‫الكتاب ‪ :‬تفسير القرآن العظيم‬

‫المؤلف ‪ :‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ ‪774- 700‬‬
‫هـ ]‬
‫المحقق ‪ :‬سامي بن محمد سلمة‬
‫الناشر ‪ :‬دار طيبة للنشر والتوزيع‬
‫الطبعة ‪ :‬الثانية ‪1420‬هـ ‪ 1999 -‬م‬
‫عدد الجزاء ‪8 :‬‬
‫مصدر الكتاب ‪ :‬موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‬
‫‪www.qurancomplex.com‬‬
‫[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ‪ ،‬والصفحات مذيلة بحواشي المحقق ]‬

‫فذكر ذلك للنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪" :‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬لَتَعدلُ نصف القرآن ‪ ،‬أو ثلثه"‬
‫(‪.)1‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال المام أحمد ‪ :‬حدثنا حسن ‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة ‪ ،‬حدثنا حُييّ بن عبد ال ‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد الرحمن الحُبُلي ‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو ‪ :‬أن أبا أيوب النصاري كان في مجلس وهو يقول‬
‫‪ :‬أل يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة ؟ فقالوا ‪ :‬وهل يستطيع ذلك أحد ؟ قال ‪ :‬فإن "‬
‫ُقلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ " ثلث القرآن‪ .‬قال ‪ :‬فجاء النبي صلى ال عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫"صدق أبو أيوب" (‪.)2‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال أبو عيسى الترمذي ‪ :‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬حدثنا يزيد‬
‫بن كيسَان ‪ ،‬أخبرني أبو حَازم ‪ ،‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"احشُدوا ‪ ،‬فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن"‪ .‬فحشد من حشد ‪ ،‬ثم خرج نبي ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقرأ ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ " ثم دخل فقال بعضنا لبعض ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن"‪ .‬إني لرى هذا خبرًا جاء من السماء ‪ ،‬ثم خرج نبي ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال ‪" :‬إني قلت ‪ :‬سأقرأ عليكم ثلث القرآن ‪ ،‬أل وإنها تعدل ثلث القرآن"‪.‬‬
‫وهكذا رواه مسلم في صحيحه ‪ ،‬عن محمد بن بشار ‪ ،‬به (‪ )3‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن صحيح‬
‫غريب ‪ ،‬واسم أبي حازم سلمان‪.‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال المام أحمد ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬عن زائدة بن قُدَامة ‪ ،‬عن منصور‬
‫‪ ،‬عن هلل بن يَساف ‪ ،‬عن الربيع بن خُثَيم (‪ )4‬عن عمرو بن ميمون ‪ ،‬عن عبد الرحمن ابن‬
‫أبي ليلى ‪ ،‬عن امرأة من النصار ‪ ،‬عن أبي أيوب ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬أيعجز‬
 ‫صمَدُ " في ليلة ‪ ،‬فقد‬
‫أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فإنه من قرأ ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ اللّهُ ال ّ‬
‫قرأ ليلتئذ ثلث القرآن"‪.‬‬
‫هذا حديث ُتسَاعيّ السناد للمام أحمد‪ .‬ورواه الترمذي والنسائي ‪ ،‬كلهما عن محمد بن بشار (‬
‫‪ )5‬بندار ‪ -‬زاد الترمذي وقتيبة ‪ -‬كلهما عن عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬به (‪ .)6‬فصار لهما‬
‫عُشَاريا‪ .‬وفي رواية الترمذي ‪" :‬عن امرأة أبى أيوب ‪ ،‬عن أبي أيوب" ‪ ،‬به [وحسنه] (‪ .)7‬ثم قال‬
‫‪ :‬وفي الباب عن أبي الدرداء ‪ ،‬وأبي سعيد ‪ ،‬وقتادة بن النعمان ‪ ،‬وأبي هريرة ‪ ،‬وأنس ‪ ،‬وابن‬
‫عمر ‪ ،‬وأبي مسعود‪ .‬وهذا حديث حسن ‪ ،‬ول نعلم أحدًا َروَى هذا الحديث أحسن من رواية‬
‫"زائدة"‪ .‬وتابعه على روايته إسرائيل ‪ ،‬والفضيل بن عياض‪ .‬وقد َروَى شُعبةُ وغيرُ واحد من‬
‫الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬المسند (‪.)3/15‬‬
‫(‪ )2‬المسند (‪.)2/173‬‬
‫(‪ )3‬سنن الترمذي برقم (‪ )2900‬وصحيح مسلم برقم (‪.)812‬‬
‫(‪ )4‬في أ ‪" :‬بن خيثم"‪.‬‬
‫(‪ )5‬في أ ‪" :‬يسار"‪.‬‬
‫(‪ )6‬سنن الترمذي برقم (‪ )2896‬وسنن النسائي (‪.)2/172‬‬
‫(‪ )7‬زيادة من م ‪ ،‬أ‪.‬‬

‫( ‪)8/521‬‬

‫حصَين ‪ ،‬عن هلل بن يَسَاف ‪ ،‬عن عبد الرحمن ابن‬

‫حديث آخر ‪ :‬قال أحمد ‪ :‬حدثنا هُشَيْم ‪ ،‬عن ُ‬
‫أبي ليلى ‪ ،‬عن أبيّ بن كعب ‪ -‬أو ‪ :‬رجل من النصار ‪ -‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫حدٌ " فكأنما قرأ بثلث القرآن" (‪.)1‬‬
‫وسلم ‪" :‬من قرأ ب " ُقلْ ُهوَ اللّهُ أَ َ‬
‫حصَين ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬به (‪.)2‬‬
‫ورواه النسائي في "اليوم والليلة" ‪ ،‬من حديث هُشَيم ‪ ،‬عن ُ‬
‫ولم يقع في روايته ‪ :‬هلل بن يساف‪.‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال المام أحمد ‪ :‬حدثنا وَكيع ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن أبي قيس (‪ )3‬عن عمرو بن‬
‫حدٌ " تعدُل‬
‫ميمون ‪ ،‬عن أبي مسعود قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ُ " " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ أَ َ‬
‫ثلث القرآن" (‪.)4‬‬
‫وهكذا رواه ابن ماجة ‪ ،‬عن علي بن محمد الطّنافسي ‪ ،‬عن وَكيع ‪ ،‬به (‪ .)5‬ورواه النسائي في‬
‫"اليوم والليلة" من طرق أخر ‪ ،‬عن عمرو بن ميمون ‪ ،‬مرفوعًا وموقوفًا (‪.)6‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال المام أحمد ‪ :‬حدثنا َبهْز ‪ ،‬حدثنا ُبكَير بن أبي السّميط (‪ )7‬حدثنا قتادة ‪ ،‬عن‬
 ‫سالم بن أبي الجعد ‪ ،‬عن َمعْدَان بن أبي طلحة ‪ ،‬عن أبي الدّرداء ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪" :‬أيعجزُ أحدُكم أن يَقرأ كلّ يوم ثلث القرآن ؟ "‪ .‬قالوا ‪ :‬نعم يا رسول ال ‪ ،‬نحن‬
‫حدٌ " ثلث‬
‫أضعفُ من ذلك وأعجز‪ .‬قال ‪" :‬فإن ال جَزأ القرآن ثلثة أجزاء ‪ ،‬ف " ُقلْ ُهوَ اللّهُ أَ َ‬
‫القرآن"‪.‬‬
‫ورواه مسلم والنسائي ‪ ،‬من حديث قتادة ‪ ،‬به (‪.)8‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال المام أحمد ‪ :‬حدثنا أمية بن خالد ‪ ،‬حدثنا محمد بن عبد ال بن مسلم ‪ -‬ابن‬
‫حمَيد بن عبد الرحمن ‪ -‬هو ابن عوف ‪ -‬عن أمه ‪-‬‬
‫أخي ابن شهاب ‪ -‬عن عمه الزهري ‪ ،‬عن ُ‬
‫وهي ‪ :‬أم كلثوم بنت عقبة (‪ )9‬بن أبي ُمعَيط ‪ -‬قالت ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" " :‬‬
‫ُقلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ " تَعدلُ ثُُلثَ القرآن"‪.‬‬
‫وكذا رواه النسائي في "اليوم والليلة" ‪ ،‬عن عمرو بن علي ‪ ،‬عن أمية بن خالد ‪ ،‬به (‪ .)10‬ثم‬
‫حمَيد بن عبد الرحمن ‪ ،‬قوله (‪ .)11‬ورواه النسائي‬
‫رواه من طريق مالك ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن ُ‬
‫أيضا في "اليوم والليلة" من حديث محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن الحارث بن ال ُفضَيل النصاري ‪ ،‬عن‬
‫حمَيد بن عبد الرحمن ‪ :‬أن َنفَرًا من أصحاب محمد صلى ال عليه وسلم حَدثوه‬
‫الزهري ‪ ،‬عن ُ‬
‫عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪:‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬المسند (‪.)5/141‬‬
‫(‪ )2‬سنن النسائي الكبرى برقم (‪.)10521‬‬
‫(‪ )3‬في م ‪" :‬إسحاق"‪.‬‬
‫(‪ )4‬المسند (‪.)4/122‬‬
‫(‪ )5‬سنن ابن ماجة برقم (‪.)3789‬‬
‫(‪ )6‬سنن النسائي الكبرى برقم (‪.)10528 ، 10525 ، 10529‬‬
‫(‪ )7‬في أ ‪" :‬حدثنا بكر بن أبي السمط"‪.‬‬
‫(‪ )8‬المسند (‪ )1/447‬وصحيح مسلم برقم (‪ )811‬وسنن النسائي الكبرى برقم (‪.)10537‬‬
‫(‪ )9‬في م ‪" :‬عتبة"‪.‬‬
‫(‪ )10‬سنن النسائي الكبرى برقم (‪.)10531‬‬
‫(‪ )11‬سنن النسائي الكبرى برقم (‪.)10533‬‬

‫( ‪)8/522‬‬

‫" ُقلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ " تَعدلُ ثُُلثَ القرآن لمن صلى بها" (‪.)1‬‬
‫حديث آخر في كون قراءتها توجب الجنة ‪ :‬قال المام مالك بن أنس ‪ ،‬عن عبيد ال بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬عن عُبيد بن حُنَين قال ‪ :‬سمعت أبا هريرة يقول ‪ :‬أقبلت مع النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ ،‬فسمع رجل يقرأ " ُقلْ ُهوَ اللّهُ َأحَ ٌد " فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬وَجَ َبتْ"‪ .‬قلت ‪ :‬وما‬
‫وَجَبت ؟ قال ‪" :‬الجنة"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي والنسائي ‪ ،‬من حديث مالك (‪ .)2‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن صحيح غريب ‪ ،‬ل نعرفه‬
‫إل من حديث مالك‪.‬‬
‫وتقدم حديث ‪" :‬حُبّك إياها أدخلك الجنة"‪.‬‬
‫حديث في تكرار قراءتها ‪ :‬قال الحافظ أبو يعلى الموصلي ‪ :‬حدثنا قَطن بن نُسير ‪ ،‬حدثنا عيسى‬
‫ابن ميمون القرشي ‪ ،‬حدثنا يزيد الرقاشي ‪ ،‬عن أنس قال ‪ :‬سمعت رسول ال (‪ )3‬صلى ال عليه‬
‫حدٌ " ثلث مرات في ليلة (‪ )4‬فإنها تعدلُ‬
‫وسلم يقول ‪" :‬أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ أَ َ‬
‫ثلث القرآن ؟ " (‪)5‬‬
‫هذا إسناد ضعيف ‪ ،‬وأجود منه حديث آخر ‪ ،‬قال عبد ال بن المام أحمد ‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن أبي بكر ال ُمقَدمي ‪ ،‬حدثنا الضحاك بن مخلد ‪ ،‬حدثنا ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن أسيدُ ابن‬
‫أبي أسيد ‪ ،‬عن معاذ بن عبد ال بن خُبيب ‪ ،‬عن أبيه قال ‪ :‬أصابنا طَش وظلمة ‪ ،‬فانتظرنا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يصلي بنا ‪ ،‬فخرج فأخذ بيدي ‪ ،‬فقال ‪" :‬قل"‪ .‬فسكت‪ .‬قال ‪" :‬قل"‪ .‬قلت ‪:‬‬
‫حدٌ " والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلثًا ‪ ،‬تكفك كل يوم‬
‫ما أقول ؟ قال ‪ُ " " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ أَ َ‬
‫مرتين"‪.‬‬
‫ورواه أبو داود والترمذي والنسائي ‪ ،‬من حديث ابن أبي ذئب ‪ ،‬به (‪ .)6‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن‬
‫صحيح غريب من هذا الوجه‪ .‬وقد رواه النسائي من طريق أخرى ‪ ،‬عن معاذ بن عبد ال بن‬
‫خبيب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عقبة بن عامر ‪ ،‬فذكره [ولفظه ‪" :‬يكفك كل شيء" ] (‪.)8( )7‬‬
‫حديث آخر في ذلك ‪ :‬قال المام أحمد ‪ :‬حدثنا إسحاق بن عيسى ‪ ،‬حدثنا ليث بن سعد ‪ ،‬حدثني‬
‫الخليل بن مرة ‪ ،‬عن الزهر بن عبد ال ‪ ،‬عن تميم الداري قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪" :‬من قال ‪ :‬ل إله إل ال واحدًا أحدًا صمدًا ‪ ،‬لم يتخذ صاحبةً ول ولدًا ‪ ،‬ولم يكن له كفوا‬
‫أحدا ‪ ،‬عشر مرات ‪ ،‬كُتِب له أربعون ألف ألف حسنة"‪.‬‬
‫تفرد به أحمد (‪ )9‬والخليل بن مُرّة ‪ :‬ضعفه البخاري وغيره بمُرّة‪.‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال أحمد أيضا ‪ :‬حدثنا حسن بن موسى ‪ ،‬حدثنا ابن َلهِيعَة ‪ ،‬حدثنا زَبّان بن‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬سنن النسائي الكبرى برقم (‪.)10532‬‬
‫(‪ )2‬الموطأ (‪ )2/208‬وسنن الترمذي برقم (‪ )2897‬وسنن النسائي (‪.)2/171‬‬
‫(‪ )3‬في م ‪" :‬سمعت نبي ال"‪.‬‬
‫(‪ )4‬في أ ‪" :‬في كل ليلة"‪.‬‬
‫(‪ )5‬مسند أبي يعلى (‪ ، )8/150‬وقال الهيثمي في المجمع (‪" : )7/147‬فيه عبيس ‪ ،‬وهو متروك"‪.‬‬
 ‫(‪ )6‬زوائد المسند (‪ )5/312‬وسنن أبي داود برقم (‪ )5082‬وسنن الترمذي برقم (‪ )3575‬وسنن‬
‫النسائي (‪.)8/250‬‬
‫(‪ )7‬زيادة من م‪.‬‬
‫(‪ )8‬سنن النسائي (‪.)8/251‬‬
‫(‪ )9‬المسند (‪.)4/103‬‬

