Professional Documents
Culture Documents
أجيالنا بين
الواقع والمل
المنشود
3
أجيالنا بين الواقع والمل المنشود 4
إنك خلقت وبعثت لهذه المة ؛ لكي تكون شهيدا ً على العالم ،بل على
العالمين ،لما يبعث نبي الله نوح يقول الله له :هل بلغت ؟ ،يقول :نعم ،
فيقال :من يشهد لك ؟ ،يقول :أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،فهل
أنت جاهز للشهادة على قدرها ؟!!
" ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين " هذا هدفك ينص
القرآن . عليه
" ليكون الرسول شهيدا ً وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلة وآتوا
الزكاة واعتصموا بالله هو مولكم فنعم المولى ونعم المصير " هذه هي
دعوة القرآن لتهديف الحياة .
إخوتاه ..
إن أخطر ما في قضية اليوم أن المسلمين ع وللسف الشديد ع صار
في قلوبهم شعور أن في هذه الدنيا من هو أفضل منه ،وهو أخطر ما
يحطم القلب ،كثيرا ً ما أحرص وأقول لكم :إنكم ع أحبتي في الله ع أفضل
من على ظهر الرض ،أنتم ومن مثلكم ،ينبغي أن تعتقدوا هذه ،ورضي
الله عن عمر حين قال :كنا أذل قوم ،فأعزنا الله بالسلم ،فمهما ابتغينا
العزة في غيره أذلنا الله .
" الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة
فإن العزة لله جميعا " ،إننا ينبغي أن نوقن بذلك ،أن نؤمن بذلك ،أن
نعيش لذلك ،أننا شهداء على الناس .
هل عرفتم هدفكم ؟
هدفك :دينك لحمك دمك وإن قتلت أو حرقت ،فإننا ل نعيش لنفسنا بل
نعيش لديننا ،هذا هدفي .
أما الغاية فهي رضا الله والجنة ،غايتك رضا الله ،أن تصل إلى رضا الله
من خلل هذا الهدف " ،كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "
هذا هو هدف إخراجك ،أن تكون لترضي الله ،هذا هدفك ،أن تعيش لدينك
.
إخوتاه ..
إننا بحاجة اليوم إلى أن نعيش السلم وبالسلم وللسلم ،ومن العجيب
أنك اليوم تجد من ل يزال يجادل في أهمية طلب العلم والدعوة إلى الله ،
المسألة ل تحتاج إلى نقاش ..اليوم لزلت تجد امرأة تجادل :أنعمل خارج
البيت أم ل ؟ ! ،تجادل في أوامر الله !! ،الله يقول " :وقرن في بيوتكن
" فانتهت القضية ،وهكذا شأن المؤمنين والمؤمنات أن يذعنوا لوامر ربهم
" وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "
والسؤال الن :
5
أجيالنا بين الواقع والمل المنشود 6
وقال صلى الله عليه وسلم " :الشهداء الذين يقاتلون في سبيل الله في
الصف الول و ل يلتفتون بوجوههم حتى يقتلوا فأولئك يلقون في الغرف
العل من الجنة يضحك إليهم ربك إن الله تعالى إذا ضحك إلى عبده المؤمن
فل حساب عليه"
5
فأعلى الناس منزلة عند الله أكثرهم استقامة على أهدافهم ،الذين ل
ن هذا السبيل سيقطع يلتفتون بوجوههم لي عارض ،وعلى هذا فكن فإ َّ
علينا من البداية الخوض في مشاكل كثيرة ،فبهذه العزيمة والهمة العالية
والعتزاز بالنتماء لهذا الدين ستتخلص من عقبات كثيرة ،كل منها قد يودي
بك ويقطع عنك السبيل إلى ربك لو تمهلت ونظرت فالتفتت فحذار حذار .
إخوتاه ..
من علمات الحياة وفق الهدف :الستعداد الجاد والمراقبة
المستمرة
فهدف المسلم يحتاج إلى ذكاء ،يحتاج إلى مراقبة كل ما يصدر عنه من
حركات وأعمال ،ولبد له من إعداد العدة ،فللسبيل شروط للسير وقواعد
للمرور لبد من النضباط بها .
ن يتواصى بعدة انظر ع على سبيل المثال ع من يريد أن يقوم الليل لبد أ ْ
أمور :
يقول ابن الجوزي " :لقيام الليل شروط ظاهرة ،وشروط باطنة .
