Professional Documents
Culture Documents
صار بعض الناس يتجنّبن كي يسلم من لسان ..
أذكر أن تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل ف السّوق ..والدهى أنّي وضعت قدمي
ن ..في بَطْ
أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه ل يدري ما يقول ..وانطلقت ضحكت تدوي ف السّوق ..
عدت إل بيت متأخرا كالعادة .. ِ
ت ..
و ِ ح
ُ ال
وجدت زوجت ف انتظاري ..كانت ف حالة يرثى لا ..
ْ
قالت بصوت متهدج :راشد ..أين كنتَ ؟
قلت ساخرا :ف الريخ ..عند أصحاب بالطبع ..
كان العياء ظاهرا عليها ..قالت والعبة تنقها :راشد… أنا تعبة جدا ..الظاهر أن
موعد ولدت صار وشيكا .. محمد بن عبد الرحمن العريفي
سقطت دمعة صامته على خدها ..
أحسست أنّي أهلت زوجت ..
كان الفروض أن أهتم با وأقلّل من سهرات ..خاصة أنّها ف شهرها التاسع ..
حلتها إل الستشفى بسرعة ..
دخلت غرفة الولدة ..جعلت تقاسي اللم ساعات طوال ..
..أعمى يسدد الهدف ..
كنت أنتظر ولدتا بفارغ الصب ..تعسرت ولدتا ..فانتظرت طويلً حت تعبت ..فذهبت ل أكن جاوزت الثلثي حي أنبت زوجت أوّل أبنائي..
إل البيت .. ما زلت أذكر تلك الليلة ..بقيت إل آخر الليل مع الشّلة ف إحدى الستراحات ..
وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشرون .. كانت سهرة مليئة بالكلم الفارغ ..بل بالغيبة والتعليقات الحرمة ..
بعد ساعة ..اتصلوا ب ليزفوا ل نبأ قدوم سال .. كنت أنا الذي أتول ف الغالب إضحاكهم ..وغيبة الناس ..وهم يضحكون ..
ذهبت إل الستشفى فورا .. أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيا..
أول ما رأون أسأل عن غرفتها .. كنت أمتلك موهبة عجيبة ف التقليد ..
طلبوا منّي مراجعة الطبيبة الت أشرفت على ولدة زوجت .. بإمكان تغيي نبة صوت حت تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه ..
1
مرّت السنوات ..وكب سال ..وكب أخواه .. صرختُ بم :أيّ طبيبة ؟! الهم أن أرى ابن سال ..
كنت ل أحب اللوس ف البيت ..دائما مع أصحاب .. قالوا ..أولً ..راجع الطبيبة ..
ف القيقة كنت كاللعبة ف أيديهم .. دخلت على الطبيبة ..كلمتن عن الصائب ..والرضى بالقدار ..
ل تيأس زوجت من إصلحي.. ث قالت :ولدك به تشوه شديد ف عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
كانت تدعو ل دائما بالداية ..ل تغضب من تصرّفات الطائشة .. خفضت رأسي ..وأنا أدافع عبات ..تذكّرت ذاك التسوّل العمى ..الذي دفعته ف
لكنها كانت تزن كثيا إذا رأت إهال لسال واهتمامي بباقي إخوته .. السوق وأضحكت عليه الناس ..
كب سال ..وكبُر معه هي .. سبحان ال كما تدين تدان ! بقيت واجا قليلً ..ل أدري ماذا أقول ..ث تذكرت زوجت
ل أمانع حي طلبت زوجت تسجيله ف أحدى الدارس الاصة بالعاقي .. وولدي ..
ل أكن أحس برور السنوات ..أيّامي سواء ..عمل ونوم وطعام وسهر .. فشكرت الطبيبة على لطفها ..ومضيت لرى زوجت ..
ف يوم جعة .. ل تزن زوجت ..كانت مؤمنة بقضاء ال ..راضية ..طالا نصحتن أن أكف عن الستهزاء
استيقظت الساعة الادية عشر ظهرا.. بالناس ..
ما يزال الوقت مبكرا بالنسبة ل ..كنت مدعوا إل وليمة .. كانت تردد دائما ..ل تغتب الناس ..
لبست وتعطّرت وهمت بالروج .. خرجنا من الستشفى ..وخرج سال معنا ..
مررت بصالة النل ..استوقفن منظر سال ..كان يبكي برقة ! ف القيقة ..ل أكن أهتم به كثيا..
إنّها الرّة الول الت أنتبه فيها إل سال يبكي مذ كان طفلً ..عشر سنوات مضت ..ل اعتبته غي موجود ف النل ..
ألتفت إليه ..حاولت أن أتاهله ..فلم أحتمل ..كنت أسع صوته ينادي أمه وأنا ف الغرفة حي يشتد بكاؤه أهرب إل الصالة لنام فيها ..
.. كانت زوجت تتم به كثيا ..وتبّه كثيا ..
التفت ..ث اقتربت منه ..قلت :سال ! لاذا تبكي ؟! أما أنا فلم أكن أكرهه ..لكن ل أستطع أن أحبّه !
حي سع صوت توقّف عن البكاء ..فلما شعر بقرب .. كب سال ..بدأ يبو ..كانت حبوته غريبة ..
بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيتي ..ما بِه يا ترى؟! قارب عمره السنة فبدأ ياول الشي ..فاكتشفنا أنّه أعرج ..
اكتشفت أنه ياول البتعاد عن !! أصبح ثقيلً على نفسي أكثر ..
وكأنه يقول :الن أحسست ب ..أين أنت منذ عشر سنوات ؟! أنبت زوجت بعده عمر وخالدا ..
2
استمعنا لطبة المعة معا وصلى بانب ..بل ف القيقة أنا صليت بانبه .. تبعته ..كان قد دخل غرفته ..
بعد انتهاء الصلة طلب منّي سال مصحفا .. رفض أن يبن ف البداية سبب بكائه ..
استغربت !! كيف سيقرأ وهو أعمى ؟ حاولت التلطف معه ..
كدت أن أتاهل طلبه ..لكن جاملته خوفا من جرح مشاعره ..ناولته الصحف .. بدأ سال يبي سبب بكائه ..وأنا أستمع إليه وأنتفض ..تدري ما السبب !!
طلب منّي أن أفتح الصحف على سورة الكهف.. تأخّر عليه أخوه عمر ..الذي اعتاد أن يوصله إل السجد ..
أخذت أقلب الصفحات تارة ..وأنظر ف الفهرس تارة ..حت وجدتا .. ولنا صلة جعة ..خاف ألّ يد مكانا ف الصف الوّل ..
أخذ من الصحف ..ث وضعه أمامه ..وبدأ ف قراءة السورة ..وعيناه مغمضتان .. نادى عمر ..ونادى والدته ..ولكن ل ميب ..فبكى ..أخذت أنظر إل الدموع تتسرب
يا ال !! إنّه يفظ سورة الكهف كاملة !! من عينيه الكفوفتي ..
خجلت من نفسي ..أمسكت مصحفا .. ل أستطع أن أتمل بقية كلمه ..
أحسست برعشة ف أوصال ..قرأت ..وقرأت.. وضعت يدي على فمه ..وقلت :لذلك بكيت يا سال !!..
دعوت ال أن يغفر ل ويهدين .. قال :نعم ..
ل أستطع الحتمال ..فبدأت أبكي كالطفال .. نسيت أصحاب ..ونسيت الوليمة ..وقلت :
كان بعض الناس ل يزال ف السجد يصلي السنة ..خجلت منهم ..فحاولت أن أكتم سال ل تزن ..هل تعلم من سيذهب بك اليوم إل السجد؟ ..
بكائي ..تول البكاء إل نشيج وشهيق .. قال :أكيد عمر ..لكنه يتأخر دائما ..
ل أشعر إلّ بيد صغية تتلمس وجهي ..ث تسح عنّي دموعي .. قلت :ل ..بل أنا سأذهب بك ..
إنه سال !! ضممته إل صدري .. دهش سال ..ل يصدّق ..ظنّ أنّي أسخر منه ..استعب ث بكى ..
نظرت إليه ..قلت ف نفسي ..لست أنت العمى ..بل أنا العمى ..حي انسقت وراء مسحت دموعه بيدي ..وأمسكت يده ..
فساق يرونن إل النار .. أردت أن أوصله بالسيّارة ..رفض قائلً :السجد قريب ..أريد أن أخطو إل السجد - ..
عدنا إل النل ..كانت زوجت قلقة كثيا على سال .. إي وال قال ل ذلك .. -
لكن قلقها توّل إل دموع حي علمت أنّي صلّيت المعة مع سال .. ل أذكر مت كانت آخر مرّة دخلت فيها السجد ..
من ذلك اليوم ل تفتن صلة جاعة ف السجد .. لكنها الرّة الول الت أشعر فيها بالوف ..والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الاضية ..
هجرت رفقاء السوء ..وأصبحت ل رفقة خيّرة عرفتها ف السجد.. كان السجد مليئا بالصلّي ..إلّ أنّي وجدت لسال مكانا ف الصف الوّل ..
3
إلّ آخر مرّة هاتفتها فيها ..ل أسع ضحكتها التوقّعة ..تغيّر صوتا .. ذقت طعم اليان معهم ..
قلت لا :أبلغي سلمي لسال ..فقالت :إن شاء ال ..وسكتت .. عرفت منهم أشياء ألتن عنها الدنيا ..
أخيا عدت إل النل ..طرقت الباب .. ل أفوّت حلقة ذكر أو صلة الوتر ..
تنّيت أن يفتح ل سال .. ختمت القرآن عدّة مرّات ف شهر ..
لكن فوجئت بابن خالد الذي ل يتجاوز الرابعة من عمره .. رطّبت لسان بالذكر لعلّ ال يغفر ل غيبت وسخريت من النّاس ..
حلته بي ذراعي وهو يصرخ :بابا ..يابا .. أحسست أنّي أكثر قربا من أسرت ..
ل أدري لاذا انقبض صدري حي دخلت البيت .. اختفت نظرات الوف والشفقة الت كانت تطل من عيون زوجت ..
استعذت بال من الشيطان الرجيم .. البتسامة ما عادت تفارق وجه ابن سال ..
أقبلت إلّ زوجت ..كان وجهها متغيا ..كأنا تتصنع الفرح .. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها ..
تأمّلتها جيدا ..ث سألتها :ما بكِ؟ حدت ال كثيا على نعمه ..
قالت :ل شيء .. ذات يوم ..قرر أصحاب الصالون أن يتوجّهوا إل أحدى الناطق البعيدة للدعوة ..
فجأة تذكّرت سالا ..فقلت ..أين سال ؟ تردّدت ف الذهاب ..استخرت ال ..واستشرت زوجت ..
خفضت رأسها ..ل تب ..سقطت دمعات حارة على خديها .. توقعت أنا سترفض ..لكن حدث العكس !
صرخت با ..سال ..أين سال ..؟ فرحت كثيا ..بل شجّعتن ..فلقد كانت تران ف السابق أسافر دون استشارتا فسقا
ل أسع حينها سوى صوت ابن خالد ..يقول بلثغته :بابا ..ثال لح النّة ..عند ال.. وفجورا ..
ل تتحمل زوجت الوقف ..أجهشت بالبكاء ..كادت أن تسقط على الرض ..فخرجت توجهت إل سال ..أخبته أن مسافر ..ضمن بذراعيه الصغيين مودعا ..
من الغرفة .. تغيّبت عن البيت ثلثة أشهر ونصف ..
عرفت بعدها أن سال أصابته حّى قبل موعد ميئي بأسبوعي .. كنت خلل تلك الفترة أتصل كلّما سنحت ل الفرصة بزوجت وأحدّث أبنائي ..اشتقت
فأخذته زوجت إل الستشفى .. إليهم كثيا ..آآآه كم اشتقت إل سال !!
فاشتدت عليه المى ..ول تفارقه ..حي فارقت روحه جسده .. تنّيت ساع صوته ..هو الوحيد الذي ل يدّثن منذ سافرت ..
* * * * * * * * * * إمّا أن يكون ف الدرسة أو السجد ساعة اتصال بم ..
..الملك .. كلّما حدّثت زوجت عن شوقي إليه ..كانت تضحك فرحا وبشرا ..
4
فغضب الفزاري ..واشتكاه إل عمر بن الطاب .. بعض الناس ..تشتاق نفسه إل الداية ..
فبعث إليه فقال :ما دعاك يا جبلة إل أن لطمت أخاك ف الطواف ..فهشمت أنفه ! لكنه ينعه الكب من اتباع شعائر الدين ..
فقال :إنه وطئ إزاري ؟ ولول حرمة البيت لضربت عنقه .. نعم يتكب عن تقصي ثوبه فوق الكعبي ..وإعفاء ليته ومالفة الشركي ..فجمال مظهره
فقال له عمر :أما الن فقد أقررت ..فإما أن ترضيه ..وإل اقتص منك ولطمك على أعظم عنده من طاعة ربه ..
وجهك .. وبعض النساء كذلك ..ل تزال تتساهل بأمر الجاب ..حرصا على تكميل زينتها ..
قال :يقتص من وأنا ملك وهو سوقة ! وحسن بزتا ..أو تعصي ربا بنتف حاجبها ..أو تضييق لباسها ..وإذا نصحت استكبت
قال عمر :يا جبلة ..إن السلم قد ساوى بينك وبينه ..فما تفضله بشيء إل بالتقوى .. وطغت ..
قال جبلة :إذن أتنصر .. ول يدخل النة من كان ف قلبه مثقال ذرة من كب ..فكيف إذا كان هذا الكب مانعا من
قال عمر :من بدل دينه فاقتلوه ..فإن تنصرت ضربت عنقك .. الداية ..
فقال :أخّرن إل غدٍ يا أمي الؤمني .. كان جبلة بن اليهم ..
قال :لك ذلك ..فلما كان الليل خرج جبلةُ وأصحابُه من مكة ..وسار إل القسطنطينية ملكا من ملوك غسان ..دخل إل قلبه اليان ..
فتنصّر .. ..يستأذنه ف القدوم عليه .. فأسلم ث كتب إل الليفة عمر
فلما مضى عليه زمان هناك .. سرّ عمرُ والسلمون لذلك سرورا عظيما ..
ذهبت اللذات ..وبقيت السرات ..فتذكر أيام إسلمه ..ولذة صلته وصيامه .. وكتب إليه عمر :أن اقدم إلينا ..ولك مالنا وعليك ما علينا ..
فندم على ترك الدين ..والشرك برب العالي .. فأقبل جبلة ف خسمائة فارس من قومه ..
فجعل يبكي ويقول : فلما دنا من الدينة لبس ثيابا منسوجة بالذهب ..ووضع على رأسه تاجا مرصعا بالوهر ..
تنصرت الشراف من عار لطمة * وما كان فيها لو صبت لا ضرر وألبس جنوده ثيابا فاخرة ..
تكنفن منها لاج ونوة * وبعت لا العي الصحيحة بالعور ث دخل الدينة ..فلم يبق أحد إل خرج ينظر إليه حت النساء والصبيان ..
فياليت أمي ل تلدن وليتن * رجعت إل القول الذي قال ل عمر فلما دخل على عمر رحّب به وأدن ملسه ! ..
وياليتن أرعى الخاض بقفرة * وكنت أسي ف ربيعة أو مضر فلما دخل موسم الج ..حج عمر وخرج معه جبلة ..
وياليت ل بالشام أدن معيشة * أجالس قومي ذاهب السمع والبصر فبينا هو يطوف بالبيت إذ وطئ على إزاره رجل فقي من بن فزارة ..
ث ما زال على نصرانيته حت مات .. فالتفت إليه جبلة مغضبا ..فلطمه فهشم أنفه ..
5
وصلوا إل الرقص .. نعم ..مات على الكفر لنه تكب عن الذلة لشرع رب العالي ..
رآهم صاحب الرقص من بعيد ..ظن أنم ذاهبي لدرس أو ماضرة .. * * * * * * * * * *
فلما أقبلوا عليه ..تعجب ..فلما توجهوا إل باب الرقص .. ..شيخ في مرقص ..
سألم :ماذا تريدون ؟ قال ل :
قال الشيخ :نريد أن ننصح من ف الرقص .. كان ف حارتنا مسجد صغي يؤم الناس فيه شيخ كبي ..قضى حياته ف الصلة والتعليم ..
تعجب صاحب الرقص ..وأخذ ينظر إليهم ..واعتذر عن قبولم .. لحظ أن عدد الصلي يتناقص ..كان مهتما بم ..يشعر أنم أولده ..
أخذ الشيخ يساومه ..ويذكره بالثواب العظيم ..لكنه أب .. ذات يوم التفت الشيخ إل الصلي وقال لم :ما بال أكثر الناس ..خاصة الشباب ل
فأخذ يساومه بالال ليأذن لم ..حت دفعوا له مبلغا من الال يعادل دخله اليومي .. يقربون السجد ول يعرفونه ..