‫( ‪)8/523‬‬

‫فائد ‪ ،‬عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫"من قرأ " ُقلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ " حتى يختمها ‪ ،‬عشر مرات ‪ ،‬بنى ال له قصرًا في الجنة"‪ .‬فقال عمر‬
‫‪ :‬إذن نستكثر يا رسول ال‪ .‬فقال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ال أكثر وأطيب"‪ .‬تفرد به أحمد (‪.)1‬‬
‫ورواه أبو محمد الدارمي في مسنده فقال ‪ :‬حدثنا عبد ال بن يزيد ‪ ،‬حدثنا حيوة ‪ ،‬حدثنا أبو عقيل‬
‫زهرة بن معبد ‪ -‬قال الدارمي ‪ :‬وكان من البدال ‪ -‬أنه سمع سعيد بن المسيب يقول ‪ :‬إن نبي ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬من قرأ " ُقلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ " عشر مرات ‪ ،‬بنى ال له قصرًا في‬
‫الجنة ‪ ،‬ومن قرأها عشرين مرة بنى ال له قصرين في الجنة ‪ ،‬ومن قرأها ثلثين مرة بنى ال له‬
‫ثلثة قصور في الجنة"‪ .‬فقال عمر بن الخطاب ‪ :‬إذا لتكثر قصورنا ؟ فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪" :‬ال أوسع من ذلك" (‪ .)2‬وهذا مرسل جيد‪.‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال الحافظ أبو يعلى ‪ :‬حدثنا نصر بن علي ‪ ،‬حدثني نوح بن قيس ‪ ،‬أخبرني محمد‬
‫العطار ‪ ،‬أخبرتني أم كثير النصارية ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪" :‬من قرأ " ُقلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ " خمسين مرة غُفرت له (‪ .)3‬ذنوب خمسين سنة" (‪ )4‬إسناده‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال أبو يعلى ‪ :‬حدثنا أبو الربيع ‪ ،‬حدثنا حاتم بن ميمون ‪ ،‬حدثنا ثابت ‪ ،‬عن أنس‬
‫حدٌ " مائتي مرة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من قرأ في يوم ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ أَ َ‬
‫كتب ال له ألفًا وخمسمائة حسنة إل أن يكون عليه دين" (‪ .)5‬إسناده ضعيف ‪ ،‬حاتم بن ميمون ‪:‬‬
‫ضعفه البخاري وغيره‪ .‬ورواه الترمذي ‪ ،‬عن محمد بن مرزوق البصري ‪ ،‬عن حاتم بن ميمون ‪،‬‬
‫حدٌ " محي عنه ذنوب خمسين سنة ‪،‬‬
‫به‪ .‬ولفظه ‪" :‬من قرأ كل يوم ‪ ،‬مائتي مرة ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ أَ َ‬
‫إل أن يكون عليه دَين"‪.‬‬
‫قال الترمذي ‪ :‬وبهذا السناد عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬من أراد أن ينام على فراشه ‪،‬‬
‫حدٌ " مائة مرة ‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب ‪ ،‬عز‬
‫فنام على يمينه ‪ ،‬ثم قرأ ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ أَ َ‬
‫وجل ‪ :‬يا عبدي ‪ ،‬ادخُل على يمينك الجنة" (‪ .)6‬ثم قال ‪ :‬غريب من حديث ثابت ‪ ،‬وقد رُوي من‬
‫غير هذا الوجه ‪ ،‬عنه‪.‬‬
 ‫وقال أبو بكر البزار ‪ :‬حدثنا سهل بن بحر ‪ ،‬حدثنا حَبّان بن أغلب ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا ثابت ‪،‬‬
‫عن أنس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من قرأ ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ أَحَدٌ " مائتي مرة ‪،‬‬
‫حط ال عنه ذنوب مائتي سنة" (‪ .)7‬ثم قال ‪ :‬ل نعلم رواه عن ثابت إل الحسن بن أبي جعفر ‪،‬‬
‫والغلب بن‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬المسند (‪.)3/437‬‬
‫(‪ )2‬سنن الدارمي برقم (‪.)3429‬‬
‫(‪ )3‬في م ‪ ،‬أ ‪" :‬غفر ال له"‪.‬‬
‫(‪ )4‬ورواه الدارمي في السنن برقم (‪ : )3438‬حدثنا نصر بن علي بمثله سواء‪.‬‬
‫(‪ )5‬مسند أبي يعلى (‪.)6/103‬‬
‫(‪ )6‬سنن الترمذي برقم (‪.)2898‬‬
‫(‪ )7‬ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن برقم (‪ )267‬والخطيب في تاريخ بغداد (‪ )6/187‬من‬
‫طريق الحسن بن أبي جعفر ‪ ،‬عن ثابت به‪.‬‬

‫( ‪)8/524‬‬

‫تميم ‪ ،‬وهما متقاربان في سوء الحفظ‪.‬‬

‫حديث آخر في الدعاء بما تضمنته من السماء ‪ :‬قال النسائي عند تفسيرها ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‬
‫بن خالد ‪ ،‬حدثنا زيد بن الحباب ‪ ،‬حدثني مالك بن ِمغْول ‪ ،‬حدثنا عبد ال بن بُرَيدة ‪ ،‬عن أبيه ‪:‬‬
‫أنه دخل مع رسول ال صلى ال عليه وسلم المسجد فإذا رجل يصلي ‪ ،‬يدعو يقول ‪ :‬اللهم ‪ ،‬إني‬
‫أسألك بأني أشهد أن ل إله إل أنت ‪ ،‬الحد الصمد ‪ ،‬الذي لم يلد ولم يولد ‪ ،‬ولم يكن له كفوا أحد‪.‬‬
‫قال ‪" :‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬لقد سأله باسمه العظم ‪ ،‬الذي إذا سئل به أعطى ‪ ،‬وإذا دعي به أجاب"‬
‫(‪.)1‬‬
‫وقد أخرجه َبقِيّة أصحاب السنن من طُرُق ‪ ،‬عن مالك بن ِمغْول ‪ ،‬عن عبد ال بن بُرَيدة ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬به (‪ .)2‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن غريب‪.‬‬
‫حديث آخر في قراءتها عشر مرات بعد المكتوبة ‪ :‬قال الحافظ أبو يعلى [الموصلي] (‪ : )3‬حدثنا‬
‫عبد العلى ‪ ،‬حدثنا بشر بن منصور ‪ ،‬عن عمر بن نبهان (‪ )4‬عن أبي شداد ‪ ،‬عن جابر بن عبد‬
‫ال قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ثلث من جاء ِبهِنّ مع اليمان َدخَل من أيّ‬
‫أبواب الجنة شاء ‪ ،‬و ُزوّج من الحور العين حيث شاء ‪ :‬من عفا عن قاتله ‪ ،‬وأدى دينا خفيا ‪ ،‬وقرأ‬
‫في دبر كل صلة مكتوبة عشر مرات ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ "‪ .‬قال ‪ :‬فقال أبو بكر ‪ :‬أو إحداهن يا‬
‫رسول ال ؟ قال ‪" :‬أو إحداهن" (‪)5‬‬
‫حديث في قراءتها عند دخول المنزل ‪ :‬قال الحافظ أبو القاسم الطبراني ‪ :‬حدثنا محمد بن عبد ال‬
‫بن بكر السراج العسكري ‪ ،‬حدثنا محمد بن الفرج ‪ ،‬حدثنا محمد بن الزبرقان ‪ ،‬عن مروان بن‬
‫سالم ‪ ،‬عن أبي زُرْعَة بن (‪ )6‬عمرو بن جرير ‪ ،‬عن جرير بن عبد ال قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من قرأ ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ " حين يدخل منزله ‪ ،‬نفت الفقر عن أهل ذلك‬
‫المنزل والجيران" (‪ .)7‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫حديث في الكثار من قراءتها في سائر الحوال ‪ :‬قال الحافظ أبو يعلى ‪ :‬حدثنا محمد بن إسحاق‬
‫المسيبي ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬عن العلء بن (‪ )8‬محمد الثقفي قال ‪ :‬سمعت أنس بن مالك‬
‫يقول ‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بتبوك ‪ ،‬فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم‬
‫نرها طلعت فيما مضى‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬سنن النسائي الكبرى كما في تحفة الشراف للمزي (‪.)2/90‬‬
‫(‪ )2‬سنن أبي داود برقم (‪ )1493‬وسنن الترمذي برقم (‪ )3475‬وسنن ابن ماجة برقم (‪.)3857‬‬
‫(‪ )3‬زيادة من م‪.‬‬
‫(‪ )4‬في م ‪ ،‬أ ‪ ،‬هـ ‪" :‬عمر بن شيبان"‪.‬‬
‫(‪ )5‬مسند أبي يعلى (‪ ، )3/332‬وقال الهيثمي في المجمع (‪" : )10/102‬فيه عمر بن نبهان وهو‬
‫متروك"‪.‬‬
‫(‪ )6‬في م ‪ ،‬أ ‪ ،‬هـ ‪" :‬عن"‪.‬‬
‫(‪ )7‬المعجم الكبير (‪.)2/340‬‬
‫(‪ )8‬كذا ترجمه البخاري في التاريخ (‪ ، )6/507‬وابن حبان في المجروحين (‪ ، )2/181‬وترجمه‬
‫ابن أبي حاتم في الجرح (‪ ، )6/355‬والذهبي في الميزان (‪ ، )3/106‬كذا ‪" :‬العلء بن يزيد ‪ ،‬أبو‬
‫محمد الثقفي" وكأن هذا هو الراجح ‪ ،‬لكن أثبتنا الول لكونه وقع في النسخ هكذا ‪ ،‬وكذلك في‬
‫مسند أبي يعلى ‪ ،‬أما الدلئل فقد وقع فيه على الكنية فأثبتناه كما هو فيه‪.‬‬

‫( ‪)8/525‬‬

‫بمثله ‪ ،‬فأتى جبريل النبي صلى ال عليه وسلم فقال (‪ )1‬يا جبريل ‪ ،‬ما لي أرى الشمس طلعت‬
‫اليوم (‪ )2‬بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت بمثله فيما مضى ؟ "‪ .‬قال ‪ :‬إن ذلك معاوية بن‬
‫معاوية الليثي ‪ ،‬مات بالمدينة اليوم ‪ ،‬فبعث ال إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه‪ .‬قال ‪" :‬وفيم‬
‫ذلك ؟ " قال ‪ :‬كان يكثر قراءة ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ َأحَ ٌد " في الليل وفي النهار ‪ ،‬وفي ممشاه وقيامه‬
‫وقعوده ‪ ،‬فهل لك يا رسول ال أن أقبض لك الرض فتصلي عليه ؟ قال ‪" :‬نعم"‪ .‬فصلى عليه‪.‬‬
‫وكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في [كتاب] (‪ )3‬دلئل النبوة" من طريق يزيد بن هارون ‪ ،‬عن‬
 ‫العلء أبي (‪ )4‬محمد (‪ - )5‬وهو متهم بالوضع ‪ -‬فال أعلم‪.‬‬
‫طريق أخرى ‪ :‬قال أبو يعلى ‪ :‬حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي أبو عبد ال ‪ ،‬حدثنا عثمان بن‬
‫الهيثم ‪ -‬مؤذن مسجد الجامع بالبصرة عندي ‪ -‬عن محمود أبي عبد ال (‪ )6‬عن عطاء بن أبي‬
‫ميمونة ‪ ،‬عن أنس قال ‪ :‬نزل جبريل على النبي صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬مات معاوية بن‬
‫معاوية الليثي ‪ ،‬فتحب أن تصلي عليه ؟ قال ‪" :‬نعم"‪ .‬فضرب بجناحه الرض ‪ ،‬فلم تبق شجرة ول‬
‫أكمة إل تضعضعت ‪ ،‬فرفع سريره فنظر إليه ‪ ،‬فكبر عليه وخلفه صفان من الملئكة ‪ ،‬في كل‬
‫صف سبعون ألف ملك ‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬يا جبريل ‪ ،‬بم نال هذه المنزلة من ال‬
‫حدٌ " وقراءته إياها ذاهبًا وجائيًا قائمًا (‪ )7‬وقاعدًا ‪ ،‬وعلى كل‬
‫تعالى ؟ "‪ .‬قال بحبه ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ أَ َ‬
‫حال (‪.)8‬‬
‫ورواه البيهقي ‪ ،‬من رواية عثمان بن الهيثم المؤذن ‪ ،‬عن محبوب بن هلل ‪ ،‬عن عطاء بن أبي‬
‫ميمونة ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬فذكره‪ .‬وهذا هو الصواب (‪ ، )9‬ومحبوب بن هلل قال أبو حاتم الرازي ‪:‬‬
‫"ليس بالمشهور" (‪ .)10‬وقد روي هذا من طرق أخر ‪ ،‬تركناها (‪ )11‬اختصارًا ‪ ،‬وكلها ضعيفة‪.‬‬
‫حديث آخر في فضلها مع المعوذتين ‪ :‬قال المام أحمد ‪ :‬حدثنا أبو المغيرة ‪ ،‬حدثنا معاذ بن‬
‫رفاعة ‪ ،‬حدثني علي بن يزيد ‪ ،‬عن القاسم ‪ ،‬عن أبي أمامة ‪ ،‬عن عقبة بن عامر قال ‪ :‬لقيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فابتدأته فأخذتُ بيده ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬بم نجاة المؤمن ؟‬
‫قال ‪" :‬يا عقبة ‪ ،‬احْرُسْ لسانك وليسعك بيتُك ‪ ،‬وا ْبكِ على خطيئتك"‪ .‬قال ‪ :‬ثم لقيني رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فابتدأني فأخذ بيدي ‪ ،‬فقال ‪" :‬يا عقبة بن عامر ‪ ،‬أل أعلمك خير ثلث‬
‫سوَر أنزلت في التوراة ‪ ،‬والنجيل ‪،‬‬
‫ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬في م ‪" :‬فقال لي"‪.‬‬
‫(‪ )2‬في م ‪" :‬يومئذ"‪.‬‬
‫(‪ )3‬زيادة من م‪.‬‬
‫(‪ )4‬في أ ‪" :‬العلء بن محمد"‪.‬‬
‫(‪ )5‬مسند أبي يعلى (‪ )7/256‬ودلئل النبوة (‪.)5/245‬‬
‫(‪ )6‬وقع في أصل مسند أبي يعلى ‪" :‬محمود بن عبد ال" ووقع هنا ‪" :‬محمود أبي عبد ال" ‪ -‬كما‬
‫ترى ‪ -‬والصواب ‪" :‬محبوب ابن هلل" كما في رواية البيهقي ‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫(‪ )7‬في م ‪" :‬وقائما"‪.‬‬
‫(‪ )8‬مسند أبي يعلى (‪.)7/258‬‬
‫(‪ )9‬دلئل النبوة (‪ )5/246‬ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن برقم (‪ ، )272‬من طريق‬
‫محبوب بن هلل به ‪ ،‬وساقه المؤلف في البداية والنهاية من رواية البيهقي (‪ ، )5/14‬وقال ‪:‬‬
‫"منكر من هذا الوجه"‪.‬‬
 ‫(‪ )10‬الجرح والتعديل لبن أبي حاتم (‪.)8/389‬‬
‫(‪ )11‬في م ‪" :‬تركنا ذكرها"‪.‬‬

‫( ‪)8/526‬‬

‫صمَدُ (‪َ )2‬لمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (‪ )3‬وَلَمْ َيكُنْ َلهُ ُكفُوًا َأحَدٌ (‪)4‬‬
‫ُقلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ (‪ )1‬اللّهُ ال ّ‬

‫والزبور ‪ ،‬والقرآن العظيم ؟"‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬جعلني ال فداك‪ .‬قال ‪ :‬فأقرأني ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ‬
‫سهُن ول تُبتْ‬
‫حدٌ " و " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَقِ " و " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ " ثم قال ‪" :‬يا عقبة ‪ ،‬ل تَنْ َ‬
‫أَ َ‬
‫ليلة حتى تقرأهن"‪ .‬قال ‪ :‬فما نسيتهن منذ قال ‪" :‬ل تنسهن" ‪ ،‬وما بت ليلة قط حتى أقرأهن‪ .‬قال‬
‫عقبة ‪ ،‬ثم لقيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فابتدأته ‪ ،‬فأخذت بيده ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪،‬‬
‫عطِ من حَ َرمَك ‪ ،‬وأعرض (‪)1‬‬
‫أخبرني بفواضل العمال‪ .‬فقال ‪" :‬يا عقبة ‪ ،‬صِلْ من قطعك ‪ ،‬وأ ْ‬
‫عمن ظلمك" (‪)2‬‬
‫روى الترمذي بعضه في "الزهد" ‪ ،‬من حديث عُبيد ال بن زحر ‪ ،‬عن علي بن يزيد وقال ‪ :‬هذا‬
‫حديث حسن (‪ .)3‬وقد رواه أحمد من طريق آخر ‪:‬‬
‫حدثنا حسين بن محمد ‪ ،‬حدثنا ابن عياش ‪ ،‬عن أسيد بن عبد الرحمن الخَ ْثعَمي ‪ ،‬عن ف ْروَة بن‬
‫مجاهد اللخمي ‪ ،‬عن عقبة بن عامر ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فذكر مثله سواء‪ .‬تفرد به‬
‫أحمد (‪.)4‬‬
‫عقَيل ‪ ،‬عن‬
‫حديث آخر في الستشفاء بهن ‪ :‬قال البخاري ‪ :‬حدثنا قتيبة ‪ ،‬حدثنا المفضل ‪ ،‬عن ُ‬
‫ابن شهاب ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن عائشة أن النبي صلى ال عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كُل‬
‫ليلة جمع (‪ )5‬كفيه ‪ ،‬ثم نفث فيهما فقرأ فيهما ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ أَحَدٌ " و " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَقِ " و "‬
‫ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ‪ ،‬يبدأ بهما على رأسه ووجهه ‪ ،‬وما‬
‫أقبل من جسده ‪ ،‬يفعل ذلك ثلث مرات‪.‬‬
‫عقَيل ‪ ،‬به (‪.)6‬‬
‫وهكذا رواه أهل السنن ‪ ،‬من حديث ُ‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫صمَدُ (‪ )2‬لَمْ َيلِ ْد وَلَمْ يُوَلدْ (‪ )3‬وَلَمْ َيكُنْ لَهُ ُك ُفوًا أَحَدٌ (‪} )4‬‬
‫حدٌ (‪ )1‬اللّهُ ال ّ‬
‫{ ُقلْ ُهوَ اللّهُ أَ َ‬
‫قد تقدم ذكر سبب نزولها‪ .‬وقال عكرمة ‪ :‬لما قالت اليهود ‪ :‬نحن نعبد عُزيرَ ابن ال‪ .‬وقالت‬
‫النصارى ‪ :‬نحن نعبد المسيح ابن ال‪ .‬وقالت المجوس ‪ :‬نحن نعبد الشمس والقمر‪ .‬وقالت‬
‫المشركون ‪ :‬نحن نعبد الوثان ‪ -‬أنزل ال على رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ُ { :‬قلْ ُهوَ اللّهُ َأحَدٌ }‬
‫يعني ‪ :‬هو الواحد الحد ‪ ،‬الذي ل نظير له ول وزير ‪ ،‬ول نديد ول شبيه ول عديل ‪ ،‬ول يُطلَق‬
‫__________‬
 ‫(‪ )1‬في م ‪" :‬واعف"‪.‬‬
‫(‪ )2‬المسند (‪.)4/148‬‬
‫(‪ )3‬سنن الترمذي برقم (‪ ، )2406‬وفي إسناده عبيد ال بن زحر وعلى بن يزيد والقاسم كلهم‬
‫ضعفاء ‪ ،‬قال ابن حبان في عبيد ال بن زحر ‪" :‬يروي الموضوعات عن الثبات ‪ ،‬وإذا روي عن‬
‫علي بن يزيد أتى الطامات ‪ ،‬وإذا اجتمع في إسناده خبر عبيد ال ‪ ،‬وعلي بن يزيد ‪ ،‬والقاسم ‪-‬‬
‫أبو عبد الرحمن ‪ -‬لم يكن ذلك الخبر إل مما عملته أيديهم"‪.‬‬
‫(‪ )4‬المسند (‪.)4/158‬‬
‫(‪ )5‬في م ‪" :‬ليلة جمعة"‪.‬‬
‫(‪ )6‬صحيح البخاري برقم (‪ )5017‬وسنن أبي داود برقم (‪ )5056‬وسنن الترمذي برقم (‪)3402‬‬
‫وسنن النسائي الكبرى برقم (‪ )10624‬وسنن ابن ماجة برقم (‪.)3875‬‬

‫( ‪)8/527‬‬

‫هذا اللفظ على أحد في الثبات إل على ال ‪ ،‬عز وجل ؛ لنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله‪.‬‬
‫صمَدُ } قال عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ :‬يعني الذي يصمد الخلئق إليه في‬
‫وقوله ‪ { :‬اللّهُ ال ّ‬
‫حوائجهم ومسائلهم‪.‬‬
‫قال علي بن أبي طلحة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ :‬هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ‪ ،‬والشريف الذي قد‬
‫كمل في شرفه ‪ ،‬والعظيم الذي قد كمل في عظمته ‪ ،‬والحليم الذي قد كمل في حلمه ‪ ،‬والعليم الذي‬
‫قد كمل في علمه ‪ ،‬والحكيم الذي قد كمل في حكمته (‪ )1‬وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف‬
‫والسؤدد ‪ ،‬وهو ال سبحانه ‪ ،‬هذه صفته ل تنبغي إل له ‪ ،‬ليس له كفء ‪ ،‬وليس كمثله شيء ‪،‬‬
‫سبحان ال الواحد القهار‪.‬‬
‫صمَدُ } السيد الذي قد انتهى سؤدده ‪ ،‬ورواه‬
‫وقال العمش ‪ ،‬عن شقيق (‪ )2‬عن أبي وائل ‪ { :‬ال ّ‬
‫عاصم ‪ ،‬بن أبي وائل ‪ ،‬عن ابن مسعود ‪ ،‬مثله‪.‬‬
‫صمَدُ } السيد‪ .‬وقال الحسن ‪ ،‬وقتادة ‪ :‬هو الباقي بعد خلقه‪.‬‬
‫وقال مالك ‪ ،‬عن زيد بن أسلم ‪ { :‬ال ّ‬
‫صمَدُ } الذي لم‬
‫صمَدُ } الحي القيوم الذي ل زوال له‪ .‬وقال عكرمة ‪ { :‬ال ّ‬
‫وقال الحسن أيضا ‪ { :‬ال ّ‬
‫يخرج منه شيء ول يطعم‪.‬‬
‫وقال الربيع بن أنس ‪ :‬هو الذي لم يلد ولم يولد‪ .‬كأنه جعل ما بعده تفسيرًا له ‪ ،‬وهو قوله ‪َ { :‬لمْ‬
‫يَلِ ْد وََلمْ يُولَدْ } وهو تفسير جيد‪ .‬وقد تقدم الحديث من رواية ابن جرير ‪ ،‬عن أبي بن كعب في ذلك‬
‫‪ ،‬وهو صريح فيه‪.‬‬
‫وقال ابن مسعود ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬وسعيد بن المسيب ‪ ،‬ومجاهد ‪ ،‬وعبد ال بن بُريدة ‪ ،‬وعكرمة‬
‫أيضا ‪ ،‬وسعيد بن جبير ‪ ،‬وعطاء بن أبي رباح ‪ ،‬وعطية العوفي ‪ ،‬والضحاك ‪ ،‬والسدي ‪:‬‬
 ‫صمَدُ } الذي ل جوف له‪.‬‬
‫{ ال ّ‬
‫صمَدُ } المصمت الذي ل جوف له‪.‬‬
‫قال سفيان ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ { :‬ال ّ‬
‫وقال الشعبي ‪ :‬هو الذي ل يأكل الطعام ‪ ،‬ول يشرب الشراب‪.‬‬
‫صمَدُ } نور يتلل‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن بُرَيدة (‪ )3‬أيضًا ‪ { :‬ال ّ‬
‫روى ذلك كلّه وحكاه ‪ :‬ابن أبي حاتم ‪ ،‬والبيهقي والطبراني ‪ ،‬وكذا أبو جعفر بن جرير ساق أكثر‬
‫ذلك بأسانيده ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫حدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬حدثنا محمد بن عمرو بن رومي ‪ ،‬عن عبيد ال بن سعيد قائد‬
‫العمش ‪ ،‬حدثني صالح بن حيان ‪ ،‬عن عبد ال بن بريدة ‪ ،‬عن أبيه قال ‪ -‬ل أعلم إل قد رفعه ‪-‬‬
‫صمَدُ } الذي ل جوف له‪.‬‬
‫قال ‪ { :‬ال ّ‬
‫وهذا غريب جدًا ‪ ،‬والصحيح أنه موقوف على عبد ال بن بريدة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬في م ‪" :‬في حكمه"‪.‬‬
‫(‪ )2‬في أ ‪" :‬سفيان"‪.‬‬
‫(‪ )3‬في أ ‪" :‬يزيد"‪.‬‬

‫( ‪)8/528‬‬

‫وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له ‪ ،‬بعد إيراده كثيرًا من هذه القوال في‬
‫تفسير "الصمد" ‪ :‬وكل هذه صحيحة ‪ ،‬وهي صفات ربنا ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬وهو الذي يُصمَد إليه في‬
‫الحوائج ‪ ،‬وهو الذي قد انتهى سؤدده ‪ ،‬وهو الصمد الذي ل جوف له ‪ ،‬ول يأكل ول يشرب ‪،‬‬
‫وهو الباقي بعد خلقه‪ .‬وقال البيهقي نحو ذلك [أيضا] (‪)2( .)1‬‬
‫وقوله ‪َ { :‬لمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَ ْد وَلَمْ َيكُنْ لَهُ ُك ُفوًا َأحَدٌ } أي ‪ :‬ليس له ولد ول والد ول صاحبة‪.‬‬
‫قال مجاهد ‪ { :‬وَلَمْ َيكُنْ لَهُ ُك ُفوًا أَحَدٌ } يعني ‪ :‬ل صاحبة له‪.‬‬
‫خلَقَ ُكلّ‬
‫ت وَال ْرضِ أَنّى َيكُونُ لَ ُه وَلَدٌ وَلَمْ َتكُنْ لَهُ صَاحِبَ ٌة وَ َ‬
‫سمَاوَا ِ‬
‫وهذا كما قال تعالى ‪َ { :‬بدِيعُ ال ّ‬
‫شيْءٍ } [ النعام ‪ ] 101 :‬أي ‪ :‬هو مالك كل شيء وخالقه ‪ ،‬فكيف يكون له من خلقه نظير‬
‫َ‬
‫ن وَلَدًا َلقَدْ‬
‫حمَ ُ‬
‫يساميه ‪ ،‬أو قريب يدانيه ‪ ،‬تعالى وتقدس وتنزه‪ .‬قال ال تعالى ‪َ { :‬وقَالُوا اتّخَذَ الرّ ْ‬
‫ن وَلَدًا‬
‫حمَ ِ‬
‫عوْا لِلرّ ْ‬
‫ض وَتَخِرّ الْجِبَالُ َهدّا أَنْ دَ َ‬
‫سمَاوَاتُ يَ َتفَطّرْنَ مِنْ ُه وَتَنْشَقّ الرْ ُ‬
‫جِئْ ُتمْ شَيْئًا ِإدّا َتكَادُ ال ّ‬
‫حمَنِ عَبْدًا َلقَدْ‬
‫ت وَالرْضِ إِل آتِي الرّ ْ‬
‫سمَاوَا ِ‬
‫خ َذ وَلَدًا إِنْ ُكلّ مَنْ فِي ال ّ‬
‫حمَنِ أَنْ يَتّ ِ‬
‫َومَا يَنْ َبغِي لِلرّ ْ‬
‫حصَا ُه ْم وَعَدّ ُهمْ عَدّا َوكُّلهُمْ آتِيهِ َيوْمَ ا ْلقِيَامَةِ فَرْدًا } [ مريم ‪ ] 95 - 88 :‬وقال تعالى ‪َ { :‬وقَالُوا‬
‫أَ ْ‬
‫ل وَهُمْ بَِأمْ ِرهِ َي ْعمَلُونَ } [ النبياء ‪:‬‬
‫حمَنُ وَلَدًا سُ ْبحَانَهُ َبلْ عِبَادٌ ُمكْ َرمُونَ ل يَسْ ِبقُونَهُ بِا ْل َقوْ ِ‬
‫خذَ الرّ ْ‬
‫اتّ َ‬
‫حضَرُونَ‬
‫جعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنّةِ نَسَبًا وََلقَدْ عَِل َمتِ الْجِنّةُ إِ ّنهُمْ َل ُم ْ‬
‫‪ ] 27 ، 26‬وقال تعالى ‪ { :‬وَ َ‬
‫صفُونَ } [ الصافات ‪ ] 159 ، 158 :‬وفي الصحيح ‪ -‬صحيح البخاري ‪" : -‬ل‬
‫عمّا َي ِ‬
‫سُ ْبحَانَ اللّهِ َ‬
‫أحد أصبر على أذى سمعه من ال ‪ ،‬إنهم يجعلون له ولدا ‪ ،‬وهو يرزقهم ويعافيهم" (‪.)3‬‬
‫وقال البخاري ‪ :‬حدثنا أبو اليمان ‪ ،‬حدثنا شعيب ‪ ،‬حدثنا أبو الزناد ‪ ،‬عن العرج ‪ ،‬عن أبي‬
‫هُرَيرة ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬قال ال ‪ ،‬عز وجل ‪ :‬كذبني ابن آدم ولم يكن له‬
‫ذلك ‪ ،‬وشتمني ولم يكن له ذلك ‪ ،‬فأما تكذيبه إياي فقوله ‪ :‬لن يُعيدَني كما بدأني ‪ ،‬وليس أول‬
‫الخلق بأهون عليّ من إعادته‪ .‬وأما شتمه إياي فقوله ‪ :‬اتخذ ال ولدًا‪ .‬وأنا الحد الصمد الذي لم‬
‫يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد"‪.‬‬
‫ورواه أيضا من حديث عبد الرزاق ‪ ،‬عن َم ْعمَر ‪ ،‬عن همام بن مُنَبّه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬مرفوعًا‬
‫بمثله‪ .‬تفرد بهما من هذين الوجهين (‪.)4‬‬
‫آخر تفسير سورة "الخلص"‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬زيادة من م ‪ ،‬أ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وقد أطنب شيخ السلم ابن تيمية في بيان معنى الصمد في الفتاوى (‪.)17/214‬‬
‫(‪ )3‬صحيح البخاري برقم (‪ )6099‬من حديث أبي موسى ‪ ،‬رضي ال عنه‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيح البخاري برقم (‪ )4974‬وبرقم (‪.)4975‬‬

‫( ‪)8/529‬‬

‫تفسير سورتي المعوذتين‬

‫وهما مدنيتان‪.‬‬
‫قال المام أحمد ‪ :‬حدثنا عفان ‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬أخبرنا عاصم بن َبهْدَلة ‪ ،‬عن زر بنُ‬
‫حُبَيش قال ‪ :‬قلت لبي بن كعب ‪ :‬إن ابن مسعود [كان] (‪ )1‬ل يكتب المعوذتين في مصحفه ؟‬
‫فقال ‪ :‬أشهد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخبرني أن جبريل ‪ ،‬عليه السلم ‪ ،‬قال له ‪ُ " :‬قلْ‬
‫س " فقلتها‪ .‬فنحن نقول ما قال النبي صلى‬
‫أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَقِ " فقلتها ‪ ،‬قال ‪ُ " :‬قلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّا ِ‬
‫ال عليه وسلم (‪.)3( )2‬‬
‫ورواه أبو بكر الحُميدي في مسنده ‪ ،‬عن سفيان بن عيينة ‪ ،‬حدثنا عبدة بن أبي لُبَابة وعاصم بن‬
‫بهدلة ‪ ،‬أنهما سمعا زر بن حبيش قال ‪ :‬سألتُ أبي بن كعب عن المعوذتين ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أبا‬
‫المنذر ‪ ،‬إن أخاك ابن مسعود يَحُكهما من المصحف‪ .‬فقال ‪ :‬إني سألت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فقال ‪" :‬قيل (‪ )4‬لي ‪ :‬قل ‪ ،‬فقلت"‪ .‬فنحن نقول كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم (‬
‫‪.)5‬‬
‫وقال أحمد ‪ :‬حدثنا وَكيع ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن زر قال ‪ :‬سألتُ ابنَ مسعود عن‬
 ‫المعوذتين فقال ‪ :‬سألتُ النبي صلى ال عليه وسلم عنهما فقال ‪ " :‬قيل لي ‪ ،‬فقلت لكم ‪ ،‬فقولوا"‪.‬‬
‫قال أبي ‪ :‬فقال لنا النبي صلى ال عليه وسلم فنحن نقول (‪.)6‬‬
‫وقال البخاري ‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬حدثنا عَب َدةُ بن أبي لُبَابة ‪ ،‬عن زر بن‬
‫حُبَيش ‪ -‬وحدثنا عاصم عن زر ‪ -‬قال ‪ :‬سألت أبي بن كعب فقلت ‪ :‬أبا المنذر ‪ ،‬إن أخاك ابن‬
‫مسعود يقول كذا وكذا‪ .‬فقال ‪ :‬إني سألت النبي صلى ال عليه وسلم فقال ‪" :‬قيل لي ‪ ،‬فقلت"‪.‬‬
‫فنحن نقول كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم (‪.)7‬‬
‫ورواه البخاري أيضًا والنسائي ‪ ،‬عن قتيبة ‪ ،‬عن سفيان بن عيينة ‪ ،‬عن عبدة وعاصم بن أبي‬
‫النجود ‪ ،‬عن زر بن حبيش ‪ ،‬عن أبي بن كعب ‪ ،‬به (‪.)8‬‬
‫وقال الحافظ أبو يعلى ‪ :‬حدثنا الزرق بن علي ‪ ،‬حدثنا حسان بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا الصّلْت بن‬
‫بَهرَام ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن علقمة قال ‪ :‬كان عبد ال َيحُك المعوذتين من المصحف ‪ ،‬ويقول ‪ :‬إنما‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬زيادة من المسند‪.‬‬
‫(‪ )2‬في م ‪" :‬عليه السلم"‪.‬‬
‫(‪ )3‬المسند (‪.)5/129‬‬
‫(‪ )4‬في م ‪" :‬قال"‪.‬‬
‫(‪ )5‬مسند الحميدي (‪.)1/185‬‬
‫(‪ )6‬المسند (‪.)5/129‬‬
‫(‪ )7‬صحيح البخاري برقم (‪.)4977‬‬
‫(‪ )8‬صحيح البخاري برقم (‪.)4976‬‬

‫( ‪)8/530‬‬

‫أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يتعوذ بهما ‪ ،‬ولم يكن عبد ال يقرأ بهما (‪)1‬‬
‫ورواه عبد ال بن أحمد من حديث العمش ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عبد الرحمن (‪ )2‬بن يزيد‬
‫قال ‪ :‬كان عبد ال يحك المعوذتين من مصاحفه ‪ ،‬ويقول ‪ :‬إنهما ليستا من كتاب ال ‪ -‬قال‬
‫العمش ‪ :‬وحدثنا عاصم ‪ ،‬عن زر بن حبيش ‪ ،‬عن أبي بن كعب قال ‪ :‬سألنا عنهما رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪" :‬قيل لي ‪ ،‬فقلت" (‪.)3‬‬
‫وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء ‪ :‬أن ابن مسعود كان ل يكتب المعوذتين في مصحفه ‪،‬‬
‫فلعله لم يسمعهما من النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ولم يتواتر عنده ‪ ،‬ثم لعله قد رجع عن قوله‬
‫ذلك إلى قول الجماعة ‪ ،‬فإن الصحابة ‪ ،‬رضي ال عنهم ‪ ،‬كتبوهما (‪ )4‬في المصاحف الئمة ‪،‬‬
‫ونفذوها إلى سائر الفاق كذلك ‪ ،‬ول الحمد والمنة‪.‬‬
‫وقد قال مسلم في صحيحه ‪ :‬حدثنا قتيبة ‪ ،‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن بيان ‪ ،‬عن قيس بن أبي حَازم ‪ ،‬عن‬
‫عقبة بن عامر قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم يُر‬
‫مثلهن قط ‪ُ " :‬قلْ أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَقِ " و " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ " (‪.)5‬‬
‫ورواه أحمد ‪ ،‬ومسلم أيضا ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬من حديث إسماعيل بن أبي خالد ‪ ،‬عن قيس‬
‫بن أبي حازم ‪ ،‬عن عقبة ‪ ،‬به (‪ .)6‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫طريق أخرى ‪ :‬قال المام أحمد ‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم ‪ ،‬حدثنا ابن جابر ‪ ،‬عن القاسم أبي عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬عن عقبة بن عامر قال ‪ :‬بينا أنا أقود برسول ال صلى ال عليه وسلم في نَقب من تلك‬
‫النقاب ‪ ،‬إذ قال لي ‪" :‬يا عقبة ‪ ،‬أل تَركب ؟ "‪ .‬قال ‪[ :‬فَأجْلَ ْلتُ رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫أركب مركبه‪ .‬ثم قال ‪" :‬يا عُقيب ‪ ،‬أل تركب ؟ "‪ .‬قال] (‪ )7‬فأشفقت أن تكون معصية ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فنزل رسول ال صلى ال عليه وسلم وركبت هنيهة ‪ ،‬ثم ركب ‪ ،‬ثم قال ‪" :‬يا عقيب ‪ ،‬أل أُعلمك‬
‫سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس ؟ "‪ .‬قلت ‪ :‬بلى يا رسول ال‪ .‬فأقرأني ‪ُ " :‬قلْ أَعُوذُ‬
‫بِ َربّ ا ْلفَلَقِ " و " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ " ثم أقيمت الصلة ‪ ،‬فتقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقرأ بهما ‪ ،‬ثم مر بي فقال ‪" :‬كيف رأيت يا عقيب (‪ )8‬اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت"‪.‬‬
‫ورواه النسائي من حديث الوليد بن مسلم وعبد ال بن المبارك ‪ ،‬كلهما عن ابن جابر ‪ ،‬به (‪.)9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ورواه البزار في مسنده برقم (‪ ، )2301‬من طريق محمد بن أبي يعقوب ‪ ،‬عن حسان بن‬
‫إبراهيم به ‪ ،‬وقال البزار ‪" :‬وهذا لم يتابع عبد ال عليه أحد من الصحابة ‪ ،‬وقد صح عن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قرأ بهما في الصلة ‪ ،‬وأثبتنا في المصحف"‪.‬‬
‫(‪ )2‬في م ‪" :‬عن عبد ال"‪.‬‬
‫(‪ )3‬زوائد المسند (‪.)5/129‬‬
‫(‪ )4‬في م ‪" :‬أتبعوهما"‪.‬‬
‫(‪ )5‬صحيح مسلم برقم (‪.)814‬‬
‫(‪ )6‬المسند (‪ )4/144‬وصحيح مسلم برقم (‪ ، )814‬وسنن الترمذي برقم (‪ )2902‬وسنن النسائي‬
‫(‪.)2/158‬‬
‫(‪ )7‬زيادة من المسند‪.‬‬
‫(‪ )8‬في م ‪" :‬يا عقب"‪.‬‬
‫(‪ )9‬المسند (‪ )4/144‬وسنن النسائي (‪.)8/253‬‬

