You are on page 1of 816

‫ملتقى أهل الحديث‬

‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫تفسي القران العظيم‬


‫للمام الافظ عماد الدين ‪ ،‬أبو الفداء اساعيل بن كثي القرشى‬
‫الدمشقي‬
‫التوف سنة ‪ 774‬ه‍‬
‫الزء الثان‬
‫من سورة النساء إل سورة النحل‬

‫مُلتقى أهل الديث‬


‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫سورة النساء‬
‫قال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬نزلت سورة الن ساء بالدي نة‪ .‬وكذا روى ا بن مردو يه‪ ,‬عن ع بد ال بن‬
‫الزبي وزيد بن ثابت‪ ,‬ورَوى من طريق عبد ال بن ليعة‪ ,‬عن أخيه عيسى‪ ,‬عن عكرمة عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬لاف نزلت سفورة النسفاء قال رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم‪« :‬ل حبفس» وقال الاكفم فف‬
‫مستدركه‪ :‬حدثنا أبو العباس ممد بن يعقوب‪ ,‬حدثنا أبو البختري عبد ال بن ممد بن شاكر‪ ,‬حدثنا‬
‫ممد بن بشر العبدي‪ ,‬حدثنا مسعر بن كدام عن معن بن عبد الرحن بن عبد ال بن مسعود عن‬
‫أبيه‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬إن ف سورة النساء لمس آيات ما يسرن أن ل با‬
‫الدنيا وما فيها {إن ال ل يظلم مثقال ذرة} الَية‪ ,‬و {إن تتنبوا كبائر ما تنهون عنه} الَية‪ ,‬و {إن‬
‫ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء} و{لو أنم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك} الَية‪,‬‬
‫{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ث يستغفر ال يد ال غفورا رحيما} ث قال‪ :‬هذا إسناد صحيح‬
‫إن كان عبد الرحن سع من أبيه فقد اختلف ف ذلك‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن رجل عن‬

‫‪1‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن مسعود قال‪ :‬خس آيات من النساء لن أحب إل من الدنيا جيعا {إن تتنبوا كبائر ما تنهون عنه‬
‫نك فر عن كم سيئاتكم} وقوله‪{ :‬وإن تك ح سنة يضاعف ها} وقوله‪{ :‬إن ال ل يغ فر أن يشرك به‬
‫ويغفر ما دون ذلك لن يشاء} وقوله‪{ :‬ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ث يستغفر ال يد ال غفورا‬
‫رحيما}‪ ,‬وقوله‪{ :‬والذين آمنوا بال ورسله ول يفرقوا بي أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم‬
‫وكان ال غفورا رحيما} رواه ا بن جر ير‪ .‬ث رَوى من طر يق صال الري عن قتادة عن ا بن عباس‬
‫قال‪ :‬ثان آيات نزلت ف سورة النساء هي خي لذه المة ما طلعت عليه الشمس وغربت‪ ,‬أولهن‬
‫{يريد ال ليبي لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم وال عليم حكيم} والثانية {وال‬
‫يريفد أن يتوب عليكفم ويريفد الذيفن يتبعون الشهوات أن تيلوا ميلً عظيما} والثالثفة {يريفد ال أن‬
‫يفف عنكم وخلق النسان ضعيفا} ث ذكر قول ابن مسعود سواء ف يعن ف المسة الباقية ف‬
‫وروى الاكم من طريق أب نعيم عن سفيان بن عيينة‪ ,‬عن عبيد ال بن أب يزيد‪ ,‬عن ابن أب مليكة‪:‬‬
‫سعت ابن عباس يقول‪ :‬سلون عن سورة النساء فإن قرأت القرآن وأنا صغي‪ .‬ث قال‪ :‬هذا حديث‬
‫صفففففففففففففحيح على شرط الشيخيففففففففففففف‪ ,‬ول يرجاه‪.‬‬
‫بِسففففففففْمِ اللّهففففففففِ الرّحْمـففففففففنِ الرّحِيمففففففففِ‬

‫س اّتقُواْ َرّبكُ ُم الّذِي َخَل َقكُ ْم مّن نّفْسٍ وَا ِح َدةٍ وَ َخلَ َق ِمنْهَا َزوْ َجهَا َوبَثّ ِمْنهُمَا رِجَالً َكثِيا‬
‫** َأّيهَا النّا ُ‬
‫ف عََلْيكُمففْ رَقِيبا‬
‫ف الّذِي تَسففَآءَلُو َن بِهففِ وَالرْحَامففَ إِنففّ اللّهففَ كَانفَ‬ ‫َونِسففَآءً وَاّتقُواْ اللّهفَ‬
‫يقول تعال آمرا خلقه بتقواه‪ ,‬وهي عبادته وحده ل شريك له‪ ,‬ومنبها لم على قدرته الت خلقهم‬
‫با من نفس واحدة‪ ,‬وهي آدم عليه السلم {وخلق منها زوجها} وهي حواء عليها السلم خلقت‬
‫من ضلعه اليسر‪ ,‬من خلفه وهو نائم‪ ,‬فاستيقظ فرآها فأعجبته‪ ,‬فأنس إليها وأنست إليه‪ ,‬وقال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن مقاتل‪ ,‬حدثنا وكيع عن أب هلل عن قتادة‪ ,‬عن ابن عباس‪,‬‬
‫قال‪ :‬خل قت الرأة من الر جل فج عل نمت ها ف الر جل وخلق الر جل من الرض فج عل نم ته ف‬
‫الرض‪ ,‬فاحبسوا نساءكم‪ .‬وف الديث الصحيح‪« :‬إن الرأة خلقت من ضلع‪ ,‬وإن أعوج شيء ف‬
‫الضلع أعله‪ ,‬فإن ذهبت تقيمه كسرته‪ ,‬وإن استمتعت با استمتعت با وفيها عوج»‪ .‬وقوله‪{ :‬وبث‬
‫منه ما رجالً كثيا ونسفاء} أي وذرأ منهمفا أي من آدم وحواء رجا ًل كثيا ونسفاء‪ ,‬ونشرهفم ف‬
‫أقطار العال على اختلف أصنافهم وصفاتم وألوانم ولغاتم‪ ,‬ث إليه بعد ذلك العاد والحشر‪ .‬ث قال‬

‫‪2‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال‪{ :‬واتقوا ال الذي تسفاءلون بفه والرحام} أي واتقوا ال بطاعتكفم إياه‪ .‬قال إبراهيفم وماهفد‬
‫والسن {الذي تساءلون به} أي كما يقال‪ :‬أسألك بال وبالرحم‪ ,‬وقال الضحاك‪ :‬واتقوا ال الذي‬
‫تعاقدون وتعاهدون به‪ ,‬واتقوا الرحام أن تقطعو ها ول كن برو ها و صلوها‪ ,‬قاله ا بن عباس وعكر مة‬
‫وما هد وال سن والضحاك والرب يع وغ ي وا حد وقرأ بعض هم‪ :‬والرحام بال فض على الع طف على‬
‫الضميف فف بفه أي تسفاءلون بال وبالرحام‪ ,‬كمفا قال ماهفد وغيه‪ .‬وقوله‪{ :‬إن ال كان عليكفم‬
‫رقيبا} أي هو مرا قب لم يع أحول كم وأعمال كم‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬وال على كل ش يء شه يد}‪ .‬و ف‬
‫الديفث الصفحيح «اعبفد ال كأنفك تراه‪ ,‬فإن ل تكفن تراه‪ ,‬فإنفه يراك» وهذا إرشاد وأمفر براقبفة‬
‫الرقيفب‪ .‬ولذا ذكفر تعال أن أصفل اللق مفن أب واحفد وأم واحدة ليعطفف بعضهفم على بعفض‪,‬‬
‫ويننهم على ضعفائهم‪ .‬وقد ثبت ف صحيح مسلم من حديث جرير بن عبد ال البجلي أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حي قدم عليه أولئك النفر من مضر وهم متابو النّمار ف أي من عريهم‬
‫وفقر هم ف قام فخ طب الناس ب عد صلة الظ هر فقال ف خطب ته‪ { :‬يا أي ها الناس اتقوا رب كم الذي‬
‫خلق كم من ن فس واحدة}‪ ,‬ح ت خ تم الَ ية‪ .‬وقال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا اتقوا ال ولتن ظر ن فس ما‬
‫قدمت لغد}‪ ,‬ث حضهم على الصدقة فقال‪« :‬تصدق رجل من ديناره‪ ,‬من درهه‪ ,‬من صاع بره‪ ,‬من‬
‫صاع تره» وذ كر تام الد يث‪ ,‬وهكذا رواه أح د وأ هل ال سنن عن ا بن م سعود ف خط بة الا جة‪,‬‬
‫وفيهففا ثفف يقرأ ثلث آيات هذه منهففا {يففا أيهففا الناس اتقوا ربكففم} الَيففة‪.‬‬

‫ب وَ َل تَأْكُُل َواْ َأمْوَاَلهُ مْ إَِلىَ َأمْوَالِكُ مْ ِإنّ هُ كَا نَ حُوبا‬


‫خبِي ثَ بِال ّطيّ ِ‬
‫** وَآتُواْ اْلَيتَا َمىَ َأمْوَاَلهُ ْم وَ َل َتتَبَدّلُوْا الْ َ‬
‫ث وَ ُربَاعَ فَإِنْ‬‫َكبِيا * َوإِنْ ِخ ْفتُمْ أَلّ ُتقْسِطُواْ فِي اْلَيتَا َمىَ فَانكِحُوْا مَا طَابَ َلكُمْ مّنَ النّسَآ ِء َمثَْنىَ َوثُلَ َ‬
‫حَلةً‬
‫ِخ ْفتُ مْ أَلّ تَعْدِلُواْ َفوَاحِ َدةً َأ ْو مَا مََلكَ تْ َأيْمَاُنكُ مْ ذَلِ كَ َأ ْدنَىَ أَ ّل َتعُولُواْ * وَآتُوْا النّ سَآءَ صَدُقَاِتهِ ّن نِ ْ‬
‫ف هَنِيئا ّمرِيئا‬ ‫ف َنفْسففففا َفكُلُوهففف ُ‬ ‫فففن َشيْءٍ ّمنْهففف ُ‬ ‫فَإِن ِطبْنففففَ َلكُمففففْ عَف‬
‫يأ مر تعال بد فع أموال اليتا مى إلي هم إذا بلغوا اللم كاملة موفرة‪ ,‬وين هى عن أكل ها وضم ها إل‬
‫أموالم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ول تتبدلوا البيث بالطيب} قال سفيان الثوري عن أب صال‪ :‬ل تعجل بالرزق‬
‫الرام ق بل أن يأت يك الرزق اللل الذي قدر لك‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬ل تتبدلوا الرام من أموال‬
‫الناس باللل من أموال كم‪ ,‬يقول‪ :‬ل تبذروا أموالكم اللل وتأكلوا أموال م الرام‪ .‬وقال سعيد بن‬
‫السفيب والزهري‪ :‬ل تعفط مهزو ًل وتأخفذ سفينا‪ .‬وقال إبراهيفم النخعفي والضحاك‪ :‬ل تعفط زائفا‬

‫‪3‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وتأ خذ جيدا‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬كان أحد هم يأ خذ الشاة ال سمينة من غ نم اليت يم‪ ,‬وي عل مكان ا الشاة‬
‫الهزولة ويقول‪ :‬شاة بشاة‪ ,‬ويأ خذ الدر هم ال يد ويطرح مكا نه الز يف ويقول در هم بدر هم‪ .‬وقوله‬
‫{ول تأكلوا أموالم إل أموالكم} قال ماهد وسعيد بن جبي ومقاتل بن حيان والسدي وسفيان بن‬
‫حسفي‪ :‬أي ل تلطوهفا فتأكلوهفا جيعا‪ .‬وقوله‪{ :‬إنفه كان حوبا كفبيا} قال ابفن عباس‪ :‬أي إثا‬
‫كبيا عظيما‪ .‬وروى ابن مردويه عن أب هريرة قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن قوله‬
‫{حوبا كبيا} قال‪« :‬إثا كبيا» ولكن ف إسناده ممد بن يوسف الكُ َديْمي وهو ضعيف وروي‬
‫هكذا عن ماهد وعكرمة وسعيد بن جبي والسن وابن سيين وقتادة ومقاتل بن حيان والضحاك‬
‫وأب مالك وزيد بن أسلم وأب سنان مثل قول ابن عباس وف الديث الروي ف سنن أب داود «اغفر‬
‫لنا حوبنا وخطايانا»‪ .‬وروى ابن مردويه بإسناده إل واصل مول أب عيينة عن ابن سيين عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬أن أبا أيوب طلق امرأته فقال له النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا أبا أيوب إن طلق أم أيوب‬
‫كان حوبا» قال ا بن سيين‪ :‬الوب ال ث‪ ,‬ث قال ا بن مردو يه‪ :‬حدث نا ع بد البا قي حدث نا ب شر بن‬
‫مو سى‪ ,‬حدث نا َهوْذة بن خلي فة‪ ,‬حدث نا عوف عن أ نس أن أ با أيوب أراد طلق أم أيوب‪ ,‬فا ستأذن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬إن طلق أم أيوب لوب» فأمسكها‪ ,‬ث روى ابن مردويه والاكم‬
‫ف مستدركه من حديث علي بن عاصم عن حيد الطويل‪ ,‬سعت أنس بن مالك أيضا يقول‪ :‬أراد أبو‬
‫طلحة أن يطلق أم سليم امرأته فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن طلق أم سليم لوب» فكف‪.‬‬
‫والع ن‪ :‬إن أكل كم أموال م مع أموال كم إ ث عظ يم وخ طأ كبي فاجتنبوه‪ .‬وقوله‪{ :‬وإن خف تم أل‬
‫تقسطوا ف اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثن}‪ ,‬أي إذا كان تت حجر أحدكم يتيمة‬
‫وخاف أن ل يعطيها مهر مثلها فليعدل إل ما سواها من النساء‪ ,‬فإنن كثي ول يضيق ال عليه‪ .‬وقال‬
‫البخاري‪ :‬حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام عن ابن جريج‪ ,‬أخبن هشام بن عروة عن أبيه عن‬
‫عائشة‪ :‬أن رجلً كانت له يتيمة فنكحها وكان لا عذق‪ ,‬وكان يسكها عليه‪ ,‬ول يكن لا من نفسه‬
‫شيء فنلت فيه {وإن خفتم أل تقسطوا} أحسبه قال‪ :‬كانت شريكته ف ذلك العذق وف ماله‪ .‬ث‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن عبد ال‪ .‬حدثنا إبراهيم بن سعد عن صال بن كيسان عن ابن‬
‫شهاب قال‪ :‬أخبن عروة بن الزبي أنه سأل عائشة عن قول ال تعال‪{ :‬وإن خفتم أل تقسطوا ف‬
‫اليتامى}‪ ,‬قالت‪ :‬يا ابن أخت هذه اليتيمة تكون ف حجر وليها تشركه ف ماله ويعجبه مالا وجالا‪,‬‬
‫فييد وليها أن يتزوجها بغي أن يقسط ف صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيه‪ ,‬فنهوا أن ينكحوهن‬

‫‪4‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل أن يقسطوا إليهن‪ .‬ويبلغوا بن أعلى سنتهن ف الصداق‪ ,‬وأمروا أن ينكحوا ما طاب لم من النساء‬
‫سواهن‪ .‬قال عروة‪ :‬قالت عائشة‪ :‬وإن الناس استفتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد هذه الَية‬
‫فأنزل ال {ويسفتفتونك فف النسفاء}‪ ,‬قالت عائشفة‪ :‬وقول ال فف الَيفة الخرى {وترغبون أن‬
‫تنكحو هن} رغ بة أحد كم عن يتيم ته إذا كا نت قليلة الال والمال‪ ,‬فنهوا أن ينكحوا من رغبوا ف‬
‫مال ا وجال ا من يتا مى الن ساء إل بالق سط من أ جل رغبت هم عن هن إذا كن قليلت الال والمال‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬مثن وثلث ورباع} أي انكحوا ما شئتم من النساء سواهن إن شاء أحدكم ثنتي وإن شاء‬
‫ثلثا‪ ,‬وإن شاء أربعا‪ .‬ك ما قال ال تعال‪{ :‬جا عل اللئ كة ر سلً أول أجن حة مث ن وثلث ورباع}‬
‫أي منهم من له جناحان‪ ,‬ومنهم من له ثلثة‪ ,‬ومنهم من له أربعة‪ ,‬ول ينفي ما عدا ذلك ف اللئكة‬
‫لدللة الدليفل عليفه‪ ,‬بلف قصفر الرجال على أربفع‪ ,‬فمفن هذه الَيفة كمفا قال ابفن عباس وجهور‬
‫العلماء‪ ,‬لن القام مقام امتنان وإباحة‪ ,‬فلو كان يوز المع بي أكثر من أربع لذكره‪ .‬قال الشافعي‪:‬‬
‫وقد دلت سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم البينة عن ال أنه ل يوز لحد غي رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أن يمع بي أكثر من أربع نسوة‪ ,‬وهذا الذي قاله الشافعي رحه ال ممع عليه بي‬
‫العلماء إل ما حكي عن طائفة من الشيعة‪ ,‬أنه يوز المع بي أكثر من أربع إل تسع‪ .‬وقال بعضهم‪:‬‬
‫بل حصر‪ .‬وقد يتمسك بعضهم بفعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف جعه بي أكثر من أربع إل‬
‫ت سع ك ما ث بت ف ال صحيحي‪ ,‬وأ ما إحدى عشرة ك ما جاء ف ب عض ألفاظ البخاري‪ :‬و قد عل قه‬
‫البخاري و قد روي نا عن أ نس أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم تزوج ب مس عشرة امرأة‪ ,‬ود خل‬
‫من هن بثلث عشرة‪ ,‬واجت مع عنده إحدى عشرة‪ ,‬ومات عن ت سع‪ .‬وهذا ع ند العلماء من خ صائصه‬
‫دون غيه من المة لا سنذكره من الحاديث الدالة على الصر ف أربع‪ ,‬ولنذكر الحاديث ف ذلك‪,‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل وممد بن جعفر قال‪ :‬حدثنا معمر عن الزهري‪ ,‬قال ابن جعفر ف‬
‫حديثه‪ :‬أنبأنا ابن شهاب عن سال عن أبيه أن غيلن بن سلمة الثقفي أسلم وتته عشر نسوة فقال له‬
‫النب صلى ال عليه وسلم «اختر منهن أربعا» فلما كان ف عهد عمر طلق نساءه‪ ,‬وقسم ماله بي‬
‫بنيه‪ ,‬فبلغ ذلك عمر فقال‪ :‬إن لظن الشيطان فيما يسترق من السمع سع بوتك فقذفه ف نفسك‪,‬‬
‫ولعلك ل ت كث إل قليل‪ .‬وا ي ال لتراج عن ن ساءك ولترج عن ف مالك أو لورث هن م نك ولَمرن‬
‫بقفبك فيجفم كمفا رجفم قفب أبف رغال‪ .‬وهكذا رواه الشافعفي والترمذي وابفن ماجفة والدارقطنف‬
‫والبيه قي وغي هم‪ ,‬من طرق عن إ ساعيل بن عل ية وغندر ويز يد بن زر يع و سعيد بن أ ب عرو بة‬

‫‪5‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسفيان الثوري وعيسى بن يونس‪ ,‬وعبد الرحن بن ممد الحارب‪ ,‬والفضل بن موسى وغيهم من‬
‫الفاظ‪ ,‬عن معمر بإسناده مثله إل قوله‪« :‬اختر منهن أربعا» وباقي الديث ف قصة عمر من أفراد‬
‫أحد‪ ,‬وهي زيادة حسنة وهي ُمضَعّفة لا علل به البخاري هذا الديث فيما حكاه عنه الترمذي حيث‬
‫قال بعد روايته له سعت البخاري يقول‪ :‬هذا الديث غي مفوظ‪ .‬والصحيح ما روى شعيب وغيه‬
‫عن الزهري‪ُ .‬حدّثت عن ممد بن سويد الثقفي أن غيلن بن سلمة ف فذكره‪ .‬قال البخاري‪ :‬وإنا‬
‫حديث الزهري عن سال‪ ,‬عن أبيه أن رجلً من ثقيف طلق نساءه فقال له عمر‪ :‬لتراجعن نساءك أو‬
‫لرجن قبك كما رجم قب أب رغال‪ .‬وهذا التعليل فيه نظر‪ ,‬وال أعلم ف وقد رواه عبد الرزاق عن‬
‫معمر عن الزهري مرسلً‪ .‬وهكذا رواه مالك عن الزهري مرسلً‪ .‬قال أبو زرعة‪ :‬وهو أصح‪ .‬وقال‬
‫البيهقي‪ :‬ورواه عقيل عن الزهري‪ :‬بلغنا عن عثمان بن ممد بن أب سويد‪ .‬وقال أبو حات‪ :‬وهذا وهم‬
‫إن ا هو الزهري‪ ,‬عن م مد بن سويد‪ .‬بلغ نا أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف فذكره‪ .‬قال‬
‫البيهقي‪ :‬ورواه يونس وابن عيينة عن الزهري عن ممد بن أب سويد وهذا كما علله البخاري وهذا‬
‫ال سناد الذي قدمناه من م سند المام أح د‪ ,‬رجاله ثقات على شرط الشيخ ي ث قد روي من غ ي‬
‫طريق معمر بل والزهري‪ .‬قال البيهقي‪ :‬أخبنا أبو عبد ال الافظ‪ ,‬حدثنا أبو علي الافظ‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫عبد الرحن النسائي‪ ,‬حدثنا أبو بُرَيد عمرو بن يزيد الرمي‪ ,‬أخبنا سيف بن عبيد ال حدثنا سرار‬
‫بن مشر‪ ,‬عن أيوب‪ ,‬عن نافع وسال‪ ,‬عن ابن عمر أن غيلن بن سلمة كان عنده عشر نسوة فأسلم‬
‫وأسلمن معه‪ ,‬فأمره النب صلى ال عليه وسلم أن يتار منهن أربعا‪ .‬هكذا أخرجه النسائي ف سننه‪,‬‬
‫قال أبو علي بن السكن‪ :‬تفرد به سرار بن مشر وهو ثقة‪ .‬وكذا وثقه ابن معي قال أبو علي‪ :‬وكذا‬
‫رواه السميدع بن واهب عن سرار‪ .‬قال البيهقي‪ :‬وروينا من حديث قيس بن الارث أو الارث بن‬
‫قيس‪ ,‬وعروة بن مسعود الثقفي وصفوان بن أمية يعن حديث غيلن بن سلمة‪ .‬فوجه الدللة أنه لو‬
‫كان يوز المع بي أكثر من أربع لسوغ له رسول ال صلى ال عليه وسلم سائرهن ف بقاء العشرة‬
‫وقد أسلمن معه فلما أمره بإمساك أربع وفراق سائرهن دل على أنه ل يوز المع بي أكثر من أربع‬
‫بال‪ ,‬فإذا كان هذا فف الدوام‪ ,‬فففي السفتئناف بطريفق الول والحرى‪ ,‬وال سفبحانه وتعال أعلم‬
‫بال صواب‪( ,‬حد يث آ خر ف ذلك) روى أ بو داود وا بن ما جه ف سننهما من طر يق م مد بن ع بد‬
‫الرحن بن أب ليلى عن حُ َميْضة بن الشمردل وعند ابن ماجه بنت الشمردل‪ ,‬حكى أبو داود أن منهم‬
‫من يقول الشمرذل بالذال العجمة عن قيس بن الارث‪ ,‬وعند أب داود ف رواية الارث بن قيس بن‬

‫‪6‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عمية ال سدي قال‪ :‬أ سلمت وعندي ثان ن سوة فذكرت لل نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪« :‬اخ تر‬
‫من هن أربعا»‪ ,‬وهذا ال سناد ح سن‪ :‬ومرد هذا الختلف ل ي ضر مثله ل ا للحد يث من الشوا هد‪.‬‬
‫(حد يث آ خر ف ذلك) قال الشاف عي ف م سنده‪ :‬أ خبن من سع ا بن أ ب الزناد يقول أ خبن ع بد‬
‫الجيد بن سُهيل بن عبد الرحن عن عوف بن الارث عن نوفل بن معاوية الديلي رضي ال عنه‪,‬‬
‫قال‪ :‬أسلمت وعندي خس نسوة فقال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬اختر أربعا أيتهن شئت‬
‫وفارق الخرى» فعمدت إل أقدم هن صحبة عجوز عا قر م عي م نذ ستي سنة فطلقت ها‪ .‬فهذه كل ها‬
‫شواهد بصحة ما تقدم من حديث غيلن كما قاله البيهقي رحه ال‪ .‬وقوله‪{ :‬فإن خفتم أل تعدلوا‬
‫فواحدة أو ما ملكت أيانكم}‪ ,‬أي فإن خشيتم من تعداد النساء أن ل تعدلوا بينهن‪ ,‬كما قال تعال‪,‬‬
‫{ولن تستطيعو أن تعدلوا بي النساء ولو حرصتم} فمن خاف من ذلك فليقتصر على واحدة أو على‬
‫الواري ال سراري فإ نه ل ي ب ق سم بين هن‪ ,‬ول كن ي ستحب ف من ف عل فح سن‪ ,‬و من ل فل حرج‪,‬‬
‫وقوله‪{ :‬ذلك أدن أل تعولوا} قال بعضهم ذلك أدن أل تكثر عيال كم‪ ,‬قاله زيد بن أسلم وسفيان‬
‫بن عيي نة والشاف عي رح هم ال‪ ,‬و هو مأخوذ من قوله تعال‪{ :‬وإن خف تم عيلة} أي فقرا {ف سوف‬
‫يغنيكففففففففم ال مففففففففن فضله إن شاء} وقال الشاعففففففففر‪:‬‬
‫فمفففا يدري الفقيففف متففف غناهومفففا يدري الغنففف متففف يعيفففل‬

‫وتقول العرب‪ :‬عال الر جل يع يل عيلة إذا افت قر ول كن ف هذا التف سي هه نا ن ظر‪ ,‬فإ نه ك ما ي شى‬
‫كثرة العائلة من تعداد الرائر كذلك يشى من تعداد السراري أيضا والصحيح قول المهور {ذلك‬
‫أدنف أل تعولوا} أي ل توروا‪ ,‬يقال‪ :‬عال فف الكفم إذا قسفط وظلم وجار‪ ,‬وقال أبفو طالب فف‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففففيدته الشهورة‪:‬‬ ‫قصف‬
‫ففف عائل‬ ‫فففه غيف‬ ‫فففن نفسف‬ ‫فففد مف‬ ‫فففس شعيةله شاهف‬ ‫فففط ل ييف‬ ‫بيزان قسف‬

‫وقال هشيم عن أب إسحاق قال‪ :‬كتب عثمان بن عفان إل أهل الكوفة ف شيء عاتبوه فيه‪ :‬إن‬
‫لست بيزان ل أعول‪ .‬رواه ابن جرير‪ ,‬وقد روى ابن أب حات وأبو حات ابن مردويه وابن حبان ف‬
‫صحيحه من طريق عبد الرحن بن إبراهيم دحيم‪ ,‬حدثنا ممد بن شعيب عن عمر بن ممد بن زيد‬
‫عن عبد ال بن عمر عن هشام بن عروة‪ ,‬عن أبيه عن عائشة عن النب صلى ال عليه وسلم‪{ :‬ذلك‬
‫أد ن أل تعولوا} قال‪« :‬ل توروا» قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬قال أ ب‪ ,‬هذا حد يث خ طأ‪ ,‬وال صحيح‪ :‬عن‬

‫‪7‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عائ شة موقوف‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬وروي عن ا بن عباس وعائ شة وما هد وعكر مة وال سن وأ ب‬
‫مالك وأب رزين والنخعي والشعب والضحاك وعطاء الراسان وقتادة والسدي ومقاتل بن حيان أنم‬
‫قالوا‪ :‬ل تيلوا‪ ,‬وقد استشهد عكرمة رحه ال ببيت أب طالب الذي قدمناه‪ ,‬ولكن ما أنشده كما هو‬
‫الروي فف السفية‪ ,‬وقفد رواه ابفن جريفر ثف أنشده جيدا واختار ذلك‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وآتوا النسفاء‬
‫صدقاتن نلة} قال علي بن أ ب طل حة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ :‬النحلة ال هر‪ ,‬وقال م مد بن إ سحاق عن‬
‫الزهري عن عروة عن عائشة‪ :‬نلة فريضة‪ ,‬وقال مقاتل وقتادة وابن جريج‪ :‬نلة أي فريضة‪ .‬زاد ابن‬
‫جريج‪ :‬مسماة‪ ,‬وقال ابن زيد‪ :‬النحلة ف كلم العرب‪ :‬الواجب‪ ,‬يقول‪ :‬ل تنكحها إل بشيء واجب‬
‫لا‪ ,‬وليس ينبغي لحد بعد النب صلى ال عليه وسلم أن ينكح امرأة إل بصداق واجب‪ ,‬ول ينبغي أن‬
‫يكون تسمية الصداق كذبا بغي حق‪ ,‬ومضمون كلمهم‪ :‬أن الرجل يب عليه دفع الصداق إل الرأة‬
‫حتما‪ ,‬وأن يكون طيب النفس بذلك كما ينع النيحة ويعطي النحلة طيبا با كذلك يب أن يعطي‬
‫الرأة صداقها طيبا بذلك فإن طابت هي له به بعد تسميته أو عن شيء منه فليأكله حل ًل طيبا‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬فإن ط ب ل كم عن ش يء م نه نف سا فكلوه هنيئا مريئا} قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أح د بن‬
‫سنان‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن سفيان عن السدي عن يعقوب بن الغية بن شعبة عن علي‬
‫قال‪ :‬إذا اشتكى أحدكم شيئا فليسأل امرأته ثلثة دراهم أو نو ذلك فليبتع با عسلً ث ليأخذ ماء‬
‫ال سماء فيجت مع هنيئا مريئا شفاء مباركا‪ .‬وقال هش يم عن سيار عن أبي صال قال‪ :‬كان الر جل إذا‬
‫زوج ابنته أخذ صداقها دونا فنهاهم ال عن ذلك‪ ,‬ونزل {وآتوا النساء صدقاتن نلة} رواه ابن أب‬
‫حات وابن جرير‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل الحسي‪ ,‬حدثنا وكيع عن سفيان عن‬
‫عم ي الثع مي عن ع بد اللك بن الغية الطائ في عن ع بد الرح ن بن الَبيْلما ن قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم {وآتوا النساء صدقاتن نلة} قالوا‪ :‬يا رسول ال فما العلئق بينهم ؟ قال‪« :‬ما‬
‫تراضى عليه أهلوهم» وقد روى ابن مردويه من طريق حجاج بن أرطأة عن عبد اللك بن الغية عن‬
‫ع بد الرح ن بن الَبيْلما ن عن ع مر بن الطاب قال‪ :‬خطب نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال‪:‬‬
‫«أنكحوا اليامى ف ثلثا ف» فقام إليه رجل فقال‪ :‬يا رسول ال ما العلئق بينهم ؟ قال‪« :‬ماتراضى‬
‫عليفففه أهلوهفففم» ابفففن الَبيْلمانففف ضعيفففف ثففف فيفففه انقطاع أيضا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وَ َل ُت ْؤتُوْا ال سّ َفهَآءَ َأ ْموَاَلكُ ُم الّتِي َجعَلَ اللّ هُ َلكُ مْ ِقيَاما وَارْزُقُوهُ مْ فِيهَا وَاكْ سُوهُ ْم وَقُولُواْ َلهُ مْ َقوْلً‬
‫ُمف وَلَ‬ ‫ِمفَأمْوَاَله ْ‬
‫ُمف ُرشْدا فَادَْفعُواْ إِلَْيه ْ‬
‫َسف ْم ّمْنه ْ‬
‫ِنف آن ْتُ‬
‫َاحف فَإ ْ‬ ‫ّمعْرُوفا * وَابْتَلُوْا الَْيتَامَىَ َحّتىَ إِذَا بََلغُوْا النّك َ‬
‫ف َومَن كَا نَ َفقِيا َف ْليَأْكُ ْل بِالْ َمعْرُو فِ فَِإذَا‬‫سَتعْفِ ْ‬
‫تَأْكُلُوهَآ إِ سْرَافا َوبِدَارا أَن َي ْكبَرُواْ َومَن كَا َن غَِنيّا فَ ْليَ ْ‬
‫فففِيبا‬ ‫فففِ حَسف‬ ‫ف وَ َكفَ َى بِاللّهف‬
‫فف ْ‬ ‫فففْ َفَأ ْشهِدُواْ عََلْيهِمف‬ ‫فففْ َأمْوَاَلهُمف‬ ‫فففْ إِلَْيهِمف‬ ‫دََف ْعتُمف‬
‫ينهى سبحانه وتعال عن تكي السفهاء من التصرف ف الموال الت جعلها ال للناس قياما‪ ,‬أي‬
‫تقوم ب ا معايش هم من التجارات وغي ها و من هه نا يؤ خذ ال جر على ال سفهاء و هم أق سام‪ ,‬فتارة‬
‫يكون الجر للصغر‪ ,‬فإن الصغي مسلوب العبارة‪ ,‬وتارة يكون الجر للجنون‪ ,‬وتارة لسوء التصرف‬
‫لنقص العقل أو الدين‪ ,‬وتارة للفلس‪ ,‬وهو ما إذا أحاطت الديون برجل وضاق ماله عن وفائها‪ ,‬فإذا‬
‫سأل الغرماء الا كم ال جر عل يه‪ ,‬ح جر عل يه‪ ,‬وقال الضحاك عن ا بن عباس‪ ,‬ف قوله {ول تؤتوا‬
‫السففهاء أموالكفم} قال‪ :‬هفم بنوك والنسفاء‪ ,‬وكذا قال ابفن مسفعود والكفم بفن عيينفة والسفن‬
‫والضحاك‪ :‬هم النساء والصبيان‪ ,‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬هم اليتامى‪ ,‬وقال ماهد وعكرمة وقتادة‪ :‬هم‬
‫النساء‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا صدقة بن خالد‪ ,‬حدثنا عثمان‬
‫بن أب العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أب أمامة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«وإن النساء السفهاء إل الت أطاعت قيمها» ورواه ابن مردويه مطولً وقال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن‬
‫مسلم بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا حرب بن سُريح‪ ,‬عن معاوية بن قرة‪ ,‬عن أب هريرة {ول تؤتوا السفهاء‬
‫أموالكم} قال‪ :‬هم الدم‪ ,‬وهم شياطي النس‪ ,‬وقوله‪{ :‬وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لم قولً‬
‫معروفا}‪ .‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ ,‬يقول‪ :‬ل تعمد إل مالك وما خولك ال وجعله لك‬
‫معيشة فتعطيه امرأتك أو بنيك ث تنظر إل ما ف أيديهم ولكن أمسك مالك وأصلحه وكن أنت الذي‬
‫تن فق علي هم من ك سوتم ومؤونت هم ورزق هم‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا ا بن الث ن‪ ,‬حدث نا م مد بن‬
‫جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن فراس‪ ,‬عن الشعب‪ ,‬عن أب بردة‪ ,‬عن أب موسى‪ ,‬قال‪ :‬ثلثة يدعون ال فل‬
‫ي ستجيب ل م‪ :‬ر جل كا نت له امرأة سيئة اللق فلم يطلق ها‪ ,‬ور جل أع طى ماله سفيها‪ ,‬و قد قال‪:‬‬
‫{ول تؤتوا السفهاء أموالكم}‪ ,‬ورجل كان له على رجل دين فلم يُشهِد عليه‪ ,‬وقال ماهد‪{ :‬وقولوا‬
‫لم قولً معروفا}‪ ,‬يعن ف الب والصلة‪ ,‬وهذه الَية الكرية تضمنت الحسان إل العائلة ومن تت‬
‫ال جر بالف عل من النفاق ف الك ساوي والرزاق والكلم الط يب وت سي الخلق‪ ,‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وابتلوا اليتامى} قال ابن عباس وماهد والسن والسدي ومقاتل بن حيان‪ :‬أي اختبوهم {حت إذا‬

‫‪9‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بلغوا النكاح} قال ما هد‪ :‬يع ن اللم‪ ,‬قال المهور من العلماء البلوغ ف الغلم تارة يكون باللم‪,‬‬
‫وهو أن يرى ف منامه ما ينل به الاء الدافق الذي يكون منه الولد‪ ,‬وف سنن أب داود عن علي قال‪:‬‬
‫حف ظت من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل ي تم ب عد احتلم ول صمات يوم إل الل يل» و ف‬
‫الديث الَخر عن عائشة وغيها من الصحابة رضي ال عنهم عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«رفع القلم عن ثلثة‪ ,‬عن الصب حت يتلم‪ ,‬وعن النائم حت يستقيظ‪ ,‬وعن الجنون حت يفيق»‪ ,‬أو‬
‫ي ستكمل خ س عشرة سنة وأخذوا ذلك من الد يث الثا بت ف ال صحيحي عن ا بن ع مر‪ ,‬قال‪:‬‬
‫عرضت على النب صلى ال عليه وسلم يوم أُحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يزن‪ ,‬وعرضت عليه يوم‬
‫الندق وأنا ابن خس عشرة فأجازن‪ ,‬فقال عمر بن عبد العزيز لا بلغه هذا الديث‪ :‬إن هذا الفرق‬
‫بي الصغي والكبي واختلفوا ف إنبات الشعر الشن حول الفرج‪ ,‬وهي الشعرة‪ ,‬هل تدل على بلوغ‬
‫أم ل ؟ على ثل ثة أقوال‪ ,‬يفرق ف الثالث ب ي صبيان ال سلمي فل يدل على ذلك لحتمال العال ة‪,‬‬
‫وبي صبيان أهل الذمة فيكون بلوغا ف حقهم لنه ل يتعجل با إل ضرب الزية عليه‪ .‬فل يعالها‪,‬‬
‫والصحيح أنا بلوغ ف حق الميع لن هذا أمر جبلي يستوي فيه الناس واحتمال العالة بعيد‪ ,‬ث قد‬
‫دلت ال سنة على ذلك ف الد يث الذي رواه المام أح د عن عط ية القر ظي ر ضي ال ع نه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫عرض نا على ال نب صلى ال عل يه و سلم يوم قري ظة‪ ,‬فكان من أن بت ق تل و من ل ين بت خلى سبيله‪,‬‬
‫فك نت في من ل ين بت فخلي سبيلي‪ ,‬و قد أخر جه أ هل ال سنن الرب عة بنحوه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن‬
‫صحيح وإنا كان كذلك لن سعد بن معاذ كان قدحكم فيهم بقتل القاتلة وسب الذرية‪ ,‬وقال أبو‬
‫عبيد القاسم بن سلم ف كتاب الغريب‪ :‬حدثنا ابن علية عن إساعيل بن أمية‪ ,‬عن ممد بن يي بن‬
‫حبان‪ ,‬عن ع مر‪ ,‬أن غلما ابت هر جار ية ف شعره‪ ,‬فقال ع مر ر ضي ال ع نه‪ :‬انظروا إل يه فلم يو جد‬
‫أنبت فدرأ عنه الد‪ ,‬قال أبو عبيد‪ :‬ابتهرها أي قذفها‪ ,‬والبتهار أن يقول فعلت با وهو كاذب‪ ,‬فإن‬
‫كان صففففففادقا فهففففففو البتيار‪ ,‬قال الكميففففففت ففففففف شعره‪:‬‬
‫قبيففففففح بثلي نعففففففت الفتاةإمففففففا ابتهارا وإمففففففا ابتيارا‬

‫وقوله عز وجل‪{ :‬فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالم} قال سعيد بن جبي‪ :‬يعن صلحا‬
‫ف دينهم وحفظا لموالم‪ .‬وكذا روي عن ابن عباس والسن البصري وغي واحد من الئمة وهكذا‬
‫قال الفقهاء‪ :‬مت بلغ الغلم مصلحا لدينه وماله انفك الجر عنه فيسلم إليه ماله الذي تت يد وليه‬

‫‪10‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بطريقه‪ ,‬وقوله‪{ :‬ول تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبوا} ينهى تعال عن أكل أموال اليتامى من غي‬
‫حاجفة ضروريفة {إسفرافا وبدارا} أي مبادرة قبفل بلوغهفم‪ ,‬ثف قال تعال‪{ :‬ومفن كان غنيا‬
‫فليستعفف} من كان ف غن عن مال اليتيم فليستعفف عنه ول يأكل منه شيئا‪ ,‬وقال الشعب‪ :‬هو‬
‫عليه كاليتة والدم {ومن كان فقيا فليأكل بالعروف} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا الشج‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫ال بن سليمان‪ ,‬حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة‪{ ,‬ومن كان غنيا فليستعفف} نزلت ف مال اليتيم‪,‬‬
‫وحدث نا ال شج وهارون بن إ سحاق قال‪ :‬حدث نا عبدة بن سليمان عن هشام عن أب يه عن عائ شة‪:‬‬
‫{و من كان فقيا فليأ كل بالعروف} نزلت ف وال اليت يم الذي يقوم عل يه وي صلحه إذا كان متاجا‬
‫أن يأكل منه‪ ,‬وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن سعيد الصبهان‪ ,‬حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه‬
‫عن عائشة قالت‪ :‬أنزلت هذه الَية ف وال اليتيم {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيا فليأكل‬
‫بالعروف} بقدر قيا مه عل يه‪ .‬ورواه البخاري عن إ سحاق عن ع بد ال بن ن ي عن هشام به‪ ,‬قال‬
‫الفقهاء‪ :‬له أن يأكل أقل المرين‪ :‬أجرة مثله أو قدر حاجته‪ ,‬واختلفوا هل يرد إذا أيسر ؟ على قولي‬
‫(أحدها) ل‪ ,‬لنه أكل بأجرة عمله وكان فقيا‪ ,‬وهذا هو الصحيح عند أصحاب الشافعي‪ ,‬لن الَية‬
‫أباحت الكل من غي بدل‪ ,‬قال أحد‪ :‬حدثنا عبد الوهاب‪ ,‬حدثنا حسي عن عمرو بن شعيب عن‬
‫أبيه‪ ,‬عن جده‪ :‬أن رجلً سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬ليس ل مال ول يتيم ؟ فقال‪:‬‬
‫« كل من مال يتي مك غ ي م سرف ول مبذر ول متأ ثل مالً و من غ ي أن ت قي مالك ف أو قال ف‬
‫تفدي مالك باله» شك حسي‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد الحر‪,‬‬
‫حدثنا حسي الكتب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه‬
‫و سلم فقال‪ :‬إن عندي يتيما عنده مال ول يس عنده ش يء ما‪ .‬آ كل من ماله ؟ قال‪« :‬بالعروف غ ي‬
‫م سرف» ورواه أ بو دواد والن سائي وا بن ما جه من حد يث ح سي العلم به وروى ا بن حبان ف‬
‫صحيحه وا بن مردويه ف تف سيه من حديث يعلى بن مهدي عن جعفر بن سليمان عن أ ب عا مر‬
‫الزاز‪ ,‬عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن جابر أن رجلً قال‪ :‬يا ر سول ال ف يم أضرب يتي مي ؟ قال‪ « :‬ما‬
‫ك نت ضاربا م نه ولدك غ ي واق مالك باله ول متأ ثل م نه مالً» وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا ال سن بن‬
‫يي‪ ,‬أخبنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا الثوري عن يي بن سعيد عن القاسم بن ممد قال‪ :‬جاء أعراب إل‬
‫ا بن عباس فقال‪ :‬إن ف حجري أيتاما وإن لم إبلً ول إ بل‪ ,‬وأنا أم نح ف إبلي وأفْ قر‪ ,‬فماذا ي ل ل‬
‫من ألبان ا ؟ فقال‪ :‬إن ك نت تب غي ضالت ها وت نأ جربا ها وتلوط حوض ها وت سقي علي ها فاشرب غ ي‬

‫‪11‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫م ضر بن سل‪ ,‬ول نا هك ف اللب‪ ,‬ورواه مالك ف موطئه عن ي ي بن سعيد به‪ ,‬وبذا القول و هو‬
‫عدم أداء البدل‪ ,‬يقول عطاء بن أب رباح وعكرمة وإبراهيم النخعي وعطية العوف والسن البصري‪.‬‬
‫(والثان) نعم‪ ,‬لن مال اليتيم على الظر‪ ,‬وإنا أبيح للحاجة فيد بدله كأكل مال الغي للمضطر عند‬
‫الا جة‪ ,‬و قد قال ا بن أ ب الدن يا‪ :‬حدث نا ا بن خيث مة‪ ,‬حدث نا وك يع عن سفيان وإ سرائيل‪ ,‬عن أ ب‬
‫إسحاق‪ ,‬عن حارثة بن مضرب قال‪ :‬قال عمر رضي ال عنه‪ :‬إن أنزلت نفسي من هذا الال بنلة‬
‫فت‪.‬‬ ‫فرت قضيف‬ ‫فتقرضت‪ ,‬فإذا أيسف‬ ‫فت اسف‬ ‫فتعففت‪ ,‬وإن احتجف‬ ‫فتغنيت اسف‬ ‫فم‪ ,‬إن اسف‬ ‫وال اليتيف‬
‫(طر يق أخرى) قال سعيد بن من صور‪ :‬حدث نا أ بو الحوص‪ ,‬عن أ ب إ سحاق‪ ,‬عن الباء قال‪ :‬قال‬
‫ع مر ر ضي ال ع نه‪ :‬إ ن أنزلت نف سي من مال ال بنلة وال اليت يم‪ ,‬إن احت جت أخذت م نه‪ ,‬فإذا‬
‫أي سرت ردد ته‪ ,‬وإن ا ستغنيت ا ستعففت‪ ,‬إ سناد صحيح وروى البيه قي عن ا بن عباس ن و ذلك‪,‬‬
‫وهكذا رواه ا بن أ ب حا ت من طر يق علي بن أ ب طل حة‪ ,‬عن ا بن عباس ف قوله‪{ :‬و من كان فقيا‬
‫فليأكل بالعروف} يعن القرض‪ ,‬قال وروي عن عبيدة وأب العالية‪ ,‬وأب وائل‪ ,‬وسعيد بن جبي ف‬
‫إحدى الروايات وماهد والضحاك والسدي نو ذلك‪ ,‬وروي من طريق السدي عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس ف قوله {فليأكل بالعروف} قال‪ :‬يأكل بثلث أصابع‪ ,‬ث قال‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا‬
‫ابن مهدي عن سفيان عن الكم عن مقسم عن ابن عباس {ومن كان فقيا فليأكل بالعروف} قال‪:‬‬
‫يأ كل مفن ماله يقوت على يتيمفه ح ت ل يتاج إل مال اليتيفم‪ ,‬قال وروي عفن ما هد وميمون بفن‬
‫مهران ف إحدى الروايات والكم نو ذلك‪ ,‬وقال عامر الشعب‪ :‬ل يأكل منه إل أن يضطر إليه كما‬
‫يض طر إل الي تة فإن أ كل م نه قضاه‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت وقال ا بن و هب‪ :‬حدث نا نا فع بن أ ب نع يم‬
‫القارى قال‪ :‬سألت ي ي بن سعيد الن صاري وربي عة عن قول ال تعال‪{ :‬و من كان فقيا فليأ كل‬
‫بالعروف} الَية‪ ,‬فقال‪ :‬ذلك ف اليتيم إن كان فقيا أنفق عليه بقدر فقره‪ ,‬ول يكن للول منه شيء‪,‬‬
‫وهذا بعيد من السياق‪ ,‬لنه قال {ومن كان غنيا فليستعفف} يعن من الولياء‪{ .‬ومن كان فقيا}‬
‫أي منهم {فليأكل بالعروف} أي بالت هي أحسن كما قال ف الَية الخرى {ول تقربوا مال اليتيم‬
‫إل بال ت هي أح سن ح ت يبلغ أشده} أي ل تقربوه إل م صلحي له‪ ,‬فإن احتج تم إل يه أكل تم م نه‬
‫بالعروف وقوله‪{ :‬فإذا دفعتم إليهم أموالم} يعن بعد بلوغهم اللم وإيناسكم الرشد منهم فحينئذٍ‬
‫سلموا إليهم أموالم فإذا دفعتم إليهم أموالم {فأشهدوا عليهم} وهذا أمر من ال تعال للولياء أن‬
‫يشهدوا على اليتام إذا بلغوا اللم وسلموا إليهم أموالم لئل يقع من بعضهم جحود وإنكار لا قبضه‬

‫‪12‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وتسلمه‪ ,‬ث قال‪{ :‬وكفى بال حسيبا} أي وكفى بال ماسبا وشهيدا ورقيبا على الولياء ف حال‬
‫نظرهفم لليتام وحال تسفليمهم للموال هفل هفي كاملة موفرة أو منقوصفة مبخوسفة مدخلة‪ ,‬مروج‬
‫حسابا‪ ,‬مدلس أمورها ؟ ال عال بذلك كله ‪ ,‬ولذا ثبت ف صحيح مسلم أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬يا أبا ذر إن أراك ضعيفا وإن أحب لك ما أحب لنفسي ل تأمرن على اثني ول‬
‫تليفففففففففففففففففف مال يتيففففففففففففففففففم»‪.‬‬

‫** لّلرّجَا ِل نَصِيبٌ مّمّا تَرَ َك الْوَالِدَا ِن وَالقْ َربُو َن وَلِلنّ سَآ ِء نَ صِيبٌ مّمّا تَرَ كَ اْلوَالِدَا ِن وَالقْ َربُو َن مِمّا قَ ّل‬
‫ِمنْهُفَأوْ َكثُ َر نَصفِيبا ّمفْرُوضا * َوإِذَا َحضَ َر اْلقِس ْفَمةَ ُأوْلُوْا اْلقُ ْرَبىَ وَاْليَتَا َمىَ وَالْمَسفَاكِيُ فَارْزُقُوهُم ْف ّمنْهُف‬
‫ضعَافا خَافُوْا عََلْيهِ مْ َف ْليَّتقُواّ اللّ هَ‬
‫ش الّذِي نَ َل ْو تَرَكُوْا مِ نْ خَ ْل ِفهِ مْ ذُ ّرّيةً ِ‬
‫وَقُولُواْ َلهُ مْ َقوْ ًل ّمعْرُوفا * وَلْيَخْ َ‬
‫ِمف نَارا‬‫ُونف ف ِي بُطُوِنه ْ‬ ‫ُونف َأ ْموَا َل الَْيتَامَ َى ظُلْما ِإنّم َا َيأْكُل َ‬
‫ِينف يَأْكُل َ‬ ‫ِنف الّذ َ‬‫سفدِيدا * إ ّ‬ ‫وَْليَقُولُواْ َقوْ ًل َ‬
‫فعِيا‬ ‫فففففففففففففففف َ‬ ‫فَيصَْلوْنَ سف‬ ‫فففففففففففففففف َ‬ ‫وَسف‬
‫قال سفعيد بفن جفبي وقتادة‪ :‬كان الشركون يعلون الال للرجال الكبار ول يورثون النسفاء ول‬
‫الطفال شيئا‪ ,‬فأنزل ال‪{ :‬للرجال نصيب ما ترك الوالدان والقربون} الَية‪ ,‬أي الميع فيه سواء ف‬
‫حكم ال تعال‪ ,‬يستوون ف أصل الوراثة‪ ,‬وإن تفاوتوا بسب ما فرض ال لكل منهم با يدل به إل‬
‫اليت من قرابة‪ ,‬أو زوجية‪ ,‬أو ولء‪ ,‬فإنه لمة كلحمة النسب‪ .‬وقد روى ابن مردويه من طريق ابن‬
‫هراسة عن سفيان الثوري عن عبد ال بن ممد بن عقيل عن جابر قال‪ :‬جاءت أم كُجّة إل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬يا رسول ال إن ل ابنتي قد مات أبوها وليس لما شيء‪ ,‬فأنزل ال‬
‫تعال‪{ :‬للرجال ن صيب م ا ترك الوالدان والقربون} الَ ية‪ ,‬و سيأت هذا الد يث ع ند آي ت الياث‬
‫بسياق آخر‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقوله {وإذا حضر القسمة} الَية‪ ,‬قيل‪ :‬الراد وإذا حضر قسمة الياث ذوو‬
‫القرب من ليس بوارث {واليتامى والساكي} فليضخ لم من التركة نصيب‪ ,‬وإن ذلك كان واجبا‬
‫ف ابتداء السلم‪ ,‬وقيل يستحب‪ .‬واختلفوا هل هو منسوخ أم ل على قولي‪ ,‬فقال البخاري‪ :‬حدثنا‬
‫أحد بن حيد‪ ,‬أخبنا عُبيد ال الشجعي عن سفيان عن الشيبان عن عكرمة عن ابن عباس‪{ :‬وإذا‬
‫حضر القسمة أولوا القرب واليتامى والساكي}‪ .‬قال‪ :‬هي مكمة وليست بنسوخة‪ .‬تابعه سعيد عن‬
‫ا بن عباس‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا القا سم‪ ,‬حدث نا ال سي‪ ,‬حدث نا عباد بن العوام عن الجاج عن‬
‫الكم عن مقسم عن ابن عباس قال‪ :‬هي قائمة يعمل با‪ ,‬وقال الثوري عن ابن أب نيح عن ماهد‬

‫‪13‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف هذه الَية‪ ,‬قال‪ :‬هي واجبة على أهل الياث ما طابت به أنفسهم‪ ,‬وهكذا روي عن ابن مسعود‬
‫وأب موسى وعبد الرحن بن أب بكر وأب العالية والشعب والسن‪ ,‬وقال ابن سيين وسعيد بن جبي‬
‫ومكحول وإبراهيم النخعي وعطاء بن أب رباح والزهري ويي بن يعمر‪ :‬إنا واجبة‪ ,‬وروى ابن أب‬
‫حات عن أب سعيد الشج‪ ,‬عن إساعيل ابن علية عن يونس بن عبيد عن ابن سيين قال‪ :‬ول عبيدة‬
‫و صية فأ مر بشاة فذب ت فأط عم أ صحاب هذه الَ ية وقال‪ :‬لول هذه الَ ية لكان هذا من مال‪ ,‬وقال‬
‫مالك فيما يروى عنه من التفسي ف جزء مموع عن الزهري‪ :‬أن عروة أعطى من مال مصعب حي‬
‫قسم ماله‪ ,‬وقال الزهري‪ :‬هي مكمة‪ .‬وقال مالك‪ :‬عن عبد الكري عن ماهد قال‪ :‬هي حق واجب‬
‫مفففففففففا طابفففففففففت بفففففففففه النففففففففففس‪.‬‬

‫ذكففففر مففففن ذهففففب إل أن ذلك أمففففر بالوصففففية لمفففف‬


‫قال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا ابن جريج‪ ,‬أخبن ابن أب مليكة‪ :‬أن أساء بنت عبد الرحن بن أب بكر‬
‫الصديق والقاسم بن ممد أخباه أن عبد ال بن عبد الرحن بن أب بكر‪ ,‬قسم مياث أبيه عبد الرحن‬
‫وعائشة حية‪ ,‬قال‪ :‬فلم يدع ف الدار مسكينا ول ذا قرابة إل أعطاه من مياث أبيه‪ ,‬قال‪ :‬وتل {وإذا‬
‫حضر القسمة أولوا القرب}‪ ,‬قال القاسم‪ :‬فذكرت ذلك لبن عباس‪ ,‬فقال‪ :‬ما أصاب‪ ,‬ليس ذلك له‬
‫إناف ذلك إل الوصفية وإناف هذه الَيفة فف الوصفية يريفد اليفت يوصفي لمف‪ ,‬رواه ابفن أبف حاتف‪.‬‬

‫فففففة‬ ‫فففففوخة بالكليف‬ ‫فففففة منسف‬ ‫فففففن قال هذه الَيف‬ ‫فففففر مف‬ ‫ذكف‬
‫قال سفيان الثوري‪ ,‬عن ممد بن السائب الكلب‪ ,‬عن أب صال‪ ,‬عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫{وإذا حضر القسمة} قال‪ :‬منسوخة‪ ,‬وقال إساعيل بن مسلم الكي عن قتادة عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬قال ف هذه الَية {وإذا حضر القسمة أولوا القرب} نسختها الَية الت بعدها {يوصيكم ال‬
‫ف أولدكم}‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس رضي ال تعال عنهما ف هذه الَية {وإذا حضر القسمة‬
‫أولوا القر ب} كان ذلك ق بل أن تنل الفرائض‪ ,‬فأنزل ال ب عد ذلك الفرائض فأع طى كل ذي حق‬
‫حقه‪ ,‬فجعلت الصدقة فيما سى التوف‪ ,‬رواهن ابن مردويه‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا السن بن‬
‫ممد بن الصباح‪ ,‬حدثنا حجاج عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء‪ ,‬عن ابن عباس ف قوله‪:‬‬
‫{وإذا حضر القسمة أولوا القرب واليتامى والساكي} نسختها آية الياث فجعل لكل إنسان نصيبه‬
‫ما ترك الوالدان والقربون ما قل منه أو كثر‪ .‬وحدثنا أسيد بن عاصم‪ ,‬حدثنا سعيد بن عامر عن‬

‫‪14‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هام‪ ,‬حدث نا قتادة عن سعيد بن ال سيب أ نه قال‪ :‬إن ا من سوخة‪ ,‬كا نت ق بل الفرائض كان ما ترك‬
‫الرجل من مال أعطى منه اليتيم والفقي والسكي وذوي القرب إذا حضروا القسمة ث نسخ بعد ذلك‬
‫ن سختها الوار يث فأل ق ال ب كل ذي حق ح قه‪ ,‬و صارت الو صية من ماله يو صي ب ا لذوي قراب ته‬
‫حيفث شاء‪ .‬وقال مالك‪ ,‬عفن الزهري‪ ,‬عفن سفعيد بفن السفيب‪ :‬هفي منسفوخة‪ ,‬نسفختها الواريفث‬
‫والوصية‪ .‬وهكذا روي عن عكرمة وأب الشعثاء والقاسم بن ممد وأب صال وأب مالك وزيد بن‬
‫أسفلم والضحاك وعطاء الراسفان ومقاتفل بفن حيان وربيعفة بفن أبف عبفد الرحنف أنمف قالوا‪ :‬إناف‬
‫من سوخة‪ ,‬وهذا مذ هب جهور الفقهاء والئ مة الرب عة وأ صحابم‪ ,‬و قد اختار ا بن جر ير هه نا قولً‬
‫غريبا جدا وحاصله أن معن الَية عنده {وإذا حضر القسمة} أي وإذا حضر قسمة مال الوصية أولو‬
‫قرابة اليت {فارزقوهم منه وقولوا} لليتامى وال ساكي إذا حضروا {قولً معروفا} هذا مضمون ما‬
‫حاوله بعفد طول العبارة والتكرار‪ ,‬وفيفه نظفر‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال العوفف عفن ابفن عباس {وإذا حضفر‬
‫الق سمة} هي ق سمة الياث‪ ,‬وهكذا قال غ ي وا حد‪ ,‬والع ن على هذا ل على ما سلكه ا بن جر ير‬
‫رحه ال‪ ,‬بل العن أنه إذا حضر هؤلء الفقراء من القرابة الذين ل يرثون واليتامى والساكي قسمة‬
‫مال جز يل‪ ,‬فإن أنف سهم تتوق إل ش يء م نه إذا رأوا هذا يأ خذ وهذا يأ خذ‪ ,‬و هم يائ سون ل ش يء‬
‫يعطونه‪ ,‬فأمر ال تعال وهو الرؤوف الرحيم أن يرضخ لم شيء من الوسط يكون برا بم وصدقة‬
‫عليهم‪ ,‬وإحسانا إليهم وجبا لكسرهم‪ .‬كما قال ال تعال‪{ :‬كلوا من ثره إذا أثر وآتوا حقه يوم‬
‫حصاده} وذم الذين ينقلون الال خفية خشية أن يطلع عليهم الحاويج وذوو الفاقة‪ .‬كما أخب عن‬
‫أ صحاب ال نة {إذ أق سموا لي صرمنها م صبحي} أي بل يل‪ .‬وقال {فانطلقوا و هم يتخافتون * أن ل‬
‫يدخلن ها اليوم علي كم م سكي} ف ف {د مر ال علي هم وللكافر ين أمثال ا} ف من ج حد حق ال عل يه‬
‫عاقبه ف أعز ما يلكه‪ ,‬ولذا جاء ف الديث «ما خالطت الصدقة مالً إل أفسدته» أي منعها يكون‬
‫سبب مق ذلك الال بالكلية‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وليخش الذين لو تركوا من خلفهم} الَية‪ .‬قال علي بن‬
‫أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬هذا ف الرجل يضره الوت‪ ,‬فيسمعه رجل يوصي بوصية تضر بورثته‪ ,‬فأمر‬
‫ال تعال الذي يسمعه أن يتقي ال ويوفقه ويسدده للصواب‪ .‬فينظر لورثته كما كان يب أن يصنع‬
‫بورثته إذاخشي عليهم الضيعة‪ ,‬وهكذا قال ماهد وغي واحد‪ ,‬وثبت ف الصحيحي أن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ل ا د خل على سعد بن أ ب وقاص يعوده‪ ,‬قال‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬إ ن ذو مال ول‬
‫يرثنف إل ابنفة‪ ,‬أفأتصفدق بثلثفي مال ؟ قال «ل»‪ .‬قال‪ :‬فالشطفر ؟ قال «ل»‪ .‬قال‪ :‬فالثلث ؟ قال‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«الثلث‪ ,‬والثلث كثي»‪ .‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إنك أن تذر ورثتك أغنياء خي من‬
‫أن تذر هم عالة يتكففون الناس» و ف ال صحيح عن ا بن عباس قال‪ :‬لو أن الناس غضوا من الثلث إل‬
‫الر بع‪ ,‬فإن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «الثلث‪ ,‬والثلث كث ي» قال الفقهاء‪ :‬إن كان ور ثة‬
‫اليت أغنياء‪ ,‬استحب للميت أن يستوف ف وصيته الثلث‪ ,‬وإن كانوا فقراء استحب أن ينقص الثلث‪,‬‬
‫وقيفل‪ :‬الراد بالَيفة فليتقوا ال فف مباشرة أموال اليتامفى {ول يأكلوهفا إسفرافا وبدارا أن يكفبوا}‪,‬‬
‫حكاه ابن جرير من طريق العوف عن ابن عباس‪ ,‬وهو قول حسن يتأيد با بعده من التهديد ف أكل‬
‫أموال اليتامى ظلما‪ ,‬أي كما تب أن تعامل ذريتك من بعدك‪ ,‬فعامل الناس ف ذراريهم إذا وليتهم‪,‬‬
‫ث أعلمهم أن من أكل أموال اليتامى ظلما‪ ,‬فإنا يأكل ف بطنه نارا‪ ¹‬ولذا قال {إن الذين يأكلون‬
‫أموال اليتا مى ظلما إن ا يأكلون ف بطون م نارا و سيصلون سعيا} أي إذا أكلوا أموال اليتا مى بل‬
‫سبب فإنا يأكلون نارا تتأجج ف بطونم يوم القيامة ‪ 0‬وف الصحيحي من حديث سليمان بن بلل‬
‫عن ثور بن ز يد‪ ,‬عن سال أ ب الغ يث‪ ,‬عن أ ب هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«اجتنبوا السبع الوبقات» قيل‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬وما هن ؟ قال‪« :‬الشرك بال‪ ,‬والسحر‪ ,‬وقتل النفس‬
‫التف حرم ال إل بالقف‪ ,‬وأكفل الربفا‪ ,‬وأكفل مال اليتيفم‪ ,‬والتول يوم الزحفف‪ ,‬وقذف الحصفنات‬
‫الؤمنات الغافلت» وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبيدة‪ ,‬أخبنا أبو عبد الصمد عبد العزيز‬
‫بن عبد الصمد العَمّي‪ ,‬حدثنا أبو هارون العبدي عن أب سعيد الدري‪ ,‬قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬ما‬
‫رأيت ليلة أسري بك ؟ قال «انطلق ب إل خلق من خلق ال كثي‪ .‬رجال كل رجل منهم له مشفران‬
‫كمشفري البعي‪ ,‬وهو موكل بم رجال يفكون لاء أحدهم‪ ,‬ث ياء بصخرة من نار فتقذف ف فّ‬
‫أحدهم حت يرج من أسفله‪ ,‬ولم جوار وصراخ‪ ,‬قلت‪ :‬يا جبيل‪ ,‬من هؤلء ؟ قال‪ :‬هؤلء الذين‬
‫يأكلون أموال اليتامى ظلما‪ ,‬إنا يأكلون ف بطونم نارا وسيصلون سعيا» وقال السدي‪ :‬يبعث آكل‬
‫مال اليتيم يوم القيامة ولب النار يرج من فيه ومن مسامعه وأنفه وعينيه‪ ,‬يعرفه كل من رآه بأكل‬
‫مال اليتيم‪ .‬وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد‪ ,‬حدثنا أحد بن عمرو‪ ,‬حدثنا عقبة‬
‫بن مكرم‪ ,‬حدثنا يونس بن بكي‪ ,‬حدثنا زياد بن النذر عن نافع بن الارث‪ ,‬عن أب برزة أن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم قال « يب عث يوم القيا مة القوم من قبور هم تأ جج أفواه هم نارا» ق يل « يا‬
‫ر سول ال‪ ,‬من هم ؟ قال «أل تر أن ال قال {إن الذ ين يأكلون أموال اليتا مى ظلما} الَ ية»‪ ,‬رواه‬
‫ابن أب حات عن أب زرعة‪ ,‬عن عقبة بن مكرم‪ ,‬وأخرجه ابن حبان ف صحيحه عن أحد بن علي بن‬

‫‪16‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثن عن عقبة بن مكرم‪ .‬وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا عبد ال بن جعفر‪ ,‬حدثنا أحد بن عصام‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو عامر العبدي‪ ,‬حدثنا عبد ال بن جعفر الزهري‪ ,‬عن عثمان بن ممد‪ ,‬عن القبي‪ ,‬عن أب هريرة‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أحرج مال الضعيفي الرأة واليتيم» أي أوصيكم باجتناب‬
‫مالما‪ ,‬وتقدم ف سورة البقرة من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما‪ ,‬قال‪ :‬لا نزلت {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} الَية‪ ,‬انطلق من كان عنده يتيم فعزل‬
‫طعامه من طعامه وشرابه من شرابه‪ ,‬فجعل يفضل الشيء فيحبس له حت يأكله أو يفسد‪ ,‬فاشتد ذلك‬
‫عليهم‪ ,‬فذكروا ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأنزل ال {ويسألونك عن اليتامى قل إصلح‬
‫فف‪.‬‬ ‫فف بشرابمف‬ ‫ففم وشرابمف‬ ‫ففم بطعامهف‬ ‫ففة‪ ,‬قال‪ :‬فخلطوا طعامهف‬ ‫فف} الَيف‬‫فف خيف‬ ‫لمف‬

‫ق اثَْنَتيْ نِ فََلهُ ّن ثُُلثَا مَا تَرَ كَ‬


‫ظ ا ُلنَْثَييْ نِ فَإِن كُ ّن نِ سَآءً َفوْ َ‬‫** يُو صِيكُمُ اللّ هُ فِ يَ َأوْلَدِكُ مْ لِلذّكَ ِر ِمثْلُ حَ ّ‬
‫س مِمّا تَرَ كَ إِن كَا نَ لَ ُه وَلَدٌ فَإِن لّ مْ‬ ‫ف وَلَبوَيْ هِ ِلكُ ّل وَاحِ ٍد ّمْنهُمَا ال سّدُ ُ‬ ‫ت وَاحِ َدةً َفَلهَا النّ صْ ُ‬ ‫َوإِن كَانَ ْ‬
‫صّيةٍ يُو صِي ِبهَآ َأوْ‬ ‫س مِن َبعْ ِد وَ ِ‬ ‫لمّ هِ ال سّدُ ُ‬‫لمّ ِه الثّلُ ثُ َفإِن كَا نَ لَ هُ إِ ْخ َوةٌ َف ُ‬
‫يَكُ نْ لّ ُه وَلَ ٌد َووَ ِرثَ هُ َأبَوَا هُ َف ُ‬
‫ضةً مّ نَ اللّ هِ إِ نّ اللّ هَ كَا نَ عَلِيما َحكِيما‬ ‫َديْ ٍن آبَآؤُكُ ْم َوأَبناؤُكُ مْ َل تَدْرُو نَ أَّيهُ مْ أَقْرَ بُ َلكُ مْ َنفْعا فَرِي َ‬
‫هذه الَ ية الكري ة وال ت بعد ها والَ ية ال ت هي خات ة هذه ال سورة هن آيات علم الفرائض‪ ,‬و هو‬
‫مستنبط من هذه الَيات الثلث ومن الحاديث الواردة ف ذلك ما هو كالتفسي لذلك‪ .‬ولنذكر منها‬
‫ما هو متعلق بتفسي ذلك‪ .‬وأما تقرير السائل ونصب اللف والدلة‪ ,‬والجاج بي الئمة‪ ,‬فموضعه‬
‫ك تب الحكام‪ ,‬وال ال ستعان‪ .‬و قد ورد الترغ يب ف تعلم الفرائض وهذه الفرائض الا صة من أ هم‬
‫ذلك‪ ,‬و قد روى أ بو داود وا بن ما جه من حد يث ع بد الرح ن بن زياد بن أن عم الفري قي عن ع بد‬
‫الرحن بن رافع التنوخي‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو رضي ال عنه‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬العلم ثلثة‪ ,‬وما سوى ذلك فهو فضل‪ :‬آية مكمة‪ ,‬أو سنة قائمة‪ ,‬أو فريضة عادلة» وعن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « يا أ با هريرة تعلموا الفرائض وعلموه فإ نه ن صف‬
‫العلم‪ ,‬وهو ينسى‪ ,‬وهو أول شيء ينع من أمت» رواه ابن ماجه وف إسناده ضعف‪ .‬وقد روي من‬
‫حديث ابن مسعود وأب سعيد‪ ,‬وف كل منهما نظر‪ .‬قال ابن عيينة‪ :‬إنا سّى الفرائض نصف العلم‪,‬‬
‫ل نه يبتلى به الناس كل هم‪ .‬وقال البخاري ع ند تف سي هذه الَ ية‪ :‬حدث نا إبراه يم بن مو سى‪ .‬حدث نا‬
‫هشام أن ا بن جر يج أ خبهم قال‪ :‬أ خبن ا بن النكدر عن جابر بن ع بد ال قال‪ :‬عاد ن ر سول ال‬

‫‪17‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عل يه و سلم وأ بو ب كر ف ب ن سلمة ماشي ي‪ ,‬فوجد ن ال نب صلى ال عل يه و سلم ل أع قل‬
‫شيئا‪ ,‬فدعا باء فتوضأ منه‪ ,‬ث رش علي فأفقت فقلت‪ :‬ما تأمرن أن أصنع ف مال يا ر سول ال ؟‬
‫فنلت {يوصيكم ال ف أولدكم للذكر مثل حظ النثيي} وكذا رواه مسلم والنسائي من حديث‬
‫حجاج بن م مد العور عن ا بن جر يج به‪ ,‬ورواه الما عة كل هم من حد يث سفيان بن عيي نة عن‬
‫ففففففففففن جابر‪.‬‬ ‫ففففففففففن النكدر عف‬ ‫ففففففففففد بف‬ ‫ممف‬
‫(حديث آخر عن جابر ف سبب نزول الَية) قال أحد‪ :‬حدثنا زكريا بن عدي‪ ,‬حدثنا عبيد ال هو‬
‫ابن عمرو الرقي‪ ,‬عن عبد ال بن ممد بن عقيل‪ ,‬عن جابر‪ ,‬قال‪ :‬جاءت امرأة سعد بن الربيع إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقالت‪ :‬يا رسول ال هاتان ابنتا سعد بن الربيع‪ ,‬قتل أبوها معك ف‬
‫يوم أحد شهيدا‪ ,‬وإن عمهما أخذ مالما فلم يدع لما مال‪ ,‬ول ينكحان إل ولما مال‪ ,‬قال‪ :‬فقال‬
‫«يقضي ال ف ذلك» فنلت آية الياث‪ ,‬فأرسل ر سول ال صلى ال عليه و سلم إل عمه ما فقال‪:‬‬
‫«أعط ابنت سعد الثلثي‪ ,‬وأمهما الثمن‪ ,‬وما بقي فهو لك»‪ .‬وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه‬
‫من طرق عن ع بد ال بن م مد بن عق يل به‪ ,‬قال الترمذي‪ :‬ول يعرف إل من حدي ثه‪ .‬والظا هر أن‬
‫حديث جابر الول إنا نزل بسبب الَية الخية من هذه السورة كما سيأت‪ ,‬فإنه إنا كان له إذ ذاك‬
‫أخوات‪ ,‬ول يكن له بنات‪ ,‬وإنا كان يورث كللة‪ ,‬ولكن ذكرنا الديث ههنا تبعا للبخاري رحه‬
‫ال فإنففه ذكره ههنففا‪ ,‬والديففث الثانفف عففن جابر أشبففه بنول هذه الَيففة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫فقوله تعال‪{ :‬يو صيكم ال ف أولد كم للذ كر م ثل حظ النثي ي} أي يأمر كم بالعدل في هم‪ ,‬فإن‬
‫أهل الاهلية كانوا يعلون جيع الياث للذكور دون الناث‪ ,‬فأمر ال تعال بالتسوية بينهم ف أصل‬
‫الياث‪ ,‬وفاوت ب ي ال صنفي‪ ,‬فج عل للذ كر م ثل حظ النثي ي‪ ,‬وذلك لحتياج الر جل إل مؤو نة‬
‫النفقة والكلفة ومعاناة التجارة والتكسب وتمل الشاق‪ ,‬فناسب أن يعطى ضعفي ما تأخذه النثى‪,‬‬
‫وقد استنبط بعض الذكياء من قوله تعال‪{ :‬يوصيكم ال ف أولدكم للذكر مثل حظ النثيي} أنه‬
‫تعال أرحم بلقه من الوالدة بولدها‪ ,‬حيث أوصى الوالدين بأولدهم‪ ,‬فعلم أنه أرحم بم منهم‪ ,‬كما‬
‫جاء ف الديث الصحيح وقد رأى امرأة من السب فرق بينها وبي ولدها‪ ,‬فجعلت تدور على ولدها‪,‬‬
‫فل ما وجد ته من ال سب أخذ ته فأل صقته ب صدرها وأرضع ته‪ .‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫ل صحابه «أترون هذه طار حة ولد ها ف النار و هي تقدر على ذلك» ؟ قالوا‪ :‬ل يار سول ال‪ .‬قال‬
‫«فوال ل أرحم بعباده من هذه بولدها» وقال البخاري ههنا‪ :‬حدثنا ممد بن يوسف عن ورقاء‪ ,‬عن‬

‫‪18‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن أب نيح‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان الال للولد‪ ,‬وكانت الوصية للوالدين‪ ,‬فنسخ ال‬
‫من ذلك ما أ حب‪ ,‬فج عل للذ كر م ثل حظ النثي ي‪ ,‬وج عل للبو ين ل كل وا حد منه ما ال سدس‬
‫والثلث‪ ,‬وجعفل للزوجفة الثمفن والربفع‪ ,‬وللزوج الشطفر والربفع‪ .‬وقال العوفف عفن ابفن عباس قوله‬
‫{يوصيكم ال ف أولدكم للذكر مثل حظ النثيي} وذلك لا أنزلت الفرائض الت فرض ال فيها ما‬
‫فرض للولد الذ كر والن ثى والبو ين‪ ,‬كره ها الناس أو بعض هم وقالوا‪ :‬تع طى الرأة الر بع أو الث من‪,‬‬
‫وتعطى البنت النصف‪ ,‬ويعطى الغلم الصغي‪ ,‬وليس من هؤلء أحد يقاتل القوم‪ ,‬ول يوز الغنيمة‪,‬‬
‫اسكتوا عن هذا الديث لعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ينساه‪ ,‬أو نقول له فيغي‪ ,‬فقال بعضهم‪:‬‬
‫يا ر سول ال تع طى الار ية ن صف ما ترك أبو ها‪ ,‬ولي ست تر كب الفرس ول تقا تل القوم‪ ,‬ويع طى‬
‫ال صب الياث ول يس يغ ن شيئا وكانوا يفعلون ذلك ف الاهل ية ل يعطون الياث إل ل ن قا تل القوم‬
‫ويعطونه الكب فالكب‪ .‬رواه ابن أب حات وابن جرير أيضا‪ .‬وقوله {فإن كن نساء فوق اثنتي فلهن‬
‫ثلثفا مفا ترك} قال بعفض الناس‪ :‬قوله {فوق} زائدة‪ ,‬وتقديره فإن كفن نسفاء اثنتيف‪ ,‬كمفا فف قوله‬
‫{فاضربوا فوق العناق} وهذا غ ي م سلم ل ه نا ول هناك‪ .‬فإ نه ل يس ف القرآن ش يء زائد ل فائدة‬
‫فيه‪ ,‬وهذا مت نع‪ ,‬ث قوله {فل هن ثلثا ما ترك} لو كان الراد ما قالوه لقال‪ :‬فله ما ثلث ما ترك وإن ا‬
‫استفيد كون الثلثي للبنتي من حكم الختي ف الَية الخية‪ ,‬فإنه تعال حكم فيها للختي بالثلثي‪.‬‬
‫وإذا ور ثت الختان الثلث ي فلن ترث البنتان الثلث ي بالطر يق الول‪ .‬و قد تقدم ف حد يث جابر أن‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ح كم لبن ت سعد بن الرب يع بالثلث ي‪ ,‬فدل الكتاب وال سنة على ذلك‪,‬‬
‫وأيضا فإ نه قال {وإن كا نت واحدة فل ها الن صف} فلو كان للبنت ي الن صف ل نص عل يه أيضا‪ ,‬فل ما‬
‫حكفم بفه للواحدة على انفرادهفا‪ ,‬دل على أن البنتيف فف حكفم الثلث‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{ولبويه لكل واحد منهما السدس} إل آخره‪ ,‬البوان لما ف الرث أحوال (أحدها) أن يتمعا مع‬
‫الولد فيفرض ل كل وا حد منه ما ال سدس‪ ,‬فإن ل ي كن للم يت إل ب نت واحدة‪ ,‬فرض ل ا الن صف‪,‬‬
‫وللبوين لكل واحد منهما السدس ‪ ¹‬وأخذ الب السدس الَخر بالتعصيب‪ ,‬فيجمع له والالة هذه‬
‫بيف الفرض والتعصفيب‪( .‬الال الثانف) أن ينفرد البوان بالياث‪ ,‬فيفرض للم والالة هذه الثلث‪,‬‬
‫ويأخذ الب الباقي بالتعصيب الحض‪ ,‬ويكون قد أخذ ضعفي ما فرض للم‪ ,‬وهو الثلثان‪ ,‬فلو كان‬
‫معهما ف والالة هذه ف زوج أو زوجة أخذ الزوج النصف والزوجة الربع‪ .‬ث اختلف العلماء ماذا‬
‫تأخذ الم بعد فرض الزوج والزوجة‪ ,‬على ثلثة أقوال‪( :‬أحدها) أنا تأخذ ثلث الباقي ف السألتي‪,‬‬

‫‪19‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لن البا قي كأ نه ج يع الياث بالن سبة إليه ما‪ .‬و قد ج عل ال ل ا ن صف ما ج عل للب‪ .‬فتأ خذ ثلث‬
‫الباقي ويأ خذ الب ثلثيه‪ ,‬هذا قول عمر وعثمان‪ ,‬وأ صح الروايت ي عن علي‪ ,‬وبه يقول ابن م سعود‬
‫وز يد بن ثابت‪ ,‬وهو قول الفقهاء السبعة والئمة الربعة وجهور العلماء‪( .‬والثان) أنا تأ خذ ثلث‬
‫ج يع الال لعموم قوله {فإن ل ي كن له ولد وور ثه أبواه فل مه الثلث} فإن الَ ية أ عم من أن يكون‬
‫مع ها زوج أو زو جة أو ل‪ ,‬و هو قول ا بن عباس‪ .‬وروي عن علي ومعاذ بن ج بل نوه‪ .‬و به يقول‬
‫شريح وداود الظاهري‪ .‬واختاره أبو السي ممد بن عبد ال بن اللبان البصري ف كتابه الياز ف‬
‫علم الفرائض وهذا فيه نظر‪ ,‬بل هو ضعيف‪ ,‬لن ظاهر الَية إنا هو إذا استبد بميع التركة‪ ,‬وأما هنا‬
‫فيأخذ الزوج أو الزوجة الفرض ويبقى الباقي كأنه جيع التركة فتأخذ ثلثه كما تقدم (والقول الثالث)‬
‫أنا تأخذ ثلث جيع الال ف مسألة الزوجة خاصة‪ ,‬فإنا تأخذ الربع وهو ثلثة من اثن عشر‪ ,‬وتأخذ‬
‫الم الثلث وهو أربعة‪ ,‬فيبقى خسة للب‪ ,‬وأما ف مسألة الزوج فتأخذ ثلث الباقي لئل تأخذ أكثر‬
‫من الب لو أخذت ثلث الال‪ ,‬فتكون ال سألة من ستة‪ :‬للزوج الن صف ثل ثة وللم ثلث البا قي ب عد‬
‫ذلك وهو سهم‪ ,‬وللب الباقي بعد ذلك)وهو سهمان‪ .‬ويكى هذا عن ابن سيين‪ ,‬وهو قول مركب‬
‫ل منه ما ف صورة و هو ضع يف أيضا‪ ,‬وال صحيح الول‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫من القول ي الول ي‪ ,‬موا فق ك ً‬
‫(والال الثالث من أحوال البوين) وهو اجتماعهما مع الخوة‪ ,‬سواء كانوا من البوين أو من الب‬
‫أو من الم‪ ,‬فإن م ل يرثون مع الب شيئا‪ ,‬ولكن هم مع ذلك يجبون الم عن الثلث إل ال سدس‪,‬‬
‫فيفرض لا مع وجودهم السدس‪ ,‬فإن ل يكن وارث سواها وسوى الب‪ ,‬أخذ الب الباقي‪ .‬وحكم‬
‫الخو ين في ما ذكرناه كح كم الخوة ع ند المهور‪ .‬و قد روى البيه قي من طر يق شع بة مول ا بن‬
‫عباس عن ابن عباس أنه دخل على عثمان‪ ,‬فقال‪ :‬إن الخوين ل يردان الم عن الثلث‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{فإن كان له إخوة} فالخوان ليسا بلسان قومك إخوة‪ ,‬فقال عثمان‪ :‬ل أستطيع تغيي ما كان قبلي‪,‬‬
‫ومضى ف المصار وتوارث به الناس‪ .‬وف صحة هذا الثر نظر‪ ,‬فإن شعبة هذا تكلم فيه مالك بن‬
‫أنس‪ ,‬ولو كان هذا صحيحا عن ابن عباس لذهب إليه أصحابه الخصاء به‪ ,‬والنقول عنهم خلفه‪,‬‬
‫وقد روى عبد الرحن بن أب الزناد عن خارجة بن زيد عن أبيه أنه قال‪ :‬الخوان تسمى إخوة‪ ,‬وقد‬
‫أفردت لذه ال سألة جزءا على حدة‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا ع بد العز يز بن الغية‪,‬‬
‫حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد‪ ,‬عن قتادة قوله {فإن كان له إخوة فلمه السدس} أضروا بالم ول‬
‫يرثون‪ ,‬ول يجب ها الخ الوا حد من الثلث ويجب ها ما فوق ذلك‪ ,‬وكان أ هل العلم يرون أن م إن ا‬

‫‪20‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حجبوا أمهم عن الثلث أن أباهم يلي إنكاحهم‪ ,‬ونفقته عليهم دون أمهم‪ ,‬وهذا كلم حسن‪ .‬لكن‬
‫روي عن ا بن عباس بإ سناد صحيح أ نه كان يرى أن ال سدس الذي حجبوه عن أم هم يكون ل م ‪¹‬‬
‫وهذا قول شاذ رواه ا بن جر ير ف تف سيه فقال‪ :‬حدث نا ال سن بن ي ي‪ ,‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا‬
‫مع مر عن ا بن طاوس‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬ال سدس الذي حجب ته الخوة الم ل م‪ ,‬إن ا‬
‫حجبوا أمهم عنه ليكون لم دون أبيهم‪ ,‬ث قال ابن جرير‪ :‬وهذا قول مالف لميع المة‪ .‬وقد حدثن‬
‫يونس‪ ,‬أخبنا سفيان‪ ,‬أخبنا عمرو عن السن بن ممد‪ ,‬عن ابن عباس أنه قال‪ :‬الكللة من ل ولد‬
‫له ول والد‪.‬‬
‫وقوله { من ب عد و صية يو صي ب ا أو د ين} أج ع العلماء من ال سلف واللف على أن الد ين مقدم‬
‫على الوصية وذلك عند إمعان النظر يفهم من فحوى الَية الكرية‪ .‬وقد روى أحد والترمذي وابن‬
‫ماجه وأصحاب التفاسي من حديث أب إسحاق عن الارث بن عبد ال العور‪ ,‬عن علي بن أب‬
‫طالب‪ ,‬قال‪ :‬إنكم تقرؤون {من بعد وصية يوصي با أو دين} وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قضى بالدين قبل الوصية‪ ,‬وإن أعيان بن الم يتوارثون دون بن العلت‪ ,‬يرث الرجل أخاه لبيه وأمه‬
‫دون أخيه لبيه‪ .‬ث قال الترمذي‪ :‬ل نعرفه إل من حديث الارث‪ ,‬وقد تكلم فيه بعض أهل العلم‪.‬‬
‫(قلت) لكفففففن كان حافظا للفرائض معتنيا باففففف وبالسفففففاب‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقوله {آباؤكم وأبناؤكم ل تدرون أيهم أقرب لكم نفعا} أي إنا فرضنا للَباء والبناء‪ ,‬وساوينا‬
‫بي الكل ف أصل الياث على خلف ما كان عليه المر ف الاهلية وعلى خلف ما كان عليه المر‬
‫ف ابتداء السلم من كون الال للولد وللبوين الوصية‪ ,‬كما تقدم عن ابن عباس‪ ,‬إنا نسخ ال ذلك‬
‫إل هذا ففرض لؤلء ولؤلء ب سبهم‪ ,‬لن الن سان قد يأت يه الن فع الدنيوي أو الخروي أو ه ا من‬
‫أبيه ما ل يأتيه من ابنه‪ ,‬وقد يكون بالعكس‪ ,‬ولذا قال {آباؤكم وأبناؤكم ل تدرون أيهم أقرب لكم‬
‫نفعا} أي كأن الن فع متو قع ومر جو من هذا ك ما هو متو قع ومر جو من الَ خر‪ ,‬فلهذا فرض نا لذا‬
‫وهذا‪ ,‬وسففففاوينا بيفففف القسففففمي ففففف أصففففل الياث‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله {فري ضة من ال} أي هذا الذي ذكرناه من تف صيل الياث وإعطاء ب عض الور ثة أك ثر من‬
‫بعض‪ ,‬هو فرض من ال حكم به وقضاه‪ ,‬وال عليم حكيم الذي يضع الشياء ف مالا‪ ,‬ويعطي كلّ‬
‫مففففففا يسففففففتحقه بسففففففبه‪ ,‬ولذا قال {إن ال كان عليما حكيما}‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف مَا تَرَكَ أَ ْزوَا ُجكُمْ إِنْ ّل ْم َيكُنْ ّلهُ ّن وَلَدٌ فَإِن كَانَ َلهُ ّن وَلَدٌ فََلكُمُ ال ّربُ ُع مِمّا تَرَكْ َن مِن‬ ‫** وََلكُمْ نِصْ ُ‬
‫ي ِبهَآ َأوْ َديْ ٍن وََلهُ نّ ال ّربُ ُع مِمّا تَرَ ْكتُ مْ إِن لّ ْم َيكُ نْ ّلكُ مْ وََلدٌ فَإِن كَا نَ َلكُ ْم وَلَدٌ فََلهُ نّ‬
‫صّيةٍ يُو صِ َ‬
‫َبعْدِ وَ ِ‬
‫صّي ٍة تُو صُونَ ِبهَآ َأوْ َديْ ٍن َوإِن كَا نَ رَجُ ٌل يُورَ ثُ َكلَلَةً أَو امْ َرأَ ٌة وَلَ هُ َأ خٌ َأوْ‬ ‫الثّمُ ُن مِمّا تَرَ ْكتُم مّن َبعْ ِد وَ ِ‬
‫صّيةٍ‬
‫أُخْ تٌ فَِلكُ ّل وَاحِ ٍد ّمْنهُمَا ال سّدُسُ فَإِن كَاُنوَاْ أَ ْكثَ َر مِن ذَلِ كَ َفهُ ْم شُرَكَآءُ فِي الثّلُ ثِ مِن َبعْدِ وَ ِ‬
‫ف عَلِيمففٌ َحلِيمففٌ‬ ‫ف وَاللّهف ُ‬
‫فّي ًة مّنففَ اللّهف ِ‬ ‫ف غَيْرَ مُضَآ ّر وَصف ِ‬ ‫يُوصففَ َى بِهَففآ َأوْ َديْنف ٍ‬
‫يقول تعال‪ :‬ولكم أيها الرجال نصف ما ترك أزواجكم إذا مت من غي ولد‪ ,‬فإن كان لن ولد‪,‬‬
‫فلكم الربع ما تركن من بعد الوصية أو الدين‪ .‬وقد تقدم أن الدين مقدم على الوصية‪ ,‬وبعده الوصية‬
‫ث الياث‪ ,‬وهذا أمر ممع عليه بي العلماء وحكم أولد البني وإن سفلوا حكم أولد الصلب ث قال‬
‫{ول ن الر بع م ا ترك تم} إل آخره و سواء ف الر بع أو الث من الزو جة والزوجتان الثنتان والثلث‬
‫والربع يشتركن فيه‪ .‬وقوله‪{ :‬من بعد وصية} ال الكلم عليه كما تقدم‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وإن كان‬
‫رجل يورث كللة} الكللة مشتقة من الكليل‪ ,‬وهو الذي ييط بالرأس من جوانبه‪ ,‬والراد هنا من‬
‫يرثه من حواشيه ل أصوله ول فروعه‪ ,‬كما روى الشعب عن أب بكر الصديق أنه سئل عن الكللة‪,‬‬
‫فقال‪ :‬أقول فيها برأيي‪ ,‬فإن يكن صوابا فمن ال‪ ,‬وإن يكن خطأ فمن ومن الشيطان‪ ,‬وال ورسوله‬
‫بريئان م نه‪ ,‬الكللة من ل ولد له ول والد‪ ,‬فل ما ول ع مر قال‪ :‬إ ن ل ستحي أن أخالف أ با ب كر ف‬
‫رأي رآه‪ ,‬رواه ابن جرير وغيه‪ .‬وقال ابن أب حات ف تفسيه‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن يزيد عن‬
‫سفيان‪ ,‬عن سليمان الحول‪ ,‬عن طاوس‪ ,‬قال‪ :‬سعت ا بن عباس يقول‪ :‬كنفت آ خر الناس عهدا‬
‫بعمر‪ ,‬فسمعته يقول‪ :‬القول ما قلت وما قلت وما قلت‪ ,‬قال‪ :‬الكللة من ل ولد له ول والد وهكذا‬
‫قال علي وابن مسعود وصح عن غي وجه عن ابن عباس وزيد بن ثابت‪ ,‬وبه يقول الشعب والنخعي‬
‫وال سن وقتادة وجابر بن ز يد وال كم‪ ,‬و به يقول أ هل الدي نة وأ هل الكو فة والب صرة‪ ,‬و هو قول‬
‫الفقهاء ال سبعة والئ مة الربعة وجهور ال سلف واللف‪ ,‬بل جيع هم‪ ,‬و قد حكى الجاع عل يه غ ي‬
‫واحد‪ ,‬وورد فيه حديث مرفوع‪ ,‬قال أبو السي بن اللبان وقد روي عن ابن عباس ما يالف ذلك‪,‬‬
‫وهو أنه من ل ولد له‪ ,‬والصحيح عنه الول‪ ,‬ولعل الراوي ما فهم عنه ما أراد‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وله أخ‬
‫أو أخت} أي من أم كما هو ف قراءة بعض السلف‪ ,‬منهم سعد بن أب وقاص‪ ,‬وكذا فسرها أبو‬
‫بكر الصديق فيما رواه قتادة عنه {فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء‬
‫ف الثلث} وإخوة الم يالفون بقية الورثة من وجوه (أحدها) أنم يرثون مع من أدلوا به‪ ,‬وهي الم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(الثانف) أن ذكورهفم وإناثهفم فف الياث سفواء‪( .‬الثالث) أنمف ل يرثون إل إن كان ميتهفم يورث‬
‫كللة‪ ,‬فل يرثون مع أب ول جد ول ولد ول ولد ابن‪( .‬الرابع) أنم ل يزادون على الثلث‪ ,‬وإن كثر‬
‫ذكورهم وإناثهم‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبنا يونس عن الزهري‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ق ضى ع مر أن مياث الخوة من الم بين هم للذ كر م ثل الن ثى‪ ,‬قال الزهري‪ :‬ول أرى ع مر ق ضى‬
‫بذلك ح ت علم بذلك من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬لذه الَ ية هي ال ت قال ال تعال في ها‬
‫{فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء ف الثلث} واختلف العلماء ف السألة الشتركة‪ ,‬وهي زوج‬
‫وأم أو جدة واثنان من ولد الم وواحد أو أكثر من ولد البوين‪ ,‬فعلى قول المهور للزوج النصف‪,‬‬
‫وللم أو الدة ال سدس ولولد الم الثلث ويشارك هم ف يه ولد الب والم ب ا بين هم من القدر الشترك‬
‫و هو إخوة الم‪ ,‬و قد وق عت هذه ال سألة ف ز من أم ي الؤمن ي ع مر‪ ,‬فأع طى الزوج الن صف‪ ,‬والم‬
‫السدس‪ ,‬وجعل الثلث لولد الم‪ ,‬فقال له أولد البوين‪ :‬يا أمي الؤمني‪ ,‬هب أن أبانا كان حارا‪,‬‬
‫ألسنا من أم واحدة ؟ فشرك بينهم وصح التشريك عنه وعن عثمان‪ ,‬وهو إحدى الروايتي عن ابن‬
‫م سعود وز يد بن ثا بت وا بن عباس ر ضي ال عن هم‪ ,‬و به يقول سعيد بن ال سيب وشر يح القا ضي‬
‫ومسروق وطاوس وممد بن سيين وإبراهيم النخعي وعمر بن عبد العزيز والثوري وشريك‪ ,‬وهو‬
‫مذ هب مالك والشاف عي وإ سحاق بن راهو يه‪ ,‬وكان علي بن أ ب طالب ل يشرك بين هم‪ ,‬بل ي عل‬
‫الثلث لولد الم‪ ,‬ول شيفء لولد البو ين‪ ,‬والالة هذه لنمف عصفبة‪ .‬وقال وك يع بن الراح‪ :‬ل‬
‫يتلف ع نه ف ذلك‪ .‬وهذا قول أ ب بن ك عب وأ ب مو سى الشعري‪ .‬و هو الشهور عن ا بن عباس‪.‬‬
‫وهو مذهب الشعب وابن أب ليلى وأب حنيفة وأب يوسف وممد بن السن والسن بن زياد وزفر‬
‫بن الُذ يل والمام أح د بن حن بل وي ي بن آدم ونع يم بن حاد وأ ب ثور وداود بن علي الظاهري‪,‬‬
‫واختاره أبو السي بن اللبان الفرضي رحه ال ف كتابه الياز‪ .‬وقوله‪{ :‬من بعد وصية يو صَى با‬
‫أو ديفن غيف مضار} أي لتكون وصفيته على العدل ل على الضرار والور واليفف بأن يرم بعفض‬
‫الورثة أو ينقصه‪ ,‬أو يزيده على ما قدّر ال له من الفريضة‪ ,‬فمن سعى ف ذلك‪ ,‬كان كمن ضاد ال‬
‫ف حكم ته‪ ,‬وق سمته‪ .‬ولذا قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا أ بو الن ضر الدمش قي الفرادي سي‪,‬‬
‫حدث نا ع مر بن الغية عن داود بن أ ب ه ند‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس عن ال نب صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪ ,‬قال «الضرار ف الو صية من الكبائر» وكذا رواه ا بن جر ير من طر يق ع مر بن الغية هذا‪,‬‬
‫وهو أبو حفص بصري سكن الصيصة‪ ,‬قال أبو القاسم ابن عساكر‪ :‬ويعرف بفت الساكي‪ ,‬وروى‬

‫‪23‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنه غي واحد من الئمة‪ ,‬وقال فيه أبو حات الرازي‪ :‬هو شيخ‪ ,‬وقال علي بن الدين هو مهول ل‬
‫أعرفه‪ ,‬لكن رواه النسائي ف سننه عن علي بن حجر عن علي بن مسهر‪ ,‬عن داود بن أب هند‪ ,‬عن‬
‫عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس موقوفا «الضرار ف الو صية من الكبائر» وكذا رواه ا بن أ ب حا ت عن أ ب‬
‫سعيد ال شج‪ ,‬عن عائذ بن حبيب‪ ,‬عن داود بن أب هند‪ ,‬ورواه ا بن جرير من حد يث جاعة من‬
‫الفاظ عن داود‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس موقوفا‪ ,‬وف بعضها‪ :‬ويقرأ ابن عباس {غي مضار}‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬والصحيح الوقوف‪ ,‬ولذا اختلف الئمة ف القرار للوارث‪ ,‬هل هو صحيح أم ل ؟‬
‫على قولي (أحدها) ل يصح لنه مظنة التهمة أن يكون قد أوصى له بصيغة القرار‪ .‬وقد ثبت ف‬
‫الديث ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عليه وسلم قال «إن ال قد أع طى كل ذي حق حقه فل‬
‫وصية لوارث»‪ .‬وهذا مذهب مالك وأحد بن حنبل وأب حنيفة‪ ,‬والقول القدي للشافعي رحهم ال‪,‬‬
‫وذهب ف الديد إل أنه يصح القرار‪ .‬وهو مذهب طاوس وعطاء والسن وعمر بن عبد العزيز وهو‬
‫اختيار أب عبد ال البخاري ف صحيحه‪ ,‬واحتج بأن رافع بن خديج أوصى أن ل تكشف الفزارية‬
‫عما أغلق عليه بابا‪ ,‬قال‪ :‬وقال بعض الناس ل يوز إقراره لسوء الظن به للورثة‪ ,‬وقد قال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم «إياكم والظن‪ ,‬فإن الظن أكذب الديث» وقال ال تعال‪{ :‬إن ال يأمركم أن تؤدوا‬
‫المانات إل أهلها} فلم يص وارثا ول غيه‪ ,‬انتهى ماذكره‪ .‬فمت كان القرار صحيحا مطابقا لا‬
‫ف ن فس ال مر‪ ,‬جرى ف يه هذا اللف‪ ,‬وم ت كان حيلة وو سيلة إل زيادة ب عض الور ثة ونق صان‬
‫بعضهم‪ ,‬فهو حرام بالجاع وبنص هذه الَية الكرية {غي مضار وصية من ال‪ ,‬وال عليم حليم}‪.‬‬
‫ثفففففففففففففففففففففففففففففففففففف قال تعال‪):‬‬

‫حِتهَا الْنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ‬


‫** تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ َومَن يُ ِطعِ اللّ َه وَرَسُولَهُ يُ ْدخِلْهُ َجنّاتٍ َتجْرِي مِن َت ْ‬
‫الْ َفوْ ُز اْلعَظِي مُ * وَمَن َيعْ صِ اللّ َه وَرَ سُولَهُ َوَيَتعَدّ حُدُودَ ُه يُدْ ِخلْ ُه نَارا خَالِدا فِيهَا وَلَ هُ عَذَا بٌ ّمهِيٌ‬
‫أي هذه الفرائض والقادير الت جعلها ال للورثة بسب قربم من اليت واحتياجهم إليه وفقدهم له‬
‫عند عدمه‪ ,‬هي حدود ال‪ ,‬فل تعتدوها ول تاوزوها‪ ,‬ولذا قال {ومن يطع ال ورسوله} أي فيها‬
‫فلم يزد ب عض الور ثة ول ين قص بعض ها بيلة وو سيلة‪ ,‬بل ترك هم على ح كم ال وفريض ته وق سمته‬
‫{يدخله جنات تري من تتها النار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص ال ورسوله ويتعد‬
‫حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهي} أي لكونه غي ما حكم ال به وضاد ال ف حكمه‪,‬‬

‫‪24‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وهذا إنا يصدر عن عدم الرضا با قسم ال وحكم به‪ ,‬ولذا يازيه بالهانة ف العذاب الليم القيم‬
‫ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن أيوب عن أشعث بن عبد ال‪ ,‬عن شهر بن‬
‫حوشب‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الي‬
‫سبعي سنة‪ ,‬فإذا أوصى حاف ف وصيته فيختم بشر عمله فيدخل النار‪ ,‬وإن الرجل ليعمل بعمل أهل‬
‫الشر سبعي سنة‪ ,‬فيعدل ف وصيته فيختم له بي عمله فيدخل النة» قال‪ :‬ث يقول أبو هريرة‪ ,‬اقرؤوا‬
‫إن شئتم {تلك حدود ال ف إل قوله ف عذاب مهي} قال أبو داود ف باب الضرار ف الوصية من‬
‫سننه‪ :‬حدثنا َعبْدَة بن عبد ال‪ ,‬أخبنا عبد الصمد‪ ,‬حدثنا نصر بن علي الُدّان‪ ,‬حدثنا الشعث بن‬
‫عبد ال بن جابر الدان‪ ,‬حدثن شهر بن حوشب أن أبا هريرة حدثه أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال «إن الرجل ليعمل أو الرأة بطاعة ال ستي سنة ث يضرها الوت‪ ,‬فيُضارّان ف الوصية‪,‬‬
‫فتجب لما النار» وقال قرأ عليّ أبو هريرة من ههنا {من بعد وصية يوصى با أو دين غي مضار ف‬
‫حت بلغ ف ذلك الفوز العظيم} وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه من حديث ابن عبد ال بن جابر‬
‫الدانفف بففه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسففن غريففب‪ ,‬وسففياق المام أحدفف أتفف وأكمففل‪.‬‬

‫سكُوهُنّ فِي‬ ‫شهِدُواْ عََلْيهِ نّ أَ ْربَع ًة ّمنْكُ مْ فَإِن َشهِدُواْ َفَأمْ ِ‬


‫ش َة مِن نّ سَآئِكُمْ فَا ْستَ ْ‬
‫لتِي يَ ْأتِيَ اْلفَاحِ َ‬ ‫** وَال ّ‬
‫جعَلَ اللّ هُ َلهُ نّ َسبِيلً * وَاللّذَا نَ َي ْأتِيَانِهَا مِنكُ مْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا‬ ‫الُْبيُو تِ َحّت َى يََتوَفّاهُ ّن الْ َموْ تُ َأوْ يَ ْ‬
‫ف َتوّابا رّحِيما‬ ‫ففف َ‬ ‫ففففَ كَانف‬ ‫ففففّ اللّهف‬ ‫ففففْلَحَا َفَأعْرِضُوْا عَْنهُمَففففآ إِنف‬ ‫َوأَصف‬
‫كان الكم ف ابتداء السلم أن الرأة إذا ثبت زناها بالبينة العادلة‪ ,‬حبست ف بيت فل تكن من‬
‫الروج م نه إل أن توت‪ ,‬ولذا قال {واللت يأتي الفاحشة} يع ن الزنا { من نسائكم فاستشهدوا‬
‫عليهن أربعة منكم‪ ,‬فإن شهدوا فأمسكوهن ف البيوت حت يتوفاهن الوت أو يعل ال لن سبيلً}‬
‫فال سبيل الذي جعله ال هو النا سخ لذلك‪ ,‬قال ا بن عباس ر ضي ال ع نه‪ :‬كان ال كم كذلك ح ت‬
‫أنزل ال سورة النور‪ ,‬فن سخها باللد أو الر جم‪ ,‬وكذا رُوى عن عكر مة‪ ,‬و سعيد بن جبي وال سن‬
‫وعطاء الراسان وأب صال وقتادة وزيد بن أسلم والضحاك‪ ,‬أنا منسوخة‪ ,‬وهو أمر متفق عليه ف‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا سعيد عن قتادة‪ ,‬عن السن‪ ,‬عن حطان بن عبد ال‬
‫الرقاشي‪ ,‬عن عبادة بن الصامت‪ ,‬قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي‪ ,‬أثر‬
‫عليه‪ ,‬وكرب لذلك‪ ,‬وتَ َربّد وجهه‪ ,‬فأنزل ال عز وجل عليه ذات يوم‪ ,‬فلما سري عنه‪ ,‬قال‪« :‬خذوا‬

‫‪25‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن قد جعل ال لن سبيلً‪ ,‬الثيب بالثيب‪ ,‬والبكر بالبكر‪ ,‬الثيب جلد مائة ورجم بالجارة‪ ,‬والبكر‬
‫جلد مائة ث ن في سنة»‪ ,‬و قد رواه م سلم وأ صحاب ال سنن من طرق عن قتادة‪ ,‬عن ال سن‪ ,‬عن‬
‫حطان‪ ,‬عن عبادة بن الصامت عن النب صلى ال عليه وسلم ولفظه «خذوا عن خذوا عن‪ ,‬قد جعل‬
‫ال لنف سفبيلً‪ ,‬البكفر بالبكفر جلد مائة وتغريفب عام‪ ,‬والثيفب بالثيفب جلد مائة والرجفم» وقال‬
‫الترمذي‪ :‬هذا حد يث ح سن صحيح‪ .‬وهكذا رواه أ بو داود الطيال سي عن مبارك ا بن فضالة‪ ,‬عن‬
‫السن‪ ,‬عن حطان بن عبد ال الرقاشي‪ ,‬عن عبادة‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا نزل‬
‫عل يه الو حي‪ ,‬عرف ذلك ف وج هه‪ ,‬فل ما أنزلت {أو ي عل ال ل ن سبيلً} فل ما ارت فع الو حي قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «خذوا خذوا قد جعل ال لن سبيل‪ ,‬البكر بالبكر جلد مائة ونفي‬
‫سنة‪ ,‬والثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالجارة»‪ .‬وقد روى المام أحد أيضا هذا الديث عن وكيع‬
‫بن الراح‪ ,‬حدثنا الفضل بن دلم عن السن عن قبيصة بن حُرَيث‪ ,‬عن سلمة بن الحبق‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «خذوا عن خذوا عن‪ ,‬قد جعل ال لن سبيلً‪ ,‬البكر بالبكر جلد‬
‫مائة ونفي سنة‪ ,‬والثيب بالثيب جلد مائة والرجم»‪ .‬وكذا رواه أبو داود مطولً من حديث الفضل بن‬
‫دلمففف‪ ,‬ثففف قال‪ :‬وليفففس هفففو بالاففففظ‪ ,‬كان قصفففابا بواسفففط‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم حدثنا عباس بن حدان‪,‬‬
‫حدث نا أح د بن داود حدث نا عمرو بن ع بد الغفار‪ ,‬حدث نا إ ساعيل بن أ ب خالد عن الش عب‪ ,‬عن‬
‫مسروق‪ ,‬عن أب كعب‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «البكران يلدان وينفيان‪ ,‬والثيبان‬
‫يلدان ويرجان‪ ,‬والشيخان يرجان» هذا حديث غريب من هذا الوجه ف وروى الطبان من طريق‬
‫ابن ليعة عن أخيه عيسى بن ليعة‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬لا نزلت سورة النساء‪ ,‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل حبس بعد سورة النساء»‪ .‬وقد ذهب المام أحد بن حنبل إل‬
‫القول بقتضى هذا الديث‪ ,‬وهو المع بي اللد والرجم ف حق الثيب الزان‪ ,‬وذهب المهور إل‬
‫أن الث يب الزا ن إن ا ير جم ف قط من غ ي جلد‪ ,‬قالوا‪ :‬لن ال نب صلى ال عل يه و سلم ر جم ماعزا‬
‫والغامد ية واليهودي ي‪ ,‬ول يلد هم ق بل ذلك‪ ,‬فدل على أن الر جم ل يس ب تم‪ ,‬بل هو من سوخ على‬
‫قولم‪ ,‬وال أعلم وقوله تعال‪{ :‬واللذان يأتيانا منكم فآذوها} أي واللذان يأتيان الفاحشة فآذوها‪,‬‬
‫قال ابن عباس رضي ال عنهما وسعيد بن جبي وغيها‪ :‬أي بالشتم والتعيي والضرب بالنعال‪ ,‬وكان‬
‫ال كم كذلك‪ ,‬ح ت ن سخه ال باللد أو الر جم‪ ,‬وقال عكر مة وعطاء وال سن وع بد ال بن كث ي‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نزلت ف الر جل والرأة إذا زن يا‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬نزلت ف الفتيان من ق بل أن يتزوجوا‪ .‬وقال ما هد‪:‬‬
‫نزلت ف الرجلي إذا فعل ف ل يكن‪ ,‬وكأنه يريد اللواط ف وال أعلم‪ ,‬وقد روى أهل السنن من‬
‫حديث عمرو بن أب عمرو‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«من رأيتموه يعمل عمل قوم لوط‪ ,‬فاقتلوا الفاعل والفعول به»‪ .‬وقوله‪{ :‬فإن تابا وأصلحا} أي أقلعا‬
‫ونزعا عما كانا عليه وصلحت أعمالما وحسنت‪{ ,‬فأعرضوا عنهما} أي ل تعنفوها بكلم قبيح‬
‫بعفد ذلك‪ ,‬لن التائب مفن الذنفب كمفن ل ذنفب له {إن ال كان توابا رحيما}‪ .‬وقفد ثبفت فف‬
‫الصحيحي «إذا زنت أمة أحدكم‪ ,‬فليجلدها الد ول يثرب عليها» أي ث ل يعيها با صنعت بعد‬
‫فففففففنعت‪.‬‬ ‫ففففففف صف‬ ‫فففففففو كفارة لاف‬ ‫ففففففف الذي هف‬ ‫الدف‬

‫ك َيتُوبُ اللّ ُه عََلْيهِ ْم‬


‫جهَاَل ٍة ثُ ّم َيتُوبُو َن مِن قَرِيبٍ َفُأوْلَـئِ َ‬
‫سوَ َء بِ َ‬
‫** ِإنّمَا الّت ْوَبةُ عَلَى اللّهِ لِلّذِي َن َيعْمَلُو َن ال ّ‬
‫ضرَ أَحَ َدهُ ُم الْ َموْتُ قَالَ‬‫ت الّت ْوَبةُ ِللّذِي َن َيعْمَلُونَ السّّيئَاتِ َحّتىَ إِذَا َح َ‬‫س ِ‬ ‫وَكَانَ اللّ ُه عَلِيما َحكِيما * وَلَيْ َ‬
‫ف عَذَابا أَلِيما‬ ‫ف َوهُم فْ ُكفّارٌ ُأوْلَـ فئِكَ َأ ْعتَدْنَفا َلهُم ْ‬ ‫ف الَن فَ وَ َل الّذِين فَ يَمُوتُون َ‬ ‫إِنّفي ُتبْت ُ‬
‫يقول سبحانه وتعال‪ :‬إن ا يتق بل ال التو بة م ن ع مل ال سوء بهالة ث يتوب ولو ق بل معاي نة اللك‬
‫روحه قبل الغرغرة‪ .‬قال ماهد وغي واحد‪ :‬كل من عصى ال خطأ أو عمدا‪ ,‬فهو جاهل حت ينع‬
‫عن الذ نب‪ ,‬وقال قتادة عن أ ب العالية أ نه كان يدث أن أ صحاب ر سول ال صلى ال عليه و سلم‬
‫كانوا يقولون‪ :‬كل ذنب أصابه عبد فهو جهالة‪ ,‬رواه ابن جرير‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن‬
‫قتادة‪ ,‬قال‪ :‬اجتمع أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فرأوا أن كل شيء عصي ال به‪ ,‬فهو‬
‫جهالة عمدا كان أو غيه‪ .‬وقال ا بن جر يج‪ :‬أ خبن ع بد ال بن كث ي عن ما هد‪ ,‬قال‪ :‬كل عا مل‬
‫بعصية ال فهو جاهل حي عملها قال ابن جريج‪ :‬وقال ل عطاء بن أب رباح‪ ,‬نوه‪ .‬وقال أبو صال‬
‫عن ا بن عباس‪ :‬من جهال ته ع مل ال سوء‪ ,‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس { ث يتوبون من‬
‫قريب} قال‪ :‬ما بينه وبي أن ينظر إل ملك الوت‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬ما كان دون الوت فهو قريب‪.‬‬
‫وقال قتادة والسدي‪ :‬ما دام ف صحته‪ ,‬وهو مروي عن ابن عباس‪ .‬وقال السن البصري {ث يتوبون‬
‫مفففن قريفففب}‪ ,‬مال يغرغفففر‪ .‬وقال عكرمفففة‪ :‬الدنيفففا كلهفففا قريفففب‪.‬‬

‫ذكفففففففففففر الحاديفففففففففففث فففففففففففف ذلك‬

‫‪27‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا علي بن عياش‪ ,‬وع صام بن خالد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثوبان عن أب يه‪ ,‬عن‬
‫مكحول‪ ,‬عن جبي بن نفي‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال «إن ال يقبل توبة‬
‫الع بد مال يغر غر» رواه الترمذي وا بن ما جه من حد يث ع بد الرح ن بن ثا بت بن ثوبان به‪ ,‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬حسن غريب‪ .‬ووقع ف سنن ابن ماجه‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو وهو وهم إنا هو عبد ال بن‬
‫عمففففففففففففففففففر بففففففففففففففففففن الطاب‪.‬‬
‫(حد يث آ خر) عن ا بن ع مر قال ا بن مردو يه‪ :‬حدث نا م مد بن مع مر‪ ,‬حدث نا عبدال بن ال سن‬
‫الراسان‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال البابلت‪ ,‬حدثنا أيوب بن نيك اللب‪ ,‬سعت عطاء بن أب رباح‪,‬‬
‫قال‪ :‬سعت عبد ال بن عمر‪ ,‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «ما من عبد مؤمن يتوب‬
‫قبفل الوت بشهفر إل قبفل ال منفه وأدنف مفن ذلك‪ ,‬وقبفل موتفه بيوم وسفاعة يعلم ال منفه التوبفة‬
‫والخلص إليففففففففففه إل قبففففففففففل منففففففففففه»‪.‬‬
‫(حد يث آ خر) قال أ بو داود الطيال سي‪ :‬حدث نا شع بة عن إبراه يم بن ميمو نة‪ ,‬أ خبن ر جل من‬
‫ملحان يقال له أيوب قال‪ :‬سعت ع بد ال بن ع مر يقول‪ :‬من تاب ق بل مو ته بعام ت يب عل يه‪ ,‬و من‬
‫تاب قبل موته بشهر تيب عليه‪ ,‬ومن تاب قبل موته بمعة تيب عليه‪ ,‬ومن تاب قبل موته بيوم تيب‬
‫عليه‪ ,‬ومن تاب قبل موته بساعة تيب عليه‪ ,‬فقلت له‪ :‬إنا قال ال {إنا التوبة على ال للذين يعملون‬
‫السوء بهالة ث يتوبون من قريب} فقال‪ :‬إنا أحدثك ما سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وهكذا رواه أبفو داود الطيالسفي وأبفو عمفر الوضفي وأبفو عامفر العقدي عفن شعبفة‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسي بن ممد حدثنا ممد بن مطرف‪ ,‬عن زيد بن اسلم‪,‬‬
‫عن ع بد الرح ن بن البَيْلما ن‪ ,‬قال‪ :‬اجت مع أرب عة من أ صحاب ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫أحدهم‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «إن ال يقبل توبة العبد قبل أن يوت بيوم»‪,‬‬
‫فقال الَخر‪ :‬أنت سعت هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬وأنا سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول «إن ال يقبل توبة العبد قبل أن يوت بنصف يوم»‪ ,‬فقال الثالث‪ :‬أنت‬
‫سعت هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬وأنا سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول «إن ال يقبل توبة العبد قبل أن يوت بضحوة»‪ ,‬قال الرابع‪ :‬أنت سعت هذا من رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬وأنا سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «إن ال‬

‫‪28‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقبل توبة العبد مال يغرغر بنفسه»‪ .‬وقد رواه سعيد بن منصور عن الدراوردي‪ ,‬عن زيد بن أسلم‪,‬‬
‫عففففن عبففففد الرحنفففف بففففن البَيْلمانفففف‪ ,‬فذكففففر قريبا منففففه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد‪ ,‬حدثنا عمران بن عبد‬
‫الرحيم‪ ,‬حدثنا عثمان بن اليثم‪ ,‬حدثنا عوف عن ممد بن سيين‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صفففلى ال عليفففه وسفففلم «إن ال يقبفففل توبفففة عبده مال يغرغفففر»‪.‬‬

‫أحاديفففففففففففث فففففففففففف ذلك مرسفففففففففففلة‬


‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا ابن أب عدي عن عوف‪ ,‬عن السن‪ ,‬قال‪ :‬بلغن أن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم قال«إن ال يق بل تو بة الع بد مال يغر غر»‪ ,‬هذا مر سل ح سن عن ال سن‬
‫البصري رحه ال‪ .‬وقد قال ابن جرير أيضا رحه ال‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ,‬حدثن‬
‫أب عن قتادة‪ ,‬عن العلء بن زياد‪ ,‬عن أب أيوب بشي بن كعب أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫«إن ال يقبل توبة العبد مال يغرغر»‪ ,‬وحدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا عبد العلى عن سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن‬
‫عبادة بففن الصففامت أن رسففول ال صففلى ال عليففه وسففلم قال‪ ,‬فذكففر مثله‪.‬‬
‫(أثر آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا أبو داود‪ ,‬حدثنا عمران عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬كنا عند‬
‫أنس بن مالك وث أبو قلبة‪ ,‬فحدث أبو قلبة فقال‪ :‬إن ال تعال لا لعن إبليس سأله النظرة‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫وعز تك وجللك ل أخرج من قلب ا بن آدم ما دام فيه الروح‪ ,‬فقال ال عز و جل‪ :‬وعز ت ل أمنعه‬
‫التوبة ما دام فيه الروح‪ .‬وقد ورد هذا ف حديث مرفوع رواه المام أحد ف مسنده من طريق عمرو‬
‫بن أب عمرو وأب اليثم العتواري‪ ,‬كلها عن أب سعيد عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال «قال‬
‫إبليس‪ :‬وعزتك ل أزال أغويهم ما دامت أرواحهم ف أجسادهم‪ ,‬فقال ال عز وجل‪ :‬وعزت وجلل‬
‫ل أزال أغ فر ل م ما ا ستغفرون» ف قد دلت هذه الحاد يث على أن من تاب إل ال عز و جل و هو‬
‫ير جو الياة‪ ,‬فإن توب ته مقبولة‪ ,‬ولذا قال تعال {فأولئك يتوب ال علي هم وكان ال عليما حكيما}‬
‫وأما مت وقع الياس من الياة‪ ,‬وعاين اللك‪ ,‬وحشرجت الروح ف اللق وضاق با الصدر‪ ,‬وبلغت‬
‫اللقوم‪ ,‬وغرغرت النفس صاعدة ف الغلصم‪ ,‬فل توبة مقبولة حينئذ‪ ,‬ولت حي مناص‪ ,‬ولذا قال‬
‫{وليست التوبة للذين يعملون السيئات حت إذا حضر أحدهم الوت قال إن تبت الَن} وهذا كما‬
‫قال تعال‪{ :‬فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بال وحده} الَيتي‪ ,‬وكما حكم تعال بعدم توبة أهل الرض‬

‫‪29‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إذا عاينوا الشمس طالعة من مغربا ف قوله تعال‪{ :‬يوم يأت بعض آيات ربك ل ينفع نفسا إيانا ل‬
‫تكن آمنت من قبل‪ ,‬أو كسبت ف إيانا خيا} الَية‪ ,‬وقوله {ول الذين يوتون وهم كفار} يعن أن‬
‫الكافر إذا مات على كفره وشركه ل ينفعه ندمه ول توبته‪ ,‬ول يقبل منه فدية ولو بلء الرض‪ .‬قال‬
‫ابن عباس وأبو العالية والربيع بن أنس {ول الذين يوتون وهم كفار} قالوا‪ :‬نزلت ف أهل الشرك‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سليمان بن داود‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبدالرحن بن ثابت بن ثوبان‪ ,‬قال‪ :‬حدثن‬
‫أب عن مكحول أن عمر بن نعيم حدثه عن أسامة بن سلمان أن أبا ذر حدثهم أن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪ ,‬قال «إن ال يق بل تو بة عبده أو يغ فر لعبده مال ي قع الجاب»‪ .‬ق يل‪ :‬و ما وقوع‬
‫الجاب ؟ قال «أن ترج النففس وهفي مشركفة»‪ ,‬ولذا قال ال تعال‪{ :‬أولئك أعتدنفا لمف عذابا‬
‫أليما} أي موجعا شديدا مقيما‪.‬‬

‫ض مَآ آَتيْتُمُوهُ ّن‬‫حلّ َلكُمْ أَن تَ ِرثُواْ النّسَآءَ َكرْها وَ َل َت ْعضُلُوهُ نّ ِلتَ ْذ َهبُواْ ِبَبعْ ِ‬ ‫** يَا َأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل يَ ِ‬
‫جعَلَ اللّهُ‬‫سىَ أَن َتكْ َرهُوْا َشيْئا َويَ ْ‬ ‫شةٍ ّمَبّيَنةٍ َوعَاشِرُوهُ ّن بِالْ َمعْرُوفِ فَإِن كَ ِر ْهتُمُوهُنّ َفعَ َ‬ ‫إِلّ أَن يَ ْأتِيَ ِبفَاحِ َ‬
‫ل َتأْخُذُواْ ِمنْ ُه َشيْئا‬
‫ج وَآتَْيتُ مْ إِحْدَاهُ نّ ِقنْطَارا َف َ‬ ‫ج ّمكَا نَ َز ْو ٍ‬ ‫فِي هِ َخيْرا َكثِيا * َوإِ نْ أَرَ ْدتّ ُم ا ْسِتبْدَالَ َزوْ ٍ‬
‫ضكُ مْ إَِل َى َبعْ ضٍ َوأَ َخذْ َن مِنكُم مّيثَاقا‬ ‫َأتَأْخُذُونَ هُ ُب ْهتَانا َوِإثْما ّمبِينا * وَ َكيْ فَ َتأْخُذُونَ هُ وََقدْ أَ ْفضَ َى َبعْ ُ‬
‫ش ًة َو َمقْتا وَسَآءَ سَبِيلً‬
‫غَلِيظا * وَ َل تَنكِحُوْا مَا َنكَ َح آبَاؤُكُ ْم مّ َن النّسَآءِ إِ ّل مَا قَدْ سَلَفَ ِإنّهُ كَانَ فَاحِ َ‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن مقاتل‪ ,‬حدثنا أسباط بن ممد‪ ,‬حدثنا الشيبان عن عكرمة‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬ف قال الشيبان‪ :‬وذكره أبو السن السوائي‪ ,‬ول أظنه ذكره إل عن ابن عباس ف {يا أيها‬
‫الذين آمنوا ل يل لكم أن ترثوا النساء كرها} قال‪ :‬كانوا إذا مات الرجل‪ ,‬كان أولياؤه أحق بامرأته‬
‫إن شاء بعض هم تزوج ها‪ ,‬وإن شاؤوا زوجو ها‪ ,‬وإن شاؤوا ل يزوجو ها‪ ,‬ف هم أ حق ب ا من أهل ها‪,‬‬
‫فنلت هذه الَية {يا أيها الذين آمنوا ل يل لكم أن ترثوا النساء كرها} هكذا رواه البخاري وأبو‬
‫داود والن سائي وا بن مردو يه وا بن أ ب حات من حديث أ ب إ سحاق الشيبا ن وا سه سليمان بن أ ب‬
‫سليمان‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬وعن أب السن السوائي واسه عطاء‪ ,‬كوف أعمى‪ ,‬كلها عن ابن عباس با‬
‫تقدم‪ .‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا أحد بن ممد بن ثابت الروزي‪ ,‬حدثن علي بن حسي عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫يز يد النحوي‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال {ل ي ل ل كم أن ترثوا الن ساء كرها ول تعضلو هن‬
‫لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إل أن يأتي بفاحشة مبينة} وذلك أن الرجل كان يرث امرأة ذي قرابته‬

‫‪30‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيعضلها حت توت أو ترد إليه صداقها‪ ,‬فأحكم ال تعال عن ذلك‪ ,‬أي نى عن ذلك‪ ,‬تفرد به أبو‬
‫داود‪ ,‬وقد رواه غي واحد عن ابن عباس بنحو ذلك‪ .‬فقال وكيع عن سفيان‪ ,‬عن علي بن بذية‪ ,‬عن‬
‫مقسم‪ ,‬عن ابن عباس‪ :‬كانت الرأة ف الاهلية إذا توف عنها زوجها‪ ,‬فجاء رجل فألقى عليها ثوبا‬
‫كان أحق با‪ ,‬فنلت {يا أيها الذين آمنوا ل يل لكم أن ترثوا النساء كرها}‪ .‬وروى علي بن أب‬
‫طل حة عن ا بن عباس ف قوله { يا أي ها الذ ين آمنوا ل ي ل ل كم أن ترثوا الن ساء كرها} قال‪ :‬كان‬
‫الرجل إذا مات وترك جارية‪ ,‬ألقى عليها حيمه ثوبه فمنعها من الناس فإن كانت جيلة تزوجها‪ ,‬وإن‬
‫كانت دميمة حبسها حت توت فيثها‪ ,‬وروى العوف عنه‪ :‬كان الرجل من أهل الدينة إذا مات حيم‬
‫أحدهم‪ ,‬ألقى ثوبه على امرأته‪ ,‬فورث نكاحها‪ ,‬ول ينكحها أحد غيه‪ ,‬وحبسها عنده حت تفتدي‬
‫منه بفدية‪ ,‬فأنزل ال {يا أيها الذين آمنوا ل يل لكم أن ترثوا النساء كرها}‪ .‬وقال زيد بن أسلم ف‬
‫الَية‪ :‬كان أهل يثرب إذا مات الرجل منهم ف الاهلية‪ ,‬ورث امرأته من يرث ماله‪ ,‬وكان يعضلها‬
‫حت يرثها‪ ,‬أو يزوجها من أراد‪ ,‬وكان أهل تامة يسيء الرجل صحبة الرأة حت يطلقها‪ ,‬ويشترط‬
‫عليها أن ل تنكح إل من أراد حت تفتدي منه ببعض ما أعطاها‪ ,‬فنهى ال الؤمني عن ذلك‪ ,‬رواه‬
‫ابن أب حات‪ .‬وقال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا موسى بن إسحاق‪,‬‬
‫حدثنا علي بن النذر‪ ,‬حدثنا ممد بن فضيل‪ ,‬عن يي بن سعيد‪ ,‬عن ممد بن أب أمامة بن سهل بن‬
‫حنيف‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬لا توف أبو قيس بن السلت‪ ,‬أراد ابنه أن يتزوج امرأته‪ ,‬وكان لم ذلك ف‬
‫الاهلية‪ ,‬فأنزل ال {ل يل لكم أن ترثوا النساء كرها} ورواه ابن جرير من حديث ممد بن فضيل‬
‫به‪ .‬ث روى من طر يق ا بن جر يج قال‪ :‬أ خبن عطاء أن أ هل الاهل ية كانوا إذا هلك الر جل وترك‬
‫امرأة‪ ,‬حبسها أهله على الصب يكون فيهم‪ ,‬فنلت {ل يل لكم أن ترثوا النساء كرها} الَية‪ .‬وقال‬
‫ابن جريج‪ :‬قال ماهد‪ :‬كان الرجل إذا توف‪ ,‬كان ابنه أحق بامرأته ينكحها إن شاء إذا ل يكن ابنها‪,‬‬
‫أو ينكح ها من شاء أخاه أو ا بن أخ يه‪ .‬وقال ا بن جر يج‪ :‬قال عكر مة‪ :‬نزلت ف كبي شة ب نت م عن‬
‫بن)عاصم من الوس‪ ,‬توف عنها أبو قيس بن السلت‪ ,‬فجنح عليها ابنه‪ ,‬فجاءت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فقالت‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬ل أنا ورثت زوجي‪ ,‬ول أنا تركت فأنكح‪ ,‬فأنزل ال هذه الَية‪.‬‬
‫وقال ال سدي عن أ ب مالك‪ :‬كا نت الرأة ف الاهل ية إذا مات زوج ها‪ ,‬جاء وليه فأل قى علي ها ثوبا‪,‬‬
‫فإن كان له ابن صغي‪ ,‬أو أخ‪ ,‬حبسها حت يشب‪ ,‬أو توت فيثها‪ ,‬فإن هي انفلتت فأتت أهلها ول‬
‫يلق علي ها ثوبا‪ ,‬ن ت‪ ,‬فأنزل ال {ل ي ل ل كم أن ترثوا الن ساء كرها}‪ .‬وقال ما هد ف هذه الَ ية‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان الرجفل يكون ف حجره اليتي مة هو يلي أمر ها‪ ,‬فيحبسفها رجاء أن توت امرأ ته فيتزوج ها أو‬
‫يزوجها ابنه‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ .‬ث قال‪ :‬وروي عن الشعب وعطاء بن أب رباح وأب ملز والضحاك‬
‫والزهري وعطاء الراسان ومقاتل بن حيان‪ ,‬نو ذلك‪ .‬قلت‪ :‬فالَية تعم ما كان يفعله أهل الاهلية‬
‫و ما ذكره ما هد‪ ,‬و من واف قه‪ ,‬و كل ما كان ف يه نوع من ذلك‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله {ول تعضلو هن‬
‫لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن} أي ل ُتضَارّوهن ف العشرة‪ ,‬لتترك لك ما أصدقتها أو بعضه أو حقا من‬
‫حقوقها عليك‪ ,‬أو شيئا من ذلك على وجه القهر لا والضطهاد‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن‬
‫عباس ف قوله {ول تعضلو هن} يقول‪ :‬ول تقهرو هن {لتذهبوا بب عض ما آتيتمو هن} يع ن الر جل‪,‬‬
‫تكون له امرأة وهفو كاره لصفحبتها‪ ,‬ولاف عليفه مهفر فيضرهفا لتفتدي‪ ,‬وكذا قال الضحاك وقتادة‪,‬‬
‫واختاره ابن جرير‪ ,‬وقال ابن البارك وعبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر‪ ,‬قال أخبن ساك بن الفضل عن ابن‬
‫الَبيْلمان‪ ,‬قال‪ :‬نزلت هاتان الَيتان‪ ,‬إحداها ف أمر الاهلية‪ ,‬والخرى ف أمر السلم‪ .‬قال عبد ال‬
‫بفن البارك‪ :‬يعنف قوله {ل يلف لكفم أن ترثوا النسفاء كرها} فف الاهليفة‪{ ,‬ول تعضلوهفن} فف‬
‫السلم‪ .‬وقوله {إل أن يأتي بفاحشة مبينة} قال ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن السيب والشعب‬
‫والسن البصري وممد بن سيين وسعيد بن جبي وماهد وعكرمة وعطاء الراسان والضحاك وأبو‬
‫قلبة وأبو صال والسدي وزيد بن أسلم وسعيد بن أب هلل‪ :‬يعن بذلك الزنا‪ ,‬يعن إذا زنت فلك‬
‫أن ت سترجع من ها ال صداق الذي أعطيت ها‪ ,‬وتضاجر ها ح ت تتر كه لك‪ ,‬وتالع ها‪ ,‬ك ما قال تعال ف‬
‫سورة البقرة‪{ :‬ول يل لكم أن تأخذوا ما آتيتموهن شيئا إل أن يافا أن ل يقيما حدود ال} الَية‪,‬‬
‫وقال ابن عباس وعكرمة والضحاك‪ :‬الفاحشة البينة النشوز والعصيان‪ ,‬واختار ابن جرير أنه يعم ذلك‬
‫كله الزنا والعصيان‪ ,‬والنشوز وبذاء اللسان‪ ,‬وغي ذلك‪ .‬يعن أن هذا كله يبيح مضاجرتا حت تبئه‬
‫من حق ها أو بع ضه ويفارق ها‪ ,‬وهذا ج يد‪ ,‬وال أعلم‪ .‬و قد تقدم في ما رواه أ بو داود منفردا به من‬
‫طر يق يز يد النحوي عن عكر مة عن ا بن عباس ف قوله {ل ي ل ل كم أن ترثوا الن ساء كرها ول‬
‫تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إل أن يأتي بفاحشة مبيّنة} قال‪ :‬وذلك أن الرجل كان يرث‬
‫امرأة ذي قرابته فيعضلها حت توت‪ ,‬أو ترد إليه صداقها‪ ,‬فأحكم ال عن ذلك‪ ,‬أي نى عن ذلك‪.‬‬
‫قال عكرمة والسن البصري‪ :‬وهذا يقتضي أن يكون السياق كله كان ف أمر الاهلية‪ ,‬ولكن ني‬
‫السلمون عن فعله ف السلم‪ ,‬وقال عبد الرحن بن زيد‪ :‬كان العضل ف قريش بكة ينكح الرجل‬
‫الرأة الشريفة‪ ,‬فلعلها ل توافقه فيفارقها على أن ل تتزوج إل بإذنه‪ ,‬فيأت بالشهود فيكتب ذلك عليها‬

‫‪32‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ويشهد‪ ,‬فإذا خطبها الاطب فإن أعطته وأرضته أذن لا وإل عضلها قال‪ :‬فهذا قوله {ول تعضلوهن‬
‫لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن} الَية‪ ,‬وقال ماهد ف قوله {ول تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن}‬
‫هو كالعضل ف سورة البقرة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وعاشروهن بالعروف} أي طيبوا أقوالكم لن‪ ,‬وحسنوا‬
‫أفعالكم وهيئاتكم بسب قدرتكم كما تب ذلك منها‪ ,‬فافعل أنت با مثله‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولن‬
‫م ثل الذي علي هن بالعروف} وقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «خي كم خي كم لهله‪ ,‬وأ نا‬
‫خي كم لهلي» وكان من أخل قه صلى ال عل يه و سلم أنه ج يل العشرة دائم الب شر‪ ,‬يدا عب أهله‪,‬‬
‫ويتل طف ب م ويو سعهم نفق ته‪ ,‬ويضا حك ن ساءه ح ت إ نه كان ي سابق عائ شة أم الؤمن ي ر ضي ال‬
‫عنها‪ ,‬يتودد إليها بذلك‪ ,‬قالت‪ :‬سابقن رسول ال صلى ال عليه وسلم فسبقته‪ ,‬وذلك قبل أن أحل‬
‫اللحم‪ ,‬ث سابقته بعد ما حلت اللحم فسبقن‪ ,‬فقال «هذه بتلك» ويتمع نساؤه كل ليلة ف بيت‬
‫الت يبيت عندها رسول ال صلى ال عليه وسلم فيأكل معهن العشاء ف بعض الحيان‪ ,‬ث تنصرف‬
‫كل واحدة إل منل ا‪ ,‬وكان ينام مع الرأة من ن سائه ف شعار وا حد‪ ,‬ي ضع عن كتف يه الرداء وينام‬
‫بالزار‪ ,‬وكان إذا صلى العشاء يد خل منله ي سمر مع أهله قليلً ق بل أن ينام‪ ,‬يؤان سهم بذلك صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ .‬وقد قال ال تعال {لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة} وأحكام عشرة النساء‬
‫ومففففا يتعلق بتفصففففيل ذلك موضعففففه كتففففب الحكام‪ ,‬ول المففففد‪.‬‬
‫وقوله تعال {فإن كرهتموهفن فعسفى أن تكرهوا شيئا ويعفل ال فيفه خيا كثيا} أي فعسفى أن‬
‫يكون صبكم مع إم ساككم ل ن وكراهت هن ف يه‪ ,‬خ ي كث ي ل كم ف الدن يا والَخرة‪ ,‬ك ما قال ا بن‬
‫عباس ف هذه الَ ية‪ :‬هو أن يع طف علي ها فيزق من ها ولدا‪ ,‬ويكون ف ذلك الولد خ ي كث ي‪ ,‬و ف‬
‫الديفث الصفحيح «ل يفرك مؤمفن مؤمنفة إن سفخط منهفا خلقا رضفي منهفا آخفر»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن أردتف اسفتبدال زوج مكان زوج وآتيتفم إحداهفن قنطارا فل تأخذوا منفه شيئا‬
‫أتأخذونه بتانا وإثا مبينا} أي إذا أراد أحدكم أن يفارق امرأة ويستبدل مكانا غيها فل يأخذ ما‬
‫كان أصفدق الول شيئا ولو كان قنطارا مفن الال‪ ,‬وقفد قدمنفا فف سفورة آل عمران الكلم على‬
‫القنطار با فيه كفاية عن إعادته ههنا‪ .‬وف هذه الَية دللة على جواز الصداق بالال الزيل‪ ,‬وقد‬
‫كان ع مر بن الطاب ن ى عن كثرة ال صداق‪ ,‬ث ر جع عن ذلك‪ ,‬ك ما قال المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫إ ساعيل‪ ,‬حدث نا سلمة بن علق مة عن م مد بن سيين‪ ,‬قال‪ :‬نبئت عن أ ب العجفاء ال سلمي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫سعت عمر بن الطاب يقول‪ :‬أل ل َتغّلوا ف صداق النساء‪ ,‬فإنا لو كانت مكرمة ف الدنيا أو تقوى‬

‫‪33‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عند ال‪ ,‬كان أولكم با النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ما أصدق رسول ال صلى ال عليه وسلم امرأة‬
‫من ن سائه ول أ صدقت امرأة من بنا ته أك ثر من اثن ت عشرة أوق ية‪ ,‬وإن كان الر جل ليبتلى ب صدقة‬
‫امرأته حت يكون لا عداوة ف نفسه وحت يقول‪ :‬كلفت إليك علق القربة‪ ,‬ث رواه المام أحد وأهل‬
‫السنن من طرق عن ممد بن سيين عن أب العجفاء واسه هرم بن مُ سَيب البصري‪ ,‬وقال الترمذي‪:‬‬
‫ففففففففففحيح‪.‬‬ ‫ففففففففففن صف‬ ‫ففففففففففث حسف‬ ‫هذا حديف‬
‫(طريق أخرى عن عمر) قال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ,‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا‬
‫أب عن ابن إسحاق‪ ,‬حدثن ممد بن عبد الرحن عن الجالد بن سعيد‪ ,‬عن الشعب‪ ,‬عن مسروق‪,‬‬
‫قال‪ :‬ركب عمر بن الطاب منب رسول ال صلى ال عليه وسلم ث قال‪ :‬أيها الناس‪ ,‬ما إكثاركم ف‬
‫صُدُق النساء‪ .‬وقد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه وإنا الصّدُقات فيما بينهم أربعمائة‬
‫درهفم‪ ,‬فمفا دون ذلك‪ ,‬ولو كان الكثار فف ذلك تقوى عنفد ال أو كرامفة ل تسفبقوهم إليهفا‪ .‬فل‬
‫أعر فن ما زاد ر جل ف صداق امرأة على أربعمائة در هم‪ .‬قال‪ :‬ث نزل‪ ,‬فاعترض ته امرأة من قر يش‬
‫فقالت‪ :‬يا أمي الؤمني‪ ,‬نيت الناس أن يزيدوا ف مهر النساء على أربعمائة درهم‪ ,‬قال‪ :‬نعم‪ ,‬فقالت‪:‬‬
‫أ ما سعت ما أنزل ال ف القرآن ؟ قال‪ :‬وأي ذلك ؟ فقالت‪ :‬أ ما سعت ال يقول {وآتي تم إحدا هن‬
‫قنطارا} الَ ية ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬الل هم غفرا‪ ,‬كل الناس أف قه من ع مر‪ .‬ث ر جع فر كب ال نب فقال‪ :‬إ ن‬
‫ك نت نيت كم أن تزيدوا الن ساء ف صداقهن على أربعمائة در هم‪ ,‬ف من شاء أن يع طي من ماله ما‬
‫فد قوي‪.‬‬ ‫فناده جيف‬‫فل‪ ,‬إسف‬ ‫فه فليفعف‬‫فت نفسف‬ ‫فن طابف‬‫فه قال‪ :‬فمف‬ ‫فو يعلى‪ :‬وأظنف‬
‫فب‪ .‬قال أبف‬‫أحف‬
‫(طريق أخرى) قال ابن النذر‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق‪ ,‬عن قيس بن ربيع‪ ,‬عن‬
‫أ ب ح صي‪ ,‬عن أ ب ع بد الرح ن ال سلمي‪ ,‬قال‪ :‬قال ع مر بن الطاب‪ :‬ل تغالوا ف مهور الن ساء‪,‬‬
‫فقالت امرأة‪ :‬ليس ذلك لك يا عمر‪ ,‬إن ال يقول‪{ :‬وآتيتم إحداهن قنطارا} ف من ذهب ف قال‪:‬‬
‫وكذلك هي ف قراءة عبد ال بن مسعود‪{ ,‬فل يل لكم أن تأخذوا منه شيئا}‪ ,‬فقال عمر‪ :‬إن امرأة‬
‫خاصفففففففففففمت عمفففففففففففر فخصفففففففففففمته‪.‬‬
‫(طر يق أخرى عن ع مر في ها انقطاع) قال الزب ي بن بكار‪ :‬حدث ن ع مي م صعب بن ع بد ال عن‬
‫جدي قال‪ :‬قال عمر بن الطاب‪ :‬ل تزيدوا ف مهور النساء وإن كانت بنت ذي الغُصّة ف يعن يزيد‬
‫بن الصي الارثي ف فمن زاد‪ ,‬ألقيت الزيادة ف بيت الال‪ .‬فقالت امرأة من صفة النساء طويلة‪ ,‬ف‬
‫أنفها فطس‪ :‬ما ذاك لك‪ .‬قال‪ :‬ول ؟ قالت‪ :‬لن ال قال {وآتيتم إحداهن قنطارا} الَية‪ ,‬فقال عمر‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫امرأة أ صابت ور جل أخ طأ ولذا قال منكرا {وك يف تأخذو نه و قد أف ضى بعض كم إل ب عض} أي‬
‫وكيف تأخذون الصداق من الرأة وقد أفضيت إليها وأفضت إليك ؟ قال ابن عباس وماهد والسدي‬
‫وغي واحد‪ :‬يعن بذلك الماع ف وقد ثبت ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‬
‫للمتلعني بعد فراغهما من تلعنهما «ال يعلم أن أحدكما كاذب‪ .‬فهل منكما تائب ؟» قالا ثلثا‪,‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬يا رسول ال مال ؟ ف يعن ما أصدقها ف قال «ل مال لك‪ .‬إن كنت صدقت عليها‬
‫فهو با استحللت من فرجها‪ ,‬وإن كنت كذبت عليها فهو أبعد لك منها»‪ .‬ف سنن أب داود وغيه‬
‫عن بصرة بن أكتم أنه تزوج امرأة بكرا ف خدرها‪ ,‬فإذا هي حامل من الزنا‪ ,‬فأتى رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم فذ كر ذلك له‪ ,‬فق ضى ل ا بال صداق‪ ,‬وفرق بينه ما‪ ,‬وأ مر بلد ها‪ ,‬وقال «الولد ع بد‬
‫لك‪ .‬فالصداق ف مقابلة البضع» ولذا قال تعال {وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إل بعض}‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬وأخذن منكم ميثاقا غليظا} روي عن ابن عباس وماهد وسعيد بن جبي‪ ,‬أن الراد‬
‫بذلك الع قد‪ .‬وقال سفيان الثوري عن حبيب بن أ ب ثا بت عن ا بن عباس ف قوله {وأخذن من كم‬
‫ميثاقا غليظا} قال‪ :‬إمساك بعروف أو تسريح بإحسان‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬وروي عن عكرمة وماهد‬
‫وأب العالية والسن وقتادة ويي بن أب كثي والضحاك والسدي‪ ,‬نو ذلك‪ .‬وقال أبو جعفر الرازي‬
‫عن الرب يع بن أنس ف الَية‪ :‬هو قوله «أخذتوهن بأمانة ال‪ ,‬وا ستحللتم فروج هن بكل مة ال» فإن‬
‫كلمة ال هي التشهد ف الطبة‪ ,‬قال‪ :‬وكان فيما أعطى النب صلى ال عليه وسلم ليلة أسري به‪ ,‬قال‬
‫له «جعلت أم تك ل توز ل م خط بة ح ت يشهدوا أ نك عبدي ور سول» رواه ا بن أ ب حا ت‪ ,‬و ف‬
‫صحيح مسلم عن جابر ف خطبة حجة الوداع أن النب صلى ال عليه وسلم قال فيها «واستوصوا‬
‫بالنسففاء خيا فإنكففم أخذتوهففن بأمانففة ال واسففتحللتم فروجهففن بكلمففة ال»‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬ول تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء} الَية‪ ,‬يرم ال تعال زوجات الَباء تكرمة‬
‫ل م‪ ,‬وإعظاما واحتراما أن تو طأ من بعده‪ ,‬ح ت إن ا لتحرم عن ال بن بجرد الع قد علي ها‪ ,‬وهذا أ مر‬
‫م مع عل يه‪ .‬قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا مالك بن إ ساعيل‪ ,‬حدث نا ق يس بن الرب يع حدث نا‬
‫أشعث بن سوار عن عدي بن ثابت‪ ,‬عن ر جل من الن صار‪ ,‬قال‪ :‬ل ا تو ف أبو قيس ف يع ن ابن‬
‫السلت ف وكان من صالي النصار‪ ,‬فخطب ابنه قيس امرأته‪ ,‬فقالت‪ :‬إنا أعدك ولدا وأنت من‬
‫صالي قومك‪ ,‬ولكن آت رسول ال صلى ال عليه وسلم فأستأمره فأتت رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ ,‬فقالت‪ :‬إن أ با ق يس تو ف‪ ,‬فقال «خيا» ث قالت‪ :‬إن اب نه قي سا خطب ن‪ ,‬و هو من صالي‬

‫‪35‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قومه‪ .‬وإنا كنت أعده ولدا فما ترى ؟ فقال لا «ارجعي إل بيتك»‪ ,‬قال‪ :‬فنلت {ول تنكحوا ما‬
‫نكح آباؤكم من النساء} الَية‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا حسي‪ ,‬حدثنا حجاج عن ابن‬
‫جريج‪ ,‬عن عكرمة ف قوله {ول تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إل ما قد سلف} قال‪ :‬نزلت ف‬
‫أب قيس بن السلت خلف على أم عبيد ال بنت صخرة‪ ,‬وكانت تت السلت أبيه وف السود بن‬
‫خلف‪ ,‬وكان خلف على اب نة أ ب طل حة بن ع بد العزى بن عثمان بن ع بد الدار‪ ,‬وكان ع ند أب يه‬
‫خلف‪ ,‬وف فاختة ابنة السود بن الطلب بن أسد كانت عند أمية بن خلف‪ ,‬فخلف عليها صفوان بن‬
‫أم ية‪ .‬و قد ز عم ال سهيلي أن نكاح ن ساء الَباء كان معمولً به ف الاهل ية‪ ,‬ولذا قال {إل ما قد‬
‫سلف} كما قال {وأن تمعوا بي الختي إل ما قد سلف} قال‪ :‬وقد فعل ذلك كنانة بن خزية‪,‬‬
‫تزوج بامرأة أبيه‪ ,‬فأولدها ابنه النضر بن كنانة‪ ,‬قال‪ :‬وقد قال صلى ال عليه وسلم «ولدت من نكاح‬
‫ل مفن سففاح» قال‪ :‬فدل على أنفه كان سفائغا لمف ذلك‪ ,‬فإن أراد أنمف كانوا يعدونفه نكاحا فيمفا‬
‫بينهم‪ .‬فقد قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال الخرمي‪ ,‬حدثنا قراد‪ ,‬حدثنا ابن عيينة عن عمرو‪,‬‬
‫عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان أهل الاهلية يرمون ما حرم ال إل امرأة الب والمع بي‬
‫الخت ي‪ ,‬فأنزل ال تعال {ول تنكحوا ما ن كح آباؤ كم من الن ساء} {وأن تمعوا ب ي الخت ي}‪,‬‬
‫وهكذا قال عطاء وقتادة‪ ,‬ولكن فيما نقله السهيلي من قصة كنانة نظر‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وعلى كل تقدير‬
‫فهو حرام ف هذه الَية‪ ,‬مبشع غاية التبشع‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلً}‬
‫وقال {ولتقربوا الفوا حش ما ظ هر من ها و ما ب طن} وقال {ول تقربوا الز نا إ نه كان فاح شة و ساء‬
‫سبيلً} فزاد ههنا {ومقتا} أي بغضا أي هو أمر كبي ف نفسه‪ ,‬ويؤدي إل مقت البن أباه بعد أن‬
‫يتزوج بامرأ ته‪ ,‬فإن الغالب أن من تزوج بامرأة يب غض من كان زوج ها قبله‪ ,‬ولذا حر مت أمهات‬
‫الؤمن ي على المة لن ن أمهات لكون ن زوجات ال نب صلى ال عليه وسلم وهو كالب‪ ,‬بل ح قه‬
‫أع ظم من حق الَباء بالجاع‪ ,‬بل ح به مقدم على حب النفوس صلوات ال و سلمه عل يه ‪ .‬وقال‬
‫عطاء بن أب رباح ف قوله {ومقتا} أي يقت ال عليه‪{ ,‬وساء سبيلً} أي وبئس طريقا لن سلكه‬
‫من الناس‪ ,‬ف من تعاطاه ب عد هذا ف قد ار تد عن دي نه‪ ,‬فيق تل وي صي ماله فيئا لب يت الال‪ .‬ك ما رواه‬
‫المام أحد وأهل السنن من طرق عن الباء بن عازب‪ ,‬عن خاله أب بردة ف وف رواية‪ :‬ابن عمر‪,‬‬
‫وف رواية‪ :‬عن عمه ف أنه بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل رجل تزوج امرأة أبيه من بعده أن‬
‫يقتله ويأخذ ماله‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬حدثنا أشعث عن عدي بن ثابت‪ ,‬عن الباء بن‬

‫‪36‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عازب‪ ,‬قال‪ :‬مر ب عمي الارث بن عمرو ومعه لواء قد عقده له النب صلى ال عليه وسلم فقلت‬
‫له‪ :‬أي عفم أيفن بعثفك النفب ؟ قال‪ :‬بعثنف إل رجفل تزوج امرأة أبيفه فأمرنف أن أضرب عنقفه‪.‬‬
‫(م سألة) و قد أج ع العلماء على تر ي من وطئ ها الب بتزو يج أو ملك أو شب هة‪ ,‬واختلفوا في من‬
‫باشر ها بشهوة دون الماع‪ ,‬أو ن ظر إل ما ل ي ل له الن ظر إل يه من ها لو كا نت أجنب ية‪ ,‬ف عن المام‬
‫أحد رحه ال أنا ترم أيضا بذلك‪ ,‬وقد روى الافظ ابن عساكر ف ترجة خديج المصي مول‬
‫معاو ية قال‪ :‬اشترى لعاو ية جار ية بيضاء جيلة‪ ,‬فأدخل ها عل يه مردة وبيده قض يب‪ ,‬فج عل يهوي به‬
‫إل متاع ها‪ ,‬ويقول‪ :‬هذا التاع‪ ,‬لو كان له متاع اذ هب ب ا إل يز يد بن معاو ية‪ ,‬ث قال‪ :‬ل‪ ,‬ادع ل‬
‫ربيعة بن عمرو الُرسي‪ ,‬وكان فقيها‪ ,‬فلما دخل عليه قال‪ :‬إن هذه أتيت با مردة فرأيت منها ذاك‬
‫وذاك‪ ,‬وإن أردت أن أبعث با إل يزيد‪ ,‬فقال‪ :‬ل تفعل يا أمي الؤمني فإنا ل تصلح له‪ ,‬ث قال‪ :‬نعم‬
‫ما رأيت‪ ,‬ث قال ادع ل عبد ال بن مسعدة الفزاري‪ ,‬فدعوته وكان آدم شديد الدمة‪ ,‬فقال‪ :‬دونك‬
‫هذه بيض با ولدك‪ ,‬قال‪ :‬وكان عبد ال بن مسعدة هذا وهبه رسول ال صلى ال عليه وسلم لبنته‬
‫فاطمفة فربتفه‪ ,‬ثف أعتقتفه‪ ,‬ثف كان بعفد ذلك مفع معاويفة مفن الناس على علي رضفي ال عنفه‪.‬‬

‫ت الُخْ تِ‬ ‫خ َوبَنَا ُ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫** حُ ّرمَ تْ عََليْكُ مْ ُأ ّمهَاتُكُ ْم َوَبنَاتُكُ ْم َوأَ َخوَاتُكُ ْم َوعَمّاُتكُ ْم وَخَا َلُتكُ مْ َوَبنَا ُ‬
‫لتِي فِي حُجُورِكُ مْ‬ ‫ت نِ سَآِئكُ ْم وَ َربَائُِبكُ ُم ال ّ‬
‫ض ْعَنكُ ْم َوأَ َخوَاتُكُم مّ نَ الرّضَا َع ِة َوُأ ّمهَا ُ‬‫لتِي أَرْ َ‬‫َوُأمّهَاُتكُ ُم ال ّ‬
‫لئِلُ َأْبنَائِكُ ُم الّذِي نَ‬ ‫ح عََلْيكُ مْ َو َح َ‬ ‫لتِي َدخَ ْلتُ ْم ِبهِ نّ فَإِن لّ ْم َتكُونُواْ دَخَ ْلتُ ْم ِبهِ نّ َفلَ ُجنَا َ‬‫مّن نّ سَآئِكُ ُم ال ّ‬
‫صنَاتُ‬‫ج َمعُوْا َبيْ نَ ال ْختَيْ نِ إَ ّل مَا قَدْ سَلَفَ إِ نّ اللّ هَ كَا نَ َغفُورا رّحِيما * وَالْمُحْ َ‬ ‫لبِكُ ْم َوأَن تَ ْ‬
‫صَ‬‫مِ نْ أَ ْ‬
‫مِ َن النّ سَآءِ إِ ّل مَا مََلكْ تَ َأيْمَاُنكُ مْ ِكتَا بَ اللّ ِه عََلْيكُ ْم َوأُحِلّ َلكُ ْم مّا وَرَاءَ ذَِلكُ مْ أَن َتْبَتغُوْا بَِأ ْموَالِكُ مْ‬
‫ح عََلْيكُ مْ فِيمَا‬ ‫ضةً وَلَ ُجنَا َ‬ ‫ي َغيْ َر مُ سَافِحِيَ فَمَا ا سْتَ ْمَت ْعتُ ْم بِ هِ مِْنهُ نّ فَآتُوهُ نّ أُجُو َرهُ نّ فَرِي َ‬ ‫صنِ َ‬
‫مّحْ ِ‬
‫ف عَلِيما َحكِيما‬ ‫فف َ‬ ‫فففَ كَانف‬ ‫فففّ اللّهف‬ ‫فففِ مِفففن َبعْ ِد اْلفَرِيضَةِ إِنف‬ ‫ف بِهف‬ ‫فف ْ‬ ‫ضيْتُمف‬ ‫تَرَا َ‬
‫هذه الَية الكرية هي آية تري الحارم من النسب وما يتبعه من الرضاع والحارم بالصهر‪ ,‬كما‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن سفيان بن حبيب‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬حرمت عليكم سبع نسبا وسبع صهرا‪ ,‬وقرأ {حرمت عليكم‬
‫أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم} الَية ‪ ¹‬وحدثنا أبو سعيد بن يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا أبو أحد‪ ,‬حدثنا‬
‫سفيان عن العمش‪ ,‬عن إساعيل بن رجاء عن عمي‪ ,‬مول ابن عباس‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬يرم من‬

‫‪37‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الن سب سبع و من ال صهر سبع‪ ,‬ث قرأ {حر مت علي كم أمهات كم وبنات كم وأخوات كم وعمات كم‬
‫وخالتكم وبنات الخ وبنات الخت} فهن النسب‪ .‬وقد استدل جهور العلماء على تري الخلوقة‬
‫من ماء الزان عليه بعموم قوله تعال‪{ :‬وبناتكم} فإنا بنت‪ ,‬فتدخل ف العموم كما هو مذهب أب‬
‫حنيفة ومالك وأحد بن حنبل‪ ,‬وقد حكي عن الشافعي شيء ف إباحتها لنا ليست بنتا شرعية‪,‬‬
‫فك ما ل تد خل ف قوله تعال‪{ :‬يو صيكم ال ف أولد كم للذ كر م ثل حظ النثي ي} فإن ا ل ترث‬
‫بالجاع‪ ,‬فكذلك ل تدخفل فف هذه الَيفة‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وأمهاتكفم اللتف أرضعنكفم‬
‫وأخوات كم من الرضا عة} أي ك ما يرم عل يك أ مك ال ت ولد تك‪ ,‬كذلك يرم عل يك أ مك ال ت‬
‫أرضعتك‪ ,‬ولذا ثبت ف الصحيحي من حديث مالك بن أنس عن عبد ال بن أب بكر بن ممد بن‬
‫عمرو بن حزم‪ ,‬عن عمرة ب نت ع بد الرح ن‪ ,‬عن عائ شة أم الؤمن ي‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم قال «إن الرضا عة ترّم ما ترّم الولدة»‪ ,‬و ف ل فظ ل سلم «يرم من الرضا عة ما يرم من‬
‫النسب»‪ ,‬وقال بعض الفقهاء‪ :‬كل ما يرم بالنسب يرم بالرضاعة إل ف أربع صور‪ ,‬وقال بعضهم‪:‬‬
‫ست صور هي مذكورة ف ك تب الفروع والتحق يق أ نه ل ي ستثن ش يء من ذلك‪ ,‬ل نه يو جد م ثل‬
‫ل الب تة‪ ,‬ول‬
‫بعض ها من الن سب‪ ,‬وبعض ها إن ا يرم من ج هة ال صهر فل يرد على الد يث ش يء أ ص ً‬
‫المفد وبفه الثقفة‪ .‬ثف اختلف الئمفة فف عدد الرضعات الحرمفة‪ ,‬فذهفب ذاهبون إل أنفه يرم مرد‬
‫الرضاع لعموم هذه الَ ية‪ ,‬وهذا قول مالك‪ ,‬ويروى عن ا بن ع مر‪ ,‬وإل يه ذ هب سعيد بن ال سيب‬
‫وعروة بن الزبي والزهري‪ .‬وقال آخرون‪ :‬ل يرم أقل من ثلث رضعات‪ ,‬لا ثبت ف صحيح مسلم‬
‫من طريق هشام بن عروة عن أبيه‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪« :‬ل ترم‬
‫الصة ول الصتان» وقال قتادة‪ ,‬عن أب الليل‪ ,‬عن عبد ال بن الارث‪ ,‬عن أم الفضل‪ ,‬قالت‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل ترم الرضعة ول الرضعتان‪ ,‬والصة ول الصتان»‪ ,‬وف لفظ آخر‬
‫«ل ترم المل جة ول الملجتان» رواه م سلم‪ .‬وم ن ذ هب إل هذا القول‪ :‬المام أح د بن حن بل‬
‫وإ سحاق بن راهو يه‪ ,‬وأ بو عب يد وأ بو ثور‪ ,‬و هو مروي عن علي وعائ شة وأم الف ضل وا بن الزب ي‬
‫و سليمان بن ي سار و سعيد بن جبي رح هم ال‪ .‬وقال آخرون‪ :‬ل يرم أ قل من خ س رضعات‪ ,‬ل ا‬
‫ثبت ف صحيح مسلم من طريق مالك عن ع بد ال بن أ ب بكر‪ ,‬عن عَمْرة‪ ,‬عن عائ شة ر ضي ال‬
‫عنهفا‪ ,‬قالت‪ :‬كان فيمفا أنزل مفن القرآن «عشفر رضعات معلومات يرمفن» ثف نسفخن بمفس‬
‫معلومات‪ ,‬فتوف النب صلى ال عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن‪ ,‬وروى عبد الرزاق عن معمر‪,‬‬

‫‪38‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن الزهري‪ ,‬عن عروة‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬نو ذلك‪ .‬وف حديث سهلة بنت سهيل‪ ,‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أمرها أن ترضع سالا مول أب حذيفة خس رضعات‪ ,‬وكانت عائشة تأمر من يريد‬
‫أن يدخل عليها أن يرضع خس رضعات‪ ,‬وبذا قال الشافعي وأصحابه‪ ,‬ث ليعلم أنه ل بد أن تكون‬
‫الرضا عة ف سن ال صغر دون الول ي على قول المهور‪ .‬وك ما قدم نا الكلم على هذه ال سألة ف‬
‫سورة البقرة ع ند قوله {يرض عن أولد هن حول ي كامل ي ل ن أراد أن ي تم الرضا عة} ث اختلفوا هل‬
‫يرم لب الفحول‪ ,‬كما هو قول جهور الئمة الربعة وغيهم‪ ,‬أو إنا يتص الرضاع بالم فقط‪ ,‬ول‬
‫ينتشر إل ناحية الب‪ ,‬كما هو قول لبعض السلف ؟ على قولي‪ ,‬ترير هذا كله ف كتاب الحكام‬
‫الكبي‪ .‬وقوله {وأمهات نسائكم وربائبكم اللت ف حجوركم من نسائكم اللت دخلتم بن‪ ,‬فإن ل‬
‫تكونوا دخلتم بن فل جناح عليكم}‪ ,‬أما أم الرأة فإنا ترم بجرد العقد على ابنتها‪ ,‬سواء دخل با‬
‫أو ل يدخل‪ ,‬وأما الربيبة وهي بنت الرأة فل ترم بجرد العقد على أمها حت يدخل‪ ,‬فإن طلق الم‬
‫قبل الدخول با جاز له أن يتزوج بنتها‪ ,‬ولذا قال {وربائبكم اللت ف حجوركم من نسائكم اللت‬
‫دخلتفم بنف‪ ,‬فإن ل تكونوا دخلتفم بنف فل جناح عليكفم} فف تزويهفن‪ ,‬فهذا خاص بالربائب‬
‫وحد هن‪ .‬و قد ف هم بعض هم عود الضم ي إل المهات والربائب‪ ,‬فقال‪ :‬ل ترم واحدة من الم ول‬
‫البنفت بجرد العقفد على الخرى حتف يدخفل باف‪ ,‬لقوله {فإن ل تكونوا دخلتفم بنف فل جناح‬
‫عليكم}‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا ابن أب عدي وعبد العلى عن سعيد‪ ,‬عن قتادة‪,‬‬
‫عن خلس بن عمرو‪ ,‬عن علي رضي ال تعال عنه‪ ,‬ف رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل با‪,‬‬
‫أيتزوج أمها ؟ قال‪ :‬هي بنلة الربيبة‪ ,‬وحدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا يي بن سعيد عن قتادة‪ ,‬عن سعيد‬
‫بن السيب‪ ,‬عن زيد بن ثابت‪ ,‬قال‪ :‬إذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل با فل بأس أن يتزوج أمها‪.‬‬
‫وف رواية عن قتادة‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬عن زيد بن ثابت‪ ,‬أنه كان يقول‪ :‬إذا ماتت عنده فأخذ مياثها كره‬
‫أن يلف على أمها‪ ,‬فإذا طلقها قبل أن يدخل با فإن شاء فعل‪ .‬وقال ابن النذر‪ :‬حدثنا إسحاق عن‬
‫عبد الرزاق‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬قال‪ :‬أخبن أبو بكر بن حفص عن مسلم بن عوير الجدع‪ ,‬أن بكر‬
‫بن كنا نة أ خبه أن أباه أنك حه امرأة بالطائف‪ ,‬قال‪ :‬فلم أجامع ها ح ت تو ف ع مي عن أم ها‪ ,‬وأم ها‬
‫ذات مال كثي‪ ,‬فقال أب‪ :‬هل لك ف أمها ؟ قال‪ :‬فسألت ابن عباس وأخبته الب‪ ,‬فقال‪ :‬انكح أمها‬
‫؟ قال‪ :‬وسألت ابن عمر‪ ,‬فقال‪ :‬ل تنكحها‪ ,‬فأخبت أب با قال‪ ,‬فكتب إل معاوية فأخبه با قال‪,‬‬
‫فكتب معاوية‪ :‬إن ل أحل ما حرم ال‪ ,‬ول أحرم ما أحل ال‪ ,‬وأنت وذاك والنساء سواها كثي‪ .‬فلم‬

‫‪39‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي نه ول يأذن ل فان صرف أ ب عن أم ها فلم ينكح ها‪ .‬وقال ع بد الرزاق‪ :‬أخب نا مع مر عن ساك بن‬
‫الفضل عن رجل عن عبد ال بن الزبي‪ ,‬قال‪ :‬الربيبة والم سواء ل بأس با إذا ل يدخل بالرأة‪ ,‬وف‬
‫إ سناده ر جل مب هم ل ي سم‪ .‬وقال ا بن جر يج‪ :‬أ خبن عكر مة بن خالد أن ماهدا قال له {وأمهات‬
‫ن سائكم وربائب كم الل ت ف حجور كم} أراد ب ما الدخول جيعا‪ ,‬فهذا القول ك ما ترى مروي عن‬
‫علي وزيد بن ثابت وعبد ال بن الزبي وماهد وسعيد بن جبي وابن عباس‪ ,‬وقد توقف فيه معاوية‪.‬‬
‫وذهب إليه من الشافعية أبو السن أحد بن ممد بن الصابون فيما نقله الرافعي عن العبادي‪ .‬وقد‬
‫روي عن ابن مسعود مثله‪ ,‬ث رجع عنه‪ ,‬قال الطبان‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫الرزاق عن الثوري‪ ,‬عن أب فروة‪ ,‬عن أب عمرو الشيبان‪ ,‬عن ابن مسعود‪ :‬أن رجلً من بن كمخ‬
‫من فزارة تزوج امرأة فرأى أم ها فأعجب ته‪ .‬فا ستفت ا بن م سعود‪ ,‬فأمره أن يفارق ها ث تزوج أم ها‪,‬‬
‫فتزوج ها وولدت له أولدا‪ ,‬ث أتى ابن مسعود الدينة‪ ,‬فسئل عن ذلك‪ ,‬فأخب أنا ل ت ل له‪ ,‬فلما‬
‫رجع إل الكوفة قال للرجل‪ :‬إنا عليك حرام ففارقها‪ .‬وجهور العلماء على أن الربيبة ل ترم بالعقد‬
‫على الم بلف الم‪ ,‬فإنا ترم بجرد العقد‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا جعفر بن ممد ابن هارون بن‬
‫عَزْرة‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب عن سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬أنه كان يقول‪ :‬إذا طلق‬
‫الر جل الرأة ق بل أن يد خل ب ا أو ما تت ل ت ل له أم ها‪ ,‬وروي أ نه قال‪ :‬إن ا مبه مة‪ ,‬فكره ها‪ .‬ث‬
‫قال‪:‬وروي عن ابن مسعود وعمران بن حصي ومسروق وطاوس وعكرمة وعطاء والسن ومكحول‬
‫وابن سيين وقتادة والزهري نو ذلك‪ .‬وهذا مذهب الئمة الربعة والفقهاء السبعة‪ ,‬وجهور الفقهاء‬
‫قديا وحديثا‪ ,‬ول المد والنة ف قال ابن جرير‪ :‬والصواب قول من قال‪ :‬الم من البهمات‪ ,‬لن ال‬
‫ل يشترط معهن الدخول كما اشترطه مع أمهات الربائب‪ ,‬مع أن ذلك أيضا إجاع من الجة الت ل‬
‫يوز خلفها فيما جاءت به متفقة عليه‪ .‬وقد روي بذلك أيضا عن النب صلى ال عليه وسلم خب‬
‫غي أن ف إسناده نظرا‪ ,‬وهو ما حدثن به الثن‪ ,‬حدثنا حبان بن موسى‪ ,‬حدثنا ابن البارك‪ ,‬أخبنا‬
‫الثن بن الصباح عن عمرو بن شعيب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده عن النب صلى ال عليه وسلم قال «إذا‬
‫نكح الرجل الرأة فل يل له أن يتزوج أمها‪ ,‬دخل بالبنت أو ل يدخل‪ ,‬وإذا تزوج بالم فلم يدخل‬
‫با ث طلقها‪ ,‬فإن شاء تزوج البنة»‪ ,‬ث قال‪ :‬وهذا الب وإن كان ف إسناده ما فيه‪ ,‬فإن ف إجاع‬
‫ال جة على صحة القول به م ستغن عن ال ستشهاد على صحته بغيه‪ .‬وأ ما قوله تعال‪{ :‬وربائب كم‬
‫الل ت ف حجور كم} فالمهور على أن الربي بة حرام سواء كا نت ف ح جر الر جل‪ ,‬أو ل ت كن ف‬

‫‪40‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فم‬‫حجره‪ ,‬قالوا‪ :‬وهذا الطاب خرج مرج الغالب فل مفهوم له‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ول تكرهوا فتياتكف‬
‫على البغاء إن أردن تصنا}‪ .‬وف الصحيحي أن أم حبيبة قالت‪ :‬يا رسول ال أنكح أخت بنت أب‬
‫سفيان‪ ,‬وف لفظ لسلم عزة بنت أب سفيان‪ ,‬قال «أو تبي ذلك» ؟ قالت‪ :‬نعم لست لك بخلية‪,‬‬
‫وأحب من شاركن ف خي أخت‪ ,‬قال «فإن ذلك ل يل ل»‪ .‬قالت‪ :‬فإنا ندث أنك تريد أن تنكح‬
‫بنت أب سلمة‪ ,‬قال «بنت أم سلمة» ؟ قالت‪ :‬نعم‪ .‬قال «إنا لو ل تكن ربيبت ف حجري ما حلت‬
‫ل‪ ,‬إنا لبنت أخي من الرضاعة‪ ,‬أرضعتن وأبا سلمة ثويبة‪ ,‬فل تعرضن علي بناتكن ول أخواتكن»‬
‫وف رواية للبخاري «إن لو ل أتزوج أم سلمة ما حلت ل»‪ ,‬فجعل الناط ف التحري مرد تزوجه أم‬
‫سفلمة‪ ,‬وحكفم بالتحريف لذلك‪ ,‬وهذا هفو مذهفب الئمفة الربعفة والفقهاء السفبعة وجهور اللف‬
‫والسلف وقد قيل‪ :‬بأنه ل ترم الربيبة إل إذا كانت ف حجر الرجل‪ ,‬فإذا ل تكن كذلك فل ترم‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن موسى‪ ,‬أنبأنا هشام ف يعن ابن يوسف ف‬
‫عن ابن جريج‪ ,‬حدثن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة‪ ,‬أخبن مالك بن أوس بن الدثان‪ ,‬قال‪ :‬كانت‬
‫عندي امرأة فتوفيت‪ ,‬وقد ولدت ل فوجدت عليها‪ ,‬فلقين علي بن أب طالب فقال‪ :‬ما لك ؟ فقلت‪:‬‬
‫توفيت الرأة‪ .‬فقال علي‪ :‬لا ابنة ؟ قلت‪ :‬نعم وهي بالطائف‪ .‬قال‪ :‬كانت ف حجرك ؟ قلت‪ :‬ل‪ ,‬هي‬
‫بالطائف قال‪ :‬فانكحها‪ ,‬قلت‪ :‬فأين قول ال {وربائبكم اللت ف حجوركم} ؟ قال‪ :‬إنا ل تكن ف‬
‫حجرك إناف ذلك إذا كانفت فف حجرك‪ ,‬هذا إسفناد قوي ثابفت إل علي بفن أبف طالب على شرط‬
‫مسلم‪ ,‬وهو قول غريب جدا‪ ,‬وإل هذا ذهب داود بن علي الظاهري وأصحابه‪ .‬وحكاه أبو القاسم‬
‫الراف عي عن مالك رح ه ال‪ ,‬واختاره ا بن حزم‪ ,‬وح كى ل شيخ نا الا فظ أ بو ع بد ال الذ هب أ نه‬
‫عرض هذا على الشيخ المام تقي الدين ابن تيمية رحه ال‪ ,‬فاستشكله وتوقف ف ذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ابن النذر‪ ,‬حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا الثرم عن أب عبيدة قوله {اللت ف حجوركم}‪,‬‬
‫قال‪ :‬ف بيوتكم‪ ,‬وأما الربيبة ف ملك اليمي فقد قال المام مالك بن أنس‪ ,‬عن ابن شهاب‪ :‬أن عمر‬
‫بن الطاب سئل عن الرأة وبنتها من ملك اليمي‪ ,‬توطأ إحداها بعد الخرى ؟ فقال عمر‪ :‬ما أحب‬
‫أن أخبه ا جيعا ير يد أن أطأه ا جيعا بلك يي ن‪ ,‬وهذا منق طع‪ .‬وقال سنيد بن داود ف تف سيه‪:‬‬
‫حدثنا أبو الحوص‪ ,‬عن طارق بن عبد الرحن‪ ,‬عن قيس‪ ,‬قال‪ :‬قلت لبن عباس‪ :‬أيقع الرجل على‬
‫امرأة وابنتها ملوكي له ؟ فقال‪ :‬أحلتهما آية وحرمتهما آية‪ ,‬ول أكن لفعله‪ .‬وقال الشيخ أبو عمر‬
‫بن عبد الب رحه ال‪ :‬ل خلف ب ي العلماء أنه ل يل لحد أن يطأ امرأة وبنتها من ملك اليمي‪,‬‬

‫‪41‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لن ال حرم ذلك ف النكاح‪ ,‬قال {وأمهات ن سائكم وربائب كم الل ت ف حجور كم من ن سائكم}‬
‫وملك اليمي عندهم تبع للنكاح إل ما روي عن عمر وابن عباس‪ ,‬وليس على ذلك أحد من أئمة‬
‫الفتوى ول من تبعهم‪ .‬وروى هشام عن قتادة‪ :‬بنت الربيبة وبنت ابنتها ل تصلح وإن كانت أسفل‬
‫ببطون كثية‪ ,‬وكذا قال قتادة عن أب العالية‪ ,‬ومعن قوله {اللت دخلتم بن} أي نكحتموهن‪ ,‬قاله‬
‫ا بن عباس وغ ي وا حد‪ .‬وقال ا بن جر يج عن عطاء‪ :‬هو أن تدى إل يه فيك شف ويف تش ويلس ب ي‬
‫رجلي ها‪ .‬وقلت‪ :‬أرأ يت إن ف عل ذلك ف ب يت أهل ها ؟ قال‪ :‬هو سواء‪ ,‬وح سبه قد حرم ذلك عل يه‬
‫ابنتها‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬وف إجاع الميع على أن خلوة الر جل بامرأة ل يرّم ابنتها عليه إذا طلقها‬
‫قبل مسيسها ومباشرتا أو قبل النظر إل فرجها بشهوة ما يدل على أن معن ذلك هو الوصول إليها‬
‫بالماع‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وحلئل أبنائ كم الذ ين من أ صلبكم} أي وحر مت علي كم زوجات أبنائ كم الذ ين‬
‫ولدتوهم من أصلبكم‪ ,‬يترز بذلك عن الدعياء الذين كانوا يتبنونم ف الاهلية‪ .‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيل يكون على الؤمني حرج ف أزواج أدعيائكم} الَية‪,‬‬
‫وقال ابن جريج‪ :‬سألت عطاء عن قوله {وحلئل أبنائكم الذين من أصلبكم}‪ .‬قال‪ :‬كنا ندث ف‬
‫وال أعلم ف أن النب صلى ال عليه وسلم لا نكح امرأة زيد‪ ,‬قال الشركون بكة ف ذلك‪ ,‬فأنزل ال‬
‫عز وجل‪{ :‬وحلئل أبنائكم الذين من أصلبكم} ونزلت {وما جعل أدعياءكم أبناءكم}‪ ,‬ونزلت‬
‫{ما كان ممد أبا أحد من رجالكم}‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا ممد بن أب بكر‬
‫القد مي‪ ,‬حدث نا الرح بن الارث عن الش عث‪ ,‬عن ال سن بن م مد‪ :‬أن هؤلء الَيات مبهمات‬
‫{وحلئل أبنائ كم} {وأمهات ن سائكم}‪ ,‬ث قال‪ :‬وروي عن طاوس وإبراه يم والزهري ومكحول‪,‬‬
‫نو ذلك‪( .‬قلت) معن مبهمات أي عامة ف الدخول با وغي الدخول‪ ,‬فتحرم بجرد العقد عليها‪,‬‬
‫وهذا متفق عليه‪ ,‬فإن قيل‪ :‬فمن أين ترم امرأة ابنه من الرضاعة كما هو قول المهور‪ ,‬ومن الناس‬
‫من يكيه إجاعا وليس من صلبه‪ ,‬فالواب من قوله صلى ال عليه وسلم «يرم من الرضاع ما يرم‬
‫من النسب» وقوله تعال‪{ :‬وأن تمعوا بي الختي إل ما قد سلف} الَية‪ .‬أي وحرم عليكم المع‬
‫ب ي الخت ي معا ف التزو يج‪ ,‬وكذا ف ملك اليم ي إل ما كان منكم ف جاهليت كم فقد عفونا عنه‬
‫وغفرناه‪ .‬فدل على أ نه ل مثنو ية في ما ي ستقبل ول ا ستثناء في ما سلف‪ ,‬ك ما قال {ل يذوقون في ها‬
‫الوت إل الو تة الول} فدل على أن م ل يذوقون في ها الوت أبدا‪ ,‬و قد أج ع العلماء من ال صحابة‬

‫‪42‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والتابعي والئمة قديا وحديثا على أنه يرم المع بي الختي ف النكاح‪ ,‬ومن أسلم وتته أختان‪,‬‬
‫خيّر فيم سك إحداه ا ويطلق الخرى ل مالة‪ .‬قال المام أح د‪ :‬حدثنا موسى بن داود‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫ليْشان‪ ,‬عن الضحاك بن فيوز‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬أسلمت وعندي امرأتان أختان‪,‬‬ ‫ليعة عن أب وهب ا َ‬
‫فأمر ن ال نب صلى ال عل يه و سلم أن أطلق أحداه ا‪ .‬ث رواه المام أح د والترمذي وا بن ما جه من‬
‫حديث ابن ليعة‪ ,‬وأخرجه أبو داود والترمذي أيضا من حديث يزيد بن أب حبيب‪ ,‬كلها عن أب‬
‫ليْشان‪ ,‬قال الترمذي وا سه ديلم بن الوشع‪ .‬عن الضحاك بن فيوز الديلمي‪ ,‬عن أبيه به‪,‬‬ ‫وهب ا َ‬
‫و ف ل فظ للترمذي ‪ .‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «اخ تر أيته ما شئت»‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬هذا‬
‫حديث حسن‪ .‬وقد رواه ابن ماجه أيضا بإسناد آخر فقال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫ليْشا ن عن أ ب خراش‬ ‫ال سلم بن حرب عن إ سحاق بن ع بد ال بن أ ب فروة‪ ,‬عن أ ب و هب ا َ‬
‫الرعين‪ ,‬قال‪ :‬قدمت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وعندي أختان تزوجتهما ف الاهلية‪ ,‬فقال‬
‫«إذا رج عت فطلق إحداه ا» قلت‪ :‬فيحت مل أن أ با خراش هذا هو الضحاك بن فيوز‪ ,‬ويت مل أن‬
‫يكون غيه‪ ,‬فيكون أ بو و هب قد)رواه عن اثن ي عن فيوز الديل مي‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ا بن مردو يه‪:‬‬
‫حدثنا عبد ال بن يي بن ممد بن يي‪ ,‬حدثنا أحد بن يي الولن‪ ,‬حدثنا هيثم بن خارجة‪,‬‬
‫حدثنا يي بن إسحاق عن إسحاق بن عبد ال بن أب فروة‪ ,‬عن ُرزَيق بن حكيم‪ ,‬عن كثي بن مرة‪,‬‬
‫عن الديلمي‪ ,‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن تت أختي‪ ,‬قال «طلق أيهما شئت»‪ ,‬فالديلمي الذكور‬
‫أولً هو الضحاك بن فيوز الديل مي قال أ بو زر عة الدمش قي‪ :‬كان ي صحب ع بد اللك بن مروان‪,‬‬
‫والثا ن هو أ بو فيوز الديل مي رضي ال ع نه‪ ,‬وكان من جلة المراء بالي من الذين وَلُوا ق تل ال سود‬
‫العنسي التنبء لعنه ال‪ ,‬وأما المع بي الختي ف ملك اليمي فحرام أيضا لعموم الَية‪ .‬وقال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن قتادة‪ ,‬عن عبد ال‬
‫بن أب عنبة أو عتبة عن ابن مسعود أنه سئل عن الرجل يمع بي الختي‪ ,‬فكرهه فقال له ف يعن‬
‫السائل‪ :‬يقول ال تعال‪{ :‬إل ما ملكت أيانكم} فقال له ابن مسعود رضي ال تعال عنه‪ :‬وبعيك ما‬
‫ملكت يينك‪ .‬وهذا هو الشهور عن المهور والئمة الربعة وغيهم‪ ,‬وإن كان بعض السلف قد‬
‫توقف ف ذلك‪ .‬قال المام مالك‪ ,‬عن ابن شهاب‪ ,‬عن قبيصة بن ذؤيب‪ :‬أن رجلً سأل عثمان بن‬
‫عفان عن الختي ف ملك اليمي‪ ,‬هل يمع بينهما ؟ فقال عثمان‪ :‬أحلتهما آية وحرمتهما آية‪ ,‬وما‬
‫كنت لصنع ذلك‪ ,‬فخرج من عنده‪ ,‬فلقي رجلً من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فسأله عن‬

‫‪43‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬لو كان ل من المر شيء ث وجدت أحدا فعل ذلك لعلته نكالً‪ .‬قال مالك‪ :‬قال ابن‬
‫شهاب‪ :‬أراه علي بن أب طالب‪ .‬قال‪ :‬وبلغن عن الزبي بن العوام مثل ذلك‪ .‬قال ابن عبد الب النمري‬
‫رحه ال ف كتاب الستذكار‪ :‬إنا كن قبيصة بن ذؤيب عن علي بن أب طاب لصحبته عبد اللك بن‬
‫مروان‪ ,‬وكانوا يستثقلون ذكر علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ ,‬ث قال أبو عمر‪ :‬حدثن خلف بن‬
‫أحد قراءة عليه‪ :‬أن خلف بن مطرف حدثهم‪ :‬حدثنا أيوب بن سليمان وسعيد بن سليمان وممد بن‬
‫عمر بن لبابة‪ ,‬قالوا‪ :‬حدثنا أبو زيد عبد الرحن بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا أبو عبد الرحن القري عن موسى‬
‫بن أيوب الغافقي‪ ,‬حدثن عمي إياس بن عامر‪ ,‬قال‪ :‬سألت علي بن أب طالب فقلت‪ :‬إن ل أختي‬
‫ما ملكت يين‪ ,‬اتذت إحداها سرية فولدت ل أولدا ث رغبت ف الخرى فما أصنع ؟ فقال علي‬
‫ر ضي ال ع نه‪ :‬تع تق ال ت ك نت ت طأ ث ت طأ الخرى‪ ,‬قلت‪ :‬فإن نا سا يقولون‪ :‬بل تزوج ها ث ت طأ‬
‫الخرى‪ ,‬فقال علي‪ :‬أرأ يت إن طلق ها زوج ها أو مات عن ها‪ ,‬أل يس تر جع إل يك ؟ لن تعتق ها أ سلم‬
‫لك‪ .‬ث أ خذ علي بيدي فقال ل‪ :‬إ نه يرم عل يك م ا مل كت يي نك ما يرم عل يك ف كتاب ال عز‬
‫وجل من الرائر إل العدد‪ ,‬أو قال‪ :‬إل الربع‪ ,‬ويرم عليك من الرضاع ما يرم عليك ف كتاب ال‬
‫من النسب‪ ,‬ث قال أبو عمر‪ :‬هذا الديث رحلة‪ ,‬لو ل يصب الرجل من أقصى الغرب أو الشرق إل‬
‫م كة غيه ل ا خا بت رحل ته‪ .‬قلت‪ :‬و قد روي عن علي ن و ما روي عن عثمان‪ .‬وقال أ بو ب كر بن‬
‫مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ممد بن العباس‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد ال بن البارك‬
‫الخر مي‪ ,‬حدث نا ع بد الرح ن بن غزوان‪ ,‬حدث نا سفيان عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال ل علي بن أ ب طالب‪ :‬حرمته ما آ ية وأحلته ما آ ية ف يع ن الخت ي ف قال ا بن‬
‫عباس‪ :‬يرم هن عل يّ قراب ت من هن ول يرم هن عل يّ قرا بة بعض هن من ب عض‪ ,‬يع ن الماء وكا نت‬
‫الاهل ية يرمون ما ترمون إل امرأة الب وال مع ب ي الخت ي‪ .‬فل ما جاء ال سلم أنزل ال {ول‬
‫تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إل ما قد سلف} {وأن تمعوا بي الختي إل ما قد سلف}‬
‫يعن ف النكاح‪ ,‬ث قال أبو عمر‪ :‬روى المام أحد بن حنبل‪ ,‬حدثنا ممد بن سلمة عن هشام‪ ,‬عن‬
‫ا بن سيين‪ ,‬عن ا بن سيين‪ ,‬قال‪ :‬يرم من الماء ما يرم من الرائر إل العدد‪ ,‬و عن ا بن م سعود‬
‫والشعب نو ذلك‪ .‬قال أبو عمر‪ :‬وقد روي مثل قول عثمان عن طائفة من السلف منهم ابن عباس‪,‬‬
‫ولكنهفم اختلف عليهفم‪ ,‬ول يلتففت إل ذلك أحفد مفن فقهاء المصفار والجاز ول العراق ول مفا‬
‫وراءها من الشرق ول بالشام ول الغرب‪ ,‬إل من شذ عن جاعتهم باتباع الظاهر ونفي القياس‪ ,‬وقد‬

‫‪44‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ترك من يعمل ذلك ما اجتمعنا عليه‪ ,‬وجاعة الفقهاء متفقون على أنه ل يل المع بي الختي بلك‬
‫اليمي ف الوطء كما ل يل ذلك ف النكاح‪ .‬وقد أجع السلمون على أن معن قوله {حرمت عليكم‬
‫أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم} إل آخر الَية‪ ,‬أن النكاح وملك اليمي ف هؤلء كلهن سواء‪ ,‬فكذلك‬
‫يبف أن يكون نظرا وقياسفا المفع بيف الختيف وأمهات النسفاء والربائب‪ .‬وكذلك هفو عنفد‬
‫جهورهم‪ ,‬وهم الجة الحجوج با من خالفها وشذ عنها‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬والحصنات من النساء إل‬
‫ما مل كت أيان كم} أي وحرم علي كم من الج نبيات الح صنات‪ ,‬و هن الزوجات {إل ما مل كت‬
‫أيانكم}‪ ,‬يعن إل ما ملكتموهن بالسب فإنه يل لكم وطؤهن إذا استبأتوهن‪ ,‬فإن الَية نزلت ف‬
‫ذلك‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد الرزاق‪ ,‬أخب نا سفيان هو الثوري عن عثمان الب ت‪ ,‬عن أ ب‬
‫الليل‪ ,‬عن أب سعيد الدري‪ ,‬قال‪ :‬أصبنا نساء من سب أوطاس‪ ,‬ولن أزواج‪ ,‬فكرهنا أن نقع عليهن‬
‫ول ن أزواج‪ ,‬ف سألنا ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فنلت هذه الَ ية {والح صنات من الن ساء إل ما‬
‫ملكت أيانكم} فاستحللنا با فروجهن‪ ,‬وهكذا رواه الترمذي عن أحد بن منيع عن هشيم‪ ,‬ورواه‬
‫النسائي من حديث سفيان الثوري وشعبة بن الجاج‪ ,‬ثلثتهم عن عثمان البت‪ ,‬ورواه ابن جرير من‬
‫حديث أشعث بن سوراي عن عثمان البت‪ ,‬ورواه مسلم ف صحيحه من حديث شعبة عن قتادة‪,‬‬
‫كلها عن أب الليل صال بن أب مري‪ ,‬عن أب سعيد الدري‪ ,‬فذكره‪ ,‬وهكذا رواه عبد الرزاق‬
‫عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن أب الليل‪ ,‬عن أب سعيد الدري به‪ .‬وقد روي من وجه آخر عن أب‬
‫الل يل‪ ,‬عن أ ب علق مة الاش ي‪ ,‬عن أ ب سعيد الدري‪ ,‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا ا بن أ ب عدي عن‬
‫سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن أب الليل‪ ,‬عن أب علقمة‪ ,‬عن أب سعيد الدري أن أصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أصابوا سبايا يوم أوطاس‪ ,‬لن أزواج من أهل الشرك‪ ,‬فكأن أناسا من أصحاب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم كفوا وتأثوا من غشيانن‪ ,‬قال‪ :‬فنلت هذه الَية ف ذلك {والحصنات من‬
‫الن ساء إل ما مل كت أيان كم} وهكذا رواه م سلم وأ بو داود والن سائي من حد يث سعيد بن أ ب‬
‫عروبة‪ ,‬زاد مسلم‪ :‬وشعبة‪ ,‬ورواه الترمذي من حديث هام بن يي‪ ,‬ثلثتهم عن قتادة بإسناده نوه‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن‪ ,‬ول أعلم أن أحدا ذكر أبا علقمة ف هذا الديث إل ما ذكر هام‬
‫عفففن قتادة فففف كذا قال فففف وقفففد تابعفففه سفففعيد وشعبفففة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد روى الطبان من حديث الضحاك عن ابن عباس‪ :‬أنا نزلت ف سبايا خيب‪ ,‬وذكر مثل حديث‬
‫أب سعيد‪ ,‬وقد ذهب جاعة من السلف إل أن بيع المة يكون طلقا لا من زوجها أخذا بعموم هذه‬

‫‪45‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَية‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن مثن‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن مغية‪ ,‬عن إبراهيم أنه‬
‫سفئل عفن المفة تباع ولاف زوج ؟ قال‪ :‬كان عبفد ال يقول‪ :‬بيعهفا طلقهفا‪ .‬ويتلو هذه الَيفة‬
‫{والحصنات من النساء إل ما ملكت أيانكم} وكذا رواه سفيان عن منصور ومغية والعمش عن‬
‫إبراه يم عن ا بن م سعود‪ ,‬قال‪ :‬بيعها طلق ها وهو منق طع‪ ,‬ورواه سفيان الثوري عن خالد‪ ,‬عن أ ب‬
‫قلبة‪ ,‬عن ابن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬إذا بيعت المة ولا زوج‪ ,‬فسيدها أحق ببضعها‪ .‬ورواه سعيد عن قتادة‪,‬‬
‫قال‪ :‬إن أب بن كعب وجابر بن عبد ال وابن عباس‪ ,‬قالوا‪ :‬بيعها طلقها‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن‬
‫يعقوب ا بن عل ية عن خالد‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬طلق ال مة ست‪ :‬بيع ها طلق ها‪,‬‬
‫وعتقها طلقها‪ ,‬وهبتها طلقها‪ ,‬وبراءتا طلقها‪ ,‬وطلق زوجها طلقها‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا‬
‫معمر عن الزهري عن ابن السيب قوله {والحصنات من النساء} قال‪ :‬هُ نّ ذوات الزواج حرم ال‬
‫نكاحهن إل ما ملكت يينك‪ ,‬فبيعها طلقها‪ .‬قال معمر‪ :‬وقال السن مثل ذلك‪ ,‬وهكذا رواه سعيد‬
‫بن أب عروبة‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن السن ف قوله {والحصنات من النساء إل ما ملكت أيانكم} قال إذا‬
‫كان لا زوج‪ ,‬فبيعها طلقها‪ .‬وروى عوف عن السن‪ :‬بيع المة طلقها‪ ,‬وبيعه طلقها‪ ,‬فهذا قول‬
‫هؤلء مفن السفلف‪ ,‬وقفد خالفهفم المهور قديا وحديثا‪ ,‬فرأوا أن بيفع المفة ليفس طلقا لاف لن‬
‫الشتري نائب عن البائع‪ ,‬والبائع كان قد أخرج عن ملكه هذه النفعة وباعها مسلوبة عنها‪ ,‬واعتمدوا‬
‫ف ذلك على حد يث بريرة الخرج ف ال صحيحي وغيه ا‪ ,‬فإن عائ شة أم الؤمن ي اشترت ا ونزّت‬
‫عتقها‪ ,‬ول ينفسخ نكاحها من زوجها مغيث‪ ,‬بل خيها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬بي الفسخ‬
‫والبقاء‪ ,‬فاختارت الفسخ وقصتها مشهورة‪ ,‬فلو كان بيع المة طلقها كما قال هؤلء ما خيها النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فل ما خي ها دل على بقاء النكاح‪ ,‬وأن الراد من الَ ية ال سبيات ف قط‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬وقفد قيفل‪ :‬الراد بقوله {والحصفنات مفن النسفاء} يعنف العفائف حرام عليكفم حتف تلكوا‬
‫ع صمتهن بنكاح وشهود ومهور وول‪ ,‬واحدة أو اثنت ي أو ثلثا أو أربعا‪ ,‬حكاه ا بن جر ير عن أ ب‬
‫العالية وطاوس وغيها‪ .‬وقال عمر وعبيدة {والحصنات من النساء} ما عدا الربع حرام عليكم إل‬
‫مففففففففففففا ملكففففففففففففت أيانكففففففففففففم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬كتاب ال عليكفم} أي هذا التحريف كتاب كتبفه ال عليكفم‪ ,‬فالزموا كتابفه‪ ,‬ول‬
‫ترجوا عفن حدوده‪ ,‬والزموا شرعفه ومفا فرضفه‪ .‬وقال عفبيدة وعطاء والسفدي فف قوله {كتاب ال‬
‫عليكم} يعن الربع‪ .‬وقال إبراهيم {كتاب ال عليكم} يعن ما حرم عليكم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأحل‬

‫‪46‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل كم ما وراء ذل كم} أي ما عدا من ذكرن من الحارم‪ ,‬هن ل كم حلل‪ ,‬قاله عطاء وغيه‪ .‬وقال‬
‫عبيدة والسدي {وأحل لكم ما وراء ذلكم} ما دون الربع‪ ,‬وهذا بعيد‪ ,‬والصحيح قول عطاء كما‬
‫تقدم‪ .‬وقال قتادة‪{ :‬وأحل لكم ما وراء ذلكم} يعن ما ملكت أيانكم‪ ,‬وهذه الَية هي الت احتج با‬
‫من اح تج على تل يل ال مع ب ي الخت ي‪ ,‬وقول من قال‪ :‬أحلته ما آ ية وحرمته ما آ ية‪ ,‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{أن تبتغوا بأموالكفم مصفني غيف مسفافحي} أي تصفلوا بأموالكفم مفن الزوجات إل أربفع‪ ,‬أو‬
‫السفراري مفا شئتفم بالطريفق الشرعفي‪ ,‬ولذا قال {مصفني غيف مسفافحي}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فمفا‬
‫ا ستمتعتم به من هن فآتو هن أجور هن فري ضة} أي ك ما ت ستمتعون ب ن فآتو هن مهور هن ف مقابلة‬
‫ذلك‪ ,‬كمفا قال تعال‪{ :‬وكيفف تأخذونفه وقفد أفضفى بعضكفم إل بعفض} وكقوله تعال‪{ :‬وآتوا‬
‫الن ساء صدقاتن نلة}‪ ,‬وكقوله {ول ي ل ل كم أن تأخذوا م ا آتيتمو هن شيئا} و قد ا ستدل بعموم‬
‫هذه الَ ية على نكاح الت عة‪ ,‬ول شك أ نه كان مشروعا ف ابتداء ال سلم‪ ,‬ث ن سخ ب عد ذلك‪ ,‬و قد‬
‫ذهب الشافعي وطائفة من العلماء إل أنه أبيح ث نسخ مرتي‪ .‬وقال آخرون‪ :‬أكثر من ذلك‪ .‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬إنا أبيح مرة ث نسخ مرة‪ ,‬ث نسخ‪ ,‬ول يبح بعد ذلك‪ .‬وقد روي عن ابن عباس وطائفة من‬
‫ال صحابة القول بإباحت ها للضرورة‪ ,‬و هو ورا ية عن المام أح د‪ ,‬وكان ا بن عباس وأ ب بن ك عب‬
‫وسفعيد بفن جبي وال سدي يقرؤون {ف ما اسفتمتعتم به من هن إل أ جل مسفمى فآتوهفن أجور هن‬
‫فريضة}‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬نزلت ف نكاح التعة‪ ,‬ولكن المهور على خلف ذلك‪ .‬والعمدة ما ثبت ف‬
‫الصحيحي عن أمي الؤمني علي بن أب طالب‪ ,‬قال‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن نكاح‬
‫الت عة‪ ,‬و عن لوم ال مر الهل ية يوم خ يب‪ .‬ولذا الد يث ألفاظ مقررة هي ف كتاب الحكام‪ .‬و ف‬
‫صحيح مسلم عن الربيع بن سبة بن معبد الهن‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬أنه غزا مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يوم فتح مكة‪ ,‬فقال «يا أيها الناس إن كنت أذنت لكم ف الستمتاع من النساء‪ ,‬وإن ال قد‬
‫حرم ذلك إل يوم القيامة‪ ,‬فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله‪ ,‬ول تأخذوا ما آتيتموهن شيئا»‬
‫و ف روا ية ل سلم‪ :‬ف ح جة الوداع‪ ,‬وله ألفاظ موضع ها كتاب الحكام‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ول جناح‬
‫عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة} من حل هذه الَية على نكاح التعة إل أجل مسمى‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فل جناح علي كم إذا انق ضى ال جل أن تراضوا على زيادة به‪ ,‬وزيادة للج عل‪ ,‬قال ال سدي‪ :‬إن شاء‬
‫أرضاها من بعد الفريضة الول‪ ,‬يعن الجر الذي أعطاها على تتعه با قبل انقضاء الجل بينهما‪,‬‬
‫فقال‪ :‬أتتع منك أيضا بكذا وكذا‪ ,‬فازاد قبل أن يستبىء رحها يوم تنقضي الدة‪ ,‬وهو قوله تعال‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ول جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة}‪ .‬قال السدي‪ :‬إذا انقضت الدة فليس له عليها‬
‫سبيل‪ ,‬وهي منه بريئة وعليها أن تستبىء ما ف رحها‪ ,‬وليس بينهما مياث‪ ,‬فل يرث واحد منهما‬
‫صاحبه‪ ,‬و من قال بذا القول الول ج عل معناه كقوله {وآتوا الن ساء صدقاتن نلة} الَ ية‪ ,‬أي إذا‬
‫فرضت لا صداقا فأبرأتك منه أو عن شيء منه‪ ,‬فل جناح عليك ول عليها ف ذلك‪ .‬وقال ابن جرير‪:‬‬
‫حدث نا م مد بن العلى‪ ,‬حدث نا العت مر بن سليمان عن أب يه‪ ,‬قال‪ :‬ز عم الضر مي أن رجا ًل كانوا‬
‫يفرضون الهر‪ ,‬ث عسى أن يدرك أحدهم العسرة‪ ,‬فقال‪ :‬ول جناح عليكم أيها الناس فيما تراضيتم به‬
‫من بعد الفريضة‪ .‬يعن إن وضعت لك منه شيئا فهو لك سائغ‪ .‬واختار هذا القول ابن جرير‪ .‬وقال‬
‫علي بن أب طلحة عن ابن عباس {ول جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة} والتراضي أن‬
‫يوفيها صداقها ث ييها‪ ,‬يعن ف القام أو الفراق‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن ال كان عليما حكيما} مناسب‬
‫ذكففففففر هذيففففففن الوصفففففففي بعففففففد شرع هذه الحرمات‪.‬‬

‫ت الْ ُم ْؤمِنَا تِ َفمِ ْن مّا مََلكَ تْ َأيْمَاُنكُم مّن َفتَيَاِتكُ ُم‬ ‫صنَا ِ‬ ‫ستَطِ ْع مِنكُ ْم َطوْلً أَن يَنكِ َح الْ ُمحْ َ‬
‫** َومَن لّ مْ يَ ْ‬
‫ت وَاللّهُ َأعْلَ ُم بِإِيَاِنكُ ْم َب ْعضُكُ ْم مّن َبعْضٍ فَانكِحُوهُ ّن بِإِذْنِ َأهِْلهِ ّن وَآتُوهُنّ أُجُو َرهُ ّن بِالْ َمعْرُوفِ‬ ‫الْ ُم ْؤمِنَا ِ‬
‫ف مَا عَلَى‬ ‫شةٍ َفعََلْيهِ ّن نِ صْ ُ‬
‫خذَا تِ َأخْدَا نٍ فَِإذَآ أُحْ صِنّ فَإِ نْ َأَتيْ َن ِبفَاحِ َ‬
‫ت وَلَ مُتّ ِ‬
‫صنَاتٍ َغيْ َر مُ سَاِفحَا ٍ‬ ‫مُحْ َ‬
‫صبِرُواْ َخيْرٌ ّلكُ ْم وَاللّ ُه َغفُورٌ رّحِي مٌ‬ ‫ت ِمْنكُ ْم َوأَن تَ ْ‬ ‫ت مِ َن الْعَذَا بِ ذَلِ كَ ِلمَ نْ خَشِ َي اْلعَنَ َ‬ ‫الْمُحْ صَنَا ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ومن ل يستطع منكم طولً} أي سعة وقدرة {أن ينكح الحصنات الؤمنات} أي‬
‫الرائر العفائف الؤمنات‪ .‬وقال ابن وهب‪ :‬أخبن عبد البار عن ربيعة {ومن ل يستطع منكم طولً‬
‫أن ين كح الح صنات} قال ربي عة‪ :‬الطول الوى‪ ,‬يع ن ين كح ال مة إذا كان هواه في ها‪ ,‬رواه ا بن أ ب‬
‫حا ت وا بن جر ير‪ ,‬ث أ خذ يش نع على هذا القول ويرده {مل كت أيان كم من فتيات كم الؤمنات} أي‬
‫فتزوجوا مفن الماء الؤمنات اللتف يلكهفن الؤمنون‪ ,‬ولذا قال {مفن فتياتكفم الؤمنات}‪ ,‬قال ابفن‬
‫عباس وغيه‪ :‬فلينكح من إماء الؤمني‪ ,‬وكذا قال السدي ومقاتل بن حيان‪ .‬ث اعترض بقوله {وال‬
‫أعلم بإيانكم بعضكم من بعض} أي هو العال بقائق المور وسرائرها‪ ,‬وإنا لكم أيها الناس الظاهر‬
‫مفن المور ‪ ¹‬ثف {فانكحوهفن بإذن أهلهفن} فدل على أن السفيد هفو ول أمتفه ل تزوج إل بإذنفه‪,‬‬
‫وكذلك هو ول عبده ل يس له أن يتزوج بغ ي إذ نه‪ ,‬ك ما جاء ف الد يث «أي ا ع بد تزوج بغ ي إذن‬
‫مواليفه فهفو عاهفر» أي زان‪ .‬فإن كان مالك المفة امرأة زوجهفا مفن يزوج الرأة بإذناف لاف جاء فف‬

‫‪48‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الديفث «ل تزوج الرأة الرأة ول الرأة نفسفها‪ ,‬فإن الزانيفة هفي التف تزوج نفسفها» وقوله تعال‪:‬‬
‫{وآتوهفن أجورهفن بالعروف} أي وادفعوا مهورهفن بالعروف‪ ,‬أي عفن طيفب نففس منكفم‪ ,‬ول‬
‫تبخسوا منه شيئا استهانة بن لكونن إماء ملوكات‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬مصنات} أي عفائف عن الزنا‬
‫ل يتعاطينه‪ ,‬ولذا قال {غي مسافحات} وهن الزوان اللت ل ينعن من أرادهن بالفاحشة ف وقوله‬
‫تعال‪{ :‬ول متخذات أخدان}‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬السافحات هن الزوان العلنات‪ ,‬يعن الزوان اللت‬
‫ل ينعفن أحدا أرادهفن بالفاحشفة‪ .‬و {متخذات أخدان} يعنف أخلء‪ ,‬وكذا روي عفن أبف هريرة‬
‫وما هد والش عب والضحاك وعطاء الرا سان وي ي بن أ ب كث ي ومقا تل بن حيان وال سدي‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫أخلء‪ .‬وقال السفن البصفري‪ :‬يعنف الصفديق‪ .‬وقال الضحاك أيضا {ول متخذات أخدان} ذات‬
‫الليففل الواحففد القرة بففه‪ ,‬نىفف ال عففن ذلك‪ .‬يعنفف تزويهففا مففا دامففت كذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فإذا أحصن فإن أتي بفاحشة فعليهن نصف ما على الحصنات من العذاب} اختلف‬
‫القراء ف أحصن‪ ,‬فقرأه بعضهم بضم المزة وكسر الصاد مبن لا ل يسم فاعله‪ ,‬وقرىء بفتح المزة‬
‫والصفاد فعفل لزم‪ ,‬ثف قيفل‪ :‬معنف القراءتيف واحفد‪ ,‬واختلفوا فيفه على قوليف (أحدهاف) أن الراد‬
‫بالحصان ههنا السلم‪ ,‬وروي ذلك عن عبد ال بن مسعود وابن عمر وأنس والسود بن يزيد وزر‬
‫بن حبيش وسعيد بن جبي وعطاء وإبراهيم النخعي والشعب والسدي‪ ,‬وروى نوه الزهري عن عمر‬
‫بن الطاب و هو منق طع‪ ,‬وهذا هو القول الذي نص عل يه الشاف عي ف روا ية الرب يع‪ ,‬قال‪ :‬وإن ا قل نا‬
‫ذلك‪ ,‬استدللً بالسنة‪ ,‬وإجاع أكثر أهل العلم‪ .‬وقدروى ابن أب حات ف ذلك حديثا مرفوعا‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدثنا علي بن السي بن النيد‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحن بن عبد ال‪ ,‬حدثنا أب عن أبيه‪ ,‬عن أب‬
‫حزة‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن رجل‪ ,‬عن أب عبد الرحن‪ ,‬عن علي بن أب طالب‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم {فإذا أحصن} قال «إحصانا إسلمها وعفافها» وقال‪ :‬الراد به ههنا التزويج‪ .‬قال‪:‬‬
‫وقال علي‪ :‬اجلدوهن‪ ,‬ث قال ابن أب حات‪ :‬وهو حديث منكر‪( .‬قلت) وف إسناده ضعف‪ ,‬وفيه من‬
‫ل يسم‪ ,‬ومثله ل تقوم به حجة‪ .‬وقال القاسم وسال‪ :‬إحصانا إسلمها وعفافها‪ .‬وقيل‪ :‬الراد به ههنا‬
‫التزو يج‪ ,‬و هو قول ا بن عباس وما هد وعكر مة وطاوس و سعيد بن جبي وال سن وقتادة وغي هم‪.‬‬
‫ونقله أبو علي الطبي ف كتابه اليضاح عن الشافعي‪ ,‬فيما رواه أبو الكم بن عبد الكم عنه‪ .‬وقد‬
‫روى ليث بن أب سليم عن ماهد أنه قال‪ :‬إحصان المة أن ينكحها الر‪ ,‬وإحصان العبد أن ينكح‬
‫الرة‪ ,‬وكذا روى ابن أب طلحة عن ابن عباس‪ ,‬رواها ابن جرير ف تفسيه‪ .‬وذكره ابن أب حات عن‬

‫‪49‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشعب والنخعي‪ .‬وقيل‪ :‬معن القراءتي متباين‪ .‬فمن قرأ‪ :‬أحصن بضم المزة فمراده التزويج‪ ,‬ومن قرأ‬
‫بفتحها فمراده السلم‪ .‬اختاره أبو جعفر بن جرير ف تفسيه وقرره ونصره‪ ,‬والظهر ف وال أعلم‬
‫ف أن الراد بالحصان ههنا التزويج‪ ,‬لن سياق الَية يدل عليه حيث يقول سبحانه وتعال‪{ :‬ومن ل‬
‫ي ستطع من كم طولً أن ين كح الح صنات الؤمنات فم ما مل كت أيان كم من فتيات كم الؤمنات} وال‬
‫أعلم‪ .‬والَيفة الكريةف سفياقها كلهفا فف الفتيات الؤمنات فتعيف أن الراد بقوله‪{ :‬فإذا أحصفن} أي‬
‫تزوجن‪ ,‬كما فسره ابن عباس ومن تبعه‪ ,‬وعلى كل من القولي إشكال على مذهب المهور‪ ,‬وذلك‬
‫أنم يقولون‪ :‬إن المة إذا زنت فعليها خسون جلدة‪ ,‬سواء كانت مسلمة أو كافرة‪ ,‬مزوجة أو بكرا‪,‬‬
‫مع أن مفهوم الَية يقتضي أنه لحد على غي الحصنة من زن من الماء‪ .‬وقد اختلفت أجوبتهم عن‬
‫ذلك‪ ,‬فأما المهور فقالوا‪ :‬لشك أن النطوق مقدم على الفهوم‪ .‬وقد وردت أحاديث عامة ف إقامة‬
‫الد على الماء‪ ,‬فقدمناها على مفهوم الَية‪ .‬فمن ذلك ما رواه مسلم ف صحيحه عن علي رضي ال‬
‫عنه أنه خطب فقال‪ :‬يا أيها الناس أقيموا على أرقائكم الد من أحصن منهم ومن ل يصن‪ ,‬فإن أمة‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم زنت‪ ,‬فأمرن أن أجلدها‪ ,‬فإذا هي حديثة عهد بنفاس فخشيت إن‬
‫جلدتا أن أقتلها‪ ,‬فذكرت ذلك لنب ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬أحسنت اتركها حت تاثل»‪,‬‬
‫وع ند ع بد ال بن أح د عن غ ي أب يه «فإذا تعالت من نف سها حُدّ ها خ سي» و عن أ ب هريرة قال‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إذا زنت أمة أحدكم فتبي زناها‪ ,‬فليجلدها الد‪ ,‬ول‬
‫يثرب علي ها‪ ,‬ث إن ز نت الثان ية‪ ,‬فليجلد ها ال د‪ ,‬ول يثرب علي ها‪ ,‬ث إن ز نت الثال ثة ف تبي زنا ها‪.‬‬
‫فليبع ها ولو ب بل من ش عر» ول سلم «إذا ز نت ثلثا فليبع ها ف الراب عة»‪ ,‬وروى مالك عن ي ي بن‬
‫سعيد عن سليمان بن يسار عن عبد ال بن عياش بن أب ربيعة الخزومي قال‪ :‬أمرن عمر بن الطاب‬
‫فا‪.‬‬
‫في ف ف الزنف‬ ‫في خسف‬ ‫فن ولئد المارة خسف‬ ‫فا ولئد مف‬ ‫فش‪ ,‬فجلدنف‬ ‫فن قريف‬ ‫فة مف‬
‫ف ف فتيف‬
‫(الواب الثا ن) جواب من ذ هب إل أن ال مة إذا ز نت ول ت صن فل حد علي ها‪ ,‬وإن ا تضرب‬
‫تأديبا و هو الح كي عن ا بن عباس ر ضي ال ع نه‪ .‬وإل يه ذ هب طاوس و سعيد بن جبي وأ بو عب يد‬
‫القا سم بن سلم وداود بن علي الظاهري ف روا ية ع نه وعمدت م مفهوم الَ ية‪ ,‬و هو من مفاه يم‬
‫الشرط‪ ,‬وهو حجة عند أكثرهم فقدم على العموم عندهم‪ ,‬وحديث أب هريرة وزيد بن خالد رضي‬
‫ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن المة إذا زنت ول تصن ؟ قال‪« :‬إن زنت‬
‫فحدو ها‪ ,‬ث إن ز نت فاجلدو ها‪ ,‬ث بيعو ها ولو بضف ي»‪ .‬قال ا بن شهاب‪ :‬لأدري ب عد الثال ثة أو‬

‫‪50‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الراب عة وأخرجاه ف ال صحيحي‪ .‬وع ند م سلم قال ا بن شهاب‪ :‬الضف ي ال بل‪ .‬قالوا‪ :‬فلم يؤ قت ف يه‬
‫عدد كما أقت ف الحصنة‪ ,‬وكما وقت ف القرآن بنصف ما على الحصنات من العذاب‪ ,‬فوجب‬
‫ال مع ب ي الَ ية والد يث بذلك‪ ,‬وال أعلم ف وأ صرح من ذلك ما رواه سعيد بن من صور عن‬
‫سفيان‪ ,‬عن مسعر‪ ,‬عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «ليس على أمة حد حت تصن ف أو حت تزوج ف فإذا أحصنت بزوج فعليها نصف‬
‫ما على الحصنات» وقد رواه ابن خزية عن عبد ال بن عمران العابدي عن سفيان به مرفوعا‪ ,‬وقال‬
‫رفعه خطأ إنا هو من قول ابن عباس‪ .‬وكذا رواه البيهقي من حديث عبد ال بن عمران وقال مثل ما‬
‫قاله ابن خزية‪ .‬قالوا‪ :‬وحديث عل ٍي وعمر قضايا أعيان‪ ,‬وحديث أب هريرة عنه أجوبة‪( :‬أحدها) أن‬
‫ذلك ممول على المة الزوجة جعا بينه وبي هذا الديث‪( .‬الثان) أن لفظة الد ف قوله «فليجلدها‬
‫الد» مقحمة من بعض الرواة بدليل الواب الثالث‪ ,‬وهو أن هذا من حديث صحابيي وذلك من‬
‫رواية أب هريرة فقط‪ ,‬وما كان عن اثني فهو أول بالتقدي من رواية واحد‪ ,‬وأيضا فقد رواه النسائي‬
‫بإسناد على شرط مسلم من حديث عباد بن تيم عن عمه‪ ,‬وكان قد شهد بدرا أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪« :‬إذا زنت المة فاجلدوها‪ ,‬ث إذا زنت فاجلدوها‪ ,‬ث إذا زنت فاجلدوها‪ ,‬ث إذا‬
‫زنت فبيعوها ولو بضفي» (الرابع) أنه ل يبعد أن بعض الرواة أطلق لفظة الد ف الديث على اللد‪,‬‬
‫لنه لا كان اللد اعتقد أنه حد‪ ,‬أو أنه أطلق لفظة الد على التأديب‪ ,‬كما أطلق الد على ضرب‬
‫من ز ن من الر ضى بعثكال ن ل ف يه مائة شراخ‪ ,‬وعلى جلد من ز ن بأ مة امرأ ته إذا أذ نت له في ها‬
‫مائة‪ ,‬وإنا ذلك تعزير وتأديب عند من يراه كأحد وغيه من السلف‪ .‬وإنا الد القيقي هو جلد‬
‫الب كر مائة‪ .‬ور جم الث يب أو اللئط‪ ,‬وال أعلم‪ .‬و قد روى ا بن جر ير ف تف سيه‪ :‬حدث نا ا بن الث ن‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة أنه سع سعيد بن جبي يقول‪ :‬ل تضرب المة‬
‫إذا ز نت ما ل تتزوج‪ ,‬وهذا إ سناد صحيح عنه‪ ,‬ومذهب غر يب إن أراد أن ا ل تضرب ال مة أصلً‬
‫لحدا‪ ,‬وكأ نه أ خذ بفهوم الَ ية ول يبل غه الد يث‪ ,‬وإن أراد أن ا لتضرب حدا‪ ,‬ول ين في ضرب ا‬
‫تأديبا فهففو كقول ابففن عباس رضففي ال عنففه ومففن تبعففه ففف ذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(الواب الثالث) أن الَ ية دلت على أن ال مة الح صنة ت د ن صف حد الرة‪ ,‬فأ ما ق بل الح صان‬
‫فعمومات الكتاب والسنة شاملة لا ف جلدها مائة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬الزانية والزان فاجلدوا ك ٍل واحد‬
‫منه ما مائة جلدة} وكحد يث عبادة بن ال صامت «خذوا ع ن‪ ,‬خذوا ع ن‪ ,‬قد ج عل ال ل ن سبيلً‬

‫‪51‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البكفر بالبكفر جلد مائة وتغريفب عام‪ ,‬والثيفب بالثيفب جلد مائة ورجهفا بالجارة» والديفث فف‬
‫صحيح مسلم وغي ذلك من الحاديث‪ .‬وهذا القول هو الشهور عن داود بن علي الظاهري وهو ف‬
‫غاية الض عف‪ ,‬لن ال تعال إذا كان أ مر بلد الحصنة من الماء بنصف ما على الرة من العذاب‪,‬‬
‫وهو خسون جلدة‪ ,‬فكيف يكون حكمها قبل الحصان أشد منه بعد الحصان وقاعدة الشريعة ف‬
‫ذلك عكس ما قال ؟ وهذا الشارع عليه السلم سأله أصحابه عن المة إذا زنت ول تصن‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫اجلدوها‪ ,‬ول يقل‪ :‬مائة‪ ,‬فلو كان حكمها كما زعم داود لوجب بيان ذلك لم‪ ,‬لنم إنا سألوا عن‬
‫ذلك لعدم بيان حكم جلد الائة بعد الحصان ف الماء‪ ,‬وإل فما الفائدة ف قولم‪ :‬ول تصن لعدم‬
‫الفرق بينهما لو ل تكن الَية نزلت‪ ,‬لكن لا علموا حكم أحد الكمي سألوا عن حكم الَخر فبينه‬
‫لم‪ ,‬كما ف الصحيحي أنم لا سألوه عن الصلة عليه فذكرها لم‪ ,‬ث قال «والسلم ما قد علمتم»‬
‫وف لفظ لا أنزل ال قوله‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} قالوا‪ :‬هذا السلم عليك‬
‫قففد عرفناه‪ ,‬فكيففف الصففلة عليففك وذكففر الديففث وهكذا هذا السففؤال‪.‬‬
‫(الواب الرا بع) عن مفهوم الَ ية جواب أ ب ثور و هو أغرب من قول داود من وجوه‪ ,‬وذلك أ نه‬
‫يقول‪ :‬فإذا أح صن فإن علي هن ن صف ما على الح صنات الزوجات و هو الر جم‪ ,‬و هو ل ين صف‬
‫فيجب أن ترجم المة الحصنة إذا زنت‪ ,‬وأما قبل الحصان فيجب جلدها خسي‪ ,‬فأخطأ ف فهم‬
‫الَية‪ ,‬وخالف المهور ف الكم‪ ,‬بل قد قال أبو عبد ال الشافعي رحه ال‪ :‬ول يتلف السلمون ف‬
‫أن ل رجم على ملوك ف الزنا‪ ,‬وذلك لن الَية دلت على أن عليهن نصف ما على الحصنات من‬
‫العذاب‪ ,‬واللف واللم ف الح صنات للع هد‪ ,‬و هن الح صنات الذكورات ف أول الَ ية‪{ :‬و من ل‬
‫ي ستطع من كم طولً أن ين كح الح صنات الؤمنات} والراد ب ن الرائر ف قط من غ ي تعرض لتزو يج‬
‫غيه‪ ,‬وقوله‪{ :‬ن صف ما على الح صنات من العذاب} يدل على أن الراد من العذاب الذي ي كن‬
‫تنصيفه وهو اللد ل الرجم‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقد روى أحد نصا ف رد مذهب أب ثور من رواية السن‬
‫بن سعيد عن أب يه‪ :‬إن صفيّة كا نت قد ز نت بر جل من ال مس‪ ,‬فولدت غلما‪ ,‬فادعاه الزا ن‪,‬‬
‫فاختصفما إل عثمان‪ ,‬فرفعهمفا إل علي بن أبف طالب‪ ,‬فقال علي‪ :‬أقضفي فيه ما بقضاء رسفول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬الولد للفراش‪ ,‬وللعاهر الجر‪ ,‬وجلدها خسي خسي‪ ,‬وقيل‪ :‬بل الراد من‬
‫الفهوم الت نبيه بالعلى على الد ن أي إن الماء على الن صف من الرائر ف ال د وإن كن م صنات‬
‫ول يس علي هن ر جم أ صلً ل ق بل النكاح ول بعده‪ ,‬وإن ا علي هن اللد ف الالت ي بال سنة‪ ,‬قال ذلك‬

‫‪52‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صاحب الف صاح‪ ,‬وذ كر هذا عن الشاف عي في ما رواه ا بن ع بد ال كم ع نه‪ ,‬و قد ذكره البيه قي ف‬
‫كتاب السنن والَثار‪ ,‬وهو بعيد من لفظ الَية‪ ,‬لنا إنا استفدنا تنصيف الد من الَية ل من سواها‬
‫فكيف يفهم منها التنصيف فيما عداها وقال‪ :‬بل أريد بأنا ف حال الحصان ل يقيم الد عليها إل‬
‫المام ول يوز لسيدها إقامة الد عليها والالة هذه وهو قول ف مذهب أحد رحه ال‪ ,‬فأما قبل‬
‫الحصان فله ذلك‪ ,‬والد ف كل الوضعي نصف حد الرة‪ ,‬وهذا أيضا بعيد لنه ليس ف لفظ الَية‬
‫ما يدل عل يه‪ ,‬ولول هذه ل ندر ما ح كم الماء ف التن صيف‪ ,‬ولو جب دخول ن ف عموم الَ ية ف‬
‫تكميل الد مائة‪ ,‬أو رجهن كما ثبت ف الدليل عليه‪ ,‬وقد تقدم عن علي أنه قال‪ :‬أيها الناس أقيموا‬
‫الد على أرقائكم من أحصن منهم ومن ل يصن‪ ,‬وعموم الحاديث التقدمة ليس فيها تفصيل بي‬
‫الزو جة وغي ها لد يث أ ب هريرة الذي اح تج به المهور‪« :‬إذا ز نت أ مة أحد كم‪ ,‬ف تبي زنا ها‪,‬‬
‫فليجلدهفا الدف‪ ,‬ول يثرب عليهفا» ملخفص الَيفة‪ :‬أناف إذا زنفت أقوال‪ :‬أحدهفا تلد خسفي قبفل‬
‫الح صان وبعده‪ .‬و هل تن فى ؟ ف يه ثل ثة أقوال‪ :‬أحد ها إن ا تن فى ع نه‪ .‬والثا ن ل تن فى ع نه مطلقا‬
‫والثالث أن ا تن فى ن صف سنة و هو ن صف ن في الرة‪ ,‬وهذا اللف ف مذ هب الشاف عي‪ ,‬وأ ما أ بو‬
‫حنيفة فعنده أن النفي تعزير ليس من تام الد‪ ,‬وإن ا هو رأي المام إن شاء فعله وإن شاء تركه ف‬
‫حق الرجال والن ساء‪ ,‬وع ند مالك أن الن في إن ا هو على الرجال وأ ما الن ساء فل‪ ,‬لن ذلك مضاد‬
‫لصيانتهن وما ورد شيء من النفي ف الرجال ول النساء‪ .‬نعم حديث عبادة وحديث أب هريرة أن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ق ضى في من ز ن ول ي صن بن في عام وبإقا مة ال د عل يه‪ ,‬رواه‬
‫البخاري وذلك مصوص بالعن وهو أن القصود من النفي الصون‪ ,‬وذلك مفقود ف نفي النساء‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬والثان أن المة إذا زنت تلد خسي بعد الحصان وتضرب تأديبا غي مدود بعدد مصور‪,‬‬
‫وقد تقدم ما رواه ابن جرير عن سعيد بن جبي أنا ل تضرب قبل الحصان‪ ,‬وإن أراد نفيه فيكون‬
‫مذهبا بالتأو يل وإل ف هو كالقول الثا ن‪ .‬القول الَ خر أن ا تلد ق بل الح صان مائة‪ ,‬وبعده خ سي‪,‬‬
‫كما هو الشهور عن داود وأضعف القوال‪ :‬أنا تلد قبل الحصان خسي‪ ,‬وترجم بعده‪ ,‬وهو قول‬
‫أبف ثور وهفو ضعيفف أيضا‪ ,‬وال سفبحانه وتعال أعلم بالصفواب‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ذلك لنف خشفي‬
‫الع نت من كم} أي إن ا يباح نكاح الماء بالشروط التقد مة ل ن خاف على نف سه الوقوع ف الز نا‪,‬‬
‫وشق عليه الصب عن الماع‪ ,‬وعنت بسبب ذلك كله‪ ,‬فله حينئذ أن يتزوج بالمة‪ ,‬وإن ترك تزوجها‬
‫وجاهد نفسه ف الكف عن الزنا فهو خي له لنه إذا تزوجها جاء أولده أرقاء لسيدها إل أن يكون‬

‫‪53‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزوج عربيّا‪ ,‬فل تكون أولده من ها أرقاء ف قول قد ي للشاف عي‪ ,‬ولذا قال {وأن ت صبوا خ ي ل كم‬
‫وال غفور رحيم} ومن هذه الَية الكرية‪ ,‬استدل جهور العلماء ف جواز نكاح الماء على أنه ل بد‬
‫من عدم الطول لنكاح الرائر ومن خوف العنت لا ف نكاحهن من مفسدة رق الولد‪ ,‬ولا فيهن‬
‫من الدناءة ف العدول عن الرائر إليهن‪ ,‬وخالف المهور أبو حنيفة وأصحابه ف اشتراط المر ين‪,‬‬
‫فقالوا‪ :‬مت ل يكن الرجل مزوجا برة‪ ,‬جاز له نكاح المة الؤمنة والكتابية أيضا سواء كان واجدا‬
‫لطول حرة أم ل‪ ,‬و سواء خاف الع نت أم ل‪ ,‬وعمدت م في ما ذهبواإل يه قوله تعال‪{ :‬والح صنات من‬
‫الذ ين أوتوا الكتاب من قبلكم} أي العفائف وهو ي عم الرائر والماء‪ ,‬وهذه الَ ية عامة وهذه أيضا‬
‫ظاهرة فففففففففففف الدللة على مفففففففففففا قاله المهور‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ب عََلْيكُمْ وَاللّ ُه عَلِيمٌ َحكِيمٌ * وَاللّ ُه يُرِي ُد‬


‫** يُرِيدُ اللّهُ ِليَُبيّنَ َلكُ ْم َوَيهْ ِديَكُمْ ُسنَ َن الّذِي َن مِن َقبِْلكُ ْم َويَتُو َ‬
‫ف عَْنكُ مْ‬ ‫خفّ َ‬‫ش َهوَا تِ أَن تَمِيلُواْ َمْيلً عَظِيما * يُرِيدُ اللّ هُ أَن يُ َ‬ ‫ب عََلْيكُ ْم َويُرِي ُد الّذِي نَ َيّتِبعُو نَ ال ّ‬ ‫أَن َيتُو َ‬
‫ضعِيفا‬ ‫ففففففففففففففففَانُ َ‬ ‫ف الِنسف‬ ‫ففففففففففففففف َ‬ ‫وَخُلِقف‬
‫يب تعال أنه يريد أن يبي لكم أيها الؤمنون ما أ حل لكم وحرم عليكم ما تقدم ذكره ف هذه‬
‫السورة وغيها‪{ ,‬ويهديكم سنن الذين من قبلكم} يعن طرائقهم الميدة واتباع شرائعه الت يبها‬
‫ويرضاها‪{ ,‬ويتوب عليكم} أي من الث والحارم‪{ ,‬وال عليم حكيم} أي ف شرعه وقدره وأفعاله‬
‫وأقواله‪ .‬وقوله‪{ :‬وير يد الذ ين يتبعون الشهوات أن تيلوا ميلً عظيما} أي ير يد أتباع الشياط ي من‬
‫اليهود والنصارى والزناة أن تيلوا عن الق إل الباطل ميلً عظيما {يريد ال أن يفف عنكم} أي ف‬
‫شرائ عه وأوامره ونواه يه و ما يقدره ل كم‪ ,‬ولذا أباح الماء بشروط‪ ,‬ك ما قال ما هد وغيه {وخلق‬
‫النسان ضعيفا} فناسبه التخفيف لضعفه ف نفسه وضعف عزمه وهته‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫ممد بن إساعيل‪ ,‬حدثنا وكيع عن سفيان‪ ,‬عن ابن طاوس‪ ,‬عن أبيه {وخلق النسان ضعيفا} أي ف‬
‫أمر النساء‪ .‬وقال وكيع‪ :‬يذهب عقله عندهن‪ .‬وقال موسى الكليم عليه السلم لنبينا ممد صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪ ,‬ليلة ال سراء ح ي مر عل يه راجعا من ع ند سدرة النت هى‪ ,‬فقال له‪ :‬ماذا فرض علي كم‪,‬‬
‫فقال‪ :‬أمرن بمسي صلة ف كل يوم وليلة‪ ,‬فقال له‪ :‬ارجع إل ربك فاسأله التخفيف‪ ,‬فإن أمتك ل‬
‫تطيق ذلك‪ ,‬فإن قد بلوت الناس قبلك على ما هو أقل من ذلك فعجزوا‪ ,‬وإن أمتك أضعف أساعا‬

‫‪54‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأبصفارا وقلوبا‪ ,‬فرجفع‪ ,‬فوضفع عشرا‪ .‬ثف رجفع إل موسفى فلم يزل كذلك حتف بقيفت خسفا‪,‬‬
‫الديففففففففففففففففففففففففففففففففففففففث‪.‬‬

‫** يَا َأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل تَأْكُُل َواْ َأمْوَاَلكُ ْم َبيَْنكُ مْ بِاْلبَاطِلِ إِلّ أَن تَكُو َن تِجَا َر ًة عَن َترَا ضٍ مّْنكُ مْ وَ َل‬
‫ف نُ صْلِي ِه نَارا وَكَا نَ‬
‫سوْ َ‬ ‫ك عُ ْدوَانا َوظُلْما فَ َ‬ ‫َتقْتُُل َواْ َأنْفُ سَكُمْ إِ نّ اللّ هَ كَا َن بِكُ مْ رَحِيما * َومَن َي ْفعَلْ ذَلِ َ‬
‫جَتِنبُواْ َكبَآئِرَ مَا ُتْن َهوْ َن َعنْهُ ُن َكفّ ْر َعنْكُمْ َسّيئَاتِكُ ْم َونُدْ ِخ ْلكُ ْم مّدْ َخلً كَرِيا‬
‫ك عَلَى اللّ ِه يَسِيا * إِن تَ ْ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ينهى تبارك وتعال عباده الؤمني عن أن يأكلوا أموال بعضهم بعضا بالباطل‪ ,‬أي بأنواع الكاسب‬
‫الت هي غي شرعية كأنواع الربا والقمار‪ ,‬وما جرى مرى ذلك من سائر صنوف اليل‪ ,‬وإن ظهرت‬
‫ف غالب ال كم الشر عي م ا يعلم ال أن متعاطي ها إن ا ير يد اليلة على الر با‪ ,‬ح ت قال ا بن جر ير‪:‬‬
‫حدثن ابن الثن‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب‪ ,‬حدثنا داود عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس ف الرجل يشتري من‬
‫الر جل الثوب فيقول‪ :‬إن رضي ته أخذ ته‪ ,‬وإل ردد ته ورددت م عه درها‪ ,‬قال‪ :‬هو الذي قال ال عز‬
‫وجل فيه {ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن حرب الوصلي‪,‬‬
‫حدثنا ابن فضيل عن داود الودي‪ ,‬عن عامر‪ ,‬عن علقمة‪ ,‬عن عبد ال ف الَية‪ ,‬قال‪ :‬إنا مكمة ما‬
‫نسخت ول تنسخ إل يوم القيامة‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬لا أنزل ال {يا أيها الذين‬
‫آمنوا ل تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} قال السلمون‪ :‬إن ال قد نانا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل‪,‬‬
‫والطعام هو أفضل أموالنا‪ ,‬فل يل لحد منا أن يأكل عند أحد‪ ,‬فكيف للناس ؟ فأنزل ال بعد ذلك‬
‫{ليفس على العمفى حرج} الَيفة‪ ,‬وكذا قال قتادة‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬إل أن تكون تارة عفن تراض‬
‫منكم} قرىء تارة بالرفع وبالنصب وهو استثناء منقطع‪ ,‬كأنه يقول‪ :‬ل تتعاطوا السباب الحرمة ف‬
‫اكتساب الموال‪ ,‬ولكن التاجر الشروعة الت تكون عن تراض من البائع والشتري فافعلوها وتسببوا‬
‫ب ا ف ت صيل الموال‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ول تقتلوا الن فس ال ت حرم ال إل بال ق}‪ ,‬وكقوله {ل‬
‫يذوقون فيها الوت إل الوتة الول}‪ .‬ومن هذه الَية الكرية احتج الشافعي على أنه ل يصح البيع إل‬
‫بالقبول‪ ,‬ل نه يدل على الترا ضي نصا بلف العاطاة‪ ,‬فإن ا قد ل تدل على الرضى ول بد‪ ,‬وخالف‬
‫المهور فف ذلك مالك وأبفو حنيففة وأحدف وأصفحابم‪ ,‬فرأوا أن القوال كمفا تدل على التراضفي‬
‫فكذلك الفعال تدل ف بعض الحال قطعا‪ ,‬فصححوا بيع العاطاة مطلقا‪ ,‬ومنهم من قال‪ :‬يصح ف‬
‫الحقرات وفي ما يعده الناس بيعا و هو احتياط ن ظر من مق قي الذ هب‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ما هد {إل‬

‫‪55‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن تكون تارة عن تراض منكم} بيعا أو عطاء يعطيه أحد أحدا‪ ,‬ورواه ابن جرير‪ ,‬ث قال‪ :‬وحدثنا‬
‫وكيع‪ ,‬حدثنا أب عن القاسم‪ ,‬عن سليمان العفي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ميمون بن مهران‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «البيع عن تراض واليار بعد الصفقة‪ ,‬ول يل لسلم أن يغش مسلما» هذا‬
‫حديث مرسل‪ .‬ومن تام التراضي إثبات خيار الجلس‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي أن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال «البيعان باليار مال يتفر قا» و ف ل فظ البخاري «إذا تبا يع الرجلن ف كل وا حد‬
‫منهمفا باليار مال يتفرقفا»‪ ,‬وذهفب إل القول بقتضفى هذا الديفث أحدف والشافعفي وأصفحابما‬
‫وجهور السلف واللف‪ ,‬ومن ذلك مشروعية خيار الشرط بعد العقد إل ثلثة أيام بسب ما يتبي‬
‫ف يه حال البيع ولو إل سنة ف القرية ونوها‪ ,‬كما هو الشهور عن مالك رحه ال‪ ,‬وصححوا ب يع‬
‫العاطاة مطلقا و هو قول ف مذ هب الشاف عي‪ ,‬ومن هم من قال‪ :‬ي صح ب يع العاطاة ف الحقرات في ما‬
‫يعده الناس بيعا وهو اختيار طائفة من الصحاب كما هو متفق عليه‪ ,‬وقوله {ول تقتلوا أنفسكم}‬
‫أي بارتكاب مارم ال‪ ,‬وتعاطي معاصيه‪ ,‬وأكل أموالكم بينكم بالباطل {إن ال كان بكم رحيما}‬
‫أي فيما أمركم به وناكم عنه‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا‬
‫يزيد بن أب حبيب عن عمران بن أب أنس‪ ,‬عن عبد الرحن بن جبي‪ ,‬عن عمرو بن العاص رضي ال‬
‫ع نه أ نه قال ل ا بع ثه ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬عام ذات ال سلسل‪ ,‬قال‪ :‬احتل مت ف ليلة باردة‬
‫شديدة البد‪ ,‬فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك‪ ,‬فتيممت ث صليت بأصحاب صلة الصبح‪ ,‬قال‪ :‬فلما‬
‫قدمنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ذكرت ذلك له‪ ,‬فقال «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت‬
‫جنب» قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن احتلمت ف ليلة باردة شديدة البد‪ ,‬فأشفقت إن اغتسلت أن‬
‫أهلك‪ ,‬فذكرت قول ال عفز وجفل {ول تقتلوا أنفسفكم إن ال كان بكفم رحيما} فتيممفت ثف‬
‫صليت‪ ,‬فض حك ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ول ي قل شيئا‪ ,‬وهكذا رواه أ بو داود من حد يث‬
‫يي بن أيوب عن يزيد بن أب حبيب به‪ .‬ورواه أيضا عن ممد بن أب سلمة‪ ,‬عن ابن وهب‪ ,‬عن ابن‬
‫ليعة وعمر بن الارث‪ ,‬كلها عن يزيد بن أب حبيب‪ ,‬عن عمران بن أب أنس‪ ,‬عن عبد الرحن بن‬
‫جبي ال صري‪ ,‬عن أ ب ق يس مول عمرو بن العاص ع نه‪ ,‬فذ كر نوه‪ ,‬وهذا ف وال أعلم ف أش به‬
‫بالصواب‪ .‬وقال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن ممد بن حامد البلخي‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫صال بن سهل البلخي‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن عمر القواريري‪ ,‬حدثنا يوسف بن خالد‪ ,‬حدثنا زياد بن‬
‫سعد عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس أن عمرو بن العاص صلى بالناس و هو ج نب‪ ,‬فل ما قدموا على‬

‫‪56‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكروا ذلك له فدعاه فسأله عن ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬خفت أن‬
‫يقتلن البد‪ ,‬وقد قال ال تعال‪{ :‬ول تقتلوا أنفسكم} الَية‪ ,‬فسكت عنه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬ث أورد ابن مردويه عند هذه الَية الكرية من حديث العمش عن أب صال‪ ,‬عن أب هريرة‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من قتل نفسه بديدة‪ ,‬فحديدته ف يده‪ ,‬يأ با بطنه يوم‬
‫القيامة ف نار جهنم خالدا ملدا فيها أبدا‪ ,‬ومن قتل نفسه بسم فسمه ف يده‪ ,‬يتحساه ف نار جهنم‬
‫خالدا ملدا فيها أبدا ومن تردّى من جبل فقتل نفسه‪ ,‬فهو مترد ف نار جهنم خالدا فيها أبدا» وهذا‬
‫الديث ثابت ف الصحيحي‪ ,‬وكذلك رواه أبو الزناد عن العرج‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بنحوه‪ ,‬وعن أب قلبة عن ثابت بن الضحاك رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة» وقد أخرجه الماعة ف كتبهم من طريق أب‬
‫قلبة‪ .‬وف الصحيحي من حديث السن عن جندب بن عبد ال البجلي‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «كان رجل من كان قبلكم وكان به جرح فأخذ سكينا نر با يده‪ ,‬فمارقأ الدم حت‬
‫مات‪ ,‬قال ال عز و جل «عبدي بادر ن بنف سه‪ ,‬حر مت عل يه ال نة» ولذا قال تعال‪{ :‬و من يف عل‬
‫ذلك عدوانا وظلما} أي و من يتعا طى ما ناه ال ع نه معتديا ف يه ظالا ف تعاط يه أي عالا بتحري ه‬
‫متجاسرا على انتهاكه {فسوف نصليه نارا} الَية‪ ,‬وهذا تديد شديد ووعيد أكيد‪ ,‬فليحذر منه كل‬
‫عاقل لبيب من ألقى السمع وهو شهيد‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن تتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم‬
‫سيئاتكم} الَية‪ ,‬أي إذا اجتنبتم كبائر الَثام الت نيتم عنها‪ ,‬كفرنا عنكم صغائر الذنوب وأدخلناكم‬
‫ال نة‪ ,‬ولذا قال {وندخل كم مدخلً كريا} وقال الا فظ أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا مؤ مل بن هشام‪,‬‬
‫حدثنا إساعيل بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا خالد بن أيوب عن معاوية بن قرة‪ ,‬عن أنس‪ ,‬قال‪ :‬الذي بلغنا عن‬
‫ربنا عز وجل‪ ,‬ث ل نرج له عن كل أهل ومال أن تاوز لنا عما دون الكبائر‪ ,‬يقول ال‪{ :‬إن تتنبوا‬
‫كبائر ما تنهون ع نه نك فر عن كم سيئاتكم} الَ ية‪ ,‬و قد وردت أحاد يث متعل قة بذه الَ ية الكري ة‪,‬‬
‫فلنذكر منها ما تيسر‪ ,‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم عن مغية عن أب معشر‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬عن قَرْثع‬
‫الضب‪ ,‬عن سلمان الفارسي‪ ,‬قال‪ :‬قال ل النب صلى ال عليه وسلم «أتدري ما يوم المعة ؟» قلت‪:‬‬
‫هو اليوم الذي جع ال فيه أباكم‪ ,‬قال«لكن أدري ما يوم المعة‪ ,‬ل يتطهر الرجل فيحسن طهوره‪,‬‬
‫ث يأ ت الم عة فين صت ح ت يق ضي المام صلته إل كان كفارة له ما بي نه وب ي الم عة القبلة ما‬
‫اجتن بت القتلة»‪ ,‬و قد روى البخاري من و جه آ خر عن سلمان نوه‪ .‬وقال أ بو جع فر بن جر ير‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثن الثن‪ ,‬حدثنا أبو صال‪ ,‬حدثنا الليث‪ ,‬حدثن خالد عن سعيد بن أب هلل‪ ,‬عن نعيم الجمر‪,‬‬
‫أخبن صهيب مول ال ُعتْواري‪ ,‬أنه سع أبا هريرة وأبا سعيد يقولن‪ :‬خطبنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يوما‪ ,‬فقال‪« :‬والذي نفسي بيده» ثلث مرات‪ ,‬ث أكب فأكب كل رجل منا يبكي ل ندري‬
‫ماذا حلف عليه‪ ,‬ث رفع رأسه وف وجهه البشر‪ ,‬فكان أحب إلينا من حر النعم‪ ,‬فقال‪« :‬ما من عبد‬
‫يصلي الصلوات المس‪ ,‬ويصوم رمضان‪ ,‬ويرج الزكاة‪ ,‬ويتنب الكبائر السبع‪ ,‬إل فتحت له أبواب‬
‫النة‪ ,‬ث قيل له‪ :‬ادخل بسلم»‪ ,‬وهكذا رواه النسائي والاكم ف مستدركه من حديث الليث بن‬
‫سعد به‪ ,‬ورواه الا كم أيضا وا بن حبان ف صحيحه من حد يث ع بد ال بن و هب عن عمرو بن‬
‫الارث‪ ,‬عفن سفعيد بفن أبف هلل بفه ثف قال الاكفم‪ :‬صفحيح على شرط الشيخيف‪ ,‬ول يرجاه‪.‬‬
‫(تفسي هذه السبع) وذلك با ثبت ف الصحيحي من حديث سليمان بن بلل عن ثور بن زيد‪ ,‬عن‬
‫سال أب الغيث‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال «اجتنبوا السبع الوبقات»‪.‬‬
‫قيل‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬وما هن ؟ قال «الشرك بال‪ ,‬وقتل النفس الت حرم ال إل بالق‪ ,‬والسحر‪ ,‬وأكل‬
‫الربففا‪ ,‬وأكففل مال اليتيففم‪ ,‬والتول يوم الزحففف‪ ,‬وقذف الحصففنات الؤمنات الغافلت»‪.‬‬
‫(طريق أخرى عنه) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا فهد بن عوف‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن عمرو‬
‫بن أب سلمة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال «الكبائر سبع‪ :‬أولا‬
‫الشراك بال‪ ,‬ث ق تل الن فس بغ ي حق ها‪ ,‬وأ كل الر با‪ ,‬وأ كل مال اليت يم إل أن ي كب‪ ,‬والفرار من‬
‫الزحفف‪ ,‬ورمفي الحصفنات‪ ,‬والنقلب إل العراب بعفد الجرة»‪ ,‬فالنفص على هذه السفبع بأننف‬
‫كبائر‪ ,‬ل ينفي ما عداهن إل عند من يقول بفهوم اللقب‪ ,‬وهو ضعيف عند عدم القرينة ول سيما‬
‫عند قيام الدليل بالنطوق على عدم الفهوم‪ ,‬كما سنورده من الحاديث التضمنة من الكبائر غي هذه‬
‫ال سبع‪ ,‬ف من ذلك ما رواه الا كم ف م ستدركه ح يث قال‪ :‬حدث نا أح د بن كا مل القا ضي إملء‪,‬‬
‫حدثنا أبو قلبة عبد اللك بن ممد‪ ,‬حدثنا معاذ بن هانء‪ ,‬حدثنا حرب بن شداد‪ ,‬حدثنا يي بن أب‬
‫كثي عن عبد الميد بن سنان‪ ,‬عن عبيد بن عمي‪ ,‬عن أبيه يعن عمي بن قتادة رضي ال عنه‪ ,‬أنه‬
‫حد ثه وكا نت له صحبة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال ف ح جة الوداع «أل إن أولياء ال‬
‫الصلون من يقم الصلوات المس الت كتبت عليه‪ ,‬ويصوم رمضان ويتسب صومه‪ ,‬يرى أنه عليه‬
‫حق‪ ,‬ويعطي زكاة ماله يتسبها ويتنب الكبائر الت نى ال عنها»‪ ,‬ث إن رجلً سأله فقال‪ :‬يارسول‬
‫ال‪ ,‬ما الكبائر ؟ فقال «ت سع‪ :‬الشرك بال‪ ,‬وق تل ن فس مؤ من بغ ي حق‪ ,‬وفرار يوم الز حف‪ ,‬وأ كل‬

‫‪58‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مال اليتيم وأكل الربا‪ ,‬وقذف الحصنة‪ ,‬وعقوق الوالدين السلمي‪ ,‬واستحلل البيت الرام قبلتكم‬
‫أحياء وأمواتا‪ ,‬ث قال‪ :‬ل يوت رجل ل يعمل هؤلء الكبائر‪ ,‬ويقيم الصلة ويؤت الزكاة إل كان مع‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ف دار أبوابا مصاريع من ذهب»‪ ,‬هكذا رواه الاكم مطولً‪ ,‬وقد أخرجه‬
‫أ بو داود والترمذي مت صرا من حد يث معاذ بن هان ء به‪ .‬وكذا رواه ا بن أ ب حا ت من حدي ثه‬
‫مبسوطا‪ ,‬ث قال الاكم‪ :‬رجاله كلهم يتج بم ف الصحيحي إل عبد الميد بن سنان‪( .‬قلت) وهو‬
‫حجازي ل يعرف إل بذا الديث‪ ,‬وقد ذكره ابن حبان ف كتاب الثقات‪ .‬وقال البخاري‪ :‬ف حديثه‬
‫نظر‪ ,‬وقد رواه ابن جرير عن سليمان بن ثابت الحدري‪ ,‬عن سلم بن سلم‪ ,‬عن أيوب بن عتبة‪,‬‬
‫عن ي ي بن أ ب كث ي‪ ,‬عن عب يد بن عم ي‪ ,‬عن أب يه فذكره‪ ,‬ول يذ كر ف ال سناد ع بد الم يد بن‬
‫سفففففففففففففففففففففففففففففففففففنان‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر ف معن ما تقدم) قال ابن مردويه‪ :‬حدثنا عبد ال بن جعفر حدثنا أحد بن يونس‪,‬‬
‫حدث نا ي ي بن ع بد الم يد‪ ,‬حدث نا ع بد العز يز بن م سلم بن الول يد‪ ,‬عن الطلب بن ع بد ال بن‬
‫حنطب‪ ,‬عن ابن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬صعد النب صلى ال عليه وسلم النب‪ ,‬فقال «ل أقسم‪ ,‬ل أقسم»‪ ,‬ث‬
‫نزل فقال‪« :‬أبشروا أبشروا‪ ,‬من صلى ال صلوات ال مس واجت نب الكبائر ال سبع‪ ,‬نودي من أبواب‬
‫النة‪ :‬ادخل»‪ .‬قال عبد العزيز‪ :‬ل أعلمه‪ .‬إل قال‪« :‬بسلم»‪ .‬وقال الطلب‪ :‬سعت من سأل عبدال‬
‫بن عمرو‪ ,‬أ سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يذكر هن ؟ قال‪ :‬ن عم «عقوق الوالد ين‪ ,‬وإشراك‬
‫بال‪ ,‬وقتفل النففس‪ ,‬وقذف الحصفنات‪ ,‬وأكفل مال اليتيفم‪ ,‬والفرار مفن الزحفف‪ ,‬وأكفل الربفا»‪.‬‬
‫(حديث آخر ف معناه) قال أبو جعفر بن جرير ف التفسي‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا ابن علية‪ ,‬حدثنا‬
‫زياد بن مراق عن طيسلة بن مياس‪ ,‬قال‪ :‬كنت مع النجدات فأصبت ذنوبا ل أراها إل من الكبائر‪,‬‬
‫فلق يت ا بن ع مر‪ ,‬فقلت له‪ :‬إ ن أ صبت ذنوبا ل أرا ها إل من الكبائر‪ ,‬قال‪ :‬ما هي ؟ قلت‪ :‬أ صبت‬
‫كذا وكذا‪ .‬قال‪ :‬ليس من الكبائر‪ .‬قلت‪ :‬وأصبت كذا وكذا‪ .‬قال ليس من الكبائر‪ .‬قال ف بشي ل‬
‫يسمه طيسلة ف قال‪ :‬هي تسع وسأعدهن عليك «الشراك بال‪ ,‬وقتل النفس بغي حقها والفرار من‬
‫الزحفف‪ ,‬وقذف الحصفنة‪ ,‬وأكفل الربفا وأكفل مال اليتيفم ظلما‪ .‬وإلاد فف السفجد الرام والذي‬
‫يستسحر‪ ,‬وبكاء الوالدين من العقوق»‪ .‬قال زياد‪ :‬وقال طيسلة‪ :‬لا رأى ابن عمر فرقي قال‪ :‬أتاف‬
‫النار أن تدخل ها ؟ قلت‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬وت ب أن تد خل ال نة ؟ قلت‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬أ حي والداك ؟ قلت‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عندي أمفي‪ .‬قال‪ :‬فوال لئن أنفت ألنفت لاف الكلم‪ ,‬وأطعمتهفا الطعام لتدخلن النفة مفا اجتنبفت‬
‫الوجبات‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا سليمان بن ثابت الحدري الواسطي‪ ,‬حدثنا سلم بن سلم‪,‬‬
‫حدثنا أيوب بن عتبة عن طيسلة بن علي النهدي‪ ,‬قال‪ :‬أتيت ابن عمر وهو ف ظل أراك يوم عرفة‬
‫وهو يصب الاء على رأسه ووجهه‪ ,‬قلت‪ :‬أخبن عن الكبائر ؟ قال‪ :‬هي تسع قلت‪ :‬ما هي ؟ قال‪:‬‬
‫«الشراك بال وقذف الحصفنة» قال‪ :‬قلت‪ :‬قبفل القتفل ؟ قال‪ :‬نعفم ورغمفا‪ ,‬وقتفل النففس الؤمنفة‪,‬‬
‫والفرار من الز حف‪ ,‬وال سحر‪ ,‬وأ كل الر با‪ ,‬وأ كل مال اليت يم‪ ,‬وعقوق الوالد ين ال سلمي‪ ,‬وإلاد‬
‫بالبيت الرام قبلتكم أحياء وأمواتا» هكذا رواه من هذين الطريقي موقوفا‪ .‬وقد رواه علي بن العد‬
‫عن أيوب بن عتبة‪ ,‬عن طيسلة بن علي‪ ,‬قال‪ :‬أتيت ابن عمر عشية عرفة‪ ,‬وهو تت ظل أراكة‪ ,‬وهو‬
‫يصب الاء على رأسه فسألته عن الكبائر ؟ فقال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬هن‬
‫سبع» قال‪ :‬قلت‪ :‬وما هن ؟ قال «الشراك بال وقذف الحصنة» قال‪ :‬قلت‪ :‬قبل الدم ؟ قال‪ :‬نعم‪,‬‬
‫ورغما‪ ,‬وق تل الن فس الؤم نة‪ ,‬والفرار من الز حف‪ ,‬وال سحر وأ كل الر با‪ ,‬وأ كل مال اليت يم‪ ,‬وعقوق‬
‫الوالد ين‪ ,‬وإلاد بالب يت الرام قبلت كم أحياء وأمواتا»‪ .‬وهكذا رواه ال سن بن مو سى الش يب عن‬
‫أيوب بفففففن عتبفففففة اليمانففففف وفيفففففه ضعفففففف‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا زكريا بن عدي‪ ,‬حدثنا بقية عن بي بن سعد عن خالد بن‬
‫معدان أن أبارهم السمعى حدثهم عن أب أيوب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من عبد‬
‫ال ل يشرك به شيئا‪ ,‬وأقام ال صلة وآ تى الزكاة‪ ,‬و صام رمضان‪ ,‬واجت نب الكبائر فله ال نة ف أو‬
‫دخفل النفة فف» فسفأله رجفل مفا الكبائر ؟ فقال «الشرك بال‪ ,‬وقتفل نففس مسفلمة‪ ,‬والفرار يوم‬
‫ففة‪.‬‬ ‫ففن بقيف‬ ‫ففه عف‬ ‫فف وجف‬ ‫ففن غيف‬ ‫ففائي مف‬ ‫فف أيضا‪ ,‬والنسف‬ ‫ففف» ورواه أحدف‬ ‫الزحف‬
‫(حديث آخر) روى ابن مردويه ف تفسيه من طريق سليمان بن داود اليمان ف وهو ضعيف ف‬
‫عن الزهري‪ ,‬عن أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن جده‪ ,‬قال‪ :‬كتب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إل أهل اليمن كتابا فيه الفرائض والسنن والديات‪ ,‬وبعث به مع عمرو بن حزم‬
‫قال‪ :‬وكان ف الكتاب «إن أ كب الكبائر ع ند ال يوم القيا مة‪ :‬إشراك بال‪ ,‬وق تل الن فس الؤم نة بغ ي‬
‫حق‪ ,‬والفرار ف سبيل ال يوم الزحف‪ ,‬وعقوق الوالدين‪ ,‬ورمي الحصنة‪ ,‬وتعلم السحر‪ ,‬وأكل الربا‬
‫وأكفففففففففففففففففل مال اليتيفففففففففففففففففم»‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر فيه ذكر شهادة الزور)‪ :‬قال المام أحد حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬حدثن‬
‫عُبيد ال بن أب بكر‪ ,‬قال‪ :‬سعت أنس بن مالك‪ :‬قال‪ :‬ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم الكبائر‪,‬‬
‫أو سئل عن الكبائر‪ ,‬فقال «الشرك بال‪ ,‬وق تل الن فس‪ ,‬وعقوق الوالد ين»‪ ,‬وقال‪ :‬أل أنبئ كم بأ كب‬
‫الكبائر ؟ قال‪ :‬قول الزور فف أو شهادة الزور فف» قال شعبفة‪ :‬أكفب ظنف أنفه قال‪ :‬شهادة الزور‪.‬‬
‫أخرجاه من حد يث شع بة به‪ .‬و قد رواه ا بن مردو يه من طريق ي آخر ين غر يبي عن أ نس بنحوه‪.‬‬
‫(حديث آخر) أخرجه الشيخان من حديث عبد الرحن بن أب َبكْرة عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬قال النب صلى‬
‫ال عليفه وسفلم «أل أنبئكفم بأكفب الكبائر ؟ قلنفا‪ :‬بلى يارسفول ال‪ .‬قال «الشراك بال‪ ,‬وعقوق‬
‫الوالدين» وكان متكئا‪ ,‬فجلس فقال «أل وشهادة الزور‪ ,‬أل وقول الزور» فمازال يكررها حت قلنا‪:‬‬
‫ليتفففففففففففففففففففه سفففففففففففففففففففكت‪.‬‬
‫(حديث آخر فيه ذكر قتل الولد) وهو ثابت ف الصحيحي عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ,‬أي الذنب أعظم ؟ وف رواية أكب قال «أن تعل ل ندا وهو خلقك»‪ .‬قلت‪ :‬ث أي ؟‬
‫قال «أن تقتفل ولدك خشيفة أن يطعفم معفك»‪ .‬قلت‪ :‬ثف أي ؟ قال «أن تزانف حليلة جارك» ثف قرأ‬
‫{والذيفففن ل يدعون مفففع ال إلا آخفففر فففف إل قوله فففف إل مفففن تاب}‪.‬‬
‫(حديث آخر فيه ذكر شرب المر) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪ ,‬أخبنا ابن‬
‫و هب‪ ,‬حدث ن ا بن صخر أن رجلً حد ثه عن عمارة بن حزم أ نه سع ع بد ال بن عمرو بن العاص‬
‫وهو بالجر بكة‪ ,‬وسأله رجل عن المر فقال‪ :‬وال إن عظيما عند ال الشيخ مثلي يكذب ف هذا‬
‫القام على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فذ هب ف سأله‪ ,‬ث ر جع فقال‪ :‬سألته عن ال مر‪ ,‬فقال‬
‫«هي أكب الكبائر‪ ,‬وأم الفواحش من شرب المر ترك الصلة ووقع على أمه وخالته وعمته» غريب‬
‫مففففففففففففففففففن هذا الوجففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫(طريق أخرى) رواها الافظ أبو بكر بن مردويه من حديث عبد العزيز بن ممد الدراوردي عن‬
‫داود بن صال عن سال بن عبد ال‪ ,‬عن أبيه أن أبا بكر الصديق رضي ال عنه وعمر بن الطاب‬
‫وأناسا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ر ضي ال عنهم أجعي‪ ,‬جلسوا بعد وفاة رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فذكروا أعظم الكبائر‪ ,‬فلم يكن عندهم ما ينتهون إليه‪ ,‬فأرسلون إل عبد ال‬
‫بن عمرو بن العاص أ سأله عن ذلك‪ ,‬فأ خبن أن أع ظم الكبائر شرب ال مر‪ ,‬فأتيت هم فأ خبتم‪,‬‬
‫فأنكروا ذلك‪ ,‬فوثبوا إليه حت أتوه ف داره‪ ,‬فأخبهم أنم تدثوا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪61‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن ملكا من بن إسرائيل أخذ رجلً فخيه بي أن يشرب خرا‪ ,‬أو يقتل نفسا‪ ,‬أو يُزان أو يأكل لم‬
‫خنير أو يقتله‪ ,‬فاختار شرب المر‪ ,‬وإنه لا شربا ل يتنع من شيء أراده منه‪ ,‬وإن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال لنا ميبا «ما من أحد يشرب خرا إل ل تقبل له صلة أربعي ليلة‪ ,‬ول يوت أحد‬
‫وف مثانته منها شيء إل حرم ال عليه النة‪ ,‬فإن مات ف أربعي ليلة مات ميتة جاهلية» هذا حديث‬
‫غريب من هذا الوجه جدا‪ ,‬وداود بن صال هذا هو التمار الدن مول النصار‪ ,‬قال المام أحد‪ :‬ل‬
‫فففه‪.‬‬ ‫ففف الثقات ول أر أحدا جرحف‬ ‫فففن حبان فف‬ ‫فففا‪ .‬وذكره ابف‬ ‫فففه بأسف‬ ‫أرى بف‬
‫(حديث آخر) عن عبد ال بن عمرو وفيه ذكر اليمي الغموس‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن فراس‪ ,‬عن الشعب‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو عن النب صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫قال «أكفب الكبائر الشراك بال‪ ,‬وعقوق الوالديفن‪ ,‬أو قتفل النففس فف شعبفة الشاك فف واليميف‬
‫الغموس» ورواه البخاري والترمذي والن سائي من حد يث شع بة‪ ,‬وزاد البخاري وشيبان كله ا عن‬
‫فراس بففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫(حد يث آ خر ف اليم ي الغموس) قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا أ بو صال كا تب الل يث‪,‬‬
‫حدثنا الليث بن سعد‪ ,‬حدثنا هشام بن سعد‪ ,‬عن ممد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ التيمي‪ ,‬عن أب‬
‫أمامة النصاري‪ ,‬عن عبد ال بن أنيس الهن‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «أكب الكبائر‬
‫الشرك بال‪ ,‬وعقوق الوالد ين‪ ,‬واليم ي الغموس‪ ,‬و ما حلف حالف بال ي ي صب فأد خل في ها م ثل‬
‫جناح البعوضة إل كانت وكتة ف قلبه إل يوم القيامة»‪ ,‬وهكذا رواه أحد ف مسنده وعبد بن حيد‬
‫ف تفسيه‪ ,‬كلها عن يونس بن ممد الؤدب عن الليث بن سعد به‪ ,‬وأخرجه الترمذي عن عبد بن‬
‫حيد به‪ ,‬وقال‪ :‬حسن غريب‪ ,‬وأبو أمامة النصاري هذا هو ابن ثعلبة ول يعرف اسه‪ ,‬وقد روى عن‬
‫أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أحاديث‪ .‬قال شيخنا الافظ أبو الجاج الزي‪ :‬وقد رواه عبد‬
‫الرحن بن إسحاق الدن عن ممد بن زيد‪ ,‬عن عبد ال بن أب أمامة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن عبد ال بن‬
‫أن يس‪ ,‬فزاد ع بد ال بن أ ب أما مة‪( .‬قلت) هكذا و قع ف تف سي ا بن مردويه وصحيح ابن حبان من‬
‫طريففق عبدالرحنفف بففن إسففحاق كمففا ذكره شيخنففا فسففح ال ففف أجله‪.‬‬
‫(حديث آخر) عن عبد ال بن عمرو ف التسبب إل شتم الوالدين‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عمرو‬
‫بن عبد ال الودي‪ ,‬حدثنا وكيع عن مسعر وسفيان‪ ,‬عن سعد بن إبراهيم‪ ,‬عن حيد بن عبد الرحن‪,‬‬
‫عن عبدال بن عمرو‪ ,‬رف عه سفيان إل ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ووق فه م سعر على ع بد ال بن‬

‫‪62‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عمرو‪ ,‬قال « من الكبائر أن يش تم الر جل والد يه‪ ,‬قالوا‪ :‬وك يف يش تم الر جل والد يه ؟ قال «ي سب‬
‫الرجل أبا الرجل‪ ,‬فيسب أباه‪ ,‬ويسب أمه‪ ,‬فيسب أمه» أخرجه البخاري عن أحد بن يونس‪ ,‬عن‬
‫إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحن بن عوف‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن عمه حيد بن عبد الرحن بن‬
‫عوف عن عبد ال بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن من أكب الكبائر أن يلعن‬
‫الرجل والديه» قالوا‪ :‬وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال «يسب الرجل أبا الرجل‪ ,‬فيسب أباه ويسب‬
‫أمه‪ ,‬فيسب أمه» وهكذا رواه مسلم من حديث سفيان وشعبة ويزيد بن الاد‪ ,‬ثلثتهم عن سعد بن‬
‫إبراه يم به مرفوعا بنحوه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬صحيح‪ ,‬وث بت ف ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسفففففلم قال «سفففففباب السفففففلم فسفففففوق‪ ,‬وقتاله كففففففر»‪.‬‬
‫(حديث آخر ف ذلك) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن إبراهيم دُحيم‪ ,‬حدثنا عمرو بن أب‬
‫سلمة‪ ,‬حدثنا زهي بن ممد عن العلء بن عبد الرحن‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم « من أ كب الكبائر عرض الر جل ال سلم‪ ,‬وال سبّتان وال سبّة» هكذا روي هذا‬
‫الديث‪ ,‬وقد أخرجه أبو داود ف كتاب الدب من سننه عن جعفر بن م سافر‪ ,‬عن عمرو بن أب‬
‫سلمة‪ ,‬عن زهي بن ممد عن العلء عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «من‬
‫أكب الكبائر استطالة الرء ف عرض رجل مسلم بغي حق‪ ,‬ومن الكبائر السبتان بالسبة» وكذا رواه‬
‫ابن مردويه من طريق عبد ال بن العلء بن َزبْر‪ ,‬عن العلء‪ ,‬عن أبيه عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى‬
‫ال عليفففففففففففه وسفففففففففففلم فذكفففففففففففر مثله‪.‬‬
‫(حديث آخر ف المع بي الصلتي من غي عذر) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا نعيم بن‬
‫حاد‪ ,‬حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه‪ ,‬عن حنش‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال «من جع بي صلتي من غي عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر» وهكذا رواه أبو‬
‫عيسى الترمذي عن أب سلمة يي بن خلف عن العتمر بن سليمان به‪ ,‬ث قال‪ :‬حنش هو أبو علي‬
‫الرحب‪ ,‬وهو حسي بن قيس‪ ,‬وهو ضعيف عند أهل الديث‪ ,‬ضعفه أحد وغيه‪ .‬وروى ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا السن بن ممد بن الصباح‪ ,‬حدثنا إساعيل ابن علية عن خالد الذاء‪ ,‬عن حيد بن‬
‫هلل‪ ,‬عن أ ب قتادة يعن العدوي‪ ,‬قال‪ :‬قُرىء علينا كتاب عمر‪ :‬من الكبائر جع بي الصلتي ف‬
‫يع ن بغ ي عذر ف والفرار من الز حف‪ ,‬والنه بة‪ ,‬وهذا إ سناد صحيح‪ .‬والغرض أ نه إذا كان الوع يد‬
‫في من ج ع ب ي ال صلتي كالظ هر والع صر‪ ,‬تقديا أو تأخيا‪ ,‬وكذا الغرب والعشاء ه ا من شأنه أن‬

‫‪63‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي مع ب سبب من ال سباب الشرع ية‪ ,‬فإذا تعاطاه أ حد بغ ي ش يء من تلك ال سباب يكون مرتكبا‬
‫كبية‪ ,‬فما ظنك بترك الصلة بالكلية‪ ,‬ولذا روى مسلم ف صحيحه عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه قال «بي العبد وبي الشرك ترك الصلة»‪ .‬وف السنن مرفوعا عنه عليه الصلة والسلم أنه‬
‫قال «العهد الذي بيننا وبينهم الصلة‪ ,‬من تركها فقد كفر»‪ ,‬وقال «من ترك صلة العصر فقد حبط‬
‫عمله»‪ ,‬وقال «مفففن فاتتفففه صفففلة العصفففر فكأناففف وتفففر أهله وماله»‪.‬‬
‫(حد يث آ خر) ف يه اليأس من روح ال‪ ,‬وال من من م كر ال‪ .‬قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أح د بن‬
‫عمرو بن أب عاصم النبيل‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا شبيب بن بشر عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم كان متكئا‪ ,‬فدخل عليه رجل فقال‪ :‬ما الكبائر فقال «الشرك بال‪ ,‬واليأس‬
‫من روح ال‪ ,‬والقنوط من رحة ال‪ ,‬وال من من مكر ال‪ ,‬وهذا أكب الكبائر» وقد رواه البزار عن‬
‫عبد ال بن إسحاق العطار‪ ,‬عن أب عاصم النبيل‪ ,‬عن شبيب بن بشر‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس أن‬
‫رجلً قال‪ :‬يا رسول ال ما الكبائر ؟ قال «الشراك بال واليأس من روح ال‪ ,‬والقنوط من رحة ال‬
‫عز وجل» وف إسناده نظر‪ ,‬والشبه أن يكون موقوفا‪ ,‬فقد روي عن ابن مسعود نو ذلك‪ .‬قال ابن‬
‫جر ير‪ :‬حدث نا يعقوب بن إبراه يم‪ ,‬حدث نا هش يم‪ ,‬أخب نا مطرف عن وبرة بن ع بد الرح ن عن أ ب‬
‫الطف يل قال‪ :‬قال ا بن م سعود‪ :‬أ كب الكبائر الشراك بال‪ ,‬واليأس من روح ال‪ ,‬والقنوط من رح ة‬
‫ال‪ ,‬والمن من مكر ال‪ ,‬وكذا رواه من حديث العمش وأب إسحاق عن وبرة عن أب الطفيل عن‬
‫ع بد ال به‪ ,‬ث رواه من طرق عدة عن أ ب الطف يل عن ا بن م سعود و هو صحيح إل يه بل شك‪.‬‬
‫(حديث آخر) فيه سوء الظن بال‪ .‬قال ابن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن إبراهيم بن بندار‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫حات بكر بن عبدان‪ ,‬حدثنا ممد بن مهاجر‪ ,‬حدثنا أبو حذيفة البخاري عن ممد بن عجلن‪ ,‬عن‬
‫ناففع‪ ,‬عفن ابفن عمفر أنفه قال‪ :‬أكفب الكبائر سفوء الظفن بال عفز وجفل‪ ,‬حديفث غريفب جدا‪.‬‬
‫(حد يث آ خر) ف يه التعرب ب عد الجرة قد تقدم ف روا ية عمرو بن أ ب سلمة‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن أ ب‬
‫هريرة مرفوعا قال ابن مردويه‪ :‬حدثنا سليمان بن أحد‪ ,‬حدثنا أحد بن رشدين‪ ,‬حدثنا عمرو بن‬
‫خالد الران‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب‪ ,‬عن ممد بن سهل بن أب َحثْمة عن أبيه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول «الكبائر سبع‪ ,‬أل تسألون عنهن ؟ الشرك بال‪ ,‬وقتل النفس‬
‫والفرار يوم الز حف‪ ,‬وأ كل مال اليت يم‪ ,‬وأ كل الر با‪ ,‬وقذف الح صنة‪ ,‬والتعرب ب عد الجرة»‪ ,‬و ف‬
‫إسناده نظر‪ ,‬ورفعه غلط فاحش‪ ,‬والصواب ما رواه ابن جرير‪ :‬حدثنا تيم بن النتصر‪ ,‬حدثنا يزيد‪,‬‬

‫‪64‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخب نا م مد بن إ سحاق عن م مد بن سهل بن أ ب َحثْ مة‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬قال‪ :‬إ ن ل في هذا ال سجد‪,‬‬
‫مسجد الكوفة‪ ,‬وعلي رضي ال عنه يطب الناس على النب يقول‪ :‬يا أيها الناس‪ ,‬الكبائر سبع فأصاخ‬
‫الناس‪ ,‬فأعاد ها ثلث مرات‪ ,‬ث قال‪ :‬ل ل ت سألون عن ها ؟ قالوا‪ :‬يا أم ي الؤمن ي‪ ,‬ما هي ؟ قال‪:‬‬
‫الشراك بال‪ ,‬وقتل النفس الت حرم ال‪ ,‬وقذف الحصنة‪ ,‬وأكل مال اليتيم‪ ,‬وأكل الربا‪ ,‬والفرار يوم‬
‫الزحف‪ ,‬والتعرب بعد الجرة‪ .‬فقلت لب‪ :‬يا أبت‪ ,‬التعرب بعد الجرة‪ ,‬كيف لق ههنا ؟ قال يا بن‬
‫وما أعظم من أن يهاجر الرجل حت إذا وقع سهمه ف الفيء‪ ,‬ووجب عليه الهاد‪ ,‬خلع ذلك من‬
‫عنقففففففففففه‪ ,‬فرجففففففففففع أعرابيا كمففففففففففا كان‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ,‬حدثنا أبو معاوية يعن شيبان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن هلل‬
‫بن يساف‪ ,‬عن سلمة بن قيس الشجعي‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع‬
‫«أل إن ا هن أر بع أن ل تشركوا بال شيئا‪ ,‬ول تقتلوا الن فس ال ت حرم ال إل بال ق‪ ,‬ول تزنوا‪ ,‬ول‬
‫تسرقوا» قال‪ :‬فما أنا بأشح عليهن من إذ سعتهن من رسول ال صلى ال عليه وسلم ث رواه أحد‬
‫أيضا والنسفففائي وابفففن مردويفففه مفففن حديفففث منصفففور بإسفففناده مثله‪.‬‬
‫(حديث آخر) تقدم من رواية عمر بن الغية عن داود بن أب هند‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أنه قال «الضرار ف الوصية من الكبائر» والصحيح ما رواه غيه عن داود‪,‬‬
‫عفن عكرمفة‪ ,‬عفن ابفن عباس‪ ,‬قال ابفن أبف حاتف‪ :‬وهفو الصفحيح عفن ابفن عباس مفن قوله‪.‬‬
‫(حديث آخر ف ذلك) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحن‪ ,‬حدثنا عباد‬
‫بن عباد‪ ,‬عن جعفر بن الزبي‪ ,‬عن القاسم عن أب أمامة‪ ,‬أن أناسا من أصحاب النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ذكروا الكبائر وهو متكىء‪ ,‬فقالوا‪ :‬الشرك بال‪ ,‬وأكل مال اليتيم‪ ,‬وفرار من الزحف‪ ,‬وقذف‬
‫الح صنة‪ ,‬وعقوق الوالد ين‪ ,‬وقول الزور‪ ,‬والغلول‪ ,‬وال سحر‪ ,‬وأ كل الر با‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬فأين تعلون {الذين يشترون بعهد ال وأيانم ثنا قليلً}» إل آخر الَية‪ .‬ف إسناده‬
‫فففففففففففن‪.‬‬ ‫فففففففففففو حسف‬ ‫فففففففففففف‪ ,‬وهف‬ ‫ضعف‬

‫(ذكففففففففففر أقوال السففففففففففلف ففففففففففف ذلك)‬


‫قد تقدم ما روي عن عمر وعلي رضي ال عنهما ف ضمن الحاديث الذكورة‪ ,‬وقال ابن جرير‪:‬‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ابن علية عن ابن عون‪ ,‬عن السن‪ ,‬أن أناسا سألوا عبد ال بن‬

‫‪65‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عمرو بصر‪ ,‬فقالوا‪ :‬نرى أشياء من كتاب ال عز وجل أمر أن يعمل با ل يعمل با‪ ,‬فأردنا أن نلقى‬
‫أمي الؤمني ف ذلك‪ ,‬فقدم وقدموا معه‪ ,‬فلقيه عمر رضي ال عنه فقال‪ :‬مت قدمت ؟ فقال‪ :‬منذ كذا‬
‫وكذا‪ .‬قال‪ :‬أبإذن قد مت ؟ قال‪ :‬فل أدري ك يف رد عل يه‪ .‬فقال‪ :‬يا أم ي الؤمن ي‪ ,‬إن نا سا لقو ن‬
‫ب صر فقالوا‪ :‬إ نا نرى أشياء ف كتاب ال أ مر أن يع مل بافل يع مل ب ا‪ ,‬فأحبوا أن يلقوك ف ذلك‪.‬‬
‫قال‪ :‬فاجع هم ل‪ .‬قال‪ :‬فجمعت هم له‪ .‬قال ا بن عون‪ :‬أظ نه قال‪ :‬ف ب و‪ ,‬فأ خذ أدنا هم رجلً فقال‪:‬‬
‫أنشدك بال وب ق ال سلم عل يك‪ ,‬أقرأت القرآن كله ؟ قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬ف هل أح صيته ف نف سك ؟‬
‫فقال‪ :‬اللهفم ل‪ .‬قال‪ :‬ولو قال‪ :‬نعفم‪ ,‬لصفمه‪ .‬قال‪ :‬فهفل أحصفيته فف بصفرك ؟ فهفل أحصفيته فف‬
‫لفظك ؟ هل أحصيته ف أمرك ؟ ث تتبعهم حت أتى على آخرهم قال‪ :‬فثكلت عمر أمه‪ ,‬أتكلفونه أن‬
‫يق يم الناس على كتاب ال‪ ,‬قد علم رب نا أ نه ستكون ل نا سيئات‪ ,‬قال‪ :‬وتل {إن تتنبوا كبائر ما‬
‫تنهون ع نه نك فر عن كم سيئاتكم} الَ ية‪ .‬ث قال‪ :‬هل علم أ هل الدي نة ؟ أو قال‪ :‬هل علم أ حد ب ا‬
‫قدمتم ؟ قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬لو علموا لوعظت بكم‪ ,‬إسناد حسن ومت حسن وإن كان من رواية السن‬
‫عن عمر‪ ,‬وفيها انقطاع إل أن مثل هذا اشتهر‪ ,‬فتكفي شهرته‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن‬
‫سنان‪ ,‬حدثنا أبو أحد يعن الزبيي‪ ,‬حدثنا علي بن صال عن عثمان بن الغية‪ ,‬عن مالك بن جوين‪,‬‬
‫عن علي رضي ال عنه‪ .‬قال‪ :‬الكبائر الشراك بال‪ ,‬وقتل النفس‪ ,‬وأكل مال اليتيم‪ ,‬وقذف الحصنة‪,‬‬
‫والفرار من الزحف‪ ,‬والتعرب بعد الجرة‪ ,‬والسحر‪ ,‬وعقوق الوالدين‪ ,‬وأكل الربا‪ ,‬وفراق الماعة‪,‬‬
‫ون كث ال صفقة‪ .‬وتقدم عن ا بن م سعود أ نه قال‪ :‬أ كب الكبائر الشراك بال‪ ,‬واليأس من روح ال‪,‬‬
‫والقنوط من رحة ال‪ ,‬والمن من مكر ال عز وجل‪ .‬وروى ابن جرير من حديث العمش عن أب‬
‫الضحى‪ ,‬عن مسروق والعمش‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬عن علقمة‪ ,‬كلها عن ابن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬الكبائر من‬
‫أول سورة النساء إل ثلثي آية منها‪ ,‬ومن حديث سفيان الثوري وشعبة عن عاصم بن أب النجود‪,‬‬
‫عن زر بن حبيش‪ ,‬عن ابن مسعود قال‪ :‬الكبائر من أول سورة النساء إل ثلثي آية منها ث تل {إن‬
‫تتنبوا كبائر ما تنهون عنه} الَية‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا النذر بن شاذان‪ ,‬حدثنا يعلى بن عبيد‪,‬‬
‫حدثنا صال بن حيان عن ابن بريدة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬أكب الكبائر الشرك بال‪ ,‬وعقوق الوالدين‪ ,‬ومنع‬
‫فففففل‪.‬‬ ‫فففففل إل بعف‬ ‫فففففع طروق الفحف‬ ‫فففففد الري‪ ,‬ومنف‬ ‫فضول الاء بعف‬
‫وف الصحيحي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال «ل ينع فضل الاء ليمنع به الكل»‪ ,‬وفيهما‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال «ثلثة ل ينظر ال إليهم يوم القيامة‪ ,‬ول يزكيهم‪ ,‬ولم عذاب‬

‫‪66‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أليم‪ :‬رجل على فضل ماء بالفلة ينعه ابن السبيل» وذكر تام الديث‪ .‬وف مسند المام أحد من‬
‫حديث عمرو بن شعيب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده مرفوعا «من منع فضل الاء وفضل الكل منعه ال فضله‬
‫يوم القيامة»‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا السي بن ممد بن شنبة الواسطي‪ ,‬حدثنا أبو أحد عن‬
‫سفيان‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن مسلم‪ ,‬عن مسروق‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬ما أخذ على النساء من الكبائر‪,‬‬
‫قال ابفن أبف حاتف‪ :‬يعنف قوله تعال‪{ :‬على أن ل يشركفن بال شيئا ول يسفرقن} الَيفة‪ ,‬وقال ابفن‬
‫جر ير‪ :‬حدث ن يعقوب بن إبراه يم‪ ,‬حدث نا ا بن عل ية‪ ,‬حدث نا زياد بن مراق عن معاو ية بن قرة‪,‬‬
‫قال‪):‬أتينا أنس بن مالك فكان فيما حدثنا قال‪ :‬ل أر مثل الذي بلغنا عن ربنا تعال ل نرج له عن‬
‫كل أهل ومال‪ ,‬ث سكت هُنيهة ث قال‪ :‬وال لا كلفنا ربنا أهون من ذلك لقد تاوز لنا عما دون‬
‫الكبائر فمفففا لنفففا ولاففف‪ ,‬وتل {إن تتنبوا كبائر مفففا تنهون عنفففه} الَيفففة‪.‬‬

‫أقوال ابففففففففففففففففن عباس ففففففففففففففففف ذلك‬


‫روى ا بن جرير من حديث العت مر بن سليمان عن أي به‪ ,‬عن طاوس‪ ,‬قال‪ :‬ذكروا عند ابن عباس‬
‫الكبائر فقالوا‪ :‬هي سبع‪ ,‬فقال‪ :‬هي أكثر من سبع وسبع‪ ,‬قال‪ :‬فل أدري كم قالا من مرة‪ ,‬وقال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا قبيصة‪ ,‬حدثنا سفيان عن ليث عن طاوس‪ ,‬قال‪ :‬قلت لبن عباس‪ :‬ما‬
‫ال سبع الكبائر ؟ قال‪ :‬هي إل ال سبعي أقرب من ها إل ال سبع‪ .‬ورواه ا بن جر ير عن ا بن ح يد‪ ,‬عن‬
‫جرير‪ ,‬عن ليث‪ ,‬عن طاوس قال‪ :‬جاء رجل إل ابن عباس فقال‪ :‬أرأيت الكبائر السبع الت ذكرهن‬
‫ال ؟ قال‪ :‬هن إل السبعي أدن منهن إل سبع‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن طاوس عن أبيه‬
‫قال‪ :‬قيل لبن عباس‪ :‬الكبائر سبع ؟ قال‪ :‬هن إل السبعي أقرب‪ ,‬وكذا قال أبو العالية الرياحي رحه‬
‫ال‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا الثن‪ ,‬حدثنا أبو حذيفة‪ ,‬حدثنا شبل عن قيس بن سعد‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫جبي‪ :‬أن رجلً قال لبن عباس‪ :‬كم الكبائر سبع ؟ قال‪ :‬هن إل سبعمائة أقرب منها إل سبع‪ ,‬غي‬
‫أنه ل كبية مع استغفار‪ ,‬ول صغية مع إصرار‪ ,‬وكذا رواه ابن أب حات من حديث شبل به‪ ,‬وقال‬
‫علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬إن تتنبوا كبائر ما تنهون عنه} قال‪ :‬الكبائر كل ذنب‬
‫ختمه ال بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب‪ ,‬رواه ابن جرير‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن حرب‬
‫الوصلي‪ ,‬حدثنا ابن فضيل‪ ,‬حدثنا شبيب عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬الكبائر كل ماوعد ال‬
‫عليه النار كبية‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي والسن البصري‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يعقوب‪ ,‬حدثنا‬

‫‪67‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن علية‪ ,‬أخبنا أيوب عن ممد بن سيين‪ ,‬قال‪ :‬نبئت أن ابن عباس كان يقول‪ :‬كل ما نى ال عنه‬
‫كبية‪ ,‬و قد ذكرت الطر فة‪ ,‬قال‪ :‬هي النظرة‪ ,‬وقال أيضا‪ :‬حدث نا أح د بن حازم‪ ,‬أخب نا أ بو نع يم‪,‬‬
‫حدثنا عبدال بن معدان عن أب الوليد‪ ,‬قال‪ :‬سألت ابن عباس عن الكبائر‪ ,‬فقال كل شيء عصي ال‬
‫فيففففففففففففه فهففففففففففففو كففففففففففففبية‪.‬‬

‫(أقوال التابعيفففففففففففففففففففففففففففففففففففف)‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثن يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ابن علية عن ابن عون‪ ,‬عن ممد‪ ,‬قال‪ :‬سألت‬
‫عبيدة عن الكبائر فقال‪ :‬الشراك بال‪ ,‬وق تل الن فس ال ت حرم ال بغ ي حق ها‪ ,‬وفرار يوم الز حف‪,‬‬
‫وأكل مال اليتيم بغي حقه‪ ,‬وأكل الربا‪ ,‬والبهتان‪ .‬قال‪ :‬ويقولون‪ :‬أعرابية بعد هجرة‪ ,‬قال ابن عون‪:‬‬
‫فقلت لح مد‪ :‬فال سحر ؟ قال‪ :‬إن البهتان ي مع شرا كثيا‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن م مد بن عب يد‬
‫الحارب‪ ,‬حدثنا أبو الحوص سلم بن سليم‪ ,‬عن أب إسحاق‪ ,‬عن عبيد بن عمي‪ ,‬قال‪ :‬الكبائر سبع‪,‬‬
‫ليس منهن كبية إل وفيها آية من كتاب ال‪ ,‬الشراك بال منهن {و من يشرك بال فكأنا خر من‬
‫السماء فتخطفه الطي أو توي به الريح} الَية‪ ,‬و {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنا يأكلون‬
‫ف بطون م نارا} الَ ية‪ ,‬و {الذ ين يأكلون الر با ل يقومون إل ك ما يقوم الذي يتخب طه الشيطان من‬
‫الس} {والذين يرمون الحصنات الغافلت الؤمنات}‪ ,‬والفرار من الزحف {يا أيها الذين آمنوا إذا‬
‫لقيتم الذين كفروا زحفا} الَية‪ ,‬والتعرب بعد الجرة {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبي‬
‫لم الدى}‪ ,‬وقتل الؤمن {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها} الَية‪ ,‬وكذا رواه ابن‬
‫أب حات أيضا ف حديث أب إسحاق عن عبيد بن عمي بنحوه‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا الثن‪ ,‬حدثنا‬
‫أ بو حذي فة‪ ,‬حدث نا ش بل عن ا بن أ ب ن يح‪ ,‬عن عطاء يع ن ا بن أ ب رباح‪ ,‬قال‪ :‬الكبائر سبع‪ :‬ق تل‬
‫النفس‪ ,‬وأكل مال اليتيم‪ ,‬وأكل الربا‪ ,‬ورمي الحصنة‪ ,‬وشهادة الزور‪ ,‬وعقوق الوالدين‪ ,‬والفرار من‬
‫الزحف‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا عثمان بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا جرير عن مغية‪,‬‬
‫قال‪ :‬كان يقال‪ :‬شتم أب بكر وعمر رضي ال عنهما من الكبائر‪ .‬قلت‪ :‬وقد ذهب طائفة من العلماء‬
‫إل تكفي من سب الصحابة‪ ,‬وهو رواية عن مالك بن أنس رحه ال‪ .‬وقال ممد بن سيين‪ :‬ما أظن‬
‫أحدا ينتقص أبا بكر وعمر وهو يب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬رواه الترمذي‪ .‬وقال ابن أب‬
‫حات أيضا‪ :‬حدثنا يونس‪ ,‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن عبدال بن عياش‪ ,‬قال زيد بن أسلم ف قول ال‬

‫‪68‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عفز وجفل {إن تتنبوا كبائر مفا تنهون عنفه} مفن الكبائر‪ :‬الشرك بال‪ ,‬والكففر بآيات ال ورسفله‪,‬‬
‫وال سحر‪ ,‬وق تل الولد‪ ,‬و من د عى ل ولدا أو صاحبة ف وم ثل ذلك من العمال والقول الذي ل‬
‫يصلح معه عمل‪ .‬وأما كل ذنب يصلح معه دين‪ ,‬ويقبل معه عمل‪ ,‬فإن ال يغفر السيئات بالسنات‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا بشر بن معاذ‪ ,‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا سعيد عن قتادة {إن تتنبوا كبائر ما تنهون‬
‫ع نه} الَ ية‪ :‬إن ا و عد ال الغفرة ل ن اجت نب الكبائر ‪ ¹‬وذ كر ل نا أن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‬
‫«اجتنبوا الكبائر‪ ,‬و سددوا‪ ,‬وأبشروا» و قد روى ا بن مردو يه من طرق عن أ نس و عن جابر مرفوعا‬
‫«شفاعت لهل الكبائر من أمت»‪ ,‬ولكن ف إسناده من جيع طرقه ضعف‪ ,‬إل ما رواه عبد الرزاق‪:‬‬
‫أخبنا معمر عن ثابت‪ ,‬عن أنس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «شفاعت لهل الكبائر‬
‫من أمت» فإنه إسناد صحيح على شرط الشيخي‪ .‬وقد رواه أبو عيسى الترمذي منفردا به من هذا‬
‫الوجه عن عباس العنبي‪ ,‬عن عبد الرزاق‪ ,‬ث قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ,‬وف الصحيح شاهد‬
‫لعناه وهفو قوله صفلى ال عليفه وسفلم بعفد ذكفر الشفاعفة «أتروناف للمؤمنيف التقيف ؟ ل ولكنهفا‬
‫للخاطئي التلوثي» وقد اختلف علماء الصول والفروع ف حد الكبية‪ ,‬فمن قائل‪ :‬هي ما عليه حد‬
‫ف الشرع‪ ,‬ومنهم من قال‪ :‬هي ما عليه وعيد مصوص من الكتاب والسنة‪ ,‬وقيل غي ذلك‪ .‬قال أبو‬
‫القا سم ع بد الكر ي بن م مد الراف عي ف كتا به الشرح ال كبي الشه ي ف كتاب الشهادات م نه‪ :‬ث‬
‫اختلف ال صحابة ر ضي ال عن هم‪ ,‬ف من بعد هم ف الكبائر و ف الفرق بين ها وب ي ال صغائر‪ ,‬ولب عض‬
‫ال صحاب ف تف سي ال كبية وجوه (أحد ها) أن ا الع صية الوج بة لل حد‪( .‬والثا ن) أن ا الع صية ال ت‬
‫يلحق صاحبها الوعيد الشديد بنص كتاب أو سنة‪ ,‬وهذا أكثر ما يوجد لم‪ ,‬وهو إل الول أميل‪,‬‬
‫ل كن الثا ن أو فق ل ا ذكروه ع ند تف سي الكبائر‪( .‬والثالث) قال إمام الرم ي ف الرشاد وغيه‪ :‬كل‬
‫جرية تنبء بقلة اكتراث مرتكبها بالدين ورقة الديانة‪ ,‬فهي مبطلة للعدالة‪( .‬والرابع) ذكر القاضي أبو‬
‫سعيد الروي أن الكبية كل فعل نص الكتاب على تريه وكل معصية توجب ف جنسها حدا من‬
‫ق تل أو غيه‪ ,‬وترك كل فري ضة مأمور ب ا على الفور والكذب ف الشهادة والروا ية واليم ي‪ ,‬هذا ما‬
‫ذكروه على سبيل الضبط‪ ,‬ث قال‪ :‬وفصل القاضي الرويان فقال‪ :‬الكبائر سبع‪ :‬قتل النفس بغي الق‪,‬‬
‫والزنا‪ ,‬واللواطة‪ ,‬وشرب المر‪ ,‬والسرقة‪ ,‬وأخذ الال غصبا‪ ,‬والقذف‪ ,‬وزاد ف الشامل على السبع‬
‫الذكورة‪ :‬شهادة الزور‪ ,‬وأضاف إليهفا صفاحب العدة‪ :‬أكفل الربفا والفطار فف رمضان بل عذر‪,‬‬
‫واليمي الفاجرة‪ ,‬وقطع الرحم‪ ,‬وعقوق الوالدين‪ ,‬والفرار من الزحف‪ ,‬وأكل مال اليتيم‪ ,‬واليانة ف‬

‫‪69‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الك يل والوزن‪ ,‬وتقد ي ال صلة على وقت ها‪ ,‬وتأخي ها عن وقت ها بل عذر‪ ,‬وضرب ال سلم بل حق‪,‬‬
‫والكذب على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عمدا‪ ,‬و سب أ صحابه‪ ,‬وكتمان الشهادة بل عذر‪,‬‬
‫وأخفذ الرشوة‪ ,‬والقيادة بيف الرجال والنسفاء‪ ,‬والسفعاية عنفد السفلطان‪ ,‬ومنفع الزكاة‪ .,‬وترك المفر‬
‫بالعروف والن هي عن الن كر مع القدرة‪ ,‬ون سيان القرآن ب عد تعل مه‪ ,‬وإحراق اليوان بالنار‪ ,‬وامتناع‬
‫الرأة من زوجها بل سبب‪ ,‬واليأس من رحة ال‪ ,‬والمن من مكر ال‪ ,‬ويقال‪ :‬الوقيعة ف أهل العلم‪,‬‬
‫وحلة القرآن‪ ,‬وما يعد من الكبائر‪ :‬الظهار‪ ,‬وأكل لم النير واليتة إل عن ضرورة‪ ,‬ث قال الرافعي‪:‬‬
‫وللتو قف مال ف ب عض هذه ال صال‪ .‬قلت‪ :‬و قد صنف الناس ف الكبائر م صنفات من ها ما ج عه‬
‫شيخ نا الا فظ أ بو ع بد ال الذ هب الذي بلغ نوا من سبعي كبية‪ ,‬وإذا ق يل‪ :‬إن ال كبية ما تو عد‬
‫عليها الشارع بالنار بصوصها‪ ,‬كما قال ابن عباس وغيه وما تُُتبّع ذلك‪ ,‬اجتمع منه شيء كثي‪ ,‬وإذا‬
‫قيففففل كففففل مففففا نىفففف ال عنففففه فكثيفففف جدا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ب مّمّا‬
‫ب مّمّا ا ْكتَ سَبُواْ وَلِلنّ سَآ ِء نَ صِي ٌ‬
‫ضكُ ْم عََلىَ َبعْ ضٍ لّل ّرجَا ِل نَ صِي ٌ‬
‫** وَ َل َتتَ َمّنوْْا مَا َفضّلَ اللّ ُه بِ هِ بَ ْع َ‬
‫ف ِبكُ ّل شَيْ ٍء عَلِيما‬
‫فأَلُواْ اللّه ففَ مِففن َفضْلِه ففِ إِن ففّ اللّه ففَ كَان ف َ‬ ‫فبْ َن وَاس ف ْ‬ ‫اكْتَس ف َ‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان عن ابن أب نيح‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬قال‪ :‬قالت أم سلمة‪ :‬يارسول ال‪,‬‬
‫يغزو الرجال ول نغزو‪ ,‬ولنفا نصفف الياث‪ ,‬فأنزل ال {ول تتمنوا مفا فضفل ال بفه بعضكفم على‬
‫بعض}‪ .‬ورواه الترمذي عن ابن أب عمر‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أب نيح‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬عن أم سلمة أنا‬
‫قالت‪ :‬قلت‪ :‬يارسول ال‪ ,‬فذكره‪ ,‬وقال‪ :‬غريب‪ .‬ورواه بعضهم عن ابن أب نيح‪ ,‬عن ماهد أن أم‬
‫سلمة قالت‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬فذكره‪ .‬ورواه ا بن أ ب حا ت وا بن جر ير‪ ,‬وا بن مردو يه والا كم ف‬
‫م ستدركه من حديث الثوري عن ا بن أ ب ن يح‪ ,‬عن ما هد قال‪ :‬قالت أم سلمة‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬ل‬
‫نقاتل فنستشهد‪ ,‬ول نقطع الياث‪ ,‬فنلت الَية‪ ,‬ث أنزل ال {أن ل أضيع عمل عامل منكم من ذكر‬
‫أو أنثى} الَية‪ ,‬ث قال ابن أب حات‪ :‬وكذا روى سفيان بن عيينة عن ابن أب نيح بذا اللفظ‪ ,‬وروى‬
‫يي القطان ووكيع بن الراح عن الثوري‪ ,‬عن ابن أب نيح‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬عن أم سلمة قالت‪ :‬قلت‪:‬‬
‫يا رسول ال‪ ,‬وروي عن مقاتل بن حيان وخصيف نو ذلك‪ ,‬وروى ابن جرير من حديث ابن جريج‬
‫عن عكرمة وماهد أنما قال‪ :‬أنزلت ف أم سلمة‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن شيخ من أهل‬
‫مكة‪ ,‬قال‪ :‬نزلت هذه الَية ف قول النساء‪ :‬ليتنا الرجال‪ ,‬فنجاهد كما ياهدون‪ ,‬ونغزو ف سبيل ال‬

‫‪70‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عز وجل‪ .‬وقال ابن أب حات أيضا‪ :‬حدثنا أحد بن القاسم بن عطية‪ ,‬حدثن أحد بن عبد الرحن‪,‬‬
‫حدثن أب حدثن أب‪ ,‬حدثنا الشعث بن إسحاق عن جعفر يعن ابن أب الغية‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪,‬‬
‫عن ابن عباس ف الَية‪ ,‬قال‪ :‬أتت امرأة إل النب صلى ال عليه وسلم قالت‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬للذكر‬
‫مثل حظ النثيي‪ ,‬وشهادة امرأتي برجل‪ ,‬فنحن ف العمل هكذا‪ ,‬إن عملت امرأة حسنة كتبت لا‬
‫نصف حسنة‪ ,‬فأنزل ال هذه الَية {ول تتمنوا} الَية‪ ,‬فإنه عدل من وأنا صنعته‪ .‬وقال السدي ف‬
‫الَية‪ :‬فإن الرجال قالوا‪ :‬نريد أن يكون لنا من الجر الضعف على أجر النساء‪ ,‬كما لنا ف السهام‬
‫سهمان‪ ,‬وقالت الن ساء‪ :‬نر يد أن يكون ل نا أ جر م ثل أ جر الشهداء‪ ,‬فإ نا ل ن ستطيع أن نقا تل‪ ,‬ولو‬
‫كتب علينا القتال لقاتلنا‪ ,‬فأب ال ذلك ولكن قال لم‪ .‬سلون من فضلي‪ ,‬قال‪ :‬ليس بعرض الدنيا‪,‬‬
‫و قد روي عن قتادة ن و ذلك‪ .‬وقال علي بن أ ب طل حة‪ ,‬عن ا بن عباس ف الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬ول يتم ن‬
‫الر جل فيقول‪ :‬ليت لو أن ل مال فلن وأهله‪ ,‬فنهى ال عن ذلك‪ ,‬ولكن لي سأل ال من فضله وقال‬
‫السن وممد بن سيين وعطاء والضحاك‪ ,‬نو هذا ‪ ¹‬وهو الظاهر من الَية ول يرد على هذا ما ثبت‬
‫ف الصحيح «ل حسد إل ف اثنتي‪ :‬رجل آتاه ال مالً فسلطه على هلكته ف الق فيقول رجل‪ :‬لو‬
‫أن ل مثل ما لفلن لعملت مثله فهما ف الجر سواء»‪ ,‬فإن هذا شيء غي ما نت عنه الَية‪ ,‬وذلك‬
‫أن الديث حض على تن مثل نعمة هذا‪ ,‬والَية نت عن تن عي نعمة هذا‪ ,‬فقال {ول تتمنوا ما‬
‫فضل ال به بعضكم على بعض} أي ف المور الدنيوية‪ ,‬وكذا الدينية أيضا‪ ,‬لديث أم سلمة وابن‬
‫عباس‪ .‬وهكذا قال عطاء بن أ ب رباح‪ :‬نزلت ف الن هي عن ت ن ما لفلن‪ ,‬و ف ت ن الن ساء أن ي كن‬
‫رجالً فيغزون‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬ث قال {للرجال نصيب ما اكتسبوا وللنساء نصيب ما اكتسب} أي‬
‫كل له جزاء على عمله بسبه إن خيا فخي‪ ,‬وإن شرا فشر‪ ,‬هذا قول ابن جرير‪ ,‬وقيل‪ :‬الراد بذلك‬
‫ف الياث‪ ,‬أي كل يرث ب سبه‪ ,‬رواه الترمذي عن ا بن عباس‪ ,‬ث أرشد هم إل ما ي صلحهم‪ ,‬فقال‬
‫{وا سئلوا ال من فضله} ل تتمنوا ما فضل نا به بعض كم على ب عض‪ ,‬فإن هذا أ مر متوم‪ ,‬والتم ن ل‬
‫يدي شيئا‪ ,‬ولكن سلون من فضلي أعطكم‪ ,‬فإن كري وهاب‪ ,‬وقد روى الترمذي وابن مردويه من‬
‫حديث حاد بن واقد‪ ,‬سعت إسرائيل عن أب إسحاق‪ ,‬عن أب الحوص‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « سلوا ال من فضله‪ ,‬فإن ال ي ب أن ي سأل‪ ,‬وإن أف ضل‬
‫العبادة انتظار الفرج» ث قال الترمذي‪ :‬كذا رواه حاد بن واقد‪ ,‬وليس بالافظ‪ ,‬ورواه أبو نعيم عن‬
‫إسرائيل‪ ,‬عن حكيم بن جبي‪ ,‬عن رجل‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وحديث أب نعيم أشبه أن‬

‫‪71‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكون أ صح‪ ,‬وكذا رواه ا بن مردو يه من حد يث وك يع عن إ سرائيل‪ ,‬ث رواه من حد يث ق يس بن‬
‫الربيع عن حكيم بن جبي‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «سلوا ال من فضله‪ ,‬فإن ال يب أن يسأل‪ ,‬وإن أحب عباده إليه الذي يب الفرج»‪ ,‬ث قال‬
‫{إن ال كان ب كل ش يء عليما} أي هو عل يم ب ن ي ستحق الدن يا فيعط يه من ها‪ ,‬وب ن ي ستحق الف قر‬
‫فيفقره‪ ,‬وعليم بن يستحق الَخرة فيقيضه لعمالا‪ ,‬وبن يستحق الذلن فيخذله عن تعاطي الي‬
‫وأسفففففففبابه‪ ,‬لذا قال {إن ال كان بكفففففففل شيفففففففء عليما}‪.‬‬

‫** وَِلكُلّ َجعَ ْلنَا َموَالِ َي مِمّا تَرَ َك اْلوَالِدَا ِن وَالقْ َربُو نَ وَالّذِي نَ َعقَدَ تْ َأيْمَانُكُ مْ فَآتُوهُ ْم نَ صِيَبهُمْ إِ نّ اللّ هَ‬
‫ف عََلىَ كُلّ شَيْ ٍء َشهِيدا‬ ‫ففففففففففففففففففففففففففففف َ‬ ‫كَانف‬
‫قال ا بن عباس وما هد و سعيد بن جبي وأ بو صال وقتادة وز يد بن أ سلم وال سدي والضحاك‬
‫ومقا تل بن حيان وغي هم‪ ,‬ف قوله {ولكل جعل نا موال} أي ور ثة‪ ,‬و عن ا بن عباس ف روا ية‪ :‬أي‬
‫عصفبة‪ ,‬قال ابفن جريفر‪ :‬والعرب تسفمي ابفن العفم مول‪ ,‬كمفا قال الفضفل بفن عباس‪:‬‬
‫ل موالينال يظهرن لنففففا مففففا كان مدفونففففا‬ ‫مهلً بنفففف عمنففففا مه ً‬

‫قال‪ :‬ويعنف بقوله {ماف ترك الوالدان والقربون}‪ ,‬مفن تركفة والديفه وأقربيفه مفن الياث‪ ,‬فتأويفل‬
‫الكلم‪ :‬ولكلكم أيها الناس جعلنا عصبة يرثونه م ا ترك والداه وأقربوه من مياث هم له‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{والذ ين عقدت أيان كم فآتو هم ن صيبهم} أي والذ ين تالف تم باليان الؤكدة أن تم و هم‪ ,‬فآتو هم‬
‫نصيبهم من الياث كما وعدتوهم ف اليان الغلظة‪ ,‬إن ال شاهد بينكم ف تلك العهود والعاقدات‪,‬‬
‫وقد كان هذا ف ابتداء السلم‪ ,‬ث نسخ بعد ذلك وأمروا أن يوفوا لن عاقدوا‪ ,‬ول ينشئوا بعد نزول‬
‫هذه الَية معاقدة‪ .‬قال البخاري‪ :‬حدثنا الصلت بن ممد‪ ,‬حدثنا أبو أسامة عن إدريس‪ ,‬عن طلحة بن‬
‫م صرف‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ا بن عباس {ول كل جعل نا موال} قال‪ :‬ور ثة‪{ ,‬والذ ين عقدت‬
‫أيانكفم} كان الهاجرون لاف قدموا الدينفة يرث الهاجري النصفاري دون ذوي رحهف للخوة التف‬
‫آخى النب صلى ال عليه وسلم بينهم‪ ,‬فلما نزلت {ولكل جعلنا موال} نسخت‪ ,‬ث قال {والذين‬
‫عقدت أيانكم فآتوهم نصبيهم} من النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الياث ويوصى له‪ ,‬ث قال‬
‫البخاري‪ :‬سع أ بو أ سامة إدر يس‪ ,‬و سع إدر يس عن طل حة‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو سعيد‬

‫‪72‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشج‪ ,‬حدثنا أبو أسامة‪ ,‬حدثنا إدريس الودي‪ ,‬أخبن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس‪ ,‬ف قوله {والذ ين عقدت أيان كم} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬كان الهاجرون ح ي قدموا الدي نة يرث‬
‫الهاجري النصاري دون ذوي رحه بالخوة الت آخى رسول ال صلى ال عليه وسلم بينهم‪ ,‬فلما‬
‫نزلت {ول كل جعل نا موال م ا ترك الوالدان والقربون} ن سخت‪ ,‬ث قال‪{ :‬والذ ين عقدت أيان كم‬
‫فآتوهم نصيبهم}‪ ,‬وحدثنا السن بن ممد بن الصباح‪ ,‬حدثنا حجاج عن ا بن جريج وعثمان بن‬
‫عطاء عن عطاء‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪{ :‬والذ ين عقدت أيان كم فآتو هم ن صيبهم} فكان الر جل ق بل‬
‫السلم يعاقد الرجل ويقول‪ :‬ترثن وأرثك‪ ,‬وكان الحياء يتحالفون‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «كل حلف كان ف الاهلية أو عقد أدركه السلم فل يزيده السلم إل شدة‪ ,‬ول عقد ول‬
‫حلف ف السلم» فنسختها هذه الَية {وأولوا الرحام بعضهم أول ببعض ف كتاب ال}‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫وروي عن سعيد بن جبي وما هد وعطاء وال سن وا بن ال سيب وأ ب صال و سليمان بن ي سار‬
‫والش عب وعكر مة وال سدي والضحاك وقتادة ومقا تل بن حيان‪ ,‬أن م قالوا‪ :‬هم اللفاء‪ .‬وقال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا شريك عن ساك‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس ف ورفعه ف قال‪ :‬ما كان‬
‫من حلف ف الاهل ية ل يزده ال سلم إل حدة شدة»‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬حدث نا‬
‫وكيع عن شريك‪ ,‬عن ساك‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫وحدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا مصعب بن القدام عن إسرائيل بن يونس‪ ,‬عن ممد بن عبد الرحن مول‬
‫آل طل حة‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ :‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل حلف ف‬
‫السلم‪ ,‬وكل حلف كان ف الاهلية فلم يزده السلم إل شدة‪ ,‬وما يسرن أن ل حر النعم وأن‬
‫نقضت اللف الذي كان ف دار الندوة»‪ ,‬هذا لفظ ابن جرير‪ .‬وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا يعقوب‬
‫بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ابن علية عن عبد الرحن بن إسحاق عن الزهري‪ ,‬عن ممد بن جبي بن مطعم‪,‬‬
‫عن أبيه‪ ,‬عن عبد الرحن بن عوف‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «شهدت حلف الطيبي‬
‫وأنا غلم مع عمومت‪ ,‬فما أحب أن ل حر النعم‪ ,‬وإن أنكثه» قال الزهري‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم «ل ي صب ال سلم حلفا إل زاده شدة» قال «ول حلف ف ال سلم»‪ ,‬و قد ألف ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم ب ي قريش والنصار‪ .‬وهكذا رواه المام أحد عن بشر بن الف ضل‪ ,‬عن عبد‬
‫الرحن بن إسحاق‪ ,‬عن الزهري بتمامه‪ ,‬وحدثن يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا هشيم‪ ,‬أخبن مغية عن‬
‫أبيه‪ ,‬عن شعبة بن التوأم‪ ,‬عن قيس بن عاصم‪ :‬أنه سأل النب صلى ال عليه وسلم عن اللف‪ ,‬قال‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال « ما كان من حلف ف الاهل ية فتم سكوا به‪ ,‬ول حلف ف ال سلم» وهكذا رواه أح د عن‬
‫هشيم‪ ,‬وحدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا وكيع عن داود بن أب عبد ال‪ ,‬عن ابن جدعان عن جدته‪ ,‬عن أم‬
‫سفلمة‪ ,‬أن رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم‪ ,‬قال «ل حلف ف السفلم‪ ,‬ومفا كان مفن حلف ف‬
‫الاهلية ل يزده السلم إل شدة»‪ .‬وحدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا يونس بن بكي عن ممد بن إسحاق‪,‬‬
‫عن عمرو بن شعيب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده‪ ,‬قال‪ :‬لا دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة عام‬
‫الف تح‪ ,‬قام خطيبا ف الناس فقال « يا أي ها الناس ما كان من حلف ف الاهل ية ل يزده ال سلم إل‬
‫شدة‪ ,‬ول حلف ف السلم» ث رواه من حديث حسي العلم وعبد الرحن بن الارث عن عمرو بن‬
‫شعيب به‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبدال بن ممد‪ ,‬حدثنا ابن ني وأبو أسامة عن زكريا‪ ,‬عن سعد‬
‫ابن إبراهيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جبي بن مطعم‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل حلف ف‬
‫السلم وأيا حلف كان ف الاهلية ل يزده السلم إل شدة»‪ .‬وهكذا رواه مسلم عن عبد ال بن‬
‫ممد وهو أبو بكر بن أب شيبة بإسناده مثله‪ ,‬ورواه أبو داود عن عثمان‪ ,‬عن ممد بن أب شيبة‪ ,‬عن‬
‫ممد بن بشر وابن ني وأب أسامة‪ ,‬ثلثتهم عن زكريا وهو ابن أب زائدة بإسناده مثله‪ ,‬ورواه ابن‬
‫جرير من حديث ممد بن بشر به‪ .‬ورواه النسائي من حديث إسحاق بن يوسف الزرق عن زكريا‪,‬‬
‫عن سعد بن إبراهيم‪ ,‬عن نافع بن جبي بن مطعم‪ ,‬عن أبيه به‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أخبنا مغية عن أبيه‪ ,‬عن شعبة بن التوأم‪ ,‬عن قيس بن عاصم أنه سأل النب صلى ال عليه وسلم عن‬
‫اللف فقال «ما كان حلف ف الاهلية فتمسكوا به‪ ,‬ول حلف ف السلم» وكذا رواه شعبة عن‬
‫مغية وهو ابن مقسم عن أبيه به‪ .‬وقال ممد بن إسحاق عن داود بن الصي‪ ,‬قال‪ :‬كنت أقرأ على‬
‫أم سعد بنت سعد بن الربيع مع ابن ابنها موسى بن سعد وكانت يتيمة ف حجر أب بكر‪ ,‬فقرأت‬
‫عليها {والذين عاقدت أيانكم} فقالت‪ :‬ل ولكن {والذين عقدت أيانكم} قالت‪ :‬إنا نزلت ف أب‬
‫بكر وابنه عبد الرحن حي أب أن ي سلم‪ ,‬فحلف أبو بكر أن ل يور ثه‪ ,‬فل ما أسلم ح ي حل على‬
‫السلم بالسيف‪ ,‬أمر ال أن يؤتيه نصيبه‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬وهذا قول غريب‪ ,‬والصحيح الول‪,‬‬
‫وأن هذا كان ف ابتداء السلم يتوارثون باللف ث نسخ وبقي تأثي اللف بعد ذلك‪ ,‬وإن كانوا قد‬
‫أمروا أن يوفوا بالعهود والعقود‪ ,‬واللف الذي كانوا قد تعاقدوه ق بل ذلك‪ ,‬وتقدم ف حد يث جبي‬
‫بن مطعم وغيه من الصحابة‪ :‬ل حلف ف السلم‪ ,‬وأيا حلف كان ف الاهلية ل يزده السلم إل‬
‫شدة‪ ,‬وهذا نفص فف الرد على مفن ذهفب إل التوارث باللف اليوم‪ ,‬كمفا هفو مذهفب أبف حنيففة‬

‫‪74‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأصحابه‪ ,‬ورواية عن أحد بن حنبل‪ ,‬والصحيح قول المهور ومالك والشافعي وأحد ف الشهور‬
‫عنه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولكل جعلنا موال ما ترك الوالدان والقربون} أي ورثة من قراباته من أبويه‬
‫وأقربيه‪ ,‬هم يرثونه دون سائر الناس‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم قال «ألقوا الفرائض بأهل ها ف ما ب قي ف هو لولَ ر جل ذ كر» أي اق سموا الياث على‬
‫أ صحاب الفروض الذ ين ذكر هم ال ف آي ت الفرائض‪ ,‬ف ما ب قي ب عد ذلك فأعطوه للع صبة‪ .‬وقوله‬
‫{والذين عقدت أيانكم} أي قبل نزول هذه الَية فآتوهم نصيبهم‪ ,‬أي من الياث‪ ,‬فأيا حلف عقد‬
‫ب عد ذلك فل تأث ي له‪ ,‬و قد ق يل‪ :‬إن هذه الَ ية ن سخت اللف ف ال ستقبل وح كم اللف الا ضي‬
‫أيضا‪ ,‬فل توارث به‪ ,‬ك ما قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو سعيد ال شج‪ ,‬حدث نا أ بو أ سامة‪ ,‬حدث نا‬
‫إدريس الودي‪ ,‬أخبن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪{ :‬فآتوهم نصيبهم}‪,‬‬
‫قال‪ :‬من النصرة والنصيحة والرفادة ويوصي له وقد ذهب الياث‪ .‬ورواه ابن جرير عن أب كريب‬
‫عن أب أسامة‪ ,‬وكذ روي عن ماهد وأب مالك نو ذلك‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪:‬‬
‫قوله {والذ ين عقدت أيان كم} قال‪ :‬كان الر جل يعا قد الر جل أيه ما مات ور ثه الَ خر‪ ,‬فأنزل ال‬
‫تعال {وأولوا الرحام بعضهفم أول ببعفض فف كتاب ال مفن الؤمنيف والهاجريفن إل أن تفعلوا إل‬
‫أوليائ كم معروفا} يقول‪ :‬إل أن يو صوا لوليائ هم الذ ين عاقدوا و صية ف هو ل م جائز من ثلث مال‬
‫ال يت‪ ,‬وهذا هو العروف‪ ,‬وهكذا نص غ ي وا حد من ال سلف أن ا من سوخة بقوله {وأولوا الرحام‬
‫بعض هم أول بب عض ف كتاب ال من الؤمن ي والهاجر ين إل أن تفعلوا إل أوليائ كم معروفا} وقال‬
‫سعيد بن جبي‪{ :‬فآتو هم ن صيبهم}‪ ,‬أي من الياث‪ ,‬قال‪ :‬وعا قد أ بو ب كر مول فور ثه‪ ,‬رواه ا بن‬
‫جر ير‪ .‬وقال الزهري عن ا بن ال سيب‪ :‬نزلت هذه الَ ية ف الذ ين كانوا يتبنون رجا ًل غ ي أبنائ هم‬
‫ويورثونمف‪ ,‬فأنزل ال فيهفم‪ ,‬فجعفل لمف نصفيبا فف الوصفية‪ ,‬ورد الياث إل الوال فف ذي الرحفم‬
‫والعصبة‪ ,‬وأب ال أن يكون للمدعي مياث من ادعاهم وتبناهم‪ ,‬ولكن جعل لم نصيبا من الوصية‪,‬‬
‫رواه ا بن جر ير‪ ,‬و قد اختار ا بن جر ير أن الراد بقوله فآتو هم ن صيبهم‪ ,‬أي من الن صرة والن صيحة‬
‫والعو نة‪ ,‬ل أن الراد {فآتو هم ن صيبهم} من الياث ح ت تكون الَ ية من سوخة‪ ,‬ول أن ذلك كان‬
‫حكما ث نسخ بل إنا دلت الَية على الوفاء باللف العقود على النصرة والنصيحة فقط‪ ,‬فهي مكمة‬
‫ل منسوخة‪ ,‬وهذا الذي قاله فيه نظر‪ ,‬فإن من اللف ما كان على الناصرة والعاونة‪ ,‬ومنه ما كان‬
‫على الرث كما حكاه غي واحد من السلف‪ ,‬وكما قال ابن عباس‪ :‬كان الهاجري يرث النصاري‬

‫‪75‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫دون قرابا ته وذوي رح ه ح ت ن سخ ذلك‪ ,‬فك يف يقولون إن هذه الَ ية مك مة غ ي من سوخة ؟ وال‬
‫أعلم‪.‬‬

‫ض َوبِمَآ َأنْ َفقُواْ مِنْ َأ ْموَالِهِمْ فَالصّاِلحَا ُ‬


‫ت‬ ‫ضهُ ْم عََل َى َبعْ ٍ‬
‫** ال ّرجَالُ َقوّامُو َن عَلَى النّسَآءِ بِمَا َفضّلَ اللّ ُه َبعْ َ‬
‫ب بِمَا َحفِ ظَ اللّ ُه وَاللّتِي تَخَافُو َن نُشُو َزهُ نّ َفعِظُوهُ نّ وَاهْجُرُوهُ نّ فِي الْ َمضَاجِ عِ‬ ‫قَاِنتَا تٌ حَافِظَا تٌ لّ ْل َغيْ ِ‬
‫فبِيلً إِنففّ اللّهففَ كَانففَ عَِليّا َكبِيا‬ ‫ل َتْبغُوْا عََلْيهِنففّ سف َ‬ ‫وَاضْ ِربُوهُنففّ فَإِنففْ َأطَ ْعَنكُمففْ َف َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬الرجال قوامون على الن ساء} أي الر جل ق يم على الرأة‪ ,‬أي هو رئي سها وكبي ها‬
‫والاكم عليها ومؤدبا إذا اعوجت‪{ ,‬با فضل ال بعضهم على بعض} أي لن الرجال أفضل من‬
‫النساء‪ ,‬والرجل خي من الرأة‪ ,‬ولذا كانت النبوة متصة بالرجال‪ ,‬وكذلك اللك العظم لقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» رواه البخاري من حديث عبد الرحن بن أب بكرة‬
‫عفن أبيفه‪ ,‬وكذا منصفب القضاء وغيف ذلك‪{ ,‬وباف أنفقوا مفن أموالمف} أي مفن الهور والنفقات‬
‫والكلف الت أوجبها ال عليهم لن ف كتابه وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فالرجل أفضل من الرأة‬
‫ف نفسه‪ ,‬وله الفضل عليها والفضال‪ ,‬فناسب أن يكون قيما عليها‪ ,‬كما قال ال تعال‪{ :‬وللرجال‬
‫علي هن در جة} الَ ية‪ ,‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {الرجال قوامون على الن ساء} يع ن‬
‫أمراء‪ ,‬عليها أن تطيعه فيما أمرها به من طاعته‪ ,‬وطاعته أن تكون مسنة لهله حافظة لاله‪ ,‬وكذا قال‬
‫مقاتل والسدي والضحاك‪ .‬وقال السن البصري‪ :‬جاءت امرأة إل النب صلى ال عليه وسلم تشكو‬
‫أن زوجها لطمها‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «القصاص»‪ ,‬فأنزل ال عز وجل {الرجال‬
‫قوامون على الن ساء} الَ ية‪ ,‬فرج عت بغ ي ق صاص‪ ,‬ورواه ا بن جر ير وا بن أ ب حا ت من طرق ع نه‪,‬‬
‫وكذلك أر سل هذا ال ب قتادة وا بن جر يج وال سدي‪ ,‬أورد ذلك كله ا بن جر ير‪ ,‬و قد أ سنده ا بن‬
‫مردويه من وجه آخر فقال‪ :‬حدثنا أحد بن علي النسائي‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد ال الاشي‪ ,‬حدثنا‬
‫ممد بن ممد الشعث حدثنا موسى بن إساعيل بن موسى بن جعفر بن ممد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أب عن‬
‫جدي‪ ,‬عن جعفر بن ممد‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن علي‪ ,‬قال‪ :‬أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل من‬
‫الن صار بامرأة له‪ ,‬فقالت‪ :‬يا ر سول ال إن زوج ها فلن بن فلن الن صاري وإ نه ضرب ا فأ ثر ف‬
‫وجهها‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ليس له ذلك» فأنزل ال تعال {الرجال قوامون على‬
‫الن ساء} أي ف الدب‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أردت أمرا وأراد ال غيه»‪ .‬وقال‬

‫‪76‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الش عب ف هذه الَ ية {الرجال قوامون على الن ساء باف ضل ال بعض هم على ب عض وب ا أنفقوا من‬
‫أموالم} قال‪ :‬الصداق الذي أعطاها‪ ,‬أل ترى أنه لو قذفها ل عنها‪ ,‬ولو قذفته جلدت‪ .‬وقوله تعال‪,‬‬
‫{فالصفالات} أي مفن النسفاء {قانتات} قال ابفن عباس وغيف واحفد‪ :‬يعنف مطيعات لزواجهفن‬
‫{حافظات للغ يب} وقال ال سدي وغيه‪ :‬أي ت فظ زوج ها ف غيب ته ف نف سها وماله‪ .‬وقوله {ب ا‬
‫ح فظ ال} أي الحفوظ من حف ظه ال‪ .‬قال ا بن جر ير حدث ن الث ن‪ ,‬حدث نا أ بو صال‪ ,‬حدث نا أ بو‬
‫معشر‪ ,‬حدثنا سعيد بن أب سعيد القبي عن أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«خي النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك‪ ,‬وإذا أمرتا أطاعتك‪ ,‬وإذا غبت عنها حفظتك ف نفسها‬
‫ومالك» قال‪ :‬ث قرأ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم هذه الَ ية {الرجال قوامون على الن ساء} إل‬
‫آخرها‪ ,‬ورواه ابن أب حات عن يونس بن حبيب‪ ,‬عن أب داود الطيالسي‪ ,‬عن ممد بن عبد الرحن‬
‫بن أب ذئب‪ ,‬عن سعيد القبي به‪ ,‬مثله سواء‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إسحاق‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫ليعة عن عُبيد ال بن أب جعفر‪ :‬أن ابن قارظ أخبه أن عبد الرحن بن عوف قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «إذا صلت الرأة خسها‪ ,‬وصامت شهرها‪ ,‬وحفظت فرجها‪ ,‬وأطاعت زوجها‪,‬‬
‫ق يل ل ا‪ :‬ادخلي ال نة من أي البواب شئت» تفرد به أح د من طر يق ع بد ال بن قارظ عن ع بد‬
‫الرح ن بن عوف‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬والل ت تافون نشوز هن} أي والن ساء الل ت تتخوفون أن ينشزن‬
‫على أزواجهن‪ ,‬والنشوز هو الرتفاع‪ ,‬فالرأة الناشز هي الرتفعة على زوجها‪ ,‬التاركة لمره‪ ,‬العرضة‬
‫عنه‪ ,‬البغضة له‪ ,‬فمت ظهر له منها أمارات النشوز فليعظها وليخوفها عقاب ال ف عصيانه‪ ,‬فإن ال‬
‫قد أوجب حق الزوج عليها وطاعته وحرم عليها معصيته لا له عليها من الفضل والفضال‪ ,‬وقد قال‬
‫رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم «لو كنفت آمرا أحدا أن يسفجد لحفد‪ ,‬لمرت الرأة أن تسفجد‬
‫لزوجها من ع ظم حقه عليها»‪ ,‬وروى البخاري عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «إذا دعا الرجل امرأته إل فراشه فأبت عليه لعنتها اللئكة حت تصبح»‪ ,‬ورواه‬
‫م سلم‪ ,‬ولف ظه «إذا با تت الرأة هاجرة فراش زوج ها لعنت ها اللئ كة ح ت ت صبح»‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{واللت تافون نشوزهن فعظوهن}‪ .‬وقوله {واهجروهن ف الضاجع} قال علي بن أب طلحة‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس‪ :‬ال جر هو أن ل يامع ها‪ ,‬ويضاجع ها على فراش ها ويولي ها ظهره‪ ,‬وكذا قال غ ي وا حد‪.‬‬
‫وزاد آخرون منهم السدي والضحاك وعكرمة وابن عباس ف رواية‪ :‬ول يكلمها مع ذلك ول يدثها‪.‬‬
‫وقال علي بن أ ب طل حة أيضا عن ا بن عباس‪ :‬يعظ ها فإن هي قبلت وإل هجر ها ف الض جع‪ ,‬ول‬

‫‪77‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكلمها من غي أن يذر نكاحها‪ ,‬وذلك عليها شديد‪ .‬وقال ماهد والشعب وإبراهيم وممد بن كعب‬
‫ومقسم وقتادة‪ :‬الجر هو أن ل يضاجعها‪ .‬وقد قال أبو داود‪ :‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد‬
‫بن سلمة عن علي بن زيد‪ ,‬عن أب حُرة الرقاشي‪ ,‬عن عمه أن النب صلى ال عليه وسلم قال «فإن‬
‫خفتم نشوزهن فاهجروهن ف الضاجع» قال حاد‪ :‬يعن النكاح‪ .‬وف السنن والسند عن معاوية بن‬
‫حيدة القشيي أنفه قال‪ :‬يفا رسفول ال مفا حفق امرأة أحدنفا عليفه ؟ قال «أن تطعمهفا إذا طعمفت‪,‬‬
‫وتكسفوها إذا اكتسفيت‪ ,‬ول تضرب الوجفه‪ ,‬ول تقبفح‪ ,‬ول تجفر إل فف البيفت»‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{واضربوهن}‪ ,‬أي إذا ل يرتدعن بالوعظة ول بالجران‪ ,‬فلكم أن تضربوهن ضربا غي مبح‪ ,‬كما‬
‫ثبت ف صحيح مسلم عن جابر عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ف حجة الوداع «واتقوا ال ف‬
‫النسفاء‪ ,‬فإننف عندكفم عوان‪ ,‬ولكفم عليهفن أن ل يوطئن فرشكفم أحدا تكرهونفه‪ ,‬فإن فعلن ذلك‬
‫فاضربو هن ضربا غ ي مبح‪ ,‬ول ن علي كم رزق هن وك سوتن بالعروف» وكذا قال ا بن عباس وغ ي‬
‫وا حد‪ :‬ضربا غ ي مبح‪ ,‬قال ال سن الب صري‪ :‬يع ن غ ي مؤثرو قال الفقهاء‪ :‬هو أن ل يك سر في ها‬
‫عضوا ول يؤثر فيها شيئا‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يهجرها ف الضجع‪ ,‬فإن أقبلت‬
‫وإل فقد أذن ال لك أن تضربا ضربا غي مبح‪ ,‬ول تكسر لا عظما‪ ,‬فإن أقبلت وإل فقد أحل ال‬
‫لك منها الفدية‪ .‬وقال سفيان بن عيينة عن الزهري‪ ,‬عن عبد ال بن عبد ال بن عمر‪ ,‬عن إياس بن‬
‫عبد ال بن أب ذُباب قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم «ل تضربوا إماء ال» فجاء عمر رضي ال‬
‫ع نه إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال‪« :‬ذئرت الن ساء على أزواج هن‪ ,‬فر خص ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ف ضرب ن‪ ,‬فأطاف بآل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ن ساء كث ي يشكون‬
‫أزواجهن‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لقد أطاف بآل ممد نساء كثي يشكون أزواجهن‬
‫ليس أولئك بياركم» رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سليمان بن داود‬
‫يعن أبا داود الطيالسي‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن داود الودي‪ ,‬عن عبد الرحن السلمي‪ ,‬عن الشعث بن‬
‫ق يس‪ ,‬قال‪ :‬ض فت ع مر ر ضي ال ع نه‪ ,‬فتناول امرأ ته فضرب ا‪ ,‬فقال‪ :‬يا أش عث‪ ,‬اح فظ ع ن ثلثا‬
‫حفظتها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل تسأل الرجل فيم ضرب امرأته‪ ,‬ول تنم إل على وتر‪,‬‬
‫ونسي الثالثة‪ ,‬وكذا رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث عبد الرحن بن مهدي عن أب‬
‫عوانة‪ ,‬عن داود الودي به‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فإن أطعنكم فل تبغوا عليهن سبيلً} أي إذا أطاعت الرأة‬
‫زوجها ف جيع ما يريده منها ما أباحه ال له منها‪ ,‬فل سبيل له عليها بعد ذلك‪ ,‬وليس له ضربا ول‬

‫‪78‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هجرانا‪ .‬وقوله {إن ال كان عليا كبيا} تديد للرجال إذا بغوا على النساء من غي سبب‪ ,‬فإن ال‬
‫العلي الكفففبي وليهفففن‪ ,‬وهفففو ينتقفففم منففف ظلمهفففن وبغفففى عليهفففن‪.‬‬

‫صلَحا ُيوَفّ قِ اللّ هُ‬‫ق َبْينِهِمَا فَاْب َعثُواْ َحكَما مّ نْ َأهْلِ ِه وَ َحكَما مّ نْ أَهْلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِ ْ‬
‫** َوإِ نْ ِخ ْفتُ ْم ِشقَا َ‬
‫ف عَلِيما َخبِيا‬ ‫فففففف َ‬ ‫فففففففَ كَانف‬ ‫فففففففّ اللّهف‬ ‫َبيَْنهُمَفففففففآ إِنف‬
‫ذ كر الال الول و هو إذا كان النفور والنشوز من الزو جة‪ .‬ث ذ كر الال الثا ن و هو إذا كان‬
‫النفور)مفن الزوجيف‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وإن خفتفم شقاق بينهمفا فابعثوا حكما مفن أهله وحكما مفن‬
‫أهلها} وقال الفقهاء‪ :‬إذا وقع الشقاق بي الزوجي‪ ,‬أسكنهما الاكم إل جنب ثقة ينظر ف أمرها‬
‫وينع الظال منهما من الظلم‪ ,‬فإن تفاقم أمرها وطالت خصومتهما‪ ,‬بعث الاكم ثقة من أهل الرأة‬
‫وثقة من قوم الرجل ليجتمعا فينظرا ف أمرها ويفعل ما فيه الصلحة ما يريانه من التفريق أو التوفيق‪,‬‬
‫وتشوف الشارع إل التوف يق‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن يريدا إ صلحا يو فق ال بينه ما} وقال علي بن‬
‫أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬أمر ال عز وجل أن يبثعوا رجلً صالا من أهل الرجل‪ .,‬ورجلً مثله من‬
‫أهل الرأة‪ ,‬فينظران أيهما السيء‪ ,‬فإن كان الرجل هو السيء حجبوا عنه امرأته وقصروه على النفقة‪,‬‬
‫وإن كانت الرأة هي السيئة‪ ,‬قصروها على زوجها ومنعوها النفقة‪ ,‬فإن اجتمع رأيهما على أن يفرقا‬
‫أو يمعا‪ ,‬فأمرها جائز‪ ,‬فإن رأيا أن يمعا فرضي أحد الزوجي وكره الَخر‪ ,‬ث مات أحدها‪ ,‬فإن‬
‫الذي ر ضي يرث الذي ل يرض ول يرث الكاره الراضي‪ ,‬رواه ابن أب حات وابن جرير‪ ,‬وقال عبد‬
‫الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن ابن طاوس‪ ,‬عن عكرمة بن خالد‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬بعثت أنا ومعاوية‬
‫حكم ي‪ ,‬قال مع مر‪ :‬بلغ ن أن عثمان بعثه ما وقال ل ما‪ :‬إن رأيت ما أن تم عا جعت ما‪ ,‬وإن رأيت ما أن‬
‫تفرقا ففرقا‪ ,‬وقال‪ :‬أنبأنا ابن جريج‪ ,‬حدثن ابن أب مليكة أن عقيل بن أب طالب تزوج فاطمة بنت‬
‫عتبة بن ربيعة ؟ فقالت‪ :‬تصي إل وأنفق عليك‪ ,‬فكان إذا دخل عليها قالت‪ :‬أين عتبة بن ربيعة وشيبة‬
‫بن ربي عة ؟‪ ,‬فقال‪ :‬على ي سارك ف النار إذا دخلت‪ ,‬فشدت علي ها ثياب ا فجاءت عثمان فذكرت له‬
‫ذلك‪ ,‬فضحك‪ ,‬فأرسل ابن عباس ومعاوية‪ ,‬فقال ابن عباس‪ ,‬لفرقن بينهما‪ ,‬فقال معاوية‪ :‬ما كنت‬
‫لفرق بي شيخي من بن عبد مناف‪ ,‬فأتياها فوجداها قد أغلقا عليهما أبوابما فرجعا‪ ,‬وقال عبد‬
‫الرزاق‪ ,‬أخب نا مع مر عن أيوب‪ ,‬عن م مد بن سيين‪ ,‬عن عبيدة قال‪ :‬شهدت عليا وجاء ته امرأة‬
‫وزوجهفا مفع كفل واحفد منهمفا فئام مفن الناس ‪ ,‬فأخرج هؤلء حكمفا وهؤلء حكما‪ ,‬فقال علي‬

‫‪79‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للحكمي‪ :‬أتدريان ما عليكما ؟ إن عليكما إن رأيتما أن تمعا جعتما‪ ,‬فقالت الرأة‪ :‬رضيت بكتاب‬
‫ال ل وعلي‪ ,‬وقال الزوج‪ :‬أ ما الفر قة فل‪ ,‬فقال علي‪ :‬كذ بت وال ل تبح ح ت تر ضى بكتاب ال‬
‫عز وجل لك وعليك‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬ورواه ابن جرير عن يعقوب عن ابن علية عن أيوب‪ ,‬عن‬
‫ابن سيين‪ ,‬عن عبيدة‪ ,‬عن علي مثله‪ ,‬ورواه من وجه آخر عن ابن سيين‪ ,‬عن عبيدة عن علي به‪,‬‬
‫و قد أج ع جهور العلماء على أن الكم ي ل ما ال مع والتفر قة ح ت قال إبراه يم النخ عي‪ :‬إن شاء‬
‫الكمان أن يفرقفا بينهمفا بطلقفة أو بطلقتيف أو ثلث فعل‪ ,‬وهفو روايفة عفن مالك‪ ,‬وقال السفن‬
‫البصري‪ :‬الكمان يكمان ف المع ل ف التفرقة‪ ,‬وكذا قال قتادة وزيد بن أسلم‪ ,‬وبه قال أحد بن‬
‫حنبفل وأبفو ثور وداود‪ ,‬ومأخذهفم قوله تعال‪{ :‬إن يريدا إصفلحا يوففق ال بينهمفا} ول يذكفر‬
‫التفريق‪ ,‬وأما إذا كانا وكيلي من جهة الزوجي فإنه ينفذ حكمهما ف المع والتفرقة بل خلف‪,‬‬
‫وقد اختلف الئمة ف الكمي‪ ,‬هل ها منصوبان من جهة الاكم‪ ,‬فيحكمان وإن ل يرض الزوجان‬
‫‪ .‬أو ها وكيلن من جهة الزوجي ؟ على قولي والمهور على الول‪ ,‬لقوله تعال‪{ :‬فابعثوا حكما‬
‫من أهله وحكما من أهلها} فسماها حكمي ومن شأن الكم أن يكم بغي رضا الحكوم عليه‪,‬‬
‫وهذا ظاهر الَية‪ ,‬والديد من مذهب الشافعي وهو قول أب حنيفة وأصحابه‪ ,‬الثان منهما بقول علي‬
‫ر ضي ال ع نه للزوج ح ي قال‪ :‬أماالفر قة فل‪ ,‬قال‪ :‬كذ بت ح ت ت قر ب ا أقرت به‪ ,‬قالوا‪ :‬فلو كا نا‬
‫حاكمي لاافتقر إل إقرار الزوج‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬قال الشيخ أبو عمر بن عبد الب‪ :‬وأجع العلماء على أن‬
‫الكميف إذا اختلف قولمفا فل عفبة بقول الَخفر‪ ,‬وأجعوا على أن قولمفا ناففذ فف المفع وإن ل‬
‫يوكلهما الزوجان‪ ,‬واختلفوا هل ينفذ قولما ف التفرقة‪ ,‬ث حكي عن المهور أنه ينفذ قولما فيها‬
‫أيضا مفففففففففففن غيففففففففففف توكيفففففففففففل‪.‬‬

‫ي وَالْجَا ِر‬
‫** وَاعْبُدُواْ اللّ َه وَلَ تُشْرِكُوْا بِ ِه َشيْئا َوبِاْلوَالِ َديْ نِ إِحْ سَانا َوبِذِي اْلقُ ْرَبىَ وَاْليَتَا َمىَ وَالْمَ سَاكِ ِ‬
‫سبِيلِ َومَا مََلكَ تْ َأيْمَانُكُ مْ إِ نّ اللّ هَ لَ ُيحِ بّ مَن‬ ‫ب وَابْ نِ ال ّ‬
‫لنْ ِ‬ ‫ب وَال صّا ِحبِ بِا َ‬ ‫جنُ ِ‬
‫ذِي اْلقُ ْرَبىَ وَالْجَا ِر الْ ُ‬
‫ختَالً َفخُورا‬ ‫كَانففففففففففففففففففففففففففففففففففَ مُ ْ‬
‫يأمر تبارك وتعال بعبادته وحده ل شريك له‪ ,‬فإنه هو الالق الرازق النعم التفضل على خلقه ف‬
‫جيع الَنات والالت‪ ,‬فهو الستحق منهم أن يوحدوه ول يشركوا به شيئا من ملوقاته‪ ,‬كما قال‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم لعاذ بن ج بل «أتدري ما حق ال على العباد ؟ قال‪ :‬ال ور سوله أعلم‪,‬‬

‫‪80‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪« :‬أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا»‪ ,‬ث قال‪« :‬أتدري ما حق العباد على ال إذا فعلوا ذلك ؟ أن‬
‫ل يعذبم» ث أوصى بالحسان إل الوالدين‪ ,‬فإن ال سبحانه جعلهما سببا لروجك من العدم إل‬
‫الوجود وكثيا مفا يقرن ال سفبحانه بيف عبادتفه والحسفان إل الوالديفن‪ ,‬كقوله {أن اشكفر ل‬
‫ولوالديك}‪ ,‬وكقوله {وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا} ث عطف على الحسان‬
‫إليهما الحسان إل القرابات من الرجال والنساء كما جاء ف الديث «الصدقة على السكي صدقة‪,‬‬
‫وعلى ذي الر حم صدقة و صلة»‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬واليتا مى} وذلك لن م فقدوا من يقوم ب صالهم‬
‫ومن ينفق عليهم فأمر ال بالحسان إليهم والنو عليهم ث قال {والساكي} وهم الحاويج من ذوي‬
‫الاجات الذين ل يدون ما يقوم بكفايتهم‪ ,‬فأمر ال سبحانه بساعدتم با تتم به كفايتهم وتزول به‬
‫ضرورتمف وسفيأت الكلم على الفقيف والكسفي فف سفورة براءة‪ ,‬وقوله {والار ذي القربف والار‬
‫النب} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪{ :‬والار ذي القرب}‪ ,‬يعن الذي بينك وبينه قرابة‪,‬‬
‫{والار ال نب} الذي ل يس بي نك وبي نه قرا بة‪ ,‬وكذا روي عن عكر مة وما هد وميمون بن مهران‬
‫والضحاك وزيد بن أسلم مقاتل بن حيان وقتادة‪ ,‬وقال أبو إسحاق عن نوف البكال ف قوله‪ :‬والار‬
‫ذي القر ب ‪ :‬يع ن الار ال سلم‪ ,‬والار ال نب يع ن اليهودي و الن صران‪ ,‬رواه ا بن جر ير وا بن أ ب‬
‫جات‪ ,‬وقال جابر العفي عن الشعب عن علي وابن مسعود‪ :‬والار ذي القرب يعن الرأة وقال ماهد‬
‫أيضا ف قوله‪ :‬والار النب يعن الرفيق ف السفر‪ ,‬وقد وردت الحاديث بالوصايا بالار‪ ,‬فلنذكر‬
‫منهففففففففا مففففففففا تيسففففففففر وبال السففففففففتعان‪.‬‬
‫(الديث الول) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن عمر بن ممد بن زيد أنه‬
‫سع أباه ممدا يدث عن عبد ال بن عمر‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «مازال جبيل‬
‫يوصين بالار حت ظننت أنه سيورثه» أخرجاه ف الصحيحي من حديث عمر بن ممد بن زيد بن‬
‫عبفففففففففد ال بفففففففففن عمفففففففففر بفففففففففه‪.‬‬
‫(الديث الثان) قال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان عن داود بن شابور‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬عن عبد ال بن‬
‫عَمْرو‪ ,‬قال‪ :‬قال رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم «مازال جبيفل يوصفين بالار حتف ظننفت أنفه‬
‫سيورثه» وروى أ بو داود والترمذي نوه من حد يث سفيان بن عيي نة‪ ,‬عن بش ي أ ب إ ساعيل‪ ,‬زاد‬
‫الترمذي‪ :‬وداود بن شابور‪ ,‬كلها عن ماهد به‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬حسن غريب من هذا الوجه‪ ,‬وقد‬
‫روى عففن ماهففد عائشففة وأبفف هريرة عففن النففب صففلى ال عليففه وسففلم‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(والد يث الثالث) قال أح د أيضا‪ :‬حدث نا ع بد ال بن يز يد‪ ,‬أخب نا حيوة‪ ,‬أخب نا شرحب يل بن‬
‫لبُلي يدث عن عبد ال بن عمرو بن العاص عن النب صلى ال عليه‬ ‫شريك أنه سع أبا عبد الرحن ا ُ‬
‫وسلم أنه قال‪« :‬خي الصحاب عند ال خيهم لصاحبه وخي اليان عند ال خيهم لاره» ورواه‬
‫الترمذي عن أحد بن ممد‪ ,‬عن عبد ال بن البارك‪ ,‬عن حيوة بن شريح به‪ ,‬وقال حسن غريب‪.‬‬
‫(الديث الرابع) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا سفيان عن أبيه‪ ,‬عن عباية‬
‫بن رفاعة‪ ,‬عن عمر‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل يشبع الرجل دون جاره»‪ ,‬تفرد به‬
‫أحدفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪.‬‬
‫(الد يث الا مس) قال المام أح د‪ :‬حدث نا علي بن ع بد ال‪ ,‬حدث نا م مد بن فض يل بن غزوان‪,‬‬
‫حدث نا م مد بن سعد الن صاري‪ ,‬سعت أ با ظب ية الكل عي‪ ,‬سعت القداد بن ال سود يقول‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحابه «ما تقولون ف الزنا ؟» قالوا حرام حرمه ال ورسوله فهو‬
‫حرام إل يوم القيامة‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لن يزن الرجل بعشر نسوة أيسر عليه‬
‫من أن يزن بامرأة جاره»‪ ,‬قال «ما تقولون ف السرقة ؟» قالوا‪ :‬حرمها ال ورسوله‪ ,‬فهي حرام‪ ,‬قال‬
‫«لن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره» تفرد به أحد‪ ,‬وله شاهد ف‬
‫الصحيحي من حديث ابن مسعود‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬أي الذنب أعظم ؟ قال‪« :‬أن تعل ل ندا‬
‫و هو خل قك» قلت‪ :‬ث أي ؟ قال‪« :‬أن تق تل ولدك خش ية أن يط عم م عك»‪ .‬قلت ث أي ؟ قال «أن‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففف حليلة جارك»‪.‬‬ ‫تزانف‬
‫(الد يث ال سادس) قال المام أح د‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬حدث نا هشام عن حف صة‪ ,‬عن أ ب العال ية‪ ,‬عن‬
‫رجل من النصار قال‪ :‬خرجت من أهلي أريد النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فإذا به قائم ورجل معه‬
‫مق بل عل يه‪ ,‬فظن نت أن ل ما حا جة‪ ,‬قال الن صاري‪ :‬ل قد قام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح ت‬
‫جعلت أرثي لرسول ال صلى ال عليه وسلم من طول القيام‪ ,‬فلما انصرف قلت‪ :‬يا رسول ا ل‪ ,‬لقد‬
‫قام بك هذا الر جل ح ت جعلت أر ثي لك من طول القيام‪ .‬قال‪« :‬ول قد رأي ته ؟» قلت‪ :‬ن عم‪ .‬قال‬
‫«أتدري من هو ؟»‪ .‬قلت‪ :‬ل‪ ,‬قال «ذاك جبيل‪ ,‬ما زال يوصين بالار حت ظننت أنه سيورثه» ث‬
‫قال «أمففففا إنففففك لو سففففلمت عليففففه لرد عليففففك السففففلم»‪.‬‬
‫(الديث السابع) قال عبد بن حيد ف مسنده‪ :‬حدثنا يعلى بن عبيد‪ ,‬حدثنا أبو بكر يعن الدن‪,‬‬
‫عن جابر بن ع بد ال‪ ,‬قال‪ :‬جاء ر جل من العوال ور سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وجب يل عل يه‬

‫‪82‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السلم‪ ,‬يصليان حيث يصلى على النائز‪ ,‬فلما انصرف قال الرجل‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬من هذا الرجل‬
‫الذي رأيت معك ؟ قال «وقد رأيته ؟» قال‪ :‬نعم‪ .‬قال «لقد رأيت خيا كثيا‪ ,‬هذا جبيل ما زال‬
‫يوصفين بالار حتف رأيفت أنفه سفيورثه»‪ ,‬تفرد بفه مفن هذا الوجفه وهفو شاهفد للذي قبله‪.‬‬
‫(الديث الثامن) قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عبيد ال بن ممد أبو الربيع الارثي‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫إساعيل بن أب فديك‪ ,‬أخبن عبد الرحن بن الفضل عن عطاء الراسان‪ ,‬عن السن‪ ,‬عن جابر بن‬
‫ع بد ال‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «اليان ثل ثة‪ :‬جار له حق وا حد‪ ,‬و هو أد ن‬
‫اليان حقا‪ ,‬وجار له حقان‪ ,‬وجار له ثلثفة حقوق‪ ,‬وهفو أفضفل اليان حقا‪ ,‬فأمفا الذي له حفق‬
‫واحد فجار مشرك ل رحم له‪ ,‬له حق الوار‪ ,‬وأما الذي له حقان فجار مسلم‪ ,‬له حق السلم وحق‬
‫الوار‪ ,‬وأماالذي له ثلثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الوار وحق السلم وحق الرحم» قال‬
‫البزار‪ :‬ل نعلم أحدا روى عففن عبففد الرحنفف بففن الفضففل إل ابففن أبفف فديففك‪.‬‬
‫(الديث التاسع) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر حدثنا شعبة عن أب عمران‪ ,‬عن طلحة بن‬
‫ع بد ال‪ ,‬عن عائ شة‪ ,‬أن ا سألت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقالت‪ :‬إن ل جار ين فإل أيه ما‬
‫أهدي ؟ قال «إل أقربمففا منففك بابففا»‪ ,‬ورواه البخاري مففن حديففث شعبففة بففه‪,‬‬
‫(الديث العاشر) روى الطبان وأبو نعيم عن عبد الرحن‪ ,‬فزاد‪ :‬قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسفلم توضفأ فجعفل الناس يتمسفحون بوضوئه‪ ,‬فقال «مفا يملكفم على ذلك» ؟ قالوا‪ :‬حفب ال‬
‫ورسوله‪ .‬قال «من سره أن يب ال ورسوله فليصدق الديث إذا حدث‪ ,‬وليؤد المانة إذا ائتمن»‪.‬‬
‫(الديث الادي عشر) قال أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم «إن أول خ صمي يوم القيا مة جاران» وقوله تعال‪{ :‬وال صاحب بال نب} قال الثوري‪ ,‬عن‬
‫جابر الع في‪ ,‬عن الش عب‪ ,‬عن علي وا بن م سعود‪ ,‬قال‪ :‬هي الرأة‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬وروي عن‬
‫عبد الرحن بن أب ليلى وإبراهيم النخعي والسن وسعيد بن جبي ف إحدى الروايات‪ ,‬نو ذلك‪,‬‬
‫وقال ا بن عباس وما هد وعكر مة وقتادة‪ :‬هو الرف يق ف ال سفر‪ ,‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬هو الرف يق‬
‫الصال‪ ,‬وقال زيد بن أسلم‪ :‬هو جليسك ف الضر ورفيقك ف السفر‪ ,‬وأما ابن السبيل‪ ,‬فعن ابن‬
‫عباس وجاعة‪ :‬هو الضيف‪ ,‬وقال ماهد وأبو جعفر الباقر والسن والضحاك ومقاتل‪ :‬هو الذي ير‬
‫عل يك متازا ف ال سفر‪ ,‬وهذا أظ هر‪ ,‬وإن كان مراد القائل بالض يف الار ف الطر يق‪ ,‬فه ما سواء‪,‬‬
‫وسيأت الكلم على أبناء السبيل ف سورة براءة‪ ,‬وبال الثقة وعليه التكلن‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وما ملكت‬

‫‪83‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أيان كم} و صية بالرقاء‪ ,‬لن الرق يق ضع يف اليلة أ سي ف أيدي الناس‪ ,‬فلهذا ث بت أن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم جعل يوصي أمته ف مرض الوت‪ ,‬يقول «الصلة الصلة وما ملكت أيانكم»‬
‫فجعل يرددها حت ما يفيض با لسانه‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن أب العباس‪ ,‬حدثنا بقية‪,‬‬
‫حدثنا بَحي بن سعد عن خالد بن معدان‪ ,‬عن القدام بن معد يكرب‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة‪ ,‬وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة‪ ,‬وما أطعمت‬
‫زوج تك فهولك صدقة‪ ,‬و ما أطع مت خاد مك ف هو لك صدقة» ورواه الن سائي من حد يث بق ية‪,‬‬
‫وإسففففففففففناده صففففففففففحيح‪ ,‬ول المففففففففففد‪.‬‬
‫وعفن عبفد ال بفن عمرو أنفه قال لقهرمان له‪ :‬هفل أعطيفت الرقيفق قوتمف ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فانطلق‬
‫فأعطهم‪ ,‬فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬كفى بالرء إثا أن يبس عمن يلك قوتم» رواه‬
‫مسلم‪ .‬وعن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬للمملوك طعامه وكسوته‪ ,‬ول يكلف من‬
‫العمل إل ما يطيق» رواه مسلم أيضا وعن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬قال «إذا أتى‬
‫أحدكم خادمه بطعامه فإن ل يلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتي‪ ,‬أو أكلة أو أكلتي‪ ,‬فإنه ول حره‬
‫وعل جه» أخرجاه‪ ,‬ولف ظه للبخاري ول سلم «فليقعده م عه فليأ كل‪ ,‬فإن كان الطعام مشفوها قليلً‪,‬‬
‫فليضع ف يده أكلة أو أكلتي»‪ .‬وعن أب ذر رضي ال عنه‪ .,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «هم‬
‫إخوانكم خولكم جعلهم ال تت أيديكم‪ ,‬فمن كان أخوه تت يده فليطعمه ما يأكل‪ ,‬وليلبسه ما‬
‫يل بس‪ ,‬ول تكلفو هم ما يغلب هم‪ ,‬فإن كلفتمو هم فأعينو هم» أخرجاه‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬إن ال ل ي ب‬
‫من كان متال فخورا}‪ ,‬أي متال ف نف سه‪ ,‬معج با مت كبا فخورا على الناس‪ ,‬يرى أ نه خ ي من هم‬
‫فهو ف نفسه كبي‪ ,‬وهو عند ال حقي‪ ,‬وعند الناس بغيض‪ ,‬قال ماهد ف قوله {إن ال ل يب من‬
‫كان متال} يع ن مت كبا {فخورا} يع ن َيعُدّ ما أع طى‪ ,‬و هو ل يش كر ال تعال يع ن يف خر على‬
‫الناس با أعطاه ال من نعمه‪ ,‬وهو قليل الشكر ل على ذلك‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن القاسم‪ ,‬حدثنا‬
‫السي‪ ,‬حدثنا ممد بن كثي‪ ,‬عن عبد ال بن واقد أب رجاء الروي‪ ,‬قال‪ :‬ل تد سيء اللكة إل‬
‫وجدتفه متال فخورا‪ ,‬وتل {ومفا ملكفت أيانكفم} الَيفة‪ ,‬ول عاقا إل وجدتفه جبارا شقيا‪ ,‬وتل‬
‫{وبرا بوالدت ول يعلن جبارا شقيا}‪ ,‬وروى ابن أب حات عن العوام بن حوشب مثله ف الختال‬
‫الفخور‪ ,‬وقال‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو نعيم عن السود بن شيبان‪ ,‬حدثنا يزيد بن عبد ال بن الشخي‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال مطرف‪ :‬كان يبلغن عن أب ذر حديث كنت أشتهي لقاءه‪ ,‬فلقيته‪ ,‬فقلت‪ :‬يا أبا ذر‪ ,‬بلغن‬

‫‪84‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ نك تز عم أن ر سول ال صلى ال عليه و سلم حدث كم «إن ال ي ب ثلثة ويب غض ثل ثة» ؟ فقال‪:‬‬
‫أجفل‪ ,‬فل إخالنف‪ ,‬أكذب على خليلي ثلثفا ؟ قلت‪ :‬مفن الثلثفة الذيفن يبغفض ال ؟ قال‪ :‬الختال‬
‫الفخور‪ .‬أول يس تدو نه عند كم ف كتاب ال النل‪ ,‬ث قرأ الَ ية {إن ال ل ي ب من كان متال‬
‫فخورا}‪ ,‬وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا وهيب بن خالد‪ ,‬عن أب تيمة عن رجل من‬
‫بَ ْلهُجَم‪ ,‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬أو صن‪ ,‬قال «إياك وإ سبال الزار فإن إ سبال الزار من الخيلة‪,‬‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففف الخيلة»‪.‬‬ ‫وإن ال ل يبف‬

‫س بِاْلبُخْ ِل َوَيكْتُمُو نَ مَآ آتَاهُ مُ اللّ ُه مِن َفضْلِ ِه َوَأ ْعتَ ْدنَا ِل ْلكَافِرِي َن عَذَابا‬ ‫** الّذِي َن َيبْخَلُو َن َويَ ْأمُرُو نَ النّا َ‬
‫شيْطَا نُ‬‫س وَلَ ُي ْؤ ِمنُو َن بِاللّ ِه وَ َل بِالَْيوْ ِم الَخِ ِر َومَن َيكُ نِ ال ّ‬ ‫ّمهِينا * وَالّذِي َن ُينْ ِفقُو نَ َأ ْموَاَلهُ مْ ِرئَفآ َء النّا ِ‬
‫لَهُ قَرِينا فَسَآءَ قِرِينا * َومَاذَا عََلْيهِمْ َلوْ آمَنُواْ بِاللّ ِه وَاْلَيوْمِ الَ ِخ ِر َوأَْن َفقُوْا مِمّا َرزََقهُمُ اللّ ُه وَكَانَ اللّ ُه ِبهِم‬
‫عَلِيما‬
‫يقول تعال ذاما الذ ين يبخلون بأموال م أن ينفقو ها في ما أمر هم ال به من بر الوالد ين والح سان‬
‫إل القارب‪ ,‬واليتامفى‪ ,‬والسفاكي‪ ,‬والار ذي القربف‪ ,‬والار النفب‪ ,‬والصفاحب بالنفب‪ ,‬وابفن‬
‫السبيل‪ ,‬وما ملكت أيانكم من الرقاء‪ ,‬ول يدفعون حق ال فيها‪ ,‬ويأمرون الناس بالبخل أيضا‪ ,‬وقد‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «وأي داء أدوأ من البخل»‪ .‬وقال‪« :‬إياكم والشح‪ ,‬فإنه أهلك‬
‫مفففن كان قبلكفففم أمرهفففم بالقطيعفففة فقطعوا‪ ,‬وأمرهفففم بالفجور ففجروا»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ويكتمون ما آتاهم ال من فضله} فالبخيل جحود لنعمة ال ل تظهر عليه ول تبي‪,‬‬
‫ل ف مأكله ول ف ملبسه ول ف إعطائه وبذله‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن النسان لربه لكنود * وإنه على‬
‫ذلك لشه يد} أي باله وشائله {وإ نه ل ب ال ي لشد يد} وقال هه نا {ويكتمون ما آتا هم ال من‬
‫فضله} ولذا توعدهم بقوله‪{ :‬وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا} والكفر هو الستر والتغطية‪ ,‬فالبخيل‬
‫يستر نعمة ال عليه ويكتمها ويحدها فهو كافر لنعم ال عليه‪ ,‬وف الديث «إن ال إذا أنعم نعمة‬
‫على عبد أحب أن يظهر أثرها عليه»‪ ,‬وف الدعاء النبوي «واجعلنا شاكرين لنعمتك‪ ,‬مثني با عليك‬
‫قابليها‪ ,‬وأتمها علينا» وقد حل بعض السلف هذه الَية على بل اليهود بإظهار العلم الذي عندهم‬
‫من صفة م مد صلى ال عل يه و سلم وكتمان م ذلك‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وأعتد نا للكافر ين عذابا‬
‫مهينا}‪ ,‬رواه ابن إ سحاق عن ممد بن أ ب ممد‪ ,‬عن عكرمة أو سعيد بن جبي‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬

‫‪85‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقاله ماهد و غي واحد‪ ,‬ول شك أن الَية متملة لذلك‪ ,‬والظاهر أن السياق ف البخل بالال‪ ,‬وإن‬
‫كان البخفل بالعلم داخلً فف ذلك بطريفق الول‪ ,‬فإن السفياق فف النفاق على القارب والضعفاء‪,‬‬
‫وكذلك الَية الت بعدها وهي قوله {الذين ينفقون أموالم رئاء الناس} فإنه ذكر المسكي الذمومي‬
‫و هم البخلء‪ ,‬ث ذ كر الباذل ي الرائ ي الذ ين يق صدون بإعطائ هم ال سمعة وأن يدحوا بالكرم‪ ,‬ول‬
‫يريدون بذلك وجه ال‪ ,‬وف حديث الثلثة الذين هم أول من تسجر بم النار وهم‪ :‬العال‪ ,‬والغازي‪,‬‬
‫والنفق الراؤون بأعمالم‪« ,‬يقول صاحب الال‪ :‬ما تركت من شيء تب أن ينفق فيه إل أنفقت ف‬
‫سبيلك‪ ,‬فيقول ال‪ :‬كذبت إنا أردت أن يقال‪ :‬جواد فقد قيل» أي فقد أخذت جزاءك ف الدنيا وهو‬
‫الذي أردت بفعلك‪ ,‬وف الديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال لعدي بن حات «إن أباك‬
‫رام أمرا فبلغه»‪ .‬وف حديث آخر‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن عبد ال بن جدعان‪:‬‬
‫هل ينفعه إنفاقه وإعتاقه ؟ فقال‪« :‬ل‪ ,‬إنه ل يقل يوما من الدهر رب اغفر ل خطيئت يوم الدين»‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬ول يؤمنون بال ول باليوم ال خر} الَ ية‪ ,‬أي إن ا حل هم على صنيعهم هذا القب يح‬
‫وعدول م عن ف عل الطا عة على وجه ها الشيطان‪ ,‬فإ نه سول ل م وأملى ل م‪ ,‬وقارن م فح سن ل م‬
‫القبائح‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومففن يكففن الشيطان له قرينا فسففاء قرينا}‪ ,‬ولذا قال الشاعففر‪:‬‬
‫عفففن الرء ل تسفففأل وسفففل عفففن قرينهفكفففل قريفففن بالقارن يقتدي‬

‫ث قال تعال‪{ :‬وماذا عليهم لوآمنوا بال وباليوم الَخر وأنفقوا ما رزقهم ال} الَية‪ ,‬أي وأي شيء‬
‫يضر هم لو آمنوا بال و سلكوا الطر يق الميدة‪ ,‬وعدلوا عن الرياء إل الخلص واليان بال ورجاء‬
‫موعوده ف الدار الَخرة لن أحسن عملً‪ ,‬وأنفقوا ما رزقهم ال ف الوجوه الت يبها ال ويرضاها‪,‬‬
‫وقوله {وكان ال ب م عليما} أي و هو عل يم بنيات م ال صالة والفا سدة‪ ,‬وعل يم ب ن ي ستحق التوف يق‬
‫منهم فيوفقه‪ ,‬ويلهمه رشده‪ ,‬ويقيضه لعمل صال يرضى به عنه‪ ,‬وبن يستحق الذلن والطرد عن‬
‫الناب الع ظم الل ي الذي من طرد عن با به‪ ,‬ف قد خاب وخ سر ف الدنيا والَخرة‪ ,‬عياذا بال من‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ت مِن ّل ُدنْ هُ أَجْرا عَظِيما * َف َكيْ فَ إِذَا‬ ‫سَن ًة ُيضَا ِع ْفهَا َوُيؤْ ِ‬
‫** إِ نّ اللّ هَ لَ يَظْلِ ُم ِمثْقَالَ ذَ ّر ٍة َوإِن تَ كُ حَ َ‬
‫صوُاْ الرّ سُولَ‬ ‫شهِي ٍد وَ ِجْئنَا بِ كَ عََل َى هَـؤُلءِ َشهِيدا * َي ْو َمئِ ٍذ َيوَ ّد الّذِي نَ َكفَرُواْ َوعَ َ‬ ‫ِجْئنَا مِن كُ ّل أ ّمةٍ بِ َ‬
‫ف وَلَ َي ْكتُمُونفففففَ اللّهفففففَ َحدِيثا‬ ‫فوّىَ ِبهِمفففففُ الرْضفففف ُ‬ ‫َلوْ تُسفففف َ‬
‫يقول تعال م با‪ :‬إ نه ل يظلم أحدا من خل قه يوم القيا مة مثقال ح بة خردل ول مثقال ذرة‪ ,‬بل‬
‫يوفيها له ويضاعفها له إن كانت حسنة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ونضع الوازين القسط} الَية‪ ,‬وقال تعال‬
‫مبا عن لقمان أنه قال‪{ :‬يا بنّ إنا إن تك مثقال حبة من خردل فتكن ف صخرة أو ف السموات‬
‫أو ف الرض يأت با ال} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليوا أعمالم‪ ,‬فمن يعمل‬
‫مثقال ذرة خيا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} وف الصحيحي من حديث زيد بن أسلم عن‬
‫عطاء بن ي سار‪ ,‬عن أ ب سعيد الدري‪ ,‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف حد يث الشفا عة‬
‫الطويل‪ ,‬وفيه «فيقول ال عز وجل ارجعوا فمن وجدت ف قلبه مثقال حبة خردل من إيان‪ ,‬فأخرجوه‬
‫من النار» وف لفظ‪« :‬أدن أدن أدن مثقال ذرة من إيان‪ ,‬فأخرجوه من النار فيخرجون خلقا كثيا»‬
‫ث يقول أبو سعيد‪ :‬اقرؤوا إن شئتم {إن ال ل يظلم مثقال ذرة} الَية‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو‬
‫سعيد ال شج‪ ,‬حدثنا عي سى بن يونس عن هارون بن عنترة‪ ,‬عن ع بد ال بن ال سائب‪ ,‬عن زاذان‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال عبفد ال بفن مسفعود‪ :‬يؤتفى بالعبفد والمفة يوم القيامفة فينادي مناد على رؤوس الوليف‬
‫والَخر ين‪ :‬هذا فلن بن فلن‪ ,‬من كان له حق فليأت إل ح قه فتفرح الرأة أن يكون ل ا ال ق على‬
‫أبيها أو أمها أو أخيها أو زوجها‪ ,‬ث قرأ {فل أنساب بينهم يومئذ ول يتساءلون} فيغفر ال من حقه‬
‫ما يشاء ول يغفر من حقوق الناس شيئا‪ ,‬فينصب للناس فينادى‪ :‬هذا فلن بن فلن‪ ,‬من كان له حق‬
‫فليأت إل حقه‪ .‬فيقول‪ :‬رب فنيت الدنيا من أين أوتيهم حقوقهم ؟ فيقول‪ :‬خذوا من أعماله الصالة‬
‫فأعطوا كل ذي حق ح قه بقدر طُلب ته‪ ,‬فإن كان وليا ل فف ضل له مثقال ذرة ضاعف ها ال له ح ت‬
‫يدخله با النة ث قرأ علينا {إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها} قال‪ :‬ادخل النة‬
‫وإن كان عبدا شقيا قال اللك‪ :‬رب فن يت ح سناته وب قي طالبون كث ي‪ ,‬فيقول‪ :‬خذوا من سيئاتم‬
‫فأضعفوها إل سيئاته ث صكوا له صكا إل النار‪ ,‬ورواه ابن جرير من وجه آخر عن زاذان به نوه‬
‫ولبعض هذا الثر شاهد ف الديث الصحيح وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا‬
‫فضيل يعن ابن مرزوق عن عطية العوف حدثن عبد ال بن عمر‪ ,‬قال‪ :‬نزلت هذه الَية ف العراب‬
‫{من جاء بالسنة فله عشر أمثالا} قال رجل‪ :‬فما للمهاجرين يا أبا عبد الرحن ؟ قال‪ :‬ما هو أفضل‬

‫‪87‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مفن ذلك {إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تفك حسفنة يضاعفهفا ويؤت مفن لدنفه أجرا عظيمفا}‪,‬‬
‫وحدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال بن بكي‪ ,‬حدثن عبد ال بن ليعة‪ ,‬حدثن عطاء بن دينار‬
‫عن سعيد بن جبي ف قوله‪{ :‬وإن تك حسنة يضاعفها} فأما الشرك فيخفف عنه العذاب يوم القيامة‬
‫ول يرج من النار أبدا‪ ,‬وقد استدل له بالديث الصحيح أن العباس قال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن عمك أبا‬
‫طالب كان يوطك وينصرك‪ ,‬فهل نفعته بشيء ؟ قال «نعم هو ف ضحضاح من نار‪ ,‬ولول أنا لكان‬
‫ف الدرك السفل من النار» وقد يكون هذا خاصا بأب طالب من دون الكفار بدليل ما رواه أبو داود‬
‫الطيالسي ف مسنده‪ :‬حدثنا عمران‪ ,‬حدثنا قتادة عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إن‬
‫ال ل يظلم الؤمن حسنة يثاب عليها الرزق ف الدنيا ويُجزى با ف الَخرة‪ ,‬وأما الكافر فيطعم با ف‬
‫الدن يا فإذا كان يوم القيا مة ل ي كن له ح سنة» وقال أ بو هريرة وعكر مة و سعيد بن جبي وال سن‬
‫وقتادة والضحاك ف قوله‪{ :‬ويؤت من لدنه أجرا عظيما}‪ :‬يعن النة‪ ,‬نسأل ال رضاه والنة‪ ,‬وقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ,‬حدثنا سليمان يعن ابن الغية‪ ,‬عن علي بن زيد‪ ,‬عن أب عثمان‪,‬‬
‫قال‪ :‬بلغ ن عن أ ب هريرة أ نه قال‪ :‬بلغ ن أن ال تعال يع طي عبده الؤ من بال سنة الواحدة ألف ألف‬
‫ح سنة‪ ,‬قال‪ :‬فقُ ضي أ ن انطل قت حاجا أو معتمرا‪ ,‬فلقي ته فقلت‪ :‬بلغ ن ع نك حد يث أ نك تقول‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «يزى العبد بالسنة ألف ألف حسنة» فقلت‪ :‬ويكم‬
‫ما أحد أكثر من مالسة لب هريرة‪ ,‬وما سعت هذا الديث منه فتحملت أريد أن القه فوجدته قد‬
‫انطلق حاجا‪ ,‬فانطل قت إل ال ج ف طلب هذا الد يث فلقي ته فقلت‪ :‬يا أ با هريرة‪ :‬إن ال يضا عف‬
‫ال سنة ألف ألف ح سنة قال‪ :‬يا أ با عثمان‪ ,‬و ما تع جب من ذا وال يقول { من ذا الذي يقرض ال‬
‫قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثية} ويقول {وما متاع الياة الدنيا ف الَخرة إل قليل} والذي‬
‫نفسي بيده لقد سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول «إن ال ليضاعف السنة ألفي ألف حسنة»‬
‫قال‪ :‬وهذا حد يث غر يب‪ ,‬وعلي بن ز يد بن جدعان عنده مناك ي‪ ,‬ورواه أح د أيضا فقال‪ :‬حدث نا‬
‫مبارك بن فضالة عن علي بن زيد‪ ,‬عن أب عثمان النهدي‪ ,‬قال أتيت أبا هريرة‪ ,‬فقلت له‪ :‬بلغن أنك‬
‫تقول‪ :‬إن ال سنة تضا عف ألف ألف ح سنة ! قال‪ :‬و ما أعج بك من ذلك ؟ فوال ل قد سعت ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن ال ليضاعف السنة ألفي ألف حسنة»‪ ,‬ورواه ابن أب حات من وجه‬
‫آخر فقال‪ :‬حدثنا أبو خلد وسليمان بن خلد الؤدب‪ ,‬حدثنا ممد الرفاعي عن زياد بن الصاص‪,‬‬
‫عن أ ب عثمان النهدي‪ ,‬قال‪ :‬ل ي كن أ حد أك ثر مال سة م ن ل ب هريرة‪ ,‬فقدم قبلي حاجا وقد مت‬

‫‪88‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعده‪ ,‬فإذا أهل البصرة يأثرون عنه أنه قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ال يضاعف‬
‫السنة ألف ألف حسنة» فقلت‪ :‬ويكم ما كان أحد أكثر مالسة من لب هريرة‪ ,‬وما سعت منه‬
‫هذا الديفث‪ ,‬فهممفت أن ألقفه فوجدتفه قفد انطلق حاجا‪ ,‬فانطلقفت إل الجف أن ألقاه فف هذا‬
‫الديث‪ ,‬ورواه ابن أب حات من طريق أخرى فقال‪ :‬حدثنا بشر بن مسلم‪ ,‬حدثنا الربيع بن روح‪,‬‬
‫حدث نا م مد بن خالد الذ هب‪ ,‬عن زياد ال صاص‪ ,‬عن أ ب عثمان قال‪ :‬قلت‪ :‬يا أ با هريرة سعت‬
‫إخوا ن بالب صرة يزعمون أ نك تقول‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول «إن ال يزي‬
‫بالسنة ألف ألف حسنة» فقال أبو هريرة‪ :‬وال بل سعت نب ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن‬
‫ال يزي بال سنة أل في ألف ح سنة» ث تل هذه الَ ية {و ما متاع الياة الدن يا ف الَخرة إل قل يل}‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلء شهيدا} يقول تعال مبا‬
‫عن هول يوم القيامة وشدة أمره وشأنه‪ ,‬فكيف يكون المر والال يوم القيامة حي ييء من كل أمة‬
‫بشه يد‪ ,‬يع ن ال نبياء علي هم ال سلم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وأشر قت الرض بنور رب ا وو ضع الكتاب‬
‫وجيء بالنبيي والشهداء} الَية ‪ ¹‬وقال تعال‪{ :‬ويوم نبعث ف كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم}‬
‫الَية‪ ,‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن يوسف‪ ,‬حدثنا سفيان عن العمش‪ ,‬عن إبراهيم عن عبيدة‪,‬‬
‫عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم «اقرأ علي» فقلت‪ :‬يا رسول‬
‫ال آقرأ عليك‪ ,‬وعليك أنزل ؟ «قال ن عم إ ن أ حب أن أ سعه من غيي» فقرأت سورة الن ساء حت‬
‫أت يت إل هذه الَ ية‪{ :‬فك يف إذا جئ نا من كل أ مة بشه يد وجئ نا بك على هؤلء شهيدا} فقال‬
‫«ح سبك الَن» فإذا عيناه تذرفان‪ ,‬ورواه هو وم سلم أيضا من حد يث الع مش به‪ ,‬و قد روي من‬
‫طرق متعددة عن ابن مسعود فهو مقطوع به عنه ورواه أحد من طريق أب حيان وأب رزين عنه‪,‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب الدنيا‪ ,‬حدثنا الصلت بن مسعود الحدري‪ ,‬حدثنا فضيل‬
‫بن سليمان‪ ,‬حدثنا يونس بن ممد بن فضالة النصاري عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬وكان أب من صحب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم أتاهم ف بن ظفر‪ ,‬فجلس على الصخرة الت ف‬
‫بن ظفر اليوم‪ ,‬ومعه ابن مسعود ومعاذ بن جبل وناس من أصحابه‪ ,‬فأمر النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قارئا فقرأ ح ت أ تى على هذه الَ ية {فك يف إذا جئ نا من كل أ مة بشه يد وجئ نا بك على هؤلء‬
‫شهيدا} فبكفى رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم حتف اضطرب لياه وجنباه‪ ,‬فقال‪« :‬يفا رب‪ ,‬هذا‬
‫شهدت على من أ نا ب ي ظهر يه‪ ,‬فك يف ب ن ل أره»‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن ع بد ال بن م مد‬

‫‪89‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزهري حدثنا سفيان‪ ,‬عن السعودي‪ ,‬عن جعفر بن عمرو بن حريث‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن عبد ال هو ابن‬
‫مسعود ف هذه الَية‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «شهيد عليهم ما دمت فيهم‪ ,‬فإذا‬
‫توفيتن كنت أنت الرقيب عليهم»‪ .‬وأما ما ذكره أبو عبد ال القرطب ف التذكرة حيث قال‪ :‬باب ما‬
‫جاء ف شهادة النب صلى ال عليه وسلم على أمته‪ ,‬قال‪ :‬أخبنا ابن البارك‪ ,‬أخبنا رجل من النصار‬
‫عن النهال بن عمرو أنه سع سعيد بن السيب يقول‪ :‬ليس من يوم إل تعرض فيه على النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم أم ته غدوة وعش ية‪ ,‬فيعرف هم بأ سائهم وأعمال م‪ ,‬فلذلك يش هد علي هم‪ ,‬يقول ال تعال‪:‬‬
‫{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلء شهيدا} فإنه أثر وفيه انقطاع‪ ,‬فإن فيه‬
‫رجلً مبهما ل يسم‪ ,‬وهو من كلم سعيد بن السيب ل يرفعه‪ ,‬وقد قبله القرطب فقال بعد إيراده‪ :‬قد‬
‫تقدم أن العمال تعرض على ال كل يوم اثني وخيس‪ ,‬وعلى النبياء والَباء والمهات يوم المعة‪,‬‬
‫قال‪ :‬ول تعارض‪ ,‬فإ نه يت مل أن ي ص نبي نا ب ا يعرض عل يه كل يوم‪ ,‬ويوم الم عة مع ال نبياء عل يه‬
‫وعليهم أفضل الصلة والسلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بم‬
‫الرض ول يكتمون ال حديثا} أي لو انشقت وبلعتهم ما يرون من أهوال الوقف وما يل بم من‬
‫الزي والفضيحة والتوبيخ‪ ,‬كقوله‪{ :‬يوم ينظر الرء ما قدمت يداه} الَية‪ ,‬وقوله‪{ :‬ول يكتمون ال‬
‫حديثا} إخبار عنهم بأنم يعترفون بميع ما فعلوه ول يكتمون منه شيئا‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن‬
‫حيد‪ ,‬حدثنا حكام‪ ,‬حدثنا عمرو عن مطرف‪ ,‬عن النهال بن عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬قال‪ :‬جاء‬
‫رجل إل ابن عباس فقال له‪ :‬سعت ال عز وجل يقول ف يعن إخبارا عن الشركي يوم القيامة أنم‬
‫قالوا ف {وال رب نا ما ك نا مشرك ي} وقال ف الَ ية الخرى‪{ :‬ول يكتمون ال حديثا} فقال ا بن‬
‫عباس‪ :‬أ ما قوله‪{ :‬وال رب نا ما ك نا مشرك ي} فإن م ل ا رأوا أ نه ل يد خل ال نة إل أ هل ال سلم‪,‬‬
‫قالوا‪ :‬تعالوا فلنجحد‪ ,‬فقالوا {وال ربنا ما كنا مشركي} فختم ال على أفواههم وتكلمت أيديهم‬
‫وأرجل هم {ول يكتمون ال حديثا}‪ ¹‬وقال ع بد الرزاق‪ :‬أخب نا مع مر عن ر جل‪ ,‬عن النهال بن‬
‫عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجل إل ابن عباس فقال‪ :‬أشياء تتلف عل يّ ف القرآن‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ما هو ؟ أشك ف القرآن ؟ قال‪ :‬ليس هو بالشك‪ ,‬ولكن اختلف قال‪ :‬فهات ما اختلف عليك من‬
‫ذلك‪ ,‬قال أ سع ال يقول { ث ل ت كن فتنت هم إل أن قالوا وال رب نا ما ك نا مشرك ي} وقال {ول‬
‫يكتمون ال حديثا} فقد كتموا‪ .‬فقال ابن عباس‪ :‬أما قوله‪{ :‬ث ل تكن فتنتهم إل أن قالوا وال ربنا‬
‫ما ك نا مشرك ي} فإن م ل ا رأوا يوم القيا مة أن ال ل يغ فر إل ل هل ال سلم ويغ فر الذنوب ول‬

‫‪90‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتعاظمه ذنب أن يغفره ول يغفر شركا جحد الشركون‪ ,‬فقالوا {وال ربنا ما كنا مشركي} رجاء‬
‫أن يغفر لم‪ ,‬فختم ال على أفواههم‪ ,‬وتكلمت أيديهم وأرجلهم با كانوا يعملون‪ ,‬فعند ذلك {يود‬
‫الذيفن كفروا وعصفوا الرسفول لو تسفوى بمف الرض ول يكتمون ال حديثا}وقال جويفب عفن‬
‫الضحاك‪ :‬إن نا فع بن الزرق أ تى ا بن عباس فقال‪ :‬يا ا بن عباس‪ ,‬قول ال تعال‪{ :‬يومئذ يود الذ ين‬
‫ف كنفا‬‫كفروا وعصفوا الرسفول لو تسفوى بمف الرض ول يكتمون ال حديثا} وقوله‪{ :‬وال ربنفا م ا‬
‫مشركي}‪ ,‬فقال له ابن عباس‪ :‬إن أحسبك قمت من عند أصحابك‪ ,‬فقلت‪ :‬ألقى على ابن عباس‬
‫متشابه القرآن‪ ,‬فإذا رجعت إليهم فأخبهم أن ال تعال جامع الناس يوم القيامة ف بقيع واحد‪ ,‬فيقول‬
‫الشركون‪ :‬إن ال ل يقبفل مفن أحفد شيئا إل منف وحده‪ ,‬فيقولون‪ :‬تعالوا نحفد‪ :‬فيسفألم فيقولون‬
‫{وال رب نا ما ك نا مشرك ي} قال‪ :‬فيخ تم ال على أفواه هم وي ستنطق جوارح هم فتش هد علي هم‬
‫جوارحهفم أنمف كانوا مشركيف‪ .‬فعنفد ذلك يتمنون لو أن الرض سفويت بمف {ول يكتمون ال‬
‫حديثا} رواه ابففففففففففففففففن جريففففففففففففففففر‪.‬‬

‫صلَ َة َوَأنْتُ مْ ُسكَارَىَ َحّت َى َتعْلَمُواْ مَا َتقُولُو َن وَلَ ُجنُبا إِ ّل عَابِرِي‬
‫** يَا َأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل َتقْ َربُواْ ال ّ‬
‫ستُمُ النّ سَآءَ‬
‫ضىَ َأوْ عََلىَ َسفَرٍ َأوْ جَآءَ أَحَدٌ مّْنكُ ْم مّن اْلغَآئِ طِ َأوْ َلمَ ْ‬ ‫َسبِيلٍ َحّت َى َتغْتَ سِلُوْا َوإِ نْ ُكْنتُ مْ مّرْ َ‬
‫َانف َعفُوّا َغفُورا‬
‫ّهف ك َ‬ ‫ِنف الل َ‬‫ُمف إ ّ‬
‫ُمف َوأَيْ ِدَيك ْ‬
‫ْسفحُوْا ِبوُجُوهِك ْ‬ ‫صفعِيدا طَيّبا فَام َ‬ ‫جدُوْا مَآءً َفَتيَمّمُواْ َ‬ ‫َمف تَ ِ‬
‫فَل ْ‬
‫ينهى تبارك وتعال عباده الؤمن ي عن ف عل الصلة ف حال ال سكر الذي ل يدري معه ال صلي ما‬
‫يقول‪ ,‬و عن قربان مال ا ال ت هي ال ساجد للج نب‪ ,‬إل أن يكون متازا من باب إل باب من غ ي‬
‫مكث‪ ,‬وقد كان هذا قبل تري المر‪ ,‬كما دل عليه الديث الذي ذكرناه ف سورة البقرة عند قوله‬
‫تعال‪{ :‬يسألونك عن المر واليسر} الَية‪ .‬فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم تلها على ع مر‪,‬‬
‫فقال «اللهم بي لنا ف المر بيانا شافيا»‪ ,‬فلما نزلت هذه الَية تلها عليه فقال «اللهم بي لنا ف‬
‫المر بيانا شافيا» فكانوا ل يشربون المر ف أوقات الصلوات فلما نزل قوله‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫إن ا ال مر والي سر والن صاب والزلم ر جس من ع مل الشيطان فاجتنبوه لعل كم تفلحون} إل قوله‬
‫تعال‪{ :‬فهل أنتم منتهون} فقال عمر‪ :‬انتهينا انتهينا‪ .‬وف رواية إسرائيل عن أب إسحاق عن عمرو‬
‫بن شرحب يل عن ع مر بن الطاب ف ق صة تر ي ال مر‪ ,‬فذ كر الد يث وف يه‪ :‬فنلت الَ ية ال ت ف‬
‫الن ساء { يا أي ها الذ ين آمنوا ل تقربوا ال صلة وأن تم سكارى ح ت تعلموا ما تقولون} فكان منادي‬

‫‪91‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا قامت الصلة ينادي‪ :‬أن ل يقربن الصلة سكران‪ ,‬لفظ أب داود‪.‬‬
‫ذكرواف سبب نزول هذه الَية ما رواه ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن حبيب‪ ,‬حدثنا أبو داود‪ ,‬حدثا‬
‫شع بة‪ ,‬أ خبن ساك بن حرب قال‪ :‬سعت م صعب بن سعد يدث عن سعد قال‪ :‬نزلت فّ أر بع‬
‫آيات‪ ,‬صنع رجل من النصار طعاما فدعا أناسا من الهاجرين وأناسا من النصار‪ ,‬فأكلنا وشربنا‬
‫ح َى بعي ففزر به أنف سعد‪ ,‬فكان سعد مفزور النف‪ ,‬وذلك‬ ‫حت سكرنا‪ ,‬ث افتخرنا‪ ,‬فرفع رجل لَ ْ‬
‫قبل تري المر‪ ,‬فنلت {يا أيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلة وأنتم سكارى} الَية‪ ,‬والديث بطوله‬
‫عنفد مسفلم مفن روايفة شعبفة‪ ,‬ورواه أهفل السفنن إل ابفن ماجفه مفن طرق عفن سفاك بفه‪.‬‬
‫(سبب آخر) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عمار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن عبد ال الدشتكي‪,‬‬
‫حدثنا أبو جعفر عن عطاء بن السائب‪ ,‬عن أب عبد الرحن السلمي‪ ,‬عن علي بن أب طالب‪ ,‬قال‪:‬‬
‫صنع لنا عبد الرحن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من المر‪ ,‬فأخذت المر منا‪ ,‬وحضرت الصلة‬
‫فقدموا فلنا‪ ,‬قال فقرأ‪ :‬قل يا أيها الكافرون ما أعبد ما تعبدون ونن نعبد ما تعبدون‪ ,‬فأنزل ال {يا‬
‫أيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلة وأنتم سكارى حت تعلموا ما تقولون} هكذا رواه ابن أ ب حات‪,‬‬
‫وكذا رواه الترمذي عن عبد بن حيد‪ ,‬عن عبد الرحن الدشتكي به‪ ,‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪ .‬وقد رواه‬
‫ابن جرير عن ممد بن بشار‪ ,‬عن عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬عن سفيان الثوري‪ ,‬عن عطاء بن السائب‪,‬‬
‫عن أب عبد الرحن‪ ,‬عن علي‪ :‬أنه كان هو وعبد الرحن ورجل آخر‪ ,‬شربوا المر فصلى بم عبد‬
‫الرحن فقرأ {قل يا أيها الكافرون} فخلط فيها‪ ,‬فنلت {ل تقربوا الصلة وأنتم سكارى} وهكذا‬
‫رواه أبو داود والنسائي من حديث الثوري به‪ ,‬ورواه ابن جرير أيضا عن ابن حيد‪ ,‬عن جرير‪ ,‬عن‬
‫عطاء‪ ,‬عن أب عبد الرحن السلمي‪ ,‬قال‪ :‬كان علي ف نفر من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫بيت عبد الرحن بن عوف‪ ,‬فطعموا فأتاهم بمر فشربوا منها‪ ,‬وذلك قبل أن يرم المر‪ ,‬فحضرت‬
‫الصلة فقدموا عليا فقرأ بم {قل يا أيها الكافرون} فلم يقرأها كما ينبغي‪ ,‬فأنزل ال عز وجل {يا‬
‫أيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلة وأنتم سكارى} ث قال‪ :‬حدثن الث ن‪ ,‬حدثنا الجاج بن النهال‪,‬‬
‫حدثنا حاد عن عطاء بن السائب‪ ,‬عن عبد الرحن بن حبيب وهو أبو عبد الرحن السلمي‪ :‬أن عبد‬
‫الرحن بن عوف صنع طعاما وشرابا‪ ,‬فدعا نفرا من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فصلى بم‬
‫الغرب‪ ,‬فقرأ‪ :‬قل يا أيها الكافرون ل أعبد ما تعبدون‪ ,‬وأنتم عابدون ما أعبد‪ ,‬وأنا عابد ما عبدت‪,‬‬
‫ل كم دين كم ول د ين‪ ,‬فأنزل ال عز و جل هذه الَ ية { يا أي ها الذ ين آمنوا ل تقربوا ال صلة وأن تم‬

‫‪92‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سكارى حت تعلموا ما تقولون} وقال العوف عن ابن عباس ف الَية‪ :‬إن رجا ًل كانوا يأتون الصلة‬
‫وهم سكارى قبل أن يرم المر‪ ,‬فقال ال {ل تقربوا الصلة وأنتم سكارى} الَية‪ ,‬رواه ابن جرير‪,‬‬
‫وكذا قال أبفو رزيفن وماهفد‪ .‬وقال عبفد الرزاق عفن معمفر‪ ,‬عفن قتادة‪ :‬كانوا يتنبون السفكر عنفد‬
‫حضور الصلوات ث نسخ بتحري المر‪ .‬وقال الضحاك ف الَية‪ :‬ل يعن با سكر المر وإنا عن با‬
‫سكر النوم‪ ,‬رواه ابن جرير وابن أب حات‪ ,‬ث قال ابن جرير‪ :‬والصواب أن الراد سكر الشراب‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ول يتوجفه الن هي إل ال سكران الذي ل يف هم الطاب‪ ,‬لن ذاك ف ح كم الجنون‪ ,‬وإن ا خوطفب‬
‫بالنهي الثمل الذي يفهم التكليف‪ ,‬وهذا حاصل ما قاله‪ ,‬وقد ذكره غي واحد من الصوليي‪ ,‬وهو‬
‫أن الطاب يتوجفه إل مفن يفهفم الكلم دون السفكران الذي ل يدري مفا يقال له فإن الفهفم شرط‬
‫التكليف‪ ,‬وقد يتمل أن يكون الراد التعريض بالنهي عن السكر بالكلية لكونم مأمورين بالصلة ف‬
‫الم سة الوقات من الل يل والنهار‪ ,‬فل يتم كن شارب ال مر من أداء ال صلة ف أوقات ا دائما‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ ,‬وعلى هذا فيكون كقوله تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا اتقوا ال حق تقا ته ول تو تن إل وأن تم‬
‫م سلمون} و هو ال مر ل م بالتأ هب للموت على ال سلم والداو مة على الطا عة ل جل ذلك‪ .‬وقوله‬
‫{ح ت تعلموا ما تقولون} هذا أح سن ما يقال ف حد ال سكران أ نه الذي ل يدري ما يقول‪ ,‬فإن‬
‫الخمور فيه تليط ف القراءة وعدم تدبره وخشوعه فيها‪ .‬وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪,‬‬
‫حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أيوب عن أب قلبة‪ ,‬عن أنس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا نعس‬
‫أحدكم وهو يصلي فلينصرف فلينم حت يعلم ما يقول» انفرد بإخراجه البخاري دون مسلم‪ ,‬ورواه‬
‫هو والنسائي من حديث أيوب به‪ .‬وف بعض ألفاظ الديث «فلعله يذهب يستغفر فيسب نفسه»‬
‫وقوله‪{ :‬ول جنبا إل عابري سبيل حت تغتسلوا} قال ابن أ ب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عمار‪ ,‬حدثنا‬
‫عبد الرحن الدشتكي‪ ,‬أخبنا أبو جعفر الرازي عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن عطاء بن يسار‪ ,‬عن ابن عباس‬
‫ف قوله‪{ :‬ول جنبا إل عابري سبيل حت تغت سلوا} قال ل تدخلوا ال سجد وأن تم جنب‪ ,‬إل عابري‬
‫سبيل‪ ,‬قال‪ :‬ت ر به مرا‪ ,‬ول تلس‪ ,‬ث قال‪ :‬وروي عن ع بد ال بن م سعود‪ ,‬وأ نس‪ ,‬وأ ب عبيدة‪,‬‬
‫وسعيد بن ال سيب‪ ,‬وأ ب الض حى‪ ,‬وعطاء‪ ,‬وماهد‪ ,‬وم سروق‪ ,‬وإبراهيم النخعي‪ ,‬وز يد بن أ سلم‪,‬‬
‫وأبف مالك‪ ,‬وعمرو بفن دينار‪ ,‬والكفم بفن عتيبفة‪ ,‬وعكرمفة‪ ,‬والسفن البصفري‪ ,‬وييفبفن سفعيد‬
‫الن صاري‪ ,‬وابن شهاب‪ ,‬وقتادة نو ذلك‪ ,‬وقال ا بن جرير‪ :‬حدثنا الث ن‪ ,‬حدثنا أبو صال‪ ,‬حدث ن‬
‫الليث‪ ,‬حدثنا يزيد بن أب حبيب‪ ,‬عن قول ال عز وجل {ول جنبا إل عابري سبيل} أن رجالً من‬

‫‪93‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الن صار كا نت أبواب م ف ال سجد‪ ,‬فكا نت تصيبهم النا بة ول ماء عند هم‪ ,‬فيدون الاء ول يدون‬
‫مرا إل ف السجد‪ ,‬فأنزل ال {ول جنبا إل عابري سبيل} ويشهد لصحة ما قاله يزيد بن أب حبيب‬
‫رحه ال‪ ,‬ما ثبت ف صحيح البخاري‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «سدوا كل خوخة ف‬
‫ال سجد إل خو خة أ ب ب كر» وهذا قاله ف آ خر حيا ته صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬علما م نه أن أ با ب كر‬
‫ر ضي ال ع نه سيلي ال مر بعده‪ ,‬ويتاج إل الدخول ف ال سجد كثيا للمور اله مة في ما ي صلح‬
‫للمسلمي‪ ,‬فأمر بسد البواب الشارعة إل السجد‪ ,‬إل بابه رضي ال عنه‪ ,‬ومن روى إل باب علي‪,‬‬
‫كما وقع ف بعض السنن فهو خطأ‪ ,‬والصواب ما ثبت ف الصحيح‪ .‬ومن هذه الَية احتج كثي من‬
‫الئمة على أنه يرم على النب الكث ف السجد‪ ,‬ويوز له الرور‪ ,‬وكذا الائض والنفساء أيضا‪ ,‬ف‬
‫معناه‪ ,‬إل أن بعض هم قال‪ :‬ي نع مروره ا لحتمال التلو يث‪ ,‬ومن هم من قال‪ :‬إن أم نت كل واحدة‬
‫منه ما التلو يث ف حال الرور‪ ,‬جاز ل ما الرور‪ ,‬وإل فل‪ .‬و قد ث بت ف صحيح م سلم عن عائ شة‬
‫رضي ال عن ها قالت‪ :‬قال ل ر سول ال صلى ال عليه وسلم «ناولي ن المرة من ال سجد» فقلت‪:‬‬
‫إن حائض‪ ,‬فقال «إن حيضتك ليست ف يدك» وله عن أب هريرة مثله‪ ,‬ففيه دللة على جواز مرور‬
‫الائض ف ال سجد‪ ,‬والنف ساء ف معنا ها‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وروى أ بو داود من حد يث أفلت بن خلي فة‬
‫العامري‪ ,‬عن جسرة بنت دجاجة‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ل‬
‫أ حل ال سجد لائض ول ج نب»‪ ,‬قال أ بو م سلم الطا ب‪ :‬ض عف هذا الد يث جا عة وقالوا‪ :‬أفلت‬
‫مهول‪ ,‬لكن رواه ابن ماجه‪ ,‬من حديث أب الطاب الجري‪ ,‬عن مدوج الذهلي‪ ,‬عن جسرة‪ ,‬عن‬
‫أم سلمة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم به‪ ,‬قال أبو زرعة الرازي‪ :‬يقولون‪ :‬جسرة‪ ,‬عن أم سلمة‪,‬‬
‫والصحيح جسرة عن عائشة‪ ,‬فأما ما رواه أبو عيسى الترمذي‪ :‬من حديث سال بن أب حفصة عن‬
‫عطية‪ ,‬عن أب سعيد الدري‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يا علي ل يل لحد أن‬
‫ينب‪ ,‬ف هذا السجد غيي وغيك» فإنه حديث ضعيف ل يثبت‪ ,‬فإن سالا هذا متروك‪ ,‬وشيخه‬
‫عطيففففففففففففففففة ضعيففففففففففففففففف‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف معن الَية‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا النذر بن شاذان‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن موسى‪,‬‬
‫أخبن ابن أب ليلى عن النهال‪ ,‬عن زر بن حبيش‪ ,‬عن علي {ول جنبا إل عابري سبيل} قال‪ :‬ل‬
‫يقرب الصلة‪ ,‬إل أن يكون مسافرا تصيبه النابة‪ ,‬فل يد الاء في صلي‪ ,‬حت يد الاء‪ ,‬ث رواه من‬
‫وجه آخر عن النهال بن عمرو‪ ,‬عن زر‪ ,‬عن علي بن أب طالب‪ ,‬فذكره‪ .‬قال‪ :‬وروي عن ابن عباس‬

‫‪94‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف إحدى الروايات‪ ,‬وسعيد بن جبي والضحاك‪ ,‬نو ذلك‪ .‬وقد روى ابن جرير‪ ,‬من حديث وكيع‪,‬‬
‫عن ابن أب ليلى عن النهال‪ ,‬عن عباد بن عبد ال‪ ,‬أو عن زر بن حبيش عن علي‪ ,‬فذكره‪ .‬ورواه من‬
‫طريق العوف وأب ملز‪ :‬عن ابن عباس‪ ,‬فذكره‪ .‬ورواه عن سعيد بن جبي‪ ,‬وعن ماهد‪ ,‬والسن بن‬
‫مسلم‪ ,‬والكم بن عتيبة‪ ,‬وزيد بن أسلم‪ ,‬وابنه عبد الرحن مثل ذلك‪ .‬وروى من طريق ابن جريج‬
‫عن عبد ال بن كثي‪ ,‬قال‪ :‬كنا نسمع أنه ف السفر‪ .‬ويستشهد لذا القول بالديث الذي رواه أحد‬
‫وأهل السنن من حديث أب قلبة عن عمر بن بُجْدان‪ ,‬عن أ ب ذر‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم «ال صعيد الط يب طهور ال سلم‪ ,‬وإن ل ت د الاء ع شر ح جج‪ ,‬فإذا وجدت الاء فأم سه‬
‫بشرتك‪ ,‬فإن ذلك خي» ث قال ابن جرير بعد حكايته القولي‪ :‬والول قول من قال {ول جنبا إل‬
‫عابري سبيل} أي إل متازي طريق فيه‪ ,‬وذلك أنه قد بي حكم السافر إذا عدم الاء وهو جنب‪ ,‬ف‬
‫قوله {وإن كن تم مر ضى أو على سفر} إل آخره‪ ,‬فكان معلوما بذلك أن قوله {ول جنبا إل عابري‬
‫سبيل ح ت تغت سلوا} لو كان معنيا به ال سافر‪ ,‬ل ي كن لعادة ذكره ف قوله {وإن كن تم مر ضى أو‬
‫على سفر} مع ن مفهوم‪ ,‬و قد م ضى ح كم ذكره ق بل ذلك‪ ,‬فإذا كان ذلك كذلك فتأو يل الَ ية‪ :‬يا‬
‫أيها الذين آمنوا ل تقربوا الساجد للصلة مصلي فيها‪ ,‬وأنتم سكارى‪ ,‬حت تعلموا ما تقولون‪ ,‬ول‬
‫تقربو ها أيضا جنبا‪ ,‬ح ت تغت سلوا‪ ,‬إل عابري سبيل‪ ,‬قال‪ :‬والعابر ال سبيل‪ :‬الجتاز مرا وقطعا‪ ,‬يقال‬
‫منه‪ :‬عبت هذا الطريق‪ ,‬فأنا أعبه عبا وعبورا‪ ,‬ومنه يقال عب فلن النهر‪ ,‬إذا قطعه وجاوزه‪ ,‬ومنه‬
‫قيل للناقة القوية على السفار‪ ,‬هي عب السفار لقوتا على قطع السفار‪ ,‬وهذا الذي نصره‪ ,‬هو قول‬
‫المهور‪ ,‬وهفو الظاهفر مفن الَيفة‪ ,‬وكأنفه تعال نىف عفن تعاطفي الصفلة على هيئة ناقصفة تناقفض‬
‫مق صودها‪ ,‬و عن الدخول إل مل ها على هيئة ناق صة‪ ,‬و هي النا بة الباعدة لل صلة‪ ,‬ولحل ها أيضا‪,‬‬
‫وال أعلم‪ .‬وقوله {حت تغتسلوا} دليل لا ذهب إليه الئمة الثلثة‪ ,‬أبو حنيفة ومالك والشافعي‪ ,‬أنه‬
‫يرم على ال نب ال كث ف ال سجد ح ت يغت سل أو يتي مم‪ ,‬إن عدم الاء‪ ,‬أو ل يقدر على ا ستعماله‬
‫بطريقه‪ ,‬وذهب المام أحد‪ :‬إل أنه مت توضأ النب‪ ,‬جاز له الكث ف السجد‪ ,‬لا روى هو وسعيد‬
‫بن منصور ف سننه بسند صحيح‪ :‬أن الصحابة كانوا يفعلون ذلك‪ .‬قال سعيد بن منصور ف سننه‪:‬‬
‫حدثنا عبد العزيز بن ممد‪ ,‬هو الدراوردي‪ ,‬عن هشام بن سعد‪ ,‬عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن عطاء بن‬
‫ي سار‪ ,‬قال‪ :‬رأ يت رجالً من أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬يل سون ف ال سجد و هم‬
‫منبون‪ ,‬إذا توضؤوا وضوء الصففففلة‪ .‬وهذا إسففففناد على شرط مسففففلم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد من كم من الغائط أو لمستم النساء فلم تدوا‬
‫ماء فتيمموا صعيدا طيبا} أ ما الرض الب يح للتي مم‪ ,‬ف هو الذي ياف م عه من ا ستعمال الاء‪ ,‬فوات‬
‫عضو أو شينه أو تطويل البء‪ ,‬ومن العلماء من جوز التيمم بجرد الرض‪ ,‬لعموم الَية‪ ,‬وقال ابن أب‬
‫صيْف عن ماهد ف قوله‬ ‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو غسان مالك بن إساعيل‪ ,‬حدثنا قيس‪ ,‬عن خُ َ‬
‫{وإن كنتم مرضى} قال‪ :‬نزلت ف رجل من النصار‪ ,‬كان مريضا فلم يستطع أن يقوم فيتوضأ‪ ,‬ول‬
‫يكن له خادم فيناوله‪ ,‬فأتى النب صلى ال عليه وسلم فذكر ذلك له‪ ,‬فأنزل ال هذه الَية‪ ,‬هذا مرسل‬
‫وال سفر معروف‪ ,‬ول فرق فيه بي الطويل والقصي‪ ,‬وقوله {أو جاء أحد منكم من الغائط} الغائط‬
‫هو الكان الطمئن من الرض‪ ,‬كن بذلك عن التغوط‪ ,‬وهو الدث الصغر‪ ,‬وأما قوله {أو لمستم‬
‫النساء} فقرىء لستم ولمستم‪ ,‬واختلف الفسرون والئمة ف معن ذلك على قولي‪( :‬أحدها)‪ :‬أن‬
‫ذلك كناية عن الماع‪ ,‬لقوله تعال‪{ :‬وإن طلقتموهن من قبل أن تسوهن وقد فرضتم لن فريضة‬
‫فن صف ما فرض تم} وقال تعال {يا أيها الذ ين آمنوا إذا نكحتم الؤمنات ث طلقتموهن من قبل أن‬
‫تسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونا} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا وكيع‪,‬‬
‫عن سفيان‪ ,‬عن أب إسحاق‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬ف قوله {أو لمستم النساء} قال‪:‬‬
‫الماع‪ .‬وروي عن علي وأب بن كعب وماهد وطاوس والسن وعبيد بن عمي وسعيد بن جبي‬
‫والشعب وقتادة ومقاتل بن حيان‪ ,‬نو ذلك‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن حيد بن مسعدة‪,‬حدثنا يزيد بن‬
‫زريع‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب بشر‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬قال‪ :‬ذكروا اللمس‪ ,‬فقال ناس من الوال‪ :‬ليس‬
‫بالماع‪ ,‬وقال ناس من العرب‪ :‬اللمس الماع‪ ,‬قال‪ :‬فأتيت ابن عباس فقلت له‪ :‬إن ناسا من الوال‬
‫والعرب اختلفوا فف اللمفس‪ ,‬فقالت الوال‪ :‬ليفس بالماع‪ ,‬وقالت العرب‪ :‬الماع‪ ,‬قال‪ :‬فمفن أي‬
‫الفريقيف كنفت ؟ قلت‪ :‬كنفت مفن الوال‪ ,‬قال‪ :‬غُلب فريفق الوال‪ .‬إن اللمفس والسف والباشرة‪:‬‬
‫الماع‪ ,‬ولكن ال يكن ما شاء با شاء‪ ,‬ث رواه عن ابن بشار‪ ,‬عن غندر‪ ,‬عن شعبه به نوه‪ ,‬ث رواه‬
‫من غ ي و جه‪ ,‬عن سعيد بن جبي نوه‪ .‬ومثله قال‪ :‬حدث ن يعقوب‪ ,‬حدث نا هش يم‪ ,‬قال حدث نا أ بو‬
‫بشر‪ :‬أخبنا سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬اللمس والس والباشرة‪ :‬الماع ولكن ال يكن با‬
‫يشاء‪ ,‬حدثنا عبد الميد بن بيان‪ ,‬أنبأنا إسحاق الزرق‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن عاصم الحول‪ ,‬عن بكر‬
‫بن عبد ال‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬اللمسة‪ :‬الماع‪ ,‬ولكن ال كري يكن با يشاء‪ ,‬وقد صح من غي‬
‫و جه‪ ,‬عن ع بد ال بن عباس‪ ,‬أ نه قال ذلك‪ ,‬ث رواه ا بن جر ير‪ :‬عن ب عض من حكاه ا بن أ ب حا ت‬

‫‪96‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنهفم‪ ,‬ثف قال ابفن جريفر وقال آخرون‪ :‬عنف ال تعال بذلك كفل لسف بيفد أو بغيهفا مفن أعضاء‬
‫النسان‪ ,‬وأوجبوا الوضوء على كل من مس بشيء من جسده شيئا من جسدها مفضيا إليه‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن مارق‪ ,‬عن طارق‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪,‬‬
‫قال‪ :‬اللمس ما دون الماع‪ ,‬و قد رواه من طرق متعددة‪ ,‬عن ابن م سعود بثله‪ ,‬وروى من حديث‬
‫العمش‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬عن أب عبيدة‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬القبلة من الس وفيها الوضوء‪.‬‬
‫وروى الطبان بإسناده‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬يتوضأ الرجل من الباشرة ومن اللمس بيده‪,‬‬
‫ومن القبلة‪ ,‬وكان يقول ف هذه الَية {أو لمستم النساء} هو الغمز‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يونس‪,‬‬
‫أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن عبيد ال بن عمر‪ ,‬عن نافع‪ :‬أن ابن عمر كان يتوضأ من قبلة الرأة‪ ,‬ويرى‬
‫فيها الوضوء‪ ,‬ويقول‪ :‬هي من اللماس‪ .‬وروى ابن أ ب حات وا بن جرير أيضا‪ :‬من طريق شعبة عن‬
‫مارق‪ ,‬عن طارق‪ ,‬عن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬اللمس ما دون الماع‪ ,‬ث قال ابن أب حات‪ :‬وروي عن ابن‬
‫عمر‪ ,‬وعبيدة‪ ,‬وأب عثمان النهدي‪ ,‬وأب عبيدة يعن ابن عبد ال بن مسعود‪ ,‬وعامر الشعب‪ ,‬وثابت‬
‫بن الجاج‪ ,‬وإبراه يم النخ عي‪ ,‬وز يد بن أ سلم‪ ,‬ن و ذلك‪( ,‬قلت) وروى مالك‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن‬
‫سال بن عبد ال بن عمر‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬أنه كان يقول‪ :‬قبلة الرجل امرأته وجسه بيده من اللمسة‪ ,‬فمن‬
‫قبل امرأته أوجسها بيده‪ ,‬فعليه الوضوء‪ ,‬وروى الافظ أبوالسن الدار قطن ف سننه‪ :‬عن عمر بن‬
‫الطاب نو ذلك‪ ,‬ولكن روينا عنه من وجه آخر‪ :‬أنه كان يقبل امرأته ث يصلي ول يتوضأ‪ ,‬فالرواية‬
‫ع نه متل فة‪ ,‬فيح مل ما قاله ف الوضوء إن صح ع نه‪ ,‬على ال ستحباب‪ ,‬وال أعلم‪ .‬والقول بوجوب‬
‫الوضوء من الس‪ ,‬هو قول الشافعي وأصحابه‪ ,‬ومالك‪ ,‬والشهور عن أحد بن حنبل رحهم ال‪ ,‬قال‬
‫ناصر هذه القالة‪ :‬قد قرىء ف هذه الَية لمستم ولستم‪ ,‬واللمس يطلق ف الشرع على الس باليد‪,‬‬
‫قال تعال‪{ :‬ولو نزلنا عليك كتابا ف قرطاس فلمسوه بأيديهم} أي جسوه‪ ,‬وقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم لاعز حي أقر بالزنا‪ ,‬يعرّض له بالرجوع عن القرار‪« :‬لعلك قبلت أو لست»‪ ,‬وف‬
‫الديث الصحيح «واليد زناها اللمس»‪ ,‬وقالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬ق ّل يوم إل ورسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم يطوف علي نا‪ ,‬فيق بل ويل مس‪ ,‬ومنه ما ث بت ف ال صحيحي‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم نى عن بيع اللمسة‪ ,‬وهو يرجع إل الس باليد‪ ,‬على كل التفسيين‪ ,‬قالوا‪ :‬ويطلق ف‬
‫اللغففففة على السفففف باليففففد‪ ,‬كمففففا يطلق على الماع‪ ,‬قال الشاعففففر‪:‬‬
‫ففففففف‬ ‫فففففففه أطلب الغنف‬ ‫فففففففي كفف‬ ‫فففففففت كفف‬ ‫وألسف‬

‫‪97‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وا ستأنسوا أيضا بالد يث الذي رواه أح د‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن مهدي‪ ,‬وأ بو سعيد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا‬
‫زائدة‪ ,‬عن عبد اللك بن عمي‪ ,‬وقال أبو سعيد‪ :‬حدثنا عبد اللك بن عمي‪ ,‬عن عبد الرحن بن أب‬
‫ليلى‪ ,‬عن معاذ‪ ,‬قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتاه رجل فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬ما تقول ف‬
‫رجل لقي امرأة ل يعرفها‪ ,‬فليس يأت الرجل من امرأته شيئا إل أتاه منها‪ ,‬غي أنه ل يامعها‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فأنزل ال عز وجل هذه الَية {أقم الصلة طرف النهار وزلفا من الليل إن السنات يذهب السيئات‬
‫ذلك ذكرى للذاكر ين}‪ ,‬قال‪ :‬فقال له ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «تو ضأ ث صلّ» قال معاذ‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬أله خاصة أم للمؤمني عامة ؟ فقال «بل للمؤمني عامة»‪ ,‬ورواه الترمذي من‬
‫حديث زائدة به‪ ,‬وقال‪ :‬ليس بتصل‪ ,‬ورواه النسائي‪ :‬من حديث شعبة‪ ,‬عن عبد اللك بن عمي‪ ,‬عن‬
‫ع بد الرح ن بن أ ب ليلى‪ ,‬مر سلً‪ ,‬قالوا‪ :‬فأمره بالوضوء‪ ,‬ل نه ل س الرأة ول يامع ها‪ ,‬وأج يب بأ نه‬
‫منقطع بي ابن أب ليلى ومعاذ‪ ,‬فإنه ل يلقه‪ ,‬ث يتمل أنه إنا أمره بالوضوء والصلة للتوبة‪ ,‬كما تقدم‬
‫ف حديث الصديق‪« :‬ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ ويصلي ركعتي إل غفر ال له» الديث‪ ,‬وهو‬
‫مذكور ف سورة آل عمران‪ ,‬ع ند قوله {ذكروا ال فا ستغفروا لذنوب م} الَ ية‪ ,‬ث قال ا بن جر ير‪:‬‬
‫وأول القول ي ف ذلك بال صواب قول من قال‪ :‬ع ن ال بقوله‪{ :‬أو لم ستم الن ساء} الماع‪ ,‬دون‬
‫غيه من معان اللمس‪ ,‬لصحة الب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قبّل بعض نسائه‪ ,‬ث صلى‬
‫ول يتو ضأ‪ ,‬ث قال‪ :‬حدث ن بذلك إ ساعيل بن موسى ال سدي‪ ,‬قال‪ :‬أخبنا أبو ب كر بن عياش‪ ,‬عن‬
‫الع مش‪ ,‬عن حبيب بن أ ب ثا بت‪ ,‬عن عروة‪ ,‬عن عائ شة‪ ,‬قالت‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم يتوضأ‪ ,‬ث يقبل ث يصلي‪ ,‬ول يتوضأ‪ ,‬ث قال‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن العمش‪,‬‬
‫عن حبيب‪ ,‬عن عروة‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قبّل بعض نسائه‪ ,‬ث خرج إل‬
‫الصفلة ول يتوضفأ‪ ,‬قلت‪ :‬مفن هفي إل أنفت ؟ فضحكفت‪ ,‬وهكذا رواه أبفو داود والترمذي‪ ,‬وابفن‬
‫ماجه‪ ,‬عن جاعة من مشايهم‪ ,‬عن وكيع به‪ ,‬ث قال أبو داود‪ :‬روي عن الثوري أنه قال‪ :‬ما حدثنا‬
‫حبيب إل عن عروة الزن‪ ,‬وقال يي القطان لرجل‪ :‬احك عن أن هذا الديث شبه ل شيء‪ ,‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬سعت البخاري يضعف هذا الديث‪ ,‬وقال‪ :‬حبيب بن أب ثابت ل يسمع من عروة‪ ,‬وقد‬
‫و قع ف روا ية ا بن ما جه‪ :‬عن أ ب ب كر بن أ ب شي بة‪ ,‬وعلي بن م مد الطناف سي‪ ,‬عن وك يع‪ ,‬عن‬
‫العمش‪ ,‬عن حبيب بن أب ثابت‪ ,‬عن عروة بن الزبي‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬وأبلغ من ذلك ما رواه المام‬
‫أح د ف م سنده‪ :‬من حد يث هشام بن عروة‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن عائ شة‪ ,‬وهذا نص ف كو نه عروة بن‬

‫‪98‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزبيف‪ ,‬ويشهفد له قوله‪ :‬مفن هفي إل أنفت فضحكفت‪ ,‬لكفن روى أبفو داود عفن إبراهيفم بفن ملد‬
‫الطالقان‪ ,‬عن عبد الرحن بن مغراء‪ ,‬عن العمش‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أصحاب لنا‪ ,‬عن عروة الزن‪ ,‬عن‬
‫عائشة‪ ,‬فذكره‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا أبو زيد‪ ,‬عمر بن َشّبةَ عن شهاب بن عباد‪,‬‬
‫حدثنا مندل بن علي‪ ,‬عن ليث‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن عائشة وعن أب روق‪ ,‬عن إبراهيم التيمي‪ ,‬عن عائشة‬
‫رضفي ال عنهفا‪ ,‬قالت‪ :‬كان النفب صفلى ال عليفه وسفلم ينال منف القبلة بعفد الوضوء‪ ,‬ثف ل يعيفد‬
‫الوضوء‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا سفيان عن أب روق المدان‪ ,‬عن إبراهيم التيمي‪,‬‬
‫عن عائشة رضي ال عنها‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قبّل ث صلى ول يتوضأ‪ ,‬رواه أبو داود‬
‫والنسائي‪ ,‬من حديث يي القطان‪ ,‬زاد أبو داود‪ :‬وابن مهدي‪ ,‬كلها عن سفيان الثوري به‪ .‬ث قال‬
‫أبو داود والنسائي‪ :‬ل يسمع إبراهيم التيمي من عائشة‪ ,‬ث قال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا سعيد بن يي‬
‫الموي‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا يزيد بن سنان‪ ,‬عن عبد الرحن الوزاعي‪ ,‬عن يي بن أب كثي‪ ,‬عن أب‬
‫سلمة‪ ,‬عن أم سلمة‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان يقبل ها و هو صائم‪ ,‬ث ل يف طر ول‬
‫يدث وضوءا‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا حفص بن غياث‪ ,‬عن حجاج‪ ,‬عن عمرو بن‬
‫شعيب‪ ,‬عن زينب السهمية‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنه كان يقبل ث يصلي ول‬
‫يتوضأ‪ .‬وقد رواه المام أحد‪ ,‬عن ممد بن فضيل‪ ,‬عن حجاج بن أرطأة‪ ,‬عن عمرو بن شعيب‪ ,‬عن‬
‫زي نب ال سهمية‪ ,‬عن عائ شة‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم به‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬فإن ل تدوا ماء‬
‫فتيمموا صعيدا طيبا} ا ستنبط كث ي من الفقهاء من هذه الَ ية‪ :‬أ نه ل يوز التي مم لعادم الاء إل ب عد‬
‫طلب الاء‪ ,‬فم ت طل به فلم يده‪ ,‬جاز له حينئذ التي مم‪ ,‬و قد ذكروا كيف ية الطلب ف ك تب الفروع‪,‬‬
‫كما هو مقرر ف موضعه‪ ,‬كما هو ف الصحيحي من حديث عمران بن حصي‪ :‬أن رسول ال صلى‬
‫ل معتزلً ل ي صل ف القوم‪ ,‬فقال « يا فلن ما من عك أن ت صلي مع القوم‪,‬‬ ‫ال عل يه و سلم رأى رج ً‬
‫ألست برجل مسلم» قال‪ :‬بلى يا رسول ال‪ ,‬ولكن أصابتن جنابة ول ماء‪ ,‬قال «عليك بالصعيد فإنه‬
‫يكف يك» ولذا قال تعال‪{ :‬فإن ل تدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} فالتي مم ف الل غة‪ ,‬هو الق صد‪,‬‬
‫ففس شعرا‪:‬‬ ‫ففه قول امرىء القيف‬ ‫ففدك‪ ,‬ومنف‬ ‫ففه‪ ,‬أي قصف‬ ‫ففك ال بفظف‬ ‫تقول العرب‪ :‬تيممف‬
‫ولا رأت أن النية وردهاوأن الصى من تت أقدامها داميتيممت العي الت عند ضارجيفيء عليها‬
‫الفيفففففففففففء عرمضهفففففففففففا طامفففففففففففي‬

‫‪99‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وال صعيد ق يل‪ :‬هو كل ما صعد على و جه الرض‪ ,‬فيد خل ف يه التراب والر مل والش جر وال جر‬
‫والنبات‪ ,‬وهو قول مالك‪ ,‬وقيل‪ :‬ما كان من جنس التراب‪ ,‬كالرمل والزرنيخ والنورة‪ ,‬وهذا مذهب‬
‫أب حنيفة‪ ,‬وقيل‪ :‬هو التراب فقط‪ ,‬وهو مذهب الشافعي وأحد بن حنبل وأصحابما‪ ,‬واحتجوا بقوله‬
‫تعال‪{ :‬فت صبح صعيدا زلقا} أي ترابا أملس طيبا‪ ,‬وب ا ث بت ف صحيح م سلم‪ ,‬عن حذي فة بن‬
‫اليمان‪ ,‬قال‪ :‬قال رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم «فضلنفا على الناس بثلث‪ :‬جعلت صففوفنا‬
‫كصفوف اللئكة‪ ,‬وجعلت لنا الرض كلها مسجدا‪ ,‬وجعلت تربتها لنا طهورا إذا ل ند الاء» وف‬
‫ل فظ «وجعل تراب ا لنا طهورا إذا ل ن د الاء» قالوا‪ :‬فخ صص الطهور ية بالتراب‪ ,‬ف مقام المتنان‪,‬‬
‫فلو كان غيه يقوم مقا مه لذكره م عه‪ ,‬والط يب هه نا ق يل‪ :‬اللل‪ ,‬وق يل‪ :‬الذي ل يس بن جس‪ ,‬ك ما‬
‫رواه المام أحد وأهل السنن‪ ,‬إل ابن ماجه من حديث أب قلبة‪ ,‬عن عمرو بن بُجْدان‪ ,‬عن أب ذر‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم «الصفعيد الطيفب طهور السفلم‪ ,‬وإن ل يدف الاء عشفر‬
‫حجج‪ ,‬فإذا وجده فليمسه بشرته فإن ذلك خي» وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪ ,‬وصححه ابن حبان‬
‫أيضا‪ ,‬ورواه الا فظ أ بو ب كر البزار ف م سنده‪ ,‬عن أ ب هريرة و صححه الا فظ أ بو ال سن القطان‪,‬‬
‫وقال ا بن عباس‪ :‬أط يب ال صعيد تراب الرث‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت‪ ,‬ورف عه ا بن مردو يه ف تف سيه‪,‬‬
‫وقوله‪{ :‬فام سحوا بوجوه كم وأيدي كم} التي مم بدل عن الوضوء ف التط هر به‪ ,‬ل أ نه بدل م نه ف‬
‫جيع أعضائه‪ ,‬بل يكفي مسح الوجه واليدين فقط بالجاع‪ ,‬ولكن اختلف الئمة ف كيفية التيمم‬
‫على أقوال‪ :‬أحدها وهو مذهب الشافعي ف الد يد‪ :‬أنه يب أن يسح الو جه واليد ين إل الرفقي‬
‫بضربتي‪ ,‬لن لفظ اليدين يصدق إطلقهما على ما يبلغ النكبي‪ ,‬وعلى ما يبلغ الرفقي‪ ,‬كما ف آية‬
‫الوضوء‪ ,‬ويطلق ويراد بما ما يبلغ الكفي‪ ,‬كما ف آية السرقة {فاقطعوا أيديهما} قالوا‪ :‬وحل ما‬
‫أطلق ههنا على ما قيد ف آية الوضوء أول لامع الطهورية‪ ,‬وذكر بعضهم‪ :‬ما رواه الدارقطن عن‬
‫ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «التيمم ضربتان‪ :‬ضربة للوجه‪ ,‬وضربة لليدين إل‬
‫الرفق ي» ول كن ل ي صح‪ ,‬لن ف أ سانيده ضعفاء‪ ,‬ل يث بت الد يث ب م‪ ,‬وروى أ بو داود عن ا بن‬
‫عمر‪ ,‬ف حديث‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ضرب بيديه على الائط ومسح بما وجهه‪ ,‬ث‬
‫ضرب ضر بة أخرى فم سح ذراع يه‪ ,‬ول كن ف إ سناده م مد بن ثا بت العبدي‪ ,‬و قد ضع فه ب عض‬
‫الفاظ‪ ,‬ورواه غيه من الثقات‪ ,‬فوقفوه على ف عل ا بن ع مر‪ ,‬قال البخاري وأ بو زر عة وا بن عدي‪:‬‬
‫وهو الصواب‪ ,‬وقال البيهقي‪ :‬رفع هذا الديث منكر‪ ,‬واحتج الشافعي با رواه عن إبراهيم بن ممد‪,‬‬

‫‪100‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن أب الويرث عبد الرحن بن معاوية‪ ,‬عن العرج‪ ,‬عن ابن الصمة‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم تيمم فمسح وجهه وذراعيه‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن موسى بن سهل الرملي‪ ,‬حدثنا نعيم بن‬
‫حاد‪ ,‬حدثنا خارجة بن مصعب‪ ,‬عن عبد ال بن عطاء‪ ,‬عن موسى بن عقبة‪ ,‬عن العرج‪ ,‬عن أب‬
‫جهيم‪ ,‬قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يبول‪ ,‬فسلمت عليه‪ ,‬فلم يرد عل يّ حت فرغ‪ ,‬ث‬
‫قام إل الائط فضرب بيديه عليه‪ ,‬فمسح بما وجهه‪ ,‬ث ضرب بيديه على الائط فمسح بما يديه‬
‫إل الرفقي‪ ,‬ث رد علي السلم‪ .‬والقول الثان‪ :‬أنه يب مسح الوجه واليدين إل الكفي بضربتي‪,‬‬
‫و هو قول الشاف عي ف القد ي‪ .‬والثالث‪ :‬أ نه يك في م سح الو جه والكف ي بضر بة واحدة‪ .‬قال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن الكم‪ ,‬عن ذر‪ ,‬عن ابن عبد الرحن بن أبزى‪ ,‬عن‬
‫أبيه‪ ,‬أن رجلً أتى عمر‪ ,‬فقال‪ :‬إن أجنبت فلم أجد ماء‪ ,‬فقال عمر ل تصل‪ ,‬فقال عمار‪ :‬أما تذكر‬
‫يا أمي الؤمني إذ أنا وأنت ف سرية فأجنبنا فلم ند ماء‪ ,‬فأما أنت فلم تصل‪ ,‬وأما أنا فتمعكت ف‬
‫التراب فصفليت‪ ,‬فلمفا أتينفا النفب صفلى ال عليفه وسفلم ذكرت ذلك له‪ ,‬فقال «إناف كان يكفيفك‪,‬‬
‫وضرب ال نب صلى ال عليه و سلم بيده الرض‪ ,‬ث ن فخ في ها وم سح ب ا وج هه وكف يه» وقال أح د‬
‫أيضا‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا أبان‪ ,‬حدثنا قتادة‪ ,‬عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحن بن أبزى‪ ,‬عن أبيه‪,‬‬
‫عفن عمار‪ ,‬أن رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم قال فف التيمفم «ضربفة للوجفه والكفيف»‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا عبد الواحد‪ ,‬عن سليمان العمش‪ ,‬حدثنا شقيق‪,‬‬
‫قال‪ :‬كنت قاعدا مع عبد ال وأب موسى‪ ,‬فقال أبو موسى لعبد ال‪ :‬لو أن رجلً ل يد الاء ل يصل‬
‫؟ فقال ع بد ال‪ :‬ل‪ ,‬فقال أ بو مو سى‪ :‬أ ما تذ كر إذ قال عمار لع مر‪ :‬أل تذ كر إذ بعث ن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وإياك ف إبل‪ ,‬فأصابتن جنابة فتمرغت ف التراب‪ ,‬فلما رجعت إل رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم أ خبته‪ ,‬فض حك ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وقال «إن ا كان يكف يك أن‬
‫تقول هكذا‪ ,‬وضرب بكف يه إل الرض‪ ,‬ث م سح كف يه جيعا‪ ,‬وم سح وج هه م سحة واحدة بضر بة‬
‫واحدة» ؟ فقال ع بد ال‪ :‬ل جرم‪ ,‬ما رأ يت ع مر ق نع بذاك‪ ,‬قال‪ :‬فقال له أ بو مو سى‪ :‬فك يف بذه‬
‫الَ ية ف سورة الن ساء {فلم تدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} ؟ قال‪ :‬ف ما درى ع بد ال ما يقول‪,‬‬
‫وقال‪ :‬لو رخصنا لم ف التيمم لوشك أحدهم إذا برد الاء على جلده أن يتيمم‪ :‬وقال تعال ف آية‬
‫الائدة {فام سحوا بوجوه كم وأيدي كم م نه} ا ستدل بذلك الشاف عي‪ ,‬على أ نه ل بد ف التي مم‪ ,‬أن‬
‫يكون بتراب طاهر‪ ,‬له غبار يعلق بالوجه واليدين منه شيء‪ ,‬كما روى الشافعي بإسناده التقدم عن‬

