You are on page 1of 23

‫العلج بالطاقة وأصوله في‬

‫القرآن والسنة‬

‫أ‪ /‬عبد التواب عبد ال حسين‬

‫خبير متخصص في مجال العلج بالطاقة‬

‫يقول ال تعالى ‪ ..( :‬ما فرطنا في الكتاب من‬


‫شيء‪[)..‬سورة النعام]‪ ،‬دللة على أن كل شيء له ذكر‬
‫في القرآن الكريم‪ ،‬إما تصريحاً وإما تلميحاً‪ .‬ويقول آمراً‬
‫أيوب‪( :‬أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)[سورة‬
‫ص]‪ ،‬ففعل‪ ،‬بعد بلء ما بين ثلث سنين أو سبع أو‬
‫ثماني عشر سنة فعوفي تماماً من جميع أمراضه‪..‬‬
‫ويقول على لسان يوسف ‪ (:‬اذهبوا بقميصي هذا فألقوه‬
‫على وجه أبي يأت بصيراً‪[) ..‬سورة يوسف]‪ ،‬وهو أمر‬
‫واجب التنفيذ‪ ،‬على الرغم من عدم فهم كيف يرتد‬
‫البصر بإلقاء القميص على وجه الب‪.‬‬
‫وفي الحديث الذي رواه البخاري‪ ،‬عن عمر بن أبي‬
‫سلمة قال ‪ :‬كنت غلماً في حجر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬يا غلم سم ال وكل‬

‫‪1‬‬
‫بيمينك وكل مما يليك)[‪( ،]1‬ومما يليك)‪ :‬تعني آداب‬
‫تناول الطعام‪ ،‬ولكن ماذا تعني‪(:‬سم ال وكل بيمينك)‪.‬‬

‫حقائق لبد عرضها‬

‫وقبل أن نلقي الضوء على ما تعنيه هذه المؤشرات‪،‬‬


‫فإننا نعرض الحقائق التالية‪:‬‬

‫أولً‪:‬إن الذرة أدق مكونات العناصر التي خلق ال منها‬


‫مادة الكون المنظور وغير المنظور[‪ ،]2‬تتكون من‬
‫النواة في الوسط‪ ،‬وشحنتها موجبة (لوجود بروتونات‬
‫بها)‪ ،‬وتدور حولها جسيمات سالبة الشحنة تسمى‬
‫الواحدة منها إلكترون‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬جميع هذه اللكترونات تدور حول النواة بسرعة‬


‫فائقة جداً‪ ،‬ينشأ عنها اهتزاز أو ذبذبة[‪]3‬عالية جداً‪،‬‬
‫وتتفاوت هذه السرعة من عنصر إلى عنصر آخر‪ ،‬حتى‬
‫نجد في النهاية أن الكون يهتز من حولنا بدرجات عالية‬
‫جداً جداً‪.‬‬
‫تبدأ من ‪6000‬ذبذبة في الثانية الواحدة وتنتهي إلى رقم‬
‫‪4‬وأمامه واحد وعشرون صفراً من الذبذبات في الثانية‬
‫الواحدة‪ ،‬ومما يحسه النسان ببصره هو الطيف‬
‫المنظور الذي يتراوح بين ‪375‬بليون و ‪ 750‬بليون‬
‫ذبذبة في الثانية الواحدة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬ينشأ عن ذلك الهتزاز ألوان الطيف المنظور‬
‫السبعة‪ ،‬والتي تبدأ بالحمر‪ ،‬فالبرتقالي‪ ،‬فالصفر‪،‬‬
‫فالخضر‪ ،‬فالزرق‪ ،‬فالنيلي‪ ،‬وأخيراً البنفسجي‪.‬‬
‫وقبل الشعة الحمراء توجد منطقة تسمى "منطقة‬
‫الشعة تحت الحمراء" وهي ل ترى ول تلتقط إل‬
‫بأجهزة علمية خاصة‪ .‬وأما بعد الشعة البنفسجية‬
‫فتوجد منطقة تسمى " منطقة الشعة فوق البنفسجية"‬
‫التي يوجد أعلها أشعة إكس‪ ،‬ثم أشعة الخليا الحية‪،‬‬
‫فأشعة جاما والشعة الكونية التي يمكنها (لو وصلت‬
‫إلى الرض) أن تخترق الرصاص لعدة أمتار بسهولة‬
‫تامة‪ ،‬وهي أقوى من أشعة إكس بمقدار ‪36‬مرة‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬يعج الكون الفسيح بإشعاعات طويلة يصل‬


‫طولها إلى مائة ألف كيلومتر وقصيرة يصل قصرها‬
‫على ‪ 10‬فيمتو متر‪ ،‬تنطلق في كافة التجاهات‪ ،‬وهي‬
‫ذات طاقة كهرومغناطسية نابعة من اهتزاز العناصر في‬
‫الكون‪ .‬وفي سنة ‪1965‬م أمكن اكتشاف تلك الطاقة‬
‫وقياسها ورسم خريطة لشكلها ومعرفة تأثيرها في‬
‫الغلف الغازي للرض‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬يسمع النسان الصوت ابتداء من ‪(40‬هرتز)‬


‫ذبذبة ‪/‬ثانية إلى ‪( 30.000‬هرتز)ذبذبة‪/‬ثانية‪ ،‬كما أن‬
‫الضوء ينطلق بسرعة ‪ 300.000‬كيلو متر ‪/‬ثانية‪ ،‬وينشأ‬
‫عنه اهتزاز في الثير ينحصر تردده بين ‪400‬إلى ‪750‬‬
‫مليار ذبذبة ‪/‬ثانية‪ ،‬فيتلقاه عقل النسان الذي يتأثر‬
‫‪3‬‬
‫بكمية الضوء الواردة إليه فتبعث فيه النشاط‪ ،‬فإذا‬
‫خفقت حدة كل من الضوء والصوت‪ ،‬وتضاءلت الصور‬
‫التي تستقبلها العين‪ ،‬فإن النسان يميل إلى النور‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬ثبت أن مخ النسان نفسه يبعث بأمواج‬


