You are on page 1of 95

‫‪P‬‬

‫البداية ‪..‬‬
‫أما هي ‪ ..‬فكانت فتاة روسية ‪ ..‬من عائلة مافظة ‪..‬‬
‫لكنها ( آرثوذوكسية ) شديدة التعصب للنصرانية ‪..‬‬
‫عرض عليها أحد التجار الروس أن تصحبه مع مموعة من الفتيات ‪ ..‬إل دولة خليجية ‪..‬لشراء أجهزة كهربائية ‪ ..‬ث بيعها ف روسيا ‪..‬‬
‫كان هذا هو الدف التفق عليه بي الرجل ‪ ..‬وهؤلء الفتيات ‪..‬‬
‫وعندما وصلوا إل هناك ‪ ..‬كشر عن أنيابه ‪ ..‬وعرض عليهن مارسة الرذيلة ‪ ..‬وبدأ ف تقدي الغراءات لن ‪ ..‬مال وافر ‪ ..‬علقات واسعة ‪..‬‬
‫إل أن اقتنع أكثر الفتيات بفكرته ‪..‬‬
‫إل هذه الفتاة ‪ ..‬كانت شديدة التعصب لدينها النصران ‪ ..‬فتمنعت ‪..‬‬
‫فضحك منها ‪ ..‬وقال ‪ :‬أنتِ ف هذا البلد ضائعة ‪ ..‬ليس معكِ إل ما تلبسي من الثياب ‪ ..‬ولن أعطيكِ شيئا ‪ ..‬وبدأ يضيق عليها ‪..‬‬
‫أسكنها ف شقة مع بقية الفتيات ‪ ..‬وخبا جوازات سفرهن عنده ‪ ..‬وانرفت الفتيات مع التيار ‪ ..‬وثبتت هي على العفاف ‪..‬‬
‫ل زالت تلح عليه كل يوم ‪ ..‬ف تسليمها جوازها ‪ ..‬أو إرجاعها إل بلدها ‪ ..‬فيأب عليها ذلك ‪..‬‬
‫فبحثت يوما ف الشقة ‪ ..‬حت وجدت جوازها ‪ ..‬فاختطفته ‪..‬‬
‫وهربت من الشقة ‪..‬‬
‫خرجت إل الشارع ‪ ..‬ل تلك إل لباسها ‪..‬‬
‫هامت على وجهها ‪ ..‬ل تدري أين تذهب ‪ ..‬ل أهل ‪ ..‬ول معارف ‪ ..‬ول مال ‪ ..‬ول طعام ‪ ..‬ول مسكن ‪..‬‬
‫أخذت السكينة تتلفت حائرة ينة ويسرة ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫وفجأة رأت شابا‪ ..‬يشي مع ثلث نساء ‪..‬‬
‫اطمأنت لظهره ‪ ..‬فأقبلت عليه ‪..‬‬
‫وبدأت تتكلم باللغة الروسية ‪..‬‬
‫فاعتذر أنه ل يفهم الروسية ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬هل تتكلمون النليزية ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نعم !‬
‫فرحت ‪ ..‬وبكت ‪ ..‬وقالت ‪ :‬أنا امرأة من روسيا ‪ ..‬قصت كذا وكذا ‪ ..‬ليس معي مال ‪ ..‬وليس ل مسكن ‪ ..‬أريد العودة إل بلدي ‪..‬‬
‫أريد منكم فقط إيوائي ‪ ..‬يومي أو ثلثة ‪ ..‬حت أتدبّر أمري مع أهلي وإخوت ف بلدي ‪..‬‬
‫أخذ الشاب ( خالد ) يفكر ف أمرها ‪..‬‬
‫ربا تكون مادعة ‪ !..‬أو متالة ‪ !..‬وهي تنظر إليه وتبكي ‪..‬‬
‫وهو يشاور أمه وأختيه ‪..‬‬
‫وف النهاية ‪..‬‬
‫أخذوها إل البيت ‪..‬‬
‫وبدأت تتصل بأهلها ‪ ..‬ولكن ل ميب ‪ ..‬الطوط متعطلة ف ذاك البلد !‬
‫وكانت تعيد ف كل ساعة التصال ‪..‬‬
‫عرفوا أنا نصرانية ‪ ..‬تلطفوا معها ‪ ..‬رفقوا با ‪ ..‬أحبتهم ‪..‬‬
‫عرضوا عليها السلم ‪ ..‬ولكنها رفضت ‪ ..‬ل تريد ‪..‬‬
‫‪2‬‬
‫بل ل تقبل النقاش ف موضوع الدين أصلً ‪..‬‬
‫لنا من أسرة " أرثوذكسية " متعصبة تكره السلم والسلمي !‬
‫فذهب خالد ‪ ..‬إل مركز إسلمي للدعوة ‪..‬‬
‫وأحضر لا كتبا عن السلم باللغة الروسية ‪..‬‬
‫فقرأتا ‪ ..‬وتأثرت با ‪ ..‬ومرت اليام ‪ ..‬وهم ياولون ويقنعون ‪..‬‬
‫حت أسلمت ‪ ..‬وحسن إسلمها ‪ ..‬وبدأت تتم بتعاليم الدين ‪ ..‬وترص على مالسة الصالات ‪..‬‬
‫خافت أن ترجع إل بلدها فترتد إل نصرانيتها ‪..‬‬
‫زواج ‪..‬‬
‫فتزوجها خالد ‪..‬‬
‫وكانت أكثر تسكا بالدين ‪ ..‬من كثي من السلمات ‪..‬‬
‫ذهبت يوما مع زوجها إل السوق ‪ ..‬فرأت امرأة متحجبة ‪ ..‬قد غطت وجهها ‪ ..‬وكانت هذه أول مرّة ترى فيها امرأة متحجبة تاما ‪ ..‬فاستغربت من‬
‫هذا الشكل !!‬
‫وقالت ‪ :‬خالد ‪ ..‬لاذا هذه الرأة بذا الشكل ؟ لعل هذه الرأة مصابة بعلّة شوهت وجهها ‪ ..‬فغطته ؟‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬هذه الرأة تجبت الجاب الذي ارتضاه ال سبحانه وتعال لعباده ‪..‬‬
‫والذي أمر به رسوله ‪..‬‬
‫فسكتت قليلً ‪ ..‬ث قالت ‪ :‬نعم ‪ ..‬فعلً ‪ ..‬هذا هو الجاب السلمي ‪ ..‬الذي أراده ال منا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬وما أدراكِ ؟‬

‫‪3‬‬
‫قالت ‪ :‬أنا الن إذا دخلت أي مل تاري ‪ ..‬ل تنل أعي أصحاب الحل عن وجهي ! تكاد أن تلتهم وجهي قطعة قطعة !!‬
‫إذن وجهي هذا لبد أن يُغطّى ‪ ..‬ل بد أن يكون لزوجي فقط يراه ‪ ..‬إذن لن أخرج من هذا السوق إل بثل هذا الجاب ‪ ..‬فمن أين نشتريه ‪..‬؟‬
‫قال ‪ :‬استمري على حجابك هذا ‪ ..‬كأمي وأخوات ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬ل ‪ ..‬بل أريد الجاب الذي يريده ال ‪..‬‬
‫مرت اليام على هذه الفتاة ‪ ..‬وهي ل تزداد إل إيانا ‪..‬‬
‫وأحبها من حولا ‪ ..‬وملكت على زوجها قلبه ومشاعره ‪..‬‬
‫وف ذات يوم نظرت إل جواز سفرها ‪ ..‬فإذا هو قد قارب النتهاء ‪..‬‬
‫ول بد أن يُجدّد ‪..‬‬
‫والصعب من ذلك ‪ ..‬أنه ل بد أن يُجدد من الدينة نفسها الذي تنتمي إليها الرأة ‪..‬‬
‫إذن ل بد من السفر إل روسيا ‪ ..‬وإل تعتب إقامتها غي نظامية ‪..‬‬
‫قرر خالد السفر معها ‪ ..‬فهي ل تريد السفر من غي مرم ‪..‬‬
‫ركبوا ف طائرة تابعة للخطوط الروسية ‪..‬‬
‫وركبت هي بجابا الكامل !! وجلست بانب زوجها شامة بكل عزة ‪..‬‬
‫قال لا خالد ‪ :‬أخشى أن نقع ف إشكالت بسبب حجابك ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬أنت الن تريد من أن أطيع هؤلء الكفرة ! وأعصي ال ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬وال ‪ ..‬فليقولوا ما شاءوا ‪..‬‬
‫بدأ الناس ينظرون إليها ‪..‬‬
‫‪4‬‬
‫وبدأت الضيفات يوزعن الطعام ‪ ..‬ومع الطعام المر ‪..‬‬
‫وبدأ المر يعمل ف الرؤوس ‪ ..‬وبدأت اللفاظ النابية ‪ ..‬توجه إليها من هنا وهناك ‪..‬‬
‫فهذا يتندر ‪ ..‬وذاك يضحك ‪ ..‬والثالث يسخر ‪..‬‬
‫ويقفون بانبها ‪ ..‬ويعلّقون عليها‪..‬‬
‫وخالد ينظر إليهم ‪ ..‬ل يفهم شيئا ‪..‬‬
‫أما هي فكانت تبتسم وتضحك ‪..‬‬
‫وتترجم له ما يقولون ‪..‬‬
‫غضب الزوج ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬ل ‪ ..‬ل تزن ‪ ..‬ول يضِق صدرك ‪ ..‬فهذا أمر بسيط ‪..‬‬
‫ف مقابل ما جابه الصحابة ‪ ..‬وما حصل للصحابيات من بلء وابتلء ‪..‬‬
‫صبت هي وزوجها ‪ ..‬حت وصلت الطائرة ‪..‬‬
‫في روسيا ‪..‬‬
‫قال خالد ‪:‬‬
‫عندما نزلنا ف الطار ‪ ..‬كان أظن أننا سنذهب إل بيت أهلها ‪..‬‬
‫ونسكن عندهم ث بعد ذلك ننهي إجراءاتنا ونعود ‪..‬‬
‫لكن نظرة زوجت كانت بعيدة ‪..‬‬
‫قالت ل ‪ :‬أهلي ( آرثوذوكس ) متعصبون لدينهم ‪ ..‬فل أريد أن أذهب الن !‬

‫‪5‬‬
‫لكن نستأجر غرفة ‪ ..‬ونبقى فيها ‪..‬‬
‫وننهي إجراءات الواز ‪ ..‬وقبيل السفر نزور أهلي ‪..‬‬
‫فرأيت أن هذا رأيا صوابا ‪..‬‬
‫استأجرنا غرفة وبتنا فيها ‪..‬‬
‫ومن الغد ذهبنا إل إدارة الوازات ‪..‬‬
‫دخلنا على الوظف فطلب الواز القدي وصور للمرأة ‪..‬‬
‫فأخرجت له صورا لا بالسود والبيض ‪ ..‬ول يظهر منها إل دائرة الوجه فقط ‪..‬‬
‫فقال الوظف ‪ :‬هذه صورة مالفة ‪ ..‬نريد صورة ملونة ‪ ..‬يظهر فيها الوجه والشعر والرقبة كاملة !!‬
‫فأبت أن تعطيه غي هذه الصور ‪..‬‬
‫وذهبنا إل موظف ثانٍ ‪ ..‬وثالث ‪ ..‬وكلهم يطلبون صورا سافرة ‪..‬‬
‫وزوجت تقول ‪ :‬ل يكن أن أعطيهم صورة متبجة أبدا ‪..‬‬
‫فرفض الوظفون استقبال الطلب ‪..‬‬
‫فتوجهنا إل الديرة الصلية ‪ ..‬فاجتهدت زوجت أن تقنعها بقبول هذه الصور ‪..‬‬
‫وهي تأب ‪..‬‬
‫فأخذت زوجت تلح وتقول ‪ :‬أل ترين صورت القيقية ‪ ..‬وتقارنينها بالصور الت معك ‪ ..‬الهم رؤية الوجه ‪ ..‬الشعر قد يتغي ‪ ..‬هذه الصور تكفي ؟!‬
‫والديرة تصر على أن النظام ‪ ..‬ل يقبل هذه الصور ‪..‬‬
‫فقالت زوجت ‪ :‬أنا لن أحضر غي هذه الصور ‪ ..‬فما الل ؟‬
‫‪6‬‬
‫قالت الديرة ‪ :‬لن يل لكم الشكال إل مدير الوازات الصلية الكبى ف موسكو ‪..‬‬
‫ل وقالت ‪ :‬يا خالد نسافر إل موسكو ‪..‬‬ ‫فخرجنا من إدارة الوازات ‪ ..‬فالتفتت إ ّ‬
‫عندها قلت لا ‪ :‬أحضري الصور الت يريدون ‪..‬‬
‫ول يكلف ال نفسا إل وسعها ‪ ..‬فاتقوا ال ما استطعتم ‪..‬‬
‫وهذه ضرورة ‪ ..‬والواز سياه مموعة من الشخاص فقط ‪ ..‬للضرورة ‪..‬‬
‫ث تفينه ف بيتك إل أن تنتهي مدته ‪ ..‬دعي عنك الشاكل ‪ ..‬ل داعي للسفر إل موسكو ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬ل ‪ ..‬ل يكن أن أظهر بصورة متبجة ‪..‬‬
‫بعد أن عرفت دين ال سبحانه وتعال ‪..‬‬
‫في موسكو ‪..‬‬
‫أصرّت عليّ فسافرنا إل موسكو ‪ ..‬واستأجرنا غرفة وسكنّاها ‪..‬‬
‫ومن الغد ذهبنا إل إدارة الوازات ‪..‬‬
‫دخلنا على الوظف الول فالثان فالثالث وف ناية الطاف ‪..‬‬
‫اضطررنا للتوجه إل الدير الصلي ‪..‬‬
‫دخلنا عليه ‪ ..‬وكان من أشد الناس خبثا !‬
‫عندما رأى الواز ‪ ..‬أخذ يقلب الصور ‪ ..‬ث رفع رأسه إل زوجت وقال ‪:‬‬
‫من يثبت ل أنكِ صاحبة هذه الصور ؟؟‬
‫يريدها أن تكشف وجهها لياها ‪..‬‬

‫‪7‬‬
‫فقالت له ‪ :‬قل لحد الوظفات عندك ‪ ..‬أو السكرتيات ‪ ..‬تأت فأكشف وجهي لا ‪..‬‬
‫وتطابق الصور ‪ ..‬أما أنت فلن تطابق الصور ‪ ..‬ولن أكشف لك وجهي ‪..‬‬
‫فغضب الرجل ‪..‬‬
‫وأخذ الواز القدي ‪ ..‬والصور ‪ ..‬وبقية الوراق ‪ ..‬وضم بعضها إل بعض ‪..‬‬
‫وألقاها ف درج مكتبه الاص ‪..‬‬
‫وقال لا ‪ :‬ليس لكِ جواز قدي ‪ ..‬ول جديد إل بعد أن تأتي إلّ ‪ ..‬بالصور الطابقة تاما ‪ ..‬ونطابقها عليك ‪..‬‬
‫أخذت زوجت تتكلم معه ‪ ..‬تاول إقناعه ‪ ..‬ويتكلمان بالروسية ‪ ..‬وأنا أنظر إليهما ‪ ..‬ل أفهم شيئا ‪ ..‬لكن غضبت ‪ ..‬ول أستطيع أن أفعل شيئا ‪..‬‬
‫وهو يردد ‪ :‬ل بد من إحضار الصور على شروطنا ‪..‬‬
‫حاولت السكينة إقناعه ‪ ..‬ولكن ل فائدة ! فسكتت وظلت واقفة ‪..‬‬
‫التفتّ إليها ‪ ..‬وأخذت أعيد عليها وأكرر ‪ :‬يا عزيزت ‪ ..‬ل يكلف ال نفسا إل وسعها ‪ ..‬ونن ف ضرورة ‪ ..‬إل مت نتجول ف مكاتب الوازات ‪..‬‬
‫فقالت ل ‪ :‬ومن يتقِ ال يعل له مرجا ويرزقه من حيث ل يتسب ‪..‬‬
‫اشتد النقاش بين وبينها ‪ ..‬فغضب مدير الوازات وطردنا من الكتب ‪..‬‬
‫خرجنا نر خطانا ‪ ..‬وأنا بي رحة با ‪ ..‬وغضب عليها ‪..‬‬
‫ذهبنا لنتدارس المر ف غرفتنا ‪ ..‬أنا أُحاول إقناعها ‪ ..‬وهي تاول إقناعي ‪..‬‬
‫إل أن أظلم الليل ‪ ..‬فصلينا العشاء ‪ ..‬وأنا مشغول البال على هذه الصيبة ‪..‬‬
‫ث أكلنا ما تيسر ‪..‬‬
‫ووضعت رأسي لنام ‪..‬‬
‫‪8‬‬
‫كيف تنام ‪..‬‬
‫فلما رأتن كذلك ‪ ..‬تغي وجهها ‪..‬‬
‫ل وقالت ‪ :‬خالد ‪ ..‬تنام !! قلت ‪ :‬نعم ‪ ..‬أما تسي بالتعب ‪!!..‬‬ ‫ث التفتت إ ّ‬
‫قالت ‪ :‬سبحان ال ‪ ..‬ف هذا الوقف العصيب تنام !!‬
‫نن نعيش موقفا يتاج منا إل لوء إل ال ‪..‬‬
‫قُم إلأ إل ال فإن هذا وقت اللجوء ‪..‬‬
‫فقمت ‪ ..‬وصليت ما شاء ال ل أن أصلي ‪ ..‬ث نت ‪..‬‬
‫أما هي فقامت تصلي ‪ ..‬وتصلي ‪..‬‬
‫وكلما استيقظت ‪ ..‬نظرت إليها ‪ ..‬فرأيتها إما راكعة ‪..‬‬
‫أو ساجدة ‪ ..‬أو قائمة ‪ ..‬أو داعية ‪ ..‬أو باكية ‪ ..‬إل أن طلع الفجر ‪..‬‬
‫ث أيقظتن ‪..‬‬
‫وقالت ‪ :‬دخل وقت الفجر ‪ ..‬فهلّم نصلي سويا ‪..‬‬
‫فقمت ‪ ..‬وتوضأت ‪ ..‬وصلينا ‪ ..‬ث نامت قليلً ‪..‬‬
‫وبعدما طلعت الشمس ‪..‬‬
‫استيقظت ‪ ..‬وقالت ‪ :‬هيا لنذهب إل الوازات !!‬
‫فقلت لا ‪ :‬نذهب إل الوازات !! بأي حجة ؟! أين الصور ؟؟‪ ..‬ليس معنا صور ؟!‬
‫قالت ‪ :‬لنذهب وناول ‪ ..‬ل تيأس من روح ال ‪ ..‬ل تقنط من رحة ال ‪..‬‬

‫‪9‬‬
‫فذهبنا ‪ ..‬ووال ما إن وطأت ‪ ..‬أقدامنا أول مكتب من مكاتب الوازات ‪..‬‬
‫ورأوا زوجت وقد عرفوا شكلها من حجابا ‪..‬‬
‫وإذا بأحد الوظفي ينادي ‪ :‬أنت فلنة ؟‬
‫قالت ‪ :‬نعم !‬
‫قال ‪ :‬خذي جوازكِ ‪..‬‬
‫فإذا هو مكتمل تاما ‪ ..‬بصورها الحجبة ‪..‬‬
‫ل وقالت ‪ :‬أل أقل لك " ومن يتق ال يعل له مرجا " ‪..‬‬ ‫فاستبشرت ‪ ..‬والتفتت إ ّ‬
‫فلما أردنا الروج ‪..‬‬
‫قال الوظف ‪ :‬لبد أن تعودوا إل مدينتكم الت جئتم منها ‪ ..‬وتتموا الواز منها ‪..‬‬
‫فرجعنا إل الدينة الول ‪ ..‬وأنا أقول ف نفسي ‪ ..‬هذه فرصة لتزور أهلها قبل سفرنا من روسيا ‪..‬‬
‫وصلنا إل مدينة أهلها ‪ ..‬استأجرنا غرفة ‪..‬‬
‫وختمنا الواز ‪..‬‬
‫رحلة العذاب ‪..‬‬
‫ث ذهبنا لزيارة أهلها ‪ ..‬وطرقنا الباب ‪..‬‬
‫كان بيتهم قديا متواضعا ‪ ..‬يبدوا الفقر على سكانه ظاهرا ‪..‬‬
‫فتح الباب أخوها الكب ‪ ..‬كان شابا مفتول العضلت ‪..‬‬
‫فرحت السكينة بأخيها ‪ ..‬وكشفت وجهها وابتسمت ‪ ..‬ورحبت !‬

‫‪10‬‬
‫أما هو فأول ما رآها تقلب وجهه بي فرح برجوعها سالة ‪ ..‬واستغراب من لباسها السود الذي يغطي كل شيء ‪..‬‬
‫دخلت زوجت وهي تبتسم ‪ ..‬وتعانق أخاها ‪..‬‬
‫ستُ ف صالة النل ‪..‬‬ ‫ودخ ْلتُ وراءها ‪ ..‬وجل ْ‬
‫جلست وحيدا ‪..‬‬
‫أما هي ‪ ..‬فدخلت داخل البيت ‪..‬‬
‫أسعها تتكلم معهم باللغة الروسية ‪ ..‬ل أفهم شيئا ‪..‬‬
‫لكنن لحظت أن نبات الصوت بدأت تزداد حدة !! واللهجة تتغي !! والصراخ يعلو !!‬
‫وإذا كلهم يصرخون با ‪ ..‬وهي تدافع هذا ‪ ..‬وترد على ذاك ‪..‬‬
‫فأحسست أن المر فيه شر !‬
‫ولكنن ل أستطيع أن أجزم بشيء لن ل أفهم من كلمهم شيئا ‪..‬‬
‫وفجأة بدأت الصوات تقترب من الغرفة الت أنا فيها ‪..‬‬
‫وإذا بثلثة من الشباب ‪ ..‬يتقدمهم رجل كهل ‪ ..‬يدخلون علي ‪..‬‬
‫توقعت ف البداية أنم سيحبون بزوج ابنتهم !‬
‫وإذا بم يهجمون عليّ كالوحوش ‪..‬‬
‫وإذا بالترحيب ينقلب إل لكمات ‪ ..‬وضربات ‪ ..‬وصفعات ‪!!!..‬‬
‫أخذت أدافعهم عن نفسي ‪ ..‬وأصرخ وأستغيث ‪..‬‬
‫حت خارت قواي ‪ ..‬وشعرت أن نايت ف هذا البيت ‪..‬‬
‫‪11‬‬
‫ازدادوا لكما وركلً ‪ ..‬وأنا أتلفت حول ‪ ..‬أحاول أن أتذكر أين الباب الذي دخلت منه لهرب منه ‪..‬‬
‫فلما رأيت الباب ‪..‬‬
‫قمت سريعا ‪ ..‬وفتحتُ الباب وهربت ‪..‬‬
‫وهم ورائي ‪ ..‬فدخلت ف زحة الناس ‪ ..‬حت غبت عنهم ‪..‬‬
‫ث اتهت إل غرفت ‪ ..‬وكانت ليست ببعيدة عن النل ‪..‬‬
‫وقفت أغسل الدماء عن وجهي وفمي ‪..‬‬
‫نظرت إل نفسي وإذا ‪ ..‬بالضربات والصفعات ‪..‬‬
‫قد أثّرت ف جبهت وخدّي وأنفي ‪..‬‬
‫وإذا بالدم يسيل من فمي ‪ ..‬وثياب مزقة ‪..‬‬
‫حدت ال أن أنقذن من أولئك الوحوش ‪..‬‬
‫لكن قلت ‪ ..‬أنا نوت لكن ما حال زوجت ؟!‬
‫أخذت صورتا تلوح أمام ناظري ‪..‬‬
‫هل يكن أن تتعرض هي أيضا لثل هذه اللكمات والضربات ‪..‬‬
‫أنا رجل ‪ ..‬وما كدت أتمل ‪ ..‬وهي امرأة فهل ستتحمل !!‬
‫أخشى أن تنهار السكينة ‪..‬‬
‫هل حان الفراق ؟‬
‫بدأ الشيطان يعمل عمله ‪ ..‬ويقول ل ‪ :‬سترتد عن دينها ‪ ..‬ستعود نصرانية ‪ ..‬وتعود إل بلدك وحدك ‪..‬‬

‫‪12‬‬
‫وبقيت حائرا ‪ ..‬ماذا أفعل ؟ ف هذه البلد ‪ ..‬أين أذهب ‪ ..‬كيف أتصرف ‪..‬‬
‫النفس ف هذا البلد رخيصة ‪ ..‬يكنك أن تستأجر رجلً لقتل آخر بعشرة دولرات !‬
‫أوه ‪ ..‬كيف لو عذبوها فدلتهم على مكان ‪ ..‬فأرسلوا أحدا لقتلي ف ظلمة الليل ‪..‬‬
‫أقفلت عليّ غرفت ‪..‬‬
‫وبقيت فيها فزعا خائفا حت الصباح ‪..‬‬
‫ث غيت ملبسي ‪ ..‬وذهبت أتسّس الخبار ‪..‬‬
‫أنظر إل بيتهم عن بعد ‪ ..‬أرقبه ‪ ..‬وأتابع كل ما يصل فيه ‪..‬‬
‫لكن الباب مغلق ‪ ..‬ظللت أنتظر ‪..‬‬
‫وجأة ‪ ..‬فُتح الباب ‪ ..‬وخرج منه ثلثة من الشباب ‪ ..‬وكهل ‪..‬‬
‫وهؤلء الشباب هم الذين ضربون ‪..‬‬
‫يبدوا من هيأتم ‪ ..‬أنم ذاهبون إل أعمالم ‪..‬‬
‫أُغلق الباب وأُقفل !‬
‫وبقيت أرقب ‪ ..‬وأترقب ‪ ..‬وأنظر ‪..‬‬
‫وأتن أن أرى وجه زوجت ‪ ..‬ولكن ل فائدة ‪..‬‬
‫ظللت على هذا الال ساعات ‪..‬‬
‫وإذا بالرجال يقدمون من عملهم ويدخلون البيت ‪..‬‬
‫تعبت ‪ ..‬فذهبت إل غرفت ‪..‬‬
‫‪13‬‬
‫وف اليوم الثان ‪ ..‬ذهبت أترقب ‪ ..‬ول أر زوجت ‪..‬‬
‫وف اليوم الثالث كذلك ‪..‬‬
‫يئِست من حياتا ‪ ..‬توقعت أنا ماتت من شدة العذاب ‪ ..‬أو قُتلت !‬
‫ولكن لو كانت ماتت ‪ ..‬فعلى القل سيكون هناك حركة ف البيت ‪ ..‬سيكون هناك من يأت للعزاء ‪ ..‬أو الزيارة ‪..‬‬
‫لكن عندما ل أر شيئا غريبا ‪ ..‬أخذت أقنع نفسي أنا حية ‪ ..‬وأن اللقاء سيكون قريبا ‪..‬‬
‫اللقاء ‪..‬‬
‫وف اليوم الرابع ‪ ..‬ل أصب على اللوس ف غرفت ‪..‬‬
‫فذهبت أرقب بيتهم من بعيد ‪..‬‬
‫فلما ذهب الشباب مع أبيهم إل أعمالم ‪ ..‬كالعادة ‪ ..‬وأنا أنظر وأتن ‪ ..‬فإذا بالباب يُفتح فجأة ‪..‬‬
‫وإذا بوجه زوجت يطل من ورائه ‪..‬‬
‫وإذا با تلتفت ينة ويسرة ‪..‬‬
‫نظرت إل وجهها ‪ ..‬فإذا به دوائر حراء ‪ ..‬ولكمات زرقاء ‪ ..‬من كثرة الصفعات والكدمات ‪ ..‬وإذا لباسها مضّب بالدماء ‪..‬‬
‫فزعت من منظرها ‪ ..‬ورحتها ‪..‬‬
‫اقتربت منها مسرعا ‪..‬‬
‫نظرت إليها أكثر ‪ ..‬فإذا الدماء تسيل من جروح ف وجهها ‪..‬‬
‫وإذا يداها ‪ ..‬وقدماها ‪ ..‬تسيل بالدماء ‪..‬‬
‫وإذا ثيابا مزقة ‪ ..‬ل يبق منها إل خرقة بسيطة تسترها ‪..‬‬

‫‪14‬‬
‫وإذا بأقدامها مربوطة بسلسلة !‬
‫وإذا بيديها مربوطة بسلسلة من خلف ظهرها ‪..‬‬
‫لا رأيتها ‪ ..‬بكيت ‪ ..‬ل أستطع أن أتالك نفسي ‪..‬‬
‫ناديتها من بعيد ‪..‬‬
‫ثبات ‪ ..‬ووصايا ‪..‬‬
‫فقالت ل وهي تدافع عباتا ‪ ..‬وتئن من شدة عذابا ‪ :‬اسع يا خالد ‪..‬‬
‫ل تقلق عليّ ‪ ..‬فأنا ثابتة على العهد ‪..‬‬
‫ووال الذي ل إله إل هو ‪ ..‬إن ما أُلقيه الن ‪..‬‬
‫ل يساوي شعرة ما لقاه الصحابة والتابعون ‪ ..‬بل والنبياء والرسلون ‪..‬‬
‫وأرجوك يا خالد ‪ ..‬ل تتدخل بين وبي أهلي ‪..‬‬
‫واذهب الن سريعا ‪ ..‬وانتظر ف الغرفة ‪..‬‬
‫إل أن آتيك إن شاء ال ‪..‬‬
‫ولكن أكثر من الدعاء ‪ ..‬أكثر من قيام الليل ‪ ..‬أكثر من الصلة ‪..‬‬
‫ذهَبتُ من عندها ‪ ..‬وأنا أتقطع ألا وحسرة عليها ‪..‬‬
‫وبقيت ف غرفت يوما كاملً أترقبها ‪ ..‬وأتن ميئها ‪..‬‬
‫ومر يوم آخر ‪..‬‬
‫وبدأ اليوم الثالث يطوي بساطه ‪ ..‬حت إذا أظلم الليل ‪..‬‬

‫‪15‬‬
‫وإذا بباب الغرفة يُطرق عليّ ؟‬
‫فزعت ‪ ..‬من بالباب ؟! من الطارق ‪..‬‬
‫أصبت بوف شديد ‪ ..‬مَن الذي يأت ف منتصف الليل !!‬
‫لعل أهلها علموا بكان ‪..‬‬
‫لعل زوجت اعترفت ‪ ..‬فجاءوا إل لقتلي ‪..‬‬
‫أصبت برعب كالوت ‪..‬‬
‫ل يبق بين وبي الوت إل شعرة ‪..‬‬
‫أخذت أردد قائلً ‪ :‬من بالباب ؟‬
‫فإذا بصوت زوجت يقول بكل هدوء ‪ ..‬افتح الباب ‪ .‬أنا فلنة ‪..‬‬
‫أضأت نور الغرفة ‪ ..‬فتحت الباب ‪..‬‬
‫دخلت علي وهي تنتفض ‪ ..‬على حالة رثة ‪ ..‬وجروح ف جسدها ‪..‬‬
‫قالت ل ‪ :‬بسرعة ‪ ..‬هيا نذهب الن !‬
‫قلت ‪ :‬وأنت على هذا الال ؟‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪ ..‬بسرعة ‪..‬‬
‫بدأت أجع ملبسي ‪..‬‬
‫وأقبلت هي على حقيبتها ‪ ..‬فغيت ملبسها ‪ ..‬وأخرجَت حجابا وعباءة احتياطية ‪ ..‬فلبستها ‪..‬‬
‫ث أخذنا كل ما لدينا ‪ ..‬ونزلنا ‪ ..‬وركبنا سيارة أجرة ‪ ..‬ألقت السكينة بسدها التهالك الائع العذب ‪ ..‬على كرسي السيارة ‪..‬‬
‫‪16‬‬
‫إلى المطار !!‬
‫وأول ما ركبت أنا ‪ ..‬قلت للسائق باللغة الروسية ‪ :‬إل الطار ‪ ..‬وكنت قد عرفت بعض الكلمات الروسية ‪..‬‬
‫فقالت زوجت ‪ :‬ل ‪ ..‬لن نذهب إل الطار ‪ ..‬سنذهب إل القرية الفلنية ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬لاذا ؟ نن نريد أن نرب ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬صحيح ‪..‬ولكن إذا اكتشف أهلي هروب ‪ ..‬سيبحثون عنا ف الطار ‪ ..‬ولكن نرب إل قرية كذا ‪..‬‬
‫فلما وصلنا تلك القرية ‪..‬‬
‫نزلنا ‪ ..‬وركبنا سيارة أخرى إل قرية أخرى ‪..‬‬
‫ث إل قرية ثالثة ‪ ..‬ث إل مدينة من الدن الت فيها مطار دول ‪..‬‬
‫فلما وصلنا إل الطار الدول ‪ ..‬حجزنا للعودة إل بلدنا ‪..‬‬
‫وكان الجز متأخرا فاستأجرنا غرفة وسكناها ‪..‬‬
‫فلما استقر بنا القام ف الغرفة ‪..‬‬
‫وشعرنا بالمان ‪..‬‬
‫نزعت زوجت عباءتا ‪ ..‬فأخذت أنظر إليها ‪..‬‬
‫يا ال ليس هناك موضع سلم من الدماء أبدا !!‬
‫جلد مزق ‪ ..‬دماء متحجرة ‪ ..‬شعر مقطع ‪ ..‬شفاه زرقاء ‪..‬‬
‫قصة الرعب ‪..‬‬
‫سألتها ‪ :‬ما الذي حصل ؟‬

‫‪17‬‬
‫فقالت ‪ :‬عندما دخلنا إل البيت جلست مع أهلي ‪ ..‬فقالوا ل ‪ :‬ما هذا اللباس ؟!!‬
‫قلت ‪ :‬إنه لباس السلم ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬ومن هذا الرجل ؟‬
‫قلت ‪ :‬هذا زوجي ‪ ..‬أنا أسلمت وتزوجت بذا الرجل السلم ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬ل يكن هذا ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬اسعوا أحكي لكم القصة أولً ‪..‬‬
‫فحكيت لم القصة ‪ ..‬وقصة ذلك الرجل الروسي الذي أراد أن يَجرّن إل الدعارة ‪ ..‬وكيف هربت منه ‪ ..‬ث التقيت بك ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬لو سلكت طريق الدعارة ‪ ..‬كان أحب إلينا من أن تأتيننا مسلمة ‪..‬‬
‫ث قالوا ل ‪ :‬لن ترجي من هذا البيت إل أرثوذكسية أو جثة هامدة !!‬
‫ومن تلك اللحظة ‪ ..‬أخذون ث كتفون ‪..‬‬
‫ث جاءوا إليك وبدؤوا يضربونك ‪..‬‬
‫وأنا أسعهم يضربونك ‪ ..‬وأنت تستغيث ‪ ..‬وأنا مربوطة ‪..‬‬
‫وعندما هربت أنت ‪..‬‬
‫رجع إخوت إلّ ‪ ..‬وعاودوا سب وشتمي ‪..‬‬
‫ث ذهبوا واشتروا سلسل ‪ ..‬فربطون با ‪ ..‬و بدأوا يلدونن ‪..‬‬
‫فأتعرّض للد ُمبّح بأسواط عجيبة ‪ ..‬غريبة !! كل يوم ‪..‬‬
‫يبدأ الضرب بعد العصر إل وقت النوم ‪..‬‬
‫‪18‬‬
‫أما ف الصباح فإخوان وأب ف العمال ‪..‬‬
‫وأمي ف البيت ‪..‬‬
‫وليس عندي إل أخت صغية عمرها ‪ 15‬سنة ‪ ..‬تأت إل وتضحك من حالت ‪..‬‬
‫وهذا هو وقت الراحة الوحيد عندي ‪..‬‬
‫هل تصدق أنه حت النوم ‪ ..‬أنام وأنا مغمى علي !‬
‫يلدونن إل أن يُغمى علي وأنام ‪..‬‬
‫وكانوا يطلبون من فقط أن أرتد عن السلم ‪ ..‬وأنا أرفض وأتصب ‪..‬‬
‫بعد ذلك ‪ ..‬بدأت أخت الصغية ‪ ..‬تسألن لاذا تتركي دينك ‪ ..‬دين أمك ‪ ..‬دين أبيك ‪ ..‬وأجدادك ‪..‬‬
‫يجعل له مخرجا ً ‪..‬‬
‫فأخذت أقنعها ‪ ..‬أُبيّن لا الدين ‪ ..‬وأوضح لا التوحيد ‪ ..‬فبدأت فعلً تشعر بالقناعة ‪..‬‬
‫بدأت تتأثر ! بدأت صورة السلم أمامها تتضح !‬
‫ففوجئت با تقول ل ‪ :‬أنت على الق ‪ ..‬هذا هو الدين الصحيح ‪..‬‬
‫هذا هو الدين الذي ينبغي أن ألتزمه أنا أيضا !!‬
‫ث قالت ل ‪ :‬أنا سأساعدك ‪..‬‬
‫قلت لا ‪ :‬إذا كنتِ تريدين مساعدت ‪ ..‬فاجعلين أقابل زوجي !‬
‫فبدأت أخت تنظر من فوق البيت ‪..‬‬
‫فتراك وأنت تشي ‪ ..‬فكانت تقول ل ‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫إنن أرى رجلً صفته كذا وكذا ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬هذا هو زوجي ‪..‬فإذا رأيته فافتحي ل الباب لكلمه ‪..‬‬
‫ل فتحت الباب فخر ْجتُ وكلمتك ‪..‬‬ ‫وفع ً‬
‫لكن ل أستطع الروج إليك ‪..‬‬
‫لن كنتُ مربوطة بسلسلتي ‪ ..‬مفتاحهما مع أخي ‪..‬‬
‫وسلسلة ثالثة ‪ ..‬مربوطة بأحد أعمدة البيت ‪ ..‬حت ل أخرج ‪..‬‬
‫مفتاحها مع أخت هذه ‪ ..‬لجل أن تطلقن للذهاب إل المام ‪..‬‬
‫وعندما كلمتك ‪ ..‬وطلبت منك أن تبقى إل أن آتيك ‪ ..‬كنت مربوطة بالسلسل ‪..‬‬
‫فأخذت أقنع أخت بالسلم ‪ ..‬فأسلمت ‪..‬‬
‫وأرادت أن تضحي تضحية تفوق تضحيت ‪..‬‬
‫وقرّرت أن تعلن أهرب من البيت ‪..‬‬
‫لكن مفاتيح السلسل مع أخي ‪ ..‬وهو حريص عليها ‪..‬‬
‫ف ذاك اليوم أعدّت أخت لخوت خرا مركزا ثقيلً ‪..‬‬
‫فشربوا ‪ ..‬وشربوا ‪ ..‬إل أن سكروا تاما ل يدرون عن شيء ‪..‬‬
‫ث أخذت الفاتيح من جيب أخي ‪ ..‬وفكت السلسل عن ‪..‬‬
‫وجئت أنا إليك ف ظلمة الليل ‪..‬‬
‫فقلت لا ‪ :‬وأختكِ ‪ ..‬ماذا سيحصل لا ؟؟ ‪..‬‬
‫‪20‬‬
‫قالت ‪ :‬ما يُهمّ ‪ ..‬قد طلبتُ منها أن ل تعلن إسلمها ‪ ..‬إل أن نتدبّر أمرها ‪..‬‬
‫ننا تلك الليلة ‪..‬‬
‫ومن الغد رجعنا إل بلدنا ‪ ..‬وأول ما وصلنا أُدخلت زوجت إل الستشفى ‪..‬‬
‫ومكثت فيها عدة أيام تعال من آثار الضربات والتعذيب ‪..‬‬
‫وهانن اليوم ندعوا لختها أن يثبتها ال على دينه ‪ ( ..‬القصة مقتبسة من شريط " قصص مؤثرة " د‪.‬إبراهيم الفارس )‪.‬‬
‫يا أختنا الغالية ‪..‬‬
‫ما سقت لك هذه القصة لهيج عواطفك ‪ ..‬ول لستدر دمعاتك ‪ ..‬أو أستثي مشاعرك ‪..‬‬
‫كل ‪..‬‬
‫ولكن لتعلمي أن لذا الدين ‪ ..‬أبطالً يملونه ‪ ..‬يضحون من أجله ‪..‬‬
‫يسحقون لعزه جاجهم ‪ ..‬ويسكبون دماءهم ‪ ..‬ويقطعون أجسادهم ‪..‬‬
‫ولئن كان كفار المس ‪ ..‬أبو جهل وأمية ‪ ..‬عذبوا بللً وسية ‪..‬‬
‫فإن كفار اليوم ل يزالون يبذلون ‪ ..‬ويططون ويكيدون ‪ ..‬ف سبيل حرب هذا الدين ‪..‬‬
‫فاحذري من أن تكون فريسة ‪..‬‬
‫وحت تنتبهي لعزك ‪ ..‬فاعلمي أن ‪:‬‬
‫أول من سكن الحرم ‪ ..‬امرأة ‪..‬‬
‫عند البخاري ‪..‬‬
‫أن إبراهيم عليه السلم ‪ ..‬انطلق من الشام ‪ ..‬إل البلد الرام ‪..‬‬

‫‪21‬‬
‫معه زوجه هاجر وولدها إساعيل وهو طفل صغي ف مهده ‪ ..‬وهي ترضعه ‪ ..‬حت وضعهما عند مكان البيت ‪ ..‬وليس بكة يومئذ أحد وليس با ماء ‪..‬‬
‫فوضعها هنالك ‪ ..‬ووضع عندها جرابا فيه تر ‪ ..‬وسقاء فيه ماء ‪..‬‬
‫ث قفى عليه السلم منطلقا إل الشام ‪..‬‬
‫فتلفتت أم إساعيل حولا ‪ ..‬ف هذه الصحراء الوحشة ‪ ..‬فإذا جبا ٌل صماء وصخورا سوداء ‪ ..‬وما رأت حولا من أنيس ول جليس ‪..‬‬
‫وهي الت نشأت ف قصور مصر ‪ ..‬ث سكنت ف الشام ف مروجها الضراء ‪ ..‬وحدائقها الغناء ‪ ..‬فاستوحشت ما حولا ‪..‬‬
‫فقامت ‪ ..‬وتبعت زوجها ‪ ..‬فقالت ‪ :‬يا إبراهيم ‪ . .‬أين تذهب ‪ ..‬وتتركنا بذا الوادي الذي ليس به أنيس ول شيء ؟‬
‫فما رد عليها ‪ ..‬ول التفت إليها ‪ ..‬فأعادت عليه ‪ ..‬أين تذهب وتتركنا ‪ ..‬فما ردّ عليها ‪..‬‬
‫فأعادت عليه ‪ ..‬وما أجابا ‪ ..‬فلما رأت أنه ل يلتفت إليها ‪..‬‬
‫قالت له ‪ :‬ال أمرك بذا ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬قالت ‪ :‬حسب ‪ ..‬قد رضيت بال ‪ ..‬إذن ل يضيعنا ‪ ..‬ث رجعت ‪..‬‬
‫فانطلق إبراهيم الشيخ الكبي ‪ ..‬وقد فارق زوجه وولده ‪ ..‬وتركهما وحيدين ‪..‬‬
‫حت إذا كان عند ثنية جبل ‪ ..‬حيث ل يرونه ‪ ..‬استقبل بوجهه جهة البيت ‪ ..‬ث رفع يديه إل ال داعيا ‪ ..‬مبتهلً راجيا ‪..‬‬
‫فقال ‪ " :‬ربنا إن أسكنت من ذريت بواد غي ذي زرع عند بيتك الحرم ربنا ليقيموا الصلة فاجعل أفئدة من الناس توي إليهم وارزقهم من الثمرات‬
‫لعلهم يشكرون " ‪..‬‬
‫ث ذهب إبراهيم إل الشام ‪..‬‬
‫ورجعت أم إساعيل إل ولدها ‪ ..‬فجعلت ترضعه وتشرب من ذلك الاء ‪..‬‬
‫فلم تلبث أن نفد ما ف السقاء ‪ ..‬فعطشت ‪ ..‬وعطش ابنها ‪ ..‬وجعل من شدة العطش يتلوى ‪ ..‬ويتلمظ بشفتيه ‪ ..‬ويضرب الرض بيديه وقدميه ‪..‬‬
‫وأمه تنظر إليه يتلوى ويتلبط ‪ ..‬كأنه يصارع الوت ‪..‬‬
‫‪22‬‬
‫فتلفتت حولا ‪ ..‬هل من معي أو مغيث ‪ ..‬فلم ترَ أحدا ‪..‬‬
‫فقامت من عنده ‪..‬‬
‫وانطلقت كراهية أن تنظر إليه يوت ‪..‬‬
‫فاحتارت‪ ..‬أين تذهب !!‬
‫فرأت جبل الصفا أقرب جبل إليها ‪ ..‬فصعدت عليه ‪ ..‬وهي الجهدة الضعيفة ‪ ..‬لعلها ترى أعرابا نازلي ‪ ..‬أو قافلة مارة ‪..‬‬
‫فلما وصلت إل أعله ‪ ..‬استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا ‪ ..‬فلم تر أحدا ‪ ..‬فهبطت من الصفا حت إذا بلغت بطن الوادي رفعت طرف درعها ‪..‬‬
‫ث سعت سعى النسان الجهود ‪ ..‬حت جاوزت الوادي ‪..‬‬
‫ث أتت جبل الروة فقامت عليها ‪ ..‬ونظرت ‪ ..‬هل ترى أحدا ‪ ..‬فلم تر أحدا ‪ ..‬فعادت إل الصفا ‪ ..‬فلم تر أحدا ‪ ..‬ففعلت ذلك سبع مرات ‪.‬‬
‫فلما أشرفت على الروة ف الرة السابعة ‪ ..‬سعت صوتا فقالت ‪:‬‬
‫صه ‪ ..‬ث تسمعت ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬قد أسعت إن كان عندك غواث فأغثن ‪ ..‬فلم تسمع جوابا ‪..‬‬
‫فالتفتت إل ولدها ‪..‬‬
‫فإذا هي باللك عند موضع زمزم ‪ ..‬فضرب الرض بعقبه أو بناحه حت تفجر الاء ‪..‬‬
‫فنلت إل الاء سريعا ‪ ..‬وجعلت توضه بيدها وتمعه ‪..‬‬
‫وتغرف بيدها من الاء ف سقائها ‪ ..‬وهو يفور بعد ما تغرف ‪ ..‬فقال لا جبيل ‪ :‬ل تافوا الضيعة ‪ ..‬إن ههنا بيت ال يبنيه هذا الغلم وأبوه ‪..‬‬
‫فلله درها ما أصبها ‪ ..‬وأعجب حالا ‪ ..‬وأعظم بلءها ‪..‬‬
‫هذا خب هاجر ‪ ..‬الت صبت ‪ ..‬وبذلت ‪ ..‬حت سطر ال ف القرآن ذكرها‪ ..‬وجعل من النبياء ولدها ‪ ..‬فهي أم النبياء ‪ ..‬وقدوة الولياء ‪..‬‬
‫‪23‬‬
‫هذا حالا ‪ ..‬وعاقبة أمرها ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬تغربت وخافت ‪ ..‬وعطشت وجاعت ‪..‬‬
‫لكنها راضية بذلك مادام أن ف ذلك رضا ربا ‪..‬‬
‫عاشت غريبة ف سبيل ال ‪ ..‬حت أعقبها ال فرحا وبشرا ‪..‬‬
‫وطوب للغرباء ‪..‬‬
‫فمن هم الغرباء ‪ ..‬إنم قوم صالون ‪ ..‬بي قوم سوء كثي ‪..‬‬
‫إنم رجال ونساء ‪ ..‬صدقوا ما عاهدوا ال عليه ‪..‬‬
‫يقبضون على المر ‪ ..‬ويشون على الصخر ‪..‬‬
‫ويبيتون على الرماد ‪ ..‬ويهربون من الفساد ‪..‬‬
‫صادقة ألسنتهم ‪ ..‬عفيفة فروجهم ‪ ..‬مفوظة أبصارهم ‪..‬‬
‫كلماتم عفيفة ‪ ..‬وجلساتم شريفة ‪..‬‬
‫فإذا وقفوا بي يدي ال ‪ ..‬وشهدت اليدي الرجل ‪ ..‬وتكلمت الذان والعي ‪ ..‬فرحوا واستبشروا ‪..‬‬
‫فلم تشهد عليهم عي بنظر إل مرمات ‪ ..‬ول أذن بسماع أغنيات ‪..‬‬
‫بل شهدت لم بالبكاء ف السحار ‪ ..‬والعفة ف النهار ‪..‬‬
‫حت إنم يفدون دينهم بأرواحهم ‪..‬‬
‫تغلي بهم القدور ‪!!..‬‬
‫ماشطة بنت فرعون ‪ ..‬ل يفظ التاريخ اسها ‪ ..‬لكنه حفظ فعلها ‪..‬‬

‫‪24‬‬
‫امرأة صالة كانت تعيش هي وزوجها ‪ ..‬ف ظل ملك فرعون ‪ ..‬زوجها مقرب من فرعون ‪ ..‬وهي خادمة ومربية لبنات فرعون ‪..‬‬
‫فمن ال عليهما باليان ‪ ..‬فلم يلبث زوجها أن علم فرعون بإيانه فقتله ‪..‬فلم تزل الزوجة تعمل ف بيت فرعون تشط بنات فرعون ‪ ..‬وتنفق على‬
‫أولدها المسة ‪ ..‬تطعمهم كما تطعم الطي أفراخها ‪..‬‬
‫فبينما هي تشط ابنة فرعون يوما ‪ ..‬إذ وقع الشط من يدها ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬بسم ال ‪ ..‬فقالت ابنة فرعون ‪ :‬ال ‪ ..‬أب ؟‬
‫فصاحت الاشطة بابنة فرعون ‪ :‬كل ‪ ..‬بل ال ‪ ..‬رب ‪ ..‬وربّك ‪ ..‬وربّ أبيك ‪ ..‬فتعجبت البنت أن يُعبد غي أبيها ‪..‬‬
‫ث أخبت أباها بذلك ‪ ..‬فعجب أن يوجد ف قصره من يعبد غيه ‪..‬‬
‫فدعا با ‪ ..‬وقال لا ‪ :‬من ربك ؟ قالت ‪ :‬رب وربك ال ‪..‬‬
‫فأمرها بالرجوع عن دينها ‪ ..‬وحبسها ‪ ..‬وضربا ‪ ..‬فلم ترجع عن دينها ‪ ..‬فأمر فرعون بقدر من ناس فملئت بالزيت ‪ ..‬ث أحي ‪ ..‬حت غل ‪..‬‬
‫وأوقفها أمام القدر ‪ ..‬فلما رأت العذاب ‪ ..‬أيقنت أنا هي نفس واحدة ترج وتلقى ال تعال ‪ ..‬فعلم فرعون أن أحب الناس أولدها المسة ‪ ..‬اليتام‬
‫الذين تكدح لم ‪ ..‬وتطعمهم ‪ ..‬فأراد أن يزيد ف عذابا فأحضر الطفال المسة ‪ ..‬تدور أعينهم ‪ ..‬ول يدرون إل أين يساقون ‪..‬‬
‫فلما رأوا أمهم تعلقوا با يبكون ‪ ..‬فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي ‪ ..‬وأخذت أصغرهم وضمته إل صدرها ‪ ..‬وألقمته ثديها ‪..‬‬
‫فلما رأى فرعون هذا النظر ‪..‬أمر بأكبهم ‪ ..‬فجره النود ودفعوه إل الزيت الغلي ‪ ..‬والغلم يصيح بأمه ويستغيث ‪ ..‬ويسترحم النود ‪ ..‬ويتوسل إل‬
‫فرعون ‪ ..‬وياول الفكاك والرب ‪..‬‬
‫وينادي إخوته الصغار ‪ ..‬ويضرب النود بيديه الصغيتي ‪ ..‬وهم يصفعونه ويدفعونه ‪ ..‬وأمه تنظر إليه ‪ ..‬وتودّعه ‪..‬‬
‫فما هي إل لظات ‪ ..‬ح ت ألقي الصغي ف الز يت ‪ ..‬والم تب كي وتن ظر ‪ ..‬وإخو ته يغطون أعينهم بأيديهم ال صغية ‪ ..‬ح ت إذا ذاب ل مه من على‬
‫جسمه النحيل ‪ ..‬وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت ‪ ..‬نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بال ‪ ..‬فأبت عليه ذلك ‪ ..‬فغضب فرعون ‪ ..‬وأمر بولدها الثان‬
‫‪25‬‬
‫‪ ..‬فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث ‪ ..‬فما هي إل لظات حت ألقي ف الزيت ‪ ..‬وهي تنظر إليه ‪ ..‬حت طفحت عظامه بيضاء واختلطت‬
‫بعظام أخيه ‪ ..‬والم ثابتة على دينها ‪ ..‬موقنة بلقاء ربا ‪..‬‬
‫ث أمر فرعون بالولد الثالث فسحب وقرب إل القدر الغلي ث حل وغيب ف الزيت ‪ ..‬وفعل به ما فعل بأخويه ‪..‬‬
‫والم ثابتة على دينها ‪ ..‬فأمر فرعون أن يطرح الرابع ف الزيت ‪..‬‬
‫فأقبل النود إليه ‪ ..‬وكان صغيا قد تعلق بثوب أمه ‪ ..‬فلما جذبه النود ‪ ..‬بكى وانطرح على قدمي أمه ‪ ..‬ودموعه تري على رجليها ‪ ..‬وهي تاول‬
‫أن تمله مع أخ يه ‪ ..‬تاول أن تود عه وتقبله وتش مه ق بل أن يفارق ها ‪ ..‬فحالوا بي نه وبين ها ‪ ..‬وحلوه من يد يه ال صغيتي ‪ ..‬و هو يب كي وي ستغيث ‪..‬‬
‫ويتوسل بكلمات غي مفهومة ‪ ..‬وهم ل يرحونه ‪..‬‬
‫وما هي إل لظات حت غرق ف الزيت الغلي ‪ ..‬وغاب السد ‪ ..‬وانقطع الصوت ‪ ..‬وشت الم رائحة اللحم ‪ ..‬وعلت عظامه الصغية بيضاء فوق‬
‫الزيت يفور با ‪..‬تنظر الم إل عظامه ‪ ..‬وقد رحل عنها إل دار أخرى ‪..‬‬
‫وهي تبكي ‪ ..‬وتتقطع لفراقه ‪ ..‬طالا ضمته إل صدرها ‪ ..‬وأرضعته من ثديها ‪ ..‬طالا سهرت لسهره ‪ ..‬وبكت لبكائه ‪..‬‬
‫كم ليلة بات ف حجرها ‪ ..‬ولعب بشعرها ‪ ..‬كم قربت منه ألعابه ‪ ..‬وألبسته ثيابه ‪..‬‬
‫فجاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك ‪..‬فالتفتوا إليها ‪ ..‬وتدافعوا عليها ‪..‬‬
‫الطفل الرضيع ‪..‬‬
‫وانتزعوا الامس الرضيع من بي يديها ‪ ..‬وكان قد التقم ثديها ‪..‬‬
‫فلما انتزع منها ‪ ..‬صرخ الصغي ‪ ..‬وبكت السكينة ‪ ..‬فلما رأى ال تعال ذلا وانكسارها وفجيعتها بولدها ‪ ..‬أنطق الصب ف مهده وقال لا ‪:‬‬
‫يا أماه اصبي فإنك على الق ‪..‬ث انقطع صوته عنها ‪ ..‬وغيّب ف القدر مع إخوته ‪ ..‬ألقي ف الزيت ‪ ..‬وف فمه بقايا من حليبها ‪..‬‬
‫وف يده شعرة من شعرها ‪ ..‬وعلى أثوابه بقية من دمعها ‪..‬‬

‫‪26‬‬
‫وذهب الولد المسة ‪ ..‬وهاهي عظامهم يلوح با القدر ‪..‬‬
‫ولمهم يفور به الزيت ‪ ..‬تنظر السكينة ‪ ..‬إل هذه العظام الصغية ‪..‬‬
‫عظام من ؟ إنم أولدها ‪ ..‬الذين طالا ملئوا عليها البيت ضحكا وسرورا ‪ ..‬إنم فلذات كبدها ‪ ..‬وعصارة قلبها ‪ ..‬الذين لا فارقوها ‪ ..‬كأن قلبها‬
‫أخرج من صدرها ‪ ..‬طالا ركضوا إليها ‪..‬وارتوا بي يديها ‪..‬‬
‫وضمتهم إل صدرها ‪ ..‬وألبستهم ثيابم بيدها ‪ ..‬ومسحت دموعهم بأصابعها ