You are on page 1of 36

‫من السويد‬

‫رن جرس هاتفي يوما ‪ ..‬اتصال من " السويد " ‪..‬‬


‫السلم عليكم ‪ ..‬الشيخ ممد ‪..‬؟!‬
‫وعليكم السلم ‪ ..‬نعم ‪..‬‬
‫يا شيخ ‪ ..‬أنا طبيب أحضر الدراسات العليا هنا ف مالو‪ -‬السويد ‪ ،‬وأطبق منذ خس سنوات ف أحد الستشفيات السويدية ‪..‬‬
‫هنا يا شيخ ف هذا الستشفى ‪ ..‬إذا جاءهم مريض مصاب برض خطي ‪ ..‬وكان الرض قد تكن منه ‪ ..‬والفرصة ف حياته قليلة‬
‫‪..‬‬
‫يضعون له مغذيا ‪ ..‬ويعلون مع الغذي مادة مسكنة للل ومادة أخرى قاتلة ‪..‬‬
‫فيبقى الريض يومي أو ثلثة على الكثر ‪ ..‬ث يوت ‪..‬‬
‫فيستلمه أهله ‪ ..‬وهم يظنون أن وفاته طبيعية ‪ ..‬وهو ف القيقة مقتول ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬أعوذ بال ‪ ..‬هذا ‪..‬‬
‫فقاطعن قائلً ‪ ..‬عفوا يا شيخ ‪ ..‬ل ينته السؤال بعد ‪..‬‬
‫اليوم يا شيخ كنت ف قسم الطوارئ ‪ ..‬فجاء إل الستشفى مريض مسلم ‪ ..‬سويدي من أصل باكستان ‪ ..‬وهو يعان من أحد‬
‫المراض الطية ‪ ..‬وقد تكن الرض من جسمه ‪ ..‬أدخلوه قبل قليل إل القسم الاص بؤلء الرضى ‪ ..‬ووضعوا له الغذي‬
‫القاتل ‪..‬‬
‫فماذا يب عل ّي يا شيخ ‪ ..‬هل أخب أهل الريض ‪ ..‬أم ل ‪..‬‬
‫ومضى صاحب يبي ل عدد من قتلوا بذه الطريقة ‪ ..‬ويتكلم عن مآسيهم ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫كان عاطفيا ‪ ..‬ومتحمسا جدا ً ‪ ..‬مضى يقص ويقص ‪..‬‬
‫أما أنا فقد ذهبت ب الفكار بعيدا ‪..‬‬
‫جعلت أتأمل ‪ ..‬ماذا تثل الياة بالنسبة لؤلء ‪ ..‬كأس ‪ ..‬وغانية ‪ ..‬وفراش ‪..‬‬
‫فإذا عجز أحدهم عن هذه المور لرض أو أل ‪ ..‬رأوا أنه ل حاجة لبقائه حيا ‪ ..‬فلماذا يعيش !! ‪ ..‬نعم لاذا يعيش ؟‬
‫وفرق بي من يأكل ليعيش ‪ ..‬ومن يعيش ليأكل ‪..‬‬
‫ل يدرون أن بقاءه حيا ‪ ..‬ولو مريضا مقعدا ‪ ..‬يرفع ال به درجاته ‪..‬‬
‫فكل تسبيحة صدقة ‪ ..‬وكل تميدة صدقة ‪ ..‬وكل تليلة صدقة ‪..‬‬
‫كل أل يصيبه ‪ ..‬حت الشوكة يشاكها يكفر ال با من خطاياه ‪..‬‬
‫وكم من شخص كان الرض بابه الذي دخل من خلله إل النة ‪..‬‬
‫فل يزال البلء بالؤمن حت يدعه يشي على الرض ‪ ..‬وليس عليه خطيئة ‪..‬‬
‫قال المام أحد ‪ :‬لول الصائب لقدمنا القيامة مفاليس ‪..‬‬
‫قال( ما يصيب الؤمن من وصب ول هم ول حزن ول أذى حت الشوكة يشاكها‬ ‫أن النب‬ ‫وروى البخاري عن أب هريرة‬
‫إل كفر ال با من خطاياه ) ‪..‬‬
‫وقال ‪ ( :‬ول يزال البلء بالؤمن ف أهله وماله وولده حت يلقى ال وما عليه خطيئة ) ‪..‬‬
‫‪ ( :‬يود الناس يوم القيامة أن جلود كانت تقرض بالقاريض ف الدنيا لا يرون من ثواب أهل البلء ) ‪..‬‬ ‫الترمذي عن جابر قال‬
‫عن أنس مرفوعا( إن عظم الزاء من عظم البلء‪ ،‬وإن ال إذا أحب قوما ابتلهم‪ ،‬فمن رضي فله الرضا‪ ،‬ومن سخط فله السخط‬
‫) ‪..‬‬
‫قال ( عجبا لمر الؤمن‪ ،‬إن أمره كله خي‪ ،‬وليس ذلك لحد إل للمؤمن‪ ،‬إن أصابه سراء فشكر ال فله‬ ‫وأخرج مسلم أنه‬
‫أجر‪ ،‬وإن أصابته ضراء فصب فله أجر‪ ،‬فكل قضاء ال للمسلم خي ) ‪..‬‬