‫‪101‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن الصمة‪ :‬أنه مر بالنب صلى ال عليه وسلم وهو يبول‪ ,‬فسلم عليه فلم يرد عليه‪ ,‬حت قام إل جدار‬
‫فح ته بع صا كا نت م عه‪ ,‬فضرب بيده عل يه‪ ,‬ث م سح وج هه وذراع يه‪ ,‬وقوله‪ { :‬ما ير يد ال ليج عل‬
‫عليكم من حرج} أي ف الد ين الذي شرعه لكم {ولكن ير يد ليطهر كم} فلهذا أباح ل كم‪ ,‬إذا ل‬
‫تدوا الاء‪ ,‬أن تعدلوا إل التيمم بالصعيد‪{ ,‬ولي تم نعمته علي كم لعلكم تشكرون} ولذا كانت هذه‬
‫المة مصوصة بشروعية التيمم‪ ,‬دون سائر المم‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي‪ ,‬عن جابر بن عبد ال‬
‫ر ضي ال عنه ما‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أعط يت خ سا ل يعط هن أ حد قبلي‪,‬‬
‫ن صرت بالر عب م سية ش هر‪ ,‬وجعلت ل الرض م سجدا وطهورا‪ ,‬فأي ا ر جل من أم ت أدرك ته‬
‫الصلة فليصل» وف لفظ «فعنده طهوره ومسجده‪ ,‬وأحلت ل الغنائم ول تل لحد قبلي‪ ,‬وأعطيت‬
‫الشفا عة‪ ,‬وكان ال نب يب عث إل قو مه وبع ثت إل الناس عا مة» وتقدم ف حد يث حذي فة ع ند م سلم‬
‫«فضل نا على الناس بثلث‪ ,‬جعلت صفوفنا ك صفوف اللئ كة‪ ,‬وجعلت ل نا الرض م سجدا وتربت ها‬
‫طهورا إذا ل ند الاء» وقال تعال ف هذه الَية الكرية‪{ :‬فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن ال كان‬
‫عفوا غفورا} أي و من عفوه عن كم وغفرا نه ل كم أن شرع التي مم‪ ,‬وأباح ل كم ف عل ال صلة به إذا‬
‫فقدت الاء‪ ,‬توسعة عليكم ورخصة لكم‪ ,‬وذلك أن هذه الَية الكرية فيها تنيه الصلة‪ ,‬أن تفعل على‬
‫هيئة ناق صة‪ ,‬من سكر ح ت ي صحو الكلف ويع قل ما يقول‪ ,‬أو جنا بة ح ت يغت سل‪ ,‬أو حدث ح ت‬
‫يتو ضأ‪ ,‬إل أن يكون مريضا أو عادما للماء‪ ,‬فإن ال عز و جل قد أر خص ف التي مم‪ ,‬والالة هذه‬
‫رحةففف بعباده ورأففففة بمففف ‪ ,‬وتوسفففعة عليهفففم‪ ,‬ول المفففد والنفففة‪.‬‬
‫(ذ كر سبب نزول مشروع ية التي مم) وإن ا ذكر نا ذلك هه نا لن هذه الَ ية ال ت ف الن ساء متقد مة‬
‫النول على آية الائدة‪ ,‬وبيانه أن هذه نزلت قبل تتّم تري المر‪ ,‬والمر إنا حرم بعد أحد بيسي‬
‫يقال‪ :‬ف ماصرة النب صلى ال عليه وسلم لبن النضي‪ ,‬وأما الائدة فإنا من أواخر ما نزل ول سيما‬
‫صدرها‪ ,‬فناسب أن يذكر السبب ههنا‪ ,‬وبال الثقة‪ .‬قال أحد‪ :‬حدثنا ابن ني عن هشام‪ ,‬عن أبيه‪,‬‬
‫عن عائشة أنا استعارت من أساء قلدة فهلكت‪ ,‬فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم رجالً ف‬
‫طلبها فوجدوها‪ ,‬فأدركتهم الصلة وليس معهم ماء فصلوا بغي وضوء‪ ,‬فشكوا ذلك إل رسول ال‪,‬‬
‫فأنزل ال آية التيمم‪ ,‬فقال أسيد بن الضي لعائشة‪ :‬جزاك ال خيا‪ ,‬فو ال ما نزل بك أمر تكرهينه‬
‫إل جعفففففففففل ال لك وللمسفففففففففلمي فيفففففففففه خيا‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى) قال البخاري‪ :‬حدثنا عبد ال بن يوسف‪ ,‬أنبأنا مالك عن عبد الرحن بن القاسم عن‬
‫أبيه‪ ,‬عن عائ شة‪ ,‬قالت‪ :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بعض أ سفاره ح ت إذا كنا‬
‫بالبيداء أو بذات ال يش‪ ,‬انق طع ع قد ل‪ ,‬قأقام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على التما سه‪ ,‬وأقام‬
‫الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء‪ ,‬فأتى الناس إل أب بكر فقالوا‪ :‬أل ترى إل ما صنعت‬
‫عائشة‪ ,‬أقامت برسول ال صلى ال عليه وسلم وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء ؟ فجاء أبو‬
‫ب كر ور سول ال صلى ال عل يه و سلم وا ضع رأ سه على فخذي قد نام‪ ,‬فقال‪ :‬حب ست ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء ؟ قالت عائشة‪ :‬فعاتبن أبو بكر‪ ,‬وقال‬
‫ما شاء ال أن يقول‪ ,‬وجعل يطعن بيده ف خاصرت ول ينعن من التحرك إل مكان رأس رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم على)فخذي فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم حي أصبح على غي ماء فأنزل‬
‫ال آية التيمم‪ ,‬فتيمموا‪ ,‬فقال أسيد بن الضي‪ :‬ما هي بأول بركتكم يا آل أب بكر‪ ,‬قالت‪ :‬فبعثنا‬
‫البعي الذي كنت عليه فوجدنا العقد تته‪ ,‬وقد رواه البخاري أيضا عن قتيبة وإساعيل‪ ,‬ورواه مسلم‬
‫ففففففن مالك‪.‬‬ ‫فففففف عف‬ ‫ففففففن ييف‬ ‫فففففف بف‬ ‫ففففففن ييف‬ ‫عف‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا أب عن صال قال‪ ,‬قال ابن شهاب‪ :‬حدثن‬
‫عبيد ال بن ع بد ال عن ا بن عباس‪ ,‬عن عمار بن يا سر‪ :‬أن ر سول ال صلى ال عليه و سلم عرس‬
‫بأولت ال يش وم عه زوج ته عائ شة‪ ,‬فانق طع ع قد ل ا من جزع ظفار‪ ,‬فح بس الناس ابتغاء عقد ها‪,‬‬
‫وذلك حت أضاء الفجر‪ ,‬وليس مع الناس ماء‪ ,‬فأنزل ال على رسوله رخصة التطهي بالصعيد الطيب‪,‬‬
‫فقام السلمون مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فضربوا بأيديهم إل الرض‪ ,‬ث رفعوا أيديهم ول‬
‫يقبضوا من التراب شيئا‪ ,‬فمسحوا با وجوههم وأيديهم إل الناكب‪ ,‬ومن بطون أيديهم إل الَباط‪.‬‬
‫وقد رواه ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا صيفي‪ ,‬عن ابن أب ذئب‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن عبيد ال‪,‬‬
‫عن أب اليقظان‪ ,‬قال‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فهلك عقد لعائشة‪ ,‬فأقام رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ح ت أضاء الف جر‪ ,‬فتغ يظ أ بو ب كر على عائ شة‪ ,‬فنلت عل يه رخ صة ال سح‬
‫بال صعيد الط يب‪ ,‬فد خل أ بو ب كر فقال ل ا‪ :‬إ نك لبار كة نزلت ف يك رخ صة‪ ,‬فضرب نا بأيدي نا ضر بة‬
‫لوجوهنففففففا‪ ,‬وضربففففففة ليدينففففففا إل الناكففففففب والَباط‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال الافظ أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا السن بن‬
‫أحد بن الليث‪ ,‬حدثنا ممد بن مرزوق‪ ,‬حدثنا العباس بن أب سَويّة‪ ,‬حدثن اليثم بن رُزيق الالكي‬

‫‪103‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من بن مالك بن كعب بن سعد وعاش مائة وسبع عشرة سنة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن السلع بن شريك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫كنت أرحل ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم فأصابتن جنابة ف ليلة باردة‪ ,‬وأراد رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم الرحلة‪ ,‬فكرهت أن أرحل ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا جنب‪ ,‬وخشيت‬
‫أن أغتسفل بالاء البارد فأموت أو أمرض‪ ,‬فأمرت رجلً مفن النصفار فرحلهفا‪ ,‬ثف رضففت أحجارا‬
‫فأسخنت با ماء فاغتسلت‪ ,‬ث لقت رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه‪ ,‬فقال‪« :‬يا أسلع ما‬
‫ل أرى رحل تك تغيت» قلت‪ :‬يا ر سول ال ل أرحل ها‪ ,‬رحل ها ر جل من الن صار‪ ,‬قال «ول» ؟‬
‫قلت‪ :‬إن أصابتن جنابة فخشيت القر على نفسي‪ ,‬فأمرته أن يرحلها‪ ,‬ورضفت أحجارا فأسخنت با‬
‫ماء فاغتلست به‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬ل تقربوا الصلة وأنتم سكارى حت تعلموا ما تقولون} إل قوله‬
‫{إن ال كان عفوا غفورا} وقففففد روي مففففن وجففففه آخففففر عنففففه‪.‬‬

‫سبِيلَ * وَاللّ ُه‬ ‫ضلََلةَ َويُرِيدُو نَ أَن َتضِلّواْ ال ّ‬ ‫شتَرُو نَ ال ّ‬ ‫** أَلَ ْم َترَ إِلَى الّذِي نَ أُوتُواْ نَ صِيبا مّ َن اْل ِكتَا بِ يَ ْ‬
‫ضعِ هِ‬ ‫َأعْلَ ُم ِبأَعْدَائِكُ ْم وَ َك َفىَ بِاللّ هِ وَلِيّا وَ َك َفىَ بِاللّ ِه نَ صِيا * مّ َن الّذِي َن هَادُواْ ُيحَرّفُو نَ الْكَلِ َم عَن ّموَا ِ‬
‫سنَِتهِ ْم َو َطعْنا فِي الدّينِ وََلوْ َأّنهُمْ قَالُواْ سَ ِم ْعنَا‬ ‫صْينَا وَاسْمَ ْع َغيْ َر مُسْ َم ٍع وَرَا ِعنَا َليّا ِبأَلْ ِ‬
‫َويَقُولُونَ سَ ِم ْعنَا َوعَ َ‬
‫ل ُيؤْ ِمنُونَفإِلّ قَلِيلً‬ ‫َوأَ َطعْنَا وَاس ْفمَ ْع وَانْظُرْنَا َلكَانَف َخيْرا ّلهُم ْف َوأَ ْقوَمَف وَلَكِن ّل َعنَهُمُف اللّهُفِب ُكفْ ِرهِم ْف َف َ‬
‫يب تعال عن اليهود ف عليهم لعائن ال التتابعة إل يوم القيامة ف أنم يشترون الضللة بالدى‪,‬‬
‫ويعرضون عما أنزل ال على رسوله‪ ,‬ويتركون ما بأيديهم من العلم عن النبياء الولي ف صفة ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ليشتروا به ثنا قليلً من حطام الدنيا‪{ ,‬ويريدون أن تضلوا السبيل} أي يودون‬
‫لو تكفرون با أنزل عليكم أيها الؤمنون وتتركون ما أنتم عليه من الدى والعلم النافع‪{ ,‬وال أعلم‬
‫بأعدائكم} أي هو أعلم بم ويذركم منهم‪{ ,‬وكفى بال وليا وكفى بال نصيا} أي كفى به وليا‬
‫لن لأ إليه ونصيا لن استنصره‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬من الذين هادوا} «من» ف هذا لبيان النس كقوله‬
‫{فاجتنبوا الر جس من الوثان}‪ ,‬وقوله {يرفون الكلم عن مواض عه} أي يتأولون الكلم على غ ي‬
‫تأويله‪ ,‬ويفسرونه بغي مراد ال عز وجل قصدا منهم وافتراء {ويقولون سعنا وعصينا} أي يقولون‬
‫سعنا ما قلته يا ممد ول نطيعك فيه‪ ,‬هكذا فسره ماهد وابن زيد‪ ,‬وهو الراد‪ ,‬وهذا أبلغ ف كفرهم‬
‫وعنادهم وأنم يتولون عن كتاب ال بعدما عقلوه وهم يعلمون ما عليهم ف ذلك من الث والعقوبة‪,‬‬
‫وقوله {واسع غي مسمع} أي اسع ما نقول‪ ,‬ل سعت‪ ,‬رواه الضحاك عن ابن عباس‪ ,‬وقال ماهد‬

‫‪104‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والسن‪ :‬واسع غي مقبول منك‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬والول أصح‪ ,‬وهو كما قال‪ :‬وهذا استهزاء منهم‬
‫وا ستهتار‪ ,‬علي هم لع نة ال‪{ ,‬وراع نا ليا بأل سنتهم وطع نا ف الد ين} أي يوهون أن م يقولون‪ :‬راع نا‬
‫سعك بقولم راعنا‪ ,‬وإنا يريدون الرعونة بسبهم النب‪ ,‬وقد تقدم الكلم على هذا عند قوله {يا أيها‬
‫الذين آمنوا ل تقولوا راعنا وقولوا انظرنا} ولذا قال تعال عن هؤلء اليهود الذين يريدون بكلمهم‬
‫خلف ما يظهرونه {ليّا بألسنتهم وطعنا ف الدين}‪ ,‬يعن بسبهم النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث قال‬
‫تعال‪{ :‬ولو أنم قالوا سعنا وأطعنا واسع وانظرنا لكان خيا لم وأقوم ولكن لعنهم ال بكفرهم فل‬
‫يؤمنون إل قليلً} أي قلوبم مطرودة عن الي مبعدة منه‪ ,‬فل يدخلها من اليان شيء نافع لم‪ ,‬وقد‬
‫تقدم الكلم على قوله تعال‪{ :‬فقليلً مففا يؤمنون} والقصففود أنمفف ل يؤمنون إيانا نافعا‪.‬‬

‫س وُجُوها َفنَ ُر ّدهَا‬ ‫** يَا َأّيهَآ الّذِي نَ أُوتُوْا اْلكِتَا بَ آ ِمنُوْا بِمَا نَزّْلنَا مُ صَدّقا لّمَا َم َعكُ ْم مّن َقبْلِ أَن نّطْمِ َ‬
‫ت وَكَا نَ َأمْرُ اللّ ِه َم ْفعُولً * إِ نّ اللّ هَ َل َي ْغفِرُ أَن يُشْرَ كَ‬
‫سبْ ِ‬
‫ب ال ّ‬
‫عََلىَ َأ ْدبَا ِرهَآ َأوْ َن ْلعََنهُ مْ كَمَا َلعَنّآ أَ صْحَا َ‬
‫ف بِاللّهففِ َفقَ ِد ا ْفتَرَىَ ِإثْما عَظِيما‬
‫فن يُشْرِكف ْ‬ ‫فن يَشَآ ُء وَمَف‬‫فا دُونففَ ذَلِكففَ لِمَف‬ ‫ف َوَيغْفِرُ مَف‬ ‫بِهف ِ‬
‫يقول تعال آمرا أ هل الكتاب باليان ب ا نزل على عبده ور سوله م مد صلى ال عل يه و سلم من‬
‫الكتاب العظيم الذي فيه تصديق الخبار الت بأيديهم من البشارات‪ ,‬ومتهددا لم إن ل يفعلوا بقوله‪:‬‬
‫{ من ق بل أن نط مس وجوها فنرد ها على أدبار ها} قال بعض هم‪ :‬معناه من ق بل أن نط مس وجوها‪,‬‬
‫فطم سها هو رد ها إل الدبار وج عل أب صارهم من ورائ هم‪ ,‬ويم تل أن يكون الراد‪ :‬من ق بل أن‬
‫نطمس وجوها فل نبقي لا سعا ول بصرا ول أثرا‪ ,‬ومع ذلك نردها إل ناحية الدبار‪ .‬قال العوف‬
‫عن ابن عباس ف الَية وهي {من قبل أن نطمس وجوها} وطمسها أن تعمى {فنردها على أدبارها}‬
‫يقول‪ :‬نعل وجوههم من قبل أقفيتهم‪ ,‬فيمشون القهقرى‪ ,‬ونعل لحدهم عيني من قفاه‪ ,‬وكذا قال‬
‫قتادة وعط ية العو ف‪ ,‬وهذا أبلغ ف العقو بة والنكال‪ ,‬و هو م ثل ضر به ال ل م ف صرفهم عن ال ق‬
‫وردهم إل الباطل‪ ,‬ورجوعهم عن الحجة البيضاء إل ُسبُل الضللة‪ ,‬يهرعون ويشون القهقرى على‬
‫أدبارهم‪ ,‬وهذا كما قال بعضهم ف قوله {إنا جعلنا ف أعناقهم أغللً فهي إل الذقان فهم مقمحون‬
‫وجعلنا من بي أيديهم سدا} الَية‪ :‬إن هذا مثل ضربه ال لم ف ضللم‪ ,‬ومنعهم عن الدى‪ .‬قال‬
‫ماهد‪ :‬من قبل أن نطمس وجوها‪ ,‬يقول‪ :‬عن صراط الق فنردها على أدبارها‪ ,‬أي ف الضلل‪ .‬قال‬
‫ابن أب حات‪ :‬وروي عن ابن عباس والسن نو هذا‪ .‬قال السدي‪ :‬فنردها على أدبارها‪ ,‬فنمنعها عن‬

‫‪105‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الق‪ ,‬قال‪ :‬نرجعها كفارا ونردهم قردة‪ ,‬وقال ابن زيد‪ :‬نردهم إل بلد الشام من أرض الجاز‪ .‬وقد‬
‫ذكر أن كعب الحبار أسلم حي سع هذه الَية‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب حدثنا جابر بن‬
‫نوح عن عيسى بن الغية‪ ,‬قال‪ :‬تذاكرنا عند إبراهيم إسلم كعب‪ ,‬فقال‪ :‬أسلم كعب زمان عمر‪,‬‬
‫أقبل وهو يريد بيت القدس‪ ,‬فمر على الدينة‪ ,‬فخرج إليه عمر فقال‪ :‬يا كعب‪ ,‬أسلم‪ .‬فقال‪ :‬ألستم‬
‫تقرأون ف كتابكم {مثل الذين حلوا التوراة ف إل ف أسفارا} وأنا قد حلت التوراة‪ ,‬قال‪ :‬فتركه‬
‫عمر ث خرج حت انتهى إل حص‪ ,‬فسمع رجلً من أهلها حزينا وهو يقول‪{ :‬يا أيها الذين أوتوا‬
‫الكتاب آمنوا با نزلنا مصدقا لا معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها} الَية‪ ,‬قال‬
‫كعب‪ :‬يا رب أسلمت مافة أن تصيبه هذه الَية‪ ,‬ث رجع فأتى أهله ف اليمن‪ ,‬ث جاء بم مسلمي‪.‬‬
‫وقد رواه ابن أب حات بلفظ آخر من وجه آخر فقال‪ :‬حدثنا أب ‪ ,‬حدثنا ابن نفيل‪ ,‬حدثنا عمرو بن‬
‫وا قد عن يو نس بن حَلْبَس‪ ,‬عن أ ب إدر يس عائذ ال الول ن‪ ,‬قال‪ :‬كان أ بو م سلم الليلي معلم‬
‫كعب‪ ,‬وكان يلومه ف إبطائه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ :‬فبعثه إليه لينظر أهو هو ؟‬
‫قال كعب‪ :‬فركبت حت أتيت الدينة‪ ,‬فإذا تال يقرأ القرآن يقول {يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا‬
‫با نزلنا مصدقا لا معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها} فبادرت الاء فاغتسلت‪,‬‬
‫وإن لمس وجهي مافة أن أطمس ث أسلمت‪ .‬وقوله {أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت} يعن‬
‫الذين اعتدوا ف سبتهم باليلة على الصطياد وقد مسخوا قردة وخنازير‪ ,‬وسيأت بسط قصتهم ف‬
‫سورة العراف‪ .‬وقوله {وكان أ مر ال مفعولً} أي إذا أ مر بأ مر فإ نه ل يالف ول يا نع‪ .‬ث أ خب‬
‫تعال أنه {ل يغفر أن يشرك به}‪ .‬أي ل يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به‪{ ,‬ويغفر ما دون ذلك}‪ ,‬أي‬
‫من الذنوب {لن يشاء}‪ ,‬أي من عباده‪ ,‬وقد وردت أحاديث متعلقة بذه الَية الكرية فلنذكر منها‬
‫مفففففففففففففففففففا تيسفففففففففففففففففففر‪:‬‬
‫(الد يث الول) قال المام أح د‪ :‬حدث نا يز يد بن هارون‪ ,‬حدث نا صدقة بن مو سى‪ ,‬حدث نا أ بو‬
‫عمران الون عن يزيد بن بابَنوس عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «الدواوين‬
‫عنفد ال ثلثفة‪ :‬ديوان ل يعبفأ ال بفه شيئا‪ ,‬وديوان ل يترك ال منفه شيئا‪ ,‬وديوان ل يغفره ال‪ ,‬فأمفا‬
‫الديوان الذي ل يغفره ال فالشرك بال‪ ,‬قال ال عفز وجفل‪{ :‬إن ال ل يغففر أن يشرك بفه} الَيفة‪,‬‬
‫وقال {إ نه من يشرك بال ف قد حرم ال عل يه ال نة}‪ ,‬وأ ما الديوان الذي ل يع بأ ال به شيئا‪ ,‬فظلم‬
‫العبد نفسه فيما بينه وبي ربه من صوم يوم تركه أو صلة تركها‪ ,‬فإن ال يغ فر ذلك ويتجاوز إن‬

‫‪106‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شاء‪ ,‬وأ ما الديوان الذي ل يترك ال م نه شيئا فظلم العباد بعض هم بعضا‪ ,‬الق صاص ل مالة» تفرد به‬
‫أحدفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪.‬‬
‫(الديث الثان) قال الافظ أبو بكر البزار ف مسنده‪ :‬حدثنا أحد بن مالك‪ ,‬حدثنا زائدة بن أب‬
‫الرّقاد‪ ,‬عن زياد النميي‪ ,‬عن أنس بن مالك‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «الظلم ثلثة‪ :‬فظلم‬
‫ل يغفره ال‪ ,‬وظلم يغفره ال‪ ,‬وظلم ل يتركفه ال‪ ,‬فأ ما الظلم الذي ل يغفره ال فالشرك‪ ,‬وقال {إن‬
‫الشرك لظلم عظ يم}‪ ,‬وأ ما الظلم الذي يغفره ال فظلم العباد لنف سهم في ما بين هم وب ي رب م‪ ,‬وأ ما‬
‫الظلم الذي ل يتركففه فظلم العباد بعضهففم بعضا حتفف يديففن لبعضهففم مففن بعففض»‪.‬‬
‫(الديث الثالث) قال المام أحد‪ :‬حدثنا صفوان بن عيسى‪ ,‬حدثنا ثور بن يزيد عن أب عون‪ ,‬عن‬
‫أب إدريس‪ ,‬قال‪ :‬سعت معاوية يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «كل ذنب عسى‬
‫ال أن يغفره إل الرجل يوت كافرا‪ ,‬أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا» ورواه النسائي عن ممد بن مثن‬
‫عفففففففن صففففففففوان بفففففففن عيسفففففففى بفففففففه‪.‬‬
‫(الديث الرابع) قال المام أحد‪ :‬حدثنا هاشم بن القاسم‪ ,‬حدثنا عبد الميد‪ ,‬حدثنا شهر‪ ,‬حدثنا‬
‫ابن غنم أن أبا ذر حدثه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪,‬قال «إن ال يقول‪ :‬يا عبدي ما عبدتن‬
‫ورجوت ن‪ ,‬فإ ن غا فر لك على ما كان م نك‪ ,‬يا عبدي إ نك إن لقيت ن بقراب الرض خطيئة ما ل‬
‫تشرك بففف‪ ,‬لقيتفففك بقراباففف مغفرة» تفرد بفففه أحدففف مفففن هذا الوجفففه‪.‬‬
‫(الديث الامس) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا حسي عن ابن بريدة أن‬
‫يي بن يعمر حدثه أن أبا السود الديلي حدثه أن أبا ذر حدثه قال‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم فقال « ما من ع بد قال‪ :‬ل إله إل ال ث مات على ذلك‪ ,‬إل د خل ال نة‪ ,‬قلت‪ :‬وإن ز ن وإن‬
‫سرق ؟ قال‪ :‬وإن زن وإن سرق‪ .‬قلت‪ :‬وإن زن وإن سرق ؟ قال وإن زن وإن سرق ثلثا‪ ,‬ث قال‬
‫ف الرابعة‪ :‬على رغم أنف أب ذر»‪ ,‬قال‪ :‬فخرج أبو ذر وهو ير إزاره وهو يقول‪ :‬وإن رغم أنف أب‬
‫ذر‪ ,‬وكان أبفو ذر يدث بذا ويقول‪ :‬وإن رغفم أنفف أبف ذر‪ .‬أخرجاه مفن حديفث حسفي بفه‪.‬‬
‫(طريق أخرى) لديث أب ذر‪ .‬قال أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن زيد بن وهب‪,‬‬
‫عن أ ب ذر‪ ,‬قال‪ :‬كنت أم شي مع ال نب صلى ال عليه و سلم ف حرة الدينة عشاء‪ ,‬ون ن نن ظر إل‬
‫ف أبفا ذر» قلت‪ :‬لبيفك يفا رسفول ال‪ .‬قال‪« :‬مفا أحفب أن ل أحدا ذاك عندي ذهبا‬ ‫أحفد‪ ,‬فقال «ي ا‬
‫أمسي ثالثة وعندي منه دينار إل دينارا أرصده يعن لدين‪ ,‬إل أن أقول به ف عباد ال هكذا»‪ ,‬وحثا‬

‫‪107‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن يي نه وب ي يد يه و عن ي ساره‪ ,‬قال‪ :‬ث مشي نا‪ ,‬فقال « يا أ با ذر‪ ,‬إن الكثر ين هم القلون يوم‬
‫القيامة‪ ,‬إل من قال هكذا وهكذا»‪ ,‬فحثا عن يينه ومن بي يديه وعن يساره‪ ,‬قال‪ :‬ث مشينا‪ ,‬فقال‬
‫« يا أ با ذر ك ما أ نت ح ت آت يك» قال‪ :‬فانطلق ح ت توارى ع ن‪ ,‬قال‪ :‬ف سمعت لغطا‪ ,‬فقلت‪ :‬ل عل‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عرض له‪ ,‬قال‪ :‬فهم مت أن أتب عه‪ ,‬ث ذكرت قوله‪ :‬ل تبح ح ت‬
‫آت يك‪ ,‬فانتظر ته ح ت جاء‪ ,‬فذكرت له الذي سعت‪ ,‬فقال «ذاك جب يل أتا ن فقال‪ :‬من مات من‬
‫أمتفك ل يشرك بال شيئا دخفل النفة» قلت‪ :‬وإن زنف وإن سفرق ؟ قال‪« :‬وإن زنف وإن سفرق»‪,‬‬
‫أخرجاه ف الصحيحي من حديث العمش به‪ ,‬وقد رواه البخاري ومسلم أيضا‪ ,‬كلها عن قتيبة‪,‬‬
‫عن جرير بن عبد الميد‪ ,‬عن عبد العزيز بن رفيع‪ ,‬عن زيد بن وهب‪ ,‬عن أب ذر‪ ,‬قال‪ :‬خرجت ليلة‬
‫من الليال فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم يشي وحده ليس معه إنسان‪ ,‬قال‪ :‬فظننت أنه يكره‬
‫أن يشي معه أحد‪ ,‬قال‪ :‬فجعلت أمشي ف ظل القمر‪ ,‬فالتفت فرآن‪ ,‬فقال «من هذا ؟» فقلت‪ :‬أبو‬
‫ذر‪ ,‬جعلن ال فداك‪ .‬قال «يا أبا ذر تعال»‪ .‬قال‪ :‬فمشيت معه ساعة‪ ,‬فقال «إن الكثرين هم القلون‬
‫يوم القيامة‪ ,‬إل من أعطاه ال خيا فنفخ فيه عن يينه وشاله وبي يديه ووراءه وعمل فيه خيا» قال‬
‫فمشيت معه ساعة‪ ,‬فقال ل «إجلس ههنا»‪ ,‬فأجلسن ف قاع حوله حجارة‪ ,‬فقال ل «إجلس ههنا‬
‫ح ت أر جع إل يك»‪ .‬قال‪ :‬فانطلق ف الرة ح ت ل أراه‪ ,‬فل بث ع ن فأطال الل بث‪ ,‬ث إ ن سعته و هو‬
‫مقبل وهو يقول «وإن زن وإن سرق» قال‪ :‬فلما جاء ل أصب حت قلت‪ :‬يا نب ال‪ ,‬جعلن ال فداك‬
‫من تكلم ف جانب الرة‪ ,‬ما سعت أحدا يرجع إليك شيئا‪ ,‬قال «ذاك جبيل عرض ل من جانب‬
‫الرة‪ ,‬فقال‪ :‬بشر أمتك أنه من مات ل يشرك بال شيئا دخل النة‪ :‬قلت‪ :‬يا جبيل‪ ,‬وإن سرق وإن‬
‫ز ن‪ ,‬قال‪ :‬ن عم‪ .‬قلت‪ :‬وإن سرق وإن ز ن‪ ,‬قال‪ :‬ن عم‪ :‬قلت‪ :‬وإن سرق وإن ز ن ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ,‬وإن‬
‫شرب المففففففففففففففففففففففففففففففففففففر»‪.‬‬
‫(الديث السادس) قال عبد بن حيد ف مسنده‪ :‬حدثنا عبيد ال بن موسى عن ابن أب ليلى عن أب‬
‫الزبيف‪ ,‬عفن جابر‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجفل إل رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم فقال‪ :‬يفا رسفول ال‪ ,‬مفا‬
‫الوجبتان‪ ,‬قال‪« :‬من مات ل يشرك بال شيئا وجبت له النة‪ ,‬ومن مات يشرك بال شيئا وجبت له‬
‫النار»‪ ,‬وذكفففففر تام الديفففففث تفرد بفففففه مفففففن هذا الوجفففففه‪.‬‬
‫(طر يق أخرى) قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا ال سن بن عمرو بن خلد الرا ن‪ ,‬حدث نا‬
‫منصور بن إساعيل القرشي‪ ,‬حدثنا موسى بن عبيدة ال ّربِذِي‪ ,‬أخبن عبد ال بن عبيدة عن جابر بن‬

‫‪108‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما من نفس توت ل تشرك بال شيئا إل حلت‬
‫لا الغفرة‪ ,‬إن شاء ال عذبا وإن شاء غفر لا {إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن‬
‫يشاء}‪ ,‬ورواه الافظ أبو يعلى ف مسنده من حديث موسى بن عبيدة عن أخيه عبد ال بن عبيدة‪,‬‬
‫عن جابر‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال «ل تزال الغفرة على العبد ما ل يقع الجاب» قيل‪ :‬يا‬
‫نب ال و ما الجاب ؟ قال «الشراك بال ف قال ف ما من ن فس تل قى ال ل تشرك به شيئا إل‬
‫حلت ل ا الغفرة من ال تعال‪ ,‬إن يشاء أن يعذب ا وإن يشاء أن يغ فر ل ا» ث قرأ نب ال {إن ال ل‬
‫فففف يشاء}‪.‬‬ ‫ففففا دون ذلك لنف‬ ‫ففففر مف‬ ‫ففففه‪ ,‬ويغفف‬ ‫ففففر أن يشرك بف‬ ‫يغفف‬
‫(الديث السابع) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا زكريا عن عطية‪ ,‬عن أب سعيد الدري‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من مات ل يشرك بال شيئا دخل النة» تفرد به من هذا‬
‫الوجفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫(الديث الثامن) قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا أبو قبيل عن‬
‫عبفد ال بفن ناشفر مفن بنف سفريع‪ ,‬قال‪ :‬سفعت أبارَهْم قاصّف أهفل الشام يقول‪ :‬سفعت أبفا أيوب‬
‫النصاري يقول‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬خرج ذات يوم إليهم‪ ,‬فقال لم‪ :‬إن ربكم عز‬
‫وجل خين بي سبعي ألفا يدخلون النة عفوا بغي حساب وبي البيئة عنده لمت‪ ,‬فقال له بعض‬
‫أصحابه‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬أيبأ ذلك ربك ؟ فدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم ث خرج وهو يكب‬
‫فقال «إن رب زادن مع كل ألف سبعي ألفا والبيئة عنده» قال أبو رهم‪ :‬يا أبا أيوب‪ :‬وما تظن‬
‫خبيئة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فأكله الناس بأفواه هم‪ ,‬فقالوا‪ :‬و ما أ نت و خبيئة ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ؟ فقال أبو أيوب‪ :‬دعوا الرجل عنكم أخبكم عن خبيئة رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم كما أظن‪ ,‬بل كالستيقن إن خبيئة رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقول «من شهد أن‬
‫ل إله إل ال وحده ل شريفك له‪ ,‬وأن ممدا عبده ورسفوله مصفدقا لسفانه قلبفه أدخله النفة»‪.‬‬
‫(الديث التاسع) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا الؤمل بن الفضل الران‪ ,‬حدثنا عيسى بن‬
‫يونس (ح) وأخبنا هاشم بن القاسم الران فيما كتب إلّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى بن يونس نفسه عن‬
‫واصل بن السائب الرقاشي‪ ,‬عن أب سورة ابن أخي أب أيوب النصاري‪ ,‬عن أب أيوب‪ ,‬قال‪ :‬جاء‬
‫رجل إل النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪ :‬إن ل ابن أخ ل ينتهي عن الرام‪ .‬قال «وما دينه ؟» قال‪:‬‬
‫ي صلي ويو حد ال تعال‪ .‬قال «ا ستوهب م نه دي نه‪ ,‬فإن أ ب فابت عه م نه» فطلب الر جل ذاك م نه فأ ب‬

‫‪109‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه‪ ,‬فأتى النب صلى ال عليه وسلم فأخبه‪ ,‬فقال «وجدته شحيحا ف دينه» قال‪ :‬فنلت {إن ال‬
‫فففف يشاء}‪.‬‬ ‫ففففا دون ذلك لنف‬ ‫ففففر مف‬ ‫ففففه ويغفف‬ ‫ففففر أن يشرك بف‬ ‫ل يغفف‬
‫(الديث العاشر) قال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا عمرو بن الضحاك حدثنا أب‪ ,‬حدثنا مستور أبو هام‬
‫النائي‪ ,‬حدثنا ثابت عن أنس‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ ,‬ما تر كت حا جة ول ذا حا جة إل قد أت يت‪ ,‬قال «أل يس تش هد أن ل إله إل ال‪ ,‬وأن ممدا‬
‫رسففففول ال ؟» ثلث مرات ؟ قال‪ :‬نعففففم‪ ,‬قال «فإن ذلك يأتفففف على ذلك كله»‪.‬‬
‫(الديث الادي عشر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ,‬حدثنا عكرمة بن عمار عن ضمضم بن‬
‫جوش اليمامي‪ ,‬قال‪ :‬قال ل أبو هريرة‪ :‬يا يامي ل تقولن لرجل‪ :‬وال ل يغفر ال لك‪ ,‬أو ل يدخلك‬
‫النة أبدا‪ .‬قلت‪ :‬يا أبا هريرة‪ ,‬إن هذه كلمة يقولا أحدنا لخيه وصاحبه إذا غضب قال‪ :‬ل تقلها‪,‬‬
‫فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «كان ف بن إسرائيل رجلن‪ :‬كان أحدها متهدا‬
‫ف العبادة‪ ,‬وكان الَخر مسرفا على نفسه‪ ,‬وكانا متآخيي‪ ,‬وكان الجتهد ل يزال يرى الَخر على‬
‫ذ نب فيقول‪ :‬يا هذا أق صر‪ ,‬فيقول‪ :‬خل ن ور ب أبع ثت عل يّ رقيبا قال‪ :‬إل أن رآه يوما على ذ نب‬
‫استعظمه‪ ,‬فقال له‪ :‬ويك‪ ,‬أقصر ! قال‪ :‬خلن ورب‪ ,‬أبعثت عل يّ رقيبا ؟ فقال وال ل يغفر ال لك‬
‫ف عنده‪ ,‬فقال‬‫أو ل يدخلك ال النفة أبدا‪ ,‬قال‪ :‬فبعفث ال إليهمفا ملكفا فقبفض أرواحهمفا‪ ,‬واجتمع ا‬
‫للمذ نب‪ :‬اذ هب فاد خل ال نة برح ت‪ ,‬وقال للَ خر‪ :‬أك نت عالا‪ ,‬أك نت على ما ف يدي قادرا ؟‬
‫اذهبوا به إل النار‪ :‬قال‪« :‬فوالذي نفس أب القاسم بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته»‪ ,‬ورواه‬
‫أبففو داود مففن حديففث عكرمففة بففن عمار‪ ,‬حدثنفف ضمضففم بففن جوش بففه‪.‬‬
‫(الديث الثان ع شر) قال ال طبان‪ :‬حدثنا أبو شيخ عن ممد بن ال سن بن عجلن ال صبهان‪,‬‬
‫حدثنا سلمة بن شبيب‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن الكم بن أبان‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس عن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬قال ال عز و جل‪ « :‬من علم أ ن ذو قدرة على مغفرة الذنوب‬
‫غفرت له ول أبال‪ ,‬مففففففففففففا ل يشرك بفففففففففففف شيئا»‪.‬‬
‫(الديث الثالث عشر) قال الافظ أبو بكر البزار والافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا هدبة بن خالد‪ ,‬حدثنا‬
‫سهل بن أ ب حازم عن ثا بت‪ ,‬عن أنس‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « من وعده ال‬
‫على ع مل ثوابا‪ ,‬ف هو منجزه له‪ ,‬و من توعده على ع مل عقابا‪ ,‬فهو ف يه باليار» تفردا به‪ .‬وقال ا بن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا بر بن نصر الولن‪ ,‬حدثنا خالد يعن ابن عبد الرحن الراسان‪ ,‬حدثنا اليثم بن‬

‫‪110‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حاد عن سلم بن أب مطيع عن بكر بن عبد ال الزن‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬كنا أصحاب النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ل نشك ف قاتل النفس‪ ,‬وآكل مال اليتيم‪ ,‬وقاذف الحصنات‪ ,‬وشاهد الزور‪ ,‬حت‬
‫نزلت هذه الَية {إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء} فأمسك أصحاب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم عن الشهادة‪ ,‬ورواه ابن جرير من حديث اليثم بن حاد به وقال ابن أب حات‬
‫أيضا‪ :‬حدث نا ع بد اللك بن أ ب ع بد الرح ن القري‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن عا صم‪ ,‬حدث نا صال يع ن‬
‫الري‪ ,‬حدثنا أبو بشر عن أيوب‪ ,‬عن نافع‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬كنا ل نشك فيمن أوجب ال له النار‬
‫ف الكتاب‪ ,‬حت نزلت علينا هذه الَية {إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء}‬
‫قال‪ :‬فلما سعناها كففنا عن الشهادة وأرجينا المور إل ال عز وجل‪ .‬وقال البزار‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫عبد الرحيم‪ ,‬حدثنا شيبان بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا حرب بن سُريج عن أيوب‪ ,‬عن نافع‪ ,‬عن ابن عمر‪:‬‬
‫قال‪ :‬كنا ن سك عن الستغفار لهل الكبائر حت سعنا نبينا صلى ال عليه وسلم يقول {إن ال ل‬
‫يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء} وقال‪« :‬أخرت شفاعت لهل الكبائر من أمت يوم‬
‫جبّر عن ع بد ال بن ع مر أ نه قال‪ :‬ل ا نزلت‬
‫القيا مة»‪ ,‬وقال أ بو جع فر الرازي عن الرب يع‪ ,‬أ خبن ُم َ‬
‫{ قل يا عبادي الذ ين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رح ة ال} إل آخر الَية‪ ,‬قام ر جل فقال‪:‬‬
‫والشرك بال يا نب ال ؟ فكره ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪{ :‬إن ال ل يغفر أن يشرك‬
‫به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء‪ ,‬ومن يشرك بال فقد افترى إثا عظيما} رواه ابن جرير‪ ,‬وقد رواه‬
‫ابن مردويه من طرق عن ابن عمر‪ ,‬وهذه الَية الت ف سورة تنيل مشروطة بالتوبة‪ ,‬فمن تاب من أي‬
‫ذ نب وإن تكرر م نه‪ ,‬تاب ال عل يه‪ ,‬ولذا قال { قل يا عبادي الذ ين أ سرفوا على أنف سهم ل تقنطوا‬
‫من رح ة ال إن ال يغ فر الذنوب جيعا} أي بشرط التو بة‪ ,‬ولو ل ي كن كذلك لد خل الشرك ف يه‪,‬‬
‫ول يصح ذلك لنه تعال قد حكم ههنا بأنه ل يغفر الشرك‪ ,‬وحكم بأنه يغفر ما عداه لن يشاء‪ ,‬أي‪:‬‬
‫وإن ل ي تب صاحبه فهذه أر جى من تلك من هذا الو جه‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله {و من يشرك بال ف قد‬
‫افترى إثا عظيما} كقوله {إن الشرك لظلم عظ يم} وث بت ف ال صحيحي عن ا بن م سعود أنه قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬أي الذ نب أع ظم ؟ قال‪« :‬أن ت عل ل ندا و هو خل قك» وذ كر تام الد يث‪,‬‬
‫وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد‪ ,‬حدثنا أحد بن عمرو‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن النذر‪,‬‬
‫حدثنا معن‪ ,‬حدثنا سعيد بن بشي عن قتادة‪ ,‬عن السن‪ ,‬عن عمران بن حصي‪ :‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليفه وسفلم قال «أخفبكم بأكفب الكبائر الشرك بال» ثف قرأ {ومفن يشرك بال فقفد افترى إثا‬

‫‪111‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عظيما}‪ ,‬وعقوق الوالديفففن‪ .‬ثففف قرأ {أن اشكفففر ل ولو الديفففك إل الصفففي}‪.‬‬

‫ف َيفْتَرُونَ‬
‫سهُ ْم بَلِ اللّ ُه يُزَكّي مَن يَشَآ ُء وَلَ يُ ْظلَمُونَ َفتِيلً * ان ُظرْ كَي َ‬ ‫** أَلَ ْم تَرَ إِلَى الّذِي َن يُزَكّونَ َأنْفُ َ‬
‫جبْ تِ‬‫ب ُي ْؤمِنُو َن بِالْ ِ‬‫ب وَ َكفَ َى بِ هِ ِإثْما ّمبِينا * أَلَ ْم تَرَ إِلَى الّذِي نَ أُوتُواْ نَ صِيبا مّ َن اْل ِكتَا ِ‬
‫عَلَى اللّ ِه الكَذِ َ‬
‫ك الّذِي نَ َل َعَنهُ مُ اللّ هُ‬
‫ى مِ َن الّذِي نَ آ َمنُواْ َسبِيلً * ُأوْلَـئِ َ‬ ‫وَالطّاغُو تِ َوَيقُولُو نَ ِللّذِي نَ َك َفرُوْا َهؤُلءِ َأهْدَ َ‬
‫ف نَصففففففِيا‬ ‫جدَ لَهففففف ُ‬ ‫وَمَففففففن يَ ْلعَنففففففِ اللّهففففففُ َفلَن تَ ِ‬
‫قال السفن وقتادة‪ :‬نزلت هذه الَيفة وهفي قوله {أل تفر إل الذيفن يزكون أنفسفهم} فف اليهود‬
‫والنصفارى حيف قالوا‪ :‬ننف أبناء ال وأحباؤه وقال ابفن زيفد‪ :‬نزلت فف قولمف‪{ :‬ننف أبناء ال‬
‫وأحباؤه}‪ ,‬وف قولم {لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى}‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬كانوا يقدمون‬
‫الصبيان أمامهم ف الدعاء والصلة يؤمونم ويزعمون أنم ل ذنب لم‪ ,‬وكذا قال عكرمة وأبو مالك‪,‬‬
‫وروى ذلك ابن جرير‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس ف قوله {أل ترَ إل الذين يزكون أنفسهم} وذلك‬
‫أن اليهود قالوا‪ :‬إن أبناءنا توفوا وهم لنا قربة وسيشفعون لنا ويزكوننا‪ ,‬فأنزل ال على ممد {أل ترَ‬
‫إل الذين يزكون أنفسهم} الَية‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬وقال ابن أ ب حا ت‪ :‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫مصفى‪ ,‬حدثنا ابن حي عن ابن ليعة‪ ,‬عن بشي بن أب عمرو‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان‬
‫اليهود يقومون صفبيانم يصفلون بمف‪ ,‬ويقربون قربانمف ويزعمون أنمف ل خطايفا لمف ول ذنوب‪,‬‬
‫وكذبوا‪ ,‬قال ال‪ :‬إنف ل أطهفر ذا ذنفب بآخفر ل ذنفب له‪ ,‬وأنزل ال {أل ترَ إل الذيفن يزكون‬
‫أنفسفهم} ثف قال‪ :‬وروي عفن ماهفد وأبف مالك والسفدي وعكرمفة والضحاك‪ ,‬نوف ذلك‪ ,‬وقال‬
‫الضحاك‪ :‬قالوا‪ :‬ليفس لنفا ذنوب كمفا ليفس لبنائنفا ذنوب‪ ,‬فأنزل ال {أل ترَ إل الذيفن يزكون‬
‫أنفسهم} فيهم‪ ,‬وقيل‪ :‬نزلت ف ذم التمادح والتزكية‪ ,‬وقد جاء ف الديث الصحيح عند مسلم عن‬
‫القداد بن السود قال‪ :‬أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نثو ف وجوه الداحي التراب‪ ,‬وف‬
‫الديث الَخر الخرج ف الصحيحي من طريق خالد الذاء عن عبد الرحن بن أب بكرة‪ ,‬عن أبيه‪:‬‬
‫ل يثن على رجل‪ ,‬فقال «ويك قطعت عنق صاحبك»‪,‬‬ ‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬سع رج ً‬
‫ث قال‪« :‬إن كان أحد كم مادحا صاحبه ل مالة‪ ,‬فلي قل أح سبه كذا‪ ,‬ول يز كي على ال أحدا»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا معتمر عن أبيه عن نعيم بن أب هند قال‪ :‬قال عمر بن الطاب‪ :‬من قال‪ :‬أنا‬
‫مؤمن فهو كافر ومن قال هو عال فهو جاهل ومن قال هو ف النة فهو ف النار‪ ,‬ورواه ابن مردويه‬

‫‪112‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من طريق موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد ال بن كريز عن عمر أنه قال‪ :‬إن أخوف ما أخاف‬
‫عليكم إعجاب الرء برأيه فمن قال إنه مؤمن فهو كافر‪ ,‬ومن قال‪ :‬هو عال فهو جاهل‪ ,‬ومن قال‪:‬‬
‫إنه ف النة فهو ف النار‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة وحجاج‪ ,‬أنبأنا شعبة‬
‫عن سعد بن إبراهيم‪ ,‬عن معبد الهن‪ ,‬قال‪ :‬كان معاوية قلما يدث عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ :‬وكان قل ما يكاد أن يدع يوم الم عة هؤلء الكلمات أن يدث ب ن عن ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم يقول «من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين‪ ,‬وإن هذا الال حلو خضر‪ ,‬فمن يأخذه بقه يبارك‬
‫له فيه‪ ,‬وإياكم والتمادح فإنه الذبح» وروى ابن ماجه منه «إياكم والتمادح فإنه الذبح» عن أب بكر‬
‫بن أب شيبة عن غندر عن شعبة به‪ ,‬ومعبد هذا هو ابن عبد ال بن عوي البصري القدري‪ .‬وقال ابن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا يي بن إبراهيم السعودي‪ ,‬حدثنا أب عن أبيه‪ ,‬عن جده‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن قيس بن‬
‫مسلم‪ ,‬عن طارق بن شهاب‪ ,‬قال‪ :‬قال عبد ال بن مسعود‪ :‬إن الرجل ليغدو بدينه ث يرجع وما معه‬
‫م نه ش يء‪ ,‬يل قى الر جل ل يس يلك له نفعا ول ضرا‪ ,‬فيقول له‪ :‬إ نك وال ك يت وك يت‪ ,‬فلعله أن‬
‫حلَ من حاجته بشيء‪ ,‬وقد أسخط ال‪ ,‬ث قرأ {أل ترَ إل الذين يزكون أنفسهم} الَية‪,‬‬ ‫يرجع ول يَ ْ‬
‫و سيأت الكلم على ذلك مطو ًل ع ند قوله تعال {فل تزكوا أنف سكم هو أعلم ب ن ات قى} ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬بفل ال يزكفي مفن يشاء} أي الرجفع فف ذلك إل ال عفز وجفل لنفه أعلم بقائق المور‬
‫وغوامضها‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ول يظلمون فتيلً} أي ول يترك لحد من الجر ما يوازن مقدار الفتيل‪,‬‬
‫قال ابن عباس وماهد وعكرمة وعطاء والسن وقتادة وغي واحد من السلف‪ :‬هو ما يكون ف شق‬
‫النواة‪ .‬وعن ابن عباس أيضا‪ :‬هو ما فتلت بي أصابعك‪ ,‬وكل القولي متقارب‪ .‬وقوله {انظر كيف‬
‫يفترون على ال الكذب} أي فف تزكيتهفم أنفسفهم ودعواهفم أنمف أبناء ال وأحباؤه‪ ,‬وقولمف {لن‬
‫يد خل ال نة إل من كان هودا أو ن صارى}‪ ,‬وقول م {لن ت سنا النار إل أياما معدودات} واتكال م‬
‫على أعمال آبائ هم ال صالة‪ ,‬و قد ح كم ال أن أعمال الَباء ل تزي عن البناء شيئا ف قوله {تلك‬
‫أ مة قد خلت ل ا ما ك سبت ول كم ما ك سبتم} الَ ية‪ ,‬ث قال {وك فى به إثا مبينا} أي وك فى‬
‫ب صنيعهم هذا كذبا وافتراء ظاهرا‪ .‬وقوله {أل ترَ إل الذ ين أوتوا ن صيبا من الكتاب يؤمنون بال بت‬
‫والطاغوت} أما البت‪ ,‬فقال ممد بن إسحاق‪ ,‬عن حسان بن فائد‪ ,‬عن عمر بن الطاب أنه قال‪:‬‬
‫البت السحر‪ ,‬والطاغوت الشيطان‪ .‬وهكذا روي عن ابن عباس وأب العالية وماهد وعطاء وعكرمة‬
‫و سعيد بن جبي والش عب وال سن والضحاك وال سدي‪ ,‬و عن ا بن عباس وأ ب العال ية وما هد وعطاء‬

‫‪113‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعكرمة وسعيد بن جبي والشعب والسن وعطية‪ :‬البت الشيطان‪ ,‬وزاد ابن عباس‪ :‬بالبشية وعن‬
‫ا بن عباس أيضا‪ :‬ال بت الشرك‪ .‬وع نه‪ :‬ال بت ال صنام‪ .‬و عن الش عب‪ :‬ال بت الكا هن‪ ,‬و عن ا بن‬
‫عباس‪ :‬ال بت ح يي بن أخ طب‪ ,‬و عن ما هد‪ :‬ال بت ك عب بن الشرف‪ ,‬وقال العل مة أ بو ن صر‬
‫إساعيل بن حاد الوهري ف كتابه الصحاح‪ :‬البت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونو‬
‫ذلك‪ .‬وف الديث «الطية والعيافة والطّرْق من البت»‪ .‬قال‪ :‬وليس هذا من مض العربية لجتماع‬
‫اليم والتاء ف كلمة واحدة من غي حرف َذوْ َلقِ يّ‪ .‬وهذا الديث الذي ذكره وراه المام أحد ف‬
‫مسنده‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا عوف عن حيان أب العلء‪ ,‬حدثنا قطن بن قبيصة عن‬
‫أب يه و هو قبي صة بن مارق أ نه سع ال نب صلى ال عل يه و سلم قال «إن العيا فة والطرق والطية من‬
‫ال بت» وقال عوف‪ :‬العيا فة ز جر الط ي‪ ,‬والطرق ال ط ي ط ف الرض‪ ,‬وال بت‪ ,‬قال ال سن‪ :‬إ نه‬
‫الشيطان‪ .‬وهكذا رواه أ بو داود ف سننه‪ ,‬والنسائي وا بن أ ب حات ف تفسييهما من حديث عوف‬
‫العراب به‪ .‬وقد تقدم الكلم على الطاغوت ف سورة البقرة با أغن عن إعادته ههنا‪ .‬وقال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا إسحاق بن الضيف‪ ,‬حدثنا حجاج عن ابن جريج‪ ,‬أخبن أبو الزبي أنه سع‬
‫جابر بن ع بد ال أ نه سئل عن الطواغ يت‪ ,‬فقال‪ :‬هم كهان تنل علي هم الشياط ي‪ .‬وقال ما هد‪:‬‬
‫الطاغوت الشيطان فف صفورة إنسفان يتحاكمون إليفه‪ ,‬وهفو صفاحب أمرهفم‪ .‬وقال المام مالك‪:‬‬
‫الطاغوت هو كل ما يع بد من دون ال عز و جل‪ .‬وقوله {ويقولون للذ ين كفروا هؤلء أهدى من‬
‫الذيفن آمنوا سفبيلً} أي يفضلون الكفار على السفلمي بهلهفم‪ ,‬وقلة دينهفم‪ ,‬وكفرهفم بكتاب ال‬
‫يأيديهم‪ .‬وقد روى ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن يزيد القري‪ ,‬حدثنا سفيان عن عمرو‪,‬‬
‫عن عكر مة‪ ,‬قال‪ :‬جاء ح يي بن أخ طب وك عب بن الشرف إل أ هل م كة فقالوا ل م‪ :‬أن تم أ هل‬
‫الكتاب وأهل العلم‪ ,‬فأخبونا عنا وعن ممد‪ ,‬فقالوا‪ :‬ما أنتم وما ممد‪ ,‬فقالوا‪ :‬نن نصل الرحام‪,‬‬
‫وننحر الكوماء‪ ,‬ونسقي الاء على اللب‪ ,‬ونفك العُناة‪ ,‬ونسقي الجيج‪ ,‬وممد صنبور قطع أرحامنا‪,‬‬
‫واتبعه سراق الجيج بنو غفار‪ ,‬فنحن خي أم هو ؟ فقالوا‪ :‬أنتم خي وأهدى سبيلً‪ ,‬فأنزل ال {أل ترَ‬
‫إل الذين أوتوا نصيبا} الَية‪ ,‬وقد روي هذا من غي وجه عن ابن عباس وجاعة من السلف‪ .‬وقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن أب عدي عن داود‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬لا قدم كعب بن‬
‫الشرف مكة قالت قريش‪ :‬أل ترى هذا الصنبور النبتر من قومه يزعم أنه خي منا ونن أهل الجيج‬
‫وأهل السدانة‪ ,‬وأهل السقاية ؟ قال‪ :‬أنتم خي‪ ,‬قال فنلت {إن شانئك هو البتر} ونزل {أل ترَ إل‬

‫‪114‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ف إل ف نصيا} وقال ابن إسحاق‪ :‬حدثن ممد بن أب ممد عن‬
‫عكرمة‪ ,‬أو عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان الذين َحزّبوا الحراب من قريش وغطفان‬
‫وبن قريظة حيي بن أخطب وسلم بن أب القيق أبو رافع والربيع بن الربيع بن أب القيق وأبو عمار‬
‫وحوح بن عامر وهوذة بن قيس‪ ,‬فأما وحوح وأبو عمار وهوذة فمن بن وائل‪ ,‬وكان سائرهم من‬
‫ب ن النض ي‪ ,‬فل ما قدموا على قر يش قالوا‪ :‬هؤلء أحبار يهود وأ هل العلم بالك تب الول فا سألوهم‬
‫أدين كم خ ي أم دين م مد ؟ ف سألوهم فقالوا‪ :‬بل دين كم خ ي من دينه وأن تم أهدى منه ومن اتب عه‪,‬‬
‫فأنزل ال عزو وجل {أل ترَ إل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب} إل قوله عز وجل {وآتيناهم ملكا‬
‫عظيما} وهذا لعن لم وإخبار بأنم ل ناصر لم ف الدنيا ول ف الَخرة لنم إنا ذهبوا يستنصرون‬
‫بالشركي‪ ,‬وإنا قالوا لم ذلك‪ ,‬ليستميلوهم إل نصرتم‪ ,‬وقد أجابوهم وجاءوا معهم يوم الحزاب‬
‫حت حفر النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه حول الدينة الندق‪ ,‬فكفى ال شرهم {ورد ال الذين‬
‫ففف القتال وكان ال قويا عزيزا}‪.‬‬ ‫فففى ال الؤمنيف‬ ‫فففم ل ينالوا خيا وكفف‬ ‫كفروا بغيظهف‬

‫س عََل َى مَآ آتَاهُمُ اللّ ُه مِن‬ ‫ب مّ َن الْمُلْكِ فَإِذا ّل ُيؤْتُونَ النّاسَ نَقِيا * أَ ْم يَحْسُدُو َن النّا َ‬ ‫** أَمْ َلهُ ْم نَصِي ٌ‬
‫حكْ َم َة وَآَتيْنَاهُ ْم مّلْكا عَظِيما * فَ ِمْنهُ ْم مّ نْ آمَ َن بِ ِه َو ِمْنهُ ْم مّن‬
‫َفضْلِ هِ َفقَ ْد آَتيْنَآ آلَ ِإبْرَاهِي مَ اْل ِكتَا بَ وَالْ ِ‬
‫فعِيا‬‫ج َهنّمففففففففَ سففففففف َ‬ ‫ف ّد عَنْهففففففففُ وَكَ َف َى بِ َ‬ ‫صففففففف َ‬
‫يقول تعال‪ :‬أم ل م ن صيب من اللك‪ ,‬وهذا ا ستفهام إنكاري‪ ,‬أي ل يس ل م ن صيب من اللك ث‬
‫وصففهم بالبخفل‪ ,‬فقال‪{ :‬فإذا ل يؤتون الناس نقيا}‪ ,‬أي لنمف لو كان لمف نصفيب فف اللك‬
‫والت صرف ل ا أعطوا أحدا من الناس ول سيما ممدا صلى ال عل يه و سلم شيئا‪ ,‬ول ما يل النق ي‬
‫وهو النقطة الت ف النواة ف قول ابن عباس والكثرين‪ .‬وهذه الَية كقوله تعال‪{ :‬قل لو أنتم تلكون‬
‫خزائن رح ة ر ب إذا لم سكتم خش ية النفاق} أي خوف أن يذ هب ما بأيدي كم مع أ نه ل يت صور‬
‫نفاده وإنا هو من بلكم وشحكم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وكان النسان قتورا} أي بيلً‪ ,‬ث قال {أم‬
‫يسدون الناس على ما آتاهم ال من فضله} يعن بذلك حسدهم النب صلى ال عليه وسلم على ما‬
‫رزقه ال من النبوة العظيمة‪ ,‬ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له‪ ,‬لكونه من العرب وليس من بن‬
‫إسرائيل‪ .‬وقال الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال الضرمي‪ ,‬حدثنا يي المان‪ ,‬حدثنا قيس بن الربيع‬
‫عن السدي‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ابن عباس ف قوله {أم يسدون الناس} الَية‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬نن الناس‬

‫‪115‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫دون الناس‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ف قد آتي نا آل إبراهيم الكتاب والك مة وآتينا هم ملكا عظيما} أي ف قد‬
‫جعلنا ف أسباط بن إسرائيل‪ ,‬الذين هم من ذرية إبراهيم النبوة وأنزلنا عليهم الكتب وحكموا فيهم‬
‫بال سنن‪ ,‬و هي الك مة‪ ,‬وجعل نا من هم اللوك و مع هذا {فمن هم من آ من به}‪ ,‬أي بذا اليتاء وهذا‬
‫النعام‪{ ,‬ومنهم من صد عنه} أي كفر به وأعرض عنه وسعى ف صد الناس عنه‪ ,‬وهو منهم ومن‬
‫جنسهم أي من بن إسرائيل‪ .‬فقد اختلفوا عليهم‪ ,‬فكيف بك يا ممد ولست من بن إسرائيل ؟ وقال‬
‫ما هد‪{ :‬فمن هم من آ من به}‪ ,‬أي بح مد صلى ال عل يه و سلم‪{ ,‬ومن هم من صد ع نه}‪ ,‬فالكفرة‬
‫منهم أشد تكذيبا لك‪ ,‬وأبعد عما جئتهم به من الدى‪ ,‬والق البي‪ ,‬ولذا قال متوعدا لم {وكفى‬
‫بهنفم سفعيا} أي وكففى بالنار عقوبفة لمف على كفرهفم وعنادهفم ومالفتهفم كتفب ال ورسفله‪.‬‬

‫ف نُ صْلِيهِ ْم نَارا كُّلمَا َنضِجَتْ جُلُو ُدهُ ْم بَدّْلنَاهُ مْ ُجلُودا َغيْ َرهَا ِليَذُوقُواْ‬
‫** إِنّ الّذِي نَ َك َفرُوْا بِآيَاتِنَا َسوْ َ‬
‫الْعَذَا بَ إِ نّ اللّ هَ كَا َن عَزِيزا َحكِيما * وَالّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ َسنُ ْدخُِلهُمْ َجنّا تٍ َتجْرِي مِن‬
‫ل ظَلِيلً‬‫ف ظِف ف ّ‬ ‫ف مّ َطهّ َرٌة َونُدْخُِلهُم ْ‬ ‫حتِهَفا الْنهَارُ خَاِلدِين فَ فِيهَفآ َأبَدا ّلهُم فْ فِيهَفآ أَ ْزوَاج ٌ‬ ‫تَ ْ‬
‫يب تعال ع ما يعا قب به ف نار جه نم من ك فر بآياته و صد عن رسله‪ ,‬فقال {إن الذ ين كفروا‬
‫بآياتنا} الَية‪ ,‬أي ندخلهم نارا دخولً ييط بميع أجرامهم وأجزائهم‪ ,‬ث أخب عن دوام عقوبتهم‬
‫ونكال م‪ ,‬فقال {كل ما نض جت جلود هم بدلنا هم جلودا غي ها ليذوقوا العذاب} قال الع مش عن‬
‫ابن عمر‪ :‬إذا احترقت جلودهم بدلوا جلودا غيها بيضاء أمثال القراطيس‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬وقال‬
‫ي ي بن يز يد الضر مي أ نه بل غه ف الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬ي عل للكا فر مائة جلد‪ ,‬ب ي كل جلد ين لون من‬
‫العذاب‪ ,‬ورواه ابن أب حات‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن ممد الطنافسي‪ ,‬حدثنا‬
‫ح سي الع في عن زائدة‪ ,‬عن هشام‪ ,‬عن ال سن قوله‪{ :‬كل ما نض جت جلود هم} الَ ية‪ ,‬قال‪:‬‬
‫تنضجهفم فف اليوم سفبعي ألف مرة‪ .‬قال حسفي‪ :‬وزاد فيفه فضيفل عفن هشام عفن السفن {كلمفا‬
‫نض جت جلود هم} كل ما أنضجت هم فأكلت لوم هم ق يل ل م عودوا فعادوا‪ .‬وقال أيضا‪ :‬ذ كر عن‬
‫هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا سعيد بن يي ف يعن سعدان ف حدثنا نافع مول يوسف السلمي البصري‪,‬‬
‫عن نافع‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬قرأ رجل عند عمر هذه الَية {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا‬
‫غي ها} فقال ع مر‪ :‬أعد ها علي‪ ,‬فأعاد ها‪ ,‬فقال معاذ بن ج بل‪ :‬عندي تف سيها تبدل ف ساعة مائة‬
‫مرة‪ .‬فقال عمر‪ :‬هكذا سعتُ رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقد رواه ابن مردويه عن ممد بن‬

‫‪116‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أحد بن إبراهيم‪ ,‬عن عبدان بن ممد الروزي‪ ,‬عن هشام بن عمار به‪ .‬ورواه من وجه آخر بلفظ‬
‫آخر‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا ممد بن إسحاق عن عمران‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن الارث‪ ,‬حدثنا شيبان‬
‫بن فروخ‪ ,‬حدث نا نا فع أ بو هر مز‪ ,‬حدث نا نا فع عن ا بن ع مر‪ ,‬قال‪ :‬تل ر جل ع ند ع مر هذه الَ ية‪:‬‬
‫{كل ما نض جت جلود هم} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬فقال ع مر‪ :‬أعد ها علي‪ ,‬و ث ك عب‪ ,‬فقال أ نا عندي تف سي‬
‫هذه الَية قرأتا قبل السلم قال‪ :‬فقال هاتا يا كعب فإن جئت با كما سعت من رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم صدقناك‪ ,‬وإل ل ننظر إليها‪ ,‬فقال‪ :‬إن قرأتا قبل السلم‪ :‬كلما نضجت جلودهم‬
‫بدلناهم جلودا غيها ف الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة‪ .‬فقال عمر‪ :‬هكذا سعت من رسول ال‬
‫صفلى ال عليفه وسفلم‪ .‬وقال الربيفع بفن أنفس‪ :‬مكتوب فف الكتاب الول‪ :‬أن جلد أحدهفم أربعون‬
‫ذراعا‪ ,‬وسنه تسعون ذراعا‪ ,‬وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه‪ ,‬فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلودا‬
‫غي ها‪ .‬و قد ورد ف الد يث ما هو أبلغ من هذا‪ ,‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬حدث نا أ بو ي ي‬
‫الطويل عن أب يي القتات‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «يعظم أهل‬
‫النار ف النار حت إن بي شحمة أذن أحدهم إل عاتقه مسية سبعمائة عام‪ ,‬وإن غلظ جلده سبعون‬
‫ذرعا‪ ,‬وإن ضرسفه مثفل أحفد» تفرد بفه أحدف مفن هذا الوجفه وقيفل الراد بقوله‪{ :‬كلمفا نضجفت‬
‫جلودهم} أي سرابيلهم‪ ,‬حكاه ابن جرير‪ ,‬وهو ضعيف لنه خلف الظاهر‪ .‬وقوله‪{ :‬والذين آمنوا‬
‫وعملوا ال صالات سندخلهم جنات تري من تت ها النار خالد ين في ها أبدا} هذا إخبار عن مآل‬
‫السعداء ف جنات عدن الت تري فيها النار ف جيع فجاجها‪ ,‬ومالا وأرجائها حيث شاءوا وأين‬
‫أرادوا وهم خالدون فيها أبدا ل يولون ول يزولون ول يبغون عنها حولً‪ .‬وقوله‪{ :‬لم فيها أزواج‬
‫مطهرة} أي من اليض والنفاس والذى والخلق الرذيلة‪ ,‬والصفات الناقصة‪ ,‬كما قال ابن عباس‪:‬‬
‫مطهرة من القذار والذى‪ .‬وكذا قال عطاء والسن والضحاك والنخعي وأبو صال وعطية والسدي‪.‬‬
‫وقال ما هد‪ :‬مطهرة من البول وال يض والنخام والبزاق وال ن والولد‪ .‬وقال قتادة‪ :‬مطهرة من الذى‬
‫والآ ث‪ ,‬ول ح يض ول كلف‪ .‬وقوله {وندخل هم ظلً ظليلً} أي ظلً عميقا كثيا غزيرا طيبا أنيقا‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬وحدثنا ابن الثن‪ ,‬حدثنا ابن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫شع بة‪ ,‬قال‪ :‬سعت أ با الضحاك يدث عن أ ب هريرة‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬قال «إن ف‬
‫ففا‪ :‬شجرة اللد»‪.‬‬ ‫ففا مائة عام ل يقطعهف‬‫فف ظلهف‬ ‫ففب فف‬ ‫ففي الراكف‬ ‫ففة لشجرة يسف‬ ‫النف‬

‫‪117‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حكُمُواْ بِاْلعَدْلِ إِ نّ اللّ هَ‬
‫** إِ نّ اللّ َه يَ ْأمُرُكُ مْ أَن تُؤدّوْا المَانَا تِ إَِلىَ أَهِْلهَا َوإِذَا َحكَ ْمتُ ْم َبيْ َن النّا سِ أَن تَ ْ‬
‫فففِيا‬ ‫فففَمِيعا بَصف‬ ‫فففَ سف‬ ‫فففَ كَانف‬ ‫فففّ اللّهف‬ ‫فففِ إِنف‬ ‫ف بِهف‬‫فف ْ‬ ‫ِنعِمّفففا َيعِ ُظكُمف‬
‫يب تعال أنه يأمر بأداء المانات إل أهلها‪ .‬وف حديث السن عن سرة أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال «أد المانة إل من ائتمنك‪ ,‬ول تن من خانك» رواه المام أحد وأهل السنن‪ ,‬وهذا‬
‫يعم جيع المانات الواجبة على النسان من حقوق ال عز وجل على عباده من الصلوات والزكوات‬
‫وال صيام والكفارات والنذور وغ ي ذلك م ا هو مؤت ن عل يه ول يطلع عل يه العباد‪ ,‬و من حقوق العباد‬
‫بعض هم على ب عض كالودائع وغ ي ذلك م ا يأتنون به بعض هم على ب عض من غ ي اطلع بي نة على‬
‫ذلك‪ ,‬فأمر ال عز وجل بأدائها‪ ,‬فمن ل يفعل ذلك ف الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة‪ ,‬كما ثبت ف‬
‫الديث الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «لتؤدن القوق إل أهلها حت يقتص للشاة‬
‫الماء من القرناء»‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل الحسي‪ ,‬حدثنا وكيع عن سفيان‪,‬‬
‫عن عبد ال بن السائب‪ ,‬عن زاذان‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬إن الشهادة تكفر كل ذنب إل‬
‫المانة‪ ,‬يؤتى بالرجل يوم القيامة‪ ,‬وإن كان قتل ف سبيل ال‪ ,‬فيقال‪ :‬أد أمانتك‪ ,‬فيقول فأن أؤديها‬
‫وقد ذهبت الدنيا ؟ فتمثل له المانة ف قعر جهنم فيهوي إليها فيحملها على عاتقه‪ ,‬قال‪ :‬فتنل عن‬
‫عاتقه فيهوي على أثرها أبد الَبد ين‪ .‬قال زاذان‪ :‬فأتيت الباء فحدث ته‪ ,‬فقال‪ :‬صدق أ خي‪{ :‬إن ال‬
‫يأمر كم أن تؤدوا المانات إل أهل ها}‪ .‬وقال سفيان الثوري عن ا بن أ ب ليلى‪ ,‬عن ر جل عن ا بن‬
‫عباس ف الَية‪ ,‬قال‪ :‬هي مبهمة للب والفاحر‪ ,‬وقال ممد بن النفية‪ :‬هي مُ سْجَلة للب والفاجر وقال‬
‫أبو العالية المانة ما أمروا به ونوا عنه‪ .‬وقال ابن أب حات‪ .‬حدثنا أبو سعيد‪ ,‬حدثنا حفص بن غياث‬
‫عن العمش عن أب الضحى عن مسروق‪ ,‬قال‪ :‬قال أب بن كعب‪ :‬من المانة أن الرأة ائتمنت على‬
‫فرجها‪ .‬وقال الربيع بن أنس‪ :‬هي من المانات فيما بينك وبي الناس‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن‬
‫ابن عباس {إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات إل أهلها}‪ ,‬قال‪ :‬قال يدخل فيه وعظ السلطان النساء‬
‫يع ن يوم الع يد‪ ,‬و قد ذ كر كث ي من الف سرين أن هذه الَ ية نزلت ف شأن عثمان بن طل حة بن أ ب‬
‫طلحة واسم أب طلحة عبد ال بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلب القرشي‬
‫العبدري حاجب الكعبة العظمة‪ ,‬وهو ابن عم شيبة بن عثمان بن أب طلحة الذي صارت الجابة ف‬
‫ن سله إل اليوم‪ ,‬أ سلم عثمان هذا ف الد نة ب ي صلح الديب ية‪ ,‬وف تح م كة‪ ,‬هو وخالد بن الول يد‬
‫وعمرو بن العاص‪ ,‬وأ ما ع مه عثمان بن طل حة بن أ ب طل حة‪ ,‬فكان م عه لواء الشرك ي يوم أ حد‪,‬‬

‫‪118‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وق تل يومئذ كافرا‪ ,‬وإن ا نبه نا على هذا الن سب لن كثيا من الف سرين قد يشت به عل يه هذا بذا‪,‬‬
‫وسبب نزولا فيه لا أخذ منه رسول ال صلى ال عليه وسلم مفتاح الكعبة يوم الفتح ث رده عليه‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق ف غزوة الفتح‪ :‬حدثن ممد بن جعفر بن الزبي عن عبيد ال بن عبد ال بن‬
‫أب ثور‪ ,‬عن صفية بنت شيبة‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا نزل بكة واطمأن الناس خرج‬
‫ح ت جاء الب يت‪ ,‬فطاف به سبعا على راحلته ي ستلم الر كن بح جن ف يده‪ ,‬فل ما ق ضى طوا فه دعا‬
‫عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له‪ ,‬فدخلها فوجد فيها حامة من عيدان‪ ,‬فكسرها‬
‫بيده ث طرحها‪ ,‬ث وقف على باب الكعبة وقد استكنّ له الناس ف السجد‪ ,‬قال ابن إسحاق‪ :‬فحدثن‬
‫بعض أهل العلم أن رسول صلى ال عليه وسلم قام على باب الكعبة‪ ,‬فقال «ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له‪ ,‬صدق وعده‪ ,‬ونصر عبده‪ ,‬وهزم الحزاب وحده‪ ,‬أل كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو‬
‫تت قدمي هاتي‪ ,‬إل سدانة البيت وسقاية الاج» وذكر بقية الديث ف خطبه النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يومئذ إل أن قال‪ :‬ث جلس رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد‪ ,‬فقام إليه علي بن أب‬
‫طالب ومفتاح الكعبة ف يده‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬اجع لنا الجابة مع السقاية صلى ال عليك‪ ,‬فقال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أ ين عثمان بن طل حة ؟» فد عي له‪ ,‬فقال له «هاك مفتا حك يا‬
‫عثمان‪ ,‬اليوم يوم وفاء وبر» قال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن القا سم‪ ,‬حدث نا ال سي عن حجاج‪ ,‬عن ا بن‬
‫جر يج ف الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬نزلت ف عثمان بن طل حة‪ ,‬ق بض م نه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم مفتاح‬
‫الكعبة فدخل ف البيت يوم الفتح‪ ,‬فخرج وهو يتلو هذه الَية {إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات إل‬
‫أهل ها} الَ ية‪ ,‬فد عا عثمان إل يه فد فع إل يه الفتاح‪ ,‬قال‪ :‬وقال ع مر بن الطاب ل ا خرج ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم من الكعبة وهو يتلو هذه الَية {إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات إل أهلها}‬
‫فداه أب وأمي ما سعته يتلوها قبل ذلك‪ .‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا الزني بن خالد عن‬
‫الزهري قال‪ :‬دفعه إليه وقال‪ :‬أعينوه‪ .‬وروى ابن مردويه من طريق الكلب عن أب صال عن ابن عباس‬
‫ف قوله عز و جل {إن ال يأمر كم أن تؤدوا المانات إل أهل ها} قال‪ :‬ل ا ف تح ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم مكة دعا عثمان بن طلحة‪ ,‬فلما أتاه قال «أرن الفتاح» فأتاه به‪ ,‬فلما بسط يده إليه قام‬
‫إل يه العباس‪ ,‬فقال‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬بأ ب أ نت وأ مي‪ ,‬اج عه ل مع ال سقاية‪ ,‬ف كف عثمان يده‪ ,‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «أرن الفتاح يا عثمان» فبسط يده يعطيه‪ ,‬فقال العباس مثل كلمته‬
‫الول‪ ,‬ف كف عثمان يده‪ .‬ث قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « يا عثمان إن ك نت تؤ من بال‬

‫‪119‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫واليوم الَ خر فهات ن الفتاح» فقال‪ :‬هاك بأما نة ال‪ ,‬قال فقام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فف تح‬
‫باب الكعبة‪ ,‬فوجد ف الكعبة تثال إبراهيم عليه الصلة والسلم معه قداح يستقسم با‪ ,‬فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه و سلم « ما للمشرك ي قاتل هم ال‪ ,‬وما شأن إبراهيم وشأن القداح» ث دعا بفنة‬
‫في ها ماء‪ ,‬فأ خذ ماء فغم سه فيه‪ ,‬ث غ مس به تلك التماث يل‪ ,‬وأخرج مقام إبراه يم وكان ف الكع بة‪,‬‬
‫فألزقه ف حائط الكعبة‪ ,‬ث قال‪« :‬يا أيها الناس هذه القبلة»‪ ,‬قال‪ :‬ث خرج رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فطاف ف البيت شوطا أو شوطي ث نزل عليه جبيل فيما ذكر لنا برد الفتاح ث قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم {إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات إل أهلها} حت فرغ من الَية‪ ,‬وهذا من‬
‫الشهورات أن هذه الَية نزلت ف ذلك‪ ,‬وسواء كانت نزلت ف ذلك أو ل‪ ,‬فحكمها عام‪ ,‬ولذا قال‬
‫ابن عباس وم مد بن النف ية‪ :‬هي للب والفا جر‪ ,‬أي هي أ مر ل كل أ حد‪ ,‬وقوله‪{ :‬وإذا حكمتم ب ي‬
‫الناس أن تكموا بالعدل} أ مر م نه تعال بال كم بالعدل ب ي الناس‪ ,‬ولذا قال م مد بن ك عب وز يد‬
‫بن أسلم وشهر بن حوشب‪ :‬إن هذه الَية إنا نزلت ف المراء‪ ,‬يعن الكام بي الناس‪ ,‬وف الديث‬
‫«إن ال مع الا كم ما ل ي ر فإذا جار وكله ال إل نف سه»‪ ,‬و ف ال ثر «عدل يوم كعبادة أربع ي‬
‫سنة»‪ ,‬وقوله‪{ :‬إن ال نعما يعظكم به} أي يأمركم به من أداء المانات والكم بالعدل بي الناس‬
‫وغي ذلك من أوامره وشرائعه الكاملة العظيمة الشاملة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن ال كان سيعا بصيا} أي‬
‫سيعا لقوالكم‪ ,‬بصيا بأفعالكم‪ ,‬كما قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال بن‬
‫بكي‪ ,‬حدثنا عبد ال بن ليعة عن يزيد بن أب حبيب‪ ,‬عن أب الي‪ ,‬عن عقبة بن عامر‪ ,‬قال‪ :‬رأيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ُيقْري هذه الَية {سيعا بصيا} يقول‪ :‬بكل شيء بصي‪ ,‬وقد‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬أخبنا يي بن عبدك القزوين‪ ,‬أنبأنا القري يعن أبا عبد الرحن عبد ال بن يزيد‪,‬‬
‫حدث نا حرملة يع ن ا بن عمران التج يب ال صري‪ ,‬حدث ن أ بو يو نس‪ ,‬سعت أ با هريرة يقرأ هذه الَ ية‬
‫{إن ال يأمر كم أن تؤدوا المانات إل أهل ها} إل قوله‪{ :‬إن ال نع ما يعظ كم به إن ال كان سيعا‬
‫بصيا} ويضع إبامه على أذنه‪ ,‬والت تليها على عينه ويقول‪ :‬هكذا سعت رسول ال يقرؤها ويضع‬
‫إصبعيه‪ .‬قال أبو زكريا‪ :‬وصفه لنا القري‪ ,‬ووضع أبو زكريا إبامه اليمن على عينه اليمن‪ ,‬والت تليها‬
‫على الذن اليم ن‪ ,‬وأرا نا فقال‪ :‬هكذا وهكذا‪ .‬رواه أ بو داود وا بن حبان ف صحيحه‪ ,‬والا كم ف‬
‫مستدركه‪ ,‬وابن مردويه ف تفسيه من حديث أب عبد الرحن القري بإسناده نوه‪ .‬وأبو يونس هذا‬
‫مول أبفففففف هريرة واسففففففه سففففففليم بففففففن جففففففبي‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ َأطِيعُواْ اللّ َه َوَأطِيعُواْ الرّسُو َل َوُأوْلِي المْ ِر ِمْنكُمْ َفإِن َتنَا َز ْعتُمْ فِي َشيْءٍ فَ ُردّوهُ إِلَى‬
‫ف وَاْلَيوْمففِ الَ ِخرِ ذَلِكففَ َخيْ ٌر َوأَحْسففَ ُن َت ْأوِيلً‬ ‫ف بِاللّهف ِ‬
‫ف ُت ْؤمِنُونف َ‬‫ف وَالرّسففُولِ إِن ُكنْتُمف ْ‬ ‫اللّهف ِ‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا صدقة بن الفضل‪ ,‬حدثنا حجاج بن ممد العور عن ابن جريج‪ ,‬عن يعلى‬
‫بن مسلم‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس {أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأول المر منكم} قال‪:‬‬
‫نزلت ف ع بد ال بن حذا فة بن ق يس بن عدي إذ بع ثه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف سرية‪,‬‬
‫وهكذا أخر جه بق ية الما عة إل ا بن ما جة من حد يث حجاج بن م مد العور به‪ .‬وقال الترمذي‪:‬‬
‫حديث حسن غريب‪ ,‬ول نعرفه إل من حديث ابن جريج‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن‬
‫العمش‪ ,‬عن سعد بن عبيدة‪ ,‬عن أب عبد الرحن السلمي‪ ,‬عن علي‪ ,‬قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلً من النصار‪ ,‬فلما خرجوا وجد عليهم ف شيء‪ ,‬قال‪ :‬فقال‬
‫لم‪ :‬أليس قد أمركم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن تطيعون ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬اجعوا ل حطبا‪,‬‬
‫ث دعا بنار فأضرمها فيه‪ ,‬ث قال‪ :‬عزمت عليكم لتدخلنها‪ ,‬قال‪ :‬فه ّم القوم أن يدخلو ها قال‪ :‬فقال‬
‫ل م شاب من هم‪ :‬إن ا فررت إل ر سول ال من النار‪ ,‬فل تعجلوا ح ت تلقوا ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها‪ ,‬قال‪ :‬فرجعوا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبوه‪,‬‬
‫فقال لم «لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا‪ ,‬إنا الطاعة ف العروف»‪ ,‬أخرجاه ف الصحيحي من‬
‫حديث العمش به‪ .‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا مسدّد‪ ,‬حدثنا يي عن عبيد ال‪ ,‬حدثنا نافع عن عبد ال‬
‫بن ع مر عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬قال «ال سمع والطا عة على الرء ال سلم في ما أ حب‬
‫وكره‪ ,‬ما ل يؤ مر بع صية‪ ,‬فإذا أ مر بع صية فل سع ول طا عة» وأخرجاه من حد يث ي ي القطان‪.‬‬
‫وعن عبادة بن الصامت قال‪« :‬بايعنا رسول ال صلى ال عليه وسلم على السمع والطاعة‪ ,‬ف منشطنا‬
‫ومكرهنفا‪ ,‬وعسفرنا ويسفرنا‪ ,‬وأثرة علينفا‪ .‬وأن ل ننازع المفر أهله‪ ,‬قال‪« :‬إل أن تروا كفرا بواحا‬
‫عندكم فيه من ال برهان»‪ ,‬أخرجاه‪ ,‬وف الديث الَخر عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬اسعوا وأطيعوا‪ ,‬وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة»‪ ,‬رواه البخاري‪ .‬وعن أب هريرة‬
‫جدّع الطراف‪ ,‬رواه‬ ‫رضفي ال عنفه قال‪ :‬أوصفان خليلي أن أسفع وأطيفع‪ ,‬وإن كان عبدا حبشيا مُ َ‬
‫م سلم‪ .‬و عن أم ال صي أن ا سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ي طب ف ح جة الوداع يقول‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«ولو ا ستعمل علي كم ع بد يقود كم بكتاب ال‪ ,‬ا سعوا له وأطيعوا» رواه م سلم‪ ,‬و ف ل فظ له «عبدا‬
‫حبشيا مدوعا» وقال ابن جرير‪ :‬حدثن علي بن مسلم الطوسي‪ ,‬حدثنا ابن أب فديك‪ ,‬حدثن عبد‬
‫ال بن ممد بن عروة عن هشام بن عروة عن أب صال السمان‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬سفيليكم بعدي ولة‪ ,‬فيلي كم البّ ببه والفا جر بفجوره‪ ,‬فا سعوا ل م‬
‫وأطيعوا ف كل ما وافق الق وصلوا وراءهم فإن أحسنوا فلكم ولم وإن أساؤوا فلكم وعليهم»‪.‬‬
‫وعن أب هريرة رضي ال عنه‪ .‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬كانت بنو إسرائيل تسوسهم‬
‫النبياء كلما هلك نب خلفه نب‪ ,‬وإنه ل نب بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون» قالوا‪ :‬يا رسول ال‪,‬‬
‫ف ما تأمر نا ؟ قال «أوفوا ببي عة الول فالول‪ ,‬وأعطو هم حق هم‪ ,‬فإن ال سائلهم ع ما ا سترعاهم»‪,‬‬
‫أخرجاه‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من رأى من‬
‫أميه شيئا فكرهفه فليصفب‪ ,‬فإنفه ليفس أحفد يفارق الماعفة شفبا فيموت إل مات ميتفة جاهليفة»‪,‬‬
‫أخرجاه‪ .‬وعن ابن عمر أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يقول « من خلع يدا من طاعة لقي‬
‫ال يوم القيا مة ل ح جة له‪ ,‬و من مات ول يس ف عن قه بي عة مات مي تة جاهل ية» رواه م سلم‪ .‬وروى‬
‫م سلم أيضا عن ع بد الرح ن بن ع بد رب الكع بة‪ ,‬قال‪ :‬دخلت ال سجد فإذا ع بد ال بن عمرو بن‬
‫العاص جالس ف ظل الكعبة والناس حوله متمعون عليه‪ ,‬فأتيتهم فجلست إليه‪ ,‬فقال‪ :‬كنا مع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ف سفر فنلنا منلً فمنا من يصلح خباءه‪ ,‬ومنا من ينتضل‪ ,‬ومنا من هو ف‬
‫جشره‪ ,‬إذ نادى منادي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬ال صلة جام عة‪ ,‬فاجتمع نا إل ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم فقال‪« :‬إ نه ل ي كن نب من قبلي إل كان حقا عل يه أن يدل أم ته على خ ي ما‬
‫يعلمه لم‪ ,‬وينذرهم شر ما يعلمه لم‪ ,‬وإن أمتكم هذه جعل عافيتها ف أولا‪ ,‬وسيصيب آخرها بلء‪,‬‬
‫وأمور تنكرونا‪ ,‬وتيء فت يرفق بعضها بعضا‪ ,‬وتيء الفتنة فيقول الؤمن‪ :‬هذه مهلكت‪ ,‬ث تنكشف‬
‫وتيء الفتنة فيقول الؤمن‪ :‬هذه هذه‪ ,‬فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل النة‪ ,‬فلتأته منيته وهو‬
‫يؤ من با ل واليوم الَ خر‪ ,‬وليأت إل الناس الذي ي ب أن يؤ تى إل يه‪ ,‬و من با يع إماما فأعطاه صفقة‬
‫يده وثرة قل به‪ ,‬فليط عه إن ا ستطاع‪ ,‬فإن جاء آ خر يناز عه فاضربوا ع نق الَ خر»‪ ,‬قال‪ :‬فدنوت م نه‬
‫فقلت‪ :‬أنشدك بال‪ ,‬آ نت سعت هذا من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ؟ فأهوى إل أذن يه وقل به‬
‫بيديه‪ ,‬وقال‪ :‬سعته أذناي‪ ,‬ووعاه قلب‪ ,‬فقلت له‪ :‬هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا‬
‫بالباطل‪ ,‬ونقتل أنفسنا‪ ,‬وال تعال يقول‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إل أن‬

‫‪122‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تكون تارة عن تراض من كم ول تقتلوا أنفك سم إن ال كان ب كم رحيما} قال‪ :‬ف سكت ساعة‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬أطعه ف طاعة ال‪ ,‬واعصه ف معصية ال‪ ,‬والحاد يث ف هذا كثية‪ .‬وقال ا بن جرير‪ :‬حدثنا‬
‫ممد بن السي‪ ,‬حدثنا أحد بن الفضل‪ ,‬حدثنا أسباط عن السدي ف قوله‪{ :‬أطيعوا ال وأطيعوا‬
‫الرسول وأول المر منكم} قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم سرية عليها خالد بن الوليد‬
‫وفي ها عمار بن يا سر‪ ,‬ف ساروا ق بل القوم الذ ين يريدون‪ ,‬فل ما بلغوا قريبا من هم عّر سوا وأتا هم ذو‬
‫العيينتي فأخبهم‪ ,‬فأصبحوا قد هربوا غي رجل فأمر أهله فجمعوا متاعهم‪ ,‬ث أقبل يشي ف ظلمة‬
‫الل يل ح ت أ تى ع سكر خالد‪ ,‬ف سأل عن عمار بن يا سر فأتاه فقال‪ :‬يا أ با اليقظان‪ ,‬إ ن قد أ سلمت‬
‫وشهدت أن ل إله إل ال‪ ,‬وأن ممدا عبده ورسوله‪ ,‬وإن قومي لا سعوا بكم هربوا‪ ,‬وإن بقيت فهل‬
‫إسلمي نافعي غدا‪ ,‬وإل هربت ؟ قال عمار‪ :‬بل هو ينفع فأقم‪ ,‬فأقام‪ ,‬فلما أصبحوا أغار خالد فلم‬
‫يد أحدا غي الرجل‪ ,‬فأخذه وأخذ ماله‪ ,‬فبلغ عمارا الب‪ ,‬فأتى خالدا فقال‪ :‬خل عن الرجل فإنه قد‬
‫أسلم وإنه ف أمان من‪ ,‬فقال خالد‪ :‬وفيم أنت تي ؟ فاستبا وارتفعا إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فأجاز أمان عمار وناه أن ي ي الثان ية على أم ي‪ ,‬فا ستبا ع ند ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال‬
‫خالد‪ :‬أتترك هذا الع بد الجدع يسفبن‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « يا خالد ل تسفب‬
‫عمارا فإنه من يسب عمارا يسبه ال‪ ,‬ومن يبغضه يبغضه ال‪ ,‬ومن يلعن عمارا يلعنه ال» فغضب‬
‫عمار فقام فتبعفه خالد فأخفذ بثوبفه فاعتذر إليفه فرضفي عنفه فأنزل ال عفز وجفل قوله {أطيعوا ال‬
‫وأطيعوا الرسول وأول المر منكم} وهكذا رواه ابن أب حات من طريق عن السدي مرسلً‪ ,‬ورواه‬
‫ابن مردويه من رواية الكم بن ظهي عن السدي عن أب صال عن ابن عباس فذكره بنحوه وال‬
‫أعلم‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {وأول المر منكم} يعن أهل الفقه والدين‪ ,‬وكذا قال‬
‫ماهد وعطاء والسن البصري وأبو العالية {وأول المر منكم} يعن العلماء والظاهر وال أعلم أنا‬
‫عامفة فف كفل أول المفر مفن المراء والعلماء كمفا تقدم‪ .‬وقفد قال تعال‪{ :‬لول ينهاهفم الربانيون‬
‫والحبار عن قول م ال ث وأكل هم ال سحت} وقال تعال {فا سألوا أ هل الذ كر إن كن تم ل تعلمون}‬
‫و ف الديث الصحيح الت فق عليه عن أ ب هريرة عن ر سول ال صلى ال عليه و سلم أ نه قال « من‬
‫أطاعن فقد أطاع ال ومن عصان فقد عصى ال‪ ,‬ومن أطاع أميي فقد أطاعن‪ ,‬ومن عصى أميي‬
‫فقفد عصفان»‪ ,‬فهذه أوامفر بطاعفة العلماء والمراء‪ ,‬ولذا قال تعال {أطيعوا ال} أي اتبعوا كتابفه‬
‫{وأطيعوا الرسول} أي خذوا ب سنته {وأول ال مر من كم} أي في ما أمرو كم به من طا عة ال ل ف‬

‫‪123‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مع صية ال‪ ,‬فإ نه ل طا عة لخلوق ف مع صية ال ك ما تقدم ف الد يث ال صحيح «إن ا الطا عة ف‬
‫العروف»‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن حدثنا هام حدثنا قتادة عن أب مراية عن عمران بن‬
‫حصي عن النب صلى ال عليه وسلم قال «ل طاعة ف معصية ال»‪ .‬وقوله {فإن تنازعتم ف شيء‬
‫فردوه إل ال والرسول} قال ماهد وغي واحد من السلف أي إل كتاب ال وسنة رسوله‪ .‬وهذا أمر‬
‫من ال عز وجل بأن كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع ف ذلك إل‬
‫الكتاب وال سنة ك ما قال تعال {و ما اختلف تم ف يه من ش يء فحك مه إل ال} ف ما ح كم به الكتاب‬
‫والسنة وشهدا له بالصحة فهو الق‪ ,‬وماذا بعد الق إل الضلل‪ ,‬ولذا قال تعال {إن كنتم تؤمنون‬
‫بال واليوم الَخر} أي ردوا الصومات والهالت إل كتاب ال وسنة رسوله فتحاكموا إليهما فيما‬
‫ش جر بين كم {إن كن تم تؤمنون بال واليوم الَ خر} فدل على أن من ل يتحا كم ف م ل الناع إل‬
‫الكتاب والسنة ول يرجع إليهما ف ذلك فليس مؤمنا بال ول باليوم الَخر‪ ,‬وقوله {ذلك خي} أي‬
‫التحا كم إل كتاب ال و سنة ر سوله‪ ,‬والرجوع إليه ما ف ف صل الناع خ ي {وأح سن تأويلً} أي‬
‫وأحسفن عاقبفة ومآل كمفا قاله السفدي وغيف واحفد‪ .‬وقال ماهفد‪ :‬وأحسفن جزاء وهفو قريفب‪.‬‬

‫ك يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَ ُم َواْ إِلَى‬ ‫** أَلَ ْم َترَ إِلَى الّذِي َن يَ ْزعُمُونَ َأّنهُمْ آ َمنُوْا بِمَآ ُأنْزِلَ إَِليْكَ َومَآ أُنزِ َل مِن َقبْلِ َ‬
‫ضلَ ًل َبعِيدا * َوإِذَا قِيلَ َلهُ ْم َتعَاَل ْواْ إَِلىَ‬
‫شيْطَا نُ أَن ُيضِّلهُ مْ َ‬ ‫الطّاغُو تِ وَقَدْ ُأمِ ُر َواْ أَن يَ ْكفُرُوْا بِ ِه َويُرِيدُ ال ّ‬
‫مَآ أَن َزلَ اللّ ُه َوإِلَى الرّ سُولِ َرَأيْ تَ الْ ُمنَاِفقِيَ يَ صُدّونَ عَن كَ صُدُودا * َفكَيْ فَ إِذَآ أَ صَاَبْتهُ ْم مّ صِيَب ٌة بِمَا‬
‫ك الّذِي َن َيعْلَ مُ اللّ ُه مَا‬‫حِلفُو َن بِاللّ هِ إِ نْ أَ َر ْدنَآ إِلّ إِحْ سَانا َوَتوْفِيقا * أُولَـئِ َ‬ ‫قَ ّدمَ تْ َأيْدِيهِ ْم ثُ مّ جَآءُو َك يَ ْ‬
‫ف وَقُففل ّلهُمففْ فِيففَ َأْنفُسففِهِمْ َقوْ ًل بَلِيغا‬ ‫فِففي قُلُوِبهِمففْ َفأَعْرِضففْ عَْنهُمففْ وَعِ ْظهُمف ْ‬
‫هذا إنكار من ال عز وجل على من يدعي اليان با أنزل ال على رسوله وعلى النبياء القدمي‪,‬‬
‫وهو مع ذلك يريد أن يتحاكم ف فصل الصومات إل غي كتاب ال وسنة رسوله‪ ,‬كما ذكر ف‬
‫سبب نزول هذه الَية أنا ف رجل من النصار ورجل من اليهود تصاما‪ ,‬فجعل اليهودي يقول‪ :‬بين‬
‫وبينك ممد‪ ,‬وذاك يقول‪ :‬بين وبينك كعب بن الشرف‪ ,‬وقيل‪ :‬ف جاعة من النافقي من أظهروا‬
‫السلم‪ ,‬أرادوا أن يتحاكموا إل حكام الاهلية‪ ,‬وقيل غي ذلك‪ ,‬والَية أعم من ذلك كله‪ ,‬فإنا ذامة‬
‫لن عدل عن الكتاب والسنة‪ .‬وتاكموا إل ما سواها من الباطل‪ ,‬وهو الراد بالطاغوت ههنا‪ ,‬ولذا‬
‫قال {يريدون أن يتحاكموا إل الطاغوت} إل آخرهفا‪ .‬وقوله {ويصفدون عنفك صفدودا} أي‬

‫‪124‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعرضون عنك إعراضا كالستكبين عن ذلك‪ ,‬كما قال تعال عن الشركي‪{ :‬وإذا قيل لم اتبعوا ما‬
‫أنزل ال قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا} وهؤلء بلف الؤمني الذين قال ال فيهم {إنا كان‬
‫فة‪.‬‬‫فا} الَيف‬‫فعنا وأطعنف‬‫فم أن يقولوا سف‬ ‫فم بينهف‬‫فوله ليحكف‬ ‫قول الؤمني ف إذا دعوا إل ال ورسف‬
‫ث قال تعال ف ذم النافق ي‪{ :‬فك يف إذا أ صابتهم م صيبة ب ا قد مت أيدي هم} أي فك يف ب م إذا‬
‫ساقتهم القادير إليك ف مصائب تطرقهم بسبب ذنوبم‪ ,‬واحتاجوا إليك ف ذلك {ث جاؤوك يلفون‬
‫بال إن أردنا إل إحسانا وتوفيقا} أي يعتذرون إليك ويلفون ما أردنا بذهابنا إل غيك‪ ,‬وتاكمنا‬
‫إل أعدائك إل الح سان والتوف يق‪ ,‬أي الداراة وال صانعة ل اعتقادا م نا صحة تلك الكو مة‪ ,‬ك ما‬
‫أخبنا تعال عنهم ف قوله {فترى الذين ف قلوبم مرض يسارعون فيهم يقولون نشى ف إل قوله‬
‫ف فيصبحوا على ما أسروا ف أنف سهم نادمي}‪ .‬و قد قال ال طبان‪ :‬حدثنا أبو ز يد أحد بن يزيد‬
‫الوطي‪ ,‬حدثنا أبو اليمان‪ ,‬حدثنا صفوان بن عمر عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان أبو برزة‬
‫السلمي كاهنا يقضي بي اليهود فيما يتنافرون فيه‪ ,‬فتنافر إليه ناس من السلمي‪ ,‬فأنزل ال عز وجل‬
‫{أل تر إل الذ ين يزعمون أن م آمنوا ب ا أنزل إل يك و ما أنزل من قبلك ف إل قوله ف إن أرد نا إل‬
‫إحسففففففففففففففففففففففففففففففففففانا وتوفيقا}‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬أولئك الذين يعلم ال ما ف قلوبم} هذا الضرب من الناس هم النافقون‪ ,‬وال يعلم‬
‫ما ف قلوب م و سيجزيهم على ذلك‪ ,‬فإ نه ل ت فى عل يه خاف ية‪ ,‬فاك تف به يا م مد في هم‪ ,‬فإنه عال‬
‫بظواهرهم وبواطنهم‪ .‬ولذا قال له {فأعرض عنهم} أي ل تعنفهم على ما ف قلوبم {وعظهم} أي‬
‫وانهم عما ف قلوبم من النفاق وسرائر الشر‪{ ,‬وقل لم ف أنفسهم قو ًل بليغا} أي وانصحهم فيما‬
‫بينفففففففك وبينهفففففففم بكلم بليفففففففغ رادع لمففففففف‪.‬‬

‫ع بِإِذْ نِ اللّ ِه وََلوْ َأّنهُ مْ إِذ ظّلَ ُم َواْ َأْنفُ سَهُمْ جَآءُو كَ فَا ْسَت ْغفَرُواْ اللّ َه‬
‫** َومَآ أَرْ سَ ْلنَا مِن رّ سُولٍ أِلّ ِليُطَا َ‬
‫جرَ‬
‫حكّمُو كَ فِيمَا شَ َ‬ ‫وَا ْسَت ْغفَرَ َلهُ مُ الرّ سُولُ َلوَجَدُواْ اللّ َه َتوّابا رّحِيما * َفلَ وَ َربّ كَ َل ُي ْؤ ِمنُو نَ َحّتىَ يُ َ‬
‫فهِمْ َحرَجا مّمّففا َقضَيْتففَ َويُسففَلّمُواْ تَسففْلِيما‬ ‫ف ثُمففّ َل يَجِدُواْ فِيففَ َأنْفُسف ِ‬ ‫َبيَْنهُمف ْ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وما أرسلنا من رسول إل ليطاع} أي فرضت طاعته على من أرسله إليهم‪ .‬وقوله‬
‫{بإذن ال} قال ما هد‪ :‬أي ل يط يع أ حد إل بإذ ن‪ ,‬يع ن ل يطيع هم إل من وفق ته لذلك‪ ,‬كقوله‬
‫{ول قد صدقكم ال وعده إذ ت سونم بإذ نه} أي عن أمره وقدره ومشيئ ته وت سليطه إيا كم علي هم‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {ولو أنم إذ ظلموا أنفسهم} الَية‪ ,‬يرشد تعال العصاة والذنبي إذا وقع منهم الطأ والعصيان‬
‫أن يأتوا إل الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فيستغفروا ال عنده ويسألوه أن يستغفر لم‪ ,‬فإنم إذا فعلوا‬
‫ذلك تاب ال عليهم ورحهم وغفر لم‪ ,‬ولذا قال {لوجدوا ال توابا رحيما} وقد ذكر جاعة منهم‬
‫الشيخ أبو نصر بن الصباغ ف كتابه الشامل الكاية الشهورة عن العتب‪ ,‬قال‪ :‬كنت جالسا عند قب‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فجاء أعراب فقال‪ :‬السلم عليك يا رسول ال‪ ,‬سعت ال يقول {ولو أنم‬
‫إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا ال واستغفر لم الرسول لوجدوا ال توابا رحيما} وقد جئتك‬
‫مسفففتغفرا لذنفففب مسفففتشفعا بفففك إل ربففف‪ .‬ثففف أنشفففأ يقول‪:‬‬
‫يا خ ي من دف نت بالقاع أعظمهفطاب من طيب هن القاع وا لكمنف سي الفداء ل قب أ نت ساكنهفيه‬
‫العفاف وفيفففففففففففففففففففففففففففففففه الود والكرم‬

‫ث انصرف العراب‪ ,‬فغلبتن عين فرأيت النب صلى ال عليه وسلم ف النوم‪ ,‬فقال يا عتب‪ ,‬الق‬
‫فففففففففر له»‪.‬‬ ‫فففففففففد غفف‬ ‫ففففففففف فبشره أن ال قف‬ ‫العرابف‬
‫وقوله {فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم} يقسم تعال بنفسه الكرية القدسة‬
‫أنه ل يؤمن أحد حت يكم الرسول صلى ال عليه وسلم ف جيع المور‪ ,‬فما حكم به فهو الق‬
‫الذي ي ب النقياد له باطنا وظاهرا‪ ,‬ولذا قال { ث ل يدوا ف أنف سهم حرجا م ا قض يت وي سلموا‬
‫تسفليما} أي إذا حكموك يطيعونفك فف بواطنهفم فل يدون فف أنفسفهم حرجا ماف حكمفت بفه‪,‬‬
‫وينقادون له ف الظاهر والباطن‪ ,‬فيسلمون لذلك تسليما كليا من غي مانعة ول مدافعة ول منازعة‪,‬‬
‫كما ورد ف الديث «والذي نفسي بيده‪ ,‬ل يؤمن أحدكم حت يكون هواه تبعا ل جئت به»‪ .‬وقال‬
‫البخاري‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا معمر عن الزهري‪ ,‬عن عروة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫خاصم الزبي رجلً ف سْريج من الرة‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «اسق يا زبي ث أرسل الاء‬
‫إل جارك» فقال النصاري‪ :‬يا رسول ال أن كان ابن عمتك‪ ,‬فتلون وجه رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ ,‬ث قال‪« :‬ا سق يا زب ي‪ ,‬ث اح بس الاء ح ت ير جع إل الدر‪ ,‬ث أر سل الاء إل جارك»‪.‬‬
‫واستوعى النب صلى ال عليه وسلم للزبي حقه ف صريح الكم حي أحفظه النصاري‪ ,‬وكان أشار‬
‫عليهما صلى ال عليه وسلم بأمر لما فيه سعة‪ ,‬قال الزبي‪ :‬فما أحسب هذه الَية إل نزلت ف ذلك‬
‫{فل ور بك ل يؤمنون ح ت يكموك في ما ش جر بين هم} الَ ية‪ .‬هكذا رواه البخاري هه نا‪ ,‬أع ن ف‬

‫‪126‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كتاب التف سي من صحيحه من حد يث مع مر‪ ,‬و ف كتاب الشرب من حد يث ا بن جر يج ومع مر‬
‫أيضا‪ ,‬وف كتاب الصلح من حديث شعيب بن أب حزة‪ ,‬ثلثتهم عن الزهري‪ ,‬عن عروة‪ ,‬فذكره‪,‬‬
‫وصفورته صفورة الرسفال‪ ,‬وهفو متصفل فف العنف‪ ,‬وقفد رواه المام أحدف مفن هذا الوجفه فصفرح‬
‫بالرسال‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ,‬حدثنا شعيب عن الزهري‪ ,‬أخبن عروة بن الزبي أن الزبي كان‬
‫يدث أنه كان)ياصم رجلً من النصار قد شهد بدرا إل النب صلى ال عليه وسلم ف شراج الرة‪,‬‬
‫كانا يسقيان با كلها‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم للزبي «اسق ث أرسل إل جارك» فغضب‬
‫النصاري وقال‪ :‬يا رسول ال أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث‬
‫قال‪« :‬اسق يا زبي ث احبس الاء حت يرجع إل الدر» فاستوعى النب صلى ال عليه وسلم للزبي‪:‬‬
‫حقه‪ ,‬وكان النب صلى ال عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزبي برأي أراد فيه سعة له وللنصاري‪,‬‬
‫فلما أحفظ النصاري رسول ال صلى ال عليه وسلم استوعى النب صلى ال عليه وسلم للزبي حقه‬
‫ف صريح الكم‪ ,‬قال عروة‪ :‬فقال الزبي‪ :‬وال ما أحسب هذه الَية نزلت إل ف ذلك {فل وربك ل‬
‫يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم‪ ,‬ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما}‪,‬‬
‫هكذا رواه المام أحد‪ ,‬وهو منقطع بي عروة وبي أبيه الزبي‪ ,‬فإنه ل يسمع منه‪ ,‬والذي يقطع به أنه‬
‫سعه من أخيه عبد ال‪ ,‬فإن أبا ممد عبد الرحن بن أب حات‪ ,‬رواه كذلك ف تفسيه‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا‬
‫يونس بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبن الليث ويونس عن ابن شهاب‪ ,‬أن عروة بن الزبي‬
‫حدثه أن عبد ال بن الزبي حدثه عن الزبي بن العوام‪ ,‬أنه خاصم رجلً من النصار قد شهد بدرا مع‬
‫النب صلى ال عليه وسلم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ف شراج الرة كانا يسقيان به كلها‬
‫النخل‪ ,‬فقال النصاري‪ :‬سرح الاء ير‪ ,‬فأب عليه الزبي‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬اسق‬
‫يا زبي ث أرسل إل جارك» فغضب النصاري وقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث قال‪« :‬اسقِ يا زبي ث احبس الاء حت يرجع إل الدر» واستوعى‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم للزب ي ح قه‪ ,‬وكان ر سول ال صلى ال عليه و سلم ق بل ذلك أشار‬
‫على الزبي برأي أراد فيه السعة له وللنصار‪ ,‬فلما أحفظ النصاري رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫استوعى للزبي حقه ف صريح الكم‪ ,‬فقال الزبي‪ :‬ما أحسب هذه الَية إل ف ذلك {فل وربك ل‬
‫يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما}‬
‫وهكذا رواه النسائي من حديث ا بن وهب به‪ .‬ورواه أحد والما عة كلهم من حديث الليث به‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وجعله أصحاب الطراف ف مسند عبد ال بن الزبي‪ .‬وكذا ساقه المام أحد ف مسند عبد ال بن‬
‫الزبي‪ .‬وال أعلم‪ .‬والعجب كل العجب من الاكم أب عبد ال النيسابوري فإنه روى هذا الديث‬
‫من طريق ابن أخي ابن شهاب عن عمه عن عروة‪ ,‬عن عبد ال بن الزبي‪ ,‬عن الزبي‪ ,‬فذكره‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫صحيح السناد‪ ,‬ول يرجاه‪ .‬فإن ل أعلم أحدا قام بذا السناد عن الزهري بذكر عبد ال بن الزبي‬
‫غي ابن أخيه وهو عنه ضعيف‪ ,‬وقال الافظ أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن علي أبو دحيم‪,‬‬
‫حدثنا أحد بن حازم‪ ,‬حدثنا الفضل بن دكي‪ ,‬حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن سلمة رجل‬
‫من آل أب سلمة‪ ,‬قال‪ :‬خاصم الزبي رجلً إل النب صلى ال عليه وسلم فقضى للزبي‪ ,‬فقال الرجل‪:‬‬
‫إنا قضى له لنه ابن عمته‪ ,‬فنلت‪{ :‬فل وربك ل يؤمنون} الَية‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪,‬‬
‫حدثنا عمرو بن عثمان‪ ,‬حدثنا أبو حيوة‪ ,‬حدثنا سعيد بن عبد العزيز‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫ال سيب ف قوله {فل ور بك ل يؤمنون} قال‪ :‬نزلت ف الزب ي بن العوام وحا طب بن أ ب بلت عة‪,‬‬
‫اختصما ف ماء‪ ,‬فقضى النب صلى ال عليه وسلم أن يسقي العلى ث السفل‪ ,‬هذا مرسل ولكن فيه‬
‫فائدة تسففففففففففففففففمية النصففففففففففففففففاري‪.‬‬
‫(ذكر سبب آخر غريب جدا) ف قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى قراءة‪ ,‬أخبنا ابن‬
‫وهب‪ ,‬وأخبن عبد ال بن ليعة عن أب السود‪ ,‬قال‪ :‬اختصم رجلن إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقضى بينهما‪ ,‬فقال القضي عليه‪ :‬ردنا إل عمر بن الطاب‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «نعم»‪ ,‬انطلقا إليه‪ ,‬فلما أتيا إليه‪ ,‬فقال الرجل‪ :‬يا ابن الطاب قضى ل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم على هذا‪ .‬فقال‪ :‬ردنا إل عمر بن الطاب‪ ,‬فردنا إليك‪ :‬فقال‪ :‬أكذاك ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فقال‬
‫عمر‪ :‬مكانكما حت أخرج إليكما فأقضي بينكما‪ .‬فخرج إليها مشتملً على سيفه فضرب الذي قال‪:‬‬
‫ردنا إل عمر فقتله‪ ,‬وأدبر الَخر فأتى إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬قتل‬
‫عمر وال صاحب‪ ,‬ولول أن أعجزته لقتلن‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما كنت أظن أن‬
‫يترىء عمر على قتل مؤمن» فأنزل ال {فل وربك ل يؤمنون حت يكموك} الَية‪ ,‬فهدر دم ذلك‬
‫ف عليهفم أن اقتلوا‬
‫ف كتبن ا‬
‫الرجفل وبرىء عمفر مفن قتله‪ ,‬فكره ال أن يسفن ذلك بعفد‪ ,‬فأنزل {ولو أن ا‬
‫أنف سكم} الَ ية‪ ,‬وكذا رواه ا بن مردو يه من طر يق ا بن لي عة عن أ ب ال سود به‪ ,‬و هو أ ثر غر يب‬
‫مرسفففففففل‪ ,‬وابفففففففن ليعفففففففة ضعيفففففففف وال أعلم‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى) ف قال الافظ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحن بن إبراهيم بن دحيم ف تفسيه‪:‬‬
‫حدثنا شعيب بن شعيب‪ ,‬حدثنا أبو الغية‪ ,‬حدثنا عتبة بن ضمرة‪ ,‬حدثن أب أن رجلي اختصما إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فقضى للمحق على الب طل‪ ,‬فقال القضي عليه‪ :‬ل أرضى‪ ,‬فقال صاحبه‪:‬‬
‫فما تريد ؟ قال‪ :‬أن نذهب إل أب بكر الصديق‪ ,‬فذهبا إليه‪ ,‬فقال الذي قضي له‪ :‬قد اختصمنا إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقضى ل‪ ,‬فقال أبو بكر‪ :‬أنتما على ما قضى به رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬فأب صاحبه أن يرضى‪ ,‬فقال‪ :‬نأت عمر بن الطاب‪ ,‬فقال القضي له‪ :‬قد اختصمنا إل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقضى ل عليه‪ ,‬فأب أن يرضى‪ ,‬فسأله عمر بن الطاب فقال كذلك‪ ,‬فدخل‬
‫ع مر منله وخرج وال سيف ف يده قد سله‪ ,‬فضرب به رأس الذي أ ب أن ير ضى فقتله‪ ,‬فأنزل {فل‬
‫وربففففففففففففففففك ل يؤمنون} الَيففففففففففففففففة‪.‬‬

‫** وََلوْ َأنّا َكتَْبنَا عََلْيهِ مْ أَ ِن ا ْقتُُلوَاْ َأْنفُ سَكُمْ َأوِ اخْ ُرجُوْا مِن ِديَارِكُ ْم مّا َفعَلُو هُ إِلّ َقلِيلٌ مّْنهُ ْم وََلوْ َأّنهُ مْ‬
‫ُمف م ّن ّل ُدنّففآ َأجْرا عَظِيما *‬ ‫ُمف َوأَشَ ّد َتْثبِيتا * َوإِذا َلَتْينَاه ْ‬
‫َانف َخيْرا ّله ْ‬ ‫ِهف َلك َ‬ ‫ُونف ب ِ‬
‫َفعَلُواْ م َا يُوعَظ َ‬
‫ك مَ َع الّذِينَ َأنْعَمَ اللّ ُه عََلْيهِم مّ َن الّنبِيّيَ‬
‫سَتقِيما * َومَن يُ ِطعِ اللّ َه وَالرّسُولَ َفُأوْلَـئِ َ‬ ‫صرَاطا مّ ْ‬ ‫وََلهَ َديْنَاهُمْ ِ‬
‫ي َوحَ سُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقا * ذَلِ كَ الْ َفضْ ُل مِ نَ اللّ ِه وَ َكفَ َى بِاللّ ِه عَلِيما‬ ‫شهَدَآ ِء وَال صّالِحِ َ‬ ‫ي وَال ّ‬ ‫وَال صّدّيقِ َ‬
‫يب تعال عن أكثر الناس أنم لو أمروا با هم مرتكبونه من الناهي لا فعلوه‪ ,‬لن طباعهم الرديئة‬
‫مبولة على مالفة المر‪ ,‬وهذا من علمه تبارك وتعال با ل يكن أو كان‪ ,‬فكيف كان يكون‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬ولو أ نا كتب نا علي هم أن اقتلوا أنف سكم} الَ ية‪ ,‬قال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن الث ن‪ ,‬حدث ن‬
‫إسحاق‪ ,‬حدثنا أبو زهي عن إساعيل‪ ,‬عن أب إسحاق السبيعي‪ ,‬قال‪ :‬لا نزلت {ولو أنا كتبنا عليهم‬
‫أن اقتلوا أنف سكم} الَية‪ ,‬قال ر جل‪ :‬لو أمر نا لفعلنا‪ ,‬وال مد ل الذي عافا نا‪ ,‬فبلغ ذلك ال نب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪« :‬إن من أمت لرجالً اليان أثبت ف قلوبم من البال الرواسي»‪ ,‬ورواه ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا جعفر بن مني‪ ,‬حدثنا روح‪ ,‬حدثنا هشام عن السن بإسناده عن العمش‪ ,‬قال‪ :‬لا‬
‫نزلت {ولو أ نا كتب نا علي هم أن اقتلوا أنف سكم} الَ ية‪ ,‬قال أناس من أ صحاب ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ :‬لو فعل ربنا لفعلنا‪ ,‬فبلغ النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪« :‬لليان أثبت ف قلوب أهله من‬
‫البال الرواسي»‪ .‬وقال السدي‪ :‬افت خر ثابت بن قيس بن شاس ور جل من اليهود‪ ,‬فقال اليهودي‪:‬‬
‫وال ل قد ك تب ال علي نا الق تل فقتل نا أنف سنا‪ ,‬فقال ثا بت‪ :‬وال لو ك تب علي نا {أن اقتلوا أنف سكم}‬

‫‪129‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لفعلنا ‪ ¹‬فأنزل ال هذه الَية‪ .‬ورواه ابن أب حات حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممود بن غيلن‪ ,‬حدثنا بشر بن‬
‫السري‪ ,‬حدثنا مصعب بن ثابت عن عمه عامر بن عبد ال بن الزبي قال‪ :‬لا نزلت {ولو أنا كتبنا‬
‫علي هم أن اقتلوا أنف سكم أو اخرجوا من ديار كم ما فعلوه إل قل يل من هم} قال ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪« :‬لو نزلت لكان ابن أم ع بد من هم» وحدثنا أ ب‪ ,‬حدث نا أ بو اليمان‪ ,‬حدثنا إ ساعيل بن‬
‫عياش عن صفوان بن عمرو‪ ,‬عن شريح بن عبيد‪ ,‬قال‪ :‬لا تل رسول ال صلى ال عليه وسلم هذه‬
‫الَية {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم} الَية‪ ,‬أشار رسول ال صلى ال عليه وسلم هذه بيده‬
‫إل عبد ال بن رواحة‪ ,‬فقال‪« :‬لو أن ال كتب ذلك لكان هذا من أولئك القليل» يعن ابن رواحة‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬ولو أنم فعلوا ما يوعظون به} أي ولو أنم فعلوا ما يؤمرون به وتركوا ما ينهون‬
‫عنه {لكان خيا لم} أي من مالفة المر وارتكاب النهي {وأشد تثبيتا}‪ ,‬قال السدي‪ :‬أي وأشد‬
‫ت صديقا {وإذا لَتينا هم من لد نا} أي من عند نا {أجرا عظيما} يع ن ال نة {ولدينا هم صراطا‬
‫مستقيما} أي ف الدنيا والَخرة‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال‬
‫عليهم من النبيي والصديقي والشهداء والصالي وحسن أولئك رفيقا}‪ .‬أي من عمل با أمره ال به‬
‫وترك ما ناه ال عنه ورسوله فإن ال عز وجل يسكنه دار كرامته ويعله مرافقا للنبياء ث لن بعدهم‬
‫ف الرتبة وهم الصديقون‪ ,‬ث الشهداء والصالون الذين صلحت سرائرهم وعلنيتهم ث أثن عليهم‬
‫تعال فقال‪{ :‬وح سن أولئك رفيقا} وقال البخاري‪ :‬حدث نا م مد بن ع بد ال بن حو شب‪ ,‬حدث نا‬
‫إبراهيم بن سعد عن أبيه‪ ,‬عن عروة‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫« ما من نب يرض إِل خ ي ب ي الدن يا والَخرة» وكان ف شكواه ال ت ق بض في ها أخذته ب ة شديدة‬
‫فسمعته يقول‪« :‬مع الذين أنعم ال عليهم من النبيي والصديقي والشهداء والصالي» فعلمت أنه‬
‫خُيّر‪ ,‬وكذا رواه م سلم من حد يث شع بة عن سعد بن إِبراه يم به‪ .‬وهذا مع ن قوله صلى ال عل يه‬
‫وسفلم فف الديفث الَخفر «اللهفم الرفيفق العلى» ثلثا ثف قضفى‪ ,‬عليفه أفضفل الصفلة والتسفليم‪.‬‬

‫(ذكفففففففر سفففففففبب نزول هذه الَيفففففففة الكريةففففففف)‬


‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أب الغية‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪,‬‬
‫قال‪ :‬جاء رجل من النصار إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو مزون‪ ,‬فقال له النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬يا فلن ما ل أراك مزونا ؟» فقال‪ :‬يا نب ال شيء فكرت فيه‪ ,‬فقال‪ :‬ما هو ؟ قال‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ن ن نغدو عليك ونروح نن ظر إِل وج هك ونال سك وغدا تر فع مع النبيي فل ن صل إِليك‪ ,‬فلم يرد‬
‫ال نب صلى ال عل يه وسلم شيئا‪ ,‬فأتاه جب يل بذه الَ ية {و من ي طع ال والر سول فأولئك مع الذين‬
‫أنعم ال عليهم من النبيي} الَية‪ ,‬فبعث النب صلى ال عليه وسلم فبشره‪ .‬وقد روي هذا الثر مرسلً‬
‫عن مسروق‪ ,‬وعن عكرمة‪ ,‬وعامر الشعب وقتادة‪ ,‬وعن الربيع بن أنس وهو من أحسنها سندا‪ ,‬قال‬
‫ابن جرير‪ :‬حدثنا الثن‪ ,‬حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع قوله‪{ :‬ومن يطع ال والرسول}‬
‫الَية‪ ,‬وقال‪ :‬إِن أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قالوا‪ :‬قد علمنا أن النب صلى ال عليه وسلم له‬
‫فضل على من آمن به ف درجات النة من اتبعه وصدقه‪ ,‬وكيف لم إِذا اجتمعوا ف النة أن يرى‬
‫بعضهم بعضا‪ .‬فأنزل ال ف ذلك‪ ,‬يعن هذه الَية‪ ,‬فقال‪ :‬يعن رسول ال «إِن العلي ينحدرون إِل‬
‫من هو أسفل منهم‪ ,‬فيجتمعون ف رياض فيذكرون ما أنعم ال عليهم ويثنون عليه‪ ,‬وينل لم أهل‬
‫الدرجات في سعون علي هم ب ا يشتهون و ما يدعون به‪ ,‬ف هم ف رو ضة ي بون ويتنعمون ف يه»‪ ,‬و قد‬
‫روي مرفوعا من وجه آخر‪ ,‬فقال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد الرحيم بن ممد بن مسلم‪ ,‬حدثنا‬
‫إِ ساعيل بن أح د بن أ سيد‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن عمران‪ ,‬حدث نا فض يل بن عياض عن من صور‪ ,‬عن‬
‫إِبراهيم‪ ,‬عن ال سود‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه و سلم فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ ,‬إِنك لحب إِلّ من نفسي‪ ,‬وأحب إلّ من أهلي‪ ,‬وأحب إِل من ولدي‪ ,‬وإِن لكون ف البيت‬
‫فأذكرك فما أصب حت آتيك فأنظر إِليك‪ ,‬وإِذا ذكرت موت وموتك‪ ,‬عرفت أنك إِذا دخلت النة‬
‫رفعت مع النبيي‪ ,‬وإِن دخلت النة خشيت أن ل أراك‪ ,‬فلم يرد عليه النب صلى ال عليه وسلم حت‬
‫نزلت عليه {ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيي والصديقي والشهداء‬
‫والصالي وحسن أولئك رفيقا}‪ .‬وهكذا رواه الافظ أبو عبد ال القدسي ف كتابه ف صفة النة‬
‫من طريق الطبان عن أحد بن عمرو بن مسلم اللل‪ ,‬عن عبد ال بن عمران العابدي به‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫ل أرى بإسناده بأسا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ابن مردويه أيضا‪ :‬حدثنا سليمان بن أحد‪ ,‬حدثنا العباس بن‬
‫الفضل السفاطي‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن ثابت ابن عباس الصري‪ ,‬حدثنا خالد بن عبد ال عن عطاء بن‬
‫السائب‪ ,‬عن عامر الشعب‪ ,‬عن ابن عباس‪ :‬أن رجلً أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال إن لحبك حت إن لذكرك ف النل فيشق ذلك علي‪ ,‬وأحب أن أكون معك ف الدرجة‪ ,‬فلم‬
‫يرد عليه النب صلى ال عليه وسلم شيئا‪ ,‬فأنزل ال عز وجل هذه الَية‪ .‬وقد رواه ابن جرير عن ابن‬
‫حيد عن جرير عن عطاء‪ ,‬عن الشعب مرسلً‪ ,‬وثبت ف صحيح مسلم من حديث هقل بن زياد عن‬

‫‪131‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوزاعي‪ ,‬عن يي بن أب كثي‪ ,‬عن أب سلمة بن عبد الرحن‪ ,‬عن ربيعة بن كعب السلمي أنه قال‪:‬‬
‫كنت أبيت عند النب صلى ال عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته‪ ,‬فقال ل «سل»‪ ,‬فقلت‪ :‬يا رسول‬
‫ال أ سألك مرافق تك ف ال نة‪ ,‬فقال‪« :‬أو غ ي ذلك ؟» قلت‪ :‬هو ذاك‪ .‬قال‪« :‬فأع ن على نف سك‬
‫بكثرة السفففففففففففففففففففففففففففففففففففجود»‪.‬‬
‫وقال الِمام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إِسحاق‪ ,‬أخبنا ابن ليعة عن عبيد ال بن أب جعفر‪ ,‬عن عيسى‬
‫بن طلحة‪ ,‬عن عمرو بن مرة الهن‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ ,‬شهدت أن ل إله إل ال‪ ,‬وأنك رسول ال‪ ,‬وصليت المس‪ ,‬وأديت زكاة مال‪ .‬وصمت شهر‬
‫رمضان‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من مات على ذلك كان مع ال نبيي وال صديقي‬
‫والشهداء يوم القيامة وهكذا ف ونصب أصبعيه ف ما ل يعق والديه» تفرد به أحد‪ .‬قال المام أحد‬
‫أيضا‪ :‬حدثنا أبو سعيد مول أب هاشم‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن زبان بن فائد‪ ,‬عن سهل بن معاذ بن‬
‫أ نس‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ « :‬من قرأ ألف آ ية ف سبيل ال ك تب يوم‬
‫القيامة مع النبيي والصديقي والشهداء الصالي‪ ,‬وحسن أولئك رفيقا إِن شاء ال» وروى الترمذي‬
‫من طر يق سفيان الثوري‪ ,‬عن أ ب حزة‪ ,‬عن ال سن الب صري‪ ,‬عن أ ب سعيد‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬التاجر الصدوق المي مع النبيي والصديقي والشهداء» ث قال‪ :‬هذا حديث‬
‫حسن ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ,‬وأبو حزة اسه عبد ال بن جابر شيخ بصري‪ ,‬وأعظم من هذا كله‬
‫بشارة ما ثبت ف الصحيح والسانيد وغيها من طرق متواترة عن جاعة من الصحابة‪ ,‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم سئل عن الرجل يب القوم ولا يلحق بم‪ ,‬فقال‪« :‬الرء مع من أحب»‪ ,‬قال‬
‫أنس‪ :‬فما فرح السلمون فرحهم بذا الديث‪ .‬وف رواية عن أنس أنه قال‪ :‬إن لحب رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وأ حب أ با ب كر وع مر ر ضي ال عنه ما‪ ,‬وأر جو أن ال يبعث ن مع هم وإن ل‬
‫أعمل كعملهم‪ ,‬قال الِمام مالك بن أنس‪ ,‬عن صفوان بن سليم‪ ,‬عن عطاء بن يسار عن أب سعيد‬
‫الدري‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن أهل النة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم‪,‬‬
‫ك ما تراءون الكو كب الدري الغابر ف ال فق الشرق أوالغرب‪ ,‬لتفا ضل ما بين هم» قالوا‪ :‬يا ر سول‬
‫ال‪ ,‬تلك منازل ال نبياء ل يبلغ ها غي هم‪ ,‬قال «بلى‪ ,‬والذي نف سي بيده رجال آمنوا با ل و صدقوا‬
‫الرسلي»‪ ,‬أخرجاه ف الصحيحي من حديث مالك واللفظ لسلم‪ ,‬ورواه الِمام أحد‪ ,‬حدثنا فزارة‪,‬‬
‫أخبن فليح عن هلل يعن ابن علي‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪132‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪« :‬إن أ هل ال نة ليتراءون ف النة ك ما تراءون ف أو ترون ف الكو كب الدري الغابر ف ال فق‬
‫الطالع ف تفا ضل الدرجات»‪ .‬قالوا‪ :‬يا ر سول ال أولئك ال نبيون ؟ قال‪« :‬بلى‪ ,‬والذي نف سي بيده‪,‬‬
‫رجال آمنوا با ل وصدقوا الرسلي» قال الافظ الضياء القدسي‪ :‬هذا الديث على شرط البخاري‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو القاسم الطبان ف معجمه الكبي‪ :‬حدثناعلي بن عبد العزيز‪ ,‬حدثنا ممد بن عمار‬
‫الوصلي‪ ,‬حدثنا عفيف بن سال عن أيوب‪ ,‬عن عتبة‪ ,‬عن عطاء عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬أتى رجل من‬
‫الب شة إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ي سأله فقال له ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬سل‬
‫واسفتفهم» فقال‪ :‬يفا رسفول ال فضلتفم علينفا بالصفور واللوان والنبوة‪ ,‬ثف قال‪ :‬أفرأيفت إن آمنفت‬
‫باآم نت به وعملت ب ا عملت به‪ ,‬إ ن لكائن م عك ف ال نة‪ ,‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫«نعم‪ ,‬والذي نفسي بيده‪ ,‬إنه ليضيء بياض السود ف النة من مسية ألف عام» ث قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من قال‪ :‬ل إله إل ال‪ ,‬كان له ب ا ع هد ع ند ال‪ ,‬و من قال‪ :‬سبحان ال‬
‫وبمده‪ ,‬كتب له با مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة» فقال رجل‪ :‬كيف نلك بعد هذا‬
‫يا ر سول ال ؟ فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إن الر جل ليأ ت يوم القيا مة بالع مل لو و ضع‬
‫على جبفل لثقله فتقوم النعمفة مفن نعفم ال‪ ,‬فتكاد أن تسفتنفد ذلك كله إل أن يتغمده ال برحتفه»‬
‫ونزلت هذه الَيات { هل أ تى على الِن سان ح ي من الد هر ل ي كن شيئا مذكورا ف إل قوله ف‬
‫نعيما وملكا كبيا} فقال البشي‪ :‬وإن عينّ لتريان ما ترى عيناك ف النة ؟ فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬نعم» فاستبكى حت فاضت نفسه‪ ,‬قال ابن عمر‪ :‬فلقد رأيت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يدليه ف حفرته بيديه‪ ,‬فيه غرابة ونكارة وسنده ضعيف‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬ذلك الفضل‬
‫من ال} أي من ع ند ال برح ته و هو الذي أهل هم لذلك ل بأعمال م {وك فى بال عليما} أي هو‬
‫عليففففففم بنفففففف يسففففففتحق الدايففففففة والتوفيففففففق‪.‬‬

‫** يَا َأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُ مْ فَانفِرُوْا ُثبَا تٍ َأوِ اْنفِرُواْ جَمِيعا * َوإِ ّن ِمنْكُ مْ لَمَن ّلُيبَ ّطئَ نّ َفإِ نْ‬
‫أَ صَاَبْتكُمْ مّصِيَبةٌ قَالَ قَدْ أَْنعَمَ اللّ ُه عَلَيّ ِإذْ لَ مْ أَكُ ْن ّم َعهُ ْم َشهِيدا * وََلئِ نْ أَصَاَبكُمْ َفضْ ٌل مِ نَ ال َلَيقُولَ نّ‬
‫َكأَن لّ مْ تَكُ ْن بَْيَنكُ ْم َوَبيْنَ هُ َموَ ّدةٌ يَلَيَتنِي كُن تُ َم َعهُ مْ َفأَفُوزَ َفوْزا عَظِيما * فَ ْلُيقَاتِلْ فِي َسبِيلِ اللّ ِه الّذِي نَ‬
‫ف ُن ْؤتِي هِ أَجْرا عَظِيما‬ ‫سوْ َ‬ ‫حيَاةَ ال ّدنْيَا بِالَخِ َر ِة وَمَن يُقَاتِلْ فِي َسبِيلِ اللّ هِ َفُيقْتَلْ أَو َيغْلِ بْ فَ َ‬ ‫يَشْرُو َن الْ َ‬

‫‪133‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يأ مر ال تعال عباده الؤمن ي بأ خذ الذر من عدو هم‪ ,‬وهذا ي ستلزم التأ هب ل م بإعداد ال سلحة‬
‫والعدد‪ ,‬وتكثي العدد بالنفي ف سبيل ال {ثبات} أي جاعة بعد جاعة وفرقة بعد فرقة وسرية بعد‬
‫سرية‪ ,‬والثباب ج ع ث بة‪ ,‬و قد ت مع الث بة على ثبي‪ ,‬قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬قوله‪:‬‬
‫{فانفروا ثبات} أي ع صبا يع ن‪ ,‬سرايا متفرق ي {أو انفروا جيعا} يع ن كل كم‪ ,‬وكذا روي عن‬
‫ما هد وعكر مة وال سدي وقتادة والضحاك وعطاء الرا سان ومقا تل بن حيان وخ صيف الزري‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن منكم ل ن ليبطئن} قال ماهد وغي وا حد‪ :‬نزلت ف النافق ي‪ ,‬وقال مقا تل بن‬
‫حيان‪{ :‬ليبطئن} أي ليتخل فن عن الهاد‪ ,‬ويت مل أن يكون الراد أ نه يتبا طأ هو ف نف سه‪ ,‬ويبطىء‬
‫غيه عن الهاد كما كان عبد ال بن أب بن سلول ف قبحه ال ف يفعل‪ ,‬يتأخر عن الهاد ويثبط‬
‫الناس عن الروج فيه‪ .‬وهذا قول ابن جريج وابن جرير‪ ,‬ولذ قال تعال إخبارا عن النافق أنه يقول‪:‬‬
‫إذا تأ خر عن الهاد {فإِن أ صابتكم م صيبة} أي ق تل وشهادة وغلب العدو ل كم ل ا ل ف ذلك من‬
‫الك مة { قال قد أن عم ال عل يّ إذ ل أ كن مع هم شهيدا} أي إذ ل أح ضر مع هم وق عة القتال ي عد‬
‫ذلك مفن نعفم ال عليفه‪ ,‬ول يدر مفا فاتفه مفن الجفر فف الصفب أو الشهادة إن قتفل‪.‬‬
‫{ولئن أصابكم فضل من ال} أي نصر وظفر وغنيمة {ليقولن كأن ل تكن بينكم وبينه مودة} أي‬
‫كأنه ليس من أهل دينكم {يا ليتن كنت معهم فأفوز فوزا عظيما} أي بأن يضرب ل بسهم معهم‬
‫فأحصففففل عليففففه‪ .‬وهففففو أكففففب قصففففده وغايففففة مراده‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬فليقا تل} أي الؤ من النا فر { ف سبيل ال الذ ين يشرون الياة الدن يا بالَخرة} أي‬
‫يبيعون دينهم بعرض قليل من الدنيا‪ ,‬وما ذلك إِل لكفرهم وعدم إيانم‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ومن يقاتل‬
‫ف سبيل ال فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما} أي كل من قاتل ف سبيل ال سواء قتل أو‬
‫غلب عند ال مثوبة عظيمة وأجر جزيل‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي‪ :‬وتكفل ال للمجاهد ف سبيله إن‬
‫توفاه أن يدخله النفة أو يرجعفه إل مسفكنه الذي خرج منفه باف نال مفن أجفر أو غنيمفة‪.‬‬

‫ي مِ نَ الرّجَا ِل وَالنّ سَآ ِء وَاْلوِلْدَا نِ الّذِي َن َيقُولُو نَ َرّبنَآ‬


‫ض َعفِ َ‬
‫ستَ ْ‬
‫** َومَا َلكُ مْ َل ُتقَاتِلُو نَ فِي سَبِيلِ اللّ ِه وَالْمُ ْ‬
‫ك نَصِيا * الّذِينَ‬ ‫أَخْ ِر ْجنَا مِنْ هَـ ِذ ِه اْلقَ ْرَيةِ الظّالِمِ َأهُْلهَا وَا ْجعَلْ ّلنَا مِن لّ ُدنْكَ وَِليّا وَا ْجعَلْ ّلنَا مِن ّل ُدنْ َ‬
‫آ َمنُواْ يُقَاتِلُو نَ فِي َسبِيلِ اللّ ِه وَالّذِي نَ َكفَرُواْ ُيقَاتِلُو نَ فِي سَبِيلِ الطّاغُو تِ َفقَاتُِل َواْ َأوِْليَاءَ الشّيْطَانِ إِ نّ َكيْدَ‬
‫ضعِيفا‬ ‫الشّيْطَانفففففففففففففففففِ كَانفففففففففففففففففَ َ‬

‫‪134‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يرض تعال عباده الؤمن ي على الهاد ف سبيله‪ ,‬وعلى ال سعي ف ا ستنقاذ ال ستضعفي ب كة من‬
‫الرجال والن ساء وال صبيان ال تبمي من القام ب ا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬الذ ين يقولون رب نا أخرج نا من‬
‫هذه القرية} يعن مكة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك الت أخرجتك}‪ ,‬ث‬
‫وصفها بقوله‪{ :‬الظال أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيا} أي سخر لنا من‬
‫عندك وليا وناصرا‪ ,‬قال البخاري‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد‪ ,‬حدثنا سفيان عن عبيد ال‪ ,‬قال‪ :‬سعت‬
‫ابن عباس قال‪ :‬كنت أنا وأمي من الستضعفي‪ .‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد عن‬
‫أيوب‪ ,‬عن ابن مليكة أن ابن عباس تل {إل الستضعفي من الرجال والنساء والولدان} قال‪ :‬كنت‬
‫أنففففففا وأمففففففي منفففففف عذر ال عففففففز وجففففففل‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬الذ ين آمنوا يقاتلون ف سبيل ال والذ ين كفروا يقاتلون ف سبيل الطاغوت} أي‬
‫الؤمنون يقاتلون ف طاعة ال ورضوانه‪ ,‬والكافرون يقاتلون ف طاعة الشيطان‪ ,‬ث هيج تعال الؤمني‬
‫فففففففففد الشيطان كان ضعيفا}‬ ‫على قتال أعدائه بقوله‪{ :‬فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيف‬

‫ب عََلْيهِ ُم الْ ِقتَالُ إِذَا‬


‫لةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ فَلَمّا ُكتِ َ‬‫صَ‬ ‫** أَلَ ْم َترَ إِلَى الّذِي نَ قِيلَ َلهُ مْ ُك ّفوَاْ َأيْ ِدَيكُ مْ َوأَقِيمُواْ ال ّ‬
‫ت عََليْنَا الْ ِقتَالَ َلوْل أَخّ ْرَتنَا‬‫شَي ًة وَقَالُواْ َرّبنَا ِل مَ َكَتبْ َ‬
‫شَيةِ اللّ هِ َأوْ َأشَدّ خَ ْ‬‫شوْ َن النّا سَ كَخَ ْ‬ ‫فَرِي ٌق ّمنْهُ ْم يَخْ َ‬
‫ُونف َفتِيلً * َأْينَم َا َتكُونُواْ‬ ‫َنف اّت َقىَ وَ َل تُظَْلم َ‬‫َاعف ال ّدنْي َا قَلِي ٌل وَالَخِ َرةُ َخيْرٌ لّم ِ‬ ‫ِيبف قُ ْل َمت ُ‬‫إِلَىَ أَجَلٍ َقر ٍ‬
‫سَن ٌة َيقُولُواْ هَ ـ ِذهِ مِ ْن عِندِ اللّ ِه َوإِن‬ ‫صْبهُمْ حَ َ‬ ‫شيّ َدةٍ َوإِن تُ ِ‬
‫ج مّ َ‬‫يُدْرِككّ ُم الْ َموْ تُ وََلوْ كُنتُ مْ فِي ُبرُو ٍ‬
‫تُ صِْبهُمْ َسّيئَ ٌة َيقُولُوْا هَ ـ ِذهِ مِ نْ عِندِ كَ قُلْ كُ ّل مّ ْن عِندِ اللّ هِ فَمَا ِلهَ ـؤُلءِ اْل َقوْ مِ َل َيكَادُو نَ َي ْف َقهُو نَ‬
‫ك مِن َسيَّئةٍ فَمِن ّنفْ سِكَ َوأَرْ سَ ْلنَاكَ لِلنّا سِ رَ سُولً‬ ‫سَنةٍ فَمِ نَ اللّ ِه َومَآ أَ صَابَ َ‬ ‫ك مِ نْ حَ َ‬ ‫حَدِيثا * مّآ أَ صَابَ َ‬
‫ف َشهِيدا‬ ‫وَ َكفَ َى بِاللّهففففففففففففففففففففففففففففففففف ِ‬
‫كان الؤمنون ف ابتداء ال سلم و هم ب كة مأمور ين بال صلة والزكاة‪ ,‬وإن ل ت كن ذات الن صب‪,‬‬
‫وكانوا مأمورين بواساة الفقراء منهم وكانوا مأمورين بالصفح والعفو عن الشركي والصب إل حي‪,‬‬
‫وكانوا يتحرقون ويودون لو أمروا بالقتال ليشتفوا من أعدائهم ول يكن الال إذ ذاك مناسبا لسباب‬
‫كثية من ها‪ :‬قلة عدد هم بالن سبة إل كثرة عدد عدو هم‪ ,‬ومن ها‪ :‬كون م كانوا ف بلد هم‪ ,‬و هو بلد‬
‫حرام‪ ,‬أشرف بقاع الرض‪ ,‬فلم ي كن ال مر بالقتال ف يه ابتداء ك ما يقال‪ ,‬فلهذا ل يؤ مر بالهاد إل‬
‫بالدي نة ل ا صارت ل م دار ومن عة وأن صار‪ ,‬و مع هذا ل ا أمروا ب ا كانوا يودو نه‪ ,‬جزع بعض هم م نه‪,‬‬

‫‪135‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وخافوا مواجهة الناس خوفا شديدا {وقالوا ربنا ل كتبت علينا القتال لول أخرتنا إل أجل قريب}‬
‫أي لول أخرت فرضه إل مدة أخرى‪ ,‬فإن فيه سفك الدماء‪ ,‬ويتم الولد‪ ,‬وتأي النساء‪ ,‬وهذه الَية‬
‫كقوله تعال‪{ :‬ويقول الذيفن آمنوا لول نزلت سفورة فإذا أنزلت سفورة مكمفة وذكفر فيهفا القتال}‬
‫الَيات‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد العزيز بن أب رزمة وعلي بن‬
‫زنة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا علي بن السن عن السي بن واقد‪ ,‬عن عمرو بن دينار‪ ,‬وعن عكرمة‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس‪ :‬أن عبد الرحن بن عوف وأصحابا له أتوا النب صلى ال عليه وسلم بكة‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا نب ال‪,‬‬
‫ك نا ف عزة ون ن مشركون‪ ,‬فل ما آم نا صرنا أذلة‪ ,‬قال‪« :‬إ ن أمرت بالع فو فل تقاتلوا القوم»‪ ,‬فل ما‬
‫حوله ال إل الدي نة‪ ,‬أمره بالقتال فكفوا فأنزل ال {أل تر إل الذ ين ق يل ل م كفوا أيدي كم} الَ ية‪,‬‬
‫ورواه الن سائي والا كم وا بن مردو يه من حد يث علي بن ال سن بن شق يق به‪ ,‬وقال أ سباط‪ ,‬عن‬
‫ال سدي‪ :‬ل ي كن علي هم إل ال صلة والزكاة‪ ,‬ف سألوا ال أن يفرض علي هم القتال‪ ,‬فل ما فرض علي هم‬
‫القتال {إذا فريق منهم يشون الناس كخشية ال أو أشد خشية وقالوا ربنا ل كتبت علينا القتال لول‬
‫أخرتنا إل أجل قريب} وهو الوت‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬قل متاع الدنيا قليل والَخرة خي لن اتقى}‪.‬‬
‫وقال ما هد‪ :‬إن هذه الَ ية نزلت ف اليهود‪ ,‬رواه ا بن جر ير‪ ,‬وقوله‪ { :‬قل متاع الدن يا قل يل والَخرة‬
‫خي لن اتقى} أي آخرة التقي خي من دنياه‪{ .‬ول تظلمون فتيلً} أي من أعمالكم بل توفونا أت‬
‫الزاء‪ ,‬وهذه ت سلية ل م عن الدن يا وترغ يب ل م ف الَخرة وتر يض ل م على الهاد‪ .‬وقال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا حاد بن‬
‫ز يد عن هشام‪ ,‬قال‪ :‬قرأ ال سن { قل متاع الدن يا قل يل} قال‪ :‬ر حم ال عبدا صحبها على ح سب‬
‫ذلك‪ ,‬وما الدنيا كلها أولا وآخرها إل كرجل نام نومة فرأى ف منامه بعض ما يب ث انتبه‪ .‬وقال‬
‫ابففففففن معيفففففف كان أبففففففو مصففففففهر ينشففففففد‪:‬‬
‫ول خ ي ف الدن يا ل ن ل ي كن ل من ال ف دار القام ن صيبفإن تع جب الدن يا رجا ًل فإنامتاع قل يل‬
‫والزوال قريففففففففففففففففففففففففففففففففففففب‬

‫وقوله تعال‪{ :‬أينما تكونوا يدرككم الوت ولو كنتم ف بروج مشيدة} أي أنتم صائرون إل الوت‬
‫ل مالة ول ين جو م نه أ حد من كم‪ ,‬ك ما قال تعال‪ { :‬كل من علي ها فان} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪ { :‬كل‬
‫نفس ذائقة الوت}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وماجلعنا لبشر من قبلك اللد} والقصود أن كل أحد صائر إل‬

‫‪136‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل متوما‪ ,‬ومقاما‬
‫الوت ل مالة‪ ,‬ول ينجيفه مفن ذلك شيفء سفواء جاهفد أو ل ياهفد‪ ,‬فإن له أج ً‬
‫مقسوما‪ ,‬كما قال خالد بن الوليد حي جاء الوت على فراشه‪ :‬لقد شهدت كذا وكذا موقفا‪ ,‬وما‬
‫من عضو من أعضائي إل وفيه جرح من طعنة أو رمية‪ ,‬وها أنا أموت على فراشي‪ ,‬فل نامت أعي‬
‫البناء‪ ,‬وقوله‪{ :‬ولو كن تم ف بروج مشيدة} أي ح صينة مني عة عال ية رفي عة‪ ,‬وق يل‪ ,‬هي بروج ف‬
‫السماء قال السدي‪ ,‬وهو ضعيف‪ ,‬والصحيح أنا النيعة‪ ,‬أي ل يغن حذر وتصن من الوت‪ ,‬كما‬
‫قال زهيفففففففف بففففففففن أبفففففففف سففففففففلمى‪:‬‬
‫ومفففن هاب أسفففباب النايفففا ينلنهولو رام أسفففباب السفففماء بسفففلم‬

‫ث قيل‪ :‬الشيدة هي الشيدة كما قال‪ :‬وقصر مشيد وقيل‪ :‬بل بينهما فرق‪ ,‬وهو أن الشيدة بالتشديد‬
‫هي الطولة‪ ,‬وبالتخفيف هي الزينة بالشيد وهو الص وقد ذكر ابن جرير وابن أب حات ف ههنا ف‬
‫حكاية مطولة عن ماهد‪ ,‬أنه ذكر أن امرأة فيمن كان قبلنا أخذها الطلق‪ ,‬فأمرت أجيها أن يأتيها‬
‫بنار‪ ,‬فخرج فإذا هو بر جل وا قف على الباب‪ ,‬فقال‪ :‬ما ولدت الرأة ؟ فقال‪ :‬جار ية‪ ,‬فقال‪ :‬أ ما إن ا‬
‫ستزن بائة رجل ث يتزوجها أجيها ويكون موتا بالعنكبوت‪ .‬قال‪ :‬فكر راجعا‪ ,‬فبعج بطن الارية‬
‫ب سكي فش قه ث ذهب هاربا‪ ,‬وظن أن ا قد ما تت‪ ,‬فخا طت أمها بطنها فبئت وش بت وترعرعت‬
‫ونشأت أحسن امرأة ببلدتا‪ ,‬فذهب ذاك الجي ما ذهب ودخل البحور فاقتن أموالً جزيلة‪ ,‬ث رجع‬
‫إل بلده وأراد التزوج‪ ,‬فقال لعجوز‪ :‬أريفد أن أتزوج بأحسفن امرأة بذه البلدة‪ ,‬فقالت ليفس ههنفا‬
‫أح سن من فل نة‪ ,‬فقال‪ :‬اخطبي ها علي‪ ,‬فذه بت إلي ها فأجا بت‪ ,‬فد خل ب ا فأعجب ته إعجابا شديدا‪,‬‬
‫فسألته عن أمره ومن أين مقدمه‪ ,‬فأخبها خبه وما كان من أمره ف الارية‪ ,‬فقالت‪ :‬أنا هي وأرته‬
‫مكان السكي‪ ,‬فتحقق ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬لئن كنت إياها فلقد أخبن باثنتي ل بد منهما (إحداها) أنك‬
‫قد زن يت بائة ر جل‪ ,‬فقالت‪ :‬ل قد كان ش يء من ذلك ول كن ل أدري ما عدد هم فقال‪ :‬هم مائة‪:‬‬
‫(والثان) أنك توتي بالعنكبوت فاتذ لا قصرا منيعا شاهقا ليحرزها من ذلك‪ ,‬فبينما هم يوما فإذا‬
‫بالعنكبوت ف السقف فأراها‪ ,‬فقالت‪ :‬أهذه هي الت تذرها علي‪ ,‬وال ل يقتلها إل أنا‪ ,‬فأنزلوها من‬
‫السقف‪ ,‬فعمدت إليها فوطئتها بإبام رجلها فقتلتها‪ ,‬فطار من سها شيء فوقع بي ظفرها ولمها‬
‫واسودت رجلها‪ ,‬فكان ف ذلك أجلها‪ ,‬فماتت‪ ,‬ونذكر ههنا قصة صاحب الضر وهو الساطرون لا‬

‫‪137‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫احتال عليه سابور حت حصره فيه وقتل من فيه بعد ماصرة سنتي‪ ,‬وقالت العرب ف ذلك أشعارا‬
‫منهففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففا‪:‬‬
‫وأ خو ال ضر إذ بناه وإذ دج ففلة ت ب إل يه والابورشاده مرمرا وجلله كل فسا فللط ي ف ذراه‬
‫وكورل تبفففففه أيدي النون فباد الفففففففملك عنفففففه فبابفففففه مهجور‬

‫ولاف دخفل على عثمان جعفل يقول‪ :‬اللهفم اجعف أمفة ممفد ثف تثفل بقول الشاعفر‪:‬‬
‫أرى الوت ل يب قي عزيزا ول يدعلعاد ملذا ف البلد ومربعا يبيت أ هل ال صن وال صن مغلقويأ ت‬
‫البال فففففففففففف شاريهفففففففففففا معفففففففففففا‬

‫قال ابن هشام‪ :‬وكان كسرى سابور ذو الكتاف قتل الساطرون ملك الضر‪ ,‬وقال ابن هشام‪ :‬إن‬
‫الذي قتل صاحب الضر سابور بن أردشي بن بابك أول ملوك بن ساسان‪ ,‬وأذل ملوك الطوائف‪,‬‬
‫ورد اللك إل الكاسرة‪ ,‬فأما سابور ذو الكتاف فهو من بعد ذلك بزمن طو يل‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ذكره‬
‫ال سهيلي‪ ,‬قال ا بن هشام‪ :‬فح صره سنتي وذلك ل نه كان أغار على بلد سابور ف غيب ته و هو ف‬
‫العراق‪ ,‬وأشرفت بنت الساطرون وكان اسها النضية‪ ,‬فنظرت إل سابور وعليه ثياب ديباج‪ ,‬وعلى‬
‫رأسه تاج من ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ‪ ,‬فدست إليه أن تتزوجن إن فتحت لك باب‬
‫ال صن‪ ,‬فقال‪ :‬ن عم‪ ,‬فل ما أم سى ساطرون شرب ح ت سكر وكان ل يبيت إل سكران‪ ,‬فأخذت‬
‫مفات يح باب ال صن من ت ت رأ سه فبع ثت ب ا مع مول ل ا فف تح الباب‪ ,‬ويقال‪ :‬دلت هم على طل سم‬
‫كان ف الصن ل يفتح حت تؤخذ حامة ورقاء فتخضب رجلها بيض جارية بكر زرقاء‪ ,‬ث ترسل‪,‬‬
‫فإذا وق عت على سور ال صن سقط ذلك فف تح الباب‪ ,‬فف عل ذلك‪ ,‬فد خل سابور‪ ,‬فق تل ساطرون‬
‫واستباح الصن وخربه‪ ,‬وسار با معه وتزوجها‪ ,‬فبينما هي نائمة على فراشها ليلً إذ جعلت تتململ‬
‫ل تنام‪ ,‬فدعا لا بالشمع ففتش فراشها فوجد فيه ورقة آس‪ ,‬فقال لا سابور‪ :‬هذا الذي أسهرك فما‬
‫كان أبوك يصنع بك ؟ قالت‪ :‬كان يفرش ل الديباج ويلبسن الرير‪ ,‬ويطعمن الخ‪ ,‬ويسقين المر‪,‬‬
‫قال الطبي‪ :‬كان يطعمن الخ والزبد‪ ,‬وشهد أبكار النحل‪ ,‬وصفو المر! وذكر أنه كان يرى مخ‬
‫ساقها‪ ,‬قال‪ :‬فكان جزاء أبيك ما صنعت به ؟! أنت إل بذاك أسرع‪ ,‬ث أمر با فربطت قرون رأسها‬
‫بذنفب فرس‪ ,‬فركفض الفرس حتف قتلهفا‪ ,‬وفيفه يقول عدي بفن زيفد العبادي أبياتفه الشهورة‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أيها الشامت العي بالدهففر أأنت البأ الوفورأم لديك العهد الوثيق من اليففام بل أنت جاهل‬
‫مغرور من رأ يت النون خلد أم منذا عل يه من أن يضام خفيأ ين ك سرى ك سرى اللوك أنوشروان أم‬
‫أيفن قبله سابوروبنو ال صفر الكرام ملوك ال ففروم ل يبفق من هم مذكوروأخفو الضفر إذ بناه وإذ‬
‫دجلةتب إليه والابورشاده مرمرا وجلله كلفسا فللطي ف ذراه وكورل يهبه ريب النون فباداللك‬
‫عنفه فبابفه مهجوروتذكفر رب الورنفق إذ شرفيوما وللهدى تفكيسفره ماله وكثرة مفا يلكوالبحفر‬
‫معرضا والسفديرفارعوى قلبفه وقال فمفا غبفففطة حفي إل المات يصفيث أضحوا كأنمف ورق‬
‫جففألوت بفه الصفبا والدبورثف بعفد الفلح واللك والمفففة وارتمف هناك القبور وقوله‪{ :‬وإن‬
‫تصبهم حسنة} أي خصب ورزق من ثار وزروع وأولد ونو ذلك‪ ,‬هذا معن قول ابن عباس وأب‬
‫العال ية وال سدي {يقولوا هذه من ع ند ال وإن ت صبهم سيئة} أي ق حط وجدب ون قص ف الثمار‬
‫والزروع أو موت أولد أو إنتاج أو غيف ذلك كمفا يقوله أبفو العاليفة والسفدي {يقولوا هذه مفن‬
‫عندك} أي مفن قبلك وبسفبب اتباعنفا لك واقتدائنفا بدينفك‪ ,‬كمفا قال تعال عفن قوم فرعون {فإذا‬
‫جاءت م ال سنة قالوا ل نا هذه‪ ,‬وإن ت صبهم سيئة يطيوا بو سى و من م عه} وك ما قال تعال‪{ :‬و من‬
‫الناس من يع بد ال على حرف} الَ ية‪ ,‬وهكذا قال هؤلء النافقون الذ ين دخلوا ف ال سلم ظاهرا‬
‫وهم كارهون له ف نفس ال مر‪ ,‬ولذا إذا أ صابم شر إنا ي سندونه إل اتباع هم ال نب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ .‬وقال السدي‪ :‬وإن تصبهم حسنة‪ ,‬قال‪ :‬والسنة الصب‪ ,‬تنتج مواشيهم وخيولم‪ ,‬ويسن‬
‫حالم وتلد نساؤهم الغلمان‪ ,‬قالوا {هذه من عند ال وإن تصبهم سيئة} والسيئة الدب والضرر ف‬
‫أموالم‪ ,‬تشاءموا بحمد صلى ال عليه وسلم وقالوا {هذه من عندك} يقولون‪ :‬بتركنا ديننا واتباعنا‬
‫ممدا أصابنا هذا البلء‪ ,‬فأنزل ال عز وجل {قل كل من عند ال} فقوله‪ :‬قل كل من عند ال‪ ,‬أي‬
‫الميع بقضاء ال وقدره‪ ,‬وهو نافذ ف الب والفاجر والؤمن والكافر‪ .‬قال علي بن أب طلحة عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬قل كل من عند ال‪ ,‬أي السنة والسيئة‪ .‬وكذا قال السن البصري‪ .‬ث قال تعال منكرا على‬
‫هؤلء القائلي هذه القالة الصادرة عن شك وريب‪ ,‬وقلة فهم وعلم وكثرة جهل وظلم {فما لؤلء‬
‫القوم ل يكادون يفقهون حديثا} ذكر حديث غريب يتعلق بقوله تعال‪{ :‬قل كل من عند ال} قال‬
‫الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا السكن بن سعيد‪ ,‬حدثنا عمر بن يونس‪ ,‬حدثنا إساعيل بن حاد عن‬
‫مقاتل بن حيان‪ ,‬عن عمرو بن شعيب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده‪ ,‬قال‪ :‬كنا جلوسا عند رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر ف قبيلتي من الناس وقد ارتفعت أصواتما‪ ,‬فجلس أبو بكر قريبا من‬

‫‪139‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وجلس عمر قريبا من أب بكر‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل‬
‫ارتف عت أ صواتكما ؟» فقال ر جل‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬قال أ بو ب كر‪ :‬يا ر سول ال ال سنات من ال‬
‫وال سيئات من أنف سنا ‪ ¹‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ف ما قلت يا ع مر ؟» فقال‪ :‬قلت‬
‫ال سنات وال سيئات من ال ‪ ¹‬فقال رسول ال صلى ال عليه و سلم‪« :‬إن أول من تكلم ف يه جب يل‬
‫وميكائيل ‪ ¹‬فقال ميكائيل مقالتك يا أبا بكر ‪ ¹‬وقال جبيل مقالتك يا عمر» فقال‪« :‬نتلف فيختلف‬
‫أ هل ال سماء وإن يتلف أ هل ال سماء يتلف أ هل الرض‪ ,‬فتحاك ما إل إ سرافيل فق ضى بين هم أن‬
‫السنات والسيئات من ال»‪ .‬ث أقبل على أب بكر وعمر فقال‪« :‬احفظا قضائي بينكما‪ ,‬لو أراد ال‬
‫أن ل يعصى لا خلق إبليس» قال شيخ السلم تقي الدين أبو العباس بن تيمية‪ :‬هذا حديث موضوع‬
‫متلق باتفاق أ هل العر فة‪ .‬ث قال تعال ماطبا لر سوله صلى ال عل يه و سلم والراد ج نس الن سان‬
‫ليحصل الواب {ما أصابك من حسنة فمن ال} أي من فضل ال ومنه ولطفه ورحته{وما أصابك‬
‫من سيئة فمن نفسك} أي فمن قبلك‪ ,‬ومن عملك أنت‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وما أصابكم من مصيبة‬
‫فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثي} قال السدي والسن البصري وابن جريج وابن زيد {فمن‬
‫نفسك} أي بذنبك‪ .‬وقال قتادة ف الَية {فمن نفسك} عقوبة لك يا ابن آدم بذنبك‪ .‬قال وذكر لنا‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ل يصيب رجلً خدش عود ول عثرة قدم‪ ,‬ول اختلج عرق إل‬
‫بذنب‪ ,‬وما يعفو ال أكثر» وهذا الذي أرسله قتادة قد روي متصلً ف الصحيح «والذي نفسي بيده‬
‫ل يصيب الؤمن هم ول حزن‪ ,‬ول نصب‪ ,‬حت الشوكة يشاكها إل كفر ال عنه با من خطاياه»‬
‫وقال أبو صال {وما أصابك من سيئة فمن نفسك} أي بذنبك وأنا الذي قدرتا عليك‪ ,‬رواه ابن‬
‫جر ير‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أح د بن عمار‪ ,‬حدث نا سهل يع ن بن بكار‪ ,‬حدث نا ال سود بن‬
‫شيبان‪ ,‬حدثن عقبة بن واصل ابن أخي مطرف عن مطرف بن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬ما تريدون من القدر‬
‫أما تكفيكم الَية الت ف سورة النساء {وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند ال‪ ,‬وإن تصبهم سيئة‬
‫يقولوا هذه من عندك} ؟ أي من نف سك وال ما وكلوا إل القدر و قد أمروا وإل يه ي صيون‪ ,‬وهذا‬
‫كلم متي قوي ف الرد على القدرية والبية أيضا‪ .‬ولبسطه موضع آخر‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأرسلناك‬
‫للناس رسولً} أي تبلغهم شرائع ال وما يبه ال ويرضاه‪ ,‬وما يكرهه ويأباه {وكفى بال شهيدا}‬
‫أي على أنه أرسلك وهو شهيد أيضا بينك وبينهم‪ ,‬وعال با تبلغهم إياه وبا يردون عليك من الق‬
‫كفرا وعنادا‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** مّ ْن يُ ِط عِ الرّ سُولَ َفقَدْ َأطَا عَ اللّ َه وَمَن َتوَلّىَ فَمَآ أَرْ َس ْلنَا َك عََلْيهِ مْ َحفِيظا * َوَيقُولُو َن طَا َعةٌ فَِإذَا‬
‫بَرَزُوْا مِ ْن عِندِ َك َبيّ تَ طَآِئ َفةٌ ّمْنهُ مْ غَيْ َر الّذِي َتقُو ُل وَاللّ ُه َي ْكتُ بُ مَا ُيبَّيتُو نَ َفَأعْرِ ضْ َعْنهُ ْم َوَتوَكّ ْل عَلَى‬
‫ف وَكِيلً‬ ‫ف وَ َك َفىَ بِاللّهففففففففففففففف ِ‬ ‫اللّهففففففففففففففف ِ‬
‫يب تعال عن عبده ورسوله ممد صلى ال عليه وسلم بأن من أطاعه فقد أطاع ال ومن عصاه‬
‫فقد عصى ال‪ ,‬وما ذاك إل لنه ما ينطق عن الوى إن هو إل وحي يوحى‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن العمش‪ ,‬عن أب صال‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬من أطاعن فقد أطاع ال‪ ,‬ومن عصان فقد عصى ال‪ ,‬ومن أطاع المي فقد‬
‫أطاعن‪ ,‬ومن عصى المي فقد عصان» وهذا الديث ثابت ف الصحيحي عن العمش به‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{ومن تول فما أرسلناك عليهم حفيظا} أي ما عليك منه إن عليك إل البلغ فمن اتبعك سعد ونا‪,‬‬
‫وكان لك من الجر نظي ما حصل له‪ ,‬ومن تول عنك خاب وخسر وليس عليك من أمره شيء‪,‬‬
‫ك ما جاء ف الد يث « من ي طع ال ور سوله ف قد ر شد‪ ,‬و من ي عص ال ور سوله فإ نه ل ي ضر إل‬
‫نفسفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ويقولون طا عة} ي ب تعال عن النافق ي بأن م يظهرون الواف قة والطا عة {فإذا برزوا من‬
‫ل فيما بينهم‬ ‫عندك} أي خرجوا وتواروا عنك {بيت طائفة منهم غي الذي تقول} أي استسروا لي ً‬
‫بغي ما أظهروه لك‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وال يكتب ما يبيتون} أي يعلمه ويكتبه عليهم با يأمر به حفظته‬
‫الكا تبي الذ ين هم موكلون بالعباد‪ ,‬والع ن ف هذا التهد يد أ نه تعال ي ب بأ نه عال ب ا يضمرو نه‬
‫وي سرونه في ما بين هم‪ ,‬و ما يتفقون عل يه ليلً من مال فة الر سول صلى ال عل يه و سلم وع صيانه وإن‬
‫كانوا قفد أظهروا له الطاعفة والوافقفة‪ ,‬وسفيجزيهم على ذلك‪ ,‬كمفا قال تعال‪{ :‬ويقولون آمنفا بال‬
‫وبالرسول وأطعنا} الَية‪ ,‬وقوله‪{ :‬فأعرض عنهم} أي اصفح عنهم واحلم عليهم ول تؤاخذهم‪ ,‬ول‬
‫تكشف أمورهم للناس‪ ,‬ول تف منهم أيضا {وتوكل على ال وكفى بال وكيلً} أي كفى به وليا‬
‫وناصفففففرا ومعينا لنففففف توكفففففل عليفففففه وأناب إليفففففه‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل َيتَ َدبّرُو َن الْقُرْآنَ وََلوْ كَا َن مِ ْن عِن ِد َغيْرِ اللّهِ َلوَجَدُواْ فِيهِ ا ْخِتلَفا َكثِيا * َوإِذَا جَآ َءهُمْ َأمْ ٌر مّ نَ‬ ‫** أََف َ‬
‫سَتْنبِطُونَ ُه ِمْنهُ مْ‬
‫خوْفِ أَذَاعُوْا بِ ِه وََلوْ َردّوهُ إِلَى الرّ سُو ِل َوإَِلىَ ُأوْلِي المْ ِر ِمْنهُمْ َلعَلِمَ هُ الّذِي َن يَ ْ‬
‫المْ نِ َأوِ الْ َ‬
‫شيْطَانففففَ إِلّ قَلِيلً‬ ‫ف وَرَ ْح َمتُهففففُ َلّتبَ ْعتُمففففُ ال ّ‬ ‫ف عََليْكُمففف ْ‬ ‫وََلوْلَ َفضْلُ اللّهففف ِ‬
‫يقول تعال آمرا لم بتدبر القرآن وناهيا لم عن العراض عنه وعن تفهم معانيه الحكمة وألفاظه‬
‫البليغة‪ ,‬ومبا لم أنه ل اختلف فيه ول اضطراب‪ ,‬ول تعارض لنه تنيل من حكيم حيد فهو حق‬
‫من حق‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أفل يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالا}‪ ,‬ث قال‪{ :‬ولو كان من عند‬
‫غ ي ال} أي لو كان مفتعلً متلقا‪ ,‬ك ما يقوله من يقول من جهلة الشرك ي والنافق ي ف بواطن هم‬
‫لوجدوا ف يه اختلفا‪ ,‬أي اضطرابا وتضادا كثيا‪ ,‬أي وهذا سال من الختلف‪ ,‬ف هو من ع ند ال‪,‬‬
‫ك ما قال تعال م با عن الرا سخي ف العلم ح يث قالوا {آم نا به كل من ع ند رب نا} أي مك مه‬
‫ومتشابهف حفق‪ ,‬فلهذا ردوا التشابفه إل الحكفم فاهتدوا‪ ,‬والذيفن فف قلوبمف زيفغ ردوا الحكفم إل‬
‫التشا به فغووا‪ ,‬ولذا مدح تعال الرا سخي وذم الزائغ ي‪ ,‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا أ نس بن عياض‪,‬‬
‫حدثنا أبو حازم‪ ,‬حدثنا عمرو بن شعيب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده قال‪ :‬لقد جلست أنا وأخي ملسا ما‬
‫أحب أن ل به حر النعم‪ ,‬أقبلت أنا وأخي وإذا مشيخة من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫على باب من أبوا به‪ ,‬فكره نا أن نفرق بين هم‪ ,‬فجل سنا حجرة إذ ذكروا آ ية من القرآن فتماروا في ها‬
‫حت ارتفعت أصواتم فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم مغضبا حت احر وجهه يرميهم بالتراب‬
‫ويقول‪« :‬مهلً يا قوم بذا أهلكت المم من قبلكم‪ ,‬باختلفهم على أنبيائهم‪ ,‬وضربم الكتب بعضها‬
‫ببعض‪ ,‬إن القرآن ل ينل يكذب بعضه بعضا‪ ,‬إنا نزل يصدق بعضه بعضا‪ ,‬فما عرفتم منه فاعملوا‬
‫به‪ ,‬وما جهلتم منه فردوه إل عاله» وهكذا رواه أيضا عن أب معاوية‪ ,‬عن داود بن أب هند‪ ,‬عن‬
‫عمرو بن شعيب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده‪ ,‬قال‪ :‬خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم والناس‬
‫يتكلمون ف القدر‪ ,‬فكأنا يفقأ ف وجهه حب الرمان من الغضب‪ ,‬فقال لم‪« :‬مالكم تضربون كتاب‬
‫ال بعضه ببعض‪ ,‬بذا هلك من كان قبلكم» قال‪ :‬فما غبطت نفسي بجلس فيه رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ول أشهده ما غب طت نف سي بذلك الجلس أ ن ل أشهده‪ ,‬ورواه ا بن ما جه من حد يث‬
‫داود بففففففففن أبفففففففف هنففففففففد بففففففففه نوه‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد عن أب عمران الون‪ ,‬قال‪ :‬كتب‬
‫إل عبد ال بن رباح يدث عن عبد ال بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬هجرت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪142‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوما‪ ,‬فإنفا للوس إذ اختلف اثنان فف آيفة‪ ,‬فارتفعفت أصفواتما‪ ,‬فقال‪« :‬إناف هلكفت المفم قبلكفم‬
‫فه‪.‬‬‫فد بف‬ ‫فن زيف‬‫فث حاد بف‬ ‫فن حديف‬ ‫فائي مف‬ ‫فلم والنسف‬‫ف الكتاب»‪ .‬ورواه مسف‬ ‫فم فف‬ ‫باختلفهف‬
‫وقوله‪{ :‬وإذا جاءهفم أمفر مفن المفن أو الوف أذاعوا بفه} إنكار على مفن يبادر إل المور قبفل‬
‫تقق ها في خب ب ا ويفشي ها وينشر ها‪ ,‬و قد ل يكون ل ا صحة‪ .‬و قد قال م سلم ف مقد مة صحيحه‪:‬‬
‫حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا علي بن حفص‪ ,‬حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحن‪ ,‬عن‬
‫حفص بن عاصم‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪« :‬كفى بالرء كذبا أن يدث‬
‫بكل ما سع» وكذا رواه أبو داود ف كتاب الدب من سننه عن ممد بن السي بن أشكاب‪ ,‬عن‬
‫علي بن حفص عن شعبة مسندا‪ ,‬ورواه مسلم أيضا من حديث معاذ بن هشام العنبي وعبد الرحن‬
‫بن مهدي‪ ,‬وأخر جه أ بو داود أيضا من حد يث ح فص بن عمرو النمري‪ ,‬ثلثت هم عن شع بة‪ ,‬عن‬
‫خبيب‪ ,‬عن حفص بن عاصم به مرسلً‪ ,‬وف الصحيحي‪ ,‬عن الغية بن شعبة‪ :‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬نى عن قيل وقال‪ ,‬أي الذي يكثر من الديث عما يقول الناس من غي تثبت‪ ,‬ول‬
‫تدبر‪ ,‬ول تبي‪ .‬و ف سنن أ ب داود أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬بئس مط ية الر جل‬
‫زعموا»‪ .‬وف ال صحيح «من حدث بديث و هو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذب ي» ولنذ كر ههنا‬
‫حديث عمر بن الطاب التفق على صحته حي بلغه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬طلق نساءه‪,‬‬
‫فجاء من منله حت دخل السجد فوجد الناس يقولون ذلك‪ ,‬فلم يصب حت استأذن على النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪ ,‬فا ستفهمه أطل قت ن ساءك فقال «ل» فقلت‪ :‬ال أ كب وذ كر الد يث بطوله‪ .‬وع ند‬
‫مسلم فقلت‪ :‬أطلقتهن ؟ فقال «ل» فقمت على باب السجد فناديت بأعلى صوت‪ ,‬ل يطلق رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم نساءه‪ ,‬ونزلت هذه الَية {وإذا جاءهم أمر من المن أو الوف أذاعوا به‬
‫ولو ردوه إل الرسول وإل أول المر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} فكنت أنا استنبطت ذلك‬
‫المفر‪ ,‬ومعنف يسفتنبطونه أي يسفتخرجونه مفن معادنفه‪ ,‬يقال‪ :‬اسفتنبط الرجفل العيف إذا حفرهفا‬
‫وا ستخرجها من قعور ها‪ .‬وقوله‪{ :‬ل تبع تم الشيطان إل قليللً}‪ ,‬قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن‬
‫عباس‪ :‬يع ن الؤمن ي‪ .‬وقال ع بد الرزاق‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪{ :‬ل تبع تم الشيطان إل قليلً} يع ن‬
‫كلكفم‪ ,‬واسفتشهد مفن نصفر هذا القول بقول الطرماح بفن حكيفم فف مدح يزيفد بفن الهلب‪):‬‬
‫أشفففففم نديفففففّ كثيففففف النواديقليفففففل الثالب والقادحفففففة‬
‫فففففففففة فيففففففففففه‪.‬‬ ‫ففففففففف ل مثالب له ول قادحف‬ ‫يعنف‬

‫‪143‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ض الْ ُم ْؤمِنِيَ عَسَى اللّهُ أَن َيكُفّ َبأْسَ الّذِينَ َكفَرُواْ‬ ‫ك وَحَرّ ِ‬ ‫** َفقَاتِلْ فِي َسبِيلِ اللّهِ َل تُكَلّفُ إِ ّل َنفْسَ َ‬
‫شفَ ْع َشفَا َعةً َسيَّئةً‬
‫سَنةً َيكُنْ لّ ُه نَصِيبٌ ّمْنهَا َومَن يَ ْ‬ ‫شفَ ْع َشفَا َعةً حَ َ‬
‫وَاللّهُ َأشَدّ َبأْسا َوأَشَ ّد تَنكِيلً * مّن يَ ْ‬
‫س َن ِمنْهَآ َأوْ ُردّوهَآ‬‫حيّواْ ِبأَحْ َ‬ ‫حّيةٍ فَ َ‬ ‫يَكُنْ لّهُ ِكفْ ٌل ّمْنهَا وَكَانَ اللّ ُه عََلىَ كُ ّل َشيْ ٍء ّمقِيتا * َوإِذَا ُحيّيتُم ِبتَ ِ‬
‫إِنّ اللّهَ كَا َن عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ حَسِيبا * اللّهُ ل إِلَـهَ إِلّ ُهوَ َليَجْ َم َعّنكُمْ إَِل َى َيوْمِ اْل ِقيَا َمةِ لَ َرْيبَ فِيهِ َومَنْ‬
‫ق مِنفففففففففففَ اللّهفففففففففففِ حَدِيثا‬ ‫أَصفففففففففففْ َد ُ‬
‫يأمر تعال عبده ورسوله ممدا صلى ال عليه وسلم بأن يباشر القتال بنفسه‪ ,‬ومن نكل عنه فل‬
‫عليه منه‪ ,‬ولذا قال {ل تكلف إل نفسك} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن عمرو بن‬
‫نبيح‪ ,‬حدثنا حكام‪ ,‬حدثنا الراح الكندي عن أب إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬سألت الباء بن عازب عن الرجل‬
‫يلقى الائة من العدو فيقاتل فيكون من قال ال فيه‪{ :‬ول تلقوا بأيديكم إل التهلكة} ؟ قال‪ :‬قد قال‬
‫ال تعال لنبيه‪{ :‬فقاتل ف سبيل ال ل تكلف إل نف سك وحرض الؤمن ي}‪ .‬ورواه المام أحد عن‬
‫سليمان بن داود‪ ,‬عن أ ب ب كر بن عياش‪ ,‬عن أ ب إ سحاق‪ ,‬قال‪ :‬قلت للباء‪ :‬الر جل ي مل على‬
‫الشركي‪ ,‬أهو من ألقى بيده إل التهلكة ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬إن ال بعث رسوله صلى ال عليه وسلم وقال‪:‬‬
‫{فقاتل ف سبيل ال ل تكلف إل نفسك} إنا ذلك ف النفقة وكذا رواه ابن مردويه من طريق أب‬
‫بكر بن عياش وعلي بن صال‪ ,‬عن أب إسحاق‪ ,‬عن الباء به‪ .‬ث قال ابن مردويه‪ :‬حدثنا سليمان بن‬
‫أحد‪ ,‬حدثنا أحد بن النضر العسكري‪ ,‬حدثنا مسلم بن عبد الرحن الرمي‪ ,‬حدثنا ممد بن حي‪,‬‬
‫حدث نا سفيان الثوري عن أ ب إ سحاق‪ ,‬عن الباء‪ ,‬قال‪ :‬ل ا نزلت على ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫{فقا تل ف سبيل ال ل تكلف إل نف سك وحرض الؤمن ي} الَ ية‪ ,‬قال ل صحابه‪« :‬و قد أمر ن ر ب‬
‫بالقتال فقاتلوا» حديفففففففففففففففث غريفففففففففففففففب‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وحرض الؤمني} أي على القتال ورغبهم فيه وشجعهم عليه‪ ,‬كما قال لم صلى ال عليه‬
‫و سلم يوم بدر و هو ي سوي ال صفوف‪« :‬قوموا إل ج نة عرض ها ال سموات والرض» و قد وردت‬
‫أحاديث كثية ف الترغيب ف ذلك‪ ,‬فمن ذلك ما رواه البخاري عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬من آمن بال ورسوله‪ ,‬وأقام الصلة وآتى الزكاة‪ ,‬وصام رمضان‪ ,‬كان حقا‬
‫على ال أن يدخله النة‪ ,‬هاجر ف سبيل ال أو جلس ف أرضه الت ولد فيها»‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول ال‬
‫أفل نبشر الناس بذلك ؟ فقال‪« :‬إن ف النة مائة درجة أعدها ال للمجاهدين ف سبييل ال‪ ,‬بي كل‬

‫‪144‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫درجتي كما بي السماء والرض‪ ,‬فإذا سألتم ال فاسألوه الفردوس فإنه وسط النة‪ ,‬وأعلى النة‪,‬‬
‫وفوقه عرش الرحن‪ ,‬ومنه تفجر أنار النة» وري من حديث عبادة ومعاذ وأب الدرداء‪ ,‬نو ذلك‪.‬‬
‫و عن أب سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال‪« :‬يا أبا سعيد‪ ,‬من ر ضي بال ربا‬
‫وبالسلم دينا‪ ,‬وبحمد صلى ال عليه وسلم رسو ًل ونبيا‪ ,‬وجبت له النة»‪ ,‬قال‪ :‬فعجب لا أبو‬
‫سعيد‪ ,‬فقال‪ :‬أعدها عل ّي يا رسول ال‪ ,‬ففعل‪ ,‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬وأخرى يرفع‬
‫ال العبد با مائة درجة ف النة‪ ,‬ما بي كل درجتي كما بي السماء والرض»‪ .‬قال‪ :‬وما هي يا‬
‫رسفول ال ؟ قال‪« :‬الهاد فف سفبيل ال»‪ ,‬رواه مسفلم‪ .‬وقوله‪{ :‬عسفى ال أن يكفف بأس الذيفن‬
‫كفروا} أي بتحريضك إياهم على القتال تنبعث هم هم على مناجزة العداء‪ .‬ومدافعت هم عن حوزة‬
‫ال سلم وأهله‪ ,‬ومقاومت هم وم صابرتم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وال أ شد بأ سا وأ شد تنكيلً} أي هو قادر‬
‫علي هم ف الدن يا والَخرة ك ما قال تعال‪{ :‬ذلك ولو يشاء ال ل نت صر من هم ول كن ليبلو بعض كم‬
‫ببعففففففففففففففففففض} الَيففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} أي من يسعى ف أمر فيترتب عليه خي كان‬
‫له ن صيب من ذلك‪{ ,‬و من يش فع شفا عة سيئة ي كن له ك فل من ها} اي يكون عل يه وزر من ذلك‬
‫المر الذي ترتب على سعيه ونيته‪ ,‬كما ثبت ف الصحيح عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬أنه قال‪:‬‬
‫«اشفعوا تؤجروا‪ ,‬ويق ضي ال على ل سان نبيه ما شاء»‪ ,‬وقال ما هد بن جب‪ :‬نزلت هذه الَ ية ف‬
‫شفاعات الناس بعضهفم لبعفض‪ .‬وقال السفن البصفري‪ :‬قال ال تعال‪{ :‬مفن يشففع} ول يقفل مفن‬
‫يشفّع‪ ,‬وقوله‪{ :‬وكان ال على كل شيء مقيتا}‪ .‬قال ابن عباس وعطاء وعطية وقتادة ومطر الوارق‬
‫{مقيتا} أي حفيظا‪ .‬وقال ما هد‪ :‬شهيدا‪ ,‬و ف روا ية ع نه‪ :‬ح سيبا‪ .‬وقال سعيد بن جبي وال سدي‬
‫وابن زيد‪ :‬قديرا‪ .‬وقال عبد ال بن كثي‪ :‬القيت الواصب‪ ,‬وقال الضحاك القيت الرزاق‪ ,‬وقال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد الرحيم بن مطرف‪ ,‬حدثنا عيسى بن يونس عن إساعيل عن رجل‪.‬‬
‫عن ع بد ال بن روا حة‪ ,‬و سأله ر جل عن قول ال تعال‪{ :‬وكان ال على كل ش يء مقي تا} قال‪:‬‬
‫مقيففففففففففت لكففففففففففل إنسففففففففففان بقدر عمله‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإذا حيي تم بتح ية فحيوا بأح سن من ها أو ردو ها} أي إذا سلم علي كم ال سلم فردوا عل يه‬
‫أفضل ما سلم‪ ,‬أو ردوا عليه بثل ما سلم‪ ,‬فالزيادة مندوبة‪ ,‬والماثلة مفروضة‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا‬
‫مو سى بن سهل الرملي‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن ال سري النطا كي‪ ,‬حدث نا هشام بن ل حق عن عا صم‬

‫‪145‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الحول‪ ,‬عن أب عثمان النهدي‪ ,‬عن سلمان الفارسي‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬ال سلم عل يك يا ر سول ال‪ ,‬فقال‪« :‬وعل يك ال سلم ورح ة ال»‪ ,‬ث جاء آ خر فقال‪ :‬ال سلم‬
‫عليك يا رسول ال ورحة ال ‪ ¹‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬وعليك السلم ورحة ال‬
‫وبركاته»‪ ¹‬ث جاء آخر فقال‪ :‬السلم عليك يا رسول ال ورحة ال وبركاته‪ ,‬فقال له‪« :‬وعليك»‪,‬‬
‫فقال له الرجل‪ :‬يا نب ال‪ ,‬بأب أنت وأمي‪ ,‬أتاك فلن وفلن فسلما عليك فرددت عليهما أكثر ما‬
‫رددت عل يّ فقال‪« :‬إنك ل تدع لنا شيئا‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو‬
‫ردوها} فرددناها عليك»‪ ,‬وهكذا رواه ابن أب حات معلقا‪ ,‬فقال‪ :‬ذكر عن أحد بن السن الترمذي‬
‫حدثنا عبد ال بن السري أبو ممد النطاكي‪ ,‬قال أبو السن‪ ,‬وكان رجلً صالا‪ :‬حدثنا هشام بن‬
‫لحق فذكره بإسناده مثله‪ ,‬ورواه أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد الباقي بن قانع‪ ,‬حدثنا عبد ال بن‬
‫أحد بن حنبل‪ ,‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدثنا هشام بن لحق أبو عثمان فذكره مثله‪ ,‬ول أره ف ال سند‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫و ف هذا الد يث دللة على أ نه ل زيادة ف ال سلم على هذه ال صفة‪ ,‬ال سلم علي كم ورح ة ال‬
‫وبركاته‪ ,‬إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا‬
‫ممد بن كثي أخو سليمان عن كثي‪ ,‬حدثنا جعفر بن سليمان بن عوف‪ ,‬عن أب رجاء العطاردي‪,‬‬
‫عن عمران بن ح صي أن رجلً جاء إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فقال‪ :‬ال سلم علي كم يا‬
‫رسول ال فرد عليه ث جلس فقال‪« :‬عشر»‪ ,‬ث جاء آخر فقال‪ :‬السلم عليكم ورحة ال يا رسول‬
‫ال‪ ,‬فرد عليه ث جلس‪ ,‬فقال‪« :‬عشرون»‪ ,‬ث جاء آخر فقال‪ :‬السلم عليكم ورحة ال وبركاته‪ ,‬فرد‬
‫عليه‪ ,‬ث جلس فقال‪« :‬ثلثون»‪ ,‬وكذا رواه أبو داود عن ممد بن كثي وأخرجه الترمذي والنسائي‬
‫والبزار من حدي ثه‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬ح سن غر يب من هذا الو جه‪ .‬و ف الباب عن أ ب سعيد وعلي‬
‫وسهل بن حنيف‪ ,‬وقال البزار‪ :‬قد روي هذا عن البن صلى ال عليه وسلم من وجوه هذا أحسنها‬
‫إسنادا وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن حرب الوصلي‪ ,‬حدثنا حيد بن عبد الرحن الرؤاسي عن‬
‫ال سن بن صال‪ ,‬عن ساك‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬من سلم عليك من خلق ال فاردد‬
‫عليه وإن كان موسيا‪ ,‬ذلك بأن ال يقول‪ :‬فحيوا بأحسن منها أو ردوها‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬فحيوا بأحسن‬
‫منها‪ ,‬يعن للمسلمي‪ ,‬أو ردوها يعن لهل الذمة‪ ,‬وهذا التنيل فيه نظر كما تقدم ف الديث من أن‬
‫الراد أن يرد بأحسن ما حياه به‪ ,‬فإن بلغ السلم غاية ما شرع ف السلم‪ ,‬رد عليه مثل ما قال‪ ,‬فأما‬

‫‪146‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أهل الذمة فل يبدؤون بالسلم ول يزادون‪ ,‬بل يرد عليهم با ثبت ف الصحيحي عن ابن عمر‪ ,‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إذا سلم عليكم اليهود فإنا يقول أحدهم‪ :‬السام عليكم‪ ,‬فقل‪:‬‬
‫وعليك» ف صحيح مسلم عن أب هريرة‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ل تبدءوا اليهود‬
‫والنصارى بالسلم وإذا لقيتموهم ف طريق فاضطروهم إل أضيقه»‪ .‬وقال سفيان الثوري‪ ,‬عن رجل‪,‬‬
‫عن ال سن الب صري‪ ,‬قال‪ :‬ال سلم تطوع والرد فري ضة‪ ,‬وهذا الذي قال هو قول العلماء قاط بة‪ ,‬أن‬
‫الرد واجب على من سلم عليه‪ ,‬فيأث إن ل يفعل‪ ,‬لنه خالف أمر ال ف قوله‪ :‬فحيوا بأحسن منها أو‬
‫ردوها وقد جاء ف الديث الذي رواه (أبو داود بسنده إل أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «والذي نفسي بيده‪ ,‬ل تدخلوا النة حت تؤمنواو ول تؤمنوا حت تابوا أفل أدلكم على‬
‫أمففففففر إذا فعلتموه تاببتففففففم ؟ أفشوا السففففففلم بينكففففففم»)‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬ال ل إله إل هو} إخبار بتوحيده وتفرده باللية لميع الخلوقات وتضمن قسما لقوله‪:‬‬
‫{ليجمعنكفم إل يوم القيامفة ل ريفب فيفه} وهذه اللم موطئة للقسفم‪ ,‬فقوله ال ل إله إل هفو خفب‬
‫وقسم أنه سيجمع الولي والَخرين ف صعيد واحد‪ ,‬فيجازي كل عامل بعمله‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ومن‬
‫أصدق من ال حديثا} أي ل أحد أصدق منه ف حديثه وخبه ووعده ووعيده‪ ,‬فل إله إل هو ول‬
‫رب سفففففففففففففففففففففففففففففففففففففواه‪.‬‬

‫سبُ َواْ َأتُرِيدُونَ أَن َتهْدُوْا مَنْ أَضَلّ اللّ ُه َومَن ُيضْلِ ِل‬ ‫سهُ ْم بِمَا كَ َ‬ ‫** َفمَا َلكُمْ فِي الْ ُمنَاِفقِيَ ِفَئَتيْنِ وَاللّهُ أَرْكَ َ‬
‫ل َتتّخِذُوْا ِمنْهُ مْ َأوْلِيَآءَ َحّتىَ‬ ‫اللّ هُ َفلَن تَجِدَ لَ هُ سَبِيلً * وَدّواْ َلوْ تَ ْكفُرُو نَ كَمَا َكفَرُواْ َفَتكُونُو نَ َسوَآءً َف َ‬
‫ث وَجَدتّمُوهُ ْم وَ َل َتتّخِذُوْا ِمنْهُ ْم وَِليّا وَلَ‬ ‫ُيهَاجِرُواْ فِي َسبِيلِ اللّ هِ فَإِ نْ َتوَّل ْواْ َفخُذُوهُ ْم وَا ْقتُلُوهُ مْ َحيْ ُ‬
‫نَصِيا * إِلّ الّذِي َن يَصِلُونَ إَِلىَ َقوْ ٍم َبيَْنكُمْ َوَبْيَنهُ ْم مّيثَاقٌ َأوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُو ُرهُمْ أَن يُقَاتِلُوَنكُمْ‬
‫َأوْ ُيقَاتِلُواْ َق ْو َمهُ ْم وََل ْو شَآءَ اللّ هُ لَ سَلّ َط ُه ْم عََليْكُ مْ َفَلقَاتَلُوكُ مْ فَإِ نِ ا ْعتَزَلُوكُ مْ فَلَ مْ يُقَاتِلُوكُ ْم َوأَْل َقوْاْ إَِليْكُ مُ‬
‫السّلَمَ فَمَا َجعَلَ اللّهُ َلكُ ْم عََلْيهِ ْم َسبِيلً * َستَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن َيأْ َمنُوكُ ْم َوَي ْأمَنُواْ َق ْو َمهُمْ كُ ّل مَا‬
‫خذُوهُ ْم وَا ْقتُلُوهُ مْ‬ ‫رُ ّد َواْ إِلَى اْل ِفتِْنةِ أُرْكِ سُواْ ِفِيهَا فَإِن لّ ْم َي ْعتَزِلُوكُ ْم َويُ ْل ُق َواْ إِلَْيكُ مُ ال سّلَ َم َوَي ُكفّ َواْ َأيْ ِديَهُ مْ فَ ُ‬
‫ف عََلْيهِمفففْ سفففُ ْلطَانا ّمبِينا‬ ‫ففا َلكُمفف ْ‬ ‫ف َوُأوْلَـفففئِكُمْ َج َعلْنَف‬ ‫ف ِث ِقفْتُمُوهُمفف ْ‬ ‫َحيْثفف ُ‬
‫يقول تعال منكرا على الؤمني ف اختلفهم ف النافقي على قولي‪ :‬واختلف ف سبب ذلك فقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا بز‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬قال عدي بن ثابت‪ ,‬أخبن عبد ال بن يزيد عن زيد بن ثابت‪:‬‬

‫‪147‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج إل أحد فرجع ناس خرجوا معه‪ ,‬فكان أصحاب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فيهم فرقتي‪ :‬فرقة تقول‪ :‬نقتلهم‪ ,‬وفرقة تقول‪ :‬ل‪ ,‬هم الؤمنون‪ ,‬فأنزل ال {فما‬
‫لكم ف النافقي فئتي} فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنا طيبة وإنا تنفي البث كما ينفي‬
‫الكي خبث الديد» أخرجاه ف الصحيحي من حديث شعبة‪ ,‬وقد ذكر ممد بن إسحاق بن يسار‬
‫ف وقعة أحد أن عبد ال بن أب بن سلول رجع يومئذ بثلث اليش‪ ,‬رجع بثلثمائة وبقي النب صلى‬
‫ال عليفه وسفلم فف سفبعمائة‪ ,‬وقال العوفف عفن ابفن عباس‪ :‬نزلت فف قوم كانوا بكفة قفد تكلموا‬
‫بالسلم‪ ,‬وكانوا يظاهرون الشركي‪ ,‬فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لم فقالوا‪ :‬إن لقينا أصحاب‬
‫ممد فليس علينا منهم بأس‪ ,‬وإن الؤمني لا أخبوا أنم قد خرجوا من مكة‪ ,‬قالت فئة من الؤمني‪:‬‬
‫اركبوا إل البناء فاقتلوهم‪ ,‬فإنم يظاهرون عليكم عدوكم‪ ,‬وقالت فئة أخرى من الؤمني‪ :‬سبحان‬
‫ال‪ ,‬أو ك ما قالوا‪ :‬أتقتلون قوما قد تكلموا ب ثل ما تكلم تم به من أ جل أن م ل يهاجروا ول يتركوا‬
‫ديارهفم‪ ,‬نسفتحل دماءهفم وأموالمف ؟ فكانوا كذلك فئتيف‪ ,‬والرسفول عندهفم ل ينهفى واحدا مفن‬
‫الفريقي عن شيء‪ ,‬فنلت {فما لكم ف النافقي فئتي} رواه ابن أب حات‪ ,‬وقد روي عن أب سلمة‬
‫بن عبد الرحن وعكرمة وماهد والضحاك وغيهم قريب من هذا‪ ,‬وقال زيد بن أسلم عن ابن لسعد‬
‫بن معاذ‪ :‬أنا نزلت ف تقاول الوس والزرج ف شأن عبد ال بن أب‪ ,‬حي استعذر من رسول ال‬
‫صفلى ال عليفه وسفلم على النفب فف قضيفة الففك‪ ,‬وهذا غريفب‪ ,‬وقيفل غيف ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وال أركسهم با كسبوا} أي ردهم وأوقعهم ف الطأ‪ ,‬قال ابن عباس {أركسهم}‬
‫أي أوقع هم‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬أهل كم وقال ال سدي‪ :‬أضل هم‪ ,‬وقوله‪{ :‬ب ا ك سبوا} أي ب سبب ع صيانم‬
‫ومالفتهفم الرسفول واتباعهفم الباطفل {أتريدون أن تدوا مفن أضفل ال ومفن يضلل ال فلن تدف له‬
‫سبيل} أي ل طريق له إل الدى ول ملص له إليه‪ ,‬وقوله‪{ :‬ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون‬
‫سواء} أي هم يودون ل كم الضللة لت ستووا أن تم وإيا هم في ها و ما ذاك إل لشدة عدوات م وبغض هم‬
‫ل كم ولذا قال‪{ :‬فل تتخذوا من هم أولياء ح ت يهاجروا ف سبيل ال فإن تولوا} أي تركوا الجرة‪,‬‬
‫قاله العوف عن ابن عباس‪ ,‬وقال السدي‪ :‬أظهروا كفرهم {فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتوهم ول‬
‫تتخذوا منهم وليا ول نصيا} أي ل توالوهم ول تستنصروا بم على أعداء ال ما داموا كذلك‪ ,‬ث‬
‫ا ستثن ال من هؤلء‪ ,‬فقال‪{ :‬إل الذ ين ي صلون إل قوم بين كم وبين هم ميثاق} أي إل الذ ين لأوا‬
‫وتيزوا إل قوم بينكم وبين هم مهادنة‪ ,‬أو ع قد ذ مة فاجعلوا حكم هم كحكم هم‪ ,‬وهذا قول ال سدي‬

‫‪148‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وابن زيد وابن جرير‪ ,‬وقد روى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو سلمة‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن‬
‫علي بن زيد بن جدعان‪ ,‬عن السن أن سراقة بن مالك الدلي حدثهم قال‪ :‬لا ظهر النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم على أ هل بدر وأ حد وأ سلم من حول م‪ ,‬قال سراقة‪ :‬بلغ ن أ نه ير يد أن يب عث خالد بن‬
‫الوليد إل قومي بن مدل‪ ,‬فأتيته فقلت‪ :‬أنشدك النعمة‪ ,‬فقالوا‪ :‬صه‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«دعوه‪ ,‬ما تريد ؟» قال‪ :‬بلغن أنك تريد أن تبعث إل قومي وأنا أريد أن توادعهم‪ ,‬فإن أسلم قومك‬
‫أسلموا ودخلوا ف السلم‪ ,‬وإن ل يسلموا ل تشن قلوب قومك عليهم‪ ,‬فأخذ رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بيد خالد بن الوليد فقال‪« :‬اذهب معه فافعل ما يريد» فصالهم خالد على أل يعينوا على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وإن أسلمت قريش أسلوا معهم‪ ,‬فأنزل ال {ودوا لو تكفرون كما‬
‫كفروا فتكونون سفففففففففففواء فل تتخذوا منهفففففففففففم أولياء}‪.‬‬
‫ورواه ا بن مردو يه من طر يق حاد بن سلمة‪ ,‬وقال‪ :‬فأنزل ال {إل الذ ين ي صلون إل قوم بين كم‬
‫وبين هم ميثاق} فكان من و صل إلي هم كان مع هم على عهد هم‪ ,‬وهذا أن سب ل سياق الكلم‪ ,‬و ف‬
‫صحيح البخاري ف قصة صلح الديبية‪ :‬فكان من أحب أن يدخل ف صلح قريش وعهدهم‪ ,‬ومن‬
‫أحب أن يدخل ف صلح ممد صلى ال عليه وسلم وأصحابه وعهدهم‪ ,‬وقد روي عن ابن عباس أنه‬
‫قال‪ :‬نسفخها قوله‪{ :‬فإذا انسفلخ الشهفر الرم فاقتلوا الشركيف حيفث وجدتوهفم} الَيفة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أو جاؤوكم حصرت صدروهم} الَية‪ ,‬هؤلء قوم آخرون من الستثني من المر بقتالم‬
‫وهم الذين يئيون إل الصاف وهم حصرة صدروهم أي ضيقة صدروهم مبغضي أن يقاتلوكم‪ ,‬ول‬
‫يهون عليهم أيضا أن يقاتلوا قومهم معكم بل هم ل لكم ول عليكم {ولو شاء ال لسلطهم عليكم‬
‫فلقاتلوكم} أي من لطفه بكم أن كفهم عنكم {فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم}‬
‫أي السالة {فما جعل ال لكم عليهم سبيلً} أي فليس لكم أن تقاتلوهم ما دامت حالم كذلك ‪,‬‬
‫وهؤلء كالماعة الذين خرجوا يوم بدر من بن هاشم مع الشركي فحضروا القتال وهم كارهون‬
‫كالعباس ونوه ولذا نىف النفب صفلى ال عليفه وسفلم يومئذ عفن قتفل العباس وأمفر بأسفره‪ ,‬وقوله‪:‬‬
‫{سفتجدون آخريفن يريدون أن يأمنوكفم ويأمنوا قومهفم} الَيفة‪ ,‬هؤلء فف الصفورة الظاهرة كمفن‬
‫تقدمهم‪ ,‬ولكن نية هؤلء غي نية أولئك‪ ,‬فإن هؤلء قوم منافقون يظهرون للنب صلى ال عليه وسلم‬
‫ول صحابه ال سلم ليأمنوا بذلك عند هم على دمائ هم وأموال مم وذراري هم‪ ,‬وي صانعون الكفار ف‬
‫البا طن تعبدون مع هم ما يعبدون ليأمنوا بذلك عند هم و هم ف البا طن مع أولئك‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وإذا خلوا إل شياطينهم قالوا إنا معكم} الَية‪ ,‬وقال ههنا {كلما ردوا إل الفتنة أركسوا فيها} أي‬
‫انمكوا فيها‪ ,‬وقال السدي‪ :‬الفتنة ف ههنا ف الشرك‪ ,‬وحكى ابن جرير عن ماهد أنا نزلت ف قوم‬
‫من أهل مكة كانوا يأتون النب صلى ال عليه وسلم فيسلمون رياء ث يرجعون إل قريش فيتكسون‬
‫ف الوثان‪ ,‬يبتغون بذلك أن يأمنوا ههنا وههنا‪ ,‬فأمر بقتالم إن ل يعتزلوا ويصلحوا ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{فإن ل يعتزلوكفم ويلقوا إليكفم السفلم} الهادنفة والصفلح‪{ ,‬ويكفوا أيديهفم} أي عفن القتال‪,‬‬
‫{فخذوهم} أسراء‪{ ,‬واقتلوهم حيث ثقفتموهم} أي أين لقيتموهم‪{ ,‬وأولئكم جعلنا لكم عليهم‬
‫سفففففففففففففففلطانا مفففففففففففففففبينا} أي بينا واضحا‪.‬‬

‫حرِيرُ رََقَب ٍة ّم ْؤمَِن ٍة وَ ِدَي ٌة مّ سَلّ َم ٌة‬


‫** َومَا كَا نَ لِ ُم ْؤمِ نٍ أَن َي ْقتُلَ ُم ْؤمِنا إِلّ خَطَئا َومَن َقتَ َل ُم ْؤمِنا خَطَئا َفتَ ْ‬
‫إِلَىَ َأهْلِ هِ إِلّ أَن يَ صّدّقُواْ فَإِن كَا نَ مِن َقوْ ٍم عَ ُدوّ ّلكُ ْم َوهُ َو ْم ْؤمِ نٌ َفتَحْرِيرُ رََقَبةٍ ّمؤْ ِمَنةٍ َوإِن كَا نَ مِن َقوْ مٍ‬
‫صيَا ُم َشهْ َريْ ِن ُمَتتَاِب َعيْ نِ‬ ‫جدْ فَ ِ‬ ‫حرِيرُ رََقَب ٍة ّم ْؤ ِمَنةً فَمَن لّ ْم يَ ِ‬
‫َبيَْنكُ ْم َوبَْيَنهُ ْم مّيثَا قٌ فَ ِدَي ٌة مّ سَلّ َمةٌ إَِلىَ أَهْلِ ِه َوتَ ْ‬
‫جزَآؤُ هُ َج َهنّ مُ خَالِدا فِيهَا َو َغضِ بَ‬ ‫َتوَْب ًة مّ نَ اللّ ِه وَكَا نَ اللّ ُه عَلِيما َحكِيما * َومَن َي ْقتُ ْل ُمؤْمِنا ّمتَعَمّدا فَ َ‬
‫ف عَذَابا عَظِيما‬ ‫ف َوأَعَدّ لَهفففففف ُ‬ ‫ف عََليْهفففففففِ وََل َعنَهفففففف ُ‬ ‫اللّهفففففف ُ‬
‫يقول تعال‪ :‬ليس لؤمن أن يقتل أخاه الؤمن بوجه من الوجوه‪ ,‬وكما ثبت ف الصحيحي عن ابن‬
‫م سعود‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ل ي ل دم امرىء مسلم يشهد أن ل إله إل ال‪,‬‬
‫وأن رسول ال‪ ,‬إل بإحدى ثلث‪ :‬النفس بالنفس‪ ,‬والثيب الزان‪ ,‬والتارك لدينه الفارق للجماعة» ث‬
‫إذا و قع ش يء من هذه الثلث‪ ,‬فل يس ل حد من آحاد الرع ية أن يقتله‪ ,‬وإن ا ذلك إل المام أونائ به‪,‬‬
‫وقوله‪{ :‬إل خطففففأ} قالوا‪ :‬هففففو اسففففتثناء منقطففففع‪ ,‬كقول الشاعففففر‪:‬‬
‫البيففففففففففض ل تظعففففففففففن بعيدا ول تطففففففففففأ‬
‫على الرض إل ربفط برد مرحفل ولذا شواهفد كثية‪ .‬واختلف فف سفبب نزول هذه‪ ,‬فقال ماهفد‬
‫وغي واحد‪ :‬نزلت ف عياش بن أب ربيعة أخي أب جهل لمه وهي أساء بنت مرمة‪ ,‬وذلك أنه قتل‬
‫رجلً يعذ به مع أخ يه على ال سلم و هو الارث بن يز يد الغامدي‪ ,‬فأض مر له عياش ال سوء‪ ,‬فأ سلم‬
‫ذلك الرجل وهاجر وعياش ل يشعر‪ ,‬فلما كان يوم الفتح رآه فظن أنه على دينه فحمل عليه فقتله‪,‬‬
‫فأنزل ال هذه الَية‪ ,‬قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬نزلت ف أب الدرداء لنه قتل رجلً وقد قال‬
‫كلمة اليان حي رفع عليه السيف‪ ,‬فأهوى به إليه فقال كلمته‪ ,‬فلما ذكر ذلك للنب صلى ال عليه‬

‫‪150‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و سلم‪ ,‬قال‪ :‬إن ا قال ا متعوذا فقال له‪ :‬هل شق قت عن قل به ؟ وهذه الق صة ف ال صحيح لغ ي أ ب‬
‫الدرداء‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و من ق تل مؤمنا خ طأ فتحر ير رق بة مؤم نة ود ية م سلمة إل أهله} هذان واجبان ف ق تل‬
‫الطأ‪ ,‬أحدها الكفارة لا ارتكبه من الذنب العظيم وإن كان خطأ‪ ,‬ومن شرطها أن تكون عتق رقبة‬
‫مؤمنفة فل تزىء الكافرة‪ ,‬وحكفى ابفن جريفر عفن ابفن عباس والشعفب وإبراهيفم النخعفي والسفن‬
‫الب صري أن م قالوا‪ :‬ل يزىء ال صغي ح ت يكون قا صدا لليان‪ ,‬وروي من طر يق ع بد الرزاق عن‬
‫مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬ف حرف‪ ,‬فتحرير رقبة مؤم نة ل يزىء فيها صب‪ ,‬واختار ابن جرير أنه إن‬
‫كان مولودا بي أبوين مسلمي أجزأ وإل فل‪ ,‬والذي عليه المهور أنه مت كان مسلما صح عتقه‬
‫عن الكفارة سواء كان صغيا أو كبيا قال المام أحد‪ :‬أنبأنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن الزهري‬
‫عن عبد ال بن عبد ال‪ ,‬عن رجل من النصار‪ :‬أنه جاء بأمة سوادء‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬إن علي‬
‫ع تق رق بة مؤم نة‪ ,‬فإن ك نت ترى هذه مؤم نة أعتقت ها‪ ,‬فقال ل ا ر سول ال‪« :‬أتشهد ين أن ل إله إل‬
‫ال ؟» قالت‪ :‬نعفم‪ .‬قال‪« :‬أتشهديفن أنف رسفول ال ؟» قالت‪ :‬نعفم‪ .‬قال‪« :‬أتؤمنيف بالبعفث بعفد‬
‫الوت ؟» قالت‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪« :‬أعتق ها»‪ .‬وهذا إ سناد صحيح وجهالة ال صحاب ل تضره‪ ,‬و ف مو طأ‬
‫مالك ومسند الشافعي وأحد وصحيح مسلم وسنن أب داود والنسائي من طريق هلل بن أب ميمونة‬
‫عن عطاء بن يسار‪ ,‬عن معاوية بن الكم‪ :‬أنه لا جاء بتلك الارية السوادء‪ ,‬قال لا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬أين ال ؟ قالت‪ :‬ف السماء‪ .‬قال‪« :‬من أنا» قالت‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫قال‪« :‬أعتقها‪ ,‬فإنا مؤمنة» وقوله‪{ :‬ودية مسلمة إل أهله} هو الواجب الثان فيما بي القاتل و أهل‬
‫القتيل عوضا لم عما فاتم من قتليهم‪ ,‬وهذه الدية إنا تب أخاسا‪ ,‬كما رواه المام أحد وأهل‬
‫السنن من حديث الجاج بن أرطاة عن زيد بن جبي‪ ,‬عن خشف بن مالك‪ ,‬عن ابن مسعود‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف دية الطأ عشرين بنت ماض‪ ,‬وعشرين بن ماض ذكورا‪,‬‬
‫وعشرين بنت لبون‪ ,‬وعشرين جذعة‪ ,‬وعشرين حقة‪ ,‬لفظ النسائي قال الترمذي‪ :‬ل نعرفه مرفوعا إل‬
‫من هذا الوجه‪ ,‬وقد روي عن عبد ال موقوفا‪ ,‬كما روي عن علي وطائفة‪ ,‬وقيل‪ :‬يب أرباعا وهذه‬
‫الدية على العاقلة ل ف ماله‪ ,‬قال الشافعي رحه ال‪ :‬ل أعلم مالفا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قضى بالدية على العاقلة وهو أكثر من حديث الاصة‪ ,‬وهذا الذي أشار إليه رحه ال قد ثبت ف غي‬
‫ما حد يث‪ ,‬ف من ذلك ما ث بت ف ال صحيحي عن أ ب هريرة قال‪ :‬اقتتلت امرأتان من هذ يل فر مت‬

‫‪151‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إحداها الخرى بجر فقتلتها وما ف بطنها فاختصموا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقضى أن‬
‫دية جنينها غرة عبد أو أمة‪ ,‬وقضى بدية الرأة على عاقلتها وهذا يقتضي أن حكم عمد الطأ الحض‬
‫ف وجوب الدية‪ ,‬لكن هذا تب فيه الدية أثلثا لشبهة العمد‪ ,‬وف صحيح البخاري عن عبد ال بن‬
‫عمر قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن الوليد إل بن جذية فدعاهم إل السلم‬
‫فلم يسنوا أن يقولوا أسلمنا‪ ,‬فجعلوا يقولون‪ :‬صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتهلم فبلغ ذلك رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فرفع يديه وقال «اللهم إن أبرأ إليك ما صنع خالد» وبعث عليا فودى قتلهم‬
‫وما أتلف من أموالم حت ميلغة الكلب‪ ,‬وهذا الديث يؤخذ منه أن خطأ المام أو نائبه يكون ف‬
‫بيففففففففففففففففففففففففففففففففففففففت الال‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إل أن يصدقوا} أي فتجب فيه الدية مسلمة إل أهله إل أن يتصدقوا با فل تب‪ ,‬وقوله‪:‬‬
‫{فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة} أي إذا كان القتيل مؤمنا ولكن أولياؤه‬
‫من الكفار أهل حرب‪ ,‬فل دية لم‪ ,‬وعلى القاتل ترير رقبة مؤمنة ل غي‪ ,‬وقوله‪{ :‬وإن كان من قوم‬
‫بينكم وبينهم ميثاق} الَية‪ ,‬أي فإن كان القتيل أولياؤه أهل ذمة أو هدنة فلهم دية قتيلهم‪ ,‬فإن كان‬
‫مؤمنا فدية كاملة‪ ,‬وكذا إن كان كافرا أيضا عند طائفة من العلماء‪ ,‬وقيل‪ :‬يب ف الكافر نصف دية‬
‫ال سلم وق يل‪ :‬ثلث ها ك ما هو مف صل ف كتاب الحكام وي ب أيضا على القا تل تر ير رق بة مؤم نة‬
‫{فمن ل يد فصيام شهرين متتابعي} أي ل إفطار بينهما بل يسرد صومهما إل آخرها‪ ,‬فإن أفطر‬
‫من غي عذر من مرض أو حيض أو نفاس استأنف‪ ,‬واختلفوا ف السفر هل يقطع أم ل‪ ,‬على قولي‪,‬‬
‫وقوله‪{ :‬توبفة مفن ال وكان ال عليما حكيمفا} أي هذه توبفة القاتفل خطفأ إذا ل يدف العتفق صفام‬
‫شهر ين متتابع ي ‪ ,‬واختلفوا في من ل ي ستطع ال صيام‪ ,‬هل ي ب عل يه إطعام ستي م سكينا ك ما ف‬
‫كفارة الظهار‪ ,‬على قولي أحدها‪ :‬نعم كما هو منصوص عليه ف كفارة الظهار‪ ,‬وإنا ل يذكر ههنا‪,‬‬
‫لن هذا مقام تديد وتويف وتذير فل يناسب أن يذكر فيه الطعام لا فيه من التسهيل والترخيص‪,‬‬
‫والقول الثان ل يعدل إل الطعام‪ ,‬لنه لو كان واجبا لا أخر بيانه عن وقت الاجة {وكان ال عليما‬
‫ففففففففف مرة‪,‬‬ ‫فففففففففيه غيف‬ ‫فففففففففد تقدم تفسف‬ ‫حيكما} قف‬
‫ث ل ا ب ي تعال ح كم الق تل ال طأ شرع ف بيان ح كم الق تل الع مد‪ ,‬فقال‪{ :‬و من يق تل مؤمنا‬
‫متعمدا} الَ ية‪ ,‬وهذا تد يد شد يد ووع يد أك يد ل ن تعا طى هذا الذ نب العظ يم الذي هو مقرون‬
‫بالشرك بال ف غي ما آية ف كتاب ال‪ ,‬حيث يقول سبحانه ف سورة الفرقان {والذين ل يدعون‬

‫‪152‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مع ال إلا آخر ول يقتلون النفس الت حرم ال إل بالق} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬قل تعالوا أتل ما حرم‬
‫رب كم علي كم أن ل تشركوا به شيئا} ال ية‪ ,‬والَيات والحاد يث ف تر ي الق تل كثية جدا‪ ,‬ف من‬
‫ذلك ما ث بت ف ال صحيحي عن ا بن م سعود‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أول ما‬
‫يقضى بي الناس يوم القيامة ف الدماء»‪ ,‬وف الديث الَخر الذي رواه أبو داود من رواية عمرو بن‬
‫الوليد بن عبدة الصري عن عبادة بن الصامت‪,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل يزال‬
‫الؤ من معنقا صالا ما ل ي صب دما حراما‪ ,‬فإذا أ صاب دما حراما بلح» و ف حد يث آ خر «لزوال‬
‫الدنيا أهون عند ال من قتل رجل مسلم»‪ ,‬وف الديث الَخر «ومن أعان على قتل السلم ولو بشطر‬
‫كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بي عينيه‪ :‬آيس من رحة ال» وقد كان ابن عباس يرى أنه ل توبة‬
‫لقاتل الؤمن عمدا‪ ,‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا آدم‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬حدثنا الغية بن النعمان‪ ,‬قال‪ :‬سعت‬
‫ابن جبي قال‪ :‬اختلف فيها أهل الكوفة‪ ,‬فرحلت إل ابن عباس فسألته عنها‪ ,‬فقال‪ :‬نزلت هذه الَية‬
‫{ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} هي آخر ما نزل‪ ,‬وما نسخها شيء‪ ,‬وكذا رواه هو أيضا‬
‫وم سلم والن سائي من طرق عن شع بة به‪ .‬ورواه أ بو داود عن أح د بن حن بل عن ا بن مهدي‪ ,‬عن‬
‫سفيان الثوري‪ ,‬عن مغية بن النعمان‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس ف قوله {من يقتل مؤمنا‬
‫متعمدا فجزاؤه جهنم} فقال‪ :‬ما نسخها شيء‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا بن بشار‪ ,‬حدثنا ابن عون‪,‬‬
‫حدثنا شعبة عن سعيد بن جبي‪ ,‬قال‪ :‬قال عبد الرحن بن أبزا سئل ابن عباس عن قوله‪{ :‬ومن يقتل‬
‫مؤمنا متعمدا} الَيفة‪ ,‬قال‪ :‬ل ينسفخها شيفء‪ ,‬وقال فف هذه الَيفة {والذيفن ل يدعون مفع ال إلا‬
‫آخر} إل آخرها‪ ,‬قال‪ :‬نزلت ف أهل الشرك‪ .‬وقال ابن جرير أيضا حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا جرير‬
‫عن منصور‪ ,‬حدثن سعيد بن جبي أو حدثن الكم عن سعيد بن جبي ‪ ,‬قال‪ :‬سألت ابن عباس عن‬
‫قوله‪{ :‬ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} قال‪ :‬إن الرجل إذا عرف السلم وشرائع السلم‪,‬‬
‫ث قتل مؤمنا متعمدا‪ ,‬فجزاؤه جهنم ول توبة له‪ ,‬فذكرت ذلك لجاهد فقال‪ :‬إل من ندم‪ .‬حدثنا ابن‬
‫حيد وابن وكيع قال‪ :‬حدثنا جرير عن يي الابر عن سال بن أب العد‪ ,‬قال‪ :‬كنا عند ابن عباس‬
‫بعد ما كف ب صره‪ ,‬فأتاه ر جل فناداه‪ :‬يا ع بد ال بن عباس‪ ,‬ما ترى ف ر جل ق تل مؤمنا متعمدا ؟‬
‫فقال‪ :‬جزاؤه جهنم خالدا فيها‪ ,‬وغضب ال عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما‪ .‬قال‪ :‬أفرأيت إن تاب‬
‫وعمل صالا ث اهتدى ؟ قال ابن عباس‪ :‬ثكلته أمه وأن له التوبة والدى ؟ والذي نفسي بيده لقد‬
‫سعت نبيكم صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬ثكلته أمه قاتل مؤمن متعمدا جاء يوم القيامة أخذه بيمينه‬

‫‪153‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أو بشماله تش خب أودا جه من ق بل عرش الرح ن‪ ,‬يلزم قاتله بشماله وبيده الخرى رأ سه‪ ,‬يقول‪ :‬يا‬
‫رب‪ ,‬سل هذا في مَ قتلن» واي الذي نفس عبد ال بيده‪ ,‬لقد أنزلت هذه الَية فما نسختها من آية‬
‫حت قبض نبيكم صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وما نزل بعدها من برهان‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬سعت يي بن الجب يدث عن سال بن أب العد عن ابن عباس أن رجلً أتى‬
‫إليه فقال‪ :‬أرأيت رجلً قتل رجلً عمدا ؟ فقال‪ :‬جزاؤه جهنم خالدا فيها‪ ,‬الَية‪ ,‬قال‪ :‬لقد نزلت من‬
‫آخر ما نزل‪ ,‬ما نسخها شيء حت قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وما نزل وحي بعد رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬أرأيت إن تاب وآمن وعمل صالا ث اهتدى ؟ قال‪ :‬وأن له بالتوبة‪,‬‬
‫و قد سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬ثكل ته أ مه ر جل ق تل رجلً متعمدا يىء يوم‬
‫القيامة آخذا قاتله بيمينه أو بيساره ف أو آخذا رأسه بيمينه أو بشماله ف تشخب أوداجه دما من‬
‫قبل العرش‪ ,‬يقول ‪ :‬يا رب‪ ,‬سل عبدك في مَ قتلن» وقد رواه النسائي عن قتيبة وابن ماجه‪ ,‬عن ممد‬
‫بن الصباح عن سفيان بن عيينة‪ ,‬عن عمار الدهن ويي الابر وثابت الثمال عن سال بن أب العد‪,‬‬
‫عن ابن عباس فذكره‪ ,‬وقد روي هذا عن ابن عباس من طرق كثية ومن ذهب إل أنه ل توبة له من‬
‫ال سلف ز يد بن ثا بت وأ بو هريرة وع بد ال بن ع مر وأ بو سلمة بن ع بد الرح ن وعب يد بن عم ي‬
‫وال سن وقتادة والضحاك بن مزا حم نقله ا بن أ ب حا ت‪ ,‬و ف الباب أحاد يث كثية ‪ ,‬ف من ذلك ما‬
‫رواه أبو بكر بن مردويه الافظ ف تفسيه‪ :‬حدثنا دعلج بن أحد‪ ,‬حدثنا ممد بن إبراهيم بن سعيد‬
‫البوشنجي(ح)‪ ,‬وحدثنا عبد ال بن جعفر‪ ,‬وحدثنا إبراهيم بن فهد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبيد بن عبيدة حدثنا‬
‫معتمر بن سليمان عن أبيه‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن أب عمرو بن شرحبيل بإسناده عن عبد ال بن مسعود‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬يىء القتول متعلقا بقاتله يوم القيامة آخذا رأسه بيده الخرى‬
‫فيقول يا رب سل هذا في َم قتل ن ؟ قال‪ ,‬فيقول‪ :‬قتل ته لتكون العزة لك‪ ,‬فيقول‪ :‬فإن ا ل‪ ,‬قال ويىء‬
‫آ خر متعلقا بقاتله فيقول‪ :‬رب سل هذا في َم قتل ن ‪ .‬قال فيقول‪ :‬قتل ته لتكون العزة لفلن‪ ,‬قال‪ :‬فإن ا‬
‫لي ست له بؤ بإث ه‪ ,‬قال‪ :‬فيهوي ف النار سبعي خريفا» و قد رواه الن سائي عن إبراه يم بن ال ستمر‬
‫ففه‪.‬‬ ‫ففليمان بف‬ ‫ففن سف‬ ‫ففر بف‬ ‫ففن معتمف‬ ‫ففم‪ ,‬عف‬ ‫ففن عاصف‬ ‫ففن عمرو بف‬ ‫فف‪ ,‬عف‬ ‫العوفف‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا صفوان بن عيسى‪ ,‬حدثنا ثور بن يزيد عن أب عون‪ ,‬عن أب‬
‫إدريس‪ ,‬قال‪ :‬سعت معاوية رضي ال عنه يقول‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬كل ذنب‬
‫ع سى ال أن يغفره إل الر جل يوت كافرا‪ ,‬أو الر جل يق تل مؤمنا متعمدا» وكذا رواه الن سائي عن‬

‫‪154‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ممد بن الثن‪ ,‬عن صفوان بن عيسى به‪ ,‬وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا عبد ال بن جعفر‪ ,‬حدثنا سويه‪,‬‬
‫حدثنا عبد العلى بن مسهر‪ ,‬حدثنا صدقة بن خالد‪ ,‬حدثنا خالد بن دهقان‪ ,‬حدثنا ابن أب زكريا‪,‬‬
‫قال سعت أم الدرداء تقول‪ :‬سعت أبا الدرداء يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫«كل ذنب عسى ال أن يغفره إل من مات مشركا‪ ,‬أو من قتل مؤمنا متعمدا» وهذا غريب جدا من‬
‫هذا الوجه‪ ,‬والحفوظ حديث معاوية التقدم‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬ث روى ابن مردويه من طريق بقية بن الوليد‬
‫عن نافع بن يزيد‪ :‬حدثن ابن جبي النصاري عن داود بن الصي‪ ,‬عن نافع‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬من قتل مؤمنا متعمدا فقد كفر بال عز وجل» وهذا حديث منكر أيضا‪,‬‬
‫فإسناده تكلم فيه جدا‪ ,‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا النضر‪ ,‬حدثنا سليمان بن الغية‪ ,‬حدثنا حيد‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أتان أبو العالية أنا وصاحب ل‪ ,‬فقال لنا‪ :‬هلما فأنتما أشب سنا من‪ ,‬وأوعى للحديث من‪ ,‬فانطلق‬
‫بنا إل بشر بن عاصم‪ ,‬فقال له أبو العالية‪ :‬حدث هؤلء بديثك‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا عقبة بن مالك الليثي‬
‫قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم سرية فأغارت على قوم‪ ,‬فشد مع القوم رجل فاتبعه رجل‬
‫من ال سرية شاهرا سيفه‪ ,‬فقال الشاد من القوم‪ :‬إ ن م سلم فلم ين ظر في ما قال‪ ,‬قال‪ :‬فضر به فقتله‪,‬‬
‫فنمي الديث إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال فيه قولً شديدا‪ ,‬فبلغ القاتل‪ ,‬فبينا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يطب إذ قال القاتل‪ :‬وال ما قال الذي قال إل تعوذا من القتل‪ ,‬قال‪ :‬فأعرض‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عنه وعمن قبله من الناس وأخذ ف خطبته‪ ,‬ث قال أيضا‪ :‬يا رسول ال‬
‫ما قال الذي قال إل تعوذا من القتل‪ ,‬فأعرض عنه وعمن قبله من الناس وأخذ ف خطبته ث ل يصب‬
‫حت قال الثالثة‪ :‬وال يا رسول ال ما قال الذي قال إل تعوذا من القتل‪ ,‬فأقبل عليه رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم تعرف الساءة ف وجهه‪ ,‬فقال‪« :‬إن ال أب على من قتل مؤمنا ثلثا» ورواه النسائي‬
‫من حديث سليمان بن الغية‪ ,‬والذي عليه المهور من سلف المة وخلفها أن القاتل له توبة فيما‬
‫بينفه وبيف ال عفز وجفل‪ ,‬فإن تاب وأناب‪ ,‬وخشفع وخضفع وعمفل عملً صفالا بدل ال سفيئاته‬
‫حسنات‪ ,‬وعوض القتول من ظلمته وأرضاه عن ظلمته‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬والذين ل يدعون مع ال‬
‫إلا آ خر ف إل قوله ف إل من تاب وآ من وع مل عملً صالا} الَ ية‪ ,‬وهذا خب ل يوز ن سخه‬
‫وحله على الشركي وحل هذه الَية على الؤمني خلف الظاهر‪ ,‬ويتاج حله إل دليل‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحة ال} الَية‪ ,‬وهذا عام ف‬
‫جيع الذنوب من كفر وشرك وشك ونفاق وقتل وفسق وغي ذلك‪ ,‬كل من تاب أي من أي ذلك‬

‫‪155‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تاب ال عليه‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء} فهذه الَية‬
‫عا مة ف ج يع الذنوب ما عدا الشرك‪ ,‬و هي مذكورة ف هذه ال سورة الكري ة ب عد هذه الَ ية وقبل ها‬
‫لتقوية الرجاء‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وثبت ف الصحيحي خب السرائيلي الذي قتل مائة نفس ث سأل عالا هل‬
‫ل من توبة ؟ فقال‪ :‬ومن يول بينك وبي التوبة ؟ ث أرشده إل بلد يعبد ال فيه‪ ,‬فهاجر إليه فمات‬
‫ف الطريق‪ ,‬فقبضته ملئكة الرحة كما ذكرناه غي مرة‪ ,‬وإذا كان هذا ف بن إسرائيل فلن يكون ف‬
‫هذه المة التوبة مقبولة بطريق الول والحرى‪ ,‬لن ال وضع عنا الَصار والغلل الت كانت عليهم‬
‫وبعففففففففث نبينففففففففا بالنيفيففففففففة السففففففففمحة‪.‬‬
‫فأما الَية الكرية وهي قوله تعال‪{ :‬ومن يقتل مؤمنا متعمدا} الَية‪ ,‬فقد قال أبو هريرة وجاعة من‬
‫السلف‪ :‬هذا جزاؤه إن جازاه‪ ,‬وقد رواه ابن مردويه بإسناده مرفوعا من طريق ممد بن جامع العطار‬
‫عن العلء بن ميمون العنبي‪ ,‬عن حجاج السود‪ ,‬عن ممد بن سيين‪ ,‬عن أب هريرة مرفوعا ولكن‬
‫ل ي صح‪ ,‬ومع ن هذه ال صيغة أن هذا جزاؤه إن جوزي عل يه‪ ,‬وكذا كل وع يد على ذ نب‪ ,‬ل كن قد‬
‫يكون كذلك معارض مفن أعمال صفالة تنفع وصفول ذلك الزاء إليفه على قول أصفحاب الوازنفة‬
‫والحباط‪ ,‬وهذا أح سن ما ي سلك ف باب الوع يد‪ ,‬وال أعلم بال صواب‪ ,‬وبتقد ير دخول القا تل ف‬
‫النار‪ ,‬أمفا على قول ابفن عباس ومفن وافقفه أنفه ل توبفة له‪ ,‬أو على قول المهور حيفث ل عمفل له‬
‫صالا ين جو به فل يس بخلد في ها أبدا‪ ,‬بل اللود هو ال كث الطو يل‪ ,‬و قد تواترت الحاد يث عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «أنه يرج من النار من كان ف قلبه أدن مثقال ذرة من إيان»‪ ,‬وأما‬
‫حديث معاوية «كل ذنب عسى ال أن يغفره إل الرجل يوت كافرا‪ ,‬أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا»‬
‫فعسى للترجي‪ ,‬فإذا انتفى الترجي ف هاتي الصورتي ل تنفي وقوع ذلك ف أحدها وهو القتل لا‬
‫ذكرنا من الدلة‪ ,‬وأما من مات كافرا فالنص أن ال ل يغفر له البتة‪ ,‬وأما مطالبة القتول القاتل يوم‬
‫القيامة فإنه حق من حقوق الَدميي‪ ,‬وهي ل تسقط بالتوبة‪ ,‬ولكن ل بد من ردها إليهم ول فرق بي‬
‫القتول والسروق منه‪ ,‬والغصوب منه والقذوف وسائر حقوق الَدميي‪ ,‬فإن الجاع منعقد على أنا‬
‫ل تسقط بالتوبة‪ ,‬ولكنه ل بد من ردها إليهم ف صحة التوبة‪ ,‬فإن تعذر ذلك فل بد من الطالبة يوم‬
‫القيامة‪ ,‬لكن ل يلزم من وقوع الطالبة وقوع الجازاة‪ ,‬إذ قد يكون للقاتل أعمال صالة تصرف إل‬
‫القتول أو بعضها‪ ,‬ث يفضل له أجر يدخل به النة أو يعوض ال القتول با يشاء من فضله من قصور‬
‫النة ونعيمها‪ ,‬ورفع درجته فيها ونو ذلك وال أعلم‪ ,‬ث لقاتل العمد أحكام ف الدنيا وأحكام ف‬

‫‪156‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَخرة‪ ,‬فأما ف الدنيا فتسلط أولياء القتول عليه‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه‬
‫سلطانا} الَ ية‪ ,‬ث هم ميون ب ي أن يقتلوا‪ ,‬أو يعفوا‪ ,‬أو يأخذوا د ية مغل ظة أثلثا‪ ,‬ثلثون ح قة‪,‬‬
‫وثلثون جذ عة‪ ,‬وأربعون خل فة‪ ,‬ك ما هو مقرر ف كتاب الحكام‪ ,‬واختلف الئ مة هل ت ب عل يه‬
‫كفارة عتق رقبة‪ ,‬أو صيام شهرين متتابعي أو إطعام‪ ,‬على أحد القولي كما تقدم ف كفارة الطأ‪,‬‬
‫على قول ي فالشاف عي وأ صحابه وطائ فة من العلماء يقولون ن عم‪ ,‬ي ب عل يه‪ ,‬ل نه إذا وج بت عل يه‬
‫الكفارة ف ال طأ فلن ت ب عل يه ف الع مد أول‪ ,‬فطردوا هذا ف كفارة اليم ي الغموس واعتذروا‬
‫بقضاء ال صلة الترو كة عمدا ك ما أجعوا على ذلك ف ال طأ‪ ,‬وقال أ صحابه‪,‬المام أح د وآخرون‪:‬‬
‫قتل العمد أعظم من أن يكفر فل كفارة فيه‪ ,‬وكذا اليمي الغموس ول سبيل لم إل الفرق بي هاتي‬
‫الصورتي وب ي ال صلة الترو كة عمدا‪ ,‬فإن م يقولون بوجوب قضائ ها إذا تر كت عمدا‪ ,‬و قد اح تج‬
‫من ذهب إل وجوب الكفارة ف قتل العمد با رواه المام أحد حيث قال‪ :‬حدثنا عارم بن الفضل‪,‬‬
‫حدثنا عبد ال بن البارك عن إبراهيم بن أب عبلة‪ ,‬عن الغريف بن عياش عن واثلة بن السقع‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أتى النب صلى ال عليه وسلم نفر من بن سليم فقالوا‪ :‬إن صاحبا لنا قد أوجب‪ ,‬قال‪« :‬فليعتق رقبة‬
‫يفدي ال بكل عضو منها عضوا منه من النار» وقال أحد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق‪ ,‬حدثنا ضمرة‬
‫بن ربي عة عن إبراه يم بن أ ب عبلة عن الغر يف الديل مي‪ ,‬قال‪ :‬أتي نا واثلة بن ال سقع اللي ثي فقل نا له‬
‫حدثنا حديثا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ :‬أتينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫صاحب لنا قد أوجب‪ ,‬فقال‪« :‬أعتقوا عنه يعتق ال بكل عضو منه عضوا منه من النار» وكذا رواه‬
‫أبو داود والنسائي من حديث إبراهيم بن أب عبلة به‪ ,‬ولفظ أب داود عن الغريف الديلمي قال‪ :‬أتينا‬
‫واثلة بن ال سقع فقل نا له‪ :‬حدث نا حديثا ل يس ف يه زيادة ول نق صان فغ ضب فقال‪ :‬إن أحد كم ليقرأ‬
‫ومصحفه معلق ف بيته فيزيد وينقص‪ ,‬قلنا‪ :‬إنا أردنا حديثا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ :‬أتينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف صاحب لنا قد أوجب‪ ,‬يعن النار بالقتل‪ ,‬فقال‪« :‬أعتقوا‬
‫فففن النار»‪.‬‬ ‫فففه مف‬ ‫فففه عضوا منف‬ ‫فففو منف‬ ‫فففل عضف‬ ‫فففق ال بكف‬ ‫فففه يعتف‬ ‫عنف‬

‫ستَ ُم ْؤمِنا‬ ‫لمَ لَ ْ‬ ‫سَ‬ ‫** يَا َأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ إِذَا ضَ َرْبتُمْ فِي َسبِيلِ اللّ هِ َفَتَبيّنُواْ وَ َل َتقُولُواْ لِمَ نْ أَْلقَىَ إَِليْكُ ُم ال ّ‬
‫حيَاةِ ال ّدْنيَا َف ِعنْدَ اللّ ِه َمغَانِ مُ َكثِ َيةٌ كَذَلِ كَ ُكْنتُ ْم مّن َقبْلُ فَمَ نّ اللّ هُ عََليْكُ مْ َفَتبَّينُواْ إِ نّ اللّ هَ‬‫ض الْ َ‬‫َتبَْتغُو نَ عَرَ َ‬
‫ف بِمَفففففففففففا َتعْ َملُونفففففففففففَ َخبِيا‬ ‫كَانفففففففففف َ‬

‫‪157‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن أب بكي وخلف بن الوليد وحسي بن ممد قالوا‪ :‬حدثناإسرائيل‬
‫عن ساك‪ ,‬عن عكرمة‪,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬مر رجل من بن سليم بنفر من أصحاب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم يرعى غنما له فسلم عليهم‪ ,‬فقالوا‪ :‬ل يسلم علينا إل ليتعوذ منا‪ ,‬فعمدوا إليه فقتلوه‪ ,‬وأتوا‬
‫بغنمه النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فنلت هذه الَية {يا أيها الذين آمنوا} إل آخرها‪ ,‬ورواه الترمذي‬
‫ف التفسي عن عبد بن حيد‪ ,‬عن عبد العزيز بن أب رزمة‪ ,‬عن إسرائيل به‪ ,‬ث قال‪ :‬هذا حديث حسن‬
‫صحيح‪ ,‬وف الباب عن أسامة بن زيد‪ ,‬ورواه الاكم من طريق عبيد ال بن موسى عن إسرائيل به‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬صحيح السناد‪ ,‬ول يرجاه‪ ,‬ورواه ابن جرير من حديث عبيد ال بن موسى وعبد الرحيم بن‬
‫سليمان‪ ,‬كلها عن إسرائيل به‪ ,‬وقال ف بعض كتبه غي التفسي‪ ,‬وقد رواه من طريق عبد الرحن‬
‫فقط‪ ,‬وهذا خب عندنا صحيح سنده‪ ,‬وقد يب أن يكون على مذهب الَخرين سقيما لعلل منها‪ :‬أنه‬
‫ل يعرف له مرج عن ساك إل من هذا الو جه‪ ,‬ومن ها أن عكر مة ف رواي ته عند هم ن ظر‪ ,‬ومن ها أن‬
‫الذي نزلت فيه هذه الَية عندهم متلف فيه فقال بعضهم‪ :‬نزلت ف ملم بن جثامة‪ ,‬وقال بعضهم‪:‬‬
‫أسامة بن زيد‪ ,‬وقيل غي ذلك‪ ,‬قلت‪ :‬وهذا كلم غريب وهو مردود من وجوه‪ :‬أحدها أنه ثابت عن‬
‫ساك حدث به عنه غي واحد من الئمة الكبار‪ ,‬الثان أن عكرمة متج به ف الصحيح‪ ,‬الثالث أنه‬
‫مروي من غي هذاالوجه عن ابن عباس‪ ,‬كما قال البخاري‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ,‬حدثنا سفيان‬
‫عن عمرو بن دينار‪,‬عن عطاء‪ ,‬عن ابن عباس {ول تقولوا لن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا} قال‪:‬‬
‫قال ابن عباس كان رجل ف غنيمة له فلحقه السلمون‪ ,‬فقال‪ :‬السلم عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته‪,‬‬
‫فأنزل ال ف ذلك {ول تقولوا لن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا} قال ابن عباس‪ :‬عرض الدنيا تلك‬
‫الغنيمة‪ ,‬وقرأ ابن عباس {السلم}‪ ,‬وقال سعيد بن منصور‪ :‬حدثنا منصور عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن‬
‫عطاء بن يسار‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬لق السلمون رجلً ف غنيمة له‪ ,‬فقال‪ :‬السلم عليكم‪ ,‬فقتلوه‬
‫وأخذوا غنيمته‪ ,‬فنلت {ول تقولوا لن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا}‪ .‬وقد رواه ابن جرير وابن‬
‫أب حات من طريق سفيان بن عيينة به‪ ,‬وقد ف ترجة‪ :‬أن أخاه فزارا‪ ,‬هاجر إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬عن أمر أبيه بإسلمهم وإسلم قومهم‪ ,‬فلقيته سرية لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ف‬
‫عما ية الل يل‪ ,‬وكان قد قال ل م إ نه م سلم‪ ,‬فلم يقبلوا م نه فقتلوه فقال أبوه‪ :‬فقد مت على ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأعطان ألف دينار ودية أخرى وسين‪ ,‬فنل قوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫إذا ضربتففففففففم ففففففففف سففففففففبيل ال} الَيففففففففة‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأ ما ق صة ملم بن جثا مة‪ ,‬فقال المام أح د رح ه ال‪ :‬حدث نا يعقوب‪ :‬حدث ن أ ب عن م مد بن‬
‫إسحاق‪ ,‬حدثنا يزيد بن عبد ال بن قسيط عن القعقاع بن عبد ال بن أب حدرد رضي ال عنه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫بعثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم إل إضم فخرجت ف نفر من السلمي فيهم أبو قتادة الارث بن‬
‫ربعي‪ ,‬وملم بن جثامة بن قيس‪ ,‬فخرجنا حت إذا كنا ببطن إضم‪ ,‬مر بنا عامر بن الضبط الشجعي‬
‫على قعود له‪ ,‬معه متيع له ووطب من لب‪ ,‬فلما مر بنا سلم علينا‪ ,‬فأمسكنا عنه‪ ,‬وحل عليه ملم بن‬
‫جثا مة فقتله‪ ,‬لش يء كان بي نه وبي نه‪ ,‬وأ خذ بعيه ومتي عه‪ ,‬فل ما قدم نا على ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم وأ خبناه ال ب نزل في نا { يا أي ها الذ ين آمنوا إذا ضرب تم ف سبيل ال ف إل قوله تعال ف‬
‫خبيا} تفرد به أحد‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا جرير عن ابن إسحاق‪ ,‬عن نافع‪ ,‬عن‬
‫ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم ملم بن جثامة مبعثا‪ ,‬فلقيهم عامر بن الضبط‬
‫فحيا هم بتح ية ال سلم‪ ,‬وكا نت بين هم إح نة ف الاهل ية‪ ,‬فرماه ملم ب سهم فقتله‪ ,‬فجاء ال ب إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فتكلم فيه عيينة والقرع‪ :‬فقال القرع يا رسول ال‪ ,‬سر اليوم وغر‬
‫غدا‪ ,‬فقال عيينة‪ :‬ل وال حت تذوق نساؤه من الثكل ماذاق نسائي‪ ,‬فجاء ملم ف بردين فجلس بي‬
‫يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم ليستغفر له‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل غفر ال‬
‫لك»‪ ,‬فقام وهو يتلقى دموعه ببديه‪ ,‬فما مضت له سابعة حت مات ودفنوه‪ ,‬فلفظته الرض‪ ,‬فجاؤوا‬
‫إل ال نب صلى ال عليه و سلم فذكروا ذلك له‪ ,‬فقال‪« :‬إن الرض تقبل من هو شر من صاحبكم‪,‬‬
‫ول كن ال أراد أن يعظ كم» ث طرحوه ب ي صدف ج بل وألقوا عل يه الجارة فنلت { يا أي ها الذ ين‬
‫آمنوا إذا ضربتفففففم فففففف سفففففبيل ال فتفففففبينوا} الَيفففففة‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬قال حبيب بن أب عمرة عن سعيد‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم للمقداد‪« :‬إذا كان ر جل مؤ من ي في إيا نه مع قوم كفار فقتل ته‪ ,‬فكذلك ك نت ت في‬
‫إيانك بكة من قبل» هكذا ذكره البخاري معلقا متصرا‪ ,‬وقد روي مطو ًل موصولً‪ ,‬فقال الافظ‬
‫أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا حاد بن علي البغدادي‪ ,‬حدثنا جع فر بن سلمة‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن علي بن‬
‫مقدم‪ ,‬حدثنا حبيب بن أب عمرة عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال بعث رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم سرية فيها القداد بن السود‪ ,‬فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا‪ ,‬وبقي رجل له مال كثي‬
‫ل يبح‪ ,‬فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ,‬وأهوى عليه القداد فقتله‪ ,‬فقال له رجل من أصحابه‪ :‬أقتلت‬
‫رجل شهد أن ل إله إل ال ؟ وال لذكرن ذلك للنب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فلما قدموا على رسول‬

‫‪159‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل ش هد أن ل إله إل ال‪ ,‬فقتله القداد‪ ,‬فقال‪:‬‬‫ال صلى ال عل يه و سلم قالوا‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬إن رج ً‬
‫«ادعوا ل القداد‪ ,‬يا مقداد‪ :‬أقتلت رجلً يقول ل إله إل ال‪ ,‬فكيف لك بل إله إل ال غدا ؟» قال‪:‬‬
‫فأنزل ال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم ف سبيل ال فتبينوا ول تقولوا لن ألقى السلم لست مؤمنا‬
‫تبتغون عرض الياة الدنيا فعند ال مغان كثية كذلك كنتم من قبل فمن ال عليكم فتبينوا}‪ ,‬فقال‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم للمقداد‪« :‬كان ر جل مؤ من ي في إيانه مع قوم كفار فأظ هر إيانه‬
‫فقتلته‪ ,‬وكذلك كنت تفي إيانك بكة قبل» وقوله‪{ :‬فعند ال مغان كثية} أي خي ما رغبتم فيه‬
‫عرض الياة الدن يا الذي حل كم على ق تل م ثل هذا الذي أل قى إلي كم ال سلم‪ ,‬وأظ هر ل كم اليان‬
‫فتغافلتم عنه واتمتموه بالصانعة والتقية لتبتغوا عرض الياة الدنيا‪ ,‬فما عند ال من الرزق اللل خي‬
‫فففففففففففففففففن مال هذا‪.‬‬ ‫فففففففففففففففففم مف‬ ‫لكف‬
‫وقوله‪{ :‬كذلك كنتم من قبل فمن ال عليكم} أي قد كنتم من قبل هذه الال كهذا الذي يسر‬
‫إيانه ويفيه من قومه‪ ,‬كما تقدم ف الديث الرفوع آنفا‪ ,‬وكما قال تعال‪{ :‬واذكروا إذ أنتم قليل‬
‫مستضعفون ف الرض} الَية‪ ,‬وهذا مذهب سعيد بن جبي لا رواه الثوري عن حبيب بن أب عمرة‬
‫عن سعيد بن جبي ف قوله‪{ :‬كذلك كنتم من قبل} تفون إيانكم ف الشركي‪ ,‬ورواه عبد الرزاق‬
‫عن ا بن جر يج‪ :‬أ خبن ع بد ال بن كث ي عن سعيد بن جبي ف قوله‪{ :‬كذلك كن تم من ق بل}‬
‫ت ستخفون بإيان كم ك ما ا ستخفى هذا الرا عي بإيا نه‪ ,‬وهذا اختيار ا بن جر ير‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪,‬‬
‫وذ كر عن ق يس‪ ,‬عن سال‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ :‬قوله {كذلك كن تم من ق بل} ل تكونوا مؤمن ي‬
‫{فمفن ال عليكفم} أي تاب عليكفم فحلف أسفامة ل يقتفل رجلً يقول‪ :‬ل إله إل ال بعفد ذلك‬
‫الرجل‪ ,‬وما لقي من رسول ال صلى ال عليه وسلم فيه‪ ,‬وقوله‪{ :‬فتبينوا} تأكيد لا تقدم‪ ,‬وقوله‪:‬‬
‫{إن ال كان بافف تعلمون خففبيا} قال سففعيد بففن جففبي‪ :‬هذا تديففد ووعيففد‪.‬‬

‫ستَوِي اْلقَاعِدُونَ مِ َن الْ ُم ْؤمِنِيَ َغيْرُ ُأوْلِي الضّرَ ِر وَالْمُجَاهِدُونَ فِي َسبِيلِ اللّهِ بَِأ ْموَاِلهِ ْم َوأَْنفُسِهِ ْم‬ ‫** ّل يَ ْ‬
‫سَن َى وََفضّلَ اللّ هُ‬ ‫سهِ ْم عَلَى الْقَاعِدِي نَ َدرَ َج ًة وَكُفلّ وَعَدَ اللّ ُه الْحُ ْ‬ ‫َفضّلَ اللّ ُه الْمُجَاهِدِي َن ِبَأمْوَاِلهِ ْم َوأَْنفُ ِ‬
‫ت ّمنْ ُه َومَ ْغفِ َر ًة وَرَ ْح َم ًة وَكَا نَ اللّ ُه َغفُورا رّحِيما‬
‫الْمُجَاهِدِي َن عَلَى الْقَاعِدِي نَ أَجْرا عَظِيما * َدرَجَا ٍ‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا حفص بن عمر‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب إسحاق عن الباء‪ ,‬قال لا نزلت {ل‬
‫يستوي القاعدون من الؤمني} دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم زيدا فكتبها‪ ,‬فجاء ابن أم مكتوم‬

‫‪160‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فشكا ضرارته‪ ,‬فأنزل ال {غي أول الضرر}‪ ,‬حدثنا ممد بن يوسف عن إسرائيل عن أب إسحاق‬
‫عن الباء‪ ,‬قال‪ :‬ل ا نزلت {ل ي ستوي القاعدون من الؤمن ي} قال ال نب صلى ال عل يه و سلم ادع‬
‫فلنا‪ ,‬فجاءه ومعفه الدواة واللوح والكتفف‪ ,‬فقال اكتفب {ل يسفتوي القاعدون مفن الؤمنيف‬
‫والجاهدون ف سبيل} وخلف ال نب صلى ال عل يه و سلم ا بن أم مكتوم‪ ,‬فقال يا ر سول ال‪ ,‬أ نا‬
‫ضرير‪ ,‬فنلت مكانا {ل يستوي القاعدون من الؤمني غي أول الضرر والجاهدون ف سبيل ال}‬
‫قال البخاري أيضا‪ :‬حدثنا إساعيل بن عبد ال‪ ,‬حدثن إبراهيم بن سعد عن صال بن كيسان‪ ,‬عن‬
‫ابن شهاب‪ ,‬حدثن سهل بن سعد الساعدي أنه رأى مروان بن الكم ف السجد‪ ,‬قال‪ :‬فأقبلت حت‬
‫جلست إل جنبه‪ ,‬فأخبنا أن زيد بن ثابت أخبه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أملى علي {ل‬
‫يستوي القاعدون من الؤمني والجاهدون ف سبيل ال} فجاءه ابن أم مكتوم وهو يليها علي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫يا ر سول ال‪ ,‬وال لو أ ستطيع الهاد لاهدت‪ ,‬وكان أع مى‪ ,‬فأنزل ال على ر سوله صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬وكان فخذه على فخذي فثقلت علي خفت أن ترض فخدي‪ ,‬ث سري عنه‪ ,‬فأنزل ال {غي‬
‫أول الضرر} تفرد به البخاري دون مسلم‪ ,‬وقد روي من وجه آخر عند المام أحد عن زيد فقال‪:‬‬
‫حدث نا سليمان بن داود‪ ,‬أنبأ نا ع بد الرح ن بن أ ب الزناد‪ ,‬عن خار جة بن ز يد‪ ,‬قال‪ :‬قال ز يد بن‬
‫ثابت‪ :‬إن قاعد إل جنب النب صلى ال عليه وسلم إذ أوحي إليه وغشيته السكينة‪ ,‬قال‪ :‬فرفع فخذه‬
‫على فخذي حي غشيته السكينة‪ ,‬قال زيد‪ :‬فل وال ما وجدت شيئا قط أثقل من فخذ رسول ال‬
‫صلى ال عليه و سلم ث سري عنه‪ ,‬فقال‪ :‬اكتب يا زيد‪ ,‬فأخذت كتفا‪ ,‬فقال‪ :‬اكتب {ل يستوي‬
‫القاعدون من الؤمن ي والجاهدون} إل قوله‪{ :‬أجرا عظي ما} فكت بت ذلك ف ك تف‪ ,‬فقام ح ي‬
‫سفعها ابفن أم مكتوم وكان رجلً أعمفى‪ ,‬فقام حيف سفع فضيلة الجاهديفن‪ ,‬وقال‪ :‬يفا رسفول ال‪,‬‬
‫وك يف بن ل ي ستطيع الهاد ومن هو أعمى وأشباه ذلك ؟ قال ز يد‪ :‬فوال ما قضى كلمه ف أو‬
‫ماهو إل أن قضى كلمه ف غشيت النب صلى ال عليه وسلم السكينة‪,‬فوقعت فخذه على فخذي‪,‬‬
‫فوجدت من ثقل ها ك ما وجدت ف الرة الول‪ ,‬ث سري ع نه‪ ,‬فقال‪ :‬اقرأ فقرأت عل يه {ل ي ستوي‬
‫القاعدون من الؤمن ي والجاهدون} فقال ال نب صلى ال عليه و سلم {غ ي أول الضرر}‪ ,‬قال ز يد‪:‬‬
‫فألقت ها‪,‬فوال كأ ن أن ظر إل ملحق ها ع ند صدع كان ف الك تف‪ ,‬ورواه أ بو داود عن سعيد بن‬
‫منصور‪ ,‬عن عبد الرحن بن أب الزناد‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن خارجة بن زيد بن ثابت‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬به نوه‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا معمر‪ ,‬أنبأنا الزهري‪ ,‬عن قبيصة بن ذؤيب‪ ,‬عن زيد بن ثابت قال‪ :‬كنت‬
‫أكتب لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬اكتب {ل يستوي القاعدون من الؤمني والجاهدون‬
‫ف سبيل ال} فجاء عبد ال بن أم مكتوم‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن أحب الهاد ف سبيل ال ولكن‬
‫ب من الزمانة ما قد ترى‪ ,‬قد ذهب بصري‪ ,‬قال زيد‪ :‬فثقلت فخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫على فخذي حت خشيت أن ترضها ث سري عنه‪ ,‬ث قال‪« :‬اكتب ل يستوي القاعدون من الؤمني‬
‫غي أول الضرر والجاهدون ف سبيل ال»‪ ,‬ورواه ابن أب حات وابن جرير وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا‬
‫ابن جريج‪ ,‬أخبن عبد الكري هو ابن مالك الزري‪ ,‬أن مقسما مول عبد ال بن الارث أخبه أن‬
‫ابن عباس أخبه {ل يستوي القاعدون من الؤمني} عن بدر والارجون إل بدر‪ ,‬انفرد به البخاري‬
‫دون مسلم‪ ,‬وقد رواه الترمذي من طريق حجاج‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬عن عبد الكري‪ ,‬عن مقسم‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قال‪{ :‬ل ي ستوي القاعدون من الؤمن ي غ ي أول الضرر} عن بدر والارجون إل بدر‪,‬‬
‫ول ا نزلت غزوة بدر‪ ,‬قال ع بد ال بن ح جش وا بن أم مكتوم‪ :‬إ نا أعميان يا ر سول ال‪ ,‬ف هل ل نا‬
‫رخصفة ؟ فنلت {ل يسفتوي القاعدون مفن الؤمنيف غيف أول الضرر} وفضفل ال الجاهديفن على‬
‫القاعدين درجة فهؤلء القاعدون غي أول الضرر‪{ ,‬وفضل اللهالجاهدين على القاعدين أجرا عظيما‬
‫درجات م نه} على القاعد ين من الؤمن ي غ ي أول الضرر‪ ,‬هذا ل فظ الترمذي‪ .‬ث قال‪ :‬هذا حد يث‬
‫ح سن غر يب من هذا ا لو جه‪ ,‬فقوله‪{ :‬ل ي ستوي القاعدون من الؤمن ي} كان مطلقا‪ ,‬فل ما نزل‬
‫بو حي سريع {غ ي أول الضرر}‪ ,‬صار ذلك مرجا لذوي العذار البي حة لترك الهاد) من الع مى‬
‫والعرج والرض‪ ,‬عن م ساواتم للمجاهد ين ف سبيل ال بأموال م وأنف سهم‪ .‬ث أ خب تعال بفضيلة‬
‫الجاهدين على القاعدين‪ ,‬قال ابن عباس‪{ :‬غي أول الضرر}‪ ,‬وكذا ينبغي أن يكون‪ ,‬كما ثبت ف‬
‫صحيح البخاري من طريق زهي بن معاوية‪ ,‬عن حيد‪ ,‬عن أنس‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬إن بالدينة أقواما ما سرت من مسي ول قطعتم من واد إل وهم معكم فيه‪ ,‬قالوا‪ :‬وهم بالدينة‬
‫يا رسول ال ؟ قال‪ :‬نعم حبسهم العذر»‪ ,‬وهكذا رواه أحد عن ممد بن أب عدي‪ ,‬عن حيد‪ ,‬عن‬
‫أنس به‪ ,‬وعلقه البخاري مزوما‪ ,‬ورواه أبو داود عن حاد بن سلمة عن حيد‪ ,‬عن موسى بن أنس‬
‫بن مالك‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬لقد تركتم بالدينة أقواما ما سرت من مسي‬
‫ول أنفقتم من نفقة ول قطعتم من واد إل وهم معكم فيه»‪ ,‬قالوا‪ :‬وكيف يكونون معنا فيه يا رسول‬
‫ال ؟ قال‪« :‬نعففم حبسففهم العذر» لفففظ أبفف داود‪ ,‬وففف هذا العنفف قال الشاعففر‪:‬‬

‫‪162‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يا راحلي إل البيت العتيق لقدسرت جسوما وسرنا نن أرواحاإنا أقمنا على عذر وعن قدرومن أقام‬
‫على عذر فقفففففففففففففففففد راحفففففففففففففففففا‬
‫ل و عد ال ال سن} أي ال نة والزاء الز يل‪ .‬وف يه دللة على أن الهاد ل يس بفرض‬
‫وقوله‪{ :‬وك ً‬
‫عي‪ ,‬بل هو فرض على الكفاية‪ .‬قال تعال‪{ :‬وفضل ال الجاهدين على القاعدين أجرا عظيما} ث‬
‫أخفب سفبحانه باف فضلهفم بفه مفن الدرجات‪ ,‬فف غرف النان العاليات‪ ,‬ومغفرة الذنوب والزلت‪,‬‬
‫وحلول الرح ة والبكات‪ ,‬إح سانا م نه وتكريا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬درجات م نه ومغفرة ورح ة وكان ال‬
‫غفورا رحيما}‪.‬‬
‫و قد ثبت ف ال صحيحي عن أ ب سعيد الدري أن ر سول ال صلى ال عليه و سلم قال‪« :‬إن ف‬
‫النة مائة درجة أعدها ال للمجاهدين ف سبيله‪ ,‬ما بي كل درجتي كما بي السماء الرض»‪ .‬وقال‬
‫العمش عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن أب عبيدة‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬من رمى بسهم فله أجره درجة» فقال رجل‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬وما الدرجة ؟ فقال‪« :‬أما‬
‫إناففف ليسفففت بعتبفففة أمفففك‪ .‬مفففا بيففف الدرجتيففف مائة عام}‪.‬‬

‫ضعَفِيَ فِي الرْ ضِ قَاْلوَْا‬ ‫سَت ْ‬


‫سهِمْ قَالُواْ فِي مَ كُنتُ مْ قَالُواْ ُكنّا مُ ْ‬ ‫** إِ ّن الّذِي نَ َتوَفّاهُ ُم الْمَلِئكَ ُة ظَالِمِ يَ أَْنفُ ِ‬
‫سَتضْ َعفِيَ‬ ‫ت مَصِيا * إِ ّل الْمُ ْ‬ ‫ك َم ْأوَاهُمْ َج َهنّ ُم وَسَآءَ ْ‬ ‫أَلَ ْم َتكُنْ أَرْضُ اللّ ِه وَا ِس َعةً َفُتهَا ِجرُواْ فِيهَا َفُأوْلَـئِ َ‬
‫ك عَ سَى اللّ هُ أَن َي ْع ُفوَ‬
‫ستَطِيعُونَ حِيَل ًة وَ َل َيهْتَدُو نَ َسبِيلً * َفُأوْلَـئِ َ‬ ‫مِ نَ ال ّرجَا ِل وَالنّ سَآ ِء وَاْلوِلْدَا نِ َل يَ ْ‬
‫ض مُرَاغَما َكثِيا وَ َس َعةً َومَن‬ ‫جدْ فِي الرْ ِ‬ ‫عَْنهُ ْم وَكَانَ اللّهُ عَ ُفوّا َغفُورا * َومَن ُيهَا ِجرْ فِي َسبِيلِ اللّ ِه يَ ِ‬
‫ج مِن َبْيتِ هِ ُمهَاجِرا إِلَى اللّ ِه وَرَ سُولِ ِه ثُ ّم يُدْرِكْ ُه الْ َموْ تُ َفقَ ْد وَقَ عَ أَ ْجرُ هُ عَلىَ اللّ ِه وَكَا نَ اللّ ُه َغفُورا‬‫يَخْ ُر ْ‬
‫رّحِيما‬
‫قال البخاري‪ :‬حدث نا ع بد ال بن يز يد القرىء‪ ,‬حدث نا حيوة وغيه‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا م مد بن ع بد‬
‫الرحن أبو السود‪ ,‬قال‪ :‬قطع على أهل الدينة بعث‪ ,‬فاكتتبت فيه‪ ,‬فلقيت عكرمة مول ابن عباس‬
‫فأخفبته‪ ,‬فنهانف عفن ذلك أشفد النهفي‪ ,‬قال‪ :‬أخفبن ابفن عباس أن ناسفا مفن السفلمي كانوا مفع‬
‫الشركي يكثرون سوادهم على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬يأت السهم يرمى به فيصيب‬
‫أحد هم‪ ,‬فيقتله أو يضرب عن قه فيق تل‪ ,‬فأنزل ال {إن الذ ين توفا هم اللئ كة ظال ي أنف سهم}‪ ,‬وراه‬
‫الليث عن أب السود‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن منصور الرمادي‪ ,‬حدثنا أبو أحد يعن‬

‫‪163‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزبيي‪ ,‬حدثنا ممد بن شريك الكي‪ ,‬حدثنا عمرو بن دينار عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان‬
‫قوم من أهل مكة أسلموا وكانوا يستخفون بالسلم‪ ,‬فأخرجهم الشركون يوم بدر معهم‪ ,‬فأصيب‬
‫بعض هم بف عل ب عض‪ .‬قال ال سلمون‪ :‬كان أ صحابنا هؤلء م سلمي وأكرهوا فا ستغفروا ل م‪ ,‬فنلت‬
‫{إن الذين توفاهم اللئكة ظالي أنفسهم} الَية‪ .‬قال عكرمة‪ :‬فكتب إل من بقي من السلمي بذه‬
‫الَية ل عذر لم‪ .‬قال‪ :‬فخرجوا‪ ,‬فلحقهم الشركون‪ ,‬فأعطوهم التقية‪ ,‬فنلت هذه الَية {ومن الناس‬
‫من يقول آمنا بال} الَية‪ .‬قال عكرمة‪ :‬نزلت هذه الَية ف شباب من قريش كانوا تكلموا بالسلم‬
‫ب كة من هم علي بن أم ية بن خلف وأ بو ق يس بن الول يد بن الغية وأ بو العاص بن منبّه بن الجاج‬
‫والارث بن زم عة‪ ,‬قال الضحاك‪ :‬نزلت ف ناس من النافق ي تلفوا عن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم بكة وخرجوا مع الشركي يوم بدر فأصيبوا فيمن أصيب‪ ,‬فنلت هذه الَية الكرية عامة ف‬
‫كل من أقام ب ي ظهرا ن الشرك ي‪ ,‬وهو قادر على الجرة ول يس متمكنا من إقامة الد ين ف هو ظال‬
‫لنف سه مرت كب حراما بالجاع‪ ,‬وب نص هذه الَ ية‪ ,‬ح يث يقول تعال‪{ :‬إن الذ ين توفا هم اللئ كة‬
‫ظالي أنفسهم} أي بترك الجرة {قالوا فيم كنتم} أي ل مكثتم ها هنا وتركتم الجرة {قالوا كنا‬
‫م ستضعفي ف الرض} أي ل نقدر على الروج من البلد‪ ,‬ول الذهاب ف الرض {قالوا أل ت كن‬
‫أرض ال وا سعة} الَ ية‪ ,‬وقال أ بو داود‪ :‬حدث نا م مد بن داود بن سفيان‪ ,‬حدث ن ي ي بن ح سان‪,‬‬
‫أخبنا سليمان بن موسى أبو داود‪ ,‬حدثنا جعفر بن سعد بن سرة بن جندب‪ ,‬حدث ن خبيب بن‬
‫سليمان عن أب يه سليمان بن سرة‪ ,‬عن سرة بن جندب‪ ,‬أ ما ب عد‪ ,‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬من جامع الشرك وسكن معه فإنه مثله»‪ ,‬وقال السدي‪ :‬لا أسر العباس وعقيل ونوفل قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم للعباس‪« :‬افد نفسك وابن أخيك» فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬أل نصل إل‬
‫قبلتك‪ ,‬ونشهد شهادتك‪ ,‬قال «يا عباس‪ ,‬إنكم خاصمتم فخصمتم»‪ ,‬ث تل عليه هذه الية {أل تكن‬
‫أرض ال واسفففففعة} الَيفففففة‪ ,‬وراه ابفففففن أبففففف حاتففففف‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إل ال ستضعفي} إل آ خر الَ ية‪ ,‬هذه عذر من ال لؤلء ف ترك الجرة‪ ,‬وذلك أن م ل‬
‫يقدرون على التخلص مفن أيدي الشركيف‪ ,‬ولو قدروا مفا عرفوا يسفلكون الطريفق‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ل‬
‫يسففتطيعون حيلة ول يهتدون سففبيلً}‪ ,‬قال ماهففد وعكرمففة والسففدي‪ :‬يعنفف طريقا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فأولئك عسى ال أن يعفو عنهم} أي يتجاوز من ال عنهم بترك الجرة‪ ,‬عسى من‬
‫ال موج بة‪{ ,‬وكان ال عفوا غفورا}‪ ,‬قال البخاري‪ :‬حدث نا أ بو نع يم‪ ,‬حدث نا شيبان عن ي ي‪ ,‬عن‬

‫‪164‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أب سلمة‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬بينا رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي العشاء إذ قال‪ :‬سع ال لن‬
‫حده‪ ,‬ث قال قبل أن يسجد «اللهم أنج عياش بن أب ربيعة‪ ,‬اللهم أنج سلمة بن هشام‪ ,‬اللهم أنج‬
‫الوليد بن الوليد‪ ,‬اللهم أنج الستضعفي من الؤمني‪ ,‬اللهم اشدد وطأتك على مضر‪ ,‬اللهم اجعلها‬
‫سفففففففففففني كسفففففففففففن يوسفففففففففففف»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو معمر القري‪ ,‬حدثن عبد الوارث‪ ,‬حدثنا علي بن زيد‬
‫عن سعيد بن السيب‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رفع يده بعد ما سلم وهو‬
‫مستقبل القبلة‪ ,‬فقال‪« :‬اللهم خلص الوليد بن الوليد‪ ,‬وعياش بن أب ربيعة‪ ,‬وسلمة بن هشام‪ ,‬وضعفة‬
‫ال سلمي الذ ين ل ي ستطيعون حيلة ول يهتدون سبيلً من أيدي الكفار»‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا‬
‫الثن‪ ,‬حدثنا حجاج‪ ,‬حدثنا حاد عن علي بن زيد عن عبد ال أو إبراهيم بن عبد ال القرشي‪ ,‬عن‬
‫أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يدعو ف دبر صلة الظهر «اللهم خلص الوليد‪,‬‬
‫وسلمة بن هشام‪ ,‬وعياش بن أب ربيعة وضعفة السلمي من أيدي الشركي الذين ل يستطيعون حيلة‬
‫ول يهتدون سبيل»‪ ,‬ولذا الد يث شا هد ف ال صحيح من غ ي هذا الو جه ك ما تقدم‪ .‬وقال ع بد‬
‫الرزاق‪ :‬أنبأنا ابن عيينة عن عبيد ال بن أب يزيد‪ ,‬قال‪ :‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬كنت أنا وأمي من‬
‫الستضعفي من النساء والولدان‪ .‬وقال البخاري‪ :‬أنبأنا أبو النعمان‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد عن أيوب عن‬
‫أبف مليكفة‪ ,‬عفن ابفن عباس {إل السفتضعفي} قال‪ :‬كنفت أنفا وأمفي منف عذر ال عفز وجفل‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و من يها جر ف سبيل ال ي د ف الرض مراغما كثيا وسعة}‪ ,‬هذا تريض على الجرة‬
‫وترغ يب ف مفار قة الشرك ي وأن الؤ من حيث ما ذ هب و جد عن هم مندو حة ومل جأ يتح صن ف يه‪,‬‬
‫والراغفم مصفدر تقول العرب‪ :‬راغفم فلن قومفه مراغما ومراغمفة‪ ,‬قال النابغفة بفن جعدة‪:‬‬
‫كطود يلذ بأركانعزيفففففففففففففز الراغفففففففففففففم والهرب‬

‫وقال ا بن عباس‪ :‬الرا غم التحول من أرض إل أرض‪ .‬وكذا روي عن الضحاك والرب يع بن أ نس‬
‫والثوري‪ .‬وقال ما هد‪{ :‬مراغما كثيا} يع ن متزحزحا ع ما يكره‪ .‬وقال سفيان بن عيي نة‪ :‬مراغما‬
‫كثيا يع ن بروجا‪ ,‬والظا هر ف وال أعلم ف أ نه ال نع الذي يُتح صّن به ويرا غم به العداء‪ .‬قوله‬
‫{وسعة} يعن الرزق‪ ,‬قاله غي واحد منهم قتادة حيث قال‪ :‬ف قوله‪{ :‬يد ف الرض مراغما كثية‬
‫وسعة} أي من الضللة إل الدى‪ ,‬ومن القلة إل الغن‪ ,‬وقوله‪{ :‬ومن يرج من بيته مهاجرا إل ال‬

‫‪165‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورسوله ث يدركه الوت فقد وقع أجره على ال} أي ومن يرج من منله بنية الجرة فمات ف أثناء‬
‫الطر يق ف قد ح صل له ع ند ال ثواب من ها جر‪ ,‬ك ما ث بت ف ال صحيحي وغيه ا من ال صحاح‬
‫والسانيد والسنن من طريق يي بن سعيد النصاري عن ممد بن إبراهيم التيمي‪ ,‬عن علقمة بن‬
‫وقاص الليثي‪ ,‬عن عمر بن الطاب‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنا العمال بالنيات‬
‫وإنا لكل امرىء ما نوى‪ ,‬فمن كانت هجرته إل ال ورسوله فهجرته إل ال ورسوله‪ ,‬ومن كانت‬
‫هجرته إل دنيا يصيبها‪ ,‬أو امرأة يتزوجها فهجرته إل ما هاجر إليه»‪ .‬وهذا عام ف الجرة وف جيع‬
‫العمال‪ .‬وم نه الد يث الثا بت ف ال صحيحي ف الر جل الذي ق تل ت سعة وت سعي نف سا‪ ,‬ث أك مل‬
‫بذلك العابد الائة ث سأل عالا‪ :‬هل له من توبة ؟ فقال له‪ ,‬ومن يول بينك وبي التوبة ؟ ث أرشده‬
‫إل أن يتحول من بلده إل بلد آخر يعبد ال فيه‪ .‬فلما ارتل من بلده مهاجرا إل البلد الَخر أدركه‬
‫الوت ف أثناء الطر يق‪ ,‬فاخت صمت فيه ملئ كة الرح ة وملئ كة العذاب‪ ,‬فقال هؤلء‪ :‬إنه جاء تائبا‪,‬‬
‫وقال هؤلء إنه ل يصل بعد‪ ,‬فأمروا أن يقيسوا ما بي الرضي فإل أيهما كان أقرب فهو منها‪ ,‬فأمر‬
‫ال هذه أن تقترب من هذه‪ ,‬وهذه أن تبعد فوجدوه أقرب إل الرض الت هاجر إليها بشب‪ ,‬فقبضته‬
‫ملئكفة الرحةف‪ .‬وفف روايفة أنفه لاف جاءه الوت ناء بصفدره إل الرض التف هاجفر إليهفا‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق عن ممد بن إبراهيم‪ ,‬عن ممد‬
‫بن عبد ال بن عتيك‪ ,‬عن أبيه عبد ال بن عتيك‪ ,‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫«من خرج من بيته ماهدا ف سبيل ال‪ ,‬ث قال‪ :‬ف وأين الجاهدون ف سبيل ال ف فخر عن دابته‬
‫فمات فقد وقع أجره على ال‪ ,‬أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على ال‪ ,‬أو مات حتف أنفه فقد‬
‫وقع أجره على ال ف يعن بتف أنفه على فراشه‪ ,‬وال إنا لكلمة ما سعتها من أحد من العرب قبل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ومن قتل قعصا فقد استوجب النة»‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫أبو زرعة‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن عبد اللك بن شيبة الزامي‪ ,‬حدثن عبد الرحن بن الغية الزامي‪,‬‬
‫عن النذر بن عبدال عن هشام بن عروة عن أبيه‪ ,‬أن الزبي بن العوام قال‪ :‬هاجر خالد بن حزام إل‬
‫أرض البشة فنهشته حية ف الطريق فمات فنلت فيه {ومن يرج من بيته مهاجرا إل ال ورسوله ث‬
‫يدر كه الوت ف قد و قع أجره على ال وكان ال غفورا رحيما}‪ ,‬قال الزب ي‪ ,‬فك نت أتوق عه وأنت ظر‬
‫قدو مه وأ نا بأرض الب شة‪ ,‬ف ما أحزن ن ش يء حزن وفا ته ح ي بلغت ن‪ ,‬ل نه قل أ حد م ن ها جر من‬
‫قريش إل ومعه بعض أهله‪ ,‬أو ذوي رحه‪ ,‬ول يكن معي أحد من بن أسد بن عبد العزى‪ ,‬ول أرجو‬

‫‪166‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غيه‪ ,‬وهذا ال ثر غر يب جدا‪ ,‬فإن هذه الق صة مك ية‪ ,‬ونزول هذه الَ ية مدن ية‪ ,‬فلعله أراد أن ا أنزلت‬
‫فففبب النول‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫فففن ذلك سف‬ ‫فففع غيه وإن ل يكف‬ ‫فففه مف‬ ‫فففم حكمف‬ ‫تعف‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا سليمان بن داود مول عبد ال بن جعفر‪ ,‬حدثنا سهل بن عثمان‪ ,‬حدثنا‬
‫ع بد الرحن بن سليمان‪ ,‬حدثنا أشعث هو ا بن سوار‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس ر ضي ال تعال‬
‫عنه ما‪ ,‬قال‪ :‬خرج ضمرة بن جندب إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فمات ف الطر يق ق بل أن‬
‫ي صل إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فنلت {و من يرج من بي ته مهاجرا إل ال ور سوله}‬
‫الَ ية‪ ,‬وحدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا عبدال بن رجاء‪ ,‬أنبأ نا إ سرائيل عن سال‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن أ ب‬
‫ضمرة بن الع يص الزر قي الذي كان م صاب الب صر وكان ب كة‪ ,‬فل ما نزلت {إل ال ستضعفي من‬
‫الرجال والن ساء والولدان ل ي ستطيعون حيلة} فقلت‪ :‬إ ن لغ ن‪ ,‬وإ ن لذو حيلة‪ ,‬فتج هز ير يد ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم فأدركه الوت بالتنعيم‪ ,‬فنلت هذه الَية {ومن يرج من بيته مهاجرا إل ال‬
‫فففففففة‪.‬‬ ‫فففففففه الوت} الَيف‬ ‫ففففففف يدركف‬ ‫فففففففوله ثف‬ ‫ورسف‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا السن بن عروبة البصري‪ ,‬حدثنا حيوة بن شريح المصي حدثنا بقية بن‬
‫الوليد‪ ,‬حدثنا ابن ثوبان عن أبيه‪ ,‬حدثنا مكحول عن عبد الرحن بن غنم الشعري‪ ,‬أنبأنا أبو مالك‪,‬‬
‫قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن ال قال‪ :‬من انتدب خارجا ف سبيلي غازيا‬
‫ابتغاء وجهي‪ ,‬وتصديق وعدي‪ ,‬وإيانا برسلي فهو ف ضمان على ال‪ ,‬إما أن يتوفاه باليش فيدخله‬
‫النة‪ ,‬وإما أن يرجع ف ضمان ال‪ ,‬وإن طالب عبدا فنغصه حت يرده إل أهله مع ما نال من أجر‪ ,‬أو‬
‫غني مة‪ ,‬ونال من ف ضل ال فمات‪ ,‬أو ق تل‪ ,‬أو رف صته فر سه‪ ,‬أو بعيه‪ ,‬أو لدغ ته ها مة‪ ,‬أو مات على‬
‫فرا شه بأي ح تف شاء ال‪ ,‬ف هو شه يد»‪ .‬وروى أ بو داود من حد يث بق ية من ف ضل ال إل آخره‪,‬‬
‫وزاد ب عد قوله‪ :‬ف هو شه يد‪ ,‬وإن له ال نة‪ .‬وقال الا فظ أ بو يعلى‪ :‬حدث نا إبراه يم بن زياد سبَلن‪,‬‬
‫حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق عن حيد بن أب حيد‪ ,‬عن عطاء بن يزيد الليثي‪ ,‬عن أب‬
‫هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من خرج حاجا فمات‪ ,‬كتب له أجر الاج إل‬
‫يوم القيا مة‪ ,‬و من خرج معتمرا فمات‪ ,‬ك تب له أ جر العت مر إل يوم القيا مة‪ ,‬و من خرج غازيا ف‬
‫سفبيل ال فمات‪ ,‬كتفب له أجفر الغازي إل يوم القيامفة»‪ .‬وهذا حديفث غريفب مفن هذا الوجفه‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلَةِ إِ نْ ِخ ْفتُ مْ أَن َيفِْتَنكُ ُم الّذِي نَ‬
‫س عََليْكُ مْ ُجنَا حٌ أَن َتقْ صُرُواْ مِ َن ال ّ‬
‫ض َربْتُ مْ فِي الرْ ضِ فََليْ َ‬
‫** َوإِذَا َ‬
‫ف عَ ُدوّا مّبِينا‬‫ففففففف ْ‬ ‫ففففففففَ كَانُواْ َلكُمف‬ ‫ففففففففّ اْلكَافِرِينف‬ ‫َكفَ ُر َواْ إِنف‬
‫يقول تعال‪{ :‬وإذا ضرب تم ف الرض} أي سافرت ف البلد‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬علم أن سيكون‬
‫منكم مرضى وآخرون يضربون ف الرض يبتغون من فضل ال} الَية‪ .‬وقوله‪{ :‬فليس عليكم جناح‬
‫أن تقصروا من الصلة} أي تففوا فيها إما من كميتها بأن تعل الرباعية ثنائية كما فهمه المهور‬
‫من هذه الَية‪ ,‬واستدلوا با على قصر الصلة ف السفر على اختلفهم ف ذلك‪ ,‬فمن قائل‪ :‬ل بد أن‬
‫يكون سفر طاعة من جهاد‪ ,‬أو حج‪ ,‬أو عمرة‪ ,‬أو طلب علم‪ ,‬أو زيارة‪ ,‬وغي ذلك‪ ,‬كما هو مروي‬
‫عن ابن عمر وعطاء ويكى عن مالك ف رواية عنه نوه‪ ,‬لظاهر قوله‪{ :‬إن خفتم أن يفتنكم الذين‬
‫كفروا}‪ ,‬ومفن قائل‪ :‬ل يشترط سففر القربفة‪ ,‬بفل ل بفد أن يكون مباحا‪ ,‬لقوله‪{ :‬فمفن اضطفر فف‬
‫ممصة غ ي متجانف لث} الَية‪ ,‬ك ما أباح له تناول اليتة مع الضطرار بشرط أن ل يكون عاصيا‬
‫بسفره‪ ,‬وهذا قول الشافعي وأحد وغيها من الئمة‪ ,‬وقد قال أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا وكيع‪,‬‬
‫عن العمش‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجل فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن رجل تاجر أختلف إل البحرين‪,‬‬
‫فأمره أن ي صلي ركعت ي‪ ,‬وهذا مر سل‪ ,‬و من قائل‪ :‬يك في مطلق ال سفر سواء كان مباحا أو مظورا‬
‫حتف لو خرج لقطفع الطريفق وإخاففة السفبيل ترخفص لوجود مطلق السففر‪ ,‬وهذا قول أبف حنيففة‬
‫فففففففففففم المهور‪.‬‬ ‫فففففففففففة وخالفهف‬ ‫والثوري وداود لعموم الَيف‬
‫وأمفا قوله تعال‪{ :‬إن خفتفم أن يفتنكفم الذيفن كفروا} فقفد يكون هذا خرج مرج الغالب حال‬
‫نزول هذه الَية‪ ,‬فإن ف مبدأ السلم بعد الجرة كان غالب أسفارهم موفة‪ ,‬بل ما كانوا ينهضون‬
‫إل إل غزو عام‪ ,‬أو ف سرية خاصة‪ .‬وسائر الحيان حرب للسلم وأهله‪ ,‬والنطوق إذا خرج مرج‬
‫الغالب أو على حادثففة فل مفهوم له‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ول تكرهوا فتياتكففم على البغاء إن أردن‬
‫ت صنا}‪ ,‬وكقوله تعال‪{ :‬وربائب كم الل ت ف حجور كم من ن سائكم} الَ ية‪ ,‬وقال المام أح د‪:‬‬
‫حدثنا ابن إدريس‪ ,‬حدثنا ا بن جريج عن ابن أ ب عمار‪ ,‬عن عبد ال بن باب يه‪ ,‬عن يعلى بن أمية‪,‬‬
‫قالت‪ :‬سألت عمر بن الطاب قلت له‪ :‬قوله‪{ :‬وليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة إن خفتم‬
‫أن يفتن كم الذ ين كفروا} و قد أ من الناس ؟ فقال ل ع مر ر ضي ال ع نه‪ :‬عج بت م ا عج بت م نه‪,‬‬
‫فسفألت رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم عفن ذلك‪ ,‬فقال‪« :‬صفدقة تصفدق ال باف عليكفم فاقبلوا‬
‫صدقته»‪ .‬وهكذا رواه مسلم وأهل السنن من حديث ابن جريج عن عبد الرحن بن عبد ال بن أب‬

‫‪168‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عمار بفه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديفث حسفن صفحيح‪ .‬وقال علي بفن الدينف‪ :‬هذا حديفث حسفن‬
‫صحيح من حديث عمر‪ ,‬ول يفظ إل من هذا الوجه ورجاله معروفون‪ .‬وقال أبو بكر بن أب شيبة‪:‬‬
‫حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا مالك بن مغول عن أب حنظلة الذاء‪ ,‬قال‪ :‬سألت ابن عمر عن صلة السفر‪,‬‬
‫فقال‪ :‬ركعتان‪ ,‬فقلت‪ :‬أيفن قوله‪{ :‬إن خفتفم أن يفتنكفم الذيفن كفروا} وننف آمنون ؟ فقال‪ :‬سفنة‬
‫فففففففلم‪.‬‬ ‫فففففففه وسف‬ ‫فففففففلى ال عليف‬ ‫فففففففول ال صف‬ ‫رسف‬
‫وقال ا بن مردو يه‪ :‬حدث نا ع بد ال بن م مد بن عي سى‪ ,‬حدث نا علي بن م مد بن سعيد‪ :‬حدث نا‬
‫منجاب‪ ,‬حدثنا شريك عن قيس بن وهب‪ ,‬عن أب الوداك‪ ,‬قال‪ :‬سألت ابن ع مر عن ركعتي ف‬
‫السفر فقال‪ :‬هي رخصة نزلت من السماء‪ ,‬فإن شئتم فردوها‪ .‬وقال أبو بكر بن أب شيبة‪ :‬حدثنا يزيد‬
‫بن هارون‪ ,‬حدثنا ابن عون عن ابن سيين‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬صلينا مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بي مكة والدينة ونن آمنون ل ناف بينهما ركعتي ركعتي‪ .‬وهكذا رواه النسائي عن ممد‬
‫بن عبد العلى‪ ,‬عن خالد الذاء‪ ,‬عن عبد ال بن عون به‪ .‬قال أبو عمر بن عبد الب‪ :‬وهكذا رواه‬
‫أيوب وهشام ويزيد بن إبراهيم التستري عن ممد بن سيين‪ ,‬عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم مثله قلت وهكذا رواه الترمذي والنسائي جيعا عن قتيبة‪ ,‬عن هشيم‪ ,‬عن‬
‫منصور‪ ,‬عن زاذان‪ ,‬عن ممد بن سيين‪ ,‬عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم خرج من الدينة‬
‫إل مكة ل ياف إل رب العالي‪ ,‬فصلى ركعتي‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬صحيح‪ ,‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا‬
‫أ بو مع مر‪ ,‬حدث نا ع بد الوارث‪ ,‬حدث نا ي ي بن أ ب إ سحاق‪ ,‬قال‪ :‬سعت أن سا يقول‪ :‬خرج نا مع‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من الدي نة إل م كة فكان ي صلي ركعت ي ركعت ي ح ت رجع نا إل‬
‫الدينففففة‪ ,‬قلت أقمتففففم بكففففة شيئا ؟ قال‪ :‬أقمنففففا بافففف عشرا‪.‬‬
‫وهكذا أخر جه بق ية الما عة من طرق عن ي ي بن أ ب إ سحاق الضر مي به‪ .‬وقال المام أح د‪:‬‬
‫حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا سفيان عن أب إسحاق‪ ,‬عن حارثة بن وهب الزاعي‪ ,‬قال‪ :‬صليت مع النب‬
‫صلى ال عليه وسلم الظهر والعصر بن أكثر ما كان الناس‪ ,‬وآمنه ركعيت‪ .‬ورواه الماعة سوى ابن‬
‫ماجه من طرق عن أب إسحاق السبيعي عنه به‪ ,‬ولفظ البخاري‪ :‬حدثنا أبو الوليد‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬أنبأنا‬
‫أبو إسحاق‪ ,‬سعت حارثة بن وهب‪ ,‬قال‪ :‬صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم آمن ما كان بن‬
‫ركعت ي‪ ,‬وقال البخاري‪ :‬حدث نا م سدد‪ ,‬حدث نا ي ي‪ ,‬حدث نا عب يد ال‪ ,‬أ خبن نا فع عن ع بد ال بن‬
‫عمر‪ ,‬قال‪ :‬صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ركعتي‪ ,‬وأب بكر وعمر وعثمان صدرا من‬

‫‪169‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إمارته‪ ,‬ث أتها‪ ,‬وكذا رواه مسلم من حديث يي بن سعيد القطان به‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا قتيبة‪,‬‬
‫حدثنا عبد الواحد عن العمش‪ ,‬حدثنا إبراهيم سعت عبد الرحن بن يزيد يقول‪ :‬صلى بنا عثمان بن‬
‫عفان رضي ال عنه بن أربع ركعات‪ ,‬فقيل ف ذلك لعبد ال بن مسعود رضي ال عنه فاسترجع‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬صليت مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب ن ركعت ي و صليت مع أ ب ب كر ب ن ركعت ي‪,‬‬
‫و صليت مع ع مر بن الطاب ب ن ركعت ي‪ ,‬فليت ح ظي من أر بع ركعات ركعتان متقبلتان‪ .‬ورواه‬
‫البخاري أيضا من حديث الثوري عن العمش به وأخرجه مسلم من طرق عنه منها عن قتيبة كما‬
‫تقدم‪.‬‬
‫فهذه الحاد يث دالة صريا على أن الق صر ل يس من شر طه وجود الوف‪ ,‬ولذا قال من قال من‬
‫العلماء‪ :‬إن الراد من القصر ههنا إنا هو قصر الكيفية ل الكمية‪ ,‬وهو قول ماهد والضحاك والسدي‬
‫كما سيأت بيانه‪ ,‬واعتضدوا أيضا با رواه المام مالك عن صال بن كيسان‪ ,‬عن عروة بن الزبي‪ ,‬عن‬
‫عائشة رضي ال عنها أنا قالت‪ :‬فرضت الصلة ركعتي ركعتي ف السفر وال ضر‪ ,‬فأقرت صلة‬
‫السفر‪ ,‬وزيدت ف صلة الضر‪ ,‬وقد روى هذا الديث البخاري عن عبد ال بن يوسف التنيسي‪,‬‬
‫ومسلم عن يي بن يي‪ ,‬وأبو داود عن القعنب‪ ,‬والنسائي عن قتيبة‪ ,‬أربعتهم عن مالك به‪ ,‬قالوا‪ :‬فإذا‬
‫كان أصل الصلة ف ال سفر هي الثنتي‪ ,‬فكيف يكون الراد بالقصر ههنا قصر الكمية‪ ,‬لن ما هو‬
‫الصل ل يقال فيه‪{ :‬فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة} وأصرح من ذلك دللة على هذا‬
‫ما رواه المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع وسفيان وع بد الرحن عن زبيد اليامي‪ ,‬عن ع بد الرحن بن أ ب‬
‫ليلى‪ ,‬عن عمر رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬صلة السفر ركعتان‪ ,‬وصلة الضحى ركعتان‪ ,‬وصلة الفطر‬
‫ركعتان‪ ,‬وصلة المعة ركعتان تام غي قصر‪ ,‬على لسان ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهكذا رواه‬
‫الن سائي وا بن ما جه وا بن حبان ف صحيحه من طرق عن زب يد اليا مي به‪ ,‬وهذا إ سناد على شرط‬
‫مسفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففلم‪.‬‬
‫و قد ح كم م سلم ف مقد مة كتا به ب سماع ا بن أ ب ليلى عن ع مر‪ ,‬و قد جاء م صرحا به ف هذا‬
‫الديث وف غيه‪ ,‬وهو الصواب إن شاء ال‪ ,‬وإن كان يي بن معي وأبو حات والنسائي قد قالوا‪,‬‬
‫إنه ل يسمع منه‪ ,‬وعلى هذا أيضا‪ :‬فقد وقع ف بعض طرق أب يعلى الوصلي من طريق الثوري عن‬
‫زبيد‪ ,‬عن عبد الرحن بن أب ليلى‪ ,‬عن الثقة‪ ,‬عن عمر‪ ,‬فذكره‪ ,‬وعند ابن ماجه من طريق يزيد بن‬
‫أب زياد بن أب العد عن زبيد‪ ,‬عن عبد الرحن‪ ,‬عن كعب بن عجرة‪ ,‬عن عمر‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقد‬

‫‪170‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫روى مسلم ف صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث أب عوانة الوضاح بن عبد ال‬
‫اليشكري‪ ,‬زاد مسلم والنسائي‪ :‬وأيوب بن عائد‪ ,‬كلها عن بكي بن الخنس‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬عن عبد‬
‫ال بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬فرض ال الصلة على لسان نبيكم ممد صلى ال عليه وسلم ف ال ضر أربعا‪,‬‬
‫وف السفر ركعتي‪ ,‬وف الوف ركعة‪ ,‬فكما يصلى ف الضر قبلها وبعدها فكذلك يصلى ف السفر‪.‬‬
‫ورواه ا بن ما جه من حد يث أ سامة بن ز يد عن طاوس نف سه‪ ,‬فهذا ثا بت عن ا بن عباس ر ضي ال‬
‫عنهما‪ ,‬ول يناف ما تقدم عن عائشة رضي ال عنها‪ ,‬لنا أخبت أن أصل الصلة ركعتان‪ ,‬ولكن‬
‫ز يد ف صلة ال ضر‪ ,‬فل ما ا ستقر ذلك‪ ,‬صح أن يقال‪ :‬إن فرض صلة ال ضر أر بع‪ ,‬ك ما قاله ا بن‬
‫عباس ف وال أعلم ف لكن اتفق حديث ابن عباس وعائشة على أن صلة السفر ركعتان‪ ,‬وأنا تامة‬
‫غي مقصورة‪ ,‬كما هو مصرح به ف حديث عمر رضي ال عنه‪ ,‬وإذا كان كذلك فيكون الراد بقوله‬
‫تعال‪{ :‬فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة} قصر الكيفية كما ف صلة الوف‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} الَية‪ ,‬ولذا قال بعدها‪{ :‬وإذا كنت فيهم فأقمت لم الصلة}‬
‫الَ ية‪ ,‬فبي الق صود من الق صر هه نا‪ ,‬وذ كر صفته وكيفي ته‪ ,‬ولذا ل ا ع قد البخاري كتاب صلة‬
‫الوف صدره بقوله تعال‪{ :‬وإذا ضربتم ف الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة} إل‬
‫قوله‪{ :‬إن ال أعد للكافرين عذابا مهينا}‪ ,‬وهكذا قال جويب عن الضحاك ف قوله‪{ :‬فليس عليكم‬
‫جناح أن تق صروا من ال صلة} قال‪ :‬ذاك ع ند القتال ي صلي الر جل الرا كب ت كبيتي ح يث كان‬
‫وجهفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫وقال أ سباط عن ال سدي ف قوله‪{ :‬وإذا ضرب تم ف الرض فل يس علي كم جناح أن تق صروا من‬
‫ال صلة إن خف تم} الَ ية‪ ,‬إن ال صلة إذا صليت ركعت ي ف ال سفر‪ ,‬ف هي تام التق صي ل ي ل إل أن‬
‫ياف من الذين كفروا أن يفتنوه عن الصلة فالتقصي ركعة‪ .‬وقال ابن أب نيح عن ماهد‪{ :‬فليس‬
‫عليكفم جناح أن تقصفروا مفن الصفلة} يوم كان النفب صفلى ال عليفه وسفلم وأصفحابه بعسففان‪,‬‬
‫والشركون بضجنان‪ ,‬فتوافقوا‪ ,‬فصلى النب صلى ال عليه وسلم بأصحابه صلة الظهر أربع ركعات‬
‫بركوعهم‪ ,‬وسجودهم‪ ,‬وقيامهم معا جيعا فهم بم الشركون أن يغيوا على أمتعتهم وأثقالم‪ ,‬روى‬
‫ذلك ابن أب حات‪ ,‬ورواه ابن جرير عن ماهد والسدي وعن جابر وابن عمر‪ ,‬واختار ذلك أيضا فإنه‬
‫قال بعدمففففا حكاه مففففن القوال ففففف ذلك‪ :‬وهففففو الصففففواب‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن عبد ال بن عبد الكم‪ ,‬حدثنا ابن أب فديك‪ ,‬حدثنا ابن أب ذئب‬
‫عن ابن شهاب‪ ,‬عن أمية بن عبد ال بن خالد بن أسيد أنه قال لعبد ال بن عمر‪ :‬إنا ند ف كتاب‬
‫ال ق صر صلة الوف‪ ,‬ول ن د ق صر صلة ال سافر‪ ,‬فقال ع بد ال‪ :‬إ نا وجد نا نبي نا صلى ال عل يه‬
‫وسلم يعمل عملً عملنا به‪ ,‬فقد سى صلة الوف مقصورة وحل الَية عليها ل على قصر صلة‬
‫السافر‪ ,‬وأقره ابن عمر على ذلك‪ ,‬واحتج على قصر الصلة ف السفر بفعل الشارع ل بنص القرآن‪,‬‬
‫وأ صرح من هذا ما رواه ا بن جر ير أيضا‪ :‬حدث نا أح د بن الول يد القر شي‪ ,‬حدث نا م مد بن جع فر‪,‬‬
‫حدثنا شعبة عن ساك النفي قال‪ :‬سألت ابن عمر عن صلة السفر‪ ,‬فقال‪ :‬ركعتان تام غي قصر‪,‬‬
‫إنا القصر ف صلة الخافة‪ ,‬فقلت‪ :‬وما صلة الخافة ؟ فقال‪ :‬يصلي المام بطائفة ركعة‪ ,‬ث ييء‬
‫هؤلء إل مكان هؤلء‪ ,‬وييفء هؤلء إل مكان هؤلء‪ ,‬فيصفلي بمف ركعفة‪ ,‬فيكون للمام ركعتان‪,‬‬
‫ولكففففففففل طائفففففففففة ركعففففففففة ركعففففففففة‪.‬‬

‫حَتهُمْ فَإِذَا سَجَدُوْا‬ ‫ك وَْليَأْ ُخ ُذوَاْ أَ سْلِ َ‬


‫صلَةَ فَ ْلَتقُ ْم طَآِئ َف ٌة ّمنْهُ ْم ّمعَ َ‬
‫** َوإِذَا كُن تَ فِيهِ مْ َفأَقَمْ تَ َلهُ ُم ال ّ‬
‫حَتهُ ْم وَدّ‬
‫ك وَْليَأْخُذُواْ ِحذْ َرهُ ْم َوأَ سْلِ َ‬ ‫فَ ْلَيكُونُواْ مِن َورَآئِكُ ْم وَْلَتأْ تِ طَآِئ َفةٌ أُ ْخرَىَ لَ ْم يُ صَلّواْ َف ْليُ صَلّواْ َمعَ َ‬
‫حِتكُ ْم َوَأمِْت َعتِكُ مْ َفيَمِيلُو َن عََلْيكُ مْ مّيَْل ًة وَاحِ َد ًة وَلَ ُجنَا حَ عََليْكُ مْ إِن‬ ‫الّذِي نَ َكفَرُواْ َل ْو َت ْغفُلُو َن عَ نْ أَ سْلِ َ‬
‫حتَكُ ْم وَ ُخذُواْ حِذْرَكُ مْ إِ نّ اللّ هَ َأعَدّ ِل ْلكَافِرِي نَ‬ ‫ض ُع َواْ أَ سِْل َ‬
‫ضىَ أَن تَ َ‬ ‫كَا نَ ِبكُ مْ أَذًى مّن مّ َطرٍ َأوْ كُنتُ ْم مّ ْر َ‬
‫عَذَابا ّمهِينا‬
‫صلة الوف أنواع كثية‪ ,‬فإن العدو تارة يكون تاه القبلة‪ ,‬وتارة يكون ف غي صوبا‪ ,‬والصلة‬
‫تارة تكون رباع ية‪ ,‬وتارة تكون ثلث ية كالغرب‪ ,‬وتارة تكون ثنائ ية كال صبح و صلة ال سفر‪ ,‬ث تارة‬
‫يصلون جاعة‪ ,‬وتارة يلتحم الرب فل يقدرون على الماعة‪ ,‬بل يصلون فرادى مستقبلي القبلة وغي‬
‫مستقبليها ورجا ًل وركبانا‪ ,‬ولم أن يشوا والالة هذه ويضربوا الضرب التتابع ف مت الصلة‪ .‬ومن‬
‫العلماء من قال‪ :‬يصلون والالة هذه ركعة واحدة لديث ابن عباس التقدم‪ ,‬وبه قال أحد بن حنبل‪.‬‬
‫قال النذري ف الوا شي‪ :‬و به قال عطاء وجابر وال سن وما هد وال كم وقتادة وحاد وإل يه ذ هب‬
‫طاوس والضحاك‪ ,‬وقد حكى أبو عاصم العبادي عن ممد بن نصر الروزي‪ :‬أنه يرى رد الصبح إل‬
‫ركعة ف الوف‪ ,‬وإليه ذهب ابن حزم أيضا‪ .‬وقال إ سحاق بن راهويه‪ :‬أما عند السايفة فيجزيك‬
‫ركعة واحدة تومىء با إياء‪ ,‬فإن ل تقدر فسجدة واحدة لنا ذكر ال‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬تكفي تكبية‬

‫‪172‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫واحدة‪ ,‬فلعله أراد ركعة واحدة‪ .‬كما قاله المام أحد بن حنبل وأصحابه‪ ,‬وبه قال جابر بن عبدال‬
‫وعبد ال بن عمر وكعب وغي واحد من الصحابة والسدي‪ ,‬ورواه ابن جرير‪ ,‬ولكن الذي حكوه‬
‫إنا حكوه على ظاهره ف الجتزاء بتكبية واحدة‪ ,‬كما هو مذهب إسحاق ابن راهويه وإليه ذهب‬
‫الم ي ع بد الوهاب بن ب ت ال كي ح ت قال‪ :‬فإن ل يقدر على الت كبية فل يترك ها ف نف سه يع ن‬
‫بالنية‪ .‬رواه سعيد بن منصور ف سننه عن إساعيل بن عياش‪ ,‬عن شعيب بن دينار عنه‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫ومن العلماء من أباح تأخي الصلة لعذر القتال والناجزة‪ ,‬كما أخر النب صلى ال عليه وسلم يوم‬
‫الحزاب الظهر والعصر فصلها بعد الغروب‪ ,‬ث صلى بعدها الغرب‪ ,‬ث العشاء‪ ,‬وكما قال بعدها‬
‫يوم ب ن قري ظة ح ي ج هز إلي هم ال يش‪ :‬ل ي صلي أ حد من كم الع صر إل ف ب ن قري ظة‪ ,‬فأدركت هم‬
‫ال صلة ف أثناء الطر يق‪ ,‬فقال من هم قائلون‪ :‬ل يرد م نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل تعج يل‬
‫ال سي‪ ,‬ول يرد منا تأخ ي ال صلة عن وقت ها‪ ,‬ف صلوا ال صلة لوقت ها ف الطر يق‪ ,‬وأ خر آخرون من هم‬
‫صلة العصر فصلوها ف بن قريظة بعد الغروب‪ ,‬ول يعنف رسول ال صلى ال عليه وسلم أحدا من‬
‫الفريقي‪ ,‬وقد تكلمنا على هذا ف كتاب السية وبينا أن الذين صلوا العصر لوقتها أقرب إل إصابة‬
‫الق ف نفس المر‪ ,‬وإن كان الَخرون معذروين أيضا‪ ,‬والجة ههنا ف عذرهم ف تأخي الصلة‬
‫لجففل الهاد والبادرة إل حصففار الناكثيفف للعهففد مففن الطائفففة اللعونففة اليهود‪.‬‬
‫وأ ما المهور فقالوا‪ :‬هذا كله من سوخ ب صلة الوف‪ ,‬فإن ا ل ت كن نزلت ب عد‪ ,‬فل ما نزلت ن سخ‬
‫تأخ ي ال صلة لذلك‪ ,‬وهذا بيٌ ف حد يث أ ب سعيد الدري الذي رواه الشاف عي رح ه ال وأ هل‬
‫السففنن‪ ,‬ولكففن يشكففل عليففه مففا حكاه البخاري ففف صففحيحه حيففث قال‪:‬‬
‫(باب الصلة عند مناهضة الصون ولقاء العدو) قال الوزاعي‪ :‬إن كان تيأ الفتح ول يقدروا على‬
‫الصلة‪ ,‬صلوا إياء كل امرىء لنفسه‪ ,‬فإن ل يقدروا على الياء‪ ,‬أخروا الصلة حت ينكشف القتال‪,‬‬
‫أو يأمنوا في صلوا ركعت ي‪ ,‬فإن ل يقدروا صلوا رك عة و سجدتي‪ ,‬فإن ل يقدروا فل يزئ هم الت كبي‬
‫ويؤخرون ا حت يأمنوا‪ ,‬و به قال مكحول‪ .‬وقال أنس بن مالك‪ :‬حضرت مناهضة حصن ت ستر ع ند‬
‫إضاءة الفجفر‪ ,‬واشتفد اشتعال القتال‪ ,‬فلم يقدروا على الصفلة‪ ,‬فلم نصفل إل بعفد ارتفاع النهار‬
‫فصليناها ونن مع أب موسى‪ ,‬ففتح لنا‪ ,‬قال أنس‪ :‬وما يسرن بتلك الصلة الدنيا وما فيها انتهى ما‬
‫ذكره‪ ,‬ث أتبعه بديث تأخي الصلة يوم الحزاب‪ ,‬ث بديث أمره إياهم أن ل يصلوا العصر إل ف‬
‫بنفففففففف قريظففففففففة‪ ,‬وكأنففففففففه كالختار لذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولن جنح إل ذلك له أن يتج بصنيع أب موسى وأصحابه يوم فتح تستر فإنه يشتهر غالبا‪ ,‬ولكن‬
‫كان ذلك ف إمارة عمر بن الطاب‪ ,‬ول ينقل أنه أنكر عليهم ول أحد من الصحابة‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬قال‬
‫هؤلء‪ :‬و قد كا نت صلة الوف مشرو عة ف الندق لن غزوة ذات الرقاع كا نت ق بل الندق ف‬
‫قول المهور علماء السفي والغازي‪ ,‬ومنف نفص على ذلك ممفد بفن إسفحاق وموسفى بفن عقبفة‬
‫والواقدي وممفد بفن سفعد كاتبفه وخليففة بفن الياط وغيهفم‪ .‬وقال البخاري وغيه‪ :‬كانفت ذات‬
‫الرقاع بعففد الندق لديففث أبفف موسففى ومففا قدم إل ففف خيففب‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫والع جب كل الع جب أن الز ن وأ با يو سف القا ضي وإبراه يم بن إ ساعيل بن عل ية‪ ,‬ذهبوا إل أن‬
‫صلة الوف من سوخة بتأخيه عل يه ال صلة وال سلم‪ ,‬ال صلة يوم الندق وهذا غر يب جدا‪ ,‬و قد‬
‫ثبتفت الحاديفث بعفد الندق بصفلة الوف‪ ,‬وحلف تأخيف الصفلة يومئذ على مفا قاله مكحول‬
‫والوزاعفي أقوى وأقرب‪ ,‬وال أعلم‪ .‬فقوله تعال‪{ :‬وإذا كنفت فيهفم فأقمفت لمف الصفلة} أي إذا‬
‫صليت بم إماما ف صلة الوف‪ ,‬وهذه حالة غي الول‪ ,‬فإن تلك قصرها إل ركعة كما دل عليه‬
‫الديث ف فرادى ورجا ًل وركبانا مستقبلي القبلة وغي مستقبليها‪ ,‬ث ذكر حال الجتماع والئتمام‬
‫بإمام وا حد‪ ,‬و ما أح سن ما ا ستدل به من ذ هب إل وجوب الما عة من هذه الَ ية الكري ة ح يث‬
‫اغتفرت أفعال كثية لجل الماعة‪ ,‬فلول أنا واجبة لا ساغ ذلك‪ ,‬وأما من استدل بذه الَية على‬
‫أن صلة الوف منسوخة بعد النب صلى ال عليه وسلم لقوله‪{ :‬وإذا كنت فيهم} فبعده تفوت هذه‬
‫ال صفة‪ ,‬فإ نه ا ستدلل ضع يف‪ ,‬ويرد عل يه م ثل قول مان عي الزكاة الذ ين احتجوا بقوله‪ { :‬خذ من‬
‫أموالم صدقة تطهرهم وتزكيهم با وصل عليهم إن صلتك سكن لم} قالوا‪ :‬فنحن ل ندفع زكاتنا‬
‫بعده صلى ال عليه وسلم إل أحد‪ ,‬بل نرجها نن بأيدينا على من نراه‪ ,‬وندفعها إل إل من صلته‬
‫أي دعاؤه سكن لنا‪ ,‬ومع هذا رد عليهم الصحابة‪ ,‬وأبوا عليهم هذا الستدلل‪ ,‬وأجبوهم على أداء‬
‫الزكاة وقتلوا مففففففففففن منعهففففففففففا منهففففففففففم‪.‬‬
‫ولنذ كر سبب نزول هذه الَ ية الكري ة أولً ق بل ذ كر صفتها‪ .‬قال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن ا بن الث ن‪,‬‬
‫حدثن إسحاق‪ ,‬حدثنا عبدال بن هاشم‪ ,‬أنبأنا سيف عن أب روق‪ ,‬عن أب أيوب‪ ,‬عن علي رضي‬
‫ال ع نه‪ ,‬قال‪ :‬سأل قوم من ب ن النجار ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقالوا‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬إ نا‬
‫نضرب ف الرض فكيف نصلي ؟ فأنزل ال عز وجل {وإذا ضربتم ف الرض فليس عليكم جناح‬
‫أن تقصروا من الصلة} ث انقطع الوحي‪ ,‬فلما كان بعد ذلك بول‪ ,‬غزا النب صلى ال عليه وسلم‬

‫‪174‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فصلى الظهر‪ ,‬فقال الشركون‪ :‬لقد أمكنكم ممد وأصحابه من ظهورهم هل شددت عليهم ؟ فقال‬
‫قائل من هم‪ :‬إن ل م أخرى مثل ها ف أثر ها‪ ,‬قال‪ :‬فأنزل ال عز و جل ب ي ال صلتي {إن خف تم أن‬
‫يفتن كم الذي كفروا} الَيت ي‪ ,‬فنلت صلة الوف‪ ,‬وهذا سياق غر يب جدا‪ ,‬ول كن لبع ضه شا هد‬
‫من رواية أب عياش الزرقي واسه زيد بن الصامت رضي ال عنه عند المام أحد وأهل السنن‪ ,‬فقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا الثوري عن منصور‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬عن أب عياش الزرقي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بعسفان‪ ,‬فاستقبلنا الشركون عليهم خالد بن الوليد‪ ,‬وهم‬
‫بين نا وب ي القبلة‪ ,‬ف صلى ب نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الظ هر‪ ,‬فقالوا‪ :‬ل قد كانوا على حال لو‬
‫أصبنا غرتم‪ ,‬ث قالوا‪ :‬تأت عليهم الَن صلة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم‪ ,‬قال‪ :‬فنل جبيل‬
‫بذه الَيات ب ي الظ هر والع صر {وإذا كنفت في هم فأق مت ل م ال صلة} قال‪ :‬فحضرت‪ ,‬فأمر هم‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فأخذوا ال سلح‪ ,‬قال‪ :‬ف صفنا خل فه صفي‪ ,‬قال‪ :‬ث ر كع فركع نا‬
‫جيعا‪ ,‬ث ر فع فرفع نا جيعا‪ ,‬ث سجد ال نب صلى ال عل يه و سلم بال صف الذي يل يه والَخرون قيام‬
‫ير سونم‪ ,‬فل ما سجدوا وقاموا‪ ,‬جلس الَخرون ف سجدوا ف مكان م‪ ,‬ث تقدم هؤلء إل م صاف‬
‫هؤلء‪ ,‬وجاء هؤلء إل م صاف هؤلء ث ر كع فركعوا جيعا‪ ,‬ث ر فع فرفعوا جيعا‪ ,‬ث سجد ال نب‬
‫صفلى ال عليفه وسفلم والصفف الذي يليفه والَخرون قيام يرسفونم‪ ,‬فلمفا جلسفوا جلس الَخرون‬
‫ف سجدوا‪ ,‬ث سلم علي هم‪ ,‬ث ان صرف‪ ,‬قال‪ :‬ف صلها ر سول ال صلى ال عل يه و سلم مرت ي‪ :‬مرة‬
‫بعسفففففففففففان‪ ,‬ومرة بأرض بنفففففففففف سففففففففففليم‪.‬‬
‫ث رواه أحد عن غندر عن شعبة عن منصور به نوه‪ ,‬وهكذا رواه أبو داود عن سعيد بن منصور‪,‬‬
‫عن جرير بن عبد الميد‪ ,‬والنسائي من حديث شعبة‪ ,‬وعبد العزيز بن عبد الصمد‪ ,‬كلهم عن منصور‬
‫به‪ ,‬وهذا إ سناد صحيح وله شواهد كثية‪ ,‬ف من ذلك ما رواه البخاري ح يث قال‪ :‬حدثنا حيوة بن‬
‫شريح‪ ,‬حدثنا ممد بن حرب عن الزبيدي‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن عبد ال بن عبد ال بن عتبة‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬قام النب صلى ال عليه وسلم وقام الناس معه‪ ,‬فكب وكبوا معه‪ ,‬وركع‬
‫وركع ناس منهم‪ ,‬ث سجد وسجدوا معه‪ ,‬ث قام للثانية فقام الذين سجدوا وحرسوا إخوانم‪ ,‬وأتت‬
‫الطائفة الخرى فركعوا وسجدوا معه والناس كلهم ف الصلة‪ ,‬ولكن يرس بعضهم بعضا‪ .‬وقال ابن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ,‬حدثن أب عن قتادة‪ ,‬عن سليمان بن قيس اليشكري‬
‫أنه سأل جابر بن عبد ال عن إقصار الصلة أي يوم أنزل أو أي يوم هو‪ ,‬فقال جابر‪ :‬انطلقنا نتلقى‬

‫‪175‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عيا لقر يش آت ية من الشام ح ت إذا ك نا بنخلة‪ ,‬جاء ر جل من القوم إل ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم فقال‪ :‬يا م مد هل تاف ن ؟ قال‪« :‬ل» قال ف من ين عك م ن ؟ قال‪« :‬ال ينع ن م نك» قال‪:‬‬
‫فسل السيف‪ ,‬ث تدده وأوعده‪ ,‬ث نادى بالترحل وأخذ السلح‪ ,‬ث نودي بالصلة فصلى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بطائفة من القوم وطائفة أخرى ترسهم‪ ,‬فصلى بالذين يلونه ركعتي‪ ,‬ث تأخر‬
‫الذيفن يلونفه على أعقابمف‪ ,‬فقاموا فف مصفاف أصفحابم‪ ,‬ثف جاء الَخرون فصفلى بمف ركعتيف‪,‬‬
‫والَخرون ير سونم‪ ,‬ث سلم فكا نت لل نب صلى ال عل يه و سلم أر بع ركعات‪ ,‬وللقوم ركعت ي‬
‫ركعتيفف‪ ,‬فيومئذ أنزل ال ففف إقصففار الصففلة وأمففر الؤمنيفف بأخففذ السففلح‪.‬‬
‫ورواه المام أح د فقال‪ :‬حدث نا سريج‪ ,‬حدث نا أ بو عوا نة عن أ ب ب شر‪ ,‬عن سليمان بن ق يس‬
‫اليشكري‪ ,‬عن جابر بن ع بد ال‪ ,‬قال‪ :‬قا تل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم مارب خ صفة‪ ,‬فجاء‬
‫رجل منهم يقال له غورث بن الارث حت قام على رسول ال صلى ال عليه وسلم بالسيف‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫من ينعك من ؟ قال‪« :‬ال»‪ ,‬فسقط السيف من يده‪ ,‬فأخذه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«ومن ينعك من ؟» قال‪ :‬كن خي آخذ‪ .‬قال‪« :‬أتشهد أن ل إله إل ال وأن رسول ال» ؟ قال‪ :‬ل‪,‬‬
‫ولكن أعاهدك أن ل أقاتلك ول أكون مع قوم يقاتلونك‪ ,‬فخلى سبيله‪ ,‬فأتى قومه فقال‪ :‬جئتكم من‬
‫ع ند خ ي الناس‪ ,‬فل ما حضرت ال صلة‪ ,‬صلى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم صلة الوف‪ ,‬فكان‬
‫الناس طائفتي‪ :‬طائفة بإزاء العدو‪ ,‬وطائفة صلوا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فصلى بالطائفة‬
‫الذين معه ركعتي وانصرفوا‪ ,‬فكانوا مكان الطائفة الذين كانوا بإزاء العدو‪ ,‬ث انصرف الذين كانوا‬
‫بإزاء العدو فصلوا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ركعتي‪ ,‬فكان لرسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أربفففع ركعات‪ ,‬وللقوم ركعتيففف ركعتيففف‪ ,‬تفرد بفففه مفففن هذا الوجفففه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا أبو قطن عمرو بن اليثم‪ ,‬حدثنا السعودي عن‬
‫يزيد الفقي‪ ,‬قال‪ :‬سألت جابر بن عبد ال عن الركعتي ف السفر أقصرها ؟ فقال‪ :‬الركعتان ف السفر‬
‫تام‪ ,‬إنا القصر واحدة عند القتال‪ ,‬بينما نن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف قتال‪ ,‬إذ أقيمت‬
‫الصلة‪ ,‬فقام ر سول ال صلى ال عليه وسلم فصف طائفة‪ ,‬وطائفة وجهها قبل العدو‪ ,‬فصلى ب م‬
‫ركعة وسجد بم سجدتي‪ ,‬ث الذين خلفوا انطلقوا إل أولئك فقاموا مقامهم ومكانم نو ذا‪ ,‬وجاء‬
‫أولئك فقاموا خلف ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف صلى ب م رك عة و سجد ب م سجدتي‪ ,‬ث إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم جلس وسلم‪ ,‬وسلم الذين خلفه‪ ,‬وسلم أولئك‪ ,‬فكانت لرسول ال‬

‫‪176‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عل يه و سلم ركعت ي‪ ,‬وللقوم رك عة رك عة‪ ,‬ث قرأ {وإذا ك نت في هم فأق مت ل م ال صلة}‬
‫الَيففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن الكم‪ ,‬عن يزيد الفقي‪ ,‬عن جابر بن‬
‫ع بد ال أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬صلى ب م صلة الوف‪ ,‬فقام صف ب ي يد يه و صف‬
‫خل فه‪ ,‬ف صلى بالذ ين خل فه رك عة و سجدتي‪ ,‬ث تقدم هؤلء ح ت قاموا ف مقام أ صحابم‪ ,‬وجاء‬
‫أولئك حت قاموا ف مقام هؤلء‪ ,‬فصلى بم رسول ال صلى ال عليه وسلم ركعة وسجدتي ث سلم‪,‬‬
‫فكا نت لل نب صلى ال عل يه و سلم ركعت ي‪ ,‬ول م رك عة‪ ,‬ورواه الن سائي من حد يث شع بة‪ ,‬ولذا‬
‫الديث طرق عن جابر‪ ,‬وهو ف صحيح مسلم من وجه آخر بلفظ آخر‪ ,‬وقد رواه عن جابر جاعة‬
‫كثيون فففففففف الصفففففففحيح والسفففففففنن والسفففففففانيد‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا نع يم بن حاد‪ ,‬حدث نا عبدال بن البارك‪ ,‬أنبأ نا مع مر عن‬
‫الزهري‪ ,‬عن سال‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪{ :‬وإذا كنت فيهم فأقمت لم الصلة} قال‪ :‬هي صلة الوف‪,‬‬
‫صلى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بإحدى الطائفت ي رك عة‪ ,‬والطائ فة الخرى مقبلة على العدو‪,‬‬
‫وأقبلت الطائفة الخرى الت كانت مقبلة على العدو فصلى بم رسول ال صلى ال عليه وسلم ركعة‬
‫أخرى ث سلم بم‪ ,‬ث قامت كل طائفة منهم فصلت ركعة ركعة‪ ,‬وهذا الديث رواه الماعة ف‬
‫كتبهم من طريق معمر به‪ ,‬ولذا الديث طرق كثية عن الماعة من الصحابة‪ ,‬وقد أجاد الافظ أبو‬
‫بكر بن مردويه ف سرد طرقه وألفاظه‪ ,‬وكذا ابن جرير‪ ,‬ولنحرره ف كتاب الحكام الكبي‪ ,‬إن شاء‬
‫ال وبفه الث قة‪ .‬وأ ما ال مر ب مل السفلح ف صلة الوف فمحمول عنفد طائ فة من العلماء على‬
‫الوجوب لظا هر الَ ية‪ ,‬و هو أ حد قول الشاف عي‪ ,‬ويدل عل يه قول ال تعال‪{ :‬ول جناح علي كم إن‬
‫كان ب كم أذى من م طر أو كن تم مر ضى أن تضعوا أ سلحتكم وخذوا حذر كم} أي ب يث تكونون‬
‫فن عذابا مهينا}‪.‬‬ ‫فد للكافريف‬‫فة {إن ال أعف‬ ‫فتموها بل كلفف‬ ‫فا لبسف‬
‫فم إليهف‬ ‫فة إذا احتجتف‬
‫على أهبف‬

‫صلَةَ إِ نّ‬
‫لةَ فَاذْكُرُواْ اللّ هَ ِقيَاما وَُقعُودا َوعََلىَ ُجنُوِبكُ مْ َفإِذَا اطْ َم ْأنَنتُ مْ َفأَقِيمُواْ ال ّ‬
‫** فَِإذَا َقضَْيتُ ُم ال صّ َ‬
‫ُمف‬
‫ُونف فَِإّنه ْ‬
‫ْمفإِن َتكُونُوْا َتأْلَم َ‬ ‫َتف عَلَى الْ ُم ْؤ ِمنِيَ ِكتَابا ّموْقُوتا * وَلَ َت ِهنُواْ فِي ابِْتغَآءِ الْ َقو ِ‬‫لةَ كَان ْ‬ ‫الصف َ‬
‫ّ‬
‫ف عَلِيما َحكِيما‬ ‫ف مِنفَ اللّهفِ مَفا َل يَ ْرجُونفَ وَكَانفَ اللّه ُ‬ ‫يَأْلَمُونفَ كَمَفا َتأْلَمونفَ َوتَ ْرجُون َ‬

‫‪177‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يأ مر ال تعال بكثرة الذ كر عق يب صلة الوف وإن كان مشروعا مرغبا ف يه أيضا ب عد غي ها‪,‬‬
‫ولكن ههنا آكد لا وقع فيها من التخفيف ف أركانا‪ ,‬ومن الرخصة ف الذهاب فيها والياب‪ ,‬وغي‬
‫ذلك م ا ل يس يو جد ف غي ها‪ ,‬ك ما قال تعال ف الش هر الرم‪{ :‬فل تظلموا في هن أنف سكم} وإن‬
‫كان هذا منهيا عنفه فف غيهفا‪ ,‬ولكفن فيهفا آكفد لشدة حرمتهفا وعظمتهفا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فإذا‬
‫قضيتم الصلة فاذكروا ال قياما وقعودا وعلى جنوبكم} أي ف سائر أحوالكم‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬فإذا‬
‫اطمأنن تم فأقيموا ال صلة} أي فإذا أمن تم وذ هب الوف‪ ,‬وح صلت الطمأني نة {فأقيموا ال صلة} أي‬
‫فأتوهفا وأقيموهفا كمفا أمرتف بدودهفا‪ ,‬وخشوعهفا‪ ,‬وركوعهفا‪ ,‬وسفجودها‪ ,‬وجيفع شؤوناف‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن الصفلة كانفت على الؤمنيف كتابا موقوتا} قال ابفن عباس‪ :‬أي مفروضا‪ ,‬وقال‬
‫أيضا‪ :‬إن لل صلة وقتا كو قت ال ج‪ ,‬وكذا روي عن ما هد و سال بن ع بد ال وعلي بن ال سي‬
‫وممد بن علي والسن ومقاتل والسدي وعطية العوف‪ .‬قال عبد الرزاق‪ :‬عن معمر عن قتادة {إن‬
‫الصلة كانت على الؤمني كتابا موقوتا} قال‪ :‬ابن مسعود‪ :‬إن للصلة وقتا كوقت الج وقال زيد‬
‫بن أسلم {إن الصلة كانت على الؤمني كتابا موقوتا} قال‪ :‬منجما كلما مضى نم جاء نم‪ ,‬يعن‬
‫كلمففففففففا مضففففففففى وقففففففففت جاء وقففففففففت‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول تنوا فف ابتغاء القوم} أي ل تضعفوا فف طلب عدوكفم‪ ,‬بفل جدوا فيهفم‬
‫وقاتلو هم‪ ,‬واقعدوا ل م كل مر صد {إن تكونوا تألون فإن م يألون ك ما تألون} أي ك ما ي صيبكم‬
‫الراح والقتل كذلك يصل لم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن يسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله}‪ ,‬ث‬
‫قال تعال‪{ :‬وترجون من ال مال يرجون} أي أنتم وإياهم سواء فيما يصيبكم‪ ,‬وإيا هم من الراح‬
‫والَلم‪ ,‬ول كن أن تم ترجون من ال الثو بة والن صر والتأي يد ك ما وعد كم إياه ف كتا به وعلى ل سان‬
‫رسوله صلى ال عليه وسلم وهو وعد حق‪ ,‬وخب صدق‪ ,‬وهم ل يرجون شيئا من ذلك‪ ,‬فأنتم أول‬
‫بالهاد منهم وأشد رغبة فيه‪ ,‬وف إقامة كلمة ال وإعلئها‪{ ,‬وكان ال عليما حكيما} أي هو أعلم‬
‫وأح كم في ما يقدره ويقض يه وينفذه ويض يه من أحكا مه الكون ية والشرع ية و هو الحمود على كل‬
‫حال‪.‬‬

‫حكُ َم َبيْ نَ النّا سِ بِمَآ أَرَا كَ اللّ ُه وَ َل َتكُ نْ لّ ْلخَآِئنِيَ خَ صِيما *‬ ‫ب بِالْحَ قّ ِلتَ ْ‬
‫** إِنّآ َأنْزَلْنَا إَِليْ كَ اْل ِكتَا َ‬
‫سهُمْ إِ نّ اللّ هَ َل يُحِ بّ‬
‫ختَانُو نَ أَْنفُ َ‬
‫وَا ْسَت ْغفِرِ اللّ هِ إِ نّ اللّ هَ كَا نَ َغفُورا رّحِيما * وَ َل تُجَا ِد ْل عَ ِن الّذِي نَ يَ ْ‬

‫‪178‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ضىَ‬‫خفُو َن مِنَ اللّ ِه َو ُهوَ َم َعهُمْ إِ ْذ ُيبَّيتُونَ مَا َل يَرْ َ‬
‫ستَ ْ‬
‫س وَلَ يَ ْ‬
‫خفُونَ مِ َن النّا ِ‬
‫ستَ ْ‬
‫مَن كَانَ َخوّانا َأثِيما * يَ ْ‬
‫حيَاةِ ال ّدنْيَا فَمَن‬
‫مِ َن اْل َقوْ ِل وَكَا نَ اللّ ُه بِمَا َيعْمَلُو َن مُحِيطا * هَا َأنْتُ ْم هَ ـؤُلءِ جَادَْلتُ ْم َعْنهُ مْ فِي الْ َ‬
‫ف وَكِيلً‬ ‫ف عََلْيهِمفف ْ‬ ‫ف الْ ِقيَا َمةِ أَمفففْ مّفففن َيكُونفف ُ‬ ‫ف َيوْمفف َ‬ ‫ف َعنْهُمفف ْ‬ ‫يُجَا ِدلُ اللّهفف َ‬
‫يقول تعال‪ :‬ماطبا لرسوله ممد صلى ال عليه وسلم {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالق} أي هو حق‬
‫من ال‪ ,‬وهو يتض من ال ق ف خبه وطل به‪ ,‬وقوله‪{ :‬لتح كم ب ي الناس ب ا أراك ال} اح تج به من‬
‫ذهب من علماء الصول إل أنه كان صلى ال عليه وسلم له أن يكم بالجتهاد بذه الَية‪ ,‬وبا ثبت‬
‫ف الصحيحي من رواة هشام بن عروة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن زينب بنت أم سلمة‪ ,‬عن أم سلمة أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬سع جلبة خصم بباب حجرته‪ ,‬فخرج إليهم فقال‪« :‬أل إنا أنا بشر وإنا‬
‫أقضي بنحو ما أسع‪ ,‬ولعل أحدكم أن يكون ألن بجته من بعض فأقضي له فمن قضيت له بق‬
‫مسلم فإنا هي قطعة من النار فليحملها أو ليذرها» وقال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا أسامة بن‬
‫ز يد عن ع بد ال بن را فع‪ ,‬عن أم سلمة‪ ,‬قالت‪ :‬جاء رجلن من الن صار يت صمان إل ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ف مواريث بينهما قد درست‪ ,‬ليس عندها بينة‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬إنكم تتصمون إلّ وإنا أنا بشر‪ ,‬ولعل بعضكم أن يكون ألن بجته من بعض‪ ,‬وإنا أقضي‬
‫بينكم على نو ما أسع‪ ,‬فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فل يأخذه‪ ,‬فإنا أقطع له قطعة من النار‬
‫يأت با إسطاما ف عنقه يوم القيامة» فبكى الرجلن‪ ,‬وقال كل منهما‪ :‬حقي لخي‪ ,‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «أما إذا قلتما فاذهبا فاقتسما‪ ,‬ث توخيا الق بينكما ث استهما‪ ,‬ث ليحلل كل‬
‫منكما صاحبه» وقد رواه أبو داود من حديث أسامة بن زيد به‪ ,‬وزاد «إن إنا أقضي بينكما برأي‬
‫فيمففففففففففففففففا ل ينل علي فيففففففففففففففففه»‪.‬‬
‫و قد روى ا بن مردو يه من طر يق العو ف عن ا بن عباس‪ :‬أن نفرا من الن صار غزوا مع ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ف ب عض غزواته‪ ,‬ف سرقت درع لحد هم‪ ,‬فأظن ب ا ر جل من الن صار‪ ,‬فأ تى‬
‫صاحب الدرع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬إن طع مة بن أبيق سرق در عي‪ ,‬فل ما رأى‬
‫السارق ذلك عمد إليها فألقاها ف بيت رجل بريء‪ ,‬وقال لنفر من عشيته‪ :‬إن غيبت الدرع وألقيتها‬
‫ل فقالوا‪ :‬يا نب ال إن‬ ‫ف ب يت فلن و ستوجد عنده‪ ,‬فانطلقوا إل نب ال صلى ال عل يه و سلم لي ً‬
‫صاحبنا بريء وإن صاحب الدرع فلن‪ ,‬وقد أحطنا بذلك علما‪ ,‬فأعذر صاحبنا على رؤوس الناس‪,‬‬
‫وجادل ع نه‪ ,‬فإ نه إن ل يع صمه ال بك يهلك‪ ,‬فقام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فبأه وعذره‬

‫‪179‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على رؤوس الناس‪ ,‬فأنزل ال {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالق لتحكم بي الناس با أراك ال ول تكن‬
‫للخائني خصيما * واستغفر ال إن ال كان غفورا رحيما * ول تادل عن الذين يتانون أنفسهم}‬
‫الَيففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫ث قال تعال‪ :‬للذين أتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم مستخفي بالكذب {يستخفون من الناس‬
‫ول ي ستخفون من ال} الَيت ي‪ ,‬يع ن الذين أتوا رسول ال صلى ال عليه و سلم م ستخفي يادلون‬
‫عن الائني‪ ,‬ث قال عز وجل‪{ :‬ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه} الَية‪ ,‬يعن الذين أتوا رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم م ستخفي بالكذب ث قال‪{ :‬و من يك سب خطيئة أو إثا ث يرم به بريئا ف قد‬
‫احتمل بتانا وإثا مبينا} يعن السارق والذين جادلوا عن السارق‪ ,‬وهذا سياق غريب‪ ,‬وكذا ذكر‬
‫ماهد وعكرمة وقتادة والسدي وابن زيد وغيهم ف هذه الَية‪ :‬إنا نزلت ف سارق بن أبيق على‬
‫اختلف سففففففففففياقاتم وهففففففففففي متقاربففففففففففة‪.‬‬
‫وقد روى هذه القصة ممد بن إسحاق مطولة‪ ,‬فقال أبو عيسى الترمذي عند تفسي هذه الَية من‬
‫جامعه‪ ,‬وابن جرير ف تفسيه‪ :‬حدثنا السن بن أحد بن أب شعيب أبو مسلم الران‪ ,‬حدثنا ممد‬
‫بن سلمة الران‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده قتادة بن‬
‫النعمان رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬كان أهل بيت منا يقال لم بنو أبيق بشر وبشي ومبشر‪ ,‬وكان بشي‬
‫ل منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث ينحله لبعض العرب‪,‬‬ ‫رج ً‬
‫ث يقول‪ :‬قال فلن كذا وكذاو وقال فلن كذا وكذا‪ ,‬فإذا سع أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم ذلك الشعر قالوا‪ :‬وال ما يقول هذا الشعر إل هذا الرجل البيث أو كما قال الرجل‪ ,‬وقالوا‬
‫ابفن البيق‪ :‬قالاف‪ ,‬قالوا‪ :‬وكانوا أهفل بيفت حاجفة وفاقفة فف الاهليفة والسفلم‪ ,‬وكان الناس إناف‬
‫طعامهم بالدينة التمر والشعي‪ ,‬وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك‬
‫ابتاع الرجل منها فخص با نفسه‪ ,‬وأما العيال فإنا طعامهم التمر والشعي‪ ,‬فقدمت ضافطة من الشام‬
‫فابتاع عمي رفاعة بن زيد حلً من الدرمك فجعله ف مشربة له‪ ,‬وف الشربة سلح ودرع وسيف‪,‬‬
‫فعدي عليه من تت البيت‪ ,‬فنقبت الشربة‪ ,‬وأ خذ الطعام وال سلح‪ .‬فلما أ صبح أتان ع مي رفاعة‬
‫فقال‪ :‬يا ابن أخي‪ ,‬إنه قد عدي علينا ف ليلتنا هذه‪ ,‬فنقبت مشربتنا‪ ,‬فذهب بطعامنا وسلحنا‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فتحسسنا ف الدار وسألنا‪ ,‬فقيل لنا‪ :‬قد رأينا بن أبيق استوقدوا ف هذه الليلة ول نرى فيما نرى إل‬
‫على بعض طعامكم‪ ,‬قال‪ :‬وكان بنو أبيق قالوا ف ونن نسأل ف الدار ف‪ :‬وال ما نرى صاحبكم‬

‫‪180‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل منا له صلح وإسلم‪ ,‬فلما سع لبيد اخترط سيفه وقال‪ :‬أنا أسرق ؟! وال‬ ‫إل لبيد بن سهل رج ً‬
‫ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة‪ ,‬قالوا‪ :‬إليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها‪ ,‬فسألنا‬
‫ف الدار حت ل نشك أنم أصحابا‪ ,‬فقال ل عمي‪ :‬يا ابن أخي لو أتيت رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم فذكرت ذلك له‪ ,‬قال قتادة‪ :‬فأتيت ر سول ال صلى ال عليه و سلم فقلت‪ :‬إن أهل ب يت منا‬
‫أ هل جفاء عمدوا إل ع مي رفا عة بن ز يد فنقبوا مشر بة له‪ ,‬وأخذوا سلحه وطعا مه فليدوا علي نا‬
‫سلحنا‪ ,‬فأما الطعام‪ ,‬فل حاجة لنا فيه‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬سآمر ف ذلك»‪ ,‬فلما سع‬
‫ل منهم يقال له أسي بن عمرو فكلموه ف ذلك‪ ,‬فاجتمع ف ذلك أناس من‬ ‫بذلك بنو أبيق أتوا رج ً‬
‫أهل الدار فقالوا‪ :‬يارسول ال‪ ,‬إن قتادة بن النعمان وعمه‪ ,‬عمدا إل أهل بيت منا أهل إسلم وصلح‬
‫يرمونم بالسرقة من غي بينة ول ثبت‪ ,‬قال قتادة‪ :‬فأتيت النب صلى ال عليه وسلم فكلمته‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«عمدت إل أ هل ب يت ذ كر من هم إ سلم و صلح‪ ,‬ترمي هم بال سرقة على غ ي بي نة ول ث بت‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فرج عت ولوددت أ ن خر جت من ب عض مال ول أكلم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف ذلك‪,‬‬
‫فأتان عمي رفاعة فقال‪ :‬يا ابن أخي ما صنعت ؟ فأخبته با قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫فقال‪ :‬ال ال ستعان‪ ,‬فلم نل بث أن نزل القرآن {إ نا أنزل نا إل يك الكتاب بال ق لتح كم ب ي الناس ب ا‬
‫أراك ال ول ت كن للخائن ي خ صيما} يع ن ب ن أبيق‪{ ,‬وا ستغفر ال} أي م ا قلت لقتادة {إن ال‬
‫كان غفورا رحيما‪ ,‬ول تادل عفن الذيفن يتانون أنفسفهم} فف إل قوله فف {رحيما} أي لو‬
‫استغفروا ال لغفر لم {ومن يكسب إثا فإنا يكسبه على نفسه ف إل قوله ف إثا مبينا} قولم للبيد‬
‫{ولول ف ضل ال عل يك ورح ته ف إل قوله ف ف سوف نؤت يه أجرا عظيما} فل ما نزل القرآن أ تى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بالسلح فرده إل رفاعة‪ ,‬فقال قتادة‪ :‬لا أتيت عمي بالسلح وكان‬
‫شيخا قد عسى أو عشي ف الشك من أب عيسى ف ف الاهلية وكنت أرى إسلمه مدخو ًل لا أتيته‬
‫بالسلح قال‪ :‬يا ابن أخي هو ف سبيل ال‪ ,‬فعرفت أن إسلمه كان صحيحا‪ ,‬فلما نزل القرآن لق‬
‫بشي بالشركي‪ ,‬فنل على سلفة بنت سعد بن سية‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬ومن يشاقق الرسول من بعد‬
‫ما تبي له الدى ويتبع غي سبيل الؤمني نوله ما تول ونصله جهنم وساءت مصيا‪ ,‬إن ال ل يغفر‬
‫أن يشرك به و يغ فر ما دون ذلك ل ن يشاء و من يشرك بال ف قد ضل ضللً بعيدا} فل ما نزل على‬
‫سلفة ب نت سعد‪ ,‬هجا ها ح سان بن ثا بت بأبيات من ش عر فأخذت رحله فوضع ته على رأ سها ث‬
‫خرجت به‪ ,‬فرمته ف البطح‪ ,‬ث قالت‪ :‬أهديت ل شعر حسان ما كنت تأتين بي‪ ,‬لفظ الترمذي ث‬

‫‪181‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال الترمذي‪ :‬هذا حديفث غريفب‪ ,‬ل نعلم أحدا أسفنده غيف ممفد بفن سفلمة الرانف‪.‬‬
‫ورواه يو نس بن بك ي وغ ي وا حد عن م مد بن إ سحاق عن عا صم بن ع مر بن قتادة مر سلً ل‬
‫يذكروا فيه عن أبيه عن جده‪ ,‬ورواه ابن أب حات عن هاشم بن القاسم الران عن ممد بن سلمة به‬
‫ببعضه‪ .‬ورواه ابن النذر ف تفسيه‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل يعن الصائغ‪ ,‬حدثنا السن بن أحد بن‬
‫شعيب الران‪ ,‬حدثنا ممد بن سلمة‪ ,‬فذكره بطوله‪ .‬ورواه أبو الشيخ الصبهان ف تفسيه عن ممد‬
‫بففن عياش بففن أيوب والسففن بففن يعقوب‪ ,‬كلهافف عففن السففن بففن أحدفف‬
‫ابن أب شعيب الران عن ممد بن سلمة به‪ ,‬ث قال ف آخره‪ :‬قال ممد بن سلمة‪ :‬سع من هذا‬
‫الديث يي بن معي وأحد بن حنبل وإسحاق بن إسرائيل‪ ,‬وقد روى هذا الديث الاكم أبو عبد‬
‫ال الني سابوري ف كتا به ال ستدرك عن ا بن عباس ال صم‪ ,‬عن أح د بن ع بد البار العطاردي‪ ,‬عن‬
‫يونس بن بكي‪ ,‬عن ممد بن إسحاق بعناه أت منه وفيه الشعر‪ ,‬ث قال‪ :‬وهذا حديث صحيح على‬
‫شرط مسفففففففففففففففففففففففففففففففلم‪ ,‬ول يرجاه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يستخفون من الناس ول يستخفون من ال} الَية‪ ,‬هذا إنكار على النافقي ف كونم‬
‫يستخفون بقبائحهم من الناس لئل ينكروا عليهم‪ ,‬وياهرون ال با‪ ,‬لنه مطلع على سرائرهم وعال‬
‫باف ف ضمائرهفم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وهفو معهفم إذ يفبيتون مال يرضفى مفن القول وكان ال باف يعملون‬
‫ميطا} تد يد ل م ووع يد‪ .‬ث قال تعال‪ { :‬ها أن تم هؤلء جادل تم عن هم ف الياة الدن يا} الَ ية‪ ,‬أي‬
‫هب أن هؤلء انت صروا ف الدن يا ب ا أبدوه أو أبدي ل م ع ند الكام الذ ين يكمون بالظا هر و هم‬
‫متعبدون بذلك‪ ,‬فماذا يكون صنيعهم يوم القيا مة ب ي يدي ال تعال الذي يعلم ال سر وأخ فى ؟ و من‬
‫ذا الذي يتوكل لم يومئذ يوم القيامة ف ترويج دعواهم ؟ أي ل أحد يومئذ يكون لم وكيلً‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬أم مففففففففففففففن يكون عليهففففففففففففففم وكيلً}‪.‬‬

‫سبْ ِإثْما فَِإنّمَا‬‫جدِ اللّ َه َغفُورا رّحِيما * َومَن َيكْ ِ‬ ‫ستَ ْغفِرِ اللّ َه يَ ِ‬
‫** َومَن َيعْمَلْ ُسوَءا َأوْ يَظْلِ ْم َنفْسَ ُه ثُ ّم يَ ْ‬
‫سبُهُ عََل َى َنفْسِفِه وَكَانَف اللّهُف عَلِيما َحكِيما * وَمَن َيكْسِفبْ خَ ِطَيَئةً َأوْ ِإثْما ثُمّفيَرْمِفبِ هِ بَرِيئا َفقَدِ‬ ‫يَكْ ِ‬
‫ّوكف وَمَا‬ ‫ُمف أَن ُيضِل َ‬ ‫ّتف طّآِئ َفةٌ ّمْنه ْ‬
‫ُهف َلهَم ْ‬ ‫ْكف وَ َرحْ َمت ُ‬‫ّهف عََلي َ‬ ‫ا ْحتَمَ َل ُب ْهتَانا َوِإثْما ّمبِينا * وََلوْلَ َفضْلُ الل ِ‬
‫ك مَا َل ْم تَكُ نْ‬ ‫حكْ َم َة َوعَلّمَ َ‬
‫سهُ ْم َومَا َيضُرّونَ كَ مِن َشيْ ٍء َوأَن َزلَ اللّ ُه عََليْ كَ اْل ِكتَا بَ وَالْ ِ‬ ‫ُيضِلّو نَ إِلّ أَْنفُ َ‬
‫ف عَظِيما‬ ‫ف عََليْكفففففف َ‬ ‫ف وَكَانفففففففَ َفضْلُ اللّهفففففف ِ‬ ‫َتعْلَمفففففف ُ‬

‫‪182‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يب تعال عن كرمه وجوده أن كل من تاب إليه‪ ,‬تاب عليه من أي ذنب كان‪ .‬فقال تعال‪{ :‬ومن‬
‫يع مل سوءا أو يظلم نف سه ث ي ستغفر ال ي د ال غفورا رحيما} قال علي بن أ ب طل حة‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس أنه قال ف هذه الَية‪ :‬أخب ال عباده بعفوه وحلمه وكرمه‪ ,‬وسعة رحته‪ ,‬ومغفرته فمن أذنب‬
‫ذنبا صفغيا كان أو كفبيا {ثف يسفتغفر ال يدف ال غفورا رحيما} ولو كانفت ذنوبفه أعظفم مفن‬
‫السموات والرض والبال‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن مثن‪ ,‬حدثنا ممد‬
‫بن أب عدي‪ ,‬حدثنا شعبة عن عاصم عن أب وائل‪ ,‬قال‪ :‬قال عبد ال‪ :‬كان بنو إسرائيل إذا أصاب‬
‫أحدهم ذنبا أصبح قد كتب كفارة ذلك الذنب على بابه‪ ,‬وإذا أصاب البول منه شيئا قرضه بالقراض‬
‫فقال رجل‪ :‬لقد آتى ال بن إسرائيل خيا‪ ,‬فقال عبد ال رضي ال عنه‪ :‬ما آتاكم ال خي ما آتاهم‪,‬‬
‫جعل الاء لكم طهورا‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ال فاستغفروا‬
‫لذنوب م}‪ ,‬وقال‪{ :‬و من يع مل سوءا أو يظلم نف سه ث ي ستغفر ال ي د ال غفورا رحيما}‪ ,‬وقال‬
‫أيضا‪ :‬حدث ن يعقوب‪ ,‬حدثنا هش يم عن ابن عون‪ ,‬عن حبيب بن أ ب ثا بت‪ ,‬قال‪ :‬جاءت امرأة إل‬
‫عبد ال بن مغفل فسألته عن امرأة فجرت فحبلت‪ ,‬فلما ولدت قتلت ولدها‪ ,‬قال عبد ال بن مغفل‪:‬‬
‫لا النار‪ ,‬فانصرفت وهي تبكي فدعاها ث قال‪ :‬ما أرى أمرك إل أحد أمرين {ومن يعمل سوءا أو‬
‫فت‪.‬‬ ‫فا ثف مضف‬ ‫فتغفر ال يدف ال غفورا رحيما} قال‪ :‬فمسفحت عينهف‬ ‫فه ثف يسف‬ ‫يظلم نفسف‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد الرح ن بن مهدي‪ ,‬حدث نا شع بة عن عثمان بن الغية‪ ,‬قال‪ :‬سعت‬
‫علي بن ربيعة من بن أسد يدث عن أساء أو ابن أساء من بن فزارة‪ ,‬قال‪ :‬قال علي رضي ال عنه‪:‬‬
‫كنت إذا سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا نفعن ال با شاء أن ينفعن منه‪ .‬وحدثن أبو‬
‫بكر ف وصدق أبو بكر ف قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما من مسلم يذنب ذنبا‪ ,‬ث‬
‫يتو ضأ ث ي صلي ركعت ي ث ي ستغفر ال لذلك الذ نب‪ ,‬إل غ فر له» وقرأ هات ي الَيت ي {و من يع مل‬
‫سوءا أو يظلم نفسه} الَية‪{ ,‬والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم}‪ ,‬الَية‪ .‬وقد تكلمنا على‬
‫هذا الديث وعزيناه إل من رواه من أصحاب السنن‪ ,‬وذكرنا ما ف سنده من مقال ف مسند أب‬
‫بكففر الصففديق رضففي ال عنففه‪ ,‬وقففد تقدم بعففض ذلك ففف سففورة آل عمران أيضا‪.‬‬
‫وقد رواه ابن مردويه ف تفسيه من وجه آخر عن علي فقال‪ :‬حدثنا أحد بن ممد بن زياد‪ ,‬حدثنا‬
‫إبراهيم بن إسحاق الران‪ ,‬حدثنا دواد بن مهران الدباغ حدثنا عمر بن يزيد عن أب إسحاق عن‬
‫عبد خي عن علي‪ ,‬قال‪ :‬سعت أبا بكر ف هو الصديق ف يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪183‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و سلم يقول‪« :‬ما من ع بد أذنب فقام فتو ضأ فأح سن الوضوء‪ ,‬ث قام ف صلى واستغفر من ذنبه‪ ,‬إل‬
‫كان حقا على ال أن يغفر له» لن ال يقول‪{ :‬ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه} الَية‪ ,‬ث رواه من‬
‫طريق أبان بن أب عياش عن أب إسحاق السبيعي‪ ,‬عن الارث‪ ,‬عن علي‪ ,‬عن الصديق‪ ,‬بنحوه‪ ,‬وهذا‬
‫إ سناد ل ي صح‪ .‬وقال ا بن مردو يه‪ :‬حدث نا م مد بن علي بن دح يم‪ ,‬حدث نا أح د بن حازم‪ ,‬حدث نا‬
‫مو سى بن مروان الر قي حدث نا مب شر بن إ ساعيل الل ب عن تام بن ن يح حدث ن ك عب بن ذ هل‬
‫الزدي قال‪ :‬سعت أ با الدرداء يدث قال‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إذا جل سنا حوله‪,‬‬
‫وكا نت له حا جة فقام إلي ها وأراد الرجوع‪ ,‬ترك نعل يه ف مل سه أو ب عض ما عل يه‪ ,‬وأ نه قام فترك‬
‫نعل يه‪ ,‬قال أبو الدرداء‪ :‬فأخذ ركوة من ماء فاتبع ته فمضى ساعة ث رجع ول يقض حاج ته‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«إ نه أتا ن آت من ر ب فقال‪ :‬إ نه { من يع مل سوءا أو يظلم نف سه ث ي ستغفر ال ي د ال غفورا‬
‫رحيما} فأردت أن أبشففففففففففففففر أصففففففففففففففحاب»‪.‬‬
‫قال أبو الدرداء‪ :‬وكانت قد شقت على الناس الَية الت قبلها {ومن يعمل سوءا يز به} فقلت‪ :‬يا‬
‫ر سول ال‪ ,‬وإن ز ن وإن سرق‪ ,‬ث ا ستغفر ر به غ فز له ؟ قال «ن عم»‪ .‬ث قلت الثان ية‪ ,‬قال «ن عم»‪.‬‬
‫قلت الثالثة‪ ,‬قال «نعم» وإن زن وإن سرق ث استغفر ال‪ ,‬غفر ال له على رغم أنف أب الدرداء»‪.‬‬
‫قال‪ :‬فرأ يت أ با الدرداء يضرب أ نف نف سه بأ صبعه‪ ,‬هذا حد يث غر يب جدا من هذا الو جه بذا‬
‫السففففففففياق‪ ,‬وففففففففف إسففففففففناده ضعففففففففف‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ومفن يكسفب إثا فإناف يكسفبه على نفسفه} الَيفة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ول تزر وازرة وزر‬
‫أخرى} الَية‪ ,‬يعن أنه ل يغن أحد عن أحد‪ ,‬وإنا على كل نفس ما عملت ل يمل عنها غيها‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬وكان ال عليما حكيما} أي من عل مه وحكم ته‪ ,‬وعدله ورح ته كان ذلك‪ ,‬ث‬
‫قال‪{ :‬ومن يك سب خطيئة أو إثا ث يرم به بريئا} الَية‪ ,‬يعن كما اتم بنو أبيق بصنيعهم القبيح‬
‫ذلك الرجل الصال وهو لبيد بن سهل كما تقدم ف الديث أو زيد بن السمي اليهودي على ما قاله‬
‫الَخرون‪ ,‬وقد كان بريئا وهم الظلمة الونة‪ ,‬كما أطلع ال على ذلك رسوله صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫ث هذا التقريع وهذا التوبيخ عام فيهم وف غيهم من اتصف بصفتهم فارتكب مثل خطيئتهم‪ ,‬فعليه‬
‫مثففففففففففففففففففل عقوبتهففففففففففففففففففم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ولول فضل ال عليك ورحته لمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إل أنفسهم وما‬
‫يضرونك من شيء} وقال المام ابن أب حات‪ :‬أنبأنا هاشم بن القاسم الران فيما كتب إل‪ ,‬حدثنا‬

‫‪184‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ممد بن سلمة عن ممد بن إسحاق‪ ,‬عن عاصم بن عمر بن قتادة النصاري‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده‬
‫قتادة بن النعمان‪ ,‬وذ كر ق صة ب ن أبيق‪ ,‬فأنزل ال {ل مت طائ فة من هم أن يضلوك و ما يضلون إل‬
‫أنفسهم وما يضرونك من شيء} يعن أسيد بن عروة وأصحابه‪ ,‬يعن بذلك لا أثنوا على بن أبيق‬
‫ولموا قتادة بن النعمان ف كونه اتمهم وهم صلحاء برآء‪ ,‬ول يكن المر كما أنوه إل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ولذا أنزل ال فصل القضية وجلءها لرسول ال صلى ال عليه وسلم ث امت‬
‫عل يه بتأييده إياه ف ج يع الحوال‪ ,‬وع صمته له‪ ,‬و ما أنزل عل يه من الكتاب و هو القرآن والك مة‪,‬‬
‫و هي ال سنة {وعل مك مال ت كن تعلم} أي ق بل نزول ذلك عل يك‪ ,‬كقوله‪{ :‬وكذلك أوحي نا إل يك‬
‫روحا من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب} إل آخر السورة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وما كنت ترجو أن يلقى‬
‫إليففك الكتاب إل رحةفف مففن ربففك} ولذا قال‪{ :‬وكان فضففل ال عليففك عظيما}‪.‬‬

‫س َومَن يَ ْفعَلْ ذَلِكَ‬ ‫ح بَيْ َن النّا ِ‬ ‫لٍ‬‫صَ‬ ‫جوَاهُمْ إِلّ مَنْ َأمَ َر بِصَدََقةٍ َأ ْو َمعْرُوفٍ َأوْ إِ ْ‬
‫** لّ َخيْرَ فِي َكثِ ٍي مّن نّ ْ‬
‫ى َويَّتبِعْ‬
‫ف ُن ْؤتِيهِ أَجْرا عَظِيما * َومَن يُشَاقِقِ الرّسُو َل مِن َبعْ ِد مَا تََبيّنَ لَ ُه اْلهُدَ َ‬ ‫سوْ َ‬
‫اْبَتغَآءَ َمرْضَاتِ اللّهِ فَ َ‬
‫ت مَصففِيا‬ ‫ف وَسففَآءَ ْ‬ ‫غَيْرَ سففَبِي ِل الْ ُم ْؤ ِمنِيَفف ُنوَلّهففِ مَففا َتوَلّ َى َونُصففْلِهِ َج َهنّمف َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ل خ ي ف كث ي من نواهم} يع ن كلم الناس {إل من أ مر ب صدقة أو معروف أو‬
‫إصلح بي الناس} أي إل نوى من قال ذلك‪ ,‬كما جاء ف الديث الذي رواه ابن مردويه‪ :‬حدثنا‬
‫ممد بن عبد ال بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ممد بن سليمان بن الارث‪ ,‬حدثنا ممد بن يزيد بن حنيس‪,‬‬
‫قال‪ :‬دخل نا على سفيان الثوري نعوده‪ ,‬فد خل علي نا سعيد بن ح سان الخزو مي ‪ ,‬فقال له سفيان‬
‫الثوري‪ :‬الد يث الذي ك نت حدثتن يه عن أم صال‪ ,‬ردّده علي‪ ,‬فقال‪ :‬حدثت ن أم صال عن صفية‬
‫بنت شيبة عن أم حبيبة‪ ,‬قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬كلم ابن آدم كله عليه ل له‬
‫إل ذ كر ال عز وجل‪ ,‬أو أ مر بعروف‪ ,‬أو ني عن منكر» فقال سفيان‪ :‬أو ما سعت ال ف كتابه‬
‫يقول‪{ :‬لخي ف كثي من نواهم إل من أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بي الناس} ؟ فهو هذا‬
‫بعي نه‪ ,‬أو ما سعت ال يقول‪{ :‬يوم يقوم الروح واللئ كة صفا ل يتكلمون إل من أذن له الرح ن‬
‫وقال صوابا} ف هو هذا بعي نه‪ ,‬أو ما سعت ال يقول ف كتا به‪{ :‬والع صر إن الن سان ل في خ سر}‬
‫ال ؟ فهو هذا بعينه‪ ,‬وقد روى هذا الديث الترمذي وابن ماجه من حديث ممد بن يزيد بن ُخنَيس‬

‫‪185‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن سعيد بن ح سان به‪ ,‬ول يذ كر أقوال الثوري إل آخر ها‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬حد يث غر يب‪ ,‬ل‬
‫يعرف إل مفففففففن حديفففففففث ابفففففففن ُخنَيفففففففس‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا صال بن كيسان‪ ,‬حدثنا ممد بن مسلم بن‬
‫عبيد ال بن شهاب أن حيد بن عبد الرحن بن عوف أخبه أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبته أنا‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يقول «ليس الكذاب الذي يصلح بي الناس فينمي خيا‪ ,‬أو‬
‫يقول خيا»‪ ,‬وقالت ل أسعه يرخص ف شيء ما يقوله الناس إل ف ثلث‪ :‬ف الرب والصلح بي‬
‫الناس‪ ,‬وحديفث الرجفل امرأتفه‪ ,‬وحديفث الرأة زوجهفا‪ ,‬قال‪ :‬وكانفت أم كلثوم بنفت عقبفة مفن‬
‫الهاجرات اللت بايعن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقد رواه الماعة سوى ابن ماجه من طرق‬
‫عن الزهري به نوه‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن العمش‪ ,‬عن عمرو بن مُرة‪ ,‬عن سال‬
‫بن أ ب ال عد‪ ,‬عن أم الدرداء‪ ,‬عن أ ب الدرداء‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أل‬
‫أ خبكم بأف ضل من در جة ال صيام‪ ,‬وال صلة‪ ,‬وال صدقة ؟» قالوا‪ :‬بلى يا ر سول ال‪ .‬قال‪« :‬إ صلح‬
‫ذات البي»‪ ,‬قال‪« :‬وفساد ذات البي هي الالقة»‪ .‬ورواه أبو داود والترمذي من حديث أب معاوية‪,‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬ح سن صحيح‪ .‬وقال الا فظ أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا م مد بن ع بد الرح يم‪ ,‬حدث نا‬
‫سريج بن يونس‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن عبد ال بن عمر حدثنا أب عن حيد‪ ,‬عن أنس أن النب صلى‬
‫ال عليفه وسفلم قال لبف أيوب «أل أدلك على تارة ؟» قال‪ :‬بلى يفا رسفول ال‪ .‬قال «تسفعى فف‬
‫إ صلح ب ي الناس إذا تفا سدوا‪ ,‬وتقارب بين هم إذا تباعدوا» ث قال البزار وع بد الرح ن بن ع بد ال‬
‫العمري‪ :‬لي‪ ,‬وقد حدث بأحاديث ل يتابع عليها‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات ال}‬
‫أي مل صا ف ذلك مت سبا ثواب ذلك ع ند ال عز و جل‪{ ,‬ف سوف نؤت يه أجرا عظيما} أي ثوابا‬
‫ل كثيا واسعا‪ ).‬وقوله‪{ :‬ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبي له الدى} أي ومن سلك غي‬ ‫جزي ً‬
‫طريق الشريعة الت جاء با الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فصار ف شق‪ ,‬والشرع ف شق‪ ,‬وذلك عن‬
‫عمفففد منفففه بعفففد مفففا ظهفففر له القففف وتفففبي له واتضفففح له‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ويتبفع غيف سفبيل الؤمنيف} هذا ملزم للصففة الول‪ ,‬ولكفن قفد تكون الخالففة لنفص‬
‫الشارع‪ ,‬وقد تكون لا اجتمعت عليه المة الحمدية فيما علم اتفاقهم عليه تقيقا‪ ,‬فإنه قد ضمنت‬
‫لم العصمة ف اجتماعهم من الطأ تشريفا لم وتعظيما لنبيهم‪ ,‬وقد وردت أحاديث صحيحة كثية‬
‫ف ذلك‪ ,‬قد ذكر نا من ها طرفا صالا ف كتاب أحاد يث ال صول‪ ,‬و من العلماء من اد عى توا تر‬

‫‪186‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معناها‪ ,‬والذي عول عليه الشافعي رحه ال ف الحتجاج على كون الجاع حجة ترم مالفته هذه‬
‫الَية الكرية بعد التروي والفكر الطويل‪ ,‬وهو من أحسن الستنباطات وأقواها‪ ,‬وإن كان بعضهم قد‬
‫اسفتشكل ذلك فاسفتبعد الدللة منهفا على ذلك‪ ,‬ولذا توعفد تعال على ذلك بقوله‪{ :‬نوله مفا تول‬
‫ون صله جه نم و ساءت م صيا} أي إذا سلك هذه الطر يق جازيناه على ذلك بأن ن سنها ف صدره‬
‫ونزينها له استدراجا له‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فذرن ومن يكذب بذا الديث سنستدرجهم من حيث ل‬
‫يعلمون}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬فلمفا زاغوا أزاغ ال قلوبمف}‪ ,‬وقوله‪{ :‬ونذرهفم فف طغيانمف يعمهون}‬
‫وج عل النار م صيه ف الَخرة‪ ,‬لن من خرج عن الدى ل ي كن له طر يق إل إل النار يوم القيا مة‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ورأى الجرمون النار فظنوا‬
‫أنمففففففف مواقعوهفففففففا ول يدوا عنهفففففففا مصفففففففرفا}‪.‬‬

‫ضلَ ًل َبعِيدا‬ ‫شرِكْ بِاللّهِ َفقَدْ ضَلّ َ‬ ‫** إِنّ اللّهَ لَ يَ ْغفِرُ أَن يُشْرَكَ بِ ِه َوَي ْغفِ ُر مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ َومَن يُ ْ‬
‫خذَ ّن مِ ْن ِعبَادِ كَ‬ ‫* إِن يَ ْدعُو َن مِن دُونِ هِ إِلّ ِإنَاثا َوإِن يَ ْدعُو نَ إِلّ َشيْطَانا مّرِيدا * ّلعَنَ هُ اللّ ُه وَقَا َل لتّ ِ‬
‫نَ صِيبا ّمفْرُوضا * وَلُضِّلّنهُ ْم وَ ُل َمنَّيّنهُ ْم وَلمُ َرّنهُ مْ َفَلُيبَّتكُ نّ آذَا نَ الْنعَا مِ وَ َلمُ َرّنهُ مْ فََلُي َغيّرُ نّ خَ ْل قَ اللّ هِ‬
‫شيْطَانَف وَِليّا مّن دُو نِ اللّ هِ َفقَدْ خَ سِرَ خُس ْفرَانا ّمبِينا * َيعِ ُدهُ ْم َويُ َمنّيهِ ْم وَمَا َيعِ ُدهُم ْف‬ ‫وَمَن َيتّخِذِ ال ّ‬
‫جدُو َن عَنْهَا َمحِي صا * وَالّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُواْ‬ ‫الشّيْطَا نُ إِ ّل غُرُورا * ُأوْلَ ـئِكَ َم ْأوَاهُ مْ َج َهنّ مُ وَ َل يَ ِ‬
‫ص َدقُ‬‫حِتهَا الْنهَارُ خَالِدِي نَ فِيهَآ َأبَدا وَعْدَ اللّ هِ َحقّا َومَ نْ أَ ْ‬ ‫ال صّالِحَاتِ سَنُ ْدخُِلهُمْ َجنّا تٍ َتجْرِي مِن َت ْ‬
‫مِنفففففففففففففففففففَ اللّهفففففففففففففففففففِ قِيلً‬
‫قد تقدم الكلم على هذه الَ ية الكري ة‪ ,‬و هي قوله‪{ :‬إن ال ل يغ فر أن يشرك به ويغ فر ما دون‬
‫ذلك} الَية‪ ,‬وذكرنا ما يتعلق با من الحاديث ف صدر هذه السورة‪ ,‬وقد روى الترمذي‪ :‬حديث‬
‫ثوير بن أب فاختة سعيد بن علقة عن أبيه‪ ,‬عن علي رضي ال عنه أنه قال‪ :‬ما ف القرآن آية أحب‬
‫إلّ من هذه الَ ية {إن ال ل يغ فر أن يشرك به} الَ ية‪ ,‬ث قال‪ :‬هذا ح سن غر يب‪ .‬وقوله‪{ :‬و من‬
‫يشرك بال ف قد ضل ضل ًل بعيدا} أي ف قد سلك غ ي الطر يق ال ق‪ ,‬و ضل عن الدى وب عد عن‬
‫فا والَخرة‪.‬‬ ‫فعادة الدنيف‬ ‫فه سف‬ ‫فا والَخرة‪ ,‬وفاتتف‬ ‫فرها فف الدنيف‬ ‫فه وخسف‬ ‫فواب‪ ,‬وأهلك نفسف‬ ‫الصف‬
‫وقوله‪{ :‬إن يدعون من دونه إل إناثا} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممود بن غيلن‪ ,‬أنبأنا‬
‫الفضل بن موسى‪ ,‬أخبنا السن بن واقد عن الربيع بن أنس‪ ,‬عن أب العالية‪ ,‬عن أب بن كعب قال‪:‬‬

‫‪187‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مع كل صنم جنية‪ ,‬وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن سلمة الباهلي عن عبد العزيز بن ممد‪ ,‬عن هشام‬
‫يع ن ا بن عروة‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن عائ شة {إن يدعون من دو نه إل إناثا} قالت‪ :‬أوثانا‪ .‬وروي عن أ ب‬
‫سلمة بن عبد الرحن وعروة بن الزبي وماهد وأب مالك والسدي ومقاتل بن حيان‪ ,‬نو ذلك‪ .‬وقال‬
‫جويب عن الضحاك ف الَية‪ ,‬قال الشركون إن اللئكة بنات ال‪ ,‬وإنا نعبدهم ليقربونا إل ال زلفى‪,‬‬
‫قال‪ :‬فاتذوهفن أربابا‪ ,‬وصفوروهن جواري فحكموا وقلدوا‪ ,‬وقالوا‪ :‬هؤلء يشبهفن بنات ال الذي‬
‫نعبده‪ ,‬يعنون اللئكفة‪ ,‬وهذا التفسفي شفبيه بقول ال تعال‪{ :‬أفرأيتفم اللت والعزى} الَيات‪ ,‬وقال‬
‫تعال‪{ :‬وجعلوا اللئكة الذين هم عباد الرحن إناثا} الَية‪ ,‬وقال‪{ :‬وجعلوا بينه وبي النة نسبا}‬
‫الَيتي وقال علي بن أب طلحة والضحاك عن ابن عباس {إن يدعون من دونه إل إناثا} قال‪ :‬يعن‬
‫موتى‪ .‬وقال مبارك‪ ,‬يعن ابن فضالة‪ ,‬عن السن‪ :‬إن يدعون من دونه إل إناثا‪ .‬قال السن‪ :‬الناث‬
‫كل شيء ميت ليس فيه روح‪ ,‬إما خشبة يابسة وإما حجر يابس‪ .‬ورواه ابن أب حات وابن جرير‪,‬‬
‫وهفففففففففففففففففففو غريفففففففففففففففففففب‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن يدعون إل شيطانا مريدا} أي هو الذي أمر هم بذلك وح سنه وزي نه ل م‪ ,‬و هم إن ا‬
‫يعبدون إبليس ف نفس المر‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أل أعهد إليكم يا بن آدم أل تعبدوا الشيطان} الَية‪.‬‬
‫وقال تعال إخبارا عن اللئ كة أن م يقولون يوم القيا مة عن الشرك ي الذ ين ادعوا عبادت م ف الدن يا‬
‫{بففففففل كانوا يعبدون النفففففف أكثرهففففففم بمفففففف مؤمنون}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬لع نه ال} أي طرده وأبعده من رح ته‪ ,‬وأخر جه من جواره‪ ,‬وقال‪{ :‬لتذن من عبادك‬
‫نصفيبا مفروضا} أي معينا مقدرا معلوما‪ .‬قال مقاتفل بفن حيان‪ :‬مفن كفل ألف‪ ,‬تسفعمائة وتسفعة‬
‫وت سعون إل النار‪ ,‬ووا حد إل ال نة‪{ ,‬ولضلن هم} أي عن ال ق‪{ ,‬ولمنين هم} أي أز ين ل م ترك‬
‫التو بة‪ ,‬وأعد هم الما ن‪ ,‬وآمر هم بالت سويف والتأخ ي‪ ,‬وأغر هم من أنف سهم‪ ,‬وقوله‪{ :‬ولَمرن م‬
‫فليبتكفن آذان النعام}‪ .‬قال قتادة والسفدي وغيهاف‪ :‬يعنف تشقيقهفا وجعلهفا سفة وعلمفة للبحية‬
‫وال سائبة والو صيلة‪{ ,‬ولَمرن م فليغين خلق ال}‪ ,‬قال ا بن عباس‪ :‬يع ن بذلك خ صي الدواب‪ ,‬و قد‬
‫روي عن ابن عمر وأنس وسعيد بن السيب وعكرمة وأب عياض وقتادة وأب صال والثوري‪ ,‬وقد‬
‫ورد ف حديث النهي عن ذلك‪ ,‬وقال السن بن أب السن البصري‪ :‬يعن بذلك الوشم‪ ,‬وف صحيح‬
‫مسلم‪ ,‬النهي عن الوشم ف الوجه‪ ,‬وف لفظ‪ :‬لعن ال من فعل ذلك‪ ,‬وف الصحيح عن ابن مسعود أنه‬
‫قال‪ :‬لعن ال الواشات والستوشات والنامصات والتنمصات‪ ,‬والتفلجات للحسن الغيات خلق ال‬

‫‪188‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عز وجل‪ ,‬ث قال‪ :‬أل ألعن من لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ف كتاب ال عز وجل‪ ,‬يعن‬
‫قوله‪{ :‬و ما آتا كم الر سول فخذوه و ما نا كم ع نه فانتهوا}‪ .‬وقال ا بن عباس ف روا ية ع نه وما هد‬
‫وعكر مة وإبراه يم النخ عي وال سن وقتادة وال كم وال سدي والضحاك وعطاء الرا سان ف قوله‪:‬‬
‫{ولَمرنم فليغين خلق ال} يعن دين ال عز وجل‪ ,‬هذا كقوله‪{ :‬فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت‬
‫ال ال ت ف طر الناس علي ها ل تبد يل للق ال} على قول من ج عل ذلك أمرا‪ ,‬أي ل تبدلوا فطرة ال‬
‫ودعوا الناس على فطرت م‪ ,‬ك ما ث بت ف ال صحيحي عن أ ب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه‪ ,‬أو ينصرانه‪ ,‬أو يجسانه‪ ,‬كما تولد البهيمة‬
‫بيمة جعاء هل تدون با من جدعاء» وف صحيح مسلم عن عياض بن حار‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬قال ال عز وجل‪ :‬إن خلقت عبادي حنفاء‪ ,‬فجاءتم الشياطي فاجتالتهم عن‬
‫ففففف»‪.‬‬ ‫فففففا أحللت لمف‬ ‫فففففم مف‬ ‫فففففت عليهف‬ ‫فففففم‪ ,‬وحرمف‬ ‫دينهف‬
‫ث قال تعال‪{ :‬ومن يتخذ الشيطان وليا من دون ال فقد خسر خسرانا مبينا} أي فقد خسر الدنيا‬
‫والَخرة‪ ,‬وتلك خ سارة ل جب ل ا ول ا ستدراك لفائت ها‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يعد هم ويني هم و ما يعد هم‬
‫الشيطان إل غرورا} وهذا إخبار عن الواقع‪ ,‬فإن الشيطان يعد أولياءه وينيهم بأنم هم الفائزون ف‬
‫الدينا والَخرة‪ ,‬وقد كذب وافترى ف ذلك‪ ,‬ولذا قال ال تعال‪{ :‬وما يعدهم الشيطان إل غرورا}‪,‬‬
‫ك ما قال تعال مبا عن إبليس يوم العاد {وقال الشيطان ل ا قضي ال مر إن ال وعدكم وعد ال ق‬
‫ووعدتكم فأخلفتكم وما كان ل عليكم من سلطان ف إل قوله ف وإن الظالي لم عذاب أليم}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أولئك} أي ال ستحسنون له في ما وعدهم ومناهم {مأوا هم جه نم} أي مصيهم ومآل م‬
‫يوم القيا مة {ول يدون عن ها مي صا} أي ل يس ل م عن ها مندو حة ول م صرف‪ ,‬ول خلص‪ ,‬ول‬
‫مناص‪ ,‬ث ذكر تعال حال السعداء والتقياء ومالم ف مآلم من الكرامة التامة‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬والذين‬
‫آمنوا وعملوا الصاحات} أي صدقت قلوبم وعملت جوارحهم با أمروا به من اليات‪ ,‬وتركوا ما‬
‫نوا ع نه من النكرات { سندخلهم جنات تري من تت ها النار} أي ي صرفونا ح يث شاؤوا وأ ين‬
‫شاؤوا {خالد ين في ها أبدا} أي بل زوال ول انتقال {و عد ال حقا} أي هذا و عد من ال‪ ,‬وو عد‬
‫ال معلوم حقيقة أنه واقع ل مالة‪ ,‬ولذا أكده بالصدر الدال على تقيق الب‪ ,‬وهو قوله حقا‪ ,‬ث قال‬
‫تعال‪{ :‬ومن أصدق من ال قيلً} أي ل أحد أصدق منه قولً‪ ,‬أي خبا ل إله هو ول رب سواه‪,‬‬
‫وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ف خطبته‪« :‬إن أصدق الديث كلم ال‪ ,‬وخي الدي‬

‫‪189‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هدي ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وشر المور مدثاتا‪ ,‬وكل مدثة بدعة‪ ,‬وكل بدعة ضللة‪ ,‬وكل‬
‫ضللة فففففففففففففففففففففففففففففففففففف النار»‪.‬‬

‫ج َز بِ ِه وَ َل يَجِدْ لَ ُه مِن دُو نِ اللّ ِه وَِليّا وَلَ‬


‫** ّليْ سَ ِبَأمَانِّيكُ ْم وَل َأمَانِ يّ َأهْ ِل اْلكِتَا بِ مَن َيعْمَلْ ُسوَءًا يُ ْ‬
‫جّن َة وَلَ‬
‫ُونف الْ َ‬
‫ك يَدْ ُخل َ‬ ‫ف َ‬
‫ِنف َفُأوْلَـ ئِ‬
‫ت مِن ذَكَرٍ َأوْ ُأنَْث َى َوهُ َو ُم ْؤم ٌ‬‫ِنف الصفّالِحَا َ‬ ‫نَصفِيا * وَمَن َيعْمَ ْل م َ‬
‫سنُ دِينا مِمّ نْ أَ سْلَ َم َو ْجهَ هُ ل َو ُهوَ ُمحْ سِ ٌن واتّبَ َع مِّلةَ ِإبْرَاهِي مَ َحنِيفا وَاتّخَذَ‬‫يُظْلَمُو َن َنقِيا * َومَ نْ أَحْ َ‬
‫ّهف بِكُ ّل َشيْءٍ مّحِيطا‬ ‫َانف الل ُ‬
‫ْضف وَك َ‬ ‫ت وَمَا فِي الر ِ‬ ‫السفمَاوَا ِ‬
‫ّهف مَا فِي ّ‬ ‫ِيمف َخلِيلً * وَلل ِ‬ ‫ّهف ِإبْرَاه َ‬ ‫الل ُ‬
‫قال قتادة‪ :‬ذكر لنا أن السلمي وأهل الكتاب افتخروا‪ ,‬فقال أهل الكتاب‪ :‬نبينا قبل نبيكم وكتابنا‬
‫قبل كتابكم فنحن أول بال منكم‪ ,‬وقال السلمون‪ :‬نن أول بال منكم ونبينا خات النبيي‪ ,‬وكتابنا‬
‫يقضي على الكتب الت كانت قبله‪ ,‬فأنزل ال {ليس بأمانيكم ول أمان أهل الكتاب من يعمل سوءا‬
‫يز به} {ومن أحسن دينا من أسلم وجهه ل وهو مسن} الَية‪ ,‬ث أفلج ال حجة السلمي على‬
‫من ناوأهم من أهل الَديان‪ ,‬وكذا روي عن السدي ومسروق والضحاك وأب صال وغيهم‪ ,‬وكذا‬
‫روى العو ف عن ا بن عباس ر ضي ال ع نه أ نه قال ف هذه الَ ية‪ :‬تا صم أ هل الديان‪ ,‬فقال أ هل‬
‫التوارة‪ :‬كتابنا خي الكتب‪ ,‬ونبينا خي النبياء‪ ,‬وقال أهل النيل مثل ذلك‪ ,‬وقال أهل السلم‪ :‬ل‬
‫د ين إل ال سلم‪ ,‬وكتاب نا ن سخ كل كتاب‪ ,‬ونبي نا خا ت ال نبيي‪ ,‬وأمر ت وأمر نا أن نؤ من بكتاب كم‬
‫ونعمل بكتابنا فقضى ال بينهم‪ ,‬وقال‪{ :‬ليس بأمانيكم ول أمان أهل الكتاب من يعمل سوءا يز‬
‫بفففففففففففففففففففه} الَيفففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وخي بي الديان فقال‪{ :‬ومن أحسن دينا من أسلم وجهه ال وهو مسن} إل قوله‪{ :‬واتذ ال‬
‫إبراهيفم خليلً}‪ .‬وقال ماهفد‪ :‬قالت العرب‪ :‬لن نبعفث ولن نعذب‪ ,‬وقالت اليهود والنصفارى {لن‬
‫يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى}‪ ,‬وقالوا‪{ :‬لن تسنا النار إل أياما معدودات} والعن ف‬
‫هذه الَية أن الدين ليس بالتحلي ول بالتمن‪ ,‬ولكن ما وقر ف القلوب وصدقته العمال‪ ,‬وليس كل‬
‫من ادعى شيئا حصل له بجرد دعواه‪ ,‬ول كل من قال إنه هو على الق سع قوله بجرد ذلك‪ ,‬حت‬
‫يكون له من ال برهان‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ليس بأمانيكم ول أمان أهل الكتاب من يعمل سوءا يز‬
‫به} أي ليس لكم ول لم النجاة بجرد التمن ؟ بل العبة بطاعة ال سبحانه واتباع ما شرعه على‬
‫ألسنة الرسل الكرام‪ ,‬ولذا قال بعده {من يعمل سوءا بز به}‪ ,‬كقوله‪{ :‬فمن يعمل مثقال ذرة خيا‬

‫‪190‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يره‪ ,‬ومفن يعمفل مثقال ذرة شرا يره} وقفد روي أن هذه الَيفة لاف نزلت شفق ذلك على كثيف مفن‬
‫الصففففففففففففففففففففففففففففففففففففففحابة‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد ال بن ني‪ ,‬حدثنا إساعيل عن أب بكر بن أب زهي‪ ,‬قال‪ :‬أخبت أن‬
‫أبا بكر رضي ال عنه قال‪ :‬يا رسول ال كيف الفلح بعد هذه الَية {ليس بأمانيكم ول أمان أهل‬
‫الكتاب من يعمل سوءا يز به} فكل سوء عملناه جزينا به ؟ فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬غفر‬
‫ال لك يا أبا بكر‪ ,‬ألست ترض‪ ,‬ألست تنصب‪ ,‬ألست تزن‪ ,‬ألست تصيبك اللواء ؟» قال‪ :‬بلى‪.‬‬
‫قال‪« :‬فهو ما تزون به»‪ .‬ورواه سعيد بن منصور عن خلف بن خليفة‪ ,‬عن إساعيل بن أب خالد به‪,‬‬
‫ورواه الا كم من طر يق سفيان الثوري عن إ ساعيل به‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد الوهاب بن‬
‫عطاء عن زياد الصاص‪ ,‬عن علي بن زيد‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬سعت أبا بكر يقول‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من يعمل سوءا يز به ف الدنيا» وقال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا‬
‫م مد بن هش يم بن جهي مة‪ ,‬حدث نا ي ي بن أ ب طالب‪ ,‬حدث نا ع بد الوهاب بن عطاء‪ ,‬حدث نا زياد‬
‫الصاص عن علي بن زيد‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬قال‪ :‬قال عبد ال بن عمر‪ :‬انظروا الكان الذي فيه عبد ال‬
‫بن الزب ي م صلوبا فل ترن عل يه‪ ,‬قال‪ :‬ف سها الغلم فإذا ع بد ال بن ع مر ين ظر إل ا بن الزب ي فقال‪:‬‬
‫يغ فر ال لك ثلثا‪ ,‬أ ما وال ما علم تك إل صوّاما قواما و صالً للر حم‪ ,‬أ ما وال إ ن لر جو مع‬
‫مساوي ما أصبت أن ل يعذبك ال بعدها‪ ,‬قال‪ :‬ث التفت إل فقال‪ :‬سعت أبا بكر الصديق يقول‪:‬‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من يع مل سوءا ف الدن يا ي ز به» ورواه أ بو ب كر البزار ف‬
‫مسنده عن الفضل بن سهل‪ ,‬عن عبد الوهاب بن عطاء به متصرا‪ ,‬وقال ف مسنده ابن الزبي‪ :‬حدثنا‬
‫إبراهيم بن الستمر العروقي‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن سليم بن حيان‪ ,‬حدثن أب عن جدي حيان بن‬
‫ب سطام‪ ,‬قال‪ :‬ك نت مع ا بن ع مر ف مر بع بد ال بن الزب ي و هو م صلوب‪ ,‬فقال‪ :‬رح ة ال عل يك أ با‬
‫خُبيب‪ ,‬سعت أباك يعن الزبي‪ ,‬يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من يعمل سوءا يز به‬
‫ففف الدنيففا والَخرة» ثفف قال‪ :‬ل نعلمففه يروى عففن الزبيفف إل مففن هذا الوجففه‪.‬‬
‫وقال أ بو ب كر بن مردو يه‪ :‬حدثنا أح د بن كا مل‪ ,‬حدث نا م مد بن سعد العو ف‪ ,‬حدث نا روح بن‬
‫عبادة‪ ,‬حدث نا مو سى بن عبيدة‪ ,‬حدث ن مول بن سباع‪ ,‬قال‪ :‬سعت ا بن ع مر يدث عن أ ب ب كر‬
‫الصديق قال‪ :‬كنت عند النب صلى ال عليه وسلم فنلت هذه الَية {ومن يعمل سوءا يز به ول يد‬
‫له من دون ال وليا ول ن صيا} فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬يا أ با ب كر أل أقرئك آ ية‬

‫‪191‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنزلت علي ؟» قلت‪ :‬بلى يفا رسفول ال‪ .‬قال‪ :‬فاقرأنيهفا فل أعلم إل أنف قفد وجدت انفصفاما فف‬
‫ظهري حت تطيت لا‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬مالك يا أبا بكر ؟» قلت‪ :‬بأب أنت‬
‫وأمي يا رسول ال‪ ,‬وأينا ل يعمل السوء وإنا لجزيون بكل سوء عملناه ؟ فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬أما أنت يا أبا بكر وأصحابك الؤمنون‪ ,‬فإنكم تزون بذلك ف الدنيا حت تلقوا ال‬
‫ليس لكم ذنوب‪ ,‬وأما الَخرون فيجمع ذلك لم حت يزوا به يوم القيامة»‪ ,‬وكذا رواه الترمذي عن‬
‫يي بن موسى وعبد بن حيد عن روح بن عبادة به‪ .‬ث قال‪ :‬وموسى بن عبيدة يضعف‪ ,‬ومول بن‬
‫سباع مهول‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم قال‪ :‬حدثنا السي قال‪ :‬حدثنا حجاج عن ابن جريج‬
‫قال‪ :‬أ خبن عطاء بن أ ب رباح قال‪ :‬ل ا نزلت هذه ال ية قال أ بو ب كر‪ :‬جاءت قا صمة الظ هر‪ ,‬فقال‬
‫رسففول ال صففلى ال عليففه وسففلم‪« :‬إنافف هففي الصففيبات ففف الدنيففا»‪.‬‬
‫(طريق أخرى عن الصديق) قال ابن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إسحاق العسكري‪ ,‬حدثنا‬
‫ممد بن عامر ال سعدي‪ ,‬حدثنا يي بن يي‪ ,‬حدثنا فض يل بن عياض عن سلمان بن مهران‪ ,‬عن‬
‫مسلم بن صبيح‪ ,‬عن مسروق‪ ,‬قال‪ :‬قال أبو بكر الصديق‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬ما أشد هذه الَية {من‬
‫يعمل سوءا يز به ؟} فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬الصائب والمراض والحزان ف الدينا‬
‫جزاء»‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن جرير‪ :‬حدثن عبد ال بن أب زياد وأحد بن منصور‪ ,‬قال‪ :‬أنبأنا زيد بن‬
‫الباب‪ ,‬حدثنا عبد اللك بن السن الحارب‪ ,‬حدثنا ممد بن زيد بن قنفذ عن عائشة‪ ,‬عن أب بكر‬
‫قال‪ :‬لا نزلت {من يعمل سوءا يز به} قال أبو بكر‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬كل ما نعمل نؤاخذ به ؟ فقال‪:‬‬
‫«يففففا أبففففا بكففففر أليففففس يصففففيبك كذا وكذا‪ ,‬فهففففو كفارة»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال سعيد بن منصور‪ :‬أنبأنا عبد ال بن وهب‪ ,‬أخبن عمرو بن الارث أن بكر بن‬
‫ل تل هذه الَية {من‬ ‫سوادة حدثه أن يزيد بن أب يزيد حدثه عن عبيد بن عمي‪ ,‬عن عائشة أن رج ً‬
‫يعمل سوءا يز به} فقال‪ :‬إنا لنجزى بكل ما علمناه‪ ,‬هلكنا إذا‪ ,‬فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسفلم فقال‪« :‬نعفم يزى بفه الؤمفن فف الدنيفا فف نفسفه فف جسفده فيمفا يؤذيفه»‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سلمة بن بشي‪ ,‬حدثنا هشيم عن أب عامر‪ ,‬عن‬
‫ابن أب مليكة‪ ,‬عن عائشة قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن لعلم أشد آية ف القرآن‪ ,‬فقال‪« :‬ما هي يا‬

‫‪192‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عائ شة ؟» قلت‪ :‬من يع مل سوءا ي ز به‪ ,‬فقال‪ « :‬هو ما ي صيب الع بد الؤ من ح ت النك بة ينكب ها»‬
‫ورواه ابن جرير من حديث هشيم به‪ .‬ورواه أبو داود من حديث أب عامر صال بن رستم الزاز به‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن زيد‪ ,‬عن أمية أنا سألت‬
‫عائشة عن هذه الَية {من يعمل سوءا يز به}‪ ,‬فقالت‪ :‬ما سألن أحد عن هذه الَية منذ سألت عنها‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪« :‬يا عائشة هذه مبايعة‬
‫ال للعبد ما يصيبه من المى والنكبة والشوكة حت البضاعة يضعها ف كمه‪ ,‬فيفزع لا‪ ,‬فيجدها ف‬
‫جيبففه حتفف إن الؤمففن ليخرج مففن ذنوبففه‪ ,‬كمففا أن الذهففب يرج مففن الكيفف»‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا أبو القاسم‪ ,‬حدثنا سريج‬
‫بن يونس‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن ممد بن إساعيل‪ ,‬عن ممد بن زيد بن الهاجر‪ ,‬عن عائشة قالت‪:‬‬
‫سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن هذه الَية {من يعمل سوءا يز به}‪ ,‬قال‪« :‬إن الؤمن يؤجر‬
‫ف كل شيء حت ف القبض عند الوت» وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسي عن زائدة‪ ,‬عن ليث‪ ,‬عن‬
‫ماهد‪ ,‬عن عائشة قالت‪ :‬قال‪ :‬رسول ال‪ :‬إذا كثرت ذنوب العبد ول يكن له ما يكفرها‪ ,‬ابتله ال‬
‫بالزن ليكفرهفففففففففففففففففا عنفففففففففففففففففه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال سعيد بن منصور‪ ,‬عن سفيان بن عيينة‪ ,‬عن عمر بن عبد الرحن بن ميصن‪,‬‬
‫سع ممد بن قيس بن مرمة يب أن أبا هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬لا نزلت {من يعمل سوءا يز به}‬
‫شق ذلك على السلمي‪ ,‬فقال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬سددوا وقاربوا‪ ,‬فإن ف كل ما‬
‫يصاب به السلم كفارة حت الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها»‪ ,‬هكذا رواه أحد عن سفيان بن عيينة‪,‬‬
‫وم سلم والترمذي والن سائي من حد يث سفيان بن عيي نة به‪ ,‬ورواه ا بن مردو يه من حد يث روح‬
‫ومعتمر‪ ,‬كلها عن إبراهيم بن يزيد‪ ,‬عن عبد ال بن إبراهيم‪ ,‬سعت أبا هريرة يقول‪ :‬لا نزلت هذه‬
‫الَية {ليس بأمانيكم ول أمان أهل الكتاب من يعمل سوءا يز به} بكينا وحزنا‪ ,‬وقلنا‪ :‬يارسول ال‬
‫ما أبقت هذه الَية من شيء‪ ,‬قال‪« :‬أما والذي نفسي بيده إنا لكما أنزلت‪ ,‬ولكن أبشروا وقاربوا‬
‫وسددوا‪ ,‬فإنه ل يصيب أحدا منكم مصيبة ف الدنيا إل كفر ال با من خطيئته حت الشوكة يشاكها‬
‫أحدكم ف قدمه» وقال عطاء بن يسار‪ ,‬عن أب سعيد وأب هريرة‪ :‬أنما سعا رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم يقول‪ « :‬ما ي صيب ال سلم من ن صب ول و صب ول سقم ول حزن ح ت ال م يه مه إل‬
‫كفففففففففففر ال مففففففففففن سففففففففففيئاته» أخرجاه‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي عن سعد بن إسحاق‪ ,‬حدثتن زينب بنت كعب بن‬
‫عجرة عن أب سعيد الدري‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أرأيت هذه‬
‫المراض ال ت تصيبنا‪ ,‬ما ل نا ب ا ؟ قال‪ :‬كفارات‪ .‬قال أ ب‪ :‬وإن قلت قال‪ :‬ح ت الشو كة ف ما فوق ها‪,‬‬
‫قال‪ :‬فد عا أ ب على نف سه أ نه ل يفار قه الو عك ح ت يوت ف أن ل يشغله عن حج ول عمرة ول‬
‫جهاد ف سبيل ال ول صلة مكتوبة ف جاعة‪ ,‬فما مسه إنسان إل وجد حره حت مات رضي ال‬
‫عنففففففففففففه‪ ,‬تفرد بففففففففففففه أحدفففففففففففف‪.‬‬
‫(حد يث أ خر) روى ا بن مردو يه من طر يق ح سي بن وا قد عن الكل ب‪ ,‬عن أ ب صال‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس‪ ,‬قال‪ :‬ق يل‪ :‬يا ر سول ال { من يع مل سوءا ي ز به}‪ ,‬قال‪« :‬ن عم و من يع مل ح سنة ي ز ب ا‬
‫عشرا» فهلك من غلب واحدته عشراته‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪,‬‬
‫حدث نا حاد بن سلمة عن ح يد عن ال سن { من يع مل سوءا ي ز به} قال‪ :‬الكا فر‪ ,‬ث قرأ {وهل‬
‫نازي إل الكفور}‪ ,‬وهكذا روي عن ا بن عباس و سعيد بن جبي أن ما ف سرا ال سوء هه نا بالشرك‬
‫أيضا‪ .‬وقوله‪{ :‬ول يد له من دون ال وليا ول نصيا} قال علي بن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس‪ :‬إل‬
‫أن يتوب فيتوب ال عليه‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬والصحيح أن ذلك عام ف جيع العمال لا تقدم من‬
‫الحاديففففففففث‪ ,‬وهذا اختيار ابففففففففن جريففففففففر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ومن يعمل من الصالات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن} الَية‪ ,‬لا ذكر الزاء على السيئات‬
‫وأنه ل بد أن يأخذ مستحقها من العبد إما ف الدنيا وهو الجود له‪ ,‬وإما ف الَخرة والعياذ با ل من‬
‫ذلك‪ ,‬ون سأله العاف ية ف الدن يا والَخرة‪ ,‬وال صفح والع فو وال سامة‪ ,‬شرع ف بيان إح سانه وكر مه‬
‫ورحته ف قبول العمال الصالة من عباده‪ ,‬ذكرانم وإناثهم بشرط اليان‪ ,‬وأنه سيدخلهم النة ول‬
‫يظلم هم من ح سناتم ول مقدار النق ي‪ ,‬و هو النقرة ال ت ف ظ هر نواة التمرة و قد تقدم الكلم على‬
‫الفتيل وهو اليط ف شق النواة‪ ,‬وهذا النقي وها ف نواة التمرة‪ ,‬وكذا القطمي وهواللفافة الت على‬
‫نواة التمرة‪ ,‬والثلثفففففففففففففففة فففففففففففففففف القرآن‪,‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬و من أح سن دي نا م ن أ سلم وج هه ل} أخلص الع مل لر به عز و جل فع مل إيانا‬
‫واحتسابا‪{ ,‬وهو مسن} أي اتبع ف عمله ما شرعه ال له‪ ,‬وما أرسل به رسوله من الدى ودين‬
‫ال ق‪ ,,‬وهذان الشرطان ل ي صح ع مل عا مل بدون ما‪ ,‬أي يكون خال صا صوابا والالص أن يكون‬
‫ل‪ ,‬وال صواب أن يكون متابعا للشري عة في صح ظاهره بالتاب عة‪ ,‬وباط نه بالخلص‪ ,‬فم ت ف قد الع مل‬

‫‪194‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ حد هذ ين الشرط ي ف سد‪ ,‬فم ت ف قد الخلص كان منافقا و هم الذ ين يراءون الناس‪ ,‬و من ف قد‬
‫التابعفة كان ضالً جاهلً‪ ,‬ومتف جعهمفا كان عمفل الؤمنيف الذيفن يتقبفل عنهفم أحسفن مفا عملوا‬
‫ويتجاوز عن سيئاتم‪ ,‬الَية‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬واتبع ملة إبراهيم حنيفا} وهم ممد وأتباعه إل يوم‬
‫القيا مة‪ .‬ك ما قال تعال‪{ :‬إن أول الناس بإبراه يم للذ ين اتبعوه وهذا ال نب} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪ { :‬ث‬
‫أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من الشركي} والنيف هو الائل عن الشرك قصدا‪,‬‬
‫أي تاركا له عفن بصفية‪ ,‬ومقبفل على القف بكليتفه ل يصفده عنفه صفاد‪ ,‬ول يرده عنفه راد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وات ذ ال إبراه يم خليلً} وهذا من باب الترغ يب ف اتبا عه‪ ,‬ل نه إمام يقتدى به ح يث‬
‫وصل إل غاية ما يتقرب به العباد له‪ ,‬فإنه انتهى إل درجة اللة الت هي أرفع مقامات الحبة‪ ,‬وما‬
‫ذاك إل لكثرة طاع ته لر به‪ ,‬ك ما و صفه به ف قوله‪{ :‬وإبراه يم الذي و ف}‪ ,‬قال كث ي من علماء‬
‫ال سلف‪ :‬أي قام بم يع ما أ مر به ف كل مقام من مقامات العبادة‪ ,‬فكان ل يشغله أ مر جل يل عن‬
‫حقي‪ ,‬ول كبي عن صغي وقال تعال‪{ :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتهن} الَية‪ .‬وقال تعال‪:‬‬
‫{إن إبراه يم كان أ مة قانتا ل حنيفا ول يك من الشرك ي} الَ ية‪ ,‬والَ ية بعد ها‪ ,‬وقال البخاري‪:‬‬
‫حدثنا سليمان بن حرب‪ ,‬حدثنا شعبة عن حبيب بن أب ثابت‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن عمرو بن‬
‫ميمون‪ ,‬قال‪ :‬إن معاذا لا قدم اليمن صلى بم الصبح‪ ,‬فقرأ {واتذ ال إبراهيم خليل} فقال رجل‪:‬‬
‫من القوم‪ :‬لقد قرت عي أم إبراه يم‪ ,‬و قد ذكر ابن جرير ف تف سيه عن بعضهم‪ :‬أ نه إنا ساه ال‬
‫خليلً من أجل أنه أصاب أهل ناحيته جدب‪ ,‬فارتل إل خليل له من أهل الوصل‪ ,‬وقال بعضهم من‬
‫أ هل م صر‪ :‬ليمتار طعاما لهله من قبله فلم ي صب عنده حاج ته‪ ,‬فل ما قرب من أهله قرّ بفازة ذات‬
‫ر مل‪ ,‬فقال‪ :‬لو ملت غرائري من هذا الر مل لئل يغ تم أهلي برجو عي إلي هم بغ ي مية‪ ,‬وليظنوا أ ن‬
‫أتيتهم با يبون‪ ,‬ففعل ذلك فتحول ما ف الغرائر من الرمل دقيقا‪ ,‬فلما صار إل منله نام‪ ,‬و قام أهله‬
‫ففتحوا الغرائر فوجدوا دقيقا فعجنوا م نه وخبزوا‪ ,‬فا ستيقظ ف سألم عن الدق يق الذي خبزوا‪ ,‬فقالوا‪:‬‬
‫من الدقيق الذي جئت به من عند خليلك‪ ,‬فقال‪ :‬نعم هو من عند خليلي ال‪ ,‬فسماه ال خليلً‪ ,‬وف‬
‫صحة هذا ووقوعه نظر‪ ,‬وغايته أن يكون خبا إسرائيليا ل يصدق ول يكذب‪ ,‬وإنا سي خليل ال‬
‫لشدة مبة ربه عز وجل‪ ,‬له لا قام به من الطاعة الت يبها ويرضاها‪ ,‬ولذا ثبت ف الصحيحي من‬
‫رواية أب سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا خطبهم ف آخر خطبة خطبها‪ ,‬قال‪:‬‬
‫«أما بعد‪ ,‬أيها الناس فلو كنت متخذا من أهل الرض خليلً‪ ,‬لتذت أبا بكر بن أب قحافة خليلً‪,‬‬

‫‪195‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولكن صاحبكم خليل ال» وجاء من طريق جندب بن عبد ال البجلي وعبد ال بن عمرو بن العاص‬
‫وعبد ال بن مسعود عن النب قال‪« :‬إن ال اتذن خليلً‪ ,‬كما اتذ إبراهيم خليلً» وقال أبو بكر بن‬
‫مردويه‪ :‬حدثنا عبد الرحيم بن ممد بن مسلم‪ ,‬حدثنا إساعيل بن أحد بن أسيد‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن‬
‫يعقوب الوزجا ن ب كة‪ ,‬حدث نا ع بد ال الن في‪ ,‬حدث نا زم عة أ بو صال عن سلمة بن وهران‪ ,‬عن‬
‫عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬جلس ناس من أصحاب رسول ال ينتظرونه‪ ,‬فخرج حت إذا دنا منهم‬
‫سعهم يتذاكرون فسمع حديثهم‪ ,‬وإذا بعضهم يقول‪ :‬عجب‪ ,‬إن ال اتذ من خلقه خليلً فإبراهيم‬
‫خليله‪ ,‬وقال آخفر‪ :‬ماذا بأعجفب مفن أن ال كلم موسفى تكليما‪ ,‬وقال آخفر‪ :‬فعيسفى روح ال‬
‫وكلمته‪ ,‬وقال آخر‪ :‬آدم اصطفاه ال فخرج عليهم فسلم‪ ,‬وقال‪« :‬قد سعت كلمكم وتعجبكم إن‬
‫إبراه يم خل يل ال‪ ,‬و هو كذلك‪ ,‬ومو سى كلي مه‪ ,‬وعي سى رو حه وكلم ته‪ ,‬وآدم ا صطفاه ال و هو‬
‫كذلك‪ ,‬وكذلك ممد صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬أل وإن حبيب ال‪ ,‬ول فخر وأنا أول شافع وأول‬
‫مشفع‪ ,‬ول فخر وأنا أول من يرك حلقة النة فيفتح ال ويدخلنيها ومعي فقراء الؤمني‪ ,‬ول فخر‪,‬‬
‫وأنا أكرم الولي والَخرين يوم القيامة ول فخر» وهذا حديث غريب من هذا الوجه ولبعضه شواهد‬
‫فففففففففففا‪,‬‬ ‫فففففففففففحاح وغيهف‬ ‫ففففففففففف الصف‬ ‫فف‬
‫وقال قتادة عفن عكرمفة عفن ابفن عباس أنفه قال‪ :‬أتعجبون مفن أن تكون اللة لبراهيفم‪ ,‬والكلم‬
‫لوسى‪ ,‬والرؤية لحمد صلوات ال وسلمه عليهم أجعي‪ ,‬رواه الاكم ف الستدرك‪ ,‬وقال‪ :‬صحيح‬
‫على شرط البخاري‪ ,‬ول يرجاه‪ ,‬وكذا روي عن أنس بن مالك وغي واحد من الصحابة والتابعي‬
‫والئ مة من ال سلف واللف وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا ي ي بن عبدك القزوي ن‪ ,‬حدث نا م مد يع ن‬
‫سعيد بن سابق‪ ,‬حدثنا عمرو يعن ابن أب قيس عن عاصم عن أب راشد‪ ,‬عن عبيد بن عمي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫كان إبراهيم عليه السلم يضيف الناس‪ ,‬فخرج يوما يلتمس أحدا يضيفه فلم يد أحدا يضيفه‪ ,‬فرجع‬
‫إل داره فو جد في ها رجلً قائما‪ ,‬فقال‪ :‬يا ع بد ال ما أدخلك داري بغ ي إذ ن ؟ قال‪ :‬دخلت ها بإذن‬
‫ربا‪ ,‬قال‪ :‬ومن أنت ؟ قال‪ :‬أنا ملك الوت أرسلن رب إل عبد من عباده‪ ,‬أبشره بأن ال قد اتذه‬
‫خليلً‪ ,‬قال‪ :‬من هو ؟ فوال إن أ خبتن به‪ ,‬ث كان بأق صى البلد لَتي نه‪ ,‬ث ل أبرح له جارا ح ت‬
‫يفرق بيننا الوت‪ ,‬قال‪ :‬ذلك العبد أنت‪ .‬قال‪ :‬أنا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال فيم اتذن رب خليلً ؟ قال‪ :‬إنك‬
‫تعطي الناس ول تسألم وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممود بن خالد السلمي‪ ,‬حدثنا الوليد عن إسحاق بن‬
‫يسار‪ ,‬قال‪ :‬لا اتذ ال إبراهيم خليلً ألقى ف قلبه الوجل حت أن خفقان قلبه ليسمع من بعيد كما‬

‫‪196‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي سمع خفقان الط ي ف الواء وهكذا جاء ف صفة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه كان ي سمع‬
‫لصفففدره أزيفففز كأزيفففز الرجفففل إذا اشتفففد غلياناففف مفففن البكاء‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول ما ف السموات وما ف الرض} أي الميع ملكه وعبيده وخلقه وهو التصرف ف‬
‫ج يع ذلك‪ ,‬ل راد ل ا ق ضى‪ ,‬ول مق عب ل ا ح كم‪ ,‬ول ي سأل ع ما يف عل لعظم ته وقدر ته وعدله‬
‫وحكمته ولطفه ورحته‪ .‬وقوله‪{ :‬وكان ال بكل شيء ميطا} أي علمه نافذ ف جيع ذلك ل تفى‬
‫عليه خافية من عباده‪ ,‬ول يعزب عن علمه مثقال ذرة ف السموات ول ف الرض ول أصغر من ذلك‬
‫ول أكفففب‪ ,‬ول تففففى عليفففه ذرة لاففف تراءى للناظريفففن ومفففا توارى‪.‬‬

‫سَتفْتُونَكَ فِي النّ سَآءِ ُقلِ اللّ ُه ُيفْتِيكُ مْ فِيهِ ّن َومَا ُيتَْلىَ عََلْيكُ مْ فِي الْ ِكتَا بِ فِي َيتَامَى النّ سَآءِ الّلتِي‬
‫** َويَ ْ‬
‫ي مِ َن اْلوِلْدَا ِن َوأَن َتقُومُواْ ِل ْليَتَا َمىَ‬
‫ض َعفِ َ‬
‫ستَ ْ‬
‫َل ُتؤْتُوَنهُ نّ مَا ُكتِ بَ َلهُ ّن َوتَ ْرغَبُو نَ أَن تَنكِحُوهُ ّن وَالْمُ ْ‬
‫ف عَلِيما‬ ‫ف بِهفف ِ‬ ‫ط وَمَفففا َت ْفعَلُواْ مِنفففْ َخيْرٍ فَإِنفففّ اللّهفففَ كَانفف َ‬ ‫بِاْلقِسفففْ ِ‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا عبيد بن إساعيل‪ ,‬حدثنا أبو أسامة قال‪ :‬حدثنا هشام بن عروة عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫عائ شة ر ضي ال عن ها {وي ستفتونك ف الن ساء قل ال يفتي كم في هن ف إل قوله ف وترغبون أن‬
‫تنكحوهن} قالت عائشة‪ :‬هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها‪ ,‬فأشركته ف ماله حت ف‬
‫العذق‪ ,‬في غب أن ينكح ها ويكره أن يزوج ها رجلً فيشر كه ف ماله ب ا شرك ته‪ ,‬فيعضل ها‪ ,‬فنلت‬
‫هذه الَية‪ ,‬وكذلك رواه مسلم عن أب كريب‪ ,‬وعن أب بكر بن أب شيبة‪ ,‬كلها عن أسامة‪ ,‬وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬قرأت على ممد بن عبد ال بن عبد الكم‪ ,‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن يونس عن ابن‬
‫شهاب‪ ,‬أ خبن عروة بن الزب ي‪ ,‬قالت عائشة‪ :‬ث إن الناس استفتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ب عد هذه الَ ية في هن‪ ,‬فأنزل ال {وي ستفتونك ف الن ساء قل ال يفتي كم في هن و ما يتلى علي كم ف‬
‫الكتاب} الَية‪ ,‬قال‪ :‬والذي ذكر ال أنه يتلى عليه ف الكتاب‪ ,‬الَية الول الت قال ال {وإن خفتم‬
‫أن ل تقسطوا ف اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} وبذا السناد عن عائشة قالت‪ :‬وقول‬
‫ال عز وجل‪{ :‬وترغبون أن تنكحوهن} رغبة أحدكم عن يتيمته الت تكون ف حجره حي تكون‬
‫قليلة الال والمال‪ ,‬فنهوا أن ينكحوا من رغبوا ف مالا وجالا من يتامى النساء إل بالقسط من أجل‬
‫رغبتهم عنهن‪ ,‬وأصله ثابت ف الصحيحي من طريق يونس بن يزيد اليلي به والقصود أن الرجل إذا‬
‫كان ف حجره يتيمة يل له تزويها‪ ,‬فتارة يرغب ف أن يتزوجها‪ ,‬فأمره ال أن يهرها أسوة بأمثالا‬

‫‪197‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من النساء‪ ,‬فإن ل يفعل فليعدل إل غيها من النساء‪ ,‬فقد وسع ال عز وجل‪ ,‬وهذا العن ف الَية‬
‫الول الت ف أول السورة‪ ,‬وتارة ل يكون له فيها رغبة لدمامتها عنده أو ف نفس المر‪ ,‬فنهاه ال عز‬
‫و جل أن يعضل ها عن الزواج خش ية أن يشركوه ف ماله الذي بي نه وبين ها‪ ,‬ك ما قال علي بن أ ب‬
‫طلحة عن ابن عباس ف الَية‪ ,‬وهي قوله‪{ :‬ف يتامى النساء} الَية‪ ,‬كان الرجل ف الاهلية تكون‬
‫عنده اليتيمة فيلقي عليها ثوبه‪ ,‬فإذا فعل ذلك ل يقدر أحد أن يتزوجها أبدا فإن كانت جيلة وهويها‪,‬‬
‫تزوج ها وأ كل مال ا‪ ,‬وإن كا نت دمي مة منع ها الرجال أبدا ح ت توت‪ ,‬فإذا ما تت ورث ها فحرم ال‬
‫ذلك ون ى ع نه‪ ).‬وقال ف قوله‪{ :‬وال ستضعفي من الولدان} كانوا ف الاهل ية ل يورثون ال صغار‬
‫ول البنات‪ ,‬وذلك قوله‪{ :‬ل تؤتوهن ما كتب لن} فنهى ال عن ذلك وبي لكل ذي سهم سهمه‪,‬‬
‫فقال‪{ :‬للذكر مثل حظ النثيي} صغيا أو كبيا‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي وغيه وقال سعيد بن‬
‫جبي ف قوله‪{ :‬وأن تقوموا لليتا مى بالق سط} ك ما إذا كا نت ذات جال ومال نكحت ها وا ستأثرت‬
‫با‪ ,‬كذلك إذا ل تكن ذات مال ول جال فانكحها واستأثر با‪ .‬وقوله‪{ :‬وما تفعلوا من خي فإن ال‬
‫كان بفه عليما} تييجا على فعفل اليات وامتثالً للوامفر‪ ,‬وإن ال عفز وجفل عال بميفع ذلك‪,‬‬
‫ففففففف‪.‬‬ ‫فففففففر الزاء وأتهف‬ ‫فففففففه أوفف‬ ‫فففففففيجزي عليف‬ ‫وسف‬

‫صلْحا وَالصّلْ ُح‬ ‫ح عََلْيهِمَآ أَن يُصِْلحَا َبيَْنهُمَا ُ‬ ‫ت مِن َبعِْلهَا نُشُوزا َأوْ ِإعْرَاضا َفلَ ُجنَاْ َ‬ ‫** َوإِنِ امْ َرَأةٌ خَافَ ْ‬
‫ستَطِي ُعوَاْ‬
‫سنُوْا َوتَّتقُواْ فَإِ نّ اللّ هَ كَا نَ بِمَا َتعْ َملُو نَ َخبِيا * وَلَن تَ ْ‬ ‫ت الْنفُ سُ الشّ ّح َوإِن ُتحْ ِ‬ ‫َخيْ ٌر َوأُ ْحضِرَ ِ‬
‫ل تَمِيلُواْ كُ ّل الْ َميْلِ َفتَذَرُوهَا كَالْ ُمعَّل َق ِة َوإِن تُ صِْلحُوْا َوَتتّقُواْ َفإِ نّ‬
‫صتُمْ َف َ‬
‫أَن َتعْدِلُواْ َبيْ َن النّ سَآءِ وََلوْ َحرَ ْ‬
‫ّهف وَاسفِعا َحكِيما‬ ‫َانف الل ُ‬
‫سفَعتِهِ وَك َ‬ ‫ل م ّن َ‬ ‫ّهف ُك ّ‬‫ْنف الل ُ‬‫َانف َغفُورا رّحِيما * َوإِن َيتَفَرّق َا ُيغ ِ‬ ‫ّهف ك َ‬ ‫الل َ‬
‫يقول تعال م با ومشرعا من حال الزوج ي تارة ف حال نفور الر جل عن الرأة‪ ,‬وتارة ف حال‬
‫اتفا قه معها‪ ,‬وتارة ف حال فرا قه ل ا‪ ,‬فالالة الول ما إذا خا فت الرأة من زوج ها أن ين فر عنها أو‬
‫يعرض عنها‪ ,‬فلها أن تسقط عنه حقها أو بعضه من نفقة أو كسوة أو مبيت أو غي ذلك من حقها‬
‫عل يه‪ ,‬وله أن يق بل ذلك من ها فل حرج علي ها ف بذل ا ذلك له‪ ,‬ول عل يه ف قبوله من ها‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬فل جناح عليهمفا أن يصفلحا بينهمفا صفلحا}‪ ,‬ثف قال‪{ :‬والصفلح خيف} أي مفن الفراق‪,‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأحضرت النفس الشح} أي الصلح عند الشاحة خي من الفراق‪ ,‬ولذا لا كبت سودة‬

‫‪198‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب نت زم عة عزم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على فراق ها ف صالته على أن ي سكها وتترك يوم ها‬
‫لعائشففففففة‪ ,‬فقبففففففل ذلك منهففففففا وأبقاهففففففا على ذلك‪.‬‬
‫(ذ كر الروا ية بذلك) قال أ بو داود الطيال سي‪ :‬حدث نا سليمان بن معاذ عن ساك بن حرب‪ ,‬عن‬
‫عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬خش يت سودة أن يطلق ها ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقالت‪:‬‬
‫يار سول ال‪ ,‬ل تطلق ن واجعل يومي لعائ شة فف عل‪ ,‬ونزلت هذه الَية {وإن امرأة خافت من بعلها‬
‫نشوزا أو إعرا ضا فل جناح عليه ما} الَ ية‪ .‬قال ا بن عباس ف ما ا صطلحا عل يه من ش يء ف هو جائز‪.‬‬
‫ورواه الترمذي عن ممد بن الثن‪ ,‬عن أ ب داود الطيالسي به‪ ,‬وقال‪ :‬حسن غر يب‪ .‬قال الشافعي‪:‬‬
‫أخبنا مسلم عن ابن جريج‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم توف عن‬
‫ت سع ن سوة وكان يق سم لثمان‪ .‬و ف ال صحيحي من حد يث هشام بن عروة‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن عائ شة‬
‫قالت‪ :‬لا كبت سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة‪ ,‬فكان النب صلى ال عليه وسلم يقسم لا‬
‫فة نوه‪.‬‬‫فن عائشف‬ ‫فن عروة عف‬‫فث الزهري عف‬ ‫فن حديف‬ ‫فحيح البخاري مف‬ ‫فودة‪ .‬وف ف صف‬ ‫بيوم سف‬
‫وقال سعيد بن منصور‪ :‬أنبأنا عبد الرحن بن أب الزناد عن هشام‪ ,‬عن أبيه عروة‪ ,‬قال‪ :‬أنزل ال ف‬
‫سودة وأشباه ها {وإن امرأة خا فت من بعل ها نشوزا أو إعراضا} وذلك أن سودة كا نت امرأة قد‬
‫أسنت‪ ,‬ففزعت أن يفارقها رسول ال صلى ال عليه وسلم وضنت بكانا منه‪ ,‬وعرفت من حب‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عائ شة ومنلت ها م نه‪ ,‬فوه بت يوم ها من ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم لعائشة‪ ,‬فقبل ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال البيهقي وقد رواه أحد بن يونس عن‬
‫السن بن أ ب الزناد موصولً‪ ,‬وهذه الطريقة رواها الاكم ف مستدركة فقال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن‬
‫إسحاق الفقيه‪ ,‬أخبنا السن بن على بن زياد‪ ,‬حدثنا أحد بن يونس‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن أب‬
‫الزناد عن هشام بن عروة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن عائشة أنا قالت له‪ :‬يا ابن أخت‪ ,‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ل يفضل بعضنا على بعض ف مكثه عندنا‪ ,‬وكان قل يوم إل وهو يطوف علينا فيدنو من‬
‫كل امرأة من غي مسيس حت يبلغ إل من هو يومها فيبيت عندها‪ ,‬ولقد قالت سودة بنت زمعة حي‬
‫أسنت وفزعت أن يفارقها رسول ال صلى ال عليه وسلم يارسول ال‪ ,‬يومي هذا لعائشة‪ ,‬فقبل ذلك‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬قالت عائ شة‪ :‬ف في ذلك أنزل ال {وإن امرأة خا فت من بعل ها‬
‫نشوزا أو إعراضا} وكذلك رواه أبو داود عن أحد بن يونس به‪ ,‬والاكم ف مستدركه‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫صحيح السناد‪ ,‬ول يرجاه‪ .‬وقد رواه ابن مردويه من طريق أب بلل الشعري عن عبد الرحن بن‬

‫‪199‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أب الزناد به نوه ومن رواية عبد العزيز بن ممد الدراوردي عن هشام بن عروة بنحو متصرا‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو العباس ممد بن عبد الرحن الدغول ف أول معجمه‪ :‬حدثنا ممد بن يي‪ ,‬حدثنا مسلم‬
‫بن إبراهيم‪ .‬حدثنا هشام الدستوائي‪ ,‬حدثنا القاسم بن أب بزة‪ ,‬قال‪ :‬بعث النب صلى ال عليه وسلم‬
‫إل سودة بنت زمعة بطلقها‪ ,‬فلما أن أتاها جلست له على طريق عائشة‪ ,‬فلما رأته قالت له‪ :‬أنشدك‬
‫بالذي أنزل عليك كلمه واصطفاك على خلقه لا راجعتن‪ ,‬فإن قد كبت ول حاجة ل ف الرجال‪,‬‬
‫لكن أريد أن أبعث مع نسائك يوم القيام‪ ,‬فراجعها فقالت‪ :‬فإن جعلت يومي وليلت لبة رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وهذا غر يب مر سل‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدث نا م مد بن مقا تل‪ ,‬أنبأ نا ع بد ال‪,‬‬
‫أنبأ نا هشام بن عروة عن أب يه‪ ,‬عن عائ شة {وإن امرأة خا فت من بعل ها نشوزا أو إعراضا} قال‪:‬‬
‫الرجل تكون عنده الرأة السنة ليس بستكثر منها يريد أن يفارقها فتقول‪ :‬أجعلك من شأن ف حل‪,‬‬
‫فنلت هذه الَيفففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬حدث نا أ ب عن هشام بن عروة‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن عائ شة{وإن امرأة‬
‫خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فل جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خي} قالت‪:‬‬
‫هذا ف الرأة تكون ع ند الر جل‪ ,‬فلعله ل يكون ب ستكثر من ها‪ ,‬ول يكون ل ا ولد ويكون ل ا صحبة‬
‫فتقول‪ :‬ل تطلق ن وأ نت ف حل من شأ ن‪ .‬حدث ن الث ن‪ ,‬حدثنا حجاج بن منهال‪ ,‬حدث نا حاد بن‬
‫سلمة عن هشام‪ ,‬عن عروة‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬ف قوله‪{ :‬وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا}‬
‫قالت‪ :‬هو الرجل يكون له امرأتان‪ :‬إحداها قد كبت‪ ,‬أو هي دميمة‪ ,‬وهو ل يستكثر منها فتقول‪:‬‬
‫ل تطلقن وأنت ف حل من شأن‪ ,‬وهذا الديث ثابت ف الصحيحي من غي وجه عن هشام بن‬
‫ففة‪.‬‬ ‫ففد والنف‬ ‫ففا تقدم‪ ,‬ول المف‬ ‫ففو مف‬‫ففة‪ ,‬بنحف‬ ‫ففن عائشف‬ ‫ففه‪ ,‬عف‬‫ففن أبيف‬ ‫عروة‪ ,‬عف‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد وابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير عن أشعث عن ابن سيين قال‪ :‬جاء‬
‫ر جل ال ع مر بن الطاب ف سأله عن آ ية‪ ,‬فكر هه فضر به بالدرة‪ ,‬ف سأله آ خر عن هذه الَ ية {وإن‬
‫امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} ث قال عن مثل هذا فاسألوا‪ ,‬ث قال‪ :‬هذه الرأة تكون عند‬
‫الرجل قد خل من سنها‪ ,‬فيتزوج الرأة الشابة يلتمس ولدها‪ ,‬فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي السنجان‪ ,‬حدثنا مسدد‪ ,‬حدثنا أبو الحوص عن ساك‬
‫بن حرب‪ ,‬عن خالد بن عرعرة‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجل إل علي بن أب طالب‪ ,‬فسأله عن قول ال عز وجل‬

‫‪200‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وإن امرأة خاففت مفن بعلهفا نشوزا أو إعراضا فل جناح عليهمفا}‪ ,‬قال علي‪ :‬يكون الرجفل عنده‬
‫الرأة فتنبو عيناه عنها من دمامتها أو كبها‪ ,‬أو سوء خلقها‪ ,‬أو قذذها فتكره فراقه‪ ,‬فإن وضعت له‬
‫مففففن مهرهففففا شيئا حففففل له‪ ,‬وإن جعلت له مففففن أيامهففففا فل حرج‪.‬‬
‫وكذا رواه أ بو داود الطيال سي عن شع بة عن حاد بن سلمة وأ ب الحوص‪ ,‬ورواه ا بن جر ير من‬
‫طر يق إ سرائيل‪ ,‬أربعت هم عن ساك به‪ .‬وكذا ف سرها ا بن عباس و عبيدة ال سلمان وما هد بن جبي‬
‫والشعب وسعيد بن جبي وعطاء وعطية العوف ومكحول والسن والكم بن عتيبة وقتادة وغي واحد‬
‫من ال سلف والئ مة‪ ,‬ول أعلم ف ذلك خلفا أن الراد بذه الَ ية هذا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقال الشاف عي‪:‬‬
‫أنبأنا ابن عيينة عن الزهري‪ ,‬عن ابن السيب أن بنت ممد بن مسلم كانت عند رافع بن خديج‪,‬‬
‫فكره من ها أمرا إ ما كبا أو غيه‪ ,‬فأراد طلق ها فقالت‪ :‬ل تطلق ن واق سم ل ما بدا لك‪ ,‬فأنزل ال‬
‫عز وجل {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} الَية‪ ,‬وقد رواه الاكم ف مستدركه من‬
‫طريق عبد الرزاق عن معمر‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن سعيد بن السيب وسليمان بن يسار بأطول من هذا‬
‫السفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففياق‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬حدثنا سعيد بن أب عمرو‪ ,‬حدثنا أبو ممد أحد بن عبد ال الزن‪,‬‬
‫أنبأ نا علي بن م مد بن عي سى‪ ,‬أنبأ نا أ بو اليمان‪ ,‬أ خبن شع يب بن أ ب حزة عن الزهري‪ ,‬أ خبن‬
‫سعيد بن ال سيب و سليمان بن ي سار أن ال سنة ف هات ي الَيت ي اللت ي ذ كر ال فيه ما نشوز الر جل‬
‫وإعرا ضه عن امرأ ته ف قوله‪{ :‬وإن امرأة خا فت من بعل ها نشوزا أو إعراضا} إل تام الَيت ي‪ ,‬أن‬
‫الرء إذا نشز عن امرأته وآثر عليها‪ ,‬فإن من الق أن يعرض عليها أن يطلقها أو تستقر عنده على ما‬
‫كانت من أثرة ف القسم من ماله ونفسه صلح له ذلك وكان صلحها عليه كذلك‪ ,‬ذكر سعيد بن‬
‫السيب وسليمان الصلح الذي قال ال عز وجل {فل جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح‬
‫خي} وقد ذكر ل أن رافع بن خديج النصاري وكان من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم كانت‬
‫عنده امرأة حت إذا كبت تزوج عليها فتاة شابة‪ ,‬وآثر عليها الشابة‪ ,‬فناشدته الطلق فطلقها تطليقة‪,‬‬
‫ث أمهلها حت إذا كادت تل راجعها‪ ,‬ث عاد فآثر عليها الشابة فناشدته الطلق‪ ,‬فقال لا‪ :‬ماشئت‪,‬‬
‫إناف بقيفت لك تطليقفة واحدة‪ ,‬فإن شئت اسفتقررت على مفا تريفن مفن الثرة‪ ,‬وإن شئت فارقتفك‪,‬‬
‫فقالت‪ :‬ل بل أستقر على الثرة فأمسكها على ذلك‪ ,‬فكان ذلك صلحهما ول ير رافع عليه إثا حي‬
‫رضيت أن تستقر عنده على الثرة فيما آثر به عليها‪ ,‬وهكذا رواه بتمامة عبد الرحن بن أب حات عن‬

‫‪201‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أبيه عن أب اليمان‪ ,‬عن شعيب‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن سعيد بن السيب وسليمان بن يسار فذكره بطوله‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والصلح خي} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يعن التخيي أن يي الزوج لا بي‬
‫القامة والفراق خي من تادي الزوج على أثرة غيها عليها‪ ,‬والظاهر من الَية أن صلحهما على ترك‬
‫بعض حقها للزوج وقبول الزوج ذلك خي من الفارقة بالكلية‪ ,‬كما أمسك النب صلى ال عليه وسلم‬
‫سودة بنت زمعة على أن تركت يومها لعائشة رضي ال عنها ول يفارقها‪ ,‬بل تركها من جلة نسائه‬
‫وفعله ذلك لتتأسى به أمته ف مشروعية ذلك وجوازه‪ ,‬فهو أفضل ف حقه عليه الصلة والسلم‪ ,‬ولا‬
‫كان الوفاق أ حب ال ال من الفراق‪ .‬قال‪{ :‬وال صلح خي} بل الطلق بغ يض إل يه سبحانه وتعال‪,‬‬
‫ولذا جاء ف الديث الذي رواه أبو داود وابن ماجه‪ ,‬جيعا عن كثي بن عبيد‪ ,‬عن ممد بن خالد‪,‬‬
‫عن معروف بن وا صل‪ ,‬عن مارب بن دثار‪ ,‬عن ع بد ال بن ع مر‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬أبغض اللل إال ال الطلق»‪ .‬ث رواه أبو داود عن أحد بن يونس‪ ,‬عن معروف عن‬
‫ففلً‪.‬‬ ‫ففر معناه مرسف‬ ‫ففلم فذكف‬ ‫ففه وسف‬ ‫ففلى ال عليف‬ ‫ففول ال صف‬ ‫مارب‪ ,‬قال‪ :‬قال رسف‬
‫وقوله‪{ :‬وإن تسفنوا وتتقوا فإن ال كان باف تعملون خفبيا} وإن تتجشموا مشقفة الصفب على مفا‬
‫تكرهون من هن وتق سموا ل ن أ سوة أمثال ن‪ ,‬فإن ال عال بذلك و سيجزيكم على ذلك أو فر الزاء‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولن تسفتطيعوا أن تعدلوا بيف النسفاء ولو حرصفتم} أي لن تسفتطيعوا أيهفا الناس أن‬
‫تساووا بي النساء من جيع الوجوه‪ ,‬فإنه وإن وقع القسم الصوري ليلة وليلة‪ ,‬فل بد من التفاوت ف‬
‫الحبة والشهوة والماع كما قاله ابن عباس وعبيدة السلمان وماهد والسن البصري والضحاك بن‬
‫مزاحم‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا ابن أب شيبة‪ ,‬حدثنا حسي العفي عن زائدة‪,‬‬
‫عن ع بد العز يز بن رف يع‪ ,‬عن ا بن أ ب ملي كة‪ ,‬قال‪ :‬نزلت هذه الَ ية {ولن ت ستطيعوا أن تعدلوا ب ي‬
‫النساء ولو حرصتم} ف عائشة‪ ,‬يعن أن النب صلى ال عليه وسلم كان يبها أكثر من غيها‪ ,‬كما‬
‫جاء ف الديث الذي رواه المام أحد وأهل السنن من حديث حاد بن سلمة عن أيوب‪ ,‬عن أب‬
‫قل بة‪ ,‬عن ع بد ال بن يز يد‪ ,‬عن عائ شة قالت‪ :‬كان ر سول ال يق سم ب ي ن سائه فيعدل‪ ,‬ث يقول‪:‬‬
‫«اللهم هذا قسمي فيما أملك‪ ,‬فل تلمن فيماتلك ول أملك» يعن القلب‪ ,‬هذا لفظ أب داود‪ ,‬وهذا‬
‫إ سناد صحيح‪ ,‬لكن قال الترمذي‪ :‬رواه حاد بن زيد وغ ي وا حد عن أيوب عن أ ب قل بة مرسلً‪,‬‬
‫قال‪ :‬وهذا أصفففففففففففففففففففففففففففففففففففح‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬فل تيلوا كل اليل} أي فإذا ملتم إل واحدة منهن فل تبالغوا ف اليل بالكلية {فتذروها‬
‫كالعلقة} أي فتبقى هذه الخرى معلقة‪ .‬قال ابن عباس وماهد وسعيد بن جبي والسن والضحاك‬
‫والربيفع بفن أنفس والسفدي ومقاتفل بفن حيان‪ :‬معناهفا ل ذات زوج ول مطلقفة‪ .‬وقال أبفو داود‬
‫الطيال سي‪ :‬أنبأنا هام عن قتادة‪ ,‬عن النضر بن أنس ؟ عن بشي بن نيك عن أ ب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من كا نت له امرأتان فمال إل إحداه ا‪ ,‬جاء يوم القيا مة وأ حد‬
‫شق يه ساقط»‪ ,‬وهكذا رواه المام أح د وأ هل ال سنن من حد يث هام بن ي ي عن قتادة به‪ .‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬إنا أسنده هام ورواه هشام الدستوائي عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬كان يقال‪ :‬ول يعرف هذا الديث‬
‫مرفوعا إل مفن حديفث هام‪ .‬وقول‪{ :‬وإن تصفلحوا وتتقوا فإن ال كان غفورا رحيما} أي وإن‬
‫أصلحتم ف أموركم وقسمتم بالعدل فيما تلكون واتقيتم ال ف جيمع الحوال غفر ال لكم ما كان‬
‫من م يل إل ب عض الن ساء دون ب عض‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬وإن يتفر قا ي غن ل كلً من سعته وكان ال‬
‫واسعا حكيما} وهذه هي الالة الثالثة‪ ,‬وهي حالة الفراق وقد أخب ال تعال أنما إذا تفرقا فإن ال‬
‫يغنيه عنها ويغنيها عنه بأن يعوضه ال من هو خي له منها‪ ,‬ويعوضها عنه بن هو خي لا منه‪{ ,‬وكان‬
‫ال واسفعا حكيما} أي واسفع الفضفل عظيفم النف حكيما فف جيمفع أفعاله وأقداره وشرعفه‪.‬‬

