Professional Documents
Culture Documents
و
النجاح في الحياة
إعداد
د.خالد بن عبد الكري اللحم
أستاذ القرآن وعلومه الساعد
بامعة المام ممد بن سعود السلمية
ح خالد بن عبد الكري اللحم 1425 ،هـ
فهرسة مكتبة اللك فهد الوطنية أثناء النشر
اللحم ،خالد عبد الكري ممد
مفاتيح تدبر القرآن والنجاح ف الياة /خالد بن عبد الكري اللحم -
الرياض 1425 ،هـ
80ص 24 ،سم
ردمكـ 9960 _ 46 _ 021 - 5
أ -العنوان -1القرآن -مباحث عامة -2النجاح
1425 -2878 ديوي 229
)(1صحيح مسلم ج /1ص ، ) 747(515صحيح ابن حبان ج /6ص ، ) 2643( 369صحيح ابن
خزي ة ج /2ص ، ) 1171( 195سنن الن سائي ال كبى ج /1ص ، )1464( 458سنن أ ب داود ج
/2ص ، ) 1313(34سنن ا بن ما جه ج /1ص ، ) 1343( 426سنن الترمذي ج /2ص (474
)581
7 مقدمة
ولعلج هذه الشكلة -أعنس انصسراف الناس عسن القرآن الكريس ،واشتغال
بعضهم بتلك الؤلفات بثا عن السعادة والنجاح -يئ هذا البحث ليسهم ف
تبيي القائق وتوض يح الدقائق ،و ر سم الطر يق ال صحيح للمن هج ال سليم الذي
ينبغي أن يتبعه السلم ف حياته .
إن الع بد إذا تعلق قل به بكتاب ر به فتي قن أن نا حه و نا ته و سعادته وقو ته ف
قراء ته وتدبره تكون هذه البدا ية للنطلق ف مرا قي النجاح و سلم الفلح ف
الدنيا والخرة.
هذا الب حث يتحدث عن الو سائل العمل ية ال ت تكّ ن -بعون ال تعال -من
النتفاع بالقرآن الكري ،وهذه القواعد هي الت كان يسلكها سلفنا الصال ف
تعاملهم مع القرآن الكري ،الت بسبب غفلة الكثيين عنها أو بعضها أصبحوا ل
يتأثرون ول ينتفعون با فيه من اليات والعظات ،والمثال والكم.
ومن أخذ بذه الوسائل فإنه سيجد بإذن ال تعال أن معان القرآن تتدفق عليه
حت ربا يضى عليه وقت طويل ل يستطيع تاوز آية واحدة من كثرة العان الت
تفتح عليه ،وقد حصل هذا للسلف من قبلنا والخبار ف هذا كثية مشهورة.
قال سهل بن عبد ال التستري " :لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف
ف هم ل يبلغ نا ية ما أودع ال ف آ ية من كتا به ل نه كلم ال وكل مه صفته
وكما أنه ليس ل ناية فكذلك ل ناية لفهم كلمه ..وإنا يفهم كلٌ بقدار ما
يفتح ال على قلبه ،وكلم ال غي ملوق ،ول يبلغ إل ناية فهمه فهوم مدثة
()1
ملوقة "اهس ،وهذا كلم صحيح والتجربة والواقع يشهد بذلك ،فإن الناس
يتفاوتون فس فهمهسم وإدراكهسم ليات القرآن الكريس ،وتنيلهسا على أمور
حيسسسسسساتم ،وأيضا فإن الشخص نفسه قد ينفتح له فهم لبعض اليات
)(1وهذا ف جا نب تزك ية القلوب ،وتربية النفوس ،أ ما الوا نب الخرى من القرآن كالحكام مثل فيحتاج القارئ
معها إل ما يفصلها ويوضحها .
9 مقدمة
عنه هو منهج وقواعد لفهم القرآن الكري مباشرة والتأثر والنتفاع به ،فتأملت
حال ال سلف رح هم ال ف هذا ال مر ،ودر ست منهج هم ف تعامل هم م عه ،
وقارنت بي حالنا وحالم فكانت مادة هذا البحث ومتواه ،وال الوفق والادي
إل سواء الصراط .
محور البحث ومشكلته
َهس
ْآنس عَلَى َجبَلٍ لّ َرَأْيت ُ ننس نؤمسن ونصسدق بقول ال تعال َ{ :لوْ أَنزَلْنَا هَذَا اْلقُر َ
ن } [( ك ا َلمْثَا ُل َنضْ ِرُبهَا لِلنّا سِ َلعَّلهُ ْم َيتَ َفكّرُو َ
شَيةِ اللّهِ َوتِلْ َ
خَا ِشعًا ّمتَصَ ّدعًا مّ نْ خَ ْ
)21سسورة الشسر] ،ونقرأ قول ال تعال { :اللّ ُه نَزّلَ أَحْ سَنَ الْحَدِي ثِ ِكتَابًا ّمتَشَابِهًا
شوْ نَ َرّبهُ مْ ثُمّ تَِليُ جُلُو ُدهُ ْم وَقُلُوُبهُ مْ إِلَى ذِكْرِ شعِ ّر ِمنْ هُ جُلُو ُد الّذِي َن يَخْ َ ّمثَانِ يَ تَقْ َ
ن هَادٍ} [( )23سورة ك هُدَى اللّ ِه َيهْدِي بِ هِ مَ ْن يَشَاء َومَن ُيضْلِلْ اللّ هُ َفمَا لَ ُه مِ ْ اللّ هِ ذَلِ َ
الزمر] ،وقوله تعال َ { :وإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُو َرةٌ فَ ِمْنهُم مّن َيقُولُ أَّيكُمْ زَا َدتْ ُه هَذِهِ إِيَانًا
ستَبْشِرُو َن } [( )124سورة التوبة] ،فهذا هو القرآن َفَأمّا الّذِينَ آمَنُواْ َفزَا َدْتهُمْ ِإيَانًا َوهُ ْم يَ ْ
،ونن نقرؤه ،ولكن ما أخب ال تعال عنه من تأثي فإننا ل نده ! فلماذا ؟
القرآن هو القرآن ،و قد و صل وال مد ل إلي نا مفو ظا تا ما م صونا من الزيادة
والنقص .
أين اللل ؟ وأين الشكلة ؟
ف كل تأثي عندنا ثلثة أركان :الؤثر ،والتأثر ،والوصّل .
فالؤثر -وهو القرآن -أثره ثابت ل نشك فيه.
بقي الحتمال ف المرين الخيين :الوصّل ،والتأثر .
التأثر :هو قلب التلقي القارئ ،والوصّل :هو القراءة والتدبر .
والبحث ياول استكشاف اللل ف الهتي ،ويقترح اللول البنية على تارب
الناجحي ف تصيل التأثي والثر .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 10
الحياة
أيضا :حالة الفتح والفهم ف وقت وإغلقه ف وقت آخر -وقد سعت الشكوى
من هذه الال عند عدد من الشخاص -تقرأ الية ف وقت فتتأثر با وتنفتح
لك في ها معان ،ثس تعود إلي ها ب عد فترة فت قف أمام ها ل تذ كر شيئا مسن تلك
العان ول تس بذلك الثر الذي حصل سابقا ! فما السر ؟ وما السباب؟
هذا مسا تاول هذه الدراسسة أن تيسب عنسه ،وتشخصسه ،وتصسف له العلج
الناسب بإذن ال تعال .
خلصة البحث
يتكون البحث من تهيد وعشرة مفاتيح :
التمهيد :ف معن التدبر وعلماته ،وبيان خطأ ف مفهومه .
والفتاح الول :فخلصسته أن القلب آلة الفهسم والعقسل والدراك ،وأن القلب
ب يد ال تعال يقل به ك يف شاء ،يفت حه م ت شاء ويقفله م ت شاء ،وف تح القلب
للقرآن يكون بأمرين :الول :دوام التضرع إل ال تعال وسؤاله ذلك ،والثان :
القراءة الكثفة عن عظمة القرآن ،وأهيته ،وحال السلف معه.
والفتاح الثانـ :مضمونسه أنسه ينبغسي أن نعرف قيمسة القرآن وعظمتسه ،وأن
ن ستحضر الهداف والقا صد ال ت من أجل ها نقرؤه ،فدائ ما ا سأل نف سك :لاذا
أر يد قراءة القرآن ؟ ولت كن الجا بة واض حة مف صلة ،وإن كا نت مكتو بة فذاك
أول ،والقاصسد السساسية لقراءة القرآن خسسة :العلم ،والعمسل ،والناجاة ،
والثواب ،والشفاء.
والفتاح الثالث إل العا شر :الد يث في ها عن إجا بة سؤال م هم :ك يف نقرأ
القرآن الكر ي ؟ وك يف ه نا متوج هة إل :الحوال والكيفيات ال ت ت قق أعلى
قدر من التركيز والعمق ف فهم القرآن الكري ،فكل واحد منها يعطي درجة ف
التركيز والفهم ،وهذه الفاتيح هي :أن تكون القراءة ف صلة ،ف ليل ،حفظا
مقدمة
11
،بترت يل ،وج هر ،وتكرار ،ور بط ،مع خ تم القدار الذي يقرأ ويراد ح صول
تدبره كل أسبوع .
هذه خلصة هذا البحث ،نسأل ال تعال أن يقق مقاصدنا ،وأن يرزقنا العلم
النافع والعمل الصال ،إنه ول ذلك والقادر عليه ،وال أعلم وصلى ال وسلم
على نبينا ممد ،وعلى آله وصحبه أجعي .
المفاتيح العشرة :
مفاتيح تدبر القرآن عشرة ،مموعة ف قولك ( :لصلح ترتي )
(ل) لب وهو القلب :والعن أن القلب هو آلة فهم القرآن ،والقلب بيد ال
تعال يقلبسه كيسف شاء ،والعبسد مفتقسر إل ربسه ليفتسح قلبسه للقرآن فيطلع على
خزائنه وكنوزه
(أ) أهداف ،أو أهية :أي استحضار أهداف قراءة القرآن ؟ أي لاذا تقرأ القرآن
(ص) صلة :أن تكون القراءة ف صلة .
(ل) ليل :أن تكون القراءة والصلة ف ليل ،أي وقت الصفاء والتركيز.
(أ) أسبوع :أن يكرر ما يقرؤه من القرآن كل أسبوع ،حت لو لزء منه .
(ح) حفظا :أن تكون القراءة حفظا عن ظهر قلب بيث يصل التركيز التام
وانطباع اليات عند القراءة .
