You are on page 1of 22

‫تطورات تدريس العلوم وتابعتها المتطلبات الجتماعية‬

‫على مستوياتها العالمية والقليمية والمحلية‪.‬‬


‫إعداد‪ /‬ياسر سيد حسن مهدي‬
‫مدرس مساعد بكلية التربية‪ -‬جامعة عين شمس‬
‫‪Yasser91977@yahoo.com‬‬

‫التربية العلمية‪ :‬منظور تاريخي‪:‬‬

‫يعد النظور التاريي بالغ الهية لساهته ف فهم التغيات والتاهات العاصرة ف التربية العلمية‪،‬‬
‫ولقد مرت التربية العلمية بعدة مراحل‪ ،‬وف كل مرحلة تغيت فيها أهدافها ومتواها‬
‫واستراتيجيات تعليم العلوم متأثرة با يدث ف الجتمع من تغيات نتيجة لجموعة من القوى الت‬
‫نذكر منها‪:‬‬

‫•التطورات العلمية والتكنولوجية ف كل مرحلة‪.‬‬


‫•ظهور نظريات جديدة ف التربية وعلم النفس‪.‬‬
‫•الصراعات السياسية والقتصادية والعسكرية بي الدول‪.‬‬
‫•الشكلت اللحة الت قد تظهر ف وقت معي‪.‬‬
‫•طبيعة النظرة للعلم ودوره ف الياة اليومية‪.‬‬
‫•ما قد يطرأ على وظيفة الدرسة من تغيات‪.‬‬

‫وف الوريقات التالية سنعود بالزمن إل الوراء‪ ،‬ونستكشف سريعا بعض تلك القوى الت أثّرت‬
‫على التربية العلمية ف كل عصر من العصور‪ .‬وعلى الرغم من أن عملية تقسيم تاريخ التربية‬
‫العلمية إل مراحل زمنية عملية صعبة وتتلف من متمع لخر إل أنه يكن تقسيمها بشكل عام‬
‫إل الراحل التالية‪:‬‬

‫•الرحلة الول‪ :‬التربية العلمية ما قبل ‪1880‬‬


‫•الرحلة الثّانية‪ :‬بدايات تعليم العلم الديث ‪---‬ما قبل ‪1930 - 1900‬‬
‫•الرحلة الثّالثة‪ :‬التربية العلمية والتربية التقدمية ‪1950 – 1930---‬‬
‫•الرحلة الرّابعة‪ :‬العصر الذهب للتربية العلمية ‪1970 – 1950---‬‬
‫•الرحلة الامسة‪ .‬رد الفعل على الثورة الت حدثت ف الناهج ‪1983-1970-‬‬
‫•مرحلة السادسة‪ :‬تقرير أمّة ف خطر‪ ،‬الثمانينات‬
‫•الرحلة السابعة‪ :‬العلم للجميع ‪ 2000 -1990‬وما بعد‬

‫‪1‬‬
‫المرحلة الولى‪ :‬التربية العلمية ما قبل ‪:1880‬‬

‫مع أن البحث ف العلوم قد بدأ مع بداية النسان نفسه‪ ،‬وبالرغم من أن نتائجه كانت من أهم‬
‫الوسائل الت استعان با منذ القدم ف عمله وبثه سعيا وراء تقيق غاياته وإشباع حاجاته‪ ،‬إل أنه‬
‫ل يكن يدرس للتلميذ ف معاهد التعليم الول بل كانت العارف العلمية البدائية تنتقل من جيل‬
‫إل جيل عن طريق التلمذة الصناعية‪ ،‬حيث كان الرفيون الول يعملون الصبية الذين‬
‫يساعدونم أسرار الصناعة وحقائقها‪ .‬ولكن قد ند بدايات لتدريس علوم الفلك والطب ف‬
‫أنواع التعليم التقدم الذي كان يتم ف معابد قدماء الصريي على يد الكهنة‪.‬‬

‫وبالرغم من تقدم الضارة الغريقية‪ ،‬إل أن العلوم ل تكن ضمن مواد الدراسة ف مناهج الدراسة‬
‫( وهو منهج الفنون السبعة الرة ) اللهم إل الفلك الذي كانت له أهية وظيفية خاصة وهي‬
‫معرفة الوقت وتديد فصول السنة‪ .‬ويبدو أن الفلسفة الثالية الت كانت سائدة ف ذلك الوقت‪،‬‬
‫والت كانت تفرق بي العقل والس‪ ،‬وتعتب أن الواس ل تعطي مقياسا صحيحا للحقيقة‪ ،‬كان‬
‫لا تأثي ف إبعاد العلوم من مناهج الدراسة‪ ،‬على أساس أن دراستها تتطلب استخدام الواس‪.‬‬

‫ومع أننا قد ند بعض الدراسات العلمية ضمن الدراسات الت كان يقدمها الزهر القدي‪ ،‬إل أننا‬
‫نستطيع القول بأن العلوم ظلت مهملة ف الناهج الدراسية بالنسبة لعاهد التعليم العام حت نضة‬
‫العلوم الديثة ف القرني السادس عشر والسابع عشر‪ .‬ففي خلل هذين القرني بدأت النهضة‬
‫العلمية الديثة ف الظهور وأخذت تؤثر ف حياة الناس العامة والاصة‪ ،‬وتقوم بدور هام ف تطوير‬
‫الجتمعات‪ .‬ومن ث ل يكن مكنا تاهل نضة العلوم‪ .‬وبالتال بدأت أهية دراسة العلوم تتضح‪،‬‬
‫وأخذت تتل مكانا بي مواد الدراسة ف مناهج الدارس والامعات‪.‬‬

‫وف الفترة من ‪ ( 1880-1751‬ف الوليات التحدة المريكية ) كان يغلب عليها الطابع‬
‫الدين ولذلك كانت هناك حاجة لعداد أفراد متفقة ف الكلسيكيات والدين بدمة الرب ف‬
‫الكنيسة والدولة‪ ،‬ولذلك كانت الهداف الاصة بالتربية العلمية يغلب عليها الطابع الوصفي‬
‫والنفعي والدين فنجد أنا اهتمت بوصف الشياء والظواهر والعمليات الختلفة كما اهتمت إل‬
‫حد ما بالعداد لبعض الهن الت أخذت تظهر ف الجتمع ف أول خطواته للحياة الصناعية‬
‫والتجارية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وتضمنت الناهج ف ذلك الوقت الفلسفة الطبيعية والفلك والكيمياء والغرافيا‪ ،‬وقليل من علمي‬
‫اليوان واليولوجيا‪ .‬وكان التدريس يقوم على أساس تقدي القائق مع عدم العناية كثيا‬
‫بالعلقات بي هذه القائق أو بالتاهات الت تنميها لدى التعلمي‪ ،‬واستتبع هذا أن الكتب‬
‫الدرسية كانت تكتب لتساعد التلميذ على الفظ‪ .‬وال جانب هذا أثرت التاهات الدينية على‬
‫مناهج العلوم‪ ،‬وخاصة التاريخ الطبيعي والفلك واليولوجيا‪ .‬فكانت معظم الكتب الدرسية تشي‬
‫إل القائق العلمية لثبات أن اللق حكيم ورحيم‪ ،‬وبالتال يقوى إيان التلميذ بالقوة العليا الت‬
‫تيمن على الظواهر الطبيعية‪.‬‬

‫وف الق أن هذه التاهات والساليب كانت تساير روح العصر‪ .‬فقد كان أنصار الدراسات‬
‫الكلسيكية وبعض رجال الدين ف ذلك الوقت يقاومون تدريس العلوم‪ ،‬ولذلك ل يكن غريبا أن‬
‫ياول أنصارها أن يعلوا أهدافها تتمشى مع أهداف الواد الكلسيكية الوجودة‪ .‬ومع ذلك ل‬
‫يغفلوا الناحية النفعية ليدللوا على قيمتها ف الياة‪ .‬وهنا نشي أنه بالرغم من اضمحلل الغرضي‬
‫الوصفي والدين من مناهج العلوم‪ ،‬إل أن الغرض النفعي امتد – إن كان قد أخذ صورا أخرى –‬
‫ليصبح أحد التاهات الديثة ف تدريس العلوم‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬جذور التربية العلمية الحديثة‪1880 ،‬‬


‫حتى ‪1930‬‬

‫يكن تتبع جذور ما يكن أن نسميه التربية العلمية الديثة إل الزء الخي للقرن التاسع عشر؛‬
‫ولقد تأثرت التربية العلمية ف الفترة (‪ )1910-1980‬بعاملي رئيسيي ها‪:‬‬

