫قراءة القرآن على سبعة أحرف‪ ,‬قال صلى ال عل يه و سلم ف آخره‪« :‬فقلت الل هم اغ فر‬
‫لم ت‪ ,‬الل هم اغ فر لم ت‪ ,‬وأخرت الثال ثة ليوم ير غب إل ف يه اللق ح ت إبراه يم عل يه‬
‫بببببببببببببببببببببببببببببببببلم»‪.‬‬ ‫السب‬

‫(حديبببببببببث أنبببببببببس ببببببببببن مالك)‬


‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا ي ي بن سعيد‪ ,‬حدث نا سعيد بن أ ب عرو بة‪ ,‬حدث نا قتادة عن‬
‫أ نس‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬يت مع الؤمنون يوم القيا مة فيلهمون ذلك‪,‬‬

‫‪645‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيقولون لو ا ستشفعنا إل رب نا فأراح نا من مكان نا هذا‪ ,‬فيأتون آدم فيقولون‪ :‬يا آدم أ نت‬
‫أبو البشر خلقك ال بيده‪ ,‬وأسجد لك ملئكته‪ ,‬وعلمك أساء كل شيء‪ ,‬فاشفع لنا إل‬
‫ربك حت يرينا من مكاننا هذا‪ ,‬فيقول لم آدم‪ :‬لست هناكم ويذكر ذنبه الذي أصاب‬
‫فيستحيي ربه عز وجل من ذلك‪ ,‬ويقول‪ :‬ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه ال إل‬
‫أ هل الرض‪ ,‬فيأتون نوحا فيقول‪ :‬ل ست هنا كم ويذ كر خطيئة سؤاله ر به ما ل يس له به‬
‫علم‪ ,‬في ستحيي ربه من ذلك‪ ,‬ويقول‪ :‬ول كن ائتوا إبراهيم خل يل الرح ن‪ ,‬فيأتونه فيقول‪:‬‬
‫لسبت هناكبم‪ ,‬لكبن ائتوا موسبى عبدا كلمبه ال وأعطاه التوارة‪ ,‬فيأتون موسبى فيقول‪:‬‬
‫ل ست هنا كم‪ ,‬ويذ كر ل م الن فس ال ت ق تل بغ ي ن فس‪ ,‬في ستحيي ر به من ذلك‪ ,‬ويقول‪:‬‬
‫ولكن ائتوا عيسى عبد ال ورسوله وكلمته وروحه‪ ,‬فيأتون عيسى فيقول‪ :‬لست هناكم‪,‬‬
‫ولكن ائتوا ممدا عبدا غفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ,‬فيأتون ب قال السن هذا‬
‫الرف ب فأقوم فأمشي بي ساطي من الؤمني ب قال أنس ب حت أستأذن على رب‪,‬‬
‫فإذا رأيت رب وقعت له ب أو خررت ب ساجدا لرب فيدعن ما شاء ال أن يدعن ب‬
‫قال ب ث يقال‪ :‬ارفع ممد‪ ,‬قل يسمع‪ ,‬واشفع تشفع‪ ,‬وسل تعطه‪ ,‬فأرفع رأسي فأحده‬
‫بتحميد يعلمنيه ث أشفع فيحد ل حدا فأدخلهم النة‪ ,‬قال‪ :‬ث أعود إليه ثانية فإذا رأيت‬
‫رب وقعت له أو خررت ساجدا لرب فيدعن ما شاء ال أن يدعن ث يقال ارفع ممد قل‬
‫يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأحده بتحميد يعلمنيه ث أشفع فيحد ل‬
‫حدا فأدخلهم النة‪ ,‬قال‪ :‬ث أعود الثالثة فإذا رأيت رب وقعت ب أو خررت ب ساجدا‬
‫لرب فيدعن ما شاء ال أن يدعن‪ ,‬ث يقال‪ :‬ارفع ممد‪ ,‬قل يسمع‪ ,‬وسل تعطه‪ ,‬واشفع‬
‫تش فع‪ ,‬فأرفع رأ سي فأحده بتحميد يعلمنيه‪ ,‬ث أشفع في حد ل حدا فأدخلهم النة‪ ,‬ث‬
‫أعود الرابعة فأقول‪ :‬يا رب ما بقي إل من حبسه القرآن»‪ ,‬فحدثنا أنس بن مالك أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬فيخرج من النار من قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من الي‬
‫ما يزن شعية‪ ,‬ث يرج من النار من قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من الي ما يزن برة‪,‬‬
‫ث يرج من النار من قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من الي ما يزن ذرة»‪ ,‬أخرجاه من‬
‫حديث سعيد به‪ ,‬وهكذا رواه المام أحد عن عفان‪ ,‬بن حاد بن سلمة‪ ,‬عن ثابت‪ ,‬عن‬
‫أنببببببببببببببببببببببببببببببببس بطوله‪.‬‬

‫‪646‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحدب‪ :‬حدثنبا يونبس ببن ممبد‪ ,‬حدثنبا حرب ببن ميمون أببو الطاب‬
‫النصاري عن النضر بن أنس‪ ,‬عن أنس قال‪ :‬حدثن نب ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«إن لقائم أنتظر أمت تعب الصراط‪ ,‬إذ جاءن عيسى عليه السلم فقال‪ :‬هذه النبياء قد‬
‫جاء تك يا م مد ي سألون ب أو قال‪ :‬يتمعون إل يك ب ويدعون ال أن يفرق ب ي ج يع‬
‫ال مم إل حيث يشاء ال لغم ما هم فيه‪ ,‬فاللق ملجمون بالعرق‪ ,‬فأما الؤمن فهو عليه‬
‫كالزكمة‪ ,‬وأما الكافر فيغشاه الوت‪ ,‬فقال‪ :‬انتظر حت أرجع إليك‪ ,‬فذهب نب ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فقام تت العرش فلقي ما ل يلق ملك مصطفى ول نب مرسل‪ ,‬فأوحى ال‬
‫عز و جل إل جب يل أن اذ هب إل م مد‪ ,‬و قل له ار فع رأ سك سل ت عط واش فع تش فع‪,‬‬
‫فشفعت ف أمت أن أخرج من كل تسعة وتسعي إنسانا واحدا‪ ,‬فما زلت أتردد إل رب‬
‫عز وجل‪ ,‬فل أقوم منه مقاما إل شفعت حت أعطان ال عز وجل‪ ,‬من ذلك أن قال‪ :‬يا‬
‫ممد أدخل من أمتك من خلق ال عز وجل من شهد أن ل إله إل ال يوما واحدا ملصا‬
‫ومات على ذلك»‪.‬‬

‫ببببببي ال عنبببببببه)‬ ‫(حديبببببببث بريدة رضب‬


‫قال المام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا السود بن عامر‪ ,‬أخبنا أبو إسرائيل عن الارث بن‬
‫حصية‪ ,‬عن ابن بريدة‪ ,‬عن أبيه أنه دخل على معاوية‪ ,‬فإذا رجل يتكلم‪ ,‬فقال بريدة‪ :‬يا‬
‫معاو ية تأذن ل ف الكلم ؟ فقال‪ :‬ن عم‪ ,‬و هو يرى أ نه يتكلم ب ثل ما قال الَ خر‪ ,‬فقال‬
‫بريدة‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬إ ن لر جو أن أش فع يوم القيا مة‬
‫عدد ما على الرض من شجرة ومدرة»‪ ,‬قال‪ :‬فترجوها أنت يا معاوية ول يرجوها علي‬
‫بببببببببببببببه»‪.‬‬ ‫بببببببببببببببي ال عنب‬ ‫رضب‬
‫(حد يث ابن م سعود) ب قال المام أحد‪ :‬حدثنا عارم بن الف ضل‪ ,‬حدثنا سعيد بن‬
‫الفضل‪ ,‬حدثنا سعيد بن زيد‪ ,‬حدثنا علي بن الكم البنان عن عثمان‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬عن‬
‫علقمة والسود‪ ,‬عن ابن مسعود قال‪ :‬جاء ابنا مليكة إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫إن أم نا تكرم الزوج وتع طف على الولد‪ ,‬قال‪ :‬وذكرا الض يف غ ي أن ا كا نت وأدت ف‬
‫الاهل ية‪ ,‬فقال «أمك ما ف النار» قال‪ :‬فأدبرا وال سوء يرى ف وجوهه ما‪ ,‬فأ مر ب ما فردا‬

‫‪647‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فرجعبا والسبرور يرى فب وجوههمبا رجاء أن يكون قبد حدث شيبء‪ ,‬فقال «أمبي مبع‬
‫أمكما» فقال رجل من النافقي‪ :‬وما يغن هذا عن أمه شيئا ونن نطأ عقبيه‪ .‬فقال رجل‬
‫من الن صار‪ :‬ول أر رجلً قط أك ثر سؤا ًل م نه يا ر سول ال‪ ,‬هل وعدك ر بك في ها أو‬
‫فيه ما ؟ قال‪ :‬ف ظن أنه من شيء قد سعه‪ ,‬فقال‪ « :‬ما سألته رب وما أطمع ن فيه‪ ,‬وإ ن‬
‫لقوم القام الحمود يوم القيامة» فقال النصاري‪ :‬يا رسول ال وما ذاك القام الحمود ؟‬
‫قال‪ :‬ذاك إذا ج يء ب كم حفاة عراة غرلً‪ ,‬فيكون أول من يك سى إبراه يم عل يه ال سلم‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬اك سوا خليلي فيؤ تى بريطت ي بيضاو ين فيلب سهما‪ ,‬ث يقعده م ستقبل العرش‪ ,‬ث‬
‫أوتبى بكسبوت فألبسبها فأقوم عبن يينبه مقاما ل يقومبه أحبد‪ ,‬فيغبطنب فيبه الولون‬
‫والخرون» قال‪ :‬ويفتح لم من الكوثر إل الوض‪ ,‬فقال النافق‪ :‬إنه ما جرى ماء قط إل‬
‫على حال أو رضراض‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬حاله ال سك‪ ,‬ورضرا ضه‬
‫اللؤلؤ» فقال النا فق‪ :‬ل أ سع كاليوم‪ ,‬فإ نه قل ما جرى ماء على حال أو رضراض إل كان‬
‫له نبت ؟ فقال النصاري‪ ,‬يا رسول ال هل له نبت ؟ فقال‪« :‬نعم قضبان الذهب» قال‬
‫النافق ل أسع كاليوم‪ ,‬فإنه قلما ينبت قضيب إل أورق وإل كان له ثر‪ ,‬وقال النصاري‪:‬‬
‫يا ر سول ال هل له ثرة ؟ قال‪« :‬ن عم ألوان الو هر‪ ,‬وماؤه أ شد بياضا من الل ب وأحلى‬
‫من العسل‪ ,‬من شرب منه شربة ل يظمأ بعده‪ ,‬ومن حرمه ل يرو بعده»‪ .‬وقال أبو داود‬
‫الطيالسي‪ :‬حدثنا يي بن سلمة بن كهيل‪ ,‬عن أبيه عن أب الزعراء‪ ,‬عن عبد ال قال‪ :‬ث‬
‫يأذن ال عز و جل ف الشفا عة فيقوم روح القدس جب يل‪ ,‬ث يقوم إبراه يم خل يل ال ث‬
‫يقوم عي سى أو مو سى‪ ,‬قال أ بو الزعراء‪ :‬ل أدري أيه ما‪ ,‬قال‪ :‬ث يقوم نبيكم صلى ال‬
‫عليه وسلم رابعا فيشفع ل يشفع أحد بعده أكثر ما شفع‪ ,‬وهو القام الحمود الذي قال‬
‫ال عبببز وجبببل‪{ :‬عسبببى أن يبعثبببك رببببك مقاما ممودا}‪.‬‬

‫(حديببببث كعببببب بببببن مالك رضببببي ال عنببببه)‬


‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ,‬حدثنا ممد بن حرب‪ ,‬حدثنا الزبيدي عن‬
‫الزهري عن عبد الرحن بن عبد ال بن كعب بن مالك‪ ,‬عن كعب بن مالك أن رسول‬
‫ال صبلى ال عليبه وسبلم قال‪« :‬يبعبث الناس يوم القيامبة فأكون أنبا وأمتب على تبل‪,‬‬

‫‪648‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ويكسون رب عز وجل حلة خضراء‪ ,‬ث يؤذن ل فأقول ما شاء ال أن أقول‪ ,‬فذلك القام‬
‫الحمود»‪.‬‬

‫(حديبببببث أبببببب الدرداء رضبببببي ال عنبببببه)‬


‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا ح سن‪ ,‬حدث نا ا بن لي عة‪ ,‬حدث نا يز يد بن أ ب حبيب عن ع بد‬
‫الرحن بن جبي‪ ,‬عن أب الدرداء‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أنا أول من‬
‫يؤذن له بالسجود يوم القيامة‪ ,‬وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه‪ ,‬فأنظر إل ما بي يدي‬
‫فأعرف أمت من بي المم‪ ,‬ومن خلفي مثل ذلك‪ ,‬وعن يين مثل ذلك‪ ,‬وعن شال مثل‬
‫ذلك» فقال رجل‪ :‬يا رسول ال كيف تعرف أمتك من بي المم فيما بي نوح إل أمتك‬
‫؟ قال‪« :‬هم غر مجلون من أثر)الوضوء‪ ,‬ليس أحد كذلك غيهم‪ ,‬وأعرفهم أنم يؤتون‬
‫كتبهببم بأيانمبب‪ ,‬وأعرفهببم تسببعى مببن بيبب أيديهببم ذريتهببم»‪.‬‬

‫(حديبببببث أبببببب هريرة رضبببببي ال عنبببببه)‬


‫قال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا أبو حيان‪ ,‬حدثنا أبو زرعة بن‬
‫عمرو بن جر ير عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬أ تى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫بل حم‪ ,‬فر فع إل يه الذراع وكا نت تعج به فن هش من ها ن شة‪ ,‬ث قال‪« :‬أ نا سيد الناس يوم‬
‫القيا مة‪ ,‬و هل تدرون مم ذاك ؟ ي مع ال الول ي والَخر ين ف صعيد وا حد‪ ,‬ي سمعهم‬
‫الداعبي‪ ,‬وينفذهبم البصبر‪ ,‬وتدنبو الشمبس فيبلغ مبن الغبم والكرب مبا ل يطيقون‪ ,‬ول‬
‫يتملون فيقول ب عض الناس لب عض‪ :‬أل ترون ما أن تم ف يه م ا قد بلغ كم‪ ,‬أل تنظرون من‬
‫يش فع ل كم إل رب كم ؟ فيقول ب عض الناس لب عض‪ :‬علي كم بآدم‪ ,‬فيأتون آدم عل يه ال سلم‬
‫فيقولون يا آدم أ نت أ بو الب شر خل قك ال بيده ون فخ ف يك من رو حه‪ ,‬وأ مر اللئ كة‬
‫فسجدوا لك‪ ,‬فاشفع لنا إل ربك أل ترى ما نن فيه‪ ,‬أل ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم‪:‬‬
‫إن ر ب قد غ ضب اليوم غضبا ل يغ ضب قبله مثله ولن يغ ضب بعده مثله‪ ,‬وإ نه قد نا ن‬
‫عن الشجرة فعصيت‪ ,‬نفسي نفسي نفسي‪ ,‬اذهبوا إل غيي اذهبوا إل نوح‪ ,‬فيأتون نوحا‬
‫فيقولون‪ :‬يا نوح أنت أول الرسل إل أهل الرض‪ ,‬وقد ساك ال عبدا شكورا‪ ,‬اشفع لنا‬
‫إل ربك أل ترى ما نن فيه‪ ,‬أل ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول نوح‪ :‬إن رب قد غضب اليوم‬

‫‪649‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غضبا ل يغ ضب قبله مثله‪ ,‬ولن يغ ضب بعده مثله قط‪ ,‬وإ نه قد كا نت ل دعوة دعوت ا‬
‫على قومبي نفسبي نفسبي نفسبي‪ ,‬اذهبوا إل غيي اذهبوا إل إبراهيبم‪ ,‬فيأتون إبراهيبم‬
‫فيقولون‪ :‬يا إبراهيم أنت نب ال وخليله من أهل الرض‪ ,‬اشفع لنا إل ربك‪ ,‬أل ترى ما‬
‫نن فيه‪ ,‬أل ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول‪ :‬إن رب قد غضب اليوم غضبا ل يغضب قبله مثله‪,‬‬
‫ولن يغضب بعده مثله‪ ,‬فذكر كذباته‪ ,‬نف سي نف سي نفسي‪ ,‬اذهبوا إل غيي‪ ,‬اذهبوا إل‬
‫ب موسبى أنبت رسبول ال اصبطفاك ال‬ ‫موسبى‪ ,‬فيأتون موسبى عليبه السبلم فيقولون‪ :‬ي ا‬
‫برسالته وبكلمه على الناس‪ ,‬اشفع لنا إل ربك‪ ,‬أل ترى ما نن فيه‪ ,‬أل ترى ما قد بلغنا‬
‫؟ فيقول لم موسى‪ ,‬إن رب قد غضب غضبا ل يغضب قبله مثله‪ ,‬ولن يغضب بعده مثله‪,‬‬
‫وإ ن قد قتلت نف سا ل أو مر بقتل ها‪ ,‬نف سي نف سي نف سي‪ ,‬اذهبوا إل غيي‪ ,‬اذهبوا إل‬
‫عيسى‪ ,‬فيأتون عيسى فيقولون‪ :‬يا عيسى أنت رسول ال وكلمته ألقاها إل مري وروح‬
‫منه‪ ,‬وكلمت الناس ف الهد صبيا‪ ,‬فاشفع لنا إل ربك‪ ,‬أل ترى ما نن فيه‪ ,‬أل ترى ما‬
‫قد بلغ نا ؟ فيقول ل م عي سى‪ :‬إن ر ب قد غ ضب اليوم غضبا ل يغ ضب قبله مثله‪ ,‬ولن‬
‫يغضب بعده مثله‪ ,‬ول يذكر ذنبا‪ ,‬نفسي نفسي نفسي‪ ,‬اذهبوا إل غيي‪ ,‬اذهبوا إل ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فيأتون ممدا صلى ال عليه وسلم فيقولون‪ :‬يا ممد أنت رسول ال‬
‫وخات النبياء‪ ,‬و قد غ فر ال لك ما تقدم من ذنبك و ما تأ خر‪ ,‬فاش فع ل نا إل ربك‪ ,‬أل‬
‫ترى ما ن ن ف يه‪ ,‬أل ترى ما قد بلغ نا ؟ فأقوم فآ ت ت ت العرش‪ ,‬فأ قع ساجدا لر ب عز‬
‫وجل‪ ,‬ث يفتح ال علي ويلهمن من مامده وحسن الثناء عليه مال يفتحه على أحد قبلي‪,‬‬
‫فيقال‪ :‬يا ممد ارفع رأسك وسل تعطه‪ ,‬واشفع تشفع‪ ,‬فأرفع رأسي فأقول‪ :‬أمت يا رب‪,‬‬
‫أم ت يا رب‪ ,‬فيقال‪ :‬يا م مد أد خل من أم تك من ل ح ساب عليه من الباب الي ن من‬
‫أبواب النة‪ ,‬وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من البواب‪ ,‬ث قال‪ :‬والذي نفس ممد‬
‫بيده إن ما ب ي ال صراعي من م صاريع ال نة ك ما ب ي م كة وه جر‪ ,‬أو ك ما ب ي م كة‬
‫وبصببببببببرى‪ ,‬أخرجاه فبببببببب الصببببببببحيحي‪.‬‬
‫وقال م سلم رح ه ال‪ :‬حدث نا ال كم بن مو سى‪ ,‬حدث نا ع قل بن زياد عن الوزا عي‪,‬‬
‫حدثن أبو عمار‪ ,‬حدثن عبد ال بن فروخ‪ ,‬حدثن أبو هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامة‪ ,‬وأول من ينشق عنه القب يوم القيامة‪ ,‬وأول‬

‫‪650‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شافع وأول مشفع»‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا وكيع عن داود بن يزيد‬
‫الزعافري عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬عسى أن‬
‫يبعثك ربك مقاما ممودا} سئل عنها فقال‪« :‬هي الشفاعة» رواه المام أحد عن وكيع‬
‫وممد بن عبيد عن داود عن أبيه عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬ع سى أن يبع ثك ر بك مقاما ممودا} قال « هو القام الذي أش فع لم ت ف يه»‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن الزهري‪ ,‬عن علي بن السي قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم «إذا كان يوم القيا مة مد ال الرض مد الد ي ح ت ل يكون لب شر‬
‫من الناس إل موضع قدميه ب قال النب صلى ال عليه وسلم ب فأكون أول من يدعى‪,‬‬
‫وجبيل عن يي الرحن تبارك وتعال وال ما رآه قبلها‪ ,‬فأقول‪ :‬أي رب إن هذا أخبن‬
‫أنك أرسلته إل‪ ,‬فيقول ال عز وجل‪ ,‬صدق‪ ,‬ث أشفع فأقول‪ :‬يا رب عبادك عبدوك ف‬
‫أطراف الرض‪ ,‬قال‪ :‬فهببببو القام الحمود» وهذا حديببببث مرسببببل‪.‬‬

‫ق وَا ْجعَل لّي مِن لّ ُدنْكَ سُلْطَانا‬


‫ق َوأَ ْخرِ ْجنِي مُخْ َرجَ صِ ْد ٍ‬
‫** وَقُل رّبّ أَدْ ِخ ْلنِي مُدْخَلَ صِ ْد ٍ‬
‫ب الْبَاطِلَ كَانبببَ َزهُوقا‬ ‫ب الْبَاطِلُ إِنبب ّ‬‫ب وَ َزهَقبب َ‬ ‫نّصبببِيا * وَقُلْ جَآ َء الْحَقبب ّ‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا جر ير عن قابوس بن أ ب ظبيان عن أب يه‪ ,‬عن ا بن عباس قال‪:‬‬
‫كان النب صلى ال عليه وسلم بكة ث أمر بالجرة‪ ,‬فأنزل ال {وقل رب أدخلن مدخل‬
‫صدق وأخرجن مرج صدق واجعل ل من لدنك سلطانا نصيا} وقال الترمذي‪ :‬حسن‬
‫صحيح‪ ,‬وقال السن البصري ف تفسي هذه الَية‪ :‬إن كفار أهل مكة لا ائتمروا برسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ليقتلوه أو يطردوه أو يوثقوه‪ ,‬فأراد ال قتال أ هل م كة‪ ,‬أمره أن‬
‫يرج إل الدينة‪ ,‬فهو الذي قال ال عز وجل‪{ :‬وقل رب أدخلن مدخل صدق وأخرجن‬
‫مرج صبببببببببببببببدق} الَيبببببببببببببببة‪.‬‬
‫وقال قتادة {و قل رب أدخل ن مد خل صدق} يع ن الدي نة {وأخرج ن مرج صدق}‬
‫يعن مكة‪ ,‬وكذا قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬وهذا القول هو أشهر القوال‪ .‬وقال‬
‫العوف عن ابن عباس {أدخلن مدخل صدق} يعن الوت {وأخرجن مرج صدق} يعن‬
‫الياة بعبد الوت‪ ,‬وقيبل غيب ذلك مبن القوال‪ ,‬والول أصبح‪ ,‬وهبو اختيار اببن جريبر‪.‬‬

‫‪651‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {واج عل ل من لد نك سلطانا ن صيا} قال ال سن الب صري ف تف سيها‪ :‬وعده‬
‫ربه لينعن ملك فارس وعز فارس وليجعلنه له‪ ,‬وملك الروم وعز الروم وليجعلنه له‪ .‬وقال‬
‫قتادة في ها‪ :‬إن نب ال صلى ال عل يه و سلم علم أن ل طا قة له بذا ال مر إل ب سلطان‪,‬‬
‫فسبأل سبلطانا نصبيا لكتاب ال‪ ,‬ولدود ال‪ ,‬ولفرائض ال‪ ,‬ولقامبة ديبن ال‪ ,‬فإن‬
‫السلطان رحة من ال جعله بي أظهر عباده‪ ,‬ولول ذلك لغار بعضهم على بعض فأكل‬
‫شديدهم ضعيفهم‪ ,‬قال ماهد {سلطانا نصيا} حجة بينة‪ ,‬واختار ابن جرير قول السن‬
‫وقتادة‪ ,‬و هو الر جح ل نه ل بد مع ال ق من ق هر ل ن عاداه وناوأه‪ ,‬ولذا يقول تعال‪:‬‬
‫{لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ب إل قوله ب وأنزلنا الديد} الَية‪ .‬وف الديث «إن ال‬
‫ليزع بال سلطان ما ل يزع بالقرآن» أي ليم نع بال سلطان عن ارتكاب الفوا حش والَثام‬
‫مال يتنع كثي من الناس بالقرآن وما فيه من الوعيد الكيد والتهديد الشديد‪ ,‬وهذا هو‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببببببببع‪.‬‬ ‫الواقب‬
‫وقوله‪{ :‬و قل جاء ال ق وز هق البا طل} الَ ية‪ ,‬تد يد ووع يد لكفار قر يش‪ ,‬فإ نه قد‬
‫جاء هم من ال ال ق الذي ل مر ية ف يه ول ق بل ل م به‪ ,‬و هو ما بع ثه ال به من القرآن‬
‫واليان والعلم النافع‪ ,‬وزهق باطلهم أي اضمحل وهلك‪ ,‬فإن الباطل ل ثبات له مع الق‬
‫ول بقاء { بل نقذف بال ق على البا طل فيدم غه فإذا هو زا هق}‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدث نا‬
‫الميدي‪ ,‬حدثنا سفيان عن ابن أب نيح عن ماهد‪ ,‬عن أب معمر عن عبد ال بن مسعود‬
‫قال‪ :‬د خل ال نب صلى ال عل يه و سلم م كة وحول الب يت ستون وثلثمائة ن صب‪ ,‬فج عل‬
‫يطعنها بعود ف يده ويقول‪« :‬جاء الق وزهق الباطل‪ ,‬إن الباطل كان زهوقا‪ .‬جاء الق‬
‫ب يعيبد» وكذا رواه البخاري أيضا فب غيب هذا الوضبع‪ ,‬ومسبلم‬ ‫ومبا يبدىء الباطبل وم ا‬
‫والترمذي والنسائي كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة به‪ ,‬وكذا رواه عبد الرزاق عن‬
‫ابببببببببن أببببببببب نيببببببببح بببببببببه‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهي‪ ,‬حدثنا شبابة‪ ,‬حدثنا الغية‪ ,‬حدثنا أبو الزبي عن‬
‫جابر ر ضي ال ع نه قال‪ :‬دخل نا مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم م كة وحول الب يت‬
‫ثلثائة وستون صنما تعبد من دون ال‪ .‬فأمر بارسول ال صلى ال عليه وسلم فأكبت‬
‫على وجوههبببا‪ ,‬وقال‪« :‬جاء وزهبببق الباطبببل إن الباطبببل كان زهوقا»‪.‬‬

‫‪652‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َوُننَزّ ُل مِ َن اْلقُرْآ ِن مَا هُ َو ِشفَآ ٌء وَرَحْ َمةٌ ّللْ ُم ْؤ ِمنِيَ وَلَ يَزِيدُ الظّالِمِيَ إَلّ خَ سَارا‬
‫يقول تعال مبا عن كتابه الذي أنزل على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو القرآن‬
‫الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد‪ ,‬إنه شفاء ورحة‬
‫للمؤمني أي يذهب ما ف القلب من أمراض من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل‪ ,‬فالقرآن‬
‫يش في من ذلك كله‪ ,‬و هو أيضا رح ة ي صل في ها اليان والك مة وطلب ال ي والرغ بة‬
‫ف يه‪ ,‬ول يس هذا إل ل ن آ من به و صدقه واتب عه‪ ,‬فإ نه يكون شفاء ف ح قه ورح ة‪ ,‬وأ ما‬
‫الكافر الظال نفسه بذلك‪ ,‬فل يزيد ساعه القرآن إل بعدا وكفرا‪ ,‬والَفة من الكافر ل من‬
‫القرآن‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء‪ ,‬والذين ل يؤمنون ف آذانم وقر‬
‫و هو علي هم ع مى أولئك ينادون من مكان بع يد}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وإذا ما أنزلت سورة‬
‫فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيانا * فأما الذين آمنوا فزادتم إيانا وهم يستبشرون *‬
‫وأما الذين ف قلوبم مرض فزادتم رجسا إل رجسهم وماتوا وهم كافرون} والَيات ف‬
‫ذلك كثية‪ .‬قال قتادة ف قوله‪{ :‬وننل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني} إذا سعه‬
‫الؤمن انتفع به وحفظه ووعاه {ول يزيد الظالي إل خسارا} أي ل ينتفع به ول يفظه‬
‫ول يعيببببه‪ ,‬فإن ال جعببببل هذا القرآن شفاء ورحةبببب للمؤمنيبببب‪.‬‬

‫ض َوَنأَى بِجَاِنبِ ِه َوإِذَا مَ سّهُ الشّرّ كَا َن َيئُوسا * قُلْ كُ ّل‬


‫** َوإِذَآ َأْنعَ ْمنَا عَلَى النْ سَانِ َأعْرَ َ‬
‫ببِيلً‬‫ب ُهوَ َأهْدَىَ سبب َ‬ ‫ب بِمَنبب ْ‬ ‫َيعْمَ ُل عََلىَ شَا ِكَلتِهبببِ َف َرّبكُمبببْ َأعْلَمبب ُ‬
‫ي ب تعال عن ن قص الن سان من ح يث هو إل من ع صمه ال تعال ف حال ت ال سراء‬
‫والضراء‪ ,‬فإنه إذا أنعم ال عليه بال وعافية وفتح ورزق ونصر‪ ,‬ونال ما يريد‪ ,‬أعرض عن‬
‫طا عة ال وعباد ته ونأى بان به‪ .‬قال ما هد‪ :‬ب عد ع نا‪ ,‬قلت‪ :‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬فل ما‬
‫كشفنا عنه ضره مر كأن ل يدعنا إل ضر مسه} وقوله‪{ :‬فلما ناكم إل الب أعرضتم}‬
‫وبأنه إذا مسه الشر وهو الصائب‪ ,‬والوادث والنوائب {كان يؤوسا} أي قنط أن يعود‬
‫فيحصل له بعد ذلك خي‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ولئن أذقنا النسان منا رحة ث نزعناها منه إنه‬

‫‪653‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ليؤوس كفور * ولئن أذقناه نعماء ب عد ضراء م سته ليقولن ذ هب ال سيئات ع ن إ نه لفرح‬
‫ببي}‬ ‫بر كب‬ ‫بالات أولئك لم ب مغفرة وأجب‬ ‫ببوا وعملوا الصب‬ ‫بن صب‬ ‫فخور * إل الذيب‬
‫وقوله تعال‪ { :‬قل كل يع مل على شاكلته} قال ا بن عباس‪ :‬على ناحي ته‪ .‬وقال ماهد‪:‬‬
‫على حدتبه وطببيعته‪ .‬وقال قتادة‪ :‬على نيتبه‪ .‬وقال اببن زيبد‪ :‬دينبه‪ ,‬وكبل هذه القوال‬
‫متقاربة ف العن وهذه الَية ب وال أعلم ب تديد للمشركي ووعيد لم‪ ,‬كقوله تعال‪:‬‬
‫{و قل للذين ل يؤمنون اعملوا على مكانتكم} الَية‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬قل كل يعمل على‬
‫شاكلته فربكم أعلم بن هو أهدى سبيلً} أي منا ومنكم‪ ,‬وسيجزي كل عامل بعمله فإنه‬
‫ل يفببببببببببى عليببببببببببه خافيببببببببببة‪.‬‬

‫ح مِ نْ َأمْرِ رَبّي وَمَآ أُوتِيتُم مّن اْلعِلْ مِ إِلّ َقلِيلً‬


‫ك عَ نِ الرّو حِ قُلِ الرّو ُ‬
‫سأَلُونَ َ‬
‫** َويَ ْ‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا العمش عن إبراهيم عن علقمة‪ ,‬عن عبد ال هو‬
‫ابن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬كنت أمشي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حرث‬
‫ف الدينة‪ ,‬وهو متوكىء على عسيب‪ ,‬فمر بقوم من اليهود‪ ,‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬سلوه‬
‫عن الروح‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬ل تسألوه‪ .‬قال فسألوه عن الروح‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا ممد ما الروح ؟‬
‫فما زال متوكئا على العسيب‪ ,‬قال‪ :‬فظننت أنه يوحى إليه‪ ,‬فقال‪{ :‬ويسألونك عن الروح‬
‫قل الروح من أمر رب وما أوتيتم من العلم إل قليلً} قال‪ :‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬قد قلنا‬
‫به‪.‬‬‫بش بب‬ ‫بث العمب‬ ‫بن حديب‬ ‫بلم مب‬ ‫بألوه‪ .‬وهكذا رواه البخاري ومسب‬ ‫بم ل تسب‬ ‫لكب‬
‫ولفظ البخاري عند تفسيه هذه الَية عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬بينا أنا‬
‫أمشي مع النب صلى ال عليه وسلم ف حرث وهو متوكىء على عسيب‪ ,‬إذ مر اليهود‬
‫فقال بعضهم لبعض‪ :‬سلوه عن الروح‪ ,‬فقال‪ :‬ما رابكم إليه‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬ل يستقبلنكم‬
‫بشيء تكرهونه‪ .‬فقالوا سلوه‪ ,‬فسألوه عن الروح‪ ,‬فأمسك النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فلم‬
‫يرد عليهبم شيئا‪ ,‬فعلمبت أنبه يوحبى إليبه‪ ,‬فقمبت مقامبي‪ ,‬فلمبا نزل الوحبي قال‪:‬‬
‫{ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر رب} الَية‪ ,‬وهذا السياق يقتضي فيما يظهر‬
‫بادي الرأي أن هذه الَ ية مدن ية‪ ,‬وأ نه نزلت ح ي سأله اليهود عن ذلك بالدي نة‪ ,‬مع أن‬
‫السورة كلها مكية‪ .‬وقد ياب عن هذا بأنه قد تكون نزلت عليه بالدينة مرة ثانية‪ ,‬كما‬

‫‪654‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نزلت عليه بكة قبل ذلك‪ ,‬أو نزل عليه الوحي بأن ييبهم عما سألوه بالَية التقدم إنزالا‬
‫عليه‪ ,‬وهي هذه الَية {ويسألونك عن الروح} وما يدل على نزول هذه الَية بكة ما قال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ,‬حدثنا يي بن زكريا عن داود عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫قالت قريش ليهود‪ :‬أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل‪ ,‬فقالوا‪ :‬سلوه عن الروح‪ ,‬فسألوه‪,‬‬
‫فنلت {وي سألونك عن الروح قل الروح من أ مر ر ب و ما أوتي تم من العلم إل قليلً}‬
‫قالوا‪ :‬أوتينبا علما كثيا‪ ,‬أوتينبا التوراة‪ ,‬ومبن أوتب التوراة فقبد أوتب خيا كثيا‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وأنزل ال {قببل لو كان البحببر مدادا لكلمات رببب لنفببد البحببر} الَيببة‪.‬‬
‫وقد روى ابن جرير عن ممد بن الثن عن عبد العلى‪ ,‬عن داود عن عكرمة قال‪ :‬سأل‬
‫أهبل الكتاب رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم عبن الروح‪ ,‬فأنزل ال {ويسبألونك عبن‬
‫الروح} الَية‪ ,‬فقالوا‪ :‬تزعم أنا ل نؤت من العلم إل قليلً‪ ,‬وقد أوتينا التوراة وهي الكمة‬
‫{ومن يؤت الكمة فقد أوت خيا كثيا} قال‪ :‬فنلت {ولو أن ما ف الرض من شجرة‬
‫أقلم والب حر يده من بعده سبعة أبر} الَية‪ ,‬قال ما أوتيتم من علم فنجاكم ال به من‬
‫بببل‪.‬‬ ‫ببب علم ال قليب‬ ‫بببو فب‬ ‫بببب‪ ,‬وهب‬ ‫ببب طيب‬ ‫بببو كثيب‬ ‫النار‪ ,‬فهب‬
‫وقال ممد بن إسحاق عن بعض أصحابه‪ ,‬عن عطاء بن يسار قال‪ :‬نزلت بكة {وما‬
‫أوتيتم من العلم إل قليلً} فلما هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة أتاه أحبار‬
‫يهود وقالوا‪ :‬يا ممد أل يبلغنا عنك أنك تقول {وما أوتيتم من العلم إل قليلً} أفعنيتنا أم‬
‫عنيت قومك‪ ,‬فقال «كلً قد عنيت» فقالوا‪ :‬إنك تتلو أنا أوتينا التوراة وفيها تبيان كل‬
‫شيء‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬هي ف علم ال قليل وقد آتاكم ال ما إن‬
‫عملتم به انتفعتم» وأنزل ال {ولو أن ما ف الرض من شجرة أقلم والبحر يده من بعده‬
‫سببببعة أبرببب مبببا نفدت كلمات ال إن ال عزيبببز حكيبببم}‪.‬‬
‫و قد اختلف الف سرون ف الراد بالروح هه نا على أقوال (أحد ها) أن الراد أرواح ب ن‬
‫آدم‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬ويسألونك عن الروح} الَية‪ ,‬وذلك أن اليهود‬
‫قالوا للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أخبنا عن الروح وكيف تعذب الروح الت ف السد‪,‬‬
‫وإنا الروح من ال ول يكن نزل عليه فيه شيء‪ ,‬فلم ير إليهم شيئا‪ ,‬فأتاه جبيل فقال له‪:‬‬
‫{قل الروح من أمر رب وما أوتيتم من العلم إل قليلً} فأخبهم النب صلى ال عليه وسلم‬

‫‪655‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بذلك‪ ,‬فقالوا‪ :‬من جاءك بذا ؟ قال‪ :‬جاءن به جبيل من عند ال‪ ,‬فقالوا له‪ :‬وال ما قاله‬
‫لك إل عدونا‪ ,‬فأنزل ال {قل من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك بإذن ال مصدقا‬
‫لا بي يديه} وقيل‪ :‬الراد بالروح ههنا جبيل‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬وكان ابن عباس يكتمه‪ ,‬وقيل‬
‫الراد ببببببه ههنبببببا ملك عظيبببببم بقدر الخلوقات كلهبببببا‪.‬‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس قوله‪{ :‬وي سألونك عن الروح} يقول‪ :‬الروح‬
‫ملك‪ .‬وقال الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن عرس الصري‪ ,‬حدثنا وهب بن روق بن‬
‫هبية‪ ,‬حدث نا ب شر بن ب كر‪ ,‬حدث نا الوزا عي‪ ,‬حدث نا عطاء عن ع بد ال بن عباس قال‪:‬‬
‫سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬إن ل ملكا لو ق يل له الت قم ال سموات‬
‫السبع والرضي بلقمة واحدة لفعل‪ ,‬تسبيحه سبحانك حيث كنت» وهذا حديث غريب‬
‫بل منكر‪ .‬وقال أبو جعفر بن جرير رحه ال‪ .‬حدثن علي‪ ,‬حدثن عبد ال‪ ,‬حدثن أبو‬
‫مروان يزيد بن سرة صاحب قيسارية عمن حدثه عن علي بن أب طالب رضي ال عنه أنه‬
‫قال ف قوله‪{ :‬ويسألونك عن الروح} قال‪ :‬هو ملك من اللئكة له سبعون ألف وجه‪,‬‬
‫ل كل و جه من ها سبعون ألف ل سان‪ ,‬ل كل ل سان من ها سبعون ألف ل غة‪ ,‬ي سبح ال تعال‬
‫بتلك اللغات كلها‪ ,‬يلق ال من كل تسبيحة ملكا يطي مع اللئكة إل يوم القيامة‪ ,‬وهذا‬
‫ببببببببب‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ببببببببب عجيب‬ ‫ببببببببر غريب‬ ‫أثب‬
‫وقال السهيلي‪ :‬روي عن علي أنه قال‪ :‬هو ملك له مائة ألف رأس‪ ,‬لكل رأس مائة ألف‬
‫و جه‪ ,‬ف كل و جه مائة ألف فم‪ ,‬ف كل فم مائة ألف ل سان‪ ,‬ي سبح ال تعال بلغات‬
‫متل فة‪ .‬قال ال سهيلي‪ :‬وق يل الراد بذلك طائ فة من اللئ كة على صور ب ن آدم‪ ,‬وق يل‪:‬‬
‫طائفة يرون اللئكة ول تراهم‪ ,‬فهم للملئكة كاللئكة لبن آدم‪ .‬وقوله‪{ :‬قل الروح من‬
‫أ مر رب} أي من شأنه وما استأثر بعل مه دون كم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وما أوتي تم من العلم إل‬
‫قليلً} أي وما أطلعكم من علمه إل على القليل‪ ,‬فإنه ل ييط أحد بشيء من علمه إل با‬
‫شاء تبارك وتعال‪ ,‬والعن أنه علمكم ف علم ال قليل‪ ,‬وهذا الذي تسألون عنه أمر الروح‬
‫ما استاثر به تعال ول يطلعكم عليه‪ ,‬كما أنه ل يطلعكم إل على القليل من علمه تعال‪,‬‬
‫و سيأت إن شاء ال ف ق صة مو سى وال ضر أن ال ضر ن ظر إل ع صفور و قع على حا فة‬
‫ال سفينة فن قر ف الب حر نقرة‪ ,‬أي شرب م نه بنقاره‪ ,‬فقال‪ :‬يا مو سى ما عل مي وعل مك‬

‫‪656‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعلم اللئق ف علم ال إل كما أخذ هذا العصفور من هذا البحر‪ ,‬أو كما قال صلوات‬
‫ال و سلمه عل يه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬و ما أوتي تم من العلم إل قليلً} وقال ال سهيلي‪ :‬قال‬
‫ب عض الناس ل يب هم ع ما سألوا‪ ,‬لن م سألوا على و جه التع نت‪ ,‬وق يل‪ :‬أجاب م‪ .‬وعول‬
‫ال سهيلي على أن الراد بقوله‪ { :‬قل الروح من أ مر ر ب} أي من شر عه‪ ,‬أي فادخلوا ف يه‬
‫و قد علم تم ذلك‪ ,‬ل نه ل سبيل إل معر فة هذا من ط بع ول فل سفة‪ ,‬وإن ا ينال من ج هة‬
‫الشرع‪ ,‬وفببب هذا السبببلك الذي طرقبببه وسبببلكه نظبببر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ث ذكر السهيلي اللف بي العلماء ف أن الروح هي النفس أو غيها‪ ,‬وقرر أنا ذات‬
‫لطي فة كالواء‪ ,‬سارية ف ال سد ك سريان الاء ف عروق الش جر‪ ,‬وقرر أن الروح ال ت‬
‫ينفخها اللك ف الني هي النفس بشرط اتصالا بالبدن واكتسابا بسببه صفات مدح أو‬
‫ذم‪ ,‬ف هي إ ما ن فس مطمئ نة أو أمارة بال سوء‪ ,‬ك ما أن الاء هو حياة الش جر ث يك سب‬
‫ب سبب اختل طه مع ها ا سا خا صا‪ ,‬فإذا ات صل بالعن بة وع صر من ها صار إ ما م صطارا أو‬
‫خرا‪ ,‬ول يقال له ماء حينئذ إل على سببيل الجاز‪ ,‬وكذا ل يقال للنفبس روح إل على‬
‫ب نقول‪ :‬إن‬‫ب تؤول إليبه‪ ,‬فحاصبل م ا‬‫هذا النحبو‪ ,‬وكذا ل يقال للروح نفبس إل باعتبار م ا‬
‫الروح هي أصل النفس ومادتا‪ ,‬والنفس مركبة منها ومن اتصالا بالبدن‪ ,‬فهي هي من‬
‫و جه ل من كل و جه‪ ,‬وهذا مع ن ح سن‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قلت‪ :‬و قد تكلم الناس ف ماه ية‬
‫الروح وأحكام ها‪ ,‬و صنفوا ف ذلك كتبا‪ ,‬و من أح سن من تكلم على ذلك الا فظ ا بن‬
‫منده فبببببببب كتاب سببببببببعناه فبببببببب الروح‪.‬‬

‫ك بِ ِه عََليْنَا وَكِيلً * إِلّ رَ ْح َم ًة مّن‬‫جدُ لَ َ‬


‫ك ثُمّ َل تَ ِ‬ ‫** وََلئِن ِشْئنَا َلنَ ْذهَبَ ّن بِالّذِي َأوْ َحْينَا إَِليْ َ‬
‫ت الِنْ سُ وَالْجِ ّن عََلىَ أَن َيأْتُواْ بِ ِمثْلِ‬
‫ّربّ كَ إِ نّ َفضْلَ هُ كَا َن عََليْ كَ َكبِيا * قُل ّلئِ نِ ا ْجتَ َمعَ ِ‬
‫صرّ ْفنَا لِلنّا سِ فِي‬ ‫ضهُ مْ ِلبَعْ ضٍ َظهِيا * وََلقَدْ َ‬ ‫هَ ـذَا اْلقُرْآ نِ َل يَ ْأتُو نَ بِ ِمْثلِ ِه وََلوْ كَا َن َبعْ ُ‬
‫هَـببببذَا اْلقُرْآنببببِ مِببببن كُ ّل َمثَلٍ َفأََبىَ أَكْثَ ُر النّاسببببِ إِلّ ُكفُورا‬
‫يذ كر تعال نعم ته وفضله العظ يم على عبده ور سوله الكر ي صلى ال عل يه و سلم في ما‬
‫أوحاه إليه من القرآن الجيد الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه‪ ,‬تنيل من‬
‫حكيم حيد‪ .‬قال ابن مسعود رضي ال عنه‪ :‬يطرق الناس ريح حراء‪ ,‬يعن ف آخر الزمان‬

‫‪657‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من قبل الشام‪ ,‬فل يبقى ف مصحف رجل ول ف قلبه آية‪ ,‬ث قرآ ابن مسعود {ولئن شئنا‬
‫لنذهب بالذي أوحينا إليك} الَية‪ ,‬ث نبه تعال على شرف هذا القرآن العظيم فأخب أنه لو‬
‫اجتم عت ال نس وال ن كل هم واتفقوا على أن يأتوا ب ثل ما أنزل على ر سوله ل ا أطاقوا‬
‫ذلك ول ا ا ستطاعوه‪ ,‬ولو تعاونوا وت ساعدوا وتظافروا فإن هذا أ مر ل ي ستطاع‪ ,‬وك يف‬
‫يش به كلم الخلوق ي كلم الالق الذي ل نظ ي له ول مثال له ول عد يل له‪ ,‬و قد روى‬
‫ممد بن إسحاق عن ممد بن أب ممد عن سعيد بن جبي أو عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس أن‬
‫هذه الَ ية نزلت ف ن فر من اليهود جاؤوا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقالوا له‪ :‬إ نا‬
‫ب جئتنبا ببه‪ ,‬فأنزل ال هذه الَيبة‪ ,‬وفب هذا نظبر‪ ,‬لن هذه السبورة مكيبة‬
‫نأتيبك بثبل م ا‬
‫وسياقها كله مع قريش‪ ,‬واليهود إنا اجتمعوا به ف الدينة‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقوله {ولقد صرفنا‬
‫للناس} الَيبة‪ ,‬أي بينبا لمب الجبج والباهيب القاطعبة‪ ,‬ووضحنبا لمب القب وشرحناه‬
‫وبسبطناه‪ ,‬ومبع هذا فأبب أكثبر الناس إل كفورا أي جحودا للحبق وردا للصبواب‪.‬‬

‫جرَ َلنَا مِ نَ الرْضِ َيْنبُوعا * َأ ْو َتكُونَ لَكَ َجّن ٌة مّن نّخِي ٍل‬
‫** وَقَالُواْ لَن ّن ْؤمِ نَ لَ كَ َحّتىَ َتفْ ُ‬
‫ت عََليْنَا كِ سَفا َأوْ‬ ‫سقِطَ ال سّمَآءَ كَمَا َزعَمْ َ‬ ‫َوعِنَ بٍ َفُتفَجّ َر الْنهَارَ خِللَهَا َتفْجِيا * َأ ْو تُ ْ‬
‫ت مّن زُخْ ُر فٍ َأ ْو تَرَْقىَ فِي ال سّمَآ ِء وَلَن‬‫ك َبيْ ٌ‬
‫تَ ْأتِ َي بِاللّ ِه وَالْمَلِئ َكةِ َقبِيلً * َأوْ يَكُو نَ لَ َ‬
‫ّنؤْمِ نَ لِرُِقيّ كَ حَتّى تُنَ ّز َل عََليْنَا ِكتَابا ّنقْ َرؤُ هُ قُلْ ُسبْحَانَ رَبّي هَلْ كُن تُ إَ ّل بَشَرا رّ سُولً‬
‫قال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬حدث نا يو نس بن بك ي‪ ,‬حدث نا م مد بن إ سحاق‪,‬‬
‫حدثن شيخ من أهل مصر قدم منذ بضع وأربعي سنة عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس أن عتبة‬
‫وشيبة ابن ربيعة وأبا سفيان بن حرب ورجلً من بن عبد الدار‪ ,‬وأبا البختري أخا بن‬
‫أ سد‪ ,‬وال سود بن الطلب بن أ سد وزم عة بن ال سود‪ ,‬والول يد بن الغية وأ با ج هل بن‬
‫هشام وعبد ال بن أب أمية‪ ,‬وأمية بن خلف والعاص بن وائل ونبيها ومنبها ابن الجاج‬
‫ال سهميي‪ ,‬اجتمعوا أو من اجت مع من هم ب عد غروب الش مس ع ند ظ هر الكع بة‪ ,‬فقال‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬ابعثوا إل ممد فكلموه وخاصموه حت تعذروا فيه‪ ,‬فبعثوا إليه أن أشراف‬
‫قو مك قد اجتمعوا لك ليكلموك‪ ,‬فجاء هم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم سريعا و هو‬
‫ي ظن أنه قد بدا ل م ف أمره بداء‪ ,‬وكان علي هم حريصا ي ب رشدهم وي عز عليه عنت هم‬

‫‪658‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حت جلس إليهم‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا ممد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك‪ ,‬وإنا وال ما نعلم رجلً‬
‫من العرب أد خل على قو مه ما أدخلت على قو مك‪ ,‬ل قد شت مت الَباء وع بت الد ين‬
‫وسفهت الحلم وشتمت الَلة وفرقت الماعة‪ ,‬فما بقي من قبيح إل وقد جئته فيما‬
‫بين نا وبي نك‪ ,‬فإن ك نت إن ا جئت بذا الد يث تطلب به مالً جع نا لك من أموال نا ح ت‬
‫تكون أكثرنا مالً‪ ,‬وإن كنت إنا تطلب الشرف فينا سودناك علينا‪ ,‬وإن كنت تريد ملكا‬
‫ملكناك علي نا‪ ,‬وإن كان هذا الذي يأت يك ب ا يأت يك رئيا تراه قد غلب عل يك ب وكانوا‬
‫يسمون التابع من الن الرئي ب فربا كان ذلك بذلنا أموالنا ف طلب الطب حت نبئك‬
‫منه أو نعذر فيك‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما ب ما تقولون‪ ,‬ما جئتكم با‬
‫جئت كم به أطلب أموال كم ول الشرف في كم ول اللك علي كم‪ ,‬ول كن ال بعث ن إلي كم‬
‫رسبولً وأنزل علي كتابا وأمرنب أن أكون لكبم بشيا ونذيرا‪ ,‬فبلغتكبم رسبالت ربب‬
‫ون صحت ل كم فإن تقبلوا م ن ما جئت كم به ف هو حظ كم ف الدن يا والَخرة‪ ,‬وإن تردوه‬
‫عل يّ أ صب ل مر ال ح ت ي كم ال بي ن وبين كم» أو ك ما قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم تسليما‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا ممد فإن كنت غي قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه‬
‫ل يس أ حد من الناس أض يق م نا بلدا ول أ قل مالً‪ ,‬ول أ شد عيشا م نا‪ ,‬فا سأل ل نا ر بك‬
‫الذي بعثك با بعثك به‪ ,‬فليسي عنا هذه البال الت قد ضيقت علينا‪ ,‬وليبسط لنا بلدنا‬
‫وليف جر في ها أنارا كأنار الشام والعراق‪ ,‬وليبعث لنا من مضى من آبائنا‪ ,‬ولي كن في من‬
‫يبعث لنا منهم قصي بن كلب‪ ,‬فإنه كان شيخا صدوقا‪ ,‬فنسألم عما تقول حق هو أم‬
‫باطل ؟ فإن صنعت ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منلتك عند ال‪ ,‬وأنه بعثك‬
‫رسولً كما تقول‪ .‬فقال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما بذا بعثت‪ ,‬إنا جئتكم‬
‫من عند ال با بعثن به‪ ,‬فقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم‪ ,‬فإن تقبلوه فهو حظكم ف الدنيا‬
‫والَخرة‪ ,‬وإن تردوه علي أ صب ل مر ال ح ت يكم ال بين وبينكم» قالوا‪ :‬فإن ل تف عل‬
‫لنا هذا فخذ لنفسك‪ ,‬فسل ربك أن يبعث ملكا يصدقك با تقول ويراجعنا عنك‪ ,‬وتسأله‬
‫فيجعل لك جنات وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة‪ ,‬ويغنيك با عما نراك تبتغي‪ ,‬فإنك‬
‫تقوم بالسواق وتلتمس العاش كما نلتمسه‪ ,‬حت نعرف فضل منلتك من ربك إن كنت‬
‫رسولً كما تزعم‪ ,‬فقال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما أنا بفاعل‪ ,‬ما أنا بالذي‬

‫‪659‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يسأل ربه هذا‪ ,‬وما بعثت إليكم بذا‪ ,‬ولكن ال بعثن بشيا ونذيرا‪ ,‬فإن تقبلوا ما جئتكم‬
‫به‪ ,‬ف هو حظ كم ف الدن يا والَخرة‪ ,‬وإن تردوه علي أ صب ل مر ال ح ت ي كم ال بي ن‬
‫وبينكم» قالوا‪ :‬فأسقط السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ذلك‪ ,‬فإنا لن نؤمن لك‬
‫إل أن تفعل‪ .‬فقال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ذلك إل ال‪ ,‬إن شاء فعل بكم‬
‫ذلك» فقالوا‪ :‬يا ممد أما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب‬
‫منك ما نطلب‪ ,‬فيقدم إليك ويعلمك ما تراجعنا به‪ ,‬ويبك ما هو صانع ف ذلك بنا إذا‬
‫ل نقبل منك ما جئتنا به‪ ,‬فقد بلغنا أنه إنا يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحن‪ ,‬وإنا‬
‫وال ل نؤمن بالرحن أبدا‪ ,‬فقد أعذرنا إليك يا ممد‪ ,‬أما وال ل نتركك وما فعلت بنا‬
‫ح ت نلك أو تلك نا‪ ,‬وقال قائل هم‪ :‬ن ن نع بد اللئ كة و هي بنات ال‪ .‬وقال قائل هم‪ :‬لن‬
‫نؤ من لك ح ت تأ ت بال واللئ كة قبيلً‪ ,‬فل ما قالوا ذلك‪ ,‬قام ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم عنهم‪ ,‬وقام معه عبد ال بن أب أمية بن الغية بن عبد ال بن عمر بن مزوم‪ ,‬وهو‬
‫ابن عمته عاتكة ابنة عبد الطلب‪ ,‬فقال‪ :‬يا ممد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله‬
‫منهم‪ ,‬ث سألوك لنفسهم أمورا ليعرفوا با منلتك من ال فلم تفعل ذلك‪ ,‬ث سألوك أن‬
‫تعجل لم ما توفهم به من عذاب‪ ,‬فوال ل أؤمن بك أبدا حت تتخذ إل السماء سلما‪,‬‬
‫ث ترقى فيه وأنا أنظر حت تأتيها وتأت معك بصحيفة منشورة ومعك أربعة من اللئكة‬
‫يشهدون لك أنك كما تقول‪ ,‬واي ال لوفعلت بذلك لظننت أن ل أصدقك‪ ,‬ث انصرف‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وانصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أهله‬
‫حزينا أسفا لا فاته ما كان طمع فيه من قومه حي دعوه‪ ,‬ولا رأى من مباعدتم إياه‪,‬‬
‫وهكذا رواه زياد بن عبد ال البكائي عن ابن إسحاق‪ :‬حدثن بعض أهل العلم عن سعيد‬
‫بن جبي وعكرمة عن ابن عباس فذكر مثله سواء‪ .‬وهذا الجلس الذي اجتمع هؤلء له‪,‬‬
‫لو علم ال من هم أن م ي سألون ذلك ا سترشادا لجيبوا إل يه‪ ,‬ول كن علم أن م إن ا يطالبون‬
‫ذلك كفرا وعنادا له‪ ,‬فقيبل لرسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪ :‬إن شئت أعطيناهبم مبا‬
‫سألوا‪ ,‬فإن كفروا عذبتهم عذابا ل أعذبه أحدا من العالي‪ ,‬وإن شئت فتحت عليهم باب‬
‫التوبة والرحة ؟ فقال‪« :‬بل تفتح عليهم باب التوبة والرحة‪ ,‬كما تقدم ذلك ف حديثي‬
‫ا بن عباس والزب ي بن العوام أيضا ع ند قوله تعال‪{ :‬و ما منع نا أن نر سل بالَيات إل أن‬

‫‪660‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كذب با الولون * وآتينا ثود الناقة مبصرة فظلموا با وما نرسل بالَيات إل تويفا}‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬وقالو ما لذا الرسول يأكل الطعام ويشي ف السواق لول أنزل إليه ملك‬
‫فيكون معه نذيرا * أو يلقى إليه كن أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالون إن تتبعون‬
‫ل * تبارك‬ ‫ل م سحورا * ان ظر كيف ضربوا لك المثال فضلوا فل يستطيعون سبي ً‬ ‫إل رج ً‬
‫الذي إن شاء جعل لك خيا من ذلك جنات تري من تتها النار ويعل لك قصورا *‬
‫ببببل كذبوا بالسببباعة وأعتدنبببا لنببب كذب بالسببباعة سبببعيا}‪.‬‬
‫وقوله تعال {حت تفجر لنا ف الرض ينبوعا} الينبوع‪ :‬العي الارية‪ ,‬سألوه أن يري‬
‫لم عينا معينا ف أرض الجاز ههنا وههنا وذلك سهل على ال تعال يسي لو شاء لفعله‬
‫ولجاب م على ج يع ما سألوه وطلبوا ول كن علم أن م ل يهتدون ك ما قال تعال‪{ :‬إن‬
‫الذين حقت عليهم كلمة ربك ل يؤمنون ولو جاءتم كل آية حت يروا العذاب الليم}‬
‫وقال تعال‪{ :‬ولو أننا نزّلنا إليهم اللئكة وكلمهم الوتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلً‬
‫مببببببببببببببا كانوا ليؤمنوا} الَيببببببببببببببة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أو تسقط السماء كما زعمت} أي أنك وعدتنا أن يوم القيامة تنشق فيه‬
‫ال سماء وتوي وتدل أطراف ها‪ ,‬فاج عل ذلك ف الدن يا وأ سقطها ك سفا‪ ,‬أي قطعا كقوله‬
‫{اللهم إن كان هذا هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء} الَية‪ ,‬وكذلك‬
‫سأل قوم شع يب م نه فقالوا {أ سقط علي نا ك سفا من ال سماء إن ك نت من ال صاديقي}‬
‫فعاقب هم ال بعذاب يوم الظلة‪ ,‬إ نه كان عذاب يوم عظ يم‪ ,‬وأ ما نب الرح ة و نب التو بة‬
‫البعوث رحة للعالي فسأل إنظارهم وتأجيلهم لعل ال أن يرج من أصلبم من يعبده ل‬
‫يشرك به شيئا‪ ,‬وكذلك و قع فإن من هؤلء الذ ين ذكروا من أ سلم ب عد ذلك وح سن‬
‫إسلمه حت عبد ال بن أمية الذي تبع النب صلى ال عليه وسلم وقال له ما قال‪ ,‬أسلم‬
‫إسببببببببلما تاما وأناب إل ال عببببببببز وجببببببببل‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أو يكون لك بيبت مبن زخرف} قال اببن عباس وماهبد وقتادة‪ :‬هبو‬
‫الذ هب‪ ,‬وكذلك هو ف قراءة ا بن م سعود‪ :‬أو يكون لك ب يت من ذ هب {أو تر قى ف‬
‫ال سماء} أي ت صعد ف سلم ون ن نن ظر إل يك {ولن نؤ من لرق يك ح ت تنل علي نا كتابا‬
‫نقرؤه} قال ماهد‪ :‬أي مكتوب فيه إل كل واحد واحد صحيفة هذا كتاب من ال لفلن‬

‫‪661‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تصبح موضوعة عند رأسه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬قل سبحان رب هل كنت إل بشرا رسولً}‬
‫أي سبحانه وتعال وتقدس أن يتقدم أحد بي يديه ف أمر من أمور سلطانه وملكوته‪ ,‬بل‬
‫هو الفعال لا يشاء إن شاء أجابكم إل ما سألتم‪ ,‬وإن شاء ل يبكم‪ ,‬وما أنا إل رسول‬
‫إليكم أبلغكم رسالت رب وأنصح لكم وقد فعلت ذلك‪ ,‬وأمركم فيما سألتم إل ال عز‬
‫وجبببببببببببببببببببببببببببببببببببل‪.‬‬
‫قال المام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا علي ابن اسحاق ‪ ,‬حدثنا ابن البارك‪ ,‬حدثنا يي بن‬
‫أيوب عن عبيد ال بن زجر عن علي بن يزيد‪ ,‬عن القاسم عن أب أمامة عن النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم قال‪« :‬عرض علي ر ب عز و جل ليج عل ل بطحاء م كة ذهبا‪ ,‬فقلت‪ :‬ل يا‬
‫رب ولكبن أشببع يوما وأجوع يوما بب أو نوب ذلك بب فإذا جعبت تضرعبت إليبك‬
‫وذكرتك‪ ,‬وإذا شبعت حدتك وشكرتك» ورواه الترمذي ف الزهد عن سويد بن نصر‬
‫عبن اببن البارك ببه‪ ,‬وقال‪ :‬هذا حديبث حسبن‪ ,‬وعلي ببن يزيبد يضعبف فب الديبث‪.‬‬

‫** َومَا َمنَ َع النّا سَ أَن ُيؤْ ِمُنوَاْ إِذْ جَآ َءهُ ُم الْهُدَىَ إِلّ أَن قَاُلوَاْ َأَبعَ ثَ اللّ ُه بَشَرا رّ سُولً * قُل‬
‫َلوْ كَا نَ فِي الرْ ضِ مَلِئ َكةٌ يَمْشُو نَ مُطْ َمِئنّيَ َلنَزّلْنَا عََليْهِم مّ نَ ال سّمَآءِ َملَكا رّ سُولً‬
‫يقول تعال‪{ :‬وما منع الناس} أي أكثرهم {أن يؤمنوا} ويتابعوا الرسل إل استعجابم‬
‫من بع ثة الب شر ر سلً‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬أكان للناس عجبا أن أوحي نا إل ر جل من هم أن‬
‫أنذر الناس وبشبر الذيبن آمنوا أن لمب قدم صبدق عنبد ربمب}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ذلك بأنبه‬
‫كا نت تأتي هم ر سلهم بالبينات فقالوا أب شر يهدون نا} الَ ية‪ .‬وقال فرعون وملؤه {أنؤ من‬
‫لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون ؟} وكذلك قالت المم لرسلهم {إن أنتم إل بشر مثلنا‬
‫تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤ نا فأتونا بسلطان مبي} والَيات ف هذا كثية‪ ,‬ث‬
‫قال تعال منبها على لطفه ورحته بعباده أنه يبعث إليهم الرسول من جنسهم ليفقهوا منه‬
‫لتمكنهبم مبن ماطبتبه ومكالتبه‪,‬ولو بعبث إل البشبر رسبو ًل مبن اللئكبة لاب اسبتطاعوا‬
‫مواجهته ول الخذ عنه كما قال تعال‪{ :‬لقد من ال على الؤمني إذا بعث فيهم رسولً‬
‫من أنفسهم} وقال تعال‪{ :‬لقد جاءكم رسول من أنفسكم} وقال تعال‪{ :‬كما أرسلنا‬
‫فيكم رسو ًل منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والكمة ويعلمكم ما ل‬

‫‪662‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تكونوا تعلمون * فاذكرون أذكركم واشكروا ل ول تكفروان} ولذا قال ههنا {قل لو‬
‫كان ف الرض ملئ كة يشون مطمئن ي} أي ك ما أن تم في ها {لنل نا علي هم من ال سماء‬
‫ملكا رسولً} أي من جنسهم‪ .‬ولا كنتم أنتم بشرا بعثنا فيكم رسلنا منكم لطفا ورحة‪.‬‬

‫ب َخبِيا بَصبِيا‬
‫ب ِب ِعبَادِه ِ‬
‫ب كَان َ‬
‫ب ِإنّه ُ‬
‫ب َشهِيدا بَيْنِبي َوَبْينَكُم ْ‬
‫** ُقلْ َكفَ َى بِاللّه ِ‬
‫يقول تعال مرشدا نبيه صلى ال عليه وسلم إل الجة على قومه ف صدق ما جاءهم‬
‫به‪ :‬إنه شاهد علي وعليكم‪ ,‬عال با جئتكم به‪ ,‬فلو كنت كاذبا عليه ل نتقم من أشد‬
‫النتقام‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولو تقول علينا بعض القاويل لخذنا منه ياليمي ث لقطعنا منه‬
‫الوتيب}‪ .‬وقوله {إنبه كان بعباده خببيا بصبيا} أي عليما بمب بنب يسبتحق النعام‬
‫والحسببان والدايببة منبب يسببتحق الشقاء والضلل والزاغببة‪ ,‬ولذا قال‪):‬‬

‫** َومَن َيهْدِ اللّ هُ َف ُه َو الْ ُم ْهتَ ِد َومَن ُيضْلِلْ َفلَن تَجِدَ َل ُه مْ َأوِْليَآءَ مِن دُونِ هِ َونَحْشُ ُرهُ مْ َيوْ مَ‬
‫الْ ِقيَا َمةِ عََل َى وُجُو ِههِ مْ عُمْيا َوُبكْما وَصُبمّا ّم ْأوَاهُ مْ َج َهنّ مُ ُكلّمَا َخبَت ْب ِز ْدنَاهُ ْم سَبعِيا‬
‫يقول تعال مبا عن تصرفه ف خلقه ونفوذ حكمه وأنه ل معقب له بأنه من يهده فل‬
‫مضل له‪ ,‬ومن يضلل فلن تد لم أولياء من دونه أي يهدونم‪ ,‬كما قال‪{ :‬من يهد ال‬
‫فهبو الهتبد‪ ,‬ومبن يضلل فلن تدب له وليا مرشدا} وقوله‪{ :‬ونشرهبم يوم القيامبة على‬
‫وجوههم} قال المام أحد‪ ,‬حدثنا ابن ني‪ ,‬حدثنا إساعيل عن نفيع قال‪ :‬سعت أنس بن‬
‫مالك يقول‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول ال كيف يشر الناس على وجوههم ؟ قال‪« :‬الذي أمشاهم‬
‫بحيحي‪.‬‬ ‫بم»‪ ,‬وأخرجاه فب الصب‬ ‫بم على وجوههب‬ ‫بم قادر على أن يشيهب‬ ‫على أرجلهب‬
‫وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا الوليد بن جيع القرشي حدثنا أب الطفيل عامر بن واثلة‪,‬‬
‫عن حذي فة بن أ سيد قال‪ :‬قام أ بو ذر فقال‪ :‬يا ب ن غفار‪ ,‬قولوا ول تلفوا‪ ,‬فإن ال صادق‬
‫الصدوق حدثن أن الناس يشرون على ثلثة أفواج‪ :‬فوج راكبي طاعمي كاسي‪ ,‬وفوج‬
‫يشون وي سعون‪ ,‬وفوج ت سحبهم اللئ كة على وجوه هم وتشر هم إل النار‪ ,‬فقال قائل‬
‫منهم‪ :‬هذان قد عرفناها‪ ,‬فما بال الذين يشون ويسعون ؟ قال «يلقي ال عز وجل الَفة‬

‫‪663‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على الظهر حت ل يبقى ظهر‪ ,‬حت إن الرجل لتكون له الديقة العجبة فيعطيها بالشارف‬
‫ذات القتبب فل يقدر عليهبا»‪ .‬وقوله‪{ :‬عميا} أي ل يبصبرون‪{ ,‬وبكما} يعنب ل‬
‫ينطقون‪{ ,‬وصما} ل يسمعون‪ ,‬وهذا يكون ف حال دون حال جزاء لم كما كانوا ف‬
‫الدن يا بكما وعميا و صما عن ال ق‪ ,‬فجوزوا ف مشر هم بذلك أحوج ما يتاجون إل يه‬
‫{مأواهم} أي منقلبهم ومصيهم {جهنم كلما خبت} قال ابن عباس‪ :‬سكنت‪ ,‬وقال‬
‫ماهد طفئت‪{ ,‬زدناهم سعيا} أي لبا ووهجا وجرا‪ ,‬كما قال‪{ :‬فذوقوا فلن نزيدكم‬
‫إل عذابا}‪.‬‬

‫** ذَلِ كَ جَزَآ ُؤهُم ِبَأّنهُ مْ َكفَرُوْا بِآيَاِتنَا وَقَالُواْ َأإِذَا ُكنّا عِظَاما وَرُفَاتا َأِإنّا لَ َمْبعُوثُو نَ َخلْقا‬
‫جَدِيدا * َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ أَ نّ اللّ َه الّذِي خََل َق ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضَ قَادِ ٌر عََلىَ أَن َيخْلُ َق ِمثَْلهُ مْ‬
‫وَ َجعَلَ َلهُمببببْ أَ َجلً لّ َريْبببببَ فِيهببببِ َفَأبَىَ الظّالِمُونببببَ إَلّ ُكفُورا‬
‫يقول تعال‪ :‬هذا الذي جازينا هم به من الب عث على الع مي والب كم وال صمم جزاؤ هم‬
‫الذي يسبتحقونه‪ ,‬لنمب كذبوا {بآياتنبا} أي بأدلتنبا وحجتنبا‪ ,‬واسبتبعدوا وقوع البعبث‬
‫{وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا} أي بالية نرة {أئنا لبعوثون خلقا جديدا} أي بعد ما‬
‫صرنا إل يه من البلى واللك والتفرق والذهاب ف الرض نعاد مرة ثان ية ؟ فاح تج تعال‬
‫علي هم ونبه هم على قدر ته على ذلك بأ نه خلق ال سموات والرض‪ ,‬فقدر ته على إعادت م‬
‫أ سهل من ذلك‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬للق ال سموات والرض أ كب من خلق الناس} وقال‪{ :‬أو‬
‫ل يروا أن ال الذي خلق السموات والرض ول يعي بلقهن بقادر على أن يي الوتى}‬
‫الَ ية‪ ,‬ف هذا القام اضطرب وقال {أول يس الذي خلق ال سموات والرض بقادر على أن‬
‫يلق مثل هم بلى و هو اللق العل يم * إن ا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} إل‬
‫آ خر ال سورة‪ .‬وقال هه نا {أو ل يروا أن ال الذي خلق ال سموات والرض قادر على أن‬
‫يلق مثلهبم} أي يوم القيامبة يعيبد أبدانمب وينشئهبم نشأة أخرى كمبا بدأهبم‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫ل مضروبا‬ ‫{وجعل لم أجلً ل ريب فيه} أي جعل لعادتم وإقامتهم من قبورهم أج ً‬
‫ومدة مقدرة ل بد من انقضائها‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وما نؤخره إل لجل معدود}‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{فأب الظالون} أي بعد قيام الجة عليهم {إل كفورا} إل تاديا ف باطلهم وضللم‪.‬‬

‫‪664‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫شَي َة ا ِلنْفَا قِ وَكَا نَ النْ سَانُ‬


‫سكْتُمْ خَ ْ‬
‫** قُل ّلوْ َأْنتُ ْم تَمِْلكُو نَ َخزَآئِ نَ َرحْ َمةِ َربّي إِذا لمْ َ‬
‫َقتُورا‬
‫يقول تعال لر سوله صلوات ال و سلمه عل يه‪ :‬قل ل م يا م مد لو أن كم أي ها الناس‬
‫تلكون التصرف ف خزائن ال لمسكتم خشية النفاق‪ ,‬قال ابن عباس وقتادة‪ :‬أي الفقر‪,‬‬
‫خشية أن تذهبوها مع أنا ل تفرغ ول تنفد أبدا‪ ,‬لن هذا من طباعكم وسجاياكم‪ ,‬ولذا‬
‫ل منوعا‪ ,‬وقال ال تعال‪:‬‬ ‫قال‪{ :‬وكان النسبان قتورا} قال اببن عباس وقتادة‪ :‬أي بي ً‬
‫{أم لم نصيب من اللك فإذا ل يؤتون الناس نقيا} أي لو أن لم نصيبا ف ملك ال لا‬
‫أعطوا أحدا شيئا ول مقدار نقي‪ ,‬وال تعال يصف النسان من حيث هو إل من وفقه ال‬
‫وهداه‪ ,‬فإن الب خل والزع واللع صفة له‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬إن الن سان خلق هلوعا إذا‬
‫مسه الشر جزوعا وإذا مسه الي منوعا إل الصلي} ولذا نظائر كثية ف القرآن العزيز‪,‬‬
‫ويدل هذا على كرمه وجوده وإحسانه‪ ,‬وقد جاء ف الصحيحي «يد ال ملى ل يغيضها‬
‫نفقة سحاء الليل والنهار‪ ,‬أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والرض‪ ,‬فإنه ل يغض ما ف‬
‫يينبببببببببببببببببببببببببببببببببببه»‪.‬‬

‫ت َبّينَاتٍ فَا ْسأَ ْل َبنِي إِسْرَائِيلَ ِإذْ جَآ َءهُمْ َفقَالَ لَهُ ِف ْرعَونُ ِإنّي‬
‫** وََلقَ ْد آَتْينَا مُو َسىَ تِسْ َع آيَا ٍ‬
‫السبمَاوَاتِ‬ ‫َبب ّ‬‫ْتب مَآ أَنزَ َل هَـبؤُلءِ إِلّ ر ّ‬ ‫َسبحُورا * قَالَ َلقَ ْد عَِلم َ‬ ‫ُوسب َى م ْ‬
‫ّكب يَم َ‬ ‫لظُن َ‬
‫سَتفِ ّزهُم مّ نَ الرْ ضِ َفأَغْرَ ْقنَا هُ‬
‫ك َيفِ ْرعَو نُ مَْثبُورا * َفأَرَادَ أَن يَ ْ‬ ‫ض بَ صَآئِ َر َوإِنّي ل ُظنّ َ‬ ‫وَالرْ ِ‬
‫وَمَن ّمعَ هُ جَمِيعا * وَقُلْنَا مِن َبعْدِ هِ ِلبَنِي إِ سْرَائِي َل ا ْس ُكنُواْ الرْ ضَ فَإِذَا جَآ َء َوعْ ُد الَخِ َرةِ‬
‫بببببببببببببببْ َلفِيفا‬ ‫ِجئْنَبببببببببببببببا ِبكُمب‬
‫ي ب تعال أ نه ب عث مو سى بت سع آيات بينات و هي الدلئل القاط عة على صحة نبو ته‬
‫وصدقه فيما أخب به عمن أرسله إل فرعون‪ ,‬وهي العصا واليد والسني والبحر والطوفان‬
‫والراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلت‪ ,‬قاله ابن عباس‪ .‬وقال ممد بن كعب‪:‬‬
‫هي اليد والعصا‪ ,‬والمس ف العراف والطمسة والجر‪ ,‬وقال ابن عباس أيضا وماهد‬