(ت) تكرار :تكرار اليات وترديدها لتحقيق مزيد من التثبيت .
(ر) ربط :ربط اليات بواقعك اليومي وبنظرتك للحياة .
(ت) ترتيل :الترتيل والترسل ف القراءة ،وعدم العجلة ،إذ القصود هوالفهم
وليسس الكسم ،وهذه مشكلة الكثييسن ،وهسم بذا السستعجال يفوتون على
أنفسهم خيا عظيما.
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 12
الحياة
(ج) جهرا :الهر بالقراءة ؛ ليقوى التركيز ويكون التوصيل بهتي بدل من
واحدة ؛ أي الصورة والصوت.
(ي) ......................................
فهذه وسائل وأدوات يكمل بعضها بعضا ف تقيق وتصيل مستوى أعلى وأرفع
ف تدبر آيات القرآن الكري ،والنتفاع والتأثر با .
وإن م ا يتأ كد الت نبيه عل يه عدم ق صر وح صر النجاح ف تدبر القرآن على هذه
الفات يح ،ف ما هي إل أسباب والنتائج ب يد ال تعال يعطيها من شاء وينعها من
شاء ،فل يعن -مثل -إذا قلنا :من مفاتيح تدبر القرآن :أن تكون القراءة ف
ليل ؛ أن قراءة النهار ل تفيد وملغاة ،وإذا قلنا :أن تكون القراءة ف صلة ؛ أن
القراءة خارج الصلة ل تقق التدبر ،فالصر والقصر غي صحيح ،بل القرآن
كله مؤثر ،يؤثر ف كل وقت ،وعلى أي حال ،مت شاء ال ذلك ،وما أقوله
إن هي إل وسائل بسب الستقراء من النصوص وحال السلف ،وهي أسباب
ي سلكها كل مر يد للنتفاع بالقرآن بش كل أ كب وأع مق وأش ل ،و هي أ سباب
نذكّ ر ب ا من حرم من تدبر القرآن و هو يريده ؛ نقول له ا سلك هذه ال سباب
لعل ال إذا رأى ماهدتك ف هذا المر وعلم منك صدقك أن يفتح لك خزائن
كتابه تتنعم فيها ف الدنيا قبل الخرة .
إن التلذذ بالقرآن لن فتحت له أبوابه ل يعادله أي لذة أو متعة ف هذه الياة
ولكن أكثرالناس ل يعلمون .
مقدمة
13
دعوة للتواصل عبر موقع :القرآن
والحياة
حين ما كت بت هذا الب حث حاولت الخت صار ،والياز قدر المكان لئل أخرج
عن مقصوده ،فأصرف القارئ عن النتفاع به ،وقد تضمن عددا من القضايا
الهمة الت تتاج إل نقاش وحوار ،ومن أجل ذلك فإن أقترح أن يتم التواصل
بي الميع ف النقاش العلمي الادف عب موقع ( :القرآن والياة ) على الرابط
( ، )www.quranlife.comأت ن من الخوة الكرام أن يتكرموا ببيان
رأيهم ف القضايا الت تضمنها هذا الكتاب ليستفيد منها الميع ،وليكون الرأي
أقرب للصواب .
وكتبه
د .خالد بن عبد الكري اللحم
بريد إلكترونLAHIM@QURANLIFE.COM :
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 14
الحياة
تمهيد :في معنى التدبر وعلماته
المسألة الولى :معنى التدبر
قال اليدانس " :التدبر هسو :التفكسر الشامسل الواصسل إل أواخسر دللت الكلم
()
ومراميه البعيدة "اهس ،ومعن تدبر القرآن :هو التفكر والتأمل ليات القرآن 1
العراف ] ،وقد جعل لذلك أسبابا ووسائل ،من سلكها وفق ،ومن تلف عنها
خذل ويأت بيان ذلك ف السائل التالية .
فتذكر وأنت تاول فهم القرآن أن القلوب بيد ال تعال ،وأن ال يول بي الرء
وقلبه ،فليست العبة بالطريقة والكيفية ؛ بل الفتح من ال وحده ،وما يصل
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 20
الحياة
لك من التدبر فهو نعمة عظيمة من ال تعال تستوجب الشكر ل الفخر ،فمت
أعطاك ال فهسم القرآن ،وفتسح لك معانيسه ،فاحدس ال تعال واسسأله الزيسد ،
وانسب هذه النعمة إليه وحده ،واعترف با ظاهرا وباطنا .
المسألة الثانية :علقة حب القرآن بالتدبر
من العلوم أن القلب إذا أحب شيئا تعلق به ،واشتاق إليه ،وشغف به ،وانقطع
ع ما سواه ،والقلب إذا أ حب القرآن تلذذ بقراء ته ،واجت مع على فه مه ووع يه
فيحصل بذلك التدبر الكي ،والفهم العميق ،وبالعكس إذا ل يوجد الب فإن
إقبال القلب على القرآن يكون صسعبا ،وانقياده إليسه يكون شاقسا ل يصسل إل
بجاهدة ومغالبة ،وعليه فتحصيل حب القرآن من أنفع السباب لصول أقوى
وأعلى مستويات التدبر .
والواقسع يشهسد لصسحة ماذكرت ،فإننسا مثل ندس أن الطالب الذي لديسه حاس
ورغبة وحب لدراسته يستوعب ما يقال له بسرعة فائقة وبقوة ،وينهي متطلباته
وواجباتسه فس وقست وجيسز ،بينمسا الخسر ل يكاد يعسي مسا يقال له إل بتكرار
وإعادة ،وتده يذهب معظم وقته ول ينجز شيئا من واجباته .
المسألة الثالثة :علمات حب القلب للقرآن
حب القلب للقرآن له علمات منها :
-1الفرح بلقائه -2 .اللوس معه أوقاتا طويلة دون ملل -3 .الشوق إليه مت
ب عد الع هد ع نه وحال دون ذلك ب عض الوا نع ،وت ن لقائه والتطلع إل يه وماولة
إزالة العقبات الت تول دونه-4 .كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه
فيما يشكل من أمور الياة صغيها وكبيها-5 .طاعته ،أمرا ونيا.
المفتاح الول :حب القرآن
21
هذه أهسم علمات حسب القرآن و صحبته ،فمتس وُجدت فإن البس موجود ،
ومت تلفت فحب القرآن مفقود ،ومت تلف شئ منها نقص حب القرآن بقدر
ذلك التخلف .
إنه ينبغي لكل مسلم أن يسأل نفسه هذا السؤال :هل أنا أحب القرآن؟
إنه سؤال مهم وخطي ،وإجابته أشد خطرا ،إنا إجابة تمل معان كثية.
وقبل أن تيب على هذا السؤال ارجع إل العلمات الت سبق ذكرها لتقيس با
إجابتك وتعرف با الصواب من الطأ .
إن بعض السلمي لو سئل هل تب القرآن ؟ ييب :نعم أحب القرآن ،وكيف
ل أحبه ؟ لكن هل هو صادق ف هذا لواب ؟
كيـف يبـ القرآن وهـو ل يطيـق اللوس معـه دقائق ،بينمـا تراه يلس
الساعات مع ما تواه نفسه وتبه من متع الياة.
قال أبو عبيد " :ل يسأل عبد عن نفسه إل بالقرآن فإن كان يب القرآن فإنه
()1
يب ال ورسوله"
إننا ينبغي أن نعترف بالتقصي إذا ل توجد فينا العلمات السابقة ،ث نسعى ف
التغيي ،وهو ما سيتم بيانه ف السألة التالية .
المسألة الرابعة :وسائل تحقيقه
الوسيلة الولى :التوكل على ال تعالى والستعانة به:
السستعانة بال تعال ،وسسؤاله سسبحانه أن يرزقسك (حسب القرآن) ،ومسن ذلك
الدعاء العظيم عن ابن مسعود _ قال :قال رسول ال § " :ما قال عبد قط إذا
أصابه هم أو حزن :اللهم إن عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيت بيدك ماض ف
)(1مسسند أحدس بسن حنبسل ج /1ص ، ) 3712( 391صسحيح ابسن حبان ج /3ص ، ) 972(253
مصنف ابن أب شيبة ج /6ص ، )29318( 40العجم الكبي ج /10ص ، ) 10352( 169مسند
أبسس يعلى ج /9ص ، ) 5296( 198مسسسند البزار ج /5ص ، ) 1994( 363ممسسع الزوائد ج
/10ص ، 136الدعوات الكبي ج /1ص ، )164(124وصحح إسناده اللبان ف السلسلة الصحيحة ج
/1ص .)199( 236
المفتاح الول :حب القرآن
23
ويرتبهسا على مسستويي :متس ،وشرح ،فالتس يفسظ ويكرر ،والشرح يقرأ
()2
ويفهم ،ويتم ربط العان الت تضمنها الشرح بألفاظ الت .
ويرجـى بإذن ال تعال لنـ طبـق هذا البنامـج أن يرزقـه ال حـب القرآن
وتعظيمه ،الذي هو الفتاح الرئيس لتدبر القرآن وفهمه ،وكل كلم يقال ف
هذا الوضوع ف هو متو قف عل يه ،وهذا ال سر ف أن الكث ي م نا يقرأ ف هذا
الوضوع ول يرج بأي نتائج إيابية .
فأكثسر مسن القراءة عسن القرآن ،اقرأ باسستمرار عسن حال السسلف مسع القرآن
وقصصهم ف ذلك وأخبارهم .
ينبغي أن نعلم أن عدم حبنا للقرآن ،وعدم تعظيمنا له سببه الهل بقيمته ،مثل
الطفل تعطيه خسمائة ريال فيفض ويطلب ريال واحدا ،فكذلك من ل يعرف
قيمة القرآن يزهد فيه ويهجره ويشتغل با هو أدن منه .
لو أعلن عن كتاب من ي تب ف يه وين جح ي نح عشرة مليارات ؛ فك يف يكون
حرص الناس وتعلقهسم بذا الكتاب ؟ وكيسف يكون الطلب عليسه ،والشتغال
بذاكرته ؟
إن القرآن كتاب من ينجح فيه ينح ملكا ل حدود له .