‫•ازدهار علم نفس اللكات والتدريب الشكلي‪ :‬الت وجهت تدريس العلوم نو‬
‫الهتمام بتدريب ملكات اللحظة والتفكي وبتدريب الواس عن طريق تناول‬
‫الدوات العملية دون العناية بالقيمة الوظيفية للمعارف والهارات العلمية‪ .‬وهنا‬
‫ينبغي أن نشي إل البدء ف هذه الفترة باستخدام بعض الدوات العملية كالعدسات‬
‫واليكروسكوبات والنماذج اليضاحية ف تدريس العلوم‪ ،‬ففي عام ‪ 1886‬ت‬
‫استخدام الختب لول مرة ف تدريس العلوم ف الدرسة الثانوية العليا وكان ذلك‬
‫بارفارد ف الوليات التحدة المريكية‪.‬‬
‫•زيادة الهتمام بدور الدرسة ف العداد للجامعة‪ :‬فلقد تأثرت مناهج العلوم وطرق‬
‫تدريسها بأساتذة الامعات الختصون ف فروع العلم الختلفة‪ .‬لذلك تعرف هذه‬

‫‪3‬‬
‫الرحلة عادة برحلة سيطرة رجال الامعات وتسلطهم على مناهج العلوم ف الرحلة‬
‫الثانوية حيث أصبحت دراسة العلوم شرطا للقبول بالامعات ما جعل الدف‬
‫الساسي من تدريس العلوم ف هذه الرحلة هو إعداد الطلب للدراسة الامعية‪،‬‬
‫وعلى سبيل الثال‪ :‬نشرت جامعة هارفارد بأمريكا سنة ‪ 1887‬تقريرا احتوى على‬
‫قائمة تشمل ‪ 46‬تربة عملية يب أن يقوم با كل من يدرس الفيزياء ف الدرسة‬
‫الثانوية كشرط لقبوله بذه الامعة‪ .‬وقد كان لذا التقرير أثر كبيا ف تدريس‬
‫الفيزياء حيث أنه عمل على زيادة الهتمام بالعمل ف الدرسة الثانوية‪.‬‬

‫وتيزت الفترة من ‪ 1930 -1910‬بزيادة إقبال طلب ذوي مستوى اجتماعي واقتصادي‬
‫متواضع على الدرسة الثانوية ما أحدث تغيي ف طبيعة متمع الدرسة انعكس على أهدافها‪،‬‬
‫وصاحب ذلك تطور ف النظريات السيكولوجية حيث أخذت نظرية الثي – الستجابة تطغى‬
‫على نظرية اللكات والتدريب الشكلي‪ ،‬كما بدأ الجتمع التاه نو التصنيع‪.‬‬

‫ولذا قامت لنة العلوم ‪ 1920‬بدراسة حاولت فيها نقل الهتمام من الادة العلمية ذاتا إل ما‬
‫يطلق عليه مفهوم النفعة الجتماعية‪ ،‬وقد تأثرت أهداف التربية العلمية بذه العوامل فبدأ ظهور‬
‫اتاهي لتدريس العلوم‪:‬‬

‫•التاه الول‪ :‬دعا إليه ديوي وكلباتريك‪ .‬واهتم باجات ودوافع التعلم‪.‬‬
‫•التاه الثان‪ :‬دعا إليه جيولد كريج‪ .‬واهتم بتدريس الوقائع والعلومات العلمية‪.‬‬

‫ولقد انعكس هذين التاهي على بناء مناهج الرحلة البتدائية‪ ،‬حيث ظهر مدخلي ها مدخل‬
‫"دراسة الطبيعية" ومدخل "مبادئ العلوم"‪ .‬فدراسة الطبيعة هو مدخل تكاملي متمركز حول‬
‫التعلم ويركز على مساعدة الطلب على تنمية حبهم للطبيعة‪ .‬وركّز الحتوى ف الساس على‬
‫دراسة النباتات واليوانات البيئة‪ ،‬مع تأكيد العلمي على دراسة البيئة الحليّة من خلل الرحلت‬
‫داخل القول وعلى طول شواطئ البحيات ليقوم الطفال باللحظات اليدانية‪ ،‬والرسوم‪،‬‬
‫والوصف‪ ،‬وبذلك يتحقق الربط بي دراسة العلوم ودراسة اللغة والفنّ‪.‬‬

‫وتعد حركة "مبادئ العلوم" هي الدخل البديل لـ"دراسة الطبيعة" ف الدرسة البتدائية الت‬
‫عرّفت ولّصت من قبل جيولد كريج ف دراسة قام با على منهج "مبادئ العلوم" حيث اقترح‬
‫برنامج لدراسة العلوم من منظور واسع بتضمن علوم الياة الطبيعة‪ .‬ولقد ابتكر برنامج مستمر‬

‫‪4‬‬
‫من الروضة حت الصف الثامن مستهدفا تطوير فهم الفكار الرئيسية ف العلم‪ .‬ولقد ت تطوير‬
‫متوى "مبادئ العلوم" من قبل لان تضم العلمي والباء الذين حددوا الفكار والتعميمات‬
‫الهمة الت ينبغي التأكيد عليها من صف دراسي إل آخر‪ .‬ويعد مدخل "مبادئ العلوم" أكثر‬
‫تريدا من مدخل "دراسة الطبيعة" الذي يؤكد أول على خبات التلميذ اليدوية ف الطبيعة‬

‫وبالنسبة للمرحلة الثانوية فقد تكونت مناهج العلوم بالرحلة الثانوية حت عام ‪ 1920‬من فصل‬
‫دراسي واحد ف العديد من الواد الختلفة مثل مادة الفلك‪ ،‬اليولوجيا‪ ،‬الغرافية الطبيعية وعلم‬
‫النبات وعلم اليوان والفسيولوجي وذلك ف السنتان الول من الرحلة الثانوية‪ .‬ولقد قامت‬
‫"هيئة منهج العلوم بالرحلة الثانوية" بعل مقرر العلوم العامة والحياء والكيمياء والفيزياء سنة‬
‫دراسية كاملة‪.‬‬

‫ولقد غي معلمو الرحلة الثانوية ‪ -‬قرب ناية تلك الفترة‪ -‬من أهدافهم لتتضمن التاهات‬
‫والعمليات والتطبيقات العلمية‪ .‬ولقد تضمنت بعض الهداف الرئيسية الت وضعت أثناء تلك‬
‫الفترة التفكي العلمي وفهم طرق البحث العلمي‪ ،‬وتطوير التاهات نو العلم‪ ،‬وزيادة التأكيد‬
‫على التطبيقات العملية للمعرفة العلمية‪.‬‬

‫ولقد أثر نشأة " الرحلة العدادية " ‪-‬كمرحلة انتقالية بي الرحلة البتدائية والرحلة الثانوية‪-‬‬
‫على مناهج العلوم ولذلك ت اقتراح أن يصبح السلم التعليمي ‪ .3-3-6‬بيث تكون "مبادئ‬
‫العلوم" قاصرة على الراحل من الروضة حت الصف السادس‪ .‬وكان قبل ظهور الرحلة العدادية‬
‫تدرس مادة العلوم العامة لطلب الصف التاسع الذين ل يلتحقون بالتعليم الثانوي بدل من مادة‬
‫العلوم الفيزيائية‪ .‬وبإضافة الرحلة العدادية ت إنزال مادة العلوم العامة إل الصف السابع‬
‫والثامن‪ ،‬وأصبح تقدي العلوم العامة ف تلك الرحلة من المور الشائعة لعدّة سنوات‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من أن الرحلة العدادية صمّمت كمرحلة انتقالية بي الرحلة البتدائية والرحلة الثانوية‬
‫إل أن مناهجها قد أخذ مظهر وخصائص الرحلة الثانوية حيث ت تقسيم العلمي إل أقسام‬
‫حسب الواد الدراسية بالضافة إل أن القررات القدمة تعكس نفس مقررات الرحلة الثانوية‪.‬‬

‫مناهج العلوم والتربية التقدمية ‪1950 - 1930‬‬

‫خلل تلك الفترة‪ ،‬ظهرت العديد من الدراسات والتقارير الت أثر على التربية العلمية‪ ،‬ففي عام‬
‫‪ 1932‬نشرت " المعية الوطنية لدراسة التربية ‪the National Society for the‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ " Study of Education‬دراسة تت عنوان " برنامج لتدريس العلوم ‪A program‬‬
‫‪ " for science teaching‬والذي وجه بعض النقد لناهج العلوم والذي يكن تلخيصه‬
‫فيما يأت‪:‬‬

