Professional Documents
Culture Documents
ف متصر تاريخ
النصرانية
بدايتها ومنتهاها
1
ذرَ الّذِي نَ قَالُوا اتّخَذَ اللّهُ َولَدًا()4مَا َلهُ مْ بِهِ مِ نْ ِعلْ مٍ
{ َويُنْ ِ
كلِمَةً تَ ْخرُ جُ مِ نْ أَ ْفوَا ِههِ مْ ِإ نْ يَقُولُو نَ
وَلَا لِآبَائِهِ مْ كَُبرَ تْ َ
إِلّا كَذِبًا(})5
(ما تبقى من النصرانية :
ديانة مليئة بالتناقضات..
ركبّها بولس…
****
****
إنجيل متى )11-10(/4ولوقا ()4/8 ( إنّه مكتوبٌ؛ للربِ إلهكَ تسجُد وإيّاهُ وح َدهُ َت ُعبُد)
****
( أَشهد أمام السماء ،وأُشهد كل شيء على الرض أني بريء من كل ما قد قلتم
ل ني ان سان مولود من امرأة فان ية بشر ية وعر ضة لح كم ال ،مكا بد شقاء ال كل
)إنجيل برنابا ( الفصل الثالث والتسعون ) والمنام وشقاء البرد والحر كسائر البشر
بسم ال الرحمن الرحيم
مقدمة
وبعيد ..فهذه ورقات جمعتهيا وهذبتهيا ولخصيتها حول تارييخ النصيرانية ،وبيين
طياتها لفتات وتأملت في تناقضات الناجيل الموجودة اليوم بين أيدي النصارى .
سطرتها في السجن يوم وصل إلى يدي نسخة من العهد الجديد ،فوجدت في فراغ
السجن فرصة لتقليبه ومطالعته ..
وأحب أن أسجل هنا أن التصفح في هذه الكتب ،ودراسة حياة المسيح وغيره من
الشخصيات المعاصرة له كزكريا ويحيى عليهما السلم وقصة ولدته ،وأم مريم
وخبر ولدتها لمريم ..
زادني ذلك كله إيمانا على إيماني …
خصوصا عندما كنت أتأمل التناقض والتضارب في الناجيل..وأقرأ تلك القصص
التي دونت قبل بعثة النبي صلى ال عليه وسلم بما يزيد عن " "500عام .
ثم أتأمل تلك القصص وأستمتع بقراءتها في القرآن العظيم بروايتها السلسة الممتعة
المتناسقة ،التي ل تضارب فيها ول تناقض ،والتي ل يأتيها الباطل من بيد يديها
ول من خلفها تنزيل من لدن عزيز حميد .
رواه البخاري عن عمر بن الخطاب رضي ال عنه مرفوعا (،كتاب أحاديث النبياء ). ()
1
فإن هذا كان يزيد ني إيما نا وت صديقا ب صدق ذلك الر سول ال مي الكر يم ..فأ نى
لمثل هذا الرجل المي الذي ل يقرأ ول يكتب ..وفي أفقر المكنة والزمنة كتابة
وطباعية وترجمية ونشرا ،أن يتوصيل إلى معرفية تلك القصيص ،والخبار
بتفا صيل دقي قة في ها ،ثم ي سردها ويروي ها بذلك ال سرد الق صصي المتنا سق الش يق
الرائع ..
بل وبأسلوب إعجازي يتحدى الخلق أن يأتوا بمثله على مر الزمان ..
وهاهم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا مبهوتين عاجزين ..
وأثناء هذه التأملت والنظرات وخللهيا ،شعرت بالمعنيى الحقيقيي ،لقوله تبارك
وتعالى بعد أن يسرد شيئا من تلكم القصص والخبار ..حيث يقول مخاطبا نبيه ،
معرّضا بمن يشككون بصدقه وصدق القرآن :
(( ذلك من أنباء الغ يب نوحيه إل يك .و ما ك نت لديهم إذ يلقون أقلم هم أي هم يك فل
مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون )) 44سورة آل عمران .
وأخيرا فإن الموحد البصير عندما ينظر في حال المة النصرانية ..وما آلت إليه
من اختلف عظ يم في رب ها ،وتخ بط في نبي ها ..وتخل يط في دين ها ،لتع ظم في
نف سه نع مة ال عل يه بالهدا ية لل سلم والتوح يد ..ف يا ل ها من نع مة ت ستحق طول
شكر وحمد وثناء ..
فل بيد أخيا التوحييد ،أن تسيتحضر هذه النعمية وأنيت تنظير فيي تناقضات القوم
وتخليطاتهم وتخبطاتهم ..
ورحم ال ابن القيم إذ يقول وهو يتكلم عن اختلف النصارى الوائل :
( هم كما ترى حيارى تائهون ضالون مضلون ل يثبت لهم قدم ،ول يستقر لهم
قول في إلههم ،بل كل منهم قد اتخذ إلهه هواه ،وصرّح بالكفر والتبري ممن
اتبع سواه ،قد تفرقت بهم في نبيهم وإلههم القاويل ،وهم كما قال ال تعالى :
(( قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ))
فلو سألت أ هل الب يت الوا حد عن دين هم ومعتقد هم في رب هم و نبيهم ،لجا بك
الرجفل بجواب وامرأتفه بجواب وابنفه بجواب والخادم بجواب ،فمفا ظنفك ففي
ع صرنا هذا ،ب من قد طال علي هم ال مد ،وب عد عهد هم بالم سيح ودي نه ،و هم
6
نخالة الماضين وزبالة الغابرين ،ونفاية المتحيّرين ) أهي إغاثة اللهفان ()2/281
وبعد … فها أنا ذا أضع بين يديك في هذا المختصر ،خلصة بل عصارة ألفي (
)2000عام مضت من تاريخ النصرانية ..
أو فر عل يك في ها ج هد الغوص في ك تب التار يخ وتضارب ها ،وأري حك من عناء
مطال عة المطولت في هذا الباب ،وأخل صك من هم تقل يب أناج يل القوم وإضا عة
الوقت في النظر فيها وفي ملحقاتها ..
فدونك مجهود أيام ..
أقد مه لك في هذه الورقات ..لتقرأه وتح صله في ساعة من الزمان ..على أن ل
تنساني من دعوة بالثبات على دين الحق ،حسن الختام ..
(*)
وقد قسمته إلى أربعة فصول وخاتمة
أسأل ال تعالى حسن العقبى والخاتمة ..
والحمد ل رب العالمين .
(*) وقد كان م ما دعاني إلى كتابته ،تردد بعض مندو بي ال صليب الح مر على السجن ،وتغيير مد ير سجن
سواقة بآخر نصراني ،رغبة في دعوة كل من قد يتردد علينا منهم من خلل هذه الوراق .
ا لفصل ال ول
8
* نشأة المسيحية:
-المسيح:
-هيو خاتيم أنيبياء بنيي إسيرائيل ،ولد فيي بييت لحيم على الرجيح ،قريبا مين بييت
المقدس .وأسمه كما في القرآن الكريم وأحاديث المصطفى؛ عيسى ابن مريم.
أميا فيي الناجييل التيي بأيدي النصيارى اليوم ،فهيو يسيوع (بالسيين المهملة)
وأصلها بالعبرية يشوع بالمعجمة ،ومعناه :المخلص.
-نسبه:
وعلى كل حال فلم يذكر نسب المسيح عندهم ،في أناجيلهم الربعة إل في
موضعين ،أحدهما في إنجيل (متى) والخر في (لوقا) ثم ترى فيه هذا الخلف..
وقد حاول بعض رهبانهم التوفيق بين ما ذكروه في (متى) من أنه ابن داود ،وما
ذكروه في ( لوقا) من أنه ابن يوسف ،بزعمه أنه ابن يوسف النجار !! الذي هو
من نسل داود النبي عليه السلم.
فإذا قبلوا هذا الترق يع في عقول هم المتهاف تة ونا سبهم وظنوه توفيقا ..و هو
غير مقبول عندنا لن المسيح هو ابن مريم من غير أب كما أخبر تعالى ..فكيف
يوفقون بين هذه النسبة وبين كونه ابن ال بزعمهم ..؟؟
وللعلم فقيد أنكير المسييح نفسيه ،فيميا نسيبوه إلييه فيي إنجييل متيى ()22/45
)(2أنظر الفصل الول من إنجيل متي( :يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم… الخ)
)(3أنظر الفصل الثالث من إنجيل لوقا الرقم ( )24وسيأتي.
ومرقس ( )12/37ولوقا ( ،)20/44كونه ابن داود ،ورب !! في آن واحد.
ونحن بدورنا نسأل النصارى هذا السؤال الذي لم يجيبوا عليه في أناجيلهم
بكلمة ؛ ..كيف يكون المسيح ابن يوسف ..وابن داود ..وابن من ذكروا إلى آدم
ثم يكون بعد ذلك؛ ابن ال ؟؟؟
فقد ورد في إنجيل لوقا (( :)3/24وكان الناس يحسبونه( ) ابن يوسف بن عالي
4
بن متّات بن لوي .بن َملْكي ،بن َينّا ،بن يو سُف ..إلى أن قالوا في رقم (.. )38
ابن شيت بن آدم ابن ال !!!) أهي .
فتأمل هذا الهراء ،المسيح هو ابن المذكورين إلى آدم ،وقد عددوا من المسيح إلى
آدم ( )76رجلً مين ضمنهيم آدم ثيم قالوا( :ابين ال !!) فعلى هذا الكفير والسيخف،
يكون جمييع المذكوريين عندهيم مين ذريية ال…!! ولم يعيد هذا الكفير والبهتان
مخصوصا بمعتقدهم بالمسيح .
فاع جب لهذه التناقضات الغري بة العجي بة في أناجيل هم ال تي يقد سها ملي ين
النصارى؛ وفي أي شيء ؟ في نسب أشهر وأخطر شخصية في تاريخ المسيحية..
وهذا أول اختلف وتناقض يستفتح به الدارس لناجيلهم …
)(4فإن ق يل في ن سبه إلى يو سف ،قد قالوا ه نا( :كان الناس يح سبونه) ف هو قول الناس ول يس
قول النج يل ..قل نا :فأ ين إنكار النج يل لذلك؟ الجواب :إ نه غ ير موجود ..بل الموجود ف يه
قولهم في لوقا ( )2/33عن مريم ويوسف( :وكان أبوه وأمه يعجبان مما يقال فيه) أهي وكذلك
في رقم (( )41وكان أبواه يذهبان) وفيه أيضا في رقم ( )49قول مريم فيما يزعمون( :يا بني لم
صنعت ب نا ذلك؟ فأ نا وأبوك نب حث ع نك )..أه ي .بل وجعلوا له إخوة .ك ما في م تى ()12/46
ومرقس ( )3/31ولوقا (.)8/19
10
فقس على الغائب بالشاهد( ).
5
وأحسن ما في خالد وجهه
مريم الصديقة:
كان والدهيا (عمران) عالما جليلً مين علماء بنيي إسيرائيل وكانيت زوجتيه
(حن ّه) أم مرييم ،ل تحميل ،فنذرت إن حملت ،أن تجعيل ولدهيا محررا ل تعالى
لخدمة بيت المقدس ،فاستجاب ال دعاءها وحملت بمريم عليها السلم ،قال تعالى
ح ّررًا َفتَقَ ّب ْل ِمنّي ِإنّكَ َأنْتَ
طنِي مُ َ
ع ْمرَانَ رَبّ ِإنّي نَ َذرْتُ لَكَ مَا فِي بَ ْ
{إِذْ قَالَتِ ا ْمرَأَةُ ِ
علَ مُ بِمَا
سمِيعُ الْ َعلِي مُ(َ )35فَلمّ ا َوضَ َعتْهَا قَالَ تْ رَبّ ِإنّ ي َوضَ ْعتُهَا ُأنْثَى وَاللّ هُ أَ ْ
ال ّ
سمّ ْي ُتهَا َمرْيَ مَ وَِإنّ ي ُأعِيذُهَا بِ كَ وَ ُذرّ ّيتَهَا مِ نَ
َوضَعَ تْ وَ َليْ سَ الذّ َكرُ كَا ْلُأنْثَى وَِإنّ ي َ
شيْطَانِ الرّجِيمِ( )36فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا } (آل عمران)
ال ّ
ثم توفي عمران ،وابنته مريم صبيّة صغيرة تحتاج إلى من يكفلها ،فخرجت
أم ها إلى المسيجد فسيلمتها إلى ال ُعبّاد المقيميين فييه فكانيت أب نة إمامهيم ورئي سهم،
فتنازعوا واختلفوا فيمن يقوم بكفالتها ،ومع أن زكريا عليه السلم ،نبّي ذلك الزمان
كان أقربهم إليها؛ فهو زوج أختها وقيل زوج خالتها ،ولكنه قطعا للنزاع وافق على
القتراع معهم على كفالتها ..فخرجت القرعة له..
وترعرعيت مرييم فيي كفالة نيبيّ ال زكرييا( ) ،ولميا شبيت اتخذت لهيا فيي
6
المسيجد مكانا ل يدخله سيواها ،فكانيت تعبيد ال تعالى فييه ،وتقوم بسيدانة البييت
وخدم ته ح تى ضرب ب ها الم ثل في الجتهاد في العبادة ..قال تعالى { :وَاذْ ُكرْ فِي
ِمف حِجَابًا
شرْ ِقيّاف( )16فَاتّخَذَت ْف مِن ْف دُو ِنه ْ
َتف مِن ْف أَ ْهلِهَا مَكَانًا َ
َمف إِذِ ا ْن َتبَذ ْ
َابف َم ْري َ
الْ ِكت ِ
)(5أنظر كلم ابن حزم حول هذه التناقضات في كتابة الفصل ( )2/27فصاعدا.
)(6في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وسلم قال( :كان زكرياء نجاراُ)
س ِويّا(( } )17مريم)
شرًا َ
حنَا َفتَ َم ّثلَ َلهَا بَ َ
َف َأ ْرسَ ْلنَا إِ َل ْيهَا رُو َ
علَى
ط ّهرَ كِ وَا صْطَفَاكِ َ
وقال تعالى (وإذ قَالَ تِ ا ْل َملَائِ َك ُة يَا َم ْريَ مُ إِنّ اللّ هَ ا صْطَفَاكِ وَ َ
نِ سَاءِ الْعَا َلمِي نَ( )42يَا َم ْريَ مُ ا ْق ُنتِي ِل َربّ كِ وَا سْجُدِي وَا ْركَعِي مَ عَ الرّاكِعِي نَ(( } )43آل
عمران).
عنْدَهَا
حرَا بَ َوجَدَ ِ
عَليْهَا زَ َك ِريّ ا ا ْلمِ ْ
خلَ َ
قال تعالى { :وَكَفّلَهَا زَ َك ِريّ ا كُلّمَا َد َ
ن َيشَا ُء بِ َغ ْيرِ
ق مَ ْ
عنْدِ اللّهِ إِنّ اللّهَ َيرْزُ ُ
ِرزْقًا قَالَ يَا َمرْيَمُ َأنّى لَكِ هَذَا قَالَتْ ُهوَ مِنْ ِ
حسَابٍ(( } )37آل عمران).
ِ
حملها بالمسيح:
وبينما هي ذات يوم في عبادتها إذ فاجأها جبرائيل رسول ربها بهيئة رجل
حسن الصورة..
ففزعيت منيه وخافيت أن يعرض لهيا وبادرت بالتعوّذ منيه كميا قال تعالى :
س ِويّا( )17قَالَت إنّي َأعُو ُذ بِالرَحْمنِ مِنْكَ إنْ
حنَا َف َتمَ ّثلَ َلهَا َبشَرًا َ
{ فَ َأرْسَ ْلنَا إِ َل ْيهَا رُو َ
ُكنْتَ تَ ِقيّا } (سورة مريم).
غلَامٌ
غلَامًا زَ ِكيّا()19قَالَتْ َأنّى يَكُونُ لِي ُ
{ قَالَ ِإنّمَا َأنَا َرسُولُ رَبّكِ ِلأَهَبَ َلكِ ُ
12
ك بَ ِغيّا( )20قَالَ كَذل كِ قَالَ َربُ كِ ُهوَ عَليّ هيّ نُ َوِلنَجْعَلَ هُ آ َيةً
شرٌ َولَ مْ َأ ُ
سنِي َب َ
س ْ
َولَ مْ يَمْ َ
ضيّا (( } )21سورة مريم)
حمَ ًة ِمنّا وَكَانَ َأ ْمرَا مَ ْق ِ
للنّاسِ َورَ ْ
سمُهُ
شرُ كِ بِكَ ِل َمةٍ مِنْ هُ ا ْ
وقال تعالى { :إِذْ قَالَ تِ ا ْلمَلَائِ َك ُة يَا َمرْيَ مُ إِنّ اللّ َه ُيبَ ّ
خرَةِ وَمِنَ ا ْلمُ َقرّبِينَ(َ )45ويُكَلّمُ النّاسَ
ن َم ْريَمَ وَجِيهًا فِي ال ّدنْيَا وَالْآ ِ
ا ْلمَسِيحُ عِيسَى ا ْب ُ
شرٌ
سنِي َب َ
س ْ
فِي ا ْل َمهْدِ وَ َك ْهلًا َومِنَ الصّالِحِينَ()46قَاَلتْ رَبّ َأنّى يَكُونُ لِي َولَدٌ َولَ ْم َيمْ َ
ُنف َفيَكُونفُ(} )47
َهف ك ْ
ُقف مَا َيشَاءُ إِذَا قَضَى َأ ْمرًا َفِإنّمَا يَقُولُ ل ُ
ّهف يَخْل ُ
ِكف الل ُ
قَالَ َكذَل ِ
(سورة آل عمران)( ).
8
أخبرنيا ال تعالى فيي القرآن أن ذلك كان بنفخية مين الملك جبرييل "روح
القدس".
جعَ ْلنَاهَا
ِنف رُوحِنَا وَ َ
ْصفنَتْ َفرْجَهَا َفنَفَخْنَا فِيهَا م ْ
وقال تعالى { :وَالّتِي َأح َ
وَا ْب َنهَا ءَا َيةً ِللْعَا َلمِينَ(( })91سورة النبياء)
وقد ذكر المفسرون آثارا عن غير واحد من السلف أن جبريل نفخ في جيب
درعها ،فنزلت النفخة إلى فرجها فحملت من فورها..
)(8يرى ابين حزم الظاهري أن مرييم نبيّة وكذلك سيارة أم إسيحق وأم موسيى ،محتجا بكلم
الملئكية لمرييم وسيارة والوحيي لم موسيى وقيد خالف بذلك جمهور العلماء ..فجمهور أهيل
ال سنة يرون أن النبوة مخت صة بالرجال ول يس في الن ساء نب ية ،وكلم الملئ كة ل يك في دليلً
على النبوة ،والوحي لم موسى وحي إلهام وتوفيق وقد ذكر الوحي في حق النحل .أما مريم
ت مِنْ قَبْ ِلهِ
ن مَرْ َيمَ إِلّا َرسُولٌ قَدْ خَلَ ْ
فأعلى مقاماتها ما ذكره ال تعالى في قوله { :مَا ا ْل َمسِيحُ ابْ ُ
طفَاكِ
سلُ َوُأمّ هُ صِدّي َقةٌ } (المائدة) وهي أفضل الصديقات في زمانها ،لقوله تعالى { :وَا صْ َ
الرّ ُ
علَى ِنسَا ِء ا ْلعَا َلمِينَ(( } )42آل عمران).
َ
ويذكر بعض أهل التاريخ أنها حملت به ولها من العمر ثلثة عشرة سنة..
أني ( يوسيف النجار) الذي كان مين
ويروي ابين كثيير فيي البدايية والنهايية أثرا ّ
ال صالحين وكان ا بن خال مر يم( ) ف طن لحمل ها ل ما ظهرت مخا يل الح مل علي ها،
9
وتن به له فج عل يتع جب من ذلك عجبا شديدا ،وذلك ل ما يعلم من ديانت ها ونزاهت ها
وعفتها وعبادتها ،وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج ،فعرّض لها ذات يوم
في الكلم..
و قد كان هذا الح مل المبارك كرا مة ل ها من ال ،ا صطفاها به على ن ساء
العالم ين ..ك ما ا صطفاها ال لدين ها على ن ساء العالم ين في زمان ها( ) وكان في
10
الوقت نفسه بلءً وامتحانا ..فما أن فشي خبر حملها في بني إسرائيل ،حتى افترى
عليها اليهود وقذفوها وبهتوها..
)(9قاله ابن كثير في البداية والنهاية ،وقيل إن مريم كانت مخطوبة ليوسف هذا ،ولجل ذلك
يذكر النصارى نسبه أحيانا ،إذا نسبوا المسيح كما تقدم..
)(10روى البخاري ومسلم أن النبي صلى ال عليه وسلم قال( :خير نسائها مريم بنت عمران،
وخير نسائها خديجة بنت خويلد)
14
فأتهمها بعضهم بيوسف النجار ،وأتهما آخرون بزكريا عليه السلم ..ويذكر
ا بن جر ير أن هم أرادوا قتله ففرّ من هم ،فلحقوه ح تى أم سكوا به ثم نشروه بالمنشار
وقتلوه صلوات ال وسلمه عليه..
وقد عّدد ال أعظم جرائم اليهود ،في سورة النساء وذكر فيها رميهم لمريم
َمف ُبهْتَانًا عَظِيمًا(( } )156سيورة
ِمف عَلَى َم ْري َ
ِمف وَ َقوْ ِله ْ
بالزنيا فقال تعالىَ { :وبِكُ ْفرِه ْ
النساء).
فهذه معجزتان باهرتان افتتيح ال بهميا حياة هذا النيبي الكرييم ،أولهميا
ولدته من غير أب ،والثانية كلمه في المهد بهذه الكلمات التي ي صّرح فيها بأنه
عبد ال ورسوله..
و قد كا نت معجزة ولد ته من غ ير أب فت نة هلك في ها من هلك من الخلق ،فاليهود
طعنوا ب سببها في مر يم المطهرة البتول ،ورمو ها بالز نا ك ما تقدم ،فقالوا :إن الولد
ل بد أن يكون له أب ،والمسيح ليس له أب فلبد أن يكون أبن زنا عندهم..
وطوائف الن صارى المختل فة غلوا ب صاحب هذه المعجزة فجعلوه ا بن ال ..
وجميعهم مرتكس في حمأة الضلل ..وقد ذكر ال تعالى أقاويلهم في القرآن وبين
ع َزيْرٌ ابْ نُ اللّ هِ وَقَالَ تِ النّ صَارَى ا ْلمَ سِيحُ
كفر هم وضلل هم فقالَ { :وقَالَ تِ ا ْل َيهُودُ ُ
ا ْب نُ اللّ هِ َذلِ كَ َقوُْلهُ ْم بِ َأ ْفوَا ِههِ ْم ُيضَا ِهئُو نَ َق ْولَ الّذِي نَ كَ َفرُوا مِ نْ َق ْبلُ قَاتَ َلهُ مُ اللّ هُ َأنّى
ُيؤْفَكُونَ( ( } )30سورة التوبة )
َهف
ُنف ل ُ
َمف تَك ْ
َهف وَلَدٌ وَل ْ
ُونف ل ُ
ْضف َأنّىف يَك ُ
السفَموَاتِ وَالْ َأر ِ
ِيعف ّ
وقال تعالى { :بَد ُ
شيْءٍ عَلِي مٌ(َ )101ذلِكُ مُ اللّ هُ َربّكُ مْ لَا ِإلَ هَ ِإلّا ُهوَ
شيْءٍ وَ ُهوَ بِ ُكلّ َ
ح َبةٌ َوخَلَ قَ ُكلّ َ
صَا ِ
شيْءٍ وَكِيلٌ(} )102
علَى ُكلّ َ
عبُدُوهُ وَ ُهوَ َ
شيْءٍ فَا ْ
خَالِقُ ُكلّ َ
س َموَاتِ
سبْحَانَ ُه َبلْ لَ هُ مَا فِي ال ّ
وقال عز و جلَ { :وقَالُوا اتّخَذَ اللّ هُ َولَدًا ُ
س َموَاتِ وَالْ َأرْ ضِ وَإِذَا قَضَى َأ ْمرًا َفِإنّمَا يَقُولُ
وَالْ َأرْ ضِ ُكلّ لَ هُ قَا ِنتُو نَ( )116بَدِي عُ ال ّ
َلهُ كُنْ َفيَكُونُ(( } )117سورة البقرة).
علْ مٍ وَلَا
وقال تعالى َ { :ويُنْ ِذرَ الّذِي نَ قَالُوا اتّخَذَ اللّ هُ وَلَدًا()4مَا َلهُ ْم بِ ِه مِ نْ ِ
ن يَقُولُونَ ِإلّا كَ ِذبًا(( } )5سورة الكهف).
ج مِنْ َأ ْفوَا ِههِمْ إِ ْ
خ ُر ُ
لِآبَا ِئهِمْ َك ُبرَتْ َكِل َمةً تَ ْ
وقد سمّى ال تعالى ذلك شتما كما في الحديث القدسي الذي يرويه البخاري
في صحيحه ( :شتمني ابن آدم ،وما ينبغي له ذلك ،وكذبني ابن آدم ،وما ينبغي له
ذلك ،أما شتمه إياي فقوله :ات خذ ال ولدا ،وأنا الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد،
ولم ي كن لي كفوا أ حد ،وأ ما تكذي به إياي فقوله :لن يعيد ني ك ما بدأ ني ،ول يس أول
الخلق بأهون عليّ من إعادته).
16
َاعف فِي ال ّدنْيَا ثُمّ ِإَليْنَا
ِبف لَا يُفْلِحُونفَ(َ )69مت ٌ
ّهف الْ َكذ َ
علَى الل ِ
ُقلْ إِنّ الّذِينَف يَ ْفتَرُونَف َ
َمرْجِ ُعهُمْ ثُ ّم نُذِيقُهُمُ ا ْلعَذَابَ الشّدِي َد ِبمَا كَانُوا يَكْ ُفرُونَ(( } )70سورة يونس).
و قد بيّن ال سبحانه بأن خلق الم سيح من غ ير أب ،وإن تع جب الناس م نه
وا ستعظموه ،ف هو ه ين على من خلق آدم من غ ير أب ول أم ..وكذلك خلق حواء
من ضلع زوجها آدم فقط.
ب ثُمّ قَالَ
ن ُترَا ٍ
خلَقَ هُ مِ ْ
عنْدَ اللّ هِ َكمَ َثلِ ءَا َد مَ َ
فقال سبحانهِ { :إنّ َمثَلَ عِي سَى ِ
ن مِنَ ا ْل ُم ْمتَرِينَ(( })60سورة آل عمران).
ق مِنْ َربّكَ فَلَا تَكُ ْ
َلهُ كُنْ َفيَكُونُ()59الْحَ ّ
سلُ
ت مِ نْ َقبْلِ هِ الرّ ُ
ن َم ْريَ مَ إِلّا رَ سُولٌ قَدْ خَلَ ْ
قال تعالى { :ما ا ْلمَ سِيحُ ا ْب ُ
َ(
ظرْ َأنّى ُيؤْفَكُون7
ت ثُمّ انْ ُ
ف ُنبَيّنُ َلهُمُ الْآيَا ِ
ظرْ َك ْي َ
وَُأ ّم ُه صِدّيقَةٌ كَانَا يَ ْأكُلَانِ الطّعَامَ انْ ُ
11
وفي هذه الية رد على اليهود والنصارى في تفريطهم وإفراطهم ..ففيها رد
على الن صارى في دعوا هم أ نه ا بن ال ..ورد على اليهود في دعوا هم ا نه ا بن
زنا ،فهو رسول وأمه صديقة..
فتأمل شناعة قول اليهود والنصارى في هذا النبي وفي أمه ..
)(11في ذكر أكل الطعام في هذا المقام أسلوب رفيع يُشير إلى أن من يأكل الطعام محتاج إلى
لزم ذلك من إخراج الفضلت ،وهذا من أعظم صفات النقص التي ل تليق باللوهية.
ثم تأمل قول المسلمين العادل الطاهر فيهما ؛ الذي تلقوه عن ربهم فل يميل
إلى هؤلء ول إلى هؤلء ..
ولد المسيح قبل بعثة النبي محمد صلى ال عليه وسلم بما يزيد قليلً على ()600
عام( ) وبمولده يبدأ التار يخ الم سيحي ،وإن كان ش هر الميلد ويو مه مجهول ين ،إذ 12
لم يحدد عيد الميلد الذي ابتدعه النصارى ويحتفلون به باقتراف الموبقات بتاريخ
( )25ديسمبر – كانون أول من كل عام ،إل بعد عدة قرون من مولد المسيح عليه
السلم.
* ختانه :
ولما بلغ المسيح ثمانية أيام ختن على عادة اليهود في ذلك الزمان( ) ..وليس في
13
)(12ذكر ابن كثير في البداية والنهاية ( )2/92أن ما بين عيسى ومحمد عليهما السلم ()620
ستمائة وعشرون سنة بالقمرية ،و( )600وستمائة بالشمسية.
)(13أن ظر إنج يل لو قا ال صحاح ( )2/21فالن صارى ل ينكرون بأن الم سيح خُتِن لن ذلك من
د ين اليهود ،ف قد جاء في سفر التكو ين (( )14-17/9أن ال قال لبراه يم :هذا هو عهدي الذي
تحفظونه بيني وبين نسلك من بعدك ..ابن ثمانية أيام يختن كل ذكر منكم ) ..أهي – وهو من
الشرائع التي بدلها النصارى بعد المسيح ..وأول من دعا إلى إهماله بولس ،وهو ظاهر في
ر سائله ..مع أ نه كان بال صل يهوديا مختونا ..وا ستشهدوا بأقوال ن سبوها لرم يا في الع هد
القديم (( )4/4أن الختان الجسدي ل يجدي نفعا إل إذا كان مقرونا بختان القلب) أهي.