إن الكث ي من ال سلمي تعظي مه للقرآن تعظ يم م مل ،ف حد علم هم :أ نه كتاب
منل من ع ند ال ،تعبّدنا بتلوته ف الصلة ،ونقرأه على الرضى للشفاء ،أما
العلم التفصيلي بعظمة القرآن ومكانته وما يققه من ناح للنسان ف هذه الياة
فهو مل جهل عند الكثيين ،وأضرب لذلك مثال :لا تسمع عن شخص عظيم
)(2ومثل هذا العمل ل ينوب فيه أحد عن أحد بل على كل شخص أن يمع لنفسه كل نص يتأثر به ،ويرتب ما يمع
على الطريقة الت وصفتها .كما أن تكرار قراءة هذا الكتاب أيضا يقق لك هذا الدف .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 24
الحياة
له أثر ف التاريخ يتكون لديك صورة إجالية عنه ،ويصبح له مكانة ف نفسك ،
وعندما تقرأ كتابا من 600صفحة عن بطولته وتضحياته وقصص كرمه وبره
للناس ،وما حققه من إنازات ،وما قام به من مرؤات ،تعيش مع هذا الكتاب
مدة شهر حرفا حرفا فبكل تأكيد أن صورة هذا القائد أو الصلح ستزداد عمقا ،
ويزداد حبك وتعظيمك له ،وهذا التأثر أمر مشاهد ل يكن لحد إنكاره ،فلم
ل نوظفه لزيادة حبنا وتعظيمنا للقرآن الكري وتعلقنا به ،فإذا فعلنا ذلك فإن هذا
الكتاب العظيم سيزيد حبنا وتعظيمنا ل عز وجل ،وبذا نصل إل مرتبة ودرجة
أولياء ال التقيـ ،الذيـن ل خوف عليهـم ول هـم يزنون ،الذيسن لو أقسسم
الواحد منهم على ال لبره ،وحقق له أمنيته .
25 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
تمهيد :في التنبيه إلى استحضار أهداف قراءة القرآن
معظسم الناس إذا سسألته لاذا تقرأ القرآن ؟ ييبسك لن تلوتسه أفضسل العمال ،
ولن الرف بع شر ح سنات ،وال سنة بع شر أمثال ا ،فيق صر نف سه على هدف
ومقصد الثواب فحسب ،أما القاصد والهداف الخرى فيغفل عنها .
والشت غل ب فظ القرآن تده يقرأ القرآن ليث بت ال فظ ،الدف ت ثبيت الروف
وصور الكلمات ،فتجده تر به العان العظيمة الؤثرة فل ينتبه لا ،ول يس ول
يشعر با ؛ لنه قصر هته وركز ذهنه على الروف وانصرف عن العان ؛ فلهذا
السبب تد حافظا للقرآن غي عامل ول متخلق به .
وج ع الذ هن ب ي نيات ومقا صد متعددة ف و قت وا حد عمل ية تتاج إل انتباه
وقصد وتركيز .
وف أي عمل نعمله كلما تعددت النيات وكثرت كلما كان العمل أعظم أجرا
وأكب تأثيا على العامل ،مثل الصدقة على ذي الرحم :صدقة وصلة ،ومثل
النفقة على الهل :نفقة وصدقة .
وقراءة القرآن يتمع فيها خس مقاصد ونيات كلها عظيمة ،وكل واحدة منها
كافية لن تدفع السلم ليسارع إل قراءة القرآن ،ويكثر الشتغال به وصحبته.
وأهداف قراءة القرآن مموعة ف قولك (:ثّ شعّ ) ( :الثاء) :ثواب ( ،اليم) :
مناجاة ،مسألة ( ،الشي) :شفاء ( ،العي) :علم ( ،العي) :عمل .
فمتس قرأ السسلم القرآن مسستحضرا القاصسد المسسة معسا كان انتفاعسه بالقرآن
أعظسسم ،وأجره أكب ،قال النب §":إنا العمال بالنيات وإنا لكل امرئ ما
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 26
الحياة
()1
نوى" ،ف من قرأ القرآن ير يد العلم رز قه ال العلم ،و من قرأه ير يد الثواب
فقط أعطي الثواب ،قال ابن تيمية ’ " :من تدبر القرآن طالبا الدى منه تبي له
()2
،وقال القرطب ’ " :فإذا استمع العبد إل كتاب ال تعال وسنة طريق الق"
()3
نبيه § بنية صادقة على ما يب ال أفهمه كما يب ،وجعل ف قلبه نورا"اهس
ومن قرأ القرآن يريد النجاح يسر ال له النجاح .
السن البصري ’ " :ما أنزل ال آية إل وهو يب أن يعلم فيم أنزلت وما أراد
()5
و عن ع بد ال بن ع مر ùقال " :علي كم بالقرآن فتعلّموه وعلّموه با "
أبناءكـم فإنكـم عنـه تسـألون ،وبـه تزون ،وكفـى بـه واعظا لنـ عقـل
()6
"اهس ،وقال السن البصري " :ùقراء القرآن ثلثة أصناف :صنف اتذوه
بضاعة يأكلون به ،وصنف أقاموا حروفه ،وضيعوا حدوده ،واستطالوا به على
أهل بلدهم ،واستدروا به الولة ،كثر هذا الضرب من حلة القرآن ل كثرهم
ال ،وصسنف عمدوا إل دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبمـ ،فركدوا بسه
فس ماريبهسم ،وحنوا بسه فس برانسسهم ،واسستشعروا الوف ،فارتدوا الزن ،
)(1ابسن الوزي فس العلل ، 1/110والكسبيت الحرس :أي الذهسب الالص ،انظسر :لسسان العرب ( كسب )
5/125
)(2لطائف العارف 203
29 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
إن نا نر يد العلم الذي ي قق ل نا النجاح ف الياة ،ي قق ل نا ال سعادة ،والياة
الطي بة ،والن فس الطمئ نة ،والرزق اللل الوا سع ،وي قق ل نا ال من ف الدن يا
والخرة ،نريسد العلم الذي يولد الرادة والعزيةس ،ويقضسي على كسل مظاهسر
الفشسل والخفاق فس جيسع مالت الياة ،إنسه :العلم بال تعال والعلم باليوم
الخسر ،العلم بال تعال أوله العلم القتضسي لل سستغفار كمسا قال تعال :
{فَاعْلَ مْ َأنّ هُ لَا إِلَ هَ إِلّا اللّ ُه وَا ْسَتغْفِرْ لِذَنبِ كَ} [( )19سسورة ممسد] ،فالعلم الذي يورث
الستغفار ،ويدفع إليه هو العلم الؤدي للنجاح ،وهذا العلم هو :علم ل إله ال
ال ،على وجه يقق القصود لفظا ومعن .
قال ابن عباس -ùف تفسي قول ال تعالِ {:إنّمَا يَخْشَى اللّ َه مِ نْ عِبَادِ ِه اْلعُلَمَاء
إِنّ اللّ هَ عَزِي ٌز َغفُورٌ} [( )28سسورة فاطسر ] :-هم الذ ين يعلمون أن ال على كل شئ
قدير.
ول فظ العلم م صطلح وا سع جدا ،وإطلقا ته كثية ،و هو ل فظ جذاب ،و كل
يصسطفيه لنفسسه ويعتسب مسا عداه ليسس بعلم ،ومسن ذلك :أهسل العلوم الدنيويسة
يسمون معارفهم علما ،ويسمون العلوم الخرى -با فيها علوم الدين : -أدبا
...ال ،وكل ذلك يعتب علما فكل معرفة علما ،لكن مالته متعددة ،ويقيد
فيقال علم كذا ،أما إذا أطلق العلم عند السلمي وف القرآن والسنة خاصة فياد
به ماذكره ا بن الق يم ،وأي ضا شاع ب ي الناس ق صر هذا العلم على ق سم وا حد
منه وهو العلم باللل والرام ،وهذا خطأ شائع ،فيقصرون كل فضل وارد ف
العلم ف القرآن والسنة على علم الفروع أي الفقه ،أو السائل اللفية من علم
العتقاد ،أما الصول التفق عليها فيصرف اللفظ عنها ،وقد تد من يادل ف
هذه القيقسة ،فال صحيح أن العال حقسا هو من يشسى ال تعال ،وإن كان ل
يعرف كتابة اسه ،كما قيل :
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 30
الحياة
ورأس العلم تقوى ال حقا وليس بأن يقال لقد رئستا
()1
وقال ابن مسعود _ ":كفى بشية ال علما وكفى بالغترار بال جهل "
)(1ارجع إل شريط ( صيام قلب ) للدكتور خالد البي .وفيه قوله " :آية كنت أقرؤها وأسعها منذ أربعي سنة ول
أفهمها إل اليوم .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 32
الحياة
المسألة الخامسة :القرآن والبرمجة اللغوية العصبية:
()1
يقول الدكتور ممسد التكريتس " :لو كان ملتون أريكسسون يعرف العربيسة ،
وقرأ القرآن لوجد ضالته النشودة فيما حاول أن يصل إليه من استخدام اللغة ف
التأثي اللشعوري ف النسان ،ذلك التأثي الذي يشبه السحر وما هو بسحر ،
فقد سحر العرب مؤمنهم وكافرهم على حد سواء ،ول يكونوا ف بداية المر
()2
يعرفون سببا لذلك "اهس .
وهنا دعوة أوجهها إل كل من اشتغل بذا العلم بثا عن السعادة والقوة والنجاح
أن يبحث عنها ف القرآن ،وأن يركز جهوده وفكره لربط الناس بالقرآن العظيم
الذي ما أنزل إل من أ جل تق يق القوة وال سعادة للناس ،وترير هم من عبود ية
الشهوات والهواء ،وجيع نقاط ضعفهم لينطلقوا ف درجات القوة والنجاح ف
أرقى أشكالا ،وأعلى صورها .
ول يس مق صود الب حث ب سط الكلم ف هذه ال سألة وإن ا تعر ضت ل ا لعلقت ها
بتدبر القرآن ،ولنا من أبرز الظاهر الت تؤكد أهية معرفة مفاتيح تدبر القرآن
والنتفاع به ف الياة ((3
)(1إن الب عض يناقش ف هذه السألة مع شدة وضوحها وقوة ظهورها ،ومن ل يزال ف ريب ما أقول فليقرأ كتاب :
بالقرآن أسلم هؤلء – تأليف :عبد العزيز سيد هاشم – نشر :دار القلم ،وليقرأ سية النب صلى ال عليه وسلم وسي
أصحابه بتمعن وعمق ليتبي له الق ،إننا لا فرطنا ف تطبيق هذه الفاتيح حيل بيننا وبي القرآن فصرنا ل نتأثر به ول
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 34
الحياة
إن ا كل مة أوجه ها إل ال صلحي ،والرب ي ،والقائم ي على مكا تب الدعوة ،
وأقسام القوة العنوية ف القطاعات العسكرية والمنية ،وحلقات تفيظ القرآن
بأن يركزوا جهودهم على هذا المر بألوان وأساليب متنوعة فيه تقريب وتدريب
وتعليسم فردي يوصسل التلقسي إل هدف إتقان هذه المفاتيتتح العشرة
ح سب ال ستطاعة ،ف في هذا اقتداء بال نب § وتوف ي للوقات والهود والموال
التس تصسرف على الدعوة والصسلح ،وفس هذا علج قوي وسسريع الفعول
وطويل المد .