‫إنا وجدناه صابرا‬


‫كان أيوب عليه السلم ‪ ..‬صاحب مال وجاه وزوجات وأولد ‪..‬‬
‫وكان رجلً قد رفع ال قدره فجعله نبيا ‪..‬‬
‫ف لظة من ليل أو نار ‪ ..‬فقد أهله وولده وماله ‪ ..‬ول يبق معه إل زوجة واحدة ‪..‬‬
‫ث ازداد عليه البلء ‪ ..‬فأصابه مرض عضال ‪ ..‬خاف منه بسببه قومه ‪..‬‬
‫وخافوا من عدوى مرضه ‪ ..‬فأخرجوه من بينهم ‪..‬‬
‫ضرّه ‪..‬‬
‫فعاش ف خيمة ف الصحراء ‪ ..‬قد هدّه الرض ‪ ..‬وتقرّح جسده ‪ ..‬وعظم ُ‬
‫وتركه الناس فلم يقربوه ‪..‬‬
‫أما مرضه فقد سُئل الفسر ماهد رحه ال ‪ ..‬فقيل له ‪:‬‬
‫ما الرض الذي أصاب أيوب ‪ ..‬أهو الدري ؟‬
‫فقال ‪ :‬ل ‪ ..‬بل أعظم من الدري ‪ ..‬كان يرج ف جسده كمثل ثدي الرأة ‪ ..‬ث ينفقئ فيخرج منه القيح والصديد الكثي ‪..‬‬
‫وطالت سني الرض بأيوب عليه السلم ‪ ..‬وهو جبل صامد ‪..‬‬
‫وف يوم هادئ ‪ ..‬بكت زوجته عند رأسه ‪ ..‬فسألا ‪ :‬ما يبكيك ؟‬
‫قالت ‪ :‬تذكرت ما كنا فيه من عز وعيش ‪ ..‬ث نظرت على حالنا الن ‪ ..‬فبكيت ‪..‬‬
‫فقال لا ‪ :‬أتذكرين العز الذي كنا فيه ‪ ..‬كما تتعنا فيه من السني ؟‬
‫قالت ‪ :‬عشنا فيه سبعي سنة ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬فكم مضى علينا ف هذا البلء ؟‬
‫قال ‪ :‬سبع سني ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬فاصبي حت نكون ف البلء سبعي سنة ‪ ..‬كما تتعنا ف الرخاء سبعي ‪ ..‬ث اجزعي بعد لك أو دعي ‪..‬‬
‫ومر عليه الزمان ‪ ..‬وهو يتقلب على فراش الرض ‪..‬‬
‫وأنت لو مررت به وهو مريض ‪ ..‬ولم جسده يتساقط لرأيت أنك تر ببل صامد ‪ ..‬ل تزعزعه العاصي ‪ ..‬ول تركه الرياح‬
‫‪..‬‬
‫لسان ذاكر ‪ ..‬وقلب شاكر ‪ ..‬وجسد صابر ‪..‬‬
‫وعي باكية ‪ ..‬ودعوة ماضية ‪..‬‬
‫ل يفرح الشيطان منه بزع ‪..‬‬
‫وف ساعة من نار ‪ ..‬مر قريبا منه رجلن ‪ ..‬فلما رأيا ضره ومرضه ‪ ..‬قال أحدها للخر ‪ :‬ما أظن ال ابتلى أيوب إل بعصية ل‬
‫نعلمها ‪..‬‬
‫عندها رفع أيوب عليه السلم يده ‪..‬‬
‫و‪ ( ..‬نَادَى َربّ ُه َأنّي مَسّنِ َي الضّ ّر َوأَنتَ أَرْ َحمُ الرّا ِحمِيَ ) ‪..‬‬
‫فلما نظر ال إليه ‪ ..‬نظر إل عيني باكيتي ‪ ..‬ما نظرت إل حرام ‪..‬‬
‫ويدين داعيتي ‪ ..‬ما لست حراما ‪ ..‬ول امتدت إل حرام ‪..‬‬
‫ولسان حامد ‪ ..‬ورأس راكع ساجد ‪..‬‬
‫عندها هزت دعواته أبواب السماء فقال ال ‪ ( :‬فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحة من عندنا‬
‫وذكرى للعابدين ) ‪..‬‬
‫ِإنّا وَجَ ْدنَاهُ صَابِرا نِ ْعمَ الْ َعبْ ُد ِإنّهُ َأوّابٌ ‪..‬‬ ‫وأثن ال عليه فقال‪:‬‬
‫وما أجل أن ينظر ال إليك أنت ف مرضك ‪ ..‬فياك صابرا متسبا فترتفع إل درجة ( نعم العبد ) ‪..‬‬
‫عروة بن مسعود‬
‫عروة بن مسعود كان من كبار التابعي ‪..‬‬
‫فهو ابن الصحاب الليل الزبي بن العوام ‪..‬‬
‫أصيبت رجله بالكلة ‪ ..‬فجعلت عظامه تتآكل ويسقط عنها اللحم ‪..‬‬
‫فرآه الطباء ‪ ..‬فقرروا قطع رجله حت ل يتد الرض إل بقية جسده ‪..‬‬
‫فلما بدؤوا يقطعونا أغمي عليه ‪..‬‬
‫فقطعوها ‪ ..‬وألقوها جانبا ‪ ..‬فبدأ نزيف الدم يشتد عليه ‪..‬‬
‫فغلوا زيتا ث غمسوا عروق الرجل فيه حت توقف الدم ‪..‬‬
‫ث لفوا على الرجل خرقة ‪ ..‬وانتظروا عند رأسه‬
‫فلما أفاق ‪ ..‬نظر إل رجله القطوعة ملقية ف طست ‪ ..‬تسبح ف دمائها ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬إن ال يعلم أن ما مشيت بك إل معصية قط وأنا أعلم ‪..‬‬
‫فبدأ الناس يدخلون عليه ويعزونه ف رجله ‪ ..‬ويصبونه على مصابه ‪..‬‬
‫فلما أكثروا عليه الكلم ‪ ..‬رفع بصره إل السماء ‪..‬‬
‫وقال ‪ :‬اللهم كان ل أطراف أربعة ‪..‬فأخذت طرفا وأبقيت ثلثة ‪ ..‬فلك المد إذ ل تأخذ ثلثة وتترك واحدا ‪ ..‬اللهم ولئن‬
‫ابتليت فلطالا عافيت‪ ،‬ولئن أخذت لطالا أبقيت ‪..‬‬
‫وكان حوله أولده السبعة ‪ ..‬يدمونه ‪ ..‬ويسلونه ‪..‬‬
‫فدخل أحدهم إل أصطبل اليول لاجة ‪ ..‬فمر وراء حصان عسيف فثار الصان وضرب الغلم بافره ‪ ..‬فأصابت الضربة ف‬
‫أسفل بطنه ‪ ..‬فمات ‪..‬‬
‫ففزع من حوله إليه ‪ ..‬وحلوه ‪..‬‬
‫فلما غُسل وكفن ‪ ..‬جاء أبوه يتكئ على عكاز ليصلي عليه ‪..‬‬
‫فلما رآه قال ‪ :‬اللهم إنه كان ل بنون سبعة ‪ ..‬فأخذت واحدا وأبقيت ستة ‪ ..‬فلك المد إذ ل تأخذ ستة وتترك واحدا ‪..‬‬
‫اللهم ولئن ابتليت فلطالا عافيت‪ ،‬ولئن أخذت لطالا أبقيت ‪..‬‬
‫التاجر الذي دعت عليه الرأة‬
‫صاحب كان مشهورا بقراءة الرقية الشرعية على الصابي بالمراض النفسية ‪ ..‬وربا قرأها على الصابي بالسحر والعي ‪..‬قال ل‬
‫‪:‬‬
‫جاءن يوما أحد كبار التجار ‪ ..‬يشكو ألا شديدا ف يده اليسرى ‪..‬‬
‫كان واضحا أن الل شديد ‪ ..‬وجه شاحب ‪ ..‬وعينان زائغتان ‪..‬‬
‫جلس بي يدي بكل كلفة ث قال ‪ :‬يا شيخ اقرأ علي !!‬
‫قلت ‪ :‬مم تشكو ؟!‬
‫قال ‪ :‬أل شديد ‪ ..‬ل أعرف سببه ‪ ..‬راجعت الطباء ‪ ..‬الستشفيات ‪ ..‬التحاليل ‪ ..‬كل شيء سليم ‪ ..‬ل أدري ما أصابن ‪..‬‬
‫لعلها عي سبقت إلّ ‪..‬‬
‫قرأت عليه الرقية ‪ ..‬ودعوت له ‪..‬‬
‫وجاءن ف اليوم الثان وقرأت ودعوت ‪..‬‬
‫واليوم الثالث كذلك ‪ ..‬والرابع ‪ ..‬وطالت اليام ‪ ..‬والرض ل يزداد إل شدة ‪..‬‬
‫فصارحته يوما ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬قد يكون ما أصابك بسبب دعوة من مظلوم آذيته ف ماله أو نفسه أو عرضه ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫فتغي وجهه وصرخ ب ‪ :‬أظلم !! أظلم ماذا ‪ ..‬أنا رجل شريف ‪ ..‬أنا ‪ ..‬أنا ‪..‬‬
‫هدأت من غضبه ‪ ..‬واعتذرت ‪..‬‬
‫ث خرج ‪..‬‬
‫جاءن بعد عشرة أيام ‪ ..‬فإذا هو ف صحة تامة ‪ ..‬أصرّ على أن يقبل رأسي ويدي ‪ ..‬ث قال ‪ :‬أنت وال سبب شفائي بعد توفيق‬
‫ال ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬كيف ‪ ..‬والقراءة ل تنفع معك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬لا خرجت من عندك جعل الل يزداد ‪ ..‬وجعلت كلماتك ترن ف أذن ‪ ..‬نعم قد أكون ظلمت أحدا أو آذيته ‪..‬‬
‫فتذكرت أن لا أردت أن كنت أبن قصري ‪ ..‬كان هناك أرض ملصقة له أردت شراءها لجعلها حديقة للقصر ‪ ..‬وكانت‬
‫الرض ملكا ليتام وأمهم ‪..‬‬
‫أرسلت إليها أطلب شراء الرض ‪ ..‬فرفضت ‪ ..‬وقالت ‪ :‬وماذا أفعل بالال إذا بعتها ‪ ..‬بل دعوا الرض على حالا ‪ ..‬حت يكب‬
‫الولد ث يتصرفون با ‪..‬‬
‫حاولت إقناعها ‪ ..‬أغريتها بالال ‪ ..‬فأبت ‪..‬‬
‫لكن الرض كانت نمة بالنسبة إلّ ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬فماذا فعلت ؟‬
‫قال ‪ :‬أخذت الرض ‪ -‬بطرقي الاصة ‪ .. -‬واستخرجت لا إذن بناء من الهات الختصة – أيضا بطرقي الاصة ‪ .. -‬وبنيتها‬
‫‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬والرأة ؟ واليتام ؟‬
‫بلغها الب ‪ ..‬فكانت تأت وتنظر إل العمال يشتغلون ف أرضها ‪ ..‬وتسبهم وتبكي ‪ ..‬وهم يظنونا منونة ‪ ..‬فل يلتفتون إليها ‪..‬‬
‫وأذكر أنا كانت ترفع يديها وتدعو وهي تبكي ‪..‬‬
‫ومنذ ذلك الي بدأت ف يدي آلم ل أنام منها ف الليل ‪ ..‬ول أرتاح ف النهار ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬طيب ‪ ..‬وماذا فعلت لا ؟‬
‫قال ‪ :‬ذهبت إليها ‪ ..‬واعتذرت منها ‪ ..‬وبكيت ‪ ..‬وأعطيتها أرضا ف موقع آخر أحسن من الرض الول ‪ ..‬فرضيت ودعت ل‬
‫واستغفرت ‪..‬‬
‫وخرجت من عندها ‪ ..‬ولأت إل ال بالدعاء وطلب الغفرة ‪ ..‬حت بدأ الل يتلشى شيئا فشيئا ‪ ..‬حت زال ول المد ‪..‬‬
‫انتهت القصة ‪..‬‬
‫ول أعن بإيرادي لا أن كل مرض يقع فهو عقوبة من ال لعبده ‪ ..‬كل فلقد مرض النبيون والصالون ‪..‬‬
‫ولكن الذي أعنيه أن الرض يرج ال به من العبد الكب والعجب والفخر ‪..‬‬
‫فلو دامت للعبد جيع أحواله ‪ ..‬مال ‪ ..‬جاه ‪ ..‬صحة ‪ ..‬أولد ‪ ..‬لتجاوز وطغى ‪ ..‬ونسي البدأ والنتهى ‪..‬‬
‫ولكن ال يسلط عليه المراض والسقام ‪ ..‬فيجوع كرها ويرض كرها ‪..‬‬
‫ول يلك لنفسه نفعا ول ضرا ‪ ..‬ول موتا ول حياة ول نشورا ‪..‬‬
‫أحيانا يريد أن يفهم الشيء فيجهله ‪ ..‬ويريد أن يتذكر الشيء فينساه ‪..‬‬
‫وأحيانا يشتهي الشيء وفيه هلكه ‪ ..‬ويكره الشيء وفيه حياته ‪ ..‬بل ل يأمن ف أي لظة من ليل أو نار أن يسلبه ال ما أعطاه‬
‫من سعه وبصره ‪..‬‬
‫أو من يدري !! ربا اختلس ال عقله ‪ ..‬أو سلب منه جيع نعمه ‪..‬‬
‫فأي أحد من أذل العبد التكب لو عرف نفسه !!‬
‫ومن هنا سلط ال على العبد المراض والفات ‪ ..‬لينكسر ويقبل على ال ‪..‬‬
‫وهذا هو السر ف استجابة دعوة هؤلء ‪ :‬الريض ‪ ..‬والظلوم ‪ ..‬والسافر ‪ ..‬والصائم ‪ ..‬وذلك لقربم من ال وانكسار قلوبم‬
‫فغربة السافر ‪ ..‬وتعب الصائم ‪ ..‬وذل الظلوم ‪ ..‬وآلم الريض ‪..‬‬
‫فسبحان من يرحم ببلئه ويبتلي بنعمائه ‪..‬‬
‫جولة ف مستشفى الجاني‬
‫كنت ف رحلة إل أحد البلدان للقاء عدد من الحاضرات ‪..‬‬
‫كان ذلك البلد مشهورا بوجود مستشفى كبي للمراض العقلية ‪..‬أو كما يسميه الناس مستشفى الجاني ‪..‬‬
‫ألقيت ماضرتي صباحا ‪ ..‬وخرجت وقد بقي على أذان الظهر ساعة ‪..‬‬
‫كان معي عبد العزيز ‪ ..‬رجل من أبرز الدعاة ‪..‬‬
‫التفت إليه ونن ف السيارة ‪ ..‬قلت ‪ :‬عبد العزيز ‪ ..‬هناك مكان أود أن أذهب إليه ما دام ف الوقت متسع ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أين ؟ صاحبك الشيخ عبد ال ‪ ..‬مسافر ‪ ..‬والدكتور أحد اتصلت به ول يب ‪ ..‬أو تريد أن نر الكتبة التراثية ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬كل ‪ ..‬بل ‪ :‬مستشفى المراض العقلية ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬الجاني !! قلت ‪ :‬الجاني ‪..‬‬
‫فضحك وقال مازحا ‪ :‬لاذا ‪ ..‬تريد أن تتأكد من عقلك ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن نستفيد ‪ ..‬نعتب ‪ ..‬نعرف نعمة ال علينا ‪..‬‬
‫سكت عبد العزيز يفكر ف حالم ‪ ..‬شعرت أنه حزين ‪ ..‬كان عبد العزيز عاطفيا أكثر من اللزم ‪..‬‬
‫أخذن بسيارته إل هناك ‪..‬‬
‫أقبلنا على مبن كالغارة ‪ ..‬الشجار تيط به من كل جانب ‪ ..‬كانت الكآبة ظاهرة عليه ‪..‬‬
‫قابلنا أحد الطباء ‪ ..‬رحب بنا ث أخذنا ف جولة ف الستشفى ‪..‬‬
‫أخذ الطبيب يدثنا عن مآسيهم ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫وليس الب كالعاينة ‪..‬‬
‫دلف بنا إل أحد المرات ‪..‬‬
‫سعت أصواتا هنا وهناك ‪..‬‬
‫كانت غرف الرضى موزعة على جانب المر ‪..‬‬
‫مررنا بغرفة عن ييننا ‪ ..‬نظرت داخلها فإذا أكثر من عشرة أسرة فارغة ‪ ..‬إل واحدا منها قد انبطح عليه رجل ينتفض بيديه‬
‫ورجليه ‪..‬‬
‫التفتّ إل الطبيب وسألته ‪ :‬ما هذا !!‬
‫قال ‪ :‬هذا منون ‪ ..‬ويصاب بنوبات صرع ‪ ..‬تصيبه كل خس أو ست ساعات ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬ل حول ول قوة إل بال ‪ ..‬منذ مت وهو على هذا الال ؟‬
‫قال ‪:‬منذ أكثر من عشر سنوات ‪..‬كتمت عبة ف نفسي ‪ ..‬ومضيت ساكتا ‪..‬‬
‫بعد خطوات مشيناها ‪ ..‬مررنا على غرفة أخرى ‪ ..‬بابا مغلق ‪ ..‬وف الباب فتحة يطل من خللا رجل من الغرفة ‪ ..‬ويشي لنا‬
‫إشارات غي مفهومة ‪..‬‬
‫حاولت أن أسرق النظر داخل الغرفة ‪ ..‬فإذا جدرانا وأرضها باللون البن ‪..‬‬
‫سألت الطبيب ‪ :‬ما هذا ؟!!‬
‫قال ‪ :‬منون ‪..‬‬
‫شعرت أنه يسخر من سؤال ‪ ..‬فقلت ‪ :‬أدري أنه منون ‪ ..‬لو كان عاقلً لا رأيناه هنا ‪ ..‬لكن ما قصته ؟‬
‫فقال ‪ :‬هذا الرجل إذا رأى جدارا ‪ ..‬ثار وأقبل يضربه بيده ‪ ..‬وتارة يضربه برجله ‪ ..‬وأحيانا برأسه ‪..‬‬
‫فيوما تتكسر أصابعه ‪ ..‬ويوما تكسر رجله ‪ ..‬ويوما يشج رأسه ‪ ..‬ويوما ‪ ..‬ول نستطع علجه ‪ ..‬فحبسناه ف غرفة كما ترى ‪..‬‬
‫جدرانا وأرضها مبطنة بالسفنج ‪ ..‬فيضرب كما يشاء ‪..‬‬
‫ث سكت الطبيب ‪ ..‬ومضى أمامنا ماشيا ‪..‬‬
‫أما أنا وصاحب عبد العزيز ‪ ..‬فظللنا واقفي نتمتم ‪ :‬المد ل الذي عافانا ما ابتلك به ‪..‬‬
‫ث مضينا نسي بي غرف الرضى ‪..‬‬
‫حت مررنا على غرفة ليس فيها أسرة ‪ ..‬وإنا فيها أكثر من ثلثي رجلً ‪ ..‬كل واحد منهم على حال ‪ ..‬هذا يؤذن ‪ ..‬وهذا يغن‬
‫‪ ..‬وهذا يتلفت ‪ ..‬وهذا يرقص ‪..‬‬
‫وإذا من بينهم ثلثة قد أُجلسوا على كراسي ‪ ..‬وربطت أيديهم وأرجلهم ‪ ..‬وهم يتلفتون حولم ‪ ..‬وياولون التفلت فل‬
‫يستطيعون ‪..‬‬
‫تعجبت وسألت الطبيب ‪ :‬ما هؤلء ؟ ولاذا ربطتموهم دون الباقي ؟‬
‫فقال ‪ :‬هؤلء إذا رأوا شيئا أمامهم اعتدوا عليه ‪ ..‬يكسرون النوافذ ‪ ..‬والكيفات ‪ ..‬والبواب ‪..‬‬
‫لذلك نن نربطهم على هذا الال ‪ ..‬من الصباح إل الساء ‪..‬‬
‫قلت وأنا أدافع عبت ‪ :‬منذ مت وهم على هذا الال ؟‬
‫قال ‪ :‬هذا منذ عشر سنوات ‪ ..‬وهذا منذ سبع ‪ ..‬وهذا جديد ‪ ..‬ل يض له إل خس سني !!‬
‫خرجت من غرفتهم ‪ ..‬وأنا أتفكر ف حالم ‪ ..‬وأحد ال الذي عافان ما ابتلهم ‪..‬‬
‫سألته ‪ :‬أين باب الروج من الستشفى ؟‬
‫قال ‪ :‬بقي غرفة واحدة ‪ ..‬لعل فيها عبة جديدة ‪ ..‬تعال ‪..‬‬
‫وأخذ بيدي إل غرفة كبية ‪ ..‬فتح الباب ودخل ‪ ..‬وجرن معه ‪..‬‬
‫كان ما ف الغرفة شبيها با رأيته ف غرفة سابقة ‪ ..‬مموعة من الرضى ‪ ..‬كل منهم على حال ‪ ..‬راقص ‪ ..‬ونائم ‪..‬‬
‫و ‪ ..‬و ‪ ..‬عجبا ماذا أرى ؟؟‬
‫رجل جاوز عمره المسي ‪ ..‬اشتعل رأسه شيبا ‪ ..‬وجلس على الرض القرفصاء ‪ ..‬قد جع جسمه بعضه على بعض ‪ ..‬ينظر إلينا‬
‫بعيني زائغتي ‪ ..‬يتلفت بفزع ‪..‬‬
‫كل هذا طبيعي ‪..‬‬
