Professional Documents
Culture Documents
يعد النظور التاريي بالغ الهية لساهته ف فهم التغيات والتاهات العاصرة ف التربية العلمية،
ولقد مرت التربية العلمية بعدة مراحل ،وف كل مرحلة تغيت فيها أهدافها ومتواها
واستراتيجيات تعليم العلوم متأثرة با يدث ف الجتمع من تغيات نتيجة لجموعة من القوى الت
نذكر منها:
وف الوريقات التالية سنعود بالزمن إل الوراء ،ونستكشف سريعا بعض تلك القوى الت أثّرت
على التربية العلمية ف كل عصر من العصور .وعلى الرغم من أن عملية تقسيم تاريخ التربية
العلمية إل مراحل زمنية عملية صعبة وتتلف من متمع لخر إل أنه يكن تقسيمها بشكل عام
إل الراحل التالية:
1
المرحلة الولى :التربية العلمية ما قبل :1880
مع أن البحث ف العلوم قد بدأ مع بداية النسان نفسه ،وبالرغم من أن نتائجه كانت من أهم
الوسائل الت استعان با منذ القدم ف عمله وبثه سعيا وراء تقيق غاياته وإشباع حاجاته ،إل أنه
ل يكن يدرس للتلميذ ف معاهد التعليم الول بل كانت العارف العلمية البدائية تنتقل من جيل
إل جيل عن طريق التلمذة الصناعية ،حيث كان الرفيون الول يعملون الصبية الذين
يساعدونم أسرار الصناعة وحقائقها .ولكن قد ند بدايات لتدريس علوم الفلك والطب ف
أنواع التعليم التقدم الذي كان يتم ف معابد قدماء الصريي على يد الكهنة.
وبالرغم من تقدم الضارة الغريقية ،إل أن العلوم ل تكن ضمن مواد الدراسة ف مناهج الدراسة
( وهو منهج الفنون السبعة الرة ) اللهم إل الفلك الذي كانت له أهية وظيفية خاصة وهي
معرفة الوقت وتديد فصول السنة .ويبدو أن الفلسفة الثالية الت كانت سائدة ف ذلك الوقت،
والت كانت تفرق بي العقل والس ،وتعتب أن الواس ل تعطي مقياسا صحيحا للحقيقة ،كان
لا تأثي ف إبعاد العلوم من مناهج الدراسة ،على أساس أن دراستها تتطلب استخدام الواس.
ومع أننا قد ند بعض الدراسات العلمية ضمن الدراسات الت كان يقدمها الزهر القدي ،إل أننا
نستطيع القول بأن العلوم ظلت مهملة ف الناهج الدراسية بالنسبة لعاهد التعليم العام حت نضة
العلوم الديثة ف القرني السادس عشر والسابع عشر .ففي خلل هذين القرني بدأت النهضة
العلمية الديثة ف الظهور وأخذت تؤثر ف حياة الناس العامة والاصة ،وتقوم بدور هام ف تطوير
الجتمعات .ومن ث ل يكن مكنا تاهل نضة العلوم .وبالتال بدأت أهية دراسة العلوم تتضح،
وأخذت تتل مكانا بي مواد الدراسة ف مناهج الدارس والامعات.
وف الفترة من ( 1880-1751ف الوليات التحدة المريكية ) كان يغلب عليها الطابع
الدين ولذلك كانت هناك حاجة لعداد أفراد متفقة ف الكلسيكيات والدين بدمة الرب ف
الكنيسة والدولة ،ولذلك كانت الهداف الاصة بالتربية العلمية يغلب عليها الطابع الوصفي
والنفعي والدين فنجد أنا اهتمت بوصف الشياء والظواهر والعمليات الختلفة كما اهتمت إل
حد ما بالعداد لبعض الهن الت أخذت تظهر ف الجتمع ف أول خطواته للحياة الصناعية
والتجارية.
2
وتضمنت الناهج ف ذلك الوقت الفلسفة الطبيعية والفلك والكيمياء والغرافيا ،وقليل من علمي
اليوان واليولوجيا .وكان التدريس يقوم على أساس تقدي القائق مع عدم العناية كثيا
بالعلقات بي هذه القائق أو بالتاهات الت تنميها لدى التعلمي ،واستتبع هذا أن الكتب
الدرسية كانت تكتب لتساعد التلميذ على الفظ .وال جانب هذا أثرت التاهات الدينية على
مناهج العلوم ،وخاصة التاريخ الطبيعي والفلك واليولوجيا .فكانت معظم الكتب الدرسية تشي
إل القائق العلمية لثبات أن اللق حكيم ورحيم ،وبالتال يقوى إيان التلميذ بالقوة العليا الت
تيمن على الظواهر الطبيعية.
وف الق أن هذه التاهات والساليب كانت تساير روح العصر .فقد كان أنصار الدراسات
الكلسيكية وبعض رجال الدين ف ذلك الوقت يقاومون تدريس العلوم ،ولذلك ل يكن غريبا أن
ياول أنصارها أن يعلوا أهدافها تتمشى مع أهداف الواد الكلسيكية الوجودة .ومع ذلك ل
يغفلوا الناحية النفعية ليدللوا على قيمتها ف الياة .وهنا نشي أنه بالرغم من اضمحلل الغرضي
الوصفي والدين من مناهج العلوم ،إل أن الغرض النفعي امتد – إن كان قد أخذ صورا أخرى –
ليصبح أحد التاهات الديثة ف تدريس العلوم.
يكن تتبع جذور ما يكن أن نسميه التربية العلمية الديثة إل الزء الخي للقرن التاسع عشر؛
ولقد تأثرت التربية العلمية ف الفترة ( )1910-1980بعاملي رئيسيي ها:
•ازدهار علم نفس اللكات والتدريب الشكلي :الت وجهت تدريس العلوم نو
الهتمام بتدريب ملكات اللحظة والتفكي وبتدريب الواس عن طريق تناول
الدوات العملية دون العناية بالقيمة الوظيفية للمعارف والهارات العلمية .وهنا
ينبغي أن نشي إل البدء ف هذه الفترة باستخدام بعض الدوات العملية كالعدسات
واليكروسكوبات والنماذج اليضاحية ف تدريس العلوم ،ففي عام 1886ت
استخدام الختب لول مرة ف تدريس العلوم ف الدرسة الثانوية العليا وكان ذلك
بارفارد ف الوليات التحدة المريكية.
•زيادة الهتمام بدور الدرسة ف العداد للجامعة :فلقد تأثرت مناهج العلوم وطرق
تدريسها بأساتذة الامعات الختصون ف فروع العلم الختلفة .لذلك تعرف هذه
3
الرحلة عادة برحلة سيطرة رجال الامعات وتسلطهم على مناهج العلوم ف الرحلة
الثانوية حيث أصبحت دراسة العلوم شرطا للقبول بالامعات ما جعل الدف
الساسي من تدريس العلوم ف هذه الرحلة هو إعداد الطلب للدراسة الامعية،
وعلى سبيل الثال :نشرت جامعة هارفارد بأمريكا سنة 1887تقريرا احتوى على
قائمة تشمل 46تربة عملية يب أن يقوم با كل من يدرس الفيزياء ف الدرسة
الثانوية كشرط لقبوله بذه الامعة .وقد كان لذا التقرير أثر كبيا ف تدريس
الفيزياء حيث أنه عمل على زيادة الهتمام بالعمل ف الدرسة الثانوية.
وتيزت الفترة من 1930 -1910بزيادة إقبال طلب ذوي مستوى اجتماعي واقتصادي
متواضع على الدرسة الثانوية ما أحدث تغيي ف طبيعة متمع الدرسة انعكس على أهدافها،
وصاحب ذلك تطور ف النظريات السيكولوجية حيث أخذت نظرية الثي – الستجابة تطغى
على نظرية اللكات والتدريب الشكلي ،كما بدأ الجتمع التاه نو التصنيع.
ولذا قامت لنة العلوم 1920بدراسة حاولت فيها نقل الهتمام من الادة العلمية ذاتا إل ما
يطلق عليه مفهوم النفعة الجتماعية ،وقد تأثرت أهداف التربية العلمية بذه العوامل فبدأ ظهور
اتاهي لتدريس العلوم:
•التاه الول :دعا إليه ديوي وكلباتريك .واهتم باجات ودوافع التعلم.
•التاه الثان :دعا إليه جيولد كريج .واهتم بتدريس الوقائع والعلومات العلمية.
ولقد انعكس هذين التاهي على بناء مناهج الرحلة البتدائية ،حيث ظهر مدخلي ها مدخل
"دراسة الطبيعية" ومدخل "مبادئ العلوم" .فدراسة الطبيعة هو مدخل تكاملي متمركز حول
التعلم ويركز على مساعدة الطلب على تنمية حبهم للطبيعة .وركّز الحتوى ف الساس على
دراسة النباتات واليوانات البيئة ،مع تأكيد العلمي على دراسة البيئة الحليّة من خلل الرحلت
داخل القول وعلى طول شواطئ البحيات ليقوم الطفال باللحظات اليدانية ،والرسوم،
والوصف ،وبذلك يتحقق الربط بي دراسة العلوم ودراسة اللغة والفنّ.
وتعد حركة "مبادئ العلوم" هي الدخل البديل لـ"دراسة الطبيعة" ف الدرسة البتدائية الت
عرّفت ولّصت من قبل جيولد كريج ف دراسة قام با على منهج "مبادئ العلوم" حيث اقترح
برنامج لدراسة العلوم من منظور واسع بتضمن علوم الياة الطبيعة .ولقد ابتكر برنامج مستمر
4
من الروضة حت الصف الثامن مستهدفا تطوير فهم الفكار الرئيسية ف العلم .ولقد ت تطوير
متوى "مبادئ العلوم" من قبل لان تضم العلمي والباء الذين حددوا الفكار والتعميمات
الهمة الت ينبغي التأكيد عليها من صف دراسي إل آخر .ويعد مدخل "مبادئ العلوم" أكثر
تريدا من مدخل "دراسة الطبيعة" الذي يؤكد أول على خبات التلميذ اليدوية ف الطبيعة
وبالنسبة للمرحلة الثانوية فقد تكونت مناهج العلوم بالرحلة الثانوية حت عام 1920من فصل
دراسي واحد ف العديد من الواد الختلفة مثل مادة الفلك ،اليولوجيا ،الغرافية الطبيعية وعلم
النبات وعلم اليوان والفسيولوجي وذلك ف السنتان الول من الرحلة الثانوية .ولقد قامت
"هيئة منهج العلوم بالرحلة الثانوية" بعل مقرر العلوم العامة والحياء والكيمياء والفيزياء سنة
دراسية كاملة.
ولقد غي معلمو الرحلة الثانوية -قرب ناية تلك الفترة -من أهدافهم لتتضمن التاهات
والعمليات والتطبيقات العلمية .ولقد تضمنت بعض الهداف الرئيسية الت وضعت أثناء تلك
الفترة التفكي العلمي وفهم طرق البحث العلمي ،وتطوير التاهات نو العلم ،وزيادة التأكيد
على التطبيقات العملية للمعرفة العلمية.