‫كهربائية‪ ،‬بمعدل ‪2000‬ذبذبة في الثانية الواحدة‪ ،‬وقد‬
‫تم في جامعة كمبريدج تحسين الجهاز الذي أخترعه‬
‫الفرنسي الدكتور " بارادوك " وبذلك تم به تصوير‬
‫الفكار‪ ،‬وهي إشعاعات غير منظورة ‪ ..‬وعلى هذا‬
‫يمكننا أن نفسر جميع إحساساتنا الرضية بدللة‬
‫الذبذبات‪.‬‬

‫سابعاً ‪ :‬أول من أثبت وجود " الهالة " علمياً هو‬


‫الدكتور (والتر كيلنر)‪ ،‬وكان يعمل بمستشفى توماس‬
‫بلندن‪ ،‬فلقد بدأ تجاربه في سنة ‪1911‬م‪ ،‬ثم نشر كتاباً‬
‫في سنة ‪1920‬م بعنوان(الغلف البشري)‪ ..‬ثم يأتي دور‬
‫بروفسور (بانيال)‪ ،‬بجامعة كمبريدج‪ ،‬الذي أكتشف‬
‫أمكان رؤية (الهالة)‪ ،‬وذلك بتدريب العين وارتداء‬
‫نظارة خاصة‪.‬‬
‫أول من رأى الهالة هو فتى روسي اسمه (سيمون‬
‫كيرليان)‪ ،‬وذلك بعد بذل مجهود استمر خلل الفترة من‬
‫سنة ‪1936‬م‪ ،‬إلى سنة ‪ ،1939‬وأمكنه اختراع جهاز‬
‫جديد لتصوير (الهالة) حصل به على ‪ 14‬براءة‬
‫اختراع‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫عرض بمونتريال‪ ،‬في سنة ‪ ،1967‬جهاز (تيبوسكوب)‬
‫من إنتاج د‪/‬جايكين‪ ،‬يحدد نقاط الطاقة في الجسم بدقة‬
‫تصل إلى ‪ 0.01‬من المليمتر‪.‬‬
‫ثامناً‪ :‬تتوقف صحة النسان ومرضه على مدى انسياب‬
‫الطاقة الكهرومغناطيسية خلل جسمه‪ ،‬ويعني تعثر هذا‬
‫النسياب بالضرورة حدوث المرض للجسم الفيزيقي‪،‬‬
‫فتحتاج هذه الطاقة لعادة التوازن‪.‬‬

‫العلج بالطاقة الحيوية في القرآن والسنة‬

‫‪:‬‬

‫القسم الول‪ :‬تلقي الطاقة الحيوية‪ :‬فكل من الكائنات‬


‫الحية له حظ من الهواء والماء والغذاء والطاقة‪ ،‬وهذا‬
‫المربع لو فقد منه ضلع لنتهت الحياة‪ ،‬لذلك جعلها‬
‫الخالق سبحانه وتعالى رزقاً غير مشروط لكل‬
‫الموجودات دون استثناء‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫الولى ‪ :‬وصلة الطاقة العليا ‪:‬وهي منبع الطاقة في‬
‫الجسم‪ ،‬وقد اكتشفها الطبيب السكتلندي (ليبمان)‪،‬‬
‫وتتشكل بمركب كيميائي يسمى " ادينوزين ثلثي‬
‫الفوسفات" (‪،)ATP‬يتكون نتيجة‪ :‬اتحاد ذرات‬
‫الفسفور‪ .‬وتقوم هذه الوصلة بنقل التيار من خلية‬
‫لخرى‪ ،‬وقد حصل (ليبمان) على جائزة نوبل في سنة‬
‫‪1953‬م لهذا الكتشاف‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الحركة الطبيعة للجسم‪ ،‬أو ممارسة‬


‫الرياضة‪:‬حيث تتفتح بوابات الطاقة بالجسم للتفاعل مع‬
‫طاقة الكون‪.‬‬

‫الثالثة ‪ :‬إتباع المنهج الذي رسمه الخالق سبحانه‬


‫للناس‪ ،‬إذ يقول ‪ (:‬وما خلقت الجن والنس إل‬
‫ليعبدون* ما أريد من منهم من رزق وما أريد أن‬
‫يطعمون* إن ال هو الرزاق ذو القوة المتين)[سورة‬
‫الذاريات]‪.‬‬
‫وفي الحقيقة‪ ،‬فإن ال تعالى ل تنفعه الطاعات‪ ،‬ول‬
‫تضره المعاصي‪ .‬ولقد أوجب ال الصلة علينا وجعلها‬
‫موقوتة بزمن معين‪ ،‬وعدد مختلف من الركعات‪ ،‬لكي‬
‫يستمر الكيان النساني(الروح والجسد معاً) في حالة‬
‫صيانة دائمة على مدار اليوم‪ ،‬وذلك(لمراجعة وتجديد‬
‫الطاقة)‪ ،‬وإزالة أثر الضغوط التي يتعرض لها كل‬
‫إنسان في حياته اليومية‪ ..‬وفي أثناء النوم تتم مراجعة‬
‫بقية إجراءات الصيانة الدورية التي ل تحدث حال‬
‫‪6‬‬
‫اليقظة‪ ،‬وهي ‪ :‬عمليات هضم الطعام‪ ،‬وتجديد الخليا‪،‬‬
‫وتفريغ الشحنات من المخ‪ ،‬وفك الشد العضلي ‪..‬‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫ولذلك لنتأمل معنى أن الصلة (راحة للنسان)‪ ،‬في قول‬


‫المعصوم فيما رواه أبو داود‪ ،‬عن مسعر الخزاعي‪ ،‬قال‬
‫سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول (يا بلل‬
‫أقم الصلة أرحنا بها)[‪ .]4‬لنها النور الحقيقي الذي‬
‫يحصل عليه كل مصلي ‪ :‬مصدقاً لقوله تعالى‪ ( :‬أو من‬
‫كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس‬
‫‪[)..‬سورة النعام]‪ ،‬وهو الذي يرافق صاحبه يوم القيامة‬
‫‪ (:‬يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا‬
‫نقتبس من نوركم قيل أرجعوا وراءكم فالتمسوا‬
‫نوراً)[سورة الحديد]‪ ..‬وتأمل معي قول ال تعالى ‪:‬‬
‫(يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ‬
‫زرقاً)[سورة طه]‪.‬‬

‫الوضوء وفوائده‪:‬‬

‫للدخول في الصلة أوجب الشرع علينا الوضوء‪ ،‬حيث‬


‫يتم خلله تدليك للقنوات الرئيسية والنقاط الساسية‬
‫الموجودة في شبكة الطاقة‪ ،‬بالوجه والساعدين والرأس‬
‫والقدمين‪ .‬والوضوء في الحقيقة ‪ :‬يؤدي إلى حدوث‬
‫تنشيط دائم (لنقاط تلقي الطاقة) و(مناطق انبعاث‬
‫الهالة) في الجسم‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وكلما كان ذلك التنشيط متجدداً على مدار اليوم‪ ،‬كان‬
‫أفضل‪ .‬وكما ورد في الحديث الذي رواه الدارمي‪ ،‬عن‬
‫بريدة الحادث‪ ،‬قال ‪( :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يتوضأ لكل صلة حتى كان يوم يفتح مكة صلى‬
‫الصلة بوضوء واحد ومسح على خفيه‪ ،‬فقال له عمر‪:‬‬
‫رأيتك صنعت شيئاً لم تكن تصنعه‪ ،‬قال إني عمدًا صنعته‬
‫يا عمر)[‪.]5‬ومن فوائد الوضوء أنه طارد للشياطين‬
‫ذات الطيف الناري‪ ،‬التي تؤثر على (المسخن الثلثي)‪،‬‬
‫وهو قناة الطاقة الخاصة بتوزيع الدم على جسم‬
‫النسان‪ ،‬وقد روى البخاري عن على بن الحسين أن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬الشيطان يجري من‬
‫النسان مجرى الدم)[‪،]6‬فإذا مس النسان طائف من‬
‫الشيطان أربك عمل (المسخن الثلثي)‪ ،‬وهو ما رواه‬
‫أبو داود‪ ،‬عن عروة بن محمد السعدي قال‪ :‬حدثني أبي‬
‫عن جدي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬إن‬
‫الغضب من الشيطان‪ ،‬وإن الشيطان خلق من نار‪ ،‬وإنما‬
‫تطفأ النار بالماء‪ ،‬فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)[‪.]7‬‬
‫والوضوء في الوقت نفسه‪ :‬حضور للملئكة ذات‬
‫الطيف النوراني والتردد العالي الذي يحيط النسان‬
‫بهالة من (السكينة) والطمئنان‪ ،‬وهو ما نلحظه فيما‬
‫رواه مسلم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪( :‬ما اجتمع قوم في بيت من بيوت ال‬
‫يتلون كتاب ال ويتدارسونه بينهم إل نزلت عليهم‬
‫السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملئكة وذكرهم ال‬
‫فيمن عنده)[‪.]8‬ويطلق على الحالة الولى ‪ :‬اسم‬
‫‪8‬‬
‫(أدرينرجيا)‪:‬وفيها يتم إثارة (الجهاز العصبي‬
‫السمبتاوي) بشكل مكثف مما ينتج عنه تسارع ضربات‬
‫القلب‪ ،‬وتأهب لبذل المجهود من الجسم‪ ،‬وانقباض في‬
‫الوعية الدموية‪ ،‬واتساع في إنسان العين‪ ،‬وتوقف‬
‫إفرازات الغدد‪ ،‬مع إعلن حالة الطوارئ‪ ،‬في الوقت‬
‫الذي يفرز الجسم مادة (الدرينالين)‪ ،‬وهي نفس المادة‬
‫التي تنشط (الجهاز العصبي السمبتاوي)‪ ،‬فيحدث‬
‫النفعال‪ ..‬ويطلق على الحالة الثانية‪ :‬اسم‬
‫(الكولينرجيا)‪ :‬وفيها يكون النسان في حالة استقبال‬
‫تخاطري(تلباثي)‪ ،‬وتبين مدى المسئول عن الفعال‬
‫اللإرادية عند النسان ـ وهي بالطبع جزء من الجهاز‬
‫العصبي ـ حيث ينشط ويفرز الجسم مادة‬
‫(السيتيلكولين)‪ ،‬وهي نفس المادة التي ترتبط بالقدرة‬
‫على التقاط الرسائل البعيدة ووجود الشفافية عند‬
‫النسان‪ .‬بينما يبدأ الضغط بالنخفاض التدريجي‪،‬‬
‫ويحدث هبوط في النبض‪ ،‬واحمرار في الجلد‪ ،‬مع ضيق‬
‫في إنسان العين‪ ،‬ولمعان فيهما‪ ،‬فتحدث (السكينة)‪.‬‬

‫مراكز استقبال الطاقة الحيوية ‪:‬‬

‫توجد على امتداد الجسم مراكز استقبال للطاقة الحيوية‬


‫تسمى (الغدد)‪ ،‬حيث يتكثف فيها جزء من الطاقة‬
‫الكونية بقدر ما تستوعبه كل غدة‪ ،‬ومحصلة استيعاب‬
‫(غدد الجسم) مجتمعة تحدد مقدار(الطاقة الكلية) في‬
‫الجسم‪ .‬وهذه الغدد هي ‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫الغدة الولى‪:‬توجد عند قاعدة العمود الفقري‪ ،‬وتقابلها‬
‫في الجسم الفيزيقي (ضفيرة عجب الذنب)‪ ،‬التي‬
‫يسميها الهنود(كونداليني)‪ ،‬وهي تحتوي أسرار البعث‬
‫بعد الموت‪ ،‬مصدق ًا لقول رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فيما رواه مسلم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ( :‬ما بين‬
‫النفختين أربعون ‪ ...‬ثم ينزل ال من السماء ماء‬
‫فينبتون ـ أي الناس ـ كما ينبت البقل‪ ،‬وليس من‬
‫النسان شيء إل يبلى إل عظماً واحداً هو عجب الذنب‪،‬‬
‫ومنه يركب الخلق يوم القيامة)[‪]9‬‬

‫الغدة الثانية ‪:‬توجد عند الطحال‪ ،‬وتقابلها (الضفيرة‬


‫فوق المعدية )‪ ،‬وهي تهيمن على الرغبات الجنسية‪.‬‬

‫الغدة الثالثة ‪:‬توجد عند السرة‪ ،‬وتقابلها (الضفيرة‬


‫الشمسية)‪ ،‬وهي تهيمن على الجهاز الهضمي‪.‬‬

‫الغدة الرابعة ‪:‬توجد عند القلب‪ ،‬وتقابلها (الضفيرة‬


‫القلبية)‪ ،‬التي تهيمن على التنفس‪ ،‬وفيها (اللب) الذي‬
‫يعتبر صورة مصغرة من صاحبه‪ ،‬وهو الذي يرفع عند‬
‫الموت‪ ،‬للخطاب مع ال تعالى‪ ،‬وفي شأنه نزلت اليات‬
‫القرآنية التي تحدثت عن (القلب) بمعناه الحقيقي‪ ،‬وهو‬
‫(العقل القائد للكيان النسان)‪ ،‬وهو حلقة الربط بين‬
‫الجسم الفيزيقي وبين روحه‪ ،‬وهذه(الغدة) يمكن أن‬
‫نصفها بأنها‪ :‬سيدة غدد الجسم‪ ..‬روى البخاري‪ ،‬عن‬
‫‪10‬‬
‫النعمان بن بشير‪ ،‬قال سمعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪( :‬أل وإن في الجسم مضغة إذا صلحت صلح‬
‫الجسد كله‪ ،‬وإذا فسدت فسد الجسد كله‪ ،‬أل وهي‬
‫القلب)(‪.)10‬‬

‫ويتضح لنا من القرآن الكريم أن(القلب) هو ‪:‬‬

‫أساس الفهم والدراك ‪ ..( :‬لهم قلوب ل يفقهون بها‬


‫‪[) ..‬سورة العراف]‪.‬‬

‫موضع الذكر‪ ..( :‬ول تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا‬


‫واتبع هواه ‪[)..‬سورة الكهف]‪.‬‬
‫موضع الهدى‪ ..( :‬ومن يؤمن بال يهد قلبه‪[) ..‬سورة‬
‫التغابن]‪.‬‬

‫حسم المر‪ ..( :‬فإنها ل تعمى البصار ولكن تعمى‬


‫القلوب التي في الصدور )[سورة الحج]‪.‬‬

‫الغدة الخامسة ‪:‬توجد عند الرقبة‪ ،‬وتقابلها( الغدة‬


‫الدرقية)‪ ،‬وهي تهيمن على الكلم‪.‬‬

‫الغدة السادسة‪:‬توجد في الجبهة‪ ،‬وتقابلها (الغدة‬


‫الصنوبرية)‪ ،‬وتسمى العين الثالثة‪ ،‬وهي تسيطر على‬
‫(الجهاز العصبي اللإرادي)‪ ،‬وهي التي ورد ذكرها في‬
‫القرآن الكريم في قول ال تعالى‪( :‬كل لئن لم ينته‬
‫‪11‬‬
‫لنسفع ًا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة )[سورة العلى‬
‫]‪.‬‬
‫فبين أن موطن اتخاذ القرار في النسان هو مقدم المخ‪.‬‬
‫الغدة السابعة ‪ :‬توجد عند وسط الرأس في المخ‪،‬‬
‫وتقابلها (الغدة النخامية)‪ ،‬التي يطلق عليها أحياناً الغدة‬
‫المايسترو‪ ،‬لن أوامر الجسم تصدر من خللها‪ ،‬وهي‬
‫التي يسعى الجن عند مس النسان بالسيطرة عليها‪،‬‬
‫لنه من خللها يمكنه إرسال إشارات يتحكم بها في أي‬
‫جزء يريده من الجسم‪ ،‬لنها تعتبر (مركز التحكم) في‬
‫الشارات التي تصدر إلى جميع أنحاء الجسم‪.‬‬
‫وعموماً‪ ،‬فإن الصلة هي ‪( :‬الدعاء)‪ ،‬وشرط (الجابة)‬
‫لهذا الدعاء هو أن يكون النسان في حالة خشوع‬
‫وتركيز‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬فالخشوع ركن من أركان الصلة‪،‬‬
‫ومحله الذي يقود بناء النسان لتلقي أنوار الطاقة‬
‫العلوية‪.‬‬

‫ومن حركات الصلة ‪:‬‬

‫الركوع‪:‬وفيه تنشيط لثلث غدد متجاورة‪ ،‬وهي (عجب‬


‫الذنب)‪( ،‬الكلوية)‪( ،‬الضفيرة الشمسية)‪ ،‬وهي الغدد‬
‫الثلثة التي تستقبل الطاقة من أسفل لعلى‪.‬‬
‫السجود‪ :‬ويعمل على إيقاظ وتنشيط ثلث غدد‪ ،‬هي‬
‫على التوالي‪( :‬الغدد الدرقية)بالرقبة‪ ،‬و(الغدد‬
‫الصنوبرية) بالجبهة‪ ،‬و(الغدد النخامية) بقاعدة المخ‪.‬‬
‫وهذه الغدد الثلثة يتدفق إلهيا الدم أثناء السجود فتأخذ‬
‫‪12‬‬
‫نصيباً وافراً منه‪ ،‬إذ أن وجودها أعلى( الضفيرة‬
‫القلبية) يضعف من صعود الدم بعكس الجاذبية‪ .‬ولذلك‪،‬‬
‫فإن وضعية السجود تسمح بمرور كمية وفيرة من الدم‬
‫إلى تلك الغدد‪ ،‬مما يؤدي إلى حدوث زيادة كبيرة في‬
‫عملية استقبالها للطاقة الكونية‪.‬‬

‫القسم الثاني ‪ :‬العلج بالطاقة الحيوية‪:‬‬

‫يقول ال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلم (وإذا‬


‫مرضت فهو يشفين )[سورة الشعراء]‪ ،‬وهذا دليل على‬
‫أن الشفاء يأتي من عند ال وحده وليس من المعالج أو‬
‫بالدواء‪ .‬وأما التداوي واجب على كل مريض‪ ،‬لما رواه‬
‫أبو داود عن أبي الدرداء قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪( :‬إن ال أنزل الداء والدواء‪ ،‬وجعل لكل‬
‫داء دواء فتداووا‪ ،‬ول تداووا بحرام)[‪ .]11‬وروى‬
‫المام أحمد‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪(:‬إن ال عز وجل حيث خلق الداء خلق‬
‫الدواء‪ ،‬فتداووا)[‪.]12‬‬
‫وروى البخاري‪ ،‬عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال عليه وسلم ‪ (:‬إن ال عز وجل قال ‪ :‬من‬
‫عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب‪ ،‬وما تقرب إلى بشيء‬
‫أحب مما افترضته عليه‪ ،‬وما يزال عبدي يقترب إلي‬
‫بالنوافل حتى أحبه‪ ،‬فإذا أحببته‪ ،‬كنت سمعه الذي يسمع‬
‫به‪ ،‬وبصره الذي يبصر به‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪،‬‬
‫ورجله التي يمشي بها‪ ،‬وإن سألني لعطينه‪ ،‬ولئن‬
‫‪13‬‬
‫استعاذني لعيذنه‪ ،‬وما ترددت عن الشيء أنا فاعله‪،‬‬
‫ترددي عن نفس عبدي المؤمن يكره الموت‪ ،‬وأنا أكره‬
‫مساءلته)‪ .‬وهنا يرقى العبد بقربه من ربه‪ ،‬فترتفع‬
‫ذبذباته‪ ..‬ونذكر هنا مثالً واحدًا لهذه الحالة‪ ،‬هو جابر‬
‫بن عبد ال الذي قطعوا رجله وهو ساجد‪ ،‬فلم يشعر‬
‫بها!!‬

‫دعائم العلج بالطاقة الروحية ‪:‬‬

‫يرتكز العلج على دعامتين أساسيتين هما‪:‬‬

‫‪ .1‬اليقين والعتقاد في طريقة العلج‪ :‬حيث تنفعل‬


‫العناصر للفاعل عندما يصل إلى مستوى معين من‬
‫النفعال النفسي‪ ،‬لن ال جعل الرض وما عليها مذللة‬
‫للنسان‪.‬‬

‫‪ .2‬رغبة المريض في الشفاء‪ :‬وهي الرغبة التي‬


‫تجتمع لديه‪ ،‬فينتج عنها تفتح قنوات الطاقة لستقبال‬
‫أسباب الشفاء‪.‬‬

‫وسائل العلج بالطاقة الروحية‪:‬‬

‫القراءة على الطعام * القراءة على المريض مباشرة *‬


‫القراءة على الماء الذي يشربه‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ )1‬القراءة على الطعام‪ :‬يقول ‪ " :‬بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم " أول كل عمل وقبل تناول أي طعام‪ ،‬بغرض‬
‫حرمان الجان من مشاركة النسان‪ ،‬ولتحويل الغذاء‬
‫لمادة عالية الطاقة‪ ،‬لنه يكون حينئذ عمل في طاعة ال‬
‫تعالى‪ ،‬كقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬يا غلم‬
‫سمّ ال وكل بيمينك وكل مما يليك)‪.‬‬

‫‪ )2‬القراءة على المريض‪:‬وهي الرقية‪ ،‬إما بالقرآن‬


‫وإما بالدعاء‪ .‬كما روى مسلم‪ ،‬عن عثمان بن أبي‬
‫العاص أنه شكا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وجعاً يجده في جسده منذ أسلم‪ ،‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪( :‬ضع يدك على الذي تألم من جسدك‬
‫وقل ‪ " :‬باسم ال " ثلث ًا وقل سبع مرات ‪ " :‬أعوذ‬
‫بال وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )[‪]13‬وما رواه‬
‫البخاري والمام أحمد‪ ،‬عن سعيد الخدري قال‪( :‬بعث‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بعثاً فكنت فيهم فأتينا‬
‫على قرية فأستطعمنا أهلها فأبوا أن يطعمونا شيئاً‪،‬‬
‫فجاءنا رجل من أهل القرية فقال ‪ :‬يا معشر العرب فيكم‬
‫رجل يرقي؟ فقال أبو سيعد‪ :‬قلت وما ذالك؟ قال ملك‬
‫القرية يموت‪ ،‬قال ‪ :‬فانطلقنا معه‪ ،‬فرقيته بفاتحة‬
‫الكتاب‪ ،‬فردّدتها عليه مراراً‪ ،‬فعوفي‪ ،‬فبعث إلينا بطعام‬
‫وبغنم تساق‪ ،‬فقال أصحابي ‪ :‬لم يعهد إلينا النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬في هذا‪ ،‬بشيء ل نأخذ منه شيئاً حتى‬
‫نأتي النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فسقنا الغنم حتى أتينا‬
‫‪15‬‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم فحدثناه‪ ،‬فقال ‪ :‬كل‪ ،‬وأطعمنا‬
‫معك‪ ،‬وما يدريك أنها رقية‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ألقى في‬
‫روعي)[‪]14‬‬
‫وروى المام أحمد‪ ،‬عن يحيى التميمي عن عمه‪ :‬أنه‬
‫أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم ثم أقبل راجعاً من‬
‫عنده‪ ،‬فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد‪،‬‬
‫فقال أهله‪ :‬إنا قد حُدثنا صاحبكم هذا قد جاء بخير‪ ،‬فهل‬
‫عنده شيء يداويه؟ قال ‪ :‬فرقيته بفاتحة الكتاب‪ ،‬قال‬
‫وكيع‪ :‬ثلثة أيام‪ .‬كل يوم مرتين‪ ،‬فبرأ فأعطوني مائة‬
‫شاة‪ ،‬فأتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأخبرته‬
‫فقال ‪( :‬خذها‪ ،‬فلعمري من أكل برقية باطل‪ ،‬لقد أكلت‬
‫برقية حق)[‪ .]15‬وروى البخاري عن عائشة رضي ال‬
‫عنها‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان إذا‬
‫اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث‪ ،‬فلما اشتد‬
‫وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها)[‪.]16‬‬

‫وذلك بوضع " اليد اليمنى " على المريض‪ ،‬وله أصل‬
‫في الشرع من فعل الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬في‬
‫علجه لهل بيته والصحابة عندما كان يعودهم في‬
‫مرضهم‪ ،‬وهو ما رواه البخاري‪ ،‬عن مسروق عن‬
‫عائشة رضي ال عنها‪ ،‬قالت ‪( :‬كان النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم يعود بعضهم بمسحه بيمينه‪ :‬أذهب الباس‬
‫رب الناس‪ ،‬وأشف أنت الشافي ل شفاء إل شفاؤك‪،‬‬
‫شفاء ل يغادر سقما)[‪.]17‬‬

‫‪16‬‬
‫وروى البخاري عن عائشة بينت سعد بن أبي وقاص‪،‬‬
‫أن أباها قال‪( :‬تشكّيت بمكة شكوا شديداً فجاءني النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم يعودني‪ ،‬فوضع يده على جبهته‪،‬‬
‫ثم مسح يده على وجهي وبطني‪ ،‬ثم قال ‪ :‬اللهم اشف‬
‫سعداً وأتمم له هجرته‪ ،‬فمازلت أجد برده على كبدي‬
‫فيما يخال إلىّ حتى الساعة )[‪ .]18‬لن الجبهة موضع‬
‫انبعاث الطاقة العالية الموجبة‪.‬‬
‫وروى ابن ماجة‪ ،‬عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫(جاء النبي صلى ال عليه وسلم فقال لي ‪( :‬أل أرقيك‬
‫برقية جاءني بها جبريل؟) قلت ‪ :‬بأبي أنت وأمي‪ ،‬بلى‬
‫يا رسول ال‪ ،‬قال ‪( :‬بسم ال أرقيك‪ ،‬وال يشفيك من‬
‫كل داء فيك‪ ،‬من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد‬
‫إذا حسد)ثلث مرات[‪ .]19‬وبيان سبب الشفاء يتلخص‬
‫في أنه من خلل اللمسة العلجية (لليد اليمنى)‪ ،‬أو‬
‫النفث فيها‪ ،‬والمسح بها‪ ،‬يتم الوصل بين الطاقة‬
‫الصحيحة والطاقة المريضة‪ ،‬فيحدث انسياب من طاقة‬
‫المعالج يعيد التوازن المختل في جسم المريض‪ ،‬فيتم‬
‫شفاؤه‪.‬‬
‫ومما يذكر في هذا المقام أن الدكتورة (دلوريس‬
‫كريجر) [أستاذة التمريض في جامعة نيويورك] قامت‬
‫بجهد رائد في مجال تعليم الممرضات ممارسة أسلوب‬
‫(اللمسة العلجية) فتقول ‪[ :‬إنه مع شيء من التدريب‪،‬‬
‫يمكننا أن نتعلم كيف نستخدم أيدينا كمجسّات‪ ،‬لكي‬
‫نتصل بمجال الطاقة الذي يغلف الجسم البشري‪ .‬وهذا‬
‫المجال من الطاقة يمكن أن يستخدم في كشف المشاكل‬
‫‪17‬‬
‫الصحيحة‪ ،‬ويساعد على التحكم في هذه المشاكل‬
‫لتحقيق السلمة الصحيحة‪ .‬وما يحكيه المعالجون عن‬
‫إحساس في أيديهم بالسخونة أو بالبرودة أو بالوخز‬
‫الخفيف أو بالضغط الزائد‪ ،‬أو بغير ذلك من الحاسيس‪،‬‬
‫يشير إلى وجود عدم انتظام في هذا المجال‪ ،‬وهدف‬
‫(اللمسة العلجية)هو مواجهة حالة عدم النتظام‪،‬‬
‫وتحقيق التوازن وإعادة التوافق للمجال‪ .‬ويجب التأكد‬
‫على أن وظيفة اليد في أسلوب (اللمسة العلجية)‪،‬‬
‫موجود فينا جميعاً)‪.‬‬

‫القراءة على الماء‪ :‬تتم على ثلثة أشكال‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫الولى) ‪ :‬على الماء لتعديل مواصفاته عالي الطاقة‪.‬‬


‫الثاني ‪ :‬على الماء المضاف إليه مادة أخرى‪ ،‬مثل‬
‫التراب‪ .‬الثالث‪ :‬على أي سائل آخر‪ ،‬مثل العسل وزيت‬
‫حبة البركة‪ .‬وفيما يلي تفصيل لهذه الشكال أو الحالت‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫تعتبر هذه الطريقة من أهم طرق العلج(بالطاقة‬


‫الروحية)‪ ،‬حيث يتم فيها إعادة تنشيط (الطاقة)‬
‫للمريض‪ ،‬بواسطة إدخال سوائل عالية الذبذبات إلى‬
‫جسمه‪ ،‬لديها القدرة على إعادة تنشيط الطاقة التي‬
‫خبت أو تعثرت في بعض النقاط‪ ،‬مما نتج عنه مرض‬
‫في العضو المختل الطاقة‪ .‬والتفسير العلمي لهذه الحالة‬
‫‪18‬‬
‫هو ‪ :‬يتكون جزئ الماء من ذرة أكسجين وذرتين‬
‫هيدروجين‪ ،‬ويتكون هذا الجزئ على شكل المغناطيس‬
‫الذي له قطب سالب وآخر موجب‪ ،‬ويدور الجزئ حول‬
‫نفسه بسرعة كبيرة‪ ،‬ويدور كذلك حول الجزيئات‬
‫الخرى‪ ،‬على مسافات ثابتة‪ ،‬مما يجعل للماء ـ في هذه‬
‫الحالة ـ نوع من المقاومة للدخول إلى الخليا‬
‫والنسياب مع السيتوبلزم(في خليا الجسم)‪.‬‬
‫والقراءة هي معالجة (أو معاملة) للماء بطاقة عالية‬
‫تغير من مواصفاته‪ ،‬وتعيد تنظيم جزيئات في وضع‬
‫معين يجعل لها قوة انسياب خاصة للمرور في‬
‫سيتوبلزم الخليا الحية‪ ،‬مما يرفع من طاقتها ويصلح‬
‫من سلوكها‪ .‬ومن المعروف أن نسبة الماء في الجسم‬
‫هي ‪ ،%71‬وهو يمثل ‪ %84‬من وزن المخ‪%90 ،‬‬
‫من وزن الخليا الليمفاوية‪ ،‬وجزئ الماء يحتوي‬
‫الهيدروجين الموجب والوكسجين السالب‪ ،‬لذا فإنه‬
‫يتماسك نوعا ما‪ ،‬حتى يأتي مؤثر خارجي‪ ،‬كالصوت‬
‫الصادر أثناء القراءة‪ ،‬فيجعل الجزيئات تنتقل بحرية‬
‫أكبر إلى الخليا الحية‪ ،‬فتعمل بشكل أفضل‪ .‬ولقد أثبت‬
‫ذلك العلماء الفرنسيون بقيادة (بينفيينس)‪ ،‬وطبيب‬
‫المراض العصبية الروسي(سارتشوك)‪ ،‬و د‪/‬برنارد‬
‫جرادن وكانون وليم روتشير [رجل الدين المريكي‬
‫بنيوجيرسي]‪.‬‬
‫والماء الذي ينساب إلى خليا جسم النسان هو وسيط‬
‫عالي الطاقة يساعد في حيوية ونشاط جميع أجزاء‬
‫الجسم ‪ .‬يقول ال تعالى ‪...( :‬ففتقناهما وجعلنا من‬
‫‪19‬‬
‫الماء كل شيء حي )[سورة النبياء‪ ..]30:‬كما أثبت‬
‫القرآن الكريم هذا‪ ،‬عندما اشكتى أيوب عليه السلم إلى‬
‫ال‪ ،‬ما أصابه من الشيطان‪ ،‬بقوله‪ .. (:‬وأذكر عبدنا‬
‫أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب *‬
‫أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب )[سورة ص]‪،‬‬
‫أمره أن ينزل إلى عين محددة ماؤها بارد‪ ،‬فيغتسل‬
‫ويشرب منها‪ ،‬بعد بلء دام ثلث سنين أو سبع أو‬
‫ثماني عشرة سنة‪ ،‬فعوفي تماما‪.‬‬
‫روى المام أحمد‪ ،‬عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن‬
‫أباه حدثه‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج‬
‫وساروا معه نحو مكة‪ ،‬حتى إذا كانوا بشعب الخزار من‬
‫الجحفة‪ ،‬اغتسل سهل بن حنيف‪ ،‬وكان رجلً أبيض‬
‫حسن الجسم والجلد‪ ،‬فنظر إليه عامر بن ربيعة وهو‬
‫يغتسل‪ ،‬فقال ‪ :‬ما رأيت كاليوم ول جلداً مخبأة‪ ،‬فلبط‬
‫سهل (أي صرع وما استطاع أن يتحرك)‪ .‬فأتى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقيل له ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬هل‬
‫لك في سهل ؟ (أدرك سهلً)‪ ،‬وال ما يرفع رأسه وما‬
‫يفيق‪ ،‬قال (هل تتهمون فيه من أحد؟ )‪ ،‬قالوا ‪ :‬نظر‬
‫إليه عامر بن ربيعة‪ ،‬فدعا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عامراً فتغيظ عليه وقال ‪( :‬علم يقتل أحدكم أخاه؟‬
‫هل إذا رأيت ما يعجبك برّكت)‪ ،‬ثم قال له ‪ (:‬اغتسل‬
‫له)‪ ،‬فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف‬
‫رجليه وداخله أزاره في قدح‪ ،‬ثم صب ذلك الماء عليه‪،‬‬
‫يصبه رجل على رأسه وظهر من خلفه‪ ،‬يكفىْ القدح‬

‫‪20‬‬
‫وراءه‪ ،‬ففعل به ذلك‪ ،‬فراح سهل مع الناس ليس به‬
‫بأس)[‪.]20‬‬
‫وروى المام مسلم‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬أن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬قال ‪( :‬العين حق‪ ،‬ولو كان شيء سابق‬
‫القدر لسبقت العين‪ ،‬وإذا استغسلتم فاغتسلوا )[‪.]21‬‬

‫‪:‬‬
‫الماء مضافاً إليه مادة أخرى‪ ،‬مثل التراب‪ :‬رورى‬
‫البخاري‪ ،‬عن عائشة رضي ال عنها أن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬كان يقول للمريض ‪( :‬بسم ال‪ ،‬تربة‬
‫أرضنا‪ .‬بريقة بعضنا‪ ،‬يشفي سقيمنا‪ ،‬بإذن ربنا)[‬
‫‪،]22‬وغالباً ما تفيد في علج القروح والحروق ولسع‬
‫النحل‪.‬‬
‫روى أبو داود عن محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس‬
‫بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أنه دخل ثابت بن قيس وهو مريض‪ ،‬فقال‬
‫‪( :‬اكشف البأس رب الناس)‪ ،‬ثم أخذ تراباً من بطحان‬
‫فجعله في قدح ثم نفث عليه بالماء وصبه عليه[‪.]23‬‬
‫قال ابن القيم‪ :‬يعالج بها القروح‪ ،‬لن طبيعة التراب‬
‫الخالص باردة يابسة مجففة لرطوبات الجروح‪ ،‬وهي‬
‫أشد برودة من جميع الدوية المفردة الباردة‪ ،‬فيقابل‬
‫برودة التراب حرارة المرض‪ ،‬ويحصل به تعديل مزاج‬
‫العضو العليل ومتى اعتدل مزاج العضو قويت المدبرة‬
‫ودفعت عن اللم بإذن ال تعالى ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وقال جالينوس‪ :‬رأيت بالسكندرية مطحولين‬
‫ومستسقين‪ ،‬كثيراً ما يستعملون طين مصر ويطلون به‬
‫على سوقهم وأجسادهم‪ ،‬فينتفعون به منفعة عظيمة‪،‬‬
‫ويشفي أمراضاً كانت متمكنة من بعض العضاء تمكناً‬
‫شديداً‪ ،‬فبرئت وذهبت أسقامهم‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫القراءة على (زيت حبة البركة)‪ ،‬والشرب منها‪ ،‬لما‬


‫رواه البخاري عن أبي هريرة أنه سمع رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول ‪( :‬في الحبة السوداء شفاء من كل‬
‫داء إل السام)[‪]24‬والسام ‪ :‬الموت‪ ،‬والحبة‬
‫السوداء‪:‬حبة البركة‪.‬‬
‫القراءة على (عسل النحل)‪ ،‬وهو ما أوصى به ال‬
‫تعالى‪ ،‬العليم بما يصلح عباده‪ ،‬ففي القرآن الكريم‪ ،‬قال‬
‫عنه ‪( :‬في شفاء للناس‪[)..‬سورة النحل]‪ ،‬وما روي في‬
‫الحديث الذي رواه ابن ماجه‪ ،‬عن بعد ال بن مسعود‪،‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬عليكم بالشفاءين‬
‫العسل والقرآن)[‪.]25‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫[‪ ]1‬البخاري ‪ /‬رقم ‪ ]2[4957‬لعل المحاضر يقصد الجزاء‬
‫المنظورة والجزاء غير المنظورة في الكون‪ ،‬وإل كان الدق‬
‫في التعبير هو ‪ :‬الكون المنظور والكون غير المنظور‬
‫(المحرر العلمي)‪ ]3[.‬المقصود هو " تذبذب " وليس "‬

‫‪22‬‬
‫ذبذبة"‪ ،‬لن الولى مصدر لغوي تدل على استمرار الفعل‪،‬‬
‫أما الثانية تدل على حركة واحدة فقط (المحرر العلمي)‪]4[ .‬‬
‫أبو داود ‪/‬رقم ‪ ]5[ 4333‬الدارمي ‪ /‬رقم ‪ ]6[657‬البخاري‬
‫‪/‬رقم ‪ ]7[1897‬أبو داود ‪/‬رقم ‪ ]8[4125‬مسلم ‪ /‬رقم‬
‫‪ ]9[4867‬مسلم ‪/‬رقم ‪ ]10[ 5253‬البخاري ‪/‬رقم ‪ ،50‬مسلم‬
‫‪ /‬رقم ‪ ]11[2996‬أبو داود ‪/‬رقم ‪ ]12[3376‬أحمد ‪/‬رقم‬
‫‪ ]13[12136‬مسلم ‪/‬رقم ‪ ]14[2082‬البخاري ‪/‬رقم ‪.5308‬‬
‫أحمد ‪ /‬رقم [‪ ]15‬مسند أحمد رقم (‪ ]16[)20833‬البخاري‬
‫رقم ‪ ]17[5309‬ابن ماجة رقم ‪ ]18[3515‬صحيح البخاري‬
‫رقم ‪ ]19[4629‬البخاري ‪/‬رقم ‪ ]20[5227‬أحمد رقم‬
‫‪ ]21[15413‬البخاري رقم ‪ ]22[5256‬مسلم رقم ‪[4058‬‬
‫‪ ]23‬سنن أبو داود رقم ‪ ]24[3387‬فتح الباري (كتاب الطب‬
‫) ‪ ]25[10/244/‬فتح الباري (كتاب الطب)‪10/244/‬‬

‫‪23‬‬

You might also like