‫لكن الشيء الغريب الذي جعلن أفزع ‪ ..‬بل أثور ‪ ..‬هو أن الرجل كان عاريا تاما ليس عليه من اللباس ول ما يستر العورة‬
‫الغلظة ‪..‬‬
‫تغي وجهي ‪ ..‬وامتقع لون ‪ ..‬والتفت إل الطبيب فورا ‪ ..‬فلما رأى حرة عين ‪..‬‬
‫قال ل ‪ ..‬هدئ من غضبك ‪ ..‬سأشرح لك حاله ‪..‬‬
‫هذا الرجل كلما ألبسناه ثوبا عضه بأسنانه وقطعه ‪ ..‬وحاول بلعه ‪ ..‬وقد نلبسه ف اليوم الواحد أكثر من عشرة ثياب ‪ ..‬وكلها‬
‫على مثل هذا الال ‪..‬‬
‫فتركناه هكذا صيفا وشتاءً ‪ ..‬والذين حوله ماني ل يعقلون حاله ‪..‬‬
‫خرجت من هذه الغرفة ‪ ..‬ول أستطع أن أتمل أكثر ‪ ..‬قلت للطبيب ‪ :‬دلن على الباب ‪ ..‬للخروج ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بقي بعض القسام ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬يكفي ما رأيناه ‪..‬‬
‫مشى الطبيب ومشيت بانبه ‪ ..‬وجعل ير ف طريقه بغرف الرضى ‪ ..‬ونن ساكتان ‪..‬‬
‫وفجأة التفت إلّ وكأنه تذكر شيئا نسيه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫يا شيخ ‪ ..‬هنا رجل من كبار التجار ‪ ..‬يلك مئات الليي ‪ ..‬أصابه لوثة عقلية فأتى به أولده وألقوه هنا منذ سنتي ‪..‬‬
‫وهنا رجل آخر كان مهندسا ف شركة ‪ ..‬وثالث كان ‪..‬‬
‫ومضى الطبيب يدثن بأقوام ذلوا بعد عز ‪ ..‬وآخرين افتقروا بعد غن ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫أخذت أمشي بي غرف الرضى متفكرا ‪..‬‬
‫سبحان من قسم الرزاق بي عباده ‪..‬‬
‫يعطي من يشاء ‪ ..‬وينع من يشاء ‪..‬‬
‫قد يرزق رجلً مالً وحسبا ونسبا ومنصبا ‪ ..‬لكنه يأخذ منه العقل ‪ ..‬فتجده من أكثر الناس ما ًل ‪ ..‬وأقواهم جسدا ‪ ..‬لكنه‬
‫مسجون ف مستشفى الجاني ‪..‬‬
‫وقد يرزق آخر حسبا رفيعا ‪ ..‬ومالً وفيا ‪ ..‬وعقلً كبيا ‪ ..‬لكنه يسلب منه الصحة ‪ ..‬فتجده مقعدا على سريره ‪ ..‬عشرين أو‬
‫ثلثي سنة ‪ ..‬ما أغن عنه ماله وحسبه ‪!!..‬‬
‫ومن الناس من يؤتيه ال صحة وقوة وعقلً ‪ ..‬لكنه ينعه الال فتراه يشتغل حال أمتعة ف سوق أو تراه معدما فقيا يتنقل بي‬
‫الرف التواضعة ل يكاد يد ما يسد به رمقه ‪..‬‬
‫ومن الناس من يؤتيه ‪ ..‬ويرمه ‪ ..‬وربك يلق ما يشاء ويتار ‪ ..‬ما كان لم الية ‪..‬‬
‫فكان حريا بكل مبتلى أن يعرف هدايا ال إليه قبل أن يعد مصائبه عليه ‪ ..‬فإن حرمك الال فقد أعطاك الصحة ‪ ..‬وإن حرمك‬
‫منها ‪ ..‬فقد أعطاك العقل ‪ ..‬فإن فاتك ‪ ..‬فقد أعطاك السلم ‪ ..‬هنيئا لك أن تعيش عليه وتوت عليه ‪..‬‬
‫فقل بلء فيك الن بأعلى صوتك ‪ :‬الممممممد ل ‪..‬‬
‫أبو قلبة‬
‫قال أبو إبراهيم ‪..‬‬
‫كنت أمشي ف صحراء ‪ ..‬فضللت الطريق ‪ ..‬فوقفت على خيمة قدية ‪..‬‬
‫فنظرت فيها فإذا رجل جالس على الرض ‪ ..‬بكل هدوء ‪..‬‬
‫وإذا هو قد قطعت يداه ‪ ..‬وإذا هو أعمى ‪..‬‬
‫وليس عنده أحد من أهل بيته ‪..‬‬
‫رأيته يتمتم بكلمات ‪..‬‬
‫اقتربت منه وإذا هو يردد قائلً ‪ :‬المد ل الذي فضلن على كثي من خلق تفضيلً ‪ ..‬المد ل الذي فضلن على كثي من خلق‬
‫تفضيلً ‪..‬‬
‫فعجبت من كلمه وجعلت أنظر إل حاله ‪..‬‬
‫فإذا هو قد ذهبت أكثر حواسه ‪ ..‬وإذا هو مقطوع اليدين ‪ ..‬أعمى العيني ‪..‬‬
‫وإذا هو ل يلك لنفسه شيئا ‪..‬‬
‫نظرت حوله ‪ ..‬أبث عن ولد يدمه ‪ ..‬أو زوجة تؤانسه ‪..‬‬
‫ل أر أحدا ‪..‬‬
‫أقبلت إليه أمضي ‪ ..‬شعر بركت ‪ ..‬فسأل ‪ :‬من ؟ من ؟‬
‫قلت ‪ :‬السلم عليكم ‪ ..‬أنا رجل ضللت الطريق ‪ ..‬ووقفت على خيمتك ‪..‬‬
‫وأنت الذي من أنت ؟ ولاذا تسكن وحدك ف هذا الكان ؟ أين أهلك ؟ ولدك ؟ أقاربك ؟‬
‫فقال ‪ :‬أنا رجل مريض ‪ ..‬وقد تركن الناس ‪ ..‬وتوف أكثر أهلي ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن سعتك تردد ‪ :‬المد ل الذي فضلن على كثي من خلق تفضيلً ‪ !!..‬فبال عليك ! فضلك باذا ؟!!‬
‫وأنت أعمى ‪ ..‬فقي ‪ ..‬مقطوع اليدين ‪ ..‬وحيد ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬سأحدثك عن ذلك ‪ ..‬ولكن سأطلب منك حاجة ‪ ..‬أتقضيها ل ؟‬
‫قلت ‪ :‬أجبن ‪ ..‬وأقضي حاجتك ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أنت تران قد ابتلن ال بأنواع من البلء ‪ ..‬ولكن ‪ :‬المد ل الذي فضلن على كثي من خلق تفضيلً ‪..‬‬
‫أليس ال قد أعطان عقلً ؟ أفهم به ‪ ..‬وأتصرف وأفكر ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فكم يوجد من الناس ماني ؟‬
‫قلت ‪ :‬كثييييي ‪..‬‬
‫ل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬المد ل الذي فضلن على هؤلء الكثي تفضي ً‬
‫أليس ال قد أعطان سعا ؟ أسع به أذان الصلة ‪ ..‬وأعقل به الكلم ‪ ..‬وأعلم ما يدور حول ؟‬
‫قلت ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فكم يوجد من الناس ‪ ..‬ص ٌم ل يسمعون ؟‬
‫قلت ‪ :‬كثيييي ‪..‬‬
‫ل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬المد ل الذي فضلن على هؤلء الكثي تفضي ً‬
‫أليس ال قد أعطان لسانا ؟ أذكر به رب ‪ ..‬وأبي به حاجت ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فكم يوجد من الناس بك ٌم ‪ ..‬ل يتكلمون ؟‬
‫قلت ‪ :‬كثيييي ‪..‬‬
‫ل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فالمد ل الذي فضلن على هؤلء الكثي تفضي ً‬
‫أليس ال قد جعلن مسلما ‪ ..‬أعبد رب ‪ ..‬وأحتسب عنده أجري ‪ ..‬وأصب على مصيبت ؟؟‬
‫قلت ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فكم يوجد من الناس من عباد الصنام والصلبان ‪ ..‬وهم مرضى ‪ ..‬قد خسروا الدنيا والخرة ‪..‬؟!!‬
‫قلت ‪ :‬كثيييي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فالمد ل الذي فضلن على هؤلء الكثي تفضيلً ‪..‬‬
‫ومضى الشيخ يعدد نعم ال عليه ‪ ..‬وأنا أزداد عجبا من قوة إيانه ‪ ..‬وشدة يقينه ‪ ..‬ورضاه با أعطاه ال ‪..‬‬
‫كم من الرضى غيه ‪ ..‬من ل يبتلوا ول بربع بلئه ‪..‬‬
‫من شلهم الرض ‪..‬‬
‫أو فقدوا أساعهم أو أبصارهم ‪..‬‬
‫أو فقدوا بعض أعضائهم ‪..‬‬
‫ويعتبون أصحاء لو قارناهم به ‪..‬‬
‫ومع ذلك ‪ ..‬عندهم من الزع والتشكي ‪ ..‬والعويل والبكاء ‪..‬‬
‫بل وضعف الصب وقلة اليقي بالجر ‪ ..‬ما لو قسم على أمة لوسعهم ‪..‬‬
‫سبحت بتفكيي بعيييدا ‪ ..‬ول يقطعه علي إل قول الشيخ ‪..‬‬
‫هاه ‪ !!..‬أأذكر حاجت ‪..‬؟ هل تقضيها ‪ ..‬؟‬
‫قلت ‪ :‬نعم ‪ ..‬ما حاجتك ؟!‬
‫فخفض رأسه قليلً ‪ ..‬ث رفعه وهو يغص بعبته وقال ‪:‬‬
‫ل يبق معي من أهلي إل غلم ل ‪ ..‬عمره أربع عشرة سنة ‪..‬‬
‫هو الذي يطعمن ويسقين ‪ ..‬ويوضئن ‪ ..‬ويقوم على كل شأن ‪..‬‬
‫وقد خرج البارحة يلتمس ل طعاما ‪ ..‬ول يرجع إل الن ‪ ..‬ول أدري ‪ ..‬أهو حي يُرجى ‪ ..‬أم ميت ينسى ‪..‬‬
‫وأنا كما ترى ‪ ..‬شيخ كبي أعمى ‪ ..‬ل أستطيع البحث عنه ‪..‬‬
‫فسألته عن وصف الغلم ‪ ..‬فأخبن ‪..‬فوعدته خيا ‪..‬‬
‫ث خرجت من عنده ‪ ..‬وأنا ل أدري كيف أبث عن الغلم ‪ ..‬وإل أي جهة أتوجه ؟!‬
‫فبينما أنا أسي ‪ ..‬ألتمس أحدا من الناس أسأله عنه ‪..‬‬
‫إذ لفت نظري قريبا من خيمة الشيخ جبل صغي ‪ ..‬عليه سرب غربان قد اجتمعت على شيء ‪..‬‬
‫فوقع ف نفسي أنا ل تتمع إل على جيفة أو طعام منثور ‪..‬‬
‫فصعدت البل ‪ ..‬وأقبلت إل تلك الطيور فتفرقت ‪..‬‬
‫فلما نظرت إل مكان تمعها ‪ ..‬فإذا الغلم الصغي ميت مقطع السد ‪ ..‬وكأن ذئبا قد عدا عليه ‪ ..‬وأكله ث ترك باقيه للطيور ‪..‬‬
‫ل أحزن على الغلم بقدر حزن على الشيخ ‪..‬‬
‫نزلت من البل ‪ ..‬أجر خطاي ‪ ..‬وأنا بي حزن وحية ‪ ..‬هل أذهب وأترك الشيخ يواجه مصيه وحده ‪ ..‬أم أرجع إليه وأحدثه‬
‫بي ولده ‪..‬؟!‬
‫توجهت نو خيمة الشيخ ‪ ..‬بدأت أسع تبيحه وتليله ‪..‬‬
‫كنت متحيا ‪ ..‬ماذا أقول ‪ ..‬وباذا أبدأ ‪..‬‬
‫م ّر ف ذاكرت قصة نب ال أيوب عليه السلم ‪..‬‬
‫فدخلت على الشيخ ‪ ..‬وجدته كسيا كما تركته ‪..‬‬
‫سلمت عليه ‪..‬‬
‫كان السكي متلهفا لرؤية ولده ‪ ..‬بادرن قائلً ‪ :‬أين الغلم ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬أجبن أو ًل ‪ ..‬أيهما أحب إل ال تعال أنت أم أيوب عليه السلم ؟‬
‫قال ‪ :‬بل أيوب عليه السلم أحب إل ال ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬فأيكما أعظم بلءً ‪ ..‬أنت أم أيوب عليه السلم ؟‬
‫قال ‪ :‬بل أيوب ‪..‬‬
‫قلت إذن فاحتسب ولدك عند ال ‪ ..‬قد وجدته ميتا ف سفح البل ‪ ..‬وقد عدت الذئاب على جثته فأكلته ‪..‬‬
‫فشهق الشيخ ‪ ..‬ث شهق ‪ ..‬وجعل يردد ‪ ..‬ل إله إل ال ‪..‬‬
‫وأنا أخفف عنه وأصبه ‪..‬‬
‫ث اشتد شهيقه ‪ ..‬حت انكببت عليه ألقنه الشهادة ‪..‬‬
‫ث مات بي يدي ‪..‬‬
‫غطيته بلحاف كان تته ‪..‬‬
‫ث خرجت أبث عن أحد يساعدن ف القيام بشأنه ‪..‬‬
‫فرأيت ثلثة رجال على دوابم ‪ ..‬كأنم مسافرين ‪ ..‬فدعوتم ‪ ..‬فأقبلوا إلّ ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬هل لكم ف أجر ساقه ال إليكم ‪ ..‬هنا رجل من السلمي مات ‪ ..‬وليس عنده من يقوم به ‪ ..‬هل لكم أن نتعاون على‬
‫تغسيله وتكفينه ودفنه ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فدخلوا إل اليمة وأقبلوا عليه ليحملوه ‪ ..‬فلما كشفوا عن وجهه ‪..‬‬
‫تصايوا ‪ :‬أبو قلبة ‪ ..‬أبو قلبة ‪..‬‬
‫وإذا أبو قلبة ‪ ..‬شيخ من علمائهم ‪ ..‬دار عليه الزمان دورته ‪ ..‬وتكالبت عليه البليا ‪ ..‬حت انفرد عن الناس ف خيمة بالية ‪..‬‬
‫قمنا بواجبه علينا ‪ ..‬ودفناه ‪..‬‬
‫وارتلت معهم إل الدينة ‪..‬‬
‫فلما نت تلك الليلة ‪ ..‬رأيت أبا قلبة ف هيئة حسنة ‪ ..‬عليه ثياب بيض ‪ ..‬وقد اكتملت صورته ‪ ..‬وهو يتمشى ف أرض خضراء‬
‫‪..‬‬
‫سألته ‪ :‬يا أبا قلبة ‪ ..‬ما صيك إل ما أرى ؟!‬
‫فقال ‪ :‬قد أدخلن رب النة ‪ ..‬وقيل ل فيها ( سلم عليكم با صبت فنعم عقب الدار ) ‪..‬‬
‫وقفة ‪ ..‬زيارة الريض‬
‫( إذا حضرت الريض أو اليت فقولوا خيا فإن اللئكة يؤمنون على ما تقولون ) ‪..‬‬ ‫قال‬ ‫‪ -1‬عن أم سلمة‬
‫كان إذا أتى مريضا أو أت به إليه قال ‪ ( :‬أذهب الباس‪ ،‬رب الناس‪ ،‬اشف أنت الشاف‪،‬‬ ‫أن رسول ال‬ ‫‪ -2‬وعن عائشة‬
‫ل شفاء إل شفاؤك‪ ،‬شفاءً ل يغادر سقما ) ‪.‬‬
‫قال ‪ ( :‬من عاد مريضا ل يزل ف خرفة النة ) قيل يا رسول ال‪ :‬وما خرفة النة ؟ قال جناها )‬ ‫أنه‬ ‫‪ -3‬وعن ثوبان‬
‫قال ‪ ( :‬ما من مسلم يعود مسلما غدوة إل صلى عليه سبعون ألف ملك حت يسي‪ ،‬وإن عاده عشية‬ ‫أنه‬ ‫‪ -4‬وعن علي‬
‫إل صلى عليه سبعون ألف ملك حت يصبح‪ ،‬وكان له خريف ف النة ‘‘الثمر الخروف أو الجتن’’ ) ‪.‬‬
‫مريض البسام‬
‫أحد كان غلما صغيا ف حجر والده ‪..‬‬
‫ما تراه إل ضاحكا أو لعبا ‪ ..‬أصابه أل ف رأسه ‪ ..‬صب عليه ‪ ..‬ث اشتد عليه الل ‪..‬‬
‫حاولوا علجه بشت الطرق فلم يفلحوا ‪..‬‬
‫بدأ رأسه يكب وينتفخ شيئا فشيئا ‪ ..‬وصار ما بي جلد رأسه وعظمه ‪ ..‬قيح وصديد ‪ ..‬ل يدرون له علجا ‪..‬‬
‫حت ثقل رأسه وغاب عن وعيه ‪..‬‬
‫طرحوه على فراشه ‪ ..‬ف بيت قدي ‪ ..‬جدرانه طي ‪ ..‬وسقفه من جذوع النخل ‪..‬‬
‫ينتظرون موته ‪..‬‬
‫مضت عليه أيام وهو على هذا الال ‪ ..‬ل يكاد يتحرك ‪..‬‬
‫وف ليلة مظلمة ‪ ..‬كان السراج يشتعل معلقا ف سقف الغرفة ‪..‬‬
‫وأخوه جالس عند رأسه يترقب ‪..‬‬
‫وفجأة إذا بعقرب سوداء ترج من بي أخشاب السقف ‪ ..‬وتشي على الدار وكأنا متوجهة نو أحد ‪..‬‬
‫كان أخوه يراها ‪ ..‬لكنه ل يتحمس لدفعها عنه ‪ ..‬فلعلها أن تلدغه فيتاح ويرتاحون !!‬
‫أقبلت العقرب على أحد ‪ ..‬قام أخوه مبتعدا ‪ ..‬يرقبها من بعيد ‪..‬‬
‫وصلت إل الرأس الريض ‪ ..‬مشت عليه ‪ ..‬ث لدغته ‪..‬‬
‫ث تركت قليلً فلدغت ‪..‬‬
‫ث تركت إل موضع آخر من الرأس فلدغت ‪..‬‬
‫وجعل القيح والصديد يسيل بغزارة من أناء رأسه ‪..‬‬
‫والخ ينظر بكل مندهشا ‪!!..‬‬
‫ث مشت العقرب توض ف هذا القيح والصديد ‪ ..‬حت وصلت إل الدار فصعدت عليه ‪ ..‬وعادت من حيث أتت ‪..‬‬
‫دعا الخ أباه وإخوته فأقبلوا عليه ‪..‬‬
‫فلم يزالوا يسحون الدم والصديد ‪ ..‬حت ذهب انتفاخ الرأس ‪..‬‬
‫وفتح الغلم عينيه ‪..‬‬
‫ث قام معهم ‪ (..‬القصة ذكرها التنوخي ف كتابه الفرج ) ‪.‬‬
‫فكم من منة ف طيها منحة ‪ ..‬ورب صابر كانت عاقبة صبه الفرج ‪..‬‬
‫وأفضل العبادات انتظار الفرج ‪..‬‬
‫المر الذي يعل العبد يتعلق قلبه بال وحده ‪..‬‬
‫وهذا ملموس وملحظ على أهل الرض أو الصائب ‪..‬‬
‫وخصوصا إذا يئس الريض من الشفاء من جهة الخلوقي ‪..‬‬
‫وحصل له الياس منهم ‪..‬‬
‫وتعلق قلبه بال وحده ‪..‬‬
‫وقال‪ :‬يا رب ‪ ..‬ما بقي لذا الرض إل أنت ‪..‬‬
‫فإنه يصل له الشفاء بإذن ال ‪..‬‬
‫وهو من أعظم السباب الت تطلب با الوائج ‪..‬‬
‫يرفعهم درجات‬
‫يوما على عائشة ‪ ..‬فإذا هي قد عصبت رأسها بعصابة ‪..‬‬ ‫دخل رسول ال‬
‫وأخذت تئن من شدة الل ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ما بالك يا عائشة ؟‬
‫قالت ‪ :‬المى ‪ ..‬ل بارك ال فيها ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ل تسب المى فإنا تأكل خطايا ابن آدم كما تأكل النار الطب ‪..‬‬
‫رواه مسلم ‪..‬‬
‫فال قد يبتلي بعض عباده بالمراض ليفعهم درجات ‪..‬‬
‫وقد يكون للعبد منلة ف النة ول يبلغها بعمله ابتله ال بأنواع البلء ليفعه إليها ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إن الرجل ليكون له عند ال النلة فما يبلغها بعمل‪ ،‬فما يزال يبتليه با يكره حت يبلغه إياها ‪..‬‬ ‫روى ابن حبان عنه‬
‫وف الدب للبخاري عن أب هريرة قال ‪ :‬ما من مرض يصيبن أحب إل من المى ‪ ..‬لنا تدخل ف كل العضاء والفاصل‬
‫ل‬
‫وعددها ‪ 360‬مفص ً‬