إن أي وسيلة دعوية يب أن تربط مباشرة بالقرآن فإن كانت تقق فهم القرآن
والتأثر به حسن فعلها وإل فتركها أول وأحرى .
إن انشغال الناس بؤلفات الناس وطلب هم العاف ية والشفاء النف سي والقوة العنو ية
منها يشبه أسلوبم ف التغذية البدنية السدية ؛ حيث اقتصروا على أطعمة ترضي
الذوق والزاج بينما هي تدم السد وتلكه.
المسألة السابعة :القرآن يحيى القلوب كما يحيى الماء الرض:
قال ال تعال { :اعَْلمُوا أَنّ اللّ َه ُيحْيِي الَرْ ضَ َبعْ َد َم ْوتِهَا قَ ْد َبّينّ ا َلكُ مُ اليَا تِ
َلعَّلكُ ْم َت ْعقِلُونَ} [( )17سورة الديد] ،وقد جاءت هذه الية بعد قول ال تعال { :أَلَمْ
َيأْنِسلِلّذِينَس آ َمنُوا أَن تَخْشَعَس ُقلُوُبهُم ْسلِذِكْرِ اللّهِس وَمَا نَزَلَ مِنَس الْحَقّ وَل يَكُونُوا
ستْ قُلُوُبهُ ْم وَ َكثِيٌ ّمْنهُ مْ
ب مِن َقبْلُ فَطَا َل عََلْيهِ ُم الَمَدُ َفقَ َ
كَالّذِي نَ أُوتُوا اْلكِتَا َ
فَا ِسقُونَ} [( )16سورة الد يد] ،و ف هذا إشارة إل أن حياة القلوب تكون بذ كر ال
تعال و ما نزل من ال ق و هو القرآن م ثل ما أن حياة الرض الي تة يكون بالاء ،
قال مالك بن دينار’ " :ما زرع القرآن ف قلوبكم يا أهل القرآن ؟ إن القرآن
نستطيع أن نؤثر به فسلكنا طريق القصة والقصيدة والفكاهة والشهد ال ما نسميه وسائل الدعوة .
35 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
()1
،وهذا أ مر مشا هد ظا هر رب يع الؤ من ك ما أن الغ يث رب يع الرض " اه س
للعيان ،و من الشاهدات ف هذا ال مر ما نشاهده من زكاة القلوب ورقت ها ف
رمضان ح ي يتوال علي ها ساع القرآن وقراء ته ويك ثر ذلك ،ث إ نك ترى هذه
الياة الت حصلت للقلوب ف رمضان تبدأ بالتلشي بالتدريج بعد رمضان حي
تنقطع عن القرآن الكري .
فمن أراد حياة قلبه فعليه بسقيه بربيع القلوب القرآن وبكميات وكيفيات مناسبة
لحداث الياة كما سيأت تفصيله ف ثنايا هذا البحث .
)(1صحيح البخاري ج /6ص ، ) 7105( 2743صحيح مسلم ج /1ص ، ) 792( 545سنن أب
داود ج /2ص ، ) 1473( 75سنن النسائي (الجتب) ج /2ص ) 1017( 180
)(2سنن ابن ماجه ج /1ص )330( 425
)(3تعظيم قدر الصلة 92-1 :
)(4مسند المام أحد ، 344-4 :وصححه أحد شاكر
)(5فضائل اب عبيد ، 55التذكار 108
)(6فضائل القرآن لب عبيد ، 55الدر النثور ج /1ص ، 278تفسي القرطب ج /1ص ، 27وانظر :سنن
ابن ماجه ج /1ص 106
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 40
الحياة
إل قراءته ويدحه لجتهد ف ذلك ،فكيف والذي يستمع إليه ويثن عليه ملك
اللوك الذي له ما ف السموات وماف الرض وما بينهما وما تت الثرى .
فالقارئ ي ستشعر أن ال ياط به مباشرة ،وأن ال تعال ي سمع قراء ته ،فإذا مر
بآية فيها تسبيح سبح ،وإذا مر بآية فيه وعيد استعاذ ،وإذا مر بسؤال سأل .
هذا ما أعن يه بالناجاة ....عن حذي فة _ قال " :صليت مع ال نب § ذات ليلة
فافت تح البقرة ،فقلت ير كع ع ند الائة ث م ضى ،فقلت ي صلي ب ا ف رك عة
()1
فمضى ،فقلت يركع با ،ث افتتح النساء فقرأها ،ث افتتح آل عمران فقرأها ،
يقرأ متر سل ،إذا مر بآ ية في ها ت سبيح سبح ،وإذا مر ب سؤال سأل ،وإذا مر
()2
بتعوذ تعوذ" .
هكذا تكون الناجاة بالقرآن ،إناس قراءة حيسة يعسي فيهسا العبسد ماذا يقرأ ؟ ولاذا
يقرأ ؟ و من يا طب بقراء ته ؟ وماذا يتاج م نه ؟ و ما ي ب له نوه من التعظ يم
والتقديس .
تذ كر دائ ما إذا مررت ب صفة من صفات النجاح وال سعادة أن ت سأل ال تعال
إياها ،وإذا مررت بصفة من صفات الشقاء والفشل والنكد والضيق أن تستعيذ
بال من شرها.
ث إن ترب ية الن فس على هذا الق صد يقوي في ها مراق بة ال تعال ف حال النشاط
وهي مقبلة فيكون حاجزا لا عند الفتور والدبار.
)(1قوله " :يصلي با ف ركعة " أراد بالركعة الصلة كاملة والعن :يصلي با ف تسليمة .
)(2صحيح مسلم ج /1ص ، ) 772( 536سنن النسائي (الجتب) ج /3ص )1664( 225
41 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
قال ابسن القيسم’ " :إذا أردت النتفاع بالقرآن فاجعس قلبسك عنسد تلوتسه
و ساعسسسسسه ،وألق سعك ،واح ضر حضور من ياط به به من تكلم به
()1
سبحانه منه إليه ،فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله § "اهس
فائدة :
تذكّر أنه يتمع لك ف الناجاة بالقرآن خس معان مموعة ف قولك(:حرس مع)
الاء :أن ال يبك حي تقرأ القرآن ،الراء :يراك ،السي :يسمعك ،اليم:
يدحك ،العي :يعطيك ،فاستحضر هذه العان حي القراءة ول تدعها تفوت
عليك .
)(1الفوائد1 :
)(2رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
)(3صحيح مسلم ج /4ص 1873رقم ()2408
)(4سنن الترمذي 663-5 :رقم ( ، ) 3788وقال حديث حسن غريب ،وصححه اللبان
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 42
الحياة
()1
فس اللحسد " ،وعسن عائشسة~ قالت :قال رسسول ال § :الاهسر بالقرآن مسع
السسفرة الكرام البرة ،والذي يقرأ القرآن ويتتعتسع فيسه وهسو عليسه شاق له
()2
أجران" ،وعسن عثمان _ قال :قال رسسول ال § ":خيكسم مسن تعلم القرآن
()3
وعل مه" ،و عن أ ب هريرة _ قال :قال ر سول ال § ":تعلموا القرآن فاقرؤه
وأقرئوه ،فإن م ثل القرآن ل ن تعل مه فقام به كم ثل جراب م شو م سكا يفوح
ريه ف كل مكان ،ومثل من تعلمه فرقد وهو ف جوفه كمثل جراب أوكي
()4
على م سك " ،و عن أ ب أما مة _ قال :سعت ر سول ال § يقول ":اقرأوا
()5
القرآن فإنه يأت يوم القيامة شفيعا لصحابه" ،وعن عبدال بن عمرو ùأن
ر سول ال § قال " :ال صيام والقرآن يشفعان للع بد يوم القيا مة ،يقول ال صيام :
أي رب منع ته الطعام والشهوات بالنهار فشفع ن ف يه ،ويقول القرآن :منع ته النوم
)(1صحيح البخاري ، 450-1:سنن أ ب داود ، ) 3138 ( 196-3 :سنن الترمذي ( 354 -3 :
) 1036وقال حسن صحيح ،صحيح ابن حبان ، 471-7 :سنن النسائي ، ) 1955 ( 62-4سنن
ابن ماجه ، )1514 ( 485-1وصححه اللبان
)(2صسحيح البخاري ،)4653( 1882-4وصسحيح مسسلم ، )798( 549-1:وسسنن أبس داود:
سه( 1242-2 : سنن الترمذي ، )2904( 171-5 :وسسنن ابس
سن ماجس ، )1454( 2/70وسس
)3779
)(3صسحيح البخاري ، )4739( 1919-4 :سسنن أبس داود ، )1452( 70-2 :سسنن الترمذي:
، )2907( 173-5سنن ا بن ما جه ، )211( 76-1 :سنن الدار مي ، )3337( 528-2 :
مسند المام أحد )405( 57-1 :
)(4سنن الترمذي )2876( 156-5وقال حديث حسن ،وضعفه اللبان ،صحيح ابن حبان 499-5 :
( )2126قال شعيب الرناؤط :رجاله ثقات رجال الصحيح غي عطاء مول أب أحد .