‫‪665‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعكرمبة والشعبب وقتادة‪ :‬هبي يده وعصباه والسبني ونقبص الثمرات والطوفان والراد‬
‫والق مل والضفادع والدم‪ ,‬وهذا القول ظا هر جلي ح سن قوي‪ ,‬وج عل ال سن الب صري‬
‫السبني ونقبص الثمرات واحدة‪ ,‬وعنده أن التاسبعة هبي تلقبف العصبا مبا يأفكون‬
‫{فا ستكبوا وكانوا قوما مرم ي} أي و مع هذه الَيات ومشاهدت م ل ا‪ ,‬كفروا ب ا‬
‫وجحدوا ب ا وا ستيقنتها أنف سهم ظلما وعلوا‪ ,‬و ما ن عت في هم‪ :‬فكذلك لو أجب نا هؤلء‬
‫الذ ين سألوا م نك ما سألوا‪ ,‬وقالوا لن نؤ من لك ح ت تف جر ل نا من الرض ينبوعا إل‬
‫آخرها‪ ,‬لا استجابوا ول آمنوا إل أن يشاء ال‪ ,‬كما قال فرعون لوسى وقد شاهد منه ما‬
‫شاهد من هذه الَيات {وإن لظنك يا موسى مسحورا} قيل‪ :‬بعن ساحر‪ ,‬وال تعال‬
‫أعلم‪ .‬فهذه الَيات الت سع ال ت ذكر ها هؤلء الئ مة هي الراد هه نا‪ ,‬و هي العن ية ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬وألق عصاك فلما رآها تتز كأنا جان ول مدبرا ول يعقب يا موسى ل تف ب‬
‫إل قوله ب ف تسع آيات إل فرعون وقومه إنم كانوا قوما فاسقي} فذكر هاتي الَيتي‬
‫الع صا وال يد وب ي الَيات الباقيات ف سورة العراف وف صلها‪ .‬و قد أو ت مو سى عل يه‬
‫ال سلم آيات أ خر كثية‪ ,‬من ها ضر بة ال جر بالع صا‪ ,‬وخروج الاء م نه‪ ,‬ومن ها تظليل هم‬
‫بالغمام وإنزال الن والسلوى‪ ,‬وغي ذلك ما أوتيه بنو إسرائيل بعد مفارقتهم بلد مصر‪,‬‬
‫ولكن ذكر ههنا التسع الَيات الت شاهدها فرعون وقومه من أهل مصر‪ ,‬فكانت حجة‬
‫عليهبببببببم فخالفوهبببببببا وعاندوهبببببببا كفرا وجحودا‪.‬‬
‫فأ ما الد يث الذي رواه المام أح د‪ :‬حدث نا يز يد حدث نا شع بة عن عمرو بن مرة قال‪:‬‬
‫سعت ع بد ال بن سلمة يدث عن صفوان بن ع سال الرادي ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال‬
‫يهودي لصاحبه‪ :‬اذهب بنا إل هذا النب حت نسأله عن هذه الَية {ولقد آتينا موسى تسع‬
‫آيات بينات} فقال‪ :‬ل ت قل له نب‪ ,‬فإ نه لو سعك ل صارت له أر بع أع ي‪ ,‬ف سأله‪ ,‬فقال‬
‫النبب صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬ل تشركوا بال شيئا‪ ,‬ول تسبرقوا‪ ,‬ول تزنوا‪ ,‬ول تقتلوا‬
‫الن فس ال ت حرم ال إل بال ق‪ ,‬ول ت سحروا‪ ,‬ول تأكلوا الر با‪ ,‬ول تشوا ببيء إل ذي‬
‫سلطان ليقتله‪ ,‬ول تقذفوا مصنة ب أو قال ل تفروا من الزحف شعبة الشاك ب وأنتم يا‬
‫يهود عليكم خاصة أن ل تعدوا ف السبت» فقبل يديه ورجليه‪ ,‬وقال‪ :‬نشهد أنك نب‪.‬‬
‫قال‪« :‬ف ما ينعك ما أن تتبعا ن ؟» قال‪ :‬لن دواد عل يه ال سلم د عا أن ل يزال من ذري ته‬

‫‪666‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نب‪ ,‬وإ نا ن شى إن أ سلمنا أن تقتل نا يهود‪ .‬فهذا الد يث رواه هكذا الترمذي والن سائي‬
‫وا بن ما جه وا بن جر ير ف تف سيه من طرق عن شع بة بن الجاج به‪ ,‬وقال الترمذي‪:‬‬
‫حسن صحيح‪ .‬وهو حديث مشكل‪ ,‬وعبد ال بن سلمة ف حفظه شيء‪ ,‬وقد تكلموا فيه‪,‬‬
‫ولعله اشت به عل يه الت سع الَيات بالع شر الكلمات فإن ا و صايا ف التوراة ل تعلق ل ا بقيام‬
‫الجة على فرعون‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ولذا قال موسى لفرعون {لقد علمت ما أنزل هؤلء إل‬
‫رب السموات والرض بصائر} أي حججا وأدلة على صدق ما جئتك به {وإن لظنك‬
‫يا فرعون مثبورا} أي هالكا‪ ,‬قاله ماهد وقتادة‪ ,‬وقال ابن عباس‪ :‬ملعونا‪ ,‬وقال أيضا هو‬
‫والضحاك {مثبورا} أي مغلوبا‪ ,‬والالك كمبا قال ماهبد يشمبل هذا كله‪ ,‬قال الشاعبر‬
‫عببببببببببببببببد ال ببببببببببببببببن الزبعري‪:‬‬
‫إذ أجاري الشيطان فبببب سببببنن الغببببببي ومببببن مال ميله مثبور‬
‫وقرأ بعض هم بر فع التاء من قوله عل مت‪ ,‬وروي ذلك عن علي بن أ ب طالب‪ ,‬ول كن‬
‫قراءة المهور بفتبح التاء على الطاب لفرعون‪ ,‬كمبا قال تعال‪{ :‬فلمبا جاءتمب آياتنبا‬
‫مب صرة قالوا هذا سحر مبي وجحدوا ب ا وا ستيقنتها أنف سهم ظلما وعلوا} الَ ية‪ ,‬فهذا‬
‫كله ما يدل على أن الراد بالتسع الَيات إنا هي ما تقدم ذكره من العصا واليد والسني‬
‫ونقص من الثمرات والطوفان والراد والقمل والضفادع والدم‪ ,‬الت فيها حجج وبراهي‬
‫على فرعون وقومبه‪ ,‬وخوارق ودلئل على صبدق موسبى ووجود الفاعبل الختار الذي‬
‫أر سله‪ ,‬ول يس الراد من ها ك ما ورد ف الد يث‪ ,‬فإن هذه الو صايا ل يس في ها ح جج على‬
‫فرعون وقو مه‪ ,‬وأي منا سبة ب ي هذا وب ي إقا مة الباه ي على فرعون ؟ و ما جاء هم هذا‬
‫الو هم إل من ق بل ع بد ال بن سلمة‪ ,‬فإن له ب عض ما ين كر‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ول عل ذي نك‬
‫اليهوديي إنا سأل عن العشر الكلمات فاشتبه على الرواي بالتسع الَيات فحصل وهم ف‬
‫ذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأراد أن يستفزهم من الرض} أي يليهم منها ويزيلهم عنها‪{ ,‬فأغرقناه ومن‬
‫معه جيعا وقلنا من بعده لبن إسرائيل اسكنوا الرض} وف هذا بشارة لحمد صلى ال‬
‫عليه وسلم بفتح مكة مع أن السورة مكية نزلت قبل الجرة‪ ,‬وكذلك فإن أهل مكة هوا‬
‫بإخراج الرسبول منهبا‪ ,‬كمبا قال تعال‪{ :‬وإن كادوا ليسبتفزونك مبن الرض ليخرجوك‬

‫‪667‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منها} الَيتي‪ ,‬ولذا أورث ال رسوله مكة فدخلها عنوة على أشهر القولي‪ ,‬وقهر أهلها‬
‫ث أطلق هم حلما وكرما‪ ,‬ك ما أورث ال القوم الذ ين كانوا ي ستضعفون من ب ن إ سرائيل‬
‫مشارق الرض ومغارب ا‪ ,‬وأورث هم بلد فرعون وأموال م وزروع هم وثار هم وكنوز هم‪,‬‬
‫كما قال كذلك وأورثناها بن إسرائيل‪ ,‬وقال ههنا {وقلنا من بعده لبن إسرائيل اسكنوا‬
‫الرض فإذا جاء وعد الَخرة جئنا بكم لفيفا} أي جيعكم أنتم وعدوكم‪ ,‬قال ابن عباس‬
‫وماهببببببببببببببببببببد وقتادة والضحاك‪ :‬لفيفا أي جيعا‪.‬‬

‫حقّ َأنْزَْلنَا ُه َوبِالْحَ ّق نَ َز َل َومَآ أَ ْر َس ْلنَاكَ إِ ّل ُمبَشّرا َونَذِيرا * وَقُرْآنا فَرَ ْقنَاهُ ِلَتقْ َرَأهُ عَلَى‬
‫** َوبِالْ َ‬
‫ب َونَزّْلنَاهببببببببُ تَنْزِيلً‬ ‫النّاسببببببببِ عََلىَ ُمكْثببببببب ٍ‬
‫يقول تعال مبا عن كتابه العزيز وهو القرآن الجيد أنه بالق نزل‪ ,‬أي متضمنا للحق‪,‬‬
‫كمبا قال تعال‪{ :‬ولكبن ال يشهبد باب أنزل إليبك أنزله بعلمبه واللئكبة يشهدون} أي‬
‫متضمنا علم ال الذي أراد أن يطلعكبم عليبه مبن أحكامبه وأمره ونيبه‪ .‬وقوله {وبالقب‬
‫نزل} أي ونزل إليك يا ممد مفوظا مروسا ل يشب بغيه ول زيد فيه ول نقص منه‪,‬‬
‫بل و صل إل يك بال ق‪ ,‬فإ نه نزل به شد يد القوى الم ي الك ي الطاع ف الل العلى‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وما أرسلناك} أي يا ممد {إل مبشرا ونذيرا} مبشرا لن أطاعك من الؤمني‬
‫ونذيرا لنبببببب عصبببببباك مببببببن الكافريببببببن‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وقرآنا فرقناه} أ ما قراءة من قرأ بالتخف يف فمعناه ف صلناه من اللوح الحفوظ‬
‫إل بيت العزة من السماء الدنيا‪ ,‬ث نزل مفرقا منجما على الوقائع إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ف ثلث وعشرين سنة‪ ,‬قاله عكرمة عن ابن عباس وعن ابن عباس أيضا أنه‬
‫قرأ‪ :‬فرقناه بالتشد يد‪ ,‬أي أنزلناه آ ية آ ية مبينا ومف سرا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬لتقرأه على الناس}‬
‫أي لتبلغه الناس وتتلوه عليهم‪ ,‬أي {على مكث} أي مهل {ونزلناه تنيلً} أي شيئا بعد‬
‫شيببببببببببببببببببببببببببببببببببء ‪.‬‬

‫‪668‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خرّو نَ لِلذْقَا نِ‬
‫** ُقلْ آمِنُواْ بِ هِ َأوْ َل ُت ْؤ ِمُنوَاْ إِ نّ الّذِي نَ أُوتُوْا الْعِ ْل َم مِن َقبْلِ هِ ِإذَا ُيتَْل َى عََلْيهِ ْم يَ ِ‬
‫سُجّدا * َوَيقُولُو نَ ُسبْحَانَ َرّبنَآ إِن كَا َن َوعْدُ َربّنَا لَ َم ْفعُولً * َويَخِرّو نَ لِلذْقَا نِ َيْبكُو نَ‬
‫َويَزِي ُدهُمببببببببببببببببببببببببببببببْ خُشُوعا‬
‫يقول تعال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم {قل} يا ممد لؤلء الكافرين با جئتهم به‬
‫من هذا القرآن العظيم {آمنوا به أو ل تؤمنوا} أي سواء آمنتم به أم ل‪ ,‬فهو حق ف نفسه‬
‫أنزله ال ونوه بذكره ف سالف الزمان ف كتبه النلة على رسله‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إن الذين‬
‫أوتوا العلم من قبله} أي من صالي أ هل الكتاب الذ ين ت سكوا بكتاب م ويقيمو نه ول‬
‫يبدلوه ول حرفوه {إذا يتلى عليهم} هذا القرآن {يرون للذقان} جع ذقن وهو أ سفل‬
‫الوجه {سجدا} أي ل عز وجل شكرا على ما أنعم به عليهم من جعله إياهم أهلً أن‬
‫أدركوا هذا الرسبول الذي أنزل عليبه هذا الكتاب‪ ,‬ولذا يقولون {سببحان ربنبا} أي‬
‫تعظيما وتوقيا على قدر ته التا مة وأ نه ل يلف اليعاد الذي وعد هم على أل سنة ال نبياء‬
‫التقدمي عن بعثة ممد صلى ال عليه وسلم ولذا قالوا {سبحان ربنا إن كان وعد ربنا‬
‫لفعول}‪ .‬وقوله‪{ :‬ويرون للذقان يبكون} أي خضوعا ل عبز وجبل وإيانا وتصبديقا‬
‫بكتابه ورسوله {ويزيدهم خشوعا} اي إيانا وتسليما‪ ,‬كما قال‪{ :‬والذين اهتدوا زادهم‬
‫هدى وآتاهم تقواهم}‪ .‬وقوله‪{ :‬ويرون} عطف صفة على صفة ل عطف السجود على‬
‫السبببببببببجود‪ ,‬كمبببببببببا قال الشاعبببببببببر‪:‬‬
‫إل اللك القرم وابببببن الماموليببببث الكتيبببببة فبببب الزدحببببم‬
‫)‬

‫جهَ ْر‬
‫سَن َى وَلَ َت ْ‬ ‫** ُقلِ ا ْدعُواْ اللّ هَ َأوِ ا ْدعُواْ الرّحْمَ ـنَ َأيّا مّا تَ ْدعُواْ َفلَ ُه ال سْمَآ َء الْحُ ْ‬
‫لتِكَ وَلَ تُخَافِ تْ بِهَا وَاْبتَ ِغ َبيْ نَ ذَلِ كَ َسبِيلً * وَقُ ِل الْحَمْدُ ِللّ ِه الّذِي لَ ْم َيتّخِ ْذ وَلَدا‬ ‫بِ صَ َ‬
‫ب َت ْكبِيا‬ ‫ب الذّ ّل وَ َكبّرْه ُ‬
‫ب مّن َ‬ ‫ب وَلِي ّ‬ ‫ب لّه ُ‬
‫ب يَكُن ْ‬ ‫ب وَلَم ْ‬‫ب فِبي الْمُلْك ِ‬ ‫ب َشرِيك ٌ‬ ‫ب لّه ُ‬‫وَلَم َيكُن ْ‬
‫يقول تعال‪ :‬قل يا ممد لؤلء الشركي النكرين صفة الرحة ل عز وجل‪ ,‬الانعي من‬
‫ت سميته بالرح ن {ادعوا ال أو ادعوا الرح ن أيّا ما تدعوا فله ال ساء ال سن} أي ل فرق‬
‫بي دعائكم له باسم ال أو باسم الرحن‪ ,‬فإنه ذو الساء السن‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬هو‬

‫‪669‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال الذي ل إله إل هبو عال الغيبب والشهادة هبو الرحنب الرحيبم بب إل أن قال بب له‬
‫الساء السن يسبح له ما ف السموات والرض} الَية‪ ,‬وقد روى مكحول أن رجلً من‬
‫الشرك ي سع ال نب صلى ال عل يه و سلم و هو يقول ف سجوده‪ « :‬يا رح ن يا رح يم»‬
‫فقال‪ :‬إ نه يزعم أنه يد عو واحدا و هو يدعو اثن ي‪ ,‬فأنزل ال هذه الَ ية‪ ,‬وكذا روي عن‬
‫اببببببببن عباس‪ ,‬رواهاببببببب اببببببببن جريبببببببر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول تهر بصلتك} الَية قال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬حدثنا أبو بشر عن‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬نزلت هذه الَية ورسول ال صلى ال عليه وسلم متوارٍ‬
‫ب كة‪{ ,‬ول ت هر ب صلتك ول تا فت ب ا} قال‪ :‬كان إذا صلى بأ صحابه ر فع صوته‬
‫بالقرآن‪ ,‬فل ما سع ذلك الشركون سبوا القرآن و سبوا من أنزله و من جاء به‪ ,‬قال‪ :‬فقال‬
‫ال تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم‪{ :‬ول تهر بصلتك} أي بقراءتك فيسمع الشركون‬
‫فيسبون القرآن {ول تافت با} عن أصحابك‪ ,‬فل تسمعهم القرآن حت يأخذوه عنك‬
‫{وابتغ بي ذلك سبيل} أخرجاه ف الصحيحي من حديث أب بشر جعفر بن إياس به‪,‬‬
‫وكذا رواه الضحاك عن ا بن عباس‪ ,‬وزاد‪ :‬فل ما ها جر إل الدي نة سقط ذلك يف عل أي‬
‫ذلك شاء‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن داود بن الصي عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬كان‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم إذا ج هر بالقرآن وهويصلي تفرقوا عنه وأبوا أن ي سمعوا‬
‫م نه‪ ,‬وكان الر جل إذا أراد أن ي سمع من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب عض ما يتلو‬
‫و هو ي صلي ا سترق ال سمع دون م فرقا من هم‪ ,‬فإذا رأى أن م قد عرفوا أ نه ي ستمع ذ هب‬
‫خشية أذاهم فلم يسمع‪ ,‬فإن خفض صوته صلى ال عليه وسلم ل يسمع الذين يستمعون‬
‫من قراء ته شيئا‪ ,‬فأنزل ال {ول ت هر ب صلتك} فيتفرقوا ع نك {ول تا فت ب ا} فل‬
‫يسمع من أراد أن يسمع من يسترق ذلك منهم فلعله يرعوي إل بعض ما يسمع فينتفع‬
‫به‪{ ,‬وابتغ بي ذلك سبيل} وهكذا قال عكرمة والسن البصري وقتادة‪ :‬نزلت هذه الَية‬
‫ف القراءة ف الصلة‪ ,‬وقال شعبة عن الشعث بن أب سليم عن السود بن هلل عن ابن‬
‫مسببببعود ل يافببببت بابببب مببببن أسببببع أذنيببببه‪.‬‬

‫‪670‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا ابن علية عن سلمى بن علقمة عن ممد بن سيين‬
‫قال‪ :‬نبئت أن أبا بكر كان إذا صلى فقرأ خفض صوته وأن عمر كان يرفع صوته‪ ,‬فقيل‬
‫لب بكر‪ :‬ل تصنع هذا ؟ قال‪ :‬أناجي رب عز وجل وقد علم حاجت‪ ,‬فقيل‪ :‬أحسنت‪.‬‬
‫وق يل لع مر‪ :‬ل ت صنع هذا ؟ قال‪ :‬أطرد الشيطان وأو قظ الو سنان‪ ,‬ق يل‪ :‬أح سنت‪ ,‬فل ما‬
‫نزلت {ول ت هر ب صلتك ول تا فت ب ا واب تغ ب ي ذلك سبيل} ق يل ل ب ب كر‪ :‬ار فع‬
‫شيئا‪ ,‬وقيل لعمر‪ :‬اخفض شيئا‪ ,‬وقال أشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباس‪ :‬نزلت‬
‫ف الدعاء‪ ,‬وهكذا روى الثوري ومالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال‬
‫عنها أنا نزلت ف الدعاء‪ ,‬وكذا قال ماهد وسعيد بن جبي وأبو عياض ومكحول وعروة‬
‫بن الزبي‪ .‬وقال الثوري عن ابن عياش العامري عن عبد ال بن شداد قال‪ :‬كان أعراب من‬
‫ب ن ت يم إذا سلم ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬الل هم ارزق نا إبلً وولدا» قال‪ :‬فنلت‬
‫هذه الَيببببة {ول تهببببر بصببببلتك ول تافببببت بابببب}‪.‬‬
‫(قول آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو السائب‪ ,‬حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن‬
‫عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها‪ :‬نزلت هذه الَية ف التشهد {ول تهر بصلتك‬
‫ول تافبت باب}‪ ,‬وببه قال حفبص عبن أشعبث ببن سبوار عبن ممبد ببن سبيين مثله‪.‬‬
‫(قول آخر) قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله {ول تهر بصلتك ول تافت‬
‫باب} قال‪ :‬ل تصبل مراءاة للناس ول تدع ها ما فة الناس‪ .‬وقال الثوري عبن منصبور عبن‬
‫ال سن الب صري {ول ت هر ب صلتك ول تا فت ب ا} قال‪ :‬ل ت سن علنيت ها وت سيء‬
‫سريرتا‪ ,‬وكذا رواه ع بد الرزاق عن مع مر عن ال سن به‪ ,‬وهش يم عن عوف ع نه به‪,‬‬
‫وسبببببببببعيد عبببببببببن قتادة عنبببببببببه كذلك‪.‬‬
‫(قول آخر) قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم ف قوله‪{ :‬وابتغ بي ذلك سبيل} قال‪:‬‬
‫أهل الكتاب يافتون ث يهر أحدهم بالرف‪ ,‬فيصيح به ويصيحون هم به وراءه‪ ,‬فنهاه‬
‫أن ي صيح ك ما ي صيح هؤلء‪ ,‬وأن يا فت ك ما يا فت القوم‪ ,‬ث كان ال سبيل الذي ب ي‬
‫ذلك الذي سببببببن له جبيببببببل مببببببن الصببببببلة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وقل المد ل الذي ل يتخذ ولدا} لا أثبت تعال لنفسه الكرية الساء السن‬
‫نزه نفسه عن النقائض فقال‪{ :‬وقل المد ل الذي لن يتخذ ولدا ول يكن له شريك ف‬

‫‪671‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اللك} بل هو ال الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد {ول يكن‬
‫له ول من الذل} أي ل يس بذل يل فيحتاج إل أن يكون له ول أو وز ير أو مش ي‪ ,‬بل هو‬
‫تعال خالق الشياء وحده ل شريك له‪ ,‬ومدبرها ومقدرها وحده ل شريك له‪ .‬قال ماهد‬
‫ف قوله‪{ :‬ول ي كن ول من الذل} ل يالف أحدً ول يب تغ ن صر أ حد {و كبه ت كبيا}‬
‫أى عظمبببببه وأجلّه عمبببببا يقول الظالون العتدون علوا كببببببيا‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثن يونس‪ ,‬أنبأنا ابن وهب‪ ,‬أخبن أبو صخر عن القرظي أنه كان‬
‫يقول ف هذه الَية {وقل المد ل الذي ل يتخذ ولدا} الَية‪ ,‬قال إن اليهود والنصارى‬
‫يقولون ات ذ ال ولدا‪ ,‬وقالت العرب‪ :‬لب يك ل شر يك لك إل شريكا هو لك تل كه و ما‬
‫ملك وقال ال صابئون والجوس‪ :‬لول أولياء ال لذل‪ ,‬فأنزل ال هذه الَ ية {و قل ال مد ل‬
‫الذي ل يتخذ ولدا ول يكن له شريك ف اللك ول يكن له ول من الذل وكبه تكبيا}‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا ب شر‪ ,‬حدث نا يز يد‪ ,‬حدثنا سعيد عن قتادة ذ كر لنا أن ال نب صلى ال‬
‫عل يه و سلم كان يعلم أهله هذه الَ ية {ال مد ل الذي ل يت خذ ولدا} الَ ية‪ ,‬ال صغي من‬
‫أهله والكبي‪ .‬قلت وقد جاء ف حديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سى هذه الَية‬
‫آية العز‪ ,‬وف بعض الَثار أنا ما قرئت ف بيت ف ليلة فيصيبه سرق أو آفة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا بشر بن سيحان البصري‪ ,‬حدثنا حرب بن ميمون‪ ,‬حدثنا‬
‫مو سى بن عبيدة الزبيدي عن م مد بن ك عب القر ظي عن أ ب هريرة قال‪ :‬خر جت أ نا‬
‫ور سول ال صلى ال عل يه و سلم ويده ف يدي‪ ,‬أو يدي ف يده‪ ,‬فأ تى على ر جل رث‬
‫اليئة فقال‪« :‬أي فلن ما بلغ بك ما أرى ؟» قال‪ :‬السقم والضر يا رسول ال‪ ,‬قال‪« :‬أل‬
‫أعل مك كلمات تذ هب ع نك ال سقم وال ضر ؟» قال‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬ما ي سرن ب ا أن شهدت‬
‫م عك بدرا أو أحدا‪ ,‬قال‪ :‬فض حك ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وقال‪« :‬و هل يدرك‬
‫أ هل بدر وأ هل أ حد ما يدرك الفق ي القا نع ؟» قال‪ :‬فقال أ بو هريرة‪ :‬يا ر سول ال إياي‬
‫فعلمنب‪ ,‬قال‪« :‬فقبل يبا أببا هريرة توكلت على اليب الذي ل يوت‪ ,‬المبد ل الذي ل‬
‫يتخذ ولدا‪ ,‬ول يكن له شريك ف اللك‪ ,‬ول يكن له ول من الذل‪ ,‬وكبه تكبيا» قال‪:‬‬
‫فأتى علي رسول ال وقد حسنت حال قال‪ :‬فقال ل «مهيم» قال‪ :‬قلت يا رسول ال ل‬

‫‪672‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أزل أقول الكلمات الت علمتن»‪ ,‬إسناده ضعيف‪ ,‬وف متنه نكارة‪ ,‬وال أعلم‪ .‬آخر تفسي‬
‫سببببببورة سبببببببحان‪ .‬و ل المببببببد والنببببببة‪.‬‬
‫سببببببببببببببببببورة الكهببببببببببببببببببف‬

‫وهبببببببببببببببببي مكيبببببببببببببببببة‬
‫(ذ كر ما ورد ف فضل ها والع شر الَيات من أول ا وآخر ها وأن ا ع صمة من الدجال)‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب إسحاق قال‪ :‬سعت الباء‬
‫يقول‪ :‬قرأ ر جل الك هف و ف الدار دا بة‪ ,‬فجعلت تن فر‪ ,‬فن ظر فإذا ضبا بة أو سحابة قد‬
‫غشيته‪ ,‬فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬اقرأ فلن‪ ,‬فإنا السكينة تنل عند‬
‫القرآن أو تنلت للقرآن» أخرجاه ف الصحيحي من حديث شعبة به‪ ,‬وهذا الرجل الذي‬
‫كان يتلو ها هو أ سيد بن الض ي ك ما تقدم ف تف سي سورة البقرة‪ .‬وقال المام أح د‪:‬‬
‫حدثنا يزيد‪ ,‬أخبنا هشام بن يي عن قتادة عن سال بن أب العد‪ ,‬عن معدان بن أب‬
‫طلحة عن أب الدرداء‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬من حفظ عشر آيات من أول‬
‫سورة الكهف عصم من الدجال» رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث‬
‫قتادة به‪ ,‬ولفظ الترمذي «من حفظ ثلث آيات من أول الكهف» وقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫(طريق أخرى) ب قال المام أحد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬حدثنا شعبة عن قتادة‪ ,‬سعت سال‬
‫بن أب العد يدث عن معدان عن أب الدرداء‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬من‬
‫قرأ العشر الواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال» فيحتمل أن سالا سعه من‬
‫ثوبان ومن أب الدرداء‪ .‬وقال أحد‪ :‬حدثنا حسي‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا زبان بن فايد‬
‫عن سهل بن معاذ بن أنس الهن‪ ,‬عن أبيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫«من قرأ أول سورة الكهف وآخرها‪ ,‬كانت له نورا من قدمه إل رأسه‪ ,‬ومن قرأها كلها‬
‫كانت له نورا ما بي السماء والرض» انفرد به أحد ول يرجوه‪ ,‬وروى الافظ أبو بكر‬
‫بن مردويه ف تفسيه بإسناد له غريب عن خالد بن سعيد بن أب مري‪ ,‬عن نافع عن ابن‬
‫ع مر قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من قرأ سورة الك هف ف يوم الم عة‬

‫‪673‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سبطع له نور مبن تتب قدمبه إل عنان السبماء يضيبء له يوم القيامبة وغفبر له مبا بيب‬
‫المعتيبب» وهذا الديببث فبب رفعببه نظببر‪ ,‬وأحسببن أحواله الوقببف‪.‬‬
‫وهكذا روى المام سعيد بن منصور ف سننه عن هشيم بن بشي عن أب هاشم عن أب‬
‫ملز عن قيس بن عباد عن أب سعيد الدري رضي ال عنه أنه قال‪ :‬من قرأ سورة الكهف‬
‫يوم الم عة أضاء له من النور ما بي نه وب ي الب يت العت يق‪ .‬هكذا و قع موقوفا‪ ,‬وكذا رواه‬
‫الثوري عن أب هاشم به من حديث أب سعيد الدري وقد أخرجه الاكم ف مستدركه‬
‫عن أ ب ب كر م مد بن الؤ مل‪ ,‬حدثنا الفضيل بن م مد الشعرا ن‪ ,‬حدثنا نع يم بن حاد‪,‬‬
‫حدثنا هشيم‪ ,‬حدثنا أبو هاشم عن أب ملز عن قيس بن عباد‪ ,‬عن أب سعيد عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬من قرأ سورة الكهف ف يوم المعة أضاء له من النور ما‬
‫بينبه وبيب المعتيب» ثب قال‪ :‬هذا حديبث صبحيح السبناد‪ ,‬ول يرجاه‪ ,‬وهكذا رواه‬
‫الا فظ أبو بكر البيهقي ف سننه عن الا كم‪ ,‬ث قال البيه قي‪ :‬ورواه ي ي بن كث ي عن‬
‫شعبة عن أب هاشم بإسناده أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬من قرأ سورة الكهف‬
‫كما نزلت‪ ,‬كانت له نورا يوم القيامة» وف الختارة للحافظ الضياء القدسي من حديث‬
‫عبد ال بن مصعب عن منظور بن زيد بن خالد الهن‪ ,‬عن علي بن السي عن أبيه عن‬
‫علي مرفوعا‪ :‬من قرأ سورة الكهف يوم المعة‪ ,‬فهو معصوم إل ثانية أيام من كل فتنة‪,‬‬
‫وإن خرج الدجال عصبببببببببببببم منبببببببببببببه‪.‬‬

‫بِسبببببببْمِ اللّهبببببببِ الرّحْمـبببببببنِ الرّحِيمبببببببِ‬

‫حمْدُ لِلّ ِه الّذِي َأنْ َز َل عََلىَ َعبْدِ ِه الْ ِكتَا بَ وَلَ ْم يَجْعَل لّ ُه ِعوَجَا * َقيّما ّلُينْذِ َر َبأْ سا‬
‫** الْ َ‬
‫شَدِيدا مّن لّ ُدنْ ُه َوُيبَشّ َر الْ ُم ْؤمِنِيَ الّذِي َن َيعْمَلُو َن ال صّالِحَاتِ أَ نّ َلهُ مْ أَجْرا حَ سَنا * مّا ِكثِيَ‬
‫فِي هِ َأبَدا * َوُينْذِ َر الّذِي نَ قَالُوْا اتّخَذَ اللّ ُه وَلَدا * مّا َلهُ ْم بِ هِ مِ ْن عِلْ ٍم وَلَ َلبَاِئهِ مْ َكبُرَ تْ‬
‫ب مِنبببببْ أَ ْفوَا ِههِمبببببْ إِن َيقُولُونبببببَ إِلّ كَذِبا‬ ‫خرُجبببب ُ‬ ‫كَلِ َم ًة تَ ْ‬
‫قد تقدم ف أول التفسي أنه تعال يمد نفسه القدسة عند فواتح المور وخواتها‪ ,‬فإنه‬
‫الحمود على كل حال‪ ,‬وله المد ف الول والَخرة‪ ,‬ولذا حد نفسه على إنزاله كتابه‬

‫‪674‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العزيز على رسوله الكري ممد صلوات ال وسلمه عليه‪ ,‬فإنه أعظم نعمة أنعمها ال على‬
‫أهل الرض إذ أخرجهم به من الظلمات إل النور حيث جعله كتابا مستقيما ل اعوجاج‬
‫فيبه ول زيبغ‪ ,‬ببل يهدي إل صبراط مسبتقيم واضحا بينا جليا نذيرا للكافريبن‪ ,‬بشيا‬
‫للمؤمني‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ول يعل له عوجا} أي ل يعل فيه اعوجاجا ول ميلً‪ ,‬بل جعله‬
‫معتد ًل م ستقيما ولذا قال‪{ :‬قيما} أي م ستقيما {لينذر بأ سا شديدا من لد نه} أي ل ن‬
‫خال فه وكذبه ول يؤمن به ينذره بأسا شديدا عقو بة عاجلة ف الدنيا وآجلة ف الخرى‬
‫{من لدنه} أي من عند ال الذي ل يعذب عذابه أحد‪ ,‬ول يوثق وثاقه أحد {ويبشر‬
‫الؤمن ي} أي بذا القرآن الذ ين صدقوا إيان م بالع مل ال صال {أن ل م أجرا ح سنا} أي‬
‫مثو بة ع ند ال جيلة {ماكث ي ف يه} ف ثواب م ع ند ال‪ ,‬و هو ال نة خالد ين ف يه {أبدا}‬
‫دائما ل زوال له ول انقضاء‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وينذر الذ ين قالوا ات ذ ال ولدا} قال ا بن إ سحاق‪ :‬و هم مشر كو العرب ف‬
‫قول م ن ن نع بد اللئ كة و هم بنات ال {مال م به من علم} أي بذا القول الذي افتروه‬
‫وائتفكوه {ول لَبائهم} أي لسلفهم {كبت كلمة} نصب على التمييز تقديره كبت‬
‫كلمتهم هذه كلمةً‪ .‬وقيل‪ :‬على التعجب تقديره أعظم بكلمتهم كلمة‪ ,‬كما تقول‪ :‬أكرم‬
‫بز يد رجلً‪ ,‬قاله ب عض الب صريي‪ ,‬وقرأ ذلك ب عض قراء م كة‪ :‬كبت كل مة‪ ,‬ك ما يقال‬
‫عظبم قولك وكبب شأنبك‪ ,‬والعنب على قراءة المهور أظهبر‪ ,‬فإن هذا تبشيبع لقالتهبم‬
‫وا ستعظام لفك هم‪ ,‬ولذا قال‪ { :‬كبت كل مة ترج من أفواه هم} أي ل يس ل ا م ستند‬
‫سوى قولم‪ ,‬ول دليل لم عليها إل كذبم وافتراؤهم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إن يقولون إل كذبا}‬
‫وقد ذكر ممد بن إسحاق سبب نزول هذه السورة الكرية‪ ,‬فقال‪ :‬حدثن شيخ من أهل‬
‫مصر قدم علينا منذ بضع وأربعي سنة عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬بعثت قريش النضر‬
‫بن الارث وعق بة بن أ ب مع يط إل أحبار يهود بالدي نة‪ ,‬فقالوا ل م‪ :‬سلوهم عن م مد‬
‫وصفوا لم صفته وأخبوهم بقوله‪ ,‬فإنم أهل الكتاب الول وعندهم ما ليس عندنا من‬
‫علم ال نبياء‪ ,‬فخر جا ح ت أت يا الدي نة ف سألوا أحبار اليهود عن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬ووصفوا لم أمره وبعض قوله‪ ,‬وقال‪ :‬إنكم أهل التوراة وقد جئناكم لتخبونا عن‬
‫صاحبنا هذا‪ ,‬قال‪ :‬فقالوا ل م سلوه عن ثلث نأمر كم ب ن‪ ,‬فإن أ خبكم ب ن ف هو نب‬

‫‪675‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مرسل‪ ,‬وإل فرجل متقول فتروا فيه رأيكم‪ :‬سلوه عن فتية ذهبوا ف الدهر الول ما كان‬
‫من أمر هم‪ ,‬فإن م قد كان ل م حد يث عج يب ؟ و سلوه عن ر جل طواف بلغ مشارق‬
‫الرض ومغارب ا ما كان نبؤه‪ ,‬و سلوه عن الروح ما هو ؟ فإن أ خبكم بذلك ف هو نب‬
‫فاتبعوه‪ ,‬وإن ل يبكم فإنه رجل متقول فاصنعوا ف أمره ما بدا لكم‪ ,‬فأقبل النضر وعقبة‬
‫حت قدما على قريش فقال‪ :‬يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبي ممد‪ ,‬قد‬
‫أمر نا أحبار يهود أن ن سأله عن أمور فأ خبوهم ب ا‪ ,‬فجاؤوا ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم فقالوا‪ :‬يا ممد أخبنا‪ ,‬فسألوه عما أمروهم به‪ ,‬فقال لم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬أخبكم غدا عما سألتم عنه» ول يستثن فانصرفوا عنه ومكث رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم خ س عشرة)ليلة ل يدث ال له ف ذلك وحيا‪ ,‬ول يأت يه جبائ يل عل يه‬
‫السلم حت أرجف أ هل مكة وقالوا‪ :‬وعدنا ممد غدا‪ ,‬واليوم خس عشرة قد أصبحنا‬
‫فيها‪ ,‬ل يبنا بشيء عما سألناه عنه وحت أحزن رسول ال صلى ال عليه وسلم مكث‬
‫الوحي عنه وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة‪ ,‬ث جاءه جبائيل عليه السلم من ال عز‬
‫وجل بسورة أصحاب الكهف‪ ,‬فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخب ما سألوه عنه من‬
‫أ مر الفت ية والر جل الطواف‪ ,‬وقول ال عز و جل {وي سألونك عن الروح ؟ قل الروح}‬
‫الَيبببببببببببببببببببببببببببببببببببة‪.‬‬

‫حدِي ثِ أَ سَفا * ِإنّا َجعَ ْلنَا مَا‬ ‫ك بَاخِ ٌع ّنفْ سَكَ عََل َى آثَا ِرهِ مْ إِن لّ ْم ُيؤْ ِمنُواْ ِبهَـذَا الْ َ‬
‫** َفَلعَلّ َ‬
‫صعِيدا ُجرُزا‬ ‫عَلَى الرْ ضِ زِيَنةً ّلهَا ِلَنبُْل َوهُ مْ َأّيهُم أَحْ سَ ُن عَ َملً * َوِإنّا لَجَاعِلُو نَ مَا عََلْيهَا َ‬
‫يقول تعال م سليا لر سوله صلوات ال و سلمه عل يه ف حز نه على الشرك ي لترك هم‬
‫اليان وبعد هم ع نه ك ما قال تعال‪{ :‬فل تذ هب نف سك علي هم ح سرات} وقال‪{ :‬ول‬
‫تزن عليهم} وقال‪{ :‬لعلك باخع نفسك أن ل يكونوا مؤمني} باخع أي مهلك نفسك‬
‫بزنك عليهم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن ل يؤمنوا بذا الديث}‬
‫يع ن القرآن {أ سفا} يقول‪ :‬ل تلك نف سك أسفا‪ .‬قال قتادة‪ :‬قاتل نف سك غضبا وحزنا‬
‫عليهم‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬جزعا‪ ,‬والعن متقارب‪ ,‬أي ل تأسف عليهم‪ ,‬بل أبلغهم رسالة ال‪,‬‬
‫فمن اهتدى فلنفسه‪ ,‬ومن ضل فإنا يضل عليها‪ ,‬ول تذهب نفسك عليهم حسرات‪ ,‬ث‬

‫‪676‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخب تعال أنه جعل الدنيا دارا فانية مزينة بزينة زائلة‪ ,‬وإنا جعلها دار اختبار ل دار قرار‪,‬‬
‫فقال‪{ :‬إنا جعلنا ما على الرض زينة لا لنبلوهم أيهم أحسن عملً} قال قتادة عن أب‬
‫نضرة عن أب سعيد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬إن الدنيا حلوة خضرة‪,‬‬
‫وإن ال مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون‪ ,‬فاتقوا الدنيا‪ ,‬واتقوا النساء‪ ,‬فإن أول فتنة بن‬
‫إ سرائيل كا نت ف الن ساء»‪ ,‬ث أ خب تعال بزوال ا وفنائ ها وفراغ ها وانقضائ ها وذهاب ا‬
‫وخرابا‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وإنا لاعلون ما عليها صعيدا جرزا} أي وإنا لصيوها بعد الزينة‬
‫إل الراب والدمار‪ ,‬فنج عل كل شيء عليها هالكا صعيدا جرزا ل ينبت ول ينت فع به‪.‬‬
‫ك ما قال العو ف عن ا بن عباس ف قوله تعال‪{ :‬وإ نا لاعلون ما علي ها صعيدا جرزا}‬
‫يقول‪ :‬يهلك كبل شيبء عليهبا ويبيبد‪ .‬وقال ماهبد‪ :‬صبعيدا جرزا بلقعا‪ ,‬وقال قتادة‪:‬‬
‫الصعيد الرض الت ليس فيها شجر ول نبات‪ ,‬وقال ابن زيد‪ :‬الصعيد الرض الت ليس‬
‫فيها شيء‪ ,‬أل ترى إل قوله تعال‪{ :‬أول يروا أنا نسوق الاء إل الرض الرز فنخرج به‬
‫زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفل يبصرون} وقال ممد بن إسحاق‪{ :‬وإنا لاعلون‬
‫ما عليها صعيدا جرزا} يعن الرض وأن ما عليها لفان وبائد‪ ,‬وأن الرجع لل ال‪ ,‬فل‬
‫تأس ول يزنببببببببك مببببببببا تسببببببببمع وترى‪.‬‬

‫ب اْل َكهْ فِ وَالرّقِي مِ كَانُواْ مِ ْن آيَاِتنَا عَجَبا * إِذْ َأوَى اْل ِفتَْيةُ إِلَى‬
‫سْبتَ أَ نّ أَ صْحَا َ‬ ‫** أَ مْ حَ ِ‬
‫ض َربْنَا عََلىَ آذَاِنهِمْ‬
‫الْ َكهْفِ َفقَالُواْ َرّبنَآ آِتنَا مِن ّلدُنكَ رَ ْح َم ًة َوهَيّىءْ َلنَا مِنْ َأمْ ِرنَا َرشَدا * َف َ‬
‫ْصبىَ لِم َا َلبِثُواْ َأمَدا‬
‫ْنب أَح َ‬
‫َيب الِ ْزبَي ِ‬
‫َمب أ ّ‬‫ُمب ِلَنعْل َ‬
‫ُمب َب َعْثنَاه ْ‬
‫ي عَدَدا * ث ّ‬ ‫سبنِ َ‬
‫ْفب ِ‬ ‫ف ِي الْ َكه ِ‬
‫هذا إخبار من ال تعال عن قصة أصحاب الكهف على سبيل الجال والختصار‪ ,‬ث‬
‫بسطها بعد ذلك فقال‪{ :‬أم حسبت} يعن يا ممد {أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا‬
‫من آياتنا عجبا} أي ليس أمرهم عجيبا ف قدرتنا وسلطاننا فإن خلق السموات والرض‬
‫واختلف الليبل والنهار وتسبخي الشمبس والقمبر والكواكبب وغيب ذلك مبن الَيات‬
‫العظي مة الدالة على قدرة ال تعال‪ ,‬وأ نه على ما يشاء قادر ول يعجزه ش يء أع جب من‬
‫أخبار أصحاب الكهف‪ ,‬كما قال ابن جريج عن ماهد {أم حسبت أن أصحاب الكهف‬
‫والرقيبم كانوا مبن آياتنبا عجبا} يقول‪ :‬قبد كان مبن آياتنبا مبا هبو أعجبب مبن ذلك‪.‬‬

‫‪677‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس {أم ح سبت أن أ صحاب الك هف والرق يم كانوا من آيات نا‬
‫عجبا} يقول‪ :‬الذي آتي تك من العلم وال سنة والكتاب أف ضل من شأن أ صحاب الك هف‬
‫والرق يم‪ ,‬وقال م مد بن إ سحاق‪ :‬ما أظهرت من حج جي على العباد أع جب من شأن‬
‫أ صحاب الك هف والرق يم‪ ,‬وأ ما الك هف ف هو الغار ف ال بل‪ ,‬و هو الذي ل أ إل يه هؤلء‬
‫الفتية الذكورون‪ ,‬وأما الرق يم فقال العو ف عن ابن عباس‪ :‬هو واد قريب من أيلة‪ ,‬وكذا‬
‫قال عط ية العو ف وقتادة‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬أ ما الك هف ف هو غار ف الوادي‪ ,‬والرق يم ا سم‬
‫الوادي‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬الرق يم كان بنيان م‪ ,‬ويقول بعض هم‪ :‬هو الوادي الذي فيه كهف هم‪.‬‬
‫وقال ع بد الرزاق‪ :‬أخبنا الثوري عن ساك عن عكرمة عن ا بن عباس ف قوله الرق يم‪:‬‬
‫كان يز عم ك عب أن ا القر ية‪ ,‬وقال ا بن جر يج عن ا بن عباس‪ :‬الرق يم ال بل الذي ف يه‬
‫الكهف‪ ,‬وقال ابن إسحاق عن عبد ال بن أب نيح عن ماهد عن ابن عباس قال‪ :‬اسم‬
‫ذلك البل بنجلوس‪ ,‬وقال ابن جر يج‪ :‬أ خبن و هب بن سليمان عن شعيب البائي أن‬
‫اسبم جببل الكهبف بنجلوس‪ ,‬واسبم الكهبف حيزم‪ ,‬والكلب حران‪ .‬وقال عببد الرزاق‪:‬‬
‫أنبأ نا إ سرائيل عن ساك عن عكر مة عن ا بن عباس قال‪ :‬القرآن أعل مه إل حنانا والواه‬
‫والرقيم‪ .‬وقال ابن جريج‪ :‬أخبن عمرو بن دينار أنه سع عكرمة يقول‪ :‬قال ابن عباس‪:‬‬
‫ما أدري ما الرق يم ؟ كتاب أم بنيان‪ .‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬الرق يم‬
‫الكتاب‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬الرقيم لوح من حجارة كتبوا فيه قصص أصحاب الكهف‪,‬‬
‫ثببببببببببببب وضعوه على باب الكهبببببببببببببف‪.‬‬
‫وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬الرق يم الكتاب‪ ,‬ث قرأ‪ :‬كتاب مرقوم‪ .‬وهذا هو‬
‫الظاهر من الَية‪ ,‬وهو اختيار ابن جرير‪ ,‬قال‪ :‬الرقيم فعيل بعن مرقوم‪ ,‬كما يقال للمقتول‬
‫قت يل‪ ,‬وللمجروح جر يح‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬إذ أوى الفت ية إل الك هف فقالوا رب نا آت نا‬
‫من لدنك رحة وهيء لنا من أمرنا رشدا} يب تعال عن أولئك الفتية الذين فروا بدينهم‬
‫من قوم هم لئل يفتنو هم ع نه فهربوا من هم فلجأوا إل غار ف ج بل ليختفوا عن قوم هم‪,‬‬
‫فقالوا حي دخلوا سائلي من ال تعال رحته ولطفه بم {ربنا آتنا من لدنك رحة} أي‬
‫هب لنا من عندك رحة ترحنا با وتسترنا عن قومنا {وهيء لنا من أمرنا رشدا} أي‬
‫وقدر لنا من أمرنا هذا رشدا أي اجعل عاقبتنا رشدا‪ ,‬كما جاء ف الديث «وما قضيت‬

‫‪678‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لنا من قضاء فاجعل عاقبته رشدا» وف السند من حديث بسر بن أرطاة عن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم أ نه كان يد عو «الل هم أح سن عاقبت نا ف المور كل ها‪ ,‬وأجر نا من‬
‫خزي الدنيبببببببببببببببببببببببببا وعذاب الَخرة»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فضربنا على آذانم ف الكهف سني عددا} أي ألقينا عليهم النوم حي دخلوا‬
‫إل الكهبف فناموا سبني كثية‪{ ,‬ثب بعثناهبم} أي مبن رقدتمب تلك‪ ,‬وخرج أحدهبم‬
‫بدرا هم م عه ليشتري ل م ب ا طعاما يأكلو نه ك ما سيأت بيا نه وتف صيله‪ ,‬ولذا قال‪ { :‬ث‬
‫بعثناهم لنعلم أي الزبي} أي الختلفي فيهم {أحصى لا لبثوا أمدا} قيل‪ :‬عددا‪ ,‬وقيل‪:‬‬
‫ببببببة‪ ,‬كقوله‪:‬‬ ‫ببببببد الغايب‬ ‫ببببببّ المب‬ ‫ببببببة‪ ,‬فإنب‬ ‫غايب‬
‫سبببببببق الواد إذا اسببببببتول على المببببببد‬
‫)‬

‫ك نَبأَهُم بِالْحَ قّ ِإنّهُ مْ ِفْتَيةٌ آ َمنُوْا بِ َرّبهِ مْ وَزِ ْدنَاهُ ْم هُدًى * وَ َربَ ْطنَا عََل َى‬
‫ص عََليْ َ‬ ‫ح ُن َنقُ ّ‬ ‫** نَ ْ‬
‫ب السّمَاوَاتِ وَالرْضِ لَن نّ ْد ُع َواْ مِن دُونِهِ إِلـها ّلقَدْ قُ ْلنَا إِذا‬ ‫قُلُوِبهِمْ ِإذْ قَامُواْ َفقَالُواْ َربّنَا رَ ّ‬
‫شَطَطا * هَـؤُلءِ َق ْو ُمنَا اتّخَذْوْا مِن دُونِ هِ آِل َهةً ّلوْلَ َي ْأتُو نَ عََلْيهِم بِ سُ ْلطَانٍ َبيّ نٍ َفمَ نْ أَظَْل مُ‬
‫مِمّ ِن افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ كَذِبا * َوإِ ِذ ا ْعتَزَْلتُمُوهُ ْم َومَا َي ْعبُدُونَ إَلّ اللّهَ َفأْوُوا إِلَى الْ َكهْفِ َينْشُرْ‬
‫ب مّرْفَقا‬ ‫ب مّن ببْ َأمْرِكُم ب ْ‬ ‫َلكُم ببْ َربّكُببم مّببن رّ ْح َمتِه ببِ َوُي َهيّىءْ َلكُم ب ْ‬
‫من ههنا شرع ف بسط القصة وشرحها‪ ,‬فذكر تعال أنم فتية وهم الشباب‪ ,‬وهم أقبل‬
‫لل حق وأهدى لل سبيل من الشيوخ الذ ين قد عتوا وانغم سوا ف د ين البا طل‪ ,‬ولذا كان‬
‫أكثر ال ستجيبي ل تعال ولرسوله صلى ال عليه وسلم شبابا‪ ,‬وأما الشايخ من قريش‪,‬‬
‫فعامتهبم بقوا على دينهبم ول يسبلم منهبم إل القليبل‪ .‬وهكذا أخبب تعال عبن أصبحاب‬
‫الك هف أن م كانوا فت ية شبابا‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬بلغ ن أ نه كان ف آذان بعض هم القر طة يع ن‬
‫اللق‪ ,‬فألمهبم ال رشدهبم وآتاهبم تقواهبم‪ ,‬فآمنوا بربمب أي اعترفوا له بالوحدانيبة‪,‬‬
‫وشهدوا أ نه ل إله إل هو {وزدنا هم هدى} ا ستدل بذه الَ ية وأمثال ا غ ي وا حد من‬
‫الئمة كالبخاري وغيه من ذهب إل زيادة اليان وتفاضله وأنه يزيد وينقص‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬وزدناهم هدى} كما قال‪{ :‬والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} وقال‬

‫‪679‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{فأما الذين آمنوا فزادتم إيانا وهم يستبشرون} وقال‪{ :‬ليزدادوا إيانا مع إيانم} إل‬
‫غ ي ذلك من الَيات الدالة على ذلك‪ .‬و قد ذ كر أن م كانوا على د ين ال سيح عي سى بن‬
‫مر ي‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬والظا هر أن م كانوا ق بل ملة الن صرانية بالكل ية‪ ,‬فإن م لو كانوا على د ين‬
‫الن صرانية ل ا اعت ن أحبار اليهود ب فظ خبهم وأمر هم لباينت هم ل م‪ ,‬و قد تقدم عن ا بن‬
‫عباس أن قريشا بعثوا إل أحبار اليهود بالدي نة يطلبون من هم أشياء يتحنون ب ا ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فبعثوا إليهم أن يسألوه عن خب هؤلء‪ ,‬وعن خب ذي القرني‪ ,‬وعن‬
‫الروح‪ ,‬فدل هذا على أن هذا أمبر مفوظ فب كتبب أهبل الكتاب وأنبه متقدم على ديبن‬
‫النصبببببببببببببببببببببببببببببرانية‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله {وربط نا على قلوب م إذ قاموا فقالوا رب نا رب ال سموات والرض} يقول تعال‪:‬‬
‫وصبناهم على مالفة قومهم ومدينتهم ومفارقة ما كانوا فيه من العيش الرغيد والسعادة‬
‫والنعمة‪ ,‬فإنه ذكر غي واحد من الفسرين من السلف واللف أنم كانوا من أبناء ملوك‬
‫الروم وسبادتم‪ ,‬وأنمب خرجوا يوما فب بعبض أعياد قومهبم وكان لمب متمبع فب السبنة‬
‫يتمعون فيه ف ظاهر البلد‪ ,‬وكانوا يعبدون الصنام والطواغيت‪ ,‬ويذبون لا‪ ,‬وكان لم‬
‫ملك جبار عن يد يقال له دقيانوس‪ .,‬وكان يأ مر الناس بذلك ويث هم عل يه ويدعو هم إل يه‪,‬‬
‫فلما خرج الناس لجتمعهم ذلك‪ ,‬وخرج هؤلء الفتية مع آبائهم وقومهم‪ ,‬ونظروا إل ما‬
‫ي صنع قوم هم بع ي ب صيتم‪ ,‬عرفوا أن هذا الذي ي صنعه قوم هم من ال سجود ل صنامهم‬
‫والذبح لا ل ينبغي إل ال الذي خلق السموات والرض‪ ,‬فجعل كل واحد منهم يتخلص‬
‫من قو مه وينحاز من هم وي تبز عن هم ناح ية‪ ,‬فكان أول من جلس من هم وحده أحد هم‪,‬‬
‫جلس تت ظل شجرة فجاء الَخر فجلس إليها عنده‪ ,‬وجاء الَخر فجلس إليهما‪ ,‬وجاء‬
‫الَخر فجلس إليهم‪ ,‬وجاء الَخر وجاء الَخر‪ ,‬ول يعرف واحد منهم الَخر‪ ,‬وإنا جعهم‬
‫ببببببببببب على اليان‪.‬‬ ‫ببببببببببب قلوبمب‬ ‫هناك الذي جعب‬
‫ك ما جاء ف الد يث الذ ين رواه البخاري تعليقا من حد يث ي ي بن سعيد عن عمرة‬
‫عن عائ شة ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬الرواح جنود‬
‫مندة‪ ,‬فما تعارف منها ائتلف وما تناكر من ها اختلف» وأخرجه مسلم ف صحيحه من‬
‫حديث سهيل عن أب هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬والناس يقولون‪ :‬النسية‬

‫‪680‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علة الضم‪ ,‬والغرض أنه جعل كل أحد منهم يكتم ما هو عليه عن أصحابه خوفا منهم‪,‬‬
‫ول يدري أن م مثله ح ت قال أحد هم‪ :‬تعلمون وال يا قوم إ نه ما أخرج كم من قوم كم‬
‫وأفرد كم عن هم إل ش يء‪ ,‬فليظ هر كل وا حد من كم بأمره‪ ,‬فقال آ خر‪ :‬أ ما أ نا فإ ن وال‬
‫رأ يت ما قومي عل يه فعرفت أنه با طل‪ ,‬وإن ا الذي ي ستحق أن يعبد وحده ول يشرك به‬
‫ش يء هو ال الذي خلق ال سموات والرض و ما بينه ما‪ ,‬وقال الَ خر‪ :‬وأ نا وال و قع ل‬
‫كذلك‪ ,‬وقال الَ خر كذلك‪ ,‬ح ت توافقوا كل هم على كل مة واحدة‪ ,‬ف صاروا يدا واحدة‪,‬‬
‫وإخوان صدق‪ ,‬فاتذوا ل م معبدا يعبدون ال ف يه‪ ,‬فعرف ب م قوم هم فوشوا بأمر هم إل‬
‫ملكهم فاستحضرهم بي يديه فسألم عن أمرهم وما هم عليه‪ ,‬فأجابوه بالق ودعوه إل‬
‫ال عز وجل‪ ,‬ولذا أخب تعال عنهم بقوله‪{ :‬وربطنا على قلوبم إذ قاموا فقالوا ربنا رب‬
‫السموات والرض لن ندعو من دونه إلا} ولن لنفي التأبيد أي ل يقع منا هذا أبدا‪ ,‬لنا‬
‫لو فعلنبا ذلك لكان باطلً‪ ,‬ولذا قال عنهبم‪{ :‬لقبد قلنبا إذا شططا} أي باطلً وبتانا‬
‫{هؤلء قومنا اتذوا من دونه آلة لول يأتون عليهم بسلطان بي} أي هل أقاموا على‬
‫صبحة مبا ذهبوا إليبه دليلً واضحا صبحيحا {فمبن أظلم منب افترى على ال كذبا}‬
‫يقولون‪ :‬بل هم ظالون كاذبون ف قولم ذلك‪ ,‬فيقال إن ملكهم لا دعوه إل اليان بال‬
‫أب عليهم وتددهم وتوعدهم‪ ,‬وأمر بنع لباسهم عنهم الذي كان عليهم من زينة قومهم‪,‬‬
‫وأجل هم لينظروا ف أمر هم لعل هم يرجعون عن دين هم الذي كانوا عل يه‪ ,‬وكان هذا من‬
‫لطف ال بم‪ ,‬فإنم ف تلك النظرة توصلوا إل الرب منه والفرار بدينهم من الفتنة‪ ,‬وهذا‬
‫هو الشروع عند وقوع الفت ف الناس أن يفر العبد منهم خوفا على دينه‪ ,‬كما جاء ف‬
‫الديث «يوشك أن يكون خي مال أحدكم غنما يتبع با شعف البال ومواقع القطر يفر‬
‫بدينه من الفت» ففي هذه الال تشرع العزلة عن الناس ول تشرع فيما عداها‪ ,‬لا يفوت‬
‫با من ترك الماعات والمع‪ ,‬فلما وقع عزمهم على الذهاب والرب من قومهم‪ ,‬واختار‬
‫ال تعال لم ذلك وأخب عنهم بذلك ف قوله‪{ :‬وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إل ال} أي‬
‫وإذ فارقتمو هم وخالفتمو هم بأديان كم ف عبادت م غ ي ال‪ ,‬ففارقو هم أيضا بأبدان كم‪,‬‬
‫{فأووا إل الكهف ينشر لكم ربكم من رحته} أي يبسط عليكم رحة يستركم با من‬
‫قوم كم {ويهيء ل كم من أمر كم} الذي أن تم ف يه {مرفقا} أي أمرا ترتفقون به‪ ,‬فع ند‬

‫‪681‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك خرجوا هِرابا إل الكهبف فأووا إليبه‪ ,‬ففقدهبم قومهبم مبن بيب أظهرهبم وتطلبهبم‬
‫اللك‪ ,‬فيقال أنه ل يظفر بم وعمى ال عليه خبهم كما فعل بنبيّه ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬وصاحبه الصديق حي لآ إل غار ثور‪ ,‬وجاء الشركون من قريش ف الطلب فلم‬
‫يهتدوا إليه مع أن م يرون عليه‪ ,‬وعندها قال ال نب صلى ال عليه و سلم ح ي رأى جزع‬
‫الصديق ف قوله‪ :‬يا رسول ال لو أن أحدهم نظر إل موضع قدميه لبصرنا‪ ,‬فقال‪« :‬يا أبا‬
‫بكر ما ظنك باثني ال ثالثهما ؟» وقد قال تعال‪{ :‬إل تنصروه فقد نصره اللهإذ أخرجه‬
‫الذ ين كفروا ثا ن اثن ي إذ ه ا ف الغار إذ يقول ل صاحبه ل تزن إن ال مع نا فأنزل ال‬
‫سكنيته عليه وأيده بنود ل تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة ال هي العليا‬
‫وال عز يز حك يم} فق صة هذا الغار أشرف وأ جل وأع ظم وأع جب من ق صة أ صحاب‬
‫الكهبف‪ ,‬وقبد قيبل‪ :‬إن قومهبم ظفروا بمب ووقفوا على باب الغار الذي دخلوه‪ ,‬فقالوا‪:‬‬
‫ماكنا نريد منهم من العقوبة أكثر ما فعلوا بأنفسهم‪ ,‬فأمر اللك بردم بابه عليهم ليهلكوا‬
‫مكان م ففعلوا ذلك‪ ,‬و ف هذا ن ظر‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬فإن ال تعال قد أ خب أن الش مس تد خل‬
‫عليهبببببم فببببب الكهبببببف بكرة وعشيا‪ ,‬كمبببببا قال تعال‪):‬‬

‫ض ُه مْ ذَا َ‬
‫ت‬ ‫** َوتَرَى الشّمْ سَ ِإذَا طََلعَت تّزَاوَرُ عَن َك ْه ِفهِ مْ ذَا تَ اْليَمِيِ َوإِذَا غَ َربَت ّتقْرِ ُ‬
‫ك مِ نْ آيَا تِ اللّ ِه مَن َيهْدِ اللّ هُ َف ُه َو الْ ُم ْهتَ ِد َومَن ُيضْلِلْ فَلَن‬
‫ج َوةٍ ّمنْ هُ ذَلِ َ‬
‫الشّمَا ِل َوهُ مْ فِي َف ْ‬
‫ب وَِليّا مّ ْرشِدا‬
‫تَجِدَ لَهبببببببببببببببببببببببببببب ُ‬
‫فهذا فيبه دليبل على أن باب هذا الكهبف كان مبن نوب الشمال‪ ,‬لنبه تعال أخبب أن‬
‫الشمس إذا دخلته عند طلوعها تزاور عنه {ذات اليمي} أي يتقلص الفيء ينة‪ ,‬كما قال‬
‫ابن عباس وسعيد بن جبي وقتادة {تزاور} أي تيل‪ ,‬وذلك أن ا كلما ارتفعت ف الفق‬
‫تقلص شعاع ها بارتفاع ها ح ت ل يب قى م نه ش يء ع ند الزوال ف م ثل ذلك الكان‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} أي تدخل إل غارهم من شال بابه‪ ,‬وهو من‬
‫ناحيبة الشرق‪ ,‬فدل على صبحة مبا قلناه‪ ,‬وهذا بيب لنب تأمله وكان له علم بعرفبة اليئة‬
‫وسي الشمس والقمر والكواكب‪ ,‬وبيانه أنه لو كان باب الغار من ناحية الشرق لا دخل‬
‫إل يه منها شيء عند الغروب‪ ,‬ولو كان من ناحية القبلة ل ا دخله من ها ش يء ع ند الطلوع‬

‫‪682‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول عنبد الغروب‪ ,‬ول تزاور الفيبء يينا ول شالً‪ ,‬ولو كان مبن جهبة الغرب لاب دخلتبه‬
‫و قت الطلوع بل ب عد الزوال‪ ,‬ول تزل ف يه إل الغروب‪ ,‬فتع ي ما ذكرناه‪ ,‬ول ال مد‪.‬‬
‫وقال ابن عباس وماهد وقتادة‪ :‬تقرضهم تتركهم‪ ,‬وقد أخب ال تعال بذلك‪ ,‬وأراد منا‬
‫فه مه وتدبره‪ ,‬ول يب نا بكان هذا الك هف ف أي البلد من الرض‪ ,‬إذ ل فائدة ل نا ف يه‬
‫ول قصد شرعي‪ ,‬وقد تكلف بعض الفسرين فذكروا فيه أقوالً‪ ,‬فتقدم عن ابن عباس أنه‬
‫قال‪ :‬هو قر يب من أيلة‪ .‬وقال ا بن إ سحاق‪ :‬هو ع ند نينوى‪ .‬وق يل‪ :‬ببلد الروم‪ .‬وق يل‪:‬‬
‫ببلد البلقاء‪ ,‬وال أعلم بأي بلد ال هو‪ ,‬ولو كان لنا فيه مصلحة دينية لرشدنا ال تعال‬
‫ورسوله إليه‪ ,‬فقد قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما تركت شيئا يقربكم إل النة ويباعدكم‬
‫من النار إل و قد أعلمت كم به» فأعلم نا تعال ب صفته‪ ,‬ول يعلم نا بكا نه‪ ,‬فقال‪{ :‬وترى‬
‫الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم} قال مالك عن زيد بن أسلم‪ :‬تيل {ذات اليمي‬
‫وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم ف فجوة منه} أي ف متسع منه داخلً بيث ل‬
‫ت صبيهم‪ ,‬إذ لو أ صابتهم لحر قت أبدان م وثياب م‪ ,‬قاله ا بن عباس {ذلك من آيات ال}‬
‫ح يث أرشد هم إل هذا الغار الذي جعل هم ف يه أحياء والش مس والر يح تد خل علي هم ف يه‬
‫لتبقى أبدانم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ذلك من آيات ال}‪ ,‬ث قال‪{ :‬من يهد ال فهو الهتد}‬
‫الَيبة‪ ,‬أي هبو الذي أرشبد هؤلء الفتيبة إل الدايبة مبن بيب قومهبم‪ ,‬فإنبه مبن هداه ال‬
‫اهتدى‪ ,‬ومببببببببببببببببببببببببن أضله فل هادي له‪.‬‬

‫سُبهُمْ َأْيقَاظا َوهُمْ رُقُودٌ َونُقَّلُبهُمْ ذَاتَ اليَمِيِ َوذَاتَ الشّمَالِ وَكَ ْلُبهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ‬
‫** َوتَحْ َ‬
‫ب ِمْنهُمببْ ُرعْبا‬ ‫ب ِمْنهُمببْ ِفرَارا وَلَمُِلئْتب َ‬ ‫بِالوَصببِيدِ َلوِ اطَّلعْتببَ عََلْيهِمببْ َلوْلّيْتب َ‬
‫ذ كر ب عض أ هل العلم أن م ل ا ضرب ال على آذان م بالنوم‪ ,‬ل تنط بق لئل ي سرع إلي ها‬
‫البلى‪ ,‬فإذا بقيبت ظاهرة للهواء كان أبقبى لاب‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وتسببهم أيقاظا وهبم‬
‫رقود} و قد ذ كر عن الذئب أ نه ينام فيط بق عينا ويف تح عينا‪ ,‬ث يف تح هذه ويط بق هذه‬
‫وهبببببببو راقبببببببد‪ ,‬كمبببببببا قال الشاعبببببببر‪:‬‬
‫ينام بإحدى مقلتيبببببه ويتقيبأخرى الرزايبببببا فهبببببو يقظان نائم‬

‫‪683‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪ :‬تعال‪{ :‬ونقلبهم وذات اليمي ذات الشمال} قال بعض السلف‪ :‬يقلبون ف العام‬
‫مرتيب‪ .‬قال اببن عباس‪ :‬لو ل يقلبوا لكلتهبم الرض‪ .‬قوله {وكلبهبم باسبط ذراعيبه‬
‫بالوصيد} قال ابن عباس وماهد وسعيد بن جبي وقتادة‪ :‬الوصيد الفناء‪ ,‬وقال ابن عباس‪:‬‬
‫بالباب‪ .‬وق يل‪ :‬بال صعيد و هو التراب‪ ,‬وال صحيح أ نه بالفناء و هو الباب‪ ,‬وم نه قوله تعال‪:‬‬
‫{إنا عليهم مؤصدة} أي مطبقة مغلقة‪ ,‬ويقال‪ :‬وصيد وأصيد‪ ,‬ربض كلبهم على الباب‬
‫كمبا جرت ببه عادة الكلب‪ ,‬قال اببن جريبج‪ :‬يرس عليهبم الباب‪ ,‬وهذا مبن سبجيته‬
‫و طبيعته ح يث ير بض بباب م كأ نه ير سهم‪ ,‬وكان جلو سه خارج الباب‪ ,‬لن اللئ كة ل‬
‫تدخل بيتا فيه كلب‪ ,‬كما ورد ف الصحيح ول صورة ول جنب ول كافر‪ ,‬كما ورد به‬
‫الديث السن‪ ,‬وشلت كلبهم بركتهم فأصابه ما أصابم من النوم على تلك الال‪ ,‬وهذا‬
‫فائدة صحبة الخبار‪ ,‬فإنه صار لذا الكلب ذكر وخب وشأن‪ .‬وقد ق يل‪ :‬إنه كان كلب‬
‫صبيد لحدهبم‪ ,‬وهبو الشببه‪ ,‬وقيبل‪ :‬كلب طباخ اللك‪ ,‬وقبد كان وافقهبم على الديبن‬
‫وصببببببببببببببحبه كلبببببببببببببببه‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقد روى الافظ ابن عساكر ف ترجة هام بن الوليد الدمشقي‪ :‬حدثنا صدقة بن عمر‬
‫الغسان‪ ,‬حدثنا عباد النقري‪ ,‬سعت السن البصري يقول‪ :‬كان اسم كبش إبراهيم عليه‬
‫ال صلة وال سلم جر ير‪ ,‬وا سم هد هد سليمان عل يه ال سلم عن قز‪ ,‬وا سم كلب أ صحاب‬
‫الك هف قطم ي‪ ,‬وا سم ع جل ب ن إ سرائيل الذي عبدوه بموت‪ ,‬وه بط آدم عل يه ال سلم‬
‫بال ند‪ ,‬وحواء بدة‪ ,‬وإبل يس بد ست بي سان‪ ,‬وال ية بأ صفهان‪ ,‬و قد تقدم عن شع يب‬
‫البائي أنه ساه حران‪ ,‬واختلفوا ف لونه على أقوال ل حاصل لا ول طائل تتها ول دليل‬
‫عليهبا ول حاجبة إليهبا‪ ,‬ببل هبي ماب ينهبى عنبه‪ ,‬فإن مسبتندها رجبم بالغيبب‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لو اطل عت علي هم لول يت من هم فرارا وللئت من هم رعبا} أي أ نه تعال‬
‫ألقى عليهم الهابة بيث ل يقع نظر أحد عليهم إل هابم لا ألبسوا من الهابة والذعر‪,‬‬
‫لئل يدنو منهم أحد ول تسهم يد لمس‪ ,‬حت يبلغ الكتاب أجله‪ ,‬وتنقضي رقدتم الت‬
‫شاء تبارك وتعال فيهبم‪ ,‬لاب له فب ذلك مبن الكمبة والجبة البالغبة والرحةب الواسبعة‪.‬‬

‫‪684‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك َب َعْثنَاهُمْ ِلَيتَسَآءَلُوا َبيَْنهُمْ قَالَ قَائِلٌ مّْنهُمْ كَم َلِبْثتُمْ قَالُواْ َلِبْثنَا َيوْما َأوْ َبعْضَ َيوْمٍ‬‫** وَكَذَلِ َ‬
‫قَالُواْ َرّبكُ مْ َأعْلَ ُم بِمَا َلِبْثتُ مْ فَاْبعَثُواْ َأحَدَكُ ْم ِبوَرِِقكُ ْم هَ ـ ِذهِ إِلَ َى الْمَدِيَنةِ َف ْلَينْظُرْ َأّيهَآ أَزْ َكىَ‬
‫شعِرَ ّن بِكُ مْ أَحَدا * ِإنّهُ مْ إِن يَ ْظهَرُوْا عََلْيكُ مْ‬ ‫ف وَ َل يُ ْ‬
‫طَعَاما فَ ْلَي ْأتِكُ ْم بِرِزْ قٍ ّمنْ هُ وَْلَيتَلَطّ ْ‬
‫ح َواْ إِذا َأبَدا‬
‫يَرْ ُجمُوكُمببببْ َأ ْو ُيعِيدُوكُمببببْ فِببببي مِّلِتهِمببببْ وَلَن ُتفْلِ ُ‬
‫يقول تعال كما أرقدناهم بعثناهم صحيحة أبدانم وأشعارهم وأبصارهم ل يفقدوا من‬
‫أحوال م وهيآت م شيئا وذلك ب عد ثلثمائة سنة وت سع سني‪ ,‬ولذا ت ساءلوا بين هم { كم‬
‫لبثتم} أي كم رقدت ؟ {قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم} لنه كان دخولم إل الكهف ف‬
‫أول نار‪ ,‬واسبتيقاظهم كان فب آخبر نار‪ ,‬ولذا اسبتدركوا فقالوا‪{ :‬أو بعبض يوم قالوا‬
‫ربكم أعلم با لبثتم} أي ال أعلم بأمركم‪ ,‬وكأنه حصل لم نوع تردد ف كثرة نومهم‪,‬‬
‫فال أعلم‪ ,‬ث عدلوا إل ال هم ف أمر هم إذ ذاك‪ ,‬و هو احتياج هم إل الطعام والشراب‪,‬‬
‫فقالوا‪{ :‬فابعثوا أحدكبم بورقكبم} أي فضتكبم هذه‪ ,‬وذلك أنمب كانوا قبد اسبتصحبوا‬
‫معهم دراهم من منازلم لاجتهم إليها‪ ,‬فتصدقوا منها وبقي منها‪ ,‬فلهذا قالوا‪{ :‬فابعثوا‬
‫أحد كم بورق كم هذه إل الدي نة} أي مدينت كم ال ت خرج تم من ها‪ ,‬واللف واللم للع هد‬
‫{فلينظر أيها أزكى طعاما} أي أطيب طعاما‪ .‬كقوله‪{ :‬ولول فضل ال عليكم ورحته ما‬
‫ز كى من كم من أ حد أبدا} وقوله‪ { :‬قد أفلح من تز كى} وم نه الزكاة ال ت تط يب الال‬
‫وتطهره‪ ,‬وقيببل‪ :‬أكثببر طعاما‪ ,‬ومنببه زكببا الزرع إذا كثببر‪ ,‬قال الشاعببر‪:‬‬
‫ببب‬ ‫ببن ثلث وأطيب‬ ‫ببى مب‬ ‫بببع أزكب‬ ‫ببم ثلثةوالسب‬ ‫بببع وأنتب‬ ‫ببا سب‬ ‫قبائلنب‬
‫والصحيح الول‪ ,‬لن مقصودهم إنا هو الطيب اللل سواء كان كثيا أو قليلً‪ .‬وقوله‬
‫{وليتلطف} أي ف خروجه وذهابه وشرائه وإيابه‪ ,‬يقولون‪ :‬وليختف كل ما يقدر عليه‬
‫{ول يشعرن} أي ول يعلمن {بكم أحدا * إنم إن يظهروا عليكم يرجوكم} أي إن‬
‫علموا بكانكم {يرجوكم أو يعيدوكم ف ملتهم} يعنون أصحاب دقيانوس يافون منهم‬
‫أن يطلعوا على مكانم‪ ,‬فل يزالون يعذبونم بأنواع العذاب إل أن يعيدوهم ف ملتهم الت‬
‫هم عليها‪ ,‬أو يوتوا‪ ,‬وإن وافقتموهم على العود ف الدين فل فلح لكم ف الدنيا ول ف‬
‫الَخرة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ولن تفلحوا إذا أبدا}‪.‬‬

‫‪685‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وَكَذَلِ كَ َأ ْعثَ ْرنَا عََلْيهِ مْ ِليَعَْل ُم َواْ أَ نّ َوعْدَ اللّ هِ حَ ّق َوأَ نّ ال سّا َعةَ لَ َريْ بَ فِيهَا ِإ ْذ َيتَنَا َزعُو نَ‬
‫خذَ نّ‬‫َبيَْنهُ مْ َأمْ َرهُ مْ َفقَالُواْ اْبنُوْا عََلْيهِ ْم ُبْنيَانا ّرّبهُ مْ أَعَْل ُم ِبهِ مْ قَا َل الّذِي نَ غََلبُواْ عََلىَ َأمْ ِرهِ مْ َلنَتّ ِ‬
‫ب مّسببببببببببببببببْجِدا‬ ‫عََلْيهِمببببببببببببببب ْ‬
‫ب علي هم الناس {ليعلموا أن و عد ال‬ ‫ب علي هم} أي أطلعن ا‬ ‫يقول تعال‪{ :‬وكذلك أعثرن ا‬
‫حق وأن الساعة ل ريب فيها} ذكر غي واحد من السلف أنه كان قد حصل لهل ذلك‬
‫الزمان شك ف الب عث و ف أ مر القيا مة‪ .‬وقال عكر مة‪ :‬كان من هم طائ فة قد قالوا تب عث‬
‫الجساد‪ ,‬فبعث ال أهل الكهف حجة ودللة وآية على ذلك‪ ,‬وذكروا أنه لا أراد أحدهم‬
‫الروج ليذ هب إل الدي نة ف شراء ل م ليأكلوه‪ ,‬تن كر وخرج ي شي ف غ ي الادة ح ت‬
‫انتهى إل الدينة‪ ,‬وذكروا أن اسها دقسوس‪ ,‬وهو يظن أنه قريب العهد با‪ ,‬وكان الناس‬
‫ل ب عد جيل وأمة ب عد أمة‪ ,‬وتغيت البلد ومن عليها‪ ,‬ك ما‬ ‫قد تبدلوا قرنا ب عد قرن وجي ً‬
‫قال الشاعببببببببببببببببببببببببببببببببر‪:‬‬
‫أمببببا الديار فإنابببب كديارهوأرى رجال اليبببب غيبببب رجاله‬
‫فجعل ل يرى شيئا من معال البلد الت يعرفها‪ ,‬ول يعرف أحدا من أهلها‪ :‬ل خواصها‬
‫ول عوام ها‪ ,‬فج عل يتح ي ف نف سه ويقول‪ :‬ل عل ب جنونا أو م سا أو أ نا حال‪ ,‬ويقول‪:‬‬
‫وال ما ب ش يء من ذلك‪ ,‬وإن عهدي بذه البلدة عش ية أ مس على غ ي هذه ال صفة‪ .‬ث‬
‫قال‪ :‬إن تعجيل الروج من ههنا لول ل‪ ,‬ث عمد إل رجل من يبيع الطعام‪ ,‬فدفع إليه ما‬
‫معه من النفقة‪ ,‬وسأله أن يبيعه با طعاما‪ ,‬فلما رآها ذلك الرجل أنكرها وأنكر ضربا‪,‬‬
‫فدفع ها إل جاره‪ ,‬وجعلوا يتداولون ا بين هم ويقولون‪ :‬ل عل هذا و جد كنا‪ ,‬ف سألوه عن‬
‫أمره ومن أين له هذه النفقة‪ ,‬لعله وجدها من كن ومن أنت ؟ فجعل يقول‪ :‬أنا من أهل‬
‫هذه البلدة‪ ,‬وعهدي ب ا عش ية أ مس وفي ها دقيانوس‪ ,‬فن سبوه إل النون‪ ,‬فحملوه إل ول‬
‫أمرهم فسأله عن شأنه وخبه حت أخبهم بأمره‪ ,‬وهو متحي ف حاله وما هو فيه‪ ,‬فلما‬
‫أعلمهم بذلك قاموا معه إل الكهف ب ملك البلد وأهلها ب حت انتهى بم إل الكهف‬
‫فقال لم‪ :‬دعون حت أتقدمكم ف الدخول لعلم أصحاب فدخل‪ ,‬فيقال إنم ل يدرون‬
‫ك يف ذ هب ف يه‪ ,‬وأخ فى ال علي هم خبهم‪ ,‬ويقال بل دخلوا علي هم ورأو هم‪ ,‬و سلم‬
‫علي هم اللك واعتنق هم‪ ,‬وكان م سلما في ما ق يل‪ ,‬وا سه تيدو سيس‪ ,‬ففرحوا به وآن سوه‬

‫‪686‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالكلم‪ ,‬ث ودعوه و سلموا عل يه‪ ,‬وعادوا إل مضاجع هم‪ ,‬وتوفا هم ال عز و جل‪ ,‬فال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫قال قتادة‪ :‬غزا ابن عباس مع حبيب بن مسلمة‪ ,‬فمروا بكهف ف بلد الروم‪ ,‬فرأوا فيه‬
‫عظاما فقال قائل‪ :‬هذه عظام أهل الكهف‪ ,‬فقال ابن عباس‪ :‬لقد بليت عظامهم من أكثر‬
‫من ثلثمائة سنة‪ ,‬ورواه ا بن جر ير‪ ,‬وقوله‪{ :‬وكذلك أعثر نا علي هم} أي ك ما أرقدنا هم‬
‫وأيقظناهم بيآتم‪ ,‬أطلعنا عليهم أهل ذلك الزمان {ليعلموا أن وعد ال حق وأن الساعة‬
‫ل ريب في ها إذ يتنازعون بين هم أمرهم} أي ف أ مر القيا مة‪ ,‬ف من مثبت لا و من من كر‪,‬‬
‫فج عل اللهظهور هم على أ صحاب الك هف ح جة ل م وعلي هم {فقالوا ابنوا علي هم بنيانا‬
‫رب م أعلم ب م} أي سدوا علي هم باب كهف هم‪ ,‬وذرو هم على حال م {قال الذ ين غلبوا‬
‫على أمرهم لنتخذن علي هم م سجدا} حكى ا بن جرير ف القائل ي ذلك قول ي (أحده ا)‬
‫أنم السلمون منهم‪( .‬والثان) أهل الشرك منهم‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬والظاهر أن الذين قالوا ذلك‬
‫هم أصحاب الكلمة والنفوذ‪ ,‬ولكن هل هم ممودون أم ل ؟ فيه نظر‪ ,‬لن النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم قال‪« :‬ل عن ال اليهود والن صارى اتذوا قبور أ نبيائهم و صاليهم م ساجد»‬
‫يذر ما فعلوا‪ ,‬وقد روينا عن أمي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه أنه لا وجد قب‬
‫دانيال ف زما نه بالعراق‪ ,‬أ مر أن ي فى عن الناس‪ ,‬وأن تد فن تلك الرق عة ال ت وجدو ها‬
‫عنده‪ ,‬فيهبببببا شيبببببء مبببببن اللحبببببم وغيهبببببا‪.‬‬

‫ب َويَقُولُونَ‬ ‫سةٌ سَا ِد ُسهُمْ كَ ْلُبهُمْ َرجْما بِاْل َغيْ ِ‬ ‫** َسَيقُولُو َن ثَلَثةٌ رّابِ ُعهُمْ كَ ْلُبهُ ْم َوَيقُولُونَ خَمْ َ‬
‫ل تُمَارِ فِيهِ مْ إِلّ ِمرَآءً‬
‫َسبْ َع ٌة َوثَامُِنهُ مْ كَ ْلُبهُ مْ قُل رّبّي َأعْلَ ُم ِبعِ ّدتِهِم مّا َيعْلَ ُمهُ مْ إِلّ قَلِيلٌ َف َ‬
‫ب ّمْنهُمببببببببْ أَحَدا‬ ‫ظَاهِرا وَ َل تَسببببببببَْت ْفتِ فِيهِمببببببب ْ‬
‫يقول تعال م با عن اختلف الناس ف عدة أ صحاب الك هف‪ ,‬فح كى ثل ثة أقوال‪,‬‬
‫فدل على أ نه ل قائل برا بع‪ ,‬ول ا ض عف القول ي الول ي بقوله‪{ :‬رجا بالغ يب} أي قولً‬
‫بل علم‪ ,‬ك من ير مي إل مكان ل يعر فه‪ ,‬فإ نه ل يكاد ي صيب وإن أ صاب فبل ق صد‪ .‬ث‬
‫حكى الثالث وسكت عليه أو قرره بقوله‪{ :‬وثامنهم كلبهم} فدل على صحته‪ ,‬وأنه هو‬
‫الواقع ف نفس المر‪ .‬وقوله‪{ :‬قل رب أعلم بعدتم} إرشاد إل أن الحسن ف مثل هذا‬

‫‪687‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القام رد العلم إل ال تعال‪ ,‬إذ ل احتياج إل الوض فب مثبل ذلك بل علم‪ ,‬لكبن إذا‬
‫أطلعنبببببا على أمبببببر قلنبببببا ببببببه وإل وقفنبببببا‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬ما يعلم هم إل قل يل} أي من الناس‪ .‬قال قتادة‪ :‬قال ا بن عباس‪ :‬أ نا من القل يل‬
‫الذي استثن ال عز وجل‪ ,‬كانوا سبعة‪ .‬وكذا روى ابن جرير عن عطاء الراسان عنه أنه‬
‫كان يقول أنا من استثن ال عز وجل ويقول عدتم سبعة‪ ,‬فهذه أسانيد صحيحة إل ابن‬
‫عباس أنمبببب كانوا سبببببعة‪ ,‬وهببببو موافببببق لابببب قدمناه‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق بن يسار عن عبد ال بن أب نيح عن ماهد قال‪ :‬لقد حدثت أنه‬
‫كان على بعضهبم مبن حداثبة سبنه وضبح الورق‪ .‬قال اببن عباس‪ :‬فكانوا كذلك ليلهبم‬
‫ونارهم ف عبادة ال يبكون ويستغيثون بال‪ ,‬وكانوا ثانية نفر‪ :‬مكسلمينا وكان أكبهم‬
‫وهبو الذي كلم اللك عنهبم‪ ,‬ويليخبا ومرطونبس وكسبطونس وبيونبس ودنيموس‬
‫ويطبونس وقالوش‪ ,‬هكذا وقع ف هذه الرواية‪ ,‬ويتمل أن هذا من كلم ابن إسحاق أو‬
‫من بينه وبينه‪ ,‬فإن الصحيح عن ابن عباس أنم كانوا سبعة‪ ,‬وهو ظاهر الَية‪ ,‬وقد تقدم‬
‫عن شعيب البائي أن اسم كلبهم حران‪ ,‬وف تسميتهم بذه الساء واسم كلبهم نظر ف‬
‫صبحته‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬فإن غالب ذلك متلقبى مبن أهبل الكتاب‪ ,‬وقبد قال تعال‪{ :‬فل تار‬
‫ل هينا‪ ,‬فإن المر ف معرفة ذلك ل يترتب عليه كبي فائدة‬ ‫فيهم إل مراء ظاهرا} أي سه ً‬
‫{ول ت ستفت في هم من هم أحدا} أي فإن م ل علم ل م بذلك إل ما يقولو نه من تلقاء‬
‫أنفسهم رجا بالغيب‪ ,‬أي من غي استناد إل كلم معصوم‪ ,‬وقد جاءك ال يا ممد بالق‬
‫الذي ل شبك فيبه ول مريبة فيبه‪ ,‬فهبو القدم الاكبم على كبل مبا تقدمبه مبن الكتبب‬
‫والقوال‪.‬‬

‫ك غَدا * إِلّ أَن يَشَآءَ اللّ ُه وَاذْكُر ّربّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُ ْل‬
‫شيْءٍ ِإنّي فَاعِلٌ ذَلِ َ‬
‫** وَ َل َتقْولَ نّ لِ َ‬
‫ب هَـبببذَا َرشَدا‬ ‫ب مِنبب ْ‬ ‫بىَ أَن َيهْ ِديَنبببِ رَبّبببي ل ْقرَببب َ‬ ‫عَسبب َ‬
‫هذا إرشاد من ال تعال لر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل الدب في ما إذا عزم على‬
‫شيء ليفعله ف الستقبل أن يرد ذلك إل مشيئة ال عز وجل‪ ,‬علم الغيوب الذي يعلم ما‬
‫كان وما يكون وما ل يكن لو كان كيف يكون‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي عن أب هريرة‬

‫‪688‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪« :‬قال سليمان بن داود عليه ما ال سلم‪:‬‬
‫لطوفن الليلة على سبعي امرأة ب وف رواية‪ :‬تسعي امرأة‪ ,‬وف رواية‪ :‬مائة امرأة ب تلد‬
‫كل امرأة منهن غلما يقاتل ف سبيل ال‪ ,‬فقيل له ب وف رواية قال له اللك‪ :‬قل إن شاء‬
‫ال‪ ,‬فلم ي قل‪ ,‬فطاف ب م فلم يلد من هن إل امرأة واحدة ن صف إن سان‪ ,‬فقال ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ب والذي نف سي بيده‪ ,‬لو قال إن شاء ال ل ينبث‪ ,‬وكان دركا‬
‫لاجته» وف رواية «ولقاتلوا ف سبيل ال فرسانا أجعي» وقد تقدم ف أول السورة ذكر‬
‫سبب نزول هذه الَ ية ف قول ال نب صلى ال عل يه و سلم ل ا سئل عن ق صة أ صحاب‬
‫الكهبف غدا أجيبكبم» فتأخبر الوحبي خسبة عشبر يوما‪ ,‬وقبد ذكرناه بطوله فب أول‬
‫السبببببببورة‪ ,‬فأغنببببببب عبببببببن إعادتبببببببه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬واذكر ربك إذا نسيت} قيل معناه إذا نسيت الستثناء‪ ,‬عند ذكرك له‪ ,‬قاله أبو‬
‫العال ية وال سن الب صري‪ ,‬وقال هش يم عن الع مش عن ما هد عن ا بن عباس ف الر جل‬
‫يلف قال‪ :‬له أن يستثن ولو إل سنة‪ ,‬وكان يقول‪{ :‬واذكر ربك إذا نسيت} ذلك‪ ,‬قيل‬
‫للعمش‪ :‬سعته عن ماهد ؟ فقال‪ :‬حدثن به ليث بن أب سليم يرى ذهب كسائي هذا‪,‬‬
‫ورواه الطبان من حديث أب معاوية عن العمش به‪ .‬ومعن قول ابن عباس أنه يستثن‬
‫ولو بعد سنة‪ ,‬أي إذا نسي أن يقول ف حلفه أو ف كلمه إن شاء ل وذكر ولو بعد سنة‪,‬‬
‫فال سنة له أن يقول ذلك‪ ,‬ليكون آتيا ب سنة ال ستثناء ح ت ولو كان ب عد ال نث‪ ,‬قاله ا بن‬
‫جرير رحه ال‪ ,‬ونص على ذلك ل أن يكون رافعا لنث اليمي ومسقطا للكفارة‪ ,‬وهذا‬
‫الذي قاله ابن جرير رحه ال هو الصحيح‪ ,‬وهو الليق بمل كلم ابن عباس عليه‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ ).‬وقال عكر مة {واذ كر ر بك إذا ن سيت} إذا غض بت وهذا تف سي باللزم‪ .‬وقال‬
‫الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن الارث البلي‪ ,‬حدثنا صفوان بن صال‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم‬
‫عن عبد العزيز بن حصي‪ ,‬عن ابن أب نيح عن ماهد عن ابن عباس ف قوله {ول تقولنّ‬
‫لش يء إ ن فا عل ذلك غدا إل أن يشاء ال * واذ كر ر بك إذا ن سيت} أن تقول إن شاء‬
‫ال‪ ,‬وروى ال طبان أيضا عن ا بن عباس ف قوله‪{ :‬واذ كر ر بك إذا ن سيت} ال ستثناء‬
‫فاستثن إذا ذكرت‪ ,‬وقال‪ :‬هي خاصة برسول ال صلى ال عليه وسلم وليس لحد منا أن‬
‫يستثن إل ف صلة من يينه‪ ,‬ث قال‪ :‬انفرد به الوليد عن عبد العزيز بن الصي‪ ,‬ويتمل ف‬

‫‪689‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَية وجه آخر وهو أن يكون ال تعال قد أرشد من نسي الشيء ف كلمه إل ذكر ال‬
‫تعال‪ ,‬لن الن سيان منشؤه الشيطان‪ ,‬ك ما قال ف ت مو سى‪{ :‬و ما أن سانيه إل الشيطان أن‬
‫أذكره} وذكر ال تعال يطرد الشيطان فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان‪ ,‬فذكر ال تعال‬
‫سبب للذكر‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬واذ كر ربك إذا نسيت} وقوله‪{ :‬وقل عسى أن يهدين رب‬
‫لقرب من هذا رشدا} أي إذا سئلت عن ش يء ل تعل مه‪ ,‬فا سأل ال تعال ف يه‪ ,‬وتو جه‬
‫إل يه ف أن يوف قك لل صواب والر شد ف ذلك‪ ,‬وق يل ف تف سيه غ ي ذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ي وَازْدَادُوْا تِ سْعا * قُلِ اللّ هُ َأعْلَ ُم بِمَا َلِبثُواْ لَ ُه غَيْ ُ‬


‫ب‬ ‫** وََلِبثُواْ فِي َك ْه ِفهِ ْم ثَل ثَ ِمَئةٍ ِسنِ َ‬
‫ش ِركُ فِي ُحكْمِهِ أَحَدا‬ ‫السّمَاوَاتِ وَال ْرضِ َأْبصِ ْر بِ ِه َوَأسْمِ ْع مَا َلهُم مّن دُونِهِ مِن وَِل ّي وَلَ يُ ْ‬
‫هذا خب من ال تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم بقدار ما لبث أصحاب الكهف ف‬
‫كهف هم م نذ أرقد هم إل أن بعث هم ال وأع ثر علي هم أ هل ذلك الزمان‪ ,‬وأ نه كان مقداره‬
‫ثلثمائة سنة تز يد ت سع سني باللل ية‪ ,‬و هي الثلثمائة سنة بالشم سية‪ ,‬فإن تفاوت ما ب ي‬
‫كل مائة سنة بالقمرية إل الشمسية ثلث سني‪ ,‬فلهذا قال‪ :‬بعد ثلثمائة وازدادوا تسعا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قبل ال أعلم باب لبثوا} أي إذا سبئلت عبن لبثهبم وليبس عندك علم فب ذلك‬
‫وتوقيف من ال تعال فل تتقدم فيه بشيء‪ ,‬بل قل ف مثل هذا {ال أعلم با لبثوا له غيب‬
‫السموات والرض} أي ل يعلم ذلك إل هو ومن أطلعه عليه من خلقه‪ ,‬وهذا الذي قلناه‬
‫عليبه غيب واحبد مبن علماء التفسبي كمجاهبد وغيب واحبد مبن السبلف واللف‪.‬‬
‫وقال قتادة ف قوله‪{ :‬ولبثوا ف كهف هم ثلثمائة سني} الَ ية‪ ,‬هذا قول أ هل الكتاب‪,‬‬
‫وقبد ردّه ال تعال بقوله‪{ :‬قبل ال أعلم باب لبثوا} قال‪ :‬وفب قراءة عببد ال وقالوا‪:‬‬
‫{ولبثوا}‪ ,‬يعن أنه قاله الناس‪ ,‬وهكذا قال كما قال قتادة مطرف بن عبد ال‪ ,‬وف هذا‬
‫الذي زعمه قتادة نظر‪ ,‬فإن الذي بأيدي أهل الكتاب أنم لبثوا ثلثمائة سنة من غي تسع‪,‬‬
‫يعنون بالشمسية‪ ,‬ولو كان ال قد حكى قولم لا قال‪ :‬وازدادوا تسعا‪ ,‬والظاهر من الَية‬
‫إنا هو إخبار من ال ل حكاية عنهم‪ ,‬وهذا اختيار ابن جرير رحه ال‪ ,‬ورواية قتادة قراءة‬
‫ا بن م سعود منقط عة‪ ,‬ث هي شاذة بالن سبة إل قراءة المهور‪ ,‬فل ي تج ب ا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪690‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬أبصر به وأسع} أي أنه لبصي بم سيع لم‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬وذلك ف معن‬
‫البالغة ف الدح‪ ,‬كأنه قيل‪ :‬ما أبصره وأسعه‪ ,‬وتأويل الكلم ما أبصر ال لكل موجود‪,‬‬
‫وأسعه لكل مسموع‪ ,‬ل يفى عليه من ذلك شيء‪ .‬ث روي عن قتادة ف قوله‪{ :‬أبصر به‬
‫وأسع} فل أحد أبصر من ال ول أسع‪ .‬وقال ابن زيد {أبصر به وأسع} يرى أعمالم‬
‫ويسمع ذلك منهم سيعا بصيا‪ .‬وقوله‪{ :‬ما لم من دونه من ول ول يشرك ف حكمه‬
‫أحدا} أي أنه تعال هو الذي له اللق والمر‪ ,‬الذي ل معقب لكمه‪ ,‬وليس له وزير ول‬
‫نصبببببببي ول شريبببببببك ول مشيببببببب‪ ,‬تعال وتقدس‪.‬‬

‫ك مِن ِكتَا بِ َربّ كَ َل ُمبَدّلَ ِلكَِلمَاتِ ِه وَلَن تَجِدَ مِن دُونِ ِه مُ ْلتَحَدا *‬ ‫** وَاتْ ُل مَآ ُأوْحِ يَ إَِليْ َ‬
‫ك مَ َع الّذِي َن يَ ْدعُونَ َرّبهُم بِاْلغَدَاةِ وَاْلعَشِيّ ُيرِيدُونَ َو ْجهَ ُه وَ َل َتعْ ُد عَْينَا َك َعنْهُمْ‬ ‫صبِ ْر َنفْ سَ َ‬
‫وَا ْ‬
‫حيَاةِ ال ّدنْيَا وَلَ تُطِ ْع مَ نْ َأ ْغفَلْنَا قَ ْلبَ هُ عَن ذِ ْك ِرنَا وَاتّبَ َع َهوَا ُه وَكَا نَ َأمْرُ هُ فُرُطا‬
‫تُرِيدُ زِيَنةَ الْ َ‬
‫يقول تعال آمرا رسوله صلى ال عليه وسلم بتلوة كتابه العزيز وإبلغه إل الناس {ل‬
‫مبدل لكلماته} أي ل مغي لا ول مرّف ول مزيل‪ .‬وقوله‪{ :‬ولن تد من دونه ملتحدا}‬
‫عن ماهد ملتحدا قال‪ :‬ملجأ‪ .‬وعن قتادة‪ :‬وليا ول مول‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬يقول إن أنت‬
‫يا ممد ل تتل ما أوحي إليك من كتاب ربك‪ ,‬فإنه ل ملجأ لك من ال‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن ل تفعل فما بلغت رسالته وال يعصمك‬
‫من الناس} وقال‪{ :‬إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إل معاد} أي سائلك عما فرض‬
‫عليبببببببببك مبببببببببن إبلغ الرسبببببببببالة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬واصبب نفسبك مبع الذيبن يدعون ربمب بالغداة والعشبي يريدون وجهبه} أي‬
‫اجلس مع الذ ين يذكرون ال ويهللو نه ويمدو نه وي سبحونه وي كبونه وي سألونه بكرة‬
‫وعشيا‪ ,‬من عباد ال سواء كانوا فقراء أو أغنياء‪ ,‬أو أقوياء أو ضعفاء‪,‬يقال‪ :‬إن ا نزلت ف‬
‫أشراف قر يش ح ي طلبوا من ال نب صلى ال عل يه و سلم أن يلس مع هم‪ ,‬وحده‪ ,‬ول‬
‫يال سهم بضعفاء أ صحابه‪ ,‬كبلل وعمار و صهيب وخباب وا بن م سعود‪ ,‬وليفرد أولئك‬
‫بن يدعون ربم ب بالغداة‬ ‫بن ذلك فقال‪{ :‬ول تطرد الذيب‬ ‫بجلس على حدة‪ ,‬فنهاه ال عب‬
‫والع شي} الَ ية‪ ,‬وأمره أن ي صب نف سه ف اللوس مع هؤلء‪ ,‬فقال {وا صب نف سك مع‬

‫‪691‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذين يدعون ربم بالغداة والعشي} الَية‪ ,‬وقال مسلم ف صحيحه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب‬
‫شيبة‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد ال ال سدي عن إسرائيل عن القدام بن شريح عن أبيه عن‬
‫سعد هو ابن أب وقاص قال‪ :‬كنا مع النب صلى ال عليه وسلم ستة نفر فقال الشركون‬
‫لل نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬اطرد هؤلء ل يترؤون علي نا قال‪ :‬وك نت أ نا وا بن م سعود‬
‫ورجل من هذيل وبلل‪ ,‬ورجلن نسيت اسيهما‪ ,‬فوقع ف نفس رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم ما يشاء ال أن ي قع‪ ,‬فحدث نف سه‪ ,‬فأنزل ال عز و جل {ول تطرد الذ ين يدعون‬
‫ربمبب بالغداة والعشببي يريدون وجهببه} انفرد بإخراجببه مسببلم دون البخاري‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن جع فر‪ ,‬حدث نا شع بة عن أ ب التياح قال‪ :‬سعت أ با‬
‫ال عد يدث عن أ ب أما مة قال‪ :‬خرج ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على قاص ي قص‬
‫فأم سك‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « قص‪ ,‬فلن أق عد غدوة إل أن تشرق‬
‫الشمس أحب إل من أن أعتق أربع رقاب»‪ .‬وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا هاشم‪ :‬حدثنا‬
‫شعبة عن عبد اللك بن ميسرة قال‪ :‬سعت كردوس بن قيس‪ ,‬وكان قاص العامة بالكوفة‪,‬‬
‫يقول‪ :‬أخبن رجل من أصحاب بدر أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬لن أقعد‬
‫ف م ثل هذا الجلس أ حب إل من أن أع تق أر بع رقاب» قال شع بة‪ :‬فقلت أي ملس ؟‬
‫قال‪ :‬كان قاصببببببببببببببببببببببببببببببا‪.‬‬
‫وقال أبو داود الطيالسي ف مسنده‪ :‬حدثنا ممد‪ ,‬حدثنا يزيد بن أبان عن أنس قال‪ :‬قال‬
‫رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬لن أجالس قوما يذكرون ال مبن صبلة الغداة إل‬
‫طلوع الش مس أ حب إل م ا طل عت عل يه الش مس‪ ,‬ولن أذ كر ال من صلة الع صر إل‬
‫غروب الش مس أحب إل من أن أعتق ثانية من ولد إ ساعيل‪ ,‬دية كل واحد منهم اثنا‬
‫عشر ألفا» فحسبنا دياتم ونن ف ملس أنس‪ ,‬فبلغت ستة وتسعي ألفا وههنا من يقول‬
‫أربعبة مبن ولد إسباعيل‪ ,‬وال مبا قال إل ثانيبة‪ ,‬ديبة كبل واحبد منهبم اثنبا عشبر ألفا‪.‬‬
‫وقال الافبظ أببو بكبر البزار‪ :‬حدثنبا ممبد ببن إسبحاق الهوازي‪ ,‬حدثنبا أببو أحدب‬
‫الزبيي‪ ,‬حدثنا عمرو بن ثابت عن علي بن القمر‪ ,‬عن الغر أب مسلم وهو الكوف أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم مر برجل يقرأ سورة الكهف‪ ,‬فلما رأى النب صلى ال‬
‫عليه وسلم سكت‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬هذا الجلس الذي أمرت أن أصب‬

‫‪692‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نفسي معهم»‪ ,‬هكذا رواه أبو أحد عن عمرو بن ثابت‪ ,‬عن علي بن القمر‪ ,‬عن الغر‬
‫مر سلً‪ .‬وحدث نا ي ي بن العلى عن الن صور‪ ,‬حدث نا م مد بن ال صلت‪ ,‬حدث نا عمرو بن‬
‫ثا بت عن علي بن الق مر‪ ,‬عن ال غر أ ب م سلم‪ ,‬عن أ ب هريرة وأ ب سعيد‪ ,‬قال‪ :‬جاء‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ورجل يقرأ سورة الجّ‪ ,‬أو سورة الكهف‪ ,‬فسكت‪ ,‬فقال‬
‫رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬هذا الجلس الذي أمرت أن أصبب نفسبي معهبم»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن بكر‪ ,‬حدثنا ميمون الرئي‪ ,‬حدثنا ميمون بن سياه عن‬
‫أ نس بن مالك ر ضي ال ع نه‪ ,‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ « :‬ما من قوم‬
‫اجتمعوا يذكرون ال ل يريدون بذلك إل وج هه‪ ,‬إل نادا هم مناد من ال سماء‪ :‬أن قوموا‬
‫مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات» تفرد به أحد رحه ال‪ .‬وقال الطبان‪ :‬حدثنا‬
‫إساعيل بن السن‪ ,‬حدثنا أحد بن صال‪ ,‬حدثنا ابن وهب عن أسامة بن زيد‪ ,‬عن أب‬
‫حازم‪ ,‬عن ع بد الرح ن بن سهل بن حن يف قال‪ :‬نزلت على ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم وهو ف بعض أبياته {واصب نفسك مع الذين يدعون ربم بالغداة والعشي} الَية‪,‬‬
‫فخرج يتلمسبهم‪ ,‬فوجبد قوما يذكرون ال تعال‪ ,‬منهبم ثائر الرأس وجاف اللد وذو‬
‫الثوب الواحد‪ ,‬فلما رآهم جلس معهم وقال‪« :‬المد ال الذي جعل ف أمت من أمرن‬
‫ال أن أصب نفسي معهم» عبد الرحن هذا‪ ,‬ذكره أبو بكر ابن أب داود ف الصحابة‪ .‬وأما‬
‫أبوه فمببببن سببببادات الصببببحابة رضببببي ال عنهببببم‪.‬‬
‫وقوله {ول ت عد عيناك عن هم تر يد زي نة الياة الدن يا} قال ا بن عباس‪ :‬ول تاوز هم إل‬
‫غيهبم‪ ,‬يعنب تطلب بدلمب أصبحاب الشرف والثروة‪{ ,‬ول تطبع مبن أغفلنبا قلببه عبن‬
‫ذكر نا} أي ش غل عن الد ين وعبادة ر به بالدن يا‪{ ,‬وكان أمره فرطا} أي أعماله وأفعاله‬
‫سفه وتفريط وضياع‪ ,‬ول تكن مطيعا ول مبا لطريقته‪ ,‬ول تغبطه با هو فيه‪ ,‬كما قال‪:‬‬
‫{ولتدن عينيك إل ما متّعنا به أزواجا منهم زهرة الياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك‬
‫خيبببببببببببببببب وأبقببببببببببببببببى}‪.‬‬

‫‪693‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ح ّق مِن ّرّبكُمْ فَمَن شَآءَ َف ْلُيؤْمِن َومَن شَآءَ فَ ْلَي ْكفُرْ ِإنّا أَ ْعتَ ْدنَا لِلظّاِلمِيَ نَارا أَحَاطَ‬ ‫** وَقُ ِل الْ َ‬
‫ب وَ سَآءَتْ‬ ‫شوِي الْوجُو َه ِبئْ سَ الشّرَا ُ‬ ‫سَتغِيثُوْا ُيغَاثُوْا بِمَآءٍ كَالْ ُمهْ ِل يَ ْ‬
‫ِبهِ مْ سُرَادُِقهَا َوإِن يَ ْ‬
‫مُ ْرَتفَقا‬
‫يقول تعال لرسوله ممد صلى ال عليه وسلم‪ :‬وقل يا ممد للناس هذا الذي جئتكم به‬
‫من ربكم هو الق الذي ل مرية فيه ول شك {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} هذا‬
‫من باب التهديد والوعيد الشديد‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إنا أعتدنا} أي أرصدنا {للظالي} وهم‬
‫الكافرون بال ور سوله وكتا به {نارا أحاط ب م سرادقها} أي سورها‪ .‬قال المام أح د‪:‬‬
‫حدث نا ح سن بن مو سى‪ ,‬حدث نا ا بن لي عة‪ ,‬حدث نا دراج عن أ ب الي ثم‪ ,‬عن أ ب سعيد‬
‫الدري‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬لسرادق النار أربعة جدر‪ ,‬كثافة‬
‫كل جدار مسافة أربعي سنة» وأخرجه الترمذي ف صفة النار‪ ,‬وابن جرير ف تفسيه‪ ,‬من‬
‫حديبببببببث دراج أبببببببب السبببببببمح ببببببببه‪.‬‬
‫وقال ا بن جر يج‪ :‬قال ا بن عباس‪{ :‬أحاط ب م سرادقها} قال‪ :‬حائط من نار‪ .‬قال ا بن‬
‫جرير‪ :‬حدثن السي بن نصر والعباس بن ممد قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم عن عبد ال بن‬
‫أم ية‪ ,‬حدث ن م مد بن ح يي بن يعلى عن صفوان بن يعلى‪ ,‬عن يعلى بن أم ية قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬البحر هو جهنم» قال‪ :‬فقيل له كيف ذلك ؟ فتل هذه‬
‫الَية‪ ,‬أو قرأ هذه الَية {نارا أحاط بم سرادقها}ث قال «وال ل أدخلها أبدا أو ما دمت‬
‫حيا ل تصيبن منها قطرة» وقوله {وإن يستغيثوا يغاثوا باء كالهل يشوي الوجوه} الَية‪,‬‬
‫قال ا بن عباس‪ :‬ال هل‪ :‬الاء الغل يظ م ثل دردي الز يت‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬هو كالدم والق يح‪.‬‬
‫وقال عكر مة‪ :‬هو الش يء الذي انت هى حره‪ .‬وقال آخرون‪ :‬هو كل ش يء أذ يب‪ .‬وقال‬
‫قتادة‪ :‬أذاب ا بن م سعود شيئا من الذ هب ف أخدود‪ ,‬فل ما اناع وأز بد‪ ,‬قال‪ :‬هذا أش به‬
‫ش يء بال هل‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬ماء جه نم أ سود و هي سوداء وأهل ها سود‪ ,‬وهذه القوال‬
‫ليس شيء منها ينفي الَخر‪ ,‬فإن الهل يمع هذه الوصاف الرذيلة كلها‪ ,‬فهو أسود منت‬
‫غل يظ حار‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬يشوي الوجوه} أي من حره‪ ,‬إذا أراد الكا فر أن يشر به وقر به‬
‫بببه‪.‬‬ ‫بببه فيب‬ ‫بببقط جلدة وجهب‬ ‫ببب تسب‬ ‫بببه شواه حتب‬ ‫بببن وجهب‬ ‫مب‬

‫‪694‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك ما جاء ف الد يث الذي رواه المام أح د بإ سناده التقدم ف سرادق النار عن أ ب‬
‫سعيد الدري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬ماء كالهل ب قال ب كعكر‬
‫الز يت فإذا قر به إل يه سقطت فروة وج هه ف يه» وهكذا رواه الترمذي ف صفة النار من‬
‫جامعه من حديث رشدين بن سعد عن عمرو بن الارث‪ ,‬عن دراج به‪ ,‬ث قال‪ :‬ل نعرفه‬
‫إل من حديث رشدين‪ ,‬وقد تكلم فيه من قبل حفظه هكذا‪ ,‬قال‪ :‬وقد رواه المام أحد‬
‫بن دراج‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫بة‪ ,‬عب‬ ‫بن ليعب‬ ‫بن ابب‬‫بب‪ ,‬عب‬ ‫بن الشيب‬‫بن حسب‬ ‫با تقدم عب‬
‫كمب‬
‫وقال عبد ال بن البارك وبقية بن الوليد‪ :‬عن صفوان بن عمرو‪ ,‬عن عبد ال بن بسر‪,‬‬
‫عن أب أمامة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله‪{ :‬ويسقى من ماء صديد يتجرعه}‪,‬‬
‫قال‪« :‬يقرب إل يه فيتكر هه‪ ,‬فإذا قرب م نه شوى وج هه ووق عت فروة رأ سه‪ ,‬فإذا شر به‬
‫بل يشوي الوجوه بئس‬ ‫بتغيثوا يغاثوا باء كالهب‬
‫بع أمعاءه‪ ,‬يقول ال تعال‪{ :‬وإن يسب‬
‫قطب‬
‫الشراب}‪ .‬وقال سبعيد ببن جببي‪ :‬إذا جاع أهبل النار اسبتغاثوا‪ ,‬فأغيثوا بشجرة الزقوم‬
‫فيأكلون منهبا‪ ,‬فاجتثبت جلود وجوههبم‪ ,‬فلو أن مارا مبر بمب يعرفهبم‪ ,‬لعرف جلود‬
‫وجوه هم في ها‪ ,‬ث ي صب علي هم الع طش في ستغيثون‪ ,‬فيغاثون باء كال هل و هو الذي قد‬
‫انتهى حره‪ ,‬فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لوم وجوههم الت قد سقطت عنها‬
‫اللود‪ ,‬ولذا قال تعال بعبد وصبفه هذا الشراب بذه الصبفات الذميمبة القبيحبة {بئس‬
‫الشراب} أي بئس هذا الشراب‪ ,‬كمبا قال فب الَيبة الخرى {وسبقوا ماء حيما فقطبع‬
‫أمعاءهم} وقال تعال‪{ :‬وتسقى من عي آنية} أي حارة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وب ي حيم‬
‫آن} {و ساءت مرتفقا} أي و ساءت النار منلً ومقيلً ومتمعا وموضعا للرتفاق‪ ,‬ك ما‬
‫بببتقرا ومقاما}‪.‬‬ ‫ببباءت مسب‬ ‫ببب سب‬ ‫بببة الَخرى {إناب‬ ‫ببب الَيب‬‫قال فب‬

‫** إِ ّن الّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا الصّالِحَاتِ ِإنّا َل ُنضِيعُ أَجْ َر مَ نْ َأحْسَ َن عَ َملً * ُأوْلَـئِكَ َل ُه ْم‬
‫ب َويَ ْلبَ سُو َن ِثيَابا‬
‫حِتهِ ُم الْنهَا ُر يُحَّلوْ نَ فِيهَا مِ نْ أَ سَاوِ َر مِن َذهَ ٍ‬
‫ت عَدْ نٍ َتجْرِي مِن تَ ْ‬ ‫َجنّا ُ‬
‫ت مُ ْرَتفَقا‬
‫سنَ ْ‬‫ك ِنعْ َم الّثوَا بُ َوحَ ُ‬‫ق ّمّتكِئِيَ فِيهَا عَلَى الرَآئِ ِ‬ ‫س َوإِ ْستَبْ َر ٍ‬
‫ُخضْرا مّن ُسنْدُ ٍ‬
‫لا ذكر تعال حال الشقياء‪ ,‬ثن بذكر السعداء الذين آمنوا بال وصدقوا الرسلي فيما‬
‫جاؤوا ببه‪ ,‬وعملوا باب أمروهبم ببه مبن العمال الصبالة‪ ,‬فلهبم جنات عدن‪ ,‬والعدن‪:‬‬

‫‪695‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القا مة‪{ ,‬تري من تت هم النار} أي من ت ت غرف هم ومنازل م‪ ,‬قال فرعون {وهذه‬
‫النار تري من تت} الَية‪{ ,‬ويلون} أي من اللية {فيهامن أساور من ذهب} وقال‬
‫ف الكان الَخر {ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير} وفصله ههنا‪ ,‬فقال {ويلبسون ثيابا خضرا‬
‫من سندس وإ ستبق} فال سندس ثياب رفاع رقاق كالقم صان و ما جرى مرا ها‪ .‬وأ ما‬
‫السببببببتبق فغليببببببظ الديباج وفيببببببه بريببببببق‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬متكئ ي في ها على الرائك} التكاء ق يل الضطجاع‪ ,‬وق يل التر بع ف اللوس‬
‫و هو أش به بالراد هه نا‪ ,‬وم نه الد يث ال صحيح «أ ما أ نا فل آ كل متكئا»‪ ,‬ف يه القولن‪:‬‬
‫والرائك جع أريكة‪ ,‬وهي السرير تت الجلة‪ ,‬والجلة كما يعرفه الناس ف زماننا هذا‬
‫بالباشخاناة‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قال عببد الرزاق‪ :‬أخبنبا معمبر عبن قتادة {على الرائك} قال‪:‬‬
‫هببببي الجال‪ ,‬قال معمببببر وقال غيه‪ :‬السببببرر فبببب الجال‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ن عم الثواب وح سنتت مرتفقا} أي نع مت ال نة ثوابا على أعمال م وح سنت‬
‫ل ومقاما‪ ,‬كمبا قال فب النار {بئس الشراب وسباءت‬ ‫مرتفقا‪ ,‬أي حسبنت من ًل ومقي ً‬
‫مرتفقا} وهكذا قابل بينهما ف سورة الفرقان ف قوله‪{ :‬إنا ساءت مستقرا ومقاما}‪ ,‬ث‬
‫ذ كر صفات الؤمن ي‪ ,‬فقال {أولئك يزون الغر فة ب ا صبوا ويلقون في ها ت ية و سلما‬
‫بببببتقرا ومقاما}‪.‬‬ ‫بببببنت مسب‬ ‫بببببن فيهببببببا حسب‬ ‫خالديب‬

‫ب وَ َح َف ْفنَاهُمَا ِبنَخْ ٍل وَ َجعَ ْلنَا‬


‫ب لُ ْم ّمثَلً رّ ُجَليْ نِ َجعَ ْلنَا ل َح ِدهِمَا َجنَّتيْ نِ مِ نْ َأ ْعنَا ٍ‬
‫** وَاضْرِ ْ‬
‫جرْنَا خِلَلهُمَا َنهَرا *‬ ‫جّنتَيْ ِن آتَ تْ أُكُلَهَا وَلَ ْم تَ ْظلِ ِم ّمنْ ُه َشيْئا وَفَ ّ‬ ‫َبيَْنهُمَا َزرْعا * كِلْتَا الْ َ‬
‫ك مَالً َوأَعَ ّز َنفَرا * وَدَ َخلَ َجّنتَ هُ‬ ‫وَكَا نَ لَ ُه ثَ َمرٌ َفقَالَ لَ صَا ِحبِ ِه َو ُهوَ ُيحَاوِرُ هُ أَنَا أَ ْكثَ ُر مِن َ‬
‫َوهُ َو ظَالِ مٌ ّلَنفْ سِهِ قَا َل مَآ َأظُ نّ أَن تَبِي َد هَـ ِذهِ َأبَدا * َومَآ أَظُ ّن ال سّا َعةَ قَائِ َم ًة وََلئِن ّردِد تّ‬
‫إِلَىَ رَبّببببببببي ل ِجدَنببببببببّ َخيْرا ّمنْهَببببببببا ُمْنقَلَبا‬
‫يقول تعال بعد ذكره الشركي الستكبين عن مالسة الضعفاء والساكي من السلمي‪,‬‬
‫وافتخروا علي هم بأموال م وأح سابم‪ ,‬فضرب ل م مثلً برجل ي ج عل ال لحده ا جنت ي‪,‬‬
‫أي ب ستانتي من أعناب‪ ,‬مفوفت ي بالنخ يل‪ ,‬الحد قة ف جنبات ما و ف خلل ما الزورع‪,‬‬
‫و كل من الشجار والزروع مث مر مق بل ف غا ية الودة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬كل تا النت ي آ تت‬

‫‪696‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أكل ها} أي أخر جت ثر ها‪{ ,‬ول تظلم م نه شيئا} أي ول تن قص م نه شيئا‪{ ,‬وفجر نا‬
‫خللما نرا} أي والنار متفرقة فيهما ههنا وههنا‪{ ,‬وكان له ثر} قيل‪ :‬الراد به الال‪,‬‬
‫روي عن ابن عباس وماهد وقتادة‪ .‬وقيل‪ :‬الثمار‪ ,‬وهو أظهر ههنا ويؤيده القراءة الخرى‬
‫{وكان له ثر} بضم الثاء وتسكي اليم‪ ,‬فيكون جع ثرة كخشبة وخشب‪ .‬وقرأ آخرون‬
‫ث ر بف تح الثاء وال يم‪ ,‬فقال أي صاحب هات ي النت ي ل صاحبه و هو ياوره‪ ,‬أي يادله‪,‬‬
‫ويا صمه يفت خر عل يه ويترأس {أ نا أك ثر م نك ما ًل وأ عز نفرا} أي أك ثر خدما وحشما‬
‫وولدا‪ ,‬قال قتادة‪ :‬تلك وال أمنيببببة الفاجببببر‪ ,‬كثرة الال وعزة النفببببر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ود خل جن ته و هو ظال لنف سه} أي بكفره وترده وت كبه وت به وإنكار العاد‬
‫{قال ما أ ظن أن تب يد هذه أبدا} وذلك اغترارا م نه ل ا رأى في ها من الزروع والثمار‬
‫والشجار‪ ,‬والنار الطردة ف جوانبها وأرجائها‪ ,‬ظن أنا ل تفن ول تفرغ ول تلك ول‬
‫تتلف‪ ,‬ذلك لقلة عقله‪ ,‬وضعبف يقينبه بال‪ ,‬وإعجاببه بالياة الدنيبا وزينتهبا‪ ,‬وكفره‬
‫بالَخرة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬و ما أ ظن ال ساعة قائ مة} أي كائ نة {ولئن رددت إل ر ب لجدن‬
‫خيا من ها منقلبا} أي ولئن كان معاد ورج عة ومرد إل ال ليكو نن ل هناك أح سن من‬
‫هذا الظ عند رب‪ ,‬ولول كرامت عليه ما أعطان هذا‪ ,‬كما قال ف الَية الخرى {ولئن‬
‫رجعت إل رب إن ل عنده للحسن} وقال {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لوتي مالً‬
‫وولدا} أي ف الدار الَخرة تأل على ال عز و جل‪ .‬وكان سبب نزول ا ف العاص بن‬
‫وائل‪ ,‬كمبا سبيأت بيانبه فب موضعبه إن شاء ال‪ ,‬وببه الثقبة وعليبه التكلن‪.‬‬

‫ب ثُ ّم مِن نّ ْط َف ٍة ثُ مّ َسوّا َك‬


‫ك مِن تُرَا ٍ‬
‫ت بِالّذِي خََلقَ َ‬‫** قَالَ لَ هُ صَا ِحبُ ُه َو ُهوَ يُحَاوِرُ هُ أَ َكفَرْ َ‬
‫ت مَا شَآءَ‬ ‫رَ ُجلً * ّلكِ ّن ُهوَ اللّ هُ َربّي وَلَ ُأشْرِ ُك بِ َربّي أَحَدا * وََلوْل إِذْ دَ َخلْ تَ َجّنتَ كَ ُقلْ َ‬
‫سىَ رَبّي أَن ُيؤِْتيَ نِ َخيْرا مّن‬ ‫اللّ هُ لَ ُق ّوةَ إِ ّل بِاللّ هِ إِن تَرَ نِ َأنَاْ أَقَ ّل مِن كَ مَا ًل َووَلَدا * فع َ‬
‫صعِيدا زَلَقا * َأوْ ُيصْبِ َح مَآ ُؤهَا َغوْرا فَلَن‬ ‫صبِحَ َ‬‫سبَانا مّ َن السّمَآءِ َفتُ ْ‬‫ك َويُرْسِلَ عََلْيهَا حُ ْ‬ ‫َجّنتِ َ‬
‫ب طَلَبا‬‫بببببببببببببب ُ‬ ‫بتَطِيعَ لَهب‬‫بببببببببببببب ْ‬ ‫تَسب‬
‫يقول تعال مبا عما أجابه به صاحبه الؤمن‪ ,‬واعظا له وزاجرا عما هو فيه من الكفر‬
‫بال والغترار {أكفرت بالذي خلقك من تراب} الَية‪ ,‬وهذا إنكار وتعظيم لا وقع فيه‬

‫‪697‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من جحود ر به الذي خل قه‪ ,‬وابتدأ خلق الن سان من ط ي و هو آدم‪ ,‬ث ج عل ن سله من‬
‫سللة من ماء مهي‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬كيف تكفرون بال وكنتم أمواتا فأحياكم} الَية‪,‬‬
‫أي كيف تحدون ربكم ودللته عليكم ظاهرة جلية‪ ,‬كل أحد يعلمها من نفسه‪ ,‬فإنه ما‬
‫من أحد من الخلوقات إل ويعلم أنه كان معدوما‪ ,‬ث وجد وليس وجوده من نفسه ول‬
‫مستندا إل شيء من الخلوقات‪ ,‬لنه بثابته‪ ,‬فعلم إسناد إياده إل خالقه‪ ,‬وهو ال ل إله‬
‫إل هو خالق كل شيء‪ ,‬ولذا قال الؤمن {لكنا هو ال رب} أي لكن أنا ل أقول بقالتك‬
‫بل أعترف ل بالوحدانية والربوبية‪{ ,‬ول أشرك برب أحدا} أي بل هو ال العبود وحده‬
‫ل شريببببببببببببببببببببببببببببببببك له‪.‬‬
‫ث قال‪{ :‬ولول إذ دخلت جن تك ما شاء ال‪ ,‬ل قوة إل بال إن ترن أ نا أ قل م نك مالً‬
‫وولدا} هذا تضيض وحث على ذلك‪ ,‬أي هل إذ أعجبتك حي دخلتها ونظرت إليها‪,‬‬
‫حدت ال ما أنعم به عليك وأعطاك من الال والولد ما ل يعطه غيك‪ ,‬وقلت ما شاء ال‬
‫ل قوة إل بال‪ ,‬ولذا قال بعبض السبلف‪ :‬مبن أعجببه شيبء مبن حاله أو ماله أو ولده‪,‬‬
‫فليقبل‪ :‬مبا شاء ال ل قوة إل بال‪ ,‬وهذا مأخوذ مبن هذه الَيبة الكريةب‪ .‬وقبد روي فيبه‬
‫حديث مرفوع‪ ,‬أخرجه الافظ أبو يعلى الوصلي ف مسنده‪ :‬حدثنا جراح بن ملد‪ ,‬حدثنا‬
‫عمر بن يونس‪ ,‬حدثنا عيسى بن عون‪ ,‬حدثنا عبد اللك بن زرارة عن أنس رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما أنعم ال على عبد نعمة من أهل أو مال أو‬
‫ولد‪ ,‬فيقول ما شاء ال ل قوة إل بال‪ ,‬فيى ف يه آ فة دون الوت» وكان يتأول هذه الَ ية‬
‫{ولول إذ دخلت جنتك قلت ما شاء ال ل قوة إل بال} قال الافظ أبو الفتح الزدي‪:‬‬
‫به‪.‬‬ ‫بح حديثب‬ ‫بس ل يصب‬ ‫بن أنب‬‫بن زرارة عب‬ ‫بد اللك بب‬
‫بن عبب‬‫بن عون عب‬ ‫بى بب‬ ‫عيسب‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة وحجاج‪ ,‬حدثن شعبة عن عاصم‬
‫بن عبيد ال عن عبيد مول أب رهم‪ ,‬عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫«أل أدلك على ك ن من كنوز ال نة ؟ ل قوة إل بال» تفرد به أح د‪ .‬و قد ث بت ف‬
‫الصحيح عن أب موسى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أل أدلك على كن من‬
‫كنوز النة ؟ ل حول ول قوة إل بال» وقال المام أحد‪ :‬حدثنا بكر بن عيسى‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو عوانة عن أب بلج عن عمرو بن ميمون قال‪ :‬قال أبو هريرة‪ :‬قال ل رسول ال صلى‬

‫‪698‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عل يه و سلم‪ « :‬يا أ با هريرة أل أدلك على ك ن من كنوز ال نة ت ت العرش ؟» قال‪:‬‬
‫قلت نعم فداك أب وأمي‪ .‬قال‪« :‬أن تقول ل قوة إل بال» قال أبو بلج‪ :‬وأحسب أنه قال‬
‫فإن ال يقول أسبلم عبدي واسبتسلم» قال فقلت لعمرو‪ :‬قال أببو بلج‪ :‬قال عمرو‪ :‬قلت‬
‫ل ب هريرة ل حول ول قوة إل بال‪ ,‬فقال‪ :‬ل إن ا ف سورة الك هف {ولول إذ دخلت‬
‫ببببببببببا شاء ال ل قوة إل بال}‪.‬‬ ‫ببببببببببك قلت مب‬ ‫جنتب‬
‫وقوله‪{ :‬فع سى ر ب أن يؤت ي خيا من جن تك} أي ف الدار الَخرة {وير سل علي ها}‬
‫أي على جنتك ف الدنيا الت ظننت أنا ل تبيد ول تفن {حسبانا من السماء} قال ابن‬
‫عباس والضحاك وقتادة ومالك عبن الزهري‪ :‬أي عذابا مبن السبماء‪ ,‬والظاهبر أنبه مطبر‬
‫عظ يم مز عج يقلع زرع ها وأشجار ها‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فت صبح صعيدا زلقا} أي بلقا ترابا‬
‫أملس ل يث بت ف يه قدم‪ ,‬وقال ا بن عباس‪ :‬كالرز الذي ل ين بت شيئا وقوله‪{ :‬أو ي صبح‬
‫ماؤ ها غورا} أي غائرا ف الرض‪ ,‬و هو ضد النا بع الذي يطلب و جه الرض‪ ,‬فالغائر‬
‫يطلب أسبفلها‪ ,‬كمبا قال تعال‪{ :‬قبل أرأيتبم إن أصببح ماؤكبم غورا فمبن يتأتيكبم باء‬
‫معي} أي جار وسائح‪ ,‬وقال ههنا‪{ :‬أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا} والغور‬
‫مصبببدر بعنببب غائر‪ ,‬وهبببو أبلغ منبببه‪ ,‬كمبببا قال الشاعبببر‪:‬‬
‫تظبببببببل جياده نوحا عليهتقلده أعنتهبببببببا صبببببببفوفا‬
‫ببببببببببببببه‪.‬‬ ‫بببببببببببببب نائحات عليب‬ ‫بعنب‬

‫صبَ َح ُيقَلّبُ َك ّفيْ ِه عَلَى مَآ َأْنفَ قَ فِيهَا َوهِ يَ خَا ِوَي ٌة عََلىَ عُرُو ِشهَا َوَيقُو ُل‬
‫** َوأُحِيطَ بِثَ َمرِ هِ َفأَ ْ‬
‫يََلْيتَنِي لَ مْ ُأشْرِ ْك بِ َربّي أَحَدا * وَلَ ْم َتكُن لّ هُ ِفَئ ٌة يَن صُرُونَهُ مِن دُو نِ اللّ ِه َومَا كَا َن ُمْنتَ صِرا *‬
‫ب ُهوَ َخيْ ٌر َثوَابا وَ َخيْ ٌر ُعقْبا‬
‫ب الْحَقببببب ّ‬ ‫هُنَالِكببببببَ الْوَ َلَيةُ ِللّهببببب ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وأح يط بثمره} بأمواله أو بثماره على القول الَ خر‪ ,‬والقصبود أ نه و قع‬
‫بذا الكافر ما كان يذر ما خوفه به الؤمن من إرسال السبان على جنته الت اغتر با‬
‫وأَْلهَته عن ال عز وجل {فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها} وقال قتادة‪ :‬يصفق كفيه‬
‫متأسفا متلهفا على الموال الت أذهبها عليها {ويقول يا ليتن ل أشرك برب أحدا * ول‬
‫تكن له فئة} أي عشية أو ولد‪ ,‬كما افتخر بم واستعز {ينصرونه من دون ال وما كان‬

‫‪699‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منت صرا * هنالك الولية ل ال ق} اختلف القراء ههنا فمن هم من ي قف على قوله‪{ :‬وما‬
‫كان منتصبرا هنالك} أي فب ذلك الوطبن الذي حبل ببه عذاب ال‪ ,‬فل منقبذ له منبه‪,‬‬
‫ويبتدىء بقوله‪{ :‬الول ية ل ال ق} ومن هم من ي قف على {و ما كان منت صرا} يبتدىء‬
‫بقوله‪{ :‬هنالك الول ية ل ال ق} ث اختلفوا ف قراءة الول ية‪ ,‬فمن هم من ف تح الواو من‬
‫الولية‪ ,‬فيكون العن هنالك الوالة ل‪ ,‬أي هنالك كل أحد مؤمن أو كافر يرجع إل ال‬
‫وإل موالته والضوع له إذا وقع العذاب‪ ,‬كقوله‪{ :‬فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بال وحده‬
‫وكفر نا ب ا ك نا به مشرك ي} وكقوله إخبارا عن فرعون‪{ :‬ح ت إذا أدر كه الغرق قال‬
‫آمنت أنه ل إله إل الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من السلمي * آلَن وقد عصيت قبل‬
‫وكنت من الفسدين} ومنهم من كسر الواو من الولية‪ ,‬أي هنالك الكم ل الق‪ ,‬ث‬
‫منهم من رفع الق على أنه نعت للولية‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬اللك يومئذ الق للرحن وكان‬
‫يوما على الكافرين عسيا} ومنهم من خفض القاف على أنه نعت ل عز وجل‪ ,‬كقوله‬
‫{ث ردوا إل ال مولهم الق} الَية‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬هو خي ثوابا} أي جزاء {وخي‬
‫عقبا} أي العمال الت تكون ل عز وجل‪ ,‬ثوابا خي وعاقبتها حيدة رشيدة كلها خي‪.‬‬

‫ط بِ ِه َنبَا تُ الرْ ِ‬
‫ض‬ ‫حيَاةِ ال ّدنْيَا كَمَآءٍ َأنْزَْلنَا هُ مِ َن ال سّمَاءِ فَا ْختَلَ َ‬
‫** وَاضْرِ بْ لَهُم مّثَ َل الْ َ‬
‫ُونب زِيَنةُ‬
‫ّهب عََلىَ كُ ّل َشيْ ٍء ّمقْتَدِرا * الْمَا ُل وَاْلبَن َ‬ ‫َانب الل ُ‬
‫ّياحب وَك َ‬‫ُوهب الر ُ‬ ‫َصبَحَ هَشِيما تَذْر ُ‬ ‫َفأ ْب‬
‫ببا وَاْلبَاِقيَاتبببُ الصبببّالِحَاتُ َخيْ ٌر عِندَ َربّكبببَ َثوَابا وَ َخْيرٌ َأمَلً‬ ‫حيَاةِ ال ّدنْيَب‬
‫الْ َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬واضرب} يا ممد للناس {مثل الياة الدنيا} ف زوالا وفنائها وانقضائها‬
‫{كماء أنزلناه من ال سماء فاختلط به نبات الرض} أي ما في ها من ال ب‪ ,‬ف شب‬
‫وح سن‪ ,‬وعله الز هر والنور والنضرة‪ ,‬ث ب عد هذا كله {أ صبح هشيما} ياب سا {تذروه‬
‫الرياح} أي تفرقبه وتطرحبه ذات اليميب وذات الشمال‪{ ,‬وكان ال على كبل شيبء‬
‫مقتددرا} أي هبو قادر على هذه الال وهذه الال‪ ,‬وكثيا مبا يضرب ال مثبل الياة‬
‫الدن يا بذا ال ثل‪ ,‬ك ما قال تعال ف سورة يو نس {إن ا م ثل الياة الدن يا كماء أنزلناه من‬
‫ال سماء فاختلط به نبات الرض ما يأكل الناس والنعام} الَية‪ ,‬وقال ف الز مر‪{ :‬أل تر‬
‫أن ال أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع ف الرض ث يرج به رزعا متلفا ألوانه} الَية‪,‬‬

‫‪700‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ف سورة الديد {اعلموا أنا الياة الدنيا لعب ولووزينة وتفاخر بينكم وتكاثر ف‬
‫الموال والولد كمثل غيث أعجب الكفار نباته} الَية‪ ,‬وف الديث الصحيح «الدنيا‬
‫خضرة حلوة» وقوله {الال والبنون زينبة الياة الدنيبا} كقوله‪{ :‬زيبن للناس حبب‬
‫الشهوات مبن النسباء والبنيب والقناطيب القنطرة مبن الذهبب} الَيبة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬إناب‬
‫أموالكم وأولدكم فتنة وال عنده أجر عظيم} أي القبال عليه والتفرغ لعبادته خي لكم‬
‫من اشتغالكم بم‪ ,‬والمع لم‪ ,‬والشفقة الفرطة عليهم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬والباقيات الصالات‬
‫خيبببببب عنببببببد ربببببببك ثوابا وخيبببببب أملً}‪.‬‬
‫قال ابن عباس وسعيد بن جبي وغي واحد من ال سلف‪ :‬الباقيات الصالات الصلوات‬
‫ال مس‪ .‬وقال عطاء بن أ ب رباح و سعيد بن جبي عن ا بن عباس‪ :‬الباقيات ال صالات‬
‫سبحان ال‪ ,‬وال مد ل‪ ,‬ول إله إل ال‪ ,‬وال أ كب‪ ,‬وهكذا سئل أم ي الؤمن ي عثمان بن‬
‫عفان عن الباقيات الصالات ما هي ؟ فقال‪ :‬هي ل إله إل ال‪ ,‬وسبحان ال‪ ,‬والمد ل‪,‬‬
‫وال أكبب‪,‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيبم‪ ,‬رواه المام أحدب‪ ,‬حدثنبا أببو عببد‬
‫الرحن القري‪ ,‬حدثنا حيوة‪ ,‬حدثنا أبو عقيل أنه سع الارث مول عثمان بن عفان رضي‬
‫ال عنبه يقول‪ :‬جلس عثمان يوما وجلسبنا معبه‪ ,‬فجاءه الؤذن‪ ,‬فدعبا باء فب إناء أظنبه‬
‫سيكون ف يه مد‪ ,‬فتو ضأ ث قال‪ :‬رأ يت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يتو ضأ وضوئي‬
‫هذا‪ ,‬ث قال‪ « :‬من تو ضأ وضوئي هذا‪ ,‬ث قام ف صلى صلة الظ هر غ فر له ما كان بين ها‬
‫وبي الصبح‪ :‬ث صلى العصر غفر له ما بينها وبي الظهر‪ ,‬ث صلى الغرب غفر له ما بينها‬
‫وبي العصر‪ ,‬ث صلى العشاء غفر له ما بينها وبي الغرب‪ ,‬ث لعله يبيت يتمرغ ليلته‪ ,‬ث‬
‫إن قام فتو ضأ و صلى صلة ال صبح غ فر له ما بين ها وب ي صلة العشاء‪ ,‬و هي ال سنات‬
‫يذه ب ال سيئات» قالوا هذه ال سنات‪ ,‬ف ما الباقيات ال صالات يا عثمان ؟ قال ل إله إل‬
‫ال‪ ,‬وسببحان ال‪ ,‬والمبد ل وال أكبب‪ ,‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيبم‪ ,‬تفرد‬
‫بببببببببببببببببببببببببببببببببببببه‪.‬‬
‫وروى مالك عبن عمارة ببن عببد ال ببن صبياد عبن سبعيد ببن السبيب قال‪ :‬الباقيات‬
‫ال صالات‪ :‬سبحان ال وال مد ل‪,‬ول إله إل ال‪ ,‬وال أ كب‪ ,‬ول حول ول قوة إل بال‪,‬‬
‫وقال ممد بن عجلن عن عمارة قال‪ :‬سألن سعيد بن السيب عن الباقيات الصالات‪,‬‬

‫‪701‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقلت‪ :‬ال صلة وال صيام‪ ,‬فقال ل ت صب‪ ,‬فقلت الزكاة وال ج‪ ,‬فقال‪ :‬ل ت صب‪ ,‬ولكن هن‬
‫الكلمات ال مس‪ :‬ل إله إل ال‪ ,‬وال أ كب‪ ,‬و سبحان ال‪ ,‬وال مد ل‪,‬ول حول ول قوة‬
‫إل بال‪ .‬وقال ابن جريج‪ :‬أخبن عبد ال بن عثمان بن خيثم عن نافع بن سرجس أنه‬
‫أخبه أنه سأل ابن عمر عن الباقيات الصالات‪ .‬قال‪ :‬ل إله إل ال‪ ,‬وال أكب‪ ,‬وسبحان‬
‫ال‪ ,‬ول حول ول قوة إل بال‪ ,‬قال اببن جريبج وقال عطاء ببن أبب رباح مثبل ذلك‪.‬‬
‫وقال ما هد‪ :‬الباقيات ال صالات‪ :‬سبحان ال‪ ,‬وال مد ل‪ ,‬ول إله إل ال‪ ,‬وال أ كب‪,‬‬
‫وقال عبد الرزاق أخبنا معمر عن السن وقتادة ف قوله‪{ :‬والباقيات الصالات} قال‪ :‬ل‬
‫إله إل ال‪ ,‬وال أكب‪ ,‬والمد ل‪ ,‬وسبحان ال‪ ,‬هن الباقيات الصالات‪ ,‬قال ابن جرير‪:‬‬
‫وجدت ف كتاب عن السن بن الصباح البزار‪ ,‬عن أب نصر التمار عن عبد العزيز بن‬
‫مسلم‪ ,‬عن ممد بن عجلن سعيد القبي عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه و سلم‪ « :‬سبحان ال‪ ,‬وال مد ل‪ ,‬ول إله إل ال‪ ,‬وال أ كب‪ ,‬هن الباقيات‬
‫الصالات» قال‪ :‬وحدثن يونس أخبنا ابن وهب أخبنا عمرو بن الارث أن دراجا أبا‬
‫ال سمح حد ثه عن أ ب الي ثم عن أ ب سعيد أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«استكثروا من الباقيات الصالات» قيل‪ :‬وما هن يا رسول ال قال«اللة» قيل‪ :‬وما هي يا‬
‫ر سول ال ؟ قال «الت كبي‪ ,‬والتهل يل‪ ,‬والت سبيح‪ ,‬وال مد ل‪ ,‬ول حول ول قوة إل بال»‬
‫بببببه‪.‬‬ ‫بببببث دراج بب‬ ‫ببببب مببببببن حديب‬ ‫وهكذا رواه أحدب‬
‫قال ا بن و هب‪ :‬أ خبن أ بو صخر أن ع بد ال بن ع بد الرح ن مول سال بن ع بد ال‬
‫حد ثه قال‪ :‬أر سلن سال إل م مد بن ك عب القر ظي ف حا جة‪ ,‬فقال‪ :‬قل له الق ن ع ند‬
‫زاوية القب‪ ,‬فإن ل إليك حاجة‪ ,‬قال‪ :‬فالتقيا فسلم أحدها على الَخر‪ ,‬ث قال سال‪ :‬ما‬
‫تعد الباقيات الصالات ؟ فقال‪ :‬ل إله إل ال وال أكب‪ ,‬وسبحان ال‪ ,‬ول حول ول قوة‬
‫إل بال‪ ,‬فقال له سال‪ :‬مت جعلت فيها ل حول ول قوة إل بال ؟ قال‪ :‬ما زلت أجعلها‪,‬‬
‫قال‪ :‬فراجعبه مرتيب أو ثلثا فلم ينع‪ ,‬قال‪ :‬فأثببت ؟ قال سبال‪ :‬أجبل فأثببت‪ ,‬فإن أببا‬
‫أيوب النصاري حدثن أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يقول‪« :‬عرج ب إل‬
‫السماء فأريت إبراهيم عليه السلم‪ ,‬فقال‪ :‬يا جبيل من هذا الذي معك ؟ فقال‪ :‬ممد‪,‬‬

‫‪702‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فر حب ب و سهل‪ ,‬ث قال‪ :‬مر أم تك فلتك ثر من غراس ال نة‪ ,‬فإن تربت ها طي بة وأرض ها‬
‫واسببببعة‪ ,‬فقلت‪ :‬ومببببا غراس النببببة فقال‪ :‬ل حول ول قوة إل بال»‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن يز يد عن العوام‪ ,‬حدث ن ر جل من الن صار من آل‬
‫النعمان بن بشي‪ ,‬قال‪ :‬خرجعلينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونن ف السجد بعد‬
‫صلة العشاء‪ ,‬فرفع بصره إل السماء ث خفض حت ظننا أنه قد حدث ف السماء شيء‪,‬‬
‫ث قال‪« :‬أ ما إنه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون‪ ,‬فمن صدقهم بكذب م ومالهم‬
‫على ظلمهم‪ ,‬فليس من ولست منه‪ ,‬ومن ل يصدقهم بكذبم ول يالئهم على ظلمهم‪,‬‬
‫فهو من وأنا منه‪ .‬أل وإن سبحان ال‪ ,‬والمد ل‪ ,‬ول إله إل ال‪ ,‬وال أكب‪ ,‬هن الباقيات‬
‫الصببببببببببببببببببببببببببببببببالات»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا أبان‪ ,‬حدثنا يي بن أب كثي عن زيد عن أب‬
‫سلم‪ ,‬عن مول لرسول ال صلى ال عليه وسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«بخ بخ لمس ما أثقلهن ف اليزان‪ :‬ل إله إل ال وال أكب‪ ,‬وسبحان ال‪ ,‬والمد ل‪,‬‬
‫والولد الصال يتوف فيحتسبه والده ب وقال ب بخ بخ لمس من لقي ال مستيقنا بن‬
‫د خل ال نة‪ :‬يؤ من بال واليوم الَ خر‪ ,‬وبال نة والنار‪ ,‬وبالب عث ب عد الوت‪ ,‬وبال ساب»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا روح‪ ,‬حدثنا الوزاعي عن حسان بن عطية‪ ,‬قال‪ :‬كان شداد‬
‫بن أوس رضي ال عنه ف سفر‪ ,‬فنل منلً فقال لغلمه‪ :‬ائتنا بالشفرة نعبث با‪ ,‬فأنكرت‬
‫عل يه‪ ,‬فقال‪ :‬ما تكل مت بكل مة م نذ أ سلمت إل وأ نا أخطم ها وأزم ها غ ي كلم ت هذه‪,‬‬
‫فلتفظو ها علي واحفظوا ما أقول ل كم‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪:‬‬
‫«إذا كن الناس الذهب والفضة فاكنوا أنتم هؤلء الكلمات‪ :‬اللهم إن أسألك الثبات ف‬
‫ال مر والعزية على الرشد وأسألك شكر نعمتك وأسألك حسن عبادتك‪ ,‬وأ سألك قلبا‬
‫سليما‪ ,‬وأسألك ل سانا صادقا‪ ,‬وأسألك من خ ي ما تعلم‪ ,‬وأعوذ بك من شر ما تعلم‪,‬‬
‫وأ ستغفرك ل ا تعلم‪ ,‬إ نك أ نت علم الغيوب» ث رواه أي ضا الن سائي من و جه آ خر عن‬
‫شداد بنحوه‪.‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا عبد ال بن ناجية‪ ,‬حدثنا ممد بن سعد العوف‪ ,‬حدثن أب‪ ,‬حدثنا‬
‫عمي السي عن يونس بن نفيع الدل‪ ,‬عن سعد بن جنادة رضي ال عنه قال‪ :‬كنت ف‬

‫‪703‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أول من أتى النب صلى ال عليه وسلم من أهل الطائف‪ ,‬فخرجت من أهلي من السراة‬
‫غدوة‪ ,‬فأتيت من عند العصر‪ ,‬فتصاعدت ف البل‪ :‬ث هبطت فأتيت النب صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ ,‬فأ سلمت وعلم ن { قل هو ال أ حد} و {إذا زلزلت} وعلم ن هؤلء الكلمات‪:‬‬
‫سبحان ال والمد ل‪ ,‬ول إله إل ال‪ ,‬وال أكب‪ ,‬وقال‪« :‬هن الباقيات الصالات» وبذا‬
‫السناد «من قام من الليل فتوضأ ومضمض فاه‪ ,‬ث قال سبحان ال مائة مرة‪ ,‬والمد ل‬
‫مائة مرة‪ ,‬وال أكبب مائة مرة‪ ,‬ول إله إل ال مائة مرة‪ ,‬غفرت ذنوببه إل الدماء فإناب ل‬
‫تب طل» وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس قوله‪{ :‬والباقيات ال صالات} قال‪ :‬هي‬
‫ذكبر ال قول ل إله إل ال‪ ,‬وال أكبب وسببحان ال‪ ,‬والمبد ل‪ ,‬وتبارك ال‪ ,‬ولحول‬
‫ولقوة إل بال‪ ,‬وأسبتغفر ال‪ ,‬وصبلى ال على رسبول ال‪ ,‬والصبيام‪ ,‬والصبلة‪ ,‬والجب‪,‬‬
‫والصدقة‪ ,‬والعتق‪ ,‬والهاد‪ ,‬والصلة‪ ,‬وجيع أعمال السنات وهن الباقيات الصالات الت‬
‫تبقى لهلها ف النة ما دامت السموات والرض‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬هي الكلم‬
‫الط يب‪ .‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬هي العمال ال صالة كل ها‪ ,‬واختاره ا بن‬
‫جريببببببببببببببببر رحهبببببببببببببببب ال‪.‬‬

‫ض بَارِ َزةً وَحَشَ ْرنَاهُ مْ َفلَ ْم ُنغَادِ ْر ِمْنهُ مْ أَحَدا * َوعُرِضُوْا‬ ‫جبَا َل َوتَرَى الرْ َ‬ ‫سيّ ُر الْ ِ‬
‫** َوَيوْ َم نُ َ‬
‫جعَلَ َلكُ ْم ّموْعِدا‬
‫صفّا ّلقَدْ ِجْئتُمُونَا كَمَا خََل ْقنَاكُ مْ َأوّ َل مَ ّر ٍة بَلْ َزعَ ْمتُ مْ أَن لّن نّ ْ‬‫عََلىَ َربّ كَ َ‬
‫شفِقِيَ مِمّا فِيهِ َوَيقُولُو َن َيوَيَْلَتنَا مَا ِلهَـذَا الْ ِكتَابِ لَ‬ ‫* َووُضِ َع اْل ِكتَابُ َفتَرَى الْمُجْ ِر ِميَ مُ ْ‬
‫ّكب َأحَدا‬
‫ِمب َرب َ‬‫صبغِ َيةً وَلَ َكبِ َيةً إِلّ أَحْصبَاهَا َووَ َجدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرا وَ َل يَظْل ُ‬ ‫ُيغَادِرُ َ‬
‫يب تعال عن أهوال يوم القيامة وما يكون فيه من المور العظام‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يوم‬
‫تور السماء مورا * وتسي البال سيا} أي تذهب من أماكنها وتزول‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{وترى البال ت سبها جامدة و هي ت ر مر ال سحاب} وقال تعال‪{ :‬وتكون البال‬
‫كالع هن النفوش} وقال‪{ :‬وي سألونك عن البال ف قل ين سفها ر ب ن سفا* فيذر ها قاعا‬
‫صفصفا ل ترى في ها عوجا ول أمتا} يذ كر تعال أ نه تذ هب البال‪ ,‬وتت ساوى الهاد‪,‬‬
‫وتب قى الرض قاعا صفصفا‪ ,‬أي سطحا م ستويا ل عوج ف يه ول أمتا‪ ,‬أي ل وادي ول‬
‫جبل‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وترى الرض بارزة} أي بادية ظاهرة ليس فيها معلم لحد‪ ,‬ول‬

‫‪704‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مكان يواري أحدا‪ ,‬بل اللق كلهم ضاحون لربم ل تفى عليه منهم خافية‪ .‬قال ماهد‬
‫وقتادة {وترى الرض بارزة} ل خَمَبر فيهبا ول غياببة قال قتادة‪ :‬ل بناء ول شجبر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وحشرنا هم فلم نغادر من هم أحدا} وأي وجعنا هم الول ي من هم والَخر ين‪,‬‬
‫فلم نترك منهبم أحدا ل صبغيا ول كببيا‪ ,‬كمبا قال‪{ :‬قبل إن الوليب والَخريبن‬
‫لجموعون إل ميقات يوم معلوم} وقال‪{ :‬ذلك يوم مموع له الناس وذلك يوم‬
‫مشهود}‪ .‬وقوله‪{ :‬وعرضوا على رببك صبفا} يتمبل أن يكون الراد أن جيبع اللئق‬
‫يقومون ب ي يدي ال صفا واحدا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬يوم يقوم الروح واللئ كة صفا ل‬
‫يتكلمون إل من أذن له الرح ن وقال صوابا} ويت مل أن م يقومون صفوفا‪ ,‬ك ما قال‪:‬‬
‫{وجاء ربك واللك صفا صفا} وقوله‪{ :‬لقد جئتمونا ُفرَادى كما خلقناكم أول مرة}‬
‫هذا تقريع للمنكرين للمعاد‪ ,‬وتوبيخ لم على رؤوس الشهاد‪ ,‬ولذا قال تعال ماطبا لم‪:‬‬
‫{بل زعمتم أن لن نعل لكم موعدا} أي ما كان ظنكم أن هذا واقع بكم‪ ,‬ول أن هذا‬
‫كائن‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ووضبع الكتاب} أي كتاب العمال الذي فيبه الليبل والقيب‪ ,‬والفتيبل‬
‫والقطم ي‪ ,‬وال صغي وال كبي‪{ ,‬فترى الجرم ي مشفق ي م ا ف يه} أي من أعمال م ال سيئة‬
‫وأفعالم القبيحة {ويقولون يا ويلتنا} أي يا حسرتنا وويلنا على ما فرطنا ف أعمارنا {ما‬
‫لذا الكتاب ل يغادر صغية ول كبية إل أح صاها} أي ل يترك ذنبا صغيا ول كبيا‬
‫ل وإن صغر‪ ,‬إل أحصاها‪ ,‬أي ضبطها وحفظها‪ .‬وروى الطبان بإسناده التقدم ف‬ ‫ول عم ً‬
‫الَ ية قبل ها إل سعد بن جنادة قال‪ :‬ل ا فرغ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من غزوة‬
‫حني‪ ,‬نزلنا قفرا من الرض ليس فيه شيء‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬اجعوا من‬
‫وجد عودا فليأت به‪ ,‬ومن وجد حطبا أو شيئا فليأت به» قال‪ :‬فما كان إل ساعة حت‬
‫جعلناه ركاما‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬أترون هذا ؟ فكذلك تمع الذنوب على‬
‫الرجل منكم كما جعتم هذا‪ ,‬فليتق ال رجل ول يذنب صغية ول كبية‪ ,‬فإنا مصاة‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببببببببه»‪.‬‬ ‫عليب‬
‫وقوله‪{ :‬ووجدوا ما عملوا حاضرا} أي من خي وشر‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يوم تد كل‬
‫نفس ما عملت من خي مضرا} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ينبأ النسان يومئذ با قدم وأخر}‬