‫فايز الثبيت‬
‫ل يكن أبو عبد ال يتلف كثيُا عن بقية أصدقائي ‪ ..‬لكنه – وال يشهد – من أحرصهم على الي ‪..‬‬
‫له عدة نشاطات دعوية من أبرزها ما يقوم به أثناء عمله ‪ ..‬فهو يعمل مترجا ف معهد الصم البكم ‪.‬‬
‫اتصل ب يوما وقال ‪ :‬ما رأيك أن أحضر إل مسجدك اثني من منسوب معهد الصم للقاء كلمة على الصلي ‪..‬‬
‫تعجبت !! وقلت ‪ :‬صم يلقون كلمة على ناطقي ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬وليكن ميئنا يوم الحد ‪..‬‬
‫انتظرت يوم الحد بفارغ الصب ‪..‬‬
‫وجاء الوعد ‪..‬‬
‫وقفت عند باب السجد أنتظر ‪..‬‬
‫فإذا بأب عبد ال يقبل بسيارته ‪..‬‬
‫وقف قريبا من الباب ‪ ..‬نزل ومعه رجلن ‪..‬‬
‫أحدها كان يشي بانبه ‪..‬‬
‫والثان قد أمسكه أبو عبد ال يقوده بيده ‪..‬‬
‫نظرت إل الول فإذا هو أصم أبكم ‪ ..‬ل يسمع ول يتكلم ‪ ..‬لكنه يرى ‪..‬‬
‫والثان أصم ‪ ..‬أبكم ‪ ..‬أعمى ‪ ..‬ل يسمع ول يتكلم ول يرى ‪..‬‬
‫مددت يدي وصافحت أبا عبد ال ‪..‬‬
‫كان الذي عن يينه – وعلمت بعدها أن اسه أحد ‪ -‬ينظر إلّ مبتسما ‪ ..‬فمددت يدي إليه مصافحا ‪..‬‬
‫فقال ل أبو عبد ال ‪ -‬وأشار إل العمى ‪: -‬‬
‫سلم أيضا على فايز ‪ ..‬قلت ‪ :‬السلم عليكم ‪ ..‬فايز ‪..‬‬
‫فقال أبو عبد ال ‪ :‬أمسك يده ‪ ..‬هو ل يسمعك ول يراك ‪..‬‬
‫جعلت يدي ف يده ‪ ..‬فشدن وهز يدي ‪..‬‬
‫دخل الميع السجد ‪ ..‬وبعد الصلة جلس أبو عبد ال على الكرسي وعن يكينه أحد ‪ ..‬وعن يساره فايز ‪..‬‬
‫كان الناس ينظرون مندهشي ‪ ..‬ل يتعودوا أن يلس على كرسي الحاضرات أصم ‪..‬‬
‫التفت أبو عبد ال إل أحد وأشار إليه ‪..‬‬
‫فبدأ أحد يشي بيديه ‪ ..‬والناس ينظرون ‪ ..‬ل يفهموا شيئا ‪..‬‬
‫فأشرت إل أب عبد ال ‪ ..‬فاقترب إل مكب الصوت وقال ‪:‬‬
‫أحد يكي لكم قصة هدايته ‪ ..‬ويقول لكم ‪ ..‬ولدت أصم ‪ ..‬ونشأت ف جدة ‪ ..‬وكان أهلي يهملونن ‪ ..‬ل يلتفتون إلّ ‪ ..‬كنت‬
‫أرى الناس يذهبون إل السجد ‪ ..‬ول أدري لاذا ! أرى أب أحيانا يفرش سجادته ويركع ويسجد ‪ ..‬ول أدري ماذا يفعل ‪..‬‬
‫وإذا سألت أهلي عن شيء ‪ ..‬احتقرون ول ييبون ‪..‬‬
‫ث سكت أبو عبد ال والتفت إل أحد وأشار له ‪..‬‬
‫فواصل أحد حديثه ‪ ..‬وأخذ يشي بيديه ‪ ..‬ث تغي وجهه ‪ ..‬وكأنه تأثر ‪..‬‬
‫خفض أبو عبد ال رأسه ‪..‬‬
‫ث بكى أحد ‪ ..‬وأجهش بالبكاء ‪..‬‬
‫تأثر كثي من الناس ‪ ..‬ل يدرون لاذا يبكي ‪..‬‬
‫واصل حديثه وإشاراته بتأثر ‪ ..‬ث توقف ‪..‬‬
‫فقال أبو عبد ال ‪ :‬أحد يكي لكم الن فترة التحول ف حياته ‪ ..‬وكيف أنه عرف ال والصلة بسبب شخص ف الشارع عطف‬
‫عليه وعلمه ‪ ..‬وكيف أنه لا بدأ يصلي شعر بقدر قربه من ال ‪ ..‬وتيل الجر العظيم لبلئه ‪ ..‬وكيف أنه ذاق حلوة اليان ‪..‬‬
‫ومضى أبو عبد ال يكي لنا بقية قصة أحد ‪..‬‬
‫كان أكثر الناس مشدودا متأثرا ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬أنظر إل أحد تارة ‪ ..‬وإل فايز تارة أخرى ‪ ..‬وأقول ف نفسي ‪ ..‬هاهو أحد يرى ويعرف لغة الشارة ‪..‬‬
‫لكن كنت منشغ ً‬
‫وأبو عبد ال يتفاهم معه بالشارة ‪ ..‬ترى كيف سيتفاهم مع فايز ‪ ..‬وهو ل يرى ول يسمع ول يتكلم ‪!!..‬‬
‫انتهى أحد من كلمته ‪ ..‬ومضى يسح بقايا دموعه ‪..‬‬
‫التفت أبو عبد ال إل فايز ‪..‬‬
‫قلت ف نفسي ‪ :‬هه ؟؟ ماذا سيفعل ؟!!‬
‫ضرب أبو عبد ال بأصابعه على ركبة فايز ‪..‬‬
‫فانطلق فايز كالسهم ‪ ..‬وألقى كلمة مؤثرة ‪..‬‬
‫تدري كيف ألقاها ؟‬
‫بالكلم ؟ كل ‪ ..‬فهو أبكم ‪ ..‬ل يتكلم ‪..‬‬
‫بالشارة ؟ كل ‪ ..‬فهو أعمى ‪ ..‬ل يتعلم لغة الشارة ‪..‬‬
‫ألقى الكلمة بـ ( اللمس ) ‪ ..‬نعم باللمس ‪ ..‬يعل أبو عبد ال ( الترجم ) يده بي يدي فايز ‪ ..‬فيلمسه فايز لسات معينة ‪..‬‬
‫يفهم منها الترجم مراده ‪ ..‬ث يضي يكي لنا ما فهمه من فايز ‪ ..‬وقد يستغرق ذلك ربع ساعة ‪..‬‬
‫وفايز ساكن هادئ ل يدري هل انتهى الترجم أم ل ‪ ..‬لنه ل يسمع ول يرى ‪..‬‬
‫فإذا انتهى الترجم من كلمه ‪ ..‬ضرب ركبة فايز ‪ ..‬فيمد فايز يديه ‪..‬‬
‫فيضع الترجم يده بي يديه ‪ ..‬ث يلمسه فايز للمسات أخر ‪..‬‬
‫ظل الناس يتنقلون بأعينهم بي فايز والترجم ‪ ..‬بي عجب تارة ‪ ..‬وإعجاب أخرى ‪..‬‬
‫وجعل فايز يث الناس على التوبة ‪ ..‬كان أحيانا يسك أذنيه ‪ ..‬وأحيانا لسانه ‪ ..‬وأحيانا يضع كفيه على عينيه ‪..‬‬
‫فإذا هو يأمر الناس بفظ الساع والبصار عن الرام ‪..‬‬
‫كنت أنظر إل الناس ‪ ..‬فأرى بعضهم يتمتم ‪ :‬سبحان ال ‪ ..‬وبعضهم يهمس إل الذي بانبه ‪ ..‬وبعضهم يتابع بشغف ‪ ..‬وبعضهم‬
‫يبكي ‪..‬‬
‫أما أنا فقد ذهبت بعيييييدا ‪..‬‬
‫أخذت أقارن بي قدراته وقدراتم ‪ ..‬ث أقارن بي خدمته للدين وخدمتهم ‪..‬‬
‫الم الذي يمله رجل أعمى أصم أبكم ‪ ..‬لعله يعدل الم الذي يمله هؤلء جيعا ‪..‬‬
‫والناس ألف منهم كواحد ** وواحد كاللف إن أمر عنا‬
‫رجل مدود القدرات ‪ ..‬لكنه يترق ف سبيل خدمة هذا الدين ‪ ..‬يشعر أنه جندي من جنود السلم ‪ ..‬مسئول عن كل عاص‬
‫ومقصر ‪..‬‬
‫كان يرك يديه برقة ‪ ..‬وكأنه يقول يا تارك الصلة إل مت ‪..‬؟ يا مطلق البصر ف الرام إل مت ‪..‬؟ يا واقعا ف الفواحش ؟ يا‬
‫آكلً للحرام ؟ بل يا واقعا ف الشرك ؟‬
‫كلكم إل مت ‪ ..‬أما يكفي حرب العداء لديننا ‪ ..‬فتحاربونه أنتم أيضا !!‬
‫كان السكي يتلون وجهه ويعتصر ليستطيع إخراج ما ف صدره ‪..‬‬
‫تأثر الناس كثيا ‪ ..‬ل ألتفت إليهم ‪ ..‬لكن سعت بكاء وتسبيحات ‪..‬‬
‫انتهى فايز من كلمته ‪ ..‬وقام ‪ ..‬يسك ابو عبد ال بيده ‪..‬‬
‫تزاحم الناس عليه يسلمون ‪..‬‬
‫كنت أراه يسلم على الناس ‪ ..‬وأحس أنه يشعر أن الناس عنده سواسيه ‪..‬‬
‫يسلم على الميع ‪ ..‬ل يفرق بي ملك وملوك ‪ ..‬ورئيس ومرؤوس ‪..‬وأمي ومأمور ‪..‬‬
‫يسلم عليه الغنياء والفقراء ‪ ..‬والشرفاء والوضعاء ‪ ..‬والميع عنده سواء ‪..‬‬
‫كنت أقول ف نفسي ليت بعض النفعيي مثلك يا فايز ‪..‬‬
‫أخذ أبو عبد ال بيد فايز ‪ ..‬ومضى به خارجا من السجد ‪..‬‬
‫أخذت أمشي بانبهما ‪ ..‬وها متوجهان للسيارة ‪..‬‬
‫والترجم وفايز يتمازحان ف سعادة غامرة ‪..‬‬
‫آآآه ما أحقر الدنيا ‪..‬‬
‫كم من أحد ل يصب بربع مصابك يا فايز ول يستطع أن ينتصر على الضيق والزن ‪..‬‬
‫أين أصحاب المراض الزمنة ‪ ..‬فشل كلوي ‪ ..‬شلل ‪ ..‬جلطات ‪ ..‬سكري ‪ ..‬إعاقات ‪..‬‬
‫لاذا ل يستمتعون بياتم ‪ ..‬ويتكيفون مع واقعهم ‪..‬‬
‫ما أجل أن يبتلي ال عبده ث ينظر إل قلبه فياه شاكرا راضيا متسبا ‪..‬‬
‫مرت اليام ‪ ..‬ول تزال صورة فايز مرسومة أمام ناظري ‪..‬‬
‫التقيت بأب عبد ال بعدها ‪ ..‬فسألته عن فايز ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬آآآه ‪ ..‬هذا الرجل العمى له أعاجيب ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬كيف ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ف حيات ل أر أحرص على الصلة من فايز ‪..‬‬
‫فايز من منطقة خارج الرياض ‪ ..‬وقد جعلنا له غرفة صغية ف معهد الصم يسكن فيها ‪ ..‬ووكلنا أحد العمال يهتم به ‪ ..‬يطبخ‬
‫طعامه ‪ ..‬يوقظه للصلة ‪..‬‬
‫كان العامل يأت إليه عند كل صلة ‪ ..‬يفتح الباب ‪ ..‬يركه ‪..‬‬
‫فيقوم فايز ويتوضأ ‪ ..‬وينتظر ف السفل عند باب العهد ليأخذ العامل بيده إل الصلة ‪..‬‬
‫أحيانا يتأخر العامل ‪ ..‬فيضرب فايز الباب يستعجله ‪ ..‬فإذا تأخر العامل وخاف فايز فوات الصلة مشى إل السجد ‪ ..‬وبينه‬
‫وبي السجد شارعان متواجهان ‪ ..‬يشي وهو يلوح بيديه لجل أن يراه أصحاب السيارات – إن كان هناك سيارات –‬
‫وكم من سيارات تصادمت بسببه ‪ ..‬وهو ل يدري عنهم ‪..‬‬
‫فايز له أعاجيب ‪..‬‬
‫ف إحدى الرات جئت إل العهد عصرا فإذا مموعة من الصم ينتظرون عند باب العهد ‪ ..‬ويشيون بأن فايز عنده مشكلة ‪..‬‬
‫أقبلت إل فايز ‪ ..‬فلما رأيته فإذا هو غضباااان ‪ ..‬قد ألقى غترته جانبا ‪ ..‬ويشي بيديه ‪..‬والصم ل يفهونه ‪..‬‬
‫فلما وضعت يدي ف يده ‪ ..‬عرفن ‪ ..‬فشد يدي ‪ ..‬وجعل يلمسن لسات معينة ‪ ..‬ث لسته مثلها ‪ ..‬وسكن غضبه ‪..‬‬
‫تدري ما الذي أغضبه ؟!‬
‫ف فجر ذلك اليوم ‪ ..‬فاتته الصلة مع الماعة ‪..‬‬
‫وكان يقول ‪ :‬افصلوا هذا العامل ‪ ..‬استبلوه بغيه ‪..‬‬
‫ويدافع عباته ‪ ..‬وأنا أسكن غضبه ‪..‬‬
‫فرحم ال فايز ‪ ..‬ورحنا ‪..‬‬
‫الم الكبي‬
‫ذهبت إل دولة السويد ف شهر رمضان ‪..‬‬
‫كنت ف رحلة دعوية للقاء بعض الحاضرات ‪..‬‬
‫دعان بعض الخوة ف أحد الراكز السلمية للقاء عدد من الشباب السويديي السلمي ‪..‬‬
‫دخلت الركز بعد الظهر ‪ ..‬فإذا هم متمعون ف حلقة ينتظرون ‪..‬‬
‫كانوا جالسي على الرض ‪..‬‬
‫لفت نظري غلم ل يتع ّد عمره خس عشرة سنة ‪ ..‬اسه ممد ‪ ..‬جنسيته سويدي ‪ ..‬لكنه من أصل صومال ‪..‬‬
‫رأيته مقعدا على كرسي متحرك ‪..‬‬
‫وقد ربطت يداه ف جانب الكرسي لنا تنتفض بشكل دائم ول يلك التحكم فيها ‪..‬‬
‫وهو إل ذلك كله ل يتكلم ‪ ..‬ورأسه ينتفض أيضا طوال الوقت ‪..‬‬
‫أشفقت عليه لا رأيته ‪..‬‬
‫ش ف وجهي وبدأ يتبسم وينظر إلّ ويودّ لو كان يستطيع أن يقوم ‪..‬‬
‫اقتربتُ منه ‪ ..‬فه ّ‬
‫سلمتُ عليه فإذا هو ل يفهم العربية لكنه يتكلم النليزية والسويدية بطلقة ‪ ..‬إضافة إل اللغة الصومالية ‪..‬‬
‫بدأت أحدّثه عن الرض وفضله وعِظم أجر الريض ‪ ..‬وهو يهزّ رأسه موافقا ‪..‬‬
‫لحظتُ أن أمامه لوحا صغيا قد علّق عليه ورقة فيها مربعات صغية وف كل مربع جلة مفيدة ‪ :‬شكرا ‪ ..‬أنا جائع ‪ ..‬ل أستطيع‬
‫‪ ..‬اتصل بصديقي ‪ ..‬ال ‪..‬‬
‫فعجبتُ من هذه الورقة ‪ ..‬فأخبن أحد الاضرين أن هذا الغلم إذا أراد الكلم ركبوا على رأسه حلقة دائرية يت ّد منها عصا‬
‫صغية فيحرك رأسه بي هذه الربعات حت يضع طرف العصا على الربع الطلوب فيفهمون منه ما يريد ‪!!..‬‬
‫وهذه هي الطريقة الوحيدة للتفاهم معه ‪ ..‬فهو ل يتكلم ‪ ..‬ول يتحكم بركة يديه ‪..‬‬
‫تكلمت معه عن فضل ال علينا بذا الدين ‪ ..‬وأن الرء إذا وفق للسلم فل عليه ما فاته من الدنيا ‪..‬‬
‫فاكتشفتُ أن ممدا هذا من أكب الدعاة ‪ ..‬كيف !!‬
‫أنا أخبك بذلك ‪:‬‬
‫وزارة الشئون الجتماعية السويدية قد خصصت له رجلي موظفَي يأتيان لدمته ف الصباح ‪ ..‬واثني يأتيانه ف الساء ‪..‬‬
‫فإذا جاءه رجل غي مُسلم ‪ ..‬طلب منه عن طريق الشارة على هذه الورقة أن يتصل بصديقه فلن ‪..‬‬
‫فإذا اتصل هذا الوظف بالصديق طلب منه ممد أن يسأل صديقه ‪ :‬ما هو السلم ؟‬
‫فيجيب الصديق على السؤال ‪..‬‬
‫فيحفظه الوظف ث يشرحه لحمد ‪..‬‬
‫ث يطلب ممد من الوظف أن يسأل الصديق عن الفرق بي السلم والنصرانية ؟ ‪..‬‬
‫فيجيب عن ذلك ‪..‬‬
‫ث يطلب منه أن يسأل عن حال السلم وغي السلم يوم القيامة ؟‬
‫فيجيب الصديق ويشرح الوظف ‪..‬‬
‫حت إذا فهم الوظف الكلم كله أشار له ممد إل درج الكتب فيفتحه ‪..‬‬
‫فيجد فيه كتبا ف الدعوة إل السلم ‪ ..‬فيأخذ منها ويقرأ ‪..‬‬
‫وقد تأثر بسبب ذلك أشخاص كثيون ‪..‬‬
‫فلله د ّر ممد ما أكب هّته ‪ ..‬ل يقعده الرض عن الدعوة ‪ ..‬بل ول عن البشاشة والسرور ‪..‬‬
‫ارضَ با قسم ال لك تكن مؤمنا ‪..‬‬
‫واعلم بأن كل إنسان ماسب عن القدرات الت أعطاه ال إياها ‪ ..‬السمع ‪ ..‬البصر ‪ ..‬اللسان ‪ ..‬العقل ‪..‬‬
‫وقد يتقبل الناس النصيحة من الريض البتلى أكثر من تقبلهم لا من الصحيح العاف ‪..‬‬
‫فلماذا ل تكون داعية وأنت بذا الال ؟ لست عاجزا إن شاء ال ‪..‬‬
‫وقد تسألن وتقول ‪:‬من أدعو ؟!‬
‫فأقول ‪ :‬أدعُ الطباء ‪ ..‬المرضي ‪ ..‬الرضى ‪ ..‬الزائرين ‪..‬‬
‫كن رجلً مباركا ‪ ..‬تنصح هذا ف الهتمام بالصلة ‪..‬‬
‫وذاك ف حفظ البصر والفرج ‪..‬‬
‫والثالث ف الستفادة من وقته ‪..‬‬
‫والرابع ‪ ..‬وهكذا ‪.‬‬
‫خالد البكم‬
‫قال ل ‪:‬‬
‫كانت عيادت ذلك اليوم مزدحة بالرضى ‪..‬‬
‫أكثرهم جاءوا من مناطق بعيدة وقرى نائية ‪ ..‬واضح هذا من مظاهرهم ولبسهم ‪..‬‬
‫جعلوا يدخلون العيادة بالترتيب ‪ ..‬أمراض متفاوتة ‪ ..‬وظروف متنوعة ‪..‬‬
‫دخل خالد ‪ ..‬طفل ف العاشرة من عمره ‪ ..‬مع اثني من الرافقي ‪..‬‬
‫كان قد راجعن مرارا ‪ ..‬مع رجل كبي كنت أظنه أباه ‪ ..‬ليتابع ضعف سعه الذي يعان منه منذ ولدته ‪..‬‬
‫جلس الثلثة ‪..‬‬
‫فعرفت أن أحد الرافقي هو والده ‪..‬‬
‫والخر الذي تعودت أن أراه معه ‪ ..‬وكان يتحدث طوال الوقت ‪ ..‬هو خاله الذي يهتم به ويتابع علجه من سنوات ‪..‬‬
‫جلس الال يتحدث بإسهاب عن خالد وكيف تسن سعه كثيا مع السماعات الت ركبت ف الفترة الخية ‪..‬‬
‫كان الال يتحدث بشفقة ‪ ..‬وكأن الرض فيه هو ‪ ..‬وكان يردد ‪ :‬هل تصدق يا دكتور أنه بذه السماعات ‪ ..‬صار سعه ف‬
‫الستوى الطبيعي بفضل ال تعال ‪..‬‬
‫كان خاله سعيدا بذا المر ‪ ..‬وكيف أن العلمي ف الدرسة الت يدرس فيها ( الاصة بالصم والبكم ) متشجعون جدا لستوى‬
‫تسن خالد الدراسي ‪...‬‬
‫قال الال ‪:‬‬
‫يا دكتور ‪ ..‬وقد جئتك هذه الرة بأب خالد ‪ ..‬كي تصف له السماعة اللئمة لعله أن يتحسن سعه هو الخر ‪...‬‬
‫قلت ‪ :‬أبوه أيضا ل يسمع ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬منذ سني طويلة ‪..‬‬
‫التفتُ إل خالد ‪ ..‬سألته ‪ :‬كيف حالك ؟‬
‫أجابن بسرعة ‪ :‬المد ل ‪ ..‬بي ‪..‬‬
‫قلت ‪:‬كيف هي الدرسة ؟‬
‫فقال ‪ :‬جيدة ‪..‬‬
‫كان يسمع ويتكلم ‪ ..‬لكن نطقه ثقيل ل يزال يتاج إل تدريب وتقوي ‪..‬‬
‫لكن مستوى ذكائه يتماشى مع سنه الطبيعي ‪..‬‬
‫سألت خاله ‪ :‬ما دام سع خالد ف تسن ‪ ..‬ويتاج إل كثرة كلم ليستقيم نطقه ‪ ..‬فأقترح أن تسرعوا بنقله إل مدرسة عادية ‪..‬‬
‫ليتعايش مع وضعه الديد ‪..‬‬
‫سكت خاله ‪ ..‬وخفض رأسه ‪ ..‬وبدا وجهه حزينا وكأن نكأت جروحا ‪..‬‬
‫أمارات تعجب كثية أراها على وجهه ‪ ..‬وكأنه ل يصدق أن البن الصغي بات شخصا عاديا ‪ ..‬له الق ف الياة الطبيعية مثل‬
‫غيه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يب أن يبقى ف مدرسة الصم البكم ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬لـمَ ؟ ما الشكلة معكم ؟‬
‫قال الال ‪:‬‬
‫أسرة خالد تسكن ف قرية بعيدة ‪..‬‬
‫ول أقدر أن أضعه ف مدرسة عادية ‪ ..‬لن خالد ل بد أن يافظ على قدرته على التعامل مع الصم ‪..‬‬
‫حت يعرف كيف يادث أهله !!‬
‫قلت ‪ :‬يادث أهله ؟!!‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬كل أعضاء السرة ل يسمعون ‪ ..‬الب ‪ ..‬والولد ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬وخالد فقط الذي يتابع معنا العلج ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫تعلم يا دكتور أنه من الصعب أن نترك القرية كلنا معا ف آن واحد ‪ ..‬وخالد أمره مهم ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬كم هي أعمار أخواته ؟‬
‫قال ‪ :‬أخته الكبى تاوزت الامسة عشر تقريبا ‪ ..‬والثانية عمرها حوال ثانية أعوام ‪..‬‬
‫قلت له بعصبية ‪ :‬والن جئتن بوالده السن لكي نعال مشكلة ضعف سعه ‪ ..‬وتركت الختي ف الدار ‪..‬‬
‫وها ف بداية حياتما ‪..‬؟!‬
‫الول فقدت فرصتها ف التعليم ‪...‬وربا ف بناء أسرة أيضا ‪...‬‬
‫والثانية تريد أن تفقدها فرصتها هي الخرى ؟‬
‫أليس هذا برام ‪..‬؟‬
‫بل وتصر على أن يظل خالد ف هذا الو رغما عن إرادته ‪!!..‬‬
‫بدأ الال يدافع عن نفسه ‪ ..‬وأن المر ليس تييزا بقدر ما هو عدم قدرة على أن يأت بم أجعي ؟‬
‫جلست فترة طويلة أناقش هذا الال بأن المر مسئولية ف عاتقه ‪ ..‬فكما يقدر على إحضار خالد ف كل الواعيد ويعتن با فمن‬
‫حق أخواته أيضا أن يعشن حياة صحيحة ‪..‬‬
‫أحس الال بطئه وقال ل ‪..‬‬
‫وعدن الال خيا ‪ ..‬وشكر ل اهتمامي ‪ ..‬ومضى خارجا ‪..‬‬
‫وقف عند الباب وقال ‪:‬‬
‫أعدك ‪...‬أن أحضرهم كلهم ‪...‬ف سيارت الصغية ‪ ..‬حت لو وضعتهم فوق بعضهم البعض ‪..‬‬
‫تبسمت ف داخلي ‪..‬‬
‫ليت كل الناس يملون ف داخلهم مثل هذا القلب البيض ‪..‬‬
‫وازددت شوقا ‪ ...‬لرؤية خالد وأخواته وقد اجتمعن وثوب العافية يفــهم جيعا ‪..‬‬
‫يملون الفرصة الكافية ليتعلموا أمور دينهم وما يتاجوا لدنياهم ‪..‬‬
‫كل فرد ف أمة الليار كن ثي فلنحرص على أن يبلغ ‪..‬‬
‫بي الطبيب والريضة‬
‫يق لنا جيعا أن نتساءل !! مت يعال الطبيب الرأة ؟‬
‫والواب أن ‪ :‬الصل أن الطبيبة هي الت تعال بنات جنسها ‪..‬‬
‫لكن إذا ل يوجد طبيبة ‪ ..‬ووجدت الاجة والضرورة فل بأس أن يتول العلج طبيب رجل ‪..‬‬
‫فيكشف على الرأة الريضة بقدر الاجة ‪ ..‬فإذا كان الل ف ساقها ل يز أن ينظر إل غيه ‪ ..‬وكذلك لو كان الل ف يدها فينظر‬
‫إل يدها فقط لعلجها ‪ ..‬دون أن ينظر إل وجهها وشعرها ‪ ..‬لقول ال تعال ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب‬
‫ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبن ) ‪..‬‬
‫ول يلو الطبيب بالرأة عند علجها ‪ ..‬بل يبقى معها مرمها ‪ ..‬زوجها أو أبوها ‪..‬‬
‫فإن ل يكن مرم فتبقى المرضة ‪..‬‬
‫سألت أحد الطباء ‪ :‬هل تد فرقا ف علج الرأة إذا كان معها مرم ‪ ،‬أو ل يكن معها مرم ‪.‬فقال ‪ :‬إي وال أجد فرقا ل أستطيع‬
‫دفعه ‪ ،‬من حيث النظر ‪ ،‬والرأة ف الكلم والسؤال وغيُ ذلك ‪..‬‬
‫وأحدهم أدخل زوجته على طبيب السنان ‪ ،‬وجلس ينتظر بالارج ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬لاذا ل تدخل مع زوجتك ؟ فقال ‪ :‬حت تأخذ‬
‫راحتها !!!‬
‫مع الطبيب‬
‫الطب مهنة شريفة ‪ ..‬وكان عيسى عليه السلم نبيا يعال الناس ‪ ..‬فيبئ الكمه والبرص ‪ ..‬بل كان ييي الوتى بإذن ال ‪..‬‬
‫فهو مهنة شريفة وعمل رائد ‪ ..‬فحري بالطبيب الناصح أ‪ ،‬يتحلى بأمور ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫‪ /1‬المانة والحافظة على أسرار الرضى ‪:‬‬
‫‪ " :‬من ستر مسلما ستره ال ف الدنيا والخرة " ‪..‬‬ ‫قال‬
‫فبعض الناس بكم مهنته يكون ُمطّلعا على أسرار الخرين ‪ ،‬كالطبيب والفت وأمي السر وغيهم ‪ ..‬فهؤلء يب عليهم كتمان‬
‫السر إل إذا أذن صاحب السر بإفشائه ‪..‬‬
‫ولكن يوز إفشاء السر للمصلحة كإبلغ الهات الختصة بإصابة الريض برض وبائي ‪ ..‬أو إبلغ أحد الزوجي أن الخر‬
‫مصاب برض جنسي مُعدٍ كاليدز مثل ‪..‬‬
‫‪ /2‬عدم استغلل منصبه لصاله الشخصية ‪:‬‬
‫خرجت يوما من إحدى الحاضرات ‪ ..‬فجاءن شخص وقال ‪:‬‬
‫يا شيخ أنا مسئول ف شركة كبى لنتاج وتوزيع الدوية ‪ ..‬وتصرف الشركة مليي الريالت ف الدعاية والتسويق ‪ ..‬وتضع‬
‫تت تصرف سنويا مبلغ مليون ريال إقامة علقات مع الطباء !!‬
‫قلت ‪ :‬كيف ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نرسل للطبيب تعريفا بنتجاتنا ‪ ..‬ونبعث معه هدية ‪ ..‬ساعة ‪ ..‬طقم أقلم ‪ ..‬ساعة ‪ ..‬نتكفل له بتكاليف السفر لضور‬
‫بعض الؤترات الطبية ‪ ..‬أو تذاكر له ولعائلته لسفر سياحي ‪..‬‬
‫وكلما كان الستشفى الذي يعمل فيه الطبيب أكثر سحبا لنتجاتنا علمنا أن الطبيب يكتب الوصفات بذه الدوية ‪ ..‬وبالتال‬
‫نزيده إكراما ‪ ..‬وعموما لنا طرق ف معرفة الطبيب النشيط معنا دون غيه ‪..‬‬
‫قلت له ‪ :‬طيب ‪ ..‬هل يكن أن يدفع تشجيعكم هذا الطبيب إل الضرر بالريض ؟‬
‫قال ‪ :‬تشجيعنا وهدايانا ‪ ..‬تدفع الطبيب إل صرف منتاجاتنا مع ارتفاع سعرها عن غيها ‪ ..‬مع إمكان الطبيب أن يصرف منتجا‬
‫لشركة أخرى له نفس الميزات والتأثي بسعر أقل ‪..‬‬
‫وكذلك يقوم الطبيب أحيانا بصرف أدوية للمريض غي ضرورية ‪ ..‬كبعض مسكنات الرارة والفيتامينات ‪ ..‬مع عدم حاجة‬
‫الريض الشديدة إليها غالبا ‪ ..‬ولكن لجل أن يفيدنا ‪ ..‬ويستفيد ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬والضحية الريض السكي ‪ ..‬وماله وعرق جبينه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬لكن الريض ‪ -‬يا شيخ – مشتري الدواء ل مالة ‪ ..‬فنجعله يشتريه منا دون غينا ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬لكنه سيدفع ما ًل زائدا لشراء منتجكم ‪ ..‬وشراء أدوية ومقويات ل يتاجها ‪ ..‬لكن لتستفيدوا من ماله ‪ ..‬صحيح ؟؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫من هنا أستطيع أن أقول للخوة الطباء بكل صراحة ‪..‬‬
‫إن ما تفعله بعض شركات الدوية من الرائم يب أن ل يستجيب له الطباء ‪ ..‬بل يب أن يقاوموه ‪..‬‬
‫بعض الشركات يعطوا الطبيب مدحا للدواء ‪ ..‬وأوصافا عجيبة للعلج ‪ ..‬والطبيب الذكي ل يروج عليه دعايات كاذبة ‪ ..‬فمن‬
‫أمانة الطبيب أن يصف للمريض الدواء الصحيح ولو كان من شركة غي الت كونت معه علقة ‪ ..‬أو عملت له دعاية ‪ ..‬أو‬
‫أعطوه أشياء ‪ ..‬أو وعدوه بدعوة للخارج وإقامة ف فنادق وتذاكر طيان ‪ ..‬وهدايا قيمة ‪ ..‬وساعات وحقائب ثينة ‪..‬‬
‫فقد يكون هناك دواء من شركة أخرى تركيبه وتأثيه واحد ‪ ..‬وهو أرخص ‪ ..‬فلماذا تعطي الريض الدواء الغلى‪..‬؟‬
‫هذه خيانة للمانة ‪ ..‬ل تنصحه ل ‪ ..‬لاذا تعله يصرف أكثر والتركيبة واحدة ؟!‬
‫‪ /3‬وهنا جانب آخر من المانة ‪ ..‬ل يقل أهية عن سابقه ‪:‬‬
‫وهو ستر العورات ‪..‬‬
‫وقد رأينا جوعا من الطباء والطبيبات على حرص كبي على ذلك ‪ ..‬ف العناية بستر الريض عند العلج ‪ ..‬وأثناء العملية وبعدها‬
‫‪ ..‬ومعاملته كالنفس أو أشد ‪..‬‬
‫بل رأينا من الطباء من يقوم بالرور اليومي على الرضى فإذا رأى مريضا نائما مكشوف العورة ‪ ..‬سارع إليه وغطاه بلحافه‬
‫وستره ‪ ..‬وإذا رأى مريضا غائب الوعي وقد ترك وانكشف شيء من عورته ‪ ..‬سارع الطبيب إل سترها ‪..‬‬
‫ومن ستر مسلما ستره ال ف الدنيا والخرة ‪..‬‬
‫والهال الذي يقع ف بعض الستشفيات ‪ ..‬هو نادر قليل ‪ ..‬ولكن ل بد من التنبيه عليه حت يناصح الطباء والمرضون بعضهم‬
‫بعضا ‪..‬‬
‫قال الدكتور حارث ‪:‬‬
‫ف بداية عملي ف الطب ‪ ..‬كنت أتول إجراء بعض العمليات الفيفة ‪..‬‬
‫وف غرفة العمليات ير الريض بعد التخدير برحلة التجهيز والعداد ‪..‬‬
‫ول أكن أدخل غرفة العمليات إل بعد تهيز الريض غالبا حينما يكون مستورا إل موضع الراحة ‪..‬‬
‫ودخلت مرةً أثناء مرحلة التجهيز فرأيت شابا قد ت تديره ‪ ،‬وهو مستلقٍ على طاولة غرفة العمليات ‪ ،‬و هو عار تاما ليس عليه‬
‫شيء يستره !! وذلك أن المرضات الاصات بنع اللبس قد نزعن ملبسه بينما المرضات الاصات بلباس العمليات ل يسترنه‬
‫بعد ‪ ..‬وكان يوجد طبيب يتفحص أجهزة العملية وقد أهل المر وكأنه ل يعنيه ‪..‬‬
‫ث بدأ المر يزداد سوءا ف عملية النظار وقسطرة البول ‪ ،‬وعند إزالة الشعر من أسفل بطن الريض ‪..‬‬
‫ومن العسي أن أصف التفاصيل تأدبا مع القارئي ‪..‬‬
‫والدهى من ذلك أن مشاهد عورات الريض رآها جيع الاضرين ف الغرفة من المرضات ‪ ،‬والفنيي ‪ ،‬وطبيب التخدير ‪..‬‬
‫بقيت ضائق الصدر أياما ‪..‬‬
‫وبعدها سألت أحد الطباء فقلت له ‪:‬‬
‫هل يُفعل بالرأة إذا دخلت غرفة العمليات كما رأيت ف هذا الشاب ؟‬
‫هل يرى الميع جسدها ‪ ..‬أثناء عمل النظار وقسطرة البول ‪..‬‬
‫وهل يعمله لا الرجال ؟ وأمام جيع الاضرين ؟‬
‫فقال نعم ‪ ..‬ول فرق ‪ ..‬تعودنا على هذا حت ألفناه ‪ ..‬وماتت قلوبنا عن إنكاره ‪..‬‬
‫وقالت الدكتورة سارة ‪:‬‬
‫" ‪ ..‬أما ف غرفة العمليات فحدث ول حرج ‪ ..‬فالرأة توضع على طاولة العملية عاريةً تاما ‪ ..‬إي وال ‪ ..‬و يكون ف غرفة‬
‫العمليات ‪:‬‬
‫أخصائي التخدير ‪ ،‬وطلب ‪ ،‬وأطباء ‪..‬‬
‫وعندما أقول ‪ :‬غطوها ‪..‬‬
‫يقول الستشاري رئيس الفريق الطب ‪ :‬نن جيعا أطباء ‪!!..‬‬
‫فأقول ف نفسي ‪ :‬طيب !! وإذا كنا أطباء نتك عورات الناس؟!!‬
‫وأنا متأكدة أنا لو كانت زوجته لا سح لحد بأن يراها " ‪..‬‬
‫وحت ل يساء فهم مرادي ل بد أن أقول ‪:‬‬
‫هاتان الادثتان اللتان أوردتما أحسب أنما نادرتان وإنا ذكرتما لتنبيه من كان غافلً عنها من إخواننا الطباء والمرضي ‪..‬‬
‫‪ /4‬التواضع ل ولي الانب ‪..‬‬
‫‪ /5‬معرفة الحكام الشرعية التعلقة بالعلج والرضى قدر الستطاع ‪..‬‬
‫ينبغي على الطبيب أن يتوفر له الد الدن من الدراية بعلوم الفقه وأحكام العبادات ‪ ،‬لن الناس سوف يستفتونه ف أمورهم‬
‫الصحية ذات الصلة بالعبادات ‪ ..‬وبالذات تعليم الرضى كيفية الطهارة والصلة ‪..‬‬
‫وأذكر أن لنة خيية قامت بالرور على مرضى أحد الستشفيات الكومية الكبى فوجدوا أن أكثر من ‪ %40‬من الرضى ل‬
‫يصلون ‪ ..‬ل بغضا للصلة ‪ ..‬وإنا جهلً بكيفية طهارة وصلة الريض ‪ ..‬ولا نصحنا بعض الرضى كان يقول ‪ :‬كيف أصلي‬
‫وثياب فيها ناسة !! كيف أصلي وسريري إل غي القبلة !! فمن السئول عن هؤلء ؟!‬
‫فالطبيب الوفق يتعلم ويعلم أحكام النجايات وحكم لس العورة وما يترتب عليه من نقض وضوء أو غيه ‪ ..‬والمع بي الصلتي‬
‫عند الاجة‪ ،‬مت يمع ومت ل يمع‬
‫وأحكام القبلة ‪ ،‬الصلة ‪ ،‬الطهارة ‪ ،‬التيمم ‪ ..‬ويوقظ الريض لصلة الفجر‪..‬‬
‫واليوم صار المر أسهل إذ توفرت كتب متخصصة ف جع الفتاوى الطبية والحكام الشرعية التعلقة بالرض ‪ ..‬يكن للطبيب‬
‫والريض الستفادة منها بسهولة ‪..‬‬
‫‪ /6‬شهادة الزور !!‬
‫تعمد بعض الهات الكومية إل طلب تقارير طبية من موظفيها لثبات أو نفي أمر مرضي ليبن عليه إجازة أو تقاعد أو صرف‬
‫مكافأة ‪ ..‬أو غي ذلك ‪..‬‬
‫فينبغي للطبيب إن أدل بشهادة أو كتب تقريرا طبيا أن يكون مطابقا للحقيقة ‪ ،‬وأن ل تدفعه نوازع القرب أو الصداقة والودة أن‬
‫‪ " :‬أل أنبئكم بأكب الكبائر ؟ قالوا ‪ :‬بلى يا رسول ال ! قال ‪:‬‬ ‫يدل بشهادة تالف الواقع ‪ ،‬فتكون شهادة زور وقد قال‬
‫الشراك بال وعقوق الوالدين ‪ ...‬ث صمت مليا وقال ‪ :‬أل وقول الزور أل وقول الزور ‪ ..‬أل وقول الزور ‪ ..‬فما زال يكررها‬
‫حت حسبوه ل يسكت " رواه الشيخان ‪.‬‬
‫ول تكتب بكفك غيـر شيء *** يسرك ف القيامة أن تـــراه‬
‫‪ /7‬عدم انتقاد الطباء الخرين أمام الرضى ‪:‬‬
‫يتعب الطبيب – والمرض أحيانا – حت يصل إل درجة متميزة من إتقان العمل والبداع فيه ‪ ..‬ومع ذلك فل ينبغي له أن يكثر‬
‫الديث عن نفسه فيذكر ماسن عمله ودقة إنازاته وأعماله ‪ ،‬وبالقابل ينتقص من زملء مهنته حت يتذب الرضى الذين يعالون‬
‫لدى زميله ‪ ،‬وقد يستثقل الرضى العال الذي يصرف وقته ف ذكر منجزاته ‪ ،‬خاصة إذا كان عمله القيقي ل يدلل عليه ‪،‬‬
‫والرض نوعان مرض القلب وهو مرض معنوي والثان مرض السم وهو مرض حسي ‪ ،‬وما أجل أن يتقن الطبيب علج النوعي‬
‫من الرض ‪..‬‬