ولقد أثر نشأة " الرحلة العدادية " -كمرحلة انتقالية بي الرحلة البتدائية والرحلة الثانوية-
على مناهج العلوم ولذلك ت اقتراح أن يصبح السلم التعليمي .3-3-6بيث تكون "مبادئ
العلوم" قاصرة على الراحل من الروضة حت الصف السادس .وكان قبل ظهور الرحلة العدادية
تدرس مادة العلوم العامة لطلب الصف التاسع الذين ل يلتحقون بالتعليم الثانوي بدل من مادة
العلوم الفيزيائية .وبإضافة الرحلة العدادية ت إنزال مادة العلوم العامة إل الصف السابع
والثامن ،وأصبح تقدي العلوم العامة ف تلك الرحلة من المور الشائعة لعدّة سنوات .وعلى
الرغم من أن الرحلة العدادية صمّمت كمرحلة انتقالية بي الرحلة البتدائية والرحلة الثانوية
إل أن مناهجها قد أخذ مظهر وخصائص الرحلة الثانوية حيث ت تقسيم العلمي إل أقسام
حسب الواد الدراسية بالضافة إل أن القررات القدمة تعكس نفس مقررات الرحلة الثانوية.
خلل تلك الفترة ،ظهرت العديد من الدراسات والتقارير الت أثر على التربية العلمية ،ففي عام
1932نشرت " المعية الوطنية لدراسة التربية the National Society for the
5
" Study of Educationدراسة تت عنوان " برنامج لتدريس العلوم A program
" for science teachingوالذي وجه بعض النقد لناهج العلوم والذي يكن تلخيصه
فيما يأت:
كما اقترحت الدراسة منهج متصل خلل السنوات الدراسية الثنا عشر ،وت تنظيم مقررات
العلوم حول البادئ والتعميمات والفكار الكبى ف العلم كما ت عرض العلم ف هذه القررات
كطريقة للبحث .وعلى الرغم من أن مصطلح " الستقصاء العلمي" ل يكن يستعمل إل أن
العتقاد بأن تدريس العلوم يب أن يتخطى التركيز على تعليم القائق بيث ينغمس الطلب ف
أنشطة البحث العلمي كاللحظة وتريب والفتراض.
ولقد اقترح مؤلفو البنامج بأن التربية العلمية يب أن تسهم ف الدف الرئيسي للتربية وهو
إثراء الياة من خلل الشتراك ف نظام اجتماعي ديقراطي ،كما اقترحوا أن تقاس فاعلية الواد
الدراسية من خلل مدى ملئمتها ليول وآمال التعلمي ،واقترحوا أيضا بأن يتضمن الحتوى
6
الشكلت ذات الصلة بياة التعلمي إضافة إل الشكلت العلمية الت تكنه من استخدام
أساليب البحث العلمي.
وف عام 1938أجرت " رابطة التربية التقدمية the progressive Education
" Associationدراسة عن دور " العلوم ف التعليم العام Science in General
"Educationأكدت على النفعة الجتماعية والتفاعل بي العلم والجتمع ،وإشباع حاجات
الراهق أثناء تفاعله مع بيئته ف الجالت الساسية للحياة .وأوصت الدراسة بضرورة الهتمام
بسيكولوجية التعلمي عند بناء الناهج ،كما أوصت كذلك بضرورة ربط العلوم بالياة اليومية.
وطبقا لذه الدراسة فإن الدف الرئيسي من دراسة العلوم هو:
وكان تدريس العلوم ف هذه الفترة يهتم بتحقيق حاجات الجتمع ومتطلباته من ناحية وحاجات
الدارس الراهق من ناحية أخرى.
ولقد كانت حركة التربية التقدمية بديل ميزا للتربية التقليدية ،ويرى جون ديوي أن هذه الركة
نحت ف جذب العديد من الربي لنا كانت متناغمة مع الديقراطية ف أمريكا حيث قال" :
الشئ الوحيد الذي زكى الركة التقدمية هو أنا تبدو أكثر التزاما بالبادئ والقيم والديقراطية
لشعبنا من التربية التقليدية الت يشيع فيها النظام الستبدادي ،بالضافة إل ذلك فقد ساهت
الطبيعة النسانية لذه الركة مقارنة بقسوة الدرسة التقليدية ف تقبل العلمي لتلك الركة
الديدة"
ولقد أثرت السمتان السابقتان على التربية بشكل عام ،ولكن هناك سة أخرى أدت إل جذب
معلمي العلوم إل تلك الركة وهي فكرة " النهج التمركز حول التعلم " وطريقة الشروع ،وقد
بقيت هاتي الفكرتي إل يومنا هذا ،وعلى مر السني أعطت هاتي السمتي درجات متفاوتة من
الهتمام فعلى سبيل الثال ،ففي أواخر الستينات والسبعينات تثل النهج التمركز حول الطالب
7
عن طريق حركة التربية النسانية ،وتتشابه الفكار النسانية ف الوقت الاضر مع نوذج التربية
التقدمية ف الثلثينيات.
ولقد أدت "حركة التربية التقدمية" إل تطوير عدد من الدارس التجريبية الت جسدت فلسفة
العلمي التقدميي .ولقد كان تدريس العلوم ف الدارس التقدمية فرصة لنغماس الطلب مباشرة
ف دراسة الطبيعة أو ف التجارب اليدوية حول ظواهر علمية .وهناك ثراء ف الدبيات التربوية
الت تصف التجارب البتكرة ف الناهج " التمركزة حول التعلم " مثل مدارس ديوي للمستقبل،
ومدرسة لينكولن ،ومدرسة باركر.
وف الفترة 1942أثناء الرب العالية الثانية حيث كان لشتراك الوليات التحدة المريكية ف
الرب أثره على الجتمع وظهرت مطالب وحاجات جديدة للمجتمع مثل:
وكان من أهداف التربية العلمية الساهة ف تقيق التربية المانية والتربية الستهلكية ،الحافظة
على الصادر الطبيعية.
وقد خلفت الرب العالية الثانية مآسي وذعرا نوويا على الفترة التالية لا واته الفكرون للمناداة
بالاجة للعلقات النسانية وضرورة العمل على إياد تفاهم متبادل بي الدول لتجنب الخطار
الت تدد البشرية ،ولذلك ند أن أهداف التربية العلمية كانت مرتبطة بطرائق العلم والتاهات
الت يب أن يتسم با العمل العلمي.