‫•الهتمام بتدريس بعض القواني والتعميمات أكثر من الهتمام بتدريس الشياء‬


‫الحسوسة ف البيئة‪.‬‬
‫•الهتمام بالقدرة على تذكر العلومات واستخدام طرقا ثابتة لل الشكلت‪.‬‬
‫•زيادة الهتمام بالرياضيات لتنمية الهارات اللزمة عند التلميذ لل مشكلت‬
‫الفيزياء‪.‬‬
‫•الهتمام بقيام التلميذ بعدد من التدريبات العلمية الت ل تثي اهتمامهم‪.‬‬
‫•عدم مراعاة الفروق الفردية بي التلميذ‪.‬‬
‫•عدم الهتمام بتنمية قدرة التلميذ على التفكي البتكاري‪.‬‬
‫•عدم توجيه العناية إل تنمية النواحي العاطفية والجتماعية عن التلميذ‪.‬‬

‫وحددت الدراسة الهداف الرئيسية للتربية ف‪:‬‬

‫‪-‬الساعدة ف تقيق الهداف العامة للتربية الليبالية بالهتمام بالتعلم‪.‬‬


‫‪-‬مساعدة الطالب على اكتساب وفهم الفكار الساسية والفاهيم والتعليمات الت‬
‫تعينه على فهم وتفسي القائق العلمية وتطبيقاتا ف الياة‪.‬‬

‫كما اقترحت الدراسة منهج متصل خلل السنوات الدراسية الثنا عشر‪ ،‬وت تنظيم مقررات‬
‫العلوم حول البادئ والتعميمات والفكار الكبى ف العلم كما ت عرض العلم ف هذه القررات‬
‫كطريقة للبحث‪ .‬وعلى الرغم من أن مصطلح " الستقصاء العلمي" ل يكن يستعمل إل أن‬
‫العتقاد بأن تدريس العلوم يب أن يتخطى التركيز على تعليم القائق بيث ينغمس الطلب ف‬
‫أنشطة البحث العلمي كاللحظة وتريب والفتراض‪.‬‬

‫ولقد اقترح مؤلفو البنامج بأن التربية العلمية يب أن تسهم ف الدف الرئيسي للتربية وهو‬
‫إثراء الياة من خلل الشتراك ف نظام اجتماعي ديقراطي‪ ،‬كما اقترحوا أن تقاس فاعلية الواد‬
‫الدراسية من خلل مدى ملئمتها ليول وآمال التعلمي‪ ،‬واقترحوا أيضا بأن يتضمن الحتوى‬

‫‪6‬‬
‫الشكلت ذات الصلة بياة التعلمي إضافة إل الشكلت العلمية الت تكنه من استخدام‬
‫أساليب البحث العلمي‪.‬‬

‫وف عام ‪ 1938‬أجرت " رابطة التربية التقدمية ‪the progressive Education‬‬
‫‪ " Association‬دراسة عن دور " العلوم ف التعليم العام ‪Science in General‬‬
‫‪ "Education‬أكدت على النفعة الجتماعية والتفاعل بي العلم والجتمع‪ ،‬وإشباع حاجات‬
‫الراهق أثناء تفاعله مع بيئته ف الجالت الساسية للحياة‪ .‬وأوصت الدراسة بضرورة الهتمام‬
‫بسيكولوجية التعلمي عند بناء الناهج‪ ،‬كما أوصت كذلك بضرورة ربط العلوم بالياة اليومية‪.‬‬
‫وطبقا لذه الدراسة فإن الدف الرئيسي من دراسة العلوم هو‪:‬‬

‫‪-1‬إكساب الطالب القدرة على فهم العلم‬


‫‪-2‬تنمية قدرة الطالب على التفكي‬
‫‪-3‬تنمية مهارات حل الشكلت‪.‬‬
‫‪-4‬تنمية بعض التاهات والطباع الفيدة ف حل الشكلت‬

‫وكان تدريس العلوم ف هذه الفترة يهتم بتحقيق حاجات الجتمع ومتطلباته من ناحية وحاجات‬
‫الدارس الراهق من ناحية أخرى‪.‬‬

‫ولقد كانت حركة التربية التقدمية بديل ميزا للتربية التقليدية‪ ،‬ويرى جون ديوي أن هذه الركة‬
‫نحت ف جذب العديد من الربي لنا كانت متناغمة مع الديقراطية ف أمريكا حيث قال‪" :‬‬
‫الشئ الوحيد الذي زكى الركة التقدمية هو أنا تبدو أكثر التزاما بالبادئ والقيم والديقراطية‬
‫لشعبنا من التربية التقليدية الت يشيع فيها النظام الستبدادي‪ ،‬بالضافة إل ذلك فقد ساهت‬
‫الطبيعة النسانية لذه الركة مقارنة بقسوة الدرسة التقليدية ف تقبل العلمي لتلك الركة‬
‫الديدة"‬

‫ولقد أثرت السمتان السابقتان على التربية بشكل عام‪ ،‬ولكن هناك سة أخرى أدت إل جذب‬
‫معلمي العلوم إل تلك الركة وهي فكرة " النهج التمركز حول التعلم " وطريقة الشروع‪ ،‬وقد‬
‫بقيت هاتي الفكرتي إل يومنا هذا‪ ،‬وعلى مر السني أعطت هاتي السمتي درجات متفاوتة من‬
‫الهتمام فعلى سبيل الثال‪ ،‬ففي أواخر الستينات والسبعينات تثل النهج التمركز حول الطالب‬

‫‪7‬‬
‫عن طريق حركة التربية النسانية‪ ،‬وتتشابه الفكار النسانية ف الوقت الاضر مع نوذج التربية‬
‫التقدمية ف الثلثينيات‪.‬‬

‫ولقد أدت "حركة التربية التقدمية" إل تطوير عدد من الدارس التجريبية الت جسدت فلسفة‬
‫العلمي التقدميي‪ .‬ولقد كان تدريس العلوم ف الدارس التقدمية فرصة لنغماس الطلب مباشرة‬
‫ف دراسة الطبيعة أو ف التجارب اليدوية حول ظواهر علمية‪ .‬وهناك ثراء ف الدبيات التربوية‬
‫الت تصف التجارب البتكرة ف الناهج " التمركزة حول التعلم " مثل مدارس ديوي للمستقبل‪،‬‬
‫ومدرسة لينكولن‪ ،‬ومدرسة باركر‪.‬‬

‫وف الفترة ‪ 1942‬أثناء الرب العالية الثانية حيث كان لشتراك الوليات التحدة المريكية ف‬
‫الرب أثره على الجتمع وظهرت مطالب وحاجات جديدة للمجتمع مثل‪:‬‬

‫‪ -1‬الاجة لنشر الوعي المن والمان‪.‬‬


‫‪ -2‬الاجة إل الد من الستهلك‬

‫وكان من أهداف التربية العلمية الساهة ف تقيق التربية المانية والتربية الستهلكية‪ ،‬الحافظة‬
‫على الصادر الطبيعية‪.‬‬

‫وقد خلفت الرب العالية الثانية مآسي وذعرا نوويا على الفترة التالية لا واته الفكرون للمناداة‬
‫بالاجة للعلقات النسانية وضرورة العمل على إياد تفاهم متبادل بي الدول لتجنب الخطار‬
‫الت تدد البشرية‪ ،‬ولذلك ند أن أهداف التربية العلمية كانت مرتبطة بطرائق العلم والتاهات‬
‫الت يب أن يتسم با العمل العلمي‪.‬‬

‫ومع قرب ناية هذه الفترة عام ‪ ،1947‬كان هناك تأكيد متزايد على أهية العلوم ف التعليم‬
‫العام‪ ،‬فلقد أخرجت" المعية القومية لدراسة التربية ‪the National Society for‬‬
‫‪ " study of Education‬ف الكتاب الربعي ( السنوي للتربية ) دراسة عن " تعليم‬
‫العلوم ف الدارس المريكية ‪"Science Education in American Schools‬‬
‫حيث أكدت على ‪:‬‬

‫‪ -1‬الضمون الجتماعي للعلم‪.‬‬


‫‪ -2‬مسئولية العال عن فهم وتقدير النتائج الجتماعية للكشوف العلمية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -3‬دور العلم كقوة اجتماعية لا خطرها وأهيتها للمواطن‪.‬‬