‫على فراش الوت‬


‫ماذا يفعل الطبيب لو حضر متضرا ؟‬
‫إذا ظهرت علمات الوت على الريض وغلب على الظن أنه قد حضر أجله فالسنة أن تلقنه شهادة أن ل إله إل ال‪ ،‬لنه‬
‫قال ‪ ( :‬لقنوا موتاكم ل إله إل ال ) ‪ ،‬والتلقي برفق ‪ ،‬فل تقل ‪ :‬يا فلن قل ل إله إل ال فإن أجلك قد حضر !!‬
‫ل‪ ..‬ولكن يكن أن تذكر ال عنده وتتشهد ‪ ،‬فإذا سع ذلك منك تذكر وتشهد ‪..‬‬
‫قال لعمه أب طالب حي حضرته الوفاة (( يا‬ ‫نعم إن كان كافرا فل بأس أن تقول له – صريا ‪ : -‬قل ل إله إل ال ‪ ..‬لنه‬
‫عم قل ل إله إل ال كلمة أحاج لك با عند ال )) ‪ ،‬وقال للغلم اليهودي الذي عاده وهو على فراش الوت ‪ :‬يا غلم قل ل إله‬
‫‪ (( :‬المد ل الذي أنقذه من النار )) ‪.‬‬ ‫إل ال ‪ ..‬وكررها عليه حت قالا ‪ ..‬ث مات ‪ ..‬فقال‬
‫وينبغي على من حضر متضرا أن يسن ظنه بربه ‪ ..‬ويطمئن نفسه فقد يكون ذهنه مشغو ًل على أولده أو بديون وفقر ‪ ..‬فل بد‬
‫أن تذكره بأن ال هو الرزاق وأن من خلق اللق لن يضيعهم سبحانه ‪..‬‬
‫حت يوت مرتاحا مطمئنا ‪..‬‬

‫الطبيب والدعوة‬
‫كنت أقرأ بثا حول التنصي ‪ ..‬كان بثا مرتبا حول أساليب التنصي واستغلل الواقف والاجات ‪..‬‬
‫فكان من العبارات الامة قول إحدى منظمات الطباء التنصيية ‪ ( :‬حيث تد بشرا تد آلما ‪ ،‬وحيث تكون اللم تكون الاجة‬
‫إل الطبيب ‪ ،‬وحيث تكون الاجة إل الطبيب فهنالك فرصة مناسبة للتبشي ) ‪..‬‬
‫جعلت بعد هذه العبارة أبث عن جهودهم ف التنصي من خلل التطبيب ‪ ..‬فذهلت بهود وقدرات ‪..‬‬
‫ومن ذلك أن منظّمة تنصيية تدعى ( عملية البكة الدولية) وهي تابعة لنظمة " شبكة الذاعة السيحية" والت يرأسها منصّر‬
‫أمريكي يدعى " بات روبرتسون" مرشّح النتخابات المريكية عام ‪ ، 1987‬قامت تلك النظمة بتجهيز طائرة لوكهيد ( ‪L-‬‬
‫‪ )50-1011‬وتويلها إل مستشفى طائر ضخم بكلفة خسة وعشرين مليون دولر‪ ،‬مزوّد بميع العدّات اللزمة للعمليات‬
‫الراحية والعلجية ‪ ،‬بيث يوب مناطق كثية ف العال ويكث ف مناطق مدّدة ومتارة لدد تتراوح ما بي أسبوع إل عشرة‬
‫أيام ‪ ،‬ويقدّم خدماته بالجّان ‪ ،‬ولكن كانت حقيقة هذا العمل الجّان هي تنصي النّاس !‬
‫فقبل بدء الكشف والعلج يُسْأل عن ديانته ‪ ،‬ث يستمع لحاضرة لدة عشر دقائق حول السيح عليه السلم ‪ ،‬وعن دين النّصارى‬
‫‪ ،‬وضرورة البحث عن اللص ف رحاب السيح ‪ ،‬ث يعطى كمية من الكتب والنشرات ويُطلَب منه دراستها والضور إل عنوان‬
‫معيّن بعد أيّام !!‬
‫يا عجب ‪ ..‬مستشفى طبّي طائر للتنصي‪ ،..‬أل تقدر أمة الليار نفس على مثله‪..‬؟!!‬
‫رحم ال المام الشافعي لا قال عن السلمي والطب ‪ ( :‬ضيعوا ثلث العلم ‪ ،‬و وَكلوه إل اليهود والنّصارى ) ‪.‬‬
‫وما يزيدنا يقينا بأهيّة الدعوة ف الجال الطّب وأن الستشفى أرض خصبة للدعوة ‪:‬‬
‫أن الطبيب ذو علقة جذرية بياة الخرين ‪ ،‬فمن من الناس ل يرض ول يعتل ؟ كل الناس كذلك – غالبا ‪ -‬لذا ترى الناس‬
‫يهرعون إل طلب الستطباب طمعا ف الشفاء ‪ ،‬ويبذلون لذلك الغال والنفيس ‪ ،‬ويشعرون بالاجة إل الطبيب ويرصون على‬
‫التلطف معه ‪ ..‬وإقامة علقة حسنة ‪ ..‬وكسب رضاه ‪..‬‬
‫إذن أفل يدر بالطبيب أن يغتنم ذلك ف بذل نصيحة لمرأة ف حجابا ‪ ..‬أو عاق والديه ‪ ..‬أو تارك صلة ‪ ..‬أو واقع ف فاحشة‬
‫‪..‬‬
‫وأهم من ذلك نصح الريض ‪ ..‬وبالذات ف قضايا العقيدة من رقى وتائم وأحجبة وغيها ‪ ،‬والريض يكون عادة ف حالة من‬
‫الضعف يتقبل فيها ما يشي عليه الطبيب ‪..‬‬
‫فلعل كلمة واحدة منك تنقل شخصا من الظلمات إل النور ‪..‬‬
‫ومن طرق الدعوة الت يكن أن يتعاون فيها الطبيب ‪..‬‬
‫• توزيع الشرطة والطويات النافعة وتعليق الجلت الائطية ‪.‬‬
‫• عمل مكتبة إسلمية مصغرة مقروءة وسعية ومرئية باللغتي العربية والنليزية ‪ ،‬لنفع السلمي ‪ ،‬ودعوة غي السلمي ‪.‬‬
‫• إياد مكتبة صوتية إسلمية تارية ‪ -‬على هيئة كشك أو مل ‪ -‬ف صالة الستقبال ونو ذلك ‪ ،‬تُأجر على إحدى التسجيلت‬
‫السلمية ‪ ،‬وف هذه الفكرة خي عظيم ‪.‬‬
‫• تنسيق كلمات توجيهية ف الساجد والصليات التابعة للمستشفى ‪..‬‬
‫• إقامة ندوات علمية طبية تبي إعجاز ال ف خلق النسان ‪.‬‬
‫الطبيب ومفاتيح الي‬
‫جلست أفكر كثيا ف حال الطبيب مع مرضاه ‪ ..‬وقارنت الطب ببقية الوظائف ‪..‬‬
‫فوجدت أن الدرس ف الغالب يتعامل مع نوعية مددة من الناس ‪ ..‬متقاربي ف توجهاتم وأفكارهم ومستوى قدراتم وكيفية‬
‫تعاملهم ‪ ..‬وبالتال لن يتعب كثيا ف التعامل معهم ‪..‬‬
‫ووجدت أيضا أن الهندس يتعامل أيضا مع مستويات متقاربة ‪ ..‬فلن يتعب ذهنيا كثيا ‪..‬‬
‫وقل مثل ذلك ف الطيار ‪ ..‬والقبطان ‪ ..‬والبنّاء ‪ ..‬والداد ‪ ..‬والنجار ‪..‬‬
‫أما الطبيب فيجلس ف عيادته ويدخل عليه الرضى ‪..‬‬
‫منهم الذكي اللماح الذي يفهم مراد الطبيب ويفهم منه الطبيب ‪..‬‬
‫ومنهم الغب عدي الفهم ‪ ..‬الذي سيتعب مع الطبيب ‪ ..‬ويتعب الطبيب ‪ ..‬يا دكتور ما فهمت ‪ ..‬ل أنت ل تفهم قصدي ‪..‬‬
‫اشرح ل أكثر ‪ ..‬ال ‪..‬‬
‫ومنهم سيء الظن ‪ ..‬إيش قصدك يا دكتور ‪ ..‬اتق ال ل تسرن أموال ف الدوية ‪ ..‬ليش كل هالتحاليل ؟ إنت قاعد تسرقنا !!‬
‫ومنهم حسن الظن ‪..‬‬
‫ومنهم الغضوب ‪ ..‬يا دكتور أنت ما تفهم ‪ ..‬كم مرة تعطين علج ول أشفى ‪ ..‬إذا ما تعرف تعال ل تفتح عيادة ‪ ..‬الغلطان‬
‫الذي يأت لثلك ‪..‬‬
‫ومنهم الليم ‪ ..‬ومنهم الكري ‪ ..‬ومنهم البخيل ‪..‬‬
‫ومنهم العرب والعجمي ‪ ..‬والكبي والصغي ‪ ..‬والغن والفقي ‪..‬‬
‫ول تسب الناس نوعا واحدا فلهم طبائع لست تصيهن ألوان‬
‫فل بد للطبيب أن يكيف نفسه ف التعامل مع كل موقف با يصلح له ‪..‬‬
‫بالصب على الرضى عند علجهم ‪ ،‬وبالذات على كبار السن توقيا لم ‪..‬‬
‫وعلى الطفال رحة بم ‪..‬‬
‫وعلى اللهوفي ف الالت الطارئة شفقة عليهم ‪..‬‬
‫والؤمن الذي يالط الناس ويصب على أذاهم خي وأحب إل ال من الؤمن الذي ل يالط الناس ول يصب على أذاهم ‪ ..‬كما قال‬
‫‪..‬‬
‫ومن مفاتيح الي ‪:‬‬
‫‪ /1‬التلطف مع الريض بسؤاله عن أحواله ف البيت وأولده ‪..‬‬
‫‪ /2‬إعداد بعض الشرطة أو الكتيبات وإهدائها إل الرضى ‪..‬‬
‫‪ /3‬الرفق بأهل الريض وتمل كثرة أسئلتهم والتأثي عليهم من خلل مناصحتهم ‪.‬‬
‫‪ /4‬احتساب الجر أثناء الرور اليومي على الرضى ‪ ..‬فالسلم إذا عاد أخاه السلم ل يزل ف خرفة النة حت يرجع ‪..‬‬
‫‪ /5‬التبسم ف وجه الريض فتبسمك ف وجه أخيك صدقة ‪..‬‬
‫‪ /6‬دللة الريض على ما يسأل عنه من حاجة أو مكان فمن كان ف حاجة أخيه كان ال ف حاجته " ؟ ‪..‬‬
‫‪" :‬رباط يوم ف سبيل ال‬ ‫‪ /7‬احتسابك الجر عند البيت ف غرفة الناوبة وحدك وتركك الهل والدار ‪ ،‬ولعله يشملك قوله‬
‫خي من الدنيا وما عليها"‬
‫‪ /8‬الذر من التسرع ف تشخيص الداء والتريث ف وصف الدواء ومن تطبب ول يعلم منه طب فهو ضامن" ‪.‬‬
‫‪ /9‬الرص على ستر عورات السلمي ومن ستر مسلما ستره ال يوم القيامة" ‪.‬‬
‫‪ /10‬الذر من كثرة الكلم ( والسواليف ) مع الريض إذا كان ف خارج العيادة مرضى ينتظرون ‪ ،‬فمنهم من ترك عمله‬
‫ومشاغله وأطفاله ‪..‬‬