‫صْينَا الّذِينَ أُوتُواْ اْل ِكتَابَ مِن َقبِْلكُ ْم َوِإيّاكُمْ أَنِ اّتقُوْا‬
‫** وَللّهِ مَا فِي السّمَاوَاتِ َومَا فِي الرْضِ وََلقَ ْد وَ ّ‬
‫ت وَمَا فِي الرْ ضِ وَكَا نَ اللّ ُه غَِنيّا حَمِيدا * وَللّ هِ مَا فِي‬ ‫اللّ َه َوإِن َت ْكفُرُواْ فَإِ نّ للّ ِه مَا فِي ال سّمَاوَا ِ‬
‫ت بِآخَرِي َن وَكَانَ اللّهُ‬ ‫شأْ يُ ْذهِْبكُمْ َأّيهَا النّاسُ َويَأْ ِ‬
‫ض وَ َك َفىَ بِاللّ ِه وَكِيلً * إِن يَ َ‬‫السّمَاوَاتِ َومَا فِي الرْ ِ‬
‫عََلىَ ذَلِكَ َقدِيرا * مّن كَا َن يُرِي ُد َثوَابَ ال ّدنْيَا َفعِندَ اللّ ِه َثوَابُ ال ّدنْيَا وَالَ ِخ َرةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعا بَصِيا‬
‫يب تعال أنه مالك السموات والرض وأنه الاكم فيهما‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ولقد وصينا الذين أوتوا‬
‫الكتاب من قبلكم وإياكم} أي وصيناكم با وصيناهم به من تقوى ال عز وجل بعبادته وحده ل‬
‫شريك له‪ .‬ث قال‪{ :‬وإن تكفروا فإن ل ما ف السموات وما ف الرض} الَية كما قال تعال إخبارا‬
‫عفن موسفى أنفه قال لقومفه {إن تكفروا أنتفم ومفن فف الرض جيمعا فإن ال لغنف حيفد}‪ .‬وقال‪:‬‬
‫{فكفروا وتولوا واستغن ال وال غن حيد} أي غن عن عباده‪( ,‬حيد) أي ممود ف جيع ما يقدره‬
‫ويشر عه‪ ,‬قوله‪ { :‬ول ما ف ال سموات و ما ف الرض وك فى بال وكيلً} أي هو القائم على كل‬
‫نفس با كسبت‪ ,‬الرقيب الشهيد على كل شيء‪ .‬وقوله‪{ :‬إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين‬

‫‪203‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكان ال على ذلك قديرا} أي هو قادر على إذهابكم وتبديلكم بغيكم إذا عصيتموه‪ ,‬وكما قال‪:‬‬
‫{وإن تتولوا ي ستبدل قوما غي كم ث ل يكونوا أمثال كم} وقال ب عض ال سلف‪ :‬ما أهون العباد على‬
‫ال إذا أضاعوا أمره‪ .‬وقال تعال‪{ :‬إن يشأ يذهبكم ويأت بلق جديد* وما ذلك على ال بعزيز} أي‬
‫و ما هو عل يه بمت نع‪ ,‬وقوله‪ { :‬من كان ير يد ثواب الدن يا فع ند ال ثواب الدن يا والَخرة} أي يا من‬
‫ل يس له ه ة إل الدن يا‪ ,‬اعلم أن ع ند ال ثواب الدن يا والَخرة‪ ,‬وإذا سألته من هذه أغناك وأعطاك‬
‫وأقناك‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ف من الناس من يقول ربناآت نا ف الدن يا و ما له ف الَخرة من خلق *‬
‫ومنهم من يقول ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف الَخرة حسنة وقنا عذاب النار * أولئك لم نصيب ما‬
‫كسبوا} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬من كان يريد حرث الَخرة نزد له ف حرثه} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬من‬
‫كان ير يد العاجلة عجل نا له في ها ما نشاء ل ن نر يد ف إل قوله ف ان ظر ك يف فضل نا بعض هم على‬
‫ب عض} الَ ية‪ ,‬و قد ز عم ا بن جر ير أن الع ن ف هذه الَ ية { من كان ير يد ثواب الدن يا} أي من‬
‫النافقي الذين أظهروا اليان لجل ذلك {فعند ال ثواب الدنيا} وهو ما حصل من الغان وغيها‬
‫مع ال سلمي‪ ,‬وقوله‪{ :‬والَخرة} أي وع ند ال ثواب الَخرة و هو ما ادخره ل م من العقو بة ف نار‬
‫جهنم وجعلها كقوله‪{ :‬من كان يريد الياة الدنيا وزينتها ف إل قوله ف وباطل ما كانوا يعملون}‬
‫ول شك أن هذه الَ ية معنا ها ظا هر‪ ,‬وأ ما تف سيه الَ ية الول بذا فف يه ن ظر‪ ,‬فإن قوله‪{ :‬فع ند ال‬
‫ثواب الدن يا والَخرة} ظا هر ف ح صول ال ي ف الدن يا والَخرة أي بيده هذا وهذا‪ ,‬فل يقت صرن‬
‫قاصر المة على السعي للدنيا فقط‪ ,‬بل لتكن هته سامية إل نيل الطالب العالية ف الدنيا والَخرة‪,‬‬
‫فإن مرجع ذلك كله إل الذي بيده الضر والنفع‪ ,‬وهو ال الذي ل إله إل هو الذي قد قسم السعادة‬
‫والشقاوة بي الناس ف الدنيا والَخرة‪ ,‬وعدل بينهم فيما علمه فيهم من يستحق هذا ومن يستحق‬
‫ففففففففففففيا}‬ ‫ففففففففففففيعا بصف‬ ‫هذا‪ .‬ولذا قال‪{ :‬وكان ال سف‬

‫** يَا َأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ كُونُواْ َقوّامِيَ بِاْلقِ سْطِ ُشهَدَآءِ للّ ِه وََلوْ عََلىَ َأْنفُ سِكُمْ َأ ِو اْلوَالِ َديْ ِن وَالقْ َربِيَ إِن‬
‫ل َتّتبِعُواْ اْل َهوَىَ أَن َتعْدِلُواْ َوإِن تَ ْلوُواْ َأوْ ُتعْرِضُواْ فَإِ نّ اللّ هَ كَا َن بِمَا‬
‫يَكُ ْن َغِنيّا َأوْ َفقَيا فَاللّ هُ َأوَْلىَ ِبهِمَا َف َ‬
‫َتعْمَلُونففففففففففففففففففففففففففففففففففففَ َخبِيا‬
‫يأمر تعال عباده الؤمني أن يكونوا قوامي بالقسط أي بالعدل‪ ,‬فل يعدلوا عنه يينا ول شالً‪ ,‬ول‬
‫تأخذ هم ف ال لو مة لئم ول ي صرفهم ع نه صارف‪ ,‬وأن يكونوا متعاون ي مت ساعدين متعاضد ين‬

‫‪204‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫متنا صرين ف يه‪ ,‬وقوله‪{ :‬شهداء ل} ك ما قال‪{ :‬وأقيموا الشهادة ل} أي لي كن أداؤ ها ابتغاء و جه‬
‫ال‪ ,‬فحينئذ تكون صحيحة عادلة حقا خالية من التحريف والتبديل والكتمان‪ ,‬ولذا قال {ولو على‬
‫أنف سكم} أي اش هد ال ق ولو عاد ضرر ها عل يك‪ ,‬وإذا سئلت عن ال مر ف قل ال ق ف يه ولو عادت‬
‫مضرته عليك‪ ,‬فإن ال سيجعل لن أطاعه فرجا ومرجا من كل أمر يضيق عليه‪ .‬وقوله‪{ :‬أو الوالدين‬
‫والقربي} أي وإن كانت الشهادة على والديك وقرابتك فل تراعهم فيها بل اشهد بالق وإن عاد‬
‫ضررهففففا عليهففففم‪ ,‬فإن القفففف حاكففففم على كففففل أحففففد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن يكفن غنيا أو فقيا فال أول بمفا} أي ل ترعاه لغناه ول تشففق عليفه لفقره‪ ,‬ال‬
‫يتولها بل هو أول بما منك وأعلم با فيه صلحهما‪ .‬وقوله‪{ :‬فل تتبعوا الوى أن تعدلوا} أي فل‬
‫يملنكم الوى والعصبية وبغض الناس إليكم على ترك العدل ف أموركم وشؤونكم‪ ,‬بل الزموا العدل‬
‫على أي حال كان‪ ,‬كمفا قال تعال‪{ :‬ول يرمنكفم شنآن قوم على أن ل تعدلوا اعدلوا هفو أقرب‬
‫للتقوى}‪ ,‬ومن هذا القبيل قول عبد ال بن رواحة لا بعثه النب صلى ال عليه وسلم يرص على أهل‬
‫خ يب ثار هم وزروع هم‪ ,‬فأرادوا أن يرشوه لي فق ب م‪ ,‬فقال‪ :‬وال ل قد جئت كم من ع ند أ حب اللق‬
‫إل‪ ,‬ولنتم أبغض إل من أعدادكم من القردة والنازير وما يملن حب إياه‪ ,‬وبغضي لكم على أن ل‬
‫أعدل فيكم‪ ,‬فقالوا‪ :‬بذا قامت السموات والرض‪ ,‬وسيأت الديث مسندا ف سورة الائدة إن شاء‬
‫ال تعال‪ .‬وقوله‪{ :‬وإن تلووا أو تعرضوا} قال ماهفد وغيف واحفد مفن السفلف‪ :‬تلووا‪ ,‬أي ترفوا‬
‫الشهادة وتغيوها‪ ,‬واللي هو التحريف وتعمد الكذب‪ ,‬قال تعال‪{ :‬وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم‬
‫بالكتاب} الَ ية‪ ,‬والعراض هو كتمان الشهادة وترك ها‪ ,‬قال تعال‪{ :‬و من يكتم ها فإ نه آ ث قل به}‬
‫وقال النب صلى ال عليه وسلم «خي الشهداء الذي يأت بالشهادة قبل أن يسألا» ولذا توعدهم ال‬
‫بقوله‪{ :‬فإن ال كان باففففف تعملون خفففففبيا} أي وسفففففيجازيكم بذلك‪.‬‬

‫ب الّذِي نَزّ َل عََلىَ رَ سُولِ ِه وَاْل ِكتَا بِ الّذِ يَ َأنَز َل مِن‬


‫** يَا َأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ آ ِمنُوْا بِاللّ ِه وَرَ سُولِ ِه وَالْ ِكتَا ِ‬
‫ضلَلً َبعِيدا‬ ‫ضلّ َ‬ ‫ف الَخِرِ َفقَدْ َ‬ ‫فلِ ِه وَاْلَيوْمف ِ‬
‫ف وَرُسف ُ‬
‫لئِ َكتِهففِ وَ ُكُتبِهف ِ‬ ‫ف َو َم َ‬‫فن َي ْكفُ ْر بِاللّهف ِ‬ ‫َقبْ ُل وَمَف‬
‫يأمر تعال عباده الؤمني بالدخول ف جيع شرائع اليان وشعبه وأركانه ودعائمه وليس هذا من‬
‫باب تصيل الاصل‪ ,‬بل من باب تكميل الكامل وتقريره وتثبيته والستمرار عليه‪ ,‬كما يقول الؤمن‬
‫ف كل صلة {اهدنا الصراط الستقيم} أي بصرنا فيه وزدنا هدى وثبتنا عليه‪ ,‬فأمرهم باليان به‬

‫‪205‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وبرسفوله‪ ,‬كمفا قال تعال‪{ :‬ياأيهفا الذيفن آمنوا اتقوا ال وآمنوا برسفوله}‪ .‬وقوله‪{ :‬والكتاب الذي‬
‫نزل على ر سوله} يع ن القرآن‪{ ,‬والكتاب الذي أنزل من ق بل} وهذا ج نس يش مل ج يع الك تب‬
‫التقدمفة‪ ,‬وقال فف القرآن‪ :‬نزل لنفه نزل مفرقا منجما على الوقائع بسفب مفا يتاج إليفه العباد فف‬
‫معاشهم ومعادهم‪ ,‬وأما الكتب التقدمة‪ ,‬فكانت تنل جلة واحدة‪ ,‬لذا قال تعال‪{ :‬والكتاب الذي‬
‫أنزل من قبل}‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ومن يكفر بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الَخر فقد ضل ضللً‬
‫بعيدا} أي فقففد خرج عففن طريففق الدى وبعففد عففن القصففد كففل البعففد‪) .‬‬

‫** إِ ّن الّذِينَ آ َمنُواْ ثُمّ َكفَرُوْا ثُمّ آ َمنُوْا ثُمّ َكفَرُواْ ثُمّ ازْدَادُواْ ُكفْرا لّ ْم َيكُنْ اللّهُ ِليَ ْغفِرَ َلهُ ْم وَلَ ِلَيهْ ِدَيهُ ْم‬
‫خذُو َن اْلكَافِرِي نَ َأوْلِيَآ َء مِن دُو ِن الْ ُم ْؤمِنِيَ‬ ‫َسبِيلً * بَشّ ِر الْ ُمنَاِفقِيَ ِبأَ نّ َلهُ ْم عَذَابا أَلِيما * الّذِي نَ َيتّ ِ‬
‫َأيَْبَتغُو َن عِن َدهُ ُم اْلعِ ّزةَ فَإِ نّ العِ ّزةَ للّ هِ َجمِيعا * وَقَ ْد نَزّ َل عََلْيكُ مْ فِي الْ ِكتَا بِ أَ نْ إِذَا سَ ِم ْعتُ ْم آيَا تِ اللّ هِ‬
‫ل َتقْعُدُوْا َم َعهُمْ َحّتىَ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ َغيْرِهِ ِإنّكُمْ إِذا مّثُْل ُهمْ إِنّ اللّهَ جَامِعُ‬ ‫ستَهْ َزُأ ِبهَا َف َ‬
‫يُ َكفَ ُر ِبهَا َويُ ْ‬
‫ففففففي َج َهنّمفففففففَ َجمِيعا‬ ‫فففففف وَاْلكَافِرِينفففففففَ فِف‬ ‫الْ ُمنَاِفقِيَف‬
‫يب تعال عمن دخل ف اليان‪ ,‬ث رجع عنه‪ ,‬ث عاد فيه‪ ,‬ث رجع واستمر على ضلله وازداد حت‬
‫مات‪ ,‬فإنه ل توبة بعد موته ول يغفر ال له ول يعل له ما هو فيه فرجا ول مرجا ول طريقا إل‬
‫الدى‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ل يكن ال ليغفر لم ول ليهديهم سبيلً}‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا‬
‫أح د بن عبدة‪ ,‬حدث نا ح فص بن ج يع عن ساك‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس ف قوله تعال‪ { :‬ث‬
‫ازدادوا كفرا} قال‪ :‬تادوا على كفرهم حت ماتوا‪ ,‬وكذا قال ماهد‪ .‬وروى ابن أب حات من طريق‬
‫جابر العلى عن عامر الشعب‪ ,‬عن علي رضي ال عنه‪ ,‬أنه قال‪ :‬يستتاب الرتد ثلثا‪ ,‬ث تل هذه الَية‬
‫{إن الذ ين آمنوا ث كفروا ث آمنوا ث كفروا ث ازدادوا كفرا ل ي كن ال ليغ فر ل م ول ليهدي هم‬
‫سبيلً}‪ ,‬ث قال‪{ :‬بشر النافقي بأن لم عذابا أليما} يعن أن النافقي من هذه الصفة‪ ,‬فإنم آمنوا ث‬
‫كفروا فطبع على قلوبم‪ ,‬ث وصفهم بأنم يتخذون الكافرين أولياء من دون الؤمني‪ ,‬بعن أنم معهم‬
‫ف القي قة يوالون م وي سرون إلي هم بالودة‪ ,‬ويقولون ل م إذا خلوا ب م‪ :‬إن ا ن ن مع كم‪ ,‬إن ا ن ن‬
‫مستهزئون‪ ,‬أي بالؤمني‪ ,‬ف إظهارنا لم الوافقة‪ ,‬قال ال تعال منكرا عليهم فيما سلكوه من موالة‬
‫الكافريفن {أيبتغون عندهفم العزة}‪ ,‬ثف أخفب ال تعال بأن العزة كلهفا له وحده ل شريفك له ولنف‬
‫جعلهفا له‪ ,‬كمفا قال تعال فف الَيفة الخرى {مفن كان يريفد العزة فلله العزة جيعا}‪ .‬وقال تعال‪:‬‬

‫‪206‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ ول العزة ولر سوله وللمؤمن ي ول كن النافق ي ل يعلمون}‪ ,‬والق صود من هذا التهي يج على طلب‬
‫العزة من جناب ال والقبال على عبوديته والنتظام ف جلة عباده الؤمني الذين لم النصرة ف الياة‬
‫الدنيا‪ ,‬ويوم يقوم الشهاد‪ ,‬ويناسب هنا أن نذكر الديث الذي رواه المام أحد‪ :‬حدثنا حسي بن‬
‫ممد‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن عياش بن حيد الكندي‪ ,‬عن عبادة بن نسيء‪ ,‬عن أب ريانه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪« :‬من انتسب إل تسعة آباء كفار يريد بم عزا وفخرا‪ ,‬فهو عاشرهم ف النار»‬
‫تفرد بفه أحدف‪ ,‬وأبفو ريانفة هذا هفو أزدي‪ ,‬ويقال أنصفاري‪ ,‬واسفه شعون‪ ,‬بالعجمفة‪ ,‬فيمفا قاله‬
‫البخاري‪ ,‬وقال غيه‪ :‬بالهملة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وقد نزل عليكم ف الكتاب أن إذا سعتم آيات ال يكفر با ويستهزأ با فل تقعدوا معهم‬
‫ح ت يوضوا ف حد يث غيه إن كم إذا مثل هم}‪ ,‬أي إن كم إذا ارتكب تم الن هي ب عد و صوله إلي كم‬
‫ورضي تم باللوس مع هم ف الكان الذي يك فر ف يه بآيات ال وي ستهزأ وينت قص ب ا وأقررتو هم على‬
‫ذلك‪ ,‬فقد شاركتموهم ف الذي هم فيه‪ ,‬فلهذا قال تعال‪{ :‬إنكم إذا مثلهم} ف الأث‪ ,‬كما جاء ف‬
‫الد يث « من كان يؤ من بال واليوم الَ خر‪ ,‬فل يلس على مائدة يدار علي ها ال مر» والذي أح يل‬
‫عليه ف هذه الَية من النهي ف ذلك هو قوله تعال ف سورة النعام‪ ,‬وهي مكية {وإذا رأيت الذين‬
‫يوضون ف آيات نا فأعرض عن هم} الَ ية‪ ,‬قال مقا تل بن حيان‪ :‬ن سخت هذه الَ ية ال ت ف سورة‬
‫النعام‪ ,‬يعن نسخ قوله‪{ :‬إنكم إذا مثلهم ف لقوله ف وما على الذين يتقون من حسابم من شيء‬
‫ول كن ذكرى لعل هم يتقون}‪ .‬وقوله‪{ :‬إن ال جا مع النافق ي والكافر ين ف جه نم جيعا} أي ك ما‬
‫أشركوهم ف الكفر كذلك يشارك ال بينهم ف اللود ف نار جهنم أبدا ويمع بينهم ف دار العقوبة‬
‫والنكال والقيود والغلل وشراب الميففففففففم والغسففففففففلي ل الزلل‪.‬‬

‫** الّذِي َن يَتَ َربّ صُو َن بِكُ مْ فَإِن كَا نَ َلكُ مْ َفتْ حٌ مّ نَ اللّ هِ قَاُل َواْ أَلَ ْم نَكُ ْن ّمعَكُ ْم َوإِن كَا نَ لِ ْلكَافِرِي َن نَ صِيبٌ‬
‫جعَلَ اللّ هُ‬
‫حكُ ُم َبيَْنكُ ْم َيوْ مَ اْل ِقيَا َم ِة وَلَن يَ ْ‬
‫حوِذْ عََليْكُ ْم َونَ ْمنَ ْعكُ مْ مّ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ فَاللّ ُه يَ ْ‬
‫ستَ ْ‬
‫قَاُل َواْ أَلَ ْم نَ ْ‬
‫فبِيلً‬
‫ف عَلَى الْ ُم ْؤ ِمنِيَفففففففففف سففففففففف َ‬ ‫لِ ْلكَافِرِينففففففففف َ‬
‫ي ب تعال عن النافق ي أن م يترب صون بالؤمن ي دوائر ال سوء بع ن ينتظرون زوال دولت هم وظهور‬
‫الكفر عليهم وذهاب ملتهم‪{ ,‬فإن كان لكم فتح من ال} أي نصر وتأييد وظفر وغنيمة {قالوا أل‬
‫نكفن معكفم} أي يتوددون إل الؤمنيف بذه القالة‪{ ,‬وإن كان للكافريفن نصفيب} أي إدالة على‬

‫‪207‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الؤمني ف بعض الحيان كما وقع يوم أحد‪ ,‬فإن الرسل تبتلى ث يكون لا العاقبة {قالوا أل نستحوذ‬
‫علي كم وننع كم من الؤمن ي} أي ساعدناكم ف البا طن‪ ,‬و ما ألونا هم خبا ًل وتذيلً ح ت انت صرت‬
‫عليهم‪ ,‬وقال السدي‪ :‬نستحوذ عليكم نغلب عليكم‪ ,‬كقوله‪{ :‬استحوذ عليهم الشيطان} وهذا أيضا‬
‫تودد من هم إلي هم‪ ,‬فإن م كانوا ي صانعون هؤلء وهؤلء ليحظوا عند هم ويأمنوا كيد هم‪ ,‬و ما ذاك إل‬
‫لض عف إيان م وقلة إيقان م‪ ,‬قال تعال‪{ :‬فال ي كم بين كم يوم القيا مة} أي ب ا يعل مه من كم أي ها‬
‫النافقون من البوا طن الرديئة فل تغتروا بريان الحكام الشرعية علي كم ظاهرا ف الياة الدنيا‪ ,‬ل ا له‬
‫ف ذلك من الك مة‪ ,‬فيوم القيامة ل تنفعكم ظواهر كم بل هو يوم تبلى فيه ال سرائر وي صل ما ف‬
‫الصففففففففففففففففففففففففففففففففففففففدور‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ولن يعل ال للكافرين على الؤمني سبيلً} قال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا الثوري عن العمش‪,‬‬
‫عن ذر‪ ,‬عن سبيع الكندي‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجل إل علي بن أب طالب فقال‪ :‬كيف هذه الَية {ولن يعل‬
‫ال للكافرين على الؤمني سبيلً} فقال علي رضي ال عنه‪ :‬أدنه أدنه‪ ,‬فال يكم بينكم يوم القيامة‬
‫ولن ي عل ال للكافر ين على الؤمن ي سبيلً‪ ,‬وكذا روى ا بن جر يج عن عطاء الرا سان‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس‪ :‬ولن يعل ال للكافرين على الؤمني سبيلً‪ ,‬قال‪ :‬ذاك يوم القيامة‪ ,‬وكذا روى السدي عن أب‬
‫مالك الشجعي‪ ,‬يعن يوم القيامة‪ .‬وقال السدي‪ :‬سبيلً أي حجة‪ ,‬ويتمل أن يكون العن ولن يعل‬
‫ال للكافر ين على الؤمن ي سبيلً‪ ,‬أي ف الدن يا بأن ي سلطوا علي هم ا ستيلء ا ستئصال بالكل ية‪ ,‬وإن‬
‫حصل لم ظفر ف بعض الحيان على بعض الناس‪ ,‬فإن العاقبة للمتقي ف الدنيا والَخرة‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ف الياة الدنيا} الَية‪ ,‬وعلى هذا يكون ردا على النافقي فيما‬
‫أملوه ورجوه وانتظروه من زوال دولة الؤمن ي‪ ,‬وفي ما سلكوه من م صانعتهم الكافر ين خوفا على‬
‫أنف سهم من هم إذا هم ظهروا على الؤمن ي فا ستأصلوهم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬فترى الذ ين ف قلوب م‬
‫مرض ي سارعون في هم ف إل قوله ف نادم ي} و قد ا ستدل كث ي من العلماء بذا الَ ية الكري ة على‬
‫أصح قول العلماء‪ ,‬وهو النع من بيع العبد السلم للكافر‪ ,‬لا ف صحة ابتياعه من التسليط له عليه‬
‫والذلل‪ ,‬ومفن قال منهفم بالصفحة‪ ,‬يأمره بإزالة ملكفه عنفه فف الال لقوله تعال‪{ :‬ولن يعفل ال‬
‫للكافريففففففففففن على الؤمنيفففففففففف سففففففففففبيلً}‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لةِ قَامُواْ كُ سَاَل َى يُرَآءُو َن النّا سَ وَلَ‬
‫صَ‬‫** إِ نّ الْ ُمنَاِفقِيَ ُيخَا ِدعُو نَ اللّ َه َو ُهوَ خَا ِد ُعهُ ْم َوإِذَا قَا ُموَاْ إِلَى ال ّ‬
‫يَذْكُرُو نَ اللّ هَ إِلّ َقلِيلً * ّم َذبْ َذبِيَ َبيْ نَ ذَلِ كَ لَ إَِل َى هَ ـؤُل ِء وَلَ إِلَى هَ ـؤُل ِء وَمَن ُيضْلِلِ اللّ هُ فَلَن‬
‫فبِيلً‬
‫تَجِدَ لَهففففففففففففففففففُ سففففففففففففففففف َ‬
‫قد تقدم ف أول سورة البقرة قوله تعال‪{ :‬يادعون ال والذين آمنوا}‪ ,‬وقال ههنا‪{ :‬إن النافقي‬
‫يادعون ال وهو خادعهم} ولشك أن ال ل يادع‪ ,‬فإنه العال بالسرائر والضمائر‪ ,‬ولكن النافقي‬
‫لهلهم وقلة علمهم وعقلهم يعتقدون أن أمرهم كما راج عند الناس وجرت عليهم أحكام الشريعة‬
‫ظاهرا‪ ,‬فكذلك يكون حكمهم عند ال يوم القيامة وأن أمرهم يروج عنده كما أخب تعال عنهم أنم‬
‫يوم القيامة يلفون له أنم كانوا على الستقامة والسداد‪ ,‬ويعتقدون أن ذلك نافع لم عنده‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬يوم يبعثهم ال جيعا فيحلفون له كما يلفون لكم} الَية‪ ,‬وقوله‪{ :‬هو خادعهم} أي هو‬
‫الذي ي ستدرجهم ف طغيان م وضلل م‪ ,‬ويذل م عن ال ق والو صول إل يه ف الدن يا‪ ,‬وكذلك يوم‬
‫القيامة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يوم يقول النافقون والنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ف إل‬
‫قوله ف وبئس ال صي} و قد ورد ف الد يث « من سع سع ال به‪ ,‬و من راءى راءى ال به»‪ .‬و ف‬
‫حديث آخر«إن ال يأمر بالعبد إل النة فيما يبدو للناس ويعدل به إل النار» عياذا بال من ذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإذا قاموا إل الصلة قاموا كسال} الَية‪ ,‬هذه صفة النافقي ف أشرف العمال وأفضلها‬
‫وخيها‪ ,‬وهي الصلة إذا قاموا إليها‪ ,‬قاموا وهم كسال عنها‪ ,‬لنم ل نية لم فيها ول إيان لم با‬
‫ول خشية‪ ,‬ول يعقلون معناها كما روى ابن مردويه من طريق عبيد ال بن زحر عن خالد بن أب‬
‫عمران عن عطاء بن أ ب رباح عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬يكره أن يقوم الر جل إل الصلة وهو كسلن‪,‬‬
‫ولكن يقوم إليها طلق الوجه عظيم الرغبة شديد الفرح‪ ,‬فإنه يناجي ال وإن ال تاهه يغفر له وييبه‬
‫إذا دعاه‪ ,‬ث يتلو هذه الَية {وإذا قاموا إال الصلة قاموا كسال} وروي من غي هذا الوجه عن ابن‬
‫عباس نوه‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬وإذا قاموا إل الصلة قاموا كسال} هذه صفة ظواهرهم كما قال‪{ :‬ول‬
‫يأتون الصلة إل وهم كسال} ث ذكر تعال صفة بواطنهم الفاسدة‪ ,‬فقال‪{ :‬يراءون الناس} أي ل‬
‫إخلص ل م ول معاملة مع ال بل إن ا يشهدون الناس تق ية ل م وم صانعة‪ ,‬ولذا يتخلفون كثيا عن‬
‫الصلة الت ل يرون فيها غالبا كصلة)العشاء ف وقت العتمة‪ ,‬وصلة الصبح ف وقت الغلس‪ ,‬كما‬
‫ثبت ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أثقل الصلة على النافقي صلة العشاء‬
‫وصلة الفجر‪ ,‬ولو يعلمون ما فيهما لتوها ولو حبوا‪ ,‬ولقد همت أن آمر بالصلة فتقام‪ ,‬ث آمر‬

‫‪209‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل فيصفلي بالناس‪ ,‬ثف أنطلق معفي برجال ومعهفم حزم مفن حطفب إل قوم ل يشهدون الصفلة‬ ‫رج ً‬
‫فأحرق عليهم بيوتم بالنار»‪ .‬وف رواية «والذي نفسي بيده‪ ,‬لو علم أحدهم أنه يد عرقا سينا أو‬
‫مرمات ي ح سنتي‪ ,‬لش هد ال صلة‪ ,‬ولول ما ف البيوت من الن ساء والذر ية لر قت علي هم بيوت م»‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا ممد بن أب بكر القدمي‪ ,‬حدثنا ممد بن دينار عن إبراهيم الجري‪,‬‬
‫عن أب الحوص‪ ,‬عن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من أحسن الصلة حيث‬
‫يراه الناس وأساءها حيث يلو‪ ,‬فتلك استهانة استهان با ربه عز وجل»‪ .‬وقوله‪{ :‬و ل يذكرون ال‬
‫إل قليلً} أي ف صلتم ل يشعون ول يدرون ما يقولون بل هم ف صلتم ساهون لهون‪ ,‬وعما‬
‫يراد بم من الي معرضون‪ ,‬وقد روى المام مالك عن العلء بن عبد الرحن‪ ,‬عن أنس بن مالك‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬تلك صلة النافق‪ ,‬تلك صلة النافق‪ ,‬تلك صلة النافق‪,‬‬
‫يلس يرقب الشمس حت إذا كانت بي قرن الشيطان‪ ,‬قام فنقر أربعا ل يذكر ال فيها إل قليلً»‪,‬‬
‫وكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث إساعيل بن جعفر الدن عن العلء بن عبد الرحن‬
‫فففففففففحيح‪.‬‬ ‫فففففففففن صف‬ ‫فففففففففه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسف‬ ‫بف‬
‫وقوله‪{ :‬مذبذب ي ب ي ذلك ل إل هؤلء ول هؤلء} يع ن النافق ي مي ين ب ي اليان والك فر‪ ,‬فل‬
‫هم مع الؤمني ظاهرا وباطنا ول مع الكافرين ظاهرا وباطنا‪ ,‬بل ظواهرهم مع الؤمني وبواطنهم مع‬
‫الكافرين‪ ,‬ومنهم من يعتريه الشك‪ ,‬فتارة ييل إل هؤلء وتارة ييل إل أولئك {كلما أضاء لم مشوا‬
‫فيه وإذا أظلم عليهم قاموا} الَية‪ ,‬وقال ماهد {مذبذبي بي ذلك ل إل هؤلء} يعن أصحاب ممد‬
‫صلى ال عل يه و سلم {ول إل هؤلء} يع ن اليهود‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا م مد بن الث ن‪ ,‬حدث نا‬
‫ع بد الوهاب‪ ,‬حدث نا عب يد ال عن نا فع‪ ,‬عن ا بن ع مر‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬م ثل‬
‫النافق كمثل الشاة العائرة بي الغنمي‪ ,‬تعي إل هذه مرة وإل هذه مرة ول تدري أيتهما تتبع»‪ ,‬تفرد‬
‫به م سلم‪ ,‬و قد رواه عن م مد بن الث ن مرة أخرى‪ ,‬عن ع بد الوهاب فو قف به على ا بن ع مر ول‬
‫يرفعه‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا به عبد الوهاب مرتي‪ ,‬كذلك قلت‪ ,‬وقد رواه المام أحد عن إسحاق بن يوسف‬
‫عن عب يد ال‪ ,‬وكذا رواه إ ساعيل بن عياش وعلي بن عا صم عن عب يد ال‪ ,‬عن نا فع عن ا بن ع مر‬
‫مرفوعا‪ ,‬وكذا رواه عثمان بن ممد بن أب شيبة عن عبدة‪ ,‬عن عبد ال به مرفوعا‪ ,‬ورواه حاد بن‬
‫سلمة عن عبيد ال أو عبد ال بن عمر‪ ,‬عن نافع‪ ,‬عن ابن عمر مرفوعا‪ .‬وراه أيضا صخر بن جويرية‬
‫عن نا فع‪ ,‬عن ا بن ع مر‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم بثله‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا خلف بن‬

‫‪210‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوليد‪ ,‬حدثنا الذيل بن بلل عن ابن عبيد أنه جلس ذات يوم بكة وعبد ال بن عمر معه‪ ,‬فقال أب‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن مثل النافق يوم القيامة كالشاة بي الربيضي من الغنم‪ ,‬إن‬
‫أتت هؤلء نطحتها‪ ,‬وإن أتت هؤلء نطحتها» فقال له ابن عمر‪ :‬كذبت‪ ,‬فأثن القوم على أب خيا‬
‫أو معروفا‪ ,‬فقال ا بن ع مر‪ :‬ما أ ظن صاحبكم إل ك ما تقولون‪ ,‬ولك ن شاهدي ال إذ قال‪ :‬كالشاة‬
‫بيففففف الغنميففففف‪ ,‬فقال‪ :‬هفففففو سفففففواء‪ ,‬فقال‪ :‬هكذا سفففففعته‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا السعودي عن أب جعفر ممد بن علي‪ ,‬قال‪ :‬بينما عبيد بن‬
‫عمي يقص وعنده عبد ال بن عمر‪ ,‬فقال عبيد بن عمي‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬مثل‬
‫النافق كالشاة بي ربيضي‪ ,‬إذا أتت هؤلء نطحتها‪ ,‬وإذا أتت هؤلء نطحتها»‪ ,‬فقال ابن عمي‪ :‬ليس‬
‫كذلك‪ ,‬إنا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «كشاة بي غنمي»‪ ,‬قال‪ :‬فاحتفظ الشيخ وغضب‪,‬‬
‫فلمففا رأى ذلك ابففن عمففر قال‪ :‬أمففا إنفف لو ل أسففعه ل أردد ذلك عليففك‪.‬‬
‫(طريقة أخرى عن ابن عمر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن عثمان بن‬
‫بودويه‪ ,‬عن يعفر بن زوذي‪ ,‬قال‪ :‬سعت عبيد بن عمي وهو يقص يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬مثل النافق كمثل الشاة الرابضة بي الغنمي»‪ ,‬فقال ابن عمر‪ :‬ويلكم ل تكذبوا على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬إنا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« ,‬مثل النافق كمثل الشاة‬
‫العائرة ب ي الغنمي»‪ ,‬ورواه أحد أيضا من طرق عن عبيد بن عمي‪ ,‬عن ابن ع مر‪ ,‬ورواه ا بن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن موسى‪ ,‬أخبنا إسرائيل عن أب إسحاق‪ ,‬عن أب الحوص‪ ,‬عن‬
‫عبد ال هو ابن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬مثل الؤمن والنافق والكافر مثل ثلثة نفر انتهوا إل واد‪ ,‬فوقع أحدهم‬
‫فعب‪ ,‬ث وقع الَخر حت إذا أتى على نصف الوادي ناداه الذي على شفي الوادي‪ :‬ويلك أين تذهب‬
‫إل اللكة‪ ,‬ارجع عودك على بدئك‪ ,‬وناداه الذي عب‪ :‬هلم إل النجاة‪ ,‬فجعل ينظر إل هذا مرة وإل‬
‫هذا مرة‪ ,‬قال‪ :‬فجاءه سيل فأغرقه‪ ,‬فالذي عب هو الؤمن‪ ,‬والذي غرق النافق {مذبذبي بي ذلك ل‬
‫إل هؤلء ول إل هؤلء} والذي مكفففففففففففث الكاففففففففففففر‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا بشر‪ ,‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا شعبة عن قتادة {مذبذبي بي ذلك ل إل هؤلء‬
‫ول إل هؤلء} يقول‪ :‬ليسوا بؤمني ملصي‪ ,‬ول مشركي مصرحي بالشرك‪ ,‬قال‪ :‬وذكر لنا أن نب‬
‫ال صلى ال عليه وسلم كان يضرب مثلً للمؤمن وللمنافق وللكافر كمثل رهط ثلثة دفعوا إل نر‬
‫فوقع الؤمن فقطع‪ ,‬ث وقع النافق حت إذا كاد يصل إل الؤمن‪ ,‬ناداه الكافر‪ ,‬أن هلم إل فإن أخشى‬

‫‪211‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليك‪ ,‬وناداه الؤمن‪ :‬أن هلم إل فإن عندي وعندي يظى له ما عنده‪ ,‬فما زال النافق يتردد بينهما‬
‫ح ت أ تى أذى فغر قه‪ ,‬وإن النا فق ل يزل ف شك وشب هة ح ت أ تى عل يه الوت و هو كذلك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم كان يقول‪« :‬مثل النافق كمثل ثاغية بي غنمي‪ ,‬رأت غنما‬
‫على نشز فأتتها وشامتها فلم تعرف‪ ,‬ث رأت غنما على نشز فأتتها فشامتها فلم تعرف»‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬ومفن يضلل ال فلن تدف له سفبيلً} أي ومفن صفرفه عفن طريفق الدى {فلن تدف له وليا‬
‫مرشدا} ‪ ,‬ول منقذ لم ما هم فيه‪ ,‬فإنه تعال ل معقب لكمه ول يسأل عما يفعل وهم يسألون‪.‬‬

‫جعَلُواْ للّ ِه عََلْيكُ ْم‬


‫** يَا َأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل َتتّخِذُوْا الْكَافِرِي نَ َأوِْليَآ َء مِن دُو ِن الْ ُم ْؤمِنِيَ َأتُرِيدُو نَ أَن تَ ْ‬
‫جدَ َلهُ مْ نَ صِيا * إِلّ الّذِي َن تَابُواْ‬ ‫سُ ْلطَانا ّمبِينا * إِ نّ الْ ُمنَافِقِيَ فِي الدّرْ كِ ال ْسفَ ِل مِ َن النّا ِر وَلَن تَ ِ‬
‫ف ُيؤْ تِ اللّ ُه الْ ُم ْؤ ِمنِيَ‬
‫ك مَ عَ الْ ُمؤْ ِمنِيَ وَ َسوْ َ‬ ‫َوأَ صَْلحُواْ وَاعْتَ صَمُوْا بِاللّ ِه َوأَخْلَ صُواْ دِيَنهُ مْ للّ هِ َفُأوْلَ ـئِ َ‬
‫ف شَاكِرا عَلِيما‬ ‫فَ اللّهفُ‬
‫ف وَكَانف‬ ‫ف وَآ َمْنتُمفْ‬ ‫فْ إِن َشكَ ْرتُمفْ‬ ‫ف ِبعَذَابِكُمف‬ ‫أَجْرا عَظِيما * مّفا َي ْفعَلُ اللّهفُ‬
‫ينهفى ال تعال عباده الؤمنيف عفن اتاذ الكافريفن أولياء مفن دون الؤمنيف يعنف مصفاحبتهم‬
‫ومصادقتهم‪ ,‬ومناصحتهم وإسرار الودة إليهم‪ ,‬وإفشاء أحوال الؤمني الباطنة إليهم‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{ل يت خذ الؤمنون الكافر ين أولياء من دون الؤمن ي و من يف عل ذلك فل يس من ال ف ش يء إل أن‬
‫تتقوا منهفم تقاة ويذركفم ال نفسفه} أي يذركفم عقوبتفه فف ارتكابكفم نيفه‪ ,‬ولذا قال ههنفا‪:‬‬
‫{أتريدون أن تعلوا ل عليكم سلطانا مبينا} أي حجة عليكم ف عقوبته إياكم‪ .‬قال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا أب‪ ,‬حدثنا مالك بن إساعيل‪ ,‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس قوله‪{ :‬سلطانا مبينا} قال كل سلطان ف القرآن حجة‪ ,‬وهذا إسناد صحيح‪ ,‬وكذا قال ماهد‬
‫وعكرمفة وسفعيد بفن جفبي وممفد بفن كعفب القرظفي والضحاك والسفدي والنضفر بفن عربف‪.‬‬
‫ثف أخبنفا تعال { إن النافقيف فف الدرك السففل مفن النار} أي يوم القيامفة جزاء على كفرهفم‬
‫الغليظ‪ .‬قال الوالب عن ابن عباس {ف الدرك السفل من النار} أي ف أسفل النار‪ ,‬وقال غيه‪ :‬النار‬
‫دركات كما أن النة درجات‪ ,‬وقال سفيان الثوري عن عاصم‪ ,‬عن ذكوان أب صال‪ ,‬عن أب هريرة‬
‫{إن النافقي ف الدرك السفل من النار} قال ف توابيت ترتج عليهم‪ :‬كذا رواه ابن جرير عن ابن‬
‫وكيع‪ ,‬عن يي بن يان‪ ,‬عن سفيان الثوري به‪ .‬ورواه ابن أب حات عن النذر بن شاذان‪ ,‬عن عبيد‬
‫ال بن مو سى‪ ,‬عن إ سرائيل‪ ,‬عن عا صم‪ ,‬عن أ ب صال‪ ,‬عن أ ب هريرة‪{ ,‬إن النافق ي ف الدرك‬

‫‪212‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السفل من النار} قال‪ :‬الدرك السفل بيوت لا أبواب تطبق عليهم‪ ,‬فتوقد من تتهم ومن فوقهم‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل‪ ,‬عن خيثمة‪,‬‬
‫عن عبد ال يعن ابن مسعود {إن النافقي ف الدرك السفل من النار} قال‪ :‬ف توابيت من نار تطبق‬
‫عليهم أي مغلقة مقفلة‪ ,‬ورواه ابن أب حات عن أب سعيد الشج‪ ,‬عن وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سلمة‪,‬‬
‫عن خيث مة‪ ,‬عن ا بن م سعود {إن النافق ي ف الدرك ال سفل من النار} قال‪ :‬ف تواب يت من حد يد‬
‫مبهمففة عليهففم‪ ,‬ومعنفف قوله‪ :‬مبهمففة‪ ,‬أي مغلقففة مقفلة ل يهتدى لكان فتحهففا‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو سلمة‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ,‬أخبنا علي بن يزيد عن‬
‫القا سم بن ع بد الرح ن أن ا بن م سعود سئل عن النافق ي‪ ,‬فقال‪ :‬يعلون ف تواب يت من نار تط بق‬
‫علي هم ف أ سفل درك من النار {ولن ت د ل م ن صيا} أي ينقذ هم م ا هم ف يه ويرج هم من أل يم‬
‫العذاب‪ ,‬ث أخب تعال أن من تاب منهم ف الدنيا‪ ,‬تاب عليه وقبل ندمه إذا أخلص ف توبته وأصلح‬
‫عمله‪ ,‬واعتصم بربه ف جيع أمره‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬إل الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بال وأخلصوا‬
‫دينهم ل} أي بدلوا الرياء بالخلص فينفعهم العمل الصال وإن قل‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس‬
‫بن عبد العلى قراءة‪ ,‬أنبأنا ابن وهب‪ ,‬أخبن يي بن أيوب عن عبيد ال بن زحر‪ ,‬عن خالد بن أب‬
‫عمران‪ ,‬عن عمران عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن معاذ بن ج بل أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«أخلص دينك يكفك القليل من العمل»‪{ .‬فأولئك مع الؤمني} أي ف زمرتم يوم القيامة {وسوف‬
‫يؤت ال الؤمن ي أجراعظيما} ث قال تعال م باعن غناه ع ما سواه‪ ,‬وأ نه إن ا يعذب العباد بذنوب م‬
‫فقال تعال‪ { :‬ما يف عل ال بعذاب كم إن شكر ت وآمن تم} أي أ صلحتم الع مل وآمن تم بال ور سوله‬
‫{وكان ال شاكرا عليما} أي من ش كر ش كر له‪ ,‬و من آ من قل به به عل مه وجازاه على ذلك أو فر‬
‫الزاء‪.‬‬

‫سوَ ِء مِ َن اْل َقوْلِ إِلّ مَن ظُِل َم وَكَا نَ اللّ هُ سَمِيعا عَلِيما * إِن ُتبْدُواْ َخيْرا َأوْ‬
‫جهْ َر بِال ّ‬
‫** ّل يُحِ بّ اللّ ُه الْ َ‬
‫فوَءٍ فَإِنففففّ اللّهففففَ كَانففففَ َع ُفوّا َقدِيرا‬ ‫فففن سففف ُ‬ ‫خفُوهففففْ َأ ْو َتعْفُواْ عَف‬ ‫تُ ْ‬
‫قال ابن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس ف الَية يقول‪ :‬ل يب ال أن يدعو أحد على أحد إل أن يكون‬
‫مظلوما فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه وذلك قوله‪{ :‬إل من ظلم} وإن صب فهو خي له‬
‫وقال أبو داود حدثنا عبد ال بن معاذ حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن حبيب‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن عائشة‪,‬‬

‫‪213‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قالت‪ :‬سرق لا شيء فجعلت تدعو عليه‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «ل تسبخي عنه» وقال‬
‫السن البصري‪ :‬ل يدع عليه‪ ,‬وليقل‪ :‬اللهم أعن عليه‪ ,‬واستخرج حقي منه‪ ,‬وف رواية عنه قال‪ :‬قد‬
‫أرخفففص له أن يدعفففو على مفففن ظلمفففه مفففن غيففف أن يعتدي عليفففه‪.‬‬
‫وقال ع بد الكر ي بن مالك الزري ف هذه الَ ية‪ :‬هو الر جل يشت مك فتشت مه‪ ,‬ول كن إن افترى‬
‫عليك فل تفتر عليه‪ ,‬لقوله‪{ :‬ولن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل}‪ .‬وقال أبو داود‪:‬‬
‫حدثنا القعنب‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن ممد عن العلء‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬الستبّان ما قال‪ ,‬فعلى البادىء منهما ما ل يعتد الظلوم» وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا‬
‫الثن بن الصباح عن ماهد ف قوله {ل يب ال الهر بالسوء من القول إل من ظلم} قال‪ :‬ضاف‬
‫رجفل رجلًفلم يؤد إليفه حفق ضيافتفه‪ ,‬فلمفا خرج أخفب الناس فقال‪ :‬ضففت فلنا فلم يؤد إل حفق‬
‫ضيافت‪ ,‬قال‪ :‬فذلك الهر بالسوء من القول إل من ظلم حت يؤدي الَخر إليه حق ضيافته‪ .‬وقال ابن‬
‫إسحاق‪ ,‬عن ابن أب نيح‪ ,‬عن ماهد {ل يب ال الهر بالسوء من القول إل من ظلم} قال‪ :‬قال‪:‬‬
‫هو الرجل ينل بالرجل فل يسن ضيافته‪ ,‬فيخرج فيقول‪ :‬أساء ضيافت ول يسن‪ ,‬وف رواية‪ :‬هو‬
‫الضيف الحول رحله‪ ,‬فإنه يهر لصاحبه بالسوء من القول‪ ,‬وكذا روي عن غي واحد عن ماهد نو‬
‫هذا‪ ,‬وقد روى الماعة سوى النسائي والترمذي من طريق الليث بن سعد‪ ,‬والترمذي من حديث ابن‬
‫ليعة‪ ,‬كلها عن يزيد بن أب حبيب عن أب الي مرثد بن عبد ال عن عقبة بن عامر‪ ,‬قال‪ :‬قلنا‪:‬‬
‫يارسول ال‪ ,‬إنك تبعثنا فننل بقوم فل يقرونا‪ ,‬فما ترى ف ذلك ؟ فقال‪« :‬إذا نزلتم بقوم فأمروا لكم‬
‫باف ينبغفي للضيفف‪ ,‬فاقبلوا منهفم‪ ,‬وإن ل تفعلوا فخذوا منهفم حفق الضيفف الذي ينبغفي لمف»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر حدثنا شعبة سعت أبا الودي يدث عن سعيد بن مهاجر‬
‫عن القدام بن أ ب كري ة‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪« :‬أي ا م سلم ضاف قوما فأ صبح‬
‫الضيف مروما‪ ,‬فإن حقا على كل مسلم نصره حت يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله» تفرد به أحد‬
‫من هذا الو جه‪ ,‬وقال أح د أيضا‪ :‬حدث نا ي ي بن سعيد عن شع بة‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن الش عب‪ ,‬عن‬
‫القدام بن أب كرية‪ ,‬سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬ليلة الضيف واجبة على كل مسلم‪,‬‬
‫فإن أ صبح بفنائه مروما كان دينا له عل يه‪ ,‬فإن شاء اقتضاه وإن شاء تر كه»‪ .‬ث رواه أيضا عن غندر‬
‫عن شع بة‪ .‬و عن زياد بن ع بد ال البكائي عن وك يع وأ ب نع يم‪ ,‬عن سفيان الثوري‪ ,‬ثلثت هم عن‬
‫منصففور بففه‪ ,‬وكذا رواه أبففو داود مففن حديففث أبفف عوانففة عففن منصففور بففه‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومن هذه الحاديث وأمثالا‪ ,‬ذهب أحد وغيه إل وجوب الضيافة‪ ,‬ومن هذا القبيل الديث الذي‬
‫رواه الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عمرو بن علي حدثنا صفوان بن عيسى‪ ,‬حدثنا ممد بن عجلن‬
‫عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة أن رجلً أتى النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪ :‬إن ل جارا يؤذين‪ ,‬فقال له‬
‫«أخرج متاعك فضعه على الطريق»‪ ,‬فأخذ الرجل متاعه فطرحه على الطريق‪ ,‬فكل من مر به قال‪:‬‬
‫مالك ؟ قال‪ :‬جاري يؤذي ن‪ ,‬فيقول‪ :‬الل هم الع نه‪ ,‬الل هم أخزه‪ ,‬قال‪ :‬فقال الر جل‪ :‬ار جع إل منلك‪,‬‬
‫وال ل أوذيك أبدا‪ ,‬وقد رواه أبو داود ف كتاب الدب عن أب توبة الربيع بن نافع‪ ,‬عن سليمان بن‬
‫حيان أب خالد الحر عن ممد بن عجلن به‪ ,‬ث قال البزار‪ :‬ل نعلمه يروي عن أب هريرة إل بذا‬
‫السناد‪ ,‬ورواه أبو جحيفة وهب بن عبد ال عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ويوسف بن عبد ال بن‬
‫سفففففلم عفففففن النفففففب صفففففلى ال عليفففففه وسفففففلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن تبدوا خيا أو تفوه أو تعفوا عن سوء فإن ال كان عفوا قديرا} أي إن تظهروا أي ها‬
‫الناس خيا أو أخفيتموه أو عفو ت ع من أ ساء إلي كم‪ ,‬فإن ذلك م ا يقرب كم ع ند ال ويزل ثواب كم‬
‫لديه‪ ,‬فإن من صفاته تعال أن يعفو عن عباده مع قدرته على عقابم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فإن ال كان عفوا‬
‫قديرا}‪ ,‬ولذا ورد ف الثر أن حلة العرش يسبحون ال‪ ,‬فيقول بعضهم‪ :‬سبحانك على حلمك بعد‬
‫علمك‪ ,‬ويقول بعضهم‪ :‬سبحانك على عفوك بعد قدرتك‪ ,‬وف الديث الصحيح «ما نقص مال من‬
‫صففففدقة‪ ,‬ول زاد ال عبدا بعفففففو إل عزا‪ ,‬ومففففن تواضففففع ل رفعففففه»‪.‬‬

‫ض َونَ ْكفُ ُر‬


‫** إِ ّن الّذِي نَ َي ْكفُرُو نَ بِاللّ هِ وَرُ سُلِ ِه َويُرِيدُو نَ أَن ُيفَرّقُوْا َبيْ نَ اللّ ِه وَرُ سُلِ ِه وَيقُولُو نَ ُن ْؤمِ ُن ِبَبعْ ٍ‬
‫ك هُ ُم الْكَاِفرُو نَ َحقّا َوَأعْتَ ْدنَا لِ ْلكَاِفرِي َن عَذَابا‬ ‫ِببَعْ ضٍ َويُرِيدُو نَ أَن َيتّخِذُوْا َبيْ نَ ذَلِ كَ َسبِيلً * ُأوْلَـئِ َ‬
‫ف ُيؤْتِيهِ مْ أُجُو َرهُ ْم وَكَا نَ‬ ‫ّمهِينا * وَالّذِي نَ آ َمنُواْ بِاللّ ِه وَرُ ُسلِ ِه وَلَ ْم ُيفَرّقُوْا َبيْ نَ أَحَ ٍد ّمْنهُ مْ ُأوْلَـئِكَ َسوْ َ‬
‫ف َغفُورا ّرحِيما‬ ‫اللّهففففففففففففففففففففففففففففففففف ُ‬
‫يتو عد تبارك وتعال الكافر ين به وبر سله‪ ,‬من اليهود والن صارى ح يث فرقوا ب ي ال ور سله ف‬
‫اليان فآمنوا ببعض النبياء وكفروا ببعض بجرد التشهي والعادة‪ ,‬وما ألفوا عليه آباءهم ل عن دليل‬
‫قادهم إل ذلك‪ ,‬فإنه ل سبيل لم إل ذلك‪ ,‬بل بجرد الوى والعصبية‪ ,‬فاليهود ف عليهم لعائن ال‬
‫ف آمنوا بالنبياء إل عيسى وممد عليهما الصلة والسلم‪ ,‬والنصارى آمنوا بالنبياء وكفروا باتهم‬
‫ب بعد يوشع خليفة موسى بن عمران‪,‬‬ ‫وأشرفهم ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬والسامرة ل يؤمنون بن ّ‬

‫‪215‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والجوس يقال إنم كانوا يؤمنون بنب لم يقال له زرادشت‪ ,‬ث كفروا بشرعه فرفع من بي أظهرهم‪,‬‬
‫وال أعلم‪ ,‬والقصود أن من كفر بنب من النبياء فقد كفر بسائر النبياء فإن اليان واجب بكل نب‬
‫بعثه ال إل أهل الرض‪ ,‬فمن رد نبوته للحسد أو العصبية أو التشهي‪ ,‬تبي أن إيانه بن آمن به من‬
‫النبياء ليس إيانا شرعيا‪ ,‬إنا هو عن غرض وهوى وعصبية‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن الذين يكفرون}‬
‫بفا ل ورسفله فوسفهم بأنمف كفار بال ورسفله‪ ,‬ويريدون أن يفرقوا بيف ال ورسفله أي فف اليان‪,‬‬
‫{ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بي ذلك سبيلً} أي طريقا ومسلكا‪ ,‬ث‬
‫أخب تعال عنهم فقال‪{ :‬أولئك هم الكافرون حقا} أي كفرهم مقق ل مالة بن ادعوا اليان به‪,‬‬
‫لنه ليس شرعيا إذ لو كانوا مؤمني به لكونه رسول ال‪ ,‬لَمنوا بنظيه وبن هو أوضح دليلً وأقوى‬
‫برهانا منفففففه‪ ,‬أو نظروا حفففففق النظفففففر فففففف نبوتفففففه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأعتد نا للكافر ين عذابا مهينا} أي ك ما ا ستهانوا ب ن كفروا به‪ ,‬إ ما لعدم نظر هم في ما‬
‫جاءهم به من ال وإعراضهم عنه وإقبالم على جع حطام الدنيا ما ل ضرورة بم إليه‪ ,‬وإما بكفرهم‬
‫به بعد علمهم بنبوته‪ ,‬كما كان يفعله كثي من أحبار اليهود ف زمان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫حيث حسدوه على ما آتاه ال من النبوة العظيمة وخالفوه وكذبوه وعادوه وقاتلوه‪ ,‬فسلط ال عليهم‬
‫الذل الدنيوي الوصول بالذل الخروي {وضربت عليهم الذلة والسكنة وباؤوا بغضب من ال} ف‬
‫الدنيا والَخرة‪ .‬وقوله‪{ :‬والذين آمنوا بال ورسله ول يفرقوا ب ي أحد منهم} يع ن بذلك أمة ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فإنم يؤمنون بكل كتاب أنزله ال وبكل نب بعثه ال‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬آمن‬
‫الرسول با أنزل إليه من ربه والؤمنون كل آمن با ل} الَية‪ ,‬ث أخب تعال بأنه قد أعد لم الزاء‬
‫الز يل والثواب الل يل والعطاء الم يل‪ ,‬فقال‪{ :‬أولئك سوف يؤتي هم أجور هم} على ما آمنوا بال‬
‫ورسففففله {وكان ال غفورا رحيما} أي لذنوبمفففف‪ ,‬أي إن كان لبعضهففففم ذنوب‪.‬‬

‫سأَلُكَ َأهْ ُل الْ ِكتَابِ أَن ُتنَ ّز َل عََلْيهِمْ ِكتَابا مّ َن السّمَآءِ َفقَدْ َسأَلُوْا مُو َسىَ أَ ْكبَ َر مِن ذَلِكَ َفقَاُلوَاْ أَ ِرنَا‬ ‫** يَ ْ‬
‫اللّ هِ َجهْ َرةً َفأَخَ َذْتهُ ُم ال صّا ِع َقةُ بِ ُظلْ ِمهِ ْم ثُ ّم اتّخَذُوْا اْلعِجْ َل مِن بَعْ ِد مَا جَآ َءْتهُ مُ الَْبّينَا تُ َف َع َفوْنَا عَن ذَلِ كَ‬
‫وَآتَْينَا مُو َسىَ سُلْطَانا ّمبِينا * وَرََف ْعنَا َفوَْقهُ مُ الطّو َر بِمِيثَاِقهِ مْ وَُق ْلنَا َلهُ مُ ادْ ُخلُوْا اْلبَا بَ ُسجّدا وَقُ ْلنَا َلهُ مْ‬
‫ف مّيثَاقا غَلِيظا‬ ‫َل َتعْدُواْ فِففففففي السففففففّْبتِ َوأَ َخذْنَففففففا ِمْنهُمففففف ْ‬

‫‪216‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ممد بن كعب القرظي والسدي وقتادة‪ :‬سأل اليهود رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ينل‬
‫عليهم كتابا من السماء كما نزلت التوراة على موسى مكتوبة‪ ,‬قال ابن جريج‪ :‬سألوه أن ينل عليهم‬
‫صحفا من ال مكتو بة إل فلن وفلن وفلن بت صديقه في ما جاء هم به‪ ,‬وهذا إن ا قالوه على سبيل‬
‫التعنت والعناد والكفر واللاد‪ ,‬كما سأل كفار قريش قبلهم نظي ذلك كما هو مذكور ف سورة‬
‫ف مفن الرض ينبوعا} الَيات‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فقفد‬ ‫سفبحان {وقالوا لن نؤمفن لك ح ت تف جر لن ا‬
‫سألوا موسى أكب من ذلك فقالوا أرنا ال جهرة فأخذتم الصاعقة بظلمهم} أي بطغيانم وبغيهم‪,‬‬
‫وعتوهم وعنادهم‪ ,‬وهذا مفسر ف سورة البقرة حيث يقول تعال‪{ :‬وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك‬
‫حت نرى ال جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ث بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬ث اتذوا الع جل من بعد ما جاءت م البينات} أي من بعد ما رأوا من الَيات الباهرة‬
‫والدلة القاهرة على يد موسى عليه السلم ف بلد مصر‪ ,‬وما كان من إهلك عدوهم فرعون وجيع‬
‫جنوده ف ال يم‪ ,‬ف ما جاوزوه إل ي سيا‪ ,‬ح ت أتوا على قوم يعكفون على أ صنام ل م فقالوا لو سى‬
‫{اجعل لنا إلا كما لم آلة} الَيتي‪ ,‬ث ذكر تعال قصة اتاذهم العجل مبسوطة ف سورة العراف‪,‬‬
‫و ف سورة طه‪ ,‬ب عد ذهاب مو سى إل مناجاة ال عز و جل‪ ,‬ث ل ا ر جع وكان ما كان‪ ,‬ج عل ال‬
‫توبتهم من الذي صنعوه وابتدعوه‪ ,‬أن يقتل من ل يعبد العجل منهم من عبده‪ ,‬فجعل يقتل بعضهم‬
‫بعضا‪ ,‬ث أحيا هم ال عز و جل‪ ,‬وقال ال تعال‪{ :‬فعفو نا عن ذلك وآتينا مو سى سلطانا مبينا} ث‬
‫قال‪{ :‬ورفعنا فوقهم الطور بيثاقهم} وذلك حي امتنعوا من اللتزام بأحكام التوراة‪ ,‬وظهر منهم إباء‬
‫ع ما جاء هم به مو سى عل يه ال سلم‪ ,‬ور فع ال على رؤو سهم جبلً‪ ,‬ث ألزموا فالتزموا و سجدوا‪,‬‬
‫وجعلوا ينظرون إل فوق رؤوسهم‪ ,‬خشية أن يسقط عليهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإذ نتقنا البل فوقهم‬
‫كأ نه ظلة وظنوا أ نه وا قع ب م خذوا ما آتينا كم بقوة} الَ ية‪{ ,‬وقل نا ل م ادخلوا الباب سجدا} أي‬
‫فخالفوا ما أمروا به من القول والفعل‪ ,‬فإنم أمروا أن يدخلوا باب بيت القدس سجدا وهم يقولون‬
‫حطة‪ ,‬أي اللهم حط عنا ذنوبنا ف تركنا الهاد ونكولنا عنه‪ ,‬حت تنا ف التيه أربعي سنة‪ ,‬فدخلوا‬
‫يزحفون على أستاههم وهم يقولون‪ :‬حنطة ف شعرة {وقلنا لم ل تعدوا ف السبت} أي وصيناهم‬
‫بففظ السفبت والتزام مفا حرم ال عليهفم‪ ,‬مفا دام مشروعا لمف {وأخذنفا منهفم ميثاقا غليظا} أي‬
‫شديدا‪ ,‬فخالفوا وع صوا وتيلوا على ارتكاب ما حرم ال عز و جل‪ ,‬ك ما هو مب سوط ف سورة‬
‫العراف عند قوله‪{ :‬واسألم عن القرية الت كانت حاضرة البحر} الَيات‪ ,‬وسيأت حديث صفوان‬

‫‪217‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن عسال ف سورة سبحان عند قوله‪{ :‬ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} وفيه‪ :‬وعليكم خاصة‬
‫يهود أن ل تعدوا فففففففففففففففف السفففففففففففففففبت‪.‬‬

‫ف بَ ْل َطبَعَ اللّهُ‬ ‫** َفبِمَا َن ْقضِهِ ْم مّيثَاَقهُ ْم وَ ُكفْ ِرهِم بَآيَاتِ اللّ ِه وََقتِْلهِ ُم الْنبِيَآ َء ِبغَيْرِ حَ ّق وََقوِْلهِمْ قُلُوُبنَا غُلْ ٌ‬
‫ل ُيؤْ ِمنُو نَ إِلّ قَلِيلً * َوِبكُفْ ِرهِ ْم وََقوِْلهِ ْم عََل َى مَ ْريَ َم ُب ْهتَانا عَظِيما * وََقوْلِهِ مْ ِإنّا َقتَ ْلنَا‬ ‫عََلْيهَا ِب ُكفْ ِرهِ مْ َف َ‬
‫الْمَ سِي َح عِي سَى ابْ َن مَ ْريَ مَ رَ سُولَ اللّ ِه َومَا َقتَلُو ُه َومَا صََلبُوهُ وَلَـكِن ُشبّ هَ َلهُ ْم َوإِ ّن الّذِي نَ ا ْختََلفُواْ فِي هِ‬
‫ك ّمنْ ُه مَا َلهُ ْم بِ ِه مِ ْن عِلْمٍ إِلّ اّتبَا عَ الظّ ّن َومَا َقتَلُو ُه َيقِينا * بَل رَّفعَ هُ اللّ هُ إَِليْهِ وَكَانَ اللّ ُه عَزِيزا‬ ‫َلفِي شَ ّ‬
‫ِمف َشهِيدا‬ ‫ُونف عََلْيه ْ‬
‫ْمف اْلقِيَا َم ِة َيك ُ‬ ‫ِهف َوَيو َ‬
‫ِهف َقبْلَ َموْت ِ‬ ‫َنف ب ِ‬ ‫َابف إِلّ َلُيؤْ ِمن ّ‬
‫ّنف َأهْ ِل اْلكِت ِ‬ ‫َحكِيما * َوإِن م ْ‬
‫وهذه من الذنوب الت ارتكبوها‪ ,‬ما أوجب لعنتهم وطردهم وإبعادهم عن الدى‪ ,‬وهو نقضهم‬
‫الواثيفق والعهود التف أخذت عليهفم‪ ,‬وكفرهفم بآيات ال‪ ,‬أي حججفه وبراهينفه‪ ,‬والعجزات التف‬
‫شاهدو ها على يد ال نبياء علي هم ال سلم‪ ,‬قوله‪{ :‬وقتل هم ال نبياء بغ ي حق} وذلك لكثرة إجرام هم‬
‫واجترائهم على أنبياء ال‪ ,‬فإنم قتلوا جعا غفيا من النبياء عليهم السلم‪ .‬وقولم‪{ :‬قلوبنا غلف}‬
‫قال ا بن عباس وما هد و سعيد بن جبي وعكر مة وال سدي وقتادة وغ ي وا حد‪ :‬أي ف غطاء‪ ,‬وهذا‬
‫كقول الشركي {وقالوا قلوبنا ف أكنة ما تدعونا إليه} الَية‪ ,‬وقيل معناه أنم ادعوا أن قلوبم غلف‬
‫للعلم‪ ,‬أي أوعية للعلم قد حوته وحصلته‪ ,‬رواه الكلب عن أب صال‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬وقد تقدم نظيه‬
‫ف سورة البقرة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬بل طبع ال عليها بكفرهم} فعلى القول الول كأنم يعتذرون إليه‬
‫بأن قلوبم ل تعي ما يقول‪ ,‬لنا ف غلف وف أكنة‪ ,‬قال ال‪ :‬بل هي مطبوع عليها بكفرهم وعلى‬
‫القول الثان‪ :‬عكس عليهم ما ادعوه من كل وجه‪ ,‬وقد تقدم الكلم على مثل هذا ف سورة البقرة‬
‫{فل يؤمنون إل قليلً} أي ترنت قلوبم على الكفر والطغيان‪ ,‬وقلة اليان {وبكفرهم وقولم على‬
‫مر ي بتانا عظيما} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬يع ن أن م رمو ها بالز نا‪ ,‬وكذلك قال‬
‫السدي وجويب وممد بن إسحاق وغي واحد‪ ,‬وهو ظاهر من الَية‪ ,‬أنم رموها وابنها بالعظائم‪,‬‬
‫فجعلوها زانية وقد حلت بولدها من ذلك‪ ,‬زاد بعضهم‪ :‬وهي حائض فعليهم لعائن ال التتابعة إل‬
‫يوم القيا مة‪ ,‬وقول م‪{ :‬إ نا قتل نا ال سيح عي سى بن مر ي ر سول ال} أي هذا الذي يد عي لنف سه هذا‬
‫الن صب قتلناه‪ ,‬وهذا من هم من باب الته كم وال ستهزاء‪ ,‬كقول الشرك ي { يا أي ها الذي نزل عل يه‬
‫الذكر إنك لجنون} وكان من خب اليهود‪ ,‬عليهم لعائن ال وسخطه وغضبه وعقابه‪ ,‬أنه لا بعث ال‬

‫‪218‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عي سى بن مر ي بالبينات والدى ح سدوه على ما آتاه ال تعال من النبوة والعجزات الباهرات ال ت‬
‫كان يبيء با الكمه والبرص وييي الوتى بإذن ال‪ ,‬ويصور من الطي طائرا‪ ,‬ث ينفخ فيه‪ ,‬فيكون‬
‫طائرا يشاهد طيانه بإذن ال عز وجل‪ ,‬إل غي ذلك من العجزات الت أكرمه ال با وأجراها على‬
‫يديه‪ ,‬ومع هذا كذبوه وخالفوه وسعوا ف أذاه بكل ما أمكنهم حت جعل نب ال عيسى عليه السلم‪,‬‬
‫ل يساكنهم ف بلدة‪ ,‬بل يكثر السياحة هو وأمه عليهما السلم‪ ,‬ث ل يقنعهم ذلك‪ ,‬حت سعوا إل‬
‫ملك دمشفق فف ذلك الزمان‪ ,‬وكان رجلً مشركا مفن عبدة الكواكفب‪ ,‬وكان يقال لهفل ملتفه‬
‫ل يفت الناس ويضلهم‪ ,‬ويفسد على اللك رعاياه‪ ,‬فغضب‬ ‫اليونان‪ ,‬وأنوا إليه أن ف بيت القدس رج ً‬
‫اللك من هذا وك تب إل نائ به بالقدس أن يتاط على هذا الذكور‪ ,‬وأن ي صلبه وي ضع الشوك على‬
‫رأسه‪ ,‬ويكف أذاه عن الناس‪ ,‬فلما وصل الكتاب امتثل وال بيت القدس ذلك‪ ,‬وذهب هو وطائفة‬
‫من اليهود إل النل الذي ف يه عي سى عل يه ال سلم‪ ,‬و هو ف جا عة من أ صحابه اث ن ع شر أو ثل ثة‬
‫عشر‪ ,‬وقيل سبعة عشر نفرا‪ ,‬وكان ذلك يوم المعة بعد العصر ليلة السبت‪ ,‬فحصروه هنالك‪ .‬فلما‬
‫أحس بم وأنه ل مالة من دخولم عليه أو خروجه إليهم‪ ,‬قال لصحابه‪ :‬أيكم يلقى عليه شبهي وهو‬
‫رفي قي ف ال نة ؟ فانتدب لذلك شاب من هم فكأ نه ا ستصغره عن ذلك‪ ,‬فأعاد ها ثان ية وثال ثة‪ ,‬و كل‬
‫ذلك ل ينتدب إل ذلك الشاب‪ ,‬فقال‪ :‬أنت هو‪ ,‬وألقى ال عليه شبه عيسى حت كأنه هو‪ ,‬وفتحت‬
‫روزنة من سقف البيت‪ ,‬وأخذت عيسى عليه السلم سنة من النوم‪ ,‬فرفع إل السماء وهو كذلك‪,‬‬
‫ك ما قال ال تعال‪{ :‬إذ قال ال يا عي سى إ ن متوف يك وراف عك إل} الَ ية‪ ,‬فل ما ر فع خرج أولئك‬
‫الن فر‪ ,‬فل ما رأى أولئك ذلك الشاب‪ ,‬ظنوا أ نه عي سى‪ ,‬فأخذوه ف الل يل و صلبوه‪ ,‬ووضعوا الشوك‬
‫على رأسه‪ ,‬وأظهر اليهود أنم سعوا ف صلبه‪ ,‬وتبجحوا بذلك وسلم لم طوائف من النصارى‪ ,‬ذلك‬
‫لهل هم وقلة عقل هم‪ ,‬ما عدا من كان ف البيت مع ال سيح‪ ,‬فإن م شاهدوا رف عه‪ .‬وأما الباقون فإن م‬
‫ظنوا ك ما ظن اليهود‪ ,‬أن ال صلوب هو ال سيح بن مر ي‪ ,‬ح ت ذكروا أن مر ي جل ست ت ت ذلك‬
‫الصلوب وبكت‪ ,‬ويقال إنه خاطبها‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وهذا كله من امتحان ال عباده‪ ,‬لا له ف ذلك من‬
‫الكمففففففففففففففففففة البالغففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقد أوضح ال المر وجله وبينه‪ ,‬وأظهره ف القرآن العظيم‪ ,‬الذي أنزله على رسوله الكري‪ ,‬الؤيد‬
‫بالعجزات والبينات والدلئل الواضحات‪ ,‬فقال تعال‪ :‬وهو أصدق القائلي ورب العالي‪ ,‬الطلع على‬
‫ال سرائر والضمائر‪ ,‬الذي يعلم ال سر ف ال سموات والرض‪ ,‬العال با كان وما يكون وما ل يكن لو‬

‫‪219‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان ك يف يكون {و ما قتلوه و ما صلبوه ول كن ش به ل م} أي رأوا شب هه فظنوه إياه‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لم به من علم إل اتباع الظن} يعن بذلك من ادعى أنه قتله‬
‫من اليهود‪ ,‬و من سلمه إلي هم من جهال الن صارى‪ ,‬كل هم ف شك من ذلك وحية وضلل و سعر‪,‬‬
‫ولذا قال‪{ :‬و ما قتلوه يقينا} أي و ما قتلوه متيقن ي أ نه هو بل شاك ي متوه ي { بل رف عه ال إل يه‬
‫وكان ال عزيزا} أي منيع الناب‪ ,‬ل يرام جنابه ول يضام من لذ ببابه‪{ ,‬حكيما} أي ف جيع ما‬
‫يقدره ويقض يه من المور ال ت يلق ها‪ ,‬وله الك مة البال غة وال جة الدام غة وال سلطان العظ يم وال مر‬
‫القد ي‪ .‬قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أح د بن سنان‪ ,‬حدث نا أ بو معاو ية عن الع مش‪ ,‬عن النهال بن‬
‫عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬لا أراد ال أن يرفع عيسى إل السماء‪ ,‬خرج على‬
‫أصحابه وف البيت اثنا عشر رجلً من الواريي‪ ,‬يعن فخرج عليهم من عي ف البيت‪ ,‬ورأسه يقطر‬
‫ماء‪ ,‬فقال‪ :‬إن من كم من يك فر ب اثن ت عشرة مرة‪ ,‬ب عد أن آ من ب‪ ,‬قال‪ :‬ث قال‪ :‬أي كم يل قى عل يه‬
‫شبهي فيقتل مكان ويكون معي ف درجت ؟ فقام شاب من أحدثهم سنا‪ ,‬فقال له‪ :‬اجلس‪ ,‬ث أعاد‬
‫عليهفم‪ ,‬فقام ذلك الشاب‪ ,‬فقال‪ :‬اجلس‪ ,‬ثف أعاد عليهفم‪ ,‬فقام الشاب‪ ,‬فقال‪ :‬أنفا‪ ,‬فقال‪ :‬هفو أنفت‬
‫ذاك‪ ,‬فألقي عليه شبه عيسى‪ ,‬ورفع عيسى من روزنة ف البيت إل السماء‪ ,‬قال‪ :‬وجاء الطلب من‬
‫اليهود فأخذوا الش به فقتلوه ث صلبوه‪ ,‬فك فر به بعض هم اثن ت عشرة مرة ب عد أن آ من به‪ ,‬وافترقوا‬
‫ثلث فرق‪ ,‬فقالت فر قة‪ ,‬كان ال في نا ما شاء ث صعد إل ال سماء وهؤلء اليعقوب ية‪ ,‬وقالت فر قة‪:‬‬
‫كان فينا ابن ال ما شاء‪ ,‬ث رفعه ال إليه وهؤلء النسطورية‪ ,‬وقالت فرقة‪ :‬كان فينا عبد ال ورسوله‬
‫ما شاء ال‪ ,‬ث رف عه ال إل يه وهؤلء ال سلمون فتظاهرت الكافرتان على ال سلمة فقتلو ها‪ ,‬فلم يزل‬
‫السلم طامسا حت بعث ال ممدا صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهذا إسناد صحيح إل ابن عباس‪ ,‬ورواه‬
‫النسائي عن أب كريب‪ ,‬عن أب معاوية بنحوه‪ ,‬وكذا ذكره غي واحد من السلف‪ ,‬أنه قال لم‪ :‬أيكم‬
‫يلقفففى عليفففه شبهفففي فيقتفففل مكانففف‪ ,‬وهفففو رفيقفففي فففف النفففة‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا يعقوب القمي عن هارون بن عنترة‪ ,‬عن وهب بن منبه‬
‫قال‪ :‬أتى عيسى ومعه سبعة عشر من الواريي ف بيت فأحاطوا بم‪ ,‬فلما دخلوا عليه‪ ,‬صورهم ال‬
‫عز وجل كلهم على صورة عيسى‪ ,‬فقالوا لم‪ :‬سحرتونا ليبزن لنا عيسى‪ ,‬أو لنقتلنكم جيعا‪ ,‬فقال‬
‫عيسى لصحابه‪ :‬من يشري نفسه منكم اليوم بالنة ؟ فقال رجل منهم‪ :‬أنا‪ ,‬فخرج إليهم وقال‪ :‬أنا‬
‫عيسى وقد صوره ال على صورة عيسى‪ ,‬فأخذوه فقتلوه وصلبوه‪ ,‬فمن ث شبه لم‪ ,‬فظنوا أنم قد‬

‫‪220‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قتلوا عي سى‪ ,‬وظ نت الن صارى م ثل ذلك أ نه عي سى‪ ,‬ور فع ال عي سى من يو مه ذلك‪ ,‬وهذا سياق‬
‫غريفففففففففففففففففففففففففففففففففففففب جدا‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬وقد روي عن وهب نو هذا القول‪ ,‬وهو ما حدثن الثن‪ ,‬حدثنا إسحاق‪ ,‬حدثنا‬
‫إساعيل بن عبد الكري‪ ,‬حدثن عبد الصمد بن معقل أنه سع وهبا يقول‪ :‬إن عيسى بن مري لا أعلمه‬
‫ف الوارييف وصفنع لمف طعاما‪ ,‬فقال‪:‬‬ ‫ال أنفه خارج مفن الدنيفا‪ ,‬جزع مفن الوت وشفق عليفه‪ ,‬فدع ا‬
‫احضرون الليلة‪ ,‬فإن ل إليكم حاجة‪ ,‬فلما اجتمعوا إليه من الليل عشاهم‪ ,‬وقام يدمهم‪ ,‬فلما فرغوا‬
‫من الطعام‪ ,‬أ خذ يغ سل أيدي هم‪ ,‬ويوضئ هم بيده‪ ,‬وي سح أيدي هم بثيا به‪ ,‬فتعاظموا ذلك‪ ,‬وتكارهوه‬
‫فقال‪ :‬أل من رد عل ّي الليلة شيئا م ا أ صنع‪ ,‬فل يس م ن‪ ,‬ول أ نا م نه‪ ,‬فأقروه ح ت إذا فرغ من ذلك‪,‬‬
‫قال‪ :‬أ ما ما صنعت ب كم الليلة م ا خدمت كم على الطعام‪ ,‬وغ سلت أيدي كم بيدي‪ ,‬فلي كن ل كم ب‬
‫أ سوة‪ ,‬فإن كم ترون أنيخي كم‪ ,‬فل يتعا ظم بعض كم على ب عض وليبذل بعض كم نف سه لب عض ك ما‬
‫بذلت نفسي لكم‪ ,‬وأما حاجت الليلة الت أستعينكم عليها‪ ,‬فتدعون ال ل‪ ,‬وتتهدون ف الدعاء أن‬
‫يؤخر أجلي‪ ,‬فلما نصبوا أنفسهم للدعاء‪ ,‬وأرادوا أن يتهدوا‪ ,‬أخذهم النوم حت ل يستطيعوا دعاء‪,‬‬
‫فجعل يوقظهم ويقول‪ :‬سبحان ال‪ ,‬أما تصبون ل ليلة واحدة‪ ,‬تعينون فيها ؟ فقالوا‪ :‬وال ما ندري‬
‫مالنا‪ ,‬لقد كنا نسمر فنكثر السمر‪ ,‬وما نطيق الليلة سرا‪ ,‬وما نريد دعاء إل حيل بيننا وبينه‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫يذ هب الرا عي وتفرق الغ نم‪ ,‬وج عل يأ ت بكلم ن و هذا ين عى به نف سه‪ .‬ث قال‪ :‬ال ق ليكفرن ب‬
‫أحد كم ق بل أن ي صيح الد يك ثلث مرات‪ ,‬ول يبيعن أحد كم بدرا هم ي سية وليأكلن ث ن‪ .‬فخرجوا‬
‫وتفرقوا‪ ,‬وكانت اليهود تطلبه‪ ,‬وأخذوا شعون أحد الواريي وقالوا‪ :‬هذا من أصحابه‪ ,‬فجحد وقال‪:‬‬
‫ما أنا بصاحبه‪ ,‬فتركوه‪ ,‬ث أخذه آخرون‪ ,‬فج حد كذلك ث سع صوت ديك فبكى وأحز نه‪ ,‬فل ما‬
‫أ صبح أ تى أ حد الواري ي إل اليهود فقال‪ :‬ما تدون ل إن دللت كم على ال سيح ؟ فجعلوا له ثلث ي‬
‫درها‪ ,‬فأخذ ها ودل م عل يه‪ ,‬وكان ش به علي هم ق بل ذلك‪ ,‬فأخذوه فا ستوثقوا م نه وربطوه بال بل‪,‬‬
‫وجعلوا يقودو نه ويقولون له‪ :‬أ نت ك نت ت يي الو تى‪ ,‬وتن هر الشيطان‪ ,‬و تبىء الجنون‪ ,‬أفل تن جي‬
‫نف سك من هذا ال بل ؟ ويب صقون عل يه‪ ,‬ويلقون عل يه الشوك‪ ,‬ح ت أتوا به الش بة ال ت أرادوا أن‬
‫يصلبوه عليها‪ ,‬فرفعه ال إليه‪ ,‬وصلبوا ما شبه لم‪ ,‬فمكث سبعا‪ ,‬ث إن أمه والرأة الت كان يداويها‬
‫عيسى عليه السلم‪ ,‬فأبرأها ال من النون‪ ,‬جاءتا تبكيان حيث الصلوب‪ ,‬فجاءها عيسى فقال‪ :‬ما‬
‫تبكيان ؟ فقال تا‪ :‬عل يك‪ ,‬فقال‪ :‬إ ن قد رفع ن ال إل يه‪ ,‬ول ي صب إل خ ي‪ ,‬وإن هذا ش به ل م‪ ,‬فأمري‬

‫‪221‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الواريي يلقون إل مكان كذا وكذا‪ ,‬فلقوه إل ذلك الكان أحد عشر‪ ,‬وفقدوا الذي باعه ودل عليه‬
‫اليهود‪ ,‬فسأله عن أصحابه‪ ,‬فقال‪ :‬إنه ندم على ما صنع فاختنق وقتل نفسه‪ ,‬فقال‪ :‬لو تاب لتاب ال‬
‫عليه‪ .‬ث سألم عن غلم تبع هم يقال له ي ي‪ ,‬فقال‪ :‬هو مع كم‪ ,‬فانطلقوا‪ ,‬فإنه سيصبح كل إن سان‬
‫فففب جدا‪.‬‬ ‫فففياق غريف‬ ‫فففم‪ ,‬سف‬ ‫فففم وليدعهف‬ ‫فففه فلينذرهف‬ ‫فففة قومف‬ ‫يدث بلغف‬
‫ث قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا سلمة عن ابن إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬كان اسم ملك بن إسرائيل‬
‫ل منهم يقال له داود‪ ,‬فلما أجعوا لذلك منه‪ ,‬ل يفظع عبد من عباد‬ ‫الذي بعث إل عيسى ليقتله رج ً‬
‫ال بالوت فيما ذكر ل فظعه‪ ,‬ول يزع منه جزعه‪ ,‬ول يدع ال ف صرفه عنه دعاءه‪ ,‬حت إنه ليقول‬
‫فيما يزعمون‪ :‬اللهم إن كنت صارفا هذه الكأس عن أحد من خلقك‪ ,‬فاصرفها عن‪ .‬وحت إن جلده‬
‫من كرب ذلك ليتف صد دما‪ ,‬فد خل الد خل الذي أجعوا أن يدخلوا عل يه ف يه ليقتلوه هو وأ صحابه‪,‬‬
‫و هم ثل ثة ع شر بعي سى عل يه ال سلم‪ .‬فل ما أي قن أن م داخلون عل يه‪ ,‬قال ل صحابه من الواري ي‪,‬‬
‫وكانوا اث ن ع شر رجلً‪ ,‬فرطوس‪ ,‬ويعقوب بن زبدي وي نس أ خو يعقوب‪ ,‬واندراي يس‪ ,‬وفيل بس‪,‬‬
‫وابن يلما‪ ,‬ومنتا‪ ,‬وطوماس‪ ,‬ويعقوب بن حلقايا‪ ,‬وتداوسيس‪ ,‬وقثانيا‪ ,‬ويودس زكريا يوطا‪ ,‬قال ابن‬
‫حيد‪ :‬قال سلمة‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬وكان فيما ذكر ل رجل اسه سرجس‪ ,‬وكانوا ثلثة عشر رجلً‬
‫سوى عيسى عليه السلم‪ ,‬جحدته النصارى‪ ,‬وذلك أنه هو الذي شبه لليهود مكان عيسى‪ ,‬قال‪ :‬فل‬
‫أدري هو من هؤلء الثن عشر‪ ,‬فجحدوه حي أقروا لليهود بصلب عيسى وكفروا با جاء به ممد‬
‫صلى ال عل يه و سلم من ال ب ع نه‪ ,‬فإن كانوا ثل ثة ع شر‪ ,‬فإن م دخلوا الد خل ح ي دخلوا‪ ,‬و هم‬
‫بعيسفى أربعفة عشفر‪ ,‬وإن كانوا اثنف عشفر‪ ,‬فإنمف دخلوا الدخفل وهفم ثلثفة عشفر‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬وحدثن رجل كان نصرانيا فأسلم‪ ,‬أن عيسى حي جاءه من ال إن رافعك إل‪,‬‬
‫قال‪ :‬يامعشر الواريي‪ ,‬أيكم يب أن يكون رفيقي ف النة حت يشبّه للقوم ف صورت فيقتلوه ف‬
‫مكانف ؟ فقال سرجس‪ :‬أنفا ياروح ال‪ .‬قال‪ :‬فاجلس ف ملسفي‪ ,‬فجلس فيفه‪ ,‬ورففع عيسفى عليفه‬
‫ال سلم‪ ,‬فدخلوا عليه‪ ,‬فأخذوه فصلبوه‪ ,‬فكان هو الذي صلبوه‪ ,‬وشبه لم به‪ ,‬وكانت عدتم حي‬
‫دخلوا مع عي سى معلو مة‪ ,‬و قد رأو هم فأح صوا عدت م‪ ,‬فل ما دخلوا عل يه ليأخذوه وجدوا عي سى‬
‫وأصحابه فيما يرون‪ ,‬وفقدوا رجلً من العدة‪ ,‬فهو الذي اختلفوا فيه‪ ,‬وكانوا ل يعرفون عيسى‪ ,‬حت‬
‫جعلوا ليودس زكريا يوطا ثلثي درها على أن يدلم عليه ويعرفهم إياه‪ ,‬فقال لم‪ :‬إذا دخلتم عليه‬
‫فإن سأقبله‪ ,‬وهو الذي أقبل فخذوه‪ ,‬فلما دخلوا‪ ,‬وقد رفع عيسى ورأى سرجس ف صورة عيسى‪,‬‬

‫‪222‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فلم يشك أنه هو‪ ,‬فأكب عليه يقبله‪ ,‬فأخذوه فصلبوه‪ .‬ث إن يودس زكريا يوحنا ندم على ما صنع‬
‫فاختنق ببل حت قتل نفسه‪ ,‬وهو ملعون ف النصارى‪ ,‬وقد كان أحد العدودين من أصحابه‪ ,‬وبعض‬
‫النصفارى يزعفم أنفه يودس زكريفا يوحنفا‪ ,‬وهفو الذي شبفه لمف‪ ,‬فصفلبوه وهفو يقول‪ :‬إنف لسفت‬
‫بصاحبكم‪ ,‬أنا الذي دللتكم عليه‪ ,‬وال أعلم أي ذلك كان‪ .‬وقال ابن جرير عن ماهد‪ :‬صلبوا رجلً‬
‫شبه بعيسى ورفع ال عز وجل عيسى إل السماء حيا‪ ,‬واختار ابن جرير أن شبه عيسى ألقي على‬
‫جيففففففففففففففففففع أصففففففففففففففففففحابه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن من أهل الكتاب إل ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا} قال‬
‫ابن جرير‪ :‬اختلف أهل التأويل ف معن ذلك {وإن من أهل الكتاب إل ليؤمنن به قبل موته} يعن‬
‫ق بل موت عي سى يو جه ذلك إل أن جيع هم ي صدقون به إذا نزل لق تل الدجال‪ ,‬فت صي اللل كل ها‬
‫واحدة‪ ,‬وهي ملة السلم النيفية‪ ,‬دين إبراهيم عليه السلم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪ :‬حدثنا ابن بشار‪,‬‬
‫حدثنا عبد الرحن عن سفيان‪ ,‬عن أب حصي‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس {وإن من أهل‬
‫الكتاب إل ليؤمنن به قبل موته}‪ ,‬قال‪ :‬قبل موت عيسى بن مري عليه السلم‪ .‬وقال العوف عن ابن‬
‫عباس م ثل ذلك‪ ,‬وقال أ بو مالك ف قوله‪{ :‬إل ليؤم نن به ق بل مو ته} قال‪ :‬ذلك ع ند نزول عي سى‪,‬‬
‫وقبل موت عيسى بن مري عليه السلم‪ ,‬ل يبقى أحد من أهل الكتاب إل آمن به وقال الضحاك عن‬
‫ابفن عباس {وإن مفن أهفل الكتاب إل ليؤمنفن بفه قبفل موتفه}‪ :‬يعنف اليهود خاصفة‪ .‬وقال السفن‬
‫البصري‪ :‬يعن النجاشي وأصحابه‪ ,‬رواها ابن أب حات‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يعقوب‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫رجاء عن السن {وإن من أهل الكتاب إل ليؤمنن به قبل موته} قال‪ :‬قبل موت عيسى وال إنه لي‬
‫ع ند ال‪ ,‬ول كن إذا نزل آمنوا به أجعون‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا علي بن عثمان‬
‫اللحقي‪ ,‬حدثنا جويرية بن بشي‪ ,‬قال‪ :‬سعت رجلً قال للحسن‪ :‬ياأبا سعيد‪ ,‬قول ال عز وجل‪:‬‬
‫{وإن من أهل الكتاب إل ليؤمنن به قبل موته}‪ ,‬قال‪ :‬قبل موت عيسى‪ ,‬إن ال رفع إليه عيسى وهو‬
‫باعثه قبل يوم القيامة مقاما يؤ من به الب والفا جر‪ .‬وكذا قال قتادة وع بد الرح ن بن زيد بن أ سلم‪,‬‬
‫وغ ي وا حد‪ ,‬وهذا القول هو ال ق‪ ,‬ك ما سنبينه ب عد بالدل يل القا طع إن شاء ال و به الث قة وعل يه‬
‫التكلن‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬وقال آخرون‪ :‬يعن بذلك {وإن من أهل الكتاب إل ليؤمنن به} بعيسى قبل‬
‫موت صاحب الكتاب‪ ,‬ذ كر من كان يو جه ذلك إل أنه علم ال ق من الباطل لن كل من نزل به‬
‫الوت ل ترج نفسه حت يتبي له الق من الباطل ف دينه‪ .‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ ,‬ف‬

‫‪223‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬ل يوت يهودي ح ت يؤ من بعي سى‪ .‬حدث ن الث ن‪ ,‬حدث نا ش بل عن ا بن أ ب ن يح‪ ,‬عن‬
‫ما هد‪ ,‬ف قوله‪{ :‬إل ليؤم نن به ق بل مو ته} كل صاحب كتاب يؤ من بعي سى ق بل مو ته ق بل موت‬
‫صاحب الكتاب‪ .‬وقال ا بن عباس‪ :‬لو ضر بت عن قه ل ترج نف سه ح ت يؤ من بعي سى‪ .‬حدث نا ا بن‬
‫حيد‪ ,‬حدثنا أبو نيلة يي بن واضح‪ ,‬حدثنا حسي بن واقد عن يزيد النحوي‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬قال‪ :‬ل يوت اليهودي ح ت يش هد أن عي سى ع بد ال ور سوله‪ ,‬ولو ع جل عل يه بال سلح‪,‬‬
‫حدثن إسحاق بن إبراهيم وحبيب بن الشهيد‪ ,‬حدثنا عتاب بن بشي عن خصيف‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫جبي‪ ,‬عن ا بن عباس {وإن من أ هل الكتاب إل ليؤم نن به ق بل مو ته} قال‪ :‬هي ف قراءة أ ب ق بل‬
‫موتم‪ ,‬ليس يهودي يوت أبدا حت يؤمن بعيسى‪ ,‬قيل لبن عباس‪ :‬أرأيت إن خرّ من فوق بيت ؟‬
‫قال‪ :‬يتكلم به ف الو يّ‪ ,‬قيل‪ :‬أرأيت إن ضربت عنق أحدهم ؟ قال‪ :‬يلجلج با لسانه‪ ,‬وكذا روى‬
‫سفيان الثوري عن خ صيف‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس {وإن من أ هل الكتاب إل ليؤمنن به ق بل‬
‫موته} قال‪ :‬ل يوت يهودي حت يؤمن بعيسى عليه السلم وإن ضرب بالسيف تكلم به‪ ,‬قال‪ :‬وإن‬
‫هوى تكلم به و هو يهوي‪ ,‬وكذا روى أ بو داود الطيال سي عن شع بة‪ ,‬عن أ ب هارون الغنوي‪ ,‬عن‬
‫عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬فهذه كلها أسانيد صحيحة إل ابن عباس‪ ,‬وكذا صح عن ماهد وعكرمة‬
‫وممد بن سيين‪ ,‬وبه يقول الضحاك وجويب‪ .‬وقال السدي وحكاه عن ابن عباس‪ ,‬ونقل قراءة أب‬
‫بن كعب‪ :‬قبل موتم‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن فرات القزاز‪ ,‬عن السن ف قوله‪{ :‬إل‬
‫ليؤمنن به قبل موته} قال‪ :‬ل يوت أحد منهم حت يؤمن بعيسى قبل أن يوت‪ ,‬وهذا يتمل أن يكون‬
‫مراد السن ما تقدم عنه‪ ,‬ويتمل أن يكون مراده ما أراده هؤلء‪ ,‬قال ابن جرير‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬معن‬
‫ذلك وإن مفن أهفل الكتاب إل ليؤمنفن بحمفد صفلى ال عليفه وسفلم قبفل موت صفاحب الكتاب‪.‬‬
‫(ذكر من قال ذلك) حدثن ابن الثن‪ ,‬حدثنا الجاج بن النهال‪ ,‬حدثنا حاد عن حيد‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫عكرمة‪ :‬ل يوت النصران ول اليهودي حت يؤمن بحمد صلى ال عليه وسلم قوله‪{ :‬وإن من أهل‬
‫الكتاب إل ليؤمنن به قبل موته} ث قال ابن جرير‪ :‬وأول هذه القوال بالصحة القول الول‪ ,‬وهو أنه‬
‫ل يبقى أحد من أهل الكتاب بعد نزول عيسى عليه السلم إل آمن به قبل موت عيسى عليه السلم‪,‬‬
‫ول شك أن هذا الذي قاله ا بن جر ير هو ال صحيح‪ ,‬ل نه الق صود من سياق الَي ف تقر ير بطلن‬
‫ماادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه‪ ,‬وتسليم من سلم لم من النصارى الهلة ذلك‪ ,‬فأخب ال أنه ل‬
‫يكن كذلك‪ ,‬وإنا شبّه لم‪ ,‬فقتلوا الشبه وهم ل يتبينون ذلك‪ ,‬ث إنه رفعه إليه‪ ,‬وإنه باق حي‪ ,‬وإنه‬

‫‪224‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سينل ق بل يوم القيا مة‪ ,‬ك ما دلت عل يه الحاد يث التواترة ال ت سنوردها إن شاء ال قريبا‪ ,‬فيق تل‬
‫م سيح الضللة‪ ,‬ويك سر ال صليب‪ ,‬ويق تل الن ير‪ ,‬وي ضع الز ية يع ن ل يقبل ها من أ حد من أ هل‬
‫الديان‪ ,‬بل ل يقبل إل السلم أو السيف‪ ,‬فأخبت هذه الَية الكرية أنه يؤمن به جيع أهل الكتاب‬
‫حينئذ ول يتخلف عن التصديق به واحد منهم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وإن من أهل الكتاب إل ليؤمنن به قبل‬
‫موته} أي قبل موت عيسى عليه السلم الذي زعم اليهود ومن وافقههم من النصارى أنه قتل وصلب‬
‫{ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا} أي بأعمالم الت شاهدها منهم قبل رفعه إل السماء وبعد نزوله‬
‫إل الرض‪ .‬فأ ما من ف سر هذه الَ ية بأن الع ن أن كل كتا ب ل يوت ح ت يؤ من بعي سى أو بح مد‬
‫عليهما الصلة والسلم‪ ,‬فهذا هو الواقع‪ ,‬وذلك أن كل أحد عند احتضاره ينجلي له ما كان جاهلً‬
‫به‪ ,‬فيؤ من به‪ ,‬ول كن ل يكون ذلك إيانا نافعا له‪ ,‬إذا كان قد شا هد اللك‪ ,‬ك ما قال تعال ف أول‬
‫هذه السورة {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حت إذا حضر أحدهم الوت قال إن تبت الَن}‬
‫الَيففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقال تعال {فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا باللة وحده} الَيتي‪ ,‬وهذا يدل على ضعف ما احتج به ابن‬
‫جرير ف رد هذا القول حيث قال‪ :‬ولو كان الراد بذه الَية هذا‪ ,‬لكان كل من آمن بحمد صلى ال‬
‫عليه وسلم أو بالسيح من كفر بما يكون على دينهما‪ ,‬وحينئذ ل يرثه أقرباؤه من أهل دينه‪ ,‬لنه قد‬
‫أخب الصادق أنه يؤمن به قبل موته‪ ,‬فهذا ليس بيد إذ ل يلزم من إيانه أنه يصي بذلك مسلما‪ ,‬أل‬
‫ترى قول ا بن عباس‪ :‬ولو تردى من شا هق أو ضرب بال سيف أو افتر سه سبع‪ ,‬فإ نه ل بد أن يؤ من‬
‫بعيسى‪ ,‬فالِيان ف هذه الال ليس بنافع ول ينقل صاحبه عن كفره لا قدمناه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ومن تأمل‬
‫جيدا وأمعن النظر‪ ,‬اتضح له أنه هو الواقع‪ ,‬لكن ل يلزم منه أن يكون الراد بذه الَية هذا‪ ,‬بل الراد‬
‫با الذي ذكرناه من تقرير وجود عيسى عليه السلم وبقاء حياته ف السماء وأنه سينل إل الرض‬
‫ق بل يوم القيا مة ليكذب هؤلء وهؤلء من اليهود والن صارى الذ ين تباي نت أقوال م ف يه‪ ,‬وت صادمت‬
‫وتعاكست وتناقضت وخلت عن الق‪ ,‬ففرط هؤلء اليهود‪ ,‬وأفرط هؤلء النصارى تنقصة اليهود با‬
‫رموه به وأمه من العظائم‪ ,‬وأطراه النصارى بيث ادعوا فيه ما ليس فيه‪ ,‬فرفعوه ف مقابلة أولئك عن‬
‫مقام النبوة إل مقام الربوبية‪ ,‬تعال عما يقول هؤلء وهؤلء علوا كبيا‪ ,‬وتنه وتقدس ل إله إل هو‪.‬‬

‫ذكفر الحاديفث الواردة فف نزول عيسفى بفن مريف إل الرض مفن السفماء فف آخفر الزمان‬

‫‪225‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(قبففففل يوم القيامففففة وأنففففه يدعففففو إل عبادة ال وحده ل شريففففك له)‬
‫قال البخاري رحه ال ف كتاب ذكر النبياء من صحيحه التلقى بالقبول‪ :‬نزول عيسى ابن مري‬
‫عليه السلم‪ ,‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬عن أب صال عن ابن شهاب‪,‬‬
‫عن سعيد بن ال سيب‪ ,‬عن أ ب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬والذي نف سي‬
‫بيده‪ ,‬ليوشكن أن ينل فيكم ا بن مري حكما عدلً‪ ,‬فيكسر الصليب‪ ,‬ويقتل الن ير‪ ,‬وي ضع الزية‬
‫ويف يض الال ح ت ل يقبله أ حد‪ ,‬وح ت تكون ال سجدة خيا ل م من الدن يا و ما في ها»‪ ,‬ث يقول أ بو‬
‫هريرة اقرؤا إن شئتفم {وإن مفن أهفل الكتاب إل ليؤمنفن بفه قبفل موتفه ويوم القيامفة يكون عليهفم‬
‫شهيدا}‪ ,‬وكذا رواه م سلم عن ال سن اللوا ن وع بد بن ح يد كله ا عن يعقوب به‪ ,‬وأخر جه‬
‫البخاري ومسلم أيضا من حديث سفيان بن عيينة‪ ,‬عن الزهري به‪ .‬وأخرجاه من طريق الليث عن‬
‫الزهري به‪ ,‬ورواه ابن مردويه من طريق ممد بن أب حفصة عن الزهري‪ ,‬عن سعيد بن السيب‪ ,‬عن‬
‫أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يوشك أن ينل فيكم ابن مري حكما عدلً‪,‬‬
‫يقتل الدجال‪ ,‬ويقتل النير‪ ,‬ويكسر الصليب‪ ,‬ويضع الزية ويفيض الال‪ ,‬وتكون السجدة واحدة‬
‫ل رب العال ي» قال أ بو هريرة‪ :‬اقرءوا إن شئ تم {وإن من أ هل الكتاب إل ليؤم نن به ق بل مو ته}‬
‫فففو هريرة ثلث مرات‪.‬‬ ‫فففا أبف‬ ‫ففف يعيدهف‬ ‫ففف‪ ,‬ثف‬ ‫فففن مريف‬ ‫فففى بف‬ ‫موت عيسف‬
‫(طريق أخرى) عن أب هريرة‪ ,‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا روح بن أب حفصة عن الزهري‪ ,‬عن حنظلة‬
‫بن علي السلمي‪ ,‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ليهل ّن عيسى بفج الروحاء‬
‫بالج أو العمرة‪ ,‬أو ليثنينهما جيعا»‪ ,‬وكذا رواه مسلم منفردا به من حديث ابن عيينة‪ ,‬والليث بن‬
‫سعد ويونس بن يزيد‪ ,‬ثلثتهم عن الزهري به‪ .‬وقال أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا سفيان هو ابن حسي‬
‫عن الزهري‪ ,‬عن حنظلة‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ينل عيسى بن‬
‫مر ي فيق تل الن ير‪ ,‬وي حو ال صليب‪ ,‬وت مع له ال صلة‪ ,‬ويع طى الال ح ت ل يق بل‪ ,‬وي ضع الراج‪,‬‬
‫وينل الروحاء في حج من ها أو يعت مر أو يمعه ما» قال‪ :‬وتل أ بو هريرة {وإن من أ هل الكتاب إل‬
‫ليؤمنن به قبل موته} الَية‪ ,‬فزعم حنظلة أن أبا هريرة قال‪ :‬يؤمن به قبل موت عيسى‪ ,‬فل أدري هذا‬
‫كله حديث النب صلى ال عليه وسلم أو شيء قاله أبو هريرة‪ ,‬وكذا رواه ابن أب حات‪ ,‬عن أبيه عن‬
‫أبف موسفى ممفد بفن الثنف‪ ,‬عفن يزيفد بفن هارون‪ ,‬عفن سففيان بفن حسفي عفن الزهري بفه‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى) قال البخاري‪ :‬حدثنا ابن بكي‪ ,‬حدثنا الليث عن يونس‪ ,‬عن ابن شهاب عن نافع‬
‫مول أب قتادة النصاري أن أبا هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬كيف بكم إذا نزل‬
‫في كم ال سيح بن مر ي وإمام كم من كم» تاب عه عق يل والوزا عي‪ ,‬وهكذا رواه المام أح د عن ع بد‬
‫الرزاق‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن عثمان بن عمر‪ ,‬عن ابن أب ذئب‪ ,‬كلها عن الزهري به‪ .‬وأخرجه مسلم من‬
‫روايففففففة يونففففففس والوزاعففففففي وابففففففن ذئب بففففففه‪.‬‬
‫(طر يق أخرى) قال المام أح د‪ :‬حدث نا عفان‪ ,‬حدث نا هام‪ ,‬أنبأ نا قتادة عن ع بد الرح ن‪ ,‬عن أ ب‬
‫هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬النبياء إخوة لعلت‪ ,‬أمهاتم شت‪ ,‬ودينهم واحد‪ ,‬وإن‬
‫أول الناس بعيسى ابن مري‪ ,‬لنه ل يكن نب بين وبينه‪ ,‬وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه‪ :‬رجل مربوع‬
‫إل المرة والبياض‪ ,‬عل يه ثوبان م صران‪ ,‬كأن رأ سه يق طر وإن ل ي صبه بلل‪ ,‬فيدق ال صليب‪ ,‬ويق تل‬
‫النير‪ ,‬ويضع الزية‪ ,‬ويدعو الناس إل السلم ويهلك ال ف زمانه اللل كلها إل الِسلم‪ ,‬ويهلك‬
‫ال ف زمانه السيح الدجال‪,‬ث تقع المنة على الرض حت ترتع السود مع البل‪ ,‬والنمار مع البقر‪,‬‬
‫والذئاب مع الغنم‪ ,‬ويلعب الصبيان باليات ل تضرهم‪ ,‬فيمكث أربعي سنة ث يتوف‪ ,‬ويصلي عليه‬
‫السلمون» وكذا رواه أبو داود عن هدية بن خالد‪ ,‬عن هام بن يي ورواه ابن جرير ول يورد عند‬
‫هذه الَية سواه‪ ,‬عن بشر بن معاذ‪ ,‬عن يزيد بن هارون‪ ,‬عن سعيد بن أب عروبة‪ ,‬كلها عن قتادة‪,‬‬
‫عن عبد الرحن بن آدم وهو مول أم برثن صاحب السقاية‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فذكر نوه‪ ,‬وقال‪ :‬يقاتل الناس على السلم‪ ,‬وقد روى البخاري عن أب اليمان‪ ,‬عن شعيب‪,‬‬
‫عن الزهري‪ ,‬عن أب سلمة‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬أنا‬
‫أول الناس بعيسى بن مري‪ ,‬والنبياء أولد علت‪ ,‬ليس بين وبينه نب»‪ ,‬ث رواه ممد بن سنان عن‬
‫فليح بن سليمان عن هلل بن علي‪ ,‬عن عبد الرحن بن أب عمرة‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أ نا أول الناس بعي سى ا بن مر ي ف الدن يا والَخرة‪ ,‬ال نبياء إخوة لعلت‪,‬‬
‫أمهاتم شت‪ ,‬ودينهم واحد»‪ .‬وقال إبراهيم بن طهمان‪ ,‬عن موسى بن عقبة‪ ,‬عن صفوان بن سليم‪,‬‬
‫عففن عطاء بففن بشار‪ ,‬عففن أبفف هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسففول ال صففلى ال عليففه وسففلم‪.‬‬
‫(حد يث آ خر) قال م سلم ف صحيحه‪ :‬حدث ن زه ي بن حرب‪ ,‬حدث نا يعلى بن من صور‪ ,‬حدث نا‬
‫سليمان بن بلل‪ ,‬حدثنا سهيل عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ل‬
‫تقوم الساعة حت تنل الروم بالعماق أو بدابق‪ ,‬فيخرج إليهم جيش من الدينة من خيار أهل الرض‬

‫‪227‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يومئذ‪ ,‬فإذا تصافوا‪ ,‬قالت الروم‪ :‬خلوا بيننا وبي الذين سبوا منا نقاتله‪ ,‬فيقول السلمون‪ :‬ل وال‪ ,‬ل‬
‫نلي بينكفم وبيف إخواننفا‪ ,‬فيقاتلونمف فيهزم ثلث ل يتوب ال عليهفم أبدا‪ ,‬ويقتفل ثلث هفم أفضفل‬
‫الشهداء ع ند ال‪ ,‬ويف تح الثلث ل يفتنون أبدا‪ ,‬فيفتحون ق سطنطينية‪ ,‬فبين ما هم يق سمون الغنائم قد‬
‫علقوا سيوفهم بالزيتون‪ ,‬إذ صاح فيهم الشيطان‪ :‬إن السيح قد خلفكم ف أهليكم‪ ,‬فيخرجون وذلك‬
‫با طل‪ ,‬فإذا جاؤوا الشام خرج‪ ,‬فبين ما هم يعدون للقتال ي سوون ال صفوف‪ ,‬إذ أقي مت ال صلة فينل‬
‫عي سى بن مر ي‪ ,‬فيؤم هم‪ ,‬فإذا رآه عدو ال‪ ,‬ذاب ك ما يذوب اللح ف الاء‪ ,‬فلو تر كه لذاب ح ت‬
‫ففففه»‪.‬‬ ‫فففف حربتف‬ ‫ففففه فف‬ ‫ففففم دمف‬ ‫ففففن يقتله ال بيده‪ ,‬فييهف‬ ‫يهلك‪ ,‬ولكف‬
‫(حديث آخر) قال أحد‪ :‬حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب‪ ,‬عن جبلة بن سحيم‪ ,‬عن مؤثر بن‬
‫غفارة‪ ,‬عن ا بن م سعود‪ ,‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬لق يت ليلة أ سري ب‪ ,‬إبراه يم‬
‫وموسى وعيسى عليهم السلم‪ ,‬فتذاكروا أمر الساعة‪ ,‬فردوا أمرهم إل إبراهيم‪ ,‬فقال‪ :‬ل علم ل با‪,‬‬
‫فردوا أمرهم إل موسى فقال‪ :‬ل علم ل با‪ ,‬فردوا أمرهم إل عيسى فقال‪ :‬أما وجبتها فل يعلم با‬
‫أ حد إل ال‪ ,‬وفي ما ع هد إلّ ر ب عز و جل أن الدجال خارج وم عي قضيبان‪ ,‬فإذا رآ ن ذاب ك ما‬
‫يذوب الر صاص‪ ,‬قال‪ :‬فيهل كه ال إذا رآ ن‪ ,‬ح ت إن ال جر والش جر يقول‪ :‬يام سلم إن ت ت كافرا‬
‫فتعال فاقتله‪ ,‬قال‪ :‬فيهلكهفم ال‪ ,‬ثف يرجفع الناس إل بلدهفم وأوطانمف‪ ,‬فعنفد ذلك يرج يأجوج‬
‫ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون‪ ,‬فيطئون بلدهم‪ ,‬فل يأتون على شيء إل أهلكوه‪ ,‬ول يرون‬
‫على ماء إل شربوه‪ ,‬قال‪ :‬ث ير جع الناس يشكون م‪ ,‬فدعوا ال علي هم فيهلك هم وييت هم ح ت توى‬
‫الرض من نت ريهم‪ ,‬وينل الطر فيجترف أجسادهم حت يقذفهم ف البحر‪ ,‬ففيما عهد إلّ رب عز‬
‫وجل أن ذلك إذا كان كذلك‪ ,‬أن الساعة كالامل التم‪ ,‬ل يدري أهلها مت تفاجئهم بولدهاليلً أو‬
‫نارا»‪ ,‬رواه ا بن ما جه عن م مد بن بشار‪ ,‬عن يز يد بن هارون‪ ,‬عن العوام بن حو شب‪ ,‬به نوه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حاد بن سلمة‪ ,‬عن علي بن زيد‪ ,‬عن‬
‫أب نضرة‪ ,‬قال‪ :‬أتينا عثمان بن أب العاص ف يوم جعة لنعرض عليه مصحفا لنا على مصحفه‪ ,‬فلما‬
‫حضرت المعة‪ ,‬أمرنا فاغتسلنا‪ ,‬ث أتينا بطيب فتطيبنا‪ ,‬ث جئنا السجد فجلسنا إل رجل فحدثنا عن‬
‫الدجال‪ ,‬ث جاء عثمان بن أ ب العاص‪ ,‬فقم نا إل يه فجل سنا‪ ,‬فقال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم يقول‪« :‬يكون للم سلمي ثل ثة أم صار‪ :‬م صر بلتقى البحر ين‪ ,‬وم صر بالية‪ ,‬وم صر بالشام‪,‬‬
‫فيفزع الناس ثلث فزعات‪ ,‬فيخرج الدجال فف أعراض الناس‪ ,‬فيهزم مفن قبفل الشرق‪ ,‬فأول مصفر‬

‫‪228‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يرده الصر الذي بلتقى البحرين‪ ,‬فيصي أهلها ثلث فرق‪ :‬فرقة تقول نقيم نشامة ننظر ما هو‪ ,‬وفرقة‬
‫تلحق بالعراب‪ ,‬وفرقة تلحق بالصر الذي يليهم‪ ,‬ومع الدجال سبعون ألفا عليهم السيجان‪ ,‬وأكثر‬
‫من معه اليهود والنساء‪ ,‬وينحاز السلمون إل عقبة أفيق‪ ,‬فيبعثون سرحا لم‪ ,‬فيصاب سرحهم فيشتد‬
‫ذلك عليهم‪ ,‬ويصيبهم ماعة شديدة وجهد شديد حت إن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله‪ ,‬فبينما‬
‫هم كذلك إذ نادى مناد من ال سحر‪ :‬ياأي ها الناس أتا كم الغوث «ثلثا» فيقول بعض هم لب عض‪ :‬إن‬
‫هذا ل صوت ر جل شبعان‪ ,‬وينل عي سى بن مر ي عل يه ال سلم ع ند صلة الف جر‪ ,‬فيقول له أمي هم‪:‬‬
‫ياروح ال‪ ,‬تقدم صل‪ ,‬فيقول‪ :‬هذه ال مة أمراء بعض هم على ب عض‪ ,‬فيتقدم أمي هم في صلي‪ ,‬ح ت إذا‬
‫قضى صلته أخذ عيسى حربته‪ ,‬فيذهب نو الدجال‪ ,‬فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص‪,‬‬
‫فيضفع حربتفه بيف ثندوتفه فيقتله‪ ,‬ويهزم أصفحابه‪ ,‬فليفس يومئذ شيفء يواري منهفم أحدا‪ ,‬حتف إن‬
‫الشجرة تقول‪ :‬يامؤمن هذا كافر‪ ,‬ويقول الجر‪ :‬يامؤ من هذا كافر» تفرد به أحد من هذا الوجه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو عبد ال ممد بن يزيد بن ماجه ف سننه‪ :‬حدثنا علي بن ممد‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫الرحن الحارب عن إساعيل بن رافع أب رافع‪ ,‬عن أب زرعة الشيبان يي بن أب عمرو‪ ,‬عن أب‬
‫أما مة الباهلي‪ ,‬قال‪ :‬خطب نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فكان أك ثر خطب ته حديثا حدثناه عن‬
‫الدجال وحذرناه‪ ,‬فكان من قوله أن قال‪« :‬ل تكن فتنة ف الرض منذ ذرأ ال ذرية آدم عليه السلم‬
‫أع ظم من فت نة الدجال‪ ,‬وإن ال ل يب عث نبيا إل حذر أم ته الدجال‪ ,‬وأ نا آ خر ال نبياء وأن تم آ خر‬
‫المم‪ ,‬وهو خارج فيكم ل مالة‪ ,‬فإن يرج وأنا بي ظهرانيكم‪ ,‬فأنا حجيج كل مسلم‪ ,‬وإن يرج‬
‫من بعدي فكل حجيج نفسه‪ ,‬وإن ال خليفت ف كل مسلم‪ ,‬وإنه يرج من خلة بي الشام والعراق‬
‫فيعيث يينا ويعيث شالً‪ ,‬أل ياعباد ال‪ :‬أيها الناس فاثبتوا‪ ,‬وإن سأصفه لكم صفة ل يصفها إياه نب‬
‫قبلي‪ :‬إنه يبدأ فيقول‪:‬أنا نب فل نب بعدي‪ ,‬ث يثن فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ,‬ول ترون ربكم حت توتوا‪ ,‬وإنه‬
‫أعور وإن ربكم عز وجل ليس بأعور‪ ,‬وإنه مكتوب بي عينيه‪ :‬كافر‪ ,‬يقرؤه كل مؤمن كاتب وغي‬
‫كاتب‪ ,‬وإن من فتنته أن معه جنة ونارا‪ ,‬فناره جنة وجنته نار‪ ,‬فمن ابتلي بناره فليستغث بال‪ ,‬وليقرأ‬
‫فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلما‪ ,‬كما كانت النار بردا وسلما على إبراهيم‪ ,‬وإن من فتنته‬
‫أن يقول للعراب‪ :‬أرأيت إن بعثت أمك وأباك‪ ,‬أتشهد أن ربك ؟ فيقول‪ :‬نعم‪ ,‬فيتمثل له شيطانان‬
‫ف صورة أبيه وأمه‪ ,‬فيقولن‪ :‬يابن اتبعه فإنه ربك‪ ,‬وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فينشرها‬
‫بالنشار ح ت تل قى شق ي‪ ,‬ث يقول‪ :‬ان ظر إل عبدي هذا فإ ن أبع ثه الَن‪ ,‬ث يز عم أن له ربا غيي‪,‬‬

‫‪229‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيبعثه ال فيقول له البيث‪ :‬من ربك ؟ فيقول‪ :‬رب ال‪ ,‬وأنت عدو ال الدجال‪ ,‬وال ما كنت بعد‬
‫أ شد ب صية بك م ن اليوم» قال أ بو ح سن الطناف سي‪ :‬فحدث نا الحار ب‪ ,‬حدث نا عب يد ال بن الول يد‬
‫الوصاف عن عطية‪ ,‬عن أب سعيد‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ذلك الرجل أرفع أمت‬
‫در جة ف ال نة» قال أ بو سعيد‪ :‬وال ما ك نا نرى ذلك الر جل إل ع مر بن الطاب‪ ,‬ح ت م ضى‬
‫لسفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففبيله‪.‬‬
‫ث قال الحار ب‪ :‬رجع نا إل حد يث أ ب را فع قال‪ :‬وإن من فتن ته أن يأ مر ال سماء أن ت طر فتم طر‪,‬‬
‫فيأمر الرض أن تنبت فتنبت‪ ,‬وإن من فتنته أن ير بالي فيكذبونه‪ ,‬فل تبقى لم سائمة إل هلكت‪,‬‬
‫وإن من فتنته أن ير بالي فيصدقونه فيأمر السماء أن تطر فتمطر‪ ,‬ويأمر الرض أن تنبت فتنبت حت‬
‫تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسن ما كانت‪ ,‬وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا‪ ,‬وأنه ل يبقى‬
‫شيء من الرض إل وطئه وظهر عليه‪ ,‬إل مكة والدينة‪ ,‬فإنه ل يأتيهما من نقب من نقابما إل لقيته‬
‫اللئكة بالسيوف صلتة حت ينل ع ند الظريب الحر عند منقطع السبخة‪ ,‬فترجف الدينة بأهلها‬
‫ثلث رجفات‪ ,‬فل يبقى منافق ول منافقة إل خرج إليه‪ ,‬فينفى البث منها كما ينفي الكي خبث‬
‫الديد‪ ,‬ويدعى ذلك اليوم يوم اللص‪ .‬فقالت أم شريك بنت أب العكر‪ :‬يارسول ال‪ ,‬فأين العرب‬
‫يومئذ ؟ قال‪ « :‬هم قل يل وجل هم يومئذ ببيت القدس‪ ,‬وإمام هم ر جل صال‪ ,‬فبين ما إمام هم قد تقدم‬
‫يصلي بم الصبح إذ نزل عيسى بن مري عليه السلم‪ ,‬فرجع ذلك المام يشي القهقرى ليتقدم عيسى‬
‫عليه السلم‪ ,‬فيضع عيسى يده بي كتفيه ث يقول‪ :‬تقدم فصل‪ ,‬فإنا لك أقيمت‪ ,‬فيصلي بم إمامهم‪,‬‬
‫فإذا ان صرف قال عي سى‪ :‬افتحوا الباب‪ ,‬فيف تح‪ ,‬ووراءه الدجال م عه سبعون ألف يهودي كل هم ذو‬
‫سيف ملى وساج‪ ,‬فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب اللح ف الاء وينطلق هاربا‪ ,‬فيقول عيسى‪:‬‬
‫إن ل فيك ضربة ل تسبقن با‪ ,‬فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله‪ ,‬ويهزم ال اليهود فل يبقى شيء‬
‫ما خلق ال تعال يتوارى به يهودي إل أنطق ال ذلك الشيء ل حجر ول شجر ول حائط ول دابة‬
‫ف إل الغرقدة‪ ,‬فإنا من شجرهم ل تنطق ف إل قال‪ :‬ياعبد ال السلم‪ ,‬هذا يهودي فتعال اقتله‪ .‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬وإن أيا مه أربعون سنة ال سنة كن صف ال سنة‪ ,‬وال سنة كالش هر‪,‬‬
‫والش هر كالم عة‪ ,‬وآ خر أيا مه كالشررة‪ ,‬ي صبح أحد كم على باب الدي نة فل يبلغ باب ا الَ خر ح ت‬
‫يسي» فقيل له‪ :‬كيف نصلي يانب ال ف تلك اليام القصار ؟ قال‪« :‬تقدرون الصلة كما تقدرون‬
‫ف هذه اليام الطوال‪ ,‬ث صلوا» قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬فيكون عيسى بن مري ف أمت‬

‫‪230‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حكما عدلً‪ ,‬وإماما مقسطا‪ ,‬يدق الصليب ويذبح النير‪ ,‬ويضع الزية‪ ,‬ويترك الصدقة‪ ,‬فل يسعى‬
‫على شاة ول بع ي‪ ,‬وترت فع الشحناء والتبا غض وتنع ح ة كل ذات ح ة ح ت يد خل الول يد يده ف‬
‫الية فل تضره‪ ,‬وتفر الوليدة السد فل يضلها‪ ,‬ويكون الذئب ف الغنم كأنه كلبها‪ ,‬وتل الرض من‬
‫ال سلم ك ما يل الاء‪ ,‬وتكون الكل مة واحدة فل يع بد إل ال‪ ,‬وت ضع الرب أوزار ها وت سلب قر يش‬
‫ملكها‪ ,‬وتكون الرض لا نور الفضة وتنبت نباتا كعهد آدم حت يتمع النفر على القطف من العنب‬
‫فيشبعهفم‪ ,‬ويتمفع النففر على الرمانفة فتشبعهفم‪ ,‬ويكون الثور بكذا وكذا مفن الال‪ ,‬ويكون الفرس‬
‫بالدريهمات» ق يل‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬و ما ير خص الفرس ؟ قال‪« :‬لتر كب لرب أبدا» ق يل له‪ :‬ف ما‬
‫يغلي الثور ؟ قال‪ :‬يرث الرض كل ها‪ ,‬وإن ق بل خروج الدجال ثلث سنوات شداد‪ ,‬ي صيب الناس‬
‫في ها جوع شد يد‪ ,‬ويأ مر ال ال سماء ف ال سنة الول أن ت بس ثلث مطر ها‪ ,‬ويأ مر الرض فتح بس‬
‫ثلث نباتا‪ ,‬ث يأمر ال السماء ف السنة الثانية‪ ,‬فتحبس ثلثي مطرها‪ ,‬ويأمر الرض فتحبس ثلثي نباتا‪,‬‬
‫ث يأمر ال عز وجل السماء ف السنة الثالثة فتحبس مطرها كله‪ ,‬فل تقطر قطرة‪ ,‬ويأمر الرض أن‬
‫تبس نباتا كله فل تنبت خضراء‪ ,‬فل تبقى ذات ظلف إل هلكت إل ما شاء ال» قيل‪ :‬فما يعيش‬
‫الناس فف ذلك الزمان ؟ قال‪« :‬التهليفل والتكفبي والتسفبيح والتحميفد‪ ,‬ويري ذلك عليهفم مرى‬
‫الطعام»‪.‬‬
‫قال ابن ماجه‪ :‬سعت أبا السن الطنافسي يقول‪ :‬سعت عبد الرحن الحارب يقول‪ :‬ينبغي أن يدفع‬
‫هذا الد يث إل الؤدب ح ت يعل مه ال صبيان ف الكتاب‪ ,‬هذا حد يث غر يب جدا من هذا الو جه‪,‬‬
‫ولبعضه شواهد من أحاديث أخر‪ ,‬من ذلك ما رواه مسلم‪ ,‬وحديث نافع وسال عن عبد ال بن عمر‬
‫وقال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حت يقول الجر‪ :‬يامسلم هذا‬
‫يهودي فتعال فاقتله» وله من طر يق سهيل بن أب صال عن أبيه عن أب هريرة أن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال‪« :‬ل تقوم ال ساعة ح ت يقا تل ال سلمون اليهود‪ ,‬فيقتل هم ال سلمون ح ت ي تبء‬
‫اليهودي من وراء الجر والشجر‪ ,‬فيقول الجر والشجر‪ :‬يامسلم ياعبد ال هذا يهودي خلفي فتعال‬
‫فاقتله فففففف إل الغرقفففففد فإنفففففه مفففففن شجفففففر اليهود»‪.‬‬
‫ولنذ كر حد يث النواس بن سعان هه نا لشب هه بذا الد يث‪ .‬قال م سلم بن الجاج ف صحيحه‪:‬‬
‫حدث نا أ بو خيث مه زه ي بن حرب‪ ,‬حدث نا الول يد بن م سلم‪ ,‬حدث ن ع بد الرح ن بن يز يد بن جابر‪,‬‬
‫حدث ن ي ي بن جابر الطائي قا ضي ح ص‪ ,‬حدث ن ع بد الرح ن بن جبي عن أب يه جبي بن نف ي‬

‫‪231‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الضرمي أنه سع النواس بن سعان الكلب (ح) وحدثنا ممد بن مهران الرازي‪ ,‬حدثنا الوليد بن‬
‫مسلم‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن يزيد بن جابر عن يي بن جابر الطائي‪ ,‬عن عبد الرحن بن جبي‪ ,‬عن‬
‫أب يه جبي بن نف ي عن النواس بن سعان‪ ,‬قال‪ :‬ذ كر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الدجال ذات‬
‫غداة‪ ,‬فخفض فيه ورفع حت ظنناه ف طائفة النخل‪ ,‬فلما رحنا إليه عرف ذلك ف وجوهنا‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«ما شأنكم ؟» قلنا‪ :‬يار سول ال ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه‪ ,‬ورفعت حت ظنناه ف طائفة‬
‫الن خل‪ ,‬قال‪« :‬غ ي الدجال أخوف ن علي كم إن يرج وأ نا في كم‪ ,‬فأ نا حجي جه دون كم‪ ,‬وإن يرج‬
‫ول ست في كم فامرؤ حجيج نف سه‪ ,‬وال خليف ت على كل م سلم‪ .‬إنه شاب ق طط‪ ,‬عينه طافية كأ ن‬
‫أشبهه بعبد العزى بن قطن‪ ,‬من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف‪ ,‬إنه خارج من خلة بي‬
‫ف لبثفه فف الرض ؟‬ ‫الشام والعراق‪ ,‬فعاث يينا وعاث شالً‪ ,‬ياعباد ال فاثبتوا» قلنفا‪ :‬يارسفول ال فم ا‬
‫قال‪« :‬أربعون يوما‪ ,‬يوم كسنة‪ ,‬ويوم كشهر‪ ,‬ويوم كجمعة‪ ,‬وسائر أيامه كأيامكم» قلنا‪ :‬يارسول‬
‫ال‪ ,‬و ما إ سراعه ف الرض ؟ قال‪« :‬كالغ يث ا ستدبرته الر يح فيأ ت على قوم فيدعو هم فيؤمنون به‪,‬‬
‫ويستجيبون له‪ ,‬فيأمر السماء فتمطر‪ ,‬والرض فتنبت‪ ,‬فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرى‪,‬‬
‫وأسبغه ضروعا وأمده خواصر‪ ,‬ث يأت القوم فيدعوهم فيدون عليه قوله‪ ,‬فينصرف عنهم فيصبحون‬
‫محل ي ل يس بأيدي هم ش يء من أموال م‪ ,‬وي ر بالر بة فيقول ل ا‪ :‬أخر جي كنوزك فتتب عه كنوز ها‬
‫ل متلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتي رمية الغرض‪ ,‬ث يدعوه‬ ‫كيعاسيب النحل‪ ,‬ث يدعوا رج ً‬
‫فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك‪ ,‬فبينما هو كذلك إذ بعث ال السيح بن مري عليه السلم‪ ,‬فينل عند‬
‫النارة البيضاء شر قي دمشق ب ي مهرودت ي‪ ,‬واضعا كفيه على أجن حة ملك ي‪ ,‬إذا طأطأ رأ سه ق طر‪,‬‬
‫وإذا رفعه تدر منه جان اللؤلؤ‪ ,‬ول يل لكافر يد ريح نفسه إل مات‪ ,‬ونفسه ينتهي حيث ينتهي‬
‫طر فه‪ ,‬فيطل به ح ت يدر كه بباب لد‪ ,‬فيقتله‪ ,‬ث يأ ت عي سى عل يه ال سلم قوما قد ع صمهم ال م نه‪,‬‬
‫فيم سح على وجوه هم ويدث هم بدرجات م ف ال نة‪ ,‬فبين ما هو كذلك إذ أو حى ال عز و جل إل‬
‫عيسى‪ :‬إن قد أخرجت عبادا ل ل يدان لحد بقتالم‪ ,‬فحرز عبادي إل الطور‪ ,‬ويبعث ال يأجوج‬
‫ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون‪ ,‬فيمر أولم على بية طبيا فيشربون ما فيها‪ ,‬وير آخرهم‬
‫فيقولون‪ :‬لقد كان بذه مرة ماء‪ ,‬ويضر نب ال عيسى وأصحابه حت يكون رأس الثور لحدهم خي‬
‫من مائة دينار لحد كم اليوم‪ ,‬في غب نب ال عي سى وأ صحابه‪ ,‬في سل ال عليهم الن غف ف رقاب م‬
‫في صبحون فر سى كموت ن فس واحدة ث يه بط نب ال عي سى وأ صحابه إل الرض‪ ,‬فل يدون ف‬

‫‪232‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرض موضع شب إل مل زههم ونتنهم فيغب نب ال عيسى وأصحابه إل ال‪ ,‬فيسل ال‪ ,‬طيا‬
‫كأعناق البخت‪ ,‬فتحملهم فتطرحهم حيث شاء ال‪ ,‬ث يرسل ال مطرا ل يكن منه بيت مدر‪ ,‬ول‬
‫وبر‪ ,‬فيغسل الرض حت يتركها كالزلفة ث يقال للرض‪ :‬أخرجي ثرك وردي بركتك‪ ,‬فيومئذ تأكل‬
‫العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها‪ ,‬ويبارك ال ف الرسل حت إن اللقحة من البل لتكفي الفئام‪,‬‬
‫فبينما هم كذلك إذ بعث ال ريا طيبة‪ ,‬فتأخذهم تت آباطهم‪ ,‬فيقبض ال روح كل مؤمن وكل‬
‫مسلم‪ ,‬ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تارج المر‪ ,‬فعليهم تقوم الساعة» ورواه المام أحد وأهل‬
‫السنن من حديث عبد الرحن بن يزيد بن جابر به‪ .‬وسنذكره أيضا من طريق أحد عند قوله تعال ف‬
‫سففففورة النففففبياء‪{ :‬حتفففف إذا فتحففففت يأجوج ومأجوج} الَيففففة‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال مسلم ف صحيحه أيضا‪ :‬حدثنا عبيد ال بن معاذ العنبي‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا‬
‫شعبة عن النعمان بن سال‪ ,‬قال‪ :‬سعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول‪ :‬سعت‬
‫عبد ال بن عمرو‪ ,‬وجاءه رجل فقال‪ :‬ما هذا الديث الذي تدث به‪ ,‬تقول إن الساعة تقوم إل كذا‬
‫وكذا ؟ فقال‪ :‬سبحان ال‪ ,‬أو ل إله إل ال‪ ,‬أو كل مة نوه ا‪ ,‬ل قد ه مت أن ل أحدث أحدا شيئا‬
‫أبدا‪ ,‬إنا قلت‪ :‬إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما‪ :‬يرق البيت ويكون ويكون‪ ,‬ث قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يرج الدجال ف أمت فيمكث أربعي‪ ,‬ل أدري يوما أو أربعي شهرا أو‬
‫أربعي عاما‪ ,‬فيبعث ال تعال عيسى بن مري كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه‪ ,‬ث يكث الناس‬
‫سبع سني ليس بي اثني عداوة‪ ,‬ث يرسل ال ريا باردة من قبل الشام‪ ,‬فل يبقى على وجه الرض‬
‫أحد ف قلبه مثقال ذرة من خي ف أو إيان ف إل قبضته‪ ,‬حت لو أن أحد كم دخل ف كبد جبل‬
‫لدخل ته عل يه ح ت تقب ضه» قال‪ :‬سعتها من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «فيب قى شرار الناس ف‬
‫خ فة الط ي وأحلم ال سباع‪ ,‬ل يعرفون معروفا‪ ,‬ول ينكرون منكرا‪ ,‬فيتم ثل ل م الشيطان فيقول‪ :‬أل‬
‫تستجيبون ؟ فيقولون‪ :‬فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الوثان‪ ,‬وهم ف ذلك دار رزقهم‪ ,‬حسن عيشهم‪,‬‬
‫ث ينفخ ف الصور فل يسمعه أحد إل أصغى ليتا ورفع ليتا‪ ,‬قال‪ :‬وأول من يسمعه رجل يلوط حوض‬
‫إبله‪ ,‬قال‪ :‬في صعق وي صعق الناس‪ ,‬ث ير سل ال ف أو قال ف ينل ال مطرا كأ نه ال طل ف أو قال‬
‫الظل ف نعمان الشاك ف فتنبت منه أجساد الناس‪ ,‬ث ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون‪ .‬ث يقال‪:‬‬
‫أيها الناس هلموا إل ربكم {وقفوهم إن مسؤولون} ث يقال‪ :‬أخرجوا بعث النار‪ ,‬فيقال‪ :‬من كم ؟‬
‫فيقال‪ :‬مفن كفل ألف تسفعمائة وتسفعة وتسفعي‪ ,‬قال‪ :‬فذلك يوما يعفل الولدان شيبا‪ ,‬وذلك يوم‬

‫‪233‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يك شف عن ساق» ث رواه م سلم والن سائي ف تف سيه جيعا عن م مد بن بشار‪ ,‬عن غندر‪ ,‬عن‬
‫شعبففففففة‪ ,‬عففففففن نعمان بففففففن سففففففال بففففففه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬أخبنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن الزهري‪ ,‬عن عبد ال بن عبيد‬
‫ال بن ثعلبة النصاري‪ ,‬عن عبد ال بن زيد النصاري‪ ,‬عن ممع بن جارية‪ ,‬قال‪ :‬سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬يقول «يقتل ابن مري السيح الدجال بباب لد ف أو إل جانب لد ف» ورواه‬
‫أحد أيضا عن سفيان بن عيينة من حديث الليث والوزاعي‪ ,‬ثلثتهم عن الزهري‪ ,‬عن عبد ال بن‬
‫عبيد ال بن ثعلبة‪ ,‬عن عبد الرحن بن يزيد‪ ,‬عن عمه ممع بن جارية‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪« :‬يقتل ابن مري الدجال بباب لد» وكذا رواه الترمذي عن قتيبة عن الليث به‪ ,‬وقال‪ :‬هذا‬
‫حديث صحيح‪ ,‬وقال‪ :‬وف الباب عن عمران بن حصي ونافع بن عتبة‪ ,‬وأب برزة وحذيفة بن أسيد‪,‬‬
‫وأب هريرة وكيسان وعثمان بن أب العاص وجابر‪ ,‬وأب أمامة وابن مسعود وعبد ال بن عمرو وسرة‬
‫بن جندب والنواس بن سعان وعمرو بن عوف وحذي فة بن اليمان ر ضي ال عن هم‪ ,‬ومراده بروا ية‬
‫هؤلء ما ف يه ذ كر الدجال وق تل عي سى بن مر ي عل يه ال سلم له‪ ,‬فأ ما أحاد يث ذ كر الدجال ف قط‬
‫فكثية جدا‪ ,‬وهي أكثر من أن تصى لنتشارها وكثرة روايتها ف الصحاح والسان والسانيد وغي‬
‫ذلك‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان عن فرات‪ ,‬عن أب الطفيل عن حذيفة بن أسيد‬
‫الغفاري‪ ,‬قال‪ :‬أشرف علي نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من عر فة ون ن نتذا كر ال ساعة‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«ل تقوم السفاعة حتف تروا عشفر آيات‪ :‬طلوع الشمفس مفن مغرباف‪ ,‬والدخان‪ ,‬والدابفة‪ ,‬وخروج‬
‫يأجوج ومأجوج‪ ,‬ونزول عيسفى بفن مريف والدجال‪ ,‬وثلثفة خسفوف‪ :‬خسفف بالشرق وخسفف‬
‫بالغرب‪ ,‬وخسف بزيرة العرب‪ ,‬ونار ترج من قعر عدن تسوق ف أو تشر ف الناس تبيت معهم‬
‫حيث باتوا‪ ,‬وتقيل معهم حيث قالوا» وهكذا رواه مسلم وأهل السنن من حديث فرات القزاز به‪.‬‬
‫ورواه مسلم أيضا من رواية عبد العزيز بن رفيع عن أب الطفيل‪ ,‬عن أب سرية‪ ,‬عن حذيفة بن أسيد‬
‫الغفاري موقوفا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬فهذه أحاديث متواترة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم من رواية أب‬
‫هريرة وا بن م سعود وعثمان بن أ ب العاص‪ ,‬وأ ب أما مة والنواس بن سعان وع بد ال بن عمرو بن‬
‫العاص وممع بن جارية وأب سرية وحذيفة بن أسيد رضي ال عنهم‪ ,‬وفيها دللة على صفة نزوله‬
‫ومكانه من أنه بالشام بل بدمشق عند النارة الشرقية‪ ,‬وأن ذلك يكون عند إقامة صلة الصبح‪ ,‬وقد‬

‫‪234‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن يت ف هذه الع صار ف سنة إحدى وأربع ي و سبعمائة منارة للجا مع الموي بيضاء من حجارة‬
‫منحوتة عوضا عن النارة الت هدمت بسبب الريق النسوب إل صنيع النصارى ف عليهم لعائن ال‬
‫التتابعة إل يوم القيامة ف وكان أكثر عمارتا من أموالم‪ ,‬وقويت الظنون أنا هي الت ينل عليها‬
‫السيح عيسى بن مري عليه السلم‪ ,‬فيقتل النير ويكسر الصليب ويضع الزية‪ ,‬فل يقبل إل السلم‬
‫كما تقدم ف الصحيحي‪ ,‬وهذا إخبار من النب صلى ال عليه وسلم بذلك وتقرير وتشريع وتسويغ له‬
‫على ذلك ف ذلك الزمان‪ ,‬حيث تناح عللهم وترتفع شبههم من أنفسهم‪ ,‬ولذا كلهم يدخلون ف‬
‫د ين ال سلم متاب عة لعي سى عل يه ال سلم وعلى يد يه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وإن من أ هل الكتاب إل‬
‫ليؤم نن به ق بل مو ته} الَ ية‪ ,‬وهذه الَ ية كقوله‪{ :‬وإ نه لعلم لل ساعة} وقرىء (لعلم) بالتحر يك أي‬
‫أمارة ودل يل على اقتراب ال ساعة‪ ,‬وذلك ل نه ينل ب عد خروج ال سيح الدجال فيقتله ال على يد يه‪,‬‬
‫ك ما ث بت ف ال صحيح أن ال ل يلق داء إل أنزل له شفاء‪ ,‬ويب عث ال ف أيا مه يأجوج ومأجوج‬
‫فيهلك هم ال تعال بب كة دعائه‪ ,‬و قد قال تعال‪{ :‬ح ت إذا فت حت يأجوج ومأجوج و هم من كل‬
‫حدب ينسففففففلون واقترب الوعففففففد القفففففف} الَيففففففة‪.‬‬

‫(صفففففففففة عيسففففففففى عليففففففففه السففففففففلم)‬


‫قد تقدم ف حد يث ع بد الرح ن بن آدم عن أ ب هريرة «فإذا رأيتموه فاعرفوه‪ :‬ر جل مربوع إل‬
‫المرة والبياض‪ ,‬عل يه ثوبان م صران‪ ,‬كأن رأ سه يق طر وإن ل ي صبه بلل»‪ ,‬و ف حد يث النواس بن‬
‫سعان «فينل ع ند النارة البيضاء شر قي دم شق ب ي مهرودت ي واضعا كف يه على أجن حة ملك ي‪ ,‬إذا‬
‫طأ طأ رأ سه ق طر‪ ,‬وإذا رف عه تدر م نه م ثل جان اللؤلؤ‪ ,‬ل ي ل لكا فر أن ي د ر يح نف سه إل مات‪,‬‬
‫ونفسه ينتهي حيث انتهى طرفه»‪ ,‬وروى البخاري ومسلم من طريق الزهري‪ ,‬عن سعيد بن السيب‪,‬‬
‫عن أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ليلة أسري ب لقيت موسى» قال‪ :‬فنعته‬
‫فإذا رجل أحسبه‪ ,‬قال‪« :‬مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة» قال «ولقيت عيسى» فنعته‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬ربعة أحر كأنه خرج من دياس» يعن المام‪« ,‬ورأيت إبراهيم‬
‫وأ نا أش به ولده به» الد يث‪ ,‬وروى البخاري من حد يث ما هد عن ا بن ع مر قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬رأيت موسى وعيسى وإبراهيم‪ ,‬فأما عيسى فأحر جعد عريض الصدر‪ ,‬وأما‬
‫موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط»‪ ,‬وله ولسلم من طريق موسى بن عقبة عن نافع‪ ,‬عن‬

‫‪235‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن عمر‪ ,‬ذكر النب صلى ال عليه وسلم يوما بي ظهران الناس السيح الدجال‪ ,‬فقال‪« :‬إن ال ليس‬
‫بأعور أل إن ال سيح الدجال أعور الع ي اليم ن‪ ,‬كأن عي نه عن بة طاف ية‪ ,‬ول سلم ع نه مرفوعا «وأرا ن‬
‫اللهع ند الكع بة ف النام‪ ,‬وإذا ر جل آدم كأح سن ما ترى من أدم الرجال‪ ,‬تضرب ل ته ب ي من كبيه‪,‬‬
‫رجل الشعر‪ ,‬يقطر رأسه ماء‪ ,‬واضعا يديه على منكب رجلي وهو يطوف بالبيت‪ ,‬فقلت‪ :‬من هذا ؟‬
‫قالوا‪ :‬هو السيح بن مري‪ ,‬ث رأيت وراءه رجلً جعدا قططا‪ ,‬أعور العي اليمن‪ ,‬كأشبه من رأيت‬
‫با بن ق طن‪ ,‬واضعا يد يه على من كب ر جل يطوف بالب يت‪ ,‬فقلت‪ :‬من هذا ؟ قالوا‪ :‬ال سيح الدجال»‬
‫تابعففففففففه عبيففففففففد ال عففففففففن نافففففففففع‪.‬‬
‫ث رواه البخاري عن أحد بن ممد الكي‪ ,‬عن إبراهيم بن سعد‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن سال‪ ,‬عن أبيه‪,‬‬
‫قال‪ :‬ل وال ما قال ال نب صلى ال عل يه و سلم لعي سى أح ر‪ ,‬ول كن قال‪« :‬بين ما أ نا نائم أطوف‬
‫بالكعبة‪ ,‬فإذا رجل آدم سبط الشعر‪ ,‬يتهادى بي رجلي ينطف رأسه ماء ف أو يهراق رأسه ماء ف‬
‫فقلت‪ :‬من هذا ؟ فقالوا ا بن مر ي‪ ,‬فذه بت ألت فت‪ ,‬فإذا ر جل أح ر ج سيم‪ ,‬ج عد الراس‪ ,‬أعور عي نه‬
‫اليمن‪ ,‬كأن عينه عنبة طافية‪ ,‬قلت‪ :‬من هذا ؟ قالو‪ :‬الدجال‪ ,‬وأقرب الناس به شبها ابن قطن» قال‬
‫الزهري‪ :‬ر جل من خزا عة هلك ف الاهل ية‪ ,‬هذه كل ها ألفاظ البخاري رح ه ال ‪ ,‬و قد تقدم ف‬
‫حديث عبد الرحن بن آدم عن أب هريرة أن عيسى عليه السلم يكث ف الرض بعد نزوله أربعي‬
‫سنة‪ ,‬ث يتوف ويصلي عليه السلمون وف حديث عبد ال بن عمر عند مسلم أنه يكث سبع سني‬
‫فيحت مل ف وال أعلم ف أن يكون الراد بلبثه ف الرض أربع ي سنة مموع إقامته فيها ق بل رف عه‪,‬‬
‫وبعد نزوله‪ ,‬فإنه رفع وله ثلث وثلثون سنة‪ ,‬ف الصحيح‪ ,‬وقد ورد ذلك ف حديث ف صفة أهل‬
‫النة أنم على صورة آدم وميلد عيسى ثلث وثلثي سنة‪ ,‬وأما ما حكاه ابن عساكر عن بعضهم‬
‫أ نه ر فع وله مائة وخ سون سنة فشاذ غر يب بع يد‪ .‬وذ كر الا فظ أ بو القا سم بن ع ساكر ف ترج ة‬
‫عيسى بن مري من تاريه عن بعض السلف أنه يدفن مع النب صلى ال عليه وسلم ف حجرته‪ ,‬فال‬
‫أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا} قال قتادة‪ :‬يشهد عليهم أنه قد بلغهم الرسالة‬
‫من ال وأقر بعبودية ال عز وجل‪ ,‬وهذا كقوله تعال ف آخر سورة الائدة {وإذ قال ال يا عيسى بن‬
‫مريفففف أأنففففت قلت للناس ففففف إل قوله ففففف العزيففففز الكيففففم}‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َفبِ ُظلْ ٍم مّ َن الّذِي َن هَادُواْ حَ ّر ْمنَا عََلْيهِ ْم َطيّبَاتٍ أُحِلّتْ َلهُ ْم َوبِصَ ّدهِ ْم عَن َسبِيلِ اللّهِ َكثِيا * َوأَخْ ِذهِمُ‬
‫ُمف عَذَابا أَلِيما * لّـفكِنِ‬ ‫ِينف مِْنه ْ‬
‫ّاسف بِاْلبَاطِ ِل َوَأعْتَدْنَا لِ ْلكَافِر َ‬
‫ِمف َأ ْموَا َل الن ِ‬ ‫ْهف َوأَكِْله ْ‬‫الرّبَا وَقَ ْد ُنهُواْ َعن ُ‬
‫لةَ‬‫ك وَالْ ُمقِيمِيَ ال صّ َ‬
‫ك َومَآ أُن ِز َل مِن َقبْلِ َ‬
‫الرّا سِخُونَ فِي الْعِ ْل ِم ِمنْهُ ْم وَالْ ُم ْؤ ِمنُو َن ُيؤْ ِمنُو َن بِمَآ أُنزِلَ إِلَي َ‬
‫فُنؤْتِيهِمْ أَجْرا عَظِيما‬
‫ف الَخِرِ ُأوْلَـففئِكَ سف َ‬ ‫ف وَالَْيوْمف ِ‬ ‫وَالْ ُمؤْتُونففَ الزّكَاةَ وَالْ ُم ْؤ ِمنُونففَ بِاللّهف ِ‬
‫يب تعال أنه بسبب ظلم اليهود با ارتكبوه من الذنوب العظيمة‪ ,‬حرم عليهم طيبات كان أحلها‬
‫ل م‪ ,‬ك ما قال ابن أ ب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن يزيد القري‪ ,‬حدثنا سفيان بن عيينة عن‬
‫عمرو‪ ,‬قال‪ :‬قرأ ا بن عباس‪ :‬طيبات كا نت أحلت ل م‪ ,‬وهذا التحر ي قد يكون قدريا بع ن أ نه تعال‬
‫قيضهم لن تأولوا ف كتابم‪ ,‬وحرفوا وبدلوا أشياء كانت حل ًل لم فحرموها على أنفسهم تشديدا‬
‫من هم على أنف سهم وتضييقا وتنطعا‪ ,‬ويت مل أن يكون شرعيا بع ن أ نه تعال حرم علي هم ف التوراة‬
‫ل لب ن إ سرائيل إل ما حرم‬ ‫أشياء كا نت حل ًل ل م ق بل ذلك‪ ,‬ك ما قال تعال‪ { :‬كل الطعام كان ح ً‬
‫إ سرائيل على نف سه من ق بل أن تنل التوراة} و قد قدمنا الكلم على الَية‪ ,‬وأن الراد أن الم يع من‬
‫الطعمة كانت حل ًل لم من قبل أن تنل التوراة ما عدا ما كان حرم إسرائيل على نفسه من لوم‬
‫البل وألبانا‪ ,‬ث إنه تعال حرم أشياء كثية ف التوراة كما قال ف سورة النعام‪{ :‬وعلى الذين هادوا‬
‫حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إل ما حلت ظهورها أو الوايا أو ما‬
‫اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون} أي إنا حرمنا عليهم ذلك‪ ,‬لنم يستحقون ذلك‬
‫بسبب بغيهم وطغيانم ومالفتهم رسولم واختلفهم عليه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فبظلم من الذين هادوا حرمنا‬
‫عليهم طيبات أحلت لم وبصدهم عن سبيل ال كثيا} أي صدوا الناس وصدوا أنفسهم عن اتباع‬
‫الق وهذه سجية لم متصفون با من قدي الدهر وحديثه‪ ,‬ولذا كانوا أعداء الرسل وقتلوا خلقا من‬
‫النففففبياء‪ ,‬وكذبوا عيسففففى وممدا صففففلوات ال وسففففلمه عليهمففففا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأخذهم الربا وقد نوا عنه} أي أن ال قد ناهم عن الربا فتناولوه وأخذوه واحتالوا عليه‬
‫بأنواع من ال يل و صنوف من الش به‪ ,‬وأكلوا أموال الناس بالبا طل‪ ,‬قال تعال‪{ :‬وأعتد نا للكافر ين‬
‫من هم عذابا أليما}‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ل كن الرا سخون ف العلم من هم} أي الثابتون ف الد ين ل م قدم‬
‫را سخة ف العلم النا فع‪ .‬و قد تقدم الكلم على ذلك ف سورة آل عمران {والؤمنون} ع طف على‬
‫الراسخي وخبه {يؤمنون با أنزل إليك وما أنزل من قبلك} قال ابن عباس‪ :‬أنزلت ف عبد ال بن‬

‫‪237‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سلم وثعلبة بن سعية وأسد وزيد بن سعية وأسد بن عبيد‪ ,‬الذين دخلوا ف السلم‪ ,‬وصدقوا با‬
‫أرسفففففل ال بفففففه ممدا صفففففلى ال عليفففففه وسفففففلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والقيم ي ال صلة} هكذا هو ف ج يع م صاحف الئ مة‪ ,‬وكذا هو ف م صحف أ ب بن‬
‫كعب‪ ,‬وذكر ابن جرير أنا ف مصحف ابن مسعود والقيمون الصلة‪ ,‬قال‪ :‬والصحيح قراءة الميع‬
‫ث رد على من ز عم أن ذلك من غلط الكتاب‪ ,‬ث ذ كر اختلف الناس فقال بعض هم‪ :‬هو من صوب‬
‫على الدح‪ ,‬ك ما جاء ف قوله‪{ :‬والوفون بعهد هم إذا عاهدوا وال صابرين ف البأ ساء والضراء وح ي‬
‫البأس} قال‪ :‬وهذا سفففففائغ فففففف كلم العرب‪ ,‬كمفففففا قال الشاعفففففر‪:‬‬
‫هوسفمّ العداة وآففة الزرالنازليف بكفل معترك والطيبون معاقفد الزر‬
‫ُ‬ ‫يبعدنف قومفي الذيفن‬
‫ّ‬ ‫ل‬

‫وقال آخرون‪ :‬هو مفوض عطفا على قوله‪{ :‬ب ا أنزل إل يك و ما أنزل من قبلك} يع ن وبالقيم ي‬
‫ال صلة‪ ,‬وكأ نه يقول‪ :‬وبإقا مة ال صلة أي يعترفون بوجوب ا وكتابت ها علي هم‪ ,‬أو أن الراد بالقيم ي‬
‫الصلة اللئكة وهذا اختيار ابن جرير‪ ,‬يعن يؤمنون با أنزل إليك وما أنزل من قبلك وباللئكة‪ ,‬وف‬
‫هذا نظفر‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬والؤتون الزكاة} يتمفل أن يكون الراد زكاة الموال‪ ,‬ويتمفل زكاة‬
‫النفوس‪ ,‬ويتمل المرين‪ ,‬وال أعلم‪{ ,‬والؤمنون بال واليوم الَخر} أي يصدقون بأنه ل إله إل ال‪,‬‬
‫ويؤمنون بالب عث ب عد الوت‪ ,‬والزاء على العمال خي ها وشر ها‪ .‬وقوله‪{ :‬أولئك} هو ال ب ع ما‬
‫ففففففففة‪.‬‬ ‫فففففففف النف‬ ‫ففففففففنؤتيهم أجرا عظيما} يعنف‬ ‫تقدم {سف‬

‫** ِإنّآ َأوْ َحْينَآ إَِليْ كَ كَمَآ َأوْ َحْينَآ إَِلىَ نُو حٍ وَالّنبِيّيَ مِن َبعْدِ ِه َوَأوْ َحيْنَآ إَِلىَ ِإبْرَاهِي مَ َوإِ سْمَاعِي َل َوإْ سْحَا َ‬
‫ق‬
‫ب َويُونُ سَ َوهَارُو َن وَ سَُليْمَا َن وَآَتيْنَا دَاوُودَ َزبُورا * وَرُ ُسلً َقدْ‬ ‫ط َوعِي سَ َى َوَأيّو َ‬ ‫َويَ ْعقُو بَ وَال ْسبَا ِ‬
‫ل ّمبَشّرِي نَ‬
‫صهُ ْم عََليْ كَ وَكَّل مَ اللّ ُه مُو سَ َى َتكْلِيما * رّ ُس ً‬ ‫ص ْ‬ ‫صصْنَاهُ ْم عََليْ كَ مِن َقبْ ُل وَرُ ُسلً ّل ْم َنقْ ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ف عَزِيزا َحكِيما‬ ‫ج ٌة َبعْدَ الرّسففُ ِل وَكَانففَ اللّهفُ‬ ‫ف عَلَى اللّهففِ حُ ّ‬ ‫َومُن ِذرِينففَ ِلَئلّ َيكُونففَ لِلنّاسفِ‬
‫قال ممد بن إسحاق‪ ,‬عن ممد بن أب ممد‪ ,‬عن عكرمة أو سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قال سكي وعدي بن زيد‪ :‬ياممد ما نعلم أن ال أنزل على بشر من شيء بعد موسى‪ ,‬فأنزل ال ف‬
‫ذلك من قولما‪{ :‬إنا أوحينا إليك كما أوحينا إل نوح والنبيي من بعده} إل آخر الَيات‪ .‬وقال ابن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا الارث‪ ,‬حدثنا عبد العزيز‪ ,‬حدثنا أبو معشر عن ممد بن كعب القرظي‪ ,‬قال‪ :‬أنزل ال‬

‫‪238‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{يسألك أهل الكتاب أن تنل عليهم كتابا من السماء} إل قوله‪{ :‬وقولم على مري بتانا عظيما}‬
‫قال‪ :‬فلما تلها عليهم يعن على اليهود‪ ,‬وأخبهم بأعمالم البيثة‪ ,‬جحدوا كل ما أنزل ال وقالوا‪:‬‬
‫ما أنزل ال على ب شر من ش يء‪ ,‬ول مو سى ول عي سى ول على نب من ش يء‪ ,‬قال‪ :‬ف حل حبو ته‪,‬‬
‫وقال‪ :‬ول على أحد‪ ,‬فأنزل ال عز وجل {وما قدروا ال حق قدره إذ قالوا ما أنزل ال على بشر من‬
‫شيء} وف هذا الذي قاله ممد بن كعب القرظي نظر‪ ,‬فإن هذه الَية الت ف سورة النعام مكية‪,‬‬
‫وهذه الَية الت ف سورة النساء مدنية‪ ,‬وهي رد عليهم لا سألوا النب صلى ال عليه وسلم أن ينل‬
‫علي هم كتابا من ال سماء‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ف قد سألوا مو سى أ كب من ذلك} ث ذ كر فضائح هم‬
‫ومعايبهم وما كانوا عليه وما هم عليه الَن من الكذب والفتراء‪ ,‬ث ذكر تعال أنه أوحى إل عبده‬
‫ورسوله ممد صلى ال عليه و سلم‪ ,‬ك ما أو حى إل غيه من ال نبياء التقدم ي‪ ,‬فقال‪{ :‬إنا أوحينا‬
‫إل يك ك ما أوحي نا إل نوح وال نبيي من بعده} إل قوله‪{ :‬وآتي نا داود زبورا} والزبور ا سم الكتاب‬
‫الذي أوحاه ال إل داود عل يه ال سلم و سنذكر ترج ة كل وا حد من هؤلء ال نبياء علي هم من ال‬
‫أفضفل الصفلة والسفلم‪ ,‬عنفد قصفصهم مفن سفورة النفبياء إن شاء ال وبفه الثقفة وعليفه التكلن‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ورسلً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلً ل نقصصهم عليك} أي من قبل هذه الَية‪,‬‬
‫يعن ف السور الكية وغيها وهذه تسمية النبياء الذين نص ال على أسائهم ف القرآن وهم‪ :‬آدم‬
‫وإدريس ونوح وهود وصال وإبراه يم ولوط وإ ساعيل وإ سحاق ويعقوب ويوسف وأيوب وشع يب‬
‫ومو سى وهارون ويو نس وداود و سليمان وإلياس والي سع وزكر يا وي ي وعي سى‪ ,‬وكذا ذو الك فل‬
‫عنففد كثيفف مففن الفسففرين وسففيدهم ممففد صففلى ال عليففه وسففلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ورسلً ل نقصصهم عليك} أي خلقا آخرين ل يذكروا ف القرآن‪ ,‬وقد اختلف ف عدة‬
‫النبياء والرسلي‪ ,‬والشهور ف ذلك حديث أب ذر الطويل‪ ,‬وذلك فيما رواه ابن مردويه رحه ال ف‬
‫تفسيه حيث قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد حدثنا جعفر بن ممد بن السن والسي بن عبد ال بن‬
‫يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن هشام بن يي الغسان‪ ,‬حدثن أب عن جدي‪ ,‬عن أب إدريس الولن‪,‬‬
‫عن أب ذر‪ ,‬قال‪ :‬يارسول ال‪ ,‬كم النبياء ؟ قال‪« :‬مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا»‪ .‬قلت‪ :‬يارسول‬
‫ال‪ ,‬كم الرسل منهم ؟ قال‪« :‬ثلثائة وثلثة عشر جم غفي»‪ .‬قلت يارسول ال‪ ,‬من كان أولم ؟‬
‫قال‪« :‬آدم» قلت‪ :‬يار سول ال‪ ,‬نب مر سل ؟ قال‪« :‬ن عم خل قه ال بيده‪ ,‬ث ن فخ ف يه من رو حه‪ ,‬ث‬
‫سواه قبيلً» ث قال‪« :‬يا أبا ذر‪ ,‬أربعة سريانيون‪ :‬آدم وشيث ونوح وخنوخ وهو إدريس‪ ,‬وهو أول‬

‫‪239‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من خط بالقلم‪ ,‬وأربعة من العرب‪ :‬هود وصال وشعيب ونبيك يا أبا ذر‪ ,‬وأول نب من بن إسرائيل‬
‫موسى وآخرهم عيسى‪ ,‬وأول النبيي آدم‪ ,‬وآخرهم نبيك» وقد روى هذا الديث بطوله الافظ أبو‬
‫حات بن حبان البست ف كتابه النواع والتقاسيم‪ ,‬وقد وسه بالصحة‪ ,‬وخالفه أبو الفرج بن الوزي‬
‫فذكر هذا الديث ف كتابه الوضوعات واتم به إبراهيم بن هشام هذا‪ ,‬ول شك أنه قد تكلم فيه‬
‫غيفف واحففد مففن أئمففة الرح والتعديففل مففن أجففل هذا الديففث وال أعلم‪.‬‬
‫وقد روي هذا الديث من وجه آخر عن صحاب آخر فقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عوف‪,‬‬
‫حدثنا أبو الغية‪ ,‬حدثنا معان بن رفاعة عن علي بن يزيد‪ ,‬عن القاسم‪ ,‬عن أب أمامة‪ ,‬قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫يانب ال‪ ,‬كم النبياء ؟ قال‪« :‬مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا والرسل من ذلك ثلثمائة وخسة عشر‬
‫جا غفيا» معان بن رفا عه ال سلمي ضع يف‪ ,‬وعلي بن يز يد ضع يف‪ ,‬والقا سم أ بو ع بد الرح ن‬
‫ضعيفف أيضا‪ .‬وقال الاففظ أبفو يعلى الوصفلي‪ :‬حدثنفا أحدف بفن إسفحاق أبفو عبفد ال الوهري‬
‫البصري‪ ,‬حدثنا مكي بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا موسى بن عبيدة الربذي عن يزيد الرقاشي‪ ,‬عن أنس‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بعث ال ثانية آلف نب‪ :‬أربعة آلف إل بن إسرائيل‪ ,‬وأربعة‬
‫آلف إل سائر الناس» وهذا أيضا إ سناد ضع يف‪ ,‬ف يه الربذي ضع يف وشي خه الرقا شي أض عف م نه‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫قال أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو الربيع‪ ,‬حدثنا ممد بن ثابت العبدي‪ ,‬حدثنا ممد بن خالد النصاري عن‬
‫يزيد الرقاشي‪ ,‬عن أنس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬كان فيمن خل من إخوان من‬
‫النبياء ثانية آلف نب‪ ,‬ث كان عيسى بن مري‪ ,‬ث كنت أنا» وقد رويناه عن أنس من وجه آخر‪,‬‬
‫فأخبنا الافظ أبو عبد ال الذهب‪ ,‬أخبنا أبو الفضل بن عساكر‪ ,‬أنبأنا المام بكر القاسم بن أب‬
‫سعيد الصفار‪ ,‬أخبتنا عمة أب عائشة بنت أحد بن منصور بن الصفار‪ ,‬أخبنا الشريف أبو السنانك‬
‫هبة ال بن أب الصهباء ممد بن حيدر القرشي‪ ,‬حدثنا المام الستاذ أبو إسحاق السفرايين‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أخبنا المام أبو بكر أحد بن إبراهيم الساعيلي‪ ,‬حدثنا ممد بن عثمان بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا أحد‬
‫بن طارق‪ ,‬حدثنا مسلم بن خالد‪ ,‬حدثنا زياد بن سعد عن ممد بن النكدر‪ ,‬عن صفوان بن سليم‪,‬‬
‫عن أنس بن مالك‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بعثت على أثر ثانية آلف نب‪ ,‬منهم‬
‫أرب عة آلف نب من ب ن إ سرائيل» وهذا غر يب من هذا الو جه‪ ,‬وإ سناده ل بأس به‪ ,‬رجاله كل هم‬
‫معرفون إل أحد بن طارق هذا‪ ,‬فإن ل أعرفه بعدالة ول جرح‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وحديث أب ذر الغفاري‬

‫‪240‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطويل ف عدد النبياء عليهم السلم‪ .‬قال ممد بن حسي الَجري‪ :‬حدثنا أبو بكر جعفر بن ممد‬
‫بن الفرياب إملء ف شهر رجب سنة سبع وتسعي ومائتي‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن هشام بن يي الغسان‪,‬‬
‫حدثنا أب عن جده‪ ,‬عن أب إدريس الولن‪ ,‬عن أب ذر‪ ,‬قال‪ :‬دخلت السجد‪ ,‬فإذا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم جالس وحده‪ ,‬فجلست إليه‪ ,‬فقلت‪ :‬يارسول ال‪ ,‬إنك أمرتن بالصلة‪ .‬قال‪« :‬الصلة‬
‫خ ي موضوع‪ ,‬فا ستكثر أو ا ستقل» قال‪ :‬قلت‪ :‬يار سول ال‪ ,‬فأي العمال أف ضل ؟ قال‪« :‬إيان بال‬
‫وجهاد ف سبيله»‪ .‬قلت‪ :‬يارسول ال‪ ,‬فأي الؤمني أفضل ؟ قال‪« :‬أحسنهم خلقا»‪ .‬قلت‪ :‬يارسول‬
‫ال‪ ,‬فأي ال سلمي أ سلم ؟ قال‪ « :‬من سلم الناس من ل سانه ويده»‪ .‬قلت‪ :‬يار سول ال‪ ,‬فأي الجرة‬
‫أف ضل ؟ قال‪ « :‬من ه جر ال سيئات» قلت‪ :‬يار سول ال أي ال صلة أف ضل ؟ قال‪« :‬طول القنوت»‬
‫فقلت‪ :‬يارسفول ال ‪ ,‬فأي الصفيام أفضفل ؟ قال‪« :‬فرض مزىء وعنفد ال أضعاف كثية» قلت‪:‬‬
‫يارسفول ال فأي الهاد أفضفل ؟ قال‪« :‬مفن عقفر جواده وأهريفق دمفه»‪ .‬قلت‪ :‬يارسفول ال‪ ,‬فأي‬
‫الرقاب أف ضل ؟ قال‪« :‬أغل ها ثنا وأنف سها ع ند أهل ها»‪ .‬قلت‪ :‬يار سول ال‪ ,‬فأي ال صدقة أف ضل ؟‬
‫قال‪« :‬جهد من مقل وسر إل فقي»‪ .‬قلت‪ :‬يارسول ال‪ ,‬فأي آية ما أنزل عليك أعظم ؟ قال «آية‬
‫الكرسي»‪ ,‬ث قال يا أبا ذر‪ ,‬وما السموات السبع مع الكرسي إل كحلقة ملقاة بأرض فلة وفضل‬
‫العرش على الكر سي كف ضل الفلة على الل قة» قال‪ :‬قلت‪ :‬يار سول ال‪ ,‬كم الَ نبياء ؟ قال «مائة‬
‫ألف وأرب عة وعشرون ألفا»‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يار سول ال‪ ,‬كم الر سل من ذلك ؟ قال‪« :‬ثلثائة وثل ثة‬
‫عشر جم غفي كثي طيب»‪ .‬قلت‪ :‬فمن كان أولم ؟ قال‪« :‬آدم» قلت‪ :‬أنب مرسل ؟ قال‪« :‬نعم‪,‬‬
‫خلقه ال» بيده‪ ,‬ونفخ فيه من روحه‪ ,‬سواه قبيل»‪ ,‬ث قال‪« :‬يا أبا ذر‪ ,‬أربعة سريانيون‪ :‬آدم وشيث‬
‫وخنوخ و هو إدر يس‪ ,‬و هو أول من خط بقلم‪ ,‬ونوح‪ ,‬وأرب عة من العرب‪ :‬هود وشع يب و صال‬
‫ونبيك با أبا ذر‪ ,‬وأول أنبياء بن إسرائيل موسى وآخرهم عيسى‪ ,‬وأول الرسل آدم وآخرهم ممد»‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يارسول ال‪ ,‬كم كتاب أنزله ال ؟ قال‪« :‬مائة كتاب وأربعة كتب‪ ,‬أنزل ال على شيث‬
‫خسي صحيفة‪ ,‬وعلى خنوخ ثلثي صحيفة‪ ,‬وعلى إبراهيم عشر صحائف‪ ,‬وأنزل على موسى من‬
‫ق بل التوراة عشرة صحائف‪ ,‬وأنزل التوراة والن يل والزبور والفرقان» قال‪ :‬قلت‪ :‬يار سول ال‪ ,‬ما‬
‫كانت صحف إبراهيم ؟ قال «كانت كلها يا أيها اللك السلط البتلى الغرور إن ل أبعثك لتجمع‬
‫الدنيا بعضها على بعض‪ ,‬ولكن بعثتك لترد عن دعوة الظلوم‪ ,‬فإن ل أردها ولو كانت من كافر‪,‬‬
‫وكان في ها أمثال‪ ,‬وعلى العا قل أن يكون له ساعات‪ :‬ساعة ينا جي في ها ر به‪ ,‬و ساعة يا سب في ها‬

‫‪241‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نفسه‪ ,‬وساعة يفكر ف صنع ال‪ ,‬وساعة يلو فيها لاجته من الطعم والشرب‪ ,‬وعلى العاقل أن ل‬
‫يكون ضاغنا إل لثلث‪ :‬تزود لعاد‪ ,‬أو مرمفة لعاش‪ ,‬أو لذة فف غيف مرم‪ ,‬وعلى العاقفل أن يكون‬
‫ب صيا بزما نه‪ ,‬مقبلً على شأ نه‪ :‬حافظا لل سانه‪ ,‬و من ح سب كل مه من عمله قل كل مه إل في ما‬
‫يعنيه»‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يارسول ال‪ ,‬فما كانت صحف موسى ؟ قال «كانت عبا كلها‪ ,‬عجبت لن‬
‫أيقن بالوت ث هو يفرح‪ ,‬عج بت ل ن أي قن بالقدر ث هو ين صب‪ ,‬وعج بت ل ن يرى الدنيا وتقلبها‬
‫بأهلها ث يطمئن إليها‪ ,‬وعجبت لن أيقن بالساب غدا ث هو ل يعمل»‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يارسول ال‪,‬‬
‫فهل ف أيدينا شيء ما كان ف أيدي إبراهيم وموسى‪ ,‬وما أنزل ال عليك ؟ قال «نعم اقرأ يا أبا ذر‬
‫{قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الياة الدنيا * والَخرة خي وأبقى * إن‬
‫هذا لففي الصفحف الول * صفحف إبراهيفم وموسفى}»‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يارسفول ال‪ ,‬أوصفن قال‪:‬‬
‫أوصيك بتقوى ال فإنه رأس أمرك قال‪ :‬قلت يا رسول ال زدن قال «عليك بتلوة القرآن وذكر ال‬
‫فإنفه ذكفر لك فف السفماء ونور لك فف الرض» قال‪ :‬قلت‪ :‬يارسفول ال زدنف‪ .‬قال «إياك وكثرة‬
‫الضحفك‪ ,‬فإنفه ييفت القلب ويذهفب بنور الوجفه»‪ ,‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يارسفول ال زدنف‪ ,‬قال‪« :‬عليفك‬
‫بالهاد فإ نه رهبان ية أم ت»‪ .‬قلت‪ :‬زد ن‪ .‬قال «عل يك بال صمت إل من خ ي فإ نه مطردة للشيطان‪,‬‬
‫وعون لك على أمر دينك»‪ .‬قلت‪ :‬زدن قال‪« :‬انظر إل من هو تتك‪ ,‬ول تنظر إل من هو فوقك‪,‬‬
‫فإنه أجدر لك أن ل تزدري نعمة ال عليك»‪ .‬قلت‪ :‬زدن‪ .‬قال‪« :‬أحبب الساكي وجالسهم‪ ,‬فإنه‬
‫أجدر أن ل تزدري نع مة ال عل يك»‪ .‬قلت‪ :‬زد ن قال‪ « :‬صل قراب تك وإن قطعوك»‪ .‬قلت‪ :‬زد ن‪.‬‬
‫قال‪« :‬قفل القف وإن كان مرا» قلت‪ :‬زدنف‪ .‬قال «ل تفف فف ال لومفة لئم»‪ .‬قلت‪ :‬زدنف‪ .‬قال‬
‫«يردك عن الناس ما تعرف من نف سك‪ ,‬ول ت د علي هم في ما ت ب‪ ,‬وك فى بك عيبا أن تعرف من‬
‫الناس ما تهل من نفسك‪ ,‬أو تد عليهم فيما تب»‪ ,‬ث ضرب بيده صدري فقال‪« :‬يا أبا ذر‪ ,‬ل‬
‫فففن اللق»‪.‬‬ ‫فففب كحسف‬ ‫فففف‪ ,‬ول حسف‬ ‫ففف‪ ,‬ول ورع كالكف‬ ‫فففل كالتدبيف‬ ‫عقف‬
‫وروى المام أحد عن أب الغية‪ ,‬عن معان بن رفاعة‪ ,‬عن علي بن يزيد‪ ,‬عن القاسم‪ ,‬عن أب أمامة‬
‫أن أبا ذر سأل النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فذكر أمر الصلة والصيام والصدقة‪ ,‬وفضل آية الكرسي‪,‬‬
‫ول حول ول قوة إل بال‪ ,‬وأف ضل الشهداء‪ ,‬وأف ضل الرقاب‪ ,‬ونبوة آدم وأ نه مكلم‪ ,‬وعدد ال نبياء‪,‬‬
‫والرسفففففففففففلي كنحفففففففففففو مفففففففففففا تقدم‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ع بد ال بن المام أح د‪ :‬وجدت ف كتاب أ ب ي طه‪ :‬حدث ن ع بد التعال بن ع بد الوهاب‪,‬‬
‫حدثنا ي ي بن سعيد الموي‪ ,‬حدثنا مالد عن أ ب الوداك‪ ,‬قال‪ :‬قال أ بو سعيد‪ :‬هل تقول الوارج‬
‫بالدجال ؟ قال‪ :‬قلت‪:‬ل ‪ ,‬فقال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن خات ألف نب أو أكثر‪,‬‬
‫وما بعث نب يتبع إل وقد حذر أمته منه‪ ,‬وإن قد بي ل فيه ما ل يبي لحد‪ ,‬وإنه أعور‪ ,‬وإن ربكم‬
‫ليس بأعور‪ ,‬وعينه اليمن عوراء جاحظة ل تفى كأنا نامة ف حائط مصص‪ ,‬وعينه اليسرى كأنا‬
‫كو كب دري‪ ,‬معه من كل لسان‪ ,‬وم عه صورة النة خضراء يري فيها الاء‪ ,‬وصورة النار سوداء‬
‫تدخن»‪ ,‬وقد رويناه ف الزء الذي فيه رواية أب يعلى الوصلي عن يي بن معي‪ :‬حدثنا مروان بن‬
‫معاوية‪ ,‬حدثنا مالد عن أب الوداك‪ ,‬عن أب سعيد‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن‬
‫أختم ألف ألف نب أو أكثر‪ ,‬ما بعث ال من نب إل قومه إل حذرهم الدجال»‪ ,‬وذكر تام الديث‪,‬‬
‫هذا لفظفففففففه بزيادة ألف وقفففففففد تكون مقحمفففففففة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وسياق رواية المام أحد أثبت وأول بالصحة‪ ,‬ورجال إسناد هذا الديث ل بأس بم‪ ,‬وقد روي‬
‫هذا الديث من طريق جابر بن عبد ال رضي ال عنه‪ ,‬قال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عمرو بن‬
‫علي‪ ,‬حدثنا يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا مالد عن الشعب‪ ,‬عن جابر‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬إن لات ألف نب أو أكثر‪ ,‬وإنه ليس منهم نب إل وقد أنذر قومه الدجال‪ ,‬وإن قد بي ل ما‬
‫فففس بأعور»‬ ‫فففم ليف‬ ‫فففه أعور‪ ,‬وإن ربكف‬ ‫فففم‪ ,‬وإنف‬ ‫فففد منهف‬ ‫فففبي لحف‬ ‫ل يف‬
‫قوله‪{ :‬وكلم ال مو سى تكليما} وهذا تشر يف لو سى عل يه ال سلم بذه ال صفة‪ ,‬ولذا يقال له‪:‬‬
‫الكليم‪ ,‬وقد قال الافظ أبو بكر بن مردوية‪ :‬حدثنا أحد بن ممد بن سليمان الالكي‪ ,‬حدثنا مسيح‬
‫بن حا ت‪ ,‬حدثنا عبد البار بن ع بد ال‪ ,‬قال‪ :‬جاء ر جل إل أ ب ب كر بن عياش فقال‪ :‬سعت رجلً‬
‫يقرأ {وكلم ال موسفى تكليما}‪ ,‬فقال أبفو بكفر‪ :‬مفا قرأ هذا إل كاففر‪ ,‬قرأت على العمفش‪ ,‬وقرأ‬
‫العمش على يي بن وثاب‪ ,‬وقرأ يي بن وثاب على أب عبد الرحن السلمي‪ ,‬وقرأ أبو عبد الرحن‬
‫السفلمي على علي بفن أبف طالب‪ ,‬وقرأ علي بفن أبف طالب على رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم‬
‫{وكلم ال موسى تكليما} وإنا اشتد غضب أب بكر بن عياش رحه ال على من قرأ كذلك‪ ,‬لنه‬
‫حرف لفظ القرآن ومعناه‪ ,‬وكان هذا من العتزلة الذين ينكرون أن يكون ال كلم موسى عليه السلم‬
‫أو يكلم أحدا من خلقه‪ ,‬كما رويناه عن بعض العتزلة أنه قرأ على بعض الشايخ {وكلم ال موسى‬
‫تكليما} فقال له‪ :‬يا ابن اللخناء‪ ,‬كيف تصنع بقوله تعال‪{ :‬ولا جاء موسى ليقاتنا وكلمه ربه} ؟‬

‫‪243‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يع ن أن هذا ل يت مل التحر يف‪ ,‬ول التأو يل‪ ,‬وقال ا بن مردو يه‪ :‬حدث نا م مد بن أح د بن إبراه يم‬
‫حدثنا أحد بن السي بن برام‪ ,‬حدثنا ممد بن مرزوق‪ ,‬حدثنا هانء بن يي عن السن بن أب‬
‫جعفر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن يي بن وثاب‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لا‬
‫كلم ال موسى كان يبصر دبيب النمل على الصفا ف الليلة الظلماء» وهذا حديث غريب‪ ,‬وإسناده‬
‫ل يصح‪ ,‬وإذا صح موقوفا كان جيدا‪ ,‬وقد روى الاكم ف مستدركه وابن مردويه من حديث حيد‬
‫بن ق يس العرج‪ ,‬عن ع بد ال بن الارث‪ ,‬عن ا بن م سعود‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬كان على موسى يوم كلمه ربه جبة صوف‪ ,‬وكساء صوف‪ ,‬وسراويل صوف‪ ,‬ونعلن من‬
‫ففففففففففففففففي»‪.‬‬ ‫فففففففففففففففف ذكف‬ ‫جلد حار غيف‬
‫وقال ابن مردويه بإسناده‪ ,‬عن جويب‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬إن ال ناجى موسى بائة‬
‫ألف كلمة وأربعي ألف كلمة ف ثلثة أيام‪ ,‬وصايا كلها‪ ,‬فلما سع موسى كلم الَدميي مقتهم ما‬
‫وقع ف مسامعه من كلم الرب عز وجل‪ ,‬وهذا أيضا إسناد ضعيف‪ ,‬فإن جويب أضعف‪ ,‬والضحاك‬
‫ل يدرك ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪ .‬فأ ما ال ثر الذي رواه ا بن أ ب حا ت وا بن مردو يه وغيه ا من‬
‫طريق الفضل بن عيسى الرقاشي‪ ,‬عن ممد بن النكدر‪ ,‬عن جابر بن عبد ال أنه قال‪ :‬لا كلم ال‬
‫موسى يوم الطور‪ ,‬كلمه بغي الكلم الذي كلمه يوم ناداه‪ ,‬فقال له موسى‪ :‬يارب هذا كلمك الذي‬
‫كلمتن به‪ ,‬قال‪ :‬ل ياموسى‪ ,‬إنا كلمتك بقوة عشرة آلف لسان‪ ,‬ول قوة اللسنة كلها‪ ,‬وأنا أقوى‬
‫مفن ذلك‪ ,‬فلمفا رجفع موسفى إل بنف إسفرائيل‪ ,‬قالوا‪ :‬ياموسفى‪ ,‬صفف لنفا كلم الرحنف‪ .‬قال‪ :‬ل‬
‫أستطيعه‪ .‬قالوا‪ :‬فشبه لنا‪ .‬قال‪ :‬أل تسمعوا إل صوت الصواعق فإنه قريب منه وليس به‪ .‬وهذا إسناد‬
‫ضعيففففففف‪ ,‬فإن الفضففففففل الرقاشففففففي هذا ضعيففففففف برة‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن الزهري‪ ,‬عن أب بكر بن عبد الرحن بن الارث‪ ,‬عن جزء بن‬
‫جابر الثع مي‪ ,‬عن ك عب‪ ,‬قال‪ :‬إن ال ل ا كلم مو سى بالل سنة كل ها‪ ,‬فقال له مو سى‪ :‬يارب‪ ,‬هذا‬
‫كل مك ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬ولو كلم تك بكل مي ل ت ستقم له‪ .‬قال‪ :‬يارب‪ ,‬ف هل من خل قك ش يء يش به‬
‫كل مك ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬وأ شد خل قي شبها بكل مي أ شد ما ت سمعون من ال صواعق‪ ,‬فهذا موقوف على‬
‫كعب الحبار‪ ,‬وهو يكي عن الكتب التقدمة الشتملة على أخبار بن إسرائيل وفيها الغث والسمي‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬رسلً مبشرين ومنذرين} أي يبشرون من أطاع ا ل واتبع رضوانه باليات‪ ,‬وينذرون من‬
‫خالف أمره وكذب رسفله بالعقاب والعذاب‪ ,‬وقوله‪{ :‬لئل يكون للناس على ال حجفة بعفد الرسفل‬

‫‪244‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكان ال عزيزا حكيما} أي أنفه تعال أنزل كتبفه وأرسفل رسفله بالبشارة والنذارة‪ ,‬وبيف مفا يبفه‬
‫ويرضاه ما يكرهه ويأباه‪ ,‬لئل يبقى لعتذر عذر‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله‬
‫لقالوا رب نا لول أر سلت إلي نا ر سو ًل فنت بع آيا تك من ق بل أن نذل ونزى}‪ ,‬وكذا قوله‪{ :‬ولول أن‬
‫تصيبهم مصيبة با قدمت أيديهم} الَية‪ .‬وقد ثبت ف الصحيحي عن ابن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل أحد أغي من ال‪ ,‬من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن‪,‬‬
‫ول أحد أحب إليه الدح من ال عز وجل‪ ,‬من أجل ذلك مدح نفسه‪ ,‬ول أحد أحب إليه العذر من‬
‫ال‪ ,‬من أجل ذلك بعث النبيي مبشرين ومنذرين»‪ ,‬وف لفظ آخر «من أجل ذلك أرسل رسله وأنزل‬
‫كتبففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه»‪) .‬‬

‫شهَدُونَ وَ َك َفىَ بِاللّ ِه َشهِيدا * إِ ّن الّذِي َن‬ ‫شهَ ُد بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَ ُه ِبعِلْمِ ِه وَالْمَلئِ َك ُة يَ ْ‬
‫** لّـكِنِ اللّ ُه يَ ْ‬
‫ضلَلَ بَعِيدا * ِإنّ الّذِينَ َكفَرُواْ َوظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ ِلَي ْغفِرَ َلهُمْ‬ ‫َكفَرُواْ وَصَدّواْ عَن َسبِيلِ اللّهِ َقدْ ضَلّواْ َ‬
‫ك عَلَى اللّ ِه يَ سِيا * َيَأّيهَا النّا سُ‬ ‫وَلَ ِلَيهْ ِدَيهُ ْم طَرِيقا * إِ ّل طَرِي قَ َج َهنّ مَ خَاِلدِي نَ فِيهَآ َأبَدا وَكَا نَ ذَلِ َ‬
‫قَدْ جَآءَ ُكمُ الرّسُو ُل بِالْحَ ّق مِن ّرّبكُمْ فَآ ِمنُواْ َخيْرا ّلكُمْ َوإِن تَ ْكفُرُواْ فَإِنّ للّ ِه مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالرْضِ‬
‫ف عَلِيما َحكِيما‬ ‫وَكَانففففففففففففففففَ اللّهففففففففففففففف ُ‬
‫لا تضمن قوله تعال‪{ :‬إنّا أوحينا إليك} إل آخر السياق‪ ,‬إثبات نبوته صلى ال عليه وسلم والرد‬
‫على من أنكر نبوته من الشركي وأهل الكتاب‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬لكن ال يشهد با أنزل إليك} أي‬
‫وإن كفر به من كفر به من كذبك وخالفك‪ ,‬فال يشهد لك بأنك رسوله الذي أنزل عليه الكتاب‬
‫وهو القرآن العظيم الذي {ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد}‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬أنزله بعل مه} أي ف عل مه الذي أراد أن يطلع العباد عل يه من البينات والدى والفرقان‪ ,‬و ما‬
‫ي به ال ويرضاه‪ ,‬و ما يكر هه ويأباه‪ ,‬و ما ف يه من العلم بالغيوب من الا ضي وال ستقبل‪ ,‬و ما ف يه من‬
‫ذ كر صفاته تعال القد سة ال ت ليعلم ها نب مر سل ول ملك مقرب إل أن يعل مه ال به‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬ولييطون بشيففء مففن علمففه إلّ بافف شاء} وقال‪{ :‬ول ييطون بففه علما}‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي‪ ,‬حدث نا ال سن بن سهل العفري وخزز بن البارك‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا عمران بن عيينة‪ ,‬حدثنا عطاء بن السائب‪ ,‬قال‪ :‬أقرأن أبو عبد الرحن السلمي القرآن‪,‬‬
‫وكان إذا قرأ عليه أحدنا القرآن قال‪ :‬قد أخذت علم ال‪ ,‬فليس أحد اليوم أفضل منك إل بعمل‪ ,‬ث‬

‫‪245‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقرأ قوله‪{ :‬أنزله بعلمفه واللئكفة يشهدون وكففى بال شهيدا}‪ ,‬قوله‪{ :‬واللئكفة يشهدون} أي‬
‫ب صدق ما جاءك وأو حى ال يك وأنزل عل يك مع شهادة ال تعال بذلك {وك فى بال شهيدا} قال‬
‫ممد بن إسحاق‪ ,‬عن ممد بن أب ممد‪ ,‬عن عكرمة أو سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬دخل‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم جاعة من اليهود‪ ,‬فقال لم‪« :‬إن لعلم وال إنكم لتعلمون أن‬
‫ر سول ال» فقالوا‪ :‬ما نعلم ذلك‪ .‬فأنزل ال عز و جل {ل كن ال يش هد ب ا أنزل إل يك أنزله بعل مه}‬
‫الَيفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل ال قد ضلوا ضل ًل بعيدا} أي كفروا ف أنفسهم‪ ,‬فلم‬
‫يتبعوا الق‪ ,‬وسعوا ف صد الناس عن اتباعه والقتداء به‪ ,‬قد خرجوا عن الق وضلوا عنه‪ ,‬وبعدوا‬
‫م نه بعدا عظيما شا سعا‪ ,‬ث أ خب تعال عن حك مه ف الكافر ين بآيا ته وكتا به ور سوله‪ ,‬الظال ي‬
‫لنف سهم بذلك وبال صد عن سبيله وارتكاب مآث ه وانتهاك مار مه بأ نه ل يغ فر ل م {ول يهدي هم‬
‫طريقا} أي سبيلً إل الي {إل طر يق جهنم} وهذا استثناء منق طع {خالدين فيها أبدا} الَ يه‪ ,‬ث‬
‫قال تعال‪ { :‬يا أي ها الناس قد جاء كم الر سول بال ق من رب كم فآمنوا خيا ل كم} أي قد جاء كم‬
‫ممد صلوات ال وسلمه عليه بالدى ودين الق والبيان الشاف من ال عز وجل‪ ,‬فآمنوا با جاءكم‬
‫به واتبعوه‪ ,‬ي كن خيا ل كم‪ .‬ث قال‪{ :‬وإن تكفروا فإن ل ما ف ال سموات والرض} أي ف هو غ ن‬
‫عن كم و عن إيان كم‪ ,‬ول يتضرر بكفران كم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وقال مو سى إن تكفروا أنتم و من ف‬
‫الرض جيعا فإن ال لغنف حيفد} وقال ههنفا‪{ :‬وكان ال عليما} أي بنف يسفتحق منكفم الدايفة‬
‫فيهديفة‪ ,‬وبنف يسفتحق الغوايفة فيغويفه‪{ ,‬حكيما} أي فف أقواله وأفعاله وشرعفه وقدره‪.‬‬

‫** َيَأهْلَ اْل ِكتَا بِ َل َتغْلُواْ فِي دِينِكُ ْم وَلَ َتقُولُوْا عَلَى اللّ هِ إِ ّل الْحَ قّ ِإنّمَا الْمَ سِيحُ عِي سَى ابْ ُن مَ ْريَ َم‬
‫ح ّمنْ هُ فَآ ِمنُوْا بِاللّ ِه وَرُ سُلِ ِه وَ َل َتقُولُوْا َثلََث ٌة انَتهُواْ َخيْرا ّلكُ مْ‬
‫رَ سُولُ اللّ ِه وَكَلِ َمتُ هُ أَْلقَاهَا إَِل َى مَ ْريَ َم وَرُو ٌ‬
‫ض وَ َكفَ َى بِاللّ هِ‬ ‫ِإنّمَا اللّ هُ إِلَ ـ ٌه وَاحِدٌ ُسبْحَانَهُ أَن َيكُو نَ لَ ُه وََلدٌ لّ ُه و ما فِي ال سّمَاوَات وَمَا فِي الرْ ِ‬
‫وَكِيلً‬
‫ينهى تعال أهل الكتاب عن الغلو والطراء‪ ,‬وهذا كثي ف النصارى‪ ,‬فإنم تاوزوا الد ف عيسى‬
‫حتف رفعوه فوق النلة التف أعطاه ال إياهفا‪ ,‬فنقلوه مفن حيفز النبوة‪ ,‬إل أن اتذوه إلا مفن دون ال‬
‫يعبدونه كما يعبدونه‪ .‬بل قد غلوا ف أتباعه وأشياعه من زعم أنه على دينه‪ ,‬فادعوا فيهم العصمة‪,‬‬

‫‪246‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫واتبعوهم ف كل ما قالوه سواء كان حقا أو باطلً‪ ,‬أو ضللً أو رشادا‪ ,‬أو صحيحا أو كذبا‪ ,‬ولذا‬
‫قال ال تعال‪{ :‬اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال} الَية‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم‬
‫قال‪ :‬زعم الزهري عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسعود‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬عن عمر أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ل تطرون كما أطرت النصارى عيسى بن مري‪ .‬فإنا أنا عبد فقولوا‪:‬‬
‫ع بد ال ور سوله»‪ .‬ث رواه هو وعلي بن الدي ن عن سفيان بن عيي نة‪ ,‬عن الزهري كذلك‪ ,‬ولف ظه‬
‫«إنا أنا عبد فقولوا عبد ال ورسوله» وقال علي بن الدين‪ :‬هذا حديث صحيح سنده وهكذا رواه‬
‫البخاري عن الميدي‪ ,‬عن سفيان بن عيينة‪ ,‬عن الزهري به‪ ,‬ولف ظه «فإنا أنا عبد فقولوا ع بد ال‬
‫ورسففففففففففففففففففففففففففففففففففففففوله»‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ح سن بن مو سى‪ ,‬حدث نا حاد بن سلمة عن ثا بت البنا ن عن أ نس بن‬
‫مالك أن رجلً قال يا م مد يا سيدنا وا بن سيدنا‪ ,‬وخي نا وا بن خي نا ‪ ¹‬فقال ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪« :‬أي ها الناس علي كم بقول كم ول ي ستهويكم الشيطان‪ ,‬أ نا م مد بن ع بد ال‪ ,‬ع بد ال‬
‫ور سوله‪ ,‬وال ما أ حب أن ترفعو ن فوق منل ت ال ت أنزل ن ال عز و جل» تفرد به من هذا الو جه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول تقولوا على ال إل القف} أي ل تفتروا عليفه وتعلوا له صفاحبة وولدا‪ ,‬تعال ال‬
‫عز وجل عن ذلك علوا كبيا‪ ,‬وتنه وتقدس وتوحد ف سؤدده وكبيائه وعظمته‪ ,‬فل إله إل هو‪,‬‬
‫ول رب سواه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إنا السيح عيسى بن مري رسول ال وكلمته ألقاها إل مري وروح منه}‬
‫أي إنا هو عبد من عباد ال وخلق من خلقه‪ ,‬قال له‪ :‬كن فكان‪ ,‬ورسول من رسله وكلمته ألقاها‬
‫إل مري‪ ,‬أي خلقه بالكلمة الت أرسل با جبيل عليه السلم إل مري فنفخ فيها من روحه بإذن ربه‬
‫عز وجل‪ ,‬فكان عيسى بإذنه عز وجل‪ ,‬وكانت تلك النفخة الت نفخها ف جيب درعها‪ ,‬فنلت حت‬
‫ولت فرجها بنلة لقاح الب والم‪ ,‬والميع ملوق ال عز وجل‪ ,‬ولذا قيل لعيسى‪ :‬إنه كلمة ال‬
‫وروح م نه‪ ,‬ل نه ل ي كن له أب تولد م نه‪ ,‬وإن ا هو ناشىء عن الكل مة ال ت قال له ب ا كن فكان‪,‬‬
‫والروح الت أرسل با جبيل قال ال تعال‪{ :‬ما السيح ابن مري إل رسول قد خلت من قبله الرسل‬
‫وأمه صديقة كانا يأكلن الطعام}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬إن مثل عيسى عند ال كمثل آدم خلقه من تراب‬
‫ث قال له كن فيكون}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬والت أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وجعلناها وابنها‬
‫آ ية للعال ي} وقال تعال‪{ :‬ومر ي اب نة عمران ال ت أح صنت فرج ها} إل آ خر ال سورة‪ ,‬وقال تعال‬
‫إخبارا عفففن السفففيح‪{ :‬إن هفففو ال عبفففد أنعمنفففا عليفففه} الَيفففة‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {وكلمته ألقاها إل مري وروح منه} هو قوله‪ :‬كن فيكون}‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أح د بن سنان الوا سطي قال‪ :‬سعت شاذ بن ي ي يقول ف قول ال‬
‫{وكلمته ألقاها إل مري وروح منه} قال‪ :‬ليس الكلمة صارت عيسى ولكن بالكلمة صار عيسى‪,‬‬
‫وهذا أحسن ما ادعاه ابن جرير ف قوله‪{ :‬ألقاها إل مري} أي أعلمها با‪ ,‬كما زعمه ف قوله‪{ :‬إذ‬
‫قالت اللئ كة يامر ي إ نّ ال يبشرك بكل مة م نه} أي يعل مك بكل مة م نه وي عل ذلك كقوله تعال‪:‬‬
‫{وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إل رحة من ربك} بل الصحيح أنا الكلمة الت جاء با‬
‫جب يل إل مر ي‪ ,‬فن فخ في ها بإذن ال فكان عي سى عل يه ال سلم‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدث نا صدقة بن‬
‫الفضل‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا الوزاعي‪ ,‬حدثن عمي بن هانء‪ ,‬حدثنا جنادة بن أب أمية عن عبادة‬
‫بن الصامت‪ ,‬عن النب صلى ال عليه و سلم قال‪« :‬من ش هد أن ل إله إل ال‪ ,‬وحده ل شريك له‪,‬‬
‫وأن ممدا عبده ورسوله‪ ,‬وأن عيسى عبد ال ورسوله وكلمته ألقاها إل مري وروح منه‪ ,‬وأن النة‬
‫حفففق والنار حفففق‪ ,‬أدخله ال النفففة على مفففا كان مفففن العمفففل»‪.‬‬
‫وقال الوليد‪ :‬فحدثن عبد الرحن بن يزيد بن جابر عن عمي بن هانء‪ ,‬عن جنادة زاد«من أبواب‬
‫النة الثمانية يدخل من أيها شاء»‪ ,‬وكذا رواه مسلم عن داود بن رشيد‪ ,‬عن الوليد‪ ,‬عن ابن جابر‬
‫به‪ ,‬ومن وجه آخر عن الوزاعي به‪ ,‬فقوله ف الَية والديث «وروح منه» كقوله‪{ :‬وسخر لكم ما‬
‫ف ال سموات و ما ف الرض جيعا م نه} أي من خل قه و من عنده ولي ست من للتبع يض ك ما تقوله‬
‫النصارى عليهم لعائن ال التتابعه ف بل هي لبتداء الغاية كما ف الَية الخرى‪ ,‬وقد قال ماهد ف‬
‫قوله‪{ :‬وروح منه} أي ورسول منه‪ ,‬وقال غيه‪ :‬ومبة منه‪ ,‬والظهر الول وهو أنه ملوق من روح‬
‫ملوقة وأضيفت الروح إل ال على وجه التشريف‪ ,‬كما أضيفت الناقة والبيت إل ال ف قوله‪{ :‬هذه‬
‫ناقة ال} وف قوله‪{ :‬وطهر بيت للطائفي} وكما روي ف الديث الصحيح‪« :‬فأدخل على رب ف‬
‫داره» أضافهففا إليففه إضافففة تشريففف‪ ,‬وهذا كله مففن قبيففل واحففد ونطفف واحففد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فآمنوا بال ورسفوله} أي فصفدقوا بأن ال واحفد أحفد‪ ,‬ل ولد له ول صفاحبة‪ ,‬واعلموا‬
‫وتيقنوا بأن عي سى ع بد ال ور سوله‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ول تقولوا ثل ثة} أي ل تعلوا عي سى وأ مه‬
‫مع ال شريكي‪ ,‬تعال ال عن ذلك علوا كبيا‪ ,‬وهذه الَية كالت ف سورة الائدة حيث يقول تعال‪:‬‬
‫{ل قد ك فر الذ ين قالوا إن ال ثالث ثل ثة و ما من إله إل إله وا حد} وك ما قال ف آ خر ال سورة‬
‫الذكورة‪{ :‬وإذ قال ال ياعيسى ابن مري أأنت قلت للناس اتذون} الَية‪ ,‬وقال ف أولا {لقد كفر‬

‫‪248‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذين قالوا إن ال هو السيح ابن مري} الَية‪ ,‬ف فالنصارى عليهم لعائن ال ف من جهلهم ليس لم‬
‫ضا بط‪ ,‬ول لكفر هم حد‪ ,‬بل أقوال م وضلل م منت شر‪ ,‬فمن هم من يعتقده إلا‪ ,‬ومن هم من يعتقده‬
‫شريكا‪ ,‬ومنهم من يعتقده ولدا‪ ,‬وهم طوائف كثية لم آراء متلفة‪ ,‬وأقوال غي مؤتلفة‪ .‬ولقد أحسن‬
‫بعفض التكلميف حيفث قال‪ :‬لو اجتمفع عشرة مفن النصفارى لفترقوا على أحفد عشفر قولً‪.‬‬
‫ولقد ذكر بعض علمائهم الشاهي عندهم وهو سعيد بن بطريق بترك السكندرية ف حدود سنة‬
‫أربعمائة من الجرة النبوية‪ ,‬أنم اجتمعوا الجمع الكبي الذي عقدوا فيه المانة الكبية الت لم‪ ,‬وإنا‬
‫هي اليانة القية الصغية‪ ,‬وذلك ف أيام قسطنطي بان الدينة الشهورة‪ ,‬وأنم اختلفوا عليه اختلفا‬
‫ل ينض بط ول ينح صر‪ ,‬فكانوا أز يد من ألف ي أ سقفا‪ ,‬فكانوا أحزابا كثية‪ ,‬كل خ سي من هم على‬
‫مقالة‪ ,‬وعشرون على مقالة‪ ,‬ومائة على مقالة‪ ,‬وسفبعون على مقالة‪ ,‬وأزيفد مفن ذلك وأنقفص‪ .‬فلمفا‬
‫رأى من هم ع صابة قد زادوا على الثلثمائة بثمان ية ع شر ن فر‪ ,‬و قد توافقوا على مقالة‪ ,‬فأخذ ها اللك‬
‫ون صرها وأيد ها‪ ,‬وكان فيل سوفا داه ية‪ ,‬وم ق ما عدا ها من القوال‪ ,‬وانت ظم د ست أولئك الثلثمائة‬
‫والثمان ية ع شر‪ ,‬وبن يت ل م الكنائس‪ ,‬ووضعوا ل م كتبا وقوان ي‪ ,‬وأحدثوا في ها الما نة ال ت يلقنون ا‬
‫الولدان من ال صغار ليعتقدو ها ويعمدون م علي ها وأتباع هؤلء هم اللكان ية‪ .‬ث إن م اجتمعوا ممعا‬
‫ثانيا‪ ,‬فحدث فيهم اليعقوبية‪ ,‬ث ممعا ثالثا فحدث فيهم النسطورية‪ ,‬وكل هذه الفرق تثبت القانيم‬
‫الثل ثة ف ال سيح ويتلفون ف كيف ية ذلك‪ ,‬و ف اللهوت والنا سوت على زعم هم هل اتدا‪ ,‬أو ما‬
‫اتدا‪ ,‬أو امتزجفا‪ ,‬أو حفل فيفه على ثلث مقالت وكفل منهفم يكففر الفرقفة الخرى‪ ,‬وننف نكففر‬
‫الثلثة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬انتهوا خيا لكم} أي يكن خيا لكم {إنا ال إل ٌه واحد سبحانه أن يكون‬
‫له ولد} أي تعال وتقدس عفن ذلك علوا كفبيا {له مفا فف السفموات ومفا فف الرض وكففى بال‬
‫وكيلً} أي الميع ملكه وخلقه‪ ,‬وجيع ما فيها عبيده وهم تت تدبيه وتصريفه‪ ,‬وهو وكيل على‬
‫كفل شيفء‪ ,‬فكيفف يكون له منهفم صفاحبة وولد‪ ,‬كمفا قال فف الَيفة الخرى‪{ :‬بديفع السفموات‬
‫والرض أ ن يكون له ولد} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وقالوا ات ذ الرح ن ولدا ل قد جئتم شيئا إدا ف إل‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففففف فردا}‪.‬‬ ‫قوله فف‬

‫ف الْمَ سِيحُ أَن يَكُو َن َعبْدا للّ ِه وَ َل الْمَلِئكَ ُة الْ ُمقَ ّربُو َن وَمَن يَ سَْتْنكِفْ عَ ْن ِعبَا َدتِ ِه‬ ‫ستَنكِ َ‬‫** لّن يَ ْ‬
‫سيَحْشُ ُرهُمْ إِلَي هِ جَمِيعا * َفَأمّا الّذِي نَ آ َمنُواْ وَعَ ِملُواْ ال صّالِحَاتِ َفُيوَفّيهِ مْ ُأجُو َرهُ ْم َويَزي ُدهُ مْ‬
‫َويَ سَْت ْكبِرْ فَ َ‬

‫‪249‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جدُونَ َلهُ ْم مّن دُونِ اللّ ِه وَِليّا وَلَ‬
‫مّن َفضْلِ ِه َوَأمّا الّذِي َن ا ْستَن َكفُوْا وَا ْسَتكْبَرُواْ َفُيعَ ّذُبهُمْ عَذَابا أَلُيما وَلَ يَ ِ‬
‫نَصفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففِيا‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن موسى‪ ,‬حدثنا هشام عن ابن جريج‪ ,‬عن عطاء‪,‬‬
‫عن ابن عباس‪ :‬قوله‪{ :‬لن يستنكف} لن يستكب‪ .‬وقال قتادة‪ :‬لن يتشم {السيح أن يكون عبدا ل‬
‫ول اللئكة القربون} وقد استدل بعض من ذهب إل تفضيل اللئكة على البشر بذه الَية حيث‬
‫قال‪{ :‬ول اللئ كة القربون} ول يس له ف ذلك دللة‪ ,‬ل نه إن ا ع طف اللئكفة على ال سيح‪ ,‬لن‬
‫ال ستنكاف هو المتناع‪ ,‬واللئ كة أقدر على ذلك من ال سيح‪ ,‬فلهذا قال‪{ :‬ول اللئ كة القربون}‬
‫ول يلزم من كون م أقوى وأقدر على المتناع أن يكونوا أف ضل‪ .‬وق يل‪ :‬إن ا ذكروا لن م اتذوا آل ة‬
‫مع ال كما اتذ السيح‪ ,‬فأخب تعال أنم عبيد من عباده وخلق من خلقه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وقالوا‬
‫اتذف الرحنف ولدا سفبحانه بفل عباد مكرمون} الَيات‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ومفن يسفتنكف عفن عبادتفه‬
‫ويستكب فسيحشرهم إليه جيعا} أي فيجمعهم إليه يوم القيامة‪ ,‬ويفصل بينهم بكمه العدل الذي ل‬
‫يور فيه‪ ,‬ول ييف‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فأما الذين آمنوا وعملوا الصالات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من‬
‫فضله} أي فيعطي هم من الثواب على قدر أعمال م ال صالة‪ ,‬ويزيد هم على ذلك من فضله وإح سانه‬
‫وسعة رحته وامتنانه‪ ,‬و قد روى ا بن مردويه من طريق بقية عن إ ساعيل بن ع بد ال الكندي‪ ,‬عن‬
‫الع مش‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ع بد ال مرفوعا‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪{ :‬فيوفي هم‬
‫أجورهم ويزيدهم من فضله} قال‪ :‬أجورهم «أدخلهم النة» {ويزيدهم من فضله} قال «الشفاعة‬
‫فيمن وجبت له النار من صنع إليهم العروف ف دنياهم} وهذا إسناد ل يثبت‪ ..‬وإذا روي عن ابن‬
‫م سعود موقوفا‪ ,‬ف هو ج يد {وأ ما الذ ين ا ستنكفوا وا ستكبوا} أي امتنعوا من طا عة ال وعباد ته‬
‫واستكبوا عن ذلك {فيعذبم عذابا أليما ول يدون لم من دون ال وليا ول نصيا} كقوله‪{ :‬إن‬
‫الذ ين ي ستكبون عن عباد ت سيدخلون جه نم داخر ين} أي صاغرين حقي ين ذليل ي ك ما كانوا‬
‫متنعيففففففففففففففففف مسفففففففففففففففففتكبين‪.‬‬

‫** يَا َأيّهَا النّا سُ قَدْ جَآءَكُ ْم بُ ْرهَا نٌ مّن ّربّكُ ْم َوَأنْزَلْنَآ إَِليْكُ ْم نُورا ّمبِينا * َفأَمّا الّذِي نَ آ َمنُواْ بِاللّ هِ‬
‫فَتقِيما‬ ‫ف وََفضْلٍ َويَهْدِيهِم فْ إَِليْه فِ ص فِرَاطا مّس ْ‬ ‫فيُدْخُِل ُهمْ فِفي رَحْ َم ٍة ّمنْه ُ‬‫وَا ْعتَص فَمُوْا بِه فِ فَس َ‬

‫‪250‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال ماطبا جيع الناس ومبا بأنه قد جاءهم منه برهان عظيم‪ ,‬وهو الدليل القاطع للعذر‬
‫وال جة الزيلة للشب هة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وأنزلنا إليكم نورا مبينا} أي ضياء واضحا على ال ق‪ ,‬قال ابن‬
‫جريفج وغيه‪ :‬وهفو القرآن {فأمفا الذيفن آمنوا بال واعتصفموا بفه} أي جعوا بيف مقامفي العبادة‪,‬‬
‫والتو كل على ال ف ج يع أمور هم‪ ,‬وقال ابن جريج‪ :‬آمنوا بال واعت صموا بالقرأن‪ .‬رواه ابن جر ير‬
‫{ف سيدخلهم ف رحة منه وفضل} أي يرح هم فيدخلهم النة‪ ,‬ويزيدهم ثوابا ومضاع فة ورفعا ف‬
‫درجاتم من فضله عليهم وإحسانه إليهم‪{ ,‬ويهديهم إليه صراطا مستقيما} أي طريقا واضحا قصدا‬
‫قواما لاعوجاج ف يه ول انراف وهذه صفة الؤمن ي ف الدن يا والَخرة‪ ,‬ف هم ف الدن يا على منهاج‬
‫السفتقامة وطريفق السفلمة فف جيفع العتقادات والعمليات‪ ,‬وفف الَخرة على صفراط ال السفتقيم‬
‫الفضي إل روضات النات‪ .‬وف حديث الارث العور‪ ,‬عن علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ ,‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬القرآن صراط ال الستقيم‪ ,‬وحبل ال التي» وقد تقدم الديث‬
‫بتمامفففففه فففففف أول التفسفففففي‪ ,‬ول المفففففد والنفففففة‪.‬‬

‫ف مَا تَرَ َك‬


‫ستَ ْفتُونَكَ قُلِ اللّ ُه ُي ْفتِيكُ مْ فِي اْل َكلََلةِ إِن امْ ُر ٌؤ هَلَ كَ َليْ سَ لَ ُه وَلَدٌ وَلَ هُ أُخْ تٌ َفَلهَا نِ صْ ُ‬ ‫** يَ ْ‬
‫َوهُ َو يَ ِرُثهَآ إِن لّ ْم َيكُ نْ ّلهَآ وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اْثَنتَيْ نِ فََلهُمَا الثُّلثَا نِ مِمّا تَرَ كَ َوإِن كَاُنوَاْ إِ ْخ َوةً رّجَا ًل َونِ سَآءً‬
‫ف بِكُ ّل َشيْ ٍء عَلِيمففٌ‬ ‫ف ُيبَيّنففُ اللّهففُ َلكُمففْ أَن تَضِلّوْا وَاللّهف ُ‬ ‫فَلِلذّكَ ِر ِمثْلُ حَظففّ الُنثََييْنف ِ‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬سعت الباء قال‪ :‬آخر‬
‫سففففففففورة نزلت براءة‪ ,‬وآخففففففففر آي نزلت يسففففففففتفتونك‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن ممد بن النكدر‪ ,‬قال‪ :‬سعت جابر بن‬
‫عبد ال قال‪ :‬دخل علي رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا مريض ل أعقل‪ ,‬فتوضأ ث صب علي‪,‬‬
‫أو قال‪ :‬صبوا عل يه‪ ,‬فعقلت فقلت‪ :‬إ نه ل يرث ن إل كللة‪ ,‬فك يف الياث ؟ فأنزل ال آ ية الفرائض‪,‬‬
‫أخرجاه ف ال صحيحي من حد يث شع بة‪ ,‬ورواه الما عة من طر يق سفيان بن عيي نة عن م مد بن‬
‫النكدر‪ ,‬عن جابر به‪ ,‬وف بعض اللفاظ فنلت آية الياث {يستفتونك قل ال يفتيكم ف الكللة}‬
‫الَية‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن يزيد‪ ,‬حدثنا سفيان وقال أبو الزبي قال‪ :‬يعن‬
‫جابرا نزلت فف {يسفتفتونك قفل ال يفتيكفم فف الكللة} وكأن معنف الكلم فف وال أعلم فف‬
‫يسفتفتونك عفن الكللة {قفل ال يفتيكفم} فيهفا‪ ,‬فدل الذكور على التروك‪ .‬وقفد تقدم الكلم على‬

‫‪251‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الكللة واشتقاقها‪ ,‬وأنا مأخوذة من الكليل الذي ييط بالرأس من جوانبه ولذا فسرها أكثر العلماء‬
‫ب ن يوت ول يس له ولد ول والد و من الناس من يقول‪ :‬الكللة من ل ولد له‪ ,‬ك ما دلت عل يه هذه‬
‫الَ ية {إن امرؤ هلك ل يس له ولد}‪ ,‬و قد أش كل ح كم الكللة على أم ي الؤمن ي ع مر بن الطاب‬
‫ر ضي ال ع نه‪ ,‬ك ما ث بت ع نه ف ال صحيحي أ نه قال‪ :‬ثلث وددت أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬كان عهد إلينا فيهن عهدا ننتهي إليه‪ :‬الد والكللة وباب من أبواب الربا‪ .‬وقال المام أحد‪:‬‬
‫حدثنا إساعيل عن سعيد بن أب عروبة‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن سال بن أب العد‪ ,‬عن معدان بن أب طلحة‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال عمر بن الطاب‪ :‬ما سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن شيء أكثر ما سألته عن‬
‫الكللة حت طعن بإصبعه ف صدري‪ ,‬وقال‪« :‬يكفيك آية الصيف الت ف آخر سورة النساء» هكذا‬
‫ففففن هذا‪.‬‬ ‫ففففر مف‬ ‫ففففلم مطولً أكثف‬ ‫ففففه مسف‬ ‫ففففرا‪ ,‬وأخرجف‬ ‫رواه متصف‬
‫(طريق أخرى) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا مالك يعن ابن مغول يقول سعت الفضل‬
‫بن عمرو‪ ,‬عن إبراه يم‪ ,‬عن ع مر قال‪ :‬سألت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عن الكللة‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«يكفيك آية الصيف»‪ ,‬فقال‪ :‬لن أكون سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عنها أحب إل من‬
‫أن يكون ل حر النعم‪ ,‬وهذا إسناد جيد إل أن فيه انقطاعا بي إبراهيم وبي عمر‪ ,‬فإنه ل يدركه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن آدم‪ ,‬حدثنا أبو بكر عن أب إسحاق‪ ,‬عن الباء بن عازب قال‪ :‬جاء‬
‫ر جل إل ال نب صلى ال عل يه و سلم ف سأله عن الكللة‪ ,‬فقال‪« :‬يكف يك آ ية ال صيف»‪ ,‬وهذا إ سناد‬
‫جيد‪ ,‬رواه أبو داود والترمذي من حديث أب بكر بن عياش به‪ ,‬وكأن الراد بآية الصيف أنا نزلت‬
‫ف فصل الصيف‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ولا أرشده النب صلى ال عليه وسلم إل تفهمها‪ ,‬فإ ّن فيها كفاية نسي‬
‫أن ي سأل ال نب صلى ال عل يه و سلم عن معنا ها‪ ,‬ولذا قال‪ :‬فلن أكون سألت ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عنها أحب إل من أن يكون ل حر النعم‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا جرير‬
‫الشيبان عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن سعيد بن السيب‪ ,‬قال‪ :‬سأل عمر بن الطاب النب صلى ال عليه‬
‫وسلم عن الكللة‪ ,‬فقال‪« :‬أليس قد بي ال ذلك» فنلت {يستفتونك}‪ ¹‬قال قتادة‪ :‬وذكر لنا أن أبا‬
‫بكر الصديق قال ف خطبته أل إن الَية الت نزلت ف أول سورة النساء ف شأن الفرائض أنزلا ال ف‬
‫الولد والوالد‪ ,‬والَ ية الثان ية أنزل ا ف الزوج والزو جة والخوة من الم‪ ,‬والَ ية ال ت خ تم ب ا سورة‬
‫النساء أنزلا ف الخوة والخوات من الب والم‪ ,‬والَية الت ختم با سورة النفال أنزلا ف أول‬
‫الرحام بعضهفم أول ببعفض فف كتاب ال ماف جرت الرحفم مفن العصفبة‪ ,‬رواه ابفن جريفر‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫(ذكففففففففففففففففر الكلم على معناهففففففففففففففففا)‬


‫وبال ال ستعان وعل يه التكلن‪ .‬قوله تعال‪{ :‬إن امرؤ هلك} أي مات‪ ,‬قال ال تعال‪ { :‬كل ش يء‬
‫هالك إل وجهه} كل شيء يفن ول يبقى إل ال عز وجل‪ ,‬كما قال‪{ :‬كل من عليها فان ويبقى‬
‫و جه ربك ذو اللل والكرام}‪ .‬قوله‪{ :‬ل يس له ولد} ت سك به من ذهب إل أ نه ليس من شرط‬
‫الكللة انتفاء الوالد‪ ,‬بل يكفي ف وجود الكللة انتفاء الولد وهو رواية عن عمر بن الطاب‪ ,‬رواها‬
‫ابن جرير عنه بإسناد صحيح إليه‪ ,‬ولكن الذي يرجع إليه هو قول المهور وقضاء الصديق أنه الذي‬
‫ل ولد له ول والد‪ ,‬ويدل على ذلك قوله‪{ :‬وله أ خت فل ها ن صف ما ترك} ولو كان مع ها أب ل‬
‫ترث شيئا لنه يجبها بالجاع‪ ,‬فدل على أنه من ل ولد له بنص القرآن ول والد بالنص عند التأمل‬
‫أيضا‪ ,‬لن الخففت ل يفرض لافف النصففف مففع الوالد بففل ليففس لافف ميات بالكليففة‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ال كم بن نا فع‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن عبد ال عن مكحول وعط ية وحزة‬
‫ورا شد‪ ,‬عن ز يد بن ثا بت أ نه سئل عن زوج وأ خت لب وأم‪ ,‬فأع طى الزوج الن صف وال خت‬
‫النصف‪ ,‬فكلم ف ذلك فقال‪ :‬حضرت رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى بذلك‪ ,‬تفرد به أحد من‬
‫هذا الوجه‪ ,‬وقد نقل ابن جرير وغيه عن ابن عباس وابن الزبي أنما كانا يقولن ف اليت‪ :‬ترك بنتا‬
‫وأختا إ نه ل ش يء لل خت لقوله {إن امرؤ هلك ل يس له ولد وله أ خت فل ها ن صف ما ترك} قال‪:‬‬
‫فإذا ترك بنتا فقفد ترك ولدا فل شيفء للخفت‪ ,‬وخالفهمفا المهور فقالوا فف هذه السفألة للبنفت‬
‫الن صف بالفرض‪ ,‬ولل خت الن صف الَ خر بالتع صيب بدل يل غ ي هذه الَ ية‪ ,‬وهذه الَ ية ن صت أن‬
‫يفرض لا ف هذه الصورة وأما وراثتها بالتعصيب فلما رواه البخاري من طريق سليمان عن إبراهيم‬
‫عن السود قال‪ :‬قضى فينا معاذ بن جبل على عهد رسوال ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬النصف للبنت‬
‫والنصف للخت‪ ,‬ث قال سليمان‪ :‬قضى فينا ول يذكر على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫وف صحيح البخاري أيضا عن هزيل بن شرحبيل قال‪ :‬سئل أبو موسى الشعري عن ابنة وابنة ابن‬
‫وأ خت‪ ,‬فقال‪ :‬للب نة الن صف‪ ,‬ولل خت الن صف‪ ,‬وأت ا بن م سعود ف سيتابعن‪ ,‬ف سأل ا بن م سعود‬
‫فأخبه بقول أب موسى فقال‪ :‬لقد ضللت إذا وما أنا من الهتدين‪ ,‬أقضي فيها با قضى النب صلى ال‬
‫عليه وسلم النصف للبنت‪ ,‬ولبنت البن السدس تكملة الثلثي وما بقي فللخت‪ ,‬فأتينا أبا موسى‬
‫فأخفففبناه بقول ابفففن مسفففعود فقال‪ :‬ل تسفففألون مادام هذا البففف فيكفففم‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬وهو يرثها إن ل يكن لا ولد} أي والخ يرث جيع مالا إذا ماتت كللة‪ ,‬وليس لا ولد‬
‫أي ول والد‪ ,‬لن ا لو كان ل ا والد ل يرث الخ شيئا‪ ,‬فإن فرض أن م عه من له فرض صرف إل يه‬
‫فرضه كزوج أو أخ من أم‪ ,‬وصرف الباقي إل الخ لا ثبت ف الصحيحي عن ابن عباس أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ألقوا الفرائض بأهلها فما أبقت الفرائض فلول رجل ذكر»‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{فإن كانتفا اثنتيف فلهمفا الثلثان ماف ترك} أي فإن كان لنف يوت كللة أختان‪ ,‬فرض لمفا الثلثان‬
‫وكذا ما زاد على الخت ي ف حكمه ما‪ ,‬و من هه نا أ خذ الما عة ح كم البنت ي ك ما ا ستفيد ح كم‬
‫الخوات مففن البنات ففف قوله‪{ :‬فإن كففن نسففاء فوق اثنتيفف فلهففن ثلثففا مففا ترك}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن كانوا إخوة رجا ًل ونساء فللذكر مثل حظ النثيي} هذا حكم العصبات من البني‬
‫وب ن البن ي والخوة إذا اجت مع ذكورهم وإناثهم‪ ,‬أع طي الذكر مثل حظ النثي ي‪ ,‬وقوله { يبي ال‬
‫ل كم} أي يفرض ل كم فرائ ضه‪ ,‬وي د ل كم حدوده‪ ,‬ويو ضح ل كم شرائ عه‪ .‬وقوله‪{ :‬أن تضلوا} أي‬
‫لئل تضلوا عن الق بعد البيان { وال بكل شيء عليم} أي هو عال بعواقب المور ومصالها وما‬
‫فيها من الي لعباده‪ ,‬وما يستحقه كل واحد من القرابات بسب قربه من التوف‪ .‬وقد قال أبو جعفر‬
‫بن جرير‪ :‬حدثن يعقوب‪ ,‬حدثن ابن علية‪ ,‬أنبأنا ابن عون عن ممد بن سيين قال‪ :‬كانوا ف مسي‪,‬‬
‫ورأس راحلة حذيفة عند ردف راحلة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ورأس راحلة عمر عند ردف‬
‫راحلة حذيفة‪ ,‬قال ونزلت {يستفتونك قل ال يفتيكم ف الكللة} فلقاها رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم حذيفة فلقاها حذيفة عمر‪ ,‬فلما كان بعد ذلك سأل عمر عنها حذيفة فقال‪ :‬وال إنك لحق‬
‫إن كنت ظننت أنه لقانيها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فلقيتكها كما لقانيها رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬وال ل أزيدك عليها شيئا أبدا‪ ,‬قال‪ :‬فكان عمر يقول‪ :‬اللهم إن كنت بينتها له‪ ,‬فإنا ل‬
‫تبي ل‪ ,‬كذا رواه ابن جرير‪ ,‬ورواه أيضا عن السن بن يي عن عبد الرزاق‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن أيوب‪,‬‬
‫عففن ابففن سففيين كذلك بنحوه‪ ,‬وهففو منقطففع بيفف ابففن سففيين وحذيفففة‪.‬‬
‫وقد قال الافظ أبو بكر أحد بن عمرو البزار ف مسنده‪ :‬حدثنا يوسف بن حاد العن وممد بن‬
‫مرزوق قال‪ :‬حدثنا عبد العلى بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا هشام بن حسان عن ممد بن سيين‪ ,‬عن أب‬
‫عبيدة بن حذيقة عن أبيه ؟ قال‪ :‬نزلت آية الكللة على النب صلى ال عليه وسلم وهو ف مسي له‬
‫فوقف النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وإذا هو بذيفة وإذا رأس ناقة حذيفة عند ردف راحلة النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فلقاها إياه‪ ,‬فنظر حذيفة فإذا عمر رضي ال عنه فلقاها إياه فلما كان ف خلفة عمر‬

‫‪254‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ن ظر ع مر ف الكللة‪ ,‬فد عا حذي فة ف سأله عن ها فقال حذي فة‪ :‬ل قد لقاني ها ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪ ,‬فلقيتك ها ك ما لقا ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وال إ ن ل صادق وال ل أزيدك شيئا‬
‫أبدا‪ .‬ث قال البزار‪ :‬وهذا الد يث ل نعلم أحدا رواه إل حذي فة‪ ,‬ول نعلم له طريقا عن حذي فة إل‬
‫هذا الطر يق‪ ,‬ول رواه عن هشام إل ع بد العلى‪ ,‬وكذا رواه ا بن مردو يه من حد يث ع بد العلى‪.‬‬
‫وقال عثمان بن أب شيبة‪ :‬حدثنا جرير عن الشيبان عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن سعيد بن السيب أن عمر‬
‫سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم كيف تورث الكللة ؟ قال فأنزل ال {يستفتونك} الَية‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فكأن عمر ل يفهم‪ ,‬فقال لفصة‪ :‬إذا رأيت من رسول ال صلى ال عليه وسلم طيب نفس فسليه‬
‫عنها‪ ,‬فرأت منه طيب نفس فسألته عنها‪ ,‬فقال‪« :‬أبوك ذكر لك هذا‪ ,‬ما أرى أباك يعلمها»‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فكان عمر يقول ما أران أعلمها‪ .‬وقد قال رسول ال ما قال‪ ,‬رواه ابن مردويه‪ ,‬ث رواه من طريق ابن‬
‫عيي نة‪ ,‬و عن عمرو عن طاوس أن ع مر أ مر حف صة أن ت سأل ال نب صلى ال عل يه و سلم عن الكللة‬
‫فأملها عليها ف كتف‪ ,‬فقال‪« :‬من أمرك بذا أعمر ؟ ما أراه يقيمها أوما تكفيه آية الصيف» وآية‬
‫الصيف الت ف النساء {وإن كان رجل يورث كللة أو امرأة} فلما سألوا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم نزلت الَية الت هي خاتة النساء‪ ,‬فألقى عمر الكتف‪ ,‬كذا قال ف هذا الديث وهو مرسل‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا عثام عن العمش‪ ,‬عن قيس بن مسلم‪ ,‬عن طارق بن‬
‫شهاب‪ ,‬قال‪ :‬أ خذ ع مر كتفا وج ع أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ث قال‪ :‬لقض ي ف‬
‫الكللة قضاء تدث به الن ساء ف خدور هن‪ ,‬فخر جت حينئذ ح ية من الب يت فتفرقوا‪ ,‬فقال‪ :‬لو أراد‬
‫ال عز وجل أن يتم هذا المر لته‪ ,‬وهذاإسناد صحيح‪ .‬وقال الاكم أبو عبد ال النيسابوري‪ :‬حدثنا‬
‫علي بن ممد بن عقبة الشيبان بالكوفة‪ ,‬حدثنا اليثم بن خالد‪ ,‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا ابن عيينة عن‬
‫عمرو بن دينار‪ ,‬سعت م مد بن طل حة بن يز يد بن ركا نة يدث عن ع مر بن الطاب‪ ,‬قال‪ :‬لن‬
‫أكون سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ثلث أحب إل من حر النعم‪ :‬من الليفة بعده ؟‬
‫وعن قوم قالوا‪ :‬نقر بالزكاة ف أموالنا ول نؤديها إليك‪ ,‬أيل قتالم ؟ وعن الكللة‪ .‬ث قال‪ :‬صحيح‬
‫ال سناد على شرط الشيخ ي‪ ,‬ول يرجاه‪ .‬ث روى بذا ال سناد إل سفيان بن عيي نة‪ ,‬عن عمرو بن‬
‫مرة عن مرة‪ ,‬عن عمر‪ ,‬قال‪ :‬ثلث لن يكون النب صلى ال عليه وسلم بينهن لنا أحب إل من الدنيا‬
‫وما فيها‪ :‬اللفة‪ ,‬والكللة‪ ,‬والربا‪ ,‬ث قال‪ :‬صحيح على شرط الشيخي ول يرجاه‪ ,‬وبذا السناد‬
‫إل سفيان بن عيي نة قال‪ :‬سعت سليمان الحول يدث عن طاوس‪ ,‬قال‪ :‬سعت ا بن عباس قال‪:‬‬

‫‪255‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك نت آ خر الناس عهدا بع مر‪ ,‬ف سمعته يقول‪ :‬القول ما قلت‪ ,‬قلت‪ :‬و ما قلت ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬الكللة‬
‫من ل ولد له‪ ,‬ث قال‪ :‬صحيح على شرطهما‪ ,‬ول يرجاه وهكذا رواه ابن مردويه من طريق زمعة بن‬
‫صال عن عمرو بن دينار‪ ,‬وسليمان الحول عن طاوس‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كنت آخر الناس عهدا‬
‫بعمر بن الطاب‪ ,‬قال‪ :‬اختلفت أنا وأبو بكر ف الكللة والقول ما قلت‪ ,‬قال‪ :‬وذكر أن عمر شرك‬
‫ب ي الخوة للم والب وب ي الخوة للم ف الثلث إذا اجتمعوا‪ ,‬وخال فه أ بو ب كر ر ضي ال عنه ما‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع حدثنا ممد بن حيد العمري‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن سعيد‬
‫بن السيب‪ ,‬أن عمر كتب ف الد والكللة كتابا‪ ,‬فمكث يستخي ال يقول‪ :‬اللهم إن علمت فيه‬
‫خيا فأمضه حت إذا طعن‪ ,‬دعا بكتاب فمحى‪ ,‬ول يدر أحد ما كتب فيه‪ ,‬فقال‪ :‬إن كنت كتبت‬
‫كتابا ف الد والكللة‪ ,‬وكنت أستخي ال فيه‪ ,‬فرأيت أن أترككم على ماكنتم عليه‪ .‬قال ابن جرير‪:‬‬
‫وقد روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال‪ :‬إن لستحي أن أخالف فيه أبا بكر‪ ,‬وكان أبو بكر رضي‬
‫ال عنفه يقول‪ :‬هفو مفا عدا الولد والوالد‪ .‬وهذا الذي قاله الصفديق عليفه جهور الصفحابة والتابعيف‬
‫والئمة ف قدي الزمان وحديثه‪ ,‬وهو مذهب الئمة الربعة والفقهاء السبعة‪ ,‬وقول علماء المصار‬
‫قاطبة‪ ,‬وهو الذي يدل عليه القرآن‪ ,‬كما أرشد ال أنه قد بي ذلك ووضحه ف قوله‪{ :‬يبي ال لكم‬
‫أن تضلو وال بكففففففففل شيففففففففء عليففففففففم}‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫سفففففففففففففففففففففففففففففففففففففورة الائدة‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ,‬حدثنا أبو معاوية شيبان عن ليث‪ ,‬عن شهر بن حوشب‪ ,‬عن‬
‫أساء بنت يزيد‪ ,‬قالت‪ :‬إن لَخذة بزمام العضباء ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬إذ نزلت عليه‬
‫الائدة كلها‪ ,‬وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة‪ .‬وروى ابن مردويه من حديث صباح بن سهل‪ ,‬عن‬
‫عا صم الحول‪ ,‬قال‪ :‬حدثت ن أم عمرو عن عم ها أ نه كان ف م سي مع ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪ ,‬فنلت عل يه سورة الائدة‪ ,‬فاندق ع نق الراحلة من ثقل ها‪ .‬وقال أح د أيضا‪ :‬حدث نا ح سن‪,‬‬
‫حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثن حيي بن عبد ال عن أب عبد الرحن البلي‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أنزلت على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم سورة الائدة و هو را كب على راحل ته‪ ,‬فلم ت ستطع أن‬
‫تمله‪ ,‬فنل عنها‪ ,‬تفرد به أحد‪ .‬وقد روى الترمذي عن قتيبة‪ ,‬عن عبد ال بن وهب‪ ,‬عن حيي‪ ,‬عن‬

‫‪256‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ ب ع بد الرح ن‪ ,‬عن ع بد ال بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬آ خر سورة أنزلت سورة الائدة والف تح‪ ,‬ث قال‬
‫الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ,‬وقد روي عن ابن عباس أنه قال‪ :‬آخر سورة أنزلت {إذا جاء‬
‫نصر ال والفتح}‪ .‬وقد روى الاكم ف مستدركه من طريق عبد ال بن وهب بإسناده نو رواية‬
‫الترمذي‪ ,‬ث قال‪ :‬صحيح على شرط الشيخ ي‪ ,‬ول يرجاه‪ .‬وقال الا كم أيضا‪ :‬حدث نا أ بو العباس‬
‫ممد بن يعقوب‪ ,‬حدثنا يي بن نصر‪ ,‬قال‪ :‬قرىء على عبد ال بن وهب‪ ,‬أخبن معاوية بن صال‬
‫عن أ ب الزاهر ية‪ ,‬عن جبي بن نف ي‪ ,‬قال‪ :‬حج جت فدخلت على عائ شة فقالت ل‪ :‬يا جبي‪ ,‬تقرأ‬
‫الائدة ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ,‬فقالت‪ :‬أما إنا آخر سورة نزلت‪ ,‬فما وجدت فيها من حلل فاستحلوه‪ ,‬وما‬
‫وجد ت في ها من حرام فحرموه‪ ,‬ث قال‪ :‬صحيح على شرط الشيخ ي‪ ,‬ل يرجاه‪ ,‬ورواه المام أح د‬
‫عن عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬عن معاوية بن صال‪ ,‬وزاد‪ :‬وسألتها عن خلق رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسففففلم فقالت‪ :‬القرآن‪ .‬ورواه النسففففائي مففففن حديففففث ابففففن مهدي‪.‬‬

‫بِسففففففففْمِ اللّهففففففففِ الرّحْمـففففففففنِ الرّحِيمففففففففِ‬

‫صيْ ِد‬
‫** يَا َأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َأوْفُوْا بِاْلعُقُودِ أُ ِحلّ تْ َلكُ مْ َبهِي َم ُة النْعَا مِ إِ ّل مَا ُيتَْل َى عََليْكُ ْم َغيْ َر مُحِلّي ال ّ‬
‫حرَا مَ وَلَ‬ ‫شهْ َر الْ َ‬
‫حلّواْ َشعَآئِرَ اللّ ِه وَلَ ال ّ‬ ‫حكُ ُم مَا يُرِيدُ * يَا َأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل تُ ِ‬ ‫َوأَْنتُ مْ حُرُ مٌ إِ نّ اللّ َه يَ ْ‬
‫صطَادُوْا وَلَ‬ ‫ضوَانا َوإِذَا َحلَ ْلتُ مْ فَا ْ‬
‫ضلً مّن ّرّبهِ ْم وَرِ ْ‬ ‫ت الْحَرَا َم َيبَْتغُو نَ َف ْ‬
‫اْلهَدْ يَ وَلَ اْلقَلئِدَ وَل آمّيَ اْلَبيْ َ‬
‫َامفأَن َت ْعتَدُواْ َوَتعَاوَنُواْ عَلَى الْبّ وَالّت ْقوَىَ وَلَ‬‫َسفجِ ِد الْحَر ِ‬ ‫َنف الْم ْ‬ ‫صفدّوكُ ْم ع ِ‬ ‫ْمفأَن َ‬ ‫َآنف َقو ٍ‬‫ُمف َشن ُ‬ ‫يَجْ ِر َمّنك ْ‬
‫ف َشدِيدُ آْلعِقَابفففِ‬ ‫ف وَاّتقُواْ اللّهفففَ إِنفففّ اللّهفف َ‬ ‫ف وَاْلعُ ْدوَانفف ِ‬ ‫َتعَاوَنُواْ عَلَى الِثْمفف ِ‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا نعيم بن حاد‪ ,‬حدثنا عبد ال بن البارك‪ ,‬حدثنا مسعر‪ ,‬حدثن‬
‫م عن وعوف‪ ,‬أو أحده ا‪ ,‬أن رجلً أ تى ع بد ال بن م سعود‪ ,‬فقال‪ :‬اع هد إل‪ ,‬فقال‪ :‬إذا سعت ال‬
‫يقول {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سعك‪ ,‬فإنه خي يأمر به أو شر ينهى عنه‪ .‬وقال‪ :‬حدثنا علي بن‬
‫السي‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن إبراهيم دحيم‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا الوزاعي عن الزهري‪ ,‬قال‪ :‬إذا‬
‫قال ال { يا أي ها الذ ين آمنوا} افعلوا‪ ,‬فال نب صلى ال عل يه و سلم من هم‪ ,‬وحدث نا أح د بن سنان‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن عبيد‪ ,‬حدثنا العمش عن خيثمة قال‪ :‬كل شيء ف القرآن {يا أيها الذين آمنوا}‬
‫فهو ف التوراة يا أيها الساكي‪ .‬فأما ما رواه عن زيد بن إساعيل الصائغ البغدادي‪ ,‬حدثنا معاوية‬

‫‪257‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يع ن ا بن هشام‪ ,‬عن عي سى بن را شد‪ ,‬عن علي بن بذي ة‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس قال‪ :‬ما ف‬
‫القرآن آية {يا أيها الذين آمنوا} إل أن عليا سيدها وشريفها وأميها‪ ,‬وما من أصحاب النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أحد إل قد عوتب ف القرآن إل علي بن أب طالب‪ ,‬فإنه ل يعاتب ف شيء منه‪ ,‬فهو‬
‫أثففففر غريففففب‪ ,‬ولفظففففه فيففففه نكارة‪ ,‬وففففف إسففففناده نظففففر‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬عيسى بن راشد هذا مهول‪ ,‬وخبه منكر‪ ,‬قلت‪ :‬وعلي بن بذية وإن كان ثقة إل‬
‫أنه شيعي غال‪ ,‬وخبه ف مثل هذا فيه تمة فل يقبل‪ ,‬وقوله‪ :‬فلم يبق أحد من الصحابة إل عوتب ف‬
‫القرآن إل عليا‪ ,‬إنا يشي به إل الَية الَمرة بالصدقة بي يدي النجوى‪ ,‬فإنه قد ذكر غي واحد أنه ل‬
‫يعمل با أحد إل علي‪ ,‬ونزل قوله {أأشفقتم أن تقدموا بي يدي نواكم صدقات فإذ ل تفعلوا وتاب‬
‫ال عليكم} الَية‪ ,‬وف كون هذا عتابا نظر‪ ,‬فإنه قد قيل‪ :‬إن المر كان ندبا ل إيابا‪ ,‬ث قد نسخ‬
‫ذلك عنهم قبل الفعل‪ ,‬فلم يصدر من أحد منهم خلفه‪ ,‬وقوله‪ :‬عن علي أنه ل يعاتب ف شيء من‬
‫القرآن فيه نظر أيضا‪ ,‬فإن الَية الت ف النفال الت فيها العاتبة على أخذ الفداء‪ ,‬عمت جيع من أشار‬
‫بأخذه ول يسلم منها إل عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ,‬فعلم بذا وبا تقدم ضعف هذا الثر‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن الثن‪ ,‬حدثنا عبد ال بن صال‪ ,‬حدثنا الليث‪ ,‬حدثن يونس قال‪ :‬قال‬
‫ممد بن مسلم‪ :‬قرأت كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي كتب لعمرو بن حزم حي بعثه‬
‫إل نران‪ ,‬وكان الكتاب عند أب بكر بن حزم فيه «هذا بيان من ال ورسوله {يا أيها الذين آمنوا‬
‫أوفوا بالعقود} فكتفففب الَيات منهفففا حتففف بلغ {إن ال سفففريع السفففاب}»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد‪ ,‬حدثنا يونس بن بكي‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق‪ ,‬حدثن عبد‬
‫ال بن أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬هذا كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حي بعثه إل اليمن يفقه أهلها ويعلمهم السنة‪ ,‬ويأخذ صدقاتم‪,‬‬
‫فكتفب له كتابا وعهدا‪ ,‬وأمره فيفه بأمره‪ ,‬فكتفب «بسفم ال الرحنف الرحيفم‪ ,‬هذا كتاب مفن ال‬
‫ورسوله {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} عهد من ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم لعمرو بن‬
‫حزم حي بعثه إل اليمن‪ ,‬أمره بتقوى ال ف أمره كله‪ ,‬فإن ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون»‪.‬‬
‫قوله تعال‪{ :‬أوفوا بالعقود} قال ابن عباس وماهد وغي واحد‪ :‬يعن بالعقود العهود‪ ,‬وحكى ابن‬
‫جرير الجاع على ذلك‪ ,‬قال‪ :‬والعهود ما كانوا يتعاقدون عليه من اللف وغيه‪ .‬وقال علي بن أب‬
‫طلحة عن ابن عباس ف قوله {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} يعن العهود‪ ,‬يعن ما أحل ال وما‬

‫‪258‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حرم ومفا فرض ومفا حفد فف القرآن كله‪ ,‬ول تغدروا ول تنكثوا‪ ,‬ثف شدد فف ذلك فقال تعال‪:‬‬
‫{والذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل} إل قوله {سوء الدار}‬
‫وقال الضحاك‪{ :‬أوفوا بالعقود} قال‪ :‬مفا أحفل ال وحرم‪ ,‬ومفا أخفذ ال مفن اليثاق على مفن أقفر‬
‫باليان بال نب والكتاب أن يوفوا ب ا أ خذ ال علي هم من الفرائض من اللل والرام‪ .‬وقال ز يد بن‬
‫أ سلم {أوفوا بالعقود} قال‪ :‬هي ستة‪ :‬ع هد ال‪ ,‬وع قد اللف‪ ,‬وعقد الشر كة‪ ,‬وع قد الب يع‪ ,‬وع قد‬
‫النكاح وعقد اليمي‪ .‬وقال ممد بن كعب‪ :‬هي خسة منها حلف الاهلية‪ ,‬وشركة الفاوضة‪ .‬وقد‬
‫ا ستدل ب عض من ذ هب إل أ نه ل خيار ف ملس الب يع بذه الَ ية {أوفوا بالعقود} قال‪ :‬فهذه تدل‬
‫على لزوم الع قد وثبو ته فيقت ضي ن في خيار الجلس‪ ,‬وهذا مذ هب أ ب حني فة ومالك‪ ,‬وخالفه ما ف‬
‫ذلك الشاف عي وأح د والمهور‪ ,‬وال جة ف ذلك ما ث بت ف ال صحيحي عن ا بن ع مر قال‪ :‬قال‬
‫رسفول ال صلى ال عل يه وسفلم «البيعان باليار مال يتفرقفا» و ف ل فظ آ خر للبخاري «إذا تبايفع‬
‫الرجلن ف كل وا حد منه ما باليار مال يتفر قا» وهذا صريح ف إثبات خيار الجلس التع قب لع قد‬
‫الب يع‪ ,‬ول يس هذا منافيا للزوم الع قد‪ ,‬بل هو من مقتضيا ته شرعا‪ ,‬فالتزا مه من تام الوفاء بالعقود‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أحلت ل كم بي مة النعام} هي ال بل والب قر والغ نم‪ ,‬قاله أ بو ال سن وقتادة وغ ي‬
‫واحد‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬وكذلك هو عند العرب‪ ,‬وقد استدل ابن عمر وابن عباس وغي واحد بذه‬
‫الَية على إباحة الني إذا وجد ميتا ف بطن أمه إذا ذبت‪ ,‬وقد ورد ف ذلك حديث ف السنن رواه‬
‫أبو داود والترمذي وابن ماجه من طريق مالد عن أب الوداك جبي بن نوفل‪ ,‬عن أب سعيد قال‪ :‬قلنا‪:‬‬
‫يا ر سول ال نن حر النا قة ونذ بح البقرة أو الشاة ف بطن ها الن ي‪ ,‬أنلق يه أم نأكله ؟ فقال «كلوه إن‬
‫شئ تم فإن ذكا ته ذكاة أ مه» وقال الترمذي‪ :‬حد يث ح سن‪ ,‬قال أ بو داود‪ :‬حدث نا م مد بن ي ي بن‬
‫فارس‪ ,‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا عتاب بن بشي‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن أب زياد القداح الكي‬
‫عن أب الزبي‪ ,‬عن جابر بن عبد ال‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال «ذكاة الني ذكاة‬
‫أمفففففففففففه» تفرد بفففففففففففه أبفففففففففففو داود‪.‬‬
‫وقوله {إل ما يتلى علي كم} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬يع ن بذلك الي تة والدم ول م‬
‫الن ير‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬يع ن بذلك الي تة ومال يذ كر ا سم ال عل يه والظا هر ف وال أعلم ف أن الراد‬
‫بذلك قوله {حرمت عليكم اليتة والدم ولم النير وما أهل لغي ال به والنخنقة والوقوذة والتردية‬
‫والنطي حة و ما أ كل ال سبع} فإن هذه وإن كا نت من النعام إل أن ا ترم بذه العوارض‪ ,‬ولذا قال‬

‫‪259‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{إل ما ذكيتم وما ذبح على النصب} يعن منها فإنه حرام ل يكن استدراكه وتلحقه‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬أحلت لكم بيمة النعام إل ما يتلى عليكم} أي إل ما سيتلى عليكم من تري بعضها ف‬
‫بعففففففففففففففففففففففففففففففففففففض الحوال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬غ ي ملي ال صيد وأن تم حرم} قال بعض هم‪ :‬هذا من صوب على الال والراد بالنعام‬
‫ما يعم النسي من البل والبقر والغنم‪ ,‬ويعم الوحشي كالظباء والبقر والمر‪ ,‬فاستثن من النسي ما‬
‫تقدم‪ ,‬وا ستثن من الوح شي ال صيد ف حال الحرام‪ ,‬وق يل‪ :‬الراد أحلل نا ل كم النعام‪ ,‬إل ما ا ستثن‬
‫منها لن التزم تري الصيد‪ ,‬وهو حرام لقوله {فمن اضطر غي باغ ول عاد فإن ال غفور رحيم} أي‬
‫أبنا تناول اليتة للمضطر بشرط أن يكون غي باغ ول متعد‪ ,‬وهكذا هنا أي كما أحللنا النعام ف‬
‫جيع الحوال فحرموا الصيد ف حال الحرام‪ ,‬فإن ال قد حكم بذا‪ ,‬وهو الكيم ف جيع ما يأمر به‬
‫وينهى عنه‪ ,‬ولذا قال ال تعال‪{ :‬إن ال يكم ما يريد} ث قال تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تلوا‬
‫شعائر ال} قال ابن عباس‪ :‬يعن بذلك مناسك الج‪ .‬وقال ماهد‪ :‬الصفا والروة‪ ,‬والدي والبدن من‬
‫شعائر ال‪ ,‬وق يل‪ :‬شعائر ال مار مه‪ ,‬أي ل تلوا مارم ال ال ت حرم ها تعال‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ول‬
‫الش هر الرام} يع ن بذلك تري ه والعتراف بتعظي مه‪ ,‬وترك ما ن ى ال عن تعاط يه ف يه من البتداء‬
‫بالقتال وتأك يد اجتناب الحارم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ي سألونك عن الش هر الرام قتال فيه قل قتال ف يه‬
‫كبي} وقال تعال‪{ :‬إن عدة الشهور عند ال اثنا عشر شهرا} الَية‪ ,‬وف صحيح البخاري عن أب‬
‫بكرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ف حجة الوداع «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق‬
‫ال السموات والرض السنة اثنا عشر شهرا‪ ,‬منها أربعة حرم‪ ,‬ثلث متواليات‪ :‬ذو العقدة وذو الجة‬
‫والحرم‪ ,‬ور جب م ضر الذي ب ي جادى وشعبان» وهذا يدل على ا ستمرار تري ها إل آ خر و قت‪,‬‬
‫كمفففففا هفففففو مذهفففففب طائففففففة مفففففن السفففففلف‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله تعال‪{ :‬ول الشهر الرام} يعن ل‬
‫ت ستحلوا القتال ف يه‪ ,‬وكذا قال مقا تل بن حيان وع بد الكر ي بن مالك الزري‪ ,‬واختاره ا بن جر ير‬
‫أيضا‪ ,‬وذهب المهور إل أن ذلك منسوخ وأنه يوز ابتداء القتال ف الشهر الرم‪ ,‬واحتجوا بقوله‬
‫تعال‪{ :‬فإذا ان سلخ الش هر الرم فاقتلوا الشرك ي حيث وجدتوهم} والراد أشهر التسيي الربعة‪,‬‬
‫قالوا‪ :‬فلم ي ستثن شهرا حراما من غيه‪ ,‬و قد ح كى المام أ بو جع فر الجاع على أن ال قد أ حل‬
‫قتال أ هل الشرك ف الش هر الرم وغي ها من شهور ال سنة‪ ,‬قال‪ :‬وكذلك أجعوا على أن الشرك لو‬

‫‪260‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قلد عنقه أو ذراعيه بلحاء جيع أشجار الرم ل يكن ذلك له أمانا من القتل إذا ل يكن تقدم له عقد‬
‫فن هذا‪.‬‬ ‫فط مف‬‫فع أبسف‬ ‫فر له موضف‬ ‫ف آخف‬ ‫فألة بثف‬ ‫فلمي أو أمان‪ ,‬ولذه السف‬ ‫فن السف‬ ‫فة مف‬‫ذمف‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول الدي ول القلئد} يعنف ل تتركوا الهداء إل البيفت الرام‪ ,‬فإن فيفه تعظيفم‬
‫شعائر ال‪ ,‬ول تتركوا تقليدها ف أعناقها لتتميز به عما عداها من النعام‪ ,‬وليعلم أنا هدي إل الكعبة‬
‫فيجتنبها من يريدها ب سوء‪ ,‬وتب عث من يرا ها على التيان بثل ها‪ ,‬فإن من د عا إل هدى كان له من‬
‫الجر مثل أجور من اتبعه من غي أن ينقص من أجورهم شيء‪ ,‬ولذا لا حج رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬بات بذي الليفة وهو وادي العقيق‪ ,‬فلما أصبح طاف على نسائه وكن تسعا‪ ,‬ث اغتسل‬
‫وتط يب و صلى ركعت ي‪ ,‬ث أش عر هد يه وقلده‪ ,‬وأ هل لل حج والعمرة‪ ,‬وكان هد يه إبلً كثية تن يف‬
‫على ال ستي من أح سن الشكال واللوان‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ذلك و من يع ظم شعائر ال فإن ا من‬
‫تقوى القلوب} وقال بعض السلف إعظامها استحسانا واستسمانا‪ ,‬قال علي بن أب طالب‪ :‬أمرنا‬
‫رسففول ال صففلى ال عليففه وسففلم أن نسففتشرف العيفف والذن‪ ,‬رواه أهففل السففنن‪.‬‬
‫وقال مقاتفل بفن حيان‪ :‬وقوله {ول القلئد} فل تسفتحلوها وكان أهفل الاهليفة إذا خرجوا مفن‬
‫أوطان م ف غ ي الش هر الرم‪ ,‬قلدوا أنف سهم بالش عر والوبر وتقلد مشر كو الرم من لاء شجره‬
‫فيأمنون به‪ ,‬رواه ابن أب حات ث قال‪ :‬حدثنا ممد بن عمار‪ ,‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫عباد بن العوام عن سفيان بن حسي‪ ,‬عن الكم‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪:‬‬
‫نسخ من هذه السورة آيتان آية القلئد وقوله {فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم} وحدثنا‬
‫النذر بن شاذان حدثنا زكريا بن عدي حدثنا ممد بن أب عدي عن ابن عوف قال‪ :‬قلت للحسن‪:‬‬
‫ن سخ من الائدة ش يء ؟ قال ل‪ ,‬وقال عطاء‪ :‬كانوا يتقلدون من ش جر الرم فيأمنون فن هى ال عن‬
‫ففففففففد ال‪.‬‬ ‫ففففففففن عبف‬ ‫ففففففففع شجره وكذا قال مطرف بف‬ ‫قطف‬
‫ل مفن ربمف ورضوانفا} أي ول تسفتحلوا قتال‬ ‫وقوله تعال‪{ :‬ول آميف البيفت الرام يبتغون فض ً‬
‫القا صدين إل ب يت ال الرام الذي من دخله كان آمنا وكذا من ق صده طالبا ف ضل ال وراغبا ف‬
‫رضوانه فل تصدوه ول تنعوه ول تيجوه‪ .‬قال ماهد وعطاء وأبو العالية ومطرف بن عبد ال وعبد‬
‫ال بن عبيد بن عمي والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وقتادة وغي واحد ف قوله {يبتغون فضلً من‬
‫ربم} يعن بذلك التجارة‪ ,‬وهذا كما تقدم ف قوله {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضل من ربكم}‪.‬‬
‫وقوله {ورضوانا} قال ابن عباس‪ :‬يترضون ال بجهم وقد ذكر عكرمة والسدي وابن جرير أن هذه‬

‫‪261‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَية نزلت ف الطم بن هند البكري كان قد أغار على سرح الدينة فلما كان من العام القبل اعتمر‬
‫إل البيت فأراد بعض الصحابة أن يعترضوا عليه ف طريقه إل البيت فأنزل ال عز وجل {ول آمي‬
‫البيففففففففت الرام يبتغون فضلً مففففففففن ربمفففففففف ورضوانا}‪.‬‬
‫وقد حكى ا بن جرير الجاع على أن الشرك يوز قتله إذا ل ي كن له أمان وإن أم البيت الرام أو‬
‫ب يت القدس وأن هذا ال كم من سوخ ف حق هم‪ ,‬وال أعلم ف فأ ما من ق صده باللاد ف يه والشرك‬
‫عنده والك فر به فهذا ي نع‪ ,‬قال تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا إن ا الشركون ن س فل يقربوا ال سجد‬
‫الرام ب عد عام هم هذا} ولذا ب عث ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عام ت سع ل ا أمّر ال صديق على‬
‫الجيج عليا وأمره أن ينادي على سبيل النيابة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بباءة‪ ,‬وأن ل يج‬
‫ب عد العام مشرك‪ ,‬ول يطوف بالب يت عريان‪ ,‬وقال ا بن أ ب طل حة‪ :‬عن ا بن عباس قوله {ول آمّ ي‬
‫البيت الرام} يعن من توجه قبل البيت الرام فكان الؤمنون والشركون يجون فنهى ال الؤمني أن‬
‫ينعوا أحدا من مؤمن أو كافر ث أنزل ال بعدها {إنا الشركون نس فل يقربوا السجد الرام بعد‬
‫عامهفم هذا} الَيفة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬مفا كان للمشركيف أن يعمروا مسفاجد ال} وقال {إناف يعمفر‬
‫مساجد ال من آمن بال واليوم الَخر} فنفى الشركي من السجد الرام‪ .‬وقال عبد الرزاق حدثنا‬
‫معمر عن قتادة ف قوله {ول القلئد ول آمي البيت الرام} قال‪ :‬منسوخ‪ ,‬كان الرجل ف الاهلية‬
‫إذا خرج من بيته يريد الج تقلد من الشجر فلم يعرض له أحد‪ ,‬فإذا رجع تقلد قلدة من شعر فلم‬
‫يعرض له أحد‪ ,‬وكان الشرك يومئذ ل يصد عن البيت‪ ,‬فأمروا أن ل يقاتلوا ف الشهر الرام ول عند‬
‫البيت فنسخها قوله {فاقتلوا الشركي حيث وجدتوهم} وقد اختار ابن جرير أن الراد بقوله {ول‬
‫القلئد} يعنف إن تقلدوا قلدة مفن الرم فأمّنوهفم‪ ,‬قال ول تزل العرب تعيف مفن أخففر ذلك‪ ,‬قال‬
‫الشاعفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففر‪:‬‬
‫أل تقتل الرجيففففففففففففففف إذ أعورا لكفففففففففففففففم‬
‫يران باليدي اللحاء الضفرا وقوله تعال‪{ :‬وإذا حللتفم فاصفطادوا} أي إذا فرغتفم مفن إحرامكفم‬
‫وأحلل تم م نه ف قد أب نا ل كم ما كان مرما علي كم ف حال الحرام من ال صيد وهذا أ مر ب عد ال ظر‬
‫وال صحيح الذي يث بت على ال سي‪ ,‬أ نه يرد ال كم إل ما كان عل يه ق بل الن هي‪ ,‬فإن كان واجبا رده‬
‫واجبا وإن كان مستحبا فمستحب أو مباحا فمباح‪ ,‬ومن قال إنه على الوجوب ينتقض عليه بآيات‬
‫كثية‪ ,‬ومن قال إنه للباحة يرد عليه آيات أخرى‪ ,‬والذي ينتظم الدلة كلها هذا الذي ذكرناه‪ ,‬كما‬

‫‪262‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اختاره ب عض علماء ال صول‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله {ول يرمن كم شنآن قوم أن صدوكم عن ال سجد‬
‫الرام أن تعتدوا} من القراء من قرأ أن صدوكم بفتح اللف من أن‪ ,‬ومعناها ظاهر أي ل يملنكم‬
‫بغض قوم قد كانوا صدوكم عن الوصول إل السجد الرام وذلك عام الديبية على أن تعتدوا حكم‬
‫ال فيهم فتقتصوا منهم ظلما وعدوانا بل احكموا با أمركم ال به من العدل ف حق كل أحد‪ ,‬وهذه‬
‫الَية ك ما سيأت من قوله {ول يرمنكم شنآن قوم على أن ل تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} أي‬
‫ل يملنكم ب غض قوم على ترك العدل فإن العدل وا جب على كل أ حد ف كل أحد ف كل حال‪,‬‬
‫وقال بعض السلف‪ :‬ما عاملت من عصى ال فيك بثل أن تطيع ال فيه‪ .‬والعدل به قامت السموات‬
‫والرض وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سهل بن عفان‪ ,‬حدثنا عبد ال بن جعفر‪ ,‬عن زيد بن‬
‫أسلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم بالديبية وأصحابه حي صدهم الشركون عن البيت‬
‫وقد اشتد ذلك عليهم فمر بم أناس من الشركي من أهل الشرق يريدون العمرة فقال أصحاب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬نصد هؤلء كما صدنا أصحابم فأنزل ال هذه الَية‪ ,‬والشنآن هو البغض قاله‬
‫ا بن عباس وغيه و هو م صدر من شنأ ته أشنؤه شنآنا بالتحر يك‪ ,‬م ثل قول م جزان ودرجان ورقلن‬
‫من ج ز ودرج ور قل‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪ :‬من العرب من ي سقط التحر يك ف شنآن فيقول شنان ول‬
‫أعلم أحدا قرأ باففففففففف‪ .‬ومنفففففففففه قول الشاعفففففففففر‪:‬‬
‫ومففففففا العيففففففش إل مففففففا تبفففففف وتشتهففففففي‬
‫وإن لم فيففه ذو الشنان وفندا وقوله تعال‪{ :‬وتعاونوا على الب والتقوى ول تعاونوا على الثفف‬
‫والعدوان} يأمر تعال عباده الؤمني بالعاونة على فعل اليات وهو الب‪ ,‬وترك النكرات وهو التقوى‬
‫وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على الآث والحارم‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬الث ترك ما أمر ال‬
‫بفعله والعدوان ماوزة ما حد ال ف دينكم وماوزة ما فرض ال عليكم ف أنفسكم وف غيكم‪ ,‬وقد‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن أب بكر بن أنس عن جده أنس بن مالك قال‪:‬‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ان صر أخاك ظالا أو مظلوما» ق يل‪ :‬يا ر سول ال هذا ن صرته‬
‫مظلوما فك يف أن صره إذا كان ظالا ؟ قال «تجزه وتن عه من الظلم فذاك ن صره» انفرد به البخاري‬
‫من حديث هشيم به نوه‪ ,‬وأخرجاه من طر يق ثابت عن أنس قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «انصر أخاك ظالا أو مظلوما» قيل‪ :‬يا رسول ال هذا نصرته مظلوما‪ ,‬فكيف أنصره ظالا ؟‬
‫قال «تن عه من الظلم فذاك ن صرك إياه» وقال أح د‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬حدث نا سفيان بن سعيد‪ ,‬عن‬

‫‪263‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العمش‪ ,‬عن يي بن وثاب‪ ,‬عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قال «الؤمن الذي‬
‫يالط الناس ويصب على أذاهم أعظم أجرا من الذي ل يالط الناس ول يصب على أذاهم» وقد رواه‬
‫أحد أيضا ف مسند عبد ال بن عمر‪ ,‬حدثنا حجاج‪ ,‬حدثنا شعبة عن العمش‪ ,‬عن يي بن وثاب‪,‬‬
‫عن ش يخ من أ صحاب ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪« :‬الؤ من الذي يالط الناس وي صب على‬
‫أذاهم خي من الذي ل يالطهم ول يصب على أذاهم» وهكذا رواه الترمذي من حديث شعبة وابن‬
‫ما جه من طر يق إ سحاق بن يو سف كله ا عن الع مش به‪ .‬وقال الا فظ أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا‬
‫إبراهيم بن عبد ال بن ممد أبو شيبة الكوف‪ ,‬حدثنا بكر بن عبد الرحن‪ ,‬حدثنا عيسى بن الختار‬
‫عن ابن أب ليلى‪ ,‬عن فضيل بن عمرو‪ ,‬عن أب وائل‪ ,‬عن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسفلم «الدال على اليف كفاعله» ثف قال‪ :‬ل نعلمفه يروى إل بذا السفناد‪ ,‬قلت‪ :‬وله شاهفد فف‬
‫الصحيح «من دعا إل هدىً كان له من الجر مثل أجور من اتبعه إل يوم القيامة ل ينقص ذلك من‬
‫أجور هم شيئا‪ ,‬و من د عا إل ضللة كان عل يه من ال ث م ثل آثام من اتب عه إل يوم القيا مة ل ين قص‬
‫ذلك من آثام هم شيئا» وقال أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا عمرو بن إ سحاق بن إبراه يم بن زر يق‬
‫المصي‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عمرو بن الارث عن عبد ال بن سال عن الزبيدي قال عباس بن يونس‪:‬‬
‫إن أبا السن نران بن صخر‪ ,‬حدثه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «من مشى مع ظال ليعينه‬
‫وهفففففو يعلم أنفففففه ظال فقفففففد خرج مفففففن السفففففلم»‪.‬‬

‫خِن َق ُة وَالْ َموْقُو َذةُ وَالْ ُمتَ َر ّدَيةُ‬


‫خنْزِي ِر َومَآ ُأهِلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِ هِ وَالْ ُمنْ َ‬
‫ت عََلْيكُ ُم الْ َمْيَتةُ وَالْدّ مُ وََلحْ مُ الْ ِ‬
‫** حُ ّرمَ ْ‬
‫سقٌ‬ ‫سَتقْسِمُوْا بِالزْلَ مِ ذَِلكُ مْ فِ ْ‬ ‫ب َوأَ ْن تَ ْ‬ ‫ح ُة وَمَآ أَكَ َل ال سّبُعُ إِ ّل مَا ذَ ّكْيتُ ْم وَمَا ُذبِ َح عَلَى النّ صُ ِ‬ ‫وَالنّطِي َ‬
‫شوْنِ اْلَيوْمَ أَكْمَلْتُ َلكُمْ دِيَنكُ ْم َوَأتْمَمْتُ عََلْيكُمْ‬ ‫ش ْوهُ ْم وَاخْ َ‬‫ل تَخْ َ‬ ‫س الّذِينَ َكفَرُواْ مِن دِينِكُمْ َف َ‬ ‫الَْيوْمَ يَئِ َ‬
‫ص ٍة َغيْ َر ُمتَجَانِ فٍ ِلثْ مٍ فَإِ نّ اللّ َه َغفُورٌ رّحِي مٌ‬ ‫ِنعْ َمتِي وَرَضِي تُ َلكُ ُم الِ ْسلَمَ دِينا فَمَ نِ اضْطُرّ فِي مَخْمَ َ‬
‫يبف تعال عباده خفبا متضمنا النهفي عفن تعاطفي هذه الحرمات مفن اليتفة‪ ,‬وهفي مفا مات مفن‬
‫اليوانات ح تف أن فه من غ ي ذكاة ول ا صطياد‪ ,‬و ما ذاك إل ل ا في ها من الضرة ل ا في ها من الدم‬
‫الحتقن فهي ضارة للدين وللبدن‪ ,‬فلهذا حرمها ال عز وجل‪ ,‬ويستثن من اليتة السمك‪ ,‬فإنه حلل‬
‫سواء مات بتذك ية أو غي ها‪ ,‬ل ا رواه مالك ف موطئه‪ ,‬والشاف عي وأح د ف م سنديهما‪ ,‬وأ بو داود‬
‫والترمذي والنسائي وابن ماجه ف سننهم‪ ,‬وابن خزية وابن حبان ف صحيحيهما عن أب هريرة أن‬

‫‪264‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم سئل عن ماء الب حر‪ ,‬فقال « هو الطهور ماؤه ال ل ميت ته»‪ ,‬وهكذا‬
‫الراد‪ ,‬لا سيأت من الديث وقوله‪{ :‬والدم} يعن به السفوح‪ ,‬كقوله {أو دما مسفوحا} قاله ابن‬
‫عباس وسعيد بن جبي‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا كثي بن شهاب الذحجي‪ ,‬حدثنا ممد بن سعيد بن‬
‫سابق‪ ,‬حدثنا عمرو يعن ابن قيس عن ساك‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس أنه سئل عن الطحال فقال‪:‬‬
‫كلوه‪ ,‬فقالوا‪ :‬أ نه دم‪ ,‬فقال‪ :‬إنا حرم علي كم الدم السفوح‪ ,‬وكذا رواه حاد بن سلمة عن يي بن‬
‫سعيد‪ ,‬عن القا سم! عن عائ شة ‪ ,‬قالت‪ :‬إن ا ن ى عن الدم ال سافح‪ ,‬و قد قال أ بو ع بد ال م مد بن‬
‫إدريس الشافعي‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن زيد بن أسلم عن أبيه‪ ,‬عن ابن عمر مرفوعا‪ ,‬قال قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «أحل لنا ميتتان ودمان‪ ,‬فأما اليتتان‪ .‬فالسمك والراد‪ ,‬وأما الدمان فالكبد‬
‫والطحال»‪ ,‬وكذا رواه أحد بن حنبل وابن ماجه والدارقطن والبيهقي من حديث عبد الرحن بن‬
‫زيد بن أسلم‪ ,‬وهو ضعيف‪ ,‬قال الافظ البيهقي‪ :‬ورواه إساعيل بن أب إدريس عن أسامة‪ ,‬وعبد ال‬
‫وعبد الرحن بن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعا‪ ,‬قلت‪ :‬وثلثتهم كلهم ضعفاء‪ ,‬ولكن بعضهم‬
‫أ صلح من بعض‪ ,‬و قد رواه سليمان بن بلل أ حد الثبات عن ز يد بن أ سلم‪ ,‬عن ابن ع مر فوق فه‬
‫بعضهم عليه‪ ,‬قال الافظ أبو زرعة الرازي‪ :‬وهو أصح‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السن‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن عبد اللك بن أب الشوارب‪ ,‬حدثنا بشي بن شريح عن أب غالب‪ ,‬عن أب أمامة وهو‬
‫صدي بن عجلن‪ ,‬قال‪ :‬بعثن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل قومي أدعوهم إل ال ورسوله‪,‬‬
‫وأعرض عليهم شرائع السلم‪ ,‬فأتيتهم فبينما ن ن كذلك‪ ,‬إذ جاؤوا بقصعة من دم فاجتمعوا عليها‬
‫يأكلون ا فقالوا‪ :‬هلم يا صدي ف كل‪ ,‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وي كم إن ا أتيت كم من ع ند من يرم هذا علي كم‬
‫فأقبلوا عل يه‪ ,‬قالوا‪ :‬وماذاك ؟ فتلوت علي هم هذه الَ ية {حر مت علي كم الي تة والدم} الَ ية‪ ,‬ورواه‬
‫الافظ أبو بكر بن مردويه من حديث ابن أب الشوارب بإسناده مثله‪ ,‬وزاد بعده هذا السياق قال‪:‬‬
‫فجعلت أدعوهم إل السلم ويأبون عل يّ‪ ,‬فقلت‪ :‬ويكم اسقون شربة من ماء‪ ,‬فإن شديد العطش‪,‬‬
‫قال‪ :‬وعل يّ عباءت‪ ,‬فقالوا‪ :‬ل‪ ,‬ولكن ندعك حت توت عطشا‪ ,‬قال‪ :‬فاغتممت وضربت برأسي ف‬
‫العباء‪ ,‬ون ت على الرمضاء ف حر شد يد‪ ,‬قال‪ :‬فأتا ن آت ف منا مي بقدح من زجاج ل ير الناس‬
‫أحسن منه‪ ,‬وفيه شراب ل ير الناس ألذ منه‪ ,‬فأمكنن منه فشربته‪ ,‬فلما فرغت من شراب استيقظت‬
‫فل وال ما عطشت‪ ,‬ول عريت بعد تيك الشربة‪ .‬ورواه الاكم ف مستدركه عن علي بن حاد‪ ,‬عن‬
‫عبد ال بن أحد بن حنبل‪ ,‬حدثن عبد ال بن سلمة بن عياش العامري‪ ,‬حدثنا صدقة بن هرم عن أب‬

‫‪265‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غالب‪ ,‬عن أب أمامة وذكر نوه‪ ,‬وزاد بعد قوله‪ :‬بعد تيك الشربة‪ ,‬فسمعتهم يقولون‪ :‬أتاكم رجل‬
‫من سراة قوم كم فلم تجعوه بذ قة‪ ,‬فأتو ن بذ قة فقلت‪ :‬ل حا جة ل في ها‪ ,‬إن ال أطعم ن و سقان‪,‬‬
‫وأريت هم بط ن‪ ,‬فأ سلموا عن آخر هم‪ ,‬و ما أح سن ما أن شد الع شى ف ق صيدته ال ت ذكر ها ا بن‬
‫إسففففففففففففففففففففففففففففففففففففففحاق‪:‬‬
‫وإياك واليتات ل تقربنهاول تأخذن عظما حديدا فتفصففففففففففففففففففدا‬
‫أي ل تفعفل فعفل الاهليفة‪ ,‬وذلك أن أحدهفم كان إذا جاع يأخفذ شيئا مددا مفن عظفم ونوه‪,‬‬
‫فيفصد به بعيه أو حيوانا من أي صنف كان‪ ,‬فيجمع ما يرج منه من الدم فيشربه‪ ,‬ولذا حرم ال‬
‫الدم على هذه المفففففففففة‪ ,‬ثففففففففف قال العشفففففففففى‪:‬‬
‫وذا النصففففففب النصففففففوب ل تأتينهول تعبففففففد الوثان وال فاعبدا‬
‫وقوله‪{ :‬ولم النير} يعن إنسيه ووحشيه‪ ,‬واللحم يعم جيع أجزائه حت الشحم‪ ,‬ول يتاج إل‬
‫تذلق الظاهرية ف جودهم ههنا‪ ,‬وتعسفهم ف الحتجاج بقوله‪{ :‬فإنه رجس أو فسقا} يعنون قوله‬
‫تعال‪{ :‬إل أن يكون مي تة أو دما م سفوحا أو ل م خن ير فإ نه ر جس} أعادوا الضم ي في ما فهموه‬
‫على النير حت يعم جيع أجزائه‪ ,‬وهذا بعيد من حيث اللغة‪ ,‬فإنه ل يعود الضمي إل إل الضاف‬
‫دون الضاف إليه‪ ,‬والظهر أن اللحم يعم جيع الجزاء كما هو الفهوم من لغة العرب‪ ,‬ومن العرف‬
‫الطرد‪ ,‬وف صحيح مسلم عن بريدة بن الصيب السلمي رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم « من ل عب بالنردش ي‪ ,‬فكأن ا صبغ يده ف ل م الن ير ود مه» فإذا كان هذا التنف ي‬
‫لجرد الل مس‪ ,‬فك يف يكون التهد يد والوع يد الك يد على أكله والتغذي به‪ ,‬وف يه دللة على شول‬
‫اللحم لميع الجزاء من الشحم وغيه ؟ وف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إن‬
‫ال حرم بيع المر واليتة والنير والصنام» فقيل‪ :‬يا رسول ال أرأيت شحوم اليتة فإنا تطلى با‬
‫ال سفن وتد هن ب ا اللود وي ستصبح ب ا الناس ؟ فقال «ل‪ ,‬هو حرام»‪ .‬و ف صحيح البخاري من‬
‫حديففث أبفف سفففيان أنففه قال لرقففل ملك الروم‪ :‬نانففا عففن اليتففة والدم‪.‬‬
‫وقوله {وما أهل لغي ال به} أي ما ذبح فذكر عليه اسم غي ال فهو حرام لن ال تعال أوجب‬
‫أن تذ بح ملوقا ته على ا سه العظ يم‪ ,‬فم ت عدل ب ا عن ذلك وذ كر علي ها ا سم غيه من صنم أو‬
‫طاغوت أو وثن أو غي ذلك من سائر الخلوقات فإنا حرام بالجاع‪ .‬وإنا اختلف العلماء ف متروك‬
‫التسمية إما عمدا أو نسيانا كما سيأت تقريره ف سورة النعام وقد قال ابن أب حات حدثنا علي بن‬

‫‪266‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السن السنجان حدثنا نعيم بن حاد حدثنا ابن فضيل عن الوليد بن جيع عن أب الطفيل قال‪ :‬نزل‬
‫آدم بتحري أربع {اليتة والدم ولم النير‪ ,‬وما أهلّ لغي ال به}‪ ,‬وإن هذه الربعة الشياء ل تل‬
‫قط‪ ,‬ول تزل حراما منذ خلق ال السموات والرض‪ ,‬فلما كانت بنو إسرائيل حرم ال عليهم طيبات‬
‫أحلت لم بذنوب م‪ ,‬فل ما بعث ال عي سى ا بن مري عليه السلم نزل بال مر الول الذي جاء به آدم‬
‫وأحل لم ما سوى ذلك‪ ,‬فكذبوه وعصوه‪ ,‬وهذا أثر غريب‪ ,‬وقال ابن أب حات أيضا‪ :‬حدثنا أب‪,‬‬
‫حدثنا أحد بن يونس‪ ,‬حدثنا ربعي عن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬سعت الارود بن أب سبة‪ ,‬قال‪ :‬هو جدي‪,‬‬
‫قال‪ :‬كان رجفل مفن بنف رباح يقال له ابفن وائل‪ ,‬وكان شاعرا‪ ,‬ناففر غالبا أبفا الفرزدق باء بظهفر‬
‫الكوفة على أن يع قر هذا مائة من إبله وهذا مائة من إبله إذا وردت الاء‪ ,‬فل ما وردت الاء قاما إليها‬
‫بسفيفيهما فجعل يكشفان عراقيبهفا‪ ,‬قال‪ :‬فخرج الناس على المرات والبغال يريدون اللحفم‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وعلي بالكو فة‪ ,‬قال‪ :‬فخرج علي على بغلة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم البيضاء و هو ينادي‪ :‬يا‬
‫أيها الناس ل تأكلوا من لومها‪ ,‬فإنا أهل با لغي ال‪ ,‬هذا أثر غريب‪ ,‬ويشهد له بالصحة ما رواه‬
‫أبو داود‪ :‬حدثنا هارون بن عبد ال‪ ,‬حدثنا ابن حاد بن مسعدة عن عوف‪ ,‬عن أب ريانة‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬قال‪ :‬ن ى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عن معاقرة العراب‪ ,‬ث قال أ بو داود م مد بن‬
‫جعفر هو غندر‪ :‬أوقفه على ابن عباس‪ ,‬تفرد به أبو داود‪ ,‬وقال أبو داود أيضا‪ :‬حدثنا هارون بن زيد‬
‫بن أب الزرقاء‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا جرير بن حازم عن الزبي بن حريث‪ ,‬قال‪ :‬سعت عكرمة يقول‪ :‬إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن طعام التباريي أن يؤكل‪ ,‬ث قال أبو داود‪ :‬أكثر من رواه غي‬
‫ابففففن جريففففر ل يذكففففر فيففففه ابففففن عباس‪ ,‬تفرد بففففه أيضا‪.‬‬
‫قوله‪{ :‬والنخنقة} وهي الت توت بالنق‪ ,‬إما قصدا وإما اتفاقا بأن تتخبل ف وثاقتها‪ ,‬فتموت به‬
‫فهي حرام‪ ,‬وأما {الوقوذة} فهي الت تضرب بشيء ثقيل غي مدد حت توت‪ ,‬كما قال ابن عباس‬
‫وغي وا حد‪ :‬هي ال ت تضرب بالش بة ح ت يوقذ ها فتموت‪ ,‬قال قتادة‪ :‬كان أهل الاهلية يضربون ا‬
‫بالعصي حت إذا ماتت أكلوها‪ .‬وف الصحيح أن عدي بن حات قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن أرمي‬
‫بالعراض ال صيد فأ صيب‪ ,‬قال «إذا رم يت بالعراض فخزق فكله‪ ,‬وإن أ صاب بعر ضه فإن ا هو وق يذ‬
‫فل تأكله» ففرق ب ي ما أ صابه بال سهم أو بالعراض ونوه بده‪ ,‬فأحله‪ ,‬و ما أ صاب بعر ضه فجعله‬
‫وقيذا ل يله‪ ,‬وهذا ممع عليه عند الفقهاء‪ ,‬واختلفوا فيما إذا صدم الارحة الصيد فقتله بثقله‪ ,‬ول‬
‫ير حه على قول ي‪ ,‬ه ا قولن للشاف عي رح ه ال (أحده ا) ل ي ل ك ما ف ال سهم والا مع أن كلً‬

‫‪267‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منهما ميت بغي جرح فهو وقيذ‪( .‬والثان) إنه يل لنه حكم بإباحة ما صاده الكلب ول يستفصل‪,‬‬
‫فدل على إبا حة ما ذكرناه‪ ,‬لنه قد دخل ف العموم‪ ,‬وقد قررت لذه ال سألة فصلً فليكتب ههنا‪.‬‬
‫(فصل) ف اختلف العلماء رحهم ال تعال فيما إذا أرسل كلبا على صيد فقتله بثقله ول يرحه‪,‬‬
‫أوصدمه‪ :‬هل يل أم ل ؟ على قولي (أحدها) أن ذلك حلل لعموم قوله تعال‪{ :‬فكلوا ما أمسكن‬
‫عليكم}‪ ,‬وكذا عمومات حديث عدي بن حات‪ ,‬وهذا قول حكاه الصحاب عن الشافعي رحه ال‪,‬‬
‫وصححه بعض التأخرين منهم كالنووي والرافعي‪( .‬قلت)‪ :‬وليس ذلك بظاهر من كلم الشافعي ف‬
‫الم والختصر‪ ,‬فإنه قال ف كل الوضعي‪ :‬يتمل معنيي‪ ,‬ث وجه كلً منهما فحمل ذلك الصحاب‬
‫منه‪ ,‬فأطلقوا ف السألة قولي عنه‪ ,‬اللهم إل أنه ف بثه للقول بالل رشحه قليلً‪ ,‬ول يصرح بواحد‬
‫منهما‪ ,‬ول جزم به‪ ,‬والقول بذلك ف أعن الل ف نقله ابن الصباغ عن أب حنيفة من رواية السن‬
‫بن زياد عنه‪ ,‬ول يذكر غي ذلك‪ .‬وأما أبو جعفر بن جرير فحكاه ف تفسيه عن سلمان الفارسي‬
‫وأب هريرة وسعد بن أب وقاص وابن عمر‪ ,‬وهذا غريب جدا‪ ,‬وليس يوجد ذلك مصرحا به عنهم‪,‬‬
‫إل أنفففففه مفففففن تصفففففرفه رحهففففف ال ورضفففففي عنفففففه‪.‬‬
‫(والقول الثان) ف أن ذلك ل يل‪ ,‬وهو أحد القولي عن الشافعي رحه ال واختاره الزن‪ ,‬ويظهر‬
‫من كلم ا بن ال صباغ ترجي حه أيضا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ورواه أ بو يو سف وم مد عن أ ب حني فة‪ ,‬و هو‬
‫الشهور عن المام أحد بن حنبل رضي ال عنه‪ ,‬وهذا القول أشبه بالصواب‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬لنه أجري‬
‫على القوا عد ال صولية‪ ,‬وأ مس بال صول الشرع ية‪ ,‬واح تج ا بن ال صباغ له بد يث را فع بن خد يج‪,‬‬
‫قلت‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬إ نا ملقوا العدو غدا‪ ,‬ول يس مع نا مدى‪ ,‬أفنذ بح بالق صب ؟ قال « ما أن ر الدم‬
‫وذكر اسم ال عليه فكلوه» الديث بتمامه‪ ,‬وهو ف الصحيحي‪ .‬وهذا وإن كان واردا على سبب‬
‫خاص‪ ,‬فالعبة بعموم اللفظ عند جهور من العلماء ف الصول والفروع‪ ,‬كما سئل عليه السلم عن‬
‫البتع‪ ,‬وهو نبيذ الع سل‪ ,‬فقال «كل شراب أسكر فهو حرام»‪,‬أفيقول فقيه‪ :‬إن هذا اللفظ مصوص‬
‫بشراب الع سل‪ ,‬وهكذا هذا‪ ,‬ك ما سألوه عن ش يء من الذكاة‪ ,‬فقال ل م كلما عاما يش مل ذاك‬
‫السؤول عنه وغيه لنه عليه السلم كان قد أوت جوامع الكلم‪ ,‬إذا تقرر هذا‪ ,‬فما صدمه الكلب أو‬
‫غمه بثقله ليس ما أنر دمه‪ ,‬فل يل لفهوم هذا الديث‪ ,‬فإن قيل‪ :‬هذا الديث ليس من هذا القبيل‬
‫بشيء‪ ,‬لنم إنا سألوه عن الَلة الت يذكى با‪ ,‬ول يسألوه عن الشيء الذي يذكى‪ ,‬ولذا استثن من‬
‫ذلك السن والظفر حيث قال‪« :‬ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك‪ ,‬أما السن فعظم وأما الظفر‬

‫‪268‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فمدى الب شة» وال ستثن يدل على ج نس ال ستثن م نه‪ ,‬وإل ل ي كن مت صلً‪ ,‬فدل على أن ال سؤول‬
‫عنه هو الَلة‪ ,‬فل يبقى فيه دللة لا ذكرت‪ ,‬فالواب عن هذا بأن ف الكلم ما يشكل عليكم أيضا‪,‬‬
‫حيث يقول «ما أنر الدم وذكر اسم ال عليه فكلوه»‪ ,‬ول يقل‪ :‬فاذبوا به‪ ,‬فهذا يؤخذ منه الكمان‬
‫معا‪ ,‬يؤخذ حكم الَلة الت يذكى با‪ ,‬وحكم الذكى وأنه ل بد من إنار دمه بآلة ليست سنا ول‬
‫ظفرا‪ ,‬هذا مسففففففففففففففففففففففففففففففففففلك‪.‬‬
‫(والسلك الثان)‪ :‬طريقة الزن‪ ,‬وهي أن السهم جاء التصريح فيه بأنه إن قتل بعرضه فل تأكل‪,‬‬
‫وإن خزق فكل‪ ,‬والكلب جاء مطلقا‪ ,‬فيحمل على ما قيد هناك من الزق لنما اشتركا ف الوجب‬
‫و هو ال صيد في جب ال مل ه نا وإن اختلف ال سبب ك ما و جب ح ل مطلق العتاق ف الظهار على‬
‫تقييده باليان ف القتل‪ ,‬بل هذا أول‪ ,‬وهذا يتوجه له على من يسلم له أصل هذه القاعدة من حيث‬
‫هي‪ ,‬وليس فيها خلف بي الصحاب قاطبة‪ ,‬فل بد لم من جواب عن هذا‪ ,‬وله أن يقول‪ :‬هذا قتله‬
‫ل منهما آلة للصيد‪ ,‬وقد مات‬ ‫الكلب بثقله‪ ,‬فلم يل قياسا على ما قتله السهم بعرضه‪ ,‬والامع أن ك ً‬
‫بثقله فيه ما‪ ,‬ول يعارض ذلك بعموم الَ ية‪ ,‬لن القياس مقدم على العموم‪ ,‬ك ما هو مذ هب الئ مة‬
‫الربعففففففففة والمهور‪ ,‬وهذا مسففففففففلك حسففففففففن أيضا‪.‬‬
‫(مسلك آخر) ف وهو أن قوله تعال‪{ :‬فكلوا ما أمسكن عليكم} عام فيما قتلن برح أو غيه‪,‬‬
‫لكن هذا القتول على هذه الصورة التنازع فيها ل يلو إما أن يكون نطيحا أو ف حكمه‪ ,‬أو منخنقا‬
‫أو ف حكمه‪ ,‬وأيا ما كان‪ ,‬فيجب تقدي هذه الَية على تلك الوجوه‪( :‬أحدها) أن الشارع قد اعتب‬
‫حكم هذه الَية حالة الصيد حيث يقول لعدي بن حات‪ :‬وإن أصابه بعرضه‪ ,‬فإنا هو وقيذ فل تأكله‪,‬‬
‫ول نعلم أحدا من العلماء فصل بي حكم وحكم من هذه الَية‪ ,‬فقال‪ :‬إن الوقيذ معتب حالة الصيد‪,‬‬
‫والنطيح ليس معتبا‪ ,‬فيكون القول بل التنازع فيه خرقا للجاع ل قائل به‪ ,‬وهو مظور عند كثي‬
‫من العلماء‪( .‬الثا ن) أن تلك الَ ية {فكلوا م ا أم سكن علي كم} لي ست على عموم ها بالجاع بل‬
‫مصفوصة باف صفدن مفن اليوان الأكول‪ ,‬وخرج مفن عموم لفظهفا اليوان غيف الأكول بالتفاق‪,‬‬
‫والعموم الحفوظ مقدم على غيفففففففففففففففففففففففف الحفوظ‪.‬‬
‫(السلك الَخر) ف أن هذا الصيد والالة هذه ف حكم اليتة سواء‪ ,‬لنه قد احتقن فيه الدماء وما‬
‫يتبعهفففففا مفففففن الرطوبات‪ ,‬فل تلففففف قياسفففففا على اليتفففففة‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(ال سلك الَ خر) ف أن آ ية التحر ي‪ ,‬أع ن قوله‪{ :‬حر مت علي كم الي تة} إل آخر ها‪ ,‬مك مة ل‬
‫يدخل ها ن سخ ول ت صيص وكذا ينب غي أن تكون آ ية التحل يل مك مة‪ ,‬أع ن قوله تعال‪{ :‬ي سألونك‬
‫ماذا أحل لم قل أحل لكم الطيبات} الَية‪ ,‬فينبغي أن ل يكون بينهما تعارض أصلً‪ ,‬وتكون السنة‬
‫جاءت لبيان ذلك‪ ,‬وشا هد ذلك ق صة ال سهم‪ ,‬فإ نه ذ كر ح كم ما د خل ف هذه الَ ية‪ ,‬و هو ما إذا‬
‫خزقه العراض فيكون حللً‪ ,‬لنه من الطيبات‪ ,‬وما دخل ف حكم تلك الَية‪ ,‬آية التحري‪ ,‬وهو ما‬
‫إذا أصابه بعرض فل يؤكل‪ ,‬لنه وقيذ‪ ,‬فيكون أحد أفراد آية التحري‪ ,‬وهكذا يب أن يكون حكم‬
‫هذا سواء إن كان قد جرحه الكلب‪ ,‬فهو داخل ف حكم آية التحليل‪ ,‬وإن ل يرحه بل صدمه أو‬
‫قتله بثقله‪ ,‬ف هو نط يح أو ف حك مه‪ ,‬فل يكون حللً‪( ,‬فإن ق يل)‪ :‬فلم ل ف صل ف ح كم الكلب‪,‬‬
‫فقال‪ :‬مفففا ذكرتففف إن جرحفففه فهفففو حلل‪ ,‬وإن ل يرحفففه فهفففو حرام‪.‬‬
‫(فالواب) أن ذلك نادر‪ ,‬لن من شأن الكلب أن يقتل بظفره أو نابه أو بما معا‪ ,‬وأما اصطدامه‬
‫هو والصيد فنادر‪ ,‬وكذا قتله إياه بثقله‪ ,‬فلم يتج إل الحتراز من ذلك لندوره أو لظهور حكمه عند‬
‫من علم تري اليتة والنخنقة والوقوذة والتردية والنطيحة‪ .‬وأما السهم والعراض فتارة يطىء لسوء‬
‫رمي راميه‪ ,‬أو للهو أو لنحو ذلك‪ ,‬بل خطؤه أكثر من إصابته‪ ,‬فلهذا ذكر كلً من حكميه مفصلً‪,‬‬
‫وال أعلم‪ ,‬ولذا لا كان الكلب‪ ,‬من شأنه أنه قد يأكل من الصيد ذكر حكم ما إذا أكل من الصيد‬
‫فقال «إن أكفل فل تأكفل‪ ,‬فإنف أخاف أن يكون أمسفك على نفسفه» وهذا صفحيح ثابفت فف‬
‫ال صحيحي‪ ,‬و هو أيضا م صوص من عموم آ ية التحل يل ع ند كثي ين‪ ,‬فقالوا‪ :‬ل ي ل ما أ كل م نه‬
‫الكلب‪ ,‬حكي ذلك عن أب هريرة وابن عباس‪ ,‬وبه قال السن والشعب والنخعي‪ ,‬وإليه ذهب أبو‬
‫حنيفة وصاحباه‪ ,‬وأحد بن حنبل والشافعي ف الشهور عنه‪ ,‬وروى ابن جرير ف تفسيه عن علي‬
‫وسعيد وسلمان وأب هريرة وابن عمر وابن عباس‪ :‬إن الصيد يؤكل وإن أكل منه الكلب‪ ,‬حت قال‬
‫سعيد وسلمان وأبو هريرة وغيهم‪ :‬يؤكل ولو ل يبق منه إل بضعة‪ ,‬وإل ذلك ذهب مالك والشافعي‬
‫ف قوله القدي‪ ,‬وأومأ ف الديد إل قولي‪ ,‬قال ذلك المام أبو نصر بن الصباغ وغيه من الصحاب‬
‫عنففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫وقد روى أبو داود بإسناد جيد قوي عن أب ثعلبة الشن عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫قال ف صيد الكلب «إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم ال‪ ,‬فكل وإن أكل منه وكل ما ردت عليك‬
‫يدك» ورواه أيضا الن سائي من حد يث عمرو بن شع يب عن أب يه‪ ,‬عن جده‪ :‬أن أعرابيا يقال له أ بو‬

‫‪270‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ثعل بة قال‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬فذ كر نوه‪ ,‬وقال م مد بن جر ير ف تف سيه‪ :‬حدث نا عمران بن بكار‬
‫الكلعي‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن موسى هو اللحون‪ ,‬حدثنا ممد بن دينار هو الطاحي عن أب إياس‬
‫وهو معاوية بن قرة‪ ,‬عن سعيد بن السيب‪ ,‬عن سلمان الفارسي‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «إذا أرسل الرجل كلبه على الصيد فأدركه وقد أكل منه‪ ,‬فليأكل ما بقي» ث إن ابن جرير علله‬
‫بأنففه قففد رواه أبففو قتادة وغيه عففن سففعيد بففن السففيب‪ ,‬عففن سففلمان موقوفا‪.‬‬
‫وأما المهور فقدّموا حديث عدي على ذلك‪ ,‬وراموا تضع يف حديث أ ب ثعلبة وغيه‪ ,‬و قد حله‬
‫ب عض العلماء على أنه إن أ كل ب عد ما انت ظر صاحبه فطال عليه الف صل ول يىء‪ ,‬فأ كل منه لوعه‬
‫ونوه فإنه ل بأس بذلك‪ ,‬لنه والالة هذه ل يشى أنه إنا أمسك على نفسه بلف ما إذا أكل منه‬
‫أول وهلة‪ ,‬فإنفففه يظهفففر منفففه أنفففه أمسفففك على نفسفففه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫فأما الوارح من الطيور فنص الشافعي على أنا كالكلب‪ ,‬فيحرم ما أكلت منه عند المهور‪ ,‬ول‬
‫يرم عند الَخرين‪ ,‬واختار الزن من أصحابنا أنه ل يرم أكل ما أكلت منه الطيور والوارح‪ ,‬وهو‬
‫مذهب أب حنيفة وأحد‪ ,‬قالوا‪ :‬لنه ل يكن تعليمها كما يعلم الكلب بالضرب ونوه‪ ,‬وأيضا فإنا‬
‫ل تعلم إل بأكلها من ال صيد فيع فى عن ذلك‪ ,‬وأيضا فال نص إنا ورد ف الكلب ل ف الط ي‪ .‬وقال‬
‫الش يخ أ بو علي ف «الف صاح»‪ :‬إذا قل نا‪ :‬يرم ما أ كل م نه الكلب‪ ,‬ف في تر ي ما أ كل م نه الط ي‬
‫وجهان‪ ,‬وأن كر القا ضي أ بو الط يب هذا التفر يع والترت يب ل نص الشاف عي رح ه ال‪ ,‬على الت سوية‬
‫بينهمففففففففففففففا‪ ,‬وال سففففففففففففففبحانه وتعال أعلم‪.‬‬
‫وأ ما التردّ ية‪ :‬ف هي ال ت ت قع من شا هق أو مو ضع عال‪ ,‬فتموت بذلك‪ ,‬فل ت ل‪ ,‬قال علي بن أ ب‬
‫طلحة عن ابن عباس‪ :‬التردّية الت تسقط من جبل‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هي الت تتردى ف بئر‪ .‬وقال السدي‪:‬‬
‫هفففففي التففففف تقفففففع مفففففن جبفففففل أو تتردى فففففف بئر‪.‬‬
‫وأما النطيحة‪ :‬فهي الت ماتت بسبب نطح غيها لا‪ ,‬فهي حرام وإن جرحها القرن وخرج منها‬
‫الدم ولو من مذب ها‪ ,‬والنطي حة فعيلة بع ن مفعولة‪ ,‬أي منطو حة‪ ,‬وأك ثر ما ترد هذه البن ية ف كلم‬
‫العرب بدون تاء التأنيث‪ ,‬فيقولون‪ :‬عي كحيل‪ ,‬وكف خضيب‪ ,‬ول يقولون‪ :‬كف خضيبة‪ ,‬ول عي‬
‫كحيلة‪ ,‬وأما هذه فقال بعض النحاة‪ :‬إنا استعمل فيها تاء التأنيث‪ ,‬لنا أجريت مرى الساء كما ف‬
‫قولم‪ :‬طريقة طويلة‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬إنا أت بتاء التأنيث فيها لتدل على التأنيث من أول وهلة بلف‬
‫ففن أول الكلم‪.‬‬ ‫ففتفاد مف‬‫ففث مسف‬ ‫ففب لن التأنيف‬ ‫ففف خضيف‬ ‫ففل وكف‬ ‫فف كحيف‬ ‫عيف‬

‫‪271‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و ما أ كل ال سبع} أي ما عدا علي ها أ سد أو ف هد أو ن ر أو ذئب أو كلب‪ ,‬فأ كل‬
‫بعضها فماتت بذلك‪ ,‬فهي حرام وإن كان قد سال منها الدم ولو من مذبها‪ ,‬فل تل بالجاع‪ ,‬وقد‬
‫كان أهل الاهلية يأكلون ما أفضل ال سبع من الشاة أو البعي أو البقرة أو نو ذلك‪ ,‬فحرم ال ذلك‬
‫على الؤمنيفففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪.‬‬
‫وقوله {إل ما ذكيتم} عائد على ما يكن عوده عليه ما انعقد سبب موته‪ ,‬فأمكن تداركه بذكاة‬
‫وفيفه حياة مسفتقرة‪ ,‬وذلك إناف يعود على قوله {والنخنقفة والوقوذة والتردّيفة والنطيحفة ومفا أكفل‬
‫السبع} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله {إل ما ذكيتم} يقول‪ :‬إل ما ذبتم من هؤلء‬
‫وفيه روح فكلوه‪ ,‬فهو ذكي‪ ,‬وكذا روي عن سعيد بن جبي والسن البصري والسدي‪ ,‬وقال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا حفص بن غياث‪ ,‬حدثنا جعفر بن ممد عن أبيه‪ ,‬عن علي‬
‫ف الَية قال‪ :‬إن مصعت بذنبها أو ركضت برجلها أو طرفت بعينها‪ ,‬فكل‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا‬
‫القا سم‪ :‬حدث نا ال سي‪ ,‬حدث نا هش يم وعباد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حجاج عن ح صي‪ ,‬عن الش عب‪ ,‬عن‬
‫الارث‪ ,‬عفن علي قال‪ :‬إذا أدركفت ذكاة الوقوذة والتردّيفة والنطيحفة‪ ,‬وهفي ترك يدا أو رجلً‬
‫فكل ها‪ ,‬وهكذا روي عن طاوس وال سن وقتادة وعب يد بن عم ي والضحاك وغ ي وا حد‪ :‬أن الذكاة‬
‫مت تركت بركة تدل على بقاء الياة فيها بعد الذبح ‪ ,‬فهي حلل‪ ,‬وهذا مذهب جهور الفقهاء‪,‬‬
‫وبه قال أبو حنيفة والشافعي وأحد بن حنبل‪ .‬قال ابن وهب‪ :‬سئل مالك عن الشاة الت يرق جوفها‬
‫السبع حت ترج أمعاؤها‪ ,‬فقال مالك‪ :‬ل أرى أن تذكى‪ ,‬أي شيء يذكى منها ؟ وقال أشهب‪ :‬سئل‬
‫مالك عن الض بع يعدو على الك بش فيدق ظهره‪ ,‬أترى أن يذ كى ق بل أن يوت فيؤ كل ؟ فقال‪ :‬إن‬
‫كان قد بلغ ال سّحْرة فل أرى أن يؤكل‪ ,‬وإن كان أصاب أطرافه فل أرى بذلك بأسا‪ ,‬قيل له‪ :‬وثب‬
‫عليه فدق ظهره ؟ فقال‪ :‬ل يعجبن هذا ل يعيش منه‪ .‬قيل له‪ :‬فالذئب يعدو على الشاة فيثقب بطنها‬
‫ول يثقب المعاء ؟ فقال‪ :‬إذا شق بطنها فل أرى أن تؤكل‪ ,‬هذا مذهب مالك رحه ال‪ .‬وظاهر الَية‬
‫عام فيما استثناه مالك رحه ال من الصور الت بلغ اليوان فيها إل حالة ل يعيش بعدها فيحتاج إل‬
‫دليففففففففففل مصففففففففففص للَيففففففففففة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وف الصحيحي عن رافع بن خديج أنه قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إنا لقو العدو غدا وليس معنا‬
‫مدى‪ ,‬أفنذ بح بالق صب ؟ فقال « ما أن ر الدم‪ ,‬وذ كر ا سم ال عل يه‪ ,‬فكلوه‪ ,‬ل يس ال سن والظ فر‪,‬‬
‫وسفأحدثكم عفن ذلك‪ :‬أمفا السفن فعظفم‪ ,‬وأمفا الظففر فمدى البشفة»‪ .‬وفف الديفث الذي رواه‬

‫‪272‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدارقطن مرفوعا‪ ,‬وفيه نظر‪ ,‬وروي عن عمر موقوفا وهو أصح «أل إن الذكاة ف اللق واللبة‪ ,‬ول‬
‫تعجلوا النفس أن تزهق»‪ .‬وف الديث الذي رواه المام أحد وأهل السنن من رواية حاد بن سلمة‬
‫عن أ ب العشراء الدار مي عن أب يه قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬أ ما تكون الذكاة إل من الل بة واللق ؟‬
‫فقال «لو طعنت ف فخذها لجزأ عنك»‪ ,‬وهو حديث صحيح‪ ,‬ولكنه ممول على ما ل يقدر على‬
‫فففففففففففة‪.‬‬ ‫ففففففففففف اللق واللبف‬ ‫ففففففففففف فف‬ ‫ذبهف‬
‫وقوله {وما ذبح على النصب} قال ماهد وابن جريج‪ :‬كانت النصب حجارة حول الكعبة‪ ,‬قال‬
‫ابن جريج‪ :‬وهي ثلثائة وستون نصبا‪ ,‬كانت العرب ف جاهليتها يذبون عندها‪ ,‬وينضحون ما أقبل‬
‫منها إل البيت بدماء تلك الذبائح‪ ,‬ويشرحون اللحم ويضعونه على النصب‪ ,‬وكذا ذكره غي واحد‪,‬‬
‫فنهى ال الؤمني عن هذا الصنيع‪ ,‬وحرم عليهم أكل هذه الذبائح الت فعلت عند النصب حت ولو‬
‫كان يذكر عليها اسم ال ف الذبح عند النصب من الشرك الذي حرمه ال ورسوله‪ ,‬وينبغي أن يمل‬
‫هذا على هذا‪ ,‬لنفففه قفففد تقدم تريففف مفففا أهفففل بفففه لغيففف ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأن تستقسموا بالزلم} أي حرّم عليكم أيها الؤمنون الستقسام بالزلم‪ ,‬واحدها‬
‫زل و قد تف تح الزاي‪ ,‬فيقال‪ :‬زل‪ ,‬و قد كا نت العرب ف جاهليت ها يتعاطون ذلك‪ ,‬و هي عبارة عن‬
‫قداح ثلثة‪ ,‬على أحدها مكتوب‪ :‬افعل‪ ,‬وعلى الَخر‪ :‬ل تفعل‪ ,‬والثالث غفل ليس عليه شيء‪ ,‬ومن‬
‫الناس من قال‪ :‬مكتوب على الوا حد‪ :‬أمر ن ر ب‪ ,‬وعلى الَ خر‪ :‬نا ن ر ب‪ ,‬والثالث غ فل ل يس عل يه‬
‫شيء‪ ,‬فإذا أجالا فطلع سهم المر فعله‪ ,‬أو النهي تركه‪ ,‬وإن طلع الفارغ أعاد‪ ,‬والستقسام مأخوذ‬
‫من طلب الق سم من هذه الزلم‪ ,‬هكذا قرر ذلك أ بو جع فر بن جر ير‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا‬
‫السن بن ممد بن الصباح‪ ,‬حدثنا الجاج بن ممد‪ ,‬أخبنا ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء‪,‬‬
‫عن ابن عباس {وأن تستقسموا بالزلم} قال‪ :‬والزلم قداح كانوا يستقسمون با ف المور‪ ,‬وكذا‬
‫روي عن ما هد وإبراه يم النخ عي وال سن الب صري ومقا تل بن حيان‪ .‬وقال ا بن عباس‪ :‬هي قداح‬
‫كانوا يستقسمون با المور‪ .‬وذكر ممد بن إسحاق وغيه‪ :‬إن أعظم أصنام قريش صنم كان يقال‬
‫له ه بل من صوب على بئر دا خل الكع بة‪ ,‬في ها تو ضع الدا يا‪ ,‬وأموال الكع بة ف يه‪ ,‬وكان عنده سبعة‬
‫أزلم مكتوب فيها ما يتحاكمون فيه ما أشكل عليهم‪ ,‬فما خرج لم منها رجعوا إليه ول يعدلوا عنه‬
‫وثبت ف الصحيحي أن النب صلى ال عليه وسلم لا دخل الكعبة‪ ,‬وجد إبراهيم وإساعيل مصورين‬
‫فيهفا‪ ,‬وفف أيديهمفا الزلم فقال «قاتلهفم ال لقفد علموا أنمفا ل يسفتقسما باف أبدا»‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف الصحيح‪ :‬أن سراقة بن مالك بن جع شم‪ ,‬ل ا خرج ف طلب ال نب صلى ال عليه وسلم وأب‬
‫بكر‪ ,‬وها ذاهبان إل الدينة مهاجرين‪ ,‬قال‪ :‬فاستقسمت بالزلم‪ ,‬هل أضرهم أم ل ؟ فخرج الذي‬
‫أكره ل تضرهم‪ .‬قال‪ :‬فعصيت الزلم واتبعتهم‪ ,‬ث إنه استقسم با ثانية وثالثة‪ ,‬كل ذلك يرج الذي‬
‫يكره ل تضرهم‪ ,‬وكان كذلك‪ ,‬وكان سراقة ل يسلم إذ ذاك ث أسلم بعد ذلك‪ ,‬وروى ابن مردويه‬
‫من طريق إبراهيم بن يزيد عن رقية‪ ,‬عن عبد اللك بن عمي‪ ,‬عن رجاء بن حيوة‪ ,‬عن أب الدرداء‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لن يلج الدرجات من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر‬
‫طائرا»‪ .‬وقال ماهفد فف قوله {وأن تسفتقسموا بالزلم} قال‪ :‬هفي سفهام العرب‪ ,‬وكعاب فارس‬
‫والروم‪ ,‬كانوا يتقامرون‪ .‬وهذا الذي ذكر عن ماهد ف الزلم أنا موضوعة للقمار‪ ,‬فيه نظر‪ ,‬اللهم‬
‫إل أن يقال‪ :‬إنم كانوا يستعملونا ف الستخارة تارة وف القمار أخرى‪ ,‬وال أعلم‪ .‬فإن ال سبحانه‬
‫قد قرن بينها وبي القمار وهو اليسر فقال ف آخر السورة‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا إنا المر واليسر‬
‫والنصاب والزلم ر جس من ع مل الشيطان فاجتنبوه لعل كم تفلحون * إنا يريد الشيطان أن يوقع‬
‫بين كم العداوة والبغضاء ف إل قوله ف منتهون}‪ .‬وهكذا قال هه نا {وأن ت ستقسموا بالزلم ذل كم‬
‫فسق} أي تعاطيه فسق وغي وضللة وجهالة وشرك‪ .‬وقد أمر ال الؤمني إذا ترددوا ف أمورهم أن‬
‫يسفففتخيوه بأن يعبدوه ثففف يسفففألوه الية فففف المفففر الذي يريدونفففه‪.‬‬
‫كما روى المام أحد والبخاري وأهل ال سنن من طريق عبد الرحن بن أب الوال عن ممد بن‬
‫النكدر‪ ,‬عن جابر بن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلمنا الستخارة ف المور‬
‫كما يعلمنا السورة من القرآن‪ ,‬ويقول «إذا هم أحدكم بالمر فليكع ركعتي من غي الفريضة‪ ,‬ث‬
‫ليقل‪ :‬اللهم إن أستخيك بعلمك‪ ,‬وأستقدرك بقدرتك‪ ,‬وأسألك من فضلك العظيم‪ ,‬فإنك تقدر ول‬
‫أقدر وتعلم ول أعلم‪ ,‬وأ نت علم الغيوب‪ ,‬الل هم إن ك نت تعلم أن هذا ال مر ف وي سميه با سه ف‬
‫خي ل ف دين ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري ف أوقال‪ :‬عاجل أمري وآجله ف فاقدره ل‪ ,‬ويسره‬
‫ل‪ ,‬ث بارك ل فيه‪ ,‬اللهم وإن كنت تعلم أنه شر ل ف دين ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري‪ ,‬فاصرفن‬
‫عنه‪ ,‬واصرفه عن‪ ,‬واقدر ل الي حيث كان‪ ,‬ث رضن به» لفظ أحد‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث‬
‫فف الوال‪.‬‬ ‫ففن أبف‬ ‫ففث ابف‬ ‫ففن حديف‬ ‫ففه إل مف‬ ‫ففب‪ ,‬ل نعرفف‬ ‫ففحيح غريف‬ ‫ففن صف‬ ‫حسف‬
‫وقوله {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يعن يئسوا أن‬
‫يراجعوا دينهم‪ ,‬وكذا روي عن عطاء بن أب رباح والسدي ومقاتل بن حيان‪ ,‬وعلى هذا العن يرد‬

‫‪274‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الديث الثابت ف الصحيح‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إن الشيطان قد يئس أن يعبده‬
‫الصلون ف جزيرة العرب‪ ,‬ولكن بالتحريش بينهم»‪ ,‬ويتمل أن يكون الراد أنم يئسوا من مشابة‬
‫ال سلمي ل ا ت يز به ال سلمون من هذه ال صفات الخال فة للشرك وأهله‪ ,‬ولذا قال تعال آمرا لعباده‬
‫الؤمن ي أن ي صبوا ويثبتوا ف مال فة الكفار ول يافوا أحدا إل ال‪ ,‬فقال {فل تشو هم واخشون}‬
‫أي ل تافو هم ف مالفت كم إيا هم‪ ,‬واخشو ن أن صركم علي هم وأبيد هم‪ ,‬وأظفر كم ب م‪ ,‬وأ شف‬
‫صففففدوركم منهففففم‪ ,‬وأجعلكففففم فوقهففففم ففففف الدنيففففا والَخرة‪.‬‬
‫وقوله {اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينا} هذه أكب نعم‬
‫ال تعال على هذه ال مة ح يث أك مل تعال ل م دين هم‪ ,‬فل يتاجون إل د ين غيه‪ ,‬ول إل نب غ ي‬
‫نبيهم صلوات ال وسلمه عليه‪ ,‬ولذا جعله ال تعال خات النبياء وبعثه إل النس والن‪ ,‬فل حلل‬
‫إل ما أحله‪ ,‬ول حرام إل ما حرمه‪ ,‬ول دين إل ما شرعه‪ ,‬وكل شيء أخب به فهو حق وصدق ل‬
‫كذب فيفه ول خلف كمفا قال تعال‪{ :‬وتتف كلمفة ربفك صفدقا وعدلً} أي صفدقا فف الخبار‪,‬‬
‫وعدلً ف الوا مر والنوا هي‪ ,‬فل ما أك مل ل م الد ين‪ ,‬ت ت علي هم النع مة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬اليوم‬
‫أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينا} أي فارضوه أنتم لنفسكم‪,‬‬
‫فإنفه الديفن الذي أحبفه ال ورضيفه‪ ,‬وبعفث بفه أفضفل الرسفل الكرام‪ ,‬وأنزل بفه أشرف كتبفه‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس قوله {اليوم أكملت لكم دينكم} وهو السلم‪ ,‬أخب ال‬
‫نبيه صلى ال عليه وسلم والؤمني أنه قد أكمل لم اليان‪ ,‬فل يتاجون إل زيادة أبدا‪ ,‬وقد أته ال‬
‫فل ينق صه أبدا‪ ,‬و قد رض يه ال فل ي سخطه أبدا‪ .‬وقال أ سباط عن ال سدي‪ :‬نزلت هذه الَ ية يوم‬
‫عر فة‪ ,‬ول ينل بعد ها حلل ول حرام‪ ,‬ور جع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فمات قالت أ ساء‬
‫بنت عميس‪ :‬حججت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم تلك الجة فبينما نن نسي إذ تلى له‬
‫جب يل‪ ,‬فمال ر سول ال صلى ال عليه و سلم على الراحلة‪ ,‬فلم ت طق الراحلة من ث قل ما عليها من‬
‫القرآن‪ ,‬فبكت‪ ,‬فأتيته فسجيت عليه بردا كان علي‪ .‬وقال ابن جرير وغي واحد‪ :‬مات رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بعد يوم عرفة بأحد وثاني يوما‪ ,‬رواها ابن جرير‪ ,‬ث قال‪ :‬حدثنا سفيان بن‬
‫وكيع‪ ,‬حدثنا ابن فضيل عن هارون بن عنترة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬لا نزلت {اليوم أكملت لكم دينكم}‬
‫وذلك يوم الج الكب‪ ,‬بكى عمر‪ ,‬فقال له النب صلى ال عليه وسلم «ما يبكيك ؟» قال‪ :‬أبكان أنا‬

‫‪275‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كنا ف زيادة من ديننا‪ ,‬فأما إذا أك مل فإنه ل يكمل شيء إل ن قص‪ ,‬فقال « صدقت» ويش هد لذا‬
‫العنفف الديففث الثابففت «إن السففلم بدأ غريبا‪ ,‬وسففيعود غريبا‪ ,‬فطوبفف للغرباء»‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا جع فر بن عون‪ ,‬حدث نا أ بو العم يس عن ق يس بن م سلم‪ ,‬عن طارق بن‬
‫شهاب قال‪ :‬جاء رجل من اليهود إل عمر بن الطاب فقال‪ :‬يا أمي الؤمني‪ ,‬إنكم تقرؤون آية ف‬
‫كتابكفم لو علينفا معشفر اليهود نزلت‪ ,‬لتذنفا ذلك اليوم عيدا‪ .‬قال‪ :‬وأي آيفة ؟ قال‪ :‬قوله {اليوم‬
‫أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت} فقال عمر‪ :‬وال إن لعلم اليوم الذي نزلت على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬والساعة الت نزلت فيها على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬عشية عرفة‬
‫ف يوم ج عة‪ ,‬ورواه البخاري عن ال سن بن ال صباح عن جع فر بن عون به‪ .‬ورواه أيضا م سلم‬
‫والترمذي والنسائي أيضا من طرق عن قيس بن مسلم به‪ .‬ولفظ البخاري عند تفسي هذه الَية من‬
‫طريق سفيان الثوري‪ ,‬عن قيس‪ ,‬عن طارق قال‪ :‬قالت اليهود لعمر‪ :‬و ال إنكم تقرؤون آية لو نزلت‬
‫فينا لتذناها عيدا‪ .‬فقال عمر‪ :‬إن لعلم حي أنزلت‪ ,‬وأين أنزلت‪ ,‬وأين رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم ح يث أنزلت‪ :‬يوم عر فة‪ ,‬وأ نا وال بعر فة‪ ,‬قال سفيان‪ :‬وأ شك‪ ,‬كان يوم الم عة أم ل {اليوم‬
‫أكملت لكم دينكم} الَية‪ ,‬وشك سفيان رحه ال إن كان ف الرواية‪ ,‬فهو تورع حيث شك هل‬
‫أخبه شيخه بذلك أم ل‪ ,‬وإن كان شكا ف كون الوقوف ف حجة الوداع كان يوم جعة‪ ,‬فهذا ما‬
‫أخاله ي صدر عن الثوري رح ه ال‪ ,‬فإن هذا أ مر معلوم مقطوع به‪ ,‬ل يتلف ف يه أ حد من أ صحاب‬
‫الغازي وال سي‪ ,‬ول من الفقهاء و قد وردت ف ذلك أحاد يث متواترة ل ي شك ف صحتها‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ ,‬وقفففد روي هذا الديفففث مفففن غيففف وجفففه عفففن عمفففر‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن يعقوب بن إبراه يم‪ ,‬حدثنا ا بن علية‪ ,‬أخبنا رجاء بن أ ب سلمة‪ ,‬أخبنا‬
‫عبادة بن نسي‪ ,‬أخبنا أمينا إسحاق‪ ,‬قال أبو جعفر بن جرير وهو إسحاق بن حرشة عن قبيصة يعن‬
‫ابفن أبف ذئب‪ ,‬قال‪ :‬قال كعفب‪ :‬لو أن غيف هذه المفة نزلت عليهفم هذه الَيفة‪ ,‬لنظروا اليوم الذي‬
‫أنزلت ف يه علي هم‪ ,‬فاتذوه عيدا يتمعون ف يه‪ ,‬فقال ع مر‪ :‬أي آ ية يا ك عب ؟ فقال {اليوم أكملت‬
‫لكفم دينكفم}‪ ,‬فقال عمفر‪ :‬قفد علمفت اليوم الذي أنزلت‪ ,‬والكان الذي أنزلت فيفه‪ :‬نزلت فف يوم‬
‫المعة ويوم عرفة‪ ,‬وكلها بمد ال لنا عيد‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو بكر‪ ,‬حدثنا قبيصة‪ ,‬حدثنا‬
‫حاد بن سلمة عن عمار هو مول بن هاشم‪ :‬أن ابن عباس قرأ {اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت‬
‫علي كم نعم ت ورض يت ل كم ال سلم دينا} فقال يهودي‪ :‬لو نزلت هذه الَ ية علي نا‪ ,‬لتذ نا يوم ها‬

‫‪276‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عيدا‪ ,‬فقال ا بن عباس‪ :‬فإن ا نزلت ف يوم عيد ين اثن ي‪ :‬يوم ع يد‪ ,‬ويوم ج عة‪ .‬وقال ا بن مردو يه‪:‬‬
‫حدثنا أحد بن كامل‪ ,‬حدثنا موسى بن هارون‪ ,‬حدثنا يي بن المان‪ ,‬حدثنا قيس بن الربيع عن‬
‫إساعيل بن سليمان‪ ,‬عن أب عمر البزار‪ ,‬عن أب النفية‪ ,‬عن علي قال‪ :‬نزلت هذه الَية على رسول‬
‫ال صففلى ال عليففه وسففلم وهففو قائم عشيففة عرفففة {اليوم أكملت لكففم دينكففم}‪.‬‬
‫وقال ا بن جرير‪ :‬حدثنا أبو عا مر إ ساعيل بن عمرو ال سكون‪ ,‬حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا ا بن‬
‫عياش حدثنا عمرو بن قيس السكون‪ ,‬أنه سع معاوية بن أب سفيان على النب ينتزع بذه الَية {اليوم‬
‫أكملت ل كم دين كم} ح ت ختم ها‪ ,‬فقال‪ :‬نزلت ف يوم عر فة ف يوم جعة‪ .‬وروى ا بن مردويه من‬
‫طريق ممد بن إسحاق عن عمرو بن موسى بن دحية‪ ,‬عن قتادة عن السن‪ ,‬عن سرة قال‪ :‬نزلت‬
‫هذه الَية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينا} يوم عرفة‪,‬‬
‫ورسول ال صلى ال عليه وسلم واقف على الوقف‪ ,‬فأما ما رواه ابن جرير وابن مردويه والطبان‬
‫من طريق ابن ليعة عن خالد بن أب عمران‪ ,‬عن حنش بن عبد ال الصغان‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬ولد‬
‫نبيكم صلى ال عليه وسلم يوم الثني‪ ,‬وخرج من مكة يوم الثني‪ ,‬ودخل الدينة يوم الثني‪ ,‬وفتح‬
‫بدرا يوم الثني‪ ,‬وأنزلت سورة الائدة يوم الثني ف {اليوم أكملت لكم دينكم}‪ .‬ورفع الذكر يوم‬
‫الثني‪ .‬فإنه أثر غريب‪ ,‬وإسناده ضعيف‪ ,‬وقد رواه المام أحد‪ :‬حدثنا موسى بن داود‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫ليعة عن خالد بن أب عمران‪ ,‬عن حنش الصغان‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬ولد النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يوم الثن ي‪ ,‬وا ستنبء يوم الثن ي‪ ,‬وخرج مهاجرا من م كة إل الدي نة يوم الثن ي‪ ,‬وقدم الدي نة يوم‬
‫الثني‪ ,‬وتوف يوم الثني‪ ,‬ووضع الجر السود يوم الثني‪ ,‬هذا لفظ أحد‪ ,‬ول يذكر نزول الائدة‬
‫يوم الثنيف‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬ولعفل ابفن عباس أراد أناف نزلت يوم عيديفن اثنيف‪ ,‬كمفا تقدم فاشتبفه على‬
‫الراوي‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬و قد ق يل‪ :‬ل يس ذلك بيوم معلوم ع ند الناس‪ ,‬ث روي من طر يق العو ف عن ا بن‬
‫عباس ف قوله {اليوم أكملت لكم دينكم} يقول‪ :‬ليس ذلك بيوم معلوم عند الناس‪ ,‬قال‪ :‬وقد قيل‪:‬‬
‫إن ا نزلت على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف م سيه إل ح جة الوداع‪ ,‬ث رواه من طر يق أ ب‬
‫جعفر الرازي عن الربيع بن أنس‪ .‬قلت‪ :‬وقد روى ابن مردويه من طريق أب هارون العبدي عن أب‬
‫سعيد الدري‪ :‬أن ا نزلت على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوم غد ير خم ح ي قال لعلي « من‬
‫ك نت موله فعلي موله»‪ .‬ث رواه عن أ ب هريرة‪ ,‬وف يه أ نه اليوم الثا من ع شر من ذي ال جة يع ن‬

‫‪277‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مرجعه عليه السلم من حجة الوداع‪ ,‬ول يصح هذا ول هذا بل الصواب الذي ل شك فيه ول مرية‬
‫أن ا أنزلت يوم عر فة‪ ,‬وكان يوم ج عة ك ما روى ذلك أم ي الؤمن ي ع مر بن الطاب وعلي بن أ ب‬
‫طالب‪ ,‬وأول ملوك ال سلم معاو ية بن أ ب سفيان‪ ,‬وترجان القرآن ع بد ال بن عباس‪ ,‬و سرة بن‬
‫جندب رضي ال عنهم‪ ,‬وأرسله الشعب وقتادة بن دعامة وشهر بن حوشب وغي واحد من الئمة‬
‫والعلماء‪ ,‬واختاره ابففففففن جريففففففر الطففففففبي رحهفففففف ال‪.‬‬
‫وقوله {ف من اض طر ف ممصة غ ي متجا نف لث فإن ال غفور رح يم} أي ف من احتاج إل تناول‬
‫شيء من هذه الحرمات الت ذكرها ال تعال لضرورة ألأته إل ذلك‪ ,‬فله تناوله‪ ,‬و ال غفور رحيم‬
‫له لنه تعال يعلم حاجة عبده الضطر وافتقاره إل ذلك‪ ,‬فيتجاوز عنه‪ ,‬ويغفر له‪ ,‬وف السند وصحيح‬
‫ا بن حبان عن ا بن ع مر مرفوعا قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إن ال ي ب أن تؤ تى‬
‫رخصته كما يكره أن تؤتى معصيته» لفظ ابن حبان‪ ,‬وف لفظ لحد «من ل يقبل رخصة ال كان‬
‫عليه من الث مثل جبال عرفة» ولذا قال الفقهاء‪ :‬قد يكون تناول اليتة واجبا ف بعض الحيان وهو‬
‫مفا إذا خاف على نفسفه ول يدف غيهفا‪ ,‬وقفد يكون مندوبا‪ ,‬وقفد يكون مباحا بسفب الحوال‪,‬‬
‫واختلفوا هل يتناول منها قدر ما يسد به الرمق‪ ,‬أو له أن يشبع أو يشبع ويتزود ؟ على أقوال كما هو‬
‫مقرر ف كتاب الحكام‪ ,‬وفي ما إذا و جد مي تة وطعام الغ ي أو صيدا و هو مرم‪ ,‬هل يتناول الي تة أو‬
‫ذلك ال صيد ويلز مه الزاء أو ذلك الطعام ويض من بدله‪ ,‬على قول ي ه ا قولن للشاف عي رح ه ال‪.‬‬
‫ول يس من شرط جواز تناول الي تة أن ي ضي عل يه ثل ثة أيام ل ي د طعاما ك ما قد يتوه ه كث ي من‬
‫العوام وغيهففففففم‪ ,‬بففففففل متفففففف اضطففففففر إل ذلك جاز له‪.‬‬
‫وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ,‬حدثنا الوزاعي‪ ,‬حدثنا حسان بن عطية عن أب واقد‬
‫الليثي‪ ,‬أنم قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إنا بأرض تصيبنا با الخمصة‪ ,‬فمت تل لنا با اليتة ؟ فقال «إذا ل‬
‫ت صطبحوا‪ ,‬ول تغتبقوا‪ ,‬ول تتفئوا ب ا بقلً فشأن كم ب ا» تفرد به أح د من هذا الو جه‪ ,‬و هو إ سناد‬
‫صحيح على شرط الصحيحي‪ ,‬وكذا رواه ابن جرير عن عبد العلى بن واصل عن ممد بن القاسم‬
‫السدي عن الوزاعي به‪ ,‬لكن رواه بعضهم عن الوزاعي‪ ,‬عن حسان بن عطية‪ ,‬عن مسلم بن يزيد‪,‬‬
‫عن أب واقد به‪ .‬ومنهم من رواه عن الوزاعي‪ ,‬عن حسان‪ ,‬عن مرثد أو أب مرثد عن أب واقد به‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير عن هناد بن السري‪ ,‬عن عيسى بن يونس‪ ,‬عن حسان‪ ,‬عن رجل قد سي له فذكره‪,‬‬
‫ورواه أيضا عن هناد‪ ,‬عن ا بن البارك‪ ,‬عن الوزا عي‪ ,‬عن ح سان مر سلً‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا‬

‫‪278‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ابن علية عن ابن عون‪ ,‬قال‪ :‬وجدت عند السن كتاب سرة فقرأته عليه‪,‬‬
‫فكان فيفففففففه‪ :‬ويزىء مفففففففن الضطرار غبوق أو صفففففففبوح‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا هشيم عن الصيب بن زيد التميمي‪ ,‬حدثنا السن‪ :‬أن رجلً سأل النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬م ت ي ل الرام ؟ قال‪ :‬فقال «إل م ت يروى أهلك من الل ب أو ت يء‬
‫ميتم»‪ .‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا سلمة عن ابن إسحاق‪ ,‬حدثن عمر بن عبد ال بن عروة‪ ,‬عن جده‬
‫عروة بن الزب ي‪ ,‬عن جد ته‪ :‬أن رجلً من العراب أ تى ال نب صلى ال عليه و سلم ي ستفتيه ف الذي‬
‫حرم ال عل يه‪ ,‬والذي أ حل له‪ ,‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «ي ل لك الطيبات‪ ,‬ويرم عل يك‬
‫البائث‪ ,‬إل أن تفتقر إل طعام لك‪ ,‬فتأكل منه حت تستغن عنه»‪ .‬فقال الرجل‪ :‬وما فقري الذي يل‬
‫ل و ما غنائي الذي يغني ن عن ذلك ؟ فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «إذا ك نت تر جو غناء تطل به‬
‫فتبلغ من ذلك شيئا فأطعم أهلك ما بدا لك حت تستغن عنه» فقال العرا ب‪ :‬ما غنائي الذي أدعه‬
‫إذا وجدته‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم «إذا أرويت أهلك غبوقا من الليل‪ ,‬فاجتنب ما حرم ال عليك‬
‫ففففه حرام»‪.‬‬ ‫ففففس فيف‬ ‫ففففور كله فليف‬ ‫ففففه ميسف‬ ‫ففففن طعام مالك‪ ,‬فإنف‬ ‫مف‬
‫ومع ن قوله « ما ل ت صطبحوا» يع ن به الغداء «و ما ل تغتبقوا» يع ن به العشاء «أو تتفئوا بقل‬
‫فشأن كم ب ا» فكلوا من ها‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬يروى هذا الرف‪ ,‬يع ن قوله «أو تتفئوا» على أرب عة‬
‫أوجفه‪ :‬تفؤا بالمزة‪ ,‬وتتفيوا‪ :‬بتخفيفف الياء والاء‪ ,‬وتتفوا بتشديفد‪ ,‬وتتفوا بالاء وبالتخفيفف‪,‬‬
‫ويتمفففففففل المفففففففز‪ ,‬كذا رواه فففففففف التفسفففففففي‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال أبو داود‪ :‬حدثنا هارون بن عبد ال‪ ,‬حدثنا الفضل بن دكي‪ ,‬حدثنا وهب‬
‫بن عقبة العامري‪ ,‬سعت أب يدث عن النجيع العامري أنه أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫ما يل لنا من اليتة ؟ قال «ما طعامكم» ؟ قلنا‪ :‬نصطبح ونغتبق‪ .‬قال أبو نعيم‪ :‬فسره ل عقبة‪ ,‬قدح‬
‫غدوة وقدح عشية‪ ,‬قال‪ :‬ذاك وأب الوع‪ ,‬وأحل لم اليتة على هذه الال‪ .‬تفرد به أبو داود وكأنم‬
‫كانوا ي صطبحون ويغتبقون شيئا ل يكفي هم‪ ,‬فأ حل ل م الي تة لتمام كفايت هم و قد ي تج به من يرى‬
‫فد ذلك بسففد الرمففق‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫فع‪ ,‬ول يتقيف‬ ‫فد الشبف‬ ‫ف يبلغ حف‬ ‫فل منهففا حتف‬ ‫جواز الكف‬
‫(حديث آخر) ف قال أبو داود‪ :‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬حدثنا ساك عن جابر عن‬
‫ل نزل الرة وم عه أهله وولده‪ ,‬فقال له ر جل‪ :‬إن ناق ت ضلت‪ ,‬فإن وجدت ا فأم سكها‪,‬‬ ‫سرة‪ :‬أن رج ً‬
‫فوجدها ول يد صاحبها‪ ,‬فمرضت‪ ,‬فقالت له امرأته‪ :‬انرها فأب‪ ,‬فنفقت فقالت له امرأته‪ :‬اسلخها‬

‫‪279‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حت تقدد شحمها ولمها فنأكله‪ ,‬قال‪ :‬ل حت أسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأتاه فسأله‪,‬‬
‫فقال « هل عندك غ ن يغن يك ؟» قال‪ :‬ل‪ ,‬قال «فكلو ها» قال‪ :‬فجاء صاحبها فأ خبه ال ب‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫هل كنت نرتا ؟ قال استحييت منك‪ ,‬تفرد به‪ ,‬وقد يتج به من يوز الكل والشبع والتزود منها‬
‫مدة يغلب على ظنففففففففففففه الحتياج إليهففففففففففففا و ال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬غ ي متجا نف ل ث} أي متعاط لع صية ال‪ ,‬فإن ال قد أباح ذلك له و سكت عن الَ خر‪,‬‬
‫كما قال ف سورة البقرة {فمن اضطر غي باغ ول عاد فل إث عليه إن ال غفور رحيم} وقد استدل‬
‫بذه الَ ية من يقول بأن العا صي ب سفره ل يتر خص بش يء من ر خص ال سفر‪ ,‬لن الر خص ل تنال‬
‫بالعاصفففففففففففففففففففففففففففففففففي‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ح ُمكَّلبِيَ ُتعَلّمُوَنهُ ّن مِمّا‬


‫جوَارِ ِ‬‫ت َومَا عَلّ ْمتُ ْم مّ َن الْ َ‬ ‫سأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلّ َلهُ مْ قُلْ أُ ِحلّ َلكُ مُ ال ّطّيبَا ُ‬ ‫** يَ ْ‬
‫عَلّ َمكُ مُ اللّ هُ َفكُلُواْ مِمّآ َأمْ سَكْ َن عََلْيكُ ْم وَاذْكُرُواْ ا سْمَ اللّ ِه عََليْ ِه وَاتّقُواْ اللّ هَ إِ نّ اللّ هَ سَرِي ُع الْحِ سَابِ‬
‫ل ا ذ كر تعال ما حر مه ف الَ ية التقد مة من البائث الضارة لتناول ا إ ما ف بد نه أو ف دي نه أو‬
‫فيهما‪ ,‬واستثن ما استثناه ف حالة الضرورة كما قال تعال‪{ :‬وقد فصل لكم ما حرم عليكم إل ما‬
‫اضطررت إليه} قال بعدها {يسألونك ماذا أحل لم قل أحل لكم الطيبات} كما ف سورة العراف‬
‫ف صفة ممد صلى ال عليه وسلم أنه يل لم الطيبات‪ ,‬ويرم عليهم البائث‪ ,‬قال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال بن أب بكي‪ ,‬حدثن عبد ال بن ليعة‪ ,‬حدثن عطاء بن دينار‬
‫عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن عدي بن حا ت وز يد بن مهل هل الطائي ي‪ ,‬سأل ر سول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال قد حرم ال اليتة‪ ,‬فماذا يل لنا منها ؟ فنلت {يسألونك ماذا أحل لم قل‬
‫أحل لكم الطيبات} قال سعيد‪ :‬يعن الذبائح اللل الطيبة لم‪ .‬وقال مقاتل‪ :‬الطيبات ما أحل لم من‬
‫كل شيء أن يصيبوه وهو اللل من الرزق‪ ,‬وقد سئل الزهري عن شرب البول للتداوي فقال‪ :‬ليس‬
‫هو من الطيبات‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬وقال ابن وهب‪ :‬سئل مالك عن بيع الطي الذي يأكله الناس‪,‬‬
‫فقال‪ :‬ليففففففففففس هففففففففففو مففففففففففن الطيبات‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و ما علم تم من الوارح مكلب ي} أي أ حل ل كم الذبائح ال ت ذ كر ا سم ال علي ها‪,‬‬
‫والطيبات من الرزق‪ ,‬وأ حل لكم ما صدتوه بالوارح‪ ,‬وهي الكلب والفهود والصقور وأشباهها‪,‬‬
‫كما هو مذهب المهور من الصحابة والتابعي والئمة‪ ,‬ومن قال ذلك علي بن أب طلحة عن ابن‬

‫‪280‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عباس ف قوله‪{ :‬و ما علم تم من الوارح مكلب ي} و هن الكلب العل مة‪ ,‬والبازي‪ ,‬و كل ط ي يعلم‬
‫لل صيد والوارح‪ ,‬يع ن الكلب الضواري والفهود وال صقور وأشباه ها‪ .‬رواه ا بن أ ب حا ت‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫وروي عن خيثمة وطاوس وماهد ومكحول ويي بن أب كثي نو ذلك‪ ,‬وروي عن السن أنه قال‪:‬‬
‫الباز والصقر من الوارح‪ ,‬وروي عن علي بن السي مثله‪ ,‬ث روي عن ماهد أنه كره صيد الطي‬
‫كله‪ ,‬وقرأ قوله {وما علمتم من الوارح مكلبي} قال‪ :‬وروي عن سعيد بن جبي نو ذلك‪ ,‬ونقله‬
‫ابن جرير عن الضحاك والسدي‪ ,‬ث قال‪ :‬حدثنا هناد‪ ,‬حدثنا ابن أب زائدة‪ ,‬أخبنا ابن جريج عن‬
‫نافع‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬أما ما صاد من الطي البازات وغيها من الطي‪ ,‬فما أدركت فهو لك وإل‬
‫فل تطعمفه‪ ,‬قلت‪ :‬والحكفي عفن المهور إن الصفيد بالطيور كالصفيد بالكلب لنفه تكلب الصفيد‬
‫بخالب ها ك ما تكل به الكلب‪ ,‬فل فرق‪ ,‬و هو مذ هب الئ مة الرب عة وغي هم واختاره ا بن جر ير‪,‬‬
‫واحتج ف ذلك با رواه عن هناد‪ ,‬حدثنا عيسى بن يونس عن مالد‪ ,‬عن الشعب‪ ,‬عن عدي بن حات‪,‬‬
‫قال‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن صيد البازي فقال‪« :‬ما أمسك عليك فكل» واستثن‬
‫المام أحد صيد الكلب السود‪ ,‬لنه عنده ما يب قتله ول يل اقتناؤه لا ثبت ف صحيح مسلم عن‬
‫أب ذر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «يقطع الصلة المار والرأة والكلب السود» فقلت‪:‬‬
‫ما بال الكلب السود من الحر ؟ فقال‪« :‬الكلب السود شيطان»‪ .‬وف الديث الَخر أن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم أ مر بق تل الكلب‪ ,‬ث قال « ما بال م وبال الكلب‪ ,‬اقتلوا من ها كل أ سود‬
‫بيم» وسيت هذه اليوانات الت يصطاد بن جوارح من الرح‪ ,‬وهو الكسب‪ ,‬كما تقول العرب‪:‬‬
‫فلن جرح أهله خيا‪ ,‬أي كسفبهم خيا‪ ,‬ويقولون‪ :‬فلن ل جارح له أي ل كاسفب له‪ ,‬وقال ال‬
‫تعال‪{ :‬ويعلم ما جرحتم بالنهار} أي ما كسبتم من خي وشر‪ ,‬وقد ذكر ف سبب نزول هذه الَية‬
‫الشري فة الد يث الذي رواه ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا حجاج بن حزة‪ ,‬حدث نا ز يد بن حباب‪ ,‬حدث ن‬
‫يونس بن عبيدة‪ ,‬حدثن أبان بن صال عن القعقاع بن حكيم عن سلمى أم رافع‪ ,‬عن أب رافع مول‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر بقتل الكلب‪ ,‬فقلت‪ :‬فجاء‬
‫الناس فقالوا‪ :‬يفا رسفول ال مفا يلف لنفا مفن هذه المفة التف أمرت بقتلهفا ؟ فسفكت‪ ,‬فأنزل ال‬
‫{يسألونك ماذا أحل لم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الوارح مكلبي} الَية‪ ,‬فقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا أرسل الرجل كلبه وسى‪ ,‬فأمسك عليه‪ ,‬فليأكل ما ل يأكل» وهكذا رواه‬
‫ابن جرير عن أب كريب عن زيد بن الباب بإسناده عن أب رافع قال‪ :‬جاء جبيل إل النب صلى ال‬

‫‪281‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم ليستأذن عليه‪ ,‬فأذن له‪ ,‬فقال‪ :‬قد أذن لك يا رسول ال‪ ,‬قال‪ :‬أجل «ولكنا ل ندخل بيتا‬
‫فيه كلب» قال أبو رافع‪ :‬فأمرن أن أقتل كل كلب بالدينة حت انتهيت إل امرأة عندها كلب ينبح‬
‫عليها‪ ,‬فتركته رحة لا‪ ,‬ث جئت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبته‪ ,‬فأمرن فرجعت إل‬
‫الكلب فقتلته‪ ,‬فجاؤوا فقالوا‪ :‬يا رسول ال ما يل لنا من هذه المة الت أمرت بقتلها ؟ قال‪ :‬فسكت‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬قال‪ :‬فأنزل ال عز و جل {ي سألونك ماذا أ حل ل م قل أ حل ل كم‬
‫ففففففم مففففففن الوارح مكلبيفففففف}‪.‬‬ ‫ففففففا علمتف‬ ‫الطيبات ومف‬
‫ورواه الاكم ف مستدركه من طريق ممد بن إسحاق عن أبان بن صال به‪ ,‬وقال‪ :‬صحيح‪ ,‬ول‬
‫يرجاه‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا حجاج عن ابن جريج‪ ,‬عن عكرمة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث أبا رافع ف قتل الكلب حت بلغ العوال‪ ,‬فجاء عاصم بن عدي‬
‫وسعد بن خيثمة وعوي بن ساعدة‪ ,‬فقالوا‪ :‬ماذا أحل لنا يا رسول ال ؟ فنلت الَية‪ ,‬ورواه الاكم‬
‫من طريق ساك عن عكرمة‪ ,‬وكذا قال ممد بن كعب القرظي ف سبب نزول هذه الَية‪ :‬أنه ف قتل‬
‫الكلب‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬مكلبي} يتمل أن يكون حالً من الفاعل ويتمل أن يكون حالً من الفعول‪ ,‬وهو‬
‫الوارح‪ ,‬أي وما علمتم من الوارح ف حال كونن مكلبات للصيد‪ ,‬وذلك أن تقتنصه بخالبها أو‬
‫أظفارها‪ ,‬فيستدل بذلك والالة هذه على أن الارح إذا قتل الصيد بصدمته ل بخلبه وظفره‪ ,‬أنه ل‬
‫يل له‪ ,‬كما هو أحد قول الشافعي وطائفة من العلماء‪ ,‬ولذا قال {تعلمونن ما علمكم ال} وهو‬
‫أنه إذا أرسله استرسل‪ ,‬وإذا أشله استشلى‪ ,‬وإذا أخذ الصيد أمسكه على صاحبه حت ييء إليه‪ ,‬ول‬
‫يسكه لنفسه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فكلوا ما أمسكن عليكم واذكروا اسم ال عليه} فمت كان الارح‬
‫معلما وأمسفك على صفاحبه‪ ,‬وكان قفد ذكفر اسفم ال عليفه وقفت إرسفاله‪ ,‬حفل الصفيد وإن قتله‬
‫بالجاع‪ .‬وقد وردت السنة بثل ما دلت عليه هذه الَية الكرية‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي عن عدي‬
‫بن حا ت قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬إ ن أر سل الكلب العل مة وأذ كر ا سم ال! فقال «إذا أر سلت‬
‫كلبفك العلم وذكرت اسفم ال فكفل مفا أمسفك عليفك»‪ .‬قلت‪ :‬وإن قتلن ؟ قال «وإن قتلن مفا ل‬
‫يشرك ها كلب ل يس من ها‪ ,‬فإ نك إن ا سيت على كل بك ول ت سم على غيه» قلت له‪ :‬فإ ن أر مي‬
‫بالعراض ال صيد فأ صيب ؟ فقال‪ :‬إذا رم يت بالعراض فخزق فكله‪ ,‬وإن أ صابه بعرض فإ نه وق يذ فل‬
‫تأكله» وف لفظ لما «وإذا أرسلت كلبك فاذكر اسم ال‪ ,‬فإن أمسك عليك فأدركته حيا‪ ,‬فاذبه‬

‫‪282‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وإن أدرك ته قد ق تل ول يأ كل م نه فكله‪ ,‬فإن أ خذ الكلب ذكا ته» و ف روا ية ل ما «فإن أ كل فل‬
‫تأ كل‪ ,‬فإ ن أخاف أن يكون أم سك على نف سه» فهذا دل يل للجمهور‪ ,‬و هو ال صحيح من مذ هب‬
‫الشافعي‪ ,‬وهو أ نه إذا أ كل الكلب من ال صيد يرم مطلقا‪ ,‬ول يستفصلوا ك ما ورد بذلك الديث‪,‬‬
‫ففف قالوا‪ :‬ل يرم مطلقا‪.‬‬ ‫فففلف أنمف‬ ‫فففن السف‬ ‫فففة مف‬ ‫فففن طائفف‬ ‫فففي عف‬ ‫وحكف‬

‫ذكفففففففففففففففففففففففففففففففففففر الَثار بذلك‬


‫قال ا بن جرير‪ :‬حدث نا هناد‪ ,‬حدثنا وك يع عن شع بة‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن سعيد بن ال سيب‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫سلمان الفارسي‪ :‬كل وإن أكل ثلثيه ف يعن الصيد ف إذا أكل منه الكلب‪ ,‬وكذا رواه سعيد بن أب‬
‫عروبة وعمر بن عامر عن قتادة‪ ,‬وكذا رواه ممد بن زيد عن سعيد بن السيب عن سلمان‪ ,‬ورواه‬
‫ابن جرير أيضا عن ماهد بن موسى‪ ,‬عن يزيد‪ ,‬عن حيد‪ ,‬عن بكر بن عبد ال الزن‪ ,‬والقاسم بن‬
‫سلمان قال‪ :‬إذا أ كل الكلب فكل‪ ,‬وإن أ كل ثلثيه‪ ,‬وقال ا بن جرير‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪,‬‬
‫أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن مرمة بن بكي عن أبيه‪ ,‬عن حيد بن مالك بن خيثم الدؤل أنه سأل سعد‬
‫بن أب وقاص عن الصيد يأكل منه الكلب‪ ,‬فقال‪ :‬كل وإن ل يبق منه إل حذية‪ ,‬يعن بضعة‪ ,‬ورواه‬
‫شعبة عن عبد ربه بن سعيد‪ ,‬عن بكي بن الشج‪ ,‬عن سعيد بن السيب‪ ,‬عن سعد بن أب وقاص‪,‬‬
‫قال‪ :‬كفففففففففففل وإن أكفففففففففففل ثلثيفففففففففففه‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن الثن‪ ,‬حدثنا عبد العلى‪ ,‬حدثنا داود عن عامر‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫إذا أرسلت كلبك فأكل منه‪ ,‬فإن أكل ثلثيه وبقي ثلثه فكله‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن عبد‬
‫العلى‪ ,‬حدث نا العت مر قال‪ :‬سعت ع بد ال‪ ,‬وحدث نا هناد‪ ,‬حدث نا عبدة عن عب يد ال بن ع مر‪ ,‬عن‬
‫نافع‪ ,‬عن عبد ال بن ع مر قال‪ :‬إذا أرسلت كلبك العلم وذكرت اسم ال فكل ما أمسك عليك‪,‬‬
‫أكل أو ل يأكل‪ ,‬وكذا رواه عبيد ال بن عمر وابن أب ذئب وغي واحد عن نافع‪ ,‬فهذه الَثار ثابتة‬
‫عن سلمان وسعد بن أب وقاص وأب هريرة وابن عمر‪ ,‬وهو مكي عن علي وابن عباس‪ ,‬واختلف‬
‫ف يه عن عطاء وال سن الب صري‪ ,‬و هو قول الزهري وربي عة ومالك‪ ,‬وإل يه ذ هب الشاف عي ف القد ي‬
‫وأومفففففففففأ إليفففففففففه فففففففففف الديفففففففففد‪.‬‬
‫وقد روي من طريق سلمان الفارسي مرفوعا‪ ,‬فقال ا بن جرير‪ :‬حدثنا عمران بن بكار الكلعي‪,‬‬
‫حدثنا عبد العزيز بن موسى اللحون‪ ,‬حدثنا ممد بن دينار وهو الطاجي عن أب إياس معاوية بن‬

‫‪283‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قرة‪ ,‬عن سعيد بن السيب‪ ,‬عن سلمان الفارسي‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إذا أرسل‬
‫الر جل كل به على ال صيد فأدر كه و قد أ كل م نه فليأ كل ما ب قي» ث قال ا بن جر ير‪ :‬و ف إ سناد هذا‬
‫الديث نظر‪ ,‬وسعيد غي معلوم له ساع من سلمان‪ ,‬والثقات يروونه من كلم سلمان غي مرفوع‪,‬‬
‫وهذا الذي قاله ابن جرير صحيح‪ ,‬لكن قد روي هذا العن مرفوعا من وجوه أخر‪ ,‬فقال أبو داود‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن منهال الضرير‪ ,‬حدثنا يزيد بن زريع‪ ,‬حدثنا حبيب العلم عن عمرو بن شعيب‪ ,‬عن‬
‫أبيه‪ ,‬عن جده أن أعرابيا يقال له أبو ثعلبة قال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن ل كلبا مكلبة‪ ,‬فأفتن ف صيدها‪,‬‬
‫فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «إن كان لك كلب مكل بة‪ ,‬ف كل م ا أم سكن عل يك» فقال‪ :‬ذكيا‬
‫وغي ذكي‪ ,‬وإن أكل منه ؟ قال «نعم وإن أكل منه» فقال‪ :‬يارسول ال أفتن ف قوسي‪ ,‬قال «كل‬
‫ما ردت عليك قوسك» قال‪ :‬ذكيا وغي ذكي ؟ «وإن تغيب عنك ما ل يضلّ أو تد فيه أثر غي‬
‫سهمك» قال‪ :‬أفت ن ف آن ية الجوس إذا اضطرر نا إلي ها‪ ,‬قال «اغ سلها و كل في ها» هكذا رواه أ بو‬
‫داود‪ ,‬وقد أخرجه النسائي‪ ,‬وكذا رواه أبو داود من طريق يونس بن سيف‪ ,‬عن أب إدريس الولن‬
‫عن أب ثعلبة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم ال فكل‬
‫وإن أكل منه‪ ,‬وكل ما ردت عليك يدك» وهذان إسنادان جيدان‪ ,‬وقد روى الثوري عن ساك بن‬
‫حرب‪ ,‬عن عدي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه و سلم « ما كان من كلب ضار أم سك عليك‬
‫فكل» قلت‪ :‬وإن أكل ؟ قال «نعم»‪ .‬وروى عبد اللك بن حبيب‪ :‬حدثنا أسد بن موسى عن ابن أب‬
‫زائدة‪ ,‬عن الشعب‪ ,‬عن عدي بثله‪ ,‬فهذه آثار دالة على أنه يغتفر‪ ,‬وإن أكل منه الكلب‪ ,‬وقد احتج‬
‫با من ل يرم الصيد بأكل الكلب وما أشبهه‪ ,‬كما تقدم عمن حكيناه عنهم‪ ,‬وقد توسط آخرون‬
‫فقالوا‪ :‬إن أكل عقب ما أمسكه فإنه يرم لديث عدي بن حات‪ ,‬وللعلة الت أشار إليها النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم «فإن أ كل فل تأ كل‪ ,‬فإ ن أخاف أن يكون أم سك على نف سه» وأ ما إن أم سكه ث‬
‫انتظر صاحبه فطال عليه وجاع فأكل منه لوعه‪ ,‬فإنه ل يؤثر ف التحري وحلوا على ذلك حديث‬
‫أبفف ثعلبففة الشنفف‪ .‬وهذا تفريففق حسففن‪ ,‬وجعفف بيفف الديثيفف صففحيح‪.‬‬
‫وقد تن الستاذ أبو العال الوين ف كتابه «النهاية» أن لو فصل مفصل هذا التفصيل وقد حقق‬
‫ال أمنيته‪ ,‬وقال بذا القول والتفر يق طائفة من ال صحاب من هم‪ .‬وقال آخرون قو ًل رابعا ف ال سألة‬
‫وهو التفرقة بي أكل الكلب فيحرم لديث عدي‪ ,‬وبي أكل الصقور ونوها فل يرم لنه ل يقبل‬
‫التعليم إل بالكل‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا أسباط بن ممد‪ ,‬حدثنا أبو إسحاق‬

‫‪284‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشيبان عن حاد‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬عن ابن عباس أنه قال ف الطي‪ :‬إذا أرسلته فقتل فكل‪ ,‬فإن الكلب إذا‬
‫ضربته ل يعد وإن تعلم الطي أن يرجع إل صاحبه وليس يضرب‪ ,‬فإذا أكل من الصيد ونتف الريش‬
‫ف كل‪ ,‬وكذا قال إبراه يم النخ عي والش عب وحاد بن أ ب سليمان‪ ,‬و قد ي تج لؤلء ب ا رواه ا بن أ ب‬
‫حات‪ ,‬حدثنا أبو سعيد‪ ,‬حدثنا الحارب‪ ,‬حدثنا مالد عن الشعب‪ ,‬عن عدي بن حات قال‪ :‬قلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ,‬إنا قوم نصيد بالكلب والبزاة‪ ,‬فما يل لنا منها ؟ قال «يل لكم ما علمتم من الوارح‬
‫مكلبي تعلمونن ما علمكم ال‪ ,‬فكلوا ما أمسكن عليكم واذكروا اسم ال عليه ث قال ما أرسلت‬
‫من كلب وذكرت اسم ال عليه فكل ما أمسك عليك» قلت‪ :‬وإن قتل ؟ قال «وإن قتل مال يأكل»‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬وإن خالطت كلبنا كلبا غيها ؟ قال «فل تأكل حت تعلم أن كلبك هو الذي‬
‫أم سك»‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬إ نا قوم نر مي ف ما ي ل ل نا ؟ قال « ما ذكرت ا سم ال عل يه وخز قت ف كل»‪.‬‬
‫فوجفه الدللة لمف أنفه اشترط فف الكلب أن ل يأكفل‪ ,‬ول يشترط ذلك فف البزاة‪ ,‬فدل على التفرقفة‬
‫بينهمففففففففففا ففففففففففف الكففففففففففم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فكلوا ما أمسكن عليكم واذكروا اسم ال عليه} أي عند إرساله له كما قال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم لعدي بن حا ت «إذا أرسلت كلبك العلم‪ ,‬وذكرت ا سم ال‪ ,‬فكل ما أمسك‬
‫عليك» وف حديث أب ثعلبة الخرج ف الصحيحي أيضا «إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم ال‪ ,‬وإذا‬
‫رم يت ب سهمك فاذ كر ا سم ال» ولذا اشترط من اشترط من الئ مة كالمام أح د رح ه ال ف‬
‫الشهور عنه‪ ,‬التسمية عند إرسال الكلب‪ ,‬والرمي بالسهم‪ ,‬لذه الَية وهذا الديث‪ ,‬وهذا القول هو‬
‫الشهور عن المهور أن الراد بذه الَية المر بالتسمية عند الرسال كما قال السدي وغيه‪ ,‬وقال‬
‫علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله {واذكروا اسم ال عليه} يقول‪ :‬إذا أرسلت جارحك فقل‪:‬‬
‫باسم ال‪ ,‬وإن نسيت فل حرج‪ ,‬وقال بعض الناس‪ :‬الراد بذه الَية المر بالتسمية عند الكل‪ ,‬كما‬
‫ثبت ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم علم ربيبه عمر بن أب سلمة فقال «سمّ ال‬
‫وكل بيمينك وكل ما يليك»‪ .‬وف صحيح البخاري عن عائشة أنم قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن قوما‬
‫يأتون نا حد يث عهد هم بك فر بلحمان ل ندري أذ كر ا سم ال علي ها أم ل ؟ فقال « سوا ال أن تم‬
‫وكلوا»‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا هشام عن بديل‪ ,‬عن عبد ال بن عبيد بن‬
‫عمي‪ ,‬عن عائشة‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يأكل الطعام ف ستة نفر من أصحابه‪,‬‬

‫‪285‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فجاء أعراب فأكله بلقمتي‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «أما إنه لو كان ذكر اسم ال لكفاكم‪,‬‬
‫فإذا أكل أحدكم طعاما فليذكر اسم ال‪ ,‬فإن نسي أن يذكر اسم ال ف أوله‪ ,‬فليقل‪ :‬باسم ال أوله‬
‫وآخره»‪ ,‬وهكذا رواه ابن ماجه عن أب بكر بن أب شيبة‪ ,‬عن يزيد بن هارون به‪ ,‬وهذا منقطع بي‬
‫عبد ال بن عبيد بن عمي وعائشة فإنه ل يسمع منها هذا الديث بدليل ما رواه المام أحد‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الوهاب‪ ,‬أخبنا هشام يعن ابن أب عبد ال الدستوائي‪ ,‬عن بديل‪ ,‬عن عبد ال بن عبيد بن عمي‪:‬‬
‫أن امرأة من هم يقال ل ا أم كلثوم حدث ته عن عائ شة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان يأ كل‬
‫طعاما ف ستة ن فر من أ صحابه‪ ,‬فجاء أعرا ب جائع فأكله بلقمت ي‪ ,‬فقال «أ ما إ نه لو ذ كر ا سم ال‬
‫لكفاكم‪ ,‬فإذا أكل أحدكم فليذكر اسم ال‪ ,‬فإن نسي اسم ال ف أوله‪ ,‬فليقل باسم ال أوله وآخره»‬
‫رواه أحد أيضا وأبو داود والترمذي والنسائي من غي وجه عن هشام الدستوائي به‪ ,‬وقال الترمذي‪:‬‬
‫حسففففففففففففففففففن صففففففففففففففففففحيح‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف وقال أحد‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ,‬حدثنا يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا جابر بن صبح‪,‬‬
‫حدثن الثن بن عبد الرحن الزاعي وصحبته إل واسط‪ ,‬فكان يسمي ف أول طعامه‪ ,‬وف آخر لقمة‬
‫يقول‪ :‬باسم ال أوله وآخره‪ ,‬فقلت له‪ :‬إنك تسمي ف أول ما تأكل‪ ,‬أرأيت قولك ف آخر ما تأكل‬
‫باسم ال أوله وآخره‪ ,‬فقال‪ :‬أخبك أن جدي أمية بن مشي وكان من أصحاب النب صلى ال عليه‬
‫وسلم سعته يقول‪ :‬إن رجلً كان يأكل والنب ينظر فلم يسم حت كان آخر طعامه لقمة‪ ,‬قال‪ :‬باسم‬
‫ال أوله وآخره‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «وال ما زال الشيطان يأكل معه حت سى‪ ,‬فلم يبق‬
‫شيء ف بطنه حت قاءه» وهكذا رواه أبو داود والنسائي من حديث جابر بن صبح الراسب أب بشر‬
‫فة‪.‬‬‫فه حجف‬ ‫فح الزدي‪ :‬ل تقوم بف‬ ‫فو الفتف‬‫فائي‪ ,‬وقال أبف‬
‫فن معيف والنسف‬ ‫فه ابف‬‫فري‪ ,‬ووثقف‬‫البصف‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن خيثمة عن أب حذيفة ف‬
‫قال أبو عبد الرحن عبد ال بن المام أحد واسه سلمة بن اليثم بن صهيب ف من أصحاب ابن‬
‫م سعود‪ ,‬عن حذي فة‪ ,‬قال‪ :‬ك نا إذا حضر نا مع ال نب على طعام ل ن ضع أيدي نا ح ت يبدأ ر سول ال‬
‫فيضع يده‪ ,‬وإنا حضرنا معه طعاما‪ ,‬فجاءت جارية كأنا تدفع فذهبت تضع يدها ف الطعام‪ ,‬فأخذ‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بيد ها‪ ,‬وجاء أعرا ب كأن ا يد فع فذ هب ي ضع يده ف الطعام فأ خذ‬
‫رسول ال بيده‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن الشيطان يستحل الطعام إذا ل يذكر اسم‬
‫ال عليه‪ ,‬وإنه جاء بذه الارية ليستحل با‪ ,‬فأخذت بيدها‪ ,‬وجاء بذا العراب ليستحل به فأخذت‬

‫‪286‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بيده‪ ,‬والذي نف سي بيده إن يده ف يدي مع يديه ما» يع ن الشيطان‪ ,‬وكذا رواه م سلم وأ بو داود‬
‫والنسففففففائي‪ ,‬مففففففن حديففففففث العمففففففش بففففففه‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف روى مسلم وأهل السنن‪ ,‬إل الترمذي من طريق ابن جريج‪ ,‬عن أب الزبي‪ ,‬عن‬
‫جابر بن ع بد ال عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إذا د خل الر جل بي ته فذ كر ال ع ند دخوله‬
‫وعند طعامه‪ ,‬قال الشيطان ل مبيت لكم ول عشاء‪ ,‬وإذا دخل ول يذكر اسم ال عند دخوله‪ ,‬قال‬
‫الشيطان‪ :‬أدركتم البيت‪ ,‬فإذا ل يذكر اسم ال عند طعامه‪ ,‬قال‪ :‬أدركتم البيت والعشاء» لفظ أب‬
‫داود‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ,‬عن وحشي بن‬
‫حرب عن أبيه‪ ,‬عن جده‪ ,‬أن رجلً قال للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إنا نأكل ول نشبع‪ .‬قال «فلعلكم‬
‫تأكلون متفرقيف اجتمعوا على طعامكفم واذكروا اسفم ال يبارك لكفم فيفه» ورواه أبفو داود‪ ,‬وابفن‬
‫ماجفففففه‪ ,‬مفففففن طريفففففق الوليفففففد بفففففن مسفففففلم‪.‬‬

‫صنَاتُ‬‫** اْلَيوْ مَ أُحِلّ َلكُ مُ الطّّيبَا تُ َو َطعَا ُم الّذِي نَ أُوتُوْا الْ ِكتَا بَ حِلّ ّلكُ ْم َو َطعَامُكُ مْ حِلّ ّل ُه ْم وَالْمُحْ َ‬
‫ي َغيْرَ‬
‫صنِ َ‬
‫ت مِ َن الّذِي نَ أُوتُواْ اْل ِكتَا بَ مِن َقبِْلكُ مْ ِإذَآ آتَْيتُمُوهُ نّ أُجُو َرهُ ّن مُحْ ِ‬
‫صنَا ُ‬ ‫ت وَالْمُحْ َ‬‫مِ َن الْ ُم ْؤمِنَا ِ‬
‫ط عَمَلُ ُه َو ُهوَ فِي الَ ِخ َرةِ مِ َن الْخَا ِسرِي َن لا‬
‫ي وَ َل ُمتّخِذِيَ أَخْدَا ٍن َومَن َي ْكفُ ْر بِالِيَا نِ َفقَدْ َحبِ َ‬ ‫مُ سَاِفحِ َ‬
‫ذكر تعال ما حرمه على عباده الؤمني‪ ,‬من البائث وماأحله لم من الطيبات‪ .‬قال بعده {اليوم أحل‬
‫ل كم الطيبات} ث ذ كر ح كم ذبائح أ هل الكتاب ي‪ ,‬من اليهود والن صارى فقال {وطعام الذ ين أوتوا‬
‫الكتاب حل ل كم} قال ا بن عباس وأ بو أما مة وما هد و سعيد بن جبي‪ ,‬وعكر مة وعطاء وال سن‪,‬‬
‫ومكحول وإبراه يم النخ عي‪ ,‬وال سدي ومقا تل بن حيان‪ :‬يع ن ذبائح هم‪ ,‬وهذا أ مر م مع عل يه ب ي‬
‫العلماء‪ ,‬أن ذبائحهفم حلل للمسفلمي‪ ,‬لنمف يعتقدون تريف الذبفح لغيف ال‪ ,‬وليذكرون على‬
‫ذبائحهففم إل اسففم ال‪ ,‬وإن اعتقدوا فيففه تعال مففا هففو منه عنففه‪ ,‬تعال وتقدس‪.‬‬
‫وقد ثبت ف الصحيح‪ :‬عن عبد ال بن مغفل‪ ,‬قال‪ :‬أدل براب من شحم يوم خيب فحضنته وقلت‪:‬‬
‫ل أعطي اليوم من هذا أحدا‪ ,‬والتفت فإذا النب صلى ال عليه وسلم يبتسم‪ ,‬فاستدل به الفقهاء‪ ,‬على‬
‫أنه يوز تناول ما يتاج إليه من الطعمة ونوها من الغنيمة‪ ,‬قبل القسمة‪ ,‬وهذا ظاهر‪ ,‬واستدل به‬
‫الفقهاء النف ية والشافع ية والنابلة‪ ,‬على أ صحاب مالك ف منع هم‪ ,‬أ كل ما يعت قد اليهود تري ه من‬

‫‪287‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذبائحهفم‪ ,‬كالشحوم ونوهفا ماف حرم عليهفم‪ ,‬فالالكيفة ل يوزون للمسفلمي أكله‪ ,‬لقوله تعال‪:‬‬
‫{وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم} قالوا‪ :‬وهذا ليس من طعامهم‪ ,‬واستدل عليهم المهور بذا‬
‫الد يث‪ ,‬و ف ذلك ن ظر‪ ,‬ل نه قض ية ع ي‪ ,‬ويت مل أن يكون شحما‪ ,‬يعتقدون حله كش حم الظ هر‬
‫والوايا ونوها‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وأجود منه ف الدللة‪ ,‬ما ثبت ف الصحيح‪ ,‬أن أهل خيب أهدوا لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم شاة مصلية‪ ,‬وقد سوا ذراعها وكان يعجبه الذراع‪ ,‬فتناوله فنهش منه نشة‬
‫فأخبه الذراع أنه مسموم فلفظه‪ ,‬وأثر ذلك ف ثنايا رسول ال صلى ال عليه وسلم وف أبره‪ ,‬وأكل‬
‫معه منها بشر بن الباء بن معرور فمات فقتل اليهودية الت ستها‪ ,‬وكان اسها زينب‪ ,‬ووجه الدللة‬
‫منه أنه عزم على أكلها ومن معه‪ ,‬ول يسألم هل نزعوا منها ما يعتقدون تريه من شحمها أم ل‪.‬‬
‫و ف الد يث الَ خر‪ :‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬أضا فه يهودي‪ ,‬على خ بز شع ي وإهالة‬
‫سنخة‪ ,‬يعن ودكا زنا‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬قرىء على العباس بن الوليد بن مزيد‪ ,‬أخبنا ممد بن‬
‫شعيفب‪ ,‬أخفبن النعمان بفن النذر‪ ,‬عفن مكحول قال‪ :‬أنزل ال {ول تأكلوا ماف ل يذكفر اسفم ال‬
‫عليه} ث نسخه الرب عز وجل‪ ,‬ورحم السلمي فقال {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا‬
‫الكتاب} فنسخها بذلك‪ ,‬وأحل طعام أهل الكتاب‪ ,‬وف هذا الذي قاله مكحول رحه ال نظر‪ ,‬فإنه‬
‫ل يلزم من إباحته طعام أهل الكتاب‪ ,‬إباحة أكل مال يذكر اسم ال عليه لنم يذكرون اسم ال على‬
‫ذبائح هم وقرابين هم‪ ,‬و هم متعبدون بذلك‪ ,‬ولذا ل ي بح ذبائح من عدا هم من أ هل الشرك‪ ,‬و من‬
‫شاب هم‪ ,‬لن م ل يذكرون ا سم ال على ذبائح هم‪ ,‬بل ول يتوقفون في ما يأكلو نه من الل حم على‬
‫ذكاة‪ ,‬بل يأكلون اليتة بلف أهل الكتابي ومن شاكلهم من السامرة والصابئة ومن يتمسك بدين‬
‫إبراهيم وشيث وغيها من النبياء‪ ,‬على أحد قول العلماء ونصارى العرب‪ ,‬كبن تغلب وتنوخ وبرا‬
‫وجذام ولمففف وعاملة ومفففن أشبههفففم‪ ,‬ل تؤكفففل ذبائحهفففم عنفففد المهور‪.‬‬
‫وقال أبو جع فر بن جرير‪ :‬حدثنا يعقوب بن إبراه يم‪ ,‬حدثنا ا بن علية‪ ,‬عن أيوب‪ ,‬عن م مد بن‬
‫عبيدة‪ ,‬قال‪ :‬قال علي‪ :‬ل تأكلوا ذبائح ب ن تغلب‪ ,‬لن م إنا يتمسكون من النصرانية بشرب ال مر‪,‬‬
‫وكذا قال غي واحد من اللف والسلف‪ .‬وقال سعيد بن أب عروبة‪ :‬عن قتادة‪ ,‬عن سعيد بن السيب‬
‫والسن‪ ,‬أنما كانا ل يريان بأسا‪ ,‬بذبيحة نصارى بن تغلب‪ .‬وأما الجوس‪ ,‬فإنم وإن أخذت منهم‬
‫الزيفة تبعا وإلاقا لهفل الكتاب‪ ,‬فإنمف ل تؤكفل ذبائحهفم ول تنكفح نسفاؤهم‪ ,‬خلفا لبف ثور‬
‫إبراهيم بن خالد الكلب‪ ,‬أحد الفقهاء من أصحاب الشافعي وأحد بن حنبل‪ .‬ولا قال ذلك واشتهر‬

‫‪288‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنه‪ ,‬أنكر عليه الفقهاء ذلك‪ ,‬حت قال عنه المام أحد‪ :‬أبو ثور كاسه‪ ,‬يعن ف هذه السألة‪ ,‬وكأنه‬
‫ت سك بعموم حد يث روي مر سلً عن ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قال « سنوا ب م سنة أ هل‬
‫الكتاب» ولكن ل يثبت بذا اللفظ‪ ,‬وإنا الذي ف صحيح البخاري‪ ,‬عن عبد الرحن بن عوف‪ ,‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬أخذ الزية من موس هجر‪ ,‬ولو سلم صحة هذا الديث‪ ,‬فعمومه‬
‫مصوص بفهوم هذه الَية {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم} فدل بفهومه مفهوم الخالفة على‬
‫أن طعام من عداهم من أهل الديان‪ ,‬ل يل‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وطعامكم حل لم} أي ويل لكم أن‬
‫تطعموهم من ذبائحكم‪ ,‬وليس هذا إخبارا عن الكم عندهم‪ ,‬اللهم إل أن يكون خبا عما أمروا‬
‫به‪ ,‬من الكل من كل طعام‪ ,‬ذكر اسم ال عليه‪ ,‬سواء كان من أهل ملتهم أو غيها‪ ,‬والول أظهر‬
‫ف الع ن‪ ,‬أي ول كم أن تطعمو هم من ذبائح كم ك ما أكل تم من ذبائح هم‪ ,‬وهذا من باب الكافأة‬
‫والقابلة والجازاة‪ ,‬كما ألبس النب صلى ال عليه وسلم ثوبه لعبد ال بن أب ابن سلول‪ ,‬حي مات‬
‫ودفنه فيه‪ ,‬قالوا‪ :‬لنه كان قد كسا العباس حي قدم الدينة ثوبه‪ ,‬فجازاه النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ذلك بذلك‪ ,‬فأ ما الد يث الذي ف يه «ل ت صحب إل مؤمنا‪ ,‬ول يأ كل طعا مك إل ت قي» فمحمول‬
‫على الندب والسفففففففففففففففففففففففففففتحباب‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والح صنات من الؤمنات} أي وأ حل ل كم نكاح الرائر العفائف من الن ساء الؤمنات‪,‬‬
‫وذكر هذا توطئة لا بعده‪ ,‬وهو قوله تعال‪{ :‬والحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} فقيل‬
‫أراد بالحصفنات الرائر‪ ,‬دون الماء‪ ,‬حكاه ابفن جريفر عفن ماهفد‪ ,‬وإناف قال ماهفد‪ :‬الحصفنات‬
‫الرائر‪ ,‬فيحتمفل أن يكون أراد مفا حكاه عنفه‪ ,‬ويتمفل أن يكون أراد بالرة العفيففة‪ ,‬كمفا قال فف‬
‫الرواية الخرى عنه‪ ,‬وهو قول المهور ههنا‪ ,‬وهو الشبه‪ ,‬لئل يتمع فيها أن تكون ذمية‪ ,‬وهي مع‬
‫ذلك غي عفيفة‪ ,‬فيفسد حالا بالكلية ويتحصل زوجها على ما قيل ف الثل‪« :‬حشفا وسوء كيلة»‬
‫والظاهفر مفن الَيفة أن الراد مفن الحصفنات العفيفات عفن الزنفا‪ ,‬كمفا قال تعال فف الَيفة الخرى‬
‫{م صنات غ ي م سافحات ول متخذات أخدان} ث اختلف الف سرون والعلماء ف قوله تعال‪:‬‬
‫{والحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} هل يعم كل كتابية عفيفة‪ ,‬سواء كانت حرة أو‬
‫أمة‪ ,‬حكاه ابن جرير عن طائفة من السلف‪ ,‬من فسر الحصنة بالعفيفة‪ ,‬وقيل‪ :‬الراد بأهل الكتاب‬
‫ههنا السرائيليات‪ ,‬وهو مذهب الشافعي‪ .‬وقيل‪ :‬الراد بذلك الذميات دون الربيات‪ ,‬لقوله‪{ :‬قاتلوا‬
‫الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الَخر} الَية‪ ,‬وقد كان عبد ال بن عمر ل يرى التزويج بالنصرانية‪,‬‬

‫‪289‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ويقول‪ :‬ل أعلم شركا أعظفم مفن أن تقول إن رباف عيسفى‪ ,‬وقفد قال ال تعال‪{ :‬ول تنكحوا‬
‫الشركات حتفففففففففف يؤمففففففففففن} الَيففففففففففة‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن حات بن سليمان الؤدب‪ ,‬حدثنا القاسم بن مالك‬
‫يعنف الزنف‪ ,‬حدثنفا إسفاعيل بفن سفيع عفن أبف مالك الغفاري‪ ,‬قال نزلت هذه الَيفة {ول تنكحوا‬
‫الشركات حت يؤمن} قال فحجز الناس عنهن حت نزلت الَية الت بعدها {والحصنات من الذين‬
‫أوتوا الكتاب من قبلكم} فنكح الناس نساء أهل الكتاب‪ ,‬وقد تزوج جاعة من الصحابة من نساء‬
‫الن صارى‪ ,‬ول يروا بذلك بأ سا أخذا بذه الَ ية الكري ة {والح صنات من الذ ين أوتوا الكتاب من‬
‫قبلكفم} فجعلوا هذه مصفصة للتف ف سفورة البقرة {ول تنكحوا الشركات حتف يؤمفن} إن قيفل‬
‫بدخول الكتابيات ف عمومها‪ ,‬وإل فل معارضة بينها وبينها‪ ,‬لن أهل الكتاب قد انفصلوا ف ذكرهم‬
‫عن الشرك ي ف غ ي مو ضع‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ل ي كن الذ ين كفروا من أ هل الكتاب والشرك ي‬
‫منفك ي ح ت تأتي هم البي نة} وكقوله‪{ :‬و قل للذ ين أوتوا الكتاب والمي ي أأ سلمتم فإن أ سلموا ف قد‬
‫اهتدوا} الَيففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إذا آتيتمو هن أجور هن} أي مهور هن‪ ,‬أي ك ما هن م صنات عفائف فابذلوا ل ن الهور‬
‫عن طيب نفس‪ ,‬وقد أفت جابر بن عبد ال وعامر الشعب وإبراهيم النخعي والسن البصري‪ ,‬بأن‬
‫الرجل إذا نكح امرأة فزنت قبل دخوله با أنه يفرق بينهما‪ ,‬وترد عليه ما بذل لا من الهر‪ ,‬رواه ابن‬
‫جريفففففففففففففففففففر عنهفففففففففففففففففففم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬مصني غي مسافحي ول متخذي أخدان} فكما شرط الحصان ف النساء‪ ,‬وهي العفة‬
‫عفن الزنفا‪ ,‬كذلك شرطهفا فف الرجال‪ ,‬وهفو أن يكون الرجفل أيضا مصفنا عفيفا‪ ,‬ولذا قال‪ :‬غيف‬
‫م سافحي‪ ,‬وهم الزناة الذين ل يرتدعون عن معصية ول يردون أنفسهم ع من جاءهم‪ ,‬ول متخذي‬
‫أخدان‪ ,‬أي ذوي العشيقات الذين ل يفعلون إل معهن‪ ,‬كما تقدم ف سورة النساء سواء‪ ,‬ولذا ذهب‬
‫المام أح د بن حن بل رح ه ال إل أ نه ل ي صح نكاح الرأة الب غي ح ت تتوب‪ ,‬و ما دا مت كذلك ل‬
‫ي صح تزوي ها من ر جل عف يف‪ ,‬وكذلك ل ي صح عنده ع قد الر جل الفا جر على عفي فة ح ت يتوب‬
‫ويقلع عما هو فيه من الزنا لذه الَية وللحديث «ل ينكح الزان الجلود إل مثله»‪ ,‬وقال ابن جرير‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ,‬حدثنا أبو هلل عن قتادة‪ ,‬عن السن‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫عمر بن الطاب‪ :‬لقد همت أن ل أدع أحدا أصاب فاحشة ف السلم أن يتزوج مصنة‪ ,‬فقال له‬

‫‪290‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أب بن كعب‪ :‬يا أمي الؤمني‪ ,‬الشرك أعظم من ذلك‪ ,‬وقد يقبل منه إذا تاب‪ ,‬وسيأت الكلم على‬
‫هذه السألة مستقصى عند قوله‪{ :‬الزان ل ينكح إل زانية أو مشركة‪ ,‬والزانية ل ينكحها إل زان أو‬
‫مشرك وحرم ذلك على الؤمني}‪ ,‬ولذا قال تعال ههنا {ومن يكفر باليان فقد حبط عمله وهو ف‬
‫الَخرة مففففففففففففففففن الاسففففففففففففففففرين}‪.‬‬

‫** يَا َأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ ِإذَا ُق ْمتُ مْ إِلَى ال صّلةِ فاغْ سِلُواْ وُجُو َهكُ ْم َوأَيْ ِدَيكُ مْ إِلَى الْ َمرَافِ قِ وَامْ سَحُوْا‬
‫ضىَ َأوْ عََلىَ َسفَرٍ َأوْ جَآءَ أَ َحدٌ‬ ‫ي َوإِن كُنتُمْ ُجنُبا فَا ّطهّرُواْ َوإِن كُنتُم مّرْ َ‬ ‫بِ ُرؤُوسِكُ ْم َوأَرْ ُجَلكُمْ إِلَى اْل َكعْبَ ِ‬
‫صعِيدا َطيّبا فَامْسَحُوْا ِبوُجُو ِهكُ ْم َوَأيْدِيكُمْ‬ ‫ستُ ُم النّسَآءَ فََل ْم تَجِدُوْا مَآءً َفتَيَ ّممُواْ َ‬
‫ّمنْكُ ْم مّ َن اْلغَائِطِ َأوْ َلمَ ْ‬
‫شكُرُونَ‬ ‫ج وَلَـكِن يُرِيدُ ِليُ َطهّرَكُ ْم وَِلُيتِ ّم ِنعْ َمتَهُ عََلْيكُمْ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬ ‫جعَلَ عََليْكُم مّنْ حَ َر ٍ‬ ‫ّمنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ ِليَ ْ‬
‫قال كثيون من ال سلف ف قوله‪{ :‬إذا قم تم إل ال صلة}‪ :‬يع ن وأن تم مدثون‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬إذا‬
‫قم تم مفن النوم إل الصفلة‪ ,‬وكلهاف قريفب‪ .‬وقال آخرون‪ :‬بل العنف أ عم مفن ذلك‪ ,‬فالَيفة آمرة‬
‫بالوضوء عند القيام إل الصلة‪ ,‬ولكن هو ف حق الحدث واجب‪ ,‬وف حق التطهر ندب‪ ,‬وقد قيل‪:‬‬
‫إن ال مر بالوضوء ل كل صلة كان واجبا ف ابتداء ال سلم‪ ,‬ث ن سخ‪ ,‬وقال المام أح د بن حن بل‪:‬‬
‫حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد‪ ,‬عن سليمان بن بريدة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬كان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يتوضأ عند كل صلة‪ ,‬فلما كان يوم الفتح توضأ ومسح على خفيه وصلى‬
‫الصلوات بوضوء واحد‪ ,‬فقال له عمر‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إنك فعلت شيئا ل تكن تفعله‪ .‬قال «إن عمدا‬
‫فعلته يا عمر»‪ ,‬وهكذا رواه مسلم وأهل السنن من حديث سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد‪ ,‬ووقع‬
‫ف سنن ابن ماجه عن سفيان‪ ,‬عن مارب بن دثار بدل علقمة بن مرثد‪ ,‬كلها عن سليمان بن بريدة‬
‫فففففففففحيح‪.‬‬ ‫فففففففففن صف‬ ‫فففففففففه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسف‬ ‫بف‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن عباد بن موسى‪ ,‬أخبنا زياد بن عبد ال بن الطفيل البكائي‪ ,‬حدثنا‬
‫الف ضل بن الب شر قال‪ :‬رأ يت جابر بن ع بد ال ي صلي ال صلوات بوضوء وا حد‪ ,‬فإذا بال أو أحدث‪,‬‬
‫توضأ ومسح بفضل طهوره الفي‪ ,‬فقلت‪ :‬أبا عبد ال‪ ,‬أشيء تصنعه برأيك ؟ قال‪ :‬بل رأيت النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم ي صنعه‪ ,‬فأ نا أ صنعه ك ما رأ يت ر سول ال ي صنعه‪ ,‬وكذا رواه ا بن ما جه عن‬
‫إساعيل بن توبة‪ ,‬عن زياد البكائي به‪ .‬وقال أحد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا أب عن ابن إسحاق‪ ,‬حدثن‬
‫ممد بن يي بن حبان النصاري‪ ,‬عن عبيد ال بن عبد ال بن عمر‪ ,‬قال‪ :‬أرأيت وضوء عبد ال بن‬

‫‪291‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عمر لكل صلة طاهرا كان أو غي طاهر‪ ,‬عمن هو ؟ قال‪ :‬حدثته أساء بنت زيد بن الطاب أن عبد‬
‫ال بن حنظلة بن الغسيل‪ ,‬حدثها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان أمر بالوضوء لكل صلة‬
‫طاهرا كان أو غي طاهر‪ ,‬فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك عند كل صلة‪ ,‬ووضع عنه الوضوء إل‬
‫من حدث‪ ,‬فكان عبد ال يرى أن به قوة على ذلك كان يفعله حت مات‪ ,‬وهكذا رواه أبو داود عن‬
‫ممد بن عوف المصي عن أحد بن خالد الذهب‪ ,‬عن ممد بن إسحاق‪ ,‬عن ممد بن يي بن‬
‫حبان‪ ,‬عن عب يد ال بن ع بد ال بن ع مر‪ ,‬ث قال أ بو داود‪ :‬ورواه إبراه يم بن سعد عن م مد بن‬
‫إ سحاق‪ ,‬فقال عب يد ال بن ع مر‪ :‬يع ن ك ما تقدم ف روا ية المام أح د‪ ,‬وأ يا ما كان‪ ,‬ف هو إ سناد‬
‫صحيح‪ ,‬وقد صرح ابن إسحاق فيه بالتحديث والسماع من ممد بن يي بن حبان‪ ,‬فزال مذور‬
‫التدليس‪ ,‬لكن قال الافظ ابن عساكر‪ :‬رواه سلمة بن الفضل وعلي بن ماهد عن ابن إسحاق‪ ,‬عن‬
‫ممد بن طلحة بن يزيد بن ركانة‪ ,‬عن ممد بن يي بن حبان به‪ ,‬وال اعلم‪ ,‬وف فعل ابن عمر هذا‬
‫ومداوم ته على إ سباغ الوضوء ل كل صلة دللة على ا ستحباب ذلك‪ ,‬ك ما هو مذ هب المهور‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا زكريا بن يي بن أب زائدة‪ ,‬حدثنا أزهر عن ابن عون‪ ,‬عن ابن سيين‪ :‬أن‬
‫اللفاء كانوا يتوضؤون لكل صلة‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪,‬‬
‫حدثنا شعبة‪ ,‬سعت مسعود بن علي الشيبان‪ ,‬سعت عكرمة يقول‪ :‬كان علي رضي ال عنه يتوضأ‬
‫عند كل صلة ويقرأ هذه الَية {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إل الصلة} الَية‪ ,‬وحدثنا ابن الثن‪,‬‬
‫حدثن وهب بن جرير‪ ,‬أخبنا شعبة عن عبد اللك بن ميسرة‪ ,‬عن النال بن سبة قال‪ :‬رأيت عليا‬
‫صلى الظهر ث قعد للناس ف الرحبة‪ ,‬ث أتى باء فغسل وجهه ويديه‪ ,‬ث مسح برأسه ورجليه‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫هذا وضوء من ل يدث‪ ,‬وحدثن يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا هشيم عن مغية عن إبراهيم‪ :‬أن عليا‬
‫اكتال من حب‪ ,‬فتوضأ وضوءا فيه توز‪ ,‬فقال‪ :‬هذا وضوء من ل يدث‪ ,‬وهذه طرق جيدة عن علي‬
‫يقوي بعضهففففففففففففففففففففففففففففففففففا بعضا‪.‬‬
‫وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا ابن يسار‪ ,‬حدثنا ابن أب عدي عن حيد‪ ,‬عن أنس‪ ,‬قال‪ :‬توضأ عمر‬
‫بن الطاب وضوءا فيه توز خفيفا‪ ,‬فقال‪ :‬هذا وضوء من ل يدث‪ ,‬وهذا إسناد صحيح‪ .‬وقال ممد‬
‫بن سيين‪ :‬كان اللفاء يتوضؤون لكل صلة‪ ,‬وأما ما رواه أبو داود الطيالسي عن أب هلل‪ ,‬عن‬
‫قتادة‪ ,‬عن سعيد بن ال سيب‪ ,‬أ نه قال‪ :‬الوضوء من غ ي حدث اعتداء‪ ,‬ف هو غر يب عن سعيد بن‬
‫السيب‪ ,‬ث هو ممول على أن من اعتقد وجوبه فهو معتد‪ ,‬وأما مشروعيته استحبابا فقد دلت السنة‬

‫‪292‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف عبفد الرحنف بن مهدي‪ ,‬حدث نا سففيان عفن عمرو بفن عا مر‬ ‫على ذلك‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدثن ا‬
‫النصاري‪ ,‬سعت أنس بن مالك يقول‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يتوضأ عند كل صلة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬فأنتم كيف كنتم تصنعون ؟ قال‪ :‬كنا نصلي الصلوات كلها بوضوء واحد مال ندث‪ ,‬وقد‬
‫رواه البخاري وأهل السنن من غي وجه عن عمرو بن عامر به‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو سعيد‬
‫البغدادي‪ ,‬حدثنا إسحاق بن منصور عن هزي‪ ,‬عن عبد الرحن بن زياد‪ ,‬هو الفريقي‪ ,‬عن عطيف‪,‬‬
‫عن ا بن ع مر‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « من تو ضأ على ط هر‪ ,‬ك تب له ع شر‬
‫حسنات» ورواه أيضا من حديث عيسى بن يونس عن الفريقي‪ ,‬عن أ ب عطيف‪ ,‬عن ابن ع مر‪,‬‬
‫فذكره‪ ,‬وفيه قصة‪ .‬وهكذا رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه‪ ,‬من حديث الفريقي به نوه‪ .‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬وهففففففففففو إسففففففففففناد ضعيففففففففففف‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬وقد قال قوم‪ :‬إن هذه الَية نزلت إعلما من ال أن الوضوء ل يب إل عند القيام‬
‫إل الصلة دون غيها من العمال‪ ,‬وذلك لنه عليه السلم كان إذا أحدث امتنع من العمال كلها‬
‫حت يتوضأ‪ .‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن عبد ال بن أب‬
‫بكر بن عمرو بن حزم‪ ,‬عن عبد ال بن علقمة بن وقاص‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا أراق البول نكلمه ول يكلمنا‪ ,‬ونسلم عليه فل يرد علينا‪ ,‬حت نزلت آية الرخصة {يا‬
‫أيها الذين آمنوا إذا قمتم إل الصلة} الَية‪ ,‬ورواه ابن أب حات عن ممد بن مسلم عن أب كريب به‬
‫نوه‪ ,‬وهففو حديففث غريففب جدا‪ ,‬وجابر هذا هففو ابففن زيففد العفففي ضعفوه‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا مسدد‪ ,‬حدثنا إساعيل‪ ,‬حدثنا أيوب عن عبد ال بن أب مليكة‪ ,‬عن عبد ال‬
‫بن عباس‪ :‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم خرج من اللء فقدم إل يه طعام‪ ,‬فقالوا‪ :‬أل نأت يك‬
‫بوضوء ؟ فقال «إن ا أمرت بالوضوء إذا ق مت إل ال صلة» وكذا رواه الترمذي عن أح د بن من يع‪,‬‬
‫والنسائي عن زياد بن أيوب عن إساعيل وهو ابن علية به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن‪ ,‬وروى‬
‫مسلم عن أب بكر بن أب شيبة‪ ,‬عن سفيان بن عيينة‪ ,‬عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن سعيد بن الويرث‪,‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬كنا عند النب صلى ال عليه وسلم فأتى اللء ث إنه رجع فأت بطعام‪ ,‬فقيل‪ :‬يا‬
‫رسففففففول ال أل تتوضففففففأ ؟ فقال «ل أصففففففل فأتوضففففففأ»‪.‬‬
‫وقوله {فاغسفلوا وجوهكفم} قفد اسفتدل طائففة مفن العلماء بقوله تعال‪{ :‬إذا قمتفم إل الصفلة‬
‫فاغسلوا وجوهكم} على وجوب النية ف الوضوء‪ ,‬لن تقدير الكلم {إذا قمتم إل الصلة فاغسلوا‬

‫‪293‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وجوه كم} ل ا ك ما تقول العرب‪ :‬إذا رأ يت الم ي ف قم‪ ,‬أي له‪ .‬و قد ث بت ف ال صحيحي حد يث‬
‫«العمال بالنيات وإنا لكل امرىء مانوى»‪ ,‬ويستحب قبل غسل الوجه أن يذكر اسم ال تعال على‬
‫وضوئه‪ ,‬لا ورد ف الديث من طرق جيدة عن جاعة من الصحابة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫قال‪« :‬ل وضوء لن ل يذكر اسم ال عليه»‪ ,‬ويستحب أن يغسل كفيه قبل إدخالما ف الناء ويتأكد‬
‫ذلك عند القيام من النوم‪ ,‬لا ثبت ف الصحيحي عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «إذا ا ستيقظ أحد كم من نو مه فل يد خل يده ف الناء ق بل أن يغ سلها ثلثا‪ ,‬فإن أحد كم ل‬
‫يدري أ ين با تت يده» و حد الو جه ع ند الفقهاء ما ب ي منا بت ش عر الرأس‪ ,‬ول اعتبار بال صلع ول‬
‫بالغمم إل منتهى اللحيي والذقن طولً‪ ,‬ومن الذن إل الذن عرضا وف النعتي والتحذيف خلف‪:‬‬
‫هل ها من الرأس أو الوجه ؟ وف السترسل من اللحية عن مل الفرض‪ ,‬قولن (أحدها) أنه يب‬
‫إفاضفففففة الاء عليفففففه لنفففففه تقفففففع بفففففه الواجهفففففة‪.‬‬
‫وروى ف حديث أن النب صلى ال عليه وسلم رأى رجلً مغطيا ليته فقال «اكشفها فإن اللحية‬
‫من الو جه» وقال ما هد‪ :‬هي من الو جه‪ ,‬أل ت سمع إل قول العرب ف الغلم‪ :‬إذا نب تت لي ته طلع‬
‫وجهه‪ ,‬ويستحب للمتوضىء أن يلل ليته إذا كانت كثيفة‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪,‬‬
‫حدثنا إسرائيل عن عامر بن حزة‪ ,‬عن شقيق قال‪ :‬رأيت عثمان يتوضأ‪ ,‬فذكر الديث‪ ,‬قال‪ :‬وخلل‬
‫اللحية ثلثا حي غ سل وج هه‪ ,‬ث قال‪ :‬رأيت ر سول ال صلى ال عليه و سلم ف عل الذي رأيتمو ن‬
‫فعلت‪ ,‬رواه الترمذي وا بن ما جه من حد يث ع بد الرزاق‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن صحيح‪ ,‬وح سنه‬
‫البخاري‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع‪ ,‬حدثنا أبو الليح‪ ,‬حدثنا الوليد بن زوران‪ ,‬عن أنس‬
‫بن مالك أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان إذا تو ضأ‪ ,‬أ خذ كفا من ماء فأدخله ت ت حن كه‬
‫يلل به ليته‪ ,‬وقال «هكذا أمرن به رب عز وجل» تفرد به أبو داود‪ ,‬وقد روي هذا الوجه من غي‬
‫وجه عن أنس‪ ,‬قال البيهقي‪ :‬وروينا ف تليل اللحية عن عمار وعائشة وأم سلمة‪ ,‬عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬ث عن علي وغيه‪ ,‬وروينا ف الرخصة ف تركه عن ابن عمر والسن بن علي‪ ,‬ث عن‬
‫النخ عي وجا عة من التابع ي‪ ,‬و قد ث بت عن ال نب صلى ال عل يه و سلم من غ ي و جه ف ال صحاح‬
‫وغي ها أ نه كان إذا تو ضأ تض مض وا ستنشق‪ ,‬فاختلف الئ مة ف ذلك هل ه ا واجبان ف الوضوء‬
‫والغ سل ك ما هو مذ هب أح د بن حن بل رح ه ال‪ ,‬أو م ستحبان فيه ما ك ما هو مذ هب الشاف عي‬

‫‪294‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومالك‪ ,‬لا ثبت ف الديث الذي رواه أهل السنن‪ ,‬وصححه ابن خزية عن رفاعة بن رافع الزرقي أن‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬للم سيء صلته «تو ضأ ك ما أمرك ال»‪ ,‬أو يبان ف الغ سل دون‬
‫الوضوء ك ما هو مذ هب أ ب حني فة‪ ,‬أو ي ب ال ستنشاق دون الضم ضة ك ما هو روا ية عن المام‬
‫أحد‪ ,‬لا ثبت ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «من توضأ فليستنشق»‪ ,‬وف‬
‫رواية «إذا توضأ أحدكم فليجعل ف منخريه من الاء ث لينتثر» والنتثار هو البالغة ف الستنشاق‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو سلمة الزاعي‪ ,‬حدثنا سليمان بن بلل عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن عطاء‬
‫بن يسار‪ ,‬عن ابن عباس أنه توضأ فغسل وجهه‪ ,‬أخذ غرفة من ماء فتمضمض با واستنثر‪ ,‬ث أخذ‬
‫غرفة فجعل با هكذا‪ ,‬يعن أضافها إل يده الخرى‪ ,‬فغسل با وجهه‪ ,‬ث أخذ غرفة من ماء فغسل با‬
‫يده اليمن‪ ,‬ث أخذ غرفة من ماء فغسل با يده اليسرى‪ ,‬ث مسح رأسه‪ ,‬ث أخذ غرفة من ماء ث رش‬
‫على رجله اليمن حت غسلها‪ ,‬ث أخذ غرفة من ماء فغسل با رجله اليسرى‪ ,‬ث قال‪ :‬هكذا رأيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يعن يتوضأ‪ .‬ورواه البخاري عن ممد بن عبد الرحيم عن أب سلمة‬
‫منصففففففور بففففففن سففففففلمة الزاعففففففي بففففففه‪.‬‬
‫وقوله {وأيدي كم إل الرا فق} أي مع الرا فق ك ما قال تعال {ول تأكلوا أموال م إل أموال كم إ نه‬
‫كان حوبا كبيا} وقد روى الافظ الدارقطن وأبو بكر البيهقي من طريق القاسم بن ممد عن عبد‬
‫ال بن ممد بن عقيل‪ ,‬عن جده‪ ,‬عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫توضفأ أدار الاء على مرفقيفه‪ ,‬ولكفن القاسفم هذا متروك الديفث‪ ,‬وجده ضعيفف‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ويستحب للمتوضىء أن يشرع ف العضد فيغسله مع ذراعيه لا روى البخاري ومسلم من حديث‬
‫نع يم الج مر‪ ,‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إن أم ت يدعون يوم القيا مة‬
‫غرا مجلي من آثار الوضوء‪ ,‬فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل» وف صحيح مسلم عن قتادة‬
‫عن خلف بن خليفة‪ ,‬عن أب مالك الشجعي‪ ,‬عن أب حازم‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬سعت خليلي صلى‬
‫ال عليفه وسفلم يقول «تبلغ الليفة مفن الؤمفن حيفث يبلغ الوضوء»‪ .‬وقوله تعال {وامسفحوا‬
‫برءو سكم} اختلفوا ف هذه الباء‪ :‬هل هي للل صاق ؟ و هو الظ هر‪ ,‬أو للتبع يض ؟ وف يه ن ظر‪ ,‬على‬
‫قولي‪ .‬ومن الصوليي من قال‪ :‬هذا ممل فليجع ف بيانه إل السنة‪ ,‬وقد ثبت ف الصحيحي من‬
‫طريق مالك عن عمرو بن يي الازن‪ ,‬عن أبيه أن رجلً قال لعبد ال بن زيد بن عاصم‪ ,‬وهو جد‬
‫عمرو بن ي ي‪ ,‬وكان من أ صحاب ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬هل ت ستطيع أن تري ن ك يف كان‬

‫‪295‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يتوضأ ؟ فقال عبد ال بن زيد‪ :‬نعم فدعا بوضوء فأفرغ على يديه‪,‬‬
‫فغسل يديه مرتي مرتي‪ ,‬ث مضمض واستنشق ثلثا‪ ,‬وغسل وجهه ثلثا‪ ,‬ث غسل يديه مرتي إل‬
‫الرفقي‪ ,‬ث مسح رأسه بيديه‪ ,‬فأقبل بما وأدبر بدأ بقدم رأسه‪ ,‬ث ذهب بما إل قفاه‪ ,‬ث ردها حت‬
‫رجع إل الكان الذي بدأ منه‪ ,‬ث غسل رجليه‪ .‬وف حديث عبد خي عن علي ف صفة وضوء رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم نو هذا‪ ,‬وروى أبو داود عن معاوية والقداد بن معديكرب ف صفة وضوء‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم مثله‪ ,‬ففي هذه الحاديث دللة لن ذهب إل وجوب تكميل مسح‬
‫جيع الرأس‪ ,‬كما هو مذهب المام مالك وأحد بن حنبل ل سيما على قول من زعم أنا خرجت‬
‫مرج البيان لافففففففففف أجلفففففففففف ففففففففففف القرآن‪.‬‬
‫وقد ذهب النفية إل وجوب مسح ربع الرأس‪ ,‬وهو مقدار الناصية‪ ,‬وذهب أصحابنا إل أنه إنا‬
‫يب ما يطلق عليه اسم مسح ول يقدر ذلك بد‪ ,‬بل لو مسح بعض شعرة من رأسه أجزأه‪ ,‬واحتج‬
‫الفريقان بد يث الغية بن شع بة قال‪ :‬تلف ال نب صلى ال عل يه و سلم فتخل فت م عه‪ ,‬فل ما ق ضى‬
‫حاجته قال‪ :‬هل معك ماء ؟ فأتيته بطهرة فغسل كفيه ووجهه‪ ,‬ث ذهب يسر عن ذراعيه فضاق كم‬
‫ال بة‪ ,‬فأخرج يد يه من ت ت ال بة‪ ,‬وأل قى ال بة على من كبيه‪ ,‬فغ سل ذراع يه وم سح بنا صيته‪ ,‬وعلى‬
‫العما مة وعلى خف يه‪ ,‬وذ كر با قي الد يث و هو ف صحيح م سلم وغيه‪ ,‬فقال ل م أ صحاب المام‬
‫أحد‪ :‬إنا اقتصر على مسح الناصية لنه كمل مسح بقية الرأس على العمامة‪ ,‬ونن نقول بذلك وأنه‬
‫يقع عن الوقع‪ ,‬كما وردت بذلك أحاديث كثية وأنه كان يسح على العمامة وعلى الفي‪ ,‬فهذا‬
‫أول‪ ,‬ول يس ل كم ف يه دللة على جواز القت صار على م سح النا صية أو ب عض الرأس من غ ي تكم يل‬
‫على العمامففففففففففففففففففففففففففففففففة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ث اختلفوا ف أنه هل يستحب تكرار مسح الرأس ثلثا‪ ,‬كما هو الشهور من مذهب الشافعي‪ ,‬أو‬
‫يستحب مسحة واحدة كما هو مذهب أحد بن حنبل ومن تابعه على قولي‪ ,‬فقال عبد الرزاق‪ ,‬عن‬
‫معمر عن الزهري‪ ,‬عن عطاء بن يزيد الليثي‪ ,‬عن حران بن أبان‪ ,‬قال‪ :‬رأيت عثمان بن عفان توضأ‬
‫فأفرغ على يديه ثلثا‪ ,‬فغسلهما ث تضمض واستنشق‪ ,‬ث غسل وجهه ثلثا‪ ,‬ث غسل يده اليمن إل‬
‫الرفق ثلثا‪ ,‬ث غسل اليسرى مثل ذلك‪ ,‬ث مسح برأسه‪ ,‬ث غسل قدمه اليمن ثلثا‪ ,‬ث اليسرى ثلثا‬
‫مثل ذلك‪ ,‬ث قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم توضأ نو وضوئي هذا‪ ,‬ث قال «من توضأ‬
‫نو وضوئي هذا‪ ,‬ث صلى ركعتي ل يدث فيهما نفسه‪ ,‬غفر له ما تقدم من ذنبه» أخرجه البخاري‬

‫‪296‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومسلم ف الصحيحي من طريق الزهري به نو هذا‪ .‬وف سنن أب داود من رواية عبد ال بن عبيد‬
‫ال بن أب مليكة‪ ,‬عن عثمان ف صفة الوضوء‪ :‬ومسح برأسه مرة واحدة‪ ,‬وكذا من رواية عبد خي‬
‫عن علي مثله‪ .‬واحتج من استحب تكرار مسح الرأس بعموم الديث الذي رواه مسلم ف صحيحه‬
‫فأ ثلثا ثلثا‪.‬‬‫فلم توضف‬ ‫فه وسف‬ ‫فلى ال عليف‬ ‫فول ال صف‬ ‫فه‪ :‬أن رسف‬
‫في ال عنف‬ ‫فن عثمان رضف‬ ‫عف‬
‫وقال أ بو داود‪ :‬حدث نا م مد بن الث ن‪ ,‬حدث نا الضحاك بن ملد‪ ,‬حدث نا ع بد الرح ن بن وردان‪,‬‬
‫حدثن أبو سلمة بن عبد الرحن‪ ,‬حدثن حران قال‪ :‬رأيت عثمان بن عفان توضأ فذكر نوه‪ ,‬ول‬
‫يذ كر الضم ضة وال ستنشاق‪ ,‬قال ف يه‪ :‬ث م سح رأ سه ثلثا‪ ,‬ث غ سل رجل يه ثلثا ث قال‪ :‬رأ يت‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم تو ضأ هكذا‪ ,‬وقال « من تو ضأ هكذا كفاه» تفرد به أ بو داود‪ .‬ث‬
‫قال‪ :‬وأحاديفففث عثمان فففف الصفففحاح تدل على أنفففه مسفففح الرأس مرة واحدة‪.‬‬
‫قوله {وأرجل كم إل الك عبي} قرىء وأرجلكم بالن صب عطفا على فاغسلوا وجوهكم وأيدي كم‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا أبو سلمة‪ ,‬حدثنا وهيب عن خالد‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس أنه قرأها وأرجلكم‪ ,‬يقول‪ :‬رجعت إل الغسل‪ ,‬وروي عن عبد ال بن مسعود وعروة وعطاء‬
‫وعكرمة والسن وماهد وإبراهيم والضحاك والسدي ومقاتل بن حيان والزهري وإبراهيم التبمي نو‬
‫ذلك‪ ,‬وهذه قراءة ظاهرة فف وجوب الغسفل‪ ,‬كمفا قاله السفلف‪ ,‬ومفن ههنفا ذهفب مفن ذهفب إل‬
‫وجوب الترتيب ف الوضوء كما هو مذهب المهور خلفا لب حنيفة حيث ل يشترط الترتيب‪ ,‬بل‬
‫لو غ سل قدم يه‪ ,‬ث م سح رأ سه‪ ,‬وغ سل يد يه‪ ,‬ث وج هه‪ ,‬أجزأه ذلك‪ ,‬لن الَ ية أمرت بغ سل هذه‬
‫العضاء‪ ,‬والواو ل تدل على الترتيب‪ ,‬وقد سلك المهور ف الواب عن هذا البحث طرقا‪ ,‬فمنهم‬
‫مفن قال‪ :‬الَيفة دلت على وجوب غسفل الوجفه ابتداء عنفد القيام إل الصفلة‪ ,‬لنفه مأمور بفه بفاء‬
‫التعق يب و هي مقتض ية للترت يب‪ ,‬ول ي قل أ حد من الناس بوجوب غ سل الو جه أولً‪ ,‬ث ل ي ب‬
‫الترت يب بعده‪ ,‬بل القائل اثنان‪ :‬أحده ا بوجوب الترت يب ك ما هو وا قع ف الَ ية‪ ,‬والَ خر يقول‪ :‬ل‬
‫يبف الترتيفب مطلقا‪ ,‬والَيفة دلت على وجوب غسفل الوجفه ابتداء‪ ,‬فوجفب الترتيفب فيمفا بعده‬
‫بالجاع حيففففففففففففففففففففففففففففففففث ل فارق‪.‬‬
‫ومن هم من قال‪ :‬ل ن سلم أن الواو ل تدل على الترت يب بل هي دالة ك ما هو مذ هب طائ فة من‬
‫النحاة وأهل اللغة وبعض الفقهاء‪ ,‬ث نقول بتقدير تسليم كونا ل تدل على الترتيب اللغوي هي دالة‬
‫على الترت يب شرعا في ما من شأ نه أن ير تب‪ ,‬والدل يل على ذلك أ نه صلى ال عل يه و سلم ل ا طاف‬

‫‪297‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالبيت خرج من باب الصفا وهو يتلو قوله تعال‪{ :‬إن الصفا والروة من شعائر ال}‪ ,‬ث قال «أبدأ‬
‫با بدأ ال به» لفظ مسلم‪ ,‬ولفظ النسائي «ابدؤوا با بدأ ال به» وهذا لفظ أمر‪ ,‬وإسناده صحيح‪,‬‬
‫فدل على وجوب البداءة باف بدأ ال بفه»‪ ,‬وهفو معنف كوناف تدل على الترتيفب شرعا‪ ,‬و ال أعلم‪.‬‬
‫ومن هم من قال ل ا ذ كر ال تعال هذه ال صفة ف هذه الَ ية على هذا الترت يب‪ ,‬فق طع النظ ي عن‬
‫النظي‪ ,‬وأدخل المسوح بي الغسولي‪ ,‬دل ذلك على إرادة الترتيب‪ ,‬ومنهم من قال‪ :‬ل شك أنه قد‬
‫روى أ بو داود وغيه من طر يق عمرو بن شع يب عن أب يه‪ ,‬عن جده أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم تو ضأ مرة مرة‪ ,‬ث قال «هذا وضوء ل يق بل ال ال صلة إل به» قالوا‪ :‬فل يلو إ ما أن يكون‬
‫توضأ مرتبا فيجب الترتيب‪ ,‬أو يكون توضأ غي مرتب فيجب عدم الترتيب‪ ,‬ول قائل به‪ ,‬فوجب ما‬
‫ذكرناه‪.‬‬
‫وأما القراءة الخرى وهي قراءة من قرأ‪ :‬وأرجلكم بالفض‪ ,‬فقد احتج با الشيعة ف قولم بوجوب‬
‫م سح الرجل ي‪ ,‬لن ا عند هم معطو فة على م سح الرأس‪ .‬و قد روي عن طائ فة من ال سلف ما يو هم‬
‫القول بال سح فقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن يعقوب بن إبراه يم‪ ,‬حدث نا ا بن عل ية‪ ,‬حدث نا ح يد قال‪ :‬قال‬
‫موسى بن أنس لنس ونن عنده‪ :‬يا أبا حزة‪ ,‬إن الجاج خطبنا بالهواز ونن معه‪ ,‬فذكر الطهور‬
‫فقال‪ :‬اغسلوا وجوهكم وأيديكم‪ ,‬وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم‪ ,‬وإنه ليس شيء من بن آدم أقرب‬
‫من خبثه من قدميه‪ ,‬فاغسلوا بطونما وطهورها وعراقيبهما‪ ,‬فقال أنس‪ :‬صدق ال‪ ,‬وكذب الجاج‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬وام سحوا برؤو سكم وأرجل كم} قال‪ :‬وكان أ نس إذا م سح قدم يه بله ما‪ ,‬إ سناد‬
‫صحيح إليه‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا علي بن سهل‪ ,‬حدثنا مؤمل‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬حدثنا عاصم الحول‬
‫عن أنس قال‪ :‬نزل القرآن بالسح والسنة بالغسل‪ ,‬وهذا أيضا إسناد صحيح‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا‬
‫أبو كريب‪ ,‬حدثنا ممد بن قيس الراسان عن ابن جريج‪ ,‬عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬الوضوء غ سلتان وم سحتان‪ ,‬وكذا روى سعيد بن أ ب عرو بة عن قتادة‪ ,‬وقال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو معمر النقري‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب‪ ,‬حدثنا علي بن زيد عن يوسف بن‬
‫مهران عن ابن عباس {وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إل الكعبي} قال‪ :‬هو السح‪ ,‬ث قال‪ :‬وروي‬
‫عن ابن عمر وعلقمة وأب جعفر ممد بن علي والسن ف إحدى الروايات‪ ,‬وجابر بن زيد وماهد‬
‫فففففففففففففففففففففففففففففففف إحدى الروايات‪ ,‬نوه‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا يعقوب‪ ,‬حدث نا ا بن عل ية‪ ,‬حدث نا أيوب قال‪ :‬رأ يت عكر مة ي سح على‬
‫رجليه‪ ,‬قال‪ :‬وكان يقوله‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن أبو السائب‪ ,‬حدثنا ابن إدريس عن داود بن أب‬
‫هند‪ ,‬عن الشعب قال‪ :‬نزل جبيل بالسح‪ ,‬ث قال الشعب‪ :‬أل ترى أن التيمم أن يسح ما كان غسلً‬
‫ويلغي ما كان مسحا‪ .‬وحدثنا ابن أب زياد‪ ,‬أخبنا إساعيل قلت لعامر‪ :‬إن ناسا يقولون‪ :‬إن جبيل‬
‫نزل بغ سل الرجل ي ؟ فقال‪ :‬نزل جب يل بال سح‪ ,‬فهذه آثار غري بة جدا‪ ,‬و هي ممولة على أن الراد‬
‫بالسح هو الغسل الفيف لا سنذكره من السنة الثابتة ف وجوب غسل الرجلي‪ ,‬وإنا جاءت هذه‬
‫القراءة بالفض إما على الجاورة وتناسب الكلم كما ف قول العرب‪ :‬حجر ضب خرب‪ ,‬وكقوله‬
‫فائغ‪.‬‬‫فة العرب سف‬ ‫فتبق} وهذا ذائع شائع فف لغف‬ ‫فر وإسف‬‫فندس خضف‬ ‫فم ثياب سف‬
‫تعال‪{ :‬عاليهف‬
‫ومنهم من قال‪ :‬هي ممولة على مسح القدم ي إذا كان عليهما الفان‪ ,‬قاله أبو عبد ال الشافعي‬
‫رح ه ال‪ .‬ومن هم من قال‪ ,‬هي دالة على م سح الرجل ي‪ ,‬ول كن الراد بذلك الغ سل الف يف ك ما‬
‫وردت به ال سنة‪ ,‬وعلى كل تقد ير فالوا جب غ سل الرجل ي فرضا ل بد م نه للَ ية والحاد يث ال ت‬
‫سنوردها‪ ,‬ومن أحسن ما يستدل على أن السح يطلق على الغسل الفيف ما رواه الافظ البيهقي‬
‫حيث قال‪ :‬أخبنا أبو علي الروزبادي‪ ,‬حدثنا أبو بكر ممد بن أحد بن حويه العسكري‪ ,‬حدثنا‬
‫جعفر بن ممد القلن سي‪ ,‬حدثنا آدم‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬حدثنا عبد اللك بن ميسرة‪ ,‬سعت النال بن‬
‫سبة يدث عن علي بن أب طالب أنه صلى الظهر‪ ,‬ث قعد ف حوائج الناس ف رحبة الكوفة حت‬
‫حضرت صلة العصر‪ ,‬ث أتى بكوز من ماء فأخذ منه حفنة واحدة‪ ,‬فمسح با وجهه ويديه ورأسه‬
‫ورجل يه‪ ,‬ث قام فشرب فضل ته و هو قائم‪ ,‬ث قال‪ :‬إن نا سا يكرهون الشرب قائما‪ ,‬وأن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم صنع كما صنعت‪ ,‬وقال «هذا وضوء من ل يدث»‪ ,‬رواه البخاري ف الصحيح‬
‫عن آدم ببعض معناه‪ .‬ومن أوجب من الشيعة مسحهما كما يسح الف فقد ضل وأضل‪ ,‬وكذا من‬
‫جوز مسحهما وجوز غسلهما فقد أخطأ أيضا‪ ,‬ومن نقل عن أب جعفر بن جرير أنه أوجب غسلهما‬
‫للحاديث‪ ,‬وأوجب مسحهماللَية‪ ,‬فلم يقق مذهبه ف ذلك‪ ,‬فإن كلمه ف تفسيه إنا يدل على أنه‬
‫أراد أ نه ي ب دلك الرجل ي من دون سائر أعضاء الوضوء‪ ,‬لن ما يليان الرض والط ي وغ ي ذلك‪,‬‬
‫فأوجب دلكهما ليذهب ما عليهما‪ ,‬ولكنه عب عن الدلك بالسح‪ ,‬فاعتقد من ل يتأمل كلمه أنه‬
‫أراد وجوب المع بي غسل الرجلي ومسحهما‪ ,‬فحكاه من حكاه كذلك‪ ,‬ولذا يستشكله كثي من‬
‫الفقهاء وهو معذور‪ ,‬فإنه ل معن للجمع بي السح والغسل‪ ,‬سواء تقدمه أو تأخر عليه لندراجه فيه‪,‬‬

‫‪299‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وإنا أراد الرجل ما ذكرته‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ث تأملت كلمه أيضا فإذا هو ياول المع بي القراءتي ف‬
‫قوله {وأرجلكم} خفضا على السح وهو الدلك‪ ,‬ونصبا على الغسل‪ ,‬فأوجبهما أخذا بالمع بي‬
‫هذه وهذه‪.‬‬

‫ذكفففر الحاديفففث الواردة فففف غسفففل الرجليففف وأنفففه ل بفففد منفففه‬


‫قد تقدم حديث أمي الؤمني عثمان وعلي وابن عباس ومعاوية وعبد ال بن زيد بن عاصم والقداد‬
‫بن معديكرب‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم غسل الرجلي ف وضوئه إما مرة‪ ,‬وإما مرتي أو‬
‫ثلثا‪ ,‬على اختلف رواياتم‪ ,‬وف حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ,‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليفه وسفلم توضفأ فغسفل قدميفه‪ ,‬ثف قال «هذا وضوء ل يقبفل ال الصفلة إل بفه»‪.‬‬
‫وف الصحيحي من رواية أب عوانة عن أب بشر‪ ,‬عن يوسف بن ماهك‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو‬
‫قال‪ :‬تلف ع نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف سفرة سافرناها‪ ,‬فأدرك نا و قد أرهقت نا ال صلة‪,‬‬
‫صلة الع صر‪ ,‬ون ن نتو ضأ‪ ,‬فجعل نا ن سح على أرجل نا فنادى بأعلى صوته «أ سبغوا الوضوء و يل‬
‫للعقاب من النار» وكذلك هو ف الصحيحي عن أب هريرة‪ .‬وف صحيح مسلم عن عائشة عن النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم أ نه قال «أ سبغوا الوضوء و يل للعقاب من النار» وروى الل يث بن سعد عن‬
‫حيوة بن شريح‪ ,‬عن عقبة بن مسلم عن عبد ال بن الارث بن حرز أنه سع رسول ال صلى ال‬
‫عليفه وسفلم يقول «ويفل للعقاب وبطون القدام مفن النار» رواه البيهقفي والاكفم‪ ,‬وهذا إسفناد‬
‫صحيح‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب إسحاق أنه سع سعيد بن أب‬
‫كرب أو شعيب بن أب كرب قال‪ :‬سعت جابر بن عبد ال وهو على جبل يقول‪ :‬سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول «ويل للعراقيب من النار» وحدثنا أسود بن عامر‪ ,‬أخبنا إسرائيل عن أب‬
‫إسحاق‪ ,‬عن سعيد بن أب كرب‪ ,‬عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬رأى النب صلى ال عليه وسلم ف رِجل‬
‫رَ جل م ثل الدر هم ل يغ سله‪ ,‬فقال «و يل للعقاب من النار» ورواه ا بن ما جه عن أ ب ب كر بن أ ب‬
‫شيبففة‪ ,‬عففن أبفف الحوص‪ ,‬عففن أبفف إسففحاق‪ ,‬عففن سففعيد بففه نوه‪.‬‬
‫وكذا رواه ابن جرير من حديث سفيان الثوري وشعبة بن الجاج وغي واحد‪ ,‬عن أب إسحاق‬
‫السبيعي‪ ,‬عن سعيد بن أب كرب‪ ,‬عن جابر عن النب صلى ال عليه وسلم مثله‪ .‬ث قال‪ :‬حدثنا علي‬
‫بن مسلم‪ ,‬حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث‪ ,‬حدثنا حفص عن العمش‪ ,‬عن أب سفيان‪ ,‬عن جابر‬

‫‪300‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى قوما يتوضؤون ل يصب أعقابم الاء‪ ,‬فقال «ويل للعراقيب‬
‫مففففففففففففففففففففففففففففففففففففففن النار»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدث نا خلف بن الول يد‪ ,‬حدثنا أيوب بن عقبة عن ي ي بن أ ب كث ي‪ ,‬عن أ ب‬
‫سلمة‪ ,‬عن معيق يب‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «و يل للعقاب من النار» تفرد به‬
‫أحدفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن علي بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا الحارب عن مطرح بن يزيد‪ ,‬عن عبيد ال بن‬
‫زحر‪ ,‬عن علي بن يزيد‪ ,‬عن القاسم‪ ,‬عن أب أمامة‪ ,‬قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ويل‬
‫للعقاب من النار»‪ .‬قال‪ :‬فما بقي ف السجد شريف ول وضيع إل نظرت إليه يقلب عرقوبيه‪ ,‬ينظر‬
‫إليهما‪ .‬وحدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا حسي عن زائدة عن ليث‪ ,‬حدثن عبد الرحن بن سابط عن أب‬
‫أما مة أو عن أ خي أ ب أما مة‪ :‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أب صر قوما ي صلون‪ ,‬و ف ع قب‬
‫أحدهم أو كعب أحدهم‪ ,‬مثل موضع الدرهم أو موضع الظفر ل يسه الاء‪ ,‬فقال «ويل للعقاب من‬
‫ففبه الاء‪ ,‬أعاد وضوءه‪.‬‬‫ففه شيئا ل يصف‬ ‫فف عقبف‬ ‫ففل إذا رأى فف‬ ‫ففل الرجف‬ ‫النار»‪ .‬قال‪ :‬فجعف‬
‫وو جه الدللة من هذه الحاد يث ظاهرة‪ ,‬وذلك أ نه لو كان فرض الرجل ي م سحهما‪ ,‬أو أ نه يوز‬
‫ذلك فيهما لا توعد على تركه‪ ,‬لن السح ل يستوعب جيع الرجل بل يري فيه ما يري ف مسح‬
‫ال ف‪ ,‬وهكذا و جه هذه الدللة على الشي عة المام أ بو جع فر بن جر ير رح ه ال تعال‪ ,‬و قد روى‬
‫ل توضأ فترك موضع‬ ‫مسلم ف صحيحه من طريق أب الزبي عن جابر‪ ,‬عن عمر بن الطاب‪ :‬أن رج ً‬
‫ظفر على قدمه‪ ,‬فأبصره النب صلى ال عليه وسلم وقال «ارجع فأحسن وضوءك»‪ .‬وقال الافظ أبو‬
‫بكر البيهقي‪ :‬أخبنا أبو عبد ال الافظ‪ ,‬أخبنا أبو العباس ممد بن يعقوب‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق‬
‫ال صنعان‪ ,‬حدث نا هارون بن معروف‪ ,‬حدث نا ا بن و هب‪ ,‬حدث نا جر ير بن حازم أ نه سع قتادة بن‬
‫دعامة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أنس بن مالك أن رجلً جاء إل النب صلى ال عليه وسلم قد توضأ وترك على‬
‫قدمه مثل موضع الظفر‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «ارجع فأحسن وضوءك» وهكذا‬
‫رواه أبو داود عن هارون بن معروف وابن ماجه عن حرملة بن يي‪ ,‬كلها عن ابن وهب به‪ .‬وهذا‬
‫إ سناد ج يد‪ ,‬رجاله كل هم ثقات‪ ,‬ل كن قال أ بو داود‪ :‬ل يس هذا الد يث بعروف‪ ,‬ل يروه إل ا بن‬
‫وهب‪ .‬وحدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬أخبنا يونس وحيد عن السن‪ :‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليفففففففه وسفففففففلم‪ ,‬بعنففففففف حديفففففففث قتادة‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا إبراه يم بن أ ب العباس‪ ,‬حدثنا بق ية‪ ,‬حدث ن ي ي بن سعد عن خالد بن‬
‫معدان‪ ,‬عن ب عض أزواج ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬رأى رجلً ي صلي‪ ,‬و ف ظ هر قد مه ل عة قدر‬
‫الدر هم ل ي صبها الاء‪ ,‬فأمره ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن يع يد الوضوء‪ .‬ورواه أ بو داود من‬
‫حديففث بقيففة‪ ,‬وزاد‪ :‬والصففلة‪ .‬وهذا إسففناد جيففد قوي صففحيح‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫و ف حد يث حران عن عثمان ف صفة وضوء ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه خلل ب ي أ صابعه‪.‬‬
‫وروى أهل السنن من حديث إساعيل بن كثي عن عاصم بن لقيط بن صبة‪ ,‬عن أبيه قال‪ :‬قلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال أخبن عن الوضوء‪ .‬فقال «أسبغ الوضوء‪ ,‬وخلل بي الصابع‪ ,‬وبالغ ف الستنشاق إل أن‬
‫فففففففففففففففففففففففففففففففففففائما»‪.‬‬ ‫تكون صف‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد ال بن يزيد أبو عبد الرحن القري‪ ,‬حدثنا عكرمة بن عمار‪ ,‬حدثنا‬
‫شداد بن ع بد ال الدمش قي قال‪ :‬قال أ بو أما مة‪ :‬حدث نا عمرو بن عب سة قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ر سول ال‪,‬‬
‫أخبن عن الوضوء‪ ,‬قال «مامنكم من أحد يقرب وضوءه ث يتمضمض ويستنشق وينتثر إل خرجت‬
‫خطاياه من ف مه وخياشي مه‪ ,‬مع الاء ح ي ينت ثر‪ ,‬ث يغ سل وج هه ك ما أمره ال إل خر جت خطا يا‬
‫وجهه من أطراف ليته مع الاء‪ ,‬ث يغسل يديه إل الرفقي إل خرّت خطايا يديه من أطراف أنامله‪,‬‬
‫ث يسح رأسه إل خرّت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الاء‪ ,‬ث يغسل قدميه إل الكعبي كما أمره‬
‫ال إل خرّت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الاء‪ ,‬ث يقوم فيحمد ال ويثن عليه بالذي هو له‬
‫ففه»‪.‬‬ ‫ففه أمف‬ ‫ففه كيوم ولدتف‬ ‫ففن ذنوبف‬ ‫فف إل خرج مف‬ ‫ففع ركعتيف‬ ‫فف يركف‬ ‫ففل‪ ,‬ثف‬ ‫أهف‬
‫قال أبو أمامة‪ :‬يا عمرو‪ ,‬انظر ما تقول‪ ,‬سعت هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم أيعطى هذا‬
‫الرجل كله ف مقامه ؟ فقال عمرو بن عبسة‪ :‬يا أبا أمامة‪ ,‬لقد كبت سن‪ ,‬ورق عظمي‪ ,‬واقترب‬
‫أجلي‪ ,‬وما ب حاجة أن أكذب على ال وعلى رسول ال صلى ال عليه وسلم لو ل أسعه من رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم إل مرة أو مرت ي أو ثلثا‪ ,‬ل قد سعته سبع مرات أو أك ثر من ذلك‪ ,‬وهذا‬
‫إسففففففففففففففففففناد صففففففففففففففففففحيح‪.‬‬
‫وهو ف صحيح مسلم من وجه آخر‪ ,‬وفيه‪ :‬ث يغسل قدميه كما أمره ال‪ ,‬فدل على أن القرآن يأمر‬
‫بالغ سل‪ .‬وهكذا روى أ بو إ سحاق ال سبيعي عن الارث‪ ,‬عن علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه أ نه‬
‫قال‪ :‬اغسلوا القدمي إل الك عبي ك ما أمرت‪ ,‬ومن ههنا يت ضح لك الراد من حديث ع بد خي عن‬
‫علي أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم رش على قدم يه الاء وه ا ف النعل ي‪ ,‬فدلكه ما‪ ,‬إن ا أراد‬

‫‪302‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل خفيفا‪ ,‬وه ا ف النعل ي‪ ,‬ول ما نع من إياد الغ سل والر جل ف نعل ها‪ ,‬ولكن ف هذا رد على‬ ‫غس ً‬
‫التعمقيففففففف والتنطعيففففففف مفففففففن الوسفففففففوسي‪.‬‬
‫وهكذا الديث الذي أورده ابن جرير على نفسه‪ ,‬وهو من روايته عن العمش‪ ,‬عن أب وائل‪ ,‬عن‬
‫حذي فة قال‪ :‬أ تى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم سباطة قوم‪ ,‬فبال قائما ث د عا باء فتو ضأ وم سح‬
‫على نعليه‪ ,‬وهو حديث صحيح وقد أجاب ابن جرير عنه بأن الثقات الفاظ رووه عن العمش‪ ,‬عن‬
‫أب وائل‪ ,‬عن حذيفة‪ ,‬قال‪ :‬فبال قائما ث توضأ ومسح على خفيه‪ ,‬قلت‪ :‬ويتمل المع بينهما بأن‬
‫يكون ف رجليه خفان وعليهما نعلن‪ ,‬وهكذا الديث الذي رواه المام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا يي‬
‫عن شعبة‪ ,‬حدثن يعلى عن أبيه‪ ,‬عن أوس بن أب أوس‪ ,‬قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫توضأ ومسح على نعليه‪ ,‬ث قام إل الصلة‪ .‬وقد رواه أبو داود عن مسدد وعباد بن موسى‪ ,‬كلها‬
‫عن هشيم‪ ,‬عن يعلى بن عطاء‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أوس بن أب أوس قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسفففلم أتفففى سفففباطة قوم‪ ,‬فبال وتوضفففأ ومسفففح على نعليفففه وقدميفففه‪.‬‬
‫وقد رواه ابن جرير من طريق شعبة ومن طريق هشيم‪ ,‬ث قال‪ :‬وهذا ممول على أنه توضأ كذلك‬
‫و هو غ ي مدث‪ ,‬إذ كان غ ي جائز أن تكون فرائض ال و سنن رسوله متنافية ومتعار ضة‪ ,‬و قد صح‬
‫عنه صلى ال عليه وسلم المر بعموم غسل القدمي ف الوضوء بالاء بالنقل الستفيض القاطع عذر من‬
‫انتهى إليه وبلغه‪ ,‬ولا كان القرآن آمرا بغسل الرجلي كما ف قراءة النصب‪ ,‬وكما هو الواجب ف‬
‫حل قراءة الفض عليه‪ ,‬توهم بعض السلف أن هذه الَية ناسخة لرخصة السح على الفي‪ ,‬وقد‬
‫روي ذلك عن علي بن أب طالب‪ ,‬ولكن ل يصح إسناده‪ ,‬ث الثابت عنه خلفه‪ ,‬وليس كما زعموه‪,‬‬
‫فإنفه قفد ثبفت أن النفب صفلى ال عليفه وسفلم مسفح على الفيف بعفد نزول هذه الَيفة الكريةف‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا هاشم بن القاسم‪ ,‬حدثنا زياد بن عبد ال بن علثة عن عبد الكري بن‬
‫مالك الزري‪ ,‬عن ما هد‪ ,‬عن جر ير بن ع بد ال البجلي قال‪ :‬أ نا أ سلمت ب عد نزول الائدة‪ ,‬وأ نا‬
‫رأ يت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ي سح بعد ما أ سلمت‪ ,‬تفرد به أح د‪ .‬و ف ال صحيحي من‬
‫حديث العمش عن إبراهيم‪ ,‬عن هام قال‪ :‬بال جرير ث توضأ ومسح على خفيه‪ ,‬فقيل‪ :‬تفعل هذا ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم‪ ,‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم بال ث توضأ ومسح على خفيه‪ ,‬قال العمش‪ :‬قال‬
‫إبراهيم‪ :‬فكان يعجبهم هذا الديث لن إسلم جرير كان بعد نزول الائدة‪ ,‬لفظ مسلم‪ .‬وقد ثبت‬
‫بالتوا تر عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم مشروع ية ال سح على الف ي قولً م نه وفعلً‪ ,‬ك ما هو‬