أما الشروط الظاهرة :
-1التقليل من الكل والشرب ما أمكن .
( فالذي هدفه قيام الليل ل يمل معدته بكثير من الكل والشرب ،ويقول
أريد أن أقوم الليل ،ل يمكن أن تستطيع ذلك ،بل ربما ل تقوم للفجر ،
فلبد إذا ً أن تعيش حياتك لهدفك ولما تريد ) .
2ع أل يرهق جسده بالنهار 3 .ع أن يستعين بالقيلولة ..
ثم يقول ابن الجوزي :وله شروط باطنة وهي :
أولها :سلمة الصدر للمسلمين ( .فمثل ً :قد تغتاب إنسانًا فتحرم قيام
الليل شهرا ً )
ثانيا ً :أن يكون عنده حب مقلق أو شوق مزعج ( فعندما تحب ربك ،فإنك
ستقوم له ،أو شوق مزعج ،فتشتاق للقاء الله ،فيزعجك الشوق فتقوم)
إخوتاه ..
ن هذال ،إ َّ
كذلك المسلم الذي يريد أن ينصر دينه ،صاحب هدف غا ٍ
الهدف النبيل يحتاج منك أن تراقب نشاطاتك ،فأي كلم ،أو أي حركات ،
أو أي سكنات تنافي السلم ؛ فيجب أن تتخلص منها ،وإل فإن النسان إن
لم يراقب حركاته وسكناته ؛ فإنَّه من الممكن أن يجد نفسه في هذه الدنيا
4
أخرجه المام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه والنسائي في سننه وابن حبان في
صحيحه والحاكم في المستدرك ،وصححه اللباني ( )1724في صحيح الجامع .
5اخرجه الطبراني في الوسط وصححه اللباني ( )3740في صحيح الجامع .
7
أجيالنا بين الواقع والمل المنشود 8
داخل شباك ،يبدو في الظاهر أنه يعيش ،إل أنه ع في الحقيقة ع قد انتحر ،
وقتل هدفه .
إن الحياة الجميلة الطيبة هي أن تحيا لهدفك ،أن تعيش لله رب العالمين ،
" قل إن صلتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب قال الله تعالى :
العالمين ل شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " نريدك أن
تعيش لله ،نريدك رجل ً بحق
قال عمر يوما ً لصحابه تمنوا ،فقال أحدهم :أتمنى ملء هذا البيت ذهباً
أنفقه في سبيل الله ،وقال الخر :أتمنى ملء هذا البيت عبيدا ً أحررهم لله
،وقال عمر :أما أنا فأتمنى ملء هذا البيت رجال ً مثل أبي عبيدة أستعملهم
في طاعة الله .
ولما قدم عمر الشام فتلقاه أمراء الجناد فقال أين أخي أبو عبيدة فقالوا
يأتي الن فجاء على ناقة مخطومة بحبل فسلم عليه وساءله حتى أتى
منزله فلم نر فيه شيئا إل سيفه وترسه ورحله فقال له عمر لو اتخذت
متاعا قال يا أمير المؤمنين إن هذا يبلغنا المقيل .أي يبلغنا الجنة .
هذا هو هدفك ..أن تصل للجنَّة ،وبعد ذلك انتهى كل شيء ،وليكن شعارك
( :ما لي وللدنيا ،ما أنا في الدنيا إل كراكب استظل بظل شجرة ثم راح
وتركها ) ،نعم أن يعيش حياته طبقا ً لهدفه .
أخرجه الترمذي في جامعه والحاكم في المستدرك وحسنه اللباني ( )245في صحيح الجامع . 6
8
أجيالنا بين الواقع والمل المنشود 9
ينبغي أثناء العمل أن تتحرك مشاعرنا بقدر ما تعتلج هذه العمال في
مكنونات نفوسنا ،الغذاء الحسي الذي تناله قلوبنا وأرواحنا هو هدفنا
الساسي ،حين ينبض الهدف بالحياة ؛ يصبح العمل حيا ً ،وحين يموت
الهدف يصبح العمل إجراءا ً ل روح فيه .
إخوتاه ..