‫صلة الريض‬
‫•وللمريض ف الطهارة عدة حالت‪:‬‬
‫‪ .1‬إن كان مرضه يسيا ل يضره معه استعمال الاء كالريض بالصداع ووجع الضرس ونوها‪ ،‬فهذا ل يوز له التيمم ‪.‬‬
‫‪ .2‬وإن كان به مرضه يزداد باستعمال الاء ‪ ،‬فهذا يوز له التيمم ‪.‬‬
‫‪ .3‬الريض إذا ل يستطع الوضوء أو الغسل بالاء لعجزه أو لوفه من زيادة الرض فإنه يتيمم بتراب نظيف ‪ ،‬لقوله تعال‪َ ":‬وإِنْ‬
‫ط َأوْ لمَسْتُ ُم النّسَاءَ َفلَ ْم َتجِدُوا مَا ًء َفتََي ّممُوا [الائدة‪ ، ]6:‬فإن كان ل‬
‫كُنُْتمْ َم ْرضَى َأوْ َعلَى سَ َف ٍر َأوْ جَاءَ َأحَدٌ مِ ْنكُمْ ِمنَ الْغَائِ ِ‬
‫يستطيع التيمم يَـ ّممَهُ غيه ‪ ،‬بأن يأخذ يدي الريض فيضرب با على التراب ث يسح وجهه وكفيه ‪ ،‬وإن كان بدنه أو ملبسه‬
‫أو فراشه متلوثا بالنجاسة ‪ ،‬ول يستطيع إزالة النجاسة ‪ ،‬أو التطهر منها ‪ -‬جاز له الصلة على حالته الت هو عليها؛ لقوله تعال ‪:‬‬
‫( فَاتّقُوا اللّهَ مَا ا ْسَتطَعُْتمْ ) [التغابن‪.]16:‬‬
‫‪ .4‬من به جروح أو قروح أو كسر أو مرض يضره استعمال الاء ‪ ،‬فأصابته جنابة ‪ ،‬جاز له التيمم للدلة السابقة ‪ ،‬وإن أمكنه‬
‫غسل الصحيح من جسده وجب عليه ذلك وتيمم للباقي ‪.‬‬
‫‪ .5‬إذا كان الريض ف مل ل يد ماء ول ترابا ول من يضر له الاء أو التراب ‪ ،‬فإنه ينوي الطهارة بقلبه ‪ ،‬ويصلي على حسب‬
‫حاله وليس له تأجيل الصلة ‪ ،‬لقوله تعال ‪ ( :‬فَاتّقُوا اللّهَ مَا ا ْسَتطَعُْتمْ ) [التغابن‪. ]16:‬‬
‫‪ .6‬الريض الصاب بسلس البول ‪ ،‬أو استمرار خروج الدم أو الريح ول يبأ بعالته ‪ ،‬عليه أن يتوضأ لكل صلة بعد دخول‬
‫وقتها ويغسل ما يصيب بدنه وثوبه ‪ ،‬أو يعل للصلة ثوبا طاهرا إن تيسر له ذلك ‪ .‬وإن تيسر أن يضع على فرجه قطنا أو نوه‬
‫ما ينع وصول النجاسة إل ملبسه وبقية بدنه ‪ ،‬فهو أفضل ‪.‬‬
‫‪ .7‬وإن كان الريض عليه جبية فيمسح عليها ف الوضوء والغسل‪ ،‬ويغسل بقية العضو‪ ،‬أما إن كان السح على البية أو غسل‬
‫ما يليها من العضو يضره ‪ ،‬أو كان فيه جروح ل يستطيع غسلها ول مسحها ( كالروق ) اكتفى بالتيمم بعد انتهائه من الوضوء‬
‫‪.‬‬
‫كيفية صلة الريض ‪..‬‬
‫•أجع أهل العلم على أن من ل يستطيع القيام ‪ ،‬له أن يصلي جالسا‪ ،‬ويكون جلوسه حسب ما يسهل عليه فكيفما جلس جاز‬
‫‪.‬‬
‫•فإن عجز عن الصلة جالسا فإنه يصلي على جنبه مستقبل القبلة بوجهه‪ ،‬والستحب أن يكون على جنبه الين ‪ ،‬فإن عجز‬
‫لعمران بن حصي ‪ ( :‬صل قائما‬ ‫عن الصلة على جنبه صلى على ظهره ‪ ,‬وتكون رجله جهة القبلة إن أمكن ؛ لقوله‬
‫فإن ل تستطع فقاعدا فإن ل تستطع فعلى جنب ) "رواه البخاري" وزاد النسائي‪ " :‬فإن ل تستطع فمستلقيا " ‪.‬‬
‫•ومن قدر على القيام وعجز عن الركوع أو السجود ل يسقط عنه القيام‪ ،‬بل يصلي قائما فيومئ بالركوع ( يعن ‪ :‬ييل‬
‫بسمه خافضا رأسه ) ث يرفع من الركوع ‪ ،‬فإذا أراد السجود جلس ‪ ،‬وأومأ بالسجود؛ لقوله تعال ‪ ( :‬وَقُومُوا ِللّ ِه قَاِنتِيَ )‬
‫‪ :‬صل قائما ‪.‬‬ ‫[البقرة‪ ،]238:‬ولقوله‬
‫•وإن كان الرض شديدا ‪ ،‬أو شللً ‪ ،‬ول يقدر على الياء برأسه ‪ ،‬نوى الركوع والسجود بقلبه ‪ ،‬وإن ل يكن عنده من‬
‫يوجهه إل القبلة ‪ ,‬ول يستطع التوجه إليها بنفسه ; صلى على حسب حاله ‪ ,‬إل أي جهة تسهل عليه ‪.‬‬
‫•وبعض الرضى من ترى لم عمليات جراحية ‪ ,‬يتركون الصلة لنم ل يقدرون على أدائها بصفة كاملة ‪ ,‬أو لعجزهم عن‬
‫الوضوء ‪ ,‬أو لن ملبسهم نسة ‪ ,‬وهذا خطأ كبي ; فل يوز ترك الصلة ‪ .‬بل يصليها على حسب حاله ‪ ( :‬فَاتّقُوا اللّهَ مَا‬
‫اسَْت َطعْتُمْ ) ‪.‬‬
‫•وبعض الرضى يقول ‪ :‬إذا شفيت ; قضيت الصلوات الت تركتها ‪ ,‬وهذا تساهل ; فالصلة تصلى ف وقتها حسب المكان‬
‫‪ ,‬ول يوز تأخيها عن وقتها ‪.‬‬
‫•وإذا نام الريض أو غيه عن صلة أو نسيها وجب عليه أن يصليها حال استيقاظه من النوم ‪ ،‬أو حال ذكره لا ‪ ،‬ول يوز‬
‫‪ ( :‬من نام عن صلة أو نسيها فليصلها مت ذكرها ل كفارة لا إل‬ ‫له تركها إل دخول وقت مثلها ليصليها فيه‪ .‬لقوله‬
‫ذلك ) ‪.‬‬
‫•وإن شق عليه فعل الصلة بوقتها فيجمع الظهر والعصر‪ ،‬والغرب والعشاء جع تقدي أو تأخي حسبما يتيسر له ‪ ،‬إن شاء‬
‫قدم العصر مع الظهر وإن شاء أخر الظهر مع العصر‪ ،‬وإن شاء قدم العشاء مع الغرب‪ ،‬وإن شاء أخر الغرب مع العشاء ‪،‬‬
‫أما الفجر فل تمع مع ما قبلها ول مع ما بعدها ‪.‬‬
‫أحكام صيام الريض‬
‫‪ -‬كل مريض يشق عليه الصوم ‪ ،‬يوز له الفطر ‪ ،‬لقول تعال ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )‪ .‬أما الرض‬
‫اليسي كالسعال والصداع فل يوز الفطر بسببه ‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا كان الصيام يزيد الرض أو يؤخر الشفاء ‪ ،‬ويتاج نارا لكل الدواء ‪ ،‬فيجوز له أن يُفطر ‪ ،‬ويُكره له الصيام لقوله تعال‬
‫س َر ) (البقرة‪ :‬الية ‪. )185‬‬
‫سرَ وَل ُيرِيدُ بِكُ ُم الْعُ ْ‬
‫‪ُ ":‬يرِيدُ اللّهُ بِ ُكمُ الُْي ْ‬
‫‪ -‬إن كان الصوم يسبب له الغماء ‪ ،‬أفطر وقضى ‪ ،‬وإذا أصبح صائما فأغمي عليه أثناء النهار وأفاق قبل الغروب أو بعده‬
‫فصيامه صحيح ما دام ل يأكل ول يشرب ‪ ،‬ومن أغمي عليه ‪ ،‬أو وضعوا له مدرا لصلحته ‪ ،‬فغاب عن الوعي ‪ ،‬فإن كان ثلثة‬
‫أيام فأق ّل ‪ ،‬فيقضي ‪ -‬قياسا على النائم ‪ -‬وإن كان أكثر فل يقضي قياسا على من غاب عقله بنون ( بن باز ) ‪.‬‬
‫‪ -‬الريض الذي يُرجى بُرؤه وينتظر الشفاء ( كمن أجريت له عملية جراحية ) إذا شق عليه الصوم أفطر وقضى ‪.‬‬
‫‪ -‬والريض مرضا مزمنا ل يُرجى برؤه ( كمرض السرطان ‪ ،‬والفشل الكلوي مثلً ) وكذلك الكبي العاجز عن الصيام‬
‫والقضاء ‪ ،‬يُطعم عن كل يوم مسكينا نصف صاع من قوت البلد ( كيلو ونصف من الرز ) ‪.‬‬
‫‪ -‬والريض الذي أفطر بعض رمضان وينتظر الشفاء ليقضي ‪ ،‬ث علم أن مرضه مزمن ‪ ،‬وأنه لن يستطيع القضاء أبدا ‪ ،‬فالواجب‬
‫عليه إطعام مسكي واحد عن كل يوم أفطره ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن كان ينتظر الشفاء من مرض يُرجى برؤه ‪ ،‬فمات قبل أن يوجد وقت للقضاء ‪ ،‬فليس عليه ول على أوليائه شيء ( مثال ‪:‬‬
‫شخص عمل عملية جراحية ف ‪25‬رمضان ‪ ،‬فأفطر بنية القضاء بعد الشفاء ‪ ،‬فتوف ف ‪30‬رمضان ‪ ،‬فهذا ل يلزم أهله عنه قضاء‬
‫ول إطعام ) ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن مرض فأفطر ‪ ،‬ثّ شفي وتكن من القضاء ‪ ،‬فتكاسل حت مات ‪ ،‬أُخرج من ماله طعام مسكي عن كل يوم ‪ ،‬وإن تبع‬
‫‪ " :‬من مات وعليه صيام صام عنه وليّه "( مثال ‪ :‬عمل عملية ف ‪25‬رمضان ‪ ،‬فأفطر‬ ‫أحد أقاربه بالصوم عنه فهو أول لقوله‬
‫بنية القضاء ‪ ،‬فشفي ف ‪30‬رمضان ‪ ،‬وتكاسل عن القضاء حت مات ف شهر الج ‪ ،‬فهذا يلزم أهله عنه قضاء أو إطعام ) ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن كان مرضه يُعتب مزمنا ‪ ،‬فأفطر وأطعم ( لعجزه عن القضاء ) ‪ ،‬ث تطور الطبّ فاكتُشِف علج لرضه ‪ ،‬فاستعمله وشفي ‪،‬‬
‫فل يلزمه شيء عما مضى ‪ ،‬لنّه فعل ما وجب عليه ف حينه ( اللجنة الدائمة ) ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أصابه جوع أو عطش شديد ‪ ،‬فخاف على نفسه اللك ‪ ،‬أفطر وقضى لن حفظ النفس واجب ‪ ،‬ول يوز الفطر لجرد‬
‫الشدة الحتملة أو التعب أو خوف الرض متوها ‪.‬‬
‫‪ -‬الطعام له صورتان ‪ :‬فيجوز أن يعله آخر الشهر ‪ ،‬فيطعم ‪ 30‬مسكينا ف آخر الشهر ‪ ،‬ويوز أن يطعم مسكينا ك ّل يوم ‪.‬‬

‫كلمات إل الرافق‬
‫تغلب الشفقة بعض الناس عندما يجز الرض قريبه أو حبيبه ‪ ..‬فل يزال مرافقا معه ف الستشفى ‪ ..‬يقوم على خدمته ومواساته‬
‫‪ ..‬وتسليته ومؤانسته ‪..‬‬
‫وقد يسهر الرافق والريض نائم ‪..‬‬
‫وقد يصحو والريض مغمى عليه ‪ ..‬بتخدير أو نوه ‪..‬‬
‫وسهر الؤمن على أخيه الريض من أعظم القربات ‪ ..‬فكيف إذا كان هذا الريض ذا رحم ‪ ..‬كوالد وأخ وزوج ‪ ..‬ل شك أن‬
‫الجر يكون أعظم ‪..‬‬
‫أخب أن من زار مريضا فل يزال ف خرفة النة كأنه ين من ثارها ‪ ..‬ويستغفر له سبعون ألف ملك ‪ ..‬إذا‬ ‫وإذا كان نبينا‬
‫كان هذا ف الزائر ‪ ..‬فما بالك بن يلزم الريض خدمة ومؤانسة ‪..‬‬
‫إل أن بعض الرافقي يمع هذه السنات ث يفرقها بأخطاء يقع فيها ‪..‬‬
‫لن الرافق يتفرغ غالبا من أمور تعود أن ينشغل با وقته ف بيته أو عمله أو تارته ‪..‬‬
‫إذن ينبغي لنا جيعا أن نتساءل ‪..‬‬
‫كيف يقضي الرافق وقته ؟‬
‫يتنوع بقاء الرافق مع الريض بتنوع مكان وجود الريض ‪..‬‬
‫ففي الستشفى ‪..‬‬
‫‪/1‬الرقية على الريض ‪ ( ..‬وننل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني ) ‪ ( ..‬قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) ‪..‬‬
‫وللقراءة على الريض تأثي عظيم ‪..‬‬
‫ف الستشفى العسكري‬
‫قال صاحب ‪:‬‬
‫عبد ال كان شابا صالا ‪ ..‬وكان ل به علقة ومعرفة ‪ ..‬وقد علمتُ أن أباه مصاب برض ف القلب وأجريت له عدة عمليات ‪..‬‬
‫وأدخل أخيا إل الستشفى وظلّ فيه للعناية الركّزة ‪ ..‬زُرتُه ف الستشفى مرارا ‪ ..‬ث اشتدّ به الرض فدخل ف غيبوبة تامة ل يعقل‬
‫ما حوله شيئا ‪ ..‬ولا رأى صاحب أن أباه ل يعقل شيئا وأن تكرار ميء الزائرين أصبح مزعجا علّق لفتة على باب الغرفة كتب‬
‫عليها " الزيارة منوعة بأمر الطبيب " ‪ ..‬وبعد أيام ‪ ..‬اتصل ب وهو مضطرب وقال ‪:‬‬
‫‪-‬يا شيخ ‪ ..‬أريدك أن تزور والدي ‪ ..‬ولعلّك أن تقرأ عليه شيئا من القرآن ‪..‬‬
‫ذهبت سريعا إل الستشفى ‪ ..‬ودخلتُ على أبيه ‪ ..‬فإذا هو كالثة الامدة على السرير ‪ ..‬ف إغماء تامّ ‪ ..‬قد ُوصّل بسمه عددٌ‬
‫من الجهزة ‪ ..‬جهاز لقياس الضغط ‪ ..‬وآخر للسكر ‪ ..‬وثالث لضربات القلب ‪ ..‬ورابع للتنفس ‪ ..‬وخامس ‪ ..‬وبانب السرير‬
‫مرض يراقب هذه الجهزة وينظر إلينا بدوء ‪..‬‬
‫اقتربتُ منه ووقفتُ عند رأسه وكلمته فلم يردّ عليّ شيئا ‪ ..‬قلت ‪ :‬يا أبا فلن إن كنت تسمعن فحرّك أصبعك ‪ ..‬بقي ساكنا ل‬
‫يتحرّك فيه شيء ‪..‬‬
‫ال ل إله إل هو‬ ‫‪..‬‬ ‫المد ل ربّ العالي * الرحن الرحيم * مالك يوم الدين * ‪..‬‬ ‫بدأت أقرأ القرآن بصوت مسموع ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫اليّ القيوم ‪..‬‬
‫بدأ الشيخ ينتفض قليلً ‪ ..‬لكنه ل يتكلم ‪..‬‬
‫وفجأة أطلق أحد الجهزة الحيطة بنا صوتا كصفارة النذار ‪ ..‬ففزع المرض وقام إليه وغيّر ف بعض أرقامه ‪ ..‬وجلس ‪..‬‬
‫ث صفّر جهاز آخر فقام وغي فيه ‪ ..‬وجلس ‪..‬‬
‫ث صفر الهاز الثالث ‪ ..‬فلم يزل يتنقل بي هذه الجهزة ‪ ..‬وأنا أقرأ ‪..‬‬
‫وسعتُ صاحب يقول له ‪ ..This Qoran .. This Qoran :‬وهو ينظر إلينا باستغراب ودهشة ‪..‬‬
‫أما أنا فاستمريت ف التلوة ‪ ..‬دون أن ألتفت إليهما ‪..‬‬
‫ت ‪..‬‬
‫استمرت التلوة قرابة النصف ساعة ‪ ..‬ث دعوتُ له ‪ ..‬وانصرف ُ‬
‫أما عبد ال فبقي مع المرض ياطبه باللغة النليزية ‪ ..‬وكنت أسعه يردد كلمات ‪ :‬القرآن ‪ ..‬السلم ‪..‬‬
‫أقبل إلّ عبد ال يشكر ويودع ‪ ..‬فأمسكت يده وقلت ‪:‬‬
‫‪-‬هل تعلم أن ل أفهم شيئا ما جرى ! ما هذه الجهزة الت أزعجتنا ؟! ولاذا اضطرب المرض ؟! ولاذا وقفت معه تكلمه عن‬
‫القرآن ؟! ولاذا ‪..‬‬