‫‪705‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬يوم تبلى السبرائر} أي تظهبر الخبآت والضمائر‪ .‬قال المام أحدب‪ :‬حدثنبا‬
‫أ بو الول يد‪ ,‬حدث نا شع بة عن ثا بت عن أ نس عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬ل كل‬
‫غادر لواء يوم القيامة يعرف به» أخرجاه ف الصحيحي‪ ,‬وف لفظ «يرفع لكل غادر لواء‬
‫يوم القيامببة عنببد اسببته بقدر غدرتببه‪ ,‬يقال هذه غدرة فلن بببن فلن»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول يظلم ربك أحدا} أي فيحكم بي عباده ف أعمالم جيعا‪ ,‬ول يظلم أحدا‬
‫من خلقه بل يعفو ويصفح ويغفر ويرحم‪ ,‬ويعذب من يشاء بقدرته وحكمته وعدله‪ ,‬ويل‬
‫النار من الكفار وأصحاب العاصي‪ ,‬ث ينجي أصحاب العاصي ويلد فيها الكافرين‪ ,‬وهو‬
‫الاكبم الذي ل يور ول يظلم‪ ,‬قال تعال‪{ :‬إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تبك حسبنة‬
‫يضاعف ها} الَ ية‪ ,‬وقال {ون ضع الواز ين الق سط ليوم القيا مة فل تظلم ن فس شيئا ب إل‬
‫قوله ب حاسبي} والَيات ف هذا كثية وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬أخبنا هام بن‬
‫يي عن القاسم بن عبد الواحد الكي‪ ,‬عن عبد ال بن ممد بن عقيل أنه سع جابر بن‬
‫عبد ال يقول‪ :‬بلغن حديث عن رجل سعه عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فاشتريت بعيا‬
‫ث شددت عليه رحلً‪ ,‬فسرت عليه شهرا حت قدمت عليه الشام‪ ,‬فإذا عبد ال بن أنيس‪,‬‬
‫فقلت للبواب‪ :‬قل له جابر على الباب‪ ,‬فقال‪ :‬ا بن ع بد ال ؟ قلت ن عم‪ ,‬فخرج ي طأ ثو به‬
‫فاعتنق ن واعتنق ته‪ ,‬فقلت‪ :‬حد يث بلغ ن ع نك أ نك سعته من ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم ف الق صاص‪ ,‬فخش يت أن توت أو أموت ق بل أن أ سعه‪ ,‬فقال سعت ر سول ال‬
‫يقول‪« :‬يشر ال عز وجل الناس يوم القيامة ب أو قال العباد ب عراة غر ًل بما» قلت‪,‬‬
‫وما ب ما ؟ قال‪ :‬ليس مع هم شيء‪ ,‬ث يناديهم ب صوت ي سمعه من ب عد ك ما ي سمعه من‬
‫قرب‪ :‬أنا اللك‪ ,‬أنا الديان ل ينبغي لحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من‬
‫أ هل ال نة حق ح ت أق صه م نه‪ ,‬ول ينب غي ل حد من أهل ال نة أن يد خل ال نة وله ع ند‬
‫رجل من أهل النار حق حت أقصه منه ح ت اللط مة «قال‪ :‬قلنا كيف وإنا نأت ال عز‬
‫بببيئات»‪.‬‬ ‫بببنات والسب‬ ‫بببا ؟ قال‪« :‬بالسب‬ ‫بببل حفاة عراة غرلً بمب‬ ‫وجب‬
‫وعن شعبة عن العوام بن مزاحم عن أب عثمان عن عثمان بن عفان رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن الماء لتقتص من القرناء يوم القيامة» رواه عبد‬
‫ال بن المام أح د‪ ,‬وله شوا هد من وجوه أ خر‪ ,‬و قد ذكرنا ها ع ند قوله تعال‪{ :‬ون ضع‬

‫‪706‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوازين القسط ليوم القيامة فل تظلم نفس شيئا} وعند قوله تعال‪{ :‬إل أمم أمثالكم ما‬
‫فرطنبببا فببب الكتاب مبببن شيبببء ثببب إل ربمببب يشرون}‪.‬‬

‫ج ُد َواْ إِلّ ِإبْلِيسَ كَا َن مِنَ الْجِنّ َففَسَ َق عَنْ َأمْرِ َربّ ِه‬
‫** َوإِذَا قُ ْلنَا لِلْمَلِئ َكةِ اسْجُدُواْ لَدَمَ فَسَ َ‬
‫ب عَ ُد ّو ِبئْسبَ لِلظّالِمِيَب بَدَلً‬ ‫خذُونَهبُ َوذُ ّرّيتَهبُ َأوِْليَآءَ مِبن دُونِبي َوهُمبْ َلكُم ْ‬ ‫أََفتَتّ ِ‬
‫يقول تعال منبها ب ن آدم على عدواة إبل يس ل م ولبي هم من قبل هم‪ ,‬ومقرعا ل ن اتب عه‬
‫من هم وخالف خالقه وموله‪ ,‬وهو الذي أنشأه وابتداه وبألطا فه رزقه وغذاه‪ ,‬ث ب عد هذا‬
‫كله وال إبل يس وعادى ال‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وإذ قل نا للملئ كة} أي لم يع اللئ كة ك ما‬
‫تقدم تقريره ف أول سورة البقرة {ا سجدوا لَدم} أي سجود تشر يف وتكر ي وتعظ يم‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬وإذ قال ربك للملئكة إن خالق بشرا من صلصال من حإ مسنون فإذا‬
‫سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}‪ .‬وقوله‪{ :‬فسجدوا إل إبليس كان من‬
‫ال ن} أي خا نه أ صله‪ ,‬فإنه خلق من مارج من نار‪ ,‬وأ صل خلق اللئ كة من نور‪ ,‬ك ما‬
‫ثبت ف صحيح مسلم عن عائشة رضي ال عنها‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫قال‪« :‬خل قت اللئ كة من نور‪ ,‬وخلق إبل يس من مارج من نار‪ ,‬وخلق آدم م ا و صف‬
‫لكم‪ ,‬فعند الاجة نضح كل وعاء با فيه‪ ,‬وخانه الطبع عند الاجة وذلك أنه كان قد‬
‫توسم بأفعال اللئكة وتشبه بم وتعبد وتنسك‪ ,‬فلهذا دخل ف خطابم وعصى بالخالفة‪,‬‬
‫ون به تعال هه نا على أ نه من ال ن أي على أ نه خلق من نار‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬أ نا خ ي م نه‬
‫خلقتن من نار وخلقته من طي} قال السن البصري‪ :‬ما كان إبليس من اللئكة طرفة‬
‫عي قط‪ ,‬وإنه لصل الن‪ ,‬كما أن آدم عليه السلم أصل البشر‪ ,‬رواه ابن جرير بإسناد‬
‫صببببببببببببببببحيح عنببببببببببببببببه‪.‬‬
‫وقال الضحاك عن ا بن عباس‪ :‬كان إبل يس من حي من أحياء اللئ كة يقال ل م ال ن‪,‬‬
‫خلقوا من نار السموم من بي اللئكة‪ ,‬وكان اسه الارث‪ ,‬وكان خازنا من خزان النة‪,‬‬
‫وخلقت اللئكة من نور غي هذا الي‪ ,‬قال‪ :‬وخلقت الن الذين ذكروا ف القرآن من‬
‫مارج من نار‪ ,‬وهو لسان النار الذي يكون ف طرفها إذا التهبت‪ .‬وقال الضحاك أيضا عن‬
‫اببن عباس‪ :‬كان إبليبس مبن أشرف اللئكبة وأكرمهبم قببيلة‪ ,‬وكان خازنا على النان‪,‬‬

‫‪707‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكان له سلطان السماء الدنيا وسلطان الرض‪ ,‬وكان ما سولت له نفسه من قضاء ال‬
‫أنه رأى أن له بذلك شرفا على أهل السماء‪ ,‬فوقع من ذلك ف قلبه كب ل يعلمه إل ال‪,‬‬
‫واستخرج ال ذلك الكب منه حي أمره بالسجود لَدم {فاستكب وكان من الكافرين}‪.‬‬
‫قال ا بن عباس قوله‪{ :‬كان من ال ن} أي من خزان النان‪ ,‬ك ما يقال للر جل م كي‬
‫ومدن وبصري وكوف‪ .‬وقال ا بن جريج عن ابن عباس نو ذلك‪ ,‬وقال سعيد بن جبي‬
‫عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬هو من خزان النة‪ ,‬وكان يدبر أمر السماء الدنيا‪ ,‬رواه ابن جرير من‬
‫حد يث الع مش عن حبيب بن أ ب ثا بت عن سعيد به‪ .‬وقال سعيد بن ال سيب‪ :‬كان‬
‫رئيس ملئكة ساء الدنيا‪ ,‬وقال ابن إسحاق عن خلد بن عطاء عن طاوس عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬كان إبل يس ق بل أن ير كب الع صية من اللئ كة ا سه عزاز يل‪ ,‬وكان من سكان‬
‫الرض‪ ,‬وكان من أشد اللئكة اجتهادا وأكثرهم علما‪ ,‬فذلك دعاه إل الكب‪ ,‬وكان من‬
‫حبببببببببببببببي يسبببببببببببببببمون جنا‪.‬‬
‫وقال ابن جريج عن صال مول التوأمة وشريك بن أب نر‪ ,‬أحدها أو كلها عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬إن من اللئكة قبيلة من الن‪ ,‬وكان إبليس منها وكان يسوس ما بي السماء‬
‫والرض‪ ,‬فع صى‪ ,‬ف سخط ال عل يه فم سخه شيطانا رجيما‪ ,‬لع نه ال م سوخا‪ ,‬قال‪ :‬وإذا‬
‫كانت خطيئة الرجل ف كب فل ترجه‪ ,‬وإذا كانت ف معصية فارجه‪ ,‬وعن سعيد بن جبي‬
‫أنبه قال‪ :‬كان مبن النانيب الذيبن يعملون فب النبة‪ ,‬وقبد روي فب هذا آثار كثية عبن‬
‫السلف‪ ,‬وغالبها من السرائيليات الت تنقل لينظر فيها‪ ,‬وال أعلم بال كثي منها‪ ,‬ومنها‬
‫ما قد يق طع بكذ به لخالف ته لل حق الذي بأيدي نا‪ ,‬و ف القرآن غن ية عن كل ما عداه من‬
‫الخبار التقدمة لنا ل تكاد تلو من تبديل وزيادة ونقصان‪ ,‬وقد وضع فيها أشياء كثية‬
‫وليس لم من الفاظ التقني الذين ينفون عنها تريف الغالي وانتحال البطلي‪ ,‬كما لذه‬
‫ال مة من الئ مة والعلماء وال سادة والتقياء والبرة والنجباء من الهابذة النقاد والفاظ‬
‫الياد الذ ين دونوا الد يث‪ ,‬وحرروه وبينوا صحيحه من ح سنه من ضعي فه من منكره‪,‬‬
‫وموضو عه ومترو كه ومكذو به‪ ,‬وعرفوا الوضاع ي والكذاب ي والجهول ي وغ ي ذلك من‬
‫أصبناف الرجال‪ ,‬كبل ذلك صبيانة للجناب النبوي والقام الحمدي خاتب الرسبل وسبيد‬

‫‪708‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الب شر صلى ال عل يه و سلم أن ين سب إل يه كذب أو يدث ع نه ب ا ل يس م نه‪ ,‬فر ضي ال‬
‫ببل‪.‬‬ ‫ببد فعب‬ ‫ببم وقب‬ ‫ببل جنات الفردوس مأواهب‬ ‫ببم‪ ,‬وجعب‬ ‫ببم وأرضاهب‬ ‫عنهب‬
‫وقوله‪{ :‬ففسق عن أمر ربه} أي فخرج عن طاعة ال‪ ,‬فإن الفسق هو الروج‪ ,‬يقال‪:‬‬
‫ف سقت الرط بة إذا خر جت من أكمام ها‪ ,‬وف سقت الفأرة من جحر ها إذا خر جت م نه‬
‫للع يث والف ساد‪ ,‬ث قال تعال مقرعا وموبا ل ن اتب عه وأطا عه {أفتتخذو نه وذري ته أولياء‬
‫من دو ن} الَ ية‪ ,‬أي بد ًل ع ن‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬بئس للظال ي بدلً} وهذا القام كقوله ب عد‬
‫ذكر القيامة وأهوالا ومصي كل من الفريقي السعداء والشقياء ف سورة يس {وامتازوا‬
‫اليوم أيهبببببا الجرمون بببببب إل قوله بببببب أفلم تكونوا تعقلون}‪.‬‬

‫ض وَلَ َخلْ قَ َأْنفُ سِهِ ْم َومَا كُن تُ ُمتّخِذَ الْ ُمضِلّيَ‬


‫** مّآ َأشْهَدّتهُ مْ خَ ْل َق ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬
‫عَضُدا‬
‫يقول تعال‪ :‬هؤلء الذين اتذتوهم أولياء من دون عبيد أمثالكم ل يلكون شيئا‪ ,‬ول‬
‫أشهدت م خلق ال سموات والرض‪ ,‬ول كانوا إذ ذاك موجود ين‪ ,‬يقول تعال‪ :‬أ نا ال ستقل‬
‫بلق الشياء كل ها ومدبر ها ومقدر ها وحدي ل يس م عي ف ذلك شر يك ول وز ير ول‬
‫مشي ول نظي‪ ,‬كما قال‪{ :‬قل ادعوا الذين زعمتم من دون ال ل يلكون مثقال ذرة ف‬
‫السموات ول ف الرض وما لم فيها من شرك وما له منهم من ظهي* ول تنفع الشفاعة‬
‫عنده إل ل ن أذن له} الَ ية‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬و ما ك نت مت خذ الضل ي عضدا} قال مالك‪:‬‬
‫أعوانا‪.‬‬

‫ستَجِيبُواْ َلهُ ْم وَ َجعَلْنَا َبْينَهُم‬


‫** َوَيوْ َم َيقُولُ نَادُواْ ُشرَكَآئِ يَ الّذِي نَ َزعَ ْمتُ مْ َف َد َعوْهُ مْ فَلَ ْم يَ ْ‬
‫برِفا‬
‫ب يَجِدُواْ عَنْهَبا مَص ْ‬ ‫ب ّموَاقِعُوهَبا وَلَم ْ‬ ‫ب النّارَ فَ َظّن َواْ َأّنهُم ْ‬
‫ّموْبِقا * وَ َرأَى الْ ُمجْ ِرمُون َ‬
‫يقول تعال م با ع ما يا طب به الشرك ي يوم القيا مة على رؤوس الشهاد تقريعا ل م‬
‫وتوبيخا {نادوا شركائي الذين زعمتم} أي ف دار الدنيا ادعوهم اليوم ينقذوكم ما أنتم‬
‫فيه قال تعال‪{ :‬ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء‬

‫‪709‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ظهور كم و ما نرى مع كم شفعاء كم الذ ين زعم تم أن م في كم شركاء ل قد تق طع بين كم‬
‫وضل عنكم ما كنتم تزعمون} وقوله‪{ :‬فدعوهم فلم يستجيبوا لم} كما قال‪{ :‬وقيل‬
‫ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لم} الَية‪ ,‬وقال‪{ :‬ومن أضل من يدعو من دون‬
‫ال من ل يستجيب له} الَيتي‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬واتذوا من دون ال آلة ليكونوا لم عزا*‬
‫كل سيكفرون بعبادت م ويكونون علي هم ضدا} وقوله‪{ :‬وجعل نا بين هم موبقا} قال ا بن‬
‫عباس وقتادة وغ ي وا حد‪ :‬مهلكا‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬ذ كر ل نا أن ع مر البكائي حدث عن ع بد‬
‫ال بن عمرو قال‪ :‬هو واد عميق فرق به يوم القيامة بي أهل الدى وأهل الضللة‪ .‬وقال‬
‫قتادة‪ :‬موبقا واديا فببببببببببببب جهنبببببببببببببم‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن م مد بن سنان القزاز‪ ,‬حدث نا ع بد ال صمد‪ ,‬حدث نا يز يد بن‬
‫درهم‪ ,‬سعت أنس بن مالك يقول ف قول ال تعال‪{ :‬وجعلنا بينهم موبقا} قال‪ :‬واد ف‬
‫جه نم من ق يح ودم‪ ,‬وقال ال سن الب صري‪ :‬موبقا عداوة‪ ,‬والظا هر من ال سياق هه نا أ نه‬
‫الهلك‪ ,‬ويوز أن يكون واديا فب جهنبم أو غيه‪ ,‬والعنب أن ال تعال بيب أنبه ل سببيل‬
‫لؤلء الشركي ول وصول لم إل آلتهم الت كانوا يزعمون ف الدنيا‪ ,‬وأنه يفرق بينهم‬
‫وبينها ف الَخرة‪ ,‬فل خلص لحد من الفريقي إل الَخر‪ ,‬بل بينهما مهلك وهول عظيم‬
‫وأمر كبي‪ .‬وأما إن جعل الضمي ف قوله بينهم عائدا إل الؤمني والكافرين كما قال عبد‬
‫ال بن عمرو إنه يفرق بي أهل الدى والضللة به‪ ,‬فهو كقوله تعال‪{ :‬ويوم تقوم الساعة‬
‫يومئذ يتفرقون} وقال {يومئذ ي صدعون}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وامتازوا اليوم أي ها الجرمون}‪,‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬ويوم نشرهم جيعا ث نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا‬
‫بينهبببم بببب إل قوله بببب وضبببل عنهبببم مبببا كانوا يفترون}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ورأى الجرمون النار فظنوا أنم مواقعوها ول يدوا عنها مصرفا} أي أنم لا‬
‫عاينوا جهنم حي جيء با تقاد بسبعي ألف زمام‪ ,‬مع كل زمام سبعون ألف ملك {فإذا‬
‫رأى الجرمون النار} تققوا ل مالة أنمب مواقعوهبا‪ ,‬ليكون ذلك مبن باب تعجيبل المب‬
‫والزن ل م‪ ,‬فإن تو قع العذاب والوف م نه ق بل وقو عه عذاب نا جز‪ .‬وقوله‪{ :‬ول يدوا‬
‫عنها مصرفا} أي ليس لم طريق يعدل بم عنها ول بد لم منها‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثن‬
‫يونس أخبنا ابن وهب أخبن عمرو بن الارث عن دراج عن أب اليثم عن أب سعيد‪,‬‬

‫‪710‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬إن الكافر ليى جهنم فيظن أنا مواقعته من‬
‫مسية أربعمائة سنة»‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ابن ليعة حدثنا دراج عن‬
‫أب اليثم عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ينصب الكافر‬
‫مقدار خ سي ألف سنة‪ ,‬ك ما ل يع مل ف الدن يا‪ ,‬وإن الكا فر ليى جه نم وي ظن أن ا‬
‫مواقعتبببببه مبببببن مسبببببية أربعيببببب سبببببنة»‪.‬‬

‫س مِن كُ ّل َمثَلٍ وَكَا نَ ا ِلنْ سَانُ أَكْثَ َر َشيْءٍ جَدَلً‬


‫** وََلقَدْ صَرّ ْفنَا فِي هَـذَا الْقُرْآ نِ لِلنّا ِ‬
‫يقول تعال‪ :‬ولقد بينا للناس ف هذا القرآن ووضحنا لم المور وفصلناها كيل يضلوا‬
‫عن ال ق ويرجوا عن طر يق الدى‪ ,‬ومع هذا البيان وهذا الفرقان الن سان كث ي الجادلة‬
‫والخاصمة العارضة للحق بالباطل إل من هدى ال بصره لطريق النجاة‪ .‬قال المام أحد‪:‬‬
‫حدثنا أبو اليمان‪ ,‬أخبنا شعيب عن الزهري‪ ,‬أخبن علي بن السي أن حسي بن علي‬
‫أخبه أن علي بن أب طالب أخبه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ليلة‪ ,‬فقال‪« :‬أل ت صليان ؟» فقلت‪ :‬يا ر سول ال إن ا‬
‫أنفسنا بيد ال‪ ,‬فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا‪ ,‬فانصرف حي قلت ذلك ول يرجع إل شيئا‪ ,‬ث‬
‫سعته و هو مول يضرب فخذه ويقول‪{ :‬وكان الن سان أك ثر ش يء جدلً} أخرجاه ف‬
‫الصببببببببببببببببببببببببببببببببحيحي‪.‬‬

‫سَت ْغفِرُواْ َرّبهُمْ إِلّ أَن َت ْأتَِيهُمْ ُسّنةُ الوّلِيَ‬


‫ى َويَ ْ‬
‫** َومَا َمنَ َع النّاسَ أَن ُيؤْ ِمُنوَاْ إِذْ جَآ َءهُ ُم الْهُدَ َ‬
‫َأوْ َي ْأتَِيهُ ُم الْعَذَابُ ُقُبلً * َومَا نُرْ سِ ُل الْ ُمرْ سَِليَ إِلّ مُبَشّرِي َن َومُنذِرِي َن َويُجَادِ ُل الّذِي نَ َكفَرُواْ‬
‫ب وَاتّخَ ُذ َوْا آيَاتِبببي وَمَبببا ُأنْذِرُواْ هُزُوا‬ ‫بب ّ‬ ‫ب الْحَقب‬ ‫بب ِ‬ ‫بِاْلبَاطِلِ ِليُدْ ِحضُواْ بِهب‬
‫يب تعال عن ترد الكفرة ف قدي الزمان وحديثه‪ ,‬وتكذيبهم بالق البي الظاهر مع ما‬
‫يشاهدون من الَيات والدللت الواضحات‪ ,‬وأنه ما منعهم من اتباع ذلك إل طلبهم أن‬
‫يشاهدوا العذاب الذي وعدوا به عيانا‪ ,‬كما قال أولئك لنبيهم‪{ :‬فأسقط علينا كسفا من‬
‫السماء إن كنت من الصادقي} وآخرون قالوا {ائتنا بعذاب ال إن كنت من الصادقي}‬

‫‪711‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقالت قريش {اللهم إن كان هذا هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو‬
‫ائتنا بعذاب أليم} {وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لجنون لو ما تأتينا باللئكة‬
‫إن كنببت مببن الصببادقي} إل غيبب ذلك مببن الَيات الدالة على ذلك‪.‬‬
‫ث قال {إل أن تأتيهم سنة الولي} من غشيانم بالعذاب وأخذهم عن آخرهم‪{ ,‬أو‬
‫يأتيهم العذاب قبلً} أي يرونه عيانا مواجهة ومقابلة‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬وما نرسل الرسلي‬
‫إل مبشر ين ومنذر ين} أي ق بل العذاب مبشر ين من صدقهم وآ من ب م‪ ,‬ومنذر ين ل ن‬
‫كذب م وخالف هم‪ ,‬ث أ خب عن الكفار بأن م {يادلون بالبا طل ليدخ صوا به ال ق} أي‬
‫ليضعفوا به ال ق الذي جاءت م به الر سل‪ ,‬ول يس ذلك با صل ل م‪{ ,‬واتذوا آيا ت و ما‬
‫أنذروا هزوا} أي اتذوا الجبج والباهيب وخوارق العادات التب بعبث باب الرسبل ومبا‬
‫أنذروهبم وخوفوهبم ببه مبن العذاب {هزوا} أي سبخروا منهبم فب ذلك وهبو أشبد‬
‫التكذيبببببببببببببببببببببببببببببببببب‪.‬‬

‫ت يَدَا هُ ِإنّا َجعَ ْلنَا عََلىَ‬


‫ض عَْنهَا َونَ سِ َي مَا قَ ّدمَ ْ‬ ‫** َومَ نْ َأظْلَ ُم مِمّن ذُ ّك َر بِآيِا تِ َربّ هِ َفَأعْرَ َ‬
‫قُلُوِبهِ مْ أَ ِكّنةً أَن َي ْف َقهُو ُه وَفِي آذَانِهِ ْم وَقْرا َوإِن تَ ْد ُعهُ مْ إِلَ َى اْلهُدَىَ فََل ْن َيهْتَ ُد َواْ إِذا َأبَدا *‬
‫سبُواْ َلعَجّلَ َلهُ ُم الْعَذَا بَ بَل لّهُم ّموْعِدٌ لّن‬ ‫ك اْل َغفُورُ ذُو الرّحْ َمةِ َل ْو ُيؤَاخِذُهُم بِمَا كَ َ‬ ‫وَ َربّ َ‬
‫ك اْلقُرَىَ َأهَْلكْنَاهُ مْ لَمّا ظََلمُوْا وَ َجعَلْنَا لِ َمهِْلكِهِم ّموْعِدا‬ ‫يَجِدُوْا مِن دُونِ ِه َم ْوئِلٍ * َوتِلْ َ‬
‫يقول تعال‪ :‬وأي عباد ال أظلم من ذكر بآيات ال فأعرض عنها‪ ,‬أي تناساها وأعرض‬
‫عن ها ول ي صغ ل ا ول أل قى إلي ها بالً‪{ ,‬ون سي ما قد مت يداه} أي من العمال ال سيئة‬
‫والفعال القبيحة‪{ ,‬إنا جعلنا على قلوبم} أي قلوب هؤلء {أكنة} أي أغطية وغشاوة‬
‫{أن يفقهوه} أي لئل يفهموا هذا القرآن والبيان {وف آذانم وقرا} أي صمما معنويا‬
‫عبببببببن الرشاد {وإن تدعهبببببببم إل الدى فلن يهتدوا إذا أبدا}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ورببك الغفور ذو الرحةب} أي رببك يبا ممبد غفور ذو رحةب واسبعة {لو‬
‫يؤاخذهم با كسبوا لعجل لم العذاب} كما قال‪{ :‬ولو يؤاخذ ال الناس با كسبوا ما‬
‫ترك على ظهر ها من دا بة} وقال‪{ :‬وإن ر بك لذو مغفرة للناس على ظلم هم وإن ر بك‬
‫لشديد العقاب} والَيات ف هذا كثية شت‪ ,‬ث أخب أنه يلم ويستر ويغفر‪ ,‬وربا هدى‬

‫‪712‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعضهم من الغي إل الرشاد‪ ,‬ومن استمر منهم فله يوم يشيب فيه الوليد‪ ,‬وتضع كل ذات‬
‫حل حلها‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬بل لم موعد لن يدوا من دونه موئلً} أي ليس لم عنه ميص‬
‫ول ميبد ول معدل‪ .‬وقوله‪{ :‬وتلك القرى أهلكناهبم لاب ظلموا} أي المبم السبالفة‬
‫والقرون الاليبة‪ ,‬أهلكناهبم بسببب كفرهبم وعنادهبم‪{ ,‬وجعلنبا لهلكهبم موعدا} أي‬
‫جعلناه إل مدة معلومة ووقت معي‪ ,‬ل يزيد ول ينقص‪ ,‬أي وكذلك أنتم أيها الشركون‬
‫احذروا أن يصيبكم ما أصابم‪ ,‬فقد كذبتم أشرف رسول وأعظم نب‪ ,‬ولستم بأعز علينا‬
‫منهبببببببببببببم‪ ,‬فخافوا عذابببببببببببببب ونذري‪.‬‬

‫** َوإِذْ قَا َل مُو سَىَ ِل َفتَا هُ ل َأبْرَ حُ َحتّىَ َأبْلُ َغ َمجْمَ َع اْلبَحْ َريْ نِ َأوْ َأ ْمضِ يَ ُحقُبا * َفلَمّا بََلغَا‬
‫حرِ سَرَبا * َفلَمّا جَاوَزَا قَالَ ِل َفتَا ُه آتِنَا‬ ‫سيَا حُوَتهُمَا فَاتّخَذَ َسبِيلَهُ فِي الْبَ ْ‬ ‫مَجْ َم َع َبيِْنهِمَا نَ ِ‬
‫غَدَآ َءنَا َلقَدْ َلقِينَا مِن َسفَ ِرنَا هَـذَا نَ صَبا * قَالَ أَ َرَأيْ تَ ِإذْ َأوَْينَآ إِلَى ال صّخْ َرةِ فَِإنّي نَ سِيتُ‬
‫ك مَا‬ ‫ح ِر عَجَبا * قَالَ ذَلِ َ‬ ‫شيْطَا نُ أَ نْ َأذْكُرَ هُ وَاتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَ ْ‬
‫ت َومَآ َأنْ سَانِيهُ إِلّ ال ّ‬ ‫الْحُو َ‬
‫كُنّا َنبْ غِ فَا ْرتَدّا عََل َى آثَا ِرهِمَا قَ صَصا * َفوَجَدَا َعبْدا مّ ْن ِعبَادِنَآ آَتيْنَا هُ َرحْ َم ًة مّ ْن عِندِنَا‬
‫بببببببببُ مِبببببببببن ّلدُنّبببببببببا عِلْما‬ ‫َوعَلّ ْمنَاهب‬
‫سبب قول موسى لفتاه وهو يوشع بن نون‪ ,‬هذا الكلم أنه ذكر له أن عبدا من عباد ال‬
‫بجمع البحرين عنده من العلم ما ل يط به موسى‪ ,‬فأحب الرحيل إليه‪ ,‬وقال لفتاه ذلك‬
‫{ل أبرح} أي ل أزال سائرا {حت أبلغ ممع البحرين} أي هذا الكان الذي فيه ممع‬
‫البحريببببببببببببببببببببببببببببن‪ ,‬قال الفرزدق‪:‬‬
‫فمبببببا برحوا حتببببب تادت نسببببباؤهببطحاء ذي قارعبات اللطائم‬
‫قال قتادة وغي واحد‪ :‬ها بر فارس ما يلي الشرق‪ ,‬وبر الروم ما يلي الغرب‪ ,‬وقال‬
‫م مد بن ك عب القر ظي‪ :‬م مع البحر ين ع ند طن جة‪ ,‬يع ن ف أق صى بلد الغرب‪ ,‬فال‬
‫أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬أو أمضي حقبا} أي ولو أ ن أسي حقبا من الزمان‪ .‬قال ابن جرير رح ه‬
‫ال‪ :‬ذكر بعض أهل العلم بكلم العرب أن القب ف لغة قيس سنة‪ ,‬ث روي عن عبد ال‬
‫بن عمرو أ نه قال‪ :‬ال قب ثانون سنة‪ .‬وقال ما هد‪ :‬سبعون خريفا‪ .‬وقال علي بن أ ب‬

‫‪713‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫طلحبة عبن اببن عباس قوله‪{ :‬أو أمضبي حقبا} قال‪ :‬دهرا‪ ,‬وقال قتادة واببن زيبد مثبل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فلما بلغا ممع بينهما نسيا حوتما} وذلك أنه كان قد أمر بمل حوت ملوح‬
‫معه‪ ,‬وقيل له‪ :‬مت فقدت الوت‪ ,‬فهو ثة‪ ,‬فسارا حت بلغا ممع البحرين‪ ,‬وهناك عي‬
‫يقال لا عي الياة‪ ,‬فناما هنالك‪ ,‬وأصاب الوت من رشاش ذلك الاء‪ ,‬فاضطرب وكان‬
‫ف مكتل مع يوشع عليه السلم‪ ,‬وطفر من الكتل إل البحر‪ ,‬فاستيقظ يوشع عليه السلم‬
‫وسقط الوت ف البحر فجعل يسي ف الاء والاء له مثل الطاق ل يلتئم بعده‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬واتذ سبيله ف البحر سربا} أي مثل السرب ف الرض‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬قال ابن‬
‫عباس‪ :‬صار أثره كأنه حجر‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬جعل الوت ل يس شيئا من‬
‫البحر إل يبس حت يكون صخرة‪ .‬وقال ممد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد ال بن‬
‫عبد ال عن ابن عباس‪ ,‬عن أب بن كعب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم حي‬
‫ذكبر حديبث ذلك‪ :‬مبا اناب ماء منبذ كان الناس غيب مسبي مكان الوت الذي فيبه‪,‬‬
‫فاناب كالكوة ح ت ر جع إل يه مو سى فرأى م سلكه‪ ,‬فقال‪{ :‬ذلك ما ك نا نب غِ} وقال‬
‫قتادة‪ :‬سرب من الب حر حت أفضى إل الب‪ ,‬ث سلك فيه فجعل ل يسلك طريقا فيه إل‬
‫صببببببببببببببببببببببببببببببار ماء جامدا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فل ما جاوزا} أي الكان الذي ن سيا الوت ف يه‪ ,‬ون سب الن سيان إليه ما وإن‬
‫كان يوشع هو الذي نسيه‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬يرج منهما اللؤلؤ والرجان} وإنا يرج من‬
‫الال على أحد القولي‪ ,‬فلما ذهبا عن الكان الذي نسياه فيه برحلة {قال} موسى {لفتاه‬
‫آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا} أي الذي جاوزا فيه الكان {نصبا} يعن تعبا {قال‬
‫أرأ يت إذ أوي نا إل ال صخرة فإ ن ن سيت الوت و ما أن سانيه إل الشيطان أن أذكره} قال‬
‫قتادة‪ :‬وقرأ ا بن م سعود أن أذ كر كه‪ ,‬ولذا قال {وات ذ سبيله} أي طري قه { ف الب حر‬
‫عجبا قال ذلك ما كنا نبغِ} أي هذا هو الذي نطلب {فارتدا} أي رجعا {على آثارها}‬
‫أي طريقهما {قصصا} أي يقصان آثار مشيهما ويقفوان أثرها {فوجدا عبدا من عبادنا‬
‫آتيناه رح ة من عند نا وعلمناه من لدنا علما} وهذا هو ال ضر عليه ال سلم‪ ,‬ك ما دلت‬
‫عليببه الحاديببث الصببحيحة عببن رسببول ال صببلى ال عليببه وسببلم‪.‬‬

‫‪714‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا الميدي‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدثنا عمرو بن دينار‪ ,‬أخبن سعيد بن‬
‫جببي‪ ,‬قال‪ :‬قلت لببن عباس‪ :‬إن نوفا البكال يزعبم أن موسبى صباحب الضبر عليبه‬
‫السلم‪ ,‬ليس هو موسى صاحب بن إسرائيل‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬كذب عدو ال‪ ,‬حدثنا أب‬
‫بن كعب رضي ال عنه أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن موسى قام‬
‫خطيبا ف ب ن إ سرائيل ف سئل‪ :‬أي الناس أعلم ؟ قال‪ :‬أ نا‪ ,‬فع تب ال عل يه إذ ل يرد العلم‬
‫إل يه‪ ,‬فأو حى ال إل يه إن ل عبدا بج مع البحر ين هو أعلم م نك‪ .‬قال مو سى‪ :‬يا رب‬
‫وك يف ل به ؟ قال‪ :‬تأ خذ م عك حوتا فتجعله بك تل‪ ,‬فحيث ما فقدت الوت ف هو ث‪,‬‬
‫فأخذ حوتا فجعله بكتل‪ ,‬ث انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون عليه السلم‪ ,‬حت إذا‬
‫أت يا ال صخرة وض عا رأ سيهما فنا ما‪ ,‬واضطرب الوت ف الك تل‪ ,‬فخرج م نه ف سقط ف‬
‫الب حر فات ذ سبيله ف الب حر سربا‪ ,‬وأم سك ال عن الوت جر ية الاء‪ ,‬ف صار عل يه م ثل‬
‫الطاق‪ ,‬فلما استيقظ‪ ,‬نسي صاحبه أن يبه بالوت‪ ,‬فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حت‬
‫إذا كان من الغد قال موسى لفتاه‪{ :‬آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} ول يد‬
‫موسبى النصبب حتب جاوز الكان الذي أمره ال ببه‪ ,‬قال له فتاه‪{ :‬أرأيبت إذ أوينبا إل‬
‫ال صخرة فإ ن ن سيت الوت و ما أن سانيه إل الشيطان أن أذكره وات ذ سبيله ف الب حر‬
‫عجببا} قال‪ :‬فكان الوت سربا‪ ,‬ولوسبى وفتاه عجبا‪ ,‬فقال {ذلك مبا ك نا نب غِ فارتدا‬
‫على آثارهاب قصبصا} قال‪ :‬فرجعبا يقصبان أثرهاب حتب انتهيبا إل الصبخرة‪ ,‬فإذا رجبل‬
‫مسجى بثوب‪ ,‬فسلم عليه موسى فقال الضر‪ :‬وأن بأرضك السلم‪ .‬فقال‪ :‬أنا موسى‪.‬‬
‫فقال‪ :‬موسى بن إسرائيل ؟ قال‪ :‬نعم قال أتيتك لتعلمن ما علمت رشدا {قال إنك لن‬
‫تستطيع معي صبا} يا موسى إن على علم من علم ال علمنيه ل تعلمه أنت وأنت على‬
‫علم مبن علم ال علمكبه ال ل أعلمبه‪ .‬فقال موسبى {سبتجدن إن شاء ال صبابرا ول‬
‫أعصي لك أمرا} قال له الضر‪{ :‬فإن اتبعتن فل تسألن عن شيء حت أحدث لك منه‬
‫ذكرا}‪.‬‬
‫فانطلقا يشيان على ساحل البحر فمرت سفينة‪ ,‬فكلموهم أن يملوهم‪ ,‬فعرفوا الضر‬
‫فحملو هم بغ ي نول‪ ,‬فل ما رك با ف ال سفينة ل يف جأ إل وال ضر قد قلع لوحا من ألواح‬
‫السبفينة بالقدوم‪ ,‬فقال له موسبى‪ :‬قبد حلونبا بغيب نول‪ ,‬فعمدت إل سبفينتهم فخرقتهبا‬

‫‪715‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لتغرق أهل ها ؟ ل قد جئت شيئا إمرا {قال أل أ قل إ نك لن ت ستطيع م عي صبا ؟ قال ل‬
‫تؤاخذ ن ب ا ن سيت ول ترهق ن من أمري ع سرا} قال‪ :‬وقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم وعلى آله ب فكانبت الول من موسبى ن سيانا‪ ,‬قال‪ :‬وجاء ع صفور فو قع على‬
‫حرف السفينة‪ ,‬فنقر ف البحر نقرة أو نقرتي فقال له الضر‪ :‬ما علمي وعلمك ف علم‬
‫ال إل مثبببل مبببا نقبببص هذا العصبببفور مبببن هذا البحبببر‪.‬‬
‫ث خرجا من ال سفينة فبين ما ه ا يشيان على ال ساحل إذ أب صر الضر غلما يلعب مع‬
‫الغلمان‪ ,‬فأ خذ ال ضر رأ سه فاقتل عه بيده فقتله‪ ,‬فقال له مو سى {أقتلت نف سا زك ية بغ ي‬
‫نفس لقد جئت شيئا نكرا قال أل أقل لك إنك لن تستطيع معي صبا} قال‪ :‬وهذه أشد‬
‫من الول‪{ ,‬قال إن سألتك عن ش يء بعد ها فل ت صاحبن قد بل غت من لد ن عذرا‪,‬‬
‫فانطلقا حت إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوها فوجدا فيها جدارا يريد‬
‫أن ينقض} أي مائلً‪ ,‬فقال الضر بيده {فأقامه} فقال موسى‪ :‬قوم أتيناهم فلم يطعمونا‬
‫ول يضيفونا {لو شئت لتذت عليه أجرا‪ ,‬قال هذا فراق بين وبينك سأنبئك بتأويل ما‬
‫ل تستطع عليه صبا} فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬وددنا أن موسى كان صب‬
‫حت يقص ال علينا من خبها» قال سعيد بن جبي‪ :‬كان ابن عباس يقرأ {وكان أمامهم‬
‫ملك يأ خذ كل سفينة صالة غ صبا} وكان يقرأ {وأ ما الغلم فكان كافرا وكان أبواه‬
‫مؤمنيببببببببببببببببببببببببببببببببب}‪.‬‬
‫ث رواه البخاري عن قتيبة عن سفيان بن عيينة فذكر نوه‪ ,‬وفيه‪ :‬فخرج موسى ومعه‬
‫فتاه يو شع بن نون ومعه ما الوت‪ ,‬ح ت انته يا إل ال صخرة‪ ,‬فنل عند ها‪ ,‬قال‪ :‬فو ضع‬
‫موسى رأسه فنام‪ ,‬قال سفيان‪ :‬وف حديث عن عمر قال‪ :‬وف أصل الصخرة عي يقال لا‬
‫الياة ل يصبيب مبن مائهبا شيبء إل حيبي فأصباب الوت مبن ماء تلك العيب‪ ,‬فتحرك‬
‫وانسل من الكتل فدخل البحر‪ ,‬فلما استيقظ قال موسى لفتاه {آتنا غداءنا} قال‪ :‬وساق‬
‫الديث‪ ,‬ووقع عصفور على حرف السفينة‪ ,‬فغمس منقاره ف البحر‪ ,‬فقال الضر لوسى‪:‬‬
‫ما علمي وعلمك وعلم اللئق ف علم ال إل مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره وذكر‬
‫تامببببببببببببببببببببببببببببببببه بنحوه‪.‬‬

‫‪716‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال البخاري أيضا‪ :‬حدثنا إبراهيم بن موسى‪ ,‬حدثنا هشام بن يوسف أن ابن جريج‬
‫أ خبهم قال‪ :‬أخبن يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن)سعيد بن جبي‪ ,‬يزيد أحدها‬
‫على صاحبه‪ ,‬وغيها قد سعته يدث عن سعيد بن جبي قال‪ :‬إنا لعند ابن عباس ف بيته‪,‬‬
‫إذ قال سلون‪ ,‬فقلت‪ :‬أي أ با عباس جعل ن ال فداك‪ ,‬بالكو فة ر جل قاص يقال له نوف‬
‫يزعم أنه ليس بوسى بن إسرائيل‪ ,‬أما عمرو فقال ل قال‪ :‬كذب عدو ال وأما يعلى فقال‬
‫ل قال اببن عباس‪ :‬حدثنب أبب ببن كعبب قال‪ :‬قال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪:‬‬
‫«موسى رسول ال ذكر الناس يوما حت إذا فاضت العيون ورقت القلوب ول‪ ,‬فأدركه‬
‫رجل فقال‪ :‬أي رسول ال هل ف الرض أعلم منك ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬فعتب ال عليه إذ ل يرد‬
‫العلم إل ال‪ ,‬قيل‪ :‬بلى‪ ,‬قال أي رب‪ ,‬وأين ؟ قال‪ :‬بجمع البحرين‪ ,‬قال‪ :‬أي رب اجعل‬
‫ل علما أعلم ذلك ببه‪ .‬قال ل عمرو‪ :‬قال حيبث يفارقبك الوت‪ ,‬وقال ل يعلى‪ :‬خبذ‬
‫حوتا ميتا حيث ينفخ فيه الروح‪ ,‬فأخذ حوتا فجعله ف مكتل فقال لفتاه‪ :‬ل أكلفك إل‬
‫أن ت بن ب يث يفار قك الوت‪ ,‬قال‪ :‬ما كل فت كبيا‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬وإذ قال مو سى‬
‫لفتاه} يوشع بن نون ليست عند سعيد بن جبي‪ ,‬قال‪ :‬فبينما هو ف ظل صخرة ف مكان‬
‫ثريان إذ يضرب الوت وموسبى نائم‪ ,‬فقال فتاه‪ ,‬ل أوقظبه‪ ,‬حتب إذا اسبتيقظ نسبي أن‬
‫يبه‪ ,‬ويضرب الوت حت دخل ف البحر فأمسك ال عنه جرية الاء حت كأن أثره ف‬
‫حجر‪ ,‬قال‪ :‬فقال ل عمرو‪ :‬هكذا كأن أثره ف حجر‪ ,‬وحلق بي إباميه واللتي تليهما‪,‬‬
‫قال‪{ :‬لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} قال‪ :‬وقد قطع ال عنك النصب‪ ,‬ليست هذه عند‬
‫سعيد بن جبي‪ ,‬أخبه فرجعا فوجدا خضرا قال‪ :‬قال عثمان بن أب سليمان‪ :‬على طنفسة‬
‫خضراء على كبد البحر‪ ,‬قال سعيد بن جبي‪ :‬مسجى بثوب قد جعل طرفه تت رجليه‬
‫وطرفه عند رأسه‪ ,‬فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه‪ ,‬وقال‪ :‬هل بأرضي من سلم ؟‬
‫من أنت ؟ قال‪ :‬أنا موسى‪ ,‬قال‪ :‬موسى بن إسرائيل ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬فما شأنك ؟ قال‪:‬‬
‫جئتك لتعلمن ما علمت رشدا‪ ,‬قال‪ :‬أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك يا‬
‫مو سى‪ ,‬إن ل علما ل ينب غي لك أن تعل مه‪ ,‬وإن لك علما ل ينب غي ل أن أعل مه‪ ,‬فأ خذ‬
‫طائر بنقاره من البحر فقال‪ :‬وال ما علمي وعلمك ف جنب علم ال إل كما أخذ هذا‬
‫الطائر بنقاره من الب حر‪ ,‬ح ت إذا رك با ف ال سفينة وجدا معابر صغارا ت مل أ هل هذا‬

‫‪717‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الساحل إل هذا الساحل الَخر‪ ,‬عرفوه فقالوا‪ :‬عبد ال الصال‪ ,‬قال‪ :‬فقلنا لسعيد بن جبي‬
‫خ ضر‪ ,‬قال‪ :‬ن عم ل نمله بأ جر‪ ,‬فخرق ها وو تد في ها وتدا‪ ,‬قال مو سى {أخرقت ها لتغرق‬
‫أهلهبا لقبد جئت شيئا إمرا} قال ماهبد‪ :‬منكرا‪{ ,‬قال أل أقبل إنبك لن تسبتطيع معبي‬
‫صبا} كانت الول نسيانا‪ ,‬والثانية شرطا‪ ,‬والثالثة عمدا‪{ ,‬قال ل تؤاخذن با نسيت‪,‬‬
‫ول ترهق ن من أمري ع سرا‪ ,‬فانطل قا ح ت إذا لق يا غلما فقتله}‪ ,‬قال يعلى‪ :‬قال سعيد‪:‬‬
‫و جد غلمانا يلعبون‪ ,‬فأ خذ غلما كافرا ظريفا فأضج عه ث ذب ه بال سكي‪ ,‬فقال أقتلت‬
‫نفسا زكية ل تعمل النث ؟ وابن عباس قرأها زكية مسلمة كقولك غلما زكيا‪ ,‬فانطلقا‬
‫فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه‪ ,‬قال سعيد‪ :‬بيده هكذا ودفع بيده فاستقام‪ ,‬قال‪ :‬لو‬
‫شئت لتذت عليه أجرا‪ ,‬قال يعلى‪ :‬حسبت أن سعيدا قال‪ :‬فمسحه بيده فاستقام‪ ,‬قال‪:‬‬
‫بم ملك‪ ,‬وكان‬ ‫بعيد‪ :‬أجرا نأكله‪ ,‬وكان وراءهب‬ ‫به أجرا‪ ,‬قال سب‬ ‫لو شئت لتذت عليب‬
‫أمامهم‪ ,‬قرأها ابن عباس‪ :‬أمامهم ملك يزعمون‪ ,‬عن غي سعيد‪ ,‬أنه هدد بن بدد‪ ,‬والغلم‬
‫القتول ا سه يزعمون جي سور ملك يأ خذ كل سفينة غ صبا‪ ,‬فأردت إذا هي مرت به أن‬
‫يدعها بعيبها‪ ,‬فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا با‪ ,‬منهم من يقول سدوها بقارورة‪ ,‬ومنهم‬
‫من يقول بالقار‪ ,‬كان أبواه مؤمني‪ ,‬وكان هو كافرا‪ ,‬فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا‬
‫أن يملهما حبه على أن يتابعاه على دينه‪ ,‬فأردنا أن يبدلما ربما خيا منه زكاة‪ ,‬كقوله‪:‬‬
‫{أقتلت نف سا زك ية}‪ ,‬وقوله‪{ :‬وأقرب رحا} ه ا به أر حم منه ما بالول الذي ق تل‬
‫خضر‪ ,‬وزعم غي سعيد بن جبي أنما أبدل جارية‪ ,‬وأما داود بن أب عاصم فقال عن غي‬
‫واحببببببببببد‪ :‬إنابببببببببب جاريببببببببببة‪.‬‬
‫قال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن أب إسحاق عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫خطب موسى عليه السلم بن إسرائيل فقال‪ :‬ما أحد أعلم بال وبأمره من‪ ,‬فأمر أن يلقى‬
‫هذا الر جل فذ كر ن و ما تقدم بزيادة ونق صان‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال م مد بن إ سحاق عن‬
‫السن بن عمارة‪ ,‬عن الكم بن عتيبة عن سعيد بن جبي قال‪ :‬جلست عند ابن عباس‬
‫وعنده نفر من أهل الكتاب‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬يا أبا العباس إن نوفا ابن امرأة كعب يزعم عن‬
‫ك عب أن مو سى ال نب الذي طلب العال إن ا هو مو سى بن مي شا‪ ,‬قال سعيد‪ :‬فقال ا بن‬

‫‪718‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عباس‪ :‬أنوف يقول هذا يا سعيد ؟ فقلت له‪ :‬ن عم أ نا سعت نوفا يقول ذلك‪ ,‬قال‪ :‬أ نت‬
‫سبببببعته يبببببا سبببببعيد ؟ قال‪ :‬نعبببببم‪ ,‬قال‪ :‬كذب نوف‪.‬‬
‫ث قال ابن عباس‪ :‬حدثن أب بن كعب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن موسى‬
‫ب ن إسرائيل سأل ر به‪ ,‬فقال‪ :‬أي رب إن كان ف عبادك أحد هو أعلم م ن فدلن عليه‪,‬‬
‫فقال له‪ :‬ن عم ف عبادي من هو أعلم م نك‪ ,‬ث ن عت له مكا نه وأذن له ف لق يه‪ ,‬فخرج‬
‫موسى ومعه فتاه ومعه حوت مليح‪ ,‬قد قيل له‪ :‬إذا حيي هذا الوت ف مكان‪ ,‬فصاحبك‬
‫هنالك وقد أدركت حاجتك‪ ,‬فخرج موسى ومعه فتاه ومعه ذلك الوت يملنه‪ ,‬فسار‬
‫حت جهده السي وانتهى إل الصخرة وإل ذلك الاء‪ ,‬وذلك الاء ماء الياة‪ ,‬من شرب منه‬
‫خلد ول يقارنه شيء ميت إل حيي‪ ,‬فل ما نزل ومس الوت الاء حيي‪ ,‬فات ذ سبيله ف‬
‫البحر سربا‪ ,‬فانطلقا فلما جاوزا النقلة قال موسى لفتاه‪ :‬آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا‬
‫هذا نصبا‪ ,‬قال الفت وذكر‪ :‬أرأيت إذ أوينا إل الصخرة‪ ,‬فإن نسيت الوت وما أنسانيه‬
‫إل الشيطان أن أذكره‪ ,‬وات ذ سبيله ف الب حر عج با‪ ,‬قال ا بن عباس فظ هر مو سى على‬
‫الصخرة حت إذا انتهيا إليها‪ ,‬فإذا رجل متلفف ف كساء له‪ ,‬فسلم موسى عليه فرد عليه‬
‫ال سلم‪ ,‬ث قال له‪ :‬ما جاء بك إن كان لك ف قو مك لش غل ؟ قال له مو سى‪ :‬جئ تك‬
‫لتعلمن ما علمت رشدا‪ .‬قال‪ :‬إنك لن تستطيع معي صبا‪ ,‬وكان رجلً يعلم علم الغيب‪,‬‬
‫قد علم ذلك‪ ,‬فقال موسى‪ :‬بلى‪ .‬قال‪{ :‬وكيف تصب على ما ل تط به خبا} أي إنا‬
‫تعرف ظاهر ما ترى من العدل‪ ,‬ول تط من علم الغيب با أعلم {قال ستجدن إن شاء‬
‫ال صابرا ول أعصي لك أمرا} وإن رأيت ما يالفن‪ ,‬قال‪{ :‬فإن اتبعتن فل تسألن عن‬
‫شيبء} وإن أنكرتبه {حتب أحدث لك منبه ذكرا} فانطلقبا يشيان على سباحل البحبر‬
‫يتعرضان الناس يلتمسان من يملهما‪ ,‬حت مرت بما سفينة جديدة وثيقة ل ير بما من‬
‫السفن شيء أحسن‪ ,‬ول أجل ول أوثق منها‪ ,‬فسأل أهلها أن يملوها فحملوها‪ ,‬فلما‬
‫أطمأ نا في ها ول ت ب ما مع أهل ها‪ ,‬أخرج منقارا له ومطر قة‪ ,‬ث ع مد إل ناح ية فضرب‬
‫في ها بالنقار ح ت خرق ها‪ ,‬ث أ خذ لوحا فطب قه علي ها‪ ,‬ث جلس علي ها يرقع ها‪ ,‬فقال له‬
‫موسى ورأى أمرا أفظع به {أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * قال أل أقل إنك‬
‫لن ت ستطيع م عي صبا * قال ل تؤاخذ ن ب ا ن سيت} أي ب ا تر كت من عهدك {ول‬

‫‪719‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ترهقن من أمري عسرا} ث خرجا من السفينة‪ ,‬فانطلقا حت إذا أتيا أهل قرية‪ ,‬فإذا غلمان‬
‫يلعبون خلف ها‪ ,‬في هم غلم ل يس ف الغلمان أظرف م نه‪ ,‬ول أثرى ول أو ضأ م نه فأخذه‬
‫بيده وأخذ حجرا فضرب به رأسه حت دمغه فقتله‪ ,‬قال‪ :‬فرأى موسى أمرا فظيعا ل صب‬
‫عليه‪ ,‬صب صغي قتله ل ذنب له‪ ,‬قال‪{ :‬أقتلت نفسا زكية} أي صغية {بغي نفس لقد‬
‫جئت شيئا نكرا * قال أل أقبل لك إنبك لن تسبتطيع معبي صببا * قال إن سبألتك عبن‬
‫ش يء بعد ها فل ت صاحبن قد بل غت من لد ن عذرا} أي قد أعذرت ف شأ ن {فانطل قا‬
‫ب فأبوا أن يضيفوهاب فوجدا فيهبا جدارا يريبد أن‬ ‫ب أهبل قريبة اسبتطعما أهله ا‬
‫حتب إذا أتي ا‬
‫ينقض} فهدمه ث قعد يبنيه‪ ,‬فضجر موسى ما يراه يصنع من التكليف وما ليس له عليه‬
‫صبب فأقامبه‪ ,‬قال‪{ :‬لو شئت لتذت عليبه أجرا} أي قبد اسبتطعمناهم فلم يطعمونبا‬
‫وضفناهم فلم يضيفونا‪ ,‬ث قعدت تعمل من غي صنيعة‪ ,‬ولو شئت لعطيت عليه أجرا ف‬
‫عمله‪ ,‬قال‪{ :‬هذا فراق بين وبينك سأنبئك بتأويل ما ل تستطع عليه صبا * أما السفينة‬
‫فكانت لساكي يعملون ف البحر فأردت أن أعيبها‪ ,‬وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة‬
‫غصبا} وف قراءة ابن كعب {كل سفينة صالة} وإنا عبتها لرده عنها‪ ,‬فسلمت منه‬
‫حي رأى العيب الذي صنعت با‪{ ,‬وأما الغلم فكان أبواه مؤمني فخشينا أن يرهقهما‬
‫طغيانا وكفرا‪ ,‬فأردنا أن يبدلما ربما خيا منه زكاة وأقرب رحا}‪{ .‬وأما الدار فكان‬
‫لغلم ي يتيم ي ف الدي نة وكان ت ته ك ن ل ما وكان أبوه ا صالا فأراد ر بك أن يبل غا‬
‫أشدها ويستخرجا كنها رحة من ربك وما فعلته عن أمري} أي ما فعلته عن نفسي‬
‫{ذلك تأويل ما ل تسطع عليه صبا} فكان ابن عباس يقول‪ :‬ما كان الكن إل علما‪,‬‬
‫وقال عو ف عن ابن عباس قال‪ :‬ل ا ظ هر موسى وقومه على م صر أنزل قو مه م صر‪ ,‬فل ما‬
‫ا ستقرت ب م الدار أنزل ال أن ذكر هم بأيام ال‪ ,‬فخ طب قو مه فذ كر ما آتا هم ال من‬
‫اليب والنعمبة‪ ,‬وذكرهبم إذ ناهبم ال مبن آل فرعون‪ ,‬وذكرهبم هلك عدوهبم ومبا‬
‫ا ستخلفهم ال ف الرض‪ ,‬وقال‪ :‬كلم ال نبيكم تكليما وا صطفان لنف سه‪ ,‬وأنزل عل يّ‬
‫م بة م نه‪ ,‬وآتا كم ال من كل ما سألتموه‪ ,‬ف نبيكم أف ضل أ هل الرض وأن تم تقرؤون‬
‫التوراة‪ ,‬فلم يترك نعمة أنعم ال عليهم إل وعرفهم إياها‪ ,‬فقال له رجل من بن إسرائيل‪:‬‬
‫هم كذلك يا نب ال قد عرفنا الذي تقول‪ :‬فهل على الرض أحد أعلم منك يا نب ال ؟‬

‫‪720‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬ل‪ .‬فب عث ال جبائ يل إل مو سى عل يه ال سلم فقال‪ :‬إن ال يقول‪ :‬و ما يدريك أ ين‬
‫أضع علمي‪ ,‬بلى إن ل على شط البحر رجلً هو أعلم منك‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬هو الضر‪,‬‬
‫ف سأل مو سى ر به أن ير يه إياه‪ ,‬فأو حى إل يه أن ائت الب حر‪ ,‬فإ نك ت د على شط الب حر‬
‫حوتا‪ ,‬فخذه فادفعه إل فتاك ث الزم شاطىء البحر‪ ,‬فإذا نسيت الوت وهلك منك‪ ,‬فثم‬
‫ت د الع بد ال صال الذي تطلب‪ .‬فل ما طال سفر مو سى نب ال ون صب ف يه سأل فتاه عن‬
‫الوت‪ ,‬فقال له فتاه و هو غلمبه {أرأيبت إذ أويناإل الصبخرة فإنب نسبيت الوت و ما‬
‫أن سانيه إل الشيطان أن أذكره} لك‪ ,‬قال الف ت‪ :‬ل قد رأ يت الوت ح ي ات ذ سبيله ف‬
‫الب حر سربا فأع جب من ذلك‪ ,‬فر جع مو سى ح ت أ تى ال صخرة‪ ,‬فو جد الوت‪ ,‬فج عل‬
‫الوت يضرب ف البحر ويتبعه موسى‪ ,‬وجعل موسى يقدم عصاه يفرج با عنه الاء يتبع‬
‫الوت‪ ,‬وجعل الوت ل يس شيئا من البحر إل يبس عنه الاء حت يكون صخرة‪ ,‬فجعل‬
‫نب ال يعجب من ذلك حت انتهى به الوت إل جزيرة من جزائر البحر فلقي الضر با‪,‬‬
‫ف سلم عل يه فقال ال ضر‪ :‬وعل يك ال سلم‪ ,‬وأ ن يكون ال سلم بذه الرض‪ ,‬و من أ نت ؟‬
‫قال‪ :‬أنا موسى‪ ,‬قال الضر‪ :‬صاحب بن إسرائيل ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬فرحب به وقال‪ :‬ما جاء‬
‫بك ؟ قال جئتك {على أن تعلمن ما علمت رشدا * قال إنك لن تستطيع معي صبا}‬
‫يقول‪ :‬ل تطيبق ذلك‪ ,‬قال‪{ :‬سبتجدن إن شاء ال صبابرا ول أعصبي لك أمرا} قال‪:‬‬
‫فانطلق ببه‪ ,‬وقال له‪ :‬ل تسبألن عبن شيبء أصبنعه حتب أبيب شأنبه‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬حتب‬
‫أحدث لك منبببببببببببببببببببببببببببه ذكرا}‪.‬‬
‫وقال الزهري عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس أنه تارى هو‬
‫والر بن قيس بن حصن الفزاري ف صاحب موسى فقال ابن عباس‪ :‬هو الضر‪ ,‬ف مر‬
‫بما أب بن كعب فدعاه ابن عباس فقال‪ :‬إن تاريت أنا وصاحب هذا ف صاحب موسى‬
‫الذي سأل ال سبيل إل لق يه‪ ,‬ف هل سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يذ كر شأ نه ؟‬
‫قال‪ :‬إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «بينا موسى ف مل من بن إسرائيل‬
‫إذ جاءه رجل‪ ,‬فقال‪ :‬تعلم مكان رجل أعلم منك ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬فأوحى ال إل موسى‪ ,‬بلى‬
‫عبدنا خضر‪ ,‬فسأل موسى السبيل إل لقيه‪ ,‬فجعل ال له الوت آية‪ ,‬وقيل له‪ :‬إذا فقدت‬
‫الوت فار جع فإ نك ستلقاه‪ ,‬فكان مو سى يت بع أ ثر الوت ف الب حر‪ ,‬فقال ف ت مو سى‬

‫‪721‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لو سى‪ :‬أرأ يت إذ أويناإل ال صخرة‪ ,‬فإ ن ن سيت الوت‪ ,‬قال مو سى {ذلك ما ك نا نب غِ‬
‫فارتدا على آثارها قصصا} فوجدا عبدنا خضر‪ ,‬فكان من شأنما ما قص ال ف كتابه‪.‬‬

‫ستَطِي َع‬
‫ك عََلىَ أَن ُتعَلّمَ ِن مِمّا عُلّمْ تَ ُرشْدا * قَالَ ِإنّ كَ لَن تَ ْ‬ ‫** قَالَ لَ ُه مُو سَ َى هَلْ َأتِّبعُ َ‬
‫ج ُدِنيَ إِن شَآءَ اللّهُ صَابِرا‬‫ط بِهِ ُخبْرا * قَالَ سَتَ ِ‬
‫صبِ ُر عََلىَ مَا لَ ْم تُحِ ْ‬‫ف تَ ْ‬ ‫صبْرا * وَكَيْ َ‬ ‫َمعِيَ َ‬
‫ك ِمنْ هُ ذِكْرا‬
‫ل تَ سْأَلْن عَن شَيءٍ َحتّىَ أُحْدِ ثَ لَ َ‬ ‫ك أمْرا * قَالَ فَإِ نِ اّتبَ ْعَتنِي َف َ‬ ‫وَلَ َأعْ صِي لَ َ‬
‫يب تعال عن قيل موسى عليه السلم لذلك الرجل العال وهو الضر‪ ,‬الذي خصه ال‬
‫بعلم ل يطلع عل يه مو سى‪ ,‬ك ما أ نه أع طى مو سى من العلم ما ل يع طه ال ضر {قال له‬
‫مو سى هل أتب عك} سؤال تل طف ل على و جه اللزام والجبار‪ ,‬وهكذا ينب غي أن يكون‬
‫سبؤال التعلم مبن العال‪ .‬وقوله‪{ :‬أتبعبك} أي أصبحبك وأرافقبك {على أن تعلمبن ماب‬
‫عل مت رشدا} أي ما عل مك ال شيئا أ سترشد به ف أمري من علم نافع وع مل صال‪,‬‬
‫فعندهبا {قال} الضبر لوسبى {إنبك لن تسبتطيع معبي صببا} أي إنبك ل تقدر على‬
‫م صاحبت ل ا ترى م ن من الفعال ال ت تالف شريع تك‪ ,‬ل ن على علم من علم ال ما‬
‫علم كه ال‪ ,‬وأ نت على علم من علم ال ما علمن يه ال‪ ,‬ف كل م نا مكلف بأمور من ال‬
‫دون صاحبه‪ ,‬وأنت ل تقدر على صحبت {وكيف تصب على ما ل ت ط به خبا} فأنا‬
‫أعرف أ نك ستنكر علي ما أ نت معذور ف يه‪ ,‬ول كن ما اطل عت على حكم ته وم صلحته‬
‫الباطنة الت اطلعت أنا عليها دونك {قال} أي موسى {ستجدن إن شاء ال صابرا} أي‬
‫على مبا أرى مبن أمورك {ول أعصبي لك أمرا} أي ول أخالفبك فب شيبء فعنبد ذلك‬
‫شار طه ال ضر عل يه ال سلم {قال فإن اتبعت ن فل ت سألن عن ش يء} أي ابتدا ًء {ح ت‬
‫ببألن‪.‬‬ ‫ببل أن تسب‬ ‫ببه قبب‬ ‫ببا بب‬ ‫بب أبدأك أنب‬ ‫ببه ذكرا} أي حتب‬ ‫أحدث لك منب‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا حيد بن جبي‪ ,‬حدثنا يعقوب عن هارون بن عنترة عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس قال‪ :‬سأل مو سى عل يه ال سلم ر به عز و جل فقال‪ :‬أي رب أي عبادك أ حب‬
‫إليك ؟ قال‪ :‬الذي يذكرن ول ينسان‪ .‬قال‪ :‬فأي عبادك أقضى ؟ قال‪ :‬الذي يقضي بالق‬
‫ول يتببع الوى‪ .‬قال‪ :‬أي رب أي عبادك أعلم ؟ قال‪ :‬الذي يبتغبي علم الناس إل علمبه‬
‫ع سى أن ي صيب كل مة تد يه إل هدى أو ترده عن ردى‪ ,‬قال‪ :‬أي رب هل ف أر ضك‬

‫‪722‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ حد أعلم م ن ؟ قال‪ :‬ن عم قال‪ :‬ف من هو ؟ قال‪ :‬ال ضر‪ .‬قال‪ :‬وأ ين أطل به ؟ قال‪ :‬على‬
‫الساحل عند الصخرة الت ينفلت عندها الوت‪ .‬قال‪ :‬فخرج موسى يطلبه حت كان ما‬
‫ذكر ال‪ ,‬وانتهى موسى إليه عند الصخرة‪ ,‬فسلم كل واحد منهما على صاحبه‪ ,‬فقال له‬
‫موسى‪ :‬إن أحب أن أصحبك‪ ,‬قال‪ :‬إنك لن تطيق صحبت قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فإن صحبتن‬
‫{فل تسألن عن شيء حت أحدث لك منه ذكرا} قال‪ :‬فسار به ف البحر حت انتهى إل‬
‫م مع البحر ين‪ ,‬ول يس ف الرض مكان أك ثر ماء م نه‪ ,‬قال‪ :‬وب عث ال الطاف‪ ,‬فج عل‬
‫يستقي منه بنقاره‪ ,‬فقال لوسى‪ :‬كم ترى هذا الطاف رزأ من هذا الاء ؟ قال‪ :‬ما أقل ما‬
‫رزأ‪ .‬قال‪ :‬يا موسى‪ ,‬فإن علمي وعلمك ف علم ال كقدر ما استقى هذا الطاف من هذا‬
‫الاء‪ ,‬وكان موسى قد حدث نفسه أنه ليس أحد أعلم منه أو تكلم به‪ ,‬فمن ث أمر أن يأت‬
‫ال ضر‪ ,‬وذ كر تام الديث ف خرق ال سفينة‪ ,‬وقتل الغلم‪ ,‬وإ صلح الدار‪ ,‬وتف سيه له‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ت َشيْئا‬
‫سفِيَنةِ خَرََقهَا قَالَ أَخَرَ ْقَتهَا ِلُتغْرِ قَ أَهَْلهَا َلقَدْ ِجئْ َ‬‫** فَانْ َطَلقَا َحّتىَ ِإذَا رَ ِكبَا فِي ال ّ‬
‫َسبتُ وَلَ‬
‫صبْرا * قَالَ َل ُتؤَاخِذْنِي بِمَا ن ِي‬ ‫ِيب َب‬ ‫َسبطِي َع َمع َ‬‫ّكبلَن ت ْتَ‬
‫َمبأَقُلْ ِإن َ‬ ‫ِإمْرا * قَالَ أَل ْ‬
‫تُ ْر ِهقْنِبببببببببي مِنبببببببببْ َأمْرِي عُسبببببببببْرا‬
‫يقول تعال م با عن مو سى و صاحبه و هو ال ضر‪ ,‬أن ما انطل قا ل ا تواف قا وا صطحبا‪,‬‬
‫واشترط عل يه أن ل ي سأله عن ش يء أنكره ح ت يكون هو الذي يبتدئه من تلقاء نف سه‬
‫بشر حه وبيا نه‪ ,‬فرك با ف ال سفينة‪ ,‬و قد تقدم ف الد يث ك يف رك با ف ال سفينة‪ ,‬وأن م‬
‫عرفوا ال ضر‪ ,‬فحملوه ا بغ ي نول‪ ,‬يع ن بغ ي أجرة‪ ,‬تكر مة للخ ضر‪ ,‬فل ما ا ستقلت ب م‬
‫ال سفينة ف الب حر ول جت‪ ,‬أي دخلت الل جة‪ ,‬قام ال ضر فخرق ها‪ ,‬وا ستخرج لوحا من‬
‫ألواحها ث رقعها‪ ,‬فلم يلك موسى عليه السلم نفسه أن قال منكرا عليه {أخرقتها لتغرق‬
‫أهلهبببا} وهذه اللم لم العاقببببة ل لم التعليبببل‪ ,‬كمبببا قال الشاعبببر‪:‬‬
‫لدوا للموت وابنوا للخراب‬
‫{لقد جئت شيئا إمرا} قال ماهد‪ :‬منكرا‪ .‬وقال قتادة‪ :‬عجبا‪ ,‬فعندها قال له الضر‬
‫مذكرا با تقدم من الشرط {أل أقل إنك لن تستطيع معي صبا} يعن وهذا الصنيع فعلته‬

‫‪723‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قصدا‪ ,‬وهو من المور الت اشترطت معك أن ل تنكر علي فيها‪ ,‬لنك ل تط با خبا‬
‫ول ا د خل هو م صلحة ول تعل مه أ نت {قال} أي مو سى {ل تؤاخذ ن ب ا ن سيت ول‬
‫ترهق ن من أمري ع سرا} أي ل تض يق علي ول تشدد علي‪ ,‬ولذا تقدم ف الد يث عن‬
‫رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم أنبه قال‪« :‬كانبت الول مبن موسبى نسبيانا»‪.‬‬

‫ت َنفْسا زَ ِكّيةً ِب َغيْ ِر َنفْ سٍ ّلقَدْ ِجئْ تَ َشيْئا‬


‫** فَانْ َطَلقَا َحّتىَ إِذَا َل ِقيَا ُغلَما َف َقتَلَ هُ قَالَ أََقتَلْ َ‬
‫ك عَن َشيْ ٍء َبعْ َدهَا‬
‫صبْرا * قَالَ إِن َسأَلْتُ َ‬ ‫ستَطِي َع َمعِ يَ َ‬ ‫نّكْرا * قَالَ أَلَ مْ أَقُلْ لّ كَ ِإنّ كَ لَن تَ ْ‬
‫بببببَ مِبببببن لّدُنّبببببي عُذْرا‬ ‫بببببَا ِحْبنِي قَ ْد بََلغْتب‬ ‫َفلَ تُصب‬
‫يقول تعال‪{ :‬فانطل قا} أي ب عد ذلك {ح ت إذا لق يا غلما فقتله} و قد تقدم أ نه كان‬
‫يلعب مع الغلمان ف قرية من القرى‪ ,‬وأنه عمد إليه من بينهم‪ ,‬وكان أحسنهم وأجلهم‬
‫وأضوأهم فقتله‪ ,‬وروي أنه احتز رأسه‪ ,‬وقيل رضخه بجر‪ ,‬وف رواية اقتلعه بيده‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ ,‬فل ما شا هد مو سى عل يه ال سلم هذا‪ ,‬أنكره أ شد من الول‪ ,‬وبادر فقال‪{ :‬أقتلت‬
‫نفسا زكية} أي صغية ل تعمل النث ول عملت إثا بعد فقتلته {بغي نفس} أي بغي‬
‫مسبتند لقتله {لقبد جئت شيئا نكرا} أي ظاهبر النكارة { قال أل أقبل لك إنبك لن‬
‫ت ستطيع م عي صبا} فأ كد أيضا ف التذكار بالشرط الول‪ ,‬فلهذا قال له مو سى‪{ :‬إن‬
‫سألتك عن شيء بعدها} أي إن اعترضت عليك بشيء بعد هذه الرة {فل تصاحبن قد‬
‫بلغت من لدن عذرا} أي أعذرت إلّ مرة بعد مرة‪ ,‬قال ا بن جرير‪ :‬حدثنا عبد ال بن‬
‫أب زياد‪ ,‬حدثنا حجاج بن ممد عن حزة الزيات عن أب إسحاق‪ ,‬عن سعيد بن جبي‬
‫عن ابن عباس‪ ,‬عن أب بن كعب قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا ذكر أحدا فدعا‬
‫له بدأ بنف سه‪ ,‬فقال ذات يوم‪« :‬رح ة ال علي نا وعلى مو سى لو ل بث مع صاحبه لب صر‬
‫العجب‪ ,‬ولكنه قال‪ :‬إن سألتك عن شيء بعدها فل تصاحبن قد بلغت من لدن عذرا»‪.‬‬

‫‪724‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** فَان َطَلقَا َحّتىَ ِإذَآ أََتيَآ َأهْلَ َق ْرَيةٍ ا ْستَ ْطعَمَآ َأهَْلهَا َفأََب ْواْ أَن ُيضَّيفُوهُمَا َف َوجَدَا فِيهَا جِدَارا‬
‫ق َبيْنِي َوَبيْنِ كَ‬
‫ت عََليْ هِ أَجْرا * قَا َل هَـذَا ِفرَا ُ‬ ‫خذْ َ‬ ‫يُرِيدُ أَن يَنقَ ضّ َفأَقَامَ هُ قَالَ َل ْو ِشئْ تَ َلتّ َ‬
‫ببْرا‬‫بتَطِع عَّليْهببببِ صببب َ‬ ‫ب تَسببب ْ‬ ‫بببا لَمببب ْ‬ ‫بأَُنّبئُكَ ِبَتأْوِيلِ مَب‬ ‫سببب َ‬
‫يقول تعال مبا عنهما إنما {انطلقا} بعد الرتي الوليي {ح ت إذا أتيا أهل قرية}‬
‫روى ابن جرير عن ابن سيين أنا اليلة‪ ,‬وف الديث «حت إذا أتيا أهل قرية لئاما» أي‬
‫بلء {استطعما أهلهافأبوا أن يضيفوها فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض} إسناد الرداة‬
‫هه نا إل الدار على سبيل ال ستعارة‪ ,‬فإن الرادة ف الحدثات بع ن ال يل‪ ,‬والنقضاض‬
‫هو السقوط‪ .‬وقوله‪{ :‬فأقامه} أي فرده إل حالة الستقامة‪ ,‬وقد تقدم ف الديث أنه رده‬
‫بيديبه ودعمبه حتب رد ميله‪ ,‬وهذا خارق‪ ,‬فعنبد ذلك قال موسبى له {لو شئت لتذت‬
‫عليه أجرا} أي لجل أنم ل يضيفونا‪ ,‬كان ينبغي أن ل تعمل لم مانا {قال هذا فراق‬
‫بي ن وب يك} أي ل نك شر طت ع ند ق تل الغلم أ نك إن سألتن عن ش يء بعد ها‪ ,‬فل‬
‫تصاحبن فهو فراق بين وبينك {سأنبئك بتأويل} أي بتفسي {ما ل تسطع عليه صبا}‪.‬‬

‫حرِ َفأَرَدتّ أَنْ َأعِيبَهَا وَكَانَ َورَآ َءهُم مّلِ ٌ‬


‫ك‬ ‫ي َيعْمَلُونَ فِي اْلبَ ْ‬
‫سفِيَنةُ َفكَانَتْ لِمَسَاكِ َ‬
‫** َأمّا ال ّ‬
‫بفِيَنةٍ غَصببببببببببببببْبا‬ ‫يَأْ ُخذُ كُلّ سببببببببببببب َ‬
‫هذا تفسي ما أشكل أمره على موسى عليه السلم‪ ,‬وما كان أنكر ظاهره‪ ,‬وقد أظهر‬
‫ال ال ضر عل يه ال سلم على حك مة باط نة‪ ,‬فقال‪ :‬إن ال سفينة إن ا خرقت ها لعيب ها لن م‬
‫كانوا يرون ب ا على ملك من الظل مة {يأ خذ كل سفينة} صالة أي جيدة {غ صبا}‬
‫فأردت أن أعيبها لرده عنها لعيبها‪ ,‬فينتفع با أصحابا الساكي الذين ل يكن لم شيء‬
‫ينتفعون به غي ها‪ ,‬و قد ق يل إن م أيتام‪ ,‬وروى ا بن جر يج عن و هب بن سليمان‪ ,‬عن‬
‫شعيبب البائي أن اسبم اللك هدد ببن بدد‪ ,‬وقبد تقدم أيضا فب روايبة البخاري‪ ,‬وهبو‬
‫مذكور ف التوراة ف ذرية العيص بن إسحاق وهو من اللوك النصوص عليهم ف التوارة‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬

‫‪725‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َوأَمّا اْل ُغلَ مُ َفكَا نَ َأَبوَا هُ ُم ْؤ ِمَنيْ نِ فَخَشِينَآ أَن يُ ْر ِهقَهُمَا ُطغْيَانا وَ ُكفْرا * َفأَرَدْنَآ أَن‬
‫بببا َخيْرا ّمنْهببببُ زَكَبببببا ًة َوأَقْرَبببببَ ُرحْما‬ ‫بببا َرّبهُمَب‬ ‫ُيبْدَِلهُمَب‬
‫قد تقدم أن هذا الغلم كان اسه جيسور‪ .‬وف هذا الديث عن ابن عباس عن أب بن‬
‫كعب‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬الغلم الذي قتله الضر طبع يوم طبع كافرا»‬
‫رواه ابن جرير من حديث ابن إسحاق عن سعيد عن ابن عباس به‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فكان‬
‫أبواه مؤمنيب فخشينبا أن يرهقهمبا طغيانا وكفرا} أي يملهمبا حببه على متابعتبه على‬
‫الك فر‪ ,‬قال قتادة‪ :‬قد فرح به أبواه حي ولد‪ ,‬وحزنا عليه حي قتل‪ ,‬ولو بقي لكان فيه‬
‫هلكهمبا‪ ,‬فليض امرؤ بقضاء ال‪ ,‬فإن قضاء ال للمؤمبن فيمبا يكره خيب له مبن قضائه‬
‫فيما يب‪ ,‬وصح ف الديث «ل يقضي ال لؤمن قضاء إل كان خيا له» وقال تعال‪{ :‬‬
‫وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خي لكم} وقوله {فأردنا أن يبدلما ربما خيا منه زكاة‬
‫وأقرب رحا} أي ولدا أزكى من هذا‪ ,‬وها أرحم به منه‪ ,‬قاله ابن جريج‪ .‬وقال قتادة‪:‬‬
‫أب ّر بوالد يه‪ ,‬و قد تقدم أن ما بدل جار ية‪ .‬وق يل‪ :‬ل ا قتله ال ضر كا نت أ مه حاملً بغلم‬
‫بببببببببج‪.‬‬ ‫بببببببببن جريب‬ ‫بببببببببلم‪ ,‬قاله ابب‬ ‫مسب‬

‫حتَ هُ كَنٌ ّلهُمَا وَكَا نَ َأبُوهُمَا‬ ‫ل َميْ ِن َيتِي َميْ نِ فِي الْمَدِيَنةِ وَكَا نَ تَ ْ‬
‫جدَارُ َفكَا نَ ِل ُغ َ‬
‫** َوأَمّا الْ ِ‬
‫ك َومَا َف َع ْلتُ هُ عَ نْ‬
‫ستَخْ ِرجَا كَ َنهُمَا رَ ْح َمةً مّن ّربّ َ‬ ‫صَالِحا َفأَرَادَ َربّ كَ أَن َيبُْلغَآ َأشُ ّدهُمَا َويَ ْ‬
‫ببْرا‬
‫بب َ‬ ‫بببِ صب‬ ‫بببْطِبع عَّليْهب‬ ‫ب تَسب‬ ‫بب ْ‬ ‫ب َت ْأوِيلُ مَبببا لَمب‬ ‫بب َ‬ ‫َأمْرِي ذَلِكب‬
‫ف هذه الَ ية دل يل على إطلق القر ية على الدي نة‪ ,‬ل نه قال أولً {ح ت إذا أت يا أ هل‬
‫قرية} وقال ههنا {فكان لغلمي يتيمي ف الدينة} كما قال تعال‪{ :‬فكأين من قرية هي‬
‫أشد قوة من قريتك الت أخرجتك} {وقالوا لول نزل هذا القرآن على رجل من القريتي‬
‫عظ يم} يع ن م كة والطائف‪ ,‬ومع ن الَ ية أن هذا الدار إن ا أ صلحته ل نه كان لغلم ي‬
‫يتيم ي ف الدينة‪ ,‬وكان ت ته ك ن ل ما‪ .‬قال عكرمة وقتادة وغ ي وا حد‪ :‬وكان ت ته مال‬
‫مدفون لمبا‪ ,‬وهبو ظاهبر السبياق مبن الَيبة‪ ,‬وهبو اختيار اببن جريبر رحهب ال‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬كان تته كن علم‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي‪ ,‬وقال ماهد‪:‬‬
‫صحف فيها علم‪ ,‬وقد ورد ف حديث مرفوع ما يقوي ذلك‪ .‬قال الافظ أبو بكر أحد‬

‫‪726‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن عمرو بن ع بد الالق البزار ف م سنده الشهور‪ :‬حدث نا إبراه يم بن سعيد الوهري‪,‬‬
‫حدثنا بشر بن النذر‪ ,‬حدثنا الارث بن عبد ال اليحصب عن عياش بن عباس الغان‪ ,‬عن‬
‫ا بن حجية عن أ ب ذر رف عه قال‪« :‬إن الك ن الذي ذكره ال ف كتا به لوح من ذ هب‬
‫مصبمت‪ ,‬مكتوب فيبه‪ :‬عجببت لنب أيقبن بالقدر ل نصبب‪ ,‬وعجببت لنب ذكبر النار ل‬
‫ض حك‪ ,‬وعج بت ل ن ذ كر الوت ل غ فل‪ ,‬ل إله إل ال م مد ر سول ال»‪ .‬وب شر بن‬
‫النذر هذا يقال له قا ضي ال صيصة‪ .‬قال الا فظ أ بو جع فر العقيلي ف حدي ثه و هم‪ ,‬و قد‬
‫روي ف هذا آثار عن السلف‪ ,‬فقال ابن جرير ف تفسيه‪ :‬حدثن يعقوب‪ ,‬حدثنا السن‬
‫بن حبيب بن ندبة‪ ,‬حدثنا سلمة عن نعيم العنبي وكان من جلساء السن قال‪ :‬سعت‬
‫السن يعن البصري يقول ف قوله‪{ :‬وكان تته كن لما} قال لوح من ذهب مكتوب‬
‫ف يه‪ :‬ب سم ال الرح ن الرح يم‪ ,‬عج بت ل ن يؤ من بالقدر ك يف يزن‪ ,‬وعج بت ل ن يؤ من‬
‫بالوت ك يف يفرح‪ ,‬وعجبت ل ن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها ك يف يطمئن إلي ها‪ ,‬ل إله‬
‫إل ال ممببببببببببببببد رسببببببببببببببول ال‪.‬‬
‫وحدثن يونس‪ ,‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن عبد ال بن عياش عن عمر مول غفرة قال‪:‬‬
‫إن الك ن الذي قال ال ف السورة ال ت يذ كر فيها الكهف {وكان تته كن ل ما} قال‪:‬‬
‫كان لوحا من ذ هب م صمت‪ ,‬مكتوب ف يه‪ :‬ب سم ال الرح ن الرح يم‪ ,‬ع جب ل ن عرف‬
‫النار ث ضحك‪ ,‬عجب لن أيقن بالقدر ث نصب‪ ,‬عجب لن أيقن بالوت ث أمن‪ ,‬أشهد‬
‫أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا عبده ورسوله‪ .‬وحدثن أحد بن حازم الغفاري‪ ,‬حدثتنا‬
‫هنادة بنت مالك الشيبانية قالت سعت صاحب حاد بن الوليد الثقفي يقول‪ :‬سعت جعفر‬
‫بن م مد يقول ف قول ال تعال‪{ :‬وكان ت ته ك ن ل ما} قال سطران ون صف ل ي تم‬
‫الثالث‪ :‬عج بت للمو قن بالرزق ك يف يت عب‪ ,‬وعج بت للمؤ من بال ساب ك يف يغ فل‪,‬‬
‫وعجبت للمؤمن بالوت كيف يفرح‪ .‬وقد قال ال {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا‬
‫با وكفى بنا حاسبي} قالت‪ :‬وذكر أنما حفظا بصلح أبيهما‪ ,‬ول يذكر منهما صلح‪,‬‬
‫وكا نت بينه ما وب ي الب الذي حف ظا به سبعة آباء‪ ,‬وكان ن ساجا‪ ,‬وهذا الذي ذكره‬
‫هؤلء الئمة وورد به الديث التقدم‪ ,‬وإن صح ل يناف قول عكرمة أنه كان مالً‪ ,‬لنم‬

‫‪727‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذكروا أنه كان لوحا من ذهب‪ ,‬وفيه مال جزيل أكثر ما زادوا أنه كان مودعا فيه علم‪,‬‬
‫وهببببببببو حكببببببببم ومواعببببببببظ‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وكان أبوها صالا} فيه دليل على أن الرجل الصال يفظ ف ذريته وتشمل‬
‫بركة عبادته لم ف الدنيا والَخرة بشفاعته فيهم‪ ,‬ورفع درجتهم إل أعلى درجة ف النة‪,‬‬
‫لتقر عينه بم‪ ,‬كما جاء ف القرآن ووردت به السنة‪ .‬قال سعيد بن جبي عن ابن عباس‪:‬‬
‫حف ظا ب صلح أبيه ما‪ ,‬ول يذكر ل ما صلحا‪ ,‬وتقدم أنه كان الب ال سابق‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأراد ربك أن يبلغا أشدها ويستخرجا كنها} ههنا أسند الرادة إل ال تعال‪,‬‬
‫لن بلوغهما اللم ل يقدر عليه إل ال‪ ,‬وقال ف الغلم {فأردنا أن يبدلما ربما خيا منه‬
‫زكاة} وقال فببببب السبببببفينة {فأردت أن أعيبهبببببا} فال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬رحة من ربك وما فعلته عن أمري} أي هذا الذي فعلته ف هذه الحوال‬
‫الثل ثة‪ ,‬إن ا هو من رح ة ال ب ن ذكر نا من أ صحاب ال سفينة‪ ,‬ووالدي الغلم وولدي‬
‫الرجل الصال‪ ,‬وما فعلته عن أمري أي لكن أمرت به ووقفت عليه‪ ,‬وفيه دللة لن قال‬
‫بنبوة الضر عليه السلم مع ما تقدم من قوله‪{ :‬فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحة من‬
‫عند نا وعلمناه من لد نا علما} وقال آخرون‪ :‬كان ر سولً‪ .‬وق يل‪ :‬بل كان ملكا‪ ,‬نقله‬
‫الاوردي فب تفسبيه‪ ,‬وذهبب كثيون إل أنبه ل يكبن نببيا‪ ,‬ببل كان وليا‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وذكر ابن قتيبة ف العارف أن اسم الضر بليا بن ملكان بن فالغ بن عامر بن شال بن‬
‫أرفخ شد بن سام بن نوح عل يه ال سلم‪ ,‬قالوا‪ :‬وكان يك ن أ با العباس‪ ,‬ويل قب بال ضر‪,‬‬
‫وكان من أبناء اللوك‪ ,‬ذكره النووي ف تذيب الساء‪ ,‬وحكى هو وغيه ف كونه باقيا‬
‫إل الَن‪ ,‬ث إل يوم القيا مة قول ي‪ ,‬ومال هو وا بن ال صلح إل بقائه‪ ,‬وذكروا ف ذلك‬
‫حكايات وآثارا عن ال سلف وغي هم‪ ,‬وجاء ذكره ف ب عض الحاد يث‪ ,‬ول ي صح ش يء‬
‫من ذلك‪ ,‬وأشهرها حديث التعزية‪ ,‬وإسناده ضعيف‪ ,‬ورجح آخرون من الحدثي وغيهم‬
‫خلف ذلك‪ ,‬واحتجوا بقوله تعال‪{ :‬وما جعلنا لبشر من قبلك اللد} وبقول النب صلى‬
‫ال عليه وسلم يوم بدر «اللهم إن تلك هذه العصابة ل تعبد ف الرض» وبأنه ل ينقل أنه‬
‫جاء ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ول ح ضر عنده ول قا تل م عه‪ ,‬ولو كان حيا لكان‬
‫من أتباع ال نب صلى ال عل يه و سلم وأ صحابه‪ ,‬ل نه عل يه ال سلم كان مبعوثا إل ج يع‬

‫‪728‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثقلي‪ :‬الن والنس‪ ,‬وقد قال‪« :‬لو كان موسى وعيسى حيي لا وسعهما إل اتباعي»‬
‫وأخب قبل موته بقليل أنه ل يبقى من هو على وجه الرض إل مائة سنة من ليلته تلك‬
‫عيببببببب تطرف‪ ,‬إل غيببببببب ذلك مبببببببن الدلئل‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن آدم‪ ,‬حدثنا ابن البارك عن معمر عن هام بن منبه‪ ,‬عن‬
‫أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم ف الضر قال‪« :‬إنا سي خضرا‬
‫لنه جلس على فروة بيضاء‪ ,‬فإذ هي تتز من تته خضراء» ورواه أيضا عن عبد الرزاق‪,‬‬
‫وقد ثبت أيضا ف صحيح البخاري عن هام عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪« :‬إنا سي الضر لنه جلس على فروة‪ ,‬فإذا هي تتز من تته خضراء» والراد‬
‫بالفروة ههنا الشيش اليابس وهو الشيم من النبات‪ ,‬قاله عبد الزراق‪ .‬وقيل‪ :‬الراد بذلك‬
‫و جه الرض‪ .‬وقوله‪{ :‬ذلك تأو يل مال ت سطع عل يه صبا} أي هذا تف سي ما ض قت به‬
‫ذرعا‪ ,‬ول تصب حت أخبك به ابتداء‪ ,‬ولا أن فسره له وبينه ووضحه وأزال الشكل قال‬
‫{تسطع} وقبل ذلك كان الشكال قويا ثقيلً‪ ,‬فقال {سأنبئك بتأويل مال تستطع عليه‬
‫صبا}‪ ,‬فقابل الثقل بالثقل‪ ,‬والخف بالخف‪ ,‬كما قال‪{ :‬فما اسطاعوا أن يظهروه}‬
‫وهو الصعود إل أعله {وما استطاعوا له نقبا} وهو أشق من ذلك‪ ,‬فقابل كلً با يناسبه‬
‫ببببببببببببببببببببببببببب‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫لفظا ومعنب‬
‫فإن ق يل‪ :‬ف ما بال ف ت مو سى ذ كر ف أول الق صة ث ل يذ كر ب عد ذلك ؟ فالواب أن‬
‫القصود بالسياق إنا هو قصة موسى مع الضر وذكر ما كان بينهما‪ ,‬وفت موسى معه‬
‫تبع‪ ,‬وقد صرح ف الحاديث التقدمة ف الصحاح وغيها أنه يوشع بن نون‪ ,‬وهو الذي‬
‫كان يلي بن إسرائيل بعد موسى عليه السلم‪ ,‬هذا يدل على ضعف ما أورده ابن جرير ف‬
‫تف سيه ح يث قال‪ :‬حدثناا بن ح يد‪ ,‬حدث نا سلمة‪ :‬حدث ن ا بن إ سحاق عن ال سن بن‬
‫عمارة عن أبيه عن عكرمة قال‪ :‬قيل لبن عباس‪ :‬ل نسمع لفت موسى بذكر من حديث‪,‬‬
‫و قد كان م عه ؟ قال ا بن عباس في ما يذ كر من حد يث الف ت‪ ,‬قال‪ :‬شرب الف ت من الاء‬
‫فخلد‪ ,‬فأخذه العال فطا بق به سفينة‪ ,‬ث أر سله ف الب حر فإن ا لتموج به إل يوم القيا مة‪,‬‬
‫وذلك أ نه ل ي كن له أن يشرب م نه فشرب‪ ,‬إ سناده ضع يف‪ ,‬وال سن متروك‪ ,‬وأبوه غ ي‬
‫معروف‪.‬‬

‫‪729‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َويَ سْأَلُونَكَ عَن ذِي اْلقَ ْرَنيْ نِ ُقلْ َسَأتْلُواْ عََلْيكُم ّمنْ هُ ذِكْرا * إِنّا مَ ّكنّا لَ هُ فِي الرْ ِ‬
‫ض‬
‫ببَبا‬
‫وَآتَْينَاهبببببببببُ مِبببببببببن كُ ّل َشيْءٍ سبببببببب َ‬
‫يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم {ويسألونك} يا ممد {عن ذي القرني} أي عن‬
‫خبه وقد قدمنا أنه بعث كفار مكة إل أهل الكتاب يسألون منهم ما يتحنون به النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم فقالوا‪ :‬سلوه عن ر جل طواف ف الرض‪ ,‬و عن فت ية ل يدرى ما‬
‫صنعوا‪ ,‬وعن الروح‪ ,‬فنلت سورة الكهف‪ ,‬وقد أورد ابن جرير ههنا والموي ف مغازيه‬
‫حديثا أ سنده‪ ,‬و هو ضع يف‪ ,‬عن عق بة بن عا مر أن نفرا من اليهود جاءوا ي سألون ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم عن ذي القرني‪ ,‬فأخبهم با جاءوا له ابتداء‪ ,‬فكان فيما أخبهم به‬
‫أنه كان شابا من الروم‪ ,‬وأنه بن السكندرية‪ ,‬وأنه عل به ملك إل السماء وذهب به إل‬
‫ال سد‪ ,‬ورأى أقواما وجوه هم م ثل و جه الكلب‪ ,‬وف يه طول ونكارة‪ ,‬ورف عه ل ي صح‪,‬‬
‫وأكثبببر مبببا فيبببه أنبببه مبببن أخبار بنببب إسبببرائيل‪.‬‬
‫والعجب أن أبا زرعة الرازي مع جللة قدره‪ ,‬ساقه بتمامه ف كتابه دلئل النبوة‪ ,‬وذلك‬
‫غر يب م نه‪ ,‬وف يه من النكارة أ نه من الروم‪ ,‬وإن ا الذي كان من الروم ال سكندر الثا ن‪,‬‬
‫و هو ا بن فيل بس القدو ن الذي تؤرخ به الروم‪ ,‬فأ ما الول ف قد ذ كر الزر قي وغيه أ نه‬
‫طاف بالب يت مع إبراه يم الل يل عل يه ال سلم أول ما بناه وآ من به واتب عه‪ ,‬وكان وزيره‬
‫ال ضر عل يه ال سلم‪ ,‬وأ ما الثا ن ف هو ا سكندر بن فيل بس القدو ن اليونا ن‪ ,‬وكان وزيره‬
‫ارسطاطاليس الفيلسوف الشهور‪ .‬وال أعلم‪ .‬وهو الذي تؤرخ من ملكته ملة الروم‪ ,‬وقد‬
‫كان قبل السيح عليه السلم بنحو ثلثمائة سنة‪ ,‬فأما الول الذكور ف القرآن‪ ,‬فكان ف‬
‫زمن الليل‪ ,‬كما ذكره الزرقي وغيه‪ ,‬وأنه طاف مع الليل عليه السلم بالبيت العتيق‬
‫لا بناه إبراهيم عليه السلم‪ ,‬وقرب إل ال قربانا‪ ,‬وقد ذكرنا طرفا صالا من أخباره ف‬
‫كتاب البدايبببة والنهايبببة باببب فيبببه كفايبببة‪ ,‬ول المبببد‪.‬‬
‫وقال و هب بن من به‪ :‬كان مل كا‪ ,‬وإن ا سي ذا القرن ي لن صفحت رأ سه كان تا من‬
‫ناس‪ ,‬قال‪ :‬وقال بعبض أهبل الكتاب‪ :‬لنبه ملك الروم وفارس‪ .‬وقال بعضهبم‪ :‬كان فب‬
‫رأسه شبه القرني‪ .‬وقال سفيان الثوري عن حبيب بن أب ثابت عن أب الطفيل قال‪ :‬سئل‬

‫‪730‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي رضي ال عنه عن ذي القرني‪ .‬فقال‪ :‬كان عبدا ناصحا ل‪ ,‬فناصحه‪ ,‬دعا قومه إل‬
‫ال فضربوه على قرنبه‪ ,‬فمات‪ ,‬فأحياه ال‪ ,‬فدعبا قومبه إل ال فضربوه على قرنبه فمات‪,‬‬
‫فسمي ذا القرني‪ ,‬وكذا رواه شعبة عن القاسم بن أب بزة عن أب الطفيل سع عليا يقول‬
‫ذلك‪ .‬ويقال‪ :‬إنه سي ذا القرني لنه بلغ الشارق والغارب من حيث يطلع قرن الشمس‬
‫ويغرب‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إنا مكنا له ف الرض} أي أعطيناه ملكا عظيما مكنا فيه من جيمع ما يؤتى‬
‫اللوك من التمك ي والنودوآلت الرب وال صارات‪ ,‬ولذا ملك الشارق والغارب من‬
‫الرض‪ ,‬ودا نت له البلد‪ ,‬وخض عت له ملوك العباد‪ ,‬وخدم ته ال مم من العرب والع جم‪,‬‬
‫ولذا ذكر بعضهم أنه إنا سي ذا القرني لنه بلغ قرن الشمس مشرقها ومغربا‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{وآتيناه من كل شيء سببا} قال ابن عباس وماهد وسعيد بن جبي وعكرمة والسدي‬
‫وقتادة والضحاك وغي هم‪ :‬يع ن علما‪ .‬وقال قتادة أيضا ف قوله {وآتيناه من كل ش يء‬
‫سبببببببببببببا} قال‪ :‬منازل الرض وأعلمهبببببببببببا‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم ف قوله‪{ :‬وآتيناه من كل شيء سببا} قال‪ :‬تعليم‬
‫الل سنة‪ ,‬قال‪ :‬كان ل يغزو قوما إل كلم هم بل سانم‪ ,‬وقال ا بن لي عة‪ ,‬حدث ن سال بن‬
‫غيلن عن سعيد بن أب هلل أن معاوية بن أب سفيان قال لكعب الحبار‪ :‬أنت تقول‪:‬‬
‫إن ذا القرن ي كان ير بط خيله بالثر يا ؟ فقال له ك عب‪ :‬إن ك نت قلت ذلك فإن ال تعال‬
‫قال‪{ :‬وآتيناه من كل ش يء سببا} وهذا الذي أنكره معاو ية ر ضي ال ع نه على ك عب‬
‫الحبار هبو الصبواب‪ ,‬والقب مبع معاويبة فب ذلك النكار‪ ,‬فإن معاويبة كان يقول عبن‬
‫ك عب‪ :‬إن ك نا لنبلو عل يه الكذب‪ ,‬يع ن في ما ينقله‪ ,‬ل أ نه كان يتع مد ن قل ما ل يس ف‬
‫صحفه‪ ,‬ول كن الشأن ف صحفه أن ا من ال سرائيليات ال ت غالب ها مبدل م صحف مرف‬
‫متلق‪ ,‬ول حا جة ل نا مع خب ال تعال ور سول ال صلى ال عل يه و سلم إل ش يء من ها‬
‫بالكل ية‪ ,‬فإ نه د خل من ها على الناس شر كث ي وف ساد عر يض‪ .‬وتأو يل ك عب قول ال‬
‫{وآتيناه من كل شيء سببا} واستشهاده ف ذلك على ما يده ف صحفه من أنه كان‬
‫يربط خيله بالثريا غي صحيح ول مطابق‪ ,‬فإنه ل سبيل للبشر إل شيء من ذلك‪ ,‬ول إل‬
‫الترقي ف أسباب السموات‪ ,‬وقد قال ال ف حق بلقيس {وأوتيت من كل شيء} أنه ما‬

‫‪731‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يؤتى مثلها من اللوك‪ ,‬وهكذا ذو القرني‪ ,‬يسر ال له السباب‪ ,‬أي الطرق والوسائل إل‬
‫ف تح القال يم والر ساتيق والبلد والرا ضي‪ ,‬وك سر العداء وك بت ملوك الرض وإذلل‬
‫أهل الشرك قد أوت من كل شيء ما يتاج إليه مثله سببا وال أعلم‪ .‬وف الختارة للحافظ‬
‫الضياء القدسي من طريق قتيبة عن أب عوانة عن ساك بن حرب عن حبيب بن حاز قال‪:‬‬
‫كنت عند علي رضي ال عنه وسأله رجل عن ذي القرني كيف بلغ الشرق والغرب ؟‬
‫فقال سبببحان ال سببخر له السببحاب وقدر له السببباب وبسببط له اليببد‪.‬‬

‫س وَجَ َدهَا َتغْرُبُ فِي َعيْنٍ حَ ِمَئةٍ َووَجَ َد عِن َدهَا‬


‫** َفَأْتبَعَ َسبَبا * َحتّىَ إِذَا بَلَ َغ َمغْرِبَ الشّمْ ِ‬
‫سوْفَ‬ ‫َقوْما ُق ْلنَا يَذَا اْلقَ ْرَنيْ نِ ِإمّآ أَن ُتعَذّ بَ َوِإمّآ أَن َتتّخِذَ فِيهِ مْ حُ سْنا * قَالَ َأمّا مَن ظَلَ مَ فَ َ‬
‫سَنىَ‬
‫ُنعَ ّذبُ ُه ثُ ّم يُ َردّ إَِلىَ َربّهِ َفُيعَ ّذبُ ُه عَذَابا ّنكْرا * َوَأمّا مَنْ آمَ َن َوعَمِلَ صَالِحا فَلَهُ جَزَآ ًء الْحُ ْ‬
‫بببببْرا‬ ‫بببببْ َأمْرِنَبببببا يُسب‬ ‫ب مِنب‬ ‫بببب ُ‬ ‫بببببََنقُولُ لَهب‬ ‫وَسب‬
‫قال ا بن عباس {فأت بع سببا} يع ن بال سبب النل‪ ,‬وقال ما هد {فأت بع سببا} منلً‬
‫وطريقا ما ب ي الشرق والغرب‪ ,‬و ف روا ية عن ما هد { سببا} قال‪ :‬طريقا ف الرض‬
‫وقال قتادة‪ :‬أي اتببع منازل الرض ومعالهبا‪ ,‬وقال الضحاك {فأتببع سبببا} أي النازل‪,‬‬
‫وقال سعيد بن جبي ف قوله‪{ :‬فأت بع سببا} قال‪ :‬علما‪ ,‬وهكذا قال عكر مة وعب يد بن‬
‫يعلى والسببببدي‪ ,‬وقال مطببببر‪ :‬معال وآثار كانببببت قبببببل ذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬حت إذا بلغ مغرب الشمس} أي فسلك طريقا حت وصل إل أقصى ما يسلك‬
‫ف يه من الرض من ناح ية الغرب و هو مغرب الرض‪ ,‬وأ ما الو صول إل مغرب الش مس‬
‫من السماء فمتعذر‪ ,‬وما يذكره أصحاب القصص والخبار من أنه سار ف الرض مدة‪,‬‬
‫والش مس تغرب من ورائه‪ ,‬فش يء ل حقي قة له‪ ,‬وأك ثر ذلك من خرافات أ هل الكتاب‬
‫واختلف زنادقتهم وكذبم‪ ,‬وقوله‪{ :‬وجدها تغرب ف عي حئة} أي رأى الشمس ف‬
‫منظره تغرب ف البحر الحيط‪ ,‬وهذا شأن كل من انتهى إل ساحله يراها كأنا تغرب فيه‬
‫و هي ل تفارق الفلك الرا بع الذي هي مثب تة ف يه ل تفار قه‪ ,‬والمئة مشت قة على إحدى‬
‫القراءت ي من المأة و هو الط ي‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬إ ن خالق بشرا من صلصال من حإٍ‬
‫مسبببببنون} أي طيببببب أملس‪ ,‬وقبببببد تقدم بيانبببببه‪.‬‬

‫‪732‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يونس‪ ,‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬أنبأنا نافع بن أب نعيم‪ ,‬سعت عبد‬
‫الرحن العرج يقول‪ :‬كان ابن عباس يقول ف عي حئة ث فسرها ذات حئة‪ ,‬قال نافع‪:‬‬
‫وسئل عنها كعب الحبار‪ ,‬فقال‪ :‬أنتم أعلم بالقرآن من‪ ,‬ولكن أجدها ف الكتاب تغيب‬
‫ف طينة سوداء‪ ,‬وكذا روى غي واحد عن ابن عباس‪ ,‬وبه قال ماهد وغي واحد‪ .‬وقال‬
‫أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا ممد بن دينار عن سعد بن أوس عن مصدع‪ ,‬عن ابن عباس‬
‫عن أب بن كعب أن النب صلى ال عليه وسلم أقرأه حئة‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن‬
‫ا بن عباس‪ :‬وجد ها تغرب ف ع ي حام ية‪ ,‬يع ن حارة‪ ,‬وكذا قال ال سن الب صري‪ .‬وقال‬
‫ابن جرير‪ :‬والصواب أنما قراءتان مشهورتان وأيهما قرأ القارىء فهو مصيب‪ ,‬قلت‪ :‬ول‬
‫منافاة بيب معنييهمبا إذ قبد تكون حارة لجاورتاب وهبج الشمبس عنبد غروباب وملقاتاب‬
‫بب الحبار وغيه‪.‬‬ ‫با قال كعب‬‫بود‪ ,‬كمب‬ ‫الشعاع بل حائل‪ ,‬وحئة ف ب ماء وطي ب أسب‬
‫وقال ا بن جرير حدثنا م مد بن الث ن حدث نا يز يد بن هارون أ خبناالعوام حدث ن مول‬
‫لعبد ال بن عمرو عن عبد ال قال نظر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الشمس حي‬
‫غابت فقال‪« :‬ف نار ال الامية لول ما يزعها من أمر ال لحرقت ما على الرض» قلت‬
‫ورواه المام أحد عن يزيد بن هارون وف صحة رفع هذا الديث نظر ولعله من كلم‬
‫ع بد ال بن عمرو من زاملت يه اللت ي وجده ا يوم اليموك وال أعلم‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‬
‫حدثنا حجاج بن حزة حدثنا ممد يعن ابن بشر حدثنا عمرو بن ميمون أنبأنا ابن حاضر‬
‫أن ابن عباس ذكر له أن معاوية بن أب سفيان قرأ الَية الت ف سورة الكهف {تغرب ف‬
‫ع ي حامية} قال ابن عباس لعاوية ما نقرؤ ها إل حئة‪ ,‬ف سأل معاوية ع بد ال بن عمرو‬
‫كيبف تقرؤهبا ؟ فقال‪ :‬ع بد ال ك ما قرأت ا‪ ,‬قال اببن عباس فقلت لعاويبة ف بي ت نزل‬
‫القرآن‪ ,‬فأرسل إل كعب فقال له أين تد الشمس تغرب ف التوراة ؟ فقال له كعب سل‬
‫أهل العربية فإنم أعلم با‪ ,‬وأما أنا فإن أجد الشمس تغرب ف التوراة ف ماء وطي وأشار‬
‫بيده إل الغرب قال ابن حاضر‪ :‬لو أن عندك أفدتك بكلم تزداد فيه بصية ف حئة‪ ,‬قال‬
‫ابن عباس‪ :‬وإذا ما هو ؟ قلت‪ :‬فيما يؤثر من قول تبع فيما ذكر به ذا القرني ف تلقه‬
‫بالعلم واتباعببببببببببببببببببببببببببببببه إياه‪:‬‬
‫بلغ الشارق والغارب يبتغيأسبببباب أمبببر مبببن حكيبببم مرشبببد‬

‫‪733‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فرأى مغيببب الشمببس عنببد غروبافبب عيبب ذي خلب وثأط حرمببد‬
‫فقال اببن عباس‪ :‬مبا اللب ؟ قلت‪ :‬الطيب بكلمهبم‪ ,‬قال‪ :‬فمبا الثأط ؟ قلت‪ :‬المأة‪,‬‬
‫قال‪ :‬ف ما الر مد ؟ قلت‪ :‬ال سود‪ ,‬قال‪ :‬فد عا ا بن عباس رجلً أو غلما فقال‪ :‬اك تب ما‬
‫يقول هذا الر جل وقال سعيد بن جبي بي نا ا بن عباس يقرأ سورة الك هف فقرأ {وجد ها‬
‫تغرب ف ع ي حئة} قال‪ :‬ك عب والذي ن فس ك عب بيده ما سعت أحدا يقرؤ ها ك ما‬
‫أنزلت ف التوراة غ ي ا بن عباس فإ نا ند ها ف التوراة تغرب ف مدرة سوداء‪ ,‬وقال أ بو‬
‫يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا إسحاق بن أب إسرائيل حدثنا هشام بن يوسف قال ف تفسي ابن‬
‫جريج {ووجد عندها قوما} قال مدينة لا اثنا عشر ألف باب لول أصوات أهلها لسمع‬
‫الناس وجوب الشمس حي تب‪ ,‬وقوله‪{ :‬ووجد عندها قوما} أي أمّة من المم ذكروا‬
‫أنا كانت أمة عظيمة من بن آدم وقوله‪{ :‬قلنا يا ذا القرني إما أن تعذب وإما أن تتخذ‬
‫فيهم حسنا} معن هذا أن ال تعال مكنه منهم وحكمه فيهم وأظفره بم وخيّره إن شاء‬
‫ق تل و سب وإن شاء م نّ أوفدى فعرف عدله وإيا نه في ما أبداه عدله وبيا نه ف قوله‪{ :‬أمّا‬
‫من ظلم} أي ا ستمر على كفره وشر كه بر به {ف سوف نعذ به} قال قتادة بالق تل وقال‬
‫السدي كان يمي لم بقر النحاس ويضعهم فيها حت يذوبوا وقال وهب بن منبه كان‬
‫يسلط الظلمة فتدخل أجوافهم وبيوتم وتغشاهم من جيع جهاتم وال أعلم‪ ,‬وقوله‪{ :‬ث‬
‫به عذابا نكرا} أي شديدا بليغا وجيعا أليما وف ب هذا إثبات العاد‬ ‫به فيعذبب‬‫يرد إل ربب‬
‫ب ندعوه إليبه مبن عبادة ال وحده ل‬ ‫ب مبن آمبن} أي اتبعنبا على م ا‬
‫والزاء‪ .‬وقوله‪{ :‬وأم ا‬
‫شر يك له {فله جزاء ال سن} أي ف الدار الَخرة ع ند ال عز و جل {و سنقول له من‬
‫أمرنببببببببا يسببببببببرا} قال ماهببببببببد معروفا‪.‬‬

‫جعَل ّلهُ ْم مّن‬


‫س وَ َج َدهَا تَ ْطلُ ُع عََلىَ َقوْ مٍ لّ ْم نَ ْ‬
‫** ثُ مّ َأْتبَ عَ َسبَبا * َحّتىَ إِذَا بَلَ غَ مَطْلِ عَ الشّمْ ِ‬
‫ب وَقَدْ أَحَطْنَبببا بِمَبببا َل َديْهبببِ ُخبْرا‬ ‫بتْرا * كَذَلِكبب َ‬ ‫دُونِهَبببا سبب ِ‬
‫يقول تعال ث سلك طريقا ف سار من مغرب الش مس إل مطلع ها وكان كل ما مر بأ مة‬
‫قهرهم وغلب هم ودعا هم إل ال عز و جل فإن أطاعوه وإل أذل م وأر غم آناف هم واستباح‬
‫أموالم وأمتعتهم واستخدم من كل أمة ما تستعي به جيوشه على قتال القاليم التاخة‬

‫‪734‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لمب‪ ,‬وذكبر فب أخبار بنب إسبرائيل أنبه عاش ألفا وتسبعمائة سبنة يوب الرض طولاب‬
‫والعرض ح ت بلغ الشارق والغارب ول ا انت هى إل مطلع الش مس من الرض ك ما قال‬
‫تعال {وجدها تطلع على قوم} أي أمة {ل نعل لم من دونا سترا} أي ليس لم بناء‬
‫يكن هم ول أشجار تظل هم وت سترهم من حر الش مس‪ ,‬وقال سعيد بن جبي كانوا حرا‬
‫قصبببارا مسببباكنهم الغيان أكثبببر معيشتهبببم مبببن السبببمك‪.‬‬
‫قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا سهل بن أب الصلت سعت السن وسأل عن قول ال‬
‫تعال {ل ن عل ل م من دون ا سترا} قال إن أرض هم ل ت مل البناء فإذا طل عت الش مس‬
‫تغوروا ف الياه فإذا غر بت خرجوا يتراعون ك ما تر عى البهائم قال ال سن هذا حد يث‬
‫سرة‪ ,‬وقال قتادة ذكر لنا أنم بأرض ل تنبت لم شيئا فهم إذا طلعت الشمس دخلوا ف‬
‫أسراب حت إذا زالت الشمس خرجوا إل حروفهم ومعايشهم‪ .‬وعن سلمة بن كهيل أنه‬
‫قال‪ :‬لي ست ل م أكنان إذا طل عت الش مس طل عت علي هم فلحد هم أذنان يفرش إحداه ا‬
‫ويل بس الخرى‪ .‬قال ع بد الرزاق‪ :‬أخب نا مع مر عن قتادة ف قوله‪{ :‬وجد ها تطلع على‬
‫قوم ل نعل لم من دونا سترا} قال هم الزنج‪ ,‬وقال ابن جرير ف قوله‪{ :‬وجدها تطلع‬
‫على قوم ل ن عل ل م من دون ا سترا} قال ل يبنوا فيها بناء قط ول ي ب عليهم بناء قط‬
‫كانوا إذا طلعت الشمس دخلوا أسرابا لم حت تزول الشمس أو دخلوا البحر وذلك أن‬
‫أرضهم ليس فيها جبل‪ .‬جاءهم جيش مرة فقال لم أهلها‪ :‬ل تطلعن عليكم الشمس وأنتم‬
‫ب ا‪ ,‬قالوا‪ :‬ل نبح ح ت تطلع الش مس ما هذه العظام ؟ قالوا‪ :‬هذه ج يف ج يش طل عت‬
‫عليهبم الشمبس ههنبا‪ ...‬فماتوا‪ ,‬قال‪ :‬فذهبوا هاربيب فب الرض وقوله‪{ :‬كذلك وقبد‬
‫أحطنبا باب لديبه خيا} قال ماهبد والسبدي‪ :‬علما أي ننب مطلعون على جيبع أحواله‬
‫وأحوال جيشه ل يفى علينا منها شيء وإن تفرقت أمهم وتقطعت بم الرض فإنه تعال‬
‫ببماء}‪.‬‬‫بب السب‬ ‫بب الرض ول فب‬ ‫ببء فب‬ ‫ببه شيب‬ ‫ببى عليب‬ ‫{ل يفب‬

‫** ثُ مّ َأْتبَ عَ َسبَبا * َحّتىَ إِذَا بَلَ غَ بَيْ َن ال سّ ّديْ ِن وَ َج َد مِن دُوِنهِمَا َقوْما ّل يَكَادُو َن َي ْفقَهُو نَ‬
‫جعَلُ لَكَ خَرْجا‬ ‫ج ُمفْ سِدُونَ فِي الرْ ضِ َفهَ ْل نَ ْ‬ ‫ج َو َمأْجُو َ‬‫َقوْلً * قَالُواْ يَذَا اْلقَ ْرَنيْ نِ إِ ّن َيأْجُو َ‬
‫جعَ َل َبيَْننَا َوَبْينَهُمْ سَدّا * قَا َل مَا َمكّنّي فِيهِ َربّي َخيْرٌ َفأَعِينُونِي ِب ُقوّةٍ أَ ْجعَ ْل َبْينَكُمْ‬ ‫عََلىَ أَن تَ ْ‬

‫‪735‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصبدََفيْنِ قَا َل انفُخُواْ َحّتىَ إِذَا‬
‫ْنب ّ‬‫ى َبي َ‬
‫ُمب َردْما * آتُونِي ُزبَ َر الْحَدِيدِ َحّتىَ إِذَا سبَاوَ َ‬
‫َوبَْيَنه ْ‬
‫ب نَارا قَا َل آتُونِيببببببَ أُ ْفرِغببببببْ عََليْهببببببِ ِقطْرا‬ ‫َجعَلَهببببب ُ‬
‫يقول تعال مبا عن ذي القرني {ث أتبع سببا} أي ث سلك طريقا من مشارق الرض‬
‫ح ت إذا بلغ ب ي ال سدين وه ا جبلن متناوحان بينه ما ثغرة يرج من ها يأجوج ومأجوج‬
‫على بلد الترك فيعيثون فيهبا فسبادا ويهلكون الرث والنسبل‪ ,‬ويأجوج ومأجوج مبن‬
‫سللة آدم عليه السلم كما ثبت ف الصحيحي «إن ال تعال يقول‪ :‬يا آدم فيقول لبيك‬
‫وسعديك فيقول‪ :‬ابعث بعث النار فيقول‪ :‬وما بعث النار ؟ فيقول من كل ألف تسعمائة‬
‫وت سعة وت سعون إل النار ووا حد إل ال نة‪ ,‬فحينئذ يش يب ال صغي وت ضع كل ذات ح ل‬
‫حل ها فقال إن في كم أمّت ي ما كان تا ف ش يء إل كثرتاه يأجوج ومأجوج» و قد ح كى‬
‫النووي رحهب ال فب شرح مسبلم عبن بعبض الناس أن يأجوج ومأجوج خلقوا مبن منب‬
‫خرج مبن آدم فاختلط بالتراب فخلقوا مبن ذلك‪ ,‬فعلى هذا يكونون ملوقيب مبن آدم‬
‫وليسوا من حواء وهذا قول غريب جدا ل دليل عل يه ل من عقل ول من ن قل ول يوز‬
‫العتماد هه نا على ما يك يه ب عض أ هل الكتاب ل ا عند هم من الحاد يث الفتعلة وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫و ف م سند المام أح د عن سرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬ولد نوح‬
‫ثلثة‪ :‬سام أبو العرب وحام أبو السودان‪ ,‬ويافث أبو الترك» قال بعض العلماء هؤلء من‬
‫نسل يافث أبو الترك‪ ,‬وقال إنا سي هؤلء تركا لنم تركوا من وراء السد من هذه الهة‬
‫وإل ف هم أقرباء أولئك ول كن كان ف أولئك ب غي وف ساد وجراءة‪ ,‬و قد ذ كر ا بن جر ير‬
‫ل عجيبا ف سي ذي القرني وبنائه السد وكيفية ما جرى‬ ‫ههنا عن وهب بن منبه أثرا طوي ً‬
‫له وفيه طول وغرابة ونكارة ف أشكالم وصفاتم وطولم وقصر بعضهم وآذانم وروى‬
‫ابن أب حات عن أبيه ف ذلك أحاديث غريبة ل تصح أسانيدها وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬وجد‬
‫مبن دونمبا قوما ل يكادون يفقهون قولً} أي لسبتعجام كلمهبم وبعدهبم عبن الناس‬
‫{قالوا ياذا القرني إن يأجوج ومأجوج مفسدون ف الرض فهل نعل لك خرجا} قال‬
‫ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أجرا عظيما يعن أنم أرادوا أن يمعوا لم من بينهم‬
‫مالً يعطونه إياه حت يعل بينه وبينهم سدا فقال ذو القرني بعفة وديانة وصلح وقصد‬

‫‪736‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للخي {ما مكن فيه رب خي} أي إن الذي أعطان ال من اللك والتمكي خي ل من‬
‫الذي تمعونه كما قال سليمان عليه السلم {أتدونن بال فماآتان ال خي ما آتاكم}‬
‫الَية وهكذا قال ذو القرني‪ :‬الذي أنا فيه خي من الذي تبذلونه ولكن ساعدون بقوة أي‬
‫بعمل كم وآلت البناء {أج عل بين كم وبين هم ردما آتو ن زبر الد يد} والزبر ج ع زبرة‬
‫و هي القط عة م نه قاله ا بن عباس وما هد وقتادة و هي كاللب نة يقال كل لب نة ز نة قنطار‬
‫بالدمشقي أو تزيد عليه {حت إذا ساوى بي الصدفي} أي وضع بعضه على بعض من‬
‫الساس حت إذا حاذى به رؤوس البلي طولً وعرضا واختلفوا ف مساحة عرضه وطوله‬
‫على أقوال {قال انفخوا} أي أ جج عليه النار ح ت صار كله نارا {قال آتو ن أفرغ عليه‬
‫قطرا} قال ابن عباس وماهد وعكرمة والضحاك وقتادة والسدي هو النحاس زاد بعضهم‬
‫الذاب ويستشهد بقوله تعال‪{ :‬وأسلنا له عي القطر} ولذا يشبه بالبد الحب‪ .‬قال ابن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا بشر عن يزيد حدثنا سعيد عن قتادة قال‪ :‬ذكر لنا أن رجلً قال يا رسول‬
‫ال قبد رأيبت سبد يأجوج ومأجوج قال «انعتبه ل» قال كالبد الحبب طريقبة سبوداء‬
‫وطريقة حراء قال «قد رأيته» هذا حديث مرسل‪ .‬وقد بعث الليفة الواثق ف دولته أحد‬
‫أمرائه وجهز معه جيشا سرية لينظروا إل السد ويعاينوه وينعتوه له إذا رجعوا فتوصلوا من‬
‫هناك إل بلد و من ملك إل ملك ح ت و صلوا إل يه ورأوا بناءه من الد يد و من النحاس‬
‫وذكروا أن م رأوا ف يه بابا عظيما وعل يه أقفال عظي مة ورأوا بق ية الل ب والع مل ف برج‬
‫هناك‪ ,‬وأن عنده حر سا من اللوك التاخ ة له وأ نه عال من يف شا هق ل ي ستطاع ول ما‬
‫حوله من البال ث رجعوا إل بلد هم وكا نت غيبت هم أك ثر من سنتي وشاهدوا أهوالً‬
‫وعجائب‪ .‬ثبببببببببببببببببببببببببب قال ال تعال‪.‬‬

‫** َفمَا اسْطَاعُ َواْ أَن يَ ْظهَرُوهُ َومَا اسْتَطَاعُواْ لَ ُه َنقْبا * قَا َل هَـذَا َرحْ َم ٌة مّن ّربّي فَإِذَا جَآ َء‬
‫ضهُ مْ َي ْو َمئِ ٍذ يَمُو جُ فِي َبعْ ضٍ‬‫َوعْدُ رَبّي َجعَلَ هُ دَكّآ َء وَكَا َن َوعْدُ رَبّي َحقّا * َوتَرَكْنَا َبعْ َ‬
‫ج َم ْعنَاهُمببببببْ جَمْعا‬ ‫َونُفِخببببببَ فِببببببي الصببببببّورِ فَ َ‬
‫يقول تعال مببا عبن يأجوج ومأجوج أنمب مبا قدروا على أن يصبعدوا مبن فوق هذا‬
‫ال سد ول قدروا على نقبه من أسفله ول ا كان الظهور عليه أسهل من نق به قابل كلً ب ا‬

‫‪737‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ينا سبه فقال {ف ما ا سطاعوا أن يظهروه و ما ا ستطاعوا له نقبا} وهذا دل يل على أن م ل‬
‫يقدروا على نق به ول على ش يء م نه‪ .‬فأ ما الد يث الذي رواه المام أح د حدث نا روح‬
‫حدثنا سعيد بن أب عروبة عن قتادة حدثنا أبو رافع عن أب هريرة عن رسول ال صلى ال‬
‫عليبه وسبلم قال‪« :‬إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السبد كبل يوم حتب إذا كادوا يرون‬
‫شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعودون إليه كأشد ما كان حت‬
‫إذا بلغبت مدتمب وأراد ال أن يبعثهبم على الناس حفروا حتب إذا كادوا يرون شعاع‬
‫الش مس قال الذي علي هم ارجعوا ف ستحفرونه غدا إن شاء ال فيعودون إل يه كهيئ ته ح ي‬
‫تركوه فيحفرو نه ويرجون على الناس فينشفون الياه ويتح صن الناس من هم ف ح صونم‬
‫فيمون بسهامهم إل السماء فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون قهرنا أهل الرض وعلونا‬
‫أ هل ال سماء فيب عث ال علي هم نغفا ف رقاب م فيقتل هم ب ا قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪« :‬والذي ن فس م مد بيده إن دواب الرض لت سمن وتش كر شكرا من لوم هم‬
‫ودمائهم» ورواه أحد أيضا عن حسن هو ابن موسى الشهب عن سفيان عن قتادة به‬
‫وكذا رواه ا بن ما جه عن أزهر بن مروان عن عبد العلى عن سعيد بن أ ب عروبة عن‬
‫قتادة قال‪ :‬حدث أبو رافع وأخرجه الترمذي من حديث أب عوانة عن قتادة ث قال غريب‬
‫ل يعرف إل من هذا الوجه وإسناده جيد قوي ولكن متنه ف رفعه نكارة لن ظاهر الَية‬
‫يقتضي أنم ل يتمكنوا من ارتقائه ول من نقبه لحكام بنائه وصلبته وشدته ولكن هذا‬
‫قد روي عن ك عب الحبار أن م ق بل خروج هم يأتو نه فيلح سونه ح ت ل يب قى م نه إل‬
‫القليل فيقولون غدا نفتحه فيأتون من الغد وقد عاد كما كان فيلحسونه حت ل يبقى منه‬
‫إل القليبل فيقولون فذلك فيصببحون وهبو كمبا كان فيلحسبونه ويقولون غدا نفتحبه‬
‫ويلهمون أن يقولوا إن شاء ال فيصبحون وهو كما فارقوه فيفتحونه وهذا متجه ولعل أبا‬
‫هريرة تلقاه من كعب فإنه كان كثيا ما كان يالسه ويدثه فحدث به أبو هريرة فتوهم‬
‫بعبببببض الرواة عنبببببه أنبببببه مرفوع فرفعبببببه وال أعلم‪.‬‬
‫ويؤيد ما قلناه من أنم ل يتمكنوا من نقبه ول نقب شيء منه ومن نكارة هذا الرفوع‬
‫قول المام أحد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أب سلمى عن حبيبة‬
‫بنت أم حبيبة بنت أب سفيان عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جحش زوج النب صلى‬

‫‪738‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليه وسلم ب قال سفيان أربع نسوة ب قالت‪ :‬استيقظ النب صلى ال عليه وسلم من‬
‫نومه وهو ممر وجهه وهو يقول‪« :‬ل إله إل ال ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم‬
‫من ردم يأجوج ومأجوج م ثل هذا» و حل قلت يا ر سول ال أنلك وفي نا ال صالون ؟‬
‫قال‪« :‬نعم إذا كثر البث» هذا حديث صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه من‬
‫حديث الزهري ولكن سقط ف رواية البخاري ذكر حبيبة وأثبتها مسلم وفيه أشياء عزيزة‬
‫قليلة نادرة الوقوع ف صناعة ال سناد من ها روا ية الزهري عن عروة وه ا تابعيان ومن ها‬
‫اجتماع أربع نسوة ف سنده كلهن يروي بعضهم عن بعض ث كل منهن صحابية ث ثنتان‬
‫ربيبتان وثنتان زوجتان رضبببببببببببي ال عنهبببببببببببن‪.‬‬
‫قد رُوي ن و هذا عن أ ب هريرة أيضا‪ ,‬فقال البزار‪ :‬حدث نا م مد بن مرزوق‪ ,‬حدث نا‬
‫مؤمل بن إساعيل‪ ,‬حدثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة عن النب صلى ال‬
‫عليبه وسبلم أنبه قال‪« :‬فتبح اليوم مبن ردم يأجوج ومأموج مثبل هذا» وعقبد التسبعي‪,‬‬
‫وأخرجه البخاري ومسلم من حديث وهيب به‪ ,‬وقوله‪{ :‬قال هذا رحة من رب} أي لا‬
‫بناه ذو القرنيب {قال هذا رحةب مبن ربب} أي بالناس حيبث ج عل بينهبم وبيب يأجوج‬
‫ومأجوج حائلً ينعهبم مبن العيبث فب الرض والفسباد‪{ ,‬فإذا جاء وعبد ربب} أي إذا‬
‫اقترب الوعبد القب {جعله دكا} أي سباواه بالرض‪ ,‬تقول العرب‪ :‬ناقبة دكاء إذا كان‬
‫ظهرها مستويا لسنام لا‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬فلما تلى ربّه للجبل جعله دكاء} أي مساويا‬
‫للرض‪.‬‬
‫وقال عكرمة ف قوله‪{ :‬فإذا جاء وعد رب جعله دكاء} قال‪ :‬طريقا كما كان‪{ ,‬وكان‬
‫و عد ر ب حقا} أي كائنا ل مالة‪ .‬وقوله‪{ :‬وترك نا بعض هم} أي الناس يومئذ‪ ,‬أي يوم‬
‫يدك هذا السبد ويرج هؤلء فيموجون فب الناس ويفسبدون على الناس أموالمب ويتلفون‬
‫أشياءهم‪ ,‬وهكذا قال السدي ف قوله‪{ :‬وتركنا بعضهم يومئذ يوج ف بعض} قال‪ :‬ذاك‬
‫حي يرجون على الناس‪ ,‬وهذا كله قبل القيامة وبعد الدجال‪ ,‬كما سيأت بيانه عند قوله‪:‬‬
‫{حت إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون * واقترب الوعد الق}‬
‫الَ ية‪ ,‬وهكذا قال هه نا {وترك نا بعض هم يومئذ يوج ف ب عض} قال‪ :‬هذا أول القيا مة‬
‫{ون فخ ف ال صور} على أ ثر ذلك {فجمعنا هم جعا} وقال آخرون‪ :‬بل الراد بقوله‪:‬‬

‫‪739‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وتركنا بعضهم يومئذ يوج ف ب عض} قال‪ :‬إذا ماج ال ن وال نس يوم القيامة يتلط‬
‫النببببببببببببببببس والنبببببببببببببببب‪.‬‬
‫وروى ابن جرير عن ممد بن حيد عن يعقوب القمي عن هارون بن عنترة‪ ,‬عن شيخ‬
‫من بن فزارة ف قوله {وتركنا بعضهم يومئذ يوج ف بعض} قال‪ :‬إذا ماج النس والن‬
‫قال إبل يس‪ :‬أ نا أعلم ل كم علم هذا ال مر‪ ,‬فيظ عن إل الشرق في جد اللئ كة قد قطعوا‬
‫الرض‪ ,‬ث يظ عن إل الغرب في جد اللئ كة قد بطنوا الرض‪ ,‬فيقول‪ :‬ما من م يص‪ ,‬ث‬
‫يظعن ييناوشالً إل أقصى الرض فيجد اللئكة قد بطنوا الرض فيقول ما من ميص‪,‬‬
‫فبينما هو كذلك إذ عرض له طريق كالشراك فأخذ عليه هو وذريته‪ ,‬فبينما هم عليه إذ‬
‫هجموا على النار‪ ,‬فأخرج ال خازنا من خزان النار‪ ,‬فقال‪ :‬يا إبل يس أل ت كن لك النلة‬
‫عند ربك‪ ,‬أل تكن ف النان ؟ فيقول‪ :‬ليس هذا يوم عتاب‪ ,‬لو أن ال فرض علي فريضة‬
‫لعبدته فيها عبادة ل يعبده مثلها أحد من خلقه‪ ,‬فيقول‪ :‬فإن ال قد فرض عليك فريضة‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬ما هي ؟ فيقول يأمرك أن تد خل النار فيتل كأ عل يه‪ ,‬فيقول‪ :‬به وبذري ته بناح يه‪,‬‬
‫فيقذف هم ف النار‪ ,‬فتزفر النار زفرة ل يبقى ملك مقرب ول نب مر سل إل جثى لركبتيه‪,‬‬
‫وهكذا رواه ابن أب حات من حديث يعقوب القمي به‪ ,‬ث رواه من وجه آخر عن يعقوب‬
‫عن هارون عن عنترة‪ ,‬عن أب يه عن ا بن عباس {وترك نا بعض هم يومئذ يوج ف ب عض}‬
‫قال‪ :‬النببببس والنبببب يوج بعضهببببم فبببب بعببببض‪.‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد بن العباس الصفهان‪ ,‬حدثنا أبو مسعود أحد‬
‫بن الفرات‪ ,‬حدثنا أبو داود الطيالسي‪ ,‬حدثنا الغية بن مسلم عن أب إسحاق عن وهب‬
‫بن جابر‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن يأجوج ومأجوج‬
‫من ولد آدم‪ ,‬ولو أر سلوا لف سدوا على الناس معايش هم‪ ,‬ولن يوت من هم ر جل إل ترك‬
‫من ذريته ألفا فصاعدا‪ ,‬وإن من ورائهم ثلث أمم‪ :‬تاويل وتايس ومنسك» هذا حديث‬
‫غريبببببببب‪ ,‬ببببببببل منكبببببببر ضعيبببببببف‪.‬‬
‫وروى النسائي من حديث شعبة عن النعمان بن سال عن عمرو بن أوس عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫جده أوس بن أب أوس مرفوعا «إن يأجوج ومأجوج لم نساء يامعون ما شاءوا‪ ,‬وشجر‬
‫يلقحون كما شاءوا‪ ,‬ول يوت رجل إل ترك من ذريته ألفا فصاعدا»‪ .‬وقوله‪{ :‬ونفخ ف‬

‫‪740‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صور} وال صور ك ما جاء ف الد يث‪ :‬قرن ين فخ ف يه‪ ,‬والذي ين فخ ف يه إ سرافيل عل يه‬
‫السلم‪ ,‬كما تقدم ف الديث بطوله‪ ,‬والحاديث فيه كثية‪ ,‬وف الديث عن عطية عن‬
‫ابن عباس وأب سعيد مرفوعا «كيف أنعم و صاحب القرن قد الت قم القرن وحن جبهته‬
‫واستمع مت يؤمر ؟» قالوا‪ :‬كيف نقول ؟ قال‪« :‬قولوا حسبنا ال ونعم الوكيل على ال‬
‫توكلنبا»‪ .‬وقوله‪{ :‬فجمعناهبم جعا} أي أحضرنبا الميبع للحسباب {قبل إن الوليب‬
‫والَخريبن لجموعون إل ميقات يوم معلوم} {وحشرناهبم فلم نغادر منهبم أحدا}‪.‬‬

‫ضنَا َج َهنّ َم َي ْو َمئِذٍ لّ ْلكَافِرِي َن عَرْضا * الّذِي نَ كَانَ تْ َأعُْيُنهُ مْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي‬
‫** َوعَرَ ْ‬
‫سبَ الّذِي نَ َكفَ ُر َواْ أَن َيتّخِذُوْا عِبَادِي مِن دُونِ يَ َأوِْليَآءَ‬
‫وَكَانُواْ لَ يَ سْتَطِيعُونَ سَمْعا * أََفحَ ِ‬
‫ب نُزُلً‬‫ببببب َ‬ ‫ببببببَ لِ ْلكَاِفرِينب‬ ‫إِنّببببببآ َأعْتَدْنَببببببا َج َهنّمب‬
‫يقول تعال مبا عما يفعله بالكفار يوم القيامة أنه يعرض عليهم جهنم‪ ,‬أي يبزها لم‬
‫ويظهرها ليوا ما فيها من العذاب والنكال قبل دخولا‪ ,‬ليكون ذلك أبلغ ف تعجيل ال مّ‬
‫والزن لم‪ .‬وف صحيح مسلم عن ابن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«يؤتى بهنم تقاد يوم القيامة بسبعي ألف زمام‪ ,‬مع كل زمام سبعون ألف ملك» ث قال‬
‫مبا عنهم {الذين كانت أعينهم ف غطاء عن ذكري} أي تغافلوا وتعاموا وتصاموا عن‬
‫قبول الدى واتباع الق‪ ,‬كما قال‪{ :‬ومن يعش عن ذكر الرحن نقيض له شيطانا فهو له‬
‫قر ين} وقال هه نا‪{ :‬وكانوا ل ي ستطيعون سعا} أي ل يعقلون عن ال أمره ون يه‪ ,‬ث‬
‫قال‪{ :‬أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دون أولياء} أي اعتقدوا أنم يصلح‬
‫ل م ذلك وينتفعون به {كل سيكفرون بعبادت م ويكونون علي هم ضدا} ولذا أ خب ال‬
‫بببة منلً‪.‬‬ ‫بببم يوم القيامب‬ ‫ببب جهنب‬ ‫بببد لمب‬ ‫بببد أعب‬ ‫بببه قب‬ ‫تعال أنب‬

‫سبُو َن‬
‫حيَاةِ ال ّدْنيَا َوهُ ْم يَحْ َ‬
‫سرِينَ أَعْمَالً * الّذِينَ ضَلّ َس ْعيُهُمْ فِي الْ َ‬ ‫** ُق ْل هَلْ نَُنّبئُكُم بِالخْ َ‬
‫حبِطَ تْ أَعْمَاُلهُ مْ َفلَ‬ ‫ك الّذِي نَ َكفَرُواْ بِآيَا تِ َرّبهِ ْم وَِلقَائِ هِ َف َ‬
‫صنْعا * ُأوْلَـئِ َ‬
‫سنُونَ ُ‬ ‫َأنّهُ ْم ُيحْ ِ‬

‫‪741‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ُنقِي مُ َلهُ ْم َيوْ مَ اْل ِقيَا َم ِة وَزْنا * ذَلِ كَ جَزَآ ُؤهُ مْ َج َهنّ ُم بِمَا َكفَرُواْ وَاتّخَ ُذ َوْا آيَاتِي وَرُ سُلِي‬
‫هُزُوا‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن عمرو عن‬
‫مصبعب قال‪ :‬سبألت أبب يعنب سبعد ببن أبب وقاص عبن قول ال‪{ :‬قبل هبل ننبئكبم‬
‫بالخ سرين أعمالً} أ هم الرور ية ؟ قال‪ :‬ل هم اليهود والن صارى‪ ,‬أ ما اليهود فكذبوا‬
‫ممدا صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وأما النصارى فكفروا بالنة وقالو‪ :‬ل طعام فيها ول شراب‪,‬‬
‫والرور ية الذ ين ينقضون ع هد ال من ب عد ميثا قه‪ ,‬فكان سعد ر ضي ال ع نه ي سميهم‬
‫الفاسقي‪ ,‬وقال علي بن أب طالب والضحاك وغي واحد‪ :‬هم الرورية‪ ,‬ومعن هذا عن‬
‫علي ر ضي ال ع نه أن هذه الَ ية الكري ة تش مل الرور ية ك ما تش مل اليهود والن صارى‬
‫وغيهم‪ ,‬ل أنا نزلت ف هؤلء على الصوص ول هؤلء‪ ,‬بل هي أعم من هذا‪ ,‬فإن هذه‬
‫الَية مكية قبل خطاب اليهود والنصارى وقبل وجود الوارج بالكلية‪ ,‬وإنا هي عامة ف‬
‫كل من عبد ال على غي طريقة مرضية يسب أنه مصيب فيها‪ ,‬وأن عمله مقبول وهو‬
‫مطىء وعمله مردود‪ ,‬كمبا قال تعال‪{ :‬وجوه يومئذ خاشعبة عاملة ناصببة تصبلى نارا‬
‫حام ية} وقال تعال‪{ :‬وقدم نا إل ما عملوا من ع مل فجعلناه هباء منثورا} وقال تعال‪:‬‬
‫{والذين كفروا أعمالم كسراب بقيعة يسبه الظمآن ماء حت إذا جاءه ل يده شيئا}‬
‫وقال تعال ف هذه الَية الكرية‪{ :‬قل هل ننبئكم} أي نبكم {بالخسرين أعمالً} ث‬
‫فسبرهم‪ ,‬فقال {الذيبن ضبل سبعيهم فب الياة الدنيبا} أي عملوا أعما ًل باطلة على غيب‬
‫شريعة مشروعة مرضية مقبولة {وهم يسبون أنم يسنون صنعا} أي يعتقدون أنم على‬
‫شيبببببببببببببء وأنمببببببببببببب مقبولون مبوبون‪.‬‬
‫وقوله {أولئك الذين كفروا بآيات ربم ولقائه} أي جحدوا آيات ال ف الدنيا وبراهينه‬
‫ال ت أقام على وحداني ته و صدق ر سله‪ ,‬وكذبوا بالدار الَخرة {فل نق يم ل م يوم القيا مة‬
‫وزنا} أي ل نثقل موازينهم لنا خالية عن الي‪ .‬قال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال‪,‬‬
‫حدثنا سعيد بن أب مري‪ ,‬أخبنا الغية‪ ,‬حدثن أبو الزناد عن العرج عن أب هريرة عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬إنه ليأت الرجل العظيم السمي يوم القيامة ل‬
‫يزن عند ال جناح بعوضة ب وقال ب اقرءوا إن شئتم {فل نقيم لم يوم القيامة وزنا}»‪.‬‬

‫‪742‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعن يي بن بكي عن مغية بن عبد الرحن‪ ,‬عن أب الزناد مثله‪ ,‬هكذا ذكره عن يي بن‬
‫بك ي معلقا‪ ,‬و قد رواه م سلم عن أ ب ب كر م مد بن إ سحاق عن ي ي بن بك ي به‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو الوليد‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن أب الزناد‪ ,‬عن‬
‫صبال مول التوأمبة‪ ,‬عبن أبب هريرة رضبي ال عنبه قال‪ :‬قال رسبول ال صلى ال عليبه‬
‫وسبلم‪« :‬يؤتبى بالرجبل الكول الشروب العظيبم‪ ,‬فيوزن بببة فل يزناب» قال وقرأ {فل‬
‫نقيم لم يوم القيامة وزنا} وكذا رواه ابن جرير عن أب كريب عن أب الصلت عن أب‬
‫الزناد‪ ,‬عن صال مول التوأمة عن أب هريرة مرفوعا‪ ,‬فذكره بلفظ البخاري سواء‪ .‬وقال‬
‫أح د بن عمرو بن ع بد الالق البزار‪ :‬حدث نا العباس بن م مد‪ ,‬حدث نا عون بن عمارة‪,‬‬
‫حدثنا هشيم بن حسان عن واصل عن عبد ال بن بريدة عن أبيه قال‪ :‬كنا عند رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأقبل رجل من قريش يطر ف حلة له‪ ,‬فلما قام على النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬يا بريدة هذا من ل يقيم ال له يوم القيامة وزنا» ث قال‪ :‬تفرد به واصل‬
‫مول أببب عنبسببة‪ ,‬وعون بببن عمارة وليببس بالافببظ ول يتابببع عليببه‪.‬‬
‫وقد قال ابن جرير حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان عن العمش‬
‫عن شر عن أب يي‪ ,‬عن كعب قال‪ :‬يؤتى يوم القيامة برجل عظيم طويل‪ ,‬فل يزن عند‬
‫ال جناح بعوضة‪ ,‬اقرءوا {فل نقيم لم يوم القيامة وزنا}‪ .‬وقوله‪{ :‬ذلك جزاؤهم جهنم‬
‫با كفروا} أي إنا جازيناهم بذا الزاء بسبب كفرهم واتاذهم آيات ال ورسله هزوا‪,‬‬
‫ببببب‪.‬‬ ‫ببببد التكذيب‬ ‫ببببم أشب‬ ‫بببب وكذبوهب‬ ‫ببببتهزءوا بمب‬ ‫اسب‬

‫س نُزُلً * خَالِدِينَ فِيهَا َل‬


‫** إِنّ الّذِينَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا الصّالِحَاتِ كَانَتْ َلهُمْ َجنّاتُ اْلفِ ْر َدوْ ِ‬
‫ب عَنْهَبببببببببببببببا ِحوَلً‬ ‫َيبْغُونبببببببببببببب َ‬
‫ي ب تعال عن عباده ال سعداء و هم الذ ين آمنوا بال ور سوله‪ ,‬و صدقوا الر سلي في ما‬
‫جاءوا ببه‪ ,‬أن لمب جنات الفردوس‪ ,‬قال ماهبد‪ :‬الفردوس هبو البسبتان بالروميبة‪ .‬وقال‬
‫كعبب والسبدي والضحاك‪ :‬هبو البسبتان الذي فيبه شجبر العناب‪ ,‬وقال أببو أمامبة‪:‬‬
‫الفردوس سرة النة‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬الفردوس ربوة النة وأوسطها وأفضلها‪ ,‬وقد روي هذا‬
‫مرفوعا من حديث سعيد بن بشي عن قتادة عن السن عن سرة عن النب صلى ال عليه‬

‫‪743‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و سلم «الفردوس ربوة ال نة أو سطها وأح سنها»‪ .‬وهكذا رواه إ ساعيل بن م سلم عن‬
‫ال سن عن سرة مرفوعا وروي عن قتادة عن أ نس بن مالك مرفوعا بنحوه روى ذلك‬
‫كله ا بن جر ير رح ه ال‪ ,‬و ف ال صحيحي «إذا سألتم ال ال نة‪ ,‬فا سألوه الفردوس فإ نه‬
‫أعلى ال نة وأو سط ال نة‪ ,‬وم نه تف جر أنار ال نة»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬نزلً} أي ضيا فة‪ ,‬فإن‬
‫النل الضيافة‪ .‬وقوله {خالدين فيها} أي مقيمي ساكني فيها ل يظعنون عنها أبدا {ل‬
‫يبغون عنهبا حولً} أي ل يتارون عنهبا غيهبا ول يبون سبواها‪ ,‬كمبا قال الشاعبر‪:‬‬
‫فحلت سبببويدا القلب ل أنبببا باغياسبببواها ول عبببن حبهبببا أتول‬
‫وف قوله‪{ :‬ل يبغون عنها حولً} تنبيه على رغبتهم فيها وحبهم لا‪ ,‬مع أنه قد يتوهم‬
‫في من هو مق يم ف الكان دائما أ نه قد ي سأمه أو يله‪ ,‬فأ خب أن م مع هذا الدوام واللود‬
‫السبرمدي ل يتارون عبن مقامهبم ذلك متحولً ول انتقا ًل ول ظعنا ول رحلة ول بدلً‪.‬‬

‫** قُل ّلوْ كَا َن اْلبَحْ ُر مِدَادا ّلكَِلمَا تِ َربّي َلَنفِ َد اْلبَحْرُ َقبْلَ أَن تَنفَدَ كَِلمَا تُ َربّي وََلوْ ِجئْنَا‬
‫ب مَدَدا‬ ‫ببببببببببببببببببببببببببببببب ِ‬ ‫بِ ِمثْلِهب‬
‫يقول تعال‪ :‬قبل يبا ممبد لو كان ماء البحبر مدادا للقلم الذي يكتبب ببه كلمات ال‬
‫وحكمه وآياته الدالة عليه‪ ,‬لنفد البحر قبل أن يفرغ كتابة ذلك {ولو جئنا بثله} أي بثل‬
‫الب حر آ خر‪ ,‬ث آ خر وهلم جرا بور تده ويك تب ب ا‪ ,‬ل ا نفدت كلمات ال‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬ولو أن ما ف الرض من شجرة أقلم والبحر يدّه من بعده سبعة أبر ما نفدت‬
‫كلمات ال إن ال عزيز حكيم} وقال الربيع بن أنس‪ :‬إن م ثل علم العباد كلهم ف علم‬
‫ال كقطرة من ماء البحوركل ها‪ ,‬و قد أنزل ال ذلك { قل لو كان الب حر مدادا لكلمات‬
‫ر ب لن فد الب حر ق بل أن تن فد كلمات ر ب} يقول لو كا نت تلك البحور مدادا لكلمات‬
‫ال‪ ,‬والش جر كله أقلم لنك سرت القلم‪ ,‬وف ن ماء الب حر‪ ,‬وبق يت كلمات ال قائ مة ل‬
‫يفنيها شيء‪ ,‬لن أحدا ل يستطيع أن يقدر قدره ول يثن عليه كما ينبغي حت يكون هو‬
‫الذي يثن نفسه‪ ,‬إن ربنا كما يقول وفوق ما نقول‪ ,‬إن مثل نعيم الدنيا أولا وآخرها ف‬
‫نعيبببم الَخرة كحببببة مبببن خردل فببب خلل الرض كلهبببا‪.‬‬

‫‪744‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** ُقلْ ِإنّمَآ َأنَ ْا بَشَ ٌر ّمثُْلكُ ْم يُو َحىَ إِلَيّ َأنّمَآ إِلَـ ُهكُمْ إِلَـ ٌه وَاحِدٌ فَمَن كَا َن يَرْجُو ِلقَآءَ َربّ ِه‬
‫شرِكببببببْ ِب ِعبَا َدةِ َربّهببببببِ أَحَدَا‬ ‫فَ ْلَيعْمَ ْل عَ َملً صببببببَالِحا وَلَ يُ ْ‬
‫روى ال طبان من طر يق هشام بن عمار عن إ ساعيل بن عياش‪ ,‬عن عمرو بن ق يس‬
‫الكوف أنه سع معاوية بن أب سفيان قال‪ :‬هذه آخر آية أنزلت‪ ,‬يقول تعال لرسوله ممد‬
‫صلوات ال وسلمه عليه {قل} لؤلء الشركي الكذبي برسالتك إليهم {إنا أنا بشر‬
‫مثلكم} فمن زعم أن كاذب فليأت بثل ما جئت به‪ ,‬فإن ل أعلم الغيب فيما أخبتكم‬
‫به من الاضي عما سألتم من قصة أصحاب الكهف وخب ذي القرني ما هو مطابق ف‬
‫ن فس ال مر‪ ,‬ولول ما أطلع ن ال عل يه‪ ,‬وإن ا أ خبكم {أن ا إل كم} الذي أدعو كم إل‬
‫عباد ته {إله وا حد} ل شر يك له {ف من كان ير جو لقاء ر به} أي ثوا به وجزاءه ال صال‬
‫{فليعمل عملً صالا} أي ما كان موافقا لشرع ال {ول يشرك بعبادة ربه أحدا} وهو‬
‫الذي يراد به و جه ال وحده ل شر يك له‪ ,‬وهذان رك نا الع مل التق بل‪ ,‬ل) بد أن يكون‬
‫خالصببا ل صببوابا على شريعببة رسببول ال صببلى ال عليببه وسببلم‪.‬‬
‫وقد روى ابن أب حات من حديث معمر عن عبد الكري الزري عن طاوس قال‪ :‬قال‬
‫رجل يا رسول ال إن أقف الواقف أريد وجه ال وأحب أن يرى موطن فلم يرد عليه‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم شيئا ح ت نزلت هذه الَ ية {ف من كان ير جو لقاء ر به‬
‫فليعمل عملً صالا ول يشرك بعبادة ربه أحدا} وهكذا أر سل هذا ماهد وغي واحد‪.‬‬
‫وقال الع مش‪ :‬حدث نا حزة أ بو عمارة مول ب ن ها شم عن ش هر بن حو شب قال‪ :‬جاء‬
‫رجل إل عبادة بن الصامت فقال‪ :‬أنبئن عما أسألك عنه‪ .‬أرأيت رجلً يصلي يبتغي وجه‬
‫ال وي ب أن ي مد وي صوم يبت غي و جه ال وي ب أن ي مد‪ ,‬ويت صدق يبت غي و جه ال‬
‫ويب أن يمد‪ ,‬ويج يبتغي وجه ال ويب أن يمد‪ ,‬فقال عبادة‪ :‬ليس له شيء‪ ,‬إن ال‬
‫تعال يقول‪ :‬أ نا خ ي شر يك‪ ,‬ف من كان له م عي شر يك ف هو له كله ل حا جة ل ف يه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن الزبي‪ ,‬حدثنا كثي بن زيد عن ربيح بن‬
‫عبد الرحن بن أب سعيد الدري عن أبيه‪ ,‬عن جده قال‪ :‬كنا نتناوب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فنبيت عنده تكون له حاجة أو يطرقه أمر من الليل فيبعثنا‪ ,‬فكثر الحتسبون‬