ومع قرب ناية هذه الفترة عام ،1947كان هناك تأكيد متزايد على أهية العلوم ف التعليم
العام ،فلقد أخرجت" المعية القومية لدراسة التربية the National Society for
" study of Educationف الكتاب الربعي ( السنوي للتربية ) دراسة عن " تعليم
العلوم ف الدارس المريكية "Science Education in American Schools
حيث أكدت على :
8
-3دور العلم كقوة اجتماعية لا خطرها وأهيتها للمواطن.
وأكدت الدراسة على أن تعليم العلوم ينبغي أن يتوافر فيه الشروط التالية:
لقد شهدت التربية العلمية ف الفترة 1970 -1950تطور كبي ف بناء مناهج العلوم ل
تشهدها أي فترة أخرى ،وهي الفترة الت تدخلت فيه الكومة الفيدرالية ف التعليم وأنفقت مبالغ
مالية ضخمة من أجل تطوير التعليم وتدريب العلمي .لقد كانت بق كما يسميها البعض العصر
الذهب للتربية العلمية .ولكن لاذا حدث هذا؟ وما القوى الت أثرت ف هذه الركة؟
9
فلقد تزايد التطور العلمي والتكنولوجي بعد الرب العالية الثانية بشكل هائل ،وغدا العلم
والتقنية مسخرين بصورة ل يسبق لا مثيل من قبل ف جيع مالت الياة ،مثل القتصاد،
والصناعة والدفاع ،ومن ث زادت الاجة إل نوع جديد من العمالة الدربة وأدى ذلك إل
الطالبة بتطوير مناهج العلوم ف التعليم الرسي ،وبتصميم جديد للكتب الدراسية يستند إل أسس
معرفية تربوية وسيكولوجية مددة.
بالضافة إل ما سبق فقد تزيد مع أوائل المسينات القلق المريكي من التاد السوفيت الذي
وصل إل حد الستريا حيث كانت أمريكا ف حرب باردة مع التاد السوفيت ،ولقد بات من
التيقن لدى المريكيي أن التاد السوفيت ييك الؤامرات حول العال للتخلص من الديقراطية
الغربية ،ولقد زادت ماوف المريكيي نتيجة تطور السلح النووي الروسي ما زاد من العتقاد
بأن التفوق المريكي بدأ ينهار.
ولقد أوصت المعية القومية لعلمي العلوم The National Science Teachers
)Association (NSTAوالمعية المريكية لتقدم العلوم The American
)Association for The Advancement of Science (AAASبضرورة
تعديل مناهج العلوم لكي تساير التطور الذهل ف العرفة العلمية .وقد حدثت بعض التغيات ف
الناهج إل أن هذا التغي كان طفيفا.
وف عام 1950ت إنشاء " الؤسسة القومية للعلوم the National Science
"Foundationوالت أخذت على عاتقها مواجهة مشكلة نقص القوى البشرية ف العلم
والندسة وتدريب العلمي لتطوير طرق تدريسهم ،وكذلك إعادة النظر ف الكتب الدرسية
الطبقة الت ل تكن صالة للتغيات العلمية والتكنولوجية.
وف عام 1957تعرضت مناهج الفيزياء ف أمريكا للنقد اللذع من أساتذة الامعات بعد إطلق
القمر السوفيت سبوتنك والذي كان بثابة مؤشر هام يدل على تفوق العلوم الروسية وسارعت
الوليات التحدة المريكية إل علمائها تمعهم وتثهم على النظر ف تطوير مناهج العلوم
والرياضيات وإعادة صياغتها ،ولذا نشطت الهود ف أمريكا ف أواخر المسينيات للنهوض
بناهج العلوم وظهر أكثر من 53مشروع منفصل لتطوير مناهج العلوم تكلفت حوال 117
مليون دولر ،ويوضح الدول التال أهم تلك الشروعات:
10
سنة
الحتوى الصف اسم الشروع
البدء
Physical Science
الفيزياء 12 1956 Study Committee
)(PSSC
الفيزياء 12 1962 Project physics
Chemical Bond
الكيمياء 11 1957 )Approach (CBA
الكيمياء 11 1959 CHEM Study
•النهج الصفر :العلوم
البيولوجية.
•النهج الزرق :الدخل Biological Sciences
الزيئي. 9،10 1958 Curriculum Study
)(BSCS
•النهج الخضر :الدخل
البيئي.
الرحلة العدادية
Introductory
الادة والطاقة 8،9 1965 Physical Science
)(IPS
الدخل البين ف تدريس اليولوجيا Earth Science
8،9 1962 Curriculum Project
والفلك والرصاد وعلم الحيطات. )(ESCP
الصفوف السابع والثامن تركز على
العلوم الفيزيائية أما الصف التاسع Intermediate
فتكون من 8كتب تركز على 7،8،9 1965 Science Curriculum
البيولوجي وعلوم الرض والفضاء )Study (ISCS
وعلوم البيئة.
الرحلة البتدائية
العلوم الفيزيائية والياتية K-6 1961 Science Curriculum
11
Improvement Study
)(SCIS
عمليات العلم مثل :اللحظة والقياس Science - A Process
K-8 1963 )Approach (SAPA
والتصنيف والستنتاج وضبط التغيات
متوى يدده التعلم بنفسه اعتمادا على Elementary Science
K-8 1963 )Study (ESS
مدى عريض من الوضوعات العلمية.
وعلى الرغم من التطور الام ف مال التربية العلمية إل أن التربويي اكتشفوا ف السبعينات أن
مناهج العلوم الت طورت تناسب فئة معينة من الطلبة وهم العلماء والهندسون .والسواد العظم
12
من الطلب لن يكونوا من هذه الفئة .حيث أن الناهج ف هذه الرحلة كانت تركز على الانب
الكاديي ،ول تأخذ ف اعتبارها الانب الجتماعي للعلم أو الوانب الشخصية للمتعلمي،
ولذلك ظهرت حركة إصلح جديدة ف عقد السبعينات تدعو إل ضرورة تطوير الناهج للتنور
العلمي scientific literacyلتناسب فئة علماء ومهندسي الستقبل وتناسب الفئة الكب
من الجتمع أيضا.
