Professional Documents
Culture Documents
فايز الثبيت
ل يكن أبو عبد ال يتلف كثيُا عن بقية أصدقائي ..لكنه – وال يشهد – من أحرصهم على الي ..
له عدة نشاطات دعوية من أبرزها ما يقوم به أثناء عمله ..فهو يعمل مترجا ف معهد الصم البكم .
اتصل ب يوما وقال :ما رأيك أن أحضر إل مسجدك اثني من منسوب معهد الصم للقاء كلمة على الصلي ..
تعجبت !! وقلت :صم يلقون كلمة على ناطقي ؟
قال :نعم ..وليكن ميئنا يوم الحد ..
انتظرت يوم الحد بفارغ الصب ..
وجاء الوعد ..
وقفت عند باب السجد أنتظر ..
فإذا بأب عبد ال يقبل بسيارته ..
وقف قريبا من الباب ..نزل ومعه رجلن ..
أحدها كان يشي بانبه ..
والثان قد أمسكه أبو عبد ال يقوده بيده ..
نظرت إل الول فإذا هو أصم أبكم ..ل يسمع ول يتكلم ..لكنه يرى ..
والثان أصم ..أبكم ..أعمى ..ل يسمع ول يتكلم ول يرى ..
مددت يدي وصافحت أبا عبد ال ..
كان الذي عن يينه – وعلمت بعدها أن اسه أحد -ينظر إلّ مبتسما ..فمددت يدي إليه مصافحا ..
فقال ل أبو عبد ال -وأشار إل العمى : -
سلم أيضا على فايز ..قلت :السلم عليكم ..فايز ..
فقال أبو عبد ال :أمسك يده ..هو ل يسمعك ول يراك ..
جعلت يدي ف يده ..فشدن وهز يدي ..
دخل الميع السجد ..وبعد الصلة جلس أبو عبد ال على الكرسي وعن يكينه أحد ..وعن يساره فايز ..
كان الناس ينظرون مندهشي ..ل يتعودوا أن يلس على كرسي الحاضرات أصم ..
التفت أبو عبد ال إل أحد وأشار إليه ..
فبدأ أحد يشي بيديه ..والناس ينظرون ..ل يفهموا شيئا ..
فأشرت إل أب عبد ال ..فاقترب إل مكب الصوت وقال :
أحد يكي لكم قصة هدايته ..ويقول لكم ..ولدت أصم ..ونشأت ف جدة ..وكان أهلي يهملونن ..ل يلتفتون إلّ ..كنت
أرى الناس يذهبون إل السجد ..ول أدري لاذا ! أرى أب أحيانا يفرش سجادته ويركع ويسجد ..ول أدري ماذا يفعل ..
وإذا سألت أهلي عن شيء ..احتقرون ول ييبون ..
ث سكت أبو عبد ال والتفت إل أحد وأشار له ..
فواصل أحد حديثه ..وأخذ يشي بيديه ..ث تغي وجهه ..وكأنه تأثر ..
خفض أبو عبد ال رأسه ..
ث بكى أحد ..وأجهش بالبكاء ..
تأثر كثي من الناس ..ل يدرون لاذا يبكي ..
واصل حديثه وإشاراته بتأثر ..ث توقف ..
فقال أبو عبد ال :أحد يكي لكم الن فترة التحول ف حياته ..وكيف أنه عرف ال والصلة بسبب شخص ف الشارع عطف
عليه وعلمه ..وكيف أنه لا بدأ يصلي شعر بقدر قربه من ال ..وتيل الجر العظيم لبلئه ..وكيف أنه ذاق حلوة اليان ..
ومضى أبو عبد ال يكي لنا بقية قصة أحد ..
كان أكثر الناس مشدودا متأثرا ..
ل ..أنظر إل أحد تارة ..وإل فايز تارة أخرى ..وأقول ف نفسي ..هاهو أحد يرى ويعرف لغة الشارة ..
لكن كنت منشغ ً
وأبو عبد ال يتفاهم معه بالشارة ..ترى كيف سيتفاهم مع فايز ..وهو ل يرى ول يسمع ول يتكلم !!..
انتهى أحد من كلمته ..ومضى يسح بقايا دموعه ..
التفت أبو عبد ال إل فايز ..
قلت ف نفسي :هه ؟؟ ماذا سيفعل ؟!!
ضرب أبو عبد ال بأصابعه على ركبة فايز ..
فانطلق فايز كالسهم ..وألقى كلمة مؤثرة ..
تدري كيف ألقاها ؟
بالكلم ؟ كل ..فهو أبكم ..ل يتكلم ..
بالشارة ؟ كل ..فهو أعمى ..ل يتعلم لغة الشارة ..
ألقى الكلمة بـ ( اللمس ) ..نعم باللمس ..يعل أبو عبد ال ( الترجم ) يده بي يدي فايز ..فيلمسه فايز لسات معينة ..
يفهم منها الترجم مراده ..ث يضي يكي لنا ما فهمه من فايز ..وقد يستغرق ذلك ربع ساعة ..
وفايز ساكن هادئ ل يدري هل انتهى الترجم أم ل ..لنه ل يسمع ول يرى ..
فإذا انتهى الترجم من كلمه ..ضرب ركبة فايز ..فيمد فايز يديه ..
فيضع الترجم يده بي يديه ..ث يلمسه فايز للمسات أخر ..
ظل الناس يتنقلون بأعينهم بي فايز والترجم ..بي عجب تارة ..وإعجاب أخرى ..
وجعل فايز يث الناس على التوبة ..كان أحيانا يسك أذنيه ..وأحيانا لسانه ..وأحيانا يضع كفيه على عينيه ..
فإذا هو يأمر الناس بفظ الساع والبصار عن الرام ..
كنت أنظر إل الناس ..فأرى بعضهم يتمتم :سبحان ال ..وبعضهم يهمس إل الذي بانبه ..وبعضهم يتابع بشغف ..وبعضهم
يبكي ..
أما أنا فقد ذهبت بعيييييدا ..
أخذت أقارن بي قدراته وقدراتم ..ث أقارن بي خدمته للدين وخدمتهم ..
الم الذي يمله رجل أعمى أصم أبكم ..لعله يعدل الم الذي يمله هؤلء جيعا ..
والناس ألف منهم كواحد ** وواحد كاللف إن أمر عنا
رجل مدود القدرات ..لكنه يترق ف سبيل خدمة هذا الدين ..يشعر أنه جندي من جنود السلم ..مسئول عن كل عاص
ومقصر ..
كان يرك يديه برقة ..وكأنه يقول يا تارك الصلة إل مت ..؟ يا مطلق البصر ف الرام إل مت ..؟ يا واقعا ف الفواحش ؟ يا
آكلً للحرام ؟ بل يا واقعا ف الشرك ؟
كلكم إل مت ..أما يكفي حرب العداء لديننا ..فتحاربونه أنتم أيضا !!
كان السكي يتلون وجهه ويعتصر ليستطيع إخراج ما ف صدره ..
تأثر الناس كثيا ..ل ألتفت إليهم ..لكن سعت بكاء وتسبيحات ..
انتهى فايز من كلمته ..وقام ..يسك ابو عبد ال بيده ..
تزاحم الناس عليه يسلمون ..
كنت أراه يسلم على الناس ..وأحس أنه يشعر أن الناس عنده سواسيه ..
يسلم على الميع ..ل يفرق بي ملك وملوك ..ورئيس ومرؤوس ..وأمي ومأمور ..
يسلم عليه الغنياء والفقراء ..والشرفاء والوضعاء ..والميع عنده سواء ..
كنت أقول ف نفسي ليت بعض النفعيي مثلك يا فايز ..
أخذ أبو عبد ال بيد فايز ..ومضى به خارجا من السجد ..
أخذت أمشي بانبهما ..وها متوجهان للسيارة ..
والترجم وفايز يتمازحان ف سعادة غامرة ..
آآآه ما أحقر الدنيا ..
كم من أحد ل يصب بربع مصابك يا فايز ول يستطع أن ينتصر على الضيق والزن ..
أين أصحاب المراض الزمنة ..فشل كلوي ..شلل ..جلطات ..سكري ..إعاقات ..
لاذا ل يستمتعون بياتم ..ويتكيفون مع واقعهم ..
ما أجل أن يبتلي ال عبده ث ينظر إل قلبه فياه شاكرا راضيا متسبا ..
مرت اليام ..ول تزال صورة فايز مرسومة أمام ناظري ..
التقيت بأب عبد ال بعدها ..فسألته عن فايز ..
فقال :آآآه ..هذا الرجل العمى له أعاجيب ..
قلت :كيف ..
قال :ف حيات ل أر أحرص على الصلة من فايز ..
فايز من منطقة خارج الرياض ..وقد جعلنا له غرفة صغية ف معهد الصم يسكن فيها ..ووكلنا أحد العمال يهتم به ..يطبخ
طعامه ..يوقظه للصلة ..
كان العامل يأت إليه عند كل صلة ..يفتح الباب ..يركه ..
فيقوم فايز ويتوضأ ..وينتظر ف السفل عند باب العهد ليأخذ العامل بيده إل الصلة ..
أحيانا يتأخر العامل ..فيضرب فايز الباب يستعجله ..فإذا تأخر العامل وخاف فايز فوات الصلة مشى إل السجد ..وبينه
وبي السجد شارعان متواجهان ..يشي وهو يلوح بيديه لجل أن يراه أصحاب السيارات – إن كان هناك سيارات –
وكم من سيارات تصادمت بسببه ..وهو ل يدري عنهم ..
فايز له أعاجيب ..
ف إحدى الرات جئت إل العهد عصرا فإذا مموعة من الصم ينتظرون عند باب العهد ..ويشيون بأن فايز عنده مشكلة ..
أقبلت إل فايز ..فلما رأيته فإذا هو غضباااان ..قد ألقى غترته جانبا ..ويشي بيديه ..والصم ل يفهونه ..