فوافق صاحب الرقص ..وطلب منهم أن يضروا ف الغد عند بدء العرض اليومي ! فأجابه الصلون :إنم ف الراقص واللهي ..
فلما كان الغد والناس ف الرقص .. قال الشيخ :مراقص !! وما الراقص ؟
وخشبة السرح تعج بالنكرات ..والشياطي تف الناس وتصفق لم .. فقال أحد الصلي :الرقص صالة كبية فيها خشبة مرتفعة ..تصعد عليها الفتيات يرقصن
وفجأة أسدل الستار .. والناس حولن ينظرون إليهن ..
ث فُتح ..فإذا شيخ وقور يلس على كرسي .. قال الشيخ :أعوذ بال ..والذين ينظرون إليهن مسلمون ..
دُهش الناس ..وتعجبوا ..ظن بعضهم أنا فقرة فكاهية .. قالوا :نعم ..
بدأ الشيخ بالبسملة ..والمد ل ..والثناء عليه ..وصلى على النب عليه الصلة والسلم فقال بكل براءة :ل حول ول قوة إل بال ..يب أن ننصح الناس ..
.. قالوا :يا شيخ ..أتعظ الناس وتنصحهم ف الرقص ..؟
ث بدأ ف وعظ الناس .. فقال نعم ..ث نض خارجا من السجد ..وهو يقول :هيا بنا إل الرقص ..
نظر الناس بعضهم إل بعض ..منهم من يضحك ..ومنهم من ينتقد ..ومنهم من يعلق حاولوا أن يثنوه عن عزمه ..أخبوه أنم سيواجهون بالسخرية والستهزاء ..وسينالم
بسخرية ..والشيخ ماض ف موعظته ل يلتفت إليهم .. الذى ..
حت قام أحد الضور ..وأسكت الناس .. !! فقال :وهل نن خي من ممد
وطلب منهم النصات .. ث أمسك الشيخ بيد أحد الصلي ..وقال :دلن على الرقص ..
بدأ الدوء ييط بالناس ..والسكينة تنل على القلوب .. مضى الشيخ يشي ..بكل صدق وثبات ..
6
أحيانا ..يعرف الرء الق ويرغب ف اتباعه .. حت هدأت الصوات ..فل تسمع إل صوت الشيخ ..
لكنه يغرى بتع الدنيا ..فيظل على معصيته .. قال كلما ما سعوه من قبل ..
العشى بن قيس .. آيات تز البال ..وأحاديث وأمثال ..وقصص لتوبة بعض العصاة ..
كان شيخا كبيا شاعرا ..خرج من اليمامة ..من ند ..يريد النب عليه الصلة والسلم .. وأخذ يدافع عباته ويقول ..
راغبا ف الدخول ف السلم .. يا أيها الناس ..إنكم عشتم طويلً ..وعصيتم ال كثيا ..
مضى على راحلته ..مشتاقا للقاء رسول ال .. Jبل كان يسي وهو يردد ف مدح النب فأين ذهبت لذة العصية ..لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء ..
قائلً : ستسألون عنها يوم القيامة ..
أل تغتمض عيناك ليلة أرمدا * وبت كما بات السليمُ مسهدا سيأت يوم يفن فيه كل شيء إل ال الواحد القهار ..
أل أيهذا السائلي أين يمت * فإن لا ف أهل يثرب موعدا أيها الناس ..هل نظرت إل أعمالكم ..وال أين ستؤدّي بكم ..
نب يرى ما ل ترون وذكرُه * أغار لعمري ف البلد وأندا إنكم ل تتحملون النار ف الدنيا ..وهي جزء من سبعي جزءا من نار جهنم ..
أجدّك ل تسمع وصاة ممد * نبّ الله حيث أوصى وأشهدا فبادروا بالتوبة قبل فوات الوان ..
إذ أنت ل ترحل بزاد من التقى * ول قيت بعد الوت من قد تزودا وبدا الشيخ متأثرا وهو يعظ ..كانت كلماته قد خرجت من القلب ..فوصلت إل القلب
ندمت على أن ل تكون كمثله * فترصد للمر الذي كان أرصدا ..
وما زال يقطع الفياف والقفار..يمله الشوق والغرام ..إل النب عليه الصلة السلم .. بكى الناس ..فزاد ف موعظته ..ث دعا لم بالرحة والغفرة ..وهم يرددون :آمي ..آمي
راغبا ف السلم ..ونبذ عبادة الصنام .. ..
فلما كان قريبا من الدينة..اعترضه بعض الشركي فسألوه عن أمره؟ ث قام من على كرسيه ..تلله الهابة والوقار ..
ليسلم ..فخافوا أن يسلم هذا الشاعر ..فيقوى فأخبهم أنه جاء يريد لقاء رسول ال وخرج الميع وراءه - ..نعم الميع .. -
..فشاعر واحد وهو حسان بن ثابت قد فعل بم الفاعيل ..فكيف لو أسلم شأن النب وكانت توبتهم على يده ..عرفوا س ّر وجودهم ف الياة ..وما تغن عنهم الرقصات
شاعر العرب العشى بن قيس .. واللذات ..إذا تطايرت الصحف وكبت السيئات ..
فقالوا له :يا أعشى دينك ودين آبائك خي لك .. حت صاحب الرقص ..تاب وندم على ما كان منه ..
قال :بل دينه خي وأقوم .. * * * * * * * * * *
فنظر بعضهم إل بعض وجعلوا يتشاورون ..كيف يصدوه عن الدين .. ..الشيخ الضال ..
7
السيارة تضي بدوء ..انطلقت أفكر ..أيقظن منبه سيارة أخرى ..نظرت إل صاحب السيارة فقالوا له :يا أعشى ..إنه يرم الزنا ..فقال :أنا شيخ كبي ..وما ل ف النساء حاجة ..
بغضب ..وأشرت إليه بيدي ..تهل الدنيا لن تطي ..ونسيت حال قبل دقائق.. فقالوا :إنه يرم المر ..
قررت أن أقضي السهرة ف البيت ..إنا فكرة جيده ..فابنت الوحيدة مريضة ..والفضل أن فقال :إنا مذهبة للعقل ..مذلة للرجل ..ول حاجة ل با ..
أكون قريبا منها.. فلما رأوا أنه عازم على السلم ..
أوقفت السيارة أمام مل الفيديو ..نزلت إل الحل ..اخترت عدة أفلم ..وانطلقت إل قالوا :نعطيك مائةَ بعي وترجع إل أهلك ..وتترك السلم ..
النل.. فجعل يفكر ف الال ..فإذا هو ثروة عظيمة ..فتغلب الشيطان على عقله ..والتفت إليهم
فتحت الباب ..ناديت على زوجت ..احضري الشاهي والكسرات.. وقال :
دخلت إل الغرفة " ..يالا من زوجة معقدة" ..الن ستقول ل":اتق ال يا أحد" ..لقد تعودت أما الال ..فنعم ..
على هذه الكلمات حت تبلدت أحاسيسي نوها ..لكنها زوجة مطيعة ..طيبة ..تشقى من فجمعوا له مائة بعي ..فأخذها ..وارتد على عقبيه ..وكرّ راجعا إل قومه بكفره ..
أجل سعادت.. واستاق البل أمامه ..فرحا با مستبشرا ..
دخلت ومعها الشاهي والكسرات ..ابتسمت ف وجهي ..قالت :لبد أنك سئمت السهر مع فلما كاد أن يبلغ دياره ..سقط من على ناقته فانكسرت رقبته ومات ..
أصدقائك وتريد أن تلس ف البيت.. * * * * * * * * * *
قلت :نعم ..تعال واجلسي ..فرِحت وهت أن تلس .. ..سارة ..
وقمت أنا إل جهاز الفيديو والتلفاز ..فانطلقت الوسيقى الصاخبة .. الشارة حراء ..والطريق مليء بالسيارات . ..ل يتبق على الوعد سوى بضع دقائق ..
أرخت السكينة رأسها وقالت :اتق ال يا أحد ..وخرجت تر أذيال السرة والزية ..فهي ل تبا لذه الشارة إنا طويلة ..يا ليتن كنت ف الصف الول ..لكنت قطعتها ..
تسمع الوسيقى .. الثوان تر بطيئة كأنا دقائق بل ساعات ..
ارتفعت الصوات ف الغرفة ..موسيقى ..صراخ ..ضحكات ..وانطلقت أشرب الشاهي .. أنظر إل الساعة حينا وإل الشارة حينا آخر ..
وأتناول الكسرات ..وعيناي قد تسمرتا ف شاشة التلفاز.. أضاءت الشارة اللون الخضر ..ضغطت على منبه السيارة أزعجت الميع ..تركت
انتهى الشريط الول ..والشريط الثان .. السيارات ..تاوزت الول ..كدت اصطدم بالثان ..قيادت للسيارة أفزعت من حول..
الساعة تشي إل الساعة الثالثة بعد منتصف الليل .. حاولت أن أسرع ..لكنن ل أستطع ..
فجأة ..مقبض الباب يتحرك ببطء ..صرخت :ماذا تريدين ؟ ..ل أسع جوابا.. مضى الوقت ..وضاع الوعد ..ول أجد الصدقاء ..لقد ذهبوا..
انفتح الباب ..دخلت ابنت الريضة .. إل أين أذهب؟ ..احترت ف الجابة ..أطلقت زفرة من صدري ..ياليتن كنت أعرف مكانم..
8
دخلت السجد ..صليت ركعتي ..وجلست اقرأ القرآن .. فاجأن الوقف ..سكت برهة ول أتكلم ..
تلعثمت ف القراءة .. اقتربت من ..نظرت إلّ بدوووء ..ث قالت :اتق ال يا بابا ..اتق ال يا بابا ..
منذ زمن ل أقرأ القرآن .. ث انصرفت وأغلقت الباب..
شعرت أن القرآن يسألن :ل هجرتن منذ سنوات ..ألستُ كلم ربك .. ناديتها ..سارة ..سارة ..ل تب ..انطلقت خلفها..
أخذت أردد ف سورة الزمر ( :قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحة ال ل أكاد أصدق..هل هذه ابنت ؟..
إن ال يغفر الذنوب جيعا ) ..عجبا ..جيعا ..ما أرحم ال بنا .. فتحت باب الغرفة ..وجدتا سبقتن إل فراشها ..ونامت ف حضن أُمها ..إنا هي..
تنيت أن استمر ف القراءة ..لكن الؤذن ..أقام الصلة ..تمدت ف مكان لظة ث تقدمت مع عدت إل غرفة اللوس ..أغلقت جهاز الفيديو ..صوت ابنت يل الغرفة ..اتق ال يا بابا ..
الناس ..وقفت ف الصف ..وكأنن غريب.. اتق ال يا بابا ..
انتهت الصلة..جلست ف السجد حت أشرقت الشمس .. قشعريرة سرت ف جسدي ..تصبب العرق من رأسي..
عدت إل البيت ..فتحت باب الغرفة ..ألقيت نظرة على زوجت وسارة .. ل أدري ماذا أصابن ..
كانتا نائمتي ..تركتهما وخرجت إل العمل .. ما عدت أسع إل صوتا ..ول أرى إل صورتا ..كلماتا اخترقت كل الواجز الاثة على
ليس من عادت الذهاب مبكرا إل العمل .. صدري منذ زمن بعيد ..ترك صلة ..معاصٍ ..دخان ..أفلم خليعة ..
تفاجأ الزملء بوجودي .. أيقظتن من الغفلة ..تسارعت نبضات قلب ..وألقيت بسدي على الرض..
انطلقت عبارات التهنئة مزوجة بالسخرية .. حاولت أن أنام ..لكنن ل أستطع ..مضى الوقت سريعا ..
ل أبال با يقولون ..تسمرت عيناي على الباب ..أنتظر قدوم إبراهيم .. صور من الاضي استعرضتها أمامي ..ومع كل صورة اسع صوت ابنت يتردد ..اتق ال ..اتق
زميلي ف الكتب ..والذي طالا نصحن .. ال ..
إنه شخص طيب الخلق ..حسن العاملة .. وهنا ..ارتفع صوت الذان ..اهتزت جواني ..ارتعدت فرائصي ..
حضر إبراهيم ..فقمت من مكان استقبله ..ل يصدق عينيه .. رعشة سرت ف أطراف ..جعل يردد " :الصلة خيٌ من النوم " ..قلت :صدقت ..الصلة
سألن :أنت أحد ؟!!.. خي من النوم ..أوووه ..لقد كنت نائما كل هذه السني..
قلت :نعم ..جذبت يده ..وقلت :أريد أن أحدثك .. توضأت وخرجت إل السجد ..مشيت ف الطريق وكأن ل أعرفه ..
قال :ل بأس ..نتحدث ف الكتب ..قلت :ل ..نذهب إل الستراحة.. كأن نسائم الفجر تعاتبن أين أنت ؟ ..
صمت إبراهيم ..وراح يصغي لكلمات ..حدثته بديث البارحة .. وطيور السماء تقول :مرحبا بالنائم الذي استيقظ أخيا..
9
زوجت منطوية على نفسها تبكي .. أمتلت عيناه بالدموع ..وابتسم ابتسامة عريضه ..قال ل :
التفتت إلّ ..صرخت وهي تبكي :لقد ماتت سارة .. ذاك نور أضاء قلبك فل تطفئه بظلمة العاصي..
ل أتبي ما تقول ..اندفعت نو سارة ..ضممتها إل صدري .. كان يوما حافلً بالنشاط والدية ..رغم أن ل أن منذ البارحة ..
حاولت حلها ..سقطت يدها نو الرض ..جسمها بارد .. ابتسامة تعلو وجهي ..تفانٍ ف العمل ..
كذلك يداها وقدماها ..نبضها ..أنفاسها ..ل أسع شيئا .. الراجعون يتجهون نوي ..يطلبون من مساعدتم ..بعضهم قال ل :
نظرت إل وجهها ..نورٌ يتلل ..كأنه كوكب دري .. ما هذا النشاط؟!..أجبته :إنا صلة الفجر ف السجد..
ايقظتها ..حركتها ..هززتا .. مسكي إبراهيم ..كان يتحمل العبء الكب من العمل ..أما أنا فقد كنت أنام ..
صرخت أمها :سارة ..سارة ..لقد ماتت ..ماتت ..وانرطت ف البكاء.. ل يشتك ول يتذمر ..ياله من إنسان طيب ..
ل أصدق ما أرى ..كأنه حلم .. نعم إنه اليان عندما تالط حلوته القلوب..
انمرت الدموع من عين ..أخذت أشهق .. مضى الوقت ول أشعر بالتعب والرهاق ..
أنظر إل وجهها الميل ..وشعرها الناعم .. قال ل إبراهيم :أحد ..يب أن تذهب إل البيت ..فإنك ل تنم منذ البارحة ..وسأقوم بعملك
أقبّل فمها الصغي ..كأنا تردد الن :عيب عليك ..عيب عليك ..يا بابا .. ..
تذكرت أن هذه مصيبة ..أخذت أردد ..ل حول ول قوة إل بال .. نظرت إل الساعة ..ل يبق على أذان الظهر سوى دقائق ..قررت البقاء..
إنا ل وإنا إليه راجعون .. أذن الؤذن ..فسارعت إل السجد ..جلست ف الصف الول ..
اتصلت بإبراهيم ..قلت له :تعال فورا ..لقد ماتت سارة .. شعرت بالندم على اليام الت كنت أهرب فيها من العمل وقت الصلة..
النساء ف الداخل مع زوجت يغسلن ابنت .. بعد الصلة انطلقت إل البيت ..
انتهي من تغسيلها ..لففن على جسدها الطاهر خرقة بيضاء .. ف الطريق انتابن شعور بالقلق ..يا ترى كيف حال سارة ؟..
نادتن زوجت .. شعرت بانقباض ..ل أدري لاذا ؟!
دخلت كي أودع سارة الوداع الخي ..كدت أسقط على الرض ..تاسكت .. أحسست أن الطريق هذه الرة طويل ..ازداد الوف ..رفعت رأسي إل السماء ..
قبلتها على جبينها .. دعوت ال أن يعجل بشفاء ابنت..
عاهدتا على الثبات حت المات ..نظرت إل أمها ..فإذا هي زائغة العيني ..شاحبة الوجه .. وصلت إل البيت ..فتحت الباب ..ناديت زوجت ..ل أسع جوابا ..
تنتفض .. دخلت الغرفة مسرعا ..
10
.. وكانت آخر غزوة غزاها النب قلت لا :ل تزن ..فقد ذهبت إل النة بإذن ال ..هناك سنلتقي ..فشمري كي تشفع لنا ..
الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم .. آذن النب ث قرأت قوله تعال { :والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيان ألقنا بم ذريتهم وما ألتناهم من
وجع منهم النفقات لتجهيز اليش ..حت بلغ عدد اليش ثلثي ألفا .. عملهم من شيءٍ كل امرئٍ با كسب رهي}..