‫وأكدت الدراسة على أن تعليم العلوم ينبغي أن يتوافر فيه الشروط التالية‪:‬‬

‫‪-‬ينبغي أن يكون تعليم العلوم مبكرا ف خبات الطفل‪.‬‬


‫‪-‬ينبغي أن يكون تعليم العلوم ف الرحلة البتدائية والعدادية ف صورة علوم‬
‫متكاملة‪ ،‬حت بالنسبة للطلب الذين يذهبون إل الكليات‪ ،‬فالقررات العامة ف‬
‫العلوم الطبيعية والعلوم البيولوجية ينبغي أن تقدم مساهة أعظم إل التعليم العام‬
‫للطالب وتضيه للدراسة ف الستقبل أكثر من القررات النفصلة ف الفيزياء‬
‫والكيمياء‪.‬‬
‫‪-‬تطوير القدرة على استخدام السلوب العلمي لل الشكلت واكتساب التاهات‬
‫العلمية‪.‬‬

‫واقترحت الدراسة أن التربية العلمية يب أن يكون لا دور ف تقيق الهداف التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬اكتساب القائق بصورة وظيفية‪.‬‬


‫‪ -2‬اكتساب الفاهيم بصورة وظيفية‪.‬‬
‫‪ -3‬الفهم الوظيفي للمبادئ العلمية‪.‬‬
‫‪ -4‬اكتساب الهارات العلمية الناسبة‪.‬‬
‫‪ -5‬اكتساب مهارات حل الشكلت‪.‬‬
‫‪ -6‬تنمية التاهات العلمية‪.‬‬
‫‪ -7‬تنمية تقدير العلم والعلماء‪.‬‬
‫‪ -8‬العناية بالهتمامات واليول‪.‬‬
‫‪ -9‬تنظيم برامج العلوم حول مشكلت ذات قيمة اجتماعية‪.‬‬

‫العصر الذهبي للتربية العلمية ‪1970 – 1950‬‬

‫لقد شهدت التربية العلمية ف الفترة ‪ 1970 -1950‬تطور كبي ف بناء مناهج العلوم ل‬
‫تشهدها أي فترة أخرى‪ ،‬وهي الفترة الت تدخلت فيه الكومة الفيدرالية ف التعليم وأنفقت مبالغ‬
‫مالية ضخمة من أجل تطوير التعليم وتدريب العلمي‪ .‬لقد كانت بق كما يسميها البعض العصر‬
‫الذهب للتربية العلمية‪ .‬ولكن لاذا حدث هذا؟ وما القوى الت أثرت ف هذه الركة؟‬

‫‪9‬‬
‫فلقد تزايد التطور العلمي والتكنولوجي بعد الرب العالية الثانية بشكل هائل‪ ،‬وغدا العلم‬
‫والتقنية مسخرين بصورة ل يسبق لا مثيل من قبل ف جيع مالت الياة‪ ،‬مثل القتصاد‪،‬‬
‫والصناعة والدفاع‪ ،‬ومن ث زادت الاجة إل نوع جديد من العمالة الدربة وأدى ذلك إل‬
‫الطالبة بتطوير مناهج العلوم ف التعليم الرسي‪ ،‬وبتصميم جديد للكتب الدراسية يستند إل أسس‬
‫معرفية تربوية وسيكولوجية مددة‪.‬‬

‫بالضافة إل ما سبق فقد تزيد مع أوائل المسينات القلق المريكي من التاد السوفيت الذي‬
‫وصل إل حد الستريا حيث كانت أمريكا ف حرب باردة مع التاد السوفيت‪ ،‬ولقد بات من‬
‫التيقن لدى المريكيي أن التاد السوفيت ييك الؤامرات حول العال للتخلص من الديقراطية‬
‫الغربية‪ ،‬ولقد زادت ماوف المريكيي نتيجة تطور السلح النووي الروسي ما زاد من العتقاد‬
‫بأن التفوق المريكي بدأ ينهار‪.‬‬

‫ولقد أوصت المعية القومية لعلمي العلوم ‪The National Science Teachers‬‬
‫‪ )Association (NSTA‬والمعية المريكية لتقدم العلوم ‪The American‬‬
‫‪ )Association for The Advancement of Science (AAAS‬بضرورة‬
‫تعديل مناهج العلوم لكي تساير التطور الذهل ف العرفة العلمية‪ .‬وقد حدثت بعض التغيات ف‬
‫الناهج إل أن هذا التغي كان طفيفا‪.‬‬

‫وف عام ‪ 1950‬ت إنشاء " الؤسسة القومية للعلوم ‪the National Science‬‬
‫‪ "Foundation‬والت أخذت على عاتقها مواجهة مشكلة نقص القوى البشرية ف العلم‬
‫والندسة وتدريب العلمي لتطوير طرق تدريسهم‪ ،‬وكذلك إعادة النظر ف الكتب الدرسية‬
‫الطبقة الت ل تكن صالة للتغيات العلمية والتكنولوجية‪.‬‬

‫وف عام ‪ 1957‬تعرضت مناهج الفيزياء ف أمريكا للنقد اللذع من أساتذة الامعات بعد إطلق‬
‫القمر السوفيت سبوتنك والذي كان بثابة مؤشر هام يدل على تفوق العلوم الروسية وسارعت‬
‫الوليات التحدة المريكية إل علمائها تمعهم وتثهم على النظر ف تطوير مناهج العلوم‬
‫والرياضيات وإعادة صياغتها‪ ،‬ولذا نشطت الهود ف أمريكا ف أواخر المسينيات للنهوض‬
‫بناهج العلوم وظهر أكثر من ‪ 53‬مشروع منفصل لتطوير مناهج العلوم تكلفت حوال ‪117‬‬
‫مليون دولر‪ ،‬ويوضح الدول التال أهم تلك الشروعات‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫سنة‬
‫الحتوى‬ ‫الصف‬ ‫اسم الشروع‬
‫البدء‬
‫‪Physical Science‬‬
‫الفيزياء‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1956‬‬ ‫‪Study Committee‬‬
‫‪)(PSSC‬‬
‫الفيزياء‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1962‬‬ ‫‪Project physics‬‬
‫‪Chemical Bond‬‬
‫الكيمياء‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1957‬‬ ‫‪)Approach (CBA‬‬
‫الكيمياء‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1959‬‬ ‫‪CHEM Study‬‬
‫•النهج الصفر‪ :‬العلوم‬
‫البيولوجية‪.‬‬
‫•النهج الزرق‪ :‬الدخل‬ ‫‪Biological Sciences‬‬
‫الزيئي‪.‬‬ ‫‪9،10 1958‬‬ ‫‪Curriculum Study‬‬
‫‪)(BSCS‬‬
‫•النهج الخضر‪ :‬الدخل‬
‫البيئي‪.‬‬
‫الرحلة العدادية‬
‫‪Introductory‬‬
‫الادة والطاقة‬ ‫‪8،9‬‬ ‫‪1965‬‬ ‫‪Physical Science‬‬
‫‪)(IPS‬‬
‫الدخل البين ف تدريس اليولوجيا‬ ‫‪Earth Science‬‬
‫‪8،9‬‬ ‫‪1962 Curriculum Project‬‬
‫والفلك والرصاد وعلم الحيطات‪.‬‬ ‫‪)(ESCP‬‬
‫الصفوف السابع والثامن تركز على‬
‫العلوم الفيزيائية أما الصف التاسع‬ ‫‪Intermediate‬‬
‫فتكون من ‪ 8‬كتب تركز على‬ ‫‪7،8،9 1965 Science Curriculum‬‬
‫البيولوجي وعلوم الرض والفضاء‬ ‫‪)Study (ISCS‬‬
‫وعلوم البيئة‪.‬‬
‫الرحلة البتدائية‬
‫العلوم الفيزيائية والياتية‬ ‫‪K-6 1961 Science Curriculum‬‬

‫‪11‬‬
‫‪Improvement Study‬‬
‫‪)(SCIS‬‬
‫عمليات العلم مثل‪ :‬اللحظة والقياس‬ ‫‪Science - A Process‬‬
‫‪K-8‬‬ ‫‪1963‬‬ ‫‪)Approach (SAPA‬‬
‫والتصنيف والستنتاج وضبط التغيات‬
‫متوى يدده التعلم بنفسه اعتمادا على‬ ‫‪Elementary Science‬‬
‫‪K-8‬‬ ‫‪1963‬‬ ‫‪)Study (ESS‬‬
‫مدى عريض من الوضوعات العلمية‪.‬‬