‫‪745‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأهل النوب‪ ,‬فكنا نتحدث فخرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬ما هذه‬
‫النجوى ؟» قال‪ :‬فقلنا‪ :‬تبنا إل ال أي نب ال‪ ,‬إنا كنا ف ذكر السيح وفرقنا منه فقال أل‬
‫أ خبكم ب ا هو أخوف علي كم من ال سيح عندي قال قل نا بلى‪ ,‬فقال‪« :‬الشرك ال في أن‬
‫يقوم الرجببببببببل يصببببببببلي لكان الرجببببببببل»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ,‬حدثنا عبد الميد يعن ابن برام قال‪ :‬قال شهر بن‬
‫حوشب‪ :‬قال ابن غنم‪ :‬لا دخلنا مسجد الابية أنا وأبو الدرداء‪ ,‬لقينا عبادة بن الصامت‬
‫فأخذ يين بشماله‪ ,‬وشال أب الدرداء بيمينه‪ ,‬فخرج يشي بيننا ونن نتناجى‪ ,‬وال أعلم‬
‫با نتناجى به‪ ,‬فقال عبادة بن الصامت‪ :‬إن طال بكما عمر أحدكما أو كليكما لتوشكان‬
‫أن تر يا الرجل من ثبج ال سلمي‪ ,‬يع ن من و سط قراء القرآن على ل سان ممد صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪ ,‬فأعاده وأبدأه وأ حل حلله وحرم حرا مه ونزله ع ند منازله ل يور في كم إل‬
‫كما يور رأس المار اليت‪ .‬قال‪ :‬فبينما نن كذلك إذ طلع شداد بن أوس رضي ال عنه‬
‫وعوف بن مالك فجل سا إلي نا‪ ,‬فقال شداد‪ :‬إن أخوف ما أخاف علي كم أي ها الناس ل ا‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬من الشهوة الفية والشرك» فقال عبادة بن‬
‫الصامت وأبو الدرداء‪ :‬اللهم غفرا أل يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد حدثنا أن‬
‫الشيطان قد يئس أن يعبد ف جزيرة العرب‪ .‬أما الشهوة الفية فقد عرفناها هي شهوات‬
‫الدنيا من نسائها وشهواتا‪ ,‬فما هذا الشرك الذي توفنا به يا شداد ؟ فقال شداد‪ :‬أرأيتكم‬
‫ل ي صلي لر جل أو ي صوم لر جل أو يت صدق له‪ ,‬أترون أ نه قد أشرك ؟ قالوا‪:‬‬
‫لو رأي تم رج ً‬
‫ن عم وال إن من صلى لر جل أو صام أو ت صدق له ل قد أشرك‪ ,‬فقال شداد فإ ن سعت‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪ :‬من صلى يرائي ف قد أشرك و من صام يرائي ف قد‬
‫أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك فقال عوف بن مالك عند ذلك‪ :‬أفل يعمد إليه إل ما‬
‫ابتغى به وجهه من ذلك العمل كله فيصل ما خلص له ويدع ما أشرك به فقال شداد عند‬
‫ذلك‪ :‬فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن ال يقول‪ :‬أنا خي قسيم لن‬
‫أشرك بب مبن أشرك بب شيئا‪ ,‬فإن عمله قليله وكثيه لشريكبه الذي أشرك ببه‪ ,‬أنبا عنبه‬
‫غنببببببببببببببببببببببببببببببببببب»‪.‬‬

‫‪746‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى لبعضه) قال المام أحد‪ :‬حدثنا زيد بن الباب‪ ,‬حدثن عبد الواحد بن‬
‫زياد‪ ,‬أخب نا عبادة بن ن سي عن شداد بن أوس ر ضي ال ع نه أ نه ب كى‪ ,‬فق يل له‪ :‬ما‬
‫يبكيك ؟ قال شيء سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم فأبكان‪ ,‬سعت رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬أتوف على أم ت الشرك والشهوة الف ية» قلت‪ :‬يا ر سول‬
‫ال أتشرك أمتك من بعدك ؟ قال‪« :‬نعم أما إنم ل يعبدون شسا ول قمرا ول حجرا ول‬
‫وثنا‪ ,‬ول كن يراءون بأعمال م‪ ,‬والشهوة الفية أن يصبح أحد هم صائما فتعرض له شهوة‬
‫من شهواته فيترك صومه» ورواه ا بن ما جه من حديث ال سن بن ذكوان عن عبادة بن‬
‫نسببي بببه‪ ,‬وعبادة فيببه ضعببف‪ ,‬وفبب سبباعه مببن شداد نظببر‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثناالسي بن علي بن جعفر الحر‪ ,‬حدثنا‬
‫علي بن ثابت‪ ,‬حدثنا قيس بن أب حصي عن أب صال عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يقول ال يوم القيامة‪ :‬أنا خي شريك من أشرك ب أحدا فهو‬
‫له كله»‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬سعت العلء يدث عن‬
‫أبيه عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم يرويه عن ال عز وجل أنه قال‪« :‬أنا خي‬
‫الشركاء فمن عمل عملً أشرك فيه غيي‪ ,‬فأنا بريء منه‪ ,‬وهو للذي أشرك» تفرد به من‬
‫هذا الوجبببببببببببببببببببببببببببببببببه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يونس‪ ,‬حدثنا الليث عن يزيد يعن ابن الاد عن‬
‫عمرو عن ممود بن لبيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن أخوف ما أخاف‬
‫عليكم الشرك الصغر» قالوا‪ :‬وما الشرك الصغر يا رسول ال ؟ قال‪« :‬الرياء‪ ,‬يقول ال‬
‫يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالم‪ :‬اذهبوا إل الذين كنتم تراءون ف الدنيا‪ ,‬فانظروا هل‬
‫تدون عندهببببببببببببببببببببببببببببم جزاء»‪.‬‬
‫(حد يث آ خر) قال المام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن بك ي‪ ,‬أخب نا ع بد الم يد يع ن ا بن‬
‫جعفر‪ ,‬أخبن أب عن زياد بن ميناء عن أب سعيد بن أب فضالة النصاري‪ ,‬وكان من‬
‫ال صحابة‪ ,‬أ نه قال‪ :‬سعت ر سول الله صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬إذا ج ع ال الول ي‬
‫والَخر ين ليوم ل ر يب ف يه نادى مناد‪ :‬من كان أشرك ف ع مل عمله ل أحدا فليطلب‬

‫‪747‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ثوابه من عند غ ي ال‪ ,‬فإن ال أغ ن الشركاء عن الشرك» وأخر جه الترمذي وا بن ما جه‬
‫مببببن حديببببث ممببببد وهببببو البسببببان بببببه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أحد بن عبد اللك‪ ,‬حدثنا بكار‪ ,‬حدثن أب ب‬
‫يعن عبد العزيز بن أب بكرة ب عن أب بكرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪ « :‬من سع سع ال به‪ ,‬و من راءى راءى ال به» وقال المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫معاوية‪ ,‬حدثنا شيبان عن فراس عن عطية عن أب سعيد الدري‪ ,‬عن رسول ال صلى ال‬
‫به»‪.‬‬ ‫بمع ال بب‬‫بمع يسب‬ ‫بن يسب‬ ‫به‪ ,‬ومب‬
‫بن يرائي يرائي ال بب‬‫بلم قال‪« :‬مب‬
‫به وسب‬‫عليب‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد حدثنا يي بن سعيد عن شعبة‪ ,‬حدثن عمرو بن مرة‬
‫قال‪ :‬سعت رجلً ف بيت أب عبيدة أنه سع عبد ال بن عمرو يدث ابن عمر أنه سع‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬من سع الناس بعمله سع ال به‪ ,‬ساء خل قه‬
‫وصغره وحقره» فذرفت عينا عبد ال‪ .‬وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عمرو بن يي‬
‫اليلي‪ ,‬حدثنا الارث بن غسان‪ ,‬حدثنا أبو عمران الون عن أنس رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬تعرض أعمال ب ن آدم ب ي يدي ال عز وجل يوم‬
‫القيامة ف صحف متمة‪ ,‬فيقول ال‪ :‬ألقوا هذا واقبلوا هذا‪ ,‬فتقول اللئكة‪ :‬يا رب وال ما‬
‫رأينا منه إل خيا‪ ,‬فيقول‪ :‬إن عمله كان لغي وجهي ول أقبل اليوم من العمل إل ما أريد‬
‫به وجهي» ث قال‪ :‬الارث بن غسان روى عنه جاعة وهو ثقة بصري‪ ,‬ليس به بأس‪,‬‬
‫وقال ابن وهب‪ :‬حدثن يزيد بن عياض عن ع بد الرحن العرج‪ ,‬عن عبد ال بن قيس‬
‫الزاعي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬من قام رياء وسعة‪ ,‬ل يزل ف مقت ال‬
‫حتبببببببببببببببببببببببببببببببب يلس»‪.‬‬
‫وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا ممد ب أب بكر‪ ,‬حدثنا ممد بن دينار عن إبراهيم الجري‪ ,‬عن‬
‫أب الحوص عن عوف بن مالك عن ابن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬من أحسن الصلة حيث يراه الناس وأساءها حيث يلو‪ ,‬فتلك استهانة‬
‫استهان با ربه عز وجل» وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو عامر إساعيل بن عمرو السكون‪,‬‬
‫حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا ابن عياش‪ ,‬حدثنا عمرو بن قيس الكندي أنه سع معاوية بن‬
‫أب سفيان تل هذه الَية {فمن كان يرجو لقاء ربه} الَية‪ ,‬وقال‪ :‬إنا آخر آية نزلت من‬

‫‪748‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القرآن وهذا أثر مشكل‪ ,‬فإن هذه الَية آخر سورة الكهف‪ ,‬والكهف كلها مكية‪ ,‬ولعل‬
‫معاوية أراد أنه ل ينل بعدها آية تنسخها ول تغي حكمها‪ ,‬بل هي مثبتة مكمة‪ ,‬فاشتبه‬
‫ذلك على بعبببض الرواة فروى بالعنببب على مبببا فهمبببه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا ممد بن علي بن السن بن شقيق‪ ,‬حدثنا النضر بن‬
‫شيل‪ ,‬حدثنا أبو قرة عن سعيد بن السيب عن عمر بن الطاب قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬من قرأ ف ليلة {فمن كان يرجو لقاء ربه} الَية‪ ,‬كان له من النور من‬
‫عدن أب ي إل م كة ح شو ذلك النور اللئ كة» غر يب جدا آ خر تف سي سورة الك هف‪.‬‬
‫سببببببببببببببببببورة مريبببببببببببببببببب‬
‫وهبببببببببببببببببي مكيبببببببببببببببببة‬
‫وقد روى ممد بن إسحاق ف السية من حديث أم سلمة‪ ,‬وأحد بن حنبل عن ابن‬
‫مسعود ف قصة الجرة إل أرض البشة من مكة أن جعفر بن أب طالب رضي ال عنه قرأ‬
‫صبببببدر هذه السبببببورة على النجاشبببببي وأصبببببحابه‪.‬‬

‫بِسبببببببْمِ اللّهبببببببِ الرّحْمـبببببببنِ الرّحِيمبببببببِ‬

‫** كَهيعَصَ * ذِكْرُ رَحْ َمةِ َربّكَ َعبْدَهُ زَكَ ِريّآ * ِإ ْذ نَادَىَ َربّ ُه نِدَآءً َخ ِفيّا * قَالَ رَبّ ِإنّي‬
‫ب َش ِقيّا * َوِإنّي ِخفْتُ الْ َموَالِيَ‬ ‫س َشيْبا وَلَمْ أَكُنْ بِ ُدعَآئِكَ رَ ّ‬ ‫َوهَنَ اْلعَظْ ُم ِمنّي وَا ْشَتعَلَ ال ّرأْ ُ‬
‫ث مِ نْ آ ِل َي ْعقُو بَ‬
‫مِن وَرَآئِي وَكَانَ تِ امْ َرَأتِي عَاقِرا َفهَ بْ لِي مِن ّل ُدنْ كَ وَِليّا * َي ِرثُنِي َويَرِ ُ‬
‫ضيّا‬
‫وَا ْجعَلْهبببببببببببببببُ رَببببببببببببببببّ رَ ِ‬
‫أ ما الكلم على الروف القط عة ف قد تقدم ف أول سورة البقرة‪ ,‬وقوله {ذ كر رح ت‬
‫ربك} أي هذا ذكر رحة ال بعبده زكريا‪ ,‬وقرأ يي بن يعمر {ذكر رحت ربك عبده‬
‫زكريا} وزكريا يد ويقصر‪ ,‬قراءتان مشهورتان وكان نبيا عظيما من أنبياء بن إسرائيل‪,‬‬
‫وف صحيح البخاري أنه كان نارا يأكل من عمل يده ف النجارة‪ .‬وقوله {إذ نادى ربه‬
‫نداء خفيا} قال بعض الف سرين‪ :‬إن ا أخفى دعاءه لئل ين سب ف طلب الولد إل الرعونة‬
‫لكبه‪ ,‬حكاه الاوردي وقال آخرون‪ :‬إنا أخفاه لنه أحب إل ال‪ ,‬كما قال قتادة ف هذه‬

‫‪749‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَ ية {إذ نادى ر به نداء خفيا} إن ال يعلم القلب الت قي‪ ,‬وي سمع ال صوت ال في‪ ,‬وقال‬
‫بعض السلف‪ :‬قام من الليل عليه السلم وقد نام أصحابه‪ ,‬فجعل يهتف بربه يقول خفية‪:‬‬
‫يا رب‪ ,‬يا رب‪ ,‬يا رب‪ ,‬فقال ال له‪ :‬لبيك لبيك لبيك {قال رب إن وهن العظم من}‬
‫أي ضعفت وخارت القوى {واشتعل الرأس شيبا}‪ ,‬أي اضطرم الشيب ف السواد‪ ,‬كما‬
‫قال اببببببببن دريبببببببد فببببببب مقصبببببببورته‪:‬‬
‫أمبببا ترى رأسبببي حاكبببى لونطرة صببببح تتببب أذيال الدجبببى‬
‫واشتعببل البببيض فبب مسببودةمثل اشتعال النار فبب جربب الغضببا‬
‫والراد من هذا الخبار عن الض عف وال كب ودلئله الظاهرة والباط نة‪ .‬وقوله {ول أ كن‬
‫بدعائك رب شقيا} أي ول أعهد منك إل الجابة ف الدعاء‪ ,‬ول تردن قط فيما سألتك‬
‫وقوله {وإنب خفبت الوال مبن ورائي} قرأ الكثرون بنصبب الياء مبن الوال على أنبه‬
‫مفعول‪ ,‬وعبببن الكسبببائي أنبببه سبببكن الياء‪ ,‬كمبببا قال الشاعبببر‪:‬‬
‫كأن أيديهبببببن فببببب القاع القرقأيدي جوار يتعاطيببببب الورق‬
‫وقال الَخببببببببببببببببببببببببببببببببر‪:‬‬
‫فتبب لو يباري الشمببس ألقببت قناعهاأو القمببر السبباري للقببى القالدا‬
‫ومنبببببه قول أبببببب تام حببببببيب ببببببن أوس الطائي‪:‬‬
‫تغايببر الشعببر منببه إذ سببهرت لحتبب ظننببت قوافيببه سببتقتتل‬
‫وقال ماهد وقتادة والسدي‪ :‬أراد بالوال العصبة‪ .‬وقال أبو صال‪ :‬الكللة‪ .‬وروي عن‬
‫أم ي الؤمن ي عثمان بن عفان ر ضي ال ع نه أ نه كان يقرؤ ها {وإ ن خ فت الوال من‬
‫ورائي} بتشد يد الفاء بع ن قلت ع صبات من بعدي‪ ,‬وعلى القراءة الول و جه خو فه أ نه‬
‫خ شي أن يت صرفوا من بعده ف الناس ت صرفا سيئا‪ ,‬ف سأل ال ولدا يكون نبيا من بعده‬
‫لي سوسهم بنبو ته ما يو حي إل يه‪ ,‬فأج يب ف ذلك ل أ نه خ شي من وراثت هم له ماله‪ ,‬فإن‬
‫النب أعظم منلة وأجل قدرا من أن يشفق على ماله إل ما هذا حده‪ ,‬وأن يأنف من وراثة‬
‫ببه‪.‬‬ ‫بب هذا وجب‬ ‫ببه دونمب‬ ‫ببأل أن يكون له ولد ليحوز مياثب‬ ‫ببباته له ويسب‬ ‫عصب‬
‫(الثان) أنه ل يذكر أنه كان ذا مال بل كان نارا يأكل من كسب يديه‪ ,‬ومثل هذا ل‬
‫يمببع مالً ول سببيما النبببياء‪ ,‬فإنمبب كانوا أزهببد شيببء فبب الدنيببا‪.‬‬

‫‪750‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(الثالث) أنه قد ثبت ف الصحيحي من غي وجه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫«ل نورث‪ ,‬ما تركنا فهو صدقة» وف رواية عند الترمذي بإسناد صحيح «ن ن معشر‬
‫النببياء ل نورث»‪ ,‬وعلى هذا فتع ي ح ل قوله {ف هب ل من لد نك وليا يرث ن} على‬
‫مياث النبوة‪ ,‬ولذا قال {ويرث من آل يعقوب} كقوله {وورث سليمان داود} أي ف‬
‫النبوة إذ لو كان ف الال لا خصه من بي إخوته بذلك‪ ,‬ولا كان ف الخبار بذلك كبي‬
‫فائدة‪ ,‬إذ من العلوم ال ستقر ف ج يع الشرائع واللل أن الولد يرث أباه‪ ,‬فلول أن ا ورا ثة‬
‫خا صة ل ا أ خب ب ا‪ ,‬و كل هذا يقرره ويثب ته ما صح ف الد يث «ن ن معا شر ال نبياء ل‬
‫ببببببدقة»‪.‬‬ ‫ببببببو صب‬ ‫ببببببا فهب‬ ‫ببببببا تركنب‬ ‫نورث‪ ,‬مب‬
‫قال ماهد ف قوله {يرثن ويرث من آل يعقوب } كان وراثته علما‪ ,‬وكان زكريا من‬
‫ذر ية يعقوب‪ ,‬وقال هش يم‪ :‬أخب نا إ ساعيل بن أ ب خالد عن أ ب صال ف قوله {يرث ن‬
‫ويرث من آل يعقوب} قال‪ :‬يكون نبيا ك ما كا نت آباؤه أ نبياء‪ ,‬وقال ع بد الرزاق عن‬
‫معمبر عبن قتادة‪ ,‬عبن السبن يرث نبوتبه وعلمبه‪ ,‬وقال السبدي‪ :‬يرث نبوتب ونبوة آل‬
‫يعقوب‪ .‬وعن مالك عن زيد بن أ سلم {ويرث من آل يعقوب} قال نبوت م‪ .‬وقال جابر‬
‫بن نوح ويزيد بن هارون كلها عن إساعيل بن أب خالد‪ ,‬عن أب صال ف قوله {يرثن‬
‫ويرث مبن آل يعقوب} قال‪ :‬يرث مال ويرث مبن آل يعقوب النبوة‪ ,‬وهذا اختيار اببن‬
‫جريببببببببببر فبببببببببب تفسببببببببببيه‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة أن النب صلى ال عليه وسلم قال «يرحم ال‬
‫زكريا و ما كان عليه من وراثة ماله‪ ,‬وير حم ال لوطا إن كان ليأوي إل ر كن شديد»‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا جابر بن نوح عن مبارك هو ابن فضالة‪ ,‬عن‬
‫السن قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «رحم ال أخي زكريا ما كان عليه من‬
‫وراثة ماله حي قال‪ :‬هب ل من لدنك وليا يرثن ويرث من آل يعقوب» وهذه مرسلت‬
‫ل تعارض الصبحاح‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله {واجعله رب رضيبا} أي مرضيا عندك وعنبد‬
‫خلقبببك‪ ,‬تببببه وتبببببه إل خلقبببك فببب دينبببه وخلقبببه‪.‬‬

‫ب ِميّا‬
‫ب مِبن َقبْلُ س َ‬
‫ب نَجْعَبل لّه ُ‬
‫حيَىَ لَم ْ‬
‫بمُ ُه َي ْ‬
‫ب اس ْ‬
‫ب ِبغُلَم ٍ‬
‫** يَزَ َكرِيّبآ إِنّبا ُنبَشّرُك َ‬

‫‪751‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذا الكلم يتضمن مذوفا وهو أنه أجيب إل ما سأل ف دعائه‪ ,‬فقيل له‪{ :‬يا زكريا إنا‬
‫نبشرك بغلم ا سه ي ي} ك ما قال تعال‪{ :‬هنالك د عا زكر يا ر به قال رب هب ل من‬
‫لد نك ذر ية طي بة إ نك سيع الدعاء * فناد ته اللئ كة و هو قائم ي صلي ف الحراب أن ال‬
‫يبشرك بيح ي م صدقا بكل مة من ال و سيدا وح صورا و نبيا من ال صالي} وقوله {ل‬
‫نعل له من قبل سيا} قال قتادة وابن جريج وابن زيد‪ :‬أي ل يسم أحد قبله بذا السم‪,‬‬
‫واختاره اببببببببببن جريبببببببببر رحهببببببببب ال‪.‬‬
‫قال ماهبد {ل نعبل له مبن قببل سبيا} أي شببيها‪ ,‬وأخذه مبن معنب قوله {فاعبده‬
‫واصطب لعبادته هل تعلم له سيا} أي شبيها‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬أي‬
‫ل تلد العوا قر قبله مثله‪ ,‬وهذا دل يل على أن زكر يا عل يه ال سلم كان ل يولد له‪ ,‬وكذلك‬
‫امرأ ته كا نت عاقرا من أول عمر ها‪ ,‬بلف إبراه يم‪ ,‬و سارة عليه ما ال سلم‪ ,‬فإن ما إن ا‬
‫تعجبا من البشارة بإسحاق لكبها ل لعقرها‪ ,‬ولذا قال {أبشرتون على أن مسن الكب‬
‫ف بم تبشرون} مع أ نه كان قد ولد له قبله إ ساعيل بثلث عشرة سنة‪ ,‬وقالت امرأ ته { يا‬
‫ويلت أألد وأنا عجوز وهذا يعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب * قالوا أتعجبي من أمر ال‬
‫رحةبب ال وبركاتببه عليكببم أهببل البيببت إنببه حيببد ميببد}‪.‬‬

‫** قَالَ رَ بّ َأّنىَ َيكُو نُ لِي ُغلَ مٌ وَكَانَ تِ امْ َرَأتِي عَاقِرا وَقَ ْد بََلغْ تُ مِ نَ الْ ِكبَ ِر ِعتِيّا * قَا َل‬
‫ب تَكببُ شَيْئا‬ ‫ب وَقَدْ خََل ْقتُكببَ مِبن َقبْ ُل وَلَمبْ‬ ‫كَذَلِكببَ قَالَ َربّكببَ ُه َو عَلَيببّ َهيّنبٌ‬
‫هذا تعجب من زكريا عليه السلم حي أجيب إل ما سأل وبشر بالولد‪ ,‬ففرح فرحا‬
‫شديدا‪ ,‬و سأل عن كيف ية ما يولد له والو جه الذي يأت يه م نه الولد‪ ,‬مع أن امرأ ته كا نت‬
‫عاقرا ل تلد من أول عمرها مع كبها‪ ,‬ومع أنه قد كب وعتا‪ ,‬أي‪ :‬عسا عظمه ونل‪ ,‬ول‬
‫يبق فيه لقاح ول جاع‪ ,‬والعرب تقول للعود إذا يبس‪ :‬عتا يعتو عتيا وعتوا‪ ,‬وعسا يعسو‬
‫ع سوا وع سيا‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬عت يا يع ن نول الع ظم‪ ,‬وقال ا بن عباس وغيه‪ :‬عت يا‪ ,‬يع ن‬
‫الكببببب‪ ,‬والظاهببببر أنببببه أخببببص مببببن الكببببب‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا هشيم‪ ,‬أخبنا حصي عن عكرمة عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬لقد علمت السنة كلها غي أن ل أدري أكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ‬

‫‪752‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف الظ هر والع صر أم ل‪ ,‬ول أدري ك يف كان يقرأ هذا الرف {و قد بل غت من ال كب‬
‫عت يا} أو ع سيا‪ ,‬ورواه المام أح د عن سُريج بن النعمان وأ بو داود عن زياد بن أيوب‬
‫كلها عن هشيم به‪{ ,‬قال} أي اللك ميبا لزكريا عما استعجب منه {كذلك قال ربك‬
‫هو علي ه ي} أي إياد الولد م نك و من زوج تك هذه ل من غي ها‪{ ,‬ه ي} أي ي سي‬
‫سهل على ال‪ ,‬ث ذكر له ما هو أعجب ما سأل عنه‪ ,‬فقال {وقد خلقتك من قبل ول‬
‫تبك شيئا} كمبا قال تعال‪{ :‬هبل أتبى على النسبان حيب مبن الدهبر ل يكبن شيئا‬
‫مذكورا}‪.‬‬

‫ج عََلىَ َق ْومِهِ‬‫س َثلَثَ َليَالٍ َسوِيّا * َفخَ َر َ‬


‫** قَالَ رَبّ ا ْجعَل لِ َي آَيةً قَا َل آيَتُكَ أَ ّل تُكَّل َم النّا َ‬
‫شيّا‬‫ببّحُوْا ُبكْ َرةً َوعَ ِ‬
‫حرَابببببِ َفَأوْ َحىَ إَِليْهِمببببْ أَن سببب َ‬ ‫ب الْمِ ْ‬
‫مِنببب َ‬
‫يقول تعال مبا عن زكريا عليه السلم أنه {قال رب اجعل ل آية} أي علمة ودليلً‬
‫على وجود ما وعدت ن‪ ,‬لت ستقر نف سي ويطمئن قل ب ب ا وعدت ن‪ ,‬ك ما قال إبراه يم عل يه‬
‫السلم {رب أرن كيف تيي الوتى قال أو ل تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلب} الَية‬
‫{قال آيتك} أي علمتك {أن ل تكلم الناس ثلث ليال سويا} أي أن تبس لسانك‬
‫عبن الكلم ثلث ليال‪ ,‬وأنبت صبحيح سبوي مبن غيب مرض ول علة‪ ,‬قال اببن عباس‬
‫وماهد وعكرمة ووهب والسدي وقتادة وغي واحد‪ :‬اعتقل لسانه من غي مرض ول علة‪.‬‬
‫قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬كان يقرأ ويسبح ول يستطيع أن يكلم قومه إل إشارة‪.‬‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس {ثلث ليالٍ سويا} أي متتابعات‪ ,‬والقول الول ع نه و عن‬
‫المهور أصبح‪ ,‬كمبا قال تعال فب آل عمران {قال رب اجعبل ل آيبة قال آيتبك أن ل‬
‫تكلم الناس ثل ثة أيام إل رمزا واذ كر ر بك كثيا و سبح بالع شي والبكار} وقال مالك‬
‫عن زيد بن أسلم {ثلث ليال سويا} من غي خرس‪ ,‬وهذا دليل على أنه ل يكن يكلم‬
‫الناس فب هذه الليال الثلث وأيامهبا {إل رمزا} أي إشارة‪ ,‬ولذا قال فب هذه الَيبة‬
‫الكرية {فخرج على قومه من الحراب} أي الذي ب شر فيه بالولد {فأو حى إلي هم} أي‬
‫أشار إشارة خف ية سريعة {أن سبحوا بكرة وعش يا} أي مواف قة له في ما أ مر به ف هذه‬
‫اليام الثل ثة زيادة على أعماله شكرا ل على ما أوله‪ .‬قال ما هد‪« :‬فأو حى إلي هم» أي‬

‫‪753‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أشار وبه قال وهب وقتادة‪ .‬وقال ماهد ف رواية عنه‪{ :‬فأوحى إليهم} أي كتب لم ف‬
‫الرض‪ ,‬وكذا قال السببببببببببببببببببببببببببدي‪.‬‬

‫صبِيّا * َو َحنَانا مّن لّ ُدنّا وَزَكَا ًة وَكَا نَ َت ِقيّا *‬ ‫حكْ مَ َ‬ ‫ب ِب ُقوّ ٍة وَآَتيْنَا هُ الْ ُ‬
‫حَيىَ خُ ِذ اْلكِتَا َ‬
‫** َييَ ْ‬
‫ت َوَيوْ َم ُيْبعَثُ حَيا‬ ‫َوبَرّا ِبوَالِ َديْهِ وَلَ ْم َيكُن َجبّارا عَصِيّا * وَ َسلَ ٌم عََليْ ِه َيوْ َم وُلِ َد َوَيوْ َم يَمُو ُ‬

‫وهذا أيضا تضمن مذوفا تقديره أنه وجد هذا الغلم البشر به وهو يي عليه السلم‪,‬‬
‫وأن ال علمه الكتاب وهو التوارة الت كانوا يتدارسونا بينهم‪ ,‬ويكم با النبيون الذين‬
‫أ سلموا للذ ين هادوا والربانيون والحبار‪ ,‬و قد كان سنه إذ ذاك صغيا فلهذا نوه بذكره‬
‫وبا أنعم به عليه وعلى والديه فقال‪{ :‬يا يي خذ الكتاب بقوة} أي تعلم الكتاب بقوة‬
‫أي ب د وحرص واجتهاد {وآتيناه ال كم صبيا} أي الف هم والعلم وال د والعزم والقبال‬
‫على الي والكباب عليه والجتهاد فيه وهو صغي حدث‪ ,‬قال عبد ال بن البارك‪ :‬قال‬
‫مع مر‪ :‬قال ال صبيان ليح ي بن زكر يا‪ :‬اذ هب ب نا نل عب‪ ,‬فقال‪ :‬ما لل عب خل قت‪ ,‬فلهذا‬
‫أنزل ال {وآتيناه الكببببببببببببم صبببببببببببببيا}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وحنانا من لدنا} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {وحنانا من لد نا}‬
‫يقول‪ :‬ورحة من عندنا‪ ,‬وكذا قال عكرمة وقتادة والضحاك وزاد‪ :‬ل يقدر عليها غينا‪,‬‬
‫وزاد قتادة‪ :‬رحم ال ب ا زكريا‪ .‬وقال ماهد‪{ :‬وحنانا من لدنا} وتعطفا من ربه عليه‪.‬‬
‫وقال عكرمة‪{ :‬وحنانا من لدنا} قال‪ :‬مبة عليه‪ .‬وقال ابن زيد أما النان فالحبة‪ ,‬وقال‬
‫عطاء بن أب رباح‪{ :‬وحنانا من لدنا} قال‪ :‬تعظيما من لدنا‪ ,‬وقال ابن جريج‪ :‬أخبن‬
‫عمرو ببن دينار أنبه سبع عكرمبة عبن اببن عباس أنبه قال‪ :‬ل وال مبا أدري مبا حنانا‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا جرير عن منصور‪ ,‬سألت سعيد بن جبي عن‬
‫قوله‪{ :‬وحنانا من لد نا} فقال‪ :‬سألت عن ها ا بن عباس فلم ي د في ها شيئا‪ ,‬والظا هر من‬
‫السبياق أن قوله وحنانا معطوف على قوله {وآتيناه الكبم صببيا} أي وآتيناه الكبم‬
‫وحنانا وزكاة‪ ,‬أي وجعلناه ذا حنان وزكاة‪ ,‬فالنان هو الحبة ف شفقة وميل‪ ,‬كما تقول‬

‫‪754‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العرب‪ :‬ح نت النا قة على ولد ها وح نت الرأة على زوج ها‪ ,‬وم نه سيت الرأة ح نة من‬
‫الَنّبة‪ ,‬وحبن الرجبل إل وطنبه‪ ,‬ومنبه التعطبف والرحةب‪ ,‬كمبا قال الشاعبر‪:‬‬
‫تنبببببببن عليبببببببّ هداك الليكفإن لكبببببببل مقام مقال‬
‫وف السند للمام أحد عن أنس رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫«يبقى رجل ف النار ينادي ألف سنة‪ :‬يا حنان يا منان» وقد يثن‪ ,‬ومنهم من يعل ما ورد‬
‫فببببب ذلك لغبببببة بذاتاببببب‪ ,‬كمبببببا قال طرفبببببة‪:‬‬
‫أبببا منذر أفنيببت فاسببتبق بعضناحنانيببك بعببض الشببر أهون مببن بعببض‬
‫وقوله‪{ :‬وزكاة} معطوف على وحنانا‪ ,‬فالزكاة الطهارة مبن الدنبس والَثام والذنوب‪,‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬الزكاة العمل الصال‪ ,‬وقال الضحاك وابن جريج‪ :‬العمل الصال الزكي‪ .‬وقال‬
‫العوف عن ابن عباس {وزكاة} قال‪ :‬بركة‪{ ,‬وكان تقيا} ذا طهر فلم يهمّ بذنب‪ .‬وقوله‬
‫{وبرا بوالد يه ول ي كن جبارا ع صيا} ل ا ذ كر تعال طاع ته لر به‪ ,‬وأ نه خل قه ذا رح ة‬
‫وزكاة وتقى‪ ,‬ع طف بذكر طاعته لوالديه وبره ب ما‪ ,‬ومانبته عقوقه ما قو ًل وفعلً‪ ,‬أمرا‬
‫ونيا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ول يكبن جبارا عصبيا} ثب قال بعبد هذه الوصباف الميلة جزاء له‬
‫على ذلك {وسلم عليه يوم ولد ويوم يوت ويوم يبعث حيا}أي له المان ف هذه الثلثة‬
‫الحوال‪ .‬وقال سفيان بن عيي نة‪ :‬أو حش ما يكون الرء ف ثل ثة موا طن‪ :‬يوم يولد فيى‬
‫نفسه خارجا ما كان فيه‪ ,‬ويوم يوت فيى قوما ل يكن عاينهم‪ ,‬ويوم يبعث فيى نفسه‬
‫ف مشر عظيم‪ ,‬قال‪ :‬فأكرم ال فيها يي بن زكريا فخصّه بالسلم عليه‪ ,‬فقال‪{ :‬وسلم‬
‫عليه يوم ولد ويوم يوت ويوم يبعث حيا} رواه ابن جرير عن أحد بن منصور الروزي‬
‫عببببببن صببببببدقة بببببببن الفضببببببل عنببببببه‪.‬‬
‫وقال عببد الرزاق‪ :‬أخبنبا معمبر عبن قتادة فب قوله‪{ :‬جبارا عصبيا} قال‪ :‬كان اببن‬
‫السيب يذكر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما من أحد يلقى ال يوم القيامة‬
‫إل ذا ذنب إل يي بن زكريا» قال قتادة‪ :‬ما أذنب ول هم بامرأة‪ ,‬مرسل‪ ,‬وقال ممد بن‬
‫إسحاق عن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب‪ ,‬حدثن ابن العاص أنه سع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬كل بن آدم يأت يوم القيامة وله ذنب‪ ,‬إل ما كان من يي بن زكريا‬
‫بن إ سحاق هذا مدلس‪ ,‬و قد عن عن هذا الد يث‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا‬

‫‪755‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عفان‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬أخبنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ما من أحد من ولد آد َم إل وقد أخطأ أو هم بطيئة‪ ,‬ليس‬
‫يي بن زكريا وما ينبغي لحد أن يقول أنا خي من يونس بن مت» وهذا أيضا ضعيف‪,‬‬
‫لن علي بن زيد بن جدعان له منكرات كثية‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال سعيد بن أب عروبة عن‬
‫قتادة أن ال سن قال‪ :‬إن ي ي وعي سى عليه ما ال سلم التق يا‪ ,‬فقال له عي سى‪ :‬ا ستغفر ل‬
‫أنت خي من‪ ,‬فقال له الَخر‪ :‬استغفر ل أنت خي من‪ ,‬فقال له عيسى‪ :‬أنت خي من‬
‫سبببلمت على نفسبببي‪ ,‬وسبببلم ال عليبببك فعرف وال فضلهمبببا‪.‬‬

‫ت مِن دُونِهِم‬ ‫ت مِ نْ َأهِْلهَا َمكَانا شَرْقِيا * فَاّتخَذَ ْ‬‫** وَاذْ ُكرْ فِي اْل ِكتَا بِ مَ ْريَ مَ إِ ِذ انَتبَذَ ْ‬
‫ِحجَابا َفأَرْسَ ْلنَآ إَِلْيهَآ رُو َحنَا َفتَ َمثّلَ َلهَا بَشَرا َسوِيّا * قَالَتْ ِإنّيَ َأعُو ُذ بِالرّ ْحمَـ ِن مِنكَ إِن‬
‫ت َتقِيّا * قَالَ ِإنّمَآ َأنَاْ رَ سُولُ َربّ كِ َلِهَ بَ لَ كِ غُلَما زَ ِكيّا * قَالَ تْ َأنّ َى يَكُو نُ لِي‬ ‫كُن َ‬
‫ج َعلَ ُه آَيةً‬
‫ك ُهوَ عَلَ ّي َهيّ نٌ وَلِنَ ْ‬
‫ش ٌر وَلَ مْ أَ كُ َب ِغيّا * قَالَ كَذَلِ كَ قَالَ َربّ َ‬
‫سنِي بَ َ‬
‫ُغلَ ٌم وَلَ ْم يَمْ سَ ْ‬
‫ضيّا‬
‫ب وَرَ ْح َم ًة مّنّبببببببا وَكَانببببببببَ َأمْرا ّمقْ ِ‬ ‫لّ ْلنّاسببببببب ِ‬
‫لا ذكر تعال قصة زكريا عليه السلم‪ ,‬وأنه أوجد منه ف حال كبه وعقم زوجته ولدا‬
‫زكيا طاهرا مباركا‪ ,‬عطف بذكر قصة مري ف إياده ولدها عيسى عليهما السلم منها‬
‫من غي أب‪ ,‬فإن بي القصتي مناسبة ومشابة‪ ,‬ولذا ذكرها ف آل عمران وههنا‪ ,‬وف‬
‫ب بينهمبا فب العنب‪ ,‬ليدل عباده على قدرتبه‬ ‫سبورة النببياء يقرن بيب القصبتي لتقارب م ا‬
‫وعظمة سلطانه‪ ,‬وأنه على ما يشاء قادر‪ ,‬فقال {واذكر ف الكتاب مري} وهي مري بنت‬
‫عمران من سللة داود عليه السلم‪ .‬وكانت من بيت طاهر طيب ف بن إسرائيل‪ ,‬وقد‬
‫ذ كر ال تعال قصبة ولدة أمهبا لاب فب سبورة آل عمران‪ ,‬وأناب نذرتاب مررة‪ ,‬أي تدم‬
‫مسبجد بيبت القدس‪ ,‬وكانوا يتقربون بذلك {فتقبلهبا رباب بقبول حسبن وأنبتهبا نباتا‬
‫حسبنا} ونشأت فب بنب إسبرائيل نشأة عظيمبة‪ ,‬فكانبت إحدى العابدات الناسبكات‬
‫الشهورات بالعبادة العظي مة والتب تل والدؤوب‪ ,‬وكا نت ف كفالة زوج أخت ها زكر يا نب‬
‫بنب إسبرائيل إذ ذاك‪ ,‬وعظيمهبم الذي يرجعون إليبه فب دينهبم‪ ,‬ورأى لاب زكريبا مبن‬
‫الكرامات الائلة ما بره {كلما دخل عليها زكريا الحراب وجد عندها رزقا قال يا مري‬

‫‪756‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن لك هذا قالت هو من عند ال إن ال يرزق من يشاء بغي حساب} فذكر أنه كان يد‬
‫عندها ثر الشتاء ف الصيف‪ ,‬وثر الصيف ف الشتاء‪ ,‬كما تقدم بيانه ف سورة آل عمران‪,‬‬
‫فلما أراد ال تعال وله الكمة والجة البالغة‪ ,‬أن يوجد منها عبده ورسوله عيسى عليه‬
‫السبلم أحبد الرسبل أول العزم المسبة العظام {انتبذت مبن أهلهبا مكانا شرقيا} أي‬
‫اعتزلتهم وتنحت عنهم‪ ,‬وذهبت إل شرق السجد القدس‪ .‬وقال السدي ليض أصابا‪,‬‬
‫ببببببببببببببب ذلك‪.‬‬ ‫بببببببببببببببل لغيب‬ ‫وقيب‬
‫قال أ بو كدي نة عن قابوس بن أ ب ظبيان عن أب يه عن ا بن عباس قال‪ :‬إن أ هل الكتاب‬
‫كتب عليهم الصلة إل البيت والج إليه‪ ,‬وما صرفهم عنه إل قيل ربك‪{ :‬فانتبذت من‬
‫أهلها مكانا شرقيا} قال‪ :‬خرجت مري مكانا شرقيا‪ ,‬فصلوا قبل مطلع الشمس‪ ,‬رواه ابن‬
‫أب حات وابن جرير‪ .‬وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا إسحاق بن شاهي‪ ,‬حدثنا خالد بن‬
‫ع بد ال عن داود عن عا مر‪ ,‬عن ا بن عباس قال‪ :‬إ ن لعلم خلق ال لي ش يء اتذت‬
‫النصبارى الشرق قبلة لقول ال تعال‪{ :‬فانتبذت مبن أهلهبا مكانا شرقيا} واتذوا ميلد‬
‫عي سى قبلة‪ .‬وقال قتادة {مكانا شرقيا} شا سعا منتحيا‪ ,‬وقال م مد بن إ سحاق‪ :‬ذه بت‬
‫به‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬ ‫بد فيب‬
‫بتقي الاء‪ .‬وقال نوف البكال‪ :‬اتذت لاب من ًل تتعبب‬ ‫با لتسب‬‫بقلتهب‬
‫وقوله‪{ :‬فاتذت من دونم حجابا} أي استترت منهم وتوارت‪ ,‬فأرسل ال تعال إليها‬
‫جبيل عليه السلم {فتمثل لا بشرا سويا} أي على صورة إنسان تام كامل‪ .‬قال ماهد‬
‫والضحاك وقتادة وابن جريج ووهب بن منبه والسدي ف قوله‪{ :‬فأرسلنا إليها روحنا}‬
‫يعن جبائيل عليه السلم‪ ,‬وهذا الذي قالوه هو ظاهر القرآن‪ ,‬فإنه تعال قد قال ف الَية‬
‫الخرى‪{ :‬نزل به الروح المي على قلبك لتكون من النذرين} وقال أبو جعفر الرازي‬
‫عن الربيع بن أنس عن أب العالية عن أب بن كعب قال‪ :‬إن روح عيسى عليه السلم من‬
‫جلة الرواح ال ت أ خذ علي ها الع هد ف زمان آدم عل يه ال سلم‪ ,‬و هو الذي ت ثل ل ا بشرا‬
‫سويا‪ ,‬أي روح عي سى‪ ,‬فحملت الذي خاطب ها‪ ,‬و حل ف في ها‪ ,‬وهذا ف غا ية الغرا بة‬
‫والنكارة وكأنه إسرائيلي {قالت إن أعوذ بالرحن منك إن كنت تقيا} أي لا تبدى لا‬
‫اللك ف صورة بشر وهي ف مكان منفرد وبينها وبي قومها حجاب‪ ,‬خافته وظنت أنه‬
‫يريدها على نفسها‪ ,‬فقالت‪{ :‬إن أعوذ بالرحن منك إن كنت تقيا} أي إن كنت تاف‬

‫‪757‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال تذكيا له بال وهذا هو الشروع ف الدفع أن يكون بالسهل فال سهل‪ ,‬فخوفته أولً‬
‫بال عببببببببببببببببز وجببببببببببببببببل‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثن أبو كريب‪ ,‬حدثنا أبو بكر عن عاصم قال‪ :‬قال أبو وائل وذكر‬
‫ق صة مر ي‪ ,‬فقال‪ :‬قد عل مت أن الت قي ذو ن ية ح ي قالت‪{ :‬إ ن أعوذ بالرح ن م نك إن‬
‫كنت تقيا * قال إنا أنا رسول ربك} أي فقال لا اللك ميبا لا ومزيلً لا حصل عندها‬
‫من الوف على نفسها لست ما تظني ولكن رسول ربك أي بعثن ال إليك‪ ,‬ويقال إنا‬
‫لا ذكرت الرحن انتفض جبيل فرقا وعاد إل هيئته وقال {إنا أنا رسول ربك ليهب لك‬
‫غلما زكيا} هكذا قرأ أبو عمرو بن العلء أحد مشهوري القراء‪ ,‬وقرأ الَخرون {لهب‬
‫لك غلما زكيا} وكل القرائت ي له و جه ح سن ومع ن صحيح‪ ,‬و كل ت ستلزم الخرى‬
‫{قالت أن يكون ل غلم} أي فتعجبت مري من هذا وقالت‪ :‬كيف يكون ل غلم ؟‬
‫أي على أي صفة يو جد هذا الغلم م ن‪ ,‬ول ست بذات زوج‪ ,‬ول يت صور م ن الفجور‪,‬‬
‫ولذا قالت‪{ :‬ول ي سسن ب شر ول أك بغ يا} والب غي هي الزان ية‪ ,‬ولذا جاء ف الد يث‬
‫ني عن مهر البغي {قال كذلك قال ربك هو علي هي} أي فقال لا اللك ميبا لا عما‬
‫سألت‪ :‬إن ال قد قال إ نه سيوجد م نك غلما وإن ل ي كن لك ب عل‪ ,‬ول تو جد م نك‬
‫فاحشة‪ ,‬فإنه على ما يشاء قادر‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ولنجعله آية للناس} أي دللة وعلمة للناس‬
‫على قدرة بارئهم وخالقهم الذي نوع ف خلقهم‪ ,‬فخلق أباهم آدم من غي ذكر ول أنثى‬
‫وخلق حواء من ذكر بل أنثى‪ ,‬وخلق بقية الذرية من ذكر وأنثى إل عيسى‪ ,‬فإنه أوجده‬
‫من أنثى بل ذكر‪ ,‬فتمت القسمة الرباعية الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه فل إله‬
‫غيه ول رب سبببببببببببببببببببببببببببببواه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ورح ة م نا} أي ون عل هذا الغلم رح ة من ال و نبيا من ال نبياء‪ ,‬يد عو إل‬
‫عبادة ال تعال وتوحيده‪ ,‬كما قال تعال ف الَية الخرى‪{ :‬إذ قالت اللئكة يا مري إن‬
‫ال يبشرك بكلمة منه اسه السيح عيسى ابن مري وجيها ف الدنيا والَخرة ومن القربي‬
‫ويكلم الناس ف الهد وكهلً ومن الصالي} أي يدعو إل عبادة ربه ف مهده وكهولته‪,‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد الرحيم بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا مروان‪ ,‬حدثنا العلء‬

‫‪758‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن الارث الكو ف عن ما هد‪ :‬قال‪ :‬قالت مر ي علي ها ال سلم‪ :‬ك نت إذا خلوت حدث ن‬
‫عيسبى وكلمنب وهبو فب بطنب‪ ,‬وإذا كنبت مبع الناس سببح فب بطنب وكبب‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وكان أمرا مقضيا} يت مل أن هذا من تام كلم جب يل لر ي‪ ,‬يب ها أن هذا‬
‫أمر مقدر ف علم ال)تعال وقدرته ومشيئته‪ ,‬ويتمل أن يكون من خب ال تعال لرسوله‬
‫ممد صلى ال عليه وسلم وأنه كن بذا عن النفخ ف فرجها‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ومري ابنة‬
‫عمران الت أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا} وقال‪{ :‬والت أحصنت فرجها فنفخنا‬
‫في ها من روح نا} قال م مد بن إ سحاق‪{ :‬وكان أمرا مقضيا} أي إن ال قد عزم على‬
‫هذا فل يس م نه بد‪ ,‬واختار هذا أيضا ا بن جر ير ف تف سيه ول ي ك غيه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ت يََلْيَتنِي‬
‫ع النّخَْلةِ قَالَ ْ‬
‫صيّا * َفأَجَآ َءهَا الْ َمخَا ضُ إَِلىَ جِذْ ِ‬
‫ت بِ هِ مَكَانا قَ ِ‬
‫** َفحَ َمَلتْ هُ فَاْنَتبَذَ ْ‬
‫مِتبببببّ َقبْ َل هَـبببببذَا وَكُنتبببببُ نَسبببببْيا مّنسبببببِيّا‬
‫يقول تعال م با عن مر ي أن ا ل ا قال ل ا جب يل عن ال تعال ما قال‪ ,‬أن ا ا ستسلمت‬
‫لقضاء ال تعال‪ ,‬فذكر غي واحد من علماء السلف أن اللك وهو جبائيل عليه السلم‬
‫عند ذلك نفخ ف جيب درعها‪ ,‬فنلت النفخة حت ولت ف الفرج فحملت بالولد بإذن‬
‫ال تعال‪ ,‬فل ما حلت به ضا قت ذرعا‪ ,‬ول تدر ماذا تقول للناس‪ ,‬فإن ا تعلم أن الناس ل‬
‫ي صدقونا في ما ت بهم به‪ ,‬غ ي أن ا أف شت سرها وذكرت أمر ها لخت ها امرأة زكر يا‪,‬‬
‫وذلك أن زكر يا عل يه ال سلم كان قد سأل ال الولد فأج يب إل ذلك‪ ,‬فحملت امرأ ته‪,‬‬
‫فدخلت عليها مري‪ ,‬فقامت إليها فاعتنقتها وقالت‪ :‬أشعرت يا مري أن حبلى ؟ فقالت لا‬
‫مري‪ :‬وهل علمت أيضا أن حبلى‪ ,‬وذكرت لا شأنا وما كان من خبها‪ ,‬وكانوا بيت‬
‫إيان وت صديق‪ ,‬ث كا نت امرأة زكر يا ب عد ذلك إذا واج هت مر ي ت د الذي ف بطن ها‬
‫يسجد للذي ف بطن مري‪ ,‬أي يعظمه ويضع له‪ ,‬فإن السجود كان ف ملتهم عند السلم‬
‫مشروعا‪ ,‬كما سجد ليوسف أبواه وإخوته‪ ,‬وكما أمر ال اللئكة أن يسجدوا لَدم عليه‬
‫السببلم‪ ,‬ولكببن حرم فبب ملتنببا هذه تكميلً لتعظيببم جلل الرب تعال‪.‬‬
‫قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي قال‪ :‬قُرىء على الارث بن م سكي وأ نا‬
‫أ سع‪ ,‬قال أخب نا ع بد الرح ن بن القا سم قال‪ :‬قال مالك رح ه ال‪ :‬بلغ ن أن عي سى بن‬

‫‪759‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مري ويي بن زكريا عليهما السلم ابنا خالة‪ ,‬وكان حلهما جيعا معا‪ ,‬فبلغن أن أم يي‬
‫قالت لري‪ :‬إ ن أرى أن ما ف بط ن ي سجد ل ا ف بطنك‪ .‬قال مالك‪ :‬أرى ذلك لتفضيل‬
‫عيسبى عليبه السبلم‪ ,‬لن ال جعله ييبي الوتبى ويببىء الكمبه والبرص‪ ,‬ثب اختلف‬
‫الف سرون ف مدة ح ل عي سى عل يه ال سلم‪ ,‬فالشهور عن المهور أن ا حلت به ت سعة‬
‫أشهبر‪ .‬وقال عكرمبة‪ :‬ثانيبة أشهبر‪ ,‬قال‪ :‬ولذا ل يعيبش ولد الثمانيبة أشهبر‪ .‬وقال اببن‬
‫جريج‪ :‬أخبن الغية بن عثمان بن عبد ال الثقفي‪ ,‬سع ابن عباس وسئل عن حل مري‬
‫قال‪ :‬ل ي كن إل أن حلت فوض عت‪ ,‬وهذا غر يب‪ ,‬وكأ نه مأخوذ من ظا هر قوله تعال‪:‬‬
‫{فحملته فانتبذت به مكانا قصيا‪ ,‬فأجاءها الخاض إل جذع النخلة} فالفاء وإن كانت‬
‫للتعقيب‪ ,‬لكن تعقيب كل شيء بسبه‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ولقد خلقنا النسان من سللة‬
‫من طي ث جعلناه نطفة ف قرار مكي ث خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا‬
‫الضغبببببة عظامبببببا} فهذه الفاء للتعقيبببببب بسببببببها‪.‬‬
‫و قد ث بت ف ال صحيحي أن ب ي كل صفتي أربع ي يوما‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬أل تر أن ال‬
‫أنزل من السماء ماء فتصبح الرض مضرة} فالشهور الظاهر‪ ,‬وال على كل شيء قدير‬
‫أنا حلت به كما تمل النساء بأولدهن‪ .‬ولذا لا ظهرت مايل المل عليها‪ ,‬وكان معها‬
‫ف السجد رجل صال من قراباتا يدم معها البيت القدس يقال له يوسف النجار‪ ,‬فلما‬
‫رأى ثقل بطنها وكبه‪ ,‬أنكر ذلك من أمرها‪ ,‬ث صرفه ما يعلم من براءتا ونزاهتها ودينها‬
‫وعبادتا‪ ,‬ث تأمل ما هي فيه‪ ,‬فجعل أمرها يوس ف فكره ل يستطيع صرفه عن نفسه‪,‬‬
‫فح مل نف سه على أن عرض ل ا ف القول فقال‪ :‬يا مر ي إ ن سائلك عن أ مر فل تعجلي‬
‫علي‪ .‬قالت‪ :‬وما هو ؟ قال‪ :‬هل يكون قط شجر من غي حب‪ ,‬وهل يكون زرع من غي‬
‫به‪.‬‬
‫با أشار إليب‬‫بت مب‬ ‫بم‪ ,‬وفهمب‬ ‫بن غي ب أب ؟ فقالت‪ :‬نعب‬ ‫بل يكون ولد مب‬ ‫بذر‪ .‬وهب‬
‫أما قولك‪ :‬هل يكون شجر من غي حب وزرع من غي بذر‪ ,‬فإن ال قد خلق الشجر‬
‫والزرع أول ما خلقه ما من غ ي حب ول بذر‪ ,‬و هل يكون ولد من غ ي أب ؟ فإن ال‬
‫تعال قد خلق آدم من غي أب ول أم‪ ,‬فصدقها وسلم لا حالا‪ ,‬ولا استشعرت مري من‬
‫قوم ها اتامها بالريبة‪ ,‬انتبذت منهم مكانا قصيا‪ ,‬أي قاصيا منهم بعيدا عنهم لئل تراهم‬
‫ول يروهبببببببببببببببببببببببببببببببببا‪.‬‬

‫‪760‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال م مد بن إ سحاق‪ :‬فل ما حلت به وملت قلت ها ورج عت‪ ,‬ا ستمسك عن ها الدم‬
‫وأصابا ما يصيب الامل على الولد من الوصب والتوحم وتغي اللون‪ ,‬حت فطر لسانا‬
‫فما دخل على أهل بيت ما دخل على آل زكريا‪ ,‬وشاع الديث ف بن إسرائيل فقالوا‪:‬‬
‫إن ا صاحبها يو سف ول ي كن مع ها ف الكني سة غيه‪ ,‬وتوارت من الناس واتذت من‬
‫دون م حجابا‪ ,‬فل يرا ها أ حد ول تراه‪ .‬وقوله‪{ :‬فأجاء ها الخاض إل جذع النخلة} أي‬
‫فاضطر ها وألأ ها الطلق إل جذع النخلة ف الكان الذي تن حت إل يه‪ ,‬و قد اختلفوا ف يه‪,‬‬
‫فقال السدي‪ :‬كان شرقي مرابا الذي تصلي فيه من بيت القدس‪ .‬وقال وهب بن منبه‪:‬‬
‫ذهبت هاربة‪ ,‬فلما كانت بي الشام وبلد مصر ضربا الطلق‪ .‬وف رواية عن وهب‪ :‬كان‬
‫ذلك على ثانية أميال من بيت القدس ف قرية هناك يقال لا بيت لم‪ ,‬قلت‪ :‬وقد تقدم‬
‫ف أحاديث ال سراء من رواية النسائي عن أنس رضي ال عنه‪ ,‬والبيهقي عن شداد بن‬
‫أوس ر ضي ال ع نه أن ذلك ببيت ل م‪ ,‬فا ل أعلم‪ ,‬وهذا هو الشهور الذي تلقاه الناس‬
‫بعضهم عن بعض‪ ,‬ول تشك فيه النصارى أنه ببيت لم‪ ,‬وقد تلقاه الناس‪ ,‬وقد ورد به‬
‫الديبببببببببببببببث إن صبببببببببببببببح‪.‬‬
‫وقوله تعال إخبارا عن ها‪{ :‬قالت يا ليت ن مت قبل هذا وك نت نسيا منسيا} فيه دليل‬
‫على جواز ت ن الوت ع ند الفت نة‪ ,‬فإن ا عر فت أن ا ستبتلى وتت حن بذا الولود الذي ل‬
‫يمل الناس أمرها فيه على السداد‪ ,‬ول يصدقونا ف خبها‪ ,‬وبعد ما كانت عندهم عابدة‬
‫ناسكة تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية‪ ,‬فقالت‪{ :‬يا ليتن مت قبل هذا} أي قبل‬
‫هذا الال‪{ ,‬وكنبت نسبيا منسبيا} أي ل أخلق ول أك شيئا‪ ,‬قاله اببن عباس‪ .‬وقال‬
‫السدي‪ :‬قالت وهي تطلق من البل استحياء من الناس‪ :‬ياليتن مت قبل هذا الكرب الذي‬
‫أ نا ف يه والزن بولد ت الولود من غ ي ب عل‪{ ,‬وك نت ن سيا من سيا} ن سي فترك طل به‬
‫كخرق ال يض ال ت إذا ألق يت وطر حت ل تطلب ول تذ كر‪ ,‬وكذلك كل ش يء ن سي‬
‫وترك ف هو ن سي‪ .‬وقال قتادة‪{ :‬وك نت ن سيا من سيا} أي شيئا ل يعرف ول يذ كر ول‬
‫يدري من أنا‪ .‬وقال الربيع بن أنس‪{ :‬وكنت نسيا منسيا} هو السقط‪ .‬وقال ابن زيد‪ :‬ل‬
‫أكن شيئا قط‪ ,‬وقد قدمنا الحاديث الدالة على النهي عن تن الوت إل عند الفتنة عند‬
‫قوله‪{ :‬توفنببببب مسبببببلما وألقنببببب بالصبببببالي}‪.‬‬

‫‪761‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫جذْعِ النّخَْل ِة‬


‫ك بِ ِ‬
‫حتَكِ سَ ِريّا * وَهُ ّزىَ إِلَيْ ِ‬ ‫ك تَ ْ‬
‫حِتهَآ أَلّ َتحْ َزنِي َقدْ َجعَلَ َربّ ِ‬
‫** َفنَادَاهَا مِن تَ ْ‬
‫ط عََليْ كِ ُرطَبا َجِنيّا * َفكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرّي َعيْنا فَإِمّا تَ َريِ ّن مِ َن البَشَرِ أَحَدا َفقُولِ يَ‬ ‫تُ سَاقِ ْ‬
‫ب اْلَيوْمببَ إِنسببِيّا‬ ‫بوْما فَلَنببْ أُكَلّمب َ‬ ‫إِنّببي نَ َذرْتببُ لِلرّ ْحمَـببنِ صب َ‬
‫قرأ بعضهم‪{ :‬من تتها} بعن الذي تتها‪ ,‬وقرأ الَخرون‪{ :‬من تتها} على أنه حرف‬
‫جبر‪ ,‬واختلف الفسبرون فب الراد بذلك مبن هبو ؟ فقال العوفب وغيه عبن اببن عباس‬
‫{فناداها من تتها} جبيل‪ ,‬ول يتكلم عيسى حت أتت به قومها‪ ,‬وكذا قال سعيد بن‬
‫جببي والضحاك وعمرو ببن ميمون والسبدي وقتادة‪ :‬إنبه اللك جبائيبل عليبه الصبلة‬
‫والسلم‪ ,‬أي ناداها من أسفل الوادي‪ .‬وقال ماهد‪{ :‬فناداها من تتها} قال‪ :‬عيسى بن‬
‫مري‪ ,‬وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال‪ :‬قال السن‪ :‬هو ابنها‪ ,‬وهو إحدى‬
‫الروايتيب عبن سبعيد ببن جببي أنبه ابنهبا‪ ,‬قال‪ :‬أو ل تسبمع ال يقول‪{ :‬فأشارت إليبه}‬
‫واختاره ابببببن زيببببد وابببببن جريببببر فبببب تفسببببيه‪.‬‬
‫ب قائلً ل تزنب {قبد جعبل رببك تتبك سبريا} قال‬ ‫وقوله‪{ :‬أن ل تزنب} أي ناداه ا‬
‫سفيان الثوري وشعبة عن أب إسحاق عن الباء بن عازب {قد جعل ربك تتك سريا}‬
‫قال‪ :‬الدول‪ ,‬وكذا قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬السري النهر‪ ,‬وبه قال عمرو‬
‫بن ميمون نر تشرب منه‪ .‬وقال ماهد‪ :‬هو النهر بالسريانية‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬السري‬
‫النهر الصغي بالنبطية‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬هو النهر الصغي بالسريانية‪ .‬وقال إبراهيم النخعي‪:‬‬
‫هو النهر الصغي‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هو الدول بلغة أهل الجاز‪ ,‬وقال وهب بن منبه‪ :‬السري‬
‫هببو ربيببع الاء‪ .‬وقال السببدي‪ :‬هببو النهببر‪ ,‬واختار هذا القول ابببن جريببر‪.‬‬
‫وقد ورد ف ذلك حديث مرفوع‪ ,‬فقال الطبان‪ :‬حدثنا أبو شعيب الران‪ ,‬حدثنا يي‬
‫بن عبد ال البابلي‪ ,‬حدثنا أيوب بن نيك‪ ,‬سعت عكرمة مول ابن عباس يقول‪ ,‬سعت‬
‫ابن عمر يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن السري الذي قال ال‬
‫لري {قد جعل ربك تتك سريا} نر أخرجه ال لتشرب منه» وهذا حديث غريب جدا‬
‫من هذا الوجه‪ .‬وأيوب بن نيك هذا هو البلى‪ ,‬قال فيه أبو حات الرازي‪ :‬ضعيف‪ .‬وقال‬
‫أ بو زر عة‪ :‬من كر الد يث‪ .‬وقال أ بو الف تح الزدي‪ :‬متروك الد يث‪ .‬وقال آخرون الراد‬

‫‪762‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالسري عيسى عليه السلم‪ ,‬وبه قال السن والربيع بن أنس وممد بن عباد بن جعفر‪,‬‬
‫وهو إحدى الروايتي عن قتادة‪ ,‬وقول عبد الرحن بن زيد بن أسلم والقول الول أظهر‪.‬‬
‫ولذا قال بعده‪{ :‬وهزي إليك بذع النخلة} أي وخذي إليك بذع النخلة‪ .‬قيل‪ :‬كانت‬
‫ياب سة‪ ,‬قاله ا بن عباس‪ .‬وق يل‪ :‬مثمرة‪ .‬قال ما هد‪ :‬كا نت عجوة‪ .‬وقال الثوري عن أ ب‬
‫داود نف يع الع مى‪ :‬كا نت صرفانة‪ ,‬والظا هر أن ا كا نت شجرة‪ ,‬ول كن ل ت كن ف إبان‬
‫ثرها‪ ,‬قاله وهب بن منبه‪ ,‬ولذا امت عليها بذلك بأن جعل عندها طعاما وشرابا فقال‪:‬‬
‫{تساقط عليك رطبا جنبا * فكلي واشرب وقري عينا} أي طيب نفسا‪ ,‬ولذا قال عمرو‬
‫بن ميمون‪ :‬ما من ش يء خ ي للنف ساء من الت مر والر طب‪ ,‬ث تل هذه الَ ية الكري ة‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي‪ ,‬حدث نا شيبان‪ ,‬حدث نا م سرور بن سعيد‬
‫التمي مي‪ ,‬حدث نا ع بد الرح ن بن عمرو الوزا عي عن عروة بن رو ي‪ ,‬عن علي بن أ ب‬
‫طالب قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أكرموا عمت كم النخلة‪ ,‬فإن ا خل قت‬
‫من الط ي الذي خلق م نه آدم عل يه ال سلم‪ ,‬ول يس من الش جر ش يء يل قح غي ها» وقال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أطعموا ن ساءكم الولد الر طب‪ ,‬فإن ل ي كن ر طب‬
‫فت مر‪ ,‬وليس من الش جر شجرة أكرم على ال من شجرة نزلت تتها مري بنت عمران»‬
‫هذا حد يث من كر جدا ورواه أ بو يعلى عن شيبان به‪ .‬وقرأ بعض هم {ت ساقط} بتشد يد‬
‫السي‪ ,‬وآخرون بتخفيفها‪ .‬وقرأ أبو نيك {تُسْقط عليك رطبا جنيا} وروى أبو إسحاق‬
‫عبببن الباء أنبببه قرأهبببا {يَسبببّاقَطُ} أي الذع‪ ,‬والكبببل متقارب‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فإما ترين من البشر أحدا} أي مهما رأيت من أحد {فقول إن نذرت للرحن‬
‫صبوما فلن أكلم اليوم إنسبيا} الراد بذا القول الشارة إليبه بذلك‪ ,‬ل أن الراد ببه القول‬
‫اللفظبي لئل ينافب {فلن أكلم اليوم إنسبيا} قال أنبس ببن مالك فب قوله‪{ :‬إنب نذرت‬
‫للرحن صوما} قال‪ :‬صمتا‪ ,‬وكذا قال ابن عباس والضحاك‪ ,‬وف رواية عن أنس‪ :‬صوما‬
‫و صمتا‪ ,‬وكذا قال قتادة وغيه ا‪ ,‬والراد أن م كانوا إذا صاموا ف شريعت هم يرم علي هم‬
‫الطعام والكلم‪ ,‬نص على ذلك ال سدي وقتادة وع بد الرح ن بن ز يد‪ .‬وقال أ بو إ سحاق‬
‫عن حار ثة قال‪ :‬ك نت ع ند ا بن م سعود‪ ,‬فجاء رجلن ف سلم أحده ا ول ي سلم الَ خر‪,‬‬
‫فقال‪ :‬ما شأنك ؟ قال أصحابه‪ :‬حلف أن ل يكلم الناس اليوم‪ ,‬فقال عبد ال بن مسعود‪:‬‬

‫‪763‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كلم الناس و سلم علي هم‪ ,‬فإن تلك امرأة عل مت أن أحدا ل ي صدقها أن ا حلت من غ ي‬
‫زوج‪ ,‬يعن بذلك مري عليها السلم‪ ,‬ليكون عذرا لا إذا سئلت‪ .‬رواه ابن أب حات وابن‬
‫جر ير رح ها ال‪ .‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد‪ :‬ل ا قال عي سى لر ي‪{ :‬ل تز ن} قالت‪:‬‬
‫وكيف ل أحزن وأنت معي‪ ,‬ل ذات زوج ول ملوكة ؟ أي شيء عذري عند الناس ؟ يا‬
‫ليتن مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا‪ ,‬قال لا عيسى‪ :‬أنا أكفيك الكلم {فإما ترين من‬
‫البشر أحدا فقول إن نذرت للرحن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا} قال هذا كله من كلم‬
‫ببببببببب‪.‬‬ ‫ببببببببه‪ ,‬وكذا قال وهب‬ ‫ببببببببى لمب‬ ‫عيسب‬

‫ت هَارُو َن مَا كَانَ َأبُو ِك‬‫حمِلُهُ قَالُوْا يَ َم ْريَمُ َلقَدْ ِجئْتِ َشيْئا فَ ِريّا * َيأُخْ َ‬
‫ت بِهِ َق ْو َمهَا تَ ْ‬
‫** َفَأتَ ْ‬
‫صِبيّا‬
‫ف نُكَّل ُم مَن كَانَ فِي الْ َمهْدِ َ‬
‫ك َبغِيّا * َفَأشَارَتْ إَِليْهِ قَالُواْ َكيْ َ‬ ‫امْ َرأَ َسوْ ٍء َومَا كَانَتْ ُأمّ ِ‬
‫* قَالَ إِنّي عَبْدُ اللّ ِه آتَانِيَ اْل ِكتَابَ وَ َج َعَلنِي َنبِيّا * َو َجعََلنِي ُمبَارَكا َأيْنَ مَا كُنتُ َوأَوْصَانِي‬
‫ل ُم عَلَ يّ‬
‫جعَ ْلنِي َجبّارا َش ِقيّا * وَال سّ َ‬‫لةِ وَالزّكَا ِة مَا ُدمْ تُ َحيّا * َوبَرّا ِبوَالِ َدتِي وَلَ ْم يَ ْ‬ ‫بِال صّ َ‬
‫ب َوَيوْمببببَ ُأْبعَثببببُ َحيّا‬ ‫ب َوَيوْمببببَ َأمُوتببب ُ‬ ‫ب وُلِدْتببب ّ‬ ‫َيوْمببب َ‬
‫يقول تعال مببا عبن مريب حيب أمرت أن تصبوم يومهبا ذلك وأن ل تكلم أحدا مبن‬
‫البشر‪ ,‬فإنا ستكفى أمرها ويقام بجتها‪ ,‬فسلمت لمر ال عز وجل واستسلمت لقضائه‪,‬‬
‫فأخذت ولدها فأتت به قومها تمله‪ ,‬فلما رأوها كذلك أعظموا أمرها واستنكروه جدا‪,‬‬
‫و{قالوا يا مري لقد جئت شيئا فريا}‪ ,‬أي أمرا عظيما‪ ,‬قاله ماهد وقتادة والسدي وغي‬
‫واحد‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن أب زياد‪ ,‬حدثنا سيّار‪ ,‬حدثنا‬
‫جع فر بن سليمان‪ ,‬حدث نا أ بو عمران الو ن عن نوف البكال قال‪ :‬وخرج قوم ها ف‬
‫طلب ها‪ ,‬قال‪ :‬وكا نت من أ هل ب يت نبوة وشرف فلم ي سوا من ها شيئا‪ ,‬فلقوا را عي ب قر‬
‫فقالوا‪ :‬رأ يت فتاة كذا وكذا نعت ها ؟ قال‪ :‬ل ولك ن رأ يت الليلة من بقري مال أره من ها‬
‫قببط‪ ,‬قالوا‪ :‬ومببا رأيببت ؟ قال‪ :‬رأيتهببا الليلة تسببجد نوبب هذا الوادي‪.‬‬
‫قال عبد ال بن زياد‪ :‬وأحفظ عن سيّار أنه قال‪ :‬رأيت نورا ساطعا فتوجهوا حيث قال‬
‫لم‪ ,‬فاستقبلتهم مري‪ ,‬فلما رأتم قعدت وحلت ابنها ف حجرها فجاؤوا حت قاموا عليها‬
‫{وقالوا يا مر ي ل قد جئت شيئا فر يا} أمرا عظيما { يا أ خت هارون} أي يا شبي هة‬

‫‪764‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هارون ف العبادة {ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا} أي أنت من بيت طيب‬
‫طاهبر معروف بالصبلح والعبادة والزهادة‪ ,‬فكيبف صبدر هذا منبك ؟ قال علي ببن أبب‬
‫طل حة وال سدي‪ :‬ق يل ل ا‪ { :‬يا أ خت هارون} أي أ خي مو سى‪ ,‬وكا نت من ن سله ك ما‬
‫يقال للتميمي‪ :‬يا أخا تيم‪ ,‬وللمضري يا أخا مضر‪ ,‬وقيل‪ :‬نسبت إل رجل صال كان‬
‫فيهم اسه هارون‪ ,‬فكانت تقاس به ف الزهادة والعبادة‪ ,‬وحكى ابن جرير عن بعضهم أنم‬
‫شبهوهبببببا برجبببببل فاجبببببر كان فيهبببببم يقال له هارون‪.‬‬
‫ورواه ا بن أ ب حا ت عن سعيد بن جبي‪ ,‬وأغرب من هذا كله ما رواه ا بن أ ب حا ت‪:‬‬
‫حدثنا علي بن السي الجستان‪ ,‬حدثنا ابن أب مري‪ ,‬حدثنا الفضل بن فضالة‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو صخر عن القرظي ف قوله ال عز وجل‪{ :‬يا أخت هارون} قال‪ :‬هي أخت هارون‬
‫لبيه وأمه‪ ,‬وهي أخت موسى أخي هارون الت قصت أثر موسى {فبصرت به عن جنب‬
‫وهم ل يشعرون} وهذا القول خطأ مض‪ ,‬فإن ال تعال قد ذكر ف كتابه أنه قفى بعيسى‬
‫ب عد الر سل‪ ,‬فدل على أ نه آ خر ال نبياء بعثا‪ ,‬ول يس بعده إل م مد صلوات ال و سلمه‬
‫عليهما‪ ,‬ولذا ثبت ف صحيح البخاري عن أب هريرة رضي ال عنه عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬أنا أول الناس بابن مري إل أنه ليس بين وبينه نب» ولو كان‬
‫المر كما زعم ممد بن كعب القرظي‪ ,‬ل يكن متأخرا عن الرسل سوى ممد‪ ,‬ولكان‬
‫ق بل سليمان وداود‪ ,‬فإن ال قد ذ كر أن داود ب عد مو سى عليه ما ال سلم ف قوله تعال‪:‬‬
‫{أل تر إل اللِ من بن إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنب لم ابعث لنا ملكا نقاتل ف‬
‫سبيل ال} وذ كر الق صة إل أن قال‪{ :‬وق تل داود جالوت} الَ ية‪ ,‬والذي جرأ القر ظي‬
‫على هذه القالة ما ف التوراة ب عد خروج مو سى وب ن إ سرائيل من الب حر وإغراق فرعون‬
‫وقومه‪ ,‬قال‪ :‬وكانت مري بنت عمران أخت موسى وهارون ال نبيي تضرب بالدف هي‬
‫والنساء معها يسبحن ال ويشكرنه على ما أنعم به على بن إسرائيل‪ ,‬فاعتقد القرظي أن‬
‫هذه هي أم عي سى وهذه هفوة وغل طة شديدة‪ ,‬بل هي با سم هذه‪ ,‬و قد كانوا ي سمون‬
‫بأساء أنبيائهم وصاليهم‪ ,‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد ال بن إدريس‪ ,‬سعت أب‬
‫يذكره عن ساك عن علقمة بن وائل عن الغية بن شعبة قال‪ :‬بعثن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم إل نران فقالوا‪ :‬أرأ يت ما تقرؤون { يا أ خت هارون} ومو سى ق بل عي سى‬

‫‪765‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بكذا وكذا ؟ قال‪ :‬فرجعبت فذكرت ذلك لرسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم فقال‪« :‬أل‬
‫أ خبتم أن م كانوا يت سمون بال نبياء وال صالي قبل هم» انفرد بإخرا جه م سلم والترمذي‬
‫والن سائي من حد يث ع بد ال بن إدر يس عن أب يه عن ساك به‪ ,‬وقال الترمذي ح سن‬
‫صحيح غريب ل نعرفه إل من حديث ابن إدريس‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يعقوب حدثنا‬
‫ابن علية عن سعيد بن أب صدقة عن ممد بن سيين قال أنبئت أن كعبا قال إن قوله‪:‬‬
‫{ يا أ خت هارون} ل يس بارون أ خي مو سى قال فقالت له عائ شة كذ بت قال يا أم‬
‫الؤمن ي إن كان ال نب صلى ال عل يه و سلم قاله ف هو أعلم وأ خب وإل فإ ن أ جد بينه ما‬
‫سبببتمائة سبببنة قال فسبببكتت وفببب هذا التاريبببخ نظبببر‪.‬‬
‫وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا بشر‪ ,‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا سعيد عن قتادة قوله‪{ :‬يا أخت‬
‫هارون} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬كا نت من أ هل ب يت يعرفون بال صلح ول يعرفون بالف ساد‪ ,‬و من‬
‫الناس من يعرفون بالصلح ويتوالدون به‪ ,‬وآخرون يعرفون بالفساد ويتوالدون به‪ ,‬وكان‬
‫هارون م صلحا مببا ف عشي ته ول يس بارون أ خي موسبى ولك نه هارون آ خر‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وذ كر ل نا أ نه ش يع جناز ته يوم مات أربعون ألفا كل هم ي سمى هارون من ب ن إ سرائيل‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان ف الهد صبيا} أي إنم لا استرابوا ف‬
‫أمرها واستنكروا قضيتها وقالوا لا ما قالوا معرضي بقذفها ورميها بالفرية‪ ,‬وقد كانت‬
‫يومها ذلك صائمة صامتة‪ ,‬فأحالت الكلم عليه‪ ,‬وأشارت لم إل خطابه وكلمه‪ ,‬فقالوا‬
‫متهكمي با ظاني أنا تزدري بم وتلعب بم {كيف نكلم من كان ف الهد صبيا} قال‬
‫ميمون بن مهران‪{ :‬فأشارت إل يه} قالت كلموه‪ ,‬فقالوا‪ :‬على ما جاءت به من الداه ية‬
‫تأمر نا أن نكلم من كان ف ال هد صبيا‪ ,‬وقال ال سدي ل ا «أشارت إل يه» غضبوا وقالوا‪:‬‬
‫لسخريتها بنا حت تأمرنا أن نكلم هذا الصب أشد علينا من زناها {قالوا كيف نكلم من‬
‫كان ف الهد صبيا} أي من هو موجود ف مهده ف حال صباه وصغره‪ ,‬كيف يتكلم ؟‬
‫قال‪{ :‬إن عبد ال}‪ ,‬أول شيء تكلم به أن نزه جناب ربه تعال وبرأه عن الولد‪ ,‬وأثبت‬
‫لنفسببببببببببه العبوديببببببببببة لربببببببببببه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬آتان الكتاب وجعلن نبيا} تبئة لمه ما نسبت إليه من الفاحشة‪ ,‬قال نوف‬
‫البكال‪ :‬ل ا قالو ل مه ما قالوا‪ ,‬كان يرت ضع ثد يه‪ ,‬فنع الثدي من ف مه وات كأ على جن به‬