وذلك حي طابت الظلل الثمار .. بكت الم وبكيت أنا..
ف حر شديد ..وسفر بعيد ..وعدو قوي عنيد .. صلينا عليها صلة النازة ..ث سرنا با إل القبة ..
وكان عدد السلمي كثيا ..ول تكن أساؤهم مموعة ف كتاب .. أنظر إل النازة وكأنن أنظر إل النور الذي أضاء ل حيات..
قال كعب – كما ف الصحيحي : - وصلنا القبة ..الكان موحش ..ميف ..توجهنا إل القب ..
وأنا أيسر ما كنت ..قد جعت راحلتي ..وأنا أقدر شيء ف نفسي على الهاد .. وقفت على شفي القب ..هنا سأضع ابنت ..أمسك إبراهيم بكتفي وقال :اصب يا أحد..
وأنا ف ذلك أصغي إل الظلل ..وطيب الثمار .. نزلت إل القب ..
غاديا بالغداة .. فلم أزل كذلك ..حت قام رسول ال إنا دارك يا أحد ..ربا اليوم وربا غدا ..
فقلت :أنطلق غدا إل السوق فأشتري جهازي ..ث ألق بم .. ماذا أعددت لذه الدار ..
فانطلقت إل السوق من الغد ..فعسر علي بعض شأن ..فرجعت .. نادان إبراهيم :أحد خذ البنت ..وضعتها على صدري ..وددت لو أدفنها فيه ..
فقلت :أرجع غدا إن شاء ال فألق بم ..فعسر عليّ بعض شأن أيضا .. ضممتها ..قبلتها ..
فقلت :أرجع غدا إن شاء ال ..فلم أزل كذلك .. ث وضعتها على شقها الين ..وقلت :بسم ال وعلى ملة رسول ال ..
.. حت مضت اليام ..وتلفت عن رسول ال صففت اللب ..سددت كل النافذ ..
فجعلت أمشي ف السواق ..وأطوف بالدينة .. خرجت من القب ..بدأ الناس يهيلون التراب ..ل أملك دموعي..
فل أرى إل رجلً مغموصا عليه ف النفاق ..أو رجلً قد عذره ال .. * * * * * * * * * *
فقد مضى بأصحابه الثلثي ألفا .. نعم تلف كعب ف الدينة ..أما رسول ال ..ذكريات تائب ..
حت إذا وصل تبوك ..نظر ف وجوه أصحابه ..فإذا هو يفقد رجلً صالا من شهدوا بيعة هو شيخ كبي ..نلس إليه ..بعدما كب سنه ..ورق عظمه ..وكف بصره ..
العقبة .. وهو يكي ذكريات شبابه ..
:ما فعل كعب بن مالك ؟! فيقول .. نلس إل كعب بن مالك
فقال رجل :يا رسول ال ..خلفه برداه والنظر ف عطفيه .. وهو يكي ذكرياته ..ف تلفه عن غزوة تبوك ..
11
وال ما كنت قط أقوى ..ول أيسر من حي تلفت عنك .. فقال معاذ بن جبل :بئس ما قلت ..وال يا نب ال ما علمنا عليه إل خيا ..
ث سكت كعب .. .. فسكت رسول ال
إل أصحابه ..وقال : فالتفت النب قال كعب :
أما هذا ..فقد صدقكم الديث ..فقم ..حت يقضي ال فيك .. غزوة تبوك ..وأقبل راجعا إل الدينة ..جعلت أتذكر ..باذا أخرج به فلما قضى النب
فقام كعب ير خطاه ..وخرج من السجد ..مهموما مكروبا ..ل يدري ما يقضي ال فيه من سخطه ..وأستعي على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ..
.. حت إذا وصل الدينة ..عرفتُ أن ل أنو إل بالصدق ..
فلما رأى قومه ذلك ..تبعه رجال منهم ..وأخذوا يلومونه ..ويقولون : الدينة ..فبدأ بالسجد فصلى فيه ركعتي ..ث جلس للناس .. فدخل النب
وال ما نعلمك أذنبت ذنبا قط ..قبل هذا ..إنك رجل شاعر .. فجاءه الخلفون ..فطفقوا يعتذرون إليه ..ويلفون له ..
با اعتذر إليه الخلفون .. أعجزت أل تكون اعتذرت إل رسول ال علنيتهم ..واستغفر لم ..ووكل وكانوا بضعة وثاني رجلً ..فقبل منهم رسول ال
هل اعتذرت بعذر يرضى عنك فيه ..ث يستغفر لك ..فيغفر ال لك .. سرائرهم إل ال ..
قال كعب : ..ث تبسّم تبسّم الغضب .. وجاءه كعب بن مالك ..فلما سلم عليه ..نظر إليه النب
فلم يزالوا يؤنبونن ..حت همت أن أرجع فأكذب نفسي .. ث قال له :تعال ..
فقلت :هل لقي هذا معي أحد ؟ فأقبل كعب يشي إليه ..فلما جلس بي يديه ..
قالوا :نعم ..رجلن قال مثل ما قلت ..فقيل لما مثل ما قيل لك .. :ما خلفك ..أل تكن قد ابتعت ظهرك ؟ قال له
قلت :من ها ؟ قالوا :مرارة بن الربيع ..وهلل بن أمية .. قال :بلى ..
فإذا ها رجلن صالان قد شهدا بدرا ..ل فيهما أسوة .. قال :فما خلفك ؟!
فقلت :وال ل أرجع إليه ف هذا أبدا ..ول أكذب نفسي .. فقال كعب :يا رسول ال ..إن وال لو جلست عند غيك من أهل الدنيا ..لرأيت أن
* * * * * * * * * أخرج من سخطه بعذر ..ولقد أعطيت جدلً ..
ث مضى كعب ..حزينا ..كسي النفس ..وقعد ف بيته .. ولكن وال لقد علمت ..أن إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به علي ..ليوشكن ال
فلم يضِ وقت ..حت نى النب الناس عن كلم كعب وصاحبيه .. أن يسخطك علي ..
قال كعب : ولئن حدثتك حديث صدق ..تد عليّ فيه ..إن لرجو فيه عفوَ ال عن ..
فاجتنبنا الناس ..وتغيوا لنا ..فجعلت أخرج إل السوق ..فل يكلمن أحد .. يا رسول ال ..وال ما كان ل من عذر ..
12
فطفق الناس يشيون له إل كعب ..فأتاه ..فناوله صحيفة من ملك غسان .. وتنكر لنا الناس ..حت ما هم بالذين نعرف ..
عجبا !! من ملك غسان !!.. وتنكرت لنا اليطان ..حت ما هي باليطان الت نعرف ..
إذا قد وصل خبه إل بلد الشام ..واهتم به ملك الغساسنة ..فماذا يريد اللك ؟!! وتنكرت لنا الرض ..حت ما هي بالرض الت نعرف ..
فتح كعب الرسالة فإذا فيها .. فأميا صياحباي فجلسيا في بيوتميا يبكيان ..جعل يبكيان اللييل والنهار ..ول يطلعان
أما بعد ..يا كعب بن مالك ..إنه بلغن أن صاحبك قد جفاك وأقصاك .. رؤوسهما ..ويتعبدان كأنما الرهبان ..
ولست بدار مضيعة ول هوان ..فالق بنا نواسك .. وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم ..فكنت أخرج ..فأشهد الصلة مع السلمي ..
فلما أت قراءة الرسالة ..قال :إنا ل ..قد طمع فّ أهل الكفر .. وأطوف ف السواق ..ول يكلمن أحد ..
هذا أيضا من البلء والشر .. وآت السجد فأدخل ..
ث مضى بالرسالة فورا إل التنور ..فأشعله ث أحرقها فيه .. فأسلم عليه .. وآت رسول ال
ول يلتفت كعب إل إغراء اللك .. فأقول ف نفسي :هل حرك شفتيه برد السلم علي أم ل ؟
نعم فُتح له باب إل بلط اللوك ..وقصور العظماء ..يدعونه إل الكرامة والصحبة .. ث أصلي قريبا منه ..فأسارقه النظر ..فإذا أقبلت على صلت ..أقبل إل ..
والدينة من حوله تتجهمه ..والوجوه تعبس ف وجهه .. وإذا التفتّ نوه ..أعرض عن ..
يسلم فل يرد عليه السلم .. * * * * * * * * *
ويسأل فل يسمع الواب .. ومضت على كعب اليام ..واللم تلد اللم ..
ومع ذلك ل يلتفت إل الكفار .. وهو الرجل الشريف ف قومه ..
ول يفلح الشيطان ف زعزعته ..أو تعبيده لشهوته .. بل هو من أبلغ الشعراء ..عرفه اللوك والمراء ..
ألقى الرسالة ف النار ..وأحرقها .. وسرت أشعاره عند العظماء ..حت تنوا لقياه ..
* * * * * * * * * ث هو اليوم ..ف الدينة ..بي قومه ..ل أحد يكلمه ..ول ينظر إليه ..
ومضت اليام تتلوها اليام ..وانقضى شهر كامل ..وكعب على هذا الال .. حت ..إذا اشتدت عليه الغربة ..وضاقت عليه الكربة ..نزل به امتحان آخر :
والصار يشتد خناقه ..والضيق يزداد ثقله .. فبينما هو يطوف ف السوق يوما ..
فل الرسول يُمضي ..ول الوحي بالكم يقضي .. إذا رجل نصران جاء من الشام ..
فلما اكتملت أربعون يوما .. فإذا هو يقول :من يدلن على كعب بن مالك ..؟
13
فوال ما رد علي السلم .. يأت إل كعب ..فيطرق عليه الباب .. فإذا رسول من النب
فقلت :أنشدك ال ..يا أبا قتادة ..أتعلم أن أحب ال ورسوله ؟ فيخرج كعب إليه ..لعله جاء بالفرج ..فإذا الرسول يقول له :
فسكت .. يأمرك أن تعتزل امرأتك .. إن رسول ال
فقلت :يا أبا قتادة ..أتعلم أن أحب ال ورسوله ؟ قال :أطلقها ..أم ماذا ؟
فسكت .. قال :ل ..ولكن اعتزلا ول تقربا ..
فقلت :أنشدك ال ..يا أبا قتادة ..أتعلم أن أحب ال ورسوله ؟ فدخل كعب على امرأته وقال :القي بأهلك ..
فقال :ال ورسوله أعلم .. فكون عندهم حت يقضي ال ف هذا المر ..
سع كعب هذا الواب ..من ابن عمه وأحب الناس إليه ..ل يدري أهو مؤمن أم ل ؟ إل صاحب كعب بثل ذلك .. وأرسل النب
فلم يستطع أن يتجلد لا سعه ..وفاضت عيناه بالدموع .. فجاءت امرأة هلل بن أمية ..فقالت :
ث اقتحم الائط خارجا .. يا رسول ال ..إن هلل بن أمية شيخ كبي ضعيف ..فهل تأذن ل أن أخدمه ..؟
وذهب إل منله ..وجلس فيه .. قال :نعم ..ولكن ل يقربنك ..
يقلب طرفه بي جدرانه ..ل زوجة تالسه ..ول قريب يؤانسه .. فقالت الرأة :يا نب ال ..وال ما به من حركة لشيء ..
وقد مضت عليهم خسون ليلة ..من حي نى النب الناس عن كلمهم ما زال مكتئبا ..يبكي الليل والنهار ..منذ كان من أمره ما كان ..
.. * * * * * * * * *
* * * * * * * * * ومرت اليام ثقيلة على كعب ..واشتدت الفوة عليه ..حت صار يراجع إيانه ..
وف الليلة المسي ..نزلت توبتهم على النب ثلث الليل .. يكلم السلمي ول يكلمونه ..
فقالت أم سلمة : ويسلم على رسول ال فل يرد عليه ..
يا نب ال ..أل نبشر كعب بن مالك .. فإل أين يذهب !!..ومن يستشي !؟
قال :إذا يطمكم الناس ..وينعونكم النوم سائر الليلة .. قال كعب :
الفجر ..آذن الناس بتوبة ال علينا .. فلما صلى النب فلما طال عليّ البلء ..ذهبت إل أب قتادة ..وهو ابن عمي ..وأحب الناس إلّ ..فإذا هو
فانطلق الناس يبشرونم .. ف حائط بستانه ..فتسورت الدار عليه ..
قال كعب : ودخلت ..فسلمت عليه ..
14
قلت :يا رسول ال ! إن من توبت أن أنلع من مال صدقة إل ال ..وإل رسوله .. وكنت قد صليت الفجر على سطح بيت من بيوتنا ..
فقال :أمسك عليك بعض مالك ..فهو خي لك .. فبينا أنا جالس على الال الت ذكر ال تعال ..قد ضاقت علي نفسي ..وضاقت عليّ
فقلت :يا رسول ال ! إن ال إنا نان بالصدق ..وإن من توبت أل أحدث إل صدقا ما الرض با رحبت ..
بقيت .. ..أو يوت .. وما من شيء أهم إلّ ..من أن أموت ..فل يصلي عليّ رسولُ ال
نعم ..تاب ال على كعب وصاحبيه ..وأنزل ف ذلك قرءانا يتلى .. فأكون من الناس بتلك النلة ..فل يكلمن أحد منهم ..ول يصلي عليّ ..
فقال عز وجل : فبينما أنا على ذلك ..
َل َقدْ تَابَ ال ّلهُ عَلَى النّبِيّ وَاْلمُهَاجِرِينَ وَاْلأَْنصَارِ اّلذِينَ اتَّبعُوهُ فِي سَا َعةِ اْلعُسْ َرةِ ِمنْ َب ْعدِ مَا إذ سعت صوت صارخ ..على جبل سلع بأعلى صوته يقول :
كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْ ُهمْ ُثمّ تَابَ عَلَ ْي ِهمْ إِّنهُ بِ ِهمْ َرؤُوفٌ رَحِيمٌ * َو َعلَى الثّلَثةِ اّلذِينَ خُ ّلفُوا يا كعب بن مالك ! ..أبشر ..
جأَ مِنَ ال ّلهِ
س ُهمْ وَظَنّوا أَنْ ل مَلْ َ
حَتّى ِإذَا ضَاقَتْ عَ َليْ ِهمُ اْلأَرْضُ ِبمَا رَحُبَتْ َوضَاقَتْ عَلَ ْي ِهمْ أَْنفُ ُ فخررت ساجدا ..وعرفت أن قد جاء فرج من ال ..
.. إِلّا إِلَ ْيهِ ُثمّ تَابَ عَلَ ْي ِهمْ لَِيتُوبُوا ِإنّ ال ّلهَ ُهوَ الّتوّابُ الرّحِيمُ وأقبل إلّ رجل على فرس ..والخر صاح من فوق جبل ..
* * * * * * * * * * وكان الصوت أسرع من الفرس ..
..في بطن الحوت .. فلما جاءن الذي سعت صوته يبشرن ..نزعت له ثوبّ فكسوته إياها ببشراه ..
كل الناس يذكرون ال عند الشدائد .. وال ما أملك غيها ..
لكن منهم من يذكره ويطيعه ..فإذا زالت الشدة عصاه ونساه .. واستعرت ثوبي ..فلسبتهما ..
ومنهم من يستمر صلحه وتوبته .. ..فتلقان الناس فوجا ..فوجا .. وانطلقت إل رسول ال
يونس عليه السلم ..دعا قومه إل اليان ..فأعرضوا وتكبوا ..فغضب ..وركب البحر يهنئون بالتوبة ..يقولون :ليهنك توبة ال عليك ..
مع سفينة ..فلما ثقلت بم خافوا أن يغرقوا جيعا ..فعلموا أنه ل بد أن يففوا المل بإلقاء .. حت دخلت السجد ..فسلمت على رسول ال
أحد ركابا إل البحر ..عملوا القرعة مرارا فوقعت على يونس ..ألقوه ف البحر ..فالتقمه وهو يبق وجهه من السرور ..وكان إذا سُرّ استنار وجهه ..حت كأنه قطعة قمر ..
الوت ..ث نزل به إل العماق .. فقال ل :أبشر بي يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمك ..
كل شيء حدث بسرعة ..يونس ف الظلمات .. قلت :أمن عندك يا رسول ال ..أم من عند ال ؟
تسمع حوله ..فإذا به يسمع تسبيح الصى الذي ف قعر البحر .. قال :ل ..بل من عند ال ..ث تل اليات ..
فانتفض ( ..فَنَادَى فِي الظّ ُلمَاتِ أَنْ ل إَِلهَ إِلّا َأنْتَ سُ ْبحَاَنكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظّاِلمِيَ ) .. فلما جلست بي يديه ..
15
بدأ شريط حيات بالرور أمام عين .. فقرعت كلماته أبواب السماء ..فنل عليه الفرج ..
مع أول شهقة ..عرفت كم أنا ضعيف .. هذا خب يونس النب عليه الصلة والسلم ..