فلما وضعت يدي ف يده ..عرفن ..فشد يدي ..وجعل يلمسن لسات معينة ..ث لسته مثلها ..وسكن غضبه ..
تدري ما الذي أغضبه ؟!
ف فجر ذلك اليوم ..فاتته الصلة مع الماعة ..
وكان يقول :افصلوا هذا العامل ..استبلوه بغيه ..
ويدافع عباته ..وأنا أسكن غضبه ..
فرحم ال فايز ..ورحنا ..
الم الكبي
ذهبت إل دولة السويد ف شهر رمضان ..
كنت ف رحلة دعوية للقاء بعض الحاضرات ..
دعان بعض الخوة ف أحد الراكز السلمية للقاء عدد من الشباب السويديي السلمي ..
دخلت الركز بعد الظهر ..فإذا هم متمعون ف حلقة ينتظرون ..
كانوا جالسي على الرض ..
لفت نظري غلم ل يتع ّد عمره خس عشرة سنة ..اسه ممد ..جنسيته سويدي ..لكنه من أصل صومال ..
رأيته مقعدا على كرسي متحرك ..
وقد ربطت يداه ف جانب الكرسي لنا تنتفض بشكل دائم ول يلك التحكم فيها ..
وهو إل ذلك كله ل يتكلم ..ورأسه ينتفض أيضا طوال الوقت ..
أشفقت عليه لا رأيته ..
ش ف وجهي وبدأ يتبسم وينظر إلّ ويودّ لو كان يستطيع أن يقوم ..
اقتربتُ منه ..فه ّ
سلمتُ عليه فإذا هو ل يفهم العربية لكنه يتكلم النليزية والسويدية بطلقة ..إضافة إل اللغة الصومالية ..
بدأت أحدّثه عن الرض وفضله وعِظم أجر الريض ..وهو يهزّ رأسه موافقا ..
لحظتُ أن أمامه لوحا صغيا قد علّق عليه ورقة فيها مربعات صغية وف كل مربع جلة مفيدة :شكرا ..أنا جائع ..ل أستطيع
..اتصل بصديقي ..ال ..
فعجبتُ من هذه الورقة ..فأخبن أحد الاضرين أن هذا الغلم إذا أراد الكلم ركبوا على رأسه حلقة دائرية يت ّد منها عصا
صغية فيحرك رأسه بي هذه الربعات حت يضع طرف العصا على الربع الطلوب فيفهمون منه ما يريد !!..
وهذه هي الطريقة الوحيدة للتفاهم معه ..فهو ل يتكلم ..ول يتحكم بركة يديه ..
تكلمت معه عن فضل ال علينا بذا الدين ..وأن الرء إذا وفق للسلم فل عليه ما فاته من الدنيا ..
فاكتشفتُ أن ممدا هذا من أكب الدعاة ..كيف !!
أنا أخبك بذلك :
وزارة الشئون الجتماعية السويدية قد خصصت له رجلي موظفَي يأتيان لدمته ف الصباح ..واثني يأتيانه ف الساء ..
فإذا جاءه رجل غي مُسلم ..طلب منه عن طريق الشارة على هذه الورقة أن يتصل بصديقه فلن ..
فإذا اتصل هذا الوظف بالصديق طلب منه ممد أن يسأل صديقه :ما هو السلم ؟
فيجيب الصديق على السؤال ..
فيحفظه الوظف ث يشرحه لحمد ..
ث يطلب ممد من الوظف أن يسأل الصديق عن الفرق بي السلم والنصرانية ؟ ..
فيجيب عن ذلك ..
ث يطلب منه أن يسأل عن حال السلم وغي السلم يوم القيامة ؟
فيجيب الصديق ويشرح الوظف ..
حت إذا فهم الوظف الكلم كله أشار له ممد إل درج الكتب فيفتحه ..
فيجد فيه كتبا ف الدعوة إل السلم ..فيأخذ منها ويقرأ ..
وقد تأثر بسبب ذلك أشخاص كثيون ..
فلله د ّر ممد ما أكب هّته ..ل يقعده الرض عن الدعوة ..بل ول عن البشاشة والسرور ..
ارضَ با قسم ال لك تكن مؤمنا ..
واعلم بأن كل إنسان ماسب عن القدرات الت أعطاه ال إياها ..السمع ..البصر ..اللسان ..العقل ..
وقد يتقبل الناس النصيحة من الريض البتلى أكثر من تقبلهم لا من الصحيح العاف ..
فلماذا ل تكون داعية وأنت بذا الال ؟ لست عاجزا إن شاء ال ..
وقد تسألن وتقول :من أدعو ؟!
فأقول :أدعُ الطباء ..المرضي ..الرضى ..الزائرين ..
كن رجلً مباركا ..تنصح هذا ف الهتمام بالصلة ..
وذاك ف حفظ البصر والفرج ..
والثالث ف الستفادة من وقته ..
والرابع ..وهكذا .
خالد البكم
قال ل :
كانت عيادت ذلك اليوم مزدحة بالرضى ..
أكثرهم جاءوا من مناطق بعيدة وقرى نائية ..واضح هذا من مظاهرهم ولبسهم ..
جعلوا يدخلون العيادة بالترتيب ..أمراض متفاوتة ..وظروف متنوعة ..
دخل خالد ..طفل ف العاشرة من عمره ..مع اثني من الرافقي ..
كان قد راجعن مرارا ..مع رجل كبي كنت أظنه أباه ..ليتابع ضعف سعه الذي يعان منه منذ ولدته ..
جلس الثلثة ..
فعرفت أن أحد الرافقي هو والده ..
والخر الذي تعودت أن أراه معه ..وكان يتحدث طوال الوقت ..هو خاله الذي يهتم به ويتابع علجه من سنوات ..
جلس الال يتحدث بإسهاب عن خالد وكيف تسن سعه كثيا مع السماعات الت ركبت ف الفترة الخية ..
كان الال يتحدث بشفقة ..وكأن الرض فيه هو ..وكان يردد :هل تصدق يا دكتور أنه بذه السماعات ..صار سعه ف
الستوى الطبيعي بفضل ال تعال ..
كان خاله سعيدا بذا المر ..وكيف أن العلمي ف الدرسة الت يدرس فيها ( الاصة بالصم والبكم ) متشجعون جدا لستوى
تسن خالد الدراسي ...
قال الال :
يا دكتور ..وقد جئتك هذه الرة بأب خالد ..كي تصف له السماعة اللئمة لعله أن يتحسن سعه هو الخر ...
قلت :أبوه أيضا ل يسمع ؟
قال :نعم ..منذ سني طويلة ..
التفتُ إل خالد ..سألته :كيف حالك ؟
أجابن بسرعة :المد ل ..بي ..
قلت :كيف هي الدرسة ؟
فقال :جيدة ..
كان يسمع ويتكلم ..لكن نطقه ثقيل ل يزال يتاج إل تدريب وتقوي ..
لكن مستوى ذكائه يتماشى مع سنه الطبيعي ..
سألت خاله :ما دام سع خالد ف تسن ..ويتاج إل كثرة كلم ليستقيم نطقه ..فأقترح أن تسرعوا بنقله إل مدرسة عادية ..
ليتعايش مع وضعه الديد ..
سكت خاله ..وخفض رأسه ..وبدا وجهه حزينا وكأن نكأت جروحا ..
أمارات تعجب كثية أراها على وجهه ..وكأنه ل يصدق أن البن الصغي بات شخصا عاديا ..له الق ف الياة الطبيعية مثل
غيه ..
قال :يب أن يبقى ف مدرسة الصم البكم ..
قلت :لـمَ ؟ ما الشكلة معكم ؟
قال الال :
أسرة خالد تسكن ف قرية بعيدة ..
ول أقدر أن أضعه ف مدرسة عادية ..لن خالد ل بد أن يافظ على قدرته على التعامل مع الصم ..
حت يعرف كيف يادث أهله !!
قلت :يادث أهله ؟!!
قال :نعم ..كل أعضاء السرة ل يسمعون ..الب ..والولد ..
قلت :وخالد فقط الذي يتابع معنا العلج ؟
قال :نعم ..
تعلم يا دكتور أنه من الصعب أن نترك القرية كلنا معا ف آن واحد ..وخالد أمره مهم ..
قلت :كم هي أعمار أخواته ؟
قال :أخته الكبى تاوزت الامسة عشر تقريبا ..والثانية عمرها حوال ثانية أعوام ..
قلت له بعصبية :والن جئتن بوالده السن لكي نعال مشكلة ضعف سعه ..وتركت الختي ف الدار ..
وها ف بداية حياتما ..؟!
الول فقدت فرصتها ف التعليم ...وربا ف بناء أسرة أيضا ...
والثانية تريد أن تفقدها فرصتها هي الخرى ؟
أليس هذا برام ..؟
بل وتصر على أن يظل خالد ف هذا الو رغما عن إرادته !!..
بدأ الال يدافع عن نفسه ..وأن المر ليس تييزا بقدر ما هو عدم قدرة على أن يأت بم أجعي ؟
جلست فترة طويلة أناقش هذا الال بأن المر مسئولية ف عاتقه ..فكما يقدر على إحضار خالد ف كل الواعيد ويعتن با فمن
حق أخواته أيضا أن يعشن حياة صحيحة ..
أحس الال بطئه وقال ل ..
وعدن الال خيا ..وشكر ل اهتمامي ..ومضى خارجا ..
وقف عند الباب وقال :
أعدك ...أن أحضرهم كلهم ...ف سيارت الصغية ..حت لو وضعتهم فوق بعضهم البعض ..
تبسمت ف داخلي ..
ليت كل الناس يملون ف داخلهم مثل هذا القلب البيض ..
وازددت شوقا ...لرؤية خالد وأخواته وقد اجتمعن وثوب العافية يفــهم جيعا ..
يملون الفرصة الكافية ليتعلموا أمور دينهم وما يتاجوا لدنياهم ..
كل فرد ف أمة الليار كن ثي فلنحرص على أن يبلغ ..