وقد بدأت عدة مشروعات رئيسية ف أواخر الستينات واكتملت ف أوائل السبعينات وهي:
13
)3مشروع منهج العلوم التوسطة Intermediate Science
)Curriculum Study (ISCSف عام 1972وهو عبارة عن
سلسلة من القررات التكاملة مصممة أساس للستخدام ف الرحلة
العدادية ،وتشمل كل هذه القررات تقريبا على تارين معملية من الت
يؤديها التلميذ بنفسه ما يساعد على علج وإثراء النهج .وقد اشتمل مقرر
الستوى الول على مفاهيم وقواني فيزيائية متارة ( الطاقة ) ،أما الستوى
الثان فقد كان مستمدا من الكيمياء ( الادة ) ومبن على الستوى الول،
واشتمل الستوى الثالث على مموعة من الوحدات من العلوم البيولوجية
وعلوم الرض تطبيقا للمفاهيم والقواني الت ت تنميتها ف السنتي الوليتي
للبنامج ،كذلك أعطى اهتمام لوانب عمليات العلم ،وماولة استخدام
الفكار العاصرة لعلماء النفس التعليمي ،وكان الغرض من هذه القررات
هو تقدي مساعدة تعليمية للعلوم بدارس العلوم التوسطة عن طريق تنمية
الثقافة العلمية إل جانب تنمية الهارات ،وأيضا تنمية الفهم الطلوب
لدراسة مقررات الدرسة الثانوية.
)4مشروع " أفكار وأباث ف العلوم Ideas and Investigations
"in Scienceالذي نشر عام 1971حيث اعتمد هذا النهج على
الستخدام اليومي تقريبا لنشطة معملية قصية .وصفة عامة وعلى العكس
من الشروعات السابقة تيز هذا الشروع بأنه صمم استجابة للمشكلت
الوجودة ف الدارس با فيها الشكلت العنصرية والطائفية ،ويدور حول
اهتمامات الشباب ومشكلتم مثل الكحول والعقاقي الخدرة والخدرات
والتدخي والفساد والنس والمراض التناسلية وقد كتب بأسلوب
وعبارات يستخدمها ويألفها أكب عدد من التلميذ وتيز ببساطة الصور
والشكال التوضيحية الوجودة فيها.
)5بالنسبة لتعليم الكيمياء ف الدارس الثانوية فقد أدرك مموعة من الساتذة
ف الامعات والدارس الثانوية الاجة إل أفكار جديدة للكيمياء ف الدارس
العامة ،وحاولوا جعل الكيمياء مادة أكثر شعبية وعمومية ،والتوسع ف
تدريس الكيمياء بيث يضم عددا من التلميذ أكب من أولئك الذين درسوا
مشاريع CHEMأو CBAأو الشاريع الرائدة الخرى .وتوجهت
14
جهود التهمي بتعليم الكيمياء نو تطوير مقرر جديد أكثر مرونة وإمتاعا
وأكثر سهولة من القررات الكاديية الت كانت موجودة ف ذلك الوقت.
وتخضت هذه الهود عن مقرر أعد ف عام 1972ونشر عام 11973
بعنوانInterdisciplinary Approaches to :
.)chemistry (IAC
)6وف عام " 1976نظام التعليم الفردي للعلوم " Individualized
)Science Instructional System (ISISكرد فعل آخر
ضد عدم مرونة معظم مفاهيم العلوم ف مرحلة ثورة الناهج ف الستينيات،
وقد تألف هذا النظام من عدد كبي من القررات الصغية الت تأخذ شكل
الوديول .وهذه الوديولت مصممة بيث تضم بداخلها أناطا متلفة من
مقررات العلوم تتراوح ما بي 9إل 12مقرر ،وف لب كل مقرر من هذه
القررات الصغية يوجد عدد من النشطة ،فضل عن أنشطة أخرى عديدة
ف أجزاء أخرى من القرر ،ويكن ترتيب هذه النشطة الوجودة ف كل
جزء من القرر بأي شكل أو نظام؛ باستثناء النشطة التخطيطية الت
صممت كمطالب أساسية ،وتضمن القرر أشرطة كاسيت مصاحبة للعديد
من هذه القررات الصغية ،ويشتمل كل منها على موضوعات نوعية،
مفردات اختبارات بسيطة ،وقد اهتم مصممو ISISبالعدد الكب من
التلميذ الذين يرفضون مقررات العلوم بالدرسة الثانوية .لذلك كان
مشروعهم مصمما لذب نطاق كبي من اهتمامات وقدرات التلميذ.
وف ناية السبعينات عام 1978م عقد مؤتر تبليسي Tbilisiالدول للتربية البيئية والت
أكدت توصياته على ضرورة الهتمام بالشكلت البيئية وخاصة القضايا البيئية العالية ،وأكدت
على ضرورة تنمية الوعي البيئي لدى أبناء الجتمع.
15
بعض الشروعات الت مولت عن طريق الصناعة .ركز العديد من هذه الشروعات على موضوع
العلم ،التكنولوجيا والجتمع ،فضل عن استخدام الكمبيوتر ف الدارس .وت تدريب العلمي
وخاصة معلمي العلوم والرياضيات للقيام بتدريس الكمبيوتر .كما ظهرت قضايا جدلية متعددة
ف العلوم والتربية العلمية مثل حقوق اليوان ،تنظيم السرة ،الندسة الوراثية ،الحافظة على
التنوع البيولوجي ،الفاظ على البيئة ،والت ارتبطت بحتوى الناهج الدرسية وأثرت على اهتمام
وتقدير التلميذ لبعاد العلقة بي العلم والتكنولوجيا من ناحية والجتمع والبيئة من ناحية أخرى.