بضع قطرات مالة سلطها ال علي ليين أنه هو القوي البار .. أما يونس اليوم فيقول :
آمنت أنه ل ملجأ من ال إل إليه ...حاولت التحرك بسرعة للخروج من الاء ..إل أن كنت شابا أظن أن الياة ..مال وفي ..وفراش وثي ..ومركب وطيء ..
كنت على عمق كبي .. وكان يوم جعة ..جلست مع مموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ ..
ليست الشكلة أن أموت ..الشكلة كيف سألقى ال ؟! وهم كالعادة مموعة من القلوب الغافلة ..
إذا سألن عن عملي ..ماذا سأقول ؟ سعت النداء حي على الصلة ..حي على الفلح ..
أما ما أحاسب عنه ..الصلة ..وقد ضيعتها .. أقسم أن سعت الذان طوال حيات ..ولكن ل أفقه يوما معن كلمة فلح ..
تذكرت الشهادتي ..فأردت أن يتم ل بما .. طبع الشيطان على قلب ..حت صارت كلمات الذان كأنا تقال بلغة ل أفهمها ..
فقلت أشهي ..فغصّ حلقي ..وكأن يدا خفية تطبق على رقبت لتمنعن من نطقها .. كان الناس حولنا يفرشون سجاداتم ..ويتمعون للصلة ..
حاولت جاهدا ..أشهي ..أشهي ..بدأ قلب يصرخ :رب ارجعون ..رب ارجعون .. ونن كنا نهز عدة الغوص وأنابيب الواء ..
ساعة ..دقيقة ..لظة ..ولكن هيهات.. استعدادا لرحلة تت الاء..
بدأت أفقد الشعور بكل شيء ..أحاطت ب ظلمة غريبة .. لبسنا عدة الغوص ..ودخلنا البحر ..بعدنا عن الشاطئ ..
هذا آخر ما أتذكر .. حت صرنا ف بطن البحر ..
لكن رحة رب كانت أوسع .. كان كل شيء على ما يرام ..الرحلة جيلة ..
فجأة بدأ الواء يتسرب إل صدري مرة أخرى .. وف غمرة التعة ..فجأة تزقت القطعة الطاطية الت يطبق عليها الغواص بأسنانه وشفتيه
انقشعت الظلمة ..فتحت عين ..فإذا أحد الصحاب .. لتحول دون دخول الاء إل الفم ..ولتمده بالواء من النبوب ..وتزقت أثناء دخول الواء
يثبت خرطوم الواء ف فمي .. إل رئت ..وفجأة أغلقت قطرات الاء الال الجرى التنفسي ...وبدأت أموت ..
وياول إنعاشي ..ونن مازلنا ف بطن البحر .. بدأت رئت تستغيث وتنتفض ..تريد هواء ..أي هواء ..
رأيت ابتسامة على مياه ..فهمت منها أنن بي .. أخذت اضطرب ..البحر مظلم ..رفاقي بعيدون عن ..
عندها صاح قلب ..ولسان ..وكل خلية ف جسدي .. بدأت أدرك خطورة الوقف ..إنن أموت ..
أشهد أن ل إله إل ال ..وأشهد أن ممد رسول ال ..المد ل .. بدأت أشهق ..وأشرق بالاء الال..
16
يا رسول ال ..أرأيت رجلً عمل الذنوب كلها ..فلم يترك منها شيئا .. خرجت من الاء ..وأنا شخص أخر ..
وهو ف ذلك ل يترك حاجة ..ول داجة ..أي صغية ول كبية ..إل أتاها .. تغيت نظرت للحياة ..
لو قسّمت خطيئته بي أهل الرض لوبقتهم ..فهل لذلك من توبة ؟ أصبحت اليام تزيدن من ال قربا ..أدركت سرّ وجودي ف الياة ..تذكرت قول ال
بصره إليه ..فإذا شيخ قد انن ظهره ..واضطرب أمره .. فرفع النب ( إل ليعبدون ) ..
قد هده مر السني والعوام ..وأهلكته الشهوات واللم .. صحيح ..ما خلقنا عبثا ..
:فهل أسلمت ؟ فقال له مرت أيام ..فتذكرت تلك الادثة ..
قال :أما أنا ..فأشهد أن ل إله إل ال ..وأنك رسول ال .. فذهبت إل البحر ..ولبست لباس الغوص ..
:تفعل اليات ..وتترك السيئات ..فيجعلهن ال لك خيات كلهن .. فقال ث أقبلت إل الاء ..وحدي وتوجهت إل الكان نفسه ف بطن البحر ..
فقال الشيخ :وغدرات ..وفجراتن .. وسجدت ل تعال سجدة ما أذكر ان سجدت مثلها ف حيات ..
فقال :نعم .. ف مكان ل أظن أن إنسانا قبلي قد سجد فيه ل تعال ..
فصاح الشيخ :ال أكب ..ال أكب ..ال أكب .. عسى أن يشهد علي هذا الكان يوم القيامة فيحن ال بسجدت ف بطن البحر ويدخلن جنته
فما زال يكب حت توارى عنهم .. اللهم أمي ..
الديث :رواه الطبان والبزار ،وقال النذري :إسناده جيد قوي ،وقال ابن حجر هو على * * * * * * * * * *
شرط الصحيح . وغدراتي وفجراتي !!
* * * * * * * * * * ربنا أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا ..
هل تطرحه في النار ؟! ومن سعة رحته ..أنه عرض التوبة على كل أحد ..
ال أرحم بعباده ..من آبائهم وأمهاتم .. مهما أشرك العبد وكفر ..أو طغى وتب ..
ف الصحيحي : فإن الرحة معروضة عليه ..وباب التوبة مشرع بي يديه ..
لا انتهى من حرب هوازن ..أُت إليه بعد العركة ..بأطفال الكفار ونسائهم .. أن النب وانظر إل ذاك الشيخ الرم ..الذي ..كب سنه ..وانن ظهره ..ورق عظمه ..
ث جعوا ف مكان .. ..وهو جالس بي أصحابه يوما .. أقبل على رسول ال
إليهم ..فإذا امرأة من السب ..أم ثكلى ..تر خطاها ..تبحث عن ولدها فالتفت النب ير خطاه ..وقد سقط حاجباه على عينيه ..وهو يدّعم على عصا ..
..وفلذة كبدها .. ..فقال بصوت تصارعه اللم .. جاء يشي ..حت قام بي يديّ النب
17
•دخلت على مريض ف الستشفى ..فلما أقبلت إليه ..فإذا رجل قد بلغ من قد اضطرب أمرها ..وطار صوابا ..واشتدّ مصابا ..
العمر أربعي سنة ..من أنضر الناس وجها ..وأحسنهم قواما .. تطوف على الطفال الرضع ..تنظر ف وجوههم ..يكاد ثديها يتفجر من احتباس اللب فيه
لكن جسده كله مشلولٌ ل يتحرك منه ذرة ..إل رأسه وبعض رقبته .. ..
دخلت غرفته ..فإذا جرس الاتف يرن ..فصاح ب وقال :يا شيخ أدرك الاتف قبل أن تتمن لو أن طفلها بي يديها ..تضمه ضمة ..وتشمه شة ..ولو كلفها ذلك حياتا ..
ينقطع التصال .. فبينما هي على ذلك ..
فرفعت ساعة الاتف ث قربتها إل أذنه ووضعت مدة تسكها ..وانتظرت قليلً حت أنى إذ وجدت ولدها ..فلما رأته جف دمعها ..وعاد صوابا ..
مكالته ..ث قال :يا شيخ ..أرجع السماعة مكانا .. ث انكبت عليه ..وانطرحت بي يديه ..وقد رحت جوعه وتعبه ..وبكاءه ونصبه ..أخذت
فأرجعتها مكانا ..ث سألته :منذ مت وأنت على هذا الال ؟ تضمه وتقبله ..
فقال :منذ عشرين سنة ..وأنا أسي على هذا السرير .. ث ألصقته بصدرها ..وألقمته ثديها ..
•وحدثن أحد الفضلء أنه مر بغرفة ف الستشفى ..فإذا فيها مريض يصيح فنظر الرحيم الشفيق إليها ..وقد أضناها التعب ..وعظم النصب ..
بأعلى صوته ..ويئن أنينا يقطع القلوب .. وقد طال شوقها إل ولدها ..واشتد مصابه ومصابا ..
قال صاحب :فدخلت عليه ..فإذا هو جسده مشلولٌ كله .. فلما رأى ذلا ..وانكسارها ..وفجيعتها بولدها ..
وهو ياول اللتفات فل يستطيع .. التفت إل أصحابه ث قال :
فسألت المرض عن سبب صياحه ..فقال : أتُرَون هذه ..طارحة ولدها ف النار ..يعن لو أشعلنا نارا وأمرناها أن تطرح ولدها فيها ..
هذا مصاب بشلل تام ..وتلف ف المعاء ..وبعد كل وجبة غداء أو عشاء ..يصيبه عسر أترون أنا ترضى ..
هضم .. فعجب الصحابة الكرام :كيف تطرحه ف النار ..وهو فلذة كبدها ..وعصارة قلبها
فقلت له :ل تطعموه طعاما ثقيلً ..جنبوه أكل اللحم ..والرز .. ..كيف تطرحه ..وهي تلثمه ..وتقبله ..وتغسل وجهه بدموعها ..كيف تطرحه ..
فقال المرض :أتدري ماذا نطع مه ..وال ل ندخل إل بط نه إل الل يب من خلل الناب يب وهي الم الرحيمة ..والوالدة الشفيقة ..
الوصلة بأنفه .. قالوا :ل ..وال ..يا رسول ال ..ل تطرحه ف النار ..وهي تقدر على أن ل تطرحه ..
وكل هذه اللم ..ليهضم هذا الليب .. :وال ..ل ..أرحم بعباده من هذه بولدها .. فقال
•وحدثن آخر أنه مرّ بغرفة مريض مشلول أيضا ..ل يتحرك منه شيء أبدا .. * * * * * * * * * *
قال :فإذا الريض يصيح بالارين ..فدخلت عليه .. ..في المستشفى ..
18
كانت حالته خطية .. فرأيت أمامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح ..وهذا الريض منذ ساعات ..كلما انتهى
اقترب ولده من أذنه وصار يكلمه ..وهو ل يعقل شيئا .. من قراءة الصفحتي أعادها ..فإذا فرغ منهما أعادها ..لنه ل يستطيع أن يتحرك ليقلب
فبدأ الولد يقول ..يا أب ..أمي بي ..وإخوان بي ..وخال رجع من السفر .. الصفحة ..ول يد أحدا يساعده ..
واستمر الولد يتكلم .. فلما وقفت أمامه ..قال ل :لو سحت ..اقلب الصفحة ..
والمر على ما هو عليه ..الشيخ ل يتحرك ..والهاز يدفع تسعة أنفاس ف الدقيقة .. فقلبتها ..فتهلل وجهه ..ث وجّه نظره إل الصحف وأخذ يقرأ ..
وفجأة قال الولد ..والسجد مشتاق إليك ..ول أحد يؤذن فيه إل فلن ..ويطئ ف فانفجرت باكيا بي يديه ..متعجبا من حرصه وغفلتنا ..
الذان ..ومكانك ف السجد فارغ .. •وحدثن ثالث أنه دخل على رجل مقعد مشلول تاما ف أحد الستشفيات ..ل
فلما ذكر السجد والذان ..اضطرب صدر الشيخ ..وبدأ يتنفس ..فنظرت إل الهاز يتحرك إل رأسه ..
فإذا هو يشي إل ثانية عشر نفسا ف الدقيقة .. فلما رأى حاله ..رأف به وقال :ماذا تتمن ..
والولد ل يدري .. فقال الريض ..أنا عمري قرابة الربعي ..وعندي خسة أولد ..
ث قال الولد :وابن عمي تزوج ..وأخي ترج .. وعلى هذا السرير ..منذ سبع سني ..ل أتن أن أمشي ..ول أن أرى أولدي ..ول أن
فهدأ الشيخ مرة أخرى ..وعادت النفاس تسعة ..يدفعها الهاز الل .. أعيش مثل الناس ..
فلما رأيت ذلك أقبلت إليه ..حت وقفت عند رأسه ..حركت يده ..عينه ..هززته ..ل لكنن أتن أن أستطيع أن ألصق هذه البهة على الرض ذلة لرب العالي ..وأسجد كما
شيء ..كل شيء ساكن ..ل يتجاوب معي أبدا ..تعجبت .. يسجد الناس ..
قربت فمي من أذنه ث قلت :ال أكبررر ..حي على الصلة ..حي على الفلح .. •وأخبن أحد الطباء أنه دخل ف غرفة النعاش على مريض ..فإذا شيخ كبي
وأنا أسترق النظر إل جهاز التنفس ..فإذا به يشي إل ثان عشرة نفس ف الدقيقة .. ..على سرير أبيض وجهه يتلل نورا ..قال صاحب :أخذت أقلب ملفه ..
فلله درهم من مرضى ..بل وال نن الرضى.. فإذا هو قد أجريت له عملية ف القلب ..أصابه نزيف خللا ..ما أدى إل
نعم ( ..رِجَالٌ ل ُتلْهِي ِهمْ تِجَا َرةٌ وَل بَ ْيعٌ َعنْ ِذكْرِ ال ّلهِ وَإِقَامِ الصّلةِ وَإِيتَاءِ الزّكَاةِ َيخَافُونَ توقف الدم عن بعض مناطق الدماغ ..فأصيب بغيبوبة تامة ..
سنَ مَا َع ِملُوا وَيَزِي َد ُهمْ ِمنْ َفضْ ِلهِ وَال ّلهُ
َيوْما تََتقَلّبُ فِيهِ اْلقُلُوبُ وَاْلأَْبصَارُ * لَِيجْزَِي ُهمُ ال ّلهُ أَ ْح َ وإذا الجهزة موصلة به ..وقد وضع على فمه جهاز للتنفس الصناعي يدفع إل رئتيه تسعة
يَرْ ُزقُ َمنْ َيشَاءُ ِبغَيْرِ ِحسَابٍ ) .. أنفاس ف الدقيقة ..كان بانبه أحدُ أولده ..سألته عنه
هذا حال أولئك الرضى .. فأخبن أن أباه مؤذن ف أحد الساجد منذ سني ..
فأنت يا سليما من المراض والسقام ..يا معافً من الدواء والورام .. أخذت أنظر إليه ..حركت يده ..حركت عينه ..كلمته ..ل يدري عن شيء أبدا..
19
:يا أبا بكر ..إنا قليل .. فقال يا من تتقلب ف النعم ..ول تشى النقم ..
..إل السجد ..وخرج السلمون معه..وتفرقوا ف فلم يزل أبو بكر يلح عليه حت خرج ماذا فعل ال بك فقابلته بالعصيان ..بأي شيء آذاك ..أليست نعمه عليك تترى ..وأفضاله
نواحي السجد..كل رجل ف عشيته.. عليك ل تصى ؟
وقام أبو بكر ف الناس خطيبا ..فكان أول خطيب دعا إل ال ..فلما رأى الشركون من أما تاف ..أن توقف بي يدي ال غدا ..
يسفه آلتهم ..ويتنقص دينهم .. فيقول لك ..يا عبدي أل أصح لك ف بدنك ..وأوسع عليك ف رزقك ..
ثاروا على أب بكر وعلى السلمي .. وأسلم لك سعك وبصرك ..فتقول بلى ..فيسألك البار :
فجعلوا يضرِبونم ف نواحي السجد ضربا شديدا .. فلم عصيتن بنعمي ..وتعرضت لغضب ونقمي ..
وأبو بكر يهر بالدين ..فأحاط به جع منهم .. فعندها تنشر ف الل عيوبك ..وتعرض عليك ذنوبك ..
فضربوه ..حت وقع على الرض ..وهو كهل قد قارب عمره المسي سنة .. فتبا للذنوب ..ما أشد شؤمها ..وأعظم خطرها ..
ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ..وجعل يطأ على بطنه وصدره ..ويضربه بنعلي مصوفي وهل أخرج أبانا من النة إل ذنب من الذنوب ..
..ويرفهما على وجهه ..حت مزق لم وجهه ..وجعلت دماؤه تسيل ..حت ما يعرف وهل أغرق قوم نوح إل الذنوب ..
وجهه من أنفه ..وأبو بكر مغمى عليه .. وهل أهلك عادا وثود إل الذنوب ..
فجاءت قبيلته بنو تيم يتعادون ..ودفعوا الشركي عنه .. وهل قلب على قوم لوط ديارهم ..وعجل لقوم شعيب عذابم ..
وحلوه ف ثوب ..ول يشكون ف موته ..حت أدخلوه منله .. وأمطر على أبرهة حجارة من سجيل ..وأنزل بفرعون العذاب الوبيل ..
وقعد أبوه وقومه عند رأسه ..يكلمونه فل ييب .. إل العاصي والذنوب ..