إن مجرد فهم النسان للهدف واطمئنانه بصحته عقل ً إنما هو خطوة
البداية بسلوك هذا الطريق ،وهي وحدها ل تسمن ول تغني من جوع ،إل
أن يكون في قلبك ناٌر متقدة لنصرة الدين ،تكون على القل في ضرامها
مثل تلك النار التي توجد في قلب أحدكم حين يجد ابنا ً له مريضا ً ،فل يدعه
حتى يسرع به إلى الطبيب ،المة مريضة ،إنني أريد أن توقد في قلوبكم
نار ،نار السلم ،الغيرة على السلم وللسلم ،هذه النار تأكل مشاغلكم
عن السلم ،وكما قالوا :حب الله :ناٌر في القلب تأكل كل ما سوى
المحبوب ،نعم ناٌر تأكل كل ما سوى الهدف .
11
أجيالنا بين الواقع والمل المنشود 12
ومععن ذلك :انحراف التصععوف ونشره للبدع ،لسععيما فععي عصععر التصععوف
الفلسعععفي ورواج مذاهعععب " وحدة الوجود " و " الحلول والتحاد " و"فكرة
الظاهعر والباطعن " و"إسعقاط التكاليعف الشرعيعة " وهعي الفكار التعي ل زال
كثيعر معن المسعلمين يؤمعن بهعا ،فأنعت تراهعم يصعورون الحلج المقتول ردة
على أن َّعه شهيعد السعتبداد ،ول زالوا يعظمون معن قدر شخعص كابعن عربعي
القائل بوحدة الوجود ،ويرى السععاسة إلى يومنععا هذا أ ّععَ
ن الصععوفية أفضععل
التيارات والتجاهات السعلمية لن َّعها تدععو إلى التعامعل معع الحداث بسعلبية ،
ل فقععد نبتععت البدع والخرافات ،وظهرت الطرق وتدعععو للتواكععل ،وعلى ك ٍ
الصعوفية التعي انحدرت إلى هوة سعحبقة ،وةل تزال البلد السعلمية تشهعد
أنواع ًعا معن الشرك العلنعي بتعظيعم قبور الصعالحين ،والتوسعل إليهعم ،وشعد
الرحال إلى قبورهم .
( )3انتشار الجدل الكلمي
فمعع ظهور الفرق المحدثعة كالخوارج والشيععة والمرجئة والقدريعة ونحوهعم ،
دار جدل كعععبير حول مسعععائل العتقاد ،نععععم اندرسعععت أغلب هذه الفرق
بمسعمياتها القديمعة ،لكعن معن ورائهعا قضايعا ومشكلت عقديعة مزعومعة ،
كالبحعث فعي صعفات الله تعالى هعل هعي عيعن الذات أو غيعر ذلك ؟ وتوارث
الجيال هذه المسعائل ،وصعارت تدرس إلى يومنعا هذا فعي كثيعر معن جامعات
ن خروج هذه البدع شغععل المسععلمين بمشاكععل ومعاهععد المسععلمين ،و :أ ّععَ
ن عقيدة السععلف أسععلم وعقيدة عقديععة مزعومععة ،وصععار هناك مععن يرى أ ّ عَ
الخلف أعلم ،وليتهعم رضوا بالسعلمة ،وردوا المعر إلى معا كان عليعه النعبي
صعلى الله عليعه وسعلم وأصعحابه ،إذن لذهبعت كثيعر معن تلك الجدليات هباءً
منثوًرا ،ولصفا للنَّاس اعتقادهم ،فهذا أصحاب المذاهب العقلية يقولون بعد
طول بحعث فعي مسعائل علم الكلم :ولم نسعتفد معن علمنعا طول عمرنعا إل
قيل وقالوا .
من السباب التي أدت لهذا الخلل العتقادي في بنية المجتمع السلمي
( )4انحراف رجال الدين وانفصام العمل عن العلم
المعر الذي أذاع روح الشعك والريبعة فعي صعدور كثيعر معن المسعلمين ،
وجعلهعم يعيدون النظعر فعي كعل شيعء ،حتعى فعي معتقداتهعم ،فقعد ظهعر بيعن
علماء المسععلمين مععن يقول مععا ل يفعععل ،ومععن صععار الديععن عنده كجملة
الصعناعات التعي يتكسعب معن ورائهعا ،فانحرفوا ععن روح السعلم ،وفصعلوا
بيععن العقيدة والعمععل ،وانصععرفوا إلى الجدل ،والمناقشععة فععي الجزئيات
والفروع ،وتملق الولة والحكام ،وجعلوا الدين مطية للدنيا .