‫‪-‬فقال ‪ :‬المر عجيب يا شيخ ‪ ..‬أنت تعرف أن والدي مصاب برض ف القلب ‪ ..‬وأجريت له عدة عمليات ‪ ..‬وف العملية‬
‫الخية قبل يومي توقف الدم فجأة ف شرايي جسمه ‪ ..‬ول يكن الطبيب يتوقع ذلك فلم يرص قبل العملية على توصيل مضخة‬
‫كهربائية لتحريك الدم ف العروق عند الاجة ‪ ..‬فتفاجأ الطبيب بذلك قام سريعا بتوصيل مضخة يدوية وكلّف إحد المرضي‬
‫بتحريكها بيدها ‪ ..‬فكان هذا التصرف من الطبيب غي مدٍ كثيا ‪ ..‬لن الدم توقف ف العروق لدة خسي دقيقة أشرف والدي‬
‫معها على اللك ‪ ..‬لكن ال تعال أحسن وتلطف ‪..‬‬
‫وبعد ناية العملية ‪ ..‬جلوا أب كالثة الامدة إل غرفته ‪ ..‬فانفض ضغط الدم حت وصل إل الربعي ‪ ..‬فحاولوا أن يرفعوه بشت‬
‫الوسائل فلم يقدروا ‪ ..‬فأمر الطبيب بأن يُحقن والدي ف الوريد بادة كيميائية ترفع ضغط الدم ‪ ..‬وهذه الادة خطرة جدا ‪ ..‬لذا‬
‫ل يسمح طبيا بأن يُحقن الريض با يزيد عن مقياس اثن عشر درجة لنه يوت ف الغالب ‪ ..‬فتم حقنه بذا القياس فلم تتحسن‬
‫حالته ‪ ..‬فزادوه إل ثلث عشرة درجة ‪ ..‬ث أربع عشرة ‪ ..‬ث خس عشرة ‪ ..‬ث ست عشرة ‪ ..‬فارتفع ضغطه إل سبع وستي‬
‫فتوقفوا ‪ ..‬مع أنه ل يزال منخفضا جدا ‪..‬‬
‫ث ألقوه على هذا السرير ووضعوا هذه المرضة تراقب حاله ‪..‬‬
‫وبعدما بدأت – يا شيخ ‪ -‬بتلوة القرآن بدأ ضغط الدم عند أب يرتفع ‪ ..‬ويرتفع ‪ ..‬ثان وستي ‪ ..‬تسع وستي ‪ ..‬سبعي ‪..‬‬
‫فاضطربت الجهزة ‪ ..‬وقامت المرضة تفّض من الادة الت وضعوها لرفع الضغط ‪ ..‬واستم ّر الضغط ف الرتفاع خس وسبعي‬
‫‪ ..‬ثاني ‪ ..‬تسعي ‪ ..‬حت ثبت الضغط على مائة وواحد وعشرين ‪..‬‬
‫فهل عرفت سبب تعجب المرضة ‪ .!!.‬الطباء ‪ ..‬الستشاريون ‪ ..‬الجهزة ‪ ..‬الدوية ‪ ..‬ل تنفع شيئا ‪ ..‬أين طبّهم ؟!‪ ..‬أين‬
‫‪..‬‬ ‫وننل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني‬ ‫تاربم ؟! ‪ ..‬أين أدويتهم ‪ ..‬فسبحان من أنزل القرآن ‪..‬‬
‫فيمكن للمرافق أن يرقي الريض بـ ‪:‬‬
‫قراءة الفاتة سبع مرات مع النفث على الزء الصاب أو على الرأس ‪..‬‬
‫قال أبو يعيد الدري ‪..‬‬
‫قراءة ( قل هو ال أحد ) والعوذتي ‪ ..‬سبع مرات ‪..‬‬
‫‪ 7‬مرات ‪ :‬أسأل ال العظيم ‪ ،‬رب العرش العظيم أن يشفيك ‪.‬‬
‫بسم ال أرقيك من كل شئ يؤذيك ‪ ،‬من شر كل نفس ‪ ،‬وعي حاسدة بسم ال أرقيك ‪ ،‬وال يشفيك ‪.‬‬
‫أذهب الباس ‪ ،‬رب الناس ‪ ،‬اشف وأنت الشاف ل شفاء إل شفاؤك شفاء ل يُغادر سقما ‪.‬‬
‫أعيذك بكلمات ال التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عي لمة ‪.‬‬
‫اذهب الباس ‪ ،‬اشف وأنت الشاف ل شفاء إل شفاؤك شفاء ل يغادر سقما‬
‫اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا ‪ ،‬أو يشي لك إل صلة‬
‫( من عاد مريضا ل يضره أجله ‪ ،‬فقال عنده سبع مرات‪ :‬اسأل ال العظيم‪ ،‬رب العرش العظيم‪ ،‬أن يشفيك‪ .‬إل عافه ال من‬
‫ذلك الرض ) ‪..‬‬
‫إل غي ذلك من الذكار والدعية الشرعية ‪..‬‬
‫وما يكن للمرافق أن يغتنم ف وقته ‪:‬‬
‫‪ /2‬القراءة النافعة ‪ ،‬سواء ف تلوة القرآن ‪ ،‬أو الكتب النافعة ‪.‬‬
‫‪ /3‬الذر من الغزل والعاكسة ‪ ..‬نعم سواء كان الرافق رجلً أو امرأة ‪..‬‬
‫فمع اتساع وقت الفراغ ‪ ..‬يلعب الشيطان لعبته ‪ ..‬فيغري الفتاة بالتسكع ف مرات الستشفى ‪ ..‬أو العبث بالاتف ‪..‬‬
‫ويغري الرجل كذلك بذلك ‪..‬‬
‫وكم سعنا عن منكرات وقعت ف مستشفيات ‪ ..‬أو كان منطلقها الستشفيات ‪ ..‬بسبب الرافقي ‪ ..‬وتساهل بعض الفتيات‬
‫الرافقات بجابن وضحكاتن ‪..‬‬
‫والشيطان ما مات ‪..‬‬
‫‪ /4‬ول أنسى أن أقول للمرافق ‪:‬‬
‫كن بطلً‬
‫نعم كن بطلً ل رجوفا جزوعا ‪ ..‬قد ل نلوم الريض لو سعنا منه أنينا أو آهات ‪..‬‬
‫فلكل إنسان حد ينتهي إليه صبه ‪..‬‬
‫لكنك تعجب كثيا عندما ترى مرافقا لريض ‪..‬ل يكف عن البكاء والزع ‪..‬‬
‫مع أن النتظر منه أن يصبّر الريض على الرض ‪ ..‬ويكون قدوة له ف الصب والرضا ‪..‬‬
‫ولكن صار حال الريض معه‬
‫كالستجي من الرمضاء بالنار‬
‫قد يشتكي بعض الرافقي بأنم يغلبون على البكاء والزن ‪..‬‬
‫فأقول نعم لكن الصب والجاهدة أجل بك ‪..‬‬
‫وماذا تفيد كثرة التشكي والعويل ؟ حت لو أفضى الرض ببيبك إل الوت ‪ ..‬فاصب صبا جيلً ‪..‬‬
‫‪ :‬إذا مات ولد العبد قال ال للملئكة ‪ :‬قبضتم ولدي عبدي ‪..‬؟ قبضتم ثرة فؤاده ‪..‬؟ فتقول اللئكة ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫قال‬
‫فيقول ‪ :‬فماذا قال عبدي ‪..‬؟‬
‫فتقول اللئكة ‪ :‬حدك واسترجع ‪..‬‬
‫فيقول ال ‪ :‬ابنوا لعبدي بيتا ف النة وسوه بيت المد ‪..‬‬
‫فإذا عظم ضرك ‪ ..‬وضاق صدرك ‪ ..‬فاجعل الدعاء والشكوى إل ال تعال ملذك ‪..‬‬
‫قال د‪ .‬عبد ال ‪.‬‬
‫جاءت إلّ تر خطاها ‪..‬‬
‫تمل على ذراعيها طفلً قد أنكه الرض ‪..‬‬
‫أم قارب عمرها الربعي ‪ ..‬قد ضمت الصغي إل صدرها ‪ ..‬كأنه قطعة من جسدها ‪..‬‬
‫كانت حالته حرجة ‪ ..‬تسمع تردد النفس ف صدره من على بعد مترين وثلثة ‪..‬‬
‫سألتها ‪ :‬كم عمره ؟‬
‫قالت ‪ :‬سنتان ونصف ‪.‬‬
‫عملنا له الفحوصات اللزمة ‪ ..‬كان يعلن من مشاكل ف شرايي القلب ‪..‬‬
‫أجرينا له العملية ‪ ..‬وبعد يومي من العمليه كان ابنها ف صحة جيده ‪..‬‬
‫ابتهجت الم وفرحت ‪ ..‬وصارت كلما رأتن سألتن‪ :‬مت الروج يا دكتور ‪..‬‬
‫فلما كدت أن أكتب أمر الروج ‪ ..‬فإذا بالصغي يصاب بنيف حاد ف النجره ‪ ..‬أدى إل توقف قلبه ‪ 45‬دقيقة‪.‬‬
‫غاب الصغي عن وعيه ‪..‬‬
‫اجتمع الطباء ف غرفته ‪ ..‬ومضت الساعات ول يستطيعوا إفاقته ‪..‬‬
‫تسرع أحد الزملء وقال لا ‪ :‬احتمال أن يكون ابنك مات دماغيا ‪ ..‬وأظن أنه ليس له أمل ف الياه‪.‬‬
‫التفتّ إليه لئما ل قال ذلك ‪!!..‬‬
‫ونظرت إليها فوال ما زادت على أن قالت ‪ :‬الشاف ال ‪ ..‬العاف ال ‪..‬‬
‫ث تتمت قائلة ‪ :‬أسأل ال إن كان له خيار ف الشفاء أن يشفيه ‪..‬‬
‫ث سكتت ‪..‬‬
‫ومضت إل كرسي صغي ‪ ..‬جلست عليه ‪..‬‬
‫وأخذت مصحفها الزرق الصغي وجلست تقرأ فيه ‪ ..‬خرج الطباء ‪ ..‬وخرجت معهم ‪..‬‬
‫صرت أمر على الصغي ‪ ..‬حالته ل تتغي ‪ ..‬جثة على السرير البيض ‪..‬‬
‫ألتفت إل أمه ‪ ..‬حالا أيضا ل يتغي ‪..‬‬
‫يوما أراها تقرأ عليه ‪ ..‬ويوما تتلو القرآن ‪ ..‬ويوما تدعو له ‪..‬‬
‫بعد أيام أخبتن إحدى المرضات أن الصغي بدأ يتحرك ‪ ..‬حدت ال ‪..‬‬
‫وقلت لا مباركا ‪ :‬يا أم ياسر ‪ ..‬أبشرك ياسر بدأ يتحسن ‪ ..‬قالت كلمة واحدة وهي تدافع عبتا ‪ :‬المد ل ‪ ..‬المد ل ‪..‬‬
‫مضت أربع وعشرين ساعة ‪..‬‬
‫نفاجأ بالصغي ‪ ..‬يصاب بنيف حاد مثل نزيفه الول ‪ ..‬ويتوقف قلبه مرة أخرى ‪..‬‬
‫ويتعب جسده الصغي ‪..‬‬
‫ويفقد الركة والحساس ‪..‬‬
‫دخل أحد الطباء يعاين حالته ‪ ..‬فسمعته الم يقول ‪ :‬وفاة دماغية ‪..‬‬
‫رددت ‪ :‬المد ل على كل حال ‪ ..‬الشاف رب ‪..‬‬
‫بعد أيام شُفي الصغي ‪..‬‬
‫لكنه ل تض عليه ساعات ‪ ..‬حت أصيب بنيف ف القلب ‪ ..‬ث يفقد الركة والحساس ‪..‬‬
‫ويفيق بعد أيام ‪ ..‬ث يصاب بنيف جديد ‪..‬‬
‫حالة غريبة ‪ ..‬ل أر مثلها ف حيات ‪..‬‬
‫تكرر هذا النيف ست مرات ‪..‬‬
‫ول تسمع منها إل ‪ :‬المد ل الشاف رب ‪ ..‬هو العاف ‪..‬‬
‫بعد فحوصات وعلجات متعددة ‪..‬‬
‫سيطر أطباء القصبة الوائية على النيف بعد ستة أسابيع ‪ ..‬بدأ ياسر يتحرك ‪..‬‬
‫وفجأة ‪ ..‬إذا به يبتلى براّج كبي ( ورم ) ‪ ..‬والتهابٍ ف الدماغ ‪..‬‬
‫عاينت حالته بنفسي ‪ ..‬قلت لا ‪:‬‬
‫ابنك وضعه حرج جدا ‪ ..‬وحالته خطيه ‪..‬‬
‫رددت‪ :‬الشاف هو ال ‪..‬‬
‫وانصرفت تقرأ عليه القرآن ‪..‬‬
‫لرّاج بعد أسبوعي‪..‬‬
‫زال هذا ا ُ‬
‫مضى يومان تاثل الغلم أثناءها للشفاء ‪ ..‬حدنا ال على ذلك ‪..‬‬
‫بدأت الم تيء نفسها للخروج ‪..‬‬
‫وبعد ثلثة أيام ‪..‬‬
‫إذا به يصاب بتوقف والتهاب حاد بالكلى ‪..‬‬
‫أدى إل فشل كلوي حاد كاد أن ييته‪..‬‬
‫والم مازالت متماسكة ‪ ..‬متوكله ‪ ..‬منطرحه على ربا ‪ ..‬وتردد ‪:‬‬
‫الشاف هو ال ‪..‬‬
‫ث تذهب وتقرأ من مصحفها عليه‪..‬‬
‫مضت اليام ونن ف ماولت وعلجات متتابعة ل تتوقف ‪ ..‬استمرت أكثر من ثلثة أشهر ‪..‬‬
‫تسنت كله ول المد ‪..‬‬
‫لكن القصة ل تنته ‪..‬‬
‫يصاب الصغي برض عجيب ل أره ف حيات ‪..‬‬
‫بعد أربعة أشهر يصاب بالتهاب ف الغشاء البلوري الحيط بالقلب ‪ ..‬ما اضطرنا إل فتح القفص الصدري ‪ ..‬وتركه مفتوحا‬
‫ليخرج الصديد ‪..‬‬
‫وأمه تنظر إليه وتردد ‪:‬‬
‫أسأل ال أن يشفيه ‪ ..‬هو الشاف العاف ‪..‬‬
‫ث تنصرف عنه إل كرسيها وتفتح مصحفها ‪..‬‬
‫كنت أنظر إليها أحيانا ‪ ..‬ومصحفها بي يديها ‪..‬‬
‫ل تلتفت إل ما حولا ‪..‬‬
‫كنت أدخل غرفة النعاش ‪..‬‬
‫فأرى أنواع الرضى ومرافقيهم ‪..‬‬
‫أرى مرضى يصرخون ‪ ..‬وآخرين يتأوهون ‪..‬‬
‫ومرافقي يبكون ‪ ..‬وآخرين يرون وراء الطباء ‪..‬‬
‫وهي على كرسيها ومصحفها ‪ ..‬ل تلتف إل صارخ ‪ ..‬ول تقوم إل طبيب ‪ ..‬ول تتحدث مع أحد ‪..‬‬
‫كنت أشعر أنا جبل ‪..‬‬
‫بعد ستة أشهر ف النعاش ‪..‬‬
‫كنت أمر بالصغي فأراه ل يرى ‪ ..‬ل يتكلم ‪ ..‬ل يتحرك ‪ ..‬صدره مفتوح ‪..‬‬
‫ظننا أن هذه نايته وخاتته‪..‬‬
‫والرأة كما هي تقرأ القرآن ‪ ..‬صابره ل تشتك ‪ ..‬ول تتضجر ‪..‬‬
‫وال ما كلمتن بكلمة واحدة ‪ ..‬ول سألتن عن حالة ولدها ‪ ..‬إل إن ابتدأت أنا أحدثها عنه ‪..‬‬
‫وكان زوجها قد جاوز عمره الربعي ‪..‬‬
‫يقابلن أحيانا عند ولده ‪ ..‬فإذا التفت إلّ ليسألن ‪ ..‬غمزت الم يده ‪ ..‬وهدّأته ورفعت من معنوياته ‪ ..‬وذكرته بأن الشاف ال ‪..‬‬
‫بعد شهرين ‪ ..‬تسنت حالته ‪..‬‬
‫حوّلناه لقسم الطفال ف الستشفى ‪..‬‬
‫تسن كثيا ‪..‬‬
‫مارسوا معه أنواعا من العلجات والتدريبات ‪..‬‬
‫وبعدها ذهب الطفل إل بيته ماشيا ‪ ..‬يرى ‪ ..‬ويتكلم كأنه ل يصبه شيء من قبل ‪.‬‬
‫عفوا ‪ ..‬ل تنته القصة العجيب بعد ‪..‬‬
‫بعد سنة ونصف ‪ ..‬كنت ف عيادت ‪..‬‬
‫فإذا بزوج الرأة يدخل عل ّي ‪..‬‬
‫وتدخل زوجته وراءه تمل بي يديها طفلً صغيا صحته جيدة ‪..‬‬
‫وكان للطفل مراجعة عادية عند أحد الزملء لكنهم جاءون للسلم عليّ ‪..‬‬
‫قلت للزوج ‪ :‬ما شاء ال ‪ ..‬هذا الرضيع رقمه ستة أو سبعه ف العائلة ؟‬
‫فقال ‪ :‬هذا هو الثان ‪..‬‬
‫والولد الول هو الذي عالته العام الاضي ‪ ..‬وهو أول مولود لنا ‪ ..‬جاءنا بعد ‪ 17‬عاما من الزواج والعلج من العقم ‪..‬‬
‫خفضت رأسي ‪ ..‬وأنا أتذكر صورتا وهي عند الولد ‪ ..‬ل أسع لا صوتا ‪ ..‬ول أر منها جزعا ‪..‬‬
‫قلت ف نفسي ‪ ..‬سبحااااان ال ‪..‬‬
‫بعد ‪ 17‬سنة من الصب وأنواع علج العقم ترزق ترزق بولد تراه يوت أمامها مرات ومرات ‪ ..‬وهي ل تعرف إل ل إله إل ال‬
‫‪ ..‬ال الشاف ‪ ..‬العاف ‪..‬‬
‫أي اتكال ‪ ..‬وأي امرأة هذه ‪..‬‬
‫‪ /5‬وما أجل أن ل يكتفي الرافق بل وقته بالفيد ‪ ..‬بل يرص على ملء وقت الريض أيضا بالفيد ‪..‬‬
‫كأن يرصه على كثرة الذكر والستغفار ‪..‬‬
‫وأن يضر له مسجلً وأشرطة نافعة ‪ ..‬أشرطة تلوة ‪ ..‬ماضرات ‪ ..‬أحاديث ‪..‬‬
‫أن يتابع معه أوقات الصلة ويرصه على أدائها ‪..‬‬
‫أن يبعد عنه ما يضره ‪ ..‬أو يمله أوزارا من نظر أو ساع مرم ‪..‬‬
‫•الرضا بالقضاء والقدر ‪..‬‬
‫آداب زيارة الريض‬
‫ذكر ف بعض كتب الدب ‪ ..‬أن أحد الثقلء دخل على مريض يعوده ‪ ..‬فما كاد يلس حت قال ‪:‬‬
‫فلن ‪ ..‬وجهك أصفر ‪..‬‬
‫قال الريض ‪ :‬المد ل على كل حال ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يبدو عليك الرهاق ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ال يعي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬الرض ظاهر عليك ‪ ..‬مت بدأت علتك ؟‬
‫قال ‪ :‬منذ أيام ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬مم تشتكي ؟‬
‫قال ‪ :‬شكوى يسية وأسأل ال الشفاء ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ما هي ؟‬
‫قال ‪ :‬مرض معي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ما هو ؟ أليس له اسم !! طيب ‪ ..‬هل أنت بي ؟‬
‫فقال الريض ‪ :‬كنت بي قبل أن تدخل عل ّي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬حسنا أنا ذاهب ‪ ..‬هل لك حاجة ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬حاجت أنك إذا خرجت من عندي فل ترجع إلّ أبدا ‪ ..‬حت جنازت أعفيك من الصلة عليها ‪..‬‬
‫هكذا لسان حال بعض الرضى مع فريق من الزائرين ‪..‬‬
‫فبعض الزوار ما إن يلس عند الريض حت يشغله بأسئلة ل تكاد تنتهي ‪ ..‬واقتراحات وملحظات ‪ ..‬وكأنه طبيب زائر أو‬
‫استشاري منتدب ‪..‬‬
‫ومن هنا لزم أن نتذكر جيعا الداب الشرعية الواردة فغي زيارة الريض ‪..‬‬
‫‪ -1‬أن يلتزم بالداب العامة للزيارة‪ ،‬كأن يدق الباب برفق ‪ ،‬ويب باسه صريا ‪ ،‬وأن يغض بصره ‪..‬‬
‫‪ -2‬أن تكون العيادة ف وقت ملئم ‪..‬‬
‫‪ -3‬أن يستصحب هدية للمريض يفرحه با ويريه ‪ ..‬وحبذا لو كان شيئا يستفيد منه الريض ‪ ..‬ككتاب نافع أو شريط أو ملة‬
‫‪ ..‬أو شيئا من اللوى ‪ ..‬أو غي ذلك ‪..‬‬
‫أما ما نراه من إحضار باقات الزهور ‪ ..‬والسراف ف ذلك ‪ ..‬فهذا تبذير ‪ ..‬ول يستفيد منه الريض ‪..‬‬
‫بل ذكر بعض الباحثي ف تواريخ المم أن إحضار الزهور إل الريض كان من عادات الغريق ( اليونان ) إذ يعتبون الزهور‬
‫رمزا لله الرحة ‪ ..‬ول يزال النصارى إل اليوم متأثرين بذا العتقاد ‪ ،‬أل ترى أنم يضعون على تابوت اليت وعلى قبه‬
‫زهورا !!‬
‫‪ -4‬أن يكون العائد رفيقا هينا لينا ‪ ..‬يسأل الريض عن حاله برفق ‪ ..‬ول يدقق معه أو يكثر السألة ‪..‬‬
‫‪ -5‬أن يغض البصر ‪ ..‬إذ قد يظهر من الريض عورة أو أمر مستقبح ‪ ،‬فل ينبغي بالعائد أ‪ ،‬يصرف بصره إليه ‪ ..‬بل يتعامى عنه‬
‫‪..‬‬
‫‪ -6‬أل يطيل اللوس حت يضجر الريض ‪ ..‬وذلك أن الريض تعرض له حاجة إل حام ‪ ..‬أو تغيي لباس ‪ ..‬أو إخراج ريح ‪ ..‬أو‬
‫نوم ‪ ..‬أو طعام ‪ ..‬فيحرج من العائدين أن يفعل شيئا من ذلك أمامهم ‪..‬‬
‫إل إن كان العائد حبيبا مقربا للمريض ‪ ..‬وكان الريض يرغب ف جلوسه ومؤانسته ‪ ..‬فل بأس ‪..‬‬
‫‪ -7‬إدخال السرور على قلب الريض وتذكيه بالجر ‪ (..‬أم منصور البال – رحها ال ) ‪..‬‬