‫‪303‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مقرر ف كتاب الحكام الكبي مع ما يتاج إل ذكره هناك من تأقيت السح أو عدمه‪ ,‬أو التفصيل‬
‫فيفففففه‪ ,‬كمفففففا هفففففو مبسفففففوط فففففف موضعفففففه‪.‬‬
‫و قد خال فت الروا فض ف ذلك بل م ستند بل ب هل وضلل‪ ,‬مع أ نه ثا بت ف صحيح م سلم من‬
‫رواية أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي عنه عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم النهي عن نكاح التعة وهم يستبيحونا‪ ,‬وكذلك هذه الَية الكرية دالة على وجوب غسل‬
‫الرجل ي مع ما ث بت بالتوا تر من ف عل ر سول ال صلى ال عليه و سلم على و فق ما دلت هذه الَ ية‬
‫الكرية‪ ,‬وهم مالفون لذلك كله وليس لم دليل صحيح ف نفس المر‪ ,‬ول المد‪ ,‬وهكذا خالفوا‬
‫الئ مة وال سلف ف الك عبي اللذ ين ف القدم ي فعند هم أن ما ف ظ هر القدم فعند هم ف كل ر جل‬
‫ك عب‪ ,‬وع ند المهور أن الك عبي ه ا العظمان الناتئان ع ند مف صل ال ساق والقدم‪ .‬قال الرب يع‪ :‬قال‬
‫الشافعي‪ :‬ل أعلم مالفا ف أن الكعبي اللذين ذكرها ال ف كتابه ف الوضوء ها الناتئان‪ ,‬وها ممع‬
‫مفصل الساق والقدم‪ ,‬هذا لفظه‪ ,‬فعند الئمة رحهم ال‪ :‬ف كل قدم كعبان‪ ,‬كما هو العروف عند‬
‫الناس‪ ,‬وكما دلت عليه السنة‪ ,‬ففي الصحيحي من طريق حران عن عثمان أنه توضأ فغسل رجله‬
‫اليمنففففففف إل الكعفففففففبي‪ ,‬واليسفففففففرى مثفففففففل ذلك‪.‬‬
‫وروى البخاري تعليقا مزوما به وأبو داود وابن خزية ف صحيحه من رواية أب القاسم السين‬
‫بن الارث الدل‪ ,‬عن النعمان بن بشي قال‪ :‬أقبل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بوجهه فقال‬
‫«أقيموا صفوفكم ف ثلثا ف وال لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن ال بي قلوبكم» قال‪ :‬فرأيت الرجل‬
‫يلزق كعبه بكعب صاحبه‪ ,‬وركبته بركبة صاحبه‪ ,‬ومنكبه بنكبه‪ ,‬لفظ ابن خزية‪ ,‬فليس يكن أن‬
‫يلزق كعبه بكعب صاحبه‪ ,‬إل والراد به العظم الناتىء ف الساق حت ياذي كعب الَخر‪ ,‬فدل ذلك‬
‫على ما ذكرناه من أنما العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم كما هو مذهب أهل السنة‪ ,‬وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا إساعيل بن موسى‪ ,‬أخبنا شريك عن يي بن الارث التيمي يعن‬
‫الابر‪ ,‬قال‪ :‬نظرت ف قتلى أصحاب زيد‪ ,‬فوجدت الكعب فوق ظهر القدم‪ ,‬وهذه عقوبة عوقب با‬
‫الشيعففة بعففد قتلهففم‪ ,‬تنكيل بمفف ففف مالفتهففم القفف وإصففرارهم عليففه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء فلم‬
‫تدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه} كل ذلك قد تقدم الكلم عليه ف‬
‫تف سي آ ية الن ساء‪ ,‬فل حا جة ب نا إل إعاد ته لئل يطول الكلم‪ ,‬و قد ذكر نا سبب نزول آ ية التي مم‬

‫‪304‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هناك‪ ,‬لكن البخاري روى ههنا حديثا خاصا بذه الَية الكرية فقال‪ :‬حدثنا يي بن سليمان‪ ,‬حدثنا‬
‫ا بن وهب‪ ,‬أ خبن عمرو بن الارث أن ع بد الرحن بن القا سم حدثه عن أب يه‪ ,‬عن عائ شة قالت‪:‬‬
‫سقطت قلدة ل بالبيداء ون ن داخلون الدي نة‪ ,‬فأناخ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ونزل‪ ,‬فث ن‬
‫رأسه ف حجري راقدا‪ ,‬فأقبل أبو بكر فلكزن لكزة شديدة وقال‪ :‬حبست الناس ف قلدة‪ ,‬فتمنيت‬
‫الوت لكان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم م ن‪ ,‬و قد أوجع ن‪ ,‬ث إن ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫استيقظ‪ ,‬وحضرت الصبح‪ ,‬فالتمس الاء فلم يوجد‪ ,‬فنلت {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إل الصلة‬
‫فاغسلوا وجوهكم} إل آخر الَية‪ ,‬فقال أسيد بن الضي‪ :‬لقد بارك ال للناس فيكم يا آل أب بكر‬
‫مفففففففففا أنتفففففففففم إل بركفففففففففة لمففففففففف‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ما يريد ال ليجعل عليكم من حرج} أي فلهذا سهل عليكم ويسر ول يعسر‪ ,‬بل‬
‫أباح التيمم عند الرض وعند فقد الاء توسعة عليكم‪ ,‬و رحة بكم وجعله ف حق من شرع له يقوم‬
‫مقام الاء إل من ب عض الوجوه ك ما تقدم بيا نه‪ ,‬وك ما هو مقرر ف كتاب الحكام ال كبي‪ ,‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون} أي لعلكم تشكرون نعمه عليكم‬
‫في ما شر عه ل كم من التو سعة والرأ فة والرح ة والت سهيل وال سماحة‪ ,‬و قد وردت ال سنة بال ث على‬
‫الدعاء عقب الوضوء بأن يعل فاعله من التطهرين الداخلي ف امتثال هذه الَية الكرية‪ ,‬كما رواه‬
‫المام أح د وم سلم وأ هل ال سنن عن عق بة بن عا مر قال‪ :‬كا نت علي نا رعا ية ال بل‪ ,‬فجاءت نوب ت‬
‫فروحتها بعشي‪ ,‬فأدركت رسول ال صلى ال عليه وسلم قائما يدث الناس‪ ,‬فأدركت من قوله «ما‬
‫من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه‪ ,‬ث يقوم فيصلي ركعتي مقبلً عليهما بقلبه ووجهه‪ ,‬إل وجبت له‬
‫ال نة» قال‪ :‬قلت‪ :‬ما أجود هذا‪ ,‬فإذا قائل ب ي يدي يقول‪ :‬ال ت قبل ها أجود من ها‪ ,‬فنظرت فإذا ع مر‬
‫رضي ال عنه فقال‪ :‬إن قد رأيتك جئت آنفا قال« ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أوفيسبغ الوضوء‪,‬‬
‫يقول‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله‪ ,‬إل فتحت له أبواب النة الثمانية‪ ,‬يدخل من‬
‫أيهفففففففففففا شاء» لففففففففففففظ مسفففففففففففلم‪.‬‬
‫وقال مالك عن نشل بن أب صال‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫«إذا توضأ العبد السلم أو الؤمن فغسل وجهه‪ ,‬خرج من وجهه‪ ,‬كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الاء‬
‫أو مع آخر قطر الاء‪ ,‬فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الاء أو مع آخر قطر‬
‫الاء‪ ,‬فإذا غسل رجل يه خر جت كل خطيئة مشت ها رجله مع الاء أو مع آ خر ق طر الاء‪ ,‬ح ت يرج‬

‫‪305‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نقيا من الذنوب» رواه مسلم عن أب الطاهر‪ ,‬عن ابن وهب‪ ,‬عن مالك به‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا‬
‫أبو كريب‪ ,‬حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن سال بن أب العد‪ ,‬عن كعب بن‬
‫مرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « ما من ر جل يتو ضأ فيغ سل يد يه أو ذراع يه‪ ,‬إل‬
‫خر جت خطاياه منه ما‪ ,‬فإذا غ سل وج هه خر جت خطاياه من وج هه‪ ,‬فإذا م سح رأ سه خر جت‬
‫خطاياه من رأسه‪ ,‬فإذا غسل رجليه خرجت خطاياه من رجليه» هذا لفظه‪ .‬وقد رواه المام أحد عن‬
‫ممد بن جعفر‪ ,‬عن شعبة عن منصور‪ ,‬عن سال‪ ,‬عن مرة بن كعب أو كعب بن مرة السلمي‪ .,‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال «وإذا توضأ العبد فغسل يديه خرجت خطاياه من بي يديه‪ ,‬وإذا غسل‬
‫وجهه خرجت خطاياه من وجهه‪ ,‬وإذا غسل ذراعيه خرجت خطاياه من ذراعيه‪ ,‬وإذا غسل رجليه‬
‫خرجفت خطاياه مفن رجليفه» قال شعبفة‪ :‬ول يذكفر مسفح الرأس ‪ ,‬وهذا إسفناد صفحيح‪,‬‬
‫وروى ابن جرير من طريق شر بن عطية عن شهر بن حوشب‪ ,‬عن أب أمامة قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «من توضأ فأحسن الوضوء ث قام إل الصلة‪ ,‬خرجت ذنوبه من سعه وبصره‬
‫ويديه ورجليه» وروى مسلم ف صحيحه من حديث يي بن أب كثي‪ ,‬عن زيد بن سلم‪ ,‬عن جده‬
‫مطور‪ ,‬عفن أبف مالك الشعري أن رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم قال «الطهور شطفر اليان‪,‬‬
‫وال مد ل تل اليزان‪ ,‬و سبحان ال وال أ كب تل ما ب ي ال سماء والرض‪ ,‬وال صوم ج نة‪ ,‬وال صب‬
‫ضياء‪ ,‬والصفدقة برهان‪ ,‬والقرآن حجفة لك أو عليفك‪ ,‬كفل الناس يغدو فبائع نفسفه فمعتقهفا أو‬
‫موبقها»‪ .‬وف صحيح مسلم من رواية ساك بن حرب عن مصعب بن سعد‪ ,‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل يقبل ال صدقة من غلول‪ ,‬ول صلة بغي طهور»‪ .‬وقال أبو داود‬
‫الطيالسي‪ :‬حدثنا شعبة عن قتادة‪ ,‬سعت أبا الليح الذل يدث عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬كنت مع رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ف ب يت ف سمعته يقول «إن ال ل يق بل صلة من غ ي طهور‪ ,‬ول صدقة من‬
‫غلول» وكذا رواه أحدفف وأبففو داود والنسففائي وابففن ماجففه مففن حديففث شعبففة‪.‬‬

‫** وَاذْ ُكرُوْا ِنعْ َمةَ اللّ ِه عََلْيكُ مْ َومِيثَاقَ هُ الّذِي وَاَثقَكُم بِ هِ إِذْ ُق ْلتُ مْ سَ ِم ْعنَا َوأَ َط ْعنَا وَاّتقُواْ اللّ هَ إِ نّ اللّ َه عَلِي ٌم‬
‫ط وَلَ َيجْ ِر َمّنكُمْ شَنَآنُ َقوْمٍ عََلىَ‬ ‫بِذَاتِ الصّدُورِ * يَا َأّيهَآ الّذِي نَ آ َمنُواْ كُونُواْ َقوّامِيَ للّ ِه ُشهَدَآ َء بِاْلقِسْ ِ‬
‫أَلّ َتعْدِلُواْ اعْدِلُواْ ُهوَ أَقْرَبُفلِلّت ْقوَىَ وَاّتقُواْ اللّهَفإِنّف اللّهَف َخبِ ٌي بِمَا َتعْمَلُونَف * َوعَدَ اللّهُف الّذِينَف آ َمنُواْ‬
‫َصفحَابُ‬ ‫ِينف َكفَرُوْا وَكَ ّذبُوْا بِآيَاتِنَآ ُأوْلَـفئِكَ أ ْ‬ ‫ِيمف * وَالّذ َ‬ ‫َوعَمِلُواْ الصفّالِحَاتِ لَهُم ّم ْغفِ َرٌة َوأَجْ ٌر عَظ ٌ‬

‫‪306‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الْجَحِي مِ * يَا أَّيهَآ الّذِي نَ آ َمنُواْ اذْكُرُواْ ِنعْ َمةَ اللّ ِه عََليْكُ مْ إِ ْذ هَ مّ َقوْ مٌ أَن َيبْ سُطُواْ إَِليْكُ مْ َأيْ ِديَهُ مْ َفكَ فّ‬
‫ف َوعَلَى اللّهففففِ َف ْلَيَتوَكّ ِل الْ ُم ْؤ ِمنُونففففَ‬ ‫ف وَاّتقُواْ اللّهففف َ‬ ‫ف عَنكُمففف ْ‬ ‫َأيْ ِديَهُمففف ْ‬
‫يقول تعال مذكرا عباده الؤمني نعمته عليهم ف شرعه لم هذا الدين العظيم‪ .‬وإرساله إليهم هذا‬
‫الرسول الكري وما أخذ عليهم من العهد واليثاق ف مبايعته على متابعته ومناصرته ومؤازرته‪ ,‬والقيام‬
‫بدي نه وإبل غه ع نه‪ ,‬وقبوله م نه‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬واذكروا نع مة ال علي كم وميثا قه الذي واثق كم به إذ‬
‫قل تم سعنا وأطع نا} وهذه هي البي عة ال ت كانوا يبايعون علي ها ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ع ند‬
‫إسلمهم كما قالوا‪ :‬بايعنا رسول ال صلى ال عليه وسلم على السمع والطاعة ف منشطنا ومكرهنا‬
‫وأثرة علي نا‪ ,‬وأن ل ننازع ال مر أهله‪ ,‬وقال ال تعال‪{ :‬ومال كم ل تؤمنون بال والر سول يدعو كم‬
‫لتؤمنوا برب كم و قد أ خذ ميثاق كم إن كن تم مؤمن ي}‪ ,‬وق يل‪ :‬هذا تذكار لليهود ب ا أ خذ علي هم من‬
‫الواثيق والعهود ف متابعة ممد صلى ال عليه وسلم والنقياد لشرعه‪ ,‬رواه علي بن أب طلحة عن‬
‫ابففففففففففففففففففففففففففففففففففففففن عباس‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هو تذكار با أخذ تعال من العهد على ذرية آدم حي استخرجهم من صلبه وأشهدهم على‬
‫أنفسفهم {ألسفتم بربكفم قالوا بلى شهدنفا} قاله ماهفد ومقاتفل بفن حيان‪ ,‬والقول الول أظهفر‪,‬‬
‫فففر‪.‬‬ ‫فففن جريف‬ ‫فففدي واختاره ابف‬ ‫فففن عباس والسف‬ ‫فففن ابف‬ ‫فففي عف‬ ‫وهوالحكف‬
‫ث قال تعال‪{ :‬واتقوا ال} تأكيد وتريض على مواظبة التقوى ف كل حال‪ ,‬ث أعلمهم أنه يعلم ما‬
‫يتلج ف الضمائر من السرار والواطر‪ ,‬فقال {إن ال عليم بذات الصدور}‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬يا أيها‬
‫الذيفن آمنوا كونوا قواميف ل} أي كونوا قواميف بالقف ل عفز وجفل‪ ,‬ل لجفل الناس والسفمعة‪,‬‬
‫وكونوا {شهداء بالقسط} أي بالعدل ل بالور‪ ,‬وقد ثبت ف الصحيحي عن النعمان بن بشي أنه‬
‫قال‪ :‬نل ن أ ب نلً فقالت أ مي عمرة ب نت روا حة‪ :‬ل أر ضى ح ت تش هد عل يه ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ‪ ,‬فجاءه ليشهده على صدقت‪ ,‬فقال «أ كل ولدك‪ ,‬نلت مثله ؟» قال‪ :‬ل ‪ ,‬فقال «اتقوا‬
‫ال واعدلوا فف أولدكفم»‪ .‬وقال «إنف ل أشهفد على جور» قال‪ :‬فرجفع أبف فرد تلك الصفدقة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول يرمن كم شنآن قوم على أل تعدلوا} أي ل يملن كم ب غض قوم على ترك العدل‬
‫فيهم‪ ,‬بل استعملوا العدل ف كل أحد صديقا كان أو عدوا‪ ,‬ولذا قال {اعدلوا هو أقرب للتقوى}‬
‫أي عدل كم أقرب إل التقوى من تر كه‪ ,‬ودل الف عل على ال صدر الذي عاد الضم ي عل يه‪ ,‬ك ما ف‬
‫نظائره مفن القرآن وغيه‪ ,‬كمفا فف قوله {وإن قيفل لكفم ارجعوا فارجعوا هفو أزكفى لكفم}‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪ :‬هو أقرب للتقوى من باب استعمال أفعل التفضيل ف الحل الذي ليس ف الانب الَخر منه‬
‫شيفء‪ ,‬كمفا فف قوله تعال‪{ :‬أصفحاب النفة يومئذ خيف مسفتقرا وأحسفن مقيل} وكقول بعفض‬
‫الصحابيات لعمر‪ :‬أنت أفظ وأغلظ من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬واتقوا ال إن‬
‫ال خبي با تعملون} أي وسيجزيكم على ما علم من أفعالكم الت عملتموها‪ ,‬إن خيا فخي‪ ,‬وإن‬
‫شرا فشر‪ ,‬ولذا قال بعده {وعد ال الذين آمنوا وعملوا الصالات لم مغفرة} أي لذنوبم {وأجر‬
‫عظيم} وهوالنة الت هي من رحته على عباده‪ ,‬ل ينالونا بأعمالم بل برحة منه وفضل‪ ,‬وإن كان‬
‫سبب و صول الرح ة إلي هم أعمال م‪ ,‬و هو تعال الذي جعل ها أ سبابا إل ن يل رح ته وفضله وعفوه‬
‫ورضوانفففففه فالكفففففل منفففففه وله‪ ,‬فله المفففففد والنفففففة‪.‬‬
‫ث قال‪{ :‬والذ ين كفروا وكذبوا بآيات نا أولئك أ صحاب الح يم} وهذا من عدله تعال‪ ,‬وحكم ته‬
‫وحك مه الذي ل يور ف يه‪ ,‬بل هو ال كم العدل الك يم القد ير‪ .‬وقوله تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا‬
‫اذكروا نعمة ال عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم}‪ .‬قال عبد الرزاق‪:‬‬
‫أخبنا معمر عن الزهري‪ ,‬ذكره عن أب سلمة‪ ,‬عن جابر‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم نزل منلً‪,‬‬
‫وتفرق الناس ف العضاه ي ستظلون تت ها‪ ,‬وعلق ال نب صلى ال عليفه وسفلم سفلحه بشجرة‪ ,‬فجاء‬
‫أعراب إل سيف رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪,‬فأخذه فسله‪,‬ث أقبل على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬من ينعك من ؟ قال‪« :‬ال عز وجل»‪ .‬قال العراب‪ ,‬مرتي أو ثلثا‪ :‬من ينعك من ؟ والنب‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقول «ال»‪ .‬قال‪ :‬فشام العرا ب ال سيف‪ ,‬فد عا ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫أصحابه‪ ,‬فأخبهم خب العراب‪ ,‬وهو جالس إل جنبه‪ ,‬ول يعاقبه‪ ,‬وقال معمر‪ :‬كان قتادة يذكر نو‬
‫هذا‪ ,‬ويذكفر أن قوما مفن العرب أرادوا أن يفتكوا برسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم فأرسفلوا هذا‬
‫العرا ب‪ ,‬وتأول {اذكروا نع مة ال علي كم إذ هم قوم أن يب سطوا إلي كم أيدي هم} الَ ية‪ ,‬وق صة هذا‬
‫العرابفففف وهففففو غورث بففففن الارث ثابتففففة ففففف ا لصففففحيح‪.‬‬
‫وقال العوف‪ ,‬عن ابن عباس ف هذه الَية {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة ال عليكم إذ هم قوم أن‬
‫يب سطوا إلي كم أيدي هم ف كف أيديهم عن كم} وذلك أن قوما من اليهود صنعوا لر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ولصحابه طعاما ليقتلوهم‪ ,‬فأوحى ال إليه بشأنم‪ ,‬فلم يأت الطعام وأمر أصحابه فأتوه‪,‬‬
‫رواه ا بن أ ب حا ت‪ .‬وقال أ بو مالك‪ :‬نزلت ف ك عب بن الشرف وأ صحابه ح ي أرادوا أن يغدروا‬
‫بحمد وأصحابه ف دار كعب بن الشرف‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ .‬وذكر ممد بن إسحاق بن يسار‬

‫‪308‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وماهد وعكرمة وغي واحد‪ ,‬أنا نزلت ف شأن بن النضي حي أرادوا أن يلقوا على رأس رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الرحى‪ ,‬ل ا جاءهم يستعينهم ف دية العامري ي‪ ,‬ووكلوا عمرو بن جحاش ابن‬
‫كعب بذلك‪ ,‬وأمروه إن جلس النب صلى ال عليه وسلم تت الدار واجتمعوا عنده أن يلقي تلك‬
‫الر حى من فو قه‪ ,‬فأطلع ال ال نب صلى ال عل يه و سلم على ما تالؤوا عل يه‪ ,‬فر جع إل الدي نة وتب عه‬
‫أ صحابه‪ ,‬فأنزل ال ف ذلك هذه الَ ية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وعلى ال فليتو كل الؤمنون} يع ن من تو كل‬
‫على ال كفاه ال ما أهه‪ ,‬وحفظه من شر الناس وعصمه‪ ,‬ث أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫يغدو إليهفففففم‪ ,‬فحاصفففففرهم حتففففف أنزلمففففف فأجلهفففففم‪.‬‬

‫ق َبنِ يَ إِ سْرَآئِي َل َوَب َعثْنَا مِنهُ مُ اْثنَ ْي عَشَ َر َنقِيبا وَقَالَ اللّ هُ إِنّي َم َعكُ مْ َلئِ نْ أَقَ ْمتُ ُم‬‫** وََلقَدْ أَ َخذَ اللّ ُه مِيثَا َ‬
‫ضتُ مُ اللّ هَ قَرْضا حَ سَنا لُ َكفّرَ ّن َعنْكُ مْ َسّيئَاِتكُمْ‬ ‫لةَ وَآَتْيتُ مْ الزّكَا َة وَآمَنتُ ْم بِرُ ُسلِي َوعَزّ ْرتُمُوهُ ْم َوأَقْرَ ْ‬ ‫صَ‬ ‫ال ّ‬
‫ك ِمنْكُمْ َفقَدْ ضَلّ َسوَآءَ السّبِيلِ * َفبِمَا‬ ‫حِتهَا الْنهَارُ فَمَن َكفَ َر َبعْدَ ذَلِ َ‬ ‫وَلُدْ ِخَلنّكُمْ َجنّاتٍ َتجْرِي مِن تَ ْ‬
‫ضعِ ِه َونَ سُواْ حَظّا ّممّا ذُكِرُواْ بِ هِ‬ ‫ضهِم مّيثَاَقهُ مْ لَعنّاهُ ْم َو َجعَ ْلنَا قُلُوَبهُ مْ قَا ِسَي ًة يُحَرّفُو نَ اْلكَلِ َم عَن ّموَا ِ‬ ‫َنقْ ِ‬
‫سنِيَ * َومِ نَ‬ ‫صفَحْ إِنّ اللّ َه يُحِبّ الْ ُمحْ ِ‬ ‫ل ّمْنهُ مُ فَاعْفُ َعْنهُمْ وَا ْ‬ ‫وَلَ َتزَالُ تَطّلِ ُع عََلىَ خَآِئَنةٍ ّمْنهُ مْ إِلّ قَلِي ً‬
‫الّذِي نَ قَالُواْ ِإنّا نَ صَارَىَ َأخَ ْذنَا مِيثَاَقهُ مْ َفنَ سُواْ حَظّا مّمّا ذُكِرُواْ بِ هِ َفَأغْ َرْينَا َبْيَنهُ ُم الْعَدَا َوةَ وَاْلَبغْضَآءَ إَِلىَ‬
‫فَنعُونَ‬ ‫ف بِمَففففا كَانُوْا يَصففف ْ‬ ‫فوْفَ ُيَنّبئُهُمففففُ اللّهففف ُ‬ ‫ف اْلقِيَا َم ِة وَسففف َ‬ ‫َيوْمففف ِ‬
‫لا أمر تعال عباده الؤمني بالوفاء بعهده وميثاقه الذي أخذه عليهم على لسان عبده ورسوله ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وأمرهم بالقيام بالق‪ ,‬والشهادة بالعدل‪ ,‬وذكرهم نعمه عليهم الظاهرة والباطنة‬
‫فيما هداهم له من الق والدى‪ ,‬شرع يبي لم كيف أخذ العهود والواثيق على من كان قبلهم من‬
‫أهل الكتابي‪ :‬اليهود والنصارى‪ ,‬فلما نقضوا عهوده ومواثيقه أعقبهم ذلك لعنا منه لم‪ ,‬وطردا عن‬
‫بابه وجنابه‪ ,‬وحجابا لقلوبم عن الوصول إل الدى ودين الق‪ ,‬وهو العلم النافع‪ ,‬والعمل الصال‪,‬‬
‫فقال تعال‪{ :‬ولقد أخذ ال ميثاق بن إسرائيل وبعثنا منهم اثن عشر نقيبا} يعن عرفاء على قبائلهم‬
‫بالبايعة والسمع والطاعة ل ولرسوله ولكتابه‪ ,‬وقد ذكر ابن عباس عن ابن إسحاق وغي واحد أن‬
‫هذا كان لا توجه موسى عليه السلم لقتال البابرة‪ ,‬فأمر بأن يقيم نقباء من كل سبط نقيب‪ ,‬قال‬
‫ممد بن إسحاق‪ :‬فكان من سبط روبيل شامون بن ركون‪ ,‬ومن سبط شعون شافاط بن حري‪ ,‬ومن‬
‫سبط يهوذا كالب بن يوفنا‪ ,‬ومن سبط أتي ميخائيل بن يوسف‪ ,‬ومن سبط يوسف وهو سبط إفراي‬

‫‪309‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يو شع بن نون‪ ,‬و من سبط بنيام ي فل طم بن دفون و من سبط زبولون جدي بن شورى و من سبط‬
‫من شأ بن يو سف جدي بن مو سى و من سبط دان خلئ يل بن ح ل و من سبط أشار ساطور بن‬
‫ملكيفل‪ ,‬ومفن سفبط نفثال برف بفن وقسفي‪ ,‬ومفن سفبط يسفاخر ليفل بفن مكيفد‪.‬‬
‫وقد رأيت ف السفر الرابع من التوراة تعداد النقباء على أسباط بن إسرائيل وأساء مالفة ل ذكره‬
‫ابن إسحاق‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬قال فيها‪ :‬فعلى بن روبيل اليصور بن سادون‪ ,‬وعلى بن شعون شوال بن‬
‫صورشكي‪ ,‬وعلى ب ن يهوذا الشون بن عمياذاب‪ ,‬وعلى ب ن ي ساخر شال بن صاعون‪ ,‬وعلى ب ن‬
‫زبولون الياب بن حالوب‪ ,‬وعلى بن إفراي منشا بن عمنهور‪ ,‬وعلى بن منشا حليائيل بن يرصون‪,‬‬
‫وعلى بن بنيامي أبيدن بن جدعون‪ ,‬وعلى ب ن دان جعيذر بن عميشذي‪ ,‬وعلى بن أشار نايل بن‬
‫عجران‪ ,‬وعلى بنفف كان السففيف بففن دعواييففل‪ ,‬وعلى بنفف نفتال أجذع بففن عمينان‪.‬‬
‫وهكذا لا بايع رسول ال صلى ال عليه وسلم النصار ليلة العقبة‪ ,‬كان فيهم اثنا عشر نقيبا‪ :‬ثلثة‬
‫من الوس‪ :‬وهم أسيد بن الضي‪ ,‬وسعد بن خيثمة‪ ,‬ورفاعة بن عبد النذر‪ ,‬ويقال بدله أبو اليثم بن‬
‫التيهان رضي ال عنه‪ ,‬وتسعة من الزرج وهم‪ :‬أبو أمامة أسعد بن زراة‪ ,‬وسعد بن الربيع‪ ,‬وعبد ال‬
‫بن رواحة‪ ,‬ورافع بن مالك بن العجلن‪ ,‬والباء بن معرور‪ ,‬وعبادة بن الصامت‪ ,‬وسعد بن عبادة‪,‬‬
‫وع بد ال بن عمرو بن حرام‪ ,‬والنذر بن ع مر بن حن يش ر ضي ال عن هم‪ ,‬و قد ذكر هم ك عب بن‬
‫مالك ف ش عر له‪ ,‬ك ما أورده ا بن إ سحاق رح ه ال‪ ,‬والق صود أن هؤلء كانوا عرفاء على قوم هم‬
‫ليلتئذ عن أمر النب صلى ال عليه وسلم لم بذلك‪ ,‬وهم الذين ولوا العاقدة والبايعة عن قومهم للنب‬
‫صفففففلى ال عليفففففه وسفففففلم على السفففففمع والطاعفففففة‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد عن مالد عن الشعب‪ ,‬عن مسروق‬
‫قال‪ :‬كنا جلوسا عند عبد ال بن مسعود وهو يقرئنا القرآن‪ ,‬فقال له رجل‪ :‬يا أبا عبد الرحن‪ ,‬هل‬
‫سألتم رسول ال صلى ال عليه وسلم كم يلك هذه المة من خليفة ؟ فقال عبد ال‪ :‬ما سألن عنها‬
‫أحد منذ قدمت العراق قبلك‪ ,‬ث قال‪ :‬نعم‪ ,‬ولقد سألنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال «اثنا‬
‫ع شر كعدة نقباء ب ن إ سرائيل» هذا حد يث غر يب من هذا الو جه‪ ,‬وأ صل هذا الد يث ثا بت ف‬
‫ال صحيحي من حد يث جابر بن سرة‪ ,‬قال‪ :‬سعت ال نب صلى ال عل يه و سلم يقول «ل يزال أ مر‬
‫الناس ماضيا ما ولي هم اث نا ع شر رجلً» ث تكلم ال نب صلى ال عل يه و سلم بكل مة خف يت علي‪,‬‬
‫فسألت أي ماذا قال النب صلى ال عليه وسلم ؟ قال «كلهم من قريش» وهذا لفظ مسلم‪ .‬ومعن‬

‫‪310‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذا الديث البشارة بوجود اثن عشر خليفة صالا يقيم الق ويعدل فيهم‪ ,‬ول يلزم من هذا تواليهم‬
‫وتتابع أيامهم‪ ,‬بل وقد وجد منهم أربعة على نسق وهم اللفاء الربعة‪ :‬أبو بكر‪ ,‬وعمر‪ ,‬وعثمان‪,‬‬
‫وعلي‪ ,‬رضي ال عنهم‪ ,‬ومنهم عمر بن عبد العزيز بل شك عند الئمة وبعض بن العباس‪ ,‬ول تقوم‬
‫الساعة حت تكون وليتهم ل مالة‪ ,‬والظاهر أن منهم الهدي البشر به ف الحاديث الواردة بذكره‪,‬‬
‫فذكر أنه يواطىء اسه اسم النب صلى ال عليه وسلم واسم أبيه اسم أبيه‪ ,‬فيمل الرض عد ًل وقسطا‬
‫ك ما ملئت جورا وظلما‪ ,‬ول يس هذا بالنت ظر الذي تتو هم الراف ضة وجوده ث ظهوره من سرداب‬
‫سفامرا‪ ,‬فإن ذلك ليفس له حقيقفة ول وجود بالكليفة‪ ,‬بفل هفو مفن هوس العقول السفخيفة‪ ,‬وتوهفم‬
‫اليالت الضعيفة‪ ,‬وليس الراد بؤلء اللفاء الثن عشر الئمة الثن عشر الذين يعتقد فيهم الثنا‬
‫عشريفففففة مفففففن الرواففففففض لهلهفففففم وقلة عقلهفففففم‪.‬‬
‫و ف التوراة البشارة بإ ساعيل عل يه ال سلم‪ ,‬وإن ال يق يم من صلبه اث ن ع شر عظيما‪ ,‬و هم هؤلء‬
‫اللفاء الث نا ع شر الذكورون ف حد يث ا بن م سعود وجابر بن سرة‪ ,‬وب عض الهلة م ن أ سلم من‬
‫ل وسفها‬ ‫اليهود إذا اقترن بم بعض الشيعة يوهونم أنم الئمة الثنا عشر‪ ,‬فيتشيع كثي منهم جه ً‬
‫لقلة علمهفم وعلم مفن لقنهفم ذلك بالسفنن الثابتفة عفن النفب صفلى ال عليفه وسفلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقال ال إن معكم} أي بفظي وكلءت ونصري {لئن أقمتم الصلة وآتيتم الزكاة‬
‫وآمنتفم برسفلي} أي صفدّقتموهم فيمفا ييئونكفم بفه مفن الوحفي‪{ ,‬وعزرتوهفم} أي نصفرتوهم‬
‫ووازرتوهم على الق {وأقرضتم ال قرضا حسنا} وهو النفاق ف سبيله وابتغاء مرضاته‪{ ,‬لكفرن‬
‫عنكم سيئاتكم} أي ذنوبكم أموها وأسترها ول أؤاخذكم با‪{ ,‬ولدخلنكم جنات تري من تتها‬
‫النار} أي أدفففففع عنكففففم الحذور وأحصففففل لكففففم القصففففود‪.‬‬
‫وقوله {ف من كفر بعد ذلك منكم ف قد ضل سواء السبيل} أي ف من خالف هذا اليثاق بعد عقده‬
‫وتوكيده وشده وجحده‪ ,‬وعامله معاملة من ل يعرفه‪ ,‬فقد أخطأ الطريق الواضح‪ ,‬وعدل عن الدى‬
‫إل الضلل‪ ,‬ث أخب تعال عما حل بم من العقوبة عند مالفتهم ميثاقه ونقضهم عهده‪ ,‬فقال {فبما‬
‫نقضهم ميثاقهم لعناهم} أي فبسبب نقضهم اليثاق الذي أخذ عليهم لعناهم‪ ,‬أي أبعدناهم عن الق‬
‫وطردنا هم عن الدى‪{ ,‬وجعل نا قلوب م قا سية} أي فل يتعظون بوع ظة لغلظها وق ساوتا‪{ ,‬يرفون‬
‫الكلم عن مواض عه} أي ف سدت فهوم هم و ساء ت صرفهم ف آيات ال‪ ,‬وتأولوا كتا به على غ ي ما‬
‫أنزله‪ ,‬وحلوه على غ ي مراده‪ ,‬وقالوا عل يه مال ي قل‪ ,‬عياذا بال من ذلك‪{ ,‬ون سوا حظا م ا ذكروا‬

‫‪311‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫به} أي وتركوا العمل به رغبة عنه‪ .‬وقال السن‪ :‬تركوا عرى دينهم ووظائف ال تعال الت ل يقبل‬
‫العمل إل با‪ ,‬وقال غيه‪ :‬تركوا العمل فصاروا إل حالة رديئة‪ ,‬فل قلوب سليمة‪ ,‬ول فطر مستقيمة‪,‬‬
‫ول أعمال قوية‪{ ,‬ول تزال تطلع على خائنة منهم} يعن مكرهم وغدرهم لك ولصحابك‪ .‬وقال‬
‫ماهفد وغيه‪ :‬يعنف بذلك تالؤهفم على الفتفك برسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم {فاعفف عنهفم‬
‫واصفح} وهذا هو عي النصر والظفر‪ ,‬كما قال بعض السلف ما عاملت من عصى ال فيك بثل أن‬
‫تط يع ال فيه‪ ,‬وبذا يصل لم تأليف وجع على الق‪ ,‬ول عل ال أن يهديهم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن‬
‫ال يب الحسني} يعن به الصفح عمن أساء إليك‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هذه الَية (فاعف عنهم واصفح)‬
‫منسففففوخة بقوله {قاتلوا الذيففففن ل يؤمنون بال ول باليوم الَخففففر} الَيففففة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و من الذ ين قالوا إ نا ن صارى أخذ نا ميثاق هم} أي و من الذ ين ادعوا لنف سهم أن م‬
‫ن صارى متابعون ال سيح ا بن مر ي عل يه ال سلم ولي سوا كذلك‪ ,‬أخذ نا علي هم العهود والواث يق على‬
‫متاب عة الر سول صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ومنا صرته‪ ,‬ومؤازر ته‪ ,‬واقتفاء آثاره‪ ,‬وعلى اليان ب كل نب‬
‫يرسله ال إل أهل الرض‪ ,‬ففعلوا كما فعل اليهود‪ ,‬خالفوا الواثيق‪ ,‬ونقضوا العهود‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{فنسوا حظا ما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إل يوم القيامة} أي فألقينا بينهم العداوة‬
‫والبغضاء لبعضهم بعضا‪ ,‬ول يزالون كذلك إل قيام الساعة‪ ,‬وكذلك طوائف النصارى على اختلف‬
‫أجنا سهم ل يزالون متباغض ي متعاد ين يك فر بعض هم بعضا‪ ,‬ويل عن بعض هم بعضا‪ ,‬ف كل فر قة ترم‬
‫الخرى‪ ,‬ول تدع ها تلج معبد ها‪ ,‬فاللك ية تك فر اليعقوب ية‪ ,‬وكذلك الَخرون‪ ,‬وكذلك الن سطورية‬
‫والَريو سية‪ ,‬كل طائ فة تك فر الخرى ف هذه الدن يا ويوم يقوم الشهاد‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬و سوف‬
‫ينبئهم ال با كانوا يصنعون} وهذا تديد ووعيد أكيد للنصارى على ما ارتكبوه من الكذب على ال‬
‫وعلى ر سوله‪ ,‬و ما ن سبوه إل الرب عز و جل وتعال وتقدس عن قول م علوا كبيا‪ ,‬من جعل هم له‬
‫صفاحبة وولدا‪ ,‬تعال الواحفد الحفد الفرد الصفمد الذي ل يلد ول يولد ول يكفن له كفوا أحفد‪.‬‬

‫ب َوَي ْعفُواْ عَن َكثِ ٍي‬ ‫خفُو َن مِ َن اْلكِتَا ِ‬


‫** يَا َأهْ َل الْ ِكتَابِ قَدْ جَآءَ ُكمْ رَسُوُلنَا ُيَبيّنُ َلكُمْ َكثِيا مّمّا ُكْنتُ ْم تُ ْ‬
‫سلَ ِم َويُخْ ِر ُجهُ ْم مّ نِ‬
‫ضوَانَ هُ ُسبُ َل ال ّ‬
‫ب ّمبِيٌ * َيهْدِي بِ هِ اللّ ُه مَ ِن اّتبَ عَ رِ ْ‬ ‫قَدْ جَآءَ ُك ْم مّ نَ اللّ ِه نُو ٌر وَكِتَا ٌ‬
‫فَتقِيمٍ‬
‫فرَاطٍ مّسففف ْ‬ ‫ف َوَيهْدِيهِمففففْ إِلَىَ صففف ِ‬ ‫الظّلُمَاتففففِ إِلَى النّو ِر بِإِ ْذنِهففف ِ‬

‫‪312‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال مبا عن نفسه الكرية أنه قد أرسل رسوله ممدا صلى ال عليه وسلم بالدى ودين‬
‫الق إل جيع أهل الرض‪ :‬عربم وعجمهم‪ ,‬أميهم وكتابيهم‪ ,‬وأنه بعثه بالبينات والفرق بي الق‬
‫والباطل‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبي لكم كثيا ما كنتم تفون من الكتاب‬
‫ويع فو عن كث ي} أي يبي ما بدلوه وحرفوه وأولوه‪ ,‬وافتروا على ال ف يه‪ ,‬وي سكت عن كث ي م ا‬
‫غيوه ول فائدة ف بيا نه‪ .‬و قد روى الا كم ف م ستدركه من حد يث ال سي بن وا قد عن يز يد‬
‫النحوي‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس ر ضي ال ع نه‪ ,‬قال‪ :‬من ك فر بالر جم ف قد ك فر بالقرآن من‬
‫ح يث ل يت سب قوله { يا أ هل الكتاب قد جاء كم ر سولنا يبي ل كم كثيا م ا كن تم تفون من‬
‫الكتاب} فكان الر جم م ا أخفوه‪ ,‬ث قال‪ :‬صحيح ال سناد‪ ,‬ول يرجاه‪ .‬ث أ خب تعال عن القرآن‬
‫العظيم الذي أنزله على نبيه الكري فقال {قد جاءكم من ال نور وكتاب مبي يهدي به ال من اتبع‬
‫رضوا نه سبل ال سلم} أي طرق النجاة وال سلمة ومنا هج ال ستقامة‪{ ,‬ويرج هم من الظلمات إل‬
‫النور بإذنه ويهديهم إل صراط مستقيم} أي ينجيهم من الهالك‪ ,‬ويوضح لم أبي السالك فيصرف‬
‫عنهفم الحذور‪ ,‬ويصفل لمف أحفب المور‪ ,‬وينففي عنهفم الضللة‪ ,‬ويرشدهفم إل أقوم حالة‪.‬‬

‫ك مِ نَ اللّ ِه َشيْئا إِ نْ أَرَادَ أَن ُيهْلِ َ‬


‫ك‬ ‫** ّلقَدْ َكفَرَ الّذِي نَ قَآُل َواْ إِ نّ اللّ َه ُه َو الْمَ سِيحُ ابْ ُن مَ ْريَ مَ ُقلْ فَمَن يَ ْملِ ُ‬
‫ك ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ َومَا َبْيَنهُمَا يَخْلُ ُق مَا‬ ‫الْمَ سِيحَ ابْ َن مَ ْريَ مَ َوأُمّ ُه َومَن فِي الرْ ضِ َجمِيعا وَللّ ِه ُملْ ُ‬
‫ح نُ َأْبنَاءُ اللّ ِه َوأَ ِحبّاؤُ هُ قُلْ فَِل َم ُيعَ ّذُبكُم‬
‫ى نَ ْ‬
‫ت اْلَيهُو ُد وَالنّ صَارَ َ‬
‫يَشَآءُ وَاللّ ُه عََلىَ ُك ّل شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَقَالَ ِ‬
‫ض َومَا‬‫ت وَالرْ ِ‬ ‫ك السّمَاوَا ِ‬ ‫ب مَن يَشَآ ُء وَللّ ِه مُلْ ُ‬ ‫ش ٌر مِمّنْ َخلَ َق َي ْغفِرُ لِمَن يَشَآ ُء َوُيعَذّ ُ‬ ‫بِ ُذنُوِبكُم بَلْ أَنتُ ْم بَ َ‬
‫فففففففففففِيُ‬ ‫فففففففففففِ الْمَصف‬ ‫َبيَْنهُمَفففففففففففا َوإِلَيْهف‬
‫يقول تعال مبا وحاكيا بكفر النصارى ف ادعائهم ف السيح ابن مري‪ ,‬وهو عبد من عباد ال‪,‬‬
‫وخلق من خل قه أ نه هو ال‪ ,‬تعال ال عن قول م علوا كبيا‪ ,‬ث قال م با عن قدر ته على الشياء‬
‫وكونا تت قهره وسلطانه {قل فمن يلك من ال شيئا إن أراد أن يهلك السيح ابن مري وأمه ومن‬
‫ف الرض جيعا} أي لو أراد ذلك‪ ,‬فمن ذا الذي كان ينعه منه أو من ذا الذي يقدر على صرفه عن‬
‫ذلك‪ ,‬ث قال {ول ملك ال سموات والرض و ما بينه ما يلق ما يشاء} أي ج يع الوجودات مل كه‬
‫وخلقه‪ ,‬وهو القادر على ما يشاء‪ ,‬ل يسأل عما يفعل بقدرته وسلطانه وعدله وعظمته‪ ,‬وهذا رد على‬
‫النصففففففارى عليهففففففم لعائن ال التتابعففففففة إل يوم القيامففففففة‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال رادا على اليهود والن صارى ف كذب م وافترائ هم {وقالت اليهود والن صارى ن ن أبناء‬
‫ال وأحباؤه} أي نن منتسبون إل أنبيائه وهم بنوه‪ ,‬وله بم عناية‪ ,‬وهو يبنا‪ ,‬ونقلوا عن كتابم أن‬
‫ال تعال قال لعبده إ سرائيل‪ :‬أ نت اب ن بكري‪ ,‬فحملوا هذا على غ ي تأويله وحرفوه‪ ,‬و قد رد علي هم‬
‫ف نقفل‬‫غيف واحفد منف أسفلم مفن عقلئهفم وقالوا‪ :‬هذا يطلق عندهفم على التشريفف والكرام‪ ,‬كم ا‬
‫النصارى عن كتابم أن عيسى قال لم‪ :‬إن ذاهب إل أب وأبيكم‪ ,‬يعن رب وربكم‪ ,‬ومعلوم أنم ل‬
‫ف ادعوهفا فف عيسفى عليفه السفلم وإناف أرادوا مفن ذلك معزتمف لديفه‬‫يدعوا لنفسفهم مفن النبوة م ا‬
‫وحظوتمف عنده‪ ,‬ولذا قالوا‪ :‬ننف أبناء ال وأحباؤه‪ ,‬قال ال تعال رادا عليهفم {قفل فلم يعذبكفم‬
‫بذنوبكم} أي لو كن تم كما تدعون أبناءه وأحباءه‪ ,‬فلم أ عد ل كم نار جه نم على كفر كم وكذب كم‬
‫وافترائكفففففففففففففففففففففففففففففففففففففم ؟‬
‫و قد قال ب عض شيوخ الصوفية لب عض الفقهاء‪ :‬أين ت د ف القرآن أن ال بيب ل يعذب حبيبه‪ ,‬فلم‬
‫يرد عليه‪ ,‬فتل عليه الصوف هذه الَية {قل فلم يعذبكم بذنوبكم} وهذا الذي قاله حسن‪ ,‬وله شاهد‬
‫ف السند للمام أحد حيث قال‪ :‬حدثنا ابن أب عدي عن حيد‪ ,‬عن أنس‪ ,‬قال‪ :‬مر النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ف نفر من أصحابه‪ ,‬وصب ف الطريق‪ ,‬فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ‪,‬‬
‫فأقبلت ت سعى وتقول‪ :‬اب ن اب ن‪ ,‬و سعت فأخذ ته فقال القوم‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬ما كا نت هذه لتل قي‬
‫ولدها ف النار‪ .‬قال‪ :‬فحفظهم النب صلى ال عليه وسلم فقال «ل وال ما يلقي حبيبه ف النار» تفرد‬
‫به أحد‪{ ,‬بل أنتم بشر من خلق} أي لكم أسوة أمثالكم من بن آدم‪ ,‬وهو سبحانه الاكم ف جيع‬
‫عباده {يغففر لنف يشاء ويعذب مفن يشاء} أي هفو فعال لاف يريفد‪ ,‬ل معقفب لكمفه‪ ,‬وهفو سفريع‬
‫الساب‪{ ,‬ول ملك السموات والرض وما بينهما} أي الميع ملكه وتت قهره وسلطانه‪{ ,‬وإليه‬
‫الصفي} أي الرجفع والآب إليفه‪ ,‬فيحكفم فف عباده باف يشاء‪ ,‬وهفو العادل الذي ل يور‪.‬‬
‫وروى ممد بن إسحاق عن ممد بن أب ممد عن عكرمة أو سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫وأ تى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم نعمان بن آ صا وبري بن عمرو وشاس بن عدي فكلموه‪,‬‬
‫وكلمهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ودعاهم إل ال‪ ,‬وحذرهم نقمته‪ ,‬فقالوا‪ :‬ما توفنا يا ممد‪,‬‬
‫نن وال أبناء ال وأحباؤه‪ ,‬كقول النصارى‪ ,‬فأنزل ال فيهم {وقالت اليهود والنصارى نن أبناء ال‬
‫وأحباؤه} إل آخر الَية‪ ,‬رواه ابن أب حات وابن جرير‪ ,‬ورويا أيضا من طريق أسباط عن السدي ف‬
‫قول ال {وقالت اليهود والنصارى نن أبناء ال وأحباؤه} أما قولم‪{ :‬نن أبناء ال}‪ .,‬فإنم قالوا‪:‬‬

‫‪314‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إن ال أو حى إل إ سرائيل أن ولدك بكري من الولد‪ ,‬فيدخل هم النار‪ ,‬فيكونون في ها أربع ي ليلة ح ت‬
‫تطهرهم وتأكل خطاياهم‪ ,‬ث ينادي مناد‪ :‬أن أخرجوا كل متون من ولد إسرائيل‪ ,‬فأخرجوهم فذلك‬
‫قولمففففففففففففف لن تسفففففففففففففنا النار إل أياما معدودات‪.‬‬

‫** يَا أَهْ َل اْل ِكتَابِ قَدْ جَآءَ ُكمْ رَسُوُلنَا ُيَبيّنُ َلكُمْ عََلىَ َفتْ َر ٍة مّنَ الرّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآ َءنَا مِن بَشِيٍ وَ َل‬
‫ف عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ‬
‫ف بَشِ ٌي َونَذِي ٌر وَاللّهففففففففف ُ‬ ‫نَذِيرٍ َفقَدْ جَاءَكُمففففففففف ْ‬
‫يقول تعال ماطبا أ هل الكتاب من اليهود والن صارى با نه قد أر سل إلي هم ر سوله ممدا صلى ال‬
‫عليه وسلم خات النبيي‪ ,‬الذي ل نب بعده ول رسول‪ ,‬بل هو العقب لميعهم‪ ,‬ولذا قال‪ :‬على فترة‬
‫من الرسل‪ ,‬أي بعد مدة متطاولة ما بي إرساله وعيسى بن مري‪ ,‬وقد اختلفوا ف مقدار هذه الفترة‬
‫كم هي ؟ فقال أ بو عثمان النهدي وقتادة ف روا ية ع نه‪ :‬كا نت ستمائة سنة‪ .‬ورواه البخاري عن‬
‫سلمان الفار سي‪ ,‬و عن قتادة‪ :‬خ سمائة و ستون سنة‪ .‬وقال مع مر‪ ,‬عن ب عض أ صحابه‪ :‬خ سمائة‬
‫وأربعون سنة‪ .‬وقال الضاحك‪ :‬أربعمائة وبضع وثلثون سنة‪ .‬وذكر ابن عساكر ف ترجة عيسى عليه‬
‫السلم عن الشعب أنه قال‪ :‬ومن رفع ال سيح إل هجرة النب صلى ال عليه وسلم تسعمائة وثلث‬
‫وثلثون سنة‪ ,‬والشهور هو القول الول‪ ,‬وهو أنا ستمائة سنة‪ .‬ومنهم من يقول‪ :‬ستمائة وعشرون‬
‫سنة‪ ,‬ول منافاة بينهما‪ ,‬فإن القائل الول أراد ستمائة سنة شسية‪ ,‬والَخر أراد قمرية‪ ,‬وبي كل مائة‬
‫سنة ش سية وب ي القمر ية ن و من ثلث سني‪ ,‬ولذا قال تعال ف ق صة أ هل الك هف {ولبثوا ف‬
‫كهفهم ثلثائة سني وازدادوا تسعا} أي قمرية لتكميل ثلثائة الشمسية الت كانت معلومة لهل‬
‫الكتاب‪ ,‬وكانت الفترة بي عيسى بن مري آخر أنبياء بن إسرائيل وبي ممد خات النبيي من بن آدم‬
‫على الطلق‪ ,‬كما ثبت ف صحيح البخاري عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«إن أول الناس بابن مري لنا ليس بين وبينه نب» وهذا فيه رد على من زعم أنه بعث بعد عيسى‬
‫نب‪ ,‬يقال له خالد بن سنان‪ ,‬كما حكاه القضاعي وغيه‪ ,‬والقصود أن ال بعث ممدا صلى ال عليه‬
‫وسفلم على فترة مفن الرسفل‪ ,‬وطموس مفن السفبل‪ ,‬وتغيف الديان‪ ,‬وكثرة عبادة الوثان والنيان‬
‫والصلبان‪ ,‬فكانت النعمة به أت النعم‪ ,‬والاجة إليه أمر عمم‪ ,‬فإن الفساد كان قد عم جيع البلد‪,‬‬
‫والطغيان والهل قد ظهر ف سائر العباد إل قليلً من التمسكي ببقايا من دين النبياء القدمي‪ ,‬من‬
‫بعض أحبار اليهود وعباد النصارى والصابئي‪ ).‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا‬

‫‪315‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هشام‪ ,‬حدثنا قتادة عن مطرف‪ ,‬عن عياض بن حاد الجاشعي رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم خطب ذات يوم‪ ,‬فقال ف خطبته «وإن رب أمرن أن أعلمكم ما جهلتم ما علمن ف يومي‬
‫هذا‪ ,‬كل مال نل ته عبادي حلل‪ ,‬وإ ن خل قت عبادي حنفاء كل هم‪ ,‬وإن الشياط ي أتت هم فأضلت هم‬
‫عن دينهم‪ ,‬وحرمت عليهم ما أحللت لم‪ ,‬وأمرتم أن يشركوا ب ما ل أنزل به سلطانا‪ ,‬ث إن ال‬
‫عز وجل نظر إل أهل الرض فمقتهم‪ :‬عربم وعجمهم‪ ,‬إل بقايا من بن إسرائيل‪ ,‬وقال‪ :‬إنا بعثتك‬
‫لبتليفك وأبتلي بفك‪ ,‬وأنزلت عليفك كتابا ل يغسفله الاء‪ ,‬تقرأه نائما ويقظانفَ‪ ,‬ثف إن ال أمرنف أن‬
‫أحرق قريشا فقلت‪ :‬يا رب إذن يثلغوا رأ سي فيدعوه خبزة‪ ,‬فقال‪ :‬ا ستخرجهم ك ما ا ستخرجوك‪,‬‬
‫واغزهم نغزك‪ ,‬وأنفق عليهم فسننفق عليك‪ ,‬وابعث جيشا نبعث خسا أمثاله‪ ,‬وقاتل بن أطاعك من‬
‫عصاك‪ ,‬وأهل النة ثلثة‪ :‬ذو سلطان مقسط موفق متصدق‪ ,‬ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قرب‬
‫ومسلم‪ ,‬ورجل عفيف فقي ذو عيال متصدق‪ ,‬وأهل النار خسة‪ :‬الضعيف الذي ل دين له‪ ,‬والذين‬
‫هم فيكم تبع أو تبعا ف شك يي ف ل يبتغون أهلً ول مالً‪ ,‬والائن الذي ل يفى له طمع وإن‬
‫دق إل خانفه‪ ,‬ورجفل ل يصفبح ول يسفي إل وهفو يادعفك عفن أهلك ومالك‪ ,‬وذكفر البخيفل أو‬
‫الكذاب‪ ,‬والشنظيففففففففففففففف الفاحفففففففففففففففش‪.‬‬
‫ث رواه المام أحد ومسلم والنسائي من غي وجه عن قتادة‪ ,‬عن مطرف بن عبد ال بن الشخي‪,‬‬
‫وف رواية شعبة عن قتادة التصريح بسماع قتادة هذا الديث من مطرف‪ ,‬وقد ذكر المام أحد ف‬
‫مسنده أن قتادة ل يسمعه من مطرف وإنا سعه من أربعة عنه‪ ,‬ث رواه هو عن روح‪ ,‬عن عوف‪ ,‬عن‬
‫حكيم الثرم‪ ,‬عن السن قال‪ :‬حدثن مطرف عن عياض بن حاد فذكره‪ .‬ورواه النسائي من حديث‬
‫غندر عن عوف العرا ب به‪ .‬والق صود من إيراد هذا الد يث قوله «وإن ال ن ظر إل أ هل الرض‬
‫فمقتهم عجمهم وعربم إل بقايا من بن إسرائيل» وف لفظ مسلم‪ :‬من أهل الكتاب وكان الدين قد‬
‫التبس على أهل الرض كلهم حت بعث ال ممدا صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فهدى اللئق وأخرجهم‬
‫ال به من الظلمات إل النور‪ ,‬وترك هم على الح جة البيضاء والشري عة الغراء‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أن‬
‫تقولوا ما جاءنا من بشي ول نذير} أي لئل تتجوا وتقولوا ياأيها الذين بدلوا دينهم وغيوه ما جاءنا‬
‫من رسول يبشر بالي وينذر من الشر‪ ,‬فقد جاءكم بشي ونذير يعن ممدا صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫{وال على كل ش يء قد ير} قال ا بن جر ير‪ :‬معناه إ ن قادر على عقاب من ع صان‪ ,‬وثواب من‬
‫أطاعنففففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫َوإِذْ قَا َل مُوسَىَ ِل َق ْومِ ِه يَاَقوْمِ اذْكُرُواْ نِعْ َمةَ اللّ ِه عََلْيكُمْ إِذْ َجعَلَ فِيكُمْ َأنِْبيَآ َء وَ َجعََلكُمْ مّلُوكا وَآتَاكُ ْم مّا‬
‫لَ ْم ُيؤْ تِ أَحَدا مّن اْلعَالَمِيَ * يَاَقوْ مِ ادْ ُخلُوا الرْ ضَ ا ُلقَدّ َس َة الّتِي َكتَ بَ اللّ هُ َلكُ ْم وَلَ َت ْرتَدّوا عََلىَ‬
‫خرُجُوْا ِمنْهَا‬‫أَ ْدبَارِكُ مْ َفَتْنقَِلبُوا خَا ِسرِينَ * قَالُوا يَامُو َسىَ إِ نّ فِيهَا َقوْما َجبّارِي َن َوِإنّا لَن نّدْ ُخَلهَا َحّتىَ يَ ْ‬
‫فَإِن َيخْرُجُوْا ِمْنهَا فَِإنّا دَاخِلُو نَ * قَالَ رَ ُجلَنِ مِ َن الّذِي َن يَخَافُونَ َأْنعَ مَ اللّ ُه عََلْيهِمَا ا ْدخُلُوْا عََلْيهِ ُم اْلبَا بَ‬
‫فَإِذَا َدخَ ْلتُمُو هُ فَِإّنكُ مْ غَاِلبُو َن َوعَلَى اللّ هِ َفَتوَكُّل َواْ إِن كُنتُم ّم ْؤ ِمنِيَ * قَالُواْ يَامُو َسىَ ِإنّا َل ْن نّ ْدخَُلهَآ َأبَدا‬
‫مّا دَامُواْ فِيهَا فَا ْذهَ بْ أَن تَ وَ َربّ كَ َفقَاتِل ِإنّا هَا ُهنَا قَاعِدُو نَ * قَالَ رَ بّ ِإنّي ل َأمْلِ كُ إِ ّل َنفْ سِي َوأَخِي‬
‫ل َتأْ سَ‬ ‫ح ّر َم ٌة عََلْيهِ مْ أَ ْرَبعِيَ سََن ًة َيتِيهُو نَ فِي الرْ ضِ َف َ‬ ‫ق َبْينَنَا َوَبيْ نَ اْل َقوْ مِ اْلفَا ِسقِيَ * قَالَ َفِإّنهَا مُ َ‬
‫فَافْرُ ْ‬
‫فقِيَ‬ ‫ف اْلفَاسفففففففففففففففف ِ‬ ‫عَلَى اْل َقوْمفففففففففففففففف ِ‬
‫يقول تعال مبا عن عبده ورسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلم فيما ذكر به قومه من نعم‬
‫ال عليهم وآلئه لديهم ف جعه لم خي الدنيا والَخرة‪ :‬لو استقاموا على طريقتهم الستقيمة‪ ,‬فقال‬
‫تعال‪{ :‬وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة ال عليكم إذ جعل فيكم أنبياء} أي كلما هلك‬
‫نب قام فيكم نب من لدن أبيكم إبراهيم إل من بعده‪ ,‬وكذلك كانوا ل يزال فيهم النبياء يدعون إل‬
‫ال ويذرون نقمته حت ختموا بعيسى بن مري عليه السلم‪ ,‬ث أوحى ال إل خات النبياء والرسل‬
‫على الطلق ممد بن عبد ال النسوب إل إساعيل بن إبراهيم عليه السلم‪ ,‬وهو أشرف من كل‬
‫مفففففن تقدمفففففه منهفففففم صفففففلى ال عليفففففه وسفففففلم‪.‬‬
‫وقوله {وجعلكم ملوكا} قال عبد الرزاق‪ ,‬عن الثوري‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن الكم أو غيه‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس ف قوله‪ :‬وجعلكم ملوكا‪ ,‬قال‪ :‬الادم والرأة والبيت‪ .‬وروى الاكم ف مستدركه من حديث‬
‫الثوري أيضا عن الع مش‪ ,‬عن ما هد عن ا بن عباس قال‪ :‬الرأة والادم {وآتا كم ما ل يؤت أحدا‬
‫من العالي} قال‪ :‬الذين هم بي ظهرانيهم يومئذ‪ .‬ث قال الاكم‪ :‬صحيح على شرط الشيخي‪ ,‬ول‬
‫يرجاه‪ .‬وروى ميمون بن مهران عن ابن عباس قال‪ :‬كان الرجل من بن إسرائيل إذا كان له الزوجة‬
‫والادم والدار‪ ,‬سي ملكا‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪ ,‬أنبأنا ابن وهب‪ ,‬أنبأنا أبو‬
‫هانء أنه سع أبا عبد الرحن النبلي يقول‪ :‬سعت عبد ال بن عمرو بن العاص‪ ,‬وسأله رجل فقال‪:‬‬
‫ألسفنا مفن فقراء الهاجريفن ؟ فقال عبفد ال‪ :‬ألك امرأة تأوي إليهفا ؟ قال‪ :‬نعفم‪ .‬قال‪ :‬ألك مسفكن‬
‫تسكنه ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فأنت من الغنياء‪ .‬فقال‪ :‬إن ل خادما‪ .‬قال‪ :‬فأنت من اللوك‪ .‬وقال السن‬
‫الب صري‪ :‬هل اللك إل مر كب وخادم ودار‪ ,‬رواه ا بن جر ير‪ ,‬ث روي عن ال كم وما هد ومن صور‬

‫‪317‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و سفيان الثوري نوا من هذا‪ .‬وحكاه ا بن أ ب حا ت عن ميمون بن مهران‪ .‬وقال ا بن شوذب‪ :‬كان‬
‫الرجل من بن إسرائيل إذا كان له منل وخادم واستؤذن عليه‪ ,‬فهو ملك وقال قتادة‪ :‬كانوا أول من‬
‫اتذففففففففففففففففففففففففففففففففففففف الدم‪.‬‬
‫وقال السدي ف قوله {وجعلكم ملوكا} قال‪ :‬يلك الرجل منكم نفسه وماله وأهله‪ ,‬رواه ابن أب‬
‫حات‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن ابن ليعة‪ ,‬عن دراج‪ ,‬عن أب اليثم‪ ,‬عن أب سعيد الدري‪ ,‬عن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬كان ب نو إ سرائيل إذا كان لحد هم خادم ودا بة وامرأة‪ ,‬ك تب‬
‫ملكا‪ ,‬وهذا حديث غريب من هذا الوجه‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا الزبي بن بكار‪ ,‬حدثنا أبو ضمرة‬
‫أ نس بن عياض‪ ,‬سعت ز يد بن أ سلم يقول‪ :‬وجعل كم ملوكا فل أعلم إل أ نه قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم من كان له ب يت وخادم ف هو ملك‪ ,‬وهذا مر سل غر يب‪ ,‬وقال مالك‪ :‬ب يت‬
‫وخادم وزوجة‪ .‬وقد ورد ف الديث «من أصبح منكم معاف ف جسده‪ ,‬آمنا ف سربه‪ ,‬عنده قوت‬
‫يومفففففففه‪ ,‬فكأناففففففف حيزت له الدنيفففففففا بذافيهفففففففا»‪.‬‬
‫وقوله {وآتا كم مال يؤت أحدا من العال ي} يع ن عال ي زمان كم‪ ,‬فإن م كانوا أشرف الناس ف‬
‫زمانم من اليونان والقبط وسائر أصناف بن آدم‪ ,‬كما قال {ولقد آتينا بن إسرائيل الكتاب والكم‬
‫والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالي} وقال تعال إخبارا عن موسى لا قالوا {اجعل‬
‫لنا إلا كما لم آلة قال إنكم قوم تهلون * إن هؤلء متب ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون * قال‬
‫أغي ال أبغيكم إلا وهو فضلكم على العالي} والقصود أنم كانوا أفضل زمانم‪ ,‬وإل فهذه المة‬
‫أشرف من هم‪ ,‬وأف ضل ع ند ال‪ ,‬وأك مل شري عة‪ ,‬وأقوم منهاجا‪ ,‬وأكرم نبيا‪ ,‬وأع ظم ملكا‪ ,‬وأغزر‬
‫أرزاقا‪ ,‬وأكثفر أموا ًل وأولدا‪ ,‬وأوسفع ملكفة‪ ,‬وأدوم عزا‪ .‬قال ال تعال {وكذلك جعلناكفم أمفة‬
‫وسفطا لتكونوا شهداء على الناس}‪ ,‬وقفد ذكرنفا الحاديفث التواترة فف فضفل هذه المفة وشرفهفا‬
‫وكرمهفا عنفد ال عنفد قوله تعال‪{ :‬كنتفم خيف أمفة أخرجفت للناس} مفن سفورة آل عمران‪.‬‬
‫وروى ابن جرير عن ابن عباس وأب مالك وسعيد بن جبي أنم قالوا ف قوله {وآتاكم مال يؤت‬
‫أحدا من العال ي}‪ :‬يع ن أ مة م مد صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فكأن م أرادوا أن هذا الطاب ف قوله‬
‫{وآتاكم مال يؤت أحدا} مع هذه المة‪ ,‬والمهور على أنه خطاب من موسى لقومه‪ ,‬وهو ممول‬
‫على عالي زمانم كما قدمنا‪ ,‬وقيل‪ :‬الراد وآتاكم ما ل يؤت أحدا من العالي‪ :‬يعن بذلك ما كان‬

‫‪318‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال نزله عليهم من الن والسلوى‪ ,‬ويظللهم به من الغمام وغي ذلك ما كان تعال يصهم به من‬
‫خوارق العادات‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫ث قال تعال م با عن تر يض مو سى عل يه ال سلم لب ن إ سرائيل على الهاد والدخول إل ب يت‬
‫القدس الذي كان بأيديهفم فف زمان أبيهفم يعقوب‪ ,‬لاف ارتلف هفو وبنوه وأهله إل بلد مصفر أيام‬
‫يوسف عليه السلم‪ ,‬ث ل يزالوا با حت خرجوا مع موسى‪ ,‬فوجدوا فيها قوما من العمالقة البارين‬
‫قد استحوذوا عليها وتلكوها‪ ,‬فأمرهم رسول ال موسى عليه السلم بالدخول إليها وبقتال أعدائهم‬
‫وبشرهم بالنصرة والظفر عليهم‪ ,‬فنكلوا وعصوا وخالفوا أمره‪ ,‬فعوقبوا بالذهاب ف التيه والتمادي ف‬
‫سيهم حائرين ل يدرون كيف يتوجهون فيه إل مقصد‪ ,‬مدة أربعي سنة عقوبة لم على تفريطهم ف‬
‫أمر ال تعال‪ .‬فقال تعال مبا عن موسى أنه قال‪ :‬يا قومي ادخلوا الرض القدسة أي الطهرة‪ .‬وقال‬
‫سفيان الثوري‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬عن ابن عباس ف قوله‪ :‬ادخلوا الرض القدسة‪ ,‬قال‪ :‬هي‬
‫الطور و ما حوله‪ ,‬وكذا قال ما هد وغ ي وا حد‪ .‬وروى سفيان الثوري عن أ ب سعيد البقال‪ ,‬عن‬
‫عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬هي أرياء‪ ,‬وكذا ذكر عن غي واحد من الفسرين‪ ,‬وف هذا نظر‪ ,‬لن‬
‫أرياء ليست هي القصودة بالفتح‪ ,‬ول كانت ف طريقهم إل بيت القدس‪ ,‬وقد قدموا من بلد مصر‬
‫حي أهلك ال عدوهم فرعون‪ ,‬إل أن يكون الراد بأرياء أرض بيت القدس‪ ,‬كما قاله السدي فيما‬
‫رواه ابفن جريفر عنفه‪ ,‬ل أن الراد باف هذه البلدة العروففة فف طرف الطور شرقفي بيفت القدس‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬الت كتب ال لكم} أي الت وعدكموها ال على لسان أبيكم إسرائيل أنه وراثة من‬
‫آمفن منكفم‪{ ,‬ول ترتدوا على أدباركفم} أي ول تنكلوا عفن الهاد {فتنقلبوا خاسفرين * قالوا يفا‬
‫مو سى إن في ها قوما جبار ين وإ نا لن ندخل ها ح ت يرجوا من ها فإن يرجوا من ها فإ نا داخلون} أي‬
‫اعتذروا بأن ف هذه البلدة ال ت أمرت نا بدخول ا وقتال أهل ها قوما جبار ين أي ذوي خلق هائلة وقوى‬
‫شديدة‪ ,‬وإنفا ل نقدر على مقاومتهفم ول مصفاولتهم‪ ,‬ول يكننفا الدخول إليهفا ماداموا فيهفا‪ ,‬فإن‬
‫يرجوا منها دخلناها‪ ,‬وإل فل طاقة لنا بم‪ .‬وقد قال ابن جرير‪ :‬حدثن عبد الكري بن اليثم‪ ,‬حدثنا‬
‫إبراهيم بن بشار‪ ,‬حدثنا سفيان قال‪ :‬قال أبو سعيد‪ :‬قال عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬أمر موسى أن‬
‫يدخل مدينة البارين‪ ,‬قال‪ :‬فسار موسى بن معه حت نزل قريبا من الدينة‪ ,‬وهي أرياء‪ ,‬فبعث إليهم‬
‫اثن عشر عينا من كل سبط منهم عي‪ ,‬ليأتوه بب القوم‪ ,‬قال‪ :‬فدخلوا الدينة فرأوا أمرا عظيما من‬
‫هيئتهم وجسمهم وعظمهم‪ ,‬فدخلوا حائطا لبعضهم‪ ,‬فجاء صاحب الائط ليجتن الثمار من حائطه‪,‬‬

‫‪319‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فج عل يت ن الثمار وين ظر إل آثار هم‪ ,‬فتبع هم فكل ما أ صاب واحدا من هم أخذه فجعله ف ك مه مع‬
‫الفاكهة‪ ,‬حت التقط الثن عشر كلهم‪ ,‬فجعلهم ف كمه مع الفاكهة‪ ,‬وذهب بم إل ملكهم فنثرهم‬
‫بي يديه‪ ,‬فقال لم اللك‪ :‬قد رأيتم شأننا وأمرنا‪ ,‬فاذهبوا فأخبوا صاحبكم‪ ,‬قال‪ :‬فرجعوا إل موسى‬
‫فأخبوه با عاينوا من أمرهم‪ ,‬وف هذا السناد نظر وقال علي بن أب طلحة‪ :‬عن ابن عباس لا نزل‬
‫مو سى وقو مه‪ ,‬ب عث من هم اث ن ع شر رجلً‪ ,‬و هم النقباء الذ ين ذكر هم ال‪ ,‬فبعث هم ليأتوه ب بهم‪,‬‬
‫فساروا فلقيهم رجل من البارين‪ ,‬فجعلهم ف كسائه‪ ,‬فحملهم حت أتى بم الدينة‪ ,‬ونادى ف قومه‬
‫فاجتمعوا إليه‪ ,‬فقالوا من أنتم ؟ قالوا‪ :‬نن قوم موسى‪ ,‬بعثنا نأتيه ببكم‪ ,‬فأعطوهم حبة من عنب‬
‫تكفي الرجل‪ ,‬فقالوا لم اذهبوا إل موسى وقومه‪ ,‬فقولوا لم هذا قدر فاكهتهم‪ ,‬فرجعوا إل موسى‬
‫فأخبوه‪ ,‬با رأوا‪ ,‬فلما أمرهم موسى عليه السلم‪ ,‬بالدخول عليهم وقتالم‪ ,‬قالوا‪ :‬يا موسى اذهب‬
‫أ نت ور بك فقاتل إ نا هه نا قاعدون‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت‪ ,‬ث قال‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا ا بن أ ب مر ي‪,‬‬
‫حدثنا يي بن أيوب‪ ,‬عن يزيد بن الادي‪ ,‬حدثن يي بن عبد الرحن‪ ,‬قال‪ :‬رأيت أنس بن مالك‪,‬‬
‫أخذ عصاه فذرع فيها بشيء ل أدري كم ذرع‪ ,‬ث قاس با ف الرض خسي أو خسا وخسي‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬هكذا طول العماليق‪ ,‬وقد ذكر كثي من الفسرين ههنا أخبارا من وضع بن إسرائيل ف عظمة‬
‫خلق هؤلء البارين‪ ,‬وأن منهم عوج بن عنق‪ ,‬ابن بنت آدم عليه السلم‪ ,‬وأنه كان طوله ثلثة آلف‬
‫ذراع وثلثائة وثلثة وثلثون ذراعا وثلث ذراع‪ ,‬ترير الساب ‪ ,‬وهذا شيء يستحي من ذكره‪ ,‬ث‬
‫هو مالف لا ثبت ف الصحيحي‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إن ال خلق آدم وطوله‬
‫ستون ذراعا‪ ,‬ث ل يزل اللق ينقص حت الَن» ث ذكروا أن هذا الرجل كان كافرا‪ ,‬وأنه كان ولد‬
‫زن ية‪ ,‬وأ نه امت نع من ركوب سفينة نوح‪ ,‬وأن الطوفان ل ي صل إل ركب ته‪ ,‬وهذا كذب وافتراء‪ ,‬فإن‬
‫ال تعال ذكفر أن نوحا دعفا على أهفل الرض مفن الكافريفن‪ ,‬فقال {رب ل تذر على الرض مفن‬
‫الكافرين ديارا} وقال تعال‪{ :‬فأنيناه ومن ومعه ف الفلك الشحون * ث أغرقنا بعد الباقي} وقال‬
‫تعال‪{ :‬ل عاصم اليوم من أمر ال إل من رحم} وإذا كان ابن نوح الكافر‪ ,‬غرق فكيف يبقى عوج‬
‫بن عنق وهو كافر وولد زنية ؟ هذا ل يسوغ ف عقل ول شرع‪ .‬ث ف وجود رجل يقال له عوج بن‬
‫عنفففففففففففففففففق نظفففففففففففففففففر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قال رجلن من الذين يافون أنعم ال عليهما} أي فلما نكل بنو إسرائيل عن طاعة‬
‫ال ومتابعة رسول ال موسى صلى ال عليه وسلم‪ ,‬حرضهم رجلن ل عليهما نعمة عظيمة‪ ,‬وها‬

‫‪320‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫م ن ياف أ مر ال وي شى عقا به‪ ,‬وقرأ بعض هم {قال رجلن من الذ ين يافون} أي م ن ل م مها بة‬
‫ومو ضع من الناس‪ ,‬ويقال إن ما يو شع بن نون‪ ,‬وكالب بن يوق نا‪ .‬قاله ا بن عباس وماهد وعكرمة‪,‬‬
‫وعطية والسدي‪ ,‬والربيع بن أنس‪ ,‬وغي واحد من السلف واللف رحهم ال فقال {ادخلوا عليهم‬
‫الباب فإذا دخلتموه فإنكفم غالبون * وعلى ال فتوكلوا إن كنتفم مؤمنيف} أي إن توكلتفم على ال‬
‫واتبع تم أمره‪ ,‬ووافق تم ر سوله‪ ,‬ن صركم ال على أعدائ كم وأيد كم وظفر كم ب م‪ ,‬ودخل تم البلد ال ت‬
‫كتبها ال ل كم‪ ,‬فلم ينفع ذاك فيهم شيئا {قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب‬
‫أ نت ور بك فقاتل إ نا هه نا قاعدون} وهذا نكول من هم عن الهاد‪ ,‬ومال فة لر سولم‪ ,‬وتلف عن‬
‫مقاتلة العداء‪ ,‬ويقال‪ :‬إنم لا نكلوا عن الهاد‪ ,‬وعزموا على النصراف والرجوع إل مصر‪ ,‬سجد‬
‫موسى وهارون عليهما السلم‪ ,‬قدام مل من ب ن إسرائيل‪ ,‬إعظاما لا هوا به‪ ,‬وشق يوشع بن نون‬
‫وكالب بن يوقنا‪ ,‬ثيابما‪ ,‬ولما قومهما على ذلك‪ ,‬فيقال إنم رجوها‪ ,‬وجرى أمر عظيم‪ ,‬وخطر‬
‫جل يل‪ ,‬و ما أح سن ما أجاب به ال صحابة ر ضي ال عن هم يوم بدر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫حي استشارهم ف قتال النفي‪ ,‬الذين جاؤوا لنع العي‪ ,‬الذي كان مع أب سفيان‪ ,‬فلما فات اقتناص‬
‫العي‪ ,‬واقترب منهم النفي‪ ,‬وهم ف جع ما بي التسعمائة إل اللف ف العدة‪ ,‬والبيض واليلب‪ ,‬فتكلم‬
‫أبو بكر رضي ال عنه فأحسن‪ ,‬ث تكلم من تكلم من الصحابة من الهاجرين‪ ,‬ورسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول «أشيوا علي أيها السلمون» وما يقول ذلك‪ ,‬إل ليستعلم ما عند النصار‪ ,‬لنم‬
‫كانوا جهور الناس يومئذ‪ ,‬فقال سعد بن معاذ‪ :‬كأنك تعرض بنا يا رسول ال‪ ,‬فوالذي بعثك بالق‬
‫لو استعرضت بنا هذا البحر‪ ,‬فخضته لضناه معك ما تلف منا رجل واحد‪ ,‬وما نكره أن تلقى بنا‬
‫عدونا غدا‪ ,‬إنا لصب ف الرب صدق ف اللقاء لعل ال أن يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على‬
‫بركففة ال‪ ,‬فسففّر رسففول ال صففلى ال عليففه وسففلم بقول سففعد ونشطففه ذلك‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أبو حات الرازي‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد ال‬
‫النصفاري‪ ,‬حدثنفا حيفد عفن أنفس أن رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم لاف سفار إل بدر اسفتشار‬
‫السلمي‪ ,‬فأشار عليه عمر‪ ,‬ث استشارهم فقالت النصار‪ :‬يا معشر النصار إياكم يريد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قالوا‪ :‬إذا ل نقول له كما قالت بنو إسرائيل لوسى‪{ :‬اذهب أنت وربك فقاتل‬
‫إنا ههنا قاعدون} والذي بعثك بالق لو ضربت أكبادها إل برك الغماد لتبعناك‪ ,‬ورواه المام أحد‬
‫عن عبيدة بن حيد الطويل‪ ,‬عن أنس به‪ ,‬ورواه النسائي عن ممد بن الثن‪ ,‬عن خالد بن الارث‪,‬‬

‫‪321‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن حيد به‪ ,‬ورواه ابن حبان عن أب يعلى عن عبد العلى بن حاد‪ ,‬عن معمر بن سليمان‪ ,‬عن حيد‬
‫بفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫وقال ا بن مردو يه‪ :‬أنبأ نا ع بد ال بن جع فر‪ ,‬أنبأ نا إ ساعيل بن ع بد ال‪ ,‬حدث نا ع بد الرح ن بن‬
‫إبراه يم‪ ,‬حدث نا م مد بن شع يب عن ال كم بن أيوب‪ ,‬عن ع بد ال بن نا سخ‪ ,‬عن عت بة بن عب يد‬
‫ال سلمي‪ ,‬قال‪ :‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم ل صحابه «أل تقاتلون» ؟ قالوا ن عم‪ ,‬ول نقول ك ما‬
‫قالت بنو إسرائيل لوسى {اذهب أنت وربك فقاتل إنا ههنا قاعدون} ولكن اذهب وربك فقاتل إنا‬
‫معكفم مقاتلون‪ ,‬وكان منف أجاب يومئذ القداد بفن عمرو الكندي رضفي ال عنفه‪ ,‬كمفا قال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثن سفيان عن مارق بن عبد ال الحسي‪ ,‬عن طارق هو ابن شهاب‪ ,‬أن‬
‫القداد قال لر سول ال صلى ال عليه و سلم يوم بدر‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬إنا ل نقول لك ك ما قالت بنو‬
‫إ سرائيل لو سى {اذ هب أ نت ور بك فقاتل إ نا هه نا قاعدون} ول كن اذ هب أ نت ور بك فقاتل إ نا‬
‫معكما مقاتلون‪ ,‬هكذا رواه أحد من هذا الوجه‪ ,‬وقد رواه من طريق أخرى فقال‪ :‬حدثنا أسود بن‬
‫عامر‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن مارق‪ ,‬عن طارق بن شهاب‪ ,‬قال‪ :‬قال عبد ال بن مسعود رضي ال عنه‪:‬‬
‫لقد شهدت من القداد مشهدا لن أكون أنا صاحبه أحب إلّ ما عدل به‪ ,‬أتى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وهو يدعو على الشركي فقال‪ :‬وال يارسول ال ل نقول كما قالت بنو إسرائيل لوسى‬
‫{اذهب أنت وربك فقاتل إنا ههنا قاعدون} ولكنا نقاتل عن يينك وعن يسارك ومن بي يديك‬
‫ومفن خلففك‪ ,‬فرأيفت وجفه رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم يشرق لذلك وسفر بذلك‪.‬‬
‫وهكذا رواه البخاري ف الغازي وف التفسي من طرق عن مارق به‪ ,‬ولفظه ف كتاب التفسي عن‬
‫عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬قال القداد يوم بدر‪ :‬يارسول ال‪ ,‬ل نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لوسى {اذهب‬
‫أنت وربك فقاتل إنا ههنا قاعدون} ولكن امض ونن معك‪ .‬فكأنه سرّي عن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ث قال البخاري‪ :‬رواه وك يع عن سفيان‪ ,‬عن مارق‪ ,‬عن طارق‪ ,‬أن القداد قال لل نب‬
‫صلى ال عليه وسلم وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا بشر‪ ,‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا سعيد عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬ذكر لنا‬
‫أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال ل صحابه يوم الديب ية ح ي صد الشركون الدي‪ ,‬وح يل‬
‫بينهم وبي مناسكهم «إن ذاهب بالدي فناحره عند البيت» فقال له القداد بن السود‪ :‬أما وال ل‬
‫نكون كالل من ب ن إ سرائيل إذ قالوا ل نبيهم {اذ هب أ نت ور بك فقاتل إ نا هه نا قاعدون} ول كن‬
‫اذهب أنت وربك فقاتل إنا معكما مقاتلون‪ ,‬فلما سعها أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪322‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تتابعوا على ذلك‪ ,‬وهذا إن كان مفوظا يوم الديبية فيحتمل أنه كرر هذه القالة يومئذ كما قاله يوم‬
‫بدر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قال ر بّ إن ل أملك إل نفسي وأخي فافرق بيننا وبي القوم الفاسقي} يعن لا نكل بنو‬
‫إسرائيل عن القتال غضب عليهم موسى عليه السلم‪ ,‬وقال داعيا عليهم {رب إن ل أملك إل نفسي‬
‫وأ خي} أي ليس أحد يطيعن منهم فيمتثل أمر ال وييب إل ما دعوت إليه إل أنا وأخي هارون‬
‫{فافرق بيننا وبي القوم الفاسقي} قال العوف عن ابن عباس‪ :‬يعن اقض بين وبينهم‪ ,‬وكذا قال علي‬
‫بن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬وكذا قال الضحاك‪ :‬اقض بيننا وبينهم‪ ,‬وافتح بيننا وبينهم‪ ,‬وقال غيه‪:‬‬
‫افرق افصفففففل بيننفففففا وبينهفففففم‪ ,‬كمفففففا قال الشاعفففففر‬
‫يففففا رب فافرق بينففففه وبينيأشففففد مففففا فرقففففت بيفففف اثنيفففف‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فإنا مرمة عليهم أربعي سنة يتيهون ف الرض} الَية‪ ,‬لا دعا عليهم موسى عليه‬
‫السلم حي نكلوا عن الهاد حكم ال بتحري دخولا عليهم مدة أربعي سنة فوقعوا ف التيه يسيون‬
‫دائما ل يهتدون للخروج منه وفيه كانت أمور عجيبة وخوارق كثية من تظليلهم بالغمام وإنزال الن‬
‫والسلوى عليهم‪ ,‬ومن إخراج الاء الاري من صخرة صماء تمل معهم على دابة‪ ,‬فإذا ضربا موسى‬
‫بعصاه انفجرت من ذلك الجر اثنتا عشرة عينا تري لكل شعب عي‪ ,‬وغي ذلك من العجزات الت‬
‫أيد ال ب ا موسى بن عمران‪ .‬وهناك نزلت التوراة وشرعت لم الحكام‪ ,‬وعملت قبة الع هد ويقال‬
‫لا‪ :‬قبة الزمان‪ ,‬قال يزيد بن هارون عن أصبغ بن زيد‪ ,‬عن القاسم بن أب أيوب‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪:‬‬
‫سألت ابن عباس عن قوله‪{ :‬فإنا مرمة عليهم أربعي سنة يتيهون ف الرض} الَية قال‪ :‬فتاهوا ف‬
‫الرض أربعي سنة يصبحون كل يوم يسيون ليس لم قرار‪ ,‬ث ظلل عليهم الغمام ف التيه‪ ,‬وأنزل‬
‫عليهم الن والسلوى‪ ,‬وهذا قطعة من حديث الفتون‪ ,‬ث كانت وفاة هارون عليه السلم‪ ,‬ث بعده بدة‬
‫ثلث سني وفاة موسى عليه السلم‪ ,‬وأقام ل فيهم يوشع بن نون عليه السلم‪ ,‬نبيا خليفة عن موسى‬
‫بن عمران‪ ,‬ومات أك ثر ب ن إسرائيل هناك ف تلك الدة‪ ,‬ويقال‪ :‬إنه ل يبق من هم أحد سوى يو شع‬
‫وكالب‪ ,‬و من هه نا قال بعفض الف سرين ف قوله {قال فإن ا مر مة علي هم} هذا و قف تام‪ ,‬وقوله‬
‫{أربعي سنة} منصوب بقوله {يتيهون ف الرض} فلما انقضت الدة‪ ,‬خرج بم يوشع بن نون عليه‬
‫السلم‪ ,‬أو بن بقي منهم‪ ,‬وبسائر بن إسرائيل من اليل الثان‪ ,‬فقصد بم بيت القدس فحاصرها‪,‬‬
‫فكان فتحها يوم المعة ب عد الع صر‪ ,‬فلما تضيفت الش مس للغروب وخ شي دخول ال سبت عليهم‪,‬‬

‫‪323‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬إنك مأمورة‪ ,‬وأنا مأمور‪ ,‬اللهم احبسها علي‪ .‬فحبسها ال تعال حت فتحها‪ ,‬وأمر ال يوشع بن‬
‫نون‪ ,‬أن يأمر بن إسرائيل حي يدخلون بي القدس‪ ,‬أن يدخلوا بابا سجدا‪ ,‬وهم يقولون‪ :‬حطة أي‬
‫حط عنا ذنوبنا‪ ,‬فبدلوا ما أمروا به‪ ,‬ودخلوا يزحفون على أستاههم وهو يقولون‪ :‬حبة ف شعرة‪ ,‬وقد‬
‫تقدم هذا كله فففففففففففففففف سفففففففففففففففورة البقرة‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن أب عمر العبدي‪ ,‬حدثنا سفيان عن أب سعد‪ ,‬عن‬
‫عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬رضي ال عنه‪ ,‬قوله {فإنا مرمة عليهم أربعي سنة يتيهون ف الرض} قال‪:‬‬
‫فتاهوا أربعي سنة‪ ,‬قال‪ :‬فهلك موسى وهارون ف التيه‪ ,‬وكل من جاوز الربعي سنة‪ ,‬فلما مضت‬
‫الربعون سنة‪ ,‬ناهضهم يوشع بن نون‪ ,‬وهو الذي قام بالمر بعد موسى‪ ,‬وهو الذي افتتحها‪ ,‬وهو‬
‫الذي قيفل له‪ ,‬اليوم يوم المعفة‪ ,‬فهموا بافتتاحهفا ودنفت الشمفس للغروب‪ ,‬فخشفي إن دخلت ليلة‬
‫السبت أن يسبتوا‪ ,‬فنادى الشمس‪ :‬إن مأمور‪ ,‬وإنك مأمورة‪ ,‬فوقفت حت افتتحها‪ ,‬فوجد فيها من‬
‫الموال ما ل ير مثله قط‪ ,‬فقربوه إل النار فلم تأ ته‪ ,‬فقال في كم الغلول‪ ,‬فد عا رؤوس ال سباط و هم‬
‫ل فبايع هم والت صقت يد ر جل من هم بيده فقال‪ :‬الغلول عندك فأخر جه‪ ,‬فأخرج رأس‬ ‫اث نا ع شر رج ً‬
‫بقرة من ذ هب ل ا عينان من ياقوت وأ سنان من لؤلؤ فوض عه مع القربان‪ ,‬فأ تت النار فأكل ته‪ ,‬وهذا‬
‫السففففففففياق له شاهففففففففد ففففففففف الصففففففففحيح‪.‬‬
‫و قد اختار ا بن جر ير أن قوله‪{ :‬فإن ا مر مة علي هم} هو العا مل ف أربع ي سنة وأن م مكثوا ل‬
‫يدخلون ا أربع ي سنة‪ ,‬و هم تائهون ف الب ية ل يهتدون لق صد‪ ,‬قال‪ :‬ث خرجوا مع مو سى عل يه‬
‫السلم‪ ,‬ففتح بم بيت القدس‪ ,‬ث احتج على ذلك من قال بإجاع علماء أخبار الولي‪ ,‬أن عوج بن‬
‫عنق قتله موسى عليه السلم‪ ,‬قال‪ :‬فلو كان قتله إياه قبل التيه‪ ,‬ل ا رهبت بنو إسرائيل من العماليق‬
‫فدل على أنفه كان بعفد التيفه‪ ,‬قال‪ :‬وأجعوا على أن بلعام بفن باعورا أعان الباريفن بالدعاء على‬
‫موسى‪ ,‬قال‪ :‬وما ذاك إل بعد التيه‪ ,‬لنم كانوا قبل التيه ل يافون من موسى وقومه‪ ,‬هذا استدلله‪,‬‬
‫ث قال‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا ابن عطية‪ ,‬حدثنا قيس عن ابن أب إسحاق‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كا نت ع صا مو سى عشرة أذرع‪ ,‬ووثب ته عشرة أذرع‪ ,‬وطوله عشرة أذرع‪ ,‬فو ثب‬
‫فأ صاب ك عب عوج فقتله‪ ,‬فكان ج سرا ل هل الن يل سنة‪ ,‬وروي أيضا عن م مد بن بشار‪ :‬حدث نا‬
‫مؤ مل‪ ,‬حدث نا سفيان عن أ ب إ سحاق‪ ,‬عن نوف هو البكال قال‪ :‬كان سرير عوج ثانائة ذراع‪,‬‬

‫‪324‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكان طول موسى عشرة أذرع‪ ,‬وعصاه عشرة أذرع‪ ,‬ووثب ف السماء عشرة أذرع‪ ,‬فضرب عوجا‬
‫فأصففففاب كعبففففه فسففففقط ميتا وكان جسففففرا للناس يرون عليففففه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فل تأس على القوم الفا سقي} ت سلية لو سى عل يه ال سلم عن هم‪ ,‬أي ل تأ سف ول‬
‫تزن علي هم في ما حك مت علي هم به‪ ,‬فإن م م ستحقون ذلك‪ ,‬وهذه الق صة تضم نت تقر يع اليهود‪,‬‬
‫وبيان فضائحهم ومالفت هم ل ولرسوله ونكولم عن طاعتهما في ما أمراهم به من الهاد‪ ,‬فضعفت‬
‫أنفسهم عن مصابرة العداء ومالدتم ومقاتلتهم‪ ,‬مع أن بي أظهرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وكليمفففه وصففففيه مفففن خلقفففه فففف ذلك الزمان‪ ,‬وهفففو يعدهفففم‬
‫بالنصر والظفر بأعدائهم‪ ,‬هذا مع ما شاهدوا من فعل ال بعدوهم فرعون من العذاب والنكال والغرق‬
‫له ولنوده ف اليم وهم ينظرون لتقر به أعينهم‪ ,‬وما بالعهد من قدم‪ ,‬ث ينكلون عن مقاتلة أهل بلد‬
‫هي بالن سبة إل ديار م صر ل توازي ع شر العشار ف عدة أهل ها وعدد هم‪ ,‬فظهرت قبائح صنيعهم‬
‫للخاص والعام‪ ,‬وافتضحوا فضيحة ل يغطيها الليل‪ ,‬ول يسترها الذيل‪ ,‬هذا وهم ف جهلهم يعمهون‬
‫وف غيهم يتردّدون‪ ,‬وهم البغضاء إل ال وأعداؤه ويقولون مع ذلك‪ :‬نن أبناء ال وأحباؤه‪ ,‬فقبح ال‬
‫وجوههم الت مسخ منها النازير والقرود وألزمهم لعنة تصحبهم إل النار ذات الوقود‪ ,‬ويقضي لم‬
‫فيهفففا بتأييفففد اللود‪ ,‬وقفففد فعفففل وله المفففد فففف جيفففع الوجود‪.‬‬

‫** وَاتْ ُل عََلْيهِ ْم نََبأَ اْبنَيْ آدَمَ بِاْلحَقّ إِذْ َق ّربَا قُ ْربَانا َفُتقُبّ َل مِن أَ َح ِدهِمَا وَلَ ْم ُيتَ َقبّ ْل مِ َن الَخَرِ قَالَ ل ْقتَُلنّكَ‬
‫قَالَ ِإنّمَا َيَتقَبّلُ اللّ ُه مِ َن الْ ُمّتقِيَ * َلئِن بَ سَطتَ إِلَ يّ يَدَ كَ ِلَتقْتَُلنِي مَآ َأنَ ْا ِببَا سِطٍ يَدِ يَ إِلَيْ كَ ل ْقتُلَ كَ ِإنّ يَ‬
‫ب النّا ِر وَذَلِ كَ َجزَآءُ‬ ‫ب اْلعَالَمِيَ * ِإنّ يَ أُرِيدُ أَن َتبُو َء بِِإثْمِي َوِإثْمِ كَ َفَتكُو نَ مِ نْ أَ صْحَا ِ‬ ‫أَخَا فُ اللّ هَ رَ ّ‬
‫صبَحَ مِ َن الْخَا سِرِينَ * َفَبعَ ثَ اللّ ُه ُغرَابا َيبْحَ ثُ فِي‬ ‫الظّالِمِيَ * فَ َط ّوعَ تْ لَ هُ نَفْ سُهُ َقتْلَ أَخِي هِ َف َقتَلَ هُ َفأَ ْ‬
‫جزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْ َل هَـذَا الْغُرَابِ َفُأوَارِيَ َسوْ َءةَ‬ ‫الرْضِ ِليُ ِريَهُ َكيْفَ ُيوَارِي َسوْ َءةَ أَخِيهِ قَا َل يَا َويَْلتَا َأعَ َ‬
‫ف النّا ِدمِيَفففففففف‬ ‫فبَ َح مِنففففففف َ‬ ‫أَخِففففففففي َفأَصففففففف ْ‬
‫يقول تعال مبينا وخيم عاقبة البغي والسد والظلم ف خب ابن آدم لصلبه ف قول المهور‪ ,‬وها‬
‫قاب يل وهاب يل ك يف عدا أحده ا على الَ خر فقتله‪ ,‬بغيا عل يه وح سدا له‪ ,‬في ما وه به ال من النع مة‬
‫وتق بل القربان الذي أخلص ف يه ل عز و جل‪ ,‬ففاز القتول بو ضع الَثام والدخول إل ال نة‪ ,‬وخاب‬
‫القاتل ورجع بالصفقة الاسرة ف الدارين‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬واتل عليهم نبأ ابن آدم بالق}‪ ,‬أي اقصص‬

‫‪325‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على هؤلء البغاة ال سدة إخوان الناز ير والقردة من اليهود وأمثال م وأشباه هم خب اب ن آدم‪ ,‬وه ا‬
‫هابيفففل وقابيفففل‪ ,‬فيمفففا ذكره غيففف واحفففد مفففن السفففلف واللف‪.‬‬
‫وقوله {بالق} أي على اللية والمر الذي ل لبس فيه ول كذب‪ ,‬ول وهم ول تبديل‪ ,‬ول زيادة‬
‫ول نقصفان‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬إن هذا لوف القصفص القف}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ننف نقفص عيفك نبأهفم‬
‫بالق} وقال {ذلك عيسى ابن مري قول الق}‪ ,‬وكان من خبها فيما ذكره غي واحد من السلف‬
‫واللف‪ ,‬أن ال تعال‪ :‬شرع لَدم عل يه ال سلم‪ ,‬أن يزوج بنا ته من بن يه لضرورة الال‪ ,‬ول كن قالوا‪:‬‬
‫كان يولد له ف كل بطن ذكر وأنثى‪ ,‬فكان يزوج أنثى هذاالبطن لذكر البطن الَخر‪ ,‬وكانت أخت‬
‫هابيل دميمة وأخت قابيل وضيئة‪ ,‬فأراد أن يستأثر با على أخيه‪ ,‬فأب آدم ذلك‪ ,‬إل أن يقربا قربانا‪,‬‬
‫فمن تقبل منه فهي له‪ ,‬فتقبّل من هابيل ول يتقبل من قابيل‪ ,‬فكان من أمرها ما قصه ال ف كتابه‪.‬‬

‫ذكفففففففففففر أقوال الفسفففففففففففرين ههنفففففففففففا‬


‫قال السدي في ما ذكر عن أ ب مالك‪ ,‬و عن أب صال عن ابن عباس‪ ,‬وعن مرة عن ا بن مسعود‪,‬‬
‫وعن ناس من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنه كان ل يولد لَدم مولود إل ولد معه جارية‪,‬‬
‫فكان يزوج غلم هذا البطفن جاريفة هذا البطفن الَخفر‪ ,‬ويزوج جاريفة هذا البطفن غلم هذا البطفن‬
‫الَ خر‪ ,‬حت ولد له ابنان يقال لما‪ :‬هابيل وقابيل وكان قابيل صاحب زرع‪ ,‬وكان هابيل صاحب‬
‫ضرع‪ ,‬وكان قابيل أكبها‪ ,‬وكان له أخت أحسن من أخت هابيل‪ ,‬وأن هابيل طلب أن ينكح أخت‬
‫قابيل‪ ,‬فأب عليه‪ ,‬وقال هي أخت ولدت معي‪ ,‬وهي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوج با‪ ,‬فأمره‬
‫أبوه أن يزوجها هابيل فأب‪ ,‬وأنما قربا قربانا إل ال عز وجل أيهما أحق بالارية‪ ,‬وكان آدم عليه‬
‫السلم قد غاب عنهما‪ ,‬أتى مكة ينظر إليها‪ ,‬قال ال عز وجل‪ :‬هل تعلم أن ل بيتا ف الرض ؟ قال‪:‬‬
‫اللهفم ل ‪ .‬قال‪ :‬إن ل بيتا ف مكفة‪ ,‬فأ ته‪ ,‬فقال آدم لل سماء‪ :‬احف ظي ولدي بالما نة فأبفت‪ ,‬وقال‬
‫للرض فأبت‪ ,‬وقال للجبال فأبت‪ ,‬فقال لقابيل‪ ,‬فقال‪ :‬نعم‪ ,‬تذهب وترجع وتد أهلك كما يسرك‪,‬‬
‫فلما انطلق آدم قربا قربانا‪ ,‬وكان قابيل يفخر عليه‪ ,‬فقال‪ :‬أنا أحق با منك هي أخت وأنا أكب منك‬
‫وأ نا و صي والدي‪ ,‬فل ما قر با قرب هاب يل جذ عة سينة وقرب قاب يل حز مة سنبل فو جد في ها سنبلة‬
‫عظيمفة‪ ,‬ففركهفا وأكلهفا فنلت النار‪ ,‬فأكلت قربان هابيفل وتركفت قربان قابيفل‪ ,‬فغضفب وقال‪:‬‬
‫لقتلنفك حتف ل تنكفح أختف‪ ,‬فقال هابيفل إناف يتقبفل ال مفن التقيف‪ ,‬رواه ابفن جريفر‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا السن بن ممد بن الصباح حدثنا حجاج عن ابن جريج أخبن ابن‬
‫خيثم قال‪ :‬أقبلت مع سعيد بن جبي‪ ,‬فحدثن عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬ني أن تنكح الرأة أخاها توأمها‬
‫وأمر أن ينكحها غيه من إخوتا‪ ,‬وكان يولد له ف كل بطن رجل وامرأة‪ ,‬فبينما هم كذلك إذ ولد‬
‫له امرأة وضيئة وولد له أخرى قبي حة دمي مة‪ ,‬فقال أ خو الدمي مة‪ :‬أنكح ن أخ تك وأنك حك أخ ت‪,‬‬
‫فقال ل ‪ ,‬أنا أحق بأخت‪ ,‬فقربا قربانا فتقبل من صاحب الكبش ول يتقبل من صاحب الزرع‪ ,‬فقتله‪,‬‬
‫إسناد جيد‪ ,‬وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو سلمة‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن عبد ال بن عثمان بن خيثم‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس وقوله {إذ قربا قربانا} فقربا قربانما‪ ,‬فجاء صاحب الغنم بكبش أعي‬
‫أقرن أبيض‪ ,‬وصاحب الرث بصبة من طعامه‪ ,‬فقبل ال الكبش فخزنه ف النة أربعي خريفا‪ ,‬وهو‬
‫الكبفففش الذي ذبهففف إبراهيفففم عليفففه السفففلم‪ ,‬إسفففناد جيفففد‪,‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا عوف عن أب الغية عن عبد ال‬
‫بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬إن ابن آدم اللذين قربا قربانا فتقبل من أحدها ول يتقبل من الَخر‪ ,‬كان أحدها‬
‫صاحب حرث والَخر صاحب غنم‪ ,‬وإنما أمرا أن يقربا قربانا‪ ,‬وإن صاحب الغنم قرب أكرم غنمه‬
‫وأسنها وأحسنها طيبة با نفسه‪ ,‬وإن صاحب الرث قرب أشر حرثه الكودن والزوان‪ ,‬غي طيبة با‬
‫نف سه‪ ,‬وإن ال عز و جل‪ ,‬تق بل قربان صاحب الغ نم ‪ ,‬ول يتق بل قربان صاحب الرث‪ ,‬وكان من‬
‫ق صتهما ما قص ال ف كتا به‪ ,‬قال‪ :‬وا ي ال إن كان القتول ل شد الرجل ي ول كن من عه التحرج أن‬
‫يب سط يده إل أخ يه‪ ,‬وقال إ ساعيل بن را فع الد ن القاص‪ :‬بلغ ن أن اب ن آدم ل ا أمرا بالقربان‪ ,‬كان‬
‫أحده ا صاحب غ نم وكان أن تج له ح ل ف غن مه‪ ,‬فأح به ح ت كان يؤثره بالل يل‪ ,‬وكان يمله على‬
‫ظهره من حبه‪ ,‬حت ل يكن له مال أحب إليه منه‪ ,‬فلما أمر بالقربان قربه ل عز وجل فقبله ال منه‪,‬‬
‫فمفا زال يرتفع فف النفة حتف فدي بفه ابفن إبراهيفم عليفه السفلم‪ ,‬رواه ابفن جريفر‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا النصاري‪ ,‬حدثنا القاسم بن عبد الرحن‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫علي بن السي‪ ,‬قال‪ :‬قال آدم عليه السلم لابيل وقابيل‪ :‬إن رب عهد إل أنه كائن من ذريت من‬
‫يقرب القربان‪ ,‬فقربا قربانا حت تقر عين‪ ,‬إذا تقبل قربانكما فقربا وكان هابيل صاحب غنم فقرب‬
‫أكولة غنم خي ماله‪ ,‬وكان قابيل صاحب زرع‪ ,‬فقرب مشاقة من زرعه‪ ,‬فانطلق آدم معهما‪ ,‬ومعهما‬
‫قربانما‪ ,‬فصعدا البل‪ ,‬فوضعا قربانما ث جلسوا ثلثتهم آدم وها ينظران إل القربان‪ ,‬فبعث ال نارا‬
‫حت إذا كانت فوقهما دنا منها عنق‪ ,‬فاحتمل قربان هابيل‪ ,‬وترك قربان قابيل‪ ,‬فانصرفوا‪ ,‬وعلم آدم‬

‫‪327‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن قاب يل م سخوط عل يه‪ ,‬فقال‪ :‬ويلك يا قاب يل رد عل يك قربا نك‪ ,‬فقال قاب يل أحبب ته ف صليت على‬
‫قربانه ودعوت له فتقبل قربانه ورد علي قربان‪ ,‬فقال قابيل لابيل لقتلنك وأستريح منك‪ ,‬دعا لك‬
‫أبوك فصلى على قربانك فتقبل منك‪ ,‬وكان يتوعده بالقتل إل أن احتبس هابيل ذات عشية ف غنمه‪,‬‬
‫فقال آدم‪ :‬يا قاب يل‪ ,‬أ ين أخوك ؟ قال‪ :‬وبعثت ن له راع يا ل أدري‪ ,‬فقال آدم‪ :‬ويلك يا قاب يل‪ ,‬انطلق‬
‫فاطلب أخاك‪ ,‬فقال قاب يل ف نف سه‪ :‬الليلة أقتله‪ ,‬وأ خذ م عه حديدة فا ستقبله و هو منقلب‪ ,‬فقال‪ :‬يا‬
‫هابيل تقبل قربانك ورد علي قربا ن لقتلنك‪ ,‬فقال هاب يل‪ :‬قربت أطيب مال‪ ,‬وقربت أنت أخبث‬
‫مالك وإن ال ل يق بل إل الط يب إن ا يتق بل ال من التق ي‪ ,‬فل ما قال ا غ ضب قاب يل‪ ,‬فر فع الديدة‬
‫وضربه با‪ ,‬فقال‪ :‬ويلك يا قابيل‪ ,‬أين أنت من ال كيف يزيك بعملك ؟ فقتله‪ ,‬فطرحه ف حوبة من‬
‫الرض‪ ,‬وحثفففففففففى عليفففففففففه شيئا مفففففففففن التراب‪.‬‬
‫وروى ممد بن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الول‪ :‬أن آدم أمر ابنه قابيل أن ينكح أخته‬
‫توأمة هابيل‪ ,‬وأمر هابيل أن ينكح توأمة قابيل‪ ,‬فسلم لذلك هابيل ورضي‪ ,‬وأب ذلك قابيل وكره‬
‫تكرما عن أخت هابيل‪ ,‬ورغب بأخته عن هابيل وقال‪ :‬نن من ولدة النة‪ ,‬وها من ولدة الرض‪,‬‬
‫وأنا أحق بأخت‪ ,‬ويقول بعض أهل العلم بالكتاب الول‪ :‬كانت أخت قابيل من أحسن الناس‪ ,‬فضن‬
‫با على أخيه وأرادها لنفسه وال أعلم أي ذلك كان فقال له أبوه‪ :‬يا بن إنا ل تل لك فأب قابيل‬
‫أن يق بل ذلك من قول أبيه‪ ,‬قال له أبوه‪ :‬يا بن قرّب قربانا ويقرب أخوك هابيل قربانا فأيكما تقبل‬
‫قربا نه ف هو أ حق ب ا‪ ,‬وكان قاب يل على بذر الرض‪ ,‬وكان هاب يل على رعا ية الاش ية‪ ,‬فقرب قاب يل‬
‫قمحا وقرب هابيفل أبكارا مفن أبكار غنمفه‪ ,‬وبعضهفم يقول‪ :‬قرب بقرة‪ ,‬فأرسفل ال نارا بيضاء‬
‫فأكلت قربان هابيفل وتركفت قربان قابيفل‪ ,‬وبذلك كان يقبفل القربان إذا قبله‪ ,‬رواه ابفن جريفر‪.‬‬
‫وروى العو ف عن ابن عباس قال‪ :‬من شأن ما أ نه ل ي كن م سكي يتصدق عل يه وإن ا كان القربان‬
‫يقر به الر جل فبي نا اب نا آدم قاعدان‪ ,‬إذ قال لو قرب نا قربانا‪ ,‬وكان الر جل إذا قرب قربانا فرض يه ال‬
‫أر سل إل يه نارا فتأكله‪ ,‬وإن ل ي كن رض يه ال خ بت النار‪ ,‬فقر با قربانا‪ ,‬وكان أحده ا راعيا وكان‬
‫الَ خر حراثا‪ ,‬وإن صاحب الغ نم قرب خ ي غن مه وأ سنها‪ ,‬وقرب الَ خر ب عض زر عه‪ ,‬فجاءت النار‬
‫فنلت بينهما فأكلت الشاة وتركت الزرع‪ ,‬وإن ابن آدم قال لخيه أتشي ف الناس وقد علموا أنك‬
‫قربت قربانا فتقبل منك ورد علي‪ ,‬فل وال ل ينظر الناس إلّ وأنت خي من فقال‪ :‬لقتلنك‪ ,‬فقال له‬
‫أخوه‪ :‬ما ذنب ؟ إنا يتقبل ال من التقي‪ .‬رواه ابن جرير فهذا الثر يقتضي أن تقريب القربان كان ل‬

‫‪328‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن سبب ول عن تدارؤ ف امرأة كما تقدم عن جاعة من تقدم ذكرهم وهو ظاهر القرآن {إذ قربا‬
‫قربانا فتق بل من أحده ا ول يتق بل من الَ خر قال لقتل نك قال إن ا يتق بل ال من التق ي} فال سياق‬
‫يقتضي أنه إنا غضب عليه وحسده بقبول قربانه دونه‪ ,‬ث الشهور عند المهور أن الذي قرب الشاة‬
‫هو هابيل وأن الذي قرب الطعام هو قابيل وأنه تقبل من هابيل شاته‪ ,‬حت قال ابن عباس وغيه إنا‬
‫الك بش الذي فدي به الذب يح و هو منا سب‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ول يتق بل من قاب يل‪ ,‬كذلك نص عل يه غ ي‬
‫وا حد من ال سلف واللف وهوالشهور عن ما هد أيضا‪ ,‬ول كن روى ا بن جر ير ع نه أ نه قال الذي‬
‫قرب الزرع قابيفل وهفو التقبفل منفه‪,‬وهذا خلف الشهور ولعله ل يففظ عنفه جيدا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ومعن قوله {إنا يتقبل ال من التقي} أي من اتقى ال ف فعله ذلك‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫أب‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن العلء بن زيد‪ ,‬حدثنا إساعيل بن عياش‪ ,‬حدثن صفوان بن عمرو عن تيم‬
‫يع ن ا بن مالك القري‪ ,‬قال‪ :‬سعت أ با الدرداء يقول‪ :‬لن أ ستيقن أن ال قد تق بل ل صلة واحدة‬
‫أحب إلّ من الدنيا وما فيها إن ال يقول {إنا يتقبل ال من التقي}‪ .‬وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن‬
‫عمران حدثنا إسحاق بن سليمان يعن الرازي عن الغية بن مسلم‪ ,‬عن ميمون بن أب حزة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫كنت جالسا عند أب وائل فدخل علينا رجل يقال له أبو عفيف من أصحاب معاذ فقال له شقيق بن‬
‫سلمة‪ :‬يا أبا عفيف أل تدثنا عن معاذ بن جبل ؟ قال‪ :‬بلى سعته يقول‪ :‬يبس الناس ف بقيع واحد‬
‫فينادي مناد‪ :‬أ ين التقون ؟ فيقومون ف ك نف من الرح ن ل يت جب ال من هم ول ي ستتر‪.‬قلت‪ :‬من‬
‫التقون ؟ قال قوم اتقوا الشرك وعبادة الوثان وأخلصفففففوا العبادة فيمرون إل النفففففة‪.‬‬
‫وقوله {لئن بسطت إلّ يدك لتقتلن ما أنا بباسط يدي إليك لقتلك إن أخاف ال رب العالي}‬
‫يقول له أخوه الرجل الصال الذي تقبل ال قربانه لتقواه‪ ,‬حي توعده أخوه بالقتل على غي ما ذنب‬
‫منه إليه {لئن بسطت إلّ يدك لتقتلن ما أنا بباسط يدي إليك لقتلك} أي ل أقابلك على صنيعك‬
‫الفاسد بثله فأكون أنا وأنت سواء ف الطيئة {إن أخاف ال رب العالي} أي من أن أصنع كما‬
‫تريد أن تصنع بل أصب وأحتسب‪ ,‬قال عبد ال بن عمرو‪ :‬واي ال إن كان لشد الرجلي ولكن منعه‬
‫التحرج يع ن الورع‪ ,‬ولذا ث بت ف ال صحيحي عن ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قال «إذا توا جه‬
‫ال سلمان ب سيفهما فالقا تل والقتول ف النار» قالوا‪ :‬يا ر سول ال هذا القا تل ف ما بال القتول ؟ قال‬
‫«إنففففففه كان حريصففففففا على قتففففففل صففففففاحبه»‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ,‬حدثنا ليث بن سعد عن عياش بن عباس‪ ,‬عن بكي بن‬
‫عبد ال‪ ,‬عن بشر بن سعيد أن سعد بن أب وقاص قال عند فتنة عثمان‪ :‬أشهد أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال «إنا ستكون فتنة القاعد فيها خي من القائم‪ ,‬والقائم خي من الاشي‪ ,‬والاشي خي‬
‫ل ليقتلن فقال «كن كابن آدم» وكذا رواه‬ ‫من الساعي» قال‪ :‬أفرأيت إن دخل عل ّي بيت فبسط يده إ ّ‬
‫الترمذي عن قتيبة بن سعيد وقال‪ :‬هذا حديث حسن‪ ,‬وف الباب عن أب هريرة وخباب بن الرت‬
‫وأ ب بكر وابن م سعود وأب وا قد وأب موسى وخرشة ورواه بعض هم عن الليث بن سعد وزاد ف‬
‫السناد رجلً‪ ,‬قال الافظ ابن عساكر‪ :‬الرجل هو حسي الشجعي‪ ,‬قلت‪ :‬وقد رواه أبو داود من‬
‫طريقه فقال‪ :‬حدثنا يزيد بن خالد الرملي‪ ,‬حدثنا الفضل عن عياش بن عباس‪ ,‬عن بكي عن بشر بن‬
‫سعيد‪ ,‬عن حسي بن عبد الرحن الشجعي أنه سع سعد بن أب وقاص عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ف هذا الديث قال‪ :‬فقلت‪ :‬يارسول ال أرأيت إن دخل بيت وبسط يده ليقتلن ؟ قال‪ :‬فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «كن كابن آدم» وتل {لئن بسطت إلّ يدك لتقتلن ما أنا بباسط يدي إليك‬
‫لقتلك إنفففففففففففففف أخاف ال رب العاليفففففففففففففف}‪.‬‬
‫قال أيوب السختيان‪ :‬إن أول من أخذ بذه الَية من هذه المة {لئن بسطت إلّ يدك لتقتلن ما أنا‬
‫بباسط يدي إليك لقتلك إ ن أخاف ال رب العالي} لعثمان بن عفان رضي ال عنه‪,‬رواه ابن أب‬
‫حات‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ابن حزم‪ ,‬حدثن أبوعمران الون عن عبد ال بن الصامت‪ ,‬عن أب‬
‫ذر‪ ,‬قال‪ :‬ركب النب صلى ال عليه وسلم حارا أردفن خلفه وقال «يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس‬
‫جوع شد يد ل ت ستطيع أن تقوم من فرا شك إل م سجدك ك يف ت صنع ؟» قال‪ :‬قال ال ور سوله‬
‫أعلم‪ ,‬قال «تعفف» قال «يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد يعن‬
‫ال قب ك يف ت صنع ؟» قلت‪ :‬ال ور سوله أعلم‪ ,‬قال‪{ :‬ا صب} قال « يا أ با ذر أرأ يت إن ق تل الناس‬
‫بعضهم بعضا‪ ,‬يعن حت تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع ؟» قال‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ,‬قال‬
‫«اقعد ف بيتك وأغلق عليك بابك» قال‪ :‬فإن ل أترك‪ ,‬قال «فأت من أنت منهم فكن منهم» قال‪:‬‬
‫فآ خذ سلحي‪ ,‬قال «فإذا تشارك هم فيما هم ف يه ول كن إذا خش يت أن يرد عك شعاع ال سيف فألق‬
‫طرف ردائك على وج هك كي يبوء بإث ه وإث ك»‪ ,‬ورواه م سلم وأ هل ال سنن سوى الن سائي‪ ,‬من‬
‫طرق عن أب عمران الون عن عبد ال بن الصامت به‪ ,‬ورواه أبو داود وابن ماجه من طريق حاد‬
‫بن زيد عن أب عمران‪ ,‬عن الشعث بن طريف‪ ,‬عن عبد ال بن الصامت‪ ,‬عن أب ذر بنحوه‪ ,‬قال أبو‬

‫‪330‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫داود‪ :‬ول يذكر الشعث ف هذا الديث غي حاد بن زيد‪ ,‬وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن علي‬
‫بن دحيم‪ ,‬حدثنا أحد بن حازم‪ ,‬حدثنا قبيصة بن عقبة‪ ,‬حدثنا سفيان عن منصور‪ ,‬عن ربعي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫كنا ف جنازة حذيفة فسمعت رجلً يقول‪ :‬سعت هذا يقول ف ناس‪ ,‬ما سعت من رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «لئن اقتتلتم لنظرن إل أقصى بيت ف داري فللنه فلئن دخل علي فلن لقولن ها‪,‬‬
‫ففففف آدم»‪.‬‬ ‫ففففف ابنف‬ ‫ففففف فأكون كخيف‬ ‫ففففف وإثكف‬ ‫فففففؤ بإثيف‬ ‫بف‬
‫وقوله {إ ن أر يد أن تبوء بإث ي وإث ك فتكون من أ صحاب النار وذلك جزاء الظال ي} قال ا بن‬
‫عباس وماهد والضحاك وقتادة والسدي ف قوله {إن أريد أن تبوء بإثي وإثك} أي بإث قتلي وإثك‬
‫الذي عل يك ق بل ذلك‪ ,‬قاله ا بن جر ير‪ .‬وقال آخرون‪ :‬يع ن بذلك إ ن أر يد أن تبوء بطيئ ت فتتح مل‬
‫وزرها وإثك ف قتلك إياي‪ ,‬وهذا قول وجدته عن ماهد وأخشى أن يكون غلطا لن الصحيح من‬
‫الرواية عنه خلفه‪ ,‬يعن ما رواه سفيان الثوري عن منصور عن ماهد {إن أريد أن تبوء بإثي} قال‪:‬‬
‫بقتلك إياي {وإثك} قال‪ :‬با كان منك قبل ذلك‪ ,‬وكذا رواه عيسى بن أب نيح‪ ,‬عن ماهد بثله‪,‬‬
‫وروى شبل عن ابن أب نيح عن ماهد {إن أريد أن تبوء بإثي وإثك} يقول إن أريد أن يكون‬
‫عليفففففففك خطيئتففففففف ودمفففففففي فتبوء بمفففففففا جيعا‪.‬‬
‫(قلت) وقد يتوهم كثي من الناس هذا القول‪ ,‬ويذكرون ف ذلك حديثا ل أصل له «ما ترك القاتل‬
‫على القتول من ذنب» وقد روى الافظ أبو بكر البزار حديثا يشبه هذا ولكن ليس به فقال‪ :‬حدثنا‬
‫عمرو بن علي‪ ,‬حدثنا عامر بن إبراهيم الصبهان‪ ,‬حدثنا يعقوب بن عبد ال‪ ,‬حدثنا عتبة بن سعيد‬
‫عن هشام بن عروة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «قتل الصب ل‬
‫ير بذنب إل ماه» وهذا بذا ل يصح‪ ,‬ولو صح فمعناه أن ال يكفر عن القتول بأل القتل ذنوبه فأما‬
‫أن ت مل على القا تل فل‪ ,‬ول كن قد يت فق هذا ف ب عض الشخاص و هو الغالب‪ ,‬فإن القتول يطالب‬
‫القا تل ف العر صات‪ ,‬فيؤ خذ له من ح سناته بقدر مظلم ته فإن نفدت ول ي ستوف ح قه‪ ,‬أ خذ من‬
‫سيئات القتول‪ ,‬فطرحت على القاتل‪ ,‬فربا ل يبقى على القتول خطيئة إل وضعت على القاتل‪ ,‬وقد‬
‫صح الديث بذلك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الظال كلها‪ ,‬والقتل من أعظمها وأشدها‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وأما ابن جرير فقال والصواب من القول ف ذلك أن يقال إن تأويله إن أريد أن تنصرف بطيئتك‬
‫ف قتلك إياي وذلك هو معن قوله {إن أريد أن تبوء بإثي} وأما معن {وإثك} فهو إثه يعن قتله‬

‫‪331‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وذلك معصية ال عز وجل ف أعمال سواه وإنا قلنا ذلك هو الصواب لجاع أهل التأويل عليه وأن‬
‫ال عز وجل أخبنا أن كل عامل فجزاء عمله له أو عليه وإذا كان هذا حكمه ف خلقه فغي جائز أن‬
‫تكون آثام القتول مأخوذا ب ا القا تل‪ ,‬وإن ا يؤ خذ القا تل بإث ه بالق تل الحرم و سائر آثام معا صيه ال ت‬
‫ارتكبها بنفسه دون ما ركبه قتيله‪ ,‬هذا لفظه‪ ,‬ث أورد على هذا سؤالً حاصله كيف أراد هابيل أن‬
‫يكون على أخيه قابيل إث قتله وإث نفسه مع أن قتله له مرم‪ ,‬وأجاب با حاصله أن هابيل أخب عن‬
‫نف سه بأ نه ل يقا تل أخاه إن قاتله‪ ,‬بل ي كف ع نه يده طالبا إن و قع ق تل أن يكون من أخ يه ل م نه‪,‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا الكلم متض من موع ظة له لو ات عظ‪ ,‬وزجرا له لو انز جر‪ ,‬ولذا قال {إ ن أر يد أن تبوء‬
‫بإث ي وإث ك} أي تتح مل إث ي وإث ك {فتكون من أ صحاب النار وذلك جزاء الظال ي} وقال ا بن‬
‫عباس‪ :‬خوففففففففففه بالنار فلم ينتفففففففففه ول ينجفففففففففر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فطو عت له نف سه ق تل أخ يه فقتله فأ صبح من الا سرين} أي فح سنت و سولت له‬
‫نفسه وشجعته على قتل أخيه فقتله‪ ,‬أي بعد هذه الوعظة وهذا الزجر‪ ,‬وقد تقدم ف الرواية عن أب‬
‫جعفر الباقر وهو ممد بن علي بن السي أنه قتله بديدة ف يده‪ ,‬وقال السدي‪ ,‬عن أب مالك‪ ,‬وعن‬
‫أب صال‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬وعن مرة بن عبد ال‪ ,‬وعن ناس من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫فطوعت له نفسه قتل أخيه‪ ,‬فطلبه ليقتله‪ ,‬فراغ الغلم منه ف رؤوس البال‪ ,‬فأتاه يوما من اليام وهو‬
‫يرعى غنما له وهو نائم‪ ,‬فرفع صخرة فشدخ ب ا رأ سه فمات فتر كه بالعراء‪ ,‬رواه ا بن جر ير‪ .‬و عن‬
‫ب عض أ هل الكتاب أ نه قتله خنقا وعضا ك ما تق تل ال سباع‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬ل ا أراد أن يقتله ج عل‬
‫يلوي عنقه‪ ,‬فأخذ إبليس دابة ووضع رأسها على حجر‪ ,‬ث أخذ حجرا آخر فضرب به رأسها حت‬
‫قتلهاو وابن آدم ينظر‪ ,‬ففعل بأخيه مثل ذلك‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬وقال عبد ال بن وهب‪ ,‬عن عبد‬
‫الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬أخذ برأسه ليقتله فاضطجع له وجعل يغمز رأسه وعظامه ول‬
‫يدري كيف يقتله‪ ,‬فجاءه إبليس فقال‪ :‬أتريد أن تقتله ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فخذ هذه الصخرة فاطرحها‬
‫على رأسه‪,‬قال‪ :‬فأخذها فألقاها عليه فشدخ رأسه‪ ,‬ث جاء إبليس إل حواء مسرعا فقال‪ :‬يا حواء إن‬
‫قاب يل ق تل هاب يل‪ ,‬فقالت له‪ :‬وي ك وأي ش يء يكون الق تل ؟ قال‪ :‬ل يأ كل ول يشرب ول يتحرك‪,‬‬
‫قالت‪ :‬ذلك الوت‪ .‬قال‪ :‬فهفو الوت‪ ,‬فجعلت تصفيح حتف دخفل عليهفا آدم وهفي تصفيح‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫مالك ؟ فلم تكلمه‪ ,‬فرجع إليها مرتي فلم تكلمه ال‪ ,‬فقال‪ :‬عليك الصيحة وعلى بناتك‪ ,‬وأنا وبنّ‬
‫منهففففففففا برآء‪ ,‬رواه ابففففففففن أبفففففففف حاتفففففففف‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {فأصبح من الاسرين} أي ف الدنيا والَخرة‪ ,‬وأي خسارة أعظم من هذه ؟ وقد قال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية ووكيع قال‪ :‬حدثنا العمش عن عبد ال بن مرة‪ ,‬عن مسروق‪ ,‬عن عبد ال‬
‫بن م سعود قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل تق تل ن فس ظلما إل كان على ا بن آدم‬
‫الول كفل من دمها‪ ,‬لنه كان أول من سن القتل» وقد أخرجه الماعة سوى أب داود من طرق‬
‫عن العمش به‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثن حجاج قال‪ :‬قال ابن جريج‪:‬‬
‫قال ماهد‪ :‬علقت إحدى رجلي القاتل بساقها إل فخذها من يومئذ ووجهه ف الشمس حيثما دارت‬
‫دار‪ ,‬عليه ف الصيف حظية من نار‪ ,‬وعليه ف الشتاء حظية من ثلج‪ .‬قال‪ :‬وقال عبد ال بن عمرو‪:‬‬
‫إنا لنجد ابن آدم القاتل يقاسم أهل النار قسمة صحيحة العذاب عليه شطر عذابم‪ ,‬وقال ابن جرير‪:‬‬
‫حدثنا ابن حيد حدثنا سلمة عن ابن إسحاق‪ ,‬عن حكيم بن حكيم أنه حدث عن عبد ال بن عمرو‬
‫أنه كان يقول‪ :‬إن أشقى الناس رجلً لبن آدم الذي قتل أخاه‪ ,‬ما سفك دم ف الرض منذ قتل أخاه‬
‫إل يوم القيامة إل لق به منه شر‪ ,‬وذلك أنه أول من سن القتل‪ ,‬وقال إبراهيم النخعي‪ :‬ما من مقتول‬
‫يقتففل ظلما إل كان على ابففن آدم الول والشيطان كفففل منففه‪ ,‬ورواه ابففن جريففر أيضا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فبعفث ال غرابا يبحفث فف الرض لييفه كيفف يواري سفوأة أخيفه قال يفا ويلتف‬
‫أعجزت أن أكون م ثل هذا الغراب فأواري سوأة أ خي فأ صبح من النادم ي} قال ال سدي بإ سناده‬
‫التقدم إل ال صحابة ر ضي ال عن هم‪ :‬ل ا مات الغلم تر كه بالعراء‪ ,‬ول يعلم ك يف يد فن‪ ,‬فب عث ال‬
‫غرابي أخوين فاقتتل‪ ,‬فقتل أحدها صاحبه‪ ,‬فحفر له ث حثى عليه‪ ,‬فلما رآه قال {يا ويلت أعجزت‬
‫أن أكون م ثل هذا الغراب فأواري سوأة أ خي} وقال علي بن أ ب طل حة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬جاء‬
‫غراب إل غراب ميت‪ ,‬فحثى عليه من التراب حت واراه‪ ,‬فقال الذي قتل أخاه {يا ويلت أعجزت أن‬
‫أكون م ثل هذا الغراب فأواري سوأة أ خي}‪ .‬وقال الضحاك‪ ,‬عن ا بن عباس‪ :‬م كث ي مل أخاه ف‬
‫جراب على عات قه سنة ح ت ب عث ال الغراب ي‪ ,‬فرآه ا يبحثان‪ ,‬فقال {أعجزت أن أكون م ثل هذا‬
‫الغراب} فد فن أخاه‪ ,‬وقال ل يث بن أ ب سليم‪ ,‬عن ما هد‪ :‬كان يمله على عات قه مائة سنة ميتا ل‬
‫يدري ما يصنع به‪ ,‬يمله ويضعه إل الرض حت رأى الغراب يدفن الغراب‪ ,‬فقال {يا ويلت أعجزت‬
‫أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمي} رواه ا بن جرير وابن أب حات‪,‬‬
‫وقال عطية العوف‪ :‬لا قتله ندم فضمه إليه حت أروح‪ ,‬وعكفت عليه الطيور والسباع تنتظر مت يرمي‬
‫بفففففففففففه فتأكله‪ ,‬رواه ابفففففففففففن جريفففففففففففر‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وروى م مد بن إ سحاق عن ب عض أ هل العلم بالكتاب الول‪ :‬ل ا قتله سقط ف يده‪ ,‬أي ول يدر‬
‫كيف يواريه‪ ,‬وذلك أنه كان فيما يزعمون أول قتيل ف بن آدم‪ ,‬وأول ميت {فبعث ال غرابا يبحث‬
‫ف الرض لي يه ك يف يواري سوأة أخ يه قال يا ويل ت أعجزت أن أكون م ثل هذا الغراب فأواري‬
‫سوأة أخي فأصبح من النادمي}‪ .‬قال‪ :‬وزعم أهل التوراة أن قابيل لا قتل أخاه هابيل‪ ,‬قال له ال عز‬
‫وجل‪ :‬يا قابيل أين أخوك هابيل ؟ قال‪ :‬ما أدري ما كنت عليه رقيبا‪ ,‬فقال ال‪ :‬إن صوت دم أخيك‬
‫لينادين من الرض الَن‪ ,‬أنت ملعون ف الرض الت فتحت فاها فتلقت دم أخيك من يدك‪ ,‬فإن أنت‬
‫عملت ففف الرض فإنافف ل تعود تعطيففك حرثهففا حتفف تكون فزعا تائها ففف الرض‪.‬‬
‫وقوله {فأصفبح مفن النادميف} قال السفن البصفري‪ :‬عله ال بندامفة بعفد خسفران‪ ,‬فهذه أقوال‬
‫الفسرين ف هذه القصة‪ ,‬وكلهم متفقون على أن هذين ابنا آدم لصلبه‪ ,‬كما هو ظاهر القرآن‪ ,‬وكما‬
‫نطق به الديث ف قوله «إل كان على ابن آدم الول كفل من دمها لنه أول من سن القتل» وهذا‬
‫ظاهر جلي‪ ,‬ولكن قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا سهل بن يوسف عن عمرو‪ ,‬عن السن‬
‫هو البصري‪ ,‬قال‪ :‬كان الرجلن اللذان ف القرآن اللذان قال ال‪{ :‬واتل عليهم نبأ ابن آدم بالق}‬
‫من بن إسرائيل‪ ,‬ول يكونا ابن آدم لصلبه‪ ,‬وإنا كان القربان من بن إسرائيل‪ ,‬وكان آدم أول من‬
‫مات‪ ,‬وهذا غر يب جدا‪ ,‬و ف إ سناده ن ظر‪ ,‬و قد قال ع بد الرزاق‪ ,‬عن مع مر عن ال سن‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ابن آدم عليه السلم ضربا لذه المة مثلً‪ ,‬فخذوا بالي منهما»‬
‫ورواه ابن البارك‪ ,‬عن عاصم الحول‪ ,‬عن السن‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ال‬
‫ضرب لكم ابن آدم مثلً‪ ,‬فخذوا من خيهم ودعوا شرهم»‪ ,‬وكذا أرسل هذا الديث بكي بن عبد‬
‫ال الزن‪ ,‬روى ذلك كله ابن جرير‪ .‬وقال سال بن أب العد‪ :‬لا قتل ابن آدم أخاه مكث آدم مائة‬
‫سنة حزينا ل يض حك‪ ,‬ث أ تى فق يل له‪ :‬حياك ال وبياك‪ ,‬أي أضح كك‪ ,‬رواه ا بن جر ير‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا سلمة عن غياث بن إبراهيم‪ ,‬عن أب إسحاق المدان قال‪ :‬قال علي بن أب‬
‫طالب لافففففففف قتففففففففل ابففففففففن آدم أخاه بكاه آدم فقال‪:‬‬
‫تغيت البلد ومففففففففن عليهافلون الرض مغففففففففب قبيففففففففح‬
‫تغيفففف كففففل ذي لون وطعموقففففل بشاشففففة الوجففففه الليففففح‬
‫فأجيفففففففب آدم عليفففففففه الصفففففففلة والسفففففففلم‪:‬‬
‫فففح‬ ‫فففت الذبيف‬ ‫ففف باليف‬ ‫فففار اليف‬ ‫فففد قتل جيعاوصف‬ ‫فففل قف‬ ‫فففا هابيف‬‫أبف‬

‫‪334‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وجاء بشرّه قفففففففد كان منهعلى خوف فجاء باففففففف يصفففففففيح‬
‫والظا هر أن قاب يل عو جل بالعقو بة‪ ,‬ك ما ذكره ما هد وا بن جبي أ نه عل قت ساقه بفخذه إل يوم‬
‫القيامة‪ ,‬وجعل ال وجهه إل الشمس حيث دارت عقوبة له وتنكيلً به‪ ,‬وقد ورد ف الديث أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال «ما من ذنب أجدر أن يعجل ال عقوبته ف الدنيا مع ما يدخر لصاحبه ف‬
‫الَخرة من الب غي وقطي عة الر حم» و قد اجت مع ف ف عل قاب يل هذا وهذا‪ ,‬فإ نا ل وإ نا إل يه راجعون‪.‬‬

‫** مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ َكَتْبنَا عََلىَ َبنِيَ إِسْرَائِيلَ َأنّ ُه مَن َقتَ َل َنفْسا ِب َغيْ ِر َنفْسٍ َأوْ فَسَادٍ فِي الرْضِ َف َكأَنّمَا َقتَ َل‬
‫ت ثُ مّ إِ نّ َكثِيا ّمْنهُ مْ‬
‫النّا سَ َجمِيعا َومَ نْ أَ ْحيَاهَا َفكََأنّمَا أَ ْحيَا النّا سَ جَمِيعا وََلقَدْ جَآ َءْتهُ مْ رُ سُُلنَا بِاّلبَّينَا ِ‬
‫سرِفُونَ * ِإنّمَا َجزَآءُ الّذِينَ ُيحَا ِربُونَ اللّ َه وَرَسُولَ ُه َويَسْ َع ْونَ فِي الرْضِ فَسَادا‬ ‫َبعْدَ ذَلِكَ فِي الرْضِ لَمُ ْ‬
‫أَن ُي َقتُّلوَاْ َأ ْو يُ صَّلبُ َواْ َأوْ ُتقَطّ عَ َأيْدِيهِ ْم َوأَرْ ُجُلهُم مّ نْ خِل فٍ َأ ْو يُنفَ ْواْ مِ نَ الرْ ضِ ذَلِ كَ َلهُ مْ ِخزْ يٌ فِي‬
‫ال ّدنْيَا وََلهُمْ فِي الَخِ َر ِة عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلّ الّذِي َن تَابُوْا مِن َقبْلِ أَن َتقْدِرُوْا عََلْيهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنّ اللّ َه َغفُورٌ‬
‫رّحِيمفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففٌ‬
‫يقول تعال‪ :‬من أ جل ق تل ا بن آدم أخاه ظلما وعدوانا {كتب نا على ب ن إ سرائيل} أي شرع نا ل م‬
‫وأعلمنا هم {أ نه من ق تل نف سا بغ ي ن فس أو ف ساد ف الرض فكأن ا ق تل الناس جيعا و من أحيا ها‬
‫فكأنا أحيا الناس جيعا} أي من قتل نفسا بغي سبب من قصاص أو فساد ف الرض‪ ,‬واستحل قتلها‬
‫بل سبب ول جناية‪ ,‬فكأنا قتل الناس جيعا‪ ,‬لنه ل فرق عنده بي نفس ونفس‪ ,‬ومن أحياها‪ ,‬أي‬
‫حرم قتلهفا واعتقفد ذلك‪ ,‬فقفد سفلم الناس كلهفم منفه بذا العتبار‪ ,‬ولذا قال {فكأناف أحيفا الناس‬
‫جيعا} وقال العمفش وغيه‪ ,‬عفن أبف صفال‪ ,‬عفن أبف هريرة‪ ,‬قال‪ :‬دخلت على عثمان يوم الدار‬
‫فقلت‪ :‬جئت لنصرك‪ ,‬وقد طاب الضرب يا أمي الؤمني‪ ,‬فقال‪ :‬يا أباهريرة‪ ,‬أيسرك أن تقتل الناس‬
‫جيعا وإياي مع هم ؟ قلت‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬فإ نك إن قتلت رجلً واحدا فكأن ا قتلت الناس جيعا فان صرف‬
‫مأذونا لك مأجورا غي مأزور‪ ,‬قال‪ :‬فانصرفت ول أقاتل‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس‪:‬‬
‫هو ك ما قال ال تعال‪ { :‬من قتل نف سا بغي نفس أو ف ساد ف الرض فكأنا قتل الناس جيعا و من‬
‫أحياها فكأنا أحيا الناس جيعا} وإحياؤها أل يقتل نفسا حرمها ال‪ ,‬فذلك الذي أحيا الناس جيعا‬
‫يعن أنه من حرم قتلها إل بق حيي الناس منه‪ ,‬وهكذا قال ماهد‪ :‬ومن أحياها‪ ,‬أي كف عن قتلها‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬فكأنا قتل الناس جيعا}‪ ,‬يقول‪ :‬من قتل نفسا واحدة حرمها‬
‫ال‪ ,‬فهو مثل من قتل الناس جيعا‪ ,‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬من استحل دم مسلم فكأنا استحل دماء‬
‫الناس جيعا‪ ,‬ومن حرم دم مسلم فكأنا حرم دماء الناس جيعا‪ ,‬هذا قول وهو الظهر‪ ,‬وقال عكرمة‬
‫والعوف عن ابن عباس‪ :‬من قتل نبيا أو إمام عدل‪ ,‬فكأنا قتل الناس جيعا‪ ,‬ومن شدّ على عضد نب أو‬
‫إمام عدل فكأنا أحيا الناس جيعا‪ ,‬رواه بان جرير‪ .‬وقال ماهد ف رواية أخرى عنه‪ :‬من قتل نفسا‬
‫بغي نفس فكأنا قتل الناس جيعا‪ ,‬وذلك لن من قتل النفس فله النار فهو كما لو قتل الناس كلهم‪,‬‬
‫قال ابن جريج‪ ,‬عن العرج‪ ,‬عن ماهد ف قوله‪{ :‬فكأنا قتل الناس جيعا} من قتل النفس الؤمنة‬
‫متعمدا‪ ,‬ج عل ال جزاءه جه نم‪ ,‬وغ ضب عل يه ولع نه‪ ,‬وأ عد له عذابا عظيما‪ ,‬يقول‪ :‬لو ق تل الناس‬
‫جيعا ل يزد على م ثل ذلك العذاب‪ ,‬قال ا بن جر يج‪ :‬قال ما هد‪{ :‬و من أحيا ها فكأن ا أح يا الناس‬
‫ففففه‪,‬‬ ‫ففففي الناس منف‬ ‫ففففد حيف‬ ‫ففففل أحدا فقف‬ ‫ففففن ل يقتف‬ ‫جيعا} قال‪ :‬مف‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬من قتل نفسا فكأنا قتل الناس‪ ,‬يعن فقد وجب عليه القصاص‪,‬‬
‫فل فرق بي الواحد والماعة‪ ,‬ومن أحياها أي عفا عن قاتل وليه فكأنا أحيا الناس جيعا‪ ,‬وحكى‬
‫ذلك عن أبيه‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬وقال ماهد ف رواية‪ :‬ومن أحياها‪ ,‬أي أناها من غرق أو حرق أو‬
‫هل كة‪ ,‬وقال ال سن وقتادة ف قوله‪{ :‬أ نه من ق تل نف سا بغ ي ن فس أو ف ساد ف الرض فكأن ا ق تل‬
‫الناس جيعا}‪ ,‬هذا تعظ يم لتعا طي الق تل‪ ,‬قال قتادة‪ :‬عظ يم وال وزر ها‪ ,‬وعظ يم وال أجر ها‪ :‬وقال‬
‫ابن البارك‪ ,‬عن سلم بن مسكي‪ ,‬عن سليمان بن على الربعي‪ ,‬قال‪ :‬قلت للحسن‪ :‬هذه الَية لنا يا‬
‫أبا سعيد كما كانت لبن إسرائيل ‪ ,‬فقال‪ :‬إي والذي ل إله غيه‪ ,‬كما كانت لبن إسرائيل وما جعل‬
‫دماء بن إسرائيل أكرم على ال من دمائنا‪ ,‬وقال السن البصري‪{ :‬فكأنا قتل الناس جيعا}‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وزرا‪{ ,‬ومن أحياها فكأنا أحيا الناس جيعا}‪ ,‬قال‪ :‬أجرا‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا‬
‫ابن ليعة‪ ,‬حدثنا حيي بن عبد ال عن أب عبد الرحن البلي‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬جاء حزة‬
‫بن عبد الطلب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يارسول ال‪ ,‬اجعلن على شيء أعيش به‪,‬‬
‫فقال ر سول ال صلى ال عليه وسلم « يا حزة نفس تييها أ حب إليك أم نفس تيت ها ؟» قال‪ :‬بل‬
‫نففففففففس أحييهفففففففا‪ .‬قال «عليفففففففك بنفسفففففففك»‪.‬‬
‫قوله تعال‪{ :‬ولقد جاءتم رسلنا بالبينات} أي بالجج والباهي والدلئل الواضحة‪{ ,‬ث إن كثيا‬
‫منهم بعد ذلك ف الرض لسرفون} وهذا تقريع لم وتوبيخ على ارتكابم الحارم بعد علمهم با‪,‬‬

‫‪336‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كما كانت بنو قريظة والنضي وغيهم من بن قينقاع من حول الدينة من اليهود الذين كانوا يقاتلون‬
‫مع الوس والزرج‪ ,‬إذا وقعت بينهم الروب ف الاهلية‪ ,‬ث إذا وضعت الروب أوزارها‪ .‬فدوا من‬
‫أسروه وودوا من قتلوه‪ ,‬وقد أنكر ال عليهم ذلك ف سورة البقرة حيث يقول {وإذ أخذنا ميثاقكم‬
‫ل تسفكون دماءكم ول ترجون أنفسكم من دياركم ث أقررت وأنتم تشهدون ث أنتم هؤلء تقتلون‬
‫أنف سكم وترجون فري قا من كم من ديار هم تظاهرون علي هم بال ث والعدوان وإن يأتو كم أ سارى‬
‫تفادو هم و هو مرم علي كم إخراج هم أفتؤمنون بب عض الكتاب وتكفرون بب عض ف ما جزاء من يف عل‬
‫ذلك منكفم إل خزي فف الياة الدنيفا ويوم القيامفة يردون إل أشفد العذاب ومفا ال بغاففل عمفا‬
‫تعملون}‪.‬‬
‫وقوله {إنا جزاء الذين ياربون ال ورسوله ويسعون ف الرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع‬
‫أيديهم وأرجلهم من خلف أو ينفوا من الرض} الَية‪ ,‬الحاربة هي الضادة والخالفة‪ ,‬وهي صادقة‬
‫على الكفر وعلى قطع الطريق وإخافة السبيل‪ ,‬وكذا الفساد ف الرض يطلق على أنواع من الشر‪,‬‬
‫ح ت قال كث ي من)ال سلف‪ ,‬من هم سعيد بن ال سيب‪ :‬إن ق بض الدرا هم والدنان ي من الف ساد ف‬
‫الرض‪ .‬وقد قال تعال‪{ :‬وإذا تول سعى ف الرض ليفسد فيها ويهلك الرث والنسل وال ل يب‬
‫الفساد} ث قال بعضهم‪ :‬نزلت هذه الَية الكرية ف الشركي‪ ,‬كما قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪,‬‬
‫حدثنا يي بن واضح‪ ,‬حدثنا السي بن واقد عن يزيد عن عكرمة والسن البصري‪ ,‬قال {إنا جزاء‬
‫الذين ياربون ال ورسوله ف إل ف إن ال غفور رحيم} نزلت هذه الَية ف الشركي‪ ,‬فمن تاب‬
‫منهم من قبل أن تقدروا عليه‪ ,‬ل يكن عليه سبيل‪ ,‬وليست ترز هذه الَية الرجل السلم من الد إن‬
‫قتل‪ ,‬أو أفسد ف الرض‪ ,‬أو حارب ال ورسوله‪ ,‬ث لق بالكفار قبل أن يقدروا عليه‪ ,‬ل ينعه ذلك‬
‫أن يقام عل يه ال د الذي أ صاب‪ ,‬ورواه أ بو داود والن سائي من طر يق عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‪{ :‬إن ا‬
‫جزاء الذين ياربون ال ورسوله ويسعون ف الرض فسادا}‪ ,‬نزلت ف الشركي من تاب منهم قبل‬
‫أن يقدر عليه‪ ,‬ل ينعه ذلك أن يقام عليه الد الذي أصابه‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف‬
‫قوله‪{ :‬إن ا جزاء الذ ين ياربون ال ور سوله وي سعون ف الرض ف سادا} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬كان قوم من‬
‫أهل الكتاب بينهم وبي النب صلى ال عليه وسلم عهد وميثاق‪ ,‬فنقضوا العهد وأفسدوا ف الرض‪,‬‬
‫فخ ي ال ر سوله إن شاء أن يق تل وإن شاء أن يق طع أيدي هم وأرجل هم من خلف‪ ,‬رواه ا بن جر ير‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وروى شع بة عن من صور عن هلل بن ي ساف‪ ,‬عن م صعب بن سعد‪ ,‬عن أب يه قال‪ :‬نزلت ف‬
‫الروريفة {إناف جزاء الذيفن ياربون ال ورسفوله ويسفعون فف الرض فسفادا} رواه ابفن مردويفه‪,‬‬
‫والصحيح أن هذه الَية عامة ف الشركي وغيهم من ارتكب هذه الصفات ‪ ¹‬كما رواه البخاري‬
‫ومسلم من حديث أب قلبة واسه عبد ال بن زيد الرمي البصري عن أنس بن مالك أن نفرا من‬
‫ع كل ثان ية‪ ,‬قدموا على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فبايعوه على ال سلم‪ ,‬فا ستوخوا الدي نة‪,‬‬
‫وسقمت أجسامهم فشكوا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك‪ ,‬فقال «أل ترجون مع راعينا ف‬
‫إبله‪ ,‬فتصفيبوا مفن أبوالاف وألباناف» فقالوا‪ :‬بلى‪ ,‬فخرجوا فشربوا مفن أبوالاف وألباناف فصفحوا‪ ,‬فقتلوا‬
‫الراعي‪ ,‬وطردوا البل‪ ,‬فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فبعث ف آثارهم فأدركوا فجيء‬
‫بم‪ ,‬فأمر بم فقطعت أيديهم وأرجلهم‪ ,‬وسرت أعينهم‪ ,‬ث نبذوا ف الشمس حت ماتوا‪ ,‬لفظ مسلم‪,‬‬
‫و ف ل فظ ل ما‪ :‬من ع كل أو عري نة‪ ,‬و ف ل فظ‪ :‬وألقوا ف الرة فجعلوا ي ستسقون‪ ,‬فل يسفقون‪.‬‬
‫و ف ل فظ ل سلم‪ :‬ول ي سمهم‪ ,‬وع ند البخاري قال أ بو قل بة‪ :‬فهؤلء سرقوا وقتلوا وكفروا ب عد‬
‫إيانم‪ ,‬وحاربوا ال ورسوله‪ ,‬ورواه مسلم من طريق هشيم عن عبد العزيز بن صهيب‪ ,‬وحيد عن‬
‫أ نس‪ ,‬فذ كر نوه وعنده فارتدوا‪ ,‬و قد أخرجاه من روا ية قتادة عن أ نس بنحوه‪ ,‬وقال سعيد عن‬
‫قتادة‪ :‬من عكل وعرينة‪ ,‬وراه مسلم من طريق سليمان التيمي‪ ,‬عن أنس قال‪ :‬إنا سل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أعي أولئك‪ ,‬لنم سلوا أعي الرعاء‪ ,‬ورواه مسلم من حديث معاوية بن قرة عن أنس‬
‫قال‪ :‬أ تى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ن فر من عري نة فأ سلموا وبايعوه‪ ,‬و قد و قع بالدي نة الدم‬
‫وهوالبسام‪ ,‬ث ذكر نو حديثهم وزاد‪ :‬عنده شباب من النصار قريب من عشرين‪ ,‬فارسا فأرسلهم‬
‫وبعفففث معفففم قائفا يقففففو أثرهفففم وهذه كلهفففا ألفاظ مسفففلم رحهففف ال‪.‬‬
‫وقال حاد بن سلمة‪ :‬حدثنا قتادة وثابت البنان وحيد الطويل عن أنس بن مالك أن ناسا من عرينة‬
‫قدموا الدينة فاجتووها‪ ,‬فبعثهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ف إبل الصدقة‪ ,‬وأمرهم أن يشربوا‬
‫من أبوالا وألبانا‪ ,‬ففعلوا فصحوا‪ ,‬فارتدوا عن السلم‪ ,‬وقتلوا الراعي‪ ,‬وساقوا البل‪ ,‬فأرسل رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ف آثار هم فج يء ب م فق طع أيدي هم وأرجل هم من خلف‪ ,‬و سر أعين هم‬
‫وألقا هم ف الرة قال أ نس‪ :‬فل قد رأ يت أحد هم يكدم الرض بف يه عطشا ح ت ماتوا‪ ,‬ونزلت {إن ا‬
‫جزاء الذ ين ياربون ال ور سوله} الَ ية‪ ,‬و قد رواه أ بو داود والترمذي والن سائي وا بن مردو يه وهذا‬
‫لفظفففففففففه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسفففففففففن صفففففففففحيح‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد رواه ابن مردويه من طرق كثية عن أنس بن مالك‪ ,‬منها ما رواه من طريقي عن سلم بن أب‬
‫الصهباء‪ ,‬عن ثابت‪ ,‬عن أنس بن مالك‪ ,‬قال‪ :‬ما ندمت على حديث‪ ,‬ما ندمت على حديث سألن‬
‫عنه الجاج‪ ,‬قال‪ :‬أخبن عن أشد عقوبة عاقب با رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال‪ :‬قلت قدم‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم قوم من عرينة من البحرين‪ ,‬فشكوا إل رسول ال ما لقوا من‬
‫بطونم‪ ,‬وقد اصفرت ألوانم‪ ,‬وضمرت بطونم‪ ,‬فأمرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يأتوا إبل‬
‫ال صدقة فيشربوا من أبوال ا وألبان ا‪ ,‬ح ت إذا رج عت إلي هم ألوان م وانم صت بطون م‪ ,‬عمدوا إل‬
‫الرا عي فقتلوه‪ ,‬وا ستاقوا ال بل‪ ,‬فأر سل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف آثار هم فق طع أيدي هم‬
‫وأرجل هم و سر أعين هم‪ ,‬ث ألقا هم ف الرمضاء ح ت ماتوا‪ .‬فكان الجاج إذا صعد ال نب يقول‪ :‬إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قد قطع أيدي قوم وأرجلهم‪ ,‬ث ألقاهم ف الرمضاء حت ماتوا بال‬
‫ذود مفففففن البفففففل‪ ,‬فكان الجاج يتفففففج بذا الديفففففث على الناس‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا علي بن سهل‪ ,‬حدثنا الوليد يعن ابن مسلم‪ ,‬حدثن سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن‬
‫أنس‪ ,‬قال كانوا أربعة نفر من عرينة‪ ,‬وثلثة نفر من عكل‪ ,‬فلما أت بم قطع أيديهم وأرجلهم‪ ,‬وسر‬
‫أعينهم‪ ,‬ول يسمهم وتركهم يلتقمون الجارة بالرة‪ ,‬فأنزل ال ف ذلك {إنا جزاء الذين ياربون‬
‫ال ورسفففففففففففففففففوله} الَيفففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن حرب الوصلي‪ ,‬حدثنا أبو مسعود يعن عبد الرحن بن السن‬
‫الزجاج‪ ,‬حدثنا أبو سعيد يع ن البقال‪ ,‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬كان رهط من عرينة أتوا ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وبم جهد‪ ,‬مصفرة ألوانم‪ ,‬عظيمة بطونم‪ ,‬فأمرهم أن يلحقوا بالبل فيشربوا‬
‫من أبوالا وألبانا‪ ,‬ففعلوا فصفت ألوانم‪ ,‬وخصت بطونم‪ ,‬وسنوا‪ ,‬فقتلوا الراعي‪ ,‬واستاقوا البل‪,‬‬
‫فبعث النب صلى ال عليه وسلم ف طلبهم‪ ,‬فأت بم‪ ,‬فقتل بعضهم‪ ,‬وسر أعي بعضهم‪ ,‬وقطع أيدي‬
‫بعضهم وأرجلهم‪ ,‬ونزلت {إنا جزاء الذين ياربون ال ورسوله} إل آخر الَية وقال أبو جعفر بن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا أبو علي بن سهل‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ,‬حدثنا يزيد بن ليعة عن ابن أب حبيب أن‬
‫عبد اللك بن مروان كتب إل أنس يسأله عن هذه الَية‪ ,‬فكتب إليه أنس يبه أن هذه الَية نزلت ف‬
‫أولئك النفر العرنيي وهم من بيلة‪ ,‬قال أنس‪ :‬فارتدوا عن السلم‪ ,‬وقتلوا الراعي‪ ,‬واستاقوا البل‪,‬‬
‫وأخافوا ال سبيل‪ ,‬وأ صابوا الفرج الرام‪ ,‬وقال حدث ن يو نس‪ ,‬أخب نا ا بن و هب‪ ,‬أ خبن عمرو بن‬
‫الارث عن سعيد بن أب هلل‪ ,‬عن أب الزناد‪ ,‬عن عبد ال بن عبيد ال‪ ,‬عن عبد ال بن عمر أو‬

‫‪339‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عمرو ف شك يو نس ف عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بذلك‪ ,‬يع ن بق صة العرني ي‪ ,‬ونزلت‬
‫فيهم آية الحاربة‪ ,‬ورواه أبو داود والنسائي من طريق أب الزناد‪ ,‬وفيه عن ابن عمر من غي شك‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن خلف‪ ,‬حدثنا السن بن حاد عن عمرو بن هاشم‪ ,‬عن موسى بن‬
‫عبيدة‪ ,‬عن ممد بن إبراهيم‪ ,‬عن جرير‪ ,‬قال‪ :‬قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم قوم من عرينة‬
‫حفاة مضرورين‪ ,‬فأمر بم رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما صحوا واشتدوا‪ ,‬قتلوا رعاء اللقاح‪ ,‬ث‬
‫خرجوا باللقاح عامدين با إل أرض قومهم‪ ,‬قال جرير فبعثن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف نفر‬
‫من السلمي حت أدركناهم بعدما أشرفوا على بلد قومهم‪ ,‬فقدمنا بم على رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬فقطع أيديهم وأرجلهم من خلف‪ ,‬وسل أعينهم‪ ,‬فجعلوا يقولون‪ :‬الاء‪ ,‬ورسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول‪ :‬النار حت هلكوا‪ ,‬قال‪ :‬وكره ال عز وجل سل العي‪ ,‬فأنزل ال هذه الَية {إنا‬
‫جزاء الذيفن ياربون ال ورسفوله} إل آخفر الَيفة‪ ,‬هذا حديفث غريفب‪ ,‬وفف إسفناده الربذي وهفو‬
‫ضع يف‪ ,‬و ف إ سناده فائدة‪ ,‬و هو ذ كر أم ي هذه ال سرية‪ ,‬و هو جر ير بن ع بد ال البجلي‪ ,‬وتقدم ف‬
‫صحيح م سلم أن هذه ال سرية كانوا عشر ين فار سا من الن صار‪ ,‬وأ ما قوله‪ :‬فكره ال سل الع ي‪,‬‬
‫فأنزل ال هذه الَية‪ ,‬فإنه منكر‪ ,‬وقد تقدم ف صحيح مسلم أنم سلوا أعي الرعاء‪ ,‬فكان ما فعل بم‬
‫قصففففففففففففففففففففففففففففففففففاصا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال عبد الزراق عن إبراهيم بن ممد السلمي‪ ,‬عن صال مول التوأمة‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬قال قدم‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم رجال من بن فزارة قد ماتوا هزلً‪ ,‬فأمرهم النب صلى ال عليه‬
‫وسلم إل لقاحه‪ ,‬فشربوا منها حت صحوا‪ ,‬ث عمدوا إل لقاحه فسرقوها‪ ,‬فطلبوا فأت بم النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم فق طع أيدي هم وأرجل هم‪ ,‬و سر أعين هم‪ .‬قال أ بو هريرة ففي هم نزلت هذه الَ ية {إن ا‬
‫جزاء الذين ياربون ال ورسوله}‪ ,‬فترك النب صلى ال عليه وسلم سر العي بعد‪ ,‬وروي من وجه‬
‫ففففففففففف هريرة‪.‬‬ ‫فففففففففففن أبف‬ ‫فففففففففففر عف‬ ‫آخف‬
‫وقال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا أحد بن إسحاق حدثنا السي بن إسحاق التستري‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫القاسم ممد بن الوليد عن عمرو بن ممد الدين‪ ,‬حدثنا ممد بن طلحة عن موسى بن ممد بن‬
‫إبراهيم التيمي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أب سلمة بن عبد الرحن عن سلمة بن الكوع قال‪ :‬كان للنب صلى‬
‫ال عليه وسلم غلم يقال له يسار‪ ,‬فنظر إليه يسن الصلة فأعتقه‪ ,‬وبعثه ف لقاح له بالرة فكان با‪,‬‬
‫قال‪ :‬فأظهر قوم السلم من عرينة‪ ,‬وجاؤوا وهم مرضى موعوكون قد عظمت بطونم قال‪ :‬فبعث‬

‫‪340‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بم النب صلى ال عليه وسلم إل يسار‪ ,‬فكانوا يشربون من ألبان البل حت انطوت بطونم‪ ,‬ث عدوا‬
‫على ي سار فذبوه‪ ,‬وجعلوا الشوك ف عين يه‪ ,‬ث أطردوا ال بل‪ ,‬فب عث ال نب صلى ال عل يه و سلم ف‬
‫آثار هم خيلً من ال سلمي‪ ,‬كبيهم كرز بن جابر الفهري‪ ,‬فلحق هم فجاء ب م إل يه فق طع أيدي هم‬
‫وأرجلهم وسل أعينهم‪ ,‬غريب جدا‪ ,‬وقد روى قصة العرنيي من حديث جاعة من الصحابة منهم‬
‫جابر وعائ شة وغ ي وا حد‪ ,‬و قد اعت ن الا فظ الل يل أ بو ب كر بن مردو يه بتطر يق هذا الد يث من‬
‫وجوه كثية جدا فرحهفففففففففففففف ال وأثابففففففففففففففه‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن علي بن السن بن شقيق‪ ,‬سعت أب يقول‪ :‬سعت أبا حزة عن‬
‫عبد الكري وسئل عن أبوال البل فقال‪ :‬حدثن سعيد بن جبي عن الحاربي فقال‪ :‬كان أناس أتوا‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فقالوا‪ :‬نباي عك على ال سلم‪ ,‬فبايعوه و هم كذ بة‪ ,‬ول يس ال سلم‬
‫يريدون‪ ,‬ث قالوا‪ :‬إنا نتوي الدينة‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم هذه اللقاح تغدوا عليكم وتروح‪,‬‬
‫فاشربوا من أبوالا وألبانا‪ ,‬قال‪ :‬فبينما هم كذلك إذ جاءهم الصريخ‪ ,‬فصرخ إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال‪ :‬قتلوا الراعي‪ ,‬واستاقوا النعم‪ ,‬فأمر النب صلى ال عليه وسلم فنودي ف الناس «أن‬
‫يا خيل ال اركب» قال‪ :‬فركبوا ل ينتظر فارس فارسا‪ ,‬قال‪ :‬وركب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫على أثرهم‪ ,‬فلم يزالوا يطلبونم حت أدخلوهم مأمنهم‪ ,‬فرجع صحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وقفد أسفروا منهفم‪ ,‬فأتوا بمف النفب صفلى ال عليفه وسفلم فأنزل ال {إناف جزاء الذيفن ياربون ال‬
‫ور سوله} الَ ية‪ ,‬قال فكان نفي هم أن نفو هم ح ت أدخلو هم مأمن هم وأرض هم‪ ,‬ونفو هم من أرض‬
‫السلمي‪ ,‬وقتل نب ال صلى ال عليه وسلم منهم وصلب‪ ,‬وقطع وسر العي‪ ,‬قال‪ :‬فما مثل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قبل ول بعد‪ ,‬قال‪ :‬ونى عن الثلة‪ ,‬وقال «ول تثلوا بشيء» قال‪ :‬وكان أنس‬
‫يقول ذلك‪ ,‬غي أنه قال‪ :‬أحرقهم بالنار بعد ما قتلهم‪ ,‬قال‪ :‬وبعضهم يقول‪ :‬هم ناس من بن سليم‪,‬‬
‫ومنهفففففففم مفففففففن عرينفففففففة‪ ,‬وناس مفففففففن بيلة‪.‬‬
‫وقد اختلف الئمة ف حكم هؤلء العرنيي‪ :‬هل هو منسوخ‪ ,‬أومكم ؟ فقال بعضهم‪ :‬هو منسوخ‬
‫بذه الَ ية‪ ,‬وزعموا أن في ها عتابا لل نب صلى ال عل يه و سلم ك ما ف قوله {ع فا ال ع نك ل أذ نت‬
‫لم} ومنهم من قال‪ :‬هو منسوخ بنهي النب صلى ال عليه وسلم عن الثلة‪ ,‬وهذا القول فيه نظر‪ ,‬ث‬
‫قائله مطالب بفبيان تأخفر الناسفخ الذي ادعاه عفن النسفوخ‪ ,‬وقال بعضهفم‪ :‬كان هذا قبفل أن تنل‬
‫الدود‪ ,‬قاله ممد بن سيين‪ ,‬وفيه نظر‪ ,‬فإن قصته متأخرة‪ ,‬وف رواية جرير بن عبد ال لقصتهم ما‬

‫‪341‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يدل على تأخرها‪ ,‬فإنه أسلم بعد نزول الائدة‪ ,‬ومن هم من قال ل ي سمل ال نب صلى ال عليه وسلم‬
‫أعينهم‪ ,‬وإنا عزم على ذلك حت نزل القرآن فبي حكم الحاربي‪ ,‬وهذا القول أيضا فيه نظر‪ ,‬فإنه‬
‫قففد تقدم ففف الديففث التفففق عليففه أنففه سففل‪ ,‬وففف روايففة سففر أعينهففم‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا علي بن سهل‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم قال‪ :‬ذاكرت الليث بن سعد ما كان‬
‫من سل النب صلى ال عليه وسلم أعينهم‪ ,‬وتركه حسمهم حت ماتوا‪ ,‬فقال‪ :‬سعت ممد بن عجلن‬
‫يقول‪ :‬أنزلت هذه الَية على رسول ال صلى ال عليه وسلم معاتبة ف ذلك‪ ,‬وعلمه عقوبة مثلهم من‬
‫القتفل والقطفع والنففي‪ ,‬ول يسفمل بعدهفم غيهفم قال‪ :‬وكان هذا القول ذكفر لبف عمرو يعنف‬
‫الوزاعي‪ ,‬فأنكر أن يكون نزلت معاتبة‪ ,‬وقال‪ :‬بل كانت عقوبة أولئك النفر بأعيانم ث نزلت هذه‬
‫الَية ف عقوبة غيهم من حارب بعدهم‪ ,‬ورفع عنهم السمل‪ ,‬ث قد احتج بعموم هذه الَية جهور‬
‫من العلماء ف ذهابم إل أن حكم الحاربة ف المصار وف السبلن على السواء لقوله {ويسعون ف‬
‫الرض فسادا} وهذا مذهب مالك والوزاعي والليث بن سعد والشافعي وأحد بن حنبل‪ ,‬حت قال‬
‫مالك ف الذي يغتال الرجل فيخدعه حت يدخله بيتا فيقتله‪ ,‬ويأخذ ما معه‪ :‬إن هذه ماربة‪ ,‬ودمه إل‬
‫ال سلطان ل إل ول القتول‪ ,‬ول اعتبار بعفوه ع نه ف إ سقاط الق تل‪.‬وقال أ بو حني فة وأ صحابه‪ :‬ل‬
‫تكون الحاربة إل ف الطرقات‪ ,‬فأما ف المصار فل‪ ,‬لنه يلحقه الغوث إذا استغاث‪ ,‬بلف الطريق‬
‫لبعده منففففففففففف يغيثفففففففففففه ويعينفففففففففففه‪.‬‬
‫وقوله تعال {أن يقتلوا أوي صلبوا أو تق طع أيدي هم وأرجل هم من خلف أو ينفوا من الرض} قال‬
‫ابن أب طلحة عن ابن عباس ف الَية‪ :‬من شهر السلح ف فئة السلم‪ ,‬وأخاف السبيل ث ظفر به‬
‫وقدر عليه فإمام السلمي فيه باليار إن شاء قتله وإن شاء صلبه‪ ,‬وإن شاء قطع يده ورجله وكذا قال‬
‫سعيد بن السيب وماهد وعطاء والسن البصري وإبراهيم النخعي والضحاك وروى ذلك كله أبو‬
‫جعفر بن جرير وحكى مثله عن مالك بن أنس رحه ال ومستند هذا القول أن ظاهر أو للتخيي كما‬
‫ف نظائر ذلك من القرآن كقوله ف جزاء ال صيد {فجزاء م ثل ما ق تل من الن عم ي كم به ذوا عدل‬
‫منكفم هديا بالغ الكعبفة أو كفارة طعام مسفاكي أو عدل ذلك صفياما} وكقوله فف كفارة الفديفة‬
‫{فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} وكقوله ف كفارة‬
‫اليمي {فكفارته إطعام عشرة مساكي من أوسط ما تطعمون أهليكم أوكسوتم أو ترير رقبة} هذه‬
‫كلهففففففا على التخييفففففف فكذلك فلتكففففففن هذه الَيففففففة‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المهور‪ :‬هذه الَ ية منلة على أحوال‪ ,‬ك ما قال أ بو ع بد ال الشاف عي‪ :‬أنبأ نا إبراه يم بن أ ب‬
‫ي ي عن صال مول التوأ مة‪ ,‬عن ا بن عباس ف قطاع الطر يق‪ ,‬إذا قتلوا وأخذوا الال قتلوا و صلبوا‪,‬‬
‫وإذا قتلوا ول يأخذوا الال قتلوا ول يصلبوا‪ ,‬وإذا أخذوا الال ول يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من‬
‫خلف‪ ,‬وإذا أخافوا السبيل ول يأخذوا الال نفوا من الرض‪ ,‬وقد رواه ابن أب شيبة عن عبد الرحيم‬
‫بن سليمان‪ ,‬عن حجاج‪ ,‬عن عطية عن ابن عباس بنحوه‪ ,‬وعن أب ملد وسعيد بن جبي وإبراهيم‬
‫النخ عي وال سن وقتادة وال سدي وعطاء الرا سان ن و ذلك‪ ,‬وهكذا قال غ ي وا حد من ال سلف‬
‫والئ مة‪ ,‬واختلفوا‪ :‬هل ي صلب حيا ويترك ح ت يوت بن عه من الطعام والشراب‪ ,‬أو بقتله بر مح أو‬
‫نوه‪ ,‬أو يقتل أولً ث يصلب تنكيل وتشديدا لغيه من الفسدين‪ ,‬وهل يصلب ثلثة أيام ث ينل أو‬
‫يترك حتف يسفيل صفديده ؟ فف ذلك كله خلف مرر فف موضعفه‪ ,‬وبال الثقفة وعليفه التكلن‪.‬‬
‫ويشهد لذا التفصيل الديث الذي رواه ابن جرير ف تفسيه إن صح سنده فقال‪ :‬حدثنا علي بن‬
‫سهل‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم عن يزيد بن أب حبيب أن عبد اللك بن مروان‪ ,‬كتب إل أنس بن‬
‫مالك يسأله عن هذه الَية‪ ,‬فكتب إليه يبه أنا نزلت ف أولئك النفر العرنيي وهم من بيلة‪ ,‬قال‬
‫أ نس‪ :‬فارتدوا عن ال سلم‪ ,‬وقتلوا الرا عي‪ ,‬وا ستاقوا ال بل‪ ,‬وأخافوا ال سبيل‪ ,‬وأ صابوا الفرج الرام‪,‬‬
‫قال أنس‪ :‬فسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم جبائيل عليه السلم عن القضاء فيمن حارب فقال‪:‬‬
‫من سرق مالً وأخاف السبيل‪ ,‬فاقطع يده بسرقته ورجله بإخافته‪ ,‬ومن قتل فاقتله‪ ,‬ومن قتل وأخاف‬
‫السفففففففففبيل واسفففففففففتحل الفرج الرام فاصفففففففففلبه‪.‬‬
‫وأما قوله تعال‪{ :‬أوينفوا من الرض} قال بعضهم‪ :‬هو أن يطلب حت يقدر عليه فيقام عليه الد‬
‫أو يهرب من دار السلم‪ ,‬رواه ابن جرير عن ابن عباس‪ ,‬وأنس بن مالك وسعيد بن جبي والضحاك‬
‫والربيع بن أنس والزهري والليث بن سعد ومالك بن أنس وقال آخرون‪ :‬هو أن ينفى من بلده إل‬
‫بلد آخر أو يرجه السلطان أو نائبه من معاملته بالكلية وقال الشعب‪ :‬ينفيه ف كما قال ابن هبية ف‬
‫من عمله كله‪ .‬وقال عطاء الراسان ينفىَ من جند إل جند سني‪ ,‬ول يرج من دار السلم‪ ,‬وكذا‬
‫قال سعيد بن جبي وأبو الشعثاء والسن والزهري والضحاك ومقاتل بن حيان إنه ينفى ول يرج من‬
‫أرض السلم‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬الراد بالنفي ههنا السجن‪ ,‬وهو قول أب حنيفة وأصحابه‪ ,‬واختار ابن‬
‫جريففر أن الراد بالنفففي ههنففا أن يرج مففن بلده إل بلد آخففر فيسففجن فيففه‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ذلك ل م خزي ف الدن يا ول م ف الَخرة عذاب عظ يم} أي هذا الذي ذكر ته من‬
‫قتل هم و من صلبهم وق طع أيدي هم وأرجل هم من خلف ونفي هم‪ ,‬خزي ل م ب ي الناس ف هذه الياة‬
‫الدن يا مع ما اد خر ال ل م من العذاب العظ يم يوم القيا مة‪ ,‬وهذا يؤ يد قول من قال‪ :‬إن ا نزلت ف‬
‫الشركي فأما أهل السلم ففي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت رضي ال عنه قال‪ :‬أخذ علينا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كما أخذ على النساء أل نشرك بال شيئا‪ ,‬ول نسرق ول نزن‪ ,‬ول‬
‫نق تل أولد نا‪ ,‬ول يع ضه بعض نا بع ضا‪ ,‬ف من و ف من كم فأجره على ال تعال‪ ,‬و من أ صاب من ذلك‬
‫شيئا فعوقب فهو كفارة له‪ ,‬ومن ستره ال فأمره إل ال‪ :‬إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه‪ ,‬وعن علي‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من أذنب ذنبا ف الدنيا فعوقب به‪ ,‬فال أعدل من أن يثن‬
‫عقوبته على عبده‪ ,‬ومن أذنب ذنبا ف الدنيا فستره ال عليه وعفا عنه‪ ,‬فال أكرم من أن يعود عليه ف‬
‫شيء قد عفا عنه»‪ .‬رواه المام أحد والترمذي وابن ماجه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسن غريب‪ .‬وقد سئل‬
‫فحيح‪.‬‬ ‫فه صف‬ ‫فث‪ ,‬فقال‪ :‬روي مرفوعا وموقوفا‪,‬قال ورفعف‬ ‫فن هذا الديف‬ ‫فظ الدارقطن ف عف‬ ‫الافف‬
‫وقال ابن جرير ف قوله‪{ :‬ذلك لم خزي ف الدنيا} يعن شر وعار ونكال وذلة وعقوبة ف عاجل‬
‫الدنيا قبل الَخرة‪{ .‬ولم ف الَخرة عذاب عظيم} أي إذا ل يتوبوا من فعلهم ذلك حت هلكوا لم‬
‫ف الَخرة مع الزاء الذي جازيتهم به ف الدنيا‪ ,‬والعقوبة الت عاقبتهم با فيها {عذاب عظيم}‪ ,‬يعن‬
‫عذاب جه نم‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬إل الذ ين تابوا من ق بل أن تقدروا علي هم فاعلموا أن ال غفور رح يم}‬
‫أمفا على قول مفن قال‪ :‬إناف فف أهفل الشرك فظاهفر‪ ,‬وأماالحاربون السفلمون فإذا تابوا قبفل القدرة‬
‫عليهم‪ ,‬فإنه يسقط عنهم انتام القتل والصلب وقطع الرجل‪ ,‬وهل يسقط قطع اليد أم ل ؟ فيه قولن‬
‫للعلماء‪ ,‬وظاهر الَية يقتضي سقوط الميع‪ ,‬وعليه عمل الصحابة‪ ,‬كما قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو‬
‫سعيد ال شج‪,‬حدث نا أ بو أ سامة‪ ,‬عن مالد‪ ,‬عن الش عب قال‪ :‬كان حار ثة بن بدر التمي مي من أ هل‬
‫البصرة‪ ,‬وكان قد أفسد ف الرض وحارب‪ ,‬فكلم رجالً من قريش منهم السن بن علي وابن عباس‬
‫وعبد ال بن جعفر‪,‬فكلموا عليا فيه فلم يؤمنه‪ ,‬فأتى سعيد بن قيس المدان فخلفه ف داره‪ ,‬ث أتى‬
‫عليا‪ ,‬فقال‪ :‬يا أمي الؤمني‪ ,‬أرأيت من حارب ال ورسوله‪ ,‬وسعى ف الرض فسادا‪ ,‬فقرأ حت بلغ‬
‫{إل الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم} قال‪ :‬فكتب له أمانا‪ ,‬قال سعيد بن قيس‪ :‬فإنه حارثة بن‬
‫بدر‪ ,‬وكذا رواه ابفن جريفر مفن غيف وجفه عفن مالد عفن الشعفب بفه‪ ,‬وزاد فقال حارثفة بفن بدر‪:‬‬
‫أل بلغفففففن هدان أمفففففا لقيتهاعلى النأي ل يسفففففلم عدو يعيبهفففففا‬

‫‪344‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لعمففففر أبيهففففا إن هدان تتقففففي الله ويقضففففي بالكتاب خطيبهففففا‬
‫وروى ابن جرير من طريق سفيان الثوري عن السدي‪ ,‬ومن طريق أشعث‪ ,‬كلها عن عامر الشعب‬
‫قال‪ :‬جاء رجل من مراد إل أب موسى وهو على الكوفة ف إمارة عثمان رضي ال عنه بعدما صلى‬
‫الكتوبة‪ ,‬فقال‪ :‬يا أبا موسى هذا مقام العائذ بك‪ ,‬أنا فلن بن فلن الرادي‪ ,‬وإن كنت حاربت ال‬
‫ورسوله وسعيت ف الرض فسادا‪ ,‬وإن تبت من قبل أن تقدروا عليّ‪ ,‬فقال أبو موسى فقال‪ :‬إن هذا‬
‫فلن بن فلن‪ ,‬وإ نه كان حارب ال ور سوله و سعى ف الرض ف سادا‪ ,‬وإ نه تاب من ق بل أن نقدر‬
‫عليه فمن لقيه فل يعرض له إل بي‪ ,‬فإن يك صادقا فسبيل من صدق‪ ,‬وإن يك كاذبا تدركه ذنوبه‪,‬‬
‫فأقام الرجل ما شاء ال‪ ,‬ث إنه خرج فأدركه ال تعال بذنوبه فقتله‪ ,‬ث قال ابن جرير‪ :‬حدثن علي‪,‬‬
‫حدثنا الوليد بن مسلم قال‪ :‬قال الليث‪ :‬وكذلك حدثن موسى بن إسحاق الدن‪ ,‬وهوالمي عندنا‪,‬‬
‫أن عليا السدي حارب وأخاف السبيل وأصاب الدم والال فطلبه الئمة والعامة‪ ,‬فامتنع ول يقدروا‬
‫عل يه ح ت جاء تائبا‪ ,‬وذلك أ نه سع رجلً يقرأ هذه الَ ية { يا عبادي الذ ين أ سرفوا على أنف سهم ل‬
‫تقنطوا من رحة ال إن ال يغفر الذنوب جيعا إنه هو الغفور الرحيم} فوقف عليه فقال‪ :‬يا عبد ال‬
‫أ عد قراءت ا فأعاد ها عل يه‪ ,‬فغ مد سيفه‪ ,‬ث جاء تائبا ح ت قدم الدي نة من ال سحر‪ ,‬فاغت سل ث أ تى‬
‫مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم فصلى الصبح ث قعد إل أب هريرة ف أغمار أصحابه‪ ,‬فلما‬
‫أسفروا عرفه الناس فقاموا إليه فقال‪ :‬ل سبيل لكم علي جئت تائبا من قبل أن تقدورا علي‪ ,‬فقال أبو‬
‫هريرة‪ :‬صدق‪ ,‬وأخذ بيده حت أتى مروان بن الكم وهو أمي على الدينة ف زمن معاوية فقال‪ :‬هذا‬
‫علي جاء تائبا ول سفبيل لكفم عليفه ول قتفل‪ ,‬فترك مفن ذلك كله‪,‬قال وخرج علي تائبا ماهدا فف‬
‫سبيل ال ف الب حر‪ ,‬فلقوا الروم فقربوا سفينته إل سفينة من سفنهم فاقت حم على الروم ف سفينتهم‬
‫فهربوا منففففه إل شقهففففا الَخففففر‪ ,‬فمالت بففففه وبمفففف فغرقوا جيعا‪.‬‬

‫** يَا َأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ اّتقُواْ اللّ َه وَاْبَت ُغوَاْ إِلَي ِه الْوَ سِيَل َة وَجَاهِدُواْ فِي َسبِيلِهِ َلعَّلكُ ْم ُتفْلِحُو نَ * إِ نّ الّذِي َن‬
‫َكفَرُواْ َلوْ َأنّ َل ُه ْم مّا فِي ال ْرضِ جَمِيعا َو ِمثْلَ ُه َمعَهُ ِلَي ْفتَدُوْا بِ ِه مِ ْن عَذَابِ َي ْو ِم اْلقِيَا َمةِ مَا ُت ُقبّ َل ِمْنهُمْ وََلهُمْ‬
‫ِيمف‬
‫َابف ّمق ٌ‬ ‫ُمف عَذ ٌ‬ ‫ِنف النّارِ وَم َا ه ُم بِخَارِجِي َ ِمنْه َا وََله ْ‬ ‫خرُجُواْ م َ‬ ‫ُونف أَن يَ ْ‬
‫ِيمف * ُيرِيد َ‬ ‫َابف أَل ٌ‬
‫عَذ ٌ‬
‫يقول تعال آمرا عباده الؤمني بتقواه‪ ,‬وهي إذا قرنت بطاعته كان الراد با النكفاف عن الحارم‬
‫وترك النهيات‪ ,‬وقد قال بعدها {وابتغوا إليه الوسيلة} قال سفيان الثوري‪ ,‬عن طلحة عن عطاء‪ ,‬عن‬

‫‪345‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن عباس‪ :‬أي القربة‪ ,‬وكذا قال ماهد وأبو وائل والسن وقتادة وعبد ال بن كثي والسدي وابن‬
‫زيد وغي واحد‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أي تقربوا إليه بطاعته والعمل با يرضيه‪ ,‬وقرأ ابن زيد {أولئك الذين‬
‫يدعون يبتغون إل رب م الو سيلة} وهذا الذي قاله هؤلء الئ مة ل خلف ب ي الف سرين ف يه‪ .‬وأن شد‬
‫عليففففففففه ابففففففففن جريففففففففر قول الشاعففففففففر‪:‬‬
‫إذا غففففل الواشون عدنفففا لوصفففلناوعاد التصفففاف بيننفففا والوسفففائل‬
‫والوسيلة هي الت يتوصل با إل تصيل القصود‪ ,‬والوسيلة أيضا علم على أعلى منلة ف النة وهي‬
‫منلة رسول ال صلى ال عليه وسلم وداره ف النة‪ ,‬وهي أقرب أمكنة النة إل العرش‪ ,‬وقد ثبت ف‬
‫صحيح البخاري من طريق ممد بن النكدر عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «من قال حي يسمع النداء‪ :‬اللهم رب هذه الدعوة التامة‪ ,‬والصلة القائمة‪ ,‬آت ممدا الوسيلة‬
‫والفضيلة‪ ,‬وابعثفففه مقاما ممودا الذي وعدتفففه‪ ,‬إل حلت له الشفاعفففة يوم القيامفففة»‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف ف صحيح مسلم من حديث كعب بن علقمة‪ ,‬عن عبد الرحن بن جبي‪ ,‬عن‬
‫عبد ال بن عمرو بن العاص أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول «إذا سعتم الؤذن فقولوا مثل ما‬
‫يقول‪ ,‬ث صلوا علي‪ ,‬فإنه من صلى علي صلة صلى ال عليه عشرا‪ ,‬ث سلوا ل الوسيلة‪ ,‬فإنا منلة‬
‫ف ال نة ل تنبغي إل لع بد من عباد ال‪ ,‬وأر جو أن أكون أ نا هو‪ ,‬ف من سأل ل الو سيلة حلت عل يه‬
‫الشفاعففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة»‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا سفيان عن ليث‪ ,‬عن كعب‪ ,‬عن أب‬
‫هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال«إذا صليتم علي فسلوا ل الوسيلة»‪ .‬قيل‪ :‬يا رسول ال‪,‬‬
‫وما الوسيلة ؟ قال «أعلى درجة ف النة‪ ,‬ل ينالا إل رجل واحد‪ ,‬وأرجو أن أكون أنا هو»‪ .‬ورواه‬
‫الترمذي عن بندار‪ ,‬عن أ ب عا صم‪ ,‬عن سفيان الثوري‪ ,‬عن ل يث بن أ ب سليم‪ ,‬عن ك عب قال‪:‬‬
‫حدثن أبو هريرة‪ ,‬ث قال‪ :‬غريب‪ ,‬وكعب ليس بعروف‪ ,‬ل نعرف أحدا روى عنه غي ليث بن أب‬
‫سفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففليم‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬قال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد الباقي بن قانع‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن نصر الترمذي‪ ,‬حدثنا عبد الميد بن صال‪ ,‬حدثنا ابن شهاب عن ليث‪ ,‬عن العلى‪,‬‬
‫عن ممد بن كعب‪ ,‬عن أب هريرة رفعه‪ ,‬قال «صلوا علي صلتكم وسلوا ال ل الوسيلة» فسألوه‪,‬‬
‫أو أخفبهم أن الوسفيلة درجفة فف النفة ليفس ينالاف إل رجفل واحفد‪ ,‬وأرجفو أن أكون أنفا‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) ف قال الافظ أبو القاسم الطبان‪ :‬أخبنا أحد بن علي البار‪ ,‬حدثنا الوليد بن‬
‫عبداللك الران‪ ,‬حدثنا موسى بن أعي عن ابن أب ذئب‪ ,‬عن ممد بن عمرو بن عطاء‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «سلوا ال ل الوسيلة‪ ,‬فإنه ل يسألا ل عبد ف الدنيا‬
‫إل ك نت له شهيدا أو شفيعا يوم القيا مة»‪ ,‬ث قال ال طبان ل يروه عن ا بن أ ب ذئب إل مو سى بن‬
‫أعي‪ ,‬كذا قال‪ .‬وقد رواه ابن مردويه‪:‬حدثنا ممد بن علي بن دحيم‪ ,‬حدثنا أحد بن حازم‪ ,‬حدثنا‬
‫عب يد ال بن مو سى‪ ,‬حدث نا مو سى بن عبيدة عن م مد بن عمرو بن عطاء‪ ,‬فذ كر بإ سناده نوه‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف روى ابن مردويه بإسناده عن عمارة بن غزية‪ ,‬عن موسى بن وردان أنه سع أبا‬
‫سعيد الدري يقول قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إن الو سيلة در جة ع ند ال ل يس فوق ها‬
‫درجفففففة‪ ,‬فسفففففلوا ال أن يؤتينففففف الوسفففففيلة على خلقفففففه»‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف روى ابن مردويه أيضا من طريقي عن عبد الميد بن بر‪ ,‬حدثنا شريك‪ ,‬عن‬
‫أب إسحاق‪ ,‬عن الارث عن علي‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «ف النة درجة تدعى الوسيلة‪,‬‬
‫فإذا سفألتم ال فسفلوا ل الوسفيلة» قالوا‪ :‬يفا رسفول ال‪ ,‬مفن يسفكن معفك ؟ قال‪« :‬علي وفاطمفة‬
‫وال سن وال سي» هذا حد يث غر يب من كر من هذا الو جه‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن‬
‫ال سي‪ ,‬حدث نا ال سن الدشت كي‪ ,‬حدث نا أ بو زه ي‪ ,‬حدث نا سعيد بن طر يف عن علي بن ال سي‬
‫الزدي مول سال بن ثوبان‪ ,‬قال‪ :‬سعت علي بن أب طالب ينادي على منب الكوفة‪ :‬يا أيها الناس إن‬
‫فف النفة لؤلؤتيف‪ :‬إحداهاف بيضاء‪ ,‬والخرى صففراء ‪ ,‬أمفا البيضاء فإناف إل بطنان العرش‪ ,‬والقام‬
‫الحمود من اللؤلؤة البيضاء سبعون ألف غرفة‪ ,‬كل بيت منها ثلثة أميال‪ ,‬وغرفها وأبوابا وأسرتا‬
‫وسكانا من عرق واحد‪ ,‬واسها الوسيلة‪ ,‬هي لحمد صلى ال عليه وسلم وأهل بيته‪ ,‬والصفراء فيها‬
‫مثففل ذلك هففي لبراهيففم عليففه السففلم وأهففل بيتففه‪ ,‬وهذا أثففر غريففب أيضا‪.‬‬
‫وقوله {وجاهدوا ف سبيله لعلكم تفلحون} ل ا أمر هم بترك الحارم وف عل الطاعات‪ ,‬أمرهم بقتال‬
‫العداء من الكفار والشرك ي الارج ي عن الطر يق ال ستقيم‪ ,‬والتارك ي للد ين القو ي‪ ,‬ورغب هم ف‬
‫ذلك بالذي أعده للمجاهدين ف سبيله يوم القيامة من الفلح‪ ,‬والسعادة العظيمة الالدة الستمرة الت‬
‫ل تبيد ول تول ول تزول ف الغرف العالية الرفيعة‪ ,‬الَمنة السنة مناظرها‪ ,‬الطيبة مساكنها‪ ,‬الت من‬
‫سفففكنها ينعفففم ل يبأس‪ ,‬وييففف ل يوت‪ ,‬ل تبلى ثيابفففه ول يفنففف شبابفففه‪,‬‬

‫‪347‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث أخب تعال با أعد لعدائه الكفار من العذاب والنكال يوم القيامة فقال {إن الذين كفروا لو أن‬
‫لم ما ف الرض جيعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولم عذاب أليم}‬
‫أي لو أن أحدهفم جاء يوم القيامفة بلء الرض ذهبا وبثله ليفتدي بذلك مفن عذاب ال الذي قفد‬
‫أحاط به‪ ,‬وتيقن وصوله إليه ما تقبل ذلك منه‪ ,‬بل ل مندوحة عنه ول ميص ول مناص‪ ,‬ولذا قال‬
‫{ول م عذاب أل يم} أي مو جع {يريدون أن يرجوا من النار و ما هم بارج ي من ها ول م عذاب‬
‫مقيم} كما قال تعال‪{ :‬كلما أرادوا أن يرجوا منها من غم أعيدوا فيها} الَية‪ ,‬فل يزالون يريدون‬
‫الروج م ا هم فيه من شدته وأل يم م سه ول سبيل ل م إل ذلك‪ ,‬وكل ما رفع هم اللهب ف صاروا ف‬
‫أعلى جهنم ضربتهم الزبانية بالقامع الديد فيدوهم إل أسفلها {ولم عذاب مقيم} أي دائم مستمر‬
‫ل خروج لم منها‪ ,‬ول ميد لم عنها‪ ,‬وقد قال حاد بن سلمة‪ ,‬عن ثابت‪ ,‬عن أنس بن مالك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يؤتى بالرجل من أهل النار فيقال له‪:‬يا ابن آدم‪ ,‬كيف وجدت‬
‫مضجعك ؟ فيقول‪ :‬شر مضجع‪ ,‬فيقال‪ :‬هل تفتدي بقراب الرض ذهبا ؟ قال‪ :‬فيقول‪ :‬نعم يا رب‪,‬‬
‫فيقول ال‪ :‬كذبت‪ ,‬قد سألتك أقل من ذلك فلم تفعل‪ ,‬فيؤمر به إل النار»‪ ,‬رواه مسلم والنسائي من‬
‫طريق حاد بن سلمة بنحوه‪ ,‬وكذا رواه البخاري ومسلم من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه‬
‫عن قتادة عن أنس به‪ ,‬وكذا أخرجاه من طريق أب عمران الون واسه عبد اللك بن حبيب عن أنس‬
‫بفن مالك بفه‪ ,‬ورواه مطفر الوراق عفن أنفس بفن مالك‪ ,‬ورواه ابفن مردويفه مفن طريقفه عنفه‪.‬‬
‫ث روى ابن مردويه من طريق السعودي عن يزيد بن صهيب الفقي عن جابر بن عبد ال أن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم قال «يرج من النار قوم فيدخلون ال نة» قال‪ :‬فقلت لابر بن ع بد ال‪:‬‬
‫يقول ال {يريدون أن يرجوا من النار وما هم بارجي منها} قال‪ :‬اتل أول الَية {إن الذين كفروا‬
‫لو أن ل م ما ف الرض جيعا ومثله م عه ليفتدوا به} الَ ية‪ ,‬أل إن م الذ ين كفروا‪ .‬و قد روى المام‬
‫أحد ومسلم هذا الديث‪ :‬من وجه آخر عن يزيد الفقي‪ ,‬عن جابر‪ ,‬وهذا أبسط سياقا‪ ,‬وقال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثناالسن بن ممد بن أب شيبة الواسطي‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أخبنا مبارك بن فضالة‪,‬‬
‫حدثن يزيد الفقي قال‪ :‬جلست إل جابر بن عبد ال وهو يدث‪ ,‬فحدث أن ناسا يرجون من النار‪,‬‬
‫قال‪ :‬وأنا يومئذ أنكر ذلك‪ ,‬فغضبت وقلت‪ :‬ما أعجب من الناس‪ ,‬ولكن أعجب منكم يا أصحاب‬
‫ممد تزعمون أن ال يرج ناسا من النار‪ ,‬وال يقول {يريدون أن يرجوا من النار وما هم بارجي‬
‫منها} الَية‪ ,‬فانتهرن أصحابه‪ ,‬وكان أحلمهم‪ ,‬فقال‪ :‬دعوا الرجل إنا ذلك للكفار‪ ,‬فقرأ {إن الذين‬

‫‪348‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كفروا لو أن ل م ما ف الرض جيعا ومثله م عه ليفتدوا به من عذاب يوم القيا مة} ح ت بلغ {ول م‬
‫عذاب مقيم} أما تقرأ القرآن ؟ قلت‪ :‬بلى قد جعته‪ ,‬قال‪ ,‬أليس ال يقول {ومن الليل فتهجد به نافلة‬
‫لك ع سى أن يبع ثك ر بك مقاما ممودا} ف هو ذلك القام‪ ,‬فإن ال تعال يت بس أقواما بطايا هم ف‬
‫النار ما شاء‪,‬ل يكلم هم فإذا أراد أن يرج هم أخرج هم‪ ,‬قال‪ :‬فلم أ عد ب عد ذلك إل أن أكذب به‪.‬‬
‫ث قال ابن مردويه‪ :‬حدث نا دعلج بن أح د‪ ,‬حدثنا عمرو بن حفص السدوسي‪ ,‬حدثنا عا صم بن‬
‫عل يّ‪ ,‬أخبنا العباس بن الفضل‪ ,‬حدثنا سعيد بن الهلب‪ ,‬حدثن طلق بن حبيب قال‪ :‬كنت من أشد‬
‫الناس تكذيبا بالشفاعة حت لقيت جابر بن عبد ال‪ ,‬فقرأت عليه كل آية أقدر عليها‪ ,‬يذكر ال فيها‬
‫خلود أ هل النار‪ ,‬فقال‪ :‬يا طلق‪ ,‬أتراك أقرأ لكتاب ال وأعلم ب سنة ر سول ال م ن ؟ إن الذ ين قرأت‬
‫هم أهلها هم الشركون‪ ,‬ولكن هؤلء قوم أصابوا ذنوبا فعذبوا‪ ,‬ث أخرجوا منها‪ ,‬ث أهوى بيديه إل‬
‫أذنيه فقال‪ :‬صمّتا إن ل أكن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «يرجون من النار بعدما‬
‫دخلوا» وننففففففففففففففف نقرأ كمفففففففففففففففا قرأت‪.‬‬

‫سبَا َنكَا ًل مّنَ اللّ ِه وَاللّ ُه عَزِيزٌ َحكِيمٌ * َفمَن تَا َ‬


‫ب‬ ‫ق وَالسّارَِقةُ فَاقْ َط ُعوَاْ َأيْ ِدَيهُمَا َجزَآ ًء بِمَا كَ َ‬ ‫** وَالسّا ِر ُ‬
‫ك السّمَاوَاتِ‬ ‫صلَحَ فَإِنّ اللّ َه يَتُوبُ عََليْهِ إِنّ اللّ َه َغفُورٌ رّحِيمٌ * أَلَ ْم َتعْلَمْ أَنّ اللّهَ لَ ُه مُلْ ُ‬ ‫مِن َبعْ ِد ظُلْمِ ِه َوأَ ْ‬
‫ف عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ‬ ‫ف ُيعَذّبفففُ مَفففن يَشَآ ُء َويَ ْغفِرُ لِمَفففن يَشَآ ُء وَاللّهفف ُ‬ ‫وَالرْضفف ِ‬
‫يقول تعال حاكما وآمرا بق طع يد ال سارق وال سارقة‪ ,‬وروى الثوري عن جابر بن يز يد الع في‪,‬‬
‫عن عا مر بن شراح يل الش عب أن ا بن م سعود كان يقرؤ ها {وال سارق وال سارقة فاقطعوا أيان ما}‬
‫وهذه قراءة شاذة‪ ,‬وإن كان الكم عند جيع العلماء موافقا لا ل با‪ ,‬بل هو مستفاد من دليل آخر‪,‬‬
‫وقد كان القطع معمولً به ف الاهلية‪ ,‬فقرر ف السلم‪ ,‬وزيدت شروط أخر كما سنذكره إن شاء‬
‫ال تعال‪ ,‬كما كانت القسامة والدية والقراض وغي ذلك من الشياء الت ورد الشرع بتقريرها على‬
‫ما كا نت عل يه وزيادات هي من تام ال صال ويقال‪ :‬إن أول من ق طع اليدي ف الاهل ية قر يش‪,‬‬
‫ل يقال له‪ :‬دويك مول لبن مليح بن عمرو من)خزاعة‪ ,‬كان قد سرق كن الكعبة‪ ,‬ويقال‪:‬‬ ‫قطعوا رج ً‬
‫سرقه قوم فوضعوه عنده‪ ,‬و قد ذ هب ب عض الفقهاء من أ هل الظا هر إل أ نه م ت سرق ال سارق شيئا‬
‫قطعت يده به‪ ,‬سواء كان قليلً أو كثيا لعموم هذه الَية {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} فلم‬
‫يعتففففففبوا نصففففففابا ول حرزا‪ ,‬بففففففل أخذوا بجرد السففففففرقة‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد روى ابن جرير وابن أب حات من طريق عبد الؤمن عن ندة النفي‪ ,‬قال‪ :‬سألت ابن عباس‬
‫عفن قوله {والسفارق والسفارقة فاقطعوا أيديهمفا} أخاص أم عام ؟ فقال‪ :‬بفل عام‪ ,‬وهذا يتمفل أن‬
‫يكون موافقة من ابن عباس لا ذهب إليه هؤلء‪ ,‬ويتمل غي ذلك‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وتسكوا با ثبت ف‬
‫ال صحيحي عن أ ب هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال«ل عن ال ال سارق ي سرق البي ضة‬
‫فتقطع يده‪ ,‬ويسرق البل فتقطع يده» وأما المهور‪ ,‬فاعتبوا النصاب ف السرقة وإن كان قد وقع‬
‫بينهم اللف ف قدره‪ ,‬فذهب كل من الئمة الربعة إل قول على حدة‪ ,‬فعند المام مالك بن أنس‬
‫رحه ال النصاب ثلثة دراهم مضروبة خالصة‪ ,‬فمت سرقها أو ما يبلغ ثنها فما فوقه‪ ,‬وجب القطع‪,‬‬
‫واحتج ف ذلك با رواه عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قطع ف من ثنه‬
‫ثل ثة درا هم‪ ,‬أخرجاه ف ال صحيحي‪ ,‬قال مالك رح ه ال‪ :‬وق طع عثمان ر ضي ال ع نه ف أتر جة‬
‫قومت بثل ثة دراهم‪ ,‬وهو أ حب ما سعت ف ذلك‪ ,‬وهذا ال ثر عن عثمان ر ضي ال عنه قد رواه‬
‫مالك عن عبد ال بن أب بكر عن أبيه‪ ,‬عن عمرة بنت عبد الرحن أن سارقا سرق ف زمن عثمان‬
‫أترجة‪ ,‬فأمر با عثمان أن تقوم فقومت بثلثة دراهم من صرف اثن عشر درها‪ ,‬فقطع عثمان يده‪.‬‬
‫قال أ صحاب مالك‪ :‬وم ثل هذا ال صنيع يشت هر‪ ,‬ول ين كر‪ ,‬ف من مثله ي كى الجاع ال سكوت‪ ,‬وف يه‬
‫دللة على القطع ف الثمار خلفا للحنفية‪ ,‬وعلى اعتبار ثلثة دراهم خلفا لم ف أنه ل بد من عشرة‬
‫دراهففففففم‪ ,‬وللشافعيففففففة ففففففف اعتبار ربففففففع دينار‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وذهب الشافعي رحه ال إل أن العتبار ف قطع يد السارق بربع دينار أو ما يساويه من الثان أو‬
‫العروض ف صاعدا‪ ,‬وال جة ف ذلك ما أخر جه الشيخان البخاري وم سلم من طر يق الزهري عن‬
‫عمرة‪ ,‬عن عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «تقطع يد السارق ف ربع‬
‫دينار فصاعدا» ولسلم من طريق أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم‪ ,‬عن عمرة‪ ,‬عن عائشة رضي‬
‫ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ل تقطع يد السارق إل ف ربع دينار فصاعدا»‬
‫قال أصفحابنا‪ :‬فهذا الديفث فاصفل فف السفألة‪ ,‬ونفص فف اعتبار ربفع الدينار ل مفا سفاواه‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫وحديث ثن الجن‪ ,‬وأ نه كان ثل ثة دراهم ل يناف هذا ل نه إذ ذاك كان الدينار باث ن عشر درها‪,‬‬
‫فهي ثن ربع دينار‪ ,‬فأمكن المع بذا الطريق‪ ,‬ويروى هذا الذهب عن عمر بن الطاب وعثمان بن‬
‫عفان وعلي بن أب طالب رضي ال عنهم‪ ,‬وبه يقول عمر بن عبد العزيز والليث بن سعد والوزاعي‬

‫‪350‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والشافعي وأصحابه‪ ,‬وإسحاق بن راهويه ف رواية عنه‪ ,‬وأبو ثور وداود بن علي الظاهري‪ ,‬رحهم‬
‫ال‪.‬‬
‫وذهب المام أحد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ف رواية عنه‪ ,‬إل أن كل واحد من ربع الدينار‬
‫والثل ثة درا هم مرد شر عي‪ ,‬ف من سرق واحدا منه ما أو ما ي ساويه‪ ,‬ق طع عملً بد يث ا بن ع مر‬
‫وبديث عائشة رضي ال عنها‪ ,‬ووقع ف لفظ عند المام أحد عن عائشة أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال «اقطعوا ف ربع دينار‪ ,‬ول تقطعوا فيما هو أدن من ذلك» وكان ربع الدينار يومئذ‬
‫ثل ثة درا هم‪ ,‬والدينار اث ن ع شر درها‪ .‬و ف ل فظ للن سائي «ل تق طع يد ال سارق في ما دون ث ن‬
‫ال جن»‪ .‬ق يل لعائ شة‪ :‬ما ث ن ال جن ؟ قالت‪ :‬ر بع دينار‪ ,‬فهذه كل ها ن صوص دالة على عدم اشتراط‬
‫عشرة دراهففففففففففففففففففففففففففففففففم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وأما المام أبو حنيفة وأصحابه أبو يوسف وممد وزفر‪ ,‬وكذا سفيان الثوري‪ ,‬رحهم ال‪ ,‬فإنم‬
‫ذهبوا إل أن الن صاب عشرة درا هم مضرو بة غ ي مغشو شة‪ ,‬واحتجوا بأن ث ن ال جن الذي ق طع ف يه‬
‫السارق على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ثنه عشرة دراهم‪ .‬وقد روى أبو بكر بن أب‬
‫شيبة‪ :‬حدثنا ابن ني وعبد العلى‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق عن أيوب بن موسى‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬كان ث ن ال جن على ع هد ال نب صلى ال عل يه و سلم عشرة درا هم‪ ,‬ث قال‪ :‬حدث نا ع بد‬
‫العلى عن ممد بن إسحاق‪ ,‬عن عمرو بن شعيب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «ل تقطع يد السارق ف دون ثن الجن» وكان ثن الجن عشرة دراهم‪ ,‬قالوا‪ :‬فهذا ابن‬
‫عباس وع بد ال بن عمرو قد خال فا ا بن ع مر ف ث ن ال جن‪ ,‬فالحتياط ال خذ بالك ثر‪ ,‬لن الدود‬
‫تدرأ بالشبهات‪.‬‬
‫وذ هب ب عض ال سلف إل أ نه تق طع يد ال سارق ف عشرة درا هم أو دينار أو ما يبلغ قيم ته واحدا‬
‫منهما‪ ,‬يكى هذا عن علي وابن مسعود وإبراهيم النخعي وأب جعفر الباقر رحهم ال تعال‪ .‬وقال‬
‫بعض السلف‪ :‬ل تقطع المس إل ف خس‪ ,‬أي ف خسة دناني أو خسي درها‪ ,‬وينقل هذا عن‬
‫سعيد بن جبي رحه ال‪ .‬وقد أجاب المهور عما تسك به الظاهرية من حديث أب هريرة «يسرق‬
‫البيضة فتقطع يده‪ ,‬ويسرق البل فتقطع يده» بأجوبة (أحدها) أنه منسوخ بديث عائشة‪ ,‬وف هذا‬
‫نظر‪ ,‬لنه ل بد من بيان التاريخ‪( .‬والثان) أنه مؤول ببيضة الديد وحبل السفن‪ ,‬قاله العمش فيما‬
‫حكاه البخاري وغيه عنه‪( .‬والثالث) أن هذه وسيلة إل التدرج ف السرقة من القليل إل الكثي الذي‬

‫‪351‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تقطع فيه يده‪ ,‬ويتمل أن يكون هذا خرج مرج الخبار عما كان المر عليه ف الاهلية حيث كانوا‬
‫يقطعون ف القليل والكثي‪ ,‬فلعن السارق الذي يبذل يده الثمينة ف الشياء الهينة‪ ,‬وقد ذكروا أن أبا‬
‫العلء العري ل ا قدم بغداد‪ ,‬اشت هر ع نه أ نه أورد إشكا ًل على الفقهاء ف جعل هم ن صاب ال سرقة ر بع‬
‫دينار‪ ,‬ونظفففففففففم فففففففففف ذلك شعرا دل على جهله وقلة عقله‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫ففع دينار‬ ‫فف ربف‬ ‫ففت فف‬ ‫فف قطعف‬ ‫ففا بالاف‬ ‫ففجد وديتمف‬ ‫فف عسف‬ ‫ففس مئيف‬ ‫ففد بمف‬ ‫يف‬
‫ففففن النار‬ ‫ففففا مف‬ ‫ففففكوت لوأن نعوذ بولنف‬ ‫ففففا إل السف‬ ‫ففففض مالنف‬ ‫تناقف‬
‫ول ا قال ذلك واشت هر ع نه تطل به الفقهاء فهرب من هم‪ ,‬و قد أجا به الناس ف ذلك‪ ,‬فكان جواب‬
‫القاضي عبد الوهاب الالكي رحه ال أن قال‪ :‬لا كانت أمينة‪ ,‬كانت ثينة‪ ,‬ولا خانت هانت‪ .‬ومنهم‬
‫من قال‪ :‬هذا من تام الك مة وال صلحة وأ سرار الشري عة العظي مة‪ ,‬فإن ف باب النايات نا سب أن‬
‫تعظم قيمة اليد بمسمائة دينار لئل ين عليها‪ .‬وف باب السرقة ناسب أن يكون القدر الذي تقطع‬
‫ف يه ر بع دينار‪ ,‬لئل ي سارع الناس ف سرقة الموال‪ ,‬فهذا هو ع ي الك مة ع ند ذوي اللباب ولذا‬
‫قال‪{ :‬جزاء ب ا ك سبا نكال من ال وال عز يز حك يم} أي مازاة على صنيعهما ال سيء ف أخذه ا‬
‫أموال الناس بأيديهم‪ ,‬فناسب أن يقطع ما استعانا به ف ذلك نكال من ال‪ ,‬أي تنكيلً من ال بما‬
‫على ارتكاب ذلك‪{ ,‬وال عزيفز} أي فف انتقامفه‪{ ,‬حكيفم} أي فف أمره ونيفه وشرعفه وقدره‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ ,‬ف من تاب من ب عد ظل مه وأ صلح فإن ال يتوب عل يه إن ال غفور رح يم} أي من‬
‫تاب بعد سرقته وأناب إل ال فإن ال يتوب عليه فما بينه وبينه‪ ,‬فأما أموال الناس فل بد من ردها‬
‫إليهم أو بدلا عند المهور‪ ,‬وقال أبو حنيفة‪ :‬مت قطع وقد تلفت ف يده فإنه ل يرد بدلا‪ ,‬وقد روى‬
‫الا فظ أ بو ال سن الدارقط ن من حد يث‪ ...‬عن أ ب هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ ت‬
‫ب سارق قد سرق شلة‪ ,‬فقال‪ :‬ما إخاله سرق‪ ,‬فقال ال سارق‪ :‬بلى يا ر سول ال‪ .‬قال «اذهبوا به‬
‫فاقطعوه‪ ,‬ث اح سموه‪ ,‬ث ائتو ن به» فق طع فأ ت به فقال « تب إل ال» فقال‪ :‬ت بت إل ال‪ ,‬فقال‬
‫«تاب ال عل يك»‪ .‬و قد روي من و جه آ خر مر سلً‪ ,‬ور جح إر ساله علي بن الدي ن وا بن خزي ة‬
‫رحهمفففففففففففففففففففففففففففففففففففففا ال‪.‬‬
‫وروى ا بن ما جه من حد يث ا بن لي عة‪ ,‬عن يز يد بن أ ب حبيب‪ ,‬عن ع بد الرح ن بن ثعل بة‬
‫النصاري‪ ,‬عن أبيه أن عمر بن سرة بن حبيب بن عبد شس‪ ,‬جاء إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬إ ن سرقت جلً لب ن فلن‪ ,‬فطهر ن فأر سل إلي هم ال نب صلى ال عل يه و سلم‬

‫‪352‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقالوا‪ :‬إنا افتقدنا جلً لنا‪ ,‬فأمر به فقطعت يده وهو يقول‪ :‬المد ل الذي طهرن منك‪ ,‬أردت أن‬
‫تدخلي جسدي النار‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا موسى بن داود‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن‬
‫ي ي بن ع بد ال‪ ,‬عن أ ب ع بد الرح ن البلي‪ ,‬عن ع بد ال بن عمرو قال‪ :‬سرقت امرأة حليا فجاء‬
‫الذين سرقتهم‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬سرقتنا هذه الرأة‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «اقطعوا‬
‫يد ها اليم ن» فقالت الرأة‪ :‬هل من تو بة ؟ فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أ نت اليوم من‬
‫خطيئتك كيوم ولدتك أمك»‪ ,‬قال‪ :‬فأنزل ال عز و جل {ف من تاب من ب عد ظلمه وأ صلح فإن ال‬
‫يتوب عليففففففففففففففه إن ال غفور رحيففففففففففففففم}‪.‬‬
‫وقد رواه المام أحد بأبسط من هذا فقال‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثن يي بن عبد ال‬
‫عن أب عبد الرحن البلي‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو أن امرأة سرقت على عهد رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ ,‬فجاء ب ا إل الذ ين سرقتهم‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬إن هذه الرأة سرقتنا‪ .‬قال قوم ها‪ :‬فن حن‬
‫نفدي ها‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عليه و سلم «اقطعوا يدها»‪ ,‬فقالوا‪ :‬ن ن نفدي ها بمسمائة دينار‪,‬‬
‫فقال «اقطعوا يد ها» فقط عت يد ها اليم ن‪ ,‬فقالت الرأة‪ :‬هل ل من تو بة يا ر سول ال ؟ قال «ن عم‬
‫أ نت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك»‪ ,‬فأنزل ال ف سورة الائدة {ف من تاب من ب عد ظل مه‬
‫وأ صلح فإن ال يتوب عل يه إن ال غفور رح يم} وهذه الرأة هي الخزوم ية ال ت سرقت‪ ,‬وحديث ها‬
‫ثابت ف الصحيحي من رواية الزهري عن عروة‪ ,‬عن عائشة أن قريشا أههم شأن الرأة الت سرقت‪,‬‬
‫ف عهد النب صلى ال عليه وسلم ف غزوة الفتح‪ ,‬فقالوا‪ :‬من يكلم فيها رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ؟ فقالوا‪ :‬ومن يترىء عليه إل أسامة بن زيد حب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأتى با‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪ ,‬فكل مه فيها أ سامة بن ز يد‪ ,‬فتلون و جه ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم فقال «أتشفع ف حد من حدود ال عز وجل ؟» فقال له أسامة‪ :‬استغفر ل يا رسول ال‪ ,‬فلما‬
‫كان العشي‪ ,‬قام رسول ال صلى ال عليه وسلم فاختطب فأثن على ال با هو أهله‪ ,‬ث قال «أما بعد‬
‫فإن ا أهلك الذ ين من قبل كم أن م كانوا إذا سرق في هم الشر يف تركوه‪ ,‬وإذا سرق في هم الضع يف‬
‫أقاموا عل يه ال د‪ ,‬وإ ن والذي نف سي بيده لو أن فاط مة ب نت م مد سرقت‪ ,‬لقط عت يد ها»‪ ,‬ث أ مر‬
‫بتلك الرأة الت سرقت فقطعت يدها‪ .‬قالت عائشة‪ :‬فحسنت توبتها بعد‪ ,‬وتزوجت وكانت تأت بعد‬
‫ذلك فأرفع حاجتها إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهذا لفظ مسلم‪ .‬وف لفظ له عن عائشة‬
‫قالت‪ :‬كا نت امرأة مزوم ية ت ستعي التاع وتحده‪ ,‬فأ مر ال نب صلى ال عل يه و سلم بق طع يد ها‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعن ابن عمر قال‪ :‬كانت امرأة مزومية تستعي متاعا على ألسنة جاراتا وتحده‪ ,‬فأمر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بقطع يدها‪ ,‬رواه المام أحد وأبو داود والنسائي وهذا لفظه‪ ,‬وف لفظ له أن‬
‫امرأة كانت تستعي اللي للناس ث تسكه‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لتتب هذه الرأة إل‬
‫ال وإل رسوله‪ ,‬وترد ما تأخذ على القوم»‪ ,‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «قم يا بلل فخذ‬
‫بيدها فاقطعها»‪ .‬وقد ورد ف أحكام السرقة أحاديث كثية مذكورة ف كتاب الحكام‪ ,‬ول المد‬
‫والنفة‪ ,‬ثف قال تعال‪{ :‬أل تعلم أن ال له ملك السفموات والرض} أي هفو الالك لميفع ذلك‪,‬‬
‫الاكم فيه‪ ,‬الذي ل معقب لكمه‪ ,‬وهو الفعال لا يريد {يغفر لن يشاء ويعذب من يشاء وال على‬
‫كففففففففففففل شيففففففففففففء قديففففففففففففر}‬

‫حزُنكَ الّذِي َن يُسَا ِرعُونَ فِي اْلكُفْ ِر مِ َن الّذِينَ قَاُل َواْ آ َمنّا ِبأَ ْفوَا ِههِ ْم وَلَ ْم ُت ْؤمِن قُلُوُبهُ ْم‬ ‫** َيَأّيهَا ال ّرسُولُ َل يَ ْ‬
‫ضعِ هِ‬ ‫حرّفُو َن الْكَِل َم مِن َبعْدِ َموَا ِ‬ ‫َومِ َن الّذِي نَ هِادُواْ سَمّاعُونَ لِ ْلكَذِ بِ سَمّاعُونَ ِل َقوْ مٍ آ َخرِي نَ َل ْم َي ْأتُو كَ يُ َ‬
‫َيقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُ ْم هَـذَا َفخُذُو ُه َوإِن لّ ْم ُت ْؤَتوْهُ فَا ْحذَرُواْ َومَن يُ ِردِ اللّهُ ِفْتَنتَهُ َفلَن تَمْلِكَ لَ ُه مِنَ اللّ ِه َشيْئا‬
‫ك الّذِي نَ لَ ْم يُرِدِ اللّ هُ أَن يُ َط ّهرَ قُلُوَبهُ مْ َلهُ مْ فِي ال ّدنْيَا ِخزْ يٌ وََلهُ مْ فِي الَخِ َر ِة عَذَا بٌ عَظِي مٌ *‬ ‫ُأوْلَ ـئِ َ‬
‫ض عَْنهُ مْ َفلَن‬ ‫ض َعْنهُ ْم َوإِن ُتعْرِ ْ‬ ‫حتِ فَإِن جَآءُو كَ فَا ْحكُ ْم بَْيَنهُ مْ َأوْ أَعْرِ ْ‬ ‫سَمّاعُونَ لِ ْلكَذِ بِ أَكّالُو نَ لِل سّ ْ‬
‫حكّمُونَ كَ‬ ‫َيضُرّو كَ شَيْئا َوإِ نْ َحكَمْ تَ فَا ْحكُ ْم َبيَْنهُ مْ بِاْلقِ سْطِ إِ نّ اللّ َه يُحِ بّ الْ ُمقْ سِطِيَ * وَ َكيْ فَ يُ َ‬
‫ك بِالْ ُم ْؤمِنِيَ * ِإنّآ أَنزَْلنَا الّتوْرَاةَ‬ ‫ك َومَآ ُأوْلَـئِ َ‬ ‫َوعِنْ َدهُ ُم الّتوْرَاةُ فِيهَا ُحكْ مُ اللّ ِه ثُ ّم َيَتوَّلوْ نَ مِن َبعْدِ ذَلِ َ‬
‫حفِظُوْا مِن‬ ‫حكُ ُم ِبهَا الّنبِيّو َن الّذِي نَ أَ سْلَمُواْ ِللّذِي َن هَادُواْ وَال ّربّاِنيّو نَ وَال ْحبَا ُر بِمَا ا سْتُ ْ‬ ‫فِيهَا هُدًى َونُو ٌر يَ ْ‬
‫شتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنا قَلِيلً وَمَن لّ مْ‬ ‫شوْ نِ وَ َل تَ ْ‬ ‫س وَاخْ َ‬ ‫ش ُوْا النّا َ‬
‫ل تَخْ َ‬
‫ِكتَا بِ اللّ ِه وَكَانُواْ عََليْ هِ ُشهَدَآءَ َف َ‬
‫ف اْلكَافِرُونففففَ‬ ‫يَحْكُففففم بِمَففففآ أَنزَلَ اللّهففففُ َفُأوْلَـففففئِكَ هُمففف ُ‬
‫نزلت هذه الَيات الكريات ف ال سارعي ف الك فر‪ ,‬الارج ي عن طا عة ال ور سوله‪ ,‬القدم ي‬
‫آراء هم وأهواء هم على شرائع ال عز و جل { من الذ ين قالوا آم نا بأفواه هم ول تؤ من قلوب م} أي‬
‫أظهروا اليان بألسنتهم‪ ,‬وقلوبم خراب خاوية منه‪ ,‬وهؤلء هم النافقون {من الذين هادوا} أعداء‬
‫ال سلم وأهله‪ ,‬وهؤلء كل هم { ساعون للكذب} أي م ستجيبون له‪ ,‬منفعلون ع نه‪ { ,‬ساعون لقوم‬
‫آخرين ل يأتوك} أي يستجيبون لقوام آخرين ل يأتون ملسك يا ممد‪ ,‬وقيل‪ :‬الراد أنم يتسمعون‬
‫الكلم وينهونه إل قوم آخرين من ل يضر عندك من أعدائك {يرفون الكلم من بعد مواضعه} أي‬

‫‪354‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتأوّلو نه على غ ي تأويله‪ ,‬ويبدلو نه من ب عد ماعقلوه‪ ,‬و هم يعلمون‪{ ,‬يقولون إن أوتي تم هذا فخذوه‬
‫وإن ل تؤتوه فاحذروا} قيفل‪ :‬نزلت فف قوم مفن اليهود قتلوا قتيلً‪ ,‬وقالوا‪ :‬تعالوا حتف نتحاكفم إل‬
‫م مد‪ ,‬فإن ح كم بالد ية فاقبلوه‪ ,‬وإن ح كم بالق صاص فل ت سمعوا م نه‪ ,‬وال صحيح أن ا نزلت ف‬
‫اليهودي ي اللذ ين زن يا وكانوا قد بدلوا كتاب ال الذي بأيدي هم من ال مر بر جم من أح صن من هم‪,‬‬
‫فحرفوه وا صطلحوا في ما بين هم على اللد مائة جلدة‪ ,‬والتحم يم والركاب على حار ين مقلوب ي‪,‬‬
‫فل ما وق عت تلك الكائ نة ب عد الجرة قالوا في ما بين هم‪ :‬تعالوا ح ت نتحا كم إل يه‪ ,‬فإن ح كم باللد‬
‫والتحميم فخذوا عنه واجعلوه حجة بينكم وبي ال‪ ,‬ويكون نب من أنبياء ال قد حكم بينكم بذلك‪,‬‬
‫وإن حكفففففففففم بالرجفففففففففم فل تتبعوه فففففففففف ذلك‪.‬‬
‫وقد وردت الحاديث ف ذلك فقال مالك‪ ,‬عن نافع‪ ,‬عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما‪ :‬أن‬
‫ل من هم وامرأة زن يا‪ ,‬فقال ل م‬ ‫اليهود جاؤوا إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فذكروا له أن رج ً‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما تدون ف التوراة ف شأن الرجم ؟» فقالوا‪ :‬نفضحهم ويلدون‪,‬‬
‫قال عبد ال بن سلم‪ :‬كذبتم‪ ,‬إن فيها الرجم‪ ,‬فأتوا بالتوراة‪ ,‬فأتوا بالتوراة فنشروها‪ ,‬فوضع أحدهم‬
‫يده على آية الرجم ‪ ¹‬فقرأ ما قبلها وما بعدها‪ ,‬فقال له عبد ال بن سلم‪ :‬ارفع يدك فرفع يده‪ ,‬فإذا‬
‫آية الرجم‪ ,‬فقالوا‪ :‬صدق يا ممد فيها آية الرجم‪ ,‬فأمر بما رسول ال صلى ال عليه وسلم فرجا‪,‬‬
‫فرأيت الرجل ين على الرأة يقيها الجارة‪ ,‬أخرجاه‪ ,‬وهذا لفظ البخاري وف لفظ له‪ :‬فقال لليهود‬
‫« ما ت صنعون ب ما ؟» قالوا‪ :‬ن سخم وجوهه ما ونزيه ما‪ ,‬قال {فأتوا بالتوراة فاتلو ها إن كن تم‬
‫صادقي} فجاؤوا فقالوا لرجل منهم من يرضون أعور‪ :‬اقرأ فقرأ حت انتهى إل موضع منها‪ ,‬فوضع‬
‫يده عليه فقال‪ :‬ارفع يدك فرفع‪ ,‬فإذا آية الرجم تلوح‪ ,‬قال‪ :‬يا ممد إن فيها آية الرجم ولكنا نتكاته‬
‫فففففففف‪.‬‬ ‫ففففففففا فرجاف‬ ‫ففففففففر بمف‬ ‫ففففففففا‪ ,‬فأمف‬ ‫بيننف‬
‫وع ند م سلم أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ ت بيهودي ويهود ية قد زن يا‪ ,‬فانطلق ر سول ال‬
‫صفلى ال عليفه وسفلم حتف جاء يهود فقال «مفا تدون فف التوراة على مفن زنف ؟» قالوا‪ :‬نسفود‬
‫وجوههما ونممهما‪ ,‬ونملهما ونالف بي وجوههما ويطاف بما‪ .‬قال {فأتوا بالتوراة فاتلوها إن‬
‫كنتم صادقي} قال‪ :‬فجاؤوا با فقرؤوها حت إذا مر بآية الرجم‪ ,‬وضع الفت الذي يقرأ يده على آية‬
‫الرجم‪ ,‬وقرأ ما بي يديها وما وراءها‪ ,‬فقال له عبد ال بن سلم وهو مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ :‬مُره فلي فع يده فر فع يده‪ ,‬فإذا تت ها آ ية الر جم‪ ,‬فأ مر ب ما ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬

‫‪355‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فرج ا‪ .‬قال ع بد ال بن ع مر‪ :‬ك نت في من رجه ما‪ ,‬فل قد رأي ته يقي ها من الجارة بنف سه‪ .‬وقال أ بو‬
‫داود‪ :‬حدثنا أحد بن سعيدالمدان‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬حدثنا هشام بن سعد أن زيد بن أسلم حدثه‬
‫عن ابن ع مر قال‪ :‬أتى ن فر من اليهود فدعوا ر سول ال صلى ال عليه و سلم إل القف‪ ,‬فأتا هم ف‬
‫ل منا زن بامرأة فاحكم‪ .‬قال‪ :‬ووضعوا لرسول ال صلى‬ ‫بيت الدارس‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا أبا القاسم‪ ,‬إن رج ً‬
‫ال عليه وسلم وسادة فجلس عليها‪ ,‬ث قال «ائتون بالتوراة‪ ,‬فأت با‪ ,‬فنع الوسادة من تته ووضع‬
‫التوراة عليها‪ ,‬وقال «آمنت بك وبن أنزلك» ث قال «ائتون بأعلمكم» فأت بفت شاب ث ذكر قصة‬
‫الرجففففففم نوفففففف حديففففففث مالك عففففففن نافففففففع‪.‬‬
‫وقال الزهري‪ :‬سعتُ رجلً من مزينة من يتبع العلم ويعيه‪ ,‬ونن عند ابن السيب‪ ,‬عن أب هريرة‬
‫قال‪ :‬زن رجل من اليهود بامرأة فقال بعضهم لبعض‪ :‬اذهبوا إل هذا النب فإنه بعث التخفيف‪ ,‬فإن‬
‫أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا با عند ال‪ ,‬قلنا‪ :‬فتيا نب من أنبيائك‪ .‬قال‪ :‬فأتوا النب صلى‬
‫ال عليه وسلم وهو جالس ف السجد ف أصحابه‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا أبا القاسم‪ ,‬ما تقول ف رجل وامرأة‬
‫منهم زنيا ؟ فلم يكلمهم بكلمة حت أتى بيت مدارسهم‪ ,‬فقام على الباب فقال «أنشدكم بال الذي‬
‫أنزل التوراة على مو سى ما تدون ف التوراة على من ز ن إذا أح صن ؟» قالوا‪ :‬ي مم وي به ويلد‪,‬‬
‫والتجبيه أن ي مل الزانيان على حار وتقابل أقفيته ما ويطاف ب ما‪ ,‬قال‪ :‬و سكت شاب من هم‪ ,‬فل ما‬
‫رآه رسول ال صلى ال عليه وسلم سكت‪ ,‬ألظ به رسول ال صلى ال عليه وسلم النشدة‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫اللهم إذ نشدتنا فإنا ند ف التوراة الرجم‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «فما أول ما ارتصتم أمر‬
‫ال» قال‪ :‬زن ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم‪ ,‬ث زن رجل ف إثره من الناس فأراد‬
‫رجه‪ ,‬فحال قومه دونه وقالوا‪ :‬ل نرجم صاحبنا حت تيء بصاحبك فترجه‪ ,‬فاصطلحوا على هذه‬
‫العقو بة بين هم‪ ,‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «فإ ن أح كم ب ا ف التوراة» فأ مر ب ما فرج ا‪ ,‬قال‬
‫الزهري‪ :‬فبلغ نا أن هذه الَ ية نزلت في هم {إ نا أنزل نا التوراة في ها هدى ونور ي كم ب ا ال نبيون الذ ين‬
‫أ سلموا} فكان ال نب صلى ال عل يه و سلم من هم‪ ,‬رواه أح د وأ بو داود وهذا لف ظه‪ ,‬وا بن جر ير‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن عبد ال بن مرة‪ ,‬عن الباء بن عازب‪ ,‬قال‪:‬‬
‫م ّر على رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم يهودي ممفم ملود‪ ,‬فدعاهفم‪ ,‬فقال «أهكذا تدون حفد‬
‫الزا ن ف كتاب كم ؟» فقالوا‪ :‬ن عم‪ ,‬فد عا رجلً من علمائ هم فقال «أنشدك بالذي أنزل التوراة على‬
‫مو سى‪ ,‬أهكذا تدون حد الزا ن ف كتاب كم ؟» فقال‪ :‬ل وال‪ ,‬ولول أ نك نشدت ن بذا ل أ خبك‪,‬‬

‫‪356‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ند حد الزان ف كتابنا الرجم‪ ,‬ولكنه كثر ف أشرافنا فكّنا إذا أخذنا الشريف تركناه‪ ,‬وإذا أخذنا‬
‫الضعيف أقمنا عليه الد‪ ,‬فقلنا‪ :‬تعالوا حت نعل شيئا نقيمه على الشريف والوضيع‪ ,‬فاجتمعنا على‬
‫التحميم واللد‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «اللهم إن أول من أحيا أمرك إذ أماتوه» قال‪ :‬فأمر‬
‫به فرجم‪ ,‬قال‪ :‬فأنزل ال عز وجل {يا أيها الرسول ل يزنك الذين يسارعون ف الكفر} إل قوله‬
‫{يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه} أي يقولون‪ :‬ائتوا ممدا فإن أفتاكم بالتحميم واللد فخذوه‪ ,‬وإن‬
‫أفتاكم بالرجم فاحذروا‪ ,‬إل قوله {ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الكافرون} قال ف اليهود‪,‬‬
‫إل قوله {ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الظالون} قال ف اليهود {ومن ل يكم با أنزل ال‬
‫فأولئك هفم الفاسفقون} قال‪ :‬فف الكفار كلهفا‪ ,‬انفرد بإخراجفه مسفلم دون البخاري وأبفو داود‬
‫والنسفففائي وابفففن ماجفففه مفففن غيففف وجفففه عفففن العمفففش بفففه‪.‬‬
‫وقال المام أبو بكر عبد ال بن الزبي الميدي ف مسنده‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة‪ ,‬حدثنا مالد بن‬
‫سعيد المدان عن الشعب‪ ,‬عن جابر بن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬زن رجل من أهل فدك‪ ,‬فكتب أهل فدك إل‬
‫ناس من اليهود بالدينة‪ ,‬أن سلوا ممدا عن ذلك‪ ,‬فإذا أمركم باللد فخذوه عنه‪ ,‬وإن أمركم بالرجم‬
‫فل تأخذوه عنه‪ ,‬فسألوه عن ذلك‪ ,‬فقال «أرسلوا إل أعلم رجلي فيكم» فجاؤوا برجل أعور يقال‬
‫له ابن صوريا‪ ,‬وآخر‪ ,‬فقال لما النب صلى ال عليه وسلم «أنتما أعلم من قبلكما» فقال‪ :‬قد دعانا‬
‫قومنا لذلك‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم لما «أليس عندكما التوراة فيها حكم ال» قال‪ :‬بلى‪,‬‬
‫فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «فأنشد كم بالذي فلق الب حر لب ن إ سرائيل‪ ,‬وظلل علي كم الغمام‪,‬‬
‫وأناكم من آل فرعون‪ ,‬وأنزل الن والسلوى على بن إسرائيل‪ ,‬ما تدون ف التوراة ف شأن الرجم ؟‬
‫فقال أحده ا للَ خر‪ :‬ما نشدت بثله قط‪ ,‬ث قال‪ :‬ن د ترداد الن ظر زن ية‪ ,‬والعتناق زن ية‪ ,‬والتقب يل‬
‫زنية‪ ,‬فإذا شهد أربعة أنم رأوه يبدى ويعيد‪ ,‬كما يدخل اليل ف الكحلة‪ ,‬فقد وجب الرجم‪ ,‬فقال‬
‫ال نب صلى ال عليه و سلم «هو ذاك» فأ مر به فر جم‪ ,‬فنلت {فإن جاءوك فاح كم بين هم أو أعرض‬
‫عنهفم وإن تعرض عنهفم فلن يضروك شيئا وإن حكمفت فاحكفم بينهفم بالقسفط إن ال يبف‬
‫ففه نوه‪.‬‬ ‫ففث مالد بف‬ ‫ففن حديف‬ ‫ففة مف‬ ‫ففن ماجف‬ ‫ففو داود وابف‬
‫ففطي}‪ .‬ورواه أبف‬ ‫القسف‬
‫ولفظ أب داود عن جابر‪ ,‬قال‪ :‬جاءت اليهود برجل وامرأة منهم زنيا‪ ,‬فقال «ائتون بأعلم رجلي‬
‫منكم» فأتوه بابن صوريا‪ ,‬فنشدها «كيف تدان أمر هذين ف التوراة ؟» قال‪ :‬ند إذا شهد أربعة‬
‫أنم رأوا ذكره ف فرجها مثل اليل ف الكحلة‪ ,‬رجا‪ ,‬قال «فما ينعكم أن ترجوها ؟» قال‪ :‬ذهب‬

‫‪357‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سلطاننا فكرهنا القتل‪ ,‬فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم بالشهود‪ ,‬فجاء أربعة‪ ,‬فشهدوا أنم رأوا‬
‫ذكره م ثل ال يل ف الكحلة‪ ,‬فأ مر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم برجه ما‪ ,‬ث رواه أ بو داود عن‬
‫الشعب وإبراهيم النخعي مرسلً‪ ,‬ول يذكر فيه‪ :‬فدعا بالشهود فشهدوا‪ .‬فهذه الحاديث دالة على أن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ح كم بواف قة ح كم التوراة‪ ,‬ول يس هذا من باب الكرام ل م ب ا‬
‫يعتقدون صحته‪ ,‬لنم مأمورون باتباع الشرع الحمدي ل مالة‪ ,‬ولكن هذا بوحي خاص من ال عز‬
‫وجل إليه بذلك‪ ,‬وسؤاله إياهم عن ذلك‪ ,‬ليقررهم على ما بأيديهم ما تواطؤوا على كتمانه وجحده‬
‫وعدم الع مل به تلك الدهور الطويلة‪ ,‬فل ما اعترفوا به مع علم هم على خل فه بان زيغ هم وعناد هم‬
‫وتكذيب هم ل ا يعتقدون صحته من الكتاب الذي بأيدي هم‪ ,‬وعُدول م إل تك يم ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إنا كان عن هوى منهم‪ ,‬وشهوة لوافقة آرائهم ل لعتقادهم صحة ما يكم به‪ ,‬ولذا‬
‫قالوا {إن أوتيتفم هذا} أي‪ :‬اللد والتحميفم‪ ,‬فخذوه‪ ,‬أي اقبلوه‪{ ,‬وإن ل تؤتوه فاحذروا} أي مفن‬
‫قبوله واتباعففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫وقال ال تعال‪{ :‬ومفن يرد ال فتنتفه فلن تلك له مفن ال شيئا أولئك الذيفن ل يرد ال أن يطهفر‬
‫قلوبمف لمف فف الدنيفا خزي ولمف فف الَخرة عذاب عظيفم سفاعون للكذب} أي الباطفل {أكالون‬
‫لل سحت} أي الرام‪ ,‬و هو الرشوة‪ ,‬ك ما قاله ا بن م سعود وغ ي وا حد‪ ,‬أي و من كا نت هذه صفته‬
‫ك يف يط هر ال قل به وأ ن ي ستجيب له‪ ,‬ث قال ل نبيه {فإن جاءوك} أي يتحاكمون إل يك {فاح كم‬
‫بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا} أي فل عليك أن ل تكم بينهم‪ ,‬لنم ل‬
‫يقصدون بتحاكمهم إليك اتباع الق بل ما يوافق أهواءهم‪ ,‬قال ابن عباس وماهد وعكرمة والسن‬
‫وقتادة وال سدي وز يد بن أ سلم وعطاء الرا سان وال سن وغ ي وا حد‪ :‬هي من سوخة بقوله {وأن‬
‫اح كم بين هم ب ا أنزل ال}‪{ ,‬وإن حك مت فاح كم بين هم بالق سط} أي بال ق والعدل‪ ,‬وإن كانوا‬
‫ظلمفففة خارجيففف عفففن طريفففق العدل {إن ال يبففف القسفففطي}‪.‬‬
‫ث قال تعال منكرا عليهم ف آرائهم الفاسدة‪ ,‬ومقاصدهم الزائغة ف تركهم ما يعتقدون صحته من‬
‫الكتاب الذي بأيديهفم‪ ,‬الذي يزعمون أنمف مأمورون بالتمسفك بفه أبدا‪ ,‬ثف خرجوا عفن حكمفه‪,‬‬
‫وعدلوا إل غيه ماف يعتقدون فف نففس المفر بطلنفه وعدم لزومفه لمف‪ ,‬فقال {وكيفف يكمونفك‬
‫وعندهم التوراة فيها حكم ال ث يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالؤمني} ث مدح التوراة الت أنزلا‬
‫على عبده ورسوله موسى بن عمران‪ ,‬فقال {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يكم با النبيون الذين‬

‫‪358‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أسلموا للذين هادوا} أي ل يرجون عن حكمها ول يبدلونا ول يرفونا‪{ ,‬والربانيون والحبار}‬
‫أي وكذلك الربانيون من هم‪ ,‬و هم العلماء العباد‪ ,‬والحبار و هم العلماء {ب ا ا ستحفظوا من كتاب‬
‫ال} أي باف اسفتودعوا مفن كتاب ال الذي أمروا أن يظهروه ويعملوا بفه‪{ ,‬وكانوا عليفه شهداء فل‬
‫تشوا الناس واخشو نِ} أي ل تافوا من هم وخافوا م ن‪{ ,‬ول تشتروا بآيا ت ثنا قليل و من ل ي كم‬
‫بافففف أنزل ال فأولئك هففففم الكافرون} فيففففه قولن سففففيأت بيانمففففا‪.‬‬

‫فففففففف نزول هذه الَيات الكريات‬ ‫ففففففففر فف‬ ‫ففففففففبب آخف‬ ‫سف‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن العباس‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن أب الزناد عن أبيه‪ ,‬عن عبد ال‬
‫بن ع بد ال‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬إن ال أنزل‪{ :‬و من ل ي كم ب ا أنزل ال فأولئك هم الكافرون‬
‫وأولئك هم الظالون وأولئك هم الفاسقون}‪ ,‬قال قال ابن عباس‪ :‬أنزلا ال ف الطائفتي من اليهود‪,‬‬
‫وكانت إحداها قد قهرت الخرى ف الاهلية حت ارتضوا واصطلحوا على أن كل قتيل قتلته العزيزة‬
‫من الذليلة فديته خسون وسقا‪ ,‬وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق‪ ,‬فكانوا على ذلك‬
‫ح ت قدم ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلً‪ ,‬فأر سلت العزيزة إل الذليلة أن‬
‫ابعثوا ل نا بائة و سق‪ ,‬فقالت الذليلة‪ :‬و هل كان ف حي ي دينه ما وا حد‪ ,‬ون سبهما وا حد‪ ,‬وبلده ا‬
‫واحد‪ ,‬دية بعضهم نصف دية بعض‪ ,‬إنا أعطيناكم هذا ضيما منكم لنا وفرقا منكم فأما إذ قدم ممد‬
‫فل نعطي كم فكادت الرب ت يج بينه ما ث ارتضوا على أن يعلوا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫بين هم‪ ,‬ث ذكرت العزيزة‪ ,‬فقالت‪ :‬وال ما م مد بعطي كم من هم ض عف ما يعطي هم من كم‪ ,‬ول قد‬
‫صدقوا‪ ,‬ما أعطونا هذا إل ضيما م نا وقهرا لم فدسوا إل ممد من ي ب لكم رأيه إن أعطا كم ما‬
‫تريدون حكمتموه‪ ,‬وإن ل يعط كم حذر ت فلم تكموه‪ ,‬فد سوا إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫ناسا من النافقي ليخبوا لم رأي رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فلما جاؤوا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬أخب ال رسوله صلى ال عليه وسلم بأمرهم كله وما أرادوا‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬يا أيها‬
‫الرسول ل يزنك الذين يسارعون ف الكفر} إل قوله {الفاسقون} ففيهم وال أنزل‪ ,‬وإياهم عن ال‬
‫عففز وجففل‪ ,‬ورواه أبففو داود مففن حديففث ابففن أبفف الزناد عففن أبيففه بنحوه‪.‬‬
‫وقال أبو جعفر بن جرير حدثنا هناد بن السري وأبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يونس بن بكي عن ممد‬
‫بن إ سحاق‪ ,‬حدث ن داود بن ال صي عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ :‬أن الَيات ال ت ف الائدة قوله‬

‫‪359‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{فاحكم بينهم أو أعرض عنهم ف إل القسطي} إنا أنزلت ف الدية ف بن النضي وبن قريظة‪,‬‬
‫وذلك أن قتلى بن النضي كان لم شرف‪ ,‬تؤدى لم الدية كاملة‪ ,‬وأن قريظة كانوا يؤدى لم نصف‬
‫الدية‪ ,‬فتحاكموا ف ذلك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأنزل ال ذلك فيهم‪ ,‬فحملهم رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم على ال ق ف ذلك‪ ,‬فج عل الد ية ف ذلك سواء‪ ,‬وال أعلم أي ذلك كان‪,‬‬
‫ورواه أحدففف وأبفففو داود والنسفففائي مفففن حديفففث ابفففن إسفففحاق بنحوه‪.‬‬
‫ث قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب حدثنا عبيد ال بن موسى عن علي بن صال‪ ,‬عن ساك‪ ,‬عن‬
‫عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كانت قريظة والنضي‪ ,‬وكانت النضي أشرف من قريظة‪ ,‬فكان إذا قتل‬
‫القرظي رجلً من النضي قتل به‪ ,‬وإذا قتل النضيي رجلً من قريظة‪ ,‬ودي بائة وسق من تر‪ ,‬فلما‬
‫بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم قتل رجل من النضي رجلً من قريظة‪ ,‬فقالوا‪ :‬ادفعوا إليه‪ ,‬فقالو‪:‬‬
‫بيننا وبينكم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فنلت {وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط}‪ ,‬ورواه‬
‫أبو داود والنسائي وابن حبان والاكم ف الستدرك من حديث عبيد ال بن موسى بنحوه‪ ,‬وهكذا‬
‫قال قتادة ومقاتففففل بففففن حبان وابففففن زيففففد وغيفففف واحففففد‪.‬‬
‫و قد روى العو ف وعلي بن أ ب طل حة الوال ب عن ا بن عباس أن هذه الَيات نزلت ف اليهودي ي‬
‫اللذين زنيا‪ ,‬كما تقدمت الحاديث بذلك‪ ,‬وقد يكون اجتمع هذان السببان ف وقت واحد‪ ,‬فنلت‬
‫ف عليهفم فيهفا أن النففس بالنففس‬ ‫هذه الَيات فف ذلك كله‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ولذا قال بعفد ذلك {وكتبن ا‬
‫والعي بالعي} إل آخرها‪ ,‬وهذا يقوي أن سبب النول قضية القصاص‪ ,‬وال سبحانه وتعال أعلم‪,‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬و من ل ي كم ب ا أنزل ال فأولئك هم الكافرون} قال الباء بن عازب وحذي فة بن‬
‫اليمان وا بن عباس وأ بو ملز وأ بو رجاء العطاردي وعكر مة وعب يد ال بن ع بد ال وال سن الب صري‬
‫وغيهم‪ :‬نزلت ف أهل الكتاب‪ ,‬زاد السن البصري‪ :‬وهي علينا واجبة‪ ,‬وقال عبد الرزاق عن سفيان‬
‫الثوري‪ ,‬عن منصور عن إبراهيم‪ ,‬قال نزلت هذه الَيات ف بن إسرائيل‪ ,‬ورضي ال لذه المة با‪,‬‬
‫رواه ابففففففففففففففففففن جريففففففففففففففففففر‪.‬‬
‫وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا هشيم أخب عبد اللك بن أب سليمان عن سلمة بن‬
‫كه يل‪ ,‬عن علق مة وم سروق أن ما سأل ا بن م سعود عن الرشوة‪ .‬فقال‪ :‬من ال سحت‪ ,‬فقال‪ :‬و ف‬
‫ال كم‪ ,‬قال‪ :‬ذاك الك فر‪ ,‬ث تل‪{ ,‬و من ل ي كم ب ا أنزل ال فأولئك هم الكافرون} وقال ال سدي‬
‫{ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الكافرون} يقول‪ :‬ومن ل يكم با أنزلت فتركه عمدا أو‬

‫‪360‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جار وهو يعلم‪ ,‬فهو من الكافرين‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس قوله {ومن ل يكم با‬
‫أنزل ال فأولئك هم الكافرون} قال‪ :‬من جحد ما أنزل ال فقد كفر‪ ,‬ومن أقرّ به ول يكم به فهو‬
‫ظال فاسق‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬ث اختار أن الَية الراد با أهل الكتاب‪ ,‬أو من جحد حكم ال النل ف‬
‫الكتاب‪ ,‬وقال ع بد الرزاق‪ ,‬عن الثوري‪ ,‬عن زكر يا‪ ,‬عن الش عب‪ :,‬و من ل ي كم ب ا أنزل ال‪ ,‬قال‬
‫فففففففففففففففففففففففففففففففففففففلمي‪.‬‬ ‫للمسف‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن الثن‪ ,‬حدثنا عبد الصمد‪ ,‬حدثنا شعبة عن ابن أب السفر‪ ,‬عن الشعب‬
‫{ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الكافرون} قال‪ :‬هذا ف السلمي {ومن ل يكم با أنزل ال‬
‫فأولئك هم الظالون} قال‪ :‬هذا ف اليهود {و من ل ي كم ب ا أنزل ال فأولئك هم الفاسقون} قال‪:‬‬
‫هذا ف النصارى‪ ,‬وكذا رواه هشيم والثوري‪ ,‬عن زكريا بن أب زائدة‪ ,‬عن الشعب وقال عبد الرزاق‬
‫أيضا‪ :‬أخبنا معمر عن ابن طاوس‪ ,‬عن أبيه قال‪ :‬سئل ابن عباس عن قوله {ومن ل يكم} الَية‪,‬‬
‫قال‪ :‬هي به كفر‪ ,‬قال ابن طاوس‪ :‬وليس كمن يكفر بال وملئكته وكتبه ورسله‪ ,‬وقال الثوري‪ ,‬عن‬
‫ابن جريج‪ ,‬عن عطاء أنه قال‪ :‬كفر دون كفر‪ ,‬وظلم دون ظلم‪ ,‬وفسق دون فسق‪ ,‬رواه ابن جرير‪,‬‬
‫وقال وكيع‪ ,‬عن سعيد الكي‪ ,‬عن طاوس {ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الكافرون} قال‪:‬‬
‫ليس بكفر ينقل عن اللة‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن يزيد القري‪ ,‬حدثنا سفيان‬
‫بن عيي نة‪ ,‬عن هشام بن حج ي‪ ,‬عن طاوس‪ ,‬عن ا بن عباس ف قوله {و من ل ي كم ب ا أنزل ال‬
‫فأولئك هم الكافرون} قال‪ :‬ليس بالكفر الذي تذهبون إليه‪ ,‬ورواه الاكم ف مستدركه من حديث‬
‫سففففيان بفففن عيينفففة‪ ,‬وقال‪ :‬صفففحيح على شرط الشيخيففف‪,‬ول يرجاه‪.‬‬

‫ف وَالُذُ نَ بِا ُلذُ نِ وَال سّ ّن بِال سّنّ‬


‫ف بِالنْ ِ‬
‫س وَاْلعَيْ َن بِاْل َعيْ نِ وَالنْ َ‬
‫س بِالنّفْ ِ‬
‫** وَ َكَتبْنَا عََلْيهِ مْ فِيهَآ أَ ّن النّفْ َ‬
‫حكُم بِمَآ أنزَلَ اللّهُ َفُأوْلَـئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ‬
‫ق بِهِ َف ُهوَ َكفّا َرةٌ لّ ُه َومَن لّ ْم َي ْ‬
‫وَالْجُرُوحَ ِقصَاصٌ فَمَن تَصَ ّد َ‬
‫وهذا أيضا م ا وب ت به اليهود وقرعوا عل يه‪ ,‬فإن عند هم ف نص التوراة أن الن فس بالن فس‪ ,‬و هم‬
‫يالفون ح كم ذلك عمدا وعنادا‪ ,‬ويقيدون النضري من القر ظي‪ ,‬ول يقيدون القر ظي من النضري‪,‬‬
‫بل يعدلون إل الدية كما خالفوا حكم التوراة النصوص عندهم ف رجم الزان الحصن‪ ,‬وعدلوا إل‬
‫ما اصطلحوا عليه من اللد والتحميم والشهار ولذا قال هناك {ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك‬
‫هفم الكافرون} لنمف جحدوا حكفم ال قصفدا منهفم وعنادا وعمدا‪ ,‬وقال ههنفا {فأولئك هفم‬

‫‪361‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الظالون} لنم ل ينصفوا الظلوم من الظال ف المر الذي أمر ال بالعدل والتسوية بي الميع فيه‪,‬‬
‫فخالفوا وظلموا وتعدوا على بعضهففففففففففففففففففففففففم بعضا‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن آدم‪ ,‬حدثنا ابن البارك عن يونس بن يزيد‪ ,‬عن علي بن يزيد أخي‬
‫يونس بن يزيد‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأها {وكتبنا‬
‫عليهم فيها أن النفس بالنفس والعي بالعي} نصب النفس ورفع العي‪ ,‬وكذا رواه أبو داود والترمذي‬
‫والا كم ف م ستدركه من حد يث ع بد ال بن البارك‪ ,‬وقال الترمذي)ح سن غر يب وقال البخاري‬
‫تفرّد ابن البارك بذا الديث‪ ,‬وقد استدل كثي من ذهب من الصوليي والفقهاء إل أن شرع من‬
‫قبل نا شرع ل نا إذا ح كي مقررا ول ين سخ‪ ,‬ك ما هو الشهور عن المهور‪ ,‬وك ما حكاه الش يخ أ بو‬
‫إ سحاق ال سفرايين عن نص الشاف عي‪ ,‬وأك ثر ال صحاب بذه الَ ية ح يث كان ال كم عند نا على‬
‫وفقها ف النايات عند جيع الئمة‪ .‬وقال السن البصري‪ :‬هي عليهم وعلى الناس عامة‪ ,‬رواه ابن‬
‫أ ب حات‪ :‬وقد حكى الشيخ أبو زكريا النووي ف هذه السألة ثلثة أوجه‪ ,‬ثالثها أن شرع إبراهيم‬
‫حجة دون غيه‪ :‬وصحح منها عدم الجية‪ ,‬نقلها الشيخ أبو إسحاق السفرايين أقوالً عن الشافعي‪,‬‬
‫وأكثففر الصففحاب ورجففح أنففه حجففة عنففد المهور مففن أصففحابنا‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقد حكى المام أبو نصر بن الصباغ رحه ال ف كتابه «الشامل»‪ ,‬إجاع العلماء‪ ,‬على الحتجاج‬
‫بذه الَ ية على ما دلت عل يه‪ ,‬و قد اح تج الئ مة كل هم على أن الر جل يق تل بالرأة بعموم هذه الَ ية‬
‫الكرية‪ ,‬وكذا ورد ف الديث الذي رواه النسائي وغيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب ف‬
‫كتاب عمرو بن حزم «أن الر جل يق تل بالرأة»‪ ,‬و ف الد يث الَ خر «ال سلمون تتكا فأ دماؤ هم»‪,‬‬
‫وهذا قول جهور العلماء‪ ,‬وعن أمي الؤمني علي بن أب طالب أن الرجل إذا قتل الرأة ل يقتل با إل‬
‫أن يدفع وليها إل أوليائه نصف الدية‪ ,‬لن ديتها على النصف من دية الرجل‪ ,‬وإليه ذهب أحد ف‬
‫رواية‪ ,‬وحكي عن السن وعطاء وعثمان البست‪ ,‬ورواية عن أحد أن الرجل إذا قتل الرأة ل يقتل با‬
‫بل تب ديتها‪ ,‬وهكذا احتج أبو حنيفة رحه ال تعال بعموم هذه الَية على أنه يقتل السلم بالكافر‬
‫الذ مي‪ ,‬وعلى ق تل ال ر بالع بد‪ ,‬و قد خال فه المهور فيه ما‪ ,‬ف في ال صحيحي عن أم ي الؤمن ي علي‬
‫رضي ال عنه قال‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل يقتل مسلم بكافر» وأما العبد ففيه عن‬
‫السفلف آثار متعددة أنمف ل يكونوا يقيدون العبفد مفن الرف‪ ,‬ول يقتلون حرا بعبفد‪ ,‬وجاء فف ذلك‬

‫‪362‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أحاديث ل تصح‪ ,‬وحكى الشافعي الجاع على خلف قول النفية ف ذلك‪ ,‬ولكن ل يلزم من ذلك‬
‫بطلن قولمففففف إل بدليفففففل مصفففففص للَيفففففة الكريةففففف‪.‬‬
‫ويؤيد ماقاله ابن الصباغ من الحتجاج بذه الَية الكرية الديث الثابت ف ذلك‪ ,‬كما قال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا ممد بن أب عدي‪ ,‬حدثنا حيد عن أنس بن مالك أن الربيع عمة أنس‪ ,‬كسرت ثنية‬
‫جار ية‪ ,‬فطلبوا إل القوم الع فو فأبوا‪ ,‬فأتوا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال «الق صاص»‪ ,‬فقال‬
‫أخوها أنس بن النضر‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬تكسر ثنية فلنة‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يا أنس‬
‫كتاب ال القصاص» قال فقال‪ :‬ل والذي بعثك بالق ل تكسر ثنية فلنة‪ ,‬قال‪ :‬فرضي القوم فعفوا‬
‫وتركوا القصاص‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن من عباد ال من لو أقسم على ال لبره»‬
‫أخرجاه ف الصحيحي‪ ,‬وقد رواه ممد بن عبد ال بن الثن النصاري ف الزء الشهور من حديثه‪,‬‬
‫عن ح يد‪ ,‬عن أ نس بن مالك أن الرب يع ب نت الن ضر عم ته لط مت جار ية فك سرت ثنيت ها‪ ,‬فعوضوا‬
‫عليهفم الرش فأبوا‪ ,‬فطلبوا الرش والعففو فأبوا‪ ,‬فأتوا رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم فأمرهفم‬
‫بالقصاص‪ ,‬فجاء أخوها أنس بن النضر فقال‪ :‬يا رسول اصلى ال عليه وسلم‪ ,‬أتكسر ثنية الربيع ؟‬
‫والذي بعثك بالق ل تكسر ثنيتها‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «يا أنس كتاب ال القصاص»‬
‫فعفا القوم‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن من عباد ال من لو أقسم على ال لبره» رواه‬
‫البخاري عن النصاري بنحوه وروى أبو داود‪ :‬حدثنا أحد بن حنبل‪ ,‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ,‬حدثنا‬
‫أ ب عن قتادة‪ ,‬عن أ ب نضرة‪ ,‬عن عمران بن ح صي أن غلما لناس فقراء‪ ,‬ق طع أذن غلم لناس‬
‫أغنياء‪ ,‬فأتى أهله النب صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إنا أناس فقراء‪ ,‬فلم يعل عليه شيئا‪,‬‬
‫وكذا رواه النسائي عن إسحاق بن راهويه‪ ,‬عن معاذ بن هشام الدستوائي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن قتادة به‪.‬‬
‫وهذا إ سناد قوي‪ ,‬رجاله كل هم ثقات‪ ,‬و هو حد يث مش كل‪ ,‬الل هم إل أن يقال‪ :‬إن الا ن كان ق بل‬
‫البلوغ فل قصاص عل يه‪ ,‬ولعله ت مل أرش ما نقص من غلم الغنياء عن الفقراء أو استعفاهم عنه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والروح قصاص} قال علي بن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬تقتل النفس بالنفس‪,‬‬
‫وتفقأ العي بالعي‪ ,‬ويقطع النف بالنف‪ ,‬وتنع السن بالسن‪ ,‬وتقتص الراح بالراح‪ ,‬فهذا يستوي‬
‫فيه أحرار السلمي فيما بينهم رجالم ونساؤهم‪ ,‬إذا كان عمدا ف النفس وما دون النفس‪ ,‬ويستوي‬
‫ف يه العبيد رجالم ون ساؤهم في ما بين هم‪ ,‬إذا كان عمدا ف النفس و ما دون الن فس‪ ,‬رواه ابن جر ير‬
‫وابففففففففففففن أبفففففففففففف حاتفففففففففففف‪.‬‬

‫‪363‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫قاعدة مهمفففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‬
‫الراح تارة تكون ف مف صل‪ ,‬فيجب فيه القصاص بالجاع‪ ,‬كقطع اليد والرجل والكف والقدم‬
‫ونو ذلك‪ ,‬وأما إذا ل تكن الراح ف مفصل بل ف عظم‪ ,‬فقال مالك رحه ال‪ :‬فيه القصاص إل ف‬
‫الفخذ وشبهها‪ ,‬لنه موف خطر‪ .‬وقال أبو حنيفة وصاحباه‪ :‬ل يب القصاص ف شيء من العظام‬
‫إل ف السن‪ .‬وقال الشافعي‪ :‬ل يب القصاص ف شيء من العظام مطلقا‪ ,‬وهو مروي عن عمر بن‬
‫الطاب وابن عباس‪ ,‬وبه يقول عطاء والشعب والسن البصري والزهري وإبراهيم النخعي وعمر بن‬
‫عبد العزيز‪ ,‬وإليه ذهب سفيان الثوري والليث بن سعد‪ ,‬وهو الشهور من مذهب المام أحد‪ ,‬وقد‬
‫احتج أبو حنيفة رحه ال بديث الربيع بنت النضر على مذهبه أنه ل قصاص ف عظم إل ف السن‪,‬‬
‫وحد يث الرب يع ل ح جة ف يه ل نه ورد بل فظ ك سرت ثن ية جار ية‪ ,‬وجائز أن تكون سقطت من غ ي‬
‫كسر‪ ,‬فيجب القصاص والالة هذه بالجاع‪ ,‬وتموا الدللة ما رواه ابن ماجه عن طريق أب بكر بن‬
‫عياش‪ ,‬عن دهشم بن قران‪ ,‬عن نران بن جارية‪ ,‬عن أبيه جارية بن ظفر النفي‪ :‬أن رجلً ضرب‬
‫ل على ساعده بال سيف من غ ي الف صل فقطع ها‪ ,‬فا ستعدى ال نب صلى ال عل يه و سلم فأ مر له‬
‫رج ً‬
‫بالديفة‪ ,‬فقال‪ :‬يفا رسفول ال‪ ,‬أريفد القصفاص‪ ,‬فقال‪ :‬خفذ الديفة‪ ,‬بارك ال لك فيهفا‪ ,‬ول يقفض له‬
‫بالقصاص‪ ,‬وقال الشيخ أبو عمر بن عبد الب‪ :‬ليس لذا الديث غي هذا السناد‪ ,‬ودهشم بن قران‬
‫العكلي ضعيف‪ ,‬أعراب ليس حديثه ما يتج به‪ ,‬ونران بن جارية ضعيف‪ ,‬أعراب أيضا‪ ,‬وأبوه جارية‬
‫بن ظفر مذكور ف الصحابة‪ ,‬ث قالوا‪ :‬ل يوز أن يقتص من الراحة حت تندمل جراحة الجن عليه‪,‬‬
‫فإن اقتص منه قبل الندمال ث زاد جرحه‪ ,‬فل شيء له‪ ,‬والدليل على ذلك ما رواه المام أحد عن‬
‫ل طعن رجلً بقرن ف ركبته‪ ,‬فجاء إل النب صلى ال‬ ‫عمرو بن شعيب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده أن رج ً‬
‫عل يه و سلم فقال‪ :‬أقد ن‪ ,‬فقال «ح ت تبأ»‪ ,‬ث جاء إل يه فقال‪ :‬أقد ن‪ ,‬فأقاده فقال‪ :‬يا ر سول ال‬
‫عر جت‪ ,‬فقال « قد ني تك فع صيتن‪ ,‬فأبعدك ال وب طل عر جك» ث ن ى ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫فف يفففبأ صفففاحبه‪ ,‬تفرد بفففه أحدففف‪.‬‬ ‫وسفففلم أن يقتفففص مفففن جرح حتف‬
‫(مسألة) فلو اقتص الجن عليه من الان فمات من القصاص‪ ,‬فل شيء عليه عند مالك والشافعي‬
‫وأحد بن حنبل‪ ,‬وهو قول المهور من الصحابة والتابعي وغيهم‪ .‬وقال أبو حنيفة‪ :‬تب الدية ف‬
‫مال القتص‪ .‬وقال عامر الشعب وعطاء وطاوس وعمر بن دينار والارث العكلي وابن أب ليلى وحاد‬

‫‪364‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن أ ب سليمان‪ ,‬والزهري والثوري ت ب الد ية على عاقلة الق تص له‪ .‬وقال ا بن م سعود وإبراه يم‬
‫النخعي والكم بن عيينة وعثمان البست‪ :‬يسقط عن القتص له قدر تلك الراحة‪ ,‬ويب الباقي ف‬
‫ماله‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فمن تصدق به فهو كفارة له} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪{ :‬فمن تصدق‬
‫به} يقول‪ :‬ف من ع فا وت صدق عل يه ف هو كفارة للمطلوب وأ جر للطالب‪ .‬وقال سفيان الثوري‪ ,‬عن‬
‫عطاء بن ال سائب‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ا بن عباس‪ :‬ف من ت صدق به ف هو كفارة للجارح وأ جر‬
‫الجروح على ال عز وجل‪ ,‬رواه ا بن أ ب حات‪ ,‬ث قال‪ :‬وروي عن خيث مة بن ع بد الرح ن وماهد‬
‫وإبراهيففم ففف أحففد قوليففه وعامففر الشعففب وجابر بففن زيففد نوفف ذلك‪.‬‬
‫(الوجه الثان) ث قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا حاد بن زاذان‪ ,‬حدثنا حرمي يعن ابن عمارة‪ ,‬حدثنا‬
‫شعبة عن عمارة يعن ابن أب حفصة‪ ,‬عن رجل‪ ,‬عن جابر بن عبد ال ف قول ال عز وجل {فمن‬
‫تصدق به فهو كفارة له} قال‪ :‬للمجروح‪ ,‬وروى عن السن البصري وإبراهيم النخعي ف أحد قوليه‬
‫وأب إسحاق المدان نو ذلك‪ ,‬وروى ابن جرير عن عامر الشعب وقتادة مثله‪ .‬وقال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا يونس بن حبيب‪ ,‬حدثنا أبو داود الطيالسي‪ ,‬حدثنا شعبة عن قيس يعن ابن مسلم‪ ,‬قال‪ :‬سعت‬
‫طارق بن شهاب يدث عن اليثم بن العريان النخعي‪ ,‬قال‪ :‬رأيت عبد ال بن عمرو عند معاوية أحر‬
‫شبيها بالوال‪ ,‬فسألته عن قول ال {فمن تصدق به فهو كفارة له} قال‪ :‬يهدم عنه من ذنوبه بقدر ما‬
‫تصدق به‪ ,‬وهكذا رواه سفيان الثوري عن قيس بن مسلم‪ ,‬وكذا رواه ابن جرير من طريق سفيان‬
‫وشعبفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقال ابن مردويه‪ :‬حدثن ممد بن علي‪ ,‬حدثنا عبد الرحيم بن ممد الجاشعي‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫أحد بن الجاج الهري‪ ,‬حدثنا يي بن سليمان العفي‪ ,‬حدثنا معلى يعن ابن هلل أنه سع أبان بن‬
‫ثعلب عن العريان بن اليثم بن السود‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو‪ ,‬عن أبان بن ثعلب‪ ,‬عن الشعب‪ ,‬عن‬
‫رجل من النصار‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله {فمن تصدق به فهو كفارة له} قال‪« :‬هو‬
‫الذي تك سر سنه‪ ,‬أو تق طع يده أو يق طع الش يء م نه أو يرح ف بد نه فيع فو عن ذلك» ف قال ف‬
‫فيحط عنه قدر خطاياه‪ ,‬فإن كان ربع الدية فربع خطاياه‪ ,‬وإن كان الثلث فثلث خطاياه‪ ,‬وإن كانت‬
‫الدية حطت عنه خطاياه كذلك»‪ .‬ث قال ابن جرير‪ :‬حدثنا زكريا بن يي بن أب زائدة‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫فض يل عن يو نس بن أ ب إ سحاق‪ ,‬عن أ ب ال سفر قال‪ :‬د فع ر جل من قر يش رجلً من الن صار‪,‬‬

‫‪365‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاندقت ثنيته‪ ,‬فرفعه النصاري إل معاوية فلما أل عليه الرجل‪ ,‬قال‪ :‬شأنك وصاحبك‪ ,‬قال‪ :‬وأبو‬
‫الدرداء عند معاوية‪ ,‬فقال أبو الدرداء‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «ما من مسلم‬
‫يصاب بشيء من جسده فيهبه‪ ,‬إل رفعه ال به درجة وحط عنه به خطيئة» فقال النصاري‪ :‬أنت‬
‫سعته من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ؟ فقال‪ :‬سعته أذناي ووعاه قل ب‪ ,‬فخلى سبيل القر شي‪,‬‬
‫فففففففر‪.‬‬ ‫فففففففن جريف‬ ‫فففففففة‪ :‬مروا له بال‪ ,‬هكذا رواه ابف‬ ‫فقال معاويف‬
‫ورواه المام أح د فقال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬حدث نا يو نس بن أ ب إ سحاق‪ ,‬عن أ ب ال سفر قال‪ :‬ك سر‬
‫ر جل من قر يش سن ر جل من الن صار‪ ,‬فا ستعدى عل يه معاو ية‪ ,‬فقال معاو ية‪ :‬إ نا سنرضيه‪ ,‬فأل‬
‫النصاري‪ ,‬فقال معاوية‪ :‬شأنك بصاحبك‪ ,‬وأبو الدرداء جالس‪ ,‬فقال أبو الدرداء‪ :‬سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول «ما من مسلم يصاب بشيء من جسده فيتصدق به‪ ,‬إل رفعه ال به درجة‬
‫وحط به عنه خطيئة» فقال النصاري‪ :‬فإن قد عفوت وهكذا رواه الترمذي من حديث ابن البارك‪,‬‬
‫وابن ماجه من حديث وكيع‪ ,‬كلها عن يونس بن أب إسحاق به‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬غريب من هذا‬
‫الوجففففه‪ ,‬ول أعرف لبفففف السفففففر سففففاعا مففففن أبفففف الدرداء‪.‬‬
‫وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا دعلج بن أحد‪ ,‬حدثنا ممد بن علي بن زيد‪ ,‬حدثنا سعيد بن منصور‪,‬‬
‫حدثنا سفيان عن عمران بن ظبيان‪ ,‬عن عدي بن ثابت أن رجلً أهتم فمه رجل على عهد معاوية‬
‫رضي ال عنه‪ ,‬فأعطي دية‪ ,‬فأب إل أن يقتص‪ ,‬فأعطي ديتي فأب‪ ,‬فأعطي ثلثا فأب‪ ,‬فحدث رجل‬
‫من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬من تصدق‬
‫بدم فمفا دونفه‪ ,‬فهفو كفارة له مفن يوم ولد إل يوم يوت»‪ .‬وقال المام أحدف‪ :‬حدثنفا شريفح بفن‬
‫النعمان‪ ,‬حدثنا هشيم عن الغية‪ ,‬عن الشعب أن عبادة بن الصامت قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول «ما من رجل يرح من جسده جراحة فيتصدق با‪ ,‬إل كفر ال عنه مثل ما تصدق‬
‫به» ورواه الن سائي عن علي بن ح جر‪ ,‬عن جر ير بن ع بد الم يد‪ ,‬ورواه ابن جر ير عن ممود بن‬
‫خداش‪ ,‬عفففففن هشيفففففم‪ ,‬كلهاففففف عفففففن الغية بفففففه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد القطان عن مالد‪ ,‬عن عامر‪ ,‬عن الحرر ابن أب هريرة‪ ,‬عن‬
‫رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قال «من أصيب بشيء من جسده فتركه ل كان كفارة‬
‫له»‪ .‬وقوله {ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الظالون} قد تقدم عن طاوس وعطاء أنما قال‪:‬‬
‫فففففق‪.‬‬ ‫فففففق دون فسف‬ ‫فففففر‪ ,‬وظلم دون ظلم‪ ,‬وفسف‬ ‫فففففر دون كفف‬ ‫كفف‬

‫‪366‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** وََق ّفْينَا عََل َى آثَا ِرهِم ِبعَيسَى ابْ ِن َم ْريَ َم مُصَدّقا ّلمَا َبيْنَ يَ َديْهِ مِ َن الَتوْرَا ِة وَآتَْينَاهُ الِنِيلَ فِيهِ هُدًى َونُو ٌر‬
‫حكُ مْ َأهْلُ ا ِلنْجِي ِل بِمَآ أَنزَلَ اللّ هُ فِي هِ‬
‫َومُ صَدّقا ّلمَا َبيْ نَ يَ َديْ ِه مِ َن الّتوْرَا ِة َوهُدًى َو َموْعِ َظةً لّ ْل ُمّتقِيَ * وَْليَ ْ‬
‫فقُونَ‬ ‫ف اْلفَاسفف ِ‬ ‫ك هُمفف ُ‬ ‫ففآ أَنزَلَ اللّهفففُ َفُأوْلَـفففئِ َ‬ ‫ففم بِمَف‬ ‫ف يَحْكُف‬ ‫ففن لّمفف ْ‬ ‫وَمَف‬
‫يقول تعال‪{ :‬وقفينا} أي أتبعنا على آثارهم‪ ,‬يعن أنبياء بن إسرائيل {بعيسى ابن مري مصدقا لا‬
‫بي يديه من التوراة} أي مؤمنا با حاكما با فيها‪{ ,‬وآتيناه النيل فيه هدى ونور} أي هدى إل‬
‫ال ق ونور ي ستضاء به ف إزالة الشبهات و حل الشكلت‪{ ,‬وم صدقا ل ا ب ي يد يه من التوراة} أي‬
‫متبعا لا غي مالف لا فيها إل ف القليل ما بي لبن إسرائيل بعض ما كانوا يتلفون فيه‪ ,‬كما قال‬
‫تعال إخبارا عن ال سيح أ نه قال لب ن إ سرائيل {ول حل ل كم ب عض الذي حرم علي كم} ولذا كان‬
‫الشهور مفن قول العلماء أن النيفل نسفخ بعفض أحكام التوراة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وهدى وموعظفة‬
‫للمتقيف} أي وجعلنفا النيفل هدى يهتدى بفه‪ ,‬وموعظفة أي زاجرا عفن ارتكاب الحارم والآثف‪,‬‬
‫للمتقيفففففف‪ ,‬أي لنفففففف اتقففففففى ال وخاف وعيده وعقابففففففه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليحكم أهل النيل با أنزل ال فيه} قرىء وليحكم أهل النيل بالنصب على أن‬
‫اللم لم كي‪ ,‬أي وآتيناه النيل ليحكم أهل ملته به ف زمانم‪ ,‬وقرىء وليحكم بالزم على أن اللم‬
‫لم ال مر‪ ,‬أي ليؤمنوا بم يع ما ف يه‪ ,‬وليقيموا ما أمروا به ف يه‪ ,‬وم ا ف يه البشارة ببع ثة م مد وال مر‬
‫باتباعه وتصديقه إذا وجد‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬قل يا أهل الكتاب لستم على شي حت تقيموا التوراة‬
‫والن يل و ما أنزل إلي كم من رب كم} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬الذ ين يتبعون الر سول ال نب ال مي الذي‬
‫يدونه مكتوبا عندهم ف التوراة} إل قوله {الفلحون}‪ .‬ولذا قال ههنا {ومن ل يكم با أنزل ال‬
‫فأولئك هم الفاسقون} أي الارجون عن طاعة ربم‪ ,‬الائلون إل الباطل‪ ,‬التاركون للحق‪ ,‬وقد تقدم‬
‫أن هذه الَيفففة نزلت فففف النصفففارى‪ ,‬وهفففو ظاهفففر مفففن السفففياق‪.‬‬

‫** َوأَنزَْلنَآ إَِليْكَ اْلكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقا لّمَا َبيْ َن يَ َديْ ِه مِ َن الْ ِكتَابِ َو ُم َهيْمِنا عََليْهِ فَا ْحكُم بَْيَنهُم بِمَآ أَنزَ َل‬
‫ج َعَلكُ مْ‬
‫اللّ ُه وَ َل َتتّبِ عْ َأ ْهوَآ َءهُ مْ عَمّا جَآءَ كَ مِ َن الْحَ قّ ِلكُلّ َجعَ ْلنَا مِنكُ مْ شِ ْر َعةً َو ِمْنهَاجا وََل ْو شَآءَ اللّ هُ لَ َ‬
‫ليْرَا تِ إِلَىَ ال مَ ْر ِجعُكُ مْ جَمِيعا َفيَُنّبئُكُم بِمَا‬ ‫ُأ ّمةً وَاحِ َد ًة وَلَ ـكِن ّلَيبُْلوَكُ مْ فِي مَآ آتَاكُم فَا ْسَتبِقُوا ا َ‬

‫‪367‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ختَِلفُو نَ * َوأَ نِ احْكُم َبيَْنهُ ْم بِمَآ أَنزَلَ اللّ هُ وَلَ َتّتبِ عْ َأهْوَآ َءهُ ْم وَاحْذَ ْرهُ مْ أَن َي ْفِتنُو َك عَن‬‫كُنتُ مْ فِي ِه تَ ْ‬
‫ض مَآ أَنزَلَ اللّهُ إَِليْكَ فَإِن َتوَّلوْاْ فَاعْلَمْ َأنّمَا ُيرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيَبهُم ِببَعْضِ ُذنُوِبهِ ْم َوإِنّ َكثِيا مّ َن النّاسِ‬ ‫َبعْ ِ‬
‫ف ُن مِن فَ اللّه فِ ُحكْما ّل َقوْم فٍ يُوِقنُون فَ‬ ‫ف الْجَاهِِلّي ِة َيبْغُون فَ َومَن فْ أَحْس َ‬ ‫حكْم َ‬ ‫َلفَاس فِقُونَ * أَفَ ُ‬
‫لا ذكر تعال التوراة الت أنزلا على موسى كليمه‪ ,‬ومدحها وأثن عليها وأمر باتباعها حيث كانت‬
‫سائغة التباع وذكر النيل ومدحه وأمر أهله بإقامته واتباع ما فيه‪ ,‬كما تقدم بيانه‪ ,‬شرع ف ذكر‬
‫القرآن العظيم الذي أنزله على عبده ور سوله الكري‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وأنزلنا إليك الكتاب بال ق} أي‬
‫بالصدق الذي ل ريب فيه أنه من عند ال {مصدقا لا بي يديه من الكتاب} أي من الكتب التقدمة‬
‫التضمنة ذكره ومدحه‪ ,‬وأنه سينل من عند ال على عبده ورسوله ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فكان‬
‫نزوله كما أخبت به‪ ,‬ما زادها صدقا عند حامليها من ذوي البصائر الذين انقادوا لمر ال‪ ,‬واتبعوا‬
‫شرائع ال‪ ,‬وصدقوا رسل ال‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يرون‬
‫للذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لفعولً} أي إن كان ما وعدنا ال على ألسنة‬
‫رسففله التقدمففة مففن ميففء ممففد عليففه السففلم لفعولً‪ ,‬أي لكائنا ل مالة ول بففد‪.‬‬
‫قوله تعال‪{ :‬ومهيمنا عل يه} قال سفيان الثوري وغيه‪ ,‬عن أ ب إ سحاق‪ ,‬عن التمي مي‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس‪ :‬أي مؤتنا عل يه‪ .‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬الهي من الم ي‪ ,‬قال‪ :‬القرآن أم ي‬
‫على كل كتاب قبله‪ .‬ورواه عن عكرمة وسعيد بن جبي وماهد وممد بن كعب وعطية والسن‬
‫وقتادة وعطاء الرا سان وال سدي وا بن ز يد ن و ذلك‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪ :‬القرآن أم ي على الك تب‬
‫التقد مة قبله‪ ,‬ف ما واف قه من ها ف هو حق‪ ,‬و ما خال فه من ها ف هو با طل‪ ,‬و عن الوال ب عن ا بن عباس‬
‫{ومهيمنا} أي شهيدا‪ ,‬وكذا قال ماهد وقتادة والسدي‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس {ومهيمنا}‬
‫أي حاكما على ما قبله من الكتب‪ ,‬وهذه القوال كلها متقاربة العن‪ ,‬فإن اسم الهيمن يتضمن هذا‬
‫كله‪ ,‬فهو أمي وشا هد وحاكم على كل كتاب قبله‪ ,‬جعل ال هذا الكتاب العظ يم الذي أنزله آ خر‬
‫الكتب وخاتهاأشلها وأعظمها وأكملها حيث جع فيه ماسن ما قبله‪ ,‬وزاده من الكمالت‪ ,‬ماليس‬
‫ف غيه‪ ,‬فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما علي ها كل ها وتك فل تعال بف ظه بنف سه الكري ة‪ ,‬فقال‬
‫تعال‪{ :‬إنا نن نزلنا الذكر وإنا له لافظون} فأما ما حكاه ابن أب حات عن عكرمة وسعيد بن جبي‬
‫وعطاء الراسان وابن أب نيح عن ماهد‪ ,‬أنم قالوا ف قوله {ومهيمنا عليه} يعن ممدا صلى ال‬
‫عليه وسلم أمي على القرآن فإنه صحيح ف العن‪ ,‬ولكن ف تفسي هذا بذا نظر‪ ,‬وف تنيله عليه من‬

‫‪368‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ح يث العرب ية أيضا ن ظر‪ ,‬وبالملة فال صحيح الول‪ .‬وقال أ بو جع فر بن جر ير ب عد حكاي ته له عن‬
‫ماهد‪ :‬وهذا التأويل بعيد من الفهوم ف كلم العرب‪ ,‬بل هو خ طأ‪ ,‬وذلك أن الهيمن ع طف على‬
‫ال صدق‪ ,‬فل يكون إل صفة ل ا كان ال صدق صفة له‪ ,‬قال‪ :‬ولو كان ال مر ك ما قال ما هد لقال‪:‬‬
‫وأنزل نا إل يك الكتاب بال ق م صدقا ل ا ب ي يد يه من الكتاب‪ ,‬مهيمنا عل يه‪ ,‬يع ن من غ ي ع طف‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فاحكم بينهم با أنزل ال} أي فاحكم يا ممد بي الناس‪ ,‬عربم وعجمهم‪ ,‬أميهم‬
‫وكتابي هم‪ ,‬ب ا أنزل ال إل يك ف هذا الكتاب العظ يم‪ ,‬وب ا قرره لك من ح كم من كان قبلك من‬
‫ال نبياء ول ين سخه ف شر عك‪ ,‬هكذا وج هه ا بن جر ير بعناه‪ ,‬قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا م مد بن‬
‫عمار‪ ,‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ,‬حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسي‪ ,‬عن الكم‪ ,‬عن ماهد‪,‬‬
‫عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم ميا إن شاء حكم بينهم وإن شاء أعرض عنهم‪,‬‬
‫فردهم إل أحكامهم‪ ,‬فنلت {وأن احكم بينهم با أنزل ال ول تتبع أهواءهم} فأمر رسول ال صلى‬
‫ال عليففففه وسففففلم أن يكففففم بينهففففم بافففف ففففف كتابنففففا‪.‬‬
‫وقوله {ول تتبع أهواءهم} أي آراءهم الت اصطلحوا عليها‪ ,‬وتركوا بسببها ما أنزل ال على رسله‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬ول تتبع أهواءهم عما جاءك من الق} أي ل تنصرف عن الق الذي أمرك ال به‬
‫إل أهواء هؤلء الهلة الشقياء‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} قال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد الحر عن يوسف بن أب إسحاق‪ ,‬عن أب إسحاق‪ ,‬عن‬
‫التميمي‪ ,‬عن ابن عباس {لكل جعلنا منكم شرعة} قال‪ :‬سبيلً‪ .‬وحدثنا أبو سعيد‪ ,‬حدثنا وكيع عن‬
‫سفيان‪ ,‬عن أب إسحاق‪ ,‬عن التميمي‪ ,‬عن ابن عباس {ومنهاجا} قال‪ :‬وسنة‪ ,‬كذا روى العوف عن‬
‫ابن عباس {شرعة ومنهاجا} سبيلً وسنة‪ ,‬وكذا روي عن ماهد وعكرمة والسن البصري وقتادة‬
‫والضحاك وال سدي وأ ب إ سحاق ال سبيعي‪ ,‬أن م قالوا ف قوله {شر عة ومنهاجا} أي سبيلً و سنة‪,‬‬
‫و عن ا بن عباس أيضا وما هد‪ ,‬أي وعطاء الرا سان عك سه {شر عة ومنهاجا} أي سنة و سبيلً‪,‬‬
‫والول أن سب‪ ,‬فإن الشر عة و هي الشري عة أيضا هي ما يبتدأ ف يه إل الش يء‪ ,‬وم نه يقال‪ :‬شرع ف‬
‫كذا‪ ,‬أي ابتدأ فيه‪ ,‬كذا الشريعة وهي ما يشرع فيها إل الاء‪ .‬أما النهاج فهو الطريق الواضح السهل‪,‬‬
‫والسفففففففففففففففففففففففففففففففففففنن الطرائق‪.‬‬
‫فتفسي قوله‪{ :‬شرعة ومنهاجا} بالسبيل والسنة أظهر ف الناسبة من العكس‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ث هذا‬
‫إخبار عن المم الختلفة الديان‪ ,‬باعتبار ما بعث ال به رسله الكرام من الشرائع الختلفة ف الحكام‬

‫‪369‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التفقة ف التوحيد‪ ,‬كما ثبت ف صحيح البخاري عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «نن معاشر النبياء إخوة لعلت‪ ,‬ديننا واحد» يعن بذلك التوحيد الذي بعث ال به كل رسول‬
‫أرسله وضمنه كل كتاب أنزله‪ ,‬كما قال تعال {وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل‬
‫إله إل أنا فاعبدون} وقال تعال‪{ :‬ولقد بعثنا ف كل أمة رسولً أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت}‬
‫الَية‪ ,‬وأما الشرائع فمختلفة ف الوامر والنواهي فقد يكون الشيء ف هذه الشريعة حراما‪ ,‬ث يل ف‬
‫الشري عة الخرى‪ ,‬وبالع كس‪ ,‬وخفيفا فيزاد ف الشدة ف هذه دون هذه‪ ,‬وذلك ل ا له تعال ف ذلك‬
‫مففففففن الكمففففففة البالغففففففة‪ ,‬والجففففففة الدامغففففففة‪.‬‬
‫قال سعيد بن أب عروبة عن قتادة‪ :‬قوله {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} يقول‪ :‬سبيلً وسنة‪,‬‬
‫والسنن متلفة‪ ,‬هي ف التوراة شريعة‪ ,‬وف النيل شريعة‪ ,‬وف الفرقان شريعة‪ ,‬يل ال فيها ما يشاء‬
‫ويرم ما يشاء‪ ,‬ليعلم من يطي عه م ن يع صيه‪ ,‬والد ين الذي ل يق بل ال غيه‪ ,‬التوح يد والخلص ل‬
‫الذي جاءت به جيع الرسل عليهم الصلة والسلم‪ ,‬وقيل‪ :‬الخاطب بذه الَية هذه المة ومعناه لكل‬
‫جعل نا القرآن من كم أيت ها ال مة شر عة ومنهاجا‪ ,‬أي هو ل كم كل كم تقتدون به‪ ,‬وحذف الضم ي‬
‫النصفوب فف قوله {لكفل جعلنفا منكفم} أي جعلناه‪ ,‬يعنف القرآن‪ ,‬شرعفة ومنهاجا‪ ,‬أي سفبيلً إل‬
‫القا صد ال صحيحة‪ ,‬و سنة أي طريقا وم سلكا واضحا بينا‪ ,‬هذا مضمون ما حكاه ا بن جر ير عن‬
‫ماهد رحه ال‪ ,‬والصحيح القول الول‪ ,‬ويدل على ذلك قوله تعال بعده {ولو شاء ال لعلكم أمة‬
‫واحدة} فلو كان هذا خطابا لذه ال مة‪ ,‬ل ا صح أن يقول {ولو شاء ال لعل كم أ مة واحدة} و هم‬
‫أمة واحدة‪ ,‬ولكن هذا خطاب لميع المم وإخبار عن قدرته تعال العظيمة‪ ,‬الت لو شاء لمع الناس‬
‫كلهم على دين واحد‪ ,‬وشريعة واحدة‪ ,‬ل ينسخ شيء منها‪ ,‬ولكنه تعال شرع لكل رسول شريعة‬
‫على حدة‪ ,‬ث نسخها أو بعضها برسالة الَخر الذي بعده‪ ,‬حت نسخ الميع با بعث به عبده ورسوله‬
‫ممدا صلى ال عليه وسلم‪ ,‬الذي ابتعثه إل أهل الرض قاطبة‪ ,‬وجعله خات النبياء كلهم‪ ,‬ولذا قال‬
‫ف آتاكفم} أي أنفه تعال شرع الشرائع‬‫تعال‪{ :‬ولو شاء ال لعلكفم أمفة واحدة ولكفن ليبلوكفم فيم ا‬
‫متلفة ليختب عباده فيما شرع لم ويثيبهم أو يعاقبهم على طاعته ومعصيته با فعلوه أو عزموا عليه من‬
‫ففن الكتاب‪.‬‬ ‫فف مف‬ ‫ففم} يعنف‬ ‫ففا آتاكف‬ ‫فف {فيمف‬ ‫ففن كثيف‬ ‫ففد ال بف‬‫ذلك كله‪ .‬وقال عبف‬
‫ث إنه تعال ندبم إل السارعة إل اليات والبادرة إليها‪ ,‬فقال {فاستبقوا اليات} وهي طاعة ال‬
‫واتباع شرعه الذي جعله ناسخا لا قبله‪ ,‬والتصديق بكتابه القرآن الذي هو آخر كتاب أنزله‪ ,‬ث قال‬

‫‪370‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال‪{ :‬إل ال مرجعكم} أي معادكم أيها الناس ومصيكم إليه يوم القيامة {فينبئكم با كنتم فيه‬
‫تتلفون} أي فيخفبكم باف اختلف تم فيفه مفن ال ق‪ ,‬فيجزي ال صادقي ب صدقهم‪ ,‬ويعذب الكافر ين‬
‫الاحدين الكذبي بالق العادلي عنه إل غيه بل دليل ول برهان‪ ,‬بل هم معاندون للباهي القاطعة‪,‬‬
‫وال جج البال غة والدلة الدام غة‪ .‬وقال الضحاك {فا ستبقوا اليات} يع ن أ مة م مد صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪ ,‬والول أظ هر‪ .‬وقوله {وأن اح كم بين هم ب ا أنزل ال ول تت بع أهواء هم} تأك يد ل ا تقدم من‬
‫ال مر بذلك والن هي عن خل فه‪ ,‬ث قال {واحذر هم أن يفتنوك عن ب عض ما أنزل ال إل يك} أي‬
‫واحذر أعداءك اليهود أن يدلسوا عليك الق فيما ينهونه إليك من أمور‪ ,‬فل تغتر بم‪ ,‬فإنم كذبة‬
‫كفرة خونة‪{ ,‬فإن تولوا} أي عما تكم به بينهم من الق وخالفوا شرع ال‪{ ,‬فاعلم أنا يريد ال‬
‫أن ي صيبهم بب عض ذنوب م} أي فاعلم أن ذلك كائن عن قدر ال وحكم ته في هم أن ي صرفهم عن‬
‫الدى لا لم من الذنوب السالفة الت اقتضت إضللم ونكالم‪{ ,‬وإن كثيا من الناس لفاسقون} أي‬
‫إن أكثر الناس خارجون عن طاعة ربم مالفون للحق ناكبون عنه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وما أكثر الناس‬
‫ولو حر صت بؤمن ي}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬وإن ت طع أك ثر من ف الرض يضلوك عن سبيل ال} الَ ية‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق حدثن ممد بن أب ممد مول زيد بن ثابت‪ ,‬حدثن سعيد بن جبي أو‬
‫عكرمة‪ .‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال كعب بن أسد وابن صلوبا وعبد ال بن صوريا وشاس بن قيس‪,‬‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬اذهبوا بنا إل ممد لعلنا نفتنه عن دينه‪ ,‬فأتوه فقالوا‪ :‬يا ممد إنك قد عرفت أنا أحبار‬
‫يهود‪ ,‬وأشراف هم‪ ,‬و ساداتم‪ ,‬وإ نا إن اتبعناك اتبع نا يهود ول يالفو نا‪ ,‬وإن بين نا وب ي قوم نا خ صومة‬
‫فنحاكم هم إل يك‪ ,‬فتق ضي ل نا علي هم‪ ,‬ونؤ من لك ون صدقك‪ ,‬فأ ب ذلك ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪ ,‬فأنزل ال عز و جل في هم {وأن اح كم بين هم ب ا أنزل ال ول تت بع أهواء هم واحذر هم أن‬
‫يفتنوك عفن بعفض مفا أنزل ال إليفك} إل قوله {لقوم يوقنون}‪ ,‬رواه ابفن جريفر وابفن أبف حاتف‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أفحكم الاهلية يبغون ومن أحسن من ال حكما لقوم يوقنون} ينكر تعال على من‬
‫خرج عن حكم ال الحكم الشتمل على كل خي‪ ,‬الناهي عن كل شر وعدل إل ما سواه من الَراء‬
‫والهواء والصفطلحات ال ت وضعهفا الرجال بل م ستند من شري عة ال‪ ,‬ك ما كان أ هل الاهل ية‬
‫يكمون به من الضللت والهالت ماف يضعوناف بآرائ هم وأهوائ هم‪ ,‬وك ما ي كم به التتار من‬
‫ال سياسات اللك ية الأخوذة عن ملك هم جنكزخان الذي و ضع ل م اليا سق‪ ,‬و هو عبارة عن كتاب‬
‫مموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شت‪ :‬من اليهودية والنصرانية واللة السلمية وغيها‪ ,‬وفيها‬

‫‪371‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كث ي من الحكام أخذ ها من مرد نظره وهواه‪ ,‬ف صارت ف بن يه شرعا متبعا يقدمو نه على ال كم‬
‫بكتاب ال و سنة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ف من ف عل ذلك من هم ف هو كا فر ي ب قتاله ح ت‬
‫يرجع إل حكم ال ورسوله‪ ,‬فل يكم سواه ف قليل ول كثي‪ ,‬قال تعال‪{ :‬أفحكم الاهلية يبغون}‬
‫أي يبتغون ويريدون‪ ,‬و عن ح كم ال يعدلون‪{ ,‬و من أح سن من ال حكما لقوم يوقنون} أي و من‬
‫أعدل من ال ف حك مه ل ن ع قل عن ال شر عه‪ ,‬وآ من به‪ ,‬وأي قن وعلم أن ال أح كم الاكم ي‪,‬‬
‫وأرحم بلقه من الوالدة بولدها‪ ,‬فإنه تعال هو العال بكل شيء‪ ,‬القادر على كل شيء‪ ,‬العادل ف‬
‫كفففففففففففففففففففل شيفففففففففففففففففففء‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هلل بن فياض‪ ,‬حدثنا أبو عبيدة الناجي قال‪ :‬سعت السن‬
‫يقول‪ :‬من حكم بغي حكم ال فحكم الاهلية‪ .‬وأخبنا يونس بن عبد العلى قراءة‪ ,‬حدثنا سفيان‬
‫بن عيي نة عن ا بن أ ب ن يح‪ ,‬قال‪ :‬كان طاوس إذا سأله ر جل‪ :‬أف ضل ب ي ولدي ف الن حل ؟ قرأ‬
‫{أفحكم الاهلية يبغون} الَية‪ ,‬وقال الافظ أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن عبد الوهاب بن‬
‫ندة الو طي‪ ,‬حدث نا أ بو اليمان ال كم بن نا فع‪ ,‬أخبنا شع يب بن أ ب حزة‪ ,‬عن ع بد ال بن ع بد‬
‫الرحن بن أب حسي‪ ,‬عن نافع بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«أبغض الناس إل ال عز وجل‪ ,‬من يبتغي ف السلم سنة الاهلية‪ ,‬وطالب دم امرىء بغي حق لييق‬
‫دمفففففه»‪ .‬وروى البخاري عفففففن أبففففف اليمان بإسفففففناده نوه بزيادة‪.‬‬

‫ض َومَن َيَتوَّلهُ ْم مّنكُمْ فَِإنّ ُه‬


‫** يَـأَّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ َل َتتّخِذُوْا الَْيهُو َد وَالنّصَارَىَ َأوْلِيَآ َء َب ْعضُهُمْ َأوْلِيَآ ُء َبعْ ٍ‬
‫شىَ‬ ‫ض يُسَا ِرعُونَ فِيهِ ْم َيقُولُونَ نَخْ َ‬ ‫ِمنْهُمْ إِنّ اللّهَ َل َيهْدِي اْل َقوْمَ الظّالِمِيَ * َفتَرَى الّذِينَ فِي قُلُوِبهِم مّرَ ٌ‬
‫سهِمْ‬ ‫أَن تُ صِيَبنَا دَآئِ َرةٌ َفعَ سَى اللّ هُ أَن يَ ْأتِ يَ بِاْل َفتْ حِ َأوْ َأمْ ٍر مّ ْن عِندِ هِ َفيُ صْبِحُوْا عََلىَ مَآ أَ سَرّواْ فِ يَ َأْنفُ ِ‬
‫نَا ِدمِيَ * َويَقُو ُل الّذِينَ آ َمنُواْ َأهُـؤُل ِء الّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ َجهْدَ َأيْمَاِنهِمْ ِإّنهُمْ لَ َم َعكُمْ َحبِ َطتْ َأعْمَاُلهُمْ‬
‫فرِينَ‬ ‫فبَحُواْ خَاسفففففففففففففففف ِ‬ ‫َفأَصفففففففففففففففف ْ‬
‫ينهى تبارك وتعال عباده الؤمني عن موالة اليهود والنصارى‪ ,‬الذين هم أعداء السلم وأهله ف‬
‫قاتلهم ال ف ث أخب أن بعضهم أولياء بعض‪ ,‬ث تدد وتوعد من يتعاطى ذلك‪ ,‬فقال {ومن يتولم‬
‫منكم فإنه منهم} الَية‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا كثي بن شهاب‪ ,‬حدثنا ممد يعن ابن سعيد بن‬
‫سابق‪ ,‬حدثنا عمرو بن أب قيس عن ساك بن حرب‪ ,‬عن عياض أن عمر أمر أبا موسى الشعري أن‬

‫‪372‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يرفع إليه ما أخذ وما أعطى ف أدي واحد‪ ,‬وكان له كاتب نصران‪ ,‬فرفع إليه ذلك‪ ,‬فعجب عمر‬
‫وقال‪ :‬إن هذا لف يظ‪ ,‬هل أ نت قارىء ل نا كتابا ف ال سجد جاء من الشام ؟ فقال‪ :‬إ نه ل ي ستطيع‪,‬‬
‫فقال عمر‪ :‬أجنب هو ؟ قال‪ :‬ل بل نصران‪ .‬قال‪ :‬فانتهرن وضرب فخذي‪ ,‬ث قال‪ :‬أخرجوه‪ ,‬ث قرأ‬
‫{يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء} الَية‪ ,‬ث قال‪ :‬حدثنا ممد بن السن بن‬
‫ممد بن الصباح‪ ,‬حدثنا عثمان بن عمر‪ ,‬أنبأنا ابن عون عن ممد بن سيين‪ ,‬قال‪ :‬قال عبد ال بن‬
‫عتبة‪ :‬ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو ل يشعر‪ .‬قال‪ :‬فظنناه يريد هذه الَية {يا أيها‬
‫الذين آمنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء} الَية‪ ,‬وحدثنا أبو سعيد الَشج‪ ,‬حدثنا ابن فضيل عن‬
‫عا صم‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس أ نه سئل عن ذبائح ن صارى العرب‪ ,‬فقال‪ :‬كل‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{ومففن يتولمفف منكففم فإنففه منهففم}‪ ,‬وروي عففن أبفف الزناد نوفف ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فترى الذين ف قلوبم مرض} أي شك وريب ونفاق‪ ,‬يسارعون فيهم‪ ,‬أي يبادرون‬
‫إل موالت م ومودت م ف البا طن والظا هر‪{ ,‬يقولون ن شى أن ت صيبنا دائرة} أي يتأولون ف مودت م‬
‫وموالتمف أنمف يشون أن يقفع أمفر مفن ظففر الكافريفن بالسفلمي‪ ,‬فتكون لمف أياد عنفد اليهود‬
‫والن صارى‪ ,‬فينفع هم ذلك‪ .‬ع ند ذلك قال ال تعال‪{ :‬فع سى ال أن يأ ت بالف تح} قال ال سدي‪ :‬يع ن‬
‫ف تح م كة‪ .‬وقال غيه‪ :‬يع ن القضاء والف صل‪{ ,‬أو أ مر من عنده}‪ .‬قال ال سدي‪ :‬يع ن ضرب الز ية‬
‫على اليهود والنصارى‪{ ,‬فيصبحوا} يعن الذين والوا اليهود والنصارى من النافقي {على ما أسروا‬
‫ف أنف سهم} من الوالة‪{ ,‬نادم ي} أي على ما كان من هم م ا ل ي د عن هم شيئا‪ ,‬ول د فع عن هم‬
‫مذورا‪ ,‬بل كان عي الفسدة‪ ,‬فإنم فضحوا وأظهر ال أمرهم ف الدنيا لعباده الؤمني بعد أن كانوا‬
‫مستورين‪ ,‬ل يدرى كيف حالم‪ ,‬فلما انعقدت السباب الفاضحة لم تبي أمرهم لعباد ال الؤمني‪,‬‬
‫فتعجبوا منهفم كيفف كانوا يظهرون أنمف مفن الؤمنيف‪ ,‬ويلفون على ذلك ويتأولون فبان كذبمف‬
‫وافتراؤ هم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ويقول الذ ين آمنوا أهؤلء الذ ين أق سموا بال ج هد أيان م إن م لع كم‬
‫حبطفففففففت أعمالمففففففف فأصفففففففبحوا خاسفففففففرين}‪.‬‬
‫وقد اختلف القرّاء ف هذا الرف فقرأه المهور بإثبات الواو ف قوله {ويقول}‪ ,‬ث منهم من رفع‬
‫ويقول‪ :‬على البتداء‪ ,‬ومنهم من نصب عطفا على قوله {فعسى ال أن يأت بالفتح أو أمر من عنده}‬
‫فتقديره أن يأت وأن يقول وقرأ أهل الدينة {يقول الذين آمنوا} بغي واو‪ ,‬وكذلك هو ف مصاحفهم‬
‫على ما ذكره ابن جرير‪ .‬قال ابن جرير عن ماهد {فعسى ال يأت بالفتح أو أمر من عنده} تقديره‬

‫‪373‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حينئذ {يقول الذين آمنوا أهؤلء الذين أقسموا بال جهد أيانم إنم لعكم حبطت أعمالم فأصبحوا‬
‫خا سرين} واختلف الف سرون ف سبب نزول هذه الَيات الكريات‪ ,‬فذ كر ال سدي أن ا نزلت ف‬
‫رجل ي قال أحده ا لصاحبه بعد وقعة أحد‪ :‬أ ما أ نا فإن ذاهب إل ذلك اليهودي فآوي إليه وأتوّد‬
‫م عه‪ ,‬لعله ينفع ن إذا و قع أ مر أو حدث حادث‪ .‬وقال الَ خر أ ما أ نا فإ ن ذا هب إل فلن الن صران‬
‫بالشام فآوي إل يه وأتن صر م عه‪ ,‬فأنزل ال { يا أي ها الذ ين آمنوا ل تتخذوا اليهود والن صارى أولياء}‬
‫الَيات‪ ,‬وقال عكرمة‪ :‬نزلت ف أب لبابة بن عبد النذر حي بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل‬
‫بنف قريظفة فسفألوه‪ :‬ماذا هفو صفانع بنفا ؟ فأشار بيده إل حلقفه أي أنفه الذبفح‪ ,‬رواه ابفن جريفر‪.‬‬
‫وق يل‪ :‬نزلت ف ع بد ال بن أ ب ا بن سلول‪ ,‬ك ما قال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬حدث نا ا بن‬
‫إدريس قال‪ :‬سعت أب عن عطية بن سعد قال‪ :‬جاء عبادة بن الصامت من بن الارث بن الزرج‬
‫إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يارسول ال‪ ,‬إن ل موال من يهود كثي عددهم‪ ,‬وإن أبرأ‬
‫إل ال ورسوله من وليه يهود‪ ,‬وأتول ال ورسوله‪ ,‬فقال عبد ال بن أب‪ :‬إن رجل أخاف الدوائر ل‬
‫أبرأ من ولية موال‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعبد ال بن أب «يا أبا الباب‪ ,‬ما بلت به‬
‫من ولية يهود على عبادة بن الصامت‪ ,‬فهو لك دونه» قال‪ :‬قد قبلت‪ ,‬فأنزل ال عز وجل {يا أيها‬
‫الذيفففففففن آمنوا ل تتخذوا اليهود والنصفففففففارى أولياء} الَيتيففففففف‪.‬‬
‫ث قال ابن جرير‪ :‬حدثنا هناد‪ ,‬حدثنا يونس بن بكي‪ ,‬حدثنا عثمان بن عبد الرحن عن الزهري‪:‬‬
‫قال‪ :‬لا انزم أهل بدر‪ ,‬قال السلمون لوليائهم من اليهود‪ :‬أسلموا قبل أن يصيبكم ال بيوم مثل يوم‬
‫بدر‪ ,‬فقال مالك بن ال صيف‪ :‬أغر كم أن أ صبتم رهطا من قر يش ل علم ل م بالقتال‪ ,‬أ ما لو أمرر نا‬
‫العزية أن نستجمع عليكم ل يكن لكم يد أن تقاتلونا‪ ,‬فقال عبادة بن الصامت‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن‬
‫أوليائي مفن اليهود كانفت شديدة أنفسفهم كثيا سفلحهم شديدة شوكتهفم‪ ,‬وإنف أبرأ إل ال وإل‬
‫ر سوله من ول ية يهود‪ ,‬ول مول ل إل ال ور سوله‪ ,‬فقال ع بد ال بن أ ب‪ :‬لك ن ل أبرأ من ول ية‬
‫يهود‪ ,‬إن رجل ل بد ل من هم‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يا أبا الباب‪ ,‬أرأيت الذي‬
‫نف ست به من ول ية يهود على عبادة بن ال صامت‪ ,‬ف هو لك دو نه» فقال‪ :‬إذا أق بل‪ ,‬قال‪ :‬فأنزل ال‬
‫{ يا أي ها الذ ين آمنوا ل تتخذوا اليهود والن صارى أولياء ف إل قوله تعال ف وال يع صمك من‬
‫الناس}‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال‪ :‬ممد بن إ سحاق‪ :‬فكانت أول قبيلة من اليهود نقضت ما بينها وب ي رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بنو قينقاع‪ ,‬فحدثن عاصم بن عمر بن قتادة قال‪ :‬فحاصرهم رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم ح ت نزلوا على حك مه‪ ,‬فقام إل يه ع بد ال بن أ ب ا بن سلول ح ي أمك نه ال من هم‪ ,‬فقال‪ :‬يا‬
‫ممد أحسن ف موال وكانوا حلفاء الزرج‪ ,‬قال‪ :‬فأبطأ عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫يا م مد أح سن ف موال‪ ,‬قال‪ :‬فأعرض ع نه‪ .‬قال‪ :‬فأد خل يده ف ج يب درع ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «أرسلن»‪ ,‬وغضب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم حت رأوا لوجهه ظلل‪ ,‬ث قال «ويك أرسلن» قال‪ :‬ل وال ل أرسلك حت تسن ف موال‬
‫أربعمائة حا سر‪ ,‬وثلثائة دارع‪ ,‬قد منعو ن من الح ر وال سود‪ ,‬ت صدن ف غداة واحدة إ ن امرؤ‬
‫أخشى الدوائر‪ ,‬قال‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «هم لك» قال ممد بن إسحاق‪ :‬فحدثن‬
‫أبو إسحاق بن يسار عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت‪ ,‬قال‪ :‬لا حاربت بنو قينقاع رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم تش بث بأمر هم عبد ال بن أ ب‪ ,‬وقام دون م وم شى عبادة بن الصامت إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان أحد بن عوف بن الزرج له من حلفهم مثل الذي لعبد ال بن‬
‫أب‪ ,‬فجعلهم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وتبأ إل ال ورسوله من حلفهم‪ ,‬وقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ ,‬أبرأ إل ال وإل رسفوله مفن حلفهفم‪ ,‬وأتول ال ورسفوله والؤمنيف‪ ,‬وأبرأ مفن حلف الكفار‪,‬‬
‫ووليت هم‪ ,‬فف يه و ف ع بد ال بن أ ب نزلت الَيات ف الائدة { يا أي ها الذ ين آمنوا ل تتخذوا اليهود‬
‫والنصفارى أولياء بعضهفم فف إل قوله فف ومفن يتول ال ورسفوله والذيفن آمنوا فإن حزب ال هفم‬
‫الغالبون}‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ,‬حدثنا يي بن زكريا بن أب زيادة عن ممد بن إسحاق‪,‬‬
‫عن الزهري‪ ,‬عن عروة‪ ,‬عن أسامة بن زيد قال‪ :‬دخلت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم على عبد‬
‫ال بن أب نعوده‪ ,‬فقال له النب صلى ال عليه وسلم «قد كنت أناك عن حب يهود» فقال عبد ال‪:‬‬
‫فقفد أبغضهفم أسفعد بفن زراة فمات‪ ,‬وكذا رواه أبفو داود مفن حديفث ممفد بفن إسفحاق‪.‬‬

‫حبّونَ هُ أَذِّل ٍة عَلَى‬


‫حّبهُ ْم َويُ ِ‬
‫ف َيأْتِي اللّ ُه ِبقَوْ مٍ يُ ِ‬
‫سوْ َ‬
‫** َيَأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُوْا مَن َي ْرتَ ّد مِنكُ ْم عَن دِينِ هِ فَ َ‬
‫الْ ُم ْؤمِنِيَ َأعِ ّزةٍ عَلَى اْلكَافِرِي َن يُجَاهِدُونَ فِي َسبِيلِ اللّ ِه وَلَ يَخَافُو نَ َل ْو َمةَ لئِمٍ ذَلِكَ َفضْلُ اللّ ِه ُي ْؤتِيهِ مَن‬

‫‪375‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل َة َويُ ْؤتُو نَ الزّكَاةَ‬
‫يَشَآءُ وَاللّ ُه وَا سِ ٌع عَلِي مٌ * ِإنّمَا وَِلّيكُ مُ اللّ ُه وَرَ سُولُ ُه وَالّذِي نَ آ َمنُوْا الّذِي َن ُيقِيمُو نَ ال صّ َ‬
‫ف‬
‫ف اْلغَالِبُون َ‬‫ف هُم ُ‬ ‫ف اللّه ِ‬
‫ف ِحزْب َ‬ ‫ف آمَنُواْ فَإِن ّ‬ ‫ف وَرَسفُولَ ُه وَالّذِين َ‬ ‫ف * وَمَفن َيتَوَلّ اللّه َ‬ ‫ف رَاكِعُون َ‬ ‫َوهُم ْ‬
‫يقول تعال مبا عن قدرته العظيمة أنه من تول عن نصرة دينه وإقامة شريعته‪ ,‬فإن ال يستبدل به‬
‫من هو خي لا منه‪ ,‬وأش ّد منعة‪ ,‬وأقوم سبيلً‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإن تتولوا يستبدل قوما غيكم ث ل‬
‫يكونوا أمثال كم}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬إن ي شأ يذهب كم ويأت بلق جد يد و ما ذلك على ال بعز يز}‪ .‬أي‬
‫بمتنع ول صعب‪ .‬وقال تعال ههنا {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه} أي يرجع عن الق‬
‫إل البا طل‪ .‬قال م مد بن ك عب‪ :‬نزلت ف الولة من قر يش‪ .‬وقال ال سن الب صري‪ :‬نزلت ف أ هل‬
‫الردة أيام أب بكر {فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه} قال السن‪ :‬هو وال أبو بكر وأصحابه‪,‬‬
‫رواه ابن أب حات‪ .‬وقال أبو بكر بن أب شيبة‪ :‬سعت أبا بكر بن عياش يقول‪ :‬ف قوله {فسوف يأت‬
‫ال بقوم يبهم ويبونه} هم أ هل القاد سية‪ .‬وقال ليث بن أ ب سليم‪ ,‬عن ماهد‪ :‬هم قوم من سبأ‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا عبد ال بن الجلح عن ممد بن عمرو‪ ,‬عن سال‪,‬‬
‫عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس قوله {فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه} قال‪ :‬ناس من أهل‬
‫اليمففففففن‪ ,‬ثفففففف مففففففن كندة‪ ,‬مففففففن السففففففّكُون‪.‬‬
‫وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن الصفى‪ ,‬حدثنا معاوية يعن ابن حفص‪ ,‬عن أب زياد اللفان‪ ,‬عن‬
‫ممد بن النكدر‪ ,‬عن جابر بن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن قوله {فسوف‬
‫يأت ال بقوم يبهم ويبونه}‪ .‬قال «هؤلء قوم من أهل اليمن‪ ,‬ث من كندة‪ ,‬ث من السكون‪ ,‬ث من‬
‫فففففففففب جدا‪.‬‬ ‫فففففففففث غريف‬ ‫فففففففففب»‪ ,‬وهذا حديف‬ ‫تيف‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عمر بن شبة‪ ,‬حدثنا عبد الصمد يعن ابن عبد الوارث‪ ,‬حدثنا شعبة عن‬
‫ساك‪ ,‬سعت عياضا يدث عن أ ب مو سى الشعري‪ ,‬قال‪ :‬ل ا نزلت {ف سوف يأ ت ال بقوم يب هم‬
‫ويبو نه} قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « هم قوم هذا»‪ .‬ورواه ا بن جر ير من حد يث شع بة‬
‫بنحوه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أذلة على الؤمن ي أعزة على الكافر ين} هذه صفات الؤمن ي الك مل أن يكون‬
‫أحدهم متواضعا لخيه ووليه‪ ,‬متعززا على خصمه وعدوه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ممد رسول ال والذين‬
‫معه أشداء على الكفار رحاء بينهم} وف صفة رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه الضحوك القتال‪,‬‬
‫فهففففففففففففففففففففففففففففو ضحوك لوليائه قتال لعدائه‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله عز وجل {ياهدون ف سبيل ال ول يافون لومة لئم} أي ل يردهم عما هم فيه من طاعة‬
‫ال‪ ,‬وإقامة الدود‪ ,‬وقتال أعدائه‪ ,‬والمر بالعروف‪ ,‬والنهي عن النكر‪ ,‬ل يردهم عن ذلك راد‪ ,‬ول‬
‫يصدهم عنه صاد‪ ,‬ول ييك فيهم لوم لئم‪ ,‬ول عذل عاذل‪ ,‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا‬
‫سلم أبو النذر عن ممد بن واسع‪ ,‬عن عبد ال بن الصامت‪ ,‬عن أب ذر‪ ,‬قال‪ :‬أمرن خليلي صلى‬
‫ال عليه وسلم بسبع‪ :‬أمرن بب الساكي والدنو منهم‪ ,‬وأمرن أن أنظر إل من هو دون‪ ,‬ول أنظر‬
‫إل من هو فو قي‪ ,‬وأمر ن أن أ صل الر حم وإن أدبرت‪ ,‬وأمر ن أن ل أ سأل أحدا شيئا‪ ,‬وأمر ن أن‬
‫أقول الق وإن كان مرا‪ ,‬وأمرن أن ل أخاف ف ال لومة لئم‪ ,‬وأمرن أن أكثر من قول ل حول ول‬
‫قوة إل بال‪ ,‬فإننففففففف مفففففففن كنففففففف تتففففففف العرش‪.‬‬
‫قال البخاري تفرّد ابن البارك بذا الديث‪ ,‬وقد استدل كثي من ذهب من الصوليي والفقهاء إل‬
‫أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا حكي مقررا ول ينسخ‪ ,‬كما هو الشهور عن المهور‪ ,‬وكما حكاه‬
‫الشيخ أبو إسحاق السفرايين عن نص الشافعي‪ ,‬وأكثر الصحاب بذه الَية حيث كان الكم عندنا‬
‫على وفقها ف النايات عند جيع الئمة‪ .‬وقال السن البصري‪ :‬هي عليهم وعلى الناس عامة‪ ,‬رواه‬
‫ابن أب حات‪ :‬وقد حكى الشيخ أبو زكريا النووي ف هذه السألة ثلثة أوجه‪ ,‬ثالثها أن شرع إبراهيم‬
‫حجة دون غيه‪ :‬وصحح منها عدم الجية‪ ,‬نقلها الشيخ أبو إسحاق السفرايين أقوالً عن الشافعي‪,‬‬
‫وأكثففر الصففحاب ورجففح أنففه حجففة عنففد المهور مففن أصففحابنا‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقد حكى المام أبو نصر بن الصباغ رحه ال ف كتابه «الشامل»‪ ,‬إجاع العلماء‪ ,‬على الحتجاج‬
‫بذه الَ ية على ما دلت عل يه‪ ,‬و قد اح تج الئ مة كل هم على أن الر جل يق تل بالرأة بعموم هذه الَ ية‬
‫الكرية‪ ,‬وكذا ورد ف الديث الذي رواه النسائي وغيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب ف‬
‫كتاب عمرو بن حزم «أن الر جل يق تل بالرأة»‪ ,‬و ف الد يث الَ خر «ال سلمون تتكا فأ دماؤ هم»‪,‬‬
‫وهذا قول جهور العلماء‪ ,‬وعن أمي الؤمني علي بن أب طالب أن الرجل إذا قتل الرأة ل يقتل با إل‬
‫أن يدفع وليها إل أوليائه نصف الدية‪ ,‬لن ديتها على النصف من دية الرجل‪ ,‬وإليه ذهب أحد ف‬
‫رواية‪ ,‬وحكي عن السن وعطاء وعثمان البست‪{ ,‬وال واسع عليم} أي واسع الفضل‪ ,‬عليم بن‬
‫يسففففففففففتحق ذلك منفففففففففف يرمففففففففففه إياه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إنا وليكم ال ورسوله والذين آمنوا} أي ليس اليهود بأوليائكم‪ ,‬بل وليتكم راجعة‬
‫إل ال ورسوله والؤمني‪ .‬وقوله {الذين يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة} أي الؤمنون التصفون بذه‬

‫‪377‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صفات من إقام ال صلة ال ت هي أ كب أركان ال سلم‪,‬و هي عبادة ال وحده ل شر يك له وإيتاء‬
‫الزكاة ال ت هي حق الخلوق ي وم ساعدة للمحتاج ي وال ساكي‪ .‬وأ ما قوله {و هم راكعون} ف قد‬
‫توهم بعض الناس أن هذه الملة ف موضع الال من قوله {ويؤتون الزكاة} أي ف حال ركوعهم‪,‬‬
‫ولو كان هذا كذلك‪ ,‬لكان د فع الزكاة ف حال الركوع أف ضل من غيه‪ ,‬ل نه مدوح‪ ,‬ول يس ال مر‬
‫كذلك عند أحد من العلماء من نعلمه من أئمة الفتوى‪ ,‬وحت إن بعضهم ذكر ف هذا أثرا عن علي‬
‫بفن أبف طالب أن هذه الَيفة نزلت فيفه‪ ,‬وذلك أنفه مفر بفه سفائل فف حال ركوعفه فأعطاه خاتهف‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا الربيع بن سليمان الرادي‪ ,‬حدثنا أيوب بن سويد عن عتبة بن أب حكيم‬
‫ف قوله {إنا وليكم ال ورسوله والذين آمنوا} قال‪ :‬هم الؤمنون وعلي بن أب طالب‪ ,‬وحدثنا أبو‬
‫سعيد الشج‪ ,‬حدثنا الفضل بن دكي أبو نعيم الحول‪ ,‬حدثنا موسى بن قيس الضرمي عن سلمة‬
‫بن كهيل‪ ,‬قال‪ :‬تصدق علي باته وهو راكع‪ ,‬فنلت {إنا وليكم ال ورسوله والذين آمنوا الذين‬
‫يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن الارث‪ ,‬حدثنا عبد العزيز‪,‬‬
‫حدثنا غالب بن عبيد ال‪ ,‬سعت ماهدا يقول ف قوله {إنا وليكم ال ورسوله} الَية‪ .‬نزلت ف علي‬
‫بن أب طالب‪ ,‬تصدق وهو راكع‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪ :‬حدثنا عبد الوهاب بن ماهد‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس ف قوله {إنا وليكم ال ورسوله} الَية‪ ,‬نزلت ف علي بن أب طالب‪ ,‬عبد الوهاب بن ماهد ل‬
‫فففففففففففففففففففه‪.‬‬ ‫فففففففففففففففففففج بف‬ ‫يتف‬
‫وروى ا بن مردو يه من طر يق سفيان الثوري‪ ,‬عن أ ب سنان‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪:‬‬
‫كان علي بن أب طالب قائما يصلي‪ ,‬فمر سائل وهو راكع‪ ,‬فأعطاه خاته‪ ,‬فنلت {إنا وليكم ال‬
‫ور سوله} الَ ية‪ ,‬الضحاك ل يلق ا بن عباس‪ .‬وروى ا بن مردو يه أيضا من طر يق م مد بن ال سائب‬
‫الكل ب‪ ,‬وهو متروك‪ ,‬عن أ ب صال‪ ,‬عن ا بن عباس قال‪ :‬خرج ر سول ال صلى ال عليه و سلم إل‬
‫السجد والناس يصلون بي راكع وساجد وقائم وقاعد‪ ,‬وإذا مسكي يسأل‪ ,‬فدخل رسول ال صلى‬
‫ال عليه و سلم‪ ,‬فقال‪« :‬أعطاك أحد شيئا ؟» قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال « من ؟» قال‪ :‬ذلك الر جل القائم‪ .‬قال‬
‫«على أي حال أعطاكه ؟» قال‪ :‬وهو راكع‪ ,‬قال «وذلك علي بن أب طالب»‪ .‬قال‪ ,‬فكب رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ع ند ذلك وهو يقول {و من يتولّ ال ور سوله والذ ين آمنوا فإن حزب ال هم‬
‫الغالبون} وهذا إسففففففففففففففناد ل يُفرح بففففففففففففففه‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث رواه ابن مردويه من حديث علي بن أب طالب رضي ال عنه نفسه‪ ,‬وعمار بن ياسر وأب رافع‪,‬‬
‫ول يس ي صح ش يء من ها بالكل ية لض عف أ سانيدها وجهالة رجال ا‪ ,‬ث روى بإ سناده عن ميمون بن‬
‫مهران‪ ,‬عن ابن عباس ف قوله {إنا وليكم ال ورسوله} نزلت ف الؤمني وعلي بن أب طالب أولم‪,‬‬
‫وقال ا بن جرير‪ :‬حدثنا هناد‪ ,‬حدثنا عبدة عن عبد اللك‪ ,‬عن أب جع فر قال‪ :‬سألته عن هذه الَية‬
‫{إنا وليكم ال ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قلنا‪ :‬من‬
‫الذين آمنوا ؟ قال‪ :‬الذين آمنوا‪ .‬قلنا بلغنا أنا نزلت ف علي بن أب طالب‪ ,‬قال‪ :‬علي من الذين آمنوا‪,‬‬
‫وقال أسباط عن السدي‪ :‬نزلت هذه الَية ف جيع الؤمني‪ ,‬ولكن علي بن أب طالب مر به سائل‬
‫وهففففففو راكففففففع ففففففف السففففففجد‪ ,‬فأعطاه خاتهفففففف‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة الوالب‪ ,‬عن ابن عباس‪ :‬من أسلم فقد تول ال ورسوله والذين آمنوا‪ ,‬رواه‬
‫ا بن جرير‪ ,‬وقد تقدم ف الحاديث ال ت أوردناها أن هذه الَيات كلها نزلت ف عبادة بن الصامت‬
‫رضي ال عنه حي تبأ من حلف اليهود‪ ,‬ورضي بولية ال ورسوله والؤمني‪ ,‬ولذا قال تعال بعد‬
‫هذا كله {ومن يتولّ ال ورسوله والذين آمنوا فإن حزب ال هم الغالبون} كما قال تعال‪{ :‬كتب‬
‫ال لغل ب أنا ور سلي إن ال قوي عز يز‪ ,‬ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الَ خر يوادون من حاد ال‬
‫ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانم أو عشيتم أولئك كتب ف قلوبم اليان وأيدهم‬
‫بروح م نه ويدخل هم جنات تري من تت ها النار خالد ين في ها ر ضي ال عن هم ورضوا ع نه أولئك‬
‫حزب ال أل إن حزب ال هم الفلحون} فكل من رضي بولية ال ورسوله والؤمني‪ ,‬فهو مفلح ف‬
‫الدن يا والَخرة‪ ,‬ومن صور ف الدن يا والَخرة‪ ,‬ولذا قال تعال ف هذه الَ ية الكري ة {و من يتولّ ال‬
‫ورسفففففففوله والذيفففففففن آمنوا فإن حزب ال هفففففففم الغالبون}‪.‬‬

‫ب مِن َقبِْلكُ ْم‬ ‫** يَـأَّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ َل َتتّخِذُوْا الّذِي َن اتّخَذُواْ دِينَكُ ْم هُزُوا وََلعِبا مّ َن الّذِينَ أُوتُوْا الْ ِكتَا َ‬
‫ك بَِأّنهُمْ‬‫لةِ اتّخَذُوهَا هُزُوا وََلعِبا ذَلِ َ‬ ‫صَ‬‫وَالْ ُكفّارَ َأوْلِيَآ َء وَاتّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم ّم ْؤ ِمنِيَ * َوإِذَا نَا َدْيتُمْ إِلَى ال ّ‬
‫َقوْمففففففففففففففففففٌ ّل َي ْعقِلُونففففففففففففففففففَ‬
‫هذا تنفي من موالة أعداء السلم وأهله من الكتابيي والشركي‪ ,‬الذين يتخذون أفضل ما يعمله‬
‫العاملون‪ :‬و هي شرائع ال سلم الطهرة الحك مة‪ ,‬الشتملة على كل خ ي دنيوي وأخروي‪ ,‬يتخذون ا‬

‫‪379‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هزوا يستهزئون با‪ ,‬ولعبا يعتقدون أنا نوع من اللعب ف نظرهم الفاسد‪ ,‬وفكرهم البارد‪ ,‬كما قال‬
‫القائل‪:‬‬
‫وكففففم مففففن عائب قولً صففففحيحاوآفته مففففن الفهففففم السففففقيم‬
‫وقوله تعال‪{ :‬من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار} من ههنا لبيان النس كقوله {فاجتنبوا‬
‫الرجس من الوثان} وقرأ بعضهم‪ :‬والكفار بالفض عطفا‪ ,‬وقرأ آخرون بالنصب على أنه معمول‪,‬‬
‫{ل تتخذوا الذين اتذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} تقديره ول {الكفار‬
‫أولياء} أي ل تتخذوا هؤلء ول هؤلء أولياء‪ ,‬والراد بالكفار ههنا الشركون‪ ,‬وكذلك وقع ف قراءة‬
‫ابن مسعود فيما رواه ابن جرير {ل تتخذوا الذين اتذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب‬
‫فففففففن أشركوا}‪.‬‬ ‫فففففففن الذيف‬ ‫فففففففم ومف‬ ‫فففففففن قبلكف‬ ‫مف‬
‫وقوله {واتقوا ال إن كنتم مؤمني} أي اتقوا ال أن تتخذوا هؤلء العداء لكم ولدينكم أولياء إن‬
‫كن تم مؤمن ي بشرع ال الذي اتذه هؤلء هزوا ولعبا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ل يت خذ الؤمنون الكافر ين‬
‫أولياء من دون الؤمن ي و من يف عل ذلك فل يس من ال ف شي إل أن تتقوا من هم تقاة ويذر كم ال‬
‫نفسففففففففففففففففه وإل ال الصففففففففففففففففي}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإذا ناديتم إل الصلة اتذوها هزوا ولعبا} أي وكذلك إذا أذنتم داعي إل الصلة الت‬
‫هي أفضل العمال لن يعقل ويعلم من ذوي اللباب {اتذوها} أيضا {هزوا ولعبا ذلك بأنم قوم‬
‫ل يعقلون} معانف عبادة ال وشرائعفه‪ ,‬وهذه صففات أتباع الشيطان الذي «إذا سفع الذان أدبر وله‬
‫حصاص‪ ,‬أي ضراط‪ ,‬حت ل يسمع التأذين فإذا قضي التأذين‪ ,‬أقبل فإذا ثوب للصلة أدبر‪ ,‬فإذا قضي‬
‫التثو يب أقبل ح ت ي طر ب ي الرء وقل به‪ ,‬فيقول‪ :‬اذ كر كذا اذ كر كذا‪ ,‬ل ا ل ي كن يذ كر ح ت ي ظل‬
‫الرجل ل يدري كم صلى‪ ,‬فإذا وجد أحدكم ذلك‪ ,‬فليسجد سجدتي قبل السلم» متفق عليه‪ ,‬وقال‬
‫الزهري‪ :‬قد ذكر ال التأذين ف كتابه فقال {وإذا ناديتم إل الصلة اتذوها هزوا ولعبا ذلك بأنم‬
‫ففففففففف‪.‬‬ ‫ففففففففف حاتف‬ ‫فففففففففن أبف‬ ‫قوم ل يعقلون} رواه ابف‬
‫وقال أسباط عن السدي ف قوله {وإذا ناديتم إل الصلة اتذوها هزوا ولعبا} قال‪ :‬كان رجل من‬
‫النصفارى بالدينفة إذا سفع النادي ينادي‪ :‬أشهفد أن ممدا رسفول ال قال‪ :‬حرق الكاذب‪ ,‬فدخلت‬
‫خادمة ليلة من الليال بنار وهو نائم‪ ,‬وأهله نيام‪ ,‬فسقطت شرارة فأحرقت البيت‪ ,‬فاحترق هو وأهله‪,‬‬
‫رواه ابن جرير و ابن أب حات وذكر ممد بن إسحاق بن يسار ف السية أن رسول ال صلى ال‬

‫‪380‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عل يه و سلم د خل الكع بة عام الف تح وم عه بلل‪ ,‬فأمره أن يؤذن‪ ,‬وأ بو سفيان بن حرب وعتاب بن‬
‫أسيد والارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة‪ ,‬فقال عتاب بن أسيد‪ ,‬لقد أكرم ال أسيدا أن ل يكون‬
‫سع هذا في سمع م نه ما يغي ظه‪ ,‬وقال الارث بن هشام‪ :‬أ ما وال لو أعلم أنه م ق لتبع ته‪ ,‬فقال أ بو‬
‫سفيان‪ :‬ل أقول شيئا لو تكلمت لخبت عن هذه الصى‪ ,‬فخرج عليهم النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال «قد علمت الذي قلتم» ث ذكر ذلك لم‪ ,‬فقال الارث وعتاب‪ :‬نشهد أنك رسول ال ما اطلع‬
‫على هذا أحفففففففففد كان معنفففففففففا فنقول‪ :‬أخفففففففففبك‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا روح بن عبادة‪ ,‬حدثنا ابن جريج‪ ,‬أخبنا عبد العزيز بن عبد اللك بن أب‬
‫مذورة أن عبد ال بن مييز أخبه وكان يتيما ف حجر أب مذورة‪ ,‬قال‪ :‬قلت لب مذورة‪ :‬يا عم‬
‫إن خارج إل الشام‪ ,‬وأخشى أن أسأل عن تأذينك‪ ,‬فأخبن أن أبا مذورة قال له‪ :‬نعم‪ ,‬خرجت ف‬
‫نفر وكنا ف ب عض طريق حني مقفل رسول ال صلى ال عليه وسلم من حني‪ ,‬فلقينا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ببعض الطريق‪ ,‬فأذن مؤذن رسول ال صلى ال عليه وسلم بالصلة عند رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فسمعنا صوت الؤذن ونن متنكبون‪ ,‬فصرخنا نكيه ونستهزىء به فسمع‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪ ,‬فأرسل إلي نا إل أن وقفنا ب ي يد يه فقال ر سول ال صلى ال عليه‬
‫وسفلم «أيكفم الذي سفعت صفوته قفد ارتففع» ؟ فأشار القوم كلهفم إلّ وصفدقوا‪ ,‬فأرسفل كلهفم‬
‫وحب سن‪ ,‬وقال « قم فأذن» فق مت ول ش يء أكره إلّ من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ول م ا‬
‫يأمر ن به‪ ,‬فق مت ب ي يدي ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪ ,‬فأل قى عل يّ ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم التأذين هو بنفسه‪ ,‬قال «قل ال أكب ال أكب‪ ,‬أشهد أن ل إله إل ال أشهد أن ل إله إل ال‪,‬‬
‫أشهد أن ممدا رسول ال أشهد أن ممدا رسول ال‪ ,‬حي على الصلة حي على الصلة‪ ,‬حي على‬
‫الفلح حي على الفلح‪ ,‬ال أ كب ال أ كب‪ ,‬ل إله إل ال» ث دعا ن ح ي قض يت التأذ ين فأعطا ن‬
‫صرة فيها شيء من فضة ث وضع يده على ناصية أب مذورة‪ ,‬ث أمَرّها على وجهه‪ ,‬ث بي ثدييه‪ ,‬ث‬
‫على كبده‪ ,‬حت بلغت يد رسول ال صلى ال عليه وسلم سرة أب مذورة‪ ,‬ث قال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم «بارك ال ف يك وبارك عل يك» فقلت‪ :‬يا ر سول ال مر ن بالتأذ ين ب كة‪ ,‬فقال « قد‬
‫أمرتك به»‪ ,‬وذهب كل شيء كان لرسول ال صلى ال عليه وسلم من كراهة‪ ,‬وعاد ذلك كله مبة‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فأذنت معه بالصلة عن أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وأخبن ذلك من أدركت من أهلي من‬

‫‪381‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أدرك أبا مذورة على نو ما أخبن عبد ال بن مييز عن أب مذورة واسه سرة بن معي بن لوذان‪,‬‬
‫أحد مؤذن رسول ال صلى ال عليه وسلم الربعة‪ ,‬وهو مؤذن أهل مكة‪ ,‬وامتدت أيامه رضي ال‬
‫عنفففففففففففففففففففففففففففففففففففففه وأرضاه‪.‬‬

‫ب هَ ْل تَنقِمُونَ ِمنّآ إِلّ أَنْ آمَنّا بِاللّ ِه َومَآ أُن ِزلَ إَِليْنَا َومَآ أُن ِز َل مِن َقبْ ُل َوأَنّ أَ ْكثَرَكُ ْم‬‫** ُق ْل يَـَأهْلَ اْل ِكتَا ِ‬
‫ك َمثُوَب ًة عِندَ اللّ ِه مَن ّلعَنَهُ اللّ ُه َو َغضِبَ عََليْهِ وَ َجعَ َل ِمْنهُ ُم اْلقِرَ َدةَ‬ ‫فَا ِسقُونَ * قُ ْل هَلْ ُأنَّبُئكُ ْم بِشَ ّر مّن ذَلِ َ‬
‫ك شَ ّر ّمكَانا َوأَضَلّ عَن َسوَآ ِء ال سّبِيلِ * َوإِذَا جَآءُوكُ مْ قَاُل َواْ آمَنّا‬ ‫خنَازِي َر َوعَبَدَ الطّاغُو تَ ُأوْلَ ـئِ َ‬ ‫وَالْ َ‬
‫وَقَدْ ّدخَلُوْا بِالْ ُكفْ ِر َوهُ مْ قَدْ خَ َرجُواْ بِ ِه وَاللّ هُ َأعْلَ ُم بِمَا كَانُواْ َي ْكتُمُو نَ * َوتَرَىَ َكثِيا ّمْنهُ مْ يُ سَا ِرعُونَ‬
‫حتَ َلبِئْ سَ مَا كَانُوْا َيعْمَلُو نَ * َلوْ َل َيْنهَاهُ مُ ال ّربّانِيّو َن وَال ْحبَا ُر عَن‬ ‫فِي الِثْ ِم وَالْعُ ْدوَا ِن َوأَكِْلهِ ُم ال سّ ْ‬
‫حتَ َلِبئْسفففَ مَفففا كَانُواْ يَصفففَْنعُونَ‬ ‫ف َوأَكِْلهِمفففُ السفففّ ْ‬ ‫ف ا ِلثْمفف َ‬ ‫َقوِْلهِمفف ُ‬
‫يقول تعال‪ :‬قل يا ممد لؤلء الذين اتذوا دينكم هزوا ولعبا من أهل الكتاب‪{ :‬هل تنقمون منا‬
‫إل أن آمنا بال وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل} أي هل لكم علينا مطعن أو عيب إل هذا ؟ وهذا‬
‫ليس بعيب ول مذمة‪ ,‬فيكون الستثناء منقطعا‪ ,‬كما ف قوله تعال‪{ :‬وما نقموا منهم إل أن يؤمنوا‬
‫بال العزيز الميد}‪ ,‬وكقوله‪{ :‬وما نقموا إل أن أغناهم ال ورسوله من فضله} وف الديث التفق‬
‫عليه «ما ينقم ابن جيل إل أن كان فقيا فأغناه ال»‪ ,‬وقوله {وأن أكثركم فاسقون} معطوف على‬
‫{أن آمنا بال وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل} أي وآمنا بأن أكثركم فاسقون‪ ,‬أي خارجون عن‬
‫الطريففففففففففففففففففق السففففففففففففففففففتقيم‪.‬‬
‫ث قال { قل هل أنبئ كم ب شر من ذلك مثو بة ع ند ال} أي هل أ خبكم ب شر جزاء ع ند ال يوم‬
‫القيامة ما تظنونه بنا ؟ وهم أنتم الذين هم متصفون بذه الصفات الفسرة بقوله {من لعنه ال} أي‬
‫أبعده من رحته {وغضب عليه} أي غضبا ل يرضى بعده أبدا {وجعل منهم القردة والنازير} كما‬
‫تقدم بيانه ف سورة البقرة‪ ,‬وك ما سيأت إيضا حه ف سورة العراف‪ ,‬و قد قال سفيان الثوري‪ ,‬عن‬
‫علقمة بن مرثد‪ ,‬عن الغية بن عبد ال‪ ,‬عن العرور بن سويد‪ ,‬عن ابن مسعود قال‪ :‬سئل رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم عن القردة والناز ير‪ :‬أ هي م ا م سخ ال ؟ فقال «إن ال ل يهلك قوما‪ ,‬أو ل‬
‫يسخ قوما فيجعل لم نسلً ول عقبا‪ ,‬وإن القردة والنازير كانت قبل ذلك» وقد رواه م سلم من‬
‫حديث سفيان الثوري ومسعر‪ ,‬كلها عن مغية بن عبد ال اليشكري به‪ ,‬وقال أبو داود الطيالسي‪:‬‬

‫‪382‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا داود بن أب الفرات‪ ,‬عن ممد بن زيد‪ ,‬عن أب العي العبدي‪ ,‬عن أب الحوص‪ ,‬عن ابن‬
‫مسعود قال‪ :‬سألنا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن القردة والنازير‪ :‬أهي من نسل اليهود ؟ فقال‬
‫«ل إن ال ل يلعن قوما قط فيمسخهم‪ ,‬فكان لم نسل ولكن هذا خلق كان‪ ,‬فلما غضب ال على‬
‫اليهود فمسخهم جعلهم مثلهم»‪ ,‬ورواه أحد من حديث داود بن أب الفرات به‪ ,‬وقال ابن مردويه‪:‬‬
‫حدثنا عبد الباقي‪ ,‬حدثنا أحد بن صال‪ ,‬حدثنا السن بن مبوب‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن الختار عن‬
‫داود بن أ ب ه ند‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «اليات‬
‫مسففخ النفف كمففا مسففخت القردة والنازيففر» هذا حديففث غريففب جدا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وع بد الطاغوت} قرىء‪ :‬و َعبَدَ الطاغو تَ على أ نه ف عل ماض‪ ,‬والطاغوت من صوب‬
‫به‪ ,‬أي وجعل منهم من َعبَ َد الطاغوت‪ ,‬وقرىء‪ :‬وعَبَدَ الطَاغوتِ بالضافة على أن العن وجعل منهم‬
‫خدم الطاغوت‪ ,‬أي خدامه وعبيده‪ ,‬وقرىء‪ :‬وعُبُ َد الطاغو تِ على أنه جع المع عبد وعبيد‪ ,‬وعبد‬
‫مثل ثار وثُمُرْ‪ ,‬حكاها ابن جرير عن العمش‪ ,‬وحكى عن بريدة السلمي أنه كان يقرؤها وعابد‬
‫الطاغوت‪ ,‬وعن أب وابن مسعود‪ :‬وعبدوا‪ ,‬وحكى ابن جرير عن أب جعفر القارىء أنه كان يقرؤها‪:‬‬
‫ت على أنه مفعول ما ل يسم فاعله‪ ,‬ث استبعد معناها‪ ,‬والظاهر أنه ل بعد ف ذلك‪ ,‬لن‬ ‫وعُبِ َد الطاغو ُ‬
‫هذا من باب التعر يض ب م‪ ,‬أي و قد ع بد الطاغوت فيكم وأن تم الذ ين فعلتموه‪ ,‬و كل هذه القراءات‬
‫يرجع معناها إل أنكم يا أهل الكتاب الطاعني ف ديننا والذي هو توحيد ال وإفراده بالعبادات دون‬
‫ما سواه‪ ,‬ك يف ي صدر من كم هذا‪ ,‬وأن تم قد و جد من كم ج يع ما ذ كر ؟ ولذا قال {أولئك شر‬
‫مكانا} أي ما تظنون بنا {وأضل عن سواء السبيل} وهذا من باب استعمال أفعل التفضيل فيما ليس‬
‫ف الطرف الَ خر مشار كة‪ ,‬كقوله عز و جل‪{ :‬أ صحاب ال نة يومئذ خ ي م ستقر وأح سن مقيلً}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به} وهذه صفة النافقي‬
‫من هم أن م ي صانعون الؤمن ي ف الظا هر وقلوب م منطو ية على الك فر‪ ,‬ولذا قال {و قد دخلوا} أي‬
‫عندك يا ممد {بالكفر} أي مستصحبي الكفر ف قلوبم‪ ,‬ث خرجوا وهو كامن فيها ل ينتفعوا با‬
‫قد سعوا م نك من العلم‪ ,‬ول ن عت في هم الوا عظ ول الزوا جر ولذا قال {و هم قد خرجوا به}‬
‫فخ صهم به دون غي هم‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وال أعلم ب ا كانوا يكتمون} أي وال عال ب سرائرهم و ما‬
‫تنطوي عليه ضمائرهم‪ ,‬وإن أظهروا للقه خلف ذلك‪ ,‬وتزينوا با ليس فيهم‪ ,‬فإن ال عال الغيب و‬
‫الشهادة أعلم بم منهم‪ ,‬وسيجزيهم على ذلك أت الزاء وقوله {وترى كثيا منهم يسارعون ف الث‬

‫‪383‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والعدوان وأكلهفم السفحت} أي يبادرون إل ذلك مفن تعاطفي الآثف والحارم والعتداء على الناس‬
‫وأكل هم أموال م بالبا طل‪{ ,‬لبئس ما كانوا يعملون}‪ ,‬أي لبئس الع مل كان عمل هم‪ ,‬وبئس العتداء‬
‫اعتداؤهففففففففففففففففففففففففففففففففففففففم‪.‬‬
‫ف كانوا‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لو ل ينها هم الربانيون والحبار عن قول م الثف وأكل هم ال سحت لبئس م ا‬
‫ي صنعون} يع ن هل كان ينها هم الربانيون والحبار عن تعا طي ذلك‪ ,‬والربانيون هم العلماء العمال‬
‫أرباب الوليات عليهم‪ ,‬والحبار هم العلماء فقط {لبئس ما كانوا يصنعون} يعن من تركهم ذلك‪,‬‬
‫قاله علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ ,‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم قال لؤلء حي ل ينهوا‬
‫ولؤلء ح ي علموا‪ ,‬قال‪ :‬وذلك ال مر كان‪ ,‬قال‪ :‬ويعملون وي صنعون وا حد‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت‪,‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا ابن عطية‪ ,‬حدثنا قيس عن العلء بن السيب‪ ,‬عن خالد بن‬
‫دينار‪ ,‬عفن ابفن عباس‪ ,‬قال‪ :‬مفا فف القرآن آيفة أشفد توبيخا مفن هذه الَيفة {لول ينهاهفم الربانيون‬
‫والحبار عفن قولمف الثف وأكلهفم السفحت لبئس مفا كانوا يصفنعون} قال‪ :‬كذا قرأ وكذا قال‬
‫الضحاك‪ :‬مففا ففف القرآن آيففة أخوف عندي منهففا‪ ,‬إنففا ل ننهىَ‪ ,‬رواه ابففن جريففر‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ ,‬ذكره يونس بن حبيب‪ ,‬حدثنا أبو داود‪ ,‬حدثنا ممد بن مسلم بن أب الوضاح‪,‬‬
‫حدثنا ثابت أبو سعيد المدان قال لقيته بالري فحدث عن يي بن يعمر قال‪ :‬خطب علي بن أب‬
‫طالب فحمد ال وأثن عليه‪ ,‬ث قال‪ :‬أيها الناس إنا هلك من كان قبلكم بركوبم العاصي ول ينههم‬
‫الربانيون والحبار‪ ,‬فلما تادوا ف العاصي أخذتم العقوبات فمروا بالعروف وانوا عن النكر قبل أن‬
‫ينل بكم مثل الذي نزل بم‪ ,‬واعلموا أن المر بالعروف والنهي عن النكر ل يقطع رزقا ول يقرب‬
‫أجلً‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أنبأنا شريك عن أب إسحاق عن النذر بن جرير‪,‬‬
‫عن أب يه‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « ما من قوم يكون ب ي أظهر هم من يع مل‬
‫بالعا صي هم أ عز م نه وأم نع‪ ,‬ول يغيوا إل أ صابم ال م نه بعذاب» تفرد به أح د من هذاالو جه‪,‬‬
‫ورواه أبو داود عن مسدد‪ ,‬عن أب الحوص‪ ,‬عن أب إسحاق‪ ,‬عن النذر بن جرير‪ ,‬عن جرير قال‪:‬‬
‫سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬ما من ر جل يكون ف قوم يع مل في هم بالعا صي‬
‫يقدرون أن يغيوا عل يه‪ ,‬فل يغيون إل أ صابم ال بعقاب ق بل أن يوتوا» و قد رواه ا بن ما جه عن‬
‫علي بن ممد‪ ,‬عن وكيع عن إسرائيل‪ ,‬عن أب إسحاق‪ ,‬عن عبيد ال بن جرير‪ ,‬عن أبيه به‪ ,‬قال‬
‫الافففففظ الزي‪ :‬وهكذا رواه شعبففففة عففففن أبفففف إسففففحاق بففففه‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ف يَشَآ ُء‬ ‫ت الَْيهُو ُد يَدُ اللّ ِه َمغْلُوَل ٌة غُلّ تْ َأيْدِيهِ ْم وَُل ِعنُوْا بِمَا قَالُوْا بَ ْل يَدَا ُه َمبْ سُو َطتَا ِن يُنفِ قُ َكيْ َ‬
‫** وَقَالَ ِ‬
‫ك ُطغْيَانا وَكُفْرا َوأَْل َقيْنَا َبْيَنهُ مُ اْلعَدَا َوةَ وَاْلبَ ْغضَآءَ إِلَ َى َيوْ مِ‬ ‫ك مِن ّربّ َ‬ ‫وََليَزِيدَ نّ َكثِيا مّنْهُم مّآ أُنزِلَ إَِليْ َ‬
‫سعَ ْونَ فِي الرْ ضِ فَ سَادا وَاللّ هُ َل يُحِ بّ الْ ُمفْ سِدِينَ *‬ ‫الْ ِقيَا َمةِ ُكلّمَآ َأوْقَدُوْا نَارا لّ ْلحَرْ بِ َأطْ َفَأهَا اللّ ُه َويَ ْ‬
‫ت النّعِي مِ * وََلوْ أَّنهُ مْ أَقَامُواْ‬ ‫وََلوْ أَ نّ َأهْ َل الْ ِكتَا بِ آ َمنُواْ وَاتّ َق ْواْ َل َكفّ ْرنَا عَْنهُ مْ َسّيئَاِتهِ ْم وَل ْدخَ ْلنَاهُ مْ َجنّا ِ‬
‫الّتوْرَاةَ وَا ِلنْجِي َل َومَآ أُنزِلَ إِلَيهِ ْم مّن ّرّبهِ مْ لكَلُوْا مِن َفوِْقهِ ْم َومِن تَحْ تِ أَرْ ُجِلهِم ّمْنهُ مْ ُأمّ ٌة ّم ْقتَ صِ َدةٌ‬
‫فففففففا َيعْ َملُونففففففففَ‬ ‫وَ َكثِ ٌي ّمْنهُمففففففففْ سففففففففَآءَ مَف‬
‫ي ب تعال عن اليهود ف علي هم لعائن ال التتاب عة إل يوم القيا مة ف بأن م و صفوا ال عز و جل‬
‫وتعال عن قولم علوا كبيا بأنه بيل‪ ,‬كما وصفوه بأنه فقي وهم أغنياء وعبوا عن البخل بأن قالوا‬
‫{يد ال مغلولة}‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عبد ال الطهران‪ ,‬حدثنا حفص بن عمر العدن‪,‬‬
‫حدثنا الكم بن أبان عن عكرمة قال‪ :‬قال ابن عباس {مغلولة} أي بيلة‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة‬
‫عفن ابفن عباس قوله {وقالت اليهود يفد ال مغلولة} قال‪ :‬ل يعنون بذلك أن يفد ال موثقفة‪ ,‬ولكفن‬
‫يقولون‪ :‬بيل يعن أمسك ما عنده تعال ال عن قولم علوا كبيا‪ ,‬وكذا روي عن ماهد وعكرمة‬
‫وقتادة وال سدي والضحاك‪ ,‬وقرأ {ول ت عل يدك مغلولة إل عن قك ول تب سطها كل الب سط فتق عد‬
‫ملوما م سورا} يع ن أ نه ين هى عن الب خل و عن التبذ ير‪ ,‬و هو زيادة النفاق ف غ ي مله‪ ,‬و عب عن‬
‫الب خل بقوله {ول ت عل يدك مغلولة إل عن قك} وهذا هو الذي أراد هؤلء اليهود علي هم لعائن ال‪,‬‬
‫وقد قال عكرمة‪ :‬إنا نزلت ف فنحاص اليهودي‪ ,‬عليه لعنة ال‪ ,‬وقد تقدم أنه الذي قال {إن ال فقي‬
‫ونن أغنياء} فضربه أبو بكر الصديق رضي ال عنه‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثنا ممد بن أب‬
‫ممد عن سعيد أو عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رجل من اليهود يقال له شاس بن قيس إن ربك‬
‫بيل ل ينفق‪ ,‬فأنزل ال {وقالت اليهود يد ال مغلولة غلت أيديهم ولعنوا با قالوا بل يداه مبسوطتان‬
‫ينفق كيف يشاء} وقد ردّ ال عز وجل عليهم ما قالوه وقابلهم فيما اختلقوه وافتروه وائتفكوه‪ ,‬فقال‬
‫{غلت أيديهم ولعنوا با قالوا} وهكذا وقع لم‪ ,‬فإن عندهم من البخل والسد والب والذلة أمر‬
‫عظيم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أم لم نصيب من اللك فإذا ل يؤتون الناس نقيا أم يسدون الناس على ما‬
‫ففة‪.‬‬ ‫ففم الذلة} الَيف‬ ‫ففت عليهف‬ ‫ففة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ضربف‬ ‫ففن فضله} الَيف‬ ‫ففم ال مف‬ ‫آتاهف‬

‫‪385‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال‪ { :‬بل يداه مب سوطتان ين فق ك يف يشاء} أي بل هو الوا سع الف ضل‪ ,‬الز يل العطاء‪,‬‬
‫الذي ما من شيء إل عنده خزائنه‪ ,‬وهو الذي ما بلقه من نعمة فمنه وحده ل شريك له‪ ,‬الذي خلق‬
‫لنا كل شيء ما نتاج إليه‪ ,‬ف ليلنا ونارنا‪ ,‬وحضرنا وسفرنا‪ ,‬وف جيع أحوالنا‪ ,‬كما قال {وآتاكم‬
‫من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة ال ل تصوها إن النسان لظلوم كفار} والَيات ف هذا كثية‪,‬‬
‫وقد قال المام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن هام بن منبه قال‪ :‬هذا ما حدثنا‬
‫أبو هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن يي ال ملى ل يغيضها نفقة سحاء الليل‬
‫والنهار‪ ,‬أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والرض‪ ,‬فإنه ل يغض ما ف يينه ف قال ف‪ :‬وعرشه‬
‫على الاء وفف يده الخرى الفيفض يرففع ويففض‪ .‬وقال ‪ :‬يقول ال تعال‪« :‬أنففق‪ ,‬أنففق عليفك»‬
‫أخرجاه ف ال صحيحي‪ ,‬البخاري ف التوح يد عن علي بن الدي ن‪ ,‬وم سلم ف يه عن م مد بن را فع‪,‬‬
‫كلهافففففففف عففففففففن عبففففففففد الرزاق بففففففففه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليزيدن كثيا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا} أي يكون ما آتاك ال يا‬
‫ممد من النعمة نقمة ف حق أعدائك من اليهود وأشباههم‪ ,‬فكما يزداد به الؤمنون تصديقا وعملً‬
‫صالا وعلما نافعا‪ ,‬يزداد به الكافرون الاسدون لك ولمتك طغيانا‪ ,‬وهو البالغة والجاوزة للحد‬
‫ف الشياء‪ ,‬وكفرا أي تكذيبا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين ل يؤمنون‬
‫ف آذانم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد} وقال تعال‪{ :‬وننل من القرآن ما هو‬
‫شفاء ورح ة للمؤمن ي ول يز يد الظال ي إل خ سارا}‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وألقي نا بين هم العداوة والبغضاء‬
‫إل يوم القيامة} يعن أنه ل تتمع قلوبم بل العداوة واقعة بي فرقهم بعضهم ف بعض دائما‪ ,‬لنم ل‬
‫يتمعون على حق‪ ,‬وقد خالفوك وكذبوك‪ ,‬وقال إبراهيم النخعي‪{ :‬وألقينا بينهم العداوة والبغضاء}‪,‬‬
‫ففف‪.‬‬ ‫ففف حاتف‬ ‫فففن أبف‬ ‫فففن‪ ,‬رواه ابف‬ ‫ففف الديف‬ ‫فففومات والدال فف‬ ‫قال‪ :‬الصف‬
‫وقوله {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها ال} أي كلما عقدوا أسبابا يكيدونك با‪ ,‬وكلما أبرموا‬
‫أمورا ياربونك با‪ ,‬أبطلها ال ورد كيدهم عليهم‪ ,‬وحاق مكرهم السيء بم {ويسعون ف الرض‬
‫ف سادا وال ل ي ب الف سدين} أي من سجيتهم أن م دائما ي سعون ف الف ساد ف الرض‪ ,‬وال ل‬
‫ي ب من هذه صفته‪ ,‬ث قال جل وعل‪{ :‬ولو أن أ هل الكتاب آمنوا واتقوا} أي لو أن م آمنوا بال‬
‫ف عنهفم سفيئاتم ولدخلناهفم جنات‬ ‫ف كانوا يتعاطونفه مفن الآثف والحارم {لكفرن ا‬
‫ورسفوله واتقوا م ا‬
‫النعيم} أي لزلنا عنهم الحذور وأنلناهم القصود‪{ ,‬ولو أنم أقاموا التوراة والنيل وما أنزل إليهم‬

‫‪386‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من رب م} قال ا بن عباس وغيه‪ :‬هو القرآن‪{ ,‬لكلوا من فوق هم و من ت ت أرجل هم} أي لو أن م‬
‫عملوا با ف الكتب الت بأيديهم عن النبياء على ما هي عليه من غي تريف ول تبديل ول تغيي‪,‬‬
‫لقادهم ذلك إل اتباع الق والعمل بقتضى ما بعث ال به ممدا صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فإن كتبهم‬
‫ناطقففففففة بتصففففففديقه والمففففففر باتباعففففففه حتما ل مالة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لكلوا من فوق هم و من ت ت أرجل هم} يع ن بذلك كثرة الرزق النازل علي هم من‬
‫السماء والنابت لم من الرض‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {لكلوا من فوقهم} يعن‬
‫لرسل السماء عليهم مدرارا‪{ ,‬ومن تت أرجلهم} يعن يرج من الرض بركاتا‪ ,‬وكذا قال ماهد‬
‫و سعيد بن جبي وقتادة وال سدي‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ولو أن أ هل القرى آمنوا واتقوا لفتح نا علي هم‬
‫بركات مفففففففففن السفففففففففماء والرض} الَيفففففففففة‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬ظهفر الفسفاد فف الب والبحفر باف كسفبت أيدي الناس} الَيفة‪ ,‬وقال بعضهفم معناه‬
‫{لكلوا من فوقهم ومن تت أرجلهم} يعن من غي كد ول تعب ول شقاء ول عناء‪ .‬وقال ابن‬
‫جرير‪ :‬قال بعضهم‪ :‬معناه لكانوا ف الي كما يقول القائل‪ :‬هو ف الي من فرقه إل قدمه‪ ,‬ث رد هذا‬
‫القول لخالفتفففففففففففففففه أقوال السفففففففففففففففلف‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن أب حات عند قوله {ولو أنم أقاموا التوراة والنيل} حديث علقمة عن صفوان بن‬
‫عمرو‪ ,‬عن عبد الرحن بن جبي بن نفي‪ ,‬عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «يوشك أن‬
‫يرفع العلم» فقال زياد بن لبيد‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬وكيف يرفع العلم وقد قرأنا القرآن وعلمناه أبناءنا ؟‬
‫فقال «ثكلتك أمك يا ابن لبيد إن كنت لراك من أفقه أهل الدينة‪ ,‬أو ليست التوراة والنيل بأيدي‬
‫اليهود والن صارى‪ ,‬ف ما أغ ن عن هم ح ي تركوا أ مر ال» ث قرأ {ولو أن م أقاموا التوراة والن يل}‬
‫هكذا أورده ا بن أ ب حا ت معلقا من أول إ سناده مر سلً ف آخره‪ .‬و قد رواه المام أح د بن حن بل‬
‫ل موصولً‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا العمش عن سال بن أب العد‪ ,‬عن زياد بن لبيد أنه قال‬ ‫متص ً‬
‫ذكر النب صلى ال عليه وسلم شيئا‪ ,‬فقال «وذاك عند ذهاب العلم» قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬وكيف‬
‫يذهفب العلم وننف نقرأ القرآن‪ ,‬ونقرئه أبناءنفا‪ ,‬وأبناؤنفا يقرؤونفه أبناءهفم إل يوم القيامفة ؟ فقال‬
‫«ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد‪ ,‬إن كنت لراك من أفقه رجل بالدينة‪ ,‬أو ليس هذه اليهود والنصارى‬
‫يقرءون التوراة والنيل ول ينتفعون ما فيهما بشيء» هكذا رواه ابن ماجه عن أب بكر بن أب شيبة‪,‬‬
‫عفففففن وكيفففففع بإسفففففناده نوه‪ ,‬هذا إسفففففناد صفففففحيح‪.‬‬

‫‪387‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬منهم أمة مقتصدة وكثي منهم ساء ما يعملون} كقوله {ومن قوم موسى أمة يهدون‬
‫بالق وبه يعدلون} وكقوله عن أتباع عيسى {فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم} الَية‪ ,‬فجعل أعلى‬
‫مقاماتم القتصاد وهو أوسط مقامات هذه المة وفوق ذلك رتبة السابقي‪ ,‬كما ف قوله عز وجل‪:‬‬
‫{ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظال لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق باليات‬
‫بإذن ال ذلك هو الفضل الكبي جنات عدن يدخلونا} الَية‪ ,‬والصحيح أن القسام الثلثة من هذه‬
‫المة كلهم يدخلون النة‪ ,‬وقد قال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد ال بن جعفر‪ ,‬حدثنا أحد بن‬
‫يونس الضب‪ ,‬حدثنا عاصم بن عدي حدثنا أبو معشر‪ ,‬عن يعقوب بن يزيد بن طلحة‪ ,‬عن زيد بن‬
‫أسلم‪ ,‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬كنا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال «تفرقت أمة موسى‬
‫على إحدى و سبعي ملة‪ :‬سبعون من ها ف النار‪ ,‬وواحدة ف ال نة‪ ,‬وتفر قت أ مة عي سى على ثنت ي‬
‫وسبعي ملة‪ :‬واحدة ف النة‪ ,‬وإحدى وسبعون منها ف النار‪ ,‬وتعلو أمت على الفرقتي جيعا واحدة‬
‫ف ال نة‪ ,‬وثنتان و سبعون ف النار» قالوا‪ :‬من هم يا ر سول ال ؟ قال «الماعات الماعات»‪ .‬قال‬
‫يعقوب بن زيد‪ :‬كان علي بن أب طالب إذا حدث بذا الديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫تل فيفه قرآنا‪ ,‬قال {ولو أن أهفل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنفا عنهفم سفيئاتم ولدخلناهفم جنات‬
‫النع يم} إل قوله تعال‪{ :‬من هم أ مة مقت صدة وكث ي من هم ساء ما يعملون} وتل أيضا قوله تعال‪:‬‬
‫{ومن خلقنا أمة يهدون بالق وبه يعدلون} يعن أمة ممد صلى ال عليه وسلم وهذا حديث غريب‬
‫جدا من هذا الوجه وبذا السياق‪ ,‬وحديث افتراق المم إل بضع وسبعي مروي من طرق عديدة‪,‬‬
‫وقففففد ذكرناه ففففف موضففففع آخففففر ول المففففد والنففففة‪.‬‬

‫** يَـَأّيهَا الرّ سُو ُل بَّل ْغ مَآ أُنزِلَ إَِليْ كَ مِن ّربّ كَ َوإِن لّ ْم َت ْفعَلْ َفمَا بَّلغْ تَ رِ سَاَلتَهُ وَاللّ ُه َيعْ صِمُكَ مِ َن‬
‫فففففَ‬ ‫فففففَ اْلكَافِرِينف‬ ‫فففففَ َل َيهْدِي اْلقَوْمف‬ ‫فففففّ اللّهف‬ ‫فففففِ إِنف‬ ‫النّاسف‬
‫يقول تعال ماطبا عبده ورسوله ممدا صلى ال عليه وسلم باسم الرسالة‪ ,‬وآمرا له بإبلغ جيع ما‬
‫أرسله ال به‪ ,‬وقد امتثل عليه أفضل الصلة والسلم ذلك‪ ,‬وقام به أت القيام‪ ,‬قال البخاري عند تفسي‬
‫هذه الَية‪ :‬حدثنا ممد بن يوسف‪ ,‬حدثنا سفيان عن إساعيل‪ ,‬عن الشعب عن مسروق‪ ,‬عن عائشة‬
‫ر ضي ال عن ها‪ ,‬قالت‪ :‬من حد ثك أن ممدا كتم شيئا م ا أنزل ال عل يه ف قد كذب‪ ,‬ال يقول {يا‬
‫أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الَية‪ ,‬هكذا رواه هاهنا متصرا وقد أخرجه ف مواضع من‬

‫‪388‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صحيحه مطولً‪ ,‬وكذا رواه مسلم ف كتاب اليان‪ ,‬والترمذي والنسائي ف كتاب التفسي من سننهما‬
‫من طرق عن عا مر الش عب‪ ,‬عن م سروق بن الجدع‪ ,‬عنها ر ضي ال عن ها‪ ,‬و ف ال صحيحي عنها‬
‫أيضا أنا قالت‪ :‬لو كان ممدا صلى ال عليه وسلم كاتا شيئا من القرآن لكتم هذه الَية {وتفي ف‬
‫نفسففففك مففففا ال مبديففففه وتشففففى الناس وال أحففففق أن تشاه}‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أح د بن من صور الرمادي‪ :‬حدث نا سعيد بن سليمان‪ ,‬حدث نا عباد عن‬
‫هارون بن عنترة‪ ,‬عن أبيه قال‪ :‬كنا عند ابن عباس‪ ,‬فجاء رجل فقال له‪ :‬إن ناسا يأتونا فيخبوننا أن‬
‫عندكفم شيئا ل يبده رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم للناس فقال ابفن عباس‪ :‬أل تعلم أن ال تعال‬
‫قال‪{ :‬يا أي ها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك} وال ما ورث نا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫سوداء ف بيضاء‪ ,‬وهذا إسناد جيد‪ ,‬وهكذا ف صحيح البخاري من رواية أب جحيفة وهب بن عبد‬
‫ال السوائي قال‪ :‬قلت لعلي بن أب طالب رضي ال عنه‪ :‬هل عندكم شيء من الوحي ما ليس ف‬
‫القرآن ؟ فقال‪ :‬ل والذي فلق البفة وبرأ النسفمة‪ ,‬إل فهما يعطيفه ال رجلً فف القرآن ومفا فف هذه‬
‫ال صحيفة‪ ,‬قلت‪ :‬و ما ف هذه ال صحيفة ؟ قال‪ :‬الع قل‪ ,‬وفكاك ال سي‪ ,‬وأن ل يق تل م سلم بكا فر‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬قال الزهري‪ :‬من ال الرسالة وعلى الرسول البلغ وعلينا التسليم‪ ,‬وقد شهدت له‬
‫أمته بإبلغ الر سالة وأداء الما نة‪ ,‬وا ستنطقهم بذلك ف أع ظم الحا فل ف خطب ته يوم ح جة الوداع‪,‬‬
‫وقد كان هناك من أصحابه نو من أربعي ألفا‪ ,‬كما ثبت ف صحيح مسلم عن جابر بن عبد ال أن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال ف خطب ته يومئذ «أي ها الناس إن كم م سؤولون ع ن‪ ,‬ف ما أن تم‬
‫قائلون ؟» قالوا‪ :‬نش هد أ نك قد بل غت وأد يت ون صحت‪ ,‬فج عل ير فع أ صبعه إل ال سماء وينك سها‬
‫إليهم ويقول «اللهم هل بلغت» ؟‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا ابن ني‪ ,‬حدثنا فضيل يعن ابن غزوان‪,‬‬
‫عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف ح جة الوداع‪ « .‬يا أي ها‬
‫الناس» أي يوم هذا ؟ قالوا‪ :‬يوم حرام‪ ,‬قال أي بلد هذا ؟ قالوا‪ :‬بلد حرام‪ ,‬قال أي شهفففر هذا ؟‬
‫قالوا‪ :‬ش هر حرام‪ ,‬قال‪« :‬فإن أموال كم ودماء كم وأعراض كم علي كم حرام كحر مة يوم كم هذا‪ ,‬ف‬
‫بلدكم هذا‪ ,‬ف شهركم هذا» ث أعادها مرارا‪ ,‬ث رفع أصبعه إل السماء فقال «اللهم هل بلغت ؟»‬
‫مرارا‪ .‬قال‪ :‬يقول ا بن عباس‪ :‬وال لو صية إل ر به عز و جل‪ ,‬ث قال «أل فليبلغ الشا هد الغائب‪ :‬ل‬
‫ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» وقد روى البخاري عن علي بن الدين‪ ,‬عن يي‬
‫ففففه نوه‪.‬‬ ‫ففففن غزوان بف‬ ‫ففففل بف‬ ‫ففففن فضيف‬ ‫ففففعيد‪ ,‬عف‬ ‫ففففن سف‬ ‫بف‬

‫‪389‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن ل تفعل فما بلغت رسالته} يعن وإن ل تؤد إل الناس ما أرسلتك به‪ ,‬فما بلغت‬
‫ر سالته‪ ,‬أي و قد علم ما يتر تب على ذلك لو و قع وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {وإن ل‬
‫تف عل ف ما بل غت ر سالته} يع ن إن كت مت آ ية م ا أنزل إل يك من ر بك ل تبلغ ر سالته‪ ,‬قال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا قبيصة بن عقبة‪ ,‬حدثنا سفيان عن رجل‪ ,‬عن ماهد قال‪ :‬لا نزلت {يا أيها‬
‫الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} قال‪ :‬يا رب‪ ,‬كيف أصنع وأنا وحدي يتمعون عل يّ ؟ فنلت‬
‫{وإن ل تفعفل فمفا بلغفت رسفالته} ورواه ابفن جريفر مفن طريفق سففيان وهفو الثوري بفه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وال يعصمك من الناس} أي بلغ أنت رسالت وأنا حافظك وناصرك ومؤيدك على‬
‫أعدائك ومظفرك ب م‪ ,‬فل ت ف ول تزن فلن يصل أ حد من هم إليك ب سوء يؤذيك‪ ,‬وقد كان ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم قبل نزول هذه الَية يرس‪ ,‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا يي قال‪:‬‬
‫سعت عبد ال بن عامر بن ربيعة يدث أن عائشة رضي ال عنها كانت تدث أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم سهر ذات ليلة وهي إل جنبه قالت‪ :‬فقلت ما شأنك يا رسول ال ؟ قال «ليت رجلً‬
‫صالا من أصحاب يرسن الليلة» قالت‪ :‬فبينا أنا على ذلك‪ ,‬إذ سعت صوت السلح‪ ,‬فقال «من‬
‫هذا ؟» فقال‪ :‬أنفا سفعد بفن مالك‪ .‬فقال‪« :‬مفا جاء بفك ؟» قال‪ :‬جئت لحرسفك يفا رسفول ال‪.‬‬
‫قالت‪):‬فسمعت غطيط رسول ال صلى ال عليه وسلم ف نومه‪ ,‬أخرجاه ف الصحيحي من طريق‬
‫يي بن سعيد النصاري به‪ ,‬وف لفظ‪ :‬سهر رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات ليلة مقدمه الدينة‬
‫يعنف على أثفر هجرتفه بعفد دخوله بعائشفة رضفي ال عنهفا‪ ,‬وكان ذلك فف سفنة ثنتيف منهفا‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري‪ ,‬نزيل مصر‪ ,‬حدثنا مسلم بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا‬
‫الارث بن عبيد يع ن أبا قدا مة عن الريري‪ ,‬عن ع بد ال بن شق يق‪ ,‬عن عائ شة قالت‪ :‬كان ال نب‬
‫صلى ال عل يه و سلم يرس ح ت نزلت هذه الَ ية {وال يع صمك من الناس} قالت‪ :‬فأخرج ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم رأسه من القبة وقال «يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمن ال عز وجل» وهكذا‬
‫رواه الترمذي عن عبد بن حيد‪ ,‬وعن نصر بن علي الهضمي‪ ,‬كلها عن مسلم بن إبراهيم به‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬وهذا حديث غريب‪ ,‬وهكذا رواه ابن جرير والاكم ف مستدركه من طريق مسلم بن إبراهيم‬
‫به‪ ,‬قال الاكم‪ :‬صحيح السناد‪ ,‬ول يرجاه‪ ,‬وكذا رواه سعيد بن منصور عن الارث بن عبيد أب‬
‫قدامة عن الريري‪ ,‬عن عبد ال بن شقيق‪ ,‬عن عائشة به‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬وقد روى بعضهم هذا‬
‫عن الريري عن ا بن شق يق‪ ,‬قال‪ :‬كان ال نب صلى ال عل يه و سلم يرس ح ت نزلت هذه الَ ية‪ ,‬ول‬

‫‪390‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يذكر عائشة‪ .‬قلت‪ :‬هكذا رواه ابن جرير من طريق إساعيل بن علية‪ ,‬وابن مردويه من طريق وهيب‪,‬‬
‫كلها عن الريري عن عبد ال بن شقيق مرسلً‪ ,‬وقد روى هذا مرسل عن سعيد بن جبي وممد‬
‫بن كعب القرظي‪ ,‬رواها ابن جرير‪ ,‬والربيع بن أنس‪ ,‬رواه ابن مردويه‪ ,‬ث قال‪ :‬حدثنا سليمان بن‬
‫أحد‪ ,‬حدثنا أحد بن رشدين الصري‪ ,‬حدثنا خالد بن عبد السلم الصدف‪ ,‬حدثنا الفضل بن الختار‬
‫عن عبد ال بن موهب‪ ,‬عن عصمة بن مالك الظمي قال‪ :‬كنا نرس رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بالليل‪ .‬حت نزلت {وال يعصمك من الناس} فترك الرس‪ ,‬حدثنا سليمان بن أحد‪ ,‬حدثنا حد بن‬
‫ممد بن حد أبو نصر الكاتب البغدادي‪ ,‬حدثنا كردوس بن ممد الواسطي‪ ,‬حدثنا يعلى بن عبد‬
‫الرح ن عن فض يل بن مرزوق عن عط ية‪ ,‬عن أ ب سعيد الدري‪ ,‬قال‪ :‬كان العباس عم ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فيمن يرسه‪ ,‬فلما نزلت هذه الَية {وال يعصمك من الناس} ترك رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الرس‪ .‬حدثنا علي بن أب حامد الدين‪ ,‬حدثنا أحد بن ممد بن سعيد‪ ,‬حدثنا‬
‫ممد بن مفضل بن إبراهيم الشعري‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن معاوية بن عمار‪ ,‬حدثنا أب قال‪:‬‬
‫سعت أ با الزب ي ال كي يدث عن جابر بن ع بد ال‪ ,‬قال‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إذا‬
‫خرج بعث معه أبو طالب من يكلؤه حت نزلت {وال يعصمك من الناس} فذهب ليبعث معه‪ ,‬فقال‬
‫«يا عم إن ال قد عصمن ل حاجة ل إل من تبعث» وهذا حديث غريب وفيه نكارة‪ ,‬فإن هذه الَية‬
‫مدنية‪ ,‬وهذا الديث يقتضي أنا مكية‪ ,‬ث قال‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫يي‪ ,‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا عبد الميد المان عن النضر‪ ,‬عن عكرمة عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يرس فكان أ بو طالب ير سل إل يه كل يوم رجالً من ب ن ها شم‬
‫ير سونه ح ت نزلت عل يه هذه الَ ية { يا أي ها الر سول بلغ ما أنزل إل يك من ر بك وإن ل تف عل ف ما‬
‫بلغت رسالته وال يعصمك من الناس} قال‪ :‬فأراد عمه أن يرسل معه من يرسه‪ ,‬فقال‪« :‬إن ال قد‬
‫ع صمن من ال ن وال نس»‪ ,‬ورواه ال طبان عن يعقوب بن غيلن العما ن‪ ,‬عن أ ب كر يب به‪,‬‬
‫وهذا أيضا حديث غريب‪ ,‬والصحيح أن هذه الَية مدنية بل هي من أواخر ما نزل با‪ ,‬وال أعلم‪,‬‬
‫ومن عصمة ال لرسوله‪ ,‬حفظه له من أهل مكة وصناديدها وحسادها ومعانديها ومترفيها‪ ,‬مع شدة‬
‫العداوة والبغضة‪ ,‬ونصب الحاربة له ليلً ونارا‪ ,‬با يلقه ال من السباب العظيمة بقدرته وحكمته‬
‫العظيمة‪ ,‬فصانه ف ابتداء الرسالة بعمه أب طالب إذ كان رئيسا مطاعا كبيا ف قريش‪ ,‬وخلق ال ف‬
‫قل به م بة طبيع ية لر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل شرع ية‪ ,‬ولو كان أ سلم لجترأ عل يه كفار ها‬

‫‪391‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكبار ها‪ ,‬ول كن ل ا كان بي نه وبين هم قدر مشترك ف الك فر هابوه واحترموه‪ ,‬فل ما مات ع مه أ بو‬
‫طالب‪ ,‬نال منه الشركون أذي يسيا‪ ,‬ث قيض ال له النصار فبايعوه على السلم وعلى أن يتحول‬
‫إل دارهم وهي الدينة‪ ,‬فلما صار إليها‪ ,‬منعوه من الحر والسود‪ ,‬وكلما هم أحد من الشركي‬
‫وأ هل الكتاب ب سوء كاده ال‪ ,‬ورد كيده عل يه‪ ,‬ك ما كاده اليهود بال سحر فحماه ال من هم‪ ,‬وأنزل‬
‫عليه سورت العوذتي دواء لذلك الداء‪ ,‬ولا سه اليهود ف ذراع تلك الشاة بيب‪ ,‬أعلمه ال به وحاه‬
‫منفه‪ ,‬ولذا أشباه كثية جدا يطول ذكرهفا‪ ,‬فمفن ذلك ماذكره الفسفرون عنفد هذه الَيفة الكريةف‪:‬‬
‫فقال أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا الارث‪ ,‬حدثنا عبد العزيز‪ ,‬حدثنا أبو معشر عن ممد بن كعب‬
‫القر ظي‪ ,‬وغيه‪ ,‬قالوا‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إذا نزل منلً اختار له أ صحابه شجرة‬
‫ظليلة فيق يل تت ها‪ ,‬فأتاه أعرا ب فاخترط سيفه‪ ,‬ث قال‪ :‬من ين عك م ن ؟ فقال « ال عز و جل»‬
‫فرعدت يد العرا ب و سقط ال سيف م نه‪ ,‬وضرب برأ سه الشجرة ح ت انت ثر دما غه‪ ,‬فأنزل ال عز‬
‫وجل‪{ :‬وال يعصمك من الناس}‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد أحد بن ممد بن يي بن‬
‫سعيد القطان‪ ,‬حدثنا زيد بن الباب‪ ,‬حدثنا موسى بن عبيدة‪ ,‬حدثن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد‬
‫ال الن صاري‪ ,‬قال‪ :‬ل ا غزا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب ن أنار‪ ,‬نزل ذات الرقاع بأعلى ن ل‪,‬‬
‫فبينا هو جالس على رأس بئر قد دل رجليه‪ ,‬فقال غورث بن الارث من بن النجار‪ :‬لقتلن ممدا‪,‬‬
‫فقال له أصفحابه‪ :‬كيفف تقتله ؟ قال‪ :‬أقول له‪ :‬أعطنف سفيفك‪ ,‬فإذا أعطانيفه‪ ,‬قتلتفه بفه‪ ,‬قال‪ :‬فأتاه‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا م مد‪ ,‬أعط ن سيفك أشي مه‪ ,‬فأعطاه إياه‪ ,‬فرعدت يده ح ت سقط ال سيف من يده‪ ,‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «حال ال بينك وبي ما تريد»‪ ,‬فأنزل ال عز وجل‪{ :‬يا أيها الرسول‬
‫بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن ل تف عل ف ما بلغت رسالته وال يع صمك من الناس} وهذا حديث‬
‫غريففب مففن هذا الوجففه‪ ,‬وقصففة غورث بففن الارث مشهورة ففف الصففحيح‪.‬‬
‫وقال أ بو ب كر بن مردو يه‪ :‬حدثنا أبو عمرو بن أح د بن م مد بن إبراه يم‪ ,‬حدثنا م مد بن ع بد‬
‫الوهاب‪ ,‬حدثنا آدم‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن ممد بن عمرو‪ ,‬عن أب سلمة‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫كنا إذا صحبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفر تركنا له أعظم شجرة وأظلها‪ ,‬فينل تتها‪,‬‬
‫فنل ذات يوم ت ت شجرة وعلق سيفه في ها‪ ,‬فجاء ر جل فأخذه‪ ,‬فقال‪ :‬يا م مد من ين عك م ن ؟‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم « ال ينعن منك ضع السيف» فوضعه‪ ,‬فأنزل ال عز وجل‪:‬‬

‫‪392‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وال يعصمك من الناس} وكذا رواه أبو حات بن حبان ف صحيحه عن عبد ال بن ممد‪ ,‬عن‬
‫إسففحاق بففن إبراهيففم‪ ,‬عففن الؤمففل بففن إسففاعيل‪ ,‬عففن حاد بففن سففلمة بففه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬سعت أبا إسرائيل‪ ,‬يعن الشمي‪ ,‬سعت‬
‫جعدة هو ابن خالد بن الصمة الشمي رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم ورأى‬
‫رجلً سينا‪ ,‬فجعل النب صلى ال عليه وسلم يومىء إل بطنه بيده ويقول «لو كان هذا ف غي هذا‪,‬‬
‫لكان خيا لك» قال‪ :‬وأت النب صلى ال عليه وسلم برجل‪ ,‬فقيل‪ :‬هذا أراد أن يقتلك‪ ,‬فقال له النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل ترع ولو أردت ذلك ل يسلطك ال علي»‪ .‬وقوله {إن ال ل يهدي القوم‬
‫الكافر ين} أي بلغ أنفت وال هفو الذي يهدي مفن يشاء ويضفل من يشاء‪ ,‬كمفا قال تعال‪{ :‬ليفس‬
‫عليفك هداهفم ولكفن ال يهدي مفن يشاء} وقال {فإناف عليفك البلغ وعلينفا السفاب}‪.‬‬

‫ستُ ْم عََلىَ شَيْءٍ َحّت َى ُتقِيمُواْ الّتوْرَا َة وَالِنْجِي َل وَمَآ أُنزِلَ إَِلْيكُ ْم مّن ّرّبكُ ْم‬
‫** ُق ْل يَ ـأَهْ َل اْلكِتَا بِ لَ ْ‬
‫س عَلَى اْل َقوْ مِ اْلكَافِرِي نَ * إِ ّن الّذِي نَ‬
‫ل َتأْ َ‬
‫ك ُطغْيَانا وَكُفْرا َف َ‬ ‫ك مِن ّربّ َ‬ ‫وََليَزِيدَ نّ َكثِيا مّْنهُ ْم مّآ ُأنْزِلَ إَِليْ َ‬
‫ف عََلْيهِ مْ‬
‫ى مَ نْ آمَ َن بِاللّ ِه وَاْليَوْ ِم الَخِ ِر وعَمِلَ صَالِحا َفلَ َخوْ ٌ‬ ‫آ َمنُواْ وَالّذِي َن هَادُوْا وَال صّاِبئُو َن وَالنّ صَارَ َ‬
‫ف َيحْ َزنُونففففففففففففففففففَ‬ ‫وَلَ هُمففففففففففففففففف ْ‬
‫يقول تعال‪ :‬قل يا م مد « يا أ هل الكتاب ل ستم على ش يء} أي من الد ين ح ت تقيموا التوراة‬
‫والنيل‪ ,‬أي حت تؤمنوا بميع ما بأيديكم من الكتب النلة من ال على النبياء‪ ,‬وتعملوا با فيها‪,‬‬
‫وما فيها المر باتباع ممد صلى ال عليه وسلم واليان ببعثه‪ ,‬والقتداء بشريعته‪ ,‬ولذا قال ليث بن‬
‫أ ب سليم عن ما هد‪ :‬ف قوله {و ما أنزل إلي كم من رب كم}‪ :‬يع ن القرآن العظ يم‪ ,‬وقوله {وليزيدن‬
‫كثيا من هم ما أنزل إل يك من ر بك طغيانا وكفرا} تقدم تف سيه‪{ ,‬فل تأس على القوم الكافر ين}‬
‫أي فل تزن علي هم‪ ,‬ول يهيدنّك ذلك من هم‪ ,‬ث قال {إن الذ ين آمنوا} و هم ال سلمون‪{ ,‬والذ ين‬
‫هادوا} وهم حلة التوراة‪{ ,‬والصابئون} لا طال الفصل حسن العطف بالرفع‪ ,‬والصابئون طائفة من‬
‫النصارى و الجوس ليس لم دين‪ ,‬قاله ماهد‪ ,‬وعنه‪ :‬من اليهود والجوس‪ ,‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬من‬
‫اليهود والنصفارى‪ ,‬وعفن السفن والكفم‪ :‬إنمف كالجوس‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬هفم قوم يعبدون اللئكفة‪,‬‬
‫ويصفففففففففففففلون إل غيففففففففففففف القبلة‪ ,‬ويقرءون الزبور‪.‬‬

‫‪393‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال وهب بن منبه‪ :‬هم قوم يعرفون ال وحده‪ ,‬وليست لم شريعة يعملون با‪ ,‬ول يدثوا كفرا‪,‬‬
‫وقال ابن وهب‪ :‬أخبن ابن أب الزناد عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬الصابئون هم قوم ما يلي العراق‪ ,‬وهم بكوثى‪,‬‬
‫و هم يؤمنون بال نبيي كل هم‪ ,‬وي صومون كل سنة ثلث ي يوما‪ ,‬وي صلون إل الي من كل يوم خ س‬
‫صلوات‪ ,‬وقيل غي ذلك‪ ,‬وأما النصارى فمعروفون وهم حلة النيل‪ ,‬والقصود أن كل فرقة آمنت‬
‫بال واليوم الَ خر و هو اليعاد والزاء يوم الد ين‪ ,‬وعملت عملً صالا‪ ,‬ول يكون ذلك كذلك ح ت‬
‫يكون موافقا للشريعة الحمدية بعد إرسال صاحبها البعوث إل جيع الثقلي فمن اتصف بذلك فل‬
‫خوف علي هم في ما ي ستقبلونه‪ ,‬ول على ما تركوا وراء ظهور هم‪ ,‬ول هم يزنون‪ ,‬و قد تقدم الكلم‬
‫على نظيتاففف فففف سفففورة البقرة باففف أغنففف عفففن إعادتفففه ههنفففا‪.‬‬

‫ق بَنِ يَ إِ سْرَائِي َل َوأَرْ سَ ْلنَآ إَِلْيهِ مْ رُ ُسلً كُلّمَا جَآ َءهُ مْ رَ سُو ٌل بِمَا َل َت ْهوَىَ َأْنفُ سُهُ ْم‬
‫** َلقَدْ أَ َخ ْذنَا مِيثَا َ‬
‫سُب َواْ أَلّ َتكُو نَ ِفْتَنةٌ َفعَمُوْا وَ صَمّواْ ثُ ّم تَا بَ اللّ ُه عََلْيهِ ْم ثُ ّم عَمُواْ‬
‫فَرِيقا كَ ّذبُوْا وَفَرِيقا َيقْتُلُو نَ * وَحَ ِ‬
‫ففففَ‬ ‫ففففِ ٌي بِمَففففا َيعْمَلُونف‬ ‫ف بَصف‬ ‫ففف ُ‬ ‫ففففْ وَاللّهف‬ ‫ففففَمّواْ َكثِ ٌي ّمْنهُمف‬ ‫وَصف‬
‫يذ كر تعال أ نه أ خذ العهود والواث يق على ب ن إ سرائيل على ال سمع والطا عة ل ولر سوله‪ ,‬فنقضوا‬
‫تلك العهود والواث يق واتبعوا آراء هم وأهواء هم‪ ,‬وقدمو ها على الشرائع‪ ,‬ف ما وافق هم من ها قبلوه و ما‬
‫خالفهفم ردوه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬كلمفا جاءهفم رسفول باف ل توى أنفسفهم فريقا كذبوا وفريقا‬
‫يقتلون وحسبوا أن ل تكون فتنة} أي وحسبوا أن ليترتب لم شر على ما صنعوا‪ ,‬فترتب‪ ,‬وهو أنم‬
‫عموا عن الق وصموا فل يسمعون حقا ول يهتدون إليه‪ ,‬ث تاب ال عليهم‪ ,‬أي ما كانوا فيه‪ ,‬ث‬
‫{عموا و صموا} أي ب عد ذلك‪{ ,‬كثي منهم وال ب صي با يعملون} أي مطلع علي هم وعل يم ب ن‬
‫ففففم‪.‬‬ ‫ففففة منهف‬ ‫ففففتحق الغوايف‬ ‫فففف يسف‬ ‫ففففة منف‬ ‫ففففتحق ا لدايف‬ ‫يسف‬

‫** َلقَدْ َكفَرَ الّذِي نَ قَاُل َواْ إِ نّ اللّ َه ُهوَ الْمَ سِيحُ ابْ ُن مَ ْريَ مَ وَقَا َل الْمَ سِي ُح يَاَبنِ يَ إِ سْرَائِي َل ا ْعبُدُواْ اللّ هَ َربّي‬
‫جّنةَ َو َم ْأوَا ُه النّا ُر َومَا لِلظّالِمِيَ مِ نْ أَن صَارٍ * ّلقَدْ َكفَرَ‬ ‫وَ َرّبكُ مْ ِإنّ ُه مَن يُشْرِ ْك بِاللّ هِ َفقَدْ َحرّ مَ اللّ ُه عَلَي ِه الْ َ‬
‫ث َثلََث ٍة َومَا مِ نْ إِلَـهٍ إِلّ إِلَـ ٌه وَاحِ ٌد َوإِن ّل ْم يَنَتهُوْا عَمّا َيقُولُو نَ َليَمَ سّ ّن الّذِي نَ‬ ‫الّذِي نَ قَاُل َواْ إِ نّ اللّ َه ثَالِ ُ‬
‫ستَ ْغفِرُونَ ُه وَاللّ ُه َغفُورٌ ّرحِيمٌ * مّا الْمَسِي ُح ابْنُ َم ْريَمَ‬ ‫َكفَرُواْ ِمْنهُ ْم عَذَابٌ أَلِيمٌ * أََفلَ َيتُوبُونَ إِلَىَ اللّ ِه َويَ ْ‬

‫‪394‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ت ثُ مّ‬
‫صدّي َقةٌ كَانَا يَأْ ُكلَ نِ ال ّطعَا مَ انْ ُظرْ َكيْ فَ ُنَبيّ نُ َلهُ ُم الَيَا ِ‬
‫إِلّ رَ سُولٌ قَدْ َخلَ تْ مِن َقْبلِ هِ الرّ سُ ُل َوُأمّ هُ ِ‬
‫انْ ُظرْ َأنّ َى ُيؤْفَكُونففففففففففففففففففففففففففففففففففَ‬
‫يقول تعال حاكما بتكف ي فرق الن صارى من اللك ية واليعقوب ية والن سطورية‪ ,‬م ن قال من هم‪ :‬بأن‬
‫السيح هو ال‪ ,‬تعال ال عن قولم وتنه وتقدس علوا كبيا‪ ,‬هذا وقد تقدم لم أن السيح عبد ال‬
‫ورسوله‪ ,‬وكان أول كلمة نطق وهو صغي ف الهد أن قال‪ :‬إن عبد ال‪ ,‬ول يقل أنا ال ول ابن ال‪,‬‬
‫بل قال {إ ن ع بد ال آتا ن الكتاب وجعل ن نبيا} إل أن قال {وإن ال ر ب ورب كم فاعبدوه هذا‬
‫صراط مستقيم} وكذلك قال لم ف حال كهولته ونبوته آمرا لم بعبادة ربه وربم‪ ,‬وحده ل شريك‬
‫له‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وقال ال سيح يا ب ن إ سرائيل اعبدوا ال ر ب ورب كم إ نه من يشرك بال} أي‬
‫فيعبد معه غيه {فقد حرم ال عليه النة ومأواه النار} أي فقد أوجب له النار وحرم عليه النة كما‬
‫قال تعال‪{ :‬إن ال ل يغففر أن يشرك بفه ويغففر مفا دون ذلك لنف يشاء}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬ونادى‬
‫أ صحاب النار أ صحاب ال نة أن أفيضوا علي نا من الاء أو م ا رزق كم ال قالوا إن ال حرمه ما على‬
‫الكافر ين}‪ ,‬و ف ال صحيح أن ال نب صلى ال عل يه و سلم ب عث مناديا ينادي ف الناس‪ :‬إن ال نة ل‬
‫يدخلها إل نفس مسلمة‪ ,‬وف لفظ‪ :‬مؤمنة‪ ,‬وتقدم ف أول سورة النساء عند قوله‪ :‬إن ال ل يغفر أن‬
‫يشرك به‪ ,‬حديث يزيد بن بابنوس عن عائشة‪ :‬الدواوين ثلثة‪ ,‬فذكر منه ديوانا ل يغفره ال‪ ,‬وهو‬
‫الشرك بال‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬و من يشرك بال ف قد حرم ال عل يه ال نة}‪ ,‬والد يث ف م سند أح د‪,‬‬
‫ولذا قال تعال إخبارا عن السيح أنه قال لبن إسرائيل {إنه من يشرك بال فقد حرم ال عليه النة‬
‫ومأواه النار و ما للظال ي من أن صار} أي و ما له ع ند ال نا صر ول مع ي ول من قذ م ا هو ف يه‪.‬‬
‫وقوله {لقفد كففر الذيفن قالوا إن ال ثالث ثلثفة} قال ابفن أبف حاتف‪ :‬حدثنفا علي بفن السفن‬
‫السنجان‪ ,‬حدثنا سعيد بن الكم بن أب مري‪ ,‬حدثنا الفضل‪ ,‬حدثن أبو صخر ف قول ال تعال‬
‫{لقد كفر الذين قالوا إن ال ثالث ثلثة} قال‪ :‬هو قول اليهود عزير ابن ال‪ ,‬وقول النصارى‪ :‬السيح‬
‫ابفن ال‪ ,‬فجعلوا ال ثالث ثلثفة‪ ,‬وهذا قول غريفب فف تفسفي الَيفة أن الراد بذلك طائفتفا اليهود‬
‫والن صارى‪ ,‬وال صحيح أن ا نزلت ف الن صارى خا صة‪ ,‬قاله ما هد وغ ي وا حد‪ ,‬ث اختلفوا ف ذلك‬
‫فقيل‪ :‬الراد بذلك كفارهم ف قولم بالقانيم الثلثة‪ :‬وهو أقنوم الب‪ ,‬وأقنوم البن‪ ,‬وأقنوم الكلمة‬
‫النبثقة من الب إل البن‪ ,‬تعال ال عن قولم علوا كبيا‪ ,‬قال ابن جرير وغيه‪ :‬و الطوائف الثلثة‬

‫‪395‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من اللك ية واليعقوب ية والن سطورية تقول بذه القان يم‪ ,‬و هم متلفون في ها اختلفا متباينا ل يس هذا‬
‫موضففع بسففطه‪ ,‬وكففل فرقففة منهففم تكفففر الخرى‪ ,‬والقفف أن الثلثففة كافرة‪.‬‬
‫وقال السفدي وغيه‪ :‬نزلت فف جعلهفم السفيح وأمفه إليف مفع ال‪ ,‬فجعلوا ال ثالث ثلثفة بذا‬
‫العتبار‪ ,‬قال السدي‪ :‬وهي كقوله تعال ف آخر السورة {وإذ قال ال يا عيسى ابن مري أأنت قلت‬
‫للناس اتذون وأمي إلي من دون ال قال سبحانك} الَية‪ ,‬وهذا القول هو الظهر ف وال أعلم ف‬
‫قال ال تعال‪{ :‬و ما من إله إل إله وا حد} أي ل يس متعددا بل هو وحده ل شر يك له‪ ,‬إله ج يع‬
‫الكائنات وسائر الوجودات‪ ,‬ث قال تعال متوعدا لم ومتهددا {وإن ل ينتهوا عما يقولون} أي من‬
‫هذا الفتراء والكذب {ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم} أي ف الَخرة من الغلل والنكال‪,‬‬
‫ثف قال {أفل يتوبون إل ال ويسفتغفرونه وال غفور رحيفم} وهذا مفن كرمفه تعال وجوده ولطففه‬
‫ورح ته بل قه مع هذا الذ نب العظ يم‪ ,‬وهذا الفتراء والكذب وال فك‪ ,‬يدعو هم إل التو بة والغفرة‪,‬‬
‫فكففففففففل مففففففففن تاب إليففففففففه تاب عليففففففففه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ما السيح ابن مري إل رسول قد خلت من قبله الرسل} أي له سوية أمثاله من سائر‬
‫الرسلي التقدمي عليه‪ ,‬وأنه عبد من عباد ال ورسول من رسله الكرام‪ ,‬كما قال {إن هو إل عبد‬
‫أنعمنا عليه وجعلناه مثل لبن إسرائيل}‪ .‬وقوله {وأمه صدّيقة} أي مؤمنة به مصدقة له‪ ,‬وهذا أعلى‬
‫مقاماتا‪ ,‬فدل على أنا ليست بنبية كما زعمه ابن حزم وغيه من ذهب إل نبوة سارة أم إسحاق‪,‬‬
‫ونبوة أم موسى‪ ,‬ونبوة أم عيسى‪ ,‬استدل ًل منهم بطاب اللئكة لسارة ومري‪ ,‬وبقوله {وأوحينا إل‬
‫أم مو سى أن أرضع يه} وهذا مع ن النبوة‪ ,‬والذي عل يه المهور أن ال ل يب عث نبيا إل من الرجال‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬و ما أر سلنا قبلك إل رجا ًل نو حي إلي هم من أ هل القرى} و قد ح كى الش يخ أ بو‬
‫السففففففففففففن الشعري رحهفففففففففففف ال الجاع على ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬كا نا يأكلن الطعام} أي يتاجان إل التغذ ية به‪ ,‬وإل خرو جه منه ما‪ ,‬فه ما عبدان‬
‫كسفائر الناس‪ ,‬وليسفا بإليف كمفا زعمفت فرق النصفارى الهلة‪ ,‬عليهفم لعائن ال التتابعفة إل يوم‬
‫القيامة‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬انظر كيف نبي لم الَيات} أي نوضحها ونظهرها {ث انظر أن يؤفكون}‬
‫أي ث انظر بعد هذا البيان والوضوح واللء أين يذهبون‪ ,‬وبأي قول يتمسكون‪ ,‬وإل أي مذهب من‬
‫الضلل يذهبون‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ضرّا وَلَ َنفْعا وَاللّ ُه ُهوَ ال سّمِي ُع اْلعَلِي مُ * ُق ْل يَـَأهْلَ‬‫** ُقلْ َأتَ ْعبُدُو َن مِن دُو نِ اللّ ِه مَا لَ يَمْلِ كُ َلكُ مْ َ‬
‫ضلّواْ مِن َقبْ ُل َوأَضَلّواْ َكثِيا وَضَلّوْا عَن‬ ‫الْ ِكتَابِ َل َتغْلُواْ فِي دِينِكُ ْم َغيْ َر الْحَ قّ وَلَ َتّتِبعُ َواْ أَ ْهوَآءَ َقوْمٍ قَدْ َ‬
‫فبِيلِ‬
‫فوَآءِ السففففففففففففففففف ّ‬ ‫سففففففففففففففففف َ‬
‫يقول تعال منكرا على من عبد غيه من الصنام والنداد والوثان‪ ,‬ومبينا له أنا ل ت ستحق شيئا‬
‫من اللية‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬قل} أي يا ممد لؤلء العابدين غي ال من سائر فرق بن آدم ودخل ف‬
‫ذلك الن صارى وغيهم {أتعبدون من دون ال ما ليلك ل كم ضرا ول نفعا} أي ل يقدر على د فع‬
‫ضر عنكم ول إيصال نفع إليكم‪{ ,‬وال هو السميع العليم} أي السميع لقوال عباده‪ ,‬العليم بكل‬
‫شيء‪ ,‬فلم عدلتم عنه إل عبادة جاد ل يسمع ول يبصر ول يعلم شيئا ول يلك ضرا ول نفعا لغيه‬
‫ول لنفسه ؟ ث قال {قل يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم غي الق} أي ل تاوزوا الد ف اتباع‬
‫ال ق ول تطروا من أمر ت بتعظي مه فتبالغوا ف يه ح ت ترجوه عن ح يز النبوة إل مقام الل ية‪ ,‬ك ما‬
‫صنعتم ف السيح وهو نب من النبياء فجعلتموه إلا من دون ال‪ ,‬وما ذاك إل لقتدائكم بشيوخكم‪,‬‬
‫شيوخ الضلل الذيفن هفم سفلفكم منف ضفل قديا‪{ ,‬وأضلوا كثيا وضلوا عفن سفواء السفبيل} أي‬
‫وخرجوا عفففن طريفففق السفففتقامة والعتدال إل طريفففق الغوايفففة والضلل‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحن‪ ,‬حدثنا عبد ال بن أب جعفر عن أبيه‪,‬‬
‫عن الربيع بن أنس‪ ,‬قال‪ :‬وقد كان قائم قام عليهم فأخذ بالكتاب والسنة زمانا‪ ,‬فأتاه الشيطان فقال‪:‬‬
‫إنا تركت أثرا أو أمرا قد عمل قبلك‪ ,‬فل تمد عليه‪ ,‬ولكن ابتدع أمرا من قبل نفسك‪ ,‬وادع إليه‬
‫وأجب الناس عليه‪ ,‬ففعل ث ادّكرَ بعد فعله زمانا‪ ,‬فأراد أن يتوب منه‪ ,‬فخلع سلطانه وملكه‪ ,‬وأراد أن‬
‫يتع بد‪ ,‬فل بث ف عباد ته أياما‪ ,‬فأ ت فق يل له‪ :‬لو أ نك ت بت من خطيئة عملتها فيما بي نك وب ي ربك‬
‫عسى أن يتاب عليك‪ ,‬ولكن ضل فلن وفلن وفلن ف سبيلك حت فارقوا الدنيا وهم على الضللة‪,‬‬
‫فكيف لك بداهم فل توبة لك أبدا‪ ,‬ففيه سعنا وف أشباهه هذه الَية {يا أهل الكتاب ل تغلوا ف‬
‫دين كم غ ي ال ق ول تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من ق بل وأضلوا كثيا وضلوا عن سواء ال سبيل}‬

‫صوْا وّكَانُوْا‬ ‫ك بِمَا عَ َ‬ ‫** ُلعِ َن الّذِي نَ َكفَرُوْا مِن َبنِ يَ إِ سْرَائِيلَ عََلىَ لِ سَانِ دَاوُو َد َوعِي سَى ابْ ِن مَ ْريَ مَ ذَلِ َ‬
‫َيعْتَدُونَ * كَانُواْ َل َيتَنَا َهوْ َن عَن مّنكَرٍ َفعَلُوهُ َلِبئْسَ مَا كَانُواْ َي ْفعَلُونَ * تَرَىَ َكثِيا مّْنهُ ْم َيَتوَّلوْ َن الّذِينَ‬

‫‪397‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سهُمْ أَن سَخِطَ اللّ هُ عََلْيهِ مْ وَفِي اْلعَذَا بِ هُ مْ خَالِدُو نَ * وََلوْ كَانُوا‬ ‫َكفَرُواْ َلِبئْ سَ مَا َق ّدمَ تْ َلهُ مْ أَنفُ ُ‬
‫فقُونَ‬‫ف فَاس ِ‬‫ف َأوِْليَآءَ وَلَـفكِنّ َكثِيا ّمْنهُم ْ‬‫خذُوهُم ْ‬ ‫ف مَفا اتّ َ‬
‫ف وَمَفا ُأنْزِلَ إَِليْه ِ‬ ‫ف بِال والّنبِي ّ‬ ‫ُيؤْ ِمنُون َ‬
‫يب تعال أنه لعن الكافرين من بن إسرائيل من دهر طويل فيما أنزله على داود نبيه عليه السلم‪,‬‬
‫وعلى لسان عيسى ابن مري‪ ,‬بسبب عصيانم ل واعتدائهم على خلقه قال العوف‪ ,‬عن ابن عباس‪:‬‬
‫لعنوا ف التوراة والنيل وف الزبور وف الفرقان‪ ,‬ث بي حالم فيما كانوا يعتمدونه ف زمانم‪ ,‬فقال‬
‫تعال {كانوا ل يتناهون عن من كر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} أي كان ل ين هى أ حد من هم أحدا‬
‫عن ارتكاب الآث والحارم‪ ,‬ث ذمهم على ذلك ليحذر أن يرتكب مثل الذي ارتكبوه‪ ,‬فقال‪{ :‬لبئس‬
‫ما كانوا يفعلون}‪ ,‬وقال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا يزيد‪ .‬حدثنا شريك بن عبد ال عن علي بن‬
‫بذية‪ ,‬عن أب عبيدة‪ ,‬عن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لا وقعت بنو إسرائيل‬
‫فف العاصفي‪ ,‬نتهفم علماؤهفم فلم ينتهوا‪ :‬فجالسفوهم فف مالسفهم » قال يزيفد‪ :‬وأحسفبه قال‪:‬‬
‫«وأ سواقهم‪ ,‬وواكلو هم وشاربو هم‪ ,‬فضرب ال قلوب بعض هم بب عض‪ ,‬ولعن هم على ل سان داود‬
‫وعي سى ا بن مر ي‪{ ,‬ذلك ب ا ع صوا وكان يعتدون} وكان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم متكئا‪,‬‬
‫فجلس فقال «ل والذي نفسففففي بيده حتفففف تأطروهففففم على القفففف أطرا»‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد النفيلي‪ ,‬حدثنا يونس بن راشد عن علي بن بذية‪ ,‬عن أب‬
‫عبيدة‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن أول ما دخل النقص‬
‫على بن إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول‪ :‬يا هذا اتق ال ودع ما تصنع‪ ,‬فإنه ل يل لك‪ ,‬ث‬
‫يلقاه مفن الغفد فل ينعفه ذلك أن يكون أكيله وشريبفه وقعيده‪ ,‬فلمفا فعلوا ذلك ضرب ال قلوب‬
‫بعضهم ببعض ف ث قال ف‪{ :‬لعن الذين كفروا من بن إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مري}‬
‫إل قوله {فاسقون} ف ث قال ف‪ :‬كل وال لتأمرن بالعروف ولتنهون عن النكر‪ ,‬ولتأخذن على يد‬
‫الظال‪ ,‬ولتأطرنه على الق أطرا‪ ,‬أو تقصرنه على الق قصرا»‪ ,‬وكذا رواه الترمذي وابن ماجه من‬
‫طر يق علي بن بذي ة به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن غر يب‪ ,‬ث رواه هو وا بن ما جه عن بندار‪ ,‬عن ا بن‬
‫مهدي‪ ,‬عففن سفففيان‪ ,‬عففن علي بففن بذيةفف‪ ,‬عففن أبفف عففبيدة مرسففلً‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬وهارون بن إسحاق المدان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن‬
‫بن ممد الحارب عن العلء بن السيب‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو بن مرة‪ ,‬عن سال الفطس‪ ,‬عن ابن‬
‫أ ب عبيدة‪ ,‬عن ع بد ال بن م سعود قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إن الر جل من ب ن‬

‫‪398‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إ سرائيل كان إذا رأى أخاه على الذ نب ناه ع نه تعذيرا‪ ,‬فإذا كان من ال غد ل ين عه ما رأى م نه‪ ,‬أن‬
‫يكون أكيله وخليطه وشريكه» وف حديث هارون «وشريبه»‪ ,‬ث اتفقا ف الت «فلما رأى ال ذلك‬
‫من هم ضرب قلوب بعض هم على ب عض‪ ,‬ولعن هم على ل سان نبيهم داود وعي سى ا بن مر ي‪ ,‬ذلك ب ا‬
‫عصفوا وكانوا يعتدون» ثف قال رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم «والذي نفسفي بيده‪ ,‬لتأمرن‬
‫بالعروف‪ ,‬ولتنهون عن الن كر‪ ,‬ولتأخذن على يد ال سيء‪ ,‬ولتأطر نه على ال ق أطرا‪ ,‬أو ليضر بن ال‬
‫قلوب بعض كم على ب عض‪ ,‬أو ليلعن كم ك ما لعن كم» وال سياق ل ب سعيد‪ ,‬كذا قال ف روا ية هذا‬
‫الديفث‪ ,‬وقفد رواه أبفو داود أيضا عفن خلف بفن هشام‪ ,‬عفن أبف شهاب الياط‪ ,‬عفن العلء بفن‬
‫ال سيب‪ ,‬عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن سال و هو ا بن عجلن الف طس‪ ,‬عن أ ب عبيدة بن ع بد ال بن‬
‫مسعود‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه‪ ,‬ث قال أبو داود‪ :‬كذا رواه خالد عن العلء‪,‬‬
‫عن عمرو بن مرة به‪ ,‬ورواه الحارب عن العلء بن السيب‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو بن مرة‪ ,‬عن سال‬
‫الفطس‪ ,‬عن أب عبيدة عن عبد ال‪ ,‬قال شيخنا الافظ أبو الجاج الزي‪ :‬وقد رواه خالد بن عبد‬
‫ال الواسففطي عففن العلء بففن السففيب‪,‬عففن عمرو بففن مرة‪ ,‬عففن أبفف موسففى‪.‬‬
‫والحاديث ف المر بالعروف والنهي عن النكر كثية جدا‪ ,‬ولنذكر منها ما يناسب هذا القام‪ ,‬قد‬
‫تقدم حديث جابر عند قوله {لول ينهاهم الربانيون والحبار} وسيأت عند قوله {يا أيها الذين آمنوا‬
‫عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم} حديث أب بكر الصديق وأب ثعلبة الشن‪ ,‬فقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا سليمان الاشي‪ ,‬أنبأنا إساعيل بن جعفر‪ ,‬أخبن عمرو بن أب عمرو عن عبد ال‬
‫بن ع بد الرح ن الشهلي‪ ,‬عن حذي فة بن اليمان أن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال «والذي نف سي‬
‫بيده‪ ,‬لتأمرن بالعروف‪ ,‬ولتنهون عفن النكفر‪ ,‬أو ليوشكفن ال أن يبعفث عليكفم عقابا مفن عنده‪ ,‬ثف‬
‫لتدعنه فل يستجيب لكم»‪ ,‬ورواه الترمذي عن علي بن حجر عن إساعيل بن جعفر به‪ ,‬وقال‪ :‬هذا‬
‫حديث حسن‪ .‬وقال أبو عبد ال ممد بن يزيد بن ماجه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا معاوية‬
‫بن هشام عن هشام بن سعد‪ ,‬عن عمرو بن عثمان‪ ,‬عن عاصم بن عمر بن عثمان‪ ,‬عن عروة‪ ,‬عن‬
‫عائشة قالت‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «مروا بالعروف‪ ,‬وانوا عن النكر‪ ,‬قبل أن‬
‫تدعوا فل يسفففففتجاب لكفففففم» تفرد بفففففه‪ ,‬وعاصفففففم هذا مهول‪.‬‬
‫و ف ال صحيح من طر يق الع مش عن إ ساعيل بن رجاء عن أب يه‪ ,‬عن أ ب سعيد‪ ,‬و عن ق يس بن‬
‫مسلم‪ ,‬عن طارق بن شهاب‪ ,‬عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من‬

‫‪399‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رأى منكم منكرا فليغيه بيده‪ ,‬فإن ل يستطع فبلسانه‪ ,‬فإن ل يستطع فبقلبه‪ ,‬وذلك أضعف اليان»‬
‫رواه مسلم‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ابن ني‪ ,‬حدثنا سيف هو ابن أب سليمان‪ ,‬سعت عدي بن‬
‫عدي الكندي يدث عن ماهد قال‪ :‬حدثن مول لنا أنه سع جدي يعن عدي بن عمية رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬يقول‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول «إن ال ل يعذب العامة بعمل الاصة حت يروا‬
‫الن كر ب ي ظهراني هم و هم قادرون على أن ينكروه فل ينكرو نه‪ ,‬فإذا فعلوا ذلك‪ ,‬عذب ال الا صة‬
‫والعامة»‪ ,‬ث رواه أحد عن أحد بن الجاج‪ ,‬عن عبد ال بن البارك‪ ,‬عن سيف بن أب سليمان‪ ,‬عن‬
‫عي سى بن عدي الكندي‪ ,‬حدث ن مول ل نا أ نه سع جدي يقول‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسفففلم يقول‪ ,‬فذكره‪ ,‬هكذا رواه المام أحدففف مفففن هذيفففن الوجهيففف‪.‬‬
‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا أبو العلء‪ ,‬حدثنا أبو بكر‪ ,‬حدثنا الغية بن زياد الوصلي عن عدي بن عدي‪,‬‬
‫عن العرس يع ن ا بن عمية‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال «إذا عملت الطيئة ف الرض كان‬
‫من شهدها فكرهها‪ ,‬ف وقال مرة فأنكرها ف كان كمن غاب عنها‪ ,‬ومن غاب عنها فرضيها كان‬
‫كمن شهدها» تفرد به أبو داود‪ ,‬ث رواه عن أحد بن يونس‪ ,‬عن ابن شهاب‪ ,‬عن مغية بن زياد‪,‬‬
‫عن عدي بن عدي مرسلً‪ .‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب وحفص بن عمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫شع بة وهذا لف ظه‪ ,‬عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن أ ب البحتري قال‪ :‬أ خبن من سع ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬وقال سليمان‪ ,‬حدثن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال «لن يهلك الناس حت يعذروا أو يعذروا من أنفسهم»‪ .‬وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا عمران بن‬
‫موسى‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد‪ ,‬حدثنا علي بن زيد بن جدعان‪ ,‬عن أب نضرة‪ ,‬عن أب سعيد الدري‬
‫أن رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم قام خطيبا‪ ,‬فكان فيمفا قال «أل ل ينعفن رجلً هيبفة الناس أن‬
‫يقول القفف إذا علمففه»‪ .‬قال‪ :‬فبكففى أبففو سففعيد‪ ,‬وقال‪ :‬قففد وال رأينففا أشياء فهبنففا‪.‬‬
‫و ف حد يث إ سرائيل عن عط ية عن أ ب سعيد قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أف ضل‬
‫الهاد كل مة حق ع ند سلطان جائر»و رواه أ بو داود والترمذي وا بن ما جه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن‬
‫غريب من هذا الوجه‪ .‬وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا راشد بن سعيد الرملي‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ,‬حدثنا‬
‫حاد بن سلمة عن أب غالب‪ ,‬عن أب أمامة‪ :‬قال‪ :‬عرض لرسول ال صلى ال عليه وسلم رجل عند‬
‫المرة الول‪ ,‬فقال‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬أي الهاد أف ضل ؟ ف سكت ع نه‪ ,‬فل ما ر مى المرة الثان ية سأله‬
‫فسكت عنه‪ ,‬فلما رمى جرة العقبة ووضع رجله ف الغرز ليكب قال «أين السائل ؟» قال‪ :‬أنا يا‬

‫‪400‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف أبفو‬
‫رسفول ال‪ .‬قال «كل مة حق تقال ع ند ذي سفلطان جائر» تفرد بفه‪ .‬وقال ا بن ماجفه‪ :‬حدثن ا‬
‫كريب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن ني وأبو معاوية عن العمش‪ ,‬عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن أب البحتري عن أب‬
‫سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل يقر أحدكم نفسه» قالوا يا رسول ال‪ :‬كيف‬
‫يقر أحدنا نفسه ؟ قال «يرى أمر ال فيه مقال ث ل يقول فيه‪ ,‬فيقول ال له يوم القيامة‪ :‬ما منعك أن‬
‫تقول ف كذا وكذا وكذا ؟ فيقول‪ :‬خشية الناس‪ ,‬فيقول‪ :‬فإياي كنت أحق أن تشى» تفرد به‪ ,‬وقال‬
‫أيضا‪ :‬حدث نا علي بن م مد‪ ,‬حدث نا م مد بن فض يل‪ ,‬حدث نا ي ي بن سعيد‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن‬
‫عبدالرحن أبو طوالة‪ ,‬حدثنا نار العبدي أنه سع أبا سعيد الدري يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم يقول‪ :‬إن ال ي سأل الع بد يوم القيا مة ح ت يقول‪ :‬ما من عك إذا رأ يت الن كر أن تنكره ؟‬
‫فإذا ل قن ال عبدا حج ته قال‪ :‬يا رب رجو تك وفر قت الناس» تفرد به أيضا ا بن ما جه‪ ,‬وإ سناده ل‬
‫بأس بفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عمرو بن عاصم عن حاد بن سلمة‪ ,‬عن علي بن زيد‪ ,‬عن السن‪ ,‬عن‬
‫جندب‪ ,‬عن حذيفة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «ل ينبغي لسلم أن يذل نفسه» قيل‪ :‬وكيف‬
‫يذل نفسه ؟ قال «يتعرض من البلء لا ل يطيق»‪ ,‬وكذا رواه الترمذي وابن ماجه جيعا عن ممد بن‬
‫بشار‪ ,‬عن عمرو بن عاصم به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح غريب‪ .‬وقال ابن ماجه‪:‬‬
‫حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي‪ ,‬حدثنا زيد بن يي بن عبيد الزاعي‪ ,‬حدثنا اليثم بن حيد‪ ,‬حدثنا‬
‫أ بو مع بد ح فص بن غيلن الرعي ن عن مكحول‪ ,‬عن أ نس بن مالك قال‪ :‬ق يل‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬م ت‬
‫يترك المر بالعروف‪ ,‬والنهي عن النكر ؟ قال «إذا ظهر فيكم ما ظهر ف المم قبلكم» قلنا يا رسول‬
‫ال وما ظهر ف المم قبلنا ؟ قال «اللك ف صغاركم والفاحشة ف كباركم والعلم ف رذالكم» قال‬
‫زيد‪ :‬تفسي معن قول النب صلى ال عليه وسلم والعلم ف رذالكم إذا كان العلم ف الفساق‪ ,‬تفرد به‬
‫ابن ماجة‪ ,‬وسيأت ف حديث أب ثعلبة عند قوله {ل يضركم من ضل إذا اهتديتم} شاهد لذا‪ ,‬إن‬
‫شاء ال تعال وبففففففففففففففففه الثقففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ترى كثيا منهفم يتولون الذيفن كفروا} قال ماهفد‪ :‬يعنف بذلك النافقيف‪ .‬وقوله‬
‫{لبئس ما قدمت لم أنفسهم} يعن بذلك موالتم للكافرين‪ ,‬وتركهم موالة الؤمني الت أعقبتهم‬
‫نفاقا ف قلوب م‪ ,‬وأ سخطت ال علي هم سخطا م ستمرا إل يوم معاد هم‪ ,‬ولذا قال {أن سخط ال‬
‫عليهم} وفسر بذلك ما ذمهم به‪ ,‬ث أخب عنهم أنم {وف العذاب هم خالدون} يعن يوم القيامة‪.‬‬

‫‪401‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا هشام بن عمار‪ ,‬حدث نا م سلم بن علي عن الع مش بإ سناد‬
‫ذكره‪ ,‬قال « يا مع شر ال سلمي‪ ,‬إيا كم والز نا‪ ,‬فإن ف يه ست خ صال‪ :‬ثلثا ف الدن يا‪ ,‬وثلثا ف‬
‫الَخرة‪ ,‬فأما الت ف الدنيا فإنه يذهب البهاء‪ ,‬ويورث الفقر‪ ,‬وينقص العمر‪ ,‬وأما الت ف الَخرة فإنه‬
‫يو جب سخط الرب‪ ,‬و سوء ال ساب‪ ,‬واللود ف النار»‪ ,‬ث تل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫{لبئس ما قدمت لم أنفسهم أن سخط ال عليهم وف العذاب هم خالدون} هكذا ذكره ابن أب‬
‫حاتفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪.‬‬
‫وقد رواه ابن مردويه من طريق هشام بن عمار عن مسلمة‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن شقيق‪ ,‬عن حذيفة‪,‬‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم فذكره‪ ,‬وساقه أيضا من طريق سعيد بن غفي عن مسلمة‪ ,‬عن أب عبد‬
‫الرحن الكو ف‪ ,‬عن الع مش‪ ,‬عن شق يق‪ ,‬عن حذي فة‪ ,‬عن ال نب صلى ال عليه وسلم فذ كر مثله‪,‬‬
‫وهذا حديففففففففث ضعيففففففففف على كففففففففل حال‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولو كانوا يؤمنون بال والنفب ومفا أنزل إليفه مفا اتذوهفم أولياء} أي لو آمنوا حفق‬
‫اليان بال والرسول والقرآن لا ارتكبوا ما ارتكبوه من موالة الكافرين ف الباطن‪ ,‬ومعاداة الؤمني‬
‫بال والنب وما أنزل إليه‪{ ,‬ولكن كثيا منهم فاسقون} أي خارجون عن طاعة ال ورسوله‪ ,‬مالفون‬
‫فففففففففففففففففففففففففففففففففه وتنيله‪.‬‬ ‫لَيات وحيف‬

‫جدَ نّ أَ ْق َرَبهُ مْ ّم َو ّدةً ّللّذِي نَ آ َمنُوْا‬


‫جدَ نّ َأشَ ّد النّا سِ عَدَا َوةً لّلّذِي نَ آ َمنُوْا اْلَيهُو َد وَالّذِي نَ َأشْرَكُواْ وََلتَ ِ‬ ‫** َلتَ ِ‬
‫ستَ ْكبِرُونَ * َوإِذَا سَ ِمعُواْ مَآ أُن ِزلَ‬ ‫ي وَ ُر ْهبَانا َوَأّنهُ مْ َل يَ ْ‬
‫ك ِبأَ نّ ِمْنهُ مْ قِ سّيسِ َ‬ ‫الّذِي نَ قَاُل َواْ إِنّا نَ صَارَىَ ذَلِ َ‬
‫إِلَى الرّسُولِ َترَىَ َأعُْيَنهُ ْم َتفِيضُ مِنَ ال ّدمْ ِع مِمّا عَرَفُوْا مِنَ الْحَ ّق َيقُولُونَ َرّبنَآ آمَنّا فَا ْكتُْبنَا مَعَ الشّاهِدِينَ‬
‫ح ّق َونَطْمَ عُ أَن يُ ْدخَِلنَا َرّبنَا مَ َع اْل َقوْ ِم ال صّالِحِيَ * َفَأثَاَبهُ مُ‬ ‫* َومَا َلنَا لَ ُنؤْمِ ُن بِاللّ ِه َومَا جَآ َءنَا مِ َن الْ َ‬
‫سنِيَ * وَالّذِي نَ َكفَرُواْ‬ ‫حِتهَا الْنهَارُ خَالِدِي نَ فِيهَا َوذَلِ كَ جَزَآ ُء الْمُحْ ِ‬ ‫جرِي مِن َت ْ‬ ‫ت تَ ْ‬
‫اللّ ُه بِمَا قَالُواْ َجنّا ٍ‬
‫ففففففِ‬ ‫ب الْجَحِيمف‬ ‫ففففففْحَا ُ‬ ‫ففففففئِكَ أَصف‬ ‫وَكَ ّذبُوْا بِآيَاتِنَففففففآ ُأوْلَـف‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬نزلت هذه الَيات ف النجا شي وأ صحابه الذ ين ح ي تل‬
‫عليهم جعفر بن أب طالب بالبشة القرآن‪ ,‬بكوا حت أخضلوا لاهم‪ ,‬وهذا القول فيه نظر‪ ,‬لن هذه‬
‫الَية مدنية‪ ,‬وقصة جعفر مع النجاشي قبل الجرة‪ .‬وقال سعيد بن جبي والسدي وغيها‪ :‬نزلت ف‬
‫و فد بعث هم النجا شي إل ال نب صلى ال عل يه و سلم لي سمعوا كل مه ويروا صفاته‪ ,‬فل ما رأوه وقرأ‬

‫‪402‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليهم القرآن أسلموا وبكوا وخشعوا‪ ,‬ث رجعوا إل)النجاشي فأخبوه‪ .‬قال السدي‪ :‬فهاجر النجاشي‬
‫فمات بالطريق‪ .‬وهذا من أفراد السدي‪ ,‬فإن النجاشي مات وهو ملك البشة‪ ,‬وصلى عليه النب صلى‬
‫ال عليه وسلم يوم مات‪ ,‬وأخب به أصحابه‪ ,‬وأخب أنه مات بأرض البشة‪ .‬ث اختلف ف عدة هذا‬
‫الوفد‪ ,‬فقيل‪ :‬اثنا عشر‪ :‬سبعة قساوسة وخسة رهابي‪ .‬وقيل‪ :‬بالعكس‪ .‬وقيل‪ :‬خسون‪ .‬وقيل‪ :‬بضع‬
‫وستون‪ .‬وق يل‪ :‬سبعون رجلً‪ ,‬فال أعلم وقال عطاء بن أ ب رباح‪ :‬هم قوم من أهل البشة أسلموا‬
‫ح ي قدم علي هم مهاجرة الب شة من ال سلمي وقال قتادة‪ :‬هم قوم كانوا على د ين ع يس ا بن مر ي‪,‬‬
‫فل ما رأوا ال سلمي‪ ,‬و سعوا القرآن أ سلموا ول يتلعثموا‪ ,‬واختار ا بن جر ير أن هذه الَيات نزلت ف‬
‫فففا‪.‬‬ ‫فففة أو غيهف‬ ‫فففن البشف‬ ‫فففواء كانوا مف‬ ‫فففة‪ ,‬سف‬ ‫ففففة أقوام بذه الثابف‬ ‫صف‬
‫فقوله تعال‪{ :‬لتجد نّ أ شد الناس عداوة للذ ين آمنوا اليهود والذ ين أشركوا} ما ذاك إل لن ك فر‬
‫اليهود كففر عناد وجحود ومباهتفة للحفق وغمفط للناس وتنقفص بملة العلم‪ ,‬ولذا قتلوا كثيا مفن‬
‫النبياء حت هوا بقتل رسول ال صلى ال عليه وسلم غي مرة‪ ,‬وسوه وسحروه‪ ,‬وألبوا عليه أشباههم‬
‫من الشركي عليهم لعائن ال التتابعة إل يوم القيامة‪ .‬قال الافظ أبو بكر بن مردويه عند تفسي هذه‬
‫الَية‪ :‬حدثنا أحد بن ممد بن السري‪ ,‬حدثنا ممد بن علي بن حبيب الرقي‪ ,‬حدثنا علي بن سعيد‬
‫العلف‪ ,‬حدثنا أبو النضر عن الشجعي‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن يي بن عبد ال‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ماخل يهودي بسلم قط إل ه ّم بقتله»‪ ,‬ث رواه عن ممد‬
‫بن أحد بن إسحاق العسكري‪ ,‬حدثنا أحد بن أيو ب الهوازي‪ ,‬حدثنا فرج بن عبيد‪ ,‬حدثنا عباد‬
‫بن العوام عن ي ي بن ع بد ال‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫فب جدا‪.‬‬ ‫فث غريف‬ ‫فه بقتله»‪ ,‬وهذا حديف‬ ‫فلم إل حدث نفسف‬ ‫«ماخل يهودي بسف‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولتجدن أقربمف مودة للذيفن آمنوا الذيفن قالوا إنفا نصفارى} أي الذيفن زعموا أنمف‬
‫نصارى من أتباع السيح وعلى منهاج إنيله فيهم مودة للسلم وأهله ف الملة‪ ,‬وما ذاك إل لا ف‬
‫قلوب م إذ كانوا على د ين ال سيح من الر قة والرأ فة‪ ,‬ك ما قال تعال {وجعل نا ف قلوب الذ ين اتبعوه‬
‫رأفة ورحة ورهبانية} وف كتابم‪ :‬من ضربك على خدك الين فأدر له خدك اليسر‪ .‬وليس القتال‬
‫مشروعا فف ملتهفم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ذلك بأن منهفم قسفيسي ورهبانا وأنمف ل يسفتكبون} أي‬
‫يو جد في هم الق سيسون و هم خطباؤ هم وعلماؤ هم‪ ,‬واحد هم ق سيس و قس أيضا‪ ,‬و قد ي مع على‬
‫ق سوس‪ ,‬والرهبان ج ع را هب‪ ,‬و هو العا بد‪ ,‬مش تق من الره بة‪ ,‬و هي الوف‪ ,‬كرا كب وركبان‪,‬‬

‫‪403‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وفر سان‪ .‬قال ا بن جر ير‪ :‬و قد يكون الرهبان واحدا وج عه رهاب ي‪ ,‬م ثل قربان وقراب ي‪ ,‬وجردان‬
‫وجراديفن‪ ,‬وقفد يمفع على رهابنفة‪ ,‬ومفن الدليفل على أنفه يكون عنفد العرب واحدا قول الشاعفر‪:‬‬
‫لو عاينفففففت رهبان ديفففففر فففففف القلللندر الرهبان يشفففففي ونزل‬
‫وقال الا فظ أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا ب شر بن آدم‪ .‬حدث نا ن صي بن أ ب الش عث‪ ,‬حدث ن ال صلت‬
‫الدهان عفن جاثةف بفن رئاب‪ ,‬قال‪ :‬سفألت سفلمان عفن قول ال تعال {ذلك بأن منهفم قسفيسي‬
‫ورهبانا} فقال‪ :‬دع الق سيسي ف الب يع والرب‪ ,‬أقرأ ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ذلك بأن‬
‫منهم صديقي ورهبانا»‪ ,‬وكذا رواه ابن مردويه من طريق يي بن عبد الميد الان عن نضي بن‬
‫زياد الطائي‪ ,‬عن صلت الدهان‪ ,‬عن جاثة بن رئاب‪ ,‬عن سلمان به‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬ذكره أب‪,‬‬
‫حدثنا يي بن عبد الميد الان‪ ,‬حدثنا نضي بن زياد الطائي‪ ,‬حدثنا صلت الدهان عن جاثة بن‬
‫رئاب قال‪ :‬سعت سلمان وسئل عن قوله {ذلك بأن منهم قسيسي ورهبانا} فقال هم الرهبان الذين‬
‫هم ف الصوامع والرب فدعوهم فيها‪ ,‬قال سلمان‪ :‬وقرأت على النب صلى ال عليه وسلم {ذلك‬
‫بأن منهفم قسفيسي} فأقرأنف «ذلك بأن منهفم صفديقي ورهبانا» فقوله {ذلك بأن منهفم قسفيسي‬
‫ورهبانا وأنم ل يستكبون} تضمن وصفهم بأن فيهم العلم والعبادة والتواضع‪ ,‬ث وصفهم بالنقياد‬
‫لل حق واتبا عه والن صاف‪ ,‬فقال {وإذا سعوا ما أنزل إل الر سول ترى أعين هم تف يض من الد مع م ا‬
‫عرفوا من الق} أي ما عندهم من البشارة ببعثة ممد صلى ال عليه وسلم {يقولون ربنا آمنا فاكتبنا‬
‫مفففع الشاهديفففن} أي مفففع مفففن يشهفففد بصفففحة هذا ويؤمفففن بفففه‪.‬‬
‫وقد روى النسائي عن عمرو بن علي الفلس‪ ,‬عن عمر بن علي بن مقدم‪ ,‬عن هشام بن عروة‪ ,‬عن‬
‫أبيه‪ ,‬عن عبد ال بن الزبي قال‪ :‬نزلت هذه الَية ف النجاشي وف أصحابه {وإذا سعوا ما أنزل إل‬
‫الر سول ترى أعين هم تف يض من الد مع م ا عرفوا من ال ق يقولون رب نا آم نا فاكتب نا مع الشاهد ين}‬
‫وروى ابن أب حات وابن مردويه والاكم ف مستدركه من طريق ساك‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‬
‫ف قوله {فاكتبنا مع الشاهدين} أي مع ممد صلى ال عليه وسلم وأمته هم الشاهدون‪ ,‬يشهدون‬
‫لنبيهم صلى ال عليه وسلم أنه قد بلغ‪ ,‬وللرسل أنم قد بلغوا‪ ,‬ث قال الاكم‪ :‬صحيح السناد‪ ,‬ول‬
‫يرجاه‪.‬‬
‫وقال ال طبان‪ ,‬حدث نا أ بو شبيل ع بد ال بن ع بد الرح ن بن وا قد‪ ,‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدث نا العباس بن‬
‫الفضل عن عبد البار بن نافع الضب‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬وجعفر بن إياس عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‬