بي الطبيب والريضة
يق لنا جيعا أن نتساءل !! مت يعال الطبيب الرأة ؟
والواب أن :الصل أن الطبيبة هي الت تعال بنات جنسها ..
لكن إذا ل يوجد طبيبة ..ووجدت الاجة والضرورة فل بأس أن يتول العلج طبيب رجل ..
فيكشف على الرأة الريضة بقدر الاجة ..فإذا كان الل ف ساقها ل يز أن ينظر إل غيه ..وكذلك لو كان الل ف يدها فينظر
إل يدها فقط لعلجها ..دون أن ينظر إل وجهها وشعرها ..لقول ال تعال ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب
ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبن ) ..
ول يلو الطبيب بالرأة عند علجها ..بل يبقى معها مرمها ..زوجها أو أبوها ..
فإن ل يكن مرم فتبقى المرضة ..
سألت أحد الطباء :هل تد فرقا ف علج الرأة إذا كان معها مرم ،أو ل يكن معها مرم .فقال :إي وال أجد فرقا ل أستطيع
دفعه ،من حيث النظر ،والرأة ف الكلم والسؤال وغيُ ذلك ..
وأحدهم أدخل زوجته على طبيب السنان ،وجلس ينتظر بالارج ،فقيل له :لاذا ل تدخل مع زوجتك ؟ فقال :حت تأخذ
راحتها !!!
مع الطبيب
الطب مهنة شريفة ..وكان عيسى عليه السلم نبيا يعال الناس ..فيبئ الكمه والبرص ..بل كان ييي الوتى بإذن ال ..
فهو مهنة شريفة وعمل رائد ..فحري بالطبيب الناصح أ ،يتحلى بأمور ،منها :
/1المانة والحافظة على أسرار الرضى :
" :من ستر مسلما ستره ال ف الدنيا والخرة " .. قال
فبعض الناس بكم مهنته يكون ُمطّلعا على أسرار الخرين ،كالطبيب والفت وأمي السر وغيهم ..فهؤلء يب عليهم كتمان
السر إل إذا أذن صاحب السر بإفشائه ..
ولكن يوز إفشاء السر للمصلحة كإبلغ الهات الختصة بإصابة الريض برض وبائي ..أو إبلغ أحد الزوجي أن الخر
مصاب برض جنسي مُعدٍ كاليدز مثل ..
/2عدم استغلل منصبه لصاله الشخصية :
خرجت يوما من إحدى الحاضرات ..فجاءن شخص وقال :
يا شيخ أنا مسئول ف شركة كبى لنتاج وتوزيع الدوية ..وتصرف الشركة مليي الريالت ف الدعاية والتسويق ..وتضع
تت تصرف سنويا مبلغ مليون ريال إقامة علقات مع الطباء !!
قلت :كيف ..
قال :نرسل للطبيب تعريفا بنتجاتنا ..ونبعث معه هدية ..ساعة ..طقم أقلم ..ساعة ..نتكفل له بتكاليف السفر لضور
بعض الؤترات الطبية ..أو تذاكر له ولعائلته لسفر سياحي ..
وكلما كان الستشفى الذي يعمل فيه الطبيب أكثر سحبا لنتجاتنا علمنا أن الطبيب يكتب الوصفات بذه الدوية ..وبالتال
نزيده إكراما ..وعموما لنا طرق ف معرفة الطبيب النشيط معنا دون غيه ..
قلت له :طيب ..هل يكن أن يدفع تشجيعكم هذا الطبيب إل الضرر بالريض ؟
قال :تشجيعنا وهدايانا ..تدفع الطبيب إل صرف منتاجاتنا مع ارتفاع سعرها عن غيها ..مع إمكان الطبيب أن يصرف منتجا
لشركة أخرى له نفس الميزات والتأثي بسعر أقل ..
وكذلك يقوم الطبيب أحيانا بصرف أدوية للمريض غي ضرورية ..كبعض مسكنات الرارة والفيتامينات ..مع عدم حاجة
الريض الشديدة إليها غالبا ..ولكن لجل أن يفيدنا ..ويستفيد ..
قلت :والضحية الريض السكي ..وماله وعرق جبينه ..
قال :نعم ..لكن الريض -يا شيخ – مشتري الدواء ل مالة ..فنجعله يشتريه منا دون غينا ..
قلت :لكنه سيدفع ما ًل زائدا لشراء منتجكم ..وشراء أدوية ومقويات ل يتاجها ..لكن لتستفيدوا من ماله ..صحيح ؟؟
قال :نعم ..
من هنا أستطيع أن أقول للخوة الطباء بكل صراحة ..
إن ما تفعله بعض شركات الدوية من الرائم يب أن ل يستجيب له الطباء ..بل يب أن يقاوموه ..
بعض الشركات يعطوا الطبيب مدحا للدواء ..وأوصافا عجيبة للعلج ..والطبيب الذكي ل يروج عليه دعايات كاذبة ..فمن
أمانة الطبيب أن يصف للمريض الدواء الصحيح ولو كان من شركة غي الت كونت معه علقة ..أو عملت له دعاية ..أو
أعطوه أشياء ..أو وعدوه بدعوة للخارج وإقامة ف فنادق وتذاكر طيان ..وهدايا قيمة ..وساعات وحقائب ثينة ..
فقد يكون هناك دواء من شركة أخرى تركيبه وتأثيه واحد ..وهو أرخص ..فلماذا تعطي الريض الدواء الغلى..؟
هذه خيانة للمانة ..ل تنصحه ل ..لاذا تعله يصرف أكثر والتركيبة واحدة ؟!
/3وهنا جانب آخر من المانة ..ل يقل أهية عن سابقه :
وهو ستر العورات ..
وقد رأينا جوعا من الطباء والطبيبات على حرص كبي على ذلك ..ف العناية بستر الريض عند العلج ..وأثناء العملية وبعدها
..ومعاملته كالنفس أو أشد ..
بل رأينا من الطباء من يقوم بالرور اليومي على الرضى فإذا رأى مريضا نائما مكشوف العورة ..سارع إليه وغطاه بلحافه
وستره ..وإذا رأى مريضا غائب الوعي وقد ترك وانكشف شيء من عورته ..سارع الطبيب إل سترها ..
ومن ستر مسلما ستره ال ف الدنيا والخرة ..
والهال الذي يقع ف بعض الستشفيات ..هو نادر قليل ..ولكن ل بد من التنبيه عليه حت يناصح الطباء والمرضون بعضهم
بعضا ..
قال الدكتور حارث :
ف بداية عملي ف الطب ..كنت أتول إجراء بعض العمليات الفيفة ..
وف غرفة العمليات ير الريض بعد التخدير برحلة التجهيز والعداد ..
ول أكن أدخل غرفة العمليات إل بعد تهيز الريض غالبا حينما يكون مستورا إل موضع الراحة ..
ودخلت مرةً أثناء مرحلة التجهيز فرأيت شابا قد ت تديره ،وهو مستلقٍ على طاولة غرفة العمليات ،و هو عار تاما ليس عليه
شيء يستره !! وذلك أن المرضات الاصات بنع اللبس قد نزعن ملبسه بينما المرضات الاصات بلباس العمليات ل يسترنه
بعد ..وكان يوجد طبيب يتفحص أجهزة العملية وقد أهل المر وكأنه ل يعنيه ..
ث بدأ المر يزداد سوءا ف عملية النظار وقسطرة البول ،وعند إزالة الشعر من أسفل بطن الريض ..
ومن العسي أن أصف التفاصيل تأدبا مع القارئي ..
والدهى من ذلك أن مشاهد عورات الريض رآها جيع الاضرين ف الغرفة من المرضات ،والفنيي ،وطبيب التخدير ..
بقيت ضائق الصدر أياما ..
وبعدها سألت أحد الطباء فقلت له :
هل يُفعل بالرأة إذا دخلت غرفة العمليات كما رأيت ف هذا الشاب ؟
هل يرى الميع جسدها ..أثناء عمل النظار وقسطرة البول ..
وهل يعمله لا الرجال ؟ وأمام جيع الاضرين ؟
فقال نعم ..ول فرق ..تعودنا على هذا حت ألفناه ..وماتت قلوبنا عن إنكاره ..
وقالت الدكتورة سارة :
" ..أما ف غرفة العمليات فحدث ول حرج ..فالرأة توضع على طاولة العملية عاريةً تاما ..إي وال ..و يكون ف غرفة
العمليات :
أخصائي التخدير ،وطلب ،وأطباء ..
وعندما أقول :غطوها ..
يقول الستشاري رئيس الفريق الطب :نن جيعا أطباء !!..
فأقول ف نفسي :طيب !! وإذا كنا أطباء نتك عورات الناس؟!!
وأنا متأكدة أنا لو كانت زوجته لا سح لحد بأن يراها " ..
وحت ل يساء فهم مرادي ل بد أن أقول :
هاتان الادثتان اللتان أوردتما أحسب أنما نادرتان وإنا ذكرتما لتنبيه من كان غافلً عنها من إخواننا الطباء والمرضي ..
/4التواضع ل ولي الانب ..
/5معرفة الحكام الشرعية التعلقة بالعلج والرضى قدر الستطاع ..
ينبغي على الطبيب أن يتوفر له الد الدن من الدراية بعلوم الفقه وأحكام العبادات ،لن الناس سوف يستفتونه ف أمورهم
الصحية ذات الصلة بالعبادات ..وبالذات تعليم الرضى كيفية الطهارة والصلة ..
وأذكر أن لنة خيية قامت بالرور على مرضى أحد الستشفيات الكومية الكبى فوجدوا أن أكثر من %40من الرضى ل
يصلون ..ل بغضا للصلة ..وإنا جهلً بكيفية طهارة وصلة الريض ..ولا نصحنا بعض الرضى كان يقول :كيف أصلي
وثياب فيها ناسة !! كيف أصلي وسريري إل غي القبلة !! فمن السئول عن هؤلء ؟!