ففي عام 1983نشرت اللجنة القومية للرتقاء بالتعليم National Commission on
)the Excellence of Education (NCEEتقرير على نطاق واسع بعنوان أمة ف
خطر A National at riskالذي كان بثابة إشارة تذير للمجتمع وجعل الناس أكثر
إدراكا لشاكل التربية ،وتل ذلك تقارير قومية أخرى كان أحدها بعنوان ( تعليم المريكيي
للقرن الادي والعشرين ) Educating Americans for the 21st centuryعام
1983الذي أشرفت عليه اليئة القومية للعلوم ،والذي دعي إل الاجة إل مواطني لديهم ثقافة
ف الرياضيات والعلوم ،وربا كان دعوة للعودة إل أيام ما بعد sputnikمرة أخرى وذلك
لهتمامه بالحتوى .دعي بعض من كانت لم ردود فعل ضد مشروعات الناهج السابقة إل
التعليم الشترك للعلوم والرياضيات مع الخذ ف العتبار الدروس الستفادة من حقبة ما بعد
سبوتنك فضل عن التأكيد على الرصانة الكاديية ف الادة العلمية الت يب تقديها للمتعلم.
وعلى أية حال ل تشمل القترحات تأكيدا على البحث حول التعليم النسان والتنمية العرفية
لدى التلميذ وتدريب العلمي على استراتيجيات تقوم على هذا التدخل .المر الذي ل يسفر إل
عن تغي طفيف ف الفصل الدرسي.
استجابة للدعوة إل الاجة لواطني لديهم ثقافة ف الرياضيات والعلوم والعودة ليام ما بعد
سبوتنك ظهرت بعض الشروعات الصغية الت مولت عن طريق الصناعة ،واستهدفت هذه
الشروعات تقيق بعض الصرامة والفاهيم البتكرة داخل القرر ،وقد نشرت هذه الشروعات
والكتب وموديولت الناهج عن طريق المعية القومية لعلمي العلوم NSTAركز العديد منها
على موضوع العلم والتكنولوجيا والجتمع ،حيث اتضحت أهية هذا الوضوع ف الثمانينات
عندما نشرت المعية القومية لعلمي العلوم ثلثة كتب سنوية ترتبط بذا الوضوع .وأصدرت
جامعة بنسلفانيا مشروع " العلوم من خلل العلم والتكنولوجيا والجتمع " Science
)through Science, Technology, and society (S-STSالذي أدى إل
16
تكوين فريق عمل من الهتمي بالعلم والتكنولوجيا والجتمع ،وتضمنت أنشطة هذا الفريق
مراجعة وعمل بيان مفصل عن مواد منهج ( )STSالعلم والتكنولوجيا والجتمع ،ونشرها ف
التقارير الصحفية.
فضل عن ذلك قامت العديد من النظمات الحلية والعالية مثل المعية القومية للعلم
والتكنولوجيا والجتمع The National Association for Science-
)Technology – Society (NASTSوالنظمة الدولية لتعليم العلوم والتكنولوجيا
The international Organization of Science and Technology
)Education (IOSTEبتشكيل سياسة وتصميم أطر العمل النهجية لتنظيم ودمج جهود
STSف الناهج.
وبالفعل قام أعضاء هيئة التدريس ف Lawrence Hall of scienceعلى سبيل الثال
بتطوير مناهج العلوم على مدى عقدين ،طرحوا خللما سلسة من الكتيبات الصغية إل جانب
مشروع أعظم الكتشفات ف الرياضيات والعلوم Great Explorations in Math
)and Science (GEMSالخصص للتعليم البتدائي ،فضل عن أنشطة مساعدة لكل من
مناهج الرحلة البتدائية والثانوية ،وتضمنت مواد مشروع GEMSمواد وأنشطة موسعة تتد
من أربع إل ست مستويات تعليمي ،وشلت الوضوعات التضمنة ف هذه الكتيبات مفاهيم مثل:
النشطة الختلفة للحيوان الكثافة ،التفاعلت الكيميائية ،الرض ،القمر والنجوم وغيها.
ث قامت شركة فيلبس للبترول Philips Petroleumبتمويل مشروعي بعنوان " البحث
عن اللول ،وتدي الجهول The Search for Solutionsو The challenge
.of the Unknownركز مشروع "البحث عن حلول " على عمليات العلم وتكون من
تسعة أفلم هي التكيف ،النظرية ،النمذجة ،التنبؤ ،والدليل ،البيئة ،الحاولة والطأ ،والساليب
والبحث .أما بالنسبة للمشروع الثان " تدي الجهول" الذي كان مصمما للستخدام ف فصول
تعليم الرياضيات فقد كان مكمل للمشروع الول ويكن أن يستخدمه معلمي العلوم ،ويتكون
من سلسلة من سبعة أفلم متوفرة على شرائط فيديو ودليل للتدريس ،وتدف مموعة الفلم
هذه إل تدريس مهارات حل الشكلة وذلك بالشارة إل تطبيقات حقيقية واستخدام رموز
كاريكاتورية ساخرة.
17
تأثرت هذه الفترة بالجتماعات الت ضمت خباء التعليم والعلماء والهتمون بجال التربية خلل
الثمانينيات من أجل دراسة أهداف التربية العلمية للحياة ف القرن الادي والعشرين ،وأسفر
ذلك عن كثي من التقارير الت أوصت بضرورة إعادة النظر ف البامج العلمية والت ترى أن
مناهج التربية العلمية ف الدارس والامعات دون الستوى ،بل ل تقابل تديات عام 2000
لتحقيق الثقافة العلمي .وقد أكدت هذه التقارير على الاجة إل تقوي وتطوير مناهج التربية
العلمية استنادا لا خرجت به من نتائج من أهها:
كان ف مقابل هذه التقارير ظهور حاجة ملحة لزيادة الثقافة العلمية لدى التعلمي ،وهذه الزيادة
تتطلب تغييات جوهرية ف مناهج العلوم ،ليس من حيث مقدار العلومات الذي يقدم للطلب
بل الهتمام بالفاهيم الساسية بدرجة أكب ،فضل عن ماولة إزالة الفواصل بي فروع العلم
كاستجابة للتاه التكاملي بي تلك الفروع وأخيا فإن تقيق التنور العلمي يتطلب أكثر من مرد
إدراك الفاهيم الساسية وعمليات العلم والتكنولوجيا ،بل لبد أن يدرك الفرد أن العلوم
والتكنولوجيا هي جزء ل يتجزأ من الياة داخل الجتمع.