‫‪404‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف قول ال تعال‪{ :‬وإذا سعوا ما أنزل إل الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع} قال‪ :‬إن م كانوا‬
‫كرابي يعن فلحي‪ ,‬قدموا مع جعفر بن أب طالب من البشة‪ ,‬فلما قرأ رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عليهم القرآن‪ ,‬آمنوا وفاضت أعينهم‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لعلكم إذا رجعتم‬
‫إل أرضكم انتقلتم إل دينكم» فقالوا‪ :‬لن ننتقل عن ديننا‪ ,‬فأنزل ال ذلك من قولم {ومالنا ل نؤمن‬
‫بال وما جاءنا من الق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالي} وهذا الصنف من النصارى هم‬
‫الذكورون ف قوله تعال‪{ :‬وإن من أ هل الكتاب ل ن يؤ من بال و ما أنزل إلي كم و ما أنزل إلي هم‬
‫خاشعي ل} الَية‪ ,‬وهم الذين قال ال فيهم {الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا‬
‫يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمي} إل قوله {ل نبتغي الاهلي}‬
‫ولذا قال تعال هه نا‪{ :‬فأثاب م ال ب ا قالوا جنات تري من تت ها النار} أي فجزا هم على إيان م‬
‫وتصديقهم واعترافهم بال ق {جنات تري من تتها النار خالدين في ها} أي ماكث ي في ها أبدا ل‬
‫يولون ول يزولون {وذلك جزاء الحسني} أي ف اتباعهم الق وانقيادهم له حيث كان وأين كان‬
‫ومفع مفن كان‪ ,‬ثف أخفب عفن حال الشقياء فقال {والذيفن كفروا وكذبوا بآياتنفا} أي جحدوا باف‬
‫ففا‪.‬‬ ‫ففا والداخلون فيهف‬ ‫ففم أهلهف‬ ‫ففم} أي هف‬ ‫ففحاب الحيف‬ ‫ففا‪{ ,‬أولئك أصف‬ ‫وخالفوهف‬

‫ب الْ ُمعْتَدِي نَ *‬
‫ت مَآ أَحَلّ اللّ هُ َلكُ ْم وَ َل َتعْتَ ُد َواْ إِ نّ اللّ هَ َل يُحِ ّ‬
‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل تُحَ ّرمُوْا طَّيبَا ِ‬
‫ف ُم ْؤ ِمنُونففَ‬ ‫ف الّذِيففَ أَنتُففم بِهف ِ‬ ‫وَكُلُواْ مِمّففا َرزََقكُمففُ اللّهففُ َحلَلً طَيّبا وَاّتقُواْ اللّهف َ‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬نزلت هذه الَية ف رهط من أصحاب النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬قالوا‪ :‬نقطع مذاكينا‪ ,‬ونترك شهوات الدنيا‪ ,‬ونسيح ف الرض كما يفعل الرهبان‪ ,‬فبلغ ذلك‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأرسل إليهم فذكر لم ذلك‪ ,‬فقالوا‪ :‬نعم‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫«لكن أصوم وأفطر‪ ,‬وأصلي‪ ,‬وأنام‪ ,‬وأنكح النساء‪ ,‬فمن أخذ بسنت فهو من‪ ,‬ومن ل يأخذ بسنت‬
‫فليس م ن» رواه ا بن أ ب حات‪ ,‬وروى ا بن مردويه من طريق العو ف عن ا بن عباس ن و ذلك‪ ,‬و ف‬
‫الصحيحي عن عائشة رضي ال عنها أن ناسا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم سألوا‬
‫أزواج ال نب صلى ال عل يه و سلم عن عمله ف ال سر فقال بعض هم ل آ كل الل حم وقال بعض هم ل‬
‫أتزوج الن ساء وقال بعض هم ل أنام على الفراش فبلغ ذلك ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال « ما بال‬

‫‪405‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أقوام يقول أحد هم كذا وكذا‪ ,‬لك ن أ صوم وأف طر وأنام وأقوم وآ كل الل حم‪ ,‬وأتزوج الن ساء‪ ,‬ف من‬
‫رغففففففب عففففففن سففففففنت فليففففففس منفففففف»‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أح د بن ع صام الن صاري‪ ,‬حدث نا أ بو عا صم الضحاك بن ملد‪ ,‬عن‬
‫عثمان يعن ابن سعيد‪ ,‬أخبن عكرمة عن ابن عباس أن رجلً أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا‬
‫ر سول ال‪ ,‬إ ن إذا أكلت من هذا الل حم انتشرت إل الن ساء‪ ,‬وإ ن حرمت عل يّ الل حم‪ ,‬فنلت {يا‬
‫أيها الذين آمنوا ل ترموا طيبات ما أحل ال لكم}‪ .‬وكذا رواه الترمذي وابن جرير جيعا عن عمرو‬
‫بن علي الفلس عن أ ب عا صم النب يل به‪ .‬وقال‪ ,‬ح سن غر يب‪ .‬و قد روي من و جه آ خر مر سلً‪,‬‬
‫وروي موقوفا على ابن عباس‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقال سفيان الثوري ووكيع عن إساعيل بن أب خالد‪ ,‬عن‬
‫قيس بن أب حازم‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬كنا نغزو مع النب صلى ال عليه وسلم وليس معنا‬
‫نساء‪ ,‬فقلنا‪ :‬أل نستخصي ؟ فنهانا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك‪ ,‬ورخص لنا أن ننكح‬
‫الرأة بالثوب إل أجل‪ ,‬ث قرأ عبد ال {يا أيها الذين آمنوا ل ترموا طيبات ما أحل ال لكم} الَية‪,‬‬
‫أخرجاه مففن حديففث إسففاعيل‪ ,‬وهذا كان قبففل تريفف نكاح التعففة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الع مش‪ ,‬عن إبراه يم‪ ,‬عن هام بن الارث‪ ,‬عن عمرو بن شرحب يل‪ ,‬قال‪ :‬جاء مع قل بن‬
‫مقرن إل عبد ال بن مسعود فقال‪ :‬إن حرمت فراشي‪ ,‬فتل هذه الَية {يا أيها الذين آمنوا ل ترموا‬
‫طيبات ما أحل ال لكم} الَية‪ .‬وقال الثوري‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن أب الضحى‪ ,‬عن مسروق‪ ,‬قال‪ :‬كنا‬
‫عند ع بد ال بن م سعود‪ ,‬فج يء بضرع فتنحى ر جل‪ ,‬فقال له ع بد ال‪ :‬ادْ نُ‪ ,‬فقال‪ :‬إ ن حرمت أن‬
‫آكله‪ ,‬فقال ع بد ال‪ :‬ادْ نُ فاط عم وك فر عن يي نك‪ ,‬وتل هذه الَ ية { يا أي ها الذ ين آمنوا ل ترموا‬
‫طيبات ما أحل ال لكم} الَية‪ :‬رواهن ابن أب حات‪ ,‬وروى الاكم هذا الثر الخي ف مستدركه‬
‫من طريق إسحاق بن راهويه‪ ,‬عن جرير‪ ,‬عن منصور به ‪ ¹‬ث قال‪ :‬على شرط الشيخي‪ ,‬ول يرجاه‪,‬‬
‫ث قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبن هشام بن سعد أن زيد‬
‫بن أسلم حدثه أن عبد ال بن رواحة أضافه ضيف من أهله‪ ,‬وهو عند النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث‬
‫رجع إل أهله فوجدهم ل يطعموا ضيفهم انتظارا له‪ ,‬فقال لمرأته حبست ضيفي من أجلي هو علي‬
‫حرام‪ ,‬فقالت امرأته‪ :‬هو علي حرام‪ .‬وقال الضيف‪ :‬هو علي حرام‪ ,‬فلما رأى ذلك وضع يده وقال‪:‬‬
‫كلوا باسم ال‪ ,‬ث ذهب إل النب صلى ال عليه وسلم فذكر الذي كان منهم‪ ,‬ث أنزل ال {يا أيها‬
‫الذيفففن آمنوا ل ترموا طيبات مفففا أحفففل ال لكفففم} وهذا أثفففر منقطفففع‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف صحيح البخاري ف قصة الصديق مع أضيافه شبيه بذا‪ ,‬وفيه وف هذه القصة دللة لن ذهب‬
‫من العلماء كالشافعي وغيه إل أن من حرم مأكلً أو ملبسا أو شيئا ما عدا النساء أنه ل يرم عليه‪,‬‬
‫ول كفارة عل يه أيضا‪ ,‬ولقوله تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا ل ترموا طيبات ما أ حل ال ل كم} ولن‬
‫الذي حرم الل حم على نف سه ك ما ف الد يث التقدم ل يأمره ال نب صلى ال عل يه و سلم بكفارة‪,‬‬
‫وذ هب آخرون من هم المام أح د بن حن بل إل أن من حرم مأكلً أو مشربا أو ملب سا أو شيئا من‬
‫الشياء‪ ,‬فإنه يب عليه بذلك كفارة يي‪ ,‬كما إذا التزم تركه باليمي‪ ,‬فكذلك يؤاخذ بجرد تريه‬
‫على نفسه إلزاما له با التزمه‪ ,‬كما أفت بذلك ابن عباس‪ ,‬وكما ف قوله تعال {يا أيها النب ل ترم‬
‫مفا أحفل ال لك تبتغفي مرضات أزواجفك وال غفور رحيفم}‪ ,‬ثف قال {قفد فرض ال لكفم تلة‬
‫أيانكم} الَية‪ ,‬وكذلك هاهنا لا ذكر هذا الكم‪ ,‬عقبه بالَية البينة لتكفي اليمي‪ ,‬فدل على أن هذا‬
‫منل منلة اليميفففففففف ففففففففف اقتضاء التكفيفففففففف‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا حجاج عن ابن جريج‪ ,‬عن ماهد قال‪ :‬أراد‬
‫رجال من هم عثمان بن مظعون وع بد ال بن عمرو أن يتبتلوا‪ ,‬وي صوا أنف سهم‪ ,‬ويلب سوا ال سوح‪,‬‬
‫فنلت هذه الَية إل قوله {واتقوا ال الذي أنتم به مؤمنون}‪ .‬قال ابن جريج‪ ,‬عن عكرمة‪ :‬أن عثمان‬
‫بن مظعون وعلي بن أب طالب وابن مسعود والقداد بن السود وسالا مول أب حذيفة ف أصحابه‬
‫تبتلوا‪ ,‬فجل سوا ف البيوت‪ ,‬واعتزلوا الن ساء‪ ,‬ولب سوا ال سوح‪ ,‬وحرموا طيبات الطعام واللباس‪ ,‬إل ما‬
‫يؤ كل ويل بس أ هل ال سياحة من ب ن إ سرائيل‪ ,‬وهوا بالخت صاء‪ ,‬وأجعوا لقيام الل يل‪ ,‬و صيام النهار‪,‬‬
‫فنلت هذه الَ ية { يا أي ها الذ ين آمنوا ل ترموا طيبات ما أ حل ال ل كم ول تعتدوا إن ال ل ي ب‬
‫العتدين} يقول ل تسيوا بغي سنة السلمي‪ ,‬يريد ما حرموا من النساء والطعام واللباس‪ ,‬وما أجعوا‬
‫له من قيام الل يل و صيام النهار‪ ,‬و ما هوا به من الخت صاء‪ ,‬فل ما نزلت في هم ب عث إلي هم ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال «إن لنفسكم حقا‪ ,‬وإن لعينكم حقا‪ ,‬صوموا وأفطروا‪ ,‬وصلوا وناموا‪,‬‬
‫فليففس منففا مففن ترك سففنتنا» فقالوا‪ :‬اللهففم سففلمنا واتبعنففا مففا أنزلت‪.‬‬
‫وقد ذكر هذه القصة غي واحد من التابعي مرسلة‪ ,‬ولا شاهد ف الصحيحي من رواية عائشة أم‬
‫الؤمني كما تقدم ذلك‪ ,‬ول المد والنة‪ .‬وقال أسباط عن السدي ف قوله {يا أيها الذين آمنوا ل‬
‫ترموا طيبات ما أ حل ال ل كم ول تعتدوا إن ال ل ي ب العتد ين} وذلك أن ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم جلس يوما فذكر الناس‪ ,‬ث قام ول يزدهم على التخويف‪ ,‬فقال ناس من أصحاب النب‬

‫‪407‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬كانوا عشرة منهم علي بن أب طالب وعثمان بن مظعون‪ :‬ما حقنا إن ل ندث‬
‫عملً‪ ,‬فإن النصارى قد حرموا على أنفسهم فنحن نرم‪ ,‬فحرم بعضهم أن يأكل اللحم والودك‪ ,‬وأن‬
‫يأ كل بالنهار‪ ,‬وحرم بعض هم النوم‪ ,‬وحرم بعض هم الن ساء‪ ,‬فكان عثمان بن مظعون م ن حرم الن ساء‬
‫فكان ل يد نو من أهله ول يدنون م نه‪ ,‬فأ تت امرأ ته عائ شة ر ضي ال عن ها وكان يقال ل ا الولء‪,‬‬
‫فقالت لا عائشة ومن عندها من أزواج النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما بالك يا حولء متغية اللون‪ ,‬ل‬
‫تتشطي ول تتطيبي ؟ فقالت‪ :‬وكيف أمتشط وأتطيب وما وقع علي زوجي‪ ,‬وما وقع عن ثوبا منذ‬
‫كذا وكذا‪ .‬قال‪ :‬فجعلن يضحكفن مفن كلمهفا‪ ,‬فدخفل رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم وهفن‬
‫يضحكن‪ ,‬فقال «ما يضحككن ؟» قالت‪ :‬يا رسول ال إن الولء سألتها عن أمرها‪ .‬فقالت‪ :‬ما وقع‬
‫عن زوجي ثوبا منذ كذا وكذا‪ ,‬فأرسل إليه فدعاه فقال «مالك يا عثمان ؟» قال‪ :‬إن تركته ل لكي‬
‫أتلى للعبادة‪ ,‬وقص عليه أمره‪ ,‬وكان عثمان قد أراد أن يب نفسه‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم «أق سمت عل يك إل رج عت فواق عت أهلك»‪ .‬فقال‪ :‬يا ر سول ال إ ن صائم‪ .‬فقال «أف طر»‬
‫فأفطر وأتى أهله‪ ,‬فرجعت الولء إل عائشة وقد امتشطت واكتحلت وتطيبت‪ ,‬فضحكت عائ شة‬
‫وقالت‪ :‬مالك يففففففا حولء ؟ فقالت‪ :‬إنففففففه أتاهففففففا أمففففففس‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والنوم‪ ,‬أل إن أنام وأقوم‬
‫وأف طر وأ صوم وأن كح الن ساء‪ ,‬ف من ر غب ع ن فل يس م ن» فنلت { يا أي ها الذ ين آمنوا ل ترموا‬
‫طيبات ما أ حل ال ل كم ول تعتدوا} يقول لعثمان‪ :‬ل ت ب نف سك‪ ,‬فإن هذا هو العتداء‪ ,‬وأمر هم‬
‫أن يكفروا عن أيانم فقال {ل يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم ولكن يؤاخذكم با عقدت اليان}‪,‬‬
‫رواه ا بن جر ير‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ول تعتدوا} يت مل أن يكون الراد م نه ول تبالغوا ف التضي يق على‬
‫أنف سكم بتحر ي الباحات علي كم‪ ,‬ك ما قاله من قاله من ال سلف‪ ,‬ويت مل أن يكون الراد ك ما ل‬
‫ترموا اللل فل تعتدوا ف تناول اللل‪ ,‬بل خذوا منه بقدر كفايتكم وحاجتكم ول تاوزوا الد‬
‫ف يه‪ :‬ك ما قال تعال‪{ :‬وكلوا واشربوا ول ت سرفوا} الَ ية‪ ,‬وقال {والذ ين إذا أنفقوا ل ي سرفوا ول‬
‫يقتروا وكان بي ذلك قواما} فشرع ال عدل بي الغال فيه والاف عنه‪ ,‬ل إفراط ول تفريط‪ ,‬ولذا‬
‫قال {ل ترموا طيبات مفا أحفل ال لكفم ول تعتدوا إن ال ل يبف العتديفن} ثف قال {وكلوا ماف‬
‫رزق كم ال حل ًل طيبا} أي ف حال كو نه حللً طيبا {واتقوا ال} أي ف ج يع أمور كم‪ ,‬واتبعوا‬
‫طاعتففه ورضوانففه‪ ,‬واتركوا مالفتففه وعصففيانه {واتقوا ال الذي أنتففم بففه مؤمنون}‪.‬‬

‫‪408‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َل ُيؤَاخِذُكُ مُ اللّ ُه بِالّل ْغوِ فِ يَ َأيْمَاِنكُ ْم وَلَـكِن ُيؤَاخِذُكُم بِمَا عَقّدتّ ُم اليْمَا نَ َف َكفّا َرتُ هُ ِإ ْطعَا ُم عَشَ َرةِ‬
‫حرِيرُ رََقَبةٍ فَمَن لّ ْم يَجِدْ فَ صِيَا ُم َثلََثةِ َأيّا مٍ‬ ‫س َوُتهُمْ َأ ْو تَ ْ‬
‫ي مِ نْ َأوْ سَطِ مَا تُ ْطعِمُو نَ َأهْلِيكُ مْ َأوْ كِ ْ‬ ‫مَ سَاكِ َ‬
‫شكُرُو نَ‬ ‫ك ُيبَيّ نُ اللّ هُ َلكُ ْم آيَاتِ هِ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫ذَلِ كَ َكفّا َرةُ َأيْمَانِكُ مْ ِإذَا حََل ْفتُ ْم وَا ْحفَ ُظوَاْ َأيْمَاَنكُ مْ كَذَلِ َ‬
‫وقد تقدم الكلم على اللغو ف اليمي ف سورة البقرة با أغن عن إعادته ههنا‪ ,‬ول المد والنة‪,‬‬
‫وأ نه قول الر جل ف الكلم من غ ي ق صد‪ :‬ل وال وبلى وال‪ .‬وهذا مذ هب الشاف عي‪ .‬وق يل هو ف‬
‫الزل‪ .‬وقيل‪ :‬ف العصية‪ .‬وقيل‪ :‬على غلبة الظن‪ ,‬وهو قول أب حنيفة وأحد‪ .‬وقيل‪ :‬اليمي ف الغضب‬
‫وقيل‪ :‬ف النسيان‪ .‬وقيل‪ :‬هو اللف على ترك الأكل والشرب واللبس ونو ذلك‪ ,‬واستدلوا بقوله‬
‫{ل ترموا طيبات ما أ حل ال ل كم} وال صحيح أ نه اليم ي من غ ي ق صد بدل يل قوله {ول كن‬
‫يؤاخذكم با عقدت اليان} أي با صممتم عليه منها وقصدتوها‪{ ,‬فكفارته إطعام عشرة مساكي}‬
‫يعنفففف ماويففففج مففففن الفقراء ومففففن ل يدفففف مففففا يكفيففففه‪.‬‬
‫وقوله {من أوسط ما تطعمون أهليكم} قال ابن عباس وسعيد بن جبي وعكرمة‪ :‬أي من أعدل ما‬
‫تطعمون أهليكم‪ .‬وقال عطاء الراسان‪ :‬من أمثل ما تطعمون أهليكم‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو‬
‫سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد الحر عن حجاج‪ ,‬عن أب إسحاق السبيعي‪ ,‬عن الارث‪ ,‬عن علي‬
‫قال‪ :‬خبز ولب‪ ,‬وخبز وسن‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬أنبأنا يونس بن عبد العلى قراءة‪ ,‬حدثنا سفيان بن‬
‫عيينة عن سليمان يعن ابن أب الغية‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ا بن عباس قال‪ :‬كان الرجل يقوت‬
‫بعض أهله قوت دون‪ ,‬وبعضهم قوتا فيه سعة‪ ,‬فقال ال تعال‪{ :‬من أوسط ما تطعمون أهليكم} أي‬
‫من البز والزيت‪ ,‬وحدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن جابر‪ ,‬عن عامر‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس {من أوسط ما تطعمون أهليكم} قال‪ :‬من عسرهم ويسرهم وحدثنا عبد الرحن بن خلف‬
‫المصي‪ ,‬حدثنا ممد بن شعيب يعن ابن شابور‪ ,‬وحدثنا شيبان بن عبد الرحن التميمي عن ليث بن‬
‫أب سليم عن عاصم الحول‪ ,‬عن رجل يقال له عبد الرحن التميمي‪ ,‬عن ابن عمر رضي ال عنه أنه‬
‫قال {من أوسط ما تطعمون أهليكم}‪ ,‬قال‪ :‬البز واللحم‪ ,‬والبز والسمن‪ ,‬وال بز واللب‪ ,‬والبز‬
‫والزيفففففففففففت‪ ,‬والبفففففففففففز واللففففففففففف‪.‬‬
‫وحدثنا علي بن حرب الوصلي‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن عاصم‪ ,‬عن ابن سيين‪ ,‬عن ابن عمر ف قوله‬
‫{من أوسط ما تطعمون أهليكم} قال‪ :‬البز والسمن‪ ,‬والبز واللب‪ ,‬والبز والزيت‪ ,‬والبز والتمر‪,‬‬

‫‪409‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومن أفضل ما تطعمون أهليكم البز واللحم‪ ,‬ورواه ابن جرير عن هناد وابن وكيع‪ ,‬كلها عن أب‬
‫معاوية‪ ,‬ث روى ابن جرير عن عبيدة والسود وشريح القاضي وممد بن سيين والسن والضحاك‬
‫وأبفف رزيففن‪ ,‬أنمفف قالوا نوفف ذلك‪ ,‬وحكاه ابففن أبفف حاتفف عففن مكحول أيضا‪.‬‬
‫واختار ابن جرير أن الراد بقوله {من أوسط ما تطعمون أهليكم} أي ف القلة والكثرة‪ ,‬ث اختلف‬
‫العلماء ف مقدار ما يطعم هم‪ ,‬فقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو سعيد‪ ,‬حدث نا أ بو خالد الح ر عن‬
‫حجاج‪ ,‬عن حصي الارثي‪ ,‬عن الشعب‪ ,‬عن الارث‪ ,‬عن علي رضي ال عنه ف قوله {من أوسط‬
‫ما تطعمون أهليكم} قال‪ :‬يغديهم ويعشيهم‪ .‬وقال السن وممد بن سيين‪ :‬يكفيه أن يطعم عشرة‬
‫مسفاكي أكلة واحدة خبزا ولما‪ ,‬زاد السفن‪ :‬فإن ل يدف فخبزا وسفنا ولبنا‪ ,‬فإن ل يدف فخبزا‬
‫وزيتا وخلً‪ ,‬ح ت يشبعوا‪ .‬وقال آخرون‪ :‬يط عم كل وا حد من العشرة ن صف صاع من بر أو ت ر‬
‫ونوها‪ ,‬فهذا قول عمر وعلي وعائشة وماهد والشعب وسعيد بن جبي وإبراهيم النخعي وميمون بن‬
‫مهران وأب مالك والضحاك والكم ومكحول وأب قلبة ومقاتل بن حيان‪ .‬وقال أبو حنيفة‪ :‬نصف‬
‫صفففففففففففاع بر وصفففففففففففاع ماففففففففففف عداه‪.‬‬
‫وقد قال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن السن الثقفي‪ ,‬حدثنا عبيد بن السن بن‬
‫يوسف‪ ,‬حدثنا ممد بن معاوية‪ ,‬حدثنا زياد بن عبد ال بن الطفيل بن سخبة بن أخي عائشة لمه‪,‬‬
‫حدثنا عمر بن يعلى عن النهال بن عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كفّر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بصاع من تر‪ ,‬وأمر الناس به‪ ,‬ومن ل يد فنصف صاع من بر‪ .‬ورواه ابن ماجه‬
‫عن العباس بن يزيد‪ ,‬عن زياد بن عبد ال البكاء‪ ,‬عن عمر بن عبد ال بن يعلى الثقفي‪ ,‬عن النهال بن‬
‫عمرو به‪ ,‬ل يصح هذا الديث لال عمر بن عبد ال هذا‪ ,‬فإنه ممع على ضعفه‪ ,‬وذكروا أنه كان‬
‫يشرب ال مر‪ .‬وقال الدارقط ن‪ :‬متروك‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو سعيد ال شج‪ ,‬حدث نا ا بن‬
‫إدريس عن داود يعن ابن أب هند‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬أنه قال‪ :‬مد من بر يعن لكل مسكي‬
‫ومعه إدامه‪ ,‬ث قال‪ :‬وروي عن ابن عمر وزيد بن ثابت وسعيد بن السيب وماهد وعطاء وعكرمة‬
‫وأب الشعثاء والقاسم وسال وأب سلمة بن عبد الرحن وسليمان بن يسار والسن وممد بن سيين‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففف ذلك‪.‬‬ ‫والزهري‪ ,‬نوف‬
‫وقال الشافعي‪ :‬الواجب ف كفارة اليمي مد بد النب صلى ال عليه وسلم لكل مسكي ول يتعرض‬
‫للدم‪ .‬واحتج بأ مر ال نب صلى ال عليه و سلم للذي جا مع ف رمضان بأن يط عم ستي م سكينا من‬

‫‪410‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مكتل يسع خسة عشر صاعا‪ ,‬لكل واحد منهم مد‪ .‬وقد ورد حديث آخر صريح ف ذلك‪ ,‬فقال أبو‬
‫بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا أحد بن علي بن السن القري‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق السراج‪ ,‬حدثنا قتيبة‬
‫بن سعيد‪ ,‬حدث نا الن ضر بن زرارة الكو ف عن ع بد ال بن ع مر العمري عن نا فع عن ا بن ع مر أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقيم كفارة اليم ي مدا من حنطة بالد الول‪ ,‬إسناده ضعيف‬
‫لال النضر بن زرارة بن عبد الكرم الذهلي الكوف نزيل بلخ‪ ,‬قال فيه أبو حات الرازي‪ :‬هو مهول‬
‫مع أنه قد روى عنه غي واحد‪ ,‬وذكره ابن حبان ف الثقات‪ .‬وقال‪ :‬روى عنه قتيبة بن سعيد أشياء‬
‫مستقيمة‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬ث إن شيخه العمري ضعيف أيضا‪ .‬وقال أحد بن حنبل‪ :‬الواجب مد من بر أو‬
‫مدان مفففففففففففففففففففففففففففففففن غيه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أو ك سوتم} قال الشاف عي رح ه ال‪ :‬لو د فع إل كل وا حد من العشرة ما ي صدق‬
‫عليه اسم الكسوة من قميص أو سراويل أو إزار أو عمامة أو مقنعة‪ ,‬أجزأه ذلك‪ ,‬واختلف أصحابه‬
‫ف القلنسوة‪ :‬هل تزىء أم ل ؟ على وجهي‪ ,‬فمنهم من ذهب إل الواز احتجاجا با رواه ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج وعمار بن خالد الواسطي‪ :‬قال‪ :‬حدثنا القاسم بن مالك عن ممد بن‬
‫الزبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬سألت عمران بن الصي عن قوله {أو كسوتم} قال‪ :‬لو أن وفدا قدموا على‬
‫أميكم فكساهم قلنسوة‪ ,‬قلنسوة قلتم قد كسوا‪ ,‬ولكن هذا إسناد ضعيف لال ممد بن الزبي هذا‪,‬‬
‫وال أعلم‪ .‬وهكذا ح كى الش يخ أ بو حا مد ال سفرايين‪ :‬ف ال ف وجه ي أيضا‪ ,‬وال صحيح عدم‬
‫الجزاء وقال مالك وأح د بن حن بل‪ :‬ل بد أن يد فع إل كل وا حد من هم من الك سوة ما ي صح أن‬
‫يصفففففلي فيفففففه‪ ,‬إن كان رجلً أو امرأة كفففففل بسفففففبه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬عباءة لكل مسكي أو شلة‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬أدناه ثوب وأعله ما شئت‪.‬‬
‫وقال ل يث عن ما هد‪ :‬يزىء ف كفارة اليم ي كل ش يء إل التبان‪ .‬وقال ال سن وأ بو جع فر البا قر‬
‫وعطاء وطاوس وإبراهيم النخعي وحاد بن أب سليمان وأبو مالك‪ .‬ثوب ثوب‪ .‬وعن إبراهيم النخعي‬
‫أيضا‪ :‬ثوب جامففع كاللحفففة والرداء‪ ,‬ول يرى الدرع والقميففص والمار ونوه جامعا‪ ,‬وقال‬
‫النصاري عن أشعث عن ابن سيين‪ :‬والسن ثوبان ثوبان‪ .‬وقال الثوري عن داود بن أب هند عن‬
‫سعيد بن السيب‪ :‬عمامة يلف با رأسه‪ ,‬وعباءة يلتحف با‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا هناد‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫البارك عن عا صم الحول‪ ,‬عن ا بن سيين‪ ,‬عن أ ب مو سى أ نه حلف على ي ي‪ ,‬فك سا ثوب ي من‬
‫معقدة البحرين‪ .‬وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا سليمان بن أحد‪ ,‬حدثنا أحد بن العلى‪ ,‬حدثنا هشام بن‬

‫‪411‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عمار‪ ,‬حدثنا إساعيل بن عياش‪ ,‬عن مقاتل بن سليمان‪ ,‬عن أب عثمان‪ ,‬عن أب عياض‪ ,‬عن عائشة‪,‬‬
‫عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف قوله {أو ك سوتم} قال «عباءة ل كل م سكي»‪ ,‬حد يث‬
‫غريفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففب‪.‬‬
‫وقوله {أو تر ير رق بة} أ خذ أ بو حني فة بإطلق ها فقال‪ :‬تزىء الكافرة ك ما تزىء الؤم نة‪ .‬وقال‬
‫الشافعي وآخرون‪ :‬ل بد أن تكون مؤمنة‪ .‬وأخذ تقييدها باليان من كفارة القتل لتاد الوجب وإن‬
‫اختلف ال سبب‪ .‬و من حد يث معاو ية بن ال كم ال سلمي الذي هو ف مو طأ مالك وم سند الشاف عي‬
‫وصحيح مسلم أنه ذكر أن عليه عتق رقبة‪ ,‬وجاء معه بارية سوداء فقال لا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «أين ال ؟»‪ .‬قالت‪ :‬ف السماء‪ .‬قال «من أنا ؟» قالت‪ :‬رسول ال‪ .‬قال «أعتقها فإنا مؤمنة»‬
‫الديث بطوله‪ .‬فهذه خصال ثلث ف كفارة اليمي‪ ,‬أيها فعل الانث أجزأ عنه بالجاع‪ ,‬وقد بدأ‬
‫بالسهل‪ ,‬فالطعام أسهل وأيسر من الكسوة‪ ,‬كما أن الكسوة أيسر من العتق‪ ,‬فترقى فيها من الدن‬
‫إل العلى‪ ,‬فإن ل يقدر الكلف على واحدة من هذه الصال الثلث كفر بصيام ثلثة أيام‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬فمفففففففن ل يدففففففف فصفففففففيام ثلثفففففففة أيام}‪.‬‬
‫وروى ا بن جر ير عن سعيد بن جبي وال سن الب صري‪ ,‬أن ما قال‪ :‬من و جد ثل ثة درا هم لز مه‬
‫الطعام وإل صام‪ ,‬وقال ا بن جرير حاكيا عن ب عض متأخري متفقهة زمانه أ نه جائز ل ن ل يكن له‬
‫فضل عن رأس مال يتصرف فيه لعاشه‪ ,‬ومن الفضل عن ذلك ما يكفر به عن يينه‪ ,‬ث اختار ابن‬
‫جر ير أ نه الذي ل يف ضل عن قو ته وقوت عياله ف يو مه ذلك ما يرج به كفارة اليم ي‪ ,‬واختلف‬
‫العلماء‪ :‬هل يب فيها التتابع أو يستحب ول يب‪ ,‬ويزىء التفريق ؟ قولن‪ :‬أحدها ل يب وهذا‬
‫من صوص الشاف عي ف كتاب اليان‪ ,‬و هو قول مالك لطلق قوله {ف صيام ثل ثة أيام} و هو صادق‬
‫على الجموعة والفرقة‪ ,‬كما ف قضاء رمضان لقوله {فعدّة من أيام أخر} ونص الشافعي ف موضع‬
‫آ خر ف الم على وجوب التتا بع‪ ,‬ك ما هو قول النف ية والنابلة‪ ,‬ل نه قد روي عن أ ب بن ك عب‬
‫وغيه أنم كانوا يقرؤونا {فصيام ثلثة أيام متتابعات}‪ .‬قال أبو جعفر الرازي‪ ,‬عن الربيع‪ ,‬عن أب‬
‫العالية عن أب بن كعب أنه كان يقرؤها {فصيام ثلثة أيام متتابعات} وحكاها ماهد والشعب وأبو‬
‫إسحاق عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬وقال إبراهيم ف قراءة أصحاب عبد ال بن مسعود {فصيام ثلثة‬
‫أيام متتابعات}‪ .‬وقال العمش كان أصحاب ابن مسعود يقرؤونا كذلك‪ ,‬وهذه إذا ل يثبت كونا‬
‫قرآنا متواترا‪ ,‬فل أقل أن يكون خبا واحدا أو تفسيا من الصحابة وهو ف حكم الرفوع‪ .‬وقال أبو‬

‫‪412‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب كر بن مردو يه‪ :‬حدث نا م مد بن علي‪ ,‬حدث نا م مد بن جع فر الشعري‪ ,‬حدث نا الي ثم بن خالد‬
‫القرشي‪ ,‬حدثنا يزيد بن قيس عن إساعيل بن يي‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬لا نزلت آية‬
‫الكفارات قال حذي فة‪ :‬يا ر سول ال ن ن باليار ؟ قال «أ نت باليار إن شئت أعت قت‪ ,‬وإن شئت‬
‫ك سوت‪ ,‬وإن شئت أطع مت‪ ,‬ف من ل ي د ف صيام ثل ثة أيام متتابعات» وهذا حد يث غر يب جدا‪.‬‬
‫وقوله {ذلك كفارة أيان كم إذا حلف تم} أي هذه كفارة اليم ي الشرع ية {واحفظوا أيان كم}‪ .‬قال‬
‫ابن جرير‪ :‬معناه ل تتركوها بغي تكفي {كذلك يبي ال لكم آياته} أي يوضحها ويفسرها {لعلكم‬
‫تشكرون}‪.‬‬

‫س مّ ْن عَ َملِ الشّيْطَا نِ فَا ْجتَِنبُو ُه‬


‫ب وَالزْلَ مُ رِجْ ٌ‬ ‫خمْ ُر وَالْ َميْ سِ ُر وَالن صَا ُ‬ ‫** يَـأَّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ ِإنّمَا الْ َ‬
‫خمْ ِر وَالْ َميْ سِ ِر َويَ صُدّكُمْ‬
‫شيْطَا نُ أَن يُوقِ عَ َبْيَنكُ مُ اْلعَدَا َوةَ وَاْلبَ ْغضَآءَ فِي الْ َ‬
‫َلعَّلكُ ْم ُتفْلِحُو نَ * ِإنّمَا يُرِيدُ ال ّ‬
‫صلَةِ َفهَلْ َأْنتُ مْ مّنَتهُو نَ * َوَأطِيعُواْ اللّ َه َوَأطِيعُواْ الرّ سُو َل وَاحْ َذرُواْ فَإِن َتوَلّْيتُ مْ‬ ‫عَن ذِكْرِ اللّ هِ وَعَ ِن ال ّ‬
‫فَاعْلَ ُم َواْ َأنّمَا عََلىَ رَ سُوِلنَا الَْبلَ غُ الْ ُمبِيُ * َليْ سَ عَلَى الّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُواْ ال صّالِحَاتِ ُجنَا حٌ فِيمَا‬
‫سنِيَ‬ ‫ب الْمُحْ ِ‬ ‫سنُواْ وَاللّ ُه يُحِ ّ‬
‫ت ثُ ّم اّتقَوْا وَآ َمنُواْ ثُمّ اّتقَواْ ّوأَحْ َ‬
‫طَعِ ُم َواْ إِذَا مَا اّتقَواْ وَآ َمنُوْا َوعَمِلُواْ الصّالِحَا ِ‬
‫يقول تعال‪ :‬ناهيا عباده الؤمني عن تعاطي المر واليسر وهو القمار‪ ,‬وقد ورد عن أمي الؤمني‬
‫علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه أ نه قال‪ :‬الشطر نج من الي سر‪ ,‬ورواه ا بن أ ب حا ت عن أب يه‪ ,‬عن‬
‫عيسى بن مرحوم‪ ,‬عن حات‪ ,‬عن جعفر بن ممد‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن علي به‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫م مد بن إ ساعيل الح سي‪ ,‬حدث نا وك يع عن سفيان‪ ,‬عن ل يث‪ ,‬عن عطاء وما هد وطاوس قال‪:‬‬
‫سفيان أو اثني منهم قالوا‪ :‬كل شيء من القمار فهو من اليسر حت لعب الصبيان بالوز‪ :‬وروي عن‬
‫راشد بن سعد وضمرة بن حبيب مثله‪ ,‬وقال‪ :‬حت الكعاب والوز والبيض الت تلعب با الصبيان‪.‬‬
‫وقال مو سى بن عق بة‪ ,‬عن نا فع‪ ,‬عن ا بن ع مر‪ ,‬قال‪ :‬الي سر هو القمار‪ .‬وقال الضحاك‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس‪ ,‬قال‪ :‬الي سر هو القمار‪ ,‬كانوا يتقامرون ف الاهل ية إل م يء ال سلم‪ ,‬فنها هم ال عن هذه‬
‫الخلق القبيحة‪ .‬وقال مالك‪ ,‬عن داود بن الصي أنه سع سعيد بن السيب يقول‪ :‬كان ميسر أهل‬
‫الاهليفففففففة بيفففففففع اللحفففففففم بالشاة والشاتيففففففف‪.‬‬
‫وقال الزهري‪ ,‬عن العرج‪ ,‬قال‪ :‬الي سر الضرب بالقداح على الموال والشمار‪ .‬وقال القا سم بن‬
‫ممد‪ :‬كل ما ألى عن ذكر ال وعن الصلة فهو من اليسر‪ ,‬رواهن ابن أب حات‪ ,‬وقال ابن أب حات‪:‬‬

‫‪413‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا أحد بن منصور الزيادي‪ ,‬حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا صدقة‪ ,‬حدثنا عثمان بن أب العاتكة‬
‫عن علي بن يزيد‪ ,‬عن القاسم عن أب أمامة‪ ,‬عن أب موسى الشعري‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «اجتنبوا هذه الكعاب الو سومة ال ت يز جر ب ا زجرا‪ ,‬فإن ا من الي سر» حد يث غر يب‪ ,‬وكأن‬
‫الراد بذا هو النرد الذي ورد الديث به ف صحيح مسلم عن بريدة بن الصيب السلمي قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «من لعب بالنردشي‪ ,‬فكأنا صبغ يده ف لم خنير ودمه» وف موطأ‬
‫مالك ومسند أحد وسنن أب داود وابن ماجه‪ ,‬عن أب موسى الشعري قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «من لعب بالنرد فقد عصى ال ورسوله» وروي موقوفا عن أب موسى من قوله‪ ,‬فال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا العيد عن موسى بن عبد الرحن الطمي أنه سع‬
‫ممد بن كعب وهو يسأل عبد الرحن يقول‪ :‬أخبن ما سعت أباك يقول عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فقال عبد الرحن‪ :‬سعت أب يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «مثل‬
‫الذي يلعفب بالنرد ثف يقوم فيصفلي‪ ,‬مثفل الذي يتوضفأ بالقيفح ودم النيفر ثف يقوم فيصفلي» وأمفا‬
‫الشطرنج فقد قال عبد ال بن عمر إنه شر من النرد‪ ,‬وتقدم عن علي أنه قال‪ :‬هو من اليسر‪ ,‬ونص‬
‫على تري ه مالك وأ بو حني فة وأح د‪ ,‬وكر هه الشاف عي‪ ,‬رح هم ال تعال‪ ,‬وأ ما الن صاب‪ ,‬فقال ا بن‬
‫عباس وماهفد وعطاء وسفعيد بفن جفبي والسفن وغيف واحفد‪ :‬هفي حجارة كانوا يذبون قرابينهفم‬
‫عندهفا‪ ,‬وأمفا الزلم فقالوا أيضا‪ :‬هفي قداح كانوا يسفتقسمون باف‪ ,‬رواه ابفن أبف حاتف‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ر جس من ع مل الشيطان} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬أي سخط من‬
‫عمل الشيطان‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬إث‪ .‬وقال زيد بن أسلم‪ :‬أي شر من عمل الشيطان {فاجتنبوه}‬
‫الضميف عائد إل الرجفس‪ ,‬أي اتركوه {لعلكفم تفلحون} وهذا ترغيفب‪ ,‬ثف قال تعال‪{ :‬إناف يريفد‬
‫الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء ف المر واليسر ويصدكم عن ذكر ال وعن الصلة فهل‬
‫أنتفففففففففم منتهون} وهذا تديفففففففففد وترهيفففففففففب‪.‬‬

‫ذكفففففر الحاديفففففث الواردة فففففف بيان تريففففف المفففففر‬


‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا شريح‪ ,‬حدثنا أبو معشر عن أب وهب مول أب هريرة‪ ,‬عن أب هريرة قال‪:‬‬
‫حرمت المر ثلث مرات‪ ,‬قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة وهم يشربون المر ويأكلون‬

‫‪414‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اليسر‪ ,‬فسألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عنهما‪ ,‬فأنزل ال {يسألونك عن المر واليسر قل‬
‫فيه ما إ ث كبي ومنا فع للناس} إل آ خر الَية‪ .‬فقال الناس‪ :‬ما حر ما علينا إن ا قال {فيه ما إ ث كبي‬
‫ومناففع للناس}‪ ,‬وكانوا يشربون المفر حتف كان يوما مفن اليام‪ ,‬صفلى رجفل مفن الهاجريفن‪ ,‬أم‬
‫أ صحابه ف الغرب‪ ,‬فخلط ف قراء ته‪ ,‬فأنزل ال أغلظ من ها { يا أي ها الذ ين آمنوا ل تقربوا ال صلة‬
‫وأنتم سكارى حت تعلموا ما تقولون} فكان الناس يشربون حت يأت أحدهم الصلة وهو مغبق‪ ,‬ث‬
‫أنزلت آ ية أغلظ من ها { يا أي ها الذ ين آمنوا إن ا ال مر والي سر والن صاب والزلم ر جس من ع مل‬
‫الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} قالوا‪ :‬انتهينا ربنا‪ .‬وقال الناس‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬ناس قتلوا ف سبيل‬
‫ال‪ ,‬وماتوا على فرشهفم‪ ,‬كانوا يشربون المفر ويأكلون اليسفر‪ ,‬وقفد جعله ال رجسفا مفن عمفل‬
‫الشيطان‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬ل يس على الذ ين آمنوا وعملوا ال صاحات جناح في ما طعموا} إل آ خر‬
‫الَيفة‪ ,‬فقال النفب صفلى ال عليفه وسفلم «لو حرم عليهفم لتركوه كمفا تركتفم» انفرد بفه أحدف‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدث نا خلف بن الول يد‪ ,‬حدثنا إ سرائيل عن أ ب إ سحاق‪ ,‬عن أ ب مي سرة‪ ,‬عن‬
‫عمر بن الطاب أنه قال لا نزل تري المر‪ ,‬قال‪ :‬اللهم بي لنا ف المر بيانا شافيا‪ ,‬فنلت الَية الت‬
‫ف البقرة {يسألونك عن المر واليسر قل فيهما إث كبي} فدعي عمر فقرئت عليه‪ ,‬فقال‪ :‬اللهم بي‬
‫لنا ف المر بيانا شافيا‪ ,‬فنلت الَية الت ف سورة النساء {يا أيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلة وأنتم‬
‫سكارى} فكان منادي رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا قال‪ :‬حي على الصلة‪ ,‬نادى‪ :‬ل يقربن‬
‫الصلة سكران‪ .‬فدعي عمر فقرئت عليه‪ ,‬فقال‪ :‬اللهم بي لنا ف المر بيانا شافيا‪ ,‬فنلت الَية الت‬
‫ف الائدة‪ ,‬فد عي ع مر فقرئت عل يه‪ ,‬فل ما بلغ قول ال تعال‪{ :‬ف هل أن تم منتهون} قال ع مر‪ :‬انتهينا‬
‫انتهينا‪ .‬وهكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن أب إسحاق عمر بن‬
‫ع بد ال ال سبيعي‪ ,‬و عن أ ب مي سرة وا سه عمرو بن شرحب يل المدا ن‪ ,‬عن ع مر به‪ ,‬ول يس له ع نه‬
‫سواه‪ ,‬قال أبو زرعة‪ :‬ول يسمع منه‪ .‬وصحح هذا الديث علي بن الدين والترمذي‪ .‬وقد ثبت ف‬
‫الصحيحي عن عمر بن الطاب أنه قال ف خطبته على منب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أيها‬
‫الناس‪ ,‬إنه نزل تري المر وهي من خسة‪ :‬العنب والتمر والعسل والنطة والشعي‪ ,‬والمر ما خامر‬
‫العقل‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ممد بن بشر‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن عمر بن‬
‫عبد العزيز‪ ,‬حدثن نافع عن ابن عمر قال‪ :‬نزل تري المر وإن بالدينة يومئذ لمسة أشربة ما فيها‬
‫شراب العنب‪( ).‬حديث آخر) قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا ممد بن أب حيد‪ ,‬عن الصري يعن‬

‫‪415‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ با طع مة قارىء م صر‪ ,‬قال‪ :‬سعت ا بن ع مر يقول‪ :‬نزلت ف ال مر ثلث آيات‪ ,‬فأول ش يء نزل‬
‫{يسألونك عن المر واليسر} الَية‪ ,‬فقيل‪ :‬حرمت المر‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬دعنا ننتفع با كما‬
‫قال ال تعال‪ ,‬قال‪ :‬ف سكت عن هم‪ ,‬ث نزلت هذه الَ ية {ل تقربوا ال صلة وأن تم سكارى} فق يل‪:‬‬
‫حر مت ال مر‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا ر سول ال إ نا ل نشرب ا قرب ال صلة‪ ,‬ف سكت عن هم‪ ,‬ث نزلت { يا أي ها‬
‫الذين آمنوا إنا المر واليسر والنصاب والزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} الَيتي‪ ,‬فقال‬
‫رسففففول ال صففففلى ال عليففففه وسففففلم «حرمففففت المففففر»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يعلى‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق عن القعقاع بن حكيم أن‬
‫ع بد الرح ن بن وعلة قال‪ :‬سألت ا بن عباس عن ب يع ال مر‪ ,‬فقال‪ :‬كان لر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم صديق من ثقيف‪ ,‬أو من دوس‪ ,‬فلقيه يوم الفتح براوية خر يهديها إليه‪ ,‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «يا فلن أما علمت أن ال حرمها ؟» فأقبل الرجل على غلمه فقال‪ :‬اذهب فبعها‪,‬‬
‫فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « يا فلن باذا أمر ته ؟ فقال‪ :‬أمر ته أن يبيع ها‪ .‬قال «إن الذي‬
‫حرم شربا حرم بيعها» فأمر با فأفرغت ف البطحاء‪ ,‬ورواه مسلم من طريق ابن وهب‪ ,‬عن مالك‪,‬‬
‫عن زيد بن أسلم‪ ,‬ومن طريق ابن وهب أيضا عن سليمان بن بلل‪ ,‬عن يي بن سعيد‪ ,‬كلها عن‬
‫عبفد الرحنف بفن وعلة‪ ,‬عفن ابفن عباس بفه‪ ,‬ورواه النسفائي عفن قتيبفة عفن مالك بفه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال الافظ أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا ممد بن أب بكر القدمي‪ ,‬حدثنا أبو بكر‬
‫النفي‪ ,‬حدثنا عبد الميد بن جعفر عن شهر بن حوشب‪ ,‬عن تيم الداري أنه كان يهدي لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم كل عام راوية من خر‪ ,‬فلما أنزل ال تري المر جاء با‪ ,‬فلما رآها رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ض حك وقال «إن ا قد حر مت بعدك» قال‪ :‬يا ر سول ال فأبيع ها وأنت فع‬
‫بثمنها‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عليه و سلم «ل عن ال اليهود‪ ,‬حر مت عليهم شحوم الب قر والغ نم‪,‬‬
‫فأذابوه وباعوه‪ ,‬وال حرم ال مر وثنها» و قد رواه أيضا المام أح د فقال‪ :‬حدث نا روح‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫الميد بن برام قال‪ :‬سعت شهر بن حوشب قال‪ :‬حدثن عبد الرحن بن غنم أن الداري كان يهدي‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم كل عام راوية من خر‪ ,‬فلما كان عام حرمت‪ ,‬جاء براوية‪ ,‬فلما نظر‬
‫إل يه ض حك‪ ,‬فقال «أشعرت أن ا قد حرمت بعدك» فقال‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬أل أبيعها وأنتفع بثمن ها ؟‬
‫فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل عن ال اليهود انطلقوا إل ما حرم علي هم من ش حم الب قر‬

‫‪416‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والغ نم‪ ,‬فأذابوه‪ ,‬فباعوا به ما يأكلون‪ ,‬وإن ال مر حرام وثن ها حرام‪ ,‬وإن ال مر حرام وثن ها حرام‪,‬‬
‫وإن المفففففففففففففففر حرام وثنهفففففففففففففففا حرام»‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن سليمان بن سليمان‬
‫بن عبد الرحن‪ ,‬عن نافع بن كيسان أن أباه أخبه أنه كانه يتجر ف المر ف زمن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وأنه أقبل من الشام ومعه خر ف الزقاق يريد با التجارة‪ ,‬فأتى با رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن جئتك بشراب طيب‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يا‬
‫كيسان إنا قد حرمت بعدك» قال‪ :‬فأبيعها يا رسول ال ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إنا‬
‫قففد حرمففت وحرم ثنهففا»‪ ,‬فانطلق كيسففان إل الزقاق فأخففذ بأرجلهففا ثفف هراقهففا‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد عن حيد‪ ,‬عن أنس قال‪ :‬كنت أسقي أبا‬
‫عبيدة بن الراح وأب بن كعب وسعيد بن بيضاء ونفرا من أصحابه عند أب طلحة حت كاد الشراب‬
‫يأخذ منهم‪ ,‬فأتى آت من السلمي فقال‪ :‬أما شعرت أن المر قد حرمت ؟ فقالوا‪ :‬حت ننظر ونسأل‪,‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا أنس اسكب ما بقي ف إنائك فوال ما عادوا فيها‪ ,‬وما هي إل التمر والبسر‪ ,‬وهي خرهم‬
‫يومئذ‪ ,‬أخرجاه ف الصحيحي من غي وجه عن أنس‪ ,‬وف رواية حاد بن زيد عن ثابت عن أنس‬
‫قال‪ :‬كنت ساقي القوم يوم حرمت المر ف بيت أب طلحة‪ ,‬وما شرابم إل الفضيخ البسر والتمر‪,‬‬
‫فإذا منادٍ ينادي قال‪ :‬اخرج فانظفر‪ ,‬فإذا منادٍ ينادي‪ :‬أل إن المفر قفد حرمفت‪ ,‬فجرت فف سفكك‬
‫الدي نة‪ ,‬قال‪ :‬فقال ل أ بو طل حة‪ :‬اخرج فأهرق ها‪ ,‬فهرقت ها فقالوا أو قال بعض هم‪ :‬ق تل فلن وفلن‬
‫وهي ف بطونم‪ ,‬قال‪ :‬فأنزل ال {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالات جناح فيما طعموا} الَية‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثن عبد الكبي بن عبد الجيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن أنس بن‬
‫مالك قال‪ :‬بين ما أ نا أد ير الكأس على أ ب طل حة وأ ب عبيدة بن الراح وأ ب دجا نة ومعاذ بن ج بل‬
‫وسهيل بن بيضاء حت مالت رؤوسهم من خليط بسر وتر‪ ,‬فسمعت مناديا ينادي‪ :‬أل إن المر قد‬
‫حر مت‪ .‬قال‪ :‬ف ما د خل علي نا دا خل ول خرج م نا خارج ح ت أهرق نا الشراب‪ ,‬وك سرنا القلل‪,‬‬
‫وتوضأ بعضنا‪ ,‬واغتسل بعضنا‪ ,‬وأصبنا من طيب أم سليم‪ ,‬ث خرجنا إل السجد فإذا رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم يقرأ { يا أيهاالذ ين آمنوا إن ا ال مر والي سر والن صاب والزلم ر جس من ع مل‬
‫الشيطان فاجتنبوه} إل قوله تعال {ف هل أن تم منتهون} فقال ر جل‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬ف ما ترى في من‬
‫مات و هو يشرب ا ؟ فأنزل ال تعال‪{ :‬ل يس على الذ ين آمنوا وعملوا ال صالات جناح في ما طعموا}‬

‫‪417‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَية‪ ,‬فقال رجل لقتادة‪ :‬أنت سعته من أنس بن مالك قال‪ :‬نعم‪ ,‬وقال رجل لنس بن مالك‪ ,‬أنت‬
‫سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬أو حدثن من ل يكذب‪ ,‬ما كنا نكذب‪ ,‬ول‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففففا الكذب‪.‬‬ ‫ندري مف‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إسحاق أخبن يي بن أيوب عن عبيد ال بن‬
‫زحر‪ ,‬عن بكر بن سوادة‪ ,‬عن قيس بن سعيد بن عبادة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إن‬
‫ربف تبارك وتعال‪ ,‬حرم المفر والكوبفة والقنيف‪ ,‬وإياكفم والغفبياء فإناف ثلث خرف العال»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا فرج بن فضالة عن إبراهيم بن عبد الرحن بن‬
‫رافع‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو‪ .‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ال حرم على‬
‫أم ت ال مر والي سر والزر والكو بة والقن ي‪ ,‬وزاد ن صلة الو تر» قال يز يد‪ :‬القن ي البا بط‪ ,‬تفرد به‬
‫أحد‪ ,‬وقال أحد أيضا‪ :‬حدثنا أبو عاصم وهو النبيل‪ ,‬أخبنا عبد الميد بن جعفر‪ ,‬حدثنا يزيد بن‬
‫أب حبيب عن عمرو بن الوليد‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «من‬
‫قال عل يّ ما ل أقل فليتبوأ مقعده من جهنم» قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «إن‬
‫فه أحد ف أيضا‪.‬‬ ‫فكر حرام» تفرد بف‬ ‫فل مسف‬ ‫فبياء وكف‬ ‫فة والغف‬
‫فر والكوبف‬ ‫فر واليسف‬‫ال حرم المف‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز‪ ,‬عن أب‬
‫طعمة مولهم‪ ,‬عن عبد الرحن بن عبد ال الغافقي أنما سعا ابن عمر يقول‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم «لع نت ال مر على عشرة أو جه‪ :‬لع نت ال مر بعين ها‪ ,‬وشارب ا‪ ,‬و ساقيها‪ ,‬وبائع ها‪,‬‬
‫ومبتاعها‪ ,‬وعاصرها‪ ,‬ومعتصرها‪ ,‬وحاملها‪ ,‬والحمولة إليه‪ ,‬وآكل ثنها»‪ ,‬ورواه أبو داود وابن ماجه‬
‫من حديث وكيع به‪ ,‬وقال أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا أبو طعمة‪ ,‬سعت ابن عمر‬
‫يقول‪ :‬خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الربد فخرجت معه‪ ,‬فكنت معه‪ ,‬فكنت عن يينه‪,‬‬
‫وأقبل أبو بكر فتأخرت عنه‪ ,‬فكان عن يينه وكنت عن يساره‪ ,‬ث أقبل عمر فتنحيت له فكان عن‬
‫يساره‪ ,‬فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم الر بد فإذا بزقاق على الربد فيها خر‪ ,‬قال ابن عمر‪:‬‬
‫فدعا ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بالد ية‪ ,‬قال ا بن ع مر‪ :‬و ما عر فت الد ية إل يومئذ‪ ,‬فأ مر‬
‫بالزقاق فش قت‪ ,‬ث قال «لع نت ال مر وشارب ا‪ ,‬و ساقيها‪ ,‬وبائع ها‪ ,‬ومبتاع ها‪ ,‬وحامل ها‪ ,‬والحمولة‬
‫إليه‪ ,‬وعاصرها ومعتصرها‪ ,‬وآكل ثنها»‪ ,‬وقال أحد‪ :‬حدثنا الكم بن نافع‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن أب‬
‫مري عن ضمرة بن حبيب قال‪ :‬قال عبد ال بن عمر‪ :‬أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن آتيه‬

‫‪418‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بدية وهي الشفرة‪ ,‬فأتيته با‪ ,‬فأرسل با‪ ,‬فأرهفت ث أعطانيها‪ ,‬وقال «اغد عليّ با» ففعلت‪ ,‬فخرج‬
‫بأصحابه إل أسواق الدينة‪ ,‬وفيها زقاق المر قد جلبت من الشام‪ ,‬فأخذ الدية من فشق ما كان من‬
‫تلك الزقاق بضرته ث أعطانيها‪ ,‬وأمر أصحابه الذين كانوا معه أن يضوا معي وأن يعاونون‪ ,‬وأمرن‬
‫أن آت السواق كلها فل أجد فيها زق خر إل شققته‪ ,‬ففعلت فلم أترك ف أسواقها زقا إل شققته‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال عبد ال بن وهب‪ :‬أخبن عبد الرحن بن شريح وابن ليعة والليث بن سعد‪,‬‬
‫عن خالد بن زيد‪ ,‬عن ثابت أن يزيد الولن أخبه أنه كان له عم يبيع المر‪ ,‬وكان يتصدق‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فنهي ته عن ها فلم ين ته‪ ,‬فقد مت الدي نة فلق يت ا بن عباس ف سألته عن ال مر وثن ها‪ ,‬فقال‪ :‬هي حرام‪,‬‬
‫وثنها حرام‪ ,‬ث قال ابن عباس رضي ال عنه‪ :‬يا معشر أمة ممد‪ ,‬إنه لو كان كتاب بعد كتابكم‪,‬‬
‫ونب بعد نبيكم‪ ,‬لنزل فيكم كما أنزل قبلكم‪ ,‬ولكن أخر ذلك من أمركم إل يوم القيامة ولعمري‬
‫لو أشد عليكم‪ ,‬قال ثابت‪ :‬فلقيت عبد ال بن عمر فسألته عن ثن المر فقال‪ :‬سأخبك عن المر‪,‬‬
‫إن كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد فبينما هو متب على حبوته‪ ,‬ث قال «من‬
‫كان عنده من هذه المر شيء فليأتنا با» فجعلوا يأتونه فيقول أحدهم‪ :‬عندي راوية‪ ,‬ويقول الَخر‪:‬‬
‫عندي زق‪ ,‬أو ما شاء ال أن يكون عنده‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «اجعوه ببق يع كذا‬
‫وكذا‪ ,‬ث آذنون» ففعلوا‪ ,‬ث آذنوه‪ ,‬فقام وقمت معه ومشيت عن يينه وهو متكىء عليّ‪ ,‬فلحقنا أبو‬
‫ب كر ر ضي ال ع نه‪ ,‬فأخر ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فجعل ن عن شاله وج عل أ با ب كر ف‬
‫مكان‪ ,‬ث لقنا عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ,‬فأخرن وجعله عن يساره‪ ,‬فمشى بينهما حت إذا‬
‫وقف على المر قال للناس «أتعرفون هذه ؟ قالوا نعم يا رسول ال‪ ,‬هذه المر‪ ,‬قال «صدقتم»‪ ,‬ث‬
‫قال «فإن ال لعفن المفر‪ ,‬وعاصفرها‪ ,‬ومعتصفرها‪ ,‬وشارباف‪ ,‬وسفاقيها‪ ,‬وحاملهفا‪ ,‬والحمولة إليفه‪,‬‬
‫وبائعها ومشتريها‪ ,‬وآكل ثنها» ث دعا بسكي فقال «اشحذوها» ففعلوا‪ ,‬ث أخذها رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يرق با الزقاق‪ ,‬قال‪ :‬فقال الناس‪ :‬ف هذه الزقاق منفعة‪ ,‬فقال «أجل ولكن إنا أفعل‬
‫ذلك غضبا ل عز وجل لا فيها من سخطه» فقال عمر‪ :‬انا أكفيك يا رسول ال‪ ,‬قال «ل» قال ابن‬
‫وهففب‪ :‬وبعضهففم يزيففد على بعففض ففف قصففة الديففث‪ ,‬رواه البيهقففي‪.‬‬
‫(حديث آ خر) قال الا فظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أنبأنا أبو ال سي بن ب شر‪ ,‬أنبأنا إ ساعيل بن ممد‬
‫الصفار‪ ,‬حدثنا ممد بن عبيد ال النادي‪ ,‬حدثنا وهب بن جرير‪ ,‬حدثنا شعبة عن ساك‪ ,‬عن مصعب‬
‫بن سعد‪ .‬عن سعد قال‪ :‬أنزلت ف المر أربع آيات‪ ,‬فذكر الديث قال‪ :‬وصنع رجل من النصار‬

‫‪419‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫طعاما فدعانا‪ ,‬فشربنا المر قبل أن ترم حت انتشينا فتفاخرنا‪ ,‬فقالت النصار‪ :‬نن أفضل‪ ,‬وقالت‬
‫قريش‪ :‬نن أفضل‪ ,‬فأخذ رجل من النصار لي جزور‪ ,‬فضرب به أنف سعد ففزره‪ ,‬وكانت أنف‬
‫سعد مفزورة‪ ,‬فنلت {إن ا ال مر والي سر} إل قوله تعال‪{ :‬ف هل أن تم منتهون} أخر جه م سلم من‬
‫حديففففففففففففففففففث شعبففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال البيهقي‪ :‬وأخبنا أبو نصر بن قتادة‪ ,‬أنبأنا أبو علي الرفاء‪ ,‬حدثنا علي بن عبد‬
‫العز يز‪ ,‬حدث نا حجاج بن منهال‪ ,‬حدث نا ربي عة بن كلثوم‪ ,‬حدث ن أ ب عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس‪ :‬قال‪ :‬إنا نزل تري المر ف قبيلتي من قبائل النصار‪ ,‬شربوا فلما أن ثل القوم‪ ,‬عبث بعضهم‬
‫ببعض‪ ,‬فلما أن صحوا جعل الرجل يرى الثر بوجهه ورأسه وليته‪ ,‬فيقول صنع ب هذا أخي فلن‪,‬‬
‫وكانوا إخوة ل يس ف قلوب م ضغائن‪ ,‬فيقول‪ :‬وال لو كان ب رؤوفا رحيما ما صنع ب هذا‪ ,‬ح ت‬
‫وقعفت الضغائن فف قلوبمف‪ ,‬فأنزل ال تعال هذه الَيفة {يفا أيهفا الذيفن آمنوا إناف المفر واليسفر‬
‫والن صاب والزلم ر جس من ع مل الشيطان} إل قوله تعال‪{ :‬ف هل أن تم منتهون} فقال أناس من‬
‫التكلفي‪ :‬هي رجس وهي ف بطن فلن‪ ,‬وقد قتل يوم أحد‪ :‬فأنزل ال تعال‪{ :‬ليس على الذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالات جناح في ما طعموا} إل آ خر الَية‪ ,‬ورواه الن سائي ف التف سي عن م مد بن ع بد‬
‫الرحيفففففففم صفففففففاعقة‪ ,‬عفففففففن حجاج بفففففففن منهال‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن خلف‪ ,‬حدثنا سعيد بن ممد الرمي عن أب‬
‫نيلة‪ ,‬عن سلم مول حفص أب القاسم‪ ,‬عن أب بريدة‪ ,‬عن أبيه قال بينا نن قعود على شراب لنا‪,‬‬
‫ونن على رملة‪ ,‬ونن ثلثة أو أربعة‪ ,‬وعندنا باطية لنا ونن نشرب المر حلً‪ ,‬إذ قمت حت آت‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فأ سلم عل يه‪ ,‬إذ نزل تر ي ال مر { يا أي ها الذ ين آمنوا إن ا ال مر‬
‫واليسر} إل آخر الَيتي‪{ ,‬فهل أنتم منتهون} فجئت إل أصحاب فقرأتا عليهم إل قوله {فهل أنتم‬
‫منتهون} قال‪ :‬وبعض القوم شربته ف يده قد شرب بعضها وبقي بعض ف الناء فقال‪ :‬بالناء تت‬
‫فا‪.‬‬
‫فا ربنف‬‫فم‪ ,‬فقالوا‪ :‬انتهينف‬‫فا فف باطيتهف‬ ‫فبوا مف‬
‫فل الجام‪ ,‬ثف صف‬ ‫فا يفعف‬‫فا كمف‬‫فه العليف‬
‫شفتف‬
‫(حديث آخر) ف قال البخاري‪ :‬حدثناصدقة بن الفضل‪ ,‬أخبنا ابن عيينة عن عمرو‪ ,‬عن جابر قال‬
‫صبح أناس غداة أحد المر‪ ,‬فقتلوا من يومهم جيعا شهداء‪ ,‬وذلك قبل تريها‪ ,‬هكذا رواه البخاري‬
‫ف تف سيه من صحيحه‪ .‬وقد رواه الافظ أبو ب كر البزار ف مسنده‪ :‬حدث نا أحد بن عبدة‪ ,‬حدثنا‬
‫سفيان عن عمرو بن دينار‪ ,‬سع جابر بن عبد ال يقول‪ :‬اصطبح ناس المر من أصحاب النب صلى‬

‫‪420‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬ث قتلوا شهداء يوم أحد فقالت اليهود‪ :‬فقد مات بعض الذين قتلوا وهي ف بطونم‪,‬‬
‫فأنزل ال {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالات جناح فيما طعموا} ث قال‪ :‬وهذا إسناد صحيح‪,‬‬
‫وهفففففو كمفففففا قال‪ ,‬ولكفففففن فففففف سفففففياقه غرابفففففة‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا شعبة عن أب إسحاق‪ ,‬عن الباء بن عازب قال‪:‬‬
‫لا نزل تري المر قالوا‪ :‬كيف بن كان يشربا قبل أن ترم ؟ فنلت {ليس على الذين آمنوا وعملوا‬
‫الصالات جناح فيما طعموا} الَية‪ ,‬ورواه الترمذي عن بندار غندر عن شعبة به نوه‪ ,‬وقال‪ :‬حسن‬
‫صفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففحيح‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال الافظ أبو يعلى الو صلي‪ :‬حدثنا جعفر بن حيد الكوف‪ ,‬حدثنا يعقوب‬
‫القمي عن عيسى بن جارية‪ ,‬عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬كان رجل يمل المر من خيب إل الدينة‬
‫فيبيعها من السلمي‪ ,‬فحمل منها بال فقدم با الدينة فلقيه رجل من السلمي فقال يا فلن‪ ,‬إن المر‬
‫قد حرمت فوضعها حيث انتهى على تل‪ ,‬وسجى عليها بأكسية‪ ,‬ث أتى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال يا رسول ال‪ ,‬بلغن أن المر قد حرمت ؟ قال «أجل» قال ل أن أردها على من ابتعتها منه ؟‬
‫قال ل يصلح ردها»‪ .‬قال‪ :‬ل أن أهديها إل من يكافئن منها ؟ قال «ل»‪ .‬قال‪ :‬فإن فيها ما ًل ليتامى‬
‫ف حجري‪ ,‬قال «إذا أتانا مال البحرين فأتنا نعوض أيتامك من مالم» ث نادى بالدينة‪ ,‬فقال رجل‪:‬‬
‫يا رسول ال‪ ,‬الوعية ننتفع با ؟ قال «فحلوا أوكيتها» فانصبت حت استقرت ف بطن الوادي‪ ,‬هذا‬
‫حديففففففففففففففففففث غريففففففففففففففففففب‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا سفيان عن السدي‪ ,‬عن أب هبية وهو‬
‫يي بن عباد النصاري‪ ,‬عن أنس بن مالك أن أبا طلحة سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن‬
‫أيتام فف حجره ورثوا خرا فقال «أهرقهفا»‪ .‬قال‪ :‬أفل نعلهفا خلً ؟ قال «ل»‪ .‬ورواه مسفلم وأبفو‬
‫داود والترمذي مففففففففن حديففففففففث الثوري بففففففففه نوه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن أب حات حدثنا عبد ال بن رجاء حدثنا عبد العزيز بن سلمة حدثنا هلل بن‬
‫أب هلل عن عطاء بن يسار عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬إن هذه الَية الت ف القرآن {يا أيها الذين‬
‫آمنوا إنا المر واليسر والنصاب والزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} قال‪:‬‬
‫هي ف التوراة إن ال أنزل الق ليذهب به الباطل‪ ,‬ويبطل به اللعب والزامي‪ ,‬والزفن والكبارات‪ ,‬يعن‬
‫البابط والزمارات‪ ,‬يعن به الدف والطنابي والشعر والمر مرة لن طعمها‪ ,‬أقسم ال بيمينه وعزته من‬

‫‪421‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شرب ا ب عد ما حرمت ها لعطش نه يوم القيا مة‪ ,‬و من ترك ها ب عد ما حرمت ها ل سقينه إيا ها ف حظية‬
‫القدس‪ ,‬وهذا إسفففففففففففففففناد صفففففففففففففففحيح‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال عبد ال بن وهب‪ :‬أخبن عمرو بن الارث أن عمرو بن شعيب حدثهم عن‬
‫أب يه‪ ,‬عن ع بد ال بن عمرو بن العاص‪ ,‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال « من ترك ال صلة‬
‫سكرا مرة واحدة فكأنا كانت له الدنيا وما عليها فسلبها‪ ,‬ومن ترك الصلة سكرا أربع مرات‪ ,‬كان‬
‫حقا على ال أن ي سقيه من طي نة البال» ق يل‪ :‬و ما طي نة البال ؟ قال «ع صارة أ هل جه نم» ورواه‬
‫أحدفففففف مففففففن طريففففففق عمرو بففففففن شعيففففففب‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال أبو داود‪ :‬حدثنا ممد بن رافع‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن عمر الصنعان قال‪ :‬سعت‬
‫النعمان هو ابن أب شيبة الندي يقول عن طاوس‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫«كل ممر خر‪ ,‬وكل مسكر حرام ومن شرب مسكرا بست صلته أربعي صباحا‪ ,‬فإن تاب تاب‬
‫ال عل يه‪ ,‬فإن عاد الراب عة كان حقا على ال أن ي سقيه من طي نة البال» ق يل‪ :‬و ما طي نة البال يا‬
‫رسول ال ؟ قال «صديد أهل النار‪ .‬ومن سقاه صغيا ل يعرف حلله من حرامه‪ ,‬كان حقا على ال‬
‫أن يسفففففقيه مفففففن طينفففففة البال» تفرد بفففففه أبفففففو داود‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال الشافعي رحه ال‪ :‬أنبأنا مالك عن نافع‪ ,‬عن ابن عمر أن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال « من شرب ال مر ف الدن يا ل ي تب من ها حرم ها ف الَخرة» أخر جه البخاري‬
‫ومسلم من حديث مالك به‪ .‬وروى مسلم عن أب الربيع‪ ,‬عن حاد بن زيد‪ ,‬عن أيوب‪ ,‬عن نافع‪,‬‬
‫عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «كل مسكر خر‪ ,‬وكل مسكر حرام‪ ,‬ومن‬
‫شرب المففر فمات وهففو يدمنهففا ول يتففب منهففا‪ ,‬ل يشربافف ففف الَخرة»‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال ابن وهب‪ :‬أخبن عمر بن ممد عن عبد ال بن يسار أنه سع سال بن عبد‬
‫ال يقول‪ :‬قال ع بد ال بن ع مر‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ثل ثة ل ين ظر ال إلي هم يوم‬
‫القيامة‪ :‬العاق لوالديه‪ ,‬والدمن المر‪ ,‬والنان با أعطى»‪ .‬ورواه النسائي عن عمرو بن علي‪ ,‬عن يزيد‬
‫بن زريع‪ ,‬عن عمر بن ممد العمري به‪ .‬وروى أحد عن غندر‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن يزيد بن أب زياد‪ ,‬عن‬
‫ماهد‪ ,‬عن أب سعيد‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «ل يدخل النة منان ول عاق ول مدمن‬
‫خر»‪ .‬ورواه أحد أيضا عن عبد الصمد‪ ,‬عن عبد العزيز بن مسلم‪ ,‬عن يزيد بن أب زياد‪,‬عن ماهد‬
‫به‪ .‬وعن مروان بن شجاع‪ ,‬عن حصيف‪ ,‬عن ماهد به‪ .‬ورواه النسائي عن القاسم بن زكريا‪ ,‬عن‬

‫‪422‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حسي العفي‪ ,‬عن زائدة‪ ,‬عن يزيد بن أب زيادة‪ ,‬عن سال بن أب العد وماهد‪ ,‬كلها عن أب‬
‫سفففففففففففففففففففعيد بفففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا سفيان عن منصور‪ ,‬عن سال بن أب‬
‫العد‪ ,‬عن جابان عن عبد ال بن عمرو‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «ل يدخل النة عاق‪,‬‬
‫ول مدمن خر‪ ,‬ول منان‪ ,‬ول ولد زنية» وكذا رواه عن يزيد‪ ,‬عن هام‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن سال‪ ,‬عن‬
‫جابان‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو به‪ ,‬وقد رواه أيضا عن غندر وغيه‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن سال‪,‬‬
‫عن نبيط بن شريط‪ ,‬عن جابان‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «ل يدخل‬
‫النة منان‪ ,‬ول عاق والديه‪ ,‬ول مدمن خر»‪ .‬ورواه النسائي من حديث شعبة كذلك‪ ,‬ث قال‪ :‬ول‬
‫نعلم أحدا تابع شعبة عن نبيط بن شريط‪ .‬وقال البخاري‪ :‬ل يعرف لابان ساع عن ع بد ال‪ ,‬ول‬
‫لسال من جابان ول نبيط‪ ,‬وقد روي هذا الديث من طريق ماهد عن ابن عباس‪ ,‬ومن طريقه أيضا‬
‫عففففففففففففففففن أبفففففففففففففففف هريرة‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقال الزهري‪ :‬حدثن أبو بكر بن عبد الرحن بن الارث بن هشام أن أباه قال‪ :‬سعت عثمان بن‬
‫عفان يقول اجتنبوا المر فإنا أم البائث إنه كان رجل فيمن خل قبلكم يتعبد ويعتزل الناس فعلقته‬
‫امرأة غو ية فأر سلت إل يه جاريت ها فقالت إنّا ندعوك لشهادة فد خل مع ها فطف قت كل ما د خل بابا‬
‫أغلقته دونه حت أفضى إل امرأة وضيئة عندها غلم وباطية خر فقالت إن وال ما دعوتك لشهادة‬
‫ولكن دعوتك لتقع علي أو تقتل هذا الغلم أو تشرب هذا المر فسقته كأسا فقال زيدون فلم يرم‬
‫ح ت و قع علي ها وق تل الن فس فاجتنبوا ال مر فإن ا ل تت مع هي واليان أبدا إل أو شك أحده ا أن‬
‫يرج صاحبه‪ .‬رواه البيهقي وهذا إسناد صحيح وقد رواه أبوبكر بن أب الدنيا ف كتابه ذم السكر‬
‫عن ممد بن عبد ال بن بزيع عن الفضيل بن سليمان النميي عن عمر بن سعيد عن الزهري به‬
‫مرفوعا والوقوف أصح وال أعلم وله شاهد ف الصحيحي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫قال «ل يزن الزان حي يزن وهو مؤمن ول يسرق سرقة حي يسرقها وهو مؤمن ول يشرب المر‬
‫حيفففففففف يشربافففففففف وهففففففففو مؤمففففففففن»‪.‬‬
‫وقال أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن ساك‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬لا حرمت المر قال ناس‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬أصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونا‪ ,‬فأنزل ال {ليس‬
‫على الذين آمنوا وعملوا الصالات جناح فيما طعموا} إل آخر الَية‪ ,‬ولا حولت القبلة قال ناس‪ :‬يا‬

‫‪423‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسفول ال‪ ,‬إخواننفا الذيفن ماتوا وهفم يصفلون إل بيفت القدس‪ ,‬فأنزل ال {ومفا كان ال ليضيفع‬
‫إيانكم} وقال المام أحد‪ :‬حدثنا داود بن مهران الدباغ‪ ,‬حدثنا داود يعن العطار عن أب خثيم‪ ,‬عن‬
‫شهر بن حوشب‪ ,‬عن أساء بنت يزيد أنا سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول «من شرب المر‬
‫ل يرض ال ع نه أربع ي ليلة‪ ,‬إن مات مات كافرا‪ ,‬وإن تاب تاب ال عل يه‪ ,‬وإن عاد كان حقا على‬
‫ال أن يسقيه من طينة البال» قالت‪ :‬قلت‪ :‬يارسول ال‪ ,‬وما طينة البال ؟ قال «صديد أهل النار»‬
‫وقال العمش‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬عن علقمة‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود أن النب صلى ال عليه وسلم قال لا‬
‫نزلت {ل يس على الذ ين آمنوا وعملوا ال صالات جناح في ما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا} فقال ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم «قيل ل‪ :‬أنت منهم» وهكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي من طريقه‪ .‬وقال‬
‫ع بد ال بن المام أح د‪ :‬قرأت على أ ب‪ ,‬حدث نا علي بن عا صم‪ ,‬حدث نا إبراه يم الجري عن أ ب‬
‫الحوص‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إياكم وهاتان الكعبتان‬
‫الوسفففففومتان اللتان تزجران زجرا فإنمفففففا ميسفففففر العجفففففم»‪.‬‬

‫صيْ ِد َتنَالُ هُ َأيْدِيكُ ْم وَ ِرمَا ُحكُ مْ ِلَيعْلَ مَ اللّ ُه مَن يَخَافُ ُه‬
‫شيْءٍ مّ َن ال ّ‬ ‫** يَـَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َلَيبُْل َونّكُ مُ اللّ ُه بِ َ‬
‫صيْ َد َوَأنْتُ مْ حُرُ ٌم َومَن‬ ‫ى َبعْدَ ذَلِ كَ فَلَ ُه عَذَا بٌ أَلِي مٌ * يَـَأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل َتقْتُلُوْا ال ّ‬ ‫بِاْلغَيْ بِ َفمَ ِن اعْتَدَ َ‬
‫حكُ ُم بِ هِ َذوَا عَدْ ٍل ّمنْكُ ْم هَدْيا بَالِ َغ اْلكَ ْعَبةِ َأوْ َكفّا َرةٌ‬ ‫َقتَلَ ُه مِنكُم ّمَتعَمّدا َفجَزَآ ٌء ّمثْ ُل مَا َقتَ َل مِ َن النّعَ ِم يَ ْ‬
‫ق َوبَالَ َأمْرِ هِ َعفَا اللّ ُه عَمّا سَلَف َومَ ْن عَادَ َفَيْنَتقِ مُ اللّ ُه ِمنْ هُ‬ ‫صيَاما ّليَذُو َ‬ ‫طَعَا ُم مَ سَاكِيَ أَو عَدْلُ ذَلِ كَ ِ‬
‫ف عَزِيزٌ ذُو انِْتقَامفففففففففففففففففٍ‬ ‫وَاللّهفففففففففففففففف ُ‬
‫قال الوالب عن ابن عباس قوله {ليبلونكم ال بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم} قال‪ :‬هو‬
‫الضعيف من الصيد وصغيه‪ ,‬يبتلي ال به عباده ف إحرامهم‪ ,‬حت لو شاءوا لتناولوه بأيديهم‪ ,‬فنهاهم‬
‫ال أن يقربوه‪ .‬وقال ما هد {تناله أيدي كم} يع ن صغار ال صيد وفرا خه‪{ ,‬ورماح كم} يع ن كباره‪.‬‬
‫وقال مقاتل بن حيان‪ :‬أنزلت هذه الَية ف عمرة الديبية‪ ,‬فكانت الوحش والطي والصيد تغشاهم ف‬
‫رحالم‪ ,‬ل يروا مثله قط فيما خل‪ ,‬فنهاهم ال عن قتله وهم مرمون {ليعلم ال من يافه بالغيب}‬
‫يعن أنه تعال يبتليهم بالصيد‪ ,‬يغشاهم ف رحالم يتمكنون من أخذه باليدي والرماح سرا وجهرا‪,‬‬
‫لتظ هر طا عة من يط يع من هم ف سره وجهره‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬إن الذ ين يشون رب م بالغ يب ل م‬

‫‪424‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مغفرة وأ جر كبي} وقوله ههنا {ف من اعتدى ب عد ذلك} قال ال سدي وغيه‪ :‬يع ن ب عد هذا العلم‬
‫والنذار والتقدم‪{ ,‬فله عذاب أليففففم} أي لخالفتففففه أمففففر ال وشرعففففه‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقتلوا الصيد وأنتم حرم} وهذا تري منه تعال لقتل الصيد ف‬
‫حال الحرام‪ ,‬ون ي عن تعاط يه ف يه‪ ,‬وهذا إن ا يتناول من ح يث الع ن الأكول و ما يتولد م نه و من‬
‫غيه‪ ,‬فأ ما غ ي الأكول من حيوانات الب‪ ,‬فع ند الشاف عي يوز للمحرم قتل ها‪ ,‬والمهور على تر ي‬
‫قتلها أيضا ‪ ,‬ول يستثن من ذلك إل ما ثبت ف الصحيحي من طريق الزهري عن عروة‪ ,‬عن عائشة‬
‫أم الؤمن ي أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «خ س فوا سق يقتلن ف ال ل والرم‪ :‬الغراب‪,‬‬
‫والدأة‪ ,‬والعقرب‪ ,‬والفأرة‪ ,‬والكلب العقور»‪ .‬وقال مالك‪ ,‬عن نا فع‪ ,‬عن ا بن ع مر‪ :‬أن ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم قال «خ س من الدواب ل يس على الحرم ف قتل هن جناح‪ :‬الغراب‪ ,‬والدأة‪,‬‬
‫والعقرب‪ ,‬والفأرة‪ ,‬والكلب العقور» أخرجاه‪ ,‬ورواه أيوب عن نا فع عن ا بن ع مر مثله‪ .‬قال أيوب‪:‬‬
‫فقلت لنا فع‪ :‬فال ية ؟ قال ال ية ل شك في ها‪ .‬ول يتلف ف قتل ها‪ .‬و من العلماء كمالك وأح د من‬
‫فه‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬ ‫فد ضررا منف‬‫فد‪ ,‬لنا ف أشف‬ ‫فر والفهف‬‫فبع والنمف‬ ‫ألق ف بالكلب العقور الذئب والسف‬
‫وقال زيد بن أسلم وسفيان بن عيينة‪ :‬الكلب العقور يشمل هذه السباع العادية كلها‪ ,‬واستأنس من‬
‫قال بذا با روي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا دعا على عتبة بن أب لب قال «اللهم سلط‬
‫عليه كلبك بالشام» فأكله السبع بالزرقاء‪ ,‬قالوا‪ :‬فإن قتل ما عداهن فداه‪ ,‬كالضبع والثعلب وه ّر الب‬
‫ونو ذلك‪ ,‬قال مالك‪ :‬وكذا يستثن من ذلك صغار هذه المس النصوص عليها‪ ,‬وصغار اللحق با‬
‫من ال سباع العوادي‪ .‬وقال الشاف عي‪ :‬يوز للمحرم ق تل كل مال يؤ كل ل مه‪ ,‬ول فرق ب ي صغاره‬
‫وكباره‪ ,‬وج عل العلة الامعة كون ا ل تؤ كل‪ .‬وقال أبو حنيفة‪ :‬يق تل الحرم الكلب العقور والذئب‪,‬‬
‫لنه كلب بري‪ ,‬فإن قتل غيه ا فداه إل أن ي صول عليه سبع غيه ا فيقتله فل فداء عليه وهذا قول‬
‫الوزا عي وال سن بن صال بن حيي‪ .‬وقال ز فر بن الذ يل‪ :‬يفدي ما سوى ذلك وإن صال عل يه‪.‬‬
‫وقال بعض الناس‪ :‬الراد بالغراب ههنا البقع‪ ,‬وهو الذي ف بطنه وظهره بياض دون الدرع وهو‬
‫السود‪ ,‬والعصم وهو البيض‪ ,‬لا رواه النسائي عن عمرو بن علي الفلس‪ ,‬عن يي القطان‪ ,‬عن‬
‫شعبة‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن سعيد بن السيب‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «خس يقتلهن‬
‫الحرم‪ :‬اليفة‪ ,‬والفأرة‪ ,‬والدأة‪ ,‬والغراب البقفع‪ ,‬والكلب العقور» والمهور على أن الراد بفه أعفم‬
‫من ذلك‪ ,‬لا ثبت ف الصحيحي من إطلق لفظه‪ .‬وقال مالك رحه ال‪ :‬ل يقتل الحرم الغراب إل‬

‫‪425‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إذا صال عليه وآذاه‪ .‬وقال ماهد بن جب وطائفة‪ :‬ل يقتله بل يرميه‪ ,‬ويروى مثله عن علي‪ .‬وقد روى‬
‫هشيم‪ :‬حدثنا يزيد بن أب زياد‪ :‬عن عبد الرحن بن أب ُنعْم‪ ,‬عن أب سعيد‪ ,‬عن النب صلى ال عليه‬
‫و سلم أ نه سئل ع ما يق تل الحرم ؟ فقال «ال ية‪ ,‬والعقرب‪ ,‬والفوي سقة‪ ,‬وير مي الغراب ول يقتله‪,‬‬
‫والكلب العقور‪ ,‬والدأة‪ ,‬والسبع العادي» رواه أبو داود عن أحد بن حنبل‪ ,‬والترمذي عن أحد بن‬
‫منيع‪ ,‬كلها عن هشيم وابن ماجه‪ ,‬عن أب كري وعن ممد بن فضيل‪ ,‬كلها عن يزيد بن أب زياد‬
‫ففففن‪.‬‬ ‫ففففث حسف‬ ‫ففففه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديف‬ ‫ففففف بف‬ ‫ففففو ضعيف‬ ‫وهف‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو‬
‫سعيد ال شج‪ ,‬حدث نا ا بن عل ية عن أيوب قال‪ :‬نبئت عن طاوس أ نه قال‪ :‬ل ي كم على من أ صاب‬
‫صيدا خطأ‪ ,‬إنا يكم على من أصابه متعمدا‪ ,‬وهذا مذهب غريب عن طاوس وهو متمسك بظاهر‬
‫الَية‪ ,‬وقال ماهد بن جب‪ :‬الراد بالتعمد هنا القاصد إل قتل الصيد‪ ,‬الناسي لحرامه‪ ,‬فأما التعمد‬
‫لقتل الصيد مع ذكره لحرامه‪ ,‬فذاك أمره أعظم من أن يكفر‪ ,‬وقد بطل إحرامه‪ ,‬ورواه ابن جرير عنه‬
‫من طر يق ا بن أ ب ن يح‪ ,‬ول يث بن أ ب سليم وغيه ا ع نه‪ ,‬و هو قول غر يب أيضا‪ ,‬والذي عل يه‬
‫المهور أن العا مد والنا سي سواء ف وجوب الزاء عل يه‪ .‬وقال الزهري‪ :‬دل الكتاب على العا مد‪,‬‬
‫وجرت ال سنة على النا سي‪ ,‬ومع ن هذا أن القرآن دل على وجوب الزاء على التع مد وعلى تأثي مه‬
‫بقوله {ليذوق وبال أمره عفا ال عما سلف ومن عاد فينتقم ال منه} وجاءت السنة من أحكام النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم وأحكام أ صحابه بوجوب الزاء ف ال طأ‪ ,‬ك ما دل الكتاب عل يه ف الع مد‪,‬‬
‫وأيضا فإن قتفل الصفيد إتلف‪ ,‬والتلف مضمون فف العمفد وفف النسفيان‪ ,‬لكفن التعمفد مأثوم‪,‬‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففف ملوم‪.‬‬ ‫والخطىء غيف‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فجزاء م ثل ما ق تل من الن عم} قرأ بعض هم بالضا فة‪ ,‬وقرأ آخرون بعطف ها {فجزاء‬
‫مثل ما قتل من النعم}‪ ,‬وحكى ابن جرير‪ ,‬أن ابن مسعود قرأها {فجزاؤه مثل ما قتل من النعم}‪.‬‬
‫وف قوله {فجزاء مثل ما قتل من النعم} على كل من القراءتي دليل لا ذهب إليه مالك والشافعي‬
‫وأح د والمهور‪ ,‬من وجوب الزاء من م ثل ما قتله الحرم‪ ,‬إذا كان له م ثل من اليوان الن سي‬
‫خلفا لب حنيفة رحه ال‪ ,‬حيث أوجب القيمة سواء كان الصيد القتول مثليا أو غي مثلي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫و هو م ي إن شاء ت صدق بثم نه‪ ,‬وإن شاء اشترى به هديا‪ ,‬والذي ح كم به ال صحابة ف ال ثل أول‬
‫بالتباع‪ ,‬فإن م حكموا ف النعا مة ببد نة‪ ,‬و ف بقرة الو حش ببقرة‪ ,‬و ف الغزال بع ن‪ ,‬وذ كر قضا يا‬

‫‪426‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصحابة وأسانيدها مقرر ف كتاب الحكام‪ ,‬وأما إذا ل يكن الصيد مثليا فقد حكم ابن عباس فيه‬
‫بثمنفففففففه يمفففففففل إل مكفففففففة‪ ,‬رواه البيهقفففففففي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ي كم به ذوا عدل من كم} يع ن أ نه ي كم بالزاء ف ال ثل أو بالقي مة ف غ ي ال ثل‬
‫عدلن من ال سلمي‪ ,‬واختلف العلماء ف القا تل‪ :‬هل يوز أن يكون أ حد الكم ي ؟ على قول ي‬
‫(أحدها) ل‪ ,‬لنه قد يتهم ف حكمه على نفسه‪ ,‬وهذا مذهب مالك‪( .‬والثان) نعم‪ ,‬لعموم الَية‪,‬‬
‫و هو مذ هب الشاف عي وأح د‪ ,‬واح تج الولون بأن الا كم ل يكون مكوما عل يه ف صورة واحدة‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكي‪ ,‬حدثنا جعفر هو ابن برقان عن ميمون‬
‫بن مهران أن أعرابيا أتى أبا بكر‪ ,‬فقال‪ :‬قتلت صيدا وأنا مرم‪ ,‬فما ترى علي من الزاء ؟ فقال أبو‬
‫بكر رضي ال عنه لب بن كعب وهو جالس عنده‪ :‬ما ترى فيما قال ؟ فقال العراب‪ :‬أتيتك وأنت‬
‫خليفة رسول ال صلى ال عليه وسلم أسألك‪ ,‬فإذا أنت تسأل غيك ؟ فقال أبو بكر‪ :‬وما تنكر ؟‬
‫يقول ال تعال‪{ :‬فجزاء مثل ما قتل من النعم يكم به ذوا عدل منكم} فشاورت صاحب حت إذا‬
‫اتفق نا على أ مر أمرناك به‪ ,‬وهذا إ سناد ج يد‪ ,‬لك نه منق طع ب ي ميمون وب ي ال صديق‪ ,‬ومثله يت مل‬
‫ههنا‪ ,‬فبي له الصديق الكم برفق وتؤدة لا رآه أعرابيا جاهلً‪ ,‬وإنا دواء الهل التعليم‪ ,‬فأما إذا كان‬
‫العترض منسوبا إل العلم‪ ,‬فقد قال ابن جرير‪ :‬حدثنا هناد وأبو هشام الرفاعي‪,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع بن‬
‫الراح عن السعودي‪ ,‬عن عبد اللك بن عمي‪ ,‬عن قبيصة بن جابر‪ ,‬قال‪ :‬خرجنا حجاجا‪ ,‬فكنا إذا‬
‫صلينا الغداة اقتدنا رواحلنا‪ ,‬فنتماشى نتحدث‪ .‬قال‪ :‬فبينما نن ذات غداة إذ سنح لنا ظب أو برح‪,‬‬
‫فرماه رجل كان معنا بجر فما أخطأ خُشّاءَ هُ (وهو العظم الناتى خلف الذن)‪ ,‬فركب رَ ْدعَه ميتا‪.‬‬
‫قال‪َ :‬فعَظّمْنا عليه‪ ,‬فلما قدمنا مكة‪ ,‬خرجت معه حت أتينا عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ,‬فقص‬
‫عل يه الق صة فقال‪ :‬وإذا إل جن به ر جل كأن وج هه قلب ف ضة‪ ,‬يع ن ع بد الرح ن بن عوف‪ ,‬فالت فت‬
‫ع مر إل صاحبه فكل مه‪ ,‬قال‪ :‬ث أق بل على الر جل فقال‪ :‬أعمدا قتل ته أم خ طأ ؟ فقال الر جل‪ :‬ل قد‬
‫تعمدت رميه وما أردت قتله‪ ,‬فقال عمر‪ :‬ما أراك إل قد أشركت بي العمد والطأ‪ ,‬اعمد إل شاة‬
‫فاذب ها وت صدق بلحم ها‪ ,‬وا ستبق إهاب ا‪ ,‬قال‪ :‬فقم نا من عنده‪ ,‬فقلت ل صاحب‪ :‬أي ها الر جل‪ ,‬ع ظم‬
‫شعائر ال‪ ,‬فما درى أمي الؤمني ما يفتيك حت سأل صاحبه‪ ,‬اعمد إل ناقتك فانرها‪ .‬فلعل ذلك‬
‫يعن أن يزىء عنك‪ ,‬قال قبيصة‪ :‬ول أذكر الَية من سورة الائدة {يكم به ذوا عدل منكم} فبلغ‬
‫عمر مقالت‪ ,‬فلم يفجأنا منه إل ومعه الدرة‪ ,‬قال‪ :‬فعل صاحب ضربا بالدرة‪ ,‬أقتلت ف الرم وسفهت‬

‫‪427‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف الكم‪ .‬قال‪ :‬ث أقبل علي‪ ,‬فقلت‪ :‬يا أمي الؤمني‪ ,‬ل أحل لك اليوم شيئا يرم عليك من‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫يا قبي صة بن جابر‪ ,‬إ ن أراك شاب ال سن‪ ,‬ف سيح ال صدر‪ ,‬ب ي الل سان‪ ,‬وإن الشاب يكون ف يه ت سعة‬
‫أخلق حسفنة وخلق سفيء‪ ,‬فيفسفد اللق السفيء الخلق السفنة‪ ,‬فإياك وعثرات الشباب‪.‬‬
‫وروى هشيم هذه القصة عن عبد اللك بن عمي‪ ,‬عن قبيصة بنحوه‪ .‬ورواها أيضا عن حصي‪ ,‬عن‬
‫الش عب‪ ,‬عن قبي صة بنحوه‪ .‬وذكر ها مر سلة عن ع مر بن ب كر بن ع بد ال الز ن وم مد بن سيين‬
‫بنحوه‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا شعبة عن منصور‪ ,‬عن أب وائل‪,‬‬
‫أ خبن ا بن جر ير البجلي‪ ,‬قال‪ :‬أ صبت ظبيا وأ نا مرم‪ ,‬فذكرت ذلك لع مر‪ ,‬فقال‪ :‬ائت رجل ي من‬
‫إخوانك فليحكما عليك‪ ,‬فأتيت عبد الرحن وسعدا فحكما علي بتيس أعفر‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا‬
‫ابن وكيع‪ ,‬حدثنا ابن عيينة عن مارق‪ ,‬عن طارق‪ ,‬قال‪ :‬أوطأ أربد ظبيا فقتله وهو مرم‪ ,‬فأتى عمر‬
‫ليحكم عليه‪ ,‬فقال له عمر‪ :‬احكم معي‪ ,‬فحكما فيه جديا قد جع الاء والشجر‪ ,‬ث قال عمر {يكم‬
‫به ذوا عدل منكم}‪ ,‬وف هذا دللة على جواز كون القاتل أحد الكمي‪ ,‬كما قاله الشافعي وأحد‬
‫رحه ما ال‪ ).‬واختلفوا‪ :‬هل ت ستأنف الكو مة ف كل ما ي صيبه الحرم‪ ,‬في جب أن ي كم ف يه ذوا‬
‫عدل‪ ,‬وإن كان قد ح كم ف مثله ال صحابة أو يكت فى بأحكام ال صحابة التقد مة ؟ على قول ي‪ ,‬فقال‬
‫الشاف عي وأح د‪ :‬يت بع ف ذلك ما حك مت به ال صحابة‪ ,‬وجعله شرعا مقررا ل يعدل ع نه‪ ,‬ومال‬
‫يكم فيه ال صحابة يرجع فيه إل عدل ي‪ .‬وقال مالك وأبو حني فة‪ :‬بل ي ب الكم ف كل فرد فرد‬
‫سفواء وجفد للصفحابة فف مثله حكفم أم ل‪ ,‬لقوله تعال‪{ :‬يكفم بفه ذوا عدل منكفم}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬هديا بالغ الكع بة} أي وا صلً إل الكع بة‪ ,‬والراد و صوله إل الرم بأن يذ بح هناك‬
‫ويفرق لمفه على مسفاكي الرم‪ ,‬وهذا أمفر متففق عليفه فف هذه الصفورة‪ .‬وقوله {أو كفارة طعام‬
‫مساكي أو عدل ذلك صياما} أي إذا ل يد الحرم مثل ما قتل من النعم‪ ,‬أو ل يكن الصيد القتول‬
‫من ذوات المثال‪ ,‬أو قل نا بالتخي ي ف هذا القام ب ي الزاء والطعام وال صيام‪ ,‬ك ما هو قول مالك‬
‫وأب حنيفة وأب يوسف وممد بن السن‪ ,‬وأحد قول الشافعي‪ ,‬والشهور عن أحد‪ ,‬رحهم ال‪,‬‬
‫لظاهر «أو» بأنا للتخيي‪ ,‬والقول الَخر أن ا على الترتيب‪ ,‬فصورة ذلك أن يعدل إل القيمة‪ ,‬فيقوم‬
‫الصيد القتول عند مالك وأب حنيفة وأصحابه وحاد وإبراهيم‪ .‬وقال الشافعي‪ :‬يقوم مثله من النعم لو‬
‫كان موجودا‪ ,‬ث يشترى به طعام فيتصدق به فيصرف لكل مسكي مد منه‪ ,‬عند الشافعي ومالك‬
‫وفقهاء الجاز‪ ,‬واختاره ابن جرير‪ ,‬وقال أبو حنيفة وأصحابه‪ :‬يطعم كل مسكي مدين‪ ,‬وهو قول‬

‫‪428‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ماهد‪ .‬وقال أحد‪ :‬مد من حنطة أو مدان من غيه‪ ,‬فإن ل يد أو قلنا بالتخيي‪ ,‬صام عن إطعام كل‬
‫م سكي يوما‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬وقال آخرون‪ :‬ي صوم مكان كل صاع يوما ك ما ف جزاء التر فه‬
‫باللق ونوه‪ ,‬فإن الشارع أمر كعب بن عجرة أن يقسم فرقا بي ستة‪ ,‬أو يصوم ثلثة أيام‪ ,‬والفرق‬
‫ثلثفة آصفع‪ ,‬واختلفوا فف مكان هذا الطعام‪ ,‬فقال الشافعفي‪ :‬مكانفه الرم‪ ,‬وهفو قول عطاء‪ .‬وقال‬
‫مالك يطعم ف الكان الذي أصاب فيه الصيد أو أقرب الماكن إليه‪ .‬وقال أبو حنيفة‪ :‬إن شاء أطعم‬
‫ففففففففففف الرم‪ ,‬وإن شاء أطعففففففففففم ففففففففففف غيه‪.‬‬

‫ذكففففففففففر أقوال السففففففففففلف ففففففففففف هذا القام‬


‫قال ابن أ ب حا ت‪ :‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدث نا ي ي بن الغية‪ ,‬حدثنا جر ير عن من صور‪ ,‬عن ال كم‪ ,‬عن‬
‫مقسم‪ ,‬عن ابن عباس ف قوله ال تعال‪{ :‬فجزاء مثل ما قتل من النعم يكم به ذوا عدل منكم هديا‬
‫بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكي أو عدل ذلك صياما} قال‪ :‬إذا أصاب الحرم الصيد حكم عليه‬
‫جزاؤه مفن النعفم‪ ,‬فإن ل يدف‪ ,‬نظفر كفم ثنفه‪ ,‬ثف قوم ثنفه طعاما‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬أو كفارة طعام‬
‫م ساكي أو عدل ذلك صياما}‪ ,‬قال‪ :‬إن ا أر يد بالطعام وال صيام‪ ,‬أ نه إذا و جد الطعام و جد جزاؤه‪,‬‬
‫ورواه ابن جرير من طريق جرير‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {هديا بالغ الكعبة أو كفارة‬
‫طعام مساكي أو عدل ذلك صياما}‪ ,‬فإذا قتل الحرم شيئا من الصيد حكم عليه فيه‪ ,‬فإن قتل ظبيا‬
‫أو نوه فعليه شاة تذبح بكة‪ ,‬فإن ل يد فإطعام ستة مساكي‪ ,‬فإن ل يد فصيام ثلثة أيام‪ ,‬فإن قتل‬
‫ل أو نوه‪ ,‬فعليه بقرة‪ ,‬فإن ل يد أطعم عشرين مسكينا‪ ,‬فإن ل يد صام عشرين يوما‪ ,‬وإن قتل‬ ‫أي ً‬
‫نعامة أو حار وحش أو نوه‪ ,‬فعليه بدنة من البل‪ ,‬فإن ل يد أطعم ثلثي مسكينا‪ ,‬فإن ل يد صام‬
‫ثلث ي يوما» رواه ا بن أ ب حا ت وا بن جر ير‪ ,‬وزاد‪ :‬الطعام مدّ مدّيشبع هم‪ ,‬وقال جابر الع في‪ ,‬عن‬
‫عامر الشعب وعطاء وماهد {أو عدل ذلك صياما} قالوا إنا الطعام لن ل يبلغ الدي رواه ابن جرير‬
‫وكذا روى ابن جريج عن ماهد وأسباط عن السدي أنا على الترتيب‪ .‬وقال عطاء وعكرمة وماهد‬
‫ف رواية الضحاك وإبراهيم النخعي‪ :‬هي على اليار‪ ,‬وهي رواية الليث عن ماهد‪ ,‬عن ابن عباس‪,‬‬
‫واختار ذلك ابففففففففففن جريففففففففففر رحهفففففففففف ال‪.‬‬
‫وقوله {ليذوق وبال أمره} أي أوجب نا عل يه الكفارة ليذوق عقو بة فعله الذي ارت كب ف يه الخال فة‬
‫{ع فا ال ع ما سلف} أي ف زمان الاهل ية ل ن أح سن ف ال سلم وات بع شرع ال‪ ,‬ول يرت كب‬

‫‪429‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العصية‪ ,‬ث قال {ومن عاد فينتقم ال منه} أي ومن فعل ذلك بعد تريه ف السلم وبلوغ الكم‬
‫الشر عي إليه {فينت قم ال م نه وال عز يز ذو انتقام}‪ .‬قال ا بن جر يج‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬ما {عفا ال ع ما‬
‫سلف} ؟ قال‪ :‬عما كان ف الاهلية‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وما {ومن عاد فينتقم ال منه} ؟ قال‪ :‬ومن عاد ف‬
‫السلم فينتقم ال منه‪ ,‬وعليه مع ذلك الكفارة‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فهل ف العود من حد تعلمه ؟ قال‪ :‬ل‪,‬‬
‫قال قلت‪ :‬فترى حقا على المام أن يعاق به ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬هو ذ نب أذن به في ما بي نه وب ي ال عز و جل‪,‬‬
‫ولكن يفتدي» رواه ابن جرير‪ .‬وقيل‪ :‬معناه فينتقم ال منه بالكفارة‪ ,‬قاله سعيد بن جبي وعطاء‪ ,‬ث‬
‫المهور من السلف واللف على أنه مت قتل الحرم الصيد وجب الزاء‪ ,‬ول فرق بي الول والثانية‬
‫فففد‪.‬‬ ‫ففف ذلك والعمف‬ ‫فففأ فف‬ ‫فففواء الطف‬ ‫فففا تكرر سف‬ ‫فففة‪ ,‬وإن تكرر مف‬ ‫والثالثف‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬من قتل شيئا من الصيد خطأ وهو مرم‪ ,‬يكم عليه‬
‫فيه كلما قتله‪ ,‬فإن قتله عمدا يكم عليه فيه مرة واحدة‪ ,‬فإن عاد يقال له‪ :‬ينتقم ال منك‪ ,‬كما قال‬
‫ال عز وجل‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ,‬حدثنا يي بن سعيد وابن أب عدي‪ ,‬جيعا عن‬
‫هشام هو ا بن ح سان‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬في من أ صاب صيدا ي كم عل يه ث عاد قال‪ :‬ل‬
‫ي كم عل يه‪ ,‬ينت قم ال م نه‪ .‬وهكذا قال شر يح وما هد و سعيد بن جبي وال سن الب صري وإبراه يم‬
‫النخعي‪ ,‬رواهن ابن جرير‪ ,‬ث اختار القول الول‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا العباس بن يزيد العبدي‪,‬‬
‫حدثنا العتمر بن سليمان عن زيد بن أب العلى‪ ,‬عن السن البصري أن رجلً أصاب صيدا فتجوز‬
‫ع نه‪ ,‬ث عاد فأ صاب صيدا آ خر‪ ,‬فنلت نار من ال سماء فأحرق ته‪ ,‬ف هو قوله {و من عاد فينت قم ال‬
‫م نه}‪ .‬وقال ا بن جر ير ف قوله {وال عز يز ذو انتقام} يقول‪ ,‬عز ذكره‪ :‬وال من يع ف سلطانه‪ ,‬ل‬
‫يقهره قاهر ول ينعه من النتقام من انتقم منه‪ ,‬ول من عقوبة من أراد عقوبته مانع‪ ,‬لن اللق خلقه‪,‬‬
‫وال مر أمره‪ ,‬له العزة والن عة‪ .‬وقوله {ذو انتقام} يع ن أ نه ذو معاق بة ل ن ع صاه على مع صيته إياه‪.‬‬

‫صيْ ُد اْلبَ ّر مَا ُد ْمتُ مْ حُرُما وَاتّقُواْ‬


‫سيّا َرةِ َوحُرّ مَ عََلْيكُ مْ َ‬
‫ح ِر َو َطعَامُ هُ مَتَاعا ّلكُ ْم وَلِل ّ‬
‫صيْ ُد الْبَ ْ‬
‫** أُ ِحلّ َلكُ مْ َ‬
‫حرَامَف وَاْلهَدْيَف‬ ‫حرَامَف ِقيَاما لّلنّاسِف وَالشّهْ َر الْ َ‬ ‫شرُون َف * َجعَلَ اللّهُف اْلكَ ْعَبةَ الَْبيْتَف الْ َ‬ ‫اللّهَف الّذِيَفإَِليْهِف تُحْ َ‬
‫ت وَمَا فِي الرْ ضِ َوأَ نّ اللّ َه ِبكُ ّل َشيْءٍ عَلِي مٌ *‬ ‫لئِدَ ذَلِ كَ ِلتَعَْل ُم َواْ أَ نّ اللّ هَ يَعَْل ُم مَا فِي ال سّمَاوَا ِ‬‫وَالْ َق َ‬
‫ب َوأَ نّ اللّ َه َغفُورٌ رّحِي مٌ * مّا عَلَى الرّ سُولِ إِ ّل الَْبلَ غُ وَاللّ ُه َيعْلَ مُ مَا ُتبْدُو نَ‬ ‫اعَْل ُم َواْ أَ نّ اللّ َه َشدِي ُد الْ ِعقَا ِ‬
‫ففففففففففففففففففَ‬ ‫وَمَففففففففففففففففففا َت ْكتُمُونف‬

‫‪430‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس ف رواية عنه‪ ,‬وسعيد بن السيب‪ ,‬وسعيد بن جبي وغيهم‪ ,‬ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬أحل لكم صيد البحر} يعن ما يصطاد منه طريا {وطعامه} ما يتزود منه مليحا يابسا‪,‬‬
‫وقال ا بن عباس ف الرواية الشهورة ع نه‪ :‬صيده ما أ خذ منه حيا {وطعا مه} ما لف ظه ميتا‪ ,‬وهكذا‬
‫روي عن أب بكر الصديق وزيد بن ثابت وعبد ال بن عمرو وأب أيوب النصاري رضي ال عنهم‪,‬‬
‫وعكرمة وأب سلمة بن عبد الرحن وإبراهيم النخعي والسن البصري‪ ,‬قال سفيان بن عيينة‪ ,‬عن‬
‫عمرو بن دينار‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن أب بكر الصديق أنه قال {طعامه} كل ما فيه‪ ,‬رواه ابن جرير وابن‬
‫أب حات‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا جرير عن مغية‪ ,‬عن ساك قال‪ :‬حدثت عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬خ طب أ بو ب كر الناس‪ ,‬فقال {أ حل ل كم صيد الب حر وطعا مه متاعا ل كم} وطعا مه ما‬
‫قذف‪ .‬قال‪ :‬وحدثنا ابن علية عن سليمان التيمي‪ ,‬عن أب ملز‪ ,‬عن ابن عباس ف قوله {أحل لكم‬
‫صفففففيد البحفففففر وطعامفففففه} قال {طعامفففففه} مفففففا قذف‪.‬‬
‫وقال عكرمة عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬طعامه ما لفظ من ميتة‪ ,‬ورواه ابن جرير أيضا‪ .‬وقال سعيد بن‬
‫ال سيب‪ :‬طعا مه ما لف ظه حيا أو ح سر ع نه فمات‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا ا بن‬
‫بشار‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب‪ ,‬حدثناأيوب عن نافع أن عبد الرحن بن أب هريرة سأل ابن عمر‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫إن البحر قد قذف حيتانا كثية ميتة‪ ,‬أفنأكلها ؟ فقال‪ :‬ل تأكلوها‪ ,‬فلما رجع عبد ال إل أهله‪ ,‬أخذ‬
‫ال صحف فقرأ سورة الائدة فأ تى هذه الَ ية {وطعا مه متاعا ل كم ولل سيارة} فقال‪ :‬اذ هب ف قل له‪:‬‬
‫فليأكله فإنه طعامه‪ ,‬وهكذا اختار ابن جرير أن الراد بطعامه ما مات فيه‪ .‬وقد روي ف ذلك خب‪,‬‬
‫وإن بعضهم يرويه موقوفا‪ ,‬حدثنا هناد بن السري قال‪ :‬حدثنا عبدة بن سليمان عن ممد بن عمرو‪,‬‬
‫حدث نا أ بو سلمة عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم {أ حل ل كم صيد الب حر‬
‫وطعا مه متاعا ل كم} قال «طعا مه ما لف ظه ميتا» ث قال‪ :‬و قد و قف بعض هم هذا الد يث على أ ب‬
‫هريرة‪ .‬حدثنا هناد‪ ,‬حدثنا ابن أب زائدة عن ممد بن عمرو‪ ,‬عن أب سلمة‪ ,‬عن أب هريرة ف قوله‬
‫{أحففل لكففم صففيد البحففر وطعامففه} قال‪ :‬طعامففه مففا لفظففه ميتا‪.‬‬
‫وقوله {متاعا لكم وللسيارة} أي منفعة وقوتا لكم أيها الخاطبون {وللسيارة} وهم جع سيار‪,‬‬
‫قال عكر مة‪ :‬ل ن كان بضرة الب حر وال سفر وقال غيه‪ :‬الطري م نه ل ن ي صطاده من حاضرة الب حر‪,‬‬
‫وطعامه ما مات فيه أو اصطيد م نه وملح وقدد‪ ,‬زادا للمسافرين والنائي عن الب حر وقد روي نوه‬
‫عن ابن عباس وماهد والسدي وغيهم‪ .‬وقد استدل المهور على حل ميتته بذه الَية الكرية‪ ,‬وبا‬

‫‪431‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواه المام مالك بن أنس عن ابن وهب وابن كيسان‪ ,‬عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬بعث رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بعثا قبل الساحل‪ ,‬فأمر عليهم أبا عبيدة بن الراح وهم ثلثمائة وأنا فيهم‪ ,‬قال‬
‫فخرجنا حت إذا كنا ببعض الطريق فن الزاد‪ ,‬فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك اليش‪ ,‬فجمع ذلك كله‬
‫فكان مزودي ترف‪ ,‬قال‪ :‬فكان يقوتنفا كفل يوم قليلً قليلً حتف فنف‪ ,‬فلم يكفن يصفيبنا إل ترة ترة‪,‬‬
‫فقال‪ :‬ف قد وجد نا فقد ها ح ي فن يت‪ ,‬قال‪ :‬ث انتهي نا إل الب حر فإذا حوت م ثل الظرب‪ ,‬فأ كل م نه‬
‫ذلك ال يش ثا ن عشرة ليلة‪ ,‬ث أ مر أ بو عبيدة بضلع ي من أضل عه فن صبا‪ ,‬ث أ مر براحلة فرحلت‬
‫فن جابر‪.‬‬ ‫فحيحي وله طرق عف‬ ‫فث مرج ف ف الصف‬ ‫فبهما‪ ,‬وهذا الديف‬ ‫فا‪ ,‬فلم تصف‬ ‫ومرت تتهمف‬
‫و ف صحيح م سلم من روا ية أ ب الزب ي عن جابر‪ ,‬فإذا على ساحل الب حر م ثل الكث يب الض خم‪,‬‬
‫فأتيناه فإذا بدابة يقال لا العنب‪ ,‬قال‪ :‬قال أبو عبيدة‪ :‬ميتة‪ ,‬ث قال‪ :‬ل‪ ,‬نن رسل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬وقد اضطررت فكلوا‪ ,‬قال‪ :‬فأقمنا عليه شهرا ونن ثلثمائة حت سنا‪ ,‬ولقد رأيتنا نغترف‬
‫من وقب عينيه بالقلل الدهن‪ ,‬ويقتطع منه الفِدْر كالثور‪ ,‬قال‪ :‬ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلثة عشر‬
‫رجلً فأقعدهم ف وقب عينيه‪ ,‬وأخذ ضلعا من أضلعه فأقامها ث رحل أعظم بعي معنا‪ ,‬فمر من‬
‫تته‪ ,‬وتزودنا من لمه وشائق‪ ,‬فلما قدمنا الدينة أتينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكرنا ذلك‬
‫له‪ ,‬فقال «هو رزق أخرجه ال لكم هل معكم من لمه شيء فتطعمونا ؟» قال فأرسلنا إل رسول‬
‫ال صفففففففلى ال عليفففففففه وسفففففففلم منفففففففه‪ ,‬فأكله‪.‬‬
‫وف بعض روايات مسلم أنم كانوا مع النب صلى ال عليه وسلم حي وجدوا هذه السمكة‪ ,‬فقال‬
‫بعضهم‪ :‬هي واقعة أخرى‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬بل هي قضية واحدة‪ ,‬ولكن كانوا أولً مع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬ث بعثهم سرية مع أب عبيدة فوجدوا هذه ف سريتهم تلك مع أب عبيدة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل ابن الزرق‪ :‬أن الغية بن أب بردة وهو‬
‫من بن عبد الدار‪ ,‬أخبه أنه سع أبا هريرة يقول‪ :‬سأل رجل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪,‬‬
‫يا ر سول ال‪ ,‬إ نا نر كب الب حر ون مل مع نا القل يل من الاء‪ ,‬فإن توضأ نا به عطش نا‪ ,‬أفنتو ضأ باء‬
‫البحر ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «هو الطهور ماؤه الل ميتته»‪ ,‬وقد روى هذا الديث‬
‫المامان الشاف عي وأح د بن حن بل وأ هل ال سنن الر بع‪ ,‬و صححه البخاري والترمذي وا بن حبان‬
‫وغيهفم‪ ,‬وقفد روي عفن جاعفة مفن الصفحابة عفن النفب صفلى ال عليفه وسفلم بنحوه‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و قد روى المام أح د وأ بو داود والترمذي وا بن ما جه من طرق عن حاد بن سلمة‪ ,‬حدث نا أ بو‬
‫الهزم هو يزيد بن سفيان سعت أبا هريرة يقول‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حج أو‬
‫عمرة‪ ,‬فاستقبلنا جراد‪ ,‬فجعلنا نضربن بعصينا وسياطنا‪ ,‬فنقتلهن‪ ,‬فسقط ف أيدينا‪ ,‬فقلنا‪ :‬ما نصنع‬
‫وننف مرمون ؟ فسفألنا رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم فقال «ل بأس بصفيد البحفر» أبفو الهزم‬
‫ضع يف‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ا بن ما جة‪ :‬حدث نا هارون بن ع بد ال المال‪ ,‬حدث نا ها شم بن القا سم‪,‬‬
‫حدثنا زياد بن عبد ال عن علم‪ ,‬عن موسى بن ممد بن إبراهيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جابر وأنس بن مالك‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا دعا على الراد قال «اللهم أهلك كباره‪ ,‬واقتل صغاره‪ ,‬وأفسد‬
‫بيضه‪ ,‬واقطع دابره‪ ,‬وخذ بأفواهه عن معايشنا وأرزاقنا‪ ,‬إنك سيع الدعاء»‪ ,‬فقال خالد‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ ,‬ك يف تد عو على ج ند من أجناد ال بق طع دابره ؟ فقال «إن الراد نثرة الوت‪ :‬ف الب حر» قال‬
‫هاشفففم‪ :‬قال زياد‪ :‬فحدثنففف مفففن رأى الوت ينثره‪ ,‬تفرد بفففه ابفففن ماجفففه‪.‬‬
‫وقد روى الشافعي عن سعيد‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬عن عطاء عن ابن عباس أنه أنكر على من يصيد‬
‫الراد ف الرم‪ ,‬و قد اح تج بذه الَ ية الكري ة من ذ هب من الفقهاء إل أ نه تؤ كل دواب الب حر ول‬
‫يستثن من ذلك شيئا‪ ,‬قد تقدم عن الصديق أنه قال‪ :‬طعامه كل ما فيه‪ .‬وقد استثن بعضهم الضفادع‬
‫وأباح ما سواها‪ ,‬لا رواه المام أحد وأبو داود والنسائي من رواية ابن أب ذئب‪ ,‬عن سعيد بن خالد‬
‫عن سعيد بن السيب‪ ,‬عن عبد الرحن بن عثمان التيمي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن‬
‫ق تل الضفدع‪ ,‬وللن سائي عن ع بد ال بن عمرو قال‪ :‬ن ى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عن ق تل‬
‫الضفدع‪ ,‬وقال‪ :‬نقيقها تسبيح‪ .‬وقال آخرون‪ :‬يؤكل من صيد البحر السمك‪ ,‬ول يؤكل الضفدع‪,‬‬
‫واختلفوا فيما سواها‪ ,‬فقيل‪ :‬يؤكل سائر ذلك‪ .‬وقيل‪ :‬ل يؤكل‪ .‬وقيل‪ :‬ما أكل شبهه من الب‪ ,‬أكل‬
‫مثله ف البحر‪ .‬وما ل يؤكل شبهه ل يؤكل‪ ,‬وهذه كلها وجوه ف مذهب الشافعي رحه ال تعال‪.‬‬
‫وقال أ بو حني فة رح ه ال تعال‪ :‬ل يؤ كل مامات ف الب حر‪ ,‬ك ما ل يؤ كل مامات ف الب‪ ,‬لعموم‬
‫قوله تعال‪{ :‬حرمت عليكم اليتة} وقد ورد حديث بنحو ذلك‪ ,‬فقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا عبد الباقي‬
‫هو ا بن قا نع‪ ,‬حدثنا ال سي بن إسحاق الت ستري وع بد ال بن مو سى بن أ ب عثمان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫السي بن يزيد الطحان‪ ,‬حدثنا حفص بن غياث عن ابن أب ذئب‪ ,‬عن أب الزبي‪ ,‬عن جابر قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما صدتوه وهو حي فمات فكلوه‪ ,‬وما ألقى البحر ميتا طافيا‬
‫فل تأكلوه»‪ ,‬ث رواه من طريق إساعيل بن أمية ويي بن أب أنيسة عن أب الزبي عن جابر به‪ ,‬وهو‬

‫‪433‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منكر‪ ,‬وقد احتج المهور من أصحاب مالك والشافعي وأحد بن حنبل بديث العنب التقدم ذكره‪,‬‬
‫وبديففففث «هففففو الطهور ماؤه اللفففف ميتتففففه»‪ ,‬وقففففد تقدم أيضا‪.‬‬
‫وروى المام أبو عبد ال الشافعي عن عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن عمر قال‪:‬‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أحلت ل نا ميتتان ودمان‪ ,‬فأ ما اليتتان‪ :‬فالوت والراد‪ ,‬وأ ما‬
‫الدمان‪ :‬فالكبد والطحال» ورواه أحد وابن ماجه والدارقطن والبيهقي وله شواهد‪ ,‬وروي موقوفا‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله {وحرّم عليكم صيد الب ماد ْمتُ مْ حرما} أي ف حال إحرامكم يرم عليكم الصطياد‪ ,‬ففيه‬
‫دللة على تر ي ذلك فإذا ا صطاد الحرم ال صيد متعمدا‪ ,‬أ ث وغرم‪ ,‬أو مطئا‪ ,‬غرم وحرم عل يه أكله‪,‬‬
‫لنه ف حقه كاليتة‪ ,‬وكذا ف حق غيه من الحرمي والحلي‪ ,‬عند مالك والشافعي ف أحد قوليه‪,‬‬
‫و به يقول عطاء والقا سم و سال وأ بو سيف وم مد بن ال سن وغي هم‪ ,‬فإن أكله أو شيئا م نه ف هل‬
‫يلزمه جزاء ثان ؟ فيه قولن للعلماء (أحدها) نعم‪ ,‬قال‪ :‬عبد الرزاق عن ابن جريج‪ ,‬عن عطاء قال‪:‬‬
‫إن ذبه ث أكله فكفارتان‪ ,‬وإليه ذهب طائفة‪( .‬والثان) ل جزاء عليه ف أكله‪ ,‬نص عليه مالك بن‬
‫أ نس‪ .‬قال أ بو ع مر بن ع بد الب‪ :‬وعلى هذا مذا هب فقهاء الم صار وجهور العلماء‪ ,‬ث وج هه أ بو‬
‫عمر با لو وطىء‪ ,‬ث وطىء‪ ,‬ث وطىء قبل أن يد‪ ,‬فإنا عليه حد واحد‪ ,‬وقال أبو حنيفة‪ :‬عليه قيمة‬
‫ما أكل‪ .‬وقال أبو ثور‪ :‬إذا قتل الحرم الصيد فعليه جزاؤه وحلل أكل ذلك الصيد‪ ,‬إل أنن أكرهه‬
‫للذي قتله للخب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم «صيد الب لكم حلل وأنتم حرم ما ل تصيدوه‬
‫أو ي صد ل كم» وهذا الد يث سيأت بيا نه‪ ,‬وقوله بإباح ته للقا تل غر يب‪ .‬وأ ما لغيه فف يه خلف قد‬
‫ذكرنا النع عمن تقدم‪ ,‬وقال آخرون بإباحته لغي القاتل سواء الحرمون والحلون لذا الديث‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وأ ما إذا صاد حلل صيدا‪ ,‬فأهداه إل مرم‪ ,‬ف قد ذ هب ذاهبون إل إباح ته مطلقا‪ ,‬ول ي ستفصلوا‬
‫بي أن يكون قد صاده من أجله أم ل‪ ,‬حكى هذا القول أبو عمر بن عبد الب‪ ,‬عن عمر بن الطاب‬
‫وأ ب هريرة والزب ي بن العوام وك عب الحبار وما هد وعطاء ف روا ية‪ ,‬و سعيد بن جبي‪ ,‬و به قال‬
‫الكوفيون‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن بزيع‪ ,‬حدثنا بشر بن الفضل‪ ,‬حدثنا سعيد عن‬
‫قتادة أن سعيد بن السيب حدثه عن أب هريرة أنه سئل عن لم صيد صاده حلل‪ ,‬أيأكله الحرم ؟‬
‫قال‪ :‬فأفتا هم بأكله‪ ,‬ث ل قي ع مر بن الطاب فأ خبه ب ا كان من أمره‪ ,‬فقال‪ :‬لو أفتيت هم بغ ي هذا‬

‫‪434‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لوج عت لك رأ سك‪ .‬وقال آخرون‪ :‬ل يوز أ كل ال صيد للمحرم بالكل ية‪ ,‬ومنعوا من ذلك مطلقا‬
‫لعموم هذه الَيففففففففففففففففة الكريةفففففففففففففففف‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق عن معمر‪ ,‬عن ابن طاوس‪ ,‬وعبد الكري عن ابن أب آسية عن طاوس‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس أ نه كره أ كل ال صيد للمحرم‪ ,‬وقال‪ :‬هي مبه مة يع ن قوله {وحرّم علي كم صيد الب ما دم تم‬
‫حرما} قال‪ :‬وأخبن معمر عن الزهري‪ ,‬عن ابن عمر أنه كان يكره للمحرم أن يأكل من لم الصيد‬
‫على كل حال‪ .‬قال معمر‪ :‬وأخبن أيوب عن نا فع‪ ,‬عن ابن ع مر مثله‪ ,‬قال ابن عبد الب‪ :‬و به قال‬
‫طاوس وجابر بن زيد‪ ,‬وإليه ذهب الثوري وإسحاق بن راهويه ف رواية‪ ,‬وقد روي نوه عن علي بن‬
‫أب طالب‪ ,‬رواه ابن جرير من طريق سعيد بن أب عروبة‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن سعيد بن السيب أن عليا‬
‫كره أكففففففل لمفففففف الصففففففيد للمحرم على كففففففل حال‪.‬‬
‫وقال مالك والشافعي وأحد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ف رواية والمهور‪ :‬إن كان اللل قد‬
‫ق صد الحرم بذلك ال صيد ل ي ز للمحرم أكله لد يث ال صعب بن جثا مة أ نه أهدى لل نب صلى ال‬
‫عليه وسلم حارا وحشيا وهو بالبواء أو بِودّان‪ ,‬فرده عليه‪ ,‬فلما رأى ما ف وجهه قال «إنا ل نرده‬
‫عليك إل أنا حرم» وهذا الديث مرج ف الصحيحي‪ ,‬وله ألفاظ كثية‪ ,‬قالوا‪ :‬فوجهه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ظن أن هذا إنا صاده من أجله‪ ,‬فرده لذلك‪ ,‬فأما إذا ل يقصده بالصطياد فإنه يوز له‬
‫ال كل م نه لد يث أ ب قتادة ح ي صاد حار و حش‪ ,‬وكان حللً ل يرم‪ ,‬وكان أ صحابه مرم ي‪,‬‬
‫فتوقفوا ف أكله ث سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال «هل كان منكم أحد أشار إليها أو‬
‫أعان ف قتلها ؟» قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال «فكلوا» وأكل منها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهذه القصة‬
‫ثابتفففففففففة أيضا فففففففففف الصفففففففففحيحي بألفاظ كثية‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن عبد الرحن عن‬
‫عمرو بن أب عمرو‪ ,‬عن الطلب بن عبد ال بن حنطب‪ ,‬عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال قتيبة ف حديثه‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «صيد الب‬
‫لكفم حلل» قال سفعيد فف وأنتفم حرم فف مفا ل تصفيدوه أو يصفد لكفم»‪ ,‬وكذا رواه أبفو داود‬
‫والترمذي والنسائي‪ ,‬جيعا عن قتيبة‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ل نعرف للمطلب ساعا من جابر‪ ,‬ورواه المام‬
‫ممد بن إدريس الشافعي رضي ال عنه من طريق عمرو بن أب عمرو‪ ,‬عن موله الطلب‪ ,‬عن جابر‪,‬‬
‫ث قال‪ :‬وهذا أحسن حديث روي ف هذا الباب وأقيس‪ .‬وقال مالك رضي ال عنه‪ ,‬عن عبد ال بن‬

‫‪435‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أب بكر‪ .‬عن عبد ال بن عامر بن ربيعة‪ ,‬قال‪ :‬رأيت عثمان بن عفان بالعرج وهو مرم ف يوم صائف‬
‫قد غطى وجهه بقطيفة أرجوان‪ ,‬ث أتى بلحم صيد‪ ,‬فقال لصحابه‪ :‬كلوا‪ ,‬فقالوا‪ :‬أول تأكل أنت ؟‬
‫فقال‪ :‬إنفففف لسففففت كهيئتكففففم إنافففف صففففيد مففففن أجلي‪.‬‬

‫خبِي ثِ فَاّتقُواْ اللّ َه يَُأوْلِي الْلبَا بِ َلعَّلكُ ْم‬


‫جبَ كَ َكثْ َر ُة الْ َ‬‫ب وََلوْ َأعْ َ‬‫ث وَال ّطيّ ُ‬‫خبِي ُ‬‫** قُل لّ يَ سَْتوِي الْ َ‬
‫سأَلُوْا َعنْهَا حِيَ ُينَزّلُ‬
‫سؤْكُ ْم َوإِن تَ ْ‬ ‫سأَلُوْا عَ نْ َأ ْشيَآءَ إِن تُبْدَ َلكُ ْم تَ ُ‬
‫ُتفْلِحُو نَ * َيأَيّهَا الّذِي نَ آمَنُواْ َل تَ ْ‬
‫صبَحُواْ ِبهَا كَافِرِي نَ‬
‫الْقُرْآ نُ ُتبْدَ َلكُ ْم عَفَا اللّ ُه َعْنهَا وَاللّ ُه َغفُورٌ حَلِي مٌ * َقدْ َسأََلهَا َقوْ ٌم مّن َقبِْلكُ ْم ثُ مّ أَ ْ‬
‫يقول تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم {قل} يا ممد {ل يستوي البيث والطيب ولو أعجبك}‬
‫أي يا أيها النسان {كثرة البيث} يعن أن القليل اللل النافع خي من الكثي الرام الضار‪ ,‬كما‬
‫جاء ف الديث «ما قل وكفى خي ما كثر وألى» وقال أبوالقاسم البغوي ف معجمه‪ :‬حدثنا أحد‬
‫بن زهي‪ ,‬حدثنا الوطي‪ ,‬حدثنا ممد بن شعيب‪ ,‬حدثنا معان بن رفاعة عن أب عبد اللك علي بن‬
‫يزيد عن القاسم‪ ,‬عن أب أمامة أن ثعلبة بن حاطب النصاري قال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬ادع ال أن يرزقن‬
‫مالً‪ ,‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «قل يل تؤدي شكره‪ ,‬خ ي من كث ي ل تطي قه» {فاتقوا ال يا‬
‫أول اللباب} أي يا ذوي العقول الصحيحة الستقيمة‪ ,‬وتنبوا الرام ودعوه واقنعوا باللل واكتفوا‬
‫ففففففا والَخرة‪.‬‬ ‫فففففف الدنيف‬ ‫ففففففم تفلحون‪ ,‬أي فف‬ ‫ففففففه‪ ,‬لعلكف‬ ‫بف‬
‫ث قال تعال‪{ :‬يا أيها الذ ين آمنوا ل ت سألوا عن أشياء إن ت بد لكم ت سؤكم} هذا تأد يب من ال‬
‫تعال لعباده الؤمني‪ ,‬وني لم عن أن يسألوا عن أشياء ما ل فائدة لم ف السؤال والتنقيب عنها‪,‬‬
‫لنا إن أظهرت لم تلك المور ربا ساءتم وشق عليهم ساعها‪ ,‬كما جاء ف الديث أن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم قال «ل يبلغ ن أ حد عن أ حد شيئا‪ ,‬إ ن أ حب أن أخرج إلي كم وأ نا سليم‬
‫الصدر» وقال البخاري‪ :‬حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحن الارودي‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا شعبة عن‬
‫مو سى بن أ نس‪ ,‬عن أ نس بن مالك قال‪ :‬خ طب ر سول ال صلى ال عليه و سلم خط بة ما سعت‬
‫مثل ها قط‪ ,‬وقال في ها «لو تعلمون ما أعلم‪ ,‬لضحك تم قليلً‪ ,‬ولبكي تم كثيا»‪ .‬قال‪ :‬فغ طى أ صحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وجوههم لم حني‪ ,‬فقال رجل‪ :‬من أب ؟ قال «فلن» فنلت هذه‬
‫الَية {ل تسألوا عن أشياء} رواه النضر وروح بن عبادة عن شعبة‪ ,‬وقد رواه البخاري ف غي هذا‬
‫فه‪.‬‬ ‫فن الجاج بف‬ ‫فة بف‬ ‫فن شعبف‬ ‫فن طرق عف‬ ‫فائي مف‬ ‫فلم وأحد ف والترمذي والنسف‬ ‫فع‪ ,‬ومسف‬ ‫الوضف‬

‫‪436‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا بشر‪ ,‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا سعيد عن قتادة ف قوله {يا أيها الذين آمنوا ل‬
‫تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} الَية‪ ,‬قال ‪ :‬فحدثنا أن أنس بن مالك حدثه أن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم سألوه ح ت أحفوه بال سألة‪ ,‬فخرج علي هم ذات يوم ف صعد ال نب‪ ,‬فقال «ل‬
‫تسألون اليوم عن شيء إل بينته لكم» فأشفق أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يكون بي‬
‫يدي أمر قد حضر‪ ,‬فجعلت ل ألتفت يينا ول شالً إل وجدت كلً لفا رأسه ف ثوبه يبكي‪ ,‬فأنشأ‬
‫رجل كان يلحي فيدعى إل غي أبيه‪ ,‬فقال‪ :‬يا نب ال‪ ,‬من أب ؟ قال «أبوك حذافة»‪ .‬قال‪ :‬ث قام‬
‫عمر ف أو قال‪ :‬فأنشأ عمر ف فقال‪ :‬رضينا بال ربا‪ ,‬وبالسلم دينا‪ ,‬وبحمد رسولً عائذا بال ف‬
‫أو قال‪ :‬أعوذ بال من شر الفت ف قال‪ :‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل أرَ ف الي والشر‬
‫كاليوم قط‪ ,‬صورت ل ال نة والنار ح ت رأيته ما دون الائط»‪ ,‬أخرجاه من طر يق سعيد‪ ,‬ورواه‬
‫معمر عن الزهري‪ ,‬عن أنس بنحو ذلك‪ ,‬أو قريبا منه‪ .‬قال الزهري‪ :‬فقالت أم عبد ال بن حذافة‪ :‬ما‬
‫رأيت ولدا أعق منك قط‪ ,‬أكنت تأمن أن تكون أمك قد قارفت ما قارف أهل الاهلية‪ ,‬فتفضحها‬
‫ففففه‪.‬‬ ‫ففففود للحقتف‬ ‫ففففد أسف‬ ‫فففف بعبف‬ ‫على رؤوس الناس ؟ فقال‪ :‬وال لو ألقنف‬
‫وقال ا بن جر ير أيضا‪ :‬حدث نا الارث‪ ,‬حدث نا ع بد العز يز‪ ,‬حدث نا ق يس عن أ ب ح صي‪ ,‬عن أ ب‬
‫صال‪ ,‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬خرج ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و هو غضبان‪ ,‬ممار وج هه‪ ,‬ح ت‬
‫جلس على النب فقام إليه رجل فقال‪ :‬أين أب ؟ قال‪« :‬ف النار»‪ ,‬فقام آخر فقال‪ :‬من أب ؟ فقال «‬
‫أبوك حذافة»‪ ,‬فقام عمر بن الطاب فقال‪ :‬رضينا بال ربا‪ ,‬وبالسلم دينا‪ ,‬وبحمد صلى ال عليه‬
‫وسلم نبيا‪ ,‬وبالقرآن إماما‪ ,‬إنا يا رسول ال حديثو عهد باهلية وشرك‪ ,‬وال أعلم من آباؤنا‪ .‬قال‪:‬‬
‫فسكن غضبه‪ ,‬ونزلت هذه الَية {يا أيها الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} الَية‪,‬‬
‫إسناده جيد‪ ,‬وقد ذكر هذه القصة مرسلة غي واحد من السلف‪ ,‬منهم أسباط عن السدي أنه قال ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} قال‪ :‬غضب رسول ال‬
‫صفلى ال عليفه وسفلم يوما مفن اليام‪ ,‬فقام خطيبا فقال «سفلون فإنكفم ل تسفألون عفن شيفء إل‬
‫أنبأت كم به» فقام إل يه ر جل من قر يش من ب ن سهم يقال له ع بد ال بن حذا فة‪ ,‬وكان يط عن ف يه‪,‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬من أب ؟ فقال‪ :‬أبوك فلن‪ ,‬فدعاه لبيه‪ ,‬فقام إليه عمر بن الطاب‪ ,‬فقبل رجله‬
‫وقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬رضينا بال ربا‪ ,‬وبك نبيا‪ ,‬وبالسلم دينا‪ ,‬وبالقرآن إماما‪ ,‬فاعف عنا عفا ال‬
‫عنففك‪ ,‬فلم يزل بففه حتفف رضففي فيومئذ قال «الولد للفراش‪ ,‬وللعاهففر الجففر»‪.‬‬

‫‪437‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال البخاري‪ :‬حدثنا الفضل بن سهل‪ ,‬حدثنا أبو النضر‪ ,‬حدثنا أبو خيثمة‪ ,‬حدثنا أبو الويرية‬
‫عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪ ,‬قال‪ :‬كان قوم ي سألون ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ا ستهزاء‪,‬‬
‫فيقول الر جل‪ :‬من أ ب ؟ ويقول الر جل ت ضل ناق ته‪ :‬أ ين ناق ت ؟ فأنزل ال في هم هذه الَ ية { يا أي ها‬
‫الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} حت فرغ من الَية كلها‪ ,‬تفرد به البخاري‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا منصور بن وردان السدي‪ ,‬حدثنا علي بن عبد العلى عن أبيه‪ ,‬عن أب‬
‫البختري و هو سعيد بن فيوز‪ ,‬عن علي قال‪ :‬ل ا نزلت هذه الَ ية {و ل على الناس حج الب يت من‬
‫ا ستطاع إل يه سبيلً} قالوا‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬أ ف كل عام ؟ ف سكت‪ ,‬فقالوا‪ :‬أ ف كل عام ؟ ف سكت‪,‬‬
‫قال‪ :‬ث قالوا‪ :‬أ ف كل عام ؟ فقال «ل»‪ ,‬ولو قلت‪ :‬ن عم لوج بت ولو وج بت ل ا ا ستطعتم فأنزل ال‬
‫{يا أيها الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} الَية‪ ,‬وكذا رواه الترمذي وابن ماجة‬
‫من طر يق من صور بن وردان به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬غر يب من هذا الو جه‪ ,‬و سعت البخاري يقول‪:‬‬
‫أبوالبختري ل يدرك عليا‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إبراهيم بن مسلم الجري‪,‬‬
‫عن أب عياض‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ال كتب عليكم الج»‬
‫فقال رجل‪ :‬أف كل عام يا رسول ال ؟ فأعرض عنه حت عاد مرتي أو ثلثا‪ ,‬فقال «من السائل ؟»‬
‫فقال‪ :‬فلن‪ ,‬فقال «والذي نفسي بيده‪ ,‬لو قلت‪ :‬نعم لوجبت‪ ,‬ولو وجبت عليكم ما أطقتموه‪ ,‬ولو‬
‫تركتموه لكفرتف»‪ ,‬فأنزل ال عفز وجفل‪{ :‬يفا أيهفا الذيفن آمنوا ل تسفألوا عفن أشياء إن تبفد لكفم‬
‫تسؤكم} حت ختم الَية‪ ,‬ث رواه ابن جرير من طريق السي بن واقد عن ممد بن زياد‪ ,‬عن أب‬
‫هريرة وقال‪ :‬فقام مصن السدي‪,‬وف رواية من هذه الطريق عكاشة بن مصن‪ ,‬وهو أشبه‪ ,‬وإبراهيم‬
‫بفففففففففففن مسفففففففففففلم الجري ضعيفففففففففففف‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير أيضا‪ :‬حدث ن زكر يا بن ي ي بن أبان ال صري‪ ,‬حدث نا أ بو يز يد ع بد الرح ن أ ب‬
‫الغمر‪ ,‬حدثنا ابن مطيع معاوية بن يي عن صفوان بن عمرو‪ ,‬حدثن سليم بن عامر قال‪ :‬سعت أبا‬
‫أمامة الباهلي يقول‪ :‬قام رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الناس‪ ,‬فقال «كتب عليكم الج» فقام‬
‫رجل من العراب فقال‪ :‬أف كل عام ؟ قال‪ :‬فغلق كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وأسكت‪,‬‬
‫وأغضفب واسفتغضب‪ ,‬ومكفث طويلً‪ ,‬ثف تكلم فقال «مفن السفائل ؟» فقال العرابف‪ :‬أناذا‪ ,‬فقال‬
‫«ويك ماذا يؤمنك أن أقول نعم ؟ وال لو قلت‪ :‬نعم لو جبت‪ ,‬ولو وجبت لكفرت‪ ,‬أل إنه إنا‬

‫‪438‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أهلك الذين من قبلكم أئمة الرج‪ ,‬وال لو أن أحللت لكم جيع ما ف الرض وحرمت عليكم منها‬
‫موضع خف‪ ,‬لوقعتم فيه» قال‪ :‬فأنزل ال عند ذلك {يا أيها الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء إن تبد‬
‫لكم تسؤكم} إل آخر الَية‪ ,‬ف إسناده ضعف‪ ,‬وظاهر الَية النهي عن السؤال عن الشياء الت إذا‬
‫علم با الشخص ساءته‪ ,‬فالول العراض عنها وتركها‪ ,‬وما أحسن الديث الذي رواه المام أحد‬
‫حيث قال‪ :‬حدثنا حجاج قال‪ :‬سعت إسرائيل بن يونس‪ ,‬عن الوليد بن أب هاشم مول المدان‪ ,‬عن‬
‫زيد بن زائد‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحابه «ل يبلغن‬
‫أ حد عن أ حد شيئا‪ ,‬فإ ن أ حب أي أخرج إلي كم وأ نا سليم ال صدر» الد يث‪ ,‬و قد رواه أ بو داود‬
‫والترمذي من حديث إسرائيل‪ ,‬قال أبو داود عن الوليد‪ ,‬وقال الترمذي عن إسرائيل عن السدي‪ ,‬عن‬
‫الوليففد بففن أبفف هاشففم بففه‪ ,‬ثفف قال الترمذي‪ :‬غريففب مففن هذا الوجففه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن ت سألوا عن ها ح ي ينل القرآن ت بد ل كم} أي وإن ت سألوا عن هذه الشياء ال ت‬
‫نيتم عن السؤال عنها حي ينل الوحي على رسول ال صلى ال عليه وسلم تبي لكم {وذلك على‬
‫ال يسي}‪ ,‬ث قال {عفا ال عنها} أي عما كان منكم قبل ذلك {وال غفور حليم}‪ .‬وقيل‪ :‬الراد‬
‫بقوله {وإن تسألوا عنها حي ينل القرآن تبد لكم} أي ل تسألوا عن أشياء تستأنفون السؤال عنها‪,‬‬
‫فلعله قد ينل ب سبب سؤالكم تشد يد أو تضي يق‪ ,‬و قد ورد ف الد يث «أع ظم ال سلمي جرما من‬
‫سأل عن شيء ل يرم‪ ,‬فحرم من أ جل م سألته» ولكن إذا نزل القرآن ب ا مملة ف سألتم عن بيان ا‪,‬‬
‫تبيت ل كم حينئذ لحتياج كم إلي ها‪{ ,‬ع فا ال عن ها} أي ما ل يذكره ف كتا به ف هو م ا ع فا ع نه‪,‬‬
‫فا سكتوا أن تم عن ها ك ما سكت عن ها‪ ,‬و ف ال صحيح عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‬
‫«ذرون ما تركتكم‪ ,‬فإنا أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالم واختلفهم على أنبيائهم» وف الديث‬
‫الصحيح أيضا «أن ال تعال فرض فرائض فل تضيعوها‪ ,‬وحد حدودا فل تعتدوها‪ ,‬وحرم أشياء فل‬
‫تنتهكوهففا‪ ,‬وسففكت عففن أشياء رحةفف بكففم غيفف نسففيان فل تسففألوا عنهففا»‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬قد سألا قوم من قبلكم ث أصبحوا با كافرين} أي قد سأل هذه السائل النهي‬
‫عنها قوم من قبلكم فأجيبوا عنها‪ ,‬ث ل يؤمنوا با‪ ,‬فأصبحوا با كافرين أي بسببها‪ ,‬أي بيّنت لم فلم‬
‫ينتفعوا با لنم ل يسألوا على وجه السترشاد بل على وجه الستهزاء والعناد‪ .‬وقال العوف‪ :‬عن ابن‬
‫عباس ف الَية‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أذن ف الناس فقال «يا قوم كتب عليكم الج»‬
‫فقام رجل من بن أسد فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬أف كل عام ؟ فأغضب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪439‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غضبا شديدا‪ ,‬فقال «والذي نفسفي بيده‪ ,‬لو قلت‪ :‬نعفم لوجبفت‪ ,‬ولو وجبفت مفا اسفتطعتم‪ ,‬وإذا‬
‫لكفرت‪ ,‬فاتركون ما تركتكم‪ ,‬وإذا أمرتكم بشيء فافعلوا‪ ,‬وإذا نيتكم عن شيء فانتهوا عنه» فأنزل‬
‫هذه الَ ية‪ ,‬نا هم أن ي سألوا عن م ثل الذي سألت ع نه الن صارى من الائدة‪ ,‬فأ صبحوا ب ا كافر ين‪,‬‬
‫فنهى ال عن ذلك وقال‪ :‬ل تسألوا عن أشياء إن نزل القرآن فيها بتغليظ ساءكم ذلك‪,‬ولكن انتظروا‪,‬‬
‫فإذا نزل القرآن فإنكففم ل تسففألون عففن شيففء إل وجدتفف بيانففه‪ ,‬رواه ابففن جريففر‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {يا أيها الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم‬
‫وإن تسألوا عنها حي ينل القرآن تبد لكم} قال‪ :‬لا نزلت آية الج‪ ,‬نادى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ف الناس فقال « يا أي ها الناس إن ال قد ك تب علي كم ال ج فحجوا» فقالوا‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬أعاما‬
‫واحدا‪ ,‬أم كل عام ؟ فقال «ل بل عاما واحدا‪ ,‬ولو قلت‪ :‬كل عام لوجبت‪ ,‬ولو وجبت لكفرت»‪.‬‬
‫ث قال ال تعال {يا أيها الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء} إل قوله {ث أصبحوا با كافرين} رواه‬
‫ا بن جر ير‪ .‬وقال خ صيف‪ ,‬عن ما هد‪ ,‬عن ا بن عباس {ل ت سألوا عن أشياء} قال‪ :‬هي البحية‬
‫والو صيلة وال سائبة والام‪ ,‬أل ترى أ نه قال بعد ها { ما ج عل ال من بية} ول كذا ول كذا‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وأما عكرمة فقال‪ :‬إنم كانوا يسألونه عن الَيات فنهوا عن ذلك‪ ,‬ث قال {قد سألا قوم من قبلكم ث‬
‫أصبحوا با كافرين} رواه ابن جرير‪ ,‬يعن عكرمة رحه ال أن الراد من هذا النهي عن سؤال وقوع‬
‫الَيات ك ما سألت قر يش أن يري ل م أنارا‪ ,‬وأن ي عل ل م ال صفا ذهبا وغ ي ذلك‪ ,‬وك ما سألت‬
‫اليهود أن ينل علي هم كتابا من السفماء‪ .‬و قد قال ال تعال‪{ :‬و ما منعنفا أن نرسفل بالَيات إل أن‬
‫كذب ب ا الولون وآتي نا ثود النا قة مب صرة فظلموا ب ا و ما نر سل بالَيات إل تويفا} وقال تعال‪:‬‬
‫{وأقسموا بال جهد أيانم لئن جاءتم آية ليؤمنن با قل إنا الَيات عند ال وما يشعركم أنا إذا‬
‫جاءت ل يؤمنون * ونقلب أفئدتم وأبصارهم كما ل يؤمنوا به أول مرة ونذرهم ف طغيانم يعمهون‬
‫* ولو أننا نزلنا إليهم اللئكة وكلمهم الوتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلً ما كانوا ليؤمنوا إل أن‬
‫يشاء ال ولكففففففففففففففن أكثرهففففففففففففففم يهلون}‪.‬‬

‫** مَا َجعَلَ اللّ ُه مِن بَحِ َي ٍة وَلَ سَآِئَبةٍ وَ َل وَ صِيَل ٍة وَلَ حَا ٍم وَلَـكِ ّن الّذِي نَ َكفَرُواْ َي ْفتَرُو َن عََلىَ اللّ ِه‬
‫سُبنَا مَا‬‫ب َوأَكْثَ ُرهُ مْ َل َيعْقِلُو نَ * َوإِذَا قِيلَ َلهُ ْم َتعَاَلوْاْ إَِلىَ مَآ أَنزَلَ اللّ ُه َوإِلَى الرّ سُولِ قَالُواْ حَ ْ‬
‫الْكَذِ َ‬
‫ف آبَاءَنَففآ َأوََلوْ كَان ففَ آبَا ُؤهُم ففْ َل َيعْلَمُون ففَ َشيْئا وَ َل َي ْهتَدُون ففَ‬ ‫وَجَدْنَففا عََليْه ف ِ‬

‫‪440‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن سعد عن صال بن كيسان‪ ,‬عن ابن‬
‫شهاب‪ ,‬عن سعيد بن ال سيب‪ ,‬قال‪ :‬البحية ال ت ي نع در ها للطواغ يت‪ ,‬فل يلب ها أ حد من الناس‪,‬‬
‫والسائبة كانوا يسيبونا لَلتهم ل يمل عليها شيء‪ .‬قال‪ :‬وقال أبو هريرة‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم «رأ يت عمرو بن عا مر الزا عي ي ر ق صبه ف النار‪ ,‬كان أول من سيب ال سوائب»‬
‫والو صيلة‪ :‬النا قة الب كر تب كر ف أول نتاج إ بل‪ ,‬بل تث ن ب عد بأن ثى‪ ,‬وكانوا ي سيبونا لطواغيت هم إن‬
‫و صلت إحداه ا بالخرى ل يس بين ها ذ كر‪ ,‬والام‪ :‬ف حل ال بل يضرب الضراب العدود‪ ,‬فإذا ق ضى‬
‫ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه عن المل‪ ,‬فلم يمل عليه شيء‪ ,‬وسوه الامي‪ ,‬وكذا رواه مسلم‬
‫والن سائي من حد يث إبراه يم بن سعد به‪ ,‬ث قال البخاري‪ :‬قال ل أ بو اليمان‪ ,‬أخب نا شع يب عن‬
‫الزهري‪ ,‬قال‪ :‬سعت سعيدا ي ب بذا‪ .‬قال‪ :‬وقال أ بو هريرة‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم نوه‪.‬‬
‫ورواه ابن الاد عن ا بن شهاب‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬عن أ ب هريرة ر ضي ال تعال ع نه‪ ,‬عن ال نب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ .‬قال الاكم‪ :‬أراد البخاري أن يزيد بن عبد ال بن الاد رواه عن عبد الوهاب بن بت‪,‬‬
‫عن الزهري‪ ,‬كذا حكاه شيخ نا أ بو الجاج الزي ف الطراف‪ ,‬و سكت ول ين به عل يه‪ ,‬وفي ما قاله‬
‫الاكم نظر‪ ,‬فإن المام أحد وأبو جعفر بن جرير روياه من حديث الليث بن سعد‪ ,‬عن ابن الاد‪,‬‬
‫عفففففففففففففففن الزهري نفسفففففففففففففففه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ث قال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن أب يعقوب أبو عبد ال الكرمان‪ ,‬حدثنا حسان بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا‬
‫يو نس عن الزهري‪ ,‬عن عروة أن عائ شة ر ضي ال تعال عن ها قالت‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم «رأ يت جه نم ي طم بعض ها بعضا‪ ,‬ورأ يت عمروًا ي ر ق صبه و هو أول من سيب ال سوائب»‬
‫تفرد به البخاري‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا هناد‪ ,‬حدث نا يو نس بن بك ي‪ ,‬حدث نا م مد بن إ سحاق‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن إبراهيم بن الارث عن أب صال‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول لكثم بن الون‪« :‬يا أكثم‪ ,‬رأيت عمرو بن لي بن قمعة بن خندف ير قصبه ف‬
‫النار‪ ,‬ف ما رأ يت رجلً أش به بر جل م نك به‪ ,‬ول به م نك»‪ .‬فقال أك ثم‪ :‬ت شى أن يضر ن شب هه يا‬
‫رسول ال ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل‪ ,‬إنك مؤمن وهو كافر‪ ,‬إنه أول من غي دين‬
‫إبراهيم‪ ,‬وبر البحية‪ ,‬وسيب السائبة‪ ,‬وحى الامي»‪ ,‬ث رواه عن هناد‪ ,‬عن عبدة‪ ,‬عن ممد بن‬
‫عمرو‪ ,‬عن أ ب سلمة‪ ,‬عن أ ب هريرة‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم بنحوه أو مثله‪ ,‬ل يس هذان‬
‫الطريقان فففففففففففففففففف الكتفففففففففففففففففب‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عمرو بن ممع‪ ,‬حدثنا إبراهيم الجري عن أب الحوص عن عبد ال بن‬
‫مسعود‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال «إن أول من سيب السوائب وعبد الصنام أبو خزاعة‬
‫عمرو بن عامر‪ ,‬وإن رأيته ير أمعاءه ف النار»‪ ,‬تفرد به أحد من هذا الوجه‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا‬
‫مع مر عن ز يد بن أ سلم‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إ ن لعرف أول من سيب‬
‫السوائب‪ ,‬وأول من غي دين إبراهيم عليه السلم» قالوا‪ :‬من هو يا رسول ال ؟ قال «عمرو بن لي‬
‫أ خو ب ن ك عب‪ ,‬ل قد رأي ته ي ر ق صبه ف النار‪ ,‬تؤذي رائح ته أ هل النار‪ ,‬وإ ن لعرف أول من ب ر‬
‫البحائر» قالوا‪ :‬ومن هو يا رسول ال ؟ قال «رجل من بن مدل‪ ,‬كانت له ناقتان‪ ,‬فجدَع آذانما‪,‬‬
‫وحرم ألبان ما‪ ,‬ث شرب ألبان ما ب عد ذلك‪ ,‬فل قد رأي ته ف النار وه ا يعضا نه بأفواهه ما‪ ,‬ويطآ نه‬
‫بأخفافهما»‪ .‬عمرو هذا هو ابن لي بن قمعة‪ ,‬أحد رؤساء خزاعة الذين ولوا البيت بعد جرهم وكان‬
‫أول من غ ي د ين إبراه يم الل يل‪ ,‬فأد خل ال صنام إل الجاز‪ ,‬ود عا الرعاع من الناس إل عبادت ا‬
‫والتقرب باف‪ ,‬وشرع لمف هذه الشرائع الاهليفة فف النعام وغيهفا‪ ,‬كمفا ذكره ال تعال فف سفورة‬
‫النعام ع ند قوله تعال‪{ :‬وجعلوا ال م ا ذرأ من الرث والنعام ن صيبا} إل آ خر الَيات ف ذلك‪.‬‬
‫فأما البحية‪ ,‬فقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬هي الناقة إذا نتجت خسة‬
‫أب طن‪ ,‬نظروا إل الا مس‪ ,‬فإن كان ذكرا ذبوه‪ ,‬فأكله الرجال دون الن ساء‪ ,‬وإن كان أن ثى جدعوا‬
‫آذانا‪ ,‬فقالوا‪ :‬هذه بية‪ .‬وذكر السدي وغيه قريبا من هذا‪ ,‬وأما السائبة فقال ماهد هي من الغنم‬
‫نو ما فسر من البحية إل أنا ما ولدت من ولد كان بينها وبينه ستة أولد‪ ,‬كانت على هيئتها‪ ,‬فإذا‬
‫ولدت السابع ذكرا أو ذكرين ذبوه‪ ,‬فأكله رجالم دون نسائهم وقال ممد بن إسحاق‪ .‬السائبة هي‬
‫النا قة إذا ولدت ع شر إناث من الولد ليس بين هن ذ كر‪ ,‬سيبت فلم تر كب ول ي ز وبر ها ول يلب‬
‫لبنها إل لضيف‪ .‬وقال أبو روق‪ :‬السائبة كان الرجل إذا خرج فقضيت حاجته‪ ,‬سيب من ماله ناقة أو‬
‫غيها‪ ,‬فجعلها للطواغيت‪ ,‬فما ولدت من شيء كان لا‪ .‬وقال السدي‪ :‬كان الرجل منهم إذا قضيت‬
‫حاج ته‪ ,‬أو عو ف من مرض‪ ,‬أو ك ثر ماله‪ ,‬سيب شيئا من ماله للوثان‪ ,‬ف من عرض له من الناس‬
‫عوقففففففففب بعقوبففففففففة ففففففففف الدنيففففففففا‪.‬‬
‫وأما الوصيلة‪ ,‬فقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬هي الشاة إذا نتجت سبعة أبطن‪ ,‬نظروا إل‬
‫السابع‪ ,‬فإن كان ذكرا أو أنث َى وهو ميت اشترك فيه الرجال دون النساء‪ ,‬وإن كان أنثى استحيوها‪,‬‬
‫وإن كان ذكرا وأنثى ف بطن واحد استحيوها وقالوا‪ :‬وصلته أخته فحرمته علينا‪ ,‬رواه ابن أب حات‪.‬‬

‫‪442‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا معمر عن الزهري‪ ,‬عن سعيد بن السيب {ول وصيلة}‪ ,‬قال‪ :‬فالوصيلة من‬
‫البل كانت الناقة تبتكر بالنثى‪ ,‬ث ثنت بأنثى فسموها الوصيلة‪ ,‬ويقولون‪ :‬وصلت أنثيي ليس بينهما‬
‫ذكر‪ ,‬فكانوا يدعونا لطواغيتهم‪ ,‬وكذا روي عن المام مالك بن أنس رحه ال تعال‪ .‬وقال ممد‬
‫بن إ سحاق‪ :‬الو صيلة من الغ نم إذا ولدت ع شر إناث ف خ سة أب طن‪ ,‬توأم ي توأم ي ف كل ب طن‬
‫سيت الو صيلة وتر كت‪ ,‬ف ما ولدت ب عد ذلك من ذ كر أو أن ثى جعلت للذكور دون الناث‪ ,‬وإن‬
‫كانفففففففففففت ميتفففففففففففة اشتركوا فيهفففففففففففا‪.‬‬
‫وأما الامي‪ :‬فقال العوف عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان الرجل إذا لقح فحله عشرا قيل‪ :‬حام فاتركوه‪,‬‬
‫وكذا قال أبو روق وقتادة‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬وأما الام فالفحل من البل إذا‬
‫ولد لولده قالوا‪ :‬حىف هذا ظهره‪ ,‬فل يملون عليفه شيئا ول يزون له وبرا‪ ,‬ول ينعونفه مفن حىف‬
‫رعي‪ ,‬ومن حوض يشرب منه‪ ,‬وإن كان الوض لغي صاحبه‪ .‬وقال ابن وهب‪ :‬سعت مالكا يقول‪:‬‬
‫أما الام فمن البل‪ ,‬كان يضرب ف البل فإذا انقضى ضرابه جعلوا عليه ريش الطواويس وسيبوه‪,‬‬
‫وقفففففد قيفففففل غيففففف ذلك فففففف تفسفففففي هذه الَيفففففة‪.‬‬
‫و قد ورد ف ذلك حد يث رواه ا بن أ ب حا ت من طر يق أ ب إ سحاق ال سبيعي‪ ,‬عن أ ب الحوص‬
‫الشمي‪ ,‬عن أبيه مالك بن نضلة‪ ,‬قال‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم ف خلقان من الثياب‪ ,‬فقال‬
‫ل « هل لك من مال ؟» فقلت‪ :‬ن عم‪ .‬قال « من أي الال ؟» قال‪ :‬فقلت‪ :‬من كل الال‪ :‬من ال بل‪,‬‬
‫والغنم‪ ,‬واليل‪ ,‬والرقيق‪ ,‬قال «فإذا آتاك ال ما ًل فكثر عليك»‪ ,‬ث قال «تنتج إبلك وافية آذانا ؟»‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬ن عم‪ ,‬و هل تن تج ال بل إل كذلك ؟ قال «فلعلك تأ خذ الو سى فتق طع آذان طائ فة من ها‬
‫وتقول‪ :‬هذه بية‪ ,‬تشق آذان طائفة منها وتقول‪ :‬هذه حرم» قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال «فل تفعل إن كل ما‬
‫آتاك ال لك حل»‪ ,‬ث قال «ما جعل ال من بية ول سائبة ول وصيلة ول حام}‪ .‬أما البحية‪ ,‬فهي‬
‫الت يدعون آذانا فل تنتفع امرأته ولبناته ول أحد من أهل بيته بصوفها ول أوبارها ول أشعارها‬
‫ول ألباناففففففففف‪ ,‬فإذا ماتفففففففففت اشتركوا فيهفففففففففا‪.‬‬
‫وأما السائبة‪ ,‬فهي الت يسيبون لَلتهم ويذهبون إل آلتهم فيسيبونا‪ ,‬وأما الوصيلة‪ ,‬فالشاة تلد ستة‬
‫أبطن‪ ,‬فإذا ولدت السابع جدعت وقطع قرنا‪ ,‬فيقولون‪ :‬قد وصلت فل يذبونا‪ ,‬ول تضرب ول تنع‬
‫مهمفففا وردت على حوض‪ ,‬هكذايذكفففر تفسفففي ذلك مدرجا فففف الديفففث‪.‬‬

‫‪443‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد روي وجه آخر عن أب إسحاق‪ ,‬عن أب الحوص عوف بن مالك‪ ,‬من قوله‪ ,‬وهو أشبه‪ ,‬وقد‬
‫روى هذا الديث المام أحد عن سفيان بن عيينة‪ ,‬عن أب الزعراء عمرو بن عمرو‪ ,‬عن عمه أب‬
‫في هذه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫فن نضلة‪ ,‬عفن أبيفه بفه‪ ,‬وليفس فيفه تفسف‬ ‫فن مالك بف‬ ‫الحوص عوف بف‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولكن الذين كفروا يفترون على ال الكذب وأكثرهم ل يعقلون}‪ ,‬أي ما شرع ال‬
‫هذه الشياء ول هي عنده قر بة‪ ,‬ول كن الشرك ي افتروا ذلك وجعلوه شرعا ل م‪ ,‬وقر بة يتقربون ب ا‬
‫إل يه‪ ,‬ول يس ذلك با صل ل م بل هو وبال عليهم {وإذا ق يل ل م تعالوا إل ما أنزل ال وإل الر سول‬
‫قالوا ح سبنا ما وجد نا عل يه آباء نا} أي إذا دعوا إل د ين ال وشر عه و ما أوج به‪ ,‬وترك ما حر مه‪,‬‬
‫قالوا‪ :‬يكفينفا مفا وجدنفا عليفه الَباء والجداد مفن الطرائق والسفالك‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬أو لو كان‬
‫آباؤ هم ل يعلمون شيئا} أي ل يفهمون حقا ول يعرفو نه ول يهتدون إل يه‪ ,‬فك يف يتبعون م والالة‬
‫هذه‪ ,‬ل يتبعهفففم إل مفففن هفففو أجهفففل منهفففم وأضفففل سفففبيلً‪.‬‬

‫سكُمْ َل يَضُرّ ُك ْم مّن ضَلّ إِذَا اهْتَ َدْيتُمْ إِلَى اللّ ِه َمرْ ِج ُعكُمْ جَمِيعا َفُينَّبُئكُمْ‬
‫** َيَأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوْا عََلْيكُمْ أَْنفُ َ‬
‫فففففففففففا ُكْنتُمففففففففففففْ َتعْ َملُونففففففففففففَ‬ ‫بِمَف‬
‫يقول تعال آمرا عباده الؤمني أن يصلحوا أنفسهم‪ ,‬ويفعلوا الي بهدهم وطاقتهم‪ ,‬ومبا لم أنه‬
‫من أصلح أمره ل يضره فساد من فسد من الناس‪ ,‬سواء كان قريبا منه أو بعيدا‪ .‬قال العوف عن ابن‬
‫عباس ف تفسي هذه الَية يقول تعال‪ :‬إذا ما العبد أطاعن فيما أمرته به من اللل‪ ,‬ونيته عنه من‬
‫الرام‪ ,‬فل يضره من ضل بعده إذا ع مل ب ا أمر ته به‪ ,‬كذا روى الوال ب ع نه‪ ,‬وهكذا قال مقا تل بن‬
‫حيان‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم} نصب على الغراء‪{ ,‬ل يضركم من ضل‬
‫إذا اهتديتم إل ال مرجعكم جيعا فينبئكم با كنتم تعملون} أي فيجازي كل عامل بعمله إن خيا‬
‫فخي وإن شرا فشر‪ ,‬وليس فيها دليل على ترك المر بالعروف والنهي عن النكر‪ ,‬إذا كان فعل ذلك‬
‫مكنا‪.‬‬
‫و قد قال المام أح د رح ه ال‪ :‬حدث نا ها شم بن القا سم‪ ,‬حدث نا زه ي يع ن ا بن معاو ية‪ ,‬حدث نا‬
‫إساعيل بن أب خالد‪ ,‬حدثنا قيس قال‪ :‬قام أبو بكر الصديق رضي ال عنه‪ ,‬فحمد ال وأثن عليه‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬أيها الناس إنكم تقرءون هذه الَية {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل إذا‬
‫اهتديتم} وإنكم تضعونا على غي موضعها‪ ,‬وإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن‬

‫‪444‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الناس إذا رأوا النكر ول يغيونه‪ ,‬يوشك ال عز وجل أن يعمهم بعقابه»‪ .‬قال‪ :‬سعت أبا بكر يقول‪:‬‬
‫يا أي ها الناس إيا كم والكذب‪ ,‬فإن الكذب ما نب لليان‪ ,‬و قد روى هذا الد يث أ صحاب ال سنن‬
‫الربعة‪ ,‬وابن حبان ف صحيحه‪ ,‬وغيهم من طرق كثية عن جاعة كثية‪ ,‬عن إساعيل بن أب خالد‬
‫به‪ ,‬متصلً مرفوعا‪ ,‬ومنهم من رواه عنه به موقوفا على الصديق‪ ,‬وقد رجح رفعه الدارقطن وغيه‪,‬‬
‫وذكرنففا طرقففه والكلم عليففه مطولً ففف مسففند الصففديق رضففي ال عنففه‪.‬‬
‫وقال أبو عيسى الترمذي‪ :‬حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقان‪ ,‬حدثنا عبد ال بن البارك‪ ,‬حدثنا عتبة‬
‫بن أب حكيم‪ ,‬حدثنا عمرو بن جارية اللخمي عن أب أمية الشعبان قال‪ :‬أتيت أبا ثعلبة الشن فقلت‬
‫له‪ :‬ك يف ت صنع ف هذه الَ ية ؟ قال‪ :‬أ ية آ ية ؟ قلت‪ :‬قول ال تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا علي كم‬
‫أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم} قال‪ :‬أما وال لقد سألت عنها خبيا‪ ,‬سألت عنها رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقال «بل ائتمروا بالعروف وتناهوا عن النكر‪ ,‬حت إذا رأيت شحا مطاعا‪,‬‬
‫وهوى متبعا‪ ,‬ودنيا مؤثرة‪ ,‬وإعجاب كل ذي رأي برأيه‪ ,‬فعليك باصة نفسك‪ ,‬ودع العوام‪ ,‬فإن من‬
‫ورائ كم أياما‪ ,‬ال صابر في هن م ثل القا بض على ال مر‪ ,‬للعا مل في هن م ثل أ جر خ سي رجلً يعملون‬
‫ل منا أو منهم‬
‫كعملكم» قال عبد ال بن البارك‪ :‬وزاد غي عتبة‪ ,‬قيل‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬أجر خسي رج ً‬
‫؟ قال «بل أجر خسي منكم»‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن غريب صحيح‪ ,‬وكذا رواه أبو‬
‫داود من طر يق ا بن البارك‪ ,‬ورواه ا بن ما جة وا بن جر ير وا بن أ ب حا ت عن عت بة بن أ ب حك يم‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا مع مر عن السن أن ا بن م سعود رضي ال ع نه‪ ,‬سأله رجل عن قول ال‬
‫{عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم}‪ ,‬فقال‪ :‬إن هذا ليس بزمانا‪ ,‬إنا اليوم مقبولة‪,‬‬
‫ولك نه قد أو شك أن يأ ت زمان ا‪ ,‬تأمرون في صنع ب كم كذا وكذا‪ ,‬أو قال‪ :‬فل يق بل من كم‪ ,‬فحينئذ‬
‫عليكم أنف سكم ل يضر كم من ضل‪ .‬ورواه أ بو جع فر الرازي عن الرب يع‪ ,‬عن أ ب العال ية‪ ,‬عن ا بن‬
‫مسعود ف قوله {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل} الَية‪ ,‬قال‪ :‬كانوا عند عبد‬
‫ال بن مسعود جلوسا‪ ,‬فكان بي رجلي بعض ما يكون بي الناس‪ ,‬حت قام كل واحد منهما إل‬
‫صاحبه‪ ,‬فقال رجل من جلساء عبد ال‪ :‬أل أقوم فآمرها بالعروف‪ ,‬وأناها عن النكر ؟ فقال آخر‬
‫إل جنبه‪ :‬عليك بنفسك‪ ,‬فإن ال يقول {عليكم أنفسكم} الَية‪ .‬قال‪ :‬فسمعها ابن مسعود‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫مه ل يىء تأو يل هذه ب عد‪ ,‬إن القرآن أنزل ح يث أنزل‪ ,‬وم نه آي قد م ضى تأويل هن ق بل أن ينلن‪,‬‬
‫ومنه آي قد وقع تأويلهن على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ومنه آي قد وقع تأويلهن بعد‬

‫‪445‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النب صلى ال عليه وسلم بيسي‪ ,‬ومنه آي يقع تأويلهن بعد اليوم‪ ,‬ومنه آي يقع تأويلهن عند الساعة‬
‫على ما ذكر من الساعة‪ ,‬ومنه آي يقع تأويلهن يوم الساب على ما ذكر من الساب والنة والنار‪,‬‬
‫فما دامت قلوبكم واحدة‪ ,‬وأهواؤكم واحدة‪ ,‬ول تلبسوا شيعا‪ ,‬ول يذق بعضكم بأس بعض‪ ,‬فأمروا‬
‫وانوا‪ ,‬وإذا اختلففت القلوب والهواء‪ ,‬وألبسفتم شيعا‪ ,‬وذاق بعضكفم بأس بعفض‪ ,‬فامرؤ ونفسفه‪,‬‬
‫وعنففففد ذلك جاءنففففا تأويففففل هذه الَيففففة‪ ,‬ورواه ابففففن جريففففر‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا السن بن عرفة‪ ,‬حدثنا شبابة بن سوار‪ ,‬حدثنا الربيع بن صبيح‪ ,‬عن سفيان‬
‫بن عقال قال‪ :‬ق يل ل بن ع مر‪ :‬لو جل ست ف هذه اليام‪ ,‬فلم تأ مر ول ت نه‪ ,‬فإن ال قال {علي كم‬
‫أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم} فقال ابن عمر‪ :‬إنا ليست ل ول لصحاب‪ ,‬لن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال «أل فليبلغ الشاهد الغائب» فكنا نن الشهود وأنتم الغيب‪ ,‬ولكن هذه‬
‫الَية لقوام ييئون من بعدنا إن قالوا ل يقبل منهم‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا ممد‬
‫بن جعفر وأبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عوف عن سوار بن شبيب قال‪ :‬كنت عند ابن عمر إذ أتاه رجل‬
‫جليد العي شديد اللسان‪ ,‬فقال‪ :‬يا أبا عبد الرحن‪ ,‬نفر ستة كلهم قد قرأ القرآن فأسرع فيه‪ ,‬وكلهم‬
‫مت هد ل يألو‪ ,‬وكل هم بغ يض إل يه أن يأ ت دناءة‪ ,‬و هم ف ذلك يش هد بعض هم على ب عض بالشرك‪,‬‬
‫فقال ر جل من القوم‪ :‬وأي دناءة تر يد أك ثر من أن يشهد بعض هم بالشرك ؟ فقال ر جل‪ :‬إ ن ل ست‬
‫إياك أسأل‪ ,‬إنا أسأل الشيخ‪ ,‬فأعاد على عبد ال الديث فقال عبد ال‪ :‬لعلك ترى ف ل أبا لك ف‬
‫إن سآمرك أن تذهب فتقتلهم‪ ,‬عظهم وانهم‪ ,‬وإن عصوك فعليك بنفسك‪ ,‬فإن ال عز وجل يقول‬
‫{يففففا أيهففففا الذيففففن آمنوا عليكففففم أنفسففففكم} الَيففففة‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدث ن أح د بن القدام‪ ,‬حدث نا العت مر بن سليمان‪ ,‬سعت أ ب‪ ,‬حدث نا قتادة عن أ ب‬
‫مازن قال‪ :‬انطلقت على عهد عثمان إل الدينة‪ ,‬فإذا قوم من السلمي جلوس‪ ,‬فقرأ أحدهم هذه الَية‬
‫{عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل} فقال أكثرهم‪ :‬ل يىء تأويل هذه الَية اليوم‪ .‬وقال‪ :‬حدثنا‬
‫القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا ابن فضالة عن معاوية بن صال‪ ,‬عن جبي بن نفي قال‪ :‬كنت ف حلقة‬
‫فيها أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وإن لصغر القوم‪ ,‬فتذاكروا المر بالعروف والنهي‬
‫عن النكر‪ ,‬فقلت أنا‪ :‬أليس ال يقول ف كتابه {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ل يضركم من‬
‫ضل إذا اهتدي تم} ؟ فأقبلوا عل يّ بل سان وا حد‪ ,‬وقالوا‪ :‬تنع آ ية من القرآن ل تعرف ها ول تدري ما‬
‫تأويلها ؟ فتمنيت أ ن ل أ كن تكلمت‪ ,‬وأقبلوا يتحدثون فلما حضر قيام هم قالوا‪ :‬إنك غلم حدث‬

‫‪446‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السفن‪ ,‬وإنفك نزعفت آيفة ول تدري ماهفي‪ ,‬وعسفى أن تدرك ذلك الزمان‪ ,‬إذا رأيفت شحا مطاعا‬
‫ى متبعا وإعجاب كفل ذي رأي برأيفه‪ ,‬فعليفك بنفسفك‪ ,‬ل يضرك مفن ضفل إذا اهتديفت‪.‬‬ ‫وهو ً‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا علي بن سهل‪ ,‬حدثنا ضمرة بن ربيعة قال‪ :‬تل السن هذه الَية {يا أيها‬
‫الذين آمنوا عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم} فقال السن‪ :‬المد ل با‪ ,‬والمد ل‬
‫عليها‪ ,‬ما كان مؤمن فيما مضى ول مؤمن فيما بقي إل وإل جنبه منافق يكره عمله‪ .‬وقال سعيد بن‬
‫ال سيب‪ :‬إذا أمرت بالعروف ون يت عن الن كر‪ ,‬فل يضرك من ضل إذا اهتد يت‪ ,‬رواه ا بن جر ير‪.‬‬
‫وكذا روي من طريق سفيان الثوري‪ ,‬عن أب العميس‪ ,‬عن أب البختري‪ ,‬عن حذيفة مثله‪ .‬وكذا قال‬
‫غي واحد من السلف‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن خالد الدمشقي‪ ,‬حدثنا الوليد‪,‬‬
‫حدثنا ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب‪ ,‬عن كعب ف قوله {عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل إذا‬
‫اهتديتم} قال‪ :‬إذا هدمت كنيسة دمشق فجعلت مسجدا‪ ,‬وظهر لبس العصب‪ ,‬فحينئذٍ تأويل هذه‬
‫الَيففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬

‫** يِا َأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُوْا َشهَا َدةُ بَْيِنكُ مْ إِذَا َحضَرَ أَحَدَكُ ُم الْ َموْ تُ ِحيَ اْلوَ صِّي ِة اثْنَا نِ َذوَا عَدْ ٍل ّمْنكُ مْ َأ ْو‬
‫صلَةِ‬ ‫حبِ سُوَنهُمَا مِن َبعْ ِد ال ّ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫آخَرَا ِن مِ ْن غَيْرِ ُك مْ إِ نْ أَنتُ مْ ضَ َرْبتُ مْ فِي الرْ ضِ َفأَ صَاَبتْكُم مّ صِيَب ُة الْ َموْ ِ‬
‫شتَرِي بِ ِه ثَمَنا وََلوْ كَانَ ذَا قُ ْرَبىَ وَ َل َن ْكتُ ُم َشهَا َدةَ اللّهِ ِإنّآ ِإذَا لّمِ َن الَثِ ِميَ‬ ‫َفُيقْسِمَا ِن بِاللّهِ إِنِ ا ْرَتبْتُمْ َل نَ ْ‬
‫ح ّق عََلْيهِ ُم الوَْليَا نِ‬
‫حقّآ ِإثْما فَآ َخرَا نِ ِيقُومَا نُ َمقَا َمهُمَا مِ َن الّذِي نَ ا سْتَ َ‬ ‫* فَإِ نْ ُعثِ َر عََلىَ َأّنهُمَا ا ْستَ َ‬
‫شهَا َدتُنَا أَحَ قّ مِن َشهَا َدِتهِمَا َومَا ا ْعتَ َدْينَآ ِإنّا إِذا لّمِ نَ الظّالِمِيَ * ذَلِ كَ أَ ْدَنىَ أَن َيأْتُواْ‬ ‫َفُيقْ سِمَانِ بِاللّ هِ لَ َ‬
‫شهَا َدةِ عََل َى وَ ْج ِههَآ َأ ْو يَخَاُف َواْ أَن تُرَدّ أَيْمَا ٌن َبعْدَ َأيْمَاِنهِ مْ وَاّتقُوا اللّ َه وَا سْ َمعُوْا وَاللّ هُ َل َيهْدِي اْل َقوْ مَ‬‫بِال ّ‬
‫فقِيَ‬ ‫الْفَاسففففففففففففففففففففففففففففففففففففف ِ‬
‫اشتملت هذه الَية الكرية على حكم عزيز قيل إنه منسوخ‪ ,‬رواه العوف عن ابن عباس‪ .‬وقال حاد‬
‫بن أب سليمان‪ ,‬عن إبراهيم‪ :‬أنا منسوخة‪ .‬وقال آخرون‪ :‬وهم الكثرون فيما قاله ابن جرير‪ ,‬بل هو‬
‫م كم‪ ,‬و من اد عى ن سخه فعل يه البيان‪ ,‬فقوله تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا شهادة بين كم إذا ح ضر‬
‫أحدكفم الوت حيف الوصفية اثنان} هذا هفو البف لقوله شهادة بينكفم‪ ,‬فقيفل‪ :‬تقديره شهادة اثنيف‬
‫حذف الضاف‪ ,‬وأقيم الضاف إليه مقامه‪ ,‬وقيل‪ :‬دل الكلم على تقدير أن يشهد اثنان‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{ذوا عدل} وصف الثني بأن يكونا عدلي‪ .‬وقوله {منكم} أي من السلمي‪ .‬قاله المهور‪ .‬قال‬

‫‪447‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي بن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس رضي ال عنه ف قوله {ذوا عدل منكم} قال‪ :‬من السلمي‪ ,‬رواه‬
‫ابن أب حات‪ ,‬ث قال‪ :‬وروي عن عبيدة وسعيد بن السيب والسن وماهد ويي بن يعمر والسدي‬
‫وقتادة ومقا تل بن حيان وع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم وغي هم ن و ذلك‪ .‬قال ا بن جر ير‪ :‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬غ ي ذلك {ذوا عدل من كم} أي من أ هل الو صي‪ ,‬وذلك قول روي عن عكر مة و عبيدة‬
‫وعدة غيهافففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪.‬‬
‫وقوله {أو آخران من غي كم} قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا سعيد بن عون‪ ,‬حدث نا ع بد‬
‫الوا حد بن زياد‪ ,‬حدث نا حبيب بن أ ب عمرة عن سعيد بن جبي قال‪ :‬قال ا بن عباس ف قوله {أو‬
‫آخران من غي كم} قال‪ :‬من غ ي ال سلمي‪ ,‬يع ن أ هل الكتاب‪ ,‬ث قال وروي عن عبيدة وشر يح‬
‫و سعيد بن ال سيب وم مد بن سيين وي ي بن يع مر وعكر مة وما هد و سعيد بن جبي والش عب‬
‫وإبراهيم النخعي وقتادة وأب ملز والسدي ومقاتل بن حيان وعبد الرحن بن زيد بن أسلم وغيهم‪,‬‬
‫ن و ذلك‪ .‬وعلى ما حكاه ا بن جر ير عن عكر مة و عبيدة ف قوله من كم‪ ,‬أن الراد من قبيلة الو صي‬
‫يكون الراد هه نا {أو آخران من غي كم} أي من غ ي قبيلة الو صي‪ .‬وروى ا بن أ ب حات مثله عن‬
‫السفففففففففن البصفففففففففري والزهري رحهمفففففففففا ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن أن تم ضرب تم ف الرض} أي سافرت {فأ صابتكم م صيبة الوت} وهذان شرطان‬
‫لواز استشهاد الذميي عند فقد الؤمني أن يكون ذلك ف سفر‪ ,‬وأن يكون ف وصية‪ ,‬كما صرح‬
‫بذلك شريح القاضي‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ,‬حدثنا أبو معاوية ووكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫العمش عن إبراهيم‪ ,‬عن شريح قال‪ :‬ل توز شهادة اليهود والنصارى إل ف سفر‪ ,‬ول توز ف سفر‬
‫إل ف الوصية‪ ,‬ث رواه عن أب كريب‪ ,‬عن أب بكر بن عياش‪ ,‬عن أب إسحاق السبيعي قال‪ :‬قال‬
‫شريح فذكر مثله‪ .‬وقد روي نوه عن المام أحد بن حنبل رحه ال تعال‪ ,‬وهذه السألة من أفراده‪,‬‬
‫وخالفه الثلثة فقالوا‪ :‬ل يوز شهادة أهل الذمة على السلمي‪ ,‬وأجازها أبو حنيفة فيما بي بعضهم‬
‫بعضا‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ,‬حدثنا أبو داود‪ ,‬حدثنا صال بن أب الخضر‪ ,‬عن الزهري‬
‫قال‪ :‬مضت السنة أنه ل توز شهادة الكافر ف حضر ول سفر‪ ,‬إنا هي ف السلمي‪ .‬وقال ابن زيد‪:‬‬
‫نزلت هذه الَية ف رجل توف وليس عنده أحد من أهل السلم‪ ,‬وذلك ف أول السلم‪ ,‬والرض‬
‫حرب‪ ,‬والناس كفار‪ ,‬وكان الناس يتوارثون بالو صية ث ن سخت الو صية‪ ,‬وفر ضت الفرائض وع مل‬

‫‪448‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الناس با‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬وف هذا نظر‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬اختلف ف قوله {شهادة بينكم‬
‫إذا ح ضر أحد كم الوت ح ي الو صية اثنان ذوا عدل من كم أو آخران من غي كم} هل الراد به أن‬
‫يوصي إليهما أو يشهدها ؟ على قولي (أحدها) أن يوصي إليهما‪ ,‬كما قال ممد بن إسحاق عن‬
‫يزيد بن عبد ال بن قسيط قال‪ :‬سئل ابن مسعود رضي ال عنه عن هذه الَية‪ .‬قال‪ :‬هذا رجل سافر‬
‫ومعه مال‪ ,‬فأدركه قدره‪ ,‬فإن وجد رجلي من السلمي دفع إليهما تركته‪ ,‬وأشهد عليهما عدلي من‬
‫السلمي‪ ,‬رواه ابن أب حات وفيه انقطاع‪( .‬والقول الثان) أنما يكونان شاهدين‪ ,‬وهو ظاهر سياق‬
‫الَية الكرية فإن ل يكن وصي ثالث معهما‪ ,‬اجتمع فيهما الوصفان‪ :‬الوصاية والشهادة‪ ,‬كما ف قصة‬
‫تيففم الداري وعدي بففن بداء‪ ,‬كمففا سففيأت ذكرهافف آنفا إن شاء ال وبففه التوفيففق‪.‬‬
‫وقد استشكل ابن جرير كونما شاهدين قال‪ :‬لنا ل نعلم حكما يلف فيه الشاهد‪ ,‬وهذا لينع‬
‫الكم الذي تضمنته هذه الَية الكرية‪ ,‬وهو حكم مستقل بنفسه ل يلزم أن يكون جاريا على قياس‬
‫جيع الحكام‪ ,‬على أن هذا حكم خاص‪ ,‬بشهادة خاصة‪ ,‬ف مل خاص‪ ,‬وقد اغتفر فيه من المور‬
‫مال يغتففر ف غيه‪ ,‬فإذا قامفت قرينفة الريبفة‪ ,‬حلف هذا الشاهفد بقتضفى مفا دلت عليفه هذه الَيفة‬
‫الكري ة‪ .‬وقوله تعال {تب سونما من ب عد ال صلة} قال العو ف‪ ,‬قال ا بن عباس‪ ,‬يع ن صلة الع صر‪,‬‬
‫وكذا قال سعيد بن جبي وإبراه يم النخ عي وقتادة وعكر مة وم مد بن سيين‪ .‬وقال الزهري‪ :‬يع ن‬
‫صلة السلمي‪ .‬وقال السدي‪ ,‬عن ابن عباس‪ :‬يعن صلة أهل دينهما‪ .‬وروي عن عبد الرزاق‪ ,‬عن‬
‫أيوب‪ ,‬عن ا بن سيين‪ ,‬عن عبيدة‪ .‬وكذا قال إبراه يم وقتادة وغ ي وا حد‪ .‬والق صود أن يقام هذان‬
‫الشاهدان بعد صلة اجتمع الناس فيها بضرتم {فيقسمان بال} أي فيحلفان بال {إن ارتبتم} أي‬
‫إن ظهرت لكم منهما ريبة أنما خانا أو غل‪ ,‬فيحلفان حينئذ بال {ل نشتري به} أي بأياننا‪ ,‬قاله‬
‫مقاتل بن حيان {ثنا} أي ل نعتاض عنه بعوض قليل من الدنيا الفانية الزائلة {ولو كان ذا قرب} أي‬
‫ولو كان الشهود عليه قريبا لنا ل نابيه {ول نكتم شهادة ال} أضافها إل ال تشريفا لا وتعظيما‬
‫لمرها‪ ,‬وقرأ بعضهم {ول نكتم شهادة ال} مرورا على القسم رواها ابن جرير‪ ,‬عن عامر الشعب‪,‬‬
‫وح كي عن بعض هم أ نه قرأ ها {ول نك تم شهادة ال} والقراءة الول هي الشهورة {إ نا إذا ل ن‬
‫الَث ي} أي إن فعل نا شيئا من ذلك من تر يف الشهادة أو تبديل ها أو تغيي ها أو كتم ها بالكل ية‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬فإن عثر على أنما استحقا إثا} أي فإن اشتهر وظهر وتقق من الشاهدين الوصيي‬
‫أنما خانا أو غل شيئا من الال الوصى به إليهما‪ ,‬وظهر عليهما بذلك {فآخران يقومان مقامهما من‬

‫‪449‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذ ين ا ستحق علي هم الوليان} هذه قراءة المهور {ا ستحق علي هم الوليان} وروي عن علي وأ ب‬
‫السن البصري أنم قرؤوها {استحق عليهم الوليان} وروى الاكم ف الستدرك من طريق إسحاق‬
‫بن ممد الفروي عن سليمان بن بلل عن جعفر بن ممد‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن عبيد ال بن أب رافع‪ ,‬عن‬
‫علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه أن ال نب صلى ال عليفه و سلم قرأ { من الذيفن اسفتحق علي هم‬
‫الوليان}‪ ,‬ث قال‪ :‬صحيح على شرط مسلم‪ ,‬ول يرجاه‪ .‬وقرأ بعضهم ومنهم ابن عباس {من الذين‬
‫ا ستحق علي هم الول ي}‪ .‬وقرأ ال سن { من الذ ين ا ستحق علي هم الولن} حكاه ا بن جر ير‪ ,‬فعلى‬
‫قراءة المهور يكون الع ن بذلك أي م ت ت قق ذلك بالب الصحيح على خيانتهما‪ ,‬فليقم اثنان من‬
‫الور ثة ال ستحقي للتر كة‪ ,‬وليكو نا من أول من يرث ذلك الال {فيق سمان بال لشهادت نا أ حق من‬
‫شهادتما} أي لقولنا أنما خانا‪ ,‬أحق وأصح وأثبت من شهادتما التقدمة {وما اعتدينا} أي فيما‬
‫قل نا فيه ما من اليا نة‪{ ,‬إ نا إذا ل ن الظال ي} أي إن ك نا قد كذب نا عليه ما‪ ,‬وهذا التحل يف للور ثة‬
‫والرجوع إل قول ما والالة هذه‪ ,‬ك ما يلف أولياء القتول إذا ظ هر لوث ف جا نب القا تل‪ ,‬فيق سم‬
‫الستحقون على القاتل فيدفع برمته إليهم كما هو مقرر ف باب القسامة من الحكام‪ ,‬وقد وردت‬
‫السنة بثل ما دلت عليه هذه الَية الكرية‪ ,‬فقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا السي بن زياد‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن سلمة عن ممد بن إسحاق‪ ,‬عن أب النضر‪ ,‬عن باذان يعن أبا صال مول أم هانء‬
‫بنت أب طالب‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬عن تيم الداري ف هذه الَية {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا‬
‫حضر أحدكم الوت} قال‪ :‬برىء الناس منها غيي وغي عدي بن بداء‪ ,‬وكانا نصرانيي يتلفان إل‬
‫الشام ق بل ال سلم‪ ,‬فأت يا الشام لتجارت ما‪ ,‬وقدم عليه ما مول لب ن سهم يقال له بد يل بن أ ب مر ي‬
‫بتجارة‪ ,‬معه جام من فضة يريد به اللك‪ ,‬وهو أعظم تارته‪ ,‬فمرض فأوصى إليهما وأمرها أن يبلغا‬
‫ما ترك أهله‪ .‬قال ت يم‪ :‬فل ما مات أخذ نا ذلك الام فبعناه بألف در هم‪ ,‬واقت سمناه أ نا وعدي‪ ,‬فل ما‬
‫قدمنا إل أهله دفعنا إليهم ما كان معنا‪ ,‬وفقدوا الام‪ ,‬فسألونا عنه‪ ,‬قلنا‪ :‬ما ترك غي هذا وما دفع‬
‫إلينا غيه‪ .‬قال تيم‪ :‬فلما أسلمت بعد قدوم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة‪ ,‬تأثت من ذلك‪,‬‬
‫فأتيت أهله‪ ,‬فأخبتم الب‪ ,‬ودفعت إليهم خسمائة درهم‪ ,‬وأخبتم أن عند صاحب مثلها‪ ,‬فوثبوا‬
‫عل يه‪ ,‬فأمر هم ال نب أن ي ستحلفوه ب ا يع ظم به على أ هل دي نه‪ ,‬فحلف‪ ,‬فنلت { يا أي ها الذ ين آمنوا‬
‫شهادة بينكم} إل قوله {فيقسمان بال لشهادتنا أحق من شهادتما} فقام عمرو بن العاص ورجل‬
‫آ خر من هم‪ ,‬فحل فا‪ ,‬فن عت الم سمائة من عدي بن بدّاء‪ ,‬وهكذا رواه أ بو عي سى الترمذي وا بن‬

‫‪450‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جرير‪ ,‬كلها عن السن بن أحد بن أب شعيب الران‪ ,‬عن ممد بن سلمة‪ ,‬عن ممد بن إسحاق‬
‫به‪ ,‬فذكره‪ ,‬وعنده‪ :‬فأتوا به ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف سألم البي نة‪ ,‬فلم يدوا‪ ,‬فأمر هم أن‬
‫ي ستحلفوه ب ا يع ظم به على أ هل دي نه‪ ,‬فحلف‪ ,‬فأنزل ال هذه الَ ية إل قوله {أو يافوا أن ترد أيان‬
‫بعد أيانم} فقام عمرو بن العاص ورجل آخر فحلفا‪ ,‬فنعت المسمائة من عدي بن بداء‪ ,‬ث قال‪:‬‬
‫هذا حد يث غر يب‪ ,‬ول يس إ سناده ب صحيح‪ ,‬وأ بو الن ضر الذي روى ع نه م مد بن إ سحاق هذا‬
‫الديث‪ ,‬هو عندي ممد بن السائب الكلب‪ ,‬يكن أبا النضر‪ ,‬وقد تركه أهل العلم بالديث‪ ,‬وهو‬
‫صاحب التفسي‪ ,‬سعت ممد بن إساعيل يقول‪ :‬ممد بن السائب الكلب يكن أبا النضر‪ ,‬ث قال‪ :‬ول‬
‫نعرف لبفففف النضففففر روايففففة عففففن أبفففف صففففال مول أم هانء‪.‬‬
‫وقد روي عن ابن عباس شيء من هذا على الختصار من غي هذا الوجه‪ ,‬حدثنا سفيان بن وكيع‪,‬‬
‫حدثنا يي بن آدم عن ابن أب زائدة‪ ,‬عن ممد بن أب القاسم‪ ,‬عن عبد اللك بن سعيد بن جبي‪ ,‬عن‬
‫أبيه‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬خرج رجل من بن سهم مع تيم الداري وعدي بن بداء‪ ,‬فمات السهمي‬
‫بأرض ليس با مسلم‪ ,‬فلما قدما بتركته‪ ,‬فقدوا جاما من فضة موّصا بالذهب‪ ,‬فأحلفهما رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وو جد الام ب كة‪ ,‬فق يل‪ :‬اشتريناه من ت يم وعدي‪ ,‬فقام رجلن من أولياء‬
‫السهمي فحلفا بال لشهادتنا أحق من شهادتما‪ ,‬وأن الام لصاحبهم‪ ,‬وفيهم نزلت {يا أيها الذين‬
‫آمنوا شهادة بين كم} الَ ية‪ ,‬وكذا رواه أ بو داود عن ال سن بن علي عن ي ي بن آدم به‪ ,‬ث قال‬
‫الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ,‬وهو حديث ابن أب زائدة‪ ,‬وأحد بن أب القاسم الكوف‪ ,‬قيل‪:‬‬
‫إنففففففففففففه صففففففففففففال الديففففففففففففث‪.‬‬
‫وقد ذكر هذه القصة مرسلة غي واحد من التابعي منهم عكرمة وممد بن سيين وقتادة‪ ,‬وذكروا‬
‫أن التحليف كان بعد صلة العصر‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬وكذا ذكرها مرسلة ماهد والسن والضحاك‪,‬‬
‫وهذا يدل على اشتهار ها ف ال سلف و صحتها‪ ,‬و من الشوا هد ل صحة هذه الق صة أيضا ما رواه أ بو‬
‫جعفر بن جرير‪ :‬حدثن يعقوب‪ ,‬حدثنا هشيم قال‪ :‬أخبنا زكريا عن الشعب أن رجلً من السلمي‬
‫حضر ته الوفاة بدقوقفا هذه‪ ,‬قال‪ :‬فحضرتفه الوفاة ول ي د أحدا من السفلمي يشهده على و صيته‪,‬‬
‫فأشهد رجلي من أهل الكتاب‪ ,‬قال‪ :‬فقدما الكوفة‪ ,‬فأتيا الشعري يعن أبا موسى الشعري رضي‬
‫ال عنه‪ ,‬فأخباه‪ ,‬وقدما الكوفة بتركته ووصيته‪ ,‬فقال الشعري‪ :‬هذا أمر ل يكن بعد الذي كان على‬
‫عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ :‬فأحلفهما بعد العصر بال ما خانا‪ ,‬ول كذبا‪ ,‬ول بدل‪,‬‬

‫‪451‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول كتما‪ ,‬ول غيا‪ ,‬وأنا لوصية الرجل وتركته‪ .‬قال‪ :‬فأمضى شهادتا‪ ,‬ث رواه عن عمرو بن علي‬
‫الفلس‪ ,‬عن أ ب داود الطيال سي‪ ,‬عن شع بة‪ ,‬عن مغية الزرق‪ ,‬عن الش عب أن أ با مو سى ق ضى‬
‫بدقوقا‪ ,‬وهذان إسنادان صحيحان إل الشعب‪ ,‬عن أب موسى الشعري‪ ,‬فقوله‪ :‬هذا أمر ل يكن بعد‬
‫الذي كان على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم الظاهر ف وال أعلم ف أنه إنا أراد بذلك قصة‬
‫تيم وعدي بن بداء‪ ,‬و قد ذكروا أن إسلم تيم بن أوس الداري رضي ال عنه‪ ,‬كان سنة ت سع من‬
‫الجرة‪ ,‬فعلى هذا يكون هذا ال كم متأخرا يتاج مد عي ن سخه إل دل يل فا صل ف هذا القام‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقال أسباط عن السدي ف الَية {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الوت حي‬
‫الوصية اثنان ذوا عدل منكم} قال‪ :‬هذا ف الوصية عند الوت‪ ,‬يوصي ويشهد رجلي من السلمي‬
‫على ماله و ما عل يه‪ ,‬قال‪ :‬هذا ف ال ضر {أو آخران من غي كم} ف ال سفر {إن أن تم ضرب تم ف‬
‫الرض فأصفابتكم مصفيبة الوت} هذا الرجفل يدركفه الوت فف سففره‪ ,‬وليفس بضرتفه أحفد مفن‬
‫السلمي‪ ,‬فيدعو رجلي من اليهود والنصارى والجوس‪ ,‬فيوصي إليهما ويدفع إليهما مياثه‪ ,‬فيقبلن‬
‫به‪ ,‬فإن رضي أهل اليت الوصية وعرفوا ما لصاحبهم‪ ,‬تركوها‪ ,‬وإن ارتابوا‪ ,‬رفعوها إل السلطان‪,‬‬
‫فذلك قوله تعال‪{ :‬تبسونما من بعد الصلة فيقسمان بال إن ارتبتم} قال عبد ال بن عباس رضي‬
‫ال عنه‪ :‬كأن أن ظر إل العلجي حت انتهى بما إل أب موسى الشعري ف داره‪ ,‬ففتح الصحيفة‪,‬‬
‫فأن كر أ هل ال يت وخوفوه ا‪ ,‬فأراد أ بو مو سى أن ي ستحلفهما ب عد الع صر‪ ,‬فقلت‪ :‬إن ما ل يباليان‬
‫صلة العصر‪ ,‬ولكن أستحلفهما بعد صلتما ف دينهما‪ ,‬فيوقف الرجلن بعد صلتما ف دينهما‬
‫فيحلفان بال ل نشتري به ثنا ولو كان ذا قرب‪ ,‬ول نكتم شهادة ال إنا إذا لن الَثي‪ ,‬أن صاحبهم‬
‫بذا أوصى‪ ,‬وأن هذه لتركته‪ ,‬فيقول لما المام قبل أن يلفا‪ :‬إنكما إن كتمتما أو خنتما فضحتكما‬
‫ف قومك ما‪ ,‬ول ت ز لك ما شهادة وعاقبتك ما‪ ,‬فإذا قال ل ما ذلك {فإن ذلك أد ن أن يأتوا بالشهادة‬
‫على وجههففففففففففا} رواه ابففففففففففن جريففففففففففر‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا هشيم‪ ,‬أخبنا مغية عن إبراهيم وسعيد بن‬
‫جبي أنما قال ف هذه الَية {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم} الَية‪ ,‬قال‪ :‬إذا حضر الرجل الوفاة‬
‫ف سفر فليشهد رجلي من السلمي‪ ,‬فإن ل يد رجلي من السلمي فرجلي من أهل الكتاب‪ ,‬فإذا‬
‫قدما بتركته فإن صدقهما الورثة قبل قولما‪ ,‬وإن اتموها حلفا بعد صلة العصر‪ ,‬بال ما كتمنا ول‬

‫‪452‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كذبنا ول خنا ول غينا‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف تفسي هذه الَية‪ :‬فإن ارتيب ف‬
‫شهادتما استحلفا بعد العصر‪ :‬بال ما اشترينا بشهادتنا ثنا قليلً‪ ,‬فإن اطلع الولياء على أن الكافرين‬
‫كذبا ف شهادتما قام رجلن من الولياء فحلفا‪ :‬بال أن شهادة الكافرين باطلة وأنا ل نعتد‪ ,‬فذلك‬
‫قوله تعال‪{ :‬فإن عثفر على أنمفا اسفتحقا إثا} يقول‪ :‬إن اطلع على أن الكافريفن كذبفا {فآخران‬
‫يقومان مقامهما} يقول‪ :‬من الولياء فحلفا بال أن شهادة الكافرين باطلة‪ ,‬وأنا ل نعتد‪ ,‬فترد شهادة‬
‫الكافرين وتوز شهادة الولياء‪ ,‬وهكذا روى العوف عن ابن عباس‪ ,‬رواها ابن جرير‪ ,‬وهكذاقرر هذا‬
‫ال كم على مقت ضى هذه الَ ية غ ي وا حد من أئ مة التابع ي وال سلف ر ضي ال عن هم‪ ,‬و هو مذ هب‬
‫المام أح د رح ه ال‪ ).‬وقوله {ذلك أد ن أن يأتوا بالشهادة على وجه ها} أي شرع ية هذا ال كم‬
‫على هذا الوجه الرضي من تليف الشاهدين الذميي‪ ,‬واستريب بما أقرب إل إقامتهما الشهادة على‬
‫الوجه الرضي‪ .‬وقوله {أو يافوا أن تردّ أيان بعد أيانم} أي يكون الامل لم على التيان با على‬
‫وجه ها هو تعظ يم اللف بال ومراعاة جان به وإجلله‪ ,‬والوف من الفضي حة ب ي الناس إن ردت‬
‫اليمي على الورثة‪ ,‬فيحلفون ويستحقون ما يدعون‪ ,‬ولذا قال {أو يافوا أن تردّ أيان بعد أيانم}‪,‬‬
‫ث قال {واتقوا ال} أي ف جيع أموركم‪{ ,‬واسعوا} أي وأطيعوا‪{ ,‬وال ل يهدي القوم الفاسقي}‬
‫أي الارجيففففف عفففففن طاعتفففففه ومتابعفففففة شريعتفففففه‪.‬‬

‫ُوبف‬
‫ّمف الْ ُغي ِ‬
‫َنتف َعل ُ‬
‫ّكف أ َ‬
‫ْمف لَنَآ ِإن َ‬
‫ُمف قَالُواْ َل عِل َ‬
‫ّسفلَ َفَيقُو ُل مَاذَآ أُ ِجبْت ْ‬
‫ّهف الر ُ‬
‫َعف الل ُ‬
‫ْمف يَجْم ُ‬
‫** َيو َ‬
‫هذا إخبار ع ما يا طب ال به الر سلي يوم القيا مة ع ما أجيبوا به من أم هم الذ ين أر سلهم إلي هم‪,‬‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬فلن سألن الذ ين أر سل إلي هم ولن سألن الر سلي}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬فور بك لن سألنهم‬
‫أجعي عما كانوا يعملون}‪ ,‬وقول الرسل {ل علم لنا}‪ ,‬قال ماهد والسن البصري والسدي‪ :‬إنا‬
‫قالوا ذلك من هول ذلك اليوم‪ .‬قال ع بد الرزاق‪ ,‬عن الثوري‪ ,‬عن الع مش‪ ,‬عن ماهد {يوم ي مع‬
‫ال الرسل فيقول ماذا أجبتم} فيفزعون فيقولون {ل علم لنا}‪ ,‬رواه ابن جرير وابن أب حات‪ .‬وقال‬
‫ا بن جر ير‪ :‬حدث نا ا بن ح يد‪ ,‬حدث نا حكام‪ ,‬حدث نا عنب سة قال‪ :‬سعت شيخا يقول‪ :‬سعت ال سن‬
‫يقول فففف قوله {يوم يمفففع ال الرسفففل} الَيفففة‪ ,‬قال‪ :‬مفففن هول ذلك اليوم‪.‬‬
‫وقال أسباط عن السدي {يوم يمع ال الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا ل علم لنا} ذلك أنم نزلوا‬
‫منلً ذهلت فيه العقول فلما سئلوا قالوا {ل علم لنا} ث نزلوا منلً آخر‪ ,‬فشهدوا على قومهم‪ ,‬رواه‬

‫‪453‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن جرير‪ ,‬ث قال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا الجاج عن ابن جريج قوله {يوم‬
‫يمع ال الرسل فيقول ماذا أجبتم} أي ماذا عملوا بعدكم وماذا أحدثوا بعدكم ؟ قالوا {ل علم لنا‬
‫إ نك أ نت علم الغيوب} وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {يوم ي مع ال الر سل فيقول ماذا‬
‫أجبتم قالوا ل علم لنا إنك أنت علم الغيوب} يقولون للرب عز وجل‪ :‬ل علم لنا إل علم أنت أعلم‬
‫به منا‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬ث اختاره على هذه القوال الثلثة‪ ,‬ول شك أنه قول حسن‪ ,‬وهو من باب‬
‫التأدب مع الرب جل جلله‪ ,‬أي ل علم ل نا بالن سبة إل عل مك الح يط ب كل ش يء‪ ,‬فن حن وإن ك نا‬
‫أجبنا وعرفنا من أجابنا‪ ,‬ولكن منهم من كنا إنا نطلع على ظاهره ل علم لنا بباطنه‪ ,‬وأنت العليم‬
‫بكل شيء‪ ,‬الطلع على كل شيء‪ ,‬فعلمنا بالنسبة إل علمك كل علم‪ ,‬فإنك {أنت علم الغيوب}‪.‬‬

‫س ُتكَلّ ُم النّاسَ‬ ‫ح اْلقُدُ ِ‬


‫ك بِرُو ِ‬ ‫ك َوعََلىَ وَالِ َدتِكَ ِإذْ َأيّدتّ َ‬ ‫** ِإذْ قَالَ اللّهُ يَعِيسَى ابْ َن مَ ْريَمَ اذْكُ ْر ِنعْ َمتِي عََليْ َ‬
‫خلُ قُ مِ نَ الطّيِ َك َهيَْئةِ ال ّطيْرِ‬ ‫حكْ َم َة وَالّتوْرَاةَ وَا ِلنْجِي َل َوإِ ْذ تَ ْ‬
‫ك اْلكِتَا بَ وَالْ ِ‬ ‫فِي الْ َمهْ ِد وَ َك ْهلً َوإِ ْذ عَّل ْمتُ َ‬
‫ج الْمَوَتىَ بِِإ ْذنِ يِ َوإِذْ‬
‫بِإِذْنِي َفتَنفُ خُ فِيهَا َفَتكُو نُ َطيْرا بِإِذْنِي َوُتبْرِى ُء الكْمَ َه وَالبْرَ صَ بِِإذْنِي َوإِ ْذ تُخْ ِر ُ‬
‫ت َبنِيَ إِسْرَائِي َل عَنكَ ِإذْ ِجْئَتهُمْ بِالَْبّينَاتِ َفقَالَ الّذِينَ َكفَرُوْا ِمْنهُمْ إِ ْن هَـذَا إِلّ ِسحْ ٌر ّمبِيٌ * َوإِذْ‬ ‫َك َففْ ُ‬
‫حوَا ِريّيَف أَنففْ آ ِمنُوْا بِفي َوبِرَسففُولِي قَاُل َواْ آمَنّفا وَا ْشهَ ْد ِبَأنّنَفا مُسففْلِمُونَ‬ ‫َأوْ َحيْتففُ إِلَى الْ َ‬
‫يذ كر تعال ما امتّ به على عبده ور سوله عي سى ا بن مر ي عل يه ال سلم م ا أجراه على يد يه من‬
‫العجزات الباهرات وخوارق العادات‪ ,‬فقال {اذكر نعمت عليك} أي ف خلقي إياك من أم بل ذكر‪,‬‬
‫وجعلي إياك آ ية ودللة قاط عة على كمال قدر ت على الشياء‪{ ,‬وعلى والد تك} ح يث جعل تك ل ا‬
‫برهانا على براءت ا م ا ن سبه الظالون والاهلون إلي ها من الفاح شة‪{ ,‬إذ أيد تك بروح القدس} و هو‬
‫جب يل عل يه ال سلم‪ ,‬وجعل تك نبيا داعيا إل ال ف صغرك و كبك‪ ,‬فأنطق تك ف ال هد صغيا‪,‬‬
‫فشهدت بباءة أمك من كل عيب‪ ,‬واعترفت ل بالعبودية‪ ,‬وأخبت عن رسالت إياك ودعوت إل‬
‫عبادت‪ ,‬ولذا قال {تكلم الناس ف الهد وكهلً} أي تدعو إل ال الناس ف صغرك وكبك وضمّن‬
‫تكلم تدعفففو‪ ,‬لن كلمفففه الناس فففف كهولتفففه ليفففس بأمفففر عجيفففب‪.‬‬
‫وقوله {وإذ علم تك الكتاب والك مة} أي ال ط والف هم {والتوراة} و هي النلة على مو سى بن‬
‫عمران الكليم‪ ,‬وقد يرد لفظ التوراة ف الديث‪ ,‬ويراد به ما هو أعم من ذلك‪ .‬وقوله {وإذ تلق من‬

‫‪454‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطي كهيئة الطي بإذن} أي تصوره وتشكله على هيئة الطائر بإذن لك ف ذلك‪ ,‬فتكون طيا بإذن‬
‫أي فتنفخ ف تلك الصورة الت شكلتها بإذن لك ف ذلك فتكون طيا ذا روح تطي بإذن ال وخلقه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وتبىء الكمه والبرص بإذن} قد تقدم الكلم عليه ف سورة آل عمران با أغن‬
‫عفن إعادتفه‪ .‬وقوله {وإذ ترج الوتفى بإذنف} أي تدعوهفم فيقومون مفن قبورهفم بإذن ال وقدرتفه‬
‫وإرادته ومشيئته‪ ,‬وقد قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب ‪ ,‬حدثنا مالك بن إساعيل‪ ,‬حدثناممد بن طلحة‬
‫يعن ابن مصرف‪ ,‬عن أب بشر‪ ,‬عن أب الذيل‪ ,‬قال‪ :‬كان عيسى ابن مري عليه السلم إذا أراد أن‬
‫ييفي الوتفى صفلى ركعتيف‪ ,‬يقرأ فف الول {تبارك الذي بيده اللك}‪ ,‬وفف الثانيفة {أل تنيفل}‬
‫السجدة‪ ,‬فإذا فرغ منهما مدح ال وأثن عليه‪ ,‬ث دعا بسبعة أساء‪ :‬يا قدي‪ ,‬يا خفي‪ ,‬يا دائم‪ ,‬يا فرد‪,‬‬
‫يا وتر‪ ,‬يا أحد‪ ,‬يا صمد‪ ,‬وكان إذا أصابته شديدة دعا بسبعة أخر‪ :‬يا حي‪ ,‬يا قيوم‪ ,‬يا ال‪ ,‬يا رحن‪,‬‬
‫يا ذا اللل والكرام‪ ,‬يا نور السموات والرض وما بينهما‪ ,‬ورب العرش العظيم‪ ,‬يا رب‪ ,‬وهذا أثر‬
‫عجيففففففففففففففففففففففففففففففففففففب جدا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإذ كففت بن إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إل‬
‫سحر مبي} أي واذكر نعمت عليك ف كفي إياهم عنك حي جئتهم بالباهي والجج القاطعة على‬
‫نبو تك ور سالتك من ال إلي هم‪ ,‬فكذبوك واتموك بأ نك ساحر‪ ,‬و سعوا ف قتلك و صلبك فنجي تك‬
‫منهم‪ ,‬ورفعتك إل‪ ,‬وطهرتك من دنسهم‪ ,‬وكفيتك شرهم‪ ,‬وهذا يدل على أن هذا المتنان كان من‬
‫ال إليه بعد رفعه إل السماء الدنيا‪ ,‬أو يكون هذا المتنان واقعا يوم القيامة‪ ,‬وعب عنه بصيغة الاضي‬
‫دللة على وقو عه ل مالة‪ ,‬وهذا من أ سرار الغيوب ال ت أطلع ال علي ها نبيه ممدا صلى ال عل يه‬
‫وسفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففلم‪.‬‬
‫وقوله {وإذ أوحيفت إل الوارييف أن آمنوا بف وبرسفول} وهذا أيضا مفن المتنان عليفه‪ ,‬عليفه‬
‫ال سلم‪ ,‬بأن ج عل له أ صحابا وأن صارا‪ ,‬ث ق يل‪ :‬إن الراد بذا الو حي و حي إلام‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{وأوحينا إل أّم موسى أن أرضعيه} الَية‪ ,‬وهو وحي إلام بل خلف‪ ,‬وكما قال تعال‪{ :‬وأوحى‬
‫ربفك إل النحفل أن اتذي مفن البال بيوتا ومفن الشجفر وماف يعرشون ثف كلي مفن كفل الثمرات‬
‫فاسلكي سبل ربك ذللً} الَية‪ ,‬وهكذا قال بعض السلف ف هذه الَية {وإذ أوحيت إل الواريي‬
‫أن آمنوا ب وبرسول قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون} أي ألموا ذلك‪ ,‬فامتثلوا ما ألموا‪ .‬قال السن‬
‫البصري‪ :‬ألمهم ال عز وجل ذلك‪ .‬وقال السدي‪ :‬قذف ف قلوبم ذلك‪ ,‬ويتمل أن يكون الراد وإذ‬

‫‪455‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أوحيت إليهم بواسطتك فدعوت م إل اليان با ل وبرسوله واستجابوا لك وانقادوا وتابعوك‪ ,‬فقالوا‬
‫{آمنففففففا بففففففا ل واشهففففففد بأننففففففا مسففففففلمون}‪.‬‬

‫ستَطِيعُ َربّ كَ أَن ُينَزّلَ عََليْنَا مَآئِ َد ًة مّ نَ ال سّمَآءِ قَا َل اّتقُوْا‬


‫حوَا ِريّو نَ َيعِي سَى ابْ َن مَ ْريَ َم هَ ْل يَ ْ‬
‫** ِإذْ قَا َل الْ َ‬
‫صدَ ْقتَنَا َوَنكُونَ عََلْيهَا مِنَ‬‫اللّهَ إِن ُكْنتُم ّمؤْ ِمنِيَ * قَالُوْا نُرِيدُ أَن نّأْكُ َل ِمْنهَا َوتَ ْط َمئِنّ قُلُوُبنَا َوَنعْلَمَ أَن قَدْ َ‬
‫الشّاهِدِي نَ * قَا َل عِي سَى ابْ نُ مَ ْريَ مَ الّلهُ مّ َربّنَآ أَنزِ ْل عََليْنَا مَآئِ َد ًة مّ َن ال سّمَآ ِء َتكُو نُ لَنَا عِيدا لوّلِنَا‬
‫ك وَارْزُقْنَا َوأَن تَ َخيْرُ الرّازِقِيَ * قَالَ اللّ هُ إِنّي ُمنَزّلُهَا عََلْيكُ مْ فَمَن يَ ْكفُ ْر َبعْ ُد مِنكُ مْ‬ ‫وَآخِرِنَا وَآيَ ًة ّمنْ َ‬
‫ف الْعَالَمِيَففففف‬ ‫فَِإنّيفففففَ ُأعَ ّذبُهفففففُ عَذَابا لّ ُأعَ ّذبُهفففففُ أَحَدا مّنفففف َ‬
‫شاهذه ق صة الائدة وإلي ها تنسفب ال سورة‪ ,‬فيقال سورة الائدة‪ ,‬و هي م ا امتّ ال به على عبده‬
‫ورسوله عيسى لا أجاب دعاءه بنولا‪ ,‬فأنزل ال آية باهرة وحجة قاطعة‪ ,‬وقد ذكر بعض الئمة أن‬
‫ق صتها لي ست مذكورة ف الن يل‪ ,‬ول يعرف ها الن صارى إل من ال سلمي‪ ,‬فا ل أعلم‪ ,‬فقوله تعال‪:‬‬
‫{إذ قال الواريون} وهم أتباع عيسى عليه السلم {يا عيسى ابن مري هل يستطيع ربك} هذه‬
‫قراءة كثي ين‪ ,‬وقرأ آخرون { هل ت ستطيع ر بك} أي هل ت ستطيع أن ت سأل ر بك {أن ينل علي نا‬
‫مائدة من ال سماء} والائدة هي الوان عل يه الطعام‪ ,‬وذ كر بعض هم‪ :‬أن م إن ا سألوا ذلك لاجت هم‬
‫وفقرهم‪ ,‬فسألوه أن ينل عليهم مائدة كل يوم يقتاتون منها ويتقوون با على العبادة {قال اتقوا ال‬
‫إن كنتم مؤمني} أي فأجابم السيح عليه السلم قائلً لم‪ :‬اتقوا ال ول تسألوا هذا فعساه أن يكون‬
‫فت نة ل كم‪ ,‬وتوكلوا على ال ف طلب الرزق إن كن تم مؤمن ي‪{ ,‬قالوا نر يد أن نأ كل من ها} أي ن ن‬
‫متاجون إل ال كل من ها‪{ ,‬وتطمئن قلوب نا} إذا شاهد نا نزول ا رزقا ل نا من ال سماء‪{ ,‬ونعلم أن قد‬
‫صدقتنا} أي ونزداد إيانا بك وعلما برسالتك {ونكون عليها من الشاهدين} أي ونشهد أنا الَية‬
‫من عند ال‪ ,‬ودللة وحجة على نبوتك وصدق ما جئت به‪{ .‬قال عيسى ابن مري اللهم ربنا أنزل‬
‫علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لوّلنا وآخرنا} قال السدي‪ :‬أي نتخذ ذلك اليوم الذي نزلت‬
‫ف يه عيدا نعظ مه ن ن و من بعد نا‪ ,‬وقال سفيان الثوري‪ :‬يع ن يوما ن صلي ف يه‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أرادوا أن‬
‫يكون لعقبهم من بعدهم‪ .‬وعن سلمان الفارسي‪ :‬عظة لنا ولن بعدنا‪ .‬وقيل‪ :‬كافية لولنا وآخرنا‬
‫ل تنصبه على قدرتك على الشياء وعلى إجابتك لدعوت‪ ,‬فيصدقون فيما أبلغه‬ ‫{وآية منك} أي دلي ً‬
‫عنك‪{ ,‬وارزقنا} أي من عندك رزقا هنيئا بل كلفة ول تعب {وأنت خي الرازقي قال ل إن منلا‬

‫‪456‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليكم فمن يكفر بعد منكم} أي فمن كذب با من أمتك يا عيسى وعاندها‪{ ,‬فإن أعذبه عذابا ل‬
‫أعذبه أحدا من العالي} اي من عالي زمانكم‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ويوم القيامة أدخلوا آل فرعون أشدّ‬
‫العذاب}‪ ,‬وقوله {إن النافق ي ف الدرك ال سفل من النار}‪ ,‬و قد روى ا بن جر ير من طر يق عوف‬
‫العرا ب عن أ ب الغية القواس‪ ,‬عن ع بد ال بن عمرو قال‪ :‬إن أ شد الناس عذابا يوم القيا مة ثل ثة‪:‬‬
‫النافقون‪ ,‬ومفففففن كففففففر مفففففن أصفففففحاب الائدة‪ ,‬وآل فرعون‪.‬‬

‫ذكففففففففر أخبار رويففففففففت عففففففففن السففففففففلف‬


‫فففففففففففففففف نزول الائدة على الوارييففففففففففففففف‬
‫قال أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ :‬حدثنا السي‪ ,‬حدثن حجاج عن ليث‪ ,‬عن عقيل‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس أنه كان يدث عن عيسى أنه قال لبن إسرائيل‪ :‬هل لكم أن تصوموا ل ثلثي يوما‪ ,‬ث‬
‫تسألوه فيعطيكم ما سألتم‪ ,‬فإن أجر العامل على من عمل له‪ ,‬ففعلوا ث قالوا‪ :‬يا معلم الي‪ ,‬قلت لنا‪:‬‬
‫إن أجر العامل على من عمل له‪ ,‬وأمرتنا أن نصوم ثلثي يوما ففعلنا‪ ,‬ول نكن نعمل لحد ثلثي‬
‫يوما إل أطعمنا حي نفرغ طعاما‪ ,‬فهل يستطيع ربك أن ينل علينا مائدة من السماء ؟ قال عيسى‬
‫{اتقوا ال إن كنتم مؤمني * قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون‬
‫علي ها من الشاهد ين * قال عي سى ا بن مر ي الل هم رب نا أنزل علي نا مائدة من ال سماء تكون ل نا عيدا‬
‫لولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خي الرازقي * قال ال إن منلا عليكم فمن يكفر بعد منكم‬
‫فإن أعذبه عذابا ل أعذبه أحدا من العالي} قال‪ :‬فأقبلت اللئكة تطي بائدة من السماء عليها سبعة‬
‫أحوات‪ ,‬وسبعة أرغفة حت وضعتها بي أيديهم‪ ,‬فأكل منها آخر الناس كما أكل منها أولم‪ ,‬كذا‬
‫رواه ابن جرير‪ ,‬ورواه ابن أب حات عن يونس بن عبد العلى‪ ,‬عن ابن وهب‪ ,‬عن الليث‪ ,‬عن عقيل‪,‬‬
‫عفففففن ابفففففن شهاب قال‪ :‬كان ابفففففن عباس يدث‪ ,‬فذكفففففر نوه‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حات أيضا‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال بن ع بد ال كم‪ ,‬حدث نا أ بو زرعة وه بة ال بن‬
‫راشد‪ ,‬حدثنا عقيل بن خالد أن ابن شهاب أخبه عن ابن عباس أن عيسى ابن مري قالوا له‪ :‬ادع ال‬
‫أن ينل علي نا مائدة من ال سماء‪ ,‬قال‪ :‬فنلت اللئ كة بالائدة يملون ا‪ ,‬علي ها سبعة أحوات‪ ,‬و سبعة‬
‫أرغفة‪ ,‬حت وضعتها بي أيديهم‪ ,‬فأكل منها آخر الناس كما أكل منها أولم‪ .‬وقال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا أب‪ ,‬حدثنا السن بن قزعة الباهلي‪ ,‬حدثنا سفيان بن حبيب‪ ,‬حدثنا سعيد بن أب عروبة عن‬

‫‪457‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قتادة عن خلس‪ ,‬عن عمار بن ياسر‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬نزلت الائدة من السماء‬
‫عليهفا خبفز ولمف‪ ,‬وأمروا أن ل يونوا ول يرفعوا لغفد‪ ,‬فخانوا وادخروا ورفعوا‪ ,‬فمسفخوا قردة‬
‫وخنازير‪ ,‬وكذا رواه ابن جرير عن السن بن قزعة‪ ,‬ث رواه ابن جرير عن ابن بشار‪ ,‬عن ابن أب‬
‫عدي‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن جلس‪ ,‬عن عمار قال‪ :‬نزلت الائدة وعلي ها ث ر من ثار ال نة‪,‬‬
‫فأمروا أن ل يونوا ول يبأوا ول يدخروا‪ ,‬قال‪ :‬فخان القوم وخبأوا وادخروا‪ ,‬فمسففخهم ال قردة‬
‫وخنازيففففففففففففففففففففففففففففففففففففففر‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن الثن‪ ,‬حدثنا عبد العلى‪ ,‬حدثنا داود عن ساك بن حرب‪ ,‬عن رجل‬
‫من ب ن ع جل‪ ,‬قال‪ :‬صليت إل جا نب عمار بن يا سر‪ ,‬فل ما فرغ قال‪ :‬هل تدري ك يف كان شأن‬
‫مائدة بن إسرائيل ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬إنم سألوا عيسى بن مري مائدة يكون عليها طعام يأكلون‬
‫منه ل ينفد‪ ,‬قال‪ :‬فقيل لم‪ :‬فإنا مقيمة لكم ما ل تبأوا أو تونوا أو ترفعوا‪ ,‬فإن فعلتم فإن معذبكم‬
‫عذابا ل أعذبه أحدا من العالي‪ .‬قال‪ :‬فما مضى يومهم حت خبأوا ورفعوا وخانوا‪ ,‬فعذبوا عذابا ل‬
‫يعذ به أ حد من العال ي‪ .‬وإن كم يا مع شر العرب كن تم تتبعون أذناب ال بل والشاء‪ ,‬فب عث ال في كم‬
‫رسولً من أنفسكم تعرفون حسبه ونسبه‪ ,‬وأخبكم أنكم ستظهرون على العجم‪ ,‬وناكم أن تكنوا‬
‫الذ هب والف ضة‪ ,‬وا ي ال ل يذ هب الل يل والنهار ح ت تكنوه ا ويعذب كم ال عذابا أليما‪ .‬وقال‪:‬‬
‫حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا حسي‪ ,‬حدثن حجاج عن أب معشر‪ ,‬عن إسحاق بن عبد ال أن الائدة‪ ,‬نزلت‬
‫على عيسى بن مري‪ ,‬عليها سبعة أرغفة‪ ,‬وسبعة أحوات‪ ,‬يأكلون منها ما شاؤوا‪ .‬قال‪ :‬فسرق بعضهم‬
‫منهفففففففففا وقال‪ :‬لعلهفففففففففا ل تنل غدا‪ ,‬فرفعفففففففففت‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬نزل على عيسى ابن مري والواريي خوان عليه خبز وسك‪ ,‬يأكلون‬
‫م نه أين ما نزلوا إذا شاؤوا‪ .‬وقال خ صيف‪ ,‬عن عكر مة ومق سم‪ ,‬عن ا بن عباس‪ :‬كا نت الائدة سكة‬
‫وأرغفة‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬هو طعام كان ينل عليهم حيث نزلوا‪ .‬وقال أبو عبد الرحن السلمي‪ :‬نزلت‬
‫الائدة خبزا وسكا‪ .‬وقال عطية العوف‪ :‬الائدة سك فيه طعم كل شيء‪ .‬وقال وهب بن منبه‪ :‬أنزلا‬
‫ال من السماء على بن إسرائيل‪ ,‬فكان ينل عليهم ف كل يوم ف تلك الائدة من ثار النة‪ ,‬فأكلوا‬
‫ما شاؤوا من ضروب ش ت‪ ,‬فكان يق عد علي ها أرب عة آلف‪ ,‬وإذا أكلوا أنزل ال مكان ذلك لثل هم‪,‬‬
‫فلبثوا على ذلك ما شاء ال عز و جل‪ .‬وقال و هب بن من به‪ :‬نزل علي هم قر صة من شع ي وأحوات‪,‬‬

‫‪458‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحشا ال بي أضعافهن البكة‪ ,‬فكان قوم يأكلون ث يرجون‪ ,‬ث ييء آخرون فيأكلون ث يرجون‪,‬‬
‫ففففففففففم وأفضلوا‪.‬‬ ‫ففففففففففل جيعهف‬ ‫فففففففففف أكف‬ ‫حتف‬
‫وقال الع مش‪ ,‬عن م سلم‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ :‬أنزل علي ها كل ش يء إل الل حم‪ .‬وقال سفيان‬
‫الثوري‪ ,‬عن عطاء بن السائب عن زاذان وميسرة وجرير‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ميسرة‪ ,‬قال‪ :‬كانت الائدة‬
‫إذا وضعت لبن إسرائيل اختلفت عليها اليدي بكل طعام إل اللحم وعن عكرمة‪ :‬كان خبز الائدة‬
‫مففففففففن الرز‪ ,‬رواه ابففففففففن أبفففففففف حاتفففففففف‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا جعفر بن علي فيما كتب إل‪ ,‬حدثنا إساعيل بن أب أويس‪ ,‬حدثن أبو‬
‫عبد ال عبد القدوس بن إبراهيم بن أب عبيد ال بن مرداس العبدري مول بن عبد الدار‪ ,‬عن إبراهيم‬
‫بن عمر‪ ,‬عن وهب بن منبه‪ ,‬عن أب عثمان النهدي‪ ,‬عن سلمان الي‪ ,‬أنه قال‪ :‬لا سأل الواريون‬
‫عيسى ابن مري الائدة‪ ,‬كره ذلك جدا‪ ,‬فقال‪ :‬اقنعوا با رزقكم ال ف الرض‪ ,‬ول تسألوا الائدة من‬
‫السماء‪ ,‬فإنا إن نزلت عليكم كانت آية من ربكم‪ ,‬وإنا هلكت ثود حي سألوا نبيهم آية فابتلوا با‬
‫ح ت كان بوار هم في ها‪ ,‬فأبوا إل أن يأتي هم ب ا‪ ,‬فلذلك {قالوا نر يد أن نأ كل من ها وتطمئن قلوب نا}‬
‫الَية‪ ,‬فلما رأى عيسى أن قد أبوا إل أن يدعو لم با‪ ,‬قام فألقى عنه الصوف‪ ,‬ولبس الشعر السود‪,‬‬
‫وجبة من شعر‪ ,‬وعباءة من ش عر‪ ,‬ث توضأ واغتسل‪ ,‬ودخل مصلة فصلى ما شاء ال‪ ,‬فل ما قضى‬
‫صفلته‪ ,‬قام قائما مسفتقبل القبلة‪ ,‬وصفف قدميفه حتف اسفتويا‪ ,‬فألصفق الكعفب بالكعفب وحاذى‬
‫الصابع‪ ,‬ووضع يده اليمن على اليسرى فوق صدره‪ ,‬وغض بصره‪ ,‬وطأطأ رأسه خشوعا‪ ,‬ث أرسل‬
‫عينيه بالبكاء‪ ,‬فما زالت دموعه تسيل على خديه وتقطر من أطراف ليته حت ابتلت الرض حيال‬
‫وجهه من خشوعه‪ ,‬فلما رأى ذلك دعا ال فقال‪{ :‬اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء} فأنزل‬
‫ال عليهم سفرة حراء بي غمامتي‪ :‬غمامة فوقها‪ ,‬وغمامة تتها‪ ,‬وهم ينظرون إليها ف الواء منقضّة‬
‫من فلك السماء توي إليهم‪ ,‬وعيسى يبكي خوفا من أجل الشروط الت أخذها ال عليهم فيها‪ ,‬أنه‬
‫يعذب من يك فر ب ا من هم ب عد نزول ا عذابا ل يعذ به أحدا من العال ي‪ ,‬و هو يد عو ال ف مكا نه‬
‫ويقول‪ :‬اللهم اجعلها رحة لم‪ ,‬ول تعلها عذابا‪ ,‬إلي كم من عجيبة سألتك فأعطيتن‪ ,‬إلي اجعلنا‬
‫لك شاكر ين‪ ,‬الل هم إ ن أعوذ بك أن تكون أنزلت ها غضبا ورجزا‪ ,‬إل ي اجعل ها سلمة وعاف ية‪ ,‬ول‬
‫تعلها فتنة ومثلة‪ .‬فما زال يدعو حت استقرت السفرة بي يدي عيسي والواريي وأصحابه حوله‬
‫يدون رائحة طيبة ل يدوا فيما مضى رائحة مثلها قط‪ ,‬وخر عيسى والواريون ل سجدا شكرا له‬

‫‪459‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لا رزقهم من حيث ل يتسبوا‪ ,‬وأراهم فيه آية عظيمة ذات عجب وعبة‪ ,‬وأقبلت اليهود ينظرون‪,‬‬
‫فرأوا أمرا عجيبا أورث هم كمدا وغما‪ ,‬ث ان صرفوا بغ يظ شد يد‪ ,‬وأقبل عي سى والواريون وأصحابه‬
‫حت جلسوا حول السفرة‪ ,‬فإذا عليها منديل مغطى فقال عيسى‪ :‬من أجرؤنا على كشف النديل عن‬
‫هذه السفرة‪ ,‬وأوثقنا بنفسه وأحسننا بلء عند ربه‪ .‬فليكشف عن هذه الَية حت نراها‪ ,‬ونمد ربنا‪,‬‬
‫ونذكر باسه‪ ,‬ونأكل من رزقه الذي رزقنا ؟ فقال الواريون‪ :‬يا روح ال وكلمته‪ ,‬أنت أولنا بذلك‪,‬‬
‫وأحقنا بالكشف عنها‪ ,‬فقام عيسى عليه السلم واستأنف وضوءا جديدا‪ ,‬ث دخل مصله‪ ,‬فصلى‬
‫كذلك ركعات‪ ,‬ث بكى بكاء طويلً‪ ,‬ودعا ال أن يأذن له ف الكشف عنها‪ ,‬ويعل له ولقومه فيها‬
‫بركة ورزقا‪ ,‬ث انصرف وجلس إل السفرة وتناول النديل‪ ,‬وقال‪ :‬ب سم ال خي الرازقي‪ ,‬وكشف‬
‫عن السفرة‪ ,‬فإذا هو عليها بسمكة ضخمة مشوية‪ ,‬ليس عليها بواسي‪ ,‬ليس ف جوفها شوك‪ ,‬يسيل‬
‫السمن منها سيلً‪ ,‬قد ُنضّ َد با بقول من كل صنف غي الكراث‪ ,‬وعند رأسها خل‪ ,‬وعند ذنبها ملح‪,‬‬
‫وحول البقول خسة أرغفة‪ ,‬على واحد منها زيتون‪ ,‬وعلى الَخر ترات‪ ,‬وعلى الَخر خس رمانات‪,‬‬
‫فقال شعون رأس الواري ي لعي سى‪ :‬يا روح ال وكلم ته‪ ,‬أ من طعام الدن يا هذا‪ ,‬أم من طعام ال نة ؟‬
‫فقال عيسى‪ :‬أما آن لكم أن تعتبوا با ترون من الَيات وتنتهوا عن تنقي السائل ؟ ما أخوفن عليكم‬
‫أن تعاقبوا ف سبب نزول هذه الَ ية ؟ فقال له شعون‪ :‬ل وإله إ سرائيل ما أردت ب ا سؤالً يا ا بن‬
‫الصديقة‪ ,‬فقال عيسى عليه السلم‪ :‬ليس شيء ما ترون من طعام الدنيا ول من طعام النة‪ ,‬إنا هو‬
‫شيء ابتدعه ال ف الواء بالقدرة الغالبة القاهرة‪ ,‬فقال له‪ :‬كن فكان أسرع من طرفة عي‪ ,‬فكلوا ما‬
‫سألتم باسم ال واحدوا عليه ربكم‪ ,‬يدكم منه ويزدكم‪ ,‬فإنه بديع قادر شاكر‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا روح ال‬
‫وكلمته‪ ,‬إنا نب ان يرينا ال آية ف هذه الَية‪ ,‬فقال عيسى‪ :‬سبحان ال أما اكتفيتم با رأيتم من هذه‬
‫الَية حت تسألوا فيها آية أخرى ؟ ث أقبل عيسى عليه السلم على السمكة‪ ,‬فقال‪ :‬يا سكة عودي‬
‫بإذن ال ح ية ك ما ك نت‪ ,‬فأحيا ها ال بقدر ته‪ ,‬فاضطر بت وعادت بإذن ال ح ية طر ية‪ ,‬تل مظ ك ما‬
‫يتل مظ ال سد‪ ,‬تدور عينا ها‪ ,‬ل ا ب صيص‪ ,‬وعادت علي ها بوا سيها‪ ,‬ففزع القوم من ها وانازوا‪ ,‬فل ما‬
‫رأى عي سى من هم ذلك قال‪ :‬ما ل كم ت سألون الَ ية فإذا أراكمو ها رب كم كرهتمو ها ؟ ما أخوف ن‬
‫علي كم أن تعاقبوا ب ا ت صنعون‪ ,‬يا سكة عودي بإذن ال ك ما ك نت‪ ,‬فعادت بإذن ال مشو ية ك ما‬
‫كانت ف خلقها الول‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا عيسى كن أنت يا روح ال الذي تبدأ بالكل منها ث نن بعد‪,‬‬
‫فقال عيسى‪ :‬معاذ ال من ذلك‪ ,‬يبدأ بالكل من طلبها‪ ,‬فلما رأى الواريون وأصحابه امتناع عيسى‬

‫‪460‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منها‪ ,‬خافوا أن يكون نزولا سخطة وف أكلها مثلة‪ ,‬فتحاموها‪ ,‬فلما رأى ذلك عيسى منهم دعا لا‬
‫الفقراء والزمنف وقال‪ :‬كلوا مفن رزق ربكفم ودعوة نفبيكم‪ ,‬واحدوا ال الذي أنزلاف لكفم فيكون‬
‫مهنؤها لكم وعقوبتها على غيكم‪ ,‬وافتتحوا أكلكم باسم ال واختموه بمد ال‪ ,‬ففعلوا فأكل منها‬
‫ألف وثلثمائة إنسان بي رجل وامرأة‪ ,‬يصدرون عنها كل واحد منهم شبعان يتجشأ‪ ,‬ونظر عيسى‬
‫والواريون فإذا ما عليها كهيئته إذ نزلت من السماء ل ينقص منها شيء‪ ,‬ث إنا رفعت إل السماء‬
‫و هم ينظرون‪ ,‬فا ستغن كل فق ي أ كل من ها‪ ,‬وبرىء كل ز من أ كل من ها‪ ,‬فلم يزالوا أغنياء أ صحاء‬
‫ح ت خرجوا مفن الدنيفا‪ ,‬وندم الواريون وأ صحابم الذيفن أبوا أن يأكلوا منهفا ندامفة سفالت منهفا‬
‫أشفارهم‪ ,‬وبقيت حسرتا ف قلوبم إل يوم المات‪ ,‬قال‪ :‬وكانت الائدة إذا نزلت بعد ذلك أقبل بنو‬
‫إسفرائيل إليهفا يسفعون مفن كفل مكان يزاحفم بعضهفم بعضا‪ ,‬الغنياء والفقراء‪ ,‬والصفغار والكبار‪,‬‬
‫وال صحاء والر ضى‪ ,‬ير كب بعض هم بعضا‪ ,‬فل ما رأى ذلك جعل ها نوبا بين هم تنل يوما ول تنل‬
‫يوما‪ ,‬فلبثوا على ذلك أربعيف يوما تنل عليهفم غبا عنفد ارتفاع الضحىَ‪ ,‬فل تزال موضوعفة يؤكفل‬
‫منها حت إذا قاموا‪ ,‬ارتفعت عنهم إل جو السماء بإذن ال‪ ,‬وهم ينظرون إل ظلها ف الرض حت‬
‫تتوارى عنهفم‪ .‬قال‪ :‬فأوحفى ال إل نفبيه عيسفى عليفه السفلم‪ :‬أن اجعفل رزقفي فف الائدة للفقراء‬
‫واليتامى‪ ,‬والزمن دون الغنياء من الناس‪ ,‬وغمطوا ذلك حت شكوا فيها ف أنفسهم‪ ,‬وشككوا فيها‬
‫الناس‪ ,‬وأذاعوا ف أمر ها القب يح والن كر‪ ,‬وأدرك الشيطان من هم حاج ته وقذف و سواسه ف قلوب‬
‫الربانيي حت قالوا لعيسى‪ ,‬أخبنا عن الائدة ونزولا من السماء أحق‪ ,‬فإنه قد ارتاب با منا بشر كثي‬
‫؟ فقال عي سى عل يه ال سلم‪ :‬هلك تم وإله ال سيح‪ ,‬طلب تم الائدة إل نبيكم أن يطلب ها ل كم إل رب كم‪,‬‬
‫فلما أن فعل وأنزلا عليكم رحة لكم ورزقا‪ ,‬وأراكم فيها الَيات والعب‪ ,‬كذبتم با‪ ,‬وشككتم فيها‪,‬‬
‫فأبشروا بالعذاب فإنه نازل بكم إل أن يرحكم ال‪ ,‬فأوحى ال إل عيسى‪ :‬إن آخذ الكذبي بشرطي‬
‫فإ ن معذب من هم من ك فر بالائدة ب عد نزول ا عذابا ل أعذ به أحدا من العال ي‪ .‬قال‪ :‬فل ما أم سى‬
‫الرتابون با وأخذوا مضاجعهم ف أحسن صورة مع نسائهم آمني‪ ,‬فلما كان ف آخر الليل‪ ,‬مسخهم‬
‫ال خناز ير‪ ,‬فأ صبحوا يتبعون القذار ف الكنا سات‪ ,‬هذا أ ثر غر يب جدا‪ ,‬قط عه ا بن أ ب حا ت ف‬
‫مواضع من هذه القصة‪ ,‬وقد جعته أنا ليكون سياقه أت وأكمل‪ ,‬وال سبحانه وتعال أعلم‪ .‬وكل هذه‬
‫الَثار دالة على أن الائدة نزلت على بن إسرائيل أيام عيسى بن مري‪ ,‬إجابة من ال لدعوته‪ ,‬كما دل‬
‫فة‪.‬‬‫فم} الَيف‬ ‫فم {قال ال إنف منلاف عليكف‬ ‫فن القرآن العظيف‬
‫فياق مف‬ ‫فر هذا السف‬ ‫على ذلك ظاهف‬

‫‪461‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و قد قال قائلون‪ :‬إن ا ل تنل‪ ,‬فروى ل يث بن أ ب سليم عن ما هد ف قوله‪ :‬أنزل علي نا مائدة من‬
‫ال سماء‪ ,‬قال‪ :‬هو مثل ضر به ال ول ينل شيء‪ ,‬رواه ا بن أ ب حات وا بن جرير‪ ,‬ث قال ا بن جرير‪:‬‬
‫حدثنا الارث‪ ,‬حدثنا القاسم هو ا بن سلم‪ ,‬حدثنا حجاج عن ابن جريج‪ ,‬عن ماهد قال‪ :‬مائدة‬
‫عليها طعام أبوها حي عرض عليهم العذاب إن كفروا‪ ,‬فأبوا أن تنل عليهم‪ ,‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا ابن‬
‫الثن‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن منصور بن زاذان عن السن أنه قال ف الائدة‪ :‬إنا ل‬
‫تنل‪ ,‬وحدث نا ب شر‪ ,‬حدث نا يز يد‪ ,‬حدث نا سعيد عن قتادة قال‪ :‬كان ال سن يقول ل ا ق يل ل م {ف من‬
‫يكفر بعد منكم فإن أعذبه عذابا ل أعذبه أحدا من العالي} قالوا‪ :‬ل حاجة لنا فيها فلم تنل‪ ,‬وهذه‬
‫أسانيد صحيحة إل ماهد والسن‪ ,‬وقد يتقوى ذلك بأن خب الائدة ل يعرفه النصارى‪ ,‬وليس هو ف‬
‫كتابم‪ ,‬ولو كانت قد نزلت لكان ذلك ما توفر الدواعي على نقله‪ ,‬وكان يكون موجودا ف كتابم‬
‫متواترا‪ ,‬ول أقل من الَحاد‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ولكن الذي عليه المهور أنا نزلت‪ ,‬وهو الذي اختاره ابن‬
‫جر ير‪ ,‬قال‪ :‬لن ال تعال أخب بنول ا ف قوله تعال {إ ن منل ا عليكم ف من يك فر ب عد من كم فإ ن‬
‫أعذ به عذابا ل أعذ به أحدا من العال ي} قال‪ :‬وو عد ال ووعيده حق و صدق‪ ,‬وهذا القول هو ف‬
‫وال أعلم ففف الصففواب كمففا دلت عليففه الخبار والَثار عففن السففلف وغيهففم‪.‬‬
‫وقد ذكر أهل التاريخ أن موسى بن نصي نائب بن أمية ف فتوح بلد الغرب‪ ,‬وجد الائدة هنالك‬
‫مرصعة باللَلء وأنواع الواهر‪ ,‬فبعث با إل أمي الؤمني الوليد بن عبد اللك بان جامع دمشق‪,‬‬
‫فمات وهي ف الطريق‪ ,‬فحملت إل أخيه سليمان بن عبد اللك الليفة بعده‪ ,‬فرآها الناس فتعجبوا‬
‫منها كثيا لا فيها من اليواقيت النفيسة والواهر اليتيمة‪ ,‬ويقال‪ :‬إن هذه الائدة كانت لسليمان بن‬
‫داود عليهما السلم‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان عن سلمة بن‬
‫كهيل عن عمران بن الكم‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬قالت قريش للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ادع لناربك‬
‫أن يعل لنا الصفا ذهبا ونؤ من بك‪ .‬قال «وتفعلون ؟» قالوا ن عم‪ .‬قال فدعا‪ ,‬فأتاه جبيل فقال‪ :‬إن‬
‫ربك يقرأ عليك السلم ويقول لك‪ :‬إن شئت أصبح لم الصفا ذهبا‪ ,‬فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته‬
‫عذابا ل أعذ به أحدا من العال ي‪ ,‬وإن شئت فت حت ل م باب التو بة والرح ة‪ .‬قال « بل باب التو بة‬
‫والرحةف» ثف رواه أحدف وابفن مردويفه‪ ,‬والاكفم فف مسفتدركه مفن حديفث سففيان الثوري بفه‪.‬‬
‫س اتّخِذُونِي َوُأمّ يَ إِلَـ َهيْ ِن مِن دُو نِ اللّ هِ قَالَ ُسبْحَانَكَ‬ ‫َوإِذْ قَالَ اللّ ُه َيعِي سَى ابْ َن مَ ْريَ مَ َأأَن تَ قُل تَ لِلنّا ِ‬
‫ح قّ إِن كُن تُ ُق ْلتُ هُ َفقَدْ عَلِ ْمتَ ُه َتعْلَ ُم مَا فِي َنفْ سِي وَلَ َأعْلَ ُم مَا فِي‬ ‫مَا يَكُو نُ لِ يَ أَ نْ أَقُو َل مَا َليْ سَ لِي بِ َ‬

‫‪462‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ت َعلّ ُم اْلغُيُو بِ * مَا ُقلْ تُ َلهُ مْ إِ ّل مَآ َأمَ ْرَتنِي بِ هِ أَ ِن اعْبُدُواْ اللّ هَ َربّي وَ َرّبكُ ْم وَكُن تُ‬
‫َنفْ سِكَ ِإنّ كَ أَن َ‬
‫ب عََلْيهِمْ َوأَنتَ عََلىَ كُ ّل َشيْ ٍء َشهِيدٌ * إِن‬ ‫عََلْيهِ ْم َشهِيدا مّا ُدمْتُ فِيهِمْ فََلمّا َتوَّفيَْتنِي كُنتَ أَنتَ الرّقِي َ‬
‫حكِيمفففُ‬ ‫ف اْلعَزِي ُز الْ َ‬
‫ف َوإِن َت ْغفِرْ َلهُمفففْ فَِإنّكفففَ أَنتفف َ‬ ‫ف ِعبَادُكفف َ‬ ‫ُتعَ ّذبْهُمفففْ فَِإّنهُمفف ْ‬
‫ل له يوم القيامة بضرة‬ ‫هذا أيضا ما ياطب ال به عبده ورسوله عيسى ابن مري عليه السلم قائ ً‬
‫من اتذه وأمه إلي من دون ال {يا عيسى ابن مري أأنت قلت للناس اتذون وأمي إلي من دون‬
‫ال} وهذا تديفد للنصفارى وتوبيفخ وتقريفع على رؤوس الشهاد‪ ,‬هكذا قاله قتادة وغيه‪ ,‬واسفتدل‬
‫قتادة على ذلك بقوله تعال‪{ :‬هذا يوم ينفع الصادقي صدقهم} وقال السدي‪ :‬هذا الطاب والواب‬
‫ف الدنيا‪ ,‬وصوبه ابن جرير قال‪ :‬وكان ذلك حي رفعه إل ساء الدنيا واحتج ابن جرير على ذلك‬
‫بعني ي (أحده ا) أن الكلم بل فظ ال ضي‪( .‬والثا ن) قوله‪{ :‬إن تعذب م} و {وإن تغ فر ل م} وهذان‬
‫الدليلن فيه ما ن ظر‪ ,‬لن كثيا من أمور يوم القيا مة ذ كر بل فظ ال ضي ليدل على الوقوع والثبوت‪.‬‬
‫ومعن قوله {إن تعذبم فإنم عبادك} الَية‪ ,‬التبي منهم‪ ,‬ورد الشيئة فيهم إل ال‪ ,‬وتعليق ذلك على‬
‫الشرط ل يقت ضي وقو عه ك ما ف نظائر ذلك من الَيات‪ ,‬والذي قاله قتادة وغيه هو الظ هر‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ ,‬أن ذلك كائن يوم القيامة ليدل على تديد النصارى وتقريعهم وتوبيخهم على رؤوس الشهاد‬
‫يوم القيامفففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقد روي بذلك حديث مرفوع‪ ,‬رواه الافظ ابن عساكر ف ترجة أب عبد ال مول عمر بن عبد‬
‫العزيز‪ ,‬وكان ثقة‪ ,‬قال‪ :‬سعت أبا بردة يدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه أب موسى الشعري قال‪:‬‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إذا كان يوم القيا مة‪ ,‬د عي بال نبياء وأم هم‪ ,‬ث يد عى بعي سى‬
‫فيذكره ال نعمته عليه فيق ّر با‪ ,‬فيقول {يا عيسى ابن مري اذكر نعمت عليك وعلى والدتك} الَية‪,‬‬
‫ثف يقول {أأنفت قلت للناس اتذونف وأمفي إليف مفن دون ال} فينكفر أن يكون قال ذلك‪ ,‬فيؤتفى‬
‫بالنصارى فيسألون فيقولون‪ :‬نعم هو أمرنا بذلك‪ .‬قال‪ :‬فيطول شعر عيسى عليه السلم فيأخذ كل‬
‫ملك من اللئ كة بشعرة من ش عر رأ سه وج سده‪ ,‬فيجاثي هم ب ي يدي ال عز و جل مقدار ألف عام‬
‫ح ت تر فع علي هم ال جة‪ ,‬وير فع ل م ال صليب‪ ,‬وينطلق ب م إل النار» وهذا حد يث غر يب عز يز‪.‬‬
‫وقوله {سبحانك ما يكون ل أن أقول ماليس ل بق} هذا توفيق للتأدب ف الواب الكامل‪ ,‬كما‬
‫قال ا بن أ ب حات‪ :‬حدثنا أ ب‪ ,‬حدث نا ا بن أ ب ع مر‪ ,‬حدثنا سفيان عن عمرو‪ ,‬عن طاوس‪ ,‬عن أ ب‬
‫هريرة قال‪ :‬يَُلقّى عيسى حجته‪ ,‬ولقاه ال تعال ف قوله {وإذ قال ال يا عيسى ابن مري أأنت قلت‬

‫‪463‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للناس اتذو ن وأ مي إل ي من دون ال} قال أ بو هريرة‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬فلقاه ال‬
‫{سبحانك ما يكون ل أن أقول ما ليس ل بق} إل آخر الَية‪ ,‬وقد رواه الثوري عن معمر‪ ,‬عن‬
‫ابفففففففففففففففن طاوس‪ ,‬عفففففففففففففففن طاوس بنحوه‪.‬‬
‫وقوله {إن ك نت قل ته ف قد علم ته} أي إن كان صدر م ن هذا ف قد علم ته يا رب‪ ,‬فإ نه ل ي فى‬
‫عليك شيء‪ ,‬فما قلته ول أردته ف نفسي ول أضمرته‪ ,‬ولذا قال {تعلم ما ف نفسي ول أعلم ما ف‬
‫نفسك إنك أنت علم الغيوب * ما قلت لم إل ما أمرتن به} بإبلغه {أن اعبدوا ال رب وربكم}‬
‫أي ما دعوت م إل إل الذي أر سلتن به وأمرت ن بإبل غه {أن اعبدوا ال ر ب ورب كم} أي هذا هو‬
‫الذي قلت ل م‪ .‬وقوله {وك نت علي هم شهيدا ما د مت في هم} أي ك نت أش هد على أعمال م ح ي‬
‫كنت بي أظهرهم {فلما توفيتن كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد} قال أبو‬
‫ف وسففيان الثوري إل الغية بفن النعمان‪ ,‬فأملى على‬‫داود الطيالسفي‪ :‬حدثنفا شعبفة قال‪ :‬انطلقفت أن ا‬
‫سفيان وأ نا م عه‪ ,‬فل ما قام انت سخت من سفيان فحدث نا قال‪ :‬سعت سعيد بن جبي يدث عن ا بن‬
‫عباس قال‪ :‬قام فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بوعظة فقال «يا أيها الناس إنكم مشورون إل‬
‫ال عز و جل حفاة‪ ,‬عراة‪ ,‬غر ًل {ك ما بدأ نا أول خلق نعيده} وإن أول اللئق يك سى يوم القيا مة‬
‫إبراه يم‪ ,‬أل وإ نه ياء برجال من أم ت فيؤ خذ ب م ذات الشمال‪ ,‬فأقول‪ :‬أ صحاب‪ ,‬فيقال‪ :‬إ نك ل‬
‫تدري ما أحدثوا بعدك‪ ,‬فأقول ك ما قال الع بد ال صال {وك نت علي هم شهيدا ما د مت في هم فل ما‬
‫توفيتن كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد * إن تعذبم فإنم عبادك وإن تغفر لم‬
‫فإنفك أنفت العزيفز الكيفم} فيقال‪ :‬إن هؤلء ل يزالوا مرتديفن على أعقابمف منفذ فارقتهفم» ورواه‬
‫البخاري عند هذه الَية عن أب الوليد‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬وعن ممد بن كثي‪ ,‬عن سفيان الثوري‪ ,‬كلها‬
‫عفففففففففففن الغية بفففففففففففن النعمان بفففففففففففه‪.‬‬
‫وقوله {إن تعذب م فإن م عبادك وإن تغ فر ل م فإ نك أ نت العز يز الك يم} هذا الكلم يتض من رد‬
‫الشيئة إل ال عز و جل‪ ,‬فإ نه الفعال ل ا يشاء‪ ,‬الذي ل ي سأل ع ما يف عل‪ ,‬و هم ي سألون‪ ,‬ويتض من‬
‫ال تبي من الن صارى الذ ين كذبوا على ال وعلى ر سوله‪ ,‬وجعلوا ل ندا و صاحبة وولدا‪ ,‬تعال ال‬
‫ع ما يقولون علوا كبيا‪ ,‬وهذه الَ ية ل ا شأن عظ يم‪ ,‬ون بأ عج يب‪ ,‬و قد ورد ف الد يث‪ :‬أن ال نب‬
‫صفففلى ال عليفففه وسفففلم قام باففف ليلة حتففف الصفففباح يرددهفففا‪.‬‬

‫‪464‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن فضيل‪ ,‬حدثن فل يت العامري‪ ,‬عن جسرة العامرية‪ ,‬عن أ ب ذر‬
‫ر ضي ال ع نه‪ ,‬قال‪ :‬صلى ال نب صلى ال عل يه و سلم ذات ليلة‪ ,‬فقرأ بآ ية ح ت أ صبح‪ ,‬ير كع ب ا‬
‫ويسجد با {إن تعذبم فإنم عبادك وإن تغفر لم فإنك أنت العزيز الكيم} فلما أصبح‪ ,‬قلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال ما زلت تقرأ هذه الَية‪ ,‬حت أصبحت تركع با وتسجد با ؟ قال «إن سألت رب عز‬
‫وجففل الشفاعففة لمتفف فأعطانيهففا‪ ,‬وهففي نائلة إن شاء ال لنفف ل يشرك بال شيئا»‪.‬‬
‫(طريق أخرى وسياق آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي‪ ,‬حدثنا قدامة بن عبد ال‪ ,‬حدثتن‬
‫ج سرة ب نت دجا جة أن ا انطل قت معتمرة‪ ,‬فانت هت إل الربذة‪ ,‬ف سمعت أ با ذر يقول‪ :‬قام ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ليلة من الليال ف صلة العشاء‪ ,‬ف صلى بالقوم‪ ,‬ث تلف أ صحاب له ي صلون‪,‬‬
‫فل ما رأى قيام هم وتلف هم‪ ,‬ان صرف إل رحله‪ ,‬فل ما رأى القوم قد أخلوا الكان‪ ,‬ر جع إل مكا نه‬
‫ي صلي‪ ,‬فجئت فق مت خل فه‪ ,‬فأو مأ إلّ بيمي نه‪ ,‬فق مت عن يي نه‪ ,‬ث جاء ا بن م سعود فقام خل في‬
‫وخلفه‪ ,‬فأومأ إليه بشماله فقام عن شاله‪ ,‬فقمنا ثلثتنا‪ .‬يصلي كل واحد منا بنفسه‪ ,‬ونتلو من القرآن‬
‫ما شاء ال أن نتلو‪ ,‬وقام بآية من القرآن يرددها حت صلى الغداة‪ ,‬فلما أصبحنا أومأت إل عبد ال‬
‫بن م سعود‪ ,‬أن سله ما أراد إل ما صنع البار حة‪ ,‬فقال ا بن م سعود بيده‪ :‬ل أسأله عن ش يء‪ ,‬حت‬
‫يدث إلّ‪ ,‬فقلت‪ :‬بأب وأمي‪ ,‬قمت بآية من القرآن ومع(القرآن‪ ,‬لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه‪,‬‬
‫قال «دعوت لم ت»‪ ,‬قلت‪ :‬فماذا أجبت أو ماذا رد عليك ؟ قال «أج بت بالذي لو اطلع عليه كثي‬
‫منهفم طلعفة تركوا الصفلة» قلت‪ :‬أفل أبشفر الناس ؟ قال «بلى» فانطلقفت معنقا‪ ,‬قريبا مفن قذففة‬
‫بجر‪ ,‬فقال عمر‪ :‬يا رسول ال إنك إن تبعث إل الناس بذا نكلوا عن العبادات‪ ,‬فناداه أن «ارجع»‬
‫فرجع‪ ,‬وتلك الَية {إن تعذبم فإنم عبادك وإن تغفر لم فإنك أنت العزيز الكيم} وقال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبن عمرو بن الارث‪ ,‬أن بكر بن سوادة‬
‫حدثه‪ ,‬عن عبد الرحن بن جبي‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو بن العاص‪ ,‬أن النب صلى ال عليه وسلم تل‬
‫قول عيسى {إن تعذبم فإنم عبادك وإن تغفر لم فإنك أنت العزيز الكيم} فرفع يديه‪ ,‬فقال «اللهم‬
‫أمت» وبكى‪ ,‬فقال ال‪ :‬يا جبيل اذهب إل ممد ف وربك أعلم ف فاسأله ما يبكيه‪ ,‬فأتاه جبيل‬
‫فسأله‪ ,‬فأخبه رسول ال صلى ال عليه وسلم با قال وهو أعلم‪ ,‬فقال ال‪ :‬يا جبيل اذهب إل ممد‬
‫ففففوؤك‪.‬‬ ‫ففففك ول نسف‬ ‫فففف أمتف‬ ‫ففففنرضيك فف‬ ‫ففففا سف‬ ‫ففففل‪ :‬إنف‬ ‫فقف‬

‫‪465‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسي قال‪ :‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا ابن هبية‪ ,‬أنه سع أبا تيم اليشان‬
‫يقول‪ :‬حدثن سعيد بن السيب‪ ,‬سعت حذيفة بن اليمان يقول‪ :‬غاب عنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يوما‪ ,‬فلم يرج حت ظننا أن لن يرج‪ ,‬فلما خرج سجد سجدة ظننا أن نفسه قد قبضت فيها‪,‬‬
‫فلما رفع رأسه قال «إن رب عز وجل استشارن ف أمت ماذا أفعل بم ؟ فقلت‪ :‬ما شئت أي رب‪,‬‬
‫هم خل قك وعبادك‪ ,‬فا ستشارن الثان ية فقلت له كذلك‪ ,‬فقال ل‪ :‬ل أخز يك ف أم تك يا م مد‪,‬‬
‫وبشر ن أن أول من يد خل ال نة من أم ت م عي سبعون ألفا‪ ,‬مع كل ألف سبعون ألفا ل يس علي هم‬
‫حساب‪ .‬ث أر سل إلّ فقال‪ :‬ادع تب وسل ت عط‪ ,‬فقلت لرسوله‪َ :‬أوَمعط يّ رب سؤل ؟ فقال‪ :‬ما‬
‫أرسلن إليك إل ليعطيك‪ ,.‬ولقد أعطان رب ول فخر‪ ,‬وغفر ل ما تقدم من ذنب وما تأخر‪ ,‬وأنا‬
‫أمشي حيا صحيحا‪ ,‬وأعطان أن ل توع أمت ول تغلب‪ ,‬وأعطان الكوثر‪ ,‬وهو نر ف النة يسيل‬
‫ف حو ضي‪ ,‬وأعطا ن ال عز والن صر والر عب ي سعى ب ي يدي أم ت شهرا‪ ,‬وأعطا ن أ ن أول ال نبياء‬
‫يد خل النة‪ ,‬وط يب ل ولم ت الغني مة‪ ,‬وأ حل لنا كثيا م ا شدد على من قبل نا‪ ,‬ول ي عل علينا ف‬
‫فففففففففففففففففن حرج»‪.‬‬ ‫فففففففففففففففففن مف‬ ‫الديف‬

‫حِتهَا الْنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ َأبَدا‬


‫** قَالَ اللّ ُه هَـذَا َيوْمُ يَنفَ ُع الصّادِقِيَ صِدُْقهُمْ َلهُمْ َجنّاتٌ تَجْرِي مِن تَ ْ‬
‫ت وَالرْ ضِ َومَا فِيهِ ّن َو ُهوَ عََلىَ‬ ‫ك ال سّمَاوَا ِ‬
‫ك اْل َفوْ ُز الْعَظِي مُ * للّ ِه مُلْ ُ‬
‫رّضِ يَ اللّ ُه عَْنهُ ْم وَرَضُواْ َعنْ هُ ذَلِ َ‬
‫كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ‬
‫يقول تعال ميبا لعبده ورسوله عيسى ابن مري عليه السلم‪ ,‬فيما أناه إليه من التبي من النصاري‬
‫اللحد ين الكاذب ي على ال وعلى ر سوله‪ ,‬و من رد الشيئة في هم إل ر به عز و جل‪ ,‬فع ند ذلك يقول‬
‫تعال‪{ :‬هذا يوم ين فع ال صادقي صدقهم} قال الضحاك‪ :‬عن ا بن عباس يقول‪ :‬يوم ين فع الوحد ين‬
‫توحيد هم‪{ ,‬ل م جنات تري من تت ها النار خالد ين في ها أبدا} أي ماكث ي في ها ل يولون ول‬
‫يزولون‪ ,‬رضي ال عنهم ورضوا عنه كما قال تعال‪{ :‬ورضوان من ال أكب} وسيأت ما يتعلق بتلك‬
‫الَية من الديث‪ ,‬وروى ابن أب حات ها هنا حديثا عن أنس فقال‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا‬
‫الحارب عن ليث عن عثمان‪ ,‬يعن ابن عمي‪ ,‬أخبنا اليقظان عن أنس مرفوعا‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فيه «ث يتجلى لم الرب جل جلله‪ ,‬فيقول‪ :‬سلون سلون أعطكم ف قال ف‬

‫‪466‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيسألونه الرضا فيقول رضاي أحلكم داري‪ ,‬وأنالكم كرامت فسلون أعطكم‪ ,‬فيسألونه الرضا ف قال‬
‫فففبحانه وتعال‪.‬‬ ‫فففم سف‬ ‫فففي عنهف‬ ‫فففد رضف‬ ‫فففه قف‬ ‫فففم أنف‬ ‫ففف فيشهدهف‬ ‫فف‬
‫وقوله {ذلك الفوز العظ يم} أي هذا الفوز ال كبي الذي ل أع ظم م نه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ل ثل هذا‬
‫فليع مل العاملون} وك ما قال {و ف ذلك فليتنا فس التناف سون} وقوله {ل ملك ال سموات والرض‬
‫وما فيهن وهو على كل شيء قدير} أي هو الالق للشياء‪ ,‬الالك لا‪ ,‬التصرف فيها‪ ,‬القادر عليها‪,‬‬
‫فالم يع مل كه وت ت فهره وقدر ته‪ ,‬و ف مشيئ ته‪ ,‬فل نظ ي له‪ ,‬ول وز ير‪ ,‬ول عد يل‪ ,‬ول والد‪ ,‬ول‬
‫ولد‪ ,‬ولصاحبة‪ ,‬ول إله غيه‪ ,‬ول رب سواه‪ ,‬قال ابن وهب‪ :‬سعت حيي بن عبد ال يدث عن أب‬
‫فورة الائدة‪.‬‬
‫فورة أنزلت سف‬ ‫فر سف‬ ‫فن عمرو‪ ,‬قال آخف‬ ‫فد ال بف‬ ‫فن عبف‬
‫فد الرحن ف البلي‪ ,‬عف‬ ‫عبف‬

‫سورة النعام‬
‫قال العوف وعكرمة وعطاء عن ابن عباس‪ ,‬أنزلت سورة النعام بكة‪ .‬وقال الطبان‪ :‬حدثنا علي بن‬
‫عبد العزيز‪ ,‬حدثنا حجاج بن منهال‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ,‬عن علي بن زيد‪ ,‬عن يوسف بن مهران‪,‬‬
‫عفن ابفن عباس‪ ,‬قال‪ :‬نزلت سفورة النعام بكفة ليلً جلة واحدة‪ ,‬حولاف سفبعون ألف ملك يأرون‬
‫حولا بالتسبيح‪ .‬وقال سفيان الثوري‪ ,‬عن ليث‪ ,‬عن شهر بن حوشب‪ ,‬عن أساء بنت يزيد‪ ,‬قالت‪:‬‬
‫نزلت سورة النعام على ال نب صلى ال عل يه و سلم جلة‪ ,‬وأ نا آخذة بزمام نا قة ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬إن كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة‪ .‬وقال شريك‪ .‬عن ليث‪ ,‬عن شهر‪ ,‬عن أساء قالت‪:‬‬
‫نزلت سورة النعام على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ف مسي ف زجل من اللئكة‪ ,‬وقد‬
‫طبقوا ما بي السماء والرض‪ .‬وقال السدي‪ ,‬عن مرة عن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬نزلت سورة النعام يشيعها‬
‫سبعون ألفا من اللئكة‪ ,‬وروي نوه من وجه آخر‪ ,‬عن ابن مسعود‪ .‬وقال الاكم ف مستدركه‪.‬‬
‫حدثنا أبو عبد ال ممد بن يعقوب الافظ‪ ,‬وأبو الفضل السن بن يعقوب العدل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ممد‬
‫بن عبد الوهاب العبدي‪ ,‬أخبنا جعفر بن عون‪ ,‬حدثنا إساعيل بن عبد الرحن السدي‪ ,‬حدثنا ممد‬
‫بن النكدر‪ ,‬عن جابر‪ ,‬قال‪ :‬ل ا نزلت سورة النعام‪ ,‬سبح ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ث قال‬
‫«لقد شيع هذه السورة من اللئكة ما سد الفق» ث قال صحيح على شرط مسلم‪ .‬وقال أبو بكر بن‬
‫مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن معمر‪ ,‬حدثنا إبراهيم ابن درستويه الفارسي‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن أحد بن‬
‫م مد بن سال‪ ,‬حدثنا ا بن أ ب فد يك‪ ,‬حدث ن ع مر بن طل حة الرقا شي‪ ,‬عن نا فع بن مالك بن أ ب‬

‫‪467‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سهيل‪ ,‬عن أ نس بن مالك‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «نزلت سورة النعام مع ها‬
‫موكب من اللئكة‪ ,‬سد ما بي الافقي‪ ,‬لم زجل بالتسبيح‪ ,‬والرض بم ترتج» ورسول ال يقول‬
‫«سبحان ال العظيم سبحان ال العظيم» ث روى ابن مردويه‪ ,‬عن الطبان‪ ,‬عن ابراهيم بن نائلة‪ ,‬عن‬
‫إساعيل بن عمر‪ ,‬عن يوسف بن عطية‪ ,‬عن ابن عون‪ ,‬عن نافع عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «نزلت علي سورة النعام جلة واحدة وشيعها سبعون ألفا من اللئكة لم زجل‬
‫بالتسفففففففففففففففففبيح والتحميفففففففففففففففففد»‪.‬‬

‫بِسففففففففْمِ اللّهففففففففِ الرّحْمـففففففففنِ الرّحِيمففففففففِ‬

‫ت وَالنّورَ ثْ ّم الّذِي نَ َكفَرُوْا بِ َرّبهِ ْم َيعْدِلُو نَ‬


‫ت وَالرْ ضَ وَ َجعَلَ الظّلُمَا ِ‬
‫حمْدُ للّ ِه الّذِي خَلَ قَ ال سّمَاوَا ِ‬
‫** الْ َ‬
‫ضىَ أَ َجلً َوأَجَ ٌل مّسمّى عِندَ ُه ثُ مّ أَنتُ ْم تَ ْمَترُو نَ * َو ُهوَ اللّ هُ فِي‬ ‫* ُه َو الّذِي خََل َقكُ ْم مّن طِيٍ ثُ مّ َق َ‬
‫فبُونَ‬‫ف َويَعْلَمففُ مَففا تَكْسف ِ‬ ‫فرّكُ ْم وَ َجهْرَكُمف ْ‬‫السففّمَاوَاتِ وَفِففي الرْضففِ َيعْلَمففُ سف ِ‬
‫يقول ال تعال مادحا نفسه الكرية وحامدا لا على خلقه السموات والرض قرارا لعباده‪ .‬وجعل‬
‫الظلمات والنور منف عة لعباده ف ليل هم ونار هم‪ ,‬فج مع ل فظ الظلمات‪ ,‬وو حد ل فظ النور‪ ,‬لكو نه‬
‫أشرف‪ ,‬كقوله تعال‪ { :‬عن اليم ي والشمائل} وك ما قال ف آ خر هذه ال سورة {وأن هذا صراطي‬
‫م ستقيما فاتبعوه ول تتبعوا ال سبل فتفرق ب كم عن سبيله} ث قال تعال‪ { :‬ث الذ ين كفروا برب م‬
‫يعدلون} أي ومع هذا كله كفر به بعض عباده‪ ,‬وجعلوا له شريكا وعدلً‪ ,‬واتذوا له صاحبة وولدا‪,‬‬
‫تعال ال عز وجل عن ذلك علوا كبيا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬هو الذي خلقكم من طي} يعن أباهم آدم‪,‬‬
‫الذي هو أصلهم‪ ,‬ومنه خرجوا فانتشروا ف الشارق والغارب! وقوله {ث قضى أجلً وأجل مسمى‬
‫عنده} قال سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس {ث قضى أجلً} يعن الوت {وأجل مسمى عنده} يعن‬
‫الَخرة‪ ,‬وهكذا روي عن ماهد وعكرمة وسعيد بن جبي‪ ,‬والسن وقتادة والضحاك‪ ,‬وزيد بن أسلم‬
‫وعطية والسدي‪ ,‬ومقاتل بن حيان وغيهم‪ ,‬وقول السن ف رواية عنه {ث قضى أجلً} وهو ما بي‬
‫أن يلق إل أن يوت {وأ جل م سمى عنده} و هو ما ب ي أن يوت إل أن يب عث‪ ,‬هو ير جع إل ما‬
‫تقدم‪ ,‬وهو تقدير الجل الاص‪ ,‬وهو عمر كل إنسان وتقدير الجل العام‪ ,‬وهو عمر الدنيا بكمالا‪,‬‬
‫ث انتهائها وانقضائها وزوالا‪ !,‬وانتقالا والصي إل الدار الَخرة‪ ,‬وعن ابن عباس وماهد‪{ ,‬ث قضى‬

‫‪468‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أجلً} يعن مدة الدنيا‪{ ,‬وأجل مسمى عنده} يعن عمر النسان إل حي موته‪ ,‬وكأنه مأخوذ من‬
‫قوله تعال بعد هذا {وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار} الَية‪ ,‬وقال عطية‪ :‬عن ابن‬
‫عباس { ث ق ضى أجلً} يع ن النوم‪ ,‬يق بض ف يه الروح‪ ,‬ث ير جع إل صاحبه ع ند اليق ظة‪{ ,‬وأ جل‬
‫مسمى عنده} يعن أجل موت النسان‪ ,‬وهذا قول غريب‪ ,‬ومعن قوله {عنده} أي ل يعلمه إل هو‪,‬‬
‫كقوله {إنا علمها عند رب ل يليها لوقتها إل هو} وكقوله {يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم‬
‫أنت من ذكراها إل ربك منتهاها} وقوله تعال‪{ :‬ث أنتم تترون} قال السدي وغيه‪ :‬يعن تشكون‬
‫ف أ مر ال ساعة‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬و هو ال ف ال سموات و ف الرض يعلم سركم وجهر كم ويعلم ما‬
‫تكسبون} اختلف مفسرو هذه الَية على أقوال‪ ,‬بعد اتفاقهم على إنكار قول الهمية الول القائلي‪,‬‬
‫تعال عن قولم علوا كبيا‪ ,‬بأنه ف كل مكان‪ ,‬حيث حلوا الَية على ذلك‪ ,‬فالصح من القوال‪ :‬أنه‬
‫الد عو ال ف ال سموات و ف الرض‪ ,‬أي يعبده ويوحده ويقرّ له بالل ية من ف ال سموات و من ف‬
‫الرض‪ ,‬وي سمونه ال ويدعو نه رغبا ورهبا‪ ,‬إل من ك فر من ال ن وال نس‪ ,‬وهذه الَ ية على هذا‬
‫القول‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وهو الذي ف السماء إله وف الرض إله} أي هو إله من ف السماء‪ ,‬وإله من‬
‫ف الرض‪ ,‬وعلى هذا فيكون قوله {يعلم سركم وجهر كم} خبا أو حالً (والقول الثا ن) أن الراد‬
‫أ نه ال الذي يعلم ما ف ال سموات و ما ف الرض‪ ,‬من سر وج هر‪ ,‬فيكون قوله يعلم‪ ,‬متعلقا بقوله‬
‫{ ف ال سموات و ف الرض} تقديره‪ ,‬و هو ال يعلم سركم وجهر كم‪ ,‬ف ال سموات و ف الرض‪,‬‬
‫ويعلم ما تكسبون‪( ,‬والقول الثالث) أن قوله {وهو ال ف السموات} وقف تام‪ ,‬ث استأنف الب‪,‬‬
‫فقال {وف الرض يعلم سركم وجهركم} وهذا اختيار ابن جرير‪ ,‬وقوله {ويعلم ما تكسبون} أي‬
‫جيففففففففع أعمالكففففففففم خيهففففففففا وشرهففففففففا‪.‬‬

‫** َومَا َتأْتِيهِم مّ ْن آَيةٍ مّ ْن آيَا تِ َرّبهِ مْ إِلّ كَانُواْ َعنْهَا ُمعْرِضِيَ * َفقَدْ كَ ّذبُوْا بِالْحَ قّ لَمّا جَآ َءهُ ْم‬
‫ف َيأْتِيهِ مْ َأنْبَا ُء مَا كَانُوْا بِ ِه يَ سَْتهْزِءُونَ * أَلَ ْم يَ َر ْواْ كَ مْ َأهَْلكْنَا مِن َقبِْلهِم مّن قَرْ ٍن ّمكّنّاهُ مْ فِي‬
‫سوْ َ‬
‫فَ َ‬
‫حِتهِمْ َفأَهَْل ْكنَاهُمْ‬
‫الرْضِ مَا لَ ْم نُ َمكّن ّلكُ ْم َوأَرْسَ ْلنَا السّمَآ َء عََلْيهِم مّدْرَارا وَ َجعَ ْلنَا الْنهَا َر تَجْرِي مِن تَ ْ‬
‫ف َوَأنْشَأْنَفففففا مِفففففن َبعْ ِدهِمفففففْ قَرْنا آ َخرِينفففففَ‬ ‫بِ ُذنُوِبهِمفففف ْ‬
‫يقول تعال مبا عن الشركي الكذبي العاندين‪ ,‬أنم مهما أتتهم من آية أي دللة ومعجزة وحجة‬
‫من الدللت‪ ,‬على وحدان ية ال و صدق ر سله الكرام‪ ,‬فإن م يعرضون عن ها‪ ,‬فل ينظرون إلي ها ول‬

‫‪469‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يبالون با‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فقد كذبوا بالق لا جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون}‬
‫وهذا تديد لم‪,‬ووعيد شديد على تكذيبهم بالق‪ ,‬بأنه ل بد أن يأتيهم خب ما هم فيه من التكذيب‪,‬‬
‫وليجدن غ به وليذو قن وباله‪ ,‬ث قال تعال واعظا ل م ومذرا ل م‪ ,‬أن ي صيبهم من العذاب والنكال‬
‫الدنيوي ما حل بأشباه هم ونظرائ هم‪ ,‬من القرون ال سالفة الذ ين كانوا أ شد من هم قوة‪ ,‬وأك ثر جعا‬
‫وأكثر أموا ًل وأولدا واستغللً للرض‪ ,‬وعمارة ل ا‪ ,‬فقال {أل يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن‬
‫مكنا هم ف الرض ما ل ن كن ل كم} أي من الموال والولد والعمار‪ ,‬والاه العر يض وال سعة‬
‫والنود‪ ,‬ولذا قال {وأر سلنا ال سماء علي هم مدرارا} أي شيئا ب عد ش يء {وجعل نا النار تري من‬
‫تتهفم} أي أكثرنفا عليهفم أمطار السفماء وينابيفع الرض‪ ,‬أي اسفتدراجا وإملء لمف {فأهلكناهفم‬
‫بذنوب م} أي بطايا هم‪ ,‬و سيئاتم ال ت اجترحو ها {وأنشأ نا من بعد هم قرنا آخر ين} أي فذ هب‬
‫الولون كأ مس الذا هب‪ ,‬وجعلنا هم أحاد يث‪{ ,‬وأنشأ نا من بعد هم قرنا آخر ين} أي جيلً آ خر‬
‫لنخ تبهم‪ ,‬فعملوا م ثل أعمال م‪ ,‬فأهلكوا كإهلك هم‪ ,‬فاحذروا أي ها الخاطبون أن ي صيبكم م ثل ما‬
‫أصابم‪ ,‬فما أنتم بأعز على ال منهم‪ ,‬والرسول الذي كذبتموه أكرم على ال من رسولم‪ ,‬فأنتم أول‬
‫بالعذاب‪ ,‬ومعاجلة العقوبفففففة منهفففففم‪ ,‬لول لطففففففه وإحسفففففانه‪.‬‬

‫ح ٌر ّمبِيٌ *‬ ‫** وََل ْو نَزّْلنَا عََليْ كَ ِكتَابا فِي قِ ْرطَا سٍ فََلمَ سُو ُه ِبأَيْدِيهِ مْ َلقَا َل الّذِي نَ َكفَرُواْ إِ ْن هَـذَآ إِلّ سِ ْ‬
‫جعَ ْلنَا هُ‬
‫ك وََلوْ أَنزَلْنَا مَلَكا ّل ُقضِ يَ المْ ُر ثُ مّ َل يُنظَرُو نَ * وََلوْ َجعَ ْلنَا هُ َملَكا ّل َ‬
‫وَقَالُواْ َلوْل أُنزِ َل عََليْ ِه مَلَ ٌ‬
‫سنَا عََلْيهِم مّا يَ ْلبِ سُونَ * وََلقَ ِد ا ْستُهْزِى َء بِرُ سُ ٍل مّن َقبْلِ كَ َفحَا قَ بِالّذِي نَ سَخِرُوْا ِمْنهُ مْ مّا‬ ‫ل وَلََلبَ ْ‬‫رَ ُج ً‬
‫ف عَاِقَب ُة الْ ُمكَ ّذبِيَف‬ ‫ف كَان َ‬ ‫ف انْ ُظرُواْ َكيْف َ‬
‫ف ثُم ّ‬ ‫فيُواْ فِفي الرْض ِ‬ ‫فَتهْزِءُونَ * قُ ْل س ِ‬ ‫ف يَس ْ‬ ‫كَانُوْا بِه ِ‬
‫يقول تعال مبا عن الشركي وعنادهم ومكابرتم للحق‪ ,‬ومباهتتهم ومنازعتهم فيه‪{ ,‬ولو نزلنا‬
‫عليك كتابا ف قرطاس فلمسوه بأيديهم} أي عاينوه ورأوا نزوله‪ ,‬وباشروا ذلك‪{ ,‬لقال الذين كفروا‬
‫إن هذا إل سحر مبي} وهذا ك ما قال تعال م با عن مكابرت م للمح سوسات {ولو فتح نا علي هم‬
‫بابا من ال سماء فظلوا ف يه يعرجون لقالوا إن ا سكرت أب صارنا بل ن ن قوم م سحورون} وكقوله‬
‫تعال‪{ :‬وإن يروا ك سفا من ال سماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم} {وقالوا لول أنزل عل يه ملك}‬
‫أي ليكون معفه نذيرا‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ولو أنزلنفا ملكا لقضفي المفر ثف ل ينظرون} أي لو نزلت‬
‫اللئ كة على ما هم عل يه‪ ,‬لاء هم من ال العذاب‪ ,‬ك ما قال ال تعال‪ { :‬ما ننل اللئ كة إل بال ق‬

‫‪470‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و ما كانوا إذا منظر ين} وقوله {يوم يرون اللئ كة ل بشرى يومئذ للمجرم ي} الَ ية‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{ولو جعلناه ملكا لعلناه رجلً وللبسنا عليهم ما يلبسون} أي ولو أنزلنا مع الرسول البشري ملكا‪,‬‬
‫أي لو بعثنا إل البشر رسولً ملكيا‪ ,‬لكان على هيئة الرجل ليمكنهم ماطبته والنتفاع بالخذ عنه‪,‬‬
‫ولو كان كذلك ل لتبس عليهم المر‪ ,‬كما هم يلبسون على أنفسهم ف قبول رسالة البشري‪ ,‬كقوله‬
‫تعال‪{ :‬قل لو كان ف الرض ملئكة يشون مطمئني لنلنا عليهم من السماء ملكا رسولً} فمن‬
‫رحته تعال بلقه‪ ,‬أنه يرسل إل كل صنف من اللئق رسلً منهم‪ ,‬ليدعو بعضهم بعضا‪ ,‬وليمكن‬
‫بعضهم أن ينتفع ببعض‪ ,‬ف الخاطبة والسؤال‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬لقد م ّن ال على الؤمني إذ بعث‬
‫في هم ر سولً من أنف سهم يتلو علي هم آيا ته ويزكي هم} الَ ية‪ ,‬قال الضحاك عن ا بن عباس ف الَ ية‬
‫يقول‪ :‬لو أتاهم ملك‪ ,‬ما أتاهم إل ف صورة رجل‪ ,‬لنم ل يستطيعون النظر إل اللئكة من النور‪,‬‬
‫{وللبسنا عليهم ما يلبسون} أي وللطنا عليهم ما يلطون‪ ,‬وقال الوالب عنه‪ :‬ولشبهنا عليهم‪ .‬وقوله‬
‫{ولقد استهزىء برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون} هذه تسلية‬
‫للنب صلى ال عليه وسلم ف تكذيب من كذبه من قومه‪ ,‬ووعد له وللمؤمني به بالنصرة والعاقبة‬
‫السنة‪ ,‬ف الدنيا والَخرة‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬قل سيوا ف الرض ث انظروا كيف كان عاقبة الكذبي}‬
‫أي فكروا ف أنف سكم‪ ,‬وانظروا ما أ حل ال بالقرون الاض ية‪ ,‬الذ ين كذبوا ر سله‪ ,‬وعاندو هم‪ ,‬من‬
‫العذاب والنكال والعقوبة ف الدنيا‪ ,‬مع ما ادخر لم من العذاب الليم‪ ,‬ف الَخرة‪ ,‬وكيف نى رسله‬
‫وعباده الؤمنيففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪.‬‬

‫ج َم َعنّكُمْ إِلَ َى َيوْ ِم اْلقِيَا َمةِ لَ‬


‫ب عََل َى َنفْ سِهِ الرّحْ َمةَ َليَ ْ‬
‫ت وَالرْضِ قُل للّ هِ َكتَ َ‬‫** قُل لّمَن مّا فِي ال سّمَاوَا ِ‬
‫سهُمْ َفهُ مْ َل ُي ْؤمِنُو نَ * وَلَ هُ مَا َسكَنَ فِي الّْليْ ِل وَالنّهَا ِر َو ُه َو ال سّمِي ُع اْلعَلِي مُ‬ ‫س ُر َواْ َأْنفُ َ‬
‫َريْ بَ فِي ِه الّذِي نَ خَ ِ‬
‫ض َو ُهوَ يُ ْطعِ ُم وَ َل يُ ْطعَ مُ قُلْ ِإنّ يَ ُأمِرْ تُ أَ نْ أَكُو نَ‬ ‫* قُلْ َأ َغيْرَ اللّ هِ َأتّخِ ُذ وَِليّا فَاطِ ِر ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬
‫صْيتُ َربّي عَذَا بَ َيوْ مٍ عَظِي مٍ * مّن‬ ‫َأوّ َل مَ نْ أَ سْلَ َم وَ َل َتكُونَ نّ مِ َن الْمُشْرِ َكيَ * قُلْ ِإنّ يَ َأخَا فُ إِ نْ عَ َ‬
‫ف اْل َفوْزُ الْ ُمبِيُفففف‬ ‫ف وَذَلِكفففف َ‬ ‫ف َعنْهفففففُ َي ْو َمئِذٍ َف َقدْ رَ ِحمَهفففف ُ‬ ‫يُصفففففْرَ ْ‬
‫يب تعال أنه مالك السموات والرض ومن فيهما‪ ,‬وأنه قد كتب على نفسه القدسة الرحة‪,‬كما‬
‫ثبت ف الصحيحي‪ ,‬من طريق العمش‪ :‬عن أب صال‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬قال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم «إن ال لا خلق اللق‪ ,‬كتب كتابا عنده فوق العرش‪ ,‬إن رحت تغلب غضب»‬

‫‪471‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {ليجمعنكم إل يوم القيامة ل ريب فيه} هذه اللم هي الوطئة للقسم‪ ,‬فأقسم بنفسه الكرية‪,‬‬
‫ليجم عن عباده {إل ميقات يوم معلوم} و هو يوم القيا مة الذي ل ر يب ف يه‪ ,‬أي ل شك ف يه ع ند‬
‫عباده الؤمني‪ ,‬فأما الاحدون الكذبون‪ ,‬فهم ف ريبهم يترددون‪ ,‬وقال ابن مردويه عند تفسي هذه‬
‫الَية‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن أحد بن عقبة‪ ,‬حدثنا عباس بن ممد‪,‬‬
‫حدثنا حسي بن ممد‪ ,‬حدثنا مصن بن عتبة اليمان‪ ,‬عن الزبي بن شبيب‪ ,‬عن عثمان بن حاضر‪,‬‬
‫عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الوقوف بي يدي رب العالي‪ ,‬هل فيه‬
‫ماء ؟ قال والذي نفسي بيده إن فيه لاء‪ ,‬إن أولياء ال ليدون حياض النبياء‪,‬ويبعث ال تعال سبعي‬
‫ألف ملك‪ ,‬ف أيديهم عصي من نار‪ ,‬يذودون الكفار عن حياض النبياء»‪ ,‬هذا حديث غريب‪ ,‬وف‬
‫الترمذي «إن لكل نب حوضا‪ ,‬وأرجو أن أكون أكثرهم واردا» وقوله {الذين خسروا أنفسهم} أي‬
‫يوم القيامة {فهم ل يؤمنون} أي ل يصدقون بالعاد‪ ,‬ول يافون شر ذلك اليوم‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬وله‬
‫ما سكن ف الل يل والنهار} أي كل دا بة ف ال سموات والرض الم يع عباده وخل قه‪ ,‬وت ت قهره‬
‫وت صرفه وتدبيه‪ ,‬ل إله إل هو‪{ ,‬و هو ال سميع العل يم} أي ال سميع لقوال عباده‪ ,‬العل يم بركات م‬
‫وضمائرهم وسرائرهم‪ ,‬ث قال تعال لعبده ورسوله ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬الذي بعثه بالتوحيد‬
‫العظ يم وبالشرع القو ي‪ ,‬وأمره أن يد عو الناس إل صراط ال ال ستقيم { قل أغ ي ال أت ذ وليا فا طر‬
‫ال سموات والرض} كقوله { قل أفغ ي ال تأمرو ن أع بد أي ها الاهلون} والع ن ل أت ذ وليا إل ال‬
‫وحده ل شر يك له‪ ,‬فإ نه فا طر ال سموات والرض‪ ,‬أي خالقه ما ومبدعه ما‪ ,‬على غ ي مثال سبق‬
‫{وهو يطعم ول يطعم} أي وهو الرزاق للقه من غي احتياج إليهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وما خلقت‬
‫ال ن وال نس إل ليعبدون} الَ ية‪ ,‬وقرأ بعض هم هه نا {و هو يط عم ول يط عم} أي ل يأ كل‪ ,‬و ف‬
‫حديث سهيل بن صال‪ :‬عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬دعا رجل من النصار‪ ,‬من أهل‬
‫قباء النب صلى ال عليه وسلم على طعام‪ ,‬فانطلقنا معه‪ ,‬فلما طعم النب صلى ال عليه وسلم وغسل‬
‫يديه‪ ,‬قال «المد ل الذي يطعم ول يطعم‪ ,‬ومن علينا فهدانا وأطعمنا‪ ,‬وسقانا من الشراب‪ ,‬وكسانا‬
‫من العري‪ ,‬وكل بلء حسن أبلنا المد ل غي مودع رب ول مكافا ول مكفور‪ ,‬ول مستغن عنه‪,‬‬
‫ال مد ل الذي أطعم نا من الطعام‪ ,‬و سقانا من الشراب‪ ,‬وك سانا من العري‪ ,‬وهدا نا من الضلل‪,‬‬
‫وبصرنا من العمى‪ ,‬وفضلنا على كثي من خلق تفضيلً‪ ,‬المد ل رب العالي» {قل إن أمرت أن‬
‫أكون أول من أسلم} أي من هذه المة {ول تكونن من الشركي قل إ ن أخاف إن عصيت ر ب‬

‫‪472‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عذاب يوم عظيم} يعن يوم القيامة {من يصرف عنه} أي العذاب {يومئذ فقد رحه} يعن رحه ال‬
‫{وذلك الفوز البي} كقوله {فمن زحزح عن النار وأدخل النة فقد فاز} والفوز حصول الربح‪,‬‬
‫ونفففففففففففففففففففي السففففففففففففففففففارة‪.‬‬

‫خيْرٍ َف ُهوَ عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ قَدُيرٌ *‬ ‫ك بِ َ‬‫** َوإِن يَمْ سَسْكَ اللّ هُ بِضُرّ َفلَ كَاشِ فَ لَ هُ إِ ّل ُهوَ َوإِن يَمْ سَسْ َ‬
‫ي َشيْءٍ أَ ْكبَ ُر َشهَادةً قُلِ اللّ ِه َشهِيدٌ بِيْنِي َوبَْيَنكُ مْ‬ ‫خبِيُ * قُلْ أَ ّ‬ ‫حكِي ُم الْ َ‬ ‫ق عِبَادِ ِه َوهُ َو الْ َ‬
‫َوهُ َو اْلقَاهِرُ َفوْ َ‬
‫شهَدُو نَ أَ نّ مَ عَ اللّ هِ آِل َهةً أُ ْخرَىَ قُل لّ َأ ْشهَدُ‬ ‫َوأُوحِ يَ إِلَ يّ هَـذَا اْلقُرْآ نُ لُن ِذرَكُ ْم بِ هِ َومَن َبلَ غَ َأِئنّكُ مْ َلتَ ْ‬
‫قُلْ ِإنّمَا ُهوَ إِلَ ـ ٌه وَاحِدٌ َوإِنّنِي بَرِي ٌء مّمّا تُشْرِكُو نَ * الّذِي نَ آَتْينَاهُ ُم الْ ِكتَا بَ َيعْرِفُونَ هُ كَمَا َيعْرِفُو نَ‬
‫ى عَلَى اللّ هِ كَذِبا َأوْ كَذّ بَ‬ ‫َأبْنَآ َءهُ ُم الّذِي نَ خَ سِ ُر َواْ َأْنفُ سَهُمْ َف ُه مْ لَ ُيؤْ ِمنُو نَ * َومَ نْ َأظْلَ ُم مِ ّم ِن افْتَ َر َ‬
‫بِآيَاتِهففففففففِ ِإنّهففففففففُ َل ُيفْلِحففففففففُ الظّالِمُونففففففففَ‬
‫يقول تعال مبا‪ :‬أنه مالك الضر والنفع‪ ,‬وأنه التصرف ف خلقه با يشاء‪ ,‬ل معقب لكمه‪ ,‬ول‬
‫راد لقضائه‪{ ,‬وإن ي سسك ال ب ضر فل كا شف له إل هو وإن ي سسك ب ي ف هو على كل ش يء‬
‫قدير} كقوله تعال‪{ :‬ما يفتح ال للناس من رحة فل مسك لا وما يسك فل مرسل له من بعده}‬
‫الَ ية‪ ,‬و ف ال صحيح‪ :‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان يقول «الل هم ل ما نع ل ا أعط يت ول‬
‫مع طي ل ا من عت‪ ,‬ول ين فع ذا ال د منك ال د» ولذا قال تعال {و هو القا هر فوق عباده} أي و هو‬
‫الذي خضعت له الرقاب‪ ,‬وذلت له البابرة‪ ,‬وعنت له الوجوه‪ ,‬وقهر كل شيء‪ ,‬ودانت له اللئق‪,‬‬
‫وتواضعت لعظمة جلله وكبيائه‪ ,‬وعظمته وعلوه‪ ,‬وقدرته على الشياء‪ ,‬واستكانت وتضاءلت بي‬
‫يديه‪ ,‬وتت قهره وحكمه‪{ ,‬وهو الكيم} أي ف جيع أفعاله {البي} بواضع الشياء ومالا‪ ,‬فل‬
‫يعطي إل من يستحق‪ ,‬ول ينح إل من يستحق‪ ,‬ث قال {قل أي شيء أكب شهادة} أي من أعظم‬
‫الشياء شهادة {قفل ال شهيفد بينف وبينكفم} أي هفو العال باف جئتكفم بفه‪ ,‬ومفا أنتفم قائلون ل‪,‬‬
‫{وأوحي إلّ هذا القرآن لنذركم به ومن بلغ} أي وهو نذير لكل من بلغه‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ومن‬
‫يكفر به من الحزاب فالنار موعده} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا وكيع وأبو‬
‫أسامة‪ ,‬وأبو خالد‪ ,‬عن موسى بن عبيدة‪ ,‬عن ممد بن كعب‪ ,‬ف قوله‪{ :‬ومن بلغ} من بلغه القرآن‪,‬‬
‫فكأنا رأى النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬زاد أبو خالد وكلمه‪ ,‬ورواه ابن جرير من طريق أب معشر‪:‬‬
‫عن ممد بن كعب‪ ,‬قال‪ :‬من بلغه القرآن‪ ,‬فقد أبلغه ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪:‬‬

‫‪473‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن معمر عن قتادة‪ ,‬ف قوله تعال‪{ :‬لنذركم به ومن بلغ} إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫«بلغوا عن ال فمن بلغته آية من كتاب ال‪ ,‬فقد بلغه أمر ال} وقال الربيع بن أنس‪ :‬حق على من‬
‫اتبع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬أن يدعو كالذي دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وأن ينذر‬
‫بالذي أنذر‪ ,‬وقوله {أئنكم لتشهدون} أيها الشركون {أن مع ال آلة أخرى قل ل أشهد} كقوله‬
‫{فإن شهدوا فل تشهد معهم} {قل إنا هو إله واحد وإنن بريء ما تشركون} ث قال تعال مبا‬
‫عن أ هل الكتاب‪ :‬أن م يعرفون هذا الذي جئت هم به‪ ,‬ك ما يعرفون أبناء هم ب ا عند هم من الخبار‬
‫والنباء‪ ,‬عن الرسلي التقدمي والنبياء‪ ,‬فإن الرسل كلهم بشروا بوجود ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫ونعته وصفته‪ ,‬وبلده ومهاجره وصفة أمته‪ ,‬ولذا قال بعده {الذين خسروا أنفسهم} أي خسروا كل‬
‫السارة {فهم ل يؤمنون} بذا المر اللي الظاهر الذي بشرت به النبياء ونوهت به ف قدي الزمان‬
‫وحدي ثه ث قال {و من أظلم م ن افترى على ال كذبا أو كذب بآيا ته} أي ل أظلم م ن تقوّل على‬
‫ال‪ ,‬فادعفى أن ال أرسفله‪ ,‬ول يكفن أرسفله‪ ,‬ثف ل أظلم منف كذب بآيات ال‪ ,‬وحججفه وبراهينفه‬
‫ودللتففففه‪{ ,‬إنففففه ل يفلح الظالون} أي ل يفلح هذا ول هذا‪ ,‬ل الفتري ول الكذب‪.‬‬

‫ش ُرهُمْ َجمِيعا ثُ ّم َنقُولُ ِللّذِينَ َأشْرَكُواْ َأيْ َن شُرَكَآؤُكُ ُم الّذِينَ كُنتُ ْم تَ ْزعُمُونَ * ثُمّ َل ْم َتكُ ْن‬ ‫** َوَيوْ َم نَحْ ُ‬
‫سهِ ْم وَضَ ّل َعْنهُ ْم مّا كَانُواْ‬ ‫ِفْتنَُتهُمْ إِلّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ َربّنَا مَا ُكنّا مُشْرِكِيَ * ان ُظرْ َكيْفَ َك َذبُوْا عََلىَ أَنفُ ِ‬
‫ك وَ َجعَ ْلنَا عََلىَ قُلُوِبهِ مْ أَكِّنةً أَن َي ْف َقهُو هُ وَفِ يَ آذَاِنهِ ْم وَقْرا َوإِن يَ َر ْواْ‬
‫ستَمِعُ إَِليْ َ‬
‫َيفْتَرُو نَ * َومِْنهُ ْم مّن يَ ْ‬
‫ك َيقُو ُل الّذِي نَ َكفَ ُر َواْ إِ ْن هَـذَآ إِلّ أَ سَاطِ ُي الوّلِيَ *‬ ‫كُ ّل آَيةٍ ّل ُي ْؤ ِمنُوْا ِبهَا َحّتىَ إِذَا جَآءُو َك يُجَادِلُونَ َ‬
‫شعُرُونففَ‬ ‫فهُ ْم وَمَففا يَ ْ‬ ‫ف َوإِن ُيهِْلكُونففَ إِلّ أَنفُسف َ‬ ‫ف عَنْهف ُ‬ ‫َوهُمففْ يَْن َهوْنففَ َعنْهففُ َوَيْنَأوْنف َ‬
‫يقول تعال مبا عن الشركي {ويوم نشرهم جيعا} يوم القيامة‪ ,‬فيسألم عن الصنام والنداد‪,‬‬
‫ل لم {أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون} كقوله تعال ف سورة‬ ‫الت كانوا يعبدونا من دونه‪ ,‬قائ ً‬
‫القصص {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون} وقوله تعال‪{ :‬ث ل تكن فتنتهم}‬
‫أي حجت هم وقال عطاء الرا سان ع نه‪ :‬أي معذرت م‪ ,‬وكذا قال قتادة‪ .‬وقال ا بن جر يج‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس‪ :‬أي قيل هم وكذا قال الضحاك وقال عطاء الرا سان‪ { ,‬ث ل ت كن فتنت هم} بليت هم ح ي ابتلوا‬
‫{إل أن قالوا وال ربنا ما كنا مشركي} وقال جرير‪ :‬والصواب ث ل يكن قيلهم عند فتنتنا إياهم‪,‬‬
‫اعتذارا ع ما سلف من هم من الشرك بال‪{ ,‬إل أن قالوا وال رب نا ما ك نا مشرك يم} وقال ا بن أ ب‬

‫‪474‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد ال شج‪ ,‬حدثنا أبو ي ي الرازي‪ ,‬عن عمرو ا بن أب قيس‪ ,‬عن مطرف‪ ,‬عن‬
‫النهال‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬أتاه رجل فقال‪ :‬يا ابن عباس‪ ,‬سعت ال يقول {وال‬
‫ربنا ما كنا مشركي} قال أما قوله {وال ربنا ما كنا مشركي} فإنم رأوا أنه ل يدخل النة‪ ,‬إل‬
‫أ هل ال صلة‪ ,‬فقالوا‪ :‬تعالوا فلنج حد فيجحدون‪ ,‬فيخ تم ال على أفواه هم وتش هد أيدي هم وأرجل هم‪,‬‬
‫ول يكتمون ال حديثا‪ ,‬فهل ف قلبك الَن شيء ؟ إنه ليس من القرآن إل ونزل فيه شيء ولكن ل‬
‫تعلمون وج هه‪ .‬وقال الضحاك عن ا بن عباس‪ :‬هذه ف النافق ي‪ ,‬وف يه ن ظر‪ ,‬فإن هذه الَ ية مك ية‪,‬‬
‫والنافقون إن ا كانوا بالدي نة‪ ,‬وال ت نزلت ف النافق ي آ ية الجادلة {يوم يبعث هم ال جيعا فيحلفون‬
‫له}‪ ,‬الَيفة‪ ,‬وهكذا قال فف حفق هؤلء {انظفر كيفف كذبوا على أنفسفهم وضفل عنهفم مفا كانوا‬
‫يفترون} كقوله {ثف قيفل لمف أيفن مفا كنتفم تشركون مفن دون ال قالوا ضلوا عنفا} الَيفة‪ .‬وقوله‬
‫{ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبم أكنة أن يفقهوه وف آذانم وقرا وإن يروا كل آية ل‬
‫يؤمنوا با} أي ييئون ليستمعوا قراءتك‪ ,‬ول تزي عنهم شيئا لن ال {جعل على قلوبم أكنة} أي‬
‫أغط ية‪ ,‬لئل يفقهوا القرآن {و ف آذان م وقرا} أي صمما عن ال سماع النا فع ل م‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق با ل يسمع إل دعاء ونداء} الَية‪ ,‬وقوله {وإن يروا كل آية‬
‫ل يؤمنوابا} أي مهما رأوا من الَيات والدللت والجج البينات والباهي‪ ,‬ل يؤمنوا ب ا فل فهم‬
‫عندهم ول إنصاف‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ولو علم ال فيهم خيا لسعهم} الَية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬حت إذا‬
‫جاءوك يادلو نك} أي ياجو نك ويناظرو نك‪ ,‬ف ال ق بالبا طل‪{ ,‬يقول الذ ين كفروا إن هذا إل‬
‫أ ساطي الول ي} أي ما هذا الذي جئت به‪ ,‬إل مأخوذا من ك تب الوائل‪ ,‬ومنقول عن هم‪ ,‬وقوله‬
‫{وهم ينهون عنه وينأون عنه} ف معن ينهون عنه قولن‪( ,‬أحدها)‪ :‬أن الراد أنم ينهون الناس عن‬
‫اتباع ال ق وت صديق الر سول والنقياد للقرآن‪{ ,‬وينأون ع نه} أي ويبعدون هم ع نه‪ ,‬فيجمعون ب ي‬
‫الفعل ي ال قبيحي‪ ,‬ل ينتفعون ول يدعون أحدا ينت فع‪ ,‬قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {و هم‬
‫ينهون عنه} يردون الناس عن ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬أن يؤمنوا به‪ .‬وقال ممد بن النفية‪ :‬كان‬
‫كفار قريش ل يأتون النب صلى ال عليه وسلم وينهون عنه‪ ,‬وكذا قال قتادة وماهد والضحاك وغي‬
‫واحد‪ ,‬وهذا القول أظهر‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وهو اختيار ابن جرير (والقول الثان) رواه سفيان الثوري عن‬
‫حبيب بن أب ثابت‪ ,‬عمن سع ابن عباس يقول ف قوله {وهم ينهون عنه} قال‪ :‬نزلت ف أب طالب‪,‬‬
‫كان ينهى الناس عن النب صلى ال عليه وسلم أن يؤذى‪ ,‬وكذا قال القاسم بن ميمرة‪ ,‬وحبيب بن‬

‫‪475‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ ب ثا بت‪ ,‬وعطاء بن دينار‪ ,‬وغيه‪ ,‬أن ا نزلت ف أ ب طالب وقال سعيد بن أ ب هلل‪ :‬نزلت ف‬
‫عمومة النب صلى ال عليه وسلم وكانوا عشرة‪ ,‬فكانوا أشد الناس معه ف العلنية‪ ,‬وأشد الناس عليه‬
‫ف السر‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬وقال ممد بن كعب القرظي {وهم ينهون عنه} أي ينهون الناس عن‬
‫قتله‪ ,‬وقوله {وينأون عنفه} أي يتباعدون منفه {وإن يهلكون إل أنفسفهم ومفا يشعرون} أي ومفا‬
‫يهلكون بذا الصفففففنيع‪ ,‬ول يعود وباله إل عليهفففففم‪ ,‬وهفففففم ل يشعرون‪.‬‬

‫ب بِآيَا تِ َرّبنَا َونَكُو نَ مِ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ * بَ ْل‬ ‫** وََل ْو تَرَىَ ِإ ْذ وُِقفُوْا عَلَى النّارِ َفقَالُواْ يََلْيَتنَا ُنرَ ّد وَ َل ُنكَذّ َ‬
‫خفُو نَ مِن َقبْ ُل وََلوْ رُدّواْ َلعَادُواْ لِمَا ُنهُواْ عَنْ هُ َوِإّنهُ مْ َلكَا ِذبُو نَ * وَقَاُل َواْ إِ ْن هِ يَ إِلّ‬ ‫بَدَا َلهُ ْم مّا كَانُواْ يُ ْ‬
‫َحيَاتُنَا ال ّدنْيَا وَمَا نَحْ ُن بِ َمْبعُوثِيَ * وََل ْو تَرَىَ إِذْ وُِقفُوْا عََلىَ َرّبهِ مْ قَالَ أََليْ سَ هَ ـذَا بِاْلحَ قّ قَالُوْا بََلىَ‬
‫ف َت ْكفُرُونفففففَ‬ ‫ف بِمَفففففا كُنتُمفففف ْ‬ ‫وَ َربّنَفففففا قَالَ َفذُوقُوْا العَذَابفففف َ‬
‫يذكر تعال حال الكفار‪ ,‬إذا وقفوا يوم القيامة على النار‪ ,‬وشاهدوا ما فيها من السلسل والغلل‪,‬‬
‫ورأوا بأعينهفم تلك المور العظام والهوال‪ ,‬فعنفد ذلك‪ ,‬قالوا {يفا ليتنفا نرد ول نكذب بآيات ربنفا‬
‫ونكون من الؤمني} يتمنون أن يردوا إل الدار الدنيا‪ ,‬ليعملوا عملً صالا‪ ,‬ول يكذبوا بآيات ربم‪,‬‬
‫ويكونوا من الؤمني‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬بل بدا لم ما كانوا يفون من قبل} أي بل ظهر لم حينئذ ما‬
‫كانوا يفون ف أنف سهم من الك فر والتكذيب والعاندة‪ ,‬وإن أنكروها ف الدنيا أو ف الَخرة‪ ,‬ك ما‬
‫قال قبله بي سي { ث ل ت كن فتنت هم إل أن قالوا وال رب نا ما ك نا مشرك ي ان ظر ك يف كذبوا على‬
‫أنفسهم} ويتمل أنم ظهر لم ما كانوا يعلمونه من أنفسهم‪ ,‬من صدق ما جاءتم به الرسل ف‬
‫الدنيا‪ ,‬وإن كانوا يظهرون لتباعهم خلفه‪ ,‬كقوله مبا عن موسى‪ ,‬أنه قال لفرعون {لقد علمت ما‬
‫أنزل هؤلء إل رب السموات والرض بصائر} الَية‪ ,‬وقوله تعال مبا عن فرعون وقومه {وجحدوا‬
‫ب ا وا ستيقنتها أنف سهم ظلما وعلوا} ويت مل أن يكون الراد بؤلء النافق ي‪ ,‬الذ ين كانوا يظهرون‬
‫اليان للناس ويبطنون الكفر‪ ,‬ويكون هذا إخبارا عما يكون يوم القيامة‪ ,‬من كلم طائفة من الكفار‪,‬‬
‫ول ينافف هذا كون هذه السفورة مكيفة‪ ,‬والنفاق إناف كان مفن بعفض أهفل الدينفة ومفن حولاف مفن‬
‫العراب‪ ,‬ف قد ذ كر ال وقوع النفاق ف سورة مك ية‪ ,‬و هي العنكبوت‪ ,‬فقال {وليعل من ال الذ ين‬
‫آمنوا وليعل من النافق ي} وعلى هذا فيكون إخبارا عن قول النافق ي ف الدار الَخرة‪ ,‬ح ي يعاينون‬
‫العذاب‪ ,‬فظ هر ل م حينئذ غب ما كانوا يبطنون من الك فر والنفاق والشقاق‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وأ ما مع ن‬

‫‪476‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الضراب‪ ,‬ف قوله {بل)بدا لم ما كانوا يفون من قبل} فإنم ما طلبوا العود إل الدنيا رغبة ومبة‬
‫ف اليان‪ ,‬بل خوفا من العذاب الذي عاينوه‪ ,‬جزاء على ما كانوا عليه من الكفر‪ ,‬فسألوا الرجعة إل‬
‫الدن يا‪ ,‬ليتخل صوا م ا شاهدوا من النار‪ ,‬ولذا قال {ولو ردوا لعادوا ل ا نوا ع نه وإن م لكاذبون} أي‬
‫ف طلبهم الرجعة‪ ,‬رغبة ومبة ف اليان‪ ,‬ث قال مبا عنهم أنم لو ردوا إل الدار الدنيا لعادوا لا نوا‬
‫عنه‪ ,‬من الكفر والخالفة {وإنم لكاذبون} أي ف قولم يا ليتنا نرد ول نكذب بآيات ربنا‪ ,‬ونكون‬
‫من الؤمني‪ ,‬وقالوا إن هي إل حياتنا الدنيا‪ ,‬وما نن ببعوثي‪ ,‬أي لعادوا لا نوا عنه‪ ,‬ولقالوا إن هي‬
‫إل حياتنا الدنيا أي ما هي إل هذه الياة الدنيا ث ل معاد بعدها‪ ,‬ولذا قال وما نن ببعوثي ث قال‬
‫{ولو ترى إذ وقفوا على ربم} أي أوقفوا بي يديه قال {أليس هذا بالق ؟} أي أليس هذا العاد‬
‫بق‪ ,‬وليس بباطل كما كنتم تظنون‪{ ,‬قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب با كنتم تكفرون} أي با‬
‫ففرون}‪.‬‬ ‫ففم ل تبصف‬ ‫ففحر هذا أم أنتف‬ ‫ففه {أفسف‬‫ففه‪ ,‬فذوقوا اليوم مسف‬‫ففم تكذبون بف‬ ‫كنتف‬

‫س َرَتنَا عََل َى مَا فَ ّر ْطنَا فِيهَا‬


‫** َقدْ خَ سِ َر الّذِي نَ َك ّذبُوْا بِِلقَآءِ اللّ هِ َحتّىَ إِذَا جَآ َءْتهُ مُ ال سّا َعةُ َب ْغَتةً قَالُوْا يَحَ ْ‬
‫ب وََل ْهوٌ وَلَلدّارُ‬‫حيَاةُ ال ّدْنيَآ إِلّ َلعِ ٌ‬‫حمِلُو نَ َأوْزَا َرهُ ْم عََل َى ُظهُو ِرهِ مْ أَلَ سَآ َء مَا يَزِرُو نَ * َومَا الْ َ‬ ‫َوهُ ْم يَ ْ‬
‫ل َت ْعقِلُونفففففففففَ‬ ‫ف َيتّقُونفففففففففَ أََف َ‬ ‫الَخِ َرةُ َخيْرٌ ّللّذِينفففففففف َ‬
‫يقول تعال مبا عن خسارة من كذب بلقائه‪ ,‬وعن خيبته إذا جاءته الساعة بغتة‪ ,‬وعن ندامته على‬
‫ما فرط من الع مل‪ ,‬و ما أ سلف من قب يح الف عل‪ ,‬ولذا قال {ح ت إذا جاءت م ال ساعة بغ تة قالوا يا‬
‫حسفرتنا على مفا فرطنفا فيهفا} وهذا الضميف يتمفل عوده على الياة‪ ,‬وعلى العمال وعلى الدار‬
‫الَخرة‪ ,‬أي ف أمرها‪ ,‬وقوله {وهم يملون أوزارهم على ظهورهم أل ساء ما يزرون} أي يملون‪,‬‬
‫وقال قتادة يعملون‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد الحر‪ ,‬عن عمرو‬
‫بن قيس‪ ,‬عن أب مرزوق‪ ,‬قال‪ :‬يستقبل الكافر أو الفاجر عند خروجه من قبه‪ ,‬كأقبح صورة رأيتها‪,‬‬
‫وأنت نه ريا‪ ,‬فيقول من أ نت ؟ فيقول أ َو مَا تعرف ن‪ ,‬فيقول‪ :‬ل وال‪ ,‬إل أن ال ق بح وج هك‪ ,‬وأن ت‬
‫ريك‪ ,‬فيقول‪ :‬أنا عملك البيث‪ ,‬هكذا كنت ف الدنيا خبيث العمل منتنه‪ ,‬فطالا ركبتن ف الدنيا‬
‫هلم أركبك‪ ,‬فهو قوله {وهم يملون أوزارهم على ظهورهم} الَية‪ ,‬وقال أسباط عن السدي أنه‬
‫قال‪ :‬ليس من رجل ظال يدخل قبه‪ ,‬إل جاءه رجل قبيح الوجه‪ ,‬أسود اللون‪ ,‬من ت الريح‪ ,‬وعليه‬
‫ثياب دنسة‪ ,‬حت يدخل معه قبه‪ ,‬فإذا رآه قال‪ :‬ما أقبح وجهك ؟ قال‪ :‬كذلك كان عملك قبيحا‪,‬‬

‫‪477‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬ما أنت ريك ؟ قال‪ :‬كذلك كان عملك منتنا‪ ,‬قال‪ :‬ما أدنس ثيابك ؟ قال‪ :‬فيقول‪ :‬إن عملك‬
‫كان دنسا‪ ,‬قال له‪ :‬من أنت ؟ قال‪ :‬عملك‪ ,‬قال‪ :‬فيكون معه ف قبه‪ ,‬فإذا بعث يوم القيامة قال له‪:‬‬
‫إن كنت أحلك ف الدنيا باللذات والشهوات‪ ,‬وأنت اليوم تملن‪ ,‬قال‪ :‬فيكب على ظهره‪ ,‬فيسوقه‬
‫حت يدخله النار‪ ,‬فذلك قوله {وهم يملون أوزارهم على ظهورهم أل ساء ما يزرون}‪ .‬وقوله {وما‬
‫الياة الدن يا إل ل عب ول و} أي إن ا غالب ها كذلك {وللدار الَخرة خ ي للذ ين يتقون أفل تعقلون}‪.‬‬

‫جحَدُو نَ *‬ ‫** َق ْد َنعْلَ مُ ِإنّ هُ َلَيحْ ُزنُ كَ الّذِي َيقُولُو نَ فَِإّنهُ مْ َل ُيكَ ّذبُونَ كَ وَلَـكِنّ الظّاِلمِيَ بِآيَا تِ اللّ ِه يَ ْ‬
‫صبَرُوْا عََل َى مَا كُ ّذبُوْا َوأُوذُواْ َحتّىَ َأتَاهُمْ نَصْ ُرنَا وَ َل ُمبَدّلَ ِلكَلِمَاتِ اللّهِ‬ ‫وََلقَدْ كُ ّذبَتْ رُسُ ٌل مّن َقبْلِكَ فَ َ‬
‫ضهُ مْ فَإِن ا ْستَ َط ْعتَ أَن تَْبَتغِ َي َنفَقا فِي‬ ‫وَلَقدْ جَآءَ َك مِن ّنبَإِ الْ ُمرْ سَلِيَ * َوإِن كَا نَ َكبُ َر عََليْ كَ ِإعْرَا ُ‬
‫ل َتكُونَ ّن مِ َن الْجَاهِلِيَ‬‫الرْ ضِ َأوْ سُلّما فِي ال سّمَآءِ َفَتأِْتَيهُ ْم بِآَي ٍة وََلوْ شَآءَ اللّ هُ لَجَ َم َعهُ ْم عَلَى الْهُدَىَ َف َ‬
‫ف ثُم فّ إِلَيْه فِ يُرْ َجعُون فَ‬ ‫فتَجِيبُ الّذِين فَ يَس فْ َمعُونَ وَالْ َم ْوتَ َى َيْبعَُثهُم فُ اللّه ُ‬ ‫* ِإنّمَفا يَس ْ‬
‫يقول تعال م سليا ل نبيه صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ف تكذ يب قو مه له ومالفت هم إياه { قد نعلم إ نه‬
‫ليحز نك الذي يقولون} أي قد أحط نا علما بتكذيب هم لك‪ ,‬وحز نك وتأ سفك علي هم‪ ,‬كقوله {فل‬
‫تذهب نفسك عليهم حسرات} كما قال تعال ف الَية الخرى {لعلك باخع نفسك أن ل يكونوا‬
‫مؤمنيف} {فلعلك باخفع نفسفك على آثارهفم إن ل يؤمنوا بذا الديفث أسففا} وقوله {فإنمف ل‬
‫يكذبونفك ولكفن الظاليف بآيات ال يحدون} أي ل يتهمونفك بالكذب فف نففس المفر {ولكفن‬
‫الظاليف بآيات ال يحدون} أي ولكنهفم يعاندون القف‪ ,‬ويدفعونفه بصفدورهم‪ ,‬كمفا قال سففيان‬
‫الثوري عن أ ب إ سحاق‪ ,‬عن ناج ية بن ك عب‪ ,‬عن علي‪ ,‬قال‪ :‬قال أ بو ج هل لل نب صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪ :‬إ نا ل نكذ بك‪ ,‬ول كن نكذب ما جئت به‪ ,‬فأنزل ال {فإن م ل يكذبو نك ول كن الظال ي‬
‫بآيات ال يحدون} ورواه الاكم من طريق إسرائيل عن أب إسحاق‪ ,‬ث قال‪ :‬صحيح على شرط‬
‫الشيخي ول يرجاه‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن الوزير الواسطي بكة‪ ,‬حدثنا بشر بن البشر‬
‫الواسطي‪ ,‬عن سلم بن مسكي‪ ,‬عن أب يزيد الدن‪ ,‬أن النب صلى ال عليه وسلم لقي أبا جهل‬
‫فصافحه‪ ,‬فقال له رجل‪ :‬أل أراك تصافح هذا الصاب ؟ فقال‪ :‬وال إن لعلم إنه لنب‪ ,‬ولكن مت كنا‬
‫لب ن ع بد مناف تبعا ؟ وتل أ بو يز يد {فإن م ل يكذبو نك ول كن الظال ي بآيات ال يحدون} وقال‬
‫أبو صال وقتادة‪ :‬يعلمون أنك رسول ال ويحدون‪ ,‬وذكر ممد بن إسحاق عن الزهري ف قصة أب‬

‫‪478‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جهل‪ ,‬حي جاء يستمع قراءة النب صلى ال عليه وسلم من الليل‪ ,‬هو وأبو سفيان صخر بن حرب‪,‬‬
‫والخنس بن شريق‪ ,‬ول يشعر أحد منهم بالَخر‪ ,‬فاستمعوها إل الصباح‪ ,‬فلما هجم الصبح تفرقوا‪,‬‬
‫فجمعتهم الطريق‪ ,‬فقال كل منهم للَخر‪ :‬ما جاء بك ؟ فذكر له ما جاء به‪ ,‬ث تعاهدوا أن ل يعودوا‬
‫ل ا يافون من علم شباب قر يش ب م‪ ,‬لئل يفتتنوا بجيئ هم‪ ,‬فل ما كا نت الليلة الثان ية جاء كل من هم‪,‬‬
‫ظنا أن صاحبيه ل ييئان‪ ,‬لا سبق من العهود‪ ,‬فلما أصبحوا جعتهم الطريق‪ ,‬فتلوموا ث تعاهدوا أن‬
‫ل يعودوا‪ ,‬فلما كانت الليلة الثالثة جاؤوا أيضا‪ ,‬فلما أصبحوا تعاهدوا أن ل يعودوا لثلها ث تفرقوا‪,‬‬
‫فل ما أصبح الخنس بن شر يق أ خذ عصاه‪ ,‬ث خرج ح ت أ تى أ با سفيان بن حرب ف بيته‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫أخبن يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سعت من ممد‪ ,‬قال‪ :‬يا أبا ثعلبة وال لقد سعت أشياء أعرفها‪,‬‬
‫وأعرف ما يراد با‪ ,‬وسعت أشياء ما عرفت معناها ول ما يراد با‪ ,‬قال الخنس‪ :‬وأنا والذي حلفت‬
‫به‪ ,‬ث خرج من عنده حت أتى أبا جهل‪ ,‬فدخل عليه بيته‪ ,‬فقال‪ :‬يا أبا الكم ما رأيك فيما سعت‬
‫من م مد ؟ قال‪ :‬ماذا سعت ؟ قال‪ :‬تنازع نا ن ن وب نو ع بد مناف الشرف‪ ,‬أطعموا فأطعم نا‪ ,‬وحلوا‬
‫فحمل نا‪ ,‬وأعطوا فأعطي نا‪ ,‬ح ت إذا تاثي نا على الر كب‪ ,‬وك نا كفر سي رهان‪ ,‬قالوا‪ :‬م نا نب يأت يه‬
‫الوحفي مفن السفماء فمتف ندرك هذه ؟ وال ل نؤمفن بفه أبدا ول نصفدقه‪ ,‬قال‪ :‬فقام عنفه الخنفس‬
‫وتركفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫وروى ابن جرير من طريق أسباط عن السدي ف قوله {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنم ل‬
‫يكذبونك ولكن الظالي بآيات ال يحدون} لا كان يوم بدر‪ ,‬قال الخنس بن شريق لبن زهرة‪ :‬يا‬
‫بن زهرة إن ممدا ابن أختكم فأنتم أحق من ذب عن ابن أخته‪ ,‬فإنه إن كان نبيا ل تقاتلوه اليوم‪,‬‬
‫وإن كان كاذبا كنتم أحق من كف عن ابن أخته‪ ,‬قفوا حت ألقى أبا الكم‪ ,‬فإن غلب ممد رجعتم‬
‫سالي‪ ,‬وإن غلب ممد‪ ,‬فإن قومكم ل يصنعوا بكم شيئا ف فيومئذ سي الخنس وكان اسه أبّ ف‬
‫فالتقى الخنس وأبو جهل‪ ,‬فخل الخنس بأب جهل فقال‪ :‬يا أبا الكم أخبن عن ممد أصادق هو‬
‫أم كاذب‪ ,‬فإنه ليس هاهنا من قريش غيي وغيك يستمع كلمنا ؟ فقال أبو جهل‪ :‬ويك وال إن‬
‫ممدا لصادق‪ ,‬وما كذب ممد قط‪ ,‬ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والسقاية والجابة والنبوة‪,‬‬
‫فماذا يكون لسفائر قريفش ؟ فذلك قوله {فإنمف ل يكذبونفك ولكفن الظاليف بآيات ال يحدون}‬
‫فآيات ال ممفففففففد صفففففففلى ال عليفففففففه وسفففففففلم‪.‬‬

‫‪479‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبوا على ما كذبوا وأوذوا حت أتاهم نصرنا} هذه تسلية‬
‫للنب صلى ال عليه وسلم وتعزية له‪ ,‬فيمن كذبه من قومه‪ ,‬وأمر له بالصب كما صب أولو العزم من‬
‫الرسل‪ ,‬ووعد له بالنصر كما نصروا‪ ,‬وبالظفر حت كانت لم العاقبة‪ ,‬بعد ما نالم من التكذيب من‬
‫قوم هم والذى البل يغ‪ ,‬ث جاء هم الن صر ف الدن يا ك ما ل م الن صر ف الَخرة‪ ,‬ولذا قال {ول مبدل‬
‫لكلمات ال} أي الت كتبها بالنصر ف الدنيا والَخرة لعباده الؤمني‪ ,‬كما قال {ولقد سبقت كلمتنا‬
‫لعبادنا الرسلي * إنم لم النصورون * وإن جندنا لم الغالبون} وقال تعال‪{ :‬كتب ال لغلب أنا‬
‫ور سلي إن ال قوي عز يز} وقوله {ول قد جاءك من ن بأ الر سلي} أي من خبهم‪ ,‬ك يف ن صروا‬
‫وأيدوا على من كذبم من قومهم‪ ,‬فلك فيهم أسوة وبم قدوة‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬وإن كان كب عليك‬
‫إعراضهم} أي إن كان شق عليك إعراضهم عنك {فإن استطعت أن تبتغي نفقا ف الرض أو سلما‬
‫ف السماء} قال علي بن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس‪ :‬النفق السرب‪ ,‬فتذهب فيه فتأتيهم بآية‪ ,‬أو تعل‬
‫لك سلما ف السماء‪ ,‬فتصعد فيه فتأتيهم بآية‪ ,‬أفضل ما آتيتهم به فافعل‪ ,‬وكذا قال قتادة والسدي‬
‫وغيها‪ .‬وقوله {ولو شاء ال لمعهم على الدى فل تكونن من الاهلي} كقوله تعال‪{ :‬ولو شاء‬
‫ربك لَمن من ف الرض كلهم جيعا} الَية‪ ,‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله {ولو‬
‫شاء ال لمع هم على الدى} قال‪ :‬إن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان يرص أن يؤ من جي عم‬
‫الناس‪ ,‬ويتابعوه على الدى‪ ,‬فأ خبه ال أ نه ل يؤ من إل من قد سبق له من ال ال سعادة ف الذ كر‬
‫الول‪ ,‬وقوله تعال {إن ا ي ستجيب الذ ين ي سمعون} أي إن ا ي ستجيب لدعائك يا م مد من ي سمع‬
‫الكلم ويعيفه ويفهمفه‪ ,‬كقوله {لينذر مفن كان حيا ويقف القول على الكافريفن}‪ .‬وقوله {والوتفى‬
‫يبعثهم ال ث إليه يرجعون} يعن بذلك الكفار‪ ,‬لنم موتى القلوب‪ ,‬فشبههم ال بأموات الجساد‪,‬‬
‫فقال {والوتفى يبعثهفم ال ثف إليفه يرجعون} وهذا مفن باب التهكفم بمف والزدراء عليهفم‪.‬‬

‫** وَقَالُواْ َلوْلَ نُ ّز َل عََليْ ِه آَي ٌة مّن ّربّهِ قُلْ إِ نّ اللّ هَ قَادِ ٌر عََلىَ أَن ُينَزّ ٍل آَي ًة وَلَـكِنّ أَ ْكثَ َرهُمْ لَ يَعَْلمُو نَ *‬
‫ب مِن َشيْ ٍء ثُمّ إَِلىَ‬ ‫جنَا َحيْهِ إِلّ ُأمَمٌ َأمْثَاُلكُمْ مّا فَ ّر ْطنَا فِي ال ِكتَا ِ‬
‫ض وَلَ طَائِ ٍر يَطِ ُي بِ َ‬‫َومَا مِن دَآّبةٍ فِي الرْ ِ‬
‫جعَلْ هُ‬
‫ت مَن يَشَإِ اللّ هُ يُضِْللْ ُه َومَن يَشَ ْأ يَ ْ‬
‫ص ّم َوبُكْ مٌ فِي الظّلُمَا ِ‬ ‫شرُو نَ * وَالّذِي نَ كَ ّذبُواْ بِآيَاِتنَا ُ‬ ‫َرّبهِ ْم يُحْ َ‬
‫فَتقِيمٍ‬‫ط مّسفففففففففففففففف ْ‬ ‫فرَا ٍ‬
‫عََلىَ صفففففففففففففففف ِ‬

‫‪480‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال مبفا عفن الشركيف‪ ,‬أنمف كانوا يقولون لول نزل عليفه آيفة مفن ربفه‪ ,‬أي خارق على‬
‫مقت ضى ما كانوا يريدون‪ ,‬وم ا يتعنتون كقول م {لن نؤ من لك ح ت تف جر ل نا من الرض ينبوعا}‬
‫الَيات { قل إن ال قادر على أن ينل آ ية ول كن أكثر هم ل يعلمون} أي هو تعال قادر على ذلك‪,‬‬
‫ولكن حكمته تعال تقتضي تأخي ذلك‪ ,‬لنه لو أنزل وفق ما طلبوا ث ل يؤمنوا‪ ,‬لعاجلهم بالعقوبة‬
‫ك ما ف عل بال مم ال سالفة‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و ما منع نا أن نر سل بالَيات إل أن كذب ب ا الولون‬
‫وآتينا ثود الناقة مبصرة فظلموا با وما نرسل بالَيات إل تويفا} وقال تعال‪{ :‬إن نشأ ننل عليهم‬
‫من السماء آية فظلت أعناقهم لا خاضعي}‪ .‬وقوله {وما من دابة ف الرض ول طائر يطي بناحيه‬
‫إل أمم أمثالكم} قال ماهد‪ :‬أي أصناف مصنفة تعرف بأسائها‪ .‬وقال قتادة‪ :‬الطي أمة‪ ,‬والنس أمة‪,‬‬
‫والنففف أمفففة‪ ,‬وقال السفففدي {إل أمفففم أمثالكفففم} أي خلق أمثالكفففم‪.‬‬
‫وقوله {ما فرطنا ف الكتاب من شيء} أي الميع علمهم عند ال‪ ,‬ول ينسى واحدا من جيعها‬
‫من رزقه وتدبيه‪ ,‬سواء كان بريا أو بريا‪ ,‬كقوله {وما من دابة ف الرض إل على ال رزقها ويعلم‬
‫مستقرها ومستودعها كل ف كتاب مبي} أي مفصح بأسائها وأعدادها ومظانا‪ ,‬وحاصر لركاتا‬
‫وسكناتا‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وكأين من دابة ل تمل رزقها ال يرزقها وإياكم وهو السميع العليم} وقد‬
‫قال الافظ أبو يعلى‪ ,‬حدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا عبيد بن واقد القيسي أبو عباد‪ ,‬حدثن ممد بن‬
‫عيسى بن كيسان‪ ,‬حدثنا ممد بن النكدر‪ ,‬عن جابر بن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬قل الراد ف سنة من سن‬
‫ع مر رضي ال عنه الت ول فيها‪ ,‬فسأل ع نه فلم يب بشيء‪ ,‬فاغ تم لذلك‪ ,‬فأرسل راكبا إل كذا‪,‬‬
‫وآخر إل الشام‪ ,‬وآخر إل العراق‪ ,‬يسأل هل رؤي من الراد شيء أم ل ؟ قال‪ :‬فأتاه الراكب الذي‬
‫من قبل اليمن بقبضة من جراد‪ ,‬فألقاها ب ي يديه‪ ,‬فل ما رآها كب ثلثا‪ ,‬ث قال‪ :‬سعت ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول «خلق ال عز وجل ألف أمة منها ستمائة ف البحر وأربعمائة ف الب وأول‬
‫شيء يهلك من هذه المم الراد فإذا هلكت تتابعت مثل النظام إذا قطع سلكه»‪ .‬وقوله {ث إل ربم‬
‫يشرون} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا سفيان عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس ف قوله {ث إل ربم يشرون} قال‪ :‬حشرها الوت‪ ,‬وكذا رواه ابن جرير من‬
‫طريق إسرائيل‪ ,‬عن سعيد عن مسروق‪ ,‬عن عكرمة عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬موت البهائم حشرها‪ ,‬وكذا‬
‫رواه العوف عنه‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬وروي عن ماهد والضحاك مثله‪( :‬والقول الثان) إن حشرها هو‬
‫يوم بعث ها يوم القيا مة‪ ,‬لقوله {وإذا الوحوش حشرت} وقال المام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن جع فر‪,‬‬

‫‪481‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا شعبة عن سليمان‪ ,‬عن منذر الثوري‪ ,‬عن أشياخ لم‪ ,‬عن أب ذر‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم رأى شات ي تنتطحان‪ ,‬فقال « يا أ با ذر هل تدري ف يم تنتطحان ؟» قال‪ :‬ل‪ ,‬قال «ل كن ال‬
‫يدري وسيقضي بينهما» ورواه عبد الرزاق‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عمن ذكره‪ ,‬عن أب ذر‪ ,‬قال‪:‬‬
‫بي نا ن ن ع ند ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬إذ انتط حت عنان‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪« :‬أتدرون ف يم انتطح تا ؟» قالوا‪ :‬ل ندري‪ ,‬قال «ل كن ال يدري وسيقضي بينه ما» رواه ا بن‬
‫جرير‪ ,‬ث رواه من طريق منذر الثوري‪ ,‬عن أب ذر‪ ,‬فذكره‪ ,‬وزاد‪ :‬قال أبو ذر‪ :‬ولقد تركنا رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم و ما يقلب طائر جناح يه ف ال سماء‪ ,‬إل ذ كر ل نا م نه علما‪ ,‬وقال ع بد ال بن‬
‫المام أحد ف مسند أب يه‪ :‬حدث ن عباس بن ممد‪ ,‬وأبو يي البزار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حجاج بن نصي‪,‬‬
‫حدثنا شعبة‪ ,‬عن العوام بن مراجم من بن قيس بن ثعلبة‪ ,‬عن أب عثمان النهدي‪ ,‬عن عثمان رضي‬
‫ال عنه‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إن الماء لتقتص من القرناء يوم القيامة» وقال عبد‬
‫الرزاق‪ :‬أخبنا مع مر‪ ,‬عن جعفر بن برقان‪ ,‬عن يز يد بن ال صم‪ ,‬عن أ ب هريرة‪ ,‬ف قوله {إل أ مم‬
‫أمثال كم ما فرط نا ف الكتاب من ش يء ث إل رب م يشرون} قال‪ :‬ي شر اللق كل هم يوم القيا مة‪,‬‬
‫البهائم والدواب والطي وكل شيء‪ ,‬فيبلغ من عدل ال يومئذ‪ ,‬أن يأخذ للجماء من القرناء‪ ,‬ث يقول‬
‫كو ن ترابا‪ ,‬فلذلك يقول الكا فر { يا ليت ن ك نت ترابا} و قد روي هذا مرفوعا ف حد يث ال صور‪.‬‬
‫وقوله {والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم ف الظلمات} أي مثلهم ف جهلهم‪ ,‬وقلة علمهم‪ ,‬وعدم‬
‫فهم هم‪ .‬كم ثل أ صم‪ ,‬و هو الذي ل ي سمع‪ ,‬أب كم و هو الذي ل يتكلم‪ ,‬و هو مع هذا ف ظلمات ل‬
‫يبصر‪ ,‬فكيف يهتدي مثل هذا إل الطريق‪ ,‬أو يرج ما هو فيه‪ ,‬كقوله {مثلهم كمثل الذي استوقد‬
‫نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب ال بنورهم وتركهم ف ظلمات ل يبصرون * صم بكم عمي فهم ل‬
‫يرجعون} وكما قال تعال‪{ :‬أو كظلمات ف بر لّي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب‬
‫ظلمات بعض ها فوق ب عض إذا أخرج يده ل ي كد يرا ها و من ل ي عل ال له نورا ف ما له من نور}‬
‫ولذا قال { من ي شأ ال يضلله و من ي شأ يعله على صراط م ستقيم} أي هو الت صرف ف خل قه ب ا‬
‫يشاء‪.‬‬

‫** ُقلْ أَ َرَأيُْتكُم إِ نْ َأتَاكُ ْم عَذَا بُ اللّ هِ َأوْ َأَتتْكُ ْم ال سّا َعةُ َأ َغيْرَ اللّ ِه تَ ْدعُو نَ إِن كُنتُ مْ صَادِِقيَ * بَلْ ِإيّا هُ‬
‫سوْ َن مَا تُشْرِكُو نَ * وََلقَدْ أَرْ سَلنَآ إَِلىَ ُأمَ ٍم مّن َقبْلِ كَ‬ ‫ف مَا تَ ْدعُو نَ إَِليْ هِ إِ ْن شَآ َء َوتَن َ‬ ‫تَ ْدعُو نَ َفَيكْشِ ُ‬

‫‪482‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫َسفتْ‬ ‫ْسفَا َتضَ ّرعُوْا وَلَـفكِن ق َ‬ ‫ُمف َبأ ُن‬ ‫ُونف * َفَلوْل ِإذْ جَآ َءه ْ‬
‫ُمف َيَتضَ ّرع َ‬ ‫ُمف بِاْلبَأْسفَآءِ وَالضّرّآءِ َلعَّله ْ‬‫َفأَخَ ْذنَاه ْ‬
‫حنَا عََلْيهِمْ َأْبوَابَ كُ ّل َشيْءٍ‬ ‫شيْطَانُ مَا كَانُواّ َيعْمَلُونَ * َفلَمّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ َفتَ ْ‬ ‫قُلُوُبهُ ْم وَ َزيّنَ َلهُمُ ال ّ‬
‫حمْدُ للّهِ‬
‫َحّتىَ ِإذَا َفرِحُوْا بِمَآ أُوُتوَاْ أَخَ ْذنَاهُ ْم َبغَْتةً فَإِذَا هُ ْم ّمبْلِسُونَ * َفقُطِعَ دَابِ ُر اْلقَوْمِ الّذِي َن ظَلَمُواْ وَالْ َ‬
‫رَبففففففففففففففففففّ الْعَالَمِيَفففففففففففففففففف‬
‫يب تعال أنه الفعّال ل ا يريد‪ ,‬التصرف ف خلقه با يشاء‪ ,‬وأنه ل معقب لكمه‪ ,‬ول يقدر أحد‬
‫على صرف حكمه عن خلقه‪ ,‬بل هو وحده ل شريك له‪ ,‬الذي إذا سئل ييب لن يشاء‪ ,‬ولذا قال‬
‫{قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب ال أو أتتكم الساعة} أي أتاكم هذا أو هذا {أغي ال تدعون إن كنتم‬
‫صادقي} أي ل تدعون غيه لعلم كم أَ نه ل يقدر أ حد على ر فع ذلك سواه‪ ,‬ولذا قال {إن كن تم‬
‫صادقي} أي ف اتاذ كم آل ة م عه { بل إياه تدعون فيك شف ما تدعون إل يه إن شاء وتن سون ما‬
‫تشركون} أي ف وقت الضرورة‪ ,‬ل تدعون أحدا سواه‪ ,‬وتذهب عنكم أصنامكم وأندادكم‪ ,‬كقوله‬
‫{وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه} الَية‪ ,‬وقوله {ولقد أرسلنا إل أمم من قبلك‬
‫فأخذنا هم بالبأ ساء} يع ن الف قر والض يق ف الع يش‪{ ,‬والضراء} و هي المراض وال سقام والَلم‪,‬‬
‫{لعلهم يتضرعون} أي يدعون ال ويتضرعون إليه ويشعون‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فلول إذ جاءهم بأسنا‬
‫تضرعوا} أي فهل إذ ابتليناهم بذلك‪ ,‬تضرعوا إلي نا وتسكنوا لدي نا‪ ,‬ول كن {ق ست قلوب م} أي ما‬
‫رقت ول خشعت {وزين لم الشيطان ما كانوا يعملون} أي من الشرك والعاندة والعاصي‪{ ,‬فلما‬
‫ن سوا ما ذكروا به} أي أعرضوا ع نه وتنا سوه‪ ,‬وجعلوه وراء ظهور هم‪{ ,‬فتح نا علي هم أبواب كل‬
‫شيء} أي فتحنا عليهم أبواب الرزق من كل ما يتارون‪ ,‬وهذا استدراج منه تعال وإملء لم‪ ,‬عياذا‬
‫بال من مكره‪ ,‬ولذا قال {حت إذا فرحوا با أوتوا} أي من الموال والولد والرزاق‪{ ,‬أخذناهم‬
‫بغتة} أي على غفلة‪{ ,‬فإذا هم مبلسون} أي آيسون من كل خي‪ ,‬قال الوالب عن ابن عباس‪ :‬البلس‬
‫الَيس‪ ,‬وقال السن البصري‪ :‬من وسع ال عليه فلم ير أنه يكر به‪ ,‬فل رأي له‪ ,‬ومن قتر عليه فلم ير‬
‫أنه ينظر له‪ ,‬فل رأي له‪ ,‬ث قرأ {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حت إذا فرحوا‬
‫با أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} قال‪ :‬مكر بالقوم ورب الكعبة‪ ,‬أعطوا حاجتهم ث أخذوا‪,‬‬
‫رواه ابن أب حات‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬بغت القوم أمر ال‪ ,‬وما أخذ ال قوما قط‪ ,‬إل عند سكرتم وغرتم‬
‫ونعمتهفم‪ ,‬فل تغتروا بال‪ ,‬فإنفه ل يغتفر بال إل القوم الفاسفقون‪ ,‬رواه ابفن أبف حاتف أيضا‪.‬‬

‫‪483‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال مالك عن الزهري {فتح نا علي هم أبواب كل ش يء} قال‪ :‬رخاء الدن يا وي سرها‪ ,‬و قد قال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن غيلن‪ ,‬حدثنا رشدين ف يعن ابن سعد أبا الجاج الهري ف عن حرملة‬
‫بن عمران‪ ,‬التجيب! عن عقبة بن مسلم‪ ,‬عن عقبة بن عامر‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إذا‬
‫رأيت ال يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يب فإنا هو استدراج» ث تل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حت إذا فرحوا با أوتوا أخذناهم‬
‫بغتة فإذا هم مبلسون} ورواه ابن جرير وابن أب حات من حديث حرملة وابن ليعة‪ ,‬عن عقبة بن‬
‫مسلم عن عقبة بن عامر به‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا عراك بن‬
‫خالد بن يزيد‪ ,‬حدثن أب عن إبراهيم بن أب عبلة‪ ,‬عن عبادة بن الصامت‪ ,‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليفه وسفلم كان يقول‪ :‬إذا أراد ال بقوم بقاء أو ناء رزقهفم القصفد والعفاف‪ ,‬وإذا أراد ال بقوم‬
‫اقتطاعا‪ ,‬فتح لم ف أو فتح عليهم ف باب خيانة‪{ ,‬حت إذا فرحوا با أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم‬
‫مبلسفون} كمفا قال {فقطفع دابر القوم الذيفن ظلموا والمفد ل رب العاليف} ورواه أحدف وغيه‪.‬‬

‫** ُقلْ أَ َرَأيْتُ مْ إِ نْ َأخَذَ اللّ هُ سَ ْم َعكُ ْم َوَأبْ صَارَكُ ْم وَ َختَ مَ عََلىَ ُقلُوبِكُ ْم مّ نْ إِلَـ ٌه غَيْرُ اللّ ِه َيأْتِيكُ ْم بِ هِ انْظُ ْر‬
‫ت ثُ ّم هُ ْم يَ صْدِفُونَ * ُقلْ أَ َرَأيَْتكُ مْ إِ نْ َأتَاكُ ْم عَذَا بُ اللّ ِه َب ْغَتةً َأوْ َجهْ َرةً هَلْ ُيهْلَ كُ‬ ‫َكيْ فَ نُ صَرّفُ ا َليَا ِ‬
‫إِلّ اْل َقوْ مُ الظّالِمُو نَ * َومَا ُنرْ سِ ُل الْ ُمرْ سَِليَ إِلّ ُمبَشّرِي َن َومُنذِرِي نَ فَ َم نْ آمَ َن َوأَ صَْلحَ َفلَ َخوْ فٌ عََلْيهِ مْ‬
‫فقُونَ‬ ‫ف بِمَفا كَانُواْ َيفْسفُ‬ ‫فهُ ُم اْلعَذَابفُ‬ ‫ف َيحْ َزنُونففَ * وَالّذِينففَ كَ ّذبُوْا بِآيَاتِنَفا يَمَسفّ‬ ‫وَلَ هُمفْ‬
‫يقول ال تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم قل لؤلء الكذبي العاندين {أرأيتم إن أخذ ال سعكم‬
‫وأب صاركم} أي سلبكم إيا ها ك ما أعطاكمو ها‪ .‬ك ما قال تعال‪ { :‬هو الذي أنشأ كم وج عل ل كم‬
‫السمع والبصار} الَية‪ ,‬ويتمل أن يكون هذا عبارة عن منع النتفاع بما‪ ,‬النتفاع الشرعي‪ ,‬ولذا‬
‫قال {وختم على قلوبكم} كما قال {أمّن يلك السمع والبصار} وقال {واعلموا أن ال يول بي‬
‫الرء وقلبه} وقوله {من إله غي ال يأتيكم به} أي هل أحد غ ي ال يقدر على رد ذلك إلي كم‪ ,‬إذا‬
‫سلبه ال من كم ل يقدر على ذلك أ حد سواه‪ ,‬ولذا قال {ان ظر ك يف ن صرف الَيات} أي نبين ها‬
‫ونوضح ها ونف سرها‪ ,‬دالة على أ نه ل إله إل ال‪ ,‬وأن ما يعبدون من دو نه با طل وضلل‪ { ,‬ث هم‬
‫يصدفون} أي ث هم مع هذا البيان‪ ,‬يصدفون أي يعرضون عن الق‪ ,‬ويصدون الناس عن اتباعه‪ ,‬قال‬
‫العوف عن ابن عباس‪ :‬يصدفون أي يعدلون‪ ,‬وقال ماهد وقتادة‪ :‬يعرضون‪ ,‬وقال السدي‪ :‬يصدون‪.‬‬

‫‪484‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب ال بغتة} أي وأنتم ل تشعرون به‪ ,‬حت بغتكم وفجأكم‪,‬‬
‫{أو جهرة} أي ظاهرا عيانا‪{ ,‬هل يهلك إل القوم الظالون} أي إنا كان ييط بالظالي أنفسهم‬
‫بالشرك بال‪ ,‬وينجوا الذين كانوا يعبدون ال وحده ل شريك له‪ ,‬فل خوف عليهم ول هم يزنون‪,‬‬
‫كقوله {الذيفن آمنوا ول يلبسفوا إيانمف بظلم} الَيفة‪ ,‬وقوله {ومفا نرسفل الرسفلي إل مبشريفن‬
‫ومنذرين} أي مبشرين عباد ال الؤمني باليات‪ ,‬ومنذرين من كفر بال النقمات والعقوبات‪ ,‬ولذا‬
‫قال {فمن آمن وأصلح} أي فمن آمن قلبه با جاؤوا به‪ ,‬وأصلح عمله باتباعه إياهم‪{ ,‬فل خوف‬
‫عليهم} أي بالنسبة لا يستقبلونه {ول هم يزنون } أي بالنسبة إل ما فاتم وتركوه وراء ظهورهم‬
‫من أمر الدنيا وصنيعها‪ ,‬ال وليهم فيما خلفوه‪ ,‬وحافظهم فيما تركوه‪ ,‬ث قال {والذين كذبوا بآياتنا‬
‫يسهم العذاب با كانوا يفسقون} أي ينال م العذاب‪ ,‬با كفروا با جاءت به الرسل‪ ,‬وخرجوا عن‬
‫أوامفففر ال وطاعتفففه‪ ,‬وارتكبوا مفففن مناهيفففه ومارمفففه وانتهاك حرماتفففه‪.‬‬

‫** قُل لّ أَقُولُ َلكُ ْم عِندِي َخزَآئِنُ اللّ ِه وَل أَعَْل ُم اْلغَيْبَ وَل أَقُولُ َلكُمْ ِإنّي مَلَكٌ إِنْ َأتّبِعُ إِ ّل مَا يُو َحىَ‬
‫ش ُر َواْ إَِلىَ َرّبهِ مْ‬
‫ل َتتَ َفكّرُو نَ * َوأَنذِ ْر بِ هِ الّذِي َن يَخَافُو نَ أَن يُحْ َ‬ ‫سَتوِي العْ َم َى وَاْلبَ صِيُ أََف َ‬ ‫إِلَ يّ قُ ْل هَ ْل يَ ْ‬
‫َليْ سَ َلهُ ْم مّن دُونِ ِه وَلِ يّ وَلَ َشفِي عٌ ّلعَّل ُه ْم َيّتقُو نَ * وَلَ تَ ْطرُ ِد الّذِي َن يَ ْدعُو نَ َرّبهُ ْم بِاْلغَدَا ِة وَالْعَشِ يّ‬
‫ك عََلْيهِ ْم مّن َشيْءٍ َفتَ ْطرُ َدهُمْ َفَتكُو َن مِنَ‬ ‫ك مِنْ حِسَاِبهِم مّن شَيْ ٍء َومَا مِنْ حِسَابِ َ‬ ‫يُرِيدُونَ وَ ْجهَ ُه مَا عََليْ َ‬
‫ضهُ مْ بَِبعْ ضٍ ّلَيقُول َواْ َأهَـؤُلءِ مَ نّ اللّ ُه عََلْيهِم مّن َبْينِنَآ أَلَيْ سَ اللّ ُه ِبأَعْلَ مَ‬ ‫الظّالِمِيَ * وَكَذَلِ كَ َفَتنّا َبعْ َ‬
‫لمٌ عََلْيكُ مْ َكتَ بَ َربّكُ ْم عََل َى َنفْ سِهِ ال ّرحْ َمةَ َأنّ هُ‬ ‫بِالشّاكِرِي نَ * َوإِذَا جَآءَ َك الّذِي َن ُي ْؤمِنُو نَ بِآيَاتِنَا َفقُلْ َس َ‬
‫ف َوأَصففَْلحَ َفأَنّهففُ َغفُورٌ ّرحِيمففٌ‬ ‫ف تَابففَ مِفن َبعْدِهفِ‬ ‫جهَاَل ٍة ثُمفّ‬ ‫فوَءًا بِ َ‬
‫مَفن عَمِلَ مِنكُمففْ سفُ‬
‫يقول ال تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم {قل ل أقول لكم عندي خزائن ال} أي لست أملكها‬
‫ول أت صرف في ها {ول أعلم الغ يب} أي ول أقول ل كم إ ن أعلم الغ يب‪ ,‬إن ا ذاك من علم ال عز‬
‫وجل‪ ,‬ول أطلع منه إل على ما أطلعن عليه‪{ ,‬ول أقول لكم إن ملك} أي ول أدعي أن ملك‪ ,‬إنا‬
‫أنا بشر من البشر‪ ,‬يوحى إلّ من ال عز وجل‪ ,‬شرفن بذلك وأنعم عل يّ به‪ ,‬ولذا قال {إن أتبع إل‬
‫ما يوحى إلّ} أي لست أخرج عنه قيد شب ول أدن منه‪{ ,‬قل هل يستوي العمى والبصي} أي‬
‫هل ي ستوي من ات بع ال ق وهدي إل يه‪ ,‬و من ضل ع نه فلم ين قد له‪{ ,‬أفل تتفكرون} وهذه كقوله‬
‫تعال‪{ :‬أف من يعلم أن ا أنزل إل يك من ر بك ال ق ك من هو أع مى إن ا يتذ كر أولو اللباب} وقوله‬

‫‪485‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وأنذر به الذين يافون أن يشروا إل ربم ليس لم من دونه ول ول شفيع} أي وأنذر بذا القرآن‬
‫يا ممد {الذين هم من خشية ربم مشفقون} {الذي يشون ربم ويافون سوء الساب} {الذي‬
‫يافون أن يشروا إل ربم} أي يوم القيامة {ليس لم} أي يومئذ {من دونه ول ول شفيع} أي ل‬
‫قريفب لمف ول شفيفع فيهفم‪ ,‬مفن عذابفه إن أراده بمف‪{ ,‬لعلهفم يتقون} أي أنذر هذا اليوم الذي ل‬
‫ل ينجيهم ال به يوم القيامة‬
‫حاكم فيه‪ ,‬إل ال عز وجل‪{ ,‬لعلهم يتقون} فيعملون ف هذه الدار‪ ,‬عم ً‬
‫من عذا به‪ ,‬ويضا عف ل م به الز يل من ثوا به‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ول تطرد الذ ين يدعون رب م بالغداة‬
‫والعشفي يريدون وجهفه} أي ل تبعفد هؤلء التصففي بذه الصففات عنفك‪ ,‬بفل اجعلهفم جلسفاءك‬
‫وأخ صاءك كقوله {وا صب نف سك مع الذ ين يدعون رب م بالغداة والع شي يريدون وج هه ول ت عد‬
‫عيناك عنهم تريد زينة الياة الدنيا‪ ,‬ول تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}‬
‫وقوله {يدعون ربمف} أي يعبدونفه ويسفألونه {بالغداة والعشفي} قال سفعيد بفن السفيب وماهفد‬
‫والسن وقتادة‪ :‬الراد به الصلة الكتوبة‪ ,‬وهذا كقوله {وقال ربكم ادعون أستجب لكم} أي أتقبل‬
‫منكم‪ .‬وقوله {يريدون وجهه} أي يريدون بذلك العمل وجه ال الكري‪ ,‬وهم ملصون فيما هم فيه‬
‫من العبادات والطاعات‪ ,‬وقوله {ما عليك من حسابم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء}‬
‫كقول نوح عليه السلم‪ :‬ف جواب الذين قالوا أنؤمن لك واتبعك الرذلون‪ ,‬قال‪:‬وما علمي با كانوا‬
‫يعملون إن ح سابم إل على ر ب لو تشعرون‪ ,‬أي إن ا ح سابم على ال عز و جل‪ ,‬ول يس عل يّ من‬
‫حسابم من شيء‪ ,‬كما أنه ليس عليهم من حساب من شيء‪ ,‬وقوله {فتطردهم فتكون من الظالي}‬
‫أي إن فعلت هذا والالة هذه‪ ,‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا أ سباط هو ا بن م مد‪ ,‬حدث ن أش عث عن‬
‫كردوس‪ ,‬عن ابن مسعود‪ :‬قال‪ :‬مر الل من قريش على رسول ال صلى ال عليه وسلم وعنده خباب‬
‫و صهيب وبلل وعمار‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا م مد‪ ,‬أرض يت بؤلء فنل في هم القرآن {وأنذر به الذ ين يافون‬
‫أن يشروا إل ربم ف إل قوله ف أليس ال بأعلم بالشاكرين} ورواه ابن جرير من طريق أشعث‪,‬‬
‫عن كردوس‪ ,‬عن ا بن م سعود‪ ,‬قال‪ :‬مرّ الل من قر يش بر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وعنده‬
‫صهيب وبلل وعمار وخباب وغي هم‪ ,‬من ضعفاء ال سلمي‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا م مد أرض يت بؤلء من‬
‫قومك ؟ أهؤلء الذين مَنّ ال عليهم من بيننا ؟ أنن نصي تبعا لؤلء ؟ اطردهم فلعلك إن طردتم أن‬
‫نتب عك‪ ,‬فنلت هذه الَ ية {ول تطرد الذ ين يدعون رب م بالغداة والع شي يريدون وج هه} {وكذلك‬
‫فتنا بعضهم ببعض} إل آخر الَية‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد بن يي بن سعيد القطان‪,‬‬

‫‪486‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا عمرو بن ممد العنقزي‪ ,‬حدثنا أسباط بن نصر‪ ,‬عن السدي عن أب سعيد الزدي ف وكان‬
‫قارى الزد ف عن أ ب الكنود‪ ,‬عن خباب‪ ,‬ف قول ال عز و جل‪{ :‬ول تطرد الذ ين يدعون رب م‬
‫بالغداة والعشي} قال جاء القرع بن حابس التميمي‪ ,‬وعيينة بن حصن الفزاري‪ ,‬فوجدوارسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬مع صهيب وبلل وعمار وخباب‪ ,‬قاعدا ف ناس من الضعفاء من الؤمن ي‪,‬‬
‫فلما رأوهم حول النب صلى ال عليه وسلم حقروهم ف نفر ف أصحابه فأتوه فخلوا به وقالوا‪ :‬إنا‬
‫نريد أن تعل لنا منك مل سا تعرف لنا به العرب فضلنا‪ ,‬فإن وفود العرب تأتيك فن ستحي أن ترانا‬
‫العرب مع هذه الع بد‪ ,‬فإذا ن ن جئناك فأقم هم ع نا‪ ,‬فإذا ن ن فرغ نا فاق عد مع هم إن شئت‪ ,‬قال‪:‬‬
‫«نعم»‪ ,‬قالوا‪ :‬فاكتب لنا عليك كتابا‪ ,‬قال‪ :‬فدعا بصحيفة ودعا عليا ليكتب ونن قعود ف ناحية‪,‬‬
‫فنل جبيفل فقال {ول تطرد الذيفن يدعون ربمف} الَيفة‪ ,‬فرمفى رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم‬
‫بالصحيفة من يده‪ ,‬ث دعانا فأتيناه‪ ,‬ورواه ابن جرير من حديث أسباط به‪ ,‬وهذا حديث غريب‪ ,‬فإن‬
‫هذه الَ ية مك ية‪ ,‬والقرع بن حا بس وعيي نة إن ا أ سلما ب عد الجرة بد هر‪ ,‬وقال سفيان الثوري عن‬
‫القدام بن شريح عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬قال سعد‪ :‬نزلت هذه الَية ف ستة من أصحاب النب صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ ,‬من هم ا بن م سعود‪ ,‬قال‪ :‬ك نا ن ستبق إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وند نو م نه‪ ,‬فقالت‬
‫قر يش‪ :‬تد ن هؤلء دون نا‪ ,‬فنلت {ول تطرد الذ ين يدعون رب م بالغداة والع شي} رواه الا كم ف‬
‫مستدركه من طريق سفيان‪ ,‬وقال‪ :‬على شرط الشيخي‪ ,‬وأخرجه ابن حبان ف صحيحه من طريق‬
‫فففففففففففه‪.‬‬ ‫فففففففففففح بف‬ ‫فففففففففففن شريف‬ ‫القدام بف‬
‫وقوله {وكذلك فت نا بعض هم بب عض} أي ابتلي نا واختب نا وامتح نا بب عض‪{ ,‬ليقولوا أهؤلء مَ نّ ال‬
‫علي هم من بين نا} وذلك أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬كان غالب من اتب عه ف أول بعث ته‪,‬‬
‫ضعفاء الناس من الرجال والنساء والعبيد والماء‪ ,‬ول يتبعه من الشراف إل قليل‪ ,‬كما قال قوم نوح‬
‫لنوح {و ما نراك اتب عك إل الذ ين هم أراذل نا بادي الرأي} الَ ية‪ ,‬وك ما سأل هر قل ملك الروم أ با‬
‫سففيان حيف سفأله عفن تلك السفائل‪ ,‬فقال له‪ :‬فأشراف الناس يتبعونفه أم ضعفاؤهفم ؟ فقال‪ :‬بفل‬
‫ضعفاؤهفم‪ ,‬فقال‪ :‬هفم أتباع الرسفل‪ ,‬والغرض أن مشركفي قريفش كانوا يسفخرون بنف آمفن مفن‬
‫ضعفائهم‪ ,‬ويعذبون من يقدرون عليه منهم‪ ,‬وكانوا يقولون‪ :‬أهؤلء مَ نّ ال عليهم من بيننا ؟ أي ما‬
‫كان ال ليهدي هؤلء إل اليف‪ ,‬لو كان مفا صفاروا إليفه خيا ويدعنفا‪ ,‬كقولمف {لو كان خيا مفا‬
‫سبقونا إليه} وكقوله تعال‪{ :‬وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقي‬

‫‪487‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خي مقاما وأحسن نديا} قال ال تعال ف جواب ذلك {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا‬
‫ورئيا} وقال ف جوابم حي قالوا‪{ :‬أهؤلء مَ نّ ال عليهم من بيننا أليس ال بأعلم بالشاكرين} أي‬
‫أليس هو أعلم بالشاكرين له‪ ,‬بأقوالم وأفعالم وضمائرهم‪ ,‬فيوفقهم ويهديهم سبل السلم‪ ,‬ويرجهم‬
‫من الظلمات إل النور بإذ نه‪ ,‬ويهدي هم إل صراط م ستقيم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬والذ ين جاهدوا في نا‬
‫لنهدينهم سبلنا وإن ال لع الحسني} وف الديث الصحيح‪« :‬إن ال ل ينظر إل صوركم ول إل‬
‫ألوان كم‪ ,‬ول كن ين ظر إل قلوب كم وأعمال كم» وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا القا سم‪ ,‬حدث نا ال سي‪ ,‬عن‬
‫حجاج‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬عن عكرمة ف قوله‪{ :‬وأنذر به الذين يافون أن يشروا إل ربم} الَية‪,‬‬
‫قال‪ :‬جاء عت بة بن ربي عة‪ ,‬وشي بة بن ربي عة‪ ,‬ومط عم بن عدي‪ ,‬والارث بن نو فل‪ ,‬وقر ظة بن ع بد‬
‫عمرو بن نوفل ف أشراف من بن عبد مناف‪ ,‬من أهل الكفر‪ ,‬إل أب طالب‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا أبا طالب لو‬
‫أن ابن أخيك ممدا يطرد عنه موالينا وحلفاءنا‪ ,‬فإنا هم عبيدنا وعتقاؤنا‪ ,‬كان أعظم ف صدورنا‪,‬‬
‫وأطوع له عندنا‪ ,‬وأدن لتباعنا إياه‪ ,‬وتصديقنا له‪ ,‬قال‪ :‬فأتى أبو طالب النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فحدثه بذلك‪ ,‬فقال عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬لو فعلت ذلك حت تنظر ما الذي يريدون‪ ,‬وإل‬
‫ما يصيون من قولم‪ ,‬فأنزل ال عز وجل هذه الَية {وأنذر به الذين يافون أن يشروا إل ربم}‬
‫إل قوله {أل يس ال بأعلم بالشاكر ين} قال‪ :‬وكانوا بللً وعمار بن يا سر و سالا مول أ ب حذي فة‬
‫وصبيحا مول أسيد‪ ,‬ومن اللفاء ابن مسعود والقداد بن عمرو ومسعود بن القارى‪ ,‬وواقد بن عبد‬
‫ال النظلي وعمرو بن ع بد عمرو‪ ,‬وذو الشمال ي‪ ,‬ومر ثد بن أ ب مر ثد‪ ,‬وأ بو مر ثد الغنوي حل يف‬
‫حزة بن عبفد الطلب‪ ,‬وأشباه هم مفن اللفاء‪ ,‬فنلت ف أئمفة الك فر مفن قريفش والوال واللفاء‪,‬‬
‫{وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلء مَ نّ ال عليهم من بيننا} الَية‪ ,‬فلما نزلت‪ ,‬أقبل عمر‬
‫رضي ال عنه‪ ,‬فأتى النب صلى ال عليه وسلم فاعتذر من مقالته‪ ,‬فأنزل ال عز وجل {وإذا جاءك‬
‫الذين يؤمنون بآياتنا} الَية‪ ,‬وقوله {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلم عليكم} أي فأكرمهم‬
‫بر ّد ال سلم علي هم‪ ,‬وبشر هم برح ة ال الوا سعة الشاملة ل م‪ ,‬ولذا قال {ك تب رب كم على نف سه‬
‫الرح ة} أي أوجب ها على نف سه الكري ة‪ ,‬تفضلً م نه وإح سانا وامتنانا‪{ ,‬أ نه من ع مل من كم سوءا‬
‫بهالة} قال بعض السلف‪ :‬كل من عصى ال فهو جاهل‪ ,‬وقال معتمر بن سليمان‪ :‬عن الكم بن‬
‫أبان بن عكرمة‪ ,‬ف قوله {من عمل منكم سوءا بهالة} قال‪ :‬الدنيا كلها جهالة‪ ,‬رواه ابن أب حات‬
‫{ث تاب من بعده وأصلح} أي رجع عما كان عليه من العاصي‪ ,‬وأقلع وعزم على أن ل يعود‪,‬‬

‫‪488‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأصلح العمل ف الستقبل‪{ ,‬فأنه غفور رحيم} قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر‪,‬‬
‫عن هام بن منبه‪ ,‬قال‪ :‬هذا ما حدثنا أبو هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لا قضى‬
‫ال اللق ك تب ف كتاب ف هو عنده فوق العرش‪ :‬إن رح ت غل بت غ ضب» أخرجاه ف ال صحيحي‪,‬‬
‫وهكذا رواه)العمش عن أب صال‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬ورواه موسى عن عقبة‪ :‬عن العرج‪ ,‬عن أب‬
‫هريرة‪ ,‬وكذا رواه الليث وغيه‪ ,‬عن م مد بن عجلن‪ ,‬عن أبيه عن أ ب هريرة‪ ,‬عن ال نب صلى ال‬
‫عليه وسلم بذلك‪ ,‬وقد روى ابن مردويه من طريق الكم بن أبان‪ :‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قال رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم «إذا فرغ ال مفن القضاء بيف اللق‪ ,‬أخرج كتابا مفن تتف‬
‫العرش‪ ,‬إن رح ت سبقت غ ضب‪ ,‬وأ نا أر حم الراح ي‪ ,‬فيق بض قب ضة أو قبضت ي‪ ,‬فيخرج من النار‬
‫خلقا ل يعملوا خيا‪ ,‬مكتوب بي أعينهم عتقاء ال» وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر‪ ,‬عن عاصم بن‬
‫سليمان‪ ,‬عن أب عثمان النهدي‪ ,‬عن سلمان ف قوله {كتب ربكم على نفسه الرحة} قال‪ :‬إنا ند‬
‫ف التوراة عطفت ي‪ ,‬أن ال خلق ال سموات والرض‪ ,‬وخلق مائة رح ة‪ ,‬أو ج عل مائة رح ة ق بل أن‬
‫يلق اللق‪ ,‬ث خلق اللق فوضع بينهم رحة واحدة‪ ,‬وأمسك عنده تسعا وتسعي رحة‪ ,‬قال‪ :‬فبها‬
‫يتراحون‪ ,‬وب ا يتعاطفون‪ ,‬وب ا يتباذلون‪ ,‬وب ا يتزاورون‪ ,‬وب ا ت ن النا قة‪ ,‬وب ا ت بح البقرة‪ ,‬وب ا تث غو‬
‫الشاة‪ ,‬وبا تتتابع الطي‪ ,‬وبا تتتابع اليتان ف البحر‪ ,‬فإذا كان يوم القيامة‪ ,‬جع ال تلك الرحة إل ما‬
‫عنده‪ ,‬ورح ته أف ضل وأو سع‪ ,‬و قد روي هذا مرفوعا من و جه آ خر‪ ,‬و سيأت كث ي من الحاد يث‬
‫الوافقة لذه عند قوله {ورحت وسعت كل شيء} وما يناسب هذه الَية من الحاديث أيضا‪ ,‬قوله‬
‫صفلى ال عليفه وسفلم لعاذ بفن جبفل‪« :‬أتدري مفا حفق ال على العباد ؟ أن يعبدوه ول يشركوا بفه‬
‫شيئا» ث قال‪ « :‬أتدري ما حق العباد على ال إذا هم فعلوا ذلك ؟ أن ل يعذب م» و قد رواه المام‬
‫أحدفف‪ :‬مففن طريففق كميففل بففن زياد‪ ,‬عففن أبفف هريرة رضففي ال عنففه‪.‬‬

‫ج ِرمِيَ * قُلْ ِإنّي ُنهِيتُ أَنْ َأ ْعبُ َد الّذِي َن تَ ْدعُونَ مِن دُونِ‬ ‫ستَبِيَ َسبِي ُل الْمُ ْ‬ ‫ك نفَصّ ُل الَيَاتِ وَِلتَ ْ‬ ‫** وَكَذَلِ َ‬
‫اللّ هِ قُلْ لّ َأّتبِ عُ َأ ْهوَآءَكُ مْ َقدْ ضََللْ تُ إِذا َومَآ َأنَ ْا مِ َن الْ ُم ْهتَدِي نَ * قُلْ ِإنّي عََلىَ بَّيَنةٍ مّن ّربّي وَكَ ّذْبتُم بِ هِ‬
‫ص الْحَ ّق َو ُهوَ َخيْ ُر اْلفَا صِِليَ * قُل ّلوْ أَ نّ عِندِي مَا‬ ‫حكْ مُ إِلّ للّ ِه َيقُ ّ‬ ‫جلُونَ بِ هِ إِ نِ الْ ُ‬
‫ستَعْ ِ‬
‫مَا عِندِي مَا تَ ْ‬
‫سَتعْجِلُو َن بِهِ َل ُقضِيَ المْ ُر َبْينِي َوَبْينَكُ ْم وَاللّهُ َأعْلَ ُم بِالظّالِمِيَ * َوعِندَ ُه َمفَاتِ ُح اْلغَيْبِ َل َيعْلَ ُمهَآ إِلّ ُهوَ‬
‫تَ ْ‬

‫‪489‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ض وَلَ َرطْ بٍ وَلَ‬
‫ط مِن وَرََقةٍ إِلّ َيعَْل ُمهَا وَلَ َحّبةٍ فِي ظُلُمَا تِ الرْ ِ‬
‫سقُ ُ‬
‫ح ِر َومَا تَ ْ‬
‫َويَعَْل ُم مَا فِي اْلبَ ّر وَاْلبَ ْ‬
‫ف ّمبِيٍفففففففف‬ ‫يَابِسففففففففٍ إِلّ فِففففففففي ِكتَابففففففف ٍ‬
‫يقول تعال‪ :‬وكما بيّنا ما تقدم بيانه من الجج والدلئل‪ ,‬على طريق الداية والرشاد وذم الجادلة‬
‫والعناد‪{ ,‬كذلك نفصل الَيات} أي الت يتاج الخاطبون إل بيانا‪{ ,‬ولتستبي سبيل الجرمي} أي‬
‫ولتظهر طريق الجرمي الخالفي للرسل‪ ,‬وقرىء {ولتستبي سبيل الجرمي} أي ولتستبي يا ممد‪,‬‬
‫أو يا ماطب سبيل الجرمي‪ ,‬وقوله {قل إن على بينة من رب} أي على بصية من شريعة ال الت‬
‫أوحاها ال إل {وكذبتم به} أي بالق الذي جاءن من ال {ما عندي ما تستعجلون به} أي من‬
‫العذاب {إن الكم إل ل} أي إنا يرجع أمر ذلك إل ال‪ ,‬إن شاء عجل لكم ما سألتموه من ذلك‪,‬‬
‫وإن شاء أنظر كم وأجل كم‪ ,‬ل ا له ف ذلك من الك مة العظي مة‪ ,‬ولذا قال {ي قص ال ق و هو خ ي‬
‫الفا صلي} أي و هو خ ي من ف صل القضا يا‪ ,‬وخ ي الفات ي ف ال كم ب ي عباده‪ ,‬وقوله { قل لو أن‬
‫عندي ما ت ستعجلون به لق ضي ال مر بي ن وبين كم} أي لو كان مر جع ذلك إل‪ ,‬لوق عت ل كم ما‬
‫ف ال مع ب ي هذه الَيفة وبيف ما ثبفت ف‬ ‫تسفتحقونه من ذلك‪ ,‬وال أعلم بالظاليف‪ ,‬فإن قيفل‪ :‬فم ا‬
‫الصحيحي‪ ,‬من طريق ابن وهب‪ ,‬عن يونس‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن عروة‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬أنا قالت لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال‪ :‬لقد لقيت‬
‫من قومك وكان أشد ما لقيت منه يوم العقبة‪ ,‬إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلل‪,‬‬
‫فلم يب ن إل ما أردت‪ ,‬فانطل قت وأ نا مهموم على وج هي‪ ,‬فلم أ ستفق إل بقرن الثعالب‪ ,‬فرف عت‬
‫رأسي‪ ,‬فإذا أنا بسحابة قد ظللتن‪ ,‬فنظرت فإذا فيها جبيل عليه السلم‪ ,‬فنادان فقال‪ :‬إن ال قد سع‬
‫قول قو مك لك‪ ,‬وما ردوا عليك‪ ,‬و قد بعث إل يك ملك البال‪ ,‬لتأمره با شئت فيهم‪ ,‬قال‪ :‬فنادان‬
‫ملك البال و سلم علي‪ ,‬ث قال‪ :‬يا م مد إن ال قد سع قول قو مك لك‪ ,‬و قد بعث ن ر بك إل يك‪,‬‬
‫لتأمرن بأمرك فيما شئت‪ ,‬إن شئت أطبقت عليهم الخشبي‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«بل أرجو أن يرج ال من أصلبم‪ ,‬من يعبد ال ل يشرك به شيئا» وهذا لفظ مسلم‪ ,‬فقد عرض‬
‫علي هم عذاب م وا ستئصالم‪ ,‬فا ستأن ب م‪ ,‬و سأل ل م التأخ ي‪ ,‬ل عل ال أن يرج من أ صلبم من ل‬
‫يشرك به شيئا‪ ,‬ف ما ال مع ب ي هذا وب ي قوله تعال ف هذه الَ ية الكري ة‪ { ,‬قل لو أن عندي ما‬
‫تستعجلون به لقضي المر بين وبينكم وال أعلم بالظالي} فالواب وال أعلم‪ ,‬أن هذه الَية دلت‪,‬‬
‫على أنه لوكان إليه وقوع العذاب‪ ,‬الذي يطلبونه حال طلبهم له‪ ,‬لوقعه بم‪ ,‬وأما الديث فليس فيه‬

‫‪490‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنم سألوه وقوع العذاب بم‪ ,‬بل عرض عليه ملك البال أنه إن شاء أطبق عليهم الخشبي‪ ,‬وها‬
‫جبل م كة اللذان يكتنفان ا جنوبا وشالً‪ ,‬فلهذا ا ستأن ب م و سأل الر فق ل م‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وعنده‬
‫مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو} قال البخاري‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن عبد ال‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن سعد‪,‬‬
‫عن ا بن شهاب عن سال بن ع بد ال‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬مفات يح‬
‫الغيب خس ل يعلمهن إل ال» {إن ال عنده علم الساعة‪ ,‬وينل الغيث‪ ,‬ويعلم ما ف الرحام‪ ,‬وما‬
‫تدري ن فس ماذا تك سب غدا‪ ,‬و ما تدري ن فس بأي أرض توت‪ ,‬إن ال عل يم خبي} و ف حد يث‬
‫عمر‪ :‬أن جبيل حي تبدى له ف صورة أعراب‪ ,‬فسأل عن اليان والسلم والحسان‪ ,‬فقال له النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فيما قاله له‪« :‬خس ل يعلمهن إل ال» ث قرأ {إن ال عنده علم الساعة} الَية‪.‬‬
‫وقوله {ويعلم ما ف الب والبحر} أي ميط علمه الكري بميع الوجودات‪ ,‬بريها وبريها‪ ,‬ل يفى‬
‫عل يه من ذلك ش يء‪ ,‬ول مثقال ذرة ف الرض ول ف ال سماء‪ ,‬و ما أح سن ما قال ال صرصري‪:‬‬
‫فل يفخففففففففى عليففففففففه الذر إماتراءى للنواظففففففففر أو توارى‬
‫وقوله {ومفا تسفقط مفن ورقفة إل يعلمهفا} أي ويعلم الركات حتف مفن المادات‪ ,‬فمفا ظنفك‬
‫باليوانات‪ ,‬ول سيما الكلفون من هم من جن هم وإن سهم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬يعلم خائ نة الع ي و ما‬
‫تفي الصدور}‪ .‬وقال ابن أب حات‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا السن بن الربيع‪ ,‬حدثنا أبو الحوص‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن مسروق‪ ,‬حدثنا حسان النمري‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬ف قوله {وما تسقط من ورقة إل يعلمها}‬
‫قال‪ :‬ما من شجرة ف بر ول ب ر إل وملك موكل ب ا‪ ,‬يكتب ما يسقط منها‪ ,‬رواه ابن أ ب حات‪,‬‬
‫وقوله {ول ح بة ف ظلمات الرض ول ر طب ول يا بس إل ف كتاب مبي} قال ا بن أ ب حا ت‪:‬‬
‫حدثنا عبد ال بن ممد بن عبد الرحن بن السور الزهري‪ ,‬حدثنا مالك بن سعي‪ ,‬حدثنا العمش‪,‬‬
‫عن يز يد بن أ ب زياد‪ ,‬عن ع بد ال بن الارث‪ ,‬قال‪ :‬ما ف الرض من شجرة ول مغرز إبرة‪ ,‬إل‬
‫وعليها ملك موكل‪ ,‬يأت ال بعلمها‪ ,‬رطوبتها إذا رطبت‪ ,‬ويبوستها إذا يبست‪ ,‬وكذا رواه ابن جرير‬
‫عن أب الطاب زياد بن عبد ال السان‪ ,‬عن مالك بن سعي به‪ .‬ث قال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن أب‬
‫حذيفة‪ ,‬حدثنا سفيان عن عمرو بن قيس‪ ,‬عن رجل‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬خلق‬
‫ال النون وهي الدواة‪ ,‬وخلق اللواح‪ ,‬فكتب فيها أمر الدنيا‪ ,‬حت ينقضي ما كان من خلق ملوق‪,‬‬
‫أو رزق حلل أو حرام‪ ,‬أو عمل بر أو فجور‪ ,‬وقرأ هذه الَية {وما تسقط من ورقة إل يعلمها} إل‬
‫آخر الَية‪ ,‬قال ممد بن إسحاق‪ :‬عن يي بن النضر‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬سعت عبد ال بن عمرو بن العاص‪,‬‬

‫‪491‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول‪ :‬إن تت الرض الثالثة وفوق الرابعة من الن‪ ,‬مالو أنم ظهروا‪ ,‬يعن لكم‪ ,‬ل تروا معهم نورا‬
‫على كل زاوية من زوايا الرض خات من خواتيم ال عز وجل‪ ,‬على كل خات ملك من اللئكة‪,‬‬
‫يبعففث ال عففز وجففل إليففه ففف كففل يوم ملكا مففن عنده أن احتفففظ بافف عندك‪.‬‬

‫** َو ُه َو الّذِي يََتوَفّاكُم بِالّليْ ِل َويَعَْل ُم مَا َجرَ ْحتُم بِالّنهَا ِر ثُ ّم يَْب َعثُكُ مْ فِي هِ ِلُي ْقضَىَ أَجَ ٌل مّ سَمّى ثُ مّ إَِليْ ِه‬
‫مَرْ ِج ُعكُ مْ ثُ ّم ُيَنبُّئكُم بِمَا كُنتُ ْم َتعْمَلُو نَ * وَ ُه َو اْلقَاهِرُ َفوْ قَ عِبَادِ هِ َويُرْ سِ ُل عََلْيكُم َحفَ َظةً َحّتىَ ِإذَا جَآءَ‬
‫حكْ ُم َوهُوَ‬ ‫ت َتوَّفتْ هُ رُ سُُلنَا َوهُ مْ َل ُيفَ ّرطُو نَ * ثُ مّ رُ ّد َواْ إَِلىَ اللّ ِه َموْ َلهُ ُم الْحَ قّ أَلَ لَ ُه الْ ُ‬
‫أَحَدَكُ ُم الْ َموْ ُ‬
‫فبِيَ‬ ‫ع الْحَاسففففففففففففففففف ِ‬ ‫أَسففففففففففففففففففْ َر ُ‬
‫يقول تعال إنه يتوف عباده ف منامهم بالليل‪ ,‬وهذا هو التوف الصغر‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إذ قال ال‬
‫يا عي سى إ ن متوف يك وراف عك إلّ} وقال تعال‪{ :‬وال يتو ف الن فس ح ي موت ا وال ت ل ت ت ف‬
‫منامها فيمسك الت قضى عليها الوت ويرسل الخرى إل أجل مسمىً} فذكر ف هذه الَية الوفاتي‬
‫الكبى والصغرى‪ ,‬وهكذا ذكر ف هذا القام‪ ,‬حكم الوفاتي الصغرى ث الكبى‪ ,‬فقال {وهو الذي‬
‫يتوفاكفم بالليفل ويعلم مفا جرحتفم بالنهار} أي ويعلم مفا كسفبتم مفن العمال بالنهار‪ ,‬وهذه جلة‬
‫معتر ضة دلت على إحا طة عل مه تعال بل قه ف ليل هم ونار هم‪ ,‬ف حال سكونم وحال حركت هم‪,‬‬
‫كما قال {سواء منكم من أس ّر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار} وكما‬
‫قال تعال‪{ :‬ومن رحته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه} أي ف الليل {ولتبتغوا من فضله} أي‬
‫ف النهار ك ما قال {وجعل نا الل يل لبا سا وجعل نا النهار معاشا} ولذا قال تعال هه نا {و هو الذي‬
‫يتوفا كم بالل يل ويعلم ما جرح تم بالنهار} أي ما ك سبتم من العمال ف يه { ث يبعث كم ف يه} أي ف‬
‫النهار‪ ,‬قاله ماهد وقتادة والسدي‪ ,‬وقال ابن جريج‪ :‬عن عبد ال بن كثي‪ ,‬أي ف النام والول أظهر‪,‬‬
‫وقد روى ابن مردويه بسند‪ :‬عن الضحاك‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬مع‬
‫كل إنسان ملك إذا نام أخذ نفسه ويرده إليه‪ ,‬فإن أذن ال ف قبض روحه قبضه وإل رد إليه» فذلك‬
‫قوله‪{ :‬وهفففففففففو الذي يتوفاكفففففففففم بالليفففففففففل}‪.‬‬
‫وقوله {ليق ضى أ جل م سمى} يع ن به أ جل كل وا حد من الناس‪ { ,‬ث إل يه مرجع كم} أي يوم‬
‫القيا مة { ث ينبئ كم} أي في خبكم {ب ا كن تم تعملون} أي ويزي كم على ذلك إن خيا فخ ي وإن‬
‫شرا ف شر‪ ,‬وقوله {و هو القا هر فوق عباده} أي و هو الذي ق هر كل ش يء وخ ضع للله وعظم ته‬

‫‪492‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و كبيائه كل ش يء‪{ ,‬وير سل علي كم حف ظة} أي من اللئ كة يفظون بدن الن سان‪ ,‬كقوله {له‬
‫معقبات من بي يديه ومن خلفه يفظونه من أمر ال} وحفظة يفظون عمله ويصونه كقوله {وإ نّ‬
‫عليكم لافظي} الَية وكقوله {عن اليم ي وعن الشمال قع يد * ما يل فظ من قول إل لد يه رقيب‬
‫عتيد} وقوله {إذ يتلقى التلقيان} الَية وقوله {حت إذا جاء أحدكم الوت} أي احتضر وحان أجله‬
‫{توف ته ر سلنا} أي ملئ كة موكلون بذلك‪ ,‬قال ا بن عباس وغ ي وا حد‪ :‬للك الوت أعوان من‬
‫اللئ كة‪ ,‬يرجون الروح من ال سد فيقبض ها ملك الوت إذا انت هت إل اللقوم‪ ,‬و سيأت ع ند قوله‬
‫تعال‪{ :‬يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت} الحاديث التعلقة بذلك الشاهدة لذا الروي عن ابن‬
‫عباس وغيه بال صحة‪ ,‬وقوله {و هم ل يفرطون} أي ف ح فظ روح التو ف‪ ,‬بل يفظون ا وينلون ا‬
‫حيث شاء ال عز وجل‪ ,‬إن كان من البرار ففي عليي‪ ,‬وإن كان من الفجار ففي سجي‪ ,‬عياذا بال‬
‫من ذلك‪ ,‬وقوله {ث ردوا إل ال مولهم ال ق} قال ا بن جرير‪{ :‬ث ردوا} يعن اللئكة {إل ال‬
‫مول هم ال ق} ونذ كر هاه نا الد يث الذي رواه المام أح د ح يث قال‪ :‬حدث نا ح سي بن م مد‪,‬‬
‫حدثنا ابن أب ذئب‪ ,‬عن ممد بن عمرو بن عطاء‪ ,‬عن سعيد بن يسار‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬إن اليت تضره اللئكة فإذا كان الرجل الصال‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت ف السد الطيب‪ ,‬اخرجي حيدة وأبشري بروح وريان ورب غي‬
‫غضبان‪ ,‬فل تزال يقال ل ا ذلك ح ت ترج‪ ,‬ث يعرج ب ا إل ال سماء‪ ,‬في ستفتح ل ا فيقال من هذا ؟‬
‫فيقال فلن‪ ,‬فيقال مرحبا بالنففس الطيبفة‪ ,‬كانفت فف السفد الطيفب‪ ,‬ادخلي حيدة وأبشري بروح‬
‫وريان ورب غي غضبان‪ ,‬فل تزال يقال لا ذلك حت ينتهى با إل السماء الت فيها ال عز وجل‪,‬‬
‫وإذا كان الرجل السوء‪ ,‬قالوا‪ :‬اخرجي أيتها النفس البيثة كانت ف السد البيث‪ ,‬اخرجي ذميمة‬
‫وأبشري بميم وغساق‪ ,‬وآخر من شكله أزواج‪ ,‬فل تزال يقال لا ذلك حت ترج‪ ,‬ث يعرج با إل‬
‫السماء‪ ,‬فيستفتح لا فيقال‪ :‬من هذا ؟ فيقال‪ :‬فلن‪ ,‬فيقال‪ :‬ل مرحبا بالنفس البيثة كانت ف السد‬
‫البيث‪ ,‬ارجعي ذميمة فإنه ل يفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ث تصي إل القب‪ ,‬فيجلس‬
‫الرجل الصال‪ ,‬فيقال له مثل ما قيل ف الديث الول‪ ,‬ويلس الرجل السوء‪ ,‬فيقال له مثل ما قيل ف‬
‫الديث الثان» هذا حديث غريب‪ ,‬ويتمل أن يكون الراد بقوله { ث ردوا} يعن اللئق كلهم إل‬
‫ال يوم القيا مة‪ ,‬فيح كم في هم بعدله‪ ,‬ك ما قال { قل إن الوّل ي والَخر ين لجموعون إل ميقات يوم‬
‫معلوم} وقال {وحشرناهفم فلم نغادر منهفم أحدا} إل قوله {ول يظلم ربفك أحدا} ولذا قال‬

‫‪493‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{مولهفففم القففف أل له الكفففم وهفففو أسفففرع الاسفففبي}‪.‬‬

‫ت الْبَ ّر وَاْلبَحْرِ تَ ْدعُونَ هُ َتضَرّعا وَ ُخ ْفَيةً ّلئِ نْ أَنَانَا مِ ْن هَـ ِذهِ َلنَكُونَ ّن مِ َن‬
‫** ُق ْل مَن ُينَجّيكُ ْم مّن ظُلُمَا ِ‬
‫شرِكُو نَ * قُ ْل ُهوَ الْقَا ِد ُر عََلىَ أَن َيبْعَ ثَ‬ ‫ب ثُ مّ أَنتُ ْم تُ ْ‬
‫الشّاكِرِي نَ * قُلِ اللّ ُه ُينَجّيكُ ْم ّمْنهَا َومِن كُلّ كَرْ ٍ‬
‫س َبعْ ضٍ انْظُرْ‬ ‫ضكُ ْم َبأْ َ‬ ‫سكُ ْم ِشيَعا َويُذِي قَ َب ْع َ‬ ‫عََليْكُ ْم عَذَابا مّن َفوِْقكُ مْ َأ ْو مِن تَحْ تِ أَرْجُِلكُ مْ َأوْ يَ ْلبِ َ‬
‫ف َي ْف َقهُونففففففَ‬ ‫ف نُصففففففَرّفُ ا َليَاتففففففِ َلعَّلهُمففففف ْ‬ ‫َكيْفففففف َ‬
‫يقول تعال متنا على عباده‪ ,‬ف إنائه الضطرين منهم من ظلمات الب والبحر‪ ,‬أي الائرين الواقعي‬
‫ف الهامه البية‪ ,‬وف اللجج البحرية‪ ,‬إذا هاجت الرياح العاصفة‪ ,‬فحينئذ يفردون الدعاء له وحده ل‬
‫شر يك له‪ ,‬كقوله {وإذا م سكم ال ضر ف الب حر ضل من تدعون إل إياه} الَ ية‪ ,‬وقوله { هو الذي‬
‫يسيكم ف الب والبحر حت إذا كنتم ف الفلك وجرين بم بريح طيبة وفرحوا با جاءتا ريح عاصف‬
‫وجاء هم الوج من كل مكان وظنوا أن م أح يط ب م دعوا ال مل صي له الد ين لئن أنيت نا من هذه‬
‫لنكونن من الشاكرين} الَية‪ ,‬وقوله {أمّن يهديكم ف ظلمات الب والبحر ومن يرسل الرياح بشرا‬
‫ب ي يدي رح ته أإله مع ال تعال ع ما يشركون} وقال ف هذه الَ ية الكري ة { قل من ينجي كم من‬
‫ظلمات الب والبحفر تدعونفه تضرعا وخفيفة} أي جهرا وسفرا {لئن أنانفا} أي مفن هذه الضائقفة‬
‫{لنكونن من الشاكرين} أي بعدها قال ال {قل ال ينجيكم منها ومن كل كرب ث أنتم تشركون}‬
‫أي تدعون معه ف حال الرفاهية آلة أخرى‪ ,‬وقوله {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من‬
‫فوق كم أو من ت ت أرجل كم} ل ا قال ث أن تم تشركون‪ ,‬عق به بقوله { قل هو القادر على أن يب عث‬
‫علي كم عذابا} أي ب عد إنائه إيا كم‪ ,‬كقوله ف سورة سبحان {رب كم الذي يز جي ل كم الفلك ف‬
‫البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه فلما‬
‫نا كم إل الب أعرض تم وكان الن سان كفورا‪ .‬أفأمن تم أن ي سف ب كم جا نب الب أو ير سل علي كم‬
‫حاصبا ث ل تدوا لكم وكيلً أم أمن تم أن يعيد كم فيه تارة أخرى في سل علي كم قا صفا من الر يح‬
‫فيغرقكم با كفرت ث ل تدوا لكم علينا به تبيعا} قال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن مسلم بن إبراهيم‪,‬‬
‫حدث نا هارون العور‪ ,‬عن جع فر بن سليمان‪ ,‬عن ال سن ف قوله { قل هو القادر على أن يب عث‬
‫عليكم عذابا من فوقكم أو من تت أرجلكم} قال‪ :‬هذه للمشركي‪ .‬وقال ابن أب نيح عن ماهد‪,‬‬
‫ف قوله { قل هو القادر على أن يب عث علي كم عذابا من فوق كم أو من ت ت أرجل كم} ل مة م مد‬

‫‪494‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عل يه و سلم وع فا عن هم‪ ,‬ونذ كر ه نا الحاد يث‪ ,‬الواردة ف ذلك والَثار‪ ,‬وبال ال ستعان‬
‫وعليفففففففففففه التكلن وبفففففففففففه الثقفففففففففففة‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال تعال ف قوله تعال‪{ :‬قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم‬
‫أو من تت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الَيات لعلهم‬
‫يفقهون} يلبسكم يلطكم من اللتباس‪ ,‬يلبسوا يلطوا شيعا فرقا‪ ,‬حدثنا أبو النعمان‪ ,‬حدثنا حاد بن‬
‫ز يد‪ ,‬عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن جابر بن ع بد ال‪ ,‬قال‪ :‬ل ا نزلت هذه الَ ية { قل هو القادر على أن‬
‫يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أعوذ بوجهك» {أو من تت‬
‫أرجلكم} قال «أعوذ بوجهك» {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «هذه أهون ف أو أيسر» وهكذا رواه أيضا ف كتاب التوحيد‪ ,‬عن قتيبة عن حاد به‪,‬‬
‫ورواه النسائي أيضا ف التفسي عن قتيبة‪ ,‬وممد بن النضر بن مساور‪ ,‬ويي بن حبيب بن عدي‪,‬‬
‫أربعتهم عن حاد بن زيد به‪ ,‬وقد رواه الميدي ف مسنده عن سفيان بن عيينة‪ ,‬عن عمرو بن دينار‪,‬‬
‫سع جابرا عن النب صلى ال عليه وسلم به‪ .‬ورواه ابن حبان ف صحيحه‪ ,‬عن أب يعلى الوصلي‪ ,‬عن‬
‫أب خيثمة‪ ,‬عن سفيان بن عيينة به‪ ,‬ورواه ابن جرير ف تفسيه‪ ,‬عن أحد بن الوليد القرشي‪ ,‬وسعيد‬
‫بن الربيع‪ ,‬وسفيان بن وكيع‪ ,‬كلهم عن سفيان بن عيينة به‪ ,‬ورواه أبو بكر بن مردويه‪ ,‬من حديث‬
‫آدم بن أب إياس ويي بن عبد الميد‪ ,‬وعاصم بن علي‪ ,‬عن سفيان بن عيينة به‪ ,‬ورواه سعيد بن‬
‫منصفففور‪ ,‬عفففن حاد بفففن زيفففد‪ ,‬كلهاففف عفففن عمرو بفففن دينار بفففه‪.‬‬
‫(طريق آخر) ف قال الافظ أبو بكر بن مردويه ف تفسيه‪ :‬حدثنا سليمان بن أحد‪ ,‬حدثنا مقدام‬
‫بن داود‪ ,‬حدثنا عبد ال بن يوسف‪ ,‬حدثنا عبد ال بن ليعة‪ ,‬عن خالد بن يزيد‪ ,‬عن أب الزبي‪ ,‬عن‬
‫جابر‪ ,‬قال‪ :‬لا نزلت {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «أعوذ بال من ذلك» {أو من تت أرجلكم} قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«أعوذ بال من ذلك» {أو يلبسكم شيعا} قال «هذا أيسر» ولو استعاذه لعاذه‪ .‬ويتعلق بذه الَية‪,‬‬
‫أحاديث كثية (أحدها) قال المام أحد بن حنبل ف مسنده‪ ,‬حدثنا أبو اليمان‪ ,‬حدثنا أبو بكر يعن‬
‫ابن أب مري‪ ,‬عن راشد هو ابن سعد القرائي‪ ,‬عن سعد بن أب وقاص‪ ,‬قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم عن هذه الَ ية { قل هو القادر على أن يب عث علي كم عذابا من فوق كم أو من ت ت‬

‫‪495‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أرجلكم} فقال «أما إنا كائنة ول يأت تأويلها بعد» وأخرجه الترمذي عن السن بن عرفة‪ ,‬عن‬
‫إسفاعيل بفن عياش‪ ,‬عفن أبف بكفر بفن أبف مريف بفه‪ ,‬ثف قال هذا حديفث غريفب‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا يعلى هو ابن عبيد‪ ,‬حدثنا عثمان بن حكيم‪ ,‬عن عامر بن‬
‫سعيد بن أب وقاص‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬أقبلنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حت مررنا على مسجد‬
‫بن معاوية‪ ,‬فدخل فصلى ركعتي‪ ,‬فصلينا معه‪ ,‬فناجى ربه عز وجل طويلً ث قال «سألت رب ثلثا‪:‬‬
‫سألته أن ل يهلك أم ت بالغرق فأعطاني ها‪ ,‬و سألته أن ل يهلك أم ت بال سنة فأعطاني ها‪ ,‬و سألته أن ل‬
‫يعل بأسهم بينهم فمنعنيها» انفرد بإخراجه مسلم‪ ,‬فرواه ف كتاب الفت‪ ,‬عن أب بكر بن أب شيبة‪,‬‬
‫عن ممد بن عبد ال بن ني‪ ,‬كلها عن عبد ال بن ني‪ ,‬وعن ممد بن يي بن أب عمرو‪ ,‬عن‬
‫مروان بفففن معاويفففة‪ ,‬كلهاففف عفففن عثمان بفففن حكيفففم بفففه‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬قرأت على عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬عن مالك‪ ,‬عن عبد ال بن‬
‫عبد ال بن جابر بن عتيك‪ ,‬عن جابر بن عتيك‪ ,‬أنه قال‪ :‬جاءنا عبد ال بن عمر ف حرة بن معاوية‬
‫ف قر ية من قرى الن صار ف فقال ل‪ :‬هل تدري أ ين صلى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف‬
‫مسجدكم هذا ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ,‬فأشرت إل ناحية منه‪ ,‬فقال‪ :‬هل تدري ما الثلث الت دعاهن فيه ؟‬
‫فقلت‪ :‬نعم‪ ,‬فقال‪ :‬أخبن بن‪ ,‬فقلت‪ :‬دعا أن ل يظهر عليهم عدوا من غيهم‪ ,‬ول يهلكهم بالسني‬
‫فأعطيهما‪ :‬ودعا بأن ل يعل بأسهم بينهم فمنعها‪ ,‬قال‪ :‬صدقت فل يزال الرج إل يوم القيامة‪ .‬ليس‬
‫هففو ففف شيففء مففن الكتففب السففتة‪ ,‬إسففناده جيففد قوي‪ ,‬ول المففد والنففة‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال ممد بن إسحاق‪ :‬عن حكيم بن عباد‪ ,‬عن خصيف‪ ,‬عن عبادة بن حنيف‪,‬‬
‫عن علي بن عبد الرحن‪ ,‬أخبن حذيفة بن اليمان‪ ,‬قال‪ :‬خرجت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫إل حرة بن معاوية‪ ,‬قال‪ :‬فصلى ثان ركعات فأطال فيهن‪ ,‬ث التفت إل فقال «حبستك يا حذيفة»‬
‫قلت ال ورسوله أعلم‪ ,‬قال «إ ن سألت ال ثلثا فأعطا ن اثنتي ومنع ن واحدة‪ :‬سألته أن ل ي سلط‬
‫على أمت عدوا من غيهم فأعطان‪ ,‬وسألته أن ل يهلكهم بغرق فأعطان‪ ,‬وسألته أن ل يعل بأسهم‬
‫بينهففم فمنعنفف»‪ ,‬رواه ابففن مردويففه مففن حديففث ممففد بففن إسففحاق‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبيدة بن حيد‪ ,‬حدثن سليمان بن العمش‪ ,‬عن رجاء‬
‫النصاري‪ ,‬عن عبد ال بن شداد‪ ,‬عن معاذ بن جبل رضي ال عنه‪ ,‬قال أتيت رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم فق يل ل‪ :‬خرج ق بل‪ ,‬قال‪ :‬فجعلت ل أ مر بأ حد إل قال‪ :‬مر ق بل‪ ,‬ح ت مررت فوجد ته‬

‫‪496‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قائما يصلي‪ ,‬قال‪ :‬فجئت حت قمت خلفه‪ ,‬قال‪ :‬فأطال الصلة‪ ,‬فلما قضى صلته قلت‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ ,‬قد صليت صلة طويلة‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن صليت صلة رغبة ورهبة‪,‬‬
‫إن سألت ال عز وجل ثلثا‪ ,‬فأعطان اثنتي ومنعن واحدة‪ :‬سألته أن ل يهلك أمت غرقا فأعطان‪,‬‬
‫وسألته أن ل يظهر عليهم عدوا ليس منهم فأعطانيها‪ ,‬وسألته أن ل يعل بأسهم بينهم فردها علي»‬
‫ورواه ابن ماجه ف الفت عن ممد بن عبد ال بن ني‪ ,‬وعلي بن ممد‪ ,‬كلها عن أب معاوية‪ ,‬عن‬
‫العمش به‪ ,‬ورواه ابن مردويه‪ :‬من حديث أب عوانة‪ ,‬عن عبد ال بن عمي‪ ,‬عن عبد الرحن بن أب‬
‫ليلى‪ ,‬عففن معاذ بففن جبففل‪ ,‬عففن النففب صففلى ال عليففه وسففلم بثله أو نوه‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا هارون بن معروف‪ ,‬حدثنا عبد ال بن وهب أخبن‬
‫عمرو بن الارث‪ ,‬عن بكي بن الشج‪ ,‬أن الضحاك بن عبد ال القرشي حدثه‪ ,‬عن أنس بن مالك‪,‬‬
‫أ نه قال‪ :‬رأ يت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف سفر‪ ,‬صلى سبحة الض حى ثا ن ركعات‪ ,‬فل ما‬
‫ان صرف‪ ,‬قال «إ ن صليت صلة رغ بة وره بة‪ ,‬و سألت ر ب ثلثا‪ ,‬فأعطا ن اثنت ي ومنع ن واحدة‪:‬‬
‫سألته أن ل يبتلي أمت بالسني ففعل‪ ,‬وسألته أن ل يظهر عليهم عدوهم ففعل‪ ,‬وسألته أن ل يلبسهم‬
‫شيعا فأبف علي»‪ ,‬ورواه النسفائي فف الصفلة عفن ممفد بفن سفلمة‪ ,‬عفن ابفن وهفب بفه‪.‬‬
‫(حد يث آ خر) ف قال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو اليمان‪ ,‬أخب نا شع يب بن أ ب حزة‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫الزهري‪ ,‬حدثن عبد ال بن عبد ال بن الارث بن نوفل‪ ,‬عن عبد ال بن خباب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬خباب بن‬
‫الرت مول ب ن زهرة‪ ,‬وكان قد ش هد بدرا مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬أ نه قال‪ :‬واف يت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ليلة صلها كلها‪ ,‬حت كان مع الفجر‪ ,‬فسلم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم من صلته‪ ,‬فقلت‪ :‬يا رسول ال لقد صليت الليلة صلة ما رأيتك صليت مثلها‪ ,‬فقال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أ جل إن ا صلة ر غب ور هب‪ ,‬سألت ر ب عز و جل في ها ثلث‬
‫خ صال‪ ,‬فأعطا ن اثنت ي ومنع ن واحدة‪ ,‬سألت ر ب عز و جل أن ل يهلك نا ب ا أهلك به ال مم قبل نا‬
‫فأعطانيها‪ ,‬وسألت رب عز وجل أن ل يظهر علينا عدوا من غينا فأعطانيها‪ ,‬وسألت رب عز وجل‬
‫أن ل يلبسنا شيعا فمنعنيها» ورواه النسائي‪ :‬من حديث شعيب بن أب حزة به‪ .‬ومن وجه آخر وابن‬
‫حبان ف صحيحه بإ سناديهما‪ ,‬عن صال بن كي سان والترمذي‪ ,‬ف الف ت‪ ,‬من حد يث النعمان بن‬
‫راشففففد‪ ,‬كلهافففف عففففن الزهري بففففه‪ ,‬وقال‪ :‬حسففففن صففففحيح‪.‬‬

‫‪497‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) ف قال أبو جعفر بن جرير ف تفسيه‪ :‬حدثن زياد بن عبد ال الزن‪ ,‬حدثنا مروان‬
‫بن معاوية الفزاري‪ ,‬حدثنا أبو مالك‪ ,‬حدثن نافع بن خالد الزاعي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬صلى صلة خفيفة تامة الركوع والسجود‪ ,‬فقال «قد كانت صلة رغبة ورهبة‪ ,‬سألت ال‬
‫عز وجل فيها ثلثا أعطان اثنتي ومنعن واحدة‪ :‬سألت ال أن ل يصيبكم بعذاب أصاب به من كان‬
‫قبلكم فأعطانيها‪ ,‬وسألت ال أن ل يسلط عليكم عدوا يستبيح بيضتكم فأعطانيها‪ ,‬وسألت ال أن ل‬
‫يلب سكم شيعا ويذ يق بعض كم بأس ب عض فمنعني ها» قال أ بو مالك‪ :‬فقلت له أبوك سع هذا من ف‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ؟ فقال‪ :‬ن عم‪ ,‬سعته يدث ب ا القوم‪ ,‬أ نه سعها من ف ر سول ال‬
‫صفففففففففففلى ال عليفففففففففففه وسفففففففففففلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق قال‪ :‬قال معمر‪ :‬أخبن أيوب عن أب قلبة‪,‬‬
‫عن الشعث الصنعان‪ ,‬عن أب أساء الرحب‪ ,‬عن شداد بن أوس‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «إن ال زوى ل الرض‪ ,‬حت رأيت مشارقها ومغاربا‪ ,‬وإن ملك أمت سيبلغ ما زوى ل منها‪,‬‬
‫وإن أعطيت الكنين البيض والحر‪ ,‬وإن سألت رب عز وجل أن ل يهلك أمت بسنة عامة‪ ,‬وأن ل‬
‫يسلط عليهم عدوا فيهلكهم بعامة‪ ,‬وأن ل يلبسهم شيعا‪ ,‬وأن ل يذيق بعضهم بأس بعض‪ ,‬فقال‪ :‬يا‬
‫ممد إن إذا قضيت قضاء‪ ,‬فإنه ل يرد‪ ,‬وإن قد أعطيتك لمتك أن ل أهلكهم بسنة عامة‪ ,‬وأن ل‬
‫أ سلط علي هم عدوا م ن سواهم‪ ,‬فيهلك هم بعا مة ح ت يكون بعض هم يهلك بعضا‪ ,‬وبعض هم يق تل‬
‫بعضا‪ ,‬وبعضهم يسب بعضا‪ ,‬قال‪ :‬وقال النب صلى ال عليه وسلم «إن ل أخاف على أمت إل الئمة‬
‫الضلي‪ ,‬فإذا وضع السيف ف أمت‪ ,‬ل يرفع عنهم إل يوم القيامة» ليس ف شيء من الكتب الستة‪,‬‬
‫وإ سناده ج يد قوي‪ ,‬و قد رواه ا بن مردو يه من حد يث حاد بن ز يد‪ ,‬وعباد بن من صور‪ ,‬وقتادة‪,‬‬
‫ثلثتهم عن أيوب عن أب قلبة‪ ,‬عن أب أساء‪ ,‬عن ثوبان‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بنحوه‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال الافظ أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد ال بن إساعيل بن إبراهيم الاشي‪,‬‬
‫وميمون بن إسحاق بن السن النفي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أحد بن عبد البار‪ ,‬حدثنا ممد بن فضيل‪ ,‬عن‬
‫أب مالك الشجعي‪ ,‬عن نافع بن خالد الزاعي عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬وكان أبوه من أصحاب رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وكان من أ صحاب الشجرة‪ ,‬قال‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إذا‬
‫صلى والناس حوله‪ ,‬صلى صلة خفي فة تا مة الركوع وال سجود‪ ,‬قال فجلس يوما فأطال اللوس‪,‬‬

‫‪498‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حت أومأ بعضنا إل بعض أن اسكتوا إنه ينل عليه‪ ,‬فلما فرغ‪ ,‬قال له بعض القوم‪ :‬يا رسول ال لقد‬
‫أطلت اللوس‪ ,‬حت أومأ بعضنا إل بعض أنه ينل عليك‪ ,‬قال «ل ولكنها كانت صلة رغبة ورهبة‪,‬‬
‫سألت ال فيها ثلثا فأعطان اثنتي ومنعن واحدة سألت ال أن ل يعذبكم بعذاب عذب به من كان‬
‫قبلكفم فأعطانيهفا‪ ,‬وسفألت ال أن ل يسفلط على أمتف عدوا يسفتبيحها فأعطانيهفا‪ ,‬وسفألته أن ل‬
‫يلب سكم شيعا وأن ل يذ يق بعض كم بأس ب عض فمنعني ها» قال‪ :‬قلت له‪ :‬أبوك سعها من ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ؟ قال‪ :‬ن عم سعته يقول‪ :‬إ نه سعها من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عدد‬
‫أصفففففففففففابعي هذه عشفففففففففففر أصفففففففففففابع‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال المام أحد‪ :‬حدثنا يونس هو ابن ممد الؤدب‪ ,‬حدثنا ليث هو ابن سعد‪,‬‬
‫عن أب وهب الولن‪ ,‬عن رجل قد ساه‪ ,‬عن أب بصرة الغفاري صاحب رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال « سألت ر ب عز و جل أربعا فأعطا ن ثلثا‪ ,‬ومنع ن‬
‫واحدة‪ ,‬سألت ال أن ل يمع أمت على ضللة فأعطانيها‪ ,‬وسألت ال أن ل يظهر عليهم عدوا من‬
‫غيهم فأعطانيها‪ ,‬وسألت ال أن ل يهلكهم بالسني كما أهلك المم قبلهم فأعطانيها‪ ,‬وسألت ال‬
‫عز وجل أن ل يلبسهم شيعا وأن ل يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها» ل يرجه أحد من أصحاب‬
‫الكتاب السففففففففففففففففففففففففففففففففففففتة‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف قال الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عثمان بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا منجاب بن الارث‪,‬‬
‫حدثنا أبو حذيفة الثعل ب‪ ,‬عن زياد بن عل قة‪ ,‬عن جابر بن سرة السوائي‪ ,‬عن علي أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬سألت رب ثلث خصال فأعطان اثنتي ومنعن واحدة‪ ,‬فقلت‪ :‬يا رب ل‬
‫تلك أم ت جوعا فقال هذه لك قلت‪ :‬يا رب ل ت سلط علي هم عدوا من غي هم يع ن أ هل الشرك‬
‫فيجتاحهفم قال‪ :‬ذلك لك‪ ,‬قلت‪ :‬يفا رب ل تعفل بأسفهم بينهفم فف قال فف فمنعنف هذه »‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال الافظ أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم‪ ,‬عن أحد بن ممد‬
‫بن عاصم‪ ,‬حدثنا أبو الدرداء الروزي‪ ,‬حدثنا إسحاق بن عبد ال بن كيسان‪ ,‬حدثن أب عن عكرمة‪,‬‬
‫عن ا بن عباس‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «دعوت ر ب عز و جل أن ير فع عن أم ت‬
‫أربعا‪ ,‬فرفع ال عنهم اثنتي‪ ,‬وأب عل يّ أن يرفع عنهم اثنتي دعوت رب أن يرفع الرجم من السماء‪,‬‬
‫والغرق من الرض‪ ,‬وأن ل يلبسهم شيعا‪ ,‬وأن ل يذيق بعضهم بأس بعض‪ ,‬فرفع ال عنهم الرجم من‬
‫السفففماء والغرق مفففن الرض‪ ,‬وأبففف ال أن يرففففع اثنتيففف القتفففل والرج»‪.‬‬

‫‪499‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى) عن ابن عباس أيضا‪ ,‬قال ابن مردويه‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد بن يزيد‪ ,‬حدثن‬
‫الوليد بن أبان‪ ,‬حدثنا جعفر بن مني‪ ,‬حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد‪ ,‬حدثنا عمرو بن قيس‪ ,‬عن‬
‫رجل عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬نزلت هذه الَية {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو‬
‫من تت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} قال‪ :‬فقام النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فتوضأ ث قال «اللهم ل ترسل على أمت عذابا من فوقهم ول من تت أرجلهم‪ ,‬ول تلبسهم شيعا‬
‫ول تذق بعضهم بأس بعض» قال‪ :‬فأتاه جبيل فقال‪ :‬يا ممد إن ال قد أجار أمتك‪ ,‬أن يرسل عليهم‬
‫فففففم‪.‬‬ ‫ففففف أرجلهف‬ ‫عذابا مففففففن فوقهففففففم أو مففففففن تتف‬
‫(حديث آخر) ف قال ابن مردويه‪ :‬حدثنا أحد بن ممد بن عبد ال البزاز‪ ,‬حدثنا عبد ال بن أحد‬
‫بن موسى‪ ,‬حدثنا أحد بن ممد بن يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا عمرو بن ممد العنقزي‪ ,‬حدثنا أسباط عن‬
‫السدي‪ ,‬عن أب النهال‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬سألت رب لمت أربع‬
‫خصال‪ ,‬فأعطان ثلثا‪ ,‬ومنعن واحدة‪ ,‬سألته أن ل تكفر أمت صفقة واحدة فأعطانيها‪ ,‬وسألته أن ل‬
‫يعذب م با عذب به المم قبلهم فأعطانيها‪ ,‬وسألته أن ل يظهر عليهم عدوا من غيهم فأعطانيها‪,‬‬
‫و سألته أن ل ي عل بأ سهم بين هم فمنعني ها» ورواه ا بن أ ب حا ت عن أ ب سعيد بن ي ي بن سعيد‬
‫القطان‪ ,‬عففففففن عمرو بففففففن ممففففففد العنقزي بففففففه نوه‪.‬‬
‫(طريق أخرى) ف وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ممد بن يي‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو كريب‪ ,‬حدثنا زيد بن الباب‪ ,‬حدثنا كثي بن زيد الليثي الدن‪ ,‬حدثن الوليد بن رباح مول آل‬
‫أ ب ذباب‪ ,‬سع أ با هريرة يقول‪ :‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم « سألت ر ب ثلثا فأعطا ن اثنت ي‬
‫ومنعن واحدة‪ ,‬سألته أن ل يسلط على أمت عدوا من غيهم فأعطان‪ ,‬وسألته أن ل يهلكهم بالسني‬
‫فأعطا ن‪ ,‬و سألته أن ل يلب سهم شيعا وأن ل يذ يق بعض هم بأس ب عض فمنع ن» ث رواه ا بن مردو يه‬
‫بإسناده‪ ,‬عن سعد بن سعيد بن أب سعيد القبي‪ ,‬عن أبيه عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بنحوه‪ ,‬ورواه البزار من طريق عمرو بن أب سلمة‪ ,‬عن أبيه عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال‬
‫عليفففففففففففففففففه وسفففففففففففففففففلم بنحوه‪.‬‬
‫(أثر آخر) قال سفيان الثوري‪ ,‬عن الربيع بن أنس‪ ,‬عن أب العالية‪ ,‬عن أب بن كعب‪ ,‬قال‪ :‬أربع ف‬
‫هذه المة‪ ,‬قد مضت اثنتان وبقيت اثنتان‪{ ,‬قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم}‬
‫قال‪ :‬الرجم {أو من تت أرجلكم} قال‪ :‬ال سف {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض}‬

‫‪500‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال سفيان‪ :‬يعن الرجم والسف‪ ,‬وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس‪ ,‬عن أب العالية‪ ,‬عن أب‬
‫بن كعب‪{ ,‬قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تت أرجلكم أو يلبسكم‬
‫شيعا ويذ يق بعض كم بأس ب عض} قال‪ :‬ف هي أر بع خلل‪ ,‬من ها اثنتان ب عد وفاة ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بمس وعشرين سنة‪ ,‬ألبسوا شيعا وذاق بعضهم بأس بعض‪ .‬وبقيت اثنتان ل بد منهما‬
‫واقعتان‪ ,‬الرجم والسف‪ ,‬ورواه أحد عن وكيع‪ ,‬عن أب جعفر‪ .‬ورواه ابن أب حات‪ :‬حدثنا النذر‬
‫بن شاذان‪ ,‬حدثنا أحد بن إسحاق‪ ,‬حدثنا أبو الشهب عن السن ف قوله {قل هو القادر على أن‬
‫يبعث} الَية‪ ,‬قال‪ :‬حبست عقوبتها حت عمل ذنبها‪ ,‬فلما عمل ذنبها أرسلت عقوبتها‪ ,‬وهكذا قال‬
‫ماهد وسعيد بن جبي وأبو مالك والسدي‪ ,‬وابن زيد وغي واحد ف قوله {عذابا من فوقكم} يعن‬
‫الر جم {أو من ت ت أرجل كم} يع ن ال سف وهذا هو اختيار ا بن جر ير‪ ,‬وروى ا بن جر ير‪ :‬عن‬
‫يو نس‪ ,‬عن ا بن و هب‪ ,‬عن ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم ف قوله { قل هو القادر على أن يب عث‬
‫عليكم عذابا من فوقكم أو من تت أرجلكم} قال‪ :‬كان عبد ال بن مسعود يصيح وهو ف السجد‬
‫أو على ال نب‪ ,‬يقول‪ :‬أل أي ها الناس إ نه قد نزل ب كم‪ ,‬إن ال يقول { قل هو القادر على أن يب عث‬
‫عليكم عذابا من فوقكم} لو جاءكم عذاب السماء ل يبق منكم أحدا‪{ ,‬أو من تت أرجلكم} لو‬
‫خسف بكم الرض أهلككم‪ ,‬ول يبق منكم أحدا‪{ ,‬أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض}‬
‫أل إ نه نزل ب كم أ سوأ الثلث‪( .‬قول ثان) ف قال ا بن جر ير وا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا يو نس بن ع بد‬
‫العلى‪ ,‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬سعت خلد بن سليمان يقول‪ :‬سعت عامر بن عبد الرحن يقول‪ :‬إن ابن‬
‫عباس كان يقول‪ :‬ف هذه الَية {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} فأئمة السوء‬
‫{أو من تت أرجلكم} فخدم السوء‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس {عذابا من فوقكم}‬
‫يعن أمرءاكم {أو من تت أرجلكم} يعن عبيدكم وسفلتكم‪ ,‬وحكى ابن أب حات عن أب سنان‬
‫وعمرو بن هانء‪ ,‬نو ذلك‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬وهذا القول وإن كان له وجه صحيح‪ ,‬لكن الول أظهر‬
‫وأقوى‪ ,‬وهو كما قال ابن جرير رحه ال‪ ,‬ويشهد له بالصحة قوله تعال‪{ :‬أأمنتم من ف السماء أن‬
‫يسف بكم الرض فإذا هي تور أم أمنتم من ف السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف‬
‫نذ ير} و ف الد يث «ليكو نن ف هذه ال مة قذف وخ سف وم سخ» وذلك مذكور مع نظائره ف‬
‫أمارات ال ساعة وأشراط ها‪ ,‬وظهور الَيات ق بل يوم القيا مة‪ ,‬و ستأت ف موضع ها إن شاء ال تعال‪,‬‬
‫وقوله {أو يلب سكم شيعا} يع ن يعل كم متلب سي شيعا فرقا متخالف ي‪ .‬وقال الوال ب عن ا بن عباس‪:‬‬

‫‪501‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعن الهواء‪ ,‬وكذا قال ماهد وغي واحد‪ ,‬وقد ورد ف الديث الروي من طرق عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه قال «وستفترق هذه المة على ثلث وسبعي فرقة‪ ,‬كلها ف النار إل واحدة» وقوله تعال‪:‬‬
‫{ويذيق بعضكم بأس بعض} قال ابن عباس وغي واحد‪ :‬يعن يسلط بعضكم على بعض بالعذاب‬
‫والق تل‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ان ظر ك يف ن صرف الَيات} أي نبين ها ونوضح ها مرة ونف سرها‪{ ,‬لعل هم‬
‫يفقهون} أي يفهمون ويتدبرون عن ال آياته وحججه وبراهينه‪ .‬قال زيد بن أسلم‪ :‬لا نزلت {قل‬
‫هو القادر على أن يب عث علي كم عذابا من فوق كم} الَ ية‪ ,‬قالر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل‬
‫ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكفم رقاب بعفض بالسفيف» قالوا وننف ونشهفد أن ل إله إل ال‬
‫وأنك رسول ال‪ ,‬قال «نعم» فقال بعضهم‪ :‬ل يكون هذا أبدا أن يقتل بعضنا بعضا ونن مسلمون‪,‬‬
‫فنلت {انظر كيف نصرف الَيات لعلهم يفقهون * وكذب به قومك وهو الق قل لست عليكم‬
‫بوكيففل لكففل نبففإ مسففتقر وسففوف تعلمون} رواه ابففن أبفف حاتفف وابففن جريففر‪.‬‬

‫سَتقَ ّر وَ َسوْفَ تَعَْلمُونَ * َوإِذَا‬‫ستُ عََلْيكُ ْم ِبوَكِيلٍ * ّلكُ ّل نَبٍَإ مّ ْ‬‫ك َو ُهوَ الْحَقّ قُل لّ ْ‬ ‫ب بِهِ َق ْومُ َ‬
‫** وَكَذّ َ‬
‫سيَنّكَ الشّيْطَانُ‬
‫ث غَيْرِهِ َوإِمّا يُن ِ‬
‫ض عَْنهُمْ َحّتىَ َيخُوضُواْ فِي َحدِي ٍ‬ ‫َرَأيْتَ الّذِي َن يَخُوضُونَ فِ َي آيَاِتنَا َفأَعْرِ ْ‬
‫ى مَ َع اْل َقوْ مِ الظّالِمِيَ * وَمَا عَلَى الّذِي َن َيّتقُو نَ مِ نْ حِ سَاِبهِم مّن َشيْءٍ وَلَ ـكِن‬ ‫َفلَ تَ ْقعُ ْد َبعْدَ الذّكْرَ َ‬
‫ذِ ْكرَىَ َلعَّلهُمفففففففففففففففففْ يَّتقُونفففففففففففففففففَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وكذب بفه} أي بالقرآن الذي جئتهفم بفه‪ ,‬والدى والبيان‪{ ,‬قومفك} يعنف قريشا‬
‫{وهو الق} أي الذي ليس وراءه حق {قل لست عليكم بوكيل} أي لست عليكم بفيظ‪ ,‬ولست‬
‫بوكل بكم‪ ,‬كقوله {وقل الق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} أي إنا عل ّي البلغ‪,‬‬
‫وعلي كم ال سمع والطا عة‪ ,‬ف من اتبع ن سعد ف الدن يا والَخرة‪ ,‬و من خالف ن ف قد ش قي ف الدن يا‬
‫والَخرة‪ ,‬ولذا قال {لكل نبإ مستقر} قال ابن عباس وغي واحد‪ :‬أي لكل نبأ حقيقة‪ ,‬أي لكل خب‬
‫وقوع‪ ,‬ولو ب عد ح ي‪ ,‬ك ما قال {ولتعل من نبأه ب عد ح ي} وقال {ل كل أ جل كتاب} وهذا تد يد‬
‫ووعيد أكيد‪ ,‬ولذا قال بعده {وسوف تعلمون}‪ .‬وقوله {وإذا رأيت الذين يوضون ف آياتنا} أي‬
‫بالتكذيب والستهزاء‪{ ,‬فأعرض عنهم حت يوضوا ف حديث غيه} أي حت يأخذوا ف كلم آخر‬
‫غي ما كانوا فيه من التكذيب‪{ ,‬وإما ينسينك الشيطان} والراد بذلك كل فرد‪ ,‬من آحاد المة‪ ,‬أن‬
‫ل يلس مع الكذب ي الذ ين يرفون آيات ال ويضعون ا على غ ي مواضع ها‪ ,‬فإن جلس أ حد مع هم‬

‫‪502‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ناسيا‪{ ,‬فل تقعد بعد الذكرى} بعد التذكر {مع القوم الظالي} ولذا ورد ف الديث «رفع عن‬
‫أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه»‪ .‬وقال السدي عن أب مالك وسعيد بن جبي ف قوله {وإما‬
‫ين سينك الشيطان} قال‪ :‬إن ن سيت فذكرت {فل تق عد} مع هم‪ ,‬وكذا قال مقا تل بن حيان‪ ,‬وهذه‬
‫الَية هي الشار إليها ف قوله {وقد نزل عليكم ف الكتاب أن إذا سعتم آيات ال يكفر با ويستهزأ‬
‫با فل تقعدوا معهم حت يوضوا ف حديث غيه إنكم إذا مثلهم} الَية أي إنكم إذا جلستم معهم‪,‬‬
‫وأقررتوهم على ذلك‪ ,‬فقد ساويتموهم فيما هم فيه‪ ,‬وقوله {وما على الذين يتقون من حسابم من‬
‫شيء} أي إذا تنبوهم‪ ,‬فلم يلسوا معهم ف ذلك‪ ,‬فقد برئوا من عهدتم وتلصوا من إثهم‪ ,‬قال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن موسى‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن السدي‪ ,‬عن أب‬
‫مالك‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬قوله {وما على الذين يتقون من حسابم من شيء} قال‪ :‬ما عليك أن‬
‫يوضوا ف آيات ال إذا فعلت ذلك‪ ,‬أي إذا تنبت هم وأعر ضت عن هم‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬بل معناه وإن‬
‫جلسوا معهم‪ ,‬فليس عليهم من حسابم من شيء‪ ,‬وزعموا أن هذا منسوخ بآية النساء الدنية‪ ,‬وهي‬
‫قوله {إن كم إذا مثلهم} قاله ماهد والسدي وابن جريج وغي هم‪ .‬وعلى قولم يكون قوله {ول كن‬
‫ذكرى لعل هم يتقون} أي ول كن أمرنا كم بالعراض عن هم‪ ,‬حينئذ تذكيا ل م ع ما هم ف يه‪ ,‬لعل هم‬
‫يتقون ذلك ول يعودون إليففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬

‫سَبتْ‬‫س بِمَا كَ َ‬ ‫حيَاةُ ال ّدنْيَا وَذَ ّك ْر بِ هِ أَن ُتبْ سَلَ َنفْ ٌ‬


‫** َوذَ ِر الّذِي َن اتّخَذُواْ دِيَنهُ مْ َلعِبا وََلهْوا َوغَ ّرْتهُ ُم الْ َ‬
‫ك الّذِي نَ ُأبْ سِلُواْ بِمَا‬
‫َليْ سَ َلهَا مِن دُو نِ اللّ ِه وَلِ ّي وَلَ َشفِي عٌ َوإِن َتعْدِلْ كُ ّل عَدْلٍ ّل ُيؤْخَ ْذ ِمْنهَآ ُأوْلَـئِ َ‬
‫ف بِمَففا كَانُوْا َي ْكفُرُونففَ‬ ‫ف َوعَذَابففٌ أَلِيمف ٌ‬ ‫ف مّنففْ َحمِيمف ٍ‬ ‫ف شَرَابف ٌ‬ ‫فبُواْ َلهُمف ْ‬ ‫كَسف َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وذر الذ ين اتذوا دين هم لعبا ولوا وغرت م الياة الدن يا} أي دع هم وأعرض عن هم‬
‫وأمهلهفم قليلً فإنمف صفائرون إل عذاب عظيفم‪ ,‬ولذا قال وذكفر بفه‪ ,‬أي ذكفر الناس بذا القرآن‪,‬‬
‫وحذر هم نق مة ال وعذا به الل يم‪ ,‬يوم القيا مة‪ ,‬وقوله تعال {أن تب سل ن فس ب ا ك سبت} أي لئل‬
‫تبسل‪ ,‬قال الضحاك عن ابن عباس وماهد وعكرمة‪ ,‬والسن والسدي‪ :‬تبسل تسلم‪ ,‬وقال الوالب عن‬
‫ابن عباس‪ :‬تفتضح‪ .‬وقال قتادة‪ :‬تبس‪ ,‬وقال مرة وابن زيد‪ :‬تؤاخذ‪ ,‬وقال الكلب‪ :‬تزى‪ ,‬وكل هذه‬
‫القوال والعبارات متقاربة ف العن‪ ,‬وحاصلها السلم للهلكة‪ ,‬والبس عن الي والرتان عن درك‬
‫الطلوب‪ ,‬كقوله {كل نفس با كسبت رهينة إل أصحاب اليمي} وقوله {ليس لا من دون ل ول‬

‫‪503‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول شف يع} وقوله {وإن تعدل كل عدل ل يؤ خذ من ها} أي ولو بذلت كل مبذول ما ق بل من ها‪,‬‬
‫كقوله {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الرض ذهبا} الَية‪ ,‬وكذا قال‬
‫ههنفا {أولئك الذيفن أبسفلوا باف كسفبوا لمف شراب مفن حيفم وعذاب أليفم باف كانوا يكفرون}‪.‬‬

‫** ُقلْ َأنَدْعُواْ مِن دُونِ اللّ ِه مَا َل يَن َفعُنَا وَ َل َيضُ ّرنَا َونُ َر ّد عََلىَ أَ ْعقَاِبنَا َبعْدَ إِ ْذ هَدَانَا اللّهُ كَالّذِي ا ْستَ ْه َوتْهُ‬
‫ى َوُأمِ ْرنَا‬ ‫ب يَ ْدعُونَ هُ إِلَى اْلهُدَى اْئِتنَا ُقلْ إِ ّن هُدَى اللّ ِه ُه َو الْهُدَ َ‬ ‫الشّيَاطِيُ فِي الرْ ضِ َحْيرَا نَ لَ هُ أَ صْحَا ٌ‬
‫شرُو نَ * َو ُهوَ الّذِي خََل قَ‬ ‫ب الْعَالَمِيَ * َوأَ نْ أَقِيمُواْ ال صّل َة وَاّتقُو هُ َو ُه َو الّذِ يَ إَِليْ هِ تُحْ َ‬ ‫ِلنُ سِْلمَ لِرَ ّ‬
‫صوَ ِر عَالِ مُ‬ ‫ك َيوْ َم يُنفَ خُ فِي ال ّ‬‫ت وَالرْ ضَ بِاْلحَ ّق َوَيوْ مَ َيقُولُ كُن َفَيكُو نُ َقوْلُ ُه الْحَ ّق وَلَ ُه الْمُلْ ُ‬ ‫ال سّمَاوَا ِ‬
‫خبِيُ‬‫ف الْ َ‬ ‫فففففففففففف ُ‬ ‫حكِيمف‬ ‫شهَا َد ِة َوهُ َو الْ َ‬‫فففففففففففففِ وَال ّ‬ ‫الْ َغيْبف‬
‫قال السدي‪ :‬قال الشركون للمسلمي‪ :‬اتبعوا سبيلنا واتركوا دين ممد‪ ,‬فأنزل ال عز وجل {قل‬
‫أند عو من دون ال ما ل ينفع نا ول يضر نا ونرد على أعقاب نا} أي ف الك فر {ب عد إذ هدا نا ال}‬
‫فيكون مثل نا م ثل الذي ا ستهوته الشياط ي ف الرض‪ ,‬يقول‪ :‬مثل كم إن كفر ت ب عد إيان كم‪ ,‬كم ثل‬
‫ر جل خرج مع قوم على الطر يق‪ ,‬ف ضل الطر يق‪ ,‬فحي ته الشياط ي‪ ,‬وا ستهوته ف الرض وأ صحابه‬
‫على الطر يق فجعلوا يدعو نه إلي هم يقولون‪ :‬ائت نا فإ نا على الطر يق‪ ,‬فأ ب أن يأتي هم‪ ,‬فذلك م ثل من‬
‫يتبع هم ب عد العر فة بح مد صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وم مد هو الذي يد عو إل الطر يق‪ ,‬والطر يق هو‬
‫السلم‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬وقال قتادة {استهوته الشياطي ف الرض} أضلته ف الرض‪ ,‬يعن استهوته‬
‫سيته‪ ,‬كقوله {توي إليهم} وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ ,‬ف قوله {قل أندعو من دون‬
‫ال ما ل ينفعنا ول يضرنا} الَية‪ ,‬هذا مثل ضربه ال للَلة ومن يدعو إليها‪ ,‬والدعاة الذين يدعون‬
‫إل هدى ال عز و جل‪ ,‬كم ثل ر جل ضل عن طر يق تائها‪ ,‬إذ ناداه مناد‪ :‬يا فلن بن فلن هلم إل‬
‫الطريق‪ ,‬وله أصحاب يدعونه يا فلن هلم إل الطريق‪ ,‬فإن اتبع الداعي الول انطلق به حت يلقيه إل‬
‫الل كة‪ ,‬وإن أجاب من يدعوه إل الدى‪ ,‬اهتدى إل الطر يق‪ ,‬وهذه الداع ية ال ت تد عو ف الب ية من‬
‫الغيلن‪ ,‬يقول‪ :‬مثل من يعبد هذه الَلة من دون ال‪ ,‬فإنه يرى أنه ف شيء‪ ,‬حت يأتيه الوت فيستقبل‬
‫الندا مة والل كة‪ ,‬وقوله {كالذي ا ستهوته الشياط ي ف الرض} هم الغيلن {يدعو نه} با سه وا سم‬
‫أبيه وجده‪ ,‬فيتبعها وهو يرى أنه ف شيء فيصبح وقد رمته ف هلكة‪ ,‬وربا أكلته‪ ,‬أو تلقيه ف مضلة‬
‫من الرض يهلك فيها عطشا‪ ,‬فهذا مثل من أجاب الَلة الت تعبد من دون ال عز وجل‪ ,‬رواه ابن‬

‫‪504‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جر ير‪ ,‬وقال ا بن أ ب ن يح‪ :‬عن ما هد‪{ ,‬كالذي ا ستهوته الشياط ي ف الرض حيان} قال‪ :‬ر جل‬
‫حيان يدعوه أ صحابه إل الطر يق‪ ,‬وذلك م ثل من ي ضل ب عد أن هدي‪ ,‬وقال العو ف عن ا بن عباس‬
‫قوله {كالذي ا ستهوته الشياط ي ف الرض حيان له أ صحاب} هو الذي ل ي ستجيب لدى ال‪,‬‬
‫و هو ر جل أطاع الشيطان‪ ,‬وع مل ف الرض بالع صية‪ ,‬وحاد عن ال ق‪ ,‬و ضل ع نه‪ ,‬وله أ صحاب‬
‫يدعو نه إل الدى‪ ,‬ويزعمون أن الذي يأمرو نه به هدى‪ ,‬يقول ال ذلك لوليائ هم من ال نس‪{ ,‬إن‬
‫الدى هدى ال} والضلل ما يد عو إل يه ال ن‪ ,‬رواه ا بن جر ير‪ ,‬ث قال‪ :‬وهذا يقت ضي أن أ صحابه‬
‫يدعونه إل الضلل ويزعمون أنه هدى‪ ,‬قال وهذا خلف ظاهر الَية‪ ,‬فإن ال أخب أنم يدعونه إل‬
‫الدى‪ ,‬فغ ي جائز أن يكون ضللً‪ ,‬و قد أ خب ال أ نه هدى‪ ,‬و هو ك ما قال ا بن جر ير‪ :‬فإن ال سياق‬
‫يقت ضي أن هذا الذي ا ستهوته الشياط ي ف الرض حيان‪ ,‬و هو من صوب على الال‪ ,‬أي ف حال‬
‫حيته وضلله وجهله‪ ,‬وجه الحجة‪ ,‬وله أصحاب على الحجة سائرون‪ ,‬فجعلوا يدعونه إليهم وإل‬
‫الذهاب مع هم على الطري قة الثلى‪ ,‬وتقد ير الكلم فيأ ب علي هم‪ ,‬ول يلت فت إلي هم‪ ,‬ولو شاء ال لداه‬
‫ولرد به إل الطر يق‪ ,‬ولذا قال { قل إن هدى ال هو الدى} ك ما قال {و من ي هد ال ف ما له من‬
‫مضفل} وقال {إن ترص على هداهفم فإن ال ل يهدي مفن يضفل ومفا لمف مفن ناصفرين} وقوله‬
‫{وأمرنا لنسلم لرب العالي} أي نلص له العبادة‪ ,‬وحده ل شريك له‪{ ,‬وأن أقيموا الصلة واتقوه}‬
‫أي وأمرنا بإقامة الصلة وبتقواه ف جيع الحوال‪{ ,‬وهو الذي إليه تشرون} أي يوم القيامة {وهو‬
‫الذي خلق السموات والرض بالق} أي بالعدل فهو خالقهما ومالكهما‪ ,‬والدبر لما ولن فيهما‪,‬‬
‫وقوله {ويوم يقول كفن فيكون} يعنف يوم القيامفة‪ ,‬الذي يقول ال كفن فيكون‪ ,‬عفن أمره كلمفح‬
‫البصر‪ ,‬أو هو أقرب‪ ,‬ويوم منصوب إما على العطف على قوله واتقوه‪ ,‬وتقديره واتقوا يوم يقول كن‬
‫فيكون‪ ,‬وإما على قوله {خلق السموات والرض} أي وخلق يوم يقول كن فيكون فذكر بدء اللق‬
‫وإعادته وهذا مناسب وإما على إضمار فعل تقديره واذكر يوم يقول كن فيكون‪ ,‬وقوله {قوله الق‬
‫وله اللك} جلتان ملهما الر على أنما صفتان لرب العالي‪ ,‬وقوله {يوم ينفخ ف الصور} يتمل‬
‫أن يكون بدلً من قوله ويوم يقول كن فيكون يوم ينفخ ف الصور ويتمل أن يكون ظرفا لقوله {وله‬
‫اللك يوم ين فخ ف ال صور} كقوله {ل ن اللك اليوم ل الوا حد القهار} كقوله {اللك يومئذ ال ق‬
‫للرحن وكان يوما على الكافرين عسيا} وما أشبه ذلك‪ ,‬واختلف الفسرون ف قوله {يوم ينفخ ف‬
‫الصور} فقال بعضهم‪ :‬الراد بالصور هنا‪ ,‬جع صورة‪ ,‬أي يوم ينفخ فيها فتحيا‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬كما‬

‫‪505‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقال‪ :‬سور لسور البلد‪ ,‬وهو جع سورة‪ ,‬والصحيح أن الرد بالصور القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل‬
‫عليه السلم‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬والصواب عندنا ما تظاهرت به الخبار‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬أنه قال «إن إسرافيل قد التقم الصور‪ ,‬وحن جبهته ينت ظر مت يؤمر فينفخ» رواه مسلم ف‬
‫صحيحه‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ,‬حدثنا سليمان التيمي‪ ,‬عن أسلم العجلي‪ ,‬عن بشر بن‬
‫شغاف‪ ,‬عن ع بد ال بن عمرو قال‪ :‬قال أعرا ب يا ر سول ال ما ال صور ؟ قال «قرن ين فخ ف يه»‪.‬‬
‫وقد روينا حديث الصور بطوله من طريق الافظ ابن القاسم الطبان‪ ,‬ف كتابه الطولت‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدثنا أحد بن السن القري اليلي‪ ,‬حدثنا أبو عاصم النبيل‪ ,‬حدثنا إساعيل بن رافع‪ ,‬عن ممد بن‬
‫زياد‪ ,‬عن ممد بن كعب القرظي‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وهو ف طائفة من أصحابه‪ ,‬فقال «إن ال ل ا فرغ من خلق السموات والرض‪ ,‬خلق الصور‬
‫فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه‪ ,‬شاخصا بصره إل العرش ينتظر مت يؤمر» قلت‪ :‬يا رسول ال‬
‫و ما ال صور ؟ قال‪« :‬القرن» قلت‪ :‬ك يف هو ؟ قال‪« :‬عظ يم والذي بعث ن بال ق إن ع ظم دارة ف يه‬
‫كعرض السفموات والرض‪ ,‬ينففخ فيفه ثلث نفخات‪ :‬النفخفة الول نفخفة الفزع‪ ,‬والثانيفة نفخفة‬
‫الصعق‪ ,‬والثالثة نفخة القيام لرب العالي‪ ,‬يأمر ال تعال إسرافيل بالنفخة الول‪ ,‬فيقول‪ :‬انفخ فينفخ‬
‫نفخة الفزع‪ ,‬فيفزع أهل السموات والرض إل من شاء ال‪ ,‬ويأمره فيطيلها ويديها ول يفتر‪ ,‬وهي‬
‫كقول ال {و ما ين ظر هؤلء إل صيحة واحدة ما ل ا من فواق} في سي البال‪ ,‬فت مر مَ ّر ال سحاب‬
‫فتكون سرابا‪ ,‬ث ترتج الرض بأهلها رجا‪ ,‬فتكون كالسفينة الرمية ف البحر‪ ,‬تضربا المواج تكفأ‬
‫بأهل ها كالقند يل العلق ف العرش ترجر جه الرياح‪ ,‬و هو الذي يقول {يوم تر جف الراج فة * تتبع ها‬
‫الراد فة * قلوب يومئذ واج فة} فيم يد الناس على ظهر ها وتذ هل الرا ضع وت ضع الوا مل‪ ,‬وتش يب‬
‫الولدان‪ ,‬وتطي الشياطي هاربة من الفزع‪ ,‬حت تأت القطار فتأتيها اللئكة فتضرب وجوهها‪ ,‬فترجع‬
‫ويول الناس مدبرين‪ ,‬ما لم من أمن ال من عاصم‪ ,‬ينادي بعضهم بعضا‪ ,‬وهو الذي يقول ال تعال‪:‬‬
‫{يوم التناد} فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الرض‪ ,‬من قطر إل قطر‪ ,‬فرأوا أمرا عظيما ل يروا‬
‫مثله‪ ,‬وأخذ هم لذلك من الكرب والول ما ال به عل يم‪ ,‬ث نظروا إل ال سماء فإذا هي كال هل‪ ,‬ث‬
‫انش قت ال سماء‪ ,‬فانتثرت نوم ها وان سفت ش سها وقمر ها» قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫«الموات ل يعلمون بشيء من ذلك» قال أبو هريرة‪ :‬يا رسول ال من استثن ال عز وجل حي‬
‫يقول {ففزع من ف السموات ومن ف الرض إل من شاء ال} ؟ قال «أولئك الشهداء» وإنا يصل‬

‫‪506‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الفزع إل الحياء‪ ,‬وهم أحياء عند ربم يرزقون‪ ,‬وقاهم ال فزع ذلك اليوم وآمنهم منه‪ ,‬وهو عذاب‬
‫ال يبعثه على شرار خل قه ف قال ف و هو الذي يقول ال عز و جل‪{ :‬يا أيها الناس اتقوا ربكم إن‬
‫زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونا تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حل حلها‬
‫وترى الناس سكارى و ما هم بسكارى ولكن عذاب ال شديد} فيكونون ف ذلك العذاب ما شاء‬
‫ال إل أ نه يطول‪ ,‬ث يأ مر ال إ سرافيل بنف خة ال صعق‪ ,‬فين فخ نف خة ال صعق‪ ,‬في صعق أ هل ال سموات‬
‫والرض‪ ,‬إل من شاء ال‪ ,‬فإذا هم قد خدوا‪ ,‬وجاء ملك الوت إل البار عز وجل‪ ,‬فيقول‪ :‬يا رب‬
‫قد مات أهل السموات والرض‪ ,‬إل من شئت‪ ,‬فيقول ال وهو أعلم‪ ,‬بن بقي فمن بقي ؟ فيقول‪ :‬يا‬
‫رب بقيت أنت الي الذي ل توت‪ ,‬وبقيت حلة العرش‪ ,‬وبقي جبيل وميكائيل‪ ,‬وبقيت أنا‪ ,‬فيقول‬
‫ال عز وجل‪ :‬ليمت جبيل وميكائيل فينطق ال العرش‪ ,‬فيقول يا رب يوت جبيل وميكائيل‪ ,‬فيقول‬
‫اسكت‪ ,‬فإن كتبت الوت على كل من كان تت عرشي‪ ,‬فيموتان‪ ,‬ث يأت ملك الوت إل البار‪,‬‬
‫فيقول يا رب‪ :‬قد مات جبيل وميكائيل‪ ,‬فيقول ال وهو أعلم بن بقي‪ :‬فمن بقي ؟ فيقول‪ :‬بقيت‬
‫أ نت ال ي الذي ل توت‪ ,‬بق يت حلة عر شك‪ ,‬وبق يت أ نا‪ ,‬فيقول ال‪ :‬لت مت حلة العرش فتموت‪,‬‬
‫ويأمفر ال العرش فيقبفض الصفور مفن إسفرافيل‪ ,‬ثف يأتف ملك الوت فيقول‪ :‬يفا رب قفد مات حلة‬
‫عرشك‪ ,‬فيقول ال وهو أعلم بن بقي‪ :‬فمن بقي ؟ فيقول‪ :‬يا رب بقيت أنت الي الذي ل توت‪,‬‬
‫وبقيت أنا‪ ,‬فيقول ال‪ :‬أنت خلق من خلقي‪ ,‬خلقتك ل ا رأيت ف مت‪ ,‬فيموت‪ ,‬فإذا ل يبق إل ال‪,‬‬
‫الواحفد القهار الحفد الصفمد الذي ل يلد ول يولد‪ ,‬كان آخرا كمفا كان أولً‪ ,‬طوى السفموات‬
‫والرض‪ ,‬طي السجل للكتب‪ ,‬ث دحاها ث يلقفهما ثلث مرات‪ ,‬ث يقول‪ :‬أنا البار أنا البار أنا‬
‫البار ثلثا‪ ,‬ث ه تف ب صوته {ل ن اللك اليوم} ثلث مرات‪ ,‬فل يي به أ حد‪ ,‬ث يقول لنف سه {ل‬
‫الوا حد القهار} يقول ال‪{ :‬يوم تبدل الرض غ ي الرض وال سموات} فيب سطهما وي سطحهما‪ ,‬ث‬
‫يدها مد الدي العكاظي {ل ترى فيها عوجا ول أمتا} ث يزجر ال اللق زجرة واحدة‪ ,‬فإذا هم ف‬
‫هذه الرض البدلة‪ ,‬مثل ما كانوا فيها من الول‪ ,‬من كان ف بطنها كان ف بطنها‪ ,‬ومن كان على‬
‫ظهرها كان على ظهرها‪ ,‬ث ينل ال عليهم ماء من تت العرش‪ ,‬ث يأمر ال السماء أن تطر فتمطر‬
‫أربع ي يوما‪ ,‬ح ت يكون الاء فوق هم اث ن ع شر ذراعا ث يأ مر ال الج ساد أن تن بت فتن بت كنبات‬
‫الطراث يث‪ ,‬أو كنبات الب قل‪ ,‬ح ت إذا تكاملت أج سادهم فكا نت ك ما كا نت‪ ,‬قال ال عز و جل‪:‬‬
‫ليح يَ حلة عرشي فيحيون‪ ,‬ويأمر ال إسرافيل فيأخذ الصور فيضعه على فيه‪ ,‬ث يقول‪ :‬ليحي جبيل‬

‫‪507‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وميكائ يل‪ ,‬فيحييان ث يد عو ال بالرواح فيؤ تى ب ا تتو هج أرواح ال سلمي نورا‪ ,‬وأرواح الكافر ين‬
‫ظلمة‪ ,‬فيقبضها جيعا‪ ,‬ث يلقيها ف الصور‪ ,‬ث يأمر ال إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث‪ ,‬فينفخ نفخة‬
‫البعفث‪ ,‬فتخرج الرواح كأناف النحفل قفد ملت مفا بيف السفماء والرض‪ ,‬فيقول وعزتف وجلل‬
‫ليجعن كل روح إل جسده‪ ,‬فتدخل الرواح ف الرض إل الجساد‪ ,‬فتدخل ف الياشيم ث تشي‬
‫ف الج ساد‪ ,‬ك ما يشي السم ف اللد يغ‪ ,‬ث تنشق الرض عن هم‪ ,‬وأنا أول من تن شق الرض عنه‪,‬‬
‫فتخرجون سراعا إل ربكم تنسلون‪{ ,‬مهطعي إل الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر} حفاة عراة‬
‫غلفا غرلً‪ ,‬فتقفون موقفا واحدا مقداره سبعون عاما ل ينظر إليكم ول يقضى بينكم‪ ,‬فتبكون حت‬
‫تنق طع الدموع‪ ,‬ث تدمعون دما وتعرقون‪ ,‬ح ت يلجم كم العرق أو يبلغ الذقان‪ ,‬وتقولون‪ :‬من يش فع‬
‫لنا إل ربنا فيقضي بيننا‪ ,‬فتقولون‪ :‬من أحق بذلك من أبيكم آدم خلقه ال بيده‪ ,‬ونفخ فيه من روحه‪,‬‬
‫وكلمه قبلً‪ ,‬فيأتون آدم فيطلبون ذلك إليه فيأب‪ ,‬ويقول ما أنا بصاحب ذلك فيستقرئون النبياء نبيا‬
‫نبيا‪ ,‬كل ما جاؤوا نبيا أ ب علي هم ف قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح ت يأتو ن فأنطلق إل‬
‫الفحص‪ ,‬فأخرّ ساجدا‪ .‬قال أبو هريرة يا رسول ال وما الفحص ؟ قال ف قدام العرش‪ ,‬حت يبعث‬
‫ال إلّ ملكا فيأخذ بعضدي ويرفعن فيقول ل‪ :‬يا ممد‪ ,‬فأقول‪ :‬نعم يا رب‪ ,‬فيقول ال عز وجل‪ :‬ما‬
‫شأنك ؟ وهو أعلم ف فأقول يا رب وعدتن الشفاعة‪ ,‬فشفعن ف خلقك فاقض بينهم‪ ,‬قال ال‪ :‬قد‬
‫شفعتك‪ ,‬أنا آتيكم أقضي بينكم ف قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف فأرجع فأقف مع الناس‪,‬‬
‫فبين ما ن ن وقوف‪ ,‬إذ سعنا من ال سماء ح سا شديدا‪ ,‬فهال نا فينل أ هل ال سماء الدن يا بثلي من ف‬
‫الرض من الن والنس‪ ,‬حت إذا دنوا من الرض‪ ,‬أشرقت الرض بنورهم وأخذوا مصافهم وقلنا‬
‫لم‪ :‬أفيكم ربنا ؟ فيقولون‪ :‬ل وهو آت‪ ,‬ث ينل أهل السماء الثانية بثلي من نزل من اللئكة‪ ,‬وبثلي‬
‫من فيها من الن والنس‪ ,‬حت إذا دنوا من الرض‪ ,‬أشرقت الرض بنورهم وأخذوا مصافهم‪ .‬وقلنا‬
‫ل م‪ :‬أفي كم رب نا ؟ فيقولون‪ :‬ل‪ .‬و هو آت‪ ,‬ث ينلون على قدر ذلك من التضع يف‪ ,‬ح ت ينل البار‬
‫عز وجل ف ظلل من الغمام واللئكة‪ ,‬فيحمل عرشه يومئذ‪ ,‬ثانية ف وهم اليوم أربعة ف أقدامهم ف‬
‫توم الرض السففلى‪ ,‬والرض والسفموات إل حجزهفم‪ ,‬والعرش على مناكبهفم‪ ,‬ولمف زجفل فف‬
‫تسبيحهم يقولون‪ :‬سبحان ذي العرش والبوت‪ ,‬وسبحان ذي اللك واللكوت‪ ,‬سبحان الي الذي‬
‫ل يوت‪ ,‬سبحان الذي ي يت اللئق‪ ,‬ول يوت‪ ,‬سبوح قدوس قدوس قدوس‪ ,‬سبحان رب نا العلى‬
‫رب اللئ كة والروح‪ ,‬سبحان رب نا العلى الذي ي يت اللئق ول يوت‪ ,‬في ضع ال كر سيه ح يث‬

‫‪508‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يشاء من أرضه ث يهتف بصوته فيقول‪ :‬يا معشر الن والنس‪ ,‬إن قد أنصت لكم منذ خلقتكم إل‬
‫يومكم هذا‪ ,‬أسع قولكم وأبصر أعمالكم‪ ,‬فأنصتوا إل فإنا هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم فمن‬
‫و جد خيا فليح مد ال‪ ,‬و من و جد غ ي ذلك فل يلو من إل نف سه‪ ,‬ث يأ مر ال جه نم‪ .‬فيخرج من ها‬
‫عنق ساطع مظلم‪ ,‬ث يقول {أل أعهد إليكم يا ب ن آدم أن ل تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبي *‬
‫وأن اعبدو ن هذا صراط م ستقيم * ول قد أ ضل من كم جبلّ كثيا أفلم تكونوا تعقلون * هذه جه نم‬
‫الت كنتم توعدون} أو ف با تكذبون ف شك أبو عاصم‪{ ,‬وامتازوا اليوم أيها الجرمون} فيميّز ال‬
‫الناس وتثو المم‪ .‬يقول ال تعال‪{ :‬وترى كل أمّة جاثية كل أمة تدعى إل كتابا اليوم تزون ما‬
‫كن تم تعملون} فيقضفي ال عفز و جل ب ي خل قه إل الثقل ي النف والنفس‪ ,‬فيقضفي بيف الوحوش‬
‫والبهائم‪ ,‬حتف إنفه ليقضفي للجماء مفن ذات القرن‪ ,‬فإذا فرغ مفن ذلك‪ ,‬فلم تبفق تبعفة عنفد واحدة‬
‫للخرى‪ ,‬قال ال ل ا‪ :‬كو ن ترابا‪ ,‬فعند ذلك يقول الكا فر {يا ليت ن ك نت ترابا} ث يقضي ال ب ي‬
‫العباد‪ ,‬فكان أول ما يقضي فيه الدماء‪ ,‬ويأت كل قتيل ف سبيل ال‪ ,‬ويأمر ال عز وجل كل من قتل‪,‬‬
‫فيحمل رأسه تشخب أوداجه‪ ,‬فيقول‪ :‬يارب فيم قتلن هذا ؟ فيقول ف وهو أعلم ف فيم قتلتهم ؟‬
‫فيقول‪ :‬قتلتهم لتكون العزة لك‪ ,‬فيقول ال له‪ :‬صدقت فيجعل ال وجهه مثل نور الشمس‪ ,‬ث تر به‬
‫اللئكة إل النة‪ ,‬ث يأت كل من قتل على غي ذلك يمل رأسه وتشخب أوداجه‪ ,‬فيقول‪ :‬يا رب‬
‫ف يم قتل ن هذا ؟ فيقول ف و هو أعلم ف ل قتلت هم ؟ فيقول‪ :‬يا رب قتلت هم لتكون العزة ل‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫تعست‪ ,‬ث ل تبقى نفس قتلها إل قتل با‪ ,‬ول مظلمة ظلمها إل أخذ با‪ ,‬وكان ف مشيئة ال إن شاء‬
‫عذبه وإن شاء رحه‪ ,‬ث يقضي ال تعال بي من بقي من خلفه حت ل تبقى مظلمة لحد عند أحد‬
‫إل أخذها ال للمظلوم من الظال‪ ,‬حت إنه ليكلف شائب اللب بالاء ث يبيعه أن يلص اللب من الاء‪,‬‬
‫فإذا فرغ ال من ذلك‪ ,‬نادى مناد يسمع اللئق كلهم‪ :‬أل ليلحق كل قوم بآلتهم وما كانوا يعبدون‬
‫من دون ال فل يب قى أ حد ع بد من دون ال‪ ,‬إل مثلت له آل ته ب ي يد يه‪ ,‬وي عل يومئذ ملك من‬
‫اللئكة على صورة عزير‪ ,‬ويعل ملك من اللئكة على صورة عيسى بن مري‪ .‬ث يتبع هذا اليهود‬
‫وهذا الن صارى‪ ,‬ث قادت م آلت هم إل النار‪ ,‬و هو الذي يقول {لو كان هؤلء آل ة ما وردو ها و كل‬
‫فيها خالدون} فإذا ل يبق إل الؤمنون‪ ,‬فيهم النافقون‪ ,‬جاءهم ال فيما شاء من هيئته فقال‪ :‬يا أيها‬
‫الناس‪ ,‬ذهب الناس فالقوا بآلتكم وما كنتم تعبدون‪ ,‬فيقولون‪ :‬وال ما لنا إله إل ال‪ ,‬وما كنا نعبد‬
‫غيه‪ ,‬فينصرف عنهم‪ ,‬وهو ال الذي يأتيهم‪ ,‬فيمكث ما شاء ال أن يكث ث يأتيهم‪ ,‬فيقول‪ :‬يا أيها‬

‫‪509‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الناس ذهب الناس فالقوا بآلتكم وما كنتم تعبدون‪ .‬فيقولون‪ :‬وال ما لنا إله إل ال‪ ,‬وما كنا نعبد‬
‫غيه‪ ,‬فيكشف لم عن ساقه‪ ,‬ويتجلى لم من عظمته‪ ,‬ما يعرفون أنه ربم فيخرون للذقان سجدا‬
‫على وجوه هم‪ ,‬وي ر كل منا فق على قفاه‪ ,‬وي عل ال أ صلبم ك صياصي الب قر‪ ,‬ث يأذن ال ل م‬
‫فيفعون ويضرب ال ال صراط ب ي ظهرا ن جه نم‪ ,‬ك حد الشفرة أو ك حد ال سيف‪ ,‬عل يه كلل يب‬
‫وخطاط يف وح سك كح سك ال سعدان‪ ,‬دو نه ج سر د حض مزلة‪ ,‬فيمرون كطرف الع ي أو كل مح‬
‫البق‪ ,‬أو كمفر الريفح أو كجياد اليفل‪ ,‬أو كجياد الركاب‪ ,‬أو كجياد الرجال‪ ,‬فناج سفال‪ ,‬وناج‬
‫مدوش ومكردس على وجهه ف جهنم‪ ,‬فإذا أفضى أهل النة إل النة‪ ,‬قالوا‪ :‬من يشفع لنا إل ربنا‬
‫فند خل ال نة ؟ فيقولون‪ :‬من أ حق بذلك من أبي كم آدم عل يه ال سلم‪ ,‬خل قه ال بيده ون فخ ف يه من‬
‫رو حه وكل مه قبلً‪ ,‬فيأتون آدم فيطلب ذلك إل يه فيذ كر ذنبا ويقول‪ :‬ما أ نا ب صاحب ذلك‪ ,‬ول كن‬
‫علي كم بنوح فإ نه أول ر سل ال‪ ,‬فيؤ تى نوح فيطلب ذلك إل يه فيذ كر ذنبا ويقول‪ :‬ما أ نا ب صاحب‬
‫ذلك‪ ,‬ويقول‪ :‬عليكفم بإِبراهيفم فإِن ال اتذه خليلً‪ ,‬فيؤتفى إبراهيفم فيطلب ذلك إليفه فيذكفر ذنبا‬
‫ويقول‪ :‬ما أ نا ب صاحب ذلك ويقول‪ :‬علي كم بو سى فإن ال قر به نيا وكل مه وأنزل عل يه التوراة‪.‬‬
‫فيؤ تى مو سى فيطلب ذلك إل يه‪ ,‬فيذ كر ذنبا ويقول‪ :‬ل ست ب صاحب ذلك‪ ,‬ول كن علي كم بروح ال‬
‫وكلمته عيسى ابن مري‪ ,‬فيؤتى عيسى ابن مري فيطلب ذلك إليه‪ ,‬فيقول‪« :‬ما أنا بصاحبكم ولكن‬
‫عليكم بحمد» قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «فيأتون ول عند رب ثلث شفاعات وعدنيهن‪,‬‬
‫فأنطلق فآت النة‪ ,‬فآخذ بلقة الباب فأستفتح‪ ,‬فيفتح ل فأحيا ويرحب ب‪ ,‬فإذا دخلت النة فنظرت‬
‫إل رب خررت ساجدا‪ ,‬فيأذن ال ل من تميده وتجيده بشيء ما أذن به لحد من خلقه‪ ,‬ث يقول‪:‬‬
‫ارفع رأسك يا ممد واشفع تشفع‪ ,‬وسل تعطه‪ ,‬فإذا رفعت رأسي يقول ال ف وهو أعلم ف‪ :‬ما‬
‫شأنك ؟ فأقول‪ :‬يا رب وعدتن الشفاعة فشفعن ف أهل النة فيدخلون النة‪ ,‬فيقول ال‪ :‬قد شفعتك‬
‫وقد أذنت لم ف دخول النة» وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «والذي نفسي بيده‪ ,‬ما‬
‫أنتم ف الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم‪ ,‬من أهل النة بأزواجهم ومساكنهم‪ ,‬فيدخل كل رجل‬
‫من هم على اثنت ي و سبعي زو جة‪ ,‬سبعي م ا ينشىء ال عز و جل‪ ,‬وثنت ي آدميت ي من ولد آدم ل ما‬
‫فضل على من أنشأ ال لعبادتما ال ف الدنيا فيدخل على الول ف غرفة من ياقوتة على سرير من‬
‫ذهب مكلل باللؤلؤ عليها سبعون زوجا من سندس وإستبق‪ ,‬ث إنه يضع يده بي كتفيها ث ينظر إل‬
‫يده من صدرها ومن وراء ثيابا وجلدها ولمها‪ ,‬وإنه لينظر إل مخ ساقها كما ينظر أحدكم إل‬

‫‪510‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السلك ف قصبة الياقوت‪ ,‬كبدها له مرآة وكبده لا مرآة‪ .‬فبينا هو عندها ل يلها ول تله‪ ,‬ما يأتيها‬
‫من مرة إل وجدها عذراء‪ ,‬ما يفتر ذكره وما تشتكي قبلها‪ ,‬فبينا هو كذلك إذ نودي إنا قد عرفنا‬
‫أنك ل تل ول تل‪ ,‬إل أنه ل من ول منية إل أن لك أزواجا غيها‪ ,‬فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة‪,‬‬
‫كل ما أ تى واحدة قالت له‪ :‬وال ما أرى ف ال نة شيئا أح سن م نك‪ ,‬ول ف ال نة ش يء أ حب إل‬
‫منك‪ .‬وإذا وقع أهل النار ف النار‪ ,‬وقع فيها خلق من خلق ربك‪ ,‬أوبقتهم أعمالم‪ ,‬فمنهم من تأخذه‬
‫النار قدميه ل تاوز ذلك‪ ,‬ومنهم من تأخذه إل أنصاف ساقيه‪ ,‬ومنهم من تأخذه إل ركبتيه‪ ,‬ومنهم‬
‫من تأخذه إل حقويه‪ ,‬ومنهم من تأخذ جسده كله إل وجهه‪ ,‬حرم ال صورته عليها» قال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم «فأقول يا رب شفع ن في من و قع ف النار من أم ت‪ ,‬فيقول‪ :‬أخرجوا من‬
‫عرفتم‪ ,‬فيخرج أولئك حت ل يبقى منهم أحد‪ ,‬ث يأذن ال ف الشفاعة‪ ,‬فل يبقى نب ول شهيد إل‬
‫شفع‪ ,‬فيقول ال‪ :‬أخرجوا من وجدت ف قلبه زنة دينار إيانا فيخرج أولئك حت ل يبقى منهم أحد‪.‬‬
‫ث يشفع ال فيقول‪ :‬أخرجوا من ف قلبه إيانا ثلثي دينار‪ ,‬ث يقول‪ :‬ثلث دينار‪ ,‬ث يقول‪ :‬ربع دينار‪,‬‬
‫ث يقول‪ :‬قياطا‪ ,‬ث يقول‪ :‬حبة من خردل‪ ,‬فيخرج أولئك حت ل يبقى منهم أحد‪ ,‬وحت ل يبقى ف‬
‫النار من ع مل ل خيا قط‪ ,‬ول يب قى أ حد له شفا عة إل ش فع‪ ,‬ح ت إن إبليس يتطاول م ا يرى من‬
‫رحة ال رجاء أن يشفع له‪ .‬ث يقول‪ :‬بقي تَ وأنا أرحم الراحي‪ ,‬فيدخل يده ف جهنم‪ ,‬فيخرج منها‬
‫ما ل يصيه غيه‪ ,‬كأنم حم فيلقون على نر‪ ,‬يقال له‪ :‬نر اليوان‪ ,‬فينبتون كما تنبت البة ف حيل‬
‫ال سيل‪ ,‬ف ما يلي الش مس من ها أخي ضر‪ ,‬و ما يلي ال ظل من ها أ صيفر‪ ,‬فينبتون كنبات الطراث يث‪ ,‬ح ت‬
‫يكونوا أمثال الذر مكتوب ف رقابم الهنميون‪ ,‬عتقاء الرحن‪ ,‬يعرفهم أهل النة بذلك الكتاب وما‬
‫عملوا خيا ل قط‪ ,‬فيمكثون ف النة ما شاء ال وذلك الكتاب ف رقابم‪ ,‬ث يقولون‪ :‬ربنا امح عنا‬
‫ففففففففم»‪.‬‬ ‫ففففففففل عنهف‬ ‫ففففففففز وجف‬ ‫هذا الكتاب فيمحوه ال عف‬
‫ث ذكره بطوله‪ ,‬ث قال‪ :‬هذا حد يث مشهور‪ ,‬و هو غر يب جدا‪ ,‬ولبع ضه شوا هد ف الحاد يث‬
‫التفرقة‪ ,‬وف بعض ألفاظه نكارة‪ ,‬تفرد به إساعيل بن رافع قاضي أهل الدينة‪ ,‬وقد اختلف فيه‪ ,‬فمنهم‬
‫من وثقه ومنهم من ضعفه‪ ,‬ونص على نكارة حديثه غي واحد من الئمة‪ ,‬كأحد بن حنبل‪ ,‬وأب‬
‫حات الرازي‪ ,‬وعمرو بن علي الفلس‪ ,‬ومنهم من قال فيه هو متروك‪ ,‬وقال ابن عدي‪ :‬أحاديثه كلها‬
‫فيها نظر‪ ,‬إل أنه يكتب حديثه ف جلة الضعفاء‪ ,‬قلت‪ :‬وقد اختلف عليه ف إسناد هذا الديث على‬
‫وجوه كثية قد أفردت ا ف جزء على حدة‪ ,‬وأ ما سياقه فغر يب جدا‪ ,‬ويقال‪ :‬إ نه ج عه من أحاد يث‬

‫‪511‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كثية‪ ,‬وجعله سياقا واحدا فأنكر عليه بسبب ذلك‪ ,‬وسعت شيخنا الافظ أبا الجاج الزي يقول‪:‬‬
‫إ نه رأى للول يد بن م سلم م صنفا قد ج عه‪ ,‬كالشوا هد لبعفض مفردات هذا الديفث‪ ,‬فال أعلم‪,‬‬

‫ك نُرِ َ‬
‫ي‬ ‫ضلَلٍ مّبِيٍ * وَكَذَلِ َ‬ ‫صنَاما آِل َهةً ِإنّ يَ أَرَا كَ وََق ْومَ كَ فِي َ‬
‫خذُ أَ ْ‬
‫** َوإِذْ قَالَ ِإبْرَاهِي ُم لبِي هِ آ َزرَ َأتَتّ ِ‬
‫ِإبْرَاهِي َم َمَلكُو تَ ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ وَِلَيكُو نَ مِ َن الْمُوِقنِيَ * فَلَمّا َج ّن عََليْ هِ الّْليْلُ َرأَى َكوْكَبا قَالَ‬
‫ب الَفِلِيَ * َفلَمّآ َرأَى اْلقَمَ َر بَازِغا قَا َل هَـذَا َربّي َفلَمّآ أَفَلَ قَالَ َلئِن‬ ‫هَـذَا َربّي فََلمّآ أَفَلَ قَالَ ل أُحِ ّ‬
‫س بَا ِز َغةً قَا َل هَـذَا َربّي هَـذَآ أَكْبَرُ‬ ‫لّ ْم َيهْ ِدنِي َربّي لكُونَ ّن مِ َن اْل َقوْ مِ الضّالّيَ * َفلَماّ َرأَى الشّمْ َ‬
‫ت وَالرْ ضَ‬ ‫فَلَمّآ أَفَلَ تْ قَا َل َي َقوْ مِ ِإنّي بَرِيَ ٌء مّمّا تُشْرِكُو نَ * ِإنّي وَ ّجهْ تُ وَ ْجهِ يَ ِللّذِي فَ َط َر ال سّمَاوَا ِ‬
‫َحنِيفا وَمَففففففففففآ َأنَ ْا مِنففففففففففَ الْمُشْرِكِيَفففففففففف‬
‫قال الضحاك عن ا بن عباس‪ :‬إن أ با إبراه يم ل ي كن ا سه آزر‪ ,‬وإن ا كان ا سه تارح‪ ,‬رواه ا بن أ ب‬
‫حات وقال أيضا‪ :‬حدثنا أحد بن عمرو بن أ ب عا صم النب يل‪ ,‬حدثنا أ ب حدثنا أبو عا صم شبيب‪,‬‬
‫حدثنا عكرمة عن ابن عباس ف قوله {وإذ قال إبراهيم لبيه آزر} يعن بآزر الصنم‪ ,‬وأبو إبراهيم اسه‬
‫تارح‪ ,‬وأمه اسها مثان‪ ,‬وامرأته اسها سارة‪ ,‬وأم إساعيل اسها هاجر‪ ,‬وهي سرية إبراهيم‪ ,‬وهكذا‬
‫قال غ ي وا حد من علماء الن سب أن ا سه تارح‪ ,‬وقال ما هد وال سدي‪ :‬آزر ا سم صنم‪ ,‬قلت‪ :‬كأ نه‬
‫غلب عليفه آزر‪ ,‬لدمتفه ذلك الصفنم فال أعلم‪ ,‬وقال ابفن جريفر وقال آخرون‪ :‬هفو سفب وعيفب‬
‫بكلمهم‪ ,‬ومعناه معوج‪ ,‬ول يسنده ول حكاه عن أحد‪ .‬وقد قال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن معتمر بن‬
‫سليمان‪ ,‬سعت أب يقرأ {وإذ قال إبراهيم لبيه آزر} قال‪ :‬بلغن أنا أعوج‪ ,‬وأنا أشد كلمة قال ا‬
‫إبراهيم عليه السلم‪ ,‬ث قال ابن جرير‪ :‬والصواب أن اسم أبيه آزر‪ ,‬ث أورد على نفسه قول النسابي‬
‫أن اسه تارح‪ ,‬ث أجاب بأنه قد يكون له اسان‪ ,‬كما لكثي من الناس‪ ,‬أو يكون أحدها لقبا‪ ,‬وهذا‬
‫الذي قاله جيفد قوي وال أعلم‪ ,‬واختلف القراء فف أداء قوله تعال‪{ :‬وإذ قال إبراهيفم لبيفه آزر}‬
‫فحكى ابن جرير عن السن البصري‪ ,‬وأب يزيد الدن‪ ,‬أنما كانا يقرآن {وإذ قال إبراهيم لبيه آزر‬
‫أتتخذ أصناما آلة} معناه يا آزر أتتخذ أصناما آلة‪ ,‬وقرأ المهور بالفتح‪ ,‬إما على أنه علم أعجمي‬
‫ل ينصرف أيضا‪ ,‬كأحر وأسود‪ ,‬فأما من زعم أنه منصوب‪ ,‬لكونه معمولً لقوله {أتتخذ أصناما}‬
‫تقديره يا أبت أتتخذ آزر أصناما آلة‪ ,‬فإنه قول بعيد ف اللغة‪ ,‬فإن ما بعد حرف الستفهام‪ ,‬ل يعمل‬
‫فيما قبله لن له صدر الكلم‪ ,‬كذا قرره ابن جرير وغيه‪ ,‬وهو مشهور ف قواعد العربية‪ ,‬والقصود‬

‫‪512‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن إبراهيم وعظ أباه ف عبادة الصنام‪ ,‬وزجره عنها وناه فلم ينته‪ ,‬كما قال {وإذ قال إبراهيم لبيه‬
‫آزر أتت خذ أ صناما آل ة ؟} أي أتتأله ل صنم تعبده من دون ال {إ ن أراك وقو مك} أي ال سالكي‬
‫م سلكك { ف ضلل مبي} أي تائه ي ل يهتدون أ ين ي سلكون‪ ,‬بل ف حية وج هل وأمر كم ف‬
‫الهالة والضلل بي واضح لكل ذي عقل سليم‪ .‬وقال تعال‪{ :‬واذكر ف الكتاب إبراهيم إنه كان‬
‫صديقا نبيا * إذ قال لبيه يا أبت ل تعبد ما ل يسمع ول يبصر ول يغن عنك شيئا * يا أبت إن قد‬
‫جاءن من العلم ما ل يأتك فاتبعن أهدك صراطا سويا * يا أبت ل تعبد الشيطان إن الشيطان كان‬
‫للرحن عصيا * يا أبت إن أخاف أن يسك عذاب من الرحن فتكون للشيطان وليا * قال أراغب‬
‫أنت عن آلت يا إبراهيم لئن ل تنته لرجنك مليا * قال سلم عليك سأستغفر لك رب إنه كان ب‬
‫حفيفا * وأعتزلكفم ومفا تدعون مفن دون ال وأدعفو ربف عسفى أل أكون بدعاء ربف شقيا} فكان‬
‫إبراهيم عليه السلم‪ ,‬يستغفر لبيه مدة حياته‪ ,‬فلما مات على الشرك وتبي إبراهيم ذلك‪ ,‬رجع عن‬
‫الستغفار له وتبأ منه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وما كان استغفار إبراهيم لبيه إل عن موعدة وعدها إياه‬
‫فلما تبي له أنه عدوّ ل تبأ منه إن إبراهيم لوّاه حليم} وثبت ف الصحيح أن إبراهيم‪ ,‬يلقى أباه آزر‬
‫يوم القيامة‪ ,‬فيقول له آزر يا بن اليوم ل أعصيك‪ ,‬فيقول إبراهيم أي رب أل تعدن أنك ل تزن يوم‬
‫يبعثون‪ ,‬وأي خزي أخزى من أ ب الب عد فيقال يا إبراه يم‪ ,‬ان ظر ما وراءك فإذا هو بذِ يخ متل طخ‪,‬‬
‫فيؤخذ بقوائمه فيلقى ف النار‪ ,‬قوله {وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السموات والرض} أي نبي له‬
‫وجه الدللة ف نظره إل خلقهما‪ ,‬على وحدانية ال عز وجل‪ ,‬ف ملكه وخلقه‪ ,‬وأنه ل إله غيه ول‬
‫رب سواه‪ ,‬كقوله {قل انظروا ماذا ف السموات والرض} وقال {أفلم يروا إل ما بي أيديهم وما‬
‫خلف هم من ال سماء والرض إن ن شأ ن سف ب م الرض أو ن سقط علي هم ك سفا من ال سماء إن ف‬
‫ذلك لَ ية ل كل ع بد من يب} وأ ما ما حكاه ا بن جر ير وغيه عن ما هد وعطاء و سعيد بن جبي‬
‫والسدي وغيهم‪ ,‬قالوا‪ :‬واللفظ لجاهد‪ :‬فرجت له السموات‪ ,‬فنظر إل ما فيهن حت انتهى بصره‬
‫إل العرش‪ ,‬وفر جت له الرضون ال سبع‪ ,‬فن ظر إل ما في هن‪ ,‬وزاد غيه فج عل ين ظر إل العباد على‬
‫العاصي‪ ,‬ويدعو عليهم‪ ,‬فقال ال له إن أرحم بعبادي منك‪ ,‬لعلهم أن يتوبوا أو يرجعوا‪ .‬وروى ابن‬
‫مردويه ف ذلك حديثي مرفوعي‪ ,‬عن معاذ وعلي‪ ,‬ولكن ل يصح إسنادها‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وروى ابن‬
‫أبف حاتف مفن طريفق العوفف‪ ,‬عفن ابفن عباس‪ ,‬فف قوله {وكذلك نري إبراهيفم ملكوت السفموات‬
‫والرض وليكون من الوقني} فإنه تعال جل له المر سره وعلنيته‪ ,‬فلم يف عليه شيء من أعمال‬

‫‪513‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اللئق‪ ,‬فل ما ج عل يل عن أ صحاب الذنوب‪ ,‬قال ال إ نك ل ت ستطيعهذا فرده ك ما كان ق بل ذلك‪,‬‬
‫فيحت مل أن يكون ك شف له عن ب صره ح ت رأى ذلك عيانا‪ ,‬ويت مل أن يكون عن ب صيته‪ ,‬ح ت‬
‫شاهده بفؤاده وتق قه وعر فه‪ ,‬وعلم ما ف ذلك من ال كم الباهرة‪ ,‬والدللت القاط عة ك ما رواه‬
‫المام أحد والترمذي‪ ,‬وصححه عن معاذ بن جبل ف حديث النام «أتان رب ف أحسن صورة فقال‬
‫يا م مد ف يم يت صم الل العلى ؟ فقلت ل أدري يا رب‪ ,‬فو ضع يده ب ي كت في ح ت وجدت برد‬
‫أنامله بي ثديي فتجلى ل كل شيء وعرفت ذلك» وذكر الديث‪ .‬قوله {وليكون من الوقني} قيل‬
‫الواو زائدة تقديره وكذلك نري إبراهيفم ملكوت السفموات والرض‪ ,‬ليكون مفن الوقنيف‪ ,‬كقوله‬
‫{وكذلك نفصل الَيات ولتستبي سبيل الجرمي} وقيل بل هي على بابا‪ ,‬أي نريه ذلك ليكون‬
‫عالا وموقنا‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬فل ما جن عل يه الل يل} أي تغشاه و ستره {رأى كوكبا} أي نما {قال‬
‫هذا ر ب فل ما أ فل} أي غاب‪ ,‬قال م مد بن إ سحاق بن ي سار‪ :‬الفول الذهاب‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪:‬‬
‫ففة‪:‬‬ ‫ففه قول ذي الرمف‬ ‫ففل أفولً وأفل‪ ,‬إذا غاب ومنف‬‫ففل ويأفف‬ ‫ففم يأفف‬‫ففل النجف‬
‫يقال‪ :‬أفف‬
‫فففففف تقودهادياج ول بالَفلت الزوائل‬ ‫ففففففت باللواتف‬ ‫ففففففابيح ليسف‬ ‫مصف‬
‫ويقال‪ :‬أين أفلت عنا ؟ بعن أين غبت عنا‪ ,‬قال {ل أحبّ الَفلي} قال قتادة‪ :‬علم أن ربه دائم ل‬
‫يزول‪{ ,‬فلما رأى القمر بازغا} أي طالعا {قال هذا رب فلما أفل قال لئن ل يهدن رب لكونن من‬
‫القوم الضال ي * فل ما رأى الش مس باز غة قال هذا ر ب} أي هذا الن ي الطالع ر ب {هذا أ كب} أي‬
‫جرما من النجم ومن القمر وأكثر إضاءة {فلما أفلت} أي غابت {قال يا قوم إن بريء ما تشركون‬
‫* إن وجهت وجهي للذي فطر السموات والرض حنيفا وما أنا من الشركي} أي أخلصت دين‪,‬‬
‫وأفردت عبادتف {للذي فطفر السفموات والرض} أي خلقهمفا وابتدعهمفا على غيف مثال سفبق‬
‫{حنيفا} أي ف حال كو ن حنيفا‪ ,‬أي مائلً عن الشرك إل التوح يد‪ ,‬ولذا قال {و ما أ نا من‬
‫الشركي} وقد اختلف الفسرون ف هذا القام‪ :‬هل هو مقام نظر أو مناظرة ؟ فروى ابن جرير‪ :‬من‬
‫طريق علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ ,‬ما يقتضي أنه مقام نظر‪ ,‬واختاره ابن جرير مستدلً بقوله‬
‫{لئن ل يهدن رب} الَية‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬قال ذلك حي خرج من السرب الذي ولدته فيه‬
‫أمه‪ ,‬حي توفت عليه من نروذ بن كنعان‪ ,‬لا كان قد أخب بوجود مولود يكون ذهاب ملكه على‬
‫يديه‪ ,‬فأ مر بق تل الغلمان عامئذ‪ ,‬فل ما حلت أم إبراهيم به وحان وضع ها ذهبت به إل سرب ظا هر‬
‫البلد فولدت ف يه إبراه يم‪ ,‬وترك ته هناك‪ ,‬وذ كر أشياء من خوارق العادات‪ ,‬ك ما ذكر ها غيه من‬

‫‪514‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الف سرين من ال سلف واللف‪ ,‬وال ق أن إبراه يم عل يه ال صلة وال سلم‪ ,‬كان ف هذا القام مناظرا‬
‫لقو مه‪ ,‬مبينا ل م بطلن ما كانوا عل يه من عبادة اليا كل وال صنام‪ ,‬فبي ف القام الول مع أب يه‬
‫خطأ هم ف عبادة ال صنام الرض ية‪ ,‬ال ت هي على صور اللئ كة ال سماوية ليشفعوا ل م إل الالق‬
‫العظيم‪ ,‬الذين هم عند أنفسهم أحقر من أن يعبدوه‪ ,‬وإنا يتوسلون إليه بعبادة ملئكته‪ ,‬ليشفعوا لم‬
‫عنده ف الرزق والنصر‪ ,‬وغ ي ذلك ما يتاجون إليه‪ .‬وب ي ف هذا القام خطأهم وضلل م ف عبادة‬
‫اليا كل‪ ,‬و هي الكوا كب ال سيارة ال سبعة التحية‪ ,‬و هي‪ :‬الق مر وعطارد والزهرة والش مس والر يخ‬
‫والشتري وزحل‪ ,‬وأشدهن إضاءة وأشرفهن عندهم الشمس‪ ,‬ث القمر ث الزهرة‪ ,‬فبي أولً صلوات‬
‫ال وسلمه عليه أن هذه الزهرة ل تصلح لللية‪ ,‬فإنا مسخرة مقدرة بسي معي‪ ,‬ل تزيغ عنه يينا‬
‫ول شالً‪ ,‬ول تلك لنف سها ت صرفا‪ ,‬بل هي جرم من الجرام خلق ها ال منية‪ ,‬ل ا له ف ذلك من‬
‫الكم العظيمة‪ ,‬وهي تطلع من الشرق ث تسي فيما بينه وبي الغرب حت تغيب عن البصار فيه‪ ,‬ث‬
‫تبدو ف الليلة القابلة على هذا النوال‪ ,‬ومثل هذه ل تصلح لللية‪ ,‬ث انتقل إل القمر فبي فيه مثل ما‬
‫بي ف النجم‪ ,‬ث انتقل إل الشمس كذلك‪ ,‬فلما انتفت اللية عن هذه الجرام الثلثة الت هي أنور‬
‫ما تقع عليه البصار‪ ,‬وتقق ذلك بالدليل القاطع‪{ ,‬قال يا قوم إن بريء ما تشركون} أي أنا بريء‬
‫من عبادتن وموالتن‪ ,‬فإن كانت آلة فكيدون با جيعا ث ل تنظرون {إن وجهت وجهي للذي‬
‫ف أنفا من الشركيف} أي إن ا أع بد خالق هذه الشياء ومترعهفا‬ ‫ف طر ال سموات والرض حنيفا وم ا‬
‫ومسخرها ومقدرها ومدبرها‪ ,‬الذي بيده ملكوت كل شيء وخالق كل شيء‪ ,‬وربه ومليكه وإله‪,‬‬
‫كمفا قال تعال‪{ :‬إن ربكفم ال الذي خلق السفموات والرض فف سفتة أيام ثف اسفتوى على العرش‬
‫يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره‪ ,‬أل له اللق والمر تبارك‬
‫ال رب العاليف} وكيفف يوز أن يكون إبراهيفم ناظرا فف هذا القام‪ .‬وهفو الذي قال ال فف حقفه‬
‫{ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالي * إذ قال لبيه وقومه ما هذه التماثيل الت أنتم لا‬
‫عاكفون} الَيات‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬إن إبراهيم كان أمة قانتا ل حنيفا ول يك من الشركي * شاكرا‬
‫لنعمه اجتباه وهداه إل صراط مستقيم * وآتيناه ف الدنيا حسنة وإنه ف الَخرة لن الصالي * ث‬
‫أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من الشركي} وقال تعال ‪{ :‬قل إنن هدان رب إل‬
‫صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من الشركي} وقد ثبت ف الصحيحي عن أب‬
‫هريرة‪ ,‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪ « :‬كل مولود يولد على الفطرة» و ف صحيح‬

‫‪515‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫م سلم‪ ,‬عن عياض بن حار‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬قال ال إ ن خل قت عبادي‬
‫حنفاء» وقال ال ف كتابه العزيز {فطرت ال الت فطر الناس عليها ل تبديل للق ال} وقال تعال‪:‬‬
‫{وإذ أخذ ربك من بن آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا بلى}‬
‫ومعناه على أحد القولي كقوله {فطرت ال الت فطر الناس عليها} كما سيأت بيانه‪ .‬فإذا كان هذا‬
‫ف حق سائر اللي قة‪ ,‬فك يف يكون إبراه يم الل يل الذي جعله ال أ مة قانتا ل حنيفا‪ ,‬ول يك من‬
‫الشركي‪ ,‬ناظرا ف هذا القام‪ ,‬بل هو أول الناس بالفطرة السليمة والسجية الستقيمة‪ ,‬بعد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بل شك ول ريب‪,‬وما يؤيد أنه كان ف هذا القام مناظرا لقومه فيما كانوا فيه‬
‫مفففففففففففففففففففففففففففففن الشرك ل ناظرا قوله تعال‪.‬‬

‫ف مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلّ أَن يَشَآءَ َربّي َشيْئا‬ ‫** وَحَآجّهُ َق ْومُهُ قَالَ َأتُحَا ّج َونّي فِي اللّ ِه وَقَ ْد هَدَانِي وَلَ أَخَا ُ‬
‫ف مَآ َأشْرَ ْكتُ مْ وَ َل تَخَافُو نَ َأنّكُ مْ َأشْرَكْتُم‬ ‫ل َتتَذَكّرُو نَ * وَ َكيْ فَ أَخَا ُ‬ ‫وَ سِعَ رَبّي كُ ّل َشيْ ٍء عِلْما أََف َ‬
‫ي الْفَرِي َقيْ نِ أَحَ ّق بِالمْ نِ إِن كُنتُ ْم َتعْلَمُو نَ * الّذِي نَ آ َمنُواْ وَلَ مْ‬ ‫بِاللّ ِه مَا لَ ْم ُينَزّ ْل بِ ِه عََلْيكُ مْ سُلْطَانا َفأَ ّ‬
‫جُتنَآ آتَْينَاهَآ ِإبْرَاهِي َم عََلىَ َق ْومِ ِه نَرْفَعُ‬
‫سوَاْ إِيَاَنهُ ْم بِ ُظلْمٍ ُأوْلَـئِكَ َلهُمُ المْ ُن َوهُ ْم ّم ْهتَدُونَ * َوتِلْكَ حُ ّ‬‫يَ ْلبِ ُ‬
‫ف عَلِيمفففففٌ‬ ‫ففف ٌ‬ ‫دَ َرجَاتفففففٍ مّففففن نّشَآءُ إِنفففففّ َربّكفففففَ َحكِيمف‬
‫يقول تعال مبا عن خليله إبراهيم‪ ,‬حي جادله قومه فيما ذهب إليه من التوحيد وناظروه بشبه من‬
‫القول‪ ,‬أ نه قال {أتاجو ن ف ال و قد هدان} أي تادلون ن ف أ مر ال‪ ,‬وأ نه ل إله إل هو‪ ,‬و قد‬
‫ب صرن وهدا ن إل ال ق‪ ,‬وأ نا على بي نة م نه‪ ,‬فك يف ألت فت إل أقوال كم الفا سدة وشبه كم الباطلة‪,‬‬
‫وقوله {ول أخاف ما تشركون به إل أن يشاء ر ب شيئا} أي و من الدل يل على بطلن قول كم في ما‬
‫ذهب تم إل يه‪ ,‬أن هذه الَل ة ال ت تعبدون ا ل تؤ ثر شيئا‪ ,‬وأ نا ل أخاف ها ول أبالي ها‪ ,‬فإن كان ل ا ك يد‬
‫فكيدون با‪ ,‬ول تنظرون بل عاجلون بذلك‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إل أن يشاء رب شيئا} استثناء منقطع‪,‬‬
‫أي ل يضر ول ينفع إل ال عز وجل {وسع رب كل شيء علما} أي أحاط علمه بميع الشياء فل‬
‫يفى عليه خافية {أفل تتذكرون} أي فيما بينته لكم أفل تعتبون أن هذه الَلة باطلة فتنجروا عن‬
‫عبادتا‪ ,‬وهذه الجة نظي ما احتج با نب ال هود عليه السلم على قومه عاد‪ ,‬فيما قص عنهم ف‬
‫كتابه‪ ,‬حيث يقول {قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نن بتاركي آلتنا عن قولك وما نن لك بؤمني‬
‫* إن نقول إل اعتراك بعض آلتنا بسوء قال إن أشهد ال واشهدوا أن بريء ما تشركون من دونه‬

‫‪516‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فكيدون جيعا ث ل تنظرون * إن توكلت على ال رب وربكم ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها}‬
‫الَية‪ .‬وقوله {وكيف أخاف ما أشركتم} أي كيف أخاف من هذه الصنام الت تعبدونا من دون‬
‫ال‪{ ,‬ول تافون أن كم أشرك تم بال ما ل ينل به علي كم سلطانا} قال ا بن عباس وغ ي وا حد من‬
‫السلف‪ :‬أي حجة وهذا كقوله تعال‪{ :‬أم لم شركاء شرعوا لم من الدين ما ل يأذن به ال} وقوله‬
‫تعال‪{ :‬إن هي إل أساء سيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل ال با من سلطان} وقوله {فأي الفريقي‬
‫أحق بالمن إن كنتم تعلمون} أي فأي طائفتي أصوب‪ ,‬الذي عبد من بيده الضر والنفع‪ ,‬أو الذي‬
‫ع بد من ل ي ضر ول ين فع‪ ,‬بل دل يل أيه ما أ حق بال من من عذاب ال يوم القيا مة‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{الذ ين آمنوا ول يلب سوا إيان م بظلم أولئك ل م ال من و هم مهتدون} أي هؤلء الذ ين أخل صوا‬
‫العبادة ل وحده ل شريفك له‪ ,‬ول يشركوا بفه شيئا‪ ,‬هفم الَمنون يوم القيامفة‪ ,‬الهتدون فف الدنيفا‬
‫والَخرة‪.‬‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا ابن أب عدي‪ ,‬عن شعبة عن سليمان‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬عن‬
‫علق مة‪ ,‬عن ع بد ال‪ ,‬قال‪ :‬ل ا نزلت {ول يلب سوا إيان م بظلم} قال أ صحابه وأي نا ل يظلم نف سه ؟‬
‫فنلت {إن الشرك لظلم عظيم} وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش‪ ,‬عن إبراهيم‪,‬‬
‫عن علقمة‪ ,‬عن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬لا نزلت هذه الَية {الذين آمنوا ول يلبسوا إيانم بظلم} شق ذلك‬
‫على الناس‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال أي نا ل يظلم نف سه ؟ قال «إ نه ليس الذي تعنون أل تسمعوا ما قال‬
‫العبففد الصففال {يففا بنفف ل تشرك بال إن الشرك لظلم عظيففم} إنافف هففو الشرك‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا وكيع وابن إدريس‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن علقمة‪,‬‬
‫عن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬لا نزلت {ول يلبسوا إيانم بظلم} شق ذلك على أصحاب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قالوا‪ :‬وأينا ل يظلم نفسه ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ليس كما تظنون‪ ,‬إنا‬
‫قال لب نه { يا ب ن ل تشرك بال إن الشرك لظلم عظ يم} وحدث نا ع مر بن تغلب النمري‪ ,‬حدث نا أ بو‬
‫أحد‪ ,‬حدثنا سفيان عن العمش‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬عن علقمة‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬لا نزلت‬
‫هذه الَية‪ ,‬شق ذلك على أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فنلت {إن الشرك لظلم عظيم}‬
‫رواه البخاري‪ ,‬و ف ل فظ قالوا‪ :‬أي نا ل يظلم نف سه ؟ فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «ل يس بالذي‬
‫تعنون‪ ,‬أل تسمعوا ما قال العبد الصال {إن الشرك لظلم عظيم} إنا هو الشرك» ولبن أب حات عن‬
‫ع بد ال مرفوعا‪ ,‬قال {ول يلب سوا إيان م بظلم} قال «بشرك» قال وروي عن أ ب ب كر ال صديق‪,‬‬

‫‪517‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعمر‪ ,‬وأب بن كعب‪ ,‬وسلمان‪ ,‬وحذيفة‪ ,‬وابن عباس‪ ,‬وابن عمر‪ ,‬وعمرو بن شرحبيل‪ ,‬وأب عبد‬
‫الرحن السلمي‪ ,‬وماهد‪ ,‬وعكرمة‪ ,‬والنخعي‪ ,‬والضحاك‪ ,‬وقتادة‪ ,‬والسدي‪ ,‬وغي واحد نو ذلك‪,‬‬
‫وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا الشافعي‪ ,‬حدثنا ممد بن شداد السمعي‪ ,‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬حدثنا سفيان‬
‫الثوري‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬عن علقمة‪ ,‬عن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬لا نزلت {الذين آمنوا ول يلبسوا‬
‫إيان م بظلم} قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ق يل ل أ نت من هم» وقال المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫إسحاق بن يوسف‪ ,‬حدثنا أبو جناب‪ ,‬عن زاذان‪ ,‬عن جرير بن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬خرجنا مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فلما برزنا من الدينة‪ ,‬إذا راكب يوضع نونا‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «كأن هذا الراكب إياكم يريد» فانتهى إلينا الرجل‪ ,‬فسلم فرددنا عليه‪ ,‬فقال له النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم « من أ ين أقبلت ؟» قال من أهلي وولدي وعشي ت‪ ,‬قال‪« :‬فأ ين تر يد ؟» قال‪ :‬أر يد‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «ف قد أ صبته» قال‪ :‬يا ر سول ال علم ن ما اليان ؟ قال‪« :‬أن‬
‫تش هد أن ل إله إل ال وأن ممدا ر سول ال‪ ,‬وتق يم ال صلة وتؤ ت الزكاة‪ ,‬وت صوم رمضان وت ج‬
‫الب يت» قال‪ :‬قد أقررت‪ ,‬قال ث إن بعيه دخلت يده ف ج حر جرذان‪ ,‬فهوى بعيه وهوى الر جل‪,‬‬
‫فو قع على هام ته فمات‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عليه و سلم «علي بالر جل» فو ثب إليه عمار بن‬
‫ياسر وحذيفة بن اليمان فأقعداه فقال‪ :‬يا رسول ال قبض الرجل قال فأعرض عنهما رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬ث قال لما رسول ال صلى ال عليه وسلم «أما رأيتما إعراضي عن الرجل‪ ,‬فإن‬
‫رأيت ملكي يدسان ف فيه من ثار النة‪ ,‬فعلمت أنه مات جائعا» ث قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم «هذا من الذ ين قال ال عز و جل في هم {الذ ين آمنوا ول يلب سوا إيان م بظلم} الَ ية‪ ,‬ث قال‬
‫«دون كم أخا كم» فاحتملناه إل الاء‪ ,‬فغ سلناه وحنطناه وكفناه‪ ,‬وحلناه إل ال قب‪ ,‬فجاء ر سول‬
‫اللهصلى ال عليه وسلم حت جلس على شفي القب‪ ,‬فقال «ألدوا ول تشقوا فإن اللحد لنا والشق‬
‫لغينا» ث رواه أحد عن أسود بن عامر‪ ,‬عن عبد الميد بن جعفر الفراء‪ ,‬عن ثابت‪ ,‬عن زاذان‪ ,‬عن‬
‫جرير بن عبد ال‪ ,‬فذكر نوه وقال فيه‪ :‬هذا من عمل قليلً وأجر كثيا‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫يوسف بن موسى القطان‪ ,‬حدثنا مهران بن أب عمر‪ ,‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ,‬عن أبيه عن سعيد بن‬
‫جبي‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬ك نا مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف م سي ساره‪ ,‬إذ عرض له‬
‫أعرابف فقال‪ :‬يفا رسفول ال والذي بعثفك بالقف‪ ,‬لقفد خرجفت مفن بلدي وتلدي ومال لهتدي‬
‫بداك‪ ,‬وآ خذ من قولك‪ ,‬و ما بلغ تك ح ت ما ل طعام إل من خ ضر الرض‪ ,‬فاعرض علي‪ ,‬فعرض‬

‫‪518‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقبل‪ ,‬فازدحنا حوله فدخل خف بكره ف بيت جرذان‪ ,‬فتردى‬
‫العراب فانكسرت عنقه‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «صدق والذي بعثن بالق لقد خرج‬
‫مفن بلده وتلده وماله‪ ,‬ليهتدي بداي ويأخفذ مفن قول ومفا بلغنف حتف ماله طعام إل مفن خضفر‬
‫ل وأ جر كثيا ؟ هذا من هم‪ .‬أ سعتم بالذ ين آمنوا ول يلب سوا إيان م‬
‫الرض‪ ,‬أ سعتم بالذي ع مل قلي ً‬
‫بظلم‪ ,‬أولئك لم المن وهم مهتدون ؟ فإن هذا منهم» وف لفظ قال «هذا عمل قليلً وأجر كثيا»‬
‫وروى ابن مردويه من حديث ممد بن يعلى الكوف‪ ,‬وكان نزل الري‪ ,‬حدثنا زياد بن خيثمة‪ ,‬عن‬
‫أب داود‪ ,‬عن عبد ال بن سخبة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من أعطي فشكر‪ ,‬ومنع‬
‫ف صب‪ ,‬وظلم فا ستغفر‪ ,‬وظلم فغ فر» و سكت‪ ,‬قال‪ :‬فقالوا يا ر سول ال ما له ؟ قال {أولئك ل م‬
‫المن وهم مهتدون} وقوله {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه} أي وجهنا حجته عليهم‪ ,‬قال‬
‫ماهد وغيه‪ :‬يعن بذلك قوله {وكيف أخاف ما أشركتم ول تافون أنكم أشركتم بال ما ل ينل‬
‫به عليكم سلطانا فأي الفريقي أحق بالمن} الَية‪ ,‬وقد صدقه ال وحكم له بالمن والداية فقال‬
‫{الذين آمنوا ول يلبسوا إيانم بظلم أولئك لم المن وهم مهتدون} ث قال بعد ذلك كله {وتلك‬
‫حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء} قرىء بالضافة وبل إضافة‪ ,‬كما ف سورة‬
‫يوسف‪ ,‬وكلها قريب ف العن‪ ,‬وقوله {إن ربك حكيم عليم} أي حكيم ف أقواله وأفعاله‪ ,‬عليم‬
‫أي بن يهديه ومن يضله‪ ,‬وإن قامت عليه الجج والباهي‪ ,‬كما قال {إن الذين حقت عليهم كلمة‬
‫ر بك ل يؤمنون ولو جاءت م كل آ ية ح ت يروا العذاب الل يم} ولذا قال هه نا {إن ر بك حك يم‬
‫عليفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففم}‪.‬‬

‫** َو َو َهبْنَا لَ هُ إِ سْحَاقَ َوَي ْعقُو بَ ُكلّ هَ َديْنَا َونُوحا هَ َدْينَا مِن َقبْ ُل َومِن ذُ ّرّيتِ هِ دَاوُو َد وَ سَُليْمَانَ َوَأيّو َ‬
‫ب‬
‫سىَ َوإِْليَا سَ ُك ّل مّ نَ‬ ‫حَيىَ َوعِي َ‬
‫سنِيَ * وَزَكَرِيّا َويَ ْ‬ ‫جزِي الْمُحْ ِ‬ ‫ك نَ ْ‬
‫ف َومُو سَ َى َوهَارُو َن وَكَذَلِ َ‬ ‫َويُو سُ َ‬
‫س وَلُوطا وَ ُكلّ َفضّ ْلنَا عَلَى اْلعَالَمِيَ * َومِ ْن آبَاِئهِ ْم َوذُ ّريّاِتهِ مْ‬ ‫ال صّالِحِيَ * َوإِ سْمَاعِي َل وَاْليَ سَعَ َويُونُ َ‬
‫ك هُدَى اللّ ِه َيهْدِي بِ هِ مَن يَشَآءُ مِ ْن ِعبَادِ هِ‬ ‫سَتقِيمٍ * ذَلِ َ‬ ‫صرَاطٍ مّ ْ‬
‫َوإِ ْخوَاِنهِ ْم وَا ْجَتبَْينَاهُ مْ َوهَ َدْينَاهُ مْ إِلَىَ ِ‬
‫حكْ َم وَالّنُب ّوةَ فَإِن‬ ‫ب وَالْ ُ‬
‫حبِ طَ َعْنهُ مْ مّا كَانُوْا َيعْمَلُو نَ * ُأوْلَ ـئِكَ الّذِي َن آتَْينَاهُ ُم اْلكِتَا َ‬ ‫وََلوْ َأشْرَكُواْ لَ َ‬
‫يَ ْكفُ ْر ِبهَا هَـؤُلءِ َف َق ْد وَكّ ْلنَا ِبهَا َقوْما ّليْسُواْ ِبهَا بِكَافِرِينَ * ُأوْلَـئِكَ الّذِي َن هَدَى اللّهُ َفِبهُدَاهُ ُم ا ْقتَدِهْ‬
‫ف ُهوَ إِلّ ذِ ْكرَىَ لِ ْلعَالَمِيَفففف‬ ‫ففف ْ‬ ‫ففففِ أَجْرا إِنف‬ ‫فأَُلكُ ْم عََليْهف‬
‫ففف ْ‬ ‫قُففففل لّ أَسف‬

‫‪519‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يذكر تعال أنه وهب لبراهيم إسحاق بعد أن طعن ف السن‪ ,‬وأيس هو وامرأته سارة من الولد‪,‬‬
‫فجاءته اللئكة وهم ذاهبون إل قوم لوط‪ ,‬فبشروها بإ سحاق فتعجبت الرأة من ذلك‪ ,‬وقالت {يا‬
‫ويلتَ أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب * قالوا أتعجبي من أمر ال ؟ رحة ال‬
‫وبركاته عليكم أهل البيت إنه حيد ميد} فبشروها مع وجوده بنبوته‪ ,‬وبأن له نسلً وعقبا‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬وبشرناه بإ سحاق نبيا من ال صالي} وهذا أك مل ف البشارة وأع ظم ف النع مة‪ ,‬وقال‬
‫{فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} أي ويولد لذا الولود ولد ف حياتكما‪ ,‬فتقر أعينكما‬
‫بفه‪ ,‬كمفا قرت بوالده‪ ,‬فإن الفرح بولد الولد شديفد لبقاء النسفل والعقفب‪ ,‬ولاف كان ولد الشيفخ‬
‫والشي خة قد يتو هم أ نه ل يع قب لضع فه‪ ,‬وق عت البشارة به وبولده با سم يعقوب الذي ف يه اشتقاق‬
‫الع قب والذر ية‪ ,‬وكان هذا مازاة لبراه يم عل يه ال سلم‪ ,‬ح ي اعتزل قو مه وترك هم ونزح عن هم‪,‬‬
‫وها جر من بلدهم ذاهبا إل عبادة ال ف الرض‪ ,‬فعو ضه ال عز وجل عن قومه وعشيته‪ ,‬بأولد‬
‫صالي من صلبه على دينه‪ ,‬لتقر بم عينه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فلما اعتزلم وما يعبدون من دون ال‬
‫ل هدي نا}‬‫وهب نا له إ سحاق ويعقوب وكل جعل نا نبيا} وقال هه نا {ووهب نا له إ سحاق ويعقوب ك ً‬
‫وقوله {ونوحا هدينا من قبل} أي من قبله هديناه كما هديناه‪ ,‬ووهبنا له ذرية صالة‪ ,‬وكل منهما‬
‫له خصوصية عظيمة‪ ,‬أما نوح عليه السلم‪ ,‬فإن ال تعال لا أغرق أهل الرض إل من آمن به‪ ,‬وهم‬
‫الذين صحبوه ف السفينة‪ ,‬جعل ال ذريته هم الباقي‪ ,‬فالناس كلهم من ذريته‪ ,‬وأما الليل إبراهيم‬
‫عليه السلم‪ ,‬فلم يبعث ال عز وجل بعده نبيا‪ ,‬إل من ذريته‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وجعلنا ف ذريتهما‬
‫النبوة والكتاب} الَيفة‪ ,‬وقال تعال‪{ ,‬ولقفد أرسفلنا نوحا وإبراهيفم وجعلنفا فف ذريتهمفا النبوة‬
‫والكتاب} وقال تعال‪{ :‬أولئك الذ ين أن عم ال علي هم من ال نبيي من ذر ية آدم وم ن حل نا مع نوح‬
‫ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل ومن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحن خروا سجدا وبكيا}‬
‫وقوله ف هذه الَية الكرية {ومن ذريته} أي وهدينا من ذريته {داود وسليمان} الَية‪ ,‬وعود الضمي‬
‫إل نوح‪ ,‬لنه أقرب الذكورين ظاهر ل إشكال فيه‪ ,‬وهو اختيار ابن جرير‪ .‬وعوده إل إبراهيم‪ ,‬لنه‬
‫الذي سيق الكلم من أجله حسن‪ ,‬لكن يشكل عليه لوط‪ ,‬فإنه ليس من ذرية إبراهيم‪ ,‬بل هو ابن‬
‫أخيه ماران بن آزر‪ ,‬اللهم إل أن يقال إنه دخل ف الذرية تغليبا‪ ,‬وكما قال ف قوله {أم كنتم شهداء‬
‫إذ حضفر يعقوب الوت إذ قال لبنيفه مفا تعبدون مفن بعدي ؟ قالوا نعبفد إلكف وإله آبائك إبراهيفم‬
‫وإساعيل وإسحاق إلا واحدا ونن له مسلمون} فإساعيل عمه دخل ف آبائه تغليبا‪ ,‬وكما قال ف‬

‫‪520‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قوله {فسجد اللئكة كلهم أجعون إل إبليس} فدخل إبليس ف أمر اللئكة بالسجود‪ ,‬وذم على‬
‫الخالفة لنه كان ف تشبه بم‪ ,‬فعومل معاملتهم ودخل معهم تغليبا‪ ,‬وإل فهو كان من الن وطبيعته‬
‫من النار‪ ,‬واللئ كة من النور‪ ,‬و ف ذ كر عي سى عل يه ال سلم ف ذر ية إبراه يم أو نوح‪ ,‬على القول‬
‫الَخر‪ ,‬دللة على دخول ولد البنات ف ذرية الرجل‪ ,‬لن عيسى عليه السلم إنا ينسب إل إبراهيم‬
‫عليه السلم‪ ,‬بأمه عليها السلم‪ ,‬فإنه ل أب له‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا سهل بن يي العسكري‪,‬‬
‫حدثنا عبد الرحن بن صال‪ ,‬حدثنا علي بن عابس‪ ,‬عن عبد ال بن عطاء الكي‪ ,‬عن أب حرب بن‬
‫أب السود‪ ,‬قال‪ :‬أرسل الجاج إل يي بن يعمر‪ ,‬فقال‪ :‬بلغن أنك تزعم أن السن والسي من‬
‫ذرية النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬تده ف كتاب ال ف وقد قرأته من أوله إل آخره فلم أجده ؟ قال‬
‫أليس تقرأ سورة النعام {ومن ذريته داود وسليمان} حت بلغ {ويي وعيسى} قال بلى‪ .‬قال أليس‬
‫عيسى من ذرية إبراهيم وليس له أب ؟ قال صدقت‪ .‬فلهذا إذا أوصى الرجل لذريته‪ ,‬أو وقف على‬
‫ذريته‪ ,‬أو وهبهم‪ ,‬دخل أولد البنات فيهم‪ ,‬فأما إذا أعطى الرجل بنيه‪ ,‬دخل أولد البنات فيهم‪ ,‬فأما‬
‫إذا أعطى الرجل بنيه‪ ,‬أو وقف عليهم‪ ,‬فإنه يتص بذلك بنوه لصلبه وبنو بنيه‪ ,‬واحتجوا بقول الشاعر‬
‫العربففففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪:‬‬
‫بنونفففففا بنفففففو أبنائنفففففا وبناتنابنوهفففففن أبناء الرجال الجانفففففب‬
‫وقال آخرون‪ :‬ويدخل بنو البنات فيهم أيضا‪ ,‬لا ثبت ف صحيح البخاري‪ ,‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم قال للح سن بن علي «إن اب ن هذا سيد ول عل ال أن ي صلح به ب ي فئت ي عظيمت ي من‬
‫السفلمي» فسفماه ابنا‪ ,‬فدل على دخوله فف البناء‪ .‬وقال آخرون‪ :‬هذا توز‪ ,‬وقوله {ومفن آبائهفم‬
‫وذرياتم وإخوانم} ذكر أصولم وفروعهم‪ ,‬وذوي طبقتهم وأن الداية والجتباء شلهم كلهم‪ ,‬ولذا‬
‫قال {واج تبيناهم وهدينا هم إل صراط م ستقيم} ث قال تعال‪{ :‬ذلك هدى ال يهدي به من يشاء‬
‫من عباده} أي إن ا ح صل ل م ذلك بتوف يق ال وهداي ته إيا هم‪{ ,‬ولو أشركوا ل بط عن هم ما كانوا‬
‫يعملون} تشديد لمر الشرك وتغليظ لشأنه وتعظيم للبسته‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ولقد أوحي إليك وإل‬
‫الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك} الَية‪ ,‬وهذا شرط‪ ,‬والشرط ل يقتضي جواز الوقوع‪,‬‬
‫كقوله { قل إن كان للرح ن ولد فأ نا أول العابد ين} وكقوله {لو أرد نا أن نت خذ لوا لتذناه من‬
‫لدنا إن كنا فاعلي} وكقوله {لو أراد ال أن يتخذ ولدا لصطفى ما يلق ما يشاء سبحانه هو ال‬
‫الواحفد القهار}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أولئك الذيفن آتيناهفم الكتاب والكفم والنبوة} أي أنعمنفا عليفه‪-‬‬

‫‪521‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بذلك‪ ,‬رح ة للعباد ب م ولطفا م نا باللي قة‪{ ,‬فإن يك فر ب ا} أي بالنبوة‪ ,‬ويت مل أن يكون الضم ي‬
‫عائدا على هذه الشياء الثل ثة‪ ,‬الكتاب وال كم والنبوة‪ ,‬وقوله {هؤلء} يع ن أ هل م كة‪ ,‬قاله ا بن‬
‫عباس و سعيد بن ال سيب والضحاك وقتادة وال سدي وغ ي وا حد‪{ ,‬ف قد وكل نا ب ا قوما لي سوا ب ا‬
‫بكافرين} أي إن يكفر بذه النعم‪ ,‬من كفر با من قريش وغيهم من سائر أهل الرض‪ ,‬من عرب‬
‫وع جم‪ ,‬وملّي ي وكتابي ي‪ ,‬ف قد وكل نا ب ا قوما آخر ين أي الهاجر ين والن صار وأتباع هم إل يوم‬
‫القيامة‪{ ,‬ليسوا ب ا بكافرين} أي ل يحدون منها شيئا‪ ,‬ول يردون منها حرفا واحدا‪ ,‬بل يؤمنون‬
‫بميعها‪ ,‬مكمها ومتشابها‪ ,‬جعلنا ال منهم بنّه وكرمه وإحسانه‪ ,‬ث قال تعال ماطبا عبده ورسوله‬
‫ممدا صلى ال عليه وسلم {أولئك} يعن النبياء الذكورين‪ ,‬مع من أضيف إليهم من الَباء والذرية‬
‫والخوان‪ ,‬وهم الشباه‪{ ,‬الذين هدى ال} أي هم أهل الدى ل غيهم {فبهداهم اقتده}‪ ,‬أي اقتد‬
‫واتبع‪ ,‬وإذا كان هذا أمرا للرسول صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأمته تبع له‪ ,‬فيما يشرعه ويأمرهم به‪ ,‬قال‬
‫البخاري عند هذه الَية‪ :‬حدثنا إبراهيم بن موسى‪ ,‬أخبناهشام أن ابن جريج أخبهم قال‪ :‬أخبن‬
‫سليمان الحول أن ماهدا أخبه‪ ,‬أنه سأل ابن عباس أف (ص) سجدة ؟ فقال نعم‪ ,‬ث تل {ووهبنا‬
‫له إ سحاق ويعقوب} إل قوله {فبهدا هم اقتده} ث قال هو من هم‪ ,‬زاد يز يد بن هارون‪ ,‬وم مد بن‬
‫عبيد‪ ,‬وسهل بن يوسف‪ ,‬عن العوام عن ماهد‪ ,‬قلت لبن عباس فقال نبيكم صلى ال عليه وسلم من‬
‫أمر أن يقتدي بم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬قل ل أسألكم عليه أجرا} أي ل أطلب منكم على إبلغي إياكم‬
‫هذا القرآن أجرا أي أجرة‪ ,‬ول أريفد منكفم شيئا‪{ ,‬إن هفو إل ذكرى للعاليف} أي يتذكرون بفه‪,‬‬
‫فيشدوا مففن العمففى إل الدى‪ ,‬ومففن الغففي إل الرشاد‪ ,‬ومففن الكفففر إل اليان‪.‬‬

‫ب الّذِي جَآ َء‬ ‫** َومَا قَ َدرُواْ اللّهَ َحقّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوْا مَآ أَنزَلَ اللّ ُه عََل َى بَشَ ٍر مّن َشيْءٍ ُق ْل مَنْ أَنزَ َل اْلكِتَا َ‬
‫خفُو نَ َكثِيا َوعُلّ ْمتُ ْم مّا َل ْم َتعْلَ ُم َواْ أَنتُ ْم وَلَ‬‫ج َعلُونَ هُ َقرَاطِي سَ ُتبْدُوَنهَا َوتُ ْ‬
‫س تَ ْ‬
‫بِ هِ مُو َسىَ نُورا َوهُدًى لّلنّا ِ‬
‫ق الّذِي بَيْ َن يَ َديْ هِ‬ ‫ضهِ ْم يَ ْل َعبُونَ * َوهَـذَا ِكتَا بٌ أَنزَْلنَا ُه ُمبَارَكٌ مّصَ ّد ُ‬ ‫آبَاؤُكُ مْ قُلِ اللّ ُه ثُ مّ ذَ ْرهُمْ فِي َخوْ ِ‬
‫لِتهِ ْم يُحَافِظُونَف‬ ‫ى َومَن ْف َحوْلَهَا وَالّذِينَفُيؤْ ِمنُونَفبِالَ ِخ َرةِ ُيؤْ ِمنُونَفبِهِف َوهُم ْف عََلىَ صَف َ‬ ‫وَِلتُنذِرَ أُمّف الْقُرَ َ‬
‫يقول ال تعال وما عظموا ال حق تعظيمه‪ ,‬إذ كذبوا رسله إليهم‪ ,‬قال ابن عباس وماهد وعبد ال‬
‫بن كث ي‪ :‬نزلت ف قر يش‪ ,‬واختاره ا بن جر ير‪ ,‬وق يل نزلت ف طائ فة من اليهود‪ ,‬وق يل ف فنحاص‬
‫رجل منهم‪ ,‬وقيل ف مالك بن الصيف {قالوا ما أنزل ال على بشر من شيء} والول أصح‪ ,‬لن‬

‫‪522‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَية مكية‪ ,‬واليهود ل ينكرون إنزال الكتب من السماء‪ ,‬وقريش والعرب قاطبة كانوا ينكرون إرسال‬
‫ممد صلى ال عليه وسلم لنه من البشر‪ ,‬كما قال {أكان للناس عجبا أن أوحينا إل رجل منهم أن‬
‫أنذر الناس} وكقوله تعال‪{ :‬و ما م نع الناس أن يؤمنوا إذ جاء هم الدى إل أن قالوا أب عث ال بشرا‬
‫رسولً قل لو كان ف الرض ملئ كة يشون مطمئن ي لنلنا عليهم من ال سماء ملكا رسولً} وقال‬
‫هه نا {و ما قدروا ال حق قدره إذ قالوا ما أنزل ال على ب شر من ش يء} قال ال تعال‪ { :‬قل من‬
‫أنزل الكتاب الذي جاء به مو سى نورا وهدى للناس} أي قل يا م مد لؤلء النكر ين لنزال ش يء‬
‫من الكتب من عند ال‪ ,‬ف جواب سلبهم العام‪ ,‬بإثبات قضية جزئية موجبة‪{ ,‬من أنزل الكتاب الذي‬
‫جاء به موسى} وهو التوراة الت قد علمتم‪ ,‬وكل أحد أن ال قد أنزلا على موسى بن عمران‪ ,‬نورا‬
‫وهدى للناس‪ ,‬أي ليستضاء با ف كشف الشكلت‪ ,‬ويهتدى با من ظلم الشبهات‪ ,‬وقوله {تعلونه‬
‫قراطيس تبدونا وتفون كثيا} أي تعلون جلتها قراطيس‪ ,‬أي قطعا تكتبونا من الكتاب الصلي‪,‬‬
‫الذي بأيديكم‪ ,‬وترفون منها ما ترفون‪ ,‬وتبدلون وتتأولون‪ ,‬وتقولون هذا من عند ال‪ ,‬أي ف كتابه‬
‫النل‪ ,‬ومفا هفو مفن عنفد ال‪ ,‬ولذا قال {تعلونفه قراطيفس تبدوناف وتفون كثيا} وقوله تعال‪:‬‬
‫{وعلمتم مال تعلموا أنتم ول آباؤكم} أي ومن أنزل القرآن الذي علمكم ال فيه‪ ,‬من خب ما سبق‪,‬‬
‫ون بأ ما يأ ت مال تكونوا تعلمون ذلك‪ ,‬ل أن تم ول آباؤ كم‪ ,‬و قد قال قتادة‪ :‬هؤلء مشر كو العرب‬
‫وقال ماهد هذه للمسلمي‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬قل ال} قال علي بن أب طلحة‪ :‬عن ابن عباس‪ ,‬أي قل‬
‫ال أنزله‪ ,‬وهذا الذي قاله ابن عباس‪ ,‬هو التعي ف تفسي هذه الكلمة‪ ,‬ل ما قاله بعض التأخرين‪ ,‬من‬
‫أن معنف {قفل ال} أي ل يكون خطابفك لمف‪ ,‬إل هذه الكلمفة‪ ,‬كلمفة «ال» وهذا الذي قاله هذا‬
‫القائل‪ ,‬يكون أمرا بكلمة مفردة‪ ,‬من غي تركيب‪ ,‬والتيان بكلمة مفردة ل يفيد ف لغة العرب فائدة‬
‫ي سن ال سكوت علي ها‪ ,‬وقوله { ث ذر هم ف خوض هم يلعبون} أي ث دع هم ف جهل هم وضلل م‬
‫يلعبون‪ ,‬ح ت يأتي هم من ال اليق ي‪ ,‬ف سوف يعلمون أل م العاق بة أم لعباد ال التق ي ؟ وقوله {وهذا‬
‫كتاب} يعنف القرآن {أنزلناه مبارك مصفدق الذي بيف يديفه ولتنذر أم القرى} يعنف مكفة {ومفن‬
‫حولا} من أحياء العرب‪ ,‬ومن سائر طوائف بن آدم‪ ,‬ومن عرب وعجم‪ ,‬كما قال ف الَية الخرى‬
‫{قل يا أيها الناس إن رسول ال إليكم جيعا} وقال {لنذركم به ومن بلغ} وقال {ومن يكفر به‬
‫مفن الحزاب فالنار موعده} وقال {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعاليف نذيرا} وقال‬
‫{وقل للذين أوتوا الكتاب والميي أأسلمتم‪ ,‬فإن أسلموا فقد اهتدوا‪ ,‬وإن تولوا فإنا عليك البلغ‬

‫‪523‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وال بصي بالعباد} وثبت ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «أعطيت خسا ل‬
‫يعط هن أ حد من ال نبياء قبلي» وذ كر من هن «وكان ال نب يب عث إل قو مه خا صة‪ ,‬وبع ثت إل الناس‬
‫عامة» ولذا قال {والذين يؤمنون بالَخرة يؤمنون به} أي كل من آمن بال واليوم الَخر‪ ,‬يؤمن بذا‬
‫الكتاب البارك‪ ,‬الذي أنزلناه إل يك يا م مد‪ ,‬و هو القرآن {و هم على صلتم يافظون} أي يقيمون‬
‫بافففف فرض عليهففففم مففففن أداء الصففففلوات ففففف أوقاتافففف‪.‬‬

‫ى عَلَى اللّهِ كَذِبا َأوْ قَالَ ُأوْحِيَ إِلَيّ وَلَ ْم يُو حَ إَِليْهِ َشيْ ٌء َومَن قَالَ َسأُنزِ ُل ِمثْ َل‬ ‫** َومَنْ أَظَْل ُم مِ ّم ِن ا ْفتَرَ َ‬
‫سكُمُ‬ ‫ت وَالْمَلئِ َك ُة بَا سِ ُط َواْ َأيْدِيهِ مْ أَخْ ِر ُج َواْ َأْنفُ َ‬ ‫مَآ أَنَزلَ اللّ ُه وََلوْ َترَىَ إِذِ الظّالِمُو نَ فِي غَ َمرَا تِ الْ َموْ ِ‬
‫ستَ ْكبِرُونَ * وََلقَدْ‬ ‫الَْيوْ مَ تُجْ َزوْ َن عَذَا بَ اْلهُو ِن بِمَا كُنتُ ْم َتقُولُو نَ عَلَى اللّ ِه َغيْ َر الْحَ ّق وَ ُكْنتُ مْ عَ نْ آيَاتِ ِه تَ ْ‬
‫ُمف‬
‫ى َم َعك ْ‬ ‫ُمف وَم َا نَرَ َ‬ ‫ُمف وَرَاءَ ُظهُورِك ْ‬ ‫ُمف مّا َخوّْلنَاك ْ‬ ‫ُمف َأوّ َل مَ ّر ٍة َوتَرَ ْكت ْ‬
‫ِجْئتُمُون َا ُفرَادَىَ كَم َا خََل ْقنَاك ْ‬
‫ُونف‬
‫ُمف َت ْزعُم َ‬ ‫ُمف وَضَ ّل عَنكُم مّا كُنت ْ‬ ‫ّعف َبْيَنك ْ‬
‫ُمف شُرَكَآءُ لَقَد ّتقَط َ‬ ‫ُمف فِيك ْ‬‫ُمفَأّنه ْ‬
‫ِينف َزعَ ْمت ْ‬‫ُمف الّذ َ‬ ‫ُشفَعَآءَك ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬و من أظلم م ن افترى على ال كذبا} أي ل أ حد أظلم‪ ,‬م ن كذب على ال‪ ,‬فج عل‬
‫له شركاء أو ولدا‪ ,‬أو ادعى أن ال أرسله إل الناس ول يرسله‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أو قال أوحي إلّ‬
‫ول يو حَ إليه شيء} قال عكرمة وقتادة‪ :‬نزلت ف مسيلمة الكذاب {ومن قال سأنزل مثل ما أنزل‬
‫ال} أي ومن ادعى أنه يعارض ما جاء من عند ال من الوحي‪ ,‬ما يفتريه من القول‪ ,‬كقوله تعال‪:‬‬
‫{وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا} الَية‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ‬
‫الظالون ف غمرات الوت} أي ف سكراته‪ ,‬وغمرا ته‪ ,‬وكربا ته‪{ ,‬واللئ كة با سطو أيدي هم} أي‬
‫بالضرب‪ ,‬كقوله {لئن بسفطت إل يدك لتقتلنف} الَيفة‪ ,‬وقوله {يبسفطوا إليكفم أيديهفم وألسفنتهم‬
‫بال سوء} الَ ية‪ ,‬وقال الضحاك وأ بو صال با سطو أيدي هم أي بالعذاب‪ ,‬كقوله {ولو ترى إذ يتو ف‬
‫الذيفن كفروا اللئكفة يضربون وجوههفم وأدبارهفم} ولذا قال {واللئكفة باسفطو أيديهفم} أي‬
‫بالضرب ل م‪ ,‬ح ت ترج أنف سهم من أج سادهم‪ ,‬ولذا يقولون ل م {أخرجوا أنف سكم} وذلك أن‬
‫الكا فر إذا احت ضر‪ ,‬بشر ته اللئ كة بالعذاب‪ ,‬والنكال‪ ,‬والغلل‪ ,‬وال سلسل‪ ,‬والح يم‪ ,‬والم يم‪,‬‬
‫وغ ضب الرح ن الرح يم‪ ,‬فتتفرق رو حه ف ج سده‪ ,‬وتع صي وتأ ب الروج‪ ,‬فتضرب م اللئ كة‪ ,‬ح ت‬
‫ترج أرواحهفم مفن أجسفادهم‪ ,‬قائليف لمف {أخرجوا أنفسفكم اليوم تزون عذاب الون باف كنتفم‬

‫‪524‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تقولون على ال غيف القف} الَيفة‪ ,‬أي اليوم تانون غايفة الهانفة‪ ,‬كمفا كنتفم تكذبون على ال‪,‬‬
‫وتسففففففتكبون عففففففن اتباع آياتففففففه والنقياد لرسففففففله‪.‬‬
‫وقد وردت الحاديث التواترة ف كيفية احتضار الؤمن والكافر عند الوت وهي مقررة عند قوله‬
‫تعال‪{ :‬يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الَخرة} وقد ذكر ابن مردويه ههنا‬
‫حديثا مطولً جدا من طر يق غريبة‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬عن ابن عباس مرفوعا‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬وقوله {ول قد‬
‫جئتمونفا فرادى كمفا خلقناكفم أول مرة} أي يقال لمف يوم معادهفم هذا كمفا قال {وعرضوا على‬
‫ر بك صفا ل قد جئتمو نا ك ما خلقنا كم‪ ,‬أول مرة} أي ك ما بدأنا كم أعدنا كم‪ ,‬و قد كن تم تنكرون‬
‫ذلك وتسفتبعدونه‪ ,‬فهذا يوم البعفث‪ ,‬وقوله {وتركتفم مفا خولناكفم وراء ظهوركفم} أي مفن النعفم‬
‫والموال الت اقتنيتموها‪ ,‬ف الدار الدنيا وراء ظهوركم‪ ,‬وثبت ف الصحيح‪ ,‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليفه وسفلم قال « يقول ابفن آدم مال مال‪ ,‬وهفل لك مفن مالك إل مفا أكلت فأفنيفت‪ ,‬أو لبسفت‬
‫فأبليت‪ ,‬أو تصدقت فأمضيت‪ ,‬وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس» وقال السن البصري‪ :‬يؤتى‬
‫بابن آدم يوم القيامة كأ نه بذخ‪ ,‬فيقول ال عز و جل‪ :‬أ ين ما جعت ؟ فيقول يا رب جع ته وتركته‬
‫أوفر ما كان‪ ,‬فيقول له‪ :‬يا ابن آدم أين ما قدمت لنفسك ؟ فل يراه قدم شيئا‪ ,‬وتل هذه الَية {ولقد‬
‫جئتمو نا فرادى ك ما خلقنا كم أول مرة وترك تم ما خولنا كم وراء ظهور كم} الَ ية‪ ,‬رواه ا بن أ ب‬
‫حات‪ ,‬وقوله {وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنم فيكم شركاء} تقريع لم وتوبيخ على ما‬
‫كانوا اتذوا ف الدنيا من النداد والصنام والوثان‪ ,‬ظاني أنا تنفعهم ف معاشهم ومعادهم‪ ,‬إن كان‬
‫ث معاد‪ ,‬فإذا كان يوم القيا مة تقط عت ب م ال سباب‪ ,‬وانزاح الضلل‪ ,‬و ضل عن هم ما كانوا يفترون‬
‫وينادي هم الرب جل جلله على رؤوس اللئق {أ ين شركائي الذ ين كن تم تزعمون ؟} ويقال ل م‬
‫{أين ما كنتم تعبدون من دون ال هل ينصرونكم أو ينتصرون ؟} ولذا قال ههنا {وما نرى معكم‬
‫شفعاءكم الذي زعمتم أنم فيكم شركاء} أي ف العبادة لم‪ ,‬فيكم قسط ف استحقاق العبادة لم‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬لقد تقطع بينكم} قرىء بالرفع أي شلكم‪ ,‬وبالنصب أي لقد تقطع ما بينكم من‬
‫السباب والوصلت والوسائل ‪{ ¹‬وضل عنكم} أي ذهب عنكم {ما كنتم تزعمون} من رجاء‬
‫ال صنام والنداد‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬إذ تبأ الذ ين اتبعوا من الذ ين اتبعوا ورأوا العذاب وتقط عت ب م‬
‫ال سباب * وقال الذ ين اتبعوا لو أن ل نا كرة فن تبأ من هم ك ما تبأوا م نا كذلك يري هم ال أعمال م‬
‫حسرات عليهم وما هم بارجي من النار} وقال تعال‪{ :‬فإذا نفخ ف الصور فل أنساب بينهم يومئذ‬

‫‪525‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول يتساءلون} وقال تعال‪{ :‬إنا اتذت من دون ال أوثانا مودة بينكم ف الياة الدنيا ث يوم القيامة‬
‫يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين} وقال {وقيل ادعوا‬
‫شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لم} الَية‪ ,‬وقال {ويوم نشرهم جيعا ث نقول للذين أشركوا}‬
‫إل قوله {وضففففل عنهففففم مففففا كانوا يفترون} والَيات ففففف هذا كثية جدا‪.‬‬

‫ج الْ َميّ تِ مِ َن الْحَ يّ ذَِلكُ مُ اللّ هُ َفَأّنىَ‬‫ت َومُخْ ِر ُ‬ ‫ج الْحَ يّ مِ َن الْ َميّ ِ‬
‫ى يُخْ ِر ُ‬
‫ب وَالّنوَ َ‬
‫** إِ نّ اللّ هَ فَالِ ُق الْحَ ّ‬
‫ك َتقْدِي ُر اْلعَزِي ِز اْلعَلِي مِ *‬
‫سبَانا ذَلِ َ‬‫س وَالْقَ َمرَ حُ ْ‬ ‫ح وَ َجعَ َل الّْليْلَ َسكَنا وَالشّمْ َ‬ ‫صبَا ِ‬
‫ُتؤْفَكُو نَ * فَالِ ُق الِ ْ‬
‫ت اْلبَ ّر وَاْلبَحْرِ َقدْ فَ صّ ْلنَا ا َليَا تِ ِل َقوْ مٍ َيعْلَمُو نَ‬
‫َوهُ َو الّذِي َجعَلَ َلكُ ُم النّجُو مَ ِلَتهْتَدُوْا بِهَا فِي ظُلُمَا ِ‬
‫يب تعال أنه فالق الب والنوى‪ ,‬أي يشقه ف الثرى‪ ,‬فتنبت منه الزروع على اختلف أصنافها‪,‬‬
‫من البوب والثمار على اختلف ألوانا وأشكالا وطعومها من النوى‪ ,‬ولذا فسر قوله {فالق الب‬
‫والنوى} بقوله {يرج ال ي من ال يت ومرج ال يت من ال ي} أي يرج النبات ال ي من ال ب‬
‫والنوى‪ ,‬الذي هو كالماد ال يت‪ ,‬كقوله {وآية ل م الرض الي تة أحيينا ها وأخرج نا من ها ح با فمنه‬
‫يأكلون} إل قوله {و من أنف سهم وم ا ل يعلمون} وقوله {ويرج ال يت من ال ي} معطوف على‬
‫{فالق الب والنوى} ث فسره ث عطف عليه قوله {ومرج اليت من الي} وقد عبوا عن هذا‬
‫وهذا بعبارات كلها متقاربة مؤدية للمعن‪ ,‬فمن قائل‪ :‬يرج الدجاجة من البيضة وعكسه‪ ,‬ومن قائل‪:‬‬
‫يرج الولد الصفال مفن الفاجفر وعكسفه وغيف ذلك مفن العبارات التف تنتظمهفا الَيفة وتشملهفا‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬ذل كم ال} أي فا عل هذا‪ ,‬هو ال وحده ل شر يك له {فأ ن تؤفكون} أي ك يف‬
‫ت صرفون عن ال ق وتعدلون ع نه إل البا طل‪ ,‬فتعبدون م عه غيه‪ .‬وقوله {فالق ال صباح وج عل الل يل‬
‫سفكنا} أي خالق الضياء والظلم‪ ,‬كمفا قال فف أول السفورة {وجعفل الظلمات والنور} أي فهفو‬
‫سفبحانه يفلق ظلم الليفل عفن غرة الصفباح‪ ,‬فيضيفء الوجود‪ ,‬ويسفتني الففق‪ ,‬ويضمحفل الظلم‪,‬‬
‫ويذهب الليل بسواده وظلم رواقه‪ ,‬وييء النهار بضيائه وإشراقه‪ ,‬كقوله {يغشي الليل النهار يطلبه‬
‫حثيثا} ففبي تعال قدرتفه على خلق الشياء التضادة الختلففة‪ ,‬الدالة على كمال عظمتفه وعظيفم‬
‫سلطانه‪ ,‬فذكر أنه فالق الصباح‪ ,‬وقابل ذلك بقوله {وجعل الليل سكنا} أي ساجيا مظلما‪ ,‬لتسكن‬
‫فيه الشياء‪ ,‬كما قال {والضحى والليل إذا سجى} وقال {والليل إذا يغشى والنهار إذا تلى} وقال‬
‫{والنهار إذا جلها والليل إذا يغشاها} وقال صهيب الرومي رضي ال عنه لمرأته وقد عاتبته ف‬

‫‪526‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كثرة سهره‪ :‬إن ال ج عل الل يل سكنا إل ل صهيب‪ ,‬إن صهيبا إذا ذ كر ال نة طال شو قه‪ ,‬وإذا ذ كر‬
‫النار طار نو مه‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت‪ .‬وقوله {والش مس والق مر ح سبانا} أي يريان ب ساب مق نن‬
‫مقدر‪ ,‬ل يتغي ول يضطرب‪ ,‬بل لكل منه ما منازل يسلكها ف الصيف والشتاء‪ ,‬فيتر تب على ذلك‬
‫اختلف الل يل والنهار طو ًل وق صرا‪ ,‬ك ما قال { هو الذي ج عل الش مس ضيا ًء والق مر نورا وقدره‬
‫منازل} الَية‪ ,‬وكما قال {ل الشمس ينبغي لا أن تدرك القمر ول الليل سابق النهار وكل ف فلك‬
‫يسبحون} وقال {والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره} وقوله {ذلك تقدير العزيز العليم} أي‬
‫الميع جار بتقدير العزيز الذي ل يانع ول يالف‪ ,‬العليم بكل شيء‪ ,‬فل يعزب عن علمه مثقال ذرة‬
‫ف الرض ول ف ال سماء‪ ,‬وكثيا ما إذا ذ كر ال تعال خلق الل يل والنهار والش مس والق مر‪ ,‬ي تم‬
‫الكلم بالعزة والعلم‪ ,‬كما ذكر ف هذه الَية‪ ,‬وكما ف قوله {وآية لم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم‬
‫مظلمون * والشمس تري لستقر لا ذلك تقدير العزيزالعليم} ولا ذكر خلق السموات والرض وما‬
‫في هن‪ ,‬ف أول سورة حم ال سجدة‪ ,‬قال {وزي نا ال سماء الدن يا ب صابيح وحفظا‪ ,‬ذلك تقد ير العز يز‬
‫العل يم} وقوله تعال‪{ :‬و هو الذي ج عل ل كم النجوم لتهتدوا ب ا ف ظلمات الب والب حر} قال ب عض‬
‫السلف‪ :‬من اعتقد ف هذه النجوم غي ثلث فقد أخطأ وكذب على ال سبحانه‪ ,‬أن ال جعلها زينة‬
‫للسماء ‪ ,‬ورجوما للشياطي‪ ,‬ويهتدى با ف الظلمات الب والبحر‪ .‬وقوله {قد فصلنا الَيات} أي قد‬
‫ففل‪.‬‬ ‫فف‪ ,‬ويتجنبون الباطف‬ ‫ففا {لقوم يعلمون} أي يعقلون ويعرفون القف‬ ‫ففا ووضحناهف‬ ‫بيناهف‬

‫سَتوْ َدعٌ قَدْ فَ صّ ْلنَا ا َليَا تِ ِل َقوْ ٍم َيفْ َقهُو نَ * َوهُ َو‬ ‫سَتقَ ّر َومُ ْ‬
‫** َو ُه َو الّذِ يَ أَنشَأَكُم مّن ّنفْ سٍ وَاحِ َدةٍ فَمُ ْ‬
‫الّذِ يَ أَنزَ َل مِ َن ال سّمَآءِ مَآءً َفأَ ْخرَ ْجنَا بِ ِه نَبَا تَ كُ ّل َشيْءٍ َفأَ ْخرَ ْجنَا ِمنْ هُ َخضِرا نّخْ ِر جُ مِنْ هُ َحبّا ّمتَرَاكِبا‬
‫ب وَال ّزيْتُو نَ وَال ّرمّا نَ مُشَْتبِها وَ َغيْ َر ُمتَشَابِ هٍ انْظُ ُر َواْ‬
‫خ ِل مِن طَ ْل ِعهَا ِقْنوَا نٌ دَاِنَيةٌ َو َجنّا تٍ مّ نْ أَ ْعنَا ٍ‬
‫َومِ َن النّ ْ‬
‫ف ُيؤْ ِمنُونفففَ‬ ‫إِلِ َى ثَ َمرِهفففِ إِذَآ َأثْمَ َر َوَيْنعِهفففِ إِنفففّ فِففي ذَِلكُمفففْ َليَاتفففٍ ّل َقوْمفف ٍ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة} يعن آدم عليه السلم‪ ,‬كما قال {يا أيها الناس‬
‫اتقوا رب كم الذي خلق كم من ن فس واحدة وخلق من ها زوج ها و بث منه ما رجا ًل كثيا ون ساءً}‬
‫وقوله {فمستقر ومستودع} اختلفوا ف معن ذلك‪ ,‬فعن ابن مسعود‪ ,‬وابن عباس‪ ,‬وأب عبد الرحن‬
‫ال سلمي‪ ,‬وق يس بن أ ب حازم‪ ,‬وما هد‪ ,‬وعطاء‪ ,‬وإبراه يم النخ عي‪ ,‬والضحاك‪ ,‬وقتادة‪ ,‬وال سدي‪,‬‬
‫وعطاء الراسفان‪ ,‬وغيهفم {فمسفتقر} أي فف الرحام‪ ,‬قالوا أو أكثرهفم {ومسفتودع} أي فف‬

‫‪527‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صلب‪ ,‬و عن ا بن م سعود وطائ فة عك سه‪ ,‬و عن ا بن م سعود أيضا وطائ فة‪ ,‬فم ستقر ف الدن يا‪,‬‬
‫وم ستودع ح يث يوت‪ ,‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬فم ستقر ف الرحام‪ ,‬وعلى ظ هر الرض‪ ,‬وح يث‬
‫يوت‪ ,‬وقال السن البصري‪ :‬الستقر الذي قد مات‪ ,‬فاستقر به عمله‪ ,‬وعن ابن مسعود‪ :‬ومستودع‬
‫فففففففففففف الدار الَخرة‪ ,‬والقول الول أظهفففففففففففر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قفد فصفلنا الَيات لقوم يفقهون} أي يفهمون ويعون كلم ال ومعناه‪ ,‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وهو الذي أنزل من السماء ماء} أي بقدر مباركا ورزقا للعباد وإحياء وغياثا للخلئق‪ ,‬رحة من‬
‫ال بلقه {فأخرجنا به نبات كل شيء} كقوله {وجعلنا من الاء كل شيء حي} {فأخرجنا منه‬
‫خضرا} أي زرعا وشجرا أخضر‪ ,‬ث بعد ذلك نلق فيه الب والثمر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬نرج منه‬
‫حبا متراكبا} أي ير كب بع ضه بعضا كال سنابل ونو ها‪{ ,‬و من الن خل من طلع ها قنوان} أي ج ع‬
‫قنو‪ ,‬وهي عذوق الرطب {دانية} أي قريبة من التناول‪ ,‬كما قال علي بن أب طلحة الوالب عن ابن‬
‫عباس {قنوان دانية} يعن بالقنوان الدانية قصار النخل اللصقة عذوقها بالرض‪ ,‬رواه ابن جرير‪ .‬قال‬
‫ففس‪:‬‬ ‫ففس يقول قنوان‪ ,‬قال امرؤ القيف‬
‫ففل الجاز يقولون قنوان‪ ,‬وقيف‬ ‫ففر‪ :‬وأهف‬ ‫ففن جريف‬ ‫ابف‬
‫فأثّففففت أعاليففففه وآدت أصففففولومال بقنوان مففففن البسففففر أحرا‬
‫قال‪ :‬وتيفم يقولون قنيان بالياء قال‪ :‬وهفي جعف قنفو‪ ,‬كمفا أن صفنوان جعف صفنو‪ ,‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وجنات من أعناب} أي ونرج منه جنات من أعناب‪ ,‬وهذان النوعان ها أشرف الثمار عند أهل‬
‫الجاز‪ ,‬وربا كانا خيار الثمار ف الدنيا كما امت ال بما على عباده‪ ,‬ف قوله تعال‪{ :‬ومن ثرات‬
‫النخيل والعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} وكان ذلك قبل تري المر‪ ,‬وقال {وجعلنا فيها‬
‫جنات من ن يل وأعناب} وقوله تعال‪{ :‬والزيتون والرمان مشتبها وغ ي متشا به} قال قتادة وغيه‪:‬‬
‫متشابه ف الورق والشكل‪ ,‬قريب بعضه من بعض‪ ,‬ومتخالف ف الثمار شكلً وطعما وطبعا‪ ,‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬انظروا إل ثره إذا أثرف وينعفه} أي نضجفه‪ ,‬قاله الباء بفن عازب‪ ,‬وابفن عباس‪ ,‬والضحاك‪,‬‬
‫وعطاء الرا سان‪ ,‬وال سدي‪ ,‬وقتادة‪ ,‬وغي هم‪ ,‬أي فكروا ف قدرة خال قه من العدم إل الوجود‪ ,‬ب عد‬
‫أن كان حطبا‪ ,‬صار عنبا ورطبا‪ ,‬وغي ذلك ما خلق سبحانه وتعال‪ ,‬من اللوان والشكال والطعوم‬
‫والروائح‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وف الرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونيل صنوان وغي‬
‫صنوان يسقى باء واحد ونفضل بعضها على بعض ف الكل} الَية‪ ,‬ولذا قال ههنا {إن ف ذلكم}‬

‫‪528‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أيهفا الناس {لَيات} أي دللت‪ ,‬على كمال قدرة خالق هذه الشياء وحكمتفه ورحتفه {لقوم‬
‫يؤمنون} أي يصفففففففففدقون بفففففففففه ويتبعون رسفففففففففله‪.‬‬

‫ت ِب َغيْ ِر عِلْ مٍ ُسبْحَانَ ُه َوَتعَالَ َى عَمّا يَ صِفُونَ‬


‫** وَ َج َعلُواْ للّ هِ شُرَكَآ َء الْجِ ّن وَ َخَل َقهُ ْم وَخَرَقُواْ لَ ُه َبنِيَ َوبَنَا ٍ‬
‫هذا رد على الشركي‪ ,‬الذين عبدوا مع ال غيه‪ ,‬وأشركوا به ف عبادته‪ ,‬أن عبدوا الن‪ ,‬فجعلوهم‬
‫شركاء له ف العبادة‪ ,‬تعال ال عن شرك هم وكفر هم‪ .‬فإن ق يل‪ :‬فك يف عبدت ال ن‪ ,‬مع أن م إن ا‬
‫كانوا يعبدون الصنام ؟ فالواب‪ :‬أنم ما عبدوها‪ ,‬إل عن طاعة الن وأمرهم إياهم بذلك‪ ,‬كقوله‬
‫{إن يدعون من دونه إل إناثا وإن يدعون إل شيطانا مريدا * لعنه ال وقال لتذن من عبادك نصيبا‬
‫مفروضا * ولضلنهم ولمنينهم ولَمرنم فليبتكن آذان النعام ولَمرنم فليغين خلق ال ومن يتخذ‬
‫الشيطان وليا من دون ال فقد خسر خسرانا مبينا * يعدهم وينيهم وما يعدهم الشيطان إل غرورا}‬
‫وكقوله تعال‪{ :‬أفتتخذونففففه وذريتففففه أولياء مففففن دونفففف} الَيففففة‪.‬‬
‫وقال إبراهيم لبيه {يا أبت ل تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحن عصيا} وكقوله {أل أعهد‬
‫إلي كم يا ب ن آدم أن ل تعبدوا الشيطان إ نه ل كم عدو مبي * وأن اعبدو ن هذا صراط م ستقيم}‬
‫وتقول اللئ كة يوم القيا مة { سبحانك أ نت ولي نا من دون م بل كانوا يعبدون ال ن أكثر هم ب م‬
‫مؤمنون} ولذا قال تعال‪{ :‬وجعلوا ل شركاء النف وخلقهفم} أي وخلقهفم‪ ,‬فهفو الالق وحده ل‬
‫شر يك له‪ ,‬فك يف يع بد م عه غيه‪ ,‬كقول إبراه يم {أتعبدون ما تنحتون وال خلق كم و ما تعملون}‬
‫ومع ن الَ ية‪ ,‬أ نه سبحانه وتعال هو ال ستقل باللق وحده‪ ,‬فلهذا ي ب أن يفرد بالعبادة‪ ,‬وحده ل‬
‫شر يك له‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وخرقوا له بن ي وبنات بغ ي علم} ين به به تعال عن ضلل من ضل‪ ,‬ف‬
‫وصفه تعال بأن له ولدا كما يزعم من قاله من اليهود ف عزير‪ ,‬ومن قال من النصارى ف عيسى‪,‬‬
‫ومفن قال مفن مشركفي العرب فف اللئكفة‪ ,‬إناف بنات ال تعال ال عمفا يقول الظالون علوا كفبيا‬
‫ومعنف وخرقوا أي اختلقوا وائتفكوا وترصفوا وكذبوا‪ ,‬كمفا قاله علماء السفلف‪ :‬قال علي بفن أبف‬
‫طلحة عن ابن عباس‪ :‬وخرقوا يعن ترصوا‪ ,‬وقال العوف عنه {وخرقوا له بني وبنات بغي علم} قال‬
‫كذبوا وكذا قال السفن‪ ,‬وقال الضحاك‪ ,‬وضعوا‪ ,‬وقال ال سدي قطعوا‪ ,‬قال ابفن جر ير‪ :‬وتأويله إذا‬
‫وجعلوا ل ال ن شركاء ف عبادت م إيا هم‪ ,‬و هو النفرد بلق هم بغ ي شر يك ول مع ي ول ظه ي‪,‬‬
‫{وخرقوا له بني وبنات بغي علم} بقيقة ما يقولون‪ ,‬ولكن جهلً بال وبعظمته‪ ,‬فإنه ل ينبغي لن‬

‫‪529‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان إلا‪ ,‬أن يكون له بنون وبنات‪ ,‬ول صفاحبة‪ ,‬ول أن يشركفه فف خلقفه شريفك‪ ,‬ولذا قال‬
‫{ سبحانه وتعال ع ما ي صفون} أي تقدس وتنه وتعا ظم‪ ,‬ع ما ي صفه هؤلء الهلة الضالون‪ ,‬من‬
‫الولد والنداد والنظراء والشركاء‪.‬‬

‫ت وَالرْضِ َأنّ َى يَكُونُ لَ ُه وَلَدٌ وَلَ ْم َتكُ نْ لّهُ صَا ِحَبةٌ َوخَلَقَ كُ ّل َشيْءٍ و ُه َو ِبكُلّ َشيْ ٍء‬
‫** بَدِي ُع السّمَاوَا ِ‬
‫عَلِيمففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففٌ‬
‫{بديع السموات والرض} أي مبدعهما‪ ,‬وخالقهما‪ ,‬ومنشئهما‪ ,‬ومدثهما‪ ,‬على غي مثال سبق‪,‬‬
‫كما قال ماهد والسدي‪ :‬ومنه سيت البدعة بدعة‪ ,‬لنه ل نظي لا فيما سلف‪{ ,‬أن يكون له ولد}‬
‫أي كيف يكون ولد‪{ ,‬ول تكن له صاحبة}‪ ,‬أي والولد إنا يكون متولدا بي شيئي متناسبي‪ ,‬وال‬
‫تعال ل يناسبه ول يشاب ه شيء من خل قه‪ ,‬لنه خالق كل ش يء‪ ,‬فل صاحبة له ول ولد‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬وقالوا اتذف الرحنف ولدا لقفد جئتفم شيئا إدّا} إل قوله {وكلهفم آتيفه يوم القيامفة فردا}‬
‫{وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم} فبي تعال أنه الذي خلق كل شيء‪ ,‬وأنه بكل شيء عليم‪,‬‬
‫فك يف يكون له صاحبة من خل قه تنا سبه‪ ,‬و هو الذي ل نظ ي له‪ ,‬فأ ن يكون له ولد‪ ,‬تعال ال عن‬
‫ذلك علوا كفففففففففففففففففففففففففففففففففففبيا‪.‬‬

‫** ذَِلكُمُ اللّهُ َرّبكُمْ ل إِلَـهَ إِ ّل ُهوَ خَالِقُ كُ ّل َشيْءٍ فَا ْعبُدُو ُه َو ُهوَ عََلىَ كُ ّل َشيْ ٍء وَكِيلٌ * ّل تُدْرِكُ ُه‬
‫خبِيُ‬
‫ف الْ َ‬‫ف البْصففففففَا َر َو ُهوَ اللّطِيفففففف ُ‬ ‫البْصففففففَا ُر َو ُه َو يُدْرِكففففف ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ذل كم ال رب كم} أي الذي خلق كل ش يء‪ ,‬ول ولد له ول صاحبة {ل إله إل هو‬
‫خالق كل شيء فاعبدوه} أي فاعبدوه وحده‪ ,‬ل شريك له‪ ,‬وأقروا له بالواحدنية‪ ,‬وأنه ل إله إل هو‪,‬‬
‫وأنه ل ولد له‪ ,‬ول والد ول صاحبة له‪ ,‬ول نظي ول عديل {وهو على كل شيء وكيل} أي حفيظ‬
‫ورقيب‪ ,‬يدبر كل ما سواه‪ ,‬ويرزقهم ويكلؤهم بالليل والنهار‪ ,‬وقوله {ل تدركه البصار} فيه أقوال‬
‫للئمة من السلف (أحدها) ل تدركه ف الدنيا‪ ,‬وإن كانت تراه ف الَخرة‪ ,‬كما تواترت به الخبار‪,‬‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬من غي ما طريق ثابت‪ ,‬ف الصحاح والسانيد والسنن‪ ,‬كما قال‬
‫مسروق عن عائشة أنا قالت‪ :‬من زعم أن ممدا أبصر ربه فقد كذب‪ ,‬وف رواية على ال‪ ,‬فإن ال‬

‫‪530‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال قال‪{ :‬ل تدر كه الب صار و هو يدرك الب صار} رواه ا بن أ ب حا ت‪ :‬من حد يث أ ب ب كر بن‬
‫عياش‪ ,‬عن عا صم بن أ ب النجود‪ ,‬عن أ ب الض حى‪ ,‬عن م سروق‪ ,‬ورواه غ ي وا حد عن م سروق‪,‬‬
‫وثبت ف الصحيح وغيه عن عائشة من غي وجه‪ ,‬وخالفها ابن عباس‪ ,‬فعنه‪ :‬إطلق الرؤية‪ ,‬وعنه أنه‬
‫رآه بفؤاده مرتيففف‪ ,‬والسفففألة تذكفففر فففف أول سفففورة النجفففم إن شاء ال‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬ذكر ممد بن مسلم‪ ,‬حدثنا أحد بن إبراهيم الدورقي‪ ,‬حدثنا يي بن معي‪,‬‬
‫قال‪ :‬سعت إساعيل بن علية يقول ف قول ال تعال‪{ :‬ل تدركه البصار} قال هذا ف الدنيا‪ ,‬وذكر‬
‫أب عن هشام بن عبيد ال‪ ,‬أنه قال نو ذلك‪ .‬وقال آخرون {ل تدركه البصار} أي جيعها وهذا‬
‫مصص با ثبت من رؤية الؤمني له ف الدار الَخرة‪ ,‬وقال آخرون من العتزلة‪ ,‬بقتضى ما فهموه من‬
‫هذه الَية‪ ,‬أنه ل يرى ف الدنيا ول ف الَخرة‪ ,‬فخالفوا أهل السنة والماعة ف ذلك‪ ,‬مع ما ارتكبوه‬
‫من ال هل‪ ,‬ب ا دل عليه كتاب ال وسنة رسوله‪ .‬أما الكتاب‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬وجوه يومئذ ناضرة إل‬
‫رب ا ناظرة} وقال تعال عن الكافر ين‪{ :‬كل إن م عن ربم يومئذ لحجوبون} قال المام الشاف عي‪:‬‬
‫فدل هذا‪ ,‬على أن الؤمنيف ل يجبون عنفه تبارك وتعال‪ .‬أمفا السفنة‪ ,‬فقفد تواترت الخبار عفن أبف‬
‫سعيد‪ ,‬وأب هريرة‪ ,‬وأنس‪ ,‬وجريج‪ ,‬وصهيب‪ ,‬وبلل وغي واحد من الصحابة‪ ,‬عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬أن الؤمني يرون ال ف الدار الَخرة‪ ,‬ف العرصات وف روضات النات‪ ,‬جعلنا ال تعال‬
‫فففففففف‪.‬‬ ‫ففففففففه آميف‬ ‫ففففففففه وكرمف‬ ‫ففففففففم بنف‬ ‫منهف‬
‫وق يل الراد بقوله {ل تدر كه الب صار} أي العقول‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت عن علي بن ال سي‪ ,‬عن‬
‫الفلس‪ ,‬عن ا بن مهدي‪ ,‬عن أ ب ح صي ي ي بن ال صي‪ ,‬قارى أ هل م كة‪ ,‬أ نه قال ذلك‪ ,‬وهذا‬
‫غريب جدا‪ ,‬وخلف ظاهر الَية‪ ,‬وكأنه اعتقد أن الدراك ف معن الرؤية‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال آخرون‪:‬‬
‫ل منافاة ب ي إثبات الرؤ ية ون في الدراك‪ ,‬فإن الدراك أ خص من الرؤ ية‪ ,‬ول يلزم من ن في ال خص‬
‫انتفاء العم‪ .‬ث اختلف هؤلء ف الدراك النفي ما هو ؟ فقيل معرفة القيقة‪ ,‬فإن هذا ل يعلمه إلّ‬
‫هو‪ ,‬وإن رآه الؤمنون‪ ,‬كما أن من رأى القمر‪ ,‬فإنه ل يدرك حقيقته وكنهه وماهيته‪ ,‬فالعظيم أول‬
‫بذلك‪ ,‬وله الثفل العلى‪ .‬قال ابفن عليفة فف الَيفة‪ :‬هذا فف الدنيفا رواه ابفن أبف حاتف‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬الدراك أ خص من الرؤ ية‪ ,‬و هو الحا طة‪ ,‬ول يلزم من عدم الحا طة عدم الرؤ ية‪,‬‬
‫كما ل يلزم من عدم إحاطة العلم عدم العلم‪ ,‬قال تعال‪{ :‬ول ييطون به علما} وف صحيح مسلم‬
‫«ل أحصي ثناء عليك‪ ,‬أنت كما أثنيت على نفسك» ول يلزم منه عدم الثناء فكذلك هذا‪ .‬قال‬

‫‪531‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العوف عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬ل تدركه البصار وهو يدرك البصار} قال ل ييط بصر أحد‬
‫باللك‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا عمرو بن حاد بن طلحة القناد‪ ,‬حدثنا أسباط‪,‬‬
‫عن ساك‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬أ نه ق يل له {ل تدر كه الب صار} قال أل ست ترى ال سماء ؟ قال بلى‪ ,‬قال‬
‫فكلها ترى‪ ,‬وقال سعيد بن أب عروبة عن قتادة ف الَية {ل تدركه البصار وهو يدرك البصار}‬
‫وهففففففو أعظففففففم مففففففن أن تدركففففففه البصففففففار‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال بن عبد الكم‪ ,‬حدثنا خالد بن عبد الرحن‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫عرف جة‪ ,‬عن عط ية العو ف ف قوله تعال‪{ :‬وجوه يومئذ ناضرة إل رب ا ناظرة} قال هم ينظرون إل‬
‫ال‪ ,‬ل تيط أبصارهم به‪ ,‬من عظمته‪ ,‬وبصره ميط بم‪ ,‬فذلك قوله {ل تدركه البصار وهو يدرك‬
‫البصار} وورد ف تفسي هذه الَية حديث رواه ابن أب حات ههنا‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا‬
‫منجاب بن الارث السهمي‪ ,‬حدثنا بشر بن عمارة‪ ,‬عن أب روق‪ ,‬عن عطية العوف‪ ,‬عن أب سعيد‬
‫الدري‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف قوله {ل تدركه البصار وهو يدرك البصار} قال‬
‫«لو أن الن والنس والشياطي واللئكة منذ خلقوا إل أن فنوا‪ ,‬صفوا صفا واحدا‪ ,‬ما أحاطوا بال‬
‫أبدا» غر يب ل يعرف إل من هذا الو جه‪ ,‬ول يروه أ حد من أ صحاب الك تب ال ستة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال آخرون ف الَ ية ب ا رواه الترمذي ف جام عه‪ ,‬وا بن أ ب عا صم ف كتاب ال سنة له‪ ,‬وا بن أ ب‬
‫حات ف تفسيه‪ ,‬وابن مردويه أيضا‪ ,‬والاكم ف مستدركه‪ ,‬من حديث الكم بن أبان‪ ,‬قال‪ :‬سعت‬
‫عكرمفة يقول‪ :‬سفعت ابفن عباس يقول‪ :‬رأى ممفد ربفه تبارك وتعال‪ ,‬فقلت‪ :‬أليفس ال يقول‪{ :‬ل‬
‫تدركه البصار وهو يدرك البصار} الَية‪ ,‬فقال ل‪ :‬ل أم لك‪ ,‬ذلك نوره‪ ,‬الذي هو نوره‪ ,‬إذا تلى‬
‫بنوره ل يدر كه ش يء‪ ,‬و ف روا ية ل يقوم له ش يء‪ ,‬قال الا كم‪ :‬صحيح على شرط الشيخ ي ول‬
‫يرجاه‪ ,‬وف معن هذا المر‪ ,‬ما ثبت ف الصحيحي‪ ,‬من حديث أب موسى الشعري رضي ال عنه‬
‫مرفوعا «إن ال ل ينام ول ينبغي له أن ينام‪ ,‬يفض القسط ويرفعه‪ ,‬يرفع إليه عمل النهار قبل الليل‪,‬‬
‫وعمل الليل قبل النهار‪ ,‬حجابه النور ف أو النار ف لو كشفه‪ ,‬لحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه‬
‫بصره من خلقه» وف الكتب التقدمة‪ :‬إن ال تعال قال لوسى لا سأل الرؤية‪ :‬يا موسى إنه ل يران‬
‫حي إل مات‪ ,‬ول يابس إل تدهده‪ ,‬أي تدعثر‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬فلما تلى ربه للجبل جعله دكا وخر‬
‫موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول الؤمني} ونفي هذا الثر الدراك الاص‬

‫‪532‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل ين في الرؤ ية يوم القيا مة لعباده الؤمن ي ك ما يشاء‪ ,‬فأ ما جلله وعظم ته على ما هو عل يه‪ ,‬تعال‬
‫وتقدس وتنه‪ ,‬فل تدركففففففففففففففه البصففففففففففففففار‪.‬‬
‫ولذا كا نت أم الؤمن ي عائ شة ر ضي ال عن ها‪ ,‬تث بت الرؤ ية ف الدار الَخرة‪ ,‬وتنفي ها ف الدن يا‪,‬‬
‫وتتج بذه الَية {ل تدركه البصار وهو يدرك البصار} فالذي نفته الدراك‪ ,‬الذي هو بعن رؤية‬
‫العظ مة واللل‪ ,‬على ما هو عل يه‪ ,‬فإن ذلك غ ي م كن للب شر‪ ,‬ول للملئ كة‪ ,‬ول لش يء‪ ,‬وقوله‬
‫{وهو يدرك البصار} أي ييط با ويعلمها على ما هي عليه‪ ,‬لنه خلقها‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أل‬
‫يعلم من خلق وهو اللطيف البي} وقد يكون عب بالبصار عن البصرين‪ ,‬كما قال السدي‪ :‬ف قوله‬
‫{ل تدركه البصار وهو يدرك البصار} ل يراه شيء‪ ,‬وهو يرى اللئق‪ ,‬وقال أبو العالية ف قوله‬
‫تعال {و هو اللط يف ال بي} قال اللط يف ل ستخراجها‪ ,‬ال بي بكان ا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وهذا ك ما قال‬
‫تعال إخبارا عن لقمان‪ ,‬فيما وعظ به ابنه {يا بن إنا إن تك مثقال حبة من خردل فتكن ف صخرة‬
‫أو فففف السفففموات أو فففف الرض يأت باففف ال إن ال لطيفففف خفففبي}‬

‫حفِي ظٍ *‬
‫** َقدْ جَآءَكُ ْم بَ صَآئِ ُر مِن ّربّكُ مْ فَمَ نْ َأبْ صَرَ َفِلَنفْ سِ ِه َومَ ْن عَمِ يَ َفعََليْهَا وَمَآ َأنَاْ عََلْيكُ ْم ِب َ‬
‫ت وَِلنَُبّينَهفففُ ِل َقوْمفففٍ َيعَْلمُونفففَ‬ ‫ف َ‬‫ف الَيَاتفففِ وَلَِيقُولُواْ َدرَسفف ْ‬ ‫ف نُصفففَرّ ُ‬ ‫وَكَذَلِكفف َ‬
‫البصائر هي البينات والجج الت اشتمل عليها القرآن‪ ,‬وما جاء به رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫{فمن أبصر فلنفسه} كقوله {فمن اهتدى فإنا يهتدي لنفسه ومن ضل فإنا يضل عليها} ولذا قال‬
‫{و من ع مي فعلي ها} ل ا ذ كر الب صائر‪ ,‬قال {و من ع مي فعلي ها} أي إن ا يعود وباله عل يه‪ ,‬كقوله‬
‫{فإنا ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب الت ف الصدور} {وما أنا عليكم بفيظ} أي بافظ‬
‫ول رقيب‪ ,‬بل أنا مبلغ‪ ,‬وال يهدي من يشاء ويضل من يشاء‪ ,‬وقوله {وكذلك نصرف الَيات} أي‬
‫وك ما ف صلنا الَيات ف هذه ال سورة‪ ,‬من بيان التوح يد‪ ,‬وأ نه ل إله إل هو‪ ,‬هكذا نو ضح الَيات‬
‫ونفسرها ونبينها ف كل موطن لهالة الاهلي‪ ,‬وليقول الشركون والكافرون الكذبون‪ ,‬دارست يا‬
‫ممد من قبلك‪ ,‬من أهل الكتاب وقارأتم‪ ,‬وتعلمت منهم‪ ,‬هكذا قاله ابن عباس‪ ,‬وماهد‪ ,‬وسعيد بن‬
‫جبي‪ ,‬والضحاك‪ ,‬وغي هم‪ ,‬وقال ال طبان‪ :‬حدث نا ع بد ال بن أح د‪ ,‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا سفيان بن‬
‫عيي نة‪ ,‬عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن عمرو بن كي سان‪ ,‬قال سعت ا بن عباس يقول‪ :‬دار ست‪ :‬تلوت‪,‬‬
‫خا صمت‪ ,‬جادلت‪ ,‬وهذا كقوله تعال إخبارا عن كذب م وعناد هم‪{ ,‬وقال الذ ين كفروا إن هذا إل‬

‫‪533‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إ فك افتراه وأعا نه عل يه قوم آخرون ف قد جاءوا ظلما وزورا وقالوا أ ساطي الول ي اكتتب ها} الَ ية‪,‬‬
‫وقال تعال إخبارا عن زعيمهم وكاذبم {إنه فكر وقدّر‪ ,‬فقتل كيف قدر ث قتل كيف قدر‪ ,‬ث نظر‬
‫ثف عبفس وبسفر‪ ,‬ثف أدبر واسفتكب‪ ,‬فقال إن هذا إل سفحر يؤثفر‪ ,‬إن هذا إل قول البشفر}‪ ,‬وقوله‬
‫{ولنبينه لقوم يعلمون} أي ولنوضحه لقوم يعلمون الق فيتبعونه والباطل فيجتنبونه فلله تعال الكمة‬
‫البال غة ف إضلل أولئك وبيان ال ق لؤلء كقوله تعال‪{ :‬ي ضل به كثيا ويهدي به كثيا} الَ ية‪,‬‬
‫وكقوله {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين ف قلوبم مرض والقاسية قلوبم} {وإن ال لاد الذين‬
‫آمنوا إل صراط م ستقيم} وقال تعال‪{ :‬و ما جعل نا أ صحاب النار إل ملئ كة و ما جعل نا عدت م إل‬
‫فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيانا ول يرتاب الذين أتوا الكتاب‬
‫والؤمنون وليقول الذيفن فف قلوبمف مرض والكافرون ماذا أراد ال بذا مثلً * كذلك يضفل ال مفن‬
‫يشاء ويهدي من يشاء و ما يعلم جنود ر بك إل هو } وقال {ونزل من القرآن ما هو شفاء ورح ة‬
‫للمؤمن ي ول يز يد الظال ي إل خ سارا} وقال تعال‪ { :‬قل هو للذ ين آمنوا هدى وشفاء والذ ين ل‬
‫يؤمنون ف آذان م و قر و هو علي هم ع مى أولئك ينادون من مكان بع يد} إل غ ي ذلك من الَيات‬
‫الدالة‪ ,‬على أنفه تعال أنزل القرآن هدى للمتقيف‪ ,‬وأنفه يضفل بفه مفن يشاء‪ ,‬ويهدي مفن يشاء‪.‬‬
‫ولذا قال ههنفا {وكذلك نصفرف الَيات وليقولوا دارسفت ولنفبينه لقوم يعلمون} وقرأ بعضهفم‬
‫{وليقولوا َدرَ سْتَ} قال التمي مي عن ا بن عباس‪ :‬در ست أي قرأت وتعل مت‪ ,‬وكذا قال ما هد‪,‬‬
‫والسدي‪ ,‬والضحاك‪ ,‬وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬وغي واحد‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪ :‬عن معمر‪ ,‬قال‬
‫ال سن {وليقولوا دَرَ َستْ} يقول تقاد مت وان حت‪ ,‬وقال ع بد الرزاق أيضا ‪ :‬أنبأ نا ا بن عيي نة‪ ,‬عن‬
‫عمرو بن دينار‪ ,‬سعت ابن الزبي يقول‪ :‬إن صبيانا يقرأون ها هنا دَرَ سَتْ‪ ,‬وإنا هي دَرَ ْستَ‪ ,‬وقال‬
‫شع بة‪ :‬حدث نا أ بو إ سحاق المدا ن قال‪ :‬هي ف قراءة ا بن م سعود دَرَ َستْ‪ ,‬يع ن بغ ي ألف‪ ,‬بن صب‬
‫ال سي وو قف على التاء‪ ,‬قال ا بن جرير‪ :‬ومعناه ان حت وتقاد مت‪ ,‬أي أن هذا الذي تتلوه علينا‪ ,‬قد‬
‫مر ب نا قديا وتطاولت مد ته‪ ,‬وقال سعيد بن أ ب عرو بة عن قتادة‪ ,‬أ نه قرأ ها دُرِ َستْ‪ ,‬أي قُرأت‬
‫وتُعِلمت‪ ,‬وقال معمر عن قتادة‪ :‬دُرِسَتْ ُقرِأتْ‪ ,‬وف حرف ابن مسعود‪ :‬درس‪ ,‬وقال عبيد القاسم بن‬
‫سلم‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬عن هارون‪ ,‬قال‪ :‬هي ف حرف أب بن كعب‪ ,‬وابن مسعود وليقولوا درس‪,‬‬
‫قال يعنون النب صلى ال عليه وسلم أنه قرأ‪ ,‬وهذا غريب‪ ,‬فقد روي عن أب بن كعب خلف هذا‪:‬‬
‫قال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا السن بن ليث‪ ,‬حدثنا أبو سلمة‪,‬‬

‫‪534‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا أحد بن أب بزة الكي‪ ,‬حدثنا وهب بن زمعة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن حيد العرج‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬عن أ ب بن ك عب‪ ,‬قال‪ :‬أقرأ ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم {وليقولوا دَرَ ْستَ} ورواه‬
‫الاكم ف مستدركه من حديث وهب بن زمعة‪ ,‬وقال‪ :‬يعن بزم السي ونصب التاء‪ ,‬ث قال صحيح‬
‫السففففففففففففففففففففففففففففففففففناد ول يرجاه‪.‬‬

‫شرِكِيَ * وََل ْو شَآءَ اللّ ُه مَآ َأشْرَكُوْا‬


‫ض عَنِ الْمُ ْ‬
‫** اّتبِ ْع مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن ّربّكَ ل إِلَـهَ إِلّ هُ َو َوَأعْرِ ْ‬
‫فففم ِبوَكِيلٍ‬ ‫ف عََليْهِف‬ ‫فففآ أَنتففف َ‬ ‫فففا َجعَ ْلنَاكففففَ عََلْيهِمففففْ َحفِيظا وَمَف‬ ‫وَمَف‬
‫يقول تعال آمرا لرسوله صلى ال عليه وسلم ولن اتبع طريقته {اتبع ما أوحي إليك من ربك} اي‬
‫اقتد به واقتف أثره‪ ,‬واعمل به‪ ,‬فإن ما أوحي إليك من ربك هو الق‪ ,‬الذي ل مرية فيه‪ ,‬لنه ل إله‬
‫إل هفو {وأعرض عفن الشركيف} أي اعفف عنهفم واصففح واحتمفل أذاهفم‪ ,‬حتف يفتفح ال لك‪,‬‬
‫وين صرك ويظفرك علي هم‪ ,‬واعلم أن ل حك مة ف إضلل م‪ ,‬فإنه لو شاء لدى الناس جيعا‪ ,‬ولو شاء‬
‫لمع هم على الدى {ولو شاء ال ما أشركوا} أي بل له الشيئة والك مة‪ ,‬في ما يشاؤه ويتاره‪ ,‬ل‬
‫يسأل عما يفعل‪ ,‬وهم يسألون‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وما جعلناك عليهم حفيظا} أي حافظا‪ ,‬تفظ أقوالم‬
‫وأعمالم {وما أنت عليهم بوكيل} أي موكل على أرزاقهم وأمورهم إن عليك إل البلغ كما قال‬
‫تعال‪{ :‬فذ كر إن ا أ نت مذ كر ل ست علي هم ب صيطر} وقال {إن ا عل يك البلغ وعلي نا ال ساب}‪.‬‬

‫سبّواْ اللّ هَ عَدْوا ِب َغيْ ِر عِلْ مٍ كَذَلِ كَ َزّينّا ِلكُلّ ُأ ّمةٍ عَمََل ُه ْم ثُ ّم‬
‫** وَ َل تَ سُبّواْ الّذِي َن يَ ْدعُو نَ مِن دُو نِ اللّ هِ َفيَ ُ‬
‫ف بِمَفففففا كَانُوْا َيعْمَلُونفففففَ‬ ‫ف مّ ْر ِج ُعهُمفففففْ َفُينَّبُئهُمفففف ْ‬ ‫إِلَىَ َرّبهِمفففف ْ‬
‫ب آلة الشركي‪ ,‬وإن كان فيه‬ ‫يقول ال تعال ناهيا لرسوله صلى ال عليه وسلم والؤمني عن س ّ‬
‫مصلحة‪ ,‬إل أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها‪ ,‬وهي مقابلة الشركي بسبّ إله الؤمني‪ ,‬وهو ال ل‬
‫إله إل هو كما قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف هذه الَية‪ :‬قالوا‪ :‬يا ممد لتنتهي عن سبك‬
‫آلتنا‪ ,‬أو لنهجون ربك‪ ,‬فنهاهم ال أن يسبوا أوثانم {فيسبوا ال عدوا بغي علم} وقال عبد الرزاق‬
‫عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ :‬كان السلمون يسبون أصنام الكفار‪ ,‬فيسب الكفار ال عدوا بغي علم‪ ,‬فأنزل‬
‫ال {ول تسبوا الذين يدعون من دون ال} وروى ابن جرير وابن أب حات عن السدي أنه قال ف‬

‫‪535‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تفسيه هذه الَية لا حضر أبا طالب الوت‪ :‬قالت قريش‪ :‬انطلقوا فلندخل على هذا الرجل‪ ,‬فلنأمره‬
‫أن ينهى عنا ابن أخيه‪ ,‬فإنا نستحي أن نقتله بعد موته‪ ,‬فتقول العرب‪ :‬كان ينعه‪ ,‬فلما مات قتلوه‪.‬‬
‫فانطلق أبو سفيان‪ ,‬وأبو جهل‪ ,‬والنضر بن الارث‪ ,‬وأمية وأب ابنا خلف‪ ,‬وعقبة بن أب معيط‪,‬‬
‫ل منهم يقال له الطلب‪ ,‬قالوا‪ :‬استأذن لنا على‬ ‫وعمرو بن العاص‪ ,‬والسود بن البختري‪ ,‬وبعثوا رج ً‬
‫أ ب طالب‪ ,‬فأ تى أ با طالب فقال‪ :‬هؤلء مشي خة قو مك‪ ,‬يريدون الدخول عل يك‪ ,‬فأذن ل م عل يه‪,‬‬
‫فدخلوا عليه‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا أبا طالب أنت كبينا وسيدنا‪ ,‬وإن ممدا قد آذانا وآذى آلتنا‪ ,‬فن حب أن‬
‫تدعوه فتنهاه عن ذ كر آلت نا‪ ,‬ولند عه وإل ه‪ ,‬فدعاه فجاء ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فقال له أ بو‬
‫طالب‪ :‬هؤلء قومك وبنو عمك‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما تريدون ؟» قالوا‪ :‬نريد أن‬
‫تدع نا وآلت نا‪ ,‬ولند عك وإل ك‪ ,‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «أرأي تم إن أعطيت كم هذا هل أن تم‬
‫مع طي كل مة‪ ,‬إن تكلم تم ب ا ملك تم العرب‪ ,‬ودا نت ل كم ب ا الع جم‪ ,‬وأدت ل كم الراج» قال أ بو‬
‫ج هل‪ :‬وأب يك لنعطينك ها وعشرة أمثال ا قالوا‪ :‬ف ما هي ؟ قال قولوا «ل إله إل ال» فأبوا واشأزوا‪,‬‬
‫قال أ بو طالب‪ :‬يا ابن أ خي قل غي ها‪ ,‬فإن قو مك قد فزعوا منها‪ ,‬قال « يا عم ما أ نا بالذي يقول‬
‫غيها‪ ,‬حت يأتوا بالشمس فيضعوها ف يدي‪ ,‬ولوأتوا بالشمس فوضعوها ف يدي‪ ,‬ما قلت غيها»‬
‫إرادة أن يؤيسهم فغضبوا‪ ,‬وقالوا‪ :‬لتكفن عن شتم آلتنا أو لنشتمنك ونشتمن من يأمرك‪ ,‬فذلك قوله‬
‫{فيسبوا ال عدوا بغي علم} ومن هذا القبيل‪ ,‬وهو ترك الصلحة لفسدة أرجح منها‪ ,‬ما جاء ف‬
‫ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «ملعون من سب والد يه» قالوا‪ :‬يا ر سول ال‬
‫وكيف يسب الرجل والديه ؟ قال «يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه} أو كما قال‬
‫صفلى ال عليفه وسفلم وقوله {كذلك زينفا لكفل أمّة عملهفم} أي وكمفا زينفا لؤلء القوم حفب‬
‫أصنامهم‪ ,‬والحاماة لا والنتصار‪ ,‬كذلك زينا لكل أمة من المم الالية على الضلل عملهم الذي‬
‫كانوا فيفه‪ ,‬ول الجفة البالغفة‪ ,‬والكمفة التامفة‪ ,‬فيمفا يشاؤه ويتاره {ثف إل ربمف مرجعهفم} أي‬
‫معادهم ومصيهم {فينبئهم با كانوا يعملون} أي يازيهم بأعمالم‪ ,‬إن خيا فخ ٌي وإن شرا فشرٌ‪.‬‬

‫شعِرُكُمْ َأّنهَآ‬‫** َوأَقْسَمُواْ بِاللّهِ َجهْدَ َأيْمَاِنهِمْ َلئِن جَآ َءْتهُ ْم آَيةٌ ّلُي ْؤمِنُ ّن ِبهَا قُلْ ِإنّمَا ا َليَاتُ عِندَ اللّ ِه َومَا يُ ْ‬
‫إِذَا جَآءَ تْ َل ُي ْؤمِنُو نَ * َونُقَلّ بُ أَ ْفئِ َدَتهُ ْم َوأَبْ صَا َرهُمْ كَمَا َل ْم ُيؤْ ِمنُوْا بِ هِ َأوّ َل مَ ّر ٍة َونَذَ ُرهُ مْ فِي ُط ْغيَانِهِ مْ‬
‫َيعْ َمهُونففففففففففففففففففففففففففففففففففففففَ‬

‫‪536‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال إخبارا عفن الشركيف‪ ,‬أنمف أقسفموا بال جهفد أيانمف‪ ,‬أي حلفوا أيانا مؤكدة {لئن‬
‫جاءتم آية} أي معجزة وخارقة {ليؤمنن با} أي ليصدقنها {قل إنا الَيات عند ال} أي قل‪ :‬يا‬
‫ممفد هؤلء الذيفن يسفألونك الَيات‪ ,‬تعنتا وكفرا وعنادا‪ ,‬ل على سفبيل الدى والسفترشاد‪ ,‬إناف‬
‫مرجع هذه الَيات إل ال‪ ,‬إن شاء جاءكم با‪ ,‬وإن شاء ترككم‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا هناد‪ ,‬حدثنا‬
‫يونس بن بكي‪ ,‬حدثنا أبو معشر‪ ,‬عن ممد بن كعب القرظي‪ ,‬قال‪ :‬كلم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قريش‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا ممد تبنا أن موسى كان معه عصا يضرب با الجر‪ ,‬فانفجرت منه اثنتا‬
‫عشرة عينا‪ ,‬وتبنا أن عيسى كان ييي الوتى‪ ,‬وتبنا أن ثود كان لم ناقة‪ ,‬فآتنا من الَيات حت‬
‫نصدقك‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أي شيء تبون أن آتيكم به»‪ ,‬قالوا‪ :‬تعل لنا الصفا‬
‫ذهبا‪ ,‬فقال لم «فإن فعلت تصدقون ؟» قالوا‪ :‬نعم‪ ,‬وال لئن فعلت لنتبعنك أجعون‪ ,‬فقام رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم يد عو‪ ,‬فجاءه جب يل عل يه ال سلم‪ ,‬فقال له‪ :‬ما شئت إن شئت أ صبح ال صفا‬
‫ذهبا‪ ,‬ولئن أرسل آية فلم يصدقوا عند ذلك ليعذبنهم‪ ,‬وإن شئت فاتركهم حت يتوب تائبهم‪ ,‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «بل يتوب تائبهم» فأنزل ال تعال‪{ :‬وأقسموا بال جهد أيانم} إل‬
‫قوله تعال‪{ :‬ولكففن أكثرهففم يهلون} وهذا مرسففل‪ ,‬وله شواهففد مففن وجوه أخففر‪.‬‬
‫وقال ال تعال‪{ :‬وما منعنا أن نرسل بالَيات إل أن كذب با الوّلون} الَية‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وما‬
‫يشعركم أنا إذا جاءت ل يؤمنون} قيل الخاطب با يشعركم الشركون وإليه ذهب ماهد وكأنه‬
‫يقول ل م‪ ,‬و ما يدري كم ب صدقكم‪ ,‬ف هذه اليان ال ت تق سمون ب ا‪ ,‬وعلى هذا فالقراءة {إن ا إذا‬
‫جاءت ل يؤمنون} بكسر أنا استئناف الب عنهم بنفي اليان عن ميء الَيات الت طلبوها‪ ,‬وقرأ‬
‫بعضهفم {أناف إذا جاءت ل تؤمنون} بالتاء الثناة مفن فوق وقيفل الخاطفب بقوله ومفا يشعركفم‬
‫الؤمنون‪ ,‬يقول وما يدريكم أيها الؤمنون‪ ,‬وعلى هذا فيجوز ف قوله {أنا} الكسر كالول والفتح‬
‫على أنه معمول يشعركم‪ ,‬وعلى هذا فتكون ل ف قوله {أنا إذا جاءت ل يؤمنون} صلة كقوله {ما‬
‫من عك أل ت سجد إذْ أمر تك} وقوله {وحرام على قر ية أهلكنا ها أن م ل يرجعون} أي ما من عك أن‬
‫ت سجد إذ أمر تك‪ ,‬وحرام أن م يرجعون‪ ,‬وتقديره ف هذه الَ ية‪ ,‬و ما يدري كم أي ها الؤمنون الذ ين‬
‫تودون لم ذلك‪ ,‬حرصا على إيانم‪ ,‬أنا إذا جاءتم الَيات يؤمنون‪ ,‬قال بعضهم أنا بعن لعلها‪ .‬قال‬
‫ابن جرير‪ :‬وذكروا أن ذلك كذلك ف قراءة أب بن كعب‪ ,‬قال‪ :‬وقد ذكر عن العرب ساعا اذهب‬

‫‪537‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل ال سوق‪ ,‬أ نك تشتري ل نا شيئا‪ ,‬بع ن لعلك تشتري‪ ,‬قال و قد ق يل إن قول عدي بن ز يد العبادي‬
‫مففففففففففففففففففففففففففففففففففففففن هذا‪:‬‬
‫أعاذل ما يدر يك أن منيتيإل ساعة ف اليوم أو ف ض حى ال غد) و قد اختار هذا القول ا بن جر ير‪,‬‬
‫وذ كر عل يه من شوا هد أشعار العرب وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ونقلب أفئدت م وأب صارهم ك ما ل‬
‫يؤمنوا به أول مرة} قال العوف عن ابن عباس ف هذه الَية‪ :‬لا جحد الشركون ما أنزل ال‪ ,‬ل تثبت‬
‫قلوب م على ش يء‪ ,‬وردّت عن كل أ مر‪ ,‬وقال ما هد ف قوله {ونقلب أفئدت م وأب صارهم} ونول‬
‫بينهم وبي اليان‪ ,‬ولو جاءتم كل آية فل يؤمنون‪ ,‬كما حلنا بينهم وبي اليان أول مرة‪ ,‬وكذا قال‬
‫عكرمة وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬وقال ابن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس رضي ال عنه‪ ,‬أنه قال‪:‬‬
‫أخب ال ما العباد قائلون قبل أن يقولوه‪ ,‬وعملهم قبل أن يعملوه‪ ,‬وقال {ول ينبئك مثل خبي} جل‬
‫وعل وقال {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت ف جنب ال} إل قوله {لو أن ل كرة فأكون‬
‫من الح سني} فأ خب ال سبحانه‪ ,‬أن م لو ردوا ل يكونوا على الدى‪ ,‬وقال‪{ :‬ولو ردوا لعادوا ل ا‬
‫نوا عنه وإنم لكاذبون} وقال تعال‪{ :‬ونقلب أفئدتم وأبصارهم كما ل يؤمنوا به أول مرة} وقال‪:‬‬
‫ولو ردوا إل الدن يا‪ ,‬ل يل بين هم وب ي الدى‪ ,‬ك ما حل نا بين هم وبي نه أول مرة و هم ف الدن يا‪ ,‬وقوله‬
‫{ونذرهم} أي نتركهم {ف طغيانم} قال ابن عباس والسدي‪ :‬ف كفرهم‪ .‬وقال أبو العالية‪ ,‬والربيع‬
‫بفن أنفس‪ ,‬وقتادة‪ :‬فف ضللمف {يعمهون} قال العمفش‪ :‬يلعبون‪ ,‬وقال ابفن عباس‪ ,‬وماهفد‪ ,‬وأبفو‬
‫العاليففففة‪ ,‬والربيففففع‪ ,‬وأبففففو مالك‪ ,‬وغيه‪ :‬ففففف كفرهففففم يترددون‪.‬‬

‫ل مّا كَانُواْ ِلُي ْؤ ِمنُ َواْ إِلّ‬


‫ش ْرنَا عََلْيهِ مْ كُ ّل َشيْءٍ ُقُب ً‬
‫** وََلوْ َأّننَا نَزّْلنَآ إَِلْيهِ ُم الْمَلِئ َكةَ وَكَّل َمهُ ُم الْ َم ْوَتىَ وَحَ َ‬
‫جهَلُونفففففففَ‬ ‫ف َي ْ‬ ‫ف وَلَـفففففففكِنّ أَكْثَ َرهُمفففففف ْ‬ ‫أَن يَشَآءَ اللّهفففففف ُ‬
‫يقول تعال‪ :‬ولو أننا أجبنا سؤال هؤلء‪ ,‬الذين أقسموا بال جهد أيانم‪ ,‬لئن جاءت آية ليؤمنن با‪,‬‬
‫ف سفألوا فقالوا {أو تأتف بال‬ ‫فنلنفا عليهفم اللئكفة تبفهم بالرسفالة مفن ال بتصفديق الرسفل‪ ,‬كم ا‬
‫واللئكة قبيلً} و {قالوا لن نؤمن حت نؤتى مثل ما أوت رسل ال} {وقال الذين ل يرجون لقاءنا‬
‫لول نزل علينا اللئكة أو نرى ربنا لقد استكبوا ف أنفسهم وعتوا عتوا كبيا} {وكلمهم الوتى}‬
‫ل بكسر‬ ‫أي فأخبوهم بصدق ما جاءتم به الرسل {وحشرنا عليهم كل شيء قبلً} قرأ بعضهم‪ ,‬قَب ً‬
‫القاف وف تح الباء‪ ,‬من القابلة والعاي نة‪ ,‬وقرأ آخرون بضمه ما‪ ,‬ق يل معناه من القابلة والعاي نة أيضا‪,‬‬

‫‪538‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كما رواه علي بن أب طلحة‪ ,‬والعوف عن ابن عباس‪ ,‬وبه قال قتادة وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪,‬‬
‫وقال ماهد قبلً أي أفواجا‪ ,‬قبيلً قبيلً‪ ,‬أي تعرض عليهم كل أمة بعد أمة‪ ,‬فيخبونم بصدق الرسل‬
‫فيما جاءوهم به {ما كانوا ليؤمنوا إل أن يشاء ال} أي أن الداية إليه ل إليهم‪ ,‬بل يهدي من يشاء‪,‬‬
‫ويضل من يشاء‪ ,‬وهو الفعال لا يريد‪{ ,‬ل يسأل عما يفعل وهم يسألون} لعلمه وحكمته وسلطانه‬
‫وقهره وغلبته‪ ,‬وهذه الَية كقوله تعال‪{ :‬إن الذين حقت عليهم كلمة ربك ل يؤمنون ولو جاءتم‬
‫كفففففففل آيفففففففة حتففففففف يروا العذاب الليفففففففم}‪.‬‬

‫ف الْ َقوْ ِل‬


‫** وَكَذَلِ كَ َجعَ ْلنَا ِلكُلّ ِنبِ ّي عَ ُدوّا َشيَاطِيَ الِنْ سِ وَالْجِ ّن يُوحِي َب ْعضُهُ مْ إَِلىَ َبعْ ضٍ زُ ْخرُ َ‬
‫صغَىَ إَِليْ هِ أَ ْفئِدَ ُة الّذِي نَ َل ُي ْؤ ِمنُو نَ بِالَ ِخ َرةِ‬
‫ك مَا َفعَلُو هُ َفذَ ْرهُ مْ وَمَا َيفْتَرُو نَ * وَِلتَ ْ‬
‫غُرُورا وََلوْ شَآءَ َربّ َ‬
‫ف وَِليَ ْقتَرِفُواْ مَفففففففا هُفففففففم ّم ْقتَرِفُونفففففففَ‬ ‫ضوْهفففففف ُ‬ ‫وَِليَرْ َ‬
‫يقول تعال‪ :‬وكما جعلنا لك يا ممد أعداء يالفونك ويعادونك ويعاندونك‪ ,‬جعلنا لكل نب من‬
‫قبلك أيضا أعداء فل يز نك ذلك‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ول قد كذ بت ر سل من قبلك ف صبوا على ما‬
‫كذبوا وأوذوا} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ما يقال لك إل ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة‬
‫وذو عقاب أليم} وقال تعال‪{ :‬وكذلك جعلنا لكل نب عدوا من الجرمي} الَية‪ ,‬وقال ورقة بن‬
‫نوفل لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إنه ل يأت أحد بثل ما جئت به إل عودي‪ ,‬وقوله {شياطي‬
‫النس والن} بدل من {عدوا} أي لم أعداء من شياطي النس والن‪ ,‬والشيطان كل من خرج‬
‫عن نظيه بال شر‪ ,‬ول يعادي الر سل إل الشياط ي من هؤلء وهؤلء‪ ,‬قبح هم ال ولعن هم‪ ,‬قال ع بد‬
‫الرزاق‪ :‬حدثنا معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬ف قوله {شياطي النس والن} قال من الن شياطي‪ ,‬ومن النس‬
‫شياط ي‪ ,‬يوحي بعض هم إل بعض‪ ,‬قال قتادة‪ :‬وبلغ ن أن أبا ذر‪ ,‬كان يوما يصلي‪ ,‬فقال ال نب صلى‬
‫ال عليه وسلم «تعوذ يا أ با ذر من شياط ي النس وال ن» فقال‪ :‬أو إن من النس شياط ي ؟ فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «نعم» وهذا منقطع بي قتادة وأب ذر‪ .‬وقد روي من وجه آخر‪ ,‬عن‬
‫أب ذر رضي ال عنه‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا الثن‪ ,‬حدثنا أبو صال‪ ,‬حدثن معاوية بن صال‪ ,‬عن أب‬
‫عبد ال ممد بن أيوب‪ ,‬وغيه من الشيخة‪ ,‬عن ابن عائذ‪ ,‬عن أب ذر‪ ,‬قال‪ :‬أتيت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف ملس‪ ,‬قد أطال فيه اللوس‪ ,‬قال‪ ,‬فقال «يا أبا ذر هل صليت» قلت‪ :‬ل يا رسول‬
‫ال‪ ,‬قال « قم فار كع ركعت ي» قال‪ :‬ث جئت فجل ست إل يه‪ ,‬فقال « يا أ با ذر هل تعوذت بال من‬

‫‪539‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شياطي النس والن» قال‪ :‬قلت‪ :‬ل يا رسول ال‪ ,‬وهل للنس من شياطي ؟ قال «نعم هم شر من‬
‫شياطيففففف النففففف» وهذا أيضا فيفففففه انقطاع‪,‬وروي متصفففففلً‪.‬‬
‫ك ما قال المام أح د‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬حدث نا ال سعودي‪ ,‬أنبأ نا أ بو ع مر الدمش قي‪ ,‬عن عب يد بن‬
‫الشخاش‪ ,‬عن أب ذر‪ ,‬قال‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم وهو ف السجد‪ ,‬فجلست فقال «يا أبا‬
‫ذر هل صليت ؟» قلت‪ :‬ل‪ ,‬قال «قم فصلّ» قال‪ :‬فقمت فصليت ث جلست‪ ,‬فقال «يا أبا ذر تعوذ‬
‫بال من شر شياطي النس والن» قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال وللنس شياطي ؟ قال «نعم» وذلك‬
‫تام الديث بطوله‪ .‬وكذا رواه الافظ أبو بكر بن مردويه ف تفسيه‪ ,‬من حديث جعفر بن عون‪,‬‬
‫ويعلى بففن عبيففد‪ ,‬وعبيففد ال بففن موسففى‪ ,‬ثلثتهففم عففن السففعودي بففه‪.‬‬
‫(طريق أخرى عن أب ذر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا الثن‪ ,‬حدثنا الجاج‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬عن حيد بن‬
‫هلل‪ ,‬حدثن رجل من أهل دمشق‪ ,‬عن عوف بن مالك‪ ,‬عن أب ذر‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال «يا أبا ذر هل تعوذت بال من شر شياطي النس والن» قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال هل‬
‫للنفففففففس مفففففففن شياطيففففففف ؟ قال «نعفففففففم»‪.‬‬
‫(طر يق أخرى للحديث) قال ا بن أ ب حات‪ :‬حدثنا م مد بن عوف الم صي‪ ,‬حدثنا أبو الغية‪,‬‬
‫حدثنا معان بن رفاعة‪ ,‬عن علي بن يزيد‪ ,‬عن القاسم‪ ,‬عن أب أمامة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «يا أبا ذر تعوذت من شياطي النس والن» قال‪ :‬قلت يا رسول وهل للنس شياطي ؟‬
‫قال «نعم» {شياطي النس والن يوحي بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا} فهذه طرق لذا‬
‫الديث‪ ,‬ومموعها يفيد قوته وصحته‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أبو نعيم‪,‬‬
‫عن شر يك‪ ,‬عن سعيد بن م سروق‪ ,‬عن عكر مة {شياط ي ال نس وال ن} قال‪ :‬ل يس من ال نس‬
‫شياطي‪ ,‬ولكن شياطي الن يوحون إل شياطي النس‪ ,‬وشياطي النس يوحون إل شياطي الن‪,‬‬
‫قال‪ :‬وحدثنا الارث‪ ,‬حدثنا عبد العزيز‪ ,‬حدثنا إسرائيل‪ ,‬عن السدي‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬ف قوله {يوحي‬
‫بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا} قال‪ :‬للنسي شيطان‪ ,‬وللجن شيطان‪ ,‬فيلقى شيطان النس‬
‫شيطان الن‪ ,‬فيوحي بعضهم إل بعض‪ ,‬زخرف القول غرورا‪ ,‬وقال أسباط عن السدي عن عكرمة‬
‫ف قوله {يوحي بعضهم إل بعض}‪ :‬أما شياطي النس‪ ,‬فالشياطي الت تضل النس‪ ,‬وشياطي الن‬
‫ال ت ت ضل ال ن‪ ,‬يلتقيان‪ ,‬فيقول كل وا حد منه ما ل صاحبه‪ :‬إ ن أضللت صاحب بكذا وكذا‪ ,‬فأ ضل‬
‫أنت صاحبك بكذا وكذا‪ ,‬فيعلم بعضهم بعضا‪ ,‬ففهم ابن جرير من هذا‪ ,‬أن الراد بشياطي النس‪,‬‬

‫‪540‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عند عكرمة والسدي‪ ,‬الشياطي من الن الذين يضلون الناس‪ ,‬ل أن الراد منه شياطي النس منهم‪,‬‬
‫ول شك أن هذا ظاهر من كلم عكرمة‪ ,‬وأما كلم السدي فليس مثله ف هذا العن‪ ,‬وهو متمل‪,‬‬
‫و قد روى ا بن أ ب حا ت ن و هذا عن ا بن عباس‪ ,‬من روا ية الضحاك ع نه‪ ,‬قال‪ :‬إن لل جن شياط ي‬
‫يضلونم‪ ,‬مثل شياطي النس يضلونم‪ ,‬قال‪ :‬فيلتقي شياطي النس وشياطي الن‪ ,‬فيقول هذا لذا‬
‫أضلله بكذا‪ ,‬فهو قوله {يوحي بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا} وعلى كل حال‪ ,‬فالصحيح‬
‫ما تقدم من حد يث أ ب ذر‪ ,‬إن لل نس شياط ي من هم‪ ,‬وشيطان كل ش يء مارده‪ ,‬ولذا جاء ف‬
‫صحيح مسلم عن أب ذر‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «الكلب السود شيطان» ومعناه‬
‫وال أعلم ف شيطان ف الكلب‪ ,‬وقال ا بن جر يج‪ :‬قال ما هد‪ :‬ف تف سي هذه الَ ية‪ ,‬كفار ال ن‬
‫شياطيففف‪ ,‬يوحون إل شياطيففف النفففس‪ ,‬كفار النفففس‪ ,‬زخرف القول غرورا‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات عن عكرمة قال‪ :‬قدمت على الختار فأكرمن وأنزلن‪ ,‬حت كاد يتعاهد مبيت‬
‫بالليفل‪ ,‬قال‪ :‬فقال ل‪ :‬اخرج إل الناس فحدثهفم‪ ,‬قال‪ :‬فخرجفت‪ ,‬فجاء رجفل فقال‪ :‬مفا تقول فف‬
‫الوحي‪ ,‬فقلت‪ :‬الوحي وحيان‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬با أوحينا إليك هذا القرآن} وقال تعال‪{ :‬شياطي‬
‫النس والن يوحي بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا} قال فهمّوا ب أن يأخذون‪ ,‬فقلت لم‪:‬‬
‫ما لكم ذاك‪ ,‬إن مفتيكم وضيفكم فتركون‪ ,‬وإنا عرض عكرمة بالختار‪ ,‬وهو ابن أب عبيد قبحه‬
‫ال‪ ,‬وكان يز عم أ نه يأت يه الو حي‪ ,‬و قد كا نت أخ ته صفية ت ت ع بد ال بن ع مر‪ ,‬وكا نت من‬
‫الصالات‪ ,‬ولا أخب عبد ال بن عمر أن الختار يزعم أنه يوحى إليه‪ ,‬فقال‪ :‬صدق‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{وإن الشياط ي ليوحون إل أوليائ هم} وقوله تعال‪{ :‬يو حي بعض هم إل ب عض زخرف القول‬
‫غرورا} أي يلقي بعضهم إل بعض القول الزين الزخرف‪ ,‬وهو الزوق الذي يغتر سامعه من الهلة‬
‫بأمره‪{ ,‬ولو شاء ربك ما فعلوه} أي وذلك كله بقدر ال وقضائه‪ ,‬وإرادته ومشيئته‪ ,‬أن يكون لكل‬
‫نب عدو من هؤلء {فذرهم} أي فدعهم‪{ ,‬وما يفترون} أي يكذبون‪ .‬أي دع أذاهم‪ ,‬وتوكل على‬
‫ال ف عداوتم‪ ,‬فإن ال كافيك وناصرك عليهم‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ولتصغى إليه} أي ولتميل إليه‪ .‬قاله‬
‫ا بن عباس {أفئدة الذ ين ل يؤمنون بالَخرة} أي قلوب م وعقول م وأ ساعهم‪ ,‬وقال ال سدي‪ :‬قلوب‬
‫الكافرين {وليضوه} أي يبوه ويريدوه‪ ,‬وإنا يستجيب ذلك من ل يؤمن بالَخرة‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{فإنكم وما تعبدون * ما أنتم عليه بفاتني * إل من هو صال الحيم} وقال تعال‪{ :‬إنكم لفي قول‬

‫‪541‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫متلف يؤ فك ع نه من أ فك} وقوله {وليقترفوا ما هم مقترفون} قال علي بن أ ب طل حة‪ :‬عن ا بن‬
‫عباس‪ ,‬وليكتسفبوا مفا هفم مكتسفبون‪ ,‬وقال السفدي وابفن زيفد‪ :‬وليعملوا مفا هفم عاملون‪.‬‬

‫ب َيعْلَمُو نَ َأنّ ُه‬


‫ل وَالّذِي َن آَتيْنَاهُ ُم اْل ِكتَا َ‬
‫صً‬‫** أََف َغيْرَ اللّ هِ أَْبَتغِي َحكَما َو ُهوَ الّذِ يَ َأنَزَلَ إَِليْكُ ُم الْ ِكتَا بَ ُمفَ ّ‬
‫صدْقا َوعَدْلً لّ ُمبَدّلِ ِلكَلِمَاتِ هِ‬ ‫ك بِالْحَ قّ َفلَ َتكُونَ نّ مِ نَ الْمُ ْمتَرِي نَ * َوتَمّ تْ كَلِ َمةُ َربّ كَ ِ‬ ‫ُمنَزّ ٌل مّن ّربّ َ‬
‫َوهُوَ السفففففففففففففففففّمِي ُع اْلعَلِيمفففففففففففففففففُ‬
‫يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم قل لؤلء الشركي بال‪ ,‬الذين يعبدون غيه {أفغي ال أبتغي‬
‫حكما} أي بينف وبينكفم {وهفو الذي أنزل إليكفم الكتاب مفصفلً} أي مفبينا {والذيفن آتيناهفم‬
‫الكتاب} أي مفن اليهود والنصفارى‪{ ,‬يعلمون أنفه منل مفن ربفك بالقف}‪ ,‬أي باف عندهفم مفن‬
‫ك ما أنزلنا‬ ‫البشارات بك‪ ,‬من النبياء التقدمي {فل تكونن من المترين} كقوله {فإن كنت ف ش ّ‬
‫إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الق من ربك فل تكونن من المترين} وهذا‬
‫شرط‪ ,‬والشرط ل يقتضي وقوعه‪ ,‬ولذا جاء عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «ل أشك‬
‫ولأ سأل» وقوله تعال‪{ :‬وت ت كل مة ر بك صدقا وعدلً} قال قتادة‪ :‬صدقا في ما قال وعدلً ف يم‬
‫حكم‪ ,‬يقول صدقا ف الخبار‪ ,‬وعدلً ف الطلب‪ ,‬فكل ما أخب به فحق ل مرية فيه ول شك‪ ,‬وكل‬
‫ما أمر به فهو العدل الذي ل عدل سواه‪ ,‬وكل ما نى عنه فباطل فإنه ل ينهى إل عن مفسدة‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬يأمرهم بالعروف وينهاهم عن النكر} إل آخر الَية {ل مبدل لكلماته} أي ليس أحد‬
‫يع قب حك مه تعال‪ ,‬ل ف الدن يا ول ف الَخرة {و هو ال سميع} لقوال عباده {العل يم} بركات م‬
‫ففففففففل بعمله‪.‬‬ ‫ففففففففل عامف‬ ‫ففففففففكناتم‪ ,‬الذي يازي كف‬ ‫وسف‬

‫ض ُيضِلّو َك عَن سَبِيلِ اللّ هِ إِن َيتِّبعُونَ إِلّ الظّ ّن َوإِنْ هُمْ إِلّ يَخْرُصُونَ *‬
‫** َوإِن تُ ِطعْ أَ ْكثَ َر مَن فِي الرْ ِ‬
‫ففَ‬‫ف بِالْ ُم ْهتَدِينف‬
‫ف ُ‬
‫فبِيلِ ِه َو ُهوَ َأعْلَمف‬
‫ف َ‬
‫ففُ مَففن َيضِلّ عَففن سف‬ ‫ف ُهوَ أَعْلَمف‬
‫ف َ‬ ‫ففّ َربّكف‬ ‫إِنف‬
‫يب تعال‪ :‬عن حال أكثر أهل الرض‪ ,‬من بن آدم أنه الضلل‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولقد ضل قبلهم‬
‫أكثر الولي} وقال تعال‪{ :‬وما أكثر الناس ولو حرصت بؤمني} وهم ف ضللم ليسوا على يقي‬
‫من أمرهم‪ ,‬وإنا هم ف ظنون كاذبة وحسبان باطل‪{ ,‬إن يتبعون إل الظن وإن هم إل يرصون} فإن‬

‫‪542‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرص هو الزر‪ ,‬ومنه خرص النخل‪ ,‬وهو جزر ما عليها من التمر‪ ,‬وذلك كله عن قدر ال ومشيئته‬
‫{هو أعلم من يضل عن سبيله} فييسره لذلك {وهو أعلم بالهتدين} فييسرهم لذلك‪ ,‬وكل ميسر لا‬
‫خلق له‪.‬‬

‫** َفكُلُوْا مِمّا ذُكِ َر ا سْمُ اللّ ِه عََليْ هِ إِن كُنتُ ْم بِآيَاتِ هِ ُمؤْ ِمنِيَ * َومَا َلكُ مْ أَلّ َتأْكُلُواْ مِمّا ذُكِ َر ا سْمُ اللّ ِه‬
‫عََليْ ِه وَقَدْ فَ صّلَ َلكُ ْم مّا حَرّ َم عََليْكُ مْ إِلّ مَا اضْطُ ِر ْرتُ مْ إَِليْ هِ َوإِ نّ َكثِيا ّلُيضِلّو َن بَِأ ْهوَاِئهِم ِب َغيْ ِر عِلْ مٍ إِ نّ‬
‫ف بِالْ ُم ْعتَدِينفففففففففففَ‬ ‫ف ُهوَ َأعْلَمفففففففففف ُ‬ ‫َربّكفففففففففف َ‬
‫هذا إباحة من ال‪ ,‬لعباده الؤمني‪ ,‬أن يأكلوا من الذبائح ما ذكر عليه اسه‪ ,‬ومفهومه أنه ل يباح‬
‫مال يذكر اسم ال عليه‪ ,‬كما كان يستبيحه كفار قريش من أكل اليتات‪ ,‬وأكل ما ذبح على النصب‬
‫وغي ها‪ ,‬ث ندب إل ال كل م ا ذ كر ا سم ال عل يه‪ ,‬فقال {و ما ل كم أن ل تأكلوا م ا ذ كر ا سم ال‬
‫عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم} أي قد بي لكم ما حرم عليكم ووضحه‪ ,‬قرأ بعضهم فصل‬
‫بالتشديد‪ ,‬وقرأ آخرون بالتخفيف‪ ,‬والكل بعن البيان والوضوح‪{ ,‬إل ما اضطررت إليه} أي إل ف‬
‫حال الضطرار‪ ,‬فإ نه يباح ل كم ما وجد ت‪ ,‬ث ب ي تعال جهالة الشرك ي‪ ,‬ف آرائ هم الفا سدة‪ ,‬من‬
‫ا ستحللم اليتات‪ ,‬و ما ذ كر عليه غ ي اسم ال تعال‪ ,‬فقال {وإن كثيا ليضلون بأهوائ هم بغ ي علم‬
‫إن ربففك هففو أعلم بالعتديففن} أي هففو أعلم باعتدائهففم وكذبمفف وافترائهففم‪.‬‬

‫ُونف‬
‫سفيُجْ َز ْو َن بِم َا كَانُواْ يَ ْقتَرِف َ‬
‫ْمف َ‬
‫ْسفبُونَ ا ِلث َ‬
‫ِينف يَك ِ‬
‫ِنف الّذ َ‬
‫َهف إ ّ‬
‫ْمف َوبَاطِن ُ‬
‫** َوذَرُواْ ظَاهِ َر ا ِلث ِ‬
‫قال ماهد {وذروا ظاهر الث وباطنه} العصية ف السر والعلنية‪ ,‬وف رواية عنه‪ ,‬هو ما ينوي ما‬
‫هو عا مل‪ ,‬وقال قتادة {وذروا ظا هر ال ث وباط نه} أي سره وعلني ته قليلة وكثية‪ ,‬وقال ال سدي‪:‬‬
‫ظاهره الز نا مع البغا يا ذوات الرايات‪ ,‬وباط نه الز نا مع الليلة وال صدائق والخدان‪ ,‬وقال عكر مة‪:‬‬
‫ظاهره نكاح ذوات الحارم‪ ,‬والصحيح أن الَية عامة ف ذلك كله‪ ,‬وهي كقوله تعال‪{ :‬قل إنا حرم‬
‫رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن} الَية‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن الذين يكسبون الث سيجزون با‬
‫كانوا يقترفون} أي سواء كان ظاهرا أو خفيا‪ ,‬فإن ال سيجزيهم عل يه‪ ,‬قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا‬
‫السن بن عرفة‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬عن معاوية بن صال‪ ,‬عن عبد الرحن بن جبي بن‬

‫‪543‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نفي عن أبيه‪ ,‬عن النواس بن سعان قال‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الث‪ ,‬فقال «الث‬
‫ففففه»‪.‬‬ ‫ففففت أن يطلع الناس عليف‬ ‫ففففدرك وكرهف‬ ‫فففف صف‬ ‫ففففا حاك فف‬ ‫مف‬

‫شيَاطِيَ َليُوحُونَ إَِلىَ َأوْلِيَآِئهِمْ ِليُجَادِلُوكُمْ‬


‫** وَ َل َتأْكُلُوْا مِمّا َل ْم يُذْكَ ِر اسْمُ اللّ ِه عََليْهِ َوإِنّهُ َلفِسْ ٌق َوإِنّ ال ّ‬
‫فففففففَ‬ ‫شرِكُونف‬ ‫فففففففْ لَمُ ْ‬ ‫فففففففْ ِإنّكُمف‬ ‫فففففففْ َأطَ ْعتُمُوهُمف‬ ‫َوإِنف‬
‫ا ستدل بذه الَ ية الكري ة من ذ هب إل أن الذبي حة ل ت ل إذا ل يذ كر ا سم ال علي ها‪ ,‬وإن كان‬
‫الذابح مسلما‪ ,‬وقد اختلف الئمة رحهم ال ف هذه السألة‪ ,‬على ثلثة أقوال‪ :‬فمنهم من قال ل تل‬
‫هذه الذبي حة بذه ال صفة‪ ,‬و سواء متروك الت سمية عمدا أو سهوا‪ ,‬و هو مروي عن ا بن ع مر‪ ,‬ونا فع‬
‫موله‪ ,‬وعا مر الش عب‪ ,‬وم مد بن سيين‪ ,‬و هو روا ية عن المام مالك‪ ,‬وروا ية عن أح د بن حن بل‬
‫نصرها طائفة من أصحابه التقدمي والتأخرين‪ ,‬وهو اختيار أ ب ثور‪ ,‬وداود الظاهري‪ ,‬واختار ذلك‬
‫أ بو الفتوح م مد بن م مد بن علي الطائي‪ ,‬من متأخري الشافع ية‪ ,‬ف كتا به «الربع ي»‪ ,‬واحتجوا‬
‫لذهبهم هذا بذه الَية‪ ,‬وبقوله ف آية الصيد {فكلوا ما أمسكن عليكم واذكروا اسم ال عليه} ث قد‬
‫أكد ف هذه الَية بقوله {وإنه لفسق} والضمي قيل عائد على الكل‪ ,‬وقيل عائد على الذبح‪ ,‬لغي‬
‫ال‪ ,‬وبالحاديث الواردة ف المر بالتسمية عند الذبيحة والصيد‪ ,‬كحديثي عدي بن حات وأب ثعلبة‪:‬‬
‫«إذا أر سلت كل بك العلم وذكرت ا سم ال عل يه ف كل ما أم سك عل يك» وه ا ف ال صحيحي‪,‬‬
‫وحد يث را فع بن خد يج « ما أن ر الدم وذ كر ا سم ال عل يه فكلوه» و هو ف ال صحيحي أيضا‪,‬‬
‫وحديث ابن مسعود‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال للجن «لكم كل عظم ذكر اسم ال‬
‫عليه» رواه مسلم‪ ,‬وحديث جندب بن سفيان البجلي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من‬
‫ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكانا أخرى‪ ,‬ومن ل يكن ذبح‪ ,‬حت صلينا فليذبح باسم ال» أخرجاه‪,‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها‪ :‬أن ناسا قالوا‪ :‬يا رسول ال إن قوما يأتوننا باللحم ل ندري أذكر اسم‬
‫ال عليفه أم ل ؟ قال «سفوا عليفه أنتفم وكلوا» قالت‪ :‬وكانوا حديثفي عهفد بالكففر رواه البخاري‪,‬‬
‫ووجفه الدللة أنمف فهموا أن التسفمية ل بفد منهفا‪ ,‬وخشوا أن ل تكون وجدت مفن أولئك لداثفة‬
‫إ سلمهم‪ ,‬فأمر هم بالحتياط بالت سمية ع ند ال كل‪ ,‬لتكون كالعوض عن الترو كة ع ند الذ بح إن ل‬
‫فففداد‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫فففلمي على السف‬ ‫فففم بإجراء أحكام السف‬ ‫فففن وجدت‪ ,‬وأمرهف‬ ‫تكف‬

‫‪544‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والذهب الثان ف السألة‪ :‬أنه ل يشترط التسمية‪ ,‬بل هي مستحبة‪ ,‬فإن تركت عمدا أو نسيانا ل‬
‫يضر‪ ,‬وهذا مذهب المام الشافعي رحه ال‪ ,‬وجيع أصحابه‪ ,‬ورواية عن المام أحد بن حنبل نقلت‬
‫عنه‪ .‬وهو رواية عن المام مالك‪ ,‬ونص على ذلك أشهب بن عبد العزيز من أصحابه‪ ,‬وحكي عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬وأب هريرة‪ ,‬وعطاء بن أب رباح‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وحل الشافعي الَية الكرية {ول تأكلوا ما‬
‫ل يذكر اسم ال عليه وإنه لفسق} على ما ذبح لغي ال‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬أو فسقا أهلّ لغي ال به}‬
‫وقال ا بن جر يج عن عطاء {ول تأكلوا م ا ل يذ كر ا سم ال عل يه} قال‪ :‬ين هى عن ذبائح كا نت‬
‫تذبها قريش للوثان‪ ,‬وينهى عن ذبائح الجوس‪ ,‬وهذا السلك الذي طرقه المام الشافعي قوي‪ ,‬وقد‬
‫حاول ب عض التأخر ين أن يقو يه بأن ج عل الواو ف قوله {وإ نه لف سق} حال ية‪ ,‬أي‪ :‬ل تأكلوا م ا ل‬
‫يذكر اسم ال عليه ف حال كونه فسقا‪ ,‬ول يكون فسقا حت يكون قد أهل به لغي ال‪ .‬ث ادعى أن‬
‫هذا متع ي ول يوز أن تكون الواو عاط فة‪ ,‬ل نه يلزم م نه ع طف جلة ا سية خب ية على جلة فعل ية‬
‫طلبية وهذا ينتقض عليه بقوله {وإن الشياطي ليوحون إل أوليائهم} فإنا عاطفة ل مالة‪ ,‬فإن كانت‬
‫الواو الت ادعى أنا حالية صحيحة على ما قال‪ ,‬امتنع عطف هذه عليها فإن عطفت على الطلبية ورد‬
‫عل يه ما أورد على غيه‪ ,‬وإن ل ت كن الواو حال ية ب طل ما قال من أ صله‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا يي بن الغية‪ ,‬أنبأنا جرير‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪,‬‬
‫ففف الَيففة {ول تأكلوا مافف ل يذكففر اسففم ال عليففه} قال‪ :‬هففي اليتففة‪.‬‬
‫ث رواه عن أب زرعة‪ ,‬عن يي بن أب كثي‪ ,‬عن ابن ليعة‪ ,‬عن عطاء وهو ابن السائب به‪ ,‬وقد‬
‫استدل لذا الذهب‪ ,‬با رواه أبو داود ف الراسيل‪ :‬من حديث ثور بن يزيد‪ ,‬عن الصلت السدوسي‬
‫مول سويد بن منجوف‪ ,‬أحد التابعي الذين ذكرهم أبو حات ابن حبان ف كتاب الثقات‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «ذبيحة السلم حلل ذكر اسم ال أو ل يذكر‪ ,‬إنه إن ذكر ل يذكر‬
‫إل اسم ال» وهذ مرسل‪ ,‬يعضد با رواه الدارقطن عن ابن عباس أنه قال‪« :‬إذا ذبح السلم ول يذكر‬
‫ا سم ال فليأ كل‪ ,‬فإن ال سلم ف يه ا سم من أ ساء ال» واحتج البيه قي أيضا بد يث عائ شة ر ضي ال‬
‫عن ها التقدم‪ ,‬أن نا سا قالوا‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬إن قوما حدي ثي ع هد باهل ية‪ ,‬يأتون نا بل حم ل ندري‬
‫أذكروا اسفم ال عليفه أم ل ؟ فقال «سفوا أنتفم وكلوا» قال‪ :‬فلو كان وجود التسفمية شرطا‪ ,‬ل‬
‫يرخفففففففص لمففففففف إل مفففففففع تققهفففففففا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪545‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذهب الثالث ف السألة‪ :‬إن ترك البسملة على الذبيحة نسيانا ل يضر‪ ,‬وإن تركها عمدا ل تل‪,‬‬
‫هذا هو الشهور من مذهب المام مالك وأحد بن حنبل‪ ,‬وبه يقول أبو حنيفة وأصحابه‪ ,‬وإسحاق‬
‫بفن راهويفه‪ :‬وهفو مكفي عفن علي‪ ,‬وابفن عباس‪ ,‬وسفعيد بفن السفيب‪ ,‬وعطاء‪ ,‬وطاوس‪ ,‬والسفن‬
‫البصري‪ ,‬وأب مالك‪ ,‬وعبد الرحن بن أب ليلى‪ ,‬وجعفر بن ممد‪ ,‬وربيعة بن أب عبد الرحن‪ ,‬ونقل‬
‫المام أ بو ال سن الرغينا ن‪ ,‬ف كتا به «الدا ية» الجاع ق بل الشاف عي على تر ي متروك الت سمية‬
‫عمدا‪ ,‬فلهذا قال أ بو يو سف والشا يخ‪ :‬لو ح كم حا كم بواز بي عه‪ ,‬ل ين فذ لخال فة الجاع‪ ,‬وهذا‬
‫الذي قاله غريففب جدا‪ ,‬وقففد تقدم نقففل اللف عمففن قبففل الشافعففي‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال المام أبو جعفر بن جرير رحه ال‪ :‬من حرم ذبيحة الناس فقد خرج من قول جيع الجة‪,‬‬
‫وخالف ال ي الثا بت عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف ذلك‪ ,‬يع ن ما رواه الا فظ أ بو ب كر‬
‫البيهقي‪ ,‬أنبأنا أبو عبد ال الافظ‪ ,‬حدثنا أبو العباس الصم‪ ,‬حدثنا أبو أمية الطرسوسي‪ ,‬حدثنا ممد‬
‫بن يزيد‪ ,‬حدثنا معقل بن عبيد ال‪ ,‬عن عمرو بن دينار عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪« :‬السلم يكفيه اسه إن نسي أن يسمي حي يذبح‪ ,‬فليذكر اسم ال وليأكله»‬
‫وهذا الديث رفعه خطأ‪ ,‬أخطأ فيه معقل بن عبيد ال الزيري‪ ,‬فإنه وإن كان من رجال مسلم‪ ,‬إل‬
‫أن سعيد بن منصور‪ ,‬وعبد ال بن الزبي الميدي‪ ,‬روياه‪ :‬عن سفيان بن عيينة‪ ,‬عن عمرو‪ ,‬عن أب‬
‫الشعثاء‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬من قوله فزادا ف إسناده أبا الشعثاء ووقفاه‪ ,‬وهذا أصح‪ ,‬نص‬
‫عليه البيهقي وغيه من الفاظ‪ ,‬ث نقل ابن جرير وغيه عن الشعب‪ ,‬وممد بن سيين‪ ,‬أنما كرها‬
‫متروك التسمية نسيانا‪ ,‬والسلف يطلقون الكراهة على التحري كثيا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬إل أن من قاعدة ابن‬
‫جريفر أنفه ل يعتفب قول الواحفد ول الثنيف مالفا لقول المهور‪ ,‬فيعده إجاعا‪ ,‬فليعلم هذا‪ ,‬وال‬
‫الوففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففق‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أبو أسامة‪ ,‬عن َجهِي بن يزيد‪ ,‬قال‪ :‬سئل السن‪ ,‬سأله‬
‫رجل‪ :‬أتيت بطي كذا‪ ,‬فمنه ما قد ذبح فذكر اسم ال عليه‪ ,‬ومنه ما نسي أن يذكر اسم ال عليه‪,‬‬
‫واختلط الطي‪ ,‬فقال السن كله كله‪ ,‬قال‪ :‬وسألت ممد بن سيين فقال‪ :‬قال ال‪{ :‬ول تأكلوا مال‬
‫يذكر اسم ال عليه} واحتج لذا الذهب بالديث الروي من طرق عند ابن ماجة عن ابن عباس‪,‬‬
‫وأب هريرة‪ ,‬وأب ذر‪ ,‬وعقبة بن عامر‪ ,‬وعبد ال بن عمرو‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم «إن ال‬
‫وضع عن أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» وفيه نظر‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقد روى الافظ أبو أحد‬

‫‪546‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن عدي من حديث مروان بن سال القرقسان‪ ,‬عن الوزاعي‪ ,‬عن يي بن أب كثي‪ ,‬عن أب سلمة‪,‬‬
‫عن أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال أرأيت الرجل منا‬
‫يذبح وينسى أن يسمي‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «اسم ال على كل مسلم» ولكن هذا إسناده‬
‫ضعيف‪ ,‬فإن مروان بن سال القرقسان أبا عبد ال الشامي ضعيف‪ ,‬تكلم فيه غي واحد من الئمة‪,‬‬
‫وال أعلم‪ .‬و قد أفردت هذه ال سألة على حدة‪ ,‬وذكرت مذا هب الئ مة ومأخذ هم وأدلت هم وو جه‬
‫الدللت والناقضات والعارضات‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫قال ا بن جر ير‪ :‬و قد اختلف أ هل العلم ف هذه الَ ية‪ :‬هل ن سخ من حكم ها ش يء أم ل ؟ فقال‬
‫بعضهم‪ :‬ل ينسخ منها شيء‪ ,‬وهي مكمة فيما عنيت به‪ ,‬وعلى هذا قول ماهد وعامة أهل العلم‪,‬‬
‫وروي عن السن البصري وعكرمة ما حدثنا به ابن حيد‪ ,‬حدثنا يي بن واضح‪ ,‬عن السي بن‬
‫وا قد‪ ,‬عن عكر مة وال سن الب صري‪ ,‬قال‪ :‬قال ال {فكلوا م ا ذ كر ا سم ال عل يه إن كن تم بآيا ته‬
‫مؤمن ي} وقال {ول تأكلوا م ا ل يذ كر ا سم ال عل يه وإ نه لف سق} فن سخ وا ستثن من ذلك‪ ,‬فقال‬
‫{وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لم} وقال ابن أب حات‪ :‬قرى على العباس بن‬
‫الوليد بن يزيد‪ ,‬حدثنا ممد بن شعيب‪ ,‬أخبن النعمان‪ ,‬يعن ابن النذر‪ ,‬عن مكحول‪ ,‬قال‪ :‬أنزل ال‬
‫ف القرآن {ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه} ث نسخها الرب ورحم السلمي فقال {اليوم أحل‬
‫لكم الطبيات وطعام الذي أوتوا الكتاب حل لكم} فنسخها بذلك‪ ,‬وأحل طعام أهل الكتاب‪ .‬ث قال‬
‫ابن جرير‪ :‬والصواب أنه ل تعارض‪ ,‬بي حل طعام أهل الكتاب‪ ,‬وبي تري مال يذكر اسم ال عليه‪,‬‬
‫وهذا الذي قاله صحيح‪ ,‬و من أطلق من ال سلف الن سخ هاه نا فإن ا أراد التخ صيص‪ ,‬وال سبحانه‬
‫وتعال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن الشياطي ليوحون إل أوليائهم ليجادلوكم} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد‬
‫الشج‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن عياش‪ ,‬عن أب إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬قال رجل لبن عمر‪ ,‬إن الختار يزعم أنه‬
‫يوحى إليه‪ ,‬قال‪ :‬صدق‪ ,‬وتل هذه الَية {وإن الشياطي ليوحون إل أوليائهم} وحدثنا أب‪ :‬حدثنا‬
‫أبو حذيفة‪ ,‬حدثنا عكرمة بن عمار‪ ,‬عن أب زميل‪ ,‬قال‪ :‬كنت قاعدا عند ابن عباس‪ ,‬وحج الختار‬
‫بن أب عبيد‪ ,‬فجاءه رجل فقال‪ :‬يا ابن عباس‪ ,‬زعم أبو إسحاق أنه أوحي إليه الليلة‪ ,‬فقال ابن عباس‪:‬‬
‫صفدق‪ ,‬فنفرت‪ ,‬وقلت يقول ابفن عباس‪ :‬صفدق ؟ فقال ابفن عباس‪ :‬هاف وحيان‪ :‬وحفي ال ووحفي‬
‫الشيطان‪ ,‬فوحي ال إل ممد صلى ال عليه وسلم ووحي الشيطان إل أوليائه‪ ,‬ث قرأ {وإن الشياطي‬

‫‪547‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ليوحون إل أوليائهفم} وقفد تقدم عفن عكرمفة فف قوله {يوحفي بعضهفم إل بعفض زخرف القول‬
‫غرورا} نوففففففففففففففففففففففففففففففففففف هذا‪.‬‬
‫وقوله {ليجادلوكم} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا عمران بن عيينة عن عطاء‬
‫بن السائب‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬قال‪ :‬خاصمت اليهود النب صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬نأكل ما‬
‫قتلنا‪ ,‬ول نأكل ما قتل ال‪ ,‬فأنزل ال {ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه وإنه لفسق} هكذا رواه‬
‫مرسلً‪ ,‬ورواه أبو داود متصلً‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا عثمان بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا عمران بن عيينة‪ ,‬عن عطاء‬
‫بن ال سائب‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ا بن عباس قال‪ :‬جاءت اليهود إل ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫فقالوا‪ :‬نأكل ما قتلنا‪ ,‬ول نأكل ما قتل ال‪ ,‬فأنزل ال {ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه} الَية‪,‬‬
‫وكذا رواه ابن جرير‪ :‬عن ممد بن عبد العلى‪ ,‬وسفيان بن وكيع‪ ,‬كلها عن عمران بن عيينة به‪.‬‬
‫ورواه البزار عن ممد بن موسى الرشي‪ ,‬عن عمران بن عيينة به‪ ,‬وهذا فيه نظر‪ ,‬من وجوه ثلثة‪:‬‬
‫(أحدها) أن اليهود ل يرون إباحة اليتة حت يادلوا (الثان) أن الَية من النعام وهي مكية (الثالث)‬
‫أن هذا الديث رواه الترمذي عن ممد بن موسى الرشي‪ ,‬عن زياد بن عبد ال البكائي‪ ,‬عن عطاء‬
‫بن السائب‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬ورواه الترمذي بلفظ أتى ناس النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬فذكره‪ ,‬وقال حسن غريب‪ ,‬وروي عن سعيد بن جبي مرسلً‪ ,‬وقال الطبان‪ :‬حدثنا علي بن‬
‫البارك حدثنا زيد بن البارك‪ ,‬حدثنا موسى بن عبد العزيز‪ ,‬حدثنا الكم بن أبان‪ ,‬عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬قال‪ :‬لا نزلت {ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه} أرسلت فارس إل قريش‪ ,‬أن خاصموا‬
‫ممدا وقولوا له‪ :‬فما تذبح أنت بيدك بسكي فهو حلل‪ ,‬وما ذبح ال عز وجل بشمشي من ذهب‪,‬‬
‫يعنف اليتفة‪ ,‬فهفو حرام ؟ فنلت هذه الَيفة {وإن الشياطيف ليوحون إل أوليائهفم ليجادلوكفم وإن‬
‫أطعتموهفم إنكفم لشركون} أي وإن الشياطيف مفن فارس‪ ,‬ليوحون إل أوليائهفم مفن قريفش‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا ممد بن كثي‪ ,‬أخبنا إسرائيل‪ ,‬حدثنا ساك عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬ف‬
‫قوله {وإن الشياطي ليوحون إل أوليائهم} يقولون‪ :‬ما ذبح ال فل تأكلوه‪ ,‬وما ذبتم أنتم فكلوه‪,‬‬
‫فأنزل ال‪{ :‬ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه} ورواه ابن ماجه وابن أب حات‪ ,‬عن عمرو بن عبد‬
‫ال‪ ,‬عن وكيع‪ ,‬عن إسرائيل به‪ ,‬وهذا إسناد صحيح‪ ,‬ورواه ابن جرير‪ ,‬من طرق متعددة‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬وليس فيه ذكر اليهود‪ ,‬فهذا هو الحفوظ‪ ,‬لن الَية مكية‪ ,‬واليهود ل يبون اليتة‪ ,‬وقال ابن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا جرير‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس {ول تأكلوا ما‬

‫‪548‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل يذكر اسم ال عليه} إل قوله {ليجادلوكم} قال‪ :‬يوحي الشياطي إل أوليائهم تأكلون ما قتلتم‪,‬‬
‫ول تأكلوا م ا ق تل ال ؟ و ف ب عض ألفا ظه‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬أن الذي قتل تم ذ كر ا سم ال عل يه‪ ,‬وأن‬
‫الذي قفففففففد مات‪ ,‬ل يذكفففففففر اسفففففففم ال عليفففففففه‪.‬‬
‫وقال ابفن جريفج‪ :‬قال عمرو بفن دينار عفن عكرمفة أن مشركفي قريفش كاتبفو فارس على الروم‪,‬‬
‫وكاتبتهم فارس‪ ,‬فكتبت فارس إليهم‪ :‬إن ممدا وأصحابه يزعمون أنم يتبعون أمر ال‪ ,‬فما ذبح ال‬
‫بسكي من ذهب فل يأكلونه وما ذبوه هم يأكلونه‪ ,‬فكتب بذلك الشركون إل أصحاب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فوقع ف أنفس ناس من السلمي من ذلك شيء‪ ,‬فأنزل ال {وإنه لفسق‬
‫وإن الشياطيف ليوحون إل أوليائهفم ليجادلوكفم وإن أطعتموهفم إنكفم لشركون} ونزلت {يوحفي‬
‫بعضهفم إل بعفض زخرف القول غرورا} وقال السفدي‪ :‬فف تفسفي هذه الَيفة‪ :‬إن الشركيف قالوا‬
‫للمسفلمي‪ :‬كيفف تزعمون أنكفم تتبعون مرضاة ال‪ ,‬فمفا قتفل ال فل تأكلونفه‪ ,‬ومفا ذبتفم أنتفم‬
‫تأكلونفه ؟ فقال ال تعال‪{ :‬وإن أطعتموهفم} فأكلتفم اليتفة {إنكفم لشركون} وهكذا قاله ماهفد‪,‬‬
‫ففففففلف‪.‬‬ ‫ففففففن علماء السف‬ ‫ففففففد مف‬ ‫فففففف واحف‬ ‫والضحاك‪ ,‬وغيف‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن أطعتموهم إنكم لشركون} أي حيث عدلتم‪ ,‬عن أمر ال لكم وشرعه إل قول‬
‫غيه‪ ,‬فقدم تم عل يه غيه‪ ,‬فهذا هو الشرك‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬اتذوا أحبار هم ورهبان م أربابا من دون‬
‫ال} الَية‪ ,‬وقد روى الترمذي‪ :‬ف تفسيها عن عدي بن حات‪ ,‬أنه قال‪ :‬يا رسول ال ما عبدوهم‪,‬‬
‫فقال «بلى إنمف أحلوا لمف الرام وحرموا عليهفم اللل فاتبعوهفم فذلك عبادتمف إياهفم»‪.‬‬

‫س بِخَارِ ٍ‬
‫ج‬ ‫** َأ َو مَن كَانَ مَيْتا َفأَ ْحيَْينَا ُه وَ َجعَ ْلنَا لَ ُه نُورا يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ كَمَن ّمثَلُهُ فِي الظّلُمَاتِ َليْ َ‬
‫ّمنْهَففففا كَذَلِكففففَ ُزيّنففففَ لِ ْلكَافِرِينففففَ مَففففا كَانُوْا َيعْمَلُونففففَ‬
‫هذا مثل ضربه ال تعال للمؤمن الذي كان ميتا‪ ,‬أي ف الضللة هالكا حائرا‪ ,‬فأحياه ال أي أحيا‬
‫قل به باليان‪ ,‬وهداه له ووف قه لتباع ر سله‪{ ,‬وجعل نا له نورا ي شي به ف الناس} أي يهتدي ك يف‬
‫يسلك وكيف يتصرف به‪ ,‬والنور هو القرآن كما رواه العوف‪ ,‬وابن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬وقال‬
‫السفدي‪ ,‬السفلم‪ ,‬والكفل صفحيح {كمفن مثله فف الظلمات} أي الهالت‪ ,‬والهواء والضللت‬
‫التفرقة‪{ ,‬ليس بارج منها} أي ل يهتدي إل منفذ ول ملص ما هو فيه‪ ,‬وف مسند المام أحد عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «إن ال خلق خلقه ف ظلمة‪ ,‬ث رش عليهم من نوره‪ ,‬فمن‬

‫‪549‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أصفابه ذلك النور اهتدى‪ ,‬ومفن أخطأه ضفل» كمفا قال تعال‪{ :‬ال ول الذيفن آمنوا يرجهفم مفن‬
‫الظلمات إل النور والذيفن كفروا أولياؤهفم الطاغوت يرجونمف مفن النور إل الظلمات أولئك‬
‫أ صحاب النار هم في ها خالدون} وقال تعال‪{ :‬أف من ي شي مكبا على وج هه أهدى أم من ي شي‬
‫سويا على صراط م ستقيم} وقال تعال‪{ :‬م ثل الفريق ي كالع مى وال صم والب صي وال سميع هل‬
‫ي ستويان مثلً أفل تذكرون} وقال تعال‪{ :‬و ما ي ستوي الع مى والب صي ول الظلمات ول النور ول‬
‫ال ظل ول الرور و ما)ي ستوي الحياء ول الموات إن ال ي سمع من يشاء و ما أ نت ب سمع من ف‬
‫القبور * إن أنفت إل نذيفر}‪ ,‬والَيات فف هذا كثية‪ ,‬ووجفه الناسفبة فف ضرب الثليف ههنفا بالنور‬
‫والظلمات مفا تقدم فف أول السفورة {وجعفل الظلمات والنور}‪ ,‬وزعفم بعضهفم أن الراد بذا الثفل‬
‫رجلن معينان‪ ,‬فق يل ع مر بن الطاب‪ ,‬هو الذي كان ميتا فأحياه ال‪ ,‬وج عل له نورا ي شي به ف‬
‫الناس‪ ,‬وقيل عمار بن ياسر‪ ,‬وأما الذي ف الظلمات ليس بارج منها ابو جهل عمرو بن هشام لعنه‬
‫ففر‪.‬‬ ‫ففن وكافف‬ ‫ففل مؤمف‬ ‫ففا كف‬ ‫ففل فيهف‬ ‫ففة يدخف‬ ‫ففة عامف‬ ‫ففحيح أن الَيف‬‫ال‪ ,‬والصف‬
‫وقوله تعال‪{ :‬كذلك ز ين للكافر ين ما كانوا يعملون} أي ح سنا ل م ما كانوا ف يه من الهالة‬
‫والضللة‪ ,‬قدرا مفففن ال وحكمفففة بالغفففة ل إله إل هفففو وحده ل شريفففك له‪.‬‬

‫شعُرُونَ‬ ‫سهِ ْم َومَا يَ ْ‬


‫** وَكَذَلِكَ َجعَ ْلنَا فِي كُلّ َق ْرَيةٍ أَكَابِرَ مُجَ ِرمِيهَا ِليَ ْمكُرُواْ فِيهَا َومَا يَ ْمكُرُونَ إِ ّل ِبأَْنفُ ِ‬
‫جعَلُ رِ سَاَلتَهُ‬ ‫ث يَ ْ‬
‫* َوإِذَا جَآ َءْتهُ ْم آَيةٌ قَالُواْ لَن ّن ْؤمِ نَ َحّت َى ُنؤَْتىَ مِثْ َل مَآ أُوتِ يَ رُ سُلُ اللّ هِ اللّ هُ َأعْلَ مُ َحيْ ُ‬
‫ف َوعَذَابففٌ شَدِي ٌد بِمَففا كَانُواْ يَ ْمكُرُونففَ‬ ‫فغَا ٌر عِندَ اللّهف ِ‬ ‫فيُصِيبُ الّذِينففَ أَ ْج َرمُواْ صف َ‬ ‫سف َ‬
‫يقول تعال‪ ,‬وكما جعلنا ف قريتك يا ممد أكابر من الجرمي‪ ,‬ورؤوساء ودعاة إل الكفر‪ ,‬والصد‬
‫عن سبيل ال‪ ,‬وإل مالفتك وعداوتك‪ ,‬كذلك كانت الرسل من قبلك يبتلون بذلك‪ ,‬ث تكون لم‬
‫العاق بة‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وكذلك جعل نا ل كل نب عدوا من الجرم ي} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وإذا‬
‫أردنفا أن نلك قريفة أمرنفا مترفيهفا ففسفقوا فيهفا} الَيفة‪ ,‬قيفل معناه‪ :‬أمرناهفم بالطاعفة فخالفوا‪,‬‬
‫فدمرنا هم‪ ,‬ق يل‪ :‬أمرنا هم أمرا قدريا‪ ,‬ك ما قال هه نا {ليمكروا في ها} وقوله تعال‪{ :‬أكابر مرمي ها‬
‫ليمكروا فيها} قال ابن أب طلحة عن ابن عباس {أكابر مرميها ليمكروا فيها} قال‪ :‬سلطنا شرارهم‬
‫فعصففففففففوا فيهففففففففا‪ ,‬فإذا فعلوا ذلك أهلكناهففففففففم بالعذاب‪.‬‬

‫‪550‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ماهد وقتادة {أكابر مرميها} عظماؤها‪ ,‬قلت‪ :‬وهكذا قوله تعال‪{ :‬وما أرسلنا ف قرية من‬
‫نذير إل قال مترفوها إنا با أرسلتم به كافرون * وقالوا نن أكثر أموالً وأولدا وما نن بعذبي}‬
‫وقال تعال‪{ :‬وكذلك ما أرسلنا من قبلك ف قرية من نذير إل قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة‬
‫وإنا على آثارهم مقتدون} والراد بالكر ههنا دعاؤهم إل الضللة بزخرف من القال والفعال كقوله‬
‫تعال إخبارا عن قوم نوح {ومكروا مكرا كبارا} وقوله تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الظالون موقوفون عند‬
‫ربم يرجع بعضهم إل بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبوا لول أنتم لكنا مؤمني *‬
‫قال الذين استكبوا للذين استضعفوا أنن صددناكم عن الدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مرمي *‬
‫وقال الذ ين ا ستضعفوا للذ ين ا ستكبوا بل م كر الل يل والنهار إذ تأمرون نا أن نك فر با ل ون عل له‬
‫أندادا} الَية‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬قال‪ :‬كل مكر ف‬
‫القرآن فهو عمل‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وما يكرون إل بأنفسهم وما يشعرون} أي وما يعود وبال مكرهم‬
‫ذلك وإضلل م من أضلوه إل على أنف سهم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وليحملن أثقال م وأثقالً مع أثقال م}‬
‫وقال {ومن أوزار الذين يضلونم بغي علم أل ساء ما يزرون}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإذا جاءتم آية قالوا‬
‫لن نؤمن حت نؤتى مثل ما أوت رسل ال} أي إذا جاءتم آية وبرهان وحجة قاطعة‪ ,‬قالوا {لن نؤمن‬
‫ح ت نؤ تى م ثل ما أو ت ر سل ال} أي ح ت تأتي نا اللئ كة من ال بالر سالة‪ ,‬ك ما تأ ت إل الر سل‪,‬‬
‫كقوله جفل وعل {وقال الذيفن ل يرجون لقاءنفا لول أنزل علينفا اللئكفة أو نرى ربنفا} الَيفة‪.‬‬
‫وقوله {ال أعلم حيث يعل رسالته} أي هو أعلم حيث يضع رسالته ومن يصلح لا من خلقه‪,‬‬
‫كقوله تعال‪{ :‬وقالوا لول نزل هذا القرآن على رجفل مفن القريتيف عظيفم * أهفم يقسفمون رحتَف‬
‫ربفك} الَيفة‪ ,‬يعنون لول نزل هذا القرآن على رجفل عظيفم كفبي جليفل مبجفل فف أعينهفم {مفن‬
‫القريتي} أي من مكة والطائف‪ ,‬وذلك أنم قبحهم ال كانوا يزدرون بالرسول صلوات ال وسلمه‬
‫عليه بغيا وحسدا‪ ,‬وعنادا واستكبارا كقوله تعال مبا عنه‪{ :‬وإذا رآك الذين كفروا إِن يتخذونك‬
‫إِل هزوا‪ ,‬أهذا الذي بعفث ال رسفولً} وقال تعال‪{ :‬وإذا رأوك إن يتخذونفك إل هزوا أهذا الذي‬
‫يذكر آلتكم وهم بذكر الرحن هم كافرون} وقال تعال‪{ :‬ولقد استهزىء برسل من قبلك فحاق‬
‫بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون} هذا وهم معترفون بفضله وشرفه ونسبه‪ ,‬وطهارة بيته‬
‫ومرباه‪ ,‬ومنشئه صلى ال وملئكته والؤمنون عليه‪ ,‬حت إنم كانوا يسمونه بينهم قبل أن يوحى إليه‬
‫«المي» وقد اعترف بذلك رئيس الكفار أبو سفيان حي سأله هرقل ملك الروم‪ :‬وكيف نسبه فيكم‬

‫‪551‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫؟ قال‪ :‬هو فينا ذو نسب‪ ,‬قال هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال‪ :‬ل ف الديث‬
‫بطوله‪ ,‬الذي ا ستدل ملك الروم بطهارة صفاته عل يه ال سلم على صدق نبو ته و صحة ما جاء به‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن م صعب‪ ,‬حدث نا الوزا عي‪ ,‬عن شداد أ ب عمار‪ ,‬عن واثلة بن‬
‫ال سقع ر ضي ال ع نه‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «إِن ال ا صطفى من ولد إبراه يم‬
‫إِساعيل واصطفى من بن إِساعيل بن كنانة واصطفى من بن كنانة قريشا واصطفى من قريش بن‬
‫هاشم واصطفان من بن هاشم» انفرد بإخراجه مسلم‪ ,‬من حديث الوزاعي وهو عبد الرحن بن‬
‫عمرو إمام أهل الشام به نوه‪ ,‬وف صحيح البخاري عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم «بع ثت من خ ي قرون ب ن آدم قرنا فقرنا‪ ,‬ح ت بع ثت من القرن الذي ك نت‬
‫فيففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن يزيد بن أب زياد‪ ,‬عن عبد ال بن الارث بن‬
‫نوفل‪ ,‬عن الطلب بن أب وداعة‪ ,‬قال‪ :‬قال العباس‪ :‬بلغه صلى ال عليه وسلم بعض ما يقول الناس‪,‬‬
‫فصعد النب فقال «من أنا ؟» قالوا أنت رسول ال‪ ,‬فقال «أنا ممد بن عبد ال بن عبد الطلب‪ ,‬إِن‬
‫ال خلق اللق فجعلن ف خي خلقه‪ ,‬وجعلهم فريقي فجعلن ف خي فرقة‪ ,‬وخلق القبائل فجعلن ف‬
‫خي قبيلة‪ ,‬وجعلهم بيوتا فجعلن ف خيهم بيتا‪ ,‬فأنا خيكم بيتا وخيكم نفسا» صدق صلوات ال‬
‫وسلمه عليه‪ .‬وف الديث أيضا‪ ,‬الروي عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «قال ل جبيل قلبت الرض مشارقها ومغاربا فلم أجد رجلً أفضل من ممد‪ ,‬وقلبت‬
‫الرض مشارقهفا ومغارباف فلم أجفد بنف أب أفضفل مفن بنف هاشفم» رواه الاكفم والبيهقفي‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو بكر‪ ,‬حدثنا عاصم‪ ,‬عن زر بن حبيش‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬قال‪:‬‬
‫إن ال نظر ف قلوب العباد فوجد قلب ممد صلى ال عليه وسلم خي قلوب العباد‪ ,‬فاصطفاه لنفسه‬
‫فبعثه برسالته‪ ,‬ث نظر ف قلوب العباد بعد قلب ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فوجد قلوب أصحابه خي‬
‫قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه‪ ,‬يقاتلون على دينه‪ ,‬فما رآه السلمون حسنا فهو عند ال حسن‪ ,‬وما‬
‫رآه السلمون سيئا فهو عند ال سيء‪ .‬وقال أحد‪ :‬حدثنا شجاع بن الوليد‪ ,‬قال‪ :‬ذكر قابوس بن أب‬
‫ظبيان‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن سلمان‪ ,‬قال‪ :‬قال ل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « يا سلمان ل تبغض ن‬
‫فتفارق دي نك» قلت‪ :‬يا ر سول ال ك يف أبغ ضك و بك هدا نا ال ؟ قال «تب غض العرب فتبغض ن»‬
‫وذكر ا بن أ ب حات ف تفسي هذه الَية‪ ,‬ذكر عن ممد بن منصور الواز‪ ,‬حدثنا سفيان عن أب‬

‫‪552‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حسي قال‪ :‬أبصر رجل ابن عباس وهو داخل من باب السجد‪ ,‬فلما نظر إليه راعه فقال‪ :‬من هذا ؟‬
‫قالوا ابفن عباس ابفن عفم رسفول ل صفلى ال عليفه وسفلم فقال «ال أعلم حيفث يعفل رسفالته»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬سيصيب الذين أجرموا صغار ع ند ال وعذاب شديد} الَية‪ ,‬هذا وعيد شد يد من‬
‫ال‪ ,‬وتديد أكيد لن تكب عن اتباع رسله والنقياد لم فيما جاؤوا به‪ ,‬فإنه سيصيبه يوم القيامة بي‬
‫يدي ال صغار و هو الذلة الدائ مة‪ ,‬ل ا أن م ا ستكبوا فأعقب هم ذلك ذ ًل يوم القيا مة ل ا ا ستكبوا ف‬
‫الدنيا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬إن الذين يستكبون عن عبادت سيدخلون جهنم داخرين} أي صاغرين ذليلي‬
‫حقيين‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وعذاب شديد با كانوا يكرون} لا كان الكر غالبا إنا يكون خفيا‪ ,‬وهو‬
‫التل طف ف التح يل والدي عة‪ ,‬قوبلوا بالعذاب الشد يد من ال يوم القيا مة‪ ,‬جزاء وفاقا‪{ ,‬ول يظلم‬
‫ر بك أحدا} ك ما قال تعال‪{ :‬يوم تبلى ال سرائر} أي تظ هر ال ستترات والكنونات والضمائر‪ ,‬وجاء‬
‫ف الصحيحي عن ر سول ل صلى ال عليه وسلم‪ ,‬أنه قال «ين صب ل كل غادر لواء عند استه يوم‬
‫القيا مة‪ ,‬فيقال هذه غدرة فلن بن فلن بن فلن» والك مة ف هذا أ نه ل ا كان الغدر خفيا ل يطلع‬
‫عليفففه الناس‪ ,‬فيوم القيامفففة يصفففي علما منشورا على صفففاحبه باففف فعفففل‪.‬‬

‫ضيّقا حَرَجا َكَأنّمَا‬


‫صدْ َرهُ َ‬
‫جعَلْ َ‬
‫ل ِم َومَن يُ ِردْ أَن ُيضِلّهُ يَ ْ‬
‫** َفمَن ُيرِدِ اللّهُ أَن َيهْ ِديَهُ يَشْ َرحْ صَ ْد َرهُ ِللِسْ َ‬
‫جعَلُ اللّهففُ ال ّرجْسففَ عَلَى الّذِينففَ َل ُي ْؤمِنُونففَ‬ ‫ف يَ ْ‬
‫يَصففّعّدُ فِففي السففّمَآءِ كَذَلِكف َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم} أي ييسره له وينشطه ويسهله‪ ,‬لذلك‬
‫فهذه علمات على ال ي‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬أف من شرح ال صدره للسفلم ف هو على نور من ر به}‬
‫الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ول كن ال ح بب إلي كم اليان وزي نه ف قلوب كم وكره إلي كم الك فر والف سوق‬
‫والعصيان أولئك هم الراشدون} وقال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬ف قوله {فمن يرد ال أن يهديه‬
‫يشرح صدره للسلم} يقول تعال‪ :‬يوسع قلبه للتوحيد واليان به‪ ,‬وكذا قال أبو مالك وغي واحد‬
‫وهفففففففففففففففففففو ظاهفففففففففففففففففففر‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا الثوري عن عمرو بن قيس‪ ,‬عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن أب جعفر‪ ,‬قال‪ ,‬سئل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أي الؤمني أكيس ؟ قال «أكثرهم ذكرا للموت وأكثرهم لا بعده‬
‫استعدادا» قال‪ :‬وسئل النب صلى ال عليه وسلم عن هذه الَية {فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره‬
‫للسلم} قالوا‪ :‬كيف يشرح صدره يا رسول ال ؟ قال «نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح» قالوا‪:‬‬

‫‪553‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف هل لذلك من أمارة يعرف ب ا ؟ قال «النا بة إل دار اللود والتجا ف عن دار الغرور‪ ,‬وال ستعداد‬
‫للموت ق بل لقاء الوت» وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا هناد‪ ,‬حدث نا قبي صة عن سفيان يع ن الثوري‪ ,‬عن‬
‫عمرو بن مرة‪ ,‬عن رجل يكن أبا جعفر كان يسكن الدائن‪ ,‬قال‪ :‬سئل النب صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫عفن قول ال تعال‪{ :‬فمفن يرد ال أن يهديفه يشرح صفدره للسفلم} فذكفر نوف مفا تقدم‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا ابن إدريس‪ ,‬عن السن بن الفرات القزاز‪ ,‬عن‬
‫عمرو بن مرة‪ ,‬عن أ ب جع فر‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم {ف من يرد ال أن يهد يه‬
‫يشرح صدره للسلم} قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا دخل اليان القلب انفسح له القلب‬
‫وانشرح» قالوا‪ :‬يا رسول ال هل لذلك من أمارة ؟ قال «نعم النابة إل داراللود والتجاف عن دار‬
‫الغرور‪ ,‬والستعداد للموت قبل الوت» وقد رواه ابن جرير‪ :‬عن سوار بن عبد ال العنبي‪ ,‬حدثنا‬
‫العتمفر بفن سفليمان‪ ,‬سفعت أبف يدث عفن عبفد ال بفن مرة‪ ,‬عفن أبف جعففر فذكره‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد الحر‪ ,‬عن عمرو بن قيس‪ ,‬عن عمرو‬
‫بن مرة‪ ,‬عن عبد ال بن السوّر‪ ,‬قال‪ :‬تل رسول ال صلى ال عليه وسلم هذه الَية {فمن يرد ال أن‬
‫يهد يه يشرح صدره للسلم} قالوا‪ :‬يا رسول ال ما هذا الشرح ؟ قال «نور يقذف به ف القلب»‬
‫قالوا‪ :‬يا ر سول ال ف هل لذلك من أمارة تعرف ؟ قال «ن عم» قالوا‪ :‬و ما هي ؟ قال «النا بة إل دار‬
‫اللود والتجاففففف عففففن دار الغرور‪ ,‬والسففففتعداد للموت قبففففل الوت»‪.‬‬
‫وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثن هلل بن العلء‪ ,‬حدثنا سعيد بن عبد اللك بن واقد‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫سلمة‪ ,‬عن أب عبد الرحيم عن زيد بن أب أنيسة‪ ,‬عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن أب عبيدة بن عبد ال بن‬
‫م سعود‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال «إذا د خل النور القلب انف سح وانشرح» قالوا‪ :‬ف هل لذلك من عل مة‬
‫يعرف با ؟ قال «النابة إل دار اللود والتنحي عن دار الغرور‪ ,‬والستعداد للموت قبل لقاء الوت»‬
‫وقد رواه من وجه آخر عن ابن مسعود متصلً مرفوعا فقال‪ :‬حدثن ابن سنان القزاز‪ ,‬حدثنا مبوب‬
‫بن السن الاشي‪ ,‬عن يونس‪ ,‬عن عبد الرحن بن عبيد ال بن عتبة‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال {فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم} قالوا‪ :‬يا رسول‬
‫ال وكيف يشرح صدره ؟ قال «يدخل فيه النور فينفسح» قالوا‪ :‬وهل لذلك علمة يا رسول ال ؟‬
‫قال «التجا ف عن دار الغرور والنا بة إل دار اللود‪ ,‬وال ستعداد للموت ق بل أن ينل الوت» فهذه‬
‫طرق لذا الديفففث مرسفففلة ومتصفففلة‪ ,‬يشفففد بعضهفففا بعضا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪554‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومفن يرد أن يضله يعفل صفدره ضيقا حرجا} قرىء بفتفح الضاد وتسفكي الياء‪,‬‬
‫والكثرون ضيقا بتشد يد الياء وك سرها‪ ,‬وه ا لغتان كه ي وه ي‪ ,‬وقرأ بعض هم حرجا بف تح الاء‬
‫وك سر الراء ق يل بع ن آ ث‪ ,‬قاله ال سدي‪ ,‬وق يل‪ :‬بع ن القراءة الخرى حرجا بفتح الاء والراء‪ ,‬وهو‬
‫الذي ل يتسفع لشيفء مفن الدى‪ ,‬ول يلص إليفه شيفء مفا ينفعفه مفن اليان‪ ,‬ول ينففذ فيفه‪.‬‬
‫وقد سأل عمر بن الطاب رضي ال عنه رجلً من العراب من أهل البادية من مدل عن الرجة‪,‬‬
‫فقال‪ :‬هي الشجرة تكون بي الشجار‪ ,‬ل تصل إليها راعية ول وحشية ول شيء‪ ,‬فقال عمر رضي‬
‫ال عنه‪ :‬كذلك قلب النافق ل يصل إليه شيء من الي‪ .‬وقال العوف‪ :‬عن ابن عباس‪ ,‬يعل ال عليه‬
‫السلم ضيقا‪ ,‬والسلم واسع‪ ,‬وذلك حي يقول {ما جعل عليكم ف الدين من حرج} يقول‪ :‬ما‬
‫جعل عليكم ف السلم من ضيق‪ ,‬وقال ماهد والسدي‪ :‬ضيقا حرجا شاكا‪ ,‬وقال عطاء الراسان‪:‬‬
‫ضيقا حرجا أي ل يس للخ ي ف يه من فذ‪ ,‬وقال ا بن البارك عن ا بن جر يج‪ :‬ضيقا حرجا بل إله إل ال‬
‫حت ل يستطيع أن تدخل قلبه‪{ ,‬كأنا يصعد ف السماء} من شدة ذلك عليه‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪:‬‬
‫يعفل صفدره ضيقا حرجا‪ ,‬قال‪ :‬ل يدف فيفه مسفلكا إل صفعدا‪ .‬وقال السفدي {كأناف يصفعد فف‬
‫السففففففففماء} مففففففففن ضيففففففففق صففففففففدره‪.‬‬
‫وقال عطاء الرا سان {كأن ا ي صعد ف ال سماء} يقول مثله كم ثل الذي ل ي ستطيع أن ي صعد إل‬
‫السماء‪ ,‬وقال الكم بن أبان‪ :‬عن عكرمة عن ابن عباس {كأنا يصعد ف السماء} يقول‪ :‬فكما ل‬
‫يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء‪ ,‬فكذلك ل يستطيع أن يدخل التوحيد واليان قلبه‪ ,‬حت يدخله ال‬
‫ف قلبه‪ ,‬وقال الوزاعي {كأنا يصعد ف السماء} كيف يستطيع من جعل ال صدره ضيقا أن يكون‬
‫مسفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففلما‪.‬‬
‫وقال المام أبو جعفر بن جرير‪ :‬وهذا مثل ضربه ال لقلب هذا الكافر ف شدة ضيقه عن وصول‬
‫اليان إليه‪ ,‬يقول‪ :‬فمثله ف امتناعه من قبول اليان وضيقه عن وصوله إليه‪ ,‬مثل امتناعه عن الصعود‬
‫إل السماء وعجزه عنه‪ ,‬لنه ليس ف وسعه وطاقته‪ ,‬وقال‪ :‬ف قوله {كذلك يعل ال الرجس على‬
‫الذيفن ل يؤمنون} يقول‪ :‬كمفا يعفل ال صفدر مفن أراد إضلله ضيقا حرجا‪ ,‬كذلك يسفلط ال‬
‫الشيطان عليه وعلى أمثاله‪ ,‬م ن أ ب اليان بال ورسوله فيغويه وي صده عن سبيل ال‪ ,‬وقال ابن أ ب‬
‫طلحة عن ابن عباس‪ :‬الرجس الشيطان‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬الرجس‪ :‬كل مال خي فيه‪ ,‬وقال عبد الرحن‬
‫بففففففن زيففففففد بففففففن أسففففففلم‪ :‬الرجففففففس العذاب‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫لمِ عِندَ َرّبهِ ْم َو ُهوَ‬


‫سَ‬‫سَتقِيما قَدْ فَصّ ْلنَا ا َليَاتِ ِل َقوْمٍ يَذّكّرُونَ * َلهُمْ دَا ُر ال ّ‬
‫** َوهَـذَا صِرَاطُ َربّكَ مُ ْ‬
‫ففففففففففا كَانُوْا َيعْمَلُونفففففففففففَ‬ ‫ف بِمَف‬ ‫وَِليّهُمفففففففففف ْ‬
‫لا ذكر تعال طريق الضالي عن سبيله الصادين عنها‪ ,‬نبه على شرف ما أرسل به رسوله من الدى‬
‫ود ين ال ق‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وهذا صراط ر بك م ستقيما} من صوب على الال‪ ,‬أي هذا الد ين الذي‬
‫شرعناه لك يا ممد با أوحينا إليك هذا القرآن هو صراط ال الستقيم‪ ,‬كما تقدم ف حديث الارث‬
‫عن علي ف ن عت القرآن‪ :‬هو صراط ال ال ستقيم وح بل ال الت ي و هو الذ كر الك يم‪ ,‬رواه أح د‬
‫والترمذي بطوله‪ { ,‬قد ف صلنا الَيات} أي وضحنا ها وبينا ها وف سرناها {لقوم يذكرون} أي ل ن له‬
‫فهم ووعي يعقل عن ال ورسوله {لم دار السلم} وهي النة {عند ربم} أي يوم القيامة‪ ,‬وإنا‬
‫وصف ال النة ههنا بدار السلم‪ ,‬لسلمتهم فيما سلكوه من الصراط الستقيم القتفي أثر النبياء‬
‫وطرائق هم‪ ,‬فك ما سلموا من آفات العوجاج أفضوا إل دار ال سلم {و هو ولي هم} أي حافظ هم‬
‫ونا صرهم ومؤيد هم {ب ا كانوا يعملون} أي جزاء على أعمال م ال صالة‪ ,‬تول هم وأثاب م ال نة ب نه‬
‫وكرمفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬

‫س وَقَالَ َأوِْليَآؤُهُم مّ َن ا ِلنْ سِ َربّنَا‬‫ش ُرهُ مْ َجمِيعا يَا َمعْشَ َر الْجِ نّ قَ ِد ا سَْت ْكثَ ْرتُ ْم مّ َن ا ِلنْ ِ‬ ‫** َوَيوْ َم يِحْ ُ‬
‫ض َوبََل ْغنَآ أَ َجَلنَا الّذِ يَ أَجّلْ تَ َلنَا قَا َل النّارُ مَْثوَاكُ مْ خَالِدِي نَ فِيهَآ إِلّ مَا شَآءَ اللّ هُ إِ نّ‬
‫ا سْتَ ْمتَ َع َب ْعضُنَا ِبَبعْ ٍ‬
‫ف عَليمففففففففففففٌ‬ ‫َربّكففففففففففففَ َحكِيمففففففففففف ٌ‬
‫يقول تعال واذ كر يا م مد في ما تق صه علي هم وتنذر هم به {ويوم يشر هم جيعا} يع ن ال ن‬
‫وأولياءهم من النس الذين كانوا يعبدونم ف الدنيا‪ ,‬ويعوذون بم ويطيعونم‪ ,‬ويوحي بعضهم إل‬
‫بعض زخرف القول غرورا‪{ ,‬يا معشر الن قد استكثرت من النس} أي ث يقول‪ :‬يا معشر الن‪,‬‬
‫وسفياق الكلم يدل على الحذوف‪ ,‬ومعنف قوله {قفد اسفتكثرت مفن النفس} أي مفن إغوائهفم‪,‬‬
‫وإضللم‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬أل أعهد إليكم يا بن آدم أن ل تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبي * وأن‬
‫اعبدون هذا صراط مستقيم * ولقد أضل منكم جبلً كثيا أفلم تكونوا تعقلون} وقال علي بن أب‬
‫طلحة عن ابن عباس {يا معشر الن قد استكثرت من النس} يعن أضللتم منهم كثيا‪ ,‬وكذا قال‬

‫‪556‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ماهد والسن وقتادة‪{ ,‬وقال أولياؤهم من النس ربنا استمتع بعضنا ببعض} يعن أن أولياء الن من‬
‫النففففففففس قالوا‪ :‬ميففففففففبي ل تعال عففففففففن ذلك بذا‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو الشهب هوذة بن خليفة‪ ,‬حدثنا عوف عن السن ف هذه‬
‫الَية‪ ,‬قال استكثرت من أهل النار يوم القيامة‪ ,‬فقال أولياؤهم من النس‪ :‬ربنا استمتع بعضناببعض‪,‬‬
‫قال ال سن و ما كان ا ستمتاع بعض هم بب عض‪ ,‬إل أن ال ن أمرت وعملت ال نس‪ ,‬وقال م مد بن‬
‫كعففب ففف قوله {ربنففا اسففتمتع بعضنففا ببعففض} قال الصففحابة‪ :‬ففف الدنيففا‪.‬‬
‫وقال ابفن جريفج‪ :‬كان الرجفل فف الاهليفة ينل الرض فيقول‪ :‬أعوذ بكفبي هذا الوادي‪ ,‬فذلك‬
‫استمتاعهم فاعتذروا به يوم القيامة‪ ,‬وأما استمتاع الن بالنس فإنه كان فيما ذكر‪ ,‬ما ينال الن من‬
‫النس من تعظيمهم إياهم ف استعانتهم بم‪ ,‬فيقولون‪ :‬قد سدنا النس والن {وبلغنا أجلنا الذي‬
‫أجلت لنفا} قال السفدي‪ :‬يعنف الوت‪{ ,‬قال النار مثواكفم} أي مأواكفم ومنلكفم أنتفم وإياهفم‬
‫وأولياؤ كم‪{ ,‬خالد ين في ها} أي ماكث ي في ها مكثا ملدا إل ما شاء ال‪ ,‬قال بعض هم‪ :‬ير جع مع ن‬
‫ال ستثناء إل البزخ‪ ,‬وقال بعض هم‪ :‬هذا رد إل مدة الدن يا‪ ,‬وق يل غ ي ذلك من القوال ال ت سيأت‬
‫تقريرها‪ ,‬عند قوله تعال ف سورة هود‪{ ,‬خالدين فيها ما دامت السموات والرض إل ما شاء ربك‬
‫إن ربك فعال لا يريد} وقد روى ابن جرير وابن أب حات ف تفسيه هذه الَية‪ ,‬من طريق عبد ال‬
‫بن صال كاتب الليث‪ ,‬حدثن معاوية بن صال‪ ,‬عن علي بن أب حات بن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس‪,‬‬
‫قال {النار مثواكم خالدين فيها إل ما شاء ال إن ربك حكيم عليم} قال‪ :‬إن هذه الَية آية ل ينبغي‬
‫لحفففد أن يكفففم على ال فففف خلقفففه ول ينلمففف جنفففة ول نارا‪.‬‬

‫فبُونَ‬
‫ف ُنوَلّي َبعْضففَ الظّالِمِيَفف َبعْضا بِمَففا كَانُواْ يَكْسف ِ‬
‫** وَكَذَلِكف َ‬
‫قال سعيد عن قتادة ف تفسيها‪ :‬إنا يول ال الناس بأعمالم‪ ,‬فالؤمن ولّ الؤمن أين كان وحيث‬
‫كان‪ ,‬والكا فر ولّ الكا فر أين ما كان وحيث ما كان‪ ,‬ول يس اليان بالتم ن ول بالتحلي واختاره ا بن‬
‫جر ير‪ ,‬وقال مع مر عن قتادة ف تف سي الَ ية‪ :‬يول ال ب عض الظال ي بعضا ف النار‪ ,‬يت بع بعض هم‬
‫بعضا‪ .‬وقال مالك بن دينار‪ :‬قرأت ف الزبور‪ ,‬إن أنتقم من النافقي بالنافقي‪ ,‬ث أنتقم من النافقي‬
‫جيعا‪ ,‬وذلك ف كتاب ال قول ال تعال‪{ :‬وكذلك نول ب عض الظال ي بعضا} وقال ع بد الرح ن‬
‫بن زيد بن أسلم‪ :‬ف قوله {وكذلك نول بعض الظالي بعضا} قال‪ :‬ظالي الن وظالي النس‪ ,‬وقرأ‬

‫‪557‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ومن يعش عن ذكر الرحن نقيض له شيطانا فهو له قرين} قال‪ :‬ونسلط ظلمة الن على ظلمة‬
‫النس‪ ,‬وقد روى الافظ ابن عساكر ف ترجة عبد الباقي بن أحد‪ ,‬من طريق سعيد بن عبد البار‬
‫الكرابيسي‪ ,‬عن حاد بن سلمة‪ ,‬عن عاصم‪ ,‬عن ذر‪ ,‬عن ابن مسعود‪ ,‬مرفوعا «من أعان ظالا سلطه‬
‫فففففض الشعراء‪:‬‬ ‫فففففب‪ ,‬وقال بعف‬ ‫فففففث غريف‬ ‫فففففه» وهذا حديف‬ ‫ال عليف‬
‫ففففيبلى بظال‬ ‫ففففد ال فوقهاول ظال إل سف‬ ‫ففففد إل يف‬ ‫ففففن يف‬ ‫ففففا مف‬ ‫ومف‬
‫ومعن الَية الكرية‪ ,‬كما ولينا هؤلء الاسرين من النس تلك الطائفة الت أغوتم من الن‪ ,‬كذلك‬
‫نفعل بالظالي نسلط بعضهم على بعض ونلك بعضهم ببعض وننتقم من بعضهم ببعض‪ ,‬جزاء على‬
‫ظلمهففففففففففففففففففم وبغيهففففففففففففففففففم‪.‬‬

‫** يَا َمعْشَ َر الْجِ ّن وَا ِلنْسِ أَلَ ْم َي ْأتِكُمْ رُسُ ٌل ّمنْكُ ْم َيقُصّو َن عََليْكُ ْم آيَاتِي َويُنذِرُوَنكُمْ ِلقَآءَ َي ْو ِمكُمْ هَـذَا‬
‫ف‬‫ف كَانُواْ كَاِفرِين َ‬‫فهِمْ َأّنهُم ْ‬
‫حيَاةُ ال ّدنْيَفا َو َشهِدُواْ عََلىَ َأْنفُس ِ‬
‫ف الْ َ‬
‫فنَا َوغَ ّرْتهُم ُ‬ ‫قَالُواْ َشهِدْنَفا عََلىَ َأْنفُس ِ‬
‫وهذا أيضا م ا يقرع ال به كافري ال ن وال نس يوم القيا مة‪ ,‬ح يث ي سألم و هو أعلم هل بلغت هم‬
‫الر سل ر سالته ؟ وهذا ا ستفهام تقر ير { يا مع شر ال ن وال نس أل يأت كم ر سل من كم} أي من‬
‫جلتكم‪ ,‬والرسل من النس فقط وليس من الن رسل‪ ,‬كما قد نص على ذلك ماهد وابن جريج‬
‫وغ ي وا حد من الئ مة من ال سلف واللف‪ ,‬وقال ا بن عباس‪ :‬الر سل من ب ن آدم و من ال ن نذر‪.‬‬
‫وحكى ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم‪ :‬أنه زعم أن ف الن رسلً واحتج بذه الَية الكرية‪ ,‬وفيه‬
‫ن ظر‪ ,‬لن ا متملة ولي ست ب صرية‪ ,‬و هي ف وال أعلم ف كقوله {مرج البحر ين يلتقيان * بينه ما‬
‫برزخ ل يبغيان * فبأي آلء ربكمفا تكذبان} إل أن قال {يرج منهمفا اللؤلؤ والرجان} ومعلوم أن‬
‫اللؤلؤ والرجان إنا يستخرجان من اللح ل من اللو‪ ,‬وهذا واضح ول المد‪ ,‬وقد ذكر هذا الواب‬
‫بعينه ابن جرير‪ ,‬والدليل على أن الرسل إنا هم من النس‪ ,‬قوله تعال‪{ :‬إنا أوحينا إليك كما أوحينا‬
‫إل نوح والنبيي من بعده ف إل قوله ف رسلً مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس على ال حجة بعد‬
‫الرسففففففففففففففففففففففففففففففففففففففل}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ :‬عن إبراهيم {وجعلنا ف ذريته النبوة والكتاب} فحصر النبوة والكتاب بعد إبراهيم ف‬
‫ذريته‪ ,‬ول يقل أحد من الناس‪ :‬إن النبوة كانت ف الن قبل إبراهيم الليل‪ ,‬ث انقطعت عنهم ببعثته‪,‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬ومفا أرسفلنا قبلك مفن الرسفلي إل إنمف ليأكلون الطعام ويشون فف السفواق} وقال‬

‫‪558‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وما أرسلنا من قبلك إل رجا ًل نوحي إليهم من أهل القرى} ومعلوم أن الن تبع للنس ف هذا‬
‫الباب‪ ,‬ولذا قال تعال إخبارا عنهم {وإذ صرفنا إليك نفرا من الن يستمعون القرآن فلما حضروه‬
‫قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إل قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سعنا كتابا أنزل من بعد موسى‬
‫مصدقا لا بي يديه يهدي إل الق وإل طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي ال وآمنوا به يغفر لكم‬
‫من ذنوبكم ويركم من عذاب أليم * ومن ل يب داعي ال فليس بعجز ف الرض وليس له من‬
‫دونه أولياء‪ ,‬أولئك ف ضلل مبي} و قد جاء ف الديث الذي رواه الترمذي وغيه‪ :‬أن ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم تل علي هم سورة الرح ن وفي ها قوله تعال‪ { :‬سنفرغ ل كم أي ها الثقلن * فبأي‬
‫آلء ربكمفففففففففففففففففففففففففففففففففا تكذبان}‪.‬‬
‫وقال تعال ف هذه الَية الكرية {يا معشر الن والنس أل يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آيات‬
‫وينذرون كم لقاء يوم كم هذا قالوا شهد نا على أنف سنا} أي أقرر نا أن الر سل قد بلغو نا ر سالتك‬
‫وأنذرونا لقاءك‪ ,‬وأن هذا اليوم كائن ل مالة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وغرتم الياة الدنيا} أي وقد فرطوا ف‬
‫حياتم الدنيا‪ ,‬وهلكوا بتكذيبهم الرسل ومالفتهم للمعجزات‪ ,‬لا اغتروا به من زخرف الياة الدنيا‬
‫وزينتها وشهواتا‪{ ,‬وشهدوا على أنفسهم} أي يوم القيامة {أنم كانوا كافرين} أي ف الدنيا‪ ,‬با‬
‫جاءتمفففف بففففه الرسففففل صففففلوات ال وسففففلمه عليهففففم‪.‬‬

‫ت مّمّا عَ ِملُواْ َومَا َربّ َ‬


‫ك‬ ‫ك الْقُرَىَ بِظُلْ ٍم َوأَهُْلهَا غَافِلُونَ * وَِلكُلّ َدرَجَا ٌ‬
‫ك ُمهْلِ َ‬
‫** ذَلِكَ أَن لّ ْم َيكُنْ ّربّ َ‬
‫ِبغَافِلٍ عَمّفففففففففففففففففا َيعْمَلُونفففففففففففففففففَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ذلك أن ل يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون} أي إنا أعذرنا إل الثقلي‬
‫بإرسال الرسل وإنزال الكتب‪ ,‬لئل يؤاخذ أحد بظلمه وهو ل تبلغه دعوة‪ ,‬ولكن أعذرنا إل المم‪,‬‬
‫و ما عذن با أحدا إل ب عد إر سال الر سل إلي هم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإن من قر ية إل خل في ها نذ ير}‬
‫وقال تعال‪{ :‬ول قد بعث نا ف كل أ مة ر سولً أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت} كقوله {و ما ك نا‬
‫معذبي حت نبعث رسولً} وقال تعال‪{ :‬كلما ألقي فيها فوج سألم خزنتها أل يأتكم نذير ؟ قالوا‬
‫فففف هذا كثية‪.‬‬ ‫ففففا} والَيات فف‬ ‫ففففر فكذبنف‬ ‫ففففا نذيف‬ ‫ففففد جاءنف‬ ‫بلى قف‬
‫قال المام أبو جعفر بن جرير‪ :‬ويت مل قوله تعال‪{ :‬بظلم} وجه ي (أحدها) {ذلك} من أجل‬
‫{أن ل ي كن ر بك مهلك القرى بظلم} أهل ها بالشرك ونوه و هم غافلون‪ ,‬ويقول‪ :‬إن ل ي كن‬

‫‪559‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعاجل هم بالعقو بة ح ت يب عث إلي هم ر سو ًل ينبه هم على ح جج ال علي هم‪ ,‬ينذر هم عذاب ال يوم‬
‫معادهم‪ ,‬ول يكن بالذي يؤاخذهم غفلة‪ ,‬فيقولوا‪ :‬ما جاءنا من بشي ول نذير (والوجه الثان) {ذلك‬
‫أن ل ي كن ر بك مهلك القرى بظلم} يقول‪ :‬ل ي كن ر بك‪ .‬ليهلك هم دون الت نبيه والتذك ي بالر سل‬
‫والَيات وال عب فيظلم هم بذلك‪ ,‬وال غ ي ظلم ل عبيده‪ ,‬ث شرع ير جح الو جه الول‪ ,‬ول شك أ نه‬
‫أقوى‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫قال‪ :‬وقوله تعال‪{ :‬ول كل درجات م ا عملوا} أي ول كل عا مل ف طا عة ال أو مع صيته مرا تب‬
‫ومنازل من عمله‪ ,‬يبل غه ال إيا ها ويثي به ب ا‪ ,‬إن خيا فخ ي وإن شرا فشرٌ‪( ,‬قلت) ويت مل أن يعود‬
‫قوله {ول كل درجات م ا عملوا} أي من كافري ال ن وال نس‪ ,‬أي ول كل در جة ف النار ب سبه‪,‬‬
‫كقوله {قال لكل ضعف} وقوله {الذين كفروا وصدوا عن سبيل ال زدناهم عذابا فوق العذاب با‬
‫كانوا يفسدون} {وما ربك بغافل عما يعملون} قال ابن جرير‪ :‬أي وكل ذلك من عملهم يا ممد‬
‫بعلم مفن ربفك‪ ,‬يصفيها ويثبتهفا لمف عنده‪ ,‬ليجازيهفم عليهفا عنفد لقائهفم إياه ومعادهفم إليفه‪.‬‬

‫شأَكُ ْم مّن ذُ ّرّي ِة‬


‫ف مِن َبعْدِكُ ْم مّا يَشَآءُ كَمَآ أَن َ‬ ‫خلِ ْ‬‫شأْ يُ ْذ ِهْبكُ ْم َويَ سْتَ ْ‬
‫ك اْل َغنِ يّ ذُو الرّ ْح َمةِ إِن يَ َ‬
‫** وَ َربّ َ‬
‫َقوْ مٍ آ َخرِي نَ * إِ نّ مَا تُوعَدُو نَ لَ تٍ َومَآ أَنتُم بِ ُمعْجِزِي نَ * ُق ْل يَاَقوْ مِ اعْ َملُوْا عََل َى َمكَاَنِتكُ مْ ِإنّي عَامِلٌ‬
‫ف عَاِقَبةُ الدّارِ ِإنّهففُ َل ُيفْلِحففُ الظّالِمُونففَ‬ ‫ف َتعْلَمُونففَ مَففن َتكُونففُ لَهف ُ‬ ‫فوْ َ‬ ‫فَسف َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وربك} يا ممد {الغن} أي عن جيع خلقه من جيع الوجوه‪ ,‬وهم الفقراء إليه ف‬
‫جيع أحوال م‪{ ,‬ذو الرحة} أي وهو مع ذلك رحيم ب م‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬إن ال بالناس لرؤوف‬
‫رحيم} {إن يشأ يذهبكم} أي إذا خالفتم أمره {ويستخلف من بعدكم ما يشاء} أي قوما آخرين‪,‬‬
‫أي يعملون بطاع ته {ك ما أنشأ كم من ذر ية قوم آخر ين} أي هو قادر على ذلك سهل عل يه ي سي‬
‫لديفه‪ ,‬كمفا أذهفب القرون الول وأتفى بالذي بعدهفا كذلك هفو قادر على إذهاب هؤلء والتيان‬
‫بآخر ين‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬إن ي شأ يذهب كم أي ها الناس ويأت بآخر ين وكان ال على ذلك قديرا}‬
‫وقال تعال‪ { :‬يا أي ها الناس أن تم الفقراء إل ال وال هو الغ ن الم يد * إن ي شأ يذهب كم ويأت بلق‬
‫جديففففففففففد ومففففففففففا ذلك على ال بعزيففففففففففز}‪.‬‬
‫قال تعال‪{ :‬وال الغ ن وأن تم الفقراء وإن تتولوا ي ستبدل قوما غي كم ث ل يكونوا أمثال كم} وقال‬
‫ممد بن إسحاق‪ ,‬عن يعقوب بن عتبه قال‪ :‬سعت أبان بن عثمان يقول ف هذه الَية {كما أنشأكم‬

‫‪560‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من ذر ية قوم آخر ين} الذر ية ال صل والذر ية الن سل‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬إن ا توعدون لَت و ما أن تم‬
‫بعجزيفن} أي أخفبهم يفا ممفد‪ ,‬أن الذي يوعدون بفه مفن أمفر العاد كائن ل مالة‪{ ,‬ومفا أنتفم‬
‫بعجزين} أي ول تعجزون ال‪ ,‬بل هو قادر على إعادتكم وإن صرت ترابا رفاتا وعظاما‪ ,‬هو قادر ل‬
‫يعجزه شيء‪ ,‬وقال ابن أب حات ف تفسيها‪ :‬حدثن أب‪ ,‬حدثنا ممد بن الصفى‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫حي عن أب بكر بن أب مري عن عطاء بن أب رباح عن أب سعيد الدري رضي ال عنه عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬يا ب ن آدم إن كنتم تعقلون فعدوا أنفسكم من الوتى والذي نفسي‬
‫بيده إنافففففف توعدون لَت ومففففففا أنتففففففم بعجزيففففففن»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إن عامل فسوف تعلمون} هذا تديد شديد ووعيد‬
‫أكيد أي استمروا على طريقتكم وناحيتكم إن كنتم تظنون أنكم على هدى فأنا مستمر على طريقت‬
‫ومنهجي كقوله {وقل للذين ل يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون} قال‬
‫علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {على مكانت كم} ناحيت كم {ف سوف تعلمون من تكون له عاق بة‬
‫الدار إ نه ل يفلح الظالون} أي أتكون ل أو ل كم و قد أن ز ال موعده لر سوله صلوات ال عل يه أي‬
‫فإنه تعال مكنه ف البلد وحكمه ف نواصي مالفيه من العباد وفتح له مكة وأظهره على من كذبه من‬
‫قو مه وعاداه وناوأه وا ستقر أمره على سائر جزيرة العرب وكذلك الي من والبحر ين و كل ذلك ف‬
‫حياته ث فتحت المصار والقاليم والرساتيق بعد وفاته ف أيام خلفائه رضي ال عنهم أجعي‪ ,‬كما‬
‫قال ال تعال‪{ :‬كتب ال لغلب أنا ورسلي إن ال قوي عزيز} وقال {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا‬
‫ف الياة الدن يا ويوم يقوم الشهاد يوم ل ين فع الظال ي معذرت م ول م اللع نة ول م سوء الدار} وقال‬
‫فالون}‪.‬‬ ‫فا عبادي الصف‬
‫فر أن الرض يرثهف‬ ‫فد الذكف‬ ‫فن بعف‬ ‫فا فف الزبور مف‬ ‫فد كتبنف‬‫تعال‪{ :‬ولقف‬
‫وقال تعال إخبارا عن رسله {فأوحى إليهم ربم لنهلكن الظالي ولنسكننكم الرض من بعدهم‬
‫ذلك ل ن خاف مقا مي وخاف وع يد} وقال تعال‪{ :‬و عد ال الذ ين آمنوا من كم وعملوا ال صالات‬
‫ليستخلفنهم ف الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم وليبدلنهم‬
‫من بعد خوفهم أمنا يعبدونن ل يشركون ب شيئا}‪ ,‬الَية وقد فعل ال ذلك بذه المة الحمدية وله‬
‫المفففففففففففففد والنفففففففففففففة أو ًل وآخرا وظاهرا وباطنا‪.‬‬

‫‪561‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث وَالْنعَا مِ نَ صِيبا َفقَالُوْا هَـذَا للّ ِه بِ َزعْ ِمهِ ْم َوهَـذَا لِشُرَكَآِئنَا فَمَا‬
‫** وَ َج َعلُواْ للّ ِه مِمّا َذ َرأَ مِ َن الْحَرْ ِ‬
‫ُونف‬
‫حكُم َ‬ ‫ِمف سفَآءَ مَا يَ ْ‬
‫َصفلُ إَِل َى شُرَكَآِئه ْ‬ ‫ّهف َف ُه َو ي ِ‬
‫َانف لل ِ‬
‫ّهف وَمَا ك َ‬ ‫َصفلُ إَِلىَ الل ِ‬
‫لي ِ‬ ‫ِمف َف َ‬
‫َانفلِشُرَكَآِئه ْ‬ ‫ك َ‬
‫هذا ذم وتوبيفخ مفن ال للمشركيف الذيفن ابتدعوا بدعا وكفرا وشركا‪ ,‬وجعلوا ل شركاء وجزءا‬
‫من خل قه وهو خالق كل شيء سبحانه وتعال‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وجعلوا ل م ا ذرأ} أي م ا خلق‬
‫وبرأ {مفن الرث} أي مفن الزرع والثمار {والنعام نصفيبا} أي جزءا وقسفما {فقالوا هذا ل‬
‫بزعم هم وهذا لشركائ نا} وقوله {ف ما كان لشركائ هم فل ي صل إل ال و ما كان ل ف هو ي صل إل‬
‫شركائهم}‪ ).‬قال علي بن أب طلحة والعوف‪ ,‬عن ابن عباس أنه قال‪ :‬ف تفسي هذه الَية إن أعداء‬
‫ال كانوا إذا حرثوا حرثا أو كا نت ل م ثرة‪ ,‬جعلوا ل م نه جزءا وللو ثن جزءا‪ ,‬ف ما كان من حرث‬
‫أو ثرة أو شيء من نصيب الوثان‪ ,‬حفظوه وأحصوه وإن سقط منه شيء فيما سي للصمد‪ ,‬ردوه‬
‫إل ما جعلوه للو ثن‪ ,‬وإن سبقهم الاء الذي جعلوه للو ثن ف سقى شيئا جعلوه ل جعلوا ذلك للو ثن‪,‬‬
‫وإن سقط ش يء من الرث والث مر الذي جعلوه ل فاختلط بالذي جعلوه للو ثن قالوا هذا فق ي‪ ,‬ول‬
‫يردوه إل ما جعلوه ل‪ ,‬وإن سبقهم الاء الذي جعلوه ل فسقى ما سي للوثن تركوه للوثن‪ ,‬وكانوا‬
‫يرمون من أموالم البحية والسائبة والوصيلة والام فيجعلونه للوثان‪ ,‬ويزعمون أنم يرمونه قربة‬
‫ل‪ ,‬فقال ال تعال‪{ :‬وجعلوا ل م ا ذرأ من الرث والنعام ن صيبا} الَ ية‪ ,‬وهكذا قال ما هد وقتادة‬
‫والسدي وغي واحد‪ ,‬وقال ع بد الرحن بن زيد بن أسلم ف الَية‪ :‬كل شيء يعلونه ل من ذبح‬
‫يذبو نه ل يأكلو نه أبدا ح ت يذكروا م عه أ ساء الَل ة و ما كان للَل ة ل يذكروا ا سم ال م عه‪ ,‬وقرأ‬
‫الَية حت بلغ {ساء ما يكمون} أي ساء ما يقسمون‪ ,‬فإنم أخطأوا أولً ف القسم‪ ,‬لن ال تعال‬
‫هو رب كل شيء ومليكه وخالقه‪ ,‬وله اللك وكل شيء له وف تصرفه وتت قدرته ومشيئته‪ ,‬ل إله‬
‫غيه ول رب سواه‪ ,‬ث لا قسموا فيما زعموا القسمة الفاسدة ل يفظوها بل جاروا فيها‪ ,‬كقوله جل‬
‫وعل‪{ :‬ويعلون ل البنات سبحانه ول م ما يشتهون} وقال تعال‪{ :‬وجعلوا له من عباده جزءا إن‬
‫النسفان لكفور مفبي} وقال تعال‪{ :‬ألكفم الذكفر وله النثفى} وقوله {تلك إذا قسفمة ضيزى}‪.‬‬

‫** وَكَذَلِ كَ َزيّ نَ ِلكَثِ ٍي مّ َن الْمُشْرِكِيَ َقتْلَ َأوْلَ ِدهِ ْم ُشرَكَآؤُهُ مْ ِليُ ْردُوهُ ْم وَِليَ ْلبِ سُوْا عََلْيهِ مْ دِيَنهُ ْم وََلوْ‬
‫ففففا َي ْفتَرُونفففففَ‬ ‫ف وَمَف‬ ‫ففففا َف َعلُوهفففففُ فَ َذ ْرهُمفففف ْ‬ ‫شَآءَ اللّهفففففُ مَف‬

‫‪562‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪ :‬وك ما زي نت الشياط ي لؤلء أن يعلوا ل م ا ذرأ من الرث والنعام ن صيبا‪ ,‬كذلك‬
‫زينوا ل م ق تل أولد هم خش ية الملق ووأد البنات خش ية العار‪ ,‬قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن‬
‫عباس‪ :‬وكذلك ز ين لكث ي من الشرك ي ق تل أولد هم‪ ,‬شركاؤ هم‪ ,‬زينوا ل م ق تل أولد هم‪ ,‬وقال‬
‫ماهد‪ :‬شركاؤهم شياطينهم يأمرونم أن يئدوا أولدهم خشية العيلة‪ ,‬وقال السدي‪ :‬أمرتم الشياطي‬
‫أن يقتلوا البنات إما ليدوهم فيهلكوهم‪ ,‬وإما ليلبسوا عليهم دينهم‪ ,‬أي فيخلطوا عليهم دينهم ونو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم وقتادة‪ :‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه‬
‫مسودا وهو كظيم‪ .‬يتوارى من القوم من سوء ما بشر به} الَية‪ ,‬وكقوله {وإذا الوؤودة سئلت بأي‬
‫ذنب قتلت} وقد كانوا أيضا يقتلون الولد من الملق وهو الفقر أو خشية الملق أن يصل لم‬
‫ف تلف الال و قد نا هم عن ق تل أولد هم لذلك وإن ا كان هذا كله من تزي ي الشياط ي وشرع هم‬
‫ذلك‪ ,‬قوله تعال‪{ :‬ولو شاء ال ما فعلوه} أي كل هذا وا قع بشيئ ته تعال وإراد ته واختياره لذلك‬
‫كونا وله الكمة التامة ف ذلك فل يسأل عما يفعل وهم يسألون {فذرهم وما يفترون} أي فدعهم‬
‫فففم‪.‬‬ ‫فففك وبينهف‬ ‫فففيحكم ال بينف‬ ‫فففه فسف‬ ‫فففم فيف‬ ‫فففا هف‬ ‫فففم ومف‬ ‫واجتنبهف‬

‫** وَقَالُوْا هَـ ِذهِ َأْنعَامٌ َوحَرْثٌ ِحجْرٌ ّل يَ ْطعَ ُمهَآ إِ ّل مَن نّشَآءُ ِب َزعْ ِمهِ ْم َوَأْنعَامٌ ُح ّرمَتْ ُظهُو ُرهَا َوَأْنعَامٌ‬
‫جزِيهِم بِمَففا كَانُواْ َي ْفتَرُونففَ‬ ‫فيَ ْ‬‫ف عََليْهَففا ا ْفتِرَآءً عََليْهففِ سف َ‬ ‫ف اسففْمَ اللّهف ِ‬ ‫ّل يَذْكُرُونف َ‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬ال جر الرام م ا حرموا من الو صيلة وتر ي ما حرموا‪,‬‬
‫وكذلك قال ما هد والضحاك وال سدي وقتادة وع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم وغيه ا وقال قتادة‬
‫{وقالوا هذه أنعام وحرث حجر} تري كان عليهم من الشياطي ف أموالم وتغليظ وتشديد ول‬
‫ي كن من ال تعال‪ ,‬وقال ا بن ز يد بن أ سلم {ح جر} إن ا احتجرو ها لَلت هم‪ ,‬وقال ال سدي {ل‬
‫يطعمها إل من نشاء بزعمهم} يقولون حرام أن يطعم إل من شئنا وهذه الَية الكرية كقوله تعال‪:‬‬
‫{ قل أرأي تم ما أنزل ال ل كم من رزق فجعل تم م نه حراما وحللً قل آل أذن ل كم أم على ال‬
‫تفترون} وكقوله تعال‪ { :‬ما ج عل ال من بية ول سائبة ول و صيلة ول حام ول كن الذ ين كفروا‬
‫يفترون على ال الكذب وأكثر هم ل يعقلون} وقال ال سدي أ ما النعام ال ت حر مت ظهور ها ف هي‬

‫‪563‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البحية وال سائبة والو صيلة والام‪ ,‬وأ ما النعام ال ت ل يذكرون ا سم ال علي ها ل إذا ولدو ها ول إن‬
‫نروهفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففا‪.‬‬
‫وقال أ بو ب كر بن عياش عن عا صم بن أ ب النجود‪ :‬قال ل أ بو وائل أتدري ما ف قوله {وأنعام‬
‫حرمت ظهورها وأنعام ل يذكرون اسم ال عليها} قلت ل‪ ,‬قال هي البحية كانوا ل يجون عليها‪,‬‬
‫وقال ماهد كان من إبلهم طائفة ل يذكرون اسم ال عليها ول ف شيء من شأنا ل إن ركبوا ول‬
‫إن حلبوا ول إن حلوا ول إن نتجوا ول إن عملوا شيئا {افتراء عليفه} أي على ال وكذبا منهفم فف‬
‫إ سنادهم ذلك إل د ين ال وشر عه فإ نه ل يأذن ل م ف ذلك ول رض يه من هم { سيجزيهم ب ا كانوا‬
‫يفترون} أي عليففففففففففه ويسففففففففففندون إليففففففففففه‪.‬‬

‫صةٌ لّذُكُو ِرنَا َومُحَرّ مٌ عََلىَ أَ ْزوَا ِجنَا َوإِن َيكُن ّمْيَتةً َفهُ مْ فِي هِ‬
‫** وَقَالُوْا مَا فِي بُطُو ِن هَـ ِذهِ الْنعَا مِ خَالِ َ‬
‫ف عَلِيمفففففٌ‬ ‫ف َفهُمْ ِإنّهفففففُ ِحكِيمفففف ٌ‬ ‫جزِيهِ ْم وَصفففف ْ‬ ‫فيَ ْ‬
‫شُرَكَآءُ سفففف َ‬
‫قال أبو إسحاق السبيعي عن عبد ال بن أب الذيل عن ابن عباس {وقالوا ما ف بطون هذه النعام‬
‫خالصة لذكورنا} الَية قال اللب‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس {وقالوا ما ف بطون هذه النعام خالصة‬
‫لذكورنا} فهو اللب كانوا يرمونه على إناثهم ويشربه ذكرانم وكانت الشاة إذا ولدت ذكرا ذبوه‬
‫وكان للرجال دون النساء وإن كانت أنثى تركت فلم تذبح وإن كانت ميتة فهم فيه شركاء فنهى‬
‫ال عفففففففففففففففن ذلك وكذا قال السفففففففففففففففدي‪.‬‬
‫وقال الشعب البحية ل يأكل من لبنها إل الرجال وإن مات منها شيء أكله الرجال والنساء وكذا‬
‫فففلم‪.‬‬ ‫فففن أسف‬ ‫فففد بف‬ ‫فففن زيف‬ ‫ففف بف‬ ‫فففد الرحنف‬ ‫فففة وقتادة وعبف‬ ‫قال عكرمف‬
‫وقال ماهد ف قوله {وقالوا ما ف بطون هذه النعام خالصة لذكورنا ومرم على أزواجنا} قال هي‬
‫السائبة والبحية‪ .‬وقال أبو العالية وماهد وقتادة ف قول ال‪{ :‬سيجزيهم وصفهم} أي قولم الكذب‬
‫ف ذلك يعن كقوله تعال‪{ :‬ول تقولوا لا تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على‬
‫ال الكذب إن الذ ين يفترون على ال الكذب ل يفلحون متاع} الَ ية‪{ ,‬إ نه حك يم} أي ف أفعاله‬
‫وأقواله وشرعفه وقدره {عليفم} بأعمال عباده مفن خيف وشفر وسفيجزيهم عليهفا أتف الزاء‪.‬‬

‫‪564‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ضلّواْ َومَا‬
‫** َقدْ خَسِ َر الّذِينَ َقَتُلوَاْ َأوْلَ َدهُمْ َسفَها ِب َغيْ ِر عِلْ ٍم وَ َح ّرمُوْا مَا رَزََقهُمُ اللّ ُه ا ْفتِرَآ ًء عَلَى اللّهِ قَدْ َ‬
‫كَانُوْا ُم ْهتَدِينففففففففففففففففففففففففففففففففففففَ‬
‫يقول تعال قد خ سر الذ ين فعلوا هذه الفاع يل ف الدنيا والَخرة‪ ,‬أ ما ف الدن يا فخسروا أولدهم‬
‫بقتلهم‪ ,‬وضيقوا عليهم ف أموالم فحرموا أشياء ابتدعوها من تلقاء أنفسهم‪ ,‬وأما ف الَخرة فيصيون‬
‫إل أسفوأ النازل بكذبمف على ال وافترائهفم‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬إن الذيفن يفترون على ال الكذب ل‬
‫يفلحون * متاع ف الدنيا ث إلينا مرجعهم ث نذيقهم العذاب الشديد با كانوا يكفرون} وقال الافظ‬
‫أبو بكر بن مردويه ف تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ممد بن أيوب‪,‬‬
‫حدثنا عبد الرحن بن البارك‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن أب بشر عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬إذا سرك أن تعلم جهل العرب‪ ,‬فاقرأ ما فوق الثلثي والائة من سورة النعام {قد‬
‫خسر الذين قتلوا أولدهم سفها بغي علم وحرموا ما رزقهم ال افتراء على ال قد ضلوا وما كانوا‬
‫مهتدين} وهكذا رواه البخاري منفردا ف كتاب مناقب قريش من صحيحه‪ ,‬عن أب النعمان ممد‬
‫بن الفضل عارم‪ ,‬عن أب عوانة واسه الوضاح بن عبد ال اليشكري‪ ,‬عن أب بشر واسه جعفر بن أب‬
‫وحشيفففففففففففة‪ ,‬بفففففففففففن إياس بفففففففففففه‪.‬‬

‫ختَلِفا أُكُلُ ُه وَال ّزْيتُونَ وَال ّرمّا َن‬


‫ع ُم ْ‬‫ت وَالنّخْ َل وَالزّرْ َ‬
‫ت َو َغيْ َر َمعْرُوشَا ٍ‬ ‫ت ّمعْرُوشَا ٍ‬
‫شأَ َجنّا ٍ‬
‫** َو ُه َو الّذِيَ أَن َ‬
‫ِبف‬
‫ّهف َل يُح ّ‬ ‫ُسفرُِف َواْ ِإن ُ‬
‫ْمف حَصفَا ِد ِه وَ َل ت ْ‬ ‫ّهف َيو َ‬
‫ِهف إِذَآ َأثْ َم َر وَآتُواْ َحق ُ‬
‫ِهف كُلُوْا مِن ثَمَر ِ‬
‫ُمتَشَابِها َوغَيْ َر ُمتَشَاب ٍ‬
‫شيْطَا نِ ِإنّ هُ َلكُ مْ‬‫سرِفِيَ * َومِ َن الْنعَا مِ َحمُوَلةً وَفَرْشا كُلُواْ ِممّا َرزََقكُ مُ اللّ ُه وَلَ َتّتِبعُواْ خُ ُطوَا تِ ال ّ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫عَ ُدوّ مّبِيٌففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‬
‫يقول تعال مفبينا أنفه الالق لكفل شيفء مفن الزروع والثمار والنعام التف تصفرف فيهفا هؤلء‬
‫الشركون بآرائهم الفاسدة‪ ,‬وقسموها وجزؤوها فجعلوا منها حراما وحللً‪ ,‬فقال {وهو الذي أنشأ‬
‫جنات معروشات وغي معروشات} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬معروشات مسموكات‪,‬‬
‫وف رواية فالعروشات ما عرش الناس‪ ,‬وغي معروشات ما خرج ف الب والبال من الثمرات‪ ,‬وقال‬
‫عطاء الراسفان عفن ابفن عباس‪ :‬معروشات مفا عرش مفن الكرم وغيف معروشات مفا ل يعرش مفن‬
‫الكرم‪ ,‬وكذا قال السدي‪ ,‬وقال ابن جريج متشابا وغي متشابه‪ ,‬قال‪ :‬متشابا ف النظر وغي متشابه‬
‫ف الطعم‪ ,‬وقال ممد بن كعب {كلوا من ثره إذا أثر} قال‪ :‬من رطبه وعنبه‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وآتوا‬

‫‪565‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ح قه يوم ح صاده} قال ا بن جر ير‪ :‬قال بعض هم هي الزكاة الفرو ضة‪ ,‬حدث نا عمرو‪ ,‬حدث نا ع بد‬
‫ال صمد‪ ,‬حدث نا يز يد بن در هم‪ ,‬قال‪ :‬سعت أ نس بن مالك يقول {وآتوا ح قه يوم ح صاده} قال‪:‬‬
‫الزكاة الفروضفففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {وآتوا حقه يوم حصاده} يعن الزكاة الفروضة يوم يكال‬
‫ويعلم كيله‪ ,‬وكذا قال سعيد بن ال سيب‪ ,‬وقال العو ف عن ا بن عباس {وآتوا ح قه يوم ح صاده}‬
‫وذلك أن الرجفل كان إذا زرع‪ ,‬فكان يوم حصفاده ل يرج ماف حصفد شيئا فقال ال تعال‪{ :‬وآتوا‬
‫حقه يوم حصاده} وذلك أن يعلم ما كيله وحقه من كل عشرة واحد‪ ,‬وما يلقط الناس من سنبله‪,‬‬
‫و قد روى المام أح د وأ بو داود ف سننه من حد يث م مد بن إ سحاق‪ :‬حدث ن م مد بن ي ي بن‬
‫حبان‪ ,‬عن عمه واسع بن حبان‪ ,‬عن جابر بن عبد ال‪ ,‬أن النب صلى ال عليه وسلم أمر من كل جاذّ‬
‫عشرة أو سق من الت مر بق نو يعلق ف ال سجد للم ساكي‪ ,‬وهذا إ سناد ج يد قوي‪ ,‬وقال طاوس وأ بو‬
‫الشعثاء وقتادة وال سن والضحاك وا بن جر يج‪ :‬هي الزكاة‪ ,‬وقال ال سن الب صري‪ :‬هي ال صدقة من‬
‫ال ب والثمار‪ ,‬وكذا قال ز يد بن أ سلم‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬و هو حق آ خر سوى الزكاة‪ ,‬وقال أش عث‪:‬‬
‫عن ممد بن سيين ونافع عن ابن عمر ف قوله {وآتوا حقه يوم حصاده} قال‪ :‬كانوا يعطون شيئا‬
‫سوى الزكاة رواه ا بن مردو يه وروى ع بد ال بن البارك وغيه عن ع بد اللك بن أ ب سليمان عن‬
‫عطاء بن أب رباح ف قوله {وآتوا حقه يوم حصاده} قال‪ :‬يعطي من حضره يومئذ ما تيسر‪ ,‬وليس‬
‫بالزكاة‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬إذا حضرك الساكي طرحت لم منه‪ ,‬وقال عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن‬
‫أ ب ن يح عن ماهد {وآتوا ح قه يوم حصاده} قال‪ :‬عند الزرع يع طي القب ضة وعند ال صرام يع طي‬
‫القبضة‪ ,‬ويتركهم فيتبعون آثار الصرام‪ ,‬وقال الثوري‪ :‬عن حاد عن إبراهيم النخعي قال‪ :‬يعطي مثل‬
‫الضغث‪ ,‬وقال ابن البارك عن شريك عن سال عن سعيد بن جبي {وآتوا حقه يوم حصاده} قال‪:‬‬
‫كان هذا قبل الزكاة‪ ,‬للمساكي القبضة والضغث لعلف دابته‪ ,‬وف حديث ابن ليعة‪ :‬عن دراج عن‬
‫أ ب الي ثم عن سعيد مرفوعا‪{ ,‬وآتوا ح قه يوم ح صاده} قال { ما سقط من ال سنبل} رواه ا بن‬
‫مردويه‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬هذا شيء كان واجبا ث نسخه ال بالعشر أو نصف العشر‪ ,‬حكاه ابن جرير‬
‫عن ابن عباس وممد بن النفية وإبراهيم النخعي والسن والسدي وعطية العوف وغيهم‪ ,‬واختاره‬
‫ا بن جر ير رح ه ال‪ ,‬قلت‪ :‬و ف ت سمية هذا ن سخا ن ظر‪ ,‬ل نه قد كان شيئا واجبا ف ال صل ث إ نه‬
‫ف صل بيا نه وب ي مقدار الخرج وكمي ته‪ ,‬قالوا‪ :‬وكان هذا ف ال سنة الثان ية من الجرة‪ ,‬فا ل أعلم‪.‬‬

‫‪566‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد ذم ال سبحانه الذين يصرمون ول يتصدقون كما ذكر عن أصحاب النة ف سورة «ن» {إذ‬
‫أق سموا لي صرمنها م صبحي ول ي ستثنون * فطاف علي ها طائف من ر بك و هم نائمون * فأ صبحت‬
‫كالصفري} أي كالليفل الدلمف سفوداء مترقفة {فتنادوا مصفبحي * أن غدوا على حرثكفم إن كنتفم‬
‫صارمي * فانطلقوا و هم يتخافتون * أن ل يدخلن ها اليوم علي كم م سكي * وغدوا على حرد} أي‬
‫قوة وجلد وهة {قادرين * فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نن مرومون * قال أوسطهم أل أقل لكم‬
‫لول تسبحون * قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالي * فأقبل بعضهم على بعض يتلومون * قالوا يا ويلنا‬
‫إنا كنا طاغي * عسى ربنا أن يبدلنا خيا منها إنا إل ربنا راغبون * كذلك العذاب ولعذاب الَخرة‬
‫أكففففففففففففففففففففففففففففففففب لو كانوا يعلمون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول تسفرفوا إنفه ل يبف السفرفي} قيفل معناه ل تسفرفوا فف العطاء فتعطوا فوق‬
‫العروف‪ ,‬وقال أبفو العاليفة‪ :‬كانوا يعطون يوم الصفاد شيئا ثف تباروا فيفه وأسفرفوا‪ ,‬فأنزل ال {ول‬
‫تسرفوا} وقال ابن جريج‪ :‬نزلت ف ثابت بن قيس بن شاس‪ ,‬جذ نلً له فقال‪ :‬ل يأتين اليوم أحد‬
‫إل أطعمته فأطعم حت أمسى وليست له ثرة‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬ول تسرفوا إنه ل يب السرفي}‬
‫رواه ا بن جر ير ع نه‪ ,‬وقال ا بن جر يج عن عطاء‪ :‬نوا عن ال سرف ف كل ش يء‪ ,‬وقال إياس بن‬
‫معاو ية‪ :‬ما جاوزت به أمفر ال ف هو سفرف‪ ,‬وقال السفدي ف قوله {ول تسفرفوا} قال‪ :‬ل تعطوا‬
‫أموالكم فتقعدوا فقراء‪ ,‬وقال سعيد بن السيب وممد بن كعب ف قوله {ول تسرفوا} قال‪ :‬ل تنعوا‬
‫الصدقة فتعصوا ربكم‪ ,‬ث اختار ابن جرير قول عطاء‪ ,‬أنه ني عن السراف ف كل شيء ول شك أنه‬
‫صحيح‪ ,‬لكن الظاهر وال أعلم من سياق الَية‪ ,‬حيث قال تعال‪{ :‬كلوا من ثره إذا أثر وآتوا حقه‬
‫يوم ح صاده ول ت سرفوا} أن يكون عائدا على ال كل‪ ,‬أي ل ت سرفوا ف ال كل ل ا ف يه من مضرة‬
‫فففففة‪.‬‬ ‫فففففرفوا} الَيف‬ ‫فففففل والبدن‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬كلوا واشربوا ول تسف‬ ‫العقف‬
‫وف صحيح البخاري تعليقا «كلوا واشربوا والبسوا من غي إسراف ول ميلة» وهذا من هذا‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ ,‬وقوله عز وجل {ومن النعام حولة وفرشا} أي وأنشأ لكم من النعام ما هو حولة وما هو‬
‫فرش‪ ,‬ق يل الراد بالمولة ما ي مل عل يه من ال بل‪ ,‬والفرش ال صغار من ها‪ ,‬ك ما قال الثوري عن أ ب‬
‫إسحاق عن أب الحوص عن عبد ال ف قوله‪ :‬حولة ما حل عليه من البل وفرشا الصغار من البل‪,‬‬
‫رواه الا كم وقال صحيح ال سناد ول يرجاه‪ ,‬وقال ابن عباس‪ :‬المولة هي الكبار والفرش الصغار‬
‫من البل‪ ,‬وكذا قال ماهد‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {ومن النعام حولة وفرشا} أما‬

‫‪567‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫المولة فالبل واليل والبغال والمي وكل شيء يمل عليه‪ ,‬وأما الفرش فالغنم‪ ,‬واختاره ابن جرير‬
‫قال‪ :‬وأحسبه إنا سي فرشا لدنوه من الرض‪ ,‬وقال الربيع بن أنس والسن والضحاك وقتادة وغيه‪:‬‬
‫المولة البفل والبقفر والفرش الغنفم‪ ,‬وقال السفدي‪ :‬أمفا المولة فالبفل وأمفا الفرش فالفصفلن‬
‫والعجاجيل والغنم‪ ,‬وما حل عليه فهو حولة‪ ,‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬المولة ما تركبون‬
‫والفرش ما تأكلون وتلبون‪ ,‬شاة ل ت مل تأكلون لم ها وتتخذون من صوفها لافا وفرشا‪ ,‬وهذا‬
‫الذي قاله عبد الرحن‪ :‬ف تفسي هذه الَية الكرية حسن يشهد له قوله تعال‪{ :‬أو ل يروا أنا خلقنا‬
‫لم ما عملت أيدينا أنعاما فهم لا مالكون * وذللناها لم فمنها ركوبم ومنها يأكلون} وقال تعال‪:‬‬
‫{وإن لكم ف النعام لعبة نسقيكم ما ف بطونه من بي فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربي} إل‬
‫أن قال {ومفففن أصفففوافها وأوبارهفففا وأشعارهفففا أثاثا ومتاعا إل حيففف}‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬ال الذي ج عل ل كم النعام لتركبوا من ها ومن ها تأكلون * ول كم في ها منا فع ولتبلغوا‬
‫عليها حاجة ف صدوركم وعليها وعلى الفلك تملون * ويريكم آياته فأي آيات ال تنكرون} وقوله‬
‫تعال‪{ :‬كلوا م ا رزق كم ال} أي من الثمار والزروع والنعام فكل ها خلق ها ال وجعل ها رزقا ل كم‬
‫{ول تتبعوا خطوات الشيطان} أي طريقه وأوامره كما اتبعها الشركون الذين حرموا ما رزقهم ال‪,‬‬
‫أي من الثمار والزروع افتراء على ال‪{ ,‬إنه لكم} أي أن الشيطان أيها الناس لكم {عدو مبي} أي‬
‫بي ظاهر العداوة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن الشيطان لكم عدو فاتذوه عدوا إنا يدعو حزبه ليكونوا من‬
‫أ صحاب ال سعي} وقال تعال‪ { :‬يا ب ن آدم ل يفتنن كم الشيطان ك ما أخرج أبوي كم من ال نة ينع‬
‫عنهما لباسهما لييهما سوآتما} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬أفتتخذونه وذريته أولياء من دون وهم لكم‬
‫عدو بئس للظاليفففففف بدلً} والَيات ففففففف هذا كثية ففففففف القرآن‪.‬‬

‫ت عََليْ هِ‬
‫ضأْ نِ اْثنَيْ ِن َومِ َن الْ َمعْ ِز اْثنَيْ نِ قُلْ ءَآلذّكَ َريْ نِ َحرّ مَ أَ مِ الُنَثَييْ نِ َأمّا ا ْشتَمَلَ ْ‬
‫ج مّ َن ال ّ‬
‫** ثَمَاِنَيةَ أَ ْزوَا ٍ‬
‫أَرْحَامُ الُنثََييْنِ َنّبئُونِي ِبعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِِقيَ * َومِ َن الِبْ ِل اْثنَيْنِ َومِ َن اْلبَقَ ِر اْثَنيْنِ قُلْ ءَآلذّ َك َريْنِ حَ ّرمَ َأمِ‬
‫الُْنَثيَيْنِ َأمّا اشْتَ َمَلتْ عََليْهِ أَرْحَا ُم ا ُلنَْثَييْنِ َأمْ كُنتُ ْم ُشهَدَآءَ إِ ْذ وَصّاكُمُ اللّ ُه ِبهَـذَا فَ َمنْ أَظَْل ُم مِمّ ِن ا ْفتَرَىَ‬
‫عَلَى اللّهففِ َكذِبا ِلُيضِ ّل النّاسففَ ِب َغيْ ِر عِلْمففٍ إِنففّ اللّهففَ لَ َيهْدِي الْ َقوْمففَ الظّاِلمِيَفف‬
‫ف كانوا حرموا مفن النعام وجعلوهفا أجزاء وأنواعا بية‬ ‫هذا بيان لهفل العرب قبفل السفلم‪ ,‬فيم ا‬
‫وسائبة ووصيلة وحاما‪ ,‬وغي ذلك من النواع الت ابتدعوها ف النعام والزروع والثمار‪ ,‬فبي تعال‬

‫‪568‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ نه أن شأ جنات معروشات وغ ي معروشات‪ ,‬وأ نه أن شأ من النعام حولة وفرشا‪ ,‬ث ب ي أ صناف‬
‫النعام إل غنم وهو بياض وهو الضأن‪ ,‬وسواد وهو العز ذكره وأنثاه‪ ,‬وإل إبل ذكورها وإناثها وبقر‬
‫كذلك وأنه تعال ل يرم شيئا من ذلك ول شيئا من أولدها‪ ,‬بل كلها ملوقة لبن آدم أكلً وركوبا‬
‫وحولة وحلبا وغ ي ذلك من وجوه النا فع‪ ,‬ك ما قال {وأنزل ل كم من النعام ثان ية أزواج} الَ ية‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أمفا اشتملت عليفه أرحام النثييف} رد عليهفم فف قولمف {مفا فف بطون هذه النعام‬
‫خالصفة لذكورنفا ومرم على أزواجنفا} الَيفة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬نبئونف بعلم إن كنتفم صفادقي} أي‬
‫أخبون عن يقي‪ ,‬كيف حرم ال عليكم ما زعمتم تريه من البحية والسائبة والوصيلة والام ونو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬قوله {ثانية أزواج من الضأن اثني ومن العز اثني} فهذه أربعة أزواج‬
‫{قل آلذكرين حرم أم النثيي} يقول ل أحرم شيئا من ذلك {أما اشتملت عليه أرحام النثيي}‬
‫يع ن هل يشت مل الر حم إل على ذ كر أو أن ثى‪ ,‬فلم ترمون بعضا وتلون بعضا ؟ {نبئو ن بعلم إن‬
‫كنتم صادقي} يقول تعال كله حلل وقوله تعال‪{ :‬أم كنتم شهداء إذ وصاكم ال بذا} تكم بم‬
‫في ما ابتدعوه وافتروه على ال من تر ي ما حرموه من ذلك {ف من أظلم م ن افترى على ال كذبا‬
‫ليضل الناس بغي علم} أي ل أحد أظلم منهم {إن ال ل يهدي القوم الظالي} وأول من دخل ف‬
‫هذه الَية عمرو بن لي بن قمعة‪ ,‬لنه أول من غي دين النبياء وأول من سيب السوائب ووصل‬
‫الوصفففيلة وحىففف الامفففي‪ ,‬كمفففا ثبفففت ذلك فففف الصفففحيح‪.‬‬

‫سفُوحا َأوْ لَحْ َم‬‫** قُل لّ أَجِدُ فِي مَآ ُأوْحِيَ إِلَيّ ُمحَرّما عََل َى طَاعِ ٍم يَ ْطعَمُهُ إِلّ أَن َيكُو َن َمْيَتةً َأوْ دَما مّ ْ‬
‫ك غَفُورٌ ّرحِي مٌ‬
‫غ وَ َل عَادٍ فَإِ نّ َربّ َ‬ ‫خِنِيرٍ فَِإنّ هُ ِرجْ سٌ َأوْ فِ سْقا ُأهِلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِ هِ َفمَ ِن اضْطُرّ غَيْ َر بَا ٍ‬
‫يقول تعال آمرا عبده ورسوله ممدا صلى ال عليه وسلم { قل} يا ممد لؤلء الذ ين حرموا ما‬
‫رزق هم ال افتراء على ال‪{ ,‬ل أ جد في ما أو حي إلّ مرما على طا عم يطع مه} أي آ كل يأكله ق يل‬
‫معناه ل أجد شيئا ما حرمتم حراما سوى هذه‪ ,‬وقيل معناه ل أجد من اليوانات شيئا حراما سوى‬
‫هذه‪ ,‬فعلى هذا يكون ما ورد من التحريات ب عد هذا ف سورة الائدة و ف الحاد يث الواردة رافعا‬
‫لفهوم هذه الَية‪ ,‬ومن الناس من يسمي هذا نسخا والكثرون من التأخرين ل يسمونه نسخا لنه‬
‫من باب رفع مباح الصل وال أعلم‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس {أو دما مسفوحا} يعن الهراق‪.‬‬

‫‪569‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عكرمة ف قوله {أو دما مسفوحا} لول هذه الَية لتتبع الناس ما ف العروق كما تتبعه اليهود‪,‬‬
‫وقال حاد عن عمران بن حدير قال‪ :‬سألت أبا ملز عن الدم‪ ,‬وما يتلطخ من الذبيح من الرأس وعن‬
‫القدر يرى في ها المرة ؟ فقال‪ :‬إن ا ن ى ال عن الدم ال سفوح‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬حرم من الدماء ما كان‬
‫مسفوحا‪ ,‬فأما اللحم خالطه الدم فل بأس به‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا الثن‪ ,‬حدثنا حجاج بن منهال‪,‬‬
‫حدث نا حاد عن ي ي بن سعيد‪ ,‬عن القا سم عن عائ شة ر ضي ال عن ها‪ ,‬أن ا كا نت ل ترى بلحوم‬
‫السفباع بأسفا‪ ,‬والمرة والدم يكونان على القدر بأسفا ‪ ,‬وقرأت هذه الَيفة‪ ,‬صفحيح غريفب‪.‬‬
‫وقال الميدي‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬حدث نا عمرو بن دينار‪ ,‬قال‪ :‬قلت لابر بن ع بد ال‪ :‬إن م يزعمون‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن لوم المر الهلية زمن خيب‪ ,‬فقال قد كان يقول ذلك‬
‫الكم بن عمرو عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ولكن أب ذلك الب‪ ,‬يعن ابن عباس وقرأ {قل‬
‫ل أجد فيما أوحي إلّ مرما على طاعم يطعمه} الَية‪ ,‬وكذا رواه البخاري عن علي بن الدين عن‬
‫سفيان به‪ ,‬وأخرجه أبو داود من حديث ابن جريج عن عمرو بن دينار‪ ,‬ورواه الاكم ف مستدركه‬
‫مفففففع أنفففففه فففففف صفففففحيح البخاري كمفففففا رأيفففففت‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن مردويه والاكم ف مستدركه‪ :‬حدثنا ممد بن علي بن دحيم‪ ,‬حدثنا أحد بن‬
‫حازم‪ ,‬حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكي‪ ,‬حدثنا ممد بن شريك عن عمرو بن دينار عن أب الشعثاء‬
‫عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان أ هل الاهل ية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا‪ ,‬فب عث ال نبيه وأنزل‬
‫كتابه وأحل حلله وحرم حرامه‪ ,‬فما أحل فهو حلل وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو‪,‬‬
‫وقرأ هذه الَية {قل ل أجد فيما أوحي إلّ مرما على طاعم يطعمه} الَية‪ ,‬وهذا لفظ ابن مردويه‪,‬‬
‫ورواه أبو داود منفردا به‪ ,‬عن ممد بن داود بن صبيح عن أب نعيم به‪ ,‬وقال الاكم‪ :‬هذا حديث‬
‫صحيح السناد ول يرجاه‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة عن ساك بن حرب عن‬
‫عكر مة عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬ما تت شاة ل سودة ب نت زم عة فقالت‪ :‬يا ر سول ال ما تت فل نة تع ن‬
‫الشاة‪ ,‬قال «فلم ل أخذت مسكها ؟» قالت نأخذ مسك شاة قد ماتت ؟ فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «إنا قال ال {قل ل أجد فيما أوحي إلّ مرما على طاعم يطعمه إل أن يكون ميتة أو‬
‫دما مسفوحا أو لم خنير} وإنكم ل تطعمونه أن تدبغوه فتنتفعوا به» فأرسلت فسلخت مسكها‬
‫فدبغته فاتذت منه قربة حت ترقت عندها‪ ,‬رواه أحد ورواه البخاري والنسائي‪ ,‬من حديث الشعب‬
‫عففن عكرمففة عففن ابففن عباس عففن سففودة بنففت زمعففة بذلك أو نوه‪.‬‬

‫‪570‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال سعيد بن منصور‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن ممد عن عيسى بن نيلة الفزاري عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬كنت‬
‫عند ابن عمر فسأله رجل عن أكل القنفذ فقرأ عليه {قل ل أجد فيما أوحي إلّ مرما على طاعم‬
‫يطع مه} الَ ية‪ ,‬فقال ش يخ عنده‪ :‬سعت أ با هريرة يقول ذ كر ع ند ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‬
‫«خبيثة من البائث» فقال ابن عمر‪ :‬إن كان النب صلى ال عليه وسلم قاله فهو كما قال‪ ,‬ورواه أبو‬
‫داود عففففن أبفففف ثور عففففن سففففعيد بففففن منصففففور بففففه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ف من اض طر غ ي باغ ول عاد} أي ف من اض طر إل أ كل ش يء م ا حرم ال ف هذه‬
‫الَية الكرية‪ ,‬وهو غي متلبس ببغي ول عدوان {فإن ربك غفور رحيم} أي غفور له رحيم به‪ ,‬وقد‬
‫تقدم تفسي هذه الَية ف سورة البقرة با فيه كفاية‪ ,‬والغرض من سياق هذه الَية الكرية الرد على‬
‫الشرك ي الذ ين ابتدعوا ما ابتدعوه من تر ي الحرمات على أنف سهم‪ ,‬بآرائ هم الفا سدة من البحية‬
‫والسائبة والوصيلة والام ونو ذلك‪ ,‬فأمر رسوله أن يبهم أنه ل يد فيما أوحاه ال إليه أن ذلك‬
‫مرم‪ ,‬وإنا حرم ما ذكر ف هذه الَية من اليتة والدم السفوح ولم النير وما أهل لغي ال به‪ ,‬وما‬
‫عدا ذلك فلم يرم وإنا هو عفو مسكوت عنه‪ ,‬فكيف تزعمون أنتم أنه حرام ومن أين حرمتموه ول‬
‫ير مه ال ؟ وعلى هذا فل يب قى تر ي أشياء أ خر في ما ب عد هذا‪ ,‬ك ما جاء الن هي عن لوم ال مر‬
‫فب العلماء‪.‬‬‫فن مذاهف‬ ‫ف على الشهور مف‬ ‫فن الطيف‬‫فل ذي ملب مف‬ ‫فباع وكف‬ ‫فة ولوم السف‬ ‫الهليف‬

‫** َوعَلَى الّذِي َن هَادُواْ َح ّر ْمنَا كُلّ ذِي ظُفُ ٍر َومِ َن الَْبقَ ِر وَاْل َغنَ مِ َح ّر ْمنَا عََلْيهِ ْم ُشحُومَهُمَآ إِلّ مَا َحمَلَ تْ‬
‫ف ِوإِنّفا لَصفَادِقُونَ‬ ‫ف ِبعَظْمفٍ ذَلِكفَ جَ َزْينَاهُفم ِبَبغِْيهِم ْ‬ ‫حوَايَفآ َأوْ مَفا ا ْختَلَط َ‬ ‫ُظهُو ُرهُمَفا َأوِ الْ َ‬
‫قال ابن جرير‪ ,‬يقول تعال وحرمنا على اليهود كل ذي ظفر وهو البهائم والطي ما ل يكن مشقوق‬
‫ال صابع‪ ,‬كال بل والنعام والوز وال بط‪ ,‬قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {وعلى الذ ين هادوا‬
‫حرمنا كل ذي ظفر} وهو البعي والنعامة‪ ,‬وكذا قال ماهد والسدي ف رواية‪ ,‬وقال سعيد بن جبي‪:‬‬
‫هو الذي ليس منفرج الصابع‪ ,‬وف رواية عنه كل شيء متفرق الصابع ومنه الديك‪ ,‬وقال قتادة ف‬
‫قوله {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} وكان يقال للبعي والنعامة وأشياء من الطي واليتان‬
‫وف رواية البعي والنعامة‪ ,‬وحرم عليهم من الطي البط وشبهه وكل شيء ليس بشقوق الصابع‪ ,‬وقال‬
‫ابن جريج عن ماهد‪ :‬كل ذي ظفر‪ ,‬قال‪ :‬النعامة والبعي شقاشقا‪ ,‬قلت للقاسم بن أب بزة وحدثته‬
‫ما شقاشقا ؟ قال‪ :‬كل ما ل ينفرج من قوائم البهائم‪ ,‬قال و ما انفرج أكل ته ؟ قال انفر جت قوائم‬

‫‪571‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البهائم والع صافي قال‪ :‬فيهود تأكله‪ ,‬قال‪ :‬ول تنفرج قائ مة البع ي ف خ فه ف ول خف النعا مة ول‬
‫قائمة الوز‪ ,‬فل تأكل اليهود البل ول النعامة ول الوز ول كل شيء ل تنفرج قائمته ول تأكل حار‬
‫الوحش‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما} قال السدي‪ :‬يعن الثرب وشحم‬
‫الكليتي وكانت اليهود تقول إنه حرمه إسرائيل فنحن نرمه‪ ,‬وكذا قال ابن زيد‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬الثرب‬
‫فففففم‪.‬‬ ‫ففففف عظف‬ ‫فففففس فف‬ ‫فففففم كان كذلك ليف‬ ‫فففففل شحف‬ ‫وكف‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {إل ما حلت ظهورها} يعن ما علق بالظهر من الشحوم‪,‬‬
‫وقال السدي وأبو صال‪ :‬اللية ما حلت ظهورها وقوله تعال‪{ :‬أو الوايا} قال المام أبو جعفر بن‬
‫جرير الوايا جع واحدها حاوياء وحاوية وحوية وهو ما توّى من البطن فاجتمع واستدار‪ ,‬وهي‬
‫بنات اللب وهي الباعر وتسمى الرابض‪ ,‬وفيها المعاء‪ ,‬قال‪ :‬ومعن الكلم ومن البقر والغنم حرمنا‬
‫عليهم شحومهما إل ما حلت ظهورها أو ما حلت الوايا‪ ,‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪:‬‬
‫أو الوايا وهي البعر‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬الوايا البعر والربض‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي والضحاك وقتادة‬
‫وأبو مالك والسدي‪ ,‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم وغي واحد‪ :‬الوايا الرابض الت تكون فيها‬
‫المعاء تكون و سطها و هي بنات الل ب‪ ,‬و هي ف كلم العرب تد عى الرا بض‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬أو ما‬
‫اختلط بعظم} يعن إل ما اختلط من الشحوم بعظم فقد أحللناه لم‪ ,‬وقال ابن جريج‪ :‬شحم اللية ما‬
‫اختلط بالع صعص ف هو حلل و كل ش يء ف القوائم وال نب والرأس والع ي و ما اختلط بع ظم ف هو‬
‫حلل ونوه‪ ,‬قاله السفدي‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ذلك جزيناهفم ببغيهفم} أي هذا التضييفق إناف فعلناه بمف‬
‫وألزمنا هم به مازاة على بغي هم ومالفت هم أوامر نا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬فبظلم من الذ ين هادوا حرم نا‬
‫علي هم طيبات أحلت ل م وب صدهم عن سبيل ال كثيا} وقوله {وإ نا ل صادقون} أي وإ نا لعادلون‬
‫فيما جازيناهم به‪ ,‬وقال ابن جرير‪ ,‬وإنا لصادقون فيما أخبناك به يا ممد من ترينا ذلك عليهم‪ ,‬ل‬
‫كمفففا زعموا مفففن أن إسفففرائيل هفففو الذي حرمفففه على نفسفففه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن عباس‪ :‬بلغ عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ,‬أن سرة باع خرا فقال‪ :‬قاتل ال سرة‬
‫أل يعلم أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «ل عن ال اليهود حر مت علي هم الشحوم فجملو ها‬
‫فباعوها» أخرجاه من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن عمر‬
‫به‪ ,‬وقال الليث‪ :‬حدثن يزيد بن أب حبيب‪ ,‬قال‪ :‬قال عطاء بن أب رباح‪ :‬سعت جابر بن عبد ال‬
‫يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول عام الفتح «إن ال ورسوله حرم بيع المر واليتة‬

‫‪572‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والن ير وال صنام» فق يل يا ر سول ال أرأ يت شحوم الي تة فإن ا يد هن ب ا اللود وتطلى ب ا ال سفن‬
‫ويستصبح با الناس فقال «ل هو حرام» ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم عند ذلك «قاتل ال‬
‫اليهود إن ال لا حرم عليهم شحومها جلوه ث باعوه وأكلوا ثنه» ورواه الماعة من طرق عن يزيد‬
‫بن أب حبيب به‪ ,‬وقال الزهري‪ :‬عن سعيد بن السيب عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم «قا تل ال اليهود حر مت علي هم الشحوم فباعو ها وأكلوا ثن ها» ورواه البخاري وم سلم‬
‫جيعا‪ ,‬عن عبدان عن ابن البارك عن يونس عن الزهري به‪ ,‬وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن عبد‬
‫ال بن إبراه يم‪ ,‬حدث نا إ ساعيل بن إ سحاق‪ ,‬حدث نا سليمان بن حرب‪ ,‬حدث نا و هب‪ ,‬حدث نا خالد‬
‫الذاء عن بركة أب الوليد عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان قاعدا خلف القام‪,‬‬
‫فرفع بصره إل السماء فقال «لعن ال اليهود ف ثلثا ف إن ال حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا‬
‫فففه»‪.‬‬ ‫فففم ثنف‬ ‫فففء إل حرم عليهف‬ ‫فففل شيف‬ ‫فففا وإن ال ل يرم على قوم أكف‬ ‫ثنهف‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا علي بن عاصم‪ ,‬أنبأنا خالد الذاء عن بركة أب الوليد‪ ,‬أنبأنا ابن عباس‬
‫ل الجر فنظر إل السماء فضحك‬ ‫قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم قاعدا ف السجد مستقب ً‬
‫فقال «لعن ال اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثان ا‪ ,‬وإن ال إذا حرم على قوم أ كل‬
‫شيء حرم عليهم ثنه» ورواه أبو داود من حديث خالد الذاء‪ ,‬وقال العمش‪ :‬عن جامع بن شداد‬
‫عن كلثوم عن أسامة بن زيد‪ ,‬قال‪ :‬دخلنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو مريض نعوده‪,‬‬
‫فوجدناه نائما قد غطى وجهه ببد عدن فكشف عن وجهه وقال‪« :‬لعن ال اليهود يرمون شحوم‬
‫الغنم ويأكلون أثانا» وف رواية «حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثانا» وف لفظ لب داود‬
‫عفففن ابفففن عباس مرفوعا «إن ال إذا حرم أكفففل شيفففء حرم عليهفففم ثنفففه»‪.‬‬

‫ج ِرمِيَف‬
‫ْمف الْمُ ْ‬
‫َنف اْل َقو ِ‬
‫ْسفهُ ع ِ‬
‫َاسفَعةٍ وَلَ يُ َر ّد َبأ ُ‬
‫ُمف ذُو رَ ْح َم ٍة و ِ‬
‫ف َفقُلْ ّربّك ْ‬
‫** فَإِن كَ ّذبُوك َ‬
‫يقول تعال‪ :‬فإن كذبك يا ممد مالفوك من الشركي واليهود ومن شابهم‪{ ,‬فقل ربكم ذو رحة‬
‫واسفعة} وهذا ترغيفب لمف فف ابتغاء رحةف ال الواسفعة واتباع رسفوله‪{ ,‬ول يرد بأسفه عفن القوم‬
‫الجرم ي} تره يب ل م من مالفت هم الر سول خا ت ال نبيي‪ ,‬وكثيا ما يقرن ال تعال ب ي الترغ يب‬
‫والترهيب ف القرآن‪ ,‬كما قال تعال ف آخر هذه السورة {إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم}‬
‫وقال {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب} وقال تعال‪{ :‬نبء عبادي‬

‫‪573‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن أنا الغفور الرحيم * وأن عذاب هو العذاب الليم} وقال تعال‪{ :‬غافر الذنب وقابل التوب شديد‬
‫العقاب} وقال {إن ب طش ر بك لشد يد * إ نه هو يبدىء ويع يد * و هو الغفور الودود} والَيات ف‬
‫هذا كثية جدا‪).‬‬

‫ب الّذِينَ‬ ‫** َسيَقُو ُل الّذِينَ َأشْرَكُواْ َل ْو شَآءَ اللّ ُه مَآ َأشْرَ ْكنَا وَ َل آبَا ُؤنَا وَلَ َح ّر ْمنَا مِن َشيْءٍ كَذَلِكَ َكذّ َ‬
‫مِن َقبْلِهِم َحّتىَ ذَاقُواْ َبأْ َسنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مّ ْن عِ ْل مٍ َفتُخْ ِرجُو هُ لَنَآ إِن َتّتِبعُو نَ إِلّ الظّ ّن َوإِ نْ أَنتُ مْ إَلّ‬
‫شهَدُو نَ‬ ‫ج ُة اْلبَالِ َغةُ فََل ْو شَآءَ َلهَدَاكُ مْ أَجْ َمعِيَ * قُ ْل هَُل ّم ُشهَدَآءَكُ ُم الّذِي َن يَ ْ‬ ‫تَخْرُ صُونَ * قُلْ َفلِلّ هِ الْحُ ّ‬
‫شهَ ْد َم َعهُ ْم وَ َل َتتّبِ عْ َأ ْهوَآءَ الّذِي نَ كَ ّذبُواْ بِآيَاِتنَا وَالّذِي نَ َل ُي ْؤمِنُو نَ‬
‫أَ نّ اللّ هَ َحرّ َم هَـذَا َفإِن َشهِدُواْ َفلَ تَ ْ‬
‫ف َيعْدِلُونففففففففففَ‬ ‫بِالَخِ َر ِة وَهُففففففففففم بِ َرّبهِمففففففففف ْ‬
‫هذه مناظرة ذكر ها ال تعال‪ ,‬وشب هة تش بث ب ا الشركون ف شرك هم وتر ي ما حرموا‪ ,‬فإن ال‬
‫مطلع على ما هم فيه من الشرك والتحري لا حرموه‪ ,‬وهو قادر على تغييه بأن يلهمنا اليان ويول‬
‫بيننا وبي الكفر فلم يغيه‪ ,‬فدل على أنه بشيئته وإرادته ورضاه منا بذلك‪ ,‬ولذا قالوا {لو شاء ال ما‬
‫أشرك نا ول آباؤ نا ول حرم نا من ش يء} ك ما ف قوله تعال‪{ ,‬وقالوا لو شاء الرح ن ما عبدنا هم}‬
‫فففواء‪.‬‬ ‫فففل هذه سف‬ ‫فففل مثف‬ ‫ففف النحف‬ ‫ففف فف‬ ‫فففة التف‬ ‫فففة‪ ,‬وكذلك الَيف‬ ‫الَيف‬
‫قال ال تعال‪{ :‬كذلك كذب الذ ين من قبل هم} أي بذه الشب هة ضل من ضل ق بل هؤلء و هي‬
‫ح جة داح ضة باطلة‪ ,‬لن ا لو كا نت صحيحة ل ا أذاق هم ال بأ سه ود مر علي هم وأدال علي هم ر سله‬
‫الكرام وأذاق الشرك ي من أل يم النتقام‪ { ,‬قل هل عند كم من علم} أي بأن ال راض عن كم في ما‬
‫أنتم فيه {فتخرجوه لنا} أي فتظهروه لنا وتبينوه وتبزوه {إن تتبعون إل الظن} أي الوهم واليال‪,‬‬
‫والراد بال ظن هاه نا العتقاد الفا سد {وإن أن تم إل تر صون} تكذبون على ال في ما ادعيتموه‪ ,‬قال‬
‫علي بن أب طلحة‪ :‬عن ابن عباس {ولو شاء ال ما أشركنا} وقال {كذلك كذب الذين من قبلهم}‬
‫ث قال {ولو شاء ال ما أشركوا} فإن م قالوا‪ :‬عبادتنا الَل ة تقرب نا إل ال زلفى فأ خبهم ال أن ا ل‬
‫تقربمف‪ ,‬فقوله {ولو شاء ال مفا أشركوا} يقول تعال لو شئت لمعتهفم على الدى أجعيف‪ ,‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬قل فللّه الجة البالغة فلو شاء لداكم أجعي} يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم {قل}‬
‫لم يا ممد {فللّه الجة البالغة} أي له الكمة التامة والجة البالغة ف هداية من هدى وإضلل من‬
‫ضل‪{ ,‬فلو شاء لدا كم أجع ي} ف كل ذلك بقدر ته ومشيئ ته واختياره‪ ,‬و هو مع ذلك ير ضى عن‬

‫‪574‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الؤمن ي ويب غض الكافر ين‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ولو شاء ال لمع هم على الدى} وقال تعال‪{ :‬ولو‬
‫شاء ربك لَمن من ف الرض} وقوله {ولو شاء ربك لعل الناس أمة واحدة ول يزالون متلفي إل‬
‫مفن ر حم ربفك ولذلك خلق هم وتتف كلمفة ربفك لملن جهنفم مفن النفة والناس أجعيف} قال‬
‫الضحاك‪ :‬ل حجفة لحفد عصفى ال ولكفن ل الجفة البالغفة على عباده‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬قفل هلم‬
‫شهداءكفم} أي أحضروا شهداءكفم {الذيفن يشهدون أن ال حرم هذا} أي هذا الذي حرمتموه‬
‫وكذب تم وافتري تم على ال ف يه {فإن شهدوا فل تش هد مع هم} أي لن م إن ا يشهدون والالة هذه‬
‫كذبا وزورا {ول تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين ل يؤمنون بالَخرة وهم بربم يعدلون} أي‬
‫يشركون بفففففففففففففففففففففففففففففه ويعلون له عديلً‪.‬‬

‫** ُق ْل َتعَالَ ْواْ أَتْ ُل مَا حَرّمَ َرّبكُ ْم عََلْيكُمْ أَ ّل تُشْرِكُوْا بِهِ َشيْئا َوبِالْوَالِ َديْنِ إِحْسَانا وَلَ َت ْقتُُل َواْ َأوْلَدَكُمْ مّ ْن‬
‫س الّتِي حَرّ مَ‬‫ش مَا َظهَ َر ِمنْهَا َومَا بَطَ َن وَ َل َتقْتُلُوْا النّفْ َ‬ ‫ق نّحْ ُن نَ ْرزُُقكُ ْم َوإِيّاهُ ْم وَ َل َتقْ َربُوْا اْلفَوَاحِ َ‬ ‫إمْلَ ٍ‬
‫فففَ‬ ‫ف َت ْعقِلُونف‬ ‫فف ْ‬ ‫فففِ َلعَّلكُمف‬ ‫فففّاكُمْ بِهف‬ ‫ف وَصف‬ ‫فف ْ‬ ‫فففّ ذَِلكُمف‬ ‫فففُ إِلّ بِاْلحَقف‬ ‫اللّهف‬
‫قال داود الودي عن الشعب عن علقمة عن ابن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬من أراد أن ينظر إل‬
‫وصية رسول ال صلى ال عليه وسلم الت عليها خاته فليقرأ هؤلء الَيات {قل تعالوا أتل ما حرم‬
‫ربكم عليكم أل تشركوا به شيئا ف إل قوله ف لعلكم تتقون} وقال الاكم ف مستدركه‪ :‬حدثنا‬
‫بكر بن ممد الصيف برو‪ ,‬حدثنا عبد الصمد بن الفضل حدثنا مالك بن إساعيل النهدي‪ ,‬حدثنا‬
‫إ سرائيل عن أ ب إ سحاق عن ع بد ال بن خلي فة‪ ,‬قال‪ :‬سعت ا بن عباس يقول‪ :‬ف النعام آيات‬
‫مكمات هن أم الكتاب‪ ,‬ث قرأ { قل تعالوا أ تل ما حرم رب كم علي كم} الَيات‪ ,‬ث قال الا كم‪:‬‬
‫صحيح السناد ول يرجاه‪ .‬قلت‪ :‬ورواه زهي وقيس بن الربيع‪ ,‬كلها عن أب إسحاق عن عبد ال‬
‫بففففففن قيففففففس عففففففن ابففففففن عباس بففففففه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وروى الاكم أيضا ف مسنده‪ ,‬من حديث يزيد بن هارون عن سفيان بن حسي عن الزهري عن‬
‫أ ب إدر يس عن عبادة بن ال صامت قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أي كم يبايع ن على‬
‫ثلث» ث تل رسول ال صلى ال عليه وسلم {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} حت فرغ من‬
‫الَيات «فمن وف فأجره على ال ومن انتقص منهن شيئا فأدركه ال به ف الدنيا كانت عقوبته‪ ,‬ومن‬
‫أ خر إل الَخرة فأمره إل ال إن شاء عذ به وإن شاء ع فا ع نه» ث قال صحيح ال سناد ول يرجاه‪,‬‬

‫‪575‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وإن ا اتف قا على حد يث الزهري عن أ ب إدر يس عن عبادة‪« ,‬بايعو ن على أن ل تشركوا بال شيئا»‬
‫الديففففففففففففففففففففففففففففففففففففففث‪.‬‬
‫وقد روى سفيان بن حسي كل الديثي‪ ,‬فل ينبغي أن ينسب إل الوهم ف أحد الديثي إذا جع‬
‫بينهما‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وأما تفسيها فيقول تعال‪ :‬لنبيه ورسوله ممد صلى ال عليه وسلم قل يا ممد‬
‫لؤلء الشركي الذين عبدوا غي ال وحرموا ما رزقهم ال وقتلوا أولدهم‪ ,‬وكل ذلك فعلوه بآرائهم‬
‫وتسويل الشياطي لم {قل} لم {تعالوا} أي هلموا وأقبلوا {أتل ما حرم ربكم عليكم} أي أقص‬
‫علي كم وأ خبكم ب ا حرم رب كم علي كم حقا ل تر صا ول ظنا بل وحيا م نه وأمرا من عنده {أل‬
‫تشركوا بفه شيئا} وكأن فف الكلم مذوفا دل عليفه السفياق‪ ,‬وتقديره وأوصفاكم {أل تشركوا بفه‬
‫شيئا} ولذا قال فف آخفر الَيفة {ذلكفم وصفاكم بفه لعلكفم تعقلون} وكمفا قال الشاعفر‪:‬‬
‫حَجفففففففّ وأوصفففففففى بسفففففففليمى ا َل ْعبُداأن ل ترى ول تكلم أحدا‬
‫ول يزل شرابافففففففففففففف مففففففففففففففبّدا‬
‫وتقول العرب‪ :‬أمر تك أن ل تقوم‪ .‬و ف ال صحيحي من حد يث أ ب ذر ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «أتان جبيل فبشرن أنه من مات ل يشرك بال شيئا من أمتك دخل‬
‫ال نة‪ ,‬قلت وإن زن وإن سرق ؟ قال وإن ز ن وإن سرق‪ ,‬قلت وإن ز ن وإن سرق ؟ قال وإن زن‬
‫وإن سفرق‪ ,‬قلت وإن زنف وإن سفرق ؟ قال وإن زنف وإن سفرق وإن شرب المفر» وفف بعفض‬
‫الروايات‪ :‬أن قائل ذلك إنا هو أبو ذر لرسول ال صلى ال عليه وسلم وأنه عليه الصلة والسلم قال‬
‫ف الثالثة «وإن رغم أنف أب ذر» فكان أبو ذر يقول بعد تام الديث «وإن رغم أنف أب ذر» وف‬
‫بعض السانيد والسنن عن أب ذر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول تعال‪« :‬يا ابن آدم‬
‫إنك ما دعوتن ورجوتن فإن أغفر لك على ما كان منك ول أبال‪ ,‬ولو أتيتن بقراب الرض خطيئة‬
‫أتيتك بقرابا مغفرة ما ل تشرك ب شيئا‪ ,‬وإن أخطأت حت تبلغ خطاياك عنان السماء ث استغفرتن‬
‫غفرت لك» ولذا شاهد ف القرآن قال ال تعال‪{ :‬إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك‬
‫ل ن يشاء} و ف صحيح م سلم عن ا بن م سعود « من مات ل يشرك بال شيئا د خل ال نة» والَيات‬
‫والحاديث ف هذا كثية جدا‪ ,‬وروى ابن مردويه‪ :‬من حديث عبادة وأب الدرداء «ل تشركوا بال‬
‫شيئا وإن قطعتفففففففففم أو صفففففففففلبتم أو حرقتفففففففففم}‪.‬‬

‫‪576‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا م مد بن عوف الم صي‪ ,‬حدث نا ا بن أ ب مر ي‪ ,‬حدث نا نا فع بن يز يد‪,‬‬
‫حدث ن سيار بن عبد الرح ن عن يز يد بن قوذر عن سلمة بن شر يح عن عبادة بن الصامت‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أو صانا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب سبع خ صال «أل تشركوا بال شيئا وإن حرق تم وقطع تم‬
‫وصفلبتم»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وبالوالديفن إحسفانا} أي وأوصفاكم وأمركفم بالوالديفن إحسفانا أي أن‬
‫ت سنوا إلي هم ك ما قال تعال‪{ :‬وق ضى ر بك أل تعبدوا إل إياه وبالوالد ين إح سانا} وقرأ بعض هم‪:‬‬
‫ووصى ربك‪ :‬أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا‪ ,‬أي أحسنوا إليهم‪ ,‬وال تعال كثيا ما يقرن بي‬
‫طاعته وبر الوالد ين كما قال {أن اش كر ل ولوالديك إل الصي وإن جاهداك على أن تشرك ب ما‬
‫ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما ف الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إل ث إل مرجعكم‬
‫فأنبئ كم ب ا كن تم تعملون} فأ مر بالح سان إليه ما وإن كا نا مشرك ي ب سبهما‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وإذا‬
‫أخذنفا ميثاق بنف إسفرائيل ل تعبدون إل ال وبالوالديفن إحسفانا} الَيفة‪ ,‬والَيات فف هذا كثية‪.‬‬
‫وف الصحيحي عن ابن مسعود رضي ال عنه أنه قال‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم أي‬
‫العمل أفضل ؟ قال «الصلة على وقتها» قلت ث أي ؟ قال «بر الوالدين» قلت ث أي ؟ قال «الهاد‬
‫ف سبيل ال»‪ ,‬قال ا بن م سعود‪ :‬حدث ن ب ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ولو ا ستزدته لزاد ن‪,‬‬
‫وروى الافظ أبو بكر بن مردويه بسنده عن أب الدرداء وعن عبادة بن الصامت كل منهما يقول‬
‫أو صان خليلي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أ طع والد يك وإن أمراك أن ترج ل ما من الدن يا‬
‫فاف عل» ول كن ف إ سناديهما ض عف‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ول تقتلوا أولد كم من إملق ن ن‬
‫نرزقكم وإياهم} لا أوصى تعال بالوالدين والجداد عطف على ذلك الحسان إل البناء والحفاد‪,‬‬
‫فقال تعال‪{ :‬ول تقتلوا أولد كم من إملق} وذلك أن م كانوا يقتلون أودل هم ك ما سولت ل م‬
‫الشياطيف ذلك‪ ,‬فكانوا يئدون البنات خشيفة العار‪ ,‬ورباف قتلوا بعفض الذكور خشيفة الفتقار‪ ,‬ولذا‬
‫ورد ف الصحيحي من حديث عبد ال بن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬أنه سأل رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم أي الذ نب أع ظم ؟ قال «أن ت عل ل ندا و هو خل قك» قلت‪ :‬ث أي ؟ قال «أن تق تل ولدك‬
‫خشية أن يطعم معك» قلت‪ :‬ث أي ؟ قال‪« :‬أن تزان حليلة جارك» ث تل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسفلم {والذيفن ل يدعون مفع ال إلا آخفر ول يقتلون النففس التف حرم ال إل بالقف ول يزنون}‬
‫الَ ية‪ .‬وقوله تعال‪ { :‬من إملق} قال ا بن عباس وقتادة وال سدي وغيه‪ :‬هو الف قر‪ ,‬أي ول تقتلو هم‬
‫من فقر كم الا صل‪ ,‬وقال ف سورة ال سراء {ول تقتلوا أولد كم خش ية إملق} أي ل تقتلو هم‬

‫‪577‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خوفا من الفقر ف الَجل‪ ,‬ولذا قال هناك {نن نرزقهم وإياكم} فبدأ برزقهم للهتمام بم‪ ,‬أي ل‬
‫تافوا من فقركم بسبب رزقهم فهو على ال‪ ,‬وأما ف هذه الَية فلما كان الفقر حاصلً قال {نن‬
‫نرزقكم وإياهم} لنه الهم ههنا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ول تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما‬
‫بطن} كقوله تعال‪{ :‬قل إنا حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والث والبغي بغي الق وأن‬
‫تشركوا بال ما ل ينل به سلطانا وأن تقولوا على ال ما ل تعلمون} و قد تقدم تف سيها ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬وذروا ظاهفففففففففر الثففففففففف وباطنفففففففففه}‪.‬‬
‫وف الصحيحي عن ابن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل أحد‬
‫أغي من ال‪ ,‬من أ جل ذلك حرم الفواحش ما ظ هر منها وما بطن» وقال ع بد اللك بن عمي عن‬
‫ورّاد عن موله الغية قال‪ :‬قال سعد بن عبادة لو رأيت مع امرأت رجلً لضربته بالسيف غي مصفح‪,‬‬
‫فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أتعجبون من غية سعد ؟ فوال لنا أغي من سعد‪,‬‬
‫وال أغي من‪ ,‬من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن» أخرجاه‪ ,‬وقال كامل أبو العلء‬
‫عن أب صال عن أب هريرة قال‪ :‬قيل يا رسول ال إنا نغار قال «وال إن لغار وال أغي من‪ ,‬ومن‬
‫غي ته ن ى عن الفوا حش» رواه ا بن مردو يه ول ير جه أ حد من أ صحاب الك تب ال ستة‪ ,‬وهو على‬
‫شرط الترمذي فقفد روي بذا السفند «أعمار أمتف مفا بيف السفتي إل السفبعي» وقوله تعال‪{ :‬ول‬
‫تقتلوا الن فس ال ت حرم ال إل بال ق} وهذا م ا نص تبارك وتعال على الن هي ع نه تأكيدا وإل ف هو‬
‫داخل ف النهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن فقد جاء ف الصحيحي‪ :‬عن ابن مسعود رضي‬
‫ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل ي ل دم امرىء م سلم يش هد أن ل إله إل ال‬
‫وأن رسول ال‪ ,‬إل بإحدى ثلث‪ :‬الثيب الزان‪ ,‬والنفس بالنفس‪ ,‬والتارك لدينه الفارق للجماعة»‪,‬‬
‫و ف ل فظ ل سلم «والذي ل إله غيه ل ي ل دم ر جل م سلم» وذكره‪ ,‬قال الع مش‪ :‬فحد ثت به‬
‫إبراهيم‪ ,‬فحدثن عن السود عن عائشة بثله‪ ,‬وروى أبو داود والنسائي‪ :‬عن عائشة رضي ال عنها‬
‫أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬قال «ل ي ل دم امرىء م سلم إل بإحدى ثلث خ صال‪ :‬زان‬
‫م صن ير جم‪ ,‬ور جل ق تل متعمدا فيق تل‪ ,‬ور جل يرج من ال سلم حارب ال ور سوله‪ ,‬فيق تل أو‬
‫يصلب أو ينفى من الرض» وهذا لفظ النسائي‪ ,‬وعن أمي الؤمني عثمان بن عفان رضي ال عنه أنه‬
‫قال وهو مصور‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬ل يل دم امرى مسلم إل بإحدى‬
‫ثلث‪ :‬ر جل ك فر ب عد إ سلمه‪ ,‬أو ز ن ب عد إح صانه‪ ,‬أو ق تل نف سا بغ ي ن فس» فوال ما زن يت ف‬

‫‪578‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جاهلية ول إ سلم‪ .‬ول تن يت أن ل بدي ن بد ًل منه إذ هدا ن ال‪ ,‬ول قتلت نف سا‪ ,‬فبم تقتلون ن ؟»‬
‫فن‪.‬‬‫فث حسف‬ ‫فه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديف‬ ‫فن ماجف‬ ‫فائي وابف‬ ‫رواه المام أحد ف والترمذي والنسف‬
‫وقد جاء النهي والزجر والوعيد ف قتل العاهد وهو الستأمن من أهل الرب‪ ,‬فروى البخاري‪ :‬عن‬
‫عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم مرفوعا «من قتل معاهدا ل يرح‬
‫رائحة النة‪ ,‬وإن ريها ليوجد من مسية أربعي عاما» وعن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال « من ق تل معاهدا له ذ مة ال وذ مة ر سوله ف قد أخ فر بذ مة ال‪ ,‬فل يرح رائ حة‬
‫النة‪ ,‬وإن ريها ليوجد من مسية سبعي خريفا» رواه ابن ماجه والترمذي‪ ,‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪,‬‬
‫وقوله {ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون} أي هذا ما وصاكم به لعلكم تعقلون عن ال أمره ونيه‪.‬‬

‫** وَ َل َتقْ َربُواْ مَا َل اْلَيتِي مِ إِلّ بِالّتِي هِ يَ أَحْ سَنُ َحّتىَ َيبْلُ غَ َأشُدّ ُه َوَأوْفُوْا الْ َكيْ َل وَالْمِيزَا نَ بِاْلقِ سْطِ َل‬
‫ف َنفْسا إِ ّل وُ ْسعَهَا َوإِذَا قُ ْلتُمْ فَاعْدِلُوْا وََلوْ كَانَ ذَا ُق ْربَ َى َوِب َعهْدِ اللّهِ َأوْفُواْ ذَِلكُ ْم وَصّاكُ ْم بِهِ َلعَّلكُمْ‬
‫نُكَّل ُ‬
‫تَذَكّرُونففففففففففففففففففففففففففففففففففففففَ‬
‫قال عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال لا أنزل ال {ول تقربوا مال اليتيم إل‬
‫بالت هي أحسن} و{إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} الَية‪ ,‬فانطلق من كان عنده يتيم فعزل‬
‫طعامه من طعامه وشرابه من شرابه‪ ,‬فجعل يفضل الشيء فيحبس له حت يأكله‪ ,‬ويفسد‪ ,‬فاشتد ذلك‬
‫عليهم‪ ,‬فذكروا ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فأنزل ال {ويسألونك عن اليتامى قل إصلح‬
‫لم خي وإن تالطوهم فإخوانكم} قال‪ :‬فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابم بشرابم رواه أبو داود‪,‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ح ت يبلغ أشده} قال الش عب ومالك وغ ي وا حد من ال سلف‪ :‬يع ن ح ت يتلم‪ ,‬وقال‬
‫السدي‪ :‬حت يبلغ ثلثي سنة‪ ,‬وقيل أربعون سنة‪ ,‬وقيل ستون سنة‪ ,‬قال‪ :‬وهذا كله بعيد ها هنا وال‬
‫أعلم‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وأوفوا الك يل واليزان بالق سط} يأ مر تعال بإقا مة العدل ف ال خذ والعطاء‪,‬‬
‫ك ما تو عد على تر كه ف قوله تعال‪{ :‬و يل للمطفف ي الذ ين إذا اكتالوا على الناس ي ستوفون وإذا‬
‫كالوهم أو وزنوهم يسرون أل يظن أولئك أنم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالي}‬
‫وقففففد أهلك ال أمففففة مففففن المففففم كانوا يبخسففففون الكيال واليزان‪.‬‬
‫وف كتاب الامع لب عيسى الترمذي‪ :‬من حديث السي بن قيس أب علي الرحب‪ ,‬عن عكرمة‬
‫عن ا بن عباس ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل صحاب الك يل واليزان‬

‫‪579‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«إنكم وليتم أمرا هلكت فيه المم السالفة قبلكم» ث قال‪ :‬ل نعرفه مرفوعا إل من حديث السي‬
‫وهو ضعيف ف الديث‪ .‬وقد روي بإسناد صحيح عن ابن عباس موقوفا‪ ,‬قلت وقد رواه ابن مردويه‬
‫ف تفسيه من حديث شريك عن العمش عن سال بن أب العد عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم «إن كم مع شر الوال قد بشر كم ال ب صلتي ب ما هل كت القرون التقد مة‪:‬‬
‫الكيال واليزان» وقوله تعال‪{ :‬ل نكلف نفسا إل وسعها} أي من اجتهد ف أداء الق وأخذه‪ ,‬فإن‬
‫أخطأ بعد استفراغ وسعه وبذل جهده فل حرج عليه‪ ,‬وقد روى ابن مردويه من حديث بقية عن‬
‫ميسرة بن عبيد عن عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه عن سعيد بن السيب‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ف الَية {وأوفوا الكيل واليزان بالقسط ل نكلف نفسا إل وسعها} فقال «من‬
‫أو ف على يده ف الك يل واليزان وال يعلم صحة ني ته بالوفاء فيه ما ل يؤا خذ وذلك تأو يل و سعها»‬
‫هذا مر سل غر يب‪ ,‬وقوله {وإذا قل تم فاعدلوا ولو كان ذا قر ب} كقوله { يا أي ها الذ ين آمنوا كونوا‬
‫قوام ي ل شهداء بالق سط} الَية‪ ,‬وكذا ال ت تشبهها ف سورة الن ساء‪ ,‬يأ مر تعال بالعدل ف الفعال‬
‫والقال على القر يب والبع يد‪ ,‬وال تعال يأ مر بالعدل ل كل أ حد ف كل و قت و ف كل حال‪ ,‬وقوله‬
‫{وبعهد ال أوفوا} قال ابن جرير‪ :‬يقول وبوصية ال الت أوصاكم با فأوفوا‪ ,‬وإيفاء ذلك أن تطيعوه‬
‫فيما أمركم وناكم وتعملوا بكتابه وسنة رسوله‪ ,‬وذلك هو الوفاء بعهد ال {ذلكم وصاكم به لعلكم‬
‫تذكرون} يقول تعال‪ :‬هذا أوصاكم به وأمركم به وأكد عليكم فيه {لعلكم تذكرون} أي تتعظون‬
‫وتنتهون عمففا كنتففم فيففه قبففل هذا‪ ,‬وقرأ بعضهففم بتشديففد الذال وآخرون بتخفيفهففا‪.‬‬

‫ق بِكُ ْم عَن َسبِيلِهِ ذَِلكُ ْم وَ صّاكُمْ بِ هِ‬


‫سبُلَ َفَتفَرّ َ‬
‫صرَاطِي مُ سَْتقِيما فَاّتبِعُو هُ وَ َل َتّتبِعُواْ ال ّ‬
‫** َوأَ نّ هَـذَا ِ‬
‫ف َتّتقُونففففففففففففففففففَ‬ ‫َلعَّلكُمففففففففففففففففف ْ‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله {ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} وف قوله‬
‫{أن أقيموا الدين ول تتفرقوا فيه} ونو هذا ف القرآن‪ ,‬قال‪ :‬أمر ال الؤمني بالماعة وناهم عن‬
‫الختلف والتفرقة‪ ,‬وأخبهم أنه إنا هلك من كان قبلهم بالراء والصومات ف دين ال ونو هذا‪,‬‬
‫قاله ماهفففففففففففد وغيففففففففففف واحفففففففففففد‪.‬‬
‫وقال المام أح د بن حن بل‪ :‬حدث نا ال سود بن عا مر شاذان‪ ,‬حدث نا أ بو ب كر هو ا بن عياش‪ ,‬عن‬
‫عاصم هو ابن أب النجود‪ ,‬عن أب وائل‪ ,‬عن عبد ال هو ابن مسعود رضي ال عنه‪ :‬قال‪ :‬خط رسول‬

‫‪580‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم خطا بيده‪ ,‬ث قال «هذا سبيل ال مستقيما» وخط عن يينه وشاله ث قال‬
‫«هذه السبل ليس منها سبيل إل عليه شيطان يدعو إليه‪ ,‬ث قرأ {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه‬
‫ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}‪ ,‬وكذا رواه الاكم عن الصم عن أحد بن عبد البار عن‬
‫أ ب بكر بن عياش به‪ ,‬وقال‪ :‬صحيح ول يرجاه‪ ,‬وهكذا رواه أبو جع فر الرازي وورقاء وعمرو بن‬
‫أب قيس‪ ,‬عن عاصم عن أب وائل شقيق سلمة عن ابن مسعود مرفوعا به نوه‪ ,‬وكذا رواه يزيد بن‬
‫هارون ومسدد والنسائي‪ ,‬عن يي بن حبيب بن عرب وابن حبان من حديث ابن وهب‪ ,‬أربعتهم عن‬
‫حاد بن زيد عن عاصم عن أب وائل عن ابن مسعود به‪ ,‬وكذا رواه ابن جرير عن الثن عن المان‬
‫عن حاد بن زيد به‪ ,‬ورواه الاكم عن أب بكر بن إسحاق عن إساعيل بن إسحاق القاضي عن‬
‫سليمان بن حرب عن حاد بن ز يد به كذلك‪ ,‬وقال‪ :‬صحيح ول يرجاه‪ .‬و قد روى هذا الد يث‬
‫النسائي والاكم من حديث أحد بن عبد ال بن يونس‪ ,‬عن أب بكر بن عياش عن عاصم عن زر‬
‫عن عبد ال بن مسعود به مرفوعا‪ ,‬وكذا رواه الافظ أبو بكر بن مردويه من حديث يي المان‬
‫عن أب بكر بن عياش عن عاصم عن زر به‪ ,‬فقد صححه الاكم كما رأيت من الطريقي‪ ,‬ولعل هذا‬
‫الديث عن عاصم بن أب النجود عن زر وعن أب وائل شقيق بن سلمة‪ ,‬كلها عن ابن مسعود به‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الا كم‪ :‬وشا هد هذا الد يث حد يث الش عب‪ ,‬عن جابر من و جه غ ي معت مد‪ ,‬يش ي إل‬
‫الديث الذي قال المام أحد وعبد بن حيد واللفظ لحد‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد وهو أبو بكر بن‬
‫أب شيبة‪ ,‬أنبأنا أبو خالد الحر عن ماهد عن الشعب عن جابر‪ ,‬قال‪ :‬كنا جلوسا عند النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فخط خطاّ هكذا أمامه فقال «هذا سبيل ال» وخطي عن يينه وخطي عن شاله وقال‬
‫«هذه سبل الشيطان» ث وضع يده ف الط الوسط‪ ,‬ث تل هذه الَية {وأن هذا صراطي مستقيما‬
‫فاتبعوه ول تتبعوا ال سبل فتفرق ب كم عن سبيله ذل كم و صاكم به لعل كم تتقون} ورواه أح د وا بن‬
‫ماجه‪ :‬ف كتاب السنة من سننه‪ ,‬والبزار عن أب سعيد عبد ال بن سعيد عن أب خالد الحر به‪,‬‬
‫قلت‪ :‬ورواه الا فظ بن مردو يه من طريق ي عن أ ب سعيد الكندي‪ ,‬حدث نا أ بو خالد عن مالد عن‬
‫الشعب عن جابر‪ ,‬قال‪ :‬خط رسول ال صلى ال عليه وسلم خطا‪ ,‬وخط عن يينه خطا وخط عن‬
‫ي ساره خطا‪ ,‬وو ضع يده على ال ط الو سط‪ ,‬وتل هذه الَ ية {وأن هذا صراطي م ستقيما فاتبعوه}‬
‫ول كن العمدة على حد يث ا بن م سعود مع ما ف يه من الختلف إن كان مؤثرا‪ ,‬و قد روي موقوفا‬

‫‪581‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ممد بن ثور عن معمر عن أبان عن عثمان‪,‬‬
‫أن رجلً قال ل بن م سعود ما ال صراط ال ستقيم ؟ قال‪ :‬ترك نا م مد صلى ال عل يه و سلم ف أدناه‬
‫وطرفه ف النة‪ ,‬وعن يينه جواد وعن يساره جواد ث رجال يدعون من مر بم‪ ,‬فمن أخذ ف تلك‬
‫الواد انت هت به إل النار و من أ خذ على ال صراط انت هى به إل ال نة‪ ,‬ث قرأ ا بن م سعود {وأن هذا‬
‫صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} الَية‪ ,‬وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا أبو‬
‫عمرو‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد الوهاب‪ ,‬حدثنا آدم‪ ,‬حدثنا إساعيل بن عياش‪ ,‬حدثنا أبان بن عياش عن‬
‫مسلم بن عمران عن عبد ال بن عمر‪ ,‬سأل عبد ال عن الصراط الستقيم فقال ابن مسعود‪ :‬تركنا‬
‫ممفد صفلى ال عليفه وسفلم فف أدناه وطرففه فف النفة‪ ,‬وذكفر تام الديفث كمفا تقدم وال أعلم‪.‬‬
‫وقد روي من حديث النواس بن سعان نوه‪ ,‬قال المام أحد‪ :‬حدثن السن بن سوار أبو العلء‪,‬‬
‫حدثنا ليث يعن ابن سعد عن معاوية بن صال‪ ,‬أن عبد الرحن بن جبي بن نفي حدثه عن أبيه عن‬
‫النواس بن سعان عن ر سول ال صلى ال عليه و سلم قال «ضرب ال مثلً صراطا م ستقيما‪ ,‬و عن‬
‫ف أبواب مفتحفة‪ ,‬وعلى البواب سفتور مرخاة وعلى باب الصفراط داع‬ ‫جنفب الصفراط سفوران فيهم ا‬
‫يد عو‪ :‬يا أي ها الناس هلموا ادخلوا ال صراط ال ستقيم جيعا ول تفرقوا وداع يد عو من فوق ال صراط‬
‫فإذا أراد النسان أن يفتح شيئا من تلك البواب قال ويك ل تفتحه فإنك إن فتحته تلجه فالصراط‬
‫السفلم والسفوران حدود ال والبواب الفتحفة مارم ال‪ ,‬وذلك الداعفي على رأس الصفراط كتاب‬
‫ال‪ ,‬والداعي من فوق الصراط واعظ ال ف قلب كل مسلم» ورواه الترمذي والنسائي عن علي بن‬
‫ح جر‪ ,‬زاد الن سائي وعمرو بن عثمان كله ا عن بق ية بن الول يد عن ي ي بن سعد عن خالد بن‬
‫معدان عفن جفبي بفن نفيف عفن النواس بفن سفعان بفه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسفن غريفب‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فاتبعوه ول تتبعوا السبل} إنا وحد سبيله لن الق واحد‪ ,‬ولذا جع السبل لتفرقها‬
‫وتشعبهفا كمفا قال تعال‪{ :‬ال ول الذيفن آمنوا يرجهفم مفن الظلمات إل النور والذيفن كفروا‬
‫أولياؤ هم الطاغوت يرجون م من النور إل الظلمات أولئك أ صحاب النار هم في ها خالدون} وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان الواسطي‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬حدثنا سفيان بن حسي عن‬
‫الزهري عن أ ب إدريس الولن عن عبادة بن الصامت‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«أيكم يبايعن على هؤلء الَيات الثلث ؟» ث تل {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} حت فرغ‬

‫‪582‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من ثلث آيات ث قال «ومن وف بن فأجره على ال‪,‬ومن انتقص منهن شيئا فأدركه ال ف الدنيا‬
‫فه»‪.‬‬‫فا عنف‬
‫فن أخره إل الَخرة كان أمره إل ال إن شاء آخذه وإن شاء عفف‬
‫فه ومف‬
‫فت عقوبتف‬
‫كانف‬

‫** ثُ ّم آَتيْنَا مُو سَى اْلكِتَا بَ تَمَاما عَلَى الّذِ يَ َأحْ سَ َن َوَتفْ صِيلً ّلكُ ّل َشيْءٍ وَهُدًى َورَحْ َمةً ّلعَّلهُ ْم بِِلقَآ ِء‬
‫ف تُرْحَمُون فَ‬ ‫ف ُي ْؤمِنُون فَ * َوهَـ فذَا ِكتَاب فٌ أَنزَْلنَاه فُ ُمبَارَك فٌ فَاتِّبعُوه فُ وَاّتقُواْ َلعَّلكُم ْ‬ ‫َرّبهِم ْ‬
‫قال ابن جرير‪{ :‬ث آتينا موسى الكتاب} تقديره ث قل يا ممد مبا عنا أنا آتينا موسى الكتاب‪,‬‬
‫بدللة قوله {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} قلت‪ :‬وف هذا نظر‪ ,‬وث ههنا إنا هي لعطف الب‬
‫بعففففد البفففف ل للترتيففففب ههنففففا كمففففا قال الشاعففففر‪:‬‬
‫قفففل لنففف سفففاد ثففف سفففاد أبوهثفففم قفففد سفففاد قبفففل ذلك جده‬
‫وهه نا ل ا أ خب ال سبحانه عن القرآن بقوله {وأن هذا صراطي م ستقيما فاتبعوه} ع طف بدح‬
‫التوراة ور سولا‪ ,‬فقال‪ :‬ث آتي نا مو سى الكتاب‪ ,‬وكثيا ما يقرن سبحانه ب ي ذ كر القرآن والتوراة‪,‬‬
‫كقوله تعال‪{ :‬ومفن قبله كتاب موسفى إماما ورحةف وهذا كتاب مصفدق لسفانا عربيا} وقوله أول‬
‫هذه السورة {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تعلونه قراطيس تبدونا‬
‫وتفون كثيا} الَيفففففة‪ ,‬وبعدهفففففا {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} الَيفففففة‪.‬‬
‫وقال تعال مبا عن الشركي {فلما جاءهم الق من عندنا قالوا لول أوت مثل ما أوت موسى}‬
‫قال تعال‪{ :‬أو ل يكفروا با أوت موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون} وقال‬
‫تعال م با عن ال ن أن م قالوا { يا قوم نا إ نا سعنا كتابا أنزل من ب عد مو سى م صدقا ل ا ب ي يد يه‬
‫فلً} أي آتيناه الكتاب الذي‬ ‫يهدي إل القف} الَيفة‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬تاما على الذيفن أحسفن وتفص ي‬
‫أنزلناه إليه تاما كاملً جامعا‪ ,‬لا يتاج إليه ف شريعته كقوله {وكتبنا له ف اللواح من كل شيء}‬
‫الَ ية‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬على الذي أح سن} أي جزاء على إح سانه ف الع مل وقيا مه بأوامر نا وطاعت نا‬
‫كقوله {هل جزاء الحسان إل الحسان} وكقوله {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتهن قال إن‬
‫جاعلك للناس إماما} وكقوله {وجعلنا منهم أئ مة يهدون بأمرنا ل ا صبوا وكانوا بآياتنا يوقنون}‪.‬‬
‫وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس {ث آتينا موسى الكتاب تاما على الذي أحسن} يقول‬
‫أحسن فيما أعطاه ال‪ .‬وقال قتادة من أحسن ف الدنيا تم له ذلك ف الَخرة‪ ,‬واختار ابن جرير أن‬

‫‪583‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تقديره { ث آتي نا مو سى الكتاب تاما} على إح سانه فكأ نه ج عل الذي م صدرية كماق يل ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬وخضتففففم كالذي خاضوا} أي كخوضهففففم وقال ابففففن رواحففففة‪:‬‬
‫وثبفففت ال مفففا آتاك مفففن حسفففنفي الرسفففلي ونصفففرا كالذي نصفففروا‬
‫وقال آخرون‪ :‬الذي هه نا بع ن الذ ين‪ ,‬قال ا بن جر ير‪ :‬وذ كر عن ع بد ال بن م سعود أ نه كان‬
‫يقرؤ ها تاما على الذ ين أح سنوا‪ ,‬وقال ا بن أ ب ن يح‪ :‬عن ما هد تاما على الذي أح سن‪ ,‬قال على‬
‫الؤمني والحسني‪ ,‬وكذا قال أبو عبيدة وقال البغوي الحسنون النبياء والؤمنون‪ ,‬يعن أظهرنا فضله‬
‫علي هم قلت‪ :‬كقوله تعال {قال يا مو سى إ ن ا صطفيتك على الناس بر سالت وبكل مي} ول يلزم‬
‫اصفطفاؤه على ممفد صفلى ال عليفه وسفلم خاتف النفبياء والليفل عليهمفا السفلم لدلة أخرى‪.‬‬
‫قال ابن جرير وروى أبو عمرو بن العلء عن يي بن يعمر أنه كان يقرؤها تاما على الذي أحسن‬
‫رفعا بتأو يل على الذي هو أح سن ث قال وهذه قراءة ل أ ستجيز القراءة ب ا وإن كان ل ا ف العرب ية‬
‫و جه صحيح‪ ,‬وق يل‪ :‬معناه تاما على إح سان ال إل يه زيادة على ما أح سن إل يه حكاه ا بن جر ير‬
‫والبغوي ول منافاة بي نه وب ي القول الول‪ ,‬و به ج ع ا بن جر ير ك ما بيناه‪ ,‬ول ال مد‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وتفصيلً لكل شيء وهدى ورحة} فيه مدح لكتابه الذي أنزله ال عليه {لعلهم بلقاء ربم يؤمنون‬
‫وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحون} فيه الدعوة إل اتباع القرآن ير غب سبحانه‬
‫عباده ف كتابه ويأمرهم بتدبره والعمل به والدعوة إليه ووصفه بالبكة لن اتبعه وعمل به ف الدنيا‬
‫والَخرة لنففففففففففه حبففففففففففل ال التيفففففففففف‪.‬‬

‫** أَن َتقُوُل َواْ ِإنّمَآ أُنزِ َل الْ ِكتَابُ عََل َى طَآئِ َفَتيْ ِن مِن َقبِْلنَا َوإِن ُكنّا عَن ِدرَا َستِهِمْ َلغَافِِليَ * َأوْ تَقُولُواْ َل ْو‬
‫ى ِمْنهُ مْ َفقَدْ جَآءَكُ ْم َبّيَنةٌ مّن ّربّكُ ْم َوهُدًى وَ َرحْ َمةٌ فَ َم نْ أَظَْل ُم مِمّن‬ ‫َأنّآ أُنزِ َل عََلْينَا اْلكِتَا بُ َل ُكنّآ َأهْدَ َ‬
‫ب بِمَا كَانُواْ يَ صْدِفُونَ‬ ‫جزِي الّذِي َن يَ صْدِفُو َن عَ ْن آيَاِتنَا ُسوَ َء اْلعَذَا ِ‬ ‫ف َعْنهَا َسنَ ْ‬‫صدَ َ‬ ‫ب بِآيَا تِ اللّ ِه وَ َ‬ ‫كَذّ َ‬
‫قال ابن جرير‪ :‬معناه وهذا كتاب أنزلناه لئل تقولوا {إنا أنزل الكتاب على طائفتي من قبلنا} يعن‬
‫لينقطع عذركم كقوله تعال‪{ :‬ولول أن تصيبهم مصيبة با قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لول أرسلت‬
‫إلينا رسولً فنتبع آياتك} الَية‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬على طائفتي من قبلنا} قال علي بن أب طلحة عن ابن‬
‫عباس هفم اليهود والنصفارى وكذا قال ماهفد والسفدي وقتادة وغيف واحفد وقوله {وإن كنفا عفن‬
‫دراستهم لغافلي} أي وما كنا نفهم ما يقولون لنم ليسوا بلساننا ونن ف غفلة وشغل مع ذلك‬

‫‪584‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ع ما هم ف يه‪ .‬وقوله {أو تقولوا لو أ نا أنزل علي نا الكتاب لك نا أهدى من هم} أي وقطع نا تعلل كم أن‬
‫تقولوا لو أنا أنزل علينا ما أنزل عليهم لكنا أهدى منهم فيما أوتوه كقوله {وأقسموا بال جهد أيانم‬
‫لئن جاء هم نذ ير ليكو نن أهدى من إحدى ال مم} الَ ية‪ ,‬وهكذا قال هه نا {ف قد جاء كم بي نة من‬
‫ربكم وهدى ورحة} يقول‪ :‬فقد جاءكم من ال على لسان ممد صلى ال عليه وسلم النب العرب‬
‫قرآن عظيم فيه بيان للحلل والرام وهدى لا ف القلوب ورحة من ال لعباده الذين يتبعونه ويقتفون‬
‫مففففففففففففففففففففا فيففففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فمن أظلم من كذب بآيات ال وصدف عنها} أي ل ينتفع با جاء به الرسول ول‬
‫اتبع ما أرسل به ول ترك غيه بل صدف عن اتباع آيات ال أي صدف الناس وصدهم عن ذلك قاله‬
‫السدي‪ ,‬وعن ابن عباس وماهد وقتادة وصدف عنها أعرض عنها وقول السدي ههنا فيه قوة لنه‬
‫قال {ف من أظلم م ن كذب بآيات ال و صدف عنها} ك ما تقدم ف أول ال سورة {وهم ينهون ع نه‬
‫وينأون عنفه وإن يهلكون إل أنفسفهم} وقال تعال‪{ :‬الذيفن كفروا وصفدوا عفن سفبيل ال زدناهفم‬
‫عذابا فوق العذاب} وقال ف هذه الَية الكرية {سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب با‬
‫كانوا ي صدفون} و قد يكون الراد في ما قال ا بن عباس وما هد وقتادة {ف من أظلم م ن كذب بآيات‬
‫ال و صدف عن ها} أي ل آ من ب ا ول ع مل ب ا كقوله تعال‪{ :‬فل صدّق ول صلى ول كن كذب‬
‫وتول} وغ ي ذلك من الَيات الدالة على اشتمال الكا فر على التكذ يب بقل به وترك الع مل بوار حه‬
‫ولكن كلم السدي أقوى وأظهر‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬لن ال قال {فمن أظلم من كذب بآيات ال وصدف‬
‫عنهفا} كقوله تعال‪{ :‬الذيفن كفروا وصفدوا عفن سفبيل ال زدناهفم عذابا فوق العذاب باف كانوا‬
‫يفسفففففففففففففففففففففففففففففففففففففدون}‪.‬‬

‫ك َيوْ َم َيأْتِي َبعْضُ آيَا ِ‬


‫ت‬ ‫** هَ ْل يَنظُرُونَ إِلّ أَن َت ْأتِيهُمُ الْمَلِئ َكةُ َأوْ َي ْأتِيَ َربّ كَ َأوْ َي ْأتِيَ بَعْضُ آيَاتِ َربّ َ‬
‫سبَتْ فِيَ إِيَاِنهَا َخيْرا قُ ِل انتَظِ ُر َواْ ِإنّا مُنتَ ِظرُونَ‬
‫ت مِن َقبْلُ َأوْ كَ َ‬ ‫َربّكَ َل يَنفَ ُع َنفْسا إِيَاُنهَا لَ ْم َتكُنْ آمَنَ ْ‬
‫يقول تعال متوعدا للكافر ين به والخالف ي لر سله والكذب ي بآيا ته وال صادين عن سبيله { هل‬
‫ينظرون إل أن تأتيهم اللئكة أو يأت ربك} وذلك كائن يوم القيامة {أو يأت بعض آيات ربك يوم‬
‫يأت بعض آيات ربك ل ينفع نفسا إيانا} وذلك قبل يوم القيامة كائن من أمارات الساعة وأشراطها‬
‫حي يرون شيئا من أشراط الساعة كما قال البخاري ف تفسي هذه الَية حدثنا موسى بن إساعيل‬

‫‪585‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا عبد الواحد حدثنا عمارة حدثنا أبو زرعة عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صفلى ال عليفه وسفلم «ل تقوم السفاعة حتف تطلع الشمفس مفن مغرباف فإذا رآهفا الناس آمفن مفن‬
‫عليهففا»فذلك حيفف {ل ينفففع نفسففا إيانافف ل تكففن آمنففت مففن قبففل}‪.‬‬
‫حدثنا إسحاق حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن هام بن منبه عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «ل تقوم الساعة حت تطلع الشمس من مغربا» وف لفظ «فإذا طلعت ورآها‬
‫الناس آمنوا أجعون وذلك حي ل ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل» ث قرأ هذه الَية‪ .‬هكذا‬
‫روي هذا الديث من هذين الوجهي ومن الوجه الول أخرجه بقية الماعة ف كتبهم إل الترمذي‬
‫مفن طرق عفن عمارة بفن القعقاع بفن شبمفة عفن أبف زرعفة بفن جريفر عفن أبف هريرة بفه‪.‬‬
‫وأمّا الطريق الثان فرواه عن إسحاق غي منسوب وقيل هو ابن منصور الكوسج وقيل إسحاق بن‬
‫نصر واللهأعلم‪ ,‬وقد رواه مسلم عن ممد بن رافع النديسابوري كلها عن عبد الرزاق به‪ ,‬وقد‬
‫ورد هذا الد يث من طرق أ خر عن أ ب هريرة ك ما انفرد م سلم برواي ته من حد يث العلء بن عبد‬
‫الرحن بن يعقوب مول الرقة عن أبيه عن أب هريرة به‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب حدثنا‬
‫ابن فضيل عن أبيه عن أب حازم عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ثلث إذا‬
‫خر جن ل ين فع نف سا إيان ا ل ت كن آم نت من ق بل أو ك سبت ف إيان ا خيا‪ ,‬طلوع الش مس من‬
‫مغربا والدجال ودابة الرض» ورواه أحد عن وكيع عن فضيل بن غزوان عن أب حازم سلمان عن‬
‫أ ب هريرة به وعنده والدخان‪ ,‬ورواه م سلم عن أ ب ب كر بن أ ب شي بة وزه ي بن حرب عن وك يع‬
‫ورواه هو أيضا والترمذي من غي وجه عن فضيل بن غزوان به‪ ,‬ورواه إسحاق بن عبد ال القروي‬
‫عن مالك بن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة‪ ,‬ولكن ل يرجه أحد من أصحاب الكتب من هذا‬
‫الوجفففففففففه لضعفففففففففف القروي فففففففففف وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ابن جرير حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث عن أبيه عن جعفر بن ربيعة عن‬
‫ع بد الرح ن بن هر مز العرج عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل تقوم‬
‫الساعة حت تطلع الشمس من مغربا فإذا طلعت آمن الناس كلهم وذلك حي ل ينفع نفسا إيانا ل‬
‫تكن آمنت من قبل» الَية‪ ,‬ورواه ابن ليعة عن العرج عن أب هريرة به ورواه وكيع عن فضيل بن‬
‫غزوان عن أ ب حازم عن أ ب هريرة به‪ ,‬أخرج هذه الطرق كل ها الا فظ أ بو ب كر بن مردو يه ف‬
‫تفسيه‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا السن بن يي أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن أيوب عن ابن‬

‫‪586‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سيين عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من تاب قبل أن تطلع الشمس من‬
‫مغربافف قبففل منففه» ل يرجففه أحففد مففن أصففحاب الكتففب السففتة‪.‬‬
‫(حديث آخر) عن أب ذر الغفاري ف الصحيحي وغيها من طرق عن إبراهيم بن يزيد بن شريك‬
‫التيمي عن أبيه عن أب ذر جندب بن جنادة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«أتدري أين تذهب الشمس إذا غربت ؟» قلت‪ :‬ل أدري قال‪« :‬إنا تنتهي دون العرش فتخر ساجدة‬
‫ث تقوم حت يقال لا ارجعي فيوشك يا أبا ذر أن يقال لا ارجعي من حيث جئت وذلك حي {ل‬
‫ينفففففع نفسففففا إيانافففف ل تكففففن آمنففففت مففففن قبففففل}‪.‬‬
‫(حديث آخر) عن حذيفة بن أسيد بن أب شرية الغفاري رضي ال عنه‪ ,‬قال المام أحد بن حنبل‬
‫حدثنا سفيان عن فرات عن أب الطفيل عن حذيفة بن أ سيد الغفاري قال‪ :‬أشرف علينا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم من غرفة ونن نتذاكر الساعة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل تقوم‬
‫السفاعة حتف تروا عشفر آيات‪ :‬طلوع الشمفس مفن مغرباف‪ ,‬والدخان والدابفة‪ ,‬وخروج يأجوج‬
‫ومأجوج‪ ,‬وخروج عي سى ا بن مر ي‪ ,‬وخروج الدجال‪ ,‬وثل ثة خ سوف‪ :‬خ سف بالشرق وخ سف‬
‫بالغرب‪ ,‬وخ سف بزيرة العرب‪ ,‬ونار ترج من قعر عدن تسوق أو تشر الناس تبيت معهم حيث‬
‫باتوا وتقيل معهم حيث قالوا» وهكذا رواه مسلم وأهل السنن الربعة من حديث فرات القزاز عن‬
‫أبف الطفيفل عامفر بفن واثلة عفن حذيففة بفن أسفيد بفه وقال الترمذي‪ :‬حسفن صفحيح‪.‬‬
‫(حديث آخر) عن حذيفة بن اليمان رضي ال عنه‪ ,‬قال الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة‬
‫قال سألت ر سول ال صلى ال عليه وسلم فقلت يا ر سول ال ما آية طلوع الش مس من مغرب ا ؟‬
‫فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «تطول تلك الليلة ح ت تكون قدر ليلت ي فينت به الذ ين كانوا ي صلون‬
‫فيهفا فيعملون كمفا كانوا يعملون قبلهفا والنجوم ل ترى قفد غابفت مكاناف ثف يرقدون ثف يقومون‬
‫فيصفلون ثف يرقدون ثف يقومون فيطفل عليهفم جنوبمف حتف يتطاول عليهفم الليفل فيفزع الناس ول‬
‫يصبحون فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مشرقها إذ طلعت من مغربا فإذا رآها الناس آمنوا‬
‫فلم ينفعهم إيانم» رواه ابن مردويه‪ ,‬وليس هو ف شيء من الكتب الستة من هذا الوجه ف وال‬
‫أعلم ففففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪.‬‬
‫(حديث آخر) عن أب سعيد الدري واسه سعد بن مالك بن سنان رضي ال عنه وأرضاه‪ .‬قال‬
‫المام أحد حدثنا وكيع حدثنا ابن أب ليلى عن عطية العوف عن أب سعيد الدري رضي ال عنه عن‬

‫‪587‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النب صلى ال عليه وسلم {يوم يأت يعض آيات ربك ل ينفع نفسا إيانا} قال‪« :‬طلوع الشمس من‬
‫مغربا» ورواه الترمذي عن سفيان بن وكيع عن أبيه به وقال غريب‪ ,‬ورواه بعضهم ول يرفعه‪ ,‬وف‬
‫حد يث طالوت بن عباد عن فضال بن جبي عن أ ب أما مة صدي بن عجلن قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «إن أول الَيات طلوع الشمس من مغربا» وف حديث عاصم بن أب النجود‬
‫عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «إن ال‬
‫فتفح بابا قبفل الغرب عرضفه سفبعون عاما للتوبفة ل يغلق حتف تطلع الشمفس منفه» رواه الترمذي‬
‫فففل‪.‬‬ ‫فففث طويف‬ ‫ففف حديف‬ ‫فففه فف‬ ‫فففن ماجف‬ ‫فففائي وابف‬ ‫فففححه النسف‬ ‫وصف‬
‫(حديث آخر) عن عبد ال بن أب أوف قال ابن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن علي بن دحيم‪ ,‬حدثنا‬
‫أحد بن حازم حدثنا ضرار بن صرد‪ ,‬حدثنا ابن فضيل عن سليمان بن يزيد عن عبد ال بن أب أوف‬
‫قال‪ :‬سفعت رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم يقول «ليأتيف على الناس ليلة تعدل ثلث ليال مفن‬
‫لياليكم هذه فإذا كان ذلك يعرفها التنفلون يقوم أحدهم فيقرأ حزبه ث ينام ث يقوم فيقرأ حزبه ث ينام‬
‫فبينمفا هفم كذلك إذ صفاح الناس بعضهفم فف بعفض فقالوا مفا هذا فيفزعون إل السفاجد فإذا هفم‬
‫بالشمس قد طلعت حت إذا صارت ف وسط السماء رجعت وطلعت من مطلعها ف قال حينئذ ف‬
‫ل ين فع نف سا إيان ا» هذا حد يث غر يب من هذا الو جه ول يس هو ف ش يء من الك تب ال ستة‪.‬‬
‫(حديث آخر) عن عبد ال بن عمرو‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل بن إبراهيم حدثنا أبو حيان‬
‫عن أب زرعة عن عمرو بن جرير قال‪ :‬جلس ثلثة نفر من السلمي إل مروان بالدينة فسمعوه وهو‬
‫يدث عن الَيات يقول إن أول ا الدجال قال فان صرفوا إل ع بد ال بن عمرو فحدثوه بالذي سعوه‬
‫من مروان ف الَيات فقال‪ :‬ل يقل مروان شيئا حفظت من رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «إن‬
‫أول الَيات خروجا طلوع الش مس من مغرب ا وخروج الدا بة ض حى فأيته ما كا نت ق بل صاحبتها‬
‫فالخرى على أثرها» ث قال عبد ال وكان يقرأ الكتب وأظن أولا خروجا طلوع الشمس من مغربا‬
‫وذلك أنا كلما غربت أتت تت العرش وسجدت واستأذنت ف الرجوع فأذن لا ف الرجوع حت‬
‫إذا بدا ل أن تطلع من مغرب ا فعلت ك ما كا نت تف عل‪ ,‬أ تت ت ت العرش ف سجدت وا ستأذنت ف‬
‫الرجوع فلم يرد عليها شيء ث استأذنت ف الرجوع فل يرد عليها شيء حت إذا ذهب من الليل ما‬
‫شاء ال أن يذهب وعرفت أنه إذا أذن لا ف الرجوع ل تدرك الشرق قالت‪ :‬رب ما أبعد الشرق من‬
‫ل بالناس‪ ,‬ح ت إذا صار ال فق كأنفه طوق اسفتأذنت ف الرجوع فيقال ل ا‪ :‬مفن مكانفك فاطلعفي‬

‫‪588‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فطلعت على الناس من مغربا‪ ,‬ث تل عبد ال هذه الَية {ل ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل}‬
‫الَية‪ ,‬وأخرجه مسلم ف صحيحه وأبو داود وابن ماجه ف سننيهما من حديث أب حيان التيمي واسه‬
‫ييفف بففن سففعيد بففن حيان بففن أبفف زرعففة بففن عمرو بففن جريففر بففه‪.‬‬
‫(حديث آخر عنه) قال الطبان حدثنا أحد بن يي بن خالد بن حيان الرقي حدثنا إسحاق بن‬
‫إبراهيم بن زريق المصي‪ ,‬حدثنا عثمان بن سعيد بن كثي بن دينار‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن يي بن‬
‫ع بد ال عن أ ب ع بد الرح ن البلي عن ع بد ال بن عمرو بن العاص قال قال ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم «إذا طلعت الشمس من مغربا خر إبليس ساجدا ينادي ويهر إلي مرن أن أسجد لن شئت‬
‫ف قال ف فيجتمع إليه زبانيته فيقولون كلهم ما هذا التضرع فيقول‪ :‬إنا سألت رب أن ينظرن إل‬
‫الو قت العلوم وهذا الو قت العلوم ف قال ف ث ترج دابة الرض من صدع ف ال صفا ف قال ف‬
‫فأول خطوة تضعها بأنطاكيا فتأت إبليس فتلطمه» هذا حديث غريب جدا وسنده ضعيف ولعله من‬
‫الزاملتيف اللتيف أصفابما عبفد ال بفن عمرو يوم اليموك فأمفا رفعفه فمنكفر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) عن عبد ال بن عمرو وعبد الرحن بن عوف ومعاوية بن أب سفيان رضي ال عنهم‬
‫أجعي‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا الكم بن نافع‪ ,‬حدثنا إساعيل بن عياش عن ضمضم بن شريح بن‬
‫عب يد يرده إل مالك بن يا مر عن ا بن ال سعدي أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «ل تنق طع‬
‫الجرة ما دام العدو يقا تل» فقال معاو ية وع بد الرح ن بن عوف وع بد ال بن عمرو بن العاص إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إن الجرة خصلتان إحداها تجر السيئات والخرى تاجر إل‬
‫ال ور سوله ول تنق طع ما تقبلت التو بة ول تزال التو بة تق بل ح ت تطلع الش مس من مغرب ا‪ ,‬فإذا‬
‫طلعت طبع على كل قلب با فيه وكفي الناس العمل» هذا الديث حسن السناد ول يرجه أحد‬
‫مفففففففن أصفففففففحاب الكتفففففففب السفففففففتة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) عن ابن مسعود رضي ال عنه‪ .‬قال عوف العراب عن ممد بن سيين حدثن أبو‬
‫عبيدة عن ا بن م سعود أ نه كان يقول ما ذ كر من الَيات ف قد م ضى غ ي أر بع‪ .‬طلوع الش مس من‬
‫مغرباف‪ ,‬والدجال‪ ,‬ودابفة الرض‪ ,‬وخروج يأجوج ومأجوج‪ .‬قال وكان يقول الَيفة التف تتفم باف‬
‫العمال طلوع الشمس من مغربا أل تر أن ال يقول {يوم يأت بعض آيات ربك} الَية كلها يعن‬
‫طلوع الش مس من مغرب ا‪ .‬حديث ابن عباس رضي ال عنه ما رواه الا فظ أ بو ب كر بن مردويه ف‬
‫تفسيه من حديث عبد النعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه عن ابن عباس مرفوعا فذكر‬

‫‪589‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل غريبا منكرا رفعفه‪ ,‬وفيفه أن الشمفس والقمفر يطلعان يومئذ مفن الغرب مقرونيف وإذا‬ ‫حديثا طوي ً‬
‫انتصفا السماء رجعا ث عادا إل ما كانا عليه وهو حديث غريب جدا بل منكر بل موضوع إن ادعي‬
‫أنفه مرفوع‪ ,‬فأمفا وقففه على ابفن عباس أو وهفب بفن منبفه وهفو الشبفه فغيف مدفوع‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال سفيان عن منصور عن عامر عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬إذا خرج أول الَيات طرحت‬
‫وحب ست الف ظة وشهدت الج ساد على العمال رواه ا بن جر ير رح ه ال تعال‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬ل‬
‫ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل} أي إذا أنشأ الكافر إيانا يومئذ ل يقبل منه فأما من كان‬
‫مؤمنا قبل ذلك فإن كان مصلحا ف عمله فهو بي عظيم وإن ل يكن مصلحا فأحدث توبة حينئذ ل‬
‫تق بل م نه توب ته ك ما دلت عل يه الحاد يث التقد مة وعل يه ي مل قوله تعال‪{ :‬أو ك سبت ف إيان ا‬
‫ل بفه قبفل ذلك‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬قفل‬‫خيا} أي ول يقبفل منهفا كسفب عمفل صفال إذا ل يكفن عام ً‬
‫انتظروا إنا منتظرون} تديد شديد للكافرين ووعيد أكيد لن سوف بإيانه وتوبته إل وقت ل ينفعه‬
‫ذلك وإنا كان هذا الكم عند طلوع الشمس من مغربا لقتراب الساعة وظهور أشراطها كما قال‬
‫{ف هل ينظرون إل ال ساعة أن تأتي هم بغ تة ف قد جاء أشراط ها فأ ن ل م إذا جاءت م ذكرا هم} وقوله‬
‫تعال‪{ :‬فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بال وحده وكفرنا با كنا به مشركي فلم يك ينفعهم إيانم لا‬
‫فففففففففففففففففة‪.‬‬ ‫فففففففففففففففففنا} الَيف‬ ‫رأوا بأسف‬

‫ستَ ِمْنهُمْ فِي شَيْءٍ ِإنّمَآ َأمْ ُرهُمْ إِلَى اللّ ِه ثُ ّم ُيَنبُّئهُم بِمَا كَانُواْ‬
‫** إِنّ الّذِي نَ َفرّقُواْ دِيَنهُ ْم وَكَانُوْا ِشيَعا لّ ْ‬
‫َيفْعَلُونفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففَ‬
‫قال ما هد وقتادة والضحاك وال سدي نزلت هذه الَ ية ف اليهود والن صارى وقال العو ف عن ا بن‬
‫عباس ف قوله {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} وذلك أن اليهود والنصارى اختلفوا قبل مبعث‬
‫م مد صلى ال عل يه و سلم فتفرقوا فل ما ب عث م مد صلى ال عل يه و سلم أنزل ال عل يه {إن الذ ين‬
‫فرقوا دين هم وكانوا شيعا ل ست من هم ف ش يء} الَ ية‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن سعيد بن ع مر‬
‫السكون حدثنا بقية بن الوليد كتب إل عباد بن كثي حدثنا ليث عن طاوس عن أب هريرة رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف هذه الَية {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست‬
‫منهم ف شيء} وليسوا منك هم أهل البدع وأهل الشبهات وأهل الضللة من هذه المة‪ .‬لكن هذا‬
‫إسناد ل يصح فإن عباد بن كثي متروك الديث ول يتلق هذا الديث ولكنه وهم ف رفعه فإنه رواه‬

‫‪590‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سفيان الثوري عن ليث وهو ابن أب سليم عن طاوس عن أب هريرة ف الَية أنه قال‪ :‬نزلت ف هذه‬
‫المففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقال أ بو غالب عن أ ب أما مة ف قوله {وكانوا شيعا} قال هم الوارج وروي ع نه مرفوعا ول‬
‫يصح‪ .‬وقال شعبة عن مالد عن الشعب عن شريح عن عمر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫ف «{إن الذيفن فرقوا دينهفم وكانوا شيعا} فف قال فف هفم‬ ‫عليفه وسفلم قال لعائشفة رضفي ال عنه ا‬
‫أصحاب البدع» وهذا رواه ابن مردويه وهو غريب أيضاول يصح رفعه‪ ,‬والظاهر أن الَية عامة ف‬
‫كل من فارق دين ال وكان مالفا له فإن ال بعث رسوله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله‬
‫وشرعفه واحفد ل اختلف فيفه ول افتراق فمفن اختلف فيفه {وكانوا شيعا} أي فرقا كأهفل اللل‬
‫والن حل والهواء والضللت فإن ال تعال قد برأ ر سول ال صلى ال عليه وسلم م ا هم فيه وهذه‬
‫الَيفة كقوله تعال {شرع لكفم مفن الديفن مفا وصفى بفه نوحا والذي أوحينفا إليفك} الَيفة‪.‬‬
‫و ف الد يث «ن ن معا شر ال نبياء أولد علت دين نا وا حد» فهذا هو ال صراط ال ستقيم و هو ما‬
‫جاءت به الرسل من عبادة ال وحده ل شريك له والتمسك بشريعة الرسول التأخر وما خالف ذلك‬
‫فضللت وجهالت وآراء وأهواء والر سل برآء من ها ك ما قال ال تعال {ل ست من هم ف ش يء}‬
‫وقوله تعال {إن ا أمر هم إل ال ث ينبئ هم ب ا كانوا يفعلون} كقوله تعال {إن الذ ين آمنوا والذ ين‬
‫هادوا وال صابئي والن صارى والجوس والذ ين أشركوا إن ال يف صل بين هم يوم القيا مة} الَ ية ث ب ي‬
‫لطفففففه سففففبحانه ففففف حكمففففه وعدله يوم القيامففففة فقال تعال‪.‬‬

‫ل يُجْزَىَ إِ ّل ِمثْلَهَا َوهُ مْ َل يُظْلَمُو نَ‬


‫سيَّئةِ َف َ‬
‫سَنةِ فَلَ ُه عَشْرُ َأمْثَالِهَا وَمَن جَآ َء بِال ّ‬
‫** مَن جَآ َء بِالْحَ َ‬
‫وهذه الَية الكرية مفصلة لا أجل ف الَية الخرى وهي قوله {من جاء بالسنة فله خي منها}‬
‫وقد وردت الحاديث مطابقة لذه الَية كما قال المام أحد بن حنبل رحه ال‪ :‬حدثنا عفان حدثنا‬
‫جعفر بن سليمان‪ ,‬حدثنا العد أبو عثمان عن أب رجاء العطاردي عن ابن عباس رضي ال عنهما أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال فيما يروي عن ربه تبارك وتعال «إن ربكم عز وجل رحيم من‬
‫هم ب سنة فلم يعمل ها كت بت له ح سنة فإن عمل ها كت بت له عشرا إل سبعمائة إل أضعاف كثية‪.‬‬
‫ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له واحدة أو يحوها ال عز وجل ول‬
‫يهلك على ال إل هالك» ورواه البخاري ومسفلم والنسفائي مفن حديفث العفد أبف عثمان بفه‪.‬‬

‫‪591‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال أحد أيضا‪ :‬حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن العرور بن سويد عن أب ذر رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ال عز جل‪ :‬من عمل حسنة فله عشر أمثالا وأزيد‬
‫و من ع مل سيئة فجزاؤ ها مثل ها أو أغ فر و من ع مل قراب الرض خطيئة ث لقي ن ل يشرك ب شيئا‬
‫جعلت له مثل ها مغفرة‪ ,‬و من اقترب إل شبا اقتر بت إل يه ذراعا و من اقترب إل ذراعا اقتر بت إل يه‬
‫باعا ومن أتان يشي أتيته هرولة» ورواه مسلم عن أب كريب عن أب معاوية به‪ ,‬وعن أب بكر بن‬
‫أب شيبة عن وكيع عن العمش به‪ ,‬ورواه ابن ماجه عن علي بن ممد الطنافسي عن وكيع به‪ ,‬وقال‬
‫الافظ أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا شيبان حدثنا حاد‪ ,‬حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬من هم بسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له‬
‫عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها ل يكتب عليه شيء فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة» واعلم أن‬
‫تارك السيئة الذي ل يعملها على ثلثة أقسام تارة يتركها ل فهذا تكتب له حسنة على كفه عنها ل‬
‫تعال وهذا عمل ونية ولذا جاء أنه يكتب له حسنة كما جاء ف بعض ألفاظ الصحيح فإنا تركها‬
‫من جرائي أي من أجلي‪ ,‬وتارة يتركها نسيانا وذهولً عنها فهذا ل له ول عليه لنه ل ينو خيا ول‬
‫فعل شرا‪ ,‬وتارة يتركها عجزا وكسل عنها بعد السعي ف أسبابا والتلبس با يقرب منها‪ ,‬فهذا بنلة‬
‫فاعل ها ك ما جاء ف الد يث ال صحيح عن ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قال «إذا الت قى ال سلمان‬
‫ب سيفيهما فالقا تل والقتول ف النار» قالوا يا ر سول ال هذا القا تل ف ما بال القتول ؟ قال «إ نه كان‬
‫ففففففففففاحبه»‪.‬‬ ‫ففففففففففل صف‬ ‫ففففففففففا على قتف‬ ‫حريصف‬
‫وقال المام أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا ماهد بن موسى‪ ,‬حدثنا علي وحدثنا السن بن الصباح وابن‬
‫خيثمة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسحاق بن سليمان كلها عن موسى بن عبيدة عن أب بكر بن عبيد ال بن‬
‫أنس عن جده أنس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من هم بسنة كتب ال له حسنة فإن‬
‫عملها كتبت له عشرا‪ ,‬ومن هم بسيئة ل تكتب عليه حت يعملها فإن عملها كتبت عليه سيئة‪ ,‬فإن‬
‫ترك ها كت بت له ح سنة يقول ال تعال إن ا ترك ها من ماف ت»‪ ,‬هذا ل فظ حد يث ما هد يع ن ا بن‬
‫موسى‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا شيبان بن عبد الرحن‪ ,‬عن الركي‬
‫بن الربيع عن أبيه عن عمه فلن بن عميلة‪ ,‬عن خري بن فاتك السدي‪ ,‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «إن الناس أرب عة والعمال ستة‪ ,‬فالناس مو سع له ف الدن يا والَخرة ومو سع له ف الدن يا مقتور‬
‫عل يه ف الَخرة‪ ,‬ومقتور عل يه ف الدن يا مو سع له ف الَخرة وش قي ف الدن يا والَخرة‪ ,‬والعمال‬

‫‪592‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫موجبتان وم ثل ب ثل وعشرة أضعاف و سبعمائة ض عف‪ ,‬فالوجبتان من مات م سلما مؤمنا ل يشرك‬
‫بال شيئا وجبت له النة‪ ,‬ومن مات كافرا وجبت له النار‪ ,‬ومن هم بسنة فلم يعملها فعلم ال أنه‬
‫قد أشعرها قلبه وحرص علي ها كتبت له حسنة‪ ,‬و من هم بسيئة ل تكتب عليه و من عملها كتبت‬
‫واحدة ول تضاعف عليه‪ ,‬ومن عمل حسنة كانت عليه بعشر أمثالا‪ ,‬ومن أنفق نفقة ف سبيل ال عز‬
‫وجل كانت بسبعمائة ضعف» ورواه الترمذي والنسائي من حديث الركي بن الربيع عن أبيه عن‬
‫بشيففف بفففن عميلة عفففن خريففف بفففن فاتفففك بفففه ببعضفففه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو زر عة حدث نا عب يد ال بن ع مر القواريري‪ ,‬حدث نا يز يد بن زر يع‪,‬‬
‫حدثنا حبيب بن العلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪:‬‬
‫«يضر المعة ثلثة نفر‪ ,‬رجل حضرها بلغو فهو حظه منها‪ ,‬ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا‬
‫ال فإن شاء أعطاه وإن شاء من عه‪ ,‬ور جل حضرها بإنصات وسكون ول يت خط رقبة م سلم ول يؤذ‬
‫أحدا فهي كفارة له إل المعة الت تليها وزيادة ثلثة أيام»‪ ,‬وذلك لن ال عز وجل يقول {من جاء‬
‫بالسنة فله عشر أمثالا} وقال الافظ أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا هشام بن مرثد‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫إساعيل‪ ,‬حدثن أب‪ ,‬حدثن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أب مالك الشعري قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «الم عة كفارة ل ا بين ها وب ي الم عة ال ت تلي ها وزيادة ثل ثة أيام‪,‬‬
‫وذلك لن ال تعال قال {من جاء بالسنة فله عشر أمثالا}» وعن أب ذر رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «من صام ثلثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله» رواه المام‬
‫أحد وهذا لفظه والنسائي وابن ما جه والترمذي‪ ,‬وزاد «فأنزل ال تصديق ذلك ف كتابه {من جاء‬
‫بال سنة فله ع شر أمثال ا} اليوم بعشرة أيام» ث قال هذا حد يث ح سن وقال ا بن م سعود { من جاء‬
‫بال سنة فله ع شر أمثال ا} من جاء بل إله إل ال‪ ,‬و من جاء بال سيئة يقول بالشرك‪ ,‬وهكذا جاء عن‬
‫جا عة من ال سلف ر ضي ال عن هم أجي عن‪ ,‬و قد ورد ف يه حد يث مرفوع ال أعلم ب صحته‪ ,‬لك ن ل‬
‫أروه من وجه يثبت‪ ,‬والحاديث والَثار ف هذا كثية جدا وفيما ذكر كفاية إن شاء ال وبه الثقة‪.‬‬

‫سَتقِيمٍ دِينا ِقيَما ّمّلةَ إِبْرَاهِي مَ َحنِيفا َومَا كَا َن مِ نَ الْمُشْرِكِيَ *‬


‫ط مّ ْ‬
‫صرَا ٍ‬
‫** ُقلْ ِإنّنِي هَدَانِي َربّ يَ إَِلىَ ِ‬
‫ت َوأَنَاْ َأوّلُ‬
‫ب اْلعَالَمِيَ * َل شَرِي كَ لَ ُه َوبِذَلِ كَ ُأمِرْ ُ‬
‫ي َومَمَاتِي للّ هِ رَ ّ‬‫حيَا َ‬
‫سكِي َومَ ْ‬ ‫لتِي َونُ ُ‬
‫صَ‬‫قُلْ إِ نّ َ‬
‫الْمُسففففففففففففففففففففففففففففففففففففففْلِ ِميَ‬

‫‪593‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال آمرا نبيه صلى ال عل يه و سلم سيد الر سلي أن ي ب ب ا أن عم به عل يه من الدا ية إل‬
‫صفراطه السفتقيم الذي ل اعوجاج فيفه ول انراف {دينا قيما} أي قائما ثابتا {ملة إبراهيفم حنيفا‬
‫وما كان من الشركي} كقوله {ومن يرغب من ملة إبراهيم إل من سفه نفسه} وقوله {وجاهدوا‬
‫ف ال حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم ف الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم} وقوله {إن‬
‫إبراهيفم كان أمفة قانتا ل حنيفا ول يفك مفن الشركيف * شاكرا لنعمفه اجتباه وهداه إل صفراط‬
‫مستقيم‪ ,‬وآتيناه ف الدنيا حسنة وإنه ف الَخرة لن الصالي * ث أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم‬
‫حنيفا و ما كان من الشرك ي} ول يس يلزم من كو نه صلى ال عل يه و سلم أ مر باتباع ملة إبراه يم‬
‫النيفية‪ ,‬أن يكون إبراه يم أك مل م نه في ها ل نه عل يه ال سلم قام ب ا قياما عظيما وأكملت له إكمالً‬
‫تاما ل يسبقه أحد إل هذا الكمال‪ ,‬ولذا كان خات النبياء وسيد ولد آدم على الطلق‪ ,‬وصاحب‬
‫القام الحمود الذي يرغفففب إليفففه اللق حتففف الليفففل عليفففه السفففلم‪.‬‬
‫وقد قال ابن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن حفص‪ ,‬حدثنا أحد بن عصام‪ ,‬حدثنا أبو داود‬
‫الطيالسي‪ ,‬حدثنا شعبة أنبأنا سلمة بن كهيل‪ ,‬سعت ذر بن عبد ال المدان يدث عن ابن أبزى عن‬
‫أب يه‪ ,‬قال‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إذا أ صبح قال «أ صبحنا على ملة ال سلم وكل مة‬
‫الخلص ودين نبينا ممد وملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من الشركي» وقال المام أحد‪ :‬حدثنا‬
‫يزيد أخبنا ممد بن إسحاق‪ ,‬عن داود بن الصي عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه‬
‫قال‪ :‬قيل لرسول ال صلى ال عليه وسلم أي الديان أحب إل ال تعال ؟ قال «النيفية السمحة»‬
‫وقال أحد أيضا‪ :‬حدثنا سليمان بن داود‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن أب الزناد عن هشام بن عروة عن‬
‫أبيه عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬وضع رسول ال صلى ال عليه وسلم ذقن على منكبه‪ ,‬لنظر‬
‫إل زفن البشة حت كنت الت مللت فانصرفت عنه‪ .‬قال عبد الرحن عن أبيه قال‪ :‬قال ل عروة إن‬
‫عائشة قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ «لتعلم يهود أن ف ديننا فسحة‪ ,‬إن أرسلت‬
‫بنيفية سحة»‪ ,‬أصل الديث مرج ف الصحيحي والزيادة لا شواهد من طرق عدة‪ ,‬وقد استقصيت‬
‫طرقها ف شرح البخاري ول المد والنة‪ ,‬وقوله تعال {قل إن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب‬
‫العال ي} يأمره تعال أن ي ب الشرك ي الذ ين يعبدون غ ي ال ويذبون لغ ي ا سه أ نه مالف ل م ف‬
‫ذلك‪ ,‬فإن صلته ل ونسكه على اسه وحده ل شريك له‪ ,‬وهذا كقوله تعال {ف صل لربك وانر}‬
‫أي أخلص له صفلتك وذبكف‪ ,‬فإن الشركيف كانوا يعبدون الصفنام ويذبون لاف‪ ,‬فأمره ال تعال‬

‫‪594‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بخالفتهم والنراف عما هم فيه والقبال بالقصد والنية والعزم على الخلص ل تعال‪ ,‬قال ماهد‬
‫ف قوله {إن صلت ونسكي} النسك الذبح ف الج والعمرة‪ ,‬وقال الثوري عن السدي عن سعيد‬
‫بففففن جففففبي {ونسففففكي} قال ذبيفففف‪ ,‬وكذا قال السففففدي والضحاك‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عوف‪ ,‬حدثنا أحد بن خالد الذهب‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق‬
‫عن يزيد بن أب حبيب عن ابن عباس عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬ضحّى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف يوم عيد النحر بكبشي وقال حي ذبهما «وجهت وجهي للذي فطر السموات والرض‬
‫حنيفا و ما أ نا من الشرك ي إن صلت ون سكي ومياي وما ت ل رب العال ي ل شر يك له وبذلك‬
‫أمرت وأنا أول السلمي» وقوله عز وجل {وأنا أول السلمي} قال قتادة‪ :‬أي من هذه المة‪ ,‬وهو‬
‫كما قال فإن جيع النبياء قبله كلهم كانت دعوتم إل السلم‪ ,‬وأصله عبادة ال وحده ل شريك له‬
‫ك ما قال {و ما أر سلنا من قبلك من ر سول إل نو حي إل يه أ نه ل إله إل أ نا فاعبدون} و قد أخب نا‬
‫تعال عن نوح أ نه قال لقو مه {فإن تولي تم ف ما سألتكم من أ جر إن أجري إل على ال وأمرت أن‬
‫أكون من السلمي} وقال تعال {ومن يرغب من ملة إبراهيم إل من سفه نفسه ولقد اصطفيناه ف‬
‫الدن يا وإ نه ف الَخرة ل ن ال صالي * إذ قال له ر به أ سلم قال أ سلمت لرب العال ي * وو صى ب ا‬
‫إبراهيم بنيه ويعقوب يا بن إن ال اصطفى لكم الد ين فل توتن إل وأن تم مسلمون} وقال يوسف‬
‫عليه السلم {رب قد آتيتن من اللك وعلمتن من تأويل الحاديث فاطر السموات والرض أنت‬
‫وليي ف الدنيا والَخرة توفن مسلما وألقن بالصالي} وقال موسى {يا قوم إن كنتم آمنتم بال‬
‫فعل يه توكلوا إن كن تم م سلمي * فقالوا على ال توكل نا رب نا ل تعل نا فت نة للقوم الظال ي * ون نا‬
‫برحتك من القوم الكافر ين} وقال تعال {إ نا أنزلنا التوراة في ها هدى ونور ي كم ب ا ال نبيون الذ ين‬
‫أسلموا للذين هادوا والربانيون والحبار} الَية‪ ,‬وقال تعال {وإذ أوحيت إل الواريي أن آمنوا ب‬
‫وبرسول قالوا آمنا وأشهد بأننا مسلمون} فأخب تعال أنه بعث رسله بالسلم‪ ,‬ولكنهم متفاوتون‬
‫ف يه ب سب شرائع هم الا صة ال ت ين سخ بعض ها بعضا‪ ,‬إل أن ن سخت بشري عة م مد صلى ال عل يه‬
‫وسلم الت ل تنسخ أبد الَبدين‪ ,‬ول تزال قائمة منصورة وأعلمها منشورة إل قيام الساعة‪ ,‬ولذا قال‬
‫عل يه ال سلم «ن ن معا شر ال نبياء أولد علت دين نا وا حد» فإن أولد العلت هم الخوة من أب‬
‫وا حد وأمهات ش ت‪ ,‬فالد ين وا حد و هو عبادة ال وحده ل شر يك له وإن تنو عت الشرائع ال ت هي‬

‫‪595‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بنلة المهات‪ ,‬ك ما أن إخوة الخياف ع كس هذا ب نو الم الواحدة من آباء ش ت‪ ,‬والخوة العيان‬
‫الشقاء مففففففففففففن أب واحففففففففففففد وأم واحدة‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو سعيد‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن عبد ال الاجشون‪ ,‬حدثنا عبد ال بن‬
‫الفضل الاشي‪ ,‬عن العرج‪ ,‬عن عبيد ال بن أب رافع‪ ,‬عن علي رضي ال عنه‪ ,‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم كان إذا كب ا ستفتح ث قال‪« :‬وج هت وج هي للذي ف طر ال سموات والرض حنيفا‬
‫وما أنا من الشركي‪ ,‬إن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب العالي»‪« ,‬اللهم أنت اللك ل إله إل‬
‫أنت‪ ,‬أنت رب وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنب فاغفر ل ذنوب جيعا ل يغفر الذنوب إل‬
‫أ نت‪ ,‬واهد ن لح سن الخلق ل يهدي لح سنها إل أ نت‪ ,‬وا صرف ع ن سيئها ل ي صرف ع ن‬
‫سيئها إل أ نت‪ ,‬تبار كت وتعال يت‪ ,‬أ ستغفرك وأتوب إل يك» ث ذ كر تام الد يث في ما يقوله ف‬
‫فففحيحه‪.‬‬ ‫ففف صف‬ ‫فففلم فف‬ ‫فففد رواه مسف‬ ‫فففد وقف‬ ‫فففجود والتشهف‬ ‫الركوع والسف‬

‫** ُقلْ أَ َغيْرَ اللّ هِ َأبْغِي َربّا َو ُهوَ رَ بّ كُ ّل َشيْ ٍء وَلَ تَكْ سِبُ كُ ّل َنفْ سٍ إِ ّل عََلْيهَا وَ َل تَزِ ُر وَازِ َرٌة وِزْ َر‬
‫خَتِلفُونففَ‬ ‫ف بِمَففا ُكْنتُمففْ فِيهففِ تَ ْ‬ ‫ف مّرْ ِج ُعكُمففْ َفُيَنبُّئكُمف ْ‬‫ى ثُمففّ إِلَىَ َرّبكُمف ْ‬ ‫أُخْرَ َ‬
‫يقول تعال {قل} يا ممد لؤلء الشركي بال ف إخلص العبادة له والتوكل عليه {أغي ال أبغي‬
‫ربا} أي أطلب ربا سفواه‪{ ,‬وهفو رب كفل شيفء} يربينف ويفظنف ويكلؤنف ويدبر أمري‪ ,‬أي ل‬
‫أتوكل إل عليه ول أنيب إل إليه لنه رب كل شيء ومليكه وله اللق والمر‪ .‬ففي هذه الَية المر‬
‫بإخلص التو كل ك ما تضم نت ال ت قبل ها إخلص العبادة ل وحده ل شر يك له‪ ,‬وهذا الع ن يقرن‬
‫بالَخفر كثيا فف القرآن كقوله تعال مرشدا لعباده أن يقولوا له {إياك نعبفد وإياك نسفتعي}‪ ,‬وقوله‬
‫{فاعبده وتوكل عليه} وقوله {قل هو الرحن آمنا به وعليه توكلنا} وقوله {رب الشرق والغرب ل‬
‫ففففففففففن الَيات‪.‬‬ ‫ففففففففففو فاتذه وكيلً}‪ ,‬وأشباه ذلك مف‬ ‫إله إل هف‬
‫وقوله تعال {ول تك سب كل ن فس إل علي ها‪ ,‬ول تزر وازرة وزر أخرى}‪ ,‬إخبار عن الوا قع يوم‬
‫القيا مة ف جزاء ال تعال وحك مه وعدله‪ ,‬أن النفوس إن ا تازى بأعمال ا إن خيا فخ ي‪ ,‬وإن شرا‬
‫ف شر‪ ,‬وأ نه ل ي مل من خطيئة أ حد على أ حد وهذا من عدله تعال ك ما قال {وإن تدع مثقلة إل‬
‫حلهفا ل ي مل منفه شيفء ولو كان ذا قر ب} وقوله تعال {فل ياف ظلما ول هضما} قال علماء‬
‫التف سي‪ :‬أي فل يظلم بأن ي مل عل يه سيئات غيه‪ ,‬ول يه ضم بأن ين قص من ح سناته وقال تعال‬

‫‪596‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{كل نفس با كسبت رهينة إل أصحاب اليمي} معناه كل نفس مرتنة بعملها السيء‪ ,‬إل أصحاب‬
‫اليمي فإنه قد يعود بركة أعمالم الصالة على ذرياتم وقراباتم كما قال ف سورة الطور {والذين‬
‫آمنوا واتبعت هم ذريت هم بإيان ألق نا ب م ذريت هم و ما ألتنا هم من عمل هم من ش يء}‪ ,‬أي ألق نا ب م‬
‫ذريتهم ف النلة الرفيعة ف النة وإن ل يكونوا قد شاركوهم ف العمال‪ ,‬بل ف أصل اليان‪ ,‬وما‬
‫ألتنا هم أي أنق صنا أولئك ال سادة الرفعاء من أعمال م شيئا ح ت ساويناهم وهؤلء الذ ين هم أن قص‬
‫من هم منلة‪ ,‬بل رفع هم تعال إل منلة الَباء بب كة أعمال م بفضله ومن ته‪ ,‬ث قال { كل امرى ب ا‬
‫كسب رهي} أي من شر‪ ,‬وقوله {ث إل ربكم مرجعكم فينبئكم با كنتم فيه تتلفون} أي اعملوا‬
‫على مكانتكفم إنفا عاملون على مفا ننف عليفه فسفتعرضون ونعرض عليفه‪ ,‬وينبئنفا وإياكفم بأعمالنفا‬
‫وأعمال كم و ما ك نا نتلف ف يه ف الدار الدن يا‪ ,‬كقوله { قل ل ت سألون ع ما أجرم نا ول ن سأل ع ما‬
‫تعملون * قففل يمففع بيننففا ربنففا ثفف يفتففح بيننففا بالقفف وهففو الفتاح العليففم}‪.‬‬

‫ق َبعْ ضٍ دَرَجَا تٍ ّلَيبُْلوَكُ مْ فِي مَآ آتَاكُ مْ إِ ّن‬


‫ض وَرَفَ َع َب ْعضَكُ مْ َفوْ َ‬
‫لئِ فَ الرْ ِ‬
‫** َو ُه َو الّذِي َجعََلكُ مْ َخ َ‬
‫ف َوإِنّهففففففُ َلغَفُورٌ ّرحِيمففففففٌ‬ ‫َربّكففففففَ سففففففَرِي ُع اْل ِعقَابففففف ِ‬
‫يقول تعال {وهو الذي جعلكم خلئف الرض} أي جعلكم تعمرونا جيلً بعد جيل‪ ,‬وقرنا بعد‬
‫قرن وخلفا بعد سلف‪ .‬قاله ابن زيد وغيه‪ ,‬كقوله تعال {ولو نشاء لعلنا منكم ملئكة ف الرض‬
‫يلفون} وكقوله تعال {ويعلكفم خلفاء الرض} وقوله {إنف جاعفل فف الرض خليففة} وقوله‬
‫{عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم ف الرض فينظر كيف تعملون} وقوله {ورفع بعضكم‬
‫فوق بعض درجات} أي فاوت بينكم ف الرزاق والخلق والحاسن والساوىء والناظر والشكال‬
‫واللوان‪ ,‬وله الك مة ف ذلك‪ ,‬كقوله تعال {ن ن ق سمنا بين هم معيشت هم ف الياة الدن يا ورفع نا‬
‫بعض هم فوق ب عض درجات ليت خذ بعض هم بعضا سخريا} وقوله {ان ظر ك يف فضل نا بعض هم على‬
‫بعففففففففض وللَخرة أكففففففففب درجات وأكففففففففب تفضيلً}‪.‬‬
‫وقوله تعال {ليبلو كم في ما آتا كم} أي ليخ تبكم ف الذي أن عم به علي كم وامتحن كم به‪ ,‬ليخ تب‬
‫الغن ف غناه ويسأله عن شكره‪ ,‬والفقي ف فقره ويسأله عن صبه‪ .‬وف صحيح مسلم من حديث أب‬
‫نضرة عن أ ب سعيد الدري ر ضي ال ع نه‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إن الدن يا‬
‫حلوة خضرة وإن ال مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون‪ ,‬فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بن‬

‫‪597‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إسرائيل كانت ف النساء»‪ .‬وقوله تعال {إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم} ترهيب وترغيب‬
‫أن حسابه وعقابه سريع‪ ,‬فيمن عصاه وخالف رسله {وإنه لغفور رحيم} لن واله واتبع رسله فيما‬
‫جاؤوا به من خب وطلب‪ .‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬ليحم العباد على ما فيهم‪ ,‬رواه ابن أب حات‪,‬‬
‫وكثيا ما يقرن ال تعال ف القرآن ب ي هات ي ال صفتي‪ ,‬كقوله {وإن ر بك لذو مغفرة للناس على‬
‫ظلمهفم * وإن ربفك لشديفد العقاب} وقوله {نفبء عبادي أنف أنفا الغفور الرحيفم وأن عذابف هفو‬
‫العذاب الل يم} إل غ ي ذلك من الَيات الشتملة على الترغ يب والتره يب‪ ,‬فتارة يد عو عباده إل يه‬
‫بالرغ بة و صفة ال نة والترغ يب في ما لد يه‪ ,‬وتارة يدعو هم إل يه بالره بة وذ كر النار وأنكال ا وعذاب ا‬
‫والقيامة وأهوالا‪ ,‬وتارة بما لينجع ف كل بسبه‪ ,‬جعلنا ال من أطاعوا فيما أمر‪ ,‬وترك ما عنه نى‬
‫وزجففر‪ ,‬وصففدقه فيمففا أخففب‪ ,‬إنففه قريففب ميففب سففيع الدعاء جواد كريفف وهاب‪.‬‬
‫وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا زهي عن العلء عن أبيه عن أب هريرة مرفوعا‪ ,‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «لو يعلم الؤمن ما عند ال من العقوبة ما طمع بنته أحد‪ ,‬ولو‬
‫يعلم الكافر ما عند ال من الرحة ما قنط أحد من النة‪ ,‬خلق ال مائة رحة فوضع واحدة بي خلقه‬
‫يتراحون با وعند ال تسعة وتسعون» ورواه الترمذي عن قتيبة عن عبد العزيز الدراوردي عن العلء‬
‫به‪ ,‬وقال‪ :‬حسن‪ ,‬ورواه م سلم‪ ,‬عن يي بن يي وقتيبة وعلي بن حجر‪ ,‬ثلثتهم عن إساعيل بن‬
‫جعفر‪ ,‬عن العلء وعنه أيضا قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لا خلق ال اللق كتب ف‬
‫كتاب ف هو عنده فوق العرش إن رح ت تغلب غ ضب» وع نه أيضا قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم يقول‪« :‬ج عل ال الرح ة مائة جزء فأم سك عنده ت سعة وت سعي جزءا وأنزل ف الرض‬
‫جزءا واحدا‪ ,‬فمن ذلك الزء تتراحم اللئق حت ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه»‬
‫رواه مسفففلم فففف آخفففر تفسفففي سفففورة النعام‪ ,‬ول المفففد والنفففة‪.‬‬

‫سورة العراف‬
‫بِسففففففففْمِ اللّهففففففففِ الرّحْمـففففففففنِ الرّحِيمففففففففِ‬
‫ج ّمنْهُ ِلتُنذِ َر بِ ِه وَذِ ْكرَىَ لِ ْل ُم ْؤمِنِيَ * اّتبِعُواْ مَآ‬
‫ل َيكُنْ فِي صَدْ ِركَ َحرَ ٌ‬
‫** الَمَصَ * ِكتَابٌ أُنزِلَ إَِليْكَ َف َ‬
‫ف وَ َل َتّتبِعُواْ مِففن دُونِه ففِ َأوِْليَآءَ قَلِيلً مّففا تَذَكّرُون ففَ‬ ‫أُنزِلَ إَِليْكُم ففْ مّففن ّربّكُم ف ْ‬

‫‪598‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قد تقدم الكلم ف أول سورة البقرة على ما يتعلق بالروف وبسطه واختلف الناس فيه‪ ,‬قال ابن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا سفيان بن وكيع‪ ,‬حدثنا أب عن شريك عن عطاء بن السائب عن أب الضحى عن ابن‬
‫عباس {آل ص} أ نا ال أف صل‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي {كتاب أنزل إل يك} أي هذا كتاب أنزل‬
‫إليك أي من ربك {فل يكن ف صدرك حرج منه} قال ماهد وقتادة والسدي‪ :‬شك منه‪ ,‬وقيل‪ :‬ل‬
‫تتحرج به ف إبلغه والنذار به {فاصب كما صب أولو العزم من الرسل} ولذا قال {لتنذر به} أي‬
‫أنزلناه إليك لتنذر به الكافرين {وذكرى للمؤمني} ث قال تعال ماطبا للعال {اتبعوا ما أنزل إليكم‬
‫من ربكم} أي اقتفوا آثار النب المي الذي جاءكم بكتاب أنزل إليكم من رب كل شيء)ومليكه‬
‫{ول تتبعوا من دونه أولياء} أي ل ترجوا عما جاءكم به الرسول إل غيه‪ ,‬فتكونوا قد عدلتم عن‬
‫حكم ال إل حكم غيه {قليلً ما تذكرون} كقوله {وما أكثر الناس ولو حرصت بؤمني} وقوله‬
‫{وإن تطع أكثر من ف الرض يضلوك عن سبيل ال} الَية وقوله {وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم‬
‫مشركون}‪.‬‬

‫** وَكَم مّن َق ْرَيةٍ أَهَْل ْكنَاهَا فَجَآ َءهَا بَ ْأسُنَا َبيَاتا َأ ْو هُمْ قَآئِلُونَ * فَمَا كَانَ َد ْعوَاهُمْ إِذْ جَآ َءهُ ْم َبأْ ُسنَآ إِ ّل‬
‫سأَلَنّ الّذِينَ أُرْسِلَ إَِلْيهِمْ وََلنَسْأَلَ ّن الْ ُمرْسَِليَ * َفَلنَقُصّنّ عََلْيهِم ِبعِلْ ٍم َومَا‬
‫أَن قَاُل َواْ إِنّا ُكنّا ظَالِمِيَ * فََلنَ ْ‬
‫فففففففففففففففففف‬ ‫ففففففففففففففففففا غَآئِبِيَف‬ ‫كُنّف‬
‫يقول تعال‪{ :‬وكم من قرية أهلكناها} أي بخالفة رسلنا وتكذيبهم‪ ,‬فأعقبهم ذلك خزي الدنيا‬
‫موصولً بذل الَخرة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولقد استهزىء برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم‬
‫ما كانوا به يستهزئون} وكقوله {فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالة فهي خاوية على عروشها وبئر‬
‫معطلة وقصر مشيد} وقال تعال‪{ :‬وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم ل تسكن‬
‫من بعدهم إل قليلً وكنا نن الوارثي} وقوله {فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون} أي فكان منهم‬
‫من جاءه أمر ال وبأسه ونقمته بياتا أي ليلً‪ ,‬أو هم قائلون من القيلولة وهي الستراحة وسط النهار‪,‬‬
‫وكل الوقتي وقت غفلة ولو‪ ,‬كما قال {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون * أو‬
‫أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحىً وهم يلعبون} وقال {أفأمن الذين مكروا السيئات أن يسف‬
‫ال بم الرض أو يأتيهم العذاب من حيث ل يشعرون أو يأخذهم ف تقلبهم فما هم بعجزين * أو‬
‫يأخذهففففففففم على توف فإن ربكففففففففم لرؤوف رحيففففففففم}‪.‬‬

‫‪599‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إل أن قالوا إنا كنا ظالي} أي فما كان قولم عند ميء‬
‫العذاب‪ ,‬إل أن اعترفوا بذنوبم وأنم حقيقون بذا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وكم قصمنا من قرية كانت ظالة‬
‫ف إل قوله ف خامد ين} قال ا بن جر ير‪ :‬ف هذه الَ ية الدللة الواض حة على صحة ما جاءت به‬
‫الرواية عن رسول ال صلى ال عليه وسلم من قوله «ما هلك قوم حت يعذروا من أنفسهم»‪ ,‬حدثنا‬
‫بذلك ا بن ح يد‪ ,‬حدث نا جر ير عن أ ب سنان عن عبداللك بن مي سرة الزراد‪ ,‬قال‪ :‬قال ع بد ال بن‬
‫م سعود‪ ,‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « ما هلك قوم ح ت يعذروا من أنف سهم»‪ ,‬قال‪ :‬قلت‬
‫لعبد اللك‪ :‬كيف يكون ذاك ؟ قال‪ :‬فقرأ هذه الَية {فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إل أن قالوا‬
‫إنا كنا ظالي}‪ .‬وقوله {فلنسألن الذين أرسل إليهم} الَية‪ .‬كقوله {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم‬
‫الر سلي} وقوله {يوم ي مع ال الر سل فيقول ماذا أجب تم قالوا ل علم ل نا إ نك أ نت علم الغيوب}‬
‫في سأل ال ال مم يوم القيا مة ع ما أجابوا ر سله في ما أر سلهم به‪ ,‬وي سأل الر سل أيضا عن إبلغ‬
‫رسالته‪ ,‬ولذا قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف تفسي هذه الَية {فلنسألن الذين أرسل إليهم‬
‫فففففففففا بلغوا‪.‬‬ ‫فففففففففلي} قال عمف‬ ‫فففففففففألن الرسف‬ ‫ولنسف‬
‫وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن إبراهيم بن ممد بن السن‪ ,‬حدثنا أبو سعيد الكندي‪,‬‬
‫حدثنا الحارب عن ليث عن نافع عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «كلكم‬
‫راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪ ,‬فالمام يسأل عن رعيته والرجل يسأل عن أهله والرأة تسأل عن‬
‫ب يت زوج ها والع بد ي سأل عن مال سيده» قال الل يث‪ :‬وحدث ن ا بن طاوس مثله‪ ,‬ث قرأ {فلن سألن‬
‫الذ ين أر سل إلي هم ولن سألن الر سلي} وهذا الد يث مرج ف ال صحيحي بدون هذه الزيادة‪ ,‬وقال‬
‫ابن عباس ف قوله {فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبي} يوضع الكتاب يوم القيامة فيتكلم با كانوا‬
‫يعملون {وما كنا غائبي} يعن أنه تعال يب عباده يوم القيامة با قالوا وبا عملوا من قليل وكثي‬
‫وجليل وحقي‪ ,‬لنه تعال الشهيد على كل شيء ل يغيب عنه شيء ول يغفل عن شيء بل هو العال‬
‫بائ نة الع ي و ما ت في ال صدور {و ما ت سقط من ور قة إل يعلم ها ول ح بة ف ظلمات الرض ول‬
‫رطفففففففب ول يابفففففففس إل فففففففف كتاب مفففففففبي}‪.‬‬

‫** وَاْلوَزْ ُن َي ْومَئِ ٍذ الْحَقّ فَمَن َثقُلَتْ َموَازِينُهُ َفُأوْلَـئِكَ هُ ُم الْ ُمفْلِحُونَ * َومَنْ َخفّتْ َموَازِينُهُ َفأُوْلَـئِكَ‬
‫الّذِينففففَ خَسففففِ ُر َواْ َأْنفُسففففَهُم بِمَففففا كَانُواْ بِآيَاتِنَففففا يِ ْظلِمُونففففَ‬

‫‪600‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪{ :‬والوزن} أي للعمال يوم القيا مة {ال ق} أي ل يظلم تعال أحدا كقوله {ون ضع‬
‫الواز ين الق سط ليوم القيامة فل تظلم ن فس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا ب ا وك فى بنا‬
‫حا سبي} وقال تعال‪{ :‬إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تك ح سنة يضاعف ها ويؤت من لد نه أجرا‬
‫عظيما} وقال تعال‪{ :‬فأما من ثقلت موازينه فهو ف عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية‬
‫* وما أدراك ماه يه * نار حامية} وقال تعال‪{ :‬فإذا نفخ ف الصور فل أن ساب بينهم يومئذ ول‬
‫يتساءلون} {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم الفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا‬
‫أنفسففففففففففهم ففففففففففف جهنففففففففففم خالدون}‪.‬‬
‫(فصل) والذي يوضع ف اليزان يوم القيامة قيل العمال وإن كانت أعراضا إل أن ال تعال يقلبها‬
‫يوم القيامة أجساما‪ ,‬قال البغوي‪ :‬يروى نو هذا عن ابن عباس‪ ,‬كما جاء ف الصحيح من أن البقرة‬
‫وآل عمران يأتيان يوم القيا مة كأن ما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من ط ي صواف‪ .‬و من ذلك ف‬
‫الصحيح ق صة القرآن وأنه يأ ت صاحبه ف صورة شاب شا حب اللون فيقول‪ :‬من أنت ؟ فيقول أنا‬
‫القرآن الذي أ سهرت ليلك وأظمأت نارك‪ .‬و ف حد يث الباء ف ق صة سؤال ال قب «فيأ ت الؤ من‬
‫شاب حسن اللون طيب الريح فيقول‪ :‬من أنت ؟ فيقول‪ :‬أنا عملك الصال»‪ ,‬وذكر عكسه ف شأن‬
‫الكا فر والنا فق‪ ,‬وق يل يوزن كتاب العمال ك ما جاء ف حد يث البطا قة ف الر جل الذي يؤ تى به‬
‫ويوضع له ف كفة تسعة وتسعون سجلً كل سجل مد البصر‪ ,‬ث يؤتى بتلك البطاقة فيها ل إله إل‬
‫ال فيقول يا رب و ما هذه البطا قة مع هذه ال سجلت ؟ فيقول ال تعال إ نك ل تظلم‪ .‬فتو ضع تلك‬
‫البطا قة ف ك فة اليزان‪ ,‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «فطا شت ال سجلت وثقلت البطا قة»‬
‫رواه الترمذي بنحو من هذا وصححه‪ ,‬وقيل يوزن صاحب العمل كما ف الديث «يؤتى يوم القيامة‬
‫بالرجل السمي فل يزن عند ال جناح بعوضة» ث قرأ {فل نقيم لم يوم القيامة وزنا}‪ ,‬وف مناقب‬
‫عبد ال بن مسعود‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال «أتعجبون من دقة ساقيه والذي نفسي بيده لم‬
‫ف اليزان أثقل من أحد» وقد يكن المع بي هذه الَثار بأن يكون ذلك كله صحيحا‪ ,‬فتارة توزن‬
‫العمال وتارة توزن مالاففففففففف وتارة يوزن فاعلهفففففففففا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ف فِيهَفا َمعَايِشفَ َقلِيلً مّفا تَشْكُرُونفَ‬


‫ف وَ َج َعلْنَفا َلكُم ْ‬
‫ف فِفي الرْض ِ‬
‫** وََلقَ ْد َم ّكنّاكُم ْ‬

‫‪601‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪ :‬متنا على عبيده فيما مكن لم‪ ,‬من أنه جعل الرض قرارا وجعل فيها رواسي وأنارا‪,‬‬
‫وجعل لم فيها منازل وبيوتا وأباح لم منافعها‪ ,‬وسخر لم السحاب لخراج أرزاقهم منها‪ ,‬وجعل‬
‫لم فيها معايش أي مكاسب وأسبابا يكسبون با ويتجرون فيها ويتسببون أنواع السباب وأكثرهم‬
‫مع هذا قليل الشكر على ذلك كقوله {وإن تعدوا نعمة ال ل تصوها إن النسان لظلوم كفار} وقد‬
‫قرأ الميع معايش بل هز إل عبد الرحن بن هرمز العرج فإنه هزها والصواب الذي عليه الكثرون‬
‫بل ه ز‪ ,‬لن معا يش ج ع معي شة من عاش يع يش عيشا ومعي شة أ صلها معي شة‪ ,‬فا ستثقلت الك سرة‬
‫على الياء فنقلت إل العي فصارت معيشة‪ ,‬فلما جعت رجعت الركة إل الياء لزوال الستثقال فقيل‬
‫معا يش ووز نه مفا عل‪ ,‬لن الياء أ صلية ف الكل مة بلف مدائن و صحائف وب صائر‪ ,‬ج ع مدي نة‬
‫وصفحيفة وبصفية مفن مدن وصفحف وأبصفر‪ ,‬فإن الياء فيهفا زائدة‪ ,‬ولذا تمفع على فعائل وتمفز‬
‫لذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ج ُد َواْ إِلّ ِإبْلِي سَ لَ ْم َيكُ ْن مّ َن‬


‫صوّ ْرنَاكُ ْم ثُ مّ قُلْنَا لِلْمَلِئ َكةِ ا سْجُدُواْ لَدَ مَ فَ سَ َ‬
‫** وََلقَدْ خََل ْقنَاكُ ْم ثُ مّ َ‬
‫السفففففففففففففففففففففففففففففففففففففّاجِدِينَ‬
‫ين به تعال ب ن آدم ف هذا القام على شرف أبي هم آدم‪ ,‬و يبي ل م عداوة عدو هم إبل يس‪ ,‬و ما هو‬
‫منطو عليه من السد لم ولبيهم آدم ليحذروه ول يتبعوا طرائقه‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ولقد خلقناكم ث‬
‫صورناكم ث قلنا للملئكة اسجدوا لَدم فسجدوا} وهذ كقوله تعال‪{ :‬وإذ قال ربك للملئكة إن‬
‫خالق بشرا من صلصال من ح أ مسنون * فإذا سويته ونف خت ف يه من رو حي فقعوا له ساجدين}‬
‫وذلك أ نه تعال ل ا خلق آدم عل يه ال سلم بيده من ط ي لزب و صوره بشرا سويا ون فخ ف يه من‬
‫روحه‪ ,‬أمر اللئكة بالسجود له تعظيما لشأن ال تعال وجلله‪ ,‬فسمعوا كلهم وأطاعوا إل إبليس ل‬
‫يكن من الساجدين‪ ,‬وقد تقدم الكلم على إبليس ف أول تفسي سورة البقرة‪ ,‬وهذا الذي قررناه هو‬
‫اختيار ابفففففن جريفففففر‪ ,‬أن الراد بذلك كله آدم عليفففففه السفففففلم‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري عن الع مش عن منهال بن عمرو عن سعيد بن جبي عن ابن عباس {ولقد‬
‫خلقناكم ث صورناكم} قال خلقوا ف أصلب الرجال وصوروا ف أرحام النساء‪ ,‬رواه الاكم وقال‪:‬‬
‫صحيح على شرطه ما ول يرجاه‪ ,‬ون قل ا بن جر ير‪ :‬عن ب عض ال سلف أيضا أن الراد بلقنا كم ث‬
‫فففففففففففففففففة‪.‬‬ ‫فففففففففففففففففورناكم الذريف‬ ‫صف‬

‫‪602‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال الربيع بن أنس والسدي وقتادة والضحاك ف هذه الَية {ولقد خلقناكم ث صورناكم} أي‬
‫خلقنا آدم ث صورنا الذرية‪ ,‬وهذا فيه نظر‪ ,‬لنه قال بعد ذلك {ث قلنا للملئكة اسجدوا لَدم} فدل‬
‫على أن الراد بذلك آدم وإن ا ق يل ذلك بال مع‪ ,‬ل نه أ بو الب شر‪ ,‬ك ما يقول ال تعال لب ن إ سرائيل‬
‫الذين كانوا ف زمن النب صلى ال عليه وسلم {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم ال نّ والسلوى}‬
‫والراد آباؤهم الذين كانوا ف زمن موسى‪ ,‬ولكن لا كان ذلك منة على الَباء الذين هم أصل‪ ,‬صار‬
‫كأنه واقع على البناء‪ ,‬وهذا بلف قوله {ولقد خلقنا النسان من سللة من طي} الَية‪ ,‬فإن الراد‬
‫من آدم الخلوق من ال سللة‪ ,‬وذري ته ملوقون من نط فة‪ ,‬و صح هذا لن الراد من خلق نا الن سان‬
‫النفففففففففففففففففففففففففففففففس ل معينا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫جدَ إِذْ َأمَ ْرتُ كَ قَالَ َأنَاْ َخيْ ٌر ّمنْ هُ َخَلقْتَنِي مِن نّا ٍر َوخََل ْقتَ هُ مِن طِيٍ‬
‫** قَا َل مَا َمَنعَ كَ أَلّ تَ سْ ُ‬
‫قال بعض النحاة ف توجيه قوله تعال‪{ :‬ما منعك أن ل تسجد} ل هنا زائدة‪ ,‬وقال بعضهم زيدت‬
‫لتأكيففففففففففد الحففففففففففد‪ ,‬كقول الشاعففففففففففر‪:‬‬
‫مففففففففففا إن رأيففففففففففت ول سففففففففففعت بثله‬
‫فأدخل «إن» وهي للنفي على ماالنافية لتأكيد النفي‪ ,‬قالوا‪ :‬وكذا ههنا {ما منعك أن ل تسجد}‬
‫مع تقدم قوله {ل يكن من الساجدين} حكاها ابن جرير وردها‪ ,‬واختار أن منعك مضمن معن‬
‫فعل آخر‪ ,‬تقديره ما أحرجك وألزمك واضطرك أن ل تسجد إذ أمرتك ونو هذا‪ ,‬وهذا القول قوي‬
‫حسن‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقول إبليس لعنه ال {أنا خي منه} من العذر الذي هو أكب من الذنب‪ ,‬كأنه‬
‫امتنع من الطاعة لنه ل يؤمر الفاضل بالسجود للمفضول‪ ,‬يعن لعنه ال وأنا خي منه فكيف تأمرن‬
‫بالسجود له ؟ ث بي أنه خي منه بأنه خلق من نار‪ ,‬والنار أشرف ما خلقته منه وهو الطي‪ ,‬فنظر‬
‫اللعي إل أصل العنصر ول ينظر إل التشريف العظيم‪ ,‬وهو أن ال تعال خلق آدم بيده ونفخ فيه من‬
‫رو حه‪ ,‬وقاس قيا سا فا سدا ف مقابلة نص قوله تعال‪{ :‬فقعوا له ساجدين} ف شذ من ب ي اللئ كة‬
‫لترك السجود فهذا أبلس من الرحة أي وأيس من الرحة فأخطأ‪ ,‬قبحه ال ف قياسه‪ ,‬ودعواه أن النار‬
‫أشرف من الطي أيضا‪ ,‬فإن الطي من شأنه الرزانة واللم والناة والتثبت‪ ,‬والطي مل النبات والنمو‬
‫والزيادة والصلح‪ ,‬والنار من شأنا الحراق والطيش والسرعة‪ ,‬ولذا خان إبليس عنصره ونفع آدم‬
‫عنصره بالرجوع والنابة والستكانة والنقياد والستسلم لمر ال والعتراف وطلب التوبة والغفرة‪.‬‬

‫‪603‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف صحيح مسلم عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «خلقت‬
‫اللئكة من نور وخلق إبليس من مارج من نار وخلق آدم ما وصف لكم» هكذا رواه مسلم‪ ,‬وقال‬
‫ابن مردويه‪ :‬حدثنا عبد ال بن جعفر‪ ,‬حدثنا إساعيل بن عبد ال بن مسعود‪ ,‬حدثنا نعيم بن حاد‪,‬‬
‫حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «خلق ال اللئكة من نور العرش وخلق الان من مارج من نار وخلق آدم ما و صف لكم»‬
‫قلت لنعيم بن حاد‪ :‬أين سعت هذا من عبد الرزاق ؟ قال‪ :‬باليمن‪ ,‬وف بعض ألفاظ هذا الديث ف‬
‫غي الصحيح «وخلقت الور العي من الزعفران»‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم حدثنا السي‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن كثي عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن السن ف قوله {خلقتن من نار‪ ,‬وخلقته‬
‫من ط ي} قال‪ :‬قاس إبل يس و هو أول من قاس‪ ,‬إ سناده صحيح‪ ,‬وقال‪ :‬حدث ن عمرو بن مالك‪,‬‬
‫حدث ن ي ي بن سليم الطائ في عن هشام عن ا بن سيين‪ ,‬قال‪ :‬أول من قاس إبل يس‪ ,‬و ما عبدت‬
‫الشمفففففس والقمفففففر إل بالقاييفففففس إسفففففناد صفففففحيح أيضا‪.‬‬

‫ك مِ نَ الصّاغِرِينَ * قَالَ أَنظِ ْرنِي إِلَى َيوْمِ‬


‫ط ِمنْهَا فَمَا يَكُو نُ لَ كَ أَن تََت َكبّرَ فِيهَا فَا ْخرُ جْ ِإنّ َ‬
‫** قَالَ فَا ْهبِ ْ‬
‫فففففففَ‬ ‫ف الُنظَرِينف‬
‫فففففف َ‬ ‫فففففففَ مِنف‬ ‫فففففففَ * قَالَ ِإنّكف‬ ‫ُيبْ َعثُونف‬
‫يقول تعال ماطبا لبليفس بأمفر قدري كونف {فاهبفط منهفا} أي بسفبب عصفيانك لمري‬
‫وخروجك عن طاعت فما يكون لك أن تتكب فيها‪ ,‬قال كثي من الفسرين‪ :‬الضمي عائد إل النة‬
‫ويتمل أن يكون عائدا إل النلة الت هو فيها ف اللكوت العلى {فاخرج إنك من الصاغرين} أي‬
‫الذليل ي القي ين‪ ,‬معاملة له بنق يض ق صده ومكافأة لراده بضده‪ ,‬فع ند ذلك ا ستدرك اللع ي و سأل‬
‫النظرة إل يوم الدين‪ ,‬قال {أنظرن إل يوم يبعثون قال إنك من النظرين} أجابه تعال إل ما سأل‪ ,‬لا‬
‫له فف ذلك مفن الكمفة والرادة والشيئة التف ل تالف ول تانفع‪ ,‬ول معقفب لكمفه وهفو سفريع‬
‫السففففففففففففففففففففففففففففففففففففففاب‪.‬‬

‫سَتقِيمَ * ثُمّ َلِتَيّنهُ ْم مّن بَيْنِ َأيْدِيهِ ْم َومِنْ خَ ْل ِفهِمْ وَعَنْ‬


‫** قَالَ َفبِمَآ َأ ْغ َويَْتنِي ل ْقعُدَنّ َلهُمْ صِرَاطَكَ الْمُ ْ‬
‫ففففَ‬ ‫ف شَاكِرِينف‬ ‫ففف ْ‬ ‫ف وَ َل تَجِدُ أَ ْكثَ َرهُمف‬‫ففف ْ‬ ‫ف وَعَففففن شَمَآئِِلهِمف‬ ‫ففف ْ‬ ‫َأيْمَاِنهِمف‬

‫‪604‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي ب تعال أ نه ل ا أنذر إبل يس {إل يوم يبعثون} وا ستوثق إبل يس بذلك‪ ,‬أ خذ ف العاندة والتمرد‪,‬‬
‫فقال {فبما أغويتن لقعدن لم صراطك الستقيم} أي كما أغويتن‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬كما أضللتن‪,‬‬
‫وقال غيه‪ :‬كمفا أهلكتنف لقعدن لعبادك الذيفن تلقهفم مفن ذريفة هذا الذي أبعدتنف بسفببه على‬
‫{صراطك الستقيم} أي طريق الق وسبيل النجاة‪ ,‬لضلنهم عنها لئل يعبدوك ول يوحدوك بسبب‬
‫إضللك إياي‪ ,‬وقال ب عض النحاة‪ :‬الباء ه نا ق سمية كأ نه يقول فبإغوائك إياي لقعدن ل م صراطك‬
‫الستقيم‪ ,‬قال ماهد‪ :‬صراطك الستقيم يعن الق‪ ,‬وقال ممد بن سوقة عن عون بن عبد ال‪ :‬يعن‬
‫طريق مكة‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬الصحيح أن الصراط الستقيم أعم من ذلك‪( ,‬قلت) لا روى المام أحد‪:‬‬
‫حدثنا هاشم بن القاسم‪ ,‬حدثنا أبو عقيل يعن الثقفي عبد ال بن عقيل‪ ,‬حدثنا موسى بن السيب‪,‬‬
‫أخبن سال بن أب العد‪ ,‬عن سبة بن أب الفاكه‪ ,‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫إن الشيطان قعد لبن آدم بطرقه فقعد له بطريق السلم‪ ,‬فقال‪ :‬أتسلم وتذر دينك ودين آبائك قال‬
‫فع صاه وأ سلم» قال «ق عد له بطر يق الجرة فقال‪ :‬أتا جر وتدع أر ضك و ساءك وإن ا م ثل الها جر‬
‫كالفرس ف الطول‪ ,‬فع صاه وها جر‪ ,‬ث ق عد له بطر يق الهاد و هو جهاد الن فس والال‪ ,‬فقال تقا تل‬
‫فتقتففففل فتُنكَففففح الرأة ويقسففففم الال قال فعصففففاه وجاهففففد»‪.‬‬
‫وقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف من ف عل ذلك من هم فمات‪ ,‬كان حقا على ال أن يدخله‬
‫النفة‪ ,‬وإن قتفل كان حقا على ال أن يدخله النفة‪ ,‬وإن غرق كان حقا على ال أن يدخله النفة أو‬
‫وق صته دا بة كان حقا على ال أن يدخله ال نة» وقوله { ث لَتين هم من ب ي أيدي هم و من خلف هم}‬
‫الَية‪ ,‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {ث لَتينهم من بي أيديهم} أشككهم ف آخرتم {ومن‬
‫خلف هم} أرغب هم ف دنيا هم {و عن أيان م} أش به علي هم أ مر دين هم {و عن شائل هم} أش هي ل م‬
‫العاصي‪ ,‬وقال ابن أب طلحة ف رواية العوف كلها عن ابن عباس‪ :‬أما من بي أيديهم فمن قبل‬
‫دنياهم‪ ,‬وأما من خلفهم فأمر آخرتم‪ ,‬وأما عن أيانم فمن قبل حسناتم‪ ,‬وأما عن شائلهم فمن قبل‬
‫سيئاتم‪ ,‬وقال سعيد بن أب عروبة‪ :‬عن قتادة‪ ,‬أتاهم من بي أيديهم فأخبهم أنه ل بعث ول جنة ول‬
‫نار‪ ,‬ومن خلفهم من أمر الدنيا فزينها لم ودعاهم إليها‪ ,‬وعن أيانم من قبل حسناتم بطأهم عنها‪,‬‬
‫وعن شائلهم زين لم السيئات والعاصي ودعاهم إليها وأمرهم با‪ ,‬أتاك يا بن آدم من كل وجه غي‬
‫أ نه ل يأ تك من فو قك‪ ,‬ل ي ستطع أن يول بي نك وب ي رح ة ال‪ ,‬وكذا روي عن إبراه يم النخ عي‬
‫والكم بن عتيبة والسدي وابن جريج‪ ,‬إل أنم قالوا‪ :‬من بي أيديهم الدنيا‪ ,‬ومن خلفهم الَخرة‪.‬‬