‫‪766‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اليسر وقال {إن عبد ال آتان الكتاب وجعلن نبيا ب إل قوله ب ما دمت حيا} وقال‬
‫حاد بن سلمة عن ثابت البنان‪ :‬رفع أصبعه السبابة فوق منكبه وهو يقول‪{ :‬إن عبد ال‬
‫آتا ن الكتاب وجعل ن نبيا} الَ ية‪ ,‬وقال عكر مة‪{ :‬آتا ن الكتاب} أي ق ضى أ نه يؤتي ن‬
‫الكتاب فيما قضى‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن الصفى‪ ,‬حدثنا يي‬
‫بن سعيد هو العطار عن عبد العزيز بن زياد‪ ,‬عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬كان‬
‫عيسى بن مري قد درس التوارة وأحكمها وهو ف بطن أمه‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬إن عبد ال‬
‫آتانبب الكتاب وجعلنبب نبببيا} ييبب بببن سببعيد العطار المصببي متروك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وجعل ن مباركا أين ما ك نت} قال ما هد وعمرو بن ق يس والثوري‪ :‬وجعل ن‬
‫معلما للخ ي‪ .‬و ف روا ية عن ما هد‪ :‬نفاعا‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن سليمان بن ع بد‬
‫البار‪ ,‬حدثنا ممد بن يزيد بن خنيس الخزومي‪ ,‬سعت وهيب بن الورد مول بن مزوم‬
‫قال‪ :‬ل قي عال عالا هو فو قه ف العلم‪ ,‬فقال له‪ :‬يرح ك ال ما الذي أعلن من عملي ؟‬
‫قال‪ :‬المر بالعروف والنهي عن النكر‪ ,‬فإنه دين ال الذي بعث به أنبياءه إل عباده‪ ,‬وقد‬
‫أجع الفقهاء على قول ال‪{ :‬وجعلن مباركا أينما كنت} وقيل‪ :‬ما بركته ؟ قال‪ :‬المر‬
‫بالعروف والنهي عن النكر أينما كان‪ .‬وقوله‪{ :‬وأوصان بالصلة والزكاة ما دمت حيا}‬
‫كقوله تعال لحمد صلى ال عليه وسلم‪{ :‬واعبد ربك حت يأتيك اليقي}‪ .‬وقال عبد‬
‫الرحن بن القاسم عن مالك بن أنس ف قوله { وأوصان بالصلة والزكاة ما دمت حيا}‬
‫قال‪ :‬أخبببه بابب هببو كائن مببن أمره إل أن يوت‪ ,‬ماأبينهببا لهببل القدر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وبرا بوالد ت} أي وأمر ن بب والد ت‪ ,‬ذكره ب عد طا عة ال ر به‪ ,‬لن ال تعال‬
‫كثيا ما يقرن بي المر بعبادته وطاعة الوالدين‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وقضى ربك أل تعبدوا‬
‫إل إياه وبالوالديبن إحسبانا} وقال {أن اشكبر ل ولوالديبك إل الصبي}‪ .‬وقوله‪{ :‬ول‬
‫يعلن جبارا شقيا} أي ول يعلن جبارا مستكبا عن عبادته وطاعته وبر والدت‪ ,‬فأشقى‬
‫بذلك‪ .‬قال سفيان الثوري‪ :‬البار الشقي الذي يقتل على الغضب‪ .‬وقال بعض السلف‪ :‬ل‬
‫ت د أحدا عاقا لوالد يه إل وجد ته جبارا شقيا‪ ,‬ث قرأ‪{ :‬وبرا بوالد ت ول يعل ن جبارا‬
‫شقيا} قال‪ :‬ول تد سيء اللكة إل وجدته متالً فخورا‪ ,‬ث قرأ‪{ :‬و ما ملكت أيانكم‬
‫إن ال ل يبببببببببببب مبببببببببببن كان متالً فخورا}‪.‬‬

‫‪767‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال قتادة‪ :‬ذ كر ل نا أن امرأة رأت ا بن مر ي ي يي الو تى و يبىء الك مه والبرص ف‬
‫آيات سلطه ال علي هن وأذن له في هن‪ ,‬فقالت‪ :‬طو ب للب طن الذي حلك‪ ,‬وطو ب للثدي‬
‫الذي أرضعت به‪ ,‬فقال نب ال عيسى عليه السلم ييبها‪ :‬طوب لن تل كتاب ال فاتبع‬
‫ما فيه‪ ,‬ول يكن جبارا شقيا‪ .‬وقوله‪{ :‬والسلم عل يّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث‬
‫حيا} إثبات منبه لعبوديتبه ل عبز وجبل‪ ,‬وأنبه ملوق مبن خلق ال ييب ويوت ويبعبث‬
‫ك سائر اللئق‪ ,‬ول كن له ال سلمة ف هذه الحوال ال ت هي أ شق ما يكون على العباد‪,‬‬
‫صبببببببببلوات ال وسبببببببببلمه عليبببببببببه‪.‬‬

‫ك عِي سَى ابْ ُن َم ْريَ مَ َقوْ َل الْحَ ّق الّذِي فِي ِه يَ ْمتُرُو نَ * مَا كَا نَ للّ هِ أَن َيتّخِ َذ مِن وَلَ ٍد‬ ‫** ذَلِ َ‬
‫ضىَ َأمْرا فَِإنّمَا َيقُولُ لَ هُ كُن َفيَكُو نُ * َوإِ نّ اللّ هَ َربّي وَ َربّكُ مْ فَا ْعبُدُو هُ هَـذَا‬ ‫ُسبْحَانَهُ ِإذَا َق َ‬
‫شهِ ِد َيوْ مٍ عَظِي مٍ‬
‫سَتقِيمٌ * فَا ْختََل فَ الحْزَا بُ مِن بَْيِنهِ مْ َف ْويْلٌ لّلّذِي نَ َكفَرُوْا مِن مّ ْ‬ ‫ط مّ ْ‬ ‫صِرَا ٌ‬
‫يقول تعال لرسوله ممد صلوات ال وسلمه عليه‪ :‬ذلك الذي قصصناه عليك من خب‬
‫عيسى عليه السلم {قول الق الذي فيه يترون} أي يتلف البطلون والحقون من آمن‬
‫به وكفر به‪ ,‬ولذا قرأ الكثرون قول الق برفع قول‪ ,‬وقرأ عاصم وعبد ال بن عامر قول‬
‫ال ق‪ ,‬و عن ا بن م سعود أ نه قرأ ذلك عي سى بن مر ي‪ ,‬قال‪ :‬ال ق‪ ,‬والر فع أظ هر إعرابا‪,‬‬
‫ويشهد له قوله تعال‪{ :‬ال ق من ربك فل ت كن من المترين} ول ا ذ كر تعال أ نه خل قه‬
‫عبدا نبيا نزه نفسه القدسة فقال‪{ :‬ما كان ل أن يتخذ من ولد سبحانه} أي عما يقول‬
‫هؤلء الاهلون الظالون العتدون علوا كبيا {إذا ق ضى أمرا فإن ا يقول له كن فيكون}‬
‫أي إذا أراد شيئا‪ ,‬فإن ا يأ مر به في صي ك ما يشاء‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬إن م ثل عي سى ع ند ال‬
‫كمثل آدم خلقه من تراب ث قال له كن فيكون الق من ربك فل تكن من المترين}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن ال رب وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم} أي وما أمر به عيسى قومه‬
‫وهو ف مهده أن أخبهم إذ ذاك أن ال ربه وربم وأمرهم بعبادته‪ ,‬فقال‪{ :‬فاعبدوه هذا‬
‫صراط مستقيم} أي هذا الذي جئتكم به عن ال صراط مستقيم‪ ,‬أي قوي من اتبعه رشد‬
‫وهدي‪ ,‬ومبن خالفبه ضبل وغوى‪ .‬وقوله‪{ :‬فاختلف الحزاب مبن بينهبم} أي اختلف‬
‫أقوال أ هل الكتاب ف عي سى ب عد بيان أمره ووضوح حاله‪ ,‬وأ نه عبده ور سوله‪ ,‬وكلم ته‬

‫‪768‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ألقاها إل مري وروح منه‪ ,‬فصممت طائفة منهم‪ ,‬وهم جهور اليهود‪ .‬ب عليهم لعائن ال‬
‫ب على أنه ولد زنية‪ ,‬وقالوا‪ :‬كلمه هذا سحر‪ .‬وقالت طائفة أخرى‪ :‬إنا تكلم ال‪ .‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬ببل هبو اببن ال‪ .‬وقال آخرون‪ :‬ثالث ثلثبة‪ .‬وقال آخرون‪ :‬ببل هبو عببد ال‬
‫ورسوله‪ ,‬وهذا هو قول الق الذي أرشد ال إليه الؤمني‪ ,‬وقد روي نو هذا عن عمرو‬
‫بببن ميمون وابببن جريببج وقتادة وغيبب واحببد مببن السببلف واللف‪.‬‬
‫قال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ف قوله‪{ :‬ذلك عيسى ابن مري قول الق الذي‬
‫فيه يترون} قال‪ :‬اجتمع بنو إسرائيل‪ ,‬فأخرجوا منهم أربعة نفر‪ ,‬أخرج كل قوم عالهم‪,‬‬
‫فامتروا ف عيسى حي رفع‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬هو ال هبط إل الرض فأحيا من أحيا وأمات‬
‫من أمات‪ ,‬ث صعد إل ال سماء و هم اليعقوب ية‪ ,‬فقال الثل ثة‪ :‬كذ بت‪ .‬ث قال اثنان من هم‬
‫للثالث‪ :‬قل أنت فيه قال‪ :‬هو ابن ال وهم النسطورية‪ ,‬فقال الثنان‪ :‬كذبت‪ .‬ث قال أحد‬
‫الثني للَخر‪ :‬قل فيه‪ ,‬فقال‪ :‬هو ثالث ثلثة‪ :‬ال إله‪ ,‬وهو إله‪ ,‬وأمه إله‪ ,‬وهم السرائيلية‬
‫ملوك الن صارى علي هم لعائن ال‪ .‬قال الرا بع‪ :‬كذ بت بل هو ع بد ال ور سوله ورو حه‬
‫وكلمته وهم السلمون‪ .‬فكان لكل رجل منهم أتباع على ما قالوا‪ ,‬فاقتتلوا وظهروا على‬
‫ال سلمي‪ ,‬وذلك قول ال تعال‪{ :‬ويقتلون الذ ين يأمرون بالق سط من الناس} قال قتادة‪:‬‬
‫وهبم الذيبن قال ال‪{ :‬فاختلف الحزاب مبن بينهبم} قال اختلفوا فيبه فصباروا أحزابا‪.‬‬
‫وقد روى ابن أب حات عن ابن عباس وعن عروة بن الزبي وعن بعض أهل العلم قريبا‬
‫من ذلك‪ ,‬وقد ذكر غي واحد من علماء التاريخ من أهل الكتاب وغيهم أن قسطنطي‬
‫جع هم ف م فل كبي من مامعهم الثل ثة الشهورة عندهم‪ ,‬فكان جاعة الساقفة من هم‬
‫ألفي ومائة وسبعي أسقفا‪ ,‬فاختلفوا ف عيسى ابن مري عليه السلم اختلفا متباينا جدا‪,‬‬
‫فقالت كل شرذمة فيه قولً‪ ,‬فمائة تقول فيه شيئا‪ ,‬وسبعون تقول فيه قولً آخر‪ ,‬وخسون‬
‫تقول شيئا آ خر ومائة و ستون تقول شيئا‪ ,‬ول يت مع على مقالة واحدة أك ثر من ثلثمائة‪,‬‬
‫وثان ية من هم اتفقوا على قول و صمموا عل يه‪ ,‬فمال إلي هم اللك وكان فيل سوفا فقدم هم‬
‫ونصرهم وطرد من عداهم‪ ,‬فوضعوا له المانة الكبية بل هي اليانة العظيمة‪ ,‬ووضعوا له‬
‫كتب القواني وشرعوا له أشياء‪ ,‬وابتدعوا بدعا كثية‪ ,‬وحرفوا دين السيح وغيوه‪ ,‬فابتن‬
‫لمب حينئذ الكنائس الكبار فب ملكتبه كلهبا‪ ,‬بلد الشام والزيرة والروم‪ ,‬فكان مبلغ‬

‫‪769‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الكنائس ف أيامه ما يقارب اثنت عشرة ألف كنيسة‪ ,‬وبنت أمه هيلنة قمامة على الكان‬
‫الذي صلب فيه الصلوب الذي يزعم اليهود والنصارى أنه السيح‪ ,‬وقد كذبوا بل رفعه‬
‫ال إل السبببببببببببببببببببببببببببببببماء‪.‬‬
‫وقوله {فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم} تديد ووعيد شديد لن كذب على‬
‫ال وافترى وز عم أن له ولدا‪ ,‬ول كن أنظر هم تعال إل يوم القيا مة‪ ,‬وأجل هم حلما وث قة‬
‫بقدر ته علي هم‪ ,‬فإ نه الذي ل يع جل على من ع صاه‪ ,‬ك ما جاء ف ال صحيحي «إن ال‬
‫ليملي للظال ح ت إذا أخذه ل يفل ته» ث قرأ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪{ :‬وكذلك‬
‫أ خذ ر بك إذا أ خذ القرى و هي ظال ة إن أخذه أل يم شد يد}‪ .‬و ف ال صحيحي أيضا عن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪« :‬ل أ حد أ صب على أذى سعه من ال‪ ,‬إن م‬
‫يعلون له ولدا و هو يرزقهم ويعافيهم» و قد قال ال تعال‪{ :‬وكأين من قر ية أمليت ل ا‬
‫ل عما يعمل الظالون‬ ‫وهي ظالة ث أخذتا وإلّ الصي} وقال تعال‪{ :‬ول تسب ال غاف ً‬
‫إنا يؤخرهم ليوم تشخص ف البصار} ولذا قال ههنا‪{ :‬فويل للذين كفروا من مشهد‬
‫يوم عظيم} أي يوم القيامة‪ .‬وقد جاء ف الديث الصحيح التفق على صحته عن عبادة بن‬
‫الصامت رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من شهد أن ل إله إل‬
‫ال وحده ل شر يك له‪ ,‬وأن ممدا عبده ور سوله‪ ,‬وأن عي سى ع بد ال ور سوله وكلم ته‬
‫ألقا ها إل مر ي وروح م نه‪ ,‬وأن ال نة حق والنار حق‪ ,‬أدخله ال ال نة على ما كان من‬
‫العمببببببببببببببببببببببببببببببببببل»‪.‬‬

‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ * َوَأنْذِ ْرهُ ْم َيوْ مَ‬


‫** أَ سْمِعْ ِبهِ مْ َوَأبْ صِ ْر َيوْ مَ َي ْأتُوَننَا لَـكِنِ الظّالِمُو َن اْلَيوْ مَ فِي َ‬
‫ض َومَ ْن عََلْيهَا‬ ‫الْحَسْ َرةِ إِذْ ُقضِيَ المْ ُر َوهُمْ فِي َغفَْلةٍ وَهُمْ َل ُي ْؤ ِمنُونَ * ِإنّا نَحْ ُن نَرِثُ الرْ َ‬
‫بببببببببببببببا يُ ْر َجعُونببببببببببببببببَ‬ ‫َوإِلَيْنَب‬
‫يقول تعال م با عن الكفار يوم القيا مة‪ :‬إن م يكونون أ سع ش يء وأب صره‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربم ربنا أبصرنا وسعنا} الَية‪ ,‬أي‬
‫يقولون ذلك حي ل ينفعهم ول يدي عنهم شيئا‪ ,‬ولو كان هذا قبل معاينة العذاب لكان‬
‫نافعا لم ومنقذا من عذاب ال‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أسع بم وأبصر} أي ما أسعهم وأبصرهم‬

‫‪770‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{يوم يأتوننا} يعن يوم القيامة {لكن الظالون اليوم} أي ف الدنيا {ف ضلل مبي} أي‬
‫ل يسبمعون ول يبصبرون ول يعقلون‪ ,‬فحيبث يطلب منهبم الدى ل يهتدون ويكونون‬
‫مطيع ي ح يث ل ينفع هم ذلك‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬وأنذر هم يوم ال سرة} أي أنذر اللئق‬
‫يوم السرة {إذ قضي المر} أي فصل بي أهل النة وأهل النار وصار كل إل ما صار‬
‫إليه ملدا فيه‪{ ,‬وهم} أي اليوم {ف غفلة} عما أنذروا به يوم السرة والندامة {وهم ل‬
‫يؤمنون} أي ل يصبببببببببببببدقون ببببببببببببببه‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن عبيد‪ ,‬حدثنا العمش عن أب صال عن أب سعيد قال‪:‬‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا د خل أ هل ال نة ال نة وأ هل النار النار‪ ,‬ياء‬
‫بالوت كأ نه ك بش أملح فيو قف ب ي ال نة والنار‪ ,‬فيقال‪ :‬يا أ هل ال نة هل تعرفون هذا‪,‬‬
‫قال‪ :‬فيشرئبون وينظرون ويقولون‪ :‬نعبم هذا الوت بب قال بب فيقال‪ :‬ياأهبل النار هبل‬
‫تعرفون هذا ؟ قال‪ :‬فيشرئبون وينظرون ويقولون‪ :‬نعبم هذا الوت بب قال بب فيؤمبر ببه‬
‫فيذ بح‪ ,‬قال‪ :‬ويقال يا أهل النة خلود ول موت‪ ,‬ويا أ هل النار خلود ول موت» ث قرأ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬وأنذرهم يوم السرة إذ قضي المر وهم ف غفلة وهم‬
‫ل يؤمنون} وأشار بيده ث قال «أهل الدنيا ف غفلة الدنيا» هكذا رواه المام أحد‪ ,‬وقد‬
‫أخر جه البخاري وم سلم ف صحيحيهما من حد يث الع مش به‪ ,‬ولفظه ما قر يب من‬
‫ذلك‪ .‬وقد روى هذا الديث السن بن عرفة‪ :‬حدثن أسباط بن ممد عن العمش عن‬
‫أ ب صال عن أ ب هريرة مرفوعا مثله‪ ,‬و ف سنن ا بن ما جه وغيه من حد يث م مد بن‬
‫عمرو عبن أبب سبلمة عبن أبب هريرة نوه‪ ,‬وهبو فب الصبحيحي عبن اببن عمبر‪.‬‬
‫رواه ا بن جر يج قال‪ :‬قال ا بن عباس فذ كر من قبله نوه‪ ,‬ورواه أيضا عن أب يه أ نه سع‬
‫عب يد بن عم ي يقول ف ق صصه‪ :‬يؤ تى بالوت كأ نه دا بة فيذ بح والناس ينظرون‪ ,‬وقال‬
‫سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل‪ :‬حدثنا أبو الزعراء عن عبد ال هو ابن مسعود ف قصة‬
‫ذكرها‪ ,‬قال‪ :‬فليس نفس إل وهي تنظر إل بيت ف النة وبيت ف النار وهو يوم السرة‪,‬‬
‫فيى أهل النار البيت الذي ف النة‪ ,‬ويقال لم لو عملتم‪ ,‬فتأخذهم السرة‪ ,‬قال‪ :‬ويرى‬
‫أهل النة البيت الذي ف النار‪ ,‬فيقال لم لول أن ال من عليكم‪ .‬وقال السدي عن زياد‬
‫عن زر بن حبيش عن ابن مسعود ف قوله‪{ :‬وأنذرهم يوم السرة إذ قضي المر} قال‪:‬‬

‫‪771‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إذا دخل أهل النة النة وأهل النار النار‪ ,‬أت بالوت ف صورة كبش أملح حت يوقف بي‬
‫النة والنار‪ ,‬ث ينادي مناد‪ :‬يا أهل النة هذا الوت الذي كان ييت الناس ف الدنيا‪ ,‬فل‬
‫يبقى أحد ف أهل عليي ول ف أسفل درجة ف النة إل نظر إليه‪ ,‬ث ينادي مناد‪ :‬يا أهل‬
‫النار هذا الوت الذي كان ييت الناس ف الدنيا‪ ,‬فل يبقى أحد ف ضحضاح من نار ول‬
‫ف أسفل درك من جهنم إل نظر إليه‪ ,‬ث يذبح بي النة والنار‪ ,‬ث ينادى‪ :‬يا أهل النة هو‬
‫اللود أبد الَبدين‪ ,‬ويا أهل النار هو اللود أبد الَبدين‪ ,‬فيفرح أهل النة فرحة لو كان‬
‫أحبد ميتا مبن فرح ماتوا‪ ,‬ويشهبق أهبل النار شهقبة لو كان أ حد ميتا مبن شهقبة ماتوا‪,‬‬
‫فذلك قوله تعال‪{ :‬وأنذرهم يوم السرة إذ قضي المر} يقول إذا ذبح الوت‪ ,‬رواه ابن‬
‫بببببببيه‪.‬‬ ‫ببببببب تفسب‬ ‫ببببببب فب‬ ‫ببببببب حاتب‬ ‫أبب‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬وأنذرهم يوم السرة} من أساء يوم‬
‫القيا مة عظ مه ال وحذره عباده وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم ف قوله‪{ :‬وأنذر هم‬
‫يوم السرة} قال‪ :‬يوم القيامة‪ ,‬وقرأ {أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت ف جنب‬
‫ب وإلي نا يرجعون} ي ب تعال أ نه الالق‬‫ال}‪ .‬وقوله‪{ :‬إنبا ن ن نرث الرض ومبن عليه ا‬
‫الالك التصرف‪ ,‬وأن اللق كلهم يهلكون ويبقى هو تعال وتقدس‪ ,‬ول أحد يدعي ملكا‬
‫ول تصرفا‪ ,‬بل هو الوارث لميع خلقه الباقي بعدهم الاكم فيهم‪ ,‬فل تظلم نفس شيئا‬
‫ول جناح بعوضة ول مثقال ذرة‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬ذكر هدبة بن خالد القيسي‪ ,‬حدثنا‬
‫حزم بن أب حزم القطعي قال‪ :‬كتب عمر بن عبد العزيز إل عبد الميد بن عبد الرحن‬
‫صاحب الكوفة‪ :‬أما بعد‪ ,‬فإن ال كتب على خلقه حي خلقهم الوت‪ ,‬فجعل مصيهم‬
‫إليه‪ ,‬وقال فيما أنزل ف كتابه الصادق الذي خلقه بعلمه وأشهد ملئكته على حفظه‪ :‬إنه‬
‫يرث الرض ومبببببببن عليهبببببببا وإليبببببببه يرجعون‪.‬‬

‫صدّيقا ّنِبيّا * إِذْ قَالَ َلِبِي ِه َيأَبَ تِ ِل َم َتعْبُ ُد مَا َل‬ ‫** وَاذْ ُكرْ فِي اْل ِكتَا بِ ِإبْرَاهِي مَ ِإنّ هُ كَا نَ ِ‬
‫يَسْمَ ُع وَ َل َيبْصِ ُر وَ َل ُي ْغنِي عَنكَ َشيْئا * َيأََبتِ ِإنّي قَدْ جَآ َءنِي مِ َن الْعِ ْل ِم مَا لَ ْم َيأْتِكَ فَاّتِبعِْنيَ‬
‫صيّا * َيأَبَتِ‬ ‫شيْطَانَ كَانَ لِل ّرحْمَـ ِن عَ ِ‬ ‫صرَاطا َس ِويّا * َيأََبتِ َل َت ْعبُدِ الشّيْطَانَ إِنّ ال ّ‬ ‫َأهْدِكَ ِ‬
‫ب وَِليّا‬‫شيْطَانبِ‬ ‫ك عَذَابببٌ مّنببَ الرّحْمَـببنِ َفَتكُونببَ لِل ّ‬ ‫ِإنّيببَ أَخَافببُ أَن يَمَسببّ َ‬

‫‪772‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال ل نبيه م مد صلى ال عل يه و سلم‪{ :‬واذ كر ف الكتاب إبراه يم} وا تل على‬
‫قومك هؤلء الذين يعبدون الصنام‪),‬واذكر لم ما كان من خب إبراهيم خليل الرحن‪.‬‬
‫الذين هم من ذريته ويدعون أنم على ملته‪ ,‬وقد كان صديقا نبيا مع أبيه‪ ,‬كيف ناه عن‬
‫عبادة الصنام‪ ,‬فقال‪{ :‬يا أبت ل تعبد ما ليسمع ول يبصر ول يغن عنك شيئا} أي ل‬
‫ينف عك ول يد فع ع نك ضررا {ياأ بت إ ن قد جاء ن من العلم ما ل يأ تك} يقول‪ :‬وإن‬
‫كنت من صلبك وتران أصغر منك لن ولدك‪ ,‬فاعلم أن قد أطلعت من العلم من ال‬
‫على ما ل تعل مه أ نت‪ ,‬و ل أطل عت عل يه و ل جاءك {فاتبع ن أهدك صراطا سويا} أي‬
‫طريقا مستقيما موصلً إل نيل الطلوب‪ ,‬والنجاة من الرهوب {ياأبت ل تعبد الشيطان}‬
‫أي ل تط عه ف عباد تك هذه ال صنام‪ ,‬فإ نه هو الدا عي إل ذلك والرا ضي به‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬أل أعهد إليكم ياب ن آدم أن ل تعبدوا الشيطان إنه ل كم عدو مبي} وقال‪{ :‬إن‬
‫يدعون مبببببببن دونبببببببه إل إناثا وإن يدعون إل شيطانا مريدا}‪.‬‬
‫وقوله {إن الشيطان كان للرحنب عصبيا} أي مالفا مسبتكبا عبن طاعبة رببه‪ ,‬فطرده‬
‫وأبعده‪ ,‬فل تتب عه ت صر مثله {ياأ بت إ ن أخاف أن ي سك عذاب من الرح ن} أي على‬
‫شركبك وعصبيانك لاب آمرك ببه {فتكون للشيطان وليا} يعنب فل يكون لك مول ول‬
‫ناصرا ول مغيثا إل إبليس‪ ,‬وليس إليه ول إل غيه من المر شيء‪ ,‬بل اتباعك له موجب‬
‫لحا طة العذاب بك‪ ,‬ك ما قال تعال‪ { :‬تا ل ل قد أر سلنا إل أ مم من قبلك فز ين ل م‬
‫الشيطان أعمالمببب‪ ,‬فهبببو وليهبببم اليوم ولمببب عذاب أليبببم}‪.‬‬

‫ج ْرنِي مَِليّا * قَالَ َسلَ ٌم‬ ‫ت عَنْ آِلهَتِي يَإِبْرَاهِيمُ َلئِن لّ ْم تَنتَهِ لرْ ُج َمنّكَ وَاهْ ُ‬ ‫** قَالَ أَرَاغِبٌ أَن َ‬
‫عََليْ كَ َسَأ ْستَ ْغفِرُ لَ كَ َربّ يَ ِإنّ هُ كَا َن بِي َحفِيّا * َوَأ ْعتَزُِلكُ ْم َومَا تَ ْدعُو نَ مِن دُو نِ اللّ ِه َوَأ ْدعُو‬
‫بىَ أَلّ أَكُونببببببَ بِ ُدعَآءِ رَبّبببببي َش ِقيّا‬ ‫رَبّبببببي عَسببببب َ‬
‫يقول تعال مبا عن جواب أب إبراهيم لولده إبراهيم فيما دعاه إليه أنه قال‪{ :‬أراغب‬
‫أنت عن آلت يا إبراهيم ؟} يعن إن كنت ل تريد عبادتا ول ترضاها‪ ,‬فانته عن سبها‬
‫وشتمها وعيبها‪ ,‬فإنك إن ل تنته عن ذلك اقتصصت منك وشتمتك وسببتك‪ ,‬وهو قوله‪:‬‬
‫{لرجنك} قاله ابن عباس والسدي وابن جريج والضحاك وغيهم‪ ,‬وقوله‪{ :‬واهجرن‬

‫‪773‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مليا} قال ماهد وعكرمة وسعيد بن جبي وممد بن إسحاق‪ :‬يعن دهرا‪ .‬وقال السن‬
‫البصبري‪ :‬زمانا طويلً‪ .‬وقال السبدي {واهجرنب مليا} قال‪ :‬أبدا‪ .‬وقال علي ببن أبب‬
‫طل حة والعو ف عن ا بن عباس {واهجر ن مليا} قال‪ :‬سويا سالا ق بل أن ت صيبك م ن‬
‫عقوببة‪ ,‬وكذا قال الضحاك وقتادة وعطيبة الدل ومالك وغيهبم‪ ,‬واختاره اببن جريبر‪,‬‬
‫فعندما قال إبراهيم لبيه‪{ :‬سلم عليك} كما قال تعال ف صفة الؤمني‪{ :‬وإذا خاطبهم‬
‫الاهلون قالوا سلما} وقال تعال‪{ :‬وإذا سعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم‬
‫أعمالكم سلم عليكم ل نبتغي الاهلي} ومعن قول إبراهيم لبيه {سلم عليك} يعن‬
‫أ ما أ نا فل ينالك م ن مكروه ول أذى وذلك لر مة البوة { سأستغفر لك ر ب} ول كن‬
‫سأسأل ال ف يك أن يهد يك ويغ فر ذن بك {إ نه كان ب حفيا} قال ا بن عباس وغيه‪:‬‬
‫لطيفا‪ ,‬أي فبببببب أن هدانبببببب لعبادتببببببه والخلص له‪.‬‬
‫وقال قتادة وما هد وغيه ا‪{ :‬إ نه كان ب حف يا} قال عوده الجا بة‪ .‬وقال ال سدي‪:‬‬
‫الفي الذي يهتم بأمره‪ ,‬وقد استغفر إبراهيم صلى ال عليه وسلم لبيه مدة طويلة وبعد‬
‫أن هاجر إل الشام‪ ,‬وبن السجد الرام‪ ,‬وبعد أن ولد له إساعيل وإسحاق عليهما السلم‬
‫ف قوله‪{ :‬رب نا اغ فر ل ولوالدي وللمؤمن ي يوم يقوم ال ساب} و قد ا ستغفر ال سلمون‬
‫لقراباتم وأهلي هم من الشرك ي ف ابتداء السلم‪ ,‬وذلك اقتداء بإبراه يم الليل ف ذلك‬
‫حت أنزل ال تعال‪{ :‬قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم‬
‫إ نا برآء من كم وم ا تعبدون من دون ال ب إل قوله ب إل قول إبراه يم لب يه ل ستغفرن‬
‫لك وما أملك لك من ال من شي} الَية‪ ,‬يعن إل ف هذا القول‪ ,‬فل تتأسوا به‪ ,‬ث بي‬
‫تعال أن إبراه يم أقلع عن ذلك ور جع ع نه‪ ,‬فقال تعال‪ { :‬ما كان لل نب والذ ين آمنوا أن‬
‫يستغفروا للمشركي ب إل قوله ب وما كان استغفار إبراهيم لبيه إل عن موعدة وعدها‬
‫إياه فل ما تبي له أ نه عدو ل تبأ م نه إن إبراه يم لواه حل يم}‪ .‬وقوله‪{ :‬وأعتزل كم و ما‬
‫تدعون من دون ال وأدعو رب}‪ .‬أي وأعبد رب وحده لشريك له {عسى أن لأكون‬
‫بدعاء ر ب شقيا} وع سى هذه موج بة ل مالة‪ ,‬فإ نه عل يه ال سلم سيد ال نبياء ب عد م مد‬
‫صببببببببببلى ال عليببببببببببه وسببببببببببلم‪.‬‬

‫‪774‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ق َوَي ْعقُو بَ وَكُلّ َج َع ْلنَا َنبِيّا *‬
‫** َفلَمّا ا ْعتَزََلهُ ْم َومَا َي ْعبُدُو نَ مِن دُو نِ اللّ ِه َوهَْبنَا لَ هُ إِ سْحَا َ‬
‫ق عَِليّا‬‫َووَ َهبْنَببا َلهْمببْ مّببن رّ ْح َمتِنَببا وَ َجعَلْنَببا َلهُمببْ لِسببَانَ صببِ ْد ٍ‬
‫يقول تعال‪ :‬فلما اعتزل الليل أباه وقومه ف ال‪ ,‬أبدله ال من هو خي منهم‪ ,‬ووهب له‬
‫إسحاق ويعقوب يعن ابنه وابن إسحاق‪ ,‬كما قال ف الَ ية الخرى‪{ :‬ويعقوب نافلة}‬
‫وقال{ومن وراء إسحاق يعقوب} ولخلف أن إسحاق والد يعقوب‪ ,‬وهو نص القرآن‬
‫ف سورة البقرة‪{ :‬أم كن تم شهداء إذ ح ضر يعقوب الوت إذ قال لبن يه ما تعبدون من‬
‫بعدي ؟ قالوا نع بد إل ك وإله آبائك إبراه يم وإ ساعيل وإ سحاق} ولذا إن ا ذ كر هه نا‬
‫ل وعقبا أنبياء أقر ال بم عينه ف حياته‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬ ‫إسحاق ويعقوب‪ ,‬أي جعلنا له نس ً‬
‫{وكلً جعلنا نبيا} فلو ل يكن يعقوب عليه السلم قد نبء ف حياة إبراهيم لا اقتصر‬
‫عل يه ولذ كر ولده يو سف‪ ,‬فإ نه نب أيضا ك ما قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف‬
‫الديث التفق على صحته حي سئل عن خي الناس‪ ,‬فقال‪« :‬يوسف نب ال ابن يعقوب‬
‫نب ال ا بن إ سحاق نب ال ا بن إبراه يم خل يل ال»‪ ,‬و ف الل فظ الَ خر «إن الكر ي ا بن‬
‫الكري ابن الكري ابن الكري يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم»‪ .‬وقوله {ووهبنا‬
‫لم من رحتنا وجعلنا لم لسان صدق عليا} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يعن‬
‫الثناء السن‪ ,‬وكذا قال السدي ومالك بن أنس‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬إنا قال عليا لن جيع‬
‫ب‪.‬‬‫بم أجعيب‬ ‫بلمه عليهب‬ ‫بلوات ال وسب‬ ‫ب‪ ,‬صب‬ ‫بم ويدحونمب‬ ‫اللل والديان يثنون عليهب‬

‫خلِصا وَكَا نَ رَ سُو ًل ّنبِيّا * َونَا َدْينَا هُ مِن جَانِ بِ‬


‫** وَاذْ ُكرْ فِي اْل ِكتَا بِ مُو َسىَ ِإنّ هُ كَا نَ مُ ْ‬
‫ب هَارُون بَ َنِبيّا‬
‫جيّا * َو َو َهبْنَبا لَه بُ مِبن رّحْ َمتِنَبآ أَخَاه ُ‬ ‫ب نَ ِ‬
‫ب وَقَ ّرْبنَاه ُ‬
‫الطّو ِر اليْمَن ِ‬
‫لا ذكر تعال إبراهيم الليل وأثن عليه‪ ,‬عطف بذكر الكليم‪ ,‬فقال‪{ :‬واذكر ف الكتاب‬
‫موسى إنه كان ملصا} قرأ بعضهم بكسر اللم من الخلص ف العبادة‪ .‬قال الثوري عن‬
‫ع بد العز يز بن رف يع‪ ,‬عن أ ب لبا بة قال‪ :‬قال الواريون‪ :‬يا روح ال أخب نا عن الخلص‬
‫ل ؟ قال‪ :‬الذي يع مل ل ل ي ب أن يمده الناس‪ ,‬وقرأ الَخرون بفتح ها بع ن أ نه كان‬
‫مصطفى‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن اصطفيتك على الناس} {وكان رسولً نبيا} جع ال له‬

‫‪775‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بيب الوصبفي‪ ,‬فإنبه كان مبن الرسبلي الكبار أول العزم المسبة‪ ,‬وهبم‪ :‬نوح وإبراهيبم‬
‫ب‪.‬‬
‫ببياء أجعيب‬ ‫بائر النب‬‫بم وعلى سب‬ ‫بلوات ال عليهب‬‫بد صب‬ ‫بى وممب‬‫بى وعيسب‬ ‫وموسب‬
‫وقوله‪{ :‬وناديناه من جانب الطور} أي ال بل {الين} من موسى ح ي ذهب يبتغي‬
‫مبن تلك النار جذوة فرآهبا تلوح‪ ,‬فقصبدها فوجدهبا ف جانبب الطور الي ن منبه عنبد‬
‫شاطىء الوادي‪ ,‬فكلمه ال تعال وناداه وقربه فناجاه‪ .‬روى ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪,‬‬
‫حدثنا يي هو القطان‪ ,‬حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس {وقربناه ن يا} قال‪ :‬أد ن ح ت سع صريف القلم‪ ,‬وهكذا قال ما هد وأ بو العال ية‬
‫وغيهم‪ :‬يعنون صريف القلم بكتابة التوارة‪ .‬وقال السدي‪{ :‬وقربناه نيا} قال‪ :‬أدخل ف‬
‫السببببببببماء فكلم‪ ,‬وعببببببببن ماهببببببببد نوه‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق عن معمر‪ ,‬عن قتادة {وقربناه نيا} قال‪ :‬نا بصدقه‪ .‬وروى ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا عبد البار بن عاصم‪ ,‬حدثنا ممد بن سلمة الران عن أب واصل‪ ,‬عن شهر‬
‫بن حوشب‪ ,‬عن عمرو بن معد يكرب قال‪ :‬لا قرب ال موسى نيا بطور سيناء قال‪ :‬يا‬
‫موسى إذا خلقت لك قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة تعي على الي‪ ,‬فلم أخزن عنك‬
‫من ال ي شيئا‪ ,‬و من أخزن ع نه هذا فلم أف تح له من ال ي شيئا‪ ,‬وقوله‪{ :‬ووهب نا له من‬
‫رحتنا أخاه هارون نبيا} أي وأجبنا سؤاله وشفاعته ف أخيه‪ ,‬فجعلناه نبيا‪ ,‬كما قال ف‬
‫الَية الخرى {وأخي هارون هو أفصح من لسانا فأرسله معي ردءا يصدقن إن أخاف‬
‫أن يكذبون} وقال‪{ :‬قد أوتيت سؤلك يا موسى} وقال‪{ :‬فأرسل إل هارون ولم علي‬
‫ذنب فأخاف أن يقتلون} ولذا قال بعض السلف‪ :‬ما شفع أحد ف أحد شفاعة ف الدنيا‬
‫أعظم من شفاعة موسى ف هارون أن يكون نبيا‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ووهبنا له من رحتنا‬
‫أخاه هارون نبيا} قال ا بن جرير‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا ا بن علية عن داود عن عكرمة‬
‫قال‪ :‬قال اببن عباس قوله‪{ :‬ووهبنبا له مبن رحتنبا أخاه هارون نببيا} قال‪ :‬كان هارون‬
‫أ كب من موسى‪ ,‬ول كن أراد وهب نبوته له‪ ,‬و قد ذكره ابن أ ب حا ت معلقا عن يعقوب‬
‫وهبببببو اببببببن إبراهيبببببم الدّورقبببببي ببببببه‪.‬‬

‫‪776‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ق اْل َوعْدِ وَكَا نَ رَ سُو ًل نِّبيّا * وَكَا نَ َي ْأمُرُ‬
‫** وَاذْ ُكرْ فِي اْل ِكتَا بِ إِ سْمَاعِيلَ ِإنّ هُ كَا نَ صَا ِد َ‬
‫ضيّا‬‫ب مَرْ ِ‬ ‫لةِ وَالزّكَبببببا ِة وَكَانببببَ عِندَ َربّهببب ِ‬ ‫َأهْلَهببببُ بِالصببببّب َ‬
‫هذا ثناء من ال تعال على إ ساعيل بن إبراه يم الل يل عليهماال سلم‪ ,‬و هو والد عرب‬
‫الجاز كلهم بأنه كان صادق الوعد‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬ل يعد ربه عدة إل أنزها‪ ,‬يعن ما‬
‫التزم عبادة قط بنذر إل قام با ووفاها حقها‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن يونس‪ ,‬أنبأنا ا بن‬
‫وهب‪ ,‬أخبن عمرو بن الارث أن سهل بن عقيل حدثه أن إساعيل النب عليه السلم‬
‫و عد رجلً مكانا أن يأت يه ف يه‪ ,‬فجاء ون سي الر جل‪ ,‬ف ظل به إ ساعيل وبات ح ت جاء‬
‫الرجل من الغد‪ ,‬فقال‪ :‬ما برحت من ههنا ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬إن نسيت قال‪ :‬ل أكن أبرح‬
‫ح ت تأتي ن‪ ,‬فلذلك {كان صادق الو عد} وقال سفيان الثوري‪ :‬يلغ ن أ نه أقام ف ذلك‬
‫الكان ينتظره حولً ح ت جاءه وقال ا بن شوذب‪ :‬بلغ ن أ نه ات ذ ذلك الو ضع م سكنا‪.‬‬
‫و قد روى أ بو داود ف سننه‪ ,‬وأ بو ب كر م مد بن جع فر الرائ طي ف كتا به مكارم‬
‫الخلق‪ ,‬من طريق إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الكري يعن ابن عبد‬
‫ال بن شقيق‪ ,‬عن أبيه عن عبد ال بن أب المساء‪ ,‬قال‪ :‬بايعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قبل أن يبعث‪ ,‬فبقيت له علي بقية‪ ,‬فوعدته أن آتيه با ف مكانه ذلك‪ ,‬قال‪ :‬فنسيت‬
‫يو مي وال غد‪ ,‬فأتي ته ف اليوم الثالث و هو ف مكا نه ذلك‪ ,‬فقال ل‪ « :‬يا ف ت ل قد شق قت‬
‫عل يّ‪ ,‬أنا ههنا منذ ثلث أنتظرك» لفظ الرائطي وساق آثارا حسنة ف ذلك‪ ,‬ورواه ابن‬
‫منده أبو عبد ال ف كتاب معرفة الصحابة بإسناده عن إبراهيم بن طهمان‪ ,‬عن بديل بن‬
‫ميسببببببرة عببببببن عبببببببد الكريبببببب بببببببه‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬إنا قيل له‪{ :‬صادق الوعد} لنه قال لبيه‪{ :‬ستجدن إن شاء ال من‬
‫الصبابرين} فصبدق فب ذلك‪ ,‬فصبدق الوعبد مبن الصبفات الميدة كمبا أن خلفبه مبن‬
‫الصفات الذميمة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقولون ما ل تفعلون * كب مقتا‬
‫عند ال أن تقولوا ما ل تفعلون} وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «آية النافق ثلث‪:‬‬
‫إذا حدث كذب‪ ,‬وإذا و عد أخلف‪ ,‬وإذا أؤت ن خان» ول ا كا نت هذه صفات النافق ي‪,‬‬
‫كان التلبس بضدها من صفات الؤمني‪ ,‬ولذا أثن ال على عبده ورسوله إساعيل بصدق‬
‫الو عد‪ ,‬وكذلك كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم صادق الو عد أيضا ل ي عد أحدا‬

‫‪777‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شيئا إل وف له به‪ ,‬وقد أثن على أب العاص بن الربيع زوج ابنته زينب‪ ,‬فقال‪« :‬حدثن‬
‫ف صدقن‪ ,‬ووعد ن فو ف ل» ول ا تو ف ال نب صلى ال عل يه و سلم قال اللي فة أ بو ب كر‬
‫الصديق من كان له عند رسول ال صلى ال عليه وسلم عدة أو دين فليأتن أنز له‪ ,‬فجاء‬
‫جابر بن عبد ال فقال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬لو قد جاء مال البحرين‬
‫أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا» يعن ملء كفيه‪ ,‬فلما جاء مال البحرين أمر الصديق جابرا‬
‫فغرف بيديبه مبن الال‪ ,‬ثب أمره بعده فإذا هبو خسبمائة درهبم فأعطاه مثليهبا معهبا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وكان رسولً نبيا} ف هذا دللة على شرف إساعيل على أخيه إسحاق‪ ,‬لنه‬
‫إنا وصف بالنبوة فقط‪ ,‬وإساعيل وصف بالنبوة والرسالة‪ .‬وقد ثبت ف صحيح مسلم أن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن ال ا صطفى من ولد إبراه يم إ ساعيل» وذ كر‬
‫تام الد يث‪ ,‬فدل على صحة ما قلناه‪ .‬وقوله‪{ :‬وكان يأ مر أهله بال صلة والزكاة وكان‬
‫عند ربه مرضيا} هذا أيضا من الثناء الميل والصفة الميدة‪ ,‬واللة السديدة‪ ,‬حيث كان‬
‫مثابرا على طا عة ر به عز و جل‪ ,‬آمرا ب ا لهله‪ ,‬ك ما قال تعال لر سوله‪{ :‬وأ مر أهلك‬
‫بال صلة وا صطب علي ها} الَ ية‪ ,‬وقال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا قوا أنف سكم وأهلي كم نارا‬
‫وقود ها الناس والجارة علي ها ملئ كة غلظ شداد ل يع صون ال ما أمر هم ويفعلون ما‬
‫يؤمرون} أي مرو هم بالعروف وانو هم عن الن كر ول تدعو هم هلً‪ ,‬فتأكل هم النار يوم‬
‫القيا مة‪ ,‬و قد جاء ف الد يث عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫«رحم ال رجلً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته‪ ,‬فإن أبت نضح ف وجهها الاء‪ .‬رحم‬
‫ال امرأة قا مت من الل يل ف صلت وأيق ظت زوج ها‪ ,‬فإن أ ب نض حت ف وج هه الاء»‬
‫أخرجه أبو داود وابن ماجه‪ .‬وعن أب سعيد وأب هريرة رضي ال عنهما عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪« :‬إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتي‪ ,‬كتبا من‬
‫الذاكريبن ال كثيا والذاكرات» رواه أببو داود والنسبائي واببن ماجبه واللفبظ له‪.‬‬

‫َاهب َمكَانا عَِليّا‬


‫صبدّيقا ّنِبيّا * وَرََف ْعن ُ‬
‫َانب ِ‬
‫ّهب ك َ‬
‫ِيسب ِإن ُ‬
‫َابب إِ ْدر َ‬
‫** وَاذْ ُكرْ ف ِي اْل ِكت ِ‬
‫ذ كر إدر يس عل يه ال سلم بالثناء عل يه بأ نه كان صديقا نبيا‪ ,‬وأن ال رف عه مكانا عليا‪,‬‬
‫وقد تقدم ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر به ف ليلة السراء وهو ف‬

‫‪778‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السماء الرابعة‪ .‬وقد روى ابن جرير ههنا أثرا غريبا عجيبا فقال‪ :‬حدثن يونس بن عبد‬
‫العلى‪ ,‬أنبأنا ابن وهب‪ ,‬أخبن جرير بن حازم عن سليمان العمش عن شر بن عطية‬
‫عن هلل بن يساف قال‪ :‬سأل ابن عباس كعبا وأنا حاضر فقال له‪ :‬ما قول ال عز وجل‬
‫لدريس {ورفعناه مكانا عليا} فقال كعب‪ :‬أما إدريس‪ ,‬فإن ال أوحى إليه أن أرفع لك‬
‫كل يوم مثل عمل جيع بن آدم‪ ,‬فأحب أن يزداد عملً‪ ,‬فأتاه خليل له من اللئكة فقال‬
‫له‪ :‬إن ال أو حى إل كذا وكذا‪ ,‬فكلم ل ملك الوت فليؤخر ن ح ت أزداد عملً‪ ,‬فحمله‬
‫ب ي جناح يه ح ت صعد به إل ال سماء‪ ,‬فل ما كان ف ال سماء الراب عة تلقا هم ملك الوت‬
‫منحدرا‪ ,‬فكلم ملك الوت ف الذي كلمه فيه إدريس‪ ,‬فقال‪ :‬وأين إدريس ؟ فقال‪ :‬هوذا‬
‫على ظهري‪ .‬قال ملك الوت‪ :‬الع جب‪ ,‬بع ثت وق يل ل‪ :‬اق بض روح إدر يس ف ال سماء‬
‫الراب عة‪ ,‬فجعلت أقول‪ :‬ك يف أق بض رو حه ف ال سماء الراب عة و هو ف الرض ؟ فق بض‬
‫روحببه هناك‪ ,‬فذلك قول ال {ورفعناه مكانا عليا} هذا مببن أخبار كعببب الحبار‬
‫السبببببببرائيليات‪ ,‬وفببببببب بعضبببببببه نكارة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد رواه ابن أب حات من وجه آخر عن ابن عباس أنه سأل كعبا فذكر نو ما تقدم‪,‬‬
‫غ ي أ نه قال لذلك اللك‪ :‬هل لك أن ت سأله‪ ,‬يع ن ملك الوت‪ ,‬كم ب قي من أجلي ل كي‬
‫أزداد من العمل‪ ,‬وذكر باقيه وفيه‪ :‬أنه لا سأله عما بقي من أجلي‪ ,‬قال‪ :‬ل أدري حت‬
‫أنظر‪ ,‬فنظر ث قال‪ :‬إنك تسألن عن رجل ما بقي من عمره إل طرفة عي‪ ,‬فنظر اللك‬
‫تت جناحه فإذا هو قد قبض عليه السلم وهو ل يشعر به‪ ,‬ث رواه من وجه آخر عن ابن‬
‫عباس أن إدر يس كان خياطا‪ ,‬فكان ل يغرز إبرة إل قال‪ :‬سبحان ال‪ ,‬فكان ي سي ح ي‬
‫ل منبه‪ ,‬وذكبر بقيتبه كالذي قبله أو نوه‪.‬‬‫يسبي وليبس فب الرض أحبد أفضبل عم ً‬
‫وقال ابن أب نيح عن ماهد ف قوله‪{ :‬ورفعناه مكانا عليا} قال إدريس رفع ول يت‬
‫كما رفع عيسى‪ ,‬وقال سفيان عن منصور عن ماهد {ورفعناه مكانا عليا} قال‪ :‬السماء‬
‫الرابعة‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس {ورفعناه مكانا عليا} قال‪ :‬رفع إل السماء السادسة‬
‫فمات ب ا وهكذا قال الضحاك بن مزا حم وقال ال سن وغيه ف قوله‪{ :‬ورفعناه مكانا‬
‫عليا} قال‪ :‬النببببببببببببببببببببببببببببببة‪.‬‬

‫‪779‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ح َومِن‬
‫** أُولَـئِكَ الّذِي نَ أَْنعَ مَ اللّ ُه عََلْيهِم مّ َن النِّبّييْ َن مِن ذُ ّرّيةِ ءادَ مَ َومِمّ نْ حَمَ ْلنَا مَ َع نُو ٍ‬
‫ذُ ّرّيةِ ِإبْرَاهِي َم َوإِسْرَائِيلَ َومِ ّم ْن هَ َدْينَا وَا ْجَتبَْينَآ إِذَا ُتتَْلىَ عََلْيهِ ْم آيَاتُ الرّ ْحمَـنِ َخرّواْ سُجّدا‬
‫َوبُ ِكيّا‬
‫يقول تعال‪ :‬هؤلء ال نبيون ب ول يس الراد الذكور ين ف هذه ال سورة ف قط بل ج نس‬
‫النبياء عليهم السلم استطرد من ذكر الشخاص إل النس ب {الذين أنعم ال عليهم‬
‫من النبيي من ذرية آدم} الَية‪ ,‬قال السدي وابن جرير رحه ال‪ .‬فالذي عن به من ذرية‬
‫آدم إدريس‪ ,‬والذي عن به من ذرية من حلنا مع نوح إبراهيم والذي عن به من ذرية‬
‫إبراه يم إ سحاق ويعقوب وإ ساعيل‪ ,‬والذي ع ن به من ذر ية إ سرائيل مو سى وهارون‬
‫وزكر يا وي ي وعي سى ا بن مر ي‪ ,‬قال ا بن جر ير‪ :‬ولذلك فرق أن سابم وإن كان ي مع‬
‫جيعهم آدم‪ ,‬لن فيهم من ليس من ولد من كان مع نوح ف السفينة وهو إدريس‪ ,‬فإنه‬
‫جد نوح (قلت) هذا هو الظهر أن إدريس ف عمود نسب نوح عليهما السلم‪ ,‬وقد قيل‬
‫إنه من أنبياء بن إسرائيل أخذ من حديث السراء‪ ,‬حيث قال ف سلمه على النب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬مرحبا بالنب الصال والخ الصال‪ ,‬ول يقل والولد الصال‪ ,‬كما قال آدم‬
‫وإبراهيبببببببببم عليهمبببببببببا السبببببببببلم‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس‪ ,‬أنبأنا ابن وهب‪ ,‬أخبن ابن ليعة عن يزيد بن أب‬
‫حبيب عن ع بد ال بن م مد أن إدر يس أقدم من نوح‪ ,‬فبع ثه ال إل قو مه فأمر هم أن‬
‫يقولوا ل إله إل ال‪ ,‬ويعملوا ما شاؤوا‪ ,‬فأبوا فأهلك هم ال عز و جل‪ ,‬وم ا يؤ يد أن الراد‬
‫بذه الَية جنس النبياء أنا كقوله تعال ف سورة النعام‪{ :‬وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم‬
‫على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم * ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلً‬
‫هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون‬
‫وكذلك نزي الح سني * وزكر يا وي ي وعي سى وإلياس كل من ال صالي * وإ ساعيل‬
‫واليسبع ويونبس ولوطا وكلً فضلنبا على العاليب * ومبن آبائهبم وذرياتمب وإخوانمب‬
‫واجتبيناهم وهديناهم إل صراط مستقيم * ب إل قوله ب أولئك الذين هدى ال فبهداهم‬
‫اقتده} وقال سبحانه وتعال‪{ :‬من هم من ق صصنا عل يك ومن هم من ل نق صص عل يك}‪.‬‬
‫وف صحيح البخاري عن ماهد أنه سأل ابن عباس‪ :‬أف {ص} سجدة ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ,‬ث‬

‫‪780‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تل هذه الَ ية‪{ :‬أولئك الذ ين هدى ال فبهدا هم اقتده} ف نبيكم م ن أ مر أن يقتدي ب م‪,‬‬
‫قال‪ :‬وهو منهم‪ ,‬يعن داود‪ .‬وقال ال تعال ف هذه الَية الكرية‪{ :‬إذا تتلى عليهم آيات‬
‫الرح ن خروا سجدا وبكيا} أي إذا سعوا كلم ال التض من حج جه ودلئله وبراهي نه‪,‬‬
‫سجدوا لربم خضوعا واستكانة وحدا وشكرا على ما هم فيه من النعم العظيمة‪ ,‬والبكي‬
‫ج ع باك‪ ,‬فلهذا أج ع العلماء على شرع ية ال سجود هه نا اقتداء ب م واتباعا لنوال م‪ .‬قال‬
‫سفيان الثوري عن العمش عن إبراهيم عن أب معمر قال‪ :‬قرأ عمر بن الطاب رضي ال‬
‫عنه سورة مري‪ ,‬فسجد وقال‪ :‬هذا السجود فأين البكي ؟ يريد البكاء‪ ,‬رواه ابن أب حات‬
‫واببن جريبر‪ ,‬وسبقط مبن رواتبه ذكبر أبب معمبر فيمبا رأيبت‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬

‫ف يَ ْلقُو َن َغيّا * إِلّ‬


‫سوْ َ‬
‫ش َهوَا تِ فَ َ‬
‫لةَ وَاّتبَعُواْ ال ّ‬
‫صَ‬‫ف مِن بَعْ ِدهِ مْ َخلْ فٌ أَضَاعُواْ ال ّ‬
‫** َفخَلَ َ‬
‫ب َشيْئا‬
‫جّنةَ وَ َل يُظَْلمُون َ‬
‫ب الْ َ‬
‫ك يَدْ ُخلُون َ‬‫ب َوعَمِلَ صبَالِحا َفُأوْلَـبئِ َ‬ ‫ب وَآمَن َ‬ ‫مَبن تَاب َ‬
‫لا ذكر تعال حزب السعداء وهم النبياء عليهم السلم‪ ,‬ومن اتبعهم من القائمي بدود‬
‫ال وأوامره‪ ,‬الؤد ين فرائض ال التارك ي لزواجره‪ ,‬ذ كر أ نه {خلف من بعد هم خلف}‬
‫أي قرون أخر {أضاعوا الصلة} وإذا أضاعوها فهم لا سواها من الواجبات أضيع‪ ,‬لنا‬
‫عماد الدين وقوامه وخي أعمال العباد‪ ,‬وأقبلوا على شهوات الدنيا وملذها ورضوا بالياة‬
‫الدن يا واطمأنوا ب ا‪ ,‬فهؤلء سيلقون غيا‪ ,‬أي خ سارا يوم القيا مة‪ ,‬و قد اختلفوا ف الراد‬
‫بإضا عة ال صلة هه نا فقال قائلون‪ :‬الراد بإضاعت ها ترك ها بالكل ية‪ ,‬قاله م مد بن ك عب‬
‫القرظي وابن زيد بن أسلم والسدي‪ ,‬واختاره ابن جرير ولذا ذهب من ذهب من السلف‬
‫واللف والئ مة ك ما هو الشهور عن المام أح د‪ ,‬وقول عن الشاف عي إل تكف ي تارك‬
‫الصلة للحديث «بي العبد وبي الشرك ترك الصلة»‪ .‬والديث الَخر «العهد الذي بيننا‬
‫وبينهبم الصبلة‪ ,‬فمبن تركهبا فقبد كفبر» وليبس هذا ملب بسبط هذه السبألة‪.‬‬
‫وقال الوزا عي عن مو سى بن سليمان عن القا سم بن ميمرة ف قوله‪{ :‬فخلف من‬
‫بعدهم خلف أضاعوا الصلة} قال‪ :‬أي أضاعوا الواقيت ولو كان تركا كان كفرا‪ .‬وقال‬
‫وكيع عن السعودي عن القاسم بن عبد الرحن والسن بن سعد عن ابن مسعود أنه قيل‬
‫له‪ :‬إن ال يكثر ذكر الصلة ف القرآن {الذين هم عن صلتم ساهون} و{على صلتم‬

‫‪781‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫دائمون} و{على صلتم يافظون} فقال ابن مسعود‪ :‬على مواقيتها‪ .‬قالوا‪ :‬ما كنا نرى‬
‫ذلك إل على الترك‪ ,‬قال ذلك الكفر‪ ,‬قال مسروق‪ :‬ل يافظ أحد على الصلوات المس‬
‫فيكتب من الغافلي‪ ,‬وف إفراطهن اللكة‪ ,‬وإفراطهن إضاعتهن عن وقتهن‪ ,‬وقال الوزاعي‬
‫عن إبراه يم بن يز يد‪ :‬أن ع مر بن ع بد العز يز قرأ‪{ :‬فخلف من بعد هم خلف أضاعوا‬
‫ب ولكبن‬‫الصبلة واتبعوا الشهوات فسبوف يلقون غيا} ثب قال‪ :‬ل تكبن إضاعتهبم تركه ا‬
‫أضاعوا الوقت‪ ,‬وقال ابن أب نيح عن ماهد {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة‬
‫واتبعوا الشهوات} قال‪ :‬عند قيام الساعة وذهاب صالي أمة ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫ينو بعض هم على ب عض ف الز قة‪ ,‬وكذا روى ا بن جر يج عن ما هد مثله‪ ,‬وروى جابر‬
‫العفي عن ماهد وعكرمة وعطاء بن أب رباح أنم من هذه المة‪ ,‬يعنون ف آخر الزمان‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن الارث‪ ,‬حدثنا السن الشيب‪ ,‬حدثنا شريك عن إبراهيم بن‬
‫مهاجر عن ماهد {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة واتبعوا الشهوات} قال‪ :‬هم‬
‫ف هذه ال مة يتراكبون ترا كب النعام وال مر ف الطرق‪ ,‬ل يافون ال ف ال سماء‪ ,‬ول‬
‫يستحيون من الناس ف الرض وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان الواسطي‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو عبد الرحن القري‪ ,‬حدثنا حيوة‪ ,‬حدثنا بشي بن أب عمرو الولن أن الوليد بن قيس‬
‫حد ثه أ نه سع أ با سيعد الدري يقول‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪:‬‬
‫«يكون خلف بعد ستي سنة أضاعوا الصلة واتبعوا الشهوات‪ ,‬فسوف يلقون غيا‪ ,‬ث‬
‫يكون خلف يقرؤون القرآن ل يعدو تراقيهم‪ ,‬ويقرأ القرآن ثلثة‪ :‬مؤمن‪ ,‬ومنافق وفاجر»‬
‫وقال بش ي‪ :‬قلت للول يد‪ :‬ما هؤلء الثل ثة ؟ قال‪ :‬الؤ من مؤ من به‪ ,‬والنا فق كا فر به‪.‬‬
‫به‪.‬‬‫بد الرحنب القري بب‬ ‫بن أبب عبب‬ ‫به» وهكذا رواه أحدب عب‬ ‫بل بب‬ ‫بر يأكب‬
‫والفاجب‬
‫وقال ابن أب حات أيضا‪ :‬حدثن أب‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن موسى‪ ,‬أنبأنا عيسى بن يونس‪,‬‬
‫حدثنا عبيد ال بن عبد الرحن بن وهب عن مالك عن أب الرجال أن عائشة كانت ترسل‬
‫بالشيء صدقة لهل الصفة‪ ,‬وتقول‪ :‬ل تعطوا منه بربريا‪ ,‬ول بربرية‪ ,‬فإن سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬هم اللف الذين قال ال تعال فيهم‪ :‬فخلف من بعدهم‬
‫خلف أضاعوا الصلة» هذا الديث غريب‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثن أب‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‬
‫بن الضحاك‪ ,‬حدثنا الوليد حدثنا حريز عن شيخ من أهل الدينة أنه سع ممد بن كعب‬

‫‪782‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القرظبي يقول فب قول ال‪{ :‬فخلف مبن بعدهبم خلف} الَيبة‪ ,‬قال‪ :‬هبم أهبل الغرب‬
‫يلكون وهبببببببببم شبببببببببر مبببببببببن ملك‪.‬‬
‫وقال ك عب الحبار‪ :‬وال إ ن ل جد صفة النافق ي ف كتاب ال عز و جل‪ :‬شرّاب ي‬
‫للقهوات‪ ,‬ترّاكيب للصبّلوات‪ ,‬لعّابيب بالكعبات‪ ,‬رقّاديبن عبن العتمات‪ ,‬مفرطيب فب‬
‫الغدوات‪ ,‬ترّاك ي للجماعات‪ ,‬قال‪ :‬ث تل هذه الَ ية {فخلف من بعد هم خلف أضاعوا‬
‫الصبلة واتبعوا الشهوات فسبوف يلقون غيا} وقال السبن البصبري‪ :‬عطلوا السباجد‬
‫ولزموا الضيعات‪ .‬وقال أبو الشهب العطاردي‪ :‬أوحى ال إل داود عليه السلم‪ :‬يا داود‬
‫حذر وأنذر أصبحابك أكبل الشهوات‪ ,‬فإن القلوب العلقبة بشهوات الدنيبا عقولاب عنب‬
‫مجو بة‪ ,‬وإن أهون ما أ صنع بالع بد من عبيدي إذا آ ثر شهوة من شهوا ته أن أحر مه من‬
‫طاعتبببببببببببببببببببببببببببببببببب‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا زيد بن الباب‪ ,‬حدثنا أبو السمح التميمي عن أب قبيل أنه‬
‫سع عق بة بن عا مر قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إ ن أخاف على أم ت‬
‫اثنتي‪ :‬القرآن‪ ,‬واللب» أما اللب فيتبعون الريف ويتبعون الشهوات ويتركون الصلة‪ ,‬أما‬
‫القرآن فيتعلمه النافقون فيجادلون به الؤمني‪ ,‬ورواه عن حسن بن موسى عن ابن ليعة‪:‬‬
‫ببه‪.‬‬ ‫ببه‪ ,‬مرفوعا بنحوه‪ ,‬تفرد بب‬‫ببة بب‬ ‫ببن عقبب‬ ‫ببل عب‬ ‫ببو قبيب‬‫ببا أبب‬ ‫حدثنب‬
‫وقوله‪{ :‬ف سوف يلقون غيا} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {ف سوف يلقون‬
‫غيا} أي خسرانا‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬شرا‪ ,‬وقال سفيان الثوري وشعبة وممد بن إسحاق عن‬
‫أب إسحاق السبيعي عن أب عبيدة‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود {فسوف يلقون غيا} قال‪:‬‬
‫واد ف جهنم بعيد القعر‪ ,‬خبيث الطعم‪ .‬وقال العمش عن زياد عن أب عياض ف قوله‪:‬‬
‫{فسوف يلقون غيا} قال‪ :‬واد ف جهنم من قيح ودم‪ .‬وقال المام أبو جعفر بن جرير‪:‬‬
‫حدثن عباس بن أب طالب‪ ,‬حدثنا ممد بن زياد‪ ,‬حدثنا شرقي بن قطامي عن لقمان بن‬
‫عامر الزاعي قال‪ :‬جئت أبا أمامة صدي بن عجلن الباهلي‪ ,‬فقلت‪ :‬حدثنا حديثا سعته‬
‫من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فد عا بطعام‪ ,‬ث قال قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬لو أن صخرة زنة عشر أواق قذف با من شفي جهنم ما بلغت قعرها خسي‬
‫خريفا‪ ,‬ثب تنتهبي إل غبي وآثام» قال‪ :‬قلت ماغبي وآثام ؟ قال‪ :‬قال‪« :‬بئران فب أسبفل‬

‫‪783‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار» وها اللذان ذكرها ال ف كتابه {أضاعوا الصلة‬
‫واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} وقوله ف الفرقان‪{ :‬ول يزنون ومن يفعل ذلك يلق‬
‫بببببر‪.‬‬ ‫بببببه منكب‬ ‫بببببب ورفعب‬ ‫بببببث غريب‬ ‫أثاما} هذا حديب‬
‫وقوله‪{ :‬إل من تاب وآمن وعمل صالا} أي إل من رجع عن ترك الصلوات واتباع‬
‫الشهوات‪ ,‬فإن ال يقببل توبتبه ويسبن عاقبتبه ويعله مبن ورثبة جنبة النعيبم‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{فأولئك يدخلون النة ول يظلمون شيئا} وذلك لن التوبة تبّ ما قبلها‪ ,‬وف الديث‬
‫الَخر «التائب من الذنب كمن لذنب له» ولذا ل ينقص هؤلء التائبون من أعمالم الت‬
‫عملو ها شيئا‪ ,‬ول قوبلوا ب ا عملوه قبل ها فين قص ل م م ا عملوه بعد ها‪ ,‬لن ذلك ذ هب‬
‫هدرا وترك نسيا‪ ,‬وذهب مانا من كرم الكري وحلم الليم‪ ,‬وهذا الستثناء ههنا كقوله‬
‫ف سورة الفرقان‪{ :‬والذين ل يدعون مع ال إلا آخر ول يقتلون النفس الت حرم ال إل‬
‫بالقبببببب ببببببب إل قوله ببببببب وكان ال غفورا رحيما}‪.‬‬

‫ت عَدْ ٍن اّلتِي َوعَدَ الرّ ْحمَـ ُن ِعبَادَ ُه بِاْلغَيْ بِ ِإنّ هُ كَا َن َوعْدُ ُه َمأِْتيّا * ّل يَ سْ َمعُو َن‬
‫** َجنّا ِ‬
‫ث مِ ْن ِعبَا ِدنَا‬
‫جّن ُة اّلتِي نُورِ ُ‬
‫ك الْ َ‬
‫شيّا * تِلْ َ‬ ‫فِيهَا َلغْوا إِلّ َسلَما وََلهُ مْ رِزُْقهُ مْ فِيهَا ُبكْ َرةً َوعَ ِ‬
‫مَببببببببببببببببن كَانببببببببببببببببَ َت ِقيّا‬
‫يقول تعال‪ :‬النات الت يدخلها التائبون من ذنوبم هي جنات عدن‪ ,‬أي إقامة الت وعد‬
‫الرح ن عباده بظ هر الغ يب‪ ,‬أي هي من الغ يب الذي يؤمنون به و ما رأوه‪ ,‬وذلك لشدة‬
‫إيقانم وقوة إيانم‪ .‬وقوله‪{ :‬إنه كا وعده مأتيا} تأكيد لصول ذلك وثبوته واستقراره‪,‬‬
‫فإن ال ل يلف اليعاد ول يبدله‪ ,‬كقوله‪{ :‬كان وعده مفعولً} أي كائنا ل مالة‪ ,‬وقوله‬
‫ههنا‪{ :‬مأتيا} أي العباد صائرون إليه وسيأتونه‪ ,‬ومنهم من قال {مأتيا} بعن آتيا‪ ,‬لن‬
‫كل ما أتاك ف قد أتي ته‪ ,‬ك ما تقول العرب‪ :‬أ تت علي خ سون سنة‪ ,‬وأت يت على خ سي‬
‫سبببببببنة‪ ,‬كلهاببببببب بعنببببببب واحبببببببد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ل يسمعون فيها لغوا} أي هذه النات ليس فيها كلم ساقط تافه ل معن له‬
‫كما قد يوجد ف الدنيا‪ .‬وقوله‪{ :‬إل سلما} استثناء منقطع كقوله‪{ :‬ل يسمعون فيها‬
‫لغوا ول تأثيما إل قيلً سلما سلما} وقوله‪{ :‬ول م رزق هم في ها بكرة وعشيا} أي ف‬

‫‪784‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫م ثل و قت البكرات وو قت العشيات ل أن هناك ليلً ونارا‪ ,‬ولكن هم ف أوقات تتعا قب‬
‫يعرفون مضيها بأضواء وأنوار‪ ,‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن‬
‫هام عبن أبب هريرة قال‪ :‬قال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬أول زمرة تلج النبة‬
‫صورهم على صورة القمر ليلة البدر ل يبصقون فيها‪ ,‬ول يتمخطون فيها‪ .‬وليتغوطون‪,‬‬
‫آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة ومامرهم اللوّة ورشحهم السك ولكل واحد منهم‬
‫زوجتان‪ ,‬يرى مخ ساقها من وراء الل حم من ال سن‪ ,‬ل اختلف بين هم ول تبا غض‪,‬‬
‫قلوب م على قلب ر جل وا حد‪ ,‬ي سبحون ال بكرة وعش يا» أخرجاه ف ال صحيحي من‬
‫حديببببببببببث معمببببببببببر بببببببببببه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا أب عن ابن إسحاق‪ ,‬حدثنا الارث بن فضيل‬
‫الن صاري عن ممود بن لب يد الن صاري‪ ,‬عن ا بن عباس قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬الشهداء على بارق نر بباب النة ف قبة خضراء‪ ,‬يرج عليهم رزقهم من‬
‫ال نة بكرة وعشيا» تفرد به أح د من هذا الو جه‪ .‬وقال الضحاك عن ا بن عباس {ول م‬
‫رزقهببببم فيهببببا بكرة وعشيا} قال‪ :‬مقاديببببر الليببببل والنهار‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا علي بن سهم‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم قال‪ :‬سألت زهي بن ممد‬
‫عن قول ال تعال‪{ :‬ولم رزقهم فيها بكرة وعشيا} قال‪ :‬ليس ف النة ليل‪ ,‬هم ف نور‬
‫أبدا ولمب مقدار الليبل والنهار‪ ,‬ويعرفون مقدار الليبل بإرخاء الجبب وإغلق البواب‪,‬‬
‫ويعرفون مقدار النهار برفع الجب وبفتح البواب‪ ,‬وبذا السناد عن الوليد بن مسلم عن‬
‫خليد عن السن البصري‪ ,‬وذكر أبواب النة فقال‪ :‬أبواب يرى ظاهرها من باطنها فتكلم‬
‫وتكلم َفتُه ْمهِ مُ‪ ,‬انفت حي انغل قي فتف عل‪ ,‬وقال قتادة ف قوله‪{ :‬ول م رزق هم في ها بكرة‬
‫وعشيا} في ها ساعتان بكرة وع شي‪ ,‬ل يس ث ل يل ول نار‪ ,‬وإن ا هو ضوء ونور‪ ,‬وقال‬
‫ماهبد‪ :‬ليبس بكرة ول عشبي‪ ,‬ولكبن يؤتون ببه على مبا كانوا يشتهون فب الدنيبا‪.‬‬
‫وقال السبن وقتادة وغيهاب‪ :‬كانبت العرب النعبم فيهبم مبن يتغدى ويتعشبى‪ ,‬فنل‬
‫القرآن على ما ف أنفسهم من النعيم فقال تعال‪{ :‬ولم رزقهم فيها بكرة وعشيا} وقال‬
‫ابن مهدي عن حاد بن زيد عن هشام عن السن {ولم رزقهم فيها بكرة وعشيا} قال‪:‬‬
‫البكور يرد على الع شي‪ ,‬والع شي يرد على البكور‪ ,‬ل يس في ها ل يل‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪:‬‬

‫‪785‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا سليم بن منصور بن عمار‪ ,‬حدثن أب حدثن ممد بن زياد‬
‫قاضي أهل ششاط عن عبد ال بن حدير عن أب سلمة بن عبد الرحن عن أب هريرة عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ما من غداة من غدوات النة وكل النة غدوات‪ ,‬إل أنه‬
‫يزف إل ول ال‪ ,‬فيها زوجة من الور العي أدناهن الت خلقت من الزعفران» قال أبو‬
‫ممببببببد‪ :‬هذا حديببببببث غريببببببب منكببببببر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬تلك النة الت نورث من عبادنا من كان تقيا} أي هذه النة الت وصفنا بذه‬
‫الصفات العظي مة‪ ,‬هي ال ت نورثها عبادنا التق ي‪ ,‬وهم الطيعون ل عز و جل ف ال سراء‬
‫والضراء‪ ,‬والكاظمون الغيظ‪ ,‬والعافون عن الناس‪ ,‬وكما قال تعال ف أول سورة الؤمني‬
‫{قد أفلح الؤمنون الذين هم ف صلتم خاشعون} إل أن قال‪{ :‬أولئك هم الوارثون‬
‫الذيبببببببن يرثون الفردوس هبببببببم فيهبببببببا خالدون}‪.‬‬

‫سيّا‬
‫ك نَ ِ‬ ‫ك َومَا كَا نَ َربّ َ‬ ‫** َومَا نََتنَزّلُ إِ ّل ِبَأمْرِ َربّ كَ لَ ُه مَا َبيْ نَ َأيْدِينَا َومَا خَ ْل َفنَا َومَا َبيْ نَ ذَلِ َ‬
‫ت وَالرْ ضِ وَمَا َبيَْنهُمَا فَا ْعبُدْ ُه وَا صْ َطبِرْ ِلعِبَا َدتِ هِ هَ ْل َتعْلَ مُ لَ هُ َس ِميّا‬ ‫ب ال سّمَاوَا ِ‬ ‫* رّ ّ‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا يعلى ووكيع قال‪ :‬حدثنا عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبي‬
‫عن ا بن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لبائيل‪« :‬ما ينعك أن تزورنا‬
‫أكثبر ماب تزورنبا ؟» قال‪ :‬فنلت {ومبا نتنل إل بأمبر رببك} إل آخبر الَيبة‪.‬‬
‫انفرد بإخرا جه البخاري فرواه ع ند تف سي هذه الَ ية عن أ ب نع يم عن ع مر بن ذر به‬
‫ورواه ابن أب حات وابن جرير من حديث عمر بن ذر به وعندها زيادة ف آخر الديث‬
‫فكان ذلك الواب لحمد صلى ال عليه وسلم وقال العوف عنابن عباس احتبس جبائيل‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فوجد رسول ال صلى ال عليه وسلم من ذلك وحزن‬
‫فأتاه جبيببل وقال‪ :‬يببا ممببد {ومببا نتنل إل بأمببر ربببك} الَيببة‪.‬‬
‫وقال ماهد لبث جبائيل عن ممد صلى ال عليه وسلم اثنت عشرة ليلة‪ ,‬ويقولون أقل‪,‬‬
‫فلما جاءه قال‪« :‬يا جبائيل لقد لبثت علي حت ظن الشركون كل ظن» فنلت {وما‬
‫نتنل إل بأمر ربك} الَية‪ .‬قال‪ :‬وهذه الية كالت ف الضحى‪ ,‬وكذلك قال الضحاك بن‬
‫مزاحم وقتادة والسدي وغي واحد‪ :‬إنا نزلت ف احتباس جبائيل‪ .‬وقال الكم بن أبان‬