ول شك أنه معنى صحيحا إن لم يرد منه إهمال أعمال الجوارح ؛ كما استقر عليه دين
النصارى ؛ فختان القلب حاصل عندهم ل محالة !! لن الخلص يأتي بزعمهم من نعمة
يسوع ،ومن ثم اتفقوا أنه ل حاجة للختان ..وقالوا ( :إذا فرضنا على الناس الختان فقد أوجبنا
18
(.)14
عمّد وهو طفل كما هي عادتهم في هذا الزمان
أناجيلهم أنه ُ
ثم نشأ في كنف أمه في ربوة مرتفعة ذات استقرار وأمن وماء معين ،كما
ن َمرْيَ مَ وَُأمّ هُ ءَا َيةً وَءَا َويْنَا ُهمَا إِلَى َر ْبوَةٍ ذَا تِ َقرَارٍ َومَعِي نٍ}
قال تعالى {:وَجَ َع ْلنَا ا ْب َ
( سورة المؤمنون) .ويذ كر المؤرخون ك ما تروي أناج يل الن صارى .أن مر يم قد
هاجرت بابنهيا وهيو صيغير ،إلى مصير هربا من (هيرودوس) الحاكيم الذي عزم
عليهم العمل بأحكام شريعة موسى وهي َنيْر لم يستطع اليهود أنفسهم أن يحملوه) بل رأوا أن
(دعاة العمل بأحكام الشريعة لعنوا جميعا) – أنظر رسالة بولس إلى أهل غلطية ()3/10
وغيرها ،وقد استحسنوا ترك الختان للوثنيين الذين يتنصرون تأليفا لقلوبهم ،لن الختان
ينفّرهم ،فقد كان الرومانيون وغيرهم من الوثنين يكرهون الختان ويسخرون من أهله ،وهذا
كله من ثمرات عقيدة الفداء عند النصارى ،ومن تلعب بولس وغيره من أحبارهم في ديانتهم
كما سيأتي.
)( 14وكل ما فيها أنه ذهب بنفسه وهو كبير إلى يوحنا فعمده ..أنظر متى ( )16-3/13ومرقس (
)11-1/9ويوحنا عند النصارى هو يحيى بن زكريا عليهما السلم،والتعميد عند النصارى هو
الغسل بالماء للتوبة من الخطايا ،والتطهير من الذنوب .
واليهود والنصارى يسمون يوحنا بالمعمدان لنه كما يقولون كان يعّمد الناس في نهر الردن،
و قد كان الم سيح قريبا من عمره ،وكان يح يى نبيا م صدقا بالم سيح ك ما و صفه ال تعالى :
ن ال صّا ِلحِينَ( ( } )39سورة آل عمران) ،
ن اللّ هِ وَ سَيّدًا َوحَ صُورًا وَنَبِيّ ا مِ َ
{ مُ صَدّقًا ِبكَ ِل َمةٍ مِ َ
وحصورا :أي ل يأتي النساء ،مانعا نفسه من الشهوات معصوما من الذنوب ؛ فل يأتيها كأنه
حصر عنها ..أنظر الشفا للقاضي عياض ( )89-1/88وقد صح عن النبي صلى ال عليه وسلم
أ نه قال ( :ما من أ حد من ولد آدم إل قد أخ طأ أوه ّم بخطيئه ،ل يس يح يى بن زكر يا) أخر جه
الحا كم والبيه قي وأح مد وغير هم ،وزاد ال طبري في تف سيره ( :ثم دلّى ر سول ال صلى ال
عليه وسلم يده إلى الرض وأخذ عودا صغيرا ثم قال" :وذلك أنه لم يكن له ما للرجل إل مثل
هذا العود ،ولذلك سماه ال " سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين" وإسناده حسن ..وكان يحيى
جريئا بالحق ل يخشى في ال لومة لئم ..مستجيبا لمر ال تعالى في الكتاب { يَا َيحْيَى خُذِ
حكْ مَ صَبِيّا( ( })12سورة مر يم) .و قد نقلوا أن (هيرودوس) ملك اليهود
ا ْلكِتَا بَ ِب ُقوّةٍ وَءَاتَيْنَا هُ ا ْل ُ
في فلسطين ..وليس هيرودوس الكبير بل ابنة ،كان قد وقع في حب ابنة أخيه هيروديا وأنه
ينوي الزواج منها ،فأعلن يحيى أن ذلك مناقض للتوراة ،وإن حصل فهو زواج باطل ،وكانت
أم هيروديا حريصة على أن تزوج ابنتها من عمها الملك ،ووجدت أن يحيى سيكون عقبة أمام
على ق تل الم سيح و هو صبي ،ل ما سمع بنبئه ،وق يل له إ نه سيكون لهذا المولود
سلطان على جم يع اليهود ،وبق يت هي وأبن ها في م صر إلى أن هلك هيرودوس،
حيث رجعت وأقامت معه في الناصرة وإليها ينسب النصارى..
كميا يذكرون له فيي صيغره ،وقبيل نبوتيه كرامات( ) .ل سيبيل إلى إثباتهيا
15
بإسناد متصل ،كما ل سبيل إلى إنكارها ..لثبوت ما هو أعظم منها ..كولدته لغير
أب وكلمه في المهد..
هذا الزواج ،فزينت ابنتها بأحسن زينة ،وأرسلتها إلى عمها ،وأوصتها إن طلب منها أن تتمنى
شيئا ؛ أن تطلب رأس يحيى ،ويقولون إن يحيى وقتها كان معتقلً مسجونا عند هيرودوس ولم
يكن هيرودوس يرغب بقتله.
فأجادت الفتاة تمث يل الدور ورق صت ب ين يدي عم ها،وعر ضت مفاتن ها ح تى و قع في حبائل ها
وسألها عن أمنيتها فقالت ( :رأس ذلك الذي يشهر بي وبك) ولم تم ضِ دقائق حتى كان رأس
يحيى في طبق أمام هيروديا.
فاستحقت واستحق معها عمها وأعوانه من بني إسرائيل لعنة ال .,أنظر البداية والنهاية لبن
كثير – ودراسات في الديان والفرق ..وانظر بعض ذلك في إنجيل مرقس ( )29-6/17ومتى
( )12-14/3وفيهما أن هيرودوس تزوج هيروديا امرأة أخيه فيُلبّس ،وهو أخوه لمه ..ومن
التناقض الوارد في أناجيلهم في وصف يوحنا ،قولهم عنه في موضع؛ (جاء يوحنا ل يأكل ول
يشرب) أنظر متى ( )11/18وفي متى نفسه ( )2/5ومرقس(( )7-1/6يأكل الجراد والعسل
البري) .وسيأتي من أمثال ذلك وأوضح منه الكثير.
)(15أنظر البداية والنهاية وغيرها.
20
ا لفصـ ـل الثـ ـاني
دعوة المسيح:
ولما بلغ عيسى بن مريم من العمر ثلثين عاما نزل عليه الوحي بكتاب ال
م صدقا للتوراة ..ومؤيدا ل صحيحها ،ومبي نا ل ما حرف ()16 الم سمى ب ي (النج يل)
قال تعالى مخبرا عن دعوة نبيه عيسىَ ( :ومُ صَدّقًا ِلمَا َبيْ نَ يَ َديّ مِ نَ ال ّت ْورَاةِ
22
ج ْئ ُتكُمْ بِآيَةٍ مِنْ َر ّبكُمْ فَاتّقُوا اللّهَ َوأَطِيعُونِ()50
عَل ْيكُمْ وَ ِ
حرّمَ َ
َولِأُحِلّ َلكُمْ َبعْضَ الّذِي ُ
ستَقِيمٌ(())51سورة آل عمران).
عبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُ ْ
ن اللّهَ َربّي َو َر ّبكُمْ فَا ْ
إِ ّ
فالتوحييد الذي تحوييه كلمية (ل إله إل ال) هيو أصيل دعوة المسييح علييه
ال سلم شأ نه كشأن كا فة الر سل .و قد ف سّر ال تعالى هذه الكل مة وب ين حقي قة هذه
عبُدُوا
الدعوة على و جه الجمال بقوله تعالىَ ( :ولَقَدْ َب َعثْنَا فِي كُلّ ُأمّةٍ رَ سُولًا أَ نِ اُ ْ
ضلَالَةُ فَ سِيرُوا
عَليْ ِه ال ّ
ج َت ِنبُوا الطّاغُو تَ َف ِم ْنهُ مْ مَ نْ هَدَى اللّ هُ َو ِم ْنهُ مْ مَ نْ حَقّ تْ َ
اللّ هَ وَا ْ
ظرُوا َك ْيفَ كَانَ عَا ِقبَةُ ا ْل ُمكَ ّذبِينَ(())36النحل) .
فِي الَْأ ْرضِ فَانْ ُ
ل اللّ هُ يَاعِي سَى ابْ نَ َم ْريَ مَ َءَأنْ تَ ُقلْ تَ لِلنّا سِ اتّخِذُونِي َوُأمّ يَ ِإَل َهيْ نِ مِ نْ
( َوإِذْ قَا َ
سبْحَا َنكَ مَا َيكُو نُ لِي أَ نْ أَقُولَ مَا َليْ سَ لِي بِحَقّ إِ نْ ُكنْ تُ ُق ْلتُ هُ فَقَدْ
ن اللّ هِ قَالَ ُ
دُو ِ
علّا مُ ا ْل ُغيُو بِ()116مَا ُقلْ تُ
سكَ ِإنّ كَ َأنْ تَ َ
علَ مُ مَا فِي نَفْ ِ
عِل ْمتَ هُ َت ْعلَ مُ مَا فِي نَفْ سِي َولَا أَ ْ
َ
شهِيدًا مَا ُدمْ تُ فِيهِ مْ
عَل ْيهِ مْ َ
عبُدُوا اللّ هَ َربّي َو َر ّبكُ مْ َو ُكنْ تُ َ
َلهُ مْ ِإلّا مَا َأ َم ْر َتنِي بِ هِ أَ نِ ا ْ
شهِيدٌ(( ))117المائدة).
شيْءٍ َ
علَى كُلّ َ
عَل ْيهِمْ َوَأ ْنتَ َ
ت الرّقِيبَ َ
َفَلمّا َتوَ ّف ْي َتنِي ُك ْنتَ َأ ْن َ
وموجود أصرح منه في إنجيل برنابا الذي ترفضه الكنيسة لن فيه إبطال صريح
لشركيات هم بل ف يه صيراحة ذ كر أن " آدم رأى مكتو با فوق الباب ( ل إله إل ال
الفصل الحادي والربعون . 91 محمدا رسول ال ) " ص
وفيه أن تلميذ المسيح لما بعثهم مبشرين بالتوبة كما أمرهم يسوع مبرئين كل نوع
من المرض(حتى ثبت في اسرائيل كلم يسوع أن ال أحد ،وأن يسوع نبي ال).
24
قلتم " أبرأنا " ،وإن ما ال هو الذي فعل ذلك كله ) ..وقال :في كل عمل صالح
قولوا " الرب صنع " و في كل ع مل رد يء قولوا " أخطأت " ثم سألهم ع ما يقوله
اسرائيل ما يصنع تلميذه من ذلك فأجاب التلميذ :بأنهم يقولون انه يوجد إلهٌ أحد
وأنك نبي ال ،فأجاب يسوع بوجه متهلل ( :تبارك اسم ال القدوس ).
وفي ص 285الفصل الثاني عشر بعد المائتين ( :أيها الرب الله القدير الغيور ..
العن إلى البد كل من يفسد إنجيلي الذي أعطيتني عندما يكتبون أني ابنك لني أنا
الطين والتراب خادم خدمك ) (.)17
-تاييده بالمعجزات:
-ولما بدأ دعوته في بني إسرائيل صار يبرئ الكمه والبرص ويحي الموتى بإذن
ال.
فقد بعث في زمن انتشر فيه الطب والحكمة ،لذلك كانت معجزاته التي أيّد
بها تعجيزا لهل هذا الفن ..فأنّى للحكيم أن يبرئ الكمه الذي هو أسوأ حالً من
العميى،إذ هيو الذي ولد بعماه ،أو البرص والمجذوم ،وكييف يتوصيل أحيد مين
الخلق ولو كان من أعرفهم بالطب والحكمة إلى أن يقيم الميت من قبره؟؟
)(17أخذت هذه النقول من ( إنج يل برنا با ودرا سات حول وحدة الد ين ع ند مو سى وعي سى
ومح مد علي هم ال سلم ) تحق يق سيف ال أح مد فا ضل – الطب عة الولى 1393ه ي – 1973م
منشورات دار القلم – كويت.
ن اللّهِ َوُأ َن ّب ُئكُمْ
حيِي ا ْل َم ْوتَى بِإِذْ ِ
ن اللّهِ َوُأ ْب ِرئُ الَْأ ْكمَهَ وَالَْأ ْبرَصَ َوأُ ْ
ط ْيرًا بِإِذْ ِ
فِيهِ َف َيكُونُ َ
خرُو نَ فِي ُبيُو ِتكُ مْ إِنّ فِي َذلِ كَ لَآيَةً َلكُ مْ إِ نْ ُك ْنتُ مْ ُم ْؤ ِمنِي نَ())49
بِمَا تَ ْأ ُكلُو نَ وَمَا تَدّ ِ
(سورة آل عمران).
ْكي وَعَلى
عَلي َ
َمي ا ْذ ُكرْ ِن ْعمَتِي َ
ْني َم ْري َ
ّهي يَا عِيسيَى اب َ
وقال تعالى ( :إِذْ قَالَ الل ُ
َابي
ُكي ا ْل ِكت َ
عّل ْمت َ
ّاسي فِي ا ْل َمهْدِ َو َك ْهلًا َوإِذْ َ
ّمي الن َ
ُسي ُت َكل ُ
ُوحي الْقُد ِ
ُكي ِبر ِ
ِكي إِذْ َأيّ ْدت َ
وَالِ َدت َ
ُخي فِيه َا
ط ْيرِ بِإِذْن ِي َف َتنْف ُ
ّيني َك َه ْيئَةِ ال ّ
ِني الط ِ
ُقي م َ
خل ُ
ح ْكمَةَ وَال ّت ْورَاةَ وَالِْإنْجِيلَ َوإِذْ تَ ْ
وَالْ ِ
خرِ جُ ا ْل َموْتَى بِإِذْنِي َوإِذْ
ط ْيرًا ِبإِذْنِي َو ُت ْب ِرئُ الَْأ ْكمَ هَ وَالَْأ ْبرَ صَ بِإِذْنِي َوإِذْ ُت ْ
َف َتكُو نُ َ
حرٌ ُ
ج ْئ َتهُمْ بِا ْل َب ّينَاتِ فَقَالَ الذينَ كَفَروا منهم إِنْ هَذا إل سِ ْ
عنْكَ إِذْ ِ
سرَائِيلَ َ
كَفَفْتُ َبنِي إِ ْ
مبين ) (())110سورة المائدة) .
الحواريون عدد مين تلمييذ المسييح آمنوا بيه وصيحبوه وشهدوا كثيرا مين
المعجزات التيي أيده ال بهيا ..وقيد سيموا بالحوارييين مين الحور وهيو البياض
لصفاء قلوبهم ونقاء سريرتهم..
)(18ق يل :المراد بهذا الو حي ،و حي إلهام ،أي :أرشد هم ال إل يه ودل هم عل يه ،ك ما قي قوله
تعالى( :وأوحى ربك إلى الن حل)( ،وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ،فإذا خفت عليه فألقيه
في ال يم) .وق يل :المراد و حي بوا سطة الر سول وتوف يق قلوب هم لقبول ال حق ،ولهذا ا ستجابوا
قائليين (آمنيا واشهيد بأننيا مسيلمون) .والخلصية أنهيم ليسيوا بأنيبياء ،بيل مين أنصيار وأتباع
النبياء.
26
عَل ْيكُم ْي َفمَن ْي َيكْ ُفرْ َبعْدُ ِم ْنكُم ْي فَِإنّيي أُعَ ّذبُهُي عَذَابًا لَا أُعَ ّذبُهُي أَحَدًا مِن َي ا ْلعَاَلمِينيَ())115
َ
(المائدة).
وقيد أثنيى ال تعالى عليهيم بقولهَ ( :فَلمّاي أَحَسّي عِيسيَى ِم ْنهُمُي ا ْلكُ ْفرَ قَالَ مَن ْي
سِلمُونَ(
شهَدْ بَِأنّا مُ ْ
حوَا ِريّو نَ نَحْ نُ َأنْ صَا ُر اللّ هِ ءَا َمنّا بِاللّ هِ وَا ْ
َأنْ صَارِي ِإلَى اللّ هِ قَالَ الْ َ
َ )52ربّنَا ءَا َمنّ ا بِمَا َأ ْن َزلْ تَ وَا ّت َبعْنَا الرّ سُولَ فَا ْك ُتبْنَا مَ عَ الشّاهِدِي نَ( ( ))53سورة آل
عمران).
وقال تعالى( :يَا َأيّهَا الّذِي نَ ءَا َمنُوا كُونُوا َأنْ صَا َر اللّ هِ كَمَا قَالَ عِي سَى ابْ نُ
حوَا ِريّو نَ َنحْ نُ َأنْ صَا ُر اللّ هِ فَآ َمنَ تْ
حوَا ِريّي نَ مَ نْ َأنْ صَارِي ِإلَى اللّ هِ قَالَ الْ َ
َم ْريَ مَ ِللْ َ
صبَحُوا
علَى عَ ُدوّهِ مْ َفأَ ْ
سرَائِيلَ َوكَ َفرَ تْ طَائِفَةٌ َفَأيّدْنَا الّذِي نَ ءَا َمنُوا َ
طَائِفَةٌ مِ نْ بَنِي إِ ْ
ظَا ِهرِينَ(( ))14سورة الصف).
وفي الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه يبيّن النبي صلى ال عليه وسلم
أن الحواريين هم خاصة اتباع الرسل وصحابتهم .فعن عبد ال بن مسعود رضي
ال ع نه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال ( :ما من نبي بع ثه ال في أ مة
قبلي ،إل كان له من أم ته حواريون وأ صحاب ،يأخذون ب سنته ويقتدون بأمره ،ثم
تخلف مين بعدهيم خلوف يقولون ميا ل يعلمون ويفعلون ميا ل يؤمرون ،فمين
جاهدهم بيده فهو مؤمن ،ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ،ومن جاهدهم بقلبه فهو
مؤمن ،وليس وراء ذلك من اليمان حبة خردل).
فهذا كله يدل على أن الحوارييين هيم خاصية النيبياء وأنصيارهم ،وكذلك كان
حوار يو عي سى عل يه ال سلم ،لم يضرّ هم من عادا هم ول من خالف هم وخذل هم من
المشركين الذين وصفوا عيسى باللوهية ،وحرّفوا الكتاب والشريعة التي جاء بها،
وبدلوا الكلم عن مواضعه.
بل ث بت أولئك الحواريون على ما ترك هم عل يه عي سى عل يه ال سلم ر غم الذى
والعذاب والقتل والنشر بالمناشير.
فعن معاذ بن جبل رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال:
(خذوا العطاء مادام عطاء ،فإذا صار رشوة على الدين فل تأخذوه ،ولستم بتاركيه
فيمنعكم ذلك الفقر.
أل إن رحيى السيلم دائرة تدور ميع الكتاب حييث يدور ،أل إن السيلطان
يم أمراء إن
ييكون عليكي
يه سي
ييفترقان ،أل فل تفارقوا الكتاب .أل إني
والكتاب سي
أطعمتموهم أضلوكم ،وإن عصيتموهم قتلوكم ،قالوا :فكيف نصنع يا رسول ال..؟
قال :كما صنع أصحاب عيسى عليه السلم ،حملوا على الخشب ،ونشروا
بالمناشير ،موت في طاعة ال خير من حياة في معصية ال).
هكذا أثنى ال تعالى ورسوله صلى ال عليه وسلم على الحواريين ووصفهم
بأطيب الصفات وأجمل الخلل..
أما النصارى فقد أظهروهم في أناجيلهم على أنهم أناس جبناء خذلوا المسيح
بيل ()20
وتيبرؤوا منيه وأنكروا معرفتهيم بيه عنيد اعتقاله ()19
وهربوا عنيد الحقائق
()21
عمْي القلوب!!
وصوروهم على أنهم أغبياء وثقيلوا الفهم ُ
)(19في إنجيل متى (( : )26/56فتركه التلميذ كلهم وهربوا) أهي .وفي مرقس (( :)14/36وقال
لهم يسوع :ستعثرون بأجمعكم) أهي.
)(20أنظر إنجيل متى ( )75-26/69وفيه عن بطرس وهو أقرب التلميذ للمسيح عندهم( :فأخذ
يلعن ويحلف ،قال إني ل أعرف هذا الرجل)أهي .يعني :المسيح.
)(21أنظر على سبيل المثال مرقس (( :)6/52لنهم لم يفهموا ما جرى على الرغفة بل كانت
قلوب هم عمياء) أه ي .وأن ظر ف يه أيضا (( :)18-7/17ول ما د خل الب يت مبتعدا عن الجم يع سأله
تلميذه عن المثل فقال لهم( :أهكذا أنتم أيضا ل فهم لكم؟) أهي -وفيه (( :)21-8/14فنسوا أن
يأخذوا خبزا ولم ي كن عندهيم فيي ال سفينة سوى رغ يف وا حد ..فجعلوا يتجادلون ..فقال ل هم
يسيوع( :ميا بالكيم تتجادلون لنيه ل خبيز عندكيم؟ ألم تدركوا حتيى الن وتفهموا؟ ألكيم قلوب
عمياء؟ ألكيم عيون ول تبصيرون وأذان ول تسيمعون؟ ..ألم تفهموا حتيى الن ..؟) أهيي
28
ول شك أن هذه الو صاف الخيرة تُ سهّل على الن صارى أن يمرروا ب سببها كثيرا
من العقائد الشركية التي كان ينكرها أولئك الحواريون ..فهم بزعم النصارى لثقل
إفهامهم وغباوتهم وعمي قلوبهم ..لم يدركوا أن المسيح هو أبن ال إل في مراحل
متأخرة من حياة المسيح!!
مختصرا ..
-بل قد رموا مريم الصديقة بقلّة الفهم أيضا ..أنظر إنجيل لوقا – الصحاح الثاني عند قصة
فقد مريم ويوسف للمسيح وهو ابن اثنتي عشرة سنة ثم وجداه في الهيكل ،فأخبراه بأنهما كانا
يبحثان عنه بلهفة فقال لهما في رقم (( : )50ولم بحثتما عني؟ ألم تعلما أنه يجب علي أن أكون
عند أبي !!!؟ فلم يفهما ما قال لهما) أهي .تأمل يجعلهم النصارى ي عند أخطر المسائل ي
أغبياء ل يفهمون ،وكيف ل تفهم مريم قوله عند (أبي)؟ وقد بشرها الملك بزعمهم قبل
حملها بقوله كما في (لوقا( : )32-1/31تلدين ابنا فسميه يسوع سيكون عظيما وابن العليّ
يُدعى) ،وكذا قوله في الموضع نفسه رقم (( : )35يكون المولود قدوسا وابن ال يُدعى ) أهي
..فأفق يا عبد الصليب ..فهذا بدايته وهذا منتهاهُ!!..
)(22وكذلك عند قولهم ( :إن الرواح النجسة إذا رأته كانت ترتمي على قدميه وتصيح " أنت
ابن ال" فكان ينهاها بشدة) تراهم يزيدون هنا عبارة ( :عن كشف أمره) مرقس( )12-3/11فهم
يبنون أع ظم أركان عقيدت هم على أقوال الشياط ين ،ول يجعلون ن هي الم سيح عن هذا البا طن،
إبطالً للشرك ،الذي ب عث ال نبياء كا فة ل جل إبطاله ؛ بل الم سألة أمنيّة! مخا فة أن ينك شف
أمره ! فيقال لهم :وما الذي يخشاه من كان ابنا ل إن كشف أمره؟ أولم يبعثه ال بزعمكم كي
يكشف ويصلب فيفدي الناس ويخلصهم بذلك..؟؟
ولكنه التناقض والترقيع الذي يبقي باب الشراك مفتوحا ،ولينسبوا عقيدتهم الكفرية للمسيح
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إل كذبا.
بل جعلوا من حواري يه وتلمذ ته وخا صته ،من خان الم سيح وأ سلمه إلى
أعدائه مقا بل ثلث ين درهما()23وكان سّرافا ي سرق أموال الم سيح وتلمذ ته الباق ين
هذا مع أن هم يذكرون عن الم سيح أ نه ج عل لجم يع ()24
و هو يهوذا ال سخريوطي
الحوارييين يي ومنهيم هذا الخائن السيارق يي سيلطانا على الشياطيين وقدرة على
إبراء وإشفاء المرضيى ،كميا فيي إنجييل متيى ( ( :)9-10/1ودعيا تلميذه الثنيي
ع شر فأول هم سلطانا يطردون به الرواح النج سة ويشفون الناس من كل مرض
-: ()25
وعلة وهذه أسماء الرسل الثْني عشر
()26
-1سمعان الذي يقال له بطرس
-2وإندرواس أخوه.
()27
-3فيعقوب بن َزبَدى
()28
-4ويوحنا أخوه
-5ففيلبّس.
-6وبَرتُلما ُوسُ
متى شاءوا..
)(23كما في إنجيل متى (.)16-26/14
)(24أنظر يوحنا ( )7-12/6وسيأتي.
)(25يسمي النصارى تلميذ المسيح رسلً كما في هذا الموضع وغيره من كتبهم.
)(26هو شمعون باطره و سمعان أ سمه ال صلي ويزعمون أن الم سيح هو الذي لق به ببطرس:
أي :صيخر ،باليونانيية أنظير متيي ( )16/18ومرقيس ( )17-3/16قالوا :وهذا اللقيب دللة على
الثبات ،ومع هذا فقد نصوا في أناجيلهم أنه خذل المسيح وتبرأ منه ولم يثبت ! كما سيأتي .
)(27وكان صيادا للسمك قتله هيرودوس سنة 44م.. .
)(28وكان صيادا للسمك.
30
-7فتوما.
()29
-8ومتى العشار
-9فيعقوب بن حَلفى
()30
-10وتَدّاوُس
-11فسمعان الغيور
()31
هؤلء الثني عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قال :ل تسلكوا طريقا إلى الوثنيين ول
تدخلوا مدنيية للسيامريين ،بيل اذهبوا إلى الخراف الضالة مين آل إسيرائيل(،)32
وأعلنوا في الطريق أن قد أقترب ملكوت السماوات.
ين،
يى ،وأبرئوا البرص ،واطردوا الشياطيي
يى وأقيموا الموتي
أشفوا المرضي
أخذتم مجانا فمجانا أعطوا… الخ)(.)33
وإذا كان للحوارييين القدرة على إحياء الموتيى ..فأيّي خاصييّة أختيص بهيا
المسيح إذن في معجزاته ؟!.
ومن التناقض الصريح والكثير في أناجيلهم ،أنهم ذكروا بعد ذلك في إنجيل
م تى ( )21-17/14أن جميع تلمذته هؤلء ،قد عجزوا عن طرد شيطان من ج سد
غلم ..والطر يف في هذا المو ضع أن هم ل ما رأوا الم سيح يطرده سألوه ( :لماذا لم
ن ستطيع ن حن أن نطرده؟) فقال ل هم ( :لقلة إيمان كم( !!)34ال حق أقول ل كم :إن كان
لكم من اليمان قدر حبة خردل ،قلتم لهذا الجبل :أنتقل من هنا ألى هناك ،فينتقل)
أهي)35(.وفيه أيضا عند قصة التينة التي أمرها المسيح فيبست ،فعجب التلميذ من
ذلك .فقال لهم( :)22-21/18( :الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ل يداخله ريب .ل
تفعلون ما فعلته بالتينة فحسب ،بل كنتم إذا قلتم لهذا الجبل؛ قم فاهبط في البحر،
يكون ذلك)..أهي.
ولبين حزم رحميه ال تعالى فيي الفِصيل ،كلم نفييس يعلق فييه على هذا
التناقيض ملخصيه؛ أن يقال ( :ل يخلو التلمييذ المذكورون ،ثيم هؤلء النصيارى
بعدهم إلى اليوم ،من أن يكونوا مؤمنين بالمسيح عليه السلم ،أو غير مؤمنين ،ول
ثالث… سبيل إلى قسم
-فإن كانوا مؤمن ين ،ف قد كذب الم سيح ي على قول هم ي في ما وعد هم به في هذه
الفصول جهالً ،وحاشاه من الكذب ،أو كذبت أناجيلهم.ز فما منهم أحد قط قدر
أن يأمر ورقة فتيبس ،فكيف بتسيير جبل ،أو قلعه وإلقائه بالبحر..؟؟
-وإن كانوا غ ير مؤمن ين ،ف قد صدقوا في هذا ،و هم بإقرار هم به قد شهدوا على
أنفسهم بالكفر ،ول يجوز أن يُصدّق كافر أو ُيتّبع أو يُؤخذ الدين عنه!!..
)(34وفي مرقس (( :)16/14فوبّخهم بعدم إيمانهم وقساوة قلوبهم)
)(35وأنظر لوقا (.)6-17/5
32
ثم يقال؛ إذا كان الحواريون و هم صفوة أتباع الم سيح وخا صته .ل يس في قلوب هم
مثقال حبة من خردل من إيمان!! وليس في قلوبهم إيمان ل ريب فيه ،بل إن كان
فيهيا إيمان فهيو إيمان مدخول بالرييب والشيك !!..فميا بالك بمين هيم دونهيم مين
النصيارى إلى هذه الزمنية المتأخرة..؟ ومعلوم أن اليمان إن دخله شيك ورييب
أبطله..
فإذا كان إيمان هؤلء التلميذ باطلً كما شهد عليهم المسيح هنا !!..فكيف يُولّيهم
قبيل ذلك سيلطان طرد الشياطيين وأشفاء المرضيى ،وإبراء البرص ،بيل وإحياء
الموتى ؟!!
وعلى كل حال فهذه ال سماء ال تي عدّدو ها ،هم حوار يو الم سيح وتلمذ ته وهذه
بعيض صيفاتهم على زعيم النصيارى ..أميا نحين المسيلمون فنعتقيد بأن للمسييح
حوارييين وأصيحاب أتقياء نصيروه،ونصيروا دعوتيه واحتملوا فيي سيبيلها الذى
والقتل والبلء ،أما أسماؤهم فلم يثبت عندنا في ذلك خبر مرفوع.
والن صارى ين سبون إلى المذكور ين من البا طل و الشرك والقول بألوه ية الم سيح
وغير ذلك مما يستحيل أن ينتحله خاصة الرسل وحوارييهم..