‫‪605‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬من بي أيديهم وعن أيانم من حيث يبصرون‪ ,‬ومن خلفهم وعن شائلهم حيث ل‬
‫يبصرون‪ ,‬واختار ابن جرير‪ :‬أن الراد جيع طرق الي والشر‪ ,‬فالي يصدهم عنه والشر يسنه لم‪,‬‬
‫وقال الكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ف قوله {ث لَتينهم من بي أيديهم ومن خلفهم وعن‬
‫أيانم وعن شائلهم} ول يقل من فوقهم‪ ,‬لن الرحة تنل من فوقهم‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن‬
‫ابن عباس {ول تد أكثرهم شاكرين} قال‪ :‬موحدين‪ ,‬وقول إبليس هذا إنا هو ظن منه وتوهم‪ ,‬وقد‬
‫وافق ف هذا الواقع‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إل فريقا من الؤمني *‬
‫وما كان له عليهم من سلطان إل لنعلم من يؤمن بالَخرة من هو منها ف شك وربك على كل شيء‬
‫حفيظ} ولذا ورد ف الديث الستعاذة من تسلط الشيطان على النسان من جهاته كلها‪ ,‬كما قال‬
‫الافظ أبو بكر البزار ف مسنده‪ :‬حدثنا نصر بن علي‪ ,‬حدثنا عمرو بن ممع‪ ,‬عن يونس بن خباب‬
‫عن ابن جبي بن مطعم يعن نافع بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬وحدثنا عمر بن الطاب يعن السجستان‪,‬‬
‫حدثنا عبيد ال بن جعفر‪ ,‬حدثنا عبد ال بن عمروعن زيد بن أب أنيسة‪ ,‬عن يونس بن خباب عن‬
‫ا بن جبي بن مط عم‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يد عو «الل هم إ ن‬
‫أسألك العفو والعافية ف دين ودنياي وأهلي ومال‪ ,‬اللهم استر عورات وآمن روعات واحفظن من‬
‫بي يدي ومن خلفي وعن يين وعن شال ومن فوقي‪ ,‬وأعوذ بك اللهم أن أغتال من تت» تفرد به‬
‫البزار وحسففففففففففففففففففففففففففففففففففففنه‪..‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا عبادة بن مسلم الفزاري‪ ,‬حدثن جرير بن أب سليمان بن‬
‫جبي بن مطعم‪ ,‬سعت عبد ال بن عمر يقول‪ :‬ل يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم يدع هؤلء‬
‫الدعوات حي يصبح وحي يسي «اللهم إن أسألك العافية ف الدنيا والَخرة‪ ,‬اللهم إن أسألك العفو‬
‫والعافية ف دين ودنياي وأهلي ومال‪ ,‬اللهم استر عورات وآمن روعات‪ ,‬اللهم احفظن من بي يدي‬
‫ومن خلفي وعن يين وعن شال ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تت‪ ,‬قال وكيع‪ :‬من تت‬
‫يعن السف‪ ,‬ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والاكم من حديث عبادة بن مسلم‬
‫بفففففففه‪ ,‬وقال الاكفففففففم‪ :‬صفففففففحيح السفففففففناد‪.‬‬

‫ُمف أَ ْج َمعِي َ‬
‫ّمف مِنك ْ‬
‫ْلنف َج َهن َ‬
‫ُمف لم ّ‬
‫َكف ِمْنه ْ‬
‫ُجف ِمنْه َا مَذْءُوما مّدْحُورا لّم َن َتِبع َ‬
‫** قَالَ اخْر ْ‬

‫‪606‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أكفد تعال عليفه اللعنفة والطرد والبعاد والنففي عفن ملف الل العلى‪ ,‬بقوله {اخرج منهفا مذءوما‬
‫مدحورا} قال ابن جرير‪ :‬أما الذؤوم فهو العيب‪ ,‬والذأم غي مشدد العيب يقال ذأمه يذأمه ذأما فهو‬
‫مذؤوم‪ ,‬ويتركون المزة فيقول ذمتفه أذيهف ذيا وذاما‪ ,‬والذام والذيف أبلغ فف العيفب مفن الذم‪ ,‬قال‪:‬‬
‫والدحور القصي‪ ,‬هو البعد الطرود‪ ,‬وقال عبدالرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬ما نعرف الذؤوم والذموم‬
‫إل واحدا‪ ,‬وقال سفيان الثوري‪ :‬عن أ ب إ سحاق عن التمي مي عن ا بن عباس‪ :‬اخرج من ها مذؤوما‬
‫مدحورا قال مقيتا‪ ,‬وقال علي بفن أبف طلحفة عفن ابفن عباس‪ :‬صفغيا مقيتا وقال السفدي‪ :‬مقيتا‬
‫مطرودا‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬لعينا مقيتا‪ ,‬وقال ماهفد‪ :‬منفيا مطرودا وقال الربيفع بفن أنفس‪ :‬مذؤوما منفيا‬
‫والدحور ال صغر‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ل ن تب عك من هم لملن جه نم من كم أجع ي} كقوله {قال اذ هب‬
‫فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا * واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب‬
‫علي هم بيلك ورجلك وشارك هم ف الموال والولد وعد هم و ما يعد هم الشيطان إل غرورا * إن‬
‫عبادي ليففففس لك عليهففففم سففففلطان وكفففففى بربففففك وكيلً}‪.‬‬

‫ث ِشئْتُمَا وَ َل َتقْ َربَا هَـ ِذهِ الشّجَ َرةَ َفتَكُونَا مِ َن‬


‫ل مِ نْ َحيْ ُ‬
‫جّنةَ َفكُ َ‬
‫ك الْ َ‬
‫** َويَا آدَ ُم ا ْسكُنْ أَن تَ وَ َزوْجُ َ‬
‫شيْطَا نُ ِليُبْدِ يَ َلهُمَا مَا وُورِ يَ عَْنهُمَا مِن َسوْءَاِتهِمَا وَقَا َل مَا َنهَاكُمَا‬ ‫الظّالِمِيَ * َفوَ ْسوَسَ َلهُمَا ال ّ‬
‫ج َرةِ إِلّ أَن تَكُونَا َمَلكَيْ نِ َأ ْو َتكُونَا مِ َن الْخَالِدِي نَ * وَقَا سَ َمهُمَآ ِإنّي َلكُمَا لَمِ نَ‬
‫َرّبكُمَا عَ ْن هَـ ِذهِ الشّ َ‬
‫النّاصففففففففففففففففففففففففففففففففففففففِحِيَ‬
‫يذ كر تعال أ نه أباح لَدم عل يه ال سلم ولزوج ته حواء ال نة أن يأكل من ها من ج يع ثار ها إل‬
‫شجرة واحدة‪ ,‬وقد تقدم الكلم على ذلك ف سورة البقرة‪ ,‬فعند ذلك حسدها الشيطان وسعى ف‬
‫الكر والوسوسة والديعة‪ ,‬ليسلبهما ما ها فيه من النعمة واللباس السن {وقال} كذبا وافتراء {ما‬
‫ناكما ربكما عن هذه الشجرة إل أن تكونا ملكي} أي لئل تكونا ملكي أو خالدين ها هنا‪ ,‬ولو‬
‫أنك ما أكلت ما من ها ل صل لك ما ذلك ما‪ ,‬كقوله {قال يا آدم هل أدلك على شجرة اللد وملك ل‬
‫يبلى} أي لئل تكو نا ملك ي‪ ,‬كقوله { يبي ال ل كم أن تضلوا} أي لئل تضلوا {وأل قى ف الرض‬
‫رواسي أن تيد بكم} أي لئل تيد بكم‪ ,‬وكان ابن عباس ويي بن أب كثي يقرآن {إل أن تكونا‬
‫ملكيف} بكسفر اللم‪ ,‬وقرأه المهور بفتحهفا‪{ ,‬وقاسفهما} أي حلف لمفا بال {إنف لكمفا لنف‬

‫‪607‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الناصحي} فإن من قبلكما ها هنا وأعلم بذا الكان‪ ,‬وهذا من باب الفاعلة‪ ,‬والراد أحد الطرفي‪,‬‬
‫كمففففا قال خالد بففففن زهيفففف ابففففن عففففم أبفففف ذؤيففففب‪:‬‬
‫وقاسففففهم بال جهدا لنتمألذ مففففن السففففلوى إذ مففففا نشورهففففا‬
‫أي حلف لما بال على ذلك حت خدعهما وقد يدع الؤمن بال‪ ,‬وقال قتادة ف الَية‪ :‬حلف بال‬
‫إن خلقت قبلكما وأنا أعلم منكم فاتبعان أرشدكما‪ ,‬وكان بعض أهل العلم يقول من خدعنا بال‬
‫فففففففففففففففففففففففففففففففففففففا له‪.‬‬ ‫اندعنف‬

‫جّنةِ‬
‫ق الْ َ‬
‫صفَا ِن عََلْيهِمَا مِن وَرَ ِ‬
‫** َفدَ ّلهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمّا ذَاقَا الشّجَ َر َة بَدَ تْ َلهُمَا َسوْءَاتُهُمَا َو َط ِفقَا َيخْ ِ‬
‫شيْطَآ نَ َلكُمَا عَ ُد ٌو ّمبِيٌ * قَالَ َرّبنَا‬
‫ج َرةِ َوأَقُل ّلكُمَآ إِ نّ ال ّ‬
‫َونَادَاهُمَا َرّبهُمَآ أَلَ مْ َأنْ َهكُمَا عَن تِ ْلكُمَا الشّ َ‬
‫فرِينَ‬ ‫ف الْخَاسف ِ‬ ‫ف مِنف َ‬ ‫ف َتغْفِرْ لَنَففا َوتَرْحَمْنَففا َلنَكُونَنف ّ‬ ‫فنَا َوإِن لّمف ْ‬ ‫ظَلَمْنَففآ أَنفُسف َ‬
‫قال سعيد بن أ ب عرو بة عن قتادة عن ال سن عن أ ب بن ك عب ر ضي ال ع نه‪ ,‬قال‪ :‬كان آدم‬
‫ل طوا ًل كأنه نلة سحوق‪ ,‬كثي شعر الرأس‪ ,‬فلما وقع فيما وقع به من الطيئة‪ ,‬بدت له عورته‬ ‫رج ً‬
‫ع ند ذلك وكان ل يرا ها‪ ,‬فانطلق هاربا ف ال نة فتعل قت برأ سه شجرة من ش جر ال نة‪ ,‬فقال ل ا‪:‬‬
‫أرسلين‪ .‬فقالت‪ :‬إن غي مرسلتك‪ ,‬فناداه ربه عز وجل‪ :‬يا آدم أمن تفر؟ قال يا رب إن استحييتك‪,‬‬
‫وقد رواه ا بن جرير وابن مردويه من طرق‪ ,‬عن السن عن أب بن كعب عن النب صلى ال عليه‬
‫و سلم مرفوعا‪ ,‬والوقوف أ صح إ سنادا‪ .‬وقال ع بد الرزاق‪ :‬عن سفيان بن عيي نة وا بن البارك‪ ,‬عن‬
‫السن بن عمارة‪ ,‬عن النهال بن عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كانت الشجرة الت‬
‫نى ال عنها آدم وزوجته السنبلة‪ ,‬فلما أكل منها بدت لما سوآتما‪ ,‬وكان الذي وارى عنهما من‬
‫سوآتما أظفارها‪ ,‬وطفقا يصفان عليهما من ورق النة‪ ,‬ورق التي يلزقان بعضه إل بعض‪ ,‬فانطلق‬
‫آدم عل يه ال سلم موليا ف ال نة‪ ,‬فعل قت برأ سه شجرة من ال نة‪ ,‬فناداه ال يا آدم أم ن ت فر؟ قال ل‬
‫ولكن استحييتك يا رب‪ ,‬قال‪ :‬أما كان لك فيما منحتك من النة وأبتك منها مندوحة عما حرمت‬
‫عليك‪ ,‬قال‪ :‬بلى يا رب ولكن وعزتك ما حسبت أن أحدا يلف بك كاذبا‪ ,‬قال‪ :‬وهو قول ال عز‬
‫و جل {وقا سهما إ ن لك ما ل ن النا صحي} قال‪ :‬فبعز ت لهبط نك إل الرض ث ل تنال الع يش إل‬
‫كدا‪ ,‬قال‪ :‬فأهبط من النة وكانا يأكلن منها رغدا‪ ,‬فأهبط إل غي رغد من طعام وشراب‪ ,‬فعلم‬

‫‪608‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صنعة الديد وأمر بالرث فحرث وزرع ث سقى حت إذا بلغ حصد‪ ,‬ث داسه ث ذرّاه ث طحنه ث‬
‫ففا شاء ال أن يبلغ‪.‬‬ ‫ففه مف‬ ‫فف بلغ منف‬‫ففه حتف‬ ‫فف أكله‪ ,‬فلم يبلغف‬
‫فف خبزه ثف‬ ‫ففه ثف‬ ‫عجنف‬
‫وقال الثوري‪ :‬عن ا بن أ ب ليلى عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس {وطف قا‬
‫يصفان عليهما من ورق النة} قال‪ :‬ورق التي‪ .‬صحيح إليه‪ .‬وقال ماهد‪ :‬جعل يصفان عليهما‬
‫من ورق ال نة‪ ,‬قال‪ :‬كهيئة الثوب‪ ,‬وقال و هب بن من به ف قوله ينع عنه ما لبا سهما‪ ,‬قال‪ :‬كان‬
‫لباس آدم وحواء نورا على فروجهمفا ل يرى هذا عورة هذه ول هذه عورة هذا‪ ,‬فلمفا أكل مفن‬
‫الشجرة بدت لما سوآتما‪ ,‬رواه ابن جرير بسند صحيح إليه‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن‬
‫قتادة‪ ,‬قال‪ :‬قال آدم أي رب أرأيفت إن تبفت واسفتغفرت‪ ,‬قال‪ :‬إذا أدخلك النفة‪ ,‬وأمفا إبليفس فلم‬
‫ي سأله التو بة و سأله النظرة‪ ,‬فأع طى كل وا حد منه ما الذي سأله‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا القا سم‪,‬‬
‫حدثنا السي‪ ,‬حدثنا عباد بن العوام‪ ,‬عن سفيان بن السي عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبي‬
‫عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬لا أكل آدم من الشجرة‪ ,‬قيل له‪ :‬ل أكلت من الشجرة الت نيتك عنها؟ قال‪:‬‬
‫حواء أمرتن‪ ,‬قال‪ :‬فإن قد أعقبتها أن ل تمل إل كرها ول تضع إل كرها‪ ,‬قال‪ :‬فرنت عند ذلك‬
‫حواء‪ ,‬فقيل لا الرنة عليك وعلى ولدك‪ ,‬وقال الضحاك بن مزاحم ف قوله {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن ل‬
‫تغففر لنفا وترحنفا لنكونفن مفن الاسفرين} هفي الكلمات التف تلقاهفا آدم مفن ربفه‪.‬‬

‫حَيوْ َن‬
‫سَتقَ ّر َو َمتَا عٌ إِلَىَ ِحيٍ * قَالَ فِيهَا تَ ْ‬
‫ض مُ ْ‬
‫** قَالَ ا ْهبِطُواْ َب ْعضُكُ مْ ِلَبعْ ضٍ عَ ُد ّو وََلكُ مْ فِي الرْ ِ‬
‫خرَجُونففففففففَ‬ ‫وَفِيهَفففففففا تَمُوتُونففففففففَ َو ِمنْهَفففففففا تُ ْ‬
‫قيل الراد بالطاب ف {اهبطوا} آدم وحواء وإبليس والية‪ ,‬ومنهم من ل يذكر الية‪ ,‬وال أعلم‪,‬‬
‫والعمدة ف العداوة آدم وإبليس‪ ,‬ولذا قال تعال ف سورة طه قال {اهبطا منها جيعا} الَية‪ ,‬وحواء‬
‫تبع لَدم‪ ,‬والية إن كان ذكرها صحيحا فهي تبع لبليس‪ ,‬وقد ذكر الفسرون الماكن الت هبط‬
‫فيها كل منهم ويرجع حاصل تلك الخبار إل السرائيليات‪ ,‬وال أعلم بصحتها‪ ,‬ولو كان ف تعيي‬
‫تلك البقاع فائدة تعود على الكلفي ف أمر دينهم أو دنيا هم‪ ,‬لذكرها ال تعال ف كتابه أو رسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقوله {ولكم ف الرض مستقر ومتاع إل حي} أي قرار وأعمار مضروبة إل‬
‫آجال معلومفة‪ ,‬قفد جرى باف القلم وأحصفاها القدر وسفطرت فف الكتاب الول‪ ,‬وقال ابفن عباس‬
‫{مستقر} القبور‪ ,‬وعنه قال {مستقر} فوق الرض وتتها‪ ,‬رواها ابن أب حات‪ ,‬وقوله {قال فيها‬

‫‪609‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تيون وفيها توتون ومنها ترجون} كقوله تعال‪{ :‬منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نرجكم تارة‬
‫أخرى} يب تعال‪ ,‬أنه جعل الرض دارا لبن آدم مدة الياة الدنيا‪ ,‬فيها مياهم وفيها ماتم وقبورهم‬
‫ومنهفا نشورهفم ليوم القيامفة‪ ,‬الذي يمفع ال فيفه الوليف والَخريفن ويازي كلً بعمله‪.‬‬

‫ك مِ ْن آيَا ِ‬
‫ت‬ ‫س الّت ْقوَىَ ذَلِكَ َخيْرٌ ذَلِ َ‬
‫** يَاَبنِيَ آدَمَ َقدْ أَنزَْلنَا عََلْيكُمْ ِلبَاسا ُيوَارِي َسوْءَاِتكُ ْم وَرِيشا وَِلبَا ُ‬
‫فففففففففففَ‬ ‫ف يَذّكّرُونف‬ ‫فففففففففف ْ‬ ‫فففففففففففِ َلعَّلهُمف‬ ‫اللّهف‬
‫يتف تعال على عباده باف جعفل لمف مفن اللباس والريفش‪ ,‬فاللباس سفتر العورات وهفي السفوآت‪,‬‬
‫والرياش والريش ما يتجمل به ظاهرا‪ ,‬فالول من الضروريات والريش من التكملت والزيادات‪ ,‬قال‬
‫ا بن جر ير‪ :‬الرياش ف كلم العرب الثاث و ما ظ هر من الثياب‪ ,‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن‬
‫عباس وحكاه البخاري عنه‪ :‬الرياش الال وهكذا قال ماهد وعروة بن الزبي والسدي والضحاك وغي‬
‫وا حد‪ ,‬وقال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬الر يش اللباس والع يش والنع يم‪ ,‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن‬
‫أسلم‪ :‬الرياش المال‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬حدثنا أصبع عن أب العلء الشامي‪,‬‬
‫قال‪ :‬ل بس أ بو أما مة ثوبا جديدا فل ما بلغ ترقو ته قال‪ :‬ال مد ل الذي ك سان ما أواري به عور ت‬
‫وأتمل به ف حيات‪ ,‬ث قال‪ :‬سعت عمر بن الطاب يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من‬
‫استجد ثوبا فلبسه فقال حي يبلغ ترقوته‪ :‬المد ل الذي كسان ما أواري به عورت وأتمل به ف‬
‫حيات‪ ,‬ث عمد إل الثوب اللق فتصدق به كان ف ذمة ال وف جوار ال وف كنف ال حيا وميتا»‬
‫ورواه الترمذي وابن ماجه من رواية يزيد بن هارون عن أصبع هو ابن زيد الهن‪ ,‬وقد وثقه يي بن‬
‫معي وغيه‪ ,‬وشيخه أبو العلء الشامي ل يعرف إل بذا الديث‪ ,‬ولكن ل يرجه أحد‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن عبيد‪ ,‬حدثنا متار بن نافع التمار عن أب مطر‪ ,‬أنه رأى‬
‫عليا ر ضي اللهع نه أ تى غلما حدثا فاشترى م نه قمي صا بثل ثة درا هم ولب سه ما ب ي الر سغي إل‬
‫الكعبي‪ ,‬يقول حي لبسه‪ :‬المد ل الذي رزقن من الرياش ما أتمل به ف الناس وأواري به عورت‪,‬‬
‫فقيل هذا شيء ترويه عن نفسك أو عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ :‬هذا شيء سعته من رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول عند الكسوة‪« :‬المد ل الذي رزقن من الرياش ما أتمل به ف الناس‬
‫وأواري به عور ت» ورواه المام أح د‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ولباس التقوى ذلك خ ي} قرأ بعض هم ولباس‬
‫التقوى بالنصفب‪ ,‬وقرأ الَخرون بالرففع على البتداء‪ ,‬و{ذلك خيف} خفبه‪ ,‬واختلف الفسفرون فف‬

‫‪610‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معناه‪ ,‬فقال عكر مة‪ :‬يقال هو ما يلب سه التقون يوم القيا مة‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت‪ ,‬وقال ز يد بن علي‬
‫والسدي وقتادة وابن جريج‪ :‬ولباس التقوى اليان‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬العمل الصال‪ ,‬قال‬
‫الديال بن عمرو عن ا بن عباس‪ :‬هو ال سمت ال سن ف الو جه‪ ,‬و عن عروة بن الزب ي‪ :‬لباس التقوى‬
‫خش ية ال‪ ,‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬ولباس التقوى يت قي ال فيواري عور ته فذاك لباس‬
‫التقوى‪ ,‬وكل ها متقار بة‪ ,‬ويؤ يد ذلك الد يث الذي رواه ا بن جر ير ح يث قال‪ :‬حدث ن الث ن حدث نا‬
‫إسحاق بن الجاج‪ ,‬حدثن إسحاق بن إساعيل عن سليمان بن أرقم عن السن‪ ,‬قال‪ :‬رأيت عثمان‬
‫بن عفان ر ضي ال ع نه على م نب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عل يه قم يص فو هي ملول الزر‪,‬‬
‫وسعته يأمر بقتل الكلب وينهى عن اللعب بالمام‪ ,‬ث قال‪ :‬يا أيها الناس اتقوا ال ف هذه السرائر‪,‬‬
‫فإ ن سعت ر سول ال صلى ال عليه و سلم يقول «والذي نفس م مد بيده ما أ سر أ حد سريرة إل‬
‫ألبسه ال رداءها علنية‪ ,‬إن خيا فخي وإن شرا فشر» ث قرأ هذه الَية {وريشا ولباس التقوى ذلك‬
‫خي ذلك من آيات ال} قال‪ :‬السمت السن‪ ,‬هكذا رواه ابن جرير من رواية سليمان بن أرقم‪ ,‬وفيه‬
‫ضعف‪ ,‬وقد روى الئمة الشافعي وأحد والبخاري ف كتاب الدب من طرق صحيحة عن السن‬
‫البصري‪ ,‬أنه سع أمي الؤمني عثمان بن عفان يأمر بقتل الكلب وذبح المام يوم المعة على النب‪,‬‬
‫وأ ما الرفوع م نه ف قد روى الا فظ أ بو القا سم ال طبان ف معج مه ال كبي له شاهدا من و جه آ خر‬
‫حيفففففففففففففففففث قال حدثنفففففففففففففففففا)‪.‬‬

‫جّن ِة يَنِ عُ َعْنهُمَا ِلبَا َسهُمَا ِليُ ِرَيهُمَا‬


‫** يَاَبنِ يَ آدَ مَ َل َي ْفِتنَّنكُ مُ الشّيْطَا نُ كَمَآ أَ ْخرَ جَ َأَب َويْكُ ْم مّ َن الْ َ‬
‫شيَاطِيَ َأوِْليَآءَ ِللّذِي نَ َل ُي ْؤمِنُو نَ‬
‫َسوْءَاِتهِمَآ ِإنّ هُ يَرَاكُ ْم ُه َو وََقبِيلُ ُه مِ نْ َحيْ ثُ َل تَ َر ْوَنهُ مْ إِنّا َجعَلْنَا ال ّ‬
‫يذر تعال بن آدم من إبليس وقبيله‪ ,‬مبينا لم عداوته القدية لب البشر آدم عليه السلم‪ ,‬ف سعيه ف‬
‫إخراجه من النة الت هي دار النعيم إل دار التعب والعناء‪ ,‬والتسبب ف هتك عورته بعد ما كانت‬
‫مستورة عنه‪ ,‬وما هذا إل عن عداوة أكيدة‪ ,‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬أفتتخذونه وذريته أولياء من دون‬
‫وهفففففففففم لكفففففففففم عدو بئس للظاليففففففففف بدل}‪.‬‬

‫شةً قَالُوْا وَجَ ْدنَا عََلْيهَآ آبَاءَنَا وَاللّ هُ َأمَ َرنَا ِبهَا ُقلْ إِ نّ اللّ هَ َل َيأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ أََتقُولُو نَ‬
‫** َوإِذَا َفعَلُواْ فَاحِ َ‬
‫خلِ صِيَ‬‫سجِ ٍد وَا ْدعُو ُه مُ ْ‬ ‫ط َوأَقِيمُوْا وُجُو َهكُ مْ عِندَ كُ ّل مَ ْ‬ ‫عَلَى اللّ ِه مَا َل َتعْلَمُو نَ * قُلْ َأمَرَ َربّي بِاْلقِ سْ ِ‬

‫‪611‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شيَاطِيَ َأوْلِيَآءَ‬
‫خذُوا ال ّ‬
‫ضلََلةُ ِإّنهُ مُ اتّ َ‬
‫ى وَفَرِيقا حَ ّق عََلْيهِ مُ ال ّ‬
‫لَ هُ الدّي نَ كَمَا بَ َدأَكُ ْم َتعُودُو نَ * فَرِيقا هَدَ َ‬
‫فبُونَ َأنّهُففففم ّم ْهتَدُونفففففَ‬ ‫ف َويَحْسفففف َ‬ ‫مِففففن دُونفففففِ اللّهفففف ِ‬
‫قال ما هد‪ :‬كان الشركون يطوفون بالب يت عراة يقولون نطوف ك ما ولدت نا أمهات نا فت ضع الرأة‬
‫فففففففففء وتقول‪:‬‬ ‫فففففففففعة أو الشيف‬ ‫على قبلهفففففففففا النسف‬
‫اليوم يبدو بعضففففففففه أو كلهومففففففففا بدا منففففففففه فل أحله‬
‫فأنزل ال {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا وال أمرنا با} الَية‪ ,‬قلت‪ :‬كانت العرب ما‬
‫عدا قريشا ل يطوفون بالبيت ف ثيابم الت لبسوها يتأولون ف ذلك أنم ل يطوفون ف ثياب عصوا‬
‫ال فيها‪ ,‬وكانت قريش وهم المس يطوفون ف ثيابم‪ ,‬ومن أعاره أحسي ثوبا طاف فيه‪ ,‬ومن معه‬
‫ثوب جد يد طاف ف يه ث يلق يه فل يتمل كه أ حد‪ ,‬و من ل ي د ثوبا جديدا‪ ,‬ول أعاره أح سي ثوبا‬
‫طاف عريانا‪ ,‬وربا كانت امرأة فتطوف عريانة فتجعل على فرجها شيئا ليستره بعض الستر فتقول‪:‬‬
‫اليوم يبدو بعضففففففففه أو كلهومففففففففا بدا منففففففففه فل أحله‬
‫وأكثر ما كان النساء يطفن عراة بالليل‪ ,‬وكان هذا شيئا قد ابتدعوه من تلقاء أنفسهم واتبعوا فيه‬
‫آباءهم‪ ,‬ويعتقدون أن فعل آبائهم مستند إل أمر من ال وشرع‪ ,‬فأنكر ال تعال عليهم ذلك‪ ,‬فقال‬
‫{وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا وال أمرنا با} فقال تعال ردا عليهم {قل} أي يا ممد‬
‫لن ادعى ذلك {إن ال ل يأمر بالفحشاء} أي هذا الذي تصنعونه فاحشة منكرة‪ ,‬وال ل يأمر بثل‬
‫ذلك {أتقولون على ال مال تعلمون} أي أتسفندون إل ال مفن القوال مال تعلمون صفحته‪ ,‬وقوله‬
‫تعال‪ { :‬قل أمر رب بالقسط} أي بالعدل والستقامة {وأقيموا وجوهكم ع ند كل م سجد وادعوه‬
‫ملصي له الدين} أي أمركم بالستقامة ف عبادته ف مالا وهي متابعة الرسلي الؤيدين بالعجزات‪,‬‬
‫فيما أخبوا به عن ال وما جاؤوا به من الشرائع وبالخلص له ف عبادته‪ ,‬فإنه تعال ل يتقبل العمل‬
‫حتف يمفع هذيفن الركنيف‪ ,‬أن يكون صفوابا موافقا للشريعفة وأن يكون خالصفا مفن الشرك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬كمفا بدأكفم تعودون} إل قوله {الضللة} اختلف فف معنف قوله {كمفا بدأكفم‬
‫تعودون} فقال ابن أب نيح‪ :‬عن ماهد {كما بدأكم تعودون} يييكم بعد موتكم‪ ,‬وقال السن‬
‫البصري‪ :‬كما بدأكم ف الدنيا كذلك تعودون يوم القيامة أحياء‪ ,‬وقال قتادة {كما بدأكم تعودون}‬
‫قال‪ :‬بدأ فخلق هم ول يكونوا شيئا ث ذهبوا ث يعيد هم‪ ,‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬ك ما‬
‫بدأكم أولً كذلك يعيدكم آخرا‪ ,‬واختار هذا القول أبو جعفر بن جرير‪ ,‬وأيده با رواه من حديث‬

‫‪612‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سفيان الثوري وشعبة بن الجاج كلها عن الغية بن النعمان عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‪,‬‬
‫قال‪ :‬قام فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بوعظة فقال «يا أيها الناس إنكم تشرون إل ال حفاة‬
‫عراة غرلً كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلي» وهذا الديث مرج ف الصحيحي‬
‫من حديث شعبة‪ ,‬وف صحيح البخاري أيضا من حديث الثوري به‪ ,‬وقال ورقاء بن إياس أبو يزيد‬
‫عن ما هد {ك ما بدأ كم تعودون} قال يب عث ال سلم م سلما والكا فر كافرا وقال أ بو العال ية {ك ما‬
‫بدأ كم تعودون} ردّوا إل عل مه في هم وقال سعيد بن جبي ك ما بدأ كم تعودون ك ما ك تب علي كم‬
‫تكونون‪ ,‬و ف رواية ك ما كنتم عليه تكونون‪ ,‬وقال م مد بن كعب القرظي‪ :‬ف قوله تعال‪{ :‬ك ما‬
‫بدأ كم تعودون} من ابتدأ ال خل قه على الشقاوة صار إل ما ابتدىء عل يه خل قه وإن ع مل بأعمال‬
‫أ هل ال سعادة‪ ,‬و من ابتدأ خل قه على ال سعادة صار إل ما ابتدىء خل قه عل يه وإن ع مل بأعمال أ هل‬
‫ف ابتدؤوا عليفه‪ ,‬وقال السفدي‬ ‫ف أن السفحرة عملوا بأعمال أهفل الشقاء ثف صفاروا إل م ا‬‫الشقاء‪ ,‬كم ا‬
‫{كما بدأكم} تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضللة} يقول {كما بدأكم تعودون} كما‬
‫خلقناكففم فريففق مهتدون وفريففق ضلل‪ ,‬كذلك تعودون وترجون مففن بطون أمهاتكففم‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬قوله {كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم‬
‫الضللة} قال‪ :‬إن ال تعال بدأ خلق ابفن آدم مؤمنا وكافرا‪ ,‬كمفا قال {هفو الذي خلقكفم فمنكفم‬
‫ف بدأهفم مؤمنا وكافرا‪ :‬قلت‪ :‬ويتأيفد هذا القول‬ ‫كاففر ومنكفم مؤمفن} ثف يعيدهفم يوم القيامفة كم ا‬
‫بديث ابن مسعود ف صحيح البخاري «فوالذي ل إله غيه إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النة حت‬
‫ما يكون بي نه وبين ها إل باع أو ذراع‪ ,‬في سبق عل يه الكتاب فيع مل بع مل أ هل النار فيدخل ها‪ ,‬وإن‬
‫أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حت ما يكون بينه وبينها إل باع أو ذراع فيسبق عليه الكتاب‪ ,‬فيعمل‬
‫بعمل أهل النة فيدخل النة»‪ .‬وقال أبو القاسم البغوي‪ :‬حدثنا علي بن العد‪ ,‬حدثنا أبو غسان عن‬
‫أ ب حازم عن سهل بن سعد قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم «إن الع بد ليع مل في ما يرى‬
‫الناس بعمل أهل النة وإنه من أهل النار‪ ,‬وإنه ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل النار وإنه من أهل‬
‫النة وإنا العمال بالواتيم» هذا قطعة من حديث البخاري من حديث أب غسان ممد بن مطرف‬
‫الدن ف قصة قزمان يوم أحد‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ابن بشار حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان‬
‫عن العمش عن أب سفيان عن جابر‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال «تبعث كل نفس على‬
‫ما كانت عليه» وهذا الديث رواه مسلم وابن ماجه من غي وجه‪ ,‬عن العمش به‪ ,‬ولفظه «يبعث‬

‫‪613‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كل عبد على ما مات عليه» وعن ابن عباس مثله‪ ,‬قلت‪ :‬ويتأيد بديث ابن مسعود‪ ,‬قلت‪ :‬ول بد‬
‫من ال مع ب ي هذا القول إن كان هو الراد من الَية‪ ,‬وب ي قوله تعال‪{ :‬فأ قم وج هك للدين حنيفا‬
‫فطرت ال الت فطر الناس عليها} وما جاء ف الصحيحي عن أب هريرة رضي ال عنه‪ :‬أن رسول ال‬
‫صفلى ال عليفه وسفلم قال‪« :‬كفل مولود يولد على الفطرة‪ ,‬فأبواه يهودانفه وينصفرانه ويجسفانه»‪.‬‬
‫و ف صحيح م سلم عن عياض بن حار قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول ال تعال‬
‫«إ ن خل قت عبادي حنفاء‪ ,‬فجاءت م الشياط ي فاجتالت هم عن دين هم» الد يث‪ ,‬وو جه ال مع على‬
‫هذا‪ ,‬أنه تعال خلقهم ليكون منهم مؤمن وكافر ف ثان الال‪ ,‬وإن كان قد فطر اللق كلهم على‬
‫معرفته وتوحيده والعلم بأ نه ل إله غيه‪ ,‬ك ما أ خذ عليهم اليثاق بذلك وجعله ف غرائزهم وفطرهم‬
‫و مع هذا قدر أن من هم شقيا ومن هم سعيدا { هو الذي خلق كم فمن كم كا فر ومن كم مؤ من} و ف‬
‫الديث «كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها» وقدر ال نا فذ ف بري ته‪ ,‬فإنه هو {الذي‬
‫قدر فهدى} و {الذي أعطى كل شيء خلقه ث هدى} وف الصحيحي «فأما من كان منكم من‬
‫أ هل ال سعادة ف سييسر لع مل أ هل ال سعادة‪ ,‬وأ ما من كان من أ هل الشقاوة ف سييسر لع مل أ هل‬
‫الشقاوة» ولذا قال تعال‪{ :‬فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضللة} ث علل ذلك فقال {إنم اتذوا‬
‫الشياطي أولياء من دون ال} الَية‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬وهذا من أبي الدللة على خطأ من زعم أن ال‬
‫ل يعذب أحدا على مع صية ركب ها أو ضللة اعتقد ها‪ ,‬إل أن يأتي ها ب عد علم م نه ب صواب وجه ها‬
‫فيكبها عنادا منه لربه فيها‪ ,‬لنه لو كان كذلك ل يكن بي فريق الضللة الذي ضل وهو يسب أنه‬
‫مهتفد‪ ,‬وفريفق الدى فرق‪ ,‬وقفد فرق ال تعال بيف أسفائهما وأحكامهمفا فف هذه الَيفة‪.‬‬

‫سرِفِيَ‬
‫سرُِفوَاْ ِإنّ هُ لَ ُيحِ بّ الْمُ ْ‬
‫** يَاَبنِ يَ آدَ مَ خُذُواْ زِينََتكُ ْم عِندَ كُلّ مَ سْجِ ٍد وكُلُوْا وَاشْ َربُوْا وَلَ تُ ْ‬
‫هذه الَية الكرية رد على الشركي فيما كانوا يعتمدونه‪ ,‬من الطواف بالبيت عراة كما رواه مسلم‬
‫والنسائي وابن جرير‪ ,‬واللفظ له من حديث شعبة عن سلمة بن كهيل عن مسلم البطي عن سعيد بن‬
‫جبي عن ابن عباس‪ :‬قال‪ :‬كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء‪ ,‬الرجال بالنهار والنساء بالليل‪,‬‬
‫وكانففففففففففففففففففففففففففففففففففت الرأة تقول‪:‬‬
‫اليوم يبدو بعضففففففففه أو كلهومففففففففا بدا منففففففففه فل أحله‬

‫‪614‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال ال تعال {خذوا زينتكفم عنفد كفل م سجد} وقال العوفف‪ :‬عفن ابفن عباس فف قوله {خذوا‬
‫زينت كم ع ند كل م سجد} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬كان رجال يطوفون بالب يت عراة فأمر هم ال بالزي نة‪ ,‬والزي نة‬
‫اللباس وهو ما يواري السوأة وما سوى ذلك من جيد البز والتاع‪ ,‬فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل‬
‫مسفجد‪ ,‬وهكذا قال ماهفد وعطاء وإبراهيفم النخعفي وسفعيد بفن جفبي وقتادة والسفدي والضحاك‬
‫ومالك‪ ,‬عن الزهري وغي واحد من أئمة السلف ف تفسيها أنا نزلت ف طواف الشركي بالبيت‬
‫عراة‪ ,‬و قد روى الا فظ بن مردو يه من حد يث سعيد بن بش ي والوزا عي‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن أ نس‬
‫مرفوعا‪ ,‬أن ا نزلت ف ال صلة ف النعال‪ ,‬ول كن ف صحته ن ظر‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ولذه الَية وما ورد ف‬
‫معناها من السنة يستحب التجمل عند الصلة‪ ,‬ول سيما يوم المعة ويوم العيد‪ ,‬والطيب لنه من‬
‫الزينفففففففة والسفففففففواك لنفففففففه مفففففففن تام ذلك‪.‬‬
‫ومن أفضل اللباس البياض كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا علي بن عاصم‪ ,‬حدثنا عبد ال بن عثمان‬
‫بن خثيم‪ ,‬عن سعيد بن جبي وصححه عن ابن عباس مرفوعا‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «البسوا من ثيابكم البياض فإنا من خي ثيابكم‪ ,‬وكفنوا فيها موتاكم وإن خي أكحالكم الثد‬
‫فإ نه يلو الب صر وين بت الش عر» هذا حد يث ج يد ال سناد‪ ,‬رجاله على شرط م سلم ورواه أ بو داود‬
‫والترمذي وا بن ما جه من حد يث ع بد ال بن عثمان بن خث يم به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن صحيح‪,‬‬
‫وللمام أحد أيضا وأهل السنن بإسناد جيد عن سرة بن جندب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «عليكم بثياب البياض فالبسوها فإنا أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم» وروى الطبان بسند‬
‫صحيح عن قتادة عن م مد بن سيين‪ :‬أن تيما الداري اشترى رداء بألف وكان ي صلي ف يه‪ ,‬وقوله‬
‫تعال {وكلوا واشربوا} الَية‪ ,‬قال بعض السلف جع ال الطب كله ف نصف آية {وكلوا واشربوا‬
‫ول ت سرفوا} وقال البخاري قال ا بن عباس‪ :‬كل ما شئت وال بس ما شئت ما أخطأ تك خ صلتان‬
‫سرف وميلة‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ممد بن ثور عن معمر عن ابن‬
‫طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال‪ :‬أحل ال الكل والشرب مال يكن سرفا أو ميلة‪ ,‬إسناده صحيح‪,‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا بز‪ ,‬حدثنا هام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ,‬أن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬كلوا واشربوا والب سوا وت صدقوا من غ ي ميلة ول سرف‪ ,‬فإن ال‬
‫يب أن يرى نعمته على عبده» ورواه النسائي وابن ماجه من حديث قتادة عن عمرو بن شعيب عن‬
‫أبيه عن جده عن النب صلى ال عليه وسلم قال «كلوا وتصدقوا والبسوا ف غي إسراف ول ميلة»‬

‫‪615‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو الغية‪ ,‬حدث نا سليمان بن سليم الكل ب‪ ,‬حدث نا ي ي بن جابر الطائي‬
‫سعت القدام بن معديكرب الكندي‪ ,‬قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «ما مل ابن‬
‫آدم وعاء شرا من بط نه ح سب ا بن آدم أكلت يق من صلبه فإن كان فاعلً ل مالة‪ ,‬فثلث لطعا مه‬
‫وثلث لشرابه وثلث لنفسه» ورواه النسائي والترمذي من طرق عن يي بن جابر به‪ ,‬وقال الترمذي‪:‬‬
‫حسففففففن وففففففف نسففففففخة حسففففففن صففففففحيح‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى الوصلي ف مسنده‪ :‬حدثنا سويد بن عبد العزيز‪ ,‬حدثنا بقية عن يوسف بن‬
‫أب كثي عن نوح بن ذكوان عن السن عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت» ورواه الدارقطن ف الفراد‪ ,‬وقال‪ :‬هذا حديث غريب‬
‫تفرد بفه بقيفة‪ ,‬وقال السفدي‪ :‬كان الذيفن يطوفون بالبيفت عراة يرمون عليهفم الودك مفا أقاموا فف‬
‫الوسم‪ ,‬فقال ال تعال لم‪{ :‬كلوا واشربوا} الَية‪ ,‬يقول ل تسرفوا ف التحري‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬أمرهم‬
‫أن يأكلوا ويشربوا م ا رزق هم ال‪ ,‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم {ول ت سرفوا} يقول‪ :‬ول‬
‫تأكلوا حراما ذلك السراف‪ ,‬وقال عطاء الراسان‪ :‬عن ابن عباس قوله {وكلوا واشربوا ول تسرفوا‬
‫إنه ل يب السرفي} ف الطعام والشراب‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬وقوله {إنه ل يب السرفي} يقول ال‬
‫تعال‪ :‬إن ال ل يبف التعديفن حده فف حلل أو حرام الغاليف فيمفا أحفل بإحلل الرام أو بتحريف‬
‫اللل‪ ,‬ولكنففه يبفف أن يلل مففا أحففل ويرم مففا حرم وذلك العدل الذي أمففر بففه‪.‬‬

‫حيَاةِ ال ّدْنيَا‬
‫ت مِ نَ الرّزْ قِ ُق ْل هِي ِللّذِي نَ آمَنُواْ فِي الْ َ‬
‫** ُق ْل مَ نْ حَرّمَ زِيَنةَ اللّ ِه اّلتِ يَ أَخْ َر جَ ِل ِعبَادِهِ وَالْ ّطّيبَا ِ‬
‫ف َيعْلَمُونفففَ‬ ‫ف ُنفَصفففّلُ ا َليَاتفففِ ِل َقوْمفف ٍ‬ ‫ف اْلقِيَا َمةِ كَذَلِكفف َ‬ ‫فةً َيوْمفف َ‬ ‫خَالِصفف َ‬
‫يقول تعال ردا على من حرم شيئا من الآكل أو الشارب أو اللبس من تلقاء نفسه من غي شرع‬
‫من ال {قل} يا ممد لؤلء الشركي‪ ,‬الذين يرمون ما يرمون بآرائهم الفاسدة وابتداعهم {من‬
‫حرم زي نة ال ال ت أخرج لعباده} الَ ية‪ ,‬أي هفي ملو قة ل ن آ من بال وعبده ف الياة الدن يا‪ ,‬وإن‬
‫شركهم فيها الكفار حبا ف الدنيا فهي لم خاصة يوم القيامة‪ ,‬ول يشركهم فيها أحد من الكفار‪,‬‬
‫فإن النة مرمة على الكافرين‪ ,‬قال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا أبو حصي ممد بن السي القاضي‪,‬‬
‫حدثنا يي المان‪ ,‬حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أب الغية عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‬

‫‪616‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬كانت قريش يطوفون بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون‪ ,‬فأنزل ال {قل من حرم زينة ال‬
‫التفففففففففففففففففففففففففففف أخرج لعباده} فأمروا بالثياب‪.‬‬

‫شرِكُوْا بِاللّ ِه مَا‬


‫ح ّق َوأَن تُ ْ‬
‫ش مَا َظهَ َر ِمْنهَا َومَا بَطَ َن وَالِثْ َم وَالَْبغْ َي ِبغَيْ ِر الْ َ‬
‫** ُقلْ ِإنّمَا َحرّمَ َربّيَ اْل َفوَاحِ َ‬
‫فلْطَانا َوأَن َتقُولُواْ عَلَى اللّهففففِ مَفففا َل َتعْلَمُونففففَ‬ ‫لَمففففْ يُنَ ّز ْل بِهففففِ سففف ُ‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدثنا أبو معاو ية‪ ,‬حدثنا الع مش عن شقيق عن ع بد ال قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «ل أحد أغي من ال فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن‪ ,‬ول أحد‬
‫أحب إليه الدح من ال» أخرجاه ف الصحيحي من حديث سليمان بن مهران العمش‪ ,‬عن شقيق‬
‫عن أب وائل عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬وتقدم الكلم على ما يتعلق بالفواحش ما ظهر منها وما بطن‬
‫ف سورة النعام وقوله {والث والبغي بغي الق} قال السدي‪ :‬أما الث فالعصية والبغي أن تبغي على‬
‫الناس بغي الق‪ ,‬وقال ماهد‪ ,‬الث العاصي كلها وأخب أن الباغي بغيه على نفسه‪ ,‬وحاصل ما فسر‬
‫به ال ث أ نه الطا يا التعل قة بالفا عل نف سه‪ ,‬والب غي هو التعدي إل الناس فحرم ال هذا وهذا‪ ,‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬وأن تشركوا بال ما ل ينل به سلطانا} أي تعلوا له شركاء ف عباد ته {وأن تقولوا على‬
‫ال ما ل تعلمون} من الفتراء والكذب من دعوى أن له ولدا ونو ذلك ما ل علم لكم به‪ ,‬كقوله‬
‫{فاجتنبوا الرجفففففففس مفففففففن الوثان} الَيفففففففة‪.‬‬

‫سَتأْخِرُونَ سَا َع ًة وَلَ يَسَْتقْ ِدمُونَ * يَاَبِنيَ آ َدمَ ِإمّا َي ْأتَِيّنكُمْ ُرسُ ٌل‬
‫** وَِلكُلّ ُأ ّمةٍ َأجَلٌ فَإِذَا جَآءَ أَجَُلهُمْ َل يَ ْ‬
‫ف عََلْيهِ ْم وَ َل هُ مْ يَحْ َزنُو نَ * وَالّذِي نَ َك ّذبُواْ‬ ‫مّنكُ ْم َيقُ صّو َن عََليْكُ ْم آيَاتِي َفمَ ِن اّت َقىَ َوأَ صْلَحَ َفلَ َخوْ ٌ‬
‫ب النّا ِر هُمففْ فِيهَففا خَاِلدُونففَ‬ ‫فحَا ُ‬ ‫فَتكْبَرُوْا عَنْهَففآ ُأوْلَـففئِكَ أَصف ْ‬ ‫بِآيَاتِنَففا وَاسف ْ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولكفل أمفة} أي قرن وجيفل {أجفل فإذا جاء أجلهفم} أي ميقاتمف القدر لمف {ل‬
‫يستأخرون ساعة ول يستقدمون} ث أنذر تعال بن آدم أنه سيبعث إليهم رسلً يقصون عليهم آياته‬
‫وبشر وحذر‪ ,‬فقال {فمن اتقى وأصلح} أي ترك الحرمات وفعل الطاعات {فل خوف عليهم ول‬
‫هم يزنون والذ ين كذبوا بآياتنا وا ستكبوا عنها} أي كذبت ب ا قلوب م وا ستكبوا عن الع مل ب ا‬
‫{أولئك أصففحاب النار هففم فيهففا خالدون} أي ماكثون فيهففا مكثا ملدا‪.‬‬

‫‪617‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ب بِآيَاتِ هِ ُأوْلَـئِكَ َينَاُلهُ ْم نَ صِيُبهُم مّ َن اْلكِتَا بِ َحّت َى‬


‫ى عَلَى اللّ هِ كَذِبا َأوْ كَذّ َ‬‫** َفمَ نْ َأظْلَ ُم مِمّ ِن ا ْفتَرَ َ‬
‫ضلّواْ عَنّا َو َشهِدُوْا عََلىَ‬
‫إِذَا جَآ َءْتهُ مْ رُ سُُلنَا َيَتوَّفوَْنهُ مْ قَاُل َواْ أَيْ َن مَا كُنتُ ْم تَ ْدعُو َن مِن دُو نِ اللّ هِ قَالُواْ َ‬
‫فهِمْ َأّنهُمففففففففففْ كَانُواْ كَافِرِينففففففففففَ‬ ‫َأنْفُسففففففففف ِ‬
‫يقول {ف من أظلم من افترى على ال كذبا أو كذب بآياته} أي ل أحد أظلم‪ ,‬من افترى الكذب‬
‫على ال أو كذب بآياته النلة {أولئك ينالم نصيبهم من الكتاب} اختلف الفسرون ف معناه‪ ,‬فقال‬
‫العوف عن ابن عباس‪ :‬ينالم ما كتب عليهم وكتب لن كذب على ال أن وجهه مسود‪ ,‬وقال علي‬
‫بن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس يقول‪ :‬نصيبهم من العمال من عمل خيا جزي به‪ ,‬ومن عمل شرا‬
‫جزي به‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬ما وعدوا به من خي وشر‪ ,‬وكذا قال قتادة والضحاك وغي واحد‪ .‬واختاره‬
‫ابفففففففففففففففففففن جريفففففففففففففففففففر‪.‬‬
‫وقال م مد بن ك عب القر ظي {أولئك ينال م ن صيبهم من الكتاب} قال‪ :‬عمله ورز قه وعمره‪,‬‬
‫وكذا قال الربيع بن أنس وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬وهذا القول قوي ف العن‪ ,‬والسياق يدل‬
‫عليه وهو قوله {حت إذا جاءتم رسلنا يتوفونم} ونظي العن ف هذه الَية كقوله {إن الذين يفترون‬
‫على ال الكذب ل يفلحون متاع ف الدن يا ث إلي نا مرجع هم ث نذيق هم العذاب الشد يد ب ا كانوا‬
‫يكفرون} وقوله {و من ك فر فل يز نك كفره إلي نا مرجع هم فننبئ هم ب ا عملوا إن ال عل يم بذات‬
‫الصدور نتعهم قليلً} الَية‪ ,‬وقوله {حت إذا جاءتم رسلنا يتوفونم} الَية‪ ,‬يب تعال أن اللئكة إذا‬
‫توفت الشركي تفزعهم عند الوت وقبض أرواحهم إل النار يقولون لم‪ :‬أين الذين كنتم تشركون‬
‫ب م ف الياة الدن يا وتدعون م وتعبدون م من دون ال‪ ,‬ادعو هم يل صوكم م ا أن تم ف يه قالوا {ضلوا‬
‫ع نا} أي ذهبوا ع نا فل نر جو نفع هم ول خي هم {وشهدوا على أنف سهم} أي أقروا واعترفوا على‬
‫أنفسففففففففففهم {أنمفففففففففف كانوا كافريففففففففففن}‪.‬‬

‫** قَالَ ادْ ُخلُواْ فِيَ ُأمَمٍ قَدْ َخلَتْ مِن َقبِْلكُ ْم مّن الْجِ ّن وَالِنْسِ فِي النّارِ كُّلمَا َدخَلَتْ ُأ ّمةٌ ّل َعنَتْ أُ ْخَتهَا‬
‫ضعْفا مّ َن النّارِ‬ ‫َحّتىَ ِإذَا ادّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعا قَالَتْ أُ ْخرَاهُمْ لُو َلهُمْ َرّبنَا هَـؤُلءِ أَضَلّونَا فَآِتهِ ْم عَذَابا ِ‬

‫‪618‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ضعْفٌ وَلَـكِن ّل َتعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُو َلهُمْ لُ ْخرَاهُمْ فَمَا كَانَ َلكُ ْم عََلْينَا مِن َفضْلٍ فَذُوقُواْ‬
‫قَالَ ِلكُلّ ِ‬
‫فبُونَ‬
‫ف َتكْسففففففف ِ‬ ‫الْعَذَابففففففففَ بِمَففففففففا كُنتُمففففففف ْ‬
‫يقول تعال مبا عما يقوله لؤلء الشركي به‪ ,‬الفترين عليه الكذبي بآياته {ادخلوا ف أمم} أي‬
‫من أمثالكم وعلى صفاتكم {قد خلت من قبلكم} أي من المم السالفة الكافرة {من الن والنس‬
‫ف النار} يتمل أن يكون بدلً من قوله ف أمم ويتمل أن يكون ف أمم أي مع أمم‪ ,‬وقوله {كلما‬
‫دخلت أمة لعنت أختها} كما قال الليل عليه السلم {ث يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض} الَية‪,‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إذ تبأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بم السباب وقال الذين‬
‫اتبعوا لو أن ل نا كرة فن تبأ من هم ك ما تبءوا م نا كذلك يري هم ال أعمال م ح سرات علي هم و ما هم‬
‫بارج ي من النار} وقوله {ح ت إذا اداركوا في ها جيعا} أي اجتمعوا في ها كل هم {قالت أخرا هم‬
‫لول هم} أي أخرا هم دخولً‪ ,‬و هم التباع لول هم و هم التبوعون‪ ,‬لن م أ شد جرما من أتباع هم‬
‫فدخلوا قبلهم فيشكوهم التباع إل ال يوم القيامة لنم هم الذين أضلوهم عن سواء السبيل فيقولون‬
‫{ربنا هؤلء أضلونا فآتم عذابا ضعفا من النار} أي أضعف عليهم العقوبة كما قال تعال‪{ :‬يوم‬
‫تقلب وجوه هم ف النار يقولون يا ليت نا أطع نا ال وأطع نا الر سول * وقالوا رب نا إ نا أطع نا سادتنا‬
‫وكباءنا فأضلونا السبيل * ربنا آتم ضعفي من العذاب} الَية‪ ,‬وقوله {قال لكل ضعف} أي قد‬
‫فعل نا ذلك وجازي نا كلً ب سبه‪ ,‬كقوله {الذ ين كفروا و صدوا عن سبيل ال زدنا هم عذابا} الَ ية‪.‬‬
‫وقوله {وليحملن أثقالم وأثقالً مع أثقال م} وقوله {ومن أوزار الذين يضلونم بغي علم} الَية‪,‬‬
‫{وقالت أولهم لخراهم} أي قال التبوعون للتباع {فما كان لكم علينا من فضل} قال السدي‪:‬‬
‫فقد ضللتم كما ضللنا {فذوقوا العذاب با كنتم تكسبون} وهذه الال كما أخب ال تعال عنهم ف‬
‫حال مشرهم ف قوله تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الظالون موقوفون عند ربم يرجع بعضهم إل بعض القول‬
‫يقول الذين استضعفوا للذين استكبوا لول أنتم لكنا مؤمني * قال الذين استكبوا للذين استضعفوا‬
‫أنن صددناكم عن الدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مرمي * وقال الذين استضعفوا للذين استكبوا‬
‫بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بال ونعل له أندادا وأسروا الندامة لا رأوا العذاب وجعلنا‬
‫الغلل ففففف أعناق الذيففففن كفروا هففففل يزون إلّ مففففا كانوا يعملون}‪.‬‬

‫‪619‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جّنةَ َحّت َى يَلِ جَ‬
‫** إِ نّ الّذِي نَ َك ّذبُوْا بِآيَاِتنَا وَا ْسَتكْبَرُوْا َعنْهَا لَ ُت َفتّ حُ َل ُه مْ َأْبوَا بُ ال سّمَآ ِء وَ َل يَدْخُلُو نَ الْ َ‬
‫ش وَكَذَلِكَ‬ ‫ج ِرمِيَ * َلهُ ْم مّن َج َهنّ َم ِمهَا ٌد َومِن َفوِْقهِ ْم َغوَا ٍ‬ ‫جزِي الْمُ ْ‬ ‫ك نَ ْ‬‫ط وَكَذَلِ َ‬ ‫خيَا ِ‬ ‫الْجَمَلُ فِي سَ ّم الْ ِ‬
‫نَجْزِي الظّالِمِيَففففففففففففففففففففففففففففففففففف‬
‫قوله {ل تف تح ل م أبواب ال سماء} ق يل الراد ل ير فع ل م من ها ع مل صال ول دعاء‪ ,‬قاله ما هد‬
‫وسعيد بن جبي ورواه العوف وعلي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ ,‬وكذا رواه الثوري عن ليث عن‬
‫عطاء عن ا بن عباس‪ ,‬وق يل الراد ل تف تح لرواح هم أبواب ال سماء‪ ,‬رواه الضحاك عن ا بن عباس‪,‬‬
‫وقاله السدي وغي واحد‪ ,‬ويؤيده ما قاله ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن عياش عن‬
‫العمش عن النهال هو ابن عمرو‪ ,‬عن زاذان عن الباء أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر قبض‬
‫روح االفاجر‪ ,‬وأنه يصعد با إل السماء فيصعدون با‪ ,‬فل تر على مل من اللئكة إل قالوا ما هذه‬
‫الروح البي ثة ؟ فيقولون فلن بأق بح أ سائه ال ت كان يد عى ب ا ف الدن يا‪ ,‬ح ت ينتهوا ب ا إل ال سماء‬
‫فيستفتحون بابا له فل يفتح له ث قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم {ل تفتح لم أبواب السماء}‬
‫الَ ية‪ ,‬هكذا رواه و هو قط عة من حد يث طو يل رواه أ بو داود والن سائي وا بن ما جه من طرق عن‬
‫النهال بفففففففففففففففففن عمرو بفففففففففففففففففه‪.‬‬
‫و قد رواه المام أح د بطوله فقال‪ :‬حدث نا أ بو معاو ية‪ ,‬حدث نا الع مش عن النهال بن عمرو‪ ,‬عن‬
‫زاذان عن الباء بن عازب قال‪ :‬خرج نا مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف جنازة ر جل من‬
‫النصار فانتهينا إل القب ولا يلحد‪ ,‬فجلس رسول ال صلى ال عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على‬
‫رؤوسنا الطي وف يده عود ينكت به ف الرض‪ ,‬فرفع رأسه فقال «استعيذوا بال من عذاب القب ف‬
‫مرت ي أو ثل ثة ث قال ف إن الع بد الؤ من إذا كان ف انقطاع من الدن يا وإقبال إل الَخرة‪ ,‬نزل إليه‬
‫ملئ كة من ال سماء ب يض الوجوه كأن وجوه هم الش مس مع هم ك فن من أكفان ال نة وحنوط من‬
‫حنوط النة حت يلسوا منه م ّد البصر‪ ,‬ث ييء ملك الوت حت يلس عند رأسه فيقول‪ :‬أيتها النفس‬
‫الطيبة اخرجي إل مغفرة من ال ورضوان ف قال ف فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من ف السقاء‬
‫فيأخذها فإذا أخذها ل يدعوها ف يده طرفة عي حت يأخذوها فيجعلوها ف ذلك الكفن وف ذلك‬
‫النوط ويرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الرض فيصعدون با فل يرون با على‬
‫مل من اللئ كة إل قالوا ما هذه الروح الطي بة ؟ فيقولون‪ :‬فلن بن فلن بأح سن أ سائه ال ت كانوا‬
‫يسمونه با ف الدنيا حت ينتهوا به إل السماء الدنيا‪ ,‬فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل ساء‬

‫‪620‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مقربوها إل السماء الت تليها حت ينتهي ب ا إل السماء السابعة‪ ,‬فيقول ال عز وجل اكتبوا كتاب‬
‫عبدي ف علي ي وأعيدوه إل الرض فإ ن من ها خلقت هم وفي ها أعيد هم ومن ها أخرج هم تارة أخرى‪.‬‬
‫قال‪ :‬فتعاد رو حه فيأت يه ملكان فيجل سانه فيقولن له من ر بك ؟ فيقول‪ :‬ر ب ال‪ ,‬فيقولن له‪ :‬ما‬
‫دي نك ؟ فيقول‪ :‬دي ن ال سلم‪ ,‬فيقولن له‪ :‬ما هذا الر جل الذي ب عث في كم ؟ فيقول‪ :‬هو ر سول‬
‫اللهصفلى ال عليفه وسفلم‪ ,‬فيقولن له‪ :‬ومفا عملك ؟ فيقول قرأت كتاب ال فآمنفت بفه وصفدقت‪,‬‬
‫فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من النة وألبسوه من النة وافتحوا له بابا إل النة‬
‫فيأتيه من روحها وطيبها‪ ,‬ويفسح له ف قبه مد البصر ف قال ف ويأتيه رجل حسن الوجه وحسن‬
‫الثياب ط يب الر يح‪ ,‬فيقول‪ :‬أب شر بالذي ي سرك هذا يو مك الذي ك نت تو عد فيقول له‪ :‬من أ نت‬
‫فوجهك الوجه ييء بالي ؟ فيقول‪ :‬أنا عملك الصال فيقول‪ :‬رب أقم الساعة رب أقم الساعة حت‬
‫أرجع إل أهلي ومال ف قال‪ .‬وإن العبد الكافر إذا كان ف انقطاع من الدنيا وإقبال إل الَخرة‪ ,‬نزل‬
‫إليه من السماء ملئكة سود الوجوه معهم السوح فيجلسون منه مد البصر‪ ,‬ث ييء ملك الوت حت‬
‫يلس ع ند رأ سه فيقول‪ :‬أي ها الن فس البي ثة اخر جي إل سخط من ال وغ ضب‪ ,‬قال‪ :‬فتفرق ف‬
‫جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف البلول فيأخذها فإذا أخذها ل يدعوها ف يده طرفة‬
‫عيف حتف يعلوهفا فف تلك السفوح ويرج منهفا كأنتف ريفح جيففة وجدت على وجفه الرض‪,‬‬
‫في صعدون ب ا فل يرون ب ا على مل من اللئ كة إل قالوا ما هذه الروح البي ثة فيقولون‪ :‬فلن بن‬
‫فلن بأقبح أسائه الت كان يسمى با ف الدنيا حت ينتهي با إل السماء الدنيا فيستفتح فل يفتح له‬
‫ف ث قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم ف {ل تفتح لم أبواب السماء ول يدخلون النة حت يلج‬
‫المل ف سم الياط} فيقول ال عز وجل‪ :‬اكتبوا كتابه ف سجي ف الرض السفلى‪ ,‬فتطرح روحه‬
‫طرحا ف ث قرأ ف {ومن يشرك بال فكأنا خرّ من السماء فتخطفه الطي أو توي به الريح ف مكان‬
‫سحيق} فتعاد روحه ف جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولن له من ربك فيقول هاه هاه ل أدري‬
‫فيقولن‪ :‬ما دينك ؟ فيقول هاه هاه ل أدري فيقولن‪ :‬ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول‪ :‬هاه‬
‫هاه ل أدري فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إل النار فيأتيه‬
‫من حرها وسومها ويضيق عليه قبه حت تتلف فيه أضلعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب‬
‫منت الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه‬
‫ييفففء بالشفففر ؟ فيقول‪ :‬أنفففا عملك البفففيث فيقول رب ل تقفففم السفففاعة»‪.‬‬

‫‪621‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن يونس بن خباب عن النهال بن عمرو‬
‫عن زاذان عن الباء بن عازب قال‪ :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل جنازة فذكر نوه‬
‫وفيه حت إذا خرج روحه صلى عليه كل ملك السماء والرض وكل ملك ف السماء‪ ,‬وفتحت له‬
‫أبواب السماء ليس من أهل باب إل وهم يدعون ال عز وجل أن يعرج بروحه من قبلهم‪ ,‬وف آخره‬
‫ث يقيض له أعمى أصم أبكم ف يده مرزبة لو ضرب با جبل كان ترابا فيضربه ضربة فيصي ترابا ث‬
‫يعيده ال عز وجل كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إل الثقلي‪ ,‬قال‬
‫الباء‪ :‬ث يفتح له باب من النار ويهد له فرش من النار‪ ,‬وف الديث الذي رواه المام أحد والنسائي‬
‫وابن ماجه وابن جرير واللفظ له من حديث ممد بن عمرو بن عطاء‪ ,‬عن سعيد بن يسار عن أب‬
‫هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «اليت تضره اللئكة فإذا كان الرجل الصال قالوا‪:‬‬
‫اخر جي أيت ها الن فس الطمئ نة كا نت ف ال سد الط يب اخر جي حيدة وأبشري بروح وريان ورب‬
‫غيف غضبان‪ ,‬فيقولون ذلك حتف يعرج باف إل السفماء فيسفتفتح لاف فيقال مفن هذا ؟ فيقولون فلن‬
‫فيقال مرحبا بالنفس الطيبة الت كانت ف السد الطيب أدخلي حيدة وأبشري بروح وريان ورب‬
‫غي غضبان‪ ,‬فيقال لا ذلك حت ينتهى با إل السماء الت فيها ال عز وجل‪ ,‬وإذا كان الرجل السوء‬
‫قالوا اخر جي أيت ها الن فس البي ثة كا نت ف ال سد ال بيث اخر جي ذمي مة وأبشري بم يم وغ ساق‬
‫وآ خر من شكله أزواج‪ ,‬فيقولون ذلك ح ت ترج ث يعرج ب ا إل ال سماء‪ ,‬في ستفتح ل ا فيقال من‬
‫هذا ؟ فيقولون فلن فيقولون ل مرحبا بالنفس البيثة الت كانت ف السد البيث ارجعي ذميمة فإنه‬
‫ل يفتففح لك أبواب السففماء فترسففل بيفف السففماء والرض فتصففي إل القففب»‪.‬‬
‫وقد قال ابن جريج ف قوله {ل تفتح لم أبواب السماء} ل تفتح لعمالم ول لرواحهم وهذا فيه‬
‫جع بي القولي‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقوله تعال {ول يدخلون النة حت يلج المل ف سم الياط} هكذا‬
‫قرأه المهور وفسروه بأنه البعي قال ابن مسعود‪ :‬هو المل ابن الناقة‪ ,‬وف رواية زوج الناقة وقال‬
‫السن البصري‪ :‬حت يدخل البعي ف خرم البرة وكذا قال أبو العالية والضحاك وكذا روى علي بن‬
‫أب طلحة العوف عن ابن عباس‪ ,‬وقال ماهد وعكرمة عن ابن عباس‪ :‬إنه كان يقرؤها يلج المل ف‬
‫سم الياط بضم اليم وتشديد اليم يعن البل الغليظ ف خرم البرة‪ ,‬وهذا اختيار سعيد بن جبي‪,‬‬
‫و ف روا ية أ نه قرأ ح ت يلج ال مل يع ن قلوس ال سفن و هي البال الغلظ‪ ,‬وقوله {ل م من جه نم‬

‫‪622‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مهاد} قال م مد بن ك عب القر ظي {ل م من جه نم مهاد} قال الفرش {و من فوق هم غواش} قال‬
‫فف}‪.‬‬ ‫ففدي {وكذلك نزي الظاليف‬ ‫ففم والسف‬ ‫ففن مزاحف‬‫ففف وكذا قال الضحاك بف‬ ‫اللحف‬

‫جّنةِ هُ مْ فِيهَا‬
‫ف َنفْ سا إِلّ وُ ْس َعهَا ُأوْلَ ـئِكَ أَ صْحَابُ الْ َ‬ ‫** وَالّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُواْ ال صّالِحَاتِ َل ُنكَلّ ُ‬
‫حمْدُ للّ ِه الّذِي هَدَانَا‬ ‫حِتهِ ُم الْنهَا ُر وَقَالُواْ الْ َ‬
‫خَالِدُو نَ * َونَ َزعْنَا مَا فِي صُدُو ِرهِم مّ ْن غِ ّل تَجْرِي مِن تَ ْ‬
‫جّنةُ‬
‫ِلهَ ـذَا وَمَا كُنّا ِلنَ ْهتَدِ يَ َلوْل أَ نْ هَدَانَا اللّ هُ َلقَدْ جَآءَ تْ رُ سُلُ َربّنَا بِالْحَ قّ َونُو ُد َواْ أَن تِ ْلكُ ُم الْ َ‬
‫ف َتعْمَلُونففففففففَ‬ ‫فففففففا كُنتُمففففففف ْ‬ ‫فففففففا بِمَف‬ ‫أُو ِرثْتُمُوهَف‬
‫ل ا ذ كر تعال حال الشقياء ع طف بذ كر حال ال سعداء فقال {والذ ين آمنوا وعملوا ال صالات}‬
‫أي آمنت قلوبم وعملوا الصالات بوارحهم ضد أولئك الذين كفروا بآيات ال واستكبوا عنها‪,‬‬
‫وينبفه تعال على أنفه اليان والعمفل بفه سفهل لنفه تعال قال {ل نكلف نفسفا إل وسفعها أولئك‬
‫أصحاب النة هم فيها خالدون * ونزعنا ما ف صدورهم من غل} أي من حسد وبغض كما جاء ف‬
‫صحيح البخاري من حديث قتادة عن أب التوكل الناجي عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪«:‬إذا خلص الؤمنون من النار حب سوا على قنطرة ب ي ال نة والنار فاق تص ل م‬
‫مظال كا نت بين هم ف الدن يا ح ت إذا هذبوا ونقوا أذن ل م ف دخول ال نة فو الذي نف سي بيده إن‬
‫أحدهم بنله ف النة أدل منه بسكنه كان ف الدنيا» وقال السدي ف قوله {ونزعنا ما ف صدورهم‬
‫من غل تري من تتهم النار} الَية‪ ,‬إن أهل النة إذا سيقوا إل النة وجدوا عند بابا شجرة ف‬
‫أصل ساقها عينان فشربوا من إحداها فينع ما ف صدورهم من غل فهو الشراب الطهور واغتسلوا‬
‫من الخرى فجرت علي هم نضرة النع يم فلم يشعثوا ول يشحبوا بعد ها أبدا‪ ,‬و قد روى أ بو إ سحاق‬
‫عن عاصم عن أمي الؤمني علي بن أب طالب نوا من هذا كما سيأت ف قوله تعال‪{ :‬وسيق الذين‬
‫فففه التكلن‪.‬‬ ‫فففة وعليف‬ ‫فففه الثقف‬ ‫فففة زمرا} إن شاء ال وبف‬ ‫ففف إل النف‬ ‫اتقوا ربمف‬
‫وقال قتادة‪ :‬قال علي رضي ال عنه إن لرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبي من الذين قال‬
‫ال تعال في هم‪{ :‬ونزع نا ما ف صدورهم من غل} رواه ا بن جر ير‪ :‬وقال ع بد الرزاق‪ :‬أخب نا ا بن‬
‫عيينفة عفن إسفرائيل قال سفعت السفن يقول قال علي‪ :‬فينفا وال أهفل بدر نزلت {ونزعنفا مفا فف‬
‫صدورهم من غل} وروى الن سائي وا بن مردو يه والل فظ له من حد يث أ ب ب كر بن عياش عن‬
‫الع مش عن أ ب صال عن أ ب هريرة قال‪ :‬قالر سول ال صلى ال عل يه و سلم كل أ هل ال نة يرى‬

‫‪623‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مقعده من النار فيقول لول أن ال هدان فيكون له شكرا وكل أهل النار يرى مقعده من النة فيقول‬
‫لو أن ال هدا ن فيكون له ح سرة» ولذا ل ا أورثوا مقا عد أ هل النار من ال نة نودوا أن تل كم ال نة‬
‫أورثتموها با كنتم تعملون‪ ,‬أي بسبب أعمالكم نالتكم الرحة فدخلتم النة وتبوأت منازلكم بسب‬
‫أعمال كم‪ .‬وإن ا و جب ال مل على هذا ل ا ث بت ف ال صحيحي ع نه صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‬
‫«واعلموا أن أحدكم لن يدخله عمله النة» قالوا ول أنت يا رسول ال قال «ول أنا إل أن يتغمدن‬
‫ال برحةففففففففففف منفففففففففففه وفضفففففففففففل»‪.‬‬

‫ب النّارِ أَن قَدْ وَجَ ْدنَا مَا َوعَ َدنَا َرّبنَا َحقّا َفهَ ْل َوجَدتّم مّا َوعَدَ َرّبكُ ْم‬
‫جّنةِ أَصْحَا َ‬ ‫** َونَادَىَ أَصْحَابُ الْ َ‬
‫َحقّا قَالُواْ َنعَ مْ َفأَذّ َن ُمؤَذّ نٌ بَْيَنهُ مْ أَن ّل ْعَنةُ اللّ ِه عَلَى الظّالِ ِميَ * الّذِي َن يَ صُدّو َن عَن َسبِيلِ اللّ ِه َوَيْبغُوَنهَا‬
‫ف بِالَ ِخ َرةِ كَاِفرُونفففففففففففففففَ‬ ‫ِعوَجا وَهُمفففففففففففففف ْ‬
‫يب تعال با ياطب به أهل النار على وجه التقريع والتوبيخ إذا استقروا ف منازلم {أن قد وجدنا‬
‫ما وعد نا رب نا حقا} أن هه نا مف سرة للقول الحذوف و قد للتحق يق أي قالوا ل م { قد وجد نا ما‬
‫وعدنا ربنا حقا فهل وجدت ما وعد ربكم حقا قالوا نعم} كما أخب تعال ف سورة الصافات عن‬
‫الذي كان له قر ين من الكفار {فاطلع فرآه ف سواء الح يم * قال تال إن كدت لترد ين * ولول‬
‫نعمة رب لكنت من الحضرين * أفما نن بيتي إل موتتنا الول وما نن بعذبي} أي‪ :‬ينكر عليه‬
‫مقالته الت يقولا ف الدنيا ويقرعه با صارإليه من العذاب والنكال وكذلك تقرعهم اللئكة يقولون‬
‫ل م‪{ :‬هذه النار ال ت كن تم ب ا تكذبون * أف سحر هذا أم أن تم ل تب صرون * ا صلوها فا صبوا أو ل‬
‫تصبوا سواء عليكم إنا تزون ما كنتم تعملون} وكذلك قرّع رسول ال صلى ال عليه وسلم قتلى‬
‫القليب يوم بدر فنادى «يا أبا جهل بن هشام ويا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ف وسى رؤوسهم‬
‫ف هل وجدت ما وعد ربكم حقا فإن وجدت ما وعدن رب حقا‪ ,‬وقال عمر‪ :‬يا رسول ال تاطب‬
‫ف أنتفم بأسفع لاف أقول منهفم ولكفن ل يسفتطيعون أن‬ ‫قوما قفد جيفوا ؟ فقال «والذي نفسفي بيده م ا‬
‫ييبوا»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فأذن مؤذن بينهفم} أي أعلم معلم ونادى مناد {أن لعنفة ال على الظاليف} أي‬
‫مستقرة عليهم ث وصفهم بقوله {الذين يصدون عن سبيل ال ويبغونا عوجا} أي يصدون الناس عن‬
‫اتباع سبيل ال وشرعه وما جاءت به النبياء ويبغون أن تكون السبيل معوجة غي مستقيمة حت ل‬

‫‪624‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتبعهفا أحفد {وهفم بالَخرة كافرون} أي وهفم بلقاء ال فف الدار الَخرة كافرون أي جاحدون‬
‫مكذبون بذلك ل يصدقونه ول يؤمنون به فلهذا ل يبالون با يأتون من منكر من القول والعمل لنم‬
‫ل يافون حسففففابا عليففففه ول عقابا فهففففم شففففر الناس أقوا ًل وأعمالً‪.‬‬

‫لمٌ‬
‫جّنةِ أَن َس َ‬ ‫ب الْ َ‬‫ب َوعَلَى العْرَا فِ رِجَا ٌل َيعْرِفُو نَ ُكلّ بِ سِيمَاهُ ْم َونَا َد ْواْ أَ صْحَا َ‬ ‫** َوَبْينَهُمَا حِجَا ٌ‬
‫جعَ ْلنَا‬
‫عََليْكُ مْ لَ ْم يَدْخُلُوهَا وَهُ ْم يَطْ َمعُو نَ * َوإِذَا صُرَِفتْ َأبْ صَا ُرهُ ْم تِ ْلقَآءَ أَ صْحَابِ النّارِ قَالُواْ َرّبنَا َل تَ ْ‬
‫ف اْلقَوْمففففففففففففِ الظّالِمِيَففففففففففف‬ ‫مَعففففففففففف َ‬
‫لا ذكر تعال ماطبة أهل النة مع أهل النار نبه أن بي النة والنار حجابا وهو الاجز الانع من‬
‫وصول أهل النار إل النة‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬وهو السور الذي قال ال تعال فيه‪{ :‬فضرب بينهم بسور‬
‫له باب باط نه ف يه الرح ة وظاهره من قبله العذاب} و هو العراف‪ .‬الذي قال ال تعال ف يه‪{ :‬وعلى‬
‫العراف رجال} ث روى بإسناده عن السدي أنه قال ف قوله تعال‪{ :‬وبينهما حجاب} وهو السور‬
‫وهو العراف وقال ماهد العراف حجاب بي النة والنار سور له باب ‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬والعراف‬
‫جع عُرْف وكل مرتفع من الرض عند العرب يسمى عرفا‪ ,‬وإنا قيل لعرف الديك عرفا لرتفاعه‪.‬‬
‫وحدثنا سفيان بن وكيع‪ ,‬حدثنا ابن عيينة عن عُبيد ال بن أب يزيد‪ ,‬سع ابن عباس يقول‪ :‬العراف‬
‫هو الش يء الشرف‪ .‬وقال الثوري عن جابر عن ما هد عن ا بن عباس قال‪ :‬العراف سور كعرف‬
‫الديك‪ .‬وف رواية عن ابن عباس‪ :‬العراف جع تل بي النة والنار حبس عليه ناس من أهل الذنوب‬
‫بي النة والنار‪ ,‬وف رواية عنه هو سور بي النة والنار‪ .‬وكذا قال الضحاك وغي واحد من علماء‬
‫التفسفي‪ .‬وقال السفدي‪ :‬إناف سفي العراف أعرافا لن أصفحابه يعرفون الناس‪ ,‬واختلففت عبارات‬
‫الفسرين ف أصحاب العراف من هم ؟ وكلها قريبة ترجع إل معن واحد وهو أنم قوم استوت‬
‫حسناتم وسيئاتم‪ ,‬نص عليه حذيفة وابن عباس وابن مسعود وغي واحد من السلف واللف رحهم‬
‫ال‪ ,‬وقد جاء ف حديث مرفوع رواه الافظ أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد ال بن إساعيل حدثنا‬
‫عبيد بن السي حدثنا سليمان بن داود حدثنا النعمان بن عبد السلم حدثنا شيخ لنا يقال له أبو‬
‫عباد عن عبد ال بن ممد بن عقيل عن جابر بن عبد ال قال سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ع من ا ستوت ح سناته و سيئاته فقال «أولئك أ صحاب العراف ل يدخلو ها و هم يطمعون» وهذا‬
‫حديففففففففث غريففففففففب مففففففففن هذا الوجففففففففه‪.‬‬

‫‪625‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورواه من وجه آخر عن سعيد بن سلمة عن أب السام عن ممد بن النكدر عن رجل من مزينة‬
‫قال سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته فقال «إنم قوم خرجوا عصاة‬
‫بغي إذن آبائهم فقتلوا ف سبيل ال» وقال سعيد بن منصور‪ :‬حدثنا أبو معشر حدثنا يي بن شبل عن‬
‫يي بن عبد الرحن الزن عن أبيه قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أصحاب العراف‬
‫قال «هم ناس قتلوا ف سبيل ال بعصية آبائهم فمنعهم من دخول النة معصية آبائهم ومنعهم من‬
‫النار قتلهم ف سبيل ال» ورواه ابن مردويه وابن جرير وابن أب حات من طرق عن أب معشر به‪,‬‬
‫وكذا رواه ابفن ماجفه مرفوعا مفن حديفث أبف سفعيد الدري وابفن عباس‪ ,‬وال أعلم بصفحة هذه‬
‫الخبار الرفوعة‪ ,‬وقصاراها أن تكون موقوفة وفيه دللة على ما ذكر‪ .‬وقال ابن جرير حدثن يعقوب‬
‫حدثنا هشيم أخبنا حصي عن الشعب عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب العراف قال فقال‪ :‬هم قوم‬
‫استوت حسناتم وسيئاتم فقعدت بم سيئاتم عن النة وخلفت بم حسناتم عن النار‪ ,‬قال فوقفوا‬
‫هناك على السور حت يقضي ال فيهم‪ ,‬وقد رواه من وجه آخر أبسط من هذا فقال حدثنا ابن حيد‬
‫حدثنا يي بن واضح حدثنا يونس بن أب إسحاق قال‪ :‬قال الشعب أرسل إلّ عبد الميد بن عبد‬
‫الرح ن وعنده أ بو الزناد ع بد ال ا بن ذكوان مول قر يش فإذا ه ا قد ذكرا من أ صحاب العراف‬
‫ذكرا ليس كما ذكرا فقلت لما‪ :‬إن شئتما أنبأتكما با ذكر حذيفة فقال هات فقلت إن حذيفة ذكر‬
‫أصحاب العراف فقال‪ :‬هم تاوزت بم حسناتم النار وقعدت بم سيئاتم عن النة {وإذا صرفت‬
‫أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا ل تعلنا مع القوم الظالي} فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم‬
‫فففم‪.‬‬ ‫فففد غفرت لكف‬ ‫ففف قف‬ ‫فففة فإنف‬ ‫ففف اذهبوا فادخوا النف‬ ‫فففك فقال لمف‬ ‫ربف‬
‫وقال ع بد ال بن البارك عن أ ب ب كر الذل قال‪ :‬قال سعيد بن جبي و هو يدث ذلك عن ا بن‬
‫مسعود قال‪ :‬ياسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل النة ومن‬
‫كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ث قرأ قول ال‪{ :‬فمن ثقلت موازينة} الَيتي‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬اليزان يف بثقال حبة‪ ,‬ويرجح قال‪ :‬ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب العراف‬
‫فوقفوا على الصراط ث عرفوا أهل النة وأهل النار فإذا نظروا إل أهل النة نادوا سلم عليكم وإذا‬
‫صرفوا أبصارهم إل يسارهم نظروا أهل النار {قالوا ربنا ل تعلنا مع القوم الظالي} تعوذوا بال من‬
‫منازل م قال‪ :‬فأ ما أ صحاب السنات فإن م يعطون نورا يشون به ب ي أيدي هم وبأيانم ويع طى كل‬
‫عبد يومئذ نورا وكل أمة نورا فإذا أتوا على الصراط سلب ال نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل‬

‫‪626‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النة ما لقي النافقون قالوا {ربنا أتم لنا نورنا} وأما أصحاب العراف فإن النور كان بأيديهم فلم‬
‫ينع فهنالك يقول ال تعال‪{ :‬ل يدخلوهفففا وهفففم يطمعون} فكان الطمفففع دخولً‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقال ا بن م سعود‪ :‬إن الع بد إذا ع مل ح سنة ك تب له ب ا ع شر وإذا ع مل سيئة ل تك تب إل‬
‫واحدة ث يقول‪ :‬هلك من غلبت آحاده عشراته‪ .‬رواه ابن جرير وقال أيضا‪ :‬حدثن ابن وكيع وابن‬
‫حيد قال‪ :‬حدثنا جرير عن منصور عن حبيب بن أب ثابت عن عبد ال بن الارث عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬العراف السفور الذي بيف النفة والنار وأصفحاب العراف بذلك الكان حتف إذا بدا ال أن‬
‫يعافيهم انطلق بم إل نر يقال له نر الياة حافتاه قصب الذهب مكلل باللؤلؤ ترابه السك فألقوا فيه‬
‫حت تصلح ألوانم وتبدو ف نورهم شامة بيضاء يعرفون با حت إذا صلحت ألوانم أتى بم الرحن‬
‫تبارك وتعال فقال‪ :‬تنوا ما شئتم‪ ,‬فيتمنون حت إذا انقطعت أمنيتهم قال لم‪ :‬لكم الذي تنيتم ومثله‬
‫سبعون ضعفا‪ ,‬فيدخلون النة وف نورهم شامة بيضاء يعرفون با يسمون مساكي أهل النة‪ ,‬وكذا‬
‫رواه ابن أب حات عن أبيه عن يي بن الغية عن جرير به‪ ,‬وقد رواه سفيان الثوري‪ ,‬عن حبيب بن‬
‫أب ثابت عن ماهد وعن عبد ال بن الارث من قوله وهذا أصح وال أعلم‪ .‬وهكذا روي عن ماهد‬
‫والضحاك وغي واحد وقال سعيد بن داود‪ :‬حدثن جرير عن عمارة بن القعقاع عن أب زرعة عن‬
‫عمرو بن جرير قال سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أصحاب العراف قال «هم آخر من‬
‫يفصل بينهم من العباد فإذا فرغ رب العالي من الفصل بي العباد قال أنتم قوم أخرجتكم حسناتكم‬
‫من النار ول تدخلوا النة فأنتم عتقائي فارعوا من النة حيث شئتم» وهذا مرسل حسن‪ ,‬وقيل هم‬
‫أولد الزن حكاه القرطب وروى الافظ ابن عساكر ف ترجة الوليد بن موسى عن شيبة بن عثمان‬
‫عن عروة بن روي عن السن عن أنس بن مالك عن النب صلى ال عليه وسلم أن مؤمن الن لم‬
‫ثواب وعليهم عقاب‪ ,‬فسألناه عن ثوابم وعن مؤمنيهم فقال على العراف وليسوا ف النة مع أمة‬
‫م مد صلى ال عل يه و سلم ف سألناه و ما العراف ؟ فقال حائط ال نة تري ف يه النار وتن بت ف يه‬
‫الشجار والثمار وراه البيه قي عن ا بن بشران عن علي بن م مد ال صري عن يو سف بن يز يد عن‬
‫الوليفففففففففد بفففففففففن موسفففففففففى بفففففففففه‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري‪ :‬عن خ صيف عن ما هد قال أ صحاب العراف قوم صالون فقهاء علماء‪,‬‬
‫وقال ا بن جرير‪ ,‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثناابن علية عن سليمان التي مي عن أ ب ملز ف قوله‬
‫ل ب سيماهم} قال هم رجال من اللئ كة‬ ‫تعال‪{ :‬وبينه ما حجاب وعلى العراف رجال يعرفون ك ً‬

‫‪627‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعرفون أهل النة وأهل النار قال {ونادوا أصحاب النة أن سلم عليكم ل يدخلوها وهم يطمعون‬
‫* وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا ل تعلنا مع القوم الظالي * ونادى أصحاب‬
‫العراف رجالً يعرفون م ب سيماهم قالوا ما أغ ن عن كم جع كم و ما كن تم ت ستكبون أهؤلء الذ ين‬
‫أقسمتم ل ينالم ال برحة} قال فيقال حي يدخل أهل النة النة {ادخلوا النة ل خوف عليكم‬
‫ول أن تم تزنون} وهذا صحيح إل أ ب ملز ل حق بن ح يد أ حد التابع ي و هو غر يب من قوله‬
‫وخلف الظاهر من السياق وقول المهور مقدم على قوله بدللة الَية على ما ذهبوا إليه‪ ,‬وكذا قول‬
‫ماهد إنم قوم صالون علماء فقهاء فيه غرابة أيضا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقد حكى القرطب وغيه فيهم اثن‬
‫ع شر قو ًل من ها‪ :‬أن م شهدوا أن م صلحاء ترعوا من فزع الَخرة وخلق يطلعون على أخبار الناس‬
‫وقيل هم أنبياء وقيل هم ملئكة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يعرفون كلً بسيماهم} قال علي بن أب طلحة عن‬
‫ابن عباس قال يعرفون أهل النة ببياض الوجوه وأهل النار بسواد الوجوه وكذا روى الضحاك عنه‪,‬‬
‫وقال العو ف عن ابن عباس أنزلم ال تلك النلة ليعرفوا من ف النة والناروليعرفوا أهل النار ب سواد‬
‫الوجوه‪ .‬ويتعوذوا بال أن يعلوهفم مفع القوم الظاليف وهفم فف ذلك ييون أهفل النفة بالسفلم ل‬
‫يدخلوها وهم يطمعون أن يدخلوها وهم داخلوها إن شاء ال‪ ,‬وكذا قال ماهد والضحاك والسدي‬
‫والسفففن وعبفففد الرحنففف بفففن زيفففد بفففن أسفففلم وغيهفففم‪.‬‬
‫وقال مع مر عن ال سن إ نه تل هذه الَ ية {ل يدخلو ها و هم يطمعون} قال وال ما ج عل ذلك‬
‫الطمع ف قلوب م إل لكرا مة يريدها ب م وقال قتادة‪ ,‬قد أنبأكم ال بكان م من الطمع‪ ,‬وقوله {وإذا‬
‫صرفت أب صارهم تلقاء أ صحاب النار قالوا رب نا ل تعل نا مع القوم الظال ي} قال الضحاك عن ا بن‬
‫عباس إن أ صحاب العراف إذا نظروا إل أ هل النار وعرفو هم قالوا رب نا ل تعل نا مع القوم الظال ي‪.‬‬
‫وقال السدي وإذا مروا بم يعن بأصحاب العراف بزمرة يذهب با إل النار قالوا‪ :‬ربنا ل تعلنا مع‬
‫القوم الظالي‪ .‬وقال عكرمة تدد وجوههم للنار فإذا رأوا أصحاب النة ذهب ذلك عنهم وقال عبد‬
‫الرحن بن زيد بن أسلم ف قوله {وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار} فرأوا وجوههم مسودة‬
‫ففف}‪.‬‬ ‫فففع القوم الظاليف‬ ‫فففا مف‬ ‫فففا ل تعلنف‬ ‫فففة {قالوا ربنف‬ ‫فففم مزرقف‬ ‫وأعينهف‬

‫‪628‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َونَادَىَ أَ صْحَابُ العْرَا فِ رِجَا ٍل َيعْرِفُوَنهُ ْم بِ سِيمَاهُمْ قَالُوْا مَآ َأ ْغنَ َى عَنكُ مْ جَ ْم ُعكُ مْ وَمَا ُكنْتُ مْ‬
‫جّنةَ لَ َخوْ فٌ عََليْكُ ْم وَلَ أَنتُ مْ‬‫ستَ ْكبِرُونَ * أَهَـؤُل ِء الّذِي نَ أَقْ سَ ْمتُمْ َل َينَالُهُ مُ اللّ ُه ِبرَحْ َمةٍ ا ْدخُلُواْ الْ َ‬
‫تَ ْ‬
‫تَحْ َزنُونففففففففففففففففففففففففففففففففففففففَ‬
‫يقول ال تعال إخبارا عن تقريع أهل العراف لرجال من صناديد الشركي وقادتم يعرفونم ف‬
‫النار بسيماهم {ما أغن عنكم جعكم} أي كثرتكم {وما كنتم تستكبون} أي ل ينفعكم كثرتكم‬
‫ول جوعكم من عذاب ال بل صرت إل ما أنتم فيه من العذاب والنكال {أهؤلء الذين أقسمتم ل‬
‫ينال م ال برح ة} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس يع ن أ صحاب العراف {ادخلوا ال نة ل‬
‫خوف علي كم ول أن تم تزنون} وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن م مد بن سعد حدث ن أ ب حدث ن ع مي‬
‫حدثن أب عن أبيه عن ابن عباس {قالوا ما أغن عنكم جعكم} الَية‪ ,‬قال فلما قالوا لم الذي قضى‬
‫ال أن يقولوا يع ن أ صحاب العراف ل هل ال نة وأ هل النار قال ال ل هل الت كب والموال {أهؤلء‬
‫فم تزنون}‪.‬‬ ‫فم ول أنتف‬ ‫فة ل خوف عليكف‬ ‫ف ادخلوا النف‬ ‫ف ال برحةف‬ ‫فمتم ل ينالمف‬ ‫فن أقسف‬ ‫الذيف‬
‫وقال حذيفة إن أصحاب العراف قوم تكاثفت أعمالم فقصرت بم حسناتم عن النة وقصرت‬
‫بم سيئاتم عن النار فجعلوا على العراف يعرفون الناس بسيماهم فلما قضى ال بي العباد أذن لم‬
‫ف طلب الشفاعة فأتوا آدم فقالوا‪ :‬يا آدم أنت أبونا فاشفع لنا عند ربك فقال هل تعلمون أن أحدا‬
‫خلقه ال بيده ونفخ فيه من روحه وسبقت رحته إليه غضبه وسجدت له اللئكة غيي ؟ فيقولون ل‬
‫فيقول ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابن إبراهيم فيأتون إبراهيم صلى ال عليه‬
‫وسلم فيسألونه أن يشفع لم عند ربم فيقول تعلمون من أحد اتذه ال خليلً هل تعلمون أن أحدا‬
‫أحرقه قومه بالنار ف ال غيي ؟ فيقولون ل فيقول ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن‬
‫ائتوا ابن موسى فيأتون موسى عليه السلم فيقول هل تعلمون من أحد كلمه ال تكليما وقربه نيا‬
‫غيي فيقولون ل فيقول ما عل مت كن هه ما أ ستطيع أن أش فع ل كم ول كن ائتوا عي سى فيأتو نه عل يه‬
‫ال سلم فيقولون له اش فع ل نا ع ند ر بك فيقول هل تعلمون أحدا خل قه ال من غ ي أب فيقولون ل‬
‫فيقول هفل تعلمون مفن أحفد كان يفبىء الكمفه والبرص وييفي الوتفى بإذن ال غيي ؟ قال‪:‬‬
‫فيقولون ل‪ ,‬فيقول‪ :‬أ نا حج يج نف سي ما عل مت كن هه ما أ ستطيع أن أش فع ل كم ول كن ائتوا ممدا‬
‫صلى ال عليه وسلم فيأتون فأضرب بيدي على صدري ث أقول أنا لا ث أمشي حت أقف بي يدي‬
‫العرش فآت رب عز وجل فيفتح ل من الثناء ما ل يسمع السامعون بثله قط ث أسجد فيقال ل يا‬

‫‪629‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ممد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي ث أثن على رب عز وجل ث أخر ساجدا‬
‫فيقال ل ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول رب أمت فيقول هم لك فل يبقى‬
‫نب مرسل ول ملك مقرب إل غبطن بذلك القام وهو القام الحمود فآت بم النة فأستفتح فيفتح ل‬
‫ولمف فيذهفب بمف إل نرف يقال له نرف اليوان حافتاه قصفب مكلل باللؤلؤ ترابفه السفك وحصفباؤه‬
‫الياقوت فيغتسلون منه فتعود إليهم ألوان أهل النة وريح أهل النة فيصيون كأنم الكواكب الدرية‬
‫ويبقففى ففف صففدورهم شامات بيففض يعرفون بافف يقال مسففاكي أهففل النففة‪.‬‬

‫جّنةِ أَ نْ أَفِيضُوْا عََلْينَا مِ َن الْمَآءِ َأ ْو مِمّا َرزََقكُ مُ اللّ هُ قَاُل َواْ إِ نّ اللّ َه‬
‫ب الْ َ‬
‫ب النّارِ أَ صْحَا َ‬
‫** َونَادَىَ أَ صْحَا ُ‬
‫حيَاةُ ال ّدْنيَا فَاْلَيوْ َم نَن سَاهُمْ كَمَا‬ ‫َح ّر َمهُمَا عَلَى اْلكَافِرِي نَ * الّذِي َن اتّخَذُواْ دِيَنهُ مْ َلهْوا وََلعِبا َوغَ ّرْتهُ مُ الْ َ‬
‫حدُونففففَ‬ ‫فففا يَجْ َ‬ ‫فففا كَانُوْا بِآيَاتِنَف‬ ‫ف هَـففففذَا وَمَف‬ ‫نَسففففُواْ ِلقَآ َء َيوْ ِمهِمففف ْ‬
‫يب تعال عن ذلة أهل النار وسؤالم أهل النة من شرابم وطعامهم وأنم ل يابون إل ذلك قال‬
‫السدي {ونادى أصحاب النار أصحاب النة أن أفيضوا علينا من الاء أو ما رزقكم ال} يعن الطعام‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬يستطعمونم ويستسقونم‪ ,‬وقال الثوري عن عثمان الثقفي عن‬
‫سعيد بن جبي ف هذه الَية قال‪ ,‬ينادي الرجل أباه أوأخاه فيقول له قد احترقت فأفض علي من الاء‬
‫فيقال لم أجيبوهم فيقولون {إن ال حرمهما على الكافرين} وروي من وجه آخر عن سعيد عن ابن‬
‫عباس مثله سواء وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم {إن ال حرمهما على الكافرين} يعن طعام النة‬
‫وشرابافففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا نصر بن علي أخبنا موسى بن الغية حدثنا أبو موسى الصفار‬
‫ف دار عمرو بن مسلم قال‪ :‬سألت ابن عباس أوسئل أي الصدقة أفضل ؟ فقال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «أفضل الصدقة الاء أل تسمع إل أهل النار لا استغاثوا بأهل النة قالوا أفيضوا علينا‬
‫من الاء أو ما رزقكم ال» وقال أيضا‪ :‬حدثنا أحد بن سنان حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن‬
‫أب صال قال لا مرض أبو طالب قالوا له لو أرسلت إل ابن أخيك هذا فيسل إليك بعنقود من النة‬
‫لعله أن يشف يك به‪ ,‬فجاءه الر سول وأ بو ب كر ع ند ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال أ بو ب كر إن ال‬
‫حرمهمففففففففففففففففا على الكافريففففففففففففففففن‪.‬‬

‫‪630‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث وصف تعال الكافرين با كانوا يعتمدونه ف الدنيا باتاذهم الدين لوا ولعبا واغترارهم بالدنيا‬
‫وزينتها وزخرفها عما أمروا به من العمل للَخرة‪ ,‬وقوله {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا}‬
‫أي يعامل هم معاملة من ن سيهم‪ ,‬ل نه تعال ل ي شذ عن عل مه ش يء ول ين ساه ك ما قال تعال‪ { :‬ف‬
‫كتاب ل يضل رب ول ينسى} وإنا قال تعال هذا من باب القابلة كقوله {نسوا ال فنسيهم} وقال‬
‫{كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} وقال تعال‪{ :‬وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء‬
‫يوم كم هذا} وقال العو ف عن ا بن عباس ف قوله {فاليوم نن ساهم ك ما ن سوا لقاء يوم هم هذا} قال‬
‫نسيهم ال من الي ول ينسهم من الشر‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس قال نتركهم كما‬
‫تركوا لقاء يومهم هذا‪ ,‬وقال ماهد نتركهم ف النار‪ ,‬وقال السدي نتركهم من الرحة كما تركوا أن‬
‫يعملوا للقاء يومهم هذا‪ ,‬وف الصحيح أن ال تعال يقول للعبد يوم القيامة‪ :‬أل أزوجك ؟ أل أكرمك‬
‫؟ أل أسخر لك اليل والبل وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول بلى فيقول أظننت أنك ملقي ؟ فيقول ل‬
‫فيقول ال تعال فاليوم أنسففففففففاك كمففففففففا نسففففففففيتن ؟)‬

‫** وََلقَدْ ِجئْنَاهُ مْ ِب ِكتَا بٍ فَ صّ ْلنَا ُه عََل َى عِلْ ٍم هُدًى وَرَحْ َمةً ّل َقوْ مٍ ُي ْؤ ِمنُو نَ * هَلْ يَن ُظرُو نَ إِ ّل َت ْأوِيلَ ُه َيوْ َم‬
‫ش َفعُواْ َلنَآ َأوْ‬ ‫ح قّ َفهَل ّلنَا مِن ُشفَعَآءَ َفيَ ْ‬ ‫يَ ْأتِي َتأْوِيلُ هُ يَقُو ُل الّذِي نَ نَ سُوهُ مِن َقبْلُ قَدْ جَآءَ تْ رُ سُلُ َرّبنَا بِالْ َ‬
‫فا كَانُوْا َي ْفتَرُونففَ‬ ‫فا َنعْمَلُ قَدْ خَسففِ ُر َواْ َأْنفُسففَهُ ْم وَضَلّ عَْنهُمففْ مّف‬ ‫نُرَدّ َفَنعْمَلَ غَيْ َر الّذِي كُنّف‬
‫يقول تعال مبا عن إعذاره إل الشركي بإرسال الرسل إليهم بالكتاب الذي جاء به الرسول وأنه‬
‫كتاب مفصفل مفبي كقوله {كتاب أحكمفت آياتفه ثف فصفلت} الَيفة‪ ,‬وقوله {فصفلناه على علم}‬
‫للعالي أي على علم منا با فصلناه به كقوله {أنزله بعلمه} قال ابن جرير وهذه الَية مردودة على‬
‫قوله {كتاب أنزل إليك فل يكن ف صدرك حرج منه} الَية‪{ ,‬ولقد جئناهم بكتاب} الَية‪ ,‬وهذا‬
‫الذي قاله فيه نظر فإنه قد طال الفصل ول دليل عليه وإنا المر أنه لا أخب با صاروا إليه من السارة‬
‫ف الَخرة ذكر أنه قد أزاح عللهم ف الدنيا بإرسال الرسل وإنزال الكتب كقوله {وما كنا معذبي‬
‫حت نبعث رسولً} ولذا قال {هل ينظرون إل تأويله} أي ما وعدوا به من العذاب والنكال والنة‬
‫والنار قاله ماهففففففد وغيفففففف واحففففففد‪ ,‬وقال مالك‪ :‬ثوابففففففه‪.‬‬
‫وقال الربيع‪ :‬ل يزال ييء من تأويله أمر حت يتم يوم الساب حت يدخل أهل النة النة‪ ,‬وأهل‬
‫النار النار فيتفم تأويله يومئذ وقوله {يوم يأتف تأويله} أي يوم القيامفة قال ابفن عباس {يقول الذيفن‬

‫‪631‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نسوه من قبل} أي تركوا العمل به وتناسوه ف الدار الدنيا {قد جاءت رسل ربنا بالق فهل لنا من‬
‫شفعاء فيشفعوا لنا} أي ف خلصنا ما صرنا إليه ما نن فيه {أو نرد} إل الدار الدنيا {فنعمل غي‬
‫الذي كنفا نعمفل} كقوله {ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يفا ليتنفا نرد ول نكذب بآيات ربنفا‬
‫ونكون من الؤمني * بل بدا لم ما كانوا يفون من قبل ولو ردوا لعادوا لا نوا عنه وإنم لكاذبون}‬
‫كما قال ههنا {قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون} أي خسروا أنفسهم بدخولم النار‬
‫وخلودهم فيها {وضل عنهم ما كانوا يفترون} أي ذهب عنهم ما كانوا يعبدونم من دون ال فل‬
‫يشفعون فيهففففم ول ينصففففرونم ول ينقذونمفففف مافففف هففففم فيففففه‪.‬‬

‫ش ُيغْشِي الّْليْ َل‬


‫** إِ نّ َرّبكُ مُ اللّ ُه الّذِي َخلَ َق ال سَمَاوَاتِ وَالرْ ضَ فِي ِسّتةِ َأيّا مٍ ثُ ّم ا ْسَتوَىَ عَلَى اْلعَرْ ِ‬
‫ت ِبأَمْرِ هِ أَلَ لَ ُه الْخَلْ ُق وَالمْرُ تَبَارَ كَ اللّ هُ رَ بّ‬‫سخّرَا ٍ‬
‫س وَاْلقَمَ َر وَالنّجُو َم مُ َ‬
‫الّنهَا َر يَطُْلبُ هُ َحثِيثا وَالشّمْ َ‬
‫الْعَالَمِيَفففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‬
‫يب تعال أنه خلق العال ساواته وأرضه وما بي ذلك ف ستة أيام كما أخب بذلك ف غي ما آية‬
‫من القرآن‪ ,‬والستة اليام هي‪ :‬الحد والثني والثلثاء والربعاء والميس والمعة وفيه اجتمع اللق‬
‫كله وفيه خلق آدم عليه السلم واختلفوا ف هذه اليام هل كل يوم منها كهذه اليام كما هو التبادر‬
‫إل الذهان أو كل يوم كألف سنة ك ما نص على ذلك ما هد والمام أح د بن حن بل ويروى ذلك‬
‫من روا ية الضحاك عن ا بن عباس‪ ,‬فأ ما يوم ال سبت فلم ي قع ف يه خلق ل نه اليوم ال سابع وم نه سي‬
‫فففففففففففع‪.‬‬ ‫فففففففففففو القطف‬ ‫فففففففففففبت وهف‬ ‫السف‬
‫فأما الديث الذي رواه المام أحد ف مسنده حيث قال‪ :‬حدثنا حجاج حدثنا ابن جريج أخبن‬
‫إ ساعيل بن أم ية عن أيوب بن خالد عن ع بد ال بن را فع مول أم سلمة عن أ ب هريرة قال أ خذ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بيدي فقال «خلق ال التربة يوم السبت وخلق البال فيها يوم الحد‬
‫وخلق الشجر فيها يوم الثني وخلق الكروه يوم الثلثاء وخلق النور يوم الربعاء وبث فيها الدواب‬
‫يوم الميس وخلق آدم بعد العصر يوم المعة آخر اللق ف آخر ساعة من ساعات المعة فيما بي‬
‫العصر إل الليل» فقد رواه مسلم بن الجاج ف صحيحه والنسائي من غي وجه عن حجاج وهو ابن‬
‫ممد العور عن ابن جريج به وفيه استيعاب اليام السبعة وال تعال قد قال ف ستة أيام ولذا تكلم‬

‫‪632‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البخاري وغي واحد من الفاظ ف هذا الديث وجعلوه من رواية أب هريرة عن كعب الحبار ليس‬
‫مرفوعا وال أعلم‪.‬‬
‫وأما قوله تعال {ث استوى على العرش} فللناس ف هذا القام مقالت كثية جدا ليس هذا موضع‬
‫بسطها وإنا نسلك ف هذا القام مذهب السلف الصال مالك والوزاعي والثوري والليث بن سعد‬
‫والشاف عي وأح د وإ سحاق بن راهو يه وغي هم من أئ مة ال سلمي قديا وحديثا و هو إمرار ها ك ما‬
‫جاءت من غ ي تكي يف ول ت شبيه ول تعط يل والظا هر التبادر إل أذهان الشبه ي من في عن ال ل‬
‫يشبهه شيء من خلقه و{ليس كمثله شيء وهو السميع البصي} بل المر كما قال الئمة منهم نعيم‬
‫بن حاد الزاعي شيخ البخاري قال من شبه ال بلقه كفر ومن جحد ما وصف ال به نفسه فقد‬
‫ك فر ول يس في ما و صف ال به نف سه ول ر سوله ت شبيه ف من أث بت ل تعال ما وردت به الَيات‬
‫الصرية والخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بلل ال ونفى عن ال تعال النقائص فقد سلك‬
‫سبيل الدى‪ ,‬وقوله تعال {يغ شي الل يل النهار يطل به حثيثا} أي يذ هب ظلم هذا بضياء هذا وضياء‬
‫هذا بظلم هذا وكل منه ما يطلب الَ خر طلبا حثيثا أي سريعا ل يتأخر عنه بل إذا ذهب هذا جاء‬
‫هذا وعكسه كقوله {وآية لم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون * والشمس تري لستقر لا‬
‫ذلك تقدير العزيز العليم * والقمر قدرناه منازل حت عاد كالعرجون القدي * ل الشمس ينبغي لا أن‬
‫تدرك الق مر ول الل يل سابق النهار و كل ف فلك ي سبحون} فقوله {ول الل يل سابق النهار} أي ل‬
‫يفوته بو قت يتأ خر ع نه بل هو ف أثره بل وا سطة بينه ما ولذا قال {يطل به حثيثا والش مس والق مر‬
‫والنجوم م سخرات بأمره} من هم من ن صب ومن هم من ر فع وكله ا قر يب الع ن أي الم يع ت ت‬
‫قهره وتسفخيه ومشيئتفه ولذا قال منبها {أل له اللق والمفر} أي له اللك والتصفرف {تبارك ال‬
‫رب العاليففف} كقوله {تبارك الذي جعفففل فففف السفففماء بروجا} الَيفففة‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثن الثن‪ ,‬حدثنا إسحاق حدثنا هشام أبو عبد الرحن‪ ,‬حدثنا بقية بن الوليد‪,‬‬
‫حدثنا عبد الغفار بن عبد العزيز النصاري عن عبد العزيز الشامي عن أبيه وكانت له صحبة قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من ل يمد ال على ما عمل من عمل صال وحد نفسه فقد‬
‫ك فر وح بط عمله و من ز عم أن ال ج عل للعباد من ال مر شيئا ف قد ك فر ب ا أنزل ال على أ نبيائه»‬
‫لقوله {أل له اللق وال مر تبارك ال رب العال ي} و ف الدعاء الأثور عن أ ب الدرداء وروي مرفوعا‬

‫‪633‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«اللهم لك اللك كله ولك المد كله وإليك يرجع المر كله‪ ,‬أسألك من الي كله وأعوذ بك من‬
‫الشفففففففففففففففففففففففففففففففففففففر كله»‪.‬‬

‫صلَ ِحهَا‬
‫** ا ْدعُواْ َربّكُ ْم َتضَرّعا َو ُخفَْيةً ِإنّ هُ َل يُحِ بّ الْ ُم ْعتَدِي نَ * وَلَ ُتفْ سِدُواْ فِي الرْ ضِ َبعْدَ إِ ْ‬
‫فنِيَ‬
‫فف ِ‬ ‫ف الْمُحْسف‬ ‫فف َ‬‫فففٌ مّنف‬ ‫فففِ قَرِيبف‬ ‫فففّ رَ ْح َمةَ اللّهف‬ ‫فففُ َخوْفا َوطَمَعا إِنف‬ ‫وَا ْدعُوهف‬
‫أر شد تبارك وتعال عباده إل دعائه الذي هو صلحهم ف دنيا هم وأخرا هم فقال {ادعوا رب كم‬
‫ل وا ستكانه‪ ,‬وخف ية كقوله {واذ كر ر بك ف نف سك} الَ ية و ف‬ ‫تضرعا وخف ية} ق يل معناه تذل ً‬
‫الصحيحي عن أب موسى الشعري قال رفع الناس أصواتم بالدعاء فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصم ول غائبا إن الذي تدعون سيع قريب»‬
‫الد يث‪ ,‬وقال ا بن جر يج عن عطاء الرا سان عن ا بن عباس ف قوله {تضرعا وخف ية} قال ال سر‬
‫ل واستكانة لطاعته وخفية يقول بشوع قلوبكم وصحة اليقي بوحدانيته‬ ‫وقال ابن جرير تضرعا تذل ً‬
‫وربوبيته فيما بينكم وبينه ل جهرا مراءاة وقال عبد ال بن البارك بن فضالة عن السن قال‪ :‬إن كان‬
‫الرجل لقد جع القرآن وما يشعر به الناس وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثي وما يشعر به الناس‬
‫وإن كان الرجل ليصلي الصلة الطويلة ف بيته وعنده الزوار وما يشعرون به ول قد أدركنا أقوما ما‬
‫كان على الرض مفن عمفل يقدرون أن يعملوه فف السفر فيكون علنيفة أبدا ولقفد كان السفلمون‬
‫يتهدون ف الدعاء وما يسمع لم صوت إن كان إل هسا بينهم وبي ربم وذلك أن ال تعال يقول‬
‫{ادعوا ربكم تضرعا وخفية} وذلك أن ال ذكر عبدا صالا رضي فعله فقال {إذ نادى ربه نداء‬
‫خفيا} وقال ا بن جر يج يكره ر فع الصوت والنداء وال صياح ف الدعاء ويؤ مر بالتضرع وال ستكانه‪.‬‬
‫ث روي عن عطاء الراسان عن ابن عباس ف قوله {إنه ل يب العتدين} ف الدعاء ول ف غيه‬
‫وقال أ بو ملز {إ نه ل ي ب العتد ين} ل ي سأل منازل ال نبياء‪ ,‬وقال أح د حدث نا ع بد الرح ن بن‬
‫مهدي حدثنا شعبة عن زياد بن مراق سعت أ با نعا مة عن مول ل سعد أن سعدا سع ابنا له يد عو‬
‫وهو يقول‪ :‬اللهم إن أسألك النة ونعيمها وإستبقها ونوا من هذا وأعوذ بك من النار وسلسلها‬
‫وأغللا فقال لقد سألت ال خيا كثيا وتعوذت به من شر كثي وإن سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول «إنه سيكون قوم يعتدون ف الدعاء ف وف لفظ ف يعتدون ف الطهور والدعاء ف‬
‫وقرأ هذه الَية {ادعوا ربكم تضرعا} الَية ف وإن بسبك أن تقول اللهم إن أسألك النة وما قرّب‬

‫‪634‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إلي ها من قول أو ع مل وأعوذ بك من النار و ما قرب إلي ها من قول أو ع مل» ورواه أ بو داود من‬
‫حد يث شع بة عن زياد بن مراق عن أ ب نعا مة عن مول ل سعد عن سعد فذكره وال أعلم‪ ,‬وقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا عفان حدثنا حاد بن سلمة أخبنا الريري عن أب نعامة أن عبد ال بن مغفل‬
‫سع ابنه يقول اللهم إن أسألك القصر البيض عن يي النة إذا دخلتها فقال يا بن سل ال النة‬
‫وعُذْ به من النار فإ ن سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول «يكون قوم يعتدون ف الدعاء‬
‫والطهور» وهكذا رواه ابن ماجه عن أب بكر بن أب شيبة عن عفان به وأخرجه أبو داود عن موسى‬
‫بن إساعيل عن حاد بن سلمة عن سعيد بن إياس الُريْري عن أب نعامة واسه قيس بن عباية النفي‬
‫البصفففففري وهفففففو إسفففففناد حسفففففن ل بأس بفففففه وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال {ول تفسدوا ف الرض بعد إصلحها} ينهى تعال عن الفساد ف الرض وما أضره‬
‫بعد الصلح فإنه إذا كانت المور ماشية على السداد ث وقع الفساد بعد ذلك كان أضر ما يكون‬
‫على العباد فنهى تعال عن ذلك وأمر بعبادته ودعائه والتضرع إليه والتذلل لديه فقال {وادعوه خوفا‬
‫وطمعا} أي خوفا ما عنده من وبيل العقاب وطمعا فيما عنده من جزيل الثواب ث قال {إن رحت‬
‫ال قريب من الحسني} أي إن رحته مرصدة للمحسني الذين يتبعون أوامره ويتركون زواجره كما‬
‫قال تعال {ورحت وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} الَية وقال قريب ول يقل قريبة لنه‬
‫ض من الرح ة مع ن الثواب أو لن ا مضا فة إل ال فلهذا قال قر يب من الح سني وقال م طر الوراق‬
‫تنجزوا موعود ال بطاعتفه فإنفه قضفى أن رحتفه قريفب مفن الحسفني‪ .‬رواه ابفن أبف حاتف‪.‬‬

‫ح بُشْرىً بَيْ َن يَدَ يْ رَحْ َمتِ هِ َحّتىَ إِذَآ أَقَلّ تْ سَحَابا ِثقَالً ُس ْقنَاهُ ِلبََل ٍد ّميّ ٍ‬
‫ت‬ ‫** َو ُه َو الّذِي يُرْ سِلُ ال ّريَا َ‬
‫خرِ جُ الْموَْتىَ َلعَّلكُ ْم تَذَكّرُو نَ * وَالْبََلدُ ال ّطيّ بُ‬‫ك نُ ْ‬
‫َفأَنْزَْلنَا بِ ِه الْمَآءَ َفأَخْ َر ْجنَا بِ ِه مِن كُ ّل الثّمَرَا تِ كَذَلِ َ‬
‫ف ا َليَا تِ ِل َقوْ ٍم يَشْكُرُو نَ‬ ‫خرُ جُ إِلّ َنكِدا كَذَلِ كَ نُ صَرّ ُ‬ ‫ج َنبَاتُ هُ بِإِذْ نِ َربّ ِه وَالّذِي َخبُ ثَ َل يَ ْ‬‫يَخْ ُر ُ‬
‫ل ا ذ كر تعال أ نه خالق ال سموات والرض وأ نه الت صرف الا كم الدبر ال سخر وأر شد إل دعائه‬
‫لنه على ما يشاء قادر نبه تعال على أنه الرزاق وأنه يعيد الوتى يوم القيامة فقال {وهو الذي يرسل‬
‫الرياح نُشْرا} أي منتشرة بي يدي السحاب الامل للمطر ومنهم من قرأ بشرا كقوله {ومن آياته أن‬
‫يرسل الرياح مبشرات} وقوله {بي يدي رحته} أي بي الطر كما قال {وهو الذي ينل الغيث من‬
‫بعد ما قنطوا وينشر رحته وهو الول الميد} وقال {فانظر إل آثار رحة ال كيف ييي الرض بعد‬

‫‪635‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫موت ا إن ذلك لح يي الو تى و هو على كل ش يء قد ير} وقوله {ح ت إذا أقلت سحابا ثقالً} أي‬
‫حلت الرياح سحابا ثقالً أي من كثرة ما فيها من الاء تكون ثقيلة قريبة من الرض مدلمة كما قال‬
‫زيففففففد بففففففن عمرو بففففففن نفيففففففل رحهفففففف ال‪:‬‬
‫ففففل عذبا زللً‬ ‫ففففلمتله الزن تمف‬ ‫فففف أسف‬ ‫ففففي لنف‬ ‫ففففلمت وجهف‬ ‫وأسف‬
‫فففخرا ثقالً‬ ‫فففل صف‬ ‫فففلمتله الرض تمف‬ ‫ففف أسف‬ ‫فففي لنف‬ ‫فففلمت وجهف‬ ‫وأسف‬
‫وقوله { سقناه لبلد م يت} أي إل أرض مي تة مد بة ل نبات في ها كقوله {وآ ية ل م الرض الي تة‬
‫أحييناها} الَية ولذا قال {فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نرج الوتى} أي كما أحيينا هذه‬
‫الرض بعد موتا كذلك نيي الجساد بعد صيورتا رميما يوم القيامة ينل ال سبحانه وتعال ماء‬
‫من ال سماء فتم طر الرض أربع ي يوما فتن بت م نه الج ساد ف قبور ها ك ما ين بت ال ب ف الرض‬
‫وهذا الع ن كث ي ف القرآن يضرب ال مثلً ليوم القيا مة بإحياء الرض ب عد موت ا ولذا قال {لعل كم‬
‫تذكرون} وقوله {والبلد الطيب يرج نباته بإذن ربه} أي والرض الطيبة يرج نباتا سريعا حسنا‬
‫كقوله {وأنبتها نباتا حسنا} {والذي خبث ل يرج إل نكدا} قال ماهد وغيه كالسباخ ونوها‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف الَية‪ :‬هذا مثل ضربه ال للمؤمن والكافر‪ ).‬وقال البخاري‬
‫حدثنا ممد بن العلء حدثنا حاد بن أسامة عن يزيد بن عبد ال عن أب بردة عن أب موسى قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «مثل ما بعثن ال به من العلم والدى كمثل الغيث الكثي أصاب‬
‫أرضا فكانت منها نقية قبلت الاء فأنبتت الكل والعشب الكثي وكانت منها أجادب أمسكت الاء‬
‫فنفع ال با الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنا هي قيعان ل تسك ماء ول‬
‫تنبت كل فذلك مثل من فقه ف دين ال ونفعه ما بعثن ال به فعلم وعلم ومثل من ل يرفع بذلك‬
‫رأ سا ول يق بل هدى ال الذي أر سلت به» رواه م سلم والن سائي من طرق عن أ ب أ سامة حاد بن‬
‫أسفففففففففففففففففففامة بفففففففففففففففففففه‪.‬‬

‫ف عََلْيكُ ْم عَذَا َ‬
‫ب‬ ‫** َلقَدْ أَرْسَ ْلنَا نُوحا إَِلىَ َق ْومِهِ َفقَا َل يَاَقوْمِ ا ْعبُدُواْ اللّهَ مَا َلكُ ْم مّنْ إِلَـ ٍه َغيْرُهُ ِإنّيَ أَخَا ُ‬
‫ضلََلةٌ وََل ِكنّي رَسُولٌ‬
‫س بِي َ‬ ‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ * قَا َل يَاَقوْمِ َليْ َ‬ ‫َيوْمٍ عَظِيمٍ * قَا َل الْ َملُ مِن َق ْومِهِ ِإنّا َلنَرَاكَ فِي َ‬
‫ُونف‬
‫ّهف م َا َل َتعْلَم َ‬ ‫ِنف الل ِ‬
‫َمف م َ‬ ‫ُمف َوَأعْل ُ‬‫َنصفحُ َلك ْ‬
‫ُمف رِسفَالَتِ رَب ّي َوأ َ‬ ‫ّبف اْلعَالَمِي َ * ُأبَّلغُك ْ‬ ‫م ّن ر ّ‬

‫‪636‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لا ذكر تعال قصة آدم ف أول السورة وما يتعلق بذلك وما يتصل به وفرغ منه شرع تعال ف ذكر‬
‫قصص النبياء عليهم السلم الول فالول فابتدأ بذكر نوح عليه السلم فإنه أول رسول بعثه ال إل‬
‫أهل الرض بعد آدم عليه السلم وهو نوح بن لمك بن متوشلح بن أخنوخ وهو إدريس النب عليه‬
‫السلم فيما يزعمون وهو أول من خط بالقلم ابن برد بن مهليل بن قني بن يانش بن شيث بن آدم‬
‫فب‪.‬‬ ‫فة النسف‬‫فن أئمف‬ ‫فد مف‬ ‫فحاق وغي ف واحف‬ ‫فن إسف‬‫فد بف‬‫فبه ممف‬ ‫فلم هكذا نسف‬ ‫فم السف‬ ‫عليهف‬
‫قال ممد بن إسحاق ول يلق نب من قومه من الذى مثل نوح إل نب قتل وقال يزيد الرقاشي إنا‬
‫سي نوح لكثرة ما ناح على نفسه وقد كان بي آدم إل زمن نوح عليهما السلم عشرة قرون كلهم‬
‫على ال سلم قال ع بد الله ب عباس وغ ي وا حد من علماء التف سي وكان أول ما عبدت ال صنام أن‬
‫قوما صالي ماتوا فبن قومهم عليهم مساجد وصوروا صورة أولئك فيها ليتذكروا حالم وعبادتم‬
‫فيتشبهوا بم فلما طال الزمان جعلوا أجسادا على تلك الصور فلما تادى الزمان عبدوا تلك الصنام‬
‫وسوها بأساء أولئك الصالي ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا فلما تفاقم المر بعث ال سبحانه‬
‫وتعال وله ال مد وال نة ر سوله نوحا فأمر هم بعبادة ال وحده ل شر يك له فقال { يا قوم اعبدوا ال‬
‫مالكم من إله غيه إن أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} أي من عذاب يوم القيامة إذا لقيتم ال وأنتم‬
‫مشركون به {قال الل من قومه} أي المهور والسادة والقادة والكباء منهم {إنا لنراك ف ضلل‬
‫مبي} أي ف دعوتك إيانا إل ترك عبادة هذه الصنام الت وجدنا عليها آباءنا وهكذا حال الفجار‬
‫إن ا يرون البرار ف ضللة كقوله {وإذ رأو هم قالوا إن هؤلء لضالون} {وقال الذ ين كفروا للذ ين‬
‫آمنوا لو كان خيا ما سبقونا إل يه وإذ ل يهتدوا به ف سيقولون هذا إ فك قد ي} إل غ ي ذلك من‬
‫الَيات {قال يا قوم ليس ب ضللة ولكن رسول من رب العالي} أي ما أنا ضال ولكن أنا رسول‬
‫من رب العال ي رب كل ش يء وملي كه {أبلغ كم ر سالت ر ب وأن صح ل كم وأعلم من ال ما ل‬
‫تعلمون} وهذا شأن الرسول أن يكون مبلغا فصيحا ناصحا عالا بال ل يدركهم أحد من خلق ال‬
‫ف هذه ال صفات ك ما جاء ف صحيح م سلم أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال ل صحابه يوم‬
‫عرفة وهم أوفر ما كانوا وأكثر جعا «أيها الناس إنكم مسؤولون عن فما أنتم قائلون ؟» قالوا نشهد‬
‫أنك قد بلغت وأديت ونصحت فجعل يرفع أصبعه إل السماء وينكسها عليهم ويقول «اللهم اشهد‬
‫اللهففففففففففففففففففم اشهففففففففففففففففففد»‪.‬‬

‫‪637‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جْبتُ مْ أَن جَآءَكُ مْ ذِ ْك ٌر مّن ّرّبكُ ْم عََلىَ رَجُ ٍل ّمْنكُ مْ ِليُنذِرَكُ ْم وَِلتَّتقُوْا وََلعَّلكُ مْ ُترْحَمُو نَ *‬
‫** َأ َو عَ ِ‬
‫ُمف كَانُواْ َقوْما عَمِيَ‬
‫ِينف كَ ّذبُوْا بِآيَاتِنَآ ِإّنه ْ‬ ‫ْكف َوَأغْرَقْنَا الّذ َ‬‫َهف فِي اْلفُل ِ‬
‫ِينف َمع ُ‬‫َاهف وَالّذ َ‬
‫ُوهف َفأَنَْين ُ‬
‫َفكَ ّذب ُ‬
‫يقول تعال إخبارا عن نوح أنه قال لقومه {أو عجبتم} الَية‪ ,‬أي ل تعجبوا من هذا فإن هذا ليس‬
‫بعجب أن يوحي ال إل رجل منكم رحة بكم ولطفا وإحسانا إليكم لينذركم ولتتقوا نقمة ال ول‬
‫تشركوا به {ولعلكم ترحون} قال ال تعال {فكذبوه} أي تادوا على تكذيبه ومالفته وما آمن معه‬
‫منهم إل قليل كما نص عليه ف موضع آخر {فأنيناه والذين معه ف الفلك} أي السفينة كما قال‪:‬‬
‫فأنيناه وأصحاب السفينة {وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا} كما قال {ما خطيئاتم أغرقوا فأدخلوا نارا‬
‫فلم يدوا ل م من دون ال أن صارا} وقوله {إن م كانوا قوما عم ي} أي عن ال ق ل يب صرونه ول‬
‫يهتدون له فبي تعال ف هذه الق صة أ نه انت قم لوليائه من أعدائه وأن ى ر سوله والؤمن ي وأهلك‬
‫أعداءهفففم مفففن الكافريفففن كقوله {إنفففا لننصفففر رسفففلنا} الَيفففة‪.‬‬
‫وهذه سنة ال ف عباده ف الدنيا والَخرة أن العاقبة فيها للمتقي والظفر والغلب لم كما أهلك قوم‬
‫نوح بالغرق ونى نوحا وأصحابه الؤمني وقال مالك عن زيد بن أسلم كان قوم نوح قد ضاق بم‬
‫السهل والبل وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم ما عذب ال قوم نوح إل والرض ملى بم وليس‬
‫بقعة من الرض إل ولا مالك وحائز وقال ابن وهب بلغن عن ابن عباس أنه نا مع نوح ف السفينة‬
‫ثانون رجلً أحدهم جرهم وكان لسانه عربيا رواه ابن أب حات وروي متصلً من وجه آخر عن ابن‬
‫عباس رضففففففففففففففففي ال عنهمففففففففففففففففا‪.‬‬

‫ل الّذِي َن‬
‫** َوإَِلىَ عَادٍ أَخَاهُ ْم هُودا قَا َل يَاَقوْمِ ا ْعبُدُواْ اللّ َه مَا َلكُ ْم مّنْ إِلَـ ٍه َغيْرُهُ أََفلَ َتّتقُونَ * قَا َل الْ َم ُ‬
‫ك مِ َن اْلكَا ِذبِيَ * قَالَ يَاَقوْ مِ َليْ سَ بِي َسفَاهَ ٌة وََل ِكنّي‬ ‫َكفَرُواْ مِن َق ْومِ هِ ِإنّا َلنَرَا كَ فِي َسفَا َه ٍة ِوِإنّا َلنَ ُظنّ َ‬
‫جْبتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ‬ ‫ب اْلعَالَمِيَ * ُأبَّلغُكُمْ رِسَالتِ َربّي َوَأنَاْ َلكُ ْم نَاصِحٌ َأمِيٌ * َأ َو عَ ِ‬ ‫رَسُو ٌل مّن رّ ّ‬
‫ح وَزَادَكُ مْ فِي الْخَلْ قِ‬‫مّن ّربّكُ ْم عََلىَ رَجُ ٍل مّنكُ مْ ِليُنذِرَكُ ْم وَاذكُ ُر َواْ إِذْ َجعََلكُ مْ ُخَلفَآءَ مِن َبعْدِ َقوْ ِم نُو ٍ‬
‫ف ُتفْلِحُونفففففففَ‬ ‫بَسفففففففْ َطةً فَاذْ ُك ُروَاْ آلَءَ اللّهفففففففِ َلعَّلكُمفففففف ْ‬
‫يقول تعال وكمفا أرسفلنا إل قوم نوح نوحا كذلك أرسفلنا إل عاد أخاهفم هودا قال ممفد بفن‬
‫إسحاق هم ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح قلت هؤلء هم عاد الول الذين ذكرهم ال‬
‫وهم أولد عاد بن إرم الذين كانوا يأوون إل العمد ف الب كما قال تعال {أل تر كيف فعل ربك‬

‫‪638‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعاد * إرم ذات العماد * ال ت ل يلق مثل ها ف البلد} وذلك لشدة بأ سهم وقوت م ك ما قال تعال‬
‫{فأما عاد فاستكبوا ف الرض بغي الق وقالوا من أشد منا قوة ؟ أو ل يروا أن ال الذي خلقهم‬
‫هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يحدون} وقد كانت مساكنهم باليمن بالحقاف وهي جبال الرمل‬
‫قال ممد بن إسحاق عن ممد بن عبد ال بن أب سعيد الزاعي عن أب الطفيل عامر بن واثلة سعت‬
‫عليا يقول لرجل من حضرموت‪ :‬هل رأيت كثيبا أحر يالطه مدرة حراء ذا أراك وسدر كثي بناحية‬
‫كذا وكذا من أرض حضرموت‪ .‬هل رأيته ؟ قال نعم يا أمي الؤمني ؟ وال إنك لتنعته نعت رجل قد‬
‫رآه‪ ,‬قال ل ولكن قد حدثت عنه فقال الضرمي وما شأنه يا أمي الؤمني ؟ قال فيه قب هود عليه‬
‫السلم رواه ابن جرير‪ .‬وهذا فيه فائدة أن مساكنهم كانت باليمن فإن هودا عليه السلم دفن هناك‬
‫و قد كان من أشرف قو مه ن سبا لن الر سل إن ا يبعث هم ال من أف ضل القبائل وأشرف هم ول كن كان‬
‫قومه كما شدد خلقهم شدد على قلوبم وكانوا من أشد المم تكذيبا للحق ولذا دعاهم هود عليه‬
‫السففففففلم إل عبادة ال وحده ل شريففففففك له وإل طاعتففففففه وتقواه‪.‬‬
‫{قال الل الذين كفروا من قومه} والل هم المهور والسادة والقادة منهم {إنا لنراك ف سفاهة‬
‫وإنا لنظنك من الكاذبي} أي ف ضللة حيث تدعونا إل ترك عبادة الصنام والقبال على عبادة ال‬
‫وحده كما تعجب الل من قريش من الدعوة إل إله واحد فقالوا {أجعل الَلة إلا واحدا} الَية‪.‬‬
‫{قال يا قوم ليس ب سفاهة ولكن رسول من رب العالي} أي لست كما تزعمون بل جئتكم بالق‬
‫من ال الذي خلق كل ش يء ف هو رب كل ش يء وملي كه {أبلغ كم ر سالت ر ب وأ نا ل كم نا صح‬
‫أمي} وهذه الصفات الت يتصف با الرسل البلغ والنصح والمانة {أو عجبتم أن جاءكم ذكر من‬
‫ربكم على رجل منكم لينذركم} أي ل تعجبوا أن بعث ال إليكم رسولً من أنفسكم لينذركم أيام‬
‫ال ولقاءه بفل احدوا ال على ذاكفم {واذكروا إذ جعلكفم خلفاء مفن بعفد قوم نوح} أي واذكروا‬
‫نع مة ال علي كم ف جعل كم من ذر ية نوح الذي أهلك ال أ هل الرض بدعو ته ل ا خالفوه وكذبوه‬
‫{وزادكم ف اللق بسطة} أي زاد طولكم على الناس بسطة أي جعلكم أطول من أبناء جنسكم‬
‫كقوله ف قصة طالوت {وزاده بسطة ف العلم والسم} {فاذكروا آلء ال} أي نعمة ومننه عليكم‬
‫{لعلكففففم تفلحون} والَلء جعفففف إل وقيففففل أل‪.‬‬

‫‪639‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** قَاُل َواْ أَ ِجْئتَنَا ِلنَ ْعبُدَ اللّ َه َوحْدَ ُه َونَذَ َر مَا كَا َن َيعْبُ ُد آبَا ُؤنَا َف ْأتِنَا بِمَا َتعِ ُدنَآ إِن كُن تَ مِ َن ال صّادِِقيَ *‬
‫س َو َغضَ بٌ َأتُجَادِلُونِي فِ يَ أَ سْمَآءٍ سَ ّمْيتُمُوهَآ َأْنتُ ْم وَآبَآؤكُ ُم مّا نَ ّزلَ‬ ‫قَالَ قَدْ وَقَ َع عََلْيكُ مْ مّن ّرّبكُ مْ رِجْ ٌ‬
‫اللّ ُه ِبهَا مِن ُسلْطَانٍ فَانْتَ ِظ ُر َواْ ِإنّي َم َعكُ ْم مّ َن الْ ُمْنتَظِرِي نَ * َفأَ َنيْنَا ُه وَالّذِي نَ َمعَ ُه بِرَ ْح َم ٍة ّمنّا وَقَ َط ْعنَا دَابِرَ‬
‫ففففففا وَمَفففففففا كَانُواْ ُم ْؤ ِمنِيَففففففف‬ ‫الّذِينفففففففَ كَ ّذبُواْ بِآيَاتِنَف‬
‫يب تعال عن تردهم وطغيانم وعنادهم وإنكارهم على هود عليه السلم {قالوا أجئتنا لنعبد ال‬
‫وحده} الَية كقول الكفار من قر يش {إذ قالوا الل هم إن كان هذا هو ال ق من عندك فأمطر علينا‬
‫حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} وقد ذكر ممد بن إسحاق وغيه أنم كانوا يعبدون أصناما‬
‫ف صنم يقال له صمد وآ خر يقال صمود وآ خر يقال له الباء ولذا قال هود عل يه ال سلم { قد و قع‬
‫علي كم من رب كم ر جس وغ ضب} أي قد و جب علي كم بقالت كم هذه من رب كم ر جس ق يل هو‬
‫مقلوب من رجز وعن ابن عباس معناه سخط وغضب {أتادلونن ف أساء سيتموها أنتم وآباؤكم}‬
‫أي أتاجون ف هذه الصنام الت سيتموها أنتم وآباؤكم آلة وهي ل تضر ول تنفع ول جعل ال‬
‫ل كم على عبادت ا ح جة ول دليلً ولذا قال { ما نزل ال ب ا من سلطان ؟ فانتظروا إ ن مع كم من‬
‫النتظر ين} وهذا تد يد ووع يد من الر سول لقو مه ولذا عق به بقوله {فأنيناه والذ ين م عه برح ة م نا‬
‫فففف}‪.‬‬ ‫ففففا كانوا مؤمنيف‬ ‫ففففا ومف‬ ‫ففففن كذبوا بآياتنف‬ ‫ففففا دابر الذيف‬ ‫وقطعنف‬
‫وقد ذكر ال سبحانه صفة إهلكهم ف أماكن أخر من القرآن بأنه أرسل عليهم الريح العقيم ما‬
‫تذر من ش يء أ تت عل يه إل جعل ته كالرم يم ك ما قال ف الَ ية الخرى {وأ ما عاد فأهلكوا بري حٍ‬
‫صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنم أعجاز‬
‫نل خاوية * فهل ترى لم من باقية} لا تردوا وعتوا أهلكهم ال بريح عاتية فكانت تمل الرجل‬
‫منهم فترفعه ف الواء ث تنكسه على أم رأسه فتثلغ رأسه حت تبينه من بي جثته ولذا قال {كأنم‬
‫أعجاز نل خاوية} وقال ممد بن إسحاق كانوا يسكنون باليمن بي عمان وحضرموت وكانوا مع‬
‫ذلك قد فشوا ف الرض وقهروا أهلها بفضل قوتم الت آتاهم ال وكانوا أصحاب أوثان يعبدونا من‬
‫دون ال فب عث ال إلي هم هودا عل يه ال سلم و هو من أو سطهم ن سبا وأفضل هم موضعا فأمر هم أن‬
‫يوحدوا ال ول يعلوا معه إلا غيه وأن يكفوا عن ظلم الناس فأبوا عليه وكذبوه وقالوا من أشد منا‬
‫قوة واتب عه من هم ناس و هم ي سي يكتمون إيان م فل ما ع تت عاد على ال وكذبوا نبيه وأكثروا ف‬
‫الرض الف ساد وت بوا وبنوا ب كل ر يع آ ية عبثا بغ ي ن فع كلم هم هود فقال {أتبنون ب كل ر يع آ ية‬

‫‪640‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعبثون * وتتخذون مصفانع لعلكفم تلدون * وإذا بطشتفم بطشتفم جباريفن * فاتقوا ال وأطيعون}‬
‫{قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نن بتاركي آلتنا عن قولك وما نن لك بؤمني * إن نقول إل‬
‫اعتراك بعض آلتنا بسوء} أي بنون {قال إن أشهد ال واشهدوا أن بريء ما تشركون * من دونه‬
‫فكيدون جيعا ث ل تنظرون * إن توكلت على ال رب وربكم ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها إن‬
‫ففففففففففتقيم}‪.‬‬ ‫ففففففففففراط مسف‬ ‫فففففففففف على صف‬ ‫ربف‬
‫قال ممد بن إسحاق‪ :‬فلما أبوا إل الكفر به أمسك ال عنهم القطر ثلث سني فيما يزعمون حت‬
‫جهدهم ذلك قال‪ :‬وكان الناس إذا جهدهم أمر ف ذلك الزمان وطلبوا من ال الفرج فيه إنا يطلبونه‬
‫برمة ومكان بيته وكان معروفا عند أهل ذلك الزمان وبه العماليق مقيمون وهم من سللة عمليق بن‬
‫لوذ بن سام بن نوح وكان سيدهم إذ ذاك رجلً يقال هل معاوية بن بكر وكانت له أم من قوم عاد‬
‫واسها كلهدة ابنة اليبي قال فبعثت عاد وفدا قريبا من سبعي رجلً إل الرم ليستسقوا لم عند‬
‫الرم فمروا بعاويفة بفن بكفر بظاهفر مكفة فنلوا عليفه فأقاموا عنده شهرا يشربون المفر وتغنيهفم‬
‫الرادتان‪ :‬قينتان لعاوية وكانوا قد و صلوا إليه ف ش هر فل ما طال مقامهم عنده وأخذته شفقة على‬
‫قو مه وا ستحيا من هم أن يأمر هم بالن صراف ع مل شعرا يعرض ل م بالن صراف وأ مر القينت ي أن‬
‫تغنياهففففففففففففففففففم بففففففففففففففففففه فقال‪:‬‬
‫فففا‬ ‫فففبحنا غمامف‬ ‫فففل ال يصف‬ ‫فففم فهينملعف‬ ‫ففف قف‬ ‫فففل ويكف‬ ‫فففا قيف‬ ‫أل يف‬
‫ففففبينون الكلمففففا‬ ‫فيسففففقي أرض عاد إن عاداقففففد أمسففففوا ل يف‬
‫مفففن العطفففش الشديفففد وليفففس نرجوبفففه الشيفففخ الكفففبي ول الغلمفففا‬
‫وقفففد كانفففت نسفففاؤهم بيفقفففد أمسفففت نسفففاؤهم عيامفففى‬
‫وإن الوحففففففش تأتيهففففففم جهاراول تشففففففى لعادي سففففففهاما‬
‫وأنتففففم ههنففففا فيمففففا اشتهيتمنهاركففففم وليلكففففم التمامففففا‬
‫فقبففففح وفدكففففم مففففن وفففففد قومول ُلقّوا التحيففففة والسففففلما‬
‫قال‪ :‬فعند ذلك تنبه القوم لا جاؤوا له فنهضوا على الرم ودعوا لقومهم فدعا داعيهم وهو قيل بن‬
‫عن فأنشأ ال سحابات ثلثا بيضاء وسوداء وحراء ث ناداه مناد من السماء اختر لنفسك أو لقومك‬
‫من هذا ال سحاب فقال‪ :‬اخترت هذه ال سحابة ال سوداء فإن ا أك ثر ال سحاب ماء فناداه مناد اخترت‬
‫رمادا رمددا‪ ,‬ل تبقي من عاد أحدا ل والدا تترك ول ولدا‪ ,‬إل جعلته هدا‪ ,‬إل بن اللوذية الهندا‪,‬‬

‫‪641‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال وب نو اللوذ ية ب طن من عاد يقيمون ب كة فلم ي صبهم ما أ صاب قوم هم قال و هم من ب قي من‬
‫أن سالم وذراري هم عاد الَخرة قال‪ :‬و ساق ال ال سحابة ال سوداء في ما يذكرون ال ت اختار ها ق يل بن‬
‫عن با فيها من النقمة إل عاد حت ترج عليهم من واد يقال له الغيث فلما رأوها استبشروا وقالوا‬
‫هذا عارض مطرنا يقول {بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم * تدمر كل شيء} أي تلك‬
‫كل شيء مرت به فكان أول من أبصر ما فيها وعرف أنا ريح فيما يذكرون امرأة من عاد يقال لا‬
‫ميد فلما تبينت ما فيها صاحت ث صعقت فلما أفاقت قالوا ما رأيت يا ميد ؟ قالت ريا فيها شبه‬
‫النار أمام ها رجال يقودون ا ف سخرها ال علي هم سبع ليال وثان ية أيام ح سوما ك ما قال ال تعال‪.‬‬
‫والسوم الدائ مة فلم تدع من عاد أحدا إل هلك‪ ,‬واعتزل هود عليه السلم في ما ذكر ل و من معه‬
‫من الؤمني ف حظية ما يصيبه ومن معه إل ما تلي عليه اللود وتلذ النفس وإنا لتمر على عاد‬
‫بالظ عن ما ب ي ال سماء والرض وتدمغ هم بالجارة وذ كر تام الق صة بطول ا و هو سياق غر يب ف يه‬
‫فوائد كثية وقد قال ال تعال‪{ :‬ولا جاء أمرنا نينا هودا والذين آمنوا معه برحة منا ونيناهم من‬
‫عذاب غليففففففففففففففففففففففففففففففففففففظ}‪.‬‬
‫وقد ورد ف الديث الذي رواه المام أحد ف مسنده قريب ما أورده ممد بن إسحاق بن يسار‬
‫رحه ال‪ ,‬وقال المام أحد حدثنا زيد بن الباب حدثن أبو النذر سلم بن سليمان النحوي حدثنا‬
‫عاصم بن أب النجود عن أب وائل عن الارث البكري قال‪ :‬خرجت أشكو العلء بن الضرمي إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فمررت بالربذة فإذا بعجوز من بن تيم منقطع با فقالت ل‪ :‬يا عبد‬
‫ال إن ل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم حاجة هل أنت مبلغي إليه قال فحملتها فأتيت الدينة‬
‫فإذا ال سجد غاص بأهله وإذا را ية سوداء ت فق وإذا بلل متقلد سيفا ب ي يدي ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقلت‪ :‬ما شأن الناس ؟ قالوا‪ :‬يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها قال فجلست فدخل‬
‫منله أو قال رحله فاستأذنت عليه فأذن ل فدخلت وسلمت فقال‪ :‬هل بينكم وبي تيم شيء قلت‪:‬‬
‫نعففففففففم وكانففففففففت لنففففففففا الدائرة عليهففففففففم‪.‬‬
‫ومررت بعجوز من ب ن تيم منقطع ب ا فسألتن أن أحل ها إليك وها هي بالباب فأذن ل ا فدخلت‬
‫فقلت يفا رسفول ال إن رأيفت أن تعفل بيننفا وبيف تيفم حاجزا فاجعفل الدهناء فحميفت العجوز‬
‫واسفتوفزت وقالت يفا رسفول ال فإل أيفن يضطفر مضطرك قال قلت‪ :‬إن مثلي مثفل مفا قال الول‪:‬‬
‫معزى حلت حتفها‪ ,‬حلت هذه ول أشعر أنا كانت ل خصما أعوذ بال وبرسوله أن أكون كوافد‬

‫‪642‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عاد قال ل «و ما وا فد عاد ؟» و هو أعلم بالد يث م نه ول كن ي ستطعمه قلت إن عادا قحطوا فبعثوا‬
‫وافدا ل م يقال له قيل ف مر بعاوية بن ب كر فأقام عنده شهرا ي سقيه ال مر وتغنيه جاريتان يقال ل ما‬
‫الرادتان فلمفا مضفى الشهفر خرج إل جبال مهرة فقال اللهفم إنفك تعلم أنف ل أجىء إل مريفض‬
‫فأداويه‪ ,‬ول إل أسي فأفاديه‪ .‬اللهم اسق عادا ما كنت تسقيه‪ ,‬فمرت به سحابات سود فنودي منها‬
‫اختر فأومأ إل سحابة منها سوداء فنودي منها خذها رمادا رمددا‪ ,‬ل تبقي من عاد أحدا قال‪ :‬فما‬
‫بلغن أنه بعث ال عليهم من الريح إل قدر ما يري ف خاتي هذا حت هلكوا‪ .‬قال أبو وائل وصدق‬
‫قال‪ :‬وكا نت الرأة والر جل إذا بعثوا وافدا ل م قالوا ل ت كن كوا فد عاد هكذا رواه المام أح د ف‬
‫ال سند‪ ,‬ورواه الترمذي عن ع بد بن ح يد عن ز يد بن الباب به نوه‪ ,‬ورواه الن سائي من حد يث‬
‫سلم بن أ ب النذر عن عا صم و هو ا بن بدلة و من طري قه رواه ا بن ما جه أيضا عن أ ب وائل عن‬
‫الارث بن حسان البكري به ورواه ابن جرير عن أب كريب عن زيد بن حباب به ووقع عنده عن‬
‫الارث بن يزيد البكري فذكره ورواه أيضا عن أ ب كريب عن أ ب ب كر بن عياش عن عا صم عن‬
‫الارث بفففن حسفففان البكري فذكره ول أر فففف النسفففخة أبفففا وائل وال أعلم‪.‬‬

‫** َوإَِلىَ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحا قَا َل يَاَقوْ ِم اعْبُدُواْ اللّ َه مَا َلكُ ْم مّنْ إِلَـ ٍه َغيْرُهُ قَدْ جَآ َءتْكُ ْم َبيَّن ٌة مّن ّربّكُ ْم‬
‫سوَءٍ َفَيأْخُذَكُ ْم عَذَا بٌ أَلِي مٌ *‬ ‫هَ ـ ِذ ِه نَاَقةُ اللّ هِ َلكُ ْم آَيةً َفذَرُوهَا َتأْكُلْ فِ يَ أَرْ ضِ اللّ ِه وَ َل تَمَ سّوهَا بِ ُ‬
‫حتُو نَ‬ ‫ض َتتّخِذُو نَ مِن ُسهُوِلهَا قُ صُورا َوتَنْ ِ‬ ‫وَاذْكُ ُر َواْ ِإذْ َجعََلكُ مْ ُخَلفَآءَ مِن َبعْ ِد عَا ٍد َوَب ّوأَكُ مْ فِي الرْ ِ‬
‫ل الّذِي َن ا ْسَتكْبَرُوْا مِن َق ْومِ هِ‬ ‫ض ُمفْ سِدِينَ * قَا َل الْ َم ُ‬ ‫جبَا َل ُبيُوتا فَاذْ ُك ُر َواْ آلَءَ اللّ ِه وَ َل َت ْعَثوْا فِي الرْ ِ‬‫الْ ِ‬
‫لِلّذِي َن ا ْسُتضْ ِعفُواْ لِ َم نْ آمَ َن ِمنْهُ مْ َأَتعْلَمُو نَ أَ نّ صَالِحا مّرْ سَ ٌل مّن ّربّ هِ قَاُل َواْ إِنّا بِمَآ أُرْ سِ َل بِ ِه ُم ْؤ ِمنُو نَ *‬
‫قَا َل الّذِي نَ ا سَْت ْكبَ ُر َواْ ِإنّا بِالّذِ يَ آمَنتُ ْم بِ هِ كَاِفرُو نَ * َف َعقَرُواْ النّاَق َة َوعََت ْواْ عَ نْ َأمْرِ َرّبهِ ْم وَقَالُوْا يَا صَالِحُ‬
‫صبَحُواْ فِي دَا ِرهِ مْ جَاثِمِيَ علماء‬ ‫ت مِ َن الْ ُمرْ سَِليَ * َفأَخَ َذْتهُ مُ الرّ ْج َفةُ َفأَ ْ‬
‫اْئتِنَا بِمَا َتعِدُنَآ إِن كُن َ‬
‫التفسي والنسب ثود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح وهو أخو جديس بن عاثر وكذلك قبيلة طسم‬
‫كل هؤلء كانوا أحياء من العرب العار بة ق بل إبراه يم الل يل عل يه ال سلم وكا نت ثود ب عد عاد‬
‫ومساكنهم مشهورة فيما بي الجاز والشام إل وادي القرى وما حوله وقد مر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم على ديارهم ومساكنهم وهو ذاهب إل تبوك ف سنة تسع‪ .‬قال المام أحد حدثنا عبد‬
‫الصمد حدثنا صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر قال‪ :‬لا نزل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪643‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالناس على تبوك نزل بم الجر عند بيوت ثود فاستقى الناس من الَبار الت كانت تشرب منها ثود‬
‫فعجنوا منها ونصبوا لا القدور فأمرهم النب صلى ال عليه وسلم فأهرقوا القدور وعلفوا العجي البل‬
‫ث ارتل بم حت نزل بم على البئر الت كانت تشرب منها الناقة وناهم أن يدخلوا على القوم الذين‬
‫عذبوا وقال «إن أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابم فل تدخلوا عليهم» وقال أحد أيضا حدثنا عفان‬
‫حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد ال بن دينار عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وهو بالجر «ل تدخلوا على هؤلء العذبي إل أن تكونوا باكي فإن ل تكونوا باكي‬
‫فل تدخلوا علي هم أن ي صيبكم م ثل ما أ صابم» وأ صل هذا الد يث مرج ف ال صحيحي من غ ي‬
‫وجففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون السعودي عن إساعيل بن أوسط عن ممد بن أب‬
‫كبشة الناري عن أبيه قال لا كان ف غزوة تبوك تسارع الناس إل أهل الجر يدخلون عليهم فبلغ‬
‫ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فنادى ف الناس «الصلة جامعة» قال فأتيت رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم و هو م سك بعنة و هو يقول « ما تدخلون على قوم غ ضب ال علي هم» فناداه ر جل‬
‫منهم نعجب منهم يا رسول ال ؟ قال «أفل أنبئكم بأعجب من ذلك‪ .‬رجل من أنفسكم ينبئكم با‬
‫كان قبل كم وب ا هو كائن بعد كم فا ستقيموا و سددوا فإن ال ل يع بأ بعذاب كم شيئا و سيأت قوم ل‬
‫يدفعون عن أنفسهم شيئا» ل يرجه أحد من أصحاب السنن وأبو كبشة اسه عمر بن سعد ويقال‬
‫عامر بن سعد وال أعلم‪ ,‬وقال المام أحد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن عبد ال بن عثمان بن‬
‫خث يم عن أ ب الزب ي عن جابر قال ل ا مر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بال جر قال «ل ت سألوا‬
‫الَيات فقد سألا قوم صال فكانت ف يعن الناقة ف ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج فعتوا‬
‫عن أمر ربم فعقروها وكانت تشرب ماءهم يوما ويشربون لبنها يوما فعقروها فأخذتم صيحة أهد‬
‫ال من تت أدي السماء منهم إل رجلً واحدا كان ف حرم ال» فقالوا‪ :‬من هو يا رسول ال ؟ قال‬
‫«أبو رغال فلما خرج من الرم أصابه ما أصاب قومه» وهذا الديث ليس ف شيء من الكتب الستة‬
‫وهو على شرط مسلم‪ .‬قوله تعال‪{ :‬وإل ثود} أي ولقد أرسلنا إل قبيلة ثود أخاهم صالا {قال‬
‫يا قوم اعبدوا ال ما لكم من إله غيه} فجميع الرسل يدعون إل عبادة ال وحده ل شريك له كما‬
‫قال تعال‪{ :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون} وقال {ولقد‬
‫بعثنا ف كل أ مة رسولً أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت} وقوله { قد جاءتكم بي نة من ربكم هذه‬

‫‪644‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ناقة ال لكم آية} أي قد جاءتكم حجة من ال على صدق ما جئتكم به وكانوا هم الذين سألوا‬
‫صالا أن يأتيهم بآية واقترحوا عليه بأن ترج لم من صخرة صماء عينوها بأنفسهم وهي صخرة‬
‫منفردة ف ناحية الجر يقال لا الكاتبة فطلبوا منه أن ترج لم منها ناقة عشراء تخض فأخذ عليهم‬
‫صال العهود والواثيق لئن أجابم ال إل سؤالم وأجابم إل طلبتهم ليؤمنن به وليتبعنه فلما أعطوه‬
‫على ذلك عهود هم ومواثيق هم قام صال عل يه ال سلم إل صلته ود عا ال عز و جل فتحر كت تلك‬
‫ال صخرة ث ان صدعت عن نا قة جوفاء وبراء يتحرك جنين ها ب ي جنبي ها ك ما سألوا فع ند ذلك آ من‬
‫رئي سهم جندع بن عمرو و من كان م عه على أمره وأراد بق ية أشراف ثود أن يؤمنوا ف صدهم ذؤاب‬
‫بن عمرو بن لبيد والباب صاحب أوثانم ورباب بن صمعر بن جلهس وكان لندع بن عمرو ابن‬
‫عم يقال له‪ :‬شهاب بن خليفة بن ملة بن لبيد بن جواس وكان من أشراف ثود وأفاضلها فأراد أن‬
‫يسلم أيضا فنهاه أولئك الرهط فأطاعهم فقال ف ذلك رجل من مؤمن ثود يقال له مهوش بن عثمة‬
‫ففففففففففف ال‪:‬‬ ‫فففففففففففل رحهف‬ ‫فففففففففففن الدميف‬ ‫بف‬
‫وكانففففت عصففففبة مففففن آل عمروإل ديففففن النففففب دعوا شهابففففا‬
‫عزيفففففز ثود كلهفففففم جيعافهمفففففّ بأن ييفففففب فلو أجابفففففا‬
‫لصففففبح صففففال فينففففا عزيزاومففففا عدلوا بصففففاحبهم ذؤابففففا‬
‫ولكفففففن الغواة مفففففن آل حجرتولوا بعفففففد رشدهفففففم ذئابفففففا‬
‫وأقا مت النا قة وف صيلها ب عد ما وضع ته ب ي أظهر هم مدة تشرب من بئر ها يوما وتد عه ل م يوما‬
‫وكانوا يشربون لبنها يوم شربا يتلبونا فيملون ما شاؤوا من أوعيتهم وأوانيهم كما قال ف الَية‬
‫الخرى {ونبئ هم أن الاء ق سمة بين هم كل شرب مت ضر} وقال تعال‪{ :‬هذه نا قة ل ا شرب ول كم‬
‫شرب يوم معلوم} وكانت ت سرح ف بعض تلك الودية ترد من فج وتصدر من غيه ليسعها لنا‬
‫كانت تتضلع من الاء وكانت على ما ذكر خلقا هائلً ومنظرا رائعا إذا مرت بأنعامهم نفرت منها‬
‫فلما طال عليهم ذلك واشتد تكذيبهم لصال النب عليه السلم عزموا على قتلها ليستأثروا بالاء كل‬
‫يوم فيقال إنم اتفقوا كلهم على قتلها‪ ,‬قال قتادة بلغن أن الذي قتلها طاف عليهم كلهم أنم راضون‬
‫بقتل ها ح ت على الن ساء ف خدور هن وعلى ال صبيان قلت وهذا هو الظا هر لقوله تعال‪{ :‬فكذبوه‬
‫فعقرو ها فدمدم علي هم رب م بذنب هم ف سواها} وقال {وآتي نا ثود النا قة مب صرة فظلموا ب ا} وقال‬
‫{فعقروا الناقفة} فأسفند ذلك على مموع القفبيلة فدل على رضفى جيعهفم بذلك وال أعلم‪.‬‬

‫‪645‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وذ كر المام أ بو جع فر بن جر ير وغيه من علماء التف سي أن سبب قتل ها أن امرأة من هم يقال ل ا‬
‫عنيزة ابنة غنم بن ملز وتكن أم غنم كانت عجوزا كافرة وكانت من أشد الناس عداوة لصال عليه‬
‫السلم‪ ,‬وكانت لا بنات حسان ومال جزيل وكان زوجها ذؤاب بن عمرو أحد رؤساء ثود وامرأة‬
‫أخرى يقال لا صدوف بنت الحيا بن زهي بن الختار ذات حسب ومال وجال وكانت تت رجل‬
‫مسلم من ثود ففارقته فكانتا تعلن لن التزم لما بقتل الناقة‪ ,‬فدعت صدوف رجلً يقال له الباب‪,‬‬
‫فعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة فأب عليها فدعت ابن عم لا يقال له مصدع بن مهرج بن‬
‫الح يا فأجاب ا إل ذلك ود عت عنيزة ب نت غ نم قدار بن سالف بن جذع وكان رجلً أح ر أزرق‬
‫قصيا يزعمون أنه كان ولد زنية وأنه ل يكن من أبيه الذي ينسب إليه وهو سالف‪ ,‬وإنا هو من‬
‫ر جل يقال له صهياد ول كن ولد على فراش سالف‪ .‬وقالت له أعط يك أي بنا ت شئت على أن تع قر‬
‫الناقة فعند ذلك انطلق قدار بن سالف‪ ,‬ومصدع بن مهرج فاستغويا غواة من ثود فاتبعهما سبعة نفر‬
‫فصاروا تسعة رهط وهم الذين قال ال تعال‪{ :‬وكان ف الدينة تسعة رهط يفسدون ف الرض ول‬
‫يصلحون} وكانوا رؤساء ف قومهم فاستمالوا القبيلة الكافرة بكمالا فطاوعتهم على ذلك فانطلقوا‬
‫فر صدوا النا قة ح ي صدرت من الاء‪ ,‬و قد ك من ل ا قدار بن سالف ف أ صل صخرة على طريق ها‬
‫وك من ل ا م صدع ف أ صل أخرى‪ ,‬فمرت على م صدع فرما ها ب سهم‪ ,‬فانت ظم به عضلة ساقها‬
‫وخر جت أم غ نم عنيزة وأمرت ابنت ها وكا نت من أح سن الناس وجها ف سفرت عن وجه ها لقدار‬
‫وذمّرته وشد على الناقة بالسيف فكشف عن عرقوبا فخرت ساقطة إل الرض ورغت رغاة واحدة‬
‫ل منيعا ف صعد أعلى‬ ‫تذر سقبها ث طعن ف لبتها فنحرها وانطلق سقبها وهو فصيلها ح ت أتى جب ً‬
‫صخرة فيه ورغا‪ ,‬فروى عبدالرزاق عن معمر عمن سع السن البصري أنه قال‪ :‬يا رب أين أمي ؟‬
‫ويقال إ نه ر غا ثلث مرات وإ نه د خل ف صخرة فغاب في ها‪ ,‬ويقال بل اتبعوه فعقروه مع أ مه فال‬
‫أعلم‪ ,‬فلما فعلوا ذلك وفرغوا من عقر الناقة وبلغ الب صالا عليه السلم‪ ,‬فجاءهم وهم متمعون‪,‬‬
‫فلمفففا رأى الناقفففة بكفففى وقال {تتعوا فففف داركفففم ثلثفففة أيام} الَيفففة‪.‬‬
‫وكان قتلهم الناقة يوم الربعاء‪ ,‬فلما أمسى أولئك التسعة الرهط عزموا على قتل صال وقالوا‪ :‬إن‬
‫كان صادقا عجلناه قبلنا وإن كان كاذبا ألقناه بناقته {قالوا تقاسوا بال لنبيتنه وأهله ث لنقولن لوليه‬
‫ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم ل يشعرون فانظر كيف كان‬
‫عاقبة مكرهم} الَية‪ ,‬فلما عزموا على ذلك وتواطؤوا عليه وجاؤوا من الليل ليفتكوا بنب ال‪ ,‬فأرسل‬

‫‪646‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال سبحانه وتعال وله العزة ولر سوله علي هم حجارة فرضخت هم سلفا وتعجيلً ق بل قوم هم‪ ,‬وأ صبح‬
‫ثود يوم الميس وهو اليوم الول من أيام النظرة ووجوههم مصفرة كما وعدهم صال عليه السلم‪,‬‬
‫وأصبحوا ف اليوم الثان من أيام التأجيل وهو يوم المعة ووجوههم ممرة‪ ,‬وأصبحوا ف اليوم الثالث‬
‫من أيام التاع وهو يوم السبت ووجوههم مسودة‪ ,‬فلما أصبحوا من يوم الحد وقد تنطوا وقعدوا‬
‫ينتظرون نق مة ال وعذا به عياذا بال من ذلك ل يدرون ماذا يف عل ب م ول ك يف يأتي هم العذاب‪,‬‬
‫وأشر قت الش مس جاءت م صيحة من ال سماء ورج فة شديدة من أ سفل من هم‪ ,‬ففا ضت الرواح‬
‫وزهقت النفوس ف ساعة واحدة {فأصبحوا ف دارهم جاثي} أي صرعى ل أرواح فيهم ول يفلت‬
‫منهم أحد ل صغي ول كبي ل ذكر ول أنثى‪ ,‬قالوا‪ :‬إل جارية كانت مقعدة واسها كلبة ابنة السلق‪,‬‬
‫ويقال لا الزريقة‪ ,‬وكانت كافرة شديدة العداوة لصال عليه السلم‪ ,‬فلما رأت ما رأت من العذاب‬
‫أطل قت رجل ها‪ ,‬فقا مت ت سعى كأ سرع ش يء فأ تت حيا من الحياء فأ خبتم ب ا رأت و ما حل‬
‫فففت‪.‬‬ ‫فففت ماتف‬ ‫فففا شربف‬ ‫فففن الاء‪ ,‬فلمف‬ ‫فففتسقتهم مف‬ ‫ففف اسف‬ ‫فففا ثف‬ ‫بقومهف‬
‫قال علماء التفسي‪ :‬ول يبق من ذرية ثود أحد سوى صال عليه السلم ومن تبعه رضي ال عنهم‪,‬‬
‫إل أن رجلً يقال له أ بو رغال كان ل ا وق عت النق مة بقو مه مقيما إذ ذاك ف الرم فلم ي صبه ش يء‬
‫فل ما خرج ف ب عض اليام إل ال ل جاءه ح جر من ال سماء فقتله‪ ,‬و قد تقدم ف أول الق صة حد يث‬
‫جابر بن عبد ال ف ذلك وذكروا أن أبا رغال هذا هو والد ثقيف الذين كانوا يسكنون الطائف‪ ,‬قال‬
‫عبد الرزاق عن معمر‪ :‬أخبن إساعيل بن أمية أن النب صلى ال عليه وسلم مر بقب أب رغال فقال‬
‫«أتدرون من هذا ؟» قالوا ال ورسوله أعلم‪ ,‬قال «هذا قب أب رغال رجل من ثود كان ف حرم ال‬
‫فمنعه حرم ال عذاب ال‪ ,‬فلما خرج أصابه ما أصاب قومه فدفن هاهنا ودفن معه غصن من ذهب‪,‬‬
‫فنل القوم فابتدروه بأسفيافهم فبحثوا عنفه فاسفتخرجوا الغ صن» وقال ع بد الرزاق‪ :‬قال مع مر‪ :‬قال‬
‫فففه‪.‬‬ ‫فففن هذا الوجف‬ ‫فففل مف‬ ‫فففف هذا مرسف‬ ‫فففو ثقيف‬ ‫فففو رغال أبف‬ ‫الزهري‪ :‬أبف‬
‫وقد روي متصلً من وجه آخر كما قال ممد بن إسحاق‪ :‬عن إساعيل بن أمية عن بي بن أب‬
‫بي قال‪ :‬سعت عبد ال بن عمرو يقول سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول حي خرجنا‬
‫معه إل الطائف فمررنا بقب‪ ,‬فقال «هذا قب أب رغال وهو أبو ثقيف وكان من ثود وكان بذا الرم‬
‫فدفع عنه‪ .‬فلما خرج أصابته النقمة الت أصابت قومه بذا الكان فدفن فيه‪ ,‬وآية ذلك أنه دفن معه‬
‫غصن من ذهب إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه‪ ,‬فابتدره الناس فاستخرجوا منه الغصن» وهكذا رواه أبو‬

‫‪647‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫داود‪ ,‬عن يي بن معي عن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن ابن إسحاق به‪ ,‬قال شيخنا أبو‬
‫الجاج الزي‪ :‬و هو حد يث ح سن عز يز (قلت) تفرد بو صله ب ي بن أ ب ب ي هذا‪ ,‬و هو ش يخ ل‬
‫يعرف إل بذا الد يث‪ ,‬قال ي ي بن مع ي‪ :‬ول أ سع أحدا روى ع نه غ ي إ ساعيل بن أم ية‪( ,‬قلت)‬
‫وعلى هذا فيخشى أن يكون وهم ف رفع هذا الديث‪ .‬وإنا يكون من كلم عبد ال بن عمرو ما‬
‫أخذه مفن الزاملتيف‪ ,‬قال شيخنفا أبفو الجاج بعفد أن عرضفت عليفه ذلك وهذا متمفل وال أعلم‪.‬‬

‫حيَ‬‫حبّو نَ النّا صِ ِ‬
‫حتُ َلكُ ْم وَلَكِن ّل تُ ِ‬
‫** َفَتوَّلىَ َعْنهُ ْم وَقَا َل يَاَقوْ مِ َلقَدْ َأبَْلغُْتكُ مْ رِ سَاَلةَ رَبّي َونَ صَ ْ‬
‫هذا تقريع من صال عليه السلم لقومه‪ ,‬لا أهلكهم ال بخالفتهم إياه وتردهم على ال وإبائهم عن‬
‫قبول الق وإعراضهم عن الدى إل العمى‪ ,‬قال لم صال ذلك بعد هلكهم‪ ,‬تقريعا وتوبيخا وهم‬
‫يسمعون ذلك‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا ظهر على أهل بدر‬
‫أقام هناك ثلثا‪ ,‬ث أ مر براحل ته فشدت ب عد ثلث من آ خر الل يل فركب ها ث سار ح ت و قف على‬
‫القليب قليب بدر‪ ,‬فجعل يقول «يا أبا جهل بن هشام يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة ويا فلن هل‬
‫بن فلن وجدت ما وعد ربكم حقا‪ ,‬فإن وجدت ما وعدن رب حقا» فقال له عمر‪ :‬يا رسول ال ما‬
‫تكلم من أقوام قد جيفوا ؟ فقال «والذي نفسي بيده ما أنتم بأسع لا أقول منهم ولكن ل ييبون»‬
‫و ف ال سية أ نه عل يه ال سلم قال ل م «بئس عشية ال نب كن تم ل نبيكم كذبتمو ن و صدقن الناس‪,‬‬
‫وأخرجتمونف وآوانف الناس‪ ,‬وقاتلتمونف ونصفرن الناس‪ ,‬فبئس عشية النفب كنتفم لنفبيكم»‪.‬‬
‫وهكذا صال عل يه ال سلم قال لقو مه {ل قد أبلغت كم ر سالة ر ب ون صحت ل كم} أي فلم تنتفعوا‬
‫بذلك)لن كم ل تبون ال ق ول تتبعون نا صحا‪ ,‬ولذا قال {ول كن ل تبون النا صحي} و قد ذ كر‬
‫بعض الفسرين‪ :‬أن كل نب هلكت أمته كان يذهب فيقيم ف الرم حرم مكة‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقد قال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا زمعة بن صال عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫لا مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بوادي عسفان حي حج قال «يا أبا بكر أي واد هذا ؟» قال‬
‫هذا وادي عسفان‪ ,‬قال «لقد مر به هود وصال عليهما السلم على بكرات خطمهن الليف أزرهم‬
‫العباء وأرديتهم النمار‪ ,‬يلبون يجون البيت العتيق» هذا حديث غريب من هذاالوجه ل يرجه أحد‬
‫فففففففففففففففففففففففففففففففففففففففم‪.‬‬ ‫منهف‬

‫‪648‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ش َة مَا َسَبقَكُ ْم ِبهَا مِ نْ أَ َح ٍد مّن اْلعَالَمِيَ * ِإّنكُ مْ َلَتأْتُو نَ الرّجَا َل‬


‫** وَلُوطا ِإذْ قَالَ ِل َق ْومِ هِ َأَتأْتُو َن الْفَاحِ َ‬
‫ف النّسففففَآ ِء بَلْ َأْنتُمففففْ َقوْمففففٌ مّسففففْرِفُونَ‬ ‫َش ْهوَةً مّففففن دُونففف ِ‬
‫يقول تعال {و} لقد أرسلنا {لوطا} أو تقديره {و} اذكر {لوطا إذ قال لقومه} ولوط هو ابن‬
‫هاران بن آزر وهو ابن أخي إبراهيم الليل عليهما السلم‪ ,‬وكان قد آمن مع إبراهيم عليه السلم‬
‫وهاجر معه إل أرض الشام فبعثه ال إل أهل سدوم وما حولا من القرى‪ ,‬يدعوهم إل ال عز وجل‬
‫ويأمر هم بالعروف وينها هم ع ما كانوا يرتكبو نه من الآ ث والحارم والفوا حش ال ت اخترعو ها ل‬
‫يسبقهم با أحد من بن آدم ول غيهم‪ ,‬وهو إتيان الذكور دون الناث‪ ,‬وهذا شيء ل يكن بنو آدم‬
‫تعهده ول تألفففه ول يطففر ببالمفف‪ ,‬حتفف صففنع ذلك أهففل سففدوم عليهففم لعائن ال‪.‬‬
‫قال عمرو بن دينار ف قوله {ما سبقكم با من أحد من العالي} قال‪ :‬ما نزا ذكر على ذكر حت‬
‫كان قوم لوط‪ ,‬وقال الول يد بن ع بد اللك اللي فة الموي با ن جا مع دم شق‪ :‬لول أن ال عز و جل‬
‫قص علي نا خب قوم ولوط ما ظن نت أن ذكرا يعلو ذكرا‪ ,‬ولذا قال ل م لوط عل يه ال سلم {أتأتون‬
‫الفاحشة ما سبقكم با من أحد من العالي * إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء} أي عدلتم‬
‫عن النساء وما خلق لكم ربكم منهن إل الرجال وهذا إسراف منكم وجهل لنه وضع الشيء ف غي‬
‫مله‪ ,‬ولذا قال لم ف الَية الخرى {هؤلء بنات إن كنتم فاعلي} فأرشدهم إل نسائهم فاعتذروا‬
‫إليه بأنم ل يشتهونن‪{ ,‬قالوا لقد علمت ما لنا ف بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد} أي لقد‬
‫عل مت أ نه ل أرب ل نا ف الن ساء ول إرادة‪ ,‬وإ نك لتعلم مراد نا من أضيا فك‪ ,‬وذ كر الف سرون أن‬
‫الرجال كانوا قد ا ستغن بعض هم بب عض وكذلك ن ساؤهم كن قد ا ستغني بعض هن بب عض أيضا‪.‬‬

‫ُونف‬
‫َاسف َيتَ َطهّر َ‬
‫ُمف ُأن ٌ‬
‫ُمف ِإنّه ْ‬
‫ُمف م ّن َق ْرَيتِك ْ‬
‫ِهف إِلّ أَن قَاُل َواْ أَخْرِجُوه ْ‬
‫َابف َق ْوم ِ‬
‫َانف َجو َ‬
‫** وَم َا ك َ‬
‫أي ما أجابوا لوطا إل أن هوا بإخراجه ونفيه ومن معه من بي أظهرهم‪ ,‬فأخرجه ال تعال سالا‬
‫وأهلك هم ف أرض هم صاغرين مهان ي‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬إن م أناس يتطهرون} قال قتادة‪ :‬عابوهم بغ ي‬
‫ع يب‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬إن م أناس يتطهرون من أدبار الرجال وأدبار الن ساء‪ .‬وروي مثله عن ا بن عباس‬
‫أيضا‪.‬‬

‫‪649‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ت مِ َن اْلغَابِرِي نَ * َوَأمْطَرْنَا عََلْيهِ مْ مّطَرا فَانْ ُظرْ َكيْ فَ كَا َن عَاِقَبةُ‬


‫** َفأَ َنْينَا ُه َوأَهْلَ هُ إِ ّل امْ َرَأتَ هُ كَانَ ْ‬
‫ج ِرمِيَففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‬ ‫الْمُ ْ‬
‫يقول تعال فأني نا لوطا وأهله ول يؤ من به أ حد من هم سوى أ هل بي ته ف قط‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{فأخرجنا من كان فيها من الؤمني * فما وجدنا فيها غي بيت من السلمي} إل امرأته فإنا ل‬
‫تؤمن به‪ ,‬بل كانت على دين قومها تالئهم عليه وتعلمهم بن يقدم عليه من ضيفانه بإشارات بينها‬
‫وبينهم‪ ,‬ولذا لاأمر لوط عليه السلم ليسري بأهله أمر أن ل يعلمها ول يرجها من البلد‪ ,‬ومنهم من‬
‫يقول‪ :‬بل اتبعتهم فلما جاء العذاب التفتت هي فأصابا ما أصابم‪ ,‬والظهر أنا ل ترج من البلد ول‬
‫أعلمها لوط بل بقيت معهم‪ ,‬ولذا قال ههنا {إل امرأته كانت من الغابرين} أي الباقي‪ ,‬وقيل من‬
‫الالكي وهو تفسي باللزم‪ ,‬وقوله {وأمطرنا عليهم مطرا} مفسر بقوله {وأمطرنا عليها حجارة من‬
‫سجيل منضود م سومة ع ند ر بك و ما هي من الظال ي ببع يد} ولذا قال {فان ظر ك يف كان عاق بة‬
‫الجرمي} أي انظر يا ممد كيف كان عاقبة من يترىء على معاصي ال عز وجل ويكذب رسله‪.‬‬
‫وقد ذهب المام أبو حنيفة رحه ال إل أن اللئط يلقى من شاهق ويتبع بالجارة كما فعل بقوم‬
‫لوط‪ ,‬وذهفب آخرون مفن العلماء إل أنفه يرجفم سفواء كان مصفنا أو غيف مصفن وهفو أحفد قول‬
‫الشافعي رحه ال والجة ما رواه المام أحد وأبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث الدراوردي‬
‫عن عمرو بن أب عمرو بن أب عمر عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬من وجدتوه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والفعول به» وقال آخرون هو كالزان فإن‬
‫كان مصنا رجم‪ ,‬وإن ل يكن مصنا جلد مائة جلدة‪ ,‬وهو القول الَخر للشافعي‪ ,‬وأما إتيان النساء‬
‫ف الدبار فهو اللوطية الصغرى‪ ,‬وهو حرام بإجاع العلماء إل قولً شاذا لبعض السلف‪ ,‬وقد ورد ف‬
‫النهي عنه أحاديث كثية عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد تقدم الكلم عليها ف سورة البقرة‪.‬‬

‫** َوإَِلىَ َم ْديَ نَ أَخَاهُ ْم ُشعَيْبا قَا َل يَاَقوْ مِ ا ْعبُدُواْ اللّ َه مَا َلكُ ْم مّ نْ إِلَـ ٍه َغيْرُ هُ َقدْ جَآ َءْتكُ ْم َبيَّن ٌة مّن ّرّبكُ ْم‬
‫صلَ ِحهَا ذَِلكُ مْ َخيْرٌ‬ ‫َفَأوْفُوْا الْ َكيْ َل وَالْمِيزَا َن وَلَ َتبْخَ سُوْا النّا سَ َأ ْشيَاءَهُ ْم وَ َل ُتفْ سِدُواْ فِي الرْ ضِ بَعْدَ إِ ْ‬
‫ّلكُمفففففففففففْ إِن كُنتُمفففففففففففْ ّمؤْ ِمنِيَففففففففففف‬

‫‪650‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال م مد بن إ سحاق‪ :‬هم من سللة مد ين بن إبراه يم وشع يب و هو ا بن ميك يل بن يش جر قال‬
‫واسه بالسريانية يثرون (قلت) مدين تطلق على القبيلة وعلى الدينة وهي الت بقرب معان من طريق‬
‫الجاز قال ال تعال‪{ :‬ولا ورد ماء مدين وجد عليه أمّة من الناس يسقون} وهم أصحاب اليكة‬
‫ك ما سنذكره إن شاء ال وبه الث قة {قال يا قوم اعبدوا ال ما ل كم من إله غيه} هذه دعوة الر سل‬
‫كل هم قد جاءت كم بي نة من رب كم‪ ,‬أي قد أقام ال ال جج والبينات على صدق ما جئت كم به‪ ,‬ث‬
‫وعظهم ف معاملتهم الناس بأن يوفوا الكيال واليزان ول يبخسوا الناس أشياءهم‪ ,‬أي ل يونوا الناس‬
‫ف أموال م ويأخذوها على وجه البخس وهو نقص الكيال واليزان وتدليسا ك ما قال تعال‪{ :‬و يل‬
‫للمطففي ف إل قوله ف لرب العالي} وهذا تديد شديد ووعيد أكيد نسأل ال العافية منه‪ ,‬ث قال‬
‫تعال إخبارا عفن شعيفب الذي يقال له خطيفب النفبياء لفصفاحة عبارتفه وجزالة موعظتفه‪.‬‬

‫ط تُوعِدُو َن َوتَ صُدّو َن عَن َسبِيلِ اللّ ِه مَ نْ آمَ َن بِ ِه َوَتبْغُوَنهَا ِعوَجا وَاذْ ُك ُروَاْ إِ ْذ‬ ‫** وَ َل َت ْقعُدُوْا ِبكُلّ صِرَا ٍ‬
‫ِيف‬
‫ُمف آ َمنُوْا بِالّذ َ‬ ‫َانف طَآِئفَ ٌة مّنك ْ‬
‫ْسفدِينَ * َوإِن ك َ‬ ‫َانف عَاِقَبةُ الْ ُمف ِ‬
‫ْفف ك َ‬
‫ُمف وَانْظُرُواْ َكي َ‬ ‫ُمف قَلِيلً َفكَثّرَك ْ‬
‫ُكنْت ْ‬
‫ف َبْينَنَفا َو ُهوَ َخْي ُر الْحَاكِمِيَف‬ ‫حكُم فَ اللّه ُ‬ ‫فبِرُواْ َحّتىَ يَ ْ‬‫ف ْي ْؤمِنُواْ فَاص ْ‬
‫ت بِه فِ َوطَآِئفَةٌ لّم ْ‬
‫أُرْس فِ ْل ُ‬
‫ينها هم شع يب عل يه ال سلم عن ق طع الطر يق ال سي والعنوي بقوله {ول تقعدوا ب كل صراط‬
‫توعدون} أي تتوعدون الناس بالقتل إن ل يعطوكم أموالم قال السدي وغيه‪ :‬كانوا عشارين‪ ,‬وعن‬
‫ا بن عباس وما هد وغ ي وا حد {ول تقعدوا ب كل صراط توعدون} أي تتوعدون الؤمن ي الَت ي إِل‬
‫شع يب ليتبعوه والول أظ هر ل نه قال {ب كل صراط} و هو الطر يق وهذا الثا ن هو قوله {وتصدون‬
‫عن سبيل ال من آمن به وتبغونا عوجا} أي وتودون أن تكون سبيل ال عوجا مائلة {واذكروا إِذ‬
‫كن تم قليلً فكثر كم} أي كن تم م ستضعفي لقلت كم ف صرت أعزة لكثرة عدد كم فاذكروا نع مة ال‬
‫عليكم ف ذلك {وانظروا كيف كان عاقبة الفسدين} أي من المم الالية والقرون الاضية وما حل‬
‫بم من العذاب والنكال باجترائهم على معاصي ال وتكذيب رسله‪ .‬وقوله {وإن كان طائفة منكم‬
‫آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة ل يؤمنوا} أي قد اختلفتم علي {فاصبوا} أي انتظروا {حت يكم‬
‫ال بين نا} وبين كم أي يف صل {و هو خ ي الاكم ي} فإ نه سيجعل العاق بة للمتق ي‪ ,‬والدمار على‬
‫الكافريففففففففففففففففففففففففففففففففففففففن‪.‬‬

‫‪651‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ك مِن َق ْرَيتِنَآ َأوْ َلَتعُودُنّ فِي‬ ‫ب وَالّذِينَ آ َمنُوْا َمعَ َ‬


‫ش َعيْ ُ‬
‫خرِ َجنّكَ يَ ُ‬
‫** قَا َل الْ َملُ الّذِي َن ا ْستَ ْكبَرُواْ مِن َق ْومِهِ َلنُ ْ‬
‫مِّلِتنَا قَالَ َأوََلوْ ُكنّا كَا ِرهِيَ * قَ ِد ا ْفتَ َرْينَا عَلَى اللّهِ َكذِبا إِنْ عُ ْدنَا فِي مِّلتِكُ ْم َبعْدَ إِ ْذ نَجّانَا اللّ ُه ِمْنهَا َومَا‬
‫يَكُونُ َلنَآ أَن ّنعُودَ فِيهَآ إِلّ أَن يَشَآءَ اللّهُ َرّبنَا وَسِعَ َربّنَا كُ ّل َشيْ ٍء عِلْما عَلَى اللّ ِه َتوَكّ ْلنَا َربّنَا ا ْفتَ ْح َبيَْننَا‬
‫فففففَ َخْي ُر الْفَاتِحِيَففففف‬ ‫ف َوأَنتف‬ ‫فففف ّ‬ ‫فففففَ َق ْومِنَفففففا بِالْحَقف‬ ‫َوبَيْنف‬
‫هذا خب من ال تعال ع ما واج هت به الكفار نبيه شعيبا و من م عه من الؤمن ي ف توعد هم إياه‬
‫و من م عه بالن في عن القر ية أو الكراه على الرجوع ف ملت هم والدخول مع هم في ما هم ف يه‪ ,‬وهذا‬
‫خطاب مع الرسول والراد أتباعه الذين كانوا معه على اللة‪ ,‬وقوله {أو لو كنا كارهي ؟} يقول أو‬
‫أنتم فاعلون ذلك ولو كنا كارهي ما تدعونا إليه فإنا إن رجعنا إل ملتكم ودخلنا معكم فيما أنتم‬
‫فيه‪ ,‬فقد أعظمنا الفرية على ال ف جعل الشركاء معه أندادا وهذا تعبي منه عن اتباعهم {وما يكون‬
‫لنا أن نعود فيها إل أن يشاء ال ربنا} وهذا رد إل الشيئة فإنه يعلم كل شيء وقد أحاط بكل شيء‬
‫علما {على ال توكلنا} أي ف أمورنا ما نأت منها وما نذر {ربنا افتح بيننا وبي قومنا بالق} أي‬
‫احكم بيننا وبي قومنا وانصرنا عليهم {وأنت خي الفاتي} أي خي الاكمي‪ ,‬فإنك العادل الذي‬
‫ل يور أبدا‪.‬‬

‫** وَقَالَ الْ َملُ الّذِي نَ َكفَرُواْ مِن َق ْومِ هِ َلئِ ِن اّتبَ ْعتُ مْ ُشعَيْبا ِإّنكُ مْ إِذا لّخَا سِرُونَ * َفأَخَ َذْتهُ مُ ال ّر ْج َفةُ‬
‫صبَحُواْ فِي دَا ِرهِ مْ جَاثِ ِميَ * الّذِي نَ كَ ّذبُواْ ُشعَيْبا َكأَن ّل ْم َيغَْن ْواْ فِيهَا الّذِي نَ كَ ّذبُواْ ُش َعيْبا كَانُواْ هُ مُ‬ ‫َفأَ ْ‬
‫فرِينَ‬‫فففففففففففففففففففففففففففففففففففف ِ‬ ‫الْخَاسف‬
‫يب تعال عن شدة كفرهم وتردهم وعتوهم وما هم فيه من الضلل وما جبلت عليه قلوبم من‬
‫الخالففة للحفق ولذا أقسفموا وقالوا {لئن اتبعتفم شعيبا إنكفم إذا لاسفرون} فلهذا عقبفه بقوله‬
‫{فأخذت م الرج فة فأ صبحوا ف دار هم جاث ي} أ خب تعال ه نا أن م أخذت م الرج فة وذلك ك ما‬
‫أرجفوا شعيبا وأ صحابه وتوعد هم باللء ك ما أ خب عن هم ف سورة هود فقال {ول ا جاء هم أمر نا‬
‫نينا شعيبا والذين آمنوا معه برحة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا ف ديارهم جاثي}‬
‫والناسفبة هناك وال أعلم أنمف لاف تكموا بفه فف قولمف {أصفلتك تأمرك} الَيفة فجاءت الصفيحة‬
‫فأ سكتتهم‪ ,‬وقال تعال إخبارا عن هم ف سورة الشعراء {فكذبوه فأخذ هم عذاب يوم الظلة إ نه كان‬

‫‪652‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عذاب يوم عظ يم} و ما ذاك إل لن م قالوا له ف سياق الق صة {فأ سقط علي نا ك سفا من ال سماء}‬
‫الَيففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫فأ خبأنه أ صابم عذاب يوم الظلة‪ ,‬و قد اجت مع علي هم ذلك كله {أ صابم عذاب يوم الظلة} و هي‬
‫سحابة أظلتهم فيها شرر من نار ولب ووهج عظيم‪ ,‬ث جاءتم صيحة من السماء ورجفة من الرض‬
‫شديدة من أ سفل من هم فزه قت الرواح وفا ضت النفوس وخدت الج سام {فأ صبحوا ف درا هم‬
‫جاث ي} ث قال تعال‪{ :‬كأن ل يغنوا في ها} أي كأن م ل ا أ صابتهم النق مة ل يقيموا بديار هم ال ت‬
‫أرادوا إجلء الرسفول وصفحبه منهفا ثف قال تعال مقابلً لقيلهفم {الذيفن كذبوا شعيبا كانوا هفم‬
‫الاسفففففففففففففففففففففففففففففففففففففرين}‪.‬‬

‫حتُ َلكُمْ َف َكيْ فَ آ َس َى عََلىَ َقوْمٍ كَافِرِي نَ‬


‫** َفَتوَّلىَ َعْنهُ ْم وَقَا َل َيقَوْمِ َلقَدْ َأبَْل ْغُتكُ مْ رِسَالَتِ َربّي َونَصَ ْ‬
‫أي فتول عنهم شعيب عليه السلم ب عد ما أ صابم من العذاب والنقمة والنكال‪ ,‬وقال مقرعا ل م‬
‫وموبا { يا قوم ل قد أبلغت كم ر سالت ر ب ون صحت ل كم} أي قد أد يت إلي كم ما أر سلت به‬
‫فلآسفف عليكفم وقفد كفرتف باف جئتكفم بفه فلهذا قال {فكيفف آسفى على قوم كافريفن} ؟)‬

‫** َومَآ أَرْ سَ ْلنَا فِي َق ْرَيةٍ مّن ّنبِ يّ إِلّ أَخَ ْذنَا َأهَْلهَا بِاْلبَأْ سَآءِ وَالضّرّآءِ َلعَّلهُ ْم يَضّ ّرعُو نَ * ثُ ّم بَدّْلنَا َمكَا َن‬
‫شعُرُو نَ‬
‫س آبَاءَنَا الضّرّآ ُء وَال سّرّآءُ َفأَخَ ْذنَاهُ ْم َب ْغَتةً َوهُ مْ َل يَ ْ‬ ‫سَنةَ َحتّ َى َع َفوْْا وّقَالُواْ قَ ْد مَ ّ‬
‫ال سّّيَئةِ الْحَ َ‬
‫يقول تعال م با ع ما اخ تب به ال مم الاض ية الذ ين أر سل إلي هم ال نبياء بالبأ ساء والضراء‪ ,‬يع ن‬
‫بالبأساء ما يصيبهم ف أبدانم من أمراض وأسقام‪ ,‬والضراء ما يصيبهم من فقر وحاجة ونو ذلك‬
‫{لعل هم يضرعون}‪ ,‬أي يدعون ويشعون ويبتهلون إل ال تعال ف ك شف ما نزل ب م‪ ,‬وتقد ير‬
‫الكلم أنفه ابتلهفم بالشدة ليتضرعوا فمفا فعلوا شيئا مفن الذي أراد منهفم‪ ,‬فقلب عليهفم الال إل‬
‫الرخاء ليختبهم فيه‪ ,‬ولذا قال {ث بدلنا مكان السيئة السنة} أي حولنا الالة من شدة إل رخاء‬
‫و من مرض و سقم إل صحة وعاف ية و من ف قر إل غ ن ليشكروا على ذلك ف ما فعلوا‪ ,‬وقوله {ح ت‬
‫عفوا} أي كثروا وكثرت أموالمففف وأولدهفففم‪ ,‬يقال عففففا الشيفففء إذا كثفففر‪.‬‬

‫‪653‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم ل يشعرون} يقول تعال‪ :‬ابتليناهم بذا‬
‫وهذا ليتضرعوا وينيبوا إل ال فمفا نعف فيهفم ل هذا ول هذا ول انتهوا بذا ول بذا‪ ,‬بفل قالوا‪ :‬قفد‬
‫مسنا من البأساء والضراء ث بعده من الرخاء مثل ما أصاب آباءنا ف قدي الزمان والدهر‪ ,‬وإنا هو‬
‫الد هر تارات وتارات‪ ,‬بل ل يتفطنوا ل مر ال في هم و ل ا ستشعروا ابتلء ال ل م ف الال ي‪ ,‬وهذا‬
‫بلف حال الؤمني الذين يشكرون ال على السراء ويصبون على الضراء كما ثبت ف الصحيحي‬
‫«عجبا للمؤمن ل يقضي ال له قضاء إل كان خيا له‪ ,‬وإن أصابته ضراء صب فكان خيا له‪ ,‬وإن‬
‫أصابته سراء شكر فكان خيا له» فالؤمن من يتفطن لا ابتله ال به من الضراء والسراء‪ ,‬ولذا جاء‬
‫ف الديث «ل يزال البلء بالؤمن حت يرج نقيا من ذنوبه‪ ,‬والنافق مثله كمثل المار ل يدري فيم‬
‫رب طه أهله ول ف يم أر سلوه» أو ك ما قال‪ ,‬ولذا ع قب هذه ال صفة بقوله {فأخذنا هم بغ تة و هم ل‬
‫يشعرون} أي أخذناهم بالعقوبة بغتة‪ ,‬أي على بغتة‪ ,‬وعدم شعور منهم أي أخذنا هم فجأة كما ف‬
‫الديففففث «موت الفجأة رحةفففف للمؤمففففن وأخذة أسففففف للكافففففر»‪.‬‬

‫ت مّ َن ال سّمَآ ِء وَالرْ ضِ وَلَ ـكِن كَ ّذبُواْ‬ ‫** وََلوْ أَ نّ َأهْ َل اْلقُرَىَ آ َمنُوْا وَاّتقَواْ َل َفتَحْنَا عََلْيهِ ْم بَرَكَا ٍ‬
‫سبُونَ * أََفَأمِ نَ َأهْ ُل اْلقُرَىَ أَن َيأِْتَيهُ ْم َبأْ ُسنَا َبيَاتا َوهُ ْم نَآئِمُو نَ * َأوَ َأمِ نَ َأهْلُ‬ ‫َفأَخَ ْذنَاهُ ْم بِمَا كَانُوْا َيكْ ِ‬
‫ل َي ْأمَنُ َمكْرَ اللّهِ إِ ّل اْل َقوْ ُم الْخَاسِرُونَ‬
‫الْقُ َرىَ أَن َيأِْتَيهُ ْم َبأْ ُسنَا ضُحًى َوهُ ْم يَ ْل َعبُونَ * أََفَأمِنُواْ َمكْرَ اللّهِ َف َ‬
‫ي ب تعال عن قلة إيان أ هل القرى الذ ين أر سل في هم الر سل‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬فلول كا نت قر ية‬
‫آم نت فنفع ها إيان ا إل قوم يونس ل ا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الزي ف الياة الدن يا ومتعنا هم إل‬
‫ح ي} أي ما آم نت قر ية بتمام ها إل قوم يو نس‪ ,‬فإن م آمنوا وذلك بعد ما عاينوا العذاب‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬وأر سلناه إل مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعنا هم إل ح ي} وقال تعال‪{ :‬و ما أر سلنا ف‬
‫قر ية من نذ ير} الَ ية‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ولو أن أ هل القرى آمنوا واتقوا} أي آم نت قلوب م ب ا جاء به‬
‫الرسفل وصفدقت بفه واتبعوه‪ ,‬واتقوا بفعفل الطاعات وترك الحرمات {لفتحنفا عليهفم بركات مفن‬
‫السفماء والرض} أي قطفر السفماء ونبات الرض‪ ,‬قال تعال‪{ :‬ولكفن كذبوا فأخذناهفم باف كانوا‬
‫يكسبون} أي ولكن كذبوا رسلهم فعاقبناهم باللك على ما كسبوا من الآث والحارم‪ ,‬ث قال تعال‬
‫موفا ومذرا من مال فة أوامره والتجرؤ على زواجره‪{ :‬أفأ من أ هل القرى} أي الكافرة {أن يأتي هم‬
‫ل {وهفم نائمون * أو أمفن أهفل القرى أن يأتيهفم بأسفنا‬ ‫بأسفنا} أي عذابنفا ونكالنفا {بياتا} أي لي ً‬

‫‪654‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ضحى وهم يلعبون} أي ف حال شغلهم وغفلتهم {أفأمنوا مكر ال} أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم‬
‫وأخذه إيا هم ف حال سهوهم وغفلت هم {فل يأ من م كر ال إل القوم الا سرون} ولذا قال ال سن‬
‫الب صري رح ه ال‪ :‬الؤ من يع مل بالطاعات و هو مش فق و جل خائف والفا جر يع مل بالعا صي و هو‬
‫آمففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففن‪.‬‬

‫صبْنَاهُ ْم بِ ُذنُوِبهِ ْم َونَ ْطبَ ُع عََلىَ قُلُوِبهِ ْم‬


‫** َأوَلَ ْم َيهْدِ لِلّذِي َن يَ ِرثُو نَ الرْ ضَ مِن َبعْدِ َأهِْلهَآ أَن ّل ْو نَشَآءُ أَ َ‬
‫َفهُمففففففففففففففففففْ َل يَسففففففففففففففففففْ َمعُونَ‬
‫قال ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله {أول يهد للذين يرثون الرض من بعد أهلها} أو ل يتبي‬
‫ل م أن لو نشاء أ صبناهم بذنوب م‪ ,‬وكذا قال ما هد وغيه‪ ,‬وقال أ بو جع فر بن جر ير ف تف سيها‪:‬‬
‫يقول تعال أو ل يتبي للذين يستخلفون ف الرض من بعد إهلك آخرين قبلهم كانوا أهلها فساروا‬
‫سيتم وعملوا أعمالم وعتوا على ربم {أن لو نشاء أصبناهم بذنوبم} يقول‪ :‬أن لو نشاء فعلنا بم‬
‫كما فعلنا بن قبلهم {ونطبع على قلوبم} يقول ونتم على قلوبم {فهم ل يسمعون} موعظة ول‬
‫تذكيا (قلت) وهكذا قال تعال‪{ :‬أفلم يهفد لمف كفم أهلكنفا مفن قبلهفم مفن القرون يشون فف‬
‫م ساكنهم إن ف ذلك لَيات لول الن هى} وقال تعال‪{ :‬أول ي هد ل م كم أهلك نا من قبل هم من‬
‫القرون يشون ف مساكنهم إن ف ذلك لَيات أفل يسمعون} وقال {أو ل تكونوا أقسمتم من قبل‬
‫ما ل كم من زوال * و سكنتم ف م ساكن الذ ين ظلموا أنف سهم} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬و كم أهلك نا‬
‫قبلهم من قرن هل تس منهم من أحد أو تسمع لم ركزا} أي هل ترى لم شخصا أو تسمع لم‬
‫صففففففففففففففففففففففففففففففففففففففوتا ؟‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬أو ل يروا كم أهلنا من قبلهم من قرن مكناهم ف الرض ما ل نكن لكم وأرسلنا‬
‫ال سماء علي هم مدرارا وجعل نا النار تري من تت هم فأهلكنا هم بذنوب م وأنشأ نا من بعد هم قرنا‬
‫آخريفن} وقال تعال بعفد ذكره إهلك عاد{فأصفبحوا ل يرى إل مسفاكنهم كذلك نزي القوم‬
‫الجرمي * ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لم سعا وأبصارا وأفئدة فما أغن عنهم سعهم‬
‫ول أبصارهم ول أفئدتم من شيء إذ كانوا يحدون بآيات ال وحاق بم ما كانوا به يستهزئون *‬
‫ولقففد أهلكنففا مففا حولكففم مففن القرى وصففرفنا الَيات لعلهففم يرجعون}‪.‬‬

‫‪655‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف بلغوا معشار ما آتيناهفم فكذبوا ر سلي فكيفف كان‬
‫وقال تعال‪{ :‬وكذب الذ ين من قبل هم وم ا‬
‫نكي} وقال تعال‪{ :‬ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكي} وقال تعال‪{ :‬فكأين من قرية‬
‫أهلكنا ها و هي ظال ة ف هي خاو ية على عروش ها وبئر معطلة وق صر مش يد * أفلم ي سيوا ف الرض‬
‫فتكون لم قلوب يعقلون با أو آذان يسمعون با‪ ,‬فإنا ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب الت ف‬
‫ال صدور} وقال تعال {ول قد ا ستهزىء بر سل من قبلك فحاق بالذ ين سخروا من هم ما كانوا به‬
‫يسفتهزئون} إل غيف ذلك مفن الَيات الدالة على حلول نق مه بأعدائه وح صول نعمفه لوليائه ولذا‬
‫عقفففففب بقوله وهفففففو أصفففففدق القائليففففف ورب العاليففففف‪.‬‬

‫ى َن ُقصّ عََليْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وََلقَدْ جَآ َءْتهُمْ ُرسُُلهُم بِاْلبَّينَاتِ فَمَا كَانُواْ ِلُي ْؤ ِمنُوْا بِمَا كَ ّذبُواْ مِن‬ ‫ك اْلقُرَ َ‬
‫** تِلْ َ‬
‫ب الْكَاِفرِي نَ * وَمَا وَجَدْنَا ل ْكثَرِهِم مّ ْن َعهْ ٍد َوإِن وَجَدْنَآ أَ ْكثَ َرهُ مْ‬ ‫ك يَ ْطبَ عُ اللّ ُه عََلىَ قُلُو ِ‬
‫َقبْلُ كَذَلِ َ‬
‫َلفَاسففففففففففففففففففففففففففففففففففففففِقِيَ‬
‫( شا لا قص تعال على نبيه صلى ال عليه وسلم خب قوم نوح وهود وصال ولوط وشعيب وما‬
‫كان من إهلكه الكافرين وإنائه الؤمني‪ ,‬وأنه تعال أعذر إليهم بأن بي لم الق بالجج على ألسنة‬
‫الرسل صلوات ال عليهم أجعي‪ ,‬قال تعال‪{ :‬تلك القرى نقص عليك} أي يا ممد {من أنبائها}‬
‫أي من أخبارها {ولقد جاءتم رسلهم بالبينات} أي الجج على صدقهم فيما أخبوهم به‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬و ما ك نا معذب ي ح ت نب عث ر سولً} وقال تعال‪{ :‬ذلك من أنباء القرى نق صه عل يك‬
‫منها قائم وحصيد * وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم} وقوله تعال‪{ :‬فما كانوا ليؤمنوا با كذبوا‬
‫من قبل} الباء سببية‪ ,‬أي فما كانوا ليؤمنوا با جاءتم به الرسل بسبب تكذيبهم بالق أول ما ورد‬
‫عليهم حكاه ابن عطية رحه ال وهو متجه حسن كقوله {وما يشعركم أنا إذا جاءت ل يؤمنون *‬
‫ونقلب أفئدت م وأب صارهم ك ما ل يؤمنوا به أول مرة} الَ ية‪ ,‬ولذا قال ه نا {كذلك يط بع ال على‬
‫قلوب الكافر ين و ما وجد نا لكثر هم} أي لك ثر ال مم الاض ية { من ع هد وإن وجد نا أكثر هم‬
‫لفاسقي} أي ولقد وجدنا أكثرهم فاسقي خارجي عن الطاعة والمتثال‪ .‬والعهد الذي أخذه هو ما‬
‫جبل هم عل يه وفطر هم عل يه وأ خذ علي هم ف ال صلب أ نه رب م ومليك هم وأ نه ل إله إل هو فأقروا‬
‫بذلك وشهدوا على أنفسفهم بفه‪ ,‬وخالفوه وتركوه وراء ظهورهفم وعبدوا مفع ال غيه بل دليفل‬
‫ولحجة لمن عقل ول شرع‪ ,‬وف الفطرة السليمة خلف ذلك‪ ,‬وجاءت الرسل الكرام من أولم إل‬

‫‪656‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫آخر هم بالن هي عن ذلك ك ما جاء ف صحيح م سلم‪ ,‬يقول ال تعال‪{ :‬إ ن خل قت عبادي حنفاء‬
‫فجاءتم الشياطي فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لم} وف الصحيحي «كل مولود‬
‫ففففث‪.‬‬ ‫ففففانه» الديف‬ ‫ففففرانه ويجسف‬ ‫ففففه وينصف‬ ‫يولد على الفطرة فأبواه يهودانف‬
‫وقال تعال ف كتا به العز يز {و ما أر سلنا من قبلك من ر سول إل نو حي إل يه أ نه ل إله إل أ نا‬
‫فاعبدون} وقوله تعال‪{ :‬وا سأل من أر سلنا من قبلك من ر سلنا من أجعل نا من دون الرح ن آل ة‬
‫يعبدون} وقال تعال‪{ :‬ولقد بعثنا ف كل أمة رسولً أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت} إل غي ذلك‬
‫من الَيات‪ ,‬وقد قيل ف تفسي قوله تعال‪{ :‬فما كانوا ليؤمنوا با كذبوا من قبل} ما روى أبو جعفر‬
‫الرازي عن الربيع بن أنس عن أب العالية عن أب بن كعب ف قوله {فما كانوا ليؤمنوا با كذبوا من‬
‫ق بل} قال كان ف علمه تعال يوم أقروا له باليثاق‪ ,‬أي ف ما كانوا ليؤمنوا لعلم ال من هم ذلك‪ ,‬وكذا‬
‫قال الربيع بن أنس عن أب العالية عن أب بن كعب عن أنس‪ ,‬واختاره ابن جرير‪ ,‬وقال السدي {فما‬
‫كانوا ليؤمنوا با كذبوا من قبل} قال‪ :‬ذلك يوم أخذ منهم اليثاق فآمنوا كرها‪ ,‬وقال ماهد ف قوله‬
‫{فمفا كانوا ليؤمنوا باف كذبوا مفن قبفل} هذا كقوله {ولو ردوا لعادوا} الَيفة‪.‬‬
‫ثُ ّم َب َعْثنَا مِن َبعْ ِدهِم مّو َسىَ بِآيَاتِنَآ إَِلىَ فِ ْر َعوْ َن َومََلئِ هِ فَ َظلَمُواْ ِبهَا فَانْظُرْ َكيْ فَ كَا نَ عَاقَِب ُة الْ ُمفْ سِدِينَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ث بعثنا من بعدهم} أي الرسل التقدم ذكرهم كنوح وهود وصال ولوط وشعيب‬
‫صلوات ال وسلمه عليهم وعلى سائر أنبياء ال أجعي {موسى بآياتنا} أي بججنا ودلئلنا البينة‬
‫إل فرعون‪ ,‬وهو ملك مصر ف زمن موسى {وملئه} أي قومه {فظلموا با} أي جحدوا وكفروا با‬
‫ظلما منهم وعنادا‪ ,‬وكقوله تعال‪{ :‬وجحدوا با واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان‬
‫عاقبة الفسدين} أي الذين صدوا عن سبيل ال وكذبوا رسله‪ ,‬أي انظر كيف فعلنا بم أغرقناهم عن‬
‫آخرهم برأى من موسى وقومه‪ ,‬وهذا أبلغ ف النكال بفرعون وقومه وأشفى لقلوب أولياء ال موسى‬
‫ففففففففه‪.‬‬ ‫فففففففف بف‬ ‫ففففففففن الؤمنيف‬ ‫ففففففففه مف‬ ‫وقومف‬

‫ب اْلعَالَمِيَ * َحقِي ٌق عَلَى َأنْ لّ أَقُو َل عَلَى اللّهِ إِ ّل الْحَقّ قَ ْد‬


‫** وَقَالَ مُوسَ َى َيفِ ْر َعوْنُ ِإنّي َرسُو ٌل مّن رّ ّ‬
‫ت بِآَيةٍ َفأْ تِ ِبهَآ إِن كُن تَ مِ نَ‬ ‫ِجْئتُكُ ْم ِببَّيَنةٍ مّن ّرّبكُ مْ َفأَرْ سِ ْل َمعِ َي بَنِ يَ إِ سْرَائِيلَ * قَالَ إِن كُن تَ ِجئْ َ‬
‫الصففففففففففففففففففففففففففففففففففففففّادِِقيَ‬

‫‪657‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( شاي ب تعال عن مناظرة مو سى لفرعون وإلا مه إياه بال جة وإظهاره الَيات البينات بضرة‬
‫فرعون وقومه من قبط مصر‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وقال موسى يا فرعون إن رسول من رب العالي} أي‬
‫أر سلن الذي هو خالق كل ش يء ور به وملي كه‪{ ,‬حق يق على أن ل أقول على ال إل ال ق} فقال‬
‫بعض هم‪ :‬معناه حق يق بأن ل أقول على ال إل ال ق‪ ,‬أي جد ير بذلك وحري به‪ ,‬قالوا‪ :‬والباء وعلى‬
‫يتعاقبان يقال رميفت بالقوس وعلى القوس‪ ,‬وجاء على حال حسفنة وبال حسفنة‪ ,‬وقال بعفض‬
‫الفسرين‪ :‬معناه حريص على أن ل أقول على ال إل الق‪ ,‬وقرأ آخرون من أهل الدينة‪ :‬حقيق عل يّ‬
‫بعن واجب وحق علي ذلك أن ل أخب عنه إل با هو حق وصدق‪ ,‬لا أعلم من جلله وعظيم شأنه‬
‫{ قد جئتكم ببينة من ربكم} أي بجة قاطعة من ال أعطانيها دليلً على صدقي فيما جئت كم به‬
‫{فأر سل م عي ب ن أ سرائيل} أي أطلق هم من أ سرك وقهرك‪ ,‬ودع هم وعبادة ربك ورب م فإن م من‬
‫سللة نب كري إسرائيل‪ ,‬وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحن {قال إن كنت جئت بآية‬
‫فأت با إن كنت من الصادقي} أي قال فرعون لست بصدقك فيما قلت ول بطيعك فيما طلبت‪,‬‬
‫فإن كانففت معففك حجففة فأظهرهففا لنراهففا إن كنففت صففادقا فيمففا ادعيففت‪.‬‬
‫ف َبيْضَآءُ لِلنّاظِرِينففَ‬
‫ف يَدَهففُ فَإِذَا هِيف َ‬
‫َفأَْلقَ َى عَصففَاهُ فَِإذَا هِيففَ ُث ْعبَانففٌ ّمبِيٌ ف * َونَزَعف َ‬
‫( شا قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله {ثعبان مبي} الية الذكر‪ ,‬وكذا قال السدي‬
‫والضحاك‪ ,‬وف حديث الفتون من رواة يزيد بن هارون عن الصبغ بن زيد عن القاسم بن أب أيوب‬
‫عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‪ ,‬قال {فألقى عصاه} فتحولت حية عظيمة فاغرة فاها مسرعة إل‬
‫فرعون‪ ,‬فلما رآها فرعون أنا قاصدة إليه اقتحم عن سريره واستغاث بوسى أن يكفها عنه ففعل‪,‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬تولت ح ية عظي مة م ثل الدي نة‪ ,‬وقال ال سدي ف قوله {فإذا هي ثعبان مبي} الثعبان‬
‫الذكر من اليات فاتة فاها واضعة ليها السفل ف الرض والعلى على سور القصر‪ ,‬ث توجهت‬
‫نو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها ووثب وأحدث ول يكن يدث قبل ذلك‪ ,‬وصاح يا موسى‬
‫خذها وأنا أؤمن بك وأرسل معك بن إسرائيل‪ ,‬فأخذها موسى عليه السلم فعادت عصا‪ ,‬وروي عن‬
‫عكر مة عن ا بن عباس ن و هذا‪ ,‬وقال و هب بن من به‪ :‬ل ا د خل مو سى على فرعون قال له فرعون‪:‬‬
‫أعرففك قال نعفم قال {أل نربفك فينفا وليدا} قال‪ :‬فرد إليفه موسفى الذي رد‪ ,‬فقال فرعون‪ :‬خذوه‬
‫فبادر مو سى {فألقفى ع صاه فإذا هي ثعبان مبي} فحملت على الناس فانزموا من ها‪ ,‬فمات من هم‬

‫‪658‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خسة وعشرون ألفا قتل بعضهم بعضا‪ ,‬وقام فرعون منهزما حت دخل البيت‪ ,‬رواه ابن جرير والمام‬
‫أحدفف‪ ,‬ففف كتابففه الزهففد‪ ,‬وابففن أبفف حاتفف وفيففه غرابففة ففف سففياقه وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله {ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين} أي أخرج يده من درعه بعد ما أدخلها فيه فإذا هي‬
‫بيضاء تتلل من غي برص ول مرض‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وأدخل يدك ف جيبك ترج بيضاء من غي‬
‫سوء} الَية‪ ,‬وقال ابن عباس ف حديث الفتون‪ :‬من غي سوء يعن من غي برص ث أعادها إل كمه‬
‫فعادت إل لوناففففف الول‪ ,‬وكذا قال ماهفففففد وغيففففف واحفففففد‪.‬‬
‫ضكُ مْ َفمَاذَا َتأْمُرُو نَ‬‫خرِ َجكُ ْم مّ نْ أَرْ ِ‬‫ل مِن َقوْ مِ فِ ْر َعوْ نَ إِ نّ هَـذَا لَ سَاحِ ٌر عَلِي مٌ * يُرِيدُ أَن يُ ْ‬ ‫قَا َل الْ َم ُ‬
‫( شاأي قال الل وهم المهور والسادة من قوم فرعون موافقي لقول فرعون فيه بعدما رجع إليه‬
‫رو عه وا ستقر على سرير ملك ته ب عد ذلك قال للمل حوله {إن هذا ل ساحر عل يم} فوافقوا وقالوا‬
‫كمقالته وتشاوروا ف أمره كيف يصنعون ف أمره وكيف تكون حيلتهم ف إطفاء نوره وإخاد كلمته‬
‫وظهور كذبفه وافترائه وتوفوا أن يسفتميل الناس بسفحره فيمفا يعتقدون فيكون ذلك سفببا لظهوره‬
‫عليهم وإخراجه إياهم من أرضهم والذي خافوا منه وقعوا فيه كما قال تعال‪{ :‬ونري فرعون وهامان‬
‫وجنودها منهم ما كانوا يذرون} فلما تشاوروا ف شأنه وائتمروا با فيه اتفق رأيهم على ما حكاه‬
‫ال تعال عنهفففففففففففففففم فففففففففففففففف قوله تعال‪.‬‬
‫فٍ‬‫فَا ِح ٍر عَلِيمف‬ ‫ف ِبكُلّ سف‬ ‫فَ * َي ْأتُوكفَ‬ ‫فِ حَاشِرِينف‬ ‫فِلْ فِفي الْمَدَآئِنف‬ ‫فُ َوأَرْسف‬ ‫ف َوأَخَاهف‬ ‫قَاُل َواْ أَ ْرجِهفْ‬
‫( شاقال ابن عباس {أرجه} أخره وقال قتادة احبسه {وأرسل} أي ابعث {ف الدائن} أي ف‬
‫القاليم ومدائن ملكك {حاشرين} أي من يشر لك السحرة من سائر البلد ويمعهم وقت كان‬
‫ال سحر ف زمان م غالبا كثيا ظاهرا واعت قد من اعت قد من هم وأو هم من أو هم من هم أن ما جاء به‬
‫موسى عليه السلم من قبيل ما تشعبذه سحرتم فلهذا جعوا له السحرة ليعارضوه بنظي ما أراهم من‬
‫البينات كما أخب تعال عن فرعون حيث قال {أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلنأتيك‬
‫بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا ل نلفه نن ول أنت مكانا سوى * قال موعدكم يوم الزينة‬
‫وأن يشففر الناس ضحففى * فتول فرعون فجمففع كيده ثفف أتففى} وقال تعال ههنففا‪):‬‬
‫ح َرةُ ِف ْر َعوْ نَ قَاْل َواْ إِ نّ لَنَا لجْرا إِن كُنّا نَحْ ُن اْلغَاِلبِيَ * قَا َل َنعَ مْ َوإِّنكُ مْ لَمِ َن الْ ُمقَ ّربِيَ‬
‫وَجَآ َء ال سّ َ‬

‫‪659‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( شايب تعال عما تشارط عليه فرعون والسحرة الذين استدعاهم لعارضة موسى عليه السلم إن‬
‫ل فوعد هم ومنا هم أن يعطي هم ما أرادوا ويعل هم من‬ ‫غلبوا مو سى ليثيبن هم وليعطين هم عطاء جزي ً‬
‫جلسففففائه والقربيفففف عنده فلمففففا توثقوا مففففن فرعون لعنففففه ال‪.‬‬
‫قَالُواْ يَمُو سَىَ ِإمّآ أَن ُت ْلقِ يَ َوِإمّآ أَن نّكُو َن نَحْ ُن الْمُ ْلقِيَ * قَالَ أَْلقَ ْواْ فَلَمّآ أَْل ُقوْاْ َسحَ ُر َواْ أَ ْعيُ نَ النّا سِ‬
‫فففففففففٍ‬ ‫فففففففففِحْرٍ عَظِيمف‬ ‫فتَ ْرهَبُوهُ ْم وَجَآءُوا بِسف‬‫فففففففف ْ‬ ‫وَاسف‬
‫( شاهذه مبارزة من السحرة لوسى عليه السلم ف قولم {إما أن تلقي وإما أن نكون نن اللقي}‬
‫أي قبلك ك ما قال ف الَ ية الخرى {وإ ما أن نكون أول من أل قى} فقال ل م مو سى عل يه ال سلم‬
‫ألقوا أي أنتم أولً‪ ,‬قيللكمة ف هذا وال أعلم ليى الناس صنيعهم ويتأملوا فإذا فرغوا من برجهم‬
‫ومال م جاء هم ال ق الوا ضح اللي ب عد التطلب له والنتظار من هم لجيئه فيكون أو قع ف النفوس‬
‫وكذا كان ولذا قال تعال‪{ :‬فلما ألقوا سحروا أعي الناس واسترهبوهم} أي خيلوا إل البصار أن‬
‫ما فعلوا له حقيقة ف الارج ول يكن إل مرد صنعة وخيال كما قال تعال‪{ :‬فإذا حبالم وعصيهم‬
‫ييل إليه من سحرهم أنا تسعى * فأوجس ف نفسه خيفة موسى * قلنا ل تف إنك أنت العلى *‬
‫وألق مفا فف يينفك تلقفف مفا صفنعوا إن مفا صفنعوا كيفد سفاحر ول يفلح السفاحر حيفث أتفى}‪.‬‬
‫قال سفيان بن عيينة حدثنا أبو سعيد عن عكرمة عن ابن عباس‪ :‬ألقوا حبا ًل غلظا وخشبا طوالً‪,‬‬
‫قال فأقبلت ييل إليه من سحرهم أنا تسعى وقال ممد بن إسحاق صف خسة عشر ألف ساحر مع‬
‫كل ساحر حباله وع صيه وخرج مو سى عل يه ال سلم م عه أخوه يت كى على ع صاه ح ت أ تى ال مع‬
‫وفرعون ف ملسه مع أشراف أهل ملكته ث قال السحرة {يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول‬
‫من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالم وعصيهم} فكان أول ما اختطفوا بسحرهم بصر موسى وبصر‬
‫فرعون ث أبصار الناس بعد ث ألقى كل رجل منهم ما ف يده من البال والعصي فإذا حيات كأمثال‬
‫البال قد ملت الوادي ير كب بعض ها بعضا وقال ال سدي كانوا بض عة وثلث ي ألف ر جل ول يس‬
‫رجل منهم إل ومعه حبل وعصا {فلما ألقوا سحروا أعي الناس واسترهبوهم} يقول فرقوهم أي من‬
‫الفرق وقال ابن جرير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية عن هشام الدستوائي حدثنا القاسم‬
‫بن أب بزة قال جع فرعون سبعي ألف ساحر فألقوا سبعي ألف حبل وسبعي ألف عصا حت جعل‬
‫ييففل إليففه مففن سففحرهم أنافف تسففعى ولذا قال تعال‪{ :‬وجاءوا بسففحر عظيففم}‪.‬‬

‫‪660‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف مَا َيأْفِكُو نَ * َفوَقَ َع الْحَ ّق َوبَطَ َل مَا كَانُواْ َيعْ َملُو نَ‬
‫َوَأوْ َحيْنَآ إَِلىَ مُو َسىَ أَ نْ أَلْ ِق عَ صَاكَ فَإِذَا هِ يَ تَ ْلقَ ُ‬
‫ب اْلعَالَمِيَ * رَ بّ‬ ‫ك وَانقََلبُواْ صَاغِرِينَ * َوأُْلقِ َي ال سّحَ َرةُ سَاجِدِينَ * قَاُل َواْ آ َمنّا بِرَ ّ‬ ‫* َفغُِلبُواْ ُهنَالِ َ‬
‫فىَ َوهَارُونففففففففففففففففففَ‬ ‫مُوسففففففففففففففففف َ‬
‫ي ب تعال أ نه أو حى إل عبده ور سوله مو سى عل يه ال سلم ف ذلك الو قف العظ يم الذي فرق ال‬
‫تعال فيه بي الق والباطل يأمره بأن يلقي ما ف يينه وهي عصاه {فإذا هي تلقف} أي تأكل {ما‬
‫يأفكون} أي ما يلقونه ويوهون أنه حق وهو باطل قال ابن عباس فجعلت ل تر بشيء من حبالم‬
‫ول من خشبهم إل التقمته فعرفت السحرة أن هذا شيء من السماء ليس هذا بسحر فخروا سجدا‬
‫فففففففى وهارون}‪.‬‬ ‫ففففففف رب موسف‬ ‫فففففففا برب العاليف‬ ‫وقالوا {آمنف‬
‫وقال ممد بن إسحاق جعلت تتبع تلك البال والعصي واحدة واحدة حت ما يرى بالوادي قليل‬
‫ول كثي ما ألقوا ث أخذها موسى فإذا هي عصا ف يده كما كانت ووقع السحرة سجدا قالوا آمنا‬
‫برب العالي رب موسى وهارون لو كان هذا ساحرا ما غلبنا وقال القاسم بن أب بزة أوحى ال إليه‬
‫أن ألق ع صاك فأل قي ع صاه فإذا هي ثعبان مبي فا غر فاه يبتلع حبال م وع صيهم فأل قي ال سحرة ع ند‬
‫ففا‪.‬‬ ‫ففة والنار وثواب أهلهمف‬ ‫فف رأوا النف‬ ‫ففهم حتف‬ ‫ففا رفعوا رؤوسف‬ ‫ففجدا فمف‬ ‫ذلك سف‬

‫** قَالَ فِ ْر َعوْ نُ آمَنتُ ْم بِ هِ َقبْلَ أَن آذَ نَ َلكُ مْ إِ ّن هَـذَا لَ َمكْ ٌر ّمكَ ْرتُمُو هُ فِي الْمَدِيَنةِ ِلتُخْ ِرجُوْا ِمْنهَآ َأهَْلهَا‬
‫ف ثُ مّ لُ صَّلَبّنكُمْ أَجْ َمعِيَ * قَاُل َواْ ِإنّآ إِلَىَ َرّبنَا‬ ‫ف َتعْلَمُو نَ * لُقَ ّطعَ نّ َأيْ ِدَيكُ ْم َوأَ ْرجَُلكُ ْم مّ نْ ِخلَ ٍ‬ ‫سوْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫صبْرا َوَتوَّفنَا مُ سِْلمِيَ‬ ‫غ عََلْينَا َ‬ ‫مُنقَِلبُو نَ * َومَا تَنقِ ُم ِمنّآ إِلّ أَ نْ آمَنّا بِآيَا تِ َرّبنَا َلمّا جَآ َءْتنَا َرّبنَآ أَفْرِ ْ‬
‫يب تعال عما توعد به فرعون لعنه ال السحرة لا آمنوا بوسى عليه السلم وما أظهره للناس من‬
‫كيده ومكره ف قوله {إن هذا ل كر مكرتوه ف الدي نة لتخرجوا من ها أهل ها} أي إن غلب ته ل كم ف‬
‫يومكم هذا إنا كان عن تشاور منكم ورضا منكم لذلك كقوله ف الَية الخرى {إنه لكبيكم الذي‬
‫علم كم ال سحر} و هو يعلم و كل من له لب أن هذا الذي قاله من أب طل البا طل فإن مو سى عل يه‬
‫ال سلم بجرد ما جاء من مد ين د عا فرعون إل ال وأظ هر العجزات الباهرة وال جج القاط عة على‬
‫صدق ما جاء به فعند ذلك أرسل فرعون ف مدائن ملكه ومعاملة سلطنته فجمع سحرة متفرقي من‬
‫سائر القاليم ببلد مصر من اختار هو والل من قومه وأحضرهم عنده ووعدهم بالعطاء الزيل ولذا‬
‫قد كانوا من أحرص الناس على ذلك وعلى الظهور ف مقام هم ذلك والتقدم ع ند فرعون‪ .‬ومو سى‬

‫‪661‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليفه السفلم ل يعرف أحدا منهفم ول رآه ول اجتمفع بفه وفرعون يعلم ذلك وإناف قال هذا تسفترا‬
‫وتدليسا على رعاع دولته وجهلتهم كما قال تعال‪{ :‬فاستخف قومه فأطاعوه} فإن قوما صدقوه ف‬
‫قوله {أنففففا ربكففففم العلى} مففففن أجهففففل خلق ال وأضلهففففم‪.‬‬
‫وقال السدي ف تفسيه بإسناده الشهور عن ابن مسعود وابن عباس وغيها من الصحابة ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬إن هذا ل كر مكرتوه ف الدي نة} قال‪ :‬الت قى مو سى عل يه ال سلم وأم ي ال سحرة فقال له‬
‫موسى أرأيتك إن غلبتك أتؤمن ب وتشهد أن ما جئت به حق‪ .‬قال الساحر لَتي غدا بسحر ل يغلبه‬
‫سحر فوال لئن غلبتن لومنن بك ولشهدن أنك حق وفرعون ينظر إليهما قالوا فلهذا قال ما قال‪,‬‬
‫وقوله {لتخرجوا منها أهلها} أي تتمعوا أنتم وهو وتكون لكم دولة وصولة وترجوا منها الكابر‬
‫والرؤ ساء وتكون الدولة والت صرف ل كم {ف سوف تعلمون} أي ما أ صنع ب كم ث ف سر هذا الوع يد‬
‫بقوله {لقط عن أيدي كم وأرجل كم من خلف} يع ن يق طع يد الر جل اليم ن ورجله الي سرى أو‬
‫بالع كس {ثف ل صلبنكم أجعيف} وقال ف الَيفة الخرى { ف جذوع الن خل} أي على الذوع‪.‬‬
‫قال ابفن عباس وكان أول مفن صفلب وأول مفن قطفع اليدي والرجفل مفن خلف فرعون وقول‬
‫السحرة {إنا إل ربنا منقلبون} أي قد تققنا أنا إليه راجعون وعذابه أشد من عذابك ونكاله على ما‬
‫تدعونا إليه اليوم وما أكرهتنا عليه من السحر أعظم من نكالك فلنصبن اليوم على عذابك لنخلص‬
‫عن عذاب ال ولذا قالوا {ربنا أفرغ علينا صبا} أي عمنا بالصب على دينك والثبات عليه {وتوفنا‬
‫مسلمي} أي متابعي لنبيك موسى عليه السلم وقالوا لفرعون {فاقض ما أنت قاض إنا تقضي هذه‬
‫الياة الدنيا * إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر وال خي وأبقى * إنه من‬
‫يأت ربه مرما فإن له جهنم ل يوت فيها ول يي * ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالات فأولئك لم‬
‫الدرجات العلى} فكانوا ف أول النهار سحرة‪ ,‬فصاروا ف آخره شهداء بررة‪ ,‬قال ابن عباس وعب يد‬
‫بففن عميفف وقتادة وابففن جريففج كانوا ففف أول النهار سففحرة وففف آخره شهداء‪.‬‬

‫** وَقَالَ الْ َملُ مِن َقوْ مِ فِ ْرعَو نَ َأتَذَرُ مُو َسىَ وََقوْمَ هُ ِلُيفْ سِدُواْ فِي الرْ ضِ َويَذَرَ َك وَآِل َهتَ كَ قَالَ َسنُ َقتّ ُل‬
‫صبِ ُر َواْ إِ نّ‬
‫حيِفي نِ سَآ َءهُ ْم َوإِنّا َفوَْقهُ مْ قَاهِرُو نَ * قَالَ مُو سَىَ ِل َق ْومِ ِه ا ْسَتعِينُوا بِاللّ ِه وَا ْ‬ ‫َأبْنَآ َءهُ ْم َونَ سْتَ ْ‬
‫الرْ ضَ للّ ِه يُو ِرثُهَا مَن يَشَآ ُء مِ ْن ِعبَادِ هِ وَاْلعَاِقَبةُ ِللْ ُمّتقِيَ * قَاُل َواْ أُوذِينَا مِن َقبْلِ أَن َت ْأتِينَا َومِن َبعْدِ مَا‬
‫ُونف‬
‫ْفف تَعْ َمل َ‬ ‫ْضف َفيَنظُرَ َكي َ‬ ‫َسفتَخِْل َفكُمْ ف ِي الر ِ‬ ‫ُمف َوي ْ‬
‫ِكف عَ ُدوّك ْ‬ ‫ُمف أَن ُيهْل َ‬ ‫َسفىَ َرّبك ْ‬
‫ِجْئتَن َا قَا َل ع َ‬

‫‪662‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يب تعال عما تال عليه فرعون وملؤه وما أضمروه لوسى عليه السلم وقومه من الذى والبغضة‬
‫{وقال الل من قوم فرعون} أي لفرعون {أتذر موسى وقومه} أي أتدعهم ليفسدوا ف الرض أي‬
‫يف سدوا أهل رعيتك ويدعو هم إل عبادة ربم دونك يا ل الع جب صار هؤلء يشفقون من إف ساد‬
‫مو سى وقو مه! أل إن فرعون وقو مه هم الف سدون ول كن ل يشعرون ولذا قالوا {ويذرك وآل تك}‬
‫قال بعضهم الواو هاهنا حالية أي أتذره وقومه يفسدون ف الرض وقد ترك عبادتك ؟ وقرأ ذلك أب‬
‫بن ك عب و قد تركوك أن يعبدوك وآل تك حكاه ا بن جر ير‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬هي عاط فة أي أتدع هم‬
‫يصنعون من الفساد ما قد أقررتم عليه وعلى ترك آلتك‪ ,‬وقرأ بعضهم إلهتك أي عبادتك وروي‬
‫ذلك عفن ابفن عباس وماهفد وغيه وعلى القراءة الول قال بعضهفم‪ :‬كان لفرعون إله يعبده قال‬
‫ال سن الب صري كان لفرعون إله يعبده ف ال سر وقال ف روا ية أخرى كان له حنا نة ف عن قه معل قة‬
‫يسجد لا‪ .‬وقال السدي ف قوله تعال‪{ :‬ويذرك وآلتك} وآلته فيما زعم ابن عباس كانوا إذا رأوا‬
‫بقرة ح سناء أمر هم فرعون أن يعبدو ها فلذلك أخرج ل م ال سامري عجلً ج سدا له خوار‪ .‬فأجاب م‬
‫فرعون فيما سألوه بقوله سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وهذا أمر ثان بذا الصنيع وقد كان نكل‬
‫بم قبل ولدة موسى عليه السلم حذرا من وجوده فكان خلف ما رامه وضد ما قصده فرعون‪.‬‬
‫وهكذا عو مل ف صنيعه أيضا ل ا أراد إذلل ب ن إ سرائيل وقهر هم فجاء ال مر على خلف ما أراد‪:‬‬
‫أعزهم ال وأذله وأرغم أنفه وأغرقه وجنوده‪ .‬ولا صمم فرعون على ما ذكره من الساءة لبن إسرائيل‬
‫{قال مو سى لقو مه ا ستعينوا بال وا صبوا} ووعد هم بالعاق بة وأن الدار ستصي ل م ف قوله {إن‬
‫الرض ل يورث ها من يشاء من عباده والعاق بة للمتق ي * قالوا أوذي نا من ق بل أن تأتي نا و من ب عد ما‬
‫جئتنا} أي قد فعلوا بنا مثل ما رأيت من الوان والذلل من قبل ما جئت يا موسى ومن بعد ذلك‬
‫فقال منبها لم على حالم الاضر وما يصيون إليه ف ثان الال {عسى ربكم أن يهلك عدوكم}‬
‫الَيففة‪ ,‬وهذا تصففيص لمفف على العزم على الشكففر عنففد حلول النعففم وزوال النقففم‪.‬‬

‫سَنةُ قَالُوْا‬
‫ص مّن الثّ َمرَاتِ َلعَّلهُمْ يَذّكّرُونَ * فَِإذَا جَآ َءْتهُ ُم الْحَ َ‬
‫ي َوَنقْ ٍ‬‫** وََلقَدْ أَ َخ ْذنَآ آلَ ِف ْرعَونَ بِالسّنِ َ‬
‫صْبهُمْ َسيَّئ ٌة يَ ّطيّرُواْ بِمُو َسىَ َومَن ّمعَ هُ أَل ِإنّمَا طَائِ ُرهُ ْم عِندَ اللّ ُه وَلَـكِنّ أَ ْكثَ َرهُ مْ لَ‬
‫َلنَا هَـ ِذهِ َوإِن تُ ِ‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففففففففَ‬ ‫َيعْلَمُونف‬

‫‪663‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولقد أخذنا آل فرعون} أي اختبناهم وامتحناهم وابتليناهم {بالسني} وهي سن‬
‫الوع ب سبب قلة الزروع {ون قص من الثمرات} قال ما هد و هو دون ذلك وقال أ بو إ سحاق عن‬
‫رجاء بن حيوة كانت النخلة ل تمل إل ثرة واحدة {لعلهم يذكرون فإذا جاءتم السنة} أي من‬
‫ال صب والرزق {قالوا ل نا هذه} أي هذا ل نا ب ا ن ستحقه {وإن ت صبهم سيئة} أي جدب وق حط‬
‫{يطيّروا بوسى ومن معه} أي هذا بسببهم وما جاؤوا به {أل إنا طائرهم عند ال} قال علي بن أب‬
‫طلحة عن ابن عباس {أل إنا طائرهم عند ال} يقول مصائبهم عند ال {ولكن أكثرهم ل يعلمون}‬
‫وقال ابفن جريفج عفن ابفن عباس قال {أل إناف طائرهفم عنفد ال} أي إل مفن قبفل ال‪.‬‬

‫جرَا َد‬
‫ك بِ ُم ْؤ ِمنِيَ * َفأَ ْرسَ ْلنَا عََلْيهِمُ الطّوفَا َن وَالْ َ‬
‫ح َرنَا ِبهَا فَمَا نَحْنُ لَ َ‬
‫** وَقَالُوْا َمهْمَا َت ْأتِنَا بِ ِه مِن آَيةٍ ّلتَسْ َ‬
‫ج ِرمِيَ * وَلَمّا وَقَ َع عََلْيهِ مُ الرّ ْجزُ‬ ‫ت ّمفَ صّلَتٍ فَا ْستَ ْكبَرُوْا وَكَانُواْ َقوْما مّ ْ‬ ‫ع وَالدّ َم آيَا ٍ‬ ‫ضفَادِ َ‬ ‫وَالْقُمّ َل وَال ّ‬
‫ك َبنِ يَ‬‫ك وََلنُرْ ِسلَ ّن َمعَ َ‬
‫ت عَنّا الرّ ْجزَ َلُن ْؤمِنَ نّ لَ َ‬ ‫شفْ َ‬‫ك بِمَا َعهِ َد عِندَ كَ َلئِن كَ َ‬ ‫قَالُواْ يَمُو سَىَ ادْ عُ لَنَا َربّ َ‬
‫ف يَن ُكثُونففَ‬ ‫شفْنَففا َعْنهُمففُ الرّ ْجزَ إَِلىَ أَ َج ٍل هُففم بَاِلغُوهففُ إِذَا هُمف ْ‬ ‫إِسففْرَآئِيلَ * َفلَماّ كَ َ‬
‫( شاهذا إخبار من ال عز وجل عن ترد قوم فرعون وعتوهم وعنادهم لل حق وإصرارهم على‬
‫الباطل ف قولم {مهما تأتنا به من آية لتسحرنا با فما نن لك بؤمني} يقولون أي آية جئتنا با‬
‫ودللة وحجة أقمتها رددناها فل نقبلها منك ول نؤمن بك ول با جئت به قال ال تعال‪{ :‬فأرسلنا‬
‫عليهم الطوفان} اختلفوا ف معناه فعن ابن عباس ف رواية كثرة المطار الغرقة التلفة للزروع والثمار‬
‫وبه قال الضحاك بن مزاحم‪ ,‬وعن ابن عباس ف رواية أخرى هو كثرة الوت وكذا قال عطاء‪ ,‬وقال‬
‫ماهد‪ :‬الطوفان الاء والطاعون على كل حال‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن هشام الرفاعي‪ ,‬حدثنا يي‬
‫بن يان حدثنا النهال بن خليفة عن الجاج عن الكم بن ميناء عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «الطوفان الوت» وكذا رواه ابن مردويه من حديث يي بن يان به‪,‬‬
‫وهو حديث غريب‪ ,‬وقال ابن عباس ف رواية أخرى‪ :‬هو أمر من ال طاف بم ث قرأ {فطاف عليها‬
‫طائف من ربك وهم نائمون} وأما الراد فمعروف مشهور وهو مأكول لا ثبت ف الصحيحي عن‬
‫أب يعفور قال سألت عبد ال بن أب أوف عن الراد فقال غزونا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫سبع غزوات نأكل الراد وروى الشافعي وأحد بن حنبل وابن ماجه من حديث عبد الرحن بن زيد‬
‫بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم قال «أحلت لنا ميتتان ودمان‪ :‬الوت‬

‫‪664‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والراد والكبد والطحال» ورواه أبو القاسم البغوي عن داود بن رشيد عن سويد بن عبد العزيز عن‬
‫أب تام اليلي عن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعا مثله‪ ,‬وروى أبو داود عن ممد بن الفرج عن‬
‫ممد بن زبرقان الهوازي عن سليمان التيمي عن أب عثمان عن سلمان قال‪ :‬سئل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم عن الراد فقال «أكثر جنود ال ل آكله ول أحرمه» وإنا تركه عليه السلم لنه كان‬
‫يعافه كما عافت نفسه الشريفة أكل الضب وأذن فيه‪ .‬وقد روى الافظ ابن عساكر ف جزء جعه ف‬
‫الراد من حديث أب سعيد السن بن علي العدوي حدثنا نصر بن يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا يي بن‬
‫خالد عن ا بن جر يج عن عطاء عن ا بن عباس قال‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلمل يأ كل‬
‫الراد ول الكلوت ي ول الضب من غي أن يرمها أما الراد فرجز وعذاب‪ ,‬وأما الكلوتان فلقرب ما‬
‫من البول‪ ,‬وأ ما ال ضب فقال «أتوف أن يكون م سخا» ث قال غر يب ل أكت به إل من هذا الو جه‪,‬‬
‫وقد كان أمي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه يشتهيه ويبه‪ ,‬فروى عبد ال بن دينار عن ابن‬
‫ع مر‪ :‬أن ع مر سئل عن الراد فقال‪ :‬ل يت أن عند نا م نه قف عة أو قفعت ي نأكله‪ ,‬وروى ا بن ما جه‪:‬‬
‫حدثنا أحد بن منيع عن سفيان بن عيينة عن أب سعد سعيد بن الرزبان البقال سع أنس بن مالك‬
‫يقول كان أزواج ال نب صلى ال عل يه و سلم يتهاد ين الراد على الطباق‪ ,‬وقال أ بو القا سم البغوي‪:‬‬
‫حدثنا داود بن رشيد حدثنا بقية بن الوليد عن يي بن يزيد القعنب حدثن أب عن صدي بن عجلن‬
‫عن أب أمامة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن مري بنت عمران عليها السلم سألت‬
‫ربا عز وجل أن يطعمها لما ل دم له فأطعمها الراد فقالت اللهم أعشه بغي رضاع وتابع بينه بغي‬
‫شياع» وقال ني‪ :‬الشياع الصوت‪ ,‬وقال أبو بكر بن أب داود‪ :‬حدثنا أبو تقي هشام بن عبد اللك‬
‫الزن‪ ,‬حدثنا بقية بن الوليد حدثنا إساعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن‬
‫أب زهي النميي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل تقاتلوا الراد فإنه جند ال العظم»‬
‫غر يب جدا‪ .‬وقال ا بن أ ب ن يح عن ما هد ف قوله تعال‪{ :‬فأر سلنا علي هم الطوفان والراد} قال‪:‬‬
‫كانت تأكل مسامي أبوابم وتدع الشب‪ ,‬وروى ابن عساكر من حديث علي بن زيد الرائطي عن‬
‫ممد بن كثي سعت الوزاعي يقول‪ :‬خرجت إل الصحراء فإذا أنا برِجْل من جراد ف السماء فإذا‬
‫بر جل را كب على جرادة منها وهو شاك ف الد يد وكل ما قال بيده هكذا مال الراد مع يده وهو‬
‫يقول الدنيا باطل باطل ما فيها الدنيا باطل باطل ما فيها الدنيا باطل باطل مافيها‪ ,‬وروى الافظ أبو‬
‫الفرج العاف بن زكريا الريري‪ :‬حدثنا ممد بن السن بن زياد‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحيم أخبنا‬

‫‪665‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكيع عن العمش أنبأنا عامر قال‪ :‬سئل شريح القاضي عن الراد فقال‪ :‬قبح ال الرادة فيها خلقة‬
‫سبعة جبابرة‪ ,‬رأ سها رأس فرس‪ ,‬وعنق ها ع نق ثور‪ ,‬و صدرها صدر أ سد‪ ,‬وجناح ها جناح ن سر‪,‬‬
‫ورجلها ر جل ج ل‪ ,‬وذنب ها ذنب حية‪ ,‬وبطنها ب طن عقرب‪ ,‬وقدمنا ع ند قوله تعال‪{ :‬أ حل ل كم‬
‫صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة} حديث حاد بن سلمة عن أب الهزم عن أب هريرة قال‪:‬‬
‫خرج نا مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف حج أو عمرة فا ستقبلنا ر جل جراد فجعل نا نضر به‬
‫بالعصي ونن مرمون‪ ,‬فسألنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال «لبأس بصيد البحر» وروى ابن‬
‫ماجه عن هارون المال عن هشام بن القاسم عن زياد بن عبد ال بن علثة عن موسى بن ممد بن‬
‫إبراه يم التي مي عن أب يه عن أ نس وجابر عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه كان إذا د عا على‬
‫الراد قال «الل هم أهلك كباره واق تل صغاره وأف سد بي ضه واق طع دابره و خذ بأفوا هه عن معايش نا‬
‫وأرزاقنا إنك سيع الدعاء» فقال له جابر يا رسول ال أتدعو على جند من أجناد ال بقطع دابره ؟‬
‫فقال «إن ا هو نثرة حوت ف الب حر» قال هشام أ خبن زياد أنه أخبه من رآه ينثره الوت قال من‬
‫حقق ذلك إن السمك إذا باض ف ساحل البحر فنضب الاء عنه وبدا للشمس أنه يفقس كله جرادا‬
‫طيارا‪ .‬وقدمنا عند قوله {إل أمم أمثالكم} حديث عمر رضي ال عنه أن ال خلق ألف أمة ستمائة‬
‫ف البحر وأربعمائة ف الب‪ ,‬وإن أولا هلكا الراد‪ ,‬وقال أبو بكر بن أب داود حدثنا يزيد بن البارك‬
‫حدثنا عبد الرحن بن قيس حدثنا سال بن سال حدثنا أبو الغية الوزجان ممد بن مالك عن الباء‬
‫بن عازب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل وباء مع السيف ول ناء مع الراد» حديث‬
‫غريب وأما القمل فعن ابن عباس هو السوس الذي يرج من النطة وعنه أنه الدبا وهو الراد الصغي‬
‫الذي ل أجن حة له و به قال ما هد وعكر مة وقتادة و عن ال سن و سعيد بن جبي الق مل دواب سود‬
‫صغار‪ ,‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬القمل الباغيث‪ ,‬وقال ابن جرير القمل جع واحدتا قملة‬
‫وهفي دابفة تشبفه القمفل تأكلهفا البفل فيمفا بلغنف وهفي التف عناهفا العشفى بقوله‪:‬‬
‫قوم يعال قملً أبناؤهوسفففففففففففلسلً أجدى وبابا موصفففففففففففدا‬
‫قال‪ :‬وكان ب عض أ هل العلم بكلم العرب من أ هل الب صرة‪ ,‬يز عم أن الق مل ع ند العرب المنان‬
‫واحدت ا حنا نة و هي صغار القردان فوق القمقا مة‪ .‬وقال أ بو جع فر ا بن جر ير‪ :‬حدث نا ا بن ح يد‬
‫الرازي‪ ,‬حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أب الغية عن سعيد بن جبي قال‪ :‬لا أتى موسى عليه‬
‫ال سلم فرعون قال له‪ :‬أر سل م عي ب ن إ سرائيل فلم ير سلهم فأر سل ال علي هم الطوفان و هو ال طر‬

‫‪666‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف صب علي هم م نه شيئا خافوا أن يكون عذابا فقالوا لو سى‪ :‬ادع ل نا ر بك يك شف ع نا ال طر فنؤ من‬
‫لك ونر سل م عك ب ن إ سرائيل‪ ,‬فد عا ر به فك شف عن هم فلم يؤمنوا ول ير سلوا م عه ب ن إ سرائيل‪,‬‬
‫فأنبت لم ف تلك السنة شيئا ل ينبته قبل ذلك من الزروع والثمار والكل فقالوا‪ :‬هذا ما كنا نتمن‬
‫فأرسل ال عليهم الراد فسلطه على الكل‪ ,‬فلما رأوا أثره ف الكل عرفوا أنه ل يبقي الزرع‪ ,‬فقالوا يا‬
‫موسى ادع لنا ربك فيكشف عنا الراد فنؤمن لك ونرسل معك بن إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم‬
‫الراد فلم يؤمنوا ول يرسلوا معه بن إسرائيل فداسوا وأحرزوا ف البيوت فقالوا قد أحرزنا فأرسل ال‬
‫عليهم القمل وهو السوس الذي يرج منه فكان الرجل يرج عشرة أجربة إل الرحى فل يرد منها إل‬
‫ثل ثة أقفزة فقالوا يا مو سى ادع ل نا ر بك يك شف ع نا الق مل فنؤ من لك ونر سل م عك ب ن إ سرائيل‬
‫فدعا ربه فكشف عنهم فأبوا أن يرسلوا معه بن إسرائيل‪ .‬فبينما هو جالس عند فرعون إذ سع نقيق‬
‫ضفدع فقال لفرعون ما تل قى أ نت وقو مك من هذا فقال و ما ع سى أن يكون ك يد هذا ف ما أم سوا‬
‫حت كان الرجل يلس إل ذقنه ف الضفادع ويهم أن يتكلم فيثب الضفدع ف فيه‪ ,‬فقالوا لوسى ادع‬
‫لنا ربك يكشف عنا هذه الضفادع فنؤمن لك ونرسل معك بن إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم فلم‬
‫يؤمنوا وأر سل ال علي هم الدم فكانوا ما استقوا من النار والَبار وما كان ف أوعيت هم وجدوه دما‬
‫عبيطا فشكوا إل فرعون فقالوا إنا قد ابتلينا بالدم وليس لنا شراب فقال‪ :‬إنه قد سحركم‪ ,‬فقالوا من‬
‫أين سحرنا ونن ل ند ف أوعيتنا شيئا من الاء إل وجدناه دما عبيطا فأتوه وقالوا يا موسى ادع لنا‬
‫ربك يكشف عنا هذا الدم فنؤمن لك ونرسل معك بن إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم فلم يؤمنوا‬
‫ول يرسلوا معه بن إسرائيل‪ ,‬وقد روي نو هذا عن ابن عباس والسدي وقتادة وغي واحد من علماء‬
‫السلف أنه أخب بذلك‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق بن يسار رحه ال‪ ,‬فرجع عدو ال فرعون حي آمنت‬
‫ال سحرة مغلوبا مغلولً ث أ ب إل القا مة على الك فر والتمادي ف ال شر فتا بع ال عل يه الَيات فأخذه‬
‫بال سني وأر سل عل يه الطوفان‪ ,‬ث الراد‪ ,‬ث الق مل‪ ,‬ث الضفادع‪ ,‬ث الدم‪ ,‬آيات مف صلت‪ ,‬فأر سل‬
‫الطوفان وهفو الاء ففاض على وجفه الرض‪ ,‬ثف ركفد ل يقدرون على أن يرثوا ول أن يعملوا شيئا‬
‫حت جهدوا جوعا فل ما بلغ هم ذلك {قالوا يا مو سى ادع ل نا ر بك با عهد عندك لئن كشفت عنا‬
‫الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بن إسرائيل} فدعا موسى ربه فكشف عنهم فلم يفوا له بشيء ما‬
‫قالوا فأرسل ال عليهم الراد فأكل الشجر فيما بلغن حت إن كان ليأكل مسامي البواب من الديد‬
‫حت تقع دورهم ومساكنهم فقالوا مثل ما قالوا فدعا ربه فكشف عنهم فلم يفوا له بشيء ما قالوا‬

‫‪667‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأرسل ال عليهم القمل فذكر ل أن موسى عليه السلم أمر أن يشي إل كثيب حت يضربه بعصاه‬
‫فمشى إل كثيب أهيل عظيم فضربه با فانثال عليهم قملً حت غلب على البيوت والطعمة ومنعهم‬
‫النوم والقرار‪ ,‬فل ما جهد هم قالوا م ثل ما قالوا فد عا ر به فك شف عن هم فلم يفوا له بش يء م ا قالوا‬
‫فأرسفل ال عليهفم الضفادع فملت البيوت والطعمفة والَنيفة فل يكشفف أحفد ثوبا ول طعاما إل‬
‫وجد فيه الضفادع قد غلبت عليه‪ ,‬فلما جهدهم ذلك قالوا له مثل ما قالوا فسأل ربه فكشف عنهم‬
‫فلم يفوا له بشيء ما قالوا فأرسل ال عليهم الدم فصارت مياه آل فرعون دما ل يستقون من بئر ول‬
‫نر ول يغترفون من إناء إل عاد دما عبيطا‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أحد بن منصور الروزي أنبأنا‬
‫النضر أنبأنا إسرائيل أنبأنا جابر بن يزيد عن عكرمة عن عبيد ال بن عمرو قال‪ :‬ل تقتلوا الضفادع‬
‫فإن ا ل ا أر سلت على قوم فرعون انطلق ضفدع من ها فو قع ف تنور ف يه نار يطلب بذلك مرضاة ال‬
‫فأبدلن ال من هذا أبرد شيء يعلمه من الاء وجعل نقيقهن التسبيح‪ ,‬وروي من طريق عكرمة عن‬
‫ابففن عباس نوه‪ ,‬وقال زيففد بففن أسففلم‪ :‬يعنفف بالدم الرعاف‪ .‬رواه ابففن أبفف حاتفف‪.‬‬
‫فَاْنتَقَمْنَا ِمْنهُ مْ َفأَغْرَ ْقنَاهُ مْ فِي اْليَ مّ ِبَأّنهُ مْ كَ ّذبُوْا بِآيَاتِنَا وَكَانُوْا َعنْهَا غَافِلِيَ * َوَأوْ َرثْنَا اْل َقوْ مَ الّذِي نَ‬
‫سنَ َى عََل َى َبنِ يَ‬
‫ك الْحُ ْ‬ ‫ض َعفُو َن مَشَارِ قَ الرْ ضِ َو َمغَا ِربَهَا الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا َوتَمّ تْ كَِل َمةُ َربّ َ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫كَانُوْا يُ ْ‬
‫ف‬
‫ف وَمَفا كَانُواْ َيعْ ِرشُون َ‬ ‫ف وََق ْومُه ُ‬
‫فنَعُ فِ ْر َعوْن ُ‬
‫ف يَص ْ‬‫فبَرُوْا وَ َدمّرْنَفا مَفا كَان َ‬ ‫فرَآئِي َل بِمَفا ص َ‬ ‫إِس ْ‬
‫( شايب تعال أنم لا عتوا وتردوا مع ابتلئه إياهم بالَيات التواترة واحدة بعد واحدة انتقم منهم‬
‫بإغرا قه إيا هم ف ال يم و هو الب حر الذي فر قه لو سى فجاوزه وب نو إ سرائيل م عه‪ ,‬ث ورده فرعون‬
‫وجنوده على أثرهم فلما استكملوا فيه ارتطم عليهم فغرقوا عن آخرهم وذلك بسبب تكذيبهم بآيات‬
‫ال وتغافل هم عن ها‪ ,‬وأ خب تعال أ نه أورث القوم الذ ين كانوا ي ستضعفون و هم ب نو إ سرائيل مشارق‬
‫الرض ومغارباف ك ما قال تعال‪{ :‬ونر يد أن ننف على الذ ين اسفتضعفوا ف الرض ونعل هم أئمفة‬
‫ونعلهم الوارثي * ونكن لم ف الرض ونري فرعون وهامان وجنودها منهم ما كانوا يذرون}‬
‫وقال تعال‪{ :‬كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كري * ونعمة كانوا فيها فاكهي * كذلك‬
‫وأورثناها قوما آخرين} وعن السن البصري وقتادة ف قوله {مشارق الرض ومغاربا الت باركنا‬
‫فيها} يعن الشام‪ ,‬وقوله {وتت كلمة ربك السن على إسرائيل با صبوا} قال ماهد وابن جرير‬
‫وهي قوله تعال‪{ :‬ونريد أن نن على الذين استضعفوا ف الرض ونعلهم أئمة ونعلهم الوارثي *‬
‫ون كن ل م ف الرض ونري فرعون وهامان وجنوده ا من هم ما كانوا يذرون} وقوله {ودمر نا ما‬

‫‪668‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان يصنع فرعون وقومه} أي وخربنا ما كان فرعون وقومه يصنعونه من العمارات والزارع {وما‬
‫كانوا يعرشون} قال ابفففففففففن عباس وماهفففففففففد {يعرشون} يبنون‪.‬‬
‫صنَامٍ ّلهُ مْ قَالُواْ يَمُو َسىَ ا ْجعَلْ ّلنَآ إِلَـها‬
‫وَجَاوَ ْزنَا ِببَنِ يَ إِ سْرَآئِي َل اْلبَحْرَ َفَأَت ْواْ عََلىَ َقوْ مٍ يَ ْع ُكفُو َن عََلىَ أَ ْ‬
‫جهَلُو نَ * إِ ّن هَ ـؤُل ِء ُمَتبّ ٌر مّا هُ مْ فِي ِه َوبَاطِ ٌل مّا كَانُوْا َيعْمَلُو نَ‬ ‫كَمَا َلهُ مْ آِل َهةٌ قَالَ ِإّنكُ مْ َقوْ مٌ َت ْ‬
‫يب تعال عما قاله جهلة بن إسرائيل لوسى عليه السلم حي جاوزوا البحر وقد رأوا من آيات ال‬
‫وعظيففم سففلطانه مففا رأوا {فأتوا} أي فمروا {على قوم يعكفون على أصففنام لمفف}‪.‬‬
‫قال بعض الفسرين كانوا من الكنعانيي وقيل كانوامن لم قال ابن جرير‪ :‬وكانوا يعبدون أصناما‬
‫على صور البقر فلهذا أثار ذلك شبهة لم ف عبادتم العجل بعد ذلك فقالوا {يا موسى اجعل لنا إلا‬
‫كما لم آلة قال إنكم قوم تهلون} أي تهلون عظمة ال وجلله وما يب أن ينه عنه من الشريك‬
‫والثيل {إن هؤلء متب ما هم فيه} أي هالك {وباطل ما كانوا يعملون} وروى المام أبو جعفر ابن‬
‫جرير ف تفسي هذه الَية من حديث ممد بن إسحاق وعقيل ومعمر كلهم عن الزهري عن سنان بن‬
‫أب سنان عن أب واقد الليثي أنم خرجوا من مكة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل حني قال‬
‫وكان للكفار سدرة يعكفون عند ها ويعلقون ب ا أ سلحتهم يقال ل ا ذات أنواط قال‪ :‬فمرر نا ب سدرة‬
‫خضراء عظي مة قال‪ :‬فقل نا‪ :‬يا ر سول ال اج عل ل نا ذات أنواط ك ما ل م ذات أنواط فقال‪« :‬قل تم‬
‫والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لوسى‪{ :‬اجعل لنا إلا كما لم آلة قال إنكم قوم تهلون إن‬
‫هؤلء متب ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون} وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن‬
‫الزهري عن سنان بن أب سنان الديلي عن أب واقد الليثي قال‪ :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قبل حني فمررنا بسدرة فقلت يا نب ال‪ :‬اجعل لنا هذه ذات أنواط كما للكفار ذات أنواط‬
‫وكان الكفار ينوطون سلحهم بسدرة ويعكفون حولا‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬ال أكب‬
‫هذا كما قالت بنو إسرائيل لوسى اجعل لنا إلا كما لم آلة إنكم تركبون سنن من قبلكم» أورده‬
‫ابن جرير ورواه ابن أب حات من حديث كثي بن عبد ال بن عمرو بن عوف الزن عن أبيه عن جده‬
‫مرفوعا‪.‬‬

‫جْينَاكُ ْم مّ نْ آلِ ِف ْرعَو َن‬


‫** قَالَ َأغَيْرَ اللّ هِ َأبْغِيكُ مْ إِلَ ـها َو ُهوَ َفضَّلكُ ْم عَلَى اْلعَالَمِيَ * َوإِذْ َأنْ َ‬
‫حيُونَ نِ سَآءَكُ ْم وَفِي ذَِلكُ ْم بَلءٌ مّن ّرّبكُ ْم عَظِي مٌ‬ ‫ب ُيقَتّلُو نَ َأْبنَآءَكُ ْم َويَ سْتَ ْ‬
‫يَ سُومُوَنكُمْ ُسوَ َء اْلعَذَا ِ‬

‫‪669‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يذكرهم موسى عليه السلم نعم ال عليهم من إنقاذهم من أسر فرعون وقهره وما كانوا فيه من‬
‫الوان والذلة وما صاروا إليه من العزة والشتفاء من عدوهم والنظر إليه ف حال هوانه وهلكه وغرقه‬
‫ودماره وقفففففففففد تقدم تفسفففففففففيها فففففففففف البقرة‪.‬‬

‫لثِيَ َليَْل ًة َوَأتْمَ ْمنَاهَا ِبعَشْرٍ َفتَ ّم مِيقَاتُ َربّهِ أَ ْرَبعِيَ َليَْل ًة وَقَا َل مُو َسىَ لخِي ِه هَارُو َن‬
‫** َووَاعَ ْدنَا مُو َسىَ َث َ‬
‫فبِي َل الْ ُمفْسفففِدِينَ‬‫اخُْلفْنِفففي فِفففي َقوْمِفففي َوأَصفففْلِحْ وَلَ َتّتبِعفففْ سفف َ‬
‫يقول تعال متنا على ب ن إ سرائيل ب ا ح صل ل م من الدا ية بتكلي مه مو سى عل يه ال سلم وإعطائه‬
‫التوراة وفي ها أحكام هم وتفا صيل شرع هم فذ كر تعال أ نه وا عد مو سى ثلث ي ليلة قال الف سرون‬
‫ف صامها مو سى عل يه ال سلم وطوا ها فل ما ت اليقات ا ستاك بلحاء شجرة فأمره ال تعال أن يك مل‬
‫بعشر أربعي وقد اختلف الفسرون ف هذه العشر ما هي فالكثرون على أن الثلثي هي ذو القعدة‬
‫والع شر ع شر ذي ال جة قاله ما هد وم سروق وا بن جر يج وروي عن ا بن عباس وغيه فعلى هذا‬
‫يكون قد كمل اليقات يوم النحر وحصل فيه التكليم لوسى عليه السلم وفيه أكمل ال الدين لحمد‬
‫صلى ال عليه وسلم كما قال تعال‪{ :‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم‬
‫السلم دينا} فلما ت اليقات وعزم موسىَ على الذهاب إل الطور كما قال تعال‪{ :‬يا بن إسرائيل‬
‫قد أنيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الين} الَية فحينئذ استخلف موسى عليه السلم‬
‫على بن إسرائيل أخاه هارون ووصاه بالصلح وعدم الفساد وهذا تنبيه وتذكي وإل فهارون عليه‬
‫ال سلم نب شر يف كر ي على ال له وجا هة وجللة صلوات ال و سلمه عل يه وعلى سائر ال نبياء‪.‬‬

‫** وَلَمّا جَآ َء مُو سَىَ لِمِيقَاِتنَا وَكَلّمَ هُ َربّ هُ قَالَ رَ بّ أَ ِرنِ يَ أَنظُرْ إِلَيْ كَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِ ِن انْظُرْ إِلَى‬
‫صعِقا َفلَمّآ أَفَاقَ‬ ‫جبَلِ َجعَلَهُ دَكّا وَ َخ ّر مو َسىَ َ‬ ‫جّلىَ َربّهُ لِ ْل َ‬
‫ف تَرَانِي فَلَمّا تَ َ‬ ‫سوْ َ‬ ‫جبَلِ فَإِ ِن ا ْسَتقَ ّر َمكَانَهُ فَ َ‬
‫الْ َ‬
‫ف َوَأنَاْ َأوّ ُل الْ ُم ْؤ ِمنِيَفففففف‬ ‫فبْحَانَكَ ُتبْتففففففُ إَِليْكففففف َ‬ ‫قَالَ سففففف ُ‬
‫يب تعال عن موسى عليه السلم أنه لا جاء ليقات ال تعال وحصل له التكليم من ال تعال سأل‬
‫ال تعالَ أن ين ظر إل يه فقال {رب أر ن أن ظر إل يك قال لن ترا ن} و قد أش كل حرف لن هه نا على‬
‫كثي من العلماء لنا موضوعة لنفي التأبيد فاستدل به العتزلة على نفي الرؤية ف الدنيا والَخرة وهذا‬

‫‪670‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أضعف القوال لنه قد تواترت الحاديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بأن الؤمني يرون ال‬
‫ففف الدار الَخرة كمففا سففنوردها عنففد قوله تعال‪{ :‬وجوه يومئذ ناضرة إل ربافف ناظرة}‪.‬‬
‫وقوله تعال إخبارا عن الكفار {كل إن م عن رب م يومئذ لحجوبون} وق يل إن ا لن في التأب يد ف‬
‫الدنيا جعا بي هذه الَية وبي الدليل القاطع على صحة الرؤيا ف الدار الَخرة وقيل إن هذا الكلم‬
‫ف هذا القام كالكلم ف قوله تعال‪{ :‬ل تدركه البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف البي}‬
‫وقد تقدم ذلك ف النعام وف الكتب التقدمة أن ال تعال قال لوسى عليه السلم «يا موسى إنه ل‬
‫يرا ن حي إل مات ول يا بس إل تدهده» ولذا قال تعال‪{ :‬فل ما تلى ر به للج بل جعله دكا و خر‬
‫موسى صعقا} قال أبو جعفر بن جرير الطبي ف تفسي هذه الَية حدثنا أحد بن سهيل الواسطي‬
‫حدثنا قرة بن عيسى حدثنا العمش عن رجل عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬لا تلى‬
‫ربه للجبل أشار بأصبعه فجعله دكا‪ .‬وأرانا أبو إساعيل بأصبعه السبابة‪ ,‬هذا السناد فيه رجل مبهم‬
‫ل يسم‪ ,‬ث قال حدثن الثن‪ ,‬حدثنا حجاج بن منهال‪ ,‬حدثنا حاد عن ليث عن أنس أن النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم قرأ هذه الَ ية {فل ما تلى ر به للج بل جعله دكا} قال‪ :‬هكذا بأ صبعه‪ ,‬وو ضع ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم أصبعه البام على الفصل العلى من النصر‪ ,‬فساخ البل هكذا وقع ف هذه‬
‫الرواية حاد بن سلمة عن ليث عن أنس والشهور حاد بن سلمة عن ثابت عن أنس كما قال ابن‬
‫جرير حدثن الثن حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حاد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قرأ رسول ال‬
‫صفلى ال عليفه وسفلم {فلمفا تلى ربفه للجبفل جعله دكا} قال‪« :‬ووضفع البام قريبا مفن طرف‬
‫خنصره»‪ ,‬قال‪« :‬فساخ البل» قال حيد لثابت يقول هكذا فرفع ثابت يده فضرب صدر حيد وقال‬
‫يقوله رسول ال صلى ال عليه وسلم ويقوله أنس وأنا أكتمه ؟ وهكذا رواه المام أحد ف مسنده‬
‫حدثنا أبو الثن معاذ بن معاذ العنبي حدثنا حاد بن سلمة حدثنا ثابت البنان عن أنس بن مالك عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ف قوله {فلما تلى ربه للجبل} قال‪ :‬قال «هكذا» يعن أنه أخرج طرف‬
‫النصر قال أحد‪ :‬أرانا معاذ فقال له حيد الطويل‪ :‬ما تريد إل هذا يا أبا ممد ؟ قال فضرب صدره‬
‫ضربة شديدة وقال من أنت يا حيد وما أنت يا حيد ؟ يدثن به أنس بن مالك عن النب صلى ال‬
‫عليففففففه وسففففففلم يقول مففففففا تريففففففد إليففففففه ؟‪.‬‬
‫وهكذا رواه الترمذي ف تفسي هذه الَية عن عبد الوهاب بن الكم الوراق عن معاذ بن معاذ به‬
‫و عن ع بد ال بن ع بد الرح ن الدار مي عن سليمان بن حرب عن حاد بن سلمة به ث قال‪ :‬هذا‬

‫‪671‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حد يث ح سن صحيح غر يب ل نعر فه إل من حد يث حاد وهكذا رواه الا كم ف م ستدركه من‬
‫طرق عن حاد بن سلمة به وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط مسلم ول يرجاه ورواه أبو ممد‬
‫بن السن بن ممد بن علي اللل عن ممد بن علي بن سويد عن أب القاسم البغوي عن هدبة بن‬
‫خالد عن حاد بن سلمة فذكره وقال هذا إ سناد صحيح ل علة ف يه‪ ,‬و قد رواه داود بن الح ي عن‬
‫شعبة عن ثابت عن أنس مرفوعا وهذا ليس بش يء‪ ,‬لن داود بن الحي كذاب‪ ,‬رواه)الافظان أبو‬
‫القاسم الطبان وأبو بكر بن مردويه من طريقي عن سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا‬
‫بنحوه وأسنده ابن مردويه من طريق ابن البيلمان عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا ول يصح أيضا‪ ,‬رواه‬
‫الترمذي وصححه الا كم وقال على شرط م سلم‪ .‬وقال السدي عن عكرمة عن ابن عباس ف قول‬
‫ال تعال‪{ :‬فل ما تلى ربه للج بل} قال ما تلى منه إل قدر الن صر {جعله دكا} قال ترابا {و خر‬
‫مو سى صعقا} قال مغشيا عل يه رواه ا بن جر ير وقال قتادة {و خر مو سى صعقا} قال ميتا وقال‬
‫سفيان الثوري ساخ البل ف الرض حت وقع ف البحر فهو يذهب معه وقال سنيد عن حجاج بن‬
‫م مد العور عن أ ب ب كر الذل {فل ما تلى ر به للج بل جعله دكا} انق عر فد خل ت ت الرض فل‬
‫يظهر إل يوم القيامة وجاء ف بعض الخبار أنه ساخ ف الرض فهو يهوي فيها إل يوم القيامة رواه‬
‫ابن مردويه وقال ابن أب حات حدثنا عمر بن شبة حدثنا ممد بن يي أبو غسان الكنان حدثنا عبد‬
‫العزيز بن عمران عن معاوية بن عبد ال عن اللد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال «ل ا تلى ال للجبال طارت لعظمته ستة أج بل فوقعت ثلثة بالدينة‬
‫وثل ثة ب كة‪ ,‬بالدي نة أ حد وورقان ورضوى وو قع ب كة حراء و ثبي وثور» وهذا حد يث غر يب بل‬
‫منكر وقال ابن أب حات ذكر عن ممد بن عبد ال بن أب الثلج حدثنا اليثم بن خارجة حدثنا عثمان‬
‫بن ح صي بن العلف عن عروة بن رو ي قال‪ :‬كا نت البال ق بل أن يتجلى ال لو سى على الطور‬
‫صما مل ساء فل ما تلى ال لو سى على الطور دك وتفطرت البال ف صارت الشقوق والكهوف وقال‬
‫الربيع بن أنس {فلما تلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا} وذلك أن البل حي كشف‬
‫الغطاء ورأى النور صار م ثل دك من الدكاك وقال بعض هم جعله دكا أي فت نة وقال ما هد ف قوله‬
‫{ولكن انظر إل البل فإن استقر مكانه فسوف تران} فإنه أكب منك وأشد خلقا {فلما تلى ربه‬
‫للج بل} فن ظر إل ال بل ل يتمالك وأق بل ال بل فدك على أوله ورأى مو سى ما ي صنع ال بل ف خر‬
‫صعقا وقال عكرمة جعله دكاء قال نظر ال إل البل فصار صحراء ترابا وقد قرأ بذه القراءة بعض‬

‫‪672‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القراء واختارها ابن جرير‪ ,‬وقد ورد فيها حديث مرفوع رواه ابن مردويه والعروف أن الصعق هو‬
‫الغ شي ها ه نا ك ما ف سره ا بن عباس وغيه ل ك ما ف سره قتادة بالوت وإن كان صحيحا ف الل غة‬
‫كقوله تعال‪{ :‬ونفخ ف الصور فصعق من ف السموات ومن ف الرض إل من شاء ال ث نفخ فيه‬
‫أخرى فإذا هم قيام ينظرون} فإن هناك قري نة تدل على الوت ك ما أن ه نا قري نة تدل على الغ شي‪.‬‬
‫وهي قوله {فلما أفاق} والفاقة ل تكون إل عن غشي {قال سبحانك} تنيها وتعظيما وإجللً أن‬
‫يراه أحد ف الدنيا إل مات‪ .‬وقوله {تبت إليك} قال ماهد أن أسألك الرؤية {وأنا أول الؤمني}‬
‫قال ابن عباس وماهد من بن إسرائيل واختاره ابن جرير وف رواية أخرى عن ابن عباس {وأنا أول‬
‫الؤمني} أنه ل يراك أحد وكذا قال أبو العالية قد كان قبله مؤمنون ولكن يقول أنا أول من آمن بك‬
‫أ نه ل يراك أ حد من خل قك إل يوم القيا مة‪ ,‬وهذا قول ح سن له اتاه و قد ذ كر م مد بن جر ير ف‬
‫تف سيه ها ه نا أثرا طويلً ف يه غرائب وعجائب عن م مد بن إ سحاق بن ي سار وكأ نه تلقاه من‬
‫ال سرائيليات وال أعلم‪ ,‬وقوله {و خر مو سى صعقا} فيه أبو سعيد وأبو هريرة عن ال نب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فأما حديث أب سعيد فأسنده البخاري ف صحيحه ههنا فقال حدثنا ممد بن يوسف‬
‫حدثنا سفيان عن عمرو بن يي الازن عن أبيه عن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال جاء رجل‬
‫من اليهود إل النب صلى ال عليه وسلم قد لطم وجهه‪ ,‬وقال يا ممد إن رجلً من أصحابك من‬
‫الن صار ل طم وج هي قال «ادعوه» فدعوه قال «ل لط مت وج هه ؟» قال يا ر سول ال إ ن مررت‬
‫باليهودي فسمعته يقول والذي اصطفى موسى على البشر قال وعلى ممد ؟ قال فقلت وعلى ممد‬
‫وأخذتن غضبة فلطمته فقال «ل تيون من بي النبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول‬
‫من يفيق فإذا أنا بوسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فل أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور»‬
‫وقد رواه البخاري ف أماكن كثية من صحيحه ومسلم ف أحاديث النبياء وأبو داود ف كتاب السنة‬
‫من سننه من طرق عن عمرو بن يي بن عمارة بن أب السن الازن النصاري الدن عن أبيه عن أب‬
‫سعيد سعد بن مالك بن سنان الدري به‪ .‬وأما حديث أب هريرة فقال المام أحد ف مسنده حدثنا‬
‫أ بو كا مل حدث نا إبراه يم بن سعد حدث نا ا بن شهاب عن أ ب سلمة بن ع بد الرح ن وع بد الرح ن‬
‫العرج عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال ا ستب رجلن ر جل من ال سلمي ور جل من اليهود فقال‬
‫السفلم‪ :‬والذي اصفطفى ممدا على العاليف فقال اليهودي‪ :‬والذيفن اصفطفى موسفى على العاليف‬
‫فغ ضب ال سلم على اليهودي فلط مه‪ ,‬فأ تى اليهودي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف سأله فأ خبه‬

‫‪673‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فدعاه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فاعترف بذلك‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل‬
‫تيو ن على مو سى فإن الناس ي صعقون يوم القيا مة فأكون أول من يف يق فإذا مو سى م سك با نب‬
‫العرش فل أدري أكان من صعق فأفاق قبلي أم كان من استثن ال عز وجل» أخرجاه ف الصحيحي‬
‫مفففففففففففن حديفففففففففففث الزهري بفففففففففففه‪.‬‬
‫وقد روى الافظ أبو بكر بن أب الدنيا رحه ال أن الذي لطم اليهودي ف هذه القضية هو أبو بكر‬
‫الصديق رضي ال عنه‪ ,‬ولكن تقدم ف الصحيحي أنه رجل من النصار وهذا هو أصح وأصرح وال‬
‫أعلم والكلم ف قوله عل يه ال سلم‪« :‬ل تيو ن على مو سى» كالكلم على قوله «ل تفضلو ن على‬
‫النبياء ول على يونس بن مت» قيل من باب التواضع وقيل قبل أن يعلم بذلك‪ ,‬وقيل نى أن يفضل‬
‫بين هم على و جه الغ ضب والتع صب وق يل على و جه القول بجرد الرأي والتش هي وال أعلم‪ .‬وقوله‬
‫«فإن الناس ي صعقون يوم القيا مة» الظا هر أن هذا ال صعق يكون ف عر صات القيا مة ي صل أ مر‬
‫يصعقون منه وال أعلم به‪ .‬وقد يكون ذلك إذا جاء الرب تبارك وتعال لفصل القضاء وتلى للخلئق‬
‫اللك الديان ك ما صعق مو سى من تلي الرب تبارك وتعال ولذا قال عل يه ال سلم «فل أدري أفاق‬
‫قبلي أم جوزي بصعقة الطور» وقد روى القاضي عياض ف أوائل كتابه الشفاء بسنده عن ممد بن‬
‫م مد بن مرزوق‪ ,‬حدث نا قتادة حدث نا ال سن عن قتادة عن ي ي بن وثاب عن أ ب هريرة عن ال نب‬
‫صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬ل ا تلى ال لو سى عل يه ال سلم كان يب صر النملة على ال صفا ف الليلة‬
‫الظلماء مسية عشرة فراسخ» ث قال‪ :‬ول يبعد على هذا أن يتص نبينا با ذكرناه من هذا الباب بعد‬
‫السراء والظوة با رأى من آيات ربه الكبى انتهى ما قاله وكأنه صحح هذا الديث‪ ,‬وف صحته‬
‫ن ظر ول تلو رجال إ سناده من ماه يل ل يعرفون وم ثل هذا إن ا يق بل من روا ية العدل الضا بط عن‬
‫فففففففففففففي إل منتهاه وال أعلم‪.‬‬ ‫ففففففففففففف ينتهف‬ ‫مثله حتف‬

‫س بِرِ سَا َلتِي َوِب َكلَمِي فَخُ ْذ مَآ آَتْيتُ كَ وَكُ ْن مّ نَ الشّاكِرِي نَ *‬ ‫** قَا َل يَمُو سَىَ ِإنّي ا صْ َط َفْيتُكَ عَلَى النّا ِ‬
‫وَ َكتَبْنَا لَ هُ فِي اللْوَا حِ مِن كُ ّل َشيْ ٍء ّموْعِ َظ ًة َوَتفْ صِيلً ّلكُ ّل َشيْءٍ َفخُذْهَا ِب ُق ّوةٍ َوْأمُرْ َق ْومَ كَ َيأْخُذُواْ‬
‫فُأوْرِيكُمْ دَارَ اْلفَاسففففففففففِقِيَ‬ ‫فِنهَا سففففففففف َ‬ ‫بِأَحْسففففففففف َ‬
‫يذكر تعال أ نه خاطب موسى بأنه ا صطفاه على أهل زما نه برسالته تعال وبكلمه ول شك أن‬
‫ممدا صلى ال عليه وسلم سيد ولد آدم من الولي والَخرين ولذا اختصه ال تعال بأن جعله خات‬

‫‪674‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النبياء والرسلي الذي تستمر شريعته إل قيام الساعة وأتباعه أكثر من أتباع سائر النبياء والرسلي‬
‫كلهم وبعده ف الشرف والفضل إبراهيم الليل عليه السلم ث موسى بن عمران كليم الرحن عليه‬
‫السلم ولذا قال ال تعال له‪« :‬فخذ ما آتيتك» أي من الكلم والناجاة {وكن من الشاكرين} أي‬
‫على ذلك ول تطلب ما ل طاقة لك به ث أخب تعال أنه كتب له ف اللواح من كل شيء موعظة‬
‫وتف صيلً ل كل ش يء ق يل كا نت اللواح من جو هر وإن ال تعال ك تب له في ها موا عظ وأحكاما‬
‫مفصلة مبينة للحلل والرام وكانت هذه اللواح مشتملة على التوراة الت قال ال تعال فيها‪{ :‬ولقد‬
‫آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الول بصائر للناس} وقيل اللواح أعطيها موسى قبل‬
‫التوراة وال أعلم‪ ,‬وعلى كل تقدير فكانت كالتعويض له عما سأل من الرؤية ومنع منها وال أعلم‪,‬‬
‫وقوله {فخذ ها بقوة} أي بعزم على الطا عة {وأ مر قو مك يأخذوا بأح سنها} قال سفيان بن عيي نة‬
‫حدثنا أبو سعيد عن عكرمة عن ابن عباس قال أمر موسى عليه السلم أن يأخذ بأشد ما أمر قومه‪.‬‬
‫وقوله {سأريكم دار الفاسقي} أي سترون عاقبة من خالف أمري وخرج عن طاعت كيف يصي إل‬
‫اللك والدمار والتباب قال ابن جرير وإنا قال {سأريكم دار الفاسقي} كما يقول القائل لن ياطبه‬
‫سأريك غدا إل ما ي صي إل يه حال من خالف أمري على و جه التهد يد والوع يد ل ن ع صاه وخالف‬
‫أمره‪ ,‬ث نقل معن ذلك عن ماهد والسن البصري وقيل معناه {سأريكم دار الفاسقي} أي‪ :‬من‬
‫أهفل الشام وأعطيكفم إياهفا وقيفل‪ :‬منازل قوم فرعون والول أول وال أعلم لن هذا بعفد انفصفال‬
‫موسفى وقومفه عفن بلد مصفر وهفو خطاب لبنف إسفرائيل قبفل دخولمف التيفه وال أعلم‪.‬‬

‫ض ِبغَيْرِ الْحَ ّق َوإِن يَ َر ْواْ كُ ّل آَيةٍ ّل ُي ْؤ ِمنُوْا ِبهَا َوإِن يَ َر ْواْ‬


‫ف عَ ْن آيَاتِي الّذِي َن َيَتكَبّرُونَ فِي الرْ ِ‬ ‫** َسأَصْرِ ُ‬
‫ك ِبأَّنهُ مْ كَ ّذبُوْا بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ‬ ‫خذُو هُ َسبِيلً ذَلِ َ‬ ‫َسبِيلَ ال ّرشْدِ َل َيتّخِذُو هُ َسبِيلً َوإِن َي َر ْواْ َسبِي َل اْلغَ يّ َيتّ ِ‬
‫ج َزوْ نَ إِلّ مَا كَانُوْا َيعْمَلُو نَ‬ ‫عَْنهَا غَاِفلِيَ * وَالّذِي نَ كَ ّذبُواْ بِآيَاِتنَا وَِلقَآءِ الَُ ِخ َرةِ َحبِطَ تْ َأعْمَاُلهُ ْم هَ ْل يُ ْ‬
‫يقول تعال‪ { :‬سأصرف عن آيا ت الذ ين يت كبون ف الرض بغ ي ال ق} أي سأمنع ف هم ال جج‬
‫والدلة الدالة على عظمت وشريعت وأحكامي قلوب التكبين عن طاعت ويتكبون على الناس بغي‬
‫حق‪ ,‬أي كما استكبوا بغي حق أذلم ال بالهل كما قال تعال‪{ :‬ونقلب أفئدتم وأبصارهم كما‬
‫ل يؤمنوا به أول مرة} وقال تعال‪{ :‬فلما زاغوا أزاغ ال قلوبم} وقال بعض السلف‪ :‬ل ينال العلم‬
‫ح يي ول م ستكب‪ ,‬وقال آ خر‪ :‬من ل ي صب على ذل التعلم ساعة ب قي ف ذلك ال هل أبدا‪ ,‬وقال‬

‫‪675‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سفيان بن عيي نة ف قوله‪ { :‬سأصرف عن آيا ت الذ ين يت كبون ف الرض بغ ي ال ق} قال‪ :‬أنزع‬
‫عن هم ف هم القرآن وأ صرفهم عن آيا ت‪ ,‬قال ا بن جر ير‪ :‬وهذا يدل على أن هذا الطاب لذه ال مة‪,‬‬
‫قلت ليس هذا بلزم لن ابن عيينة إنا أراد أن هذا مطرد ف حق كل أمة ول فرق بي أحد وأحد ف‬
‫هذا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله {وإن يروا كل آ ية ل يؤمنوا ب ا} ك ما قال تعال‪{ :‬إن الذ ين ح قت علي هم‬
‫كلمة ربك ل يؤمنون ولو جاءتم كل آية حت يروا العذاب الليم} وقوله {وإن يروا سبيل الرشد ل‬
‫يتخذوه سبيلً} أي وإن ظ هر ل م سبيل الر شد أي طر يق النجاة ل ي سلكوها‪ ,‬وإن ظ هر ل م طر يق‬
‫اللك والضلل يتخذوه سبيلً‪ ,‬ث علل مصيهم إل هذه الال بقوله {ذلك بأنم كذبوا بآياتنا} أي‬
‫كذبت با قلوبم {وكانوا عنها غافلي} أي ل يعلمون شيئا ما فيها‪ ,‬وقوله {والذين كذبوا بآياتنا‬
‫ولقاء الَخرة حب طت أعمال م} أي من ف عل من هم ذلك وا ستمر عل يه إل المات ح بط عمله‪ ,‬وقوله‬
‫{هل يزون إل ما كانوا يعملون} أي إنا نازيهم بسب أعمالم الت أسلفوها إن خيا فخي وإن‬
‫ففففففففففن تدان‪.‬‬ ‫ففففففففففا تديف‬ ‫ففففففففففر وكمف‬ ‫شرا فشف‬

‫جلً جَسَدا لّهُ ُخوَارٌ أَلَ ْم يَ َر ْواْ َأنّهُ َل ُيكَلّ ُمهُ ْم وَ َل َيهْدِيهِ ْم‬ ‫** وَاتّخَذَ َقوْ ُم مُوسَ َى مِن َبعْدِهِ مِنْ حُِلّيهِ ْم عِ ْ‬
‫َسبِيلً اتّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِيَ * وَلَمّا ُسقِطَ فَيَ َأيْدِيهِ ْم وَ َرَأوْاْ َأّنهُمْ قَدْ ضَلّواْ قَالُواْ َلئِن لّ ْم يَرْ َح ْمنَا َرّبنَا‬
‫فففففففِرِينَ‬ ‫ف الْخَاسف‬ ‫فففففف َ‬ ‫ف مِنف‬ ‫فففففف ّ‬ ‫َويَ ْغفِرْ لَنَفففففففا َلنَكُونَنف‬
‫يب تعال عن ضلل من ضل من بن إسرائيل ف عبادتم العجل الذي اتذه لم السامري‪ ,‬من حلي‬
‫القبط الذي كانوا استعاروه منهم فشكل لم منه عجلً‪ ,‬ث ألقى فيه القبضة من التراب الت أخذها من‬
‫أ ثر فرس جب يل عل يه ال سلم‪ ,‬ف صار عجلً ج سدا له خوار‪ :‬والوار صوت الب قر‪ ,‬وكان هذا من هم‬
‫بعد ذهاب موسى ليقات ربه تعال فأعلمه ال تعال بذلك وهو على الطور‪ ,‬حيث يقول تعال إخبارا‬
‫عن نفسه الكرية {قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري} وقد اختلف الفسرون ف‬
‫هذا الع جل هل صار لما ودما له خوار أو ا ستمر على كو نه من ذ هب إل أ نه يد خل ف يه الواء‬
‫فيصوت كالبقر على قولي وال أعلم‪ .‬ويقال إنم لا صوت لم العجل رقصوا حوله وافتتنوا به وقالوا‬
‫هذا إل كم وإله مو سى فن سي قال ال تعال‪{ :‬أفل يرون أل ير جع إلي هم قولً ول يلك ل م ضرا ول‬
‫نفعا} وقال ف هذه الَية الكرية {أل يروا أنه ل يكلمهم ول يهديهم سبيلً} ينكر تعال عليهم ف‬
‫ضللم بالعجل وذهولم عن خالق السموات والرض ورب كل شيء ومليكه أن عبدوا معه عجلً‬

‫‪676‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ج سدا له خوار ل يكلم هم ول يرشد هم إل خ ي ول كن غ طى على أع ي ب صائرهم ع مى ال هل‬
‫والضلل ك ما تقدم من روا ية المام أح د وأ ب داود عن أ ب الدرداء قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم «ح بك الش يء يع مي وي صم» وقوله {ول ا سقط ف أيدي هم} أي ندموا على ما فعلوا‬
‫{ورأوا أنم قد ضلوا قالوا لئن ل يرحنا ربنا ويغفر لنا} وقرأ بعضهم لئن ل ترحنابالتاء الثناة من‬
‫فوق {ربنا} منادى {وتغفر لنا لنكونن من الاسرين} أي من الالكي وهذا اعتراف منهم بذنبهم‬
‫التجاء إل ال عففففففففففففففففز وجففففففففففففففففل‪.‬‬

‫ج ْلتُ مْ َأمْرَ َرّبكُ ْم‬


‫ضبَا نَ أَ سِفا قَا َل ِبئْ سَمَا خََل ْفتُمُونِي مِن َبعْدِ يَ َأعَ ِ‬ ‫** وَلَمّا رَجَ عَ مُو َسىَ إِلَىَ َق ْومِ هِ غَ ْ‬
‫ض َعفُونِي وَكَادُواْ َي ْقتُلُونَنِي َفلَ‬ ‫جرّ هُ إَِليْ هِ قَا َل ابْ نَ أُ مّ إِ نّ اْل َقوْ َم ا ْستَ ْ‬
‫ح َوأَخَ َذ بِ َرأْ سِ أَخِي ِه يَ ُ‬
‫َوأَلْقَى الْلوَا َ‬
‫ب ا ْغفِرْ لِي وَلخِي َوأَدْ ِخ ْلنَا فِي رَحْ َمتِكَ‬ ‫جعَ ْلنِي َم َع الْ َقوْمِ الظّالِمِيَ * قَالَ رَ ّ‬ ‫تُشْمِتْ بِ َي العْدَآ َء وَ َل تَ ْ‬
‫َوأَنتفففففففففففَ أَرْحَمفففففففففففُ الرّا ِحمِيَففففففففففف‬
‫يب تعال أن موسى عليه السلم لا رجع إل قومه من مناجاة ربه تعال وهو غضبان أسف قال أبو‬
‫الدرداء ال سف أ شد الغ ضب‪{ .‬قال بئ سما خلفتمو ن من بعدي} يقول بئس ما صنعتم ف عبادة‬
‫العجل بعد أن ذهبت وتركتكم‪ ,‬وقوله {أعجلتم أمر ربكم} يقول استعجلتم ميئي إليكم وهو مقدر‬
‫من ال تعال‪ .‬وقوله {وألقى اللواح وأخذ برأس أخيه يره إليه} قيل كانت اللواح من زمرد وقيل‬
‫من ياقوت وق يل من برد و ف هذا دللة على ما جاء ف الد يث‪« :‬ل يس ال ب كالعاي نة» ث ظا هر‬
‫ال سياق أ نه إن ا أل قى اللواح غضبا على قو مه‪ ,‬وهذا قول جهور العلماء سلفا وخلفا‪ .‬وروى ا بن‬
‫جرير عن قتادة ف هذا قولً غريبا ل يصح إسناده إل حكاية قتادة وقد رده ابن عطية وغي واحد من‬
‫العلماء وهو جدير بالرد وكأنه تلقاه قتادة عن بعض أهل الكتاب وفيهم كذابون ووضاعون وأفاكون‬
‫وزناد قة‪ .‬وقوله {وأ خذ برأس أخ يه يره إل يه} خوفا أن يكون قد ق صر ف ني هم ك ما قال ف الَ ية‬
‫الخرى {قال يا هارون ما من عك إذ رأيت هم ضلوا أن ل تتب عن أفع صيت أمري * قال يا ا بن أُم ل‬
‫تأخذ بلحيت ول برأسي * إن خشيت أن تقول فرقت بي بن إسرائيل ول ترقب قول} وقال ههنا‬
‫{ابن أم إن القوم استضعفون وكادوا يقتلونن فل تشمت ب العداء ول تعلن مع القوم الظالي}‬
‫أي ل تسوقن سياقهم وتعلن معهم وإنا قال‪ :‬ابن أم ليكون أرق وأنع عنده وإل فهو شقيقه لبيه‬
‫وأمه فلما تقق موسى عليه السلم براءة ساحة هارون عليه السلم كما قال تعال‪{ :‬ولقد قال لم‬

‫‪677‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هارون من ق بل يا قوم إن ا فتن تم به وإن رب كم الرح ن فاتبعو ن وأطيعوا أمري} فع ند ذلك {قال}‬
‫موسى {رب اغفر ل ولخي وأدخلنا ف رحتك وأنت أرحم الراحي} وقال ابن أب حات حدثنا‬
‫السن بن ممد بن الصباح حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة عن أب بشر عن سعيد بن جبي عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يرحم ال موسى ليس العاين كالخب أخبه ربه عز‬
‫وجففل أن قومففه فتنوا بعده فلم يلق اللواح فلمففا رآهففم وعاينهففم ألقففى اللواح»‪.‬‬

‫جزِي الْ ُم ْفتَرِي نَ‬


‫ك نَ ْ‬
‫خذُوْا اْلعِجْلَ َسَينَاُلهُمْ َغضَبٌ مّن ّرّبهِ ْم وَذِّلةٌ فِي الْحَياةِ ال ّدْنيَا وَكَذَلِ َ‬
‫** إِ ّن الّذِي نَ اتّ َ‬
‫ِيمف‬
‫ّكف مِن َبعْدِهَا َل َغفُورٌ رّح ٌ‬ ‫ِنف َرب َ‬
‫ُمف تَابُواْ مِن َبعْدِهَا وَآمَُن َواْ إ ّ‬
‫تث ّ‬ ‫السفّيئَا ِ‬
‫ِينف عَ ِملُواْ ّ‬
‫* وَالّذ َ‬
‫أ ما الغ ضب الذي نال ب ن إ سرائيل ف عبادة الع جل ف هو أن ال تعال‪ :‬ل يق بل ل م تو بة ح ت ق تل‬
‫بعضهم بعضا‪ ,‬كما تقدم ف سورة البقرة {فتوبوا إل بارئكم فاقتلوا أنفسكم‪ .‬ذلكم خي لكم عند‬
‫بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم} وأما الذلة فأعقبهم ذلك ذ ًل وصغارا ف الياة الدنيا‪,‬‬
‫وقوله {وكذلك نزي الفترين} نائلة لكل من افترى بدعة فإن ذل البدعة ومالفة الرشاد متصلة من‬
‫قل به على كتف يه‪ ,‬ك ما قال ال سن الب صري‪ :‬إن ذل البد عة على أكتاف هم وإن هل جت ب م البغلت‬
‫وطقطقفت بمف الباذيفن‪ :‬وهكذا روى أيوب السفختيان عفن أبف قلبفة الرمفي أنفه قرأ هذه الَيفة‬
‫{وكذلك نزي الفترين} فقال‪ :‬هي وال لكل مفتر إل يوم القيامة‪ ,‬وقال سفيان بن عيينة‪ :‬كل‬
‫صاحب بدعة ذليل‪ ,‬ث نبه تعال عباده وأرشدهم إل أنه يقبل توبة عباده من أي ذنب كان حت ولو‬
‫كان من كفر أوشرك أونفاق أوشقاق‪ ,‬ولذا عقب هذه القصة بقوله {والذين عملوا السيئات ث تابوا‬
‫من بعدها وآمنوا إن ربك} أي‪ :‬يا ممد يا رسول التوبة ونب الرحة {من بعدها} أي من بعد تلك‬
‫الفعلة {لغفور رحيم}‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان حدثنا قتادة‬
‫عن عزرة عن السن العرن عن علقمة عن عبد ال بن مسعود أنه سئل عن ذلك يعن عن الرجل يزن‬
‫بالرأة ث يتزوجها فتل هذه الَية {والذين عملوا السيئات ث تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها‬
‫لغفور رحيففم} فتلهففا عبففد ال عشففر مرات فلم يأمرهففم بافف ول ينههففم عنهففا‪.‬‬

‫خِتهَا هُدًى وَرَ ْح َمةٌ لّلّذِي َن هُمْ ِل َرّبهِ ْم يَ ْر َهبُونَ‬


‫ح وَفِي نُسْ َ‬
‫ت عَن مّوسَى اْلغَضَبُ أَخَذَ الْلوَا َ‬
‫** وَلَماّ َسكَ َ‬

‫‪678‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولا سكت} أي سكن {عن موسى الغضب} أي غضبه على قومه {أخذ اللواح}‬
‫أي ال ت كان ألقا ها من شدة الغ ضب على عبادت م الع جل غية ل وغضبا له {و ف ن سختها هدى‬
‫ورحة للذين هم لربم يرهبون} يقول كثي من الفسرين إنا لا ألقاها تكسرت ث جعها بعد ذلك‬
‫ولذا قال بعض السلف فوجد فيها هدى ورحة‪ ,‬وأما التفصيل فذهب وزعموا أن رضاضها ل يزل‬
‫موجودا ف خزائن اللوك لبن إسرائيل إل الدولة السلمية وال أعلم بصحة هذا وأما الدليل الواضح‬
‫على أنا تكسرت حي ألقاها وهي من جوهر النة فقد أخب تعال أنه لا أخذها بعد ما ألقاها وجد‬
‫فيها{هدى ورحة للذين هم لربم يرهبون} ضمن الرهبة معن الضوع‪ ,‬ولذا عداها باللم‪ .‬وقال‬
‫قتادة‪ :‬ف قوله تعال‪{ :‬أ خذ اللواح} قال رب إ ن أ جد ف اللواح أ مة خ ي أ مة أخر جت للناس‬
‫يأمرون بالعروف وينهون عن النكر فاجعلهم أمت قال تلك أمة أحد‪ .‬قال رب إن أجد ف اللواح‬
‫أمة هم الَخرون السابقون أي آخرون ف اللق سابقون ف دخول النة رب اجعلهم أمت قال تلك‬
‫أمة أحد‪ .‬قال رب إن أجد ف اللواح أمة أناجيلهم ف صدورهم يقرؤونا وكان من قبلهم يقرؤون‬
‫كتاب م نظرا ح ت إذا رفعو ها ل يفظوا شيئا ول يعرفوه وإن ال أعطا هم من ال فظ شيئا‪ :‬ل يع طه‬
‫أحد من المم‪ .‬قال رب اجعلهم أمت قال تلك أمة أحد‪ .‬قال رب إن أجد ف اللواح أمة يؤمنون‬
‫بالكتاب الول وبالكتاب الَخر ويقاتلون فصول الضللة حت يقاتلون العور الكذاب فاجعلهم أمت‬
‫قال تلك أمة أحد‪ .‬قال رب إن أجد ف اللواح أمة صدقاتم يأكلونا ف بطونم ويؤجرون عليها‪,‬‬
‫وكان من قبلهم من المم إِذا تصدق بصدقة فقبلت منه بعث ال عليها نارا فأكلتها وإن ردت عليه‬
‫تركت فتأكلها السباع والطي وإن ال أخذ صدقاتم من غنيهم لفقيهم قال رب فاجعلهم أمت قال‬
‫تلك أمة أحد‪ .‬قال رب إِن أجد ف اللواح أمة إِذا هم أحدهم بسنة ث ل يعملها كتبت له حسنة‬
‫فإن عمل ها كت بت له ع شر أمثال ا إِل سبعمائة‪ ,‬رب اجعل هم أم ت قال تلك أ مة أح د‪ .‬قال رب إِ ن‬
‫أجد ف اللواح أمة هم الشفوعون والشفوع لم فاجعلهم أمت‪ ,‬قال تلك أمة أحد‪ .‬قال قتادة فذكر‬
‫لنفا أن نفب ال موسفى عليفه السفلم نبفذ اللواح وقال اللهفم اجعلنف مفن أمفة أحدف‪.‬‬

‫** وَا ْختَا َر مُو َسىَ َق ْومَ ُه َسبْعِيَ رَ ُجلً لّمِيقَاتِنَا َفلَمّا أَخَ َذْتهُمُ ال ّر ْج َفةُ قَالَ رَبّ َل ْو ِشْئتَ َأهَْل ْكتَهُ ْم مّن َقبْ ُل‬
‫َوإِيّايَ َأتُهِْل ُكنَا بِمَا َفعَ َل السّ َفهَآ ُء ِمنّآ إِنْ هِيَ إِلّ ِفْتنَتُكَ تُضِ ّل ِبهَا مَن تَشَآ ُء َوَتهْدِي مَن تَشَآءُ أَنتَ وَِلّينَا‬
‫ففففففا َوأَنتفففففففَ َخْي ُر الْغَافِرِينفففففففَ‬ ‫ففففففا وَارْحَمْنَف‬ ‫فَا ْغفِرْ لَنَف‬

‫‪679‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف تفسي هذه الَية‪ ,‬كان ال أمره أن يتار من قومه سبعي‬
‫رجلً فاختار سبعي رجلً فبز ليدعوا رب م وكان في ما دعوا ال أن قالوا الل هم أعط نا ما ل تع طه‬
‫أحدا قبل نا ول تع طه أحدا بعد نا‪ ,‬فكره ال ذلك من دعائ هم فأخذت م الرج فة {قال رب لو شئت‬
‫أهلكتهم من قبل وإِياي} الَية‪ ,‬وقال السدي‪ :‬إِن ال أمر موسى أن يأتيه ف ثلثي من بن إِسرائيل‬
‫يعتذرون إِل يه من عبادة الع جل ووعد هم موعدا {واختار مو سى قو مه سبعي رجلً} على عين يه ث‬
‫ذ هب ب م ليعتذروا فل ما أتوا ذلك الكان قالوا {لن نؤ من لك} يا مو سى {ح ت نرى ال جهرة}‬
‫فإ نك قد كلم ته فأرناه {فأخذت م ال صاعقة} فماتوا فقام مو سى يب كي ويد عو ال ويقول رب ماذا‬
‫أقول لبن إِسرائيل إِذا لقيتهم وقد أهلكت خيارهم {رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإِياي}‪ .‬وقال‬
‫ل الي فالي‪ ,‬وقال انطلقوا إل ال فتوبوا‬ ‫ممد بن إسحاق‪ :‬اختار موسى من بن إِسرائيل سبعي رج ً‬
‫إِليه ما صنعتم وسلوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم‪,‬‬
‫فخرج بم إل طور سيناء ليقات وقته له ربه وكان ل يأتيه إل بإذن منه وعلم‪ ,‬فقال له السبعون فيما‬
‫ذكر ل حي صنعوا ما أمرهم به وخرجوا معه للقاء ربه لوسى‪ :‬اطلب لنا نسمع كلم ربنا‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫أفعل فلما دنا موسى من البل وقع عليه عمود الغمام حت تغشى البل كله دنا موسى فدخل فيه‬
‫وقال للقوم ادنوا وكان موسى إِذا كلمه ال وقع على جبهة موسى نور ساطع ل يستطيع أحد من بن‬
‫آدم أن ينظر إليه فضرب دونه بالجاب ودنا القوم‪ ,‬حت إذا دخلوا ف الغمام وقعوا سجودا فسمعوه‬
‫و هو يكلم مو سى يأمره وينهاه اف عل ول تف عل فل ما فرغ إل يه من أمره وانك شف عن مو سى الغمام‬
‫فأق بل إلي هم فقالوا‪ :‬يا مو سى {لن نؤ من لك ح ت نرى ال جهرة فأخذت م الرج فة} و هي ال صاعقة‬
‫فالت قت أرواح هم فماتوا جي عا‪ ,‬فقام مو سى ينا شد ر به ويدعوه وير غب إل يه ويقول {رب لو شئت‬
‫أهلكتهففم مففن قبففل وإِياي} قففد سفففهوا‪ ,‬أفتهلك مففن ورائي مففن بنفف إسففرائيل‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري‪ :‬حدثن أبو إسحاق عن عمارة بن عبيد السلول عن علي بن أب طالب رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬انطلق موسى وهارون وشب وشبي فانطلقوا إل سفح جبل فنام هارون على سرير فتوفاه‬
‫ال عز و جل‪ ,‬فل ما ر جع مو سى إل ب ن إ سرائيل قالوا له‪ :‬أ ين هارون ؟ قال‪ :‬توفاه ال عز و جل‪,‬‬
‫قالوا‪ :‬أ نت قتل ته ح سدتنا على خل قه ولي نه أو كل مة نو ها قال‪ :‬فاختاروا من شئ تم قال‪ :‬فاختاروا‬
‫سبعي رجل قال‪ :‬فذلك قوله تعال {واختار مو سى قو مه سبعي رجلً} فل ما انتهوا إل يه قالوا‪ :‬يا‬
‫هارون من قتلك ؟ قال‪ :‬ما قتلن أحد ولكن توفان ال‪ ,‬قالوا‪ :‬يا موسى لن تعصى بعد اليوم فأخذتم‬

‫‪680‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرجفة قال فجعل موسى يرجع يينا وشالً وقال‪ :‬يا رب {لو شئت أهلكتهم من قب ُل وإياي أتلكنا‬
‫با فعل السفهاء منا إن هي إل فتنتك تضل با من تشاء وتدي من تشاء} قال‪ :‬فأحياهم ال وجعلهم‬
‫أنبياء كلهم هذا أثر غريب جدا وعمارة بن عبيد هذا ل أعرفه‪ ,‬وقد رواه شعبة عن أب إسحاق عن‬
‫رجل من بن سلول عن علي فذكره‪ .‬وقال ابن عباس وقتادة وماهد وابن جرير‪ :‬إنم أخذتم الرجفة‬
‫لنم ل يزايلوا قومهم ف عبادتم العجل ول نوهم‪ ,‬ويتوجه هذا القول بقول موسى {أتلكنا با فعل‬
‫السفهاء منا} وقوله {إن هي إِل فتنتك} أي ابتلؤك واختبارك وامتحانك‪ ,‬قاله ابن عباس وسعيد بن‬
‫جبي وأبو العالية والربيع بن أنس وغي واحد من علماء السلف واللف‪ ,‬ول معن له غي ذلك‪ ,‬يقول‬
‫إن المر إل أمرك وإن الكم إل لك فما شئت كان‪ ,‬تضل من تشاء وتدي من تشاء‪ ,‬ول هادي لن‬
‫أضللت ول مضل لن هديت ول معطي لا منعت ول مانع لا أعطيت‪ ,‬فاللك كله لك والكم كله‬
‫لك‪ ,‬لك اللق وال مر‪ .‬وقوله {أ نت ولي نا فاغ فر ل نا وارح نا وأ نت خ ي الغافر ين} الغ فر هو ال ستر‬
‫وترك الؤاخذة بالذنب والرحة إذا قرنت مع الغفر يراد با أن ل يوقعه ف مثله ف الستقبل {وأنت‬
‫خ ي الغافر ين} أي ل يغ فر الذنب إل أنت {واكتب لنا ف هذه الدن يا حسنة و ف الَخرة} الف صل‬
‫الول مفن الدعاء لدففع الحذور وهذا لتحصفيل القصفود {واكتفب لنفا فف هذه الدنيفا حسفنة وفف‬
‫الَخرة} أي أوجب لنا وأثبت لنا فيهما حسنة وقد تقدم تفسي السنة ف سورة البقرة {إنا هدنا‬
‫إل يك} أي تب نا ورجعنا وأنب نا إل يك‪ ,‬قال ا بن عباس و سعيد بن جبي وماهد وأبو العال ية والضحاك‬
‫وإبراهيم التيمي والسدي وقتادة وغي واحد‪ :‬و هو كذلك لغة‪ ,‬وقال ا بن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪,‬‬
‫حدثنا أب عن شريك عن جابر عن عبد ال بن يي عن علي قال‪ :‬إنا سيت اليهود لنم قالوا {إنا‬
‫فففف‪.‬‬ ‫فففي ضعيف‬ ‫فففد العفف‬ ‫فففن يزيف‬ ‫فففو ابف‬ ‫فففك} جابر هف‬ ‫فففا إليف‬‫هدنف‬

‫ب َبئِيسٍ بِمَا كَانُوْا‬


‫سوَءِ َوأَخَ ْذنَا الّذِي َن ظَلَمُوْا ِبعَذَا ٍ‬
‫** َفلَمّا نَسُوْا مَا ذُكّرُوْا بِهِ أَ َنيْنَا الّذِي َن َينْ َهوْ َن عَ ِن ال ُ‬
‫َيفْسففففففففففففففففففففففففففففففففففففففُقُونَ‬
‫يقول تعال ميبا لنفسه ف قوله {إِن هي إِل فتنتك} الَية‪ ,‬قال {عذاب أصيب به من أشاء ورحت‬
‫وسعت كل شيء} أي أفعل ما أشاء وأحكم ما أريد‪ ,‬ول الكمة والعدل ف كل ذلك سبحانه ل‬
‫إله إِل هو‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ورح ت و سعت كل ش يء} الَ ية عظي مة الشمول والعموم‪ ,‬كقوله تعال‬
‫إِخبارا عن حلة العرش ومن حوله‪ ,‬أنم يقولون {ربنا وسعت كل شيء رحة وعلما}‪ .‬وقال المام‬

‫‪681‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا الريري عن أب عبد ال الشمي‪ ,‬حدثنا جندب هو ابن‬
‫ع بد ال البجلي ر ضي ال ع نه‪ ,‬قال‪ :‬جاء أعرا ب فأناخ راحل ته ث علق ها ث صلى خلف ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فلما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى راحلته فأطلق عقالا ث ركبها ث‬
‫نادى اللهفم ارحنف وممدا ول تشرك فف رحتنفا أحدا‪ ,‬فقال رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم‬
‫«أتقولون هذا أضل أم بعيه أل تسمعوا ما قال ؟» قالوا بلى قال‪« :‬لقد حظرت رحة واسعة إن ال‬
‫عز و جل خلق مائة رح ة فأنزل رح ة يتعا طف ب ا اللق جن ها وإن سها وبائم ها وأ خر عنده ت سعا‬
‫وتسعي رحة أتقولون هو أضل أم بعيه ؟} رواه أحد وأبو داود‪ ,‬عن علي بن نصر عن عبد الصمد‬
‫بن ع بد الوارث به‪ ,‬وقال المام أح د أيضا‪ :‬حدث نا ي ي بن سعيد عن سليمان عن أ ب عثمان عن‬
‫سلمان عن النب صلى ال عليه وسلم قال «إِن ل عز وجل مائة رحة فمنها رحة يتراحم با اللق‬
‫وبا تعطف الوحوش على أولدها وأخر تسعة وتسعي إِل يوم القيامة‪ ,‬تفرد بإِخراجه مسلم‪ ,‬فرواه‬
‫من حديث سليمان هو ابن طرخان وداود بن أب هند‪ ,‬كلها عن أب عثمان واسه عبد الرحن بن‬
‫مِلّ عن سلمان هو الفارسي عن النب صلى ال عليه وسلم به‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا‬
‫حاد عن عاصم بن بدلة عن أب صال عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إِن ل مائة‬
‫رحة عنده تسعة وتسعون وجعل عندكم واحدة تتراحون با بي الن والنس وبي اللق فإذا كان‬
‫يوم القيامة ضمها إِليه» تفرد به أحد من هذا الوجه‪ .‬وقال أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا عبد الواحد‪,‬‬
‫حدثنا العمش عن أب صال عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ل مائة رحة‬
‫فقسم منها جزءا واحدا بي اللق به يتراحم الناس والوحش والطي» ورواه ابن ماجه من حديث أب‬
‫معاوية عن العمش به‪ ,‬وقال الافظ ابو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عثمان بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا‬
‫أحد بن يونس‪ ,‬حدثنا سعد أبو غيلن الشيبان عن حاد بن أب سليمان عن إبراهيم عن صلة بن زفر‬
‫عن حذي فة بن اليمان ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «والذي نف سي بيده‬
‫ليدخلن النة الفاجر ف دينه الحق ف معيشته‪ ,‬والذي نفسي بيده ليدخلن النة الذي قد مشته النار‬
‫بذنبفه‪ ,‬والذي نفسفي بيده ليغفرن ال يوم القيامفة مغفرة يتطاول لاف إِبليفس رجاء أن تصفيبه» هذا‬
‫حد يث غر يب جدا و سعد هذال أعر فه‪ ,‬وقوله {ف سأكتبها للذ ين يتقون} الَ ية‪ ,‬يع ن ف سأوجب‬
‫ح صول رح ت مّنةً م ن وإِح سانا إلي هم ك ما قال تعال‪{ :‬ك تب رب كم على نف سه الرح ة} وقوله‬
‫{للذين يتقون} أي سأجعلها للمتصفي بذه الصفات‪ ,‬وهم أمة ممد صلى ال عليه وسلم {الذين‬

‫‪682‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتقون} أي الشرك والعظائم مفن الذنوب‪ .‬قوله {ويؤتون الزكاة} قيفل زكاة النفوس‪ ,‬وقيفل الموال‬
‫ويتمفل أن تكون عامفة لمفا فإن الَيفة مكيفة {والذيفن هفم بآياتنفا يؤمنون} أي يصفدقون‪.‬‬

‫** الّذِي َن َيّتبِعُو نَ الرّ سُو َل الّنبِ ّي الُمّ يّ الّذِي يَجِدُونَ ُه مَ ْكتُوبا عِن َدهُ مْ فِي الّتوْرَا ِة وَالِنْجِي ِل َي ْأمُرُهُم‬
‫ث َويَضَ ُع َعْنهُ مْ إِ صْ َرهُمْ‬ ‫خبَآئِ َ‬‫حرّ ُم عََلْيهِ ُم الْ َ‬
‫ف َوَيْنهَاهُ ْم عَ ِن الْ ُمْنكَ ِر َويُحِلّ َلهُ مُ ال ّطّيبَا تِ َويُ َ‬
‫بِالْ َمعْرُو ِ‬
‫ت عََلْيهِ مْ فَالّذِي نَ آ َمنُوْا بِ هِ وَعَ ّزرُو هُ َونَ صَرُوهُ وَاّتبَعُواْ النّو َر الّذِ يَ أُنزِ َل َمعَ هُ ُأوْلَـئِكَ‬
‫وَال ْغلَ َل الّتِي كَانَ ْ‬
‫ف الْ ُمفْلِحُونففففففففففففففففففَ‬ ‫هُمففففففففففففففففف ُ‬
‫ب الم يّ الذي يدونه مكتوبا عندهم ف التوراة والنيل} وهذه صفة‬ ‫{الذين يتبعون الرسول الن ّ‬
‫م مد صلى ال عل يه و سلم ف ك تب ال نبياء بشروا أم هم ببع ثه وأمرو هم بتابع ته ول تزل صفاته‬
‫موجودة ف كتبهم يعرفها علماؤهم وأحبارهم‪ .‬كما روى المام أحد حدثنا إساعيل عن الريري‬
‫عن أب صخر العقيلي حدثن رجل من العراب قال جلبت حلوبة إل الدينة ف حياة رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فلما فرغت من بيعي قلت للقي هذا الرجل فلسعن منه قال فتلقان بي أب بكر‬
‫وعمر يشون فتبعتهم حت أتوا على رجل من اليهود ناشرا التوراة يقرؤها يعزي با نفسه عن ابن له‬
‫ف الوت كأجل الفتيان وأحسنها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أنشدك بالذي أنزل التوراة‬
‫هل تد ف كتابك هذا صفت ومرجي» فقال برأسه هكذا أي ل فقال ابنه إي والذي أنزل التوراة إنا‬
‫لن جد ف كتابنا صفتك ومر جك وإ ن أشهد أن ل إله إل ال وأش هد أنك ر سول ال فقال «أقيموا‬
‫اليهودي عن أخيكم» ث تول كفنه والصلة عليه هذا حديث جيد قوي له شاهد ف الصحيح عن‬
‫أنس‪ .‬وقال الاكم صاحب الستدرك أخبنا ممد بن عبد ال بن إسحاق البغوي حدثنا إبراهيم بن‬
‫اليثم البلدي حدثنا عبد العزيز بن مسلم بن إدريس حدثنا عبد ال بن إدريس عن شرحبيل بن مسلم‬
‫عن أب أمامة الباهلي عن هشام بن العاص الموي قال بعثت أنا ورجل آخر إل هرقل صاحب الروم‬
‫ندعوه إل السلم فخرجنا حت قدمنا الغوطة يعن غوطة دمشق فنلنا على جبلة بن اليهم الغسان‬
‫فدخلنا عليه فإذا هو على سرير له فأرسل إلينا برسوله نكلمه فقلنا وال ل نكلم رسولً وإنا بعثنا إل‬
‫اللك‪ ,‬فإن أذن لنا كلمناه وإل ل نكلم الرسول فرجع إليه الرسول فأخبه بذلك قال‪ :‬فأذن لنا فقال‪:‬‬
‫تكلموا فكل مه هشام بن العاص ودعاه إل ال سلم فإذا عل يه ثياب سود فقال له هشام و ما هذه ال ت‬
‫عليك ؟ فقال لبستها وحلفت أن ل أنزعها حت أخرجكم من الشام قلنا وملسك هذا وال لنأخذنه‬

‫‪683‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫م نك ولنأخذن ملك اللك الع ظم إن شاء ال‪ ,‬أخب نا بذلك نبي نا م مد صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫ل ستم ب م بل هم قوم ي صومون بالنهار ويقومون بالل يل فك يف صومكم ؟ فأ خبناه‪ ,‬فملىء وج هه‬
‫سوادا فقال‪ :‬قوموا وبعث معنا رسولً إل اللك فخرجنا حت إذا كنا قريبا من الدينة قال لنا الذي‬
‫معنا‪ :‬إن دوابكم هذه ل تدخل مدينة اللك فإن شئتم حلناكم على براذين وبغال‪ ,‬قلنا وال ل ندخل‬
‫إل عليها فأرسلوا إل اللك أنم يأبون ذلك فأمرهم أن ندخل على رواحلنا‪ ,‬فدخلنا عليها متقلدين‬
‫سيوفنا حت انتهينا إل غرفة له فأننا ف أصلها وهو ينظر إلينا‪ ,‬فقلنا ل إله إل ال وال أكب فال يعلم‬
‫لقد انتفضت الغرفة حت صارت كأنا عذق تصفقه الرياح‪ ,‬قال‪ :‬فأرسل إلينا ليس لكم أن تهروا‬
‫علينا بدينكم‪ ,‬وأرسل إلينا أن ادخلوا فدخلنا عليه وهو على فراش له وعنده بطارقة من الروم وكل‬
‫شيء ف ملسه أحر وما حوله حرة وعليه ثياب من المرة‪ ,‬فدنونا منه فضحك فقال‪ :‬ما عليكم لو‬
‫حييتمون بتحيتكم فيما بينكم ؟ وإذا عنده رجل فصيح بالعربية كثي الكلم فقلنا إن تيتنا فيما بيننا‬
‫ل تل لك وتيتك الت تيا با‪ ,‬ل يل لنا أن نييك با قال كيف تيتكم فيما بينكم ؟ قلنا السلم‬
‫عليكم قال فكيف تيون ملككم قلنا با قال‪ :‬فكيف يرد عليكم ؟ قلنا با‪ ,‬قال فما أعظم كلمكم ؟‬
‫قلنا ل إله إل ال وال أكب فلما تكلمنا با وال)يعلم لقد انتفضت الغرفة حت رفع رأسه إليها قال‬
‫فهذه الكلمة الت قلتموها حيث انتفضت الغرفة أكلما قلتموها ف بيوتكم انتفضت عليكم غرفكم ؟‬
‫قلنا ل‪ ,‬ما رأيناها فعلت هذا قط إل عندك‪ ,‬قال‪ :‬لوددت أنكم كلما قلتم انتفض كل شيء عليكم‬
‫وإن قد خرجت من نصف ملكي قلنا ل ؟ قال لنه كان أيسر لشأنا وأجدر أن ل تكون من أمر‬
‫النبوة وأن ا تكون من ح يل الناس‪ ,‬ث سألنا ع ما أراد فأ خبناه‪ ,‬ث قال ك يف صلتكم و صومكم ؟‬
‫فأ خبناه‪ ,‬فقال‪ :‬قوموا فأ مر ل نا بنل ح سن ونزل كث ي فأقم نا ثلثا فأر سل إلي نا ليلً فدخل نا عل يه‬
‫فاستعاد قولنا فأعدناه‪ ,‬ث دعا بشيء كهيئة الربعة العظيمة مذهبة فيها بيوت صغار عليها أبواب ففتح‬
‫بيتا وقفلً فا ستخرج «حريرة سوداء فنشر ها فإذا في ها صورة حراء‪ ,‬وإذا في ها ر جل ض خم العين ي‬
‫عظ يم الليت ي ل أر م ثل طول عن قه‪ ,‬وإذا لي ست له ل ية وإذا له ضفيتان أح سن ما خلق ال فقال‪:‬‬
‫أتعرفون هذا‪ ,‬قلنا ل قال‪ :‬هذا آدم عليه السلم وإذا هو أكثر الناس شعرا‪ ,‬ث فتح بابا آخر فاستخرج‬
‫منه حريرة سوداء وإذا فيها صورة بيضاء وإذا له شعر كشعر القطط أحر العيني ضخم الامة حسن‬
‫اللح ية فقال‪ :‬هل تعرفون هذا ؟ قل نا ل‪ ,‬قال‪ :‬هذا نوح عل يه ال سلم‪ ,‬ث ف تح بابا آ خر فا ستخرج‬
‫حريرة سوداء وإذا فيها رجل شديد البياض حسن العيني صلت البي طويل الد أبيض اللحية كأنه‬

‫‪684‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يبتسم فقال هل تعرفون هذا ؟ قلنا‪ :‬ل قال‪:‬هذا إبراهيم عليه السلم‪ ,‬ث فتح بابا آخر فإذا فيه صورة‬
‫بيضاء وإذا وال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال أتعرفون هذا ؟ قل نا ن عم هذا م مد ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬وبكينا قال‪ :‬وال يعلم أنه قام قائما ث جلس وقال وال إنه لو قلنا نعم إنه‬
‫لو كأنك تنظر إليه فأمسك ساعة ينظر إليها ث قال‪ :‬أما إنه كان آخر البيوت ولكن عجلته لكم‬
‫لنظر ما عندكم‪ ,‬ث فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء فإذا فيها صورة أدماء سحماء وإذا‬
‫رجل جعد قطط غائر العيني حديد النظر عابس متراكب السنان متقلص الشفة كأنه غضبان فقال‪:‬‬
‫هل تعرفون هذا ؟ قلنا ل‪ ,‬قال‪ :‬هذا موسى عليه السلم وإل جنبه صورة تشبهه إل أنه مدهان الرأس‬
‫عريض البي ف عينيه نبل فقال‪ :‬هل تعرفون هذا ؟ قلنا ل قال‪ :‬هذا هارون بن عمران عليه السلم‪,‬‬
‫ث فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة رجل آدم سبط ربعة كأنه غضبان فقال‬
‫هل تعرفون هذا ؟ قلنا ل‪ ,‬قال‪ :‬هذا لوط عليه السلم‪ ,‬ث فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء‬
‫فإذا في ها صورة ر جل أب يض مشرب حرة أق ن خف يف العارض ي ح سن الو جه فقال‪ :‬هل تعرفون‬
‫هذا ؟ قلنا ل‪ ,‬قال‪ :‬هذا إسحاق عليه السلم‪ ,‬ث فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها‬
‫صورة تش به إ سحاق إل أ نه على شف ته خال فقال هل تعرفون هذا ؟ قل نا ل‪ ,‬قال‪ :‬هذا يعقوب عل يه‬
‫السلم‪ ,‬ث فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء فيها صورة رجل أبيض حسن الوجه أقن النف‬
‫حسن القامة يعلو وجهه نور يعرف ف وجهه الشوع يضرب إل المرة قال‪ :‬هل تعرفون هذا ؟ قلنا‬
‫ل‪ ,‬قال‪ :‬هذا إساعيل جد نبيكم صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء‬
‫فإذا فيها صورة كصورة آدم كأن وجهه الشمس فقال هل تعرفون هذا ؟ قلنا ل‪ ,‬قال‪ :‬هذا يوسف‬
‫عليه السلم‪ ,‬ث فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة رجل أحر حش الساقي‬
‫أخ فش العين ي ض خم الب طن رب عة متقلد سيفا فقال‪ :‬هل تعرفون هذا ؟ قل نا ل‪ ,‬قال‪ :‬هذا داود عل يه‬
‫السلم‪ ,‬ث فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء فيها صورة رجل ضخم الليتي طويل الرجلي‬
‫راكب فرسا فقال‪ :‬هل تعرفون هذا ؟ قلنا ل‪ ,‬قال‪ :‬هذا سليمان بن داود عليهما السلم‪ ,‬ث فتح بابا‬
‫آخر فاستخرج منه حريرة سوداء فيها صورة بيضاء وإذا شاب شديد سواد اللحية كثي الشعر حسن‬
‫العيني حسن الوجه فقال‪ :‬هل تعرفون هذا ؟ قلنا ل‪ ,‬قال‪ :‬هذا عيسى ابن مري عليه السلم‪ ,‬قلنا من‬
‫أين لك هذه الصور ؟ لنا نعلم أنا على ما صورت عليه النبياء عليهم السلم لنا رأينا صورة نبينا‬
‫عليه السلم مثله‪ ,‬فقال‪ :‬إن آدم عليه السلم سأل ربه أن يريه النبياء من ولده فأنزل عليه صورهم‪,‬‬

‫‪685‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فكا نت ف خزا نة آدم عل يه ال سلم ع ند مغرب الش مس فا ستخرجها ذو القرن ي من مغرب الش مس‬
‫فدفع ها إل دانيال‪ ,‬ث قال‪ :‬أ ما وال إن نف سي طا بت بالروج من مل كي وإ ن ك نت عبدا لشر كم‬
‫ملكة حت أموت‪ ,‬ث أجازنا فأحسن جائزتنا وسرحنا فلما أتينا أبا بكر الصديق رضي ال عنه فحدثناه‬
‫با أرانا وبا قال لنا وما أجازنا‪ ,‬قال فبكى أبو بكر‪ ,‬وقال‪ :‬مسكي لو أراد ال به خيا لفعل ث قال‪:‬‬
‫أخبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أنم واليهود يدون نعت ممد صلى ال عليه وسلم عندهم‪,‬‬
‫وهكذا أورده الاففظ الكفبي البيهقفي رحهف ال فف كتاب دلئل النبوّة عفن الاكفم إجازة فذكره‬
‫وإسناده ل بأس به‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا الثن حدثنا عثمان بن عمر حدثنا فليح عن هلل بن علي‬
‫عن عطاء بن ي سار قال‪ :‬لقيت عبد ال بن عمرو فقلت أخبن عن صفة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف التوراة قال أجل وال إنه لوصوف ف التوراة كصفته ف القرآن {يا أيها النب إنا أرسلناك‬
‫شاهدا ومبشرا ونذيرا} وحرزا للميي أنت عبدي ورسول اسك التوكل ليس بفظ ول غليظ ولن‬
‫يقبضه ال حت يقيم به اللة العوجاء بأن يقولوا ل إله إل ال ويفتح به قلوبا غلفا وآذانا صما وأعينا‬
‫عميا‪ ,‬قال عطاء‪ :‬ث لقيت كعبا فسألته عن ذلك فما اختلف حرفا إل أن كعبا قال بلغته‪ :‬قال قلوبا‬
‫غلوفيا وآذانا صموميا وأعينا عموميا‪ ,‬وقد رواه البخاري ف صحيحه عن ممد بن سنان عن فليح‬
‫عن هلل بن علي فذكر بإسناده نوه‪ ,‬وزاد بعد قوله ليس بفظ ول غليظ ول صخاب ف السواق‬
‫ول يزي بال سيئة ال سيئة ول كن يع فو وي صفح‪ ,‬وذ كر حد يث ع بد ال بن عمرو‪ ,‬ث قال‪ :‬وي قع ف‬
‫كلم كثي من السلف إطلق التوراة على كتب أهل الكتاب‪ ,‬وقد ورد ف بعض الحاديث ما يشبه‬
‫هذا وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا موسى بن هارون‪ ,‬حدثنا ممد بن إدريس بن وراق بن‬
‫الميدي‪ ,‬حدثنا ممد بن عمر بن إبراهيم من ولد جبي بن مطعم قال‪ :‬حدثتن أم عثمان بنت سعيد‬
‫وهي جدت عن أبيها سعيد بن ممد بن جبي عن أبيه ممد بن جبي عن أبيه جبي بن مطعم قال‪:‬‬
‫خرجت تاجرا إل الشام فلما كنت بأدن الشام لقين رجل من أهل الكتاب فقال‪ :‬هل عندكم رجل‬
‫نبيا ؟ قلت نعم‪ ,‬قال‪ :‬هل تعرف صورته إذا رأيتها ؟ قلت نعم‪ ,‬فأدخلن بيتا فيه صور فلم أر صورة‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فبينا أنا كذلك إذ دخل رجل منهم علينا فقال‪ :‬فيم أنتم ؟ فأخبناه فذهب‬
‫بنا إل منله فساعة ما دخلت نظرت إل صورة النب صلى ال عليه وسلم وإذا رجل آخذ بعقب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قلت‪ :‬من هذا الرجل القابض على عقبه ؟ قال إنه ل يكن نب إل كان بعده نب‬

‫‪686‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل هذا ال نب فإ نه ل نب بعده وهذا اللي فة بعده وإذا صفة أ ب ب كر ر ضي ال ع نه وقال أ بو داود‪:‬‬
‫حدثنا عمر بن حفص أبو عمرو الضرير حدثنا حاد بن سلمة أن سعيد بن أياس الريري أخبهم عن‬
‫ع بد ال بن شق يق العقيلي عن القرع مؤذن ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه قال‪ :‬بعث ن ع مر إل‬
‫ال سقف فدعو ته فقال له ع مر‪ :‬هل تد ن ف الكتاب ؟ قال ن عم‪ ,‬قال‪ :‬ك يف تد ن ؟ قال‪ :‬أجدك‬
‫قرنا فر فع ع مر الدرة وقال‪ :‬قرن مه ؟ قال‪ :‬قرن حد يد أم ي شد يد‪ ,‬قال‪ :‬فك يف ت د الذي بعدي ؟‬
‫قال‪ :‬أ جد خلي فة صالا غ ي أنه يؤ ثر قرابته‪ ,‬قال ع مر ير حم ال عثمان ثلثا قال‪ :‬ك يف ت د الذي‬
‫بعده ؟ قال‪ :‬أجده صدأ حديد‪ ,‬قال فوضع عمر يده على رأسه وقال‪ :‬يا دفراه يا دفراه قال‪ :‬يا أمي‬
‫الؤمني إنه خليفة صال ولكنه يستخلف حي يستخلف والسيف مسلول والدم مهراق وقوله تعال‪:‬‬
‫{يأمرهم بالعروف وينهاهم عن النكر} هذه صفة الرسول صلى ال عليه وسلم ف الكتب التقدمة‬
‫وهكذا كانت حاله عليه الصلة والسلم ل يأمر إل بي ول ينهى إل عن شر كما قال عبد ال بن‬
‫مسعود إذا سعت ال يقول {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سعك فإنه خي تؤمر به أو شر تنهى عنه‪,‬‬
‫ومن أهم ذلك وأعظمه ما بعثه ال به من المر بعبادته وحده ل شريك له والنهي عن عبادة من سواه‬
‫كما أرسل به جيع الرسل قبله كما قال تعال‪{ :‬ولقد بعثنا ف كل أمّة رسولً أن اعبدوا ال واجتنبوا‬
‫الطاغوت}‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عامر هو العقدي عبد اللك بن عمرو‪ ,‬حدثنا سليمان هو‬
‫ابن بلل عن ربيعة بن أب عبد الرحن عن عبد اللك بن سعيد عن أب حيد وأب أسيد رضي ال‬
‫عنه ما أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «إذا سعتم الد يث ع ن تعر فه قلوب كم وتل ي له‬
‫أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولكم به‪ ,‬وإذا سعتم الديث عن تنكره قلوبكم‬
‫وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه» رواه المام أحد رضي ال‬
‫عنه بإسناد جيد ول يرجه أحد من أصحاب الكتب‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا‬
‫الع مش عن عمرو بن مرة عن أ ب البختري عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬إذا سعتم عن ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم حديثا فظنوا به الذي هو أهدى والذي هو أه ن والذي هو أت قى ث رواه عن‬
‫يي عن ابن سعيد عن مسعر عن عمرو بن مرة عن أب البختري عن أب عبد الرحن عن علي رضي‬
‫ال ع نه قال إذا حدث تم عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم حديثا فظنوا به الذي هو أهداه وأهناه‬
‫وأتقاه‪ ,‬وقوله {ويل لم الطيبات ويرم عليهم البائث} أي يل لم ما كانوا حرموه على أنفسهم‬
‫من البحائر وال سوائب والو صائل والام ون و ذلك م ا كانوا ضيقوا به على أنف سهم ويرم علي هم‬

‫‪687‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البائث‪ ,‬قال علي بفن أبف طلحفة عفن ابفن عباس كلحفم النيفر والربفا ومفا كانوا يسفتحلونه مفن‬
‫الحرمات من الآكل الت حرمها ال تعال‪ .‬قال بعض العلماء فكل ما أحل ال تعال من الآكل فهو‬
‫طيب نافع ف البدن والدين وكل ما حرمه فهو خبيث ضار ف البدن والدين وقد تسك بذه الَية‬
‫الكرية من يرى التحسي والتقبيح العقليي وأجيب عن ذلك با ل يتسع هذا الوضع له وكذا احتج‬
‫ب ا من ذهب من العلماء‪ ,‬إل أن الر جع ف حل الآكل ال ت ل ي نص على تليلها ول تريها إل ما‬
‫ا ستطابته العرب ف حال رفاهيتها وكذا ف جا نب التحر ي إل ما ا ستخبثته وفيه كلم طو يل أيضا‪.‬‬
‫وقوله {ويضع عنهم إصرهم والغلل الت كانت عليهم} أي أنه جاء بالتيسي والسماحة كما ورد‬
‫الديث من طرق عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «بعثت بالنيفية السمحة» وقال صلى‬
‫ال عل يه و سلم لمي يه معاذ وأ ب مو سى الشعري ل ا بعثه ما إل الي من «بشرا ول تنفرا وي سرا ول‬
‫تعسرا وتطاوعا ول تتلفا» وقال صاحبه أبو برزة السلمي‪ :‬إن صحبت رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم وشهدت تي سيه‪ ,‬و قد كا نت ال مم ال ت قبلنا ف شرائعهم ضيق علي هم‪ ,‬فو سع ال على هذه‬
‫المة أمورها وسهلها لم ولذا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ال تاوز لمت ما حدثت به‬
‫أنف سها ما ل ت قل أو تعمل» وقال «ر فع عن أم ت ال طأ والن سيان وما استكرهوا عليه» ولذا قال‪:‬‬
‫أرشد ال هذه المة أن يقولوا {ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ول تمل علينا إصرا كما‬
‫حلته على الذين من قبلنا ربنا ول تملنا ما ل طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحنا أنت مولنا‬
‫فانصرنا على القوم الكافرين} وثبت ف صحيح مسلم أن ال تعال قال‪ :‬بعد كل سؤال من هذه قد‬
‫فعلت قفد فعلت‪ ,‬وقوله {فالذيفن آمنوا بفه وعزروه ونصفروه} أي عظموه ووقروه‪ ,‬وقوله {واتبعوا‬
‫النور الذي أنزل م عه} أي القرآن والو حي الذي جاء به مبلغا إل الناس {أولئك هم الفلحون} أي‬
‫فففففففففففففففففا والَخرة‪.‬‬ ‫ففففففففففففففففف الدنيف‬ ‫فف‬

‫ك ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ ل إِلَـهَ إِ ّل ُه َو‬ ‫** ُق ْل يََأّيهَا النّا سُ ِإنّي رَ سُولُ اللّ هِ إَِلْيكُ مْ جَمِيعا الّذِي لَ ُه مُلْ ُ‬
‫حيِفي َويُمِي تُ فَآمِنُواْ بِاللّ ِه وَرَ سُولِهِ الّنبِ ّي الُمّ ّي الّذِي ُيؤْمِ ُن بِاللّ ِه وَكَِلمَاتِ ِه وَاّتِبعُو هُ َلعَّلكُ ْم َتهْتَدُو نَ‬‫يُ ْ‬
‫يقول تعال لنبيه ورسوله ممد صلى ال عليه وسلم {قل} يا ممد {يا أيها الناس} وهذا خطاب‬
‫للحر والسود والعرب والعجمي {إن رسول ال إليكم جيعا} أي جيعكم وهذا من شرفه وعظمته‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه خات النبيي وأنه مبعوث إل الناس كافة كما قال ال تعال‪{ :‬قل ال شهيد‬

‫‪688‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بين وبينكم وأوحي إل هذا القرآن لنذركم به ومن بلغ} وقال تعال‪{ :‬ومن يكفر به من الحزاب‬
‫فالنار موعده} وقال تعال‪{ :‬و قل للذ ين أوتوا الكتاب والمي ي أأ سلمتم ؟ فإن أ سلموا ف قد اهتدوا‬
‫وإن تولوا فإنا عليك البلغ} والَيات ف هذا كثية كما أن الحاديث ف هذا أكثر من أن تصر‪,‬‬
‫و هو معلوم من دين ال سلم ضرورة أنه صلوات ال و سلمه عل يه ر سول ال إل الناس كل هم‪ .‬قال‬
‫البخاري رح ه ال ف تف سي هذه الَ ية‪ :‬حدث نا ع بد ال حدث نا سليمان بن ع بد الرح ن ومو سى بن‬
‫هارون قال‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد ال بن العلء بن زير حدثن يُ سْر بن عبيد ال حدثن‬
‫أبو إدريس الولن قال سعت أبا الدرداء‪ ,‬رضي ال عنه يقول‪ :‬كانت بي أب بكر وعمر رضي ال‬
‫عنهما ماورة فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه عمر مغضبا فأتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له فلم‬
‫يفعل حت أغلق بابه ف وجهه فأق بل أبو ب كر إل رسول ال صلى ال عليه و سلم فقال أبو الدرداء‬
‫ونن عنده فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أما صاحبكم هذا فقد غامر» أي غاضب وحاقد‪.‬‬
‫قال وندم عمر على ما كان منه‪ ,‬فأقبل حت سلم وجلس إل النب صلى ال عليه وسلم وقص على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم الب قال أبو الدرداء فغضب رسول ال صلى ال عليه وسلم وجعل‬
‫أبو بكر يقول وال يا رسول ال لنا كنت أظلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬هل أنتم‬
‫تار كو ل صاحب ؟ إ ن قلت يا أي ها الناس إ ن ر سول ال إلي كم جيعا فقل تم كذ بت وقال أ بو ب كر‬
‫صفففففففففففففففدقت» انفرد بفففففففففففففففه البخاري‪.‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا يزيد بن أب زياد عن مقسم‬
‫عن ابن عباس مرفوعا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «أعطيت خسا ل يعطهن نب قبلي ول‬
‫أقوله فخرا بعثت إل الناس كافة الحر والسود ونصرت بالرعب مسية شهر وأحلت ل الغنائم ول‬
‫تل لحد قبلي وجعلت ل الرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فأخرتا لمت يوم القيامة فهي‬
‫لن ل يشرك بال شيئا» إسناد جيد ول يرجوه وقال المام أحد أيضا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا‬
‫بكر بن مضر عن ابن الاد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يرسونه حت إذا صلى انصرف‬
‫إليهم فقال لم «لقد أعطيت الليلة خسا ما أعطيهن أحد قبلي أما أنا فأرسلت إل الناس كلهم عامة‬
‫وكان من قبلي إنا يرسل إل قومه‪ ,‬ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بين وبينهم مسية شهر‬
‫للى منف رعبا وأحلت ل الغنائم أكلهفا‪ ,‬وكان مفن قبلي يعظمون أكلهفا كانوا يرقوناف وجعلت ل‬

‫‪689‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرض م سجدا وطهورا أين ما أدركت ن ال صلة ت سحت و صليت وكان من قبلي يعظمون ذلك إن ا‬
‫كانوا يصلون ف بيعهم وكنائسهم‪ ,‬والامسة هي ما هي قيل ل سل فإن كل نب قد سأل فأخرت‬
‫مسألت إل يوم القيامة فهي لكم ولن شهد أن ل إله إل ال» إسناد جيد قوي أيضا ول يرجوه وقال‬
‫أيضا حدثنا ممد بن جعفر حدثنا شعبة عن أب بشر عن سعيد بن جبي عن أب موسى الشعري‬
‫رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «من سع ب من أمت أو يهودي أو نصران فلم‬
‫يؤ من ب ل يد خل ال نة» وهذا الد يث ف صحيح م سلم من و جه آ خر عن أ ب مو سى قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «والذي نف سي بيده ل ي سمع ب أ حد من هذه ال مة يهودي ول‬
‫ن صران ث ل يؤ من ب إل د خل النار»‪ .‬وقال المام أح د حدث نا ح سن حدث نا ا بن لي عة حدث نا أ بو‬
‫يونس وهو سليم بن جبي عن أب هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬والذي نفسي‬
‫بيده ل يسمع ب أحد من هذه المة يهودي أو نصران ث يوت ول يؤمن بالذي أرسلت به إل كان‬
‫من أ صحاب النار» تفرد به أح د وقال المام أح د حدثنا ح سي بن م مد حدث نا إ سرائيل عن أ ب‬
‫إسحاق عن أب بردة عن أب موسى رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أعطيت‬
‫خسا بعثت إل الحر والسود وجعلت ل الرض مسجدا وطهورا وأحلت ل الغنائم ول تل لن‬
‫كان قبلي ونصرت بالرعب مسية شهر وأعطيت الشفاعة وليس من نب إل وقد سأل الشفاعة وإن‬
‫قد اختبأت شفاعت ث جعلتها ل ن مات من أمت ل يشرك بال شيئا» وهذا أيضا إسناد صحيح ول‬
‫أرهفم خرجوه وال أعلم وله مثله مفن حديفث ابفن ع مر بسفند ج يد أيضا وهذا الديفث ثابفت ف‬
‫ال صحيحي أيضا من حد يث جابر بن ع بد ال قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أعط يت‬
‫خ سا ل يعط هن أ حد من ال نبياء قبلي ن صرت بالر عب م سية ش هر وجعلت ل الرض م سجدا‬
‫وطهورا فأيا رجل من أمت أدركته الصلة فليصل وأحلت ل الغنائم ول تل لحد قبلي وأعطيت‬
‫الشفاعة وكان النب يبعث إل قومه وبعثت إل الناس عامة» وقوله {الذي له ملك السموات والرض‬
‫ل إله إل هو ييي وييت} صفة ال تعال ف قول رسول ال صلى ال عليه وسلم أن الذي أرسلن‬
‫هو خالق كل شيء وربه ومليكه الذي بيده اللك والحياء والماتة وله الكم» وقوله {فآمنوا بال‬
‫ور سوله ال نب ال مي} أ خبهم أ نه ر سول ال إليهم ث أمر هم باتباعه واليان به {ال نب ال مي} أي‬
‫الذي وعدت به وبشرت به ف الكتب التقدمة فإنه منعوت بذلك ف كتبهم ولذا قال النب المي وقوله‬
‫{الذي يؤمن بال وكلماته} أي يصدق قوله عمله وهو يؤمن با أنزل إليه من ربه {واتبعوه} أي‬

‫‪690‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اسفففلكوا طريقفففه واقتفوا أثره {لعلكفففم تتدون} أي إل الصفففراط السفففتفيم‪.‬‬

‫ف َيعْدِلُونفففَ‬
‫ف َوبِهفف ِ‬
‫ف بِالْحَقفف ّ‬
‫ف مُوسفففَىَ ُأ ّمةٌ َيهْدُونفف َ‬
‫** وَمِففن َقوْمفف ِ‬
‫يقول تعال م با عن ب ن إ سرائيل أن من هم طائ فة يتبعون ال ق ويعدلون به ك ما قال تعال‪ { :‬من‬
‫أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات ال آناء الليل وهم يسجدون} وقال تعال‪{ :‬وإن من أهل الكتاب‬
‫ل أولئك لم‬ ‫لن يؤمن بال وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعي ل ل يشترون بآيات ال ثنا قلي ً‬
‫أجرهم عند ربم إن ال سريع الساب} وقال تعال‪{ :‬الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون‬
‫* وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمي * أولئك يؤتون أجرهم‬
‫مرت ي ب ا صبوا} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬إن الذ ين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى علي هم يرون للذقان‬
‫سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لفعولً * ويرون للذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}‬
‫وقد ذكر ابن جرير ف تفسيها خبا عجيبا فقال حدثنا القاسم حدثنا السي حدثنا حجاج عن ابن‬
‫جر يج قوله {و من قوم مو سى أ مة يهدون بال ق و به يعدلون} قال‪ :‬بلغ ن أن ب ن إ سرائيل ل ا قتلوا‬
‫أنبياءهم وكفروا وكانوا اثن عشر سبطا تبأ سبط منهم ما صنعوا واعتذروا وسألوا ال عز وجل أن‬
‫يفرق بينهم وبينهم ففتح ال لم نفقا ف الرض‪ ,‬فساروا فيه حت خرجوا من وراء الصي فهم هنالك‬
‫ف مفن بعده لبنف‬ ‫حنفاء مسفلمي يسفتقبلون قبلتنفا‪ ,‬قال ابفن جريفج قال ابفن عباس فذلك قوله {وقلن ا‬
‫إسرائيل اسكنوا الرض فإذا جاء وعد الَخرة جئنا بكم لفيفا} ووعد الَخرة عيسى ابن مري قال ابن‬
‫جريج قال ابن عباس ساروا ف السرب سنة ونصفا وقال ابن عيينة عن صدقة أب الذيل عن السدي‬
‫{ومفن قوم موسفى أمفة يهدون بالقف وبفه يعدلون} قال قوم بينكفم وبينهفم نرف مفن شهفد‪.‬‬

‫سقَاهُ َق ْومُ هُ أَ ِن اضْرِب ّبعَ صَاكَ‬ ‫** وَقَ ّط ْعنَاهُ ُم اْثنَتَ يْ عَشْ َرةَ أَ ْسبَاطا ُأمَما َوَأوْ َحيْنَآ إَِلىَ مُو َسىَ إِ ِذ ا ْستَ ْ‬
‫ش َرَبهُ ْم َوظَلّ ْلنَا عََلْيهِ ُم اْلغَمَا َم َوَأنْزَْلنَا عََلْيهِ مُ‬
‫ت ِمنْ ُه اثَْنتَا عَشْ َر َة َعيْنا قَ ْد عَِل مَ كُلّ ُأنَا سٍ مّ ْ‬
‫س ْ‬
‫جرَ فَانبَجَ َ‬‫الْحَ َ‬
‫سهُ ْم يَظِْلمُو نَ * َوإِذْ قِيلَ‬ ‫الْمَ ّن وَال سّ ْلوَىَ كُلُواْ مِن َطّيبَا تِ مَا رَزَ ْقنَاكُ ْم َومَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَاُن َواْ َأْنفُ َ‬
‫َلهُ ُم ا سْ ُكنُوْا هَ ـ ِذهِ اْلقَ ْرَي َة وَكُلُواْ ِمنْهَا َحيْ ثُ ِشْئتُ ْم وَقُولُواْ حِ ّط ٌة وَادْ ُخلُواْ اْلبَا بَ ُسجّدا ّن ْغفِرْ َلكُ مْ‬

‫‪691‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سنِيَ * َفبَ ّد َل الّذِينَ ظََلمُواْ ِمْنهُمْ َقوْ ًل غَيْ َر الّذِي قِيلَ َل ُهمْ َفأَرْسَ ْلنَا عََلْيهِمْ رِجْزا‬
‫خَ ِطَيئَاتِكُمْ َسنَزِي ُد الْ ُمحْ ِ‬
‫مّنففففففففَ السففففففففّمَآ ِء بِمَفففففففا كَانُوْا يَظِْلمُونففففففففَ‬
‫تقدم تف سي هذا كله ف سورة البقرة و هي مدن ية وهذا ال سياق م كي ونبه نا على الفرق ب ي هذا‬
‫السفففياق وذاك باففف أغنففف عفففن إعادتفففه هنفففا‪ .‬و ل المفففد والنفففة‪.‬‬

‫سبْتِ إِ ْذ َت ْأتِيهِ مْ حِيتَانُهُ ْم َيوْ مَ َسْبِتهِمْ‬


‫ض َرةَ اْلبَحْرِ إِ ْذ َيعْدُو نَ فِي ال ّ‬
‫** وَ ْسئَ ْلهُ ْم عَ ِن اْلقَ ْرَيةِ الّتِي كَانَ تْ حَا ِ‬
‫فقُونَ‬ ‫ف َنبْلُوهُففم بِمَففا كَانُوا َيفْسف ُ‬ ‫فبِتُونَ َل َتأْتِيهِمففْ َكذَلِكف َ‬ ‫شُرّعا َويَوْمففَ َل يَسف ْ‬
‫هذا السياق هو بسط لقوله تعال‪{ :‬ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم ف السبت} الَية يقول تعال‬
‫لنبيه صلوات ال وسلمه عليه {واسألم} أي واسأل هؤلء اليهود الذين بضرتك عن قصة أصحابم‬
‫الذين خالفوا أمر ال ففاجأتم نقمته على صنيعهم واعتدائهم واحتيالم ف الخالفة وحذر هؤلء من‬
‫كتمان صفتك ال ت يدون ا ف كتب هم لئل ي ل ب م ما حل بإخوان م و سلفهم وهذه القر ية هي أيلة‬
‫وهي على شاطى بر القلزم قال ممد بن إسحاق عن داود بن الصي عن عكرمة عن ابن عباس ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬وا سألم عن القر ية ال ت كا نت حاضرة الب حر} قال هي قر ية يقال ل ا أيلة ب ي مد ين‬
‫والطور وكذا قال عكرمة وماهد وقتادة والسدي وقال عبد ال بن كثي القارى سعنا أنا أيلة وقيل‬
‫هي مدين وهو رواية عن ابن عباس‪ ,‬وقال ابن زيد هي قرية يقال لا معتا بي مدين وعينونا وقوله‬
‫{إذ يعدون ف ال سبت} أي يعتدون ف يه ويالفون أ مر ال ف يه ل م بالو صاة به إذ ذاك {إذ تأتي هم‬
‫حيتان م يوم سبتهم شرعا} قال الضحاك عن ا بن عباس أي ظاهرة على الاء وقال العو ف عن ا بن‬
‫عباس ظاهرة من كل مكان‪ .‬قال ا بن جر ير وقوله {ويوم ل ي سبتون ل تأتي هم كذلك نبلو هم} أي‬
‫نتبهم بإظهار السمك لم على ظهر الاء ف اليوم الحرم عليهم صيده وإخفائه عنهم ف اليوم اللل‬
‫لم صيده {كذلك نبلوهم} نتبهم {با كانوا يفسقون} يقول بفسقهم عن طاعة ال وخروجهم‬
‫عنها‪ ,‬وهؤلء قوم احتالوا على انتهاك مارم ال با تعاطوا من السباب الظاهرة الت معناها ف الباطن‬
‫تعاطي الرام و قد قال الفقيه المام أبو ع بد ال بن ب طة رح ه ال‪ :‬حدثنا أحد بن م مد بن مسلم‬
‫حدثنا السن بن ممد بن الصباح الزعفران حدثنا يزيد بن هارون حدثنا ممد بن عمرو عن أب‬
‫سلمة عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «ل ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا‬

‫‪692‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مارم ال بأدن اليل» وهذا إسناد جيد فإن أحد بن ممد بن مسلم هذا ذكره الطيب ف تاريه‬
‫ووثقففه وباقففي رجاله مشهورون ثقات ويصففحح الترمذي بثففل هذا السففناد كثيا‪.‬‬

‫** َوإِذَا قَالَتْ ُأ ّمةٌ ّمْنهُمْ لِ َم َتعِظُونَ َقوْما اللّ ُه ُمهِْل ُكهُمْ َأوْ ُمعَ ّذُبهُ ْم عَذَابا َشدِيدا قَالُوْا َمعْذِ َرةً إَِلىَ َرّبكُ ْم‬
‫سوَ ِء َوأَخَ ْذنَا الّذِي َن ظَلَمُواْ ِبعَذَا بٍ‬‫وََلعَّلهُ ْم َيّتقُو نَ * فَلَمّا نَ سُواْ مَا ذُ ّكرُواْ بِ هِ أَ َنْينَا الّذِي َن َيْن َهوْ نَ عَ ِن ال ُ‬
‫فئِيَ‬
‫ف كُونُواْ ِقرَ َدةً خَاس ِ‬ ‫ف قُلْنَفا َلهُم ْ‬
‫فقُونَ * َفلَمّا َعَت ْواْ عَفن مّفا ُنهُوْا َعنْه ُ‬ ‫ف بِمَفا كَانُوْا َيفْس ُ‬ ‫َبئِيس ٍ‬
‫( شايب تعال عن أهل هذه القرية أنم صاروا إل ثلث فرق فرقة ارتكبت الحذور واحتالوا على‬
‫اصطياد السمك يوم السبت كما تقدم بيانه ف سورة البقرة وفرقة نت عن ذلك واعتزلتهم وفرقة‬
‫سفكتت فلم تفعفل ول تنفه ولكنهفا قالت للمنكرة {ل تعظون قوما ال مهلكهفم أو معذبمف‬
‫عذاباشديدا} أي لَ تنهون هؤلء وقد علمتم أنم قد هلكوا واستحقوا العقوبة من ال فل فائدة ف‬
‫ني كم إيا هم‪ ,‬قالت ل م النكرة {معذرة إل رب كم} قرأ بعض هم بالر فع كأ نه على تقد ير هذه معذرة‬
‫وقرأ آخرون بالن صب أي نف عل ذلك {معذرة إل رب كم} أي في ما أ خذ علي نا من ال مر بالعروف‬
‫والنهي عن النكر {ولعلهم يتقون} يقولون ولعل لذا النكار يتقون ما هم فيه ويتركونه ويرجعون‬
‫إل ال تائبي فإذا تابوا تاب ال عليهم ورحهم‪ .‬قال تعال‪{ :‬فلما نسوا ما ذكروا به} أي فلما أب‬
‫الفاعلون قبول الن صيحة {أني نا الذ ين ينهون عن ال سوء وأخذ نا الذ ين ظلموا} أي ارتكبوا الع صية‬
‫{بعذاب بئيس} فنص على ناة الناهي وهلك الظالي وسكت عن الساكتي لن الزاء من جنس‬
‫العمل فهم ل يستحقون مدحا فيمدحوا ول ارتكبوا عظيما فيذموا ومع هذا فقد اختلف الئمة فيهم‬
‫هل كانوا من الالكي أو من الناجي على قولي‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {وإذ قالت‬
‫أمة منهم ل تعظون قوما ال مهلكهم أو معذبم عذابا شديدا} هي قرية على شاطى البحر بي مصر‬
‫والدينة يقال لا أيلة فحرم ال عليهم اليتان يوم سبتهم وكانت اليتان تأتيهم يوم سبتهم شرعا ف‬
‫ساحل البحر فإذا مضى يوم السبت ل يقدروا عليها فمضى على ذلك ما شاء ال ث إن طائفة منهم‬
‫أخذوا اليتان يوم سبتهم فنهت هم طائففة وقالوا تأخذون ا و قد حرم ها ال علي كم يوم سبتكم‪ ,‬فلم‬
‫يزدادوا إل غيا وعتوا وجعلت طائففة أخرى تنهاهفم فلمفا طال ذلك عليهفم قالت طائففة مفن النهاة‬
‫تعلمون أن هؤلء قوم قد حق علي هم العذاب {ل تعظون قوما ال مهلك هم} وكانوا أ شد غضبا ل‬
‫من الطائفة الخرى فقالوا {معذرة إل ربكم ولعلهم يتقون} وكل قد كانوا ينهون فلما وقع عليهم‬

‫‪693‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غضفب ال نتف الطائفتان اللتان قالوا ل تعظون قوما ال مهلكهفم‪ ,‬والذيفن قالوا معذرة إل ربكفم‪,‬‬
‫وأهلك ال أ هل مع صيته الذ ين أخذوا اليتان فجعل هم قردة‪ ,‬وروى العو ف عن ا بن عباس قريبا من‬
‫هذا‪ ,‬وقال حاد بن زيد عن داود بن الصي عن عكرمة عن ابن عباس ف الَية‪ ,‬قال‪ :‬ما أدري أنا‬
‫الذين قالوا {ل تعظون قوما ال مهلكهم} أم ل ؟ قال فلم أزل به حت عرفته أن م قد نوا فكسان‬
‫حلة‪ .‬وقال ع بد الرزاق أخب نا ا بن جر يج حدث ن ر جل عن عكر مة قال جئت ا بن عباس يوما و هو‬
‫يب كي وإذا ال صحف ف حجره فأعظ مت أن أد نو م نه ث ل أزل على ذلك ح ت تقد مت فجل ست‬
‫فقلت‪ :‬ما يبك يك يا ا بن عباس جعل ن ال فداك ؟ قال فقال هؤلء الورقات قال وإذا هو ف سورة‬
‫العراف قال تعرف أيلة ؟ قلت نعم قال فإنه كان با حي من اليهود سيقت اليتان إليهم يوم السبت‬
‫ث غا صت ل يقدرون علي ها ح ت يغو صوا ب عد كد ومؤ نة شديدة كا نت تأتي هم يوم سبتهم شرعا‬
‫بيضاء سانا كأن ا الا خض تنت طح ظهور ها لبطون ا بأفنيت هم فكانوا كذلك بر هة من الد هر‪ ,‬ث إن‬
‫الشيطان أوحى إليهم فقال‪ :‬إنا ُنهِيتُهم عن أكلها وأخذها وصيدها يوم السبت فخذوها فيه‪ ,‬وكلوها‬
‫ف غيه من اليام‪ ,‬فقالت ذلك طائفة منهم وقالت طائفة بل نيتم عن أكلها وأخذها وصيدها يوم‬
‫ال سبت فكانوا كذلك ح ت جاءت الم عة القبلة فغدت طائ فة بأنف سها وأبنائ ها ون سائها واعتزلت‬
‫طائفة ذات اليمي وتنحت واعتزلت طائفة ذات اليسار وسكتت وقال الينون ويلكم ال‪ ,‬ننهاكم أن‬
‫تتعرضوا لعقوبفة ال‪ ,‬وقال اليسفرون {ل تعظون قوما ال مهلكهفم أو معذبمف عذابا شديدا} قال‬
‫الينون {معذرة إل رب كم ولعل هم يتقون} أي ينتهون‪ ,‬إن ينتهوا ف هو أ حب إلي نا أن ل ي صابوا ول‬
‫يهلكوا وإن ل ينتهوا فمعذرة إل ربكفم فمضوا على الطيئة وقال الينون فقفد فعلتفم يفا أعداء ال‪,‬‬
‫وال ل نبايت كم الليلة ف مدينت كم وال ما نرا كم ت صبحون ح ت ي صبحكم ال ب سف أو قذف أو‬
‫ب عض ما عنده من العذاب فل ما أ صبحوا ضربوا علي هم الباب ونادوا فلم يابوا فوضعوا سلما وأعلوا‬
‫سور الدينة رجلً‪ ,‬فالتفت إليهم‪ ,‬فقال‪ :‬أي عباد ال‪ ,‬قردة وال تعادى تعاوى لا أذناب قال ففتحوا‬
‫فدخلوا عليهم فعرفت القرود أنسابا من النس ول تعرف النس أنسابا من القردة فجعلت القرود‬
‫يأتيها نسيبها من النس فتشم ثيابه وتبكي فيقول‪ :‬أل ننهكم عن كذا فتقول برأسها‪ :‬أي نعم ث قرأ‬
‫ابن عباس {فلما نسوا ما ذكروا به أنينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس}‬
‫قال‪ :‬فأرى الذين نوا قد نوا ول أرى الَخرين ذكروا ونن نرى أشياء ننكرها ول نقول فيها‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قلت جعل ن ال فداك أل ترى أن م قد كرهوا ما هم عل يه وخالفو هم ؟ وقالوا {ل تعظون قوما ال‬

‫‪694‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مهلكم} قال‪ :‬فأمر ل فكسيت ثوبي غليظي‪ ,‬وكذا روى ماهد عنه‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا يونس‬
‫أخب نا أش هب بن ع بد العز يز عن مالك قال‪ :‬ز عم ا بن رومان أن قوله تعال‪{ :‬تأتي هم حيتان م يوم‬
‫سبتهم شرعا ويوم ل يسبتون ل تأتيهم} قال‪ :‬كانت تأتيهم يوم السبت فإذا كان الساء ذهبت فل‬
‫يرى منها شيء إل يوم السبت الَخر‪ ,‬فاتذ لذلك رجل خيطا ووتدا فربط حوتا منها ف الاء يوم‬
‫السفبت حتف إذا أمسفوا ليلة الحفد أخذه فاشتواه‪ ,‬فوجفد الناس ريهف‪ ,‬فأتوه فسفألوه عفن ذلك‬
‫فجحد هم‪ ,‬فلم يزالوا به ح ت قال ل م فإ نه جلد حوت وجدناه فل ما كان ال سبت الَ خر ف عل م ثل‬
‫ذلك‪ ,‬ول أدري لعله قال ربفط حوتيف فلمفا أمسفى مفن ليلة الحفد أخذه فاشتواه فوجدوا رائحفة‬
‫فجاؤوا فسألوه فقال لم‪ :‬لو شئتم صنعتم كما أصنع فقالوا له‪ :‬وما صنعت ؟ فأخبهم ففعلوا مثل ما‬
‫فعل حت كثر ذلك وكانت لم مدينة لا ربض يغلقونا عليهم فأصابم من السخ ما أصابم فغدا‬
‫عليهم جيانم من كانواحولم يطلبون منهم ما يطلب الناس فوجدوا الدينة مغلقة عليهم فنادوا فلم‬
‫ييبوهم فتسوروا عليهم فإذا هم قردة فجعل القرد يدنو يتمسح بن كان يعرف قبل ذلك ويدنو منه‬
‫ويتمسح به‪ ,‬وقد قدمنا ف سورة البقرة من الَثار ف خب هذه القرية ما فيه مقنع وكفاية ول المد‬
‫والنة (القول الثان) أن الساكتي كانوا من الالكي قال ممد بن إسحاق عن داود بن الصي عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس أنه قال‪ :‬ابتدعوا السبت فابتلوا فيه فحرمت عليهم فيه اليتان فكانوا إذا كان‬
‫يوم السبت شرعت لم اليتان ينظرون إليها ف البحر فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تر حت السبت‬
‫ل منهفم أخفذ‬ ‫القبفل فإذا جاء السفبت جاءت شرعا فمكثوا مفا شاء ال أن يكثوا كذلك ثف إن رج ً‬
‫حوتا فخزم أنفه ث ضرب له وتدا ف الساحل وربطه وتركه ف الاء فلما كان الغد أخذه فشواه فأكله‬
‫فف عل ذلك و هم ينظرون ول ينكرون ول ينهاه من هم أ حد إل ع صبة من هم نوه ح ت ظ هر ذلك ف‬
‫ال سواق فف عل علن ية قال‪ :‬فقالت‪ :‬طائ فة للذ ين ينهون م {ل تعظون قوما ال مهلك هم أو معذب م‬
‫عذابا شديدا قالوا معذرة إل رب كم} فقالوا‪ :‬ن سخط أعمال م {ولعل هم يتقون * فل ما ن سوا ف إل‬
‫فن عباس كانوا ثلثا ثلث نوا وثلث قالوا {ل تعظون قوما ال‬ ‫فئي} قال ابف‬ ‫ف قردة خاسف‬ ‫قوله فف‬
‫مهلك هم} وثلث أ صحاب الطيئة ف ما ن ا إل الذين نوا وهلك سائرهم‪ ,‬وهذا إ سناد ج يد عن ابن‬
‫عباس ولكن رجوعه إل قول عكرمة ف ناة الساكتي أول من القول بذا لنه تبي حالم بعد ذلك‬
‫وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأخذ نا الذ ين ظلموا بعذاب بئ يس} ف يه دللة بالفهوم على أن الذ ين بقوا‬
‫نوا‪ .‬وبئيس فيه قراءات كثية ومعناه ف قول ماهد الشديد‪ .‬وف رواية أليم وقال قتادة موجع والكل‬

‫‪695‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫متقارب وال أعلم‪ ,‬وقوله {خاسففففئي} إي ذليليفففف حقييففففن مهانيفففف‪.‬‬
‫ب َوإِنّ هُ‬
‫سرِي ُع اْلعِقَا ِ‬
‫َوإِ ْذ َتأَذّ نَ َربّ كَ َلَيْبعَثَ ّن عََلْيهِ مْ إَِلىَ َيوْ مِ اْل ِقيَا َمةِ مَن يَ سُو ُمهُمْ ُسوَ َء اْلعَذَا بِ إِ نّ َربّ كَ لَ َ‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففففففٌ‬ ‫َل َغفُورٌ رّحِيمف‬
‫{تأذن} تفعل من الذان أي‪ :‬أعلم قاله ماهد‪ ,‬وقال غيه‪ :‬أمر‪ ,‬وف قوة الكلم ما يفيد معن‬
‫القسم من هذه اللفظة‪ ,‬ولذا أتبعت باللم ف قوله {ليبعثن عليهم} أي على اليهود {إل يوم القيامة‬
‫من يسومهم سوء العذاب} أي بسبب عصيانم ومالفتهم أوامر ال وشرعه واحتيالم على الحارم‪,‬‬
‫ويقال إن مو سى عل يه ال سلم ضرب علي هم الراج‪ ,‬سبع سني وق يل ثلث عشرة سنة‪ ,‬وكان أول‬
‫من ضرب الراج ث كانوا ف قهر اللوك من اليونانيي والكشدانيي والكلدانيي‪ ,‬ث صاروا إل قهر‬
‫النصارى وإذللم إياهم وأخذهم منهم الزية والراج‪ ,‬ث جاء السلم وممد صلى ال عليه وسلم‬
‫فكانوا تت قهره وذمته يؤدون الراج والزية‪ .‬قال العوف عن ابن عباس ف تفسي هذه الَية قال‪:‬‬
‫هي السكنة وأخذ الزية منهم‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عنه هي الزية والذي يسومهم سوء العذاب‬
‫م مد ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وأم ته إل يوم القيا مة‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي وا بن جر يج‬
‫وال سدي وقتادة‪ ,‬وقال ع بد الرزاق عن مع مر عن ع بد الكر ي الزري عن سعيد بن ال سيب قال‪:‬‬
‫ي ستحب أن تب عث النباط ف الز ية قلت‪ :‬ث آ خر أمر هم أن م يرجون أن صارا للدجال فيقتل هم‬
‫السلمون مع عيسى ابن مري عليه السلم‪ ,‬وذلك آخر الزمان وقوله {إن ربك لسريع العقاب} أي‬
‫لن عصاه وخالف شرعه {وإنه لغفور رحيم} أي لن تاب إليه وأناب وهذا من باب قرن الرحة مع‬
‫العقوبفة لئل يصفل اليأس فيقرن تعال بيف الترغيفب والترهيفب كثيا لتبقفى النفوس بيف الرجاء‬
‫والوف‪.‬‬

‫سّيئَاتِ‬
‫ت وَال ّ‬‫سنَا ِ‬ ‫ك َوبََل ْونَاهُ ْم بِالْحَ َ‬
‫** وَقَ ّط ْعنَاهُ مْ فِي الرْ ضِ ُأمَما ّمْنهُ ُم ال صّالِحُونَ َو ِمْنهُ مْ دُو نَ ذَلِ َ‬
‫ض هَ ـذَا ال ْدَنىَ َويَقُولُو نَ‬ ‫ب َيأْخُذُو َن عَرَ َ‬ ‫ف وَ ِرثُواْ اْل ِكتَا َ‬‫ف مِن َبعْ ِدهِ مْ خَ ْل ٌ‬ ‫َلعَّلهُ مْ يَرْ ِجعُو نَ * َفخَلَ َ‬
‫ق الْ ِكتَا بِ أَن ّل ِيقُولُوْا عَلَى اللّ هِ إِلّ‬ ‫ض ّمثْلُ ُه َيأْخُذُو هُ أَلَ ْم ُيؤْخَ ْذ عََلْيهِ ْم مّيثَا ُ‬
‫َسيُ ْغفَرُ لَنَا َوإِن َي ْأتِهِ ْم عَرَ ٌ‬
‫سكُو َن بِاْلكِتَا بِ‬ ‫الْحَ قّ وَدَرَ سُوْا مَا فِي هِ وَالدّا ُر الَخِ َرةُ َخْيرٌ لّلّذِي َن َيتّقُو نَ أََفلَ َت ْعقِلُو نَ * وَالّذِي نَ يُمَ ّ‬
‫حيَ‬
‫لةَ إِنّففففففا َل ُنضِيعففففففُ أَ ْج َر الْمُصففففففْلِ ِ‬ ‫فَ‬‫َوأَقَامُوْا الصففففف ّ‬

‫‪696‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يذ كر تعال أ نه فرق هم ف الرض أما أي طوائف وفرقا ك ما قال {وقل نا من بعده لب ن إ سرائيل‬
‫اسكنوا)الرض فإذا جاء وعد الَخرة جئنا بكم لفيفا} {منهم الصالون ومنهم دون ذلك} أي فيهم‬
‫ال صال وغ ي ذلك كقول ال ن {وأ نا م نا ال صالون وم نا دون ذلك ك نا طرائق قددا} {وبلونا هم}‬
‫أي اخ تبناهم {بال سنات وال سيئات} أي بالرخاء والشدة والرغ بة والره بة والعاف ية والبلء {لعل هم‬
‫يرجعون} ث قال تعال {فخلف من بعد هم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الد ن} الَ ية‬
‫يقول تعال‪ :‬فخلف من ب عد ذلك ال يل الذ ين في هم ال صال والطال خلف آ خر ل خ ي في هم و قد‬
‫ورثوا درا سة الكتاب و هو التوراة وقال ما هد‪ :‬هم الن صارى و قد يكون أ عم من ذلك {يأخذون‬
‫عرض هذا الدن} أي يعتاضون عن بذل الق ونشره بعرض الياة الدنيا ويسوفون أنفسهم ويعدونا‬
‫بالتو بة وكل ما لح ل م م ثل الول وقعوا ف يه‪ ,‬ولذا قال {وإن يأت م عرض مثله يأخذوه} وك ما قال‬
‫سعيد بن جبي يعملون الذنب ث يستغفرون ال منه ويعترفون ل فإن عرض ذلك الذنب أخذوه وقال‬
‫ما هد ف قوله تعال‪{ :‬يأخذون عرض هذا الد ن} قال ل يشرف ل م ش يء من الدن يا إل أخذوه‬
‫حللً كان أو حراما ويتمنون الغفرة {ويقولون سفيغفر لنفا وإن يأتمف عرض مثله يأخذوه}‪ ,‬وقال‬
‫قتادة ف الَية إي وال للف سوء {ورثوا الكتاب} بعد أنبيائهم ورسلهم أورثهم ال وعهد إليهم‪,‬‬
‫وقال ال تعال ف آية أخرى {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة} الَية قال {يأخذون عرض‬
‫هذا الدن ويقولون سيغفر لنا} تنوا على ال أمان وغرة يغترون با {وإن يأتم عرض مثله يأخذوه}‬
‫ل يشغل هم ش يء ول ينها هم ش يء عن ذلك كل ما هف ل م ش يء من الدن يا أكلوه ل يبالون حللً‬
‫كان أو حراما‪ ,‬وقال ال سدي‪ :‬قوله {فخلف من بعد هم خلف} إل قوله {ودر سوا ما ف يه} قال‪:‬‬
‫كانت بنو إسرائيل ل يستقضون قاضيا إل ارتشى ف الكم وإن خيارهم اجتمعوا فأخذ بعضهم على‬
‫ب عض العهود أن ل يفعلوا ول يرتشوا فج عل الر جل من هم إذا ا ستقضى ارت شى فيقال له ما شأ نك‬
‫ترتشي ف الكم ؟ فيقول سيغفر ل‪ ,‬فتطعن عليه البقية الَخرون من بن إسرائيل فيما صنع فإذا مات‬
‫أو نزع وجعفل مكانفه رجفل منف كان يطعفن عليفه فيتشفي‪ ,‬يقول وإن يأت الَخريفن عرض الدنيفا‬
‫يأخذوه قال ال تعال‪{ :‬أل يؤ خذ علي هم ميثاق الكتاب أن ل يقولوا على ال إل ال ق} الَ ية يقول‬
‫تعال منكرا علي هم ف صنيعهم هذا مع ما أ خذ علي هم من اليثاق ل يبينن ال ق للناس ول يكتمو نه‬
‫كقوله {وإذ أخفذ ال ميثاق الذيفن أوتوا الكتاب لتفبيننه للناس ول تكتمونفه فنبذوه وراء ظهورهفم‬
‫واشتروا بفه ثنا قليلً فبئس مفا يشترون} وقال ابفن جريفج قال ابفن عباس {أل يؤخفذ عليهفم ميثاق‬

‫‪697‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الكتاب أن ل يقولوا على ال إل القف} قال فيمفا يتمنون على ال مفن غفران ذنوبمف التف ل يزالون‬
‫يعودون فيها ول يتوبون منها‪ ,‬وقوله تعال {والدار الَخرة خي للذين يتقون أفل تعقلون} يرغبهم ف‬
‫جزيل ثوابه ويذرهم من وبيل عقابه‪ ,‬أي وثواب وما عندي خي لن اتقى الحارم وترك هوى نفسه‬
‫وأقبل على طاعة ربه {أفل تعقلون} يقول أفليس لؤلء الذين اعتاضوا بعرض الدنيا عما عندي عقل‬
‫يردعهم ع ما هم فيه من ال سفه والتبذ ير‪ ,‬ث أث ن تعال على من ت سك بكتابه الذي يقوده إل اتباع‬
‫رسوله ممد صلى ال عليه وسلم كما هو مكتوب فيه فقال تعال‪{ :‬والذين يسكون بالكتاب} أي‬
‫اعتصفموا بفه واقتدوا بأوامره‪ ,‬وتركوا زواجره {وأقاموا الصفلة إنفا ل نضيفع أجفر الصفلحي}‪.‬‬

‫جبَلَ َفوَْقهُمْ َكَأنّهُ ظُّل ٌة َو َظنّ َواْ أَنّهُ وَاقِ ٌع ِبهِمْ خُذُواْ مَآ آَتيْنَاكُم بِ ُق ّوةٍ وَاذْ ُكرُواْ مَا فِيهِ َلعَّلكُ ْم‬
‫** َوإِذ َنَت ْقنَا الْ َ‬
‫َتتّقُونفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففَ‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس قوله {وإذ نتقنا البل فوقهم} يقول رفعناه وهو قوله {ورفعنا‬
‫فوقهم الطور بيثاقهم} وقال سفيان الثوري عن العمش عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‪ :‬رفعته‬
‫اللئكة فوق رؤوسهم وهو قوله {ورفعنا فوق هم الطور} وقال القاسم بن أ ب أيوب عن سعيد بن‬
‫جبي عن ابن عباس قال‪ :‬ث سار بم موسى عليه السلم إل الرض القدسة وأخذ اللواح بعد ما‬
‫سكت عنه الغضب وأمرهم بالذي أ مر ال أن يبلغ هم من الوظائف فثقلت عليهم وأبوا أن يقروا ب ا‬
‫حت نتق ال البل فوقهم {كأنه ظلة} قال‪ :‬رفعته اللئكة فوق رؤوسهم رواه النسائي بطوله‪ .‬وقال‬
‫سنيد بن داود ف تفسيه عن حجاج بن ممد عن أب بكر بن عبد ال قال هذا كتاب أتقبلونه با فيه‬
‫فإن ف يه بيان ما أ حل ل كم و ما حرم علي كم و ما أمر كم و ما نا كم ؟ قالوا‪ :‬ان شر علي نا ما في ها فإن‬
‫كا نت فرائض ها وحدود ها ي سية قبلنا ها‪ .‬قال‪ :‬اقبلو ها ب ا في ها قالوا‪ :‬ل ح ت نعلم ما في ها ك يف‬
‫حدود ها وفرائض ها فراجعوه مرارا فأو حى ال إل ال بل فانقلع فارت فع ف ال سماء ح ت إذا كان ب ي‬
‫رؤوسهم وب ي ال سماء قال ل م موسى أل ترون ما يقول ر ب عز و جل لئن ل تقبلوا التوراة با فيها‬
‫لرمينكم بذا البل قال‪ :‬فحدثن السن البصري قال‪ :‬لا نظروا إل البل خر كل رجل ساجدا على‬
‫حاج به الي سر ون ظر بعي نه اليم ن إل ال بل فرقا من أن ي سقط عل يه فكذلك ل يس اليوم ف الرض‬
‫يهودي يسجد إل على حاجبه اليسر يقولون هذه السجدة الت رفعت با العقوبة قال أبو بكر‪ :‬فلما‬
‫ن شر اللواح في ها كتاب ال كت به بيده ل ي بق على و جه الرض ج بل ول ش جر ول ح جر إل اه تز‬

‫‪698‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فل يس اليوم يهودي على و جه الرض صغي ول كبي تقرأ عل يه التوراة إل اه تز ون فض ل ا رأ سه أي‬
‫حوّل كمففففا قال تعال {فسففففينغضون إليففففك رؤوسففففهم} وال أعلم‪.‬‬

‫ت بِ َرّبكُ مْ قَالُوْا بََل َى‬


‫سهِمْ أَلَ سْ َ‬
‫** َوإِذْ َأخَذَ َربّ كَ مِن َبنِ يَ آدَ َم مِن ُظهُورِهِ مْ ُذ ّريَّتهُ ْم َوأَ ْشهَ َدهُ ْم عََلىَ أَنفُ ِ‬
‫َشهِ ْدنَآ أَن َتقُولُواْ َيوْ َم الْ ِقيَا َمةِ ِإنّا ُكنّا عَ ْن هَـذَا غَافِِليَ * َأ ْو َتقُوُلوَاْ ِإنّمَآ َأشْرَ كَ آبَا ُؤنَا مِن َقبْ ُل وَكُنّا‬
‫ُونف‬
‫ُمف يَرْ ِجع َ‬ ‫َاتف وََلعَّله ْ‬
‫َصف ُل ا َلي ِ‬ ‫ِكف ُنف ّ‬ ‫ُونف * وَكَذَل َ‬ ‫ِمف أََفُتهِْلكُن َا بِم َا َفعَ َل الْ ُمبْطِل َ‬
‫ذُ ّرّي ًة م ّن َبعْ ِده ْ‬
‫يب تعال أنه استخرج ذرية بن آدم من أصلبم شاهدين على أنفسهم أن ال ربم ومليكهم وأنه‬
‫ل إله إل هو ك ما أ نه تعال فطر هم على ذلك وجبل هم عل يه قال تعال {فأ قم وج هك للد ين حنيفا‬
‫فطرت ال ال ت ف طر الناس علي ها ل تبد يل للق ال} و ف ال صحيحي عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه‬
‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬كل مولود يولد على الفطرة‪ ,‬و ف روا ية على هذه اللة‬
‫فأبواه يهودانه وينصرانه ويجسانه كما تولد بيمة جعاء هل تسون فيها من جدعاء» وف صحيح‬
‫م سلم عن عياض بن حار قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «يقول ال إ ن خل قت عبادي‬
‫حنفاء فجاءتم الشياطي فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لم» وقال المام أبو جعفر‬
‫بن جرير رحه ال‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى حدثنا ابن وهب أخبن السري بن يي أن السن‬
‫بن أب السن حدثهم عن السود بن سريع من بن سعد قال غزوت مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم أر بع غزوات قال فتناول القوم الذرية ب عد ما قتلوا القاتلة فبلغ ذلك ر سول ال صلى ال عليه‬
‫وسفلم فاشتفد عليفه ثف قال «مفا بال أقوام يتناولون الذريفة» فقال رجفل يفا رسفول ال أليسفوا أبناء‬
‫الشرك ي ؟ فقال «إن خيار كم أبناء الشرك ي أل إن ا لي ست ن سمة تولد إل ولدت على الفطرة ف ما‬
‫تزال عليهاح ت يبي عن ها ل سانا فأبوا ها يهودان ا وين صرانا» قال ال سن وال ل قد قال ال ف كتا به‬
‫{وإذ أخذ ربك من بن آدم من ظهورهم ذريتهم} الَية‪ ,‬وقد رواه المام أحد عن إساعيل بن علية‬
‫عن يونس بن عبيد عن السن البصري به‪ ,‬وأخرجه النسائي ف سننه من حديث هشيم عن يونس بن‬
‫عب يد عن ال سن قال حدث ن ال سود بن سريع فذكره ول يذ كر قول ال سن الب صري وا ستحضاره‬
‫الَية عند ذلك‪ ,‬وقد وردت أحاديث ف أخذ الذرية من صلب آدم عليه السلم وتييزهم إل أصحاب‬
‫اليمي وأصحاب الشمال‪ ,‬وف بعضها الستشهاد عليهم بأن ال ربم‪ .‬قال المام أحد حدثنا حجاج‬
‫حدثنا شعبة عن أب عمران الون عن أنس بن مالك رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال‬

‫‪699‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة أرأيت لو كان لك ما على الرض من شيء أكنت مفتديا به‬
‫قال‪ :‬فيقول‪ :‬نعم فيقول‪ :‬قد أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك ف ظهر آدم أن ل تشرك‬
‫فه‪.‬‬ ‫فة بف‬‫فث شعبف‬ ‫فن حديف‬ ‫فحيحي مف‬ ‫ف» أخرجاه ف ف الصف‬ ‫فت إل أن تشرك بف‬ ‫ب ف شيئا فأبيف‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد حدثنا حسي بن ممد حدثنا جرير يعن ابن حازم عن كلثوم بن‬
‫جب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم قال «أخذ ال اليثاق من ظهر‬
‫آدم عليه السلم بنعمان يوم عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بي يديه ث كلمهم قبلً‬
‫قال‪{ :‬ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلي أو تقولوا ف إل‬
‫قوله ف البطلون} و قد روى هذا الد يث الن سائي ف كتاب التف سي من سننه عن م مد بن ع بد‬
‫الرحيم صاعقة عن حسي بن ممد الروزي به‪ ,‬ورواه ابن جرير وابن أب حات من حديث حسي بن‬
‫م مد به‪ ,‬إل أن ا بن أ ب حا ت جعله موقوفا‪ ,‬وأخر جه الا كم ف م ستدركه من حد يث ح سي بن‬
‫ممد وغيه عن جرير بن حازم عن كلثوم بن جب به‪ ,‬وقال‪ :‬صحيح السناد ول يرجاه وقد احتج‬
‫مسلم بكلثوم بن جب‪ ,‬هكذا قال‪ ,‬وقد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جب عن سعيد بن جبي عن‬
‫ابن عباس فوقفه‪ ,‬وكذا رواه إساعيل بن علية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم عن جب عن أبيه به‪ ,‬وكذا‬
‫رواه عطاء بن السائب وحبيب بن أب ثابت وعلي بن بذية عن سعيد بن جبي عن ابن عباس وكذا‬
‫رواه العوف وعلي بن أب طلحة عن ابن عباس فهذا أكثر وأثبت وال أعلم‪ .‬وقال ابن جرير حدثنا ابن‬
‫وكيع حدثنا أب عن أب هلل عن أب حزة الضبعي عن ابن عباس قال أخرج ال ذرية آدم من ظهره‬
‫كهيئة الذر وهو ف أذى من الاء‪ .‬وقال أيضا حدثنا علي بن سهل حدثنا ضمرة بن ربيعة حدثنا أبو‬
‫مسعود عن جرير قال مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام قال‪ :‬فقال‪ :‬يا جابر إذا أنت وضعت‬
‫ابن ف لده فأبرز وجهه وحل عنه عقده فإن ابن ملس ومسؤول ففعلت به الذي أمر فلما فرغت‬
‫قلت يرح ك ال ع ما ي سأل اب نك من ي سأله إياه قال‪ :‬ي سأل عن اليثاق الذي أ قر به ف صلب آدم‬
‫قلت‪ :‬يا أبا القاسم وما هذا اليثاق الذي أقر به ف صلب آدم قال‪ :‬حدثن ابن عباس‪ :‬إن ال مسح‬
‫صلب آدم فا ستخرج م نه كل ن سمة هو خلق ها إل يوم القيا مة فأ خذ من هم اليثاق أن يعبدوه ول‬
‫يشركوا به شيئا وتكفل لم بالرزاق ث أعادهم ف صلبه فلن تقوم الساعة حت يولد من أعطى اليثاق‬
‫يومئذ فمن أدرك منهم اليثاق الَخر فوف به نفعه اليثاق الول ومن أدرك اليثاق الَخر فلم يقر به ل‬

‫‪700‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ينف عه اليثاق الول و من مات صغيا ق بل أن يدرك اليثاق الَ خر مات على اليثاق الول على الفطرة‬
‫فهذه الطرق كلهففففا مافففف تقوي وقففففف هذا على ابففففن عباس وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير حدثنا عبد الرحن بن الوليد حدثنا أحد بن أب طيبة عن سفيان بن‬
‫سعيد عن الجلح عن الضحاك عن من صور عن ما هد عن ع بد ال بن عمرو قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم {وإذ أخذ ربك من بن آدم من ظهورهم ذرّيتهم} قال‪ :‬أخذ من ظهره كما‬
‫يؤ خذ بال شط من الرأس فقال ل م {أل ست برب كم قالوا بلى} قالت اللئ كة {شهد نا أن تقولوا يوم‬
‫القيامة إنا كنا عن هذا غافلي} أحد بن أب طيبة هذا هو أبو ممد الرجان قاضي قومس كان أحد‬
‫الزهاد أخرج له النسفائي فف سفننه وقال أبفو حاتف الرازي‪ :‬يكتفب حديثفه وقال ابفن عدي حدث‬
‫بأحاديث كثية غرائب وقد روى هذا الديث عبد الرحن بن حزة بن فهدي عن سفيان الثوري عن‬
‫منصور عن ماهد عن عبد ال بن عمرو‪ ,‬وكذا رواه ابن جرير عن منصور به وهذا أصح وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد حدثنا روح هو ابن عبادة حدثنا مالك وحدثنا إسحاق حدثنا مالك‬
‫عن زيد بن أب أنيسة أن عبد الميد بن عبد الرحن بن زيد بن الطاب أخبه عن مسلم بن يسار‬
‫اله ن أن ع مر بن الطاب سئل عن هذه الَ ية {وإذ أ خذ ر بك من ب ن آدم من ظهور هم ذريت هم‬
‫وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} الَية فقال عمر بن الطاب سعت رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم سئل عن ها فقال «إن ال خلق آدم عل يه ال سلم ث م سح ظهره بيمي نه فا ستخرج م نه‬
‫ذر ية قال خل قت هؤلء للج نة وبع مل أ هل ال نة يعملون ث م سح ظهره فا ستخرج م نه ذر ية قال‬
‫خلقت هؤلء للنار وبعمل أهل النار يعملون «فقال رجل يا رسول ال ففيم العمل ؟ قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «إذا خلق ال العبد للجنة استعمله بأعمال أهل النة حت يوت على عمل من‬
‫أعمال أ هل ال نة فيدخله به ال نة وإذا خلق الع بد للنار ا ستعمله بأعمال أ هل النار ح ت يوت على‬
‫ع مل من أعمال أ هل النار فيدخله به النار» وهكذا رواه أ بو داود عن القع نب والن سائي عن قتي بة‬
‫والترمذي ف تفسيها عن إسحاق بن موسى عن معن وابن أب حات عن يونس بن عبد العلى عن‬
‫ابن وهب وابن جرير عن روح بن عبادة وسعيد بن عبد الميد بن جعفر‪ ,‬وأخرجه ابن حبان ف‬
‫صحيحه من رواية أب مصعب الزبيي كلهم عن المام مالك بن أنس به قال الترمذي وهذا حديث‬
‫حسن ومسلم بن يسار ل يسمع عمر كذا قاله أبو حات وأبو زرعة زاد أبو حات وبينهما نعيم بن‬
‫ربيعة وهذا الذي قاله أبو حات رواه أبو داود ف سننه عن ممد بن مصفى عن بقية عن عمر بن جعثم‬

‫‪701‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القرشي عن زيد بن أب أنيسة عن عبد الميد بن عبد الرحن بن زيد بن الطاب عن مسلم بن يسار‬
‫الهن عن نعيم بن ربيعة قال كنت عند عمر بن الطاب وقد سئل عن هذه الَية {وإذ أخذ ربك‬
‫من بن آدم من ظهورهم ذريتهم} فذكره وقال الافظ الدارقطن وقد تابع عمر بن جعثم يزيد بن‬
‫سنان أ بو فروة الرهاوي وقول ما أول بال صواب من قول مالك وال أعلم‪ ,‬قلت‪ :‬الظا هر أن المام‬
‫مالكا إنا أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمدا لا جهل حال نعيم بن ربيعة ول يعرفه فإنه غي معروف إل‬
‫ف هذا الديث ولذلك يسقط ذكر جاعة من ل يرتضيهم ولذا يرسل كثيا من الرفوعات ويقطع‬
‫ففففففففففففففولت وال أعلم‪.‬‬ ‫ففففففففففففففن الوصف‬ ‫كثيا مف‬
‫(حديث آخر) قال الترمذي عند تفسيه هذه الَية حدثنا عبد بن حيد حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام‬
‫بن سعد عن زيد بن أسلم عن أب صال عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لا‬
‫خلق ال آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إل يوم القيامة وجعل بي‬
‫عي ن كل إن سان من هم وبي صا من نور ث عرض هم على آدم فقال‪ :‬أي رب من هؤلء قال‪ :‬هؤلء‬
‫ل منهم فأعجبه وبيص ما بي عينيه قال‪ :‬أي رب من هذا قال‪ :‬هذا رجل من آخر‬ ‫ذريتك فرأى رج ً‬
‫المم من ذريتك يقال له داود قال رب وكم جعلت عمره قال ستي سنة قال أي رب وقد وهبت له‬
‫من عمري أربعي سنة فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الوت قال أو ل يبق من عمري أربعون سنة‬
‫قال أو ل تعط ها اب نك داود قال فج حد آدم فجحدت ذري ته ون سي آدم فن سيت ذري ته وخطىء آدم‬
‫فخطئت ذريته» ث قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غي وجه عن أب هريرة‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم ورواه الاكم ف مستدركه من حديث أب نعيم الفضل بن دكي به‬
‫وقال‪ :‬صحيح على شرط مسلم ول يرجاه ورواه ابن أب حات ف تفسيه من حديث عبد الرحن بن‬
‫زيد بن أسلم عن أبيه أنه حدث عن عطاء بن يسار عن أب هريرة رضي ال عنه عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فذكر نو ما تقدم إل أن قال‪« :‬ث عرضهم على آدم فقال يا آدم هؤلء ذريتك وإذا‬
‫في هم الجذم والبرص والع مى وأنواع ال سقام فقال آدم‪ :‬يا رب ل فعلت هذا بذري ت ؟ قال‪ :‬كي‬
‫تشكر نعمت وقال آدم‪ :‬يا رب من هؤلء الذين أراهم أظهر الناس نورا قال هؤلء النبياء يا آدم من‬
‫ذريتففففك» ثفففف ذكففففر قصففففة داود كنحففففو مففففا تقدم‪.‬‬
‫(حديث آخر) روى عبد الرحن بن قتادة النضري عن أبيه عن هشام بن حكيم رضي ال عنه أن‬
‫رجلً سأل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال أتبدأ العمال أم قد قضي القضاء قال‪ :‬فقال‬

‫‪702‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ال قد أخذ ذرية آدم من ظهورهم ث أشهدهم على أنفسهم ث‬
‫أفاض بم ف كفيه ث قال هؤلء ف النة وهؤلء ف النار فأهل النة ميسرون لعمل أهل النة وأهل‬
‫النار ميسففرون لعمففل أهففل النار» رواه ابففن جريففر وابففن مردويففه مففن طرق عنففه‪.‬‬
‫(حديث آخر) روى جعفر بن الزبي وهو ضعيف عن القاسم عن أب أمامة قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «لا خلق ال اللق وقضى القضية أخذ أهل اليمي بيمينه وأهل الشمال بشماله‬
‫فقال يا أصحاب اليمي فقالوا لبيك وسعديك قال ألست بربكم ؟ قالوا بلى قال يا أصحاب الشمال‬
‫قالوا لب يك و سعديك قال أل ست برب كم ؟ قالوا بلى ث خلط بين هم فقال قائل له يا رب ل خل طت‬
‫بينهم ؟ قال لم أعمال من دون ذلك هم لا عاملون أن يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلي ث‬
‫فففففه‪.‬‬ ‫فففففن مردويف‬ ‫فففففلب آدم» رواه ابف‬ ‫ففففف صف‬ ‫فففففم فف‬ ‫ردهف‬
‫(أثر آخر) قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أب العالية عن أب بن كعب ف قوله تعال‬
‫{وإذ أخذ ربك من بن آدم من ظهورهم ذريتهم} الَيات قال‪ :‬فجمعهم له يومئذ جيعا ما هو كائن‬
‫منه إل يوم القيامة فجعلهم ف صورهم ث استنطقهم فتكلموا وأخذ عليهم العهد واليثاق {وأشهدهم‬
‫على أنف سهم أل ست برب كم ؟ قالوا بلى} الَ ية قال‪ :‬فإ ن أش هد علي كم ال سموات ال سبع والرض ي‬
‫ال سبع وأش هد علي كم أبا كم آدم أن تقولوا يوم القيا مة ل نعلم بذا اعلموا أ نه ل إله غيي ول رب‬
‫غيي ول تشركوا ب شيئا وإن سأرسل إليكم رسلً لينذروكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتب‬
‫قالوا‪ :‬نشهد أنك ربنا وإلنا ل رب لنا غيك ول إله لنا غيك فأقروا له يومئذ بالطاعة ورفع أباهم آدم‬
‫فنظر إليهم فرأى فيهم الغن والفقي وحسن الصورة ودون ذلك فقال‪ :‬يا رب لو سويت بي عبادك ؟‬
‫قال‪ :‬إن أحببت أن أشكر ورأى فيهم النبياء مثل السرج عليهم النور وخصوا بيثاق آخر من الرسالة‬
‫والنبوة فهو الذي يقول تعال‪{ :‬وإذ أخذنا من النبيي ميثاقهم} الَية وهو الذي يقول {فأقم وجهك‬
‫للد ين حنيفا فطرت ال} الَ ية و من ذلك قال {هذا نذ ير من النذر الول} و من ذلك قال {و ما‬
‫وجدنا لكثرهم من عهد} الَية‪ ,‬رواه عبد ال بن المام أحد ف مسند أبيه‪ ,‬ورواه ابن أب حات وابن‬
‫جرير وابن مردويه ف تفاسيهم من رواية أب جعفر الرازي به وروي عن ماهد وعكرمة وسعيد بن‬
‫جبي والسن وقتادة والسدي وغي واحد من علماء السلف سياقات توافق هذه الحاديث اكتفينا‬
‫بإيرادها عن التطويل ف تلك الَثار كلها وبال الستعان‪ .‬فهذه الحاديث دالة على أن ال عز وجل‬
‫استخرج ذرية آدم من صلبه وميز بي أهل النة وأهل النار‪ ,‬وأما الشهاد عليهم هناك بأنه ربم فما‬

‫‪703‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هو إل ف حديث كلثوم بن جب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس وف حديث عبد ال بن عمرو وقد‬
‫بينفا أنمفا موقوفان ل مرفوعان كمفا تقدم ومفن ثف قال قائلون مفن السفلف واللف إن الراد بذا‬
‫الشهاد إنا هو فطرهم على التوحيد كما تقدم ف حديث أب هريرة وعياض بن حار الجاشعي ومن‬
‫رواية السن البصري عن السود بن سريع وقد فسر السن الَية بذلك قالوا‪ :‬ولذا قال‪{ :‬وإذ أخذ‬
‫ربك من بن آدم} ول يقل من آدم {من ظهورهم} ول يقل من ظهره {ذريتهم} أي جعل نسلهم‬
‫جيلً ب عد ج يل وقرنا ب عد قرن كقوله تعال {و هو الذي جعل كم خلئف الرض} وقال {ويعل كم‬
‫خلفاء الرض} وقال {كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين} ث قال {وأشهدهم على أنفسهم ألست‬
‫بربكفم قالوا بلى} أي أوجدهفم شاهديفن بذلك قائليف له حالً وقالً والشهادة تارة تكون بالقول‬
‫كقوله {قالوا بلى شهدنا على أنفسنا} الَية وتارة تكون حالً كقوله تعال‪{ :‬ما كان للمشركي أن‬
‫يعمروا مساجد ال شاهدين على أنفسهم بالكفر} أي حالم شاهد عليهم بذلك ل أنم قائلون ذلك‬
‫وكذا قوله تعال‪{ :‬وإنفه على ذلك لشهيفد} كمفا أن السفؤال تارة يكون بالقال وتارة يكون بالال‬
‫كقوله {وآتا كم من كل ما سألتموه} قالوا وم ا يدل على أن الراد بذا هذا أن ج عل هذا الشهاد‬
‫حجة عليهم ف الشراك فلو كان قد وقع هذا كما قال من قال لكان كل أحد يذكره ليكون حجة‬
‫عل يه فإن ق يل إخبار الر سول صلى ال عل يه و سلم به كاف ف وجوده فالواب أن الكذب ي من‬
‫الشركي يكذبون بميع ما جاءتم به الرسل من هذا وغيه‪ ,‬وهذا جعل حجة مستقلة عليهم فدل‬
‫على أنفه الفطرة التف فطروا عليهفا مفن القرار بالتوحيفد ولذا قال {أن تقولوا} أي لئل تقولوا يوم‬
‫القيامفة {إنفا كنفا عفن هذا} أي التوحيفد {غافليف أو تقولوا إناف أشرك آباؤنفا} الَيفة‪.‬‬

‫ي آتَْينَا ُه آيَاتِنَا فَانْ سَلَخَ مِنْهَا َفَأْتَبعَ هُ الشّيْطَا نُ َفكَا َن مِ َن الْغَاوِي نَ * وََلوْ ِشئْنَا‬ ‫** وَاتْ ُل عََلْيهِ ْم َنَبأَ الّذِ َ‬
‫ض وَاتّبَ َع َهوَا هُ فَ َمثَلُ هُ كَ َمثَ ِل اْلكَلْ بِ إِن تَحْ ِم ْل عََليْ هِ يَ ْلهَ ثْ َأ ْو َتتْرُكْ هُ‬
‫لَرََف ْعنَا هُ ِبهَا وَلَـ ِكنّهُ أَ ْخلَدَ إِلَى الرْ ِ‬
‫صصَ َلعَّلهُ ْم َيَتفَكّرُونَ * سَآ َء َمَثلً اْل َقوْمُ الّذِي نَ‬ ‫ص اْلقَ َ‬ ‫ك َمثَلُ الْ َقوْ ِم الّذِي نَ كَ ّذبُوْا بِآيَاِتنَا فَاقْصُ ِ‬
‫يَ ْلهَث ذّلِ َ‬
‫فهُمْ كَانُواْ يَ ْظلِمُونفففففففففَ‬ ‫كَ ّذبُوْا بِآيَاتِنَفففففففففا َوأَنفُسفففففففف َ‬
‫( شاقال عبد الرزاق‪ :‬عن سفيان الثوري عن العمش ومنصور عن أب الضحى عن مسروق عن‬
‫عبد ال بن مسعود رضي ال عنه ف قوله تعال‪{ :‬واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها}‬
‫الَية قال‪ :‬هو رجل من بن إسرائيل يقال له بلعم بن باعوراء وكذا رواه شعبة وغي واحد عن منصور‬

‫‪704‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫به وقال سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن ابن عباس‪ :‬هو صيفي بن الراهب قال قتادة وقال كعب‪:‬‬
‫كان رجلً من أ هل البلقاء وكان يعلم ال سم ال كب وكان مقيما ببيت القدس مع البار ين وقال‬
‫العوف عن ابن عباس رضي ال عنه‪ :‬هو رجل من أهل اليمن يقال له بلعم آتاه ال آياته فتركها‪ ,‬وقال‬
‫مالك بن دينار‪ :‬كان من علماء ب ن إ سرائيل وكان ماب الدعوة يقدمو نه ف الشدائد بع ثه نب ال‬
‫مو سى عل يه ال سلم إل ملك مد ين يدعوه إل ال فأقط عه وأعطاه فت بع دي نه وترك د ين مو سى عل يه‬
‫السلم وقال سفيان بن عيينة عن حصي عن عمران بن الارث عن ابن عباس‪ :‬هو بلعم بن باعوراء‪,‬‬
‫وكذا قال ماهد وعكرمة وقال ابن جرير‪ :‬حدثن الارث حدثنا عبد العزيز حدثنا إسرائيل عن مغية‬
‫عن ماهد عن ابن عباس قال‪ :‬هو بلعام وقالت ثقيف‪ :‬هو أمية بن أب الصلت وقال شعبة عن يعلى‬
‫بن عطاء عن نافع بن عاصم عن عبد ال بن عمرو ف قوله {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا} الَية‬
‫قال‪ :‬هو صاحبكم أمية بن أب الصلت وقد روي من غي وجه عنه وهو صحيح إليه وكأنه إنا أراد‬
‫أن أمية بن أب الصلت يشبهه فإ نه كان قد ات صل إل يه علم كثي من علم الشرائع التقدمة ولك نه ل‬
‫ينتفع بعلمه فإنه أدرك زمان رسول ال صلى ال عليه وسلم وبلغته أعلمه وآياته ومعجزاته وظهرت‬
‫ل كل من له ب صية و مع هذا اجت مع به ول يتب عه و صار إل موالة الشرك ي ومنا صرتم وامتداح هم‬
‫ورثى أهل بدر من الشركي برثاة بليغة قبحه ال‪ .‬وقد جاء ف بعض الحاديث أنه من آمن لسانه‬
‫ول يؤمن قلبه فإن له أشعارا ربانية وحكما وفصاحة ولكنه ل يشرح ال صدره للسلم‪ .‬وقال ابن‬
‫أب حات حدثنا أب حدثنا ابن أب نر حدثنا سفيان عن أب سعيد العور عن عكرمة عن ابن عباس ف‬
‫قوله {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} قال هو رجل أعطي ثلث دعوات يستجاب‬
‫له فيهفن وكانفت له امرأة له منهفا ولد فقالت اجعفل ل منهفا واحدة قال فلك واحدة فمفا الذي‬
‫تريد ين ؟ قالت ادع ال أن يعل ن أج ل امرأة ف ب ن إ سرائيل فد عا ال فجعل ها أج ل امرأة ف ب ن‬
‫إ سرائيل فل ما عل مت أن ل يس في هم مثل ها رغ بت ع نه وأرادت شيئا آ خر فد عا ال أن يعل ها كل بة‬
‫فصارت كلبة فذهبت دعوتان فجاء بنوها فقالوا ليس بنا على هذا قرار قد صارت أمنا كلبة يعينا‬
‫الناس باف فادع ال أن يردهفا إل الال التف كانفت عليهفا فدعفا ال فعادت كمفا كانفت وذهبفت‬
‫الدعوات الثلث وتسمى البسوس‪ ,‬غريب‪ ,‬وأما الشهور ف سبب نزول هذه الَية الكرية فإنا هو‬
‫رجل من التقدمي ف زمن بن إسرائيل كما قال ابن مسعود وغيه من السلف‪ ,‬وقال علي بن أب‬
‫طل حة عن ا بن عباس‪ :‬هو ر جل من مدي نة البار ين يقال له بلعام وكان يعلم ا سم ال ال كب‪ ,‬وقال‬

‫‪705‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم وغيه من علماء ال سلف‪ :‬كان ماب الدعوة ول ي سأل ال شيئا إل‬
‫أعطاه إياه‪ ,‬وأغرب بل أبعد بل أخطأ من قال‪ :‬كان قد أوت النبوة فانسلخ منها‪ ,‬حكاه ابن جرير عن‬
‫بعضهم ول يصح‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬لا نزل موسى بم يعن بالبارين ومن معه‬
‫أتاه ف يع ن بل عم ف أتاه ب نو ع مه وقو مه فقالوا‪ :‬إن مو سى ر جل حد يد وم عه جنود كثية وإ نه إن‬
‫يظهر علينا يهلكنا فادع ال أن يرد عنا موسى ومن معه‪ ,‬قال‪ :‬إن إن دعوت ال أن يرد موسى ومن‬
‫معه ذهبت دنياي وآخرت‪ ,‬فلم يزالوا به حت دعا عليهم فسلخه ال ما كان عليه‪ ,‬فذلك قوله تعال‪:‬‬
‫{فانسلخ منها فأتبعه الشيطان} الَية‪ .‬وقال السدي‪ :‬لا انقضت الربعون سنة الت قال ال {فإنا‬
‫مرمة عليهم أربعي سنة} بعث يوشع بن نون نبيا فدعا بن إسرائيل فأخبهم أنه نب وأن ال أمره أن‬
‫يقاتل البارين فبايعوه وصدقوه‪ ,‬وانطلق رجل من بن إسرائيل يقال له بلعام فكان عالا يعلم السم‬
‫العظم الكتوم فكفر ف لعنه ال ف وأتى البارين وقال لم‪ :‬ل ترهبوا بن إسرائيل فإن إذا خرجتم‬
‫تقاتلون م أد عو علي هم دعوة فيهلكون وكان عند هم في ما شاء من الدن يا غ ي أ نه كان ل ي ستطيع أن‬
‫يأتف النسفاء لعظمهفن فكان ينكفح أتانا له وهفو الذي قال ال تعال‪{ :‬فانسفلخ منهفا} وقوله تعال‪:‬‬
‫{فأتبعه الشيطان} أي استحوذ عليه وعلى أمره فمهما أمره امتثل وأطاعه ولذا قال‪{ :‬فكان من‬
‫الغاوين} أي من الالكي الائرين البائرين وقد ورد ف معن هذه الَية حديث رواه الافظ أبو يعلى‬
‫الوصلي ف مسنده حيث قال حدثنا ممد بن مرزوق حدثنا ممد بن بكر عن الصلت بن برام حدثنا‬
‫السن حدثنا جندب البجلي ف هذا السجد أن حذيفة يعن ابن اليمان رضي ال عنه حدثه قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم «إن م ا أتوف عليكم رجل قرأ القرآن حت إذا رؤيت بجته عليه‬
‫وكان رداؤه ال سلم اعتراه إل ما شاء ال ان سلخ م نه ونبذه وراء ظهره و سعى على جاره بال سيف‬
‫ورماه بالشرك» قال قلت يا نب ال أيه ما أول بالشرك الر مي أو الرا مي ؟ قال « بل الرا مي» إ سناد‬
‫جيد والصلت بن برام كان من ثقات الكوفيي ول يرم بشيء سوى الرجاء وقد وثقه المام أحد‬
‫بفففففن حنبفففففل وييففففف بفففففن معيففففف وغيهاففففف‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولو شئنفا لرفعناه باف ولكنفه أخلد إل الرض واتبفع هواه} يقول تعال‪{ :‬ولو شئنفا‬
‫لرفعناه ب ا} أي لرفعناه من التد نس عن قاذورات الدن يا بالَيات ال ت آتيناه إيا ها {ولك نه أخلد إل‬
‫الرض} أي مال إل زينة الياة الدنيا وزهرتا وأقبل على لذاتا ونعيمها وغرته كما غرت غيه من‬
‫غي أول البصائر والنهى‪ ,‬وقال أبو الراهويه ف قوله تعال‪{ :‬ولكنه أخلد إل الرض} قال‪ :‬تراءى له‬

‫‪706‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشيطان على علوة مفن قنطرة بانياس‪ ,‬فسفجدت المارة ل وسفجد بلعام للشيطان‪ ,‬وكذا قال عبفد‬
‫الرحن بن جبي بن نفي وغي واحد‪ ,‬وقال المام أبو جعفر ابن جرير رحه ال‪ :‬وكان من قصة هذا‬
‫الرجل ما حدثنا ممد بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا العتمر عن أبيه أنه سئل عن هذه الَية {واتل عليهم نبأ‬
‫الذي آتيناه آياتنفا} فحدث عفن سفيار أنفه كان رجلً يقال له بلعام وكان ماب الدعوة‪ ,‬قال‪ :‬وإن‬
‫مو سى أق بل ف ب ن إ سرائيل ير يد الرض ال ت في ها بلعام أو قال‪ :‬الشام قال‪ :‬فر عب الناس م نه رعبا‬
‫شديدا فأتوا بلعام فقالوا‪ :‬ادع ال على هذا الر جل وجي شه‪ ,‬قال ح ت أؤا مر ر ب أو ح ت أؤا مر‪ ,‬قال‬
‫فآ مر ف الدعاء علي هم فق يل له ل تدع علي هم فإن م عبادي وفي هم نبيهم‪ ,‬قال‪ :‬فقال لقو مه إ ن قد‬
‫آمرت رب ف الدعاء عليهم وإن قد نيت فأهدوا له هدية فقبلها ث راجعوه فقالوا‪ :‬ادع عليهم فقال‪:‬‬
‫ح ت أمؤا مر ر ب فأ مر فلم يأمره بش يء فقال‪ :‬قد وامرت فلم يأمر ن بش يء فقالوا‪ :‬لو كره ر بك أن‬
‫تدعو عليهم لنهاك كما ناك الرة الول‪ ,‬قال‪ :‬فأخذ يدعو عليهم فإذا دعا عليهم جرى على لسانه‬
‫الدعاء على قومه‪ ,‬وإذا أراد أن يدعو أن يفتح لقومه دعا أن يفتح لوسى وجيشه أو نوا من ذلك إن‬
‫شاء ال‪ ,‬قال‪ :‬فقالوا ما نراك تد عو إل علي نا‪ ,‬قال‪ :‬ما يري على ل سان إل هكذا ولو دعوت عل يه‬
‫أيضا ما استجيب ل ولكن سأدلكم على أمر عسى أن يكون فيه هلكهم‪ ,‬إن ال يبغض الزنا وإنم‬
‫إن وقعوا فف الزنفا هلكوا ورجوت أن يهلكهفم ال فأخرجوا النسفاء تسفتقبلهم فإنمف قوم مسفافرون‬
‫فعسفى أن يزنوا فيهلكوا قال‪ :‬ففعلوا فأخرجوا النسفاء تسفتقبلهم قال وكان للملك ابنفة فذكفر مفن‬
‫عظم ها ما ال أعلم ب و فقال‪ :‬فقال أبو ها أو بلعام ل تك ن نف سك إل من مو سى‪ ,‬قال‪ :‬ووقعوا ف‬
‫الزنا قال‪ :‬فأتاها رأس سبط من أسباط بن إسرائيل فأرادها على نفسه‪ ,‬فقالت‪ :‬ما أنا بمكنة نفسي‬
‫إل من مو سى‪ :‬ر جل من ب ن هارون وم عه الر مح فيطعنه ما‪ .‬قال‪ :‬وأيده ال بقوة فانتظمه ما جيعا‬
‫ورفعهما على رمه فرآها الناس ف أو كما حدث ف قال‪ :‬وسلط ال عليهم الطاعون فمات منهم‬
‫سبعون ألفا‪ .‬قال أبو العتمر‪ :‬فحدثن سيار أن بلعاما ركب حارة له حت أتى العلول أو قال طريقا‬
‫من العلول جعل يضربا ول تتقدم وقامت عليه فقالت‪ :‬علم تضربن ؟ أما ترى هذا الذي بي يديك‬
‫؟ فإذا الشيطان بيف يديفه قال‪ :‬فنل وسفجد له قال ال تعال‪{ :‬واتفل عليهفم نبفأ الذي آتيناه آياتنفا‬
‫فان سلخ من ها ف إل قوله ف لعلهم يتفكرون} قال‪ :‬فحدث ن بذا سيار ول أدري لعله قد د خل ف يه‬
‫شيء من حديث غيه (قلت) هو بلعام ويقال بلعم بن باعوراء ويقال ابن أبر‪ ,‬ويقال ابن باعور بن‬
‫شهتوم بن قوش تم بن ماب بن لوط بن هاران ويقال بن حران بن آزر وكان ي سكن قر ية من قرى‬

‫‪707‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البلقاء‪ ,‬قال ابن عساكر‪ :‬وهو الذي كان يعرف اسم ال العظم فانسلخ من دينه له ذكر ف القرآن‬
‫ث أورد من قصته نوا ما ذكرناه ها هنا أورده عن وهب وغيه وال أعلم‪ .‬وقال ممد بن إسحاق‬
‫بن سيار‪ :‬عن سال أب النضر أنه حدث أن موسى عليه السلم لا نزل ف أرض بن كنعان من أرض‬
‫الشام‪ ,‬أتى قوم بلعام إليه فقالوا له‪ :‬هذا موسى بن عمران ف بن إسرائيل قد جاء يرجنا من بلدنا‬
‫ويقتل نا ويل ها ب ن إ سرائيل‪ ,‬وإ نا قو مك ول يس ل نا منل وأ نت ر جل ماب الدعوة فاخرج فادع ال‬
‫علي هم‪ ,‬قال ويل كم نب ال م عه اللئ كة والؤمنون ك يف أذ هب أد عو علي هم وأ نا أعلم من ال ما‬
‫أعلم ؟ قالوا له‪ :‬ما لنا من منل فلم يزالوا به يرققونه ويتضرعون إليه حت فتنوه فافتت فركب حارة‬
‫له متوجها إل البل الذي يطلعه على ع سكر بن إسرائيل وهو جبل حسبان‪ ,‬فلما سار عليها غي‬
‫كثي ربضت به فنل عنها فضربا حت إذا أزلقها قامت فركبها‪ ,‬فلم تسر به كثيا حت ربضت به‬
‫فضرب ا ح ت إذا أزلق ها أذن ل ا فكلم ته ح جة عل يه فقالت‪ :‬وي ك يا بل عم أ ين تذ هب ؟ أ ما ترى‬
‫اللئ كة أما مي ترد ن عن وج هي هذا ؟ تذ هب إل نب ال والؤمن ي لتد عو علي هم‪ ,‬فلم ينع عن ها‬
‫يضربا فخلى ال سبيلها حي فعل با ذلك‪ ,‬فانطلقت به حت إذا أشرفت به على رأس حسبان على‬
‫عسكر موسى وبن إسرائيل جعل يدعو عليهم ول يدعو عليهم بشر إل صرف ال لسانه إل قومه‬
‫ول يدعو لقومه بي إل صرف لسانه إل بن إسرائيل‪ ,‬فقال له قومه‪ :‬أتدري يا بلعم ما تصنع ؟ إنا‬
‫تد عو ل م وتد عو علي نا قال فهذا مال أملك‪ ,‬هذا ش يء قد غلب ال عل يه‪ ,‬قال‪ :‬واندلع ل سانه فو قع‬
‫على صدره فقال ل م‪ :‬قد ذه بت م ن الَن الدن يا والَخرة ول ي بق إل ال كر واليلة ف سأمكر ل كم‬
‫وأحتال‪ ,‬جلوا الن ساء وأعطو هن ال سلع ث أر سلوهن إل الع سكر يبعن ها ف يه ومرو هن فل ت نع امرأة‬
‫نفسها من رجل أرادها فإنم إن زن رجل منهم واحد كفيتموهم‪ ,‬ففعلوا فلما دخلت النساء العسكر‬
‫مرت امرأة من الكنعانيي اسها كسب ف ابنة صور رأس أمته ف برجل من عظماء بن إسرائيل وهو‬
‫زمري بن شلوم رأس سبط شعون بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلم فلما رآها أعجبته‪,‬‬
‫فقام فأخذ بيدها وأ تى با مو سى وقال‪ :‬إ ن أظنك ستقول هذا حرام عليك ؟ قال‪ :‬أجل هي حرام‬
‫عليك ل تقربا‪ ,‬قال فوال ل أطيعك ف هذا فدخل با قبته فوقع عليها وأرسل ال عز وجل الطاعون‬
‫ف ب ن إ سرائيل‪ ,‬وكان فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب أ مر مو سى وكان غائبا ح ي صنع‬
‫زمري بن شلوم ما صنع‪ ,‬فجاء والطاعون يوس في هم فأ خب ال ب فأ خذ حرب ته وكا نت من حد يد‬
‫كلها‪ ,‬ث دخل القبة وها متضاجعان فانتظمهما بربته ث خرج بما رافعهما إل السماء والربة قد‬

‫‪708‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخذها بذراعه واعتمد برفقه على خاصرته وأسند الربة إل لييه وكان بكر العيزار‪ ,‬وجعل يقول‬
‫اللهم هكذا نفعل بن يعصيك ورفع الطاعون‪ ,‬فحسب من هلك من بن إسرائيل ف الطاعون فيما بي‬
‫أن أصفاب زمري الرأة إل أن قتله فنحاص‪ ,‬فوجدوه قفد هلك منهفم سفبعون ألفا والقلل لمف يقول‬
‫عشرون ألفا ف ساعة من النهار‪ ,‬فمن هنالك تعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص من كل ذبيحة ذبوها‬
‫الرق بة والذراع والل حى والب كر من كل أموال م وأنف سها ل نه كان ب كر أب يه العيزار‪ ,‬ف في بلعام بن‬
‫باعوراء أنزل ال {وا تل علي هم ن بأ الذي آتيناه آيات نا فان سلخ من ها ف إل قوله ف لعل هم يتفكرون}‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فمثله كمثل الكلب إن تمل عليه يلهث أو تتركه يلهث} اختلف الفسرون ف معناه‪,‬‬
‫فعلى سياق ابن إسحاق عن سال عن أب النضر أن بلعاما اندلع لسانه على صدره‪ ,‬فتشبيهه بالكلب‬
‫ف ليثه ف كلتا حالتيه إن زجر وإن ترك ظاهر‪ ,‬وقيل معناه فصار مثله ف ضلله واستمراره فيه وعدم‬
‫انتفاعه إل اليان وعدم الدعاء كالكلب ف ليثه ف حالتيه إن حلت عليه وإن تركته هو يلهث ف‬
‫الال ي‪ ,‬فكذلك هذا ل ينتفع بالوع ظة والدعوة إل اليان ول عدمه ك ما قال تعال‪{ :‬سواء علي هم‬
‫أأنذرتم أم ل تنذرهم ل يؤمنون} {استغفر لم أو ل تستغفر لم إن تستغفرلم سبعي مرة فلن يغفر‬
‫ال لم} ونو ذلك‪ ,‬وقيل معناه أن قلب الكافر والنافق والضال ضعيف فارغ من الدى فهو كثي‬
‫الوج يب‪ ,‬ف عب عن هذا بذا ن قل نوه عن ال سن الب صري وغيه‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬فاق صص الق صص‬
‫لعلهم يتفكرون} يقول تعال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم {فاقصص القصص لعلهم} أي لعل بن‬
‫إسرائيل العالي بال بلعام وما جرى له ف إضلل ال إياه وإبعاده من رحته‪ ,‬بسبب أنه استعمل نعمة‬
‫ال عليه ف تعليمه السم العظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب ف غي طاعة ربه بل‬
‫دعا به على حزب الرح ن وش عب اليان‪ ,‬أتباع عبده ور سوله ف ذلك الزمان‪ ,‬كل يم ال مو سى بن‬
‫عمران عل يه ال سلم‪ ,‬ولذا قال {لعل هم يتفكرون} أي فيحذروا أن يكونوا مثله‪ ,‬فإن ال قدأعطا هم‬
‫علما وميزهم على من عداهم من العراب‪ ,‬وجعل بأيديهم صفة ممد صلى ال عليه وسلم يعرفونا‬
‫ك ما يعرفون أبناء هم‪ ,‬ف هم أ حق الناس وأول هم باتبا عه ومنا صرته ومؤازر ته ك ما أ خبتم أ نبياؤهم‬
‫بذلك وأمرت م به‪ ,‬ولذا من خالف من هم ما ف كتا به وكت مه فلم يعلم به العباد أ حل ال به ذلً ف‬
‫ل م ثل‬
‫الدن يا مو صولً بذل الَخرة‪ .‬وقوله { ساء مثلً القوم الذ ين كذبوا بآيات نا} يقول تعال ساء مث ً‬
‫القوم الذ ين كذبوا بآيات نا أي ساء مثل هم أن شبهوا بالكلب ال ت ل ه ة ل ا إل ف ت صيل أكلة أو‬
‫شهوة ف من خرج عن ح يز العلم والدى وأق بل على شهوة نف سه وات بع هواه صار شبيها بالكلب‬

‫‪709‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وبئس الثل مثله ولذا ثبت ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «ليس لنا مثل السوء‪,‬‬
‫العائد ف هب ته كالكلب يعود ف قيئه‪ »,‬وقوله {وأنف سهم كانوا يظلمون} أي ما ظلم هم ال ول كن‬
‫هم ظلموا أنفسهم بإعراضهم عن اتباع الدى‪ ,‬وطاعة الول‪ ,‬إل الركون إل دار البلى‪ ,‬والقبال على‬
‫تصفففففففففففففففيل اللذات وموافقفففففففففففففففة الوى‪.‬‬
‫ف الْخَاسفففِرُونَ‬
‫ك هُمفف ُ‬
‫ففن ُيضْلِلْ َفُأوْلَـفففئِ َ‬
‫ففن َيهْدِ اللّهفففُ َف ُهوَ الْ ُمهْتَدِي وَمَف‬
‫مَف‬
‫يقول تعال من هداه ال فإنه ل مضل له ومن أضله فقد خاب وخسر وضل ل مالة‪ ,‬فإنه تعال ما‬
‫شاء كان ومال يشفأ ل يكفن‪ ,‬ولذا جاء فف حديفث ابفن مسفعود «إن المفد ل نمده ونسفتعينه‬
‫ونستهديه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ,‬من يهد ال فل مضل له ومن‬
‫يضلل ال فل هادي له‪ ,‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله»‬
‫الديففففث بتمامففففه رواه المام أحدفففف وأهففففل السففففنن وغيهففففم‪.‬‬

‫ج ّن وَا ِلنْ سِ َلهُ مْ قُلُو بٌ ّل َي ْفقَهُو نَ ِبهَا وََلهُ مْ َأ ْعيُ نٌ ّل ُيبْ صِرُونَ ِبهَا‬
‫ج َهنّ مَ َكثِيا مّ َن الْ ِ‬
‫** وََلقَدْ ذَ َرْأنَا لِ َ‬
‫ف‬
‫ف الْغَافِلُون َ‬‫ك هُم ُ‬ ‫ف أَضَلّ ُأوْلَـفئِ َ‬ ‫ف بَ ْل هُم ْ‬ ‫ف َمعُو َن بِهَفآ ُأوْلَـفئِكَ كَالْنعَام ِ‬ ‫ف ّل يَس ْ‬ ‫ف آذَان ٌ‬ ‫وََلهُم ْ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولقد ذرأنا لهنم} أي خلقنا وجعلنا لهنم {كثيا من الن والنس} أي هيأناهم‬
‫لا وبعمل أهلها يعملون‪ ,‬فإنه تعال لا أراد أن يلق اللق علم ما هم عاملون قبل كونم فكتب ذلك‬
‫عنده ف كتاب قبل أن يلق السموات والرض بمسي ألف سنة‪ ,‬كما ورد ف صحيح مسلم عن‬
‫ع بد ال بن عمرو أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «إن ال قدر مقاد ير اللق ق بل أن يلق‬
‫السففففموات والرض بمسففففي ألف سففففنة وكان عرشففففه على الاء»‪.‬‬
‫و ف صحيح م سلم أيضا‪ :‬من حديث عائ شة ب نت طل حة عن خالتها عائ شة أم الؤمن ي ر ضي ال‬
‫عن ها أن ا قالت‪ :‬د عي ال نب صلى ال عل يه و سلم إل جنازة صب من الن صار فقلت‪ :‬يا ر سول ال‬
‫طوب له عصفور من عصافي النة ل يعمل السوء ول يدركه‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ل وهم ف أصلب آبائهم‪ ,‬وخلق النار وخلق‬ ‫«أو غي ذلك يا عائشة إن ال خلق النة وخلق لا أه ً‬
‫لا أهلً وهم ف أصلب آبائهم»‪ ,‬وف الصحيحي من حديث ابن مسعود‪« :‬ث يبعث ال إليه اللك‬
‫فيؤمر بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد» وتقدم أن ال لا استخرج ذرية آدم‬
‫من صلبه وجعل هم فريق ي أ صحاب اليم ي وأ صحاب الشمال قال «هؤلء للج نة ول أبال‪ ,‬وهؤلء‬

‫‪710‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للنار ول أبال» والحاديث ف هذا كثية ومسألة القدر كبية ليس هذا موضع بسطها‪ ,‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{لم قلوب ل يفقهون با ولم أعي ل يبصرون با ولم آذان ل يسمعون با} يعن ليس ينتفعون‬
‫بش يء من هذه الوارح ال ت جعل ها ال سببا للهدا ية‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وجعل نا ل م سعا وأب صارا‬
‫وأفئدة فما أغن عنهم سعهم ول أبصارهم ول أفئدتم من شيء إذ كانوا يحدون بآيات ال} الَية‪,‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬صم بكم عمي فهم ل يرجعون} هذا ف حق النافقي‪ .‬وقال ف حق الكافرين {صم‬
‫بكفم عمفي فهفم ل يعقلون} ول يكونوا صفما ول بكما ول عميا إل عفن الدى‪ ,‬كمفا قال تعال‪:‬‬
‫{ولو علم ال فيهم خيا لسعهم ولو أسعهم لتولوا وهم معرضون} وقال {فإنا ل تعمى البصار‬
‫ولكن تعمى القلوب الت ف الصدور} وقال {ومن يعش عن ذكر الرحن نقيض له شيطانا فهو له‬
‫قر ين * وإن م لي صدونم عن ال سبيل وي سبون أن م مهتدون} وقوله تعال‪{ :‬أولئك كالنعام} أي‬
‫هؤلء الذ ين ل ي سمعون ال ق ول يعو نه ول يب صرون الدى‪ ,‬كالنعام ال سارحة ال ت ل تنت فع بذه‬
‫الواس منها إل ف الذي يقيتها ف ظاهر الياة الدنيا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ومثل الذين كفروا كمثل الذي‬
‫ين عق ب ا ل ي سمع إل دعاء ونداء} أي ومثل هم ف حال دعائ هم إل اليان كم ثل النعام إذا دعا ها‬
‫راعيها ل تسمع إل صوته‪ ,‬ول تفقه ما يقول‪ .‬ولذا قال ف هؤلء {بل هم أضل} أي من الدواب‬
‫لن ا قد ت ستجيب مع ذلك لراعيها إذا أنس با‪ ,‬وإن ل تفقه كلمه بلف هؤلء‪ ,‬ولنا تفعل ما‬
‫خل قت له إ ما بطبع ها وإ ما بت سخيها بلف الكا فر‪ ,‬فإ نه إن ا خلق ليع بد ال ويوحده فك فر بال‬
‫وأشرك به‪ ,‬ولذا من أطاع ال من البشر كان أشرف من مثله من اللئكة ف معاده‪ ,‬ومن كفر به من‬
‫البشر كانت الدواب أت منه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أولئك كالنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}‪.‬‬

‫ج َز ْونَ مَا كَانُوْا َيعْمَلُو نَ‬


‫حدُو نَ فِ يَ أَ سْمَآئِهِ َسيُ ْ‬
‫سنَىَ فَا ْدعُو هُ ِبهَا َوذَرُواْ الّذِي َن يُلْ ِ‬
‫** وَللّ ِه ال سْمَآ ُء الْحُ ْ‬
‫عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ل تسعا وتسعي اسا‬
‫مائة إل واحدا‪ ,‬من أح صاها د خل ال نة و هو و تر ي ب الو تر» أخرجاه ف ال صحيحي من حد يث‬
‫سفيان بن عيينة عن أب الزناد عن العرج عنه‪ ,‬ورواه البخاري عن أب اليمان عن شعيب عن أب‬
‫حزة عن أب الزناد به‪ ,‬وأخرجه الترمذي ف جامعه عن الوزجان عن صفوان بن صال عن الوليد بن‬
‫مسلم عن شعيب فذكر بسنده مثله‪ ,‬وزاد بعد قوله «يب الوتر‪ :‬هو ال الذي ل إله إل هو الرحن‬
‫الرحيفم‪ ,‬اللك القدوس السفلم الؤمفن الهيمفن العزيفز البار‪ ,‬التكفب الالق البارىء الصفور الغفار‪,‬‬