فالطبيب الوفق يتعلم ويعلم أحكام النجايات وحكم لس العورة وما يترتب عليه من نقض وضوء أو غيه ..والمع بي الصلتي
عند الاجة ،مت يمع ومت ل يمع
وأحكام القبلة ،الصلة ،الطهارة ،التيمم ..ويوقظ الريض لصلة الفجر..
واليوم صار المر أسهل إذ توفرت كتب متخصصة ف جع الفتاوى الطبية والحكام الشرعية التعلقة بالرض ..يكن للطبيب
والريض الستفادة منها بسهولة ..
/6شهادة الزور !!
تعمد بعض الهات الكومية إل طلب تقارير طبية من موظفيها لثبات أو نفي أمر مرضي ليبن عليه إجازة أو تقاعد أو صرف
مكافأة ..أو غي ذلك ..
فينبغي للطبيب إن أدل بشهادة أو كتب تقريرا طبيا أن يكون مطابقا للحقيقة ،وأن ل تدفعه نوازع القرب أو الصداقة والودة أن
" :أل أنبئكم بأكب الكبائر ؟ قالوا :بلى يا رسول ال ! قال : يدل بشهادة تالف الواقع ،فتكون شهادة زور وقد قال
الشراك بال وعقوق الوالدين ...ث صمت مليا وقال :أل وقول الزور أل وقول الزور ..أل وقول الزور ..فما زال يكررها
حت حسبوه ل يسكت " رواه الشيخان .
ول تكتب بكفك غيـر شيء *** يسرك ف القيامة أن تـــراه
/7عدم انتقاد الطباء الخرين أمام الرضى :
يتعب الطبيب – والمرض أحيانا – حت يصل إل درجة متميزة من إتقان العمل والبداع فيه ..ومع ذلك فل ينبغي له أن يكثر
الديث عن نفسه فيذكر ماسن عمله ودقة إنازاته وأعماله ،وبالقابل ينتقص من زملء مهنته حت يتذب الرضى الذين يعالون
لدى زميله ،وقد يستثقل الرضى العال الذي يصرف وقته ف ذكر منجزاته ،خاصة إذا كان عمله القيقي ل يدلل عليه ،
والرض نوعان مرض القلب وهو مرض معنوي والثان مرض السم وهو مرض حسي ،وما أجل أن يتقن الطبيب علج النوعي
من الرض ..
الطبيب والدعوة
كنت أقرأ بثا حول التنصي ..كان بثا مرتبا حول أساليب التنصي واستغلل الواقف والاجات ..
فكان من العبارات الامة قول إحدى منظمات الطباء التنصيية ( :حيث تد بشرا تد آلما ،وحيث تكون اللم تكون الاجة
إل الطبيب ،وحيث تكون الاجة إل الطبيب فهنالك فرصة مناسبة للتبشي ) ..
جعلت بعد هذه العبارة أبث عن جهودهم ف التنصي من خلل التطبيب ..فذهلت بهود وقدرات ..
ومن ذلك أن منظّمة تنصيية تدعى ( عملية البكة الدولية) وهي تابعة لنظمة " شبكة الذاعة السيحية" والت يرأسها منصّر
أمريكي يدعى " بات روبرتسون" مرشّح النتخابات المريكية عام ، 1987قامت تلك النظمة بتجهيز طائرة لوكهيد ( L-
)50-1011وتويلها إل مستشفى طائر ضخم بكلفة خسة وعشرين مليون دولر ،مزوّد بميع العدّات اللزمة للعمليات
الراحية والعلجية ،بيث يوب مناطق كثية ف العال ويكث ف مناطق مدّدة ومتارة لدد تتراوح ما بي أسبوع إل عشرة
أيام ،ويقدّم خدماته بالجّان ،ولكن كانت حقيقة هذا العمل الجّان هي تنصي النّاس !
فقبل بدء الكشف والعلج يُسْأل عن ديانته ،ث يستمع لحاضرة لدة عشر دقائق حول السيح عليه السلم ،وعن دين النّصارى
،وضرورة البحث عن اللص ف رحاب السيح ،ث يعطى كمية من الكتب والنشرات ويُطلَب منه دراستها والضور إل عنوان
معيّن بعد أيّام !!
يا عجب ..مستشفى طبّي طائر للتنصي ،..أل تقدر أمة الليار نفس على مثله..؟!!
رحم ال المام الشافعي لا قال عن السلمي والطب ( :ضيعوا ثلث العلم ،و وَكلوه إل اليهود والنّصارى ) .
وما يزيدنا يقينا بأهيّة الدعوة ف الجال الطّب وأن الستشفى أرض خصبة للدعوة :
أن الطبيب ذو علقة جذرية بياة الخرين ،فمن من الناس ل يرض ول يعتل ؟ كل الناس كذلك – غالبا -لذا ترى الناس
يهرعون إل طلب الستطباب طمعا ف الشفاء ،ويبذلون لذلك الغال والنفيس ،ويشعرون بالاجة إل الطبيب ويرصون على
التلطف معه ..وإقامة علقة حسنة ..وكسب رضاه ..
إذن أفل يدر بالطبيب أن يغتنم ذلك ف بذل نصيحة لمرأة ف حجابا ..أو عاق والديه ..أو تارك صلة ..أو واقع ف فاحشة
..
وأهم من ذلك نصح الريض ..وبالذات ف قضايا العقيدة من رقى وتائم وأحجبة وغيها ،والريض يكون عادة ف حالة من
الضعف يتقبل فيها ما يشي عليه الطبيب ..
فلعل كلمة واحدة منك تنقل شخصا من الظلمات إل النور ..
ومن طرق الدعوة الت يكن أن يتعاون فيها الطبيب ..
• توزيع الشرطة والطويات النافعة وتعليق الجلت الائطية .
• عمل مكتبة إسلمية مصغرة مقروءة وسعية ومرئية باللغتي العربية والنليزية ،لنفع السلمي ،ودعوة غي السلمي .
• إياد مكتبة صوتية إسلمية تارية -على هيئة كشك أو مل -ف صالة الستقبال ونو ذلك ،تُأجر على إحدى التسجيلت
السلمية ،وف هذه الفكرة خي عظيم .
• تنسيق كلمات توجيهية ف الساجد والصليات التابعة للمستشفى ..
• إقامة ندوات علمية طبية تبي إعجاز ال ف خلق النسان .
الطبيب ومفاتيح الي
جلست أفكر كثيا ف حال الطبيب مع مرضاه ..وقارنت الطب ببقية الوظائف ..
فوجدت أن الدرس ف الغالب يتعامل مع نوعية مددة من الناس ..متقاربي ف توجهاتم وأفكارهم ومستوى قدراتم وكيفية
تعاملهم ..وبالتال لن يتعب كثيا ف التعامل معهم ..
ووجدت أيضا أن الهندس يتعامل أيضا مع مستويات متقاربة ..فلن يتعب ذهنيا كثيا ..
وقل مثل ذلك ف الطيار ..والقبطان ..والبنّاء ..والداد ..والنجار ..
أما الطبيب فيجلس ف عيادته ويدخل عليه الرضى ..
منهم الذكي اللماح الذي يفهم مراد الطبيب ويفهم منه الطبيب ..
ومنهم الغب عدي الفهم ..الذي سيتعب مع الطبيب ..ويتعب الطبيب ..يا دكتور ما فهمت ..ل أنت ل تفهم قصدي ..
اشرح ل أكثر ..ال ..
ومنهم سيء الظن ..إيش قصدك يا دكتور ..اتق ال ل تسرن أموال ف الدوية ..ليش كل هالتحاليل ؟ إنت قاعد تسرقنا !!
ومنهم حسن الظن ..
ومنهم الغضوب ..يا دكتور أنت ما تفهم ..كم مرة تعطين علج ول أشفى ..إذا ما تعرف تعال ل تفتح عيادة ..الغلطان
الذي يأت لثلك ..
ومنهم الليم ..ومنهم الكري ..ومنهم البخيل ..
ومنهم العرب والعجمي ..والكبي والصغي ..والغن والفقي ..
ول تسب الناس نوعا واحدا فلهم طبائع لست تصيهن ألوان
فل بد للطبيب أن يكيف نفسه ف التعامل مع كل موقف با يصلح له ..
بالصب على الرضى عند علجهم ،وبالذات على كبار السن توقيا لم ..
وعلى الطفال رحة بم ..
وعلى اللهوفي ف الالت الطارئة شفقة عليهم ..
والؤمن الذي يالط الناس ويصب على أذاهم خي وأحب إل ال من الؤمن الذي ل يالط الناس ول يصب على أذاهم ..كما قال
..
ومن مفاتيح الي :
/1التلطف مع الريض بسؤاله عن أحواله ف البيت وأولده ..
/2إعداد بعض الشرطة أو الكتيبات وإهدائها إل الرضى ..
/3الرفق بأهل الريض وتمل كثرة أسئلتهم والتأثي عليهم من خلل مناصحتهم .
/4احتساب الجر أثناء الرور اليومي على الرضى ..فالسلم إذا عاد أخاه السلم ل يزل ف خرفة النة حت يرجع ..
/5التبسم ف وجه الريض فتبسمك ف وجه أخيك صدقة ..
/6دللة الريض على ما يسأل عنه من حاجة أو مكان فمن كان ف حاجة أخيه كان ال ف حاجته " ؟ ..
" :رباط يوم ف سبيل ال /7احتسابك الجر عند البيت ف غرفة الناوبة وحدك وتركك الهل والدار ،ولعله يشملك قوله
خي من الدنيا وما عليها"
/8الذر من التسرع ف تشخيص الداء والتريث ف وصف الدواء ومن تطبب ول يعلم منه طب فهو ضامن" .
/9الرص على ستر عورات السلمي ومن ستر مسلما ستره ال يوم القيامة" .
/10الذر من كثرة الكلم ( والسواليف ) مع الريض إذا كان ف خارج العيادة مرضى ينتظرون ،فمنهم من ترك عمله
ومشاغله وأطفاله ..