حت إذا كان آخر النهار ..أفاق ..وفتح عينيه ..فكان أول كلمة تكلم با ان قال :ما
..؟؟ فعل رسول ال * * * * * * * * * *
فغضب أبوه وسبه ..ث خرج من عنده .. ..الجبال الراسيات ..
فقعدت أمه عند رأسه ..تتهد أن تطعمه أو تسقيه ..وتلحّ عليه .. ف أول بعثة النب عليه الصلة والسلم كان يدعو إل السلم ف مكة سرا ..وكان
.. وهو يردد :ما فعل رسول ال السلمون يتفون بدينهم ..
فقالت :وال مال علم بصاحبك .. فلما تكامل عددهم ثانية وثلثي رجلً ..
ف الظهور .. على رسول ال ألّ أبو بكر
20
حاول أن يقوم ..فلم يستطع ..خرجت به أمه وأم جيل يتكئ عليهما ..حت أدخلتاه على فقال :اذهب إل أم جيل بنت الطاب ..فسليها عنه ..وكانت أم جيل مسلمة تكتم
.. رسول ال إسلمها ..
فلما رآه النب عليه الصلة والسلم ..أكب عليه يقبله .. فخرجت أمه حت جاءت أم جيل فقالت :
رقة شديدة .. وأكبّ عليه السلمون ..ورق له رسول ال إن أبا بكر يسألك عن ممد بن عبد ال ؟
وأبو بكر يقول :بأب وأمي أنت يا رسول ال ..ليس ب من بأس ..إل ما نال الفاسق من فخافت أم جيل أن يكتشفوا إسلمها ..فقالت :ما أعرف أبا بكر ..ول ممدا ..ولكن إن
وجهي .. أحببت مضيت معك إل ابنك ..
ث قال أبو بكر :يا رسول ال ..هذه أمي برة بولدها ..وأنت رجل مبارك ..فادعها إل ال قالت :نعم ..فمضت معها ..
عز وجل ..وادع ال لا ..عسى ال أن يستنقذها بك من النار .. فلما دخلت على أب بكر ..وجدته صريعا دنفا ..مزق الوجه ..ودماؤه تسيل ..
..ث دعاها إل ال ..فأسلمت .. فدعا لا رسول ال فبكت وقالت :وال إن قوما نالوا هذا منك لهل فسق وكفر ..وإن لرجو أن ينتقم ال
..وتأمل ف حرصه على الدعوة إل ال .. فانظر إل هذا البل الراسي ..أب بكر لك منهم ..
واعجب من قوة ثباته على الدين .. .. فالتفت إليها أبو بكر ..وما يكاد يطيق ..فقال :يا أم جيل ..ما فعل رسول ال
* * * * * * * * * * فنظرت أم جيل إل أم أب بكر وكانت ل تسلم بعد ..فخشيت أن تب الكفار بأسرار
السلمي ..
..قال :معاذ الله .. فقالت أم جيل لب بكر :هذه أمك تسمع ..
كان شابا فقيا ..يعمل بائعا ..يتجول ف الطرقات ..
قال :فل شيء عليك منها ..
وكانت هي امرأة فارغة ..ل تكف عن التعرض للحرام ..كانت مصيدة للشيطان ..
سالٌ صالٌ ..قال :فأين هو ؟ قالت :رسول ال
مرّ ذات يوم بانب بيتها ..أطلت من طرف الباب وسألته عن بضاعته فأخبها ..
قالت :ف دار أب الرقم ..
طلبت منه أن يدخل لترى البضاعة ..فلما دخل أغلقت الباب ..
فقالت أمه :قد عرفت خب صاحبك ..فكل واشرب الن ..
ث دعته إل الرام ..فصاح با ..معاذ ال ..
..فأراه فقال :ل ..إن ل علي أن ل أذوق طعاما أو شرابا ..حت آت رسول ال
وتذكر حاله عندما تذهب اللذات ..وتبقى السرات ..
بعين ..
تذكر يوم تشهد عليها أعضاؤه الت متعتها بالزنا ..
فأمهلتاه ..حت إذا أظلم الليل ..وهدأ الناس ..
رجله الت مشى با ..يده الت لس با ..لسانه الذي تكلم به..
21
فقال :أريد اللء ..المام ..فأشارت له إليه .. بل تشهد عليه ..كل ذرة من ذراته ..وكل شعرة من شعراته ..
فلما دخل اللء ..نظر إل نوافذه فإذا هو ل يستطيع الرب من خللا .. تذكر حرارة النيان ..وعذاب الرحن ..
ففكر ف طريقة يتخلص با .. يوم يعلق الزناة ف النار ..ويضربون بسياط من حديد ..فإذا استغاث أحدهم من الضرب..
فأقبل على الصندوق الذي يُجمع فيه الغائط .. نادته اللئكة :أين كان هذا الصوت وأنت تضحك ..وتفرح ..وترح ..ول تراقب ال ول
وجعل يأخذ منه ويلقي على ثيابه ..ويديه ..وجسده.. تستحي منه!!..
ث خرج إليها ..فلما رأته صاحت ..وألقت ف وجهه بضاعته ..وطردته من البيت .. تذكر قول النب عليه الصلة والسلم ( :يا أمة ممد ..وال إنه ل أحد أغي من ال ..أن
فمضى يشي ف الطريق ..والصبيان يصيحون وراءه :منون ..منون.. يز ن عبده ..أو تز ن أم ته ..يا أ مة م مد وال لو تعلمون ما أعلم ..لضحك تم قليلً ولبكي تم
حت وصل بيته ..فأزال عنه النجاسة ..واغتسل.. كثيا ) ..
فلم يزل يُشمّ منه رائحة السك ..حت مات.. تذكر يوم رأى النب عليه الصلة والسلم ف منامه رجالً ونساءً عراة ف مكان ضيق مثل
( ذكر القصة ابن الوزي ف الواعظ ) .. التنور ..أسفله واسع وأعله ضيق ..وهم يصيحون ويصرخون ..وإذا هم يأتيهم لب من
* * * * * * * * * * :من هؤلء يا أسفل منهم ..فإذا أتاهم ذلك اللهب صاحوا من شدة حره ..فقال
..ينغمس في أنهارها .. جبيل ؟
كان ماعز شابا من الصحابة ..متزوج ف الدينة .. قال :هؤلء الزناة والزوان ..فهذا عذابم إل يوم القيامة ..
وسوس له الشيطان يوما ..وأغراه بارية لرجل من النصار .. ولعذاب الخرة أشد وأبقى ..نسأل ال العفو والعافية .
فخل با عن أعي الناس ..وكان الشيطان ثالثَهما ..فلم يزل يزين كلً منهما لصاحبه حت قالت له نفسه :افعل وتب ..قال ..أعوذ بال ..كيف أهتكت ستر رب ..كيف أنظر إل
وقعا ف الرام .. امرأة ل تل ل وال عز وجل من فوقنا ..ينظر إلينا ..كيف نتفي من اللق ..ونفجر أمام
فلما فرغ ماعز من جرمه ..تلى عنه الشيطان ..فبكى وحاسب نفسه ..ولمها ..وخاف الالق ..
من عذاب ال ..وضاقت عليه حياته ..وأحاطت به خطيئته ..حت أحرق الذنب قلبه .. فبقي ساكنا يفكر ف مرج ..وينظر على الباب ..
فجاء إل طبيب القلوب ..ووقف بي يديه وصاح من حرّ ما يد وقال : فصاحت به الفاجرة :وال إن ل تفعل ما أريده منك صرخت ..فيحضر الناس فأقول :هذا
يا رسول ال ..إن البعد قد زن ..فطهرن .. الشاب ..هجم عليّ ف داري ..فما ينتظرك بعدها إل القتل أو السجن ..
..فجاء من شقه الخرَ فقال :يا رسول ال ..زنيت ..فطهرن .. فأعرض عنه النب فأخذ الشاب العفيف يرتف ..خوّفها بال فلم تنجر ..
:ويك ارجع ..فاستغفر ال وتب إليه .. فقال فلما رأى ذلك ..فكر ف حيلة يتخلص با ..
22
:أين فلن وفلن ؟ فقال فرجع غي بعيد ..فلم يطق صبا ..
قال :نن ذانِ ..يا رسول ال .. وقال :يا رسول ال طهرن .. فعاد إل النب
قال :انزل ..فكل من جيفة هذا المار .. فقال رسول ال :ويك ..ارجع فاستغفر ال وتب إليه ..
قال :يا نب ال !! غفر ال لك ..من يأكل من هذا ؟ قال :فرجع غي بعيد ..ث جاء فقال :يا رسول ال طهرن ..
:ما نلتما ..من عرض أخيكما ..آنفا أشدّ من أكل اليتة ..لقد تاب توبة لو فقال ..وقال :ويلك ..وما يدريك ما الزنا ؟ .. فصاح به النب
قسمت بي أمة لوسعتهم ..والذي نفسي بيده إنه الن لفي أنار النة ينغمس فيها .. ث أمر به فطرد ..وأخرج ..
فطوب ..لاعز بن مالك ..نعم وقع ف الزن ..وهتك الستر الذي بينه وبي ربه .. ث أتاه الثانية ،فقال :يا رسول ال ،زنيت ..فطهرن ..
لكنه تاب توبة لو قسمت بي أمة لوسعتهم .. فقال :ويلك ..وما يدريك ما الزنا ؟ ..
( أصل قصته ف الصحيحي وسقتها من مموع رواياتا ) .. وأمر به ..فطُرد ..وأخرج ..
* * * * * * * * * * ث أتاه الثالثةَ ..والرابعةَ كذلك ..فلما أكثر عليه ..
..المغني .. قومَه :أبه جنون ؟ قالوا :يا رسول ال ..ما علمنا به بأسا .. سأل رسول ال
وقفت على النافذة تراقبن بعيني دامعتي ..تلوح بيديها اللتي أهزلما مر السني .. فقال :لعله شرب خرا ؟ فقام رجل فاستنكهه وشّه فلم يد منه ريح خر ..
كانت تدافع عباتا ..حت غلبها البكاء ..فبكت .. :هل تدري ما الزنا ؟ فقال
وقفت أنظر إليها ..نشيجها يصل إل مسمعي ..لكن العاصي الاثة على صدري حالت قال :نعم ..أتيت من امرأة حراما ،مثلَ ما يأت الرجل من امرأته حللً ..
بينه وبي الوصول إل قلب القاسي .. :فما تريد بذا القول ؟ فقال
ل أرحم توسلتا بالبقاء معها ..واللتحاق بامعة ف نفس الدينة .. قال :أريد أن تطهرن ..
أنانية ..حب للذات ..بث عن حرية مزعومة ..و شخصية مستقلة بذاتا .. :نعم ..فأمر به أن يرجم ..فرجم حت مات .. قال
بل شهوات وملذات ..وشياطي من النس والن يؤازر بعضهم بعضا .. على موضعه مع بعض أصحابه .. فلما صلوا عليه ودفنوه مرّ النب
هروب من نصائحها ومواعظها ..من عطفها وشفقتها ..وخوفها أن أنرف .. رجلي من أصحابه يقول أحدها لصاحبه : فسمع النب
تركتها وهي واقفة تودعن ..غبت عنها وهي ل تفارق مكانا ..وداعا أمي .. انظر إل هذا ..الذي ستر ال عليه ول تدعه نفسه حت رُجم رَجم الكلب ..
وهناك ..ل أعد أسع عند خروجي :ف حفظ ال يا ولدي ..إل أين تذهب يا ولدي ؟ ..ث سار ساعة ..حت مر بيفة حار ..قد أحرقته الشمس حت انتفخ فسكت النب
وهناك :ل أعد أسع :لاذا تأخرت يا ولدي ؟.. وارتفعت رجله ..
23
حركة دائبة ف النل فزواج أخي يوم الميس ..ويوم الربعاء سيتم عقد قران اثنتي من انطلقت ف حياة اللهو والترف ..حياة الغفلة والوض ف العاصي والثام ..
أخوات .. صوت الميل أغرى رفقاء السوء الذين زينوا لّ الغناء ..
كانت أمي كالنحلة ..تنتقل من مكان إل مكان ..ل تكاد الدنيا تسعها من الفرح ..تردد بدأت أغن وشياطي النس يغدقون عبارات الثناء الت لمست قلب ..
الدعوات والتبيكات .. إل أن جاء ذلك اليوم الذي دعوت فيه لكي أغن على السرح ..عشت صراعا رهيبا فل
على شفتيها فرح لو قسم على العال لبتسم ..تواصل الليل بالنهار .. زال الياء يتل من قلب مساحة صغية ..فعشت بي الرفض والوافقة لظات ..فقلب
تعد العدة للفرح الكبي ..تطمئن على كل شيء ..ل تدع صغية ول كبية إل وتسأل يعاتبن :ل لست من يقف ليغن كما يفعل الفسقة ..لكن نفسي توبن وتلومن :هذه
عنها .. فرصتك ل تضيعها سوف تصبح مشهورا ..وبعد عناء وتردد وافقت ..
وجاء يوم الربعاء سريعا .. صعدت على السرح ولزال للحياء بقية ..لكنه رحل مع أول كلمة تغنيت با ..
فإذا به يمل الفاجعة الت غيت مرى حيات ..الفاجعة الت أيقظتن من الغفلة .. اهتزت القاعة طربا ..وتايلت الجساد نشوة ..عبارات الثناء والديح تستحثن على
أحيت قلب الذي قد مات .. الواصلة كلما سكت ..
جاءت الفاجعة لتنتشلن من الستنقع القذر ..مستنقع الرذيلة ..مستنقع الغناء والطرب .. لتمضي تلك الليلة ولتقضي على ماتبقى من إيان ..
ماتت أمي ..كيف !! ل أدري ..الهم أنا ماتت .. رفقاء السوء من حول قد أزدادوا ..الدعوات كثرت ..تنقلت من قاعة إل قاعة ..تنقلت
بعد أن شاركتنا لظات بسيطة من الفرح ..تنحت قليلً .. بي أصناف العاصي والثام ..سهرات خاصة وعامة ..
وألقت بسدها النهك على سريرها ..وكأنا تقول :وداعا صغاري ..لقد كبت .. قدمت لّ دعوة للمشاركة ف حفل غنائي ف أحد القصور ..قدمت بعض الغان والت تفاعل
تول الفرح إل حزن ..وجوه صامتة قد تلكتها الدهشة وألمتها الفاجعة .. معها المهور وكنت بق النجم القادم إل الساحة الفنية ..
ل ترى إل دموعا تنهمر ..وقلوبا ترتف .. تلقيت بعد هذه الفلة دعوة من أحد أهل الفن يعرض عليّ رغبته ف أن يتبنان فنيا ويهتم ب
ول تسمع إل نشيجا ينطلق من كل زاوية ف النل ..كل شيء كان يبكي وينوح ..إل أمي ..
فقد كانت على فراشها ساكنة ..ل تدري عما حولا .. أخذت موعدا مع فنان مشهور عن طريق وكيل أعماله ..ليتم التنسيق بذا الشأن ..وكان
جهزوا جنازتا ..بدؤوا يغسلونا .. الوعد يوم الميس ..
دخلت عليها بعدما غسلت ..ألقيت عليها النظرة الخية ..كان وجهها هادئا ..كما كان اليام تضي سريعة ..
ف الياة .. قبل الوعد بيومي رجعت إل أهلي ..لشاركتهم ف بعض الناسبات ..
24
النحيب مشفوع بدعوات صادقة تنطلق من العماق ..تؤمن عليها كل ذرة من ذرات نظرت إل فمها ..عينيها ..يديها ..كانت بالمس تنهان عن مفارقتها خوفا عل ّي من
جسدي .. الفساد ..
عاهدت رب على الب با بعد موتا .. قبلتها ..بكيت ..بكت أخوات حول ..أخرجون من غرفة التغسيل ..
سألته أن يثبتن على ذلك ..رددت الدعاء :اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلب على دينك .. مضت الساعات سريعة ..ل أشعر إل وأنا أقف ف الصف أصلي عليها ..جثتها هامدة ..
انتهيت من الصلة .. والمام يردد ال :أكب ..ال أكب ..
توجهت نو الاضي الكئيب ..أقلب بي الدفاتر والوراق .. دعوت لا بكل جوارحي ..دعوت ال أن يغفر ل تقصيي ف حقها ..
فهنا دفتر يمل بعض الغان ..وهنا رسائل ..وهناك صور ..هذا شريط أغانٍ خاصة .. حلت جنازتا مع من حلوا ..سرنا با إل القب ..
وهذه أشرطة لبعض الفساق .. جعلت أهيل عليها التراب ..اللهم ثبتها ..اللهم ثبتها ..
عمدت إل جيب أخرجت ما فيه من بطاقات ..وجدت بطاقة الفنان الكبي ..تذكرت مضى النهار مع العزين ..لكن كان لليل قول آخر ..
موعده ..يوم الميس عصرا .. أويت إل غرفت مبكرا ..أطفأت النوار ..
صرخت :أعوذ بال ..مزقته بيدي .. ألقيت بسدي على الفراش ..