‫وأخيا ‪ ..‬ومن آداب الزيارة ‪:‬‬


‫أن يدعو العائد للمريض بالعافية والصلح‪ ،‬وقد وردت ف ذلك أدعية عديدة منها‪ ( :‬أسأل ال العظيم رب العرش العظيم أن‬
‫يشفيك ) ( ‪ 7‬مرات ) وأن يقرأ عند بالفاتة والعوذتي والخلص ‪.‬‬
‫قبل العملية‬
‫تتنوع المراض وتتفاوت ف خطورتا وكيفية علجها ‪..‬‬
‫وقد يقرر الطبيب إجراء عملية للمريض ‪ ..‬وقبل إجراء العملية ‪..‬‬
‫ليتك تقبل من هذه النصائح ‪:‬‬
‫‪ /1‬الستعانة بال تعال ‪ ..‬ودعاؤه واللجأ إليه ‪ ..‬فهو الذي بيده كشف الضر والبلء ‪..‬‬
‫وناده كما ناداه أيوب ( رب إن مسن الضر وأنت أرحم الراحي ) ‪..‬‬
‫ومن أقرب من ال رحيما ميبا ‪..‬‬
‫ك هك إليه ‪ ..‬وتوكل عليه ‪..‬‬
‫فابك بي يديه ‪ ..‬واش ُ‬
‫‪ /2‬كن بطلً ‪ ..‬واصب وأظهر الرضا والتسليم ‪ ..‬بل والفرح والبشر لهلك ‪ ..‬ولن حولك ‪..‬‬
‫نعم حاول التغلب على مشاعرك قدر الستطاع ‪ ..‬ولن يصيبك إل ما كتب ال لك ‪..‬‬
‫فحزنك وجزعك لن يغي ف الواقع شيئا ‪..‬‬
‫فل تزنِ الناس معك ‪..‬‬
‫واعلم أن أمر الؤمن كله له خي ‪ ..‬فإن أصابته سراء شكر فكان خيا له ‪ ..‬وإن أصابته ضراء صب فكان خيا له ‪ ..‬وليس ذلك‬
‫لحد إل للمؤمن ‪..‬‬
‫فمن صب فله الرضا ‪ ..‬ومن سخط فعليه السخط ‪..‬‬
‫‪ /3‬كتابة الوصية ‪ ..‬ول تف من ذلك ‪ ..‬فكتابتك لا ل تعن أنك ستموت !!‬
‫ل ‪ ..‬بل قرر العلماء أن كتابة الوصية واجبة على كل من كان عنده شيء يكن أن يوصي فيه بشيء ‪ ..‬من مال أو ولد أو دين ‪..‬‬
‫أو غي ذلك ‪..‬‬
‫يقول ‪ :‬ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه أن يبيت ليلتي ‪ ..‬إل ووصيته مكتوبة عند‬ ‫سعت رسول ال‬ ‫قال ابن عمر‬
‫رأسه ‪..‬‬
‫فخذ ورقة واكتب فيها ‪ ..‬ل عند فلن كذا ‪ ..‬ولفلن عندي كذا ‪ ..‬وأوصي ف بيت أن يفعل به كذا ‪ ..‬إل غي ذلك ‪..‬‬
‫أسأل ال ل ولك طول العمر مع حسن القول والعمل ‪ ..‬آمي ‪..‬‬
‫الغنيمة الباردة‬
‫أخي الريض ‪ -‬يا شفاك ال ‪.. -‬‬
‫يشتغل با ف جيع أحواله ‪..‬‬ ‫ما رأيك ف عبادة كان النب‬
‫‪0‬أمر ال الؤمني بفعلها بعد الصلة ‪..‬‬
‫وبعد الصيام ‪ ..‬وبعد الج ‪ ..‬وأمررهم أثناء القتال بفعلها ‪..‬‬
‫أمرك بفعلها قبل الطعام ‪ ..‬وبعده ‪..‬‬
‫وقبل دخول اللء ‪ ..‬وبعده ‪..‬‬
‫وقبل دخول البيت ‪ ..‬وبعده ‪..‬‬
‫وقبل النوم ‪ ..‬وبعده ‪..‬‬
‫وقبل لبس الثياب ‪ ..‬وبعده ‪..‬‬
‫إنه ذكر ال ‪ ..‬وتميده وشكره ‪..‬‬
‫فالؤمنون هم ( الذين يذكرون ال قياما وقعودا وعلى جنوبم ) ‪..‬‬
‫والذكر ل يتاج إل طهارة قبله ‪ ..‬ول إل ستر عورة ‪ ..‬أو استقبال قبلة ‪ ..‬أو قيام أو جلوس ‪ ..‬بل تعبد به ‪ ..‬مت شئت ‪..‬‬
‫يسبح ف اليوم والليلة أكثر من اثن عشر ألف تسبيحة ‪ ..‬ويقول ‪ :‬أفتك با نفسي من النار ‪..‬‬ ‫وكان أبو هريرة‬
‫ومن أفضل الذكر للمريض ‪:‬‬
‫الدعاء‪..‬‬
‫أن ثلثة ل ترد دعوتم ‪ ..‬وذكر منهم الريض ‪..‬‬ ‫فقد أخب النب‬
‫الستغفار‪..‬‬
‫فمن لزم الستغفار ‪ ..‬جعل ال له من كل هم فرجا ‪ ..‬ومن كل ضيق مرجا ‪ ..‬ورزقه من حيث ل يتسب ‪..‬‬
‫والستغفار هو مفتاح للرزق ‪ ..‬وبركة ف الال ‪ ..‬وصلح ف الولد ‪ ..‬وشفاء للمرض ‪..‬‬
‫التسبيح والتهليل ‪..‬‬
‫‪ :‬أل أنبئكم بي أعمالكم ‪..‬‬ ‫قال‬
‫الذر من العصية‬
‫ذهبت يوما لزيارة أحد الرضى ‪ ..‬قد أصيب برض خطي ‪..‬‬
‫كان الرض متمكنا منه ‪ ..‬وقد ضعف جسمه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬وذبل جلده ‪..‬‬
‫وكان بعض الصحاب قد أخبن أن الطبيب أس ّر إليه بأن نايته تبدو قريبة ‪ ..‬والعلم عند ال وحده ‪..‬‬
‫أقبلت أمشي بدوء إل غرفته ‪ ..‬وأنا أنتظر أن يستقبلن صوت قراءة القرآن ‪ ..‬وأن أرى سجادة الصلة مفروشة ‪ ..‬وأن أراه‬
‫منكسرا مقبلً على ال ‪..‬‬
‫طرقت الباب ‪ ..‬فأذن ل بالدخول ‪ ..‬وهو ل يدري من أنا ‪..‬‬
‫دخلت إل غرفته ‪ ..‬هدوء قاتل ‪ ..‬ونور خافت ‪..‬‬
‫كانت الغرفة أشبه بالقبة ‪ ..‬الرآة قد غطيت بلءة بيضاء ‪ ..‬حت ل يرى نفسه وينتبه لتساقط شعره فيذكر مرضه ‪..‬‬
‫رآن فتهيأ للجلوس على سريره ‪..‬‬
‫كان عنده مموعة من أصدقائه ‪ ..‬أكب ههم أن ينسوه مرضه ‪..‬‬
‫يظنون أن أكب خدمة يقدمونا إليه ‪ ..‬أن يضحكوه ‪ ..‬نعم ‪ ..‬يضحكوه ‪ ..‬ويضحكوه فقط ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬أو يتظاهر بالضحك ‪ ..‬ل أدري !!‬
‫كان الشاب يضحك فع ً‬
‫وقد نسي أن صحيفة عمله تطوى ف كل لظة ‪ ..‬وأن أكثر أجهزة جسمه قد تعطل عن العمل ‪ ..‬وأنه ف أي لظة يكن أن يوت‬
‫‪..‬‬
‫عندما جلست ‪ ..‬قام أحدهم إل التلفاز وخفض من صوت الغنية ‪..‬‬
‫أحسست أنم يشعرون بأن ثقيل ‪ ..‬أفسدت عليهم سهرتم ‪..‬‬
‫ل حول ول قوة إل بال ‪ ..‬ما أقسى هذه القلوب ‪..‬‬
‫جعلت أتلفت ف أناء الغرفة ‪ ..‬تنيت أن أرى مصحفا ‪ ..‬سجادة صلة ‪ ..‬مسجلً وأشرطة قرآن ‪ ..‬لكن مع السف الشديد ‪..‬‬
‫ل ألظ من ذلك شيئا ‪..‬‬
‫كل ما هنالك ملت ‪..‬‬
‫إحداها على غلفها صورة ملكة جال فرنسا ‪..‬‬
‫وأخرى على غلفها صورة أحد الطربي ‪ ..‬أذكر أن رأيت صورته يوما ف إحدى الرائد ‪..‬‬
‫وملة ثالثة عن الرياضة والشباب ‪..‬‬
‫ورابعة ‪..‬‬
‫وكلها بانبه ‪ ..‬ويبدو من أوراقها أنه قد تصفحها مرارا ‪..‬‬
‫ف القيقة ‪ ..‬كدت أبكي وأنا أنظر إليه ‪ ..‬بل كنت أدافع دمعة ترقرقت ف عين مرارا ‪..‬‬
‫أصحابه حاولوا جاهدين أن يشركون ف الضحك ‪ ..‬كنت أجاملهم وأتبسم ‪..‬‬
‫جعل أحد أصحابه يتذكر موقفا طريفا ‪ ..‬سع أنه وقع ل ف ماضرة ‪ ..‬أو خلل لقاء تلفزيون ‪ ..‬ليضحكه ‪ ..‬ويضحكن ‪ ..‬كان‬
‫السكي يظن نفسه خفيف الظل فجعل يطرح الكلم والتعليقات السخيفة على الخرين ‪ ..‬ف القيقة كان ثقيل الدم جدا ‪ ..‬ل‬
‫تكاد تتمله وهو ساكت ‪ ..‬فكيف إذا تكلم ‪..‬‬
‫كنت أنظر إليه متكلفا التبسم وأقول ف نفسي ‪ ..‬آآآآه مااااا أصبهم عليه ‪..‬‬
‫ل أحتمل ملسهم ‪ ..‬واستأذنت خارجا ‪..‬‬
‫مشيت ف مر الستشفى خطوات ‪ ..‬فلما كدت أن أبلغ الباب ‪ ..‬قلت ف نفسي ‪ ..‬ل يوز أن أذهب حت أصدقه النصح ‪ ..‬فلعل‬
‫لقائي هذا يكون الخي ‪ ..‬وكان ظن صحيحا فقد صار اللقاء الخي ‪..‬‬
‫رجعت إليه ‪ ..‬طرقت الباب ودخلت ‪..‬‬
‫استأذنت أصحابه أن يدعون معه برهة ‪..‬‬
‫خرجوا وأغلقوا الباب بدوء ‪..‬‬
‫بقيت أنا وياسر ‪ ..‬أحدّ بصره إلّ ‪ ..‬أظن أنه عرف ما سأقول ‪..‬‬
‫قلت له بكل صراحة ‪ :‬ممد ‪ ..‬ل وقت للمجاملة ‪..‬‬
‫تعلم أنك من أحب الناس إلّ ‪ ..‬وما زرتك وتركت أشغال إل شوقا إليك ‪..‬‬
‫سعت برضك ففجعت ‪ ..‬وأظن أن حزن عليك ل يقل عن حزنك على نفسك ‪ ..‬ولئن كنت تبكي على نفسك دمعا ‪ ..‬فإن‬
‫أبكي عليك دما ‪..‬‬
‫خفض رأسه ‪ ..‬وبكى ‪..‬‬
‫فخنقتن العبة ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬ممد ‪ ..‬دخلت عليك وأنا أعرفك ‪ ..‬ظننت أن سأراك على سجادتك ‪ ..‬أو بي يدي مصحفك ‪..‬‬
‫فإذا أنت كرجل موعود باللود ‪..‬‬
‫ممد ‪ ..‬قد أخبك الطبيب باستفحال مرضك ‪ ..‬وأن أيامك ف الدنيا قد تكون معدودة ‪ ..‬ول أدري هل تصلي معنا المعة‬
‫القادمة ‪ ..‬أم نصلي عليك ‪..‬‬
‫ازداد بكاؤه ‪..‬‬
‫ي به أن يتقرب‬
‫ممد ‪ ..‬حريّ بن تطوى صحيفة عمله ‪ ..‬وتعد عليه أنفاس حياته ‪ - ..‬ومن يدري لعل كلنا كذلك ‪ .. -‬حر ٌ‬
‫إل ربه با يستطيع ‪ ..‬فضلً عن ترك الحرمات ‪..‬‬
‫وإذا كان الصحيح العاف مأمور بب ال وطاعته ‪ ..‬فكيف بالريض السقيم ‪..‬‬
‫ممد ‪ ..‬أين ما كنت أحدثك به من قبل ‪ ..‬حول الدعاء والستغفار ‪ ..‬والذكر ‪..‬‬
‫ممد ‪ ..‬أين رقة قلبك ‪ ..‬ولطف تعبدك الذي عرفته فيك ‪..‬‬
‫ممد ‪ ..‬أين الشجاعة والبطولة الت عهدتك عليها ‪ ..‬أين قولك يوما ‪ :‬ل بد للمرء أن يبصق ف وجه الشيطان ول يلتفت إل‬
‫وسوسته ‪..‬‬
‫كيف تبعد عن ال ف شدة حاجتك إليه !!‬
‫ازداد بكاؤه ‪..‬‬
‫واسيته بكلمات ثناء ‪..‬‬
‫ث خرجت من عنده ‪ ..‬وبعد ثلثة أيام صلينا عليه ‪ ..‬رحه ال ورفع درجته ‪ ..‬آمي ‪..‬‬

‫الرضى أنواع‬
‫سافرت إل هناك ف رمضان ‪ ..‬كان الو شديد البودة فكنا نتمع ف قبو الركز السلمي نصلي التراويح ‪ ..‬ث ألقي عليهم‬
‫الدرس اليومي ‪..‬‬
‫وكان يأت به أحد أولده ‪ ..‬يدفعه على عربة ‪ ..‬كان شيخا كبيا عاجزا عن الشي ‪..‬‬
‫فقدته ليلة من الليال ‪ ..‬فقلت لعل برودة الو والمطار حالت بينه وبي الصلة ف السجد ‪..‬‬
‫فمرت الليلة الثانية ‪ ..‬والثالثة وهو ل يأتِ ‪..‬‬
‫سألت ولده عنه ‪ ..‬فأخبن أنه أصيب بوعكة صحية ‪ ..‬وهو منوّم ف الستشفى منذ ثلثة أيام ‪..‬‬
‫اتفقت مع بعض الصلي أن نزوره عصر الغد ‪..‬‬
‫ذهبنا إل الستشفى ‪ ..‬دخلنا ‪ ..‬كان مظهرنا ملفتا للنظر ‪..‬‬
‫أنا ألبس ثوبا ‪ ..‬وأخر يلبس قميصا طويلً ‪ ..‬وثالث يلبس بنطالً ‪..‬‬
‫سألتنا إحدى المرضات ‪ ..‬هل أنتم جيعا أولده ؟ قلنا ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬إذن أنتم جعية خيية ‪ ..‬قلنا ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬إذن من أنتم ؟ ولاذا جئتم جيعا إليه ؟ ومن دفع لكم تكاليف الواصلت ؟‬
‫ل أستغرب تعجبها ‪ ..‬فهي تعودت أن ينوم الشيخ الكبي الشهرين والثلثة ‪ ..‬ول يزوره أحد ‪ ..‬بل قد يوت ويتول الستشفى‬
‫تكفينه ودفنه ‪ ..‬وأولده ل يسألون عنه ‪..‬‬
‫أفهمناها أننا مسلمون ‪ ..‬وأنه أخ لنا ف السلم ‪..‬‬
‫مضينا إل غرفة صاحبنا ‪ ..‬وبقي أحد الخوة معها يدثها عن السلم ‪..‬‬
‫دخلنا على أب عماد ‪ ..‬كان شيخا كبيا ‪ ..‬آثار الرض عليه بادية ‪..‬‬
‫قبلت رأسه ‪ ..‬فبكى ‪ ..‬قلت له كيف حالك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬المد ل ‪ ..‬ل أستطيع الصوم لكن أقرأ القرآن وأذكر ال قدر استطاعت ‪..‬‬
‫ومضى الشيخ يتحدث بصوت يقطعه البكاء عن شوقه إل السجد ‪ ..‬وصلة التراويح ‪ ..‬والخوة يصبونه ‪..‬‬
‫أخذت أنظر ف غرفته ‪ ..‬فلفت نظري شيخان كبيان ‪ ..‬طويلن ‪ ..‬من أهل هذه البلد ‪ ..‬أوروبيان ‪..‬‬
‫ل أكن أتقن لغتهم ‪ ..‬أرسلت أحد الخوة يسلم عليهما ‪ ..‬ويسألما عن حالما ‪..‬‬
‫كانا متعجبي منا ‪ ..‬والغريب أنما سألنا السئلة نفسها الت سألتنا المرضة ‪ ..‬من أنتم ‪ ..‬أي جعية خيية ‪..‬‬
‫فلما أخبناهم أنه ل قرابة بيننا وبينه إل قرابة الدين ‪ ..‬وأنه ل يدفع لنا أجرا على زيارتنا ‪ ..‬جعل كل منهما ينظر إل الخر‬
‫ويتعجب ‪..‬‬
‫أذكر أن أحدها قال متفاخرا على صاحبه ‪ :‬أنا ابنت أرسلت ل بطاقة معايدة ف العيد النصرم ‪!!..‬‬
‫رجعت إل صاحب مودعا ‪ ..‬وكان الرجلن يرمقانن من بعيد ‪..‬‬
‫فسألته عنهما ‪ ..‬هل بينكم أحاديث ومسامرة ؟‬
‫فقال ‪ :‬هذان يا شيخ يقضيان وقتهما بأعجوبة ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬كيف ؟!‬
‫قال ‪ :‬ينامان إل العصر ‪ ..‬فإذا استيقظا ‪ ..‬فإذا ها جائعان ‪ ..‬فتحضر لما المرضة الطعام ‪ ..‬فإذا شبعا بدءا يتأففان ‪ ..‬ويسخطان‬
‫ويسبان ‪ ..‬فإذا مل صراخهما الستشفى ‪ ..‬جاءت المرضة إل كل منهما بزجاجة خر ‪ ..‬وأظن أن فيها منوّم ‪..‬‬
‫فيشربانا ‪ ..‬وينامان إل غد عصرا ‪ !!..‬ث يستيقظان ‪ ..‬ويعيدان البنامج نفسه ‪..‬‬
‫الزع من الرض‬
‫كان من طلب ف الكلية ‪ ..‬عمره قد قارب الربعي ‪ ..‬وكنت أظنه ل يتجاوز الامسة والعشرين ‪..‬‬
‫فقدته أياما ‪ ..‬ث رأيته ‪ ..‬فسألته عن غيابه ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ولدي مريض ‪ ..‬وكنت أتابع علجه ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬عسى ال أن يشفيه ‪ ..‬لكن ماذا أصابه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أصابه تسمم ف الدم ‪ ..‬وأثر على الكبد والدماغ ‪ ..‬والن انتشر الرض ف جسده ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬المد ل على كل حال ‪ ..‬وأبشر بالجر العظيم ‪ ..‬حت لو قد ال وفاته ‪ ..‬فأبشر فإن الصغي يشفع ف والديه ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬صغي ماذا ؟!! عمره سبع عشرة سنة ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬المد ل ‪ ..‬ال يطرح البكة ف إخوانه ‪..‬‬
‫فكتم عباته وقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬ليس عندي من الذرية إل هذا الولد ‪!!..‬‬
‫لكن ول المد يا شيخ ‪ ..‬صابر متسب ‪..‬‬
‫وكل شيء بقضاء وقدر ‪..‬‬
‫بال عليك قارن بي هذا الصابر ‪ ..‬وبي فريق من الزعة الضعفة الورة ‪ ..‬من ضعيفي اليان ‪ ..‬عديي التحمل ‪..‬‬
‫الذين ل يصبون ول يتسبون ‪..‬‬
‫حبة صغية ‪ ..‬فقط !!!‬
‫قالت الدكتورة أريج ‪:‬‬
‫طرقت ْ باب العيادة أدبا منها وقد أذنت لا المرضة بالدخول ‪..‬‬
‫يرافقها زوجها وابنتها ‪..‬‬
‫ل ‪..‬‬
‫تتأملها فتراها امرأة ف العقد الرابع من عمرها متلئة السم قلي ً‬
‫مهتمة بنفسها بشكل واضح ‪..‬‬
‫جلست على الكرسي ‪..‬‬
‫وبدأت الديث ‪..‬‬
‫يا دكتورة ‪ ..‬أحتاج رأيك ف الشكلة الت أعان منها منذ زمن طويل ‪..‬‬
‫ابتسمتُ مشجعة لا أن تبدأ ‪..‬‬
‫وأخذت تفصل ل ف المر الذي أرهقها منذ سني طويلة ‪..‬‬
‫حبوب ف وجهها ‪..‬‬
‫وقد دارت على الكثي من الطباء ومراكز التجميل الختلفة لعالتها ‪..‬‬
‫وهاهي الن تستخدم دواءً منذ أشهر وهذا النوع من العلج معروف بأن متابعته الدقيقة مهمة جدا كي ل يؤثر على الكبد ‪..‬‬
‫قلت ُ لا ‪..‬‬
‫أين هذه البوب ‪..‬؟‬
‫ل ترين مكانا وإنا استمرت ف سرد معاناتا الادية والنفسية خلل فترة العلج ‪ ..‬وأنا تعبت فعل ‪..‬‬
‫كررت ُ سؤال مرة أخرى ‪ (..‬هل سحت ل أن أفحص البوب الت تقصدين ؟ ) ‪..‬‬
‫عندها كشفت ما تبقى من وجهها ‪!!..‬‬
‫وأنا أكاد أمسح عين شكا فيما رأيت؟‬
‫عفوا ‪..‬؟؟!!‬
‫أين البوب الت تقصدينها يا عزيزت ؟‬
‫قالت ل ‪:‬‬
‫هاهي يا دكتورة ؟‬
‫إنا حبة واحدة فقط !!!‬
‫أنظر مرة أخرى‬
‫إنا حبة صغية جدا ‪...‬‬
‫ل تكاد تذكر ‪..‬‬
‫قلت لا ‪..‬أهذا ما يزعجك الن ‪..‬؟‬
‫قالت‬
‫نعم يا دكتورة ‪..‬‬
‫أنا تعبانة نفسيا منها ‪...‬‬
‫أرجوك أن تساعدين ‪..‬؟؟؟!!‬
‫عجبا ‪...‬‬
‫قلت لا ‪:‬‬
‫لكن أرى وجهك بالة متازة ‪..‬‬
‫قاطعتن ‪..‬‬
‫أوووه ‪ ..‬ل‪ ..‬ل يا دكتورة ‪...‬إنه ليس بالة طيبة ‪...‬وأنا غي مقتنعة !!!‬
‫تالكت نفسي طويل ‪...‬وبقوة ‪..‬‬
‫فقد كنت أفحص قبلها ‪ ..‬من هم ف حالٍ أسوأ ‪...‬وقد ابتلهم ال جل وعل ‪..‬بأمراض شديدة ‪..‬ل علج لا ‪ ..‬ول أجدهم إل‬
‫شاكرين حامدين صابرين ‪..‬‬
‫قلت لا بصوت بطيء ‪..‬‬
‫يا عزيزت ‪...‬‬
‫أنا ل أرى أن المر بذا السوء الذي تتخيلنه ‪..‬‬
‫حت الدواء الذي تستخدمينه الن ‪..‬ل أرى له أية داعٍ‪...‬‬
‫يكنك أن تتوقفي عن تناوله اليوم ‪..‬‬
‫وهذه البة ‪..‬الصغية جدا ‪...‬ل أريدها أن تأخذ من حيز اهتماماتك الكثي‬
‫تفاءل وانظري إل الوانب الميلة والنعم الكثية الت وهبها ال لك ‪..‬‬
‫واشكريه عليها ‪..‬‬
‫بعد ثوان من الصمت ‪...‬‬
‫دكتورة ‪..‬‬
‫أريد أن أكمل العلج ‪...‬‬
‫أريد أن تتفي هذه البة ‪...‬‬
‫قاطعتها أنا هذه الرة ‪...‬‬
‫حسن يا عزيزت ‪...‬‬
‫القرار قرارك ‪..‬‬
‫أكملي تناول العلج ‪...‬‬
‫ت ان تتوقفي عنه ‪ ،‬مرحبا بك ف العيادة ‪...‬‬
‫ومت أرد ِ‬
‫كنت أتن أن يدللها زوجها أمامي ‪..‬فيقول لا ‪..‬‬
‫ل تتاجي الدواء يا زوجت ‪..‬‬
‫إن البة صغية ول تستحق هذا العناء ‪...‬‬
‫فقد كنت أعرف أن تعليقه هذا سيكسر الكثي من الواجز والخاوف ‪...‬‬
‫لكنه كان صامتا طوال الوقت !!!‬
‫يا للرجال ‪ (!..‬ا‪.‬هـ عن د‪.‬أريج العوف ) ‪.‬‬

You might also like