‫ولقد تيزت تلك الشروعات ببعض الصفات الشتركة منها‪:‬‬

‫•كان معظم الشاركي ف الشروعات من الكادييي ف فروع العلوم الختلفة ولذا‬


‫كان التأكيد على العلوم الكاديية البحثية ونظريات العلم أكثر من العلوم التطبيقية‬
‫والتكنولوجية‪.‬‬
‫•التأكيد على بنية العلم عند اختيار الحتوى أكثر من التأكيد على احتياجات التعلمي‬
‫•إعداد النهج حول موضوع واحد أو موضوعات موحدة‪.‬‬
‫•ماولة تدريس كل من عمليات العلم ونتائجه باستخدام أسلوب استقصائي‪.‬‬
‫•تصميم العمل العملي بيث يساعد التلميذ على الستفادة بالبة العملية‬
‫والقياسات الكمية والتكامل بي الفكار والتجارب‪ ،‬والقائق والنظريات‪ ،‬واليد‬
‫والعقل‪.‬‬
‫•استخدام الرزم العملية وهي تشمل على أدوات العمل ومعينات سعية وبصرية‪،‬‬
‫واختبارات‪.‬‬
‫•قراءة إضافية بانب الكتاب الدرسي والدليل العملي للطالب‪.‬‬
‫•إعداد وتدريب العلمي على تناول هذه القررات بطريقة تتسق مع الفلسفة الديدة‪.‬‬
‫•تشابه مناهج الرحلة العدادية والثانوية وكذلك الامعية لرتفاع مستوى التناول‬
‫وعمقه‪.‬‬

‫المرحلة الّرابعة‪ .‬رد الفعل على الثورة التي حدثت في‬


‫المناهج ‪1983-1970-‬‬

‫وعلى الرغم من التطور الام ف مال التربية العلمية إل أن التربويي اكتشفوا ف السبعينات أن‬
‫مناهج العلوم الت طورت تناسب فئة معينة من الطلبة وهم العلماء والهندسون‪ .‬والسواد العظم‬

‫‪12‬‬
‫من الطلب لن يكونوا من هذه الفئة‪ .‬حيث أن الناهج ف هذه الرحلة كانت تركز على الانب‬
‫الكاديي‪ ،‬ول تأخذ ف اعتبارها الانب الجتماعي للعلم أو الوانب الشخصية للمتعلمي‪،‬‬
‫ولذلك ظهرت حركة إصلح جديدة ف عقد السبعينات تدعو إل ضرورة تطوير الناهج للتنور‬
‫العلمي ‪ scientific literacy‬لتناسب فئة علماء ومهندسي الستقبل وتناسب الفئة الكب‬
‫من الجتمع أيضا‪.‬‬

‫وقد بدأت عدة مشروعات رئيسية ف أواخر الستينات واكتملت ف أوائل السبعينات وهي‪:‬‬

‫‪)1‬مشروع هارفارد لتطوير تدريس علم الفيزياء ف الوليات التحدة المريكية‬


‫‪ Harvard Project of Physics‬وقد طرحت الطبعة الولية‬
‫للمنهج عام ‪ 1967‬وكان يهدف إل ربط الفيزياء بالدارسات النسانية‪.‬‬
‫وقد حرص القائمون على الشروع أن يراعي القرر التفاوت الكبي ف‬
‫قدرات التلميذ وأن يكون جذابا ومناسبا لم‪ ،‬وأن يصمم على مستوى‬
‫التلميذ التوسط أو العادي متخذا من الدخل التاريي التطوري أسلوبا‬
‫لتناول مفاهيم علم الفيزياء بصورة تدريية يبز من خللا دور العلماء ف‬
‫داخل السياق الجتماعي والسياسي على مدى التسلسل الزمن‪ ،‬وموضحا‬
‫ف نفس الوقت الرتباط بي الفيزياء والنشاطات العقلية والفنية‬
‫والجتماعية الخرى للنسان‪.‬‬
‫‪)2‬مشروع ‪Engineering Concepts Curriculum‬‬
‫‪ )project (ECCP‬ف عام ‪ 1971‬والذي أعد مقرر باسم " العال من‬
‫صنع النسان ‪ "The Man Made World‬وجاء هذا القرر بثابة‬
‫رد آخر على التدهور الستمر ف تعليم العلوم الفيزيائية‪ .‬واعتقد مؤلفو هذا‬
‫القرر أن التعليم يب أن يكون متعا كما أن العلم يب أن يكون سهل‪،‬‬
‫وأن العلم التطبيقي (التكنولوجيا الديثة ) يس حياة الناس أكثر من العلوم‬
‫النظرية‪ .‬واستهدف مؤلف هذا القرر تنمية الثقافة التكنولوجية بي مواطن‬
‫الستقل الذين سيعيشون ف عصر التكنولوجيا‪ .‬ولتحقيق هذه الهداف ت‬
‫تصميم مقررا يقوم على أساس نظم العلومات والوضوعات الرتبطة با مثل‬
‫اتاذ القرار والنمذجة والديناميكا والتغذية الراجعة والثبات والتصميم‬
‫النطقي كذلك دخل مفهوم الكمبيوتر ف بعض جوانب القرر‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪)3‬مشروع منهج العلوم التوسطة ‪Intermediate Science‬‬
‫‪ )Curriculum Study (ISCS‬ف عام ‪ 1972‬وهو عبارة عن‬
‫سلسلة من القررات التكاملة مصممة أساس للستخدام ف الرحلة‬
‫العدادية‪ ،‬وتشمل كل هذه القررات تقريبا على تارين معملية من الت‬
‫يؤديها التلميذ بنفسه ما يساعد على علج وإثراء النهج‪ .‬وقد اشتمل مقرر‬
‫الستوى الول على مفاهيم وقواني فيزيائية متارة ( الطاقة )‪ ،‬أما الستوى‬
‫الثان فقد كان مستمدا من الكيمياء ( الادة ) ومبن على الستوى الول‪،‬‬
‫واشتمل الستوى الثالث على مموعة من الوحدات من العلوم البيولوجية‬
‫وعلوم الرض تطبيقا للمفاهيم والقواني الت ت تنميتها ف السنتي الوليتي‬
‫للبنامج‪ ،‬كذلك أعطى اهتمام لوانب عمليات العلم‪ ،‬وماولة استخدام‬
‫الفكار العاصرة لعلماء النفس التعليمي‪ ،‬وكان الغرض من هذه القررات‬
‫هو تقدي مساعدة تعليمية للعلوم بدارس العلوم التوسطة عن طريق تنمية‬
‫الثقافة العلمية إل جانب تنمية الهارات‪ ،‬وأيضا تنمية الفهم الطلوب‬
‫لدراسة مقررات الدرسة الثانوية‪.‬‬
‫‪)4‬مشروع " أفكار وأباث ف العلوم ‪Ideas and Investigations‬‬
‫‪ "in Science‬الذي نشر عام ‪ 1971‬حيث اعتمد هذا النهج على‬
‫الستخدام اليومي تقريبا لنشطة معملية قصية‪ .‬وصفة عامة وعلى العكس‬
‫من الشروعات السابقة تيز هذا الشروع بأنه صمم استجابة للمشكلت‬
‫الوجودة ف الدارس با فيها الشكلت العنصرية والطائفية‪ ،‬ويدور حول‬
‫اهتمامات الشباب ومشكلتم مثل الكحول والعقاقي الخدرة والخدرات‬
‫والتدخي والفساد والنس والمراض التناسلية وقد كتب بأسلوب‬
‫وعبارات يستخدمها ويألفها أكب عدد من التلميذ وتيز ببساطة الصور‬
‫والشكال التوضيحية الوجودة فيها‪.‬‬
‫‪)5‬بالنسبة لتعليم الكيمياء ف الدارس الثانوية فقد أدرك مموعة من الساتذة‬
‫ف الامعات والدارس الثانوية الاجة إل أفكار جديدة للكيمياء ف الدارس‬
‫العامة‪ ،‬وحاولوا جعل الكيمياء مادة أكثر شعبية وعمومية‪ ،‬والتوسع ف‬
‫تدريس الكيمياء بيث يضم عددا من التلميذ أكب من أولئك الذين درسوا‬
‫مشاريع ‪ CHEM‬أو ‪ CBA‬أو الشاريع الرائدة الخرى‪ .‬وتوجهت‬