جعت كل شيء يذكرن بالعاصي والثام ..وضعتها ف كيس وف اليوم الثان كان الفراق صورٌ من الاضي بدأت تظهر ل ..صوتا يل الكان ..يا ولدي قم ..ل تفتك الصلة ..
بين وبينها .. زملئك ف السجد ينتظرونك ..
* * * * * * * * * * يا ولدي أبق معي ..واصل دراستك هنا ..ل تسافر ..يا ولدي أنتبه لنفسك ..
حسرات وندم ..هوم وغموم أطبقت على صدري ..ل استطع أن أتنفس ..
..البطل .. صور من العقوق ..شريط الذكريات ير أمامي ..
شاب نضر ..نشأ ف بيت عز وسلطان ..ومنعة ومكان ..
كانت تسعدن وأشقيها ..تفرحن وأبكيها ..
كان معظما عند قومه ..مهيبا ف بلده ..مقدما بي أقرانه ..فريدا ف زمانه ..
تذكرت ..توسلتا ..رجاءها ..ل تذهب ..ل تفعل ..زفرات وحسرات ..
.. انظر إل سلمان الفارسي
آآآآآه كم كنت عاقا ..
كان موسيا ..يعبد النار وكان أبوه سيدَ قومه ..
بكيت بكاءً مرا ..قمت أصلي لكنن ل استطع أن أصلي فقد استعجم لسان ..
وكان يبه حبا عظيما ..وقد حبسه ف بيته عند النار ..
كانت دموعي ساخنة فأذابت قسوة قلب ..
ومع طول ملزمته للنار ..اجتهد ف الجوسية ..حت صار قاطن النار الذي يوقدها ..
سجدت ل بللت موضع سجودي بالدموع ..
25
فلما أراد التجار الرجوع أرسلوا إليه ..وواعدوه ف مكان ..فتحيل حت فك القيد من وكان لبيه بستان عظيم ..يذهب إليه كل يوم ..
قدميه .. فشغل الب ف بنيان له يوما ف داره ..فقال لسلمان :
ث خرج إليهم فانطلق معهم إل الشام .. فانطلق إل ضيعت فاصنع فيها كذا وكذا ..
فلما دخل الشام ..سألم :من أفضل أهل هذا الدين علما ؟ ففرح سلمان وخرج من حبسه ..وتوجه إل البستان ..فبينما هو ف طريقه إذ مرّ بكنيسة
قالوا :السقف الذي ف الكنيسة .. للنصارى ..فسمع صلتم فيها ..
فتوجه إل الكنيسة ..فأخب السقف خبه ..وقال له :إن قد رغبت ف هذا الدين .. فدخل عليهم ينظر ماذا يصنعون ..
وأحب أن أكون معك ..أخدمك ..وأصلي معك ..وأتعلم منك .. وأعجبه ما رأى من صلتم ..ورغب ف اتباعهم ..
فقال له السقف :أقم معي .. وقال ف نفسه :هذا خي من ديننا الذي نن عليه ..
فمكث معه سلمان ف الكنيسة .. فسألم :عن دينهم ..
فكان سلمان يرص على اليات ..والتعبد والصلوات .. فقالوا :أصله بالشام ..وأعلم الناس به هناك ..
أما السقف فكان رجل سوء ف دينه ..كان يأمر الناس بالصدقة ويرغبهم فيها .. فلم يزل عندهم ..حت غابت الشمس ..
فإذا جعوا إليه الموال ..اكتنيزها لنفسه ..ول يعطها الساكي .. فلما رجع إليه ..قال أبوه :أي بن أين كنت ؟
فأبغضه سلمان بغضا شديدا ..لكنه ل يستطيع أن يب أحدا ببه ..فالسقف معظم قال :إن مررت على ناس يصلون ف كنيسة لم ..فأعجبن ما رأيت من أمرهم وصلتم ..
عندهم ..أما هو فغريب ..قريب العهد بدينهم .. ورأيت أن دينهم خي من ديننا ..
فلم يلبث السقف أن مات .. ففزع أبوه ..وقال :أي بن ..دينك ودين آبائك خي من دينهم ..
فحزن عليه قومه ..واجتمعوا ليدفنوه .. قال :كل وال ..بل دينهم خي من ديننا ..
فلما رأى سلمان حزنم عليه قال :إن هذا كان رجل سوء ..يأمركم بالصدقة ..ويرغبكم فخاف أبوه أن يرج من دين الجوس ..فجعل ف رجله قيدا ..ث حبسه ف البيت..
فيها ..فإذا جئتموه با ..اكتنها لنفسه ول يعط الساكي منها شيئا .. فلما رأى سلمان ذلك ..بعث إل النصارى رسولً من عنده ..يقول لم :إن قد رضيت
قالوا :فما علمة ذلك ؟ دينكم ورغبت فيه ..فإذا قدم عليكم ركب من الشام من النصارى ..فأخبون بم ..
قال :أنا أدلكم على كنه ..فمضى بم حت دلم على موضع الال ..فحفروه ..فأخرجوا فما مضى زمن حت قدم عليهم ركب من الشام ..تار من النصارى ..فبعثوا إل سلمان
سبع قلل ملوءة ذهبا وفضة .. فأخبوه ..
فقالوا :وال ل ندفنه أبدا ..ث صلبوه على خشبة ..ورجوه بالجارة .. فقال للرسول :إذا قضى التجار حاجاتم وأرادوا الرجوع إل الشام فآذنون ..
26
ولكنه قد أظلك زمان نب يبعث بدين إبراهيم النيفية ..يرج بأرض العرب مهاجرا إل وجاءوا برجل آخر ..فجعلوه مكانه ف الكنيسة ..
أرض بي حرتي ( أي أرضي سوداوين ) بينهما نل ..به علمات ل تفى : قال سلمان :فما رأيت رجلً ل يصلي المس ..كان خيا منه ..أعظم رغبة ف الخرة ..
أنه يأكل الدية .. ول أزهد ف الدنيا ..ول أدأب ليلً ول نارا منه ..فأحببته حبا ما علمت أن أحببته شيئا
ول يأكل الصدقة .. كان قبله ..
بي كتفيه خات النبوة .. فلم يزل سلمان يدمه ..حت كب وحضرته الوفاة ..
إذا رأيته عرفته ..فإن استطعت أن تلحق بتلك البلد فافعل .. فحزن على فراقه ..وخاف أن ل يثبت على الدين بعده ..فقال له :
ث مات ودُفن فمكث سلمان بعمورية ما شاء ال أن يكث .. يا فلن ..قد حضرك ما ترى من أمر ال ..فإل من توصي ب ؟
وهو يلتمس من يرج به إل أرض النبوة .. قال :أي بن ..وال ما أعلم أحدا على ما كنت عليه ..لقد هلك الناس وبدلوا ..وتركوا
فما زال كذلك ..حت مرّ به نفر من قبيلة كلب ..تار ..فسألم عن بلدهم ..فأخبوه كثيا ما كانوا عليه ..
أنم من أرض العرب .. إل رجلً بالوصل وهو فلن ..وهو على ما كنت عليه فالق به ..
فقال لم :تملون إل أرضكم ..وأعطيكم بقرات وغنيمت ؟ فلما توف الرجل العابد ..خرج سلمان من الشام إل العراق ..
قالوا :نعم ..فأعطاهم إياها ..وحلوه معهم .. فأتى صاحب الوصل ..
حت إذا قدموا به وادي القُرى ..طمعوا ف الال ..فظلموه وادعوا أنه عبد ملوك لم .. فأقام عنده ..حت حضرته الوفاة ..فأوصى سلمان لرجل بنصيبي ..
وباعوه لرجل من اليهود ..فلم يستطع سلمان أن يدفع عن نفسه .. فشد رحاله إل الشام مرة أخرى ..
فصار عند هذا اليهودي يدمه .. حت أتى نصيبي ..فأقام عند صاحبه طويلً ..حت نزل به الوت ..فأوصاه أن يصاحب
حت قدم على اليهودي يوما ابن عم له من الدينة من يهود بن قريظة ..فاشترى سلمان منه رجلً بعمورية بالشام ..
.. فذهب إل عمورية ..
فاحتمله إل الدينة ..فلما رآها ..ورأى نلها ..وحجارتا ..عرف أنا أرض النبوة الت وأقام عند صاحبه ..واكتسب حت كانت عنده بقرات وغنيمة ..ث ل يلبث العابد أن مرض
وصفها له صاحبه ..فأقام با ..وأخذ يترقب أخبار النب الرسل .. ونزل به الوت ..فحزن سلمان عليه ..وقال له مودعا :
ومرت السنوات .. يا فلن إل من توصي ب ؟ فقال الرجل الصال :
وبعث ال رسوله عليه السلم فأقام بكة ما أقام ..وسلمان ل يسمع له بذكر .. يا سلمان ..وال ما أعلم أصبح على مثل ما نن فيه أحد من الناس آمرك أن تأتيه ..يعن
لشدة ما هو فيه من الدمة عند اليهودي .. لقد غي الناس وبدلوا ..
27
فسلم عليه ..ث قال له :إن وبعدها بأيام ..جع طعاما آخر ..ث أقبل على رسول ال إل الدينة ومكث با ..وسلمان ل يدري عنه شيئا .. ث هاجر
قد رأيتك ل تأكل الصدقة ..وهذه هدية أهديتها كرامة لك ..ليست بصدقة .. فبنما هو يوما ف رأس نلة لسيده ..يعمل فيها ..وسيده جالس أسفل النخلة ..
..فمد يده إليها ..فأكل وأكل أصحابه .. ث وضعها بي يديه إذ أقبل رجل يهودي من بن عمه ..حت وقف عليه ..فقال :
فلما رأى سلمان ذلك قال ف نفسه :هذه أخرى .. أي فلن ..قاتل ال بن قيلة ..يعن الوس والزرج ..إنم الن لجتمعون على رجل بقباء
..ولكن أن له ذلك .. وبقي واحدة ..أن ينظر إل خات النبوة بي كتفيه ..قدم من مكة يزعمون أنه نب ..
.. رجع سلمان إل خدمة سيده ..وقلبه مشغول بال رسول ال فلما سع سلمان ذلك ..انتفض جسده ..وطار فؤاده ..
يبحث عنه ..فإذا هو ف بقيع الغرقد ..قد تبع فمكث أياما ..ث مضى إل رسول ال ورجفت النخلة ..حت كاد أن يسقط على صاحبه ..ث نزل سريعا وهو يصيح بالرجل :
جنازة رجل من النصار ..فجاءه فإذا حوله أصحابه ..وعليه شلتان مؤتزرا بواحدة .. ماذا تقول ؟ ما هذا الب ؟
مرتديا بالخرى ..كلباس الحرام .. فغضب سيده ..ورفع يده فلطمه با لطمة شديدة ..ث قال :
فسلم عليه ..ث استدار ينظر إل ظهره ..هل يرى الات الذي وصف له صاحبه !! ما لك ولذا ؟ أقبل على عملك ..
استدارته عرف أنه يستثبت ف شيء وصف له .. فلما رأى النب فسكت سلمان ..وصعد نلته يكمل عمله ..
فحرك كتفيه ..فألقى رداءه عن ظهره ..فنظر سلمان إل الات ..فعرفه ..فانكب عليه وقلبه مشغول بب النبوة ..ويريد أن يتيقن من صفات هذا النب ..الت وصفها صاحبه ..
يقبله ويبكى .. يأكل الدية ..ول يأكل الصدقة ..وبي كتفيه خات النبوة ..
تول ..أي اجلس أمامي ..فاستدار حت قابل وجه النب عليه السلم .. فقال له النب .. فلما أقبل الليل ..جع ما كان عنده من طعام ..ث خرج حت جاء إل رسول ال
عن خبه ..فقص عليه قصته ..وأخبه أنه كان شابا مترفا ..ترك العز فسأله وهو جالس بقُباء فدخل عليه ..فإذا حوله نفر من أصحابه ..فقال :
والسلطان ..طلبا للهداية واليان ..حت تنقل بي الرهبان ..يدمهم ويتعلم منهم .. إنه بلغن أنكم أهل حاجة وغربة ..وقد كان عندي شيء وضعته للصدقة ..فجئتكم به ..
واستقر به القام عبدا ملوكا ليهودي ف الدينة .. ث وضعه سلمان بي يدي النب عليه السلم ..واعتزل ناحية ينظر إليه ماذا يفعل ؟
..ودموعه تري على خدية ..فرحا وبشرا .. ث أخذ سلمان ينظر إل رسول ال إل الطعام ..ث التفت إل أصحابه ..فقال :كلوا .. فنظر النب
ث أسلم ..ونطق الشهادتي ..ومضى إل سيده اليهودي ..فزاده اليهودي شغلً وخدمة .. فلم يأكل .. وأمسك هو
..أما هو فقد شغله الرق ..عن مالسته ..حت فاتته فكان الصحابة يالسون النب فلما رأى سلمان ذلك قال ف نفسه :هذه وال واحدة ..ل يأكل الصدقة ..وبقي اثنتان ..
معركة بدر ث أحد .. ث رجع إل سيده ..
28
..مفتاح الشّر .. ذلك قال له :كاتب يا سلمان ..أي اشتر نفسك من سيدك بال فلما رأى رسول ال
قال ل : تؤديه إليه ..
كان ل صديق حيم ف مكانة الخ ..مات السبوع الاضي فجأة ف حادث سي .. فسأل سلمان صاحبه أن يكاتبه ..فشدد عليه اليهودي ..
أسأل ال أن يرحه ويتجاوز عنه .. وأب عليه إل بأربعي أوقية من فضة ..
الشكلة ..أن هذا الصديق له خبة ف النترنت ..وكان متعلقا باكتشاف الواقع الباحية وثلثِمائةِ نلة ..يمعها فسائل صغار ..ث يغرسها ..واشترط عليه أن تيا كلّها ..
..وجع الصور الليعة .. لصحابه :أعينوا با اشترط عليه اليهودي ..قال فلما أخب سلمان رسولَ ال
حت إنه صمم موقعا إباحيا يتوي على صور خليعة .. أخاكم بالنخل ..
بل لديه مموعة أشخاص ..مسجلي ف الوقع ..يرسل إل بريدهم كل فترة ما يستجد لديه فأعانه السلمون ..وجعل الرجل يضي إل بستانه فيأتيه با يستطيع من فسيلة نل ..فلما
من صور ..إباحية ..يرسلها الوقع إليهم آليا .. جع النخل ..
ومات الرجل فجأة .. :يا سلمان ..اذهب ففقر لا -أي احفر لا -لغرسها ..فإذا أنت أردت أن فقال
والصيبة أننا ل نعرف الرمز السري للموقع للتصرف فيه أو إغلقه .. تضعها فل تضعها حت تأتين فتؤذنن ..
كنت أفكر ف ذلك ..وأنا أنتظر الصلة عليه ف السجد .. فبدأ سلمان يفر لا ..وأعانه أصحابه ..حت حفر ثلثَمائة حفرة ..
مشيت ف جنازته ..وهو ممول على النعش .. معه إليها ..فجعل الصحابة يقربون له فسيلة النخل .. ..فخرج ث جاء فأخب النب
كنت أفكر ..ماذا سيستقبله ف قبه ..صور خليعة ؟!.. بيده ف الفر .. ويضعه
حسبنا ال ونعم الوكيل !! قال سلمان :فوالذي نفس سلمان بيده..ما ماتت منها نلة واحدة ..
وصلنا إل القبة ..قبور موحشة ..الناس يتزاحون على القب .. فلما أدى النخل إل اليهودي ..بقي عليه الال ..
نظرت داخل قبه ..آآآه ..كيف سيكون حاله فيه .. يوما بذهب من بعض الغازي .. فأُت النب
رأيت بعض الناس يبكي .. فالتفت إل أصحابه وقال :ما فعل الفارسي الكاتب ..
قلت ف نفسي :هل سينفعه بكاؤهم !! :خذ هذه فأد با ما عليك يا سلمان .. فدعوه له ..فقال
دفناه ..ث ذهبنا وتركناه .. فأخذها سلمان ..فأدى منها الال إل اليهودي ..
والدته رأت ف النام صبية يرون على قبه ويتبولون فوقه .. حت مات .. وعتق ..ث لزم النب
كانت تتساءل عن تعبيها ..السكينه ل تدري عن خفايا المور !! * * * * * * * * * *
29
وحسب ال ونعم الوكيل .. سعت عن هذه الرؤيا ..
* * * * * * * * * * فقلت ف نفسي ..ما تتاج إل تعبي ..معناها واضح ..
السماء ل تمطر !!.. هؤلء الصبية الذين يتبولون على قبه ..هم الذين أرسل إليهم الصور ..
بنو إسرائيل ..أصابم قحط على عهد موسى عليه السلم ..فاجتمع الناس إليه .. وبدؤوا هم بإرسالا لن يعرفون ..
فقالوا :يا كليم ال ..ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث .. يا للهول ..كيف سيتحمل آثام هؤلء !!