وعلى كل حال ف قد قال أ بن جزم في الف صل" :)2/17( :إن كل من شمعون باطرة
)(36لبرنابيا إنجييل مشهور يعرف (بإنجييل برنابيا) ل تعترف بيه الكنيسية اليوم لن فييه ميا
يخالف عقائد النصارى ،من عدم القول بألوهية المسيح ،ونفي صلبه وإثبات صلب يهوذا بدل
عنه ،وفيه التبشير صراحة بنبوة خاتم النبياء والمرسلين وتسميته باسمه وذكر أوصافه؛ وقد
قام الش يخ رش يد ر ضا بنشره ب عد أن ترج مه عن النجليز ية المؤرخ خل يل سعادة عن ن سخة
ترجم ها من اليطال ية ال سقف لوندال و قد كان ذلك في 21صفر 1326ه ي الموا فق 15/3/1908م
أيام الحتلل النجليزي لمصر ..
ويوحنا ومتى ومرقس ولوقا وبولس كانوا مختفين مستترين ل يظهرون دينهم بل
كانوا مظهرين لدين اليهود من التزام السبت وغيره طول حياتهم إلى أن ظفر بهم
فقتلوا )..أهي.
فإذا كان هذا حال أشهرهيم وهيو ( :شمعون باطره) المعروف ببطرس :أي
صخر ،إشارة إلى ثبا ته!! و سيأتي أ نه أن كر معرف ته بالم سيح ع ند الحقائق .فك يف
بمن هم دونه ممن يزعمون أنهم خاصة المسيح وتلمذته؟؟.
ورغيم هذه المعجزات الباهرة ،ورغيم أن القوم الذيين أرسيل إليهيم المسييح
كانوا ينتظرونيه ويسيتبشرون بيه ببشارة النيبياء مين قبله ،فلميا جاءهيم وجهير
والكهنية ويفحمهيم ،اسيتكبر أكثرهيم وكذبوه ()37
بدعوتيه ،وصيار يناظير الفريسييين
ونا صبوه العداء ،ورموه بال سحر ورموا أ مه بالقبائح وبدأوا بالتآ مر عل يه ،وحاولوا
قتله مرارا ولكن ال تعالى نجاة منهم ،ولم يمكنهم من عبده ورسوله ..قال تعالى-:
علَى َم ْريَ مَ ُب ْهتَانًا عَظِيمًا()156وَ َق ْوِلهِ مْ ِإنّا َق َت ْلنَا ا ْلمَ سِيحَ عِي سَى ابْ نَ
( َو ِبكُ ْفرِهِ مْ وَ َق ْوِلهِ مْ َ
خ َتلَفُوا فِي هِ لَفِي
شبّ هَ َلهُ مْ َوإِنّ الّذِي نَ ا ْ
صَلبُوهُ َوَلكِ نْ ُ
ل اللّ هِ َومَا َق َتلُو هُ َومَا َ
َم ْريَ مَ رَ سُو َ
علْمٍ ِإلّا ا ّتبَاعَ الظّنّ َومَا َق َتلُوهُ يَقِينًا(( ))157سورة النساء).
شكّ ِمنْهُ مَا َلهُمْ بِهِ مِنْ ِ
َ
ثم اجت مع عظماء اليهود وأحبار هم وتشاوروا في أمره ،فرفعوه إلى الحا كم
الرومانيي "بيلطيس النبطيي" الذي كان حاكما على اليهود باسيم الملك (قيصير)
يحرشون على قتله ؛ وزيّنوا دعواهيم بأن المسييح يرييد أن يكون ملكا على اليهود
وأنه يسعى لتقويض الحكم القائم.
ول غرابية فيي ذلك فهذه طريقية المل وديدنهميم على مير العصيور ميع
النبياء والدعاه عندما يعجزون عن مواجهة حججهم الباهرة بحجج مثلها !
)(37الفريسييون :هيم الرهبان أو الزهاد المنقطعون للعبادة ،والكهنية :هيم خدمية الهيكيل أو
المعبد.
34
في العجز ملجؤهم إلى السلطان ل يلجؤون إلى الدلييل وإنما
فأوغزوا صيدر الحاكيم علييه حتيى قرر أن يتخلص منيه بالقتيل والصيلب على
طريقتهم التي كانوا يفعلونها فيمن يحكمون عليه بالقتل ..وعلم نبي ال عيسى بذلك
فاختفى عن العين ودخل أورشليم.
وتروي الناجيل التي بأيدي النصارى اليوم أن المسيح قال لتلمذته" :الحق
وفي ها بيان أ نه "يهوذا ()39
"و هو يأ كل م عي" ()38
أقول ل كم إن واحدا من كم سيسلمني"
السخريوطي" وأن يهوذا هذا ،الذي يزعمون أنه كان من تلمذته بل من حوارييه
الثنيي عشير ،دلّ الشُرط الذيين كانوا يبحثون عين المسييح على مكانيه مقابيل
دريهمات معدودة " ..ثلثون درهميا"()40وأنيه اتفيق معهيم إذا دخلوا علييه أن يقبّله
رقم ( )21وفي نفس الموضع يصرح بأنه يهوذا السخريوطي، 26 )(38إنجيل متى الصحاح
وكذلك في إنجيل يوحنا الصحاح ( )13رقم (.)21
)(39إنجيل مرقس الصحاح ( )14رقم ()19
)(40في إنجيل متى الصحاح ( )26رقم (" :)16-14فذهب أحد الثني عشر ذاك الذي يقال له
يهوذا السخريوطي إلى الحبار وقال لهم( :ماذا تعطوني وأنا أسلمه إليكم؟) فجعلوا له ثلثين
من الفضة) أهي.وهذا المبلغ هو ثمن دم العبد في شريعة اليهود ،كما في (سفر الخروج )21/32
رقم (( : )6-4-3فلما رأى يهوذا الذي أسلمه أن قد حكم عليه، 27 وفي إنجيل متى الصحاح
ندم ورد الثلثين من الفضة إلى الحبار ..ثم شنق نفسه)..أهي.ولعل ُوضّاع الناجيل يبررّون
بهذه الحادثة اختفاءه بعد المسيح ،ليردوا الروايات التي تحكي أن ال قد أوقع شبه المسيح على
هذا الخائن ،وأ نه أ خذ و صلب بدلً من الم سيح ،والعج يب في أ مر هذا التلم يذ أ نك تراه خائنا
يعلم المسييح بخيانتيه مين قبيل ويخيبر بهيا ،وكان أيضيا سيارقا إذ كان صيندوق الدراهيم عنده
فيختلس ما يلقى فقيه) -أنظر إنجيل يوحنا ()7-12/6؛ ومع هذا فإن المسيح يعطبه مع التلمذة
كلهم( :سلطانا على الرواح النجسة ليخرجوها ،ويشفوا كل مرض وكل ضعف) -أنظر متى
( )5-10/1حيث ذكر ذلك وعدد أسماء الثنى عشر وفي أخرهم ( :ويهوذا السخريوطي الذي
أسلمه) أ.هي
إل ما يحكو نه ()42
وأن تلمذ ته خذلوه ()41
كعل مة يعرف هم ب ها عل يه من ب ين تلمذ ته
عن بطرس من أنه أستل سيفه وقطع أذن عبد عظيم الحبار ،فهذا المسيح وأمره
وأنه لمس أذن العبد فبرئ(.)44 ()43
أن يغمد سيفه
ثم يزعمون أن الذ ين ام سكوه ساقوه إلى عظ يم الحبار ،و قد أجت مع عنده الكت بة
والشيوخ وأنهم كلموه فظل صامتا ،إلى أن أستحلفه عظيم الحبار (هل أنت المسيح
بل وفيه أنه أعطاهم سلطان إحياء الموتى – كما تقدّم – !!
قال ا بن حزم في الف صل ( )2/57ما ملخ صه( -:ف في هذا الف صل طامتان :إحداه ما قوله :إ نه
أعطى أولئك الثنى عشر وسماهم بأسمائهم كلها سلطانا على الرواح النجسة ،وأن يبرؤوا كل
مرض وسمى فيهم يهوذا ولم يدع للشكال وجها بل صرّح بأنه الذي دلً عليه بعد ذلك اليهود
حتيى أخذوه وصيلبوه بزعمهيم ،فكييف يجوز أن يُقرّب ال تعالى ويُعطيي البراء مين كيل
المراض..؟ من يدري أنه هو الذي يدل عليه ويكفر بعد ذلك ..؟؟) أ.هي.
قلت :وفي إنجيل مرقس ()40-9/38؛ تنا قض فا ضح كهذا أيضا ،و هو قول يوحنا ( :يا معلّم،
رأينا رجلً يطرد الشياطين باسمك فأردنا أن نمنعه لنه ل يتبعنا) فقال يسوع( :ل تمنعوه فما
من أحد يجري معجزة باسمي يستطيع بعدها أن يُسئ القول فيّ) أ.هي.
فأين هذا من يهوذا الخائن السارق الكافر بالمسيح الذي أسلمه ي بزعمهم ي لليهود وباعهم
دمه بدراهم معدودة هي قيمة دم العبد ،ومع ذلك فهم يزعمون أن المسيح أعطاه من قبل شأنه
شأن سائر التلميذ سلطانا على الرواح النجسة وعلى إشفاء المرضى ..بل وإحياء الموتى
وغير ذلك من المعجزات ؟؟
)(41أنظر إنجيل متى الصحاح ( )26رقم ( .)48وأنظر مرقس )44-43(/14وغيرها.
)(42في إنجيل متى الصحاح ( )26رقم (( )56فتركه التلميذ كلهم وهربوا) أ.هي.
)(43أنظر إنجيل يوحنا الصحاح ( )18رقم ()11
)(44لوقا ( )22رقم (.)51
)(45إنجيل متى الصحاح ( )26رقم ( )54-53ثم ل يستحيون أن يزعموا أنه قبل موته (صرخ
رقم (-46 27 صرخة شديدة وقال :إلهي ،إلهي ،لماذا تركتني؟) كما في نفس النجيل الصحاح
.. )47كما سيأتي ،فلماذا لم يمده ال بفيالقة الملئكة ؟ .
36
أبن ال)؟ ويزعمون أنه أجابه باليجاب ،فقام عظيم الحبار عند ذلك وشقّ ثيابه ..
وحكم عليه بالموت ..فبصقوا في وجهه ولطموه ومنهم من لكمه(.)46
وعند هذا الحد يزعمون أن بطرس الذي هو أقرب الحواريين إلى المسيح،
و هو الوح يد الذي حاول الد فع ع نه ول حق به ل ما أ سروه ،يزعمون أ نه تبرأ م نه
وأنهم بعدها ساقوا ()47
عندها وأنكر معرفته به ،وأنه أخذ يلعن ويحلف أنه ل يعرفه
المسيح إلى الحاكم بيلطس ليصادرق على حكمهم ،وأخبروه أن المسيح يدّعي أنه
ملك اليهود ،وأ نه ير يد بذلك الخروج على ح كم القي صر ،وين هى عن د فع الجز ية
وأسيلمه لهيم ليصيلب ()49
له ،ولذلك يجيب قتله وصيلبه( .. )48وأن ذلك الحاكيم جلده
فكللوه بإكلييل ضفروه له مين الشوك فوضعوه على رأسيه وأخذوا يسيخرون منيه
وينادو نه (ال سلم عل يك يا ملك اليهود) ويب صقون عل يه ..ويضربو نه بق صبه على
()52
ومر قس ()51
رأ سه( . )50ثم خرجوا به لي صلبوه فزعموا في أناجيل هم الثل ثة م تى
أن هم صادفوا رجلً ا سمه سمعان القيري ني كان آتيا من الر يف ف سخروه ()53
ولو قا
ليحمل الصليب ويمشي خلف المسيح ..
فيقال للنصيارى لبيد مين كاذب مفتير مبدل فيي هذا !! إميا أولئك الثلثية أو هذا
الخير..
-وتزعم الناجيل التي بأيدي النصارى اليوم ،أنهم بعد ذلك أخذوه إلى مكان يعرف
بالجمجمية( . )55ثيم ناولوه خمرا ممزوجية بمرارة ليشربهيا -على عادتهيم بأن
يسيقى المحكوم علييه مثيل ذلك كيي يفقيد الحيس فتخيف آلميه ..فيزعمون أنيه
ذاقها!! وأبي أن يشربها..
-فصلبوه بين لصين ،ووضعوا فوق رأسه علّة الحكم عليه ،كتب فيها( :هذا يسوع
ملك اليهود)
(وكان المارة يشتمو نه و هم يهزّون رؤو سهم ويقولون :يا أي ها الذي ين قض الهي كل
ويبنيه في ثلثة أيام خلّص نفسك إن كنت أبن ال ،فانزل عن الصليب! وكذلك كان
()56
الحبار يسييخرون منييه فيقولون" :خلّص غيره ول يقدر أن يخلص نفسييه"
وزعموا أ نه كان ي ستغيث ()57
ويزعمون أن الج ند عرّوه من ثيا به واقت سموها بين هم
بالجنود لي سقوه فقال ل هم" :أ نا عطشان" وأن هم بلّلوا ا سفنجة ب خل ووضعو ها على
38
قض يب وقربو ها من ف مه( . )58وأ نه ق بل أن يل فظ أنفا سه الخيرة ،صرخ صرخة
شبَقتانيي؟ " أي " :إلهيي ،إلهيي ،لماذا تركتنيي؟"()59ثيم
شديدة قال" :إيلي ،إيلي ،لَمّا َ
لفيظ روحيه على ميا يزعمون ،وأن أحيد الجنيد طعنيه بحربية فيي جنبيه فخرج دم
(.. )60
وماء
فتأمل إلى هذا الهراء ..واحمد إلهك على نعمة السلم والتوحيد ..والعافية في
عقلك وفهمك.
فإن أعظم أصل من أصول هذه الديانة المحرّفة المتهافتة ،وركنها الركين
هي عقيدة الفداء التي يزعمون أن المسيح جاء وصلب من أجلها ،وأنه كان يعرف
أن ذلك سيحصل له من ق بل بل ويعرف من سيسلمه لعدائه ،من تلمذ ته ك ما
تقدم ،وأن ذلك كله لتكفير خطايا المؤمنين به. .
ثم في هذا المقام الحا سم وب ين يدي أعدائه والشامت ين به ،يفزع وي صرخ:
"إل هي ..إل هي ،لماذا تركت ني؟" .أو ل يس يزعمون أ نه إن ما جاء ل جل ذلك ..فعلم
يفزع ويزعيم أن ال قيد تركيه.؟!! فأي عقول نخرة وأفكار متهافتية تقبيل مثيل هذا
التناقض الصريح ..ثم يزعمون مع هذا كله إنه إله ..أو نصف إله ..أو أبن ال!!
.. ()61
فلعنة ال على الظالمين
)(58يوحنا (.)19/29
)(59بحروفه من إنجيل متى الصحاح ( )27رقم ( – )47-46وأنظر إنجيل مرقس أيضا (/15
.)35-34
)(60يوحنا .)35-34( /19
)(61يقول ا بن حزم في الف صل( :ي سأل الن صارى عن موت الم سيح و صلبه ،فإن قالوا عن
الصيلب والموت إنميا وقيع على الناسيوت خاصية .قييل لهيم :فأنتيم فيي قولكيم( :مات المسييح
وصلب ،كاذبون ،لنه إنما مات نصفه فقط وصلب نصفه!!) أ.هي.
قلت :ويقال لهيم أيضا إذا كان الذي صيلب ومات واسيتغاث سياعة صيلبه وصياح "إلهيي لماذا
تركتني" هو جزء الناسوت.
-فهل دفع جزء اللهوت فيه عن الناسوت حين استغاث وصاح..
وإذا كان فيه جزء لهوت فما الداعي إلى أن يستغيث بال؟؟.. -
ول تظلمو هم ،فل قد سبوا ال ()62
ور حم ال ع مر الفاروق إذ يقول في هم" :أهينو هم
عز وجل مسبة ما سبّه إياها أحد من البشر" أ.هي.
وتال لقد صدق رضي ال عنه ،فإن عبّاد الصنام ،مع انهم من أكفر الخلق ،إل
أنهيم كانوا يأنفون أن يصيفوا آلهتهيم التيي كانوا يعبدونهيا مين دون ال وهيي مين
الحجارة ونحوها – بمثل ما وصف به النصارى رب العالمين..
وتال ،لقد كان ال في قلوب أولئك الوثنين أجل وأعظم من أن يصفوه بهذه
الذلة والمهانية ..فميا قالوا قيط أن أوثانهيم هيي ال ..ول كانوا ليقبلوا أن تضرب
أوثانهيم التيي أشركوهيا ميع ال أو تصيفع أو يبصيق عليهيا ..وقديما رام أسيلفهم
والتحقير… تحريق خليل ال لما تعرض لها بالكسر والتسفيه
فبعدا لمن كان شرا وأعظم ارتكاسا في أفكاره وأشد انتكاسا في عقيدته من
عباد الحجارة الوثنيين.!!. .
وذلك أن العالم بزعمهم ،ومنذ عهد وقوع آدم في الخطيئة بأكله من الشجرة
التي نهاه ال عنها ؛فإنه يبتعد عن ال بسبب تلك الخطيئة ،وأن كل مولود من ذرية
آدم فإنه يبت عد عن ال ب سبب تلك الخطيئة ،وأن كل مولود من ذر ية آدم فإنه يولد
وهو يحمل خطيئة أبيه!!
)(62أهينوهم :أي ل تكرموهم أو تعزوهم أو تقدّموهم أو تجعلوا لهم سبيلً أو ولية على أحد
من المسلمين ..أما الهانة المتضمنة للظلم ،فقد حذّر منها بقوله بعد ذلك "ول تظلموهم" كما
هو بيّن.
40
من أفواه هم )) إلي هذا العالم ليمكّن أعداءه م نه فيأ سروه وي صلبوه وي سمروا يد يه
ورجل يه على الخ شب ،ويلطموه ويب صقوا في وج هه ،وي سخروا م نه ويضعوا على
رأسه إكليل من الشوك استهزاء به ،كل ذلك ليفدي البشر ويكفر عنهم خطيئة أبيهم
وخطاياهم..
فنسبوا ال عز وجل إلى غاية العجز ،حيث عجّزوه أن يُخلّصهم بقدرته ،إل
بتسليط أعدائه على نفسه أوعلى أبنه كما زعموا.
وعقيدت نا ن حن الم سلمون أن ال قد تاب على آدم وغ فر له مع صيته تلك ،فلم ي عد
يحمل ها هو؛ فضلً عن أن تحمل ها ذري ته ..قال تعالى( :وَعَ صَى ءَادَ مُ َربّ هُ َف َغوَى(
عَليْهِ وَهَدَى(( ))122سورة طه).
ج َتبَاهُ َربّهُ َفتَابَ َ
)121ثُمّ ا ْ
وقد بيّن رسولنا الكريم "أن المولود يولد على الفطرة )63( "..ل على الخطيئة
ولييس فيي حمأة الخطيئة. ()64
كميا يزعيم النصيارى" .وأن ال خلق عباده حنفاء"..
ولسنا بحاجة في دين السلم العظيم إلى من يحمل عن المة خطاياها ،أو يتوسط
ع َوةَ
عنّ ي فَِإنّ ي َقرِي بٌ أُجِي بُ دَ ْ
عبَادِي َ
بين ها وب ين رب ها ،قال تعالى (( :وإذا سََأَلكَ ِ
)(63رواه المام أحمد والشيخان (ما من مولود إل يولد على الفطرة ،فأبواه يهودانه وينصرانه
ويمجسانه) وفي رواية لمسلم زاد (ويشركانه)
)(64رواه مسلم من حديث عياض بن حمار مرفوعا ولفظه "أل إن ربي أمرني أن أعلمكم ما
جهلتم مما علمني يومي هذا :كل مال نحلته عبدا حلل ،وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم
أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ،وحرّمت عليهم ما أحللت لهم ،وأمرتهم أن يشركوا بي ما
لم أنزل به سلطانا…" الحديث
ستَجِيبُوا لِي َو ْل ُي ْؤ ِمنُوا بِي َل َعّلهُ مْ َيرْشُدُو نَ( ( ))186سورة البقرة).
الدّا عِ إِذَا دَعَا نِ َف ْليَ ْ
وأع ظم إن سان في دين نا هو ال نبي مح مد صلى ال عل يه و سلم ،ل يملك أن يُكفّر
خطاييا الناس أو أن يشفيع فيهيا إل أن يأذن ال له بذلك ..قال تعالى منكرا على
عنْدَ هُ ِإلّا بِإِ ْذنِهِ)) ،وهذا فيما هو دون الشرك ..أما
المشركين (( :مَنْ ذَا الّذِي يَشْفَ عُ ِ
الشرك فل يغفره ال تعالى ول تنفع فيه شفاعة الشافعين ؛ قال تعالى (( :إن ال ل
يغفر أن يُشرك به ،ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.))..
ومين ثيم فل ينفيع أو يشفيع فيي الشراك ميع ال تعالى ،ميا يُشقشيق بيه
النصارى من عقيدة الفداء أو الخلص أو غيرها ..و قد قال ال تعالى لح بّ خلقه
إليه (( :ليس لك من المر شيء أو يتوب عليهم أو يُعذبهم بأنهم ظالمون )).
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي ال عنه ،قال :قام رسول ال
صلى ال عل يه و سلم ح ين أنزل عل يه " َوَأنْ ِذرْ عَشِي َرتَ كَ الْأَ ْق َربِي نَ(( ")214الشعراء).
فقال :يا معشر قريش اشتروا أنفسكم ل أغني عنكم من ال شيئا ،يا عباس بن عبد
المطلب ل أغني عنك من ال شيئا ويا صفية عمة رسول ال ل أغني عنك من ال
شيئا ،ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت ل أغني عنك من ال شيئا".
خرَى
وأخيرا فإن مين أصيول ديننيا ،قوله تعالى (( :ول َت ِزرُ وَا ِز َرةٌ ِو ْزرَ أُ ْ
شيْءٌ َوَلوْ كَا نَ ذَا ُقرْبَى )) ( سورة فا طر)
حمَلْ ِمنْ هُ َ
ح ْملِهَا لَا يُ ْ
َوإِ نْ تَدْ عُ ُمثْ َقلَةٌ ِإلَى ِ
فل ذنب للذرية ول جريرة عليهم بخطيئه أبيهم..
وهذه هي العدالة اللهية التي انحرف عنها النصارى ،إلى نحاتات ونخالت
أفكار رهبانهيم وقسياوستهم الذيين ابتدعوا واخترعوا لهيم فكرة وعقيدة الفداء التيي
42
تريح هم من التكال يف وتعين هم على افتراف الثام والموبقات ؛ فالم سيح قد صُلب
بزعمهيم ليفديهيم ويُكفير ذنوبهيم ..فليغرقوا إذن فيي حمأة الخطاييا والثام ..وهذه
العقيدة المتهافة هي عند النصارى من أصول دينهم ودعائم عقيدتهم ،التي ل يقبل
إيمان إل بهيا ..ميع أنهيا مخالفية ومناقضية ،مناقضية صيريحة لنصيوص كتبهيم
المقدسة ..فقد جاء في "سفر التثنية"-:
"ل يُقتل الباء عن الولد ،ول يُقتل الولد عن الباء ،كل إنسان بخطيئته
يقتل"أهي.
أما من حيث أن عقيدة الفداء أثمرت عند النصارى إلغاء العمل بالشريعة ،وإسقاط
الدينو نة والح ساب ،و هو ال مر الذي ا ستغله بولس لدعو ته الرجائ ية إلى التحلل
والتحرر من تكاليف الشريعة ،كما سيأتي ..فمناقضة هذا ،لما في أناجيلهم كثير
أيضا ..من ذلك:
-ما جاء في إنجيل متى مما ينسب إلى المسيح( :ل تظنوا أني جئت لبطل الشريعة
أو النيبياء ،ميا جئت لبطيل بيل لكميل ،الحيق أقول لكيم :لن يزول حرف أو
نق طة من الشري عة ح تى ي تم كل ش يء أو تزول ال سماء والرض ،ف من خالف
و صية من أ صغر تلك الو صايا ،وعلم الناس أن يفعلوا مثله ،عد ال صغير في
ملكوت السموات ،وأما الذي يعمل بها ويعلمها فذاك يعد كبيرا في السموات) (
)19-5/17
-وفيه( :ل تدينوا لئل تُدانوا ،فكما تُدِينون تُدانون ،ويُكل لكم بما تكيلون) ()2-7/1
-وفيه ( :ليس من يقول لي( :يارب ،يارب) يدخل ملكوت السموات ،بل من يعمل
بمشيئة أبيي()65الذي فيي السيموات ،فسيوف يقول لي كثيير مين الناس فيي ذلك
اليوم :يارب ،يارب ،أَمَا با سمك تنبأ نا ؟ وبا سمك طرد نا الشياط ين؟ وبا سمك
أتي نا بالمعجزات الكثيرة؟ .فأقول ل هم علن ية :ما عرفت كم قط .إلي كم ع ني أي ها
الفاسقون"أ.هي)24-7/21( .
-وفيه أيضا( :ثم يقول – أي ال -للذين عن الشمال" :إليكم عني أيها الملعين إلى
النار البدية المعدة لبليس وملئكته :لني جعت فما أطعمتموني ،وعطشت فما
سيقيتموني وكنيت غريبا فميا آويتمونيي ،وعريانا فميا كسيوتموني ،ومريضا
)(65المقصود بإيراد هذه النصوص ،بيان تناقض القوم في عقيدتهم وفي كتبهم المقدسة!! التي
حرفوها ..ول يعني إيرادنا لهذه المقتطفات قبولنا بكل ما تحويه ،كما هو بيّن ،والمعروف أن
أناجيلهم تزخر بهذه اللفظة (أبي ) ومثلها البن والبناء ..وليس ذلك في حق المسيح وحده كما
هو المشهور في عقيدت هم ،بل ورد ذلك كثيرا في حق غيره أيضا ،أن ظر على سبيل المثال
و4و6و8و )9و( )10-23/9وغيره كثيير ،فيقال للنصيارى :إميا أن (6/1 "إنجييل متيى )5/48( :و
يكون جمييع الخلق عندكيم أبناء ال على الحقيقية ولييس ذلك مختصيا بالمسييح ،وهذا مال
يقولونه.
أو أنهيا وردت فيي الناجييل بمعنيى الولي أو المولى أو السييد أو الراعيي الذي يرعيى عيبيده
المؤمنيين جميعيا المسييح وغيره ،فيكون مين قبييل المعنيى الذي جاء فيي الحدييث الضعييف:
(الخلق عيال ال ،فأحبهيم إلى ال أنفعهيم لعياله ).قال فيي مجميع الزوائد (( :)8/194رواه أبيو
يعلى والبزار وفيه يوسف الصفار وهو متروك) أهي .فترجمها النصارى وحرفوها إلى لفظة
(الب) في حق الم سيح وغيره ..ويدل على هذا المع نى ،ا ستعمال نظائره في موا ضع كثيرة
–( :)13أما الذين قبلوه وهم الذين يؤمنون باسمه (1/12 من كتبهم منها ما جاء في إنجيل يوحنا
ف قد مكن هم أن ي صيروا أبناء ال) ،ويؤيده ا ستعمالهم هذه اللف ظة بن سبتها في حق الكفار إلى
إبليس كما في يوحنا (( : )8/44أنتم أولد أبيكم إبليس)..أهي .فالجني ل يكون أبا للنسي على
الحقيقة…
والنصارى لتناقضهم ل يأخذون ذلك على الحقيقة مطلقا ..ول على المجاز مطلقا ..بل
ينتحلونه عقيدة على الحقيقة في حق المسيح ،ويبقونه مجازا في حق غيره ..ول دليل عندهم
على هذا التفريق إل التحكم العقلي المحض.
44
وسيجينا فميا زرتمونيي ،فيجيبيه هؤلء أيضا :يارب ،متيى رأيناك جائعا أو
عطشان ،غريبا أو عُريانيا ،مريضا أو سيجينا ،وميا أسيعفناك؟ فيجيبهيم :الحيق
أقول لكم؛ أيما مرة لم تصنعوا ذلك لواحد من هؤلء الصغار فلي لم تصنعوه،
فيذهيب هؤلء إلى العذاب البدي ،والبرار إلى الحياة البديية)أهيي-25/41( .
)46
-و في إنج يل لو قا ( :لماذا تدعون ني :يارب ،يارب ،ول تعملون ب ما أقول ؟ كل من
يأ تي إلىّ وي سمع كل مي فيع مل به ،أبيّن ل كم من يش به :يش به رجل ب نى بيتا،
فح فر وعمق الح فر ،ثم وضع ال ساس على ال صخر ،فل ما فاضت المياه اند فع
الن هر على ذلك الب يت ،فلم ي قو على زعزع ته ل نه ب ني بناء محكما ،وأ ما الذي
ي سمع ول يع مل ،فإ نه يش به رجلً ب نى بي ته على التراب بغ ير أ ساس ،فأند فع
النهر عليه ،فانهار لوقته ،وكان خراب ذلك البيت جسميا) أهي.)49-6/46( .
-وفيه أيضا (( :)12/15إن لم تتوبوا تهلكوا بأجمعكم)..أهي .وغير ذلك كثير..
كان بعيض أئمية السيلم إذا رأى صيليبا أغميض عينييه عنيه ،وقال" :ل
()66
أستطيع أن أمل عيني ممن سب إلهه ومعبوده بأقبح السب ".أهي.
ولهذا قال بعيض عقلء الملوك" :إن جهاد هؤلء واجيب شرعا وعقلً فإنهيم عار
على بني آدم مفسدون للعقول والشرائع" أهي.
)(68أنظر ر سالة بولس إلى أهل غلط ية (" : )3/13المسيح افتدانا من لع نة الشريعة إذ صار
لعنة لجلنا" أهي.