‫‪786‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن عكر مة قال‪ :‬أب طأ جبائ يل النول على ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬أربع ي يوما‪ ,‬ث‬
‫نزل‪ ,‬فقال له النب صلى ال عليه وسلم «ما نزلت حت اشتقت إليك» فقال له جبيل‪ :‬بل‬
‫أنا كنت إليك أشوق ولكن مأمور‪ ,‬فأَوحى ال إل جبائيل أن قل له {وما نتنل إل بأمر‬
‫ربببك} الَيببة‪ ,‬ورواه ابببن أببب حاتبب رحهبب ال وهببو غريببب‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن ماهد‬
‫قال‪ :‬أبطأت الرسل على النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث أتاه جبيل فقال له «ما حبسك يا‬
‫جبيبل ؟» فقال له جبيبل‪ :‬وكيبف نأتيكبم وأنتبم ل تقصبون أظفاركبم‪ ,‬ول تنقون‬
‫براج كم‪ ,‬ول تأخذون شوارب كم‪ ,‬ول ت ستاكون‪ .‬ث قرأ {و ما نتنل إل بأ مر ر بك} إل‬
‫آخر الَية‪ .‬وقد قال الطبان‪ :‬حدثنا أبو عامر النحوي‪ ,‬حدثنا ممد بن إبراهيم الصوري‪,‬‬
‫حدثنا سليمان بن عبد الرحن الدمشقي‪ ,‬حدثنا إساعيل بن عياش‪ ,‬أخبن ثعلبة بن مسلم‬
‫عن أب كعب مول ابن عباس‪ ,‬عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم أن جبائيل‬
‫أبطبأ عليبه فذكبر له ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬وكيبف وأنتبم ل تسبتنون‪ ,‬ول تقلمون أظفاركبم‪ ,‬ول‬
‫تقصبون شواربكبم‪ ,‬ول تنقون براجكبم ؟ وهكذا رواه المام أحدب عبن أبب اليمان عبن‬
‫بببببن عباس بنحوه‪.‬‬ ‫بببببن ابب‬ ‫بببببن عياش عب‬ ‫ببببباعيل بب‬ ‫إسب‬
‫وقال المام احد‪ :‬حدثنا سيار‪ ,‬حدثنا جعفر بن سليمان‪ ,‬حدثنا الغية بن حبيب عن‬
‫مالك بن دينار‪ ,‬حدثن شيخ من أهل الدينة عن أم سلمة قالت‪ :‬قال ل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬أصلحي لنا الجلس فإنه ينل ملك إل الرض ل ينل إليها قط» وقوله‪:‬‬
‫{له ما بي أيدينا وما خلفنا} قيل‪ :‬الراد ما بي أيدينا أمر الدنيا‪ ,‬وما خلفنا أمر الَخرة‪,‬‬
‫{وما بي ذلك} ما بي النفختي‪ ,‬هذا قول أب العالية وعكرمة وماهد وسعيد بن جبي‬
‫وقتادة ف رواية عنهما‪ ,‬والسدي والربيع بن أنس‪ ,‬وقيل‪{ :‬ما بي أيدينا} ما يستقبل من‬
‫أ مر الَخرة {و ما خلف نا} أي ما م ضى من الدن يا {و ما ب ي ذلك} أي ما ب ي الدن يا‬
‫والَخرة‪ ,‬ويروى نوه عبن اببن عباس وسبعيد ببن جببي والضحاك وقتادة واببن جريبج‬
‫والثوري‪ ,‬واختاره اببببببببببن جريبببببببببر أيضا‪ ,‬وال اعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وما كان ربك نسيا} قال ماهد معناه ما نسيك ربك‪ ,‬وقد تقدم عنه أن هذه‬
‫الَية كقوله‪{ :‬والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}‪ .‬وقال ابن أب حات‪:‬‬

‫‪787‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا يزيد بن ممد بن عبد الصمد الدمشقي‪ ,‬حدثنا ممد بن عثمان يعن أبا الماهر‪,‬‬
‫حدثنا إساعيل بن عياش‪ ,‬حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة عن أبيه عن أب الدرداء يرفعه‬
‫قال «ما أحل ال ف كتابه فهو حلل‪ ,‬وما حرمه فهو حرام‪ ,‬وما سكت عنه فهو عافية‬
‫فاقبلوا من ال عافي ته‪ ,‬فإن ال ل ي كن لين سى شيئا» ث تل هذه ال ية {و ما كان ر بك‬
‫نسيا} وقوله‪{ :‬رب السموات والرض وما بينهما} أي خالق ذلك ومدبره والاكم فيه‬
‫والتصرف الذي ل معقب لكمه {فاعبده واصطب لعبادته هل تعلم له سيا} قال علي بن‬
‫أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬هل تعلم للرب مثلً أو شبيها‪ ,‬وكذلك قال ماهد وسعيد بن‬
‫جبي وقتادة وابن جريج وغيهم‪ .‬وقال عكرمة عن ابن عباس‪ :‬ليس أحد يسمى الرحن‬
‫غيه تبارك وتعال وتقدس اسببببببببببببببببببببببببه‪.‬‬

‫سوْفَ ُأخْ َر جُ َحيّا * َأوَ َل يَذْكُرُ إ ِلنْ سَانُ َأنّا خََل ْقنَا هُ مِن‬ ‫** َوَيقُو ُل الِنْ سَانُ َأإِذَا مَا مِ تّ لَ َ‬
‫حضِ َرّنهُمْ َحوْلَ َج َهنّمَ ِجِثيّا * ثُمّ‬ ‫شيَاطِيَ ثُمّ َلنُ ْ‬
‫ك َشيْئا * َفوَ َربّكَ َلنَحْشُ َرّنهُمْ وَال ّ‬ ‫َقبْ ُل وَلَ ْم يَ ُ‬
‫حنُ َأعْلَ ُم بِالّذِي َن هُمْ َأوَْلىَ ِبهَا‬
‫َلنَنِعَ ّن مِن كُ ّل شِي َعةٍ َأّيهُمْ َأشَ ّد عَلَى الرّحْمَـ ِن ِعتِيّا * ثُمّ َلنَ ْ‬
‫صبببببببببببببببببببببببببببببببببببِِليّا‬
‫ي ب تعال عن الن سان أ نه يتع جب وي ستبعد إعاد ته ب عد مو ته‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإن‬
‫تع جب فع جب قول م أئذا ك نا ترابا أئ نا ل في خلق جد يد} وقال‪{ :‬أو ل ير الن سان أ نا‬
‫ل ونسي خلقه قال من ييي العظام‬ ‫خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبي * وضرب لنا مث ً‬
‫وهي رميم * قل يييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم} وقال ههنا‪{ :‬ويقول‬
‫النسان أئذا مامت لسوف أخرج حيا * أول يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ول يك‬
‫يشئا} يستدل تعال بالبداءة على العادة‪ ,‬يعن أنه تعال قد خلق النسان ول يك شيئا‪,‬‬
‫أفل يعيده و قد صار شيئا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و هو الذي يبدأ اللق ث يعيده و هو أهون‬
‫عليه} وف الصحيح «يقول ال تعال‪ :‬كذبن ابن آدم ول يكن له أن يكذبن‪ ,‬وآذان ابن‬
‫آدم ول يكن له أن يؤذين‪ ,‬أما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدن كما بدأن‪ ,‬وليس أول اللق‬
‫بأهون عل يّ من آخره‪ ,‬وأما أذاه إياي فقوله إن ل ولدا وأناالحد الصمد الذي ل يلد ول‬
‫يولد ول يكبببببببببببببن له كفوا أحبببببببببببببد»‪.‬‬

‫‪788‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬فوربك لنحشرنم والشياطي} أقسم الرب تبارك وتعال بنفسه الكرية أنه ل‬
‫بد أن يشر هم جيعا وشياطين هم الذ ين كانوا يعبدون من دون ال { ث لنحضرن م حول‬
‫جهنم جثيّا} قال العوف عن ابن عباس‪ :‬يعن قعودا كقوله‪{ :‬وترى كل أمة جاثية} وقال‬
‫السدي ف قوله جثيا‪ :‬يعن قياما‪ ,‬وروي عن مرة عن ابن مسعود مثله‪ .‬وقوله‪{ :‬ث لننعن‬
‫من كل شيعة} يعن من كل أمة‪ ,‬قال ماهد {أيهم أشد على الرحن عتيا} قال الثوري‬
‫عن علي بن القمر عن أب الحوص عن ابن مسعود قال‪ :‬يبس الول على الَخر حت‬
‫إذا تكاملت العدة أتاهم جيعا‪ ,‬ث بدأ بالكابر فالكابر جرما‪ ,‬وهو قوله‪{ :‬ث لننعن من‬
‫بببب عتيا}‪.‬‬ ‫ببببد على الرحنب‬ ‫ببببم أشب‬ ‫ببببة أيهب‬ ‫ببببل شيعب‬ ‫كب‬
‫وقال قتادة‪{ :‬ث لننعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحن عتيا} قال‪ :‬ث لننعن من‬
‫أهل كل دين قادتم ورؤساءهم ف الشر‪ ,‬وكذا قال ابن جريج وغي واحد من السلف‪,‬‬
‫وهذا كقوله تعال‪{ :‬حتب إذا اداركوا فيهبا جيعا قالت أخراهبم لولهبم ربنبا هؤلء‬
‫أضلونا فآتم عذابا ضعفا من النار ب إل قوله ب با كنتم تكسبون} وقوله‪{ :‬ث لنحن‬
‫أعلم بالذين هم أول با صليا} ث ههنا لعطف الب على الب‪ ,‬والراد أنه تعال أعلم بن‬
‫يستحق من العباد أن يصلى بنار جهنم ويلد فيها‪ ,‬وبن يستحق تضعيف العذاب‪ ,‬كما‬
‫ببن ل تعملون}‪.‬‬ ‫ببف ولكب‬ ‫ببل ضعب‬ ‫ببة {قال لكب‬‫ببة التقدمب‬ ‫بب الَيب‬‫قال فب‬

‫** َوإِن مّنكُ مْ إِلّ وَا ِر ُدهَا كَا َن عََلىَ َربّ كَ َحتْما ّم ْقضِيّا * ثُ ّم ُننَجّي الّذِي َن اتّقَواْ ّونَذَ ُر‬
‫ببببببببببببببا ِجِثيّا‬ ‫بببببببببببببب فِيهَب‬ ‫الظّالِمِيَب‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ,‬حدثنا غالب بن سليمان عن كثي بن زياد‬
‫البسبان عبن أبب سبية قال‪ :‬اختلفنبا فب الورود فقال بعضنبا‪ :‬ل يدخلهبا مؤمبن‪ ,‬وقال‬
‫بعضهم‪ :‬يدخلونا جيعا‪ ,‬ث ينجي ال الذين اتقوا‪ ,‬فلقيت جابر بن عبد ال فقلت له‪ :‬إنا‬
‫اختلف نا ف الورود‪ ,‬فقال‪ :‬يردون ا جيعا‪ ,‬وقال سليمان بن مرة‪ :‬يدخلون ا جيعا‪ ,‬وأهوى‬
‫بأصبعيه إل أذنيه‪ ,‬وقال‪ :‬صمتا إن ل أكن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫«ل يبقى برول فاجر إل دخلها‪ ,‬فتكون على الؤمن بردا وسلما كما كانت النار على‬

‫‪789‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إبراه يم ح ت إن للنار ضجيجا من برد هم‪ ,‬ث ين جي ال الذ ين اتقوا ويذر الظال ي في ها‬
‫جثيا» غريببببببببببببببببببببببببببب ول يرجوه‪.‬‬
‫وقال ال سن بن عر فة‪ :‬حدث نا مروان بن معاو ية عن بكار بن أ ب مروان عن خالد بن‬
‫معدان قال‪ :‬قال أهل النة بعد ما دخلوا النة‪ :‬أل يعدنا ربنا الورود على النار ؟ قال‪ :‬قد‬
‫مررت عليها وهي خامدة‪ ,‬وقال عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إساعيل بن أب خالد عن‬
‫ق يس بن أ ب حازم قال‪ :‬كان ع بد ال بن روا حة واضعا رأ سه ف ح جر امرأ ته‪ ,‬فب كى‬
‫فب كت امرأ ته‪ ,‬فقال‪ :‬ما يبك يك ؟ قالت رأي تك تب كي فبك يت‪ ,‬قال‪ :‬إ ن ذكرت قول ال‬
‫عبز وجبل {وإن منكبم إل واردهبا} فل أدري أأنوب منهبا أم ل بب وفب روايبة‪ ,‬وكان‬
‫مريضا‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا ابن يان عن مالك بن مغول عن أب إسحاق‬
‫كان أبو ميسرة إذا أوى إل فراشه قال‪ :‬ياليت أمي ل تلدن‪ ,‬ث يبكي‪ ,‬فقيل له‪ :‬ما يبكيك‬
‫ياأ با مي سرة ؟ قال‪ :‬أُخب نا أّ نا واردو ها ول نُخبَر أنّا صادرون عن ها‪ ,‬وقال ع بد ال بن‬
‫البارك عن السن البصري قال‪ :‬قال رجل لخيه‪ :‬هل أتاك أنك وارد النار ؟ قال‪ :‬نعم‪,‬‬
‫قال‪ :‬فهل أتاك أنك صادر عنها ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬ففيم الضحك ؟ قال‪ :‬فما رُئي ضاحكا‬
‫حت لق بال‪ .‬وقال عبد الرزاق أيضا‪ :‬أخبنا ابن عيينة عن عمرو‪ ,‬أخبن من سع ابن‬
‫عباس يا صم نا فع بن الزرق فقال ا بن عباس‪ :‬الورود الدخول‪ ,‬فقال نا فع‪ :‬ل‪ ,‬فقرأ ا بن‬
‫عباس {إنكبم ومبا تعبدون مبن دون ال حصبب جهنبم أنتبم لاب واردون} وردوا أم ل‪,‬‬
‫وقال‪{ :‬يقدم قو مه يوم القيا مة فأورد هم النار} أورد ها أم ل‪ ,‬أ ما أ نا وأ نت ف سندخلها‪.‬‬
‫فانظبر هبل نرج منهبا أم ل ؟ ومبا أرى ال مرجبك منهبا بتكذيببك‪ ,‬فضحبك نافبع‪.‬‬
‫وروى ا بن جر يج عن عطاء قال‪ :‬قال أ بو را شد الروري و هو نا فع بن الزرق {ل‬
‫ي سمعون ح سيسها} فقال ا بن عباس‪ :‬ويلك‪ ,‬أمنون أ نت ؟ أ ين قوله‪{ :‬يقدم قو مه يوم‬
‫القيا مة فأورد هم النار} {ون سوق الجرم ي إل جه نم وردا} {وإن من كم إل وارد ها}‬
‫وال إن كان دعاء من م ضى‪ :‬الل هم أخرج ن من النار سالا‪ ,‬وأدخل ن ال نة غانا‪ .‬وقال‬
‫ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن عبيد الحارب‪ ,‬حدثنا أسباط عن عبد اللك عن عبيد ال عن‬
‫ماهد قال‪ :‬كنت عند ابن عباس فأتاه رجل يقال له أبو راشد وهو نافع بن الزرق‪ ,‬فقال‬

‫‪790‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫له‪ :‬ياابن عباس أرأيت قول ال‪{ :‬وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما مقضيا} ؟‬
‫قال‪ :‬أمبا أنبا وأنبت ياأببا راشبد فسبنردها‪ ,‬فانظبر هبل نصبدر عنهبا أم ل ؟‬
‫وقال أبو داود الطيال سي‪ :‬قال شعبة‪ :‬أ خبن ع بد ال بن ال سائب ع من سع ا بن عباس‬
‫يقرؤها {وإن منهم إل واردها} يعن الكفار‪ ,‬وهكذا روى عمر بن الوليد الشنّي أنه سع‬
‫عكرمة يقرؤها كذلك {وإن منهم إل واردها} قال وهم الظلمة كذلك كنا نقرؤها‪ ,‬رواه‬
‫ابن أب حات وابن جرير‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬قوله‪{ :‬وإن منكم إل واردها} يعن‬
‫الب والفاجبر‪ ,‬أل تسبمع إل قول ال لفرعون‪{ :‬يقدم قومبه يوم القيامبة فأوردهبم النار}‬
‫الَية‪{ ,‬ونسوق الجرمي إل جهنم وردا} فسمى الورود على النار دخولً وليس بصادر‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن عن إسرائيل عن السدي‪ ,‬عن مرة عن عبد ال هو‬
‫ا بن م سعود {وإن من كم إل وارد ها} قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬يرد الناس‬
‫كل هم ث ي صدرون عن ها بأعمال م» ورواه الترمذي عن ع بد بن ح يد عن عب يد ال عن‬
‫إ سرائيل عن ال سدي به‪ .‬ورواه من طر يق شع بة عن ال سدي عن مرة عن ا بن م سعود‬
‫موقوفا‪ ,‬هكذا وقع هذا الديث ههنا مرفوعا‪ .‬وقد رواه أسباط عن السدي عن مرة عن‬
‫عببد ال ببن مسبعود قال‪ :‬يرد الناس جيعا الصبراط‪ ,‬وورودهبم قيامهبم حول النار‪ ,‬ثب‬
‫ي صدرون عن ال صراط بأعمال م‪ ,‬فمن هم من ي ر م ثل البق‪ ,‬ومن هم من ي ر م ثل الر يح‪,‬‬
‫ومن هم من ي ر م ثل الط ي‪ ,‬ومن هم من ي ر كأجود ال يل‪ ,‬ومن هم من ي ر كأجود ال بل‪,‬‬
‫ومنهم من ير كعدو الرجل حت إن آخرهم مرّا رجل نوره على موضع إبامي قدميه‪ ,‬ير‬
‫فيتك فأ به ال صراط‪ ,‬وال صراط د حض مزلة عل يه ح سك كح سك القتاد‪ ,‬حافتاه ملئ كة‬
‫معهبم كلليبب مبن نار يتطفون باب الناس‪ .‬وذكبر تام الديبث رواه اببن أبب حاتب‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا خلد بن أ سلم‪ ,‬حدث نا الن ضر‪ ,‬حدث نا إ سرائيل‪ ,‬أخب نا ا بو‬
‫إسحاق عن أب الحوص عن عبد ال قوله‪{ :‬وإن منكم إل واردها} قال‪ :‬الصراط على‬
‫جه نم م ثل حد ال سيف‪ ,‬فت مر الطب قة الول كالبق‪ ,‬والثان ية كالر يح‪ ,‬والثال ثة كأجود‬
‫اليل‪ ,‬والرابعة كأجود البهائم‪ .‬ث يرون واللئكة يقولون‪ :‬اللهم سلم سلم‪ ,‬ولذا شواهد‬
‫ف الصحيحي وغيها من رواية أنس وأب سعيد وأب هريرة وجابر وغيهم من الصحابة‬
‫رضي ال عن هم‪ .‬وقال ا بن جرير‪ :‬حدثن يعقوب‪ ,‬حدثنا ابن علية عن الريري عن أ ب‬

‫‪791‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال سليل عن غن يم بن ق يس قال‪ :‬ذكروا ورود النار‪ ,‬فقال ك عب‪ :‬تسك النار الناس كأن ا‬
‫مت إهالة حت يستوي عليها أقدام اللئق‪ :‬برهم وفاجرهم‪ ,‬ث يناديها مناد‪ :‬أن أمسكي‬
‫أصحابك ودعي أصحاب‪ ,‬قال فتخسف بكل ول لا‪ ,‬وهي أعلم بم من الرجل بولده‪,‬‬
‫ويرج الؤمنون ندية ثيابم‪ .‬قال كعب‪ :‬ما بي منكب الازن من خزنتها مسية سنة‪ ,‬مع‬
‫كل وا حد من هم عمود ذو شعبت ي‪ ,‬يد فع به الد فع في صرع به ف النار سبعمائة ألف‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن أب سفيان عن جابر‪ ,‬عن أم‬
‫مبشر عن حفصة قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن لرجو أن ل يدخل‬
‫النار إن شاء ال أحد شهد بدرا والديبية» قالت‪ :‬فقلت أليس ال يقول‪{ :‬وإن منكم إل‬
‫وارد ها} قالت‪ :‬ف سمعته يقول { ث نن جي الذ ين اتقوا ونذر الظال ي في ها جثيا}‪ .‬وقال‬
‫أحد أيضا‪ :‬حدثنا ا بن إدريس‪ ,‬حدثنا الع مش عن أ ب سفيان عن جابر‪ ,‬عن أم مب شر‬
‫امرأة زيد بن حارثة قالت‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بيت حفصة فقال‪« :‬ل‬
‫يد خل النار أ حد ش هد بدرا والديب ية» قالت حف صة‪ :‬أل يس ال يقول {وإن من كم إل‬
‫وارد ها} ؟ فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ { :‬ث نن جي الذ ين اتقوا} الَ ية‪ ,‬و ف‬
‫الصحيحي من حديث الزهري عن سعيد عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل يوت لحد من السلمي ثلثة من الولد تسه النار إل تلة‬
‫القسببببببببببببببببببببببببببببببببببم»‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق قال معمر أخبن الزهري عن ابن السيب عن أب هريرة أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال «من مات له ثلثة ل تسه النار إل تلّة القسم» يعن الورود‪ ,‬وقال أبو‬
‫داود الطيالسي حدثنا زمعة عن الزهري عن سعيد بن السيب عن أب هريرة قال‪ :‬سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬ل يوت لسلم ثلثة من الولد فتمسه النار إل تلة‬
‫الق سم» قال الزهري كأ نه ير يد هذه الَ ية {وإن من كم إل وارد ها كان على ر بك حت ما‬
‫مقضيا}‪ .‬وقال ا بن جر ير حدث ن عمران بن بكار الكل عي حدثنا أبو الغية حدثنا ع بد‬
‫الرح ن بن يز يد بن ت يم حدث نا إ ساعيل بن عب يد ال عن أ ب صال عن أ ب هريرة قال‪:‬‬
‫خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم يعود رجلً من أصحابه وعك وأنا معه ث قال «إن‬

‫‪792‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال تعال يقول‪ :‬هي ناري أ سلطها على عبدي الؤ من لتكون ح ظه من النار ف الَخرة»‬
‫غريببببببببب ول يرجوه مببببببببن هذا الوجببببببببه‪.‬‬
‫وحدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا ابن يان عن عثمان بن السود عن ماهد قال‪ :‬المى حظ‬
‫كل مؤ من من النار ث قرأ {وإن من كم إل وارد ها}‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ح سن‪,‬‬
‫حدث نا ا بن لي عة‪ ,‬حدث نا زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أ نس اله ن عن أب يه عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬من قرأ قل هو ال أحد حت يتمها عشر مرات‪,‬‬
‫بن ال له قصرا ف النة» فقال عمر‪ :‬إذا نستكثر يارسول ال ؟ فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم « ال أكثر وأطيب» وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من قرأ ألف آية‬
‫ف سبيل ال كتب يوم القيامة مع النبيي والصديقي والشهداء والصالي‪ ,‬وحسن أولئك‬
‫رفيقا إن شاء ال‪ ,‬ومن حرس من وراء السلمي ف سبيل ال متطوعا ل بأجر سلطان ل‬
‫ير النار بعينيه إل تلة القسم»‪ .‬قال تعال‪{ :‬وإن منكم إل واردها} وإن الذكر ف سبيل‬
‫ال يضاعبف فوق النفقبة بسببعمائة ضعبف‪ .‬وفب روايبة بسببعمائة ألف ضعبف‪.‬‬
‫وروى أبو داود عن أب الطاهر عن ابن وهب عن يي بن أيوب‪ ,‬كلها عن زبان عن‬
‫سهل عن أبيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن الصلة والصيام والذكر يضاعف‬
‫على النف قة ف سبيل ال ب سبعمائة ض عف» وقال ع بد الرزاق عن مع مر عن قتادة قوله‪:‬‬
‫{وإن منكم إل واردها} قال‪ :‬هو المر عليها‪ .‬وقال ع بد الرحن بن ز يد بن أسلم ف‬
‫قوله‪{ :‬وإن منكبم إل واردهبا} قال‪ :‬ورود السبلمي الرور على السبر بيب ظهرانيهبا‬
‫وورود الشركي أن يدخلوها‪ ,‬وقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬الزالون والزالت يومئذ‬
‫كث ي و قد أحاط بال سر يومئذ ساطان من اللئ كة دعاؤ هم يا أل سلم سلم» وقال‬
‫ال سدي عن مرة عن ا بن م سعود ف قوله {كان على ر بك حتما مقضيا} قال‪ :‬ق سما‬
‫واجبا‪ .‬وقال ماهببببد‪ :‬حتما‪ ,‬قال قضاء‪ ,‬وكذا قال ابببببن جريببببج‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ث ننجي الذين اتقوا} أي إذا مر اللئق كلهم على النار وسقط فيها من سقط‬
‫من الكفار والع صاة ذوي العا صي ب سبهم‪ ,‬ن ى ال تعال الؤمن ي التق ي من ها ب سب‬
‫أعمالم‪ ,‬فجوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالم الت كانت ف الدنيا‪ ,‬ث يشفعون‬
‫ف أصحاب الكبائر من الؤمني‪ ,‬فيشفع اللئكة والنبيون والؤمنون فيخرجون خلقا كثيا‬

‫‪793‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قد أكلت هم النار إل دارات وجوه هم و هي موا ضع ال سجود‪ ,‬وإخراج هم إيا هم من النار‬
‫بسب ما ف قلوبم من اليان‪ ,‬فيخرجون أولً من كان ف قلبه مثقال دينار من إيان‪ ,‬ث‬
‫الذي يليه‪ ,‬ث الذي يليه‪ ,‬ث الذي يليه‪ ,‬حت يرجون من كان ف قلبه أدن أدن أدن مثقال‬
‫ذرة من إيان‪ ,‬ث يرج ال من النار من قال يوما من الد هر‪ :‬ل إله إل ال وإن ل يع مل‬
‫خيا قبط‪ ,‬ول يبقبى فب النار إل مبن وجبب عليبه اللود كمبا وردت بذلك الحاديبث‬
‫ال صحيحة عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬ث نن جي الذ ين اتقوا‬
‫بببببببببببببا جثيا}‪.‬‬ ‫ببببببببببببب فيهب‬ ‫ونذر الظاليب‬

‫ي اْلفَرِيقَيْ نِ َخْي ٌر ّمقَاما‬


‫** َوإِذَا ُتتَْلىَ عََلْيهِ ْم آيَاُتنَا بِّينَا تٍ قَا َل الّذِي نَ َكفَرُواْ لِلّذِي نَ آ َمُنوَاْ أَ ّ‬
‫بَنُ َأثَاثا وَرِءْيا‬
‫بْ أَحْسب‬ ‫ب هُمب‬ ‫بْ مّبن قَرْنبٍ‬ ‫بْ َأهَْلكْنَبا َقبَْلهُمب‬ ‫بَ ُن نَ ِديّا * وَكَمب‬ ‫َوأَحْسب‬
‫يبب تعال عبن الكفار حيب تتلى عليهبم آيات ال ظاهرة الدللة بينبة الجبة واضحبة‬
‫البهان أنمب يصبدون ويعرضون عبن ذلك ويقولون عبن الذيبن آمنوا مفتخريبن عليهبم‬
‫ومتجي على صحة ما هم عليه من الدين الباطل بأنم {خي مقاما وأحسن نديا} أي‬
‫أح سن منازل وأر فع دورا وأح سن نديا و هو مت مع الرجال للحد يث أي نادي هم أع مر‬
‫وأك ثر واردا وطارقا يعنون فك يف نكون ون ن بذه الثا بة على با طل وأولئك الذ ين هم‬
‫متفون مستترون ف دار الرقم بن أب الرقم ونوها من الدور على الق كما قال تعال‬
‫م با عن هم‪{ :‬وقال الذ ين كفروا للذ ين آمنوا لو كان خيا ما سبقونا إل يه} وقال قوم‬
‫نوح‪{ :‬أنؤ من لك واتب عك الرذلون} وقال تعال‪{ :‬وكذلك فت نا بعض هم بب عض ليقولوا‬
‫منب ال عليهبم مبن بيننبا أليبس ال بأعلم بالشاكريبن} ولذا قال تعال رادا على‬ ‫أهؤلء ّ‬
‫شبهتهم {وكم أهلكنا قبلهم من قرن} أي وكم من أمة وقرن من الكذبي قد أهلكناهم‬
‫بكفر هم { هم أح سن أثاثا ورئيا} أي كانوا أح سن من هؤلء أموا ًل ومنا ظر وأشكالً‬
‫وأمتعة قال العمش عن أب ظبيان عن ابن عباس {خي مقاما وأحسن نديا} قال القام‬
‫النل والندي الجلس والثاث التاع والرئي النظبر‪ ,‬وقال العوفب عبن اببن عباس القام‬
‫ال سكن والندي الجلس والنع مة والبه جة ال ت كانوا في ها و هو ك ما قال ال لقوم فرعون‬
‫حيب أهلكهبم وقبص شأنمب فب القرآن‪{ :‬كبم تركوا مبن جنات وعيون وزروع ومقام‬

‫‪794‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كر ي} فالقام ال سكن والنع يم‪ ,‬والندي الجلس والج مع الذي كانوا يتمعون ف يه‪ ,‬وقال‬
‫تعال فيما قص على رسوله من أمر قوم لوط‪{ :‬وتأتون ف ناديكم النكر} والعرب تسمي‬
‫الجلس النادي‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬لاب رأوا أصبحاب ممبد صبلى ال عليبه وسبلم فب عيشهبم‬
‫خشو نة وفي هم قشا فة فعرض أ هل الشرك ما ت سمعون {أي الفريق ي خ ي مقاما وأح سن‬
‫نديا} وكذا قال ماهبد والضحاك ومنهبم مبن قال فب الثاث هبو الال ومنهبم مبن قال‬
‫الثياب ومنهم من قال التاع والرئي النظر كما قاله ابن عباس وماهد وغي واحد‪ ,‬وقال‬
‫ال سن الب صري يع ن ال صور وكذا قال مالك‪{ :‬أثاثا ورئيا} أك ثر أموالً وأح سن صورا‬
‫والكببببببببببببببل متقارب صببببببببببببببحيح‪.‬‬

‫** ُق ْل مَن كَا نَ فِي الضّلََلةِ فَ ْليَمْ ُددْ لَ هُ الرّ ْحمَ ـ ُن مَدّا َحتّىَ إِذَا َرَأ ْواْ مَا يُوعَدُو نَ إِمّا‬
‫ضعَفببُ جُندا‬ ‫ب ُه َو شَ ّر ّمكَانا َوأَ ْ‬ ‫بَيعْلَمُونَ مَنب ْ‬ ‫ب َوإِمّببا السببّا َعةَ فَسب َ‬ ‫العَذَابب َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬قل} يا ممد لؤلء الشركي بربم الدعي أنم على حق وأنكم على‬
‫باطل‪{ :‬من كان ف الضللة} أي منا ومنكم {فليمدد له الرحن مدا} أي فأمهله الرحن‬
‫فيما هو فيه حت يلقى ربه وينقضي أجله {حت إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب} يصيبه‬
‫{وإما الساعة} بغتة تأتيه {فسيعلمون} حينئذ {من هو شر مكانا وأضعف جندا} ف‬
‫مقابلة مبا احتجوا ببه مبن خييبة القام وحسبن الندى‪ .‬قال ماهبد فب قوله‪{ :‬فيلمدد له‬
‫الرحن مدا} فليدعه ال ف طغيانه‪ ,‬وهكذا قرر ذلك أبو جعفر بن جرير رحه ال وهذه‬
‫مباهلة للمشرك ي الذ ين يزعمون أن م على هدى في ما هم ف يه‪ ,‬ك ما ذ كر تعال مباهلة‬
‫اليهود فب قوله‪{ :‬يبا أيهبا الذيبن هادوا إن زعمتبم أنكبم أولياء ل مبن دون الناس فتمنوا‬
‫الوت إن كنتم صادقي} أي ادعوا بالوت على البطل منا أو منكم إن كنتم تدعون أنكم‬
‫على الق‪ ,‬فإنه ل يضركم الدعاء‪ ,‬فنكلوا عن ذلك‪ ,‬وقد تقدم تقرير ذلك ف سورة البقرة‬
‫مب سوطا‪ ,‬ول ال مد‪ ,‬وك ما ذ كر تعال الباهلة مع الن صارى ف سورة آل عمران ح ي‬
‫صمموا على الكفر واستمروا على الطغيان والغلو ف دعواهم أن عيسى ولد ال‪ ,‬وقد ذكر‬
‫ال حج جه وبراهي نه على عبودية عي سى‪ ,‬وأنه ملوق كآدم‪ ,‬قال تعال بعد ذلك‪{ :‬ف من‬

‫‪795‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم‬
‫وأنفسبنا وأنفسبكم ثب نبتهبل فنجعبل لعنبة ال على الكاذبيب} فنكلوا أيضا عبن ذلك‪.‬‬

‫ك َثوَابا وَ َخيْ ٌر مّ َردّا‬


‫ت ال صّالِحَاتُ َخيْ ٌر عِندَ َربّ َ‬
‫** َويَزِيدُ اللّ ُه الّذِي َن ا ْهتَدَوْا هُدًى وَالْبَاِقيَا ُ‬
‫لا ذكر تعال إمداد من هو ف الضللة فيما هو فيه وزيادته على ما هو عليه‪ ,‬أخب بزيادة‬
‫الهتدين هدى‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه‬
‫إيانا} الَيتيب‪ .‬وقوله‪{ :‬والباقيات الصبالات} قبد تقدم تفسبيها والكلم عليهبا وإيراد‬
‫الحاديث التعلقة با ف سورة الكهف {خي عند ربك ثوابا} أي جزاء {وخي مردا}‬
‫أي عاقبة ومردا على صاحبها‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا عمر بن راشد عن يي بن أب‬
‫كثي عن أب سلمة بن عبد الرحن قال‪ :‬جلس رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم‬
‫فأخذ عودا يابسا فحط ورقه‪ ,‬ث قال‪« :‬إن قول ل إله إل ال‪ ,‬وال أكب‪ ,‬وسبحان ال‪,‬‬
‫والمد ل‪ ,‬تط الطايا كما تط ورق هذه الشجرة الريح‪ ,‬خذهن يا أبا الدرداء قبل أن‬
‫يال بينك وبينهن‪ ,‬هن الباقيات الصالات‪ ,‬وهن من كنوز النة» قال أبو سلمة‪ :‬فكان‬
‫أ بو الدرداء إذا ذ كر هذا الد يث قال‪ :‬لهللن ال‪ ,‬ول كبن ال‪ ,‬ول سبحن ال‪ ,‬ح ت إذا‬
‫رآ ن الا هل ح سب أ ن منون‪ ,‬وهذا ظاهره أ نه مر سل‪ ,‬ول كن قد يكون من روا ية أ ب‬
‫سلمة عن أب الدرداء‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وهكذا وقع ف سنن ابن ماجه من حديث أب معاوية‬
‫عبن عمبر ببن راشبد عبن ييب عبن أبب سبلمة عبن أبب الدرداء‪ ,‬فذكبر نوه‪.‬‬

‫خ َذ عِندَ‬
‫ت الّذِي َكفَ َر بِآيَاتِنَا وَقَالَ لُوتَيَ ّن مَا ًل َووَلَدا * َأطّلَ َع اْل َغيْ بَ أَ مِ اتّ َ‬
‫** أََف َرأَيْ َ‬
‫ب مَا َيقُو ُل َونَمُدّ لَ ُه مِ َن اْلعَذَا بِ مَدّا * َونَ ِرثُ ُه مَا َيقُولُ‬ ‫الرّحْ َم ـ ِن َعهْدا * َكلّ َسنَ ْكتُ ُ‬
‫َويَ ْأتِينَببببببببببببببببببببببببببببببببا فَرْدا‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن مسلم عن مسروق عن خباب‬
‫بن الرت قال‪ :‬ك نت رجلً قينا وكان ل على العاص بن وائل د ين فأتي ته أتقاضاه م نه‪,‬‬
‫فقال‪ :‬ل وال ل أقضيك حت تكفر بحمد‪ ,‬فقلت‪ :‬ل وال ل أكفر بحمد صلى ال عليه‬

‫‪796‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم حت توت ث تبعث‪ .‬قال‪ :‬فإن إذا مت ث بعثت جئتن ول ث مال وولد فأعطيتك‪,‬‬
‫فأنزل ال‪{ :‬أفرأيبت الذي كفبر بآياتنبا وقال لوتيب مالً وولدا بب إل قوله بب ويأتينبا‬
‫فردا} أخرجه صاحبا الصحيح وغيها من غي وجه عن العمش به وف لفظ البخاري‪:‬‬
‫كنت قينا بكة فعملت للعاص بن وائل سيفا‪ ,‬فجئت أتقاضاه فذكر الديث‪ ,‬وقال‪{ :‬أم‬
‫اتذبببببببب عنببببببببد الرحنبببببببب عهدا} قال‪ :‬موثقا‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا الثوري عن العمش عن أب الضحى‪ ,‬عن مسروق قال‪ :‬قال‬
‫خباب بن الرت‪ :‬كنت قينا بكة فكنت أعمل للعاص بن وائل‪ ,‬فاجتمعت ل عليه دراهم‬
‫فجئت لتقاضاه‪ ,‬فقال ل‪ :‬ل أقض يك ح ت تك فر بح مد‪ ,‬فقلت‪ :‬ل أك فر بح مد ح ت‬
‫توت ث تب عث‪ ,‬قال‪ :‬فإذا بع ثت كان ل مال وولد‪ ,‬فذكرت ذلك لر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فأنزل ال {أفرأيت الذي كفر بآياتنا} الَيات‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬إن‬
‫رجا ًل مبن أصبحاب رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم كانوا يطالبون العاص ببن وائل‬
‫ال سهمي بد ين‪ ,‬فأتوه يتقاضو نه‪ ,‬فقال‪ :‬أل ستم تزعمون أن ف ال نة ذهبا وف ضة وحريرا‬
‫و من كل الثمرات ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فإن موعد كم الَخرة‪ ,‬فو ال لوت ي مالً وولدا‪,‬‬
‫ولوت ي م ثل كتاب كم الذي جئ تم به‪ ,‬فضرب ال مثله ف القرآن‪ ,‬فقال {أفرأ يت الذي‬
‫كفر بآياتنا ب إل قوله ب ويأيتنا فردا} وهكذا قال ماهد وقتادة وغيهم‪ :‬أنا نزلت ف‬
‫العاص ببن وائل‪ .‬وقوله‪{ :‬لوتيب ما ًل وولدا} قرأ بعضهبم بفتبح الواو مبن ولدا‪ ,‬وقرأ‬
‫آخرون بضمهبببببببا‪ ,‬وهبببببببو بعناه‪ ,‬قال رؤببببببببة‪:‬‬
‫المببببد ل العزيببببز فردال يتخببببذ مببببن ولد شيببببء ولدا‬
‫وقال الارث ببببببببببببببببببببببببببببن حلزة‪:‬‬
‫بببببببد ثروا مالً وولدا‬ ‫بببببببت معاشراقب‬ ‫بببببببد رأيب‬ ‫ولقب‬
‫وقال الشاعبببببببببببببببببببببببببببببببر‪:‬‬
‫فليببببت فلنا كان فبببب بطببببن أمهوليببببت فلنا كان ولد حار‬
‫وق يل‪ :‬إن الولد بال ضم ج ع‪ ,‬والولد بالف تح مفرد‪ ,‬و هي ل غة ق يس‪ ,‬وال أعلم‪{ .‬أطلع‬
‫الغ يب} إنكار على هذا القائل {لوت ي مالً وولدا} يع ن يوم القيا مة‪ ,‬أي أعلم ماله ف‬
‫الَخرة حتب تأل وحلف على ذلك {أم اتذب عنبد الرحنب عهدا} أم له عنبد ال عهبد‬

‫‪797‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سيؤتيه ذلك‪ ,‬و قد تقدم ع ند البخاري أ نه الو ثق‪ .‬وقال الضحاك عن ا بن عباس‪{ :‬أطلع‬
‫الغ يب أم ات ذ ع ند الرح ن عهدا} قال‪ :‬ل إله إل ال في جو ب ا‪ .‬وقال م مد بن ك عب‬
‫القر ظي {إل من ات ذ ع ند الرح ن عهدا} قال‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال‪ ,‬ث قرأ {إل من‬
‫اتذببببببببب عنبببببببببد الرحنببببببببب عهدا}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬كل} هي حرف ردع لا قبلها‪ ,‬وتأكيد لا بعدها {سنكتب ما يقول} أي من‬
‫طلبه ذلك وحكمه لنفسه با يتمناه وكفره بال العظيم ‪{ ,‬وند له من العذاب مدا} أي‬
‫ف الدار الَخرة على قوله ذلك وكفره بال ف الدنيا‪{ ,‬ونرثه ما يقول} أي من مال وولد‬
‫نسلبه منه عكس ما قال إنه يؤتى ف الدار الَخرة مالً وولدا زيادة على الذي له ف الدنيا‪,‬‬
‫بل ف الَخرة يسلب منه الذي كان له ف الدنيا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ويأتينا فردا} أي من‬
‫الال والولد‪ .‬قال علي ببن أبب طلحبة عبن اببن عباس‪{ ,‬ونرثبه مبا يقول} قال‪ :‬نرثبه‪.‬‬
‫قال ماهد‪{ :‬ونرثه ما يقول} ماله وولده‪ .‬وذلك الذي قال العاص بن وائل‪ .‬وقال عبد‬
‫الرزاق عن مع مر‪ ,‬عن قتادة {ونر ثه ما يقول} قال‪ :‬ما عنده‪ .‬و هو قوله‪{ :‬لوت ي مالً‬
‫وولدا}‪ .‬وف حرف ابن مسعود‪ :‬ونرثه ما عنده وقال قتادة {ويأتينا فردا} ل مال له ول‬
‫ولد‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم {ونرثه ما يقول} قال‪ :‬ما جع من الدنيا وما‬
‫عمبل فيهبا‪ ,‬قال {ويأتينبا فردا} قال‪ :‬فردا مبن ذلك ل يتبعبه قليبل ول كثيب‪.‬‬

‫** وَاتّخَذُوْا مِن دُو نِ اللّ هِ آِل َهةً ّلَيكُونُواْ َلهُ ْم عِزّا * َكلّ َسيَ ْكفُرُونَ بِ ِعبَا َدِتهِ ْم َوَيكُونُو نَ‬
‫ل َتعْجَ ْل عََلْيهِ مْ‬
‫شيَاطِيَ عَلَى اْلكَافِرِي َن َتؤُ ّزهُ مْ أَزّا * َف َ‬
‫عََلْيهِ مْ ضِدّا * أَلَ مْ تَرَ َأنّآ أَرْ سَ ْلنَا ال ّ‬
‫ب عَدّا‬ ‫ِإنّمَبببببببببببببببا َنعُدّ َلهُمبببببببببببببب ْ‬
‫يب تعال عن الكفار الشركي بربم أنم اتذوا من دونه آلة لتكون تلك الَلة {عزا}‬
‫يعتزون ب ا وي ستنصرونا ث أ خب أ نه ل يس ال مر ك ما زعموا ول يكون ما طمعوا فقال‪:‬‬
‫{كل سيكفرون بعبادتم} أي يوم القيامة {ويكونون عليهم ضدا} أي بلف ما ظنوا‬
‫في هم ك ما قال تعال‪{ :‬و من أ ضل م ن يد عو من دون ال من ل ي ستجيب له إل يوم‬
‫القيامبة وهبم عبن دعائهبم غافلون * وإذا حشبر الناس كانوا لمب أعداء وكانوا بعبادتمب‬

‫‪798‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كافر ين} وقرأ أ بو ن يك { كل سيكفرون بعبادت م}‪ .‬وقال ال سدي‪{ :‬كل سيكفرون‬
‫بعبادتمببببببببببببببببببببببببب} أي بعبادة الوثان‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ويكونون علي هم ضدا} أي بلف ما رجوا من هم‪ .‬وقال علي بن أ ب طل حة‬
‫عن ا بن عباس {ويكونون علي هم ضدا} قال‪ :‬أعوانا‪ .‬قال ما هد‪ :‬عونا علي هم تا صمهم‬
‫وتكذبم‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس {ويكونون عليهم ضدا}‪ ,‬قال‪ :‬قرناء‪ .‬وقال قتادة‪:‬‬
‫قرناء ف النار يلعن بعضهم بعضا‪ ,‬ويكفر بعضهم ببعض‪ .‬وقال السدي {ويكونون عليهم‬
‫ضدا} قال‪ :‬الصماء الشداء ف الصومة‪ ,‬وقال الضحاك {ويكونون عليهم ضدا} قال‪:‬‬
‫أعداء‪ .‬وقال ابببن زيببد‪ :‬الضببد البلء‪ ,‬وقال عكرمببة‪ :‬الضببد السببرة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أل تر أنا أرسلنا الشياطي على الكافرين تؤزهم أزا} قال علي بن أب طلحة‬
‫عن ا بن عباس‪ :‬تغوي هم إغواءا‪ ,‬وقال العو ف ع نه‪ :‬ترض هم على م مد وأ صحابه‪ .‬وقال‬
‫ماهد‪ :‬تشليهم إشلء وقال قتادة‪ :‬تزعجهم إزعاجا إل معاصي ال‪ ,‬وقال سفيان الثوري‪:‬‬
‫تغريهم إغراءا وتستعجلهم استعجالً‪ .‬وقال السدي‪ :‬تطغيهم طغيانا‪ .‬وقال عبد الرحن بن‬
‫ز يد‪ :‬هذا كقوله تعال‪{ :‬و من ي عش عن ذ كر الرح ن نق يض له شيطانا ف هو له قر ين}‬
‫وقوله‪{ :‬فل تعجل عليهم إنا نعد لم عدا} أي ل تعجل يا ممد على هؤلء ف وقوع‬
‫العذاب بم {إنا نعد لم عدا} أي إنا نؤخرهم لجل معدود مضبوط‪ ,‬وهم صائرون ل‬
‫مالة إل عذاب ال ونكاله‪ .‬وقال‪{ :‬ول تسبب ال غافلً عمبا يعمبل الظالون} الَيبة‪,‬‬
‫{فمهل الكافرين أمهلهم رويدا} {إنا نلي لم ليزدادوا إثا} {نتعهم قليلً ث نضطرهم‬
‫إل عذاب غل يظ} { قل تتعوا فإن م صيكم إل النار} وقال ال سدي‪ :‬إن ا ن عد ل م عدا‪:‬‬
‫السني والشهور واليام والساعات‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {إنا نعد لم‬
‫عدا} قال‪ :‬نعببببببد أنفاسببببببهم فبببببب الدنيببببببا‪.‬‬

‫ش ُر الْ ُمّتقِيَ إِلَى ال ّرحْمَـ ِن وَفْدا * َونَ سُوقُ الْ ُمجْ ِرمِيَ إَِلىَ َج َهنّ َم وِرْدا * ّل‬
‫** َيوْ مَ نَحْ ُ‬
‫ببببب ِن َعهْدا‬ ‫ب اتّخَ َذ عِندَ الرّحْمَـب‬ ‫بببب ِ‬ ‫بببببَ الشّفَا َعةَ إِلّ مَنب‬ ‫يَمِْلكُونب‬
‫يب تعال عن أوليائه التقي الذين خافوه ف الدار الدنيا‪ ,‬واتبعوا رسله وصدقوهم فيما‬
‫أخبوهم‪ ,‬وأطاعوهم فيما أمروهم به‪ ,‬وانتهوا عما عنه زجروهم‪ ,‬أنه يشرهم يوم القيامة‬

‫‪799‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وفدا إل يه‪ ,‬والو فد هم القادمون ركبانا‪ ,‬وم نه الوفود وركوب م على نائب من نور من‬
‫مرا كب الدار الَخرة‪ .‬و هم قادمون على خ ي موفود إل يه إل دار كرام ته ورضوا نه‪ ,‬وأ ما‬
‫الجرمون الكذبون للر سل الخالفون ل م‪ ,‬فإن م ي ساقون عنفا إل النار {وردا} عطاشا‪,‬‬
‫قاله عطاء وابن عباس وماهد والسن وقتادة وغي واحد‪ ,‬وههنا يقال‪{ :‬أي الفريقي خي‬
‫مقاما وأحسببببببببببببببببببببببببببببن نديا}‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا ابن خالد عن عمرو بن قيس اللئي‬
‫عن ابن مرزوق {يوم نشر التقي إل الرحن وفدا} قال‪ :‬يستقبل الؤمن عند خروجه من‬
‫قبه أحسن صورة رآها وأطيبها ريا‪ ,‬فيقول‪ :‬من أنت ؟ فيقول أما تعرفن ؟ فيقول‪ :‬ل‪,‬‬
‫إل أن ال قد ط يب ري ك وح سن وج هك‪ ,‬فيقول‪ :‬أ نا عملك ال صال‪ ,‬هكذا ك نت ف‬
‫الدنيا حسن العمل طيبه‪ ,‬فطالا ركبتك ف الدنيا فهلم اركبن فيكبه‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬يوم‬
‫نشر التقي إل الرحن وفدا} وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {يوم نشر التقي‬
‫إل الرحنبببببببببببب وفدا} قال‪ :‬ركبانببببببببببببا‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ابن الثن‪ ,‬حدثنا ابن مهدي عن شعبة عن إساعيل عن رجل عن‬
‫أ ب هريرة {يوم ن شر التق ي إل الرح ن وفدا} قال‪ :‬على ال بل‪ .‬وقال ا بن جر يج‪ :‬على‬
‫النجائب‪ .‬وقال الثوري‪ :‬على الببل النوق‪ .‬وقال قتادة {يوم نشبر التقيب إل الرحنب‬
‫وفدا} قال‪ :‬إل النة‪ .‬وقال عبد ال بن المام أحد ف مسند أبيه‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد‪,‬‬
‫أخب نا علي بن م سهر عن ع بد الرح ن بن إ سحاق‪ ,‬حدث نا النعمان بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ك نا‬
‫جلو سا ع ند علي ر ضي ال ع نه‪ ,‬فقرأ هذه الَ ية‪{ :‬يوم ن شر التق ي إل الرح ن وفدا}‬
‫قال‪ :‬ل وال ما على أرجل هم يشرون ول ي شر الو فد على أرجل هم‪ ,‬ول كن بنوق ل ير‬
‫اللئق مثلها‪ ,‬عليها رحائل من ذهب‪ ,‬فيكبون عليها حت يضربوا أبواب النة‪ ,‬وهكذا‬
‫رواه ابن أب حات وابن جرير من حديث عبد الرحن بن إسحاق الدن به‪ .‬وزاد عليها‬
‫رحائل مببببن ذهببببب وأزمتهببببا الزبرجببببد والباقببببي مثله‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات ههنا حديثا غريبا جدا مرفوعا عن علي‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا‬
‫أ بو غ سان مالك بن إ ساعيل النهدي‪ ,‬حدث نا م سلمة بن جع فر البجلي‪ ,‬سعت أ با معاذ‬
‫البصري قال‪ :‬إن عليا كان ذات يوم عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقرأ هذه الَية‬

‫‪800‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{يوم نشر التقي إل الرحن وفدا} فقال‪ :‬ما أظن الوفد إل الركب يا رسول ال ؟ فقال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬والذي نفسي بيده‪,‬إنم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون أو‬
‫يؤتون بنوق بيض لا أجنحة وعليها رحال الذهب شرك نعالم نور يتلل كل خطوة منها‬
‫مد البصر‪ ,‬فينتهون إل شجرة ينبع من أصلها عينان‪ ,‬فيشربون من إحداها فتغسل ما ف‬
‫بطونم من دنس‪ ,‬ويغتسلون من الخرى فل تشعث أبشارهم ول أشعارهم بعدها أبدا‪,‬‬
‫وتري عليهم نضرة النعيم فينتهون أو فيأتون باب النة‪ ,‬فإذا حلقة من ياقوتة حراء على‬
‫صفائح الذهب فيضربون باللقة على الصفحة‪ ,‬فيسمع لا طني يا علي‪ ,‬فيبلغ كل حوراء‬
‫ب فيفتبح له‪ ,‬فإذا رآه خبر له بب قال مسبلمة أراه قال‬
‫أن زوجهبا قبد أقببل‪ ,‬فتبعبث قيمه ا‬
‫ساجدا ب فيقول‪ :‬ارفع رأسك فإنا أنا قيمك وكلت بأمرك‪ ,‬فيتبعه‪ ,‬ويقفو أثره فتستخف‬
‫الوراء العجلة‪ ,‬فتخرج من خيام الدر والياقوت ح ت تعتن قه‪ ,‬ث تقول‪ :‬أ نت حب وأ نا‬
‫حبك‪ ,‬وأنا الالدة الت ل أموت‪ ,‬وأنا الناعمة الت ل أبأس‪ ,‬وأنا الراضية الت ل أسخط‪,‬‬
‫وأ نا القي مة ال ت ل أظ عن‪ ,‬فيد خل بيتا من رأ سه إل سقفه مائة ألف ذراع‪ ,‬بناؤه على‬
‫جندل اللؤلؤ طرائق‪ :‬أحر وأصفر وأخضر‪ ,‬ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها‪ .‬وف البيت‬
‫سبعون سريرا‪ ,‬على كل سرير سبعون حشية‪ ,‬على كل حشية سبعون زوجة‪ ,‬على كل‬
‫زو جة سبعون حلة‪ ,‬يرى مخ ساقها من وراء اللل يق ضي جاع ها ف مقدار ليلة من‬
‫ليالي كم هذه‪ ,‬النار من تت هم تطرد أنار من ماء غ ي آ سن‪ ,‬قال‪ :‬صاف ل كدر ف يه‪,‬‬
‫وأنار من لب ل يتغي طعمه ول يرج من ضروع الاشية وأنار من خر لذة للشاربي ل‬
‫يعت صرها الرجال بأقدام هم‪ ,‬وأنار من ع سل م صفى ل يرج من بطون الن حل في ستحلي‬
‫الثمار‪ ,‬فإن شاء أكل قائما وإن شاء قاعدا وإن شاء متكئا‪ ,‬ث تل‪{ :‬ودانية عليهم ظللا‬
‫وذللت قطوفهبا تذليلً} فيشتهبي الطعام فيأتيبه طيب أبيبض‪ ,‬ورباب قال أخضبر‪ ,‬فترفبع‬
‫أجنحتها فيأكل من جنوبا‪ ,‬أي اللوان شاء‪ ,‬ث يطي فتذهب فيدخل اللك فيقول‪ :‬سلم‬
‫عليكبم {تلك النبة التب أورثتموهبا باب كنتبم تعملون} ولو أن شعرة مبن شعبر الوراء‬
‫وق عت ل هل الرض لضاءت الش مس مع ها سواد ف نور» هكذا و قع ف هذه الروا ية‬
‫مرفوعا‪ ,‬وقد رويناه ف القدمات من كلم علي رضي ال عنه بنحوه‪ ,‬وهو أشبه بالصحة‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬

‫‪801‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬ونسوق الجرمي إل جهنم وردا} أي عطاشا {ل يلكون الشفاعة} أي ليس‬
‫لم من يشفع لم كما يشفع الؤمنون بعضهم لبعض‪ ,‬كما قال تعال مبا عنهم‪{ :‬فما لنا‬
‫من شافع ي ول صديق ح يم}‪ .‬وقوله‪{ :‬إل من ات ذ ع ند الرح ن عهدا} هذا ا ستثناء‬
‫منقطع بعن لكن من اتذ عند الرحن عهدا‪ ,‬وهو شهادة أن ل إله إل ال والقيام بقها‪.‬‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {إل من اتذ عند الرحن عهدا} قال‪ :‬العهد شهادة‬
‫بل‪.‬‬ ‫بز وجب‬ ‫بو إل ال عب‬ ‫بن الول والقوة‪ ,‬ول يرجب‬ ‫ببأ إل ال مب‬ ‫أن ل إله إل ال‪ ,‬ويب‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عثمان بن خالد الواسطي حدثنا ممد بن السن الواسطي‬
‫عن السعودي‪ ,‬عن عون بن عبد ال عن أب فاختة‪ ,‬عن السود بن يزيد قال‪ :‬قرأ عبد ال‬
‫يع ن ا بن م سعود هذه الَ ية {إل من ات ذ ع ند الرح ن عهدا} ث قال‪ :‬اتذوا ع ند ال‬
‫عهدا‪ ,‬فإن ال يوم القيامة يقول‪ :‬من كان له عند ال عهد فليقم‪ ,‬قالوا‪ :‬يا أبا عبد الرحن‬
‫فعلمنا‪ .‬قال‪ :‬قولوا‪ :‬اللهم فاطر السموات والرض عال الغيب والشهادة‪ ,‬فإن أعهد إليك‬
‫ف هذه الياة الدنيا أن ل تكلن إل عملي يقربن من الشر ويباعدن من الي‪ ,‬وإن ل أثق‬
‫إل برحتبك‪ ,‬فاجعبل ل عندك عهدا تؤديبه إلّ يوم القيامبة‪ ,‬إنبك ل تلف اليعاد‪ .‬وقال‬
‫السعودي‪ :‬فحدثن زكريا عن القاسم بن عبد الرحن‪ ,‬أخبنا ابن مسعود وكان يلق بن‬
‫خائفا مستجيا مستغفرا راهبا راغبا إليك‪ ,‬ث رواه من وجه آخر عن السعودي بنحوه‪.‬‬

‫ت َيتَفَ ّطرْ نَ ِمنْ ُه‬


‫خذَ الرّحْمَـ ُن وَلَدا * َلقَدْ ِجْئتُ ْم َشيْئا إِدّا * َتكَا ُد ال سّمَاوَا ُ‬ ‫** وَقَالُواْ اتّ َ‬
‫جبَا ُل هَدّا * أَن َدعَوْا لِل ّرحْمَـ ِن وَلَدا * َومَا يَنَبغِي لِلرّحْمَـنِ أَن‬ ‫ض َوتَخِ ّر الْ ِ‬
‫َوتَنشَقّ الرْ ُ‬
‫ْضب إِ ّل آت ِي ال ّرحْمَـبنِ عَبْدا * ّلقَدْ‬ ‫السبمَاوَاتِ وَالر ِ‬ ‫َيتّخِ َذ وَلَدا * إِن كُ ّل م َن ف ِي ّ‬
‫ب الْ ِقيَا َمةِ َفرْدا‬
‫ب آتِيهبببِ َيوْمبب َ‬ ‫ب عَدّا * وَكُّلهُمبب ْ‬ ‫أَحْصبببَاهُمْ وَعَ ّدهُمبب ْ‬
‫لا قرر تعال ف هذه السورة الشريفة عبودية عيسى عليه السلم وذكر خلقه من مري بل‬
‫أب‪ ,‬شرع ف مقام النكار على من ز عم أن له ولدا‪ ,‬تعال وتقدس وتنه عن ذلك علوا‬
‫كبيا‪ ,‬فقال‪{ :‬وقالوا ات ذ الرح ن ولدا ل قد جئ تم} أي ف قول كم هذا {شيئا إدا} قال‬
‫ابن عباس وماهد وقتادة ومالك‪ :‬أي عظيما‪ .‬ويقال إدا بكسر المزة وفتحها‪ ,‬ومع مدها‬
‫أيضا ثلث لغات أشهرهبا الول وقوله‪{ :‬تكاد السبموات يتفطرن منبه وتنشبق الرض‬

‫‪802‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وتر البال هدا أن دعوا للرحن ولدا} أي يكاد ذلك عند ساعهن هذه القالة من فجرة‬
‫بنب آدم إعظاما للرب وإجللً‪ ,‬لنمب ملوقات ومؤسبسات على توحيده‪ ,‬وأ نه ل إله إل‬
‫هو‪ ,‬وأ نه ل شر يك له ول نظ ي له‪ ,‬ول ولد له‪ ,‬ول صاحبة له‪ ,‬ول ك فء له‪ ,‬بل هو‬
‫الحببببببببببببببببد الصببببببببببببببببمد‪.‬‬
‫ببببد‬ ‫ببببه واحب‬ ‫ببببء له آيةتدل على أنب‬ ‫ببببل شيب‬ ‫بببب كب‬ ‫وفب‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثن علي‪ ,‬حدثنا عبد ال‪ ,‬حدثن معاوية عن علي‪ ,‬عن ابن عباس ف‬
‫قوله‪{ :‬تكاد ال سموات يتفطرن م نه وتن شق الرض وت ر البال هدا * أن دعوا للرحنب‬
‫ولدا} قال‪ :‬إن الشرك فز عت م نه ال سموات والرض والبال وج يع اللئق إل الثقل ي‪,‬‬
‫وكادت أن تزول منه لعظمة ال‪ ,‬وكما ل ينفع مع الشرك إحسان الشرك‪ ,‬كذلك نرجو‬
‫أن يغفبر ال ذنوب الوحديبن‪ ,‬وقال رسبول ال صبلى ال عليبه وسبلم‪« :‬لقنوا موتاكبم‬
‫شهادة أن ل إله إل ال‪ ,‬فمن قالا عند موته وجبت له النة»‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال فمن‬
‫قالاب فب صبحته ؟ قال «تلك أوجبب وأوجبب»‪ .‬ثب قال «والذي نفسبي بيده لو جيبء‬
‫بالسموات والرضي وما فيهن وما بينهن وما تتهن‪ ,‬فوضعن ف كفة اليزان‪ ,‬ووضعت‬
‫شهادة أن ل إله إل ال ف الكفة الخرى لرجحت بن» هكذا رواه ابن جرير‪ ,‬ويشهد له‬
‫حديبببببببببببببث البطاقبببببببببببببة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الضحاك‪{ :‬تكاد ال سموات يتفطرن م نه} أي يتشق قن فرقا من عظ مة ال‪ ,‬وقال‬
‫عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪{ :‬وتنشق الرض}‪ ,‬أي غضبا له عز وجل‪{ ,‬وتر البال‬
‫هدا}‪ ,‬قال اببن عباس‪ :‬هدما‪ ,‬وقال سبعيد ببن جببي‪ :‬هدا ينكسبر بعضهبا على بعبض‬
‫متتابعات‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن سويد القبي‪ ,‬حدثنا سفيان بن‬
‫عيينة‪ ,‬حدثنا مسعر عن عون عن عبد ال قال‪ :‬إن البل لينادي البل باسه يا فلن‪ ,‬هل‬
‫مر بك اليوم ذا كر ال عز و جل ؟ فيقول‪ :‬ن عم وي ستبشر‪ ,‬قال عون‪ :‬ل ي للخ ي أ سع‬
‫أفي سمعن الزور والبا طل إذا ق يل ول ي سمعن غيه‪ ,‬ث قرأ {تكاد ال سموات يتفطرن م نه‬
‫وتنشبببببق الرض وترببببب البال هدا * أن دعوا للرحنببببب ولدا}‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات أيضا‪ :‬حدثنا النذر بن شاذان‪ ,‬حدثنا هودة‪ ,‬حدثنا عوف عن غالب‬
‫بن عجرد‪ ,‬حدث ن ر جل من أ هل الشام ف م سجد م ن قال‪ :‬بلغ ن أن ال لاخلق الرض‬

‫‪803‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وخلق ما فيها من الشجر ل يكن ف الرض شجرة يأتيها بنو آدم إل أصابوا منها منفعة‬
‫ب أو قال ب كان ل م في ها منفعة‪ ,‬ول تزل الرض والش جر بذلك ح ت تكلم فجرة ب ن‬
‫آدم بتلك الكلمبة العظيمبة قولمب‪ :‬اتذب الرحنب ولدا‪ ,‬فلمبا تكلموا باب اقشعرت الرض‬
‫وشاك الشجر‪ .‬وقال كعب الحبار‪ :‬غضبت اللئكة واستعرت جهنم حي قالوا ما قالوا‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو معاو ية حدث نا الع مش عن سعيد بن جبي عن أ ب ع بد‬
‫الرحن السلمي عن أب موسى رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«ل أحد أصب على أذى سعه من ال إنه يشرك به ويعل له ولدا‪ ,‬وهو يعافيهم ويدفع‬
‫عن هم ويرزق هم» أخرجاه ف ال صحيحي‪ .‬و ف ل فظ «أن م يعلون له ولدا و هو يرزق هم‬
‫ويعافيهم»‪ .‬وقوله‪{ :‬وما ينبغي للرحن أن يتخذ ولدا} أي ل يصلح له ول يليق به للله‬
‫وعظمته‪ ,‬لنه ل كفء له من خلقه‪ ,‬لن جيع اللئق عبيد له‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إن كل من‬
‫ف ال سموات والرض إل آ ت الرح ن عبدا * ل قد أح صاهم وعد هم عدا} أي قد علم‬
‫عددهم منذ خلقهم إل يوم القيامة‪ ,‬ذكرهم وأنثاهم‪ ,‬صغيهم وكبيهم‪{ ,‬وكلهم آتيه‬
‫يوم القيامة فردا} أي ل ناصر له ول مي إل ال وحده ل شريك له‪ ,‬فيحكم ف خلقه با‬
‫يشاء وهبببببببببببببو العادل الذي ل يظلم مثقال ذرة‪ ,‬ول يظلم أحدا‪.‬‬

‫جعَلُ َلهُ مُ ال ّرحْمَ ـ ُن وُدّا * فَِإنّمَا يَ سّ ْرنَا ُه‬


‫** إِ نّ الّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ َسيَ ْ‬
‫بِلَ سَانِكَ ِلتُبَشّ َر بِ ِه الْ ُمّتقِيَ َوُتنْذِ َر بِ هِ َقوْما لّدّا * وَكَ مْ َأهَْلكْنَا َقبَْلهُ ْم مّن قَرْ ٍن هَلْ تُحِ سّ‬
‫ب مّنببببببْ َأحَدٍ َأ ْو تَسببببببْمَعُ َلهُمببببببْ رِكْزا‬ ‫ِمنْهُمببببب ْ‬
‫يب تعال أنه يغرس لعباده الؤمني الذين يعملون الصالات‪ ,‬وهي العمال الت ترضي‬
‫ال عز و جل لتابعت ها الشري عة الحمد ية ب يغرس ل م ف قلوب عباده ال صالي م بة‬
‫ومودة‪ ,‬وهذا أ مر ل بد م نه ول م يد ع نه‪ ,‬و قد وردت بذلك الحاد يث ال صحيحة عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من غي وجه‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫عوانة‪ ,‬حدثنا سهيل عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن ال‬
‫إذا أ حب عبدا د عا جب يل‪ ,‬فقال‪ :‬يا جب يل‪ ,‬إ ن أ حب فلنا فأح به قال فيح به جب يل‪,‬‬
‫قال‪ :‬ث ينادي ف أ هل ال سماء‪ :‬إن ال ي ب فلنا فأحبوه‪ ,‬قال‪ :‬فيح به أ هل ال سماء‪ ,‬ث‬

‫‪804‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوضع له القبول ف الرض‪ ,‬وإن ال إذا أبغض عبدا دعا جبيل فقال‪ :‬يا جبيل إن أبغض‬
‫فلنا فأبغضبه‪ ,‬قال‪ :‬فيبغضبه جبيبل‪ ,‬ثب ينادي فب أهبل السبماء‪ :‬إن ال يبغبض فلنا‬
‫فأبغضوه‪ ,‬قال‪ :‬فيبغ ضه أهل ال سماء‪ ,‬ث يو ضع له البغضاء ف الرض»‪ .‬ورواه م سلم من‬
‫حديث سهيل‪ ,‬ورواه أحد والبخاري من حديث ابن جريج عن موسى بن عقبة‪ ,‬عن نافع‬
‫مول اببن عمبر‪ ,‬عبن أبب هريرة رضبي ال عنبه‪ ,‬عبن النبب صبلى ال عليبه وسبلم نوه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن بكر‪ ,‬حدثنا ميمون أبو ممد الرائي‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫عباد الخزو مي عن ثوبان ر ضي ال عنه‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن الع بد‬
‫ليلتمس مرضاة ال عز وجل‪ ,‬فل يزال كذلك فيقول ال عز وجل لبيل‪ :‬إن فلنا عبدي‬
‫يلتمس أن يرضين‪ ,‬أل وإن رحت عليه‪ ,‬فيقول جبيل‪ :‬رحة ال على فلن‪ ,‬ويقولا حلة‬
‫العرش‪ ,‬ويقولا من حولم حت يقولا أهل السموات السبع‪ ,‬ث يهبط إل الرض» غريب‪.‬‬
‫ول يرجوه مبببببببببببببن هذا الوجبببببببببببببه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ,‬حدثنا شريك عن ممد بن سعد الواسطي عن‬
‫أب ظبية‪ ,‬عن أب أمامة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن القة من ال ب قال‬
‫شريك‪ :‬هي الحبة ب والصيت ف السماء‪ ,‬فإذا أحب ال عبدا قال لبيل عليه السلم‪:‬‬
‫إ ن أ حب فلنا‪ ,‬فينادي جب يل‪ :‬إن رب كم ي ق ب يع ن ي ب ب فلنا فأحبوه ب أرى‬
‫شريكا قد قال‪ :‬فتنل له الح بة ف الرض ب وإذا أب غض عبدا قال لب يل‪ :‬إ ن أب غض‬
‫فلنا فأبغ ضه‪ ,‬قال‪ :‬فينادي جب يل‪ :‬إن رب كم يب غض فلنا فأبغضوه ب أرى شريكا قال‬
‫ببببب‪ :‬فيجري له البغببببض فبببب الرض» غريببببب‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو داود الفري‪ ,‬حدثنا عبد العزيز ب يعن ابن‬
‫ممد ب وهو الدراوردي عن سهيل بن أب صال‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إذا أحب ال عبدا نادى جبيل‪ :‬إن قد أحببت فلنا‬
‫فأح به‪ ,‬فينادي ف ال سماء‪ ,‬ث ينل له الح بة ف أ هل الرض‪ ,‬فذلك قول ال عز و جل‪:‬‬
‫{إن الذ ين آمنوا وعملوا ال صالات سيجعل ل م الرح ن ودا}‪ ,‬رواه م سلم والترمذي‪,‬‬
‫كلهاب عبن عببد ال عبن قتيببة‪ ,‬عبن الدراوردي ببه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسبن صبحيح‪.‬‬

‫‪805‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬سيجعل لم الرحن ودا} قال‪ :‬حبا‪,‬‬
‫وقال ماهد عنه‪{ :‬سيجعل لم الرحن ودا}‪ ,‬قال‪ :‬مبة ف الناس ف الدنيا‪ ,‬وقال سعيد‬
‫بن جبي ع نه‪ ,‬يب هم ويبب هم‪ ,‬يع ن إل خل قه الؤمن ي‪ ,‬ك ما قال ما هد أيضا والضحاك‬
‫وغي هم‪ .‬وقال العو ف عن ا بن عباس أيضا‪ :‬الود من ال سلمي ف الدن يا والرزق ال سن‬
‫والل سان ال صادق‪ .‬وقال قتادة {إن الذ ين آمنوا وعملوا ال صالات سيجعل ل م الرح ن‬
‫ودا} إ يْ وال ف قلوب أهل اليان‪ ,‬وذكر لنا أن هرم بن حيان كان يقول‪ :‬ما أقبل عبد‬
‫بقل به إل ال إل أق بل ال بقلوب الؤمن ي إل يه ح ت يرز قه مودت م ورحت هم وقال قتادة‪:‬‬
‫وكان عثمان بن عفان رضي ال عنه يقول‪ :‬ما من عبد يعمل خيا أو شرا إل كساه ال‬
‫ببببببببببببببل رداء عمله‪.‬‬ ‫عبببببببببببببببز وجب‬
‫وقال ابن أب حات رحه ال‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن‬
‫الرب يع بن صبيح عن ال سن الب صري رح ه ال قال‪ :‬قال ر جل‪ :‬وال لعبدن ال عبادة‬
‫أذ كر ب ا‪ ,‬فكان ل يرى ف ح ي صلة إل قائما ي صلي‪ ,‬وكان أول دا خل إل ال سجد‬
‫وآخر خارج‪ ,‬فكان ل يعظم‪ ,‬فمكث بذلك سبعة أشهر‪ ,‬وكان ل ير على قوم إل قالوا‪:‬‬
‫انظروا إل هذا الرائي‪ ,‬فأقبل على نفسه فقال‪ :‬ل أران أذكر إل بشر‪ ,‬لجعلن عملي كله‬
‫ل عز و جل‪ ,‬فلم يزد على أن قلب ني ته‪ ,‬ول يزد على الع مل الذي كان يعمله‪ ,‬فكان ي ر‬
‫بعد بالقوم فيقولون‪ :‬رحم ال فلنا الَن‪ ,‬وتل السن {إن الذين آمنوا وعملوا الصالات‬
‫سيجعل لم الرحن ودا} وقد روى ابن جرير أن هذه الَية نزلت ف هجرة عبد الرحن‬
‫بن عوف‪ ,‬وهو خطأ‪ ,‬فإن هذه السورة بكمالا مكية ل ينل منها شيء بعد الجرة‪ ,‬ول‬
‫يصبببببببببببببح سبببببببببببببند ذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فإن ا ي سرناه} يع ن القرآن {بل سانك} أي يا م مد و هو الل سان العر ب ال بي‬
‫الفصيح الكامل {لتبشر به التقي} أي الستجيبي ل‪ ,‬الصدقي لرسوله‪{ ,‬وتنذر به قوما‬
‫لدا} أي عوجا عن الق مائلي إل الباطل وقال ابن أب نيج عن ماهد {قوما لدا} ل‬
‫ي ستقيمون وقال الثوري عن إ ساعيل و هو ال سدي عن أ ب صال {وتنذر به قوما لدا}‬
‫عوجا عن الق‪ ,‬وقال الضحاك‪ :‬اللد الصم‪ .‬وقال القرظي‪ :‬اللد الكذاب‪ .‬وقال السن‬
‫البصبري {قوما لدا} صبما‪ ,‬وقال غيه‪ :‬صبم آذان القلوب‪ .‬وقال قتادة‪ :‬قوما لدا يعنب‬

‫‪806‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قريشا وقال العوف عن ابن عباس {قوما لدا} فجارا‪ ,‬وكذا روى ليث بن أب سليم عن‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببببببببد‪.‬‬ ‫ماهب‬
‫وقال اببن زيبد‪ :‬اللد الظلوم‪ ,‬وقرأ قوله تعال‪{ :‬وهبو ألد الصبام}‪ .‬وقوله‪{ :‬وكبم‬
‫أهلكنا قبلهم من قرن} أي من أمة كفروا بآيات ال وكذبوا رسله {هل تُحس منهم من‬
‫أحد أو تسمع لم ركزا} أي هل ترى منهم أحدا أو تسمع لم ركزا‪ .‬وقال ابن عباس‬
‫وأبو العالية وعكرمة والسن البصري وسعيد بن جبي والضحاك وابن زيد‪ :‬يعن صوتا‪,‬‬
‫وقال ال سن وقتادة‪ :‬هل ترى عينا أو ت سمع صوتا‪ ,‬والر كز ف أ صل الل غة هو ال صوت‬
‫ببببببببببببببببببببببببببببببببببي‪.‬‬ ‫الفب‬
‫بببببببببببببببببببببببببببببببر‪:‬‬ ‫قال الشاعب‬
‫فتوجسببت ركببز النيببس فراعهاعببن ظهببر غيببب والنيببس سببقامها‬
‫آخر تفسي سورة مري ول المد والنة ويتلوه إن شاء ال تفسي سورة طه والمد ل‪.‬‬

‫‪807‬‬

You might also like