‫‪14‬‬
‫جهود التهمي بتعليم الكيمياء نو تطوير مقرر جديد أكثر مرونة وإمتاعا‬
‫وأكثر سهولة من القررات الكاديية الت كانت موجودة ف ذلك الوقت‪.‬‬
‫وتخضت هذه الهود عن مقرر أعد ف عام ‪ 1972‬ونشر عام ‪11973‬‬
‫بعنوان‪Interdisciplinary Approaches to :‬‬
‫‪.)chemistry (IAC‬‬
‫‪)6‬وف عام ‪ " 1976‬نظام التعليم الفردي للعلوم " ‪Individualized‬‬
‫‪ )Science Instructional System (ISIS‬كرد فعل آخر‬
‫ضد عدم مرونة معظم مفاهيم العلوم ف مرحلة ثورة الناهج ف الستينيات‪،‬‬
‫وقد تألف هذا النظام من عدد كبي من القررات الصغية الت تأخذ شكل‬
‫الوديول‪ .‬وهذه الوديولت مصممة بيث تضم بداخلها أناطا متلفة من‬
‫مقررات العلوم تتراوح ما بي ‪ 9‬إل ‪ 12‬مقرر‪ ،‬وف لب كل مقرر من هذه‬
‫القررات الصغية يوجد عدد من النشطة‪ ،‬فضل عن أنشطة أخرى عديدة‬
‫ف أجزاء أخرى من القرر‪ ،‬ويكن ترتيب هذه النشطة الوجودة ف كل‬
‫جزء من القرر بأي شكل أو نظام؛ باستثناء النشطة التخطيطية الت‬
‫صممت كمطالب أساسية‪ ،‬وتضمن القرر أشرطة كاسيت مصاحبة للعديد‬
‫من هذه القررات الصغية‪ ،‬ويشتمل كل منها على موضوعات نوعية‪،‬‬
‫مفردات اختبارات بسيطة‪ ،‬وقد اهتم مصممو ‪ ISIS‬بالعدد الكب من‬
‫التلميذ الذين يرفضون مقررات العلوم بالدرسة الثانوية‪ .‬لذلك كان‬
‫مشروعهم مصمما لذب نطاق كبي من اهتمامات وقدرات التلميذ‪.‬‬

‫وف ناية السبعينات عام ‪ 1978‬م عقد مؤتر تبليسي ‪ Tbilisi‬الدول للتربية البيئية والت‬
‫أكدت توصياته على ضرورة الهتمام بالشكلت البيئية وخاصة القضايا البيئية العالية‪ ،‬وأكدت‬
‫على ضرورة تنمية الوعي البيئي لدى أبناء الجتمع‪.‬‬

‫مة في خطر‪ ،‬الثمانينات‬


‫المرحلة الخامسة‪ :‬تقرير أ ّ‬
‫أدى ظهور الارد القتصادي والتكنولوجي الديد (اليابان) إل استشعار الغرب بالطر ‪....‬‬
‫وضرورة الستجابة لذا التحدي العلمي الديد‪ ،‬وساعد على استنفار الغرب ما نشر ف أوائل‬
‫الثمانينيات من التقارير الت تدعو إل العودة ليام ما بعد "سبوتنك" واستجابة لذلك ظهرت‬

‫‪15‬‬
‫بعض الشروعات الت مولت عن طريق الصناعة‪ .‬ركز العديد من هذه الشروعات على موضوع‬
‫العلم‪ ،‬التكنولوجيا والجتمع‪ ،‬فضل عن استخدام الكمبيوتر ف الدارس‪ .‬وت تدريب العلمي‬
‫وخاصة معلمي العلوم والرياضيات للقيام بتدريس الكمبيوتر‪ .‬كما ظهرت قضايا جدلية متعددة‬
‫ف العلوم والتربية العلمية مثل حقوق اليوان‪ ،‬تنظيم السرة‪ ،‬الندسة الوراثية‪ ،‬الحافظة على‬
‫التنوع البيولوجي‪ ،‬الفاظ على البيئة‪ ،‬والت ارتبطت بحتوى الناهج الدرسية وأثرت على اهتمام‬
‫وتقدير التلميذ لبعاد العلقة بي العلم والتكنولوجيا من ناحية والجتمع والبيئة من ناحية أخرى‪.‬‬

‫ففي عام ‪ 1983‬نشرت اللجنة القومية للرتقاء بالتعليم ‪National Commission on‬‬
‫‪ )the Excellence of Education (NCEE‬تقرير على نطاق واسع بعنوان أمة ف‬
‫خطر ‪ A National at risk‬الذي كان بثابة إشارة تذير للمجتمع وجعل الناس أكثر‬
‫إدراكا لشاكل التربية‪ ،‬وتل ذلك تقارير قومية أخرى كان أحدها بعنوان ( تعليم المريكيي‬
‫للقرن الادي والعشرين ) ‪ Educating Americans for the 21st century‬عام‬
‫‪ 1983‬الذي أشرفت عليه اليئة القومية للعلوم‪ ،‬والذي دعي إل الاجة إل مواطني لديهم ثقافة‬
‫ف الرياضيات والعلوم‪ ،‬وربا كان دعوة للعودة إل أيام ما بعد ‪ sputnik‬مرة أخرى وذلك‬
‫لهتمامه بالحتوى‪ .‬دعي بعض من كانت لم ردود فعل ضد مشروعات الناهج السابقة إل‬
‫التعليم الشترك للعلوم والرياضيات مع الخذ ف العتبار الدروس الستفادة من حقبة ما بعد‬
‫سبوتنك فضل عن التأكيد على الرصانة الكاديية ف الادة العلمية الت يب تقديها للمتعلم‪.‬‬
‫وعلى أية حال ل تشمل القترحات تأكيدا على البحث حول التعليم النسان والتنمية العرفية‬
‫لدى التلميذ وتدريب العلمي على استراتيجيات تقوم على هذا التدخل‪ .‬المر الذي ل يسفر إل‬
‫عن تغي طفيف ف الفصل الدرسي‪.‬‬

‫استجابة للدعوة إل الاجة لواطني لديهم ثقافة ف الرياضيات والعلوم والعودة ليام ما بعد‬
‫سبوتنك ظهرت بعض الشروعات الصغية الت مولت عن طريق الصناعة‪ ،‬واستهدفت هذه‬
‫الشروعات تقيق بعض الصرامة والفاهيم البتكرة داخل القرر‪ ،‬وقد نشرت هذه الشروعات‬
‫والكتب وموديولت الناهج عن طريق المعية القومية لعلمي العلوم ‪ NSTA‬ركز العديد منها‬
‫على موضوع العلم والتكنولوجيا والجتمع‪ ،‬حيث اتضحت أهية هذا الوضوع ف الثمانينات‬
‫عندما نشرت المعية القومية لعلمي العلوم ثلثة كتب سنوية ترتبط بذا الوضوع‪ .‬وأصدرت‬
‫جامعة بنسلفانيا مشروع " العلوم من خلل العلم والتكنولوجيا والجتمع " ‪Science‬‬
‫‪ )through Science, Technology, and society (S-STS‬الذي أدى إل‬

‫‪16‬‬
‫تكوين فريق عمل من الهتمي بالعلم والتكنولوجيا والجتمع‪ ،‬وتضمنت أنشطة هذا الفريق‬
‫مراجعة وعمل بيان مفصل عن مواد منهج (‪ )STS‬العلم والتكنولوجيا والجتمع‪ ،‬ونشرها ف‬
‫التقارير الصحفية‪.‬‬

‫فضل عن ذلك قامت العديد من النظمات الحلية والعالية مثل المعية القومية للعلم‬
‫والتكنولوجيا والجتمع ‪The National Association for Science-‬‬
‫‪ )Technology – Society (NASTS‬والنظمة الدولية لتعليم العلوم والتكنولوجيا‬
‫‪The international Organization of Science and Technology‬‬
‫‪ )Education (IOSTE‬بتشكيل سياسة وتصميم أطر العمل النهجية لتنظيم ودمج جهود‬
‫‪ STS‬ف الناهج‪.‬‬