صلة الريض
•وللمريض ف الطهارة عدة حالت:
.1إن كان مرضه يسيا ل يضره معه استعمال الاء كالريض بالصداع ووجع الضرس ونوها ،فهذا ل يوز له التيمم .
.2وإن كان به مرضه يزداد باستعمال الاء ،فهذا يوز له التيمم .
.3الريض إذا ل يستطع الوضوء أو الغسل بالاء لعجزه أو لوفه من زيادة الرض فإنه يتيمم بتراب نظيف ،لقوله تعالَ ":وإِنْ
ط َأوْ لمَسْتُ ُم النّسَاءَ َفلَ ْم َتجِدُوا مَا ًء َفتََي ّممُوا [الائدة ، ]6:فإن كان ل
كُنُْتمْ َم ْرضَى َأوْ َعلَى سَ َف ٍر َأوْ جَاءَ َأحَدٌ مِ ْنكُمْ ِمنَ الْغَائِ ِ
يستطيع التيمم يَـ ّممَهُ غيه ،بأن يأخذ يدي الريض فيضرب با على التراب ث يسح وجهه وكفيه ،وإن كان بدنه أو ملبسه
أو فراشه متلوثا بالنجاسة ،ول يستطيع إزالة النجاسة ،أو التطهر منها -جاز له الصلة على حالته الت هو عليها؛ لقوله تعال :
( فَاتّقُوا اللّهَ مَا ا ْسَتطَعُْتمْ ) [التغابن.]16:
.4من به جروح أو قروح أو كسر أو مرض يضره استعمال الاء ،فأصابته جنابة ،جاز له التيمم للدلة السابقة ،وإن أمكنه
غسل الصحيح من جسده وجب عليه ذلك وتيمم للباقي .
.5إذا كان الريض ف مل ل يد ماء ول ترابا ول من يضر له الاء أو التراب ،فإنه ينوي الطهارة بقلبه ،ويصلي على حسب
حاله وليس له تأجيل الصلة ،لقوله تعال ( :فَاتّقُوا اللّهَ مَا ا ْسَتطَعُْتمْ ) [التغابن. ]16:
.6الريض الصاب بسلس البول ،أو استمرار خروج الدم أو الريح ول يبأ بعالته ،عليه أن يتوضأ لكل صلة بعد دخول
وقتها ويغسل ما يصيب بدنه وثوبه ،أو يعل للصلة ثوبا طاهرا إن تيسر له ذلك .وإن تيسر أن يضع على فرجه قطنا أو نوه
ما ينع وصول النجاسة إل ملبسه وبقية بدنه ،فهو أفضل .
.7وإن كان الريض عليه جبية فيمسح عليها ف الوضوء والغسل ،ويغسل بقية العضو ،أما إن كان السح على البية أو غسل
ما يليها من العضو يضره ،أو كان فيه جروح ل يستطيع غسلها ول مسحها ( كالروق ) اكتفى بالتيمم بعد انتهائه من الوضوء
.
كيفية صلة الريض ..
•أجع أهل العلم على أن من ل يستطيع القيام ،له أن يصلي جالسا ،ويكون جلوسه حسب ما يسهل عليه فكيفما جلس جاز
.
•فإن عجز عن الصلة جالسا فإنه يصلي على جنبه مستقبل القبلة بوجهه ،والستحب أن يكون على جنبه الين ،فإن عجز
لعمران بن حصي ( :صل قائما عن الصلة على جنبه صلى على ظهره ,وتكون رجله جهة القبلة إن أمكن ؛ لقوله
فإن ل تستطع فقاعدا فإن ل تستطع فعلى جنب ) "رواه البخاري" وزاد النسائي " :فإن ل تستطع فمستلقيا " .
•ومن قدر على القيام وعجز عن الركوع أو السجود ل يسقط عنه القيام ،بل يصلي قائما فيومئ بالركوع ( يعن :ييل
بسمه خافضا رأسه ) ث يرفع من الركوع ،فإذا أراد السجود جلس ،وأومأ بالسجود؛ لقوله تعال ( :وَقُومُوا ِللّ ِه قَاِنتِيَ )
:صل قائما . [البقرة ،]238:ولقوله
•وإن كان الرض شديدا ،أو شللً ،ول يقدر على الياء برأسه ،نوى الركوع والسجود بقلبه ،وإن ل يكن عنده من
يوجهه إل القبلة ,ول يستطع التوجه إليها بنفسه ; صلى على حسب حاله ,إل أي جهة تسهل عليه .
•وبعض الرضى من ترى لم عمليات جراحية ,يتركون الصلة لنم ل يقدرون على أدائها بصفة كاملة ,أو لعجزهم عن
الوضوء ,أو لن ملبسهم نسة ,وهذا خطأ كبي ; فل يوز ترك الصلة .بل يصليها على حسب حاله ( :فَاتّقُوا اللّهَ مَا
اسَْت َطعْتُمْ ) .
•وبعض الرضى يقول :إذا شفيت ; قضيت الصلوات الت تركتها ,وهذا تساهل ; فالصلة تصلى ف وقتها حسب المكان
,ول يوز تأخيها عن وقتها .
•وإذا نام الريض أو غيه عن صلة أو نسيها وجب عليه أن يصليها حال استيقاظه من النوم ،أو حال ذكره لا ،ول يوز
( :من نام عن صلة أو نسيها فليصلها مت ذكرها ل كفارة لا إل له تركها إل دخول وقت مثلها ليصليها فيه .لقوله
ذلك ) .
•وإن شق عليه فعل الصلة بوقتها فيجمع الظهر والعصر ،والغرب والعشاء جع تقدي أو تأخي حسبما يتيسر له ،إن شاء
قدم العصر مع الظهر وإن شاء أخر الظهر مع العصر ،وإن شاء قدم العشاء مع الغرب ،وإن شاء أخر الغرب مع العشاء ،
أما الفجر فل تمع مع ما قبلها ول مع ما بعدها .
أحكام صيام الريض
-كل مريض يشق عليه الصوم ،يوز له الفطر ،لقول تعال ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) .أما الرض
اليسي كالسعال والصداع فل يوز الفطر بسببه .
-وإذا كان الصيام يزيد الرض أو يؤخر الشفاء ،ويتاج نارا لكل الدواء ،فيجوز له أن يُفطر ،ويُكره له الصيام لقوله تعال
س َر ) (البقرة :الية . )185
سرَ وَل ُيرِيدُ بِكُ ُم الْعُ ْ
ُ ":يرِيدُ اللّهُ بِ ُكمُ الُْي ْ
-إن كان الصوم يسبب له الغماء ،أفطر وقضى ،وإذا أصبح صائما فأغمي عليه أثناء النهار وأفاق قبل الغروب أو بعده
فصيامه صحيح ما دام ل يأكل ول يشرب ،ومن أغمي عليه ،أو وضعوا له مدرا لصلحته ،فغاب عن الوعي ،فإن كان ثلثة
أيام فأق ّل ،فيقضي -قياسا على النائم -وإن كان أكثر فل يقضي قياسا على من غاب عقله بنون ( بن باز ) .
-الريض الذي يُرجى بُرؤه وينتظر الشفاء ( كمن أجريت له عملية جراحية ) إذا شق عليه الصوم أفطر وقضى .
-والريض مرضا مزمنا ل يُرجى برؤه ( كمرض السرطان ،والفشل الكلوي مثلً ) وكذلك الكبي العاجز عن الصيام
والقضاء ،يُطعم عن كل يوم مسكينا نصف صاع من قوت البلد ( كيلو ونصف من الرز ) .
-والريض الذي أفطر بعض رمضان وينتظر الشفاء ليقضي ،ث علم أن مرضه مزمن ،وأنه لن يستطيع القضاء أبدا ،فالواجب
عليه إطعام مسكي واحد عن كل يوم أفطره .
-ومن كان ينتظر الشفاء من مرض يُرجى برؤه ،فمات قبل أن يوجد وقت للقضاء ،فليس عليه ول على أوليائه شيء ( مثال :
شخص عمل عملية جراحية ف 25رمضان ،فأفطر بنية القضاء بعد الشفاء ،فتوف ف 30رمضان ،فهذا ل يلزم أهله عنه قضاء
ول إطعام ) .
-ومن مرض فأفطر ،ثّ شفي وتكن من القضاء ،فتكاسل حت مات ،أُخرج من ماله طعام مسكي عن كل يوم ،وإن تبع
" :من مات وعليه صيام صام عنه وليّه "( مثال :عمل عملية ف 25رمضان ،فأفطر أحد أقاربه بالصوم عنه فهو أول لقوله
بنية القضاء ،فشفي ف 30رمضان ،وتكاسل عن القضاء حت مات ف شهر الج ،فهذا يلزم أهله عنه قضاء أو إطعام ) .
-ومن كان مرضه يُعتب مزمنا ،فأفطر وأطعم ( لعجزه عن القضاء ) ،ث تطور الطبّ فاكتُشِف علج لرضه ،فاستعمله وشفي ،
فل يلزمه شيء عما مضى ،لنّه فعل ما وجب عليه ف حينه ( اللجنة الدائمة ) .
-ومن أصابه جوع أو عطش شديد ،فخاف على نفسه اللك ،أفطر وقضى لن حفظ النفس واجب ،ول يوز الفطر لجرد
الشدة الحتملة أو التعب أو خوف الرض متوها .
-الطعام له صورتان :فيجوز أن يعله آخر الشهر ،فيطعم 30مسكينا ف آخر الشهر ،ويوز أن يطعم مسكينا ك ّل يوم .
كلمات إل الرافق
تغلب الشفقة بعض الناس عندما يجز الرض قريبه أو حبيبه ..فل يزال مرافقا معه ف الستشفى ..يقوم على خدمته ومواساته
..وتسليته ومؤانسته ..
وقد يسهر الرافق والريض نائم ..
وقد يصحو والريض مغمى عليه ..بتخدير أو نوه ..
وسهر الؤمن على أخيه الريض من أعظم القربات ..فكيف إذا كان هذا الريض ذا رحم ..كوالد وأخ وزوج ..ل شك أن
الجر يكون أعظم ..