وقد أخبر الصادق المصدوق ع كما في الصحيحين وغيرهما ع عن ذلك
فقال :ع" إن الله تعالى ل يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد و لكن يقبض
سا جهال فسئلوا العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءو ً
فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا "
وهذا تحذيعر معن ترئيعس الجهلة ،وذم معن يقدم عليهعا بل علم ،فل شيعء
ن الخلل أوجب على المة من رعاية أحوال المتصدين للرياسة بالعلم ،فم ْ
بها ينتشر الشر ،ويكثر الشرار ،ويقع بين الناس التباغض والتنافر
( )5القهر واستبداد بعض الحكام
ن الضرب بيععد مععن حديععد للتجاهات الدينيععة كان مععن شأنععه ل شععك أ ّعَ
الحيلولة بين كثير ممن يودون اللتزام بشريعة السلم وبين دينهم ،فتربى
12
أجيالنا بين الواقع والمل المنشود 13
الكثيعر على المداهنعة والمداراة وإيثار السعلمة والخوف معن كعل معا سعوى
الله تبارك وتعالى ،وركب آخرون الموجة فباع دينه موالة للطغاة ،ومن
شأن هذا أن يحدث خلل عميقًععا فععي البناء العتقادي للمجتمععع ،ل ّعَ
ن اليقيععن
يتزعزع ،ويوالى أعداء الله تعالى ،ويتأول الدين لهواء المراء .
وقعد قال النعبي صعلى الله عليعه وسعلم " :الئمعة معن قريعش ،أبرارهعا أمراء
أبرارهعا ،و فجارهعا أمراء فجارهعا ،و إن أمرت عليكعم قريعش عبدا حبشيعا
مجدععا فاسعمعوا له و أطيعوا معا لم يخيعر أحدكعم بيعن إسعلمه و ضرب عنقعه
ن خير بين إسلمه و ضرب عنقه فليقدم عنقه "
8
فإ ْ
فإذا صعلح الناس وبروا وليهعم الخيار ،وإذا فسعدوا وفجروا وليهعم الشرار ،
فكما تكونوا يولى عليكم ،والدين هو لحمك ودمك وهدفك في الحياة ع كما
قدمنا ع فل يباع الدين بعرض من الدنيا زائل ،ول طاعة لمخلوق في معصية
الخالق بحال .
" أتخشونهعم فالله أحعق أن تخشوه " فخاف الناس معن قهعر الطغاة ،ولم
يستعينوا بربهم على أمرائهم ،فلما ذلوا لهم وخضغوا لهم وخافوا منهم أكثر
مععن خوفهععم بربهععم ،وكلهععم الله إلى أنفسععهم ،وأعرض عنهععم ،وأذاقهععم
ما فسعد اعتقادهعم بعه جعل وعل ، العذاب الهون ،وخوفهعم معن كعل شيعء ،ل َّع
واليام خير دليل فاعتبروا يا أولي البصار .
8أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه وتعقبه الذهبي فقال :منكر ،لكن صححه اللباني (
)2757في صحيح الجامع .
13
أجيالنا بين الواقع والمل المنشود 14
بكتاب الله تعالى قراءة وحفظًا ومدارسة وتدبًرا ،نجعل معينهم الذي ل
ينضب ورودهم عليه من مشكاة سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ،نعلمهم
حب النبي و الصحابة ،نربط قلوبهم استعانة وتوكًل على الله عز وجل .
انظر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يربي ابن عمه " عبد الله
بعن عباس " وهعو بععد غلم صعغير فيقول له فعي نصعيحة غاليعة :ععع " يعا غلم
!! إنعي أعلمعك كلمات احفعظ الله يحفظعك ،احفعظ الله تجده تجاهعك ،إذا
و اعلم أن المععة لو سععألت فاسععأل الله ،و إذا اسععتعنت فاسععتعن بالله ،
اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إل بشيء قد كتبه الله لك ،و لو
اجتمعوا على أن يضروك بشيععء لم يضروك بشيععء إل قععد كتبععه الله عليععك
القلم ورفعت الصحف " جفت
هذا الحديعث فيعه كعل معا يمكعن أن ندندن حوله ،إذ يتضمعن وصعايا عظيمعة
م أمور الديععن ،حتععى قال بعععض العلماء :تدبرت هذا وقواعععد كليععة مععن أه ّعع
الحديعث فأدهشنعي وكدت أطيعش ،فوا أسعفا معن الجهعل بهذا الحديعث وقلة
التفهم لمعناه.