‫( ‪)8/531‬‬
 ‫ورواه أبو داود والنسائي أيضًا ‪ ،‬من حديث ابن وهب ‪ ،‬عن معاوية بن صالح ‪ ،‬عن العلء بن‬
‫الحارث ‪ ،‬عن القاسم بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن عقبة ‪ ،‬به (‪.)1‬‬
‫طريق أخرى ‪ :‬قال أحمد ‪ :‬حدثنا أبو عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبي أيوب ‪ ،‬حدثني يزيد ابن‬
‫عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم ‪ ،‬عن يزيد بن محمد القرشي ‪ ،‬عن علي بن رباح ‪ ،‬عن عقبة‬
‫بن عامر قال ‪ :‬أمرني رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلة‪.‬‬
‫ورواه أبو داود والترمذي والنسائي ‪ ،‬من طرق ‪ ،‬عن علي بن أبي رباح (‪ .)2‬وقال الترمذي ‪:‬‬
‫غريب‪.‬‬
‫طريق أخرى ‪ :‬قال أحمد ‪ :‬حدثنا يحيى (‪ )3‬بن إسحاق ‪ ،‬حدثنا ابن َلهِيعة ‪ ،‬عن مشَرح بن هاعان‬
‫‪ ،‬عن عقبة بن عامر قال ‪ :‬قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬اقرأ بالمعوذتين ‪ ،‬فإنك لن‬
‫تقرأ بمثلهما"‪ .‬تفرد به أحمد (‪.)4‬‬
‫طريق أخرى ‪ :‬قال أحمد ‪ :‬حدثنا حيوة بن شُرَيْح ‪ ،‬حدثنا َبقِيّة ‪ ،‬حدثنا بَحير بن سعد ‪ ،‬عن خالد‬
‫بن َمعْدان ‪ ،‬عن جُبَير بن ُنفَير ‪ ،‬عن عقبة بن عامر أنه قال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أهديت له بغلة شهباء ‪ ،‬فركبها فأخذ عقبة يقودها له ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم (‪)5‬‬
‫اقرأ " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَقِ "‪ .‬فأعادها له حتى قرأها ‪ ،‬فعرف أني لم أفرح بها جدًا ‪ ،‬فقال ‪" :‬لعلك‬
‫تهاونت بها ؟ فما قمت تصلي بشيء مثلها"‪.‬‬
‫ورواه النسائي عن عمرو بن عثمان ‪ ،‬عن بقية ‪ ،‬به (‪ .)6‬ورواه النسائي أيضا من حديث الثوري‬
‫‪ ،‬عن معاوية بن صالح ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عقبة بن عامر ‪:‬‬
‫أنه سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن المعوذتين ‪ ،‬فذكر نحوه (‪.)7‬‬
‫طريق أخرى ‪ :‬قال النسائي ‪ :‬أخبرنا محمد بن عبد العلى ‪ ،‬حدثنا المعتمر ‪ ،‬سمعت النعمان ‪،‬‬
‫عن زياد أبي السد ‪ ،‬عن عقبة بن عامر ؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬إن الناس لم‬
‫يتعوذوا بمثل هذين ‪ُ " :‬قلْ أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَقِ " و " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ " (‪.)8‬‬
‫طريق أخرى ‪ :‬قال النسائي ‪ :‬أخبرنا قتيبة ‪ ،‬حدثنا الليث ‪ ،‬عن أبي عجلن ‪ ،‬عن سعيد المقبري ‪،‬‬
‫عن عقبة بن عامر قال ‪ :‬كنت أمشي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪" :‬يا عقبة ‪ ،‬قل"‪.‬‬
‫فقلت ‪ :‬ماذا أقول ؟ فسكت عني ‪ ،‬ثم قال ‪" :‬قل"‪ .‬قلت ‪ :‬ماذا أقول يا رسول ال ؟ فسكت عني ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬اللهم ‪ ،‬أردده على‪ .‬فقال ‪" :‬يا عقبة ‪ ،‬قل"‪ .‬قلت ‪ :‬ماذا أقول يا رسول ال ؟ فقال ‪" :‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬سنن النسائي (‪ )253 ، 8/252‬وسنن أبي داود برقم (‪.)1462‬‬
‫(‪ )2‬المسند (‪ )4/155‬وسنن أبي داود برقم (‪ ، )1523‬وسنن الترمذي برقم (‪ )2903‬وسنن‬
‫النسائي (‪.)3/68‬‬
‫(‪ )3‬في م ‪ ،‬أ ‪" :‬حدثنا محمد"‪.‬‬
‫(‪ )4‬المسند (‪.)4/146‬‬
 ‫(‪ )5‬في م ‪ ،‬أ ‪" :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعقبة"‪.‬‬
‫(‪ )6‬المسند (‪ )4/149‬وسنن النسائي الكبرى برقم (‪.)7844 ، 7843‬‬
‫(‪ )7‬سنن النسائي (‪.)8/252‬‬
‫(‪ )8‬سنن النسائي الكبرى برقم (‪.)7856‬‬

‫( ‪)8/532‬‬

‫" ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَقِ " ‪ ،‬فقرأتها حتى أتيت على آخرها ‪ ،‬ثم قال ‪" :‬قل"‪ .‬قلت ‪ :‬ماذا أقول يا‬
‫رسول ال ؟ قال ‪ُ " " :‬قلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ " ‪ ،‬فقرأتها حتى أتيت على آخرها ‪ ،‬ثم قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عند ذلك ‪" :‬ما سأل سائل بمثلهما ‪ ،‬ول استعاذ مستعيذ بمثلهما" (‪.)1‬‬
‫طريق أخرى ‪ :‬قال النسائي ‪ :‬أخبرنا محمد بن يسار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا معاوية ‪ ،‬عن‬
‫العلء بن الحارث ‪ ،‬عن مكحول ‪ ،‬عن عقبة بن عامر ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ‬
‫بهما في صلة الصبح (‪.)2‬‬
‫طريق أخرى ‪ :‬قال النسائي ‪ :‬أخبرنا قتيبة ‪ ،‬حدثنا الليث ‪ ،‬عن يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬عن أبي‬
‫عمران أسلم ‪ ،‬عن عقبة بن عامر قال ‪ :‬اتبعت (‪ )3‬رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو راكب ‪،‬‬
‫فوضعت يدي على قدمه (‪ )4‬فقلت ‪ :‬أقرئني سورة هود أو سورة يوسف‪ .‬فقال ‪" :‬لن تقرأ شيئًا‬
‫أنفع (‪ )5‬عند ال من " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَق " (‪.)6‬‬
‫حديث (‪ )7‬آخر ‪ :‬قال النسائي ‪ :‬أخبرنا محمود بن خالد ‪ ،‬حدثنا الوليد ‪ ،‬حدثنا أبو عمرو‬
‫الوزاعي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ‪ ،‬عن أبي عبد ال ‪ ،‬عن‬
‫ابن عائش (‪ )8‬الجهني ‪ :‬أن النبي صلى ال عليه وسلم قال له ‪" :‬يا ابن عائش ‪ ،‬أل أدلك ‪ -‬أو ‪:‬‬
‫أل أخبرك ‪ -‬بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون ؟ "‪ .‬قال ‪ :‬بلى ‪ ،‬يا رسول ال‪ .‬قال ‪ُ " " :‬قلْ أَعُوذُ‬
‫بِ َربّ ا ْلفَلَق " و " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ " هاتان السورتان" (‪.)9‬‬
‫فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه ‪ ،‬تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث‪.‬‬
‫سوَر لم ينزل‬
‫وقد تقدم في رواية صُ َديّ بن عجلن ‪ ،‬وفَ ْر َوةَ بن مُجَاهد ‪ ،‬عنه ‪" :‬أل أعلمك ثلثَ ُ‬
‫حدٌ " و "‬
‫في التوراة ول في النجيل ول في الزبور ول في الفرقان (‪ )10‬مثلهن ؟ " ُقلْ ُهوَ اللّهُ أَ َ‬
‫ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَقِ " و " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ "‪.‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال المام أحمد ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬حدثنا الجريري ‪ ،‬عن أبي العلء قال ‪ :‬قال‬
‫رجل ‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في سفر ‪ ،‬والناس يعتقبون ‪ ،‬وفي الظهر قلة ‪،‬‬
‫فحانت نزلَة رسول ال صلى ال عليه وسلم ونزلتي ‪ ،‬فلحقني فضرب [من بعدي] (‪ )11‬منكبي ‪،‬‬
‫فقال ‪ُ " " :‬قلْ أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَقِ " ‪ ،‬فقرأها رسول ال صلى ال عليه وسلم وقرأتها معه ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫" " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ " ‪ ،‬فقرأها رسول ال صلى ال عليه وسلم وقرأتها معه ‪ ،‬فقال ‪" :‬إذا‬
 ‫صليت فاقرأ بهما" (‪.)12‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬سنن النسائي (‪.)8/253‬‬
‫(‪ )2‬سنن النسائي (‪.)8/252‬‬
‫(‪ )3‬في م ‪" :‬أتيت"‪.‬‬
‫(‪ )4‬في م ‪ ،‬أ ‪" :‬على قدميه"‪.‬‬
‫(‪ )5‬في م ‪" :‬أبلغ"‪.‬‬
‫(‪ )6‬سنن النسائي (‪.)8/254‬‬
‫(‪ )7‬في أ ‪" :‬طريق"‪.‬‬
‫(‪ )8‬في أ ‪" :‬عباس"‪.‬‬
‫(‪ )9‬سنن النسائي (‪.)8/251‬‬
‫(‪ )10‬في أ ‪" :‬في القرآن"‪.‬‬
‫(‪ )11‬زيادة من المسند‪.‬‬
‫(‪ )12‬المسند (‪.)5/24‬‬

‫( ‪)8/533‬‬

‫ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَقِ (‪ )1‬مِنْ شَرّ مَا خََلقَ (‪َ )2‬ومِنْ شَرّ غَاسِقٍ إِذَا َو َقبَ (‪َ )3‬ومِنْ شَرّ ال ّنفّاثَاتِ فِي‬
‫سدَ (‪)5‬‬
‫سدٍ إِذَا حَ َ‬
‫ا ْل ُعقَدِ (‪َ )4‬ومِنْ شَرّ حَا ِ‬

‫الظاهر أن هذا الرجل هو عقبة بن عامر ‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫ورواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬عن ابن علية ‪ ،‬به (‪.)1‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال النسائي ‪ :‬أخبرنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫سعيد ‪ ،‬حدثني يزيد بن رومان ‪ ،‬عن عقبة بن عامر ‪ ،‬عن عبد ال السلمي ‪ -‬هو ابن أنيس ‪: -‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم وضع يده على صدره ثم قال ‪" :‬قل"‪ .‬فلم أدر ما أقول ‪ ،‬ثم قال‬
‫لي ‪" :‬قل"‪ .‬قلت ‪ُ " :‬قلْ ُهوَ اللّهُ أَحَدٌ " ثم قال لي ‪" :‬قل"‪ .‬قلت ‪ " :‬أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفََلقِ مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ‬
‫" حتى فرغت منها ‪ ،‬ثم قال لي ‪" :‬قل"‪ .‬قلت ‪ُ " :‬قلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ " حتى فرغت منها‪ .‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬هكذا فَ َت َعوَذْ (‪ )2‬ما تعو َذ المتعوذون بمثلهن قط" (‪.)3‬‬
‫حديث آخر ‪ :‬قال النسائي ‪ :‬أخبرنا عمرو بن علي أبو حفص ‪ ،‬حدثنا َبدَل ‪ ،‬حدثنا شداد بن سعيد‬
‫أبو طلحة ‪ ،‬عن سعيد الجُرَيري ‪ ،‬حدثنا أبو َنضْرة ‪ ،‬عن جابر بن عبد ال قال ‪ :‬قال لي رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬اقرأ يا جابر"‪ .‬قلت ‪ :‬وما أقرأ بأبي أنت وأمي ؟ قال ‪" :‬اقرأ " ُقلْ أَعُوذُ‬
 ‫بِ َربّ ا ْلفَلَقِ " و " ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاس "‪ .‬فقرأتهما ‪ ،‬فقال ‪" :‬اقرأ بهما ‪ ،‬ولن تقرأ بمثلهما" (‪.)4‬‬
‫وتقدم حديث عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقرأ بهن ‪ ،‬وينفث في كفيه ‪ ،‬ويمسح‬
‫بهما رأسه ووجهه ‪ ،‬وما أقبل من جسده‪.‬‬
‫وقال المام مالك ‪ :‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن عُ ْروَة ‪ ،‬عن عائشة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث ‪ ،‬فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ‪ ،‬وأمسح بيده‬
‫عليه ‪ ،‬رجاء بركتها‪.‬‬
‫ورواه البخاري عن عبد ال بن يوسف ‪ ،‬ومسلم عن يحيى بن يحيى ‪ ،‬وأبو داود عن القعنبي ‪،‬‬
‫والنسائي عن قتيبة ‪ -‬ومن حديث ابن القاسم ‪ ،‬وعيسى بن يونس ‪ -‬وابن ماجة من حديث معن‬
‫عمَر ‪ ،‬ثمانيتهم عن مالك ‪ ،‬به (‪.)5‬‬
‫وبشر بن ُ‬
‫وتقدم في آخر سورة ‪ " :‬ن " من حديث أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ :‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يتعوذ من أعين الجان وعين النسان ‪ ،‬فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما ‪ ،‬وترك ما‬
‫سواهما‪ .‬رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة ‪ ،‬وقال الترمذي ‪ :‬حديث حسن‪.‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫{ ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ ا ْلفَلَقِ (‪ )1‬مِنْ شَرّ مَا خََلقَ (‪َ )2‬ومِنْ شَرّ غَاسِقٍ إِذَا َو َقبَ (‪َ )3‬ومِنْ شَرّ ال ّنفّاثَاتِ‬
‫فِي ا ْلعُقَدِ (‪َ )4‬ومِنْ شَرّ حَاسِدٍ ِإذَا حَسَدَ (‪} )5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬سنن النسائي الكبرى برقم (‪.)7859‬‬
‫(‪ )2‬في م ‪" :‬فتعوذوا"‪.‬‬
‫(‪ )3‬سنن النسائي الكبرى برقم (‪.)7845‬‬
‫(‪ )4‬سنن النسائي الكبرى برقم (‪.)7854‬‬
‫(‪ )5‬الموطأ (‪ )2/942‬وصحيح البخاري برقم (‪ )5016‬وصحيح مسلم برقم (‪ )3902‬وسنن أبي‬
‫داود برقم (‪ )3902‬وسنن النسائي الكبرى برقم (‪ )10847 ، 7544 ، 7549‬وسنن ابن ماجة‬
‫برقم (‪.)3529‬‬