‫وبالفعل قام أعضاء هيئة التدريس ف ‪ Lawrence Hall of science‬على سبيل الثال‬
‫بتطوير مناهج العلوم على مدى عقدين‪ ،‬طرحوا خللما سلسة من الكتيبات الصغية إل جانب‬
‫مشروع أعظم الكتشفات ف الرياضيات والعلوم ‪Great Explorations in Math‬‬
‫‪ )and Science (GEMS‬الخصص للتعليم البتدائي‪ ،‬فضل عن أنشطة مساعدة لكل من‬
‫مناهج الرحلة البتدائية والثانوية‪ ،‬وتضمنت مواد مشروع ‪ GEMS‬مواد وأنشطة موسعة تتد‬
‫من أربع إل ست مستويات تعليمي‪ ،‬وشلت الوضوعات التضمنة ف هذه الكتيبات مفاهيم مثل‪:‬‬
‫النشطة الختلفة للحيوان الكثافة‪ ،‬التفاعلت الكيميائية‪ ،‬الرض‪ ،‬القمر والنجوم وغيها‪.‬‬

‫ث قامت شركة فيلبس للبترول ‪ Philips Petroleum‬بتمويل مشروعي بعنوان " البحث‬
‫عن اللول‪ ،‬وتدي الجهول ‪ The Search for Solutions‬و ‪The challenge‬‬
‫‪ .of the Unknown‬ركز مشروع "البحث عن حلول " على عمليات العلم وتكون من‬
‫تسعة أفلم هي التكيف‪ ،‬النظرية‪ ،‬النمذجة‪ ،‬التنبؤ‪ ،‬والدليل‪ ،‬البيئة‪ ،‬الحاولة والطأ‪ ،‬والساليب‬
‫والبحث‪ .‬أما بالنسبة للمشروع الثان " تدي الجهول" الذي كان مصمما للستخدام ف فصول‬
‫تعليم الرياضيات فقد كان مكمل للمشروع الول ويكن أن يستخدمه معلمي العلوم‪ ،‬ويتكون‬
‫من سلسلة من سبعة أفلم متوفرة على شرائط فيديو ودليل للتدريس‪ ،‬وتدف مموعة الفلم‬
‫هذه إل تدريس مهارات حل الشكلة وذلك بالشارة إل تطبيقات حقيقية واستخدام رموز‬
‫كاريكاتورية ساخرة‪.‬‬

‫المرحلة السادسة‪ :‬العلم للجميع ‪ 2000 -1990‬وما بعد‬

‫‪17‬‬
‫تأثرت هذه الفترة بالجتماعات الت ضمت خباء التعليم والعلماء والهتمون بجال التربية خلل‬
‫الثمانينيات من أجل دراسة أهداف التربية العلمية للحياة ف القرن الادي والعشرين‪ ،‬وأسفر‬
‫ذلك عن كثي من التقارير الت أوصت بضرورة إعادة النظر ف البامج العلمية والت ترى أن‬
‫مناهج التربية العلمية ف الدارس والامعات دون الستوى‪ ،‬بل ل تقابل تديات عام ‪2000‬‬
‫لتحقيق الثقافة العلمي‪ .‬وقد أكدت هذه التقارير على الاجة إل تقوي وتطوير مناهج التربية‬
‫العلمية استنادا لا خرجت به من نتائج من أهها‪:‬‬

‫كان ف مقابل هذه التقارير ظهور حاجة ملحة لزيادة الثقافة العلمية لدى التعلمي‪ ،‬وهذه الزيادة‬
‫تتطلب تغييات جوهرية ف مناهج العلوم‪ ،‬ليس من حيث مقدار العلومات الذي يقدم للطلب‬
‫بل الهتمام بالفاهيم الساسية بدرجة أكب‪ ،‬فضل عن ماولة إزالة الفواصل بي فروع العلم‬
‫كاستجابة للتاه التكاملي بي تلك الفروع وأخيا فإن تقيق التنور العلمي يتطلب أكثر من مرد‬
‫إدراك الفاهيم الساسية وعمليات العلم والتكنولوجيا‪ ،‬بل لبد أن يدرك الفرد أن العلوم‬
‫والتكنولوجيا هي جزء ل يتجزأ من الياة داخل الجتمع‪.‬‬

‫ومن خلل التقارير الت أوضحت تدن مستوى مناهج التربية العلمية ف إعداد جيل متنور علميا‬
‫‪ ....‬وف ظل تقارير أخرى أكدت على ضرورة إعادة النظر ف تلك الناهج ‪ ...‬وظهور التاه‬
‫العالي نو ضرورة التنور العلمي للفرد ‪ ...‬تبلور مشروع ‪ 2061‬والذي قدمته المعية‬
‫المريكية لتقدم العلوم ‪ AAAS‬وأصبح هذا الشروع مؤشرا لدى الصلحات الت تنتظرها‬
‫التربية ف الستقبل القريب والت لبد أن تعتمد على رؤية بعيدة الدى لنوع العرفة‪ ،‬والهارة الت‬
‫يب أن تكون لدى النشء اليوم والذي سيبلغ رشده ف القرن القادم‪.‬‬

‫ولشروع ‪ 2061‬رؤية عريضة ف تقوي وإصلح التربية العلمية بدءا من سن دخول الضانة‬
‫وحت ناية التعليم الثانوي (‪ )k-12‬ليكون هدفها الساسي هو تقيق التنور العلمي الذي‬
‫يتضمن العلوم والرياضيات والتكنولوجية‪.‬‬

‫كما أنه يؤكد على مفهوم العلم للجميع ‪ Science for all‬وليس تلك الفئة الت ستدرس‬
‫التخصصات العلمية ف الستقبل وهذا يتسق مع متطلبات العصر الذي أصبحت الياة فيه تعتمد‬
‫بدرجة كبية على مدى معرفة الفراد لعارف ومهارات علمية أساسية‪ ،‬وتغطي نطاقا عريضا من‬
‫البة النسانية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وينقسم الشروع إل ثلثة مراحل‪:‬‬

‫‪-‬الرحلة الول‪ :‬التوصل إل تقارير مبدئية ( تصورية ) للصلح يتم فيها تديد العرفة‬
‫العلمية – الهارات – التاهات اللزمة للحصول على نشئ متنور علميا‪.‬‬
‫‪-‬الرحلة الثانية‪ :‬ترجة التقارير السابقة إل خطط عمل قابلة للتنفيذ وتصميم ناذج‬
‫عديدة للمناهج ف العلوم‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬التكنولوجيا والت تقابل الحتياجات‬
‫الحلية‪.‬‬
‫‪-‬الرحلة الثالثة‪ :‬ماولة تنفيذ هذه الطط من خلل تعاون هذا الشروع مع النظمات‬
‫والمعيات العلمية والمؤسسات التربوية‪.‬‬

‫نظرة خاصة لتطوير تدريس العلوم في مصر‪:‬‬

‫مع أن تدريس العلوم ف مصر قد تأثر باتاهات التطور العالي ف هذا الجال‪ .‬إل إن له مساره‬
‫الاص الذي فرضته الظروف السياسية والجتماعية والقتصادية والتعليمية الت مرت بالجتمع‪.‬‬

‫بدأت دراسة العلوم ف مصر منذ القرن الثان الجري‪ .‬فمن القرن الثان إل القرن السادس‬
‫الجري‪ ،‬كانت بعض الواد العلمية كالطب والعلوم الطبيعية تدرس ف الزهر‪ .‬ومع أن هذه‬
‫الدراسة بدأت تتدهور أثناء الكم العثمان لصر‪ ،‬إل أن بعض العلومات الفلكية الرياضية‬
‫استمرت تدرس ف الزهر‪ ،‬وذلك لهيتها من وجهة نظر رجال الدين ف معرفة أوقات الصلة‬
‫والصوم والج وحساب الواريث والتقوي‪.‬‬

‫ومع بداية القرن التاسع عشر؛ بدأ الجتمع الصري ينتقل من حالة الركود الت كان يعيش فيها‬
‫إل حالة تطور سريع‪ ،‬ولقد كان للفكار والكتشفات العلمية الت جلبها العلماء الذين صاحبوا‬
‫الملة الفرنسية أثر كبي ف تعريف الناس بالعلوم الديثة وأهيتها‪ ،‬ولذلك كانت العلوم ضمن‬
‫الواد الدراسية الت تضمنها مناهج الدارس الدنية الديثة الت أنشأها ممد على لكي يعد فيها‬
‫الفنيي والوظفي اللزمي للجيش ودواوين الكومة‪ ،‬ول يهدف "ممد على" بذلك إرساء صرح‬
‫الجتمع الصري على أساس من العلم السليم ول بقصد تثقيف أفراد الشعب للنهوض بجتمعهم‬
‫واللحاق بركب الضارة والتقدم‪ ،‬ولكن كان ذلك بقصد ثقافة علمية تكنهم من تقيق أهدافه‬
‫ف الكم واكتساب القوة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وازداد الهتمام بتدريس العلوم أثناء حركة التطور العصري الذي حدثت ف عصر إساعيل حت‬
‫أنه أنشئ ف ذلك العهد معمل للكيمياء والطبيعة ف درب المامي " لتوسيع مدارك التلميذ ف‬
‫العلوم الطبيعية واطلعهم على تاربم ومشاهداتا والران على استعمال اللت الرياضية‬
‫والطبيعية‪.‬‬