)(5صحيح م سلم ، )804( 552-1 :وبنحوه ف سنن الدار مي ، )3311( 522-2 :م سندالمام
أحدس ، )22200( 249-5صسحيح ابسن حبان ، )116( 322-1 :السستدرك ( 747-1 :
، )2057سنن البيهقي )3862( 395-2 :
43 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
()1
بالل يل فشع ن ف يه قال فيشفعان" ،و عن جابر _ عن ال نب § ":القرآن شا فع
ُصسدّق ،مسن جعله أمامسه قاده إل النسة ،ومسن جعله خلف
مشفسع ،وماح ٌل م َ
()2
ظهره ساقه إل النار" ،وعن النواس بن سعان _ عن النب §قال :يأت القرآن
()3
وأهله الذ ين يعملون به ف الدنيا تقد مه سورة البقرة وآل عمران" ،وعن ابن
عباس _ قال :قال رسسول ال § ":إن الذي ليسس فس جوفسه شسئ مسن القرآن
()4
،وعن عمر _ قال :أما إن نبيكم § قد قال " :إن ال يرفع كالبيت الرب"
()5
بذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين" وعن أب موسى الشعري _ قال :قال
رسسول ال § " :مثسل الؤمسن الذي يقرأ القرآن كمثسل الترجسة ريهسا طيسب
وطعمهسا طيسب ،ومثسل الؤمسن الذي ل يقرأ القرآن كمثسل التمرة ل ريسح لاس
()6
وطعمها حلو ،ومثل النافق الذي يقرأ القرآن مثل الريانة ريها طيب وطعمها
)(1مسند أحد بن حنبل ج /2ص ، )6626( 174وصححه أحد شاكر ،مستدرك الاكم 470-1 :
وقال صحيح على شرط م سلم ،م صنف ابن أب شي بة ج /6ص ،) 30044(129صحيح الترغيب والترهيب
لللبان .)969( 483-1:
)(2صسحيح ابسن حبان ، )124( 331-1 :مصسنف عبسد الرزاق )6010( 372-3 :شعسب اليان
للبيهقي )2010( 351-2 :
)(3صحيح مسلم ، )805 ( 554-1 :سنن الترمذي . )2883 ( 160-5:
)(4سنن الترمذي )2913(177-5 :وقال ح سن صحيح ،ال ستدرك )2037( 741-1 :وقال :
صحيح ال سناد ول يرجاه ،سنن الدار مي ، )3306( 521-2 :الع جم ال كبي لل طبان ( 109-12 :
، )12619مسند المام أحد )1947( 223-1 :
)(5صحيح مسلم ج /1ص ، ) 817( 559سنن ابن ماجه ج /1ص )218( 79
)(6يعن أنه أمي ل يقدر على القراءة ،وهو حريص على قراءة القرآن بدليل وصفه باليان ،فل يتصور أبدا مؤمن يقدر
على قراءة القرآن ويهجر قراءته .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 44
الحياة
()1
مر ،ومثل النافق الذي ل يقرأ القرآن كمثل النظلة ليس لا ريح وطعمها مر"
،وعن أب هريرة _ قال :قال رسول ال § " :ما اجتمع قوم ف بيت من بيوت
ال يتلون كتاب ال ويتدارسسونه بينهسم إل نزلت عليهسم السسكينة ،وغشيتهسم
الرحة ،وحفتهم اللئكة وذكرهم ال فيمن عنده" ( ، )2وعن عبد ال بن مسعود
()3
_ -مرفو عا " -من سره أن ي ب ال ور سوله فليقرأ ف ال صحف " ،وقال
ابن عباس " : ùلو أن حلة القرآن أخذوه بقه وما ينبغي له لحبهم ال ولكن
()4
طلبوا به الدن يا فابغض هم ال وهانوا على الناس"اه س ،و عن ا بن م سعود _
قال":إن هذا القرآن مأدبة ال فخذوا منه ما استطعتم فإن ل أعلم شيئا أَصْفرَ من
خي من بيت ليس فيه من كتاب ال شئ ،وإن القلب الذي ليس فيه من كتاب
()5
ال شسئ خرب كخراب البيست الذي ل سساكن فيسه " ،وقال أيضسا _ " :إن
()6
هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ول تشغلوها بغيه" ،وقال أبو هريرة _
" :الب يت الذي يتلى ف يه كتاب ال ك ثر خيه وحضر ته اللئ كة وخر جت م نه
الشياطيس والبيست الذي ل يتلى فيسه كتاب ال ضاق بأهله وقسل خيه وحضرتسه
)(1صحيح البخاري ج /5ص ، ) 5111 ( 2070صحيح م سلم ج /1ص ، ) 797( 549سنن
أ ب داود ج /4ص ، ) 4829( 259سنن ا بن ما جه ج /1ص ، ) 214( 77سنن الترمذي ج /5ص
، ) 2865( 150سنن النسائي ج /8ص )5038( 124
)(2سنن أب داود :ج /2ص ، )1455( 71سنن ابن ماجه ج /1ص ، )225( 82سنن الترمذي :ج
/5ص . )2945(195
)(3الترغيب لبن شاهي :ق ، 288-1-الكامل لبن عدي ،111-2 :وإسناده حسن كما قال اللبان ف
الصحيحة 452-5
)(4تفسي القرطب ج /1ص 20
)(5سنن الدارمي رقم 3173
)(6م صنف ا بن أ ب شي بة ج /6ص ، ) 30011(126ج /7ص ، ) 34551( 106م سند أح د
بن حنبل ج /2ص ) 6655( 177
45 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
()1
الشياطيس وخرجست منسه اللئكسة " ،والنصسوص فس هذا الباب كثية وإناس
قصسدت أل يلو هذا البحسث مسن طرف منهسا ليكون ترسسيخا لذا الدف مسن
أهداف قراءة القرآن ،و من أراد التو سع فعل يه بك تب ال سنة يق طف من ها ما لذ
وطاب من الكلم ال ستطاب ؛ ف ما ذكر ته ه نا غ يض من ف يض وقليل من كث ي
وال الادي إل سواء السبيل .
الهدف الخامس :قراءة القرآن بقصد الستشفاء به
قال ال تعال { :يَا أَيّهَا النّا سُ َقدْ جَاءتْكُم ّموْعِ َظ ٌة مّ ن ّربّكُ ْم َو ِشفَاء لّمَا فِي
ِنس
الصسدُو ِر َوهُدًى وَرَ ْح َمةٌ لّلْ ُم ْؤ ِمنِيَ } [( )57سسورة يونسس] ،وقال تعال { َونُنَزّلُ م َ ّ
منِيَ وَلَ َيزِيدُ الظّالِمِيَ إَلّ خَ سَارًا} [( )82سسورة اْلقُرْآ نِ مَا ُه َو ِشفَاء وَرَحْ َمةٌ لّلْ ُم ْؤ ِ
ُونس
ِينس ل ُي ْؤمِن َ
ِينس آ َمنُوا هُدًى َو ِشفَاء وَالّذ َ
السسراء] ،وقال ال تعال ُ { :ق ْل ُهوَ لِلّذ َ
فِي آذَاِنهِ ْم وَقْ ٌر َو ُهوَ عََلْيهِمْ عَمًى ُأوَْلئِكَ ُينَا َد ْو َن مِن ّمكَا ٍن َبعِيدٍ} [( )44سورة فصلت].
فالقرآن شفاء للقلوب مسن أمراض الشبهات والشهوات والوسساوس كلهسا
()2
القهري من ها وغيه ،وشفاء للبدان من ال سقام ،فم ت ا ستحضر الع بد هذا
الق صد فإ نه ي صل له الشفاءان :الشفاء العل مي العنوي ،والشفاء الادي البد ن
()3
بإذن ال تعال ،عن علي _ قال :قال ر سول ال §" :خ ي الدواء القرآن" ،
وعن عائشة ~ أن رسول ال § دخل عليها وامرأة تعالها ،أو ترقيها ،فقال :
عاليهسا بكتاب ال "( . )4والشفاء بالقرآن يصسل بأمريسن :الول :القيام بسه ،
فالر يق النا تج مسن تلوة آيات القرآن الكريس له أثسر عظ يم ف القوة والنشاط ،
وال صحة والعاف ية ل ير قى إل يه أي خل طة من خلطات العشاب أو مر كب من
مركبات الصيادلة ،ول أظن مسلما ينكر أثر النفث باليات ف الشفاء والعلج ،
ولكن ليس من أي أحد ،وأيضا هو مكن لكل أحد ،من يأخذ بالسباب.
إننا ينبغي أن نتعامل مع القرآن مباشرة فهو ميسر لكل من صدق ف التعامل
م عه و جد ف القيام به ،أ ما أن ن عل بين نا وب ي القرآن و سطاء ون مل التعا مل
البا شر م عه فهذا غا ية الرمان ،ت د الب عض حين ما ي صاب ب صيبة أو ينل به
مرض يوب الفاق ويطوف البلد ب ي القراء والعال ي و ما علم أن ال مر أقرب
من ذلك وأي سر ،فال سبحانه وتعال حين ما يبتلينا بالشدائد والصائب ير يد منا
أن نتضرع وأن نسستكي ونتذلل بيس يديسه سسبحانه وتعال كمسا قال عزوجسل :
{ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربم وما يتضرعون } [ 76الؤمنون]
وقال تعال { :ولقد أرسلنا إل أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم
يتضرعون } [النعام ، ]42والقيام الطويل بالقرآن هو من أهم صور التذلل ل
تعال والتضرع بي يديه كما يصل ف صلة الكسوف وغيها فالقيام بالقرآن
من أقوى أسباب العافية والشفاء ...
وليس هذا موضع بسط هذه السألة ،وإنا القصود التذكي بأن يستحضر قارئ
القرآن هذا المر العظيم حي قراءته ليحصل على أعلى درجات التأثي والنفع ،ومن
)(1والسلم يوقن بذا ال ثر للقرآن الكري ،وهو أمر مشاهد مسوس ،وانتفاع السلمي به متواتر على مر العصور ،
ولسنا باجة لثبات ذلك بالتجربة بل هو يقي علمي خبي ،لكن من أراد زيادة يقي فعليه بشريط :أسباب منسية ،
للدكتور البي.
47 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
اراد الستزادة فعليه براجعة كتاب الطب النبوي لبن القيم فقد فصل وأجاد الديث
عن هذه السألة وفيه كلم نفيس يسن الرجوع إليه .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 48
الحياة
المفتاح الثالث :القيام بالقرآن
إن هذا الفتاح من أهم مفاتح تدبر القرآن ،وأعظمها شأنا ،وقد ورد عدد من
جدْ بِ هِ نَافَِلةً
الن صوص تؤ كد أهي ته ،من ذلك قول ال تعال َ { :ومِ نَ الّليْلِ فََتهَ ّ
،وقول ال تعال : [( )79سورة السراء] حمُودًا}
ك َمقَامًا مّ ْ
ك عَ سَى أَن َيبْ َعثَ كَ َربّ َ
لّ َ
{يَا َأّيهَا الْ ُم ّزمّلُ ‡† قُ مِ الّليْلَ إِلّ َقلِيلً ‡† نِ ْ
صفَهُ َأوِ انقُ صْ ِمنْ هُ قَلِيلً ‡† َأوْ زِدْ
عََليْهِ َو َرتّلِ الْقُرْآنَ تَ ْرتِيلً ‡† ِإنّا سَنُ ْلقِي عََليْكَ َقوْ ًل َثقِيلً ‡† }[ 5-1سورة الزمل] ،
وقول ال تعال { :لَيْ سُواْ َسوَاء مّ نْ َأهْلِ اْل ِكتَا بِ ُأ ّمةٌ قَآئِ َمةٌ َيتْلُو نَ آيَا تِ اللّ ِه آنَاء
الّليْ ِل َوهُ مْ يَ سْجُدُونَ} [( )113سسورة آل عمران] ،وقول ال تعال {:أَمّ ْن ُهوَ قَانِ تٌ آنَاء
ِينس
َسسَتوِي الّذ َ الّليْ ِل سسَاجِدًا َوقَائِم ًا يَحْ َذرُ الخِ َرةَ َويَرْج ُو رَحْ َمةَ َرب ِ
ّهس قُ ْل هَ ْل ي ْ
َيعْلَمُو نَ وَالّذِي نَ ل َيعَْلمُو نَ ِإنّمَا َيتَذَكّرُ ُأوْلُوا الَلْبَا بِ}[ ( )9سورة الز مر] ،وقال §:
"ل حسد إل ف اثنتي رجل أتاه ال القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ،
ورجسل آتاه ال مال فهسو ينفقسه آناء الليسل وآناء النهار "( ، )1فانظـر إل قوله :
(ينف قه) مع قوله (يقوم به) فيؤ خذ منه أن من آتاه ال القرآن ول ي قم به أي ل
يقرأه ف صلة فهو مثل من آتاه ال مال ول ينفقه ،ويؤكد هذا الديث الت :
عسن أبس هريرة _ قال :قال رسسول ال § " :تعلموا القرآن فا ْقرَؤوه وأقْرِؤوه ،
فإن مثل القرآن لن تعلمه فقام به كمثل جراب مشو مسكا يفوح ريه ف كل
()2
مكان ،ومثل من تعلمه فرقد وهو ف جوفه كمثل جراب أوكي على مسك"
)(1صحيح م سلم ج /1ص ، ) 789( 544سنن الن سائي ال كبى ج /5ص ، ) 8043(20م سند أب
عوانة ج /2ص ، ) 3811( 456مسند أحد بن حنبل ج /2ص )4923( 35
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 50
الحياة
هذا الفضل الذي رتب على هذا الع مل ،عن ع بد ال بن عمرو ùعن ر سول
ال § أنه قال " :من قام بعشر آيات ل يكتب من الغافلي ،ومن قام بئة آية
()1
كتب من القانتي ،ومن قام بألف آية كتب من القنطرين" ،وعن أب هريرة
_ قال :قال رسسول ال § :أيبس أحدكسم إذا رجسع إل أهله أن يدس ثلث
خلفات عظام سان ؟ قلنا :نعم ،قال :فثلث آيات يقرأ بن أحدكم ف صلة
()2
خي له من ثلث خلفات عظام سان" ،وبالضافة إل ما سبق ذكره فقد دلت
ن صوص على أن الع بد إذا د خل ف ال صلة فإ نه يزداد قر با من ال تعال ،وأ نه
سبحانه يقبل عليه بوجهه ،من ذلك ما جاء عن أنس _ أن النب § :قال " :أيها
الناس إن أحدكم إذا كان ف الصلة فإنه ُمنَا جٍ ربه ،وربه فيما بينه وبي القبلة
()3
" ،وعن أب هريرة _ قال :قال رسول ال §":إذا كان أحدكم ف صلة فل
()4
يبزقن أمامه فإنه مستقبل ربه" ،قال ابن جريج ’ قلت لعطاء ’ :أيعل الرجل
يده على أنفه أو ثو به ؟ قال :فل ،قلت من أجل أنه يناجي ربه ؟ قال :ن عم ،
()5
وأ حب أل ي مر فاه" ،قال عطاء ’":بلغ نا أن الرب يقول :إل أ ين تلت فت ؟
)(1صحيح ا بن حبان ج /6ص ، 310صحيح ا بن خزي ة ج /2ص ، )1144( 181موارد الظمآن ج
/1ص ، ) 662( 172سنن أب داود ج /2ص ) 1398( 57
)(2صسحيح مسسلم ج /1ص ، ) 802( 552سسنن ابسن ماجسه ج /2ص ، ) 3782(1243سسنن
الدارمي ج /2ص ، ) 3314( 523مسند أب عوانة ج /2ص ، ) 3777( 447مصنف ابن أب شيبة
ج /6ص ، ) 30073( 132مسند أحد بن حنبل ج /2ص ) 9141(396
)(3صحيح البخاري ج /1ص ، ) 1156(406سنن النسائي ال كبى ج /1ص ، ) 528(191سنن
ابن ماجه ج /1ص ، ) 763(251مسند أب عوانة ج /1ص ، ) 1198(336مصنف ابن أب شيبة ج
/2ص ) 7461(143
)(4صحيح م سلم ج /1ص ، ) 551(390سنن الدار مي ج /1ص ، ) 1397( 378الع جم ال كبي
ج /8ص ، ) 8168(313مسند أحد بن حنبل ج /2ص ) 9355( 415
)(5تعظيم قدر الصلة 190-1 :
المفتاح الثالث :القيام بالقرآن
51
()1
إلّ يا ابن آدم ؛ إن خي لك من تلتفت إليه" ،ولو ل يكن ف القراءة داخل
ال صلة إل النقطاع عن الشوا غل واللهيات لك فى ،فإن ال صلي إذا د خل ف
ال صلة حرم عل يه الكلم واللتفات والر كة من غ ي حا جة ،فهذا أعون على
التدبر والتف كر وأجع للقلب ،وأيضا فإن من حوله ل يقاطعه ول يشغله ما دام
ف صلته.
)581
)(1حلية الولياء :ج -5ص 79
المفتاح الخامس :التكرار السبوعي
55
المفتاح الخامس :التكرار السبوعي
للقرآن
المسألة الولى :أهميته
القرآن أنزل ليع مل به ،وو سيلة الع مل به العلم به أول ،و هو ي صل بقراء ته
وتدبره ،وكلمسا تقاربست أوقات القراءة ،وكلمسا كثسر التكرار كان أقوى فس
ر سوخ معا ن القرآن الكر ي ،و من أ جل ذلك كان ال سلف يواظبون على قراءة
القرآن ،ويرصون على كثرة تلوته وتكرارها ،ومن ظن أنم يقرأونه من أجل
ثواب القراءة فح سب ف قد ق صر فه مه ف هذا الباب ،عن ع مر بن الطاب _
قال :قال ر سول ال § " :من نام عن حز به أو عن ش يء م نه فقرأه في ما ب ي
()1
صلة الفجر وصلة الظهر كتب له كأنا قرأه من الليل" ،وقال عقبة بن عامر
()2
الهن _ " :ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن "
و عن الغية بن شع بة _ قال " :ا ستأذن ر جل على ر سول ال و هو ب ي م كة
()3
والدينة فقال :قد فاتن الليلة حزب من القرآن وإن ل أوثر عليه شيئا" ،وعن
خيث مة ’ قال " :انته يت إل يه -يع ن :ع بد ال بن عمرو - ùو هو يقرأ ف
()4
الصحف فقال :هذا حزب الذي أريد أن أقوم به الليلة" ،وعن القاسم ’ قال
)(1صحيح مسلم ج /1ص ، ) 747(515صحيح ابن حبان ج /6ص ، ) 2643( 369صحيح ابن
خزي ة ج /2ص ، ) 1171( 195سنن الن سائي ال كبى ج /1ص ، )1464( 458سنن أ ب داود ج
/2ص ، ) 1313(34سنن ا بن ما جه ج /1ص ، ) 1343( 426سنن الترمذي ج /2ص ( 474
)581
)(2فضائل القرآن لب عبيد 95
)(3كن العمال ج /2ص )4137(141
)(4مصنف ابن أب شيبة ج /2ص ) 8559(240
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 56
الحياة
:كنا نأت عائشة ~ قبل صلة الفجر ،فأتيناها ذات يوم ،فإذا هي تصلي ،
()1
()2
فقالت نت عن حزب ف هذه الليلة فلم أكن لدعه" ،وعن أب بكر بن عمرو
بن حزم ’ :أن رجلً ا ستأذن على ع مر _ بالاجرة فحج به طويل ،ث أذن له
()3
فقال :إن كنت نت عن حزب فكنت أقضيه" ،وعن ابن الاد ’ قال سألن
نا فع بن جبي بن مط عم ’ فقال ل :ف كم تقرأ القرآن؟ فقلت :ما أحز به ،
فقال ل نافـع :ل تقـل مـا أحزبـه ،فإن رسـول ال § قال :قرأت جزءا مـن
()4
القرآن " ،فهذه النصوص وغيها ما نقل عن السلف ف هذه القضية الهمة
تؤ كد على ضرورة تز يب القرآن والحاف ظة على ما ي تم تزي به ،وأن يكون له
الولوية الول ف كل وقت .
ينب غي أن يو جد الرص التام عل يه وأن يقدم على كل ع مل ،وأل يهدأ لك بال
حت تقوم به ،حت تؤديه ف وقته ،أو تقضيه إن فات أداؤه ف وقته ،إن العمل
الذي ل تقضيه إذا فات يعن تساوي الفعل والترك عندك ،وهذا دليل على عدم
أهيته لديك ،مت وجد هذا الرص فهو مفتاح النجاح ف الياة ،إنه مفتا حٌ
ل نتاج إل إثبات ناحه بالتجربة ،فهو ثابت بالب عن ال تعال وعن رسوله
§ ،كما قال ال تعال {:فمن اتبع هداي فل يضل ول يشقى } [( )123سورة طه ] ،
وهل يعقل أو يتصور أن يوجد اتباع دون قراءة مستمرة ،دون مذاكرة لقواعده
وتوجيهاته ،كما سبق البيان أننا ف واقع الياة ند أن الداري الذي ل يفظ
اللئ حة ول ي عي ما في ها هو إداري فا شل ،والطالب الذي ل يذا كر درو سه
)(1يفهم من السياق أن ميئهم هذه الرة بعد طلوع الشمس ،أو أن صواب العبارة ( بعد صلة الفجر ) .
)(2مصنف ابن أب شيبة ج /1ص )4784(416
)(3مصنف ابن أب شيبة ج /1ص 416
)(4سنن أب داود ج /2ص ) 1392(55
المفتاح الخامس :التكرار السبوعي
57
كذلك ،ومت علم ال منك صدق الرغبة والرص على هذا الغذاء فإنه يفتح لك
أبوا به ويبارك لك ف يه ،وي تد أثره ليش مل ج يع جوا نب حيا تك ،ل أقول إن
التجر بة تش هد لذلك ،فثبات نتائج هذا الع مل أقوى وأ صدق من أن ت ضع
للتجربة ،وما يوجد ف حياتنا من نقص إنا هو بسبب ترك وإهال هذا العمل
اليسي على من يسره ال عليه ،العظيم ف نفعه وأثره الشامل ف تقيق النجاح
الكا مل ل كل من أ خذ به بد قة ،و هو ما ن ل يتاج إل دورات ول ر سوم ول
مدرب .
إن عادات النجاح ليست سبعا ول عشرا بل هي عاد ٌة واحدة ،إنا الحافظة
على قراءة حزبسك مسن القرآن ،بسل هسي عبادة وليسست عادة ،مسن يسسر ال له
الحافظة عليها حصلت له كل معان النجاح الدينية والدنيوية.
)(1سنن الترمذي )2913(177-5 :وقال ح سن صحيح ،ال ستدرك )2037( 741-1 :وقال :
صحيح ال سناد ول يرجاه ،سنن الدار مي ، )3306( 521-2 :الع جم ال كبي لل طبان ( 109-12 :
، )12619مسند المام أحد 223-1 :
)(2تاريخ بغداد ، 45-5 :سي أعلم النبلء 521-15 :
المفتاح السادس :أن تكون القراءة حفظا
61
مت كانت الية مفوظة فتكون حاضرة ،ويتم تنيلها على النوازل والواقف الت
ت ر بالش خص ف الياة اليوم ية بش كل سريع ومبا شر ،أ ما إذا كان القرآن ف
الرفوف فقط ؛ فكيف يكن لنا أن نطبقه على حياتنا ؟
المسألة الثانية :توضيح أثر الحفظ على الفهم والتدبر
إن علج أي مشكلة له ثلث صور :
الول :العالة الذهنية الجردة الشفهية من غي ترير ول ترتيب للحلول .
الثانية :العالة الكتوبة الحررة الرتبة .
الثالثة :العالة الذهنية لشئ مكتوب مسبقا ،ومرر بعن حفظ ما ت التوصل
إليه ف علج الشكلة كتابيا .
وال صورة الثال ثة هي أقوا ها ،تلي ها الثان ية ،ث الول ،وح فظ القرآن وتكرار
قراءته هو من النوع الثالث ،فترديد الية والتفكر فيها وهي مفوظة أفضل من
تكرارها نظرا ،لن مفعول الطريقة الثالثة يستمر ،بينما الثانية يقف عند إغلق
الصحف.
المسألة الثالثة :لماذا نحفظ القرآن ؟
بناء على ما تقرر ذكره ف الفات يح ال سابقة فإن الدف الول ل فظ القرآن هو :القيام به
آناء الليل وآناء النهار ،والدف من القيام به حفظ ما تضمنه من العلم بال واليوم الخر ،
ذل كم العلم الذي ي قق ال سعادة والياة الطي بة للن سان ،وي قق له الثبات ف الزمات ،
والقوة لل مة ف مواج هة أعدائ ها ،هذا هو الدف ال هم ل فظ القرآن والذي ينب غي أن
يركز عليه القائمون على التربية .
إن حفظ اللفاظ وسيلة وليس غاية ،وسيلة إل حفظ العان ،والنتفاع با ف الياة ،أما
القتصار على حفظ اللفاظ فهو قصور ف حق القرآن العظيم ،وهو انراف عن الصراط
الستقيم ف رعايته والنتفاع به ف الياة الدنيا والخرة .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 62
الحياة
-1تكون بداية حفظ القرآن من سورة الناس ث الفلق بعكس ترتيب القرآن ،
فهذا التاه ي قق التدرج وال سهولة ،وي قق ثبات ال سي ف مش سروع ح فظ
القرآن ،ويُسَهّل التدريب على القيام به( ) ،سواء كان الطالب صغيا أو كبيا ،
2
وهو ُمتّب ٌع وناجح ف مدارس تفيظ القرآن الكري بوزارة التربية والتعليم ،وهو
على التحز يب بال سور سهل مي سور ،أ ما على التحز يب بالجزاء والثان ف هو
ع سي ،فالذ ين يتبعون الجزاء والثان ل يرون أن يكون سي ال فظ من ق صار
السور لنه يناقض الجزاء والثان ،ولو جربوا التقسيم بالسور لتنفسوا الصعداء
وتلصوا من عبودية تلك الطريقة ،ولذاقوا لذة الرونة ف الفظ .
-2يقسم الفظ إل قسمي :الول( :حفظ الديد) ،الثان( :القيام بالقرآن)
.
-4يصص النهار وهو من الفجر إل الغرب لس(حفظ الديد).
-5يصص الليل وهو من آذان الغرب إل آذان الفجر لس(القيام بالقرآن) مع
تطبيق بقية مفاتيح التدبر العشرة.
-6ينقسم (حفظ الديد) إل قسمي :الول ( :الفظ) ،الثان ( :التكرار) ،
أ ما (ال فظ) فيحدد له مو عد ب عد الف جر ،ومو عد ب عد الع صر ،وأ ما (التكرار)
فيكون ف صلةِ نافلة أو فريضة خلل ساعات النهار.
)(1ما ذكرته هنا هو الثمرة العملية واللصة لبحث مستقل عن ( الفظ القرآن التربوي للقرآن وصناعة النسان ) .
)(2سيأت مزيد إيضاح وتفصيل لذه السائل ف كتاب ( :مفاتح تدبر السنة والعمل با ف الياة) الذي يصدر بإذن ال
قريبا.
المفتاح السادس :أن تكون القراءة حفظا
63
-7تقليل مقدار (الفظ الديد) والتركيز أكثر على (التكرار) لا ت حفظه .
-8يق سم ما ي تم حف ظه إل سبعة أق سام عدد أيام ال سبوع ،فيقوم كل ليلة
بقسسم ،وهذا القسسم الثانس الذي سسيته ( القيام بالقرآن ) وهسو مسا يعرف
بالراجعة.
-9كلما زاد القدار الحفوظ يتم إعادة توزيع التقسيم السبوعي ليتناسب مع
الزيادة ،مع ملح ظة أن أيام ال سبوع الول يكون مقدار ها أ قل ل نه ل ير سخ
بعد .
-10يكون الفظ سورة سورة ،ويكون حفظ السورة لول مرة بالتقسيط ،
فيمكسن تقسسيم السسورة إل عدد مسن اليات حسسب موضوعاتاس ،وبعسض
الوضوعات الطويلة يكن أن تقسم إل مقطعي أو أكثر ،ويكن جع أكثر من
موضوع ف مق طع وا حد إن كا نت ق صية ؛ فب عض الوضوعات تكون ف آ ية
واحدة ف قط ؛ بل ب عض اليات تتض من عددا من الوضوعات ،ال هم أ ّل يكون
التقسيم عشوائيا ،ول حسب الوجه ،ول حسب الثان .
()1
-11ل يصسلح ول يسسوغ أبدا تاوز أي سسورة حتس يفظهسا جلة ،مهمسا
كانت طسويلة ،ويكررها -بعد حفظها جلةً -عددا من الرات ،وف أكثر
من يوم .
-12من الفيد جدا تسميع ما ستقوم به الليلة على شخص آخر ،والول أن
يكون من السرة ليحصل التواصي به ،والتعاون عليه .
-13إذا تسبي ضعسف حفسظ بعسض السسور أثناء ( القيام بالقرآن ) ليلً فتتسم
مراجع ته وضب طه ف نار اليوم التال له ،ول ي صح أن يبدأ ب فظ جد يد والالة
)(1إن أي تقسيم ل يراعي الوضوع يعن التركيز على اللفاظ ونسيان العان وقد جربت هذه الطرق مرارا ،وثبت لدي
ما نصحت به ،ويكن لي مشتغل بفظ القرآن أن يرب بنفسه ث يكم .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 64
الحياة
هذه ،وغالبا ما يكون هذا ف أيام السبوع الول الت تتضمن ما ت حفظه أخيا
.
-14من الهم جدا تطبيق الفاتيح العشرة با ف ذلك مفتاح الترتيل ،ومفتاح
الهر ،ول يسن السرعة والعجلة حي قراءة القرآن -حت ف حفظ الديد -
ب جة ض بط ال فظ ،فال سرعة تع ن ن سيان أهداف قراءة القرآن ،و هو الفتاح
الثا ن من الفات يح العشرة ،وع ند وجود هذه الالة يعاد التذك ي به من خلل
قراءته ف هذا الكتاب .
-15هذه الطريقة تعطي الا فظ الطمأنينة وال سكينة إذا اقتنع با وتر ب عليها
فل عجلة ول خوف ن سيان ،بل وضوح تام لق صود ال فظ ،وا ستثمار له من
البداية
-16هذه الطريقسة تقوم على مبدأ (:الفسظ التربوي) ،أمسا طريقسة(:احفسظ
وانس) فهي كما قال العمش ’ " :مثل من يقدم له الطعام ث يأخذ باللقمة تلو
اللقمة ويرميها وراء ظهره ول يدخلها إل جوفه " .
()1
-17فيها توفي للوقت والهد ،إذ أنك تفظ السورة مرة واحدة ف العمر ،
ث تستثمر حفظها وتنتفع به ،أما تعاقب الفظ والنسيان فهذا يستهلك الوقت
والهد ،ويرم من التنعم بالقرآن ف الياة ،بل يوجد الناع والصام بي حفظ
الديد والراجعة لا ت حفظه ،وأيضا يوجد القلق والرج عند من حفظ شيئا
من القرآن ث نسيه ،وربا كان سببا ف اليأس من الفظ وتركه.
-18ي كن ترب ية ال سرة على (ال فظ التربوي) بو ضع جدول أ سبوعي ل كل
منهم وتسميعه لم ف النهار ،وتذكيهم به ،وحثهم على القيام به ف الليل ،
للذكر والعمل ،ل عبة للكثرة مقابل القوة ؛ فقليل قوى خي من كثي ضعيف ،
وهذا يذكرن با جاء ف سنن أب داود من حديث ثوبان _ قال قال رسول
()2
ال § " :يوشك المم أن تداعى عليكم كما تداعى الكلة إل قصعتها ،فقال
قائل :ومن قلة نن يومئذ ؟ قال بل أنتم يومئذ كثي ،ولكنكم غثاء كغثاء السيل
،ولينعن ال من صدور عدوكم الهابة منكم ،وليقذفنّ ال ف قلوبكم الوهن ،
فقال قائل :يا رسول ال وما الوهن ؟ قال :حب الدنيا وكراهية الوت" ،وعليه
فليسس الدف حفسظ ألفاظ كثية مسن القرآن ،بسل الدف :تكرار مفوظ مـن
القرآن كل سبعة أيام ف صلة بن ية التدبر لي تم الشفاء من الو هن ،أيّا كان
هذا الحفوظ حتس لو سسورة واحدة ،فهسو خيس ألف مرة مسن حفسظ كثيس ل
يتصف با ذكر ،فإن وجد حفظٌ كثي أو القرآن كامل بسب ما ذكر فهو أول
وأقوى من القليل ،فالهم القاعدة السابقة ،ومت رأيت أن الوقت يضيق فعليك
بتقليل القدار مع بقاء التكرار .
)(1فالنسبة بينهما تعادل 1/4أي قوة ما يقرا كل أسبوع تعادل أربعة أضعاف ما يقرأ كل شهر ،ومن كان ف شك
فليجرب .
)(2ج /4ص 111
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 66
الحياة
المفتاح السابع :تكرار اليات
إن الدف من التكرار هو التوقف لستحضار العان ،وكلما كثر التكرار كلما
زادت العانس التس تفهسم مسن النسص ،والتكرار -أيضسا -قسد يصسل ل إراديسا
تعظي ما أو إعجا با ب ا قرأ ،وهذا مشا هد ف وا قع الناس حين ما يع جب أحد هم
بملة أو قصة فإنه يكثر من تكرارها على نفسه أو غيه ،التكرار :نتيجة وثرة
للفهم والتدبر ،وهو أيضا وسيلة إليه حينما ل يوجد ،قال ابن مسعود _ " :ل
تذوه هذ الش عر ول تنثروه ن ثر الد قل ،قفوا ع ند عجائ به وحركوا به القلوب،
()1
ول يكن هَمّ أحدكم آخر السورة " ،وقال أبو ذر _ " :قام النب § بآية حت
َنتس اْلعَزِيزُ
ّكس أ َ
ُمس فَِإن َ
ُكس َوإِن َت ْغفِرْ َله ْ
ُمس ِعبَاد َ
ُمس فَِإّنه ْ
أصسبح يرددهسا {إِن ُتعَ ّذْبه ْ
()2
حكِي مُ} [( )118سورة الائدة]" ،وعن عباد بن حزة ’ قال " :دخلت على أساء ~ الْ َ
وهي تقرأَ { :فمَنّ ال علينا ووقانا عذاب السموم }[( )27سورة الطور] قال :فوقفت
عليها فجعلت تستعيذ وتدعو ،قال عباد :فذهبت إل السوق فقضيت حاجت ث
()3
رج عت و هي في ها ب عد ت ستعيذ وتد عو" ،و عن القا سم بن أ ب أيوب ’ أن
د هذه الية {:واتقوا يوما ترجعون فيه إل ال } [ ( )281سورة
سعيد بن جبي ’ ردّ َ
()4
س وعشريسن مرة ،وقال م مد بسن كعسب القرظسي ’ :لن أقرأ ( إذا
البقرة ] بضع ا
زلزلت الرض زلزالا ) و (القارعة ) أرددها وأتفكر فيهما أحب من أن أبيت
)(1مسند أحد بن حنبل ج /2ص ، )6626( 174وصححه أحد شاكر ،مستدرك الاكم 470-1 :
وقال صحيح على شرط م سلم ،م صنف ابن أب شي بة ج /6ص ،) 30044(129صحيح الترغيب والترهيب
لللبان .)969( 483-1:
)(2من ذلك :كتاب ري يم ال صوم ن شر :دار طو يق ،ال صوم وال صحة ،ن يب الكيل ن ،صوموا ت صحوا – درا سة
علمية لفوائد الصوم :الشيخ سعيد الحري – دار العارف ،عال نفسك بالصيام :ميي الدين عبد الميد .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 80
الحياة
وهذا الديث أصل جامع لصول الطب كلها ،وقد روى أن ابن أب ماسويه الطبيب -لا
قرأ هذا الد يث ف كتاب أ ب خيث مة ’ -قال " :لو ا ستعمل الناس هذه الكلمات ل سلموا من
المراض والسقام ولتعطلت الارشايات ودكاكي الصيادلة".
ليس معن الصوم أن تسك عن الطعام والشراب مدة ث تلتهم أضعاف ما أمسكت عنه ؛
هذا بكل تأكيد ليس صوما نافعا ،إن الصوم الذي ينفع صاحبه هو ما يقترن معه عدم الشبع
حال الفطار ،إن بعض الشباب يقول قد صمت فما وجدت الوجاء الذي أخب به النب صلى
ال عليه وسلم .نقول :نعم إن كنت ف وقت فطرك تتقاضى من وقت صومك وترد الصاع
صاعي فهذا ليس بصوم على القيقة بل هو إرهاق للبدن وتعذيب له ،لن الدف من الصوم
حاية السد عامة والقلب خاصة من سوم الطعمة والشربة ،وهذا معن قول النب صلى ال
عليه وسلم " فإنه له وجاء " ؛ ذلك أن القلب إذا استراح من سوم الطعمه صفا ورق .
قال الروزي ’ :قلت لب عبدال -يعن المام أحد ’ " : -يد الرجل من قلبه رقة وهو
شبع قال :ما أرى" ،وعن نا فع ’ عن ابن عمر ùقال " :ماشبعت منذ أسلمت " ،وعن
ممد بن واسع ’ قال " :من قل ُطعْمُه فهم وأفهم وصفا ورق ،وإن كثرة الطعام ليثقل صاحبه
عن كث ي م ا ير يد " ،و عن أ ب سليمان الدارا ن ’ قال " :إذا أردت حا جة من حوائج الدن يا
والخرة فل تأ كل ح ت تقضي ها ،فإن ال كل يغ ي الع قل " ،و عن ق ثم العا بد ’ قال " :كان
يقال :ما قل ط عم امر يء قط إل رق قل به وند يت عيناه " ،و عن أ ب عمران الو ن ’ قال
":كان يقال من أ حب أن ينور قل به فلي قل طع مه " ،و عن عثمان بن زائدة ’ قال ":ك تب إلّ
سفيان الثوري ’ :إن أردت أن َيصِ ّح جسمك وَيقِلّ نومك فأقلل من الكل " ،وعن إبراهيم بن
أد هم ’ قال " :من ض بط بط نه ض بط دي نه ،و من ملك جو عه ملك الخلق ال صالة" ،وقال
السن بن ييىالشن ’ :من أراد أن يغزر دموعه ويرق قلبه فليأكل وليشرب ف نصف بطنه ،
وقال أح د بن أ ب الواري ’ :فحد ثت بذا أ با سليمان فقال :إن ا جاء الد يث " ثلث طعام
وثلث شراب " ،وأرى هؤلء قد حا سبوا أنف سهم فربوا سدسا ،و عن الشاف عي ’ قال :ما
شبعت منذ ستة عشر سنة إل شبعة أطرحها ،لن الشبع يثقل البدن ويزيل الفطنة ويلب النوم
ويض عف صاحبه عن العبادة ،وقالت عائ شة ~ " :أول بد عة حد ثت ب عد ر سول ال § :
الشبع ،إن القوم لا شبعت بطونم جحت با نفوسهم إل الدنيا .
81 ملحقات البحث
رسالة إلى كل معلم ومعلمة في العالم
أخي الُعلّم أخت الُعلّمة :يا من يسر ال لكَِ قلوب الناشئة ،تسمع لك وتطيع ،وُتقِدّس
كلمك ،وترى فيك القدوة السنة ،والثل الذي يتذى ،إليك أوجه هذه الرسالة :وهي أن
ت سعى جاهدا ف تو صيل ما تضم نه هذا الكتاب من أمور علم ية وعمل ية بأ سلوبك وطريق تك
الاصة ،بيث يتر سّخ لدى الناشئة علما وعملً أن ناحهم وسعادتم وقوتم ب سسذا القرآن
العظيسم ،وَجّههسم إل كيفيسة القيام بالقرآن ،وعلّمهسم أنسه الطريسق لتثسبيت معانيسه العظيمسه فس
القسلوب ،علّمهم كيف يدعون ال تعال أن يرزقهم حب القرآن ،وأن يفتح لم كنوزه ،وأن
يضيسئ ل م أنواره ،وضّ ْح لمس بتف صيل وا ستمرار أن الياة بدون القرآن العظ يم شقاء وضلل
وضياع ،وأن ال تعال أنزل هذا القرآن العظيم رحة وهدى للعالي .
احتوى الكتاب على عدد مسن اليات ،والحاديسث ،وأقوال السسلف ،ماس يسبي كيفيسة
َسسرْها واشرحهسا لمس ،واجعلهسم يفظون منهسا التعامسل مسع القرآن العظيسم ،والنتفاع بسه ،ف ّ
مايستطيعون ليكون حافزا لم للعمل با .
تفقد هم ب ي ال ي وال خر ،ورا قب تفاعل هم مع ما تعلم هم إياه ف هذا ال مر ال هم ف
حيات م ،إن م بذلك يكونون ح سنة من ح سناتك ،وغر سا من غرا سك ،ت سعد وت سر ح ي
تراهم سعداء ،تراهم نافعي مؤثرين ف أمتهم .
أرجو منك الحتساب ف توصيل مادة الكتاب ،لن تت يدك من فلذات أكبادنا ،الذين
يؤلنا واقعهم الأسوي ،وما يعانيه الكثي منهم من قلق ،وضياع فكري وخلقي ،ف زمن كثر
ف يه قطاع الطر يق وتنو عت أطماع الطامع ي وو سائلهم ،وت بط الكثيون ف الب حث عن القوة
والتطوير وتقيق النجاح ف الياة ،وهو ف أيديهم ،ف هذا القرآن العظيم .
إن الكتاب ير سم الطر يق الخت صر وال من والقوي للترب ية وال صلح ،ول كن ال مر يتاج
إل توضيح وبيان لن ل يستطع ذلك .
أسأل ال الكري بنه وفضله أن يعلك مفتاحا من مفاتيح القوة والنجاح للمة ،وأن يقق
على يديك النصر للسلم والسلمي .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في 82
الحياة
المحتويات
...............................................................................................................................5مقدمة
...............................................................................................................75خاتة البحث
83 المحتويات
...............................................................................76ملحق ( : )1رحلت مع الكتاب
......................................................................................................................82الحتويات