‫( ‪)8/534‬‬

‫قال ابن أبي حاتم ‪ :‬حدثنا أحمد بن عصام ‪ ،‬حدثنا أبو أحمد الزبيري ‪ ،‬حدثنا حسن بن صالح ‪،‬‬
‫عن عبد ال بن محمد بن عقيل ‪ ،‬عن جابر قال ‪ :‬الفلق ‪ :‬الصبح‪.‬‬
‫وقال العوفي ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ { :‬ا ْلفَلَقِ } الصبح‪ .‬ورُوي عن مجاهد ‪ ،‬وسعيد بن جبير ‪ ،‬وعبد‬
‫ال بن محمد بن عقيل ‪ ،‬والحسن ‪ ،‬وقتادة ‪ ،‬ومحمد بن كعب القرظي ‪ ،‬وابن زيد ‪ ،‬ومالك عن‬
‫زيد بن أسلم ‪ ،‬مثل هذا‪.‬‬
‫ق الصْبَاحِ } [ النعام ‪.] 96 :‬‬
‫قال القرظي ‪ ،‬وابن زيد ‪ ،‬وابن جرير ‪ :‬وهي كقوله تعالى ‪ { :‬فَاِل ُ‬
‫وقال علي بن أبي طلحة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ { :‬ا ْلفَلَقِ } الخلق‪ .‬وكذا قال الضحاك ‪ :‬أمر ال نبيه أن‬
‫يتعوذ من الخلق كله‪.‬‬
‫وقال كعب الحبار ‪ { :‬ا ْلفَلَقِ } بيت في جهنم ‪ ،‬إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره ‪،‬‬
‫ورواه ابن أبي حاتم ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا سهيل بن عثمان ‪ ،‬عن رجل سماه ‪ ،‬عن السدي ‪ ،‬عن زيد بن علي ‪ ،‬عن آبائه‬
‫أنهم قالوا ‪ { :‬ا ْلفَلَقِ } جب في قعر جهنم ‪ ،‬عليه غطاء ‪ ،‬فإذا كشف عنه خرجت منا (‪ )1‬نار‬
‫تصيح منه جهنم ‪ ،‬من شدة حر ما يخرج منه‪.‬‬
‫ث مرفوع منكر ‪،‬‬
‫وكذا رُوي عن عمرو بن عَبَسَةَ (‪ )2‬والسدي ‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وقد ورد في ذلك حدي ٌ‬
‫فقال ابن جرير ‪:‬‬
‫حدثني إسحاق بن وهب الواسطي ‪ ،‬حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي ‪ ،‬حدثنا نصر‬
‫بن خزيمة الخراساني ‪ ،‬عن شعيب بن صفوان ‪ ،‬عن محمد بن كعب القرظي ‪ ،‬عن أبي هُريرة ‪،‬‬
‫جبّ في جهنم مغطى" (‪ )3‬إسناده (‪ )4‬غريب ول‬
‫عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪ { " :‬ا ْلفَلَقِ } ُ‬
‫يصح رفعه‪.‬‬
‫وقال أبو عبد الرحمن الحبلي ‪ { :‬ا ْلفَلَقِ } من أسماء جهنم‪.‬‬
‫قال ابن جرير ‪ :‬والصواب القول الول ‪ ،‬أنه فلق الصبح‪ .‬وهذا هو الصحيح ‪ ،‬وهو اختيار‬
‫البخاري ‪ ،‬رحمه ال ‪ ،‬في صحيحه (‪.)5‬‬
‫وقوله ‪ { :‬مِنْ شَرّ مَا خََلقَ } أي ‪ :‬من شر جميع المخلوقات‪ .‬وقال ثابت البناني ‪ ،‬والحسن‬
‫البصري ‪ :‬جهنم وإبليس وذريته مما خلق‪.‬‬
‫{ َومِنْ شَرّ غَاسِقٍ إِذَا َو َقبَ } قال مجاهد ‪ :‬غاسقُ الليلُ إذا وقبَ غُروبُ الشمس‪ .‬حكاه البخاري‬
‫عنه‪ .‬ورواه ابن أبي نَجِيح ‪ ،‬عنه‪ .‬وكذا قال ابن عباس ‪ ،‬ومحمد بن كعب القرظي ‪ ،‬والضحاك ‪،‬‬
‫خصَيف ‪ ،‬والحسن ‪ ،‬وقتادة ‪ :‬إنه الليل إذا أقبل بظلمه‪.‬‬
‫وُ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬في م ‪ ،‬أ ‪" :‬خرجت منه"‪.‬‬
‫(‪ )2‬في أ ‪" :‬عنبسة"‪.‬‬
‫(‪ )3‬تفسير الطبري (‪.)30/225‬‬
‫(‪ )4‬في م ‪" :‬إسناد"‪.‬‬
‫(‪ )5‬تفسير الطبري (‪ )30/225‬وصحيح البخاري (‪" )8/741‬فتح"‪.‬‬

‫( ‪)8/535‬‬
 ‫وقال الزهري ‪َ { :‬ومِنْ شَرّ غَاسِقٍ ِإذَا َو َقبَ } الشمس إذا غربت‪ .‬وعن عطية وقتادة ‪ :‬إذا وقب‬
‫سقٍ ِإذَا َو َقبَ } كوكب‪ .‬وقال‬
‫الليل ‪ :‬إذا ذهب‪ .‬وقال أبو المهزم ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪َ { :‬ومِنْ شَرّ غَا ِ‬
‫ابن زيد ‪ :‬كانت العرب تقول ‪ :‬الغاسق سقوط الثريا ‪ ،‬وكان (‪ )1‬السقام والطواعين تكثر عند‬
‫وقوعها ‪ ،‬وترتفع عند طلوعها‪.‬‬
‫قال ابن جرير ‪ :‬ولهؤلء من الثر ما حدثني ‪ :‬نصر بن علي ‪ ،‬حدثني بكار بن عبد ال ‪ -‬ابن‬
‫أخي همام ‪ -‬حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي‬
‫سقٍ إِذَا َوقَبَ } قال ‪:‬‬
‫سلمة ‪ ،‬عن أبي هُرَيرة ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪َ { " :‬ومِنْ شَرّ غَا ِ‬
‫النجم الغاسق" (‪.)2‬‬
‫قلت ‪ :‬وهذا الحديث ل يصح رفعه إلى النبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫قال ابن جرير ‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬هو القمر‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وعمدة أصحاب هذا القول ما رواه المام أحمد ‪:‬‬
‫حدثنا أبو داود الحَفري ‪ ،‬عن ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن الحارث ‪ ،‬عن أبي سلمة قال ‪ :‬قالت عائشة ‪،‬‬
‫رضي ال عنها ‪ :‬أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم بيدي ‪ ،‬فأراني القمر حين يطلع ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫"تَعوّذِي بال من شر هذا الغاسق إذا وقب"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي والنسائي ‪ ،‬في كتابي التفسير من سننيهما ‪ ،‬من حديث محمد بن عبد الرحمن ابن‬
‫أبي ذئب ‪ ،‬عن خاله الحارث بن عبد الرحمن ‪ ،‬به (‪ .)3‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن صحيح‪ .‬ولفظه ‪:‬‬
‫"تعوذي بال من شر هذا ‪ ،‬فإن هذا الغاسق إذا وقب"‪ .‬ولفظ النسائي ‪" :‬تعوّذي بال من شر هذا ‪،‬‬
‫هذا الغاسق إذا وقب"‪.‬‬
‫قال أصحاب القول الول وهو أنه الليل إذا ولج ‪ : -‬هذا ل ينافي قولنا ؛ لن القمر آي ُة الليل ‪ ،‬ول‬
‫يوجد له سلطان إل فيه ‪ ،‬وكذلك النجوم ل تضيء ‪ ،‬إل في الليل ‪ ،‬فهو يرجع إلى ما قلناه ‪ ،‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقوله ‪َ { :‬ومِنْ شَرّ ال ّنفّاثَاتِ فِي ا ْل ُعقَدِ } قال مجاهد ‪ ،‬وعكرمة ‪ ،‬والحسن ‪ ،‬وقتادة والضحاك ‪:‬‬
‫يعني ‪ :‬السواحر ‪ -‬قال مجاهد ‪ :‬إذا رقين ونفثن في العقد‪.‬‬
‫وقال ابن جرير ‪ :‬حدثنا ابن عبد العلى ‪ ،‬حدثنا ابن ثور ‪ ،‬عن َم ْعمَر ‪ ،‬عن ابن طاوس ‪ ،‬عن‬
‫أبيه قال ‪ :‬ما من شيء أقرب من (‪ )4‬الشرك من رقية الحية والمجانين (‪.)5‬‬
‫وفي الحديث الخر ‪ :‬أن جبريل جاء إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬اشتكيت يا‬
‫محمد ؟ فقال ‪" :‬نعم"‪ .‬فقال ‪ :‬بسم ال أ ْرقِيك ‪ ،‬من كل داء يؤذيك ‪ ،‬ومن شر كل حاسد وعين ‪ ،‬ال‬
‫يشفيك (‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬في م ‪" :‬وكانت"‪.‬‬
‫(‪ )2‬تفسير الطبري (‪.)30/227‬‬
 ‫(‪ )3‬المسند (‪ )6/61‬وسنن الترمذي برقم (‪ )3366‬وسنن النسائي الكبرى برقم (‪.)10138‬‬
‫(‪ )4‬في أ ‪" :‬إلى"‪.‬‬
‫(‪ )5‬تفسير الطبري (‪.)30/227‬‬
‫(‪ )6‬رواه مسلم في صحيحه برقم (‪ )2186‬من حديث أبي سعيد ‪ ،‬رضي ال عنه‪.‬‬

‫( ‪)8/536‬‬

‫ولعل هذا كان من شكواه ‪ ،‬عليه السلم ‪ ،‬حين سحر ‪ ،‬ثم عافاه ال تعالى وشفاه ‪ ،‬ورد كيد‬
‫السحرَة الحسّاد من اليهود في رءوسهم ‪ ،‬وجعل تدميرهم في تدبيرهم ‪ ،‬وفضحهم ‪ ،‬ولكن مع هذا‬
‫لم يعاتبه رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما من الدهر ‪ ،‬بل كفى ال وشفى وعافى‪.‬‬
‫وقال المام أحمد ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬حدثنا العمش ‪ ،‬عن يزيد بن حَيّان ‪ ،‬عن زيد بن أرقم قال‬
‫‪ :‬سحر النبي صلى ال عليه وسلم رجلٌ من اليهود ‪ ،‬فاشتكى لذلك أياما ‪ ،‬قال ‪ :‬فجاءه جبريل‬
‫عقَدًا في بئر كذا وكذا ‪ ،‬فَأرْسِل إليها من يجيء بها‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬إن رجل من اليهود سحرك ‪ ،‬عقد لك ُ‬
‫فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم [عليًا ‪ ،‬رضي ال تعالى عنه] (‪ )1‬فاستخرجها ‪ ،‬فجاء بها‬
‫فحللها (‪ )2‬قال ‪ :‬فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم كأنما نَشط من عقال ‪ ،‬فما ذكر ذلك‬
‫لليهودي ول رآه في وجهه [قط] (‪ )3‬حتى مات‪.‬‬
‫ورواه النسائي عن هَنّاد ‪ ،‬عن أبي معاوية محمد بن حَازم الضرير (‪.)4‬‬
‫وقال البخاري في "كتاب الطب" من صحيحه ‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد قال ‪ :‬سمعت سفيان بن‬
‫عيينة يقول ‪ :‬أول من حدثنا به ابنُ جُرَيْج ‪ ،‬يقول ‪ :‬حدثني آل عُ ْروَة ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬فسألت هشاما‬
‫عنه ‪ ،‬فحدثَنا عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم سُحر ‪ ،‬حتى كان‬
‫يُرَى أنه يأتي النساء ول يأتيهن ‪ -‬قال سفيان ‪ :‬وهذا أشد ما يكون من السحر ‪ ،‬إذا كان كذا ‪-‬‬
‫فقال ‪" :‬يا عائشة ‪ ،‬أعلمت أن ال قد أفتاني فيما استفتيتُه فيه ؟ أتاني رجلن فقعد أحدهما عند‬
‫رأسي ‪ ،‬والخر عند رجلي ‪ ،‬فقال الذي عند رأسي للخر ‪ :‬ما بال الرجل ؟ قال ‪ :‬مطبوب‪ .‬قال‬
‫‪ :‬ومن طَبّه ؟ قال ‪ :‬لَبيد بن أعصم ‪ -‬رجل من بني زُرَيق حَليف ليهُودَ ‪ ،‬كان منافقًا ‪ -‬وقال ‪:‬‬
‫وفيم ؟ قال ‪ :‬في مُشط ومُشاقة‪ .‬قال ‪ :‬وأين ؟ قال ‪ :‬في جُف طَ ْلعَة ذكر تحت رعوفة في بئر‬
‫ذَ ْروَان"‪ .‬قالت ‪ :‬فأتى [النبي صلى ال عليه وسلم] (‪ )5‬البئر حتى استخرجه فقال ‪" :‬هذه البئر التي‬
‫أريتها ‪ ،‬وكأن ماءها ُنقَاعة الحنّاء ‪ ،‬وكأن نخلها رءوس الشياطين"‪ .‬قال ‪ :‬فاستخرج (‪[ .)6‬قالت]‬
‫(‪ .)7‬فقلت ‪ :‬أفل ؟ أي ‪ :‬تَنَشّ ْرتَ ؟ فقال ‪" :‬أمّا الُ فقد شفاني ‪ ،‬وأكره أن أثير على أحد من الناس‬
‫شرًا" (‪.)8‬‬
‫ضمْرة أنس بن عياض ‪ ،‬وأبي أسامة ‪ ،‬ويحيى القطان‬
‫وأسنده من حديث عيسى بن يونس ‪ ،‬وأبي َ‬
‫وفيه ‪" :‬قالت ‪ :‬حتى كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله"‪ .‬وعنده ‪" :‬فأمر بالبئر فدفنت"‪ .‬وذكر‬
 ‫أنه رواه عن هشام أيضًا ابن أبي الزّناد والليث بن سعد (‪.)9‬‬
‫وقد رواه مسلم ‪ ،‬من حديث أبي أسامة حماد بن أسامة وعبد ال بن نمير‪ .‬ورواه أحمد ‪ ،‬عن‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬زيادة من المسند‪.‬‬
‫(‪ )2‬في م ‪" :‬فحلها"‪.‬‬
‫(‪ )3‬زيادة من المسند‪.‬‬
‫(‪ )4‬المسند (‪ )4/367‬وسنن النسائي (‪.)7/112‬‬
‫(‪ )5‬زيادة من صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪ )6‬في أ ‪" :‬فاستخرجه"‪.‬‬
‫(‪ )7‬زيادة من صحيح البخاري‪.‬‬
‫(‪ )8‬صحيح البخاري برقم (‪.)5765‬‬
‫(‪ )9‬صحيح البخاري برقم (‪.)5766 ، 6391 ، 5863‬‬