ومن خلل التقارير الت أوضحت تدن مستوى مناهج التربية العلمية ف إعداد جيل متنور علميا
....وف ظل تقارير أخرى أكدت على ضرورة إعادة النظر ف تلك الناهج ...وظهور التاه
العالي نو ضرورة التنور العلمي للفرد ...تبلور مشروع 2061والذي قدمته المعية
المريكية لتقدم العلوم AAASوأصبح هذا الشروع مؤشرا لدى الصلحات الت تنتظرها
التربية ف الستقبل القريب والت لبد أن تعتمد على رؤية بعيدة الدى لنوع العرفة ،والهارة الت
يب أن تكون لدى النشء اليوم والذي سيبلغ رشده ف القرن القادم.
ولشروع 2061رؤية عريضة ف تقوي وإصلح التربية العلمية بدءا من سن دخول الضانة
وحت ناية التعليم الثانوي ( )k-12ليكون هدفها الساسي هو تقيق التنور العلمي الذي
يتضمن العلوم والرياضيات والتكنولوجية.
كما أنه يؤكد على مفهوم العلم للجميع Science for allوليس تلك الفئة الت ستدرس
التخصصات العلمية ف الستقبل وهذا يتسق مع متطلبات العصر الذي أصبحت الياة فيه تعتمد
بدرجة كبية على مدى معرفة الفراد لعارف ومهارات علمية أساسية ،وتغطي نطاقا عريضا من
البة النسانية.
18
وينقسم الشروع إل ثلثة مراحل:
-الرحلة الول :التوصل إل تقارير مبدئية ( تصورية ) للصلح يتم فيها تديد العرفة
العلمية – الهارات – التاهات اللزمة للحصول على نشئ متنور علميا.
-الرحلة الثانية :ترجة التقارير السابقة إل خطط عمل قابلة للتنفيذ وتصميم ناذج
عديدة للمناهج ف العلوم ،والرياضيات ،التكنولوجيا والت تقابل الحتياجات
الحلية.
-الرحلة الثالثة :ماولة تنفيذ هذه الطط من خلل تعاون هذا الشروع مع النظمات
والمعيات العلمية والمؤسسات التربوية.
مع أن تدريس العلوم ف مصر قد تأثر باتاهات التطور العالي ف هذا الجال .إل إن له مساره
الاص الذي فرضته الظروف السياسية والجتماعية والقتصادية والتعليمية الت مرت بالجتمع.
بدأت دراسة العلوم ف مصر منذ القرن الثان الجري .فمن القرن الثان إل القرن السادس
الجري ،كانت بعض الواد العلمية كالطب والعلوم الطبيعية تدرس ف الزهر .ومع أن هذه
الدراسة بدأت تتدهور أثناء الكم العثمان لصر ،إل أن بعض العلومات الفلكية الرياضية
استمرت تدرس ف الزهر ،وذلك لهيتها من وجهة نظر رجال الدين ف معرفة أوقات الصلة
والصوم والج وحساب الواريث والتقوي.
ومع بداية القرن التاسع عشر؛ بدأ الجتمع الصري ينتقل من حالة الركود الت كان يعيش فيها
إل حالة تطور سريع ،ولقد كان للفكار والكتشفات العلمية الت جلبها العلماء الذين صاحبوا
الملة الفرنسية أثر كبي ف تعريف الناس بالعلوم الديثة وأهيتها ،ولذلك كانت العلوم ضمن
الواد الدراسية الت تضمنها مناهج الدارس الدنية الديثة الت أنشأها ممد على لكي يعد فيها
الفنيي والوظفي اللزمي للجيش ودواوين الكومة ،ول يهدف "ممد على" بذلك إرساء صرح
الجتمع الصري على أساس من العلم السليم ول بقصد تثقيف أفراد الشعب للنهوض بجتمعهم
واللحاق بركب الضارة والتقدم ،ولكن كان ذلك بقصد ثقافة علمية تكنهم من تقيق أهدافه
ف الكم واكتساب القوة.
19
وازداد الهتمام بتدريس العلوم أثناء حركة التطور العصري الذي حدثت ف عصر إساعيل حت
أنه أنشئ ف ذلك العهد معمل للكيمياء والطبيعة ف درب المامي " لتوسيع مدارك التلميذ ف
العلوم الطبيعية واطلعهم على تاربم ومشاهداتا والران على استعمال اللت الرياضية
والطبيعية.
وحينما جاء الحتلل النليزي عمل بكل الوسائل على عزل مصر عن التقدم العلمي العالي
فازدادت القيود على التعليم ،وقل الهتمام بتدريس العلوم .فنقص عدد الصص الخصصة لا،
وابتعدت عن احتياجات الجتمع ،وكانت تدرس باللغة النليزية ،ويستعان فيها براجع انليزية ل
توضع خصيصا للمدارس الصرية.
وعندما أعلن الستقلل الزئي سنة ،1923حدث تطور كبي ف الجتمع الصري ،وقامت
الصناعة الصرية؛ وازداد الخذ بالعلوم الديثة ف اليادين الختلفة .ومن ث فقد ازداد الهتمام
بتدريس العلوم .فوضعت مادة الطبيعة ف خطة الدارس سنة 1935ابتداء من السنة الول
الثانوية إل السنة الرابعة الثانوية كذلك زيدت حصص الكيمياء من حصص الكيمياء من حصة
ونصف حصة إل أربع حصص أسبوعيا ف السنة الثالثة الثانوية .كما أدخلت مادة الحياء ف
منهج السنة الرابعة الثانوية ولكن يلحظ أن تنظيم الادة العلمية سار وفق القواعد النتقية القدية
وتضمن معلومات وقواني مردة دون ماولة ربطها بياة التلميذ أو متطلبات الجتمع.