فقام معهم ..وخرجوا إل الصحراء ..وهم سبعون ألفا أو يزيدون .. ( من دعا إل ضللة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه ل ينقص ذلك من أوزارهم
اجتمعوا بي يديه ..وقاموا يدعون ..وهم شعث غب ..عطاش جوعى .. شيئا ) ..
وقام كليم ال يدعو :إلي ..اسقنا غيثك ..وانشر علينا رحتك ..وارحنا بالطفال الرضع حاولت جاهدا ..أن أحسن إليه ..
..والبهائم الرتع ..والشايخ الركع .. خاطبت الشركة الكبى الستضيفة للموقع ليوقفوا الشتراك ..
فما زادت السماء إل تقشعا ..والشمس إل حرارة .. فاعتذروا عن عمل أي شيء ..بل ل يصدقون ..لن ل أعرف أرقامه السرية الت حجز با
فقال موسى :إلي ..اسقنا .. الوقع ..
فقال ال :كيف أسقيكم ؟ وفيكم عبد يبارزن بالعاصي منذ أربعي سنة ..فناد ف الناس صرخت بم ..يا جاعة ..الرجل ماااااااااات ..ل يلتفتوا إلّ ..
حت يرج من بي أظهركم ..فبه منعتكم .. جلست أتفكر ف حاله ..كم صرخت به :
فصاح موسى ف قومه :يا أيها العبد العاصي ..الذي يبارز ال منذ أربعي سنة ..اخرج من كيف تتحمل ذنوب الناس ..كيف تكون مفتاحا للشر ..كيف تمل أوزارهم ف القيامة
بي أظهرنا ..فبك منعنا الطر .. على كتفيك ..
فنظر العبد العاصي ..ذات اليمي وذات الشمال ..فلم ير أحدا خرج ..فعلم أنه الطلوب .. لكنه ل يكن يتأثر بكلمي ..كان يرى أنه شباب ويريد أن ( يفرفش ) ..وهذه أمور للتسلية
فقال ف نفسه :إن أنا خرجت من بي هذا اللق ..افتضحت على رؤوس بن إسرائيل .. فقط ..
وإن قعدت معهم منعوا الطر بسبب ..فانكسرت نفسه ..ودمعت عينه .. أعوذ بال ..كم من شاب نظر نظرة إل صورة فتبع ذلك وقوع ف فاحشة ..
فأدخل رأسه ف ثيابه ..نادما على فعاله ..وقال : وكم من فتاة وقعت ف ذلك كذلك ..
إلي ..وسيدي ..عصيتك أربعي سنة ..وسترتن وأمهلتن ..وقد أتيتك طائعا فاقبلن .. الرجل مات ..لكنه سيسأل يوم القيامة عن كل نظرة نظرها ..ونظروها ..وكل فاحشة
وأخذ يبتهل إل خالقه .. واقعها ..وواقعوها ..وصورة نشرها ..ونشروها ..
فلم يستتم الكلم ..حت ارتفعت سحابة بيضاء ..فأمطرت كأفواه القرب .. ل أدري كم سيستمر يتحمل آثامهم ..ولكن عسى ال أن يتجاوز عنه ..
30
وأولئك يسكون به ..حت جعلوا يتجاذبون الصغي بينهم ..وهو يصرخ باكيا ..وقلبها فعجب موسى وقال :إلي ..سقيتنا ..وما خرج من بي أظهرنا أحد ..
يتقطع عليه ..حت خلعوا يده ..وانطلق به قوم أب سلمة .. فقال ال :يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم ..
ومضى قوم أم سلمة بأم سلمة ..كسية حزينة .. فقال موسى :إلي ..أرن هذا العبد الطائع ..
فحبسوها عندهم ..وانطلق قوم أب سلمة بالغلم إل ديارهم .. فقال :يا موسى ..إن ل أفضحه وهو يعصين ..أأفضحه وهو يطيعن ..
ومضى أبو سلمة مهاجرا إل الدينة .. * * * * * * * * * *
ففرقوا بينها وبي زوجها وبي ولدها .. ..الفراق ..
فكانت السكينة ترج ف كل صباح ..فتجلس على الرمال ..فتفكر ف زوجها وولدها .. بدأ السلم ينتشر ف مكة ..فبدا الناس يترددون ف اتباعه ..
فل تزال تبكي حت تسي .. وكان من بينهم أم سلمة .. Zنظرت ف هذا الدين فإذا هو يأمرها بترك عبادة الصنام ..
ومضى عليها على هذا الال ..شهر ..وشهران ..وعشرة ..وقلبها ين إل ولدها .. وعبادة الواحد العلم ..فأسلمت هي وزوجها ..فاشتد عليهما أذى قريش ..فهاجرا إل
وفكرها مشغول على زوجها .. البشة ..
حت أتت ستةً كاملة ..وهي ف بر من الدموع .. ث عادا إل مكة بعد زمان ..
حت مر با رجل من بن عمها ..فرآها باكية شاحبة ..فرحها ..فقال لقومها :أل ترجون فعادت قريش ليذائهم ..فأخذ أبو سلمة زوجته وولده ..وخرج بم إل الدينة مهاجرا ..
هذه السكينة ..فرقتم بينها وبي زوجها وبي ولدها .. أركبها على بعي ..ووضع الغلم ف حجرها ..ومضى خارجا من مكة ..
فقال قومها :القي بزوجك إن شئت .. فلما كان ف بعض الطريق ..رآه رجال من بن مزوم وهم قبيلة أم سلمة ..
فاستبشرت ..وجعت متاعها ..وركبت بعيها وحدها .. فقالوا :هذه نفسك قد غلبتنا عليها ..أرأيت أبنتنا هذه ! علم نتركك تسي با ف البلد ؟
فعلم قوم أب سلمة بروجها ..فردوا عليها ولدها .. ث تزاحوا عليه ..فنعوا خطام البعي من يده ..وأخذوها يقودونا ..وهو ينظر إل زوجته
فوضعت ولدها ف حجرها ..ومضت جهة الدينة .. وولده ..ل يلك لما شيئا ..
حت إذا كانت ف بعض الطريق ..لقيها عثمان بن أب طلحة .. فصار السكي يتلفت ينة ويسرة ..يبحث عن معي ..
فتعجب من سفرها وحدها ..فسألا :إل أين يا بنت أمية ؟ فمر به رجال من قبيلته ..فلما رأوه مغلوبا ..أقبلوا إل أم سلمة ليأخذوها ..فأب قومها ..
فقلت :أريد زوجي بالدينة .. فأقبل قوم أب سلمة على الغلم الصغي وانتزعوه من يد أمه وهم يقولون ..ل وال ..ل
قال :أو معك أحد ؟ نترك ابننا عندها ..
قلت :ل ..ما معي إل ال ..ومعي ابن هذا .. فصاحت أم سلمة ..فأقبل قومها على الغلم ليأخذوه ..
31
قال الطفيل :فوال ما زالوا ب يوفونن منه ..حت أجعت أل أسع منه شيئا ..ول أكلمه قال :وال مالك من مترك ..فأخذ بطام البعي ..فانطلق معها ب ..
..بل حشوت ف أذنّ كرسفا -وهو القطن – خوفا من أن يبلغن شيء من قوله ..وأنا مارّ قالت أم سلمة :
به .. فوال ما صحبت رجلً من العرب قط ..أرى أنه كان أكرم منه ..
فغدوت إل السجد .. كان إذا بلغ النل أناخ ب ..ث استأخر عن ..حت إذا نزلت استأخر ببعيي ..
قائم يصلي عند الكعبة .. فإذا رسول ال فحط عنه ..ث قيده ف الشجرة ..ث تنحى عن إل شجرة ..فاضطجع تتها ..
فقمت منه قريبا ..فأب ال إل أن يسمعن بعض قوله .. فاذا دنا وقت السي ..قام إل بعيي فقدمه فرحله ..ث استأخر عن ..
فسمعت كلما حسنا .. وقال :اركب ..فاذا ركبت واستويت على بعيي أتى فأخذ بطامه ..فقاده ..
فقلت ف نفسي :واثكل أمي ! وال إن لرجل لبيب ..ما يفى عليّ السنُ من القبيح .. حت ينل ب ..فلم يزل يصنع ذلك ب حت أقدمن الدينة ..
فما ينعن أن أسع من هذا الرجل ما يقول ..فإن كان الذي به حسنا قبلته ..وإن كان فلما نظر ال قرية بن عمرو بن عوف بقباء ..
قبيحا تركته .. قال :زوجك ف هذه القرية فادخليها على بركة ال ..ث انصرف راجعا إل مكة ..
فمكثت حت قضى صلته ..فلما قام منصرفا إل بيته تبعته .. ث اسلم عثمان بن أب طلحة بعد ذلك .. Z
حت إذا دخل بيته دخلت عليه ..فقلت :يا ممد ..إن قومك قالوا ل كذا وكذا .. * * * * * * * * * *
ووال ما برحوا يوفونن منك حت سددت أذن بكرسف لئل أسع قولك ..وقد سعت منك القرار الشجاع ..
قولً حسنا ..فاعرض عليّ أمرك .. الطفيل بن عمرو ..
فابتهج النب عليه الصلة والسلم ..وفرح ..وعرض السلم على الطفيل ..وتل عليه كان سيدا مطاعا ف قبيلته دوس ..
القرآن .. قدم مكة يوما ف حاجة ..فلما دخلها ..رآه أشراف قريش ..فأقبلوا عليه ..
فتفكر الطفيل ف حاله ..فإذا كل يوم يعيشه يزيده من ال بعدا .. قالوا له :من أنت ؟ قال :أنا الطفيل بن عمرو ..سيد دوس ..
وإذا هو يعبد حجرا ..ل يسمع دعاءه إذا دعاه ..ول ييب نداءه إذا ناداه .. فنظر بعضهم إل بعض ..وخافوا أن يراه النب عليه الصلة والسلم فيدعوه إل السلم ..
وهذا الق قد تبي له .. فإن أسلم هذا السيد ..قوي به السلم ..
ث بدأ الطفيل يتفكر ف عاقبة إسلمه .. فاجتمعوا عليه وقال له أحدهم :إن ههنا رجل ف مكة يزعم أنه نب ..فاحذر أن تلس معه
كيف يغي دينه ودين آبائه !! ..ماذا سيقول الناس عنه ؟! أو تسمع كلمه ..فإنه ساحر ..إن استمعت إليه ذهب بعقلك ..
حياته الت عاشها ..أمواله الت جعها ..أهله ..ولده ..جيانه ..خلنه .. ث قال له الخر مثل ذلك ..وزاد الثالث عليهما ..وأكثروا الكلم ..
32
قال :و ل يا بن ؟ كل هذا سيضطرب ..
.. قال :أسلمت وتابعت دين ممد سكت الطفيل ..يفكر ..يوازن بي دنياه وأخراه ..
قال :دين هو دينك .. وفجأة إذا به يضرب بدنياه عرض الائط ..
قال :فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ..ث ائتن حت أعلمك ما علمت .. نعم سوف يستقيم على الدين ..
فذهب أبوه واغتسل وطهر ثيابه ..ث جاء فعرض عليه السلم فأسلم .. وليض من يرضى ..وليسخط من يسخط ..
ث مشى الطفيل إل بيته ..فأقبلت إليه زوجته .. وماذا يكون أهل الرض ..إذا رضي أهل السماء ..
فقال :إليك عن ..فلست منك ولست من .. ماله ورزقه بيد من ف السماء ..
قالت :ول ؟ بأب أنت وأمي .. صحته وسقمه بيد من ف السماء ..
.. قال :فرّق بين وبينك السلم ..وتابعت دين ممد منصبه وجاهه بيد من ف السماء ..
قالت :فدين دينك .. بل حياته وموته بيد من ف السماء ..
قال :فاذهب فتطهري ..ث ارجعي إلّ ..فولّته ظهرها ذاهبة .. فإذا رضي أهل السماء ..فل عليه ما فاته من الدنيا ..
وكان لم صنم اسه ذو الشرى ..يعظمونه ويرون أن من ترك عبادته أصابه الصنم بعقوبة .. إذا أحبه ال ..فلبيغضه بعدها من شاء ..وليتنكر له من شاء ..وليستهزئ به من شاء ..
فخافت السكينة إن أسلمت أن يضرها أو يضر أولدها .. فليتك تلو والياة مريرة وليتك ترضى والنام غضاب
فرجعت إليه وقالت :بأب أنت وأمي ..أما تشى على الصبية من ذي الشرى ..؟ وليت الذي بين وبينك عامر وبين وبي العالي خراب
وذو الشرى صنم عندهم يعبدونه ..وكانوا يرون أن من ترك عبادته أصابه أو أصاب ولده إذا صح منك الود فالكل هي وكل الذي فوق التراب تراب
بأذى .. نعم ..أسلم الطفيل ف مكانه ..وشهد شهادة الق ..
فقال الطفيل :اذهب ..أنا ضامن لك أن ل يضرهم ذو الشرى .. ث ارتفعت هته ..وثارت عزيته ..فقال :
فذهبت فاغتسلت ..ث عرض عليها السلم فأسلمت .. يا نب ال ..إن امرؤ مطاع ف قومي ..وإن راجع إليهم وداعيهم إل السلم ..
ث جعل الطفيل يطوف ف قومه ..يدعوهم إل السلم بيتا بيتا ..ويقبل عليهم ف نواديهم ث خرج الطفيل من مكة ..مسرعا إل قومه ..حاملً همّ هذا الدين ..
..ويقف عليهم ف طرقاتم .. يصعد به جبل ..وينل به واد ..
لكنهم أبو إل عبادة الصنام .. حت وصل إل ديار قومه ..فلما دخلها ..أقبل إليه أبوه ..وكان شيخا كبيا ..
فغضب الطفيل ..وذهب إل مكة .. فقال الطفيل :إليك عن يا أبت ..فلست منك ولست من ..
33
فإذا به يقع على الرض فجأة مغمى عليه .. فقال :يا رسول ال ..إن دوسا قد عصت وأبت ..يا رسول ال فأقبل على رسول ال
حله بعض الصلي إل الستشفى .. ..فادع ال عليهم ..
فحدثن الدكتور البي الذي عاين حالته ..قال : فتغي وجه النب عليه الصلة والسلم ..ورفع يديه إل السماء ..
أُت إلينا بذا الشاب ممولً كالنازة ..فلما كشفت عليه فإذا هو مصاب بلطة ف القلب .. فقال الطفيل ف نفسه ..هلكت دوْس ..
لو أصيب با جل لردته ميتا .. ..يقول " :اللهم اهد دوسا ..اللهم اهد دوسا .. فإذا بالرحيم الشفيق
نظرت إل الشاب فإذا هو يصارع الوت ..ويودع أنفاس الياة .. ث التفت إل الطفيل وقال :ارجع إل قومك ..فادعهم ..وارفق بم ..
سارعنا إل ندته وتنشيط قلبه .. فرجع إليهم ..فلم يزل بم ..حت أسلموا ..
أوقفت عنده طبيب السعاف يراقب حالته ..وذهبت لحضار بعض الجهزة لعالته .. ومرت اليام ..ومات النب عليه الصلة والسلم ..
فلما أقبلت إليه مسرعا ..فإذا الشاب متعلق بيد طبيب السعاف .. فخرج الطفيل مع ولده والسلمي لقتال مسليمة الكذاب ف اليمامة ..
والطبيب قد الصق أذنه بفم الشاب ..والشاب يهمس ف أذنه بكلمات ..فوقفت أنظر فرأى ف منامه رؤيا و هو متوجه إل اليمامة أن رأسه حلق ..وأنه خرج من فمه طائر ..وأنه
إليهما ..لظات.. لقيته امرأة فأدخلته فيها ..وأرى ابنه يطلبه طلبا حثيثا ث رأيته حبس عنه ..
وفجأة أطلق الشاب يد الطبيب ..وحاول جاهدا أن يلتفت لانبه الين .. فلما أصبح أخب أصحابه بالرؤيا ..وقال فإن قد عبتا :قالوا :بَ ..
ث قال بلسان ثقيل :أشهد أن ل إله إل ال ..وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ..وأخذ قال :أما حلق رأسي فوضعه ..وأما الطائر الذي خرج منه فروحي ..
يكررها ..ونبضه يتلشى ..وضربات القلب تتفي ..ونن ناول إنقاذه ..ولكن قضاء ال وأما الرأة الت أدخلتن فيها فالرض تفر ل فأغيب فيها ..
كان أقوى.. وأما طلب ابن إياي ث حبسه عن فإن أراه سيجتهد أن يصيبه من الشهادة ما أصابن ..
ومات الشاب.. فقتل Zشهيدا باليمامة ..وجرح ابنه جراحه شديدة ..لكنه نى من الوت ..
عندها انفجر طبيب السعاف باكيا ..حت ل يستطع الوقوف على قدميه.. ث استشهد ف معركة اليموك زمن عمر .. Z
فعجبنا وقلنا له :يا فلن ! ..ما لك تبكي !! ..ليست هذه أول مرة ترى فيها ميتا.. * * * * * * * * * *
لكن الطبيب استمر ف بكائه ونيبه.. يرى مقعده في الجنة !!
فلما خف عنه البكاء ..سألناه :ماذا كان يقول لك الفت ؟ شاب ..بلغ من عمره ستة عشر عاما ..كان ف السجد يتلو القرآن ..وينتظر إقامة صلة
فقال :لا رآك يا دكتور ..تذهب وتيء ..وتأمر وتنهى ..علم أنك الطبيب الختص به .. الفجر ..
فقال ل : فلما أقيمت الصلة ..رد الصحف إل مكانه ..ث نض ليقف ف الصف ..
34
أصبحت بشكل يومي أحادث صديقات .. يا دكتور ..قل لصاحبك طبيب القلب ..ل يتعب نفسه ..ل يتعب ..أنا ميت ل مالة ..
بعدها أصبح زوجي ل يسمع من أي شكوى أو مطالب .. وال إن أرى مقعدي من النة الن ..
أعترف بأنه ارتاح كثيا من إزعاجي وشكواي .. * * * * * * * * * *
كان كلما خرج من البيت أقبلت كالجنونة على النترنت بشغف شديد .. ..على فراش الموت ..
أجلس أقضي الساعات الطوال .. كتبت إلّ :
بدأت أتن غيابه كثيا ..وقد كنت اشتاق إليه حت بعد خروجه بقليل .. ما من يوم ير علي إل وأبكي ..
أنا أحب زوجي بكل ما تعن هذه الكلمة ..وهو ل يقصر معي .. كل يوم ير أفكر فيه بالنتحار مرات ..
حت وحالته الادية ليست باليدة مقارنة بأخوات وصديقات ..إل أنه كان بدون مبالغة يبذل ل تعد حيات تمن أبدا ..أتن الوت كل ساعة ..
لسعادي بأي طريقة .. ليتن ل أولد ول أعرف هذه الدنيا ..
ومع مرور اليام وجدت النترنت تسعدن أكثر فأكثر ..أصبحت ل أهتم حت بالسفر إل بدايت كانت مع واحدة من صديقات القليلت ..
أهلي ..وقد كنا كل أسبوعي نسافر لنرى أهلي وأهله .. دعتن ذات يوم إل بيتها ..وكانت من الذين يستخدمون النترنت كثيا ..وقد أثارت ف
كان كلما دخل البيت فجأة ارتبكت فأطفئ كل شيء عندي بشكل جعله يستغرب فعلي .. الرغبة لعرفة هذا العال ..
ل يكن عنده شك ..بل كان يريد أن يرى ماذا أفعل ف النترنت .. لقد علمتن كيف يستخدم ..وكل شيء تقريبا على مدار شهرين ..حيث بدأت أزورها
ربا كان لديه فضول ..أو هي الغية ..حيث قد رأى يوما مادثة صوتية ل أستطع إخفائها.. كثيا ..
بعدها كان يعاتبن ويقول :النترنت مال واسع للمعرفة ..وليس مضيعة وقت .. تعلمت منها "التشات" بكل أشكاله ..
مرت اليام وأنا أزداد بالتشات فتنة .. تعلمت منها كيفية التصفح ..وبث الواقع اليدة والرديئة ..
تركت مسألة تربية البناء للخادمة .. ف خلل هذين الشهرين كنت ف عراك مع زوجي كي يدخل النترنت ف البيت ..
كنت أعرف مت يعود ..فأطفئ الهاز قبل ميئه .. وكان ضد تلك السألة ..حت أقنعته بأن أشعر باللل الشديد ..ونن نسكن بعيدا عن أهلي
ومع ذلك أهلت نفسي كثيا ..كنت ف السابق أكون ف أحسن شكل ..وأجل زينة عند ..
عودته من العمل .. تججت بأن كل صديقات يستخدمن النترنت ..فلم ل أستخدمه وأحادثهن من خلله فهو
وبعد النترنت بدأ هذا يتلشى حت اختفى كليا .. أرخص من فاتورة الاتف على أقل تقدير ..
وافق زوجي ..ويا ليته ل يفعل ..
35
ف يوم من اليام طلب ساع صوت ..فرفضت ..أصر على طلبه ..هددن بتركي وأن كنت مشغوفة بالنترنت ..لدرجت أن أذهب خلسة بعد نومه ..وأرجع خلسة قبل أن
يتجاهلن ف التشات والييل .. يصحو من النوم ..
حاولت كثيا مقاومة هذا الطلب ول أستطع ..ل أدري لاذا .. ربا أدرك لحقا أن كل ما أفعله ف النترنت هي مضيعة وقت ولكن كان يشفق علي من
حت قبلت مع بعض الشروط ..أن تكون مكالة واحدة فقط .. الوحدة وبعد الهل وقد استغللت هذا أحسن استغلل ..
استخدمنا برناما للمحادثة الصوتية ..رغم أن البنامج ليس باليد ..ولكن كان صوته كان منعجا لهال الولد ..
جيل جدا وكلمه عذب جدا .. وبن كثيا ..وكنت أتظاهر بالبكاء ..وأقول أنت ل تعرف ماذا يدور ف البيت ف غيبتك
قال ل :صوتك غي واضح عب النترنت ..أعطين رقم هاتفك .. ..فأنا مهتمة بم حريصة عليهم ..لكنهم يتعبون ..
رفضت ذلك ..تعجبت من جرأته ..ل أجرؤ على مكالته لدة طويلة .. باختصار أهلت كل شيء ..حت زوجي ..كنت أهاتفه عشرات الرات وهو خارج البيت
كنت أعلم وال أن الشيطان الرجيم كان يلزمن ويسن صوته ف نفسي ويصارع بقايا العفة فقط أريد ساع صوته ..والن وبعد النترنت أصبح ل يسمع صوت أبدا إل ف حالة احتياج
والدين وما أملك من أخلق .. البيت لبعض الطلبات النادرة ..
حت أتى اليوم الذي كلمته من الاتف .. تولدت لدى زوجي غية كبية من النترنت ..
ومن هنا بدأت حيات بالنراف ..لقد انرفت كثيااااااا .. مر عليّ ستة أشهر على هذا الال ..
أصبحنا كالسد الواحد ..نستخدم "التشات" ونن نتكلم عب الاتف .. بنيت علقات مع أساء مستعارة ل أعرف إن كانت لرجل أم أنثى ..
لن أطيل الكلم .. كنت أحاور كل من ياورن عب التشات ..
من يقرا قصت يشعر بأن زوجي مهمل ف حقي ..أو كثي الغياب عن البيت .. حت وأنا أعرف أن الذي ياورن رجل ..
ولكن العكس هو الصحيح ..كان يرج من عمله ول يذهب إل أصدقائه كثيا من أجلنا أنا إل أن شخصا واحدا هو الذي أقبلت عليه بشكل كبي ..
وأولدي .. أحببت حديثه ونكته ..كان مسليا ..بدأت العلقة بيننا تقوى مع اليام ..
ومع مرور اليام وبعد اندماجي بالنترنت والت كنت أقضي با ما يقارب 8إل 12ساعة تكونت هذه العلقة اليومية ف خلل 3أشهر تقريبا ..
يوميا ..أصبحت أكره كثرة تواجده ف البيت ..ألومه على هذا كثيا .. كان يغمرن بكلمه العسول ..وكلمات الب والشوق ..
أشجعه بأن يعمل ف الساء حت نتخلص من الديون التراكمة والقساط الت ل تريد أن تنتهي ربا ل تكن كلماته جيلة إل هذه الدرجة ..ولكن الشيطان جّلها بعين كثيا ..كانت
.. ماثاتنا كلها كتابة ..عب " التشات " ..
وفعل أخذ بكلمي ..ودخل شريكا مع أحد أصدقائه ف مشروع صغي ..
36
عرض عليّ أن أذهب مع الولد إل أهلي .. بعد ذلك ..أصبح الوقت الذي أقضيه ف النترنت أكثر وأكثر ..
أحسست أن هذا هو الوقت الناسب .. رغم انزعاجه كثيا من فاتورة الاتف والت تصل إل اللف أحيانا ..إل أنه ل يقدر على
رفضت الذهاب لهلي .. صدي عن هذا أبدا ..
فوافق مضطرا وذهب مسافرا ف يوم المعة .. بدأت علقت بصاحب تتطور ..
وف يوم الحد كان الوعد .. أصبح يطلب رؤيت بعدما سع صوت مرارا ..بل ربا مل منه ..
اتفقت مع الشيطان أن أقابله ف مكان بأحد السواق .. ل أكن أبال كثيا أو أحاول قطع اتصال به ..
ركبت سيارته ث أنطلق يوب الشوارع .. بل كنت فقط أعاتبه على طلبه ..وربا كنت أكثر منه شوقا إل رؤيته ..
أول مرة ف حيات أخرج مع رجل غريب .. لكن كنت أترفع عن ذلك ..ل لشيء ..سوى أنن خائفة ..
كان يبدو عليه القلق أكثر من .. أصبح إلاحه يزداد يوما بعد يوم ..يريد فقط رؤيت ل أكثر ..
قلت له :ل أريد أن يطول وقت خروجي من البيت ..أخشى أن يتصل زوجي أو يدث قبلت طلبه بشرط أن تكون أول وآخر مرة نتقابل فيها ..
شيء .. تواعدنا ث التقينا ف أحد السواق وكان الشيطان ثالثنا ..
قال ل :وإذا عرف زوجك ..ربا يطلقك وترتاحي منه .. ف القيقة من أول نظرة أعجبن ..بل زيّنه الشيطان ف عين ..
ل يعجبن حديثه و نبة صوته ..بداء القلق يزداد عندي .. ل يكن زوجي قبيحا ..لكن الشيطان يزين الرام ..
قلت له :يب أن ل تبتعد كثيا ..ل أريد أن أتأخر عن البيت .. افترقنا ..بدأ بعدها يقوي علقته ب ..
بدأ يشغلن بأحاديث جانبية .. ل يكن يعرف أن متزوجة ..وأم أولد ..
وفجأة وإذا أنا ف مكان ل أعرفه ..مظلم وهي أشبه باستراحة أو مزرعة .. رآن بعدها مرارا ..عرف عن كل شيء ..
بدأت أصرخ به ما هذا الكان ؟ إل أين تأخذن ؟ .. جعلن أكره زوجي ..
وما هي إل ثوان معدودات ..وإذا بالسيارة تقف ..ورجل آخر يفتح عليّ الباب ويرجن عرض علي الطلق من زوجي لتزوجه ..
بالقوة ..وثالث داخل الستراحة ..ورابع رأيته جالسا ..روائح غريبة تنبعث من الكان .. بدأت أكره زوجي ..بدأت اصطنع معه الشاكل كل يوم ليطلقن ..
كان كل شيء ينل علي كالصاعقة .. ل يتمل زوجي هذه الشاكل التافهة ..و بدأ يكثر الغياب عن البيت ..
صرخت وبكيت واستعطفتهم .. حت وقعت الكارثة ..
أصبحت من شدة الرعب ل أفهم ما يدور حول .. قال زوجي إنه ذاهب ف رحلة عمل لدة خسة أيام ..
37
حزن زوجي لال ..بل ترك عمله أياما ليكون قريبا من ..رفض أن يطلقن ..كان شعرت بضربة كف على وجهي ..وصوت يصرخ علي ..
السكي يبن ..تعب حت كون أسرة وبيتا ول يريد أن يهدمه .. فزلزلن زلزا ًل فقدت الوعي بعده من شدة الوف ..
كتمت سرّي ف صدري ..وكل يوم ير ب أزداد قهرا على قهري ..أي ذلٍ أصابن من وقع ما وقع ..
أولئك النذال ..كيف أكون مزبلة لشراب خر ومتعاطي مدرات يعبثون بسدي كما صحوت بعدها من إغمائي ..
شاءوا ..كم كنت غبية حقاء ..كيف أمضيت أشهرا ف صرف عواطفي لن ل يستحقها .. تلكن رعب شديد ..جسمي يرتعش ..ل أتوقف عن البكاء ..
وها أنا أكتب هذه القصة من على فراش الرض والزال ..بل لعله يكون فراش الوت .. ربطوا عين ..وحلون إل السيارة ..ورمون ف مكان قريب من البيت ..
دخلت البيت مسرعة ..بقيت أبكي وأبكي حت جفت دموعي ..
* * * * * * * * * * أصبحت حبيسة غرفت ..ل أر أبنائي ..ول أدخل ف فمي لقمة ..
..اتخذوه مهجورا ً .. كرهت نفسي ..حاولت النتحار ..
قالت :
أبنائي ل أعد أعرفهم ..أو أشعر بوجودهم ..
كنت ف الرم الكي ..ف قسم النساء ..وإذا بامرأة تطرق على كتفي ..وتردد بلكنة
رجع زوجي من السفر ..كانت حالت سيئة لدرجة أنه أخذن إل الستشفى بقوة ..
أعجمية :يا حاجة !! يا حاجة !!..
أعطون مهدئات ومقويات ..
إلتفت إليها ..فإذا امرأة متوسطة السن ..غلب على ظن أنا تركية ..
طلبت من زوجي أن يأخذن إل أهلي بأسرع وقت ..
سلمت علي ..وقعت ف قلب مبتها !
كنت أبكي كثيا ..وأهلي ل يعلمون شيئا ..يعتقدون أن هنالك مشكلة بين وبي زوجي..
سبحان ال الرواح جند مندة ..
حاول أب أن يتفاهم مع زوجي ..ول يصل معه إل نتيجة ..لن زوجي أصلً ل يعلم شيئا..
كانت تريد أن تقول شيئا ..تاول استجماع كلماتا ..
ل أحد يعلم ما الذي حل ب ..حت أن أهلي عرضون على بعض القراء ..اعتقادا منهم بأن
أشارت إل الصحف الذي كنت أحله ..ث قالت بعربية مكسرة :
مريضة ..
أنت تقرأ ف قرآن ..؟!
باختصار ..أنا ل أستحق زوجي أبدا ..
قلت :نعم ! ..وإذا بالرأة ..
لذا طلبت منه الطلق ..إكراما له وال ..فأنا ل أستحق أن أعيش بي الشراف مطلقا ..
يمر وجهها ..وتتلئ عيناها بالدموع ..
أنا الت حفرت قبي بيدي ..وصديق "التشات" ل يكن سوى صائد لفريسة من البنات
قد هالن منظرها ..بدأت ف البكاء !!
الّلوات يستخدمن التشات ..
قلت لا :ما بك !؟
38
ل أتالك نفسي من البكاء ! امرأة أعجمية ..ف بلد علمانية ..تشى أن تلقى ال ول تقرأ قالت بصوت منوق وهي تنظر بجل ..
كتابه .. قالت :أنا ما أقرأ قرآن ..
منتهى أملها ف الياة أن تتم القرآن .. قلت :لاذا ؟
تبكي ..وتزن ..وتضيق عليها نفسها ..لنا ل تستطيع تلوة كتاب ال .. قالت :ما أعرف ..ومع انتهاء حرف الفاء ..انفجرت باكية ..
فما بالنا قد هجرناه ؟ ظللت أربت على كتفيها وأهديء من روعها ..
قد أوتيناه فنسيناه ؟ قلت :أنت الن ف بيت ال ..اسأليه أن يعلمك ..وأن يعينك على قراءة القرآن ..
ما بالنا والسبل ميسرة لفظه وتلوته وفهمه ؟ كفكفت دموعها ..
بال ..على أي شيء تترق قلوبنا ؟ وما الذي يثي مدامعنا ويهيج أحزاننا ؟ وف مشهد لن أنساه ما حييت ..رفعت الرأة يديها تدعو ال قائلة :اللهم افتح قلب ..
* * * * * * * * * * اللهم افتح قلب أقرأ قرآن ..اللهم افتح قلب أقرأ قرآن ..
ث التفتت إلّ وقالت :أنا أموت وما قرأت قرآن ..
قلت لا :ل ..إن شاء ال سوف تقرأينه كاملً وتتميه مرات ومرات ..
سألتها :هل تقرأين الفاتة ؟
فاستبشرت ..وقالت :نعم ..
ث بدأت ترتل :المد ل رب العالي ..الرحن الرحيم ..
حت ختمتها ..
ث جلست تعدد صغار السور الت تفظها ..
كنت متعجبة من عربيتها اليدة إل حد ما ..وهي تتكلم عن حياتا ..وما تبذله لتتعلم
القرآن ..
وفجأة تغي وجهها ..وقالت :إذا أنا أموت ما قرأت قرآن ..أنا ف نار !!
أنا وال أسع شريط ..بس لزم ف قراءة !!
هذا كلم ال ..كلم ال العظيم ! وبدأت السكينة تدافع عباتا وهي تتكلم عن عظمة ال
..وحق كتابه علينا ..
39