‫( ‪)8/537‬‬

‫ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ (‪ )1‬مَِلكِ النّاسِ (‪ )2‬إِلَهِ النّاسِ (‪)3‬‬

‫عفان ‪ ،‬عن وُهَيب (‪ )1‬عن هشام ‪ ،‬به (‪.)2‬‬

‫ورواه المام أحمد أيضًا عن إبراهيم بن خالد ‪ ،‬عن رباح ‪ ،‬عن َم ْعمَر ‪ ،‬عن هشَام ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن عائشة قالت ‪ :‬لبث رسول ال صلى ال عليه وسلم ستة أشهر يُرى أنه يأتي ول يأتي ‪ ،‬فأتاه‬
‫ملكان ‪ ،‬فجلس أحدهما عند رأسه ‪ ،‬والخر عند رجليه ‪ ،‬فقال أحدهما للخر ‪ :‬ما باله ؟ قال ‪:‬‬
‫مطبوب‪ .‬قال ‪ :‬ومن طبه ؟ قال ‪ :‬لبيد بن العصم ‪ ،‬وذكر تمام الحديث (‪.)3‬‬
‫وقال الستاذ المفسر الثعلبي في تفسيره ‪ :‬قال ابن عباس وعائشة ‪ ،‬رضي ال عنهما ‪ :‬كان غلم‬
‫من اليهود يخدم رسول ال صلى ال عليه وسلم فدبّت إليه اليهود ‪ ،‬فلم يزالوا به حتى أخذ مُشَاطة‬
‫رأس النبي صلى ال عليه وسلم وعدة أسنان من مُشطه ‪ ،‬فأعطاها اليهود ‪ ،‬فسحروه فيها‪ .‬وكان‬
‫الذي تولى ذلك رجل منهم ‪ -‬يقال له ‪[ :‬لبيد] (‪ )4‬بن أعصم ‪ -‬ثم دسها في بئر لبني زُرَيق ‪،‬‬
‫ويقال لها ‪ :‬ذَرْوان ‪ ،‬فمرض رسول ال صلى ال عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ‪ ،‬ولبث ستة‬
‫أشهر يُرَى أنه يأتي النساء ول يأتيهن ‪ ،‬وجعل يَذُوب ول يدري ما عراه‪ .‬فبينما هو نائم إذ أتاه‬
‫ملكان َفقَعَد أحدهما عند رأسه والخر عند رجليه ‪ ،‬فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه ‪ :‬ما بال‬
‫طبَ ؟ قال ‪ :‬سحر‪ .‬قال ‪ :‬ومن سحره ؟ قال ‪ :‬لبيد بن أعصم‬
‫طبَ‪ .‬قال ‪ :‬وما ُ‬
‫الرجل ؟ قال ‪ُ :‬‬
‫جفَ طلعة تحت‬
‫اليهودي‪ .‬قال ‪ :‬وبم طَبَه ؟ قال ‪ :‬بمشط ومشاطة‪ .‬قال ‪ :‬وأين هو ؟ قال ‪ :‬في ُ‬
 ‫راعوفة في بئر ذَ ْروَان ‪ -‬والجف ‪ :‬قشر الطلع ‪ ،‬والراعوفة ‪ :‬حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم‬
‫عليه الماتح ‪ -‬فانتبه رسول ال صلى ال عليه وسلم مذعورًا ‪ ،‬وقال ‪" :‬يا عائشة ‪ ،‬أما شعرت أن‬
‫ال أخبرني بدائي ؟ "‪ .‬ثم بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم عليا والزبير وعمار بن ياسر ‪،‬‬
‫فنزحوا ماء البئر كأنه نُقاعة الحناء ‪ ،‬ثم رفعوا الصخرة ‪ ،‬وأخرجوا الجف ‪ ،‬فإذا فيه مشاطة‬
‫رأسه وأسنان من مشطه ‪ ،‬وإذا فيه وتر معقود ‪ ،‬فيه اثنتا عشرة (‪ )5‬عقدة مغروزة بالبر‪ .‬فأنزل‬
‫ال تعالى السورتين ‪ ،‬فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ‪ ،‬ووجد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫خفة حين انحلت العقدة الخيرة ‪ ،‬فقام كأنما نَشطَ من عقال ‪ ،‬وجعل جبريل ‪ ،‬عليه السلم ‪ ،‬يقول‬
‫‪ :‬باسم ال أ ْرقِيك ‪ ،‬من كل شيء يؤذيك ‪ ،‬من حاسد وعين ال يشفيك‪ .‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أفل‬
‫نأخذ الخبيث نقتله ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬أما أنا فقد شفاني ال ‪ ،‬وأكره أن يثير‬
‫على الناس شرًا" (‪.)6‬‬
‫هكذا أورده بل إسناد ‪ ،‬وفيه غرابة ‪ ،‬وفي بعضه نكارة شديدة ‪ ،‬ولبعضه شواهد مما تقدم ‪ ،‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫سورة الناس‬
‫سوَاسِ‬
‫{ ُقلْ أَعُوذُ بِ َربّ النّاسِ (‪ )1‬مَِلكِ النّاسِ (‪ )2‬إَِلهِ النّاسِ (‪ )3‬مِنْ شَرّ ا ْلوَ ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬في م ‪" :‬وهب"‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح مسلم برقم (‪ )2189‬والمسند (‪.)6/96‬‬
‫(‪ )3‬المسند (‪.)6/63‬‬
‫(‪ )4‬زيادة من م ‪ ،‬أ‪.‬‬
‫(‪ )5‬في م ‪ ،‬أ ‪" :‬فيه اثنا عشر"‪.‬‬
‫(‪ )6‬الكشف والبيان للثعلبي "ق ‪ 194‬المحمودية"‪.‬‬

‫( ‪)8/538‬‬

‫سوَاسِ الْخَنّاسِ (‪)4‬‬

‫مِنْ شَرّ ا ْلوَ ْ‬

‫سوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ (‪ )5‬مِنَ ا ْلجِنّ ِة وَالنّاسِ (‪} )6‬‬

‫الْخَنّاسِ (‪ )4‬الّذِي ُيوَ ْ‬
‫هذه ثلث صفات (‪ )1‬من صفات الرب ‪ ،‬عز وجل ؛ الربوبية ‪ ،‬والملك ‪ ،‬واللهية ‪ :‬فهو رب كل‬
‫شيء ومليكه وإلهه ‪ ،‬فجميع الشياء مخلوقة له ‪ ،‬مملوكة عبيد له ‪ ،‬فأمر المستعيذ أن يتعوذ‬
‫بالمتصف بهذه الصفات ‪ ،‬من شر الوسواس الخناس ‪ ،‬وهو الشيطان الموكل بالنسان ‪ ،‬فإنه ما‬
‫من أحد من بني آدم إل وله قرين يُزَين له الفواحش ‪ ،‬ول يألوه جهدًا في الخبال‪ .‬والمعصوم من‬
 ‫عصَم ال ‪ ،‬وقد ثبت في الصحيح أنه ‪" :‬ما منكم من أحد إل قد ُوكِل به قرينة"‪ .‬قالوا ‪ :‬وأنت يا‬
‫َ‬
‫رسول ال ؟ قال ‪" :‬نعم ‪ ،‬إل أن ال أعانني عليه ‪ ،‬فأسلم ‪ ،‬فل يأمرني إل بخير" (‪ )2‬وثبت في‬
‫الصحيح ‪ ،‬عن أنس في قصة زيارة صفية النبي صلى ال عليه وسلم وهو معتكف ‪ ،‬وخروجه‬
‫معها ليل ليردها إلى منزلها ‪ ،‬فلقيه رجلن من النصار ‪ ،‬فلما رأيا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أسرعا ‪ ،‬فقال رسول ال ‪" :‬على رسلكما ‪ ،‬إنها صفية بنت حُيي"‪ .‬فقال سبحان ال ‪ ،‬يا‬
‫رسول ال‪ .‬فقال ‪" :‬إن الشيطان يجري من ابن آدم (‪ )3‬مجرى الدم ‪ ،‬وإني خشيت أن يقذف في‬
‫قلوبكما شيئًا ‪ ،‬أو قال ‪ :‬شرًا" (‪.)4‬‬
‫وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي ‪ :‬حدثنا محمد بن بحر ‪ ،‬حدثنا عدي بن أبي عمَارة ‪ ،‬حدثنا زيادًا‬
‫(‪ )5‬النّميري ‪ ،‬عن أنس بن مالك قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إن الشيطان واضع‬
‫خطمه (‪ )6‬على قلب ابن آدم ‪ ،‬فإن ذكر (‪ )7‬خَنَس ‪ ،‬وإن نسي (‪ )8‬التقم قلبه ‪ ،‬فذلك الوسواس‬
‫الخناس" (‪ )9‬غريب‪.‬‬
‫وقال المام أحمد ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬سمعت أبا تميمة ُيحَدث‬
‫عن رَديف رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬عَثَر بالنبي صلى ال عليه وسلم حمارهُ ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬
‫َتعِس الشيطان‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ل تقل ‪ :‬تعس الشيطان ؛ فإنك إذا قلت ‪ :‬تعس‬
‫الشيطان ‪ ،‬تعاظَم ‪ ،‬وقال ‪ :‬بقوتي صرعته ‪ ،‬وإذا قلت ‪ :‬بسم ال ‪ ،‬تصاغر حتى يصير مثل‬
‫الذباب" (‪.)10‬‬
‫تفرد به أحمد ‪ ،‬إسناده (‪ )11‬جيد قوي ‪ ،‬وفيه دللة على أن القلب متى ذكر ال تصاغر الشيطان‬
‫وغُلِب ‪ ،‬وإن لم يذكر ال تعاظم وغلب‪.‬‬
‫وقال المام أحمد ‪ :‬حدثنا أبو بكر الحنفي ‪ ،‬حدثنا الضحاك بن عثمان ‪ ،‬عن سعيد المقبري ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إن أحدكم إذا كان في المسجد ‪ ،‬جاءه‬
‫الشيطان فأبس‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬في هـ ‪" :‬صفة" والمثبت من م ‪ ،‬أ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم في صحيحه برقم (‪ )2814‬من حديث عبد ال بن مسعود ‪ ،‬رضي ال عنه‪.‬‬
‫(‪ )3‬في أ ‪" :‬من النسان"‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيح مسلم برقم (‪ )2174‬هو في صحيح البخاري برقم (‪ )7171 ، 6219 ، 2035‬من‬
‫حديث صفية ‪ ،‬رضي ال عنها‪.‬‬
‫(‪ )5‬في م ‪" :‬زياد" وهو الصواب‪.‬‬
‫(‪ )6‬في أ ‪" :‬خرطومه"‪.‬‬
‫(‪ )7‬في أ ‪" :‬ذكر ال"‪.‬‬
‫(‪ )8‬في أ ‪" :‬نسى ال"‪.‬‬
‫(‪ )9‬مسند أبي يعلى (‪ )279 ، 7/278‬قال الحافظ ابن حجر في الفتح (‪" : )8/742‬إسناده ضعيف"‬
‫؛ وذلك لضعف زياد النميري والكلم في عدي بن أبي عمارة‪.‬‬
‫(‪ )10‬المسند (‪.)5/59‬‬
‫(‪ )11‬في م ‪" :‬إسناد"‪.‬‬