انظر إلى هذه التربية اليمانية الخالصة :
" احفظ الله "
)1ربط القلوب بعلم الغيوب .
)2مراقبة الله تعالى في السر والعلن .
ل " :واعلموا أن الله يعلم مععا فععي أنفسععكم فاحذروه " قال الله عّز وج ّ
] 235 [ البقرة -
ن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئول وقال جل وعل " :إ َّ
"
و قال صعلى الله عليعه وسعلم " :اسعتحيوا معن الله تعالى حعق الحياء معن
استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس و ما و عى و ليحفظ البطن و
ما حوى و ليذكر الموت و البل "..
9
9أخرجه المام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه والحاكم في المستدرك والبيهقي في
سننه وحسنه اللباني ( )935في صحيح الجامع .
14
أجيالنا بين الواقع والمل المنشود 15
م
وفي حديث عمر :أن النبي صلى الله عليه و سلم علمه أن يقول :الله ّ
احفظنعي بالسعلم قائماً ،واحفظنعي بالسعلم قاعداً ،واحفظنعي بالسعلم
راقداً ،ول تطمع في عدوا ً ول حاسداً .
10
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يودع من أراد سفرا ً فيقول " :استودع
الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك "
11
وقال صلى الله عليه وسلم " :إن الله إذا استودع شيئا ً حفظه "
فتتعلم الناشئة صدق اللجأ والخبات وهذه من " أعمال القلوب "
" احفظ الله تجده تجاهك "
)6زرع محبعة الله فعي القلوب ،فالله ذو الجلل والجمال والكمال ،لله
السعماء الحسعنى والصعفات العلى ،معن تقرب منعه شعبًرا تقرب منعه
باع ًعا ،ومعن أتاه يمشعي أتاه هرولة ،فحري بعك أن تحبعه ،وإذا أحببتعه
أطعته وإذا أطعته لم يخذلك ،فكن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد .
( توحيد السماء والصفات )
)7اليمان بمعيعة الله الخاصعة لوليائه " إن الله معع الذيعن اتقوا والذيعن
هم محسنون "
قال قتادة :معن يتعق الله يكعن مععه ،ومعن يكعن الله مععه فمععه الفئة التعي ل
تغلب ،والحارس الذي ل ينام ،والهادي الذي ل يضل.
ن يربععى الغلم على الخوف مععن الجليععل وحده ،ورجاء مععا ويقتضععي ذلك أ ْ ع
عنده منععه وحده ،فإن كان الله معععك فمععن تخاف ؟ وإن كان عليععك فمععن
ترجو ؟
ضا أن يربى الولد على النس بالله وحده . ومن ثمرة ذلك أي ً
روي عن نبهان الحمال أنه دخل البرية وحده على طريق تبوك ،فاستوحش
فهتف به هاتف :لم تستوحش أليس حبيبك معك ؟.
وقيعل لبعضهعم :أل تسعتوحش وحدك ؟ فقال :كيعف أسعتوحش وهعو يقول :أنعا
جليس من ذكرني.
وقيل لخر :نراك وحدك ؟ فقال :من يكن الله معه كيف يكون وحده ؟.
وقيعل لخعر :أمعا مععك مؤنعس؟ قال بلى ،قيعل أيعن هعو ؟ قال أمامعي ومععي
وخلفي وعن يميني وعن شمالي وفوقي.
" تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة "
)8الدنيععا دار ابتلء فتعرف على الله تعالى فععي الرخاء ليكععن لك سععندًا
( السنن الكونية ) وقت الشدة .
م إل ميعل القلب )9القلوب متقلبعة ضعيفعة ،والفتعن خطافعة ،وليعس ث َّع
إليعه بالكليعة والنقطاع إليعه والنعس بعه والطمأنينعة بذكره والحياء منعه
والهيبة له .
" إذا سألت فاسأل الله"
)10الفقعر هعي أهعم خصعائصك ،ومعا عرف الله بشيعء مثلمعا عرف بشدة
الحتياج إليه .
إخوتاه ..
ترك الخطيئة أهون من معالجة التوبة ،فل تعلق قلبك بالدنيا فتعلقه بشر
َ
معل ّق ،قط ِّع عنك حبالها ،وأغلق عنك بابها ،حسبك ما بلغك المقيل .ُ
أسال الله الهداية والرشاد
والله من وراء القصد له الحمد في الول والخر والحمد لله رب العالمين .
17