وعند قيام الرب العالية الثانية ،اتهت أنظار الشتغلي بتدريس العلوم ف مصر ،إل أهية توجيه
تدريس العلوم بيث يساعد الفراد والماعات على الستفادة من إمكانيات العلوم وتطبيقاتا ف
حل الشكلت الجتماعية والشخصية ،وعقد ف القاهرة عام 1942مؤتر للبحث ف تدريس
العلوم وند ف ثنايا أباث هذا الؤتر ثورة على الساليب الت كانت متبعة ف تدريس العلوم
بالدارس الصرية ف ذلك الوقت .ولقد وجه الؤتر بعض موضوعاته الهتمام نو القيمة النفعية
للعلوم سواء للفراد أو الجتمع .كما تبي ضرورة تعديل مناهج العلوم وأساليب التدريس التبعة
بيث تربط بي الادة الفراد .كما طالب الؤتر بإدخال مناهج العلوم العامة الت تتحطم فيها
الواجز الت تتحطم فيها الواجز بي الواد العلمية الختلفة لتأخذ صورة متكاملة ترتبط
بشكلت الياة.
ولقد أجريت بعد هذا الؤتر عدة تعديلت هامة ف مناهج العلوم .وبعد قيام ثورة يوليو 1952
حدثت تعديلت عديدة ف مناهج العلوم وأساليب تدريسها وف السنوات الخية ظهر إحساس
20
عام لدى جيع الهتمي بالتعليم ،بل لدى الواطني بوجه عام بضرورة إعادة النظر ف تدريس
العلوم حت يساير روح العصر ،ويقوم بدوره ف بناء الدولة العصرية الت تعد هدفا أساسيا من
أهدافنا القومية.
وف عام 2003بدا العمل ف مشروع " العايي القومية للتعليم ف مصر" با فيها معايي العلوم
تت إشراف وزارة التربية والتعليم إل أن العايي القترحة ل تكن نابعة من داخل الجتمع الصري
حيث اعتمدت بشكل كبي ورئيسي على ترجة العايي العالية دون مراعاة للبعد الثقاف الصري
بالضافة إل ذلك فإن سرعة إعداد تلك العايي ( حيث ل يستغرق وضعها عدة شهور ) ل
يتناسب مع أهية هذا الوضوع.
ولقد ساهت العديد من اليئات والنظمات الدولية ف إجراء عدد من مشروعات تطوير التعليم
ف مصر با فيها مناهج العلوم ف الفترة الخية منها:
•الدراسة الطولية لتحسي التعليم ف مصر والت يقوم با البنك الدول حيث بدأت
عام 2005وستنتهي عام 2007
•الشروع الفرنسي " اليد ف العجي " وذلك بالتعاون مع الركز القومي للبحوث
التربوية.
•الشروع اليابان الذي تقدمه هيئة الايكا اليابانية.
وعلى الرغم من النشاط البحثي العال الستوى ف الفترة الخية والذي يكاد أن يتقارب مع
الدول التقدمة وذلك بفضل الرواد والعلماء الجلء ف مال التربية العلمية إل أن تطبيق هذه
الباث ف تطوير الناهج ف مصر ل يزال ف الهد فمقررات العلوم ف الرحلة الثانوية ظلت
لكثر من عشر سنوات دون أي تطوير وعندما ت تعديل القررات عام 2005قام به مموعة من
الكادييي مركزا على البادئ والعلومات العلمية الضرورية لعداد الطلب للجامعة دون
التأكيد على أهية العلم ف حياة التعلمي أو مراعاة البادئ التربوية اللزمة لعداد تلك الناهج
وكأننا لزلنا نعيش ف الرحلة الت كانت ف أوائل القرن العشرين.
ف ضوء الوجز الذي عرضناه لتطور تدريس العلوم بوجه عام ،وف متمعنا بوجه خاص نستطيع
أن نستخلص ما يلي:
21
-أن إدخال العلوم كمواد دراسية ،وتطور الهتمام با كان نتاجا لزيادة اهتمام الناس بالعلوم
وتطبيقاتا وتأثر حياتم با .ولذلك فإن الدعوة إل ضرورة ارتباط تدريس العلوم بياة الفراد
والجتمع ينبغي أن تستمر وإل فقد تدريس العلوم أهم عامل ساعد على نشأته وتطوره.
-أن التطور الذي حدث ف تدريس العلوم وأساليبه كان نتاجا لعوامل عديدة من أهها تطور
العلم نفسه والتطورات الجتماعية والسياسية والقتصادية .ومن ث ينبغي دائما أن نرصد
التغيات الت تدث ف كل هذه الوانب ،حت يكون تدريس العلوم متمشيا مع روح
العصر ،ملبيا لحتياجات الفراد والجتمع ومطالبهم .ويعد هذا أمرا هاما لعلم العلوم الذي
يريد أن يقق دوره ف الجتمع الذي يعيش فيه.
-أن تدريس العلوم كان دائما جزءا من كل أي أنه يرتبط بأهداف التعليم بوجه عام،
وبأهداف الرحلة التعليمية بوجه خاص ولذلك فإن دور معلم العلوم ورسالته ل يكن أن
يتضحا إل من خلل نظرة شاملة للتعليم وأهداف مراحله الختلفة.
-أنه بالرغم من تغي الظروف والعوامل الت أشرنا إليها من قبل ،إل أننا نلحظ أن تدريس
العلوم ف الوقت الاضر مازال يمل بعض رواسب الاضي الت تتاج إل إعادة نظر.
22