أخب أن من زار مريضا فل يزال ف خرفة النة كأنه ين من ثارها ..ويستغفر له سبعون ألف ملك ..إذا وإذا كان نبينا
كان هذا ف الزائر ..فما بالك بن يلزم الريض خدمة ومؤانسة ..
إل أن بعض الرافقي يمع هذه السنات ث يفرقها بأخطاء يقع فيها ..
لن الرافق يتفرغ غالبا من أمور تعود أن ينشغل با وقته ف بيته أو عمله أو تارته ..
إذن ينبغي لنا جيعا أن نتساءل ..
كيف يقضي الرافق وقته ؟
يتنوع بقاء الرافق مع الريض بتنوع مكان وجود الريض ..
ففي الستشفى ..
/1الرقية على الريض ( ..وننل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني ) ( ..قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) ..
وللقراءة على الريض تأثي عظيم ..
ف الستشفى العسكري
قال صاحب :
عبد ال كان شابا صالا ..وكان ل به علقة ومعرفة ..وقد علمتُ أن أباه مصاب برض ف القلب وأجريت له عدة عمليات ..
وأدخل أخيا إل الستشفى وظلّ فيه للعناية الركّزة ..زُرتُه ف الستشفى مرارا ..ث اشتدّ به الرض فدخل ف غيبوبة تامة ل يعقل
ما حوله شيئا ..ولا رأى صاحب أن أباه ل يعقل شيئا وأن تكرار ميء الزائرين أصبح مزعجا علّق لفتة على باب الغرفة كتب
عليها " الزيارة منوعة بأمر الطبيب " ..وبعد أيام ..اتصل ب وهو مضطرب وقال :
-يا شيخ ..أريدك أن تزور والدي ..ولعلّك أن تقرأ عليه شيئا من القرآن ..
ذهبت سريعا إل الستشفى ..ودخلتُ على أبيه ..فإذا هو كالثة الامدة على السرير ..ف إغماء تامّ ..قد ُوصّل بسمه عددٌ
من الجهزة ..جهاز لقياس الضغط ..وآخر للسكر ..وثالث لضربات القلب ..ورابع للتنفس ..وخامس ..وبانب السرير
مرض يراقب هذه الجهزة وينظر إلينا بدوء ..
اقتربتُ منه ووقفتُ عند رأسه وكلمته فلم يردّ عليّ شيئا ..قلت :يا أبا فلن إن كنت تسمعن فحرّك أصبعك ..بقي ساكنا ل
يتحرّك فيه شيء ..
ال ل إله إل هو .. المد ل ربّ العالي * الرحن الرحيم * مالك يوم الدين * .. بدأت أقرأ القرآن بصوت مسموع ..
.. اليّ القيوم ..
بدأ الشيخ ينتفض قليلً ..لكنه ل يتكلم ..
وفجأة أطلق أحد الجهزة الحيطة بنا صوتا كصفارة النذار ..ففزع المرض وقام إليه وغيّر ف بعض أرقامه ..وجلس ..
ث صفّر جهاز آخر فقام وغي فيه ..وجلس ..
ث صفر الهاز الثالث ..فلم يزل يتنقل بي هذه الجهزة ..وأنا أقرأ ..
وسعتُ صاحب يقول له ..This Qoran .. This Qoran :وهو ينظر إلينا باستغراب ودهشة ..
أما أنا فاستمريت ف التلوة ..دون أن ألتفت إليهما ..
ت ..
استمرت التلوة قرابة النصف ساعة ..ث دعوتُ له ..وانصرف ُ
أما عبد ال فبقي مع المرض ياطبه باللغة النليزية ..وكنت أسعه يردد كلمات :القرآن ..السلم ..
أقبل إلّ عبد ال يشكر ويودع ..فأمسكت يده وقلت :
-هل تعلم أن ل أفهم شيئا ما جرى ! ما هذه الجهزة الت أزعجتنا ؟! ولاذا اضطرب المرض ؟! ولاذا وقفت معه تكلمه عن
القرآن ؟! ولاذا ..
-فقال :المر عجيب يا شيخ ..أنت تعرف أن والدي مصاب برض ف القلب ..وأجريت له عدة عمليات ..وف العملية
الخية قبل يومي توقف الدم فجأة ف شرايي جسمه ..ول يكن الطبيب يتوقع ذلك فلم يرص قبل العملية على توصيل مضخة
كهربائية لتحريك الدم ف العروق عند الاجة ..فتفاجأ الطبيب بذلك قام سريعا بتوصيل مضخة يدوية وكلّف إحد المرضي
بتحريكها بيدها ..فكان هذا التصرف من الطبيب غي مدٍ كثيا ..لن الدم توقف ف العروق لدة خسي دقيقة أشرف والدي
معها على اللك ..لكن ال تعال أحسن وتلطف ..
وبعد ناية العملية ..جلوا أب كالثة الامدة إل غرفته ..فانفض ضغط الدم حت وصل إل الربعي ..فحاولوا أن يرفعوه بشت
الوسائل فلم يقدروا ..فأمر الطبيب بأن يُحقن والدي ف الوريد بادة كيميائية ترفع ضغط الدم ..وهذه الادة خطرة جدا ..لذا
ل يسمح طبيا بأن يُحقن الريض با يزيد عن مقياس اثن عشر درجة لنه يوت ف الغالب ..فتم حقنه بذا القياس فلم تتحسن
حالته ..فزادوه إل ثلث عشرة درجة ..ث أربع عشرة ..ث خس عشرة ..ث ست عشرة ..فارتفع ضغطه إل سبع وستي
فتوقفوا ..مع أنه ل يزال منخفضا جدا ..
ث ألقوه على هذا السرير ووضعوا هذه المرضة تراقب حاله ..
وبعدما بدأت – يا شيخ -بتلوة القرآن بدأ ضغط الدم عند أب يرتفع ..ويرتفع ..ثان وستي ..تسع وستي ..سبعي ..
فاضطربت الجهزة ..وقامت المرضة تفّض من الادة الت وضعوها لرفع الضغط ..واستم ّر الضغط ف الرتفاع خس وسبعي
..ثاني ..تسعي ..حت ثبت الضغط على مائة وواحد وعشرين ..
فهل عرفت سبب تعجب المرضة .!!.الطباء ..الستشاريون ..الجهزة ..الدوية ..ل تنفع شيئا ..أين طبّهم ؟! ..أين
.. وننل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني تاربم ؟! ..أين أدويتهم ..فسبحان من أنزل القرآن ..
فيمكن للمرافق أن يرقي الريض بـ :
قراءة الفاتة سبع مرات مع النفث على الزء الصاب أو على الرأس ..
قال أبو يعيد الدري ..
قراءة ( قل هو ال أحد ) والعوذتي ..سبع مرات ..
7مرات :أسأل ال العظيم ،رب العرش العظيم أن يشفيك .
بسم ال أرقيك من كل شئ يؤذيك ،من شر كل نفس ،وعي حاسدة بسم ال أرقيك ،وال يشفيك .
أذهب الباس ،رب الناس ،اشف وأنت الشاف ل شفاء إل شفاؤك شفاء ل يُغادر سقما .
أعيذك بكلمات ال التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عي لمة .
اذهب الباس ،اشف وأنت الشاف ل شفاء إل شفاؤك شفاء ل يغادر سقما
اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا ،أو يشي لك إل صلة
( من عاد مريضا ل يضره أجله ،فقال عنده سبع مرات :اسأل ال العظيم ،رب العرش العظيم ،أن يشفيك .إل عافه ال من
ذلك الرض ) ..
إل غي ذلك من الذكار والدعية الشرعية ..
وما يكن للمرافق أن يغتنم ف وقته :
/2القراءة النافعة ،سواء ف تلوة القرآن ،أو الكتب النافعة .
/3الذر من الغزل والعاكسة ..نعم سواء كان الرافق رجلً أو امرأة ..
فمع اتساع وقت الفراغ ..يلعب الشيطان لعبته ..فيغري الفتاة بالتسكع ف مرات الستشفى ..أو العبث بالاتف ..
ويغري الرجل كذلك بذلك ..
وكم سعنا عن منكرات وقعت ف مستشفيات ..أو كان منطلقها الستشفيات ..بسبب الرافقي ..وتساهل بعض الفتيات
الرافقات بجابن وضحكاتن ..
والشيطان ما مات ..
/4ول أنسى أن أقول للمرافق :
كن بطلً
نعم كن بطلً ل رجوفا جزوعا ..قد ل نلوم الريض لو سعنا منه أنينا أو آهات ..
فلكل إنسان حد ينتهي إليه صبه ..
لكنك تعجب كثيا عندما ترى مرافقا لريض ..ل يكف عن البكاء والزع ..
مع أن النتظر منه أن يصبّر الريض على الرض ..ويكون قدوة له ف الصب والرضا ..
ولكن صار حال الريض معه
كالستجي من الرمضاء بالنار
قد يشتكي بعض الرافقي بأنم يغلبون على البكاء والزن ..
فأقول نعم لكن الصب والجاهدة أجل بك ..
وماذا تفيد كثرة التشكي والعويل ؟ حت لو أفضى الرض ببيبك إل الوت ..فاصب صبا جيلً ..
:إذا مات ولد العبد قال ال للملئكة :قبضتم ولدي عبدي ..؟ قبضتم ثرة فؤاده ..؟ فتقول اللئكة :نعم .. قال
فيقول :فماذا قال عبدي ..؟
فتقول اللئكة :حدك واسترجع ..
فيقول ال :ابنوا لعبدي بيتا ف النة وسوه بيت المد ..
فإذا عظم ضرك ..وضاق صدرك ..فاجعل الدعاء والشكوى إل ال تعال ملذك ..
قال د .عبد ال .
جاءت إلّ تر خطاها ..
تمل على ذراعيها طفلً قد أنكه الرض ..