‫‪711‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط‪ ,‬الافض الرافع العز الذل السميع البصي‪ ,‬الكم‬
‫العدل اللطيفف البفي الليفم العظيفم الغفور‪ ,‬الشكور العلي الكفبي الفيفظ القيفت السفيب الليفل‬
‫الكري‪ ,‬الرقيب الجيب الواسع الكيم‪ ,‬الودود الجيد الباعث الشهيد الق‪ ,‬الوكيل القوي التي الول‬
‫الم يد الح صي البدىء الع يد‪ ,‬الح يي الم يت‪ ,‬ال ي القيوم الوا جد الا جد الوا حد ال حد‪ ,‬الفرد‬
‫الصفمد‪ ,‬القادر القتدر القدم الؤخفر الول الَخفر‪ ,‬الظاهفر الباطفن الوال التعال‪ ,‬الب التواب النتقفم‬
‫العفو الرؤوف‪ ,‬مالك اللك ذو اللل والكرام القسط الامع الغن الغن‪ ,‬الانع الضار النافع‪ ,‬النور‬
‫الادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور» ث قال الترمذي‪ :‬هذا حديث غريب‪ ,‬وقد روي من غي‬
‫وجه عن أب هريرة‪ ,‬ول نعلم ف كثي من الروايات ذكر الساء إل ف هذا الديث‪ ,‬ورواه ابن حبان‬
‫فففففف صفففففحيحه مفففففن طريفففففق صففففففوان بفففففه‪.‬‬
‫وقد رواه ابن ماجه ف سننه من طريق آخر عن موسى بن عقبة عن العرج عن أب هريرة مرفوعا‬
‫فسرد الساء كنحو ما تقدم بزيادة ونقصان‪ ,‬والذي عول عليه جاعة من الفاظ أن سرد الساء ف‬
‫هذا الديث مدرج فيه‪ ,‬وإنا ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد اللك بن ممد الصنعان عن زهي‬
‫بن ممد أنه بلغه عن غي واحد من أهل العلم أنم قالوا ذلك‪ ,‬أي أنم جعوها من القرآن‪ .‬كما روي‬
‫عففن جعفففر بففن ممففد وسفففيان بففن عيينففة وأبفف زيففد اللغوي‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ث ليعلم أن الساء السن غي منحصرة ف تسعة وتسعي بدليل ما رواه المام أحد ف مسنده عن‬
‫يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق عن أب سلمة الهن عن القاسم عن عبد الرحن عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫عبد ال بن مسعود رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «ما أصاب أحدا قط‬
‫هم ول حزن فقال‪ :‬الل هم إ ن عبدك ا بن أم تك‪ ,‬نا صيت بيدك ماض ف حك مك‪ ,‬عدل ف قضاؤك‪,‬‬
‫أسألك بكل اسم هو لك سيت به نفسك أو أنزلته ف كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت‬
‫به ف علم الغيب عندك أن تعل القرآن العظيم ربيع قلب‪ ,‬ونور صدري‪ ,‬وجلء حزن‪ ,‬وذهاب هي‪,‬‬
‫إل أذ هب ال حز نه وه ه وأبدل مكا نه فرحا» فق يل يا ر سول ال‪ :‬أفل نتعلم ها ؟ فقال «بلى ينب غي‬
‫ل كل من سعها أن يتعلمها» و قد أخرجه المام أ بو حات بن حبان البست ف صحيحه بثله‪ ,‬وذكر‬
‫الفقيه المام أبو بكر العرب أحد أئمة الالكية ف كتابه الحوذي ف شرح الترمذي أن بعضهم جع‬
‫مففففن الكتاب والسففففنة مففففن أسففففاء ال ألف اسففففم‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬

‫‪712‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال العو ف عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬وذروا الذ ين يلحدون ف أ سائه} قال‪ :‬إلاد اللحد ين‬
‫أن دعوا اللت ف أ ساء ال‪ .‬وقال ا بن جر يج عن ما هد {وذروا الذ ين يلحدون ف أ سائه} قال‬
‫اشتقوا اللت من ال‪ ,‬والعزى من العزيز‪ ,‬وقال قتادة يلحدون يشركون ف أسائه‪ .‬وقال علي بن أب‬
‫طل حة عن ا بن عباس‪ :‬اللاد التكذ يب‪ :‬وأ صل اللاد ف كلم العرب العدول عن الق صد‪ ,‬وال يل‬
‫فر‪.‬‬
‫فت الفف‬ ‫فن سف‬ ‫فة القبلة عف‬
‫فه إل جهف‬
‫فب لنرافف‬ ‫فه اللحفد فف القف‬‫والور والنراف‪ ,‬ومنف‬

‫ف َوبِهفففِ َيعْدِلُونفففَ‬
‫ف بِالْحَقفف ّ‬
‫** َومِمّنفففْ َخَلقْنَفففآ ُأ ّمةٌ َيهْدُونفف َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وم ن خلق نا} أي ب عض ال مم {أ مة} قائ مة بال ق قو ًل وعملً {يهدون بال ق}‬
‫يقولونفه ويدعون إليفه {وبفه يعدلون} يعملون ويقضون‪ ,‬وقفد جاء فف الَثار أن الراد بذه المفة‬
‫الذكورة ف الَية هي هذه المة الحمدية‪ ,‬قال سعيد عن قتادة ف تفسي هذه الَية‪ :‬بلغن أن النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم كان يقول إذا قرأ هذه الَ ية «هذه ل كم و قد أع طى القوم ب ي أيدي كم مثل ها‬
‫{ومن قوم موسى أمة يهدون بالق وبه يعدلون}‪ .‬وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬وم ن خلق نا أ مة يهدون بال ق و به يعدلون} قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إن‬
‫من أمت قوما على الق حت ينل عيسى ابن مري مت ما نزل» وف الصحيحي عن معاوية بن أب‬
‫سفيان قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل تزال طائ فة من أم ت ظاهر ين على ال ق ل‬
‫يضرهم من خذلم ول من خالفهم حت تقوم الساعة» وف رواية «حت يأت أمر ال وهم على ذلك»‬
‫وفففففففففففف روايفففففففففففة «وهفففففففففففم بالشام»‪.‬‬

‫ستَدْرِ ُجهُ ْم مّ نْ َحيْ ثُ َل َيعْلَمُو نَ * َوُأمْلِي َلهُ مْ إِ نّ َكيْدِي َمتِيٌ‬


‫** وَالّذِي نَ كَ ّذبُواْ بِآيَاتِنَا َسنَ ْ‬
‫( شايقول تعال‪{ :‬والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث ل يعلمون} ومعناه أنه يفتح لم‬
‫أبواب الرزق ووجوه العاش ف الدنيا حت يغتروا با هم فيه ويعتقدوا أنم على شيء‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حت إذا فرحوا با أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم‬
‫مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والمد ل رب العالي} ولذا قال تعال‪{ :‬وأملي لم} أي‬
‫وسففأملي لمفف‪ ,‬أي أطول لمفف مففا هففم فيففه‪{ ,‬إن كيدي متيفف} أي قوي شديففد‪.‬‬

‫‪713‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف ُهوَ إِ ّل نَذِي ٌر ّمبِيٌففف‬
‫فف ْ‬
‫ف َيَتفَكّرُواْ مَفففا بِصفففَا ِحِبهِمْ مّفففن ِجّنةٍ إِنف‬
‫فف ْ‬
‫َأوَلَمف‬
‫يقول تعال‪{ :‬أو ل يتفكروا} هؤلء الكذبون بآيات نا { ما ب صاحبهم} يع ن ممدا صلى ال عل يه‬
‫وسلم {من ِجنّة} أي ليس به جنون‪ ,‬بل هو رسول ال حقا‪ ,‬دعا إل حق {إن هو إلنذير مبي}‬
‫أي ظاهر ل ن كان له لب وقلب يع قل به ويعي به‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وما صاحبكم بجنون} وقال‬
‫تعال‪{ :‬قل إنا أعظكم بواحدة أن تقوموا ل مثن وفرادى ث تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو‬
‫إل نذ ير ل كم ب ي يدي عذاب شد يد} يقول‪ :‬إن ا أطلب من كم أن تقوموا قياما خال صا ل ل يس ف يه‬
‫تعصفب ول عناد {مثنف وفرادى}‪ ,‬أي‪ :‬متمعيف ومتفرقيف‪{ ,‬ثف تتفكروا} فف هذا الذي جاءكفم‬
‫بالر سالة من ال أبه جنون أم ل‪ ,‬فإن كم إذا فعلتم ذلك بان لكم وظ هر أنه رسول ال حقا وصدقا‪,‬‬
‫وقال قتادة بن دعامة‪ :‬ذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم كان على الصفا فدعا قريشا‪ ,‬فجعل‬
‫يفخذهفم فخذا فخذا يفا بنف فلن‪ ,‬يفا بنف فلن فحذرهفم بأس ال ووقائع ال‪ ,‬فقال قائلهفم‪ :‬إن‬
‫صاحبكم هذا لجنون بات ي صوت إل ال صباح أو ح ت أ صبح‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬أو ل يتفكروا ما‬
‫ففففبي}‪.‬‬ ‫ففففر مف‬ ‫ففففو إل نذيف‬ ‫ففففة إن هف‬ ‫ففففن جنف‬ ‫ففففاحبهم مف‬ ‫بصف‬

‫سىَ أَن َيكُو نَ قَ ِد‬


‫ت ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ َومَا خََل قَ اللّ ُه مِن َشيْ ٍء َوأَ نْ عَ َ‬
‫** َأوَلَ ْم َينْظُرُواْ فِي َمَلكُو ِ‬
‫ففففَ‬ ‫ف ُيؤْ ِمنُونف‬
‫ففف ُ‬ ‫ف َبعْدَهف‬
‫ففف ٍ‬ ‫ففففّ حَدِيثف‬ ‫ففففْ َفِبأَيف‬ ‫ففففَ أَ َجُلهُمف‬ ‫اقْتَرَبف‬
‫يقول تعال‪ :‬أو ل ينظر هؤلء الكذبون بآياتنا ف ملك ال وسلطانه ف السموات والرض‪ ,‬وفيما‬
‫خلق من شيء فيهما‪ ,‬فيتدبروا ذلك ويعتبوا به‪ ,‬ويعلموا أن ذلك لن ل نظي له ول شبيه‪ ,‬ومن فعل‬
‫من لينب غي أن تكون العبادة والد ين الالص إل له فيؤمنوا به وي صدقوا ر سوله‪ ,‬وينيبوا إل طاع ته‪,‬‬
‫ويلعوا النداد والوثان‪ ,‬ويذروا أن تكون آجالمف قفد اقتربفت فيهلكوا على كفرهفم ويصفيوا إل‬
‫عذاب ال وأليم عقابه‪ .‬وقوله {فبأي حديث بعده يؤمنون} يقول فبأي تويف وتذير وترهيب بعد‬
‫تذير ممد صلى ال عليه وسلم وترهيبه‪ ,‬الذي أتاهم به من عند ال ف آي كتابه يصدقون إن ل‬
‫يصدقوا بذا الديث الذي جاءهم به ممد من عند ال عز وجل ؟ وقد روى المام أحد‪ :‬عن حسن‬
‫بن موسى وعفّان بن مسلم وعبد الصمد بن عبد الوارث‪ ,‬كلهم عن حاد بن سلمة عن علي بن زيد‬
‫بن جدعان عن أ ب ال صلت عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «رأ يت ليلة‬
‫أسري ب كذا‪ ,‬فلما انتهينا إل السماء السابعة فنظرت فوقي فإذا أنا برعد وبرق وصواعق‪ ,‬وأتيت‬

‫‪714‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على قوم بطون م كالبيوت في ها اليات ترى من خارج بطون م‪ ,‬قلت‪ :‬من هؤلء يا جب يل ؟ قال‪:‬‬
‫هؤلء أكلة الربا‪ ,‬فلما نزلت إل السماء الدنيا فنظرت إل أسفل من فإذا أنا برهج ودخان وأصوات‬
‫فقلت‪ :‬ما هذا يا جبيل ؟ قال‪ :‬هؤلء الشياطي يومون على أعي بن آدم أن ل يتفكروا ف ملكوت‬
‫ال سموات والرض ولول ذلك لرأوا العجائب» علي بن ز يد بن جدعان له منكرات‪ .‬ث قال تعال‪):‬‬

‫ف َيعْ َمهُونففَ‬
‫في ُط ْغيَانِهِمف ْ‬
‫ف َويَذَ ُرهُمففْ فِف‬
‫ل هَادِيففَ لَهف ُ‬
‫فن ُيضْلِلِ اللّهففُ َف َ‬
‫** مَف‬
‫يقول تعال‪ :‬من كتب عليه الضللة فإنه ل يهديه أحد‪ ,‬ولو نظر لنفسه فيما نظر فإنه ل يزي عنه‬
‫شيئا {ومن يرد ال فتنته فلن تلك له من ال شيئا} وكما قال تعال‪{ :‬قل انظروا ماذا ف السموات‬
‫والرض ومفففففففا تغنففففففف الَيات والنذر عفففففففن قوم ل يؤمنون}‪.‬‬

‫ك عَ ِن ال سّا َعةِ َأيّا نَ مُرْ سَاهَا قُلْ ِإنّمَا عِ ْل ُمهَا عِنْدَ َربّي َل يُجَلّيهَا ِلوَ ْقِتهَآ إِ ّل ُهوَ ثَقُلَ تْ فِي‬
‫سأَلُونَ َ‬
‫** يَ ْ‬
‫ت وَالرْ ضِ َل َت ْأتِيكُ مْ إِ ّل َب ْغَتةً يَ سْأَلُونَكَ َكَأنّ كَ َحفِ يّ َعْنهَا قُلْ ِإنّمَا عِلْ ُمهَا عِندَ اللّ ِه وَلَـكِنّ‬ ‫ال سّمَاوَا ِ‬
‫ففففففففففففففففَ‬ ‫ففففففففففففففففِ َل َيعْلَمُونف‬ ‫أَكْثَرَ النّاسف‬
‫يقول تعال‪{ :‬يسألونك عن الساعة} كما قال تعال‪{ :‬يسألك الناس عن الساعة} قيل نزلت ف‬
‫قر يش‪ ,‬وق يل ف ن فر من اليهود‪ ,‬والول أش به لن الَ ية مك ية‪ ,‬وكانوا ي سألون عن و قت ال ساعة‬
‫استبعادا لوقوعها وتكذيبا بوجودها‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ويقولون م ت هذا الوعد إن كن تم صادقي}‬
‫وقال تعال‪{ :‬يستعجل با الذين ل يؤمنون با والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنا الق أل إن‬
‫الذيفففففن يارون فففففف السفففففاعة لففففففي ضلل بعيفففففد}‪.‬‬
‫وقوله {أيان مرساها} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬منتهاها أي مت مطها وأيان آخر مدة‬
‫الدنيا الذي هو أول وقت الساعة {قل إنا علمها عند رب ل يليها لوقتها إل هو} أمر تعال رسوله‬
‫صلى ال عل يه و سلم إذا سئل عن و قت ال ساعة أن يرد علم ها إل ال تعال‪ ,‬فإ نه هو الذي يلي ها‬
‫لوقتها أي يعلم جلية أمرها ومت يكون على التحديد‪ ,‬ل يعلم ذلك إل هو تعال‪ ,‬ولذا قال {ثقلت‬
‫ف السموات والرض} قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ف قوله {ثقلت ف السموات والرض}‬

‫‪715‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬ث قل علم ها على أ هل ال سموات والرض أن م ل يعلمون‪ ,‬قال مع مر‪ :‬قال ال سن‪ :‬إذا جاءت‬
‫ثقلت على أهفففففل السفففففموات والرض‪ ,‬يقول‪ :‬كفففففبت عليهفففففم‪.‬‬
‫وقال الضحاك عن ا بن عباس ف قوله تعال {ثقلت ف ال سموات والرض} قال ل يس ش يء من‬
‫اللق إل يصفيبه مفن ضرر يوم القيامفة‪ ,‬وقال ابفن جريفج {ثقلت فف السفموات والرض} قال‪ :‬إذا‬
‫جاءت انشقفت السفماء وانتثرت النجوم‪ ,‬وكورت الشمفس‪ ,‬وسفيت البال‪ ,‬وكان مفا قال ال عفز‬
‫وجل‪ ,‬فذلك ثقلها‪ ,‬واختار ابن جرير رحه ال أن الراد ثقل علم وقتها على أهل السموات والرض‬
‫ك ما قال قتادة‪ ,‬و هو ك ما قاله كقوله تعال‪{ :‬ل تأتي كم إل بغ تة} ول ين في ذلك ث قل ميئ ها على‬
‫أهففففففففففففففل السففففففففففففففموات والرض‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال السفدي‪{ :‬ثقلت فف السفموات والرض} يقول‪ :‬خفيفت فف السفموات والرض‪ ,‬فل يعلم‬
‫قيام ها حي تقوم ملك مقرب ول نب مرسل {ل تأتيكم إل بغتة} يبغتهم قيامها تأتي هم على غفلة‪.‬‬
‫وقال قتادة ف قوله تعال‪{ :‬ل تأتيكم إل بغتة} قضى ال أنا {ل تأتيكم إل بغتة} قال‪ :‬وذكر لنا أن‬
‫نب ال كان يقول «إن ال ساعة ت يج بالناس‪ ,‬والر جل ي صلح حو ضه والر جل ي سقي ماشي ته والر جل‬
‫يقيم سلعته ف السوق ويفض ميزانه ويرفعه»‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ,‬أنبأنا شعيب‪ ,‬أنبأنا‬
‫أبو الزناد عن عبد الرحن عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «ل تقوم الساعة حت‬
‫تطلع الشمس من مغربا‪ ,‬فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجعون‪ ,‬فذلك حي ل ينفع نفسا إيانا ل‬
‫تكن آمنت من قبل أو كسبت ف إيانا خيا‪ ,‬ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلن ثوبما بينهما‪ ,‬فل‬
‫يتبايعانه ول يطويانه‪ .‬ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلب لقحته فل يطعمه‪ ,‬ولتقومن الساعة‬
‫وهو يليط حوضه فل يسقي فيه‪ ,‬ولتقومن الساعة والرجل قد رفع أكلته إل فيه فل يطعمها» وقال‬
‫مسلم ف صحيحه‪ ,‬حدثن زهي بن حرب‪ ,‬حدثنا سفيان بن عيينة عن أب الزناد عن العرج عن أب‬
‫هريرة يبلغ به‪ ,‬قال‪ :‬تقوم ال ساعة والر جل يلب لقح ته‪ ,‬ف ما ي صل الناء إل ف يه ح ت تقوم ال ساعة‬
‫والرجلن يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حت تقوم الساعة‪ ,‬والرجل يلوط حوضه فما يصدر حت تقوم‪.‬‬
‫وقوله {يسألونك كأنك حفي عنها} اختلف الفسرون ف معناه‪ ,‬فقيل معناه كما قال العوف عن‬
‫ابن عباس {يسألونك كأنك حفي عنها} يقول‪ :‬كأن بينك وبينهم مودة كأنك صديق لم‪ ,‬قال ابن‬
‫عباس‪ :‬لا سأل الناس النب صلى ال عليه وسلم عن الساعة سألوه سؤال قوم كأنم يرون أن ممدا‬
‫حفي بم‪ ,‬فأوحى ال إليه إنا علمهاعنده استأثر به‪ ,‬فلم يطلع ال عليها ملكا مقربا ول رسولً‪ ,‬وقال‬

‫‪716‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قتادة‪ :‬قالت قريش لحمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن بيننا وبينك قرابة فأسر إلينا مت الساعة ؟ فقال ال‬
‫عز وجل {يسألونك كأنك حفي عنها} وكذا روي عن ماهد وعكرمة وأب مالك والسدي‪ ,‬وهذا‬
‫قول‪ ,‬وال صحيح عن ما هد من روا ية ا بن أ ب ن يح وغيه {ي سألونك كأ نك ح في عن ها} قال‪:‬‬
‫ا ستحفيت عن ها ال سؤال ح ت عل مت وقت ها‪ ,‬وكذا قال الضحاك عن ا بن عباس {ي سألونك كأ نك‬
‫فد ال}‪.‬‬ ‫فا عنف‬‫فل إنا ف علمهف‬ ‫فا {قف‬ ‫فت تعلمهف‬ ‫فك عال با ف لسف‬ ‫فا} يقول‪ :‬كأنف‬
‫في عنهف‬‫حفف‬
‫وقال معمر عن بعضهم‪{ :‬كأنك حفي عنها} كأنك عال با‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‬
‫{كأ نك ح في عن ها} كأ نك ب ا عال و قد أخ فى ال علم ها على خل قه‪ ,‬وقرأ {إن ال عنده علم‬
‫الساعة} الَية‪ ,‬وهذا القول أرجح ف القام من الول‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ولذا قال {قل إنا علمها عند ال‬
‫ول كن أك ثر الناس ل يعلمون}‪ .‬ولذا ل ا جاء جب يل عل يه ال سلم ف صورة أعرا ب ليعلم الناس أ مر‬
‫دين هم‪ ,‬فجلس من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ملس ال سائل ال سترشد‪ ,‬و سأله صلى ال عل يه‬
‫وسلم عن السلم‪ ,‬ث عن اليان‪ ,‬ث عن الحسان‪ ,‬ث قال‪ :‬فمت الساعة ؟ قال له رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «ما السؤول عنها بأعلم من السائل» أي لست أعلم با منك ول أحد با من أحد‪ ,‬ث‬
‫قرأ النفففب صفففلى ال عليفففه وسفففلم {إن ال عنده علم السفففاعة} الَيفففة‪.‬‬
‫وف رواية فسأله عن أشراط الساعة‪ ,‬فبي له أشراط الساعة‪ ,‬ث قال «ف خس ل يعلمهن إل ال»‬
‫وقرأ هذه الَيفة‪ ,‬وفف هذا كله يقول له بعفد كفل جواب‪ :‬صفدقت‪ ,‬ولذا عجفب الصفحابة مفن هذا‬
‫السائل يسأله ويصدقه‪ ,‬ث لا انصرف قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «هذا جبيل أتاكم يعلمكم‬
‫دينكم» وف رواية قال «وما أتان ف صورة إل عرفته فيها إل صورته هذه» وقد ذكرت هذا الديث‬
‫بطرقه وألفاظه من الصحاح والسان والسانيد ف أول شرح البخاري‪ ,‬ول المد والنة‪ ,‬ولا سأله‬
‫ذلك العراب وناداه بصوت جهوري فقال‪ :‬يا ممد‪ ,‬قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «هاؤم»‬
‫على نو من صوته‪ ,‬قال‪ :‬يا ممد مت الساعة ؟ فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «ويك إن‬
‫الساعة آتية فما أعددت لا» قال ما أعددت لا كثي صلة ول صيام‪ ,‬ولكنن أحب ال ورسوله‪,‬‬
‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «الرء مع من أحب» فما فرح السلمون بشيء فرحهم بذا‬
‫الديث‪ ,‬وهذا له طرق متعددة ف الصحيحي وغيها عن جاعة من الصحابة عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أنه قال «الرء مع من أحب» وهي متواترة عند كثي من الفاظ التقني‪ ,‬ففيه أنه عليه‬
‫السلم كان إذا سئل عن هذا الذي ل يتاجون إل علمه أرشدهم إل ما هو الهم ف حقهم‪ ,‬وهو‬

‫‪717‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الستعداد لوقوع ذلك والتهيؤ له قبل نزوله وإن ل يعرفوا تعيي وقته‪ .‬ولذا قال مسلم ف صحيحه‪:‬‬
‫حدثنا أبو بكر بن أب شيبة وأبو كريب قال‪ :‬حدثنا أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي ال‬
‫عنها‪ ,‬قالت‪ :‬كانت العراب إذا قدموا على رسول ال صلى ال عليه وسلم سألوه عن الساعة‪ :‬مت‬
‫ال ساعة ؟ فين ظر إل أحدث إن سان من هم فيقول «إن ي عش هذا ل يدر كه الرم ح ت قا مت علي كم‬
‫ساعتكم» يع ن بذلك موت م الذي يف ضي ب م إل ال صول ف برزخ الدار الَخرة‪ .‬ث قال م سلم‪:‬‬
‫وحدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا يونس بن ممد عن حاد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلً‬
‫سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الساعة‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن يعش هذا‬
‫الغلم فعسفففى أن ل يدركفففه الرم حتففف تقوم السفففاعة» انفرد بفففه مسفففلم‪.‬‬
‫وحدثن حجاج بن الشاعر‪ ,‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد‪ ,‬حدثنا سعيد بن أب‬
‫هلل الصري عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رجلً سأل النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬مت‬
‫الساعة ؟ فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم هنيهة‪ ,‬ث نظر إل غلم بي يديه من أزدشنوءة فقال‬
‫«إن ع مر هذا ل يدركه الرم حت تقوم الساعة» قال أنس‪ :‬ذلك الغلم من أترا ب‪ ,‬وقال‪ :‬حدثنا‬
‫هارون بن عبد ال‪ ,‬حدثنا عفان بن مسلم‪ ,‬حدثنا هام‪ ,‬حدثنا قتادة عن أنس قال‪ :‬مر غلم للمغية‬
‫بن شعبة وكان من أتراب فقال النب صلى ال عليه وسلم «إن يؤخر هذا ل يدركه الرم حت تقوم‬
‫ال ساعة» ورواه البخاري ف كتاب الدب من صحيحه عن عمرو بن عا صم عن هام بن ي ي عن‬
‫قتادة عن أنس‪ ,‬أن رجلً من أهل البادية قال‪ :‬يا رسول ال مت الساعة ؟ فذكر الديث‪ ,‬وف آخره‪:‬‬
‫فمر غلم للمغية بن شعبة وذكره‪ ,‬وهذا الطلق ف هذه الرويات ممول على التقييد بساعتكم ف‬
‫حديففففففففث عائشففففففففة رضففففففففي ال عنهففففففففا‪.‬‬
‫وقال ابن جريج‪ :‬أخبن أبو الزبي أنه سع جابر بن عبد ال يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول قبل أن يوت بشهر «تسألون عن الساعة‪ ,‬وإنا علمها عند ال‪ ,‬وأقسم بال ما على ظهر‬
‫الرض اليوم من نفس منفوسة تأت عليها مائة سنة»‪ .‬رواه مسلم‪ .‬وف الصحيحي عن ابن عمر مثله‪,‬‬
‫قال ابن عمر‪ :‬وإنا أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم انرام ذلك القرن‪ .‬وقال المام أحد حدثنا‬
‫هشيم‪ ,‬أنبأنا العوام عن جبلة بن سحيم عن موثر بن عفارة عن ابن مسعود رضي ال عنه عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال «لقيت ليلة أسري ب إبراهيم وموسى وعيسى‪ ,‬فتذاكروا أمر الساعة ف قال‬
‫ف فردوا أمرهم إل إبراهيم عليه السلم‪ ,‬فقال ل علم ل با‪ ,‬فردوا أمرهم إل موسى فقال ل علم ل‬

‫‪718‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫با فردوا أمرهم إل عيسى فقال عيسى‪ :‬أما وجبتها فل يعلم با أحد إل ال عز وجل‪ ,‬وفيما عهد إل‬
‫ر ب عز و جل أن الدجال خارج ف قال ف وم عي قضيبان‪ ,‬فإذا رآ ن ذاب ك ما يذوب الر صاص‪,‬‬
‫قال‪ :‬فيهل كه ال عز و جل إذا رآ ن ح ت إن الش جر وال جر يقول‪ :‬يا م سلم إن ت ت كافرا فتعال‬
‫فاقتله‪ ,‬قال‪ :‬فيهلكهفم ال عفز وجفل ثف يرجفع الناس إل بلدهفم وأوطانمف‪ ,‬قال‪ :‬فعنفد ذلك يرج‬
‫يأجوج ومأجوج و هم من كل حدب ين سلون‪ ,‬فيطأون بلد هم ل يأتون على ش يء إل أهلكوه ول‬
‫يرون على ماء إل شربوه‪ :‬قال‪ :‬ث ير جع الناس إل فيشكون م فأد عو ال عز و جل علي هم فيهلك هم‬
‫وييتهم حت توى الرض من نت ريهم أي تنت‪ ,‬قال‪ :‬فينل ال عز وجل الطر فيجترف أجسادهم‬
‫ح ت يقذف هم ف الب حر‪ .‬قال المام أح د‪ :‬قال يز يد بن هارون‪ :‬ث تن سف البال وت د الرض مد‬
‫الدي‪ ,‬ث رجع إل حديث هشيم‪ ,‬قال‪ :‬ففيما عهد إل رب عز وجل أن ذلك إذا كان كذلك‪ ,‬فإن‬
‫الساعة كالامل التمم ل يدري أهلها مت تفاجئهم بولدتا ليلً أو نارا‪ ,‬ورواه ابن ماجه عن بندار‬
‫عن يز يد بن هارون عن العوام بن حوشب بسنده نوه‪ ,‬فهؤلء أكابر أول العزم من الر سلي ليس‬
‫عندهم علم بوقت الساعة على التعيي‪ ,‬وإنا ردوا المر إل عيسى عليه السلم‪ ,‬فتكلم على أشراطها‬
‫ل نه ينل ف آ خر هذه ال مة منفذا لحكام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ويق تل ال سيح الدجال‪,‬‬
‫ويعففل ال هلك يأجوج ومأجوج ببكففة دعائه‪ ,‬فأخففب بافف أعلمففه ال تعال بففه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن أب بكي‪ ,‬حدثنا عبيد بن إياد بن لقيط‪ ,‬قال‪ :‬سعت أب يذكر عن‬
‫حذيفة قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الساعة‪ ,‬فقال «علمها عند رب عز وجل ل‬
‫يليها لوقتها إل هو‪ ,‬ولكن سأخبكم بشاريطها وما يكون بي يديها‪ ,‬إن بي يديها فتنة وهرجا»‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول ال الفتنة قد عرفناها فما الرج ؟ قال «بلسان البشة القتل» قال «ويلقى بي الناس‬
‫التنا كر‪ ,‬فل يكاد أ حد يعرف أحدا» ل يروه أ حد من أصحاب الكتب الستة من هذا الو جه‪ .‬وقال‬
‫وكيع‪ :‬حدثنا ابن أب خالد عن طارق بن شهاب قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يزال‬
‫يذ كر من شأن ال ساعة ح ت نزلت {ي سألونك عن ال ساعة أيان مر ساها} الَ ية‪ ,‬ورواه الن سائي من‬
‫حديث عيسى بن يونس عن إساعيل بن أب خالد به‪ ,‬وهذا إسناد جيد قوي‪ ,‬فهذا النب المي سيد‬
‫الرسل وخاتهم ممد صلوات ال عليه وسلمه نب الرحة ونب التوبة ونب اللحمة والعاقب والقفى‬
‫والاشر الذي تشر الناس على قدميه‪ ,‬مع قوله فيما ثبت عنه ف الصحيح من حديث أنس وسهل بن‬
‫سعد رضي ال عنهما «بعثت أنا والساعة كهاتي» وقرن بي أصبعيه السبابة والت تليها‪ ,‬ومع هذا‬

‫‪719‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كله قد أمره ال أن يرد علم و قت ال ساعة إل يه إذا سئل عن ها‪ ,‬فقال { قل إن ا علم ها ع ند ال ول كن‬
‫أكثففففففففففففففففففففففففففففففففر الناس ل يعلمون}‪.‬‬

‫خيْرِ َومَا‬
‫ت مِ َن الْ َ‬
‫ضرّا إِلّ مَا شَآءَ اللّ ُه وََلوْ كُنتُ َأعْلَ ُم اْلغَْيبَ َلسَْت ْكثَرْ ُ‬
‫** قُل لّ َأمْلِكُ ِلنَفْسِي َنفْعا وَلَ َ‬
‫ف ُي ْؤمِنُونفففففَ‬ ‫فوَءُ إِنفففففْ َأنَاْ إِلّ نَذِيرٌ َوبَشِيٌ ّل َقوْمفففف ٍ‬ ‫فِنيَ السفففف ّ‬ ‫مَسفففف ّ‬
‫أمره ال تعال أن يفوض المور إليه‪ ,‬وأن يب عن نفسه أنه ل يعلم الغيب الستقبل ول اطلع له‬
‫على شيء من ذلك إل با أطلعه ال عليه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬عال الغيب فل يظهر على غيبه أحدا}‬
‫الَية‪ .‬وقوله {ولو كنت أعلم الغيب لستكثرت من الي} قال عبد الرزاق عن الثوري عن منصور‬
‫عن ما هد {ولو ك نت أعلم الغ يب ل ستكثرت من ال ي} قال‪ :‬لو ك نت أعلم م ت أموت لعملت‬
‫عملً صالا‪ ,‬وكذا روى ابن أب نيح عن ماهد‪ ,‬وقال مثله ابن جريج‪ ,‬وفيه نظر لن عمل رسول‬
‫ل أثب ته‪ ,‬فجم يع عمله كان على‬ ‫ال صلى ال عل يه و سلم كان دي ة‪ ,‬و ف روا ية‪ :‬كان إذا ع مل عم ً‬
‫منوال واحد كأنه ينظر إل ال عز وجل ف جيع أحواله‪ ,‬اللهم إل أن يكون الراد أن يرشد غيه إل‬
‫ال ستعداد لذلك‪ ,‬وال أعلم‪ .‬والح سن ف هذا ما رواه الضحاك عن ا بن عباس {ولو ك نت أعلم‬
‫الغيب لستكثرت من الي} أي من الال‪ .‬وف رواية‪ :‬لعلمت إذا اشتريت شيئا ما أربح فيه‪ ,‬فل أبيع‬
‫ن السوء} ول يصيبن الفقر‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬وقال آخرون‪ :‬معن ذلك‬ ‫شيئا إل ربت فيه {وما مس َ‬
‫لو كنت أعلم الغيب لعددت للسنة الجدبة من الخصبة ولوقت الغلء من الرخص‪ ,‬فاستعددت له‬
‫من الرخص‪ ,‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم {وما مسن السوء} قال‪ :‬لجتنبت ما يكون من‬
‫ال شر قبل أن يكون واتقيته‪ ,‬ث أ خب أنه إنا هو نذير وبش ي‪ ,‬أي نذ ير من العذاب وبشي للمؤمن ي‬
‫بالنات‪ ,‬كمفا قال تعال‪{ :‬فإناف يسفرناه بلسفانك لتبشفر بفه التقيف وتنذر بفه قوما لدا}‪.‬‬

‫س وَاحِ َدةٍ وَ َجعَ َل ِمْنهَا َز ْو َجهَا ِليَ سْكُنَ إَِلْيهَا َفلَمّا َتغَشّاهَا حَ َملَ تْ حَ ْم ً‬
‫ل‬ ‫** ُه َو الّذِي َخَلقَكُ ْم مّن ّنفْ ٍ‬
‫ت بِ هِ فََلمّآ َأثْقَلَ تْ ّدعَوَا اللّ هَ َرّبهُمَا َلئِ ْن آَتيَْتنَا صَالِحا ّلَنكُونَ ّن مِ نَ الشّاكِرِي نَ * فَلَمّآ آتَاهُمَا‬
‫َخفِيفا َفمَرّ ْ‬
‫شرِكُونفففَ‬ ‫ف عَمّففا يُ ْ‬ ‫ف ُشرَكَآءَ فِيمَففآ آتَاهُمَففا َفَتعَالَى اللّهفف ُ‬ ‫صفففَالِحا َج َعلَ لَهفف ُ‬

‫‪720‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ينبه تعال على أنه خلق جيع الناس من آدم عليه السلم‪ .‬وأنه خلق منه زوجته حواء ث انتشر الناس‬
‫منهما‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا‬
‫إن أكرمكم عند ال أتقاكم} وقال تعال‪{ :‬يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة‬
‫وخلق منها زوجها} الَية‪ ,‬وقال ف هذا الَية الكرية {وجعل منها زوجها ليسكن إليها} أي ليألفها‬
‫ويسكن با‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم‬
‫مودة ورحة} فل ألفة بي روحي أعظم ما بي الزوجي‪ ,‬ولذا ذكر تعال أن الساحر ربا توصل‬
‫ل خفيفا} وذلك أول‬ ‫بكيده إل التفرقفة بيف الرء وزوجفه {فلمفا تغشاهفا} أي وطئهفا {حلت ح ً‬
‫المففل ل تدفف الرأة له ألا‪ ,‬إنافف هففي النطفففة ثفف العلقففة ثفف الضغففة‪.‬‬
‫وقوله {فمرت به} قال ماهد‪ :‬استمرت بمله‪ ,‬وروي عن السن وإبراهيم النخعي والسدي نوه‪,‬‬
‫وقال ميمون بن مهران عن أبيه‪ :‬استخفته‪ .‬وقال أيوب‪ :‬سألت السن عن قوله {فمرت به} قال‪ :‬لو‬
‫ل عربيا لعرفت ما هي إنا هي فاستمرت به‪ ,‬وقال قتادة {فمرت به} استبان حلها‪ .‬وقال‬ ‫كنت رج ً‬
‫ابن جرير‪ :‬معناه استمرت بالاء قامت به وقعدت‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬استمرت به فشكت‬
‫أحلت أم ل ؟ {فلمفا أثقلت} أي صفارت ذات ثقفل بملهفا‪ .‬وقال السفدي‪ :‬كفب الولد فف بطنهفا‬
‫{دعوا ال ربما لئن آتيتنا صالا} أي بشرا سويا‪ ,‬ك ما قال الضحاك عن ابن عباس‪ :‬أشفقا أن‬
‫يكون بيمففة‪ ,‬وكذلك قال أبففو البختري وأبففو مالك‪ :‬أشفقففا أن ل يكون إنسففانا‪.‬‬
‫وقال السن البصري‪ :‬لئن آتيتنا غلما {لنكونن من الشاكرين فلما آتاها صالا جعل له شركاء‬
‫فيما آتاها فتعال ال عما يشركون} يذكر الفسرون ههنا آثارا وأحاديث سأوردها وأبي ما فيها‪ ,‬ث‬
‫نت بع ذلك ببيان ال صحيح ف ذلك إن شاء ال و به الث قة‪ ,‬قال المام أح د ف م سنده‪ :‬حدث نا ع بد‬
‫الصمد‪ :‬حدثنا عمر بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا قتادة عن السن عن سرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫«ل ا ولدت حواء طاف ب ا إبل يس‪ ,‬وكان ل يع يش ل ا ولد‪ ,‬فقال‪ :‬سيه ع بد الارث فإ نه يع يش‪,‬‬
‫فسمته عبد الارث فعاش‪ ,‬وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره» وهكذا رواه ا بن جرير عن ممد‬
‫بن)بشار عن بندار عن عبد الصمد بن عبد الوارث به‪ ,‬ورواه الترمذي ف تفسي هذه الَية عن ممد‬
‫بن الث ن عن ع بد ال صمد به‪ ,‬وقال‪ :‬هذا حد يث ح سن غر يب ل نعر فه إل من حد يث ع مر بن‬
‫إبراه يم‪ ,‬ورواه بعض هم عن ع بد ال صمد ول يرف عه‪ ,‬ورواه الا كم ف م ستدركه من حد يث ع بد‬

‫‪721‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصمد مرفوعا‪ ,‬ث قال‪ :‬هذا حديث صحيح السناد‪ ,‬ول يرجاه‪ .‬ورواه المام أبو ممد بن أب حات‬
‫فف تفسفيه عفن أبف زرعفة الرازي عفن هلل بفن فياض عفن عمفر بفن إبراهيفم بفه مرفوعا‪.‬‬
‫وكذا رواه الافظ أبو بكر بن مردويه ف تفسيه من حديث شاذ بن فياض عن عمر بن إبراهيم‬
‫مرفوعا‪ ,‬قلت‪ :‬وشاذ هو هلل‪ ,‬وشاذ لقبه‪ ,‬والغرض أن هذا الديث معلول من ثلثة أوجه (أحدها)‬
‫أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري وقد وثقه ابن معي‪ ,‬ولكن قال أبو حات الرازي‪ :‬ل يتج به‪,‬‬
‫ولكن رواه ابن مردويه من حديث العتمر عن أبيه عن السن عن سرة مرفوعا‪ ,‬فال أعلم‪( .‬الثان)‬
‫أنه قد روي من قول سرة نفسه ليس مرفوعا‪ ,‬كما قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬حدثنا‬
‫العتمر عن أبيه‪ ,‬حدثنا بكر بن عبد ال بن سليمان التيمي عن أب العلء بن الشخي عن سرة بن‬
‫جندب قال‪ :‬سى آدم ابنه عبد الارث‪( .‬الثالث) أن السن نفسه فسر الَية بغي هذا‪ ,‬فلو كان هذا‬
‫عنده عن سرة مرفوعا ل ا عدل ع نه‪ .‬قال ا بن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع حدثنا سهل بن يوسف عن‬
‫عمرو عن ال سن {جعل له شركاء في ما آتاه ا} قال‪ :‬كان هذا ف ب عض أ هل اللل ول ي كن بآدم‪.‬‬
‫وحدثنا ممد بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ممد بن ثور عن معمر قال‪ :‬قال السن‪ :‬عن با ذرية آدم‬
‫ومن أشرك منهم بعده يعن {جعل له شركاء فيما آتاها}‪ .‬وحدثنا بشر‪ ,‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا سعيد‬
‫عن قتادة قال‪ :‬كان ال سن يقول هم اليهود‪ ,‬والن صارى رزق هم ال أولدا فهودوا ون صروا‪ ,‬وهذه‬
‫أسانيد صحيحة عن السن رضي ال عنه أنه فسر الَية بذلك‪ ,‬وهو من أحسن التفاسي وأول ما‬
‫حلت عل يه الَ ية‪ ,‬ولو كان هذا الد يث عنده مفوظا عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل ا عدل‬
‫عنه هو ول غيه ول سيما مع تقواه ل وورعه‪ ,‬فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحاب‪ ,‬ويتمل‬
‫أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب من آمن منهم مثل كعب أو وهب بن منبه وغيها‪ ,‬كما سيأت بيانه‬
‫إن شاء ال إل أننفففففففا برئنفففففففا مفففففففن عهدة الرفوع‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫فأما الَثار فقال ممد بن إسحاق بن يسار عن داود بن الصي عن عكرمة عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫كانفت حواء تلد لَدم عليفه السفلم أولدا فيعبدهفم ل ويسفميهم عبفد ال وعبيفد ال ونوف ذلك‪,‬‬
‫فيصيبهم الوت‪ ,‬فأتاها إبليس فقال‪ :‬إنكما لو سيتماه بغي الذي تسميانه به لعاش‪ ,‬قال‪ :‬فولدت له‬
‫رجلً فسماه عبد الارث‪ ,‬ففيه أنزل ال يقول {هو الذي خلقكم من نفس واحدة ف إل قوله ف‬
‫جعل له شركاء في ما آتاه ا} إل آ خر الَ ية‪ ,‬وقال العو ف عن ا بن عباس قوله ف آدم { هو الذي‬
‫خلق كم من ن فس واحدة ف إل قوله ف فمرت به} ش كت أحلت أم ل ؟ {فل ما أثقلت دعوا ال‬

‫‪722‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ربما لئن آتيتنا صالا لنكونن من الشاكرين} فأتاها الشيطان‪ ,‬فقال‪ :‬هل تدريان ما يولد لكم ؟ أم‬
‫هل تدريان ما يكون أبيمة أم ل ؟ وزين لما الباطل‪ ,‬إنه غوي مبي‪ ,‬وقد كانت قبل ذلك ولدت‬
‫ولد ين فما تا‪ ,‬فقال ل ما الشيطان‪ :‬إنك ما إن ل ت سمياه ب ل يرج سويا ومات ك ما مات الول‪,‬‬
‫فسميا ولدها عبد الارث‪ ,‬فذلك قول ال تعال‪{ :‬فلما آتاها صالا جعل له شركاء فيما آتاها}‬
‫الَيففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن البارك عن شريك عن خصيف عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف قوله {فلما‬
‫آتاها صالا جعل له شركاء فيما آتاها} قال‪ :‬قال ال تعال‪{ :‬هو الذي خلقكم من نفس واحدة‬
‫وج عل من ها زوج ها لي سكن إلي ها فل ما تغشا ها} آدم {حلت} فأتاه ا إبل يس لع نه ال فقال‪ :‬إ ن‬
‫صاحبكما الذي أخرجتك ما من ال نة لتطيعا ن أو لجعلن له قر ن إ بل فيخرج من بط نك فيش قه‪,‬‬
‫ولفعلن ولفعلن يوفهما‪ ,‬فسمياه عبد الارث فأبيا أن يطيعاه‪ ,‬فخرج ميتا‪ ,‬ث حلت الثانية فأتاها‬
‫أيضا فقال‪ :‬أ نا صحاحبكما الذي فعلت ما فعلت لتفعلن أو لفعلن ف يوفه ما ف فأب يا أن يطيعاه‬
‫فخرج ميتا‪ ,‬ث حلت الثال ثة فأتاه ا أيضا فذ كر ل ما فأدركه ما حب الولد ف سمياه ع بد الارث‪,‬‬
‫فذلك قوله تعال‪{ :‬جعل له شركاء فيمفففا آتاهاففف} رواه ابفففن أبففف حاتففف‪.‬‬
‫وقد تلقى هذا الثر عن ابن عباس من أصحابه كمجاهد وسعيد بن جبي وعكرمة‪ ,‬ومن الطبقة‬
‫الثانية قتادة والسدي وغي واحد من السلف وجاعة من اللف‪ ,‬ومن الفسرين من التأخرين جاعات‬
‫ل يصون كثرة‪ ,‬وكأنه ف وال أعلم ف أصله مأخوذ من أهل الكتاب‪ ,‬فإن ابن عباس رواه عن أب‬
‫بن كعب‪ ,‬كما رواه ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو الماهر‪ ,‬حدثنا سعيد يعن ابن بشي عن‬
‫عقبة عن قتادة عن ماهد عن ابن عباس عن أب بن كعب قال‪ :‬لا حلت حواء أتاها الشيطان فقال‬
‫ل ا‪ :‬أتطيعي ن وي سلم لك ولدك‪ ,‬سيه ع بد الارث‪ ,‬فلم تف عل‪ ,‬فولد فمات‪ ,‬ث حلت فقال ل ا م ثل‬
‫ذلك فلم تفعفل‪ ,‬ثف حلت الثالثفة فجاءهفا فقال‪ :‬إن تطيعينف يسفلم وإل فإنفه يكون بيمفة‪ ,‬فهيبهمفا‬
‫فأطاعفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففا‪.‬‬
‫وهذه الَثار يظهر عليها ف وال أعلم ف أنا من آثار أهل الكتاب‪ ,‬وقد صح الديث عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «إذا حدثكم أهل الكتاب فل تصدقوهم ول تكذبوهم» ث أخبارهم‬
‫على ثلثة أقسام‪ ,‬فمنها ما علمنا صحته با دل عليه الدليل من كتاب ال أو سنة رسوله‪ ,‬ومنها ما‬
‫علمنا كذبه با دل على خلفه من الكتاب والسنة أيضا‪ ,‬ومنها ما هو مسكوت عنه فهو الأذون ف‬

‫‪723‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫روايته بقوله عليه السلم «حدثوا عن بن إسرائيل ول حرج» وهو الذي ل يصدق ول يكذب لقوله‬
‫«فل تصدقوهم ول تكذبوهم» وهذا الثر هو من القسم الثان أو الثالث فيه نظر‪ ,‬فأما من حدث به‬
‫من صحاب أو تابعي فإنه يراه من القسم الثالث‪ ,‬وأما نن فعلى مذهب السن البصري رحه ال ف‬
‫هذا‪ ,‬وأ نه ل يس الراد من هذا ال سياق آدم وحواء‪ ,‬وإن ا الراد من ذلك الشركون من ذري ته‪ ,‬و هو‬
‫كالستطراد من ذكر الشخص إل النس‪ ,‬كقوله {ولقد زينا السماء الدنيا بصابيح} الَية‪ ,‬ومعلوم‬
‫أن ال صابيح و هي النجوم ال ت زي نت ب ا ال سماء لي ست هي ال ت ير مى ب ا‪ ,‬وإن ا هذا ا ستطراد من‬
‫شخففففص الصففففابيح إل جنسففففها‪ ,‬ولذا نظائر ففففف القرآن‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫سهُ ْم يَن صُرُونَ *‬‫ستَطِيعُونَ َلهُ ْم نَ صْرا وَلَ َأْنفُ َ‬ ‫خَلقُو نَ * وَ َل يَ ْ‬ ‫خلُ ُق َشيْئا َوهُ ْم يُ ْ‬ ‫** َأيُشْرِكُو نَ مَا َل يَ ْ‬
‫َوإِن تَ ْدعُوهُ مْ إِلَى اْلهُدَىَ َل َيتِّبعُوكُ مْ َسوَآءٌ عََلْيكُ مْ َأ َد َعوْتُمُوهُ مْ أَ مْ أَْنتُ مْ صَا ِمتُونَ * إِ نّ الّذِي َن تَ ْدعُو نَ‬
‫ستَجِيبُواْ َلكُ مْ إِن كُنتُ مْ صَادِِقيَ * أََلهُ مْ أَ ْرجُ ٌل يَمْشُو نَ ِبهَآ أَ مْ‬ ‫مِن دُو نِ اللّ ِه عِبَادٌ َأمْثَاُلكُ مْ فَا ْدعُوهُ مْ فَ ْليَ ْ‬
‫َلهُ مْ َأيْ ٍد َيبْطِشُو َن ِبهَآ أَ مْ َلهُ مْ َأ ْعيُ نٌ ُيبْ صِرُونَ ِبهَآ أَ مْ َل ُه مْ آذَا نٌ يَ سْ َمعُونَ ِبهَا قُلِ ا ْدعُواْ شُرَكَآءَكُ ْم ثُ مّ‬
‫ب َوهُ َو َيَتوَلّى الصّالِحِيَ * وَالّذِي َن تَ ْدعُونَ مِن‬ ‫ل تُنظِرُونِ * إِنّ وَلِيّفيَ اللّ ُه الّذِي نَزّ َل اْل ِكتَا َ‬ ‫كِيدُونِ َف َ‬
‫ستَطِيعُونَ نَ صْرَ ُك ْم وَل َأْنفُ سَهُ ْم َينْ صُرُونَ * َوإِن تَ ْدعُوهُ مْ إِلَى الْهُدَىَ َل يَ سْ َمعُواْ َوتَرَاهُ مْ‬ ‫دُونِ هِ َل يَ ْ‬
‫فففففففِرُونَ‬ ‫ف َوهُمففففففففْ َل ُيبْصف‬ ‫يَنظُرُونففففففففَ إَِليْكففففففف َ‬
‫هذا إنكار من ال على الشرك ي الذ ين عبدوا مع ال غيه من النداد وال صنام والوثان‪ ,‬و هي‬
‫ملوقة ل مربوبة مصنوعة‪ ,‬ل تلك شيئا من المر ول تضر ول تنفع‪ ,‬ول تبصر ول تنتصر لعابديها‪,‬‬
‫بل هي جاد ل تتحرك ول ت سمع ول تب صر‪ ,‬وعابدو ها أك مل من ها ب سمعهم وب صرهم وبطش هم‪,‬‬
‫ولذا قال‪{ :‬أيشركون ما ل يلق شيئا وهم يلقون} أي أتشركون به من العبودات ما ل يلق شيئا‬
‫ول يستطيع ذلك‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون ال‬
‫لن يلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا ل يستنقذوه منه ضعف الطالب والطلوب *‬
‫ما قدروا ال حق قدره إن ال لقوي عزيز} أخب تعال أن آلتهم لو اجتمعوا كلهم ما استطاعوا خلق‬
‫ذبابة بل لو سلبتهم الذبابة شيئا من حقي الطاعم وطارت‪ ,‬لا استطاعوا إنقاذه منها‪ ,‬فمن هذه صفته‬
‫وحاله كيفف يعبفد ليزق ويسفتنصر ؟ ولذا قال تعال‪{ :‬ل يلق شيئا وهفم يلقون} أي بفل هفم‬
‫ملوقون مصفففنوعون كمفففا قال الليفففل {أتعبدون مفففا تنحتون} الَيفففة‪.‬‬

‫‪724‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وليستطيعون لم نصرا} أي لعابديهم {ول أنفسهم ينصرون} يعن ول لنفسهم‬
‫ينصرون من أرادهم بسوء‪ ,‬كما كان الليل عليه الصلة والسلم يكسر أصنام قومه ويهينها غاية‬
‫الهانة كما أخب تعال عنه ف قوله‪{ :‬فراغ عليهم ضربا باليمي} وقال تعال‪{ :‬فجعلهم جذاذا إل‬
‫كبيا ل م لعل هم إل يه يرجعون} وك ما كان معاذ بن عمرو بن الموح ومعاذ بن ج بل ر ضي ال‬
‫عنهما‪ ,‬وكانا شابي قد أسلما لا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة‪ ,‬فكانا يعدوان ف الليل‬
‫على أصفنام الشركيف يكسفرانا ويتلفاناف ويتخذاناف حطبا للرامفل ليعتفب قومهمفا بذلك ويرتؤوا‬
‫لنف سهم‪ ,‬فكان لعمرو بن الموح وكان سيدا ف قو مه صنم يعبده ويطي به‪ ,‬فكا نا ييئان ف الل يل‬
‫فينكسانه على رأسه ويلطخانه بالعذرة‪ ,‬فيجيء عمرو بن الموح فيى ما صنع به‪ ,‬فيغسله ويطيبه‬
‫وي ضع عنده سيفا ويقول له‪ :‬انت صر‪ ,‬ث يعودان ل ثل ذلك‪ ,‬ويعود إل صنيعه أيضا‪ ,‬ح ت أخذاه مرة‬
‫فقرناه مع كلب ميت‪ ,‬ودلياه ف حبل ف بئر هناك‪ ,‬فلما جاء عمرو بن الموح ورأى ذلك نظر فعلم‬
‫فففففل‪ ,‬وقال‪:‬‬ ‫فففففن باطف‬ ‫فففففن الديف‬ ‫فففففه مف‬ ‫فففففا كان عليف‬ ‫أن مف‬
‫تال لو كنفففففت إلا مسفففففتدنلم تفففففك والكلب جيعا فففففف قرن‬
‫ث أسلم فحسن إسلمه‪ ,‬وقتل يوم أحد شهيدا رضي ال عنه وأرضاه وجعل جنة الفردوس مأواه‪,‬‬
‫وقوله {وإن تدعوهم إل الدى ل يتبعوكم} الَية‪ ,‬يعن أن هذه الصنام ل تسمع دعاء من دعاها‪,‬‬
‫وسواء لديها من دعاها ومن دحاها‪ ,‬كما قال إبراهيم {يا أبت ل تعبد ما ل يسمع ول يبصر ول‬
‫يغن عنك شيئا} ث ذكر تعال أنا عبيد مثل عابديها أي ملوقات مثلهم‪ ,‬بل الناس أكمل منها لنا‬
‫تسفمع وتبصفر وتبطفش‪ ,‬وتلك ل تفعفل شيئا مفن ذلك‪ ,‬وقوله {قفل ادعوا شركاءكفم} الَيفة‪ ,‬أي‬
‫استنصروا با علي فل تؤخرون طرفة عي‪ ,‬واجهدوا جهدكم {إن وليي ال الذي نزل الكتاب وهو‬
‫يتول الصالي} أي ال ح سب وكافّ‪ ,‬وهو نصيي وعليه متكلي وإليه أل أ‪ ,‬و هو ول يي ف الدن يا‬
‫والَخرة و هو ول كل صال بعدي وهذا ك ما قال هود عل يه ال سلم ل ا قال له قو مه {إن نقول إل‬
‫اعتراك بعض آلتنا بسوء قال إن أشهد ال واشهدوا أن بريء ما تشركون من دونه فكيدون جيعا‬
‫ث ل تنظرون * إن توكلت على ال رب وربكم ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها إن رب على صراط‬
‫مستقيم} وكقول الليل {أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم القدمون * فإنم عدو ل إل رب‬
‫العال ي * الذي خلق ن ف هو يهد ين} الَيات‪ ,‬وكقوله لب يه وقو مه {إن ن براء م ا تعبدون إل الذي‬
‫فطرنفف فإنففه سففيهدين وجعلهففا كلمففة باقيففة ففف عقبففة لعلهففم يرجعون}‪.‬‬

‫‪725‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {والذ ين تدعون من دو نه} إل آ خر الَ ية‪ ,‬مؤ كد ل ا تقدم إل أ نه ب صيغة الطاب وذلك‬
‫ب صيغة الغي بة‪ ,‬ولذا قال {ل ي ستطيعون ن صركم ول أنف سهم ين صرون}‪ ,‬وقوله {وإن تدعو هم إل‬
‫الدى ل ي سمعوا وترا هم ينظرون إل يك و هم ل يب صرون} كقوله تعال‪{ :‬إن تدعو هم ل ي سمعوا‬
‫دعاءكفم} الَيفة‪ .‬وقوله {وتراهفم ينظرون إليفك وهفم ل يبصفرون} إناف قال {ينظرون إليفك} أي‬
‫يقابلو نك بعيون م صورة كأن ا ناظرة و هي جاد‪ ,‬ولذا عامل هم معاملة من يع قل لن ا على صورة‬
‫مصفورة كالن سان وترا هم ينظرون إل يك‪ ,‬ف عب عن ها بضم ي من يع قل‪ ,‬وقال ال سدي‪ :‬الراد بذا‬
‫الشركون‪ ,‬وروي عففن ماهففد نوه‪ ,‬والول أول‪ ,‬وهففو اختيار ابففن جريففر‪ ,‬وقاله قتادة‪.‬‬

‫شيْطَانِ نَزْغٌ فَا ْسَتعِ ْذ بِاللّهِ ِإنّ ُه‬


‫ف َوَأعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِيَ * َوإِمّا َينَ َز َغنّكَ مِنَ ال ّ‬
‫** خُ ِذ اْل َعفْ َو َوْأمُ ْر بِاْلعُرْ ِ‬
‫سفففففففففففففففففففَمِي ٌع عَلِيمفففففففففففففففففففٌ‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس قوله {خذ العفو} يعن خذ ما عفي لك من أموالم وما أتوك‬
‫بفه مفن شيفء فخذه‪ ,‬وكان هذا قبفل أن تنل براءة بفرائض الصفدقات وتفصفيلها ومفا انتهفت إليفه‬
‫ال صدقات‪ ,‬قاله ال سدي‪ .‬وقال الضحاك عن ا بن عباس { خذ الع فو} أن فق الف ضل‪ ,‬وقال سعيد بن‬
‫جبي عن ابن عباس {خذ العفو} قال‪ :‬الفضل‪ .‬وقال ع بد الرحن بن ز يد بن أسلم ف قوله {خذ‬
‫العفو} أمره ال بالعفو والصفح عن الشركي عشر سني‪ ,‬ث أمره بالغلظة عليهم‪ ,‬واختار هذا القول‬
‫ابن جرير‪ .‬وقال غي واحد عن ماهد ف قوله تعال‪{ :‬خذ العفو} قال‪ :‬من أخلق الناس وأعمالم‬
‫من غي تسس‪ .‬وقال هشام بن عروة عن أبيه‪ :‬أمر ال رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يأخذ العفو‬
‫من أخلق الناس‪ ,‬وف رواية قال‪ :‬خذ ما عفي لك من أخلقهم‪ ,‬وف صحيح البخاري عن هشام عن‬
‫أبيه عروة عن أخيه عبد ال بن الزبي قال‪ :‬إنا أنزل خذ العفو من أخلق الناس وف رواية عن أبيه عن‬
‫ابفن عمفر‪ ,‬وفف روايفة عفن هشام عفن أبيفه عفن عائشفة أنمفا قال مثفل لك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وف رواية سعيد بن منصور عن أب معاوية عن هشام عن وهب بن كيسان عن أب الزبي خذ العفو‪,‬‬
‫قال‪ :‬من أخلق الناس‪ ,‬وال لَخذنه منهم ما صحبتهم‪ ,‬وهذا أشهر القوال‪ ,‬ويشهد له ما رواه ابن‬
‫جرير‪ ,‬وابن أب حات جيعا‪ :‬حدثنا يونس حدثنا سفيان هو ابن عيينة عن ُأمَ يّ قال‪ :‬لا أنزل ال عز‬
‫وجل على نبيه صلى ال عليه وسلم {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الاهلي} قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم « ما هذا يا جب يل ؟» قال‪ :‬إن ال أمرك أن تع فو ع من ظل مك وتع طي من‬

‫‪726‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حرمك وتصل من قطعك‪ ,‬وقد رواه ابن أب حات أيضا عن أب يزيد القراطيسي كتابة‪ ,‬عن أصبغ بن‬
‫الفرج عن سفيان عن ُأمَ يّ عن الش عب نوه‪ ,‬وهذا مر سل على كل حال‪ ,‬و قد روي له شوا هد من‬
‫وجوه أ خر‪ ,‬و قد روي مرفوعا عن جابر وق يس بن سعد بن عبادة عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫فففففففففففه‪.‬‬ ‫فففففففففففن مردويف‬ ‫فففففففففففندها ابف‬ ‫أسف‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو الغية‪ ,‬حدثنا معاذ بن رفاعة‪ ,‬حدثن علي بن يزيد عن القاسم بن أب‬
‫أمامة الباهلي عن عقبة بن عامر رضي ال عنه قال‪ :‬لقيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فابتدأته‪,‬‬
‫فأخذت بيده فقلت‪ :‬يا رسول ال أخبن بفواضل العمال‪ ,‬فقال «يا عقبة صل من قطعك‪ ,‬وأعط‬
‫من حرمك‪ ,‬وأعرض عمن ظلمك» وروى الترمذي نوه من طريق عبيد ال بن ز حر عن علي بن‬
‫يزيد به‪ .‬وقال‪ :‬حسن‪ .‬قلت‪ :‬ولكن علي بن يزيد وشيخه القاسم أبو عبد الرحن فيهما ضعف‪ .‬وقال‬
‫البخاري قوله {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الاهلي} العرف‪ :‬العروف‪ ,‬حدثنا أبو اليمان‪,‬‬
‫حدثنا شعيب عن الزهري‪ ,‬أخبن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة أن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪:‬‬
‫قدم عيينة بن حصن بن حذيفة‪ ,‬فنل على ابن أخيه الر بن قيس‪ ,‬وكان من النفر الذين يدنيهم عمر‪,‬‬
‫وكان القراء أ صحاب مالس ع مر ومشاور ته كهولً كانوا أو شبابا‪ ,‬فقال عيي نة ل بن أخ يه‪ :‬يا ا بن‬
‫أخي لك وجه عند هذا المي فاستأذن ل عليه‪ ,‬قال‪ :‬سأستأذن لك عليه‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬فاستأذن‬
‫الر لعيينة فأذن له عمر‪ ,‬فلما دخل عليه قال‪ :‬هي يا ابن الطاب فو ال ما تعطينا الزل ول تكم‬
‫بيننا بالعدل‪ ,‬فغضب عمر حت ه مّ أن يوقع به‪ ,‬فقال له الر‪ ,‬يا أمي الؤمني إن ال تعال قال لنبيه‬
‫صلى ال عليه وسلم {خذ العفو وأ مر بالعرف وأعرض عن الاهلي} وإن هذا من الاهل ي‪ ,‬وال‬
‫ماجاوز ها ع مر ح ي تل ها عل يه‪ ,‬وكان وقافا ع ند كتاب ال عز و جل‪ ,‬وانفرد بإخرا جه البخاري‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى قراءة‪ ,‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن مالك بن أنس عن‬
‫عبيد ال بن نافع أن سال بن عبد ال بن عمر مر على عي لهل الشام وفيها جرس‪ ,‬فقال‪ :‬إن هذا‬
‫منهي عنه‪ ,‬فقالوا‪ :‬نن أعلم بذا منك‪ ,‬إنا يكره اللجل الكبي‪ ,‬فأما مثل هذا فل بأس به‪ ,‬فسكت‬
‫سفال وقال {وأعرض عفن الاهليف} وقول البخاري‪ :‬العرف العروف‪ ,‬نفص عليفه عروة بفن الزبيف‬
‫والسدي وقتادة وابن جرير وغي واحد‪ ,‬وحكى ابن جرير أنه يقال أوليته معروفا وعارفا‪ ,‬كل ذلك‬
‫بعن العروف‪ ,‬قال‪ :‬وقد أمر ال نبيه صلى ال عليه وسلم أن يأمر عباده بالعروف‪ ,‬ويدخل ف ذلك‬
‫جيع الطاعات وبالعراض عن الاهلي‪ ,‬وذلك وإن كان أمرا لنبيه صلى ال عليه وسلم فإنه تأديب‬

‫‪727‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للقه باحتمال من ظلمهم واعتدى عليهم ل بالعراض عمن جهل الق الواجب من حق ال‪ ,‬ول‬
‫بالصفح عمن كفر بال وجهل وحدانيته وهو للمسلمي حرب‪ .‬وقال سعيد بن أب عروبة عن قتادة‬
‫ف قوله {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الاهلي} قال‪ :‬هذه أخلق أمر ال با نبيه صلى ال‬
‫عل يه و سلم ودله علي ها‪ ,‬و قد أ خذ ب عض الكماء هذا الع ن ف سبكه ف بيت ي فيه ما جناس‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫خففففذ العفففففو وأمففففر بعرف كماأمرت وأعرض عففففن الاهليفففف‬
‫ولن ففففف الكلم لكففففل النامفمسففففتحسن مففففن ذوي الاه ليفففف‬
‫وقال بعض العلماء‪ :‬الناس رجلن‪ ,‬فرجل مسن فخذ ما عفا لك من إحسانه ول تكلفه فوق طاقته‬
‫ول ما يرجه‪ ,‬وإما مسيء فمره بالعروف فإن تادى على ضلله واستعصى عليك واستمر ف جهله‬
‫فأعرض عنه‪ ,‬فلعل ذلك أن يرد كيده‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ادفع بالت هي أحسن السيئة نن أعلم با‬
‫يصفون * وقل رب أعوذ بك من هزات الشياطي وأعوذ بك رب أن يضرون} وقال تعال‪{ :‬ول‬
‫تستوي السنة ول السيئة ادفع بالت هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ول حيم * وما‬
‫يلقاها إل الذين صبوا وما يلقاها إل ذو حظ عظيم} أي هذه الوصية {وإما ينغنك من الشيطان‬
‫نزغ فا ستعذ بال إ نه هو ال سميع العل يم} وقال ف هذه ال سورة الكري ة أيضا {وإ ما ينغ نك من‬
‫الشيطان نزغ فاستعذ بال إنه سيع عليم} فهذه الَيات الثلث ف العراف والؤمنون وحم السجدة‬
‫ل را بع ل ن‪ ,‬فإ نه تعال‪ ,‬ير شد في هن إل معاملة العا صي من ال نس بالعروف بال ت هي أح سن فإن‬
‫ذلك يك فه ع ما هو ف يه من التمرد بإذ نه تعال‪ ,‬ولذا قال {فإذا الذي بي نك وبي نه عداوة كأ نه ول‬
‫ح يم} ث ير شد تعال إل ال ستعاذة به من شيطان الان‪ ,‬فإن ل يك فه ع نك الح سان وإن ا ير يد‬
‫هلكك ودمارك بالكلية فإنه عدو مبي لك ولبيك من قبلك‪ ,‬وقال ابن جرير ف تفسي قوله {وإما‬
‫ينغ نك من الشيطان نزغ} وإ ما يغض بك من الشيطان غ ضب ي صدك عن العراض عن الا هل‬
‫ويملك على مازا ته {فا ستعذ بال} يقول‪ :‬فا ستجر بال من نز غه {إ نه سيع عل يم} سيع ل هل‬
‫الاهل عل يك وال ستعاذة به من نز غه ولغ ي ذلك من كلم خل قه ل ي فى عليه منه شيء عل يم ب ا‬
‫يذهففففب عنففففك نزغ الشيطان وغيفففف ذلك مففففن أمور خلقففففه‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬لا نزلت {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الاهلي} قال‪:‬‬
‫يا رب ك يف بالغ ضب ؟‪ ,‬فأنزل ال {وإ ما ينغ نك من الشيطان نزغ فا ستعذ بال إ نه سيع عل يم}‬
‫قلت‪ :‬و قد تقدم ف أول ال ستعاذة حد يث الرجل ي اللذ ين ت سابا بضرة ال نب صلى ال عل يه و سلم‬

‫‪728‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فغضب أحدها حت جعل أنفه يتمرغ غضبا‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن لعلم كلمة‬
‫لو قالا لذهب عنه ما يد‪ ,‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم» فقيل له‪ ,‬فقال‪ :‬ما ب من جنون‪ .‬وأصل‬
‫النغ الفساد إما بالغضب أو غيه‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وقل لعبادي يقولوا الت هي أحسن إن الشيطان‬
‫ينغ بينهم} والعياذ اللتجاء والستناد والستجارة من الشر‪ ,‬وأما اللذ ففي طلب الي‪ ,‬كما قال‬
‫أبففففففففو الطيففففففففب التنففففففففب ففففففففف شعره‪:‬‬
‫ففف أحاذره‬ ‫فففه ماف‬‫فففن أعوذ بف‬ ‫فففا أؤملهومف‬ ‫فففه فيمف‬ ‫فففن ألوذ بف‬ ‫فففا مف‬ ‫يف‬
‫ل يبفففف الناس عظما أنففففت كاسففففرهول يهيضون عظما أنففففت جابره‬
‫فا‪.‬‬
‫فه ههنف‬‫فن إعادتف‬
‫في با ف أغن ف عف‬ ‫فتعاذة ف ف أول التفسف‬‫فث السف‬ ‫فا أحاديف‬‫فد قدمنف‬‫وقف‬

‫شيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَِإذَا هُم ّمبْصِرُونَ * َوإِ ْخوَانُهُ ْم يَ ُمدّونَهُمْ فِي‬


‫سهُ ْم طَائِفٌ مّنَ ال ّ‬
‫** إِ ّن الّذِينَ اّتقَواْ إِذَا مَ ّ‬
‫فففففففففففِرُونَ‬ ‫فففففففففففّ َل ُيقْصف‬ ‫ف ثُمف‬‫فففففففففف ّ‬ ‫الْغَيف‬
‫يب تعال عن التقي من عباده الذين أطاعوه فيما أمر‪ ,‬وتركوا ما عنه زجر أنم {إذا مسهم} أي‬
‫أصابم طيف‪ .‬وقرأ الَخرون طائف‪ ,‬وقد جاء فيه حديث وها قراءتان مشهورتان‪ ,‬فقيل بعن واحد‪,‬‬
‫وق يل بينه ما فرق‪ ,‬ومن هم من ف سر ذلك بالغ ضب‪ ,‬ومن هم من ف سره ب س الشيطان بال صرع ونوه‪,‬‬
‫ومن هم من ف سره بال م بالذ نب‪ ,‬ومن هم من ف سره بإ صابة الذ نب وقوله {تذكروا} أي عقاب ال‬
‫وجزيفل ثوابفه ووعده‪ ,‬ووعيده‪ ,‬فتابوا وأنابوا واسفتعاذوا بال ورجعوا إليفه مفن قريفب {فإذا هفم‬
‫مبصرون} أي قد استقاموا وصحوا ما كانوا فيه‪ .‬وقد أورد الافظ أبو بكر بن مردويه هاهنا حديث‬
‫ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة رضي ال عنه قال جاءت امرأة إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وبا طيف فقالت‪ :‬يا رسول ال ادع ال أن يشفين‪ ,‬فقال «إن شئت دعوت ال فشفاك‪ ,‬وإن‬
‫شئت فا صبي ول ح ساب عل يك» فقالت‪ :‬بل أ صب ول ح ساب عل يّ‪ ,‬ورواه غ ي وا حد من أ هل‬
‫ال سنن وعند هم قالت‪ :‬يا ر سول ال إ ن أ صرع وأتك شف‪ ,‬فادع ال أن يشفي ن‪ ,‬فقال «إن شئت‬
‫دعوت ال أن يشفيك‪ ,‬وإن شئت صبت ولك النة» فقالت‪ :‬بل أصب ول النة‪ ,‬ولكن ادع ال أن‬
‫ل أتكشف‪ ,‬فدعا لا فكانت ل تتكشف‪ :‬وأخرجه الاكم من مستدركه‪ ,‬وقال‪ :‬صحيح على شرط‬
‫مسففففففففففففففففففففففففففففففففففلم‪ ,‬ول يرجاه‪.‬‬

‫‪729‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد ذكر الافظ ابن عساكر ف ترجة عمرو بن جامع من تاريه أن شابا كان يتعبد ف السجد‪,‬‬
‫فهويته امرأة فدعته إل نفسها‪ ,‬فما زالت به حت كاد يدخل معها النل‪ ,‬فذكر هذه الَية {إن الذين‬
‫اتقوا إذا م سهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مب صرون} ف خر مغشيا عل يه‪ ,‬ث أفاق فأعاد ها‪,‬‬
‫فمات‪ ,‬فجاء عمر فعزى فيه أباه‪ ,‬وكان قد دفن ليلً فذهب فصلى على قبه بن معه‪ ,‬ث ناداه عمر‬
‫فقال‪ :‬يا فت {ولن خاف مقام ربه جنتان} فأجابه الفت من داخل القب‪ :‬يا عمر قد أعطانيهما رب‬
‫عفففففففز وجفففففففل فففففففف النفففففففة مرتيففففففف‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإخوانمف يدونمف} أي وأخوان الشياطيف مفن النفس كقوله {إن البذريفن كانوا‬
‫إخوان الشياطي} وهم أتباعهم والستمعون لم‪ ,‬القابلون لوامرهم يدونم ف الغي أي تساعدهم‬
‫الشياطي على العاصي وتسهلها عليهم وتسنها لم‪ .‬وقال ابن كثي‪ :‬الد الزيادة يعن يزيدونم ف‬
‫الغي يع ن ال هل وال سفه {ث ل يق صرون} ق يل معناه إن الشياط ي ت د ال نس ل تق صر ف أعمال م‬
‫بذلك‪ ,‬كمفا قال علي بفن أبف طلحفة عفن ابفن عباس فف قوله {وإخوانمف يدونمف فف الغفي ثف ل‬
‫يقصرون} الَية‪ ,‬قال‪ :‬ل النس يقصرون عما يعملون‪ ,‬ول الشياطي تسك عنهم‪ ,‬وقيل معناه كما‬
‫رواه العو ف عن ا بن عباس ف قوله {يدون م ف ال غي ث ل يق صرون} قال‪ :‬هم ال ن يوحون إل‬
‫أوليائ هم من ال نس ث ل يق صرون‪ ,‬يقول ل ي سأمون‪ ,‬وكذا قال ال سدي وغيه أن يع ن الشياط ي‬
‫يدون أولياءهفم مفن النفس ول تسفأم مفن إمدادهفم فف الشفر‪ ,‬لن ذلك طبيعفة لمف وسفجية {ل‬
‫يق صرون} ل تف تر ف يه ول تب طل ع نه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬أل تر أ نا أر سلنا الشياط ي على الكافر ين‬
‫تؤزهففففم أزا} قال ابففففن عباس وغيه‪ :‬تزعجهففففم إل العاصففففي إزعاجا‪.‬‬

‫** َوإِذَا لَ ْم َت ْأِتهِمْ بِآَيةٍ قَالُواْ َلوْلَ ا ْجَتبَْيَتهَا قُلْ ِإنّمَآ َأتّبِ ُع مَا يِو َحىَ إِلَ ّي مِن ّربّي هَـذَا بَصَآئِ ُر مِن ّرّبكُ ْم‬
‫َوهُدًى وَرَحْ َمةً ّل َقوْمفففففففففففففففٍ ُي ْؤ ِمنُونفففففففففففففففَ‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ف قوله تعال‪{ :‬قالوا لول اجتبيت ها} يقول‪ :‬لول تلقيت ها‪.‬‬
‫وقال مرة أخرى‪ :‬لول أحدثتها فأنشأتا‪ ,‬وقال ابن جرير عن عبدال بن كثي عن ماهد ف قوله {وإذا‬
‫ف عفن نفسفك‪ ,‬وكذا قال قتادة‬ ‫ل تأتمف بآيفة قالوا لول اجتبيتهفا} قال‪ :‬لول اقتضيتهفا‪ ,‬قالوا‪ :‬ترجه ا‬
‫وال سدي وع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ ,‬واختاره ا بن جر ير‪ .‬وقال العو ف عن ا بن عباس {لول‬
‫اجتبيتهفا} يقول‪ :‬تلقيتهفا مفن ال تعال‪ .‬وقال الضحاك {لول اجتبيتهفا} يقول‪ :‬لول أخذتاف أنفت‬

‫‪730‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فجئت باف مفن السفماء‪ ,‬ومعنف قوله تعال‪{ :‬وإذا ل تأتمف بآيفة} أي معجزة وخارق‪ ,‬كقوله تعال‪:‬‬
‫{إن نشأ ننل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لا خاضعي} يقولون للرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬أل تهد نفسك ف طلب الَيات من ال حت نراها ونؤمن با‪ ,‬قال ال تعال له‪{ :‬قل إنا أتبع‬
‫ما يوحى إل من رب} أي أنا ل أتقدم إليه تعال ف شيء‪ ,‬وإنا أتبع ما أمرن به فأمتثل ما يوحيه إل‪,‬‬
‫فإن ب عث آ ية قبلت ها وإن منع ها ل أ سأله ابتداء إيا ها إل أن يأذن ل ف ذلك‪ ,‬فإ نه حك يم عل يم‪ ,‬ث‬
‫أرشدهفم إل أن هذا القرآن هفو أعظفم العجزات وأبيف الدللت وأصفدق الجفج والبينات‪ ,‬فقال‬
‫{هذا بصفففائر مفففن ربكفففم وهدى ورحةففف لقوم يؤمنون}‪.‬‬

‫ف تُرْ َحمُونففَ‬
‫فتُواْ َلعَّلكُمف ْ‬
‫فتَ ِمعُواْ لَهففُ َوأَنصف ِ‬
‫** َوإِذَا ُقرِى َء الْقُرْآنففُ فَاسف ْ‬
‫ل ا ذ كر تعال أن القرآن ب صائر للناس وهدى ورح ة‪ ,‬أ مر تعال بالن صات ع ند تلو ته إعظاما له‬
‫واحتراما‪ ,‬ل كما كان يعتمده كفار قريش الشركون ف قولم {ل تسمعوا لذا القرآن والغوا فيه}‬
‫الَية‪ ,‬ولكن يتأكد ذلك من الصلة الكتوبة إذا جهر المام بالقراءة‪ ,‬كما رواه مسلم ف صحيحه من‬
‫حديث أب موسى الشعري رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إنا جعل المام‬
‫ليؤ ت به فإذا كب ف كبوا‪ ,‬وإذا قرأ فأن صتوا» وكذا رواه أ هل ال سنن من حد يث أ ب هريرة أيضا‪,‬‬
‫و صححه م سلم بن الجاج أيضا‪ ,‬ول ير جه ف كتا به‪ ,‬وقال إبراه يم بن م سلم الجري عن أ ب‬
‫عياض عفن أبف هريرة قال‪ :‬كانوا يتكلمون فف الصفلة‪ ,‬فلمفا نزلت هذه الَيفة {وإذا قرى القرآن‬
‫فاسففففففففتمعوا له} والَيففففففففة الخرى‪ ,‬أمروا بالنصففففففففات‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن السيب بن رافع قال ابن‬
‫مسعود‪ :‬كنا يسلم بعضنا على بعض ف الصلة‪ ,‬فجاء القرآن {وإذا قرى القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‬
‫لعلكم ترحون}‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا الحارب عن داود بن أب هند عن بشي بن‬
‫جابر قال‪ :‬صلى ا بن م سعود ف سمع نا سا يقرؤون مع المام‪ ,‬فل ما ان صرف قال‪ :‬أ ما آن ل كم أن‬
‫تفهموا‪ ,‬أمفا آن لكفم أن تعقلوا {وإذا قرى القرآن فاسفتمعوا له وأنصفتوا} كمفا أمركفم ال‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وحدثن أبو السائب‪ ,‬حدثنا حفص عن أشعث عن الزهري قال‪ :‬نزلت هذه الَية ف فت من النصار‬
‫كان رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم كلمفا قرأ شيئا قرأه‪ ,‬فنلت {وإذا قرى القرآن فاسفتمعوا له‬
‫وأنصتوا}‪ .‬وقد روى المام أحد وأهل السنن من حديث الزهري عن أب أكيمة الليثي عن أب هريرة‬

‫‪731‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم انصرف من صلة جهر فيها بالقراءة فقال «هل قرأ أحد منكم‬
‫معي آنفا ؟» قال رجل‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ,‬قال‪« :‬إن أقول ما ل أنازع القرآن» قال‪ :‬فانتهى الناس‬
‫عن القراءة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما جهر فيه بالقراءة من الصلة حي سعوا ذلك من‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن‪ ,‬وصححه أبو حات الرازي‪ .‬وقال‬
‫عبد ال بن البارك عن يونس عن الزهري‪ :‬قال ل يقرأ من وراء المام فيما يهر به المام‪ ,‬تكفيهم‬
‫قراءة المام وإن ل ي سمعهم صوته‪ ,‬ولكن هم يقرءون في ما ل ي هر به سرا ف أنف سهم‪ ,‬ول ي صلح‬
‫لحفد خلففه أن يقرأ معفه فيمفا يهفر بفه سفرا ول علنيفة‪ ,‬فإن ال تعال قال‪{ :‬وإذا قرى القرآن‬
‫فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحون} قلت‪ :‬هذا مذهب طائفة من العلماء أن الأموم ل يب عليه ف‬
‫الصلة الهرية قراءة فيما جهر فيه المام ل الفاتة ول غيها‪ ,‬وهو أحد قول الشافعية‪ ,‬وهو القدي‬
‫كمذ هب مالك وروا ية عن أح د بن حن بل‪ ,‬ل ا ذكرناه من الدلة التقد مة‪ ,‬وقال ف الد يد‪ :‬يقرأ‬
‫الفاتة فقط ف سكتات المام‪ ,‬وهو قول طائفة من الصحابة والتابعي فمن بعدهم‪ ,‬وقال أبو حنيفة‬
‫وأحد بن حنبل‪ :‬ل يب على الأموم قراءة أصلً ف السرية ول الهرية با ورد ف الديث «من كان‬
‫له إمام فقراءته قراءة له» وهذا الديث رواه المام أحد ف مسنده عن جابر مرفوعا‪ ,‬وهو ف موطأ‬
‫مالك عن وهب بن كيسان عن جابر موقوفا‪ ,‬وهذا أصح وهذه السألة مبسوطة ف غي هذا الوضع‪,‬‬
‫و قد أفرد ل ا المام أ بو ع بد ال البخاري م صنفا على حدة‪ ,‬واختار وجوب القراءة خلف المام ف‬
‫السففففففففففففففرية والهريففففففففففففففة أيضا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف الَية قوله {وإذا قرى القرآن فاستمعوا له وأنصتوا} يعن‬
‫ف الصلة الفروضة‪ ,‬وكذا روي عن عبد ال بن الغفل‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا حيد بن مسعدة‪,‬‬
‫حدثنا بشر بن الفضل‪ ,‬حدثنا الريري عن طلحة بن عبيد ال بن كريز قال‪ :‬رأيت عبيد بن عمي‬
‫وعطاء بن أ ب رباح يتحدثان‪ ,‬والقاص ي قص‪ ,‬فقلت‪ :‬أل ت ستمعان إل الذ كر وت ستوجبان الوعود ؟‬
‫قال‪ :‬فنظرا إل ثف أقبل على حديثهمفا‪ ,‬قال‪ :‬فأعدت فنظرا إلّ وأقبل على حديثهمفا‪ ,‬قال‪ :‬فأعدت‬
‫الثال ثة قال فنظرا إل فقال‪ :‬إن ا ذلك ف ال صلة {وإذا قرى القرآن فا ستمعوا له وأن صتوا} وكذا قال‬
‫سفيان الثوري عن أ ب هشام إ ساعيل بن كث ي عن ما هد ف قوله {وإذا قرى القرآن فا ستمعوا له‬
‫وأنصتوا} قال‪ :‬ف الصلة‪ ,‬وكذا رواه غي واحد عن ماهد‪ .‬وقال عبد الرزاق عن الثوري عن ليث‬

‫‪732‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن ماهد قال‪ :‬ل بأس إذا قرأ الرجل ف غي الصلة أن يتكلم‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي والضحاك‬
‫وإبراهيم النخعي وقتادة والشعب والسدي وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬أن الراد بذلك ف الصلة‪.‬‬
‫وقال شعبة عن منصور‪ :‬سعت إبراهيم بن أب حزة يدث أنه سع ماهدا يقول ف هذه الَية {وإذا‬
‫قرى القرآن فاستمعوا له وأنصتوا} قال‪ :‬ف الصلة والطبة يوم المعة‪ ,‬وكذا روى ابن جريج عن‬
‫عطاء مثله‪ ,‬وقال هش يم عن الرب يع بن صبيح عن ال سن قال‪ :‬ف ال صلة وع ند الذ كر‪ .‬وقال ا بن‬
‫البارك عن بق ية‪ :‬سعت ثا بت بن عجلن يقول‪ :‬سعت سعيد بن جبي يقول ف قوله {وإذا قرى‬
‫القرآن فا ستمعوا له وأن صتوا} قال‪ :‬الن صات يوم الض حى ويوم الف طر ويوم الم عة وفي ما ي هر به‬
‫المام من ال صلة‪ ,‬وهذا اختيار ا بن جر ير أن الراد من ذلك النصات ف الصلة و ف الطبة‪ ,‬ك ما‬
‫جاء ف الحاديث من المر بالنصات خلف المام وحال الطبة‪ .‬وقال عبد الرزاق عن الثوري عن‬
‫ل يث عن ما هد أنه كره إذا مر المام بآ ية خوف أو بآ ية رح ة أن يقول أ حد من خلفه شيئا‪ ,‬قال‪:‬‬
‫السكوت‪ .‬وقال مبارك بن فضالة عن السن‪ :‬إذا جلست إل القرآن فأنصت له‪ .‬وقال المام أحد‪:‬‬
‫حدثنا أبو سعيد مول بن هاشم‪ ,‬حدثنا عباد بن ميسرة عن السن عن أب هريرة رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «من استمع إل آية من كتاب ال كتبت له حسنة مضاعفة‪ ,‬ومن‬
‫تلهفففا كانفففت له نورا يوم القيامفففة» تفرد بفففه المام أحدففف رحهففف ال تعال‪.‬‬

‫جهْرِ مِ َن اْل َقوْلِ بِالْغُ ُد ّو وَالَ صَا ِل وَ َل َتكُ ْن مّ َن‬


‫ك َتضَرّعا وَخِي َف ًة وَدُو نَ الْ َ‬
‫** وَاذْكُر ّربّ كَ فِي َنفْ سِ َ‬
‫جدُونَ‬ ‫فُ‬ ‫ف يَس ْ‬ ‫فبّحُونَهُ وَلَه ُ‬
‫ف َويُس َ‬ ‫ف عِبَا َدتِه ِ‬‫فَت ْكبِرُونَ عَن ْ‬‫ف َل يَس ْ‬ ‫ف عِندَ َربّك َ‬
‫ف الّذِين َ‬
‫الْغَافِلِيَف * إِن ّ‬
‫يأمر تعال بذكره أول النهار وآخره كثيا‪ ,‬كما أمر بعبادته ف هذين الوقتي ف قوله {فسبح بمد‬
‫ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} وقد كان هذا قبل أن تفرض الصلوات المس ليلة السراء‪,‬‬
‫وهذه الَية مكية‪ .‬وقال ههنا‪ :‬بالغدو‪ ,‬وهو أول النهار‪ ,‬والَصال جع أصيل كما أن اليان جع يي‪,‬‬
‫وأمفا قوله {تضرعا وخيففة} أي اذكفر ربفك ف نفسفك رغبفة ورهبفة وبالقول ل جهرا‪ ,‬ولذا قال‬
‫{ودون الهر من القول} وهكذا يستحب أن يكون الذكر ل يكون نداء وجهرا بليغا‪ ,‬ولذا لا‬
‫سألوا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقالوا‪ :‬أقر يب رب نا فنناج يه‪ ,‬أم بع يد فنناد يه ؟ فأنزل ال عز‬
‫وجففل {وإذا سففألك عبادي عنفف فإنفف قريففب أجيففب دعوة الداع إذا دعان}‪.‬‬

‫‪733‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف الصحيحي عن أب موسى الشعري رضي ال عنه قال‪ :‬رفع الناس أصواتم بالدعاء ف بعض‬
‫ال سفار‪ ,‬فقال ل م ال نب صلى ال عل يه و سلم « يا أيها الناس اربعوا على أنف سكم‪ ,‬فإن كم ل تدعون‬
‫أصم ول غائبا إن الذي تدعونه سيع قريب أقرب إل أحدكم من عنق راحلته» وقد يكون الراد من‬
‫هذه الَيفة كمفا فف قوله تعال‪{ :‬ول تهفر بصفلتك ول تاففت باف وابتفغ بيف ذلك سفبيلً} فإن‬
‫الشركي كانوا إذا سعوا القرآن سبوه وسبوا من أنزله وسبوا من جاء به‪ ,‬فأمره ال تعال أن ل يهر‬
‫بفه لئل ينال منفه الشركون ول ياففت بفه عفن أصفحابه فل يسفمعهم‪ ,‬وليتخفذ سفبيلً بيف الهفر‬
‫وال سرار‪ ,‬وكذا قال ف هذه الَ ية الكري ة {ودون ال هر من القول بالغدو والَ صال ول ت كن من‬
‫الغافلي} وقد زعم ابن جرير وقبله عبد الرحن بن زيد بن أسلم أن الراد با أمر السامع للقرآن ف‬
‫حال استماعه بالذكر على هذه الصفة‪ .‬وهذا بعيد مناف للنصات الأمور به‪ ,‬ث إن الراد بذلك ف‬
‫الصلة كما تقدم أو ف الصلة والطبة‪ ,‬ومعلوم أن النصات إذ ذاك أفضل من الذكر باللسان‪ ,‬سواء‬
‫كان سرا أو جهرا‪ ,‬فهذا الذي قاله ل يتابعا عليه‪ ,‬بل الراد الض على كثرة الذكر من العباد بالغدو‬
‫والَصال‪ ,‬لئل يكونوا من الغافلي‪ ,‬ولذا مدح اللئكة الذين يسبحون الليل والنهار ل يفترون‪ ,‬فقال‬
‫{إن الذين عند ربك ل يستكبون عن عبادته} الَية‪ ,‬وإنا ذكرهم بذا ليقتدى بم ف كثرة طاعتهم‬
‫وعبادتم‪ ,‬ولذا شرع لنا السجود ههنا لا ذكر سجودهم ل عز وجل‪ ,‬كما جاء ف الديث «أل‬
‫تصفون كما تصف اللئكة عند ربا يتمون الصفوف الول فالول ويتراصون ف الصف» وهذه أول‬
‫سجدة ف القرآن ما يشرع لتاليها ومستمعها السجود بالجاع‪ ,‬وقد ورد ف حديث رواه ابن ماجه‬
‫عفن أبف الدرداء عفن النفب صفلى ال عليفه وسفلم أنفه عدهفا فف سفجدات القرآن‪.‬‬

‫سففففففففففففففففففففففففففففففففففففورة النفال‬
‫وهي مدنية‪ .‬آياتا سبعون وست آيات‪ .‬كلماتا ألف كلمة وستمائة كلمة وإحدى وثلثون كلمة‪.‬‬
‫حروفهففففا خسففففة آلف ومائتان وأربعففففة وتسففففعون حرفا وال أعلم‪.‬‬
‫بِسففففففففْمِ اللّهففففففففِ الرّحْمـففففففففنِ الرّحِيمففففففففِ‬

‫ت ِبيِْنكُ ْم َوَأطِيعُواْ اللّ َه‬


‫سأَلُونَكَ عَ ِن النْفَالِ قُلِ النفَالُ للّ ِه وَالرّ سُولِ فَاّتقُواْ اللّ َه َوأَ صِْلحُواْ ذَا َ‬
‫** يَ ْ‬
‫فففففففففف‬ ‫ففففففففففم ّم ْؤ ِمنِيَف‬ ‫وَرَسفففففففففففُولَهُ إِن كُنتُف‬

‫‪734‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال البخاري‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬النفال الغان‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان‪,‬‬
‫أخب نا هش يم أخب نا أ بو ب شر‪ ,‬عن سعيد بن جبي قال‪ :‬قلت ل بن عباس ر ضي ال عنه ما سورة‬
‫النفال قال‪ :‬نزلت ف بدر‪ .‬أما ما علقه عن ابن عباس فكذلك رواه علي بن أب طلحة عن ابن عباس‬
‫أنه قال‪ :‬النفال الغنائم‪ ,‬كانت لرسول ال صلى ال عليه وسلم خالصة ليس لحد منها شيء‪ ,‬وكذا‬
‫قال ماهد وعكرمة وعطاء والضحاك وقتادة وعطاء الراسان ومقاتل بن حيان وعبد الرحن بن زيد‬
‫بن أسلم وغي واحد أنا الغان‪ ,‬وقال الكلب‪ ,‬عن أب صال عن ابن عباس أنه قال‪ :‬النفال الغنائم‪,‬‬
‫قال فيهففففففففففففففففففا لبيففففففففففففففففففد‪:‬‬
‫إن تقوى ربنففففففا خيفففففف نفلوبإذن ال ريثففففففى وعجففففففل‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يونس أخبنا ابن وهب أخبن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن القاسم‬
‫بن ممد قال‪ :‬سعت رجلً يسأل ابن عباس عن النفال‪ ,‬فقال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬الفرس من‬
‫النفل والسلب من النفل‪ .‬ث عاد لسألته فقال ابن عباس ذلك أيضا ث قال الرجل‪ :‬النفال الت قال ال‬
‫ف كتابه ما هي ؟ قال القاسم فلم يزل يسأله حت كاد يرجه‪ ,‬فقال ابن عباس‪ :‬أتدرون ما مثل هذا‬
‫مثل صبيغ الذي ضربه عمر بن الطاب‪ .‬وقال عبد الرزاق أخبنا معمر عن الزهري عن القاسم بن‬
‫ممد قال‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬كان عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬إذا سئل عن شيء قال ل آمرك ول‬
‫أناك‪ .‬ث قال ابن عباس‪ :‬وال ما بعث ال نبيه صلى ال عليه وسلم إل زاجرا آمرا مللً مرما‪ .‬قال‬
‫القاسم فسلط على ابن عباس رجل فسأله عن النفال فقال ابن عباس‪ :‬كان الرجل ينفل فرس الرجل‬
‫وسلحه‪ ,‬فأعاد عليه الرجل فقال له مثل ذلك‪ ,‬ث عاد عليه حت أغضبه‪ ,‬فقال ابن عباس‪ :‬أتدرون ما‬
‫م ثل هذا ؟ م ثل صبيغ الذي ضر به ع مر بن الطاب ح ت سالت الدماء على ع قبيه أو على رجل يه‪,‬‬
‫فقال الرجل أما أنت فقد انتقم ال لعمر منك‪ .‬وهذا إسناد صحيح إل ابن عباس‪ ,‬أنه فسر النفل با‬
‫ينفله المام لبعض الشخاص من سلب أو نوه بعد قسم أصل الغنم وهو التبادر إل فهم كثي من‬
‫الفقهاء مففففففففففن لفففففففففففظ النفففففففففففل‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ابن أب نيح عن ماهد‪ :‬إنم سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن المس بعد الربعة‬
‫من الخاس‪ ,‬فنلت {يسألونك عن النفال} وقال ابن مسعود ومسروق‪ :‬ل نفل يوم الزحف‪ ,‬إنا‬
‫النفل قبل التقاء الصفوف‪ ,‬رواه ابن أب حات عنهما‪ ,‬وقال ابن البارك وغي واحد عن عبد اللك بن‬
‫أ ب سليمان عن عطاء بن أ ب رباح ف الَ ية {ي سألونك عن النفال} قال ي سألونك في ما شذ من‬

‫‪735‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشرك ي إل ال سلمي ف غ ي قتال‪ ,‬من دا بة أو ع بد أو أ مة أو متاع ف هو ن فل لل نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم يصنع به ما يشاء‪ ,‬وهذا يقتضي أنه فسر النفال بالفيء وهو ما أخذ من الكفار من غي قتال‪.‬‬
‫قال ا بن جر ير‪ :‬وقال آخرون‪ :‬هي أنفال ال سرايا حدث ن الارث حدث نا ع بد العز يز حدث نا علي بن‬
‫صال بن حيي‪ ,‬قال بلغن ف قوله تعال‪{ :‬يسألونك عن النفال} قال السرايا‪ ,‬ومعن هذا ما ينفله‬
‫المام لبعض السرايا زيادة على قسمهم مع بقية اليش‪ .‬وقد صرح بذلك الشعب‪ ,‬واختار ابن جرير‬
‫أن ا زيادة على الق سم‪ ,‬ويشهد لذلك ما ورد ف سبب نزول الَية وهو ما رواه المام أحد‪ ,‬حيث‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية حدثنا أبو إسحاق الشيبان عن ممد بن عبيد ال الثقفي عن سعد بن أب‬
‫وقاص قال‪ :‬لا كان يوم بدر وقتل أخي عمي قتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه‪ ,‬وكان يسمى ذا‬
‫الكتيفة‪ ,‬فأتيت به النب صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬اذهب فاطرحه ف القبض» قال فرجعت وب مال‬
‫يعلمه إل ال‪ ,‬من قتل أخي وأخذ سلب‪ ,‬قال فما جاوزت إل يسيا حت نزلت سورة النفال‪ ,‬فقال‬
‫ل رسفففول ال صفففلى ال عليفففه وسفففلم «اذهفففب فخفففذ سفففلبك»‪.‬‬
‫وقال المام أح د أيضا‪ :‬حدث نا أ سود بن عا مر‪ ,‬أخب نا أ بو ب كر عن عا صم بن أ ب النجود عن‬
‫مصعب بن سعد عن سعد بن مالك‪ ,‬قال‪ :‬قلت يا رسول ال قد شفان ال اليوم من الشركي‪ ,‬فهب‬
‫ل هذا السيف‪ ,‬فقال‪« :‬إن هذا السيف ل لك ول ل‪ ,‬ضعه» قال‪ :‬فوضعته‪ ,‬ث رجعت فقلت‪ :‬عسى‬
‫أن يعطي هذا السيف من ل يبلي بلئي‪ ,‬قال‪ :‬فإذا رجل يدعون من ورائي قال‪ :‬قلت قد أنزل ال فّ‬
‫شيئا ؟ قال‪ :‬ك نت سألتن ال سيف ول يس هو ل‪ ,‬وإ نه قد و هب ل‪ ,‬ف هو لك‪ .‬قال‪ :‬وأنزل ال هذه‬
‫الَية {يسألونك عن النفال قل النفال ل والرسول}‪ .‬ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق‬
‫عن أ ب ب كر بن عياش به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن صحيح‪ ,‬وهكذا رواه أ بو داود الطيال سي‪ ,‬أخب نا‬
‫شعبة أخبنا ساك بن حرب قال سعت مصعب بن سعد يدث عن سعد‪ ,‬قال‪ :‬نزلت فّ أربع آيات‪,‬‬
‫أصبت سيفا يوم بدر فأتيت النب صلى ال عليه وسلم فقلت نفلنيه‪ ,‬فقال «ضعه من حيث أخذته»‬
‫مرتيف‪ ,‬ثف عاودتفه فقال النفب صفلى ال عليفه وسفلم «ضعفه مفن حيفث أخذتفه» فنلت هذه الَيفة‬
‫{ي سألونك عن النفال} الَ ية وتام الد يث‪ ,‬ف نزول {وو صينا الن سان بوالد يه ح سنا} وقوله‬
‫تعال‪{ :‬إنا المر واليسر} وآية الوصية وقد رواه مسلم ف صحيحه من حديث شعبة به‪ ,‬وقال ممد‬
‫بن إسحاق‪ :‬حدثن عبد ال بن أب بكر عن بعض بن ساعدة قال‪ :‬سعت أبا أسيد مالك بن ربيعة‬
‫يقول‪ :‬أصبت سيف ابن عائذ يوم بدر‪ ,‬وكان السيف يدعى بالرزبان‪ ,‬فلما أمر رسول ال صلى ال‬

‫‪736‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم الناس أن يردوا ما ف أيديهم من النفل‪ ,‬أقبلت به فألقيته ف النفل‪ ,‬وكان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ل ينع شيئا يسأله‪ ,‬فرآه الرقم بن أب الرقم الخزومي‪ ,‬فسأله رسول ال صلى ال‬
‫عليفففه وسفففلم فأعطاه إياه‪ ,‬ورواه ابفففن جريفففر مفففن وجفففه آخفففر‪.‬‬

‫(سففففففففبب آخففففففففر ففففففففف نزول الَيففففففففة)‬


‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الرحن عن سليمان بن موسى‬
‫عن مكحول عن أب أمامة قال‪ :‬سألت عبادة عن النفال فقال‪ :‬فينا أصحاب بدر‪ ,‬نزلت حي اختلفنا‬
‫ف النفل وساءت فيه أخلقنا فانتزعه ال من أيدينا وجعله إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقسمه‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب ي ال سلمي‪ ,‬عن بواء يقول عن سواء‪ .‬وقال المام أح د أيضا‪:‬‬
‫حدثنا أبو معاوية بن عمر أخبنا أبو إسحاق عن عبد الرحن بن الارث بن عبد ال بن عياش بن أب‬
‫ربيعة‪ ,‬عن سليمان بن موسى عن أب سلمة عن أب أمامة عن عبادة بن الصامت‪ ,‬قال‪ :‬خرجنا مع‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فشهدت م عه بدرا‪ ,‬فالت قى الناس‪ ,‬فهزم ال تعال العدو‪ ,‬فانطل قت‬
‫طائفة ف آثارهم يهزمون ويقتلون‪ ,‬وأقبلت طائفة على العسكر يوزونه ويمعونه‪ ,‬وأحدقت طائفة‬
‫برسول ال صلى ال عليه وسلم ل يصيب العدو منه غرة‪ ,‬حت إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إل‬
‫بعض‪ ,‬قال الذين جعوا الغنائم‪ :‬نن حويناها فليس لحد فيها نصيب‪,‬وقال الذين خرجوا ف طلب‬
‫العدو‪ :‬لستم بأحق به منا‪ ,‬نن منعنا عنه العدو وهزمناهم‪ ,‬وقال الذين أحدقوا برسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬خفنا أن يصيب العدو منه غرة فاشتغلنا به‪ ,‬فنلت {يسألونك عن النفال قل النفال ل‬
‫والر سول فاتقوا ال وأ صلحوا ذات بين كم} فق سمها ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب ي ال سلمي‬
‫وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أغار ف أرض العدو نفل الربع‪ ,‬فإذا أقبل راجعا نفل الثلث‪,‬‬
‫وكان يكره النفال‪ ,‬ورواه الترمذي وابفن ماجفه مفن حديفث سففيان الثوري عفن عبفد الرحنف بفن‬
‫الارث بفه نوه‪ ,‬قال الترمذي‪ :‬هذا حديفث حسفن‪ ,‬ورواه ابفن حبان فف صفحيحه والاكفم فف‬
‫مستدركه‪ ,‬من حديث عبد الرحن بن الارث‪ ,‬وقال الاكم‪ :‬صحيح السناد على شرط مسلم ول‬
‫يرجاه‪ ,‬وروى أبو داود والنسائي وابن جرير وابن مردويه واللفظ له‪ ,‬وابن حبان والاكم من طرق‬
‫عن داود بن أب هند عن عكرمة عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬لا كان يوم بدر قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسفلم «مفن صفنع كذا وكذا فله كذا وكذا» فتسفارع فف ذلك شبان القوم وبقفي الشيوخ تتف‬

‫‪737‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرايات‪ ,‬فلما كانت الغان جاؤوا يطلبون الذي جعل لم‪ ,‬فقال الشيوخ‪ :‬ل تستأثروا علينا فإنا كنا‬
‫ردءا ل كم لو انكشف تم لفئ تم إلي نا‪ .‬فتنازعوا فأنزل ال تعال‪{ :‬ي سألونك عن النفال ف إل قوله ف‬
‫وأطيعوا ال ورسوله إن كنتم مؤمني}‪ .‬وقال الثوري عن الكلب عن أب صال عن ابن عباس‪ ,‬قال‪:‬‬
‫لا كان يوم بدر قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من قتل قتيلً فله كذا وكذا‪ ,‬ومن أتى أسيا‬
‫فله كذا وكذا»‪ .‬فجاء أ بو الي سر بأ سيين فقال‪ :‬يا ر سول ال صلى ال عل يك‪ ,‬أ نت وعدت نا‪ ,‬فقام‬
‫سعد بن عبادة فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إنك لو أعطيت هؤلء ل يبق لصحابك شيء‪ ,‬وإنه ل ينعنا من‬
‫هذا زهادة ف ال جر‪ ,‬ول ج ب عن العدو‪ ,‬وإن ا قم نا هذا القام ماف ظة عل يك ما فة أن يأتوك من‬
‫ورائك‪ ,‬فتشاجروا ونزل القرآن {ي سألونك عن النفال قل النفال ل والر سول}‪ ,‬قال ونزل القرآن‬
‫{واعلموا أنا غنمتم من شيء فأن ل خسه} إل آخر الَية‪ ,‬وقال المام أبو عبيد ال القاسم بن‬
‫سلم‪ ,‬رحه ال‪ ,‬ف كتاب الموال الشرعية وبيان جهاتا ومصارفها‪ ,‬أما النفال فهي الغان وكل نيل‬
‫ناله السلمون من أموال أهل الرب‪ ,‬فكانت النفال الول لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬يقول‬
‫ال تعال‪{ :‬ي سألونك عن النفال قل النفال ل والر سول}‪ ,‬فق سمها يوم بدر على ما أراه ال من‬
‫غي أن يمسها على ما ذكرناه ف حديث سعد‪ ,‬ث نزلت بعد ذلك آية المس فنسخت الول‪ ,‬قلت‬
‫هكذا روى علي بن أب طلحة عن ابن عباس سواء‪ ,‬وبه قال ماهد وعكرمة والسدي‪ .‬وقال ابن زيد‪:‬‬
‫لي ست من سوخة بل هي مك مة‪ ,‬قال أ بو عب يد و ف ذلك آثار‪ ,‬والنفال أ صلها جاع الغنائم‪ ,‬إل أن‬
‫المس منها مصوص لهله على ما نزل به الكتاب وجرت به السنة‪ ,‬ومعن النفال ف كلم العرب‬
‫كل إحسان فعله فاعل تفضلً‪ ,‬من غي أن يب ذلك عليه‪ ,‬فذلك النفل الذي أحله ال للمؤمني من‬
‫أموال عدوهم‪ ,‬وإنا هو شيء خصهم ال به تطو ًل منه عليهم بعد أن كانت الغنائم مرمة على المم‬
‫قبل هم‪ ,‬فنفل ها ال تعال هذه ال مة‪ ,‬فهذا أ صل الن فل‪ ,‬قلت‪ :‬شا هد هذا ما ف ال صحيحي عن جابر‬
‫رضي ال عنه‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أعطيت خسا ل يعطهن أحد قبلي ف فذكر‬
‫الديث إل أن قال ف وأحلت ل الغنائم ول تل لحد قبلي»‪ .‬وذكر تام الديث‪ ,‬ث قال أبو عبيد‪:‬‬
‫ولذا سى ما جعل المام للمقاتلة نفلً‪ ,‬وهو تفضيله بعض اليش على بعض بشيء سوى سهامهم‬
‫يفعل ذلك بم على قدر الغناء عن السلم والنكاية ف العدو‪ ,‬وف النفل الذي ينفله المام سنن أربع‬
‫ل كل واحدة من هن مو ضع غ ي مو ضع الخرى (فإحدا هن) ف الن فل ل خ س ف يه وذلك ال سلب‪,‬‬
‫(والثانية) النفل الذي يكون من الغني مة ب عد إخراج ال مس وهو أن يو جه المام ال سرايا ف أرض‬

‫‪738‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرب‪ ,‬فتأت بالغنائم‪ ,‬فيكون للسرية ما جاءت به الربع أو الثلث بعد المس‪( ,‬والثالثة) ف النفل من‬
‫المس نفسه‪ ,‬وهو أن تاز الغنيمة كلها‪ ,‬ث تمس فإذا صار المس ف يدي المام‪ ,‬نفل منه على‬
‫قدر ما يرى‪( .‬والراب عة) ف الن فل ف جلة الغني مة ق بل أن ي مس من ها ش يء‪ ,‬و هو أن يع طي الدلء‬
‫ففففل ذلك اختلف‪.‬‬ ‫فففف كف‬ ‫فففف‪ .‬وفف‬ ‫ففففواق لاف‬ ‫ففففة والسف‬ ‫ورعاة الاشيف‬
‫قال الربيع‪ :‬قال الشافعي‪ :‬النفال أن ل يرج من رأس الغنيمة قبل المس شيء غي السلب‪ .‬قال‬
‫أبو عبيد‪ :‬والوجه الثان من النفل هو شيء زيدوه غي الذي كان لم وذلك من خس النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فإن له خس المس من كل غنيمة‪ ,‬فينبغي للمام أن يتهد‪ ,‬فإذا كثر العدو واشتدت‬
‫شوكتهم وقل من بإزائه من السلمي‪ ,‬نفل منه اتباعا لسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم وإذا ل‬
‫يكن ذلك ل ينفل‪( ,‬والوجه الثالث) من النفل إذا بعث المام سرية أو جيشا فقال لم قبل اللقاء من‬
‫غنم شيئا‪ ,‬فهو له‪ ,‬بعد المس فهو لم على ما شرط المام‪ ,‬لنم على ذلك غزوا وبه رضوا‪ ,‬انتهى‬
‫كلمه‪ .‬وفيما تقدم من كلمه وهو قوله‪ :‬إن غنائم بدر ل تمس نظر‪ .‬ويرد عليه حديث علي بن أب‬
‫طالب‪ ,‬ف شارفيه اللذين حصل له من المس يوم بدر‪ ,‬وقد بينت ذلك ف كتاب السية بيانا شافيا‪,‬‬
‫ول المد والنة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فاتقوا ال وأصلحوا ذات بينكم} أي اتقوا ال ف أموركم وأصلحوا‬
‫فيما بينكم ول تظالوا ول تاصموا ول تشاجروا فما آتاكم ال من الدى والعلم خي ما تتصمون‬
‫بسببه {وأطيعوا ال ورسوله} أي ف قسمه بينكم على ما أراده ال‪ ,‬فإنه إنا يقسمه كما أمره ال من‬
‫العدل والنصاف‪ ,‬وقال ابن عباس‪ :‬هذا تريج من ال ورسوله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم وكذا‬
‫قال ماهد‪ ,‬وقال السدي {فاتقوا ال وأصلحوا ذات بينكم} أي لتستبوا‪ .‬ولنذكر ههنا حديثا أورده‬
‫الا فظ أ بو يعلى أح د بن علي بن الث ن الو صلي رح ه ال ‪ ,‬ف م سنده فإ نه قال‪ :‬حدث نا ما هد بن‬
‫موسى‪ ,‬حدثنا عبد ال بن بكر‪ ,‬حدثنا عباد بن شيبة البطي عن سعيد بن أنس عن أنس رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬بينا رسول ال صلى ال عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حت بدت ثناياه‪ ,‬فقال عمر‪ :‬ما‬
‫أضح كك يا ر سول ال بأ ب أ نت وأ مي ؟ فقال‪« :‬رجلن من أم ت جث يا ب ي يدي رب العزة تبارك‬
‫وتعال‪ ,‬فقال أحدها‪ :‬يا رب خذ ل مظلمت من أخي‪ .‬فقال ال تعال‪ ,‬أعط أخاك مظلمته‪ ,‬قال‪ :‬يا‬
‫رب ل ي بق من ح سنات ش يء قال‪ :‬رب فليح مل ع ن من أوزاري»‪ .‬قال‪ :‬ففا ضت عي نا ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بالبكاء ث قال «إن ذلك ليوم عظيم يوم يتاج الناس إل من يتحمل عن هم من‬
‫أوزارهم‪ ,‬فقال ال تعال للطالب‪ :‬ارفع بصرك وانظر ف النان فرفع رأسه فقال‪ :‬يا رب أرى مدائن‬

‫‪739‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ‪ ,‬لي نب هذا ؟ لي صديق هذا ؟ لي شهيد هذا ؟ قال‪:‬‬
‫هذا ل ن أع طى ث نه‪ ,‬قال رب و من يلك ث نه ؟ قال أ نت تل كه‪ ,‬قال‪ :‬ماذا يا رب ؟ قال‪ :‬تع فو عن‬
‫أخ يك‪ ,‬قال‪ :‬يا رب‪ ,‬فإ ن قد عفوت ع نه‪ ,‬قال ال تعال‪ :‬خذ ب يد أخ يك‪ ,‬فادخل ال نة»‪ .‬ث قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «فاتقوا ال وأصلحوا ذات بينكم‪ ,‬فإن ال تعال يصلح بي الؤمني‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففففففة»‪.‬‬ ‫يوم القيامف‬

‫ت عََلْيهِ ْم آيَاتُ هُ زَا َدْتهُ مْ إِيَانا َوعََلىَ َرّبهِ ْم‬


‫** ِإنّمَا الْ ُم ْؤ ِمنُو َن الّذِي نَ إِذَا ذُكِرَ اللّ ُه َوجِلَ تْ قُلُوُبهُ ْم َوإِذَا تُِليَ ْ‬
‫ك هُ ُم الْ ُم ْؤمِنُونَ َحقّا ّلهُمْ دَ َرجَاتٌ‬ ‫لةَ َومِمّا رَزَ ْقنَاهُمْ يُن ِفقُونَ * ُأوْلَـئِ َ‬ ‫صَ‬ ‫َيتَوَكّلُونَ * الّذِي َن ُيقِيمُو َن ال ّ‬
‫عِندَ َرّبهِمففففففففففْ َومَ ْغفِ َرٌة وَرِزْقففففففففففٌ كَرِيٌفففففففففف‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ف قوله {إن ا الؤمنون الذ ين إذا ذ كر ال وجلت قلوب م}‪.‬‬
‫قال‪ :‬النافقون ل يدخل قلوبم شيء من ذكر ال عند أداء فرائضه‪ .‬ول يؤمنون بشيء من آيات ال‬
‫ول يتوكلون ول ي صلون إذا غابوا ول يؤدون زكاة أموال م‪ ,‬فأ خب ال تعال أن م لي سوا بؤمن ي‪ ,‬ث‬
‫وصف ال الؤمني فقال {إنا الؤمنون الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبم} فأدوا فرائضه {وإذا تليت‬
‫عليهم آياته زادتم إيانا} يقول زادتم تصديقا {وعلى ربم يتوكلون} يقول ل يرجون غيه‪ .‬وقال‬
‫ما هد {وجلت قلوب م} فر قت أي فز عت وخا فت‪ ,‬وكذا قال ال سدي وغ ي وا حد‪ ,‬وهذه صفة‬
‫الؤ من حق الؤ من الذي إذا ذ كر ال و جل قل به أي خاف م نه‪ ,‬فف عل أوامره وترك زواجره‪ ,‬كقوله‬
‫تعال‪{ :‬والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ال‪ ,‬فاستغفروا لذنوبم ومن يغفر الذنوب‬
‫إل ال ول يصفروا على مفا فعلوا وهفم يعلمون}‪ ,‬وكقوله تعال‪{ :‬وأمفا مفن خاف مقام ربفه ونىف‬
‫الن فس عن الوى * فإن ال نة هي الأوى} ولذا قال سفيان الثوري‪ :‬سعت ال سدي يقول ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬إنا الؤمنون الذين إذا ذكر ال وجلت قلوب م}‪ .‬قال‪ :‬هو الرجل يريد أن يظلم أو قال يهم‬
‫بعصية فيقال له‪ :‬اتق ال فيجل قلبه‪ ,‬وقال الثوري أيضا عن عبد ال بن عثمان بن خثيم عن شهر بن‬
‫حو شب عن أ مّ الدرداء ف قوله {إن ا الؤمنون الذ ين إذا ذ كر ال وجلت قلوب م} قال‪ :‬الو جل ف‬
‫القلب كاحتراق السفعفة‪ ,‬أمفا تدف له قشعريرة ؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬قالت‪ :‬إذا وجدت ذلك فادع ال عنفد‬
‫ذلك‪ ,‬فإن الدعاء يذهب ذلك‪ ,‬وقوله {وإذا تليت عليهم آياته زادتم إيانا}‪ ,‬كقوله {وإذا ما أنزلت‬
‫سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيانا ؟ فأما الذين آمنوا فزادتم إيانا وهم يستبشرون}‪ .‬وقد‬

‫‪740‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫استدل البخاري وغيه من الئمة بذه الَية وأشباهها على زيادة اليان وتفاضلة ف القلوب‪ ,‬كما هو‬
‫مذهب جهور المة‪ ,‬بل قد حكى الجاع عليه غي واحد من الئمة كالشافعي وأحد بن حنبل وأب‬
‫عب يد‪ ,‬ك ما بي نا ذلك م ستقصى ف أول شرح البخاري‪ ,‬ول ال مد وال نة‪{ ,‬وعلى رب م يتوكلون }‬
‫أي ل يرجون سفواه ول يقصفدون إل إياه ول يلوذون إل بنابفه‪ ,‬ول يطلبون الوائج إل منفه‪ ,‬ول‬
‫يرغبون إل إل يه‪ ,‬ويعلمون أ نه ما شاء كان‪ ,‬و ما ل ي شأ ل ي كن‪ ,‬وأ نه الت صرف ف اللك‪ ,‬وحده ل‬
‫شريك له ول معقب لكمه وهو سريع الساب‪ ,‬ولذا قال سعيد بن جبي‪ :‬التوكل على ال جاع‬
‫اليان‪ .‬وقوله {الذين يقيمون الصلة وما رزقناهم ينفقون} ينبه تعال بذلك على أعمالم بعدما ذكر‬
‫اعتقادهم وهذه العمال تشمل أنواع الي كلها‪ ,‬وهو إقامة الصلة وهو حق ال تعال‪ ,‬وقال قتادة‪:‬‬
‫إقامة الصلة الحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها و سجودها‪ ,‬وقال مقاتل بن حيان‪ :‬إقامتها‬
‫الحاف ظة على مواقيت ها وإ سباغ الطهور في ها وتام ركوع ها و سجودها وتلوة القرآن في ها والتش هد‬
‫وال صلة على ال نب صلى ال عل يه و سلم هذا إقامت ها‪ ,‬والنفاق م ا رزق هم ال يش مل إخراج الزكاة‬
‫و سائر القوق للعباد من وا جب وم ستحب‪ .‬واللق كل هم عيال ال فأحب هم إل ال أنفع هم لل قه‪.‬‬
‫قال قتادة ف قوله {وم ا رزقنا هم ينفقون}‪ ,‬فأنفقوا م ا رزق كم ال فإن ا هذه الموال عواري وودائع‬
‫عندك يفففففففا ابفففففففن آدم أوشكفففففففت أن تفارقهفففففففا‪.‬‬
‫وقوله {أولئك هفم الؤمنون حقا}‪ ,‬أي التصففون بذه الصففات هفم الؤمنون حفق اليان‪ .‬وقال‬
‫الا فظ أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا م مد بن ع بد ال الضر مي‪ ,‬حدث نا أ بو كر يب حدث نا ز يد بن‬
‫الباب‪ ,‬حدث نا ا بن لي عة عن خالد بن يز يد ال سكسكي عن سعيد بن أ ب هلل عن م مد بن أ ب‬
‫ال هم‪ ,‬عن الارث بن مالك الن صاري‪ ,‬أ نه مر بر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال له‪« :‬ك يف‬
‫أصبحت يا حارث ؟» قال‪ :‬أصبحت مؤمنا حقا‪ ,‬قال‪« :‬انظر ما تقول‪ ,‬فإن لكل شيء حقيقة‪ ,‬فما‬
‫حقي قة إيا نك ؟» فقال‪ :‬عز فت نف سي عن الدن يا فأ سهرت ليلي وأظمأت ناري‪ ,‬وكأ ن أن ظر إل‬
‫عرش رب بارزا‪ ,‬وكأن أنظر إل أهل النة يتزاورون فيها‪ ,‬وكأن أنظر إل أهل النار يتضاغون فيها‪.‬‬
‫فقال‪« :‬يفا حارث عرففت فالزم» ثلثا‪ .‬وقال عمرو بفن مرة فف قوله تعال‪{ :‬أولئك هفم الؤمنون‬
‫حقا} إن ا أنزل القرآن بل سان العرب كقولك فلن سيد حقا‪ ,‬و ف القوم سادة‪ .‬وفلن تا جر حقا‪,‬‬
‫وفف القوم تار‪ .‬وفلن شاعفر حقا‪ ,‬وفف القوم شعراء‪ .‬وقوله {لمف درجات عنفد ربمف} أي منازل‬
‫ومقامات ودرجات فف النات كمفا قال تعال‪{ :‬هفم درجات عنفد ال وال بصفي باف يعملون}‬

‫‪741‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ومغفرة} أي يغفر لم السيئات ويشكر لم السنات‪ .‬وقال الضحاك ف قوله {لم درجات عند‬
‫ربم} أهل النة بعضهم فوق بعض‪ ,‬فيى الذي هو فوق فضله على الذي هو أسفل منه‪ ,‬ول يرى‬
‫الذي هو أسفل منه أنه فضل عليه أحد‪ ,‬ولذا جاء ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «إن أ هل علي ي ليا هم من أ سفل من هم ك ما ترون الكو كب الغابر ف أ فق من آفاق ال سماء»‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬تلك منازل النبياء ل ينالا غيهم فقال‪« :‬بلى والذي نفسي بيده‪ ,‬لرجال آمنوا‬
‫بال وصدقوا الرسلي»‪ .‬وف الديث الَخر الذي رواه المام أحد وأهل السنن من حديث أب عطية‬
‫عن ابن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن أهل النة ليتراءون أهل الدرجات‬
‫العلى كمفا تراءون الكوكفب الغابر فف أففق السفماء وإن أبفا بكفر وعمفر منهفم وأنعمفا»‪.‬‬

‫ح ّق َوإِ نّ فَرِيقا مّ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ َلكَارِهُو نَ * يُجَادِلُونَ كَ فِي الْحَ ّق‬ ‫ك مِن بَْيتِ كَ بِالْ َ‬
‫** كَمَآ أَ ْخرَجَ كَ َربّ َ‬
‫َبعْدَمَا َتَبيّ نَ َكأَنّمَا يُ سَاقُونَ إِلَى الْ َموْ تِ وَهُ ْم يَنظُرُو نَ * َوإِ ْذ َيعِدُكُ مُ اللّ هُ ِإحْدَى الطّاِئفَِتيْ نِ َأنّهَا َلكُ مْ‬
‫شوْ َكةِ َتكُو نُ َلكُ ْم َويُرِيدُ اللّ هُ أَن ُيحِ ّق الَ ّق بِكَِلمَاتِ هِ َوَيقْطَ عَ دَابِ َر الْكَافِرِي نَ *‬
‫َوَتوَدّو نَ أَ نّ َغيْرَ ذَا تِ ال ّ‬
‫ف َوُيبْطِ َل اْلبَاطِ َل وََلوْ كَرِهففففففَ الْ ُمجْ ِرمُونففففففَ‬ ‫ف الْحَقففففف ّ‬ ‫ِليُحِقففففف ّ‬
‫قال المام أبفو جعففر الطفبي‪ :‬اختلف الفسفرون فف السفبب الالب لذه الكاف فف قوله {كمفا‬
‫أخر جك ر بك}‪ ,‬فقال بعض هم ش به به ف ال صلح للمؤمن ي اتقاؤ هم رب م وإ صلحهم ذات بين هم‬
‫وطاعت هم ل ور سوله‪ ,‬ث روي عن عكر مة ن و هذا ومع ن هذا أن ال تعال يقول ك ما أن كم ل ا‬
‫اختلفتم ف الغان وتشاححتم فيها فانتزعها ال منكم وجعلها إل قسمه‪ ,‬وقسم رسوله صلى ال عليه‬
‫وسلم فقسمها على العدل والتسوية‪ ,‬فكان هذا هو الصلحة التامة لكم‪ ,‬وكذلك لا كرهتم الروج‬
‫إل العداء من قتال ذات الشوكة‪ ,‬وهم النفي الذين خرجوا لنصر دينهم وإحراز عيهم‪ ,‬فكان عاقبة‬
‫كراهتكم للقتال بأن قدره لكم وجع به بينكم وبي عدوكم على غي ميعاد رشدا وهدى‪ ,‬ونصرا‬
‫وفتحا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خي لكم‬
‫وعسى أن تبوا شيئا وهو شر لكم وال يعلم وأنتم تعلمون} قال ابن جرير وقال آخرون معن ذلك‬
‫{كما أخرجك ربك من بيتك بالق}‪ ,‬على كره من فريق من الؤمني كذلك هم كارهون للقتال‬
‫فهم يادلونك فيه بعدما تبي لم‪ .‬ث روي عن ماهد نوه أنه قال {كما أخرجك ربك} قال كذلك‬
‫يادلونك ف الق‪ ,‬وقال السدي‪ :‬أنزل ال ف خروجه إل بدر ومادلتهم إياه‪ ,‬فقال {كما أخرجك‬

‫‪742‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ربك من بيتك بالق وإن فريقا من الؤمني لكارهون} لطلب الشركي {يادلونك ف الق بعد ما‬
‫تفبي} وقال بعضهفم يسفألونك عفن النفال مادلة كمفا جادلوك يوم بدر فقالوا أخرجتنفا للعيف ول‬
‫تعلم نا قتا ًل فن ستعد له‪ .‬قلت‪ :‬ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إن ا خرج من الدي نة طالبا لع ي أ ب‬
‫سفيان الت بلغه خبها أنا صادرة من الشام فيها أموال جزيلة لقريش فاستنهض رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم السلمي من خف منهم فخرج ف ثلثمائة وبضعة عشر رجلً‪ ,‬وطلب نو الساحل من‬
‫على طريق بدر‪ ,‬وعلم أبو سفيان بروج رسول ال صلى ال عليه وسلم ف طلبه‪ ,‬فبعث ضمضم بن‬
‫عمرو نذيرا إل أهل مكة‪ ,‬فنهضوا ف قريب من ألف مق نع ما ب ي الت سعمائة إل اللف وتيامن أبو‬
‫سفيان بالع ي إل سيف الب حر فن جا وجاء النف ي فوردوا ماء بدر‪ ,‬وج ع ال ب ي ال سلمي والكافر ين‬
‫على غي ميعاد لا يريد ال تعال من إعلء كلمة السلمي ونصرهم على عدوهم والتفرقة بي الق‬
‫والباطل كما سيأت بيانه‪ ,‬والغرض أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا بلغه خروج النفي أوحى ال‬
‫إليه يعده إحدى الطائفتي إما العي وإما النفي‪ ,‬ورغب كثي من السلمي إل العي لنه كسب بل‬
‫قتال‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وتودون أن غ ي ذات الشو كة تكون ل كم وير يد ال أن ي ق ال ق بكلما ته‬
‫ويقطع دابر الكافرين} قال الافظ أبو بكر بن مردويه ف تفسيه حدثنا سليمان بن أحد الطبان‬
‫حدثنا بكر بن سهل‪ ,‬حدثنا عبد ال بن يوسف حدثنا ابن ليعة‪ ,‬عن يزيد بن أب حبيب عن أسلم أب‬
‫عمران‪ ,‬حدثه أنه سع أبا أيوب النصاري يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ونن بالدينة‬
‫«إن أخبت عن عي أب سفيان أنا مقبلة فهل لكم أن نرج قبل هذه العي لعل ال أن يغنمناها ؟»‬
‫فقلنا نعم فخرج وخرجنا فلما سرنا يوما أو يومي‪ ,‬قال لنا «ما ترون ف قتال القوم فإنم قد أخبوا‬
‫بخرجكم ؟» فقلنا ل وال ما لنا طاقة بقتال العدو ولكنا أردنا العي‪ ,‬ث قال «ما ترون ف قتال القوم‬
‫؟» فقلنا مثل ذلك فقال القداد بن عمرو‪ :‬إذا ل نقول لك يا رسول ال كما قال قوم موسى لوسى‬
‫{اذهب أنت وربك فقاتل إناههنا قاعدون} قال فتمنينا معشر النصار أن لو قلنا كما قال القداد‬
‫أحفب إلي نا مفن أن يكون ل نا مال عظيفم‪ ,‬قال فأنزل ال على ر سوله صلى ال عليفه وسفلم {كمفا‬
‫أخرجك ربك من بيتك بالق وإن فريقا من الؤمني لكارهون} وذكر تام الديث ورواه ابن أب‬
‫حات من حديث ابن ليعة بنحوه‪ ,‬وروى ابن مردويه أيضا من حديث ممد بن عمرو بن علقمة بن‬
‫أب وقاص الليثي‪ ,‬عن أبيه عن جده قال خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل بدر حت إذا كان‬
‫بالروحاء خ طب الناس فقال « ك يف ترون ؟» فقال أ بو ب كر‪ :‬يا ر سول ال بلغ نا أن م بكان كذا‬

‫‪743‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكذا‪ ,‬قال‪ :‬ث خ طب الناس فقال «ك يف ترون ؟» فقال ع مر م ثل قول أ ب ب كر‪ ,‬ث خ طب الناس‬
‫فقال‪« :‬كيف ترون ؟» فقال سعد بن معاذ يا رسول ال إيانا تريد ؟» فو الذي أكرمك وأنزل عليك‬
‫الكتاب ما سلكتها قط ول ل با علم‪ ,‬ولئن سرت حت تأت برك الغماد من ذي ين لنسين معك‪,‬‬
‫ول نكون كالذ ين قالوا لو سى {اذ هب أ نت ور بك فقاتل إ نا هه نا قاعدون} ول كن اذ هب أ نت‬
‫وربك فقاتل إنا معكما مقاتلون‪ ,‬ولعلك أن تكون خرجت لمر وأحدث ال إليك غيه فانظر الذي‬
‫أحدث ال إل يك فا مض له‪ ,‬ف صل حبال من شئت‪ ,‬واق طع حبال من شئت‪ ,‬وعاد من شئت‪ ,‬و سال‬
‫من شئت‪ ,‬و خذ من أموال نا ما شئت‪ ,‬فنل القرآن على قول سعد {ك ما أخر جك ر بك من بي تك‬
‫بال ق وإن فريقا من الؤمن ي لكارهون} الَيات وقال العو ف عن ا بن عباس لا شاور ال نب صلى ال‬
‫عليه وسلم ف لقاء العدو‪ ,‬وقال له سعد بن عبادة ما قال وذلك يوم بدر أمر الناس أن يتهيئوا للقتال‬
‫وأمرهم بالشوكة‪ ,‬فكره ذلك أهل اليان فأنزل ال {كما أخرجك ربك من بيتك بالق وإن فريقا‬
‫من الؤمني لكارهون * يادلونك ف الق بعدما تبي كأنا يساقون إل الوت وهم ينظرون} وقال‬
‫ماهد يادلونك ف الق‪ :‬ف القتال‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق {يادلونك ف الق} أي كراهية للقاء‬
‫الشركي‪ ,‬وإنكارا لسي قريش حي ذكروا لم‪ ,‬وقال السدي‪{ :‬يادلونك ف الق بعدما تبي} أي‬
‫بعد ما تبي لم أنك ل تفعل إل ما أمرك ال به‪ .‬قال ابن جرير وقال آخرون عن بذلك الشركي‪,‬‬
‫حدثنا يونس أنبأنا ابن وهب قال قال ابن زيد ف قوله تعال‪{ :‬يادلونك ف الق بعدما تبي كأنا‬
‫يساقون إل الوت وهم ينظرون} قال هؤلء الشركون جادلوه ف الق كأنا يساقون إل الوت حي‬
‫يدعون إل السلم وهم ينظرون‪ .‬قال وليس هذا من صفة الَخرين‪ ,‬هذه صفة مبتدأة لهل الكفر‪ .‬ث‬
‫قال ا بن جر ير‪ :‬ول مع ن ل ا قاله‪ ,‬لن الذي ق بل قوله {يادلو نك ف ال ق} خب عن أ هل اليان‬
‫والذي يتلوه خب عن هم‪ .‬والصواب قول ابن عباس وا بن إ سحاق‪ :‬أنه خب عن الؤمن ي‪ ,‬وهذا الذي‬
‫نصره ابن جرير هو الق وهو الذي يدل عليه سياق الكلم‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال المام أحد رحه ال‪,‬‬
‫حدثنا يي بن بكي وعبد الرزاق قال‪ :‬حدثنا إسرائيل عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬قيل‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم حي فرغ من بدر‪ :‬عليك بالعي ليس دونا شيء‪ ,‬فناداه العباس بن‬
‫عبد الطلب‪ ,‬قال عبد الرزاق وهو أسي ف وثاقه إنه ل يصلح لك‪ ,‬قال ول ؟ قال لن ال عز وجل‬
‫إن ا وعدك إحدى الطائفت ي‪ ,‬و قد أعطاك ال ما وعدك إ سناد ج يد ول ير جه‪ ,‬ومع ن قوله تعال‪:‬‬
‫{وتودون أن غي ذات الشوكة تكون لكم} أي يبون أن الطائفة الت ل حد لا ول منعة ول قتال‬

‫‪744‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تكون لم وهي العي‪{ ,‬ويريد ال أن يق الق بكلماته} أي هو يريد أي يمع بينكم وبي الطائفة‬
‫الت لا الشوكة والقتال ليظفركم بم وينصركم عليهم‪ ,‬ويظهر دينه ويرفع كلمة السلم ويعله غالبا‬
‫على الديان‪ ,‬وهفو أعلم بعواقفب المور‪ ,‬وهفو الذي يدبركفم بسفن تدبيه‪ ,‬وإن كان العباد يبون‬
‫خلف ذلك في ما يظ هر ل م كقوله تعال‪{ :‬ك تب علي كم القتال و هو كره ل كم‪ .‬وع سى أن تكرهوا‬
‫شيئا وهو خي لكم‪ .‬وعسى أن تبوا شيئا وهو شر لكم} وقال ممد بن إسحاق رحه ال‪ :‬حدثن‬
‫ممد بن مسلم الزهري‪ ,‬وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد ال بن أب بكر ويزيد بن رومان‪ ,‬عن عروة‬
‫بن الزب ي وغي هم من علمائ نا عن ع بد ال بن عباس‪ ,‬كل قد حدث ن ب عض هذا الد يث فاجت مع‬
‫حديثهم فيما سقت من حديث بدر قالوا لا سع رسول ال صلى ال عليه وسلم بأب سفيان مقبلً‬
‫مفن الشام ندب السفلمي إليهفم‪ ,‬وقال هذه عيف قريفش فيهفا أموالمف‪ ,‬فاخرجوا إليهفا لعفل ال أي‬
‫ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم‪ ,‬وذلك أنم ل يظنوا أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يلقى حربا‪ ,‬وكان أبو سفيان قد استنفر حي دنا من الجاز يتجسس الخبار‪ ,‬ويسأل‬
‫من لقي من الركبان توفا على أمر الناس‪ ,‬حت أصاب خبا من بعض الركبان أن ممدا قد استنفر‬
‫أصحابه لك ولعيك‪ ,‬فحذر عند ذلك فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إل أهل مكة وأمره‬
‫أن يأت قريشا فيستنفرهم إل أموالم ويبهم أن ممدا قد عرض لا ف أصحابه‪ ,‬فخرج ضمضم بن‬
‫عمرو سريعا إل م كة‪ ,‬وخرج ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف أ صحابه‪ ,‬ح ت بلغ واديا يقال له‬
‫ذفران‪ ,‬فخرج منه حت إذا كان ببعضه نزل وأتاه الب عن قريش بسيهم ليمنعوا عيهم‪ ,‬فاستشار‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الناس وأ خبهم عن قر يش‪ ,‬فقام أ بو ب كر ر ضي ال ع نه فقال‪,‬‬
‫فأحسن‪ .‬ث قام عمر رضي ال عنه فقال‪ ,‬فأحسن‪ .‬ث قام القداد بن عمرو فقال يا رسول ال امض لا‬
‫أمرك ال به‪ ,‬فنحن معك وال ل نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لوسى‪{ :‬اذهب أنت وربك فقاتل‬
‫إ نا هه نا قاعدون}‪ ,‬ول كن اذ هب أ نت ور بك فقاتل إ نا معك ما مقاتلون‪ ,‬فو الذي بع ثك بال ق لو‬
‫سرت بنا إل برك الغماد‪ ,‬يعن مدينة البشة لالدنا معك من دونه حت تبلغه‪ ,‬فقال له رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم خيا ود عا له ب ي‪ ,‬ث قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أشيوا علي أي ها‬
‫الناس» وإن ا ير يد الن صار‪ ,‬وذلك أن م كانوا عدد الناس‪ ,‬وذلك أن م ح ي بايعوه بالعق بة‪ ,‬قالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال إنا برآء من زمامك حت تصل إل دارنا‪ ,‬فإذا وصلت إلينا فأنت ف زمامنا ننعك ما ننع‬
‫منه أبناءنا ونساءنا‪ ,‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يتخوف أن ل تكون النصار ترى عليها‬

‫‪745‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نصرته إل من دهه بالدينة من عدوه‪ ,‬وأن ليس عليهم أن يسي بم إل عدو من بلدهم‪ ,‬فلما قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك قال له سعد بن معاذ‪ :‬وال لكأنك تريدنا يا رسول ال ؟ قال‪:‬‬
‫«أ جل» فقال آم نا بك و صدقناك وشهد نا أن ما جئت به هو ال ق وأعطيناك على ذلك عهود نا‬
‫ومواثيقنا على السمع والطاعة‪ ,‬فامض يا رسول ال لا أمرك ال فو الذي بعثك بالق إن استعرضت‬
‫بنا هذا البحر فخضته لضناه معك‪ ,‬ما يتخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا‪ ,‬إنا‬
‫لصب عند الرب صدق عند اللقاء‪ ,‬ولعل ال يريك منا ما تقر به عينك‪ ,‬فسر بنا على بركة ال‪ ,‬فسر‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك ث قال «سيوا على بركة ال وأبشروا فإن‬
‫ال قد وعدن إحدى الطائفتي‪ ,‬وال لكأن الَن أنظر إل مصارع القوم» وروى العوف عن ابن عباس‬
‫نو هذا‪ ,‬وكذلك قال السدي وقتادة وعبد الرحن بن زيد بن أسلم وغي واحد من علماء السلف‬
‫واللف‪ ,‬اختصفففرنا أقوالمففف اكتفاء بسفففياق ممفففد بفففن إسفففحاق‪.‬‬

‫ف مّ َن الْمَلئِ َك ِة مُرْدِِفيَ * َومَا َج َعلَ هُ اللّ هُ إِلّ‬


‫** ِإ ْذ تَ سَْتغِيثُونَ َربّكُ مْ فَا ْستَجَابَ َلكُ مْ َأنّي مُمِدّكُ ْم ِبأَلْ ٍ‬
‫ف عَزِيزٌ َحكِيم فٌ‬ ‫ف عِندِ اللّه فِ إِن فّ اللّه َ‬ ‫ف وَمَفا النّص فْرُ إِ ّل مِن ْ‬ ‫ى وَِلتَطْ َمئِن فّ بِه فِ قُلُوُبكُم ْ‬ ‫بُشْرَ َ‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو نوح قراد‪ ,‬حدث نا عكر مة بن عمار حدث نا ساك الن في أ بو زم يل‪,‬‬
‫حدثن ابن عباس حدثن عمر بن الطاب رضي ال عنه قال‪ :‬لا كان يوم بدر‪ ,‬نظر النب صلى ال‬
‫عليه وسلم إل أصحابه وهم ثلثائة ونيف‪ ,‬ونظر إل الشركي فإذا هم ألف وزيادة‪ ,‬فاستقبل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم القبلة وعليه رداؤه وإزاره‪ ,‬ث قال «اللهم أنز ل ما وعدتن اللهم إن تلك هذه‬
‫الع صابة من أ هل ال سلم فل تع بد ف الرض أبدا» قال ف ما زال ي ستغيث ر به ويدعوه ح ت سقط‬
‫رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرداه ث التزمه من ورائه ث قال‪ :‬يانب ال كفاك مناشدتك‬
‫ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل ال عز وجل {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أن مدكم‬
‫ل وأسر‬ ‫بألف من اللئكة مردفي} فلما كان يومئذ التقوا‪ ,‬فهزم ال الشركي فقتل منهم سبعون رج ً‬
‫منهم سبعون رجلً‪ ,‬واستشار رسول ال صلى ال عليه وسلم أبا بكر وعمر وعليا فقال أبو بكر‪ :‬يا‬
‫رسول ال هؤلء بنو العم والعشية والخوان وإن أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذناه منهم‬
‫قوة ل نا على الكفار وع سى أن يهدي هم ال فيكونوا ل نا عضدا فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫«ما ترى يا ابن الطاب ؟» قال‪ :‬قلت ما أرى ما رأىَ أبو بكر ولكن أرى أن تكن من فلن قريب‬

‫‪746‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لعمر فأضرب عنقه وتكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتكن حزة من فلن أخيه فيضرب عنقه حت‬
‫يعلم ال أن ل يس ف قلوب نا هوادة للمشرك ي‪ ,‬هؤلء صناديدهم وأئمت هم وقادت م‪ .‬فهوي ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ما قال أبو بكر ول يهو ما قلت وأخذ منهم الفداء فلما كان من الغد قال عمر‬
‫فغدوت إل النب صلى ال عليه وسلم وأب بكر وها يبكيان فقلت‪ :‬ما يبكيك أنت وصاحبك فإن‬
‫وجدت بكاء بك يت وإن ل أ جد بكاء تباك يت لبكائك ما‪ .‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم «للذي‬
‫عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابكم أدن من هذه الشجرة» لشجرة قريبة‬
‫من النب صلى ال عليه وسلم وأنزل ال عز وجل {ما كان لنب أن يكون له أسرى حت يثخن ف‬
‫الرض ف إل قوله ف فكلوا ما غنمتم حل ًل طيبا} فأحل لم الغنائم‪ .‬فلما كان يوم أحد من العام‬
‫القبل عوقبوا ب ا صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل من هم سبعون وفر أ صحاب ال نب صلى ال‬
‫عليه وسلم عن النب صلى ال عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم‬
‫على وجهه فأنزل ال {أو لا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أن هذا ؟ قل هو من عند أنفسكم‬
‫إن ال على كل ش يء قد ير} بأخذ كم الفداء ورواه م سلم وأ بو داود والترمذي وا بن جر ير وا بن‬
‫مردويه من طرق عن عكرمة بن عمار به وصححه علي بن الدين والترمذي وقال ل يعرف إل من‬
‫حديث عكرمة بن عمار اليمان وهكذا روى علي بن أب طلحة والعوف عن ابن عباس أن هذه الَية‬
‫الكري ة قوله {إذ ت ستغيثون رب كم} ف دعاء ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وكذا قال يز يد بن يث يع‬
‫وال سدي وا بن جر يج وقال أ بو ب كر بن عياش عن أ ب ح صي عن أ ب صال قال‪ :‬ل ا كان يوم بدر‬
‫جعل النب صلى ال عليه وسلم يناشد ربه أشد الناشدة يدعو فأتاه عمر بن الطاب رضي ال عنه‬
‫فقال‪ :‬يا ر سول ال ب عض مناشد تك فوال ليف ي ال لك ب ا وعدك‪ ,‬قال البخاري ف كتاب الغازي‬
‫باب قول ال تعال‪{ :‬إذ ت ستغيثون رب كم فا ستجاب ل كم ف إل قوله ف فإن ال شد يد العقاب}‬
‫حدثنا أبو نعيم حدثنا إسرائيل عن مارق عن طارق بن شهاب قال سعت ابن مسعود يقول شهدت‬
‫من القداد بن السود مشهدا لن أكون صاحبه أحب إل ما عدل به‪ ,‬أتى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫و هو يد عو على الشرك ي فقال‪ :‬ل نقول ك ما قال قوم مو سى {اذ هب أ نت ور بك فقاتل} ولك نا‬
‫نقا تل عن يي نك و عن شالك وب ي يد يك وخل فك فرأ يت ال نب صلى ال عل يه و سلم أشرق وج هه‬
‫و سره يع ن قوله‪ .‬حدث ن م مد بن ع بد ال بن حو شب حدث نا ع بد الوهاب حدث نا خالد الذاء عن‬
‫عكر مة عن ا بن عباس قال‪ :‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم يوم بدر «الل هم أنشدك عهدك ووعدك‬

‫‪747‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اللهم إن شئت ل تعبد» فأخذ أبو بكر بيده فقال‪ :‬حسبك فخرج وهو يقول سيهزم المع ويولون‬
‫الدبر» وروراه الن سائي عن بندار عن ع بد الوهاب عن ع بد الج يد الثق في وقوله تعال {بألف من‬
‫اللئكفة مردفيف} أي يردف بعضهفم بعضا كمفا قال هارون بفن عنترة عفن ابفن عباس {مردفيف}‬
‫متتابع ي ويت مل أن الراد {مردف ي} ل كم أي ندة ل كم ك ما قال العو ف عن ا بن عباس {مردف ي}‬
‫يقول الدد ك ما تقول أ نت للر جل زده كذا وكذا وهكذا قال ما هد وا بن كث ي القارى وا بن ز يد‬
‫{مردف ي} مد ين‪ ,‬وقال أ بو كدي نة عن قابوس عن أب يه عن ا بن عباس {يدد كم رب كم بألف من‬
‫اللئكة مردفي} قال وراء كل ملك ملك‪ .‬وف رواية بذا السناد {مردفي} قال بعضهم على أثر‬
‫ب عض وكذا قال أ بو ظبيان والضحاك وقتادة وقال ا بن جر ير حدث ن الث ن حدث نا إ سحاق حدث نا‬
‫يعقوب بن ممد الزهري حدثن عبد العزيز بن عمران عن الزمعي عن أب الويرث عن ممد جبي‬
‫عن علي ر ضي ال عنه قال‪ :‬نزل جب يل ف ألف من اللئكة عن ميمنة ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫وفي ها أ بو ب كر‪ ,‬ونزل ميكائ يل ف ألف من اللئ كة عن مي سرة ال نب صلى ال عل يه و سلم وأ نا ف‬
‫اليسرة‪ .‬وهذا يقتضي إن صح إسناده أن اللف مردفة بثلها ولذا قرأ بعضهم {مردَفي} بفتح الدال‪,‬‬
‫وال أعلم‪ .‬والشهور ما رواه علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس قال‪ :‬وأ مد ال نبيه صلى ال عل يه‬
‫وسلم والؤمني بألف من اللئكة فكان جبيل ف خسمائة من اللئكة منبة‪ ,‬وميكائيل ف خسمائة‬
‫منبة‪ ,‬وروى المام أبو جعفر بن جرير ومسلم من حديث عكرمة بن عمار عن أب زميل ساك بن‬
‫وليد النفي عن ابن عباس‪ ,‬عن عمر الديث التقدم‪ ,‬ث قال أبو زميل‪ :‬حدثن ابن عباس قال‪ :‬بينا‬
‫رجل من السلمي يشتد ف أثر رجل من الشركي أمامه إذ سع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس‬
‫يقول أقدم حيزوم إذ نظر إل الشرك أمامه فخر مستلقيا قال فنظر إليه فإذا هو قد حطم وشق وجهه‬
‫كضربة السوط فاخضر ذلك أجع فجاء النصاري فحدث ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫صدقت ذلك من مدد ال سماء الثال ثة فقتلوا يومئذ سبعي وأ سروا سبعي وقال البخاري‪ :‬باب شهود‬
‫اللئكة بدرا‪ .‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا جرير عن يي بن سعيد عن معاذ بن رفاعة بن رافع‬
‫الزرقي عن أبيه وكان أبوه من أهل بدر قال جاء جبيل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ما تعدون‬
‫أهل بدر فيكم ؟ قال «من أفضل السلمي» أو كلمة نوها قال‪ :‬وكذلك من شهد بدرا من اللئكة‪.‬‬
‫انفرد بإخراجه البخاري وقد رواه الطبان ف العجم الكبي من حديث رافع بن خديج وهو خطأ‪,‬‬
‫والصواب رواية البخاري وال أعلم وف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعمر لا‬

‫‪748‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شاوره ف قتل حاطب بن أب بلتعة «إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل ال قد اطلع على أهل بدر‬
‫فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» وقوله تعال‪{ :‬وما جعله ال إل بشرى} الَية‪ ,‬أي وما جعل‬
‫ال ب عث اللئ كة وإعل مه إيا كم ب م إل بشرى {ولتطمئن به قلوب كم} وإل ف هو تعال قادر على‬
‫نصركم على أعدائكم ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إل من عند ال أي بدون ذلك ولذا قال {وما‬
‫النصر إل من عند ال} كما قال تعال {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حت إذا أثخنتموهم‬
‫فشدوا الوثاق فإ ما مّنا ب عد وإ ما فداء ح ت ت ضع الرب أوزار ها * ذلك ولو يشاء ال ل نت صر من هم‬
‫ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا ف سبيل ال فلن يضل أعمالم * سيهديهم ويصلح بالم *‬
‫ويدخلهم النة عرفها لم} وقال تعال {وتلك اليام نداولا بي الناس وليعلم ال الذين آمنوا ويتخذ‬
‫منكم شهداء وال ل يب الظالي * وليمحص ال الذين آمنوا ويحق الكافرين} فهذه حكم شرع‬
‫ال جهاد الكفار بأيدي الؤمن ي لجل ها و قد كان تعال إن ا يعا قب ال مم ال سالفة الكذ بة لل نبياء‬
‫بالقوارع التف تعفم تلك المفم الكذبفة كمفا أهلك قوم نوح بالطوفان‪ ,‬وعادا الول بالدبور‪ ,‬وثود‬
‫بالصفيحة‪ ,‬وقوم لوط بالسفف والقلب وحجارة السفجيل‪ ,‬وقوم شعيفب بيوم الظلة‪ ,‬فلمفا بعفث ال‬
‫تعال مو سى وأهلك عدوه فرعون وقو مه بالغرق ف ال يم ث أنزل على مو سى التوراة شرع في ها قتال‬
‫الكفار واستمر الكم ف بقية الشرائع بعده على ذلك كما قال تعال‪{ :‬ولقد آتينا موسى الكتاب من‬
‫بعد ما أهلكنا القرون الول بصائر} وقتل الؤمني للكافرين‪ ,‬أشد إهانة للكافرين‪ ,‬وأشفى لصدور‬
‫الؤمن ي‪ ,‬ك ما قال تعال للمؤمن ي من هذه المة {قاتلوهم يعذب م ال بأيدي كم‪ ,‬ويزهم وين صركم‬
‫علي هم‪ ,‬وي شف صدور قوم مؤمن ي} ولذا كان ق تل صناديد قر يش بأيدي أعدائ هم الذ ين ينظرون‬
‫إلي هم بأع ي ازدرائ هم أن كى ل م وأش فى ل صدور حزب اليان‪ ,‬فق تل أ ب ج هل ف معر كة القتال‬
‫وحومة الوغى أشد إهانة له من موته على فراشه بقارعة أو صاعقة أو نو ذلك كما مات أبو لب‬
‫لعنه ال بالعدسة بيث ل يقربه أحد من أقاربه‪ ,‬إنا غسلوه بالاء قذفا من بعيد‪ ,‬ورجوه حت دفنوه‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬إن ال عزيز} أي له العزة ولرسوله وللمؤمني بما ف الدنيا والَخرة كقوله تعال‪:‬‬
‫{إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ف الياة الدنيا ويوم يقوم الشهاد} {حكيم} فيما شرعه من قتال‬
‫الكفار مفففع القدرة على دمارهفففم وإهلكهفففم بوله وقوتفففه سفففبحانه وتعال‪.‬‬

‫‪749‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب عَنكُ مْ رِ ْجزَ‬‫** ِإ ْذ ُيغَشّيكُ ُم الّنعَا سَ َأمََن ًة ّمنْ ُه َوُينَزّ ُل عََليْكُم مّن ال سّمَآ ِء مَآءً ّليُ َطهّرَكُ ْم بِ ِه َويُ ْذهِ َ‬
‫ت بِ ِه القْدَا مَ * إِ ْذ يُوحِي َربّ كَ إِلَى الْمَلِئ َكةِ أَنّي َمعَكُ مْ َفَثبّتُواْ‬ ‫الشّيْطَا نِ وَِليَ ْربِ طَ عََلىَ ُقلُوبِكُ ْم َويَُثبّ َ‬
‫ق وَاضْ ِربُوْا ِمْنهُ مْ كُ ّل َبنَا نٍ *‬‫ب الّذِي نَ َكفَرُواْ ال ّرعْ بَ فَاضْ ِربُواْ َفوْ قَ العْنَا ِ‬ ‫الّذِي نَ آمَنُواْ َسأُْلقِي فِي قُلُو ِ‬
‫ك بَِأّنهُ ْم شَآقّواْ اللّ َه وَرَسُولَهُ َومَن يُشَاقِ قِ اللّ َه وَرَ سُولَهُ فَإِنّ اللّ َه شَدِي ُد اْلعِقَابِ * ذَِلكُمْ فَذُوقُو ُه َوأَ نّ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ف النّارِ‬ ‫ف عَذَابفففففففففففففففف َ‬ ‫لِ ْلكَافِرِينفففففففففففففففف َ‬
‫يذكرهم ال تعال باأنعم به عليهم من إلقائه النعاس عليهم أمانا أمنهم به من خوفهم الذي حصل‬
‫لم من كثرة عدوهم وقلة عددهم‪ ,‬وكذلك فعل تعال بم يوم أحد كما قال تعال‪{ :‬ث أنزل عليكم‬
‫من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهتهم أنفسهم} الَية‪ ,‬قال أبو طلحة‪ :‬كنت‬
‫من أصابه النعاس يوم أحد‪ ,‬ولقد سقط السيف من يدي مرارا يسقط وآخذه‪ ,‬ويسقط وآخذه‪ ,‬ولقد‬
‫نظرت إلي هم ييدون و هم ت ت ال جف‪ ,‬وقال الا فظ أ بو يعلى حدث نا زه ي حدث نا ا بن مهدي عن‬
‫شعبة عن أب إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬ما كان فينا فارس يوم بدر‬
‫غي القداد ولقد رأيتنا وما فينا إلّ نائم‪ ,‬إل رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي تت شجرة ويبكي‬
‫حت أصبح‪ .‬وقال سفيان الثوري عن عاصم عن أب رزين عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه أنه‬
‫قال‪ :‬النعاس ف القتال أمنة من ال‪ ,‬وف الصلة من الشيطان‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬النعاس ف الرأس‪ ,‬والنوم ف‬
‫القلب‪ ,‬قلت‪ :‬أما النعاس فقد أصابم يوم أحد وأمر ذلك مشهور جدا‪ ,‬وأما الَية الشريفة إنا هي ف‬
‫سياق قصة بدر‪ ,‬وهي دالة على وقوع ذلك أيضا وكأن ذلك كائن للمؤمني عند شدة البأس لتكون‬
‫قلوبم آمنة مطمئنة بنصر ال‪ ,‬وهذا من فضل ال ورحته بم ونعمته عليهم وكما قال تعال‪{ :‬فإن‬
‫مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} ولذا جاء ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا‬
‫كان يوم بدر ف العر يش مع ال صديق ر ضي ال ع نه وه ا يدعوان أخذت ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم سنة من النوم ث استيقظ مبتسما فقال‪« :‬أبشر يا أبا بكر هذا جبيل على ثناياه النقع» ث خرج‬
‫من باب العر يش و هو يتلو قوله تعال‪ { :‬سيهزم ال مع ويولون الدبر}‪ .‬وقوله {وينل علي كم من‬
‫السماء ماء} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس قال‪ :‬نزل النب صلى ال عليه وسلم حي سار إل‬
‫بدر والشركون بينهم وبي الاء رملة دعصة وأصاب السلمي ضعف شديد وألقى الشيطان ف قلوبم‬
‫الغ يظ يو سوس بين هم تزعمون أن كم أولياء ال تعال وفي كم ر سوله و قد غلب كم الشركون على الاء‬
‫وأن تم ت صلون منفبي فأم طر ال علي هم مطرا شديدا فشرب ال سلمون وتطهروا وأذهفب ال عنهفم‬

‫‪750‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رجس الشيطان وثبت الرمل حي أصابه الطر ومشى الناس عليه والدواب فساروا إل القوم‪ ,‬وأمد ال‬
‫نبيه صلى ال عليه وسلم والؤمني بألف من اللئكة فكان جبيل ف خسمائة منبة‪ ,‬وميكائيل ف‬
‫خ سمائة من بة‪ .‬وكذا قال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬إن الشرك ي من قر يش ل ا خرجوا لين صروا الع ي‬
‫وليقاتلوا عنهفا نزلوا على الاء يوم بدر فغلبوا الؤمنيف عليفه فأصفاب الؤمنيف الظمفأ فجعلوا يصفلون‬
‫م نبي مدث ي ح ت تعاطوا ذلك ف صدورهم فأنزل ال من ال سماء ماء ح ت سال الوادي فشرب‬
‫الؤمنون وملؤوا ال سقية و سقوا الركاب واغت سلوا من النا بة فج عل ال ف ذلك طهورا وث بت به‬
‫القدام وذلك أ نه كا نت بين هم وب ي القوم رملة فب عث ال ال طر علي ها فضرب ا ح ت اشتدت وثب تت‬
‫عليهفا القدام‪ .‬ونوف ذلك روي عفن قتادة والضحاك والسفدي‪ ,‬وقفد روي عفن سفعيد بفن السفيب‬
‫والشعب والزهري وعبد الرحن بن زيد بن أسلم أنه طش أصابم يوم بدر‪ .‬والعروف أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم لا سار إل بدر نزل على أدن ماء هناك أي أول ماء وجده فتقدم إليه الباب بن‬
‫النذر فقال يا رسول ال هذا النل الذي نزلته منل أنزلك ال إياه فليس لنا أن ناوزه أو منل نزلته‬
‫للحرب والكيدة ؟ فقال « بل منل نزل ته للحرب والكيدة» فقال يا ر سول ال إن هذا ل يس بنل‬
‫ولكن سر بنا حت ننل على أدن ماء يلي القوم ونغور ما وراءه من القلب‪ ,‬ونستقي الياض فيكون‬
‫ل نا ماء ول يس ل م ماء ف سار ر سول ال صلى ال عل يه و سلمففعل كذلك‪ ,‬و ف مغازي الموي أن‬
‫الباب لا قال ذلك نزل ملك من السماء وجبيل جالس عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‬
‫ذلك اللك‪ ,‬يا ممد إن ربك يقرئك السلم ويقول لك إن الرأي ما أشار به الباب بن النذر فالتفت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إل جبيل عليه السلم فقال «هل تعرف هذا» ؟ فنظر إليه فقال‪ :‬ما‬
‫كل اللئكة أعرفهم وإنه ملك وليس بشيطان‪ .‬وأحسن ما ف هذا ما رواه المام ممد بن إسحاق بن‬
‫ي سار صاحب الغازي رح ه ال حدث ن يز يد بن رومان عن عروة بن الزب ي قال‪ :‬ب عث ال ال سماء‬
‫وكان الوادي دهسا فأصاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه مالبد لم الرض‪ ,‬ول ينعهم‬
‫من ال سي وأ صاب قريشا مال يقدروا على أن يرحلوا م عه وقال ما هد‪ :‬أنزل ال علي هم ال طر ق بل‬
‫النعاس فأطفأ بالطر الغبار وتلبدت به الرض وطابت نفوسهم وثبتت به أقدامهم‪ ,‬وقال ابن جرير‪:‬‬
‫حدثنا هارون بن إسحاق حدثنا مصعب بن القدام حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحاق عن حارثة عن‬
‫علي رضي ال عنه قال‪ :‬أصابنا من الليل طش من الطر يعن الليلة الت كانت ف صبيحتها وقعة بدر‬
‫فانطلقنا تت الشجر والجف نستظل تتها من الطر وبات رسول ال صلى ال عليه وسلم وحرض‬

‫‪751‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على القتال‪ .‬وقوله {ليطهركم به} أي من حدث أصغر أو أكب وهو تطهي الظاهر {ويذهب عنكم‬
‫رجز الشيطان} أي من وسوسة أو خاطر سيء وهو تطهي الباطن كما قال تعال ف حق أهل النة‬
‫{عالي هم ثياب سندس خ ضر وا ستبق وحلوا أ ساور من ف ضة} فهذا زي نة الظا هر {و سقاهم رب م‬
‫شرابا طهورا} أي مطهرا لا كان من غل أو حسد أو تباغض وهو زينة الباطن وطهارته {وليبط‬
‫على قلوبكم} أي بالصب والقدام على مالدة العداء وهو شجاعة الباطن {ويثبت به القدام} وهو‬
‫فففففففففففففففة الظاهففففففففففففففففر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫شجاعف‬
‫وقوله {إذ يوحي ربك إل اللئكة أن معكم فثبتوا الذين آمنوا} وهذه نعمة خفية أظهرها ال تعال‬
‫لم ليشكروه عليها وهو أنه تعال وتقدس وتبارك وتجد أوحى إل اللئكة الذين أنزلم لنصر نبيه‬
‫ودينه وحزبه الؤمني يوحي إليهم فيما بينه وبينهم أن يثبتوا الذين آمنوا قال ابن إسحاق‪ :‬وآزروهم‪.‬‬
‫وقال غيه‪ :‬قاتلوا معهم وقيل كثروا سوادهم وقيل كان ذلك بأن اللك كان يأت الرجل من أصحاب‬
‫النفب صفلى ال عليفه وسفلم فيقول سفعت هؤلء القوم يعنف الشركيف يقولون وال لئن حلوا علينفا‬
‫لننكشفن فيحدث السلمون بعضهم بعضا بذلك فتقوى أنفسهم حكاه ابن جرير وهذا لفظه بروفه‪,‬‬
‫وقوله {سألقي ف قلوب الذين كفروا الرعب} أي ثبتوا أنتم الؤمني وقووا أنفسهم على أعدائهم عن‬
‫أمري لكفم بذلك سفألقي الرعفب والذلة والصفغار على مفن خالف أمري وكذب رسفول {فاضربوا‬
‫فوق العناق واضربوا من هم كل بنان} أي اضربوا الام ففلقو ها‪ ,‬واحتزوا الرقاب فقطعو ها‪ ,‬وقطعوا‬
‫الطراف من هم و هي أيدي هم وأرجل هم و قد اختلف الف سرون ف مع ن {فوق العناق} فق يل معناه‬
‫اضربوا الرؤوس‪ ,‬قاله عكر مة وق يل معناه أي على العناق و هي الرقاب قاله الضحاك وعط ية العو ف‬
‫ويشهد لذا العن أن ال تعال أرشد الؤمني إل هذا ف قوله تعال‪{ :‬فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب‬
‫الرقاب حت إذا أثخنتموه فشدوا الوثاق} وقال وكيع عن السعودي عن القاسم قال‪ :‬قال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم «إن ل أبعث لعذب بعذاب ال‪ ,‬إنا بعثت لضرب الرقاب وشد الوثاق» واختار ابن‬
‫جر ير أن ا قد تدل على ضرب الرقاب وفلق الام‪ ,‬قلت و ف مغازي الموي أن ر سول ال صلى ال‬
‫عليففه وسففلم جعففل يرفف بيفف القتلى يوم بدر فيقول «يفلق هاما» فيقول أبففو بكففر‪:‬‬
‫مففففففن رجال أعزة عليناوهففففففم كانوا أعففففففق وأظلمففففففا‬
‫فيبتدىء رسول ال صلى ال عليه وسلم بأول البيت ويستطعم أبا بكر رضي ال عنه إنشاد آخره‬
‫ل نه كان ل ي سن إنشاد الش عر ك ما قال تعال‪{ :‬وما علمناه الشعر وما ينب غي له} وقال الرب يع بن‬

‫‪752‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنس‪ :‬كان الناس يوم بدر يعرفون قتلى اللئكة من قتلوهم بضرب فوق العناق وعلى البنان مثل سة‬
‫النار قد أحرق به‪ ,‬وقوله {واضربوا منهم كل بنان} وقال ابن جرير‪ :‬معناه واضربوا من عدوكم أيها‬
‫الؤمنون كفل طرف ومفصفل مفن أطراف أيديهفم وأرجلهفم‪ ,‬والبنان جعف بنانفة كمفا قال الشاعفر‪:‬‬
‫أل ليتنفففف قطعففففت منفففف بنانةولقيتففففه ففففف البيففففت يقظان حاذرا‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {واضربوا منهم كل بنان} يعن بالبنان الطراف وكذا قال‬
‫الضحاك وا بن جر ير‪ :‬وقال ال سدي البنان الطراف ويقال كل مف صل وقال عكر مة وعط ية العو ف‬
‫والضحاك ف رواية أخرى كل مفصل‪ ,‬وقال الوزاعي ف قوله تعال‪{ :‬واضربوا منهم كل بنان} قال‬
‫اضرب منه الوجه والعي وارمه بشهاب من نار فإذا أخذته حرم ذلك كله عليك وقال العوف عن ابن‬
‫عباس‪ :‬فذكفر قصفة بدر إل أن قال‪ :‬فقال أبفو جهفل ل تقتلوهفم قتلً ولكفن خذوهفم أخذا حتف‬
‫تعرفوهم الذي صنعوا من طعنهم ف دينكم ورغبتهم عن اللت والعزى فأوحى ال إل اللئكة {أن‬
‫مع كم فثبتوا الذ ين آمنوا سألقي ف قلوب الذ ين كفروا الر عب فاضربوا فوق العناق واضربوا من هم‬
‫كل بنان} الَية‪ ,‬فقتل أبو جهل لعنه ال ف تسعة وستي رجلً‪ ,‬وأسر عقبة بن أب معيط فقتل صبا‬
‫فو ف ذلك سبعي يعن قتيلً ولذا قال تعال‪{ :‬ذلك بأن م شاقوا ال ورسوله} أي خالفوه ا ف ساروا‬
‫ف شق‪ ,‬وتركوا الشرع واليان به واتباعه ف شق‪ ,‬ومأخوذ أيضا من شق العصا وهو جعلها فرقتي‬
‫{ومن يشاقق ال ورسوله فإن ال شديد العقاب} أي هو الطالب الغالب لن خالفه وناوأه ل يفوته‬
‫ش يء ول يقوم لغض به ش يء تبارك وتعال ل إله ول رب سواه {ذل كم فذوقوه وأن للكافر ين عذاب‬
‫النار} هذا خطاب للكفار أي ذوقوا هذا العذاب والنكال ف الدنيا واعلموا أيضا أن للكافرين عذاب‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففففف الَخرة‪.‬‬ ‫النار فف‬

‫ل ُتوَلّوهُ مُ ال ْدبَارَ * َومَن ُيوَلّهِ ْم َي ْومَئِذٍ ُدبُرَ هُ إِ ّل‬


‫** يَآَأّيهَا الّذِي نَ آ َمُنوَاْ إِذَا َلقِيتُ ُم الّذِي نَ َكفَرُواْ زَحْفا َف َ‬
‫فيُ‬‫ف الْمَص ِ‬ ‫ف َوِبئْس َ‬ ‫ف َج َهنّم ُ‬
‫ف َو َمأْوَاه ُ‬
‫ف اللّه ِ‬
‫ف مّن َ‬ ‫حيّزا إِلَىَ ِفَئةٍ َفقَ ْد بَآ َء ِبغَضَب ٍ‬ ‫ُمتَحَرّفا ّل ِقتَالٍ َأ ْو ُمتَ َ‬
‫يقول تعال متوعدا على الفرار من الزحف بالنار لن فعل ذلك {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين‬
‫كفروا زحفا} أي تقارب تم من هم ودنو ت إلي هم {فل تولو هم الدبار} أي تفروا وتتركوا أ صحابكم‬
‫{ومن يولم يومئذ دبره إل متحرفا لقتال} أي يفر بي يدي قرنه مكيدة لييه أنه قد خاف منه فيتبعه‬
‫ث يكر عليه فيقتله فل بأس عليه ف ذلك نص عليه سعيد بن جبي والسدي‪ ,‬وقال الضحاك أن يتقدم‬

‫‪753‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن أصحابه ليى غرة من العدو فيصيبها {أو متحيزا إل فئة} أي فر من ها هنا إل فئة أخرى من‬
‫السلمي يعاونم ويعاونونه فيجوز له ذلك حت لو كان ف سرية ففر إل أميه أو المام العظم دخل‬
‫ف هذه الرخصة‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن حدثنا زهي حدثنا يزيد بن أب زياد عن عبد الرحن‬
‫بن أب ليلى عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬كنت ف سرية من سرايا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فحاص الناس حيصة فكنت فيمن حاص فقلنا كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا‬
‫بالغضب ؟ ث قلنا لو دخلنا الدينة‪ ,‬فبتنا‪ ,‬ث قلنا لو عرضنا أنفسنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فإن كانت لنا توبة وإل ذهبنا‪ ,‬فأتيناه قبل صلة الغداة فخرج فقال «من القوم ؟» فقلنا نن الفرارون‬
‫فقال «ل بل أنتم العكارون أنا فئتكم وأنا فئة السلمي» قال فأتيناه حت قبلنا يده‪ .‬وهكذا رواه أبو‬
‫داود والترمذي وا بن ما جه من طرق عن يز يد بن أ ب زياد وقال الترمذي‪ :‬ح سن ل نعر فه إل من‬
‫حديث ابن أب زياد ورواه ابن أب حات من حديث يزيد بن أب زياد به‪ ,‬وزاد ف آخره وقرأ رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم هذه الَ ية {أو متحيزا إل فئة} قال أ هل العلم مع ن قوله «العكارون» أي‬
‫العطاقون‪ ,‬وكذلك قال عمر بن الطاب رضي ال عنه ف أب عبيد لا قتل على السر بأرض فارس‬
‫لكثرة اليش من ناحية الجوس فقال عمر لو تيز إل لكنت له فئة هكذا رواه ممد بن سيين عن‬
‫عمر وف رواية أب عثمان النهدي عن عمر قال لا قتل أبو عبيد قال عمر‪ :‬أيها الناس أنا فئتكم وقال‬
‫ماهد قال عمر أنا فئة كل مسلم‪ ,‬وقال عبد اللك بن عمي عن عمر أيها الناس ل تغرنكم هذه الَية‬
‫فإن ا كا نت يوم بدر وأ نا فئة ل كل م سلم‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت حدث نا أ ب حدث نا ح سان بن ع بد ال‬
‫الصري حدثنا خلد بن سليمان الضرمي حدثنا نافع أنه سأل ابن عمر قلت إنا قوم ل نثبت عند‬
‫قتال عدو نا‪ ,‬ول ندري من الفئة إمام نا أو ع سكرنا ؟ فقال إن الفئة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫فقلت إن ال يقول‪{ :‬إذا لقي تم الذ ين كفروا زحفا} الَ ية‪ ,‬فقال إن ا أنزلت هذه الَ ية ف يوم بدر ل‬
‫قبل ها ول بعد ها‪ ,‬وقال الضحاك ف قوله {أو متحيزا إل فئة} التح يز الفار إل ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم وأصحابه‪ ,‬وكذلك من فر اليوم إل أميه أو أصحابه فأما إن كان الفرار ل عن سبب من هذه‬
‫السباب فإنه حرام وكبية من الكبائر لا رواه البخاري ومسلم ف الصحيحي عن أب هريرة رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «اجتنبوا السبع الوبقات» قيل يا رسول ال وما هن‬
‫؟ قال «الشرك بال والسحر وقتل النفس الت حرم ال إل بالق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتول‬
‫يوم الزحفف وقذف الحصفنات الغافلت الؤمنات» وله شواهفد مفن وجوه أخفر‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬

‫‪754‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ف قد باء} أي ر جع {بغ ضب من ال ومأواه} أي م صيه ومنقل به يوم ميعاده {جه نم وبئس‬
‫الصي}‪ .‬وقال المام أحد حدثنا زكريا بن عدي حدثنا عبد ال بن عمر الرقي عن زيد بن أب أنيسة‬
‫حدثنا جبلة بن سحيم عن أب الثن العبدي سعت السدوسي يعن ابن الصاصية وهو بشي بن معبد‬
‫قال أت يت ال نب صلى ال عل يه و سلم لباي عه فاشترط علي شهادة أن ل إله إل ال‪ ,‬وأن ممدا عبده‬
‫ور سوله‪ ,‬وأن أق يم ال صلة‪ ,‬وأن أؤدي الزكاة‪ ,‬وأن أ حج ح جة ال سلم‪ ,‬وأن أ صوم ش هر رمضان‪,‬‬
‫وأن أجاهد ف سبيل ال‪ ,‬فقلت يا رسول ال أما اثنتان فو ال ل أطيقهما‪ :‬الهاد‪ ,‬فإنم زعموا أنه‬
‫مفن ول الدبر فقفد باء بغضفب مفن ال فأخاف إن حضرت ذلك خشعفت نفسفي وكرهفت الوت‪,‬‬
‫وال صدقة فو ال ما ل إل غني مة وع شر َذوْ ٍد ه نّ رسل أهلي وحولت هم‪ ,‬فقبض ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يده ث قال‪« :‬فل جهاد ول صدقة فبم تدخل النة إذا ؟» قلت يار سول ال أنا أبايعك‬
‫فبايعته عليهن كلهن‪ ,‬هذا حديث غريب من هذا الوجه ول يرجوه ف الكتب الستة‪ .‬وقال الافظ‬
‫أبو القاسم الطبان حدثنا أحد بن ممد بن يي بن حزة حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر حدثنا‬
‫يزيد بن ربيعة حدثنا أبو الشعث عن ثوبان مرفوعا عن النب صلى ال عليه وسلم قال «ثلثة ل ينفع‬
‫معهن عمل‪ :‬الشرك بال وعقوق الوالدين والفرار من الزحف» وهذا أيضا حديث غريب جدا‪ ,‬وقال‬
‫الطبان أيضا حدثنا العباس بن الفضل السفاطي حدثنا موسى بن إساعيل حدثنا حفص بن عمر‬
‫الشن حدثن عمرو بن مرة قال سعت بلل بن يسار بن زيد مول رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال سعت أب يدث عن جدي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من قال‪ :‬أستغفر ال الذي‬
‫ل إله إل هو وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف» وهكذا رواه أبو داود عن موسى بن‬
‫إساعيل به وأخرجه الترمذي عن البخاري عن موسى بن إساعيل به وقال غريب ل نعرفه إل من هذا‬
‫الو جه‪ ,‬قلت ول يعرف لز يد مول ال نب صلى ال عل يه و سلم ع نه سواه‪ ,‬و قد ذ هب ذاهبون إل أن‬
‫الفرار إن ا كان حراما على ال صحابة ل نه كان فرض ع ي علي هم‪ ,‬وق يل على الن صار خا صة لن م‬
‫بايعوا على السمع والطاعة ف النشط والكره‪ .‬وقيل الراد بذه الَية أهل بدر خاصة يروى هذا عن‬
‫عمر وابن عمر وابن عباس وأب هريرة وأب سعيد وأب نضرة ونافع مول ابن عمر وسعيد بن جبي‬
‫والسن البصري وعكرمة وقتادة والضحاك وغيهم‪ ,‬وحجتهم ف هذا أنه ل تكن عصابة لا شوكة‬
‫يفيئون إلي ها إل عصابتهم تلك ك ما قال ال نب صلى ال عليه و سلم «الل هم إن تلك هذه العصابة ل‬
‫تعبد ف الرض» ولذا قال عبد ال بن البارك عن مبارك بن فضالة عن السن ف قوله {ومن يولم‬

‫‪755‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يومئذ دبره} قال ذلك يوم بدر فأ ما اليوم فإن اناز إل فئة أو م صر أح سبه قال فل بأس عل يه‪ ,‬وقال‬
‫ابن البارك عن البارك أيضا عن ابن ليعة حدثن يزيد بن أب حبيب قال‪ :‬أوجب ال تعال لن فر يوم‬
‫بدر النار قال {و من يول م يومئذ دبره إل متحرفا لقتال أو متحيزا إل فئة ف قد باء بغ ضب من ال}‬
‫فل ما كان يوم أ حد ب عد ذلك قال {إن الذ ين تولوا يوم الت قى المعان ف إل قوله ف ول قد ع فا ال‬
‫عنهم} ث كان يوم حني بعد ذلك بسبع سني قال {ث وليتم مدبرين} {ث يتوب ال من بعد ذلك‬
‫على من يشاء} وف سنن أب داود والنسائي ومستدرك الاكم وتفسي ابن جرير وابن مردويه من‬
‫حديث داود بن أب هند عن أب نضرة عن أب سعيد أنه قال ف هذه الَية {ومن يولم يومئذ دبره}‬
‫إنا أنزلت ف أهل بدر‪ ,‬وهذا كله ل ينفي أن يكون الفرار من الزحف حراما على غي أهل بدر‪ ,‬وإن‬
‫كان سبب نزول الَ ية في هم ك ما دل عل يه حد يث أ ب هريرة التقدم من أن الفرار من الز حف من‬
‫الوبقات كمففففففا هففففففو مذهففففففب الماهيفففففف‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫** َفلَ ْم َتقْتُلُوهُ مْ وَلَـكِنّ اللّ هَ َقتََل ُه ْم َومَا َر َميْ تَ إِذْ َر َميْ تَ وَلَـكِنّ اللّ هَ َر َم َى وَِليُبْلِ يَ الْ ُمؤْ ِمنِيَ ِمنْ ُه بَلءً‬
‫ف مُوهِنففُ َكيْ ِد اْلكَافِرِينففَ‬ ‫ف َوأَنففّ اللّهف َ‬ ‫حَسففَنا إِنففّ اللّهففَ سففَمِي ٌع عَلِيمففٌ * ذَِلكُمف ْ‬
‫يبي تعال أ نه خالق أفعال العباد وأ نه الحمود على ج يع ما صدر من هم من خ ي ل نه هو الذي‬
‫وفقهم لذلك وأعانم عليه ولذا قال‪{ :‬فلم تقتلوهم ولكن ال قتلهم} أي ليس بولكم وقوتكم قتلتم‬
‫أعداءكم مع كثرة عددهم وقلة عددكم‪ .‬أي بل هو الذي أظفركم عليهم كما قال‪{ :‬ولقد نصركم‬
‫ال ببدر وأنتم أذلة} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬لقد ن صركم ال ف مواطن كثية ويوم حن ي إذ أعجبت كم‬
‫كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الرض با رحبت ث وليتم مدبرين} يعلم تبارك وتعال‬
‫أن النصر ليس على كثرة العدد ول بلبس اللمة والعدد‪ ,‬وإنا النصر من عنده تعال كما قال تعال‪:‬‬
‫{كم من فئة قليلة غلبت فئة كثية بإذن ال وال مع الصابرين}‪ .‬ث قال تعال لنبيه صلى ال عليه‬
‫و سلم أيضا ف شأن القب ضة من التراب ال ت ح صب ب ا وجوه الكافر ين يوم بدر ح ي خرج من‬
‫العريش بعد دعائه وتضرعه واستكانته فرماهم با وقال‪« :‬شاهت الوجوه» ث أمر أصحابه أن يصدقوا‬
‫الملة إثرها ففعلوا فأو صل ال تلك ال صباء إل أع ي الشرك ي فلم يبق أ حد من هم إل ناله منها ما‬
‫شغله عن حاله ولذا قال تعال‪{ :‬وما رميت إذ رميت ولكن ال رمى} أي هو الذي بلغ ذلك إليهم‬
‫وكبتهم با ل أنت‪ .‬قال علي بن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس‪ :‬رفع رسول ال صلى ال عليه وسلم يديه‬

‫‪756‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يع ن يوم بدر فقال‪ « :‬يا رب إن تلك هذه الع صابة فلن تع بد ف الرض أبدا» فقال له جب يل خذ‬
‫قبضة من التراب فارم با ف وجوههم فأخذ قبضة من التراب فرمى با ف وجوههم فما من الشركي‬
‫أحد إل أصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة فولوا مدبرين‪ ,‬وقال السدي‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم لعلي رضي ال عنه يوم بدر «أعطن حصبا من الرض» فناوله حصبا عليه‬
‫تراب فرمفى بفه ف وجوه القوم فلم يبفق مشرك إل د خل عين يه من ذلك التراب شيفء‪ ,‬ثف ردف هم‬
‫الؤمنون يقتلونم ويأسرونم‪ ,‬وأنزل ال {فلم تقتلوهم ولكن ال قتلهم‪ ,‬وما رميت إذ رميت ولكن‬
‫ال ر مى} وقال أ بو مع شر الد ن عن م مد بن ق يس وم مد بن ك عب القر ظي قال‪ :‬ل ا د نا القوم‬
‫بعضهم من بعض أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم قبضة من تراب فرمى با ف وجوه القوم وقال‪:‬‬
‫«شاهت الوجوه» فدخلت ف أعينهم كلهم وأقبل أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يقتلونم‬
‫ويأسرونم وكانت هزيتهم ف رمية رسول ال صلى ال عليه وسلم فأنزل ال‪{ :‬وما رميت إذ رميت‬
‫ولكن ال رمى} وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم {وما رميت إذ رميت ولكن ال رمى} قال هذا‬
‫يوم بدر أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلث حصيات فرمى بصاة ميمنة القوم‪ ,‬وحصاة ف‬
‫مي سرة القوم وح صاة ب ي أظهر هم وقال «شا هت الوجوه» فانزموا‪ ,‬و قد روي ف هذه الق صة عن‬
‫عروة عن ماهد وعكرمة وقتادة وغي واحد من الئمة أنه أنزلت ف رمية النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يوم بدر وإن كان قد فعل ذلك يوم حني أيضا‪ ,‬وقال أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن منصور‬
‫حدثنا يعقوب بن ممد حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا موسى بن يعقوب بن عبد ال بن زمعة‬
‫عن يزيد بن عبد ال عن أب بكر بن سليمان بن أب حثمة عن حكيم بن حزام قال‪ :‬لا كان يوم بدر‬
‫سعنا صوتا وقع من السماء كأنه صوت حصاة وقعت ف طست ورمى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم تلك الرمية فانزمنا‪ ,‬غريب من هذا الوجه‪ ,‬وههنا قولن آخران غريبان جدا (أحدها) قال ابن‬
‫جرير حدثن ممد بن عوف الطائي حدثنا أبو الغية حدثنا صفوان بن عمرو حدثنا عبد الرحن بن‬
‫جبي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم ابن أب القيق بيب دعا بقوس فأتى بقوس طويلة وقال‬
‫«جيئون بقوس غيها» فجاءوه بقوس كبداء فرمى النب صلى ال عليه وسلم الصن فأقبل السهم‬
‫يهوي حت قتل ابن أب القيق وهو ف فراشه فأنزل ال عز وجل {وما رميت إذ رميت ولكن ال‬
‫رمى} وهذا غريب وإسناده جيدإل عبد الرحن بن جبي بن نفي ولعله اشتبه عليه أو أنه أراد أن الَية‬
‫تعم هذا كله وإل فسياق الَية ف سورة النفال ف قصة بدر ل مالة وهذا ما ل يفى على أئمة العلم‬

‫‪757‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وال أعلم (والثان) روى ابن جرير أيضا والاكم ف مستدركه بإسناد صحيح إل سعيد بن السيب‬
‫والزهري أنما قال‪ :‬أنزلت ف رمية النب صلى ال عليه وسلم يوم أحد أب بن خلف بالربة وهو ف‬
‫لمته فخدشه ف ترقوته فجعل يتدأدأ عن فرسه مرارا حت كانت وفاته بعد أيام قاسى فيها العذاب‬
‫الل يم مو صولً بعذاب البزخ الت صل بعذاب الَخرة‪ ,‬وهذا القول عن هذ ين المام ي غر يب أيضا‬
‫جدا ولعلهما أرادا أن الَية تتناوله بعمومها ل أنا نزلت فيه خاصة كما تقدم وال أعلم‪ .‬وقال ممد‬
‫بن إسحاق حدثن ممد بن جعفر بن الزبي عن عروة بن الزبي ف قوله {وليبلي الؤمني منه بلء‬
‫حسنا} أي ليعرف الؤمن ي نعمته عليهم من إظهارهم على عدو هم مع كثرة عدوهم وقلة عددهم‬
‫ليعرفوا بذلك ح قه ويشكروا بذلك نعم ته وهكذا ف سره ا بن جر ير أيضا‪ ,‬و ف الد يث «و كل بلء‬
‫ح سن أبل نا» وقوله {إن ال سيع عل يم} أي سيع الدعاء عل يم ب ن ي ستحق الن صر والغلب‪ ,‬وقوله‬
‫{ذلكم وأن ال موهن كيد الكافرين} هذه بشارة أخرى مع ما حصل من النصر أنه أعلمهم تعال‬
‫بأنه مضعف كيد الكافرين فيما يستقبل مصغر أمرهم وأنم وكل ما لم ف تبار ودمار‪ ,‬ول المد‬
‫فففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪.‬‬ ‫والنف‬

‫سَتفْتِحُواْ َفقَدْ جَآءَ ُك ُم اْل َفتْ ُح َوإِن تَنتَهُواْ َف ُهوَ َخيْرٌ ّلكُ ْم َوإِن َتعُودُوْا َنعُدْ وَلَن تُ ْغنِ َي َعنْكُمْ ِفئَُتكُ ْم‬
‫** إِن تَ ْ‬
‫ف الْ ُم ْؤ ِمنِيَففففف‬ ‫فففف َ‬ ‫ف مَعف‬ ‫فففف َ‬ ‫فففففّ اللّهف‬ ‫ف َوأَنف‬ ‫فففف ْ‬ ‫َشيْئا وََلوْ َكثُرَتف‬
‫يقول تعال للكفار‪{ :‬إن ت ستفتحوا} أي ت ستنصروا وت ستقضوا ال وت ستحكموه أن يف صل بين كم‬
‫وبي أعدائكم الؤمني فقد جاءكم ما سألتم كما قال ممد بن إسحاق وغيه عن الزهري عن عبد‬
‫ال بن ثعلبة بن صعي أن أبا جهل قال يوم بدر‪ :‬اللهم أينا كان أقطع للرحم وآتانا با ل يعرف فأحنه‬
‫الغداة‪ .‬وكان ذلك ا ستفتاحا م نه فنلت {إن ت ستفتحوا ف قد جاء كم الف تح} إل آ خر الَ ية‪ .‬وقال‬
‫المام أحد حدثنا يزيد يعن ابن هارون أخبنا ممد بن إسحاق حدثن الزهري عن عبد ال بن ثعلبة‬
‫أن أبفا جهفل قال حيف التقفى القوم اللهفم أقطعنفا للرحفم وآتانفا باف ل نعرف فأحنفه الغداة‪ .‬فكان‬
‫ال ستفتح‪ ,‬وأخر جه الن سائي ف التف سي من حد يث صال بن كي سان عن الزهري به‪ ,‬وكذا رواه‬
‫الاكم ف مستدركه من طريق الزهري به وقال صحيح على شرط الشيخي ول يرجاه‪ ,‬وروي نو‬
‫هذا عفن ابفن عباس وماهفد والضحاك وقتادة ويزيفد بفن رومان وغيف واحفد‪ ,‬وقال السفدي كان‬
‫الشركون حي خرجوا من مكة إل بدر أخذوا بأستار الكعبة فاستنصروا ال وقالوا اللهم انصر أعلى‬

‫‪758‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الندين وأكرم الفئتي وخي القبيلتي فقال ال‪{ :‬إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} يقول قد نصرت‬
‫ما قلتم وهو ممد صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم هو قوله تعال إخبارا‬
‫عنهم {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الق من عندك} الَية‪ ,‬وقوله {وإن تنتهوا} أي عما أنتم فيه‬
‫من الكفر بال والتكذيب لرسوله {فهو خي لكم} أي ف الدنيا والَخرة‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وإن تعودوا‬
‫نعد} كقوله {وإن عدت عدنا} معناه وإن عدت إل ما كنتم فيه من الكفر والضللة نعد لكم بثل‬
‫هذه الواق عة‪ .‬وقال ال سدي {وإن تعودوا} أي إل ال ستفتاح {ن عد} أي إل الف تح لح مد صلى ال‬
‫عليه وسلم والنصر له وتظفيه على أعدائه والول أقوى {ولن تغن عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت}‬
‫أي ولو جعتفم مفن الموع مفا عسفى أن تمعوا‪ ,‬فإن مفن كان ال معفه فل غالب له {وأن ال مفع‬
‫الؤمنيففففففف} وهفففففففم الزب النبوي والناب الصفففففففطفوي‪.‬‬

‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمُنوَاْ َأطِيعُواْ اللّ هَ وَرَ سُولَ ُه وَلَ َتوَّلوْا َعنْ هُ َوَأْنتُ ْم تَ سْ َمعُونَ * وَ َل َتكُونُواْ كَالّذِي نَ قَالُوا‬
‫ب عِندَ اللّ ِه ال صّ ّم اْلبُكْ ُم الّذِي نَ َل َي ْعقِلُو نَ * وََل ْو عَلِ مَ اللّ هُ‬ ‫سَ ِم ْعنَا َوهُ مْ َل يَ سْ َمعُونَ * إِ ّن شَرّ ال ّدوَا ّ‬
‫ف ّمعْرِضُونففففَ‬ ‫فِيهِمففففْ َخيْرا لسففففْ َم َعهُ ْم وََلوْ أَسففففْ َم َعهُمْ َلتَوَلّواْ ّوهُمففف ْ‬
‫يأمر تعال عباده الؤمني بطاعته وطاعة رسوله ويزجرهم عن مالفته والتشبه بالكافرين به العاندين‬
‫له ولذا قال {ول تولوا ع نه} أي تتركوا طاع ته وامتثال أوامره وترك زواجره {وأن تم ت سمعون} أي‬
‫بعد ما علمتم ما دعاكم إليه {ول تكونوا كالذين قالوا سعنا وهم ل يسمعون} قيل‪ :‬الراد الشركون‬
‫واختاره ا بن جرير‪ ,‬وقال ا بن إسحاق هم النافقون فإنم يظهرون أنم قد سعوا واستجابوا وليسوا‬
‫كذلك‪ ,‬ث أخب تعال أن هذا الضرب من بن آدم شر اللق والليقة فقال {إن شر الدواب عند ال‬
‫الصم} أي عن ساع الق {البكم} عن فهمه ولذا قال {الذين ل يعقلون} فهؤلء شر البية لن‬
‫كل دابة ما سواهم مطيعة ل فيما خلقها له وهؤلء خلقوا للعبادة فكفروا‪ ,‬ولذا شبههم بالنعام ف‬
‫قوله {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق با ل يسمع إل دعاء ونداء} الَية‪ ,‬وقال ف الَية الخرى‬
‫{أولئك كالنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} وقيل الراد بؤلء الذكورين نفر من بن عبد‬
‫الدار من قريش روي عن ابن عباس وماهد واختاره ابن جرير‪ .‬وقال ممد بن إسحاق هم النافقون‪,‬‬
‫قلت‪ :‬ول منافاة بي الشركي والنافقي ف هذا لن كلً منهم مسلوب الفهم الصحيح والقصد إل‬
‫الع مل ال صال‪ ,‬ث أ خب تعال بأن م ل ف هم ل م صحيح ول ق صد ل م صحيح لو فرض أن ل م فهما‬

‫‪759‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال {ولو علم ال فيهم خيا لسعهم} أي لفهمهم وتقدير الكلم ولكن ل خي فيهم فلم يفهمهم‬
‫لنه يعلم أنه {ولو أسعهم} أي أفهمهم {لتولوا} عن ذلك قصدا وعنادا بعد فهمهم ذلك {وهم‬
‫معرضون} عنفففففففففففففففففففففففففففففففففففه‪.‬‬

‫حيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنّ اللّ َه يَحُو ُل َبيْ نَ الْمَرْ ِء‬


‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُوْا ا ْستَجِيبُواْ للّ ِه وَلِلرّسُولِ إِذَا َدعَاكُم لِمَا ُي ْ‬
‫شرُونففففففففَ‬ ‫ف تُحْ َ‬ ‫ف َوَأنّهففففففففُ إَِليْهففففففف ِ‬ ‫وَقَ ْلبِهففففففف ِ‬
‫قال البخاري {ا ستجيبوا} أجيبوا {ل ا ييي كم} ل ا ي صلحكم‪ .‬حدث ن إ سحاق حدث نا روح حدث نا‬
‫شعبة عن حبيب بن عبد الرحن قال‪ :‬سعت حفص بن عاصم يدث عن أب سعيد بن العلى رضي‬
‫ال عنه قال كنت أصلي فمر ب النب صلى ال عليه وسلم فدعان فلم آته حت صليت ث أتيته فقال‬
‫«ما منعك أن تأتين ؟ أل يقل ال {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا ل وللرسول إذا دعاكم لا يييكم}‬
‫ف ث قال ف لعلمنك أعظم سورة ف القرآن قبل أن أخرج» فذهب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ليخرج فذكرت له‪ .‬وقال معاذ‪ :‬حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحن سع حفص بن عاصم سع أبا‬
‫سعيد رجلً من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم بذا وقال {المد ل رب العالي} هي ال سبع‬
‫الثان‪ .‬هذا لفظه بروفه وقد تقدم الكلم على هذا الديث بذكر طرقه ف أول تفسي الفاتة‪ .‬وقال‬
‫ما هد ف قوله {ل ا ييي كم} قال لل حق‪ ,‬وقال قتادة {ل ا ييي كم} قال هو هذا القرآن ف يه النجاة‬
‫والبقاء والياة وقال السدي {لا يييكم} ففي السلم إحياؤهم بعد موتم بالكفر‪ ,‬وقال ممد بن‬
‫إسحاق عن ممد بن جعفر بن الزبي عن عروة بن الزبي {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا ل وللرسول‬
‫إذا دعا كم ل ا ييي كم} أي للحرب ال ت أعز كم ال تعال ب ا ب عد الذل‪ ,‬وقوا كم ب ا ب عد الض عف‪,‬‬
‫ومنعكم من عدوكم بعد القهر منهم لكم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬واعلموا أن ال يول بي الرء وقلبه}‪ ,‬قال‬
‫ابن عباس يول بي الؤمن وبي الكفر وبي الكافر وبي اليان‪ ,‬رواه الاكم ف مستدركه موقوفا‪,‬‬
‫وقال صفحيح ول يرجاه‪ ,‬ورواه ابفن مردويفه مفن وجفه آخفر مرفوعا‪ ,‬ول يصفح لضعفف إسفناده‬
‫والوقوف أ صح‪ ,‬وكذا قال ما هد و سعيد وعكر مة والضحاك وأ بو صال وعط ية ومقا تل بن حيان‬
‫والسدي‪ ,‬وف رواية عن ماهد ف قوله {يول بي الرء وقلبه} أي حت يتركه ل يعقل‪ ,‬وقال السدي‬
‫يول بي النسان وقلبه فل يستطيع أن يؤمن ول يكفر إل بإذنه‪ .‬وقال قتادة هو كقوله {ونن أقرب‬
‫إل يه من ح بل الور يد} و قد وردت الحاد يث عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب ا ينا سب هذه‬

‫‪760‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَية‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن العمش عن أب سفيان عن أنس بن مالك رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يكثر أن يقول «يا مقلب القلوب ثبت قلب على دينك»‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقل نا يا ر سول ال آم نا بك وب ا جئت به‪ ,‬ف هل تاف علي نا ؟ قال‪« :‬ن عم‪ ,‬إن القلوب ب ي‬
‫إصبعي من أصابع ال تعال يقلبها»‪ .‬وهكذا رواه الترمذي ف كتاب القدر من جامعه عن هناد بن‬
‫السري عن أب معاوية ممد بن حازم الضرير عن العمش‪ ,‬واسه سليمان بن مهران عن أب سفيان‬
‫وا سه طل حة بن نا فع عن أ نس‪ ,‬ث قال‪ :‬ح سن‪ .‬وهكذا روي عن غ ي وا حد عن الع مش‪ ,‬ورواه‬
‫بعضهم عنه عن أب سفيان عن جابر عن النب صلى ال عليه وسلم وحديث أب سفيان عن أنس‬
‫أصفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففح‪.‬‬
‫(حديث آخر) وقال المام أحد ف مسنده‪ :‬حدثنا عبد بن حيد حدثنا عبد اللك بن عمرو حدثنا‬
‫شعبة عن الكم عن ابن أب ليلى عن بلل‪ ,‬رضي ال عنه‪ ,‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان يدعو‬
‫«يا مقلب القلوب ثبت قلب على دينك»‪ .‬هذا حديث جيد السناد إل أن فيه انقطاعا‪ .‬وهو مع ذلك‬
‫على شرط أهففففففففففففففل السففففففففففففففنن ول يرجوه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد حدثنا الوليد بن مسلم قال‪ :‬سعت ابن جابر يقول‪ :‬حدثن بسر بن‬
‫عبد ال الضرمي أنه سع أبا إدريس الولن يقول سعت النواس بن سعان الكلب رضي ال عنه‬
‫يقول سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول «ما من قلب إل وهو بي أصبعي من أصابع الرحن رب‬
‫العال ي إذا شاء أن يقي مه أقا مه وإذا شاء أن يزي غه أزا غه» وكان يقول « يا مقلب القلوب ث بت قل ب‬
‫على دينك» قال «واليزان بيد الرحن يفضه ويرفعه» وهكذا رواه النسائي وابن ماجه من حديث‬
‫ففففر مثله‪.‬‬ ‫ففففن جابر فذكف‬ ‫ففففد بف‬ ‫ففففن يزيف‬ ‫فففف بف‬ ‫ففففد الرحنف‬ ‫عبف‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد حدثنا يونس حدثنا حاد بن زيد عن العلى بن زياد عن السن أن‬
‫عائ شة قالت‪ :‬دعوات كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يد عو ب ا « يا مقلب القلوب ث بت قل ب‬
‫على دي نك» قالت‪ :‬فقلت يا ر سول ال إ نك تك ثر أن تد عو بذا الدعاء فقال «إن قلب الَد مي ب ي‬
‫أصففففبعي مففففن أصففففابع ال فإذا شاء أزاغففففه وإذا شاء أقامففففه»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد حدثنا هاشم حدثنا عبد الميد حدثن شهر سعت أم سلمة تدث‬
‫أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان يك ثر ف دعائه يقول «الل هم مقلب القلوب ث بت قل ب على‬
‫دينك» قالت فقلت يا رسول ال أ َوإِ نّ القلوب لتقلب ؟ قال «نعم ما خلق ال من بشر من بن آدم‬

‫‪761‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل أن قلبه بي أصبعي من أصابع ال عز وجل فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه فنسأل ال ربنا أن ل‬
‫يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا‪ ,‬ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحة إنه هو الوهاب» قالت فقلت‪ :‬يا رسول‬
‫ال أل تعلم ن دعوة أد عو ب ا لنف سي ؟ قال «بلى قول الل هم رب ال نب م مد اغ فر ل ذ نب وأذ هب‬
‫ففف»‪.‬‬ ‫فففا أحييتنف‬ ‫ففف مف‬ ‫فففن مضلت الفتف‬ ‫ففف مف‬ ‫ففف وأجرنف‬ ‫فففظ قلبف‬ ‫غيف‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد حدثنا أبو عبد الرحن حدثنا حيوة أخبن أبو هانء أنه سع أبا عبد‬
‫الرحن البلي أنه سع عبد ال بن عمرو أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «إن قلوب بن‬
‫آدم بي أصبعي من أصابع الرحن كقلب واحد يصرفها كيف شاء» ث قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إل طاعتك» انفرد بإخراجه مسلم عن البخاري فرواه مع‬
‫فففه‪.‬‬ ‫فففري بف‬ ‫فففح الصف‬ ‫فففن شريف‬ ‫فففث حيوة بف‬ ‫فففن حديف‬ ‫فففائي مف‬ ‫النسف‬

‫َابف‬
‫ّهف شَدِي ُد اْل ِعق ِ‬
‫َنف الل َ‬
‫َآصفًة وَاعْلَ ُم َواْ أ ّ‬
‫ُمف خ ّ‬
‫ِينف ظَلَمُواْ مِنك ْ‬
‫** وَاّتقُواْ ِفتَْنةً ّل تُصفِيبَ ّن الّذ َ‬
‫يذر تعال عباده الؤمني فتنة أي اختبارا ومنة يعم با السيء وغيه ل يص با أهل العاصي ول‬
‫من باشر الذنب بل يعمهما حيث ل تدفع وترفع‪ ,‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو سعيد مول بن‬
‫هاشم حدثنا شداد بن سعيد حدثنا غيلن بن جرير عن مطرف قال‪ :‬قلنا للزبي‪ :‬يا أبا عبد ال ما جاء‬
‫بكم ؟ ضيعتم الليفة الذي قتل ث جئتم تطلبون بدمه ؟ فقال الزبي رضي ال عنه‪ :‬إنا قرأنا على عهد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وأب بكر وعمر وعثمان رضي ال عنهم {واتقوا فتنة ل تصيب الذين‬
‫ظلموا من كم خا صة} ل ن كن ن سب أ نا أهل ها ح ت وق عت م نا ح يث وق عت‪ ,‬و قد رواه البزار من‬
‫حديث مطرف عن الزبي وقال‪ :‬ل نعرف مطرفا روى عن الزبي غي هذا الديث‪ ,‬وقد روى النسائي‬
‫من حديث جرير بن حازم عن السن عن الزبي نو هذا‪ ,‬وقد روى ابن جرير حدثن الارث حدثنا‬
‫عبد العزيز حدثنا مبارك بن فضالة عن السن قال‪ ,‬قال الزبي لقد خوفنا با يعن قوله تعال‪{ :‬واتقوا‬
‫فت نة ل ت صيب الذ ين ظلموا من كم خا صة} ون ن مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و ما ظن نا أ نا‬
‫خصصنا با خاصة وكذا رواه حيد عن السن عن الزبي رضي ال عنه وقال داود بن أب هند عن‬
‫السن ف هذه الَية قال نزلت ف علي وعثمان وطلحة والزبي رضي ال عنهم‪ ,‬وقال سفيان الثوري‬
‫عن الصلت بن دينار عن عقبة بن صهبان سعت الزبي يقول‪ :‬لقد قرأت هذه الَية زمانا وما أرانا من‬
‫أهل ها فإذا ن ن العنيون ب ا {واتقوا فت نة ل ت صيب الذ ين ظلموا من كم خا صة واعلموا أن ال شد يد‬

‫‪762‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العقاب} و قد روي من غ ي و جه عن الزب ي بن العوام‪ ,‬وقال ال سدي‪ :‬نزلت ف أ هل بدر خا صة‬
‫فأصابتهم يوم المل فاقتتلوا‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬واتقوا فتنة ل‬
‫تصيب الذين ظلمو منكم خاصة} يعن أصحاب النب صلى ال عليه وسلم خاصة‪ .‬وقال ف رواية له‬
‫عن ا بن عباس ف تف سي هذه الَ ية أ مر ال الؤمن ي أن ل يقروا الن كر ب ي ظهراني هم فيعم هم ال‬
‫بالعذاب‪ ,‬وهذا تفسفي حسفن جدا‪ ,‬ولذا قال ماهفد فف قوله تعال‪{ :‬واتقوا فتنفة ل تصفيب الذيفن‬
‫ظلموا منكم خاصة} هي أيضا لكم‪ ,‬وكذا قال الضحاك ويزيد بن أب حبيب‪ ,‬وغي واحد‪ ,‬وقال ابن‬
‫مسعود ما منكم من أحد إل وهو مشتمل على فتنة إن ال تعال يقول {إنا أموالكم وأولدكم فتنة}‬
‫فأيكم استعاذ فليستعذ بال من مضلت الفت رواه ابن جرير‪ ,‬والقول بأن هذا التحذير يعم الصحابة‬
‫وغيهم وإن كان الطاب معهم هو الصحيح‪ ,‬ويدل عليه الحاديث الواردة ف أخص ما يذكر ههنا‬
‫ما رواه المام أحد حيث قال‪ ,‬حدثنا أحد بن الجاج أخبنا عبد ال يعن ابن البارك‪ ,‬أنبأنا سيف‬
‫بن أب سليمان سعت عدي بن عدي الكندي يقول‪ ,‬حدثن مول لنا أنه سع جدي يعن عدي بن‬
‫عمية يقول‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول «إن ال عز و جل ل يعذب العا مة بع مل‬
‫الاصفة حتف يروا النكفر بيف ظهرانيهفم وهفم قادرون على أن ينكروه فل ينكروه‪ ,‬فإذا فعلوا ذلك‬
‫عذب ال الاصة والعامة» فيه رجل متهم ول يرجوه ف الكتب الستة ول واحد منهم وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد حدثنا سليمان الاشي حدثنا إساعيل يعن ابن جعفر أخبن عمرو‬
‫بن أب عمر عن عبد ال بن عبد الرحن الشهل عن حذيفة بن اليمان أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم قال «والذي نف سي بيده لتأمرن بالعروف ولتنهن عن النكر أو ليوش كن ال أن يبعث علي كم‬
‫عقابا من عنده ث لتدعنه فل يستجيب لكم» ورواه عن أب سعيد عن إساعيل بن جعفر وقال «أو‬
‫ليبعثن ال عليكم قوما ث تدعونه فل يستجيب لكم»‪ .‬وقال المام أحد حدثنا عبد ال بن ني قال‬
‫حدثنا رزين حبيب الهن حدثن أبو الرقاد قال‪ :‬خرجت مع مولي فدفعت إل حذيفة وهو يقول‪:‬‬
‫إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فيصي منافقا‪ ,‬وإن لسعها‬
‫من أحدكم ف القعد الواحد أربع مرات‪ ,‬لتأمرن بالعروف ولتنهن عن النكر ولتحاضن على الي أو‬
‫ليسفحتنكم ال جيعا بعذاب أو ليؤمرن عليكفم شراركفم ثف يدعفو خياركفم فل يسفتجاب لمف‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد أيضا‪ .‬حدثن يي بن سعيد عن زكريا حدثنا عامر رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬سعت النعمان بن بشي رضي ال عنه يطب يقول‪ :‬وأومأ بأصبعيه إل أذنيه يقول‪ :‬مثل القائم‬

‫‪763‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على حدود ال والواقع فيها والداهن فيها كمثل قوم ركبوا سفينة فأصاب بعضهم أسفلها وأوعرها‬
‫وشرها وأصاب بعضهم أعلها فكان الذين ف أسفلها إذا استقوا الاء مروا على من فوقهم فآذوهم‬
‫فقالوا لو خرق نا ف ن صيبنا خرقا فا ستقينا م نه ول نؤذ من فوق نا‪ :‬فإن تركو هم وأمر هم هلكوا جيعا‬
‫وإن أخذوا على أيديهفم نوا جيعفا‪ ,‬انفرد بإخراجفه البخاري دون مسفلم فرواه فف الشركفة‬
‫والشهادات‪ ,‬والترمذي ف الفت من غي وجه عن سليمان بن مهران العمش عن عامر بن شراحيل‬
‫الشعفففففففففففففففففففب بفففففففففففففففففففه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد حدثنا حسي حدثنا خلف بن خليفة عن ليث عن علقمة بن مرثد‬
‫عن العرور بن سويد عن أ مّ سلمة زوج النب صلى ال عليه وسلم قالت‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول «إذا ظهرت العاصي ف أمت عمهم ال بعذاب من عنده» فقلت يا رسول ال‪ :‬أما‬
‫فيهفم أناس صفالون قال «بلى» قالت فكيفف يصفنع أولئك ؟ قال «يصفيبهم مفا أصفاب الناس ثف‬
‫يصفففففففففففففيون إل مغفرة مفففففففففففففن ال ورضوان»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد حدثنا حجاج بن ممد حدثنا شريك عن أب إسحاق عن النذر بن‬
‫جرير عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما من قوم يعملون بالعاصي وفيهم رجل‬
‫أعز منهم وأمنع ل يغيه إل عمهم ال بعقاب أو أصابم العقاب» ورواه أبو داود عن مسدد عن أب‬
‫الحوص عن أب إسحاق به‪ .‬وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة‪ ,‬سعت أبا‬
‫إسحاق يدث عن عبيد ال بن جرير‪ ,‬عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ما من قوم‬
‫يعمل فيهم بالعاصي هم أعز وأكثر من يعملون ث ل يغيوه إل عمهم ال بعقاب»‪ ,‬ث رواه أيضا عن‬
‫وكيع عن إسرائيل‪ ,‬وعن عبد الرزاق عن معمر وعن أسود عن شريك ويونس كلهم عن أب إسحاق‬
‫السبيعي به وأخرجه ابن ماجه عن علي بن ممد عن وكيع به‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان حدثنا‬
‫جامع بن أب راشد عن منذر عن السن بن ممد عن امرأته عن عائشة تبلغ به النب صلى ال عليه‬
‫و سلم «إذا ظ هر ال سوء ف الرض أنزل ال بأ هل الرض بأسه» فقلت وفيهم أهل طاعة ال ؟ قال‪:‬‬
‫«نعففففففم ثفففففف يصففففففيون إل رحةفففففف ال»‪.‬‬

‫ضعَفُونَ فِي الرْضِ َتخَافُونَ أَن َيتَخَ ّط َفكُ ُم النّاسُ فَآوَاكُ ْم َوَأيّدَكُم بِنَصْ ِرهِ‬
‫سَت ْ‬
‫** وَاذْ ُك ُروَاْ إِذْ أَنتُمْ َقلِي ٌل مّ ْ‬
‫فففففَ‬ ‫شكُرُونف‬ ‫ف تَ ْ‬
‫فففف ْ‬ ‫فففففِ َلعَّلكُمف‬ ‫فففففَ ال ّطّيبَاتف‬ ‫ف مّنف‬ ‫فففف ْ‬ ‫وَرَزََقكُمف‬

‫‪764‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ينبفه تعال عباده الؤمنيف على نعمفه عليهفم‪ ,‬وإحسفانه إليهفم‪ ,‬حيفث كانوا قليليف فكثرهفم‬
‫ومسفتضعفي خائفيف فقواهفم ونصفرهم‪ ,‬وفقراء عالة فرزقهفم مفن الطيبات واسفتشكرهم‪ ,‬فأطاعوه‬
‫وامتثلوا ج يع ما أمر هم‪ .‬وهذا كان حال الؤمن ي حال مقام هم ب كة قليل ي م ستخفي مضطهد ين‬
‫يافون أن يتخطف هم الناس من سائر بلد ال من مشرك ومو سي ورو مي‪ ,‬كل هم أعداء ل م لقلت هم‬
‫وعدم قوتم‪ ,‬فلم يزل ذلك دأبم حت أذن ال لم ف الجرة إل الدينة فآواهم إليها وقيض لم أهلها‬
‫آووا ون صروا يوم بدر وغيه‪ ,‬وواسوا بأموال م وبذلوا مهج هم ف طاعة ال وطاعة رسوله صلى ال‬
‫عليفه وسفلم‪ ,‬قال قتادة بفن دعامفة السفدوسي رحهف ال فف قوله تعال‪{ :‬واذكروا إذ أنتفم قليفل‬
‫مسفتضعفون فف الرض}‪ ,‬قال‪ :‬كان هذا اليف مفن العرب أذل الناس ذلً‪ ,‬وأشقاه عيشا‪ ,‬وأجوعفه‬
‫بطونا‪ ,‬وأعراه جلودا وأبينفه ضللً‪ ,‬مفن عاش منهفم عاش شقيا‪ ,‬ومفن مات منهفم ردي فف النار‬
‫يؤكلون ول يأكلون‪ ,‬وال ما نعلم قبيلً من حا ضر أ هل الرض يومئذ كانوا أ شر منلً من هم ح ت‬
‫جاء ال بالسفلم فمكفن بفه فف البلد ووسفع بفه فف الرزق وجعلهفم بفه ملوكا على رقاب الناس‬
‫وبالسلم أعطى ال ما رأيتم فاشكروا ال على نعمه فإن ربكم منعم يب الشكر‪ ,‬وأهل الشكر ف‬
‫ففففففففففففففففففن ال‪.‬‬ ‫ففففففففففففففففففد مف‬ ‫مزيف‬

‫** َيَأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل تَخُونُواْ اللّ َه وَالرّ سُو َل َوتَخُوُنوَاْ َأمَانَاِتكُ ْم َوأَْنتُ ْم َتعْلَمُو نَ * وَاعْلَ ُم َواْ َأنّمَآ‬
‫ف عِندَهففففُ أَجْ ٌر عَظِيمففففٌ‬ ‫ف َوَأوْلَدُكُمففففْ ِفتَْن ٌة َوأَنففففّ اللّهففف َ‬ ‫َأ ْموَاُلكُمففف ْ‬
‫قال عبد الرزاق بن أب قتادة والزهري‪ :‬أنزلت ف أب لبابة بن عبد النذر حي بعثه رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إل بن قريظة لينلوا على حكم رسول ال صلى ال عليه وسلم فاستشاروه ف ذلك‬
‫فأشار علي هم بذلك وأشار بيده إل حل قه‪ ,‬أي إ نه الذ بح‪ ,‬ث ف طن أ بو لبا بة ورأى أ نه قد خان ال‬
‫ورسوله‪ ,‬فحلف ل يذوق ذواقا حت يوت أو يتوب ال عليه‪ ,‬وانطلق إل مسجد الدينة فربط نفسه‬
‫ف سارية منه‪ ,‬فمكث كذلك تسعة أيام حت كان ير مغشيا عليه من الهد حت أنزل ال توبته على‬
‫ر سوله‪ ,‬فجاء الناس يبشرو نه بتو بة ال عل يه‪ ,‬وأرادوا أن يلوه من ال سارية‪ ,‬فحلف ل يله من ها إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بيده‪ ,‬فحله‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬إن كنت نذرت أن أنلع من مال‬
‫صدقة‪ ,‬فقال «يزيك الثلث أن تصدق به»‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن الارث حدثنا عبد العزيز حدثنا‬

‫‪765‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يونس بن الارث الطائفي حدثنا ممد بن عبيد ال بن عون الثقفي عن الغية بن شعبة قال‪ :‬نزلت‬
‫هذه الَيفة فف قتفل عثمان‪ ,‬رضفي ال عنفه {يفا أيهفا الذيفن آمنوا ل تونوا ال والرسفول} الَيفة‪.‬‬
‫وقال ا بن جرير أيضا‪ :‬حدثنا القاسم بن بشر بن معروف حدثنا شبابة بن سوار حدثنا ممد بن‬
‫الحرم قال لق يت عطاء بن أ ب رباح فحدث ن قال‪ :‬حدث ن جابر بن ع بد ال أن أ با سفيان خرج من‬
‫مكة فأتى جبيل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن أبا سفيان بكان كذا وكذا‪ ,‬فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «إن أبا سفيان ف موضع كذا وكذا فاخرجوا إليه واكتموا» فكتب رجل من‬
‫النافقي إليه إن ممدا يريدكم فخذوا حذر كم فأنزل ال عز وجل {ل تونوا ال والرسول وتونوا‬
‫أماناتكم} الَية‪ ,‬هذا حديث غريب جدا‪ ,‬وف سنده وسياقه نظر‪ ,‬وف الصحيحي قصة حاطب بن‬
‫أب بلتعة أنه كتب إل قريش يعلمهم بقصد رسول ال صلى ال عليه وسلم إياهم عام الفتح‪ ,‬فأطلع‬
‫ال ر سوله على ذلك‪ ,‬فب عث ف إ ثر الكتاب فا سترجعه وا ستحضر حاطبا فأ قر ب ا صنع‪ ,‬وفي ها فقام‬
‫ع مر بن الطاب فقال يا ر سول ال‪ :‬أل أضرب عن قه‪ ,‬فإ نه قد خان ال ور سوله والؤمن ي ؟ فقال‪:‬‬
‫«دعه فإنه قد شهد بدرا‪ ,‬وما يدريك لعل ال اطلع على أهل بدر فقال‪ :‬اعملوا ما شئتم فقد غفرت‬
‫لكم»‪ .‬قلت‪ :‬والصحيح أن الَية عامة‪ ,‬وإن صح أنا وردت على سبب خاص‪ ,‬فالخذ بعموم اللفظ‬
‫ل بصوص السبب عند الماهي من العلماء‪ .‬واليانة تعم الذنوب الصغار والكبار اللزمة والتعدية‪.‬‬
‫وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {وتونوا أمانات كم} الما نة‪ ,‬العمال ال ت ائت من ال علي ها‬
‫العباد‪ ,‬يع ن الفري ضة‪ .‬يقول‪{ :‬ل تونوا} ل تنقضو ها‪ .‬وقال ف روا ية‪{ :‬ل تونوا ال والر سول}‪,‬‬
‫يقول بترك سففففففففففففففنته وارتكاب معصففففففففففففففيته‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن ممد بن جعفر بن الزبي عن عروة بن الزبي ف هذه الَية‪ ,‬أي ل‬
‫تظهروا له من ال ق ما ير ضى به من كم‪ ,‬ث تالفوه ف ال سر إل غيه‪ ,‬فإن ذلك هلك لمانات كم‪,‬‬
‫وخيانفة لنفسفكم‪ .‬وقال السفدي‪ :‬إذا خانوا ال والرسفول فقفد خانوا أماناتمف‪ ,‬وقال أيضا‪ :‬كانوا‬
‫يسمعون من النب صلى ال عليه وسلم الديث فيفشونه حت يبلغ الشركي‪ ,‬وقال عبد الرحن بن‬
‫ز يد‪ :‬نا كم أن تونوا ال والر سول ك ما صنع النافقون‪ ,‬وقوله {واعلموا أن ا أموال كم وأولد كم‬
‫فتنة}‪ ,‬أي اختبار وامتحان منه لكم إذ أعطاكموها ليعلم أتشكرونه عليها وتطيعونه فيها أو تشتغلون‬
‫با عنه وتعتاضون با منه كما قال تعال‪{ :‬إنا أموالكم وأولدكم فتنة وال عنده أجر عظيم} وقال‬
‫{ونبلوكم بالشر والي فتنة}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تلهكم أموالكم ول أولدكم عن‬

‫‪766‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذكر ال‪ ,‬ومن يفعل ذلك فأولئك هم الاسرون}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم‬
‫وأولدكم عدوا لكم فاحذروهم} الَية‪ ,‬وقوله {وأن ال عنده أجر عظيم} أي ثوابه وعطاؤه وجناته‬
‫خي لكم من الموال والولد‪ ,‬فإنه قد يوجد منهم عدو‪ ,‬وأكثرهم ل يغن عنك شيئا‪ ,‬وال سبحانه‬
‫هو التصرف الالك للدنيا والَخرة ولديه الثواب الزيل يوم القيامة‪ .‬وف الثر يقول ال تعال‪ :‬يا ابن‬
‫آدم‪ ,‬اطلبن تدن‪ ,‬فإن وجدتن وجدت كل شيء‪ ,‬وإن فتك فاتك كل شيء‪ ,‬وأنا أحب إليك من‬
‫كل ش يء‪ ,‬و ف ال صحيح عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال «ثلث من كن ف يه‪ ,‬و جد‬
‫حلوة اليان‪ :‬من كان ال ورسوله أحب إليه ما سواها‪ ,‬ومن كان يب الرء ل يبه إل ل‪ ,‬ومن‬
‫كان أن يلقى ف النار أحب إليه من أن يرجع إل الكفر بعد إذ أنقذه ال منه»‪ ,‬بل حب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم مقدم على الولد والموال والنفوس‪ ,‬كما ثبت ف الصحيح أنه صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪« :‬والذي نفسي بيده ل يؤمن أحدكم حت أكون أحب إليه من نفسه وأهله وماله والناس‬
‫أجعيفففففففففففففففففففففففففففففففففففففف»‪.‬‬

‫جعَل ّلكُ مْ ُفرْقَانا َويُ َكفّ ْر عَنكُ مْ َسّيئَاتِكُ ْم َوَي ْغفِرْ َلكُ ْم وَاللّ هُ ذُو‬
‫** يِا َأّيهَا الّذِي نَ آ َمُن َواْ إَن تَّتقُواْ اللّ َه يَ ْ‬
‫الْ َفضْ ِل اْلعَظِيمففففففففففففففففففففففففففففففففففففِ‬
‫قال ابن عباس والسدي وماهد وعكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل بن حيان وغي واحد {فرقانا}‬
‫مرجا‪ ,‬زاد ماهد ف الدنيا والَخرة‪ ,‬وف رواية عن ابن عباس {فرقانا} ناة‪ ,‬وف رواية عنه نصرا‪,‬‬
‫ل بي الق والباطل وهذا التفسي من ابن إسحاق أعم ما‬ ‫وقال ممد بن إسحاق {فرقانا} أي فص ً‬
‫تقدم وهو يستلزم ذلك كله‪ ,‬فإن من اتقى ال بفعل أوامره وترك زواجره وفق لعرفة الق من الباطل‪,‬‬
‫فكان ذلك سبب نصره وناته ومرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيامة وتكفي ذنوبه وهو موها‪,‬‬
‫وغفر ها سترها عن الناس و سببا لن يل ثواب ال الز يل كقوله تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا اتقوا ال‬
‫وآمنوا برسوله يؤتكم كفلي من رحته ويعل لكم نورا تشون به ويغفر لكم وال غفور رحيم}‪.‬‬

‫خرِجُو كَ َويَ ْمكُرُو َن َويَ ْمكُرُ اللّ هُ وَاللّ هُ َخيْ ُر‬


‫ك الّذِي نَ َكفَرُواْ ِلُيثِْبتُو كَ َأ ْو َي ْقتُلُو كَ َأوْ يُ ْ‬
‫** َوإِ ْذ يَ ْم ُك ُر بِ َ‬
‫الْمَاكِرِينففففففففففففففففففففففففففففففففففففففَ‬

‫‪767‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن عباس وماهد وقتادة {ليثبتوك} ليقيدوك‪ ,‬وقال عطاء وابن زيد‪ :‬ليحبسوك‪ ,‬وقال السدي‪:‬‬
‫الثبات هو البس والوثاق‪ ,‬وهذا يشمل ما قاله هؤلء وهؤلء وهو ممع القوال‪ ,‬وهو الغالب من‬
‫صنيع من أراد غيه بسوء‪ ,‬وقال سنيد عن حجاج عن ابن جريج‪ :‬قال عطاء‪ :‬سعت عبيد بن عمي‬
‫يقول‪ :‬لا ائتمروا بالنب صلى ال عليه وسلم ليثبتوه أو يقتلوه أو يرجوه‪ .‬قال له عمه أبو طالب‪ :‬هل‬
‫تدري ما ائتمروا بك ؟ قال «يريدون أن يسحرون أو يقتلون أو يرجون»‪ .‬فقال‪ :‬من أخبك بذا ؟‬
‫قال «ر ب» قال‪ :‬ن عم الرب ر بك ا ستوص به خيا‪ .‬قال «أ نا ا ستوصي به‪ ,‬بل هو ي ستوصي ب»‪.‬‬
‫وقال أ بو جع فر بن جر ير‪ :‬حدث ن م مد بن إ ساعيل ال صري العروف بالو ساوسي‪ ,‬أخب نا ع بد‬
‫الميد بن أب داود عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمي عن الطلب بن أب وداعة أن أبا طالب‬
‫قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما يأتر بك قومك ؟ قال «يريدون أن يسحرون أو يقتلون أو‬
‫يرجون»‪ .‬فقال‪ :‬من أخبك بذا ؟ قال «رب»‪ .‬قال‪ :‬ن عم الرب ربك فاستوص به خيا‪ .‬قال «أنا‬
‫ا ستوصي به‪ ,‬بل هو ي ستوصي ب»‪ .‬قال‪ :‬فنلت {وإذ ي كر بك الذ ين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو‬
‫يرجوك} الَ ية‪ .‬وذ كر أ ب طالب ف هذا غر يب جدا‪ ,‬بل من كر‪ ,‬لن هذه الَ ية مدن ية‪ ,‬ث إن هذه‬
‫القصفة واجتماع قريفش على هذا الئتمار والشاورة على الثبات أو النففي أو القتفل إناف كان ليلة‬
‫الجرة سواء‪ ,‬وكان ذلك ب عد موت أ ب طالب بن حو من ثلث سني ل ا تكنوا م نه واجترؤوا عل يه‬
‫بسبب موت عمه أب طالب الذي كان يوطه وينصره ويقوم بأعبائه‪ ,‬والدليل على صحة ما قلنا ما‬
‫روى المام ممد بن إسحاق بن يسار صاحب الغازي عن عبد ال بن أب نيح عن ماهد عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬وحدثن الكلب عن باذان مول أم هانء عن ابن عباس أن نفرا من قريش من أشراف كل‬
‫قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة فاعترضهم إبليس ف صورة شيخ جليل فلما رأوه قالوا له من أنت ؟‬
‫قال ش يخ من أ هل ن د‪ ,‬سعت أن كم اجتمع تم فأردت أن أحضر كم ولن يعدم كم رأ يي ون صحي‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬أ جل‪ ,‬اد خل‪ ,‬فد خل مع هم‪ ,‬فقال‪ :‬انظروا ف شأن هذا الر جل‪ ,‬وال ليوش كن أن يواثب كم ف‬
‫أمركم بأمره‪ .‬فقال قائل منهم‪ :‬احبسوه ف وثاق ث تربصوا به ريب النون حت يهلك كما هلك من‬
‫كان قبله من الشعراء زه ي والناب غة إن ا هو كأحد هم‪ .‬قال‪ :‬ف صرخ عدو ال الش يخ النجدي فقال‪:‬‬
‫وال ما هذا لكم برأي وال ليخرجنه ربه من مبسه إل أصحابه فليوشكن أن يثبوا عليه حت يأخذوه‬
‫من أيديكم فيمنعوه منكم‪ ,‬فما آمن عليكم أن يرجوكم من بلدكم‪ ,‬قالوا‪ :‬صدق الشيخ فانظروا ف‬
‫غي هذا‪ .‬قال قائل منهم‪ :‬أخرجوه من بي أظهركم فتستريوا منه فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع‬

‫‪768‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأ ين و قع إذا غاب عن كم أذاه وا سترحتم وكان أمره ف غي كم‪ .‬فقال الش يخ النجدي‪ :‬وال ما هذا‬
‫لكم برأي أل تروا حلوة قوله وطلقة لسانه‪ .‬وأخذ القلوب ما تسمع من حديثه ؟ وال لئن فعلتم ث‬
‫ا ستعرض العرب ليجتم عن عل يه ث ليأت ي إلي كم ح ت يرج كم من بلد كم ويق تل أشراف كم‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫صدق وال‪ ,‬فانظروا رأيا غي هذا‪ .‬قال‪ :‬فقال أبو جهل لعنه ال‪ ,‬وال لشين عليكم برأي ما أركم‬
‫أبصرتوه بعد‪ ,‬ل أرى غيه‪ .‬قالوا‪ :‬وما هو ؟ قال‪ :‬تأخذون من كل قبيلة غلما شابا وسيطا ندا‪ ,‬ث‬
‫يعطى كل غلم منهم سيفا صارما‪ ,‬ث يضربونه ضربة رجل واحد‪ ,‬فإذا قتلوه تفرق دمه ف القبائل‬
‫كل ها‪ ,‬ف ما أ ظن هذا ال ي من ب ن ها شم يقوون على حرب قر يش كل ها‪ .‬فإن م إذا رأوا ذلك‪ ,‬قبلوا‬
‫العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه‪ .‬قال‪ :‬فقال الشيخ النجدي‪ :‬هذا وال الرأي‪ ,‬القول ما قال الفت‪ ,‬ل‬
‫أرى غيه‪ .‬قال‪ :‬فتفرقوا على ذلك وهم ممعون له‪ .‬فأتى جبيل النب صلى ال عليه وسلم فأمره أن‬
‫ل يبيت ف مضجعه الذي كان يبيت فيه وأخبه بكر القوم فلم يبت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ف بيته تلك الليلة وأذن ال له عند ذلك بالروج وأنزل ال عليه بعد قدومه الدينة النفال يذكر نعمه‬
‫عليه وبلءه عنده {وإذ يكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يرجوك ويكرون ويكر ال وال‬
‫خ ي الاكر ين} وأنزل ف قول م ترب صوا به ر يب النون ح ت يهلك ك ما هلك من كان قبله من‬
‫الشعراء‪{ ,‬أم يقولون شاعفر نتربفص بفه ريفب النون} فكان ذلك اليوم يسفمى يوم الزحةف للذي‬
‫اجتمعوا عليه من الرأي‪ ,‬وعن السدي نو هذا السياق وأنزل ال ف إرادتم إخراجه قوله تعال‪{ :‬وإن‬
‫كادوا لي ستفزونك من الرض ليخرجوك من ها وإذا ل يلبثون خل فك إل قليلً} وكذا روى العو ف‬
‫عن ابن عباس‪ ,‬وروي عن ماهد وعروة بن الزبي وموسى بن عقبة وقتادة ومقسم وغي واحد نو‬
‫ذلك‪ ,‬وقال يونس بن بكي عن ابن إسحاق فأقام رسول ال صلى ال عليه وسلم ينتظر أمر ال حت‬
‫إذا اجتم عت قر يش فمكرت به وأرادوا به ما أرادوا أتاه جب يل عل يه ال سلم فأمره أن ل يبيت ف‬
‫مكانه الذي كان يبيت فيه فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم علي بن أب طالب فأمره أن يبيت‬
‫على فراشه ويتسجى ببد له أخضر ففعل ث خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم على القوم وهم‬
‫على بابه‪ ,‬وخرج معه بفنة من تراب فجعل يذرها على رؤوسهم وأخذ ال بأبصارهم عن نبيه ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو يقرأ {يس والقرآن الكيم ف إل قوله ف فأغشيناهم فهم ل يبصرون}‪,‬‬
‫وقال الا فظ أ بو ب كر البيه قي‪ :‬روي عن عكر مة ما يؤ كد هذا‪ ,‬و قد روى ا بن حبان ف صحيحه‬
‫والاكم ف مستدركه من حديث عبد ال بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‪,‬‬

‫‪769‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬دخلت فاط مة على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و هي تب كي فقال‪ « :‬ما يبك يك يا بن ية ؟»‬
‫قالت يا أبت ومال ل أبكي وهؤلء الل من قريش ف الجر يتعاهدون باللت والعزى‪ ,‬ومناة الثالثة‬
‫الخرى لو قد رأوك لقاموا إليك فيقتلونك وليس منهم إل من قد عرف نصيبه من دمك‪ ,‬فقال‪« :‬يا‬
‫بنية ائتن بوضوء» فتوضأ رسول ال صلى ال عليه وسلم ث خرج إل السجد فلما رأوه قالوا‪ :‬ها هو‬
‫ذا فطأطأوا رؤو سهم و سقطت رقاب م ب ي أيدي هم فلم يرفعوا أب صارهم فتناول ر سول ال صلى ال‬
‫ل منهم حصاة من‬ ‫عليه وسلم قبضة من تراب فحصبهم باوقال‪« :‬شاهت الوجوه» فما أصاب رج ً‬
‫حصياته إل قتل يوم بدر كافرا‪ ,‬ث قال الاكم‪ :‬صحيح على شرط مسلم ول يرجاه‪ ,‬ول أعرف له‬
‫علة‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر أخبن عثمان الزري‪ ,‬عن مقسم مول ابن‬
‫عباس أخبه ابن عباس ف قوله‪{ :‬وإذ يكر بك} الَية قال‪ :‬تشاورت قريش ليلة بكة فقال بعضهم‪:‬‬
‫إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال بعضهم بل اقتلوه‪ ,‬وقال بعضهم‪:‬‬
‫بل أخرجوه فأطلع ال نبيه صلى ال عليه وسلم على ذلك فبات علي رضي ال عنه على فراش رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وخرج النب صلى ال عليه وسلم حت لق بالغار وبات الشركون يرسون‬
‫عليا يسبونه النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوا عليا رد ال تعال مكرهم‬
‫فقالوا‪ :‬أ ين صاحبك هذا ؟ قال ل أدري‪ ,‬فاقت صوا أثره فل ما بلغوا ال بل اختلط علي هم ف صعدوا ف‬
‫البل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا لو دخل ههنا ل يكن نسج العنكبوت على‬
‫بابه فمكث فيه ثلث ليال‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق عن ممد بن جعفر بن الزبي عن عروة بن الزبي‬
‫ف قوله {ويكرون ويكر ال وال خي الاكرين} أي فمكرت بم بكيدي التي حت خلصتك منهم‪.‬‬

‫** َوإِذَا ُتتَْلىَ عََلْيهِ ْم آيَاُتنَا قَالُواْ قَدْ َس ِمعْنَا َل ْو نَشَآءُ َلقُ ْلنَا ِمثْلَ هَـذَا إِ نْ هَـذَآ إِلّ أَ سَاطِيُ الوّلِيَ *‬
‫َوإِذْ قَالُواْ الّلهُمّ إِن كَانَ هَـذَا ُهوَ الْحَ ّق مِنْ عِن ِدكَ َفَأمْطِ ْر عََلْينَا حِجَا َرةً مّ َن السّمَآءِ َأ ِو ائِْتنَا ِبعَذَابٍ أَلِيمٍ‬
‫فَت ْغفِرُونَ‬
‫ف يَس ْ‬ ‫ف َوهُم ْ‬ ‫ف ُمعَ ّذبَهُم ْ‬‫ف اللّه ُ‬
‫ف وَمَفا كَان َ‬ ‫ف فِيهِم ْ‬
‫ف َوأَنت َ‬ ‫ف ِلُيعَ ّذَبهُم ْ‬
‫ف اللّه ُ‬
‫* وَمَفا كَان َ‬
‫ي ب تعال عن ك فر قر يش وعتو هم وترد هم وعناد هم ودعوا هم البا طل ع ند ساع آيا ته إذا تتلى‬
‫عليهم أنم يقولون {قد سعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا} وهذا منهم قول بل فعل وإل فقد تدوا غي ما‬
‫مرة أن يأتوا بسورة من مثله فل يدون إل ذلك سبيلً وإنا هذا القول منهم يغرون به أنفسهم ومن‬
‫تبعهم على باطلهم‪ ,‬وقد قيل إن القائل لذلك هو النضر بن الارث لعنه ال كما قد نص على ذلك‬

‫‪770‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سعيد بن جبي وال سدي وا بن جريج وغي هم فإنه لعنه ال كان قد ذهب إل بلد فارس وتعلم من‬
‫أخبار ملوكهم رستم واسفنديار‪ ,‬ولا قدم وجد رسول ال صلى ال عليه وسلم قد بعثه ال وهو يتلو‬
‫على الناس القرآن فكان عل يه ال صلة وال سلم إذا قام من ملس جلس ف يه الن ضر فحدث هم من أخبار‬
‫أولئك ث يقول بال أينا أحسن قصصا أنا أو ممد ؟ ولذا لا أمكن ال تعال منه يوم بدر ووقع ف‬
‫السارى أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن تضرب رقبته صبا بي يديه ففعل ذلك‪ ,‬ول المد‬
‫وكان الذي أسره القداد بن السود رضي ال عنه كما قال ابن جرير حدثنا ممد بن بشار حدثنا‬
‫ممد بن جعفر حدثنا شعبة عن أب بشر عن سعيد بن جبي قال قتل النب صلى ال عليه وسلم يوم‬
‫بدر صبا عقبة بن أب معيط وطعيمة بن عدي والنضر بن الارث وكان القداد أسر النضر فلما أمر‬
‫بقتله قال القداد يا رسول ال أسيي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنه كان يقول ف كتاب‬
‫ال عز و جل ما يقول فأ مر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بقتله فقال القداد يا ر سول ال أ سيي‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «اللهم أغن القداد من فضلك» فقال القداد هذا الذي أردت‪,‬‬
‫قال وف يه أنزلت هذه الَ ية {وإذا تتلى علي هم آيات نا قالوا قد سعنا لو نشاء لقل نا م ثل هذا إن هذا إل‬
‫أساطي الولي} وكذا رواه هشيم عن أب بشر جعفر بن أب دحية عن سعيد بن جبي أنه قال الطعم‬
‫بن عدي بدل طعيمة وهو غلط لن الطعم بن عدي ل يكن حيا يوم بدر‪ ,‬ولذا قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يومئذ‪ :‬لو كان الطعم بن عدي حيا ث سألن ف هؤلء النتن لوهبتهم له يعن السارى‬
‫لنه كان قد أجار رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم رجع من الطائف‪ ,‬ومعن {أساطي الولي}‬
‫و هو ج ع أ سطورة أي كتب هم اقتب سها ف هو يتعلم من ها ويتلو ها على الناس وهذا هو الكذب الب حت‬
‫كما أخب ال عنهم ف الَية الخرى {وقالوا أساطي الولي اكتتبها فهي تلى عليه بكرة وأصيلً *‬
‫قل أنزله الذي يعلم السر ف السموات والرض إنه كان غفورا رحيما} أي لن تاب إليه وأناب فإنه‬
‫يتقبل منه ويصفح عنه‪ ,‬وقوله {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة‬
‫من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} هذا من كثرة جهلهم وشدة تكذيبهم وعنادهم وعتوهم‪ ,‬وهذا ما‬
‫عيبوا به وكان)الول ل م أن يقولوا الل هم إن كان هذا هو ال ق من عندك فاهد نا له ووفق نا لتبا عه‬
‫ولكفن اسفتفتحوا على أنفسفهم واسفتعجلوا العذاب‪ ,‬وتقديف العقوبفة كقوله تعال‪{ :‬ويسفتعجلونك‬
‫بالعذاب ولول أجل مسمى لاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم ل يشعرون} {وقالوا ربنا عجل لنا‬
‫قط نا ق بل يوم ال ساب} وقوله { سأل سائل بعذاب وا قع * للكافر ين ل يس له دا فع * من ال ذي‬

‫‪771‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العارج} وكذلك قال الهلة من ال مم ال سالفة ك ما قال قوم شع يب له {فأ سقط علي نا ك سفا من‬
‫ال سماء إن ك نت من ال صادقي} وقال هؤلء {الل هم إن كان هذا هو ال ق من عندك فأم طر علي نا‬
‫حجارة من ال سماء أو ائت نا بعذاب أل يم} قال شع بة عن ع بد الم يد صاحب الزيادي عن أ نس بن‬
‫مالك قال هو أبو جهل بن هشام قال {اللهم إن كان هذا هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة من‬
‫ال سماء أو ائت نا بعذاب أل يم} فنلت {و ما كان ال ليعذب م وأ نت في هم و ما كان ال معذب م و هم‬
‫يستغفرون} رواه البخاري عن أحد وممد بن النضر كلها عن عبيد ال بن معاذ عن أبيه عن شعبة‬
‫به وأح د هذا هو أح د بن الن ضر بن ع بد الوهاب قاله الا كم أ بو أح د والا كم أ بو عب يد ال‬
‫النيسابوري‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال العمش عن رجل عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف قوله {وإذ قالوا‬
‫اللهم إن كان هذا هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} قال هو‬
‫النضر بن الارث بن كلدة قال‪ :‬فأنزل ال {سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع} وكذا‬
‫قال ماهد وعطاء وسعيد بن جبي والسدي‪ :‬إنه النضر بن الارث زاد عطاء فقال ال تعال‪{ :‬وقالوا‬
‫ربنا ع جل لنا قطنا قبل يوم الساب} وقال {ولقد جئتمونا فرادى ك ما خلقناكم أول مرة} وقال‬
‫{سأل سائل بعذاب واقع للكافرين} قال عطاء ولقد أنزل ال فيه بضع عشرة آية من كتاب ال عز‬
‫وجل‪ ,‬وقال ابن مردويه حدثنا ممد بن إبراهيم حدثنا السن بن أحد بن الليث حدثنا أبو غسان‬
‫حدثنا أبو نيلة حدثنا السي عن ابن بريدة عن أبيه قال‪ :‬رأيت عمرو بن العاص واقفا يوم أحد على‬
‫فرس وهو يقول‪ :‬اللهم إن كان ما يقول ممد حقا فاخسف ب وبفرسي‪ .‬وقال قتادة ف قوله {وإذ‬
‫قالوا اللهم إن كان هذا هو الق من عندك} الَية قال‪ :‬قال ذلك سفهة هذه المة وجهلتها فعاد ال‬
‫بعائدته ورحته على سفهة هذه المة وجهلتها وقوله تعال‪{ :‬وما كان ال ليعذبم وأنت فيهم وما‬
‫كان ال معذبم وهم يستغفرون} قال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود‬
‫حدثنا عكرمة بن عمار عن أب زميل ساك النفي عن ابن عباس قال كان الشركون يطوفون بالبيت‬
‫ويقولون لبيك اللهم لبيك‪ ,‬لبيك ل شريك لك‪ ,‬فيقول النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬قد‪ ,‬قد‪ ,‬ويقولون‪:‬‬
‫الل هم لب يك‪ ,‬لب يك ل شر يك لك إل شريكا هو لك‪ ,‬تل كه و ما ملك‪ .‬ويقولون غفرا نك غفرا نك‬
‫فأنزل ال {و ما كان ال ليعذب م وأ نت في هم} الَ ية قال ا بن عباس كان في هم أمانان ال نب صلى ال‬
‫عل يه و سلم وال ستغفار فذ هب ال نب صلى ال عليه و سلم وب قي ال ستغفار‪ .‬وقال ا بن جر ير حدث ن‬
‫الارث حدثن ع بد العز يز حدثنا أبو معشر عن يزيد بن رومان وممد بن قيس قال‪ :‬قالت قريش‬

‫‪772‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعضها لبعض ممد أكرمه ال من بيننا {اللهم إن كان هذا هو الق من عندك} الَية فلما أمسوا‬
‫ندموا على ما قالوا فقالوا غفرا نك الل هم‪ .‬فأنزل ال {و ما كان ال معذب م ف إل قوله ف ول كن‬
‫أكثر هم ل يعلمون} وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {و ما كان ال ليعذب م وأ نت في هم}‬
‫يقول‪ :‬ما كان ال ليعذب قوما وأ نبياؤهم ب ي أظهر هم ح ت يرج هم ث قال {و ما كان ال معذب م‬
‫وهم يستغفرون} يقول وفيهم من قد سبق له من ال الدخول ف اليان وهو الستغفار يستغفرون‬
‫يعن يصلون يعن بذا أهل مكة وروي عن ماهد وعكرمة وعطية والعوف وسعيد بن جبي والسدي‬
‫ن و ذلك‪ .‬وقال الضحاك وأ بو مالك {و ما كان ال معذب م و هم ي ستغفرون} يع ن الؤمن ي الذ ين‬
‫كانوا بكة‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا النضر بن عرب قال‪ :‬قال‬
‫ابن عباس‪ :‬إن ال جعل ف هذه المة أمان ي ل يزالون مع صومي مارين من قوارع العذاب ما داما‬
‫ب ي أظهر هم‪ ,‬فأمان قب ضه ال إل يه وأمان ب قي في كم‪ ,‬قوله {و ما كان ال ليعذب م وأ نت في هم‪ ,‬و ما‬
‫كان ال معذبم وهم يستغفرون}‪ .‬وقال أبو صال عبد الغفار‪ :‬حدثن بعض أصحابنا أن النضر بن‬
‫عدي حدثه هذا الديث عن ماهد عن ابن عباس‪ .‬وروى ابن مردويه عن أب موسى الشعري نوا‬
‫من هذا‪ .‬وكذا روي عن قتادة وأ ب العلء النحوي القرى‪ .‬وقال الترمذي حدث نا سفيان بن وك يع‬
‫حدثنا ابن ني عن إساعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عباد بن يوسف عن أب بردة بن أب موسى عن‬
‫أب يه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أنزل ال علي أمان ي لم ت {و ما كان ال ليعذب م‬
‫وأ نت في هم ومفا كان ال معذب م وهفم يسفتغفرون} فإذا مضيفت تركفت فيهفم السفتغفار إل يوم‬
‫القيامة»‪ ,‬ويشهد لذا ما رواه المام أحد ف مسنده والاكم ف مستدركه من حديث عبد ال بن‬
‫وهب‪ :‬أخبن عمرو بن الارث عن دراج عن أب اليثم عن أب سعيد أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال «إن الشيطان قال وعزتك يا رب ل أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم ف أجسادهم‪.‬‬
‫فقال الرب‪ :‬وعز ت وجلل ل أزال أغ فر ل م ما ا ستغفرون»‪ .‬ث قال الا كم‪ :‬صحيح ال سناد ول‬
‫يرجاه‪ ,‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا معاو ية بن عمرو حدث نا رشد ين هو ا بن سعد حدث ن معاو ية بن‬
‫سعد التجيب عمن حدثه عن فضالة بن عبيد عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال «العبد آمن من‬
‫عذاب ال مفففففففا اسفففففففتغفر ال عفففففففز وجفففففففل»‪.‬‬

‫‪773‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حرَا مِ وَمَا كَاُنوَاْ َأوِْليَآءَ هُ إِ نْ َأوِْليَآؤُ هُ إِلّ‬
‫سجِ ِد الْ َ‬
‫** وَمَا َلهُ مْ أَ ّل ُيعَ ّذَبهُ مُ اللّ هُ وَهُ ْم يَ صُدّونَ عَ ِن الْمَ ْ‬
‫لتُهُ ْم عِن َد اْلبَيْتِفإِ ّل ُمكَآءً َوتَص ْفِدَيةً فَذُوقُواْ‬ ‫صَ‬ ‫الْ ُمتّقُونَف وَلَـفكِنّ أَ ْكثَ َرهُم ْف َل َيعَْلمُو نَ * وَمَا كَا نَ َ‬
‫ف َت ْكفُرُونففففففففَ‬ ‫الْعَذَابففففففففَ بِمَففففففففا كُنتُمففففففف ْ‬
‫يب تعال أنم أهل لن يعذبم‪ ,‬ولكن ل يوقع ذلك بم لبكة مقام الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫ب ي أظهر هم‪ ,‬ولذا ل ا خرج من ب ي أظهر هم أو قع ال ب م بأ سه يوم بدر‪ ,‬فق تل صناديدهم وأ سر‬
‫سراتم وأرشد هم تعال إل ال ستغفار من الذنوب ال ت هم متلب سون ب ا من الشرك والف ساد‪ .‬وقال‬
‫قتادة والسدي وغيها‪ :‬ل يكن القوم يستغفرون‪ ,‬ولو كانوا يستغفرون لا عذبوا‪ .‬واختاره ابن جرير‪,‬‬
‫فلول ما كان بي أظهرهم من الستضعفي من الؤمني الستغفرين لوقع بم البأس الذي ل يرد‪ ,‬ولكن‬
‫دفع عنهم بسبب أولئك‪ ,‬كما قال تعال ف يوم الديبية {هم الذين كفروا وصدوكم عن السجد‬
‫الرام والدي معكوفا أن يبلغ مله‪ ,‬ولول رجال مؤمنون ونسفاء مؤمنات ل تعلموهفم أن تطئوهفم‪,‬‬
‫فتصيبكم منهم معرة بغي علم ليدخل ال ف رحته من يشاء‪ ,‬لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا‬
‫أليما}‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد حدثنا يعقوب عن جعفر بن أب الغية عن ابن أبزى قال‪:‬‬
‫كان النب صلى ال عليه وسلم بكة فأنزل ال {وما كان ال ليعذبم وأنت فيهم}‪ ,‬قال‪ :‬فخرج النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم إل الدي نة فأنزل ال {و ما كان ال معذب م و هم ي ستغفرون} ‪ ,‬قال‪ :‬وكان‬
‫أولئك البقية من السلمي الذين بقوا فيها مستضعفي‪ ,‬يعن بكة {يستغفرون} فلما خرجوا أنزل ال‬
‫{وما لم أن ل يعذبم ال وهم يصدون عن السجد الرام وما كانوا أولياءه}‪ ,‬قال‪ :‬فأذن ال ف فتح‬
‫م كة ف هو العذاب الذي وعد هم‪ .‬وروي عن ا بن عباس وأ ب مالك والضحاك وغ ي وا حد ن و هذا‪,‬‬
‫وقد قيل‪ :‬إن هذه الَية ناسخة لقوله تعال‪{ :‬وما كان ال معذبم وهم يستغفرون}‪ ,‬على أن يكون‬
‫الراد صدور ال ستغفار من هم أنف سهم‪ ,‬قال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا ا بن ح يد حدث نا ي ي بن وا ضح عن‬
‫السي بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة والسن البصري قال‪ :‬قال ف النفال {وما كان ال‬
‫ليعذبم وأنت فيهم وما كان ال معذب م وهم يستغفرون}‪ ,‬فنسختها الَية الت تليها {وما لم أل‬
‫ف الوع‬ ‫يعذبمف ال فف إل قوله فف فذوقوا العذاب باف كنتفم تكفرون}‪ ,‬فقوتلوا بكفة فأصفابم فيه ا‬
‫وال ضر‪ ,‬وكذا رواه ا بن أ ب حا ت من حد يث أ ب نيلة ي ي بن وا ضح‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا‬
‫السن بن ممد بن الصباح حدثنا حجاج بن ممد عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء عن‬
‫ابن عباس {وما كان ال معذبم وهم يستغفرون} ث استثن أهل الشرك فقال {وما لم أل يعذبم‬

‫‪774‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال وهم يصدون عن السجد الرام} ف وقوله ف {وما لم أل يعذبم ال وهم يصدون عن السجد‬
‫الرام و ما كانوا أولياءه إن أولياؤه إل التقون ول كن أكثر هم ل يعلمون} أي وك يف ل يعذب م ال‬
‫و هم ي صدون عن ال سجد الرام أي الذي ب كة ي صدون الؤمن ي الذ ين هم أهله عن ال صلة ف يه‬
‫والطواف به‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إل التقون} أي هم ليسوا أهل السجد الرام‬
‫وإناف أهله النفب صفلى ال عليفه وسفلم وأصفحابه كمفا قال تعال‪{ :‬مفا كان للمشركيف أن يعمروا‬
‫مساجد ال شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالم وف النار هم خالدون * إنا يعمر‬
‫م ساجد ال من آ من بال واليوم الَ خر وأقام ال صلة وآ تى الزكاة ول ي ش إل ال فع سى أولئك أن‬
‫يكونوا من الهتدين}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وصد عن سبيل ال وكفر به والسجد الرام وإخراج أهله منه‬
‫أكب عند ال}‪ ,‬الَية‪ .‬وقال الافظ أبو بكر بن مردويه ف تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا سليمان بن أحد‬
‫هو الطبان‪ ,‬حدثنا جعفر بن إلياس بن صدقة الصري‪ ,‬حدثنا نعيم بن حاد‪ ,‬حدثنا نوح بن أب مري‬
‫عن يي بن سعيد النصاري عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من أولياؤك ؟ قال‪« :‬كل تقي» وتل رسول ال صلى ال عليه وسلم {إن أولياؤه إل التقون}‪.‬‬
‫وقال الاكم ف مستدركه‪ :‬حدثنا أبو بكر الشافعي‪ ,‬حدثنا إسحاق بن السن‪ ,‬حدثنا أبو حذيفة‪,‬‬
‫حدثنا سفيان عن عبد ال بن خثيم عن إساعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده قال‪ :‬جع رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم قريشا فقال‪ « :‬هل في كم من غي كم ؟» فقالوا في نا ا بن أخت نا وفي نا حليف نا‬
‫وفي نا مول نا فقال‪« :‬حليف نا م نا وا بن أخت نا م نا ومول نا م نا إن أوليائي من كم التقون» ث قال هذا‬
‫صحيح ول يرجاه‪ ,‬وقال عروة والسدي وممد بن إسحاق ف قوله تعال‪{ :‬إن أولياؤه إل التقون}‬
‫قال هم ممد صلى ال عليه وسلم وأصحابه رضي ال عنهم‪ .‬وقال ماهد‪ :‬هم الجاهدون من كانوا‬
‫وح يث كانوا‪ ,‬ث ذ كر تعال ما كانوا يعتمدو نه ع ند ال سجد الرام‪ ,‬و ما كانوا يعاملو نه به‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫{و ما كان صلتم ع ند الب يت إل مكاء وت صدية}‪ ,‬قال ع بد ال بن عمرو وا بن عباس وما هد‬
‫وعكرمة وسعيد بن جبي وأبو رجاء العطاردي وممد بن كعب القرظي وحجر بن عنبس ونبيط بن‬
‫شريط وقتادة وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬هو الصفي‪ ,‬وزاد ماهد وكانوا يدخلون أصابعهم ف‬
‫أفواههفم‪ ,‬وقال السفدي‪ :‬الكاء الصففي على نوف طيف أبيفض يقال له الكاء ويكون بأرض الجاز‬
‫{وتصدية}‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو خلد سليمان بن خلد‪ ,‬حدثنا يونس بن ممد الؤدب‪,‬‬
‫حدثنا يعقوب يعن ابن عبد ال الشعري‪ ,‬حدثنا جعفر بن الغية عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف‬

‫‪775‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قوله‪{ :‬وما كان صلتم عند البيت إل مكاء وتصدية}‪ ,‬قال الكاء الصفي والتصدية التصفيق‪ ,‬قال‬
‫قرة‪ :‬وحكى لنا عطية فعل ابن عمر فصفر ابن عمر وأمال خده وصفق بيديه‪ ,‬وعن ابن عمر أيضا أنه‬
‫قال‪ :‬إن م كانوا يضعون خدود هم على الرض وي صفقون وي صفرون رواه ا بن أ ب حا ت ف تف سيه‬
‫بسنده عنه‪ .‬وقال عكرمة‪ :‬كانوا يطوفون بالبيت على الشمال‪ ,‬قال ماهد‪ :‬وإنا كانوا يصنعون ذلك‬
‫ليخلطوا بذلك على النب صلى ال عليه وسلم صلته‪ ,‬وقال الزهري يستهزئون بالؤمني‪ ,‬وعن سعيد‬
‫بن جبي وعبد الرحن بن زيد {وتصدية} قال صدهم الناس عن سبيل ال عز وجل‪ .‬قوله {فذوقوا‬
‫العذاب با كنتم تكفرون}‪ ,‬قال الضحاك وابن جريج وممد بن إسحاق‪ :‬هو ما أصابم يوم بدر من‬
‫القتل والسب‪ ,‬واختاره ابن جرير ول يك غيه‪ ,‬وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا ابن أب عمر‬
‫حدث نا سفيان عن ا بن أ ب ن يح عن ما هد قال عذاب أ هل القرار بال سيف وعذاب أ هل التكذ يب‬
‫بالصفففففففففففففففففففففففففففففففففففيحة والزلزلة‪.‬‬

‫سيُن ِفقُوَنهَا ثُ ّم َتكُو نُ عََلْيهِ مْ حَ سْ َر ًة ثُ ّم‬


‫** إِ نّ الّذِي نَ َك َفرُوْا يُنفِقُو نَ َأ ْموَاَلهُ مْ ِليَ صُدّوْا عَن َسبِيلِ اللّ هِ فَ َ‬
‫ث َبعْضَ هُ‬ ‫خبِي َ‬
‫جعَ َل الْ َ‬‫خبِي ثَ مِ نَ ال ّطيّ بِ َويَ ْ‬ ‫شرُو نَ * ِليَمِيزَ اللّ ُه الْ َ‬
‫ُيغَْلبُو نَ وَالّذِي نَ َكفَ ُر َواْ إَِلىَ َج َهنّ َم يُحْ َ‬
‫ف الْخَاسففِرُونَ‬ ‫ك هُمف ُ‬ ‫جعَلَهففُ فِففي َج َهنّمففَ ُأوْلَـففئِ َ‬ ‫عََلىَ َبعْضففٍ َفيَرْكُمَهففُ َجمِيعا َفيَ ْ‬
‫قال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن الزهري وممد بن يي بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والصي‬
‫بن ع بد الرح ن بن عمرو بن سعيد بن معاذ قالوا ل ا أ صيبت قر يش يوم بدر ور جع فل هم إل م كة‬
‫ورجع أبو سفيان بعيه مشى عبد ال بن أب ربيعة وعكرمة بن أب جهل وصفوان بن أمية ف رجال‬
‫من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانم ببدر فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له ف تلك‬
‫العي من قريش تارة‪ ,‬فقالوا يا معشر قريش إن ممدا قد وتركم وقتل خياركم‪ ,‬فأعينونا بذا الال‬
‫على حربه لعلنا أن ندرك منه ثأرا بن أصيب منا ففعلوا‪ ,‬قال ففيهم كما ذكر عن ابن عباس أنزل ال‬
‫عز وجل {إن الذين كفروا ينفقون أموالم ف إل قوله ف هم الاسرون}‪ ,‬وكذا روي عن ماهد‬
‫وسعيد بن جبي والكم بن عيينة وقتادة والسدي وابن أبزى أنا نزلت ف أب سفيان ونفقته الموال‬
‫ف أحد لقتال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال الضحاك‪ :‬نزلت ف أهل بدر وعلى كل تقدير‬
‫فهي عامة‪ ,‬وإن كان سبب نزولا خاصا فقد أخب تعال أن الكفار ينفقون أموالم ليصدوا عن اتباع‬
‫طر يق ال ق ف سيفعلون ذلك ث تذ هب أموال م ث تكون علي هم ح سرة أي ندا مة ح يث ل ت د شيئا‬

‫‪776‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لنم أرادوا إطفاء نور ال وظهور كلمتهم على كلمة الق وال متم نوره ولو كره الكافرون وناصر‬
‫دينه ومعلن كلمته ومظهر دينه على كل دين فهذا الزي لم ف الدنيا ولم ف الَخرة عذاب النار‬
‫فمن عاش منهم رأى بعينه وسع بأذنه ما يسوءه‪ ,‬ومن قتل منهم أو مات فإل الزي البدي والعذاب‬
‫السفرمدي‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فسفينفقونا ثف تكون عليهفم حسفرة ثف يغلبون‪ ,‬والذيفن كفروا إل جهنفم‬
‫يشرون} وقوله تعال‪{ :‬ليميز ال البيث من الطيب} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله‬
‫{ليميز ال البيث من الطيب} فيميز أهل السعادة من أهل الشقاء‪ ,‬وقال السدي‪ :‬ييز الؤمن من‬
‫الكافر‪ ,‬وهذا يتمل أن يكون هذا التمي يز ف الَخرة كقوله‪{ :‬ث نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم‬
‫وشركاؤكم فزيلنا بينهم} الَية‪ ,‬وقوله‪{ :‬ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون}‪ ,‬وقال ف الَية الخرى‪:‬‬
‫{يومئذ يصدعون} وقال تعال‪{ :‬وامتازوا اليوم أيها الجرمون} ويتمل أن يكون هذا التمييز ف‬
‫الدنيا با يظهر من أعمالم للمؤمني‪ ,‬وتكون الللم معللة لا جعل ال للكافرين من مال ينفقونه ف‬
‫الصد عن سبيل ال أي إنا أقدرناهم على ذلك {ليميز ال البيث من الطيب} أي من يطيعه بقتال‬
‫أعدائه الكافريفن‪ ,‬أو يعصفيه بالنكول عفن ذلك كقوله‪{ :‬ومفا أصفابكم يوم التقفى المعان فبإذن ال‬
‫وليعلم الؤمن ي وليعلم الذ ين نافقوا وق يل ل م تعالوا قاتلوا ف سبيل ال أو ادفعوا‪ ,‬قالوا لو نعلم قتالً‬
‫لتبعناكم} الَية وقال تعال‪{ :‬ما كان ال ليذر الؤمني على ما أنتم عليه حت ييز البيث من الطيب‬
‫و ما كان ال ليطلع كم على الغ يب} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬أم ح سبتم أن تدخلوا ال نة ول ا يعلم ال‬
‫الذ ين جاهدوا من كم ويعلم ال صابرين} ونظي ها ف براءة أيضا فمع ن الَ ية على هذا إن ا ابتلينا كم‬
‫بالكفار يقاتلونكم وأقدرناهم على إنفاق الموال وبذلا ف ذلك {ليميز ال البيث من الطيب ويعل‬
‫البيث بعضه على بعض فيكمه} أي يمعه كله وهو جع الشيء بعضه على بعض كما قال تعال‬
‫ف ال سحاب { ث يعله ركاما} أي متراكما متراكبا {فيجعله ف جه نم أولئك هم الا سرون} أي‬
‫هؤلء هفففففففم الاسفففففففرون فففففففف الدنيفففففففا والَخرة‪.‬‬

‫ف َوإِنْ َيعُودُواْ َفقَ ْد َمضَتْ ُسّنةُ الوّلِيِ * وَقَاتِلُوهُ ْم‬ ‫** قُل لِّلذِينَ َكفَ ُر َواْ إِن يَنَتهُواْ يُ َغفَرْ َلهُ ْم مّا َقدْ سََل َ‬
‫َحّتىَ َل َتكُو نَ ِفْتَنةٌ َوَيكُو نَ الدّي نُ كُلّ هُ ل فَإِ نِ اْنتَ َه ْواْ َفإِ نّ اللّ َه بِمَا َيعْمَلُو َن بَ صِيٌ * َوإِن َتوَلّ ْواْ فَاعْلَ ُم َواْ‬
‫ففففِيُ‬ ‫ففففَ النّصف‬ ‫ففففَ الْ َموْلَ َى َوِنعْمف‬ ‫ف ِنعْمف‬ ‫ففف ْ‬ ‫ف َموْلَكُمف‬ ‫ففف َ‬ ‫ففففّ اللّهف‬ ‫أَنف‬

‫‪777‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال ل نبيه م مد صلى ال عل يه و سلم { قل للذ ين كفروا إن ينتهوا} أي ع ما هم ف يه من‬
‫الكفر والشاقة والعناد ويدخلوا ف السلم والطاعة والنابة يغفر لم ما قد سلف أي من كفرهم‪,‬‬
‫وذنوب م وخطايا هم ك ما جاء ف ال صحيح من حد يث أ ب وائل عن ا بن م سعود ر ضي ال ع نه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «من أحسن ف السلم ل يؤاخذ با عمل ف الاهلية‪ ,‬ومن أساء‬
‫ف السلم أخذ بالول والَخر» وف الصحيح أيضا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬السلم‬
‫ي ب ما قبله والتو بة ت ب ما كان قبل ها» وقوله {وإن يعودوا} أي ي ستمروا على ما هم ف يه {ف قد‬
‫م ضت سنة الول ي} أي ف قد م ضت سنتنا ف الول ي أن م إذا كذبوا وا ستمروا على عناد هم أ نا‬
‫نعاجل هم بالعذاب والعقو بة‪ .‬قال ما هد ف قوله {ف قد م ضت سنة الول ي} أي ف قر يش يوم بدر‬
‫وغي ها من ال مم‪ ,‬وقال ال سدي وم مد بن إ سحاق أي يوم بدر‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وقاتلو هم ح ت ل‬
‫تكون فتنة ويكون الدين كله ل} قال البخاري حدثنا السن بن عبد العزيز حدثنا عبد ال بن يي‬
‫حدثنا حيوة بن شريح عن بكر بن عمرعن بكي عن نافع عن ابن عمر أن رجلً جاء فقال‪ :‬يا أبا عبد‬
‫الرحن أل تصنع ما ذكر ال ف كتابه {وإن طائفتان من الؤمني اقتتلوا} الَية فما ينعك أن ل تقاتل‬
‫كما ذكر ال ف كتابه ؟ فقال‪ :‬يا ابن أخي أعي بذه الَية‪ ,‬ول أقاتل أحب إل من أن أعي بالَية الت‬
‫يقول ال عز و جل {و من يق تل مؤمنا متعمدا} إل آ خر الَ ية قال‪ :‬فإن ال تعال يقول {وقاتلو هم‬
‫حت ل تكون فتنة} قال ابن عمر قد فعلنا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ كان السلم‬
‫ل وكان الرجل يفت ف دينه إما أن يقتلوه وإما أن يوثقوه حت كثر السلم فلم تكن فتنة‪ ,‬فلما‬ ‫قلي ً‬
‫رأى أنه ل يوافقه فيما يريد قال فما قولكم ف علي وعثمان ؟ قال ابن عمر أما قول ف علي وعثمان‪,‬‬
‫أما عثمان فكان ال قد عفا عنه وكرهتم أن يعفو ال عنه‪ ,‬وأما علي فابن عم رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم وخت نه وأشار بيده وهذه ابن ته أو بن ته ح يث ترون‪ ,‬وحدث نا أح د بن يو نس حدث نا زه ي‬
‫حدثنا بيان أن ابن وبرة حدثه قال حدثن سعيد بن جبي قال‪ :‬خرج علينا أو إلينا ابن عمر رضي ال‬
‫عنهما فقال كيف ترى ف قتال الفتنة ؟ فقال‪ :‬وهل تدري ما الفتنة ؟ كان ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫يقاتل الشركي وكان الدخول عليهم فتنة‪ ,‬وليس بقتالكم على اللك‪ .‬هذا كله سياق البخاري رحه‬
‫ال تعال وقال عبيد ال عن نافع عن ابن عمر أنه أتاه رجلن ف فتنة ابن الزبي فقال‪ :‬إن الناس قد‬
‫صنعوا ما ترى وأنت ابن عمر بن الطاب وأنت صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم فما ينعك‬
‫أن ترج ؟ قال ينعن أن ال حرم علي دم أخي السلم‪ .‬قالوا أو ل يقل ال {وقاتلوهم حت ل تكون‬

‫‪778‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فتنة ويكون الدين كله ل} ؟ قال قد قاتلنا حت ل تكن فتنة وكان الدين كله ل‪ ,‬وأنتم تريدون أن‬
‫تقاتلوا حت تكون فتنة ويكون الدين لغي ال‪ .‬وكذا روى حاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أيوب‬
‫بن عبد ال اللخمي‪ ,‬قال كنت عند عبد ال بن عمر رضي ال عنهما‪ ,‬فأتاه رجل فقال‪ :‬إن ال يقول‬
‫{وقاتلوهم حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل}‪ ,‬قال‪ :‬قد قاتلنا حت ل تكن فتنة‪ ,‬وأنتم تريدون‬
‫أن تقاتلوا حت تكون فتنة ويكون الدين لغي ال‪ .‬وكذا رواه حاد بن سلمة‪ ,‬فقال ابن عمر‪ :‬قاتلت‬
‫أنا وأصحاب حت كان الدين كله ل‪ ,‬وذهب الشرك ول تكن فتنة‪ ,‬ولكنك وأصحابك تقاتلون حت‬
‫تكون فت نة ويكون الد ين لغ ي ال‪ ,‬رواه ا ا بن مردو يه‪ .‬وقال أ بو عوا نة‪ :‬عن الع مش عن إبراه يم‬
‫التي مي عن أب يه‪ ,‬قال‪ :‬قال ذو البط ي‪ ,‬يع ن أ سامة بن ز يد‪ :‬ل أقا تل رجلً يقول ل إله إل ال أبدا‪.‬‬
‫فقال سفعد بفن مالك‪ :‬وأنفا وال ل أقاتفل رجلً يقول ل إله إل ال أبدا‪ ,‬فقال رجفل أل يقفل ال‬
‫{وقاتلوهم حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل} ؟ فقال‪ :‬قد قاتلنا حت ل تكن فتنة وكان الدين‬
‫كله ل‪ .‬رواه ا بن مردو يه‪ ,‬وقال الضحاك عن ا بن عباس {وقاتلو هم ح ت ل تكون فت نة}‪ ,‬يع ن ل‬
‫يكون شرك‪ ,‬وكذا قال أبو العالية وماهد والسن وقتادة والربيع بن أنس والسدي ومقاتل بن حيان‬
‫وزيد بن أسلم‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬بلغن عن الزهري عن عروة بن الزبي‪ ,‬وغيه من علمائنا‪,‬‬
‫حت ل تكون فتنة‪ ,‬حت ل يفت مسلم عن دينه‪ ,‬وقوله {ويكون الدين كله ل} قال الضحاك‪ :‬عن‬
‫ابن عباس ف هذه الَية‪ ,‬قال يلص التوحيد ل‪ ,‬وقال السن وقتادة وابن جريج {ويكون الدين كله‬
‫ل} أن يقال ل إله إل ال‪ ,‬وقال ممفد بفن إسفحاق‪ :‬ويكون التوحيفد خالصفا ل‪ ,‬ليفس فيفه شرك‪,‬‬
‫ويلع مفففففففففففا دونفففففففففففه مفففففففففففن النداد‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪{ :‬ويكون الدين كله ل}‪ ,‬ل يكون مع دينكم كفر‪ ,‬ويشهد‬
‫لذا ما ثبت ف الصحيحي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «أمرت أن أقاتل الناس‪ ,‬حت‬
‫يقولوا ل إله إل ال‪ ,‬فإذا قالوهفا عصفموا منف دماءهفم وأموالمف‪ ,‬إل بقهفا‪ ,‬وحسفابم على ال عفز‬
‫وجل» وفيهما عن أب موسى الشعري قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الرجل يقاتل‬
‫شجاعة ويقاتل حية‪ ,‬ويقاتل رياء‪ ,‬أي ذلك ف سبيل ال عز وجل ؟ فقال‪« :‬من قاتل لتكون كلمة‬
‫ال هففففي العليففففا فهففففو ففففف سففففبيل ال عففففز وجففففل»‪.‬‬
‫وقوله {فإن انتهوا} أي بقتالكم عما هم فيه من الكفر فكفوا عنه‪ ,‬وإن ل تعلموا بواطنهم {فإن ال‬
‫با يعملون بصي}‪ ,‬كقوله {فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}‪ ,‬الَية‪ ,‬و ف الَية‬

‫‪779‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الخرى {فإخوانكم ف الدين}‪ ,‬وقال {وقاتلوهم حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل فإن انتهوا‬
‫فل عدوان إل على الظالي} وف الصحيح‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لسامة‪ ,‬لا عل‬
‫ذلك الر جل بال سيف‪ ,‬فقال ل إله إل ال فضر به فقتله‪ ,‬فذ كر ذلك لر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫فقال ل سامة‪« :‬أقتل ته ب عد ما قال ل إله إل ال ؟ وك يف ت صنع بل إله إل ال يوم القيا مة ؟ فقال يا‬
‫رسول ال‪ ,‬إنا قالا تعوذا‪ ,‬قال «هل شققت عن قلبه ؟» وجعل يقول ويكرر عليه‪« ,‬من لك بل إله‬
‫إل ال يوم القيامة ؟» قال أسامة حت تنيت أن ل أكن أسلمت إل يومئذ‪ ,‬وقوله {وإن تولوا فاعلموا‬
‫أن ال مول كم ن عم الول ون عم الن صي}‪ ,‬أي وإن ا ستمروا على خلف كم وماربت كم فاعلموا أن ال‬
‫مولكم‪ ,‬وسيدكم وناصركم على أعدائكم فنعم الول ونعم النصي‪ .‬وقال ممد بن جرير حدثن عبد‬
‫الوارث بن عبد الصمد حدثنا أب حدثنا أبان العطار حدثنا هشام بن عروة عن عروة أن عبد اللك بن‬
‫مروان كتب إليه يسأله عن أشياء فكتب إليه عروة‪ :‬سلم عليك فإن أحد إليك ال الذي ل إله إل‬
‫هو‪ .‬أما بعد فإنك كتبت إل تسألن‪ ,‬عن مرج رسول ال صلى ال عليه وسلم من مكة‪ ,‬وسأخبك‬
‫به‪ ,‬ول حول ول قوة إل بال‪ ,‬كان من شأن خروج رسول ال صلى ال عليه وسلم من مكة‪ ,‬أن ال‬
‫أعطاه النبوة‪ ,‬فنعم النب ونعم السيد ونعم العشية‪ ,‬فجزاه ال خيا‪ ,‬وعرفنا وجهه ف النة‪ ,‬وأحيانا‬
‫على ملته وأماتنا وبعثنا عليها‪ ,‬وأنه لا دعا قومه لا بعثه ال به من الدى والنور الذي أنزل عليه ل‬
‫يبعدوا منه أول ما دعاهم إليه‪ ,‬وكانوا يسمعون له‪ ,‬حت إذا ذكر طواغيتهم‪ ,‬وقدم ناس من الطائف‬
‫من قر يش ل م أموال‪ ,‬أن كر ذلك عل يه ناس واشتدوا عل يه‪ ,‬وكرهوا ما قال وأغروا به من أطاع هم‪,‬‬
‫فانع طف ع نه عا مة الناس‪ ,‬فتركوه إل من حف ظه ال من هم‪ ,‬و هم قل يل فم كث بذلك ما قدر ال أن‬
‫يكث‪ ,‬ث ائتمرت رؤوسهم بأن يفتنوا من اتبعه عن دين ال من أبنائهم وإخوانم وقبائلهم‪ ,‬فكانت‬
‫فت نة شديدة الزلزال‪ ,‬فافت ت من افت ت وع صم ال ما شاء من هم‪ ,‬فل ما ف عل ذلك بال سلمي‪ ,‬أمر هم‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن يرجوا إل أرض الب شة‪ ,‬وكان بالب شة ملك صال‪ ,‬يقال له‬
‫النجا شي‪ ,‬ل يظلم أ حد بأرضفه‪ ,‬وكان يث ن عليفه مع ذلك‪ ,‬وكانفت أرض الب شة متجرا لقريفش‬
‫يتجرون فيها‪ ,‬وكانت مساكن لتجارهم يدون فيها رفاغا من الرزق‪ ,‬وأمنا ومتجرا حسنا‪ ,‬فأمرهم‬
‫با النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فذهب إليها عامتهم لا قهروا بكة‪ ,‬وخافوا عليهم الفت‪ ,‬ومكث هو‬
‫فلم يبح‪ ,‬فمكث بذلك سنوات يشتدون على من أسلم منهم‪ ,‬ث إنه فشا السلم فيها‪ ,‬ودخل فيه‬
‫رجال من أشرافهم ومنعتهم‪ ,‬فلما رأوا ذلك استرخوا استرخاءة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪780‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعن أصحابه‪ ,‬وكانت الفتنة الول‪ :‬هي الت أخرجت من خرج من أصحاب رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ق بل أرض الب شة مافت ها‪ ,‬وفرارا م ا كانوا ف يه من الف ت والزلزال فل ما ا سترخى عن هم‬
‫ودخل ف السلم من دخل منهم تدث باسترخائهم عنهم‪ ,‬فبلغ من كان بأرض البشة من أصحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قد استرخى عمن كان منهم بكة‪ ,‬وأنم ل يفتنون‪ ,‬فرجعوا إل‬
‫مكة وكادوا يأمنون با‪ ,‬وجعلوا يزدادون ويكثرون‪ ,‬وأنه أسلم من النصار بالدينة ناس كثي‪ ,‬وفشا‬
‫السلم بالدينة وطفق أهل الدينة يأتون رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة‪ ,‬فلما رأت قريش ذلك‪,‬‬
‫توامروا على أن يفتنوهفم ويشتدوا‪ ,‬فأخذوهفم فحرصفوا على أن يفتنوهفم‪ ,‬فأصفابم جهفد شديفد‪,‬‬
‫فكانت الفتنة الَخرة‪ ,‬فكانت فتنتان‪ :‬فتنة أخرجت من خرج منهم إل أرض البشة حي أمرهم النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم ب ا‪ ,‬وأذن ل م ف الروج إلي ها‪ ,‬وفت نة‪ :‬ل ا رجعوا ورأوا من يأتي هم من أ هل‬
‫الدي نة‪ ,‬ث إ نه جاء ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من الدي نة سبعون نقيبا‪ ,‬رؤوس الذ ين أ سلموا‪,‬‬
‫فوافوه بالج فبايعوه بالعقبة‪ ,‬وأعطوه عهودهم ومواثيقهم‪ ,‬على أنا منك وأنت منا‪ ,‬وعلى أن من جاء‬
‫من أصحابك أو جئتنا فإنا ننعك ما ننع منه أنفسنا‪ ,‬فاشتدت عليهم قريش‪ ,‬عند ذلك‪ ,‬فأمر رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أصحابه‪ ,‬أن يرجوا إل الدينة‪ ,‬وهي الفتنة الَخرة الت أخرج فيها رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أصحابه‪ ,‬وخرج هو‪ ,‬وهي الت أنزل ال عز وجل فيها {وقاتلوهم حت ل‬
‫تكون فتنة ويكون الدين كله ل}‪ ,‬ث رواه عن يونس بن عبد العلى عن ابن وهب‪ ,‬عن عبد الرحن‬
‫بن أب الزناد عن أبيه‪ ,‬عن عروة بن الزبي‪ ,‬أنه كتب إل الوليد يعن ابن عبد اللك بن مروان بذا‪,‬‬
‫فذكففففففففر مثله‪ ,‬وهذا صففففففففحيح إل عروة رحهفففففففف ال‪.‬‬

‫ي وَابْ ِن‬
‫** وَاعْلَ ُموَا أَنّمَا َغنِ ْمتُ ْم مّن َشيْءٍ َفأَ نّ للّ هِ خُمُ سَ ُه وَلِلرّ سُو ِل وَلِذِي اْلقُ ْرَبىَ وَاْلَيتَا َمىَ وَالْمَ سَاكِ ِ‬
‫سبِيلِ إِن كُنتُمْ آ َمنْتُ ْم بِاللّ ِه َومَآ أَنزَْلنَا عََلىَ َعبْ ِدنَا َيوْمَ اْلفُرْقَا ِن َيوْ َم اْلتَقَى الْجَ ْمعَانِ وَاللّهُ عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ‬
‫ال ّ‬
‫قَدِيرٌ‬
‫يبي تعال تفصيل ما شرعه مصصا لذه المة الشريفة‪ ,‬من بي سائر المم التقدمة بإحلل الغنائم‪.‬‬
‫والغني مة هي الال الأخوذ من الكفار‪ ,‬بإياف ال يل والركاب‪ ,‬والف يء ما أ خذ من هم بغ ي ذلك‪,‬‬
‫كالموال التف يصفالون عليهفا أو يتوفون عنهفا‪ ,‬ول وارث لمف‪ ,‬والزيفة والراج ونوف ذلك‪ ,‬هذا‬
‫مذ هب المام الشاف عي ف طائ فة من علماء ال سلف واللف‪ .‬و من العلماء من يطلق الف يء على ما‬

‫‪781‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تطلق عليه الغنيمة‪ ,‬وبالعكس أيضا‪ ,‬ولذا ذهب قتادة إل أن هذه الَية ناسخة لَية الشر {ما أفاء‬
‫ال على ر سوله من أ هل القرى فلله وللر سول ولذي القر ب} الَ ية‪ ,‬قال فن سخت آ ية النفال تلك‪,‬‬
‫وجعلت الغنائم أربعة أخاس للمجاهدين‪ ,‬وخسا منها لؤلء الذكورين‪ ,‬وهذا الذي قاله بعيد‪ ,‬لن‬
‫هذه الَ ية نزلت ب عد وق عة بدر‪ ,‬وتلك نزلت ف ب ن النض ي‪ ,‬ول خلف ب ي علماء ال سي والغازي‬
‫قاطبفة‪ ,‬أن بنف النضيف بعفد بدر‪ ,‬وهذا أمفر ل يشفك فيفه ول يرتاب‪ ,‬فمفن يفرق بيف معنف الفيفء‬
‫والغنيمة‪ ,‬يقول تلك نزلت ف أموال الفيء‪ ,‬وهذه ف الغنائم‪ ,‬ومن يعل أمر الغنائم والفيء راجعا إل‬
‫رأي المام‪ ,‬يقول‪ :‬ل منافاة بيف آيفة الشفر وبيف التخميفس‪ ,‬إذا رآه المام وال أعلم‪ .‬فقوله تعال‪:‬‬
‫{واعلموا أنا غنمتم من شيء فأن ل خسه} توكيد لتخميس كل قليل وكثي حت اليط والخيط‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬ومن يغلل يأت با غل يوم القيامة ث توف كل نفس ما كسبت وهم ل يظلمون}‪,‬‬
‫وقوله {فأن ل خسه وللرسول} اختلف الفسرون ههنا‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬ل نصيب من المس يعل‬
‫ف الكعبة‪ .‬قال أبو جعفر الرازي‪ ,‬عن الربيع عن أب العالية الرياحي‪ ,‬قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬يؤتى بالغنيمة فيخمسها على خسة‪ ,‬تكون أربعة أخاس لن شهدها‪ ,‬ث يأخذ المس‬
‫فيضرب بيده فيه‪ ,‬فيأخذ منه الذي قبض كفه فيجعله للكعبة وهو سهم ال‪ ,‬ث يقسم ما بقي على‬
‫خسة أسهم فيكون سهم للرسول‪ ,‬وسهم لذوي القرب‪ ,‬وسهم لليتامى‪ ,‬وسهم للمساكي‪ ,‬وسهم‬
‫ل بن ال سبيل‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬ذ كر ال هه نا ا ستفتاح كلم لل تبك‪ ,‬و سهم لر سوله عل يه ال سلم‪ ,‬قال‬
‫الضحاك عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا بعث سرية فغنموا‬
‫خ س الغني مة‪ ,‬فضرب ذلك ال مس ف خ سة‪ ,‬ث قرأ {واعلموا أن ا غنم تم من ش يء فأن ل خ سه‬
‫وللرسول} فأن ل خسه‪ ,‬مفتاح كلم {ل ما ف السموات وما ف الرض} فجعل سهم ال وسهم‬
‫الر سول صلى ال عل يه و سلم واحدا‪ ,‬وهكذا قال إبراه يم النخ عي وال سن بن م مد بن النف ية‪,‬‬
‫وال سن الب صري والش عب وعطاء بن أ ب رباح‪ ,‬وع بد ال بن بريدة وقتادة ومغية وغ ي وا حد‪ ,‬أن‬
‫سهم ال ورسوله واحد‪ .‬ويؤيد هذا ما رواه المام الافظ أبو بكر البيهقي‪ ,‬بإسناد صحيح‪ ,‬عن عبد‬
‫ال بن شقيق‪ ,‬عن رجل‪ ,‬قال‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم وهو بوادي القرى‪ ,‬وهو يعرض فرسا‪,‬‬
‫فقلت يا ر سول ال‪ ,‬ما تقول ف الغني مة ؟ فقال‪« :‬ل خ سها وأرب عة أخا سها للج يش» قلت ف ما‬
‫أحدأول به من أ حد ؟ قال‪« :‬ل ول ال سهم ت ستخرجه من جي بك ل يس أ نت أ حق به من أخ يك‬
‫السففففففففففففففففففففففففففففففففففففففلم»‪.‬‬

‫‪782‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا عمران بن موسى‪ ,‬حدثنا عبد الوارث‪ ,‬حدثنا أبان عن السن‪ ,‬قال‪ :‬أوصى‬
‫السن بالمس من ماله‪ ,‬وقال أل أرضى من مال با رضي ال لنفسه‪ ,‬ث اختلف قائلوا هذا القول‪,‬‬
‫فروى علي بن أب طلحة‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬كانت الغنيمة تمس على خسة أخاس‪ ,‬فأربعة منها‬
‫بي من قاتل عليها‪ ,‬وخس واحد يقسم على أربعة أخاس‪ ,‬فربع ل وللرسول صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫فما كان ل وللرسول فهو لقرابة النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ول يأخذ النب صلى ال عليه وسلم من‬
‫المس شيئا‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا أبو معمر النقري‪ ,‬حدثنا عبد الوارث بن سعيد‪,‬‬
‫عفن حسفي العلم عفن عبفد ال بفن بريدة فف قوله {واعلموا أناف غنمتفم مفن شيفء فأن ل خسفه‬
‫وللر سول}‪ ,‬قال‪ :‬الذي ل فل نبيه‪ ,‬والذي للر سول لزوا جه‪ .‬وقال ع بد اللك بن أ ب سليمان‪ ,‬عن‬
‫عطاء بن أب رباح‪ ,‬قال‪ :‬خس ال والرسول واحد‪ ,‬يمل منه ويصنع فيه ما شاء‪ ,‬يعن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬وهذا أعم وأشل‪ ,‬وهو أنه صلى ال عليه وسلم يتصرف ف المس الذي جعله ال با‬
‫شاء‪ ,‬ويرده ف أم ته ك يف شاء‪ ,‬ويش هد لذا ما رواه المام أح د ح يث قال‪ :‬حدث نا إ سحاق بن‬
‫عيسى‪ ,‬حدثنا إساعيل بن عياش‪ ,‬عن أب بكر بن عبد ال بن أب مري‪ ,‬عن أب سلم العرج‪ ,‬عن‬
‫القدام بن م عد يكرب الكندي‪ ,‬أنه جلس مع عبادة بن الصامت‪ ,‬وأ ب الدرداء والارث بن معاو ية‬
‫الكندي رضي ال عنهم‪ ,‬فتذاكروا حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال أبو الدرداء لعبادة‪:‬‬
‫يا عبادة كلمات رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة كذا وكذا ف شأن الخاس‪ ,‬فقال عبادة‪:‬‬
‫إن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى بم ف غزوة إل بعي من الغنم‪ ,‬فلما سلم قام رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فتناول وبرة بي أنلتيه‪ ,‬فقال‪« :‬إن هذه من غنائمكم وإنه ليس ل فيها إل نصيب‬
‫معكم المس‪ ,‬والمس مردود عليكم‪ ,‬فأدوا اليط والخيط‪ ,‬وأكب من ذلك وأصغر‪ ,‬ول تغلوا فإن‬
‫الغلول عار ونار على أصحابه ف الدنيا والَخرة‪ ,‬وجاهدوا الناس ف ال القريب والبعيد‪ ,‬ول تبالوا ف‬
‫ال لو مة لئم‪ ,‬وأقيموا حدود ال ف ال سفر والضفر‪ ,‬وجاهدوا ف ال‪ ,‬فإن الهاد باب من أبواب‬
‫النة عظيم‪ ,‬ينجي ال به من الم والغم»‪ ,‬هذا حديث حسن عظيم‪ ,‬ول أره ف شيء من الكتب‬
‫ال ستة من هذا الو جه‪ .‬ول كن روى المام أح د أيضا وأ بو داود والن سائي‪ ,‬من حد يث عمرو بن‬
‫شع يب‪ ,‬عن أب يه عن جده ع بد ال بن عمرو‪ ,‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم نوه ف ق صة‬
‫المس والنهي عن الغلول‪ .‬وعن عمرو بن عنبسة‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى بم إل‬
‫بعي من الغنم‪ ,‬فلما سلم أخذ وبرة من هذا البعي‪ ,‬ث قال‪« :‬ول يل ل من غنائمكم مثل هذه إل‬

‫‪783‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫المس‪ ,‬والمس مردود عليكم» رواه أبو داود والنسائي‪ ,‬وقد كان للنب صلى ال عليه وسلم من‬
‫الغنائم ش يء ي صطفيه لنف سه‪ ,‬ع بد أو أ مة أو فرس أو سيف أو ن و ذلك ك ما نص عل يه م مد بن‬
‫سيين وعامر الشعب‪ ,‬وتبعهما على ذلك أكثر العلماء‪ .‬وروى المام أحد والترمذي وحسنه عن ابن‬
‫عباس‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه و سلم تن فل سيفه ذا الفقار يوم بدر‪ ,‬وهو الذي رأى فيه الرؤيا‬
‫يوم أحد‪ ,‬وعن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كانت صفية من الصفي‪ ,‬رواه أبو داود ف سننه‪ ,‬وروى‬
‫أيضا بإ سناده والن سائي أيضا عن يز يد بن ع بد ال قال‪ :‬ك نا بالر بد إذ د خل ر جل م عه قط عة أد ي‪,‬‬
‫فقرأناها فإذا فيها «من ممد رسول ال إل بن زهي بن قيس إنكم إن شهدت أن ل إله إل ال وأن‬
‫ممدا رسول ال وأقمتم الصلة‪ ,‬وآتيتم الزكاة‪ ,‬وأديتم المس من الغنم‪ ,‬وسهم النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬وسهم الصفي‪ ,‬أنتم آمنون بأمان ال ورسوله» فقلنا من كتب هذا ؟ فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فهذه أحاديث جيدة تدل على تقرير هذا وثبوته‪ ,‬ولذا جعل ذلك كثيون من الصائص‬
‫له صلوات ال وسلمه عليه‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬إن المس يتصرف فيه المام بالصلحة للمسلمي‪ ,‬كما‬
‫يتصفرف فف مال الفيفء‪ ,‬وقال شيخنفا المام العلمفة ابفن تيميفة رحهف ال‪ :‬وهذا قول مالك وأكثفر‬
‫السلف‪),‬وهو أصح القوال‪ .‬فإذا ثبت هذا وعلم‪ ,‬فقد اختلف أيضا ف الذي كان يناله عليه السلم‬
‫من ال مس‪ ,‬ماذا ي صنع به من بعده‪ ,‬فقال قائلون يكون ل ن يلي ال مر من بعده‪ ,‬روي هذا عن أ ب‬
‫ب كر وعلي وقتادة وجا عة‪ .‬وجاء ف يه حد يث مرفوع‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬ي صرف ف م صال ال سلمي‪,‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل هو مردود على بق ية ال صناف‪ ,‬ذوي القر ب واليتا مى وال ساكي وا بن ال سبيل‪,‬‬
‫اختاره ابن جر ير‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬بل سهم ال نب صلى ال عليه و سلم و سهم ذوي القر ب‪ ,‬مردودان‬
‫على اليتا مى وال ساكي وا بن ال سبيل‪ .‬قال ا بن جر ير‪ :‬وذلك قول جا عة من أ هل العراق‪ ,‬وق يل إن‬
‫ال مس جي عه لذوي القر ب‪ ,‬ك ما رواه ا بن جر ير‪ ,‬حدث نا الارث‪ ,‬حدث نا ع بد العز يز‪ ,‬حدث نا ع بد‬
‫الغفار‪ ,‬حدث نا النهال بن عمرو‪ ,‬سألت ع بد ال بن م مد بن علي‪ ,‬وعلي بن ال سي عن ال مس‪,‬‬
‫فقال‪ :‬هفو لنفا‪ ,‬فقلت لعلي‪ :‬فإن ال يقول {واليتامفى والسفاكي وابفن السفبيل} فقال‪ :‬يتامانفا‬
‫ومساكيننا‪ ,‬وقال سفيان الثوري وأبو نعيم وأبو أسامة‪ ,‬عن قيس بن مسلم‪ ,‬سألت السن بن ممد‬
‫بفن النفيفة رحهف ال تعال‪ ,‬عفن قول ال تعال‪{ :‬واعلموا أناف غنمتفم مفن شيفء فأن ل خسفه‬
‫وللرسول} فقال‪ :‬هذا مفتاح كلم‪ ,‬ل الدنيا والَخرة‪ ,‬ث اختلف الناس ف هذين السهمي‪ ,‬بعد وفاة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال قائلون‪ :‬سهم النب صلى ال عليه وسلم تسليما للخليفة من‬

‫‪784‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعده‪ ,‬وقال آخرون لقرابفة النفب صفلى ال عليفه وسفلم وقال آخرون‪ :‬سفهم القرابفة لقرابفة الليففة‪,‬‬
‫واجتمع رأيهم أن يعلوا هذين السهمي ف اليل والعدة ف سبيل ال‪ ,‬فكانا على ذلك ف خلفة أب‬
‫بكر وعمر رضي ال عنهما‪ ,‬قال العمش عن إبراهيم‪ :‬كان أبو بكر وعمر يعلن سهم النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ف الكراع والسلح‪ ,‬فقلت لبراهيم ما كان علي يقول فيه ؟ قال‪ :‬كان أشدهم فيه‪,‬‬
‫وهذا قول طائ فة كثية من العلماء رح هم ال‪ ,‬وأ ما سهم ذوي القر ب‪ ,‬فإ نه ي صرف إل ب ن ها شم‬
‫وب ن الطلب‪ ,‬لن ب ن الطلب وازروا ب ن ها شم ف الاهل ية و ف أول ال سلم‪ ,‬ودخلوا مع هم ف‬
‫الشعب غضبا لرسول ال صلى ال عليه وسلم وحاية له‪ ,‬مسلمهم طاعة ل ولرسوله‪ ,‬وكافرهم حية‬
‫للعشية وأنفة وطاعة لب طالب عم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وأما بنو عبد شس وبنو نوفل‪,‬‬
‫وإن كانوا ب ن عم هم‪ ,‬فلم يوافقو هم على ذلك‪ ,‬بل حاربو هم ونابذو هم ومالؤوا بطون قر يش على‬
‫حرب الرسول‪ ,‬ولذا كان ذم أب طالب لم ف قصيدته اللمية أشد من غيهم‪ ,‬لشدة قربم‪ ,‬ولذا‬
‫يقول فففففففففففففففففف أثناء قصفففففففففففففففففيدته‪:‬‬
‫جزى ال عنّففا عبفففد شسففف ونوفلعقوبفففة شفففر عاجفففل غيففف آجفففل‬
‫ففف عائل‬ ‫فففه غيف‬ ‫فففن نفسف‬ ‫فففد مف‬ ‫فففس شعيةله شاهف‬ ‫فففط ل ييف‬ ‫بيزان قسف‬
‫لقففففد سفففففهت أحلم قوم تبدلوابنفففف خلف قيضا بنففففا والعياطففففل‬
‫وننففف الصفففميم مفففن ذؤابفففة هاشوآل قصفففي فففف الطوب الوائل‬
‫وقال جبي بن مطعم بن عدي بن نوفل‪ :‬مشيت أنا وعثمان بن عفان‪ ,‬يعن ابن أب العاص بن أمية‬
‫بن عبد شس‪ ,‬إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلنا‪ :‬يا رسول ال أعطيت بن الطلب من خس‬
‫خيب وتركتنا‪ ,‬ونن وهم منك بنلة واحدة‪ ,‬فقال‪« :‬إنا بنو هاشم وبنو الطلب شيء واحد» رواه‬
‫مسلم‪ .‬وف بعض روايات هذا الديث‪« ,‬إنم ل يفارقونا ف جاهلية ول إسلم»‪ ,‬وهذا قول جهور‬
‫العلماء‪ ,‬إن م ب نو ها شم وب نو الطلب‪ .‬قال ا بن جر ير وقال آخرون‪ :‬هم ب نو ها شم‪ ,‬ث روي عن‬
‫خصيف عن ماهد‪ ,‬قال‪ :‬علم ال أن ف بن هاشم فقراء‪ ,‬فجعل لم المس مكان الصدقة‪ ,‬وف رواية‬
‫عنه قال‪ :‬هم قرابة رسول ال صلى ال عليه وسلم الذين ل تل لم الصدقة‪ ,‬ث روى عن علي بن‬
‫السي نو ذلك‪ ,‬قال ابن جرير وقال آخرون‪ :‬بل هم قريش كلها‪ ,‬حدثن يونس بن عبد العلى‪,‬‬
‫حدثن عبد ال بن نافع‪ ,‬عن أب معشر‪ ,‬عن سعيد القبي‪ ,‬قال‪ :‬كتب ندة إل عبد ال بن عباس‬
‫يسأله عن ذوي القرب‪ ,‬فكتب إليه ابن عباس‪ ,‬كنا نقول‪ :‬إنا هم‪ ,‬فأب علينا ذلك قومنا‪ ,‬وقالوا قريش‬

‫‪785‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كلها ذوو قرب وهذا الديث صحيح‪ ,‬رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث سعيد‬
‫القبي‪ ,‬عن يزيد بن هرمز أن ندة كتب إل ابن عباس يسأله عن ذوي القرب‪ ,‬فذكره إل قوله‪ :‬فأب‬
‫ذلك علينا قومنا‪ ,‬والزيادة من أفراد أب معشر نيح بن عبد الرحن الدن‪ ,‬وفيه ضعف‪ ,‬وقال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا إبراهيم بن مهدي الصيصي‪ ,‬حدثنا العتمر بن سليمان عن أبيه عن حنش عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬رغبت لكم عن غسالة اليدي‪,‬‬
‫لن لكم من خس المس ما يغنيكم أو يكفيكم»‪ ,‬هذا حديث حسن السناد‪ ,‬وإبراهيم بن مهدي‬
‫هذا وثقفه أبفو حاتف‪ ,‬وقال ييف بفن معيف‪ :‬يأتف بناكيف‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله {واليتامفى} أي أيتام‬
‫السفلمي‪ ,‬واختلف العلماء هفل يتفص باليتام الفقراء‪ ,‬أو يعفم الغنياء والفقراء ؟ على قوليف‪,‬‬
‫والساكي هم الحاويج الذين ل يدون ما يسد خلتهم ومسكنتهم‪{ ,‬وابن السبيل} هو السافر أو‬
‫الريد للسفر إل مسافة تقصر فيها الصلة‪ ,‬وليس له ما ينفقه ف سفره ذلك‪ ,‬وسيأت تفسي ذلك ف‬
‫آيففة الصففدقات مففن سففورة براءة إن شاء ال تعال‪ ,‬وبففه الثقففة وعليففه التكلن‪.‬‬
‫وقوله {إن كنتم آمنتم بال وما أنزلنا على عبدنا} أي امتثلوا ما شرعنا لكم من المس ف الغنائم‪,‬‬
‫إن كنتم تؤمنون بال واليوم الَخر‪ ,‬وما أنزل على رسوله‪ ,‬ولذا جاء ف الصحيحي من حديث عبد‬
‫ال بن عباس ف حد يث و فد ع بد الق يس‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال ل م‪« :‬وآمر كم‬
‫بأربع‪ ,‬وأناكم عن أربع‪ .‬آمركم باليان بال ف ث قال ف هل تدرون ما اليان بال ؟ شهادة أن ل‬
‫إله إل ال‪ ,‬وأن ممدا رسول ال‪ ,‬وإقام الصلة وإيتاء الزكاة‪ ,‬وأن تؤدوا المس من الغنم»‪ ,‬الديث‬
‫بطوله‪ ,‬فجعفل أداء المفس مفن جلة اليان‪ ,‬وقفد بوب البخاري على ذلك فف كتاب اليان مفن‬
‫صحيحه‪ ,‬فقال‪( :‬باب أداء ال مس من اليان) ث أورد حد يث ا بن عباس هذا‪ ,‬و قد ب سطنا الكلم‬
‫عليه ف شرح البخاري‪ ,‬ول المد والنة‪ ,‬وقال مقاتل بن حيان‪{ :‬وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان}‬
‫أي ف الق سمة‪ ,‬وقوله {يوم الفرقان يوم الت قى المعان وال على كل ش يء قد ير}‪ ,‬ين به تعال على‬
‫نعمته وإحسانه إل خلقه‪ ,‬با فرق به بي الق والباطل ببدر‪ ,‬ويسمى الفرقان‪ ,‬لن ال أعلى فيه كلمة‬
‫اليان على كل مة البا طل وأظ هر دي نه ون صر نبيه وحز به‪ ,‬قال علي بن أ ب طل حة والعو ف عن ا بن‬
‫عباس‪ :‬يوم الفرقان يوم بدر‪ ,‬فرق ال فيه ب ي ال ق والبا طل‪ ,‬رواه الا كم‪ ,‬وكذا قال ماهد ومق سم‬
‫وعبيد ال بن عبد ال والضحاك وقتادة ومقاتل بن حيان وغي واحد أنه يوم بدر‪ ,‬وقال عبد الرزاق‬
‫عن مع مر عن الزهري عن عروة بن الزب ي ف قوله {يوم الفرقان} يوم فرق ال ب ي ال ق والبا طل‪,‬‬

‫‪786‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وهو يوم بدر‪ ,‬وهو أول مشهد شهده رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكان رأس الشركي عتبة بن‬
‫ربيعة‪ ,‬فالتقوا يوم المعة لتسع عشرة أو سبع عشرة مضت من رمضان‪ ,‬وأصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم يومئذ ثلثمائة وبض عة ع شر رجلً‪ ,‬والشركون ما ب ي اللف والت سعمائة‪ ,‬فهزم ال‬
‫الشركي‪ ,‬وقتل منهم زيادة على السبعي‪ ,‬وأسر منهم مثل ذلك‪ ,‬وقد روى الاكم ف مستدركه من‬
‫حديث العمش عن إبراهيم عن السود عن ابن مسعود‪ ,‬قال ف ليلة القدر‪ :‬تروها لحدى عشرة‬
‫يبقي‪ ,‬فإن ف صبيحتها يوم بدر‪ ,‬وقال على شرطهما‪ ,‬وروي مثله‪ ,‬عن عبد ال بن الزبي أيضا‪ ,‬من‬
‫حديث جعفر بن برقان‪ ,‬عن رجل عنه‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا يي بن واضح‪,‬‬
‫حدثنا يي بن يعقوب أبو طالب‪ ,‬عن ابن عون عن ممد بن عبد ال الثقفي‪ ,‬عن أب عبد الرحن‬
‫ال سلمي‪ ,‬قال‪ :‬قال ال سن بن علي‪ :‬كا نت ليلة الفرقان يوم الت قى المعان ل سبع عشرة من رمضان‪,‬‬
‫إسناد جيد قوي‪ ,‬ورواه ابن مردويه‪ ,‬عن أب عبد الرحن عبد ال بن حبيب عن علي قال‪ :‬كانت ليلة‬
‫الفرقان‪ ,‬ليلة الت قى المعان‪ ,‬ف صبيحتها ليلة الم عة ل سبع عشرة م ضت من ش هر رمضان‪ ,‬و هو‬
‫الصحيح عند أهل الغازي والسي‪ ,‬وقال يزيد بن أب حبيب إمام أهل الديار الصرية ف زمانه‪ :‬كان‬
‫فففه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫فففع على هذا‪ ,‬وقول المهور مقدم عليف‬ ‫ففف‪ ,‬ول يتابف‬
‫يوم بدر يوم الثنيف‬

‫ى وَالرّكْ بُ أَ ْسفَ َل مِنكُ مْ وََلوْ َتوَاعَدتّ مْ لَ ْختََل ْفتُ مْ فِي‬‫صوَ َ‬ ‫** ِإذْ أَنتُ ْم بِاْلعُ ْدوَةِ ال ّدنْيَا وَهُم بِاْلعُ ْد َوةِ اْلقُ ْ‬
‫حيَ َى مَ نْ حَ ّي عَن َبيَّن ٍة َوإِ نّ‬
‫ك عَن بَّيَن ٍة َويَ ْ‬
‫الْمِيعَا ِد وَلَـكِن ّلَي ْقضِ يَ اللّ هُ َأمْرا كَا َن َمفْعُولً ّلَيهْلِ كَ مَ ْن هَلَ َ‬
‫اللّهففففففففففففَ لَسففففففففففففَمِي ٌع عَلِيمففففففففففففٌ‬
‫يقول تعال م با عن يوم الفرقان {إذ أن تم بالعدوة الدن يا} أي إذ أن تم نزول بعدوة الوادي الدن يا‬
‫القريبة إل الدينة‪{ ,‬وهم} أي الشركون نزول {بالعدوة القصوى} أي البعيدة من الدينة إل ناحية‬
‫م كة‪{ ,‬والر كب} أي الع ي الذي ف يه أ بو سفيان ب ا م عه من التجارة‪{ ,‬أ سفل من كم} أي م ا يلي‬
‫سيف الب حر‪{ ,‬ولو تواعد ت} أي أن تم والشركون إل مكان {لختلف تم ف اليعاد}‪ ,‬قال م مد بن‬
‫إسحاق‪ :‬وحدثن يي بن عباد بن عبد ال بن الزبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬ف هذه الَية‪ ,‬قال‪ :‬ولو كان ذلك عن‬
‫ميعاد منكم ومنهم‪ ,‬ث بلغكم كثرة عددهم وقلة عددكم‪ ,‬ما لقيتموهم {ولكن ليقضي ال أمرا كان‬
‫مفعولً} أي ليقضي ال ما أراد بقدرته من إعزاز السلم وأهله‪ ,‬وإذلل الشرك وأهله‪ ,‬من غي مل‬
‫منكم‪ ,‬ففعل ما أراد من ذلك بلطفه‪ ,‬وف حديث كعب بن مالك قال‪ :‬إنا خرج رسول ال صلى ال‬

‫‪787‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم والسلمون‪ ,‬يريدون عي قريش‪ ,‬حت جع ال بينهم وبي عدوهم على غي ميعاد‪ ,‬وقال‬
‫ابن جرير‪ :‬حدثن يعقوب حدثن ابن علية‪ ,‬عن ابن عون عن عمي بن إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬أقبل أبو سفيان‬
‫ف الركب من الشام‪ ,‬وخرج أبو جهل ليمنعه من رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه‪ ,‬فالتقوا‬
‫ببدر‪ ,‬ول يشعر هؤلء بؤلء‪ ,‬ولهؤلء بؤلء‪ ,‬حت التقى السقاة‪ ,‬وند الناس بعضهم لبعض‪ ,‬وقال‬
‫ممد بن إسحاق ف السية‪ :‬ومضى رسول ال صلى ال عليه وسلم على وجهه ذلك‪ ,‬حت إذا كان‬
‫قريبا من ال صفراء‪ ,‬ب عث ب سبس بن عمرو وعدي بن أ ب الزغباء الهني ي‪ ,‬يلتم سان ال ب عن أ ب‬
‫سفيان‪ ,‬فانطل قا ح ت إذا وردا بدرا‪ ,‬فأنا خا بعييه ما إل تل من البطحاء‪ ,‬فا ستقيا ف شن ل ما من‬
‫الاء‪ ,‬فسمعا جاريتي تتصمان‪ ,‬تقول إحداها لصاحبتها اقضين حقي‪ ,‬وتقول الخرى إنا تأت العي‬
‫غدا أو بعد غد فأقضيك حقك‪ ,‬فخلص بينهما مدي بن عمرو‪ ,‬وقال صدقت‪ ,‬فسمع بذلك بسبس‬
‫وعدي‪ ,‬فجل سا على بعييه ما ح ت أت يا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فأ خباه ال ب‪ ,‬وأق بل أ بو‬
‫سفيان حي وليا وقد حذر‪ ,‬فتقدم أمام عيه‪ ,‬وقال لجدي بن عمرو هل أحسست على هذا الاء من‬
‫أ حد تنكره ؟ فقال‪ :‬ل وال‪ ,‬إل أ ن قد رأ يت را كبي أنا خا إل هذا ال تل فا ستقيا من شن ل ما ث‬
‫انطل قا‪ ,‬فجاء أ بو سفيان إل مناخ بعييه ما‪ ,‬فأ خذ من أبعاره ا فف ته فإذا ف يه النوى‪ ,‬فقال هذه وال‬
‫علئف يثرب‪ ,‬ث رجع سريعا فضرب وجه عيه فانطلق با ف سَاحَل‪ ,‬حت إذا رأى أنه قد أحرز عيه‬
‫إل قريش فقال‪ :‬إن ال قد نى عيكم وأموالكم ورجالكم فارجعوا‪ ,‬فقال أبو جهل‪ :‬وال ل نرجع‬
‫حت نأت بدرا ف وكانت بدر سوقا من أسواق العرب ف فنقيم با ثلثا فنطعم با الطعام‪ ,‬وننحر با‬
‫الزر‪ ,‬ونسقى با المر‪ ,‬وتعزف علينا القيان‪ ,‬وتسمع بنا العرب وبسينا‪ ,‬فل يزالون يهابوننا بعدها‬
‫أبدا‪ .‬فقال الخنس بن شريق‪ :‬يا معشر بن زهرة‪ ,‬إن ال قد أنى اموالكم ونى صاحبكم فارجعوا‬
‫فرجعت بنو زهرة‪ ,‬فلم يشهدوها‪ ,‬ول بنو عدي‪ ,‬قال ممد بن إ سحاق‪ :‬وحدث ن يزيد بن رومان‪,‬‬
‫عن عروة بن الزبي قال‪ :‬وبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم حي دنا من بدر‪ ,‬علي بن أب طالب‬
‫وسعد بن أب وقاص والزبي بن العوام ف نفر من أصحابه يتجسسون له الب‪ ,‬فأصابوا سقاة لقريش‬
‫غلما لبنف سفعيد بفن العاص‪ ,‬وغلما لبنف الجاج‪ ,‬فأتوا بمفا رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم‪,‬‬
‫فوجدوه يصلي فجعل أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يسألونما لن أنتما ؟ فيقولن‪ :‬نن‬
‫سقاة لقريش‪ ,‬بعثونا نسقيهم من الاء‪ ,‬فكره القوم خبها‪ ,‬ورجوا أن يكونا لب سفيان فضربوها‪,‬‬
‫فل ما أزلقوه ا قال‪ :‬ن ن ل ب سفيان فتركوه ا‪ ,‬ور كع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و سجد‬

‫‪788‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سفجدتي ثف سفلم‪ ,‬وقال «إذا صفدقاكم ضربتموهاف‪ ,‬وإذا كذباكفم تركتموهاف‪ ,‬صفدقا وال إنمفا‬
‫لقريفش‪ ,‬أخفبان عفن قريفش» قال هفم وراء هذا الكثيفب الذي ترى بالعدوة القصفوى‪ ,‬والكثيفب‪:‬‬
‫العقنقل‪ ,‬فقال لما رسول ال صلى ال عليه وسلم «كم القوم ؟» قال‪ :‬كثي‪ .‬قال‪« :‬ما عدتم ؟»‬
‫قال ما ندري‪ .‬قال «كم ينحرون كل يوم ؟» قال‪ :‬يوما تسعا ويوما عشرا‪ ,‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬القوم ما بي التسعمائة إل اللف» ث قال لما‪« :‬فمن فيهم من أشراف قريش ؟» قال‪:‬‬
‫عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام ونوفل بن خويلد والارث‬
‫بن عامر بن نوفل‪ ,‬وطعيمة بن عدي بن نوفل والنضر بن الارث‪ ,‬وزمعة بن السود وأبو جهل بن‬
‫هشام وأمية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الجاج‪ ,‬وسهيل بن عمرو وعمرو بن عبد ود‪ ,‬فأقبل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم على الناس فقال‪« :‬هذه مكة قد ألقت إليكم أفلذ كبدها»‪ ,‬قال ممد بن‬
‫إسحاق رحه ال تعال‪ :‬وحدثن عبد ال بن أب بكر بن حزم‪ ,‬أن سعد بن معاذ قال لرسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪ :‬ل ا الت قى الناس يوم بدر يا ر سول ال‪ ,‬أل نب ن لك عريشاَ تكون ف يه‪ ,‬ونن يخ إل يك‬
‫ركائبك‪ ,‬ونلقى عدونا‪ ,‬فإن أظفرنا ال عليهم وأعزنا فذاك ما نب‪ ,‬وإن تكن الخرى‪ ,‬فتجلس على‬
‫ركائ بك وتل حق ب ن وراء نا من قوم نا‪ ,‬ف قد وال تلف ع نك أقوام ما ن ن بأ شد لك حبا من هم‪ ,‬لو‬
‫علموا أنك تلقى حربا ما تلفوا عنك‪ ,‬ويوازرونك وينصرونك‪ .‬فأثن عليه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم خيا‪ ,‬ودعا له به فبن له عريش‪ ,‬فكان فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر ما معهما‬
‫غيها‪ .‬قال ابن إسحاق‪ :‬وارتلت قريش حي أصبحت‪ ,‬فلما أقبلت ورآها رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم تصوب من العقنقل‪ ,‬وهو الكثيب‪ ,‬الذي جاءوا منه إل الوادي‪ ,‬فقال‪« :‬اللهم هذه قريش قد‬
‫أقبلت بيلئها وفخر ها تادك وتكذب ر سولك الل هم أحن هم الغداة» وقوله‪{ :‬ليهلك من هلك عن‬
‫بينة ويي من حيّ عن بينة}‪ ,‬قال ممد بن إسحاق‪ :‬أي ليكفر من كفر بعد الجة لا رأى من الَية‬
‫والعبة‪ ,‬ويؤمن من آمن على مثل ذلك‪ ,‬وهذا تفسي جيد‪ .‬وبسط ذلك أنه تعال يقول‪ :‬إنا جعكم‬
‫مع عدوكم ف مكان واحد‪ ,‬على غي ميعاد‪ ,‬لينصركم عليهم ويرفع كلمة الق على الباطل‪ ,‬ليصي‬
‫ال مر ظاهرا وال جة قاط عة والباه ي ساطعة‪ ,‬ول يب قى ل حد ح جة‪ ,‬ول شب هة‪ ,‬فحينئذ يهلك من‬
‫هلك أي يستمر ف الكفر من استمر فيه‪ ,‬على بصية من أمره‪ ,‬إنه مبطل لقيام الجة عليه‪{ ,‬ويي‬
‫من حيّ} أي يؤمن من آمن {عن بينة} أي حجة وبصية‪ ,‬واليان هو حياة القلوب‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يشي به ف الناس} وقالت عائشة ف قصة الفك فهلك فّ‬

‫‪789‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مفن هلك‪ ,‬أي قال فيهفا مفا قال مفن البهتان والففك‪ .‬وقوله‪{ :‬وإن ال لسفميع} أي لدعائكفم‬
‫وتضرعكفم واسفتغاثتكم بفه‪{ ,‬عليفم} أي بكفم‪ ,‬وأنكفم تسفتحقون النصفر على أعدائكفم الكفرة‬
‫العانديففففففففففففففففففففففففففففففففففففففن‪.‬‬

‫** ِإ ْذ يُرِيكَهُ مُ اللّ هُ فِي َمنَامِ كَ َقلِيلً وََلوْ أَرَا َكهُ مْ َكثِيا ّلفَشِ ْلتُ ْم وََلَتنَا َزعْتُ مْ فِي المْرِ وَلَـكِنّ اللّ هَ َسلّ َم‬
‫ل َوُيقَلُّلكُمْ فِيَ َأعُْيِنهِمْ ِلَيقْضِيَ اللّهُ‬
‫ت الصّدُورِ * َوإِ ْذ يُرِيكُمُوهُمْ إِ ِذ اْلَتقَْيتُمْ فِيَ َأ ْعُينِكُمْ َقلِي ً‬
‫ِإنّهُ عَلِي ٌم بِذَا ِ‬
‫ف الُمُورُ‬ ‫ف ُترْجَعفففففففف ُ‬ ‫ف َمفْعُو ًل َوإِلَى اللّهفففففففف ِ‬ ‫َأمْرا كَانفففففففف َ‬
‫قال ماهد‪ :‬أراهم ال إياه ف منامه قليلً‪ ,‬وأخب النب صلى ال عليه وسلم أصحابه بذلك‪ ,‬فكان‬
‫تثبيتا لم‪ ,‬وكذا قال ابن إسحاق وغي واحد‪ ,‬وحكى ابن جرير عن بعضهم‪ ,‬أنه رآهم بعينه الت ينام‬
‫با‪ ,‬وقد روى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا يوسف بن موسى‪ ,‬حدثنا أبو قتيبة‪ ,‬عن سهل السراج‬
‫عن السن ف قوله‪{ :‬إذ يريكهم ال ف منامك قليلً} قال بعينك‪ ,‬وهذا القول غريب‪ ,‬وقد صرح‬
‫بالنام ههنفا‪ ,‬فل حاجفة إل التأويفل الذي ل دليفل عليفه‪ ,‬وقوله‪{ :‬ولو أراكهفم كثيا لفشلتفم} أي‬
‫ل {إ نه عل يم‬ ‫لبن تم عن هم‪ ,‬واختلف تم في ما بين كم‪{ ,‬ول كن ال سلم} أي من ذلك‪ ,‬بأن أراك هم قلي ً‬
‫بذات الصفدور} أي باف تكنفه الضمائر وتنطوي عليفه الحشاء‪{ ,‬يعلم خائنفة العيف ومفا تففي‬
‫ال صدور} وقوله‪{ :‬وإذ يريكمو هم إذ التقي تم ف أعين كم قليلً} وهذا أيضا من لط فه تعال ب م‪ ,‬إذ‬
‫أراهم إياهم قليلً ف رأي العي‪ ,‬فيجرؤهم عليهم ويطمعهم فيهم‪ ,‬قال أبو إسحاق السبيعي‪ :‬عن أب‬
‫عبيدة‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬لقد قللوا ف أعيننا يوم بدر‪ ,‬حت قلت لرجل إل‬
‫ل منهم فسألناه‪ ,‬فقال‪ :‬كنا ألفا‪ ,‬رواه ابن‬ ‫جنب تراهم سبعي ؟ قال‪ :‬ل بل هم مائة‪ ,‬حت أخذنا رج ً‬
‫أب حات وابن جرير‪ ,‬وقوله‪{ :‬ويقللكم ف أعينهم} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا سليمان بن‬
‫حرب‪ ,‬حدث نا حاد بن ز يد‪ ,‬عن الزب ي بن الارث عن عكر مة {وإذ يريكمو هم إذ التقي تم} الَ ية‪,‬‬
‫قال‪ :‬حضض بعضهم على بعض‪ ,‬إ سناد صحيح‪ ,‬وقال ممد بن إ سحاق‪ :‬حدثن يي بن عباد بن‬
‫ع بد ال بن الزب ي‪ ,‬عن أب يه ف قوله تعال‪{ :‬ليق ضي ال أمرا كان مفعولً} أي ليل قي بين هم الرب‬
‫للنق مة م ن أراد النتقام م نه‪ ,‬والنعام على من أراد تام النع مة عل يه من أ هل ولي ته‪ ,‬ومع ن هذا أ نه‬
‫تعال أغرى كلً من الفريق ي بالَ خر‪ ,‬وقلله ف عي نه ليط مع ف يه‪ ,‬وذلك ع ند الواج هة‪ ,‬فل ما الت حم‬
‫القتال وأيد ال الؤمني بألف من اللئكة مردفي‪ ,‬بقي حزب الكفار يرى حزب اليان ضعفيه‪ ,‬كما‬

‫‪790‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال تعال‪{ :‬قد كان لكم آية ف فئتي التقتا فئة تقاتل ف سبيل ال وأخرى كافرة يرونم مثليهم رأي‬
‫العي وال يؤيد بنصره من يشاء إن ف ذلك لعبة لول البصار} وهذا هو المع بي هاتي الَيتي‪,‬‬
‫فإن كلً منهمفففففا حفففففق وصفففففدق‪ ,‬ول المفففففد والنفففففة‪.‬‬

‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمُنوَاْ إِذَا َلقِيتُ مْ ِفَئةً فَاْثُبتُوْا وَاذْكُرُواْ اللّ هَ َكثِيا ّلعَّلكُ ْم ُتفْلَحُو نَ * َوأَطِيعُواْ اللّ َه وَرَ سُولَهُ‬
‫ف الصففّابِرِينَ‬ ‫ف مَع ف َ‬ ‫فبِ ُر َواْ إِنففّ اللّهف َ‬ ‫ف وَاص ف ْ‬ ‫وَلَ َتنَا َزعُواْ َفَتفْشَلُواْ َوتَذْهَبففَ رِ ُيكُمف ْ‬
‫هذا تعل يم من ال تعال لعباده الؤمن ي آداب اللقاء وطر يق الشجا عة ع ند مواج هة العداء‪ ,‬فقال‬
‫{يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا} ثبت ف الصحيحي عن عبد ال بن أب أوف‪ ,‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم انت ظر ف ب عض أيا مه ال ت ل قي في ها العدو‪ ,‬ح ت إذا مالت الش مس قام في هم‪,‬‬
‫فقال‪« :‬يا أيها الناس ل تتمنوا لقاء العدو‪ ,‬واسألوا ال العافية فإذا لقيتموهم فاصبوا واعلموا أن النة‬
‫تتف ظلل السفيوف» ثف قام النفب صفلى ال عليفه وسفلم‪ ,‬وقال‪« :‬اللهفم منل الكتاب‪ ,‬ومري‬
‫السحاب‪ ,‬وهازم الحزاب‪ ,‬اهزمهم وانصرنا عليهم» وقال عبد الرزاق‪ :‬عن سفيان الثوري عن عبد‬
‫الرح ن بن زياد‪ ,‬عن ع بد ال بن يز يد عن ع بد ال بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسفلم‪« :‬ل تتمنوا لقاء العدو واسفألوا ال العافيفة‪ ,‬فإذا لقيتموهفم فاثبتوا واذكروا ال‪ ,‬فإن صفخبوا‬
‫و صاحوا فعلي كم بال صمت»‪ ,‬وقال الا فظ أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا إبراه يم بن ها شم البغوي‪,‬‬
‫حدثنا أمية بن بسطام‪ ,‬حدثنا معتمر بن سليمان‪ ,‬حدثنا ثابت بن زيد عن رجل عن زيد بن أرقم عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم مرفوعا‪ ,‬قال‪« :‬إن ال يب الصمت عند ثلث عند تلوة القرآن‪ ,‬وعند‬
‫الز حف‪ ,‬وع ند النازة» و ف الد يث الَ خر الرفوع‪ ,‬يقول ال تعال‪{ :‬إن عبدي كل عبدي الذي‬
‫يذكرنفف وهففو مناجففز قرنففه} أي ل يشغله ذلك الال‪ ,‬عففن ذكري ودعائي واسففتعانت‪.‬‬
‫وقال سعيد بن أب عروبة‪ :‬عن قتادة ف هذه الَية‪ ,‬قال‪ :‬افترض ال ذكره عند أشغل ما يكون عند‬
‫الضرب بالسيوف‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا عبدة بن سليمان‪ ,‬حدثنا ابن البارك عن ابن‬
‫جر يج عن عطاء‪ ,‬قال‪ :‬و جب الن صات وذ كر ال ع ند الز حف‪ ,‬ث تل هذه الَ ية‪ ,‬قلت‪ :‬يهرون‬
‫بالذكر ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬وقال أيضا‪ :‬قرأ علي يونس بن عبد العلى‪ ,‬أنبأنا ابن وهب‪ ,‬أخبن عبد ال بن‬
‫عياش عن يز يد بن فوذر عن ك عب الحبار‪ ,‬قال ما من ش يء أ حب إل ال تعال من قراءة القرآن‬

‫‪791‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والذكر‪ ,‬ولول ذلك ما أمر الناس بالصلة والقتال‪ ,‬أل ترون أنه أمر الناس بالذكر عند القتال‪ ,‬فقال‬
‫{يفا أيهفا الذيفن آمنوا إذا لقيتفم فئة فاثبتوا واذكروا ال كثيا لعلكفم تفلحون} قال الشاعفر‪:‬‬
‫ذكرتفففك والطفففى يطفففر بينناوقفففد نلت فينفففا الثقففففة السفففمر‬
‫وقال عنترة‪:‬‬
‫ففي‬ ‫ففر مفففن دمف‬ ‫ففض النفففد تقطف‬ ‫فف وبيف‬ ‫ولقفففد ذكرتفففك والرماح نواهلمنف‬
‫فأمفر تعال بالثبات عنفد قتال العداء والصفب على مبارزتمف‪ ,‬فل يفروا ول ينكلوا ول يبنوا‪ ,‬وأن‬
‫يذكروا ال ف تلك الال ول ين سوه‪ ,‬بل ي ستعينوا به ويتوكلوا عل يه وي سألوه الن صر على أعدائ هم‪,‬‬
‫وأن يطيعوا ال ورسوله ف حالم ذلك‪ ,‬فما أمرهم ال تعال به ائتمروا‪ ,‬وما ناهم عنه انزجروا‪ ,‬ول‬
‫يتنازعوا في ما بين هم أيضا فيختلفوا فيكون سببا لتخاذل م وفشل هم‪{ ,‬وتذ هب ري كم} أي قوت كم‬
‫وحدتكم‪ ,‬وما كنتم فيه من القبال‪{ ,‬واصبوا إن ال مع الصابرين} وقد كان للصحابة رضي ال‬
‫عنهم ف باب الشجاعة والئتمار با أمرهم ال ورسوله به‪ ,‬وامتثال ما أرشدهم إليه ما ل يكن لحد‬
‫من ال مم والقرون قبل هم‪ ,‬ول يكون ل حد م ن بعد هم‪ ,‬فإن م بب كة الر سول صلى ال عل يه و سلم‬
‫وطاعته فيما أمرهم‪ ,‬فتحوا القلوب والقاليم شرقا وغربا ف الدة اليسية‪ ,‬مع قلة عددهم بالنسبة إل‬
‫جيوش سائر القاليم‪ ,‬من الروم والفرس والترك والصقالية والببر والبوش‪ ,‬وأصناف السودان والقبط‬
‫وطوائف بن آدم‪ .‬قهروا الميع حت علت كلمة ال‪ ,‬وظهر دينه على سائر الديان‪ ,‬وامتدت المالك‬
‫السلمية ف مشارق الرض ومغاربا‪ ,‬ف أقل من ثلثي سنة‪ ,‬فرضي ال عنهم وأرضاهم أجعي‪,‬‬
‫وحشرنففففففا ففففففف زمرتمفففففف إنففففففه كريفففففف وهاب‪.‬‬

‫** وَ َل َتكُونُواْ كَالّذِي نَ خَ َرجُواْ مِن ِديَارِهِم بَطَرا وَ ِرئَآ َء النّا سِ َويَ صُدّونَ عَن َسبِيلِ اللّ هِ وَاللّ ُه بِمَا‬
‫س َوِإنّي جَارٌ ّلكُمْ‬ ‫شيْطَانُ َأعْمَاَلهُ ْم وَقَالَ لَ غَالِبَ َلكُ ُم الَْيوْمَ مِ َن النّا ِ‬ ‫َيعْمَلُونَ ُمحِيطٌ * َوإِذْ َزيّ نَ َلهُمُ ال ّ‬
‫ى مَا َل تَ َروْنَ ِإنّيَ أَخَافُ اللّ َه وَاللّهُ‬ ‫ص عََل َى َعقَِبيْ ِه وَقَالَ ِإنّي بَرِيَ ٌء ّمْنكُمْ ِإنّيَ أَرَ َ‬
‫ت اْلفَِئتَانِ نَكَ َ‬
‫فَلَمّا تَرَآءَ ِ‬
‫ض غَ ّر هَ ـؤُلءِ دِيُنهُ مْ وَمَن َيَتوَكّ ْل عَلَى‬ ‫شَدِي ُد اْلعِقَا بِ * إِ ْذ َيقُو ُل الْ ُمنَاِفقُو نَ وَالّذِي نَ فِي ُقلُوبِهِم مّرَ ٌ‬
‫ف عَزِيزٌ َحكِيمففففففففٌ‬ ‫اللّهففففففففِ فَإِنففففففففّ اللّهففففففف َ‬
‫يقول تعال ب عد أمره الؤمن ي بالخلص ف القتال ف سبيله‪ ,‬وكثرة ذكره‪ ,‬ناهيا ل م عن التش به‬
‫بالشرك ي ف خروج هم من ديار هم‪ ,‬بطرا أي دفعا لل حق‪{ ,‬ورئاء الناس} و هو الفاخرة والت كب‬

‫‪792‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليهم‪ ,‬كما قال أبو جهل‪ :‬لا قيل له‪ :‬إن العي قد نا فارجعوا‪ ,‬فقال‪ :‬ل وال ل نرجع‪ ,‬حت نرد ماء‬
‫بدر‪ ,‬ونن حر الزر‪ ,‬ونشرب ال مر‪ ,‬وتعزف علي نا القيان‪ ,‬وتتحدث العرب بكان نا في ها يوم نا أبدا‪,‬‬
‫فانع كس ذلك عل يه أج ع‪ ,‬لن م ل ا وردوا ماء بدر وردوا به المام‪ ,‬وركموا ف أطواء بدر مهان ي‬
‫أذلء‪ ,‬صغرة أشقياء ف عذاب سرمدي أبدي‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وال با يعملون ميط} أي عال با جاءوا‬
‫به وله‪ ,‬ولذا جازاهم عليه شر الزاء لم‪ .‬قال ابن عباس وماهد وقتادة والضحاك والسدي ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬ول تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس} قالوا‪ :‬هم الشركون الذين قاتلوا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم بدر‪ .‬وقال ممد بن كعب‪ :‬لا خرجت قريش من مكة إل بدر‪,‬‬
‫خرجوا بالقيان والدفوف‪ ,‬فأنزل ال {ولتكونوا كالذيفن خرجوا مفن ديارهفم بطرا ورئاء الناس‪,‬‬
‫ويصدون عن سبيل ال وال با يعملون ميط} وقوله تعال‪{ :‬وإذ زين لم الشيطان أعمالم وقال ل‬
‫غالب لكم اليوم من الناس وإن جار لكم} الَية‪ ,‬حسن لم ف لعنه ال ف ما جاءوا له وما هوا به‪,‬‬
‫وأطمعهم أنه ل غالب لم اليوم من الناس‪ ,‬ونفى عنهم الشية من أن يؤتوا ف ديارهم من عدوهم بن‬
‫بكر‪ ,‬فقال‪ :‬إن جار لكم‪ ,‬وذلك أنه تبدى لم ف صورة سراقة بن مالك بن جعشم‪ ,‬سيد بن مدل‬
‫كبي تلك الناح ية‪ ,‬و كل ذلك م نه ك ما قال تعال ع نه‪{ :‬يعد هم ويني هم و ما يعد هم الشيطان إل‬
‫غرورا} قال ابن جريج‪ :‬قال ابن عباس ف هذه الَية‪ :‬لا كان يوم بدر‪ ,‬سار إبليس برايته وجنوده مع‬
‫الشركي‪ ,‬وألقى ف قلوب الشركي أن أحدا لن يغلبكم‪ ,‬وإن جارلكم‪ ,‬فلما التقوا ونظر الشيطان‬
‫إل إمداد اللئكة‪{ ,‬نكص على عقبيه} قال‪ :‬رجع مدبرا‪ ,‬وقال‪{ :‬إن أرى ما ل ترون} الَية‪ ,‬وقال‬
‫علي بن أب طلحة عن ابن عباس قال‪ :‬جاء إبليس يوم بدر ف جند من الشياطي معه رايته‪ ,‬ف صورة‬
‫رجل من بن مدل‪ ,‬ف صورة سراقة بن مالك بن جعشم‪ ,‬فقال الشيطان للمشركي‪ :‬ل غالب لكم‬
‫اليوم من الناس وإ ن جار ل كم فلما ا صطف الناس‪ ,‬أ خذ ر سول ال صلى ال عليه و سلم قبضة من‬
‫التراب فر مى ب ا ف وجوه الشرك ي فولوا مدبر ين‪ ,‬وأق بل جب يل عل يه ال سلم إل إبل يس‪ ,‬فل ما رآه‬
‫وكانت يده ف يد رجل من الشركي‪ ,‬انتزع يده ث ول مدبرا وشيعته‪ ,‬فقال الرجل‪ :‬يا سراقة أتزعم‬
‫أنفك لنفا جار ؟ فقال‪ :‬إنف أرى مفا ل ترون إنف أخاف ال‪ ,‬وال شديفد العقاب‪ ,‬وذلك حيف رأى‬
‫اللئكة‪ ,‬وقال م مد بن إ سحاق‪ :‬حدث ن الكل ب عن أ ب صال عن ا بن عباس‪ ,‬أن إبل يس خرج مع‬
‫قر يش ف صورة سراقة بن مالك بن جع شم‪ ,‬فل ما ح ضر القتال ورأى اللئ كة‪ ,‬ن كص على ع قبيه‬
‫وقال‪ :‬إن بريء منكم‪ ,‬فتشبث به الارث بن هشام‪ ,‬فنخر ف وجهه فخر صعقا‪ ,‬فقيل له‪ :‬ويلك يا‬

‫‪793‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سراقة على هذه الال‪ ,‬تذلنا وتبأ منا‪ ,‬فقال‪ :‬إن بريء منكم‪ ,‬إن أرى ما ل ترون‪ ,‬إن أخاف ال‪,‬‬
‫وال شديففففففففففففففففففففففففففففففففففد العقاب‪.‬‬
‫وقال ممد بن عمر الواقدي‪ :‬أخبن عمر بن عقبة عن شعبة مول ابن عباس‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪:‬‬
‫لا تواقف الناس أغمي على رسول ال صلى ال عليه وسلم ساعة‪ ,‬ث كشف عنه فبشر الناس ببيل‬
‫ف جند من اللئكة ميمنة الناس‪ ,‬وميكائيل ف جند آخر ميسرة الناس‪ ,‬وإسرافيل ف جند آخر ألف‪,‬‬
‫وإبليس قد تصور ف صورة سراقة بن مالك بن جعشم الدلي يدبر الشركي ويبهم أنه ل غالب‬
‫لم اليوم من الناس‪ ,‬فلما أبصر عدو ال اللئكة‪ ,‬نكص على عقبيه‪ ,‬وقال‪ :‬إن بريء منكم إن أرى‬
‫ما ل ترون‪ ,‬فتشبث به الارث بن هشام‪ ,‬وهو يرى أنه سراقة لا سع من كلمه‪ ,‬فضرب ف صدر‬
‫الارث فسقط الارث‪ ,‬وانطلق إبليس ل يرى حت سقط ف البحر ورفع ثوبه‪ ,‬وقال يا رب موعدك‬
‫الذي وعدت ن‪ .‬و ف ال طبان عن رفا عة بن را فع‪ ,‬قر يب من هذا ال سياق وأب سط م نه‪ ,‬ذكرناه ف‬
‫السية‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن يزيد بن رومان‪ ,‬عن عروة بن الزبي‪ ,‬قال‪ :‬لا أجعت قريش‬
‫السي ذكرت الذي بينها وبي بن بكر من الرب‪ ,‬فكاد ذلك أن يثنيهم‪ ,‬فتبدى لم إبليس ف صورة‬
‫سراقة بن مالك بن جعشم الدلي‪ ,‬وكان من أشراف بن كنانة‪ ,‬فقال أنا جارلكم أن تأتيكم كنانة‬
‫بشيء تكرهونه‪ ,‬فخرجوا سراعا‪ ,‬قال ممد بن إسحاق‪ :‬فذكر ل أنم كانوا يرونه ف كل منل ف‬
‫صفورة سفراقة بفن مالك ل ينكرونفه‪ ,‬حتف إذا كان يوم بدر والتقفى المعان‪ ,‬كان الذي رآه حيف‬
‫ن كص‪ ,‬الارث بن هشام أو عم ي بن و هب‪ ,‬فقال أ ين سراقة ؟ أ ين وم يل عدو ال فذ هب‪ ,‬قال‬
‫فأوردهم ث أسلمهم‪ ,‬قال ونظر عدوا ال إل جنود ال قد أيد ال بم رسوله والؤمني‪ ,‬فنكص على‬
‫عقبيه‪ ,‬وقال إن بريء منكم‪ ,‬إن أرى ما ل ترون‪ ,‬وصدق عدو ال‪ ,‬وقال إن أخاف ال وال شديد‬
‫العقاب‪ ,‬وهكذا روي عن ال سدي والضحاك وال سن الب صري وم مد بن ك عب القر ظي وغي هم‬
‫رحهم ال‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬وذكر لنا أنه رأى جبيل عليه السلم تنل معه اللئكة‪ ,‬فعلم عدو ال أنه ل‬
‫يدان له باللئ كة‪ ,‬فقال إ ن أرى ما ل ترون‪ ,‬إ ن أخاف ال وكذب عدو ال‪ .‬وال ما به ما فة ال‪,‬‬
‫ول كن علم أ نه ل قوة له ول من عة‪ ,‬وتلك عادة عدو ال ل ن أطا عه وا ستقاد له‪ ,‬ح ت إذا الت قى ال ق‬
‫والباطل أسلمهم شر مسلم‪ ,‬وتبأ منهم عند ذلك‪ ,‬قلت‪ :‬يعن بعادته لن أطاعه‪ ,‬قوله تعال‪{ :‬كمثل‬
‫الشيطان إذ قال للن سان اك فر فل ما ك فر قال إ ن بر يء م نك إ ن أخاف ال رب العال ي} وقوله‬
‫تعال‪{ :‬وقال الشيطان ل ا ق ضي ال مر إن ال وعد كم و عد ال ق ووعدت كم فأخلفت كم و ما كان ل‬

‫‪794‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي كم من سلطان إل أن دعوت كم فاستجبتم ل فل تلومو ن ولوموا أنف سكم ما أنا ب صرخكم و ما‬
‫أنتم بصرخي إن كفرت با أشركتمون من قبل إن الظالي لم عذاب أليم} وقال يونس بن بكي عن‬
‫ممد بن إسحاق‪ ,‬حدثن عبد ال بن أب بكر بن عمرو بن حزم‪ ,‬عن بعض بن ساعدة‪ ,‬قال‪ :‬سعت‬
‫أبا أسيد مالك بن ربيعة بعدما كف بصره‪ ,‬يقول‪ :‬لو كنت معكم الَن ببدر ومعي بصري لخبتكم‬
‫بالشعب الذي خرجت منه اللئكة‪ ,‬ل أشك ول أتارى‪ ,‬فلما نزلت اللئكة ورآها إبليس‪ ,‬وأوحى‬
‫ال إلي هم أ ن مع كم فثبتوا الذ ين آمنوا‪ ,‬وت ثبيتهم‪ ,‬أن اللئ كة كا نت تأ ت الر جل ف صورة الر جل‪,‬‬
‫يعر فه فيقول له أب شر فإن م لي سوا بش يء وال مع كم فكروا علي هم‪ ,‬فل ما رأى إبل يس اللئ كة ن كص‬
‫على ع قبيه‪ ,‬وقال إ ن بر يء من كم‪ ,‬إ ن أرى ما ل ترون‪ ,‬و هو ف صورة سراقة‪ ,‬وأق بل أ بو ج هل‬
‫يضض أصحابه‪ ,‬ويقول ل يهولنكم خذلن سراقة إياكم‪ ,‬فإنه كان على موعد من ممد وأصحابه‪.‬‬
‫ثف قال‪ :‬واللت والعزى‪ ,‬ل نرجفع حتف نقرن ممدا وأصفحابه فف البال‪ ,‬فل تقتلوهفم وخذوهفم‬
‫أخذا‪ ,‬وهذا من أ ب ج هل لع نه ال‪ ,‬كقول فرعون لل سحرة ل ا أ سلموا‪{ :‬إن هذا ل كر مكرتوه ف‬
‫الدي نة لتخرجوا من ها أهل ها} وكقوله‪{ :‬إ نه ل كبيكم الذي علم كم ال سحر} و هو من باب الب هت‬
‫فففففففة‪.‬‬ ‫فففففففل فرعون هذه المف‬ ‫فففففففو جهف‬ ‫والفتراء‪ ,‬ولذا كان أبف‬
‫وقال مالك بن أنس‪ :‬عن إبراهيم بن أب علية‪ ,‬عن طلحة بن عبيد ال بن كريز‪ ,‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪« :‬ما رأى إبليس يوما هو فيه أصغر ول أحقر ول أدحر ول أغيظ من يوم عرفة‪,‬‬
‫وذلك ما يرى من نزول الرحة والعفو عن الذنوب إل ما رأى يوم بدر» قالوا‪ :‬يا رسول ال وما رأى‬
‫يوم بدر ؟ قال‪« :‬أمفا إنفه رأى جبيفل عليفه السفلم يزع اللئكفة» وهذا مرسفل مفن هذا الوجفه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إذ يقول النافقون والذين ف قلوبم مرض غ ّر هؤلء دينهم} قال علي بن أب طلحة‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس ف هذه الَ ية‪ :‬ل ا د نا القوم بعض هم من ب عض قلل ال ال سلمي ف أع ي الشرك ي‪ ,‬وقلل‬
‫الشركي ف أعي السلمي‪ ,‬فقال الشركون‪ :‬غر هؤلء دينهم‪ ,‬وإنا قالوا ذلك من قلتهم ف أعينهم‪,‬‬
‫فظنوا أن م سيهزمونم ل يشكون ف ذلك‪ ,‬فقال ال‪{ :‬و من يتو كل على ال فإن ال عز يز حك يم}‬
‫وقال قتادة‪ :‬رأوا ع صابة من الؤمن ي تشددت ل مر ال‪ ,‬وذ كر ل نا‪ ,‬أن أ با ج هل عدو ال ل ا أشرف‬
‫على م مد صلى ال عل يه و سلم وأ صحابه‪ ,‬قال‪ :‬وال ل يع بد ال ب عد اليوم ق سوة وعتوا‪ .‬وقال ا بن‬
‫جريج ف قوله {إذ يقول النافقون والذ ين ف قلوبم مرض} هم قوم كانوا من النافق ي ب كة‪ ,‬قالوه‬
‫يوم بدر‪ ,‬وقال عامر الشعب‪ :‬كان ناس من أهل مكة قد تكلموا بالسلم‪ ,‬فخرجوا مع الشركي يوم‬

‫‪795‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بدر‪ ,‬فلمفا رأوا قلة السفلمي‪ ,‬قالوا‪ :‬غفر هؤلء دينهفم‪ .‬وقال ماهفد فف قوله عفز وجفل‪{ :‬إذ يقول‬
‫النافقون والذ ين ف قلوب م مرض غرّ هؤلء دين هم} قال فئة من قر يش‪ ,‬ق يس بن الول يد بن الغية‪,‬‬
‫وأبو قيس بن الفاكه بن الغية‪ ,‬والارث بن زمعة بن السود بن الطلب‪ ,‬وعلي بن أمية بن خلف‪,‬‬
‫والعاص بن منبه بن الجاج‪ ,‬خرجوا مع قريش من مكة‪ ,‬وهم على الرتياب فحبسهم ارتيابم‪ ,‬فلما‬
‫رأوا قلة أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قالوا‪ :‬غر هؤلء دين هم ح ت قدموا على ما قدموا‬
‫عليه مع قلة عددهم وكثرة عدوهم‪ ,‬وهكذا قال ممد بن إسحاق بن يسار سواء‪ .‬وقال ابن جرير‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ممد بن ثور‪ ,‬عن معمر عن السن ف هذه الَية قال‪ :‬هم قوم ل‬
‫يشهدوا القتال يوم بدر‪ ,‬فسموا منافقي‪ ,‬قال معمر‪ :‬وقال بعضهم‪ :‬هم قوم كانوا أقروا بالسلم وهم‬
‫ب كة‪ ,‬فخرجوا مع الشرك ي يوم بدر‪ ,‬فل ما رأوا قلة ال سلمي‪ ,‬قالوا غر هؤلء دين هم‪ ,‬وقوله {و من‬
‫يتو كل على ال} أي يعت مد على جنا به {فإن ال عز يز} أي ل يضام من الت جأ إل يه‪ ,‬فإن ال عز يز‬
‫منيع الناب عظيم السلطان {حكيم} ف أفعاله ل يضعها إل ف مواضعها‪ ,‬فينصر من يستحق النصر‪,‬‬
‫ويذل مفففففففففففن هفففففففففففو أهفففففففففففل لذلك‪.‬‬

‫ب الْحَرِي قِ *‬ ‫** وََل ْو تَرَىَ ِإ ْذ يََتوَفّى الّذِي نَ َكفَرُوْا الْمَلئِ َك ُة َيضْ ِربُو نَ وُجُو َههُ ْم َوأَ ْدبَا َرهُ ْم َوذُوقُوْا عَذَا َ‬
‫ف بِ َظلّمفففٍ لّ ْل َعبِيدِ‬
‫ف بِمَفففا َق ّدمَتفففْ َأيْدِيكُمفففْ َوأَنفففّ اللّهفففَ َليْسفف َ‬ ‫ذَلِكفف َ‬
‫يقول تعال‪ :‬ولو عاينت يا ممد حال توف اللئكة أرواح الكفار‪ ,‬لرأيت أمرا عظيما هائلً فظيعا‬
‫منكرا‪),‬إذ {يضربون وجوه هم وأدبار هم} ويقولون ل م {وذوقوا عذاب الر يق}‪ ,‬قال ا بن جر يج‪:‬‬
‫عن ما هد {أدبار هم} أ ستاههم‪ ,‬قال يوم بدر‪ .‬قال ا بن جر يج‪ :‬قال ا بن عباس‪ :‬إذا أق بل الشركون‬
‫بوجوه هم إل ال سلمي‪ ,‬ضربوا وجوه هم بال سيوف‪ ,‬وإذا ولوا أدركت هم اللئ كة يضربون أدبار هم‪.‬‬
‫وقال ابن أب نيح‪ :‬عن ماهد‪ ,‬ف قوله {إذ يتوف الذين كفروا اللئكة يضربون وجوههم وأدبارهم}‬
‫يوم بدر‪ ,‬وقال وكيع‪ :‬عن سفيان الثوري عن أب هاشم إساعيل بن كثي عن ماهد‪ ,‬وعن شعبة عن‬
‫يعلى بن م سلم‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬يضربون وجوههم وأدبار هم قال وأستاههم‪ ,‬ول كن ال َيكْنَ‪,‬‬
‫وكذا قال عمر مول عفرة‪ .‬وعن السن البصري قال‪ :‬قال رجل يا رسول ال‪ :‬إن رأيت بظهر أب‬
‫ج هل م ثل الشوك‪ ,‬قال «ذاك ضرب اللئ كة» رواه ا بن جر ير و هو مر سل‪ ,‬وهذا ال سياق وإن كان‬
‫سببه وقعة بدر‪ ,‬ولكنه عام ف حق كل كافر‪ ,‬ولذا ل يصصه تعال بأهل بدر‪ ,‬بل قال تعال‪{ :‬ولو‬

‫‪796‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ترى إذ يتوف الذين كفروا اللئكة يضربون وجوههم وأدبارهم} وف سورة القتال مثلها‪ ,‬وتقدم ف‬
‫سورة النعام قوله تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الجرمون ف غمرات الوت واللئكة باسطو أيديهم أخرجوا‬
‫أنفسكم} أي باسطو أيديهم بالضرب فيهم بأمر ربم‪ ,‬إذ استصعبت أنفسهم‪ ,‬وامتنعت من الروج‬
‫من الجساد أن ترج قهرا‪ ,‬وذلك إذ بشروهم بالعذاب والغضب من ال‪ ,‬كما ف حديث الباء أن‬
‫ملك الوت إذا جاء الكافر عند احتضاره ف تلك الصورة النكرة‪ ,‬يقول‪ :‬اخرجي أيتها النفس البيثة‬
‫إل سوم وحيم وظل من يموم‪ ,‬فتتفرق ف بدنه فيستخرجونا من جسده‪ ,‬كما يرج السفود من‬
‫الصوف البلول‪ ,‬فتخرج معها العروق والعصب‪ ,‬ولذا أخب تعال‪ :‬أن اللئكة تقول لم ذوقوا عذاب‬
‫الريق‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ذلك با قدمت أيديكم} أي هذا الزاء بسبب ما عملتم من العمال السيئة‬
‫ف حيات كم الدن يا‪ ,‬جازا كم ال ب ا هذا الزاء {وأن ال ل يس بظلم للعب يد} أي ل يظلم أحدا من‬
‫خل قه‪ ,‬بل هو ال كم العدل الذي ل يور تبارك وتعال‪ ,‬وتقدس وتنه الغ ن الم يد‪ ,‬ولذا جاء ف‬
‫الديث الصحيح‪ ,‬عند مسلم رحه ال‪ ,‬من رواية أب ذر رضي ال عنه‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬إن ال تعال يقول «يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم مرما فل تظالوا‪,‬‬
‫يا عبادي إنا هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيا فليحمد ال ومن وجد غي ذلك فل يلومن‬
‫إل نفسفففففففففففففففففففففففففففففففه» ولذا قال تعال‪.‬‬

‫ي شَدِي ُد‬
‫** كَ َدأْ بِ آلِ فِ ْر َعوْ َن وَالّذِي َن مِن َقبِْلهِ مْ َكفَرُوْا بِآيَا تِ اللّ هِ َفأَخَ َذهُ مُ اللّ ُه بِ ُذنُوِبهِ مْ إِ نّ اللّ هَ َقوِ ّ‬
‫الْ ِعقَابفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففِ‬
‫يقول تعال‪ :‬ف عل هؤلء من الشرك ي الكذب ي ب ا أر سلت به يا م مد‪ ,‬ك ما ف عل ال مم الكذ بة‬
‫قبلهم‪ ,‬ففعلنا بم ما هو دأبنا أي عادتنا وسنتنا ف أمثالم من الكذبي من آل فرعون ومن قبلهم من‬
‫المفم الكذبفة بالرسفل‪ ,‬الكافريفن بآيات ال {فأخذهفم ال بذنوبمف} أي بسفبب ذنوبمف أهلكهفم‬
‫وأخذهفم أخفذ عزيفز مقتدر‪{ ,‬إن ال قوي شديفد العقاب} أي ل يغلبفه غالب ول يفوتفه هارب‪.‬‬

‫‪797‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سهِمْ َوأَنّ اللّهَ سَمِي ٌع عَلِيمٌ *‬ ‫ك ُمغَيّرا ّنعْ َمةً َأْنعَ َمهَا عََلىَ َقوْمٍ َحّت َى ُيغَيّرُوْا مَا بَِأْنفُ ِ‬
‫ك ِبأَنّ اللّهَ لَ ْم يَ ُ‬
‫** ذَلِ َ‬
‫كَ َدأْبِ آلِ ِف ْر َعوْنَ وَالّذِي َن مِن َقبِْلهِمْ كَ ّذبُواْ بآيَاتِ َرّبهِمْ َفَأهَْلكْنَاهُمْ بِ ُذنُوِبهِ ْم َوَأغْرَ ْقنَآ آلَ فِ ْرعَونَ وَكُلّ‬
‫كَانُوْا ظَالِمِيَفففففففففففففففففففففففففففففففففففف‬
‫ي ب تعال عن تام عدله وق سطه ف حك مه بأ نه تعال ل يغ ي نع مة أنعم ها على أ حد‪ ,‬إل ب سبب‬
‫ذنب ارتكبه‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬إن ال ل يغي ما بقوم حت يغيوا ما بأنفسهم‪ ,‬وإذا أراد ال بقوم سوءا‬
‫فل مرد له ومال م من دو نه من وال} وقوله {كدأب آل فرعون} أي ك صنعه بآل فرعون وأمثال م‪,‬‬
‫حي كذبوا بآياته‪ ,‬أهلكهم بسبب ذنوبم وسلبهم تلك النعم الت أسداها إليهم‪ ,‬من جنات وعيون‬
‫وزروع وكنوز ومقام كريف‪ ,‬ونعمفة كانوا فيهفا فاكهيف‪ ,‬ومفا ظلمهفم ال فف ذلك بفل كانوا هفم‬
‫فففففففففففففففففففففففففففففففففففففف‪.‬‬ ‫الظاليف‬

‫ت ِمْنهُ ْم ثُمّ يَن ُقضُونَ َعهْ َدهُمْ‬ ‫** إِنّ شَرّ ال ّدوَابّ عِندَ اللّ ِه الّذِينَ َكفَرُواْ َف ُهمْ َل ُي ْؤمِنُونَ * الّذِي َن عَاهَدْ ّ‬
‫شرّ ْد بِهِم مّ نْ خَ ْل َفهُ مْ َلعَّلهُ ْم يَذّ ّكرُو نَ‬
‫فِي كُلّ مَ ّرةٍ َوهُ مْ َل َيّتقُو نَ * فَإِمّا َتْثقَ َفّنهُ مْ فِي الْحَرْ بِ فَ َ‬
‫أخب تعال‪ :‬أن شر ما دب على وجه الرض هم الذين كفروا فهم ل يؤمنون‪ ,‬الذين كلما عاهدوا‬
‫عهدا نقضوه‪ ,‬وكلما أكدوه باليان نكثوه‪{ ,‬وهم ل يتقون} أي ل يافون من ال ف شيء ارتكبوه‬
‫من الَثام‪{ ,‬فإما تثقفنهم ف الرب} أي تغلبهم وتظفر بم ف حرب‪{ ,‬فشرد بم من خلفهم} أي‬
‫نكل بم‪ ,‬قاله ابن عباس والسن البصري والضحاك والسدي وعطاء الراسان وابن عيينة‪ ,‬ومعناه‬
‫غلظ عقوبتهم وأثخنهم قتلً‪ ,‬ليخاف من سواهم من العداء من العرب وغيهم‪ ,‬ويصيوا لم عبة‪,‬‬
‫{لعلهفم يذكرون} وقال السفدي‪ :‬يقول‪ :‬لعلهفم يذرون أن ينكثوا فيصفنع بمف مثفل ذلك‪.‬‬

‫ِبف الَائِنِي َ‬
‫ّهف َل يُح ّ‬
‫ِنف الل َ‬
‫سفوَآءٍ إ ّ‬
‫ِمف عََلىَ َ‬
‫ْمف ِخيَاَنةً فَاْنبِذْ إَِليْه ْ‬
‫َنف م ِن َقو ٍ‬
‫** َوإِم ّا تَخَاف ّ‬
‫يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم‪{ :‬وإما تافن من قوم} قد عاهدتم {خيانة} أي نقضا لا‬
‫بينك وبينهم من الواثيق والعهود‪{ ,‬فانبذ إليهم} أي عهدهم {على سواء}‪ ,‬أي أعلمهم بأنك قد‬
‫نق ضت عهد هم‪ ,‬ح ت يب قى عل مك وعلم هم بأنك حرب ل م‪ ,‬و هم حرب لك‪ ,‬وأ نه ل ع هد بي نك‬
‫ففز‪:‬‬ ‫فف ذلك‪ ,‬قال الراجف‬ ‫ففم فف‬ ‫ففت وهف‬ ‫ففتوي أنف‬ ‫ففواء‪ ,‬أي تسف‬ ‫ففم على السف‬ ‫وبينهف‬

‫‪798‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاضرب وجوه الغدر للعداءحتففففففففففف ييبوك إل السفففففففففففواء‬
‫وعن الوليد بن مسلم أنه قال ف قوله تعال‪{ :‬فانبذ إليهم على سواء} أي على مهل‪{ ,‬إن ال ل‬
‫يب الائني} أي حت ولو ف حق الكفار ل يبها أيضا‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‬
‫حدثنا شعبة‪ ,‬عن أب الفيض عن سليم بن عامر‪ ,‬قال‪ :‬كان معاوية يسي ف أرض الروم‪ ,‬وكان بينه‬
‫وبينهم أمد‪ ,‬فأراد أن يدنو منهم‪ ,‬فإذا انقضى المد غزاهم‪ ,‬فإذا شيخ على دابة يقول‪ :‬ال أكب‪ ,‬ال‬
‫أكب‪ ,‬وفاء ل غدرا‪ ,‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ومن كان بينه وبي قوم عهد فل يلن‬
‫عقدة ول يشدها حت ينقضي أمدها‪ ,‬أو ينبذ إليهم على سواء» قال‪ :‬فبلغ ذلك معاوية‪ ,‬فرجع‪ ,‬فإذا‬
‫بالشيخ عمرو بن عنبسة رضي ال عنه‪ ,‬وهذا الديث رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة‪ ,‬وأخرجه أبو‬
‫داود والترمذي والن سائي وا بن حبان ف صحيحه‪ ,‬من طرق عن شع بة به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن‬
‫صحيح‪ .‬وقال المام أح د أيضا‪ :‬حدث نا م مد بن ع بد ال الزبيي‪ ,‬حدث نا إ سرائيل‪ ,‬عن عطاء بن‬
‫السائب‪ ,‬عن أب البختري عن سلمان‪ ,‬يعن الفارسي رضي ال عنه‪ ,‬أنه انتهى إل حصن أو مدينة‪,‬‬
‫فقال لصحابه‪ :‬دعون أدعوهم كما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يدعوهم‪ ,‬فقال‪ :‬إنا كنت‬
‫ل منكم‪ ,‬فهدان ال عز وجل للسلم‪ ,‬فإن أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا‪ ,‬وإن أبيتم فأدوا‬
‫رج ً‬
‫الز ية وأن تم صاغرون‪ ,‬وإن أبي تم نابذنا كم على سواء‪{ ,‬إن ال ل ي ب الائن ي} يف عل ذلك ب م‬
‫ثلثفففة أيام‪ ,‬فلمفففا كان اليوم الرابفففع غدا الناس إليهفففا ففتحوهفففا بعون ال‪.‬‬

‫سبَ ّن الّذِي نَ َكفَرُواْ َسَب ُقوَاْ ِإّنهُ مْ َل ُيعْجِزُو نَ * َوأَعِدّواْ َلهُ ْم مّا ا ْستَ َطعْتُ ْم مّن ُق ّوةٍ َومِن ّربَا ِ‬
‫ط‬ ‫** وَ َل يَحْ َ‬
‫خيْ ِل تُ ْر ِهبُونَ بِهِ عَ ْدوّ اللّ ِه َوعَ ُدوّكُ ْم وَآ َخرِينَ مِن دُوِنهِمْ َل َتعْلَمُوَنهُمُ اللّ ُه َيعْلَ ُمهُ ْم َومَا تُن ِفقُواْ مِن َشيْءٍ‬
‫الْ َ‬
‫ف َوَأنْتُمففففْ َل تُظَْلمُونففففَ‬ ‫ف ُيوَفففففّ إِلَْيكُمففف ْ‬ ‫فبِيلِ اللّهففف ِ‬ ‫فففي سففف َ‬ ‫فِف‬
‫يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم‪{ :‬ول تسب} يا ممد {الذين كفروا سبقوا} أي فاتونا‪,‬‬
‫فل نقدر عليهم بل هم تت قهر قدرتنا‪ ,‬وف قبضة مشيئتنا‪ ,‬فل يعجزوننا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬أم حسب‬
‫الذ ين يعملون ال سيئات أن ي سبقونا ساء ما يكمون} أي يظنون‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ول ت سب الذ ين‬
‫كفروا معجزين ف الرض ومأواهم النار ولبئس الصي} وقوله تعال‪{ :‬ل يغرنك تقلب الذين كفروا‬
‫ف البلد متاع قليل ث مأواهم جهنم وبئس الهاد} ث أمر تعال‪ ,‬بإعداد آلت الرب لقاتلتهم حسب‬
‫الطا قة والمكان وال ستطاعة‪ ,‬فقال‪{ :‬وأعدوا ل م ما ا ستطعتم} أي مه ما أمكن كم { من قوة و من‬

‫‪799‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رباط اليفل} قال المام أحدف‪ :‬حدثنفا هارون بفن معروف‪ ,‬حدثنفا ابفن وهفب‪ ,‬أخفبن عمرو بفن‬
‫الارث‪ ,‬عن أب علي ثامة بن شفي‪ ,‬أخي عقبة بن عامر‪ ,‬أنه سع عقبة بن عامر يقول‪ :‬سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول وهو على النب‪{ :‬وأعدوا لم ما استطعتم من قوة} أل إن القوة الرمي‬
‫أل إن القوة الرمي» رواه مسلم‪ ,‬عن هارون بن معروف‪ ,‬وأبو داود عن سعيد بن منصور‪ ,‬وابن ماجه‬
‫عن يونس بن عبد العلى‪ ,‬ثلثتهم عن عبد ال بن وهب به‪ .‬ولذا الديث طرق أخر‪ ,‬عن عقبة بن‬
‫عامر‪ ,‬منها ما رواه الترمذي من حديث صال بن كيسان‪ ,‬عن رجل عنه‪ ,‬وروى المام أحد وأهل‬
‫السنن عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ارموا واركبوا وأن ترموا خي من أن تركبوا»‪.‬‬
‫وقال المام مالك عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن أب صال السمان‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬اليل لثلثة‪ ,‬لرجل أجر‪ ,‬ولرجل ستر‪ ,‬وعلى رجل وزر‪ ,‬فأما الذي‬
‫له أجر‪ ,‬فرجل ربطها ف سبيل ال فأطال لا ف مرج أو روضة‪ ,‬فما أصابت ف طيلها ذلك من الرج‬
‫أو الروضة‪ ,‬كانت له حسنات ولو أنا قطعت طيلها‪ ,‬فاستنت شرفا أو شرفي كانت آثارها وأرواثها‬
‫حسنات له‪ ,‬ولو أنا مرت بنهر فشربت منه ول يرد أن يسقي به‪ ,‬كان ذلك حسنات له‪ ,‬فهي لذلك‬
‫الرجل أجر‪ ,‬ورجل ربطها تغنيا وتعففا‪ ,‬ول ينس حق ال ف رقابا ول ظهورها فهي له ستر‪ ,‬ورجل‬
‫ربط ها فخرا ورياء ونواء‪ ,‬ف هي على ذلك وزر» و سئل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عن ال مر‪,‬‬
‫فقال «ما أنزل ال عل يّ فيها شيئا إل هذه الَية الامعة الفاذة {فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن‬
‫يعمل مثقال ذرة شرا يره} رواه البخاري وهذا لفظه‪ ,‬ومسلم كلها من حديث مالك‪ ,‬وقال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬أخبنا شريك‪ ,‬عن الركي بن الربيع‪ ,‬عن القاسم بن حسان‪ ,‬عن عبد ال بن‬
‫مسعود‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪« :‬اليل ثلثة‪ :‬ففرس للرحن‪ ,‬وفرس للشيطان‪ ,‬وفرس‬
‫للنسان‪ ,‬فأما فرس الرح ن فالذي ير بط ف سبيل ال‪ ,‬فعلفه وروثه وبوله ف وذكر ما شاء ال ف‬
‫وأما فرس الشيطان‪ ,‬فالذي يقامر أو يراهن عليها‪ ,‬وأما فرس النسان‪ ,‬فالفرس يربطها النسان يلتمس‬
‫بطن ها‪ ,‬ف هي له ستر من الف قر» و قد ذ هب أك ثر العلماء‪ ,‬إل أن الر مي أف ضل من ركوب ال يل‪,‬‬
‫وذ هب المام مالك‪ ,‬إل أن الركوب أف ضل من الر مي‪ ,‬وقول المهور أقوى للحد يث‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدث نا حجاج وهشام‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ليث‪ ,‬حدث ن يز يد بن أ ب حبيب‪ ,‬عن ابن‬
‫شا سة‪ ,‬أن معاو ية بن خد يج‪ ,‬مر على أ ب ذر و هو قائم ع ند فرس له‪ ,‬ف سأله ما تعا ن من فر سك‬
‫هذا ؟ فقال‪ :‬إن أظن أن هذا الفرس قد استجيب له دعوته‪ ,‬قال‪ :‬وما دعاء بيمة من البهائم ؟ قال‪:‬‬

‫‪800‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والذي نف سي بيده‪ ,‬ما من فرس إل و هو يد عو كل سحر‪ ,‬فيقول‪ :‬الل هم أ نت خولت ن عبدا من‬
‫عبادك‪ ,‬وجعلت رزقي بيده‪ ,‬فاجعلن أحب إليه من أهله وماله وولده‪ .‬قال‪ :‬وحدثنا يي بن سعيد‪,‬‬
‫عن عبد الميد بن أب جعفر‪ ,‬حدثن يزيد بن أب حبيب عن سويد بن قيس‪ ,‬عن معاوية بن خديج‬
‫عن أ ب ذر رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنه ليس من فرس عرب إل‬
‫يؤذن له مع كل فجر‪ ,‬يدعو بدعوتي‪ :‬يقول‪ :‬اللهم إنك خولتن من خولتن من بن آدم‪ ,‬فاجعلن من‬
‫أحب أهله وماله إليه ف أو ف أحب أهله وماله إليه»‪ ,‬رواه النسائي‪ ,‬عن عمرو بن علي الفلس‪ ,‬عن‬
‫يي القطان به‪ .‬وقال أبوالقاسم الطبان‪ :‬حدثنا السي بن إسحاق التستري‪ ,‬حدثنا هشام بن عمار‪,‬‬
‫حدث نا ي ي بن حزة‪ ,‬حدث نا الط عم بن القدام ال صنعان‪ ,‬عن ال سن بن أ ب ال سن‪ ,‬أ نه قال ل بن‬
‫النظلية يعن سهلً‪ :‬حدثنا حديثا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪ :‬سعت رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬ال يل معقود ف نوا صيها ال ي إل يوم القيا مة‪ ,‬وأهل ها معانون علي ها‪,‬‬
‫ومن ربط فرسا ف سبيل ال‪ ,‬كانت النفقة عليه كالاد يده بالصدقة ل يقبضها»‪ ,‬والحاديث الواردة‬
‫ف فضل ارتباط اليل كثية‪ .‬وف صحيح البخاري‪ ,‬عن عروة بن أب العد البارقي‪ ,‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬قال‪« :‬ال يل معقود ف نوا صيها ال ي إل يوم القيا مة‪ ,‬ال جر والغ نم» وقوله‪:‬‬
‫{ترهبون} أي توفون {به عدو ال وعدوكم} أي من الكفار {وآخرين من دونم} قال ماهد‬
‫يع ن ب ن قري ظة‪ ,‬وقال ال سدي‪ :‬فارس‪ ,‬وقال سفيان الثوري‪ :‬قال ا بن يان‪ :‬هم الشياط ي ال ت ف‬
‫فففففففففل ذلك‪.‬‬ ‫فففففففففث بثف‬ ‫فففففففففد ورد حديف‬ ‫الدور‪ ,‬وقف‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عتبة أحد بن الفرج المصي‪ ,‬حدثنا أبو حيوة يعن شريح بن يزيد‬
‫القري‪ ,‬حدثنا سعيد بن سنان‪ ,‬عن ابن غريب‪ ,‬يعن يزيد بن عبد ال بن غريب‪ ,‬عن أبيه عن جده‪,‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول ف قول ال تعال‪{ :‬وآخرين من دونم ل تعلمونم}‬
‫قال هم الن‪ ,‬ورواه الطبان عن إبراهيم بن دحيم‪ ,‬عن أبيه عن ممد بن شعيب عن سنان بن سعيد‬
‫بن سنان‪ ,‬عن يزيد بن عبد ال بن غريب به‪ ,‬وزاد‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل يبل‬
‫بيت فيه عتيق من اليل»‪ ,‬وهذا الديث منكر ل يصح إسناده ول متنه‪ ,‬وقال مقاتل بن حيان وعبد‬
‫الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬هم النافقون‪ ,‬وهذا أشبه القوال‪ ,‬ويشهد له قوله تعال‪{ :‬ومن حولكم من‬
‫العراب منافقون ومن أهل الدينة مردوا على النفاق ل تعلمهم نن نعلمهم} وقوله {وما تنفقوا من‬
‫شيء ف سبيل ال يوف إليكم وأنتم ل تظلمون} أي مهما أنفقتم ف الهاد‪ ,‬فإنه يوف إليكم على‬

‫‪801‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التمام والكمال‪ ,‬ولذا جاء ف الديث الذي رواه أبو داود‪ :‬أن الدرهم يضاعف ثوابه ف سبيل ال إل‬
‫سبعمائة ضعف‪ ,‬كما تقدم ف قوله تعال‪{ :‬مثل الذين ينفقون أموالم ف سبيل ال كمثل حبة أنبتت‬
‫سبع سنابل ف كل سنبلة مائة ح بة وال يضا عف ل ن يشاء وال وا سع عل يم} وقال ا بن أ ب حا ت‪:‬‬
‫حدثنا أحد بن القاسم بن عطية‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحن الدشتكي‪ ,‬حدثنا أب عن أبيه‪ ,‬حدثنا‬
‫الشعث بن إسحاق‪ ,‬عن جعفر عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬أنه‬
‫كان يأمر أن ل يتصدق إل على أهل السلم‪ ,‬حت نزلت {وما تنفقوا من شيء ف سبيل ال يوف‬
‫إليكفم} فأمفر بالصفدقة بعدهفا‪ ,‬على كفل مفن سفألك مفن كفل ديفن‪ ,‬وهذا أيضا غريفب‪.‬‬

‫سلْمِ فَا ْجنَ حْ َلهَا َوتَوَكّ ْل عَلَى اللّ هِ ِإنّهُ ُه َو ال سّمِي ُع اْلعَلِي مُ * َوإِن يُرِي ُد َواْ أَن يَخْ َدعُو َك‬
‫** َوإِن َجنَحُواْ لِل ّ‬
‫ت مَا فِي الرْ ضِ‬ ‫سبَكَ اللّ ُه ُهوَ الّذِ يَ َأيّدَ َك ِبنَ صْ ِرهِ َوبِالْ ُمؤْ ِمنِيَ * َوأَلّ فَ َبيْ نَ ُقلُوِبهِ مْ َلوْ أَنفَقْ َ‬‫فَإِ نّ حَ ْ‬
‫ف َبْيَنهُمففْ ِإنّهففُ عَزِيزٌ َحكِيمففٌ‬ ‫ف وَلَـففكِنّ اللّهففَ أَلّففَ‬ ‫ف َبيْنففَ ُقلُوِبهِمف ْ‬ ‫فآ أَّلفَتف ْ‬ ‫جَمِيعا مّف‬
‫يقول تعال‪ :‬إذا خ فت من قوم خيا نة‪ ,‬فان بذ إلي هم عهد هم على سواء‪ ,‬فإن ا ستمروا على حر بك‬
‫ومنابذتك‪ ,‬فقاتلهم {وإن جنحوا} أي مالوا {للسلم} أي السالة والصالة والهادنة‪{ ,‬فاجنح لا}‬
‫أي فمل إليها واقبل منهم ذلك‪ ,‬ولذا لا طلب الشركون‪ ,‬عام الديبية الصلح‪ ,‬ووضع الرب بينهم‬
‫وب ي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ت سع سني‪ ,‬أجاب م إل ذلك مع ما اشترطوا من الشروط‬
‫الخر‪ .‬وقال عبد ال بن المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن أب بكر القدمي‪ ,‬حدثن فضيل بن سليمان يعن‬
‫النميي‪ ,‬حدثنا ممد بن أب يي‪ ,‬عن إياس بن عمرو السلمي‪ ,‬عن علي بن أب طالب رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنه سيكون اختلف أو أمر فإن استطعت أن يكون‬
‫ال سلم فاف عل» وقال ما هد‪ :‬نزلت ف ب ن قري ظة‪ ,‬وهذا ف يه ن ظر‪ ,‬لن ال سياق كله ف وق عة بدر‪,‬‬
‫وذكرها مكتنف لذا كله‪ ,‬وقال ابن عباس وماهد وزيد بن أسلم وعطاء الراسان وعكرمة والسن‬
‫وقتادة‪ :‬إن هذه الَية من سوخة بآية ال سيف ف براءة {قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الَخر}‬
‫الَية‪ ,‬وفيه نظر أيضا‪ ,‬لن آية براءة فيها المر بقتالم إذا أمكن ذلك‪ ,‬فأما إن كان العدو كثيفا فإنه‬
‫يوز مهادنتهم‪ ,‬كما دلت عليه هذه الَية الكرية‪ ,‬وكما فعل النب صلى ال عليه وسلم يوم الديبية‪,‬‬
‫فل منافاة ول نسفخ ول تصفيص‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله {وتوكفل على ال} أي صفالهم وتوكفل على‬
‫ال‪ ,‬فإن ال كافيفك وناصفرك ولو كانوا يريدون بالصفلح خديعفة‪ ,‬ليتقووا ويسفتعدوا {فإن حسفبك‬

‫‪802‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال} أي كافيك وحده‪ ,‬ث ذكر نعمته عليه ما أيده به من الؤمني الهاجرين والنصار‪ ,‬فقال‪{ :‬هو‬
‫الذي أيدك بنصفره وبالؤمنيف وألف بيف قلوبمف} أي جعهفا على اليان بفك‪ ,‬وعلى طاعتفك‬
‫ومناصرتك وموازرتك‪{ ,‬لو أنفقت ما ف الرض جيعا ما ألفت بي قلوبم} أي لا كان بينهم من‬
‫العداوة والبغضاء فإن الن صار كا نت بين هم حروب كثية ف الاهل ية‪ ,‬ب ي الوس والزرج‪ ,‬وأمور‬
‫يلزم من ها الت سلسل ف ال شر‪ ,‬ح ت ق طع ال ذلك بنور اليان‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬واذكروا نع مة ال‬
‫علي كم إذ كن تم أعداء فألف ب ي قلوب كم فأ صبحتم بنعم ته إخوا نا وكن تم على ش فا حفرة من النار‬
‫فأنقذكفففم منهفففا‪ ,‬كذلك يفففبي ال لكفففم آياتفففه لعلكفففم تتدون}‪.‬‬
‫وف الصحيحي‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا خطب النصار‪ ,‬ف شأن غنائم حني‪ ,‬قال‬
‫ل م‪ « :‬يا مع شر الن صار أل أجد كم ضللً فهدا كم ال ب‪ ,‬وعالة فأغنا كم ال ب‪ ,‬وكن تم متفرق ي‬
‫فألف كم ال ب» كل ما قال شيئا قالوا ال ور سوله أم نّ‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ول كن ال ألف بين هم إ نه‬
‫عز يز حك يم} أي عز يز الناب‪ ,‬فل ي يب رجاء من تو كل عل يه‪ ,‬حك يم ف أفعاله وأحكا مه‪ ,‬وقال‬
‫الافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أخبنا أبو عبد ال الافظ‪ ,‬أنبأنا علي بن بشر الصيف القزوين ف منلنا‪,‬‬
‫أنبأ نا أ بو ع بد ال م مد بن ال سي القنديلي ال ستراباذي‪ ,‬حدث نا أ بو إ سحاق إبراه يم بن م مد بن‬
‫النعمان الصفار‪ ,‬حدثنا ميمون بن الكم‪ ,‬حدثنا بكر بن الشرود‪ ,‬عن ممد بن مسلم الطائفي‪ ,‬عن‬
‫إبراهيم بن ميسرة عن طاوس‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قرابة الرحم تقطع‪ ,‬ومنة النعمة تكفر‪ ,‬ول ير مثل‬
‫تقارب القلوب‪ ,‬يقول ال تعال‪{ :‬لو أنفقت ما ف الرض جيعا ما ألفت بي قلوبم} وذلك موجود‬
‫فففففففففففففففففففف الشعفففففففففففففففففففر‪:‬‬
‫إذا بفففت ذو قربففف إليفففك بزلةفغشفففك واسفففتغن فليفففس بذي رحفففم‬
‫ولكففففن ذا القربفففف الذي إن دعوتأجاب وأن يرمففففي العدو الذي ترمففففي‬
‫قال‪ :‬ومففففففففففففففففففففففففففففففن ذلك قول القائل‪:‬‬
‫ففباب‬ ‫ففن السف‬ ‫ففلوا مف‬‫ففا وصف‬ ‫ففبتموبلوت مف‬ ‫فف سف‬ ‫ففحبت الناس ثف‬ ‫ففد صف‬ ‫ولقف‬
‫ففففففففففباب‬ ‫ففففففففففة ل تقرب قاطعاوإذا الودة أقرب السف‬ ‫فإذا القرابف‬
‫قال البيهقي‪ :‬ل أدري هذا موصول بكلم ابن عباس أو هو من قول من دونه من الرواة‪ ,‬وقال أبو‬
‫إسحاق السبيعي عن أب الحوص عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬سعه يقول‪{ :‬لو أنفقت ما‬
‫ف الرض جيعا ما ألفت بي قلوبم} الَية‪ ,‬قال هم التحابون ف ال‪ .‬وف رواية نزلت ف التحابي‬

‫‪803‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف ال‪ .‬رواه النسائي والاكم ف مستدركه وقال‪ :‬صحيح‪ ,‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن ابن‬
‫طاوس عن أب يه‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬إن الر حم لتق طع‪ ,‬وإن النع مة لتك فر‪ ,‬وإن ال إذا قارب ب ي‬
‫القلوب ل يزحزحها شيء‪ ,‬ث قرأ {لو أنفقت ما ف الرض جيعا ما ألفت بي قلوبم} رواه الاكم‬
‫أيضا‪ ,‬وقال أبو عمرو الوزاعي‪ :‬حدثن عبدة بن أب لبابة عن ماهد‪ ,‬ولقيته فأخذ بيدي فقال‪ :‬إذا‬
‫الت قى التحابان ف ال فأ خذ أحده ا ب يد صاحبه وض حك إل يه‪ ,‬تا تت خطاياه ا ك ما تات ورق‬
‫الشجفر‪ .‬قال عبدة‪ :‬فقلت له‪ :‬إن هذا ليسفي‪ ,‬فقال‪ :‬ل تقفل ذلك فإن ال يقول {لو أنفقفت مفا فف‬
‫الرض جيعا ما أل فت ب ي قلوب م} قال عبدة‪ :‬فعر فت أ نه أف قه م ن‪ ,‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا أ بو‬
‫كر يب‪ ,‬حدث نا ا بن يان‪ ,‬عن إبراه يم الزري عن الول يد بن أ ب مغ يث‪ ,‬عن ما هد‪ ,‬قال‪ :‬إذا الت قى‬
‫السلمان فتصافحا غفر لما‪ ,‬قال قلت لجاهد بصافحة يغفر لما ؟ قال ماهد‪ :‬أما سعته يقول‪{ :‬لو‬
‫أنفقت ما ف الرض جيعا ما ألفت بي قلوبم ولكن ال ألف بينهم} فقال الوليد لجاهد‪ :‬أنت أعلم‬
‫م ن‪ ,‬وكذا روى طل حة بن م صرف عن ما هد‪ ,‬وقال ا بن عون عن عم ي بن إ سحاق‪ ,‬قال‪ :‬ك نا‬
‫نتحدث أن أول ما يرفع من الناس اللفة‪ ,‬وقال الافظ أبو القا سم سليمان بن أحد الطبان رحه‬
‫ال‪ :‬حدثنا السي بن إسحاق التستري‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن عمر القواريري‪ ,‬حدثنا سال بن غيلن‪,‬‬
‫سعت جعدا أبا عثمان‪ ,‬حدثن أبو عثمان النهدي‪ ,‬عن سلمان الفارسي‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪« :‬إن السلم إذا لقي أخاه السلم فأخذ بيده‪ ,‬تاتت عنهما ذنوبما‪ ,‬كما تات الورق عن‬
‫الشجرة اليابسفة فف يوم ريفح عاصفف‪ ,‬وإل غففر لمفا ذنوبمفا ولو كانفت مثفل زبفد البحار‪.‬‬

‫ض الْ ُم ْؤمِنِيَ عَلَى اْلقِتَالِ إِن‬ ‫سبُكَ اللّ ُه َومَ نِ اّتَبعَ كَ مِ نَ الْ ُمؤْ ِمنِيَ * يََأّيهَا الّنبِ يّ َحرّ ِ‬ ‫** َيَأّيهَا الّنبِ يّ حَ ْ‬
‫يَكُن مّنكُ ْم عِشْرُو نَ صَاِبرُو َن َيغِْلبُوْا ِمَئتَيْ ِن َوإِن َيكُ ْن مّنكُ ْم ّمَئ ٌة َيغِْلبُ َواْ أَلْفا مّ َن الّذِي نَ َكفَرُوْا بَِأّنهُ مْ َقوْ مٌ‬
‫ضعْفا فَإِن يَكُ ْن مّنكُ ْم ّمئَةٌ صَابِ َرةٌ يَغِْلبُواْ مَِئَتيْ ِن َوإِن‬ ‫ّل َيفْ َقهُونَ * الَنَ َخفّفَ اللّ ُه عَنكُمْ وَعَِلمَ َأنّ فِيكُمْ َ‬
‫ف الصففّابِرِينَ‬ ‫ف مَعف َ‬ ‫ف وَاللّهف ُ‬ ‫ف بِإِذْنففِ اللّهف ِ‬ ‫ف َيغِْلُب َواْ أَْل َفيْنف ِ‬‫يَكُففن مّنكُمففْ أَلْفف ٌ‬
‫يرض تعال نفبيه صفلى ال عليفه وسفلم والؤمنيف على القتال ومناجزة العداء ومبارزة القران‪,‬‬
‫وي بهم أ نه ح سبهم أي كافي هم ونا صرهم ومؤيد هم على عدو هم‪ ,‬وإن كثرت أعداد هم وتراد فت‬
‫أمدادهم‪ ,‬ولو قل عدد الؤمني‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن عثمان بن حكيم‪ ,‬حدثنا عبيد ال‬
‫بن موسى‪ ,‬أنبأنا سفيان عن ابن شوذب عن الشعب ف قوله‪{ :‬يا أيها النب حسبك ال ومن اتبعك‬

‫‪804‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من الؤمن ي} قال ح سبك ال‪ ,‬وح سب من ش هد م عك‪ ,‬قال‪ :‬وروي عن عطاء الرا سان وع بد‬
‫الرحن بن زيد مثله‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬يا أيها النب حرض الؤمني على القتال} أي حثهم أو مرهم عليه‪,‬‬
‫ولذا كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرض على القتال‪ ,‬عند صفهم ومواجهة العدو‪ ,‬كما قال‬
‫ل صحابه يوم بدر ح ي أق بل الشركون ف عَدَدَ هم وعُدَدِ هم‪« :‬قوموا إل ج نة عرض ها ال سموات‬
‫والرض» فقال عم ي بن المام‪ :‬عرضهاال سموات والرض ؟ فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫«نعم»‪ ,‬فقال‪ :‬بخ بخ فقال‪« :‬ما يملك على قولك بخ بخ ؟» قال‪ :‬رجاء أن أكون من أهلها‪ ,‬قال‬
‫«فإ نك من أهل ها» فتقدم الر جل‪ ,‬فك سر ج فن سيفه‪ ,‬وأخرج ترات فج عل يأ كل من هن‪ ,‬ث أل قى‬
‫بقيتهن من يده وقال‪ :‬لئن أنا حييت حت آكلهن إنا لياة طويلة‪ ,‬ث تقدم فقاتل حت قتل رضي ال‬
‫ع نه‪ ,‬و قد روي عن سعيد بن ال سيب و سعيد بن جبي‪ ,‬أن هذه الَ ية نزلت ح ي أ سلم ع مر بن‬
‫الطاب وكمل به الربعون‪ ,‬وف هذا نظر‪ ,‬لن هذه الَية مدنية‪ ,‬وإسلم عمر كان بكة بعد الجرة‬
‫إل أرض البشفففففففة‪ ,‬وقبفففففففل الجرة إل الدينفففففففة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ث قال تعال مبشرا للمؤمني وآمرا‪{ :‬إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتي وإن يكن منكم‬
‫مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا} كل واحد بعشرة‪ ,‬ث نسخ هذا المر وبقيت البشارة‪ .‬قال عبد ال‬
‫بن البارك‪ :‬حدث نا جر ير بن حازم‪ ,‬حدث ن الزب ي بن الر يث‪ ,‬عن عكر مة عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬ل ا‬
‫نزلت {إن يكفن منكفم عشرون صفابرون يغلبوا مائتيف} شفق ذلك على السفلمي‪ ,‬حتف فرض ال‬
‫عليهم أن ل يفر واحد من عشرة‪ ,‬ث جاء التخفيف‪ ,‬فقال‪{ :‬الَن خفف ال عنكم} إل قوله {يغلبوا‬
‫مائتي} قال خفف ال عنهم من العدة‪ ,‬ونقص من الصب‪ ,‬بقدر ما خفف عنهم‪ ,‬وروى البخاري من‬
‫حديث ابن البارك نوه‪ .‬وقال سعيد بن منصور‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن ابن عباس ف‬
‫هذه الَية‪ ,‬قال‪ :‬كتب عليهم أن ل يفر عشرون من مائتي‪ ,‬ث خفف ال عنهم‪ ,‬فقال {الَن خفف‬
‫ال عن كم وعلم أن في كم ضعفا} فل ينب غي لائة أن يفروا من مائت ي‪ ,‬وروى البخاري عن علي بن‬
‫عبد ال عن سفيان به نوه‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق حدثن ابن أب نيح‪ ,‬عن عطاء عن ابن عباس‪,‬‬
‫قال‪ :‬لا نزلت هذه الَية ثقلت على السلمي‪ ,‬وأعظموا أن يقاتل عشرون مائتي‪ ,‬ومائة ألفا‪ ,‬فخفف‬
‫ال عنهم فنسخها بالَية الخرى‪ ,‬فقال {الَن خفف ال عنكم وعلم أن فيكم ضعفا} الَية‪ ,‬فكانوا‬
‫إذا كانوا على الشطر من عدوهم‪ ,‬ل يسغ لم أن يفروا من عدوهم‪ ,‬وإذا كانوا دون ذلك‪ ,‬ل يب‬
‫علي هم قتال م‪ ,‬وجاز ل م أن يتحوزوا عن هم‪ ,‬وروى علي بن أ ب طل حة والعو ف عن ا بن عباس ن و‬

‫‪805‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬وروي عن ماهد وعطاء وعكرمة والسن‪ ,‬وزيد بن أسلم وعطاء الراسان‬
‫والضحاك‪ ,‬وغيهم نو ذلك‪ ,‬وروى الافظ أبو بكر بن مردويه‪ :‬من حديث السيب بن شريك‪ ,‬عن‬
‫ابن عون عن نافع‪ ,‬عن ابن عمر رضي ال عنهما‪ ,‬ف قوله {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا‬
‫مائتي} قال نزلت فينا أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم وروى الاكم ف مستدركه من حديث‬
‫أب عمرو بن العلء‪ ,‬عن نافع عن ابن عمر‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ {الَن خفف ال‬
‫ففناد ول يرجاه‪.‬‬ ‫ففحيح السف‬ ‫فف قال‪ :‬صف‬‫ففع ثف‬ ‫ففم ضعفا} رفف‬‫ففم وعلم أن فيكف‬ ‫عنكف‬

‫خ نَ فِي الرْ ضِ تُرِيدُو نَ عَرَ ضَ ال ّدنْيَا وَاللّ ُه يُرِي ُد الَخِ َر َة‬ ‫** مَا كَا نَ ِلنَبِ يّ أَن َيكُو نَ لَ هُ أَ سْرَىَ َحّتىَ ُيثْ ِ‬
‫ب عَظِيمٌ * َفكُلُواْ مِمّا َغنِ ْمتُمْ‬ ‫سكُمْ فِيمَآ أَخَ ْذتُ ْم عَذَا ٌ‬
‫ب مّنَ اللّهِ َسبَقَ َلمَ ّ‬
‫وَاللّ ُه عَزِيزٌ َحكِيمٌ * ّلوْلَ ِكتَا ٌ‬
‫ففففففٌ‬ ‫ف َغفُورٌ رّحِيمف‬ ‫ففففف َ‬ ‫ففففففّ اللّهف‬ ‫ففففففَ إِنف‬ ‫َحلَ ًل طَيّبا وَاّتقُواْ اللّهف‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا علي بن ها شم‪ ,‬عن ح يد‪ ,‬عن أ نس ر ضي ال ع نه‪ ,‬قال‪ :‬ا ستشار ال نب‬
‫صلى ال عل يه و سلم الناس ف ال سارى يوم بدر‪ ,‬فقال «إن ال قد أمكن كم من هم» فقام ع مر بن‬
‫الطاب فقال‪ :‬يا رسول ال اضرب أعناقهم فأعرض عنه النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث عاد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬يا أيها الناس إن ال قد أمكنكم منهم وإنا هم إخوانكم بالمس» فقام‬
‫عمر فقال‪ :‬يا رسول ال اضرب أعناقهم‪ ,‬فأعرض عنه النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث عاد النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فقال‪ :‬للناس مثل ذلك‪ ,‬فقام أبو بكر الصديق رضي ال عنه‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال نرى‬
‫أن تعفو عنهم‪ ,‬وأن تقبل منهم الفداء‪ ,‬قال فذهب عن وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم ما كان‬
‫فيه من الغم‪ ,‬فعفا عنهم وقبل منهم الفداء‪ ,‬قال وأنزل ال عز وجل {لول كتاب من ال سبق لسكم‬
‫فيما أخذت عذاب عظيم} وقد سبق ف أول السورة حديث ابن عباس ف صحيح مسلم بنحو ذلك‪,‬‬
‫وقال العمش‪ :‬عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن أب عبيدة‪ ,‬عن عبد ال قال‪ :‬لا كان يوم بدر‪ ,‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما تقولون ف هؤلء السارى ؟» فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول ال قومك وأهلك‪,‬‬
‫ا ستبقهم وا ستتبهم ل عل ال أن يتوب علي هم‪ ,‬وقال ع مر « يا ر سول ال كذبوك وأخرجوك فقدم هم‬
‫فاضرب أعناق هم‪ ,‬وقال ع بد ال بن روا حة‪ :‬يا ر سول ال أ نت ف واد كث ي ال طب‪ ,‬أضرم الوادي‬
‫عليهم نارا‪ ,‬ث ألقهم فيه‪ ,‬قال فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا‪ ,‬ث قام‬

‫‪806‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فد خل‪ ,‬فقال ناس‪ :‬يأخذ بقول أ ب ب كر‪ ,‬وقال ناس‪ :‬يأخذ بقول ع مر‪ ,‬وقال ناس‪ :‬يأخذ بقول ع بد‬
‫ال بففففففففففففففففففن رواحففففففففففففففففففة‪.‬‬
‫ث خرج عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬إن ال ليلي قلوب رجال حت تكون ألي‬
‫من اللب‪ ,‬وإن ال ليشدد قلوب رجال فيه حت تكون أشد من الجارة‪ ,‬وإن مثلك يا أبا بكر كمثل‬
‫إبراهيم عليه السلم‪ ,‬قال {فمن تبعن فإنه من ومن عصان فإنك غفور رحيم} وإن مثلك يا أبا بكر‬
‫كمثل عيسى عليه السلم‪ ,‬قال {إن تعذبم فإنم عبادك وإن تغفر لم فإنك أنت العزيز الكيم} وإن‬
‫مثلك يا ع مر‪ ,‬كم ثل مو سى عل يه ال سلم‪ ,‬قال {رب نا اط مس على أموال م واشدد على قلوب م فل‬
‫يؤمنوا حت يروا العذاب الليم} وإن مثلك يا عمر‪ ,‬كمثل نوح عليه السلم‪ ,‬قال {رب ل تذر على‬
‫الرض مفن الكافريفن ديارا} أنتفم عالة فل ينفكفن أحفد منهفم إل بفداء‪ ,‬أو ضربفة عنفق» قال ابفن‬
‫مسعود‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال إل سهيل بن بيضاء‪ ,‬فإنه يذكر السلم‪ ,‬فسكت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فما رأيتن ف يوم أخوف من أن تقع علي حجارة من السماء من ف ذلك اليوم‪ ,‬حت قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إل سهيل بن بيضاء» فأنزل ال عز وجل {ما كان لنب أن يكون‬
‫له أ سرى} إل آ خر الَ ية‪ ,‬رواه المام أح د والترمذي من حد يث أ ب معاو ية عن الع مش به‪,‬‬
‫والاكم ف مستدركه‪ ,‬وقال صحيح السناد ول يرجاه‪ ,‬وروى الافظ أبو بكر بن مردويه عن عبد‬
‫ال بن عمر‪ ,‬وأب هريرة رضي ال عنهما‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم نوه‪ .‬وف الباب عن أب‬
‫أيوب النصاري‪ ,‬وروى ابن مردويه أيضا‪ ,‬واللفظ له والاكم ف مستدركه‪ ,‬من حديث عبيد ال بن‬
‫موسى‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر‪ ,‬عن ماهد عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬لا أسر السارى يوم‬
‫بدر‪ ,‬أسر العباس فيمن أسر‪ ,‬أسره رجل من النصار‪ ,‬قال وقد أوعدته النصار أن يقتلوه‪ ,‬فبلغ ذلك‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إ ن ل أ ن الليلة من أ جل ع مي‬
‫العباس‪ ,‬و قد زع مت الن صار أن م قاتلوه» فقال له ع مر أفآت م ؟ فقال «ن عم»‪ ,‬فأ تى ع مر الن صار‬
‫فقال ل م‪ :‬أر سلوا العباس‪ ,‬فقالوا‪ :‬ل وال ل نر سله‪ ,‬فقال ل م ع مر‪ :‬فإن كان لر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ر ضى ؟ قالوا فإن كان لر سول ال صلى ال عل يه و سلم ر ضى فخذه‪ ,‬فأخذه ع مر فل ما‬
‫صار ف يده‪ ,‬قال له‪ :‬يا عباس أسلم فو ال لن تسلم أحب إل من أن يسلم الطاب‪ ,‬وما ذاك إل لا‬
‫رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يعجبه إسلمك‪ ,‬قال واستشار رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أبا بكر فيهم‪ ,‬فقال أبو بكر عشيتك فأرسلهم‪ ,‬فاستشار عمر فقال‪ :‬اقتلهم ففاداهم رسول ال صلى‬

‫‪807‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬فأنزل ال {ما كان لنب أن يكون له أسرى} الَية‪ ,‬قال الاكم‪ :‬صحيح السناد ول‬
‫يرجاه‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري عن هشام بن حسان‪ ,‬عن ممد بن سيين‪ ,‬عن عبيدة‪ ,‬عن علي رضي ال عنه‪,‬‬
‫قال‪ :‬جاء جبيل إل النب صلى ال عليه وسلم يوم بدر‪ ,‬فقال‪ :‬خي أصحابك ف السارى‪ ,‬إن شاءوا‬
‫ل منهم مثلهم‪ ,‬قالوا‪ :‬الفداء ويقتل منا‪ ,‬رواه الترمذي‬
‫الفداء‪ ,‬وإن شاءوا القتل‪ ,‬على أن يقتل عاما مقب ً‬
‫والنسائي وابن حبان ف صحيحه من حديث الثوري به‪ ,‬وهذا حديث غريب جدا‪ ,‬وقال ابن عون‬
‫عفن عفبيدة عفن علي‪ ,‬قال‪ :‬قال رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم فف أسفارى يوم بدر‪« :‬إن شئتفم‬
‫قتلتموهم وإن شئتم فاديتموهم‪ ,‬واستمتعتم بالفداء واستشهد منكم بعدتم» قال فكان آخر السبعي‪,‬‬
‫ثابت بن قيس قتل يوم اليمامة رضي ال عنه‪ ,‬ومنهم من روى هذا الديث عن عبيدة مرسلً‪ ,‬فال‬
‫أعلم‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق عن ابن أب نيح‪ ,‬عن عطاء عن ابن عباس‪{ :‬ما كان لنب أن يكون له‬
‫أسرى} فقرأ حت بلغ عذاب عظيم‪ .‬قال غنائم بدر قبل أن يلها لم‪ ,‬يقول‪ :‬لول أن ل أعذب من‬
‫عصان‪ ,‬حت أتقدم إليه لسكم فيما أخذت عذاب عظيم‪ ,‬وكذا روى ابن أب نيح‪ :‬عن ماهد‪ ,‬وقال‬
‫العمش‪ :‬سبق منه أن ل يعذب أحدا شهد بدرا‪ ,‬وروي نوه عن سعد بن أب وقاص‪ ,‬وسعيد بن‬
‫جبي وعطاء‪ ,‬وقال شعبة عن أب هاشم عن ماهد {لول كتاب من ال سبق} أي لم بالغفرة ونوه‪,‬‬
‫عن سفيان الثوري رح ه ال‪ ,‬وقال علي بن أ ب طل حة‪ :‬عن ابن عباس ف قوله {لول كتاب من ال‬
‫سبق} يعن ف أم الكتاب الول‪ ,‬أن الغان والسارى حلل لكم {لسكم فيما أخذت} من السارى‬
‫{عذاب عظيم} قال ال تعال‪{ :‬فكلوا ما غنمتم حل ًل طيبا} الَية‪ .‬وكذا روى العوف عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬وروي مثله عن أب هريرة‪ ,‬وابن مسعود‪ ,‬وسعيد بن جبي‪ ,‬وعطاء والسن البصري‪ ,‬وقتادة‬
‫والعمفش أيضا‪ ,‬أن الراد {لول كتاب مفن ال سفبق} لذه المفة بإحلل الغنائم‪ ,‬وهفو اختيار ابفن‬
‫جريففففففففففففففففففر رحهفففففففففففففففففف ال‪.‬‬
‫وي ستشهد لذا القول‪ ,‬ب ا أخرجاه ف ال صحيحي عن جابر بن ع بد ال ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أعطيت خسا ل يعطهن أحد من النبياء قبلي‪ :‬نصرت بالرعب‬
‫مسية شهر‪ ,‬وجعلت ل الرض مسجدا وطهورا‪ ,‬وأحلت ل الغنائم ول تل لحد قبلي‪ ,‬وأعطيت‬
‫الشفاعة‪ ,‬وكان النب يبعث إل قومه‪ ,‬وبعثت إل الناس عامة» وقال العمش عن أب صال‪ ,‬عن أب‬
‫هريرة رضفي ال عنفه‪ ,‬قال‪ :‬قال رسفول ال صفلى ال عليفه وسفلم‪« :‬ل تلف الغنائم لسفود الرؤوس‬

‫‪808‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غينا» ولذا قال تعال‪{ :‬فكلوا ما غنمتم حللً طيبا} الَية‪ ,‬فعند ذلك أخذوا من السارى الفداء‪,‬‬
‫وقد روى المام أبو داود ف سننه‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن البارك العبسي‪ ,‬حدثنا سفيان بن حبيب‪,‬‬
‫حدثنا)شعبة عن أب العنبس‪ ,‬عن أب الشعثاء‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم جعل‬
‫فداء أهل الاهلية يوم بدر أربعمائة‪ ,‬وقد استمر الكم ف السرى عند جهور العلماء‪ ,‬أن المام مي‬
‫فيهم إن شاء قتل كما فعل ببن قريظة‪ ,‬وإن شاء فادى بال كما فعل بأسرى بدر‪ ,‬أو بن أسر من‬
‫السلمي‪ ,‬كما فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف تلك الارية وابنتها‪ ,‬اللتي كانتا ف سب سلمة‬
‫بن الكوع‪ ,‬ح يث رده ا وأ خذ ف مقابلته ما من ال سلمي الذ ين كانوا ع ند الشرك ي‪ ,‬وإن شاء‬
‫استرق من أسر‪ .‬هذا مذهب المام الشافعي وطائفة من العلماء‪ ,‬وف السألة خلف آخر بي الئمة‪,‬‬
‫مقرر ففففففف موضعففففففه مففففففن كتففففففب الفقففففففه‪.‬‬

‫** َيَأّيهَا الّنبِ يّ قُل لّمَن فِ يَ َأيْدِيكُ ْم مّ َن ال سْ َرىَ إِن َيعْلَ مِ اللّ هُ فِي قُلُوِبكُ مْ َخيْرا ُي ْؤِتكُ مْ َخيْرا مّمّآ أُ ِخ َذ‬
‫مِنكُ ْم َوَي ْغفِرْ َلكُ ْم وَاللّ ُه َغفُورٌ ّرحِي مٌ * َوإِن يُرِيدُواْ ِخيَاَنتَ كَ َفقَدْ خَانُواْ اللّ َه مِن َقبْلُ َفَأ ْمكَ نَ ِمْنهُ ْم وَاللّ هُ‬
‫عَلِيمفففففففففففففففففففٌ َحكِيمفففففففففففففففففففٌ‬
‫قال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن العباس بن عبد ال بن مغفل عن بعض أهله عن عبد ال بن عباس‬
‫رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوم بدر‪« :‬إن قد عرفت أن أناسا من بن‬
‫هاشم وغيهم قد أخرجوا كرها ل حاجة لم بقتالنا فمن لقي منكم أحدا منهم ف أي من بن هاشم‬
‫ف فل يقتله‪ ,‬ومن لقي أبا البختري بن هشام فل يقتله‪ ,‬ومن لقي العباس بن عبد الطلب فل يقتله‪,‬‬
‫فإ نه إن ا أخرج م ستكرها» فقال أ بو حذي فة بن عت بة أنق تل آباءنا وأبناء نا وإخواننا وعشائر نا ونترك‬
‫العباس وال لئن لقيته للمنه بالسيف فبلغت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال لعمر بن الطاب‬
‫«يا أبا حفص ف قال عمر وال إنه لول يوم كنان فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم أبا حفص ف‬
‫أيضرب و جه عم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بال سيف ؟» فقال ع مر يا ر سول ال ائذن ل‬
‫فأضرب عنقه فوال لقد نافق‪ ,‬فكان أبو حذيفة يقول بعد ذلك وال ما آمن من تلك الكلمة الت قلت‬
‫ول أزال من ها خائفا إل أن يكفر ها ال تعال ع ن بشهادة‪ ,‬فق تل يوم اليما مة شهيدا ر ضي ال ع نه‪.‬‬
‫و به عن ا بن عباس قال‪ :‬ل ا أم سى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوم بدر‪ ,‬وال سارى مبو سون‬
‫بالوثاق‪ ,‬بات رسول ال صلى ال عليه وسلم ساهرا أول الليل فقال له أصحابه يا رسول ال ما لك‬

‫‪809‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل تنام ؟ وقد أسر العباس رجل من النصار فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «سعت أني عمي‬
‫العباس ف وثاقه فأطلقوه» فسكت فنام رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال ممد بن إسحاق‪ :‬وكان‬
‫أك ثر ال سارى يوم بدر فداء العباس بن ع بد الطلب وذلك أنه كان رجل مو سرا فافتدى نف سه بائة‬
‫أوقية ذهبا‪ ,‬وف صحيح البخاري من حديث موسى بن عقبة قال ابن شهاب حدثنا أنس بن مالك أن‬
‫رجالً من النصار قالوا يا رسول ال ائذن لنا فلنترك لبن أختنا عباس فداءه‪ .‬قال «ل وال ل تذرون‬
‫منه درها» وقال يونس بن بكي عن ممد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة عن الزهري عن‬
‫جاعة ساهم قالوا‪ :‬بعثت قريش إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف فداء أسراهم ففدى كل قوم‬
‫أسيهم با رضوا‪ ,‬وقال العباس يا رسول ال قد كنت مسلما فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«ال أعلم بإسلمك فإن يكن كما تقول فإن ال يزيك وأما ظاهرك فقد كان علينا فافتد نفسك‬
‫وابن اخيك نوفل بن الارث بن عبد الطلب وعقيل بن أب طالب بن عبد الطلب‪ ,‬وحليفك عتبة بن‬
‫عمرو أخي بن الارث بن فهر»‪ :‬قال ما ذاك عندي يا رسول ال قال‪« :‬فأين الال الذي دفنته أنت‬
‫وأم الفضل ؟ فقلت لا إن أصبت ف سفري هذا‪ ,‬فهذا الال الذي دفنته لبن الفضل وعبد ال وقثم»‬
‫قال‪ :‬وال يا رسول ال إن لعلم أنك رسول ال إن هذا لشيء ما علمه أحد غيي وغي أم الفضل‬
‫فاحسب ل يا رسول ال ما أصبتم من عشرين أوقية من مال كان معي فقال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم «ل ذاك ش يء أعطا نا ال تعال م نك» ففدى نف سه واب ن أخو يه وحلي فه فأنزل ال عز‬
‫وجل {يا أيها النب قل لن ف أيديكم من السرى إن يعلم ال ف قلوبكم خيا يؤتكم خيا ما أخذ‬
‫من كم ويغ فر ل كم وال غفور رح يم} قال العباس فأعطا ن ال مكان العشر ين الوق ية ف ال سلم‬
‫عشر ين عبدا كل هم ف يده مال يضرب به مع ما أر جو من مغفرة ال عز و جل‪ ,‬و قد روى ا بن‬
‫إسحاق أيضا عن ابن أب نيح عن عطاء عن ابن عباس ف هذه الَية بنحو ما تقدم‪ .‬وقال أبو جعفر‬
‫بن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع حدثنا ابن إدريس عن ابن أب نيح عن ماهد عن ابن عباس قال‪ :‬قال‬
‫العباس‪ :‬فّ نزلت {ما كان لنب أن يكون له أسرى حت يثخن ف الرض} فأخبت النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بإسلمي وسألته أن ياسبن بالعشرين الوقية الت أخذت من فأب فأبدلن ال با عشرين‬
‫عبدا كل هم تا جر مال ف يده‪ ,‬وقال ا بن إ سحاق أيضا حدث ن الكل ب عن أ ب صال عن ا بن عباس‬
‫رضي ال عنهما عن جابر بن عبد ال بن رباب قال كان العباس بن عبد الطلب يقول ف نزلت وال‬
‫ح ي ذكرت لر سول ال صلى ال عل يه و سلم إ سلمي ث ذ كر ن و الد يث كالذي قبله‪ .‬وقال ا بن‬

‫‪810‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جر يج عن عطاء الرا سان عن ا بن عباس { يا أي ها ال نب قل ل ن ف أيدي كم من ال سرى} عباس‬
‫وأصحابه قال‪ :‬قالوا للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬آمنا با جئت به ونشهد أنك رسول ال لننصحن لك‬
‫على قوم نا‪ .‬فأنزل ال {إن يعلم ال ف قلوب كم خيا يؤت كم خيا م ا أ خذ من كم} إيانا وت صديقا‬
‫يلف ل كم خيا م ا أ خذ من كم {ويغ فر ل كم} الشرك الذي كن تم عل يه قال فكان العباس يقول ما‬
‫أ حب أن هذه الَ ية ل تنل في نا وإن ل الدن يا ل قد قال {يؤت كم خيا م ا أ خذ من كم} ف قد أعطا ن‬
‫خيا ما أخذ من مائة ضعف وقال {ويغفر لكم} وأرجو أن يكون قد غفر ل‪ ,‬وقال علي بن أب‬
‫طل حة عن ا بن عباس ف هذه الَ ية كان العباس أ سر يوم بدر فافتدى نف سه بأربع ي أوق ية من ذهب‬
‫فقال العباس حي قرئت هذه الَية لقد أعطان ال عز وجل خصلتي ما أحب أن ل بما الدنيا‪ :‬إن‬
‫أسرت يوم بدر ففديت نفسي بأربعي أوقية فآتان أربعي عبدا وإن لرجو الغفرة الت وعدنا ال عز‬
‫وجل فقال قتادة ف تفسي هذه الَية‪ :‬ذكر لنا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا قدم عليه مال‬
‫ل وما صلى يومئذ‬ ‫البحرين ثانون ألفا وقد توضأ لصلة الظهر فما أعطى يومئذ شاكيا ول حرم سائ ً‬
‫حت فرقه‪ ,‬فأمر العباس أن يأخذ منه ويتثي فكان العباس يقول‪ :‬هذا خي ما أخذ منا وأرجو الغفرة‬
‫وقال يعقوب بن سفيان‪ :‬حدث نا عمرو بن عا صم حدث نا سليمان بن الغية عن ح يد بن هلل قال‬
‫بعث ابن الضرمي إل رسول ال صلى ال عليه وسلم من البحرين ثاني ألفا ما أتاه مال أكثر منه ل‬
‫ق بل ول ب عد‪ .‬قال فنثرت على ح صي ونودي بال صلة‪ .‬قال وجاء ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫فمثل قائما على الال وجاء أهل السجد فما كان يومئذ عدد ول وزن ما كان إل فيضا وجاء العباس‬
‫بن عبد الطلب فحثا ف خيصة عليه وذهب يقوم فلم يستطع قال فرفع رأسه إل رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم فقال‪ :‬يا ر سول ال ار فع علي‪ .‬قال فتب سم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح ت خرج‬
‫ضاحكه أو نابه وقال له‪« :‬أعد من الال طائفة وقم با تطيق» قال ففعل وجعل العباس يقول‪ :‬وهو‬
‫منطلق أما إحدى اللتي وعدنا ال فقد أنزنا‪ ,‬وما ندري ما يصنع ال ف الخرى {يا أيها النب قل‬
‫لن ف أيديكم من السرى} الَية ث قال‪ :‬هذا خي ما أخذ منا وما أدري ما يصنع ال ف الخرى‬
‫فما زال رسول ال صلى ال عليه وسلم ماثلً على ذلك الال حت ما بقي منه درهم وما بعث إل‬
‫أهله بدرهففففففم ثفففففف أتففففففى الصففففففلة فصففففففلى‪.‬‬
‫(حديث آخر ف ذلك) ف قال الافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أنبأنا أبو عبد ال الافظ أخبن أبو الطيب‬
‫ممد بن ممد بن عبد ال السعيدي حدثنا ممد بن عصام حدثنا حفص بن عبد ال حدثنا إبراهيم بن‬

‫‪811‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫طهمان عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال‪ :‬أت رسول ال صلى ال عليه وسلم بال‬
‫من البحرين فقال «انثروه ف مسجدي» قال وكان أكثر مال أت به رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فخرج إل الصلة ول يلتفت إليه فلما قضى الصلة جاء فجلس إليه فما كان يرى أحدا إل أعطاه إذ‬
‫جاءه العباس فقال يا رسول ال أعطن فإن فاديت نفسي‪ ,‬وفاديت عقيلً فقال له رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «خذ» فحثا ف ثوبه ث ذهب يقله فلم يستطع فقال مر بعضهم يرفعه إل قال «ل» قال‬
‫فارفعه أنت عليّ‪ ,‬قال «ل» فنثر منه ث احتمله على كاهله ث انطلق فما زال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يتبعه بصره حت خفي عنه عجبا من حرصه‪ ,‬فما قام رسول ال صلى ال عليه وسلم وثَمّ منها‬
‫درهم‪ ,‬وقد رواه البخاري ف مواضع من صحيحه تعليقا بصيغة الزم يقول‪ :‬وقال إبراهيم بن طهمان‬
‫ففففن هذا‪.‬‬ ‫فففف مف‬ ‫ففففياقات أتف‬ ‫ففففض السف‬ ‫فففف بعف‬ ‫ففففوقه وفف‬ ‫ويسف‬
‫وقوله {وإن يريدوا خيان تك ف قد خانوا ال من ق بل} أي {وإن يريدوا خيان تك} في ما أظهروا لك‬
‫من القوال {فقد خانوا ال من قبل} أي من قبل بدر بالكفر به {فأمكن منهم} أي بالسارى يوم‬
‫بدر {وال عليم حكيم} أي عليم بفعله حكيم فيه‪ .‬قال قتادة نزلت ف عبد ال بن سعد بن أب سرح‬
‫الكاتب حي ارتد ولق بالشركي‪ ,‬وقال ابن جريج عن عطاء الراسان عن ابن عباس‪ :‬نزلت ف‬
‫عباس وأصحابه حي قالوا‪ :‬لننصحن لك على قومنا وفسرها السدي على العموم وهو أشل وأظهر‬
‫وال أعلم‪.‬‬

‫سهِمْ فِي َسبِيلِ اللّ ِه وَالّذِينَ آوَوْا ّونَصَ ُر َواْ ُأوْلَـئِكَ‬ ‫** إِنّ الّذِينَ آ َمنُواْ َوهَا َجرُواْ وَجَاهَدُوْا ِبأَ ْموَالِهِ ْم َوَأنْفُ ِ‬
‫ضهُ مْ َأوْلِيَآ ُء َبعْ ضٍ وَالّذِي نَ آمَنُواْ وََل ْم ُيهَا ِجرُوْا مَا َلكُ ْم مّن وَ َلَيتِهِم مّن َشيْءٍ َحتّ َى ُيهَاجِرُوْا َوإِ نِ‬ ‫َبعْ ُ‬
‫ق وَاللّ ُه بِمَا َتعْمَلُو َن بَ صِيٌ‬
‫ا ْستَنصَرُوكُمْ فِي الدّي نِ َفعََلْيكُ ُم النّ صْرُ إِلّ عََلىَ َقوْ مٍ َبْينَكُ ْم َوَبيَْنهُ مْ مّيثَا ٌ‬
‫ذ كر تعال أ صناف الؤمن ي وق سمهم إل مهاجر ين خرجوا من ديارهم وأموال م وجاءوا لن صر ال‬
‫ورسوله وإقامة دينه وبذلوا أموالم وأنفسهم ف ذلك‪ ,‬وإل أنصار وهم السلمون من أهل الدينة إذ‬
‫ذاك آووا إخوانم الهاجرين ف منازلم وواسوهم ف أموالم ونصروا ال ورسوله بالقتال معهم فهؤلء‬
‫{بعضهم أولياء بعض} أي كل منهم أحق بالَخر من كل أحد‪ ,‬ولذا آخى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ب ي الهاجرين والن صار كل اثني أخوان فكانوا يتوارثون بذلك إرثا مقدما على القرابة حت‬
‫نسخ ال تعال ذلك بالواريث‪ ,‬ثبت ذلك ف صحيح البخاري عن ابن عباس‪ ,‬ورواه العوف وعلي بن‬

‫‪812‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أب طلحة عنه‪ ,‬وقال ماهد وعكرمة والسن وقتادة وغي واحد‪ :‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع عن‬
‫شريك عن عاصم عن أب وائل عن جرير هو ابن عبد ال البجلي رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬الهاجرون والن صار بعض هم أولياء ب عض‪ ,‬والطلقاء من قر يش والعتقاء من‬
‫ثقيف بعضهم أولياء بعض إل يوم القيامة» تفرد به أحد‪ .‬وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا سفيان حدثنا‬
‫عكرمة يعن ابن إبراهيم الزدي حدثنا عاصم عن شقيق عن ابن مسعود قال‪ :‬سعت رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم يقول‪« :‬الهاجرون والن صار‪ ,‬والطلقاء من قر يش والعتقاء من ثق يف بعض هم أولياء‬
‫بعففض ففف الدنيففا والَخرة» هكذا رواه ففف مسففند عبففد ال بففن مسففعود‪.‬‬
‫وقد أثن ال ورسوله على الهاجرين والنصار‪ ,‬ف غي ما آية ف كتابه‪ ,‬فقال‪{ :‬والسابقون الولون‬
‫من الهاجرين والنصار‪ ,‬والذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوا عنه وأعد لم جنات تري‬
‫تتهفا النار} الَيفة‪ ,‬وقال {لقفد تاب ال على النفب والهاجريفن والنصفار الذيفن ابتعوه فف سفاعة‬
‫العسرة} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬للفقراء الهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم يبتغون فضلً من‬
‫ال ورضوانا وين صرون ال ور سوله أولئك هم ال صادقون * والذ ين تبوءوا الدار واليان من قبل هم‬
‫يبون من هاجر إليهم ول يدون ف صدورهم حاجة ما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بم‬
‫خصاصة} الَية وأحسن ما قيل ف قوله {ول يدون ف صدورهم حاجة ما أوتوا} أي ل يسدونم‬
‫على فضل ما أعطاهم ال على هجرتم‪ ,‬فإن ظاهر الَيات تقدي الهاجرين على النصار‪ ,‬وهذا أمر‬
‫م مع عل يه ب ي العلماء ل يتلفون ف ذلك‪ ,‬ولذا قال المام أ بو ب كر أح د بن عمرو بن ع بد الالق‬
‫البزار ف مسنده‪ :‬حدثنا ممد بن معمر حدثنا مسلم بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ,‬عن علي بن‬
‫ز يد‪ ,‬عن سعيد بن ال سيب‪ ,‬عن حذي فة‪ ,‬قال‪ :‬خي ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب ي الجرة‬
‫والنصفرة‪ ,‬فاخترت الجرة‪ ,‬ثف قال‪ :‬ل نعرففه إل مفن هذا الوجفه‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬والذيفن آمنوا ول‬
‫يهاجروا ما ل كم من وليت هم} قرأ حزة وليت هم بالك سر‪ ,‬والباقون بالف تح‪ ,‬وه ا وا حد كالدللة‬
‫والدللة {مفن شيفء حتف يهاجروا} هذا هفو الصفنف الثالث مفن الؤمنيف‪ ,‬وهفم الذيفن آمنوا ول‬
‫يهاجروا‪ ,‬بل أقاموا ف بواديهم‪ ,‬فهؤلء ليس لم ف الغان نصيب‪ ,‬ول ف خسها إل ما حضروا فيه‬
‫القتال‪.‬‬
‫كما قال أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن علقمة بن مرثد‪ ,‬عن سليمان بن بريدة‪ ,‬عن أبيه‪,‬‬
‫عن يزيد بن الصيب السلمي رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا بعث‬

‫‪813‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أميا على سرية أو ج يش‪ ,‬أو صاه ف خا صة نف سه‪ ,‬بتقوى ال وب ن م عه من ال سلمي خيا‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫«اغزوا باسم ال ف سبيل ال‪ ,‬قاتلوا من كفر بال‪ ,‬إذا لقيت عدوك من الشركي فادعهم إل إحدى‬
‫ثلث خصال ف أو خلل ف فأيتهن ما أجابوك إليها فاقبل منهم‪ ,‬وكف عنهم‪ .‬ادعهم إل السلم‪,‬‬
‫فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم‪ .‬ث ادعهم إل التحول من دارهم إل دار الهاجرين‪ ,‬وأعلمهم‬
‫إن فعلوا ذلك أن لمف مفا للمهاجريفن‪ ,‬وأن عليهفم مفا على الهاجريفن‪ ,‬فإن أبوا واختاروا دارهفم‪,‬‬
‫فأعلمهم أنم يكونون كأعراب السلمي‪ ,‬يري عليهم حكم ال الذي يري على الؤمني‪ ,‬ول يكون‬
‫لم ف الفيء والغنيمة نصيب‪ ,‬إل أن ياهدوا مع السلمي‪ ,‬فإن هم أبوا‪ ,‬فادعهم إل إعطاء الزية‪.‬‬
‫فإن أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم‪ ,‬فإن أبوا فاستعن بال وقاتلهم» انفرد به مسلم‪ ,‬وعنده زيادات‬
‫أ خر‪ ,‬وقوله {وإن ا ستنصروكم ف الد ين فعلي كم الن صر} الَ ية‪ ,‬يقول تعال وإن ا ستنصركم هؤلء‬
‫العراب‪ ,‬الذين ل يهاجروا ف قتال دين على عدو لم فانصروهم‪ ,‬فإنه واجب عليكم نصرهم‪ ,‬لنم‬
‫إخوانكم ف الدين‪ ,‬إل أن يستنصروكم على قوم من الكفار‪ ,‬بينكم وبينهم ميثاق أي مهادنة إل مدة‪,‬‬
‫فل تفروا ذمتكم ول تنقضوا أيانكم مع الذين عاهدت‪ ,‬وهذا مروي عن ابن عباس رضي ال عنه‪.‬‬

‫ْضف وَفَسفَادٌ َكبِيٌ‬


‫ُنف ِفتَْنةٌ ف ِي الر ِ‬
‫ُوهف َتك ْ‬
‫ْضف إِ ّل َت ْفعَل ُ‬
‫ُمف َأوِْليَآءُ َبع ٍ‬
‫ضه ْ‬‫ّذينف َكفَرُواْ بَ ْع ُ‬
‫** وَال َ‬
‫لا ذكر تعال أن الؤمني بعضهم أولياء بعض‪ ,‬قطع الوالة بينهم وبي الكفار‪ ,‬كما قال الاكم ف‬
‫مستدركه‪ :‬حدثنا ممد بن صال بن هانء‪ ,‬حدثنا أبو سعيد يي بن منصور الروي‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫أبان‪ ,‬حدث نا م مد بن يز يد و سفيان بن ح سي‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن علي بن ال سي‪ ,‬عن عمرو بن‬
‫عثمان‪ ,‬عن أ سامة‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال «ل يتوارث أ هل ملت ي‪ ,‬ول يرث م سلم‬
‫كافرا‪ ,‬ول كا فر م سلما ف ث قرأ ف {والذ ين كفروا بعضهم أولياء بعض إل تفعلوه تكن فتنة ف‬
‫الرض وفساد كبي}» ث قال الاكم‪ :‬صحيح السناد ول يرجاه‪ .‬قلت‪ :‬الديث ف الصحيحي من‬
‫رواية أسامة بن زيد‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل يرث السلم الكافر ول الكافر‬
‫ال سلم» و ف ال سند وال سنن‪ ,‬من حد يث عمرو بن شع يب‪ ,‬عن أب يه عن جده قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل يتوارث أهل ملتي شت» وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح وقال أبو جعفر بن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا ممد‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ على رجل دخل‬
‫ف السلم‪ ,‬فقال‪« :‬تقيم الصلة وتؤت الزكاة وتج البيت وتصوم رمضان‪ ,‬وإنك ل ترى نار مشرك‬

‫‪814‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل وأ نت له حرب» وهذا مر سل من هذا الو جه‪ ,‬و قد روي مت صلً من و جه آ خر عن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬أنا بريء من كل مسلم بي ظهران الشركي» ث قال‪« :‬ل يتراءى‬
‫ناراهافففففففففففففففففففففففففففففففففففففف»‪.‬‬
‫وقال أبو داود ف آخر كتاب الهاد‪ :‬حدثنا ممد بن داود بن سفيان‪ ,‬أخبن يي بن حسان‪ ,‬أنبأنا‬
‫سليمان بن موسى أبو داود‪ ,‬حدثنا جعفر بن سعد بن سرة بن جندب أخبن خبيب بن سليمان عن‬
‫سرة بن جندب‪ :‬أما بعد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من جامع الشرك وسكن معه فإنه‬
‫مثله» وذكر الافظ أبو بكر بن مردويه من حديث حات بن إساعيل عن عبد ال بن هرمز عن ممد‬
‫و سعيد اب ن عب يد عن أ ب حا ت الز ن قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا أتا كم من‬
‫ترضون دي نه وخل قه فأنكحوه‪ ,‬إل تفعلوه ت كن فت نة ف الرض وف ساد عر يض» قالوا‪ :‬يا ر سول ال‬
‫وإن كان فيفه قال‪« :‬إذا أتاكفم مفن ترضون دينفه وخلقفه فأنكحوه» ثلث مرات‪ ,‬وأخرجفه أبفو‬
‫داودوالترمذي من حديث حات بن إساعيل به بنحوه‪ ,‬ث روي من حديث عبد الميد بن سليمان‪:‬‬
‫عن ا بن عجلن عن أ ب وثي مة النضري عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪« :‬إذا أتا كم من ترضون خل قه ودي نه فزوجوه‪ ,‬إل تفعلوه ت كن فت نة ف الرض وف ساد‬
‫عريض» ومعن قوله {إل تفعلوه تكن فتنة ف الرض وفساد كبي} أي إن ل تانبوا الشركي وتوالوا‬
‫الؤمني وإل وقعت فتنة ف الناس وهو التباس المر واختلط الؤمني بالكافرين فيقع بي الناس فساد‬
‫منتشفففففففففففر عريفففففففففففض طويفففففففففففل‪.‬‬

‫** وَالّذِي نَ آ َمنُواْ َوهَا َجرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي َسبِيلِ اللّ ِه وَالّذِي نَ آوَوْا ّونَ صَ ُر َواْ أُولَـئِكَ هُ ُم الْ ُم ْؤمِنُو نَ َحقّا‬
‫ّلهُ ْم ّم ْغفِ َرةٌ وَ ِرزْ قٌ َكرِيٌ * وَالّذِي نَ آ َمنُواْ مِن َبعْ ُد َوهَا َجرُوْا وَجَاهَدُوْا َمعَكُ مْ َفُأوْلَ ـئِكَ مِنكُ ْم َوْأوْلُواْ‬
‫ف بِكُ ّل َشيْ ٍء عَلِيمففٌ‬ ‫ضهُمففْ َأوَْلىَ ِبَبعْضففٍ فِففي ِكتَابففِ اللّهففِ إِنففّ اللّهف َ‬ ‫ف َب ْع ُ‬‫الرْحَامف ِ‬
‫لا ذكر تعال حكم الؤمني ف الدنيا عطف بذكر مالم ف الَخرة‪ ,‬فأخب عنهم بقيقة اليان كما‬
‫تقدم ف أول السورة وأنه سبحانه سيجازيهم بالغفرة والصفح عن الذنوب إن كانت‪ ,‬وبالرزق الكري‬
‫وهو السن الكثي الطيب الشريف دائم مستمر أبدا ل ينقطع ول ينقضي ول يسأم ول يل لسنه‬
‫وتنوعه‪ .‬ث ذكر أن التباع لم ف الدنيا على ما كانوا عليه من اليان والعمل الصال فهم معهم ف‬
‫الَخرة‪ ,‬كما قال {والسابقون الولون} الَية وقال {والذين جاءوا من بعدهم} الَية‪ .‬وف الديث‬

‫‪815‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التفق عليه بل التواتر من طرق صحيحة‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «الرء مع من‬
‫أحب» وف الديث الَخر «من أحب قوما فهو منهم» وف رواية «حشر معهم»‪ .‬وقال المام أحد‪:‬‬
‫حدثنا وكيع عن شريك عن عاصم عن أب وائل عن جرير قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«الهاجرون والن صار بعض هم أولياء لب عض‪ ,‬والطلقاء من قر يش والعتقاء من ثق يف بعض هم أولياء‬
‫بعض إل يوم القيامة» قال شريك‪ :‬فحدثنا العمش عن تيم بن سلمة عن عبد الرحن بن هلل عن‬
‫جرير عن النب صلى ال عليه وسلم مثله‪ ,‬تفرد به أحد من هذين الوجهي‪ .‬وأما قوله تعال‪{ :‬وأولو‬
‫الرحام بعض هم أول بب عض ف كتاب ال} أي ف ح كم ال ول يس الراد بقوله‪{ :‬وأولو الرحام}‬
‫خصوصية ما يطلقه علماء الفرائض على القرابة الذين ل فرض لم ول هم عصبة‪ ,‬بل يدلون بوارث‬
‫كالالة والال والعمة وأولد البنات وأولد الخوات ونوهم‪ ,‬كما قد يزعمه بعضهم ويتج بالَية‬
‫ويعتقد ذلك صريا ف السألة بل الق أن الَية عامة تشمل جيع القرابات‪ ,‬كما نص عليه ابن عباس‬
‫وما هد وعكر مة وال سن وقتادة وغ ي وا حد على أن ا نا سخة للرث باللف والخاء اللذ ين كانوا‬
‫يتوارثون ب ما أولً‪ ,‬وعلى هذا فتش مل ذوي الرحام بالسم الاص‪ ,‬و من ل يورثهم يتج بأدلة من‬
‫أقواها حديث «إن ال قد أعطى كل ذي حق حقه فل وصية لوارث» قالوا‪ :‬فلو كان ذا حق لكان‬
‫ففن وارثا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ففن كذلك ل يكف‬ ‫ففا ل يكف‬ ‫ففمى فلمف‬ ‫فف كتاب ال مسف‬ ‫ذا فرض فف‬

‫‪816‬‬

You might also like