)(69للعلم فلم يرد حمل الصليب على لسان المسيح فيما ينسبونه له من أقوال في أناجيلهم ،إل
على معنى ومثل واحد ،ولم يرد في ذلك المثل مورد التعظيم أو العبادة أو التقديس أو الدعوة
إلى اتخاذه شعارا أو قلدة ك ما عمّت بدع ته بين هم ..وإن ما قال في ما ن سبوه إل يه " :من أراد أن
يتّبعني فليزهد في نفسه وليحمل صليبه ويتبعني ،لن الذي يريد أن يخلص حياته يفقدها ،وأما
الذي يفقد حياته في سبيلي وسبيل البشارة فإنه يخلصها" أنظر متى ( )28-16/24ولوقا (-9/23
)27و ( )28-14/25ومر قس ( )36-8/34؛ فهذه ك ما هو بيّن دعوة إلى الموت في سبيل العقيدة
والدين ،واسترخاص الحياة والزهد بها لجل الدين ،ولن القتل في ذلك الزمان كان لبد فيه
من ال صلب على طري قة الرومان مع من يحكمون عل يه بالق تل ؛ ف قد أشار الم سيح إلى الموت
بقوله "فليزهد في نفسه وليحمل صليبه" وفي لوقا (" )28-14/25يرغب عن أبيه وأمه وامرأته
وبنيه ..بل عن نفسه أيضا "..ثم ذكر حمل الصليب ،فهو كمن يقول" :من أراد الجنة فليحمل
كف نه وليز هد بدنياه ويت بع ال نبياء" فل يس في هذا تعظ يم للك فن ؛ ك ما أ نه ل يس في ذلك تعظ يم
للصليب البته عند من له مسكة عقل..
فترك هؤلء البلهاء مراد المسيح ومطلبه من الزهد في الدنيا واتباع دعوته ودعوة النبياء،
وطريقتهم المحفوفة بالدماء والقتل والمكاره ،وتعلّقوا بالصليب حقيقة وعظموه وانحرفوا إلى
الشرك والتنديد فحقت عليهم اللعنة إلى يوم الدين.
)(70أنظر رسالة بولس إلى أهل غلطية (( :)3/13فقد ورد في الكتاب" :ملعون من علّق على
خشبة")أهي.
46
تب حث ف يه ،معتقدة أن الم سيح هناك فزعموا أن ها وجدت الخشبه ال تي صلب عليها
فعظموها وغشوها بالذهب ،ومن ثم اتخذوا الصلبانات ،وتبركوا ()71
ذلك المصلوب
. ()72
بشكلها ،وقبّلوها
و قد زعموا تعظ يم الم سيح بذلك ،فاجتهدوا بحمق هم في ذ مه وتنق صه والزراء به
والطعين علييه ،وكان مقصيودهم بذلك التشنييع على اليهود وتنفيير الناس عنهيم
وإغراءهم بهم ،فشوهوا بذلك النصرانية وملؤوها بالشرك والخزعبالت..
فإن زعموا أنهيم إنميا يعظمونيه لنيه يرميز إلى خلصيهم ونجاتهيم وعقيدة الفداء
التي صلب من أجلها المسيح بزعمهم..
يقال ل هم :فأن تم تعظمون كل صليب ،ول تخ صون التعظ يم بذلك ال صليب
الول بعينه !!
فإن قالوا :الصليب من حيث هو ،يذكر بالصليب الذي صلب عليه إلهنا .
قلنا :فاليد التي صفعته ولطمته وقتلته ..أولى أن تعظم من الصليب!! فعظموا أيدي
اليهود لمسهم إياه وإمساكهم له ،ثم أنقلوا ذلك التعظيم إلى سائر اليدي.
)(71يُش كك أ بن الق يم في إغا ثة اللهفان بإمكان ية بقاء خش بة على هيئت ها وحال ها ب عد هذه المدة
كلهيا ( )300عام..فلعيل هيلنية أو غيرهيا أبتدع الصيليب وادعيى له هذه القصية ،وقيد زاد
النصارى على هذه القصة دعوى أن ذلك الصليب الول كان يشفي من المراض ويبرئ من
العاهات .ول عجب من ذلك فكل يرقع في هذا الدين ترقيعا..
" )(72وأمرت أم الملك هيل نة بتلك القما مة فأزيلت ،وب ني مكان ها كني سة هائلة مزخر فة ،ف هي
المشهورة اليوم ببيت المقدس ،التي يقال لها القمامة باعتبار ما كان عندها ،ويسمونها القيامة
يعنون التي يقوم جسد المسيح منها ،ثم أمرت هيلنه أن توضع قمامة البلد وكناسته وقاذوراته
على الصيخرة التيي هيي قبلة اليهود فلم يزل المير كذلك حتيى فتيح عمير بين الخطاب بييت
المقدس فك نس عن ها القما مة ،ولم ي ضع الم سجد وراء ها ول كن أمام ها ح يث صلى ر سول ال
صلى ال عليه وسلم ليلة السراء بالنبياء وهو القصى" أ.هي .مختصرا من البداية والنهاية
لبن كثير.)2/92( .
فإن قالوا :منع من ذلك مانع العداوة.
قلنا :قد زالت العداوة بينكم اليوم ..ثم عندكم أنه هو الذي رضي بذلك واختاره ولو
لم يرض به لم ي صلوا إل يه ،ولو شاء لمده ال بإث ني ع شر فيلقا من الملئ كة ك ما
تقدم ..فعلى هذا فينب غي ل كم أن تشكرو هم وتحمدو هم إذا فعلوا مرضا ته واختياره
الذي كان سبب خلص جميع المؤمنين من الجحيم عندكم ..فما أعظم منّة اليهود
(. )73
عليكم وعلى آبائكم؛ إذ قتلوا إلهكم ،وصفعوه ،وصلبوه بزعمكم
ولقد أعجبتني كلمة في شأن الصلب المدعى وما يتعلق به من عقيدة الفداء؛
لقس مصري هداه ال فأصبح من دعاة السلم بعد أن كان من دعاة النصرانية ؛
ح يث قال ( :إن كان الم سيح ربا فلماذا يحتاج كي يغ فر للعباد ويُكفّر ذنوب هم أن
يُصلب ويُهان ويُصفع ويُبصق في وجهه !!..
سهِمْ ل تَ ْقنَطُوا مِنْ
علَى َأنْفُ ِ
سرَفُوا َ
عبَا ِديَ الّذِينَ أَ ْ
وأين هذا من قوله تعالى ( :قُلْ يَا ِ
جمِيعا ِإنّهُ ُهوَ ا ْلغَفُورُ الرّحِيمُ ) (الزمر..)53:
ن اللّهَ َيغْ ِفرُ ال ّذنُوبَ َ
حمَ ِة اللّهِ إِ ّ
رَ ْ
وإن كان عبدا خطاء كما هم سائر العبيد فكيف يغفر عبدٌ لعبد ؟؟ وهل يغفر مذن بٌ
لمذنب ؟؟
فد ين ال مة ال صليبية من ق بل البع ثة المحمد ية .بن حو ثلثمائة سنة ،مب نى على
معاندة العقول والشرائع ،وتن قص رب العالم ين ..ورم يه بالعظائم ..قال ا بن الق يم
رحمه ال تعالى في كتابه "إغاثة اللهفان" (-:)2/290
48
ييمرت يداه؟
ييد سي
ييا وقي
يدبرهي وهييل خلت العوالم ميين إلهييٍ
بنصييرهم وقييد سييمعوا بكاه؟ وكييييف تخلت الملك عنيييه
الله الحيييق شيييد على قفاهيييُ وكيييف أطاقييت الخشبات حمييل
ييييه أذاه؟
ييييه ويلحقي
يخالطي وكييف دنيا الحدييد إلييه حتيى
وطالت حيييث قييد صييفعوا قفاه؟ وكييييف تمكنيييت أيدي عداه
أم المحيييييي له رب سييييواه وهيييل عاد المسييييح إلى حياة
يد حواه يُ
ين قي
يه بطي
يب مني
وأعجي ويييا عجبا لقييبر ضييم ربييا
لدى الظلمات ميين حيييض غذاه أقام هناك تسيييعا مييين شهورٍ
ضعيفا فاتحا للثدي فاهييييييييُ وشيييق الفرج مولودا صيييغيرا
بلزم ذاك هييييل هذا إلهييييُ؟ ويأكييل ثييم يشرب ثييم يأتييي
ييم عميييا افتراه
يييسأل كلهي
.سي تعالى ال عيين إفييك النصييارى
وقد شرح العلمة ابن القيم رحمه ال تعالى ذلك كله في كتابه إغاثة اللهفان
وبيّن تنا قض الن صارى وتهافت هم في أبواب ش تى ..إلى أن قال" :والن صارى قد
ارتكبوا مخطورين عظيمين ل يرضى بهما ذو عقل ول معرفه:
أحده ما :الغلو في المخلوق ح تى جعلوه شر يك الخالق وجزءا م نه .وإل ها
آخر معه .و أنفوا أن يكون عبدا له.
والثاني :تنقّص الخالق ورميه بالعظائم حيث زعموا أنه حلّ في فرج امرأة
وأقام هناك ت سعة أش هر يتخ بط ب ين البول والدم ،و قد عل ته أطباق المشي مة والر حم
والب طن ،ثم خرج من ح يث د خل رضيعا صغرا ي مص الثدي ،ولف في الق مط،
يل اليدي
يل عي
يش ويبول ويتغوّط ،ويُحمي
يي ويجوع ويعطي
يرير يبكي
وأودع السي
والعواتق.
ثيم صيار إلى أن لطميت اليهود خدييه وربطوا يدييه وبصيقوا فيي وجهيه
وصفعوا قفاه ،وصلبوه جهرا بين لصين ،وألبسوه إكليلً من الشوك ،وسمروا يديه
ورجل يه وجّرعوه أع ظم اللم ،هذا هو الله ال حق عند هم ،تعالى ال عن قول هم
علوّا كبيرا)..أ.هي.باختصار من إغاثة اللهفان (. )2/283
وأن شد الش يخ شهاب الدين القرا في في كتاب "الرد على الن صارى" لب عض من يرد
(: )74
عليهم قولهم بصلب المسيح
50
فيالك سخفا ليس يخفى لعالم تدييين لمخلوقييٍ يدييين لغيره
كلم اللى فيما أتوا بالعظائم أناجيلكيم مصينوعة قيد تشابهيت
له يا عقول الهاملت السوائم وعود صييليب ل تزالون سييُجّدا
بأيدي يهود أرذلين ألئم ييم
ييلب إلهكي
تدينون تضللً بصي
فما دين ذي دين لنا بمقاوم إلى ملة السييلم توحيييد ربنييا
محمد التي بدفع المظالم وصيدق رسيالت الذي جاء بالهدى
ول مكنت من جسمه يد لطم يير
ييط قوة آسي
ييه قي
فلم تمتهني
على وجه عيسى منكُم كل آثم كمييييا يفتري إفكا وزورا وضلةً
فيا لضلل في الحماقة جاثم يم
يو ربكي
يم هي
يد قلتي
يم قي
على أنكي
سيلقى دعاة الكفر حالة نادم أبيى ال أن يدعيى له ابين وصياحب
من الناس مخلوق ول قول زاعم ولكنيييه عبيييد نيييبي مكرم
.لقدُ فقتم في ظلمكم كل ظالم أيلطييم وجييه الرب تبا لجهلكييم
***
وأخيرا فإن قصة الصلب عند النصارى يتخللها من التناقضات ويكتنفها من
الغموض ما يؤكد لكل عاقل أنها ملفقة على المسيح..
-فإن حال الذين أسروه وشهدوا صلبه -كما تزعم أناجيل النصارى اليوم – يوجب
ردّ خيبرهم دون أدنيى شيك ،فهيم أعداء المسييح مين الشرط الذيين ضربوه
و صفعوه والحبار الذ ين ا ستهزؤوا به ونحو هم م من ل يتورعون عن الكذب
(. )75
وقبول الرشوة على قول الباطل والزور كما نصت أناجيلهم نفسها
-كما أن الناجيل التي بأيدي النصارى تدعي بأنهم أخذوا المسيح وأسروه ليلً بينما
كان تلمذته قد غلبهم النعاس وكان هو سهرانا يصلي(.)76
)(75وأنظر مثالً من قبولهم الرشوة لجل التضليل وقول الزور في إنجيل متى()15-28/11
)(76أن ظر إنج يل م تى ( )47-26/38أن الم سيح كان في ليلة أ سره ك ما يزعمون مع تلمذ ته،
-كما زعموا أنه لم يبق في خشبة الصلب إلمدّة وجيزة ،لم يشاهده فيها ممن آمن به
وب عض النسوة ،ت صرح الناج يل أن هن إن ما شاهدن ذلك ()77
إل مر يم المجدلنية
. ()78
(عن بعد)
-وأن تلمييذ المسييح "الحوارييين" كانوا ليتلتئذ بنيص الناجييل خائفيين ،قيد تغيّبوا
فلم يحضروا مشهد الصلب المزعوم. ()79
وهربوا جميعا
وأن الوحيد الذي تبعه في بادئ المر ،قد أنكر معرفته به قبل قصة الصلب
()80
المزعومة وتبرأ منه
فأوجيب ذلك كله أن يكون خيبر الصيلب هذا ملفقا يكتنفيه الغموض والشيك
شبّهَ َلهُمْ) (النساء) ومعناه كما
والريب ..وهو معنى قوله تعالى في القرآن َ ( :وَلكِنْ ُ
قال أبن جزم" :أن أولئك الف سّاق الذين دبروا هذا الباطل،وتواطئوا عليه أنهم كذبة،
" أ .هي. ()81
وهم شبّهوا على من قلّدهم وكذبوا عليهم
وعقيدتنا نحن المسلمين أن المسيح عليه السلم قد نجاه ال تعالى فلم يُمكّن
أعداءه منه ،فل هم أسروه ،ولهم ضربوه ،ولهم صلبوه ول قتلوه ..بل رفعه ال
وأمرهيم أن يسيهروا ويصيلوا ولكنهيم ناموا وغلبهيم النعاس جميعا ..وانظير أيضا مرقيس (
.)43-14/32
)(77مريم المجدلنية :قديسة مسيحية يزعم النصارى أنها ممن رأين المسيح عند قيامته من
الموات ،شفا ها الم سيح من مرض ها ،وأجمعوا على أن ها المرأة الزان ية التائ بة ال تي م سحت
قدمي المسيح بدموعها وشعر رأسها ودهنتهما بالطيب ..أنظر لوقا (.)50-7/36
)(78إنجيل متى الصحاح ( )27رقم (.)55
)(79في إنجيل متى ( )26/56قال في قصة أسرة ( :فتركه التلميذ كلهم وهربوا)أ.هي.
)(80متى (/26من رقم )75-69ومرقس ( )72-14/66ولوقا ()63-22/55
)(81أنظر الفصل في الملل والهواء والنحل (.)1/123
52
صَلبُوهُ َوَلكِنْ
تعالى إليه ،كما أخبر في محكم التنزيل؛ فقال سبحانهَ ( :ومَا َق َتلُوهُ َومَا َ
علْ مٍ ِإلّا ا ّتبَا عَ الظّنّ َومَا
شكّ ِمنْ هُ مَا َلهُ مْ بِ هِ مِ نْ ِ
خ َتلَفُوا فِي هِ لَفِي َ
شبّ هَ َلهُ مْ َوإِنّ الّذِي نَ ا ْ
ُ
َق َتلُوهُ يَقِينًا(())157سورة النساء).
طهّرُ كَ مِ نَ
ل اللّ هُ يَا عِي سَى ِإنّ ي ُم َتوَفّي كَ َورَا ِفعُ كَ ِإلَيّ َومُ َ
وقال تعالى( :قَا َ
الّذِينَ كَ َفرُوا) (آل عمران).
وأنه لم يُمكّن أعداءه منه ،فما قتلوه وما صلبوه ،ولكن شبه لهم ..أي أنهم
إن ما قتلوا شبيها له ..ثم ش به علي هم اليهود أن هم قتلوه ..وش به علي هم أحبار هم أنّه
صلب فعلً ليخلّصهم ..
أما كيف شبه لهم ففي ذلك روايات ذكرها أهل التفسير ،في تفسير هاتين اليتين..
أشهرها ما ذكره أبن كثير في البداية والنهاية( )82فرواية تذكر أن المسيح طلب من
تلمذته أن يتطوع أحدهم ليلقي ال عليه شبه المسيح ويكون رفيقة في الجنة ،ففعل
ذلك شاب منهم ،فأخذوه وصلبوه بدلً من المسيح ..
وروايية أخرى مفادهيا أن ال تعالى ألقيى شبيه المسييح على ذلك الخائن يهوذا
السيخريوطي ،فأخذوه ،وهيم يظنونيه عيسيى ،فقتلوه وصيلبوه ،ورفيع ال المسييح
خ َتلَفُوا فِي هِ لَفِي شَكّ )
شبّ هَ َلهُ مْ َوإِنّ الّذِي نَ ا ْ
صلَبُوهُ َوَلكِ نْ ُ
إل يه ( .وَمَا َق َتلُو هُ وَمَا َ
(سورة النساء).
وكان عمر عي سى لما رف عه ال إل يه ( )33سنة على ما ذكره أهل التار يخ ،فتكون
مدة دعوته لبني إسرائيل ثلث سنوات .لن بعثته كانت كما تقدم ،في الثلثين من
عمره.
ويز عم الن صارى في أناجيل هم أن الم سيح ب عد صلبه ومو ته طالب بجثما نه
رجل اسمه يوسف ،فأعطي ذلك الجثمان في المساء أي بعد سويعات من صلبه..
فوضعه في قبر له جديد كان قد حفره في الصخر ..وأنه بعد ثلثة أيام فقد
مين قيبره رغيم ميا كان علييه مين حرس ،فاجتميع أحبار اليهود وتشاوروا ،فرشوا
الجنود والحرس بمال كثيير ليقولوا أن تلميذه جاؤوا ليلً فسيرقوا جثتيه وهيم
ويز عم الن صارى أ نه تراءى لتلمذ ته ب عد ذلك واجت مع ب هم وأ كل مع هم ()83
نائمون
وذلك ما يسمى عندهم بالقيامة.. ()84
سمكا مشويا
وأنه بعد تلك القيامة رفع إلى السماء ،هكذا ورد في إنجيل لوقا(": )85وبينما
هو يبارك هم( )86انف صل عن هم ،وكذا في إنج يل مر قس(" :)87وبعد ما كلم هم ر فع إلى
السماء" أ.هي.
54
أما نحن المسلمون فنوقن كما تقدم من محكم التنزيل أن ال نجاه من أعدائه فلم
يقتلوه ول صلبوه ،بل رف عه إل يه ..وأ نه سينزل ق بل يوم القيا مة ..و سيكون نزوله
علمة من علمات الساعة الكبرى..
فقولهَ ( :وإِ نْ مِ نْ أَهْلِ ا ْل ِكتَا بِ ِإلّا َل ُي ْؤ ِمنَنّ بِ هِ َقبْلَ َم ْوتِ هِ)( سورة الن ساء) .. .أي ب عد
نزوله إلى الرض فيي آخير الزمان قبيل قيام السياعة ،فإنيه ينزل ويقتيل الخنزيير
ويكسر الصليب ويضع الجزية ول يقبل إل السلم ..ويقتل الدجال(.)90
ووقتها ل ينزل نبيا مرسلً ..إذ ل نبيّ بعد خاتم النبياء والمرسلين صلى
ال عل يه و سلم ،ولك نه ينزل حكما عدلً ك ما في الحد يث الذي يرو يه أ بو هريرة
ر ضي ال ع نه قال :سمعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول" :والذي ن فس
مح مد بيده لينزلن عي سى ا بن مر يم إماما مق سطا حكما عدلً ،فليك سرن ال صليب..
وليقتل نّ الخنزير ،وليصلحنّ ذات البين ،وليذهبن الشحناء وليعرض نّ عليه المال فل
يقبله ،ثم لئن قام على قبري فقال :يا محمد ،لجيبنّه"(.)91
وسيأتم وقتها بأمير طائفة المسلمين المجاهدة يومها؛ تكرمة لهذه المة..
فعن جابر رضي ال عنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم( :ل تزال طائفة من
أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة.
)(90ينزل الم سيح ب عد ظهور الدجال ك ما في حد يث البخاري وم سلم الطو يل عن حذي فة في
سؤاله عن الفتن ..ومحل الشاهد منه قوله " :فما بعد الدجال ؟ ..قال :عيسى ابن مريم ".
)(91أخرجه أبو يعلى في مسنده ( )4/1552بإسناد جيد.
وأخرجه البخاري ومسلم وغيرهما دون قوله "وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء".
قال :فيزل عيسى بن مريم عليه السلم .فيقول أميرهم :تعال صل لنا ،فيقول :ل،
إن بعضكم على بعض أمراء تكرمه ال لهذه المة ) .رواه مسلم.
وقد جاء النص صريحا أن المسيح سيقاتل عند نزوله الناس على السلم ل
على الجزيية ول على غير ها فيُهلك ال في زمانيه الملل كل ها إل ال سلم ،وأنيه
يمكث أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون..
جاء فيي الحدييث السيابق ( :وإنيه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه؛ رجلٌ مربوع،
إلى الحمره )
وعن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما قال قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم" :أراني الليلة في المنام عند الكعبة فإذا ر جل آدم()92كأحسن ما ترى من أُدْم
)(92أي أسيمر ولييس بالسيمار المعروف عنيد العرب بيل سيمار تعترييه حمره ؛ ولعله الذي
يسمونه في مصطلح أهل العصر (باللون البرونزي) ،ذاك الذي يكتسب من لفح الشمس ،وإنما
قلت هذا توفيقا بين هذا وما جاء قبله وبعده من وصف له بالحمرة ..
56
الرّجال تضرب لِمتّه()93بين منكبيه رجلُ الشعر ،يقطر رأسه ماءً ،واضعا يديه على
من كبي رجل ين ،و هو بينه ما يطوف بالب يت ،فقلت :من هذا ؟ فقالوا :الم سيح ا بن
مريم".رواه مسلم رقم /79المختصر.
-وعن أبي هريرة رضي ال ع نه قال :قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم" :حين
ا سري بي لق يت مو سى عل يه ال سلم ..إلى قوله :ولق يت عي سى ،فنع ته ال نبي
صيلى ال علييه وسيلم فإذا هيو َربْعَة أحمير( .)94كأنيه خرج مين ديماس ،يعنيي
حماما ".رواه مسلم رقم / 78المختصر.
" -اعبروا الدنيا ول تعمروها ..وربّ شهوة أورثت أهلها حزنا طويلً".
-وقوله ":ل تنظروا في ذنوب العباد كأن كم أرباب ،وانظروا في ها كأن كم عب يد ،فإن ما
الناس رجلن معافىً ومبتلى ،فارحموا أهل البلء ،واحمدوا ال على العافية"..
-وقوله ( " :)2/90يا مع شر الحواري ين اجعلوا كنوز كم في ال سماء ،فإ نّ قلب الر جل
()95
حيث كنزه"أ.هي .من البداية والنهاية.
-وقوله" :يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رؤوسكم ،والخرة تحت أقدامكم ،قولكم
شفاء ،وعملكيم داء .مثلكيم مثيل شجرة الدفلى ،تعجيب مين رآهيا ،وتقتيل مين
أكلها"(.)2/91
)(93اللمه ما يلم بالمنكبين من الشعر ،والوفرة أقل من اللمة وهي ما ل يجاوز الذنين.
)(94ربعة :أي بين الطويل والقصير ،وأحمر :أي أشقر.
)(95وأنظر إنجيل لوقا ( )12/34ومتى (.)21-6/20
صيلى ال علييه وسيلم" :رأى عيسيى بين مرييم رجلً يسيرق فقال له عيسيى:
سر ْقتَ؟ قال :كل ،والذي ل إله إل هو.
-وقال مكحول( :التقي يحيى وعيسى ،فصافحه عيسى وهو يضحك فقال له يحيى:
يا ابن خالة ،مالي أراك ضاحكا كأنك أمِنت؟ فقال له عيسى :مالي أراك عابسا
إليي أبشكميا بصياحبة) البدايية
كأنيك يئسيت.؟ فأوحيى ال إليهميا :أن أحبكميا ّ
والنهاية ()2/91
وقيد روى أبيو داود والمام أحميد ( )4/136أن رسيول ال صيلى ال علييه
و سلم قال ( :ما حدث كم أ هل الكتاب فل ت صدقوهم ول تكذبو هم ،وقولوا :آم نا بال
وكتبه ورسله ،فإن كان حقا لم تكذبوهم وإن كان باطلً لم تصدقوهم)
أ ما ما ورد رده وتكذي به في شرع نا كدعوى ألوه ية الم سيح أو بنوّ ته ل ..ونحوه
من عقائد الكفر والشرك والضلل فباطل مردود.
وما كان موافقا لشرعنا ،فل حرج من روايته ،وإن كان في شرعنا ما يغني عنه..
وهذه أمثلة مما ينسب إلى المسيح من ذلك ..
• جاء في إنج يل م تى ( )28-5/27قوله " :قد سمعتم أ نه ق يل( :ل تزن) أ ما أ نا فأقول
لكم :من نظر إلى امرأة بشهوة زنى بها في قلبه"أهي.
-و في الحد يث الذي رواه البخاري وم سلم عن أ بي هريرة قال ال صادق الم صدوق
صيلى ال علييه وسيلم ..( :العينان زناهميا النظير ..إلى قوله :والقلب يهوى
ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه ).
58
• و في لو قا ( " : )6-12/4أقول ل كم ياأحبا بي ،ل تخافوا الذ ين يقتلون الج سد ثم ل
يستطيعون أن يفعلوا شيئا بعد ذلك ،ولكنني أبيّن لكم من تخافون :خافوا من له
القدرة بعد القتل أن يلقي في جهنم"أهي.
وفي لوقا ( ":)53-12/51أتظنون أني جئت لحل السلم في الرض؟ أقول لكم :ل
بل النقسام ،فيكون بعد اليوم خمسة في بيت واحد منقسمين ثلثة منهم على اثنين
واثنان على ثلثة ..الخ"
وقوله سبحانه( :وَمَا تَ َفرّ قَ الّذِي نَ أُوتُوا ا ْل ِكتَا بَ ِإلّا مِ نْ َبعْدِ مَا جَا َء ْتهُ مُ ا ْل َب ّينَةُ())4
(سورة البينة).
-وفي الحديث الذي يرويه ابن حبان في صحيحه وأبو نعيم في الحلية ( )4/99عن
أ بي هريرة مرفوعا ( :يُب صرُ احدُ كم القذاة في ع ين أخ يه ،وين سى الجِذ عَ في
عينيه معترضا ) .ورواه البخاري فيي الدب المفرد ( )592وكذلك أحميد فيي
(الزهد) لكن موقوفا عند كليهما على أبي هريرة .
-وأول هذا موافق لما رواه مسلم في الثلثة الذين هم أول من تسعر فيهم جهنم يوم
القيا مة وفي هم ر جل و سع ال عل يه وأعطاه من أ صناف المال كله ،فأ تي به
فعرفه نعمه فعرفها ،فقال :ما عملت فيها ؟ فقال :ما تركت من سبيل تحب
أن ينفق فيها إل أنفقت فيها لك ،فيقال :كذبت ،ولكنك فعلت ليقال :هو جواد
،فقد قيل ) ..
-وأ ما آخره فموا فق ل ما رواه البخاري وم سلم عن أ بي هريرة أن ال نبي صلى ال
عليه وسلم ذكر سبعة يظلهم ال في ظله يوم ل ظل إل ظله ..وفيهم ( :رجل
تصدق بصدقة ،فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه)..
وأخيراُ ..
فإن ديننا وما جاء به موسى وعيسى من الدين الحق ؛ ليخرج من مشكاة واحدة ..
60
..ولو لم تعبث أيدي التحريف والتبديل في كتبهم ؛ أو قل لو أن النجيل الذي
جاء بيييه عيسيييى بيييين أيدي النصيييارى اليوم كميييا هيييو
؛ لوجدته يخرج كله مع قرآننا من مشكاة واحدة ..
وقدي ما ش هد النجا شي بهذا ق بل أن ي سلم و هو على ن صرانيته يوم قال لجع فر :هل
معك مما جاء به –أي النبي صلى ال عليه وسلم – من شيء ؟ قال :نعم .قال :
فاقرأه عليّ .فقرأ عليه صدرا من "كهيعص" – وفيها قصة ولدة مريم للمسيح –
فب كى وال النجا شي ح تى أخ ضل لحي ته وب كت أ ساقفته ح تى أخضلوا م صاحفهم،
حين سمعوا ما تلي عليهم.
()96
ثم قال النجاشي :إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة .
)(96أنظر ذلك كامل في خبر هجرة الحبشة الذي يرويه المام أحمد ( )1/201عن أم سلمة..
الفصل الثالث
62
-عهود الضطهاد وأثرها في تحريف المسيحية:
ل شيك أن الناظير فيي أحوال النصيارى اليوم وكييف ارتموا على أقدام اليهود
ينصيرونهم ويخدمونهيم ويثبتون أركان دولتهيم ؛ ليعجيب أشيد العجيب مين سيفاهة
عقولهم وخفة أحلمهم إذا ما طالع تاريخ النصرانية وما تخلله من عهود اضطهاد
طويلة مارسها ضدهم اليهود ..
فقد بدأ اضطهاد اليهود لتباع المسيح في حياته وازداد بعد رفعه عليه السلم.
-فبدأ ذلك فيي عهيد "طيباروس" الميبراطور الرومانيي الذي عاصير المسييح علييه
السلم ،وقد حكم من الفترة الواقعة بين ( )37-14وجاء بعده قيصران كانا أشد
قسوة على المسيحيين :
-أحده ما :ال مبراطور الروما ني " نيرون" (68-54م) والذي اتهم هم بإحراق مدي نة
رو ما( ،)97و قد تفنن في تعذيبهم فكان يلب سهم جلود الحيوانات ،ويرميهم للكلب
تمزقهم وكان يحكم عليهم بالقتل الجماعي..
-والثانيي :الميبراطور "تراجان" "117-53م" الذي ُتوّج إميبراطورا فيي الفترة "-98
117م" و قد أ مر ول ته في القال يم التاب عة له بتعذ يب الن صارى وإعدام كل من
كان مسيحيا.
-وبعيد موت تراجان تنفيس المسييحيون الصيعداء ،وكانيت معاملة الباطرة الذيين
خلفوه في الحكم حسنه ،حتى جاء؛
-الميبراطور "ديكيوس" (251-249م) الذي أصيدر مرسيوما باضطهاد كيل مين هيو
مسيحي ،وكان يأمر من قبض عليه بتهمة المسيحية أن يقدم قربانا إلى الهيكل
الوثني ،فإذا رفض ،كان هو الذبيحة المقدمة للهيكل.
)(97المشهور تاريخيا أن نيرون القيصير كان قيد أتُهِيم بحرق روميا عام 64م ،فقام بدوره
بإلصاق التهمة بالمسيحيين.