‫( ‪)8/539‬‬

‫به كما يُبَس الرجل بدابته ‪ ،‬فإذا سكن له زنقه ‪ -‬أو ‪ :‬ألجمه"‪ .‬قال أبو هُرَيرة ‪ :‬وأنتم ترون ذلك ‪،‬‬
‫أما المزنوق فتراه مائل ‪ -‬كذا ‪ -‬ل يذكر ال ‪ ،‬وأما الملجم ففاتح فاه ل يذكر ال ‪ ،‬عز وجل‪.‬‬
‫تفرد به أحمد (‪.)1‬‬
‫سوَاسِ ا ْلخَنّاسِ } قال ‪ :‬الشيطان جاثم على‬
‫وقال سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس في قوله ‪ { :‬ا ْلوَ ْ‬
‫قلب ابن آدم ‪ ،‬فإذا سها وغفل وسوس ‪ ،‬فإذا ذكر ال خَنَس‪ .‬وكذا قال مجاهد ‪ ،‬وقتادة‪.‬‬
‫وقال المعتمر بن سليمان ‪ ،‬عن أبيه ‪ :‬ذُكرَ لي أن الشيطان ‪ ،‬أو ‪ :‬الوسواس ينفث في قلب ابن آدم‬
‫عند الحزن وعند الفرح ‪ ،‬فإذا ذكر ال خنس‪.‬‬
‫سوَاس } قال ‪ :‬هو الشيطان يأمر ‪ ،‬فإذا أطيع خنس‪.‬‬
‫وقال العوفي عن ابن عباس في قوله ‪ { :‬ا ْلوَ ْ‬
‫صدُورِ النّاسِ } هل يختص هذا ببني آدم ‪ -‬كما هو الظاهر ‪ -‬أو يعم‬
‫سوِسُ فِي ُ‬
‫وقوله ‪ { :‬الّذِي ُيوَ ْ‬
‫بني آدم والجن ؟ فيه قولن ‪ ،‬ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليبا‪.‬‬
‫وقال ابن جرير ‪ :‬وقد استعمل فيهم(رجَالٌ منَ الجنَ) فل بدع في إطلق الناس عليهم‪.‬‬
‫سوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ } ثم بينهم‬
‫وقوله ‪ { :‬مِنَ ا ْلجِنّ ِة وَالنّاسِ } هل هو تفصيل لقوله ‪ { :‬الّذِي ُيوَ ْ‬
‫فقال ‪ { :‬مِنَ الْجِنّ ِة وَالنّاسِ } وهذا يقوي القول الثاني‪ .‬وقيل قوله ‪ { :‬مِنَ الْجِنّ ِة وَالنّاسِ } تفسير‬
‫جعَلْنَا‬
‫للذي يُوسوس في صدور الناس ‪ ،‬من شياطين النس والجن ‪ ،‬كما قال تعالى ‪َ { :‬وكَذَِلكَ َ‬
‫ضهُمْ إِلَى َب ْعضٍ زُخْ ُرفَ ا ْل َقوْلِ غُرُورًا } [ النعام ‪:‬‬
‫ع ُدوّا شَيَاطِينَ النْسِ وَالْجِنّ يُوحِي َب ْع ُ‬
‫ِل ُكلّ نَ ِبيّ َ‬
‫‪ ، ] 112‬وكما قال المام أحمد ‪:‬‬
‫عمَر الدمشقي ‪ ،‬حدثنا عبيد بن الخشخاش ‪ ،‬عن أبي‬
‫حدثنا َوكِيع ‪ ،‬حدثنا المسعودي ‪ ،‬حدثنا أبو ُ‬
‫ذر قال ‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو في المسجد ‪ ،‬فجلست ‪ ،‬فقال ‪" :‬يا أبا ذر ‪،‬‬
‫هل صليت ؟ "‪ .‬قلت ‪ :‬ل‪ .‬قال ‪" :‬قم فصل"‪ .‬قال ‪ :‬فقمت فصليت ‪ ،‬ثم جلست فقال ‪" :‬يا أبا ذر ‪،‬‬
‫تعوذ بال من شر شياطين النس والجن"‪.‬‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬وللنس شياطين ؟ قال ‪" :‬نعم"‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬الصلة ؟‬
‫قال ‪" :‬خير موضوع ‪ ،‬من شاء أقل ‪ ،‬ومن شاء أكثر"‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول ال فما الصوم ؟ قال ‪:‬‬
‫"فرض يجزئ ‪ ،‬وعند ال مزيد"‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬فالصدقة ؟ قال ‪" :‬أضعاف مضاعفة"‪ .‬قلت‬
‫‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أيها (‪ )2‬أفضل ؟ قال ‪" :‬جُهد من مُقل ‪ ،‬أو سر إلى فقير"‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪،‬‬
 ‫أي النبياء كان أول ؟ قال ‪" :‬آدم"‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬ونبي (‪ )3‬كان ؟ قال ‪" :‬نعم ‪ ،‬نبي‬
‫جمّا غَفيرًا"‪ .‬وقال مرة‬
‫ُمكَلّم"‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬كم المرسلون ؟ قال ‪" :‬ثلثمائة وبضعة عشر ‪َ ،‬‬
‫‪" :‬خمسة عشر"‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أيما أنزل عليك أعظم ؟‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬المسند (‪ ، )2/230‬وقال الهيثمي في المجمع (‪" : )1/242‬رجاله رجال الصحيح"‪.‬‬
‫(‪ )2‬في م ‪" :‬فأيها"‪.‬‬
‫(‪ )3‬في م ‪" :‬ونبيا"‪.‬‬

‫( ‪)8/540‬‬

‫حيّ ا ْلقَيّومُ }‬
‫قال ‪" :‬آية الكرسي ‪ { :‬اللّهُ ل إِلَهَ إِل ُهوَ ا ْل َ‬
‫ورواه النسائي ‪ ،‬من حديث أبي عمر الدمشقي ‪ ،‬به (‪ .)1‬وقد أخرج هذا الحديث مطول جدًا أبو‬
‫حاتم بن حبان في صحيحه ‪ ،‬بطريق آخر ‪ ،‬ولفظ آخر مطول جدًا (‪ )2‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقال المام أحمد ‪ :‬حدثنا َوكِيع ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن ذر بن عبد ال ال َهمْداني ‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن شداد ‪ ،‬عن ابن عباس قال ‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول ال ‪ ،‬إني أحدث (‪ )3‬نفسي بالشيء لن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ال أكبر ال أكبر ‪ ،‬الحمد ل الذي رد كيده إلى الوسوسة"‪.‬‬
‫ورواه أبو داود والنسائي ‪ ،‬من حديث منصور ‪ -‬زاد النسائي ‪ :‬والعمش ‪ -‬كلهما عن ذر ‪ ،‬به‬
‫(‪.)4‬‬
‫آخر التفسير ‪ ،‬ول الحمد والمنة ‪ ،‬والحمد ل رب العالمين (‪ .)5‬وصلى ال على سيدنا محمد وآله‬
‫وصحبه أجمعين (‪ .)6‬ورضي ال عن الصحابة أجمعين (‪ .)7‬حسبنا ال ونعم الوكيل‪.‬‬
‫وكان الفراغ منه في العاشر من جمادي الولى سنة خمس وعشرين وثمانين‪ .‬والحمد له وحده (‬
‫‪.)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬المسند (‪ )5/178‬وسنن النسائي (‪.)8/275‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ابن حبان برقم (‪" )94‬موارد" ‪" )1/287( ،‬الحسان" من طريق إبراهيم بن هشام بن‬
‫يحيى بن يحيى الغساني ‪ ،‬عن أبيه عن جده ‪ ،‬عن أبي إدريس الخولني ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬رضي‬
‫ال عنه ‪ ،‬وقد قال ابن عدي عن هذا الحديث ‪" :‬هذا الحديث منكر من هذا الطريق"‪.‬‬
‫(‪ )3‬في م ‪" :‬لحدث"‪.‬‬
‫(‪ )4‬المسند (‪ )1/235‬وسنن أبي داود برقم (‪ )5112‬وسنن النسائي الكبرى برقم (‪.)10503‬‬
‫(‪ )5‬في أ ‪" :‬والحمد ل وكفى وسلم على عباده الذين اصطفى"‪.‬‬
 ‫(‪ )6‬في أ ‪" :‬وسلم تسليما أبدا دائما إلى يوم الدين"‪.‬‬
‫(‪ )7‬في أ ‪" :‬ورضي ال عن أصحاب رسول ال"‪.‬‬
‫(‪ )8‬في م ‪" :‬آخر التفسير ويليه فضائل القرآن للمؤلف أيضا ‪ ،‬وبه يتم الكتاب إن شاء ال ‪ ،‬ول‬
‫الحمد والمنة على التمام ‪ ،‬إنه ولي النعام"‪.‬‬
‫وقد جاء في خاتمة النسخة "هـ" هذه الخاتمة للناسخ ‪:‬‬
‫"الحمد ل الذي رفع السماء بغير عماد ‪ ،‬وبسط الرض وثبتها بالطواد ‪ ،‬ومنح معرفته ومحبته‬
‫من شاء من العباد ‪ ،‬وأقام لدينه أولياء ينصرونه ويقومون به ‪ ،‬وجعل منهم النجباء والقطاب‬
‫والوتاد ‪ ،‬وأعلى منار الدين بالعلماء العاملين ‪ ،‬وأوضح بهم طرق الرشاد ‪ ،‬وقمع بهم أهل الزيغ‬
‫والهواء والبدع والفساد ‪ ،‬وثبت لهم دينهم بالنقل عن نبيهم بصحيح السناد ‪ ،‬ونفى عنهم التدليس‬
‫والشذوذ والنفراد‪.‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬وحده ل شريك له ‪ ،‬المتعالي عن الشركاء والنظراء والنداد ‪ ،‬المنزه‬
‫عن الحلول والتحاد واللحاد‪.‬‬
‫وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ‪ ،‬وحبيبه وخليله ‪ ،‬سيد العباد ‪ ،‬صلى ال عليه وعلى آله النجباء‬
‫النجاد ‪ ،‬وصحابته السادة البرار المجاد ‪ ،‬صلة تدوم وتقوم ما قامت السموات والرض‬
‫بأمره ‪ ،‬وقابل البياض السواد‪.‬‬
‫وبعد ‪ ،‬فقد أمرني السيد الجليل ‪ ،‬من وصل ال له جناح الصنيع الجميل ‪ ،‬وواصل عليه السول ‪،‬‬
‫وأوصل إليه المأمول ‪ ،‬وعمر بحبه ربوع أنسي ‪ ،‬وأمطر بفيضه ربيع نفسي ‪ ،‬مولنا وسيدنا العبد‬
‫الفقير إلى ال سبحانه المل الراجي عفوه الكريم وإحسانه ‪ ،‬قاضي القضاة ‪ ،‬حاكم الحكام ‪ ،‬نجم‬
‫الدين حجة السلم والمسلمين ‪ ،‬سيد العلماء في العالمين ‪ ،‬بهاء الملة ‪ ،‬لسان الشريعة ‪ ،‬عز السنة‬
‫‪ ،‬حصن المة ‪ ،‬خطيب الخطباء ‪ ،‬إمام البلغاء ‪ ،‬غرة الزمان ‪ ،‬ناصر اليمان شيخ شيوخ‬
‫العارفين ‪ ،‬أبو حفص عمر ‪ -‬ابن سيدنا ومولنا العبد الفقير إلى ال تعالى ‪ -‬الشيخ المام العلمة‬
‫‪ ،‬والحبر الفهامة ‪ ،‬قدوة العلماء العاملين ‪ ،‬أبي محمد حجي السعدي الشافعي ‪ -‬أمر ‪ -‬أعلى ال‬
‫أمره ‪ ،‬وأسد قدره ‪ ،‬من ل يتقلب إل في طاعته ‪ ،‬ول يتصرف إل في مرضاته ‪ -‬أن يكتب برسم‬
‫خزانة تفسير المام العالم الكبير ‪ ،‬العلمة عماد الدين ابن كثير ‪ -‬رحمه ال وأرضاه ‪ ،‬وجعل‬
‫بحبوحة الجنة مقره ومثواه‪ .‬فامتثلت أمره بالسمع والطاعة ‪ ،‬وعددت هذا المر من أنفس‬
‫البضاعة ‪ ،‬مع أني في الكتابة قليل الصناعة‪ .‬فكتبت قدر ما قدرت عليه ‪ ،‬ووصلت إليه‪ .‬فإن‬
‫صادفت قبول وبلغت مأمول ‪ ،‬فيكون سعدي سعيدا ‪ ،‬ويقع سهمي سديدا‪ ..‬فإن وقفت بي قدرتي‬
‫دون همتي‪ ...‬فمبلغ علمي والمعاذير تقبل‬
‫قد جمعت هذه الخزانة الشريفة أشتات العلوم على الطلق ‪ ،‬من رام مثلها فهو مقصر عن روم‬
‫أسباب اللحاق ‪ ،‬خصوصا إذا كان بها هذا التفسير الذي مادته سنن المصطفى المنبه على جوامع‬
‫ما يزداد اللبيب بها بصيرة في علمه النافع ‪ ،‬إذ كان صلى ال عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم ‪،‬‬
 ‫وعلم فصل الخطاب‪ .‬فلم يسمع الناس كلما أعم نفعا ‪ ،‬ول أقصر لفظا ‪ ،‬ول أعدل وفرا ‪ ،‬ول‬
‫أجمل مذهبا ‪ ،‬ول أكرم مطلبا ‪ ،‬ول أحسن موقعا ‪ ،‬ول أسهل مخرجا‪ .‬ول أفصح عن معناه ‪ ،‬ول‬
‫أبين في فحواه صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫فلله در مولنا ؛ إذا جمع الفضائل ‪ ،‬ونظم آحاد العقائل ‪ ،‬وحاز من العلم الذري والغوارب‪ .‬فل‬
‫يخفى على ذي لب أنه أغرق في الفهم فصول ‪ ،‬وأعرق في العلم أصول ‪ ،‬فأقول مختصرا ‪،‬‬
‫وعما يليق بمدحه معتذرا ‪ ،‬عسى يمر به من تضاعيف ثنائي عليه ما يبلغني به الزلفى في حبه ‪،‬‬
‫والقربى من قلبه ‪ ،‬وتلك أمنيتي حين ألقى منيتي ‪ ،‬ل أتعداها ‪ ،‬ول أتمنى سواها ول در القائل ‪:‬‬
‫إذا ابن حجي حادت لنا يده‪ ...‬لم يحمد الجودان البحر والمطر‬
‫وإن أضاءت لنا أنوار غرته‪ ...‬تضاءل النوران الشمس والقمر‬
‫وإن مضى رأيه أو جد عزمته‪ ...‬تأخر الماضيان السيف والقدر‬
‫من لم يبت حذرا من خوف سطوته‪ ...‬لم يدر ما المزعجان ‪ :‬الخوف والحذر?‬
‫كأنه الدهر في نعمي وفي نقم‪ ...‬إذا تعاقب منه النفع والضرر‬
‫كأنه وزمام الدهر في يده‪ ...‬يدا عواقب ما يأتي وما يذر‬
‫فالحمد ل الذي جعل جمال منظرك موازيا لكمال مخبرك ‪ ،‬وشامخ فرعك مقارنا لراسخ عنصرك‬
‫‪ ،‬وال حسبي فيك من كل ما يعوذ العبد به المولى ‪ :‬واسلم وعش ل زلت في نعمة‪ ...‬أنت بها‬
‫من غيرك الولى‬
‫وصلى ال على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫كتبه الفقير محمد بن علي الصوفي البواب ‪ ،‬لمنعاه التضائية ‪ ،‬بدمشق المحروسة ‪ ،‬حامدا ومصليا‬
‫‪ ،‬ومحسبل ومحوقل ‪ ،‬والحمد ل وحده"‪.‬‬
‫يقول الفقير إلى عفو ربه سامي بن محمد بن عبد الرحمن بن سلمة ‪ :‬وكان النتهاء من تحقيق‬
‫تفسير القرآن العظيم فجر يوم الربعاء الثاني من شهر ربيع الول سنة سبع عشرة وأربعمائة‬
‫وألف من الهجرة النبوية في مدينة الرياض ‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد ل رب العالمين‪.‬‬

‫( ‪)8/541‬‬