‫وحينما جاء الحتلل النليزي عمل بكل الوسائل على عزل مصر عن التقدم العلمي العالي‬
‫فازدادت القيود على التعليم‪ ،‬وقل الهتمام بتدريس العلوم‪ .‬فنقص عدد الصص الخصصة لا‪،‬‬
‫وابتعدت عن احتياجات الجتمع‪ ،‬وكانت تدرس باللغة النليزية‪ ،‬ويستعان فيها براجع انليزية ل‬
‫توضع خصيصا للمدارس الصرية‪.‬‬

‫وعندما أعلن الستقلل الزئي سنة ‪ ،1923‬حدث تطور كبي ف الجتمع الصري‪ ،‬وقامت‬
‫الصناعة الصرية؛ وازداد الخذ بالعلوم الديثة ف اليادين الختلفة‪ .‬ومن ث فقد ازداد الهتمام‬
‫بتدريس العلوم‪ .‬فوضعت مادة الطبيعة ف خطة الدارس سنة ‪ 1935‬ابتداء من السنة الول‬
‫الثانوية إل السنة الرابعة الثانوية كذلك زيدت حصص الكيمياء من حصص الكيمياء من حصة‬
‫ونصف حصة إل أربع حصص أسبوعيا ف السنة الثالثة الثانوية‪ .‬كما أدخلت مادة الحياء ف‬
‫منهج السنة الرابعة الثانوية ولكن يلحظ أن تنظيم الادة العلمية سار وفق القواعد النتقية القدية‬
‫وتضمن معلومات وقواني مردة دون ماولة ربطها بياة التلميذ أو متطلبات الجتمع‪.‬‬

‫وعند قيام الرب العالية الثانية‪ ،‬اتهت أنظار الشتغلي بتدريس العلوم ف مصر‪ ،‬إل أهية توجيه‬
‫تدريس العلوم بيث يساعد الفراد والماعات على الستفادة من إمكانيات العلوم وتطبيقاتا ف‬
‫حل الشكلت الجتماعية والشخصية‪ ،‬وعقد ف القاهرة عام ‪ 1942‬مؤتر للبحث ف تدريس‬
‫العلوم وند ف ثنايا أباث هذا الؤتر ثورة على الساليب الت كانت متبعة ف تدريس العلوم‬
‫بالدارس الصرية ف ذلك الوقت‪ .‬ولقد وجه الؤتر بعض موضوعاته الهتمام نو القيمة النفعية‬
‫للعلوم سواء للفراد أو الجتمع‪ .‬كما تبي ضرورة تعديل مناهج العلوم وأساليب التدريس التبعة‬
‫بيث تربط بي الادة الفراد‪ .‬كما طالب الؤتر بإدخال مناهج العلوم العامة الت تتحطم فيها‬
‫الواجز الت تتحطم فيها الواجز بي الواد العلمية الختلفة لتأخذ صورة متكاملة ترتبط‬
‫بشكلت الياة‪.‬‬

‫ولقد أجريت بعد هذا الؤتر عدة تعديلت هامة ف مناهج العلوم‪ .‬وبعد قيام ثورة يوليو ‪1952‬‬
‫حدثت تعديلت عديدة ف مناهج العلوم وأساليب تدريسها وف السنوات الخية ظهر إحساس‬

‫‪20‬‬
‫عام لدى جيع الهتمي بالتعليم‪ ،‬بل لدى الواطني بوجه عام بضرورة إعادة النظر ف تدريس‬
‫العلوم حت يساير روح العصر‪ ،‬ويقوم بدوره ف بناء الدولة العصرية الت تعد هدفا أساسيا من‬
‫أهدافنا القومية‪.‬‬

‫وف عام ‪ 2003‬بدا العمل ف مشروع " العايي القومية للتعليم ف مصر" با فيها معايي العلوم‬
‫تت إشراف وزارة التربية والتعليم إل أن العايي القترحة ل تكن نابعة من داخل الجتمع الصري‬
‫حيث اعتمدت بشكل كبي ورئيسي على ترجة العايي العالية دون مراعاة للبعد الثقاف الصري‬
‫بالضافة إل ذلك فإن سرعة إعداد تلك العايي ( حيث ل يستغرق وضعها عدة شهور ) ل‬
‫يتناسب مع أهية هذا الوضوع‪.‬‬

‫ولقد ساهت العديد من اليئات والنظمات الدولية ف إجراء عدد من مشروعات تطوير التعليم‬
‫ف مصر با فيها مناهج العلوم ف الفترة الخية منها‪:‬‬

‫•الدراسة الطولية لتحسي التعليم ف مصر والت يقوم با البنك الدول حيث بدأت‬
‫عام ‪ 2005‬وستنتهي عام ‪2007‬‬
‫•الشروع الفرنسي " اليد ف العجي " وذلك بالتعاون مع الركز القومي للبحوث‬
‫التربوية‪.‬‬
‫•الشروع اليابان الذي تقدمه هيئة الايكا اليابانية‪.‬‬

‫وعلى الرغم من النشاط البحثي العال الستوى ف الفترة الخية والذي يكاد أن يتقارب مع‬
‫الدول التقدمة وذلك بفضل الرواد والعلماء الجلء ف مال التربية العلمية إل أن تطبيق هذه‬
‫الباث ف تطوير الناهج ف مصر ل يزال ف الهد فمقررات العلوم ف الرحلة الثانوية ظلت‬
‫لكثر من عشر سنوات دون أي تطوير وعندما ت تعديل القررات عام ‪ 2005‬قام به مموعة من‬
‫الكادييي مركزا على البادئ والعلومات العلمية الضرورية لعداد الطلب للجامعة دون‬
‫التأكيد على أهية العلم ف حياة التعلمي أو مراعاة البادئ التربوية اللزمة لعداد تلك الناهج‬
‫وكأننا لزلنا نعيش ف الرحلة الت كانت ف أوائل القرن العشرين‪.‬‬

‫ف ضوء الوجز الذي عرضناه لتطور تدريس العلوم بوجه عام‪ ،‬وف متمعنا بوجه خاص نستطيع‬
‫أن نستخلص ما يلي‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫‪-‬أن إدخال العلوم كمواد دراسية‪ ،‬وتطور الهتمام با كان نتاجا لزيادة اهتمام الناس بالعلوم‬
‫وتطبيقاتا وتأثر حياتم با‪ .‬ولذلك فإن الدعوة إل ضرورة ارتباط تدريس العلوم بياة الفراد‬
‫والجتمع ينبغي أن تستمر وإل فقد تدريس العلوم أهم عامل ساعد على نشأته وتطوره‪.‬‬
‫‪-‬أن التطور الذي حدث ف تدريس العلوم وأساليبه كان نتاجا لعوامل عديدة من أهها تطور‬
‫العلم نفسه والتطورات الجتماعية والسياسية والقتصادية‪ .‬ومن ث ينبغي دائما أن نرصد‬
‫التغيات الت تدث ف كل هذه الوانب‪ ،‬حت يكون تدريس العلوم متمشيا مع روح‬
‫العصر‪ ،‬ملبيا لحتياجات الفراد والجتمع ومطالبهم‪ .‬ويعد هذا أمرا هاما لعلم العلوم الذي‬
‫يريد أن يقق دوره ف الجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫‪-‬أن تدريس العلوم كان دائما جزءا من كل أي أنه يرتبط بأهداف التعليم بوجه عام‪،‬‬
‫وبأهداف الرحلة التعليمية بوجه خاص ولذلك فإن دور معلم العلوم ورسالته ل يكن أن‬
‫يتضحا إل من خلل نظرة شاملة للتعليم وأهداف مراحله الختلفة‪.‬‬
‫‪-‬أنه بالرغم من تغي الظروف والعوامل الت أشرنا إليها من قبل‪ ،‬إل أننا نلحظ أن تدريس‬
‫العلوم ف الوقت الاضر مازال يمل بعض رواسب الاضي الت تتاج إل إعادة نظر‪.‬‬

‫‪22‬‬

You might also like