أم قارب عمرها الربعي ..قد ضمت الصغي إل صدرها ..كأنه قطعة من جسدها ..
كانت حالته حرجة ..تسمع تردد النفس ف صدره من على بعد مترين وثلثة ..
سألتها :كم عمره ؟
قالت :سنتان ونصف .
عملنا له الفحوصات اللزمة ..كان يعلن من مشاكل ف شرايي القلب ..
أجرينا له العملية ..وبعد يومي من العمليه كان ابنها ف صحة جيده ..
ابتهجت الم وفرحت ..وصارت كلما رأتن سألتن :مت الروج يا دكتور ..
فلما كدت أن أكتب أمر الروج ..فإذا بالصغي يصاب بنيف حاد ف النجره ..أدى إل توقف قلبه 45دقيقة.
غاب الصغي عن وعيه ..
اجتمع الطباء ف غرفته ..ومضت الساعات ول يستطيعوا إفاقته ..
تسرع أحد الزملء وقال لا :احتمال أن يكون ابنك مات دماغيا ..وأظن أنه ليس له أمل ف الياه.
التفتّ إليه لئما ل قال ذلك !!..
ونظرت إليها فوال ما زادت على أن قالت :الشاف ال ..العاف ال ..
ث تتمت قائلة :أسأل ال إن كان له خيار ف الشفاء أن يشفيه ..
ث سكتت ..
ومضت إل كرسي صغي ..جلست عليه ..
وأخذت مصحفها الزرق الصغي وجلست تقرأ فيه ..خرج الطباء ..وخرجت معهم ..
صرت أمر على الصغي ..حالته ل تتغي ..جثة على السرير البيض ..
ألتفت إل أمه ..حالا أيضا ل يتغي ..
يوما أراها تقرأ عليه ..ويوما تتلو القرآن ..ويوما تدعو له ..
بعد أيام أخبتن إحدى المرضات أن الصغي بدأ يتحرك ..حدت ال ..
وقلت لا مباركا :يا أم ياسر ..أبشرك ياسر بدأ يتحسن ..قالت كلمة واحدة وهي تدافع عبتا :المد ل ..المد ل ..
مضت أربع وعشرين ساعة ..
نفاجأ بالصغي ..يصاب بنيف حاد مثل نزيفه الول ..ويتوقف قلبه مرة أخرى ..
ويتعب جسده الصغي ..
ويفقد الركة والحساس ..
دخل أحد الطباء يعاين حالته ..فسمعته الم يقول :وفاة دماغية ..
رددت :المد ل على كل حال ..الشاف رب ..
بعد أيام شُفي الصغي ..
لكنه ل تض عليه ساعات ..حت أصيب بنيف ف القلب ..ث يفقد الركة والحساس ..
ويفيق بعد أيام ..ث يصاب بنيف جديد ..
حالة غريبة ..ل أر مثلها ف حيات ..
تكرر هذا النيف ست مرات ..
ول تسمع منها إل :المد ل الشاف رب ..هو العاف ..
بعد فحوصات وعلجات متعددة ..
سيطر أطباء القصبة الوائية على النيف بعد ستة أسابيع ..بدأ ياسر يتحرك ..
وفجأة ..إذا به يبتلى براّج كبي ( ورم ) ..والتهابٍ ف الدماغ ..
عاينت حالته بنفسي ..قلت لا :
ابنك وضعه حرج جدا ..وحالته خطيه ..
رددت :الشاف هو ال ..
وانصرفت تقرأ عليه القرآن ..
لرّاج بعد أسبوعي..
زال هذا ا ُ
مضى يومان تاثل الغلم أثناءها للشفاء ..حدنا ال على ذلك ..
بدأت الم تيء نفسها للخروج ..
وبعد ثلثة أيام ..
إذا به يصاب بتوقف والتهاب حاد بالكلى ..
أدى إل فشل كلوي حاد كاد أن ييته..
والم مازالت متماسكة ..متوكله ..منطرحه على ربا ..وتردد :
الشاف هو ال ..
ث تذهب وتقرأ من مصحفها عليه..
مضت اليام ونن ف ماولت وعلجات متتابعة ل تتوقف ..استمرت أكثر من ثلثة أشهر ..
تسنت كله ول المد ..
لكن القصة ل تنته ..
يصاب الصغي برض عجيب ل أره ف حيات ..
بعد أربعة أشهر يصاب بالتهاب ف الغشاء البلوري الحيط بالقلب ..ما اضطرنا إل فتح القفص الصدري ..وتركه مفتوحا
ليخرج الصديد ..
وأمه تنظر إليه وتردد :
أسأل ال أن يشفيه ..هو الشاف العاف ..
ث تنصرف عنه إل كرسيها وتفتح مصحفها ..
كنت أنظر إليها أحيانا ..ومصحفها بي يديها ..
ل تلتفت إل ما حولا ..
كنت أدخل غرفة النعاش ..
فأرى أنواع الرضى ومرافقيهم ..
أرى مرضى يصرخون ..وآخرين يتأوهون ..
ومرافقي يبكون ..وآخرين يرون وراء الطباء ..
وهي على كرسيها ومصحفها ..ل تلتف إل صارخ ..ول تقوم إل طبيب ..ول تتحدث مع أحد ..
كنت أشعر أنا جبل ..
بعد ستة أشهر ف النعاش ..
كنت أمر بالصغي فأراه ل يرى ..ل يتكلم ..ل يتحرك ..صدره مفتوح ..
ظننا أن هذه نايته وخاتته..
والرأة كما هي تقرأ القرآن ..صابره ل تشتك ..ول تتضجر ..
وال ما كلمتن بكلمة واحدة ..ول سألتن عن حالة ولدها ..إل إن ابتدأت أنا أحدثها عنه ..
وكان زوجها قد جاوز عمره الربعي ..
يقابلن أحيانا عند ولده ..فإذا التفت إلّ ليسألن ..غمزت الم يده ..وهدّأته ورفعت من معنوياته ..وذكرته بأن الشاف ال ..
بعد شهرين ..تسنت حالته ..
حوّلناه لقسم الطفال ف الستشفى ..
تسن كثيا ..
مارسوا معه أنواعا من العلجات والتدريبات ..
وبعدها ذهب الطفل إل بيته ماشيا ..يرى ..ويتكلم كأنه ل يصبه شيء من قبل .
عفوا ..ل تنته القصة العجيب بعد ..
بعد سنة ونصف ..كنت ف عيادت ..
فإذا بزوج الرأة يدخل عل ّي ..
وتدخل زوجته وراءه تمل بي يديها طفلً صغيا صحته جيدة ..
وكان للطفل مراجعة عادية عند أحد الزملء لكنهم جاءون للسلم عليّ ..
قلت للزوج :ما شاء ال ..هذا الرضيع رقمه ستة أو سبعه ف العائلة ؟
فقال :هذا هو الثان ..
والولد الول هو الذي عالته العام الاضي ..وهو أول مولود لنا ..جاءنا بعد 17عاما من الزواج والعلج من العقم ..
خفضت رأسي ..وأنا أتذكر صورتا وهي عند الولد ..ل أسع لا صوتا ..ول أر منها جزعا ..
قلت ف نفسي ..سبحااااان ال ..
بعد 17سنة من الصب وأنواع علج العقم ترزق ترزق بولد تراه يوت أمامها مرات ومرات ..وهي ل تعرف إل ل إله إل ال
..ال الشاف ..العاف ..
أي اتكال ..وأي امرأة هذه ..
/5وما أجل أن ل يكتفي الرافق بل وقته بالفيد ..بل يرص على ملء وقت الريض أيضا بالفيد ..
كأن يرصه على كثرة الذكر والستغفار ..
وأن يضر له مسجلً وأشرطة نافعة ..أشرطة تلوة ..ماضرات ..أحاديث ..
أن يتابع معه أوقات الصلة ويرصه على أدائها ..
أن يبعد عنه ما يضره ..أو يمله أوزارا من نظر أو ساع مرم ..
•الرضا بالقضاء والقدر ..
آداب زيارة الريض
ذكر ف بعض كتب الدب ..أن أحد الثقلء دخل على مريض يعوده ..فما كاد يلس حت قال :
فلن ..وجهك أصفر ..
قال الريض :المد ل على كل حال ..
قال :يبدو عليك الرهاق ..
قال :ال يعي ..
قال :الرض ظاهر عليك ..مت بدأت علتك ؟
قال :منذ أيام ..
قال :مم تشتكي ؟
قال :شكوى يسية وأسأل ال الشفاء ..
قال :ما هي ؟
قال :مرض معي ..
قال :ما هو ؟ أليس له اسم !! طيب ..هل أنت بي ؟
فقال الريض :كنت بي قبل أن تدخل عل ّي ..
قال :حسنا أنا ذاهب ..هل لك حاجة ؟
قال :نعم ..حاجت أنك إذا خرجت من عندي فل ترجع إلّ أبدا ..حت جنازت أعفيك من الصلة عليها ..
هكذا لسان حال بعض الرضى مع فريق من الزائرين ..
فبعض الزوار ما إن يلس عند الريض حت يشغله بأسئلة ل تكاد تنتهي ..واقتراحات وملحظات ..وكأنه طبيب زائر أو
استشاري منتدب ..
ومن هنا لزم أن نتذكر جيعا الداب الشرعية الواردة فغي زيارة الريض ..
-1أن يلتزم بالداب العامة للزيارة ،كأن يدق الباب برفق ،ويب باسه صريا ،وأن يغض بصره ..
-2أن تكون العيادة ف وقت ملئم ..
-3أن يستصحب هدية للمريض يفرحه با ويريه ..وحبذا لو كان شيئا يستفيد منه الريض ..ككتاب نافع أو شريط أو ملة
..أو شيئا من اللوى ..أو غي ذلك ..
أما ما نراه من إحضار باقات الزهور ..والسراف ف ذلك ..فهذا تبذير ..ول يستفيد منه الريض ..