-ثم في ع هد (دقلديانوس) (305-284م) أراد القباط في م صر التحرر من قي صر
الرومان وأغلله ،فطالبوا بالحرييية ،وأمّروا أحدهييم ،منشقييين بذلك عيين
المبراطوريية ،فجاء دقلديانوس ،بقوتيه إلى مصير ،فحرّق كنائسيهم ،وكتبهيم،
وأعمل فيهم القتل حتى قيل أنه قتل منهم ( )300ألف قبطي ،فكانت كارثة عليهم
لدرجة أن القباط اتخذوا بداية حكم هذا المبراطور للتأريخ القبطي.
-و في عام 527م قام "ذونواس الحميري" بمذب حة للن صارى في نجران ب عد أن أ حس
بأن شوكتهيم بدأت تقوى ،فقيد كان أكثرهيم مين التجار الغنياء وكانوا على
المذهب النسطوري ،فقيل أنه قتل منهم عشرين ألفا في معركة الخدود ،ويقال
أن هذه الحادثة هي التي ذكرها ال تعالى في القرآن من خبر أصحاب الخدود
؛ فإن يكن المر كذلك يكون هؤلء من الموحدين ،وعلى كل حال فقد كان هذا
في و قت متأ خر عن عهود الضطهاد العا مة للن صارى ،ف قد كان ل هم آنذاك
وجودهم الرسمي في المبراطورية الرومانية والحبشة وغيرها ،فلما علم كل
من قيصر الروم ونجا شي الحب شة بالحادث ترا سلً ،واتف قا على الثأر لنصارى
نجران وبالف عل انت صر ج يش النجا شي بقيادة أرياط ،و سيطر على الي من و من
بعده أبرهة الشرم.
-وقيد أضطير المسييحيون فيي عهود الضطهاد المظلمية هذه ،إلى أن يسيتخفوا
ويفروا ،مما جعلهم يفقدون بعض كتبهم وأحرق البعض الخر..
فكان لهذا الثر الواضح في تحريف كتبهم وضياع أصولها ..فلم يعد النجيل الذي
ذكر ال تعالى في القرآن أنه أنزله على عيسى موجودا ..
64
لف ظة (إنج يل) لي ست عرب ية ،بل عبر ية – وق يل يونان ية – ومعنا ها البشارة ..و قد
أنزله ال على عبده الم سيح م صدقا ل ما ب ين يد يه من التوراة ومبشرا بر سول من
بعده اسمه أحمد..
عنْدَهُ مْ فِي
وقال سبحانه( :الّذِي نَ َي ّت ِبعُو نَ الرّ سُولَ ال ّن ِبيّ الُْأ ّميّ الّذِي يَجِدُونَ هُ َم ْكتُوبًا ِ
حرّ مُ
ط ّيبَا تِ َويُ َ
ال ّت ْورَاةِ وَالِْإنْجِيلِ َي ْأ ُمرُهُ مْ بِا ْل َم ْعرُو فِ َو َي ْنهَاهُ مْ عَ نِ ا ْل ُم ْن َكرِ َويُحِلّ َلهُ مُ ال ّ
خبَا ِئثَ) (سورة العراف)
عَل ْيهِمُ الْ َ
َ
فقيد حوى النجييل الذي أنزله ال على عيسيى هذه البشارة ،كميا حوى
أوصاف خاتم النبياء والمرسلين الذي بشر به كما ذكرت في هذه اليات ..
ل شيك أن هناك عبارات مبثوثية فيي طيات الناجييل الموجودة بيين أيدي
النصارى تشير إلى هذه البشارة يؤولها النصارى على غير هذا الوجه.
ف قد وردت لف ظة (المحنم يا) في أناجيل هم بالل غة الرام ية ،تش ير إلى ال نبي
محمد صلى ال عليه وسلم ،والتي ترجموها باليونانية إلى (البارقريط) ثم ترجمت
هذه اللفظية بدورهيا إلى العربيية ،إلى (المعزي) تارة و (المؤييد) أحيانا ،وأحيانا
روح الحق.
-ففي إنجيل يوحنا ( )4/6/17على سبيل المثال مما ينسب إلى المسيح( :أنا أسأل الب
فيهب لكم مؤيدا يكون معكم للبد روح الحق) أهي. ()98
-وفيه أيضا( :)8-15/7( :إنه خير لكم أن أمضي ،فإن لم أمض ل يأتيكم المؤيد أما
إذا ذهبيت فأرسيله إليكيم وهيو متيى جاء أخزى العالم على الخطيئة والبر
والدينونة) ..
-وفييه (( :)14-16/13متيى جاء هيو أي روح الحيق أرشدكيم إلى الحيق كله لنيه ل
يتكلم من عنده بل يتكلم ب ما ي سمع وي خبركم ب ما سيحدث ،سيمجدني ل نه يأ خذ
مما لي ويطلعكم عليه).
-وفييه (( :)27-14/25قلت لكيم هذه الشياء وأنيا مقييم عندكيم ولكين المؤييد ..هيو
يعلمكم جميع الشياء ،ويذكركم جميع ما قلته لكم ،السلم استودعكم وسلمي
أعطيكم).
قال القاضيي عياض فيي الشفيا فيي التعرييف بحقوق المصيطفى (:)1/234
(معنى البارقليط :روح الحق ،وقال ثعلب :هو الذي يفرق بين الحق والباطل)أهي.
66
وغيير ذلك مميا يراه الناظير فيي كتبهيم ،ول يزال موجودا فيهيا رغيم التحرييف
والتبديل.
كما أن هناك إنجيل يعرف بإنجيل َبرْنابا وهو كما ورد في سفر أعمال الرسل من
أشهير وأنشيط أتباع المسييح .إل أن الكنيسية اليوم ل تعترف بهذا النجييل لنيه
يصرح بتلك البشارة بوضوح بل ويسمي النبي صلى ال عليه وسلم فيها باسمه ول
يقر بألوهية المسيح ول بصلبه .
أ ما الناج يل الرب عة المتداولة بأيدي الن صارى اليوم و هي" :إنج يل م تى،
وإنج يل مرقيس ،وإنجييل لو قا ،وإنج يل يوحنيا" .فالن صارى جميعا ل يدعون أنهيا
منزلة من ع ند ال ،ول يدعون أن الم سيح هو الذي جاء ب ها أو كتب ها .بل كل هم؛
أولهيم عين آخرهيم ل يختلفون بأنهيا توارييخ ألفهيا رجال بعيد المسييح فيي أزمنية
مختلفة.
فمن المقطوع به أن النجيل الذي أنزله ال على عبده ورسوله عيسى غير
هذه الموجودة لدى النصارى اليوم.
الذي يرو يه أ بو داود والترمذي وغيره ما ( :الب سوا من ثياب كم البياض فإن ها من خ ير ثياب كم
وكفنوا في ها موتاكيم ) ،ك ما ث بت اكتحاله صلى ال عل يه و سلم بالثميد وال حض عل يه و في
الحديث الذي يرويه الطبراني في الكبير ( :عليكم بالثمد فإنه منبتة للشعر مذهبة للقذى ) وفي
رواية ( فإنه يجلو البصر ) .
وقيد كانيت هذه الناجييل فيي بادئ المير أكثير مين أربعية ،فيذكير بعيض
المؤرخ ين أن ها بل غت المائة ول كن الكني سة رف ضت ما يخالف أهواء ها وأقرت هذه
الربعية المعروفية اليوم على ميا هيي علييه مين انقطاع السيند ،وجهالة المؤلف
الحقيقي أو المترجم لها ،وهذه نبذة عن كل واحد من هذه الربعة:
هو تاريخ ألفه "متى اللواني" وقيل ؛ له اسم آخر هو "لوي" انظر مرقس ()2/14
ولوقا ( .)5/27ويدعي النصارى أنه كان تلميذا للمسيح ( ) وقد كان عشارا ؛ أي من
100
)(100ذكر ابن كثير أن أصحاب الناجيل الربعة( :منهم اثنان ممن أدرك المسيح ورآه وهما
م تى ويوح نا ،ومنهيم اثنان مين أصيحاب أ صحابه وه ما مرقيس ولو قا) أهيي )2/100(.البدايية
والنهاية.
)(101كان اليهود يحتقرون تلك الوظيفية لظلم صياحبها وخضوعيه لدولة أجنبيية ،وفيي إنجييل
رقم (( :)13-9ومضى يسوع فرأى في طريقه رجلً جالسا في بيت الجباية 9 متى الصحاح
ا سمه م تى ،فقال له( :اتبع ني) فقام فتب عه ،وبين ما هو في الب يت على الطعام ..قال الفري سيون
لتلميذه ( :لماذا يأكل معلمكم مع العشارين والخاطئين؟ ) فسمع يسوع كلمهم فقال ( :ليس
الصحاء بمحتاجين إلى طبيب بل المرضى )أهي .وفي مرقس ( )2/17زاد ( :ما جئت لدعو
البرار ،بل الخاطئين ) أهي .وكذلك في لوقا (.)32-5/27
)(102جاء في التعريف بإنجيل متى في طبعة المطبعة الكاثوليكية للعهد الجديد (منشورات دار
أن الكثير من المؤلفين يجعلون تاريخ النجيل الول بين السنة ()80 ص31 المشرق – بيروت)
والسنة ( )90وربما قبلها بقليل ) أهي.
68
الترجمة ،وليس عندهم اليوم الصل العبراني المترجم عنه ،حتى تتم المقارنة إن
طلب التوفيق أو التحقيق !..
فتأمل الخطر العظيم في جهالة المترجم الول لخطر وثيقة في ديانة القوم
هل تراه ثقة ؟ أم كذاب أم يهودي حاقد من أعداء المسيح ؟
وأي قي مة علم ية لوثي قة تقوم علي ها عقيدة ديا نة كاملة ل يعرف أ صلها ول
مترجمها ؟
وأخيرا فالن صارى ل يعرفون ا سم صاحب هذا النج يل معر فة دقي قة ،بل
يضطربون ف يه فتارة ي سمونه (م تى) ك ما في إنجيله ( ،)9/10وتارة (لوي) ك ما في
حلْفى) (.. )2/14
لوقا ( ، )5/27وأقصى ما نسبوه ففي مرقس حيث قالوا( :لوي بن َ
وقد اعترف البوان المقدمات لهذا النجيل في الطبعة الكاثوليكية للعهد الجديد،
بهذا الضطراب فقال ص ( :31ل نعرف اسم المؤلف معرفة دقيقة )!! فتأمل.
وهو تاريخ كتبه (مرقس الهاروني) يهودي الصل عاشت أسرته في القدس
(أورشليم) وقت ظهور المسيح عليه السلم ،وقد تنقل بين البلدان واستقر في مصر
سنة 22 واتخذها موطنا حتى قتل على يد الوثنيين سنة 92م قيل أنه ألف إنجيله بعد
حيث كتبه باليونانية في أنطاكية( ).
104 ()103
من رفع المسيح
الذي ()105
ولم يكين مين تلمييذ المسييح ،وإنميا كان تلميذا لشمعون باطرة
يزعمون أنه كان من تلميذ المسيح وقد تقدم من نقول أناجيلهم أنه تبرأ من المسيح
وأنكر معرفته به عند اعتقال المسيح بزعمهم.
وهذا النجييل هناك خلف بيين المؤرخيين حول كاتبيه الحقيقيي هيل هيو
مرقس أم أستاذه ؛ فقيل أن شمعون هو الذي ألفه ووضع اسم تلميذه عليه ،والبعض
يزعيم بأن مرقيس كتبيه بعيد موت أسيتاذه ،ول أحيد يسيتطيع أن يجزم يقينا بكاتبيه
منهما ،فضلً عن أن ينسبه إلى المسيح !!
اختلف في معرفة شخصية لوقا واضع هذا النجيل معرفة دقيقة ،فقيل هو
طبيب أنطا كي ،وق يل هو م صوّر إيطالي ،و قد كت به باليونان ية في بلده إقا ية ،ب عد
وقد قتل في زمن نيرون، ()106
64 وقيل 63 وقيل 53 تأليف مرقس لتاريخه ،فقيل سنة
ولوقيا هذا لم يكين تلميذا للمسييح ول مين تلمييذ تلمذتيه ..بيل كان تلميذا لبولس
اليهودي الذي تنصر وأفسد الديانة المسيحية كما سيأتي .
70
واضح يرتاب له القارئ ؛ ومع هذا فقد جعل ضمن الناجيل الزائية في تصنيفهم.
الناجيل الزائية:
ويعنون بها الناجيل المتشابهة ..فهذه الناجيل الثلثة التي تقدمت يسميها
النصارى بالناجيل الزائية ،لنها متشابهة بزعهم ،بحيث يمكن وضع نصوصها
فيي ثلثية أعمدة متوازيية تسياعد على المقارنية بينهيا ..بخلف النجييل الرابيع
(يوح نا) فإن هم يقرون بأ نه انفرد عن ها بمخالفات كثيرة ..وأ نه جاء بعد ها والثلث
كتبت قبله جاءت بمدد متقاربة.
-4إنجيل يوحنا:
تز عم الكني سة أن كات به هو (يوح نا بن زبَدَى) ال صياد ،أ حد تلمذة الم سيح
علييه السيلم .وقيد قرر جمهور كيبير مين محققيي النصيرانية منيذ القرن الثانيي
الميلدي بأن هذا المصينف ل يمكين نسيبته إلى يوحنيا بين زبدى الصيياد تلمييذ
المسيح ،واعترفوا بأنه من إعداد طالب من طلبة مدرسة السكندرية.
وقد نصوا بأنه كتب باليونانية في بلد أستية (وهي بلد بين هراة وغزنة في
أفغان ستان اليوم) واختلفوا اختلفا كبيرا حول تار يخ تدوي نه فبعض هم يذ كر تار يخ
65م وبعض هم يذ كر سنة 98م وبعض هم يذ كر أوا سط القرن الثا ني ..والخل صة أن
مؤلف هذا النجيل مجهول ،فعجبا لمة تأخذ أركان دينها عن مجهول ؛ ربما كان
من أعداء المسيح وكتب كتابه هذا عابثا بهذه الديانة مع العابثين !
-والخلصة :
أن هذه التواريخ هي قطب الرحى للديانة المسيحية اليوم وهي جميعها تدور
حول ش خص الم سيح وتاري خه ،وتار يخ أ مة مر يم ،ويح يى الذي ي سمونه (يوح نا
المعمدان) ووالده زكريا وغيرهم ؛ نقلوا من ذلك ما تبقى في ذاكرتهم أو ما بلغهم
من الخبار في أزمان تصنيفها بعد رفع المسيح ،وهي تشتمل على العقائد الدخيلة
ير
يلب والفداء ،وتزخي
ييح ،وعقيدة الصي
ية المسي
ييحية؛ كدعوى ألوهيي
على المسي
بالتناقضات والترهات التي تقدم بيان أمثلة منها.
72
والجدير بالذكر أنه لم يكن هناك قبل بداية القرن الثاني من يعتبر هذه الناجيل لها
مين الشأن ميا للكتاب المقدس ،ول كان قبيل سينة 150م شيئا منهيا مكتوبا يعرفيه
). (
108
ويتداوله الناس وإنما عرف ذلك في النصف الثاني من القرن الثاني
ويقول جون لوريمر في تاريخ الكنيسة ( )152عن هذه الناجيل( :لم يصل إلى الن
معرفة وافية عن الكيفية التي اعتبرت بها الكتب المقدسة كتب قانونية) أهي.
فلييت شعري كييف يقوم ديين ويبنيى على هذه الجهالت التيي هيي ظلمات
بعضها فوق بعض…؟؟
)(108انظر (المدخل إلى العهد الجديد) ص 3من الطبعة الكاثوليكية للعهد الجديد.
والحمد ل على نعمة التوحيد والسلم والقرآن…
لم ي كن الضطهاد وحده سببا في ضياع أ صول ك تب الم سيحيين وتحر يف
ديانتهم بل ساهم في ذلك أيضا اعتناق بعض اليهود لها ممن كان لهم أعظم الثر
في تحريفها.
بولس:
الشهير بي(بولس القديس) وهذا اسمه الروماني أما اسمه العبراني الصلي
ف هو (شاءول) .ولد ب عد مولد الم سيح بقرا بة ع شر سنين ،وخ تن في اليوم الثا من
على طري قة اليهود ،وكان مولده في طرطوس ال تي كا نت تنت شر في ها بذلك الو قت
الثقافية اليونانيية ومدارسيها الفلسيفية .وكان أبوه يهوديا متعصيبا على مذهيب
وكان من أتباع الدولة الرومانية. ()109
الفريسيين
وهكذا نشأ بولس نشأة يهودية مشوبة بثقافة يونانية في الوقت الذي كان فيه
مواطنا رومانيا .فشيب يضطهيد المسييحيين الوائل اضطهادا شديدا ،ويتعقبهيم
74
ويلحق هم ويقتل هم ،و يبرر الن صارى عداءة هذا ل هم ( بأ نه كان ي عد كفرا قول هم أن
ويذكرون حكايية انقلبيه فجأة إلى يسيوع الناصيري هيو المسييح ابين ال)أهيي
()110
النصرانية بقصة ملخصها أنه كان متوجها إلى دمشق ليسجن المسيحيين الذين فيها
..إذ نور من ال سماء قد سطع حوله ف سقط إلى الرض و سمع هاتفا يناد يه يقول:
(شاءول ،شاءول ،لم تضطهدني؟ فقال :من أ نت؟ فأجابه الصوت :أ نا ي سوع الذي
تضطهده!!)( ) .ويقولون أ نه صار ب عد ذلك من أن شط دعاة الم سيحية وأ نه را فق
111
برنا با أ حد أن شط أتباع الم سيح مدة ،ثم اختلف م عه خلفا شديدا وفار قه ( ..أعمال
الرسل .)15/39
ور سائله تدل على أ نه انت حل العقيدة الكفر ية ال تي تقول بأن الم سيح هو ا بن ال،
قبل أن يكون ذلك قد عرف في النصارى وانتشر.
فيرى المؤرخون أنيه هيو الذي ابتدع هذه الطامية الكفريية ونادى بفكرة
الناسوت واللهوت ،وهي فكرة فلسفية الصل ل شك أن لفلسفة اليونان التي نشأ
في ها بولس في ذلك الزمان أثرا في انتحال ها ؛ فاد عى بأن للم سيح شقا إلهيا وشقا
آخر إنسانيا.
يقول ابن القيم في إغاثة اللهفان" :إن النصارى بعد المسيح ،تأثروا بالفلسفة
وركبوا دينا بين دين المسيح ودين الفلسفة عباد الصنام ،وراموا بذلك أن يتلطفوا
للمم حتى يدخلوهم في النصرانية .فنقلوهم من عبادة الصنام المجسدة إلى عبادة
الصيور التيي ل ظيل لهيا ،ونقلوهيم مين السيجود للشميس إلى السيجود إلى جهية
المشرق( ) ،ونقلوهيم مين القول باتحاد العاقيل والمعقول والعقيل إلى القول باتحاد
112
)(110انظر ترجمة بولس في مقدمة (رسائل القديس بولس) المطبوعة ضمن العهد الجديد في
الطبعة الكاثوليكية (منشورات دار المشرق – بيروت) ص .576
)(111انظر (أعمال الرسل) الصحاح التاسع ()6-3
)(112ابتدع النصارى بعد المسيح الصلة إلى الشرق "مطلع الشمس" مع علمهم أن المسيح لم
يكن يصلي إل إلى صخرة بيت المقدس ،وكذلك جميع النبياء ،بعد موسى ،وكذلك محمد خاتم
النبياء صلى إليها بعد هجرته إلى المدينة ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ثم حول إلى الكعبة
الب والبن والروح القدس .أهي (.)2/270
الشرقي قريبا من الكنيسة المصلّبة خوفا من بولس اليهودي الذي كان ظالما غاشما
مبغضا للم سيح ،وكان بولس قد حلق رأس أخ يه ح ين آ من بالم سيح وطاف به في
البلد ثم رج مه حتى مات ،ولما سمع بولس أن الم سيح قد تو جه ن حو دمشق جهز
بغاله وخرج ليقتله ،فتلقاه ع ند كوك با ..فل ما واج هه أ صحاب الم سيح جاء إل يه ملك
فضرب وجهه بطرف جناحه فأعماه ،فلما رأى ذلك وقع في نفسه تصديق المسيح
فجاء إليه واعتذر مما صنع ،وآمن به فقبل منه ،وسأله أن يمسح عينيه ليرد عليه
بصره فقال :اذ هب إلى حنينا عندك في طرف السوق الم ستطيل من المشرق فهو
يدعو لك ،فجاء إليه فدعا فرد عليه بصره وحسن إيمان بولس بالمسيح عليه السلم
أ نه ع بد ال ور سوله وبن يت له كني سة ،ف هي كني سة بولس المشهورة بدم شق من
زمن فتحها الصحابة رضي ال عنهم حتى خربت ..أهي
فأنيت ترى أن ابين كثيير يذكير فيي هذا الموضيع أن بولس حسين إيمانيه
بالم سيح على طري قة أ هل التوح يد ! و في هذا ن ظر ،ومخال فة لكث ير من المرا جع
التي تحدثت عن بولس هذا ،وعلى كل حال فهذه القصة التي ذكرها ابن كثير هي
مثل كثير غيرها مما يروى عن أهل الكتاب ل سبيل إلى توثيقها أو إثبات سندها.
فنحن ل نسلم بها ،ولسنا ممن يقبل أو يتعصب لخبر أو نص على علتة لمجرد أن
رواه مؤرخ إ سلمي كل ،فما هذا من المنهج العلمي في شيء فكم قد أد خل أهل
التار يخ في تواريخ هم من ق صص وحكايات وروايات المجاه يل بل والمجروح ين
فل نسلم للتواريخ بكل ما فيها هكذا دون تمحيص ،فمعلوم أن مؤرخينا قد تساهلوا
في ال سرد التاري خي ،ولم يتعاملوا م عه ك ما تعا مل المحدثون في تشدد هم في قبول
التي بناها إبراهيم( .البداية والنهاية) ( )2/101وقد نقل مؤرخو النصارى أن هذا التبديل ،حدث
منهم بعد المسيح بنحو ثلثمائة سنة( ،إغاثة اللهفان) (.)2/285
ح َننْيا ،والقصة هناك قد أدخلوا فيها شركياتهم كالمعتاد.
)(113في أعمال الرسل (َ )19-9/10
76
الرواية ،مع أحاديث الرسول صلى ال عليه وسلم.
والشاهد أن قصة لقاء بولس بالمسيح ل نظنها تثبت بحال ،ولو ثبتت لكان
النصارى أولى بالفرح بها وبإيرادها في أسفارهم وتواريخهم من ابن كثير أو غيره
من المؤرخ ين الم سلمين ؛ فبا ستثناء ق صة النور ال ساطع والها تف المزعوم الذي
سمعه في طريقه إلى دمشق في خبر دخوله إلى النصرانية ،لم يتعرض النصارى
من قريب ول بعيد لما ذكره ابن كثير هنا من لقائه بالمسيح ؛مع أنهم أوردوا قصة
لقاء بولس بحنينا ،ورده بصره عليه بعد ذهابه بسبب النور الساطع كما يزعمون
فيي سيفر أعمال الرسيل ( ،)19-9/10وقيد ذكروا هناك أن حنينيا هذا هيو الذي رأى
المسيح لكن رؤية منام وليس حقيقة ،وأن المسيح دعاه في تلك الرؤية للذهاب إلى
بولس ورد ب صره عل يه .ول يس في ش يء من ذلك أن بولس ل قي الم سيح أو قابله؛
فالنصيارى أنفسيهم لم يدعوا ذلك ومعلوم أنيه لو كان لذلك أصيل ،لكان النصيارى
أولى مين يورده ويفرح بيه خصيوصا وأنهيم ل يملكون ميا يسيتدلون بيه على أن
بولس من تلمذة المسيح إل حكاية الهاتف المتقدمة ،فلو ثبت عندهم ما ذكره ابن
كثير ،لطاروا به كل مطير ،ولما أهملوا الستدلل به على ذلك أبدا ،بل إن بولس
نفسه كان أولى بالستدلل بذلك لو صح ؛ فإنه لم يورد دليلً واحدا على كونه من
جملة الرسل (تلميذ المسيح) في رسالته إلى أهل غلطية ردا على من كذبه في
ذلك؛ إل ما زعمه من صحبه قصيرة لبعض تلمذة المسيح.
وأولى من ذلك في الرد وعدم القبول ،ما ذكر في الحكاية التي أوردها ابن
كث ير من أن بولس ح سن إيما نه بالم سيح على طري قة أ هل التوح يد ؛ فهذا م ما ل
سيبيل إلى إثباتيه أو قبوله بحال عندنيا ،ول حتيى عنيد النصيارى إذ لو كان كذلك
لرماه الن صارى بقوس العداوة ،ول ما عظّموه أوعظّموا ر سائله ،بل لذموه وأق صوه
ولعنوه وكفّروه ،ولحرّقوا كتبيه وطاردو أتباعيه ،كميا فعلوا بكيل مين سيلك ذلك
الم سلك ،و ستأتي أمثلة من هم ،والوا قع المعلوم من حال الن صارى مع بولس غ ير
ويتعاملون مع آثاره ور سائله، ()114
ذلك ،ف هم يعظّمو نه تعظيما فوق تعظ يم ال نبياء
ثم هم يذكرون على لسانه وفي دعوته ،في تلك الرسائل والكتب المنسوبة
إل يه عظائم شرك هم وافترائ هم على ال ،يوردو نه على سبيل المدح والثناء ل على
سبيل الذم والنكار ،ول شك أن الر سائل المكتو بة المن سوبة إل يه هي من أع ظم
أسباب فساد المسيحية ،فقد أدخلت إليها التثليث ،وأحلت الخمر ،ودعت إلى إهمال
وترك الختان ،وخر جت عن شري عة مو سى ال تي هي شري عة عي سى ..و ما وصل
النصيارى مين تلك الرسيائل وألحقوه بكتابهيم المقدس ثلثية عشير رسيالة سييأتي
()115
ذكرها
وقد ثار اليهود ضدّه ،وقُبض عليه في أورشليم ،وسيق إلى روما في حوالي
سنة 64م حيث صلب وقطع رأسه بالسيف ،فمات ولم يتزوج ؛فكان لذلك أثرا في
ابتداع الرهبانية والعزوف عن الزواج عند رؤساء النصارى.
وفي أعمال الرسل ( )11/26أن أوّل مرة سُمي بها النصارى بالمسيحيين كان
في أنطاكية بعد دخول بولس إلى النصرانية.
والسيؤال الذي ل يسيتطيع النصيارى الجابية علييه هيو :على ييد مين تعلم
وتتلمذ بولس هذا أصول المسيحية ؛حتى يصير بهذه المرتبة عندهم ؟
فهيم يقرون بأنيه لم يلزم المسييح !! ول تتلميذ على يدييه ! ول حتيى على
أيدي تلمذته ،إل ما يذكر من أنه صحب برنابا ،وهذه الصحبة حجة عليهم ؛لنهم
يقرون بأن برنا با اختلف م عه ،وفار قه على إ ثر ذلك الختلف .ويتر جح لدي نا أن
ذلك الختلف مرجعه إلى شذوذات بولس وآرائه الشركية التي خالف بها صراحة
)(115لم يكن هناك قبل بداية القرن الثاني من يعتبر هذه الرسائل أسفارا مقدسة ،ول كان شيئا
من ذلك ق بل سنة 150م يتداوله الناس أو يعرفو نه ،ول كن بولس ل ما ك تب ر سائله كان يو صي
بتلوت ها وتداول ها ب ين الكنائس ،ك ما في ر سالته ل هل ت سالونيقي الولى ( )5/27ور سالته إلى
أهل قولسي ( )4/16فكان المر كذلك ،حتى اشتهرت وعرفت بين الناس في النصف الثاني من
القرن الثاني.
78
د ين الم سيح .ويدل على ذلك إشارات بولس نف سه إلى ش يء من ذلك الخلف في
ر سالته إلى أ هل غلط ية ؛ح يث ات هم برنا با بمداه نة ومراءاة أ هل الختان العامل ين
بشريعة موسى في دعوته إلى العمل بالشريعة ،وعدم مؤاكلته أو مجالسته للوثنيين
( . )14-2/11وفيي أعمال الرسيل ( ( :)15/39فوقيع بينهميا خلف شدييد حتيى فارق
أحده ما ال خر؛ فا ستصحب برنا با مر قس وأب حر إلى قبرس ،وأ ما بولس فاختار
سيل ومضى )أهي.
وكذلك المر بالنسبة لبطرس أو صخر ،وهو عندهم من أقرب التلميذ وأحظاهم
عند المسيح .فإنه قد خالفه في أهم المسائل التي أفسد فيها بولس النصرانية – كما
سييأتي – وهيي دعوتيه للسيتغناء بعقيدة الفداء والخلص عين التمسيك بشريعية
موسى والعمل ب ها؛ فإن بولس نف سه يذ كر في رسالته ل هل غلطية ( )14-2/11أن
بطرس قدم إلى أنطاكيية ،وأن بولس واجهيه هناك وغضيب علييه وخالفيه فيي هذه
المسألة ،وهي اللتزام بشريعة موسى ،لن بطرس لم يكن يؤاكل المسيحيين الذين
هم من أ صل وث ني لعدم التزام هم بالختان والشري عة .وفي ها أ نه كان قد أقام عنده
قبيل ذلك فيي أورشلييم خمسية عشير يوما ،قال( :ولم أر غيره مين الرسيل سيوى
يعقوب أخي الرب!!) أهي ()1/19
فلم يكين لقاؤه إذن لمين لقييه مين تلمييذ المسييح ؛إل لقاء محدودا اتسيم بالخلف
والمواجهة في أخطر مسائل الدين!
وإن الدارس لسييرة هذا الرجيل ،ليعجيب مين الذي يؤهله ويمكنيه مين
المجاهرة بمخال فة بطرس ،الذي هو بز عم الن صارى أقرب الناس إلى الم سيح في
أخطر مسائل الدين !! وما الذي يؤهله إلى مواجهته في ذلك ؛والغضب عليه غير
سلطانه وقوته التي تنبع من كونه مواطنا رومانيا من رعايا الدولة الحاكمة .وكونه
كان قبل ذلك مخوّلً باضطهاد النصارى من قبل عظيم الحبار كما في سفر أعمال
الرسيل ( )9/2الذي ورد فييه أيضا ( )9/27أنيه حاول النضمام إلى التلمييذ (وأنهيم
كانوا كلهم يخافونه غير مصدقين أن تلميذ) أهي
والمعروف أيضا أن بولس هيو الذي حول الديانية النصيرانية ،مين رسيالة
خا صة باليهود ،إلى ر سالة عالم ية خاطب بها الوثنيين وغيرهم ؛ ك ما هو واضح
جلي فيي رسيائله ؛ وسيهلها عليهيم بتقليله مين شأن اللتزام بالشرائع بيل وإلغائهيا
وجعلها لعنه … واستن به بعد ذلك من جاء بعده من دعاة النصرانية.
وقيد خالف بذلك مخالفية صيريحة ميا ينسيب إلى المسييح فيي أناجيلهيم مين
وصايا موجهة إلى حوارييه الثنى عشر (الرسل)
كقوله في إنج يل م تى ( )9-10/1و قد تقدم( :ل ت سلكوا طريقا إلى الوثني ين،
ول تدخلوا مدينة للسامريين ،بل اذهبوا إلى الخراف الضالة من آل إسرائيل)أهي
وبعيد هذا كله ،فلسيت بمبالغ إن قلت أن بولس هذا كان مين اشهير دعاة
؛ و قد كان ذلك ()116
الرجاء في العالم و من أوائل الدعاة إل يه في تار يخ الن صرانية
من أ كبر المعاول ال تي أف سد ب ها هذه الديا نة ،إذ أ نك تراه في جم يع ر سائله تقريبا
ير كز على التقل يل من قي مة الع مل بشري عة مو سى ال تي هي من شري عة عي سى
عليه ما ال سلم؛ كالختان ،فتراه يد عو إلى إعفاء الن صارى من أ صحاب ال صول
الوثن ية م نه بل وعدم لزو مه مطلقا ،ك ما يب يح أ كل ما ذ بح على الوثان ،و يبيع
شرب الخمر ،كما سيأتي أمثلة من ذلك عند الكلم على رسائله.
وذلك لنه يرى أن ( دعاة العمل بأحكام الشريعة لعنوا جميعا ).
)(116المرجئة :فر قة من الفرق ال سلمية المنحر فة عن طري قة أ هل ال سنة والجما عة ،و قد
ظهر الرجاء في تاريخ السلم ي وهو فصل العمال وإرجاءها عن مسمى اليمان وتعريفه
ي في أوا خر القرن الهجري الول ،وبدأ كرد ف عل عك سي على الخوارج المكفر ين للم سلمين
بالكبائر ،وانت هى الرجاء في زمان نا بأهله إلى التقل يل من أهم ية الع مل بل وال ستهتار به أو
إلغاؤه كركين مين أركان اليمان ،مميا دفيع الناس إلى السيتهانة بشعائر السيلم وفرائضيه ؛
وجرّأ هم على المعا صي والخطا يا بل و سهل ل هم الك فر البواح بدعوى أ نه ك فر دون ك فر ،
وجذور هذه العقيدة الفاسدة وأصولها يهودية ،فأنت ترى هنا أن بولس قد سبق إليها ؛ كيف ل
وأجداده هيم الذيين قالوا ( لن تمسينا النار إل أياميا معدودة ) فجعلوا الشرك الكيبر الذي هيو
عبادة العجل كفرا دون كفر غير مخلد في النار !!
80
ويقول ( :إن الم سيح أنقذ نا من لع نة الشري عة ،إذ صار لع نة لجل نا ،ف قد ورد في
الكتاب "ملعون من علق على خشبه" ) أهي.
وتراه إذا ذكر العمل بالشريعة يذكره على سبيل التعجيز والتنفير كقوله في الرسالة
نفسيها ( :إن المسييح قيد حررنيا لنكون أحرارا ؛ فاثبتوا إذا ول تعودوا إلى نيير
العبودية ( ) فها أنا بولس أقول لكم إذا اختتنتم فلن يفيدكم المسيح شيئا ،وأشهد مرة 117
أخرى لكل مختتن بأنه ملزم أن يعمل بالشريعة جمعاء ،لقد انقطعتم عن المسيح يا
أيها الذين يلتمسون البر من الشريعة وسقطتم عن النعمة )..أهي .تأمل !!
ول غرابة في ذلك فإن الرجاء بدعة يهودية أخبر ال تعالى عنها في كتابه
سنَا النّارُ ِإلّا َأيّامًا َمعْدُو َدةً ).
حيث قال ( :وَقَالُوا لَنْ َتمَ ّ
فزعموا أنهيم لن يدخلوا النار إل أربعيين يوما مدة عبادتهيم للعجيل ؛فتأميل
كيف هوّنوا من شأن الكفر والشرك وجعلوه ذنبا كسائر الذنوب أي كفرا أصغرا.
(•)
وهكذا حرّف بولس ورقّع الديانفة المسفيحية ولفّق فيهفا الشيفء الكثيفر،
)(117أحرارا :أي من التزام الشري عة .ون ير العبود ية :أي التم سك بأحكام شري عة مو سى.
و قد علق البوان المعلقان ه نا في ها مش الطب عة الكاثوليك ية للع هد الجد يد بقول هم" :ل ي ستطيع
الم سيحي أن يج مع ب ين التم سك بأحكام شري عة مو سى واليمان بأن الخلص يأتي نا من ال سيد
المسيح ،فل بد له من اختيار أحد المرين" أهي
قلت :بالطبع ل بد من ذلك لستحالة اجتماع النقيضين ،فإما عمل ودينونة ،وإما خلص وفداء
باليمان بالمسيح وحده عندهم … فأفق يا عبد الصليب …!.فهذا بدايته وهذا منتهاه .
كما يفعل من ورثوا عنهم هذه البدعة في كل زمان ،حيث يهوّنون أمر الكفر الكبر البواح، •)
(
ويسيهلونه بوصيفه كفرا أصيغر أو كفرا دون كفير ؛ وإذا عرفيت ميا تقدم فلن تعجيب بعده إذا
نظرت في كلم علماء المسلمين في المرجئة ووصف بعضهم لهم بأنهم "يهود القبلة !!".
لدرجة أن عددا من الباحثين – كما ذكر مايكل هارت صاحب كتاب المائة الوائل
– يرون أن مؤسس الديانة المسيحية بشكلها وتركيبتها الحالية هو بولس وليس
المسيح …!
وعلى كل حال فبراءة المسيح من هذا الباطل العريض عندنا نحن المسلمين
ثابتة بيقين ،إذ كله مناقض لما بعث به هو وغيره من أنبياء ال ورسله من عقيدة
التوحيد وغيرها من الشرائع.
ولكين الحبار والقسييسين والرهبان القيّميين على هذه الديانية ؛ فعلوا فيي دينيه
وشريعته وكتابه ما لم يفعله أعداء المسيحية في عهود الضطهاد ..
ش َترُوا بِ هِ َثمَنا
عنْ ِد اللّ هِ ِليَ ْ
( َف َويْلٌ ِللّذِي نَ َي ْك ُتبُو نَ ا ْل ِكتَا بَ بَِأيْدِيهِ مْ ثُمّ يَقُولُو نَ هَذَا مِ نْ ِ
سبُونَ ) (البقرة)79:
َقلِيلً َف َويْلٌ َلهُمْ ِممّا َك َت َبتْ َأيْدِيهِمْ َو َويْلٌ َلهُمْ ِممّا َيكْ ِ
التاريخية والتعليمية
82
وأخيرا … فالعهد الجديد(:)118
.1السفار التاريخية:
)(118يرى البعيض أن الذي جرّهيم إلى هذه التسيمية وسينها لهيم هيو (بولس) الذي اعتيبر أن
بشارة المسييح جاءت بعهيد جدييد ،مميا أدى بهيم إلى أن يطلقوا عبارة (العهيد القدييم) على
المجمو عة ال تي كانوا ي سمونها فيي الماضيي بالشري عة والنيبياء ،والتيي كانوا يرون أن فيهيا
أحكام العهد الموسوي القديم الذي جدده المسيح وانظر إشارات إلى هذا المعنى في كلم بولس
في ر سالته الثان ية إلى أ هل قور نس ( ،)15-3/4وان ظر (المد خل إلى الع هد الجد يد) من الطب عة
الكاثوليكية.
وعل يه فالعهيد القدييم هو ميا بأيدي اليهود من كتيب يقدسيونها يزعمون أن من ها التوراة التيي
أنزلت على مو سى ،و هي الشري عة ال تي يعتمد ها الن صارى أيضا ،وينق سم الع هد القد يم إلى
ثل ثة أق سام -1 :الشري عة ( التوراة المحر فة ) وتش مل خم سة أ سفار ( من سفر التكو ين إلى
سيفر التثنيية ) -2 .النيبييم ؛ النيبياء الولون والخرون -3 .الكتوبييم ؛ الكتيب التاريخيية
والشعرية والمحفوظات ..
وكل العهدين الجديد والقديم يجمعها النصارى ويطبعها تحت عنوان (الكتاب المقدس) ،أما
اليهود فهم بالطبع ل يعترفون بشيء مما يسميه النصارى بالعهد الجديد ،وإنما يتشبثون فقط
بالعهد القديم الذي ثبت علميا أن الجزء المهم منه المعروف (بتوراة موسى) قد دخله التغيير
والتبديل ،وأن الشطر الكبر منه قد تم تدوينه في الفترة بين (عزرا) والفتح الروماني ،ومما
يدل على ذلك ما ورد في سفر التثنية (الصحاح ( :)6-34/5فمات موسى ..ولم يعرف إنسان
قبره إلى هذا اليوم )..فهذا كلم مكتوب موضوع مجموع بعد موت موسى والمعروف أن
فكرة جمع أجزاء العهد القديم ظهرت عند اليهود أثناء السبي البابلي وذلك بعد أن فقدوا ما كان
بأيديهم من توراة موسى ..فعندما وقعت بابل تحت حكم فارس في حدود عام (560ق.م) ورأى
اليهود كتاب الفرس المقدس الذي يجمع عقائد (زرادشت) تشوقوا إلى جمع أسفارهم في كتاب
يكون مقدسا عندهم فخرجوا من ذلك بما أصبح يسمى بالعهد القديم ،وكانت البداية على يد
(عزرا) في القرن الخامس قبل الميلد ،وتطلب جمعه على صورته اليوم نحو ألف سنة ..
ومما يدل على ذلك أن الكتاب يضم بين دفتيه أسفارا متأخرة عن عصر عزرا ،كسفر دانيال
-ورسالة أعمال الرسل المنسوبة للوقا.
-ورؤيا يوحنا.
فيكون مجموع ذلك كله سبعة وعشر ين سفرا مختل فة الح جم بعض ها قد ل يتجاوز
ورقة واحدة .
أما السفار التاريخية :فقد تقدم الكلم على أناجيلهم الربعة .
وأ ما سفر أعمال الرسل ف هو تار يخ يذ كر الحداث التي جرت للر سل ؛الذين هم
على حد ز عم الن صارى تلم يذ الم سيح الذ ين أر سلهم للدعوة إلى الن صرانية ،فهذا
التار يخ يتكلم عن دعوت هم ،و ما جرى ل هم من أحداث ب عد الم سيح ،ويتو سع في
84
الكلم على بولس( ) ،وقد اختلف النصارى في مؤلف هذا السفر ،وإن كان أكثرهم119
يرجحون أنه للوقا صاحب النجيل الثالث ويذكرون أنه كتبه بعد إنجيله في حدود
سينة 80م فيي وقيت ينقيص أو يزييد عشير سينوات ،وكان النصيارى فيي البدء
ي ستشهدون به ويقرؤو نه ،ولكن هم لم يلحقوه بكتاب هم المقدس إل في أوا خر القرن
الثاني؛ حيث كان أول من ألحقه به ،واعتبره سفرا مقدسا (إيريناوس) أسقف ليون.
وأما السفار التعليمية :فهي مجموعة الرسائل والخطب التي كان يرسلها
أو يلقيها معلموا المسيحية أثناء دعوتهم وتنقلتهم…
* أما الثلثة عشر رسالة التي كتبها بولس ،فقد كانت مكتوبة كلها باليونانية ،وهي
تتفاوت بالح جم أكبر ها ر سالته إلى أ هل رو ما ،و قد جم عت رسائله في مجموعات
كالتالي:
ومعلوم أن تفسير مارتن لوثر لهذه الرسالة أدى إلى نشأة المذهب البروتستانتي ،ولعل من
أهيم السيباب فيي ذلك أن هذه الرسيالة شأنهيا شأن رسيالته إلى أهيل غلطيية والثانيية لهيل
قورنتس ،فيها الرد على أنصار الحفاظ على الشريعة وعباداتها وتكاليفها ،فقد أعلن بولس في
كيل هذه الرسيائل الثلث؛ أن اليمان بالمسييح يُغنيي عين الختان وعين العميل بأحكام شريعية
موسى ،أو كما قال في رسالته لهل رومة( :البر الذي يأتي من اليمان من غير أعمال) فكان
هذا مناسبا لفكار لوثر النفتاحية!!.
قد علمت أن بولس ليس من تلميذ المسيح ول هو معدود في أناجيلهم المحرفة هذه في ()
119
الول ،وأك ثر المدن اليونان ية عددا في ال سكان ،فكا نت ت عج بالرذائل والهيا كل الكثيرة للوثان
المختل فة ،ح تى بل غت ب هم الوقا حة أن جعلوا هيكلً لله الدعارة يقوم بخدم ته ألف بغ ني ،أقام
()121
-والرسالة إلى أهل غلطية
.2رسائل السر وهي التي كتبها بولس إذ كان أسيرا في رومة ينتظر محاكمته:
()122
-الرسالة إلى أهل إفسس
بولس فيها عاملين يدعو إلى دينه وأنشأ فيها كنيسة كبيرة واعتقل ثم أطلق سراحة ففارقها إلى
سورية ب عد أن ات بع دعو ته طائ فة من أهل ها ولكن هم لم يقلعوا عن رذائل هم وأش هر ذلك الز نا.
ومعاشرة الرجيل لمرأة أبييه ،ولم يكونوا يتناهون عين ذلك المنكير ،ونادوا بحريّة أقرب إلى
الباحية ،فكتب إليهم بولس رسالته الولى هذه ينهاهم فيها عن أشياء من تلك المور ،ويجيب
فيها على بعض أسئلتهم حول الزواج والتبتل والذبائح للوثان التي أباح لهم أكلها ،وأغرب ما
في رسالته هذه فتواه بضرورة الحجاب للمرأة انظر ذلك في ( )16-11/2وقد كتب بولس أربع
ر سائل إلى أ هل قورن تس فقدت الولى والثال ثة ولم ي بق من ها إل الثان ية وت سمى الن الولى،
والرابعة وتسمى الثانية.
غلط ية ول ية في و سط آ سيا ال صغرى (ترك يا) اليوم أ هم مدن ها أنقرة وكا نت في ذلك ()
121
الوقيت إحدى وليات المبراطوريية الرومانيية ،وكان أهلهيا يدينون بالوثنيية ،فتأثير بعضهيم
بدعوة بولس ،ثيم جاءهيم مين ينكير على بولس بعيض باطلة ،فدعوهيم إلى الختان ،والعميل
بشريعة موسى ونبهوهم إلى أن بولس ليس برسول من رسل المسيح وأن تعاليمه تخالف تعاليم
المسيح وحوارييه؛ فكتب إليهم بولس برسالته هذه محاولً إثبات أنه من رسل المسيح دون أن
يورد أي دل يل على ذلك ،ودا فع عن دعو ته الوثني ين إلى اليمان بالم سيح من غ ير أن يفرض
علي هم الختان أو الع مل بأحكام شري عة مو سى ،ولم بطرس في إنطاك ية على مجاراة أن صار
الختان والشريعة ( )21-2/11ووبّخ أهل غلطية ووصفهم بالغبياء ،وذكرهم بأنهم نالوا النعمة
باليمان من غير الختان والعمل بالشريعة ،فما بالهم يصغون إلى أقوال الكذابين ( )5-3/1وبين
ر سالته هذه ور سالته إلى أ هل رو مة تشا به ف في كل الر سالتين ير كز بولس على أ نه ل حا جة
للمسيحيين إلى الختان أو الحفاظ على شري عة موسى لينالوا الخلص ،وهذا هو الغرض الول
لر سالته إلى أ هل غلط ية ،في ح ين أن الغرض الول لر سالته إلى الروماني ين هو البر الذي
يأتيي مين اليمان بغيير العمال فإن جمييع الناس عنده خاطئون وهيم ينالون البر إذا آمنوا
بالمسييح!! ول فرق فيي ذلك بيين اليهود والوثنييين لنهيم كلهيم أخطأوا بخطيئة آدم الولى
والخلص يأتيي مين السييد المسييح الذي صيلب بزعمهيم ليفتديهيم ويكفير عين خطيئة أبيهيم
86
()123
-الرسالة إلى أهل فليبي
()124
-الرسالة إلى فيلمون
()125
.3الرسالتان الولى والثانية إلى أهل تسالونيقي
شديدتي الشبه ببعضهما فهو يؤكد فيهما ما طنطن عليه فيما تقدم من رسائله الكبرى من أن
الم سيح جاء ليخلص الناس أجمع ين من الخطيئة ال صلية ،سواء كانوا يهودا أو وثني ين ،وأن
الخلص ل يأ تي من الختان والع مل بأحكام شري عة مو سى بل من اليمان بالم سيح وهذا هو
بيت القصيد عنده.
فيلبيي :مدينية فيي جنوب مقدونيية بالقرب مين شاطيئ البحير ،وكانيت فيي زمين بولس ()
123
مستعمرة رومانية ،وهي أول مدينة أوروبية دخلها بولس ودعا فيها إلى دينه.
فيلمون :أ حد ن صارى مدي نة قول سي ،تن صر على يد بولس وكان غنيا ،له أملك وعب يد. ()
124
فهرب أحد عبيده واسمه "أونيسمس" بعدما سرق مالً لسيده ،وجاء إلى رومة واتفق أنه صادف
بولس وتنصر على يديه .وكانت القوانين الرومانية تعاقب العبد الفار عقوبة شديدة … فكتب
بولس إلى فيلمون ر سالته هذه و هو م سجون في رو مة ،سنة ( )62-61يش فع في ها لذلك الع بد
الفار ،ويسأل فيلمون أن يعيده إليه ويعفو عنه ويحسن معاملته.
تسيالونيقي :تدعيى فيي أيامنيا سيالونيك وهيي على الحدود بيين اليونان وماكان يسيمى ()
125
بيوغ سلفيا .وكان أك ثر تاب عي د ين بولس في ها من الوثني ين وقليلً من اليهود ،ور سالتاه إلى
أهلها هما أول رسائل كتبها من رسائله كلها ،بيّن لهم في الولى أن مجيء المسيح قد اقترب
جدا فيجب أن يتأهبوا لذلك باليمان به!! ثم لما بلغه أنهم اضطربوا وارتاعوا وانتشر بينهم أن
مجيء المسيح قد حان!! بعث برسالته الثانية يحذرهم من هذا الرأي الذي كان هو السبب في
إثارته !! ويبين فيها أن مجيء المسيح لم يحن !! وأنه ل يأتي إل بعد أن تحدث بعض المور
من آيات ومعجزات وأعاج يب يأ تي ب ها ا بن الهلك الذي سيجلس في الهي كل ويز عم أ نه إله
(إشارة منه إلى المسيح الدجال).
اطلق هذا السيم فيي القرن السيابع عشير على ثلث رسيائل كتبهيا بولس فيي السينوات ()
126
()127
-الرسالتان الولى والثانية إلى طيموتاوس
()128
-الرسالة إلى طيطس
ويلحقون بذلك رسالته إلى فيلمون ،وأحيانا يضمونها إلى رسائله في السر
وقد تقدمت .
وإضا فة إلى ر سائل بولس ،أل حق الن صارى بالر سائل التعليم ية ك ما تقدم سبع
رسائل أسموها بالرسائل العامة أو الكاثوليكية :إذ كلمة كاثوليكي تعني باليونانية :
"عام" وسيميت كذلك لن الذيين كتبوهيا لم يخصيّوا بهيا مدينية واحدة أو شخصيا
نسيبوها إلى يوحنيا بين زبدي الحواري -فيميا ()129
واحدا ،وهيي :ثلث رسيائل
الخيرة من حياته إلى اثنين من معاونيه هما طيموتاوس وطيطس كانا يديران شؤون الكنائس،
ويجمع بينها جميعا نصحه لمعاونيه ،وإرشادهم إلى الخلق التي يدعوهم إلى التحلي بها ،كي
يحسنا القيام بواجبهما في رعاية الكنائس ،وحثهم على مواجهة أصحاب البدع والراء المخالفة
لهم (..أي لمعتقدات بولس الضالة التي كان يدعو إليها ).
ا سم علم يونا ني مر كب معناه خائف ال أو ت قي ال ،و قد ورد هذا ال سم غ ير مرة في ()
127
أعمال الرسيل والرسيائل الخرى ،وكانيت أميه وجدتيه يهوديتان ،ولكين أباه كان يونانيا وثنيا،
لذلك فإ نه لم يخ تن ،وتهود تبعا ل مه وجد ته ،ثم تن صرتا فتبعه ما على ذلك ثم اخت تن مجاراة
لليهود في بلدته ،وتبع بولس وصار معاونا له (روم )16/21عهد إليه برعاية كنيسة أفسس التي
أنشأها ،وعني بها عناية خاصة ،وكان طيموتاوس مصابا بضعف في معدته فنصحه بولس في
رسالته الولى بأن يشرب الخمر !! من أجل معدته وأمراضه ،أنظرها (.)5/23
هيو شخصيية يونانيية ل يعرف النصيارى عنهيا إل القلييل ،إذ لم يرد ذكره فيي أعمال ()
128
الر سل ،و كل ما يذكرو نه في ترجم ته إ نه تن صر على يد بولس ،وكان والداه من الوثني ين،
ولذلك لم يكن مختونا ،وبعد تنصره أقره بولس على ذلك ولم يختنه على طريقته مع الوثنيين،
ذكره بولس في ر سالته ل هل غلط ية ( )2/3وذ كر بأ نه لم يلز مه بالختان ،وكان من معاو ني
بولس ورافقه في بعض أسفاره ،وقضى سائر حياته في جزيرة (أقريطش) كما كانت تسمى،
وهي اليوم (كريت) ومات فيها.
الولى يقولون :أنه كتبها في مدينة أفسس في آسيا الصغرى في أواخر القرن الميلدي ()
129
الول ،ب عث ب ها إلى جماعات الن صارى المقيم ين في آ سيا ال صغرى ،كي يحذر هم من البدع
والراء الفاسدة التي أخذت تنتشر!! ويقصد بذلك الراء التي تنكر شركياتهم وتبرأ من عقيدة
88
يزعمون – ورسالتان لبطرس الذي تقدم ذكره في الحواريين فيما زعموا( ).
130
بنوة المسيح على وجه الخصوص ؛ أنظر على سبيل المثال قوله" :من هو الكذاب؟! إن لم يكن
ذاك الذي ينكر أن يسوع هو المسيح؟ هذا هو المسيح الدجال الذي ينكر الب والبن ،من ينكر
ال بن لم ي حظ بالب "… ،إلى قوله" :هذا ما أردت أن أك تب به إلي كم ،وق صدي أولئك الذ ين
يبغون إضللكم!!" أ هي (.)26-2/22
والثان ية ر سالة ق صيرة تحذر أيضا م من أن كر عقيدت هم الشرك ية في الم سيح وتشبّه هم بالم سيح
الدجال ،يقولون أنها كتبت قبل الولى.
والثالثة :قصيرة أيضا ،يقولون أنها كتبت قبل الرسالتين السابقتين بعث بها إلى تلميذه غايُس،
وعليه فهم مخطئون بضمها إلى الرسائل العامة ؛ لنها رسالة شخصية .
وهاتان الرسالتان (الثانية والثالثة) جرى حولهما خلف؛ ولم تقبل أن تضما إلى العهد الجديد
إل في وقت متأخر في القرن الرابع تقريبا .انظر المدخل إلى العهد الجديد الطبعة الكاثوليكية
ص.5
تن قل بطرس في البلد ود عا إلى الن صرانية ح تى صلبه (نيرون) ما ب ين سنة 67-64م ()
130
فاختار أن ي صلب منك سا ،ليكون رأ سه مكان رجلي الم سيح ي بزعم هم ي ل نه ل يس أهلً أن
ي صلب على الهيئة ال تي ن سبوها لمعل مه … ر سالته الولى :كتب ها من رو مه ،و قد ر مز إلي ها
ببابل لكثرة ما فيها من فساد ،فقد كان يضرب المثل بفساد بابل في ذلك الوقت ،وانظر سفر
فصاعدا) يقال أنه كتبها قبل قتله بقليل "وبعث بها إلى النصارى المقيمين في بلد (17/5 الرؤيا
آسيا الصغرى الذين كان أكثرهم من الوثنيين قبل أن يتحضروا ؛فأوصاهم فيها بالصبر وتحمل
الضطهاد ود فع ال شر بالخ ير ل بال شر .ك ما أو صاهم بالطا عة لل سلطات الحاك مة الوثن ية!!
انظر قوله (( :)17-2/13اخضعوا لكل نظام بشري من أجل ربنا الملك على أنه السلطان الكبر
…) إلى قوله( :اتقوا ال عظموا الملك) أهي وقد قال البوان المعلقان على الطبعة الكاثوليك ية
للعهد الجديد ،ص" :911دعا القديس بطرس المسيحيين إلى تعظيم الملك مع أنه وثني !! لن
كل سلطة هي من ال) أه ي .فتأ مل كم يش به هذا أقاو يل علماء ال سوء ومرج ته الع صر في
طواغيت هذا الزمان ،لتعرف عمن يأخذون !! تشابهت قلوبهم.
فهي رسالة مختلف في كتابتها ،وعلماء النصارى في عصرنا يرجحون أنها
لبولس ،ومنهم من يذهب إلى قول بعض القدمين من أن كاتبها أحد تلمذة بولس،
ويقولون " :قد يكون أبلّس الذي ورد ا سمه في كتاب أعمال الر سل ( " )18/24ان ظر
. 854 مقدمتها في الطبعة الكاثوليكية
أما الرسالة الثانية المنسوبة لبطرس أيضا … فرغم ورود اسمه في مطلعها" :إل أن جماعة
من النقاد يذهبون إلى أنها ليست من بطرس ،وممن رأى هذا الرأي أناس من علماء النصارى
الول ،وقالوا قد يكون الكا تب أ حد تلم يذ بطرس ،وأ نه عبر في ها ع ما سمعه م نه !!) أه ي
انظر مقدمتها في الطبعة الكاثوليكية للعهد الجديد ص .919
ويرجحون أنها كتبت في أواخر القرن الميلدي الول ،وهي رسالة وعظ يحذر فيها كاتبها من
(العلماء الذين وصفهم بالكذابين الذي يحدثون بدعا مهلكة وينكرون الرب الذي افتداهم) أ هي
( )2-2/1وانظر النزاع في قبول ضمها إلى العهد الجديد في المدخل إلى العهد الجديد الطبعة
الكاثوليكية ص.5
وهذه الرسالة تحتوي على مواعظ فقط ،حتى قال بعض المعاصرين ( :ولعلها الرسالة ()
131
الوحيدة ال تي لم تتلف ها أيدي بولس وأتبا عه ) أه ي ،يق صد بالتحر يف وإدخال عقيدت هم الشرك ية
فيها ؛ وأنى هذا ؟؟ وحي تستفتح بقوله( :من يعقوب عبد ال وعبد الرب يسوع المسيح) وكذا
قوله( :واليمان بربنا يسوع المسيح) أهي ( )2/1ولعل قصد أولئك المعاصرين ،أنهم لم يمدوا
أيدي هم إلى ما حو ته من التأك يد على الع مل بالشري عة ؛ فإن هذه الر سالة على صغرها ،تتم يز
من بين سائر الرسائل بميزة هامة؛ أل وهي التركيز على أهمية العمل وربطه باليمان ،وترد
على من يفصلون العمل عن اليمان ،أو يقللون من أهميته ،أو يجعلون اليمان بالمسيح وحده
دون الع مل كافيا ..م من ن ستطيع أن ن صطلح على ت سميتهم "بمرجئة الن صارى" وعلى رأس
هؤلء بولس ك ما تقدم .ف في هذه الر سالة تقرأ مثلً (( :)2/20أن اليمان من غ ير أعمال ش يء
عق يم) وأيضا في (( :)2/26فكما أن الجسد بل روح ميت فكذلك اليمان بل أعمال م يت)أه ي.
وهذا كله منا قض لقاو يل بولس وموا فق ل ما ين سبونه للم سيح في إنج يل م تى (( :)27-7/21ل
يكفي للنسان أن يقول :ر بّ ،ر بّ ! بل يجب عليه أن يُتم مشيئة الب السماوي) أهي ،وهو
مناقض لعقيدة الفداء التي يدعي النصارى أن المسيح صلب من أجلها.
و قد ز عم بعض هم أ نه أ حد الث ني ع شر ،وأن ا سمه تداوس ،و قد تضم نت هذه الر سالة ()
132
مواعظ مختلفة ،ولم تخل كغيرها من العقائد الكفرية ،كقوله تحت رقم (( :)4يتسلل إليكم أناس
90
شديدا لمدة طويلة ولم تضيم إلى مجموعية العهيد الجدييد إل فيي القرن الرابيع
الميلدي( ).
133
فهي رؤيا ينسبها أكثر النصارى إلى يوحنا أحد تلمذة المسيح الثني عشر
في زعمهم ،ذاك الذي ينسبون إليه الرواية الرابعة للنجيل … فيزعمون أنه رأى
هذه الرؤيا يقظة ،فكاتبها ل يقول أنه كان نائما لما رآها ،بل قد جاء في مطلعها:
ل جل كلم ال وشهادة ي سوع ،فاختطف ني الروح … ()134
(ك نت في جزيرة بط مس
الخ) (.)10-1/9
ويزعمون أنهيا كتبيت فيي زمين يقرب مين سينة 95م أيام اضطهاد القيصير
(دوميسيانوس) للنصارى ،والبعض يرى أن عدة فصول منها كتبت أيام نيرون.
منافقون يجعلون نعمة إلهنا فسقا ،وينكرون سيدنا وربنا يسوع المسيح)! أهي.
وقد علمت فيما تقدم أنهم يقصدون بقولهم :نعمة إلهنا ،جميع عقائدهم الشركية التي تتمثل بأن
الم سيح ا بن ال أر سله ال لي صلب ويفدي الب شر ويخل صهم من خطايا هم ،و من ثم فل دا عي
للعمل ؛ بل المتعلق بأعمال الشريعة ملعون لنه يرفض نعمة المخلص !!.
وهذه الرسالة لم تضم إلى العهد الجديد وتعتبر من الكتاب المقدس عند النصارى إل في القرن
الرابع الميلدي( .انظر المدخل إلى العهد الجديد) ،الطبعة الكاثوليكية ،ص.5
ويرجحون أنهيا كتبيت فيي إيطاليية وبعثيت إلى نصيارى مين أصيل عيبراني (يهودي) ()
133
تعرضوا للضطهاد والتشك يك في العقيدة الن صرانية ،ورب ما ار تد بعض هم عن ها ،فك تب إلي هم
صاحبها يُثبّت هم على إيمان هم بالم سيح!! و يبين أ نه أف ضل من الد ين اليهودي الذي كانوا عل يه،
ولذلك نراه يستشهد بكثير من أسفار العهد القديم …
ورحم ال بعض السلف لما رأى ناسا يهنئون مجوسيا تنصّر!! فقال :على أي شيء
يهنئونه؟؟ إنما تحول في النارة عن زاوية إلى زاوية أخرى فيها !!
وهي جزيرة تجاه البحر عند مدينة أفسس (أزمير في أيامنا) وكانت الحكومة الرومانية ()
134
تنفي إليها من ل ترضى عنهم ،فيزعمون أن كاتبها كان منفيا فيها لجل دعوته للنصرانية وأنه
كتب هذه الرؤيا فيها…
ومق صود كاتب ها ؛ ك ما هو ظا هر أن ي شد عزائم الن صارى ،ويدعو هم إلى
الثبات على دينهيم وعدم التأثير باضطهاد (القياصيرة لهيم) ،والذيين كانوا يلزمون
الناس السيجود ل هم والذبيح لوثانهيم ،وتضمنيت ر سائل مين الم سيح بزعمهيم إلى
الكنائس ال سبعة الشهيرة في ذلك الزمان ..ول تخلو بالط بع ك سائر ر سائلهم من
نسبة اللوهية إلى المسيح وغير ذلك من عقائدهم المتضمنة للكفر البواح.
ويغلب على ظين الباحثيين المعاصيرين .أنهيا مين وضيع بولس أو بعيض
أتباعه ،وكما وهو شأن كتب أهل الكتاب ،فإنها ل تخلو ،من بعض الخبار التي
يتوارث ها ويتناقل ها الن صارى عن بعض هم ،م ما كانوا يتوقعون وينتظرون ح صول
بعضه بعد المسيح وبعضه الخر في آخر الزمان من فتن وملحم وأخبار…
بل ويرى أولئك المعاصرون أن فيها وصفا للكعبة المشرفة ،كما في قوله (
( :)21/16طول ها وعرض ها وعلو ها سواء )..أه ي وجاء في تف سير الرؤ يا لح نا،
انظر كتاب (المسيح الدجال ،قراءة سياسية في أصول الديانات) لسعيد أيوب. ()
135
92
هاميش ص ( :457المدينية مكعبية)! وكذا فيي تفسيير حزقيال /فكري ص ،488قال:
(مكعبة الشكل)!!.
وقال بعد ذلك في الرؤيا ( )21/24في وصف مدينة الصادق المين( :ستمشي
المم في نورها ،ويأتيها ملوك الرض بكنوزهم ،ل تقفل أبوابها طوال اليوم لنه
ل ليل فيها ،ستحمل إليها كنوز المم!! وأبهتها ،ول يدخلها شيء نجس!) أهي.
جبَى
ح َرمًا ءَا ِمنًا يُ ْ
فتأمل هذا مع أوصاف البيت الحرام في القرآن كقوله تعالىَ ( :
علَى كُلّ
ُوكي رِجَالًا وَ َ
ّاسي بِالْحَجّ يَ ْأت َ
ّني فِي الن ِ
شيْءٍ) وقولهَ ( :وأَذ ْ
َاتي كُلّ َ
ْهي َث َمر ُ
ِإَلي ِ
ش ِركُو نَ نَجَ سٌ َفلَا يَ ْق َربُوا
عمِي قٍ) وقوله سبحانهِ( :إنّمَا ا ْلمُ ْ
ضَا ِمرٍ يَ ْأتِي نَ مِ نْ كُلّ فَجّ َ
حرَامَ َبعْدَ عَا ِمهِمْ هَذَا) ونحوه.
ا ْلمَسْجِدَ الْ َ
وفي خاتمة الوصف الذي جاء في الرؤيا إشارة إلى ماء زمزم حيث قال (
( )22/17ومين كان له الرغبية فليسيتق ماء الحياة مجانا) أهيي .وقال فيي تفسيير
حزقيال ص( :463عنيد مدخيل البييت مياه تخرج) تأميل فإن زمزم تلقاء باب البييت
الحرام ..وقال في التفسير في وصف تلك المياه … ( :فيها شفاء) أهي.
وفي الحديث الصحيح في صفة ماء زمزم أنه( :شفاء سقم) … فتأمل…
136
وب عد فهذا مل خص ما حواه كتاب هم المقدس الذي يدعو نه (بالع هد الجد يد) ..
ولم ي جر التعا مل مع كث ير من تلك ال سفار والر سائل على أن ها أ سفارا مقد سة إل
فيي أواخير القرن الثانيي ،أميا قبيل ذلك فقيد كان النصيارى حالهيم كحال اليهود
يعتبرون كتابهم المقدس الوحيد هو العهد القديم ،الذي يسمونه (الشريعة والنبياء)
وذلك بسبب فقدهم النجيل الذي أنزله ال على المسيح.
( وقد بقي النزاع قائما في كثير من الرسائل التي يضمها العهد الجديد اليوم
إلى ما بعد القرن الثاني الميلدي كالرسالة إلى العبرانيين والرؤيا ،فقد أنكر صحة
جزء من حديث رواه البزار والطبراني في الصغير عن أبي ذر مرفوعا. ()
136
ن سبتها إلى أ صحابها إنكارا شديدا مدة طويلة ،ك ما لم تق بل من ج هة أخرى ر سالتا
يوحنا الثانية والثالثة ،إل ببطء وكذا رسالة بطرس الثانية ورسالة يهوذا …)
وكذلك كانيت هناك مؤلفات كثيرة غيير هذه التيي عددناهيا ،جرت العادة أن
ي ستشهد ب ها ق بل القرن الرا بع على أن ها من الكتاب المقدس ..ولم ت بق زمنا على
تلك الحال ،بيل أخرجيت فيي آخير المير منيه ،وذلك ميا جرى لمؤلف هرماس
وعنوانه (الرا عي) ،وللديداكي ،ور سالة أكليمنخس الولى ،ور سالة برنا با ورؤ يا
بطرس ،وكا نت هناك أناج يل أخرى من سوبة إلى غ ير الرب عة ك ما تقدم ،ك ما كان
هناك أعمال رسل ورؤى غير رؤيا يوحنا ..وقد رفضت الكنيسة ذلك كله لمخالفة
كثير منه العقائد التي أقرتها الكنيسة !! مما جعل الكنيسة تستبعده ،ول تضمه إلى
مجموعية العهيد الجدييد ،الذي لم يكتميل ويقير على هذا النحيو ،فيضيم بعضيه إلى
بعض بالصورة الحالية المعروفة بأيدي النصارى ،ويطلق عليه اسم العهد الجديد
إل في القرن الرابع الميلدي( ).
137
والذي يقلل مين قيمية هذه السيفار تاريخيا ووثائقيا ،أن النصيارى أنفسيهم
يقرون ويعترفون بأنهم ل يملكون أصلً مخطوطا واحدا لشيء منها!
قال البوان المحققان للطبعية الكاثوليكيية للعهيد الجدييد فيي المدخيل ص:6
(ليس في هذه الكتب الخط ،كتاب واحد بخط المؤلف نفسه ،بل هي نسخ ،أو نسخ
الن سخ )..إلى قول هم ص( :7إن ن سخ الع هد الجد يد ال تي و صلت إلي نا لي ست كل ها
واحدة ،بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الهمية ،ولكن عددها كثير جدا
..هناك طائفة من الفوارق ل تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو واللفاظ
أو ترت يب الكلم ،ول كن هناك فوارق أخرى ب ين الك تب ال خط تتناول مع نى فقرات
برمّتها !!..
م ستفاد من (المد خل إلى الع هد الجد يد) للبوان صبحي حموي ويو سف قوشاق جي ،في ()
137
94
صلحهم للع مل متفاوت ،و ما من وا حد من هم مع صوم من مختلف الخطاء ال تي
تحول دون أن تتصفف أيفة نسفخة كانفت ،مهمفا بذل فيهفا مفن الجهفد ،بالموافقفة
التا مة للمثال الذي أخذت ع نه ،يضاف إلى ذلك أن ب عض الن ساخ ،حاولوا أحيانا،
عفن حسفن نيفة !! أن يصفوبوا مفا جاء ففي مثالهفم ،وبدا لهفم أنفه يحتوي على
أخطاء واضحفة !! أو قلة دقفة ففي التعفبير اللهوتفي!! وهكذا أدخلوا إلى النفص
قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأ!!
ثم يضاف إلى ذلك كله أن الستعمال لكثير من الفقرات في العهد الجديد في
أثناء إقامية شعائر العبادة ،أدى أحيانا كثيرة إلى إدخال زخارف!! غايتهيا تجمييل
الطقس ،أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت على التلوة بصوت عال.
ومفن الواضفح أن مفا أدخله النسفاخ مفن التبديفل على مفر القرون تراكفم
بعضه على بعضه الخر ،فكان النص الذي وصل آ خر المر ،إلى ع هد الطبا عة
مثقلً بمختلف ألوان التبديل)!! أهف.
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم فإن كنت ل تدري فتلك مصيبة
ال فصل الرابع
96
عهود الرخاء في النصرانية
عهود الرخاء ففي النصفرانية كانفت هفي الخرى عهود تحريفف وتبديفل:
ظلت عهود الضطهاد على النصارى تشتد تارة ،وتخف أحيانا ،وبقيت الدعوة إلى
النصرانية ضعيفة مستخفية غالبا إلى أن جاء عهد قسطنطين الول أو الكبر الذي
إلى سنة 337م(.)138 306 حكم من سنة
وقيد اعتنيق قسيطنطين النصيرانية فيي عام 312م فكان أول مين تنصير مين
ملوك الروم .فل ما أعلن ق سطنطين ن صرانيته ،ظهرت الن صرانية ،وبدأت بالنتشار
بقوة ،فكان له دور هام في تحويل ها من فر قة دين ية مضطهدة ،إلى ديا نة م سيطرة
ومهيمنة في أوروبا ..فكان من أول أعماله إصدار "مرسوم ميلن" الذي أصبحت
النصرانية بموجبه دينا شرعيا مسموحا به..
كان أبيو قسيطنطين واسيمه قسيطنطينوس رغيم أصيوله الوثنيية مبغضا للصينام محبا ()
138
للن صارى فخرج إلى ناح ية الجزيرة والر ها ،فتزوج من ب عض قرا ها بامرأة أع جب بجمال ها
يقال ل ها (هيل نة) كا نت قد تن صرت على يد أ سقف الر ها وتعل مت قراءة الك تب ،فولدت له
ق سطنطين هذا سنة 280م في مدي نة تي سوس في ما كان يعرف في زمان نا بيوغ سلفيا ،فتعلم
حكمة اليونان ،ثم تولى حكم المبراطورية الرومانية بعد موت أبيه قسطنطين.
والمائة الوائل لمايكل هارت. 204 انظر هداية الحيارى لبن القيم ص
طائلة علييه؛ وغطوا بيه على عهود اضطهادهيم للنصيارى وغيرهيم ،حتيى انطلى
ذلك على أكثر النصارى فتابعوهم عليه وروّجوا له ؛وطالبوا بتعويض اليهود عنه
ونسيوا لسيفههم ميا فعله اليهود بهيم وبغيرهيم فيي عهود تسيلّطهم وإفسيادهم فيي
الرض.
وقد بُديء في عهد قسطنطين ببناء عدة كنائس شهيرة مثل كنيسة المهد في
بيت لحم ..وكنيسة القمامة في القدس والتي يسميها النصارى "القيامة"( ).
139
رواه ()140
فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم :مدي نة هر قل تف تح أولً ( يع ني ق سطنطينية )
المام أحمد في مسنده (.)2/176
فقيد أعدم ابنيه الكيبر ،وزوجتيه فيي عام 326م .وقيد وصيفه (هندرلييك فان
لون) في (قصة الجنس البشري) بقوله ( :لقد كان وغدا غليظ القلب ل يرحم ).
النصارى له..
الق سطنطينية :ت سمى اليوم ا سطنبول و قد فتح ها مح مد الفا تح العثما ني سنة 857ه ي أ ما ()
140
روم ية ،ف هي رو ما عا صمة إيطال يا اليوم ،ولتفت حن ولو ب عد ح ين ،ذلك ما ب شر به ال صادق
المصدوق.
98
فالجديير بالذكير أن عهيد قسيطنطين هذا وميا تله مين عهود الرخاء على
النصرانية لم تكن أرأف بالنصرانية في التحريف والتبديل ؛ من عهود الضطهاد
السابقة .فقد ساهم قسطنطين نفسه في تحريف وتبديل وتشويه هذه الديانة.
ويصف بعض المعاصرين ذلك العهد؛ بالدور الهام الذي لعبه قسطنطين في
تاريخ الكنيسة حين أنشأ ( مجمع نيقية ) لمعالجة النق سام الداخلي!! في الكنيسة،
وذلك في عام 325م أي بعد المسيح بثلثمائة سنة وقبل البعثة المحمدية بمثل ذلك ،
و قد ع مل هذا المج مع على إنشاء(عقيدة نيق ية) ال تي أ صبحت في ما ب عد (المذ هب
الرثوذكسي) للكنسية..
ففي هذا المجمع اجتمع الساقطة والبطارقة من شتى الديار ثلث مرات في
ز من ق سطنطين ،وعدة مرات ب عد ذلك ،وقرروا ما سموه بالما نة( ) ،و هي في
141
حقيقتها الخيانة التي صرّحوا فيها بتثليثهم ،ولعن كل من يخالفهم ،خصوصا منهم
من كانوا يقولون بعقيدة التوحيد؛ ويبرؤون من ألوهية عيسى ويقولون بأنه عبد ال
ور سوله .وذلك أن الغالب على الن صارى في ذلك الزمان ؛كان ن عت عي سى عل يه
السلم باللوهية ،وهي العقيدة الكفرية التي روّجها بولس وأتباعه.
آريوس :
إن شئت أن تتعرف على محتوا ها ،فار جع إلى البدا ية والنها ية ( )2/102ل بن كث ير ح يث ()
141
قال( :ي سمونها الما نة و هي في الحقي قة أ كبر الك فر والخيا نة ،وجم يع الملك ية والن سطورية
أصيحاب نسيطوروس .أهيل المجميع الثانيي واليعقوبيية أصيحاب يعقوب البرادعيي أصيحاب
المج مع الثالث ،يعتقدون هذه العقيدة ويختلفون في تف سيرها ؛ و ها أ نا أحكي ها ،وحا كي الك فر
ليس بكافر … ثم ساقها)..
وممن أظهر هذه المقالة وصدع بها بقوة وشجاعة في زمن قسطنطين:
( أريوس بن ا صفانوس ) ،يُل قب برش يد قو مه ،و هو أ كبر تلمذة ( ماربطرس)
بطريك السكندرية ،وخريج المدرسة اللهوتية ،كان داعية قويا شجاعا ل يخاف،
وخالف أ ستاذه كثيرا ؛ فكان يحارب مقالة ألوه ية الم سيح ب كل ما أو تي من قوة ؛
وآرائه هذه هي ما يسميه النصارى بي(بدعة آريوس) ،فسخطه أستاذه وجرّده من
كهنوته.
ولميا مات بطرس رجيع آريوس عين إظهار المخالفية فأدخله (أشل) أو
(إ سكندروس) إلى الكني سة و صيّره ق سا ،ول كن مج مع ال ساقطة قرر نف يه ؛ فنفاه
القيصر وأمر بقتله ،ولكنه اختفى وظهر بعد موت القيصر.
قال ابن حزم عن آريوس( :كان قسيسا في السكندرية ،ومن قوله :التوحيد
المجرد وأن عيسى عليه السلم عبد مخلوق ،وأنه كلمة ال التي بها خلق السموات
فكا نت دعوة آريوس هذه سببا رئي سيا في ظهور المج مع الذي ()142
والرض) أه ي
أنشأه قسطنطين.
الف صل ( )1/109و في الجواب ال صحيح ل من بدل د ين الم سيح لش يخ ال سلم ا بن تيم ية: ()
142
(قال مانيوس :إن آريوس لم ي قل إن الم سيح خلق الشياء ول كن قال :به خل قت الشياء ،ل نه
كل مة ال ال تي خلق ب ها ال سموات والرض ،وإن ما خلق ال الشياء بكلم ته ،ولم تخلق الشياء
كلمته)أهي .والصواب :أن المسيح يقال له كلمة ال من حيث أن ال قال له :كن فكان من غير
أب ..فهذه هي كل مة ال ال تي خلق ال ب ها ال سموات والرض ك ما خلق الم سيح " كن فيكون"
وليسيت كلمية ال التيي خلق ال بهيا الشياء هيي المسييح نفسيه ،وكلم آريوس غيير واضيح
وتوضييح مانيوس له يحتاج إلى توضييح ،وهذا الغموض والشكال هيو سيبب تلبييس بطرييك
السكندرية في مناظرته مع آريوس في حضرة قسطنطين؛ حيث قال ردا على مقالة آريوس:
(إن كان ال بن مخلوق) ك ما تقول ،لك نه الكل مة ال تي خل قت الشياء ،فعبادة ال بن الخالق ،وإن
كان مخلوقا ،أولى من عبادة الب الذي لم يخلق وإن لم يكن مخلوقا!)
تعالى ال عن تخليطهم وكفرهم … وانظر هذه المناظرة وغيرها في إغاثة اللهفان من مصايد
الشيطان ج.2
100
مقالة البطرك ،ودعا إلى تكفير آريوس ،ودعوة جميع البطاركة والساقطة لمجمع
عام لتكفيره وتكفير كل من يقول بمقالته ،وليشرحوا في هذا المجمع الدين ،ويتفقوا
على مقالة واحدة في دينهم ؛يوضحوها ويعلنوها للناس.
فاجتمع لديه ( )2048أسقفا وبطركا مختلفي الراء والهواء في أصول النصرانية ،
خصوصا من ذلك القول في المسيح وأمه؛ فعجب قسطنطين لهم ولختلفهم ؛ ثم
انتصير للرأي القائل بألوهيية المسييح وأقرّه ..وهيو رأي بولس وكان عدد أتباعيه
من أولئك الساقفة ( )318أسقفا..
فهذا ال مبراطور الذي ل يعرف أ صول هذه الديا نة يتد خل ب سلطانه لين صر
..ثم يجمع الساقفة الذين قالوا بهذه ()143
هذه المقالة القرب إلى وثنية قومه الولى
المقالة في دار خا صة ،ويقول ل هم ( :قد سلطتكم اليوم على مملك تي لت صنعوا ما
ينبغيي لكيم أن تصينعوه مميا فييه قوام الديين !! وصيلح المؤمنيين!) فباركوا له،
وقلّدوه سيفه ؛ وقالوا له( :أظهر دين النصرانية وذب عنه).
هم اليونان فالثقافة اليونانية تقوم على تعدد اللهة ..ومن هنا كان لها أثر على استساغة ()
143
فتأميل كييف فرض المجميع بقوة قسيطنطين تلك العقيدة الكفريية على
النصيارى ،وكفّروا كيل مين يقول بغيرهيا ،ولعنوه ..فالذيين قالوا بهذه العقيدة
الكفرية هم ( )318أسقفا ،خالفهم نحو ( )1700أسقف ،وإن لم يكونوا متفقين فيما بينهم
على مذهيب واحيد ؛ ولكين قيد قييل أن منهيم قرابية ( )700أسيقف كانوا يرون رأي
آريوس أو قريبا منه في رفض ألوهية المسيح ،وهو أكبر عدد نالته نحلة من نحل
الن صرانية آنذاك ،و مع هذا ف قد ن صر ق سطنطين ماوا فق هواه م ما كان قري با من
وثنية أجداده.
وقيد تكررت المجاميع كثيرا ..حييث كانوا يجتمعون فيهيا على مقالة مين
مقالتهم الكفرية ..وينفضون على لعن من خالفهم..
قلت :ول غرابة في هذا ..فقد حلت عليهم اللعنة واستحقوها ولزمتهم إلى
يوم القيامة بلعنهم المسيح حيث زعموا أنه صلب ..وقد تقرر في كتبهم كما تقدم
أ نه (ملعون من تعلق بال صليب) و قد قال إبلي سهم بولس ( :أن الم سيح افتدا نا من
لعنة الشريعة إذ صار لعنة لجلنا).
102
ول نشك نحن المسلمون طرفة عين ،أن ال قد سلم عبده ورسوله المسيح
من لعناتهم ،وأنه عليه السلم ليس أهلً لتلك اللعنات ؛ ومن ثم فقد صدق خبر نبينا
الصيادق المصيدوق فيي هؤلء ..حييث رجعيت لعناتهيم عليهيم ،فهيم يجتمعون
وينفضون على اللعنية كميا رأييت!! ول تزال لعناتهيم تحور وتتردد عليهيم وعلى
رؤوسهم إلى يوم القيامة ؛ إل من تاب منهم وآمن وبرئ من شركه وباطله.
وقد اعترف بعض علمائهم بحلول اللعنة عليهم كما في خبر زيد بن عمرو بن نفيل
لما خرج إلى الشام يسأل عن الدين ..فلقي عالما من النصارى ،فسأله عن دينهم
فقال له :لن تكون على ديننيا حتيى تأخيذ بنصييبك مين لعنية ال :فقال رحميه ال
لرجاحية عقله :ميا أفير إل مين لعنية ال ،ول أحميل مين لعنية ال شيئا أبدا وأنّا
أسيتطيع ،فهيل تدلنيي على غيره؟ قال :ميا أعلميه إل أن يكون حنيفا قال :وميا
الحنيف؟ قال :دين إبراه يم لم ي كن يهوديا ول نصرانيا ول يع بد إل ال ،فل ما رأى
زيد قوله في إبراهيم عليه السلم خرج؛ فلما برز رفع يديه فقال :اللهم أني أشهدك
إ ني على د ين إبراه يم ..وان ظر ال خبر كاملً في صحيح البخاري ،كتاب منا قب
النصار.
قال ابن القيم رحمه ال تعالى ؛ بعد أن سرد أخبار مجامع تباركة وأساقفة
النصيارى على مير العصيور ،وعدّد عشرة مين تلك المجاميع التيي اختلفوا فيهيا
اختلفا كثيرا ،قال ( :فهذه عشرة مجامع من مجامعهم مشهورة اشتملت على أكثر
من أربعة عشر ألفا من البتاركة والساقفة والرهبان ،كلهم ما بين لعن وملعون.
فهذه حال المتقدمين منهم ،مع قرب زمانهم من أيام المسيح ،ووجود أخباره فيهم،
والدولة دولت هم ،والكل مة كلمت هم ،وعلماؤ هم إذ ذاك أو فر ما كانوا ،واهتمام هم في
دينهم كما ترى ؛ وهم حيارى تائهون ضالون مضلون ،ل يثبت لهم قدم ول يستقر
لهم قول في إلههم ،بل كلٌ منهم قد اتخذ إلهه هواه ،وصرّح بالكفر والتبري ممن
اتبع سواه ،قد تفرّقت بهم في نبيهم وإلههم القاويل ،وهم كما قال ال تعالى " :قَدْ
سبِيلِ" ( )77سورة المائدة.
سوَاءِ ال ّ
ضلّوا عَنْ َ
ضلّوا مِنْ َقبْلُ َوَأضَلّوا َكثِيرًا وَ َ
َ
فلو سألت أهل البيت الواحد عن دينهم ومعتقدهم في ربهم ونبيهم ،لجابك
الرجيل بجواب ،وامرأتيه بجواب ،وابنيه بجواب والخادم بجواب ،فميا ظنيك فيي
عصرنا هذا ،وهم نخالة الماضين ،وزبالة الغابرين ،ونفاية المتحيرين ؟ وقد طال
عليهم المد وبعد عهدهم بالمسيح ودينه ؟ ) أهي من إغاثة اللهفان (.)2/281
قد أ خبر خا تم ال نبياء والمر سلين و هو ال صادق الم صدوق ،أن الن صارى
افترقيت إلى ثنتيين وسيبعين فرقية( ) ،فهيم كذلك ،إل أن أشهرهيم ثلثية فرق هيم:
145
.1أما الملكانية:
فقيل سموا كذلك لنهم أيدوا القرار الذي نصره قسطنطين في المجمع الذي
جمعيه ،وقييل لنهيم أيدوا القرارالذي اتخذه مجميع خلكدونيية عام 451م ضيد بدعية
أوطيخيا المونوفيزيية ،القائلة بطبيعية واحدة للمسييح ،فلقبهيم مخالفوهيم بالملكييين
لوقوفهم في صف مرقيانوس الذي كان يعاضد المجمع.
جزء من حديث صحيح رواه ابن ماجة عن عوف بن مالك مرفوعا.. ()
145
104
وكل القوليين مؤداه أن هذه الفرقية تابعيت القول الذي نصيره الملوك فنسيبوا إلى
ذلك.
وأن مريم ولدت الله والنسان ) أهي .تعالى ال عن كفرهم علوا كبيرا.
فقد صرحوا بإثبات التثليث .ولذلك زعم البعض أن قول ال تعالى " لَقَدْ كَ َفرَ
ِثي َثلَاثَةٍ" ( )73المائدة ؛ إنميا هيو فيي الملكانيية خاصية..
ّهي ثَال ُ
ِيني قَالُوا إِن ّ الل َ
الّذ َ
وكنيسيتهم تسيمى كنيسية الروم وطائفتهيم منتشرة فيي سيورية ومصير والردن
وفلسطين ويتكلم معظمهم العربية.
.2النسطورية:
فرقة نشأت في زمن دولة المسلمين في عهد المأمون ،وهم قليل وينسبون
إلى ( نسطور الحكيم ) الذي كان يقول :إن ال تعالى واحد ذو أقانيم ثلثة :الوجود
والعلم والحياة ،وهذه القانييم ليسيت زائدة على الذات ول هيي هيو ،وأن الكلمية
يريدون بالجوهر ذات ال والقانيم الصفات كالوجود والحياة والعلم وسموها الب والبن ()
147
والروح القدس.
اتحدت بالجسد ل على سبيل المتزاج كما قالت الملكانية ،ول على طريق الظهور
كما قالت اليعقوبية؛ لكن كإشراقة الشمس في كوة على بلورة ،وكظهور النقش في
الشمع إذا طبع بالخاتم.
وقالوا إن مرييم لم تلد الله ،وإنميا ولدت النسيان ،وأن ال تعالى لم يلد
النسان وإنما ولد الله .وقالوا إن القتل وقع على المسيح عن جهة ناسوته ل من
جهة لهوته لن الله ل تحله اللم( ).
148
وهذه الفرقية غالبية على الموصيل والعراق وفارس ..ونسيطور هيو الذي
اعترض على تسيمية مرييم العذراء بوالدة الله ،وقيد كان بطريركا بالقسيطنطينية
فاجتمع مجمع البطارقة وردوا قوله ولعنوه ،وقرروا أن مريم ولدت إلها هو يسوع
المسيح .
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (( :)2/92قالت النسطورية ؛ كان فينا ابن
ال ما شاء ثم رفعه ال إليه) أهي ..
ومن أقوالهم :أن اللهوت والناسوت جوهران أقنومان وإنما اتحدا في المشيئة.
.3اليعقوبية:
ويدور مذهب هم على القول بأن الم سيح هو ال ،وقالوا بالقان يم الثل ثة ،إل
تأمل محاولت الترقيع لعقائدهم الشركية التي ل ترتقع ،إذ يقال لهم :إن كان القتل وقع ()
148
على جزء الناسوت ،فهل دفع جزء اللهوت عن الناسوت ؟ ويقول ابن القيم في إغاثة اللهفان
( ( :)2/297يقال لعباد ال صليب :ل يخلو أن يكون الم صلوب النا سوت وحده أو مع اللهوت ؟
فإن كان المصلوب هو الناسوت وحده ،فقد فارقته الكلمة ،وبطل اتحادها به ،وكان المصلوب
جسدا من الجساد ،وليس بإله ،ول فيه شيء من اللهية والربوبية البتة ،وإن قلتم :إن الصلب
على اللهوت والناسيوت معا ،فقيد أقررتيم بصيلب الله وقتله وموتيه ،وقدرة الخلق على أذاه،
وهذا أبطل الباطل وأمحل المحال)أهي.
106
أنهم قالوا إن الكلمة انقلبت لحما ودما؛ فصار الله هو المسيح وهو الظاهر بجسده
بل هو هو .فهم يقولون باتحاد ال بالنسان في طبيعة واحدة هي المسيح ؛فال ي
تعالى عن عظيم كفرهم ي مات وصلب وقتل ،وبقي العالم ثلثة أيام بل مدبر ،ثم
قام ورجع كما كان.
قال ا بن كث ير( :قالت اليعقوب ية :كان في نا ال ما شاء ثم صعد إلى ال سماء) أه ي.
عاش اليعاقبة في مصر والسودان والنوبة والحبشة.
• وجم يع هذه الطوائف الثل ثة قالوا أن ال جو هر وا حد وأقان يم ثل ثة ،وأ حد القان يم
عند هم الب وال خر ال بن وال خر روح القدس ..وبعض هم يقول أن القان يم
خواص ..وبعضهم يقول :صفات ..وبعضهم يقول :أشخاص ..
و من هذا تعلم أ نه ل يس بم صيب من ز عم بأن مراد ال تعالى في قوله " :لَقَدْ كَ َفرَ
ن اللّهَ ثَاِلثُ َثلَاثَةٍ" الملكانية خاصة.
الّذِينَ قَالُوا إِ ّ
وهذا الذي قاله هؤلء لييس بشييء؛ فإن ال أخيبر أن النصيارى يقولون أنيه ثالث
ثلثة وأنهم يقولون إنه ابن ال وقال لهم :ل تقولوا ثلثة ،مع إخباره أن النصارى
افترقوا وأل قى بين هم العداوة والبغضاء بقولهَ " :ومِ نَ الّذِي نَ قَالُوا ِإنّ ا نَ صَارَى أَخَذْنَا
غ َر ْينَا َب ْي َنهُ مُ ا ْلعَدَا َوةَ وَا ْل َبغْضَاءَ ِإلَى َيوْ مِ الْ ِقيَامَةِ"
مِيثَا َقهُ مْ َفنَ سُوا حَظّا ِممّا ُذ ّكرُوا بِ هِ فَأَ ْ
( )14المائدة.
وقال " :وعلى هذا فتكون كيل آيية مميا ذكره ال عين القوال تعيم جمييع
طوائف هم وت عم أيضا بتثل يث القان يم ،وبالتحاد والحلول ،فت عم أ صنافهم وأ صناف
كفرهم ،ليس يختص كل آية بصنف ،كما قال من يزعم ذلك.
ول تختص آية بتثليث القانيم ،وآية بالحلول والتحاد ،بل هو سبحانه ذكر
في كل آية كفرهم المشترك.
ولكن وصف كفرهم بثلث صفات وكل صفة تستلزم الخرى :أنهم يقولون
المسييح هيو ال ،ويقولون هيو ابين ال ،ويقولون إن ال ثالث ثلثية ،حييث اتخذوا
المسييح وأميه إلهيين مين دون ال ،هذا بالتحاد ،وهذا بالحلول ،وتيبين بذلك إثبات
ثلث آل هة منف صلة غ ير القان يم ،وهذا يتض من جم يع ك فر الن صارى ،وذلك أن هم
يقولون :الله جوهير واحيد له ثلثية اقانييم ،وهذه القانييم يجعلونهيا تارة جواهير
وأشخاصا ،وتارة صفات وخواصا" .أهي.
108
ومن هذا كله يتبين لك أن النصارى على اختلف مناهجهم يعتقدون أن في
اللهوت ثلثية يُعبدون ،وعباداتهيم تفييد أنهيم متغايرون ،وأن اتحدوا فيي الجوهير
والقدم والصفات.
ولكين كتّابهيم يحاولون أن يجعلوهيم جميعا أقانييم لشييء واحيد ،أي أنهيم
يحاولون الجمع بين التثليث والوحدانية بصورة بعيدة عن الفهام والواقع.
قال شيخ السلم رحمه ال ..( :ومن هنا قيل :النصارى ،غلطوا في أول
مسألة من الحساب الذي يعلمه كل أحد!! وهو قولهم الواحد ثلثة !!)أهي.
* أولً :الكاثوليك:
وت سمى كني ستهم بالكني سة الغرب ية لمتداد نفوذ ها إلى الغرب اللتي ني الذ ين
يسيكنون بلد إيطالييا وبلجيكييا وفرنسيا والبرتغال وإيرلندا ويوجيد لهيم أتباع فيي
أمري كا الشمال ية والجنوب ية وأفريق يا وآ سيا ،ويدعون أن مؤ سس فرقت هم (بطرس)
كيبير الحوارييين ،ويدعون أن بابوات روميا خلفاؤه ،ولذلك يسيمون كنيسيتهم
بالبطرسية أو اللتينية ،لنها تدعى إمام الكنائس ومعلمتها ،لنها وحدها التي تنشر
النصرانية في العالم.
يي ويتبيع للكنيسية الكاثوليكيية طوائف أخرى وإن لم تكين كاعتقادهيا فيي طبيعية
المسيح وهم:
.1النسفطورية :تقدم الكلم عليهيا وأنهيا نسيبة إلى نسيطور ،الذي كان بطريركا
للق سطنطينية لمدة أر بع سنين ق بل خل عه ونف يه إلى م صر ،وكان يرى أن مر يم
أم المسييح لم تلد الله بيل ولدت النسيان فقيط ،ثيم اتحيد النسيان بعيد ولدتيه
بالقنوم الثاني وهو البن ،وليس ذلك التحاد حقيقي بل مجازي لن ال منحه
المحبة ،فهو اتحاد في المشيئة عنده.
.2المارونية:
مقر ها لبنان ن سبة إلى القد يس مارون الذي أعلن سنة (667م) أن الم سيح ذو
طيبيعتين ولكنيه ذو إرادة واحدة أو مشيئة واحدة ،ولم يُقبيل قوله ،فاجتميع المجميع
ال سادس بمدي نة الق سطنطينية سنة (680م) وقرر ر فض نحلة مارون ،ولع نه وتكف ير
كل من يذهب إليها ،وقد نزلت بأتباعه المحن والضطهادات ،فلم يجدوا أمامهم إل
الفرار والعتصام بمدن جبل لبنان ،وقد تحايلت الكنيسة الكاثوليكية وقربتهم إليها،
فأعلنوا لهيا الطاعية والتحاد معهيا سينة 1182م على أن يبقوا على رأيهيم ،ولهيم
بطريركهم الخاص بهم ،وإن كان يقر بالرياسة لبابا روما …
110
.2السريان:
طوائف من الن صارى يقولون أن الم سيح ذو طبي عة واحدة ،لكن هم يعترفون
برئاسة الكنيسة الكاثوليكية عليهم ،وأن لهم رأيهم وبطريركهم الخاص لهم.
* ثانيا :الرثوذكس:
مقرها الصلي كان القسطنطينية ،بعد انفصالها عن كنيسة روما سنة 1054م
..وترتيبها يتبع نظام الكليروس :فيبدأ من البطريرك ويليه في الرتبة المطارنة.
ثم الساقفة ،ثم القمامصة ،وهم قسس ممتازون ،يليهم القسس العاديون.
-لم تقبل كنيستهم أكل لحم المخنوق ،ورفضت إباحة أكل لحم الدم للرهبان.
ي وهناك طوائف أخرى تتبع المذهب الرثوذكسي وإن كانت كنائسها مستقلة:
.1الكنسية المصرية:
رئ يس هذه الكني سة هو بطريرك الق بط المق يم بالقاهرة ويد عى حاليا ( باب
السكندرية) ورئيس الفريقيين النصارى ،ويتبعون في هذه الرياسة سكان الحبشة،
فهم خاضعون لبطريرك الكنيسة القبطية وهو يعين لهم أسقفا يسوسهم.
وانعقيد بعيد ذلك مجميع خليكدونيية سينة 451م وتقرر فييه أن المسييح فييه
طبيعتان ل طبيعة واحدة ،وأن اللوهية طبيعة وحدها والناسوت طبيعة وحده التقيا
فيي المسييح ،وبذلك رفيض المجميع الخيير رأي الكنيسية المصيرية بيل لعين هذا
المجمع (ديسقورس) بطريرك السكندرية مما جعل القباط المصريين لما سمعوا
بما نزل برئيس كنيستهم ،يجتمعون على عدم العتراف بقرارات ذلك المجمع ،بل
ثاروا ضده ورفضوا تعيييين بطريرك على غييير مذهبهييم وكان قرار مجمييع
خليكدونية هذا هو سبب انفصال الكنيسة المصرية عن الكنسية الغربية.
.2الرمن:
طوائف مين النصيارى موطنهيم الصيلي أرمينييا ،وإن كانوا ينتشرون فيي
مصير والردن وبلد الشرق الوسيط ،ويعتقدون فيي المسييح اعتقادات الكنيسية
القبط ية ،و هي أن الم سيح ذو طبي عة واحدة ومشيئة واحدة ،ول كن طقو سهم الدين ية
وتقاليدهيم مختلفية ،كميا أن لهيم بطاركية مسيتقلين ،فهيم ل يندمجون ميع الكنائس
الخرى.
112
الدين أو طائفة أخرى ،وخالفوا بذلك الكنائس الخرى التي تعتبر فهم النجيل وقفا
على رجال الكنيسة.
وكان من أعماله ترج مة (كتاب هم المقدس) إلى الل غة اللمان ية ليم كن كل أ حد من
قراءته دون الرجوع إلى رجال الدين.
طلب منه التبري من آرائه علنا فرفض ،فأعلن أنه كافر خارج عن القانون
في مجمع ورمس 1521م وأن كتبه محرمة .وحكم بأن يحرق لوثر على الخازوق،
ولكن آراؤه لقيت تأييدا واسعا في ألمانيا ،خصوصا من بعض المراء اللمان ،مما
نجاه من تلك العقوبات.
ولد عام 1483م فيي ألمانييا .درس اللهوت ،وبعيد أن نال الدكتوراه صيار يدرسيه ،أنتقيد ()
151
الكنيسة في بداية عام 1517م حيث ألصق على باب الكنيسة في (وتنبرغ) الحتجاجات الي ()95
و من أهم ها صكوك الغفران ال تي تبيع ها الكني سة ،وكان من نتائج دعو ته ال صلحية!! إنشاء
المذهب البروتستانتي .وكان للصلح الديني الذي نادى به دورا هاما في الكنيسة ،فقبل عام
كا نت هناك كني سة ر سمية واحدة معترف ب ها و هي الكني سة الرومان ية الكاثوليك ية ،وكان 1517
كيل مين يخرج على الكنيسية يعاقيب لكونيه كافرا ..وبعيد ذلك تجرأ الناس على الكنيسية،
وتعددت الكنائس .وكان لوثر يكره اليهود بشكل فظيع ،ولعل لكتاباته شديدة اللهجة ضد اليهود،
أثر في تمهيد الطريق لعصر هتلر في ألمانيا أوائل القرن العشرين.
لهوتية والخرى ناسوتية.
• عقيدة التثليث ،وما تضمنته قرارات المجامع السابقة في العقيدة ،خصوصا قرارات
مجميع نيقيية سينة 325م وقرارات مجميع القسيطنطينة سينة (381م) ،ففيي الول
تقررت عقيدة التثل يث وألوه ية الم سيح عند هم ،و في الثا ني قرروا ألوه ية روح
القدس ،تعالى ال عما يقولون علوا كبيرا.
• الب حث عن إنج يل الم سيح نف سه بمع نى القت صار على تعال يم الم سيح ال صلية،
واستبعاد الدخيل على ذلك ،خصوصا ما يتعلق بالعقيدة.
• مراج عة بشارة الم سيح بال نبي ال مي صلى ال عل يه و سلم ؛ الذي يأ تي من بعده
خاتما للرسل ،والبحث عن ذلك في تعاليم المسيح الصلية.
إذ كل من اد عى ال سعي في ا صلح الن صرانية أو كني ستها؛ دون أن يطرق هذه
ال صول المه مة في الديا نة الن صرانية ؛ ف هو ضال وا هم في إ صلحه ،ودعواه
محض زيف وضلل..
114
الخاتمة
ين دعاة حاولوا
يا مي
يي تاريخهي
ييحية لم تعدم في
يل حال فإن المسي
وعلى كي
العتراض على بعيض جوانيب العقيدة النصيرانية والتعرض إلى بعيض تلكيم
الصول الخطيرة ،منهم:
-آريوس :تقدم أنه كان قسيسا في السكندرية في بداية القرن الرابع الميلدي ،وهو
الذي أعلن أن ال وحده هيو الله الوحيد ،أميا المسييح والروح القدس فهميا
مخلوقان ،وقد حكم عليه مجمع نيفيه بالكفر ،وقرر قتله ونفيه ،ولعن أتباعه..
-مقدونيوس :تأثر بآراء آريوس .رقى كرسي البطريركية بالقسطنطينية بعد بولس
فكان أسقفا للقسطنطينية..
وكان يقول أن عيسى عبد مخلوق وإنسان نبي؛ رسول ال كسائر النبياء عليهم
وكلمية ال وأن روح القدس والكلمية ()152
السيلم ،وأن عيسيى هيو روح القدس
مخلوقتان ،عقيد مجميع القسيطنطينية سينة 381م مين أجله وقرر حرمانيه وطرده
وعزله.
-أوريجانوس :الذي أعلن أن ال ل يدر كه الف هم ،و هو أعلى من أن تكون أو صافه
شبيهة بالنسان ،وأن ال ل يجزأ ول يجسد ول يحصر ،فحكم عليه بالحرمان،
وحرقت كتبه وطرد هو وأتباعه.
-الفيلسيوف النصيراني ( ترتليان ) :فيي القرن الثالث الميلدي ،أعلن قوله ( :إن ّا
ال صحيح أن روح القدس هو الملك جبرائ يل ،و هو مخلوق ،أ ما كل مة ال فقوله تعالى: ()
152
"كن فيكون" التي خلق سبحانه بها المسيح من غير أب فالمسيح مخلوق ،أما كلم ال فهو منه
سبحانه ،ولذلك فهو غير مخلوق.
بريئون ممن ابتدعوا مسيحية رواقية أو إفلطونية جدلية؛ بعد المسيح والنجيل
لسنا بحاجة إلى شيء).
-ال سقف ن سطور :كان ينكر ألوهية الم سيح ويقرر أن الم سيح إن سان ك سائر الناس
مملوء بالبركة.
-سرفيتوس :في إ سبانيا جا هر بوحدان ية ال ،وإنكار الثالوث ،فقرروا إحرا قه حيا
سنة ()1553م.
وغيرهم ..
ين حاول
يل مي
يث ،لحقوا كي
إل أن عشاق الشرك والزور والبهتان والتثليي
العتراض على شيء من شركهم وكفرهم وبهتانهم.
وقيد وصيف ال تعالى حال هؤلء ومين تابعهيم بقوله سيبحانه" :اتّخَذُوا
حبَارَهُمْ َورُ ْهبَا َنهُمْ َأ ْربَابًا مِنْ دُونِ اللّهِ وَا ْلمَسِيحَ ابْنَ َم ْريَمَ َومَا ُأ ِمرُوا ِإلّا ِل َي ْعبُدُوا ِإَلهًا
أَ ْ
ش ِركُونَ" ( )31التوبة.
عمّا يُ ْ
سبْحَانَهُ َ
وَاحِدًا لَا ِإلَهَ ِإلّا ُهوَ ُ
وقد روى المام أحمد والترمذي وابن جرير في تفسير هذه الية من طرق يقوي
بعض ها ب عض أن عدي بن حا تم ر ضي ال ع نه ل ما بلغ ته دعوة ر سول ال صلى
ال عليه وسلم فرّ إلى الشام وكان قد تنصّر في الجاهلية فأُسرت أخته وجماعة من
قو مه ؛ ثم م نّ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على أخ ته وأعطا ها ،فرج عت إلى
أخيها فرغّبته في السلم وفي القدوم على رسول ال صلى ال عليه وسلم ؛ فقدم
عدي إلى المدينية وكان رئيسيا فيي قوميه طييء ،وأبوه حاتيم الطائي المشهور
بالكرم ،فتحدث الناس بقدومه فدخل على رسول ال صلى ال عليه وسلم وفي عنق
116
حبَارَهُمْ
عدي صليب من فضة ،وهو صلى ال عليه وسلم يقرأ هذه الية ( اتّخَذُوا أَ ْ
ن اللّهِ ) قال عدي :فقلت؛ إنهم لم يعبدوهم .فقال" :بلى إنهم
َورُ ْهبَا َنهُمْ َأ ْربَابًا مِنْ دُو ِ
حرموا عليهيم الحلل وأحلوا لهيم الحرام فاتبعوهيم؛ وذلك عبادتهيم إياهيم" ،وقال
ر سول ال صلى ال عل يه و سلم " :يا عدي ما تقول ؟ أيضرك أن يقال ال أ كبر؟
فهل تعلم شيئا أكبر من ال ؟ ما يضرك ؟ أيضرك أن يقال ل إله إل ال ،فهل تعلم
إلها غيير ال ؟ ثيم دعاه إلى السيلم فأسيلم وشهيد شهادة الحيق .قال :فلقيد رأييت
وجهه استبشر ثم قال" :إن اليهود مغضوبٌ عليهم ،والنصارى ضالون".
و قد رأ يت في ما تقدم أمثلة كثيرة م ما فعله أحبار الن صارى وبطارقت هم ورهبان هم
وق ساوستهم في هذه الديا نة من التعر يف والترق يع ،و ما أدخلوا في ها من الشرك
والتثل يث ..وك يف ا ستحقوا بذلك لع نة ال هم و من تابع هم على افترائ هم على ال
وعلى عبده ورسوله المسيح ؛ من الشرك الصراح والكفر والبواح.
وأخيرا …
جاء السيلم بهذا التوحييد الصيافي ؛ فيي وقيت كان النصيارى قيد مسيخوا
دينهيم وبدلوه وحرموه ..ولم يبيق مميا جاء بيه المسييح علييه السيلم إل رسيوم
وأطلل تلوح مُغبّ شة ك ما تلوح بقايا الو شم في ظاهر ال يد ،قد سفت علي ها سوافي
الجهل والتبديل والتحريف والتثليث.
ول يس أدل على هذه الحال ،م ما جاء في خبر ق صة إ سلم سلمان الفار سي
الطويلة والتي رواها المام أحمد في مسنده ( )444-5/441وفيها حكاية تنقله بين بقايا
من رهبان أ هل الكتاب في بقاع متفر قة ،كل يدله ع ند مو ته على وا حد ،في بق عة
بعيدة عنه ،يعرفه ول يعرف غيره ممن يظنهم على دين المسيح في ذلك الزمان؛
وكان عددهيم جميعا ل يتجاوز أصيابع الييد الواحدة ،حتيى قال له بعضهيم لميا
حضر ته الوفاة ( :أي ب ني وال ما أعلم أحدا اليوم على ما ك نت عل يه ،ل قد هلك
ل بالموصيل وهيو فلن ،فهيو
الناس وبدلوا ،وتركوا أكثير ميا كانوا علييه ،إل رج ً
على ما ك نت عليه؛ فال حق به ) إلى أن كان ع ند آخر هم وحضره الموت فقال له
سلمان ( :إني كنت مع فلن فأوصى بي إلى فلن وأوصى بي فلن إلى فلن ثم
أوصى بي فلن إليك فإلى من توصي بي ؟ وما تأمرني ؟ فقال له ( :أي بني ما
أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه ،ولكنه قد أظلك زمان
نيبي هيو مبعوث بديين إبراهييم؛ يخرج بأرض العرب ،مهاجرا إلى أرض بيين
حربتين بينهما نخل ،به علمات ل تخفى؛ يأكل الهدية ول يأكل الصدقة ،بين كتبه
خا تم النبوة ،فإن ا ستطعت أن تل حق بتلك البلد فاف عل …) إلى آ خر ق صة سلمان
118
الفارسي .
وقد بشر ال تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه صلى ال عليه وسلم من آمن
مين النصيارى بعقيدة التوحييد التيي جاء بهيا السيلم ؛وصيدق بخاتيم النيبياء
والمرسلين صلى ال عليه وسلم ؛ أن يؤتى أجره مرتين.
فقال تعالى" :الّذِينَي ءَا َت ْينَاهُمُي ا ْل ِكتَابَي مِن ْي َق ْبلِهِي هُم ْي بِهِي ُي ْؤ ِمنُونيَ(َ )52وإِذَا ُي ْتلَى
سِلمِينَ()53أُوَلئِ كَ ُي ْؤ َتوْ نَ
عَل ْيهِ مْ قَالُوا ءَا َمنّ ا بِ هِ ِإنّ هُ الْحَقّ مِ نْ َربّنَا ِإنّ ا ُكنّ ا مِ نْ َق ْبلِ هِ مُ ْ
َ
ُمي ُينْفِقُونيَ"
السيّيئَةَ َو ِممّاي َرزَ ْقنَاه ْ
َسينَةِ ّ
ُوني بِالْح َ
صيَبرُوا َويَ ْدرَء َ
ْني بِمَا َ
ُمي َم ّر َتي ِ
جرَه ْ
أَ ْ
(القصص).
وفي الصحيح عن أبي موسى الشعري رضي ال عنه قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم " :ثلثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه
ثم آمن بي … ..الحديث ".
وروى المام أحمد عن القاسم بن أبي أمامة قال :إني لتحت راحلة رسول
ال صلى ال عل يه و سلم يوم الف تح ،فقال قولً ح سنا جميلً ،وقال في ما قال " :من
أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين ،وله ما لنا وعليه ما علينا … .الحديث".
ومن َقبِلَ ممن أصر على البقاء على دينه الدخول تحت حكم السلم ؛كانت
له ذ مة ال وذ مة ر سوله صلى ال عل يه و سلم الذي أو صى في كث ير من أحادي ثه
بأهل الذمة خيرا.
حتى نعم هؤلء في ظل حكم السلم بأمن وأمان لم يحلموا بمثله في ظل
أي ح كم آ خر ،ول عايشوه من ق بل ،ول ح تى في ح كم ق سطنطين الذي كان أول
مين أظهير ديانتهيم وجعلهيا ديين الدولة وفرض أناجيلهيا وعقائدهيا الشركيية بقوة
سلطانه !..إذ قد تقدم أنه كان ينكل ويقتل كل مخالف لما قرره بقوته في مجامعه
وإن كان من أ كبر ق ساوستهم ..وهذا ما لم يتعرض لمثله الن صارى في ظل حكم
السيلم الذي أقرهيم على دينهيم بشرط دفعهيم الجزيية ونزولهيم تحيت أحكام دولة
السلم.
26 يقول فيكتور سيحاب فيي كتابيه (مين يحميي المسييحيين العرب) ص
ف صاعدا ( :ل شك أن الم سيحيين المخضرمين الذي عا صروا الفتح ال سلمي هم
أك ثر من ل مس ال مر بوضوح ،إذ انتقلوا فجأة من سلطان دولة كا نت تضطهد هم
اضطهادا وصفه بعض المؤرخين العصريين في أوروبا بأنه ل يشبه حتى أعمال
البهائم ،إلى سيلطان دولة حافظيت لهيم على أديارهيم وبيعهيم ،كميا خيرتهيم بيين
اعتناق السيلم ،والبقاء على دينهيم بشرط الدخول فيي ذمية المسيلمين ،أي بشرط
النضمام إلى دولة ال سلم ور فض القتال مع أعدائ ها ،وكان ( ألكيروس الكني سة
120
المصيرية ) متخفيا فيي الصيحاري هربيا مين المذابيح البيزنطيية .فلميا جاء الفتيح
السيلمي عادت الكنيسية المصيرية إلى ح ّريّتهيا الكاملة علنا( ) ،ولقيد كان فيي
153
السلم متسع للنصارى لم يكن متاحا لهم شيء منه في دولة بيزنطية.
إنيه ديننيا ديين عظييم ،كفلت شرائعيه العدالة لرعاييا دولتيه الخاضعيين
لحكامهيا ،ول تتبدل تلك الشرائع ،ول تتغيير عدالتهيا ..بيل هيي محفوظية بحفيظ
الذكير الذي تكفيل ال بحفظيه إلى أن يرث سيبحانه الرض ومين عليهيا؛ رغيم
ال ساليب والممار سات المقابلة ال تي عا مل ب ها الن صارى ال صليبيون الم سلمين ،
عندميا غزوا بلدنيا ،أو عندميا صيارت لهيم الدولة والصيولة فيي بعيض بلد
المسلمين.
ف قد أ خبر ال نبي صلى ال عل يه و سلم صحابته بأن هم سيفتحون م صر؛ وأو صاهم بأهل ها ()
153
خيرا ،كما في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي ذر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
" إنكم ستفتحون مصر ؛ وهي أرض يسمى فيها القيراط ،فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن
لهم ذمة ورحما " أو قال " ذمة وصهرا "
والقيراط :جزء من أجزاء الدرهم والدينار كان أهل مصر يستعملونه زمن الفتح .
والذمة :الحرمة والحق.
والرحم :لكون هاجر أم إسماعيل منهم.
أما الصهر :فلكون مارية القبطية أم إبراهيم ابن النبي صلى ال عليه وسلم ،منهم .
نقلً عن كتاب "المسيح الدجال" لسعيد أيوب هامش ص .74 ()
154
فيوم اسيتولى الصيليبيون على بييت المقدس فيي (15/1/1099م) ذبحيو نحيو ( )70ألف
م سلم ،ولم يرحموا الشيوخ ول الطفال ول الن ساء في مذب حة ا ستمرت 3أيام ،ولم
تنتيه إل بعيد أن أعياهيم الجهاد مين القتيل ،حييث حطموا رؤوس الصيبيان على
الجدران ،وألقوا بالطفال الرضيع مين أسيوار الحصيون وشووا الرجال على النار
وبقروا بطون الحواميل ..وهذا كله مدوّن فيي توارييخ النصيارى أنفسيهم ؛ فضل
عن تواريخ المسلمين .
وأما صلح الدين فإنه لما استعاد بيت المقدس من أيديهم بعد ( )90سنة من
هذه المجزرة؛ لم يعامل هم بالم ثل ،ول ما سُلمت له الحام ية الن صرانية هناك؛ أمّن هم
على حياتهيم ،وكانوا أكثير مين ( )100ألف ،وأعطاهيم مهلة للخروج فيي سيلم ولم
يقتل أحدا منهم ،ول فعل مثلما فعل (ريكاردوس) النجليزي الذي قتل أمام معسكر
المسلمين 3آلف سلموا أنفسهم إليه؛ بعد أن قطع على نفسه العهد بحقن دمائهم !!
وهكذا كا نت عهود هم دوما مع الم سلمين ،ف في الندلس ع قد الم سلمون في
غرنا طة معاهدة الت سليم من الملك ين (فردي نا وإزابيل) لكنه ما نق ضا الع هد ؛ وق تل
من المسلمين ما يقرب من ثلثة مليين!!
وما محاكم التفتيش التي جرت بعد ذلك على سمع وبصر العالم كله لمسلمي
الندلس بخافية على أحد؛ ويكفي كي يعرف المرء الفرق في التعامل بيننا وبينهم؛
أن يعلم أن الملكة إيزابيل قد أصدرت عام (1502م) مرسوما يخيّر جميع الندلسيين
بين التنصير أو الرحيل !! ومن لم يرض بهذا أوبذاك ؛ نال مصيره المحتوم الذي
سمعت به الدنيا كلها ولم يخف على أحد.
أما في عصرنا الحديث فما أظن أن المجازر التي ارتكبها عباد الصليب في
جمييع أنحاء المعمورة قيد غابيت عين ذاكرة أهيل العصير ،فالعهيد بمجازر صيبرا
وشاتيل ما زال قريبا ،فبرغم تخلي أك ثر أ هل ذلك المخ يم عن دين هم وتحلل هم من
إسلمهم إل من الهوية والسماء ي إل من رحم ال وقليل ماهم ي؛ فقد كان ذبح
النساء والشيوخ والطفال الرضع يتم على أساس أنهم قد شموا رائحة السلم في
122
يوم مين اليام!! بدلييل نجاة كيل مين انتسيب إلى عباد الصيليب مين العامليين فيي
المستشفيات أو الغاثة في ذلك المخيم ،واستئصال شأفه من سواهم من المنتسبين
للسلم.
أ ما في البو سنة والهر سك وكو سوفا والفلب ين وأندوني سيا في جزر الملوك
وغيرهيا ..فل تسيل عين المذابيح والمجازر التيي تميت على أسياس حقيد عباد
الصيليب على ديين المسيلمين ،ولم يراعوا فيي ذلك أدنيى آداب الحروب والعهود
والخلق ،ولم يستثنوا طفلً أو امرأة أو شيخا..
وفيي الوقيت الذي تشين فييه حكومات الغرب الصيليبي الكافير الغارة على
المجاهدين المسلمين في كل مكان ،وتصفهم بالرهاب وتتهمهم بقتل المدنيين ونحو
ذلك من الوصاف والتهم ال تي يحاولون ب ها تشو يه جهاد الم سلمين ودين هم ؛ نرى
قياداتهيم الصيليبية الحاقدة فيي غرب حقوق النسيان بيل والحيوان!! تتآمير ميع
القائمين على تلك المذابح في كل مكان وتمدهم بالعون والدعم والتأييد وما حصل
في البوسنة والهرسك في السنوات القريبة الماضية أكبر شاهد على ذلك ..
ختاما ….
والنصارى وكذا اليهود ينتظرون نزول المسيح قبل يوم القيامة ؛ونحن المسلمون
ننتظر ذلك أيضا.
والفرق بيننيا وبين هم أننيا ننت ظر الم سيح ابين مرييم ع بد ال ور سوله؛ أ ما
النصارى فإنهم ينتظرون المسيح الذي يدعي اللوهية ويدعونها هم له ؛وليس ذلك
إل (المسييح الدجال) الذي سييتبعه كثيير مين الخلق مين يهود ونصيارى وغيرهيم،
خصيوصا عندميا يرونيه يحييي الموتيى ويأتيي بغيير ذلك مين خوارق العادات،
ويصطحب كثيرا من الشهوات ،ويحق ال الحق في خاتمة المطاف؛ فيقتله المسيح
نبي ال ليب طل بذلك عقيدت هم الكفر ية ،ويق تل الخنز ير ويك سر ال صليب( ) ،ليعلن
155
بذلك براءتيه مميا افتراه عباد الصيليب علييه وعلى ديين ال مين عقيدة التثلييث
وغيرها من عقائد الشرك والضلل .وسيمكث في المة أربعين سنة حكما عدلً ل
نيبيا رسيولً ،إذ نبينيا هيو خاتيم النيبياء والمرسيلين صيلوات ال وسيلم عليهيم
أجمعين ؛ ول نبي بعده .
124
فهرست المراجع
.1القرآن الكريم
.13العهد القديم
الصفحة الموضوع
المسيح
نسبه
مريم الصديقة
حملها بالمسيح
ولدتها للمسيح
ختانه
الفصل الثاني
دعوة المسيح
تأييده بالمعجزات
رفع المسيح
126
دفن المسيح وقيامته عند النصارى
الفصل الثالث:
.1إنجيل متى
.2إنجيل مرقس
.3إنجيل لوقا
.4إنجيل يوحنا
.1السفار التاريخية
الناجيل
.2السفار التعليمية
سفر الرؤيا
الفصل الرابع
أخطر أعماله
مرسوم ميلن
.1الملكانية
.2النسطورية
.3اليعقوبية
.1الكاثوليك
النسطورية
المارونية
128
السريان
.2الرثوذكس
الرمن
.3البروتيستانت
مارتن لوثر
خاتمة
فهرست المراجع
فهرست الموضوعات