بل ذكر بعض الباحثي ف تواريخ المم أن إحضار الزهور إل الريض كان من عادات الغريق ( اليونان ) إذ يعتبون الزهور
رمزا لله الرحة ..ول يزال النصارى إل اليوم متأثرين بذا العتقاد ،أل ترى أنم يضعون على تابوت اليت وعلى قبه
زهورا !!
-4أن يكون العائد رفيقا هينا لينا ..يسأل الريض عن حاله برفق ..ول يدقق معه أو يكثر السألة ..
-5أن يغض البصر ..إذ قد يظهر من الريض عورة أو أمر مستقبح ،فل ينبغي بالعائد أ ،يصرف بصره إليه ..بل يتعامى عنه
..
-6أل يطيل اللوس حت يضجر الريض ..وذلك أن الريض تعرض له حاجة إل حام ..أو تغيي لباس ..أو إخراج ريح ..أو
نوم ..أو طعام ..فيحرج من العائدين أن يفعل شيئا من ذلك أمامهم ..
إل إن كان العائد حبيبا مقربا للمريض ..وكان الريض يرغب ف جلوسه ومؤانسته ..فل بأس ..
-7إدخال السرور على قلب الريض وتذكيه بالجر (..أم منصور البال – رحها ال ) ..
الرضى أنواع
سافرت إل هناك ف رمضان ..كان الو شديد البودة فكنا نتمع ف قبو الركز السلمي نصلي التراويح ..ث ألقي عليهم
الدرس اليومي ..
وكان يأت به أحد أولده ..يدفعه على عربة ..كان شيخا كبيا عاجزا عن الشي ..
فقدته ليلة من الليال ..فقلت لعل برودة الو والمطار حالت بينه وبي الصلة ف السجد ..
فمرت الليلة الثانية ..والثالثة وهو ل يأتِ ..
سألت ولده عنه ..فأخبن أنه أصيب بوعكة صحية ..وهو منوّم ف الستشفى منذ ثلثة أيام ..
اتفقت مع بعض الصلي أن نزوره عصر الغد ..
ذهبنا إل الستشفى ..دخلنا ..كان مظهرنا ملفتا للنظر ..
أنا ألبس ثوبا ..وأخر يلبس قميصا طويلً ..وثالث يلبس بنطالً ..
سألتنا إحدى المرضات ..هل أنتم جيعا أولده ؟ قلنا :ل ..
قالت :إذن أنتم جعية خيية ..قلنا :ل ..
قالت :إذن من أنتم ؟ ولاذا جئتم جيعا إليه ؟ ومن دفع لكم تكاليف الواصلت ؟
ل أستغرب تعجبها ..فهي تعودت أن ينوم الشيخ الكبي الشهرين والثلثة ..ول يزوره أحد ..بل قد يوت ويتول الستشفى
تكفينه ودفنه ..وأولده ل يسألون عنه ..
أفهمناها أننا مسلمون ..وأنه أخ لنا ف السلم ..
مضينا إل غرفة صاحبنا ..وبقي أحد الخوة معها يدثها عن السلم ..
دخلنا على أب عماد ..كان شيخا كبيا ..آثار الرض عليه بادية ..
قبلت رأسه ..فبكى ..قلت له كيف حالك ..
قال :المد ل ..ل أستطيع الصوم لكن أقرأ القرآن وأذكر ال قدر استطاعت ..
ومضى الشيخ يتحدث بصوت يقطعه البكاء عن شوقه إل السجد ..وصلة التراويح ..والخوة يصبونه ..
أخذت أنظر ف غرفته ..فلفت نظري شيخان كبيان ..طويلن ..من أهل هذه البلد ..أوروبيان ..
ل أكن أتقن لغتهم ..أرسلت أحد الخوة يسلم عليهما ..ويسألما عن حالما ..
كانا متعجبي منا ..والغريب أنما سألنا السئلة نفسها الت سألتنا المرضة ..من أنتم ..أي جعية خيية ..
فلما أخبناهم أنه ل قرابة بيننا وبينه إل قرابة الدين ..وأنه ل يدفع لنا أجرا على زيارتنا ..جعل كل منهما ينظر إل الخر
ويتعجب ..
أذكر أن أحدها قال متفاخرا على صاحبه :أنا ابنت أرسلت ل بطاقة معايدة ف العيد النصرم !!..
رجعت إل صاحب مودعا ..وكان الرجلن يرمقانن من بعيد ..
فسألته عنهما ..هل بينكم أحاديث ومسامرة ؟
فقال :هذان يا شيخ يقضيان وقتهما بأعجوبة ..
قلت :كيف ؟!
قال :ينامان إل العصر ..فإذا استيقظا ..فإذا ها جائعان ..فتحضر لما المرضة الطعام ..فإذا شبعا بدءا يتأففان ..ويسخطان
ويسبان ..فإذا مل صراخهما الستشفى ..جاءت المرضة إل كل منهما بزجاجة خر ..وأظن أن فيها منوّم ..
فيشربانا ..وينامان إل غد عصرا !!..ث يستيقظان ..ويعيدان البنامج نفسه ..
الزع من الرض
كان من طلب ف الكلية ..عمره قد قارب الربعي ..وكنت أظنه ل يتجاوز الامسة والعشرين ..
فقدته أياما ..ث رأيته ..فسألته عن غيابه ..
فقال :ولدي مريض ..وكنت أتابع علجه ..
قلت :عسى ال أن يشفيه ..لكن ماذا أصابه ..
قال :أصابه تسمم ف الدم ..وأثر على الكبد والدماغ ..والن انتشر الرض ف جسده ..
قلت :المد ل على كل حال ..وأبشر بالجر العظيم ..حت لو قد ال وفاته ..فأبشر فإن الصغي يشفع ف والديه ..
فقال :يا شيخ ..صغي ماذا ؟!! عمره سبع عشرة سنة ..
قلت :المد ل ..ال يطرح البكة ف إخوانه ..
فكتم عباته وقال :يا شيخ ..ليس عندي من الذرية إل هذا الولد !!..
لكن ول المد يا شيخ ..صابر متسب ..
وكل شيء بقضاء وقدر ..
بال عليك قارن بي هذا الصابر ..وبي فريق من الزعة الضعفة الورة ..من ضعيفي اليان ..عديي التحمل ..
الذين ل يصبون ول يتسبون ..
حبة صغية ..فقط !!!
قالت الدكتورة أريج :
طرقت ْ باب العيادة أدبا منها وقد أذنت لا المرضة بالدخول ..
يرافقها زوجها وابنتها ..
ل ..
تتأملها فتراها امرأة ف العقد الرابع من عمرها متلئة السم قلي ً
مهتمة بنفسها بشكل واضح ..
جلست على الكرسي ..
وبدأت الديث ..
يا دكتورة ..أحتاج رأيك ف الشكلة الت أعان منها منذ زمن طويل ..
ابتسمتُ مشجعة لا أن تبدأ ..
وأخذت تفصل ل ف المر الذي أرهقها منذ سني طويلة ..
حبوب ف وجهها ..
وقد دارت على الكثي من الطباء ومراكز التجميل الختلفة لعالتها ..
وهاهي الن تستخدم دواءً منذ أشهر وهذا النوع من العلج معروف بأن متابعته الدقيقة مهمة جدا كي ل يؤثر على الكبد ..
قلت ُ لا ..
أين هذه البوب ..؟
ل ترين مكانا وإنا استمرت ف سرد معاناتا الادية والنفسية خلل فترة العلج ..وأنا تعبت فعل ..
كررت ُ سؤال مرة أخرى (..هل سحت ل أن أفحص البوب الت تقصدين ؟ ) ..
عندها كشفت ما تبقى من وجهها !!..
وأنا أكاد أمسح عين شكا فيما رأيت؟
عفوا ..؟؟!!
أين البوب الت تقصدينها يا عزيزت ؟
قالت ل :
هاهي يا دكتورة ؟
إنا حبة واحدة فقط !!!
أنظر مرة أخرى
إنا حبة صغية جدا ...
ل تكاد تذكر ..
قلت لا ..أهذا ما يزعجك الن ..؟
قالت
نعم يا دكتورة ..
أنا تعبانة نفسيا منها ...
أرجوك أن تساعدين ..؟؟؟!!
عجبا ...
قلت لا :
لكن أرى وجهك بالة متازة ..
قاطعتن ..
أوووه ..ل ..ل يا دكتورة ...إنه ليس بالة طيبة ...وأنا غي مقتنعة !!!
تالكت نفسي طويل ...وبقوة ..
فقد كنت أفحص قبلها ..من هم ف حالٍ أسوأ ...وقد ابتلهم ال جل وعل ..بأمراض شديدة ..ل علج لا ..ول أجدهم إل
شاكرين حامدين صابرين ..
قلت لا بصوت بطيء ..
يا عزيزت ...
أنا ل أرى أن المر بذا السوء الذي تتخيلنه ..
حت الدواء الذي تستخدمينه الن ..ل أرى له أية داعٍ...
يكنك أن تتوقفي عن تناوله اليوم ..
وهذه البة ..الصغية جدا ...ل أريدها أن تأخذ من حيز اهتماماتك الكثي
تفاءل وانظري إل الوانب الميلة والنعم الكثية الت وهبها ال لك ..
واشكريه عليها ..
بعد ثوان من الصمت ...
دكتورة ..
أريد أن أكمل العلج ...
أريد أن تتفي هذه البة ...
قاطعتها أنا هذه الرة ...
حسن يا عزيزت ...
القرار قرارك ..
أكملي تناول العلج ...
ت ان تتوقفي عنه ،مرحبا بك ف العيادة ...
ومت أرد ِ
كنت أتن أن يدللها زوجها أمامي ..فيقول لا ..
ل تتاجي الدواء يا زوجت ..
إن البة صغية ول تستحق هذا العناء ...
فقد كنت أعرف أن تعليقه هذا سيكسر الكثي من الواجز والخاوف ...
لكنه كان صامتا طوال الوقت !!!
يا للرجال (!..ا.هـ عن د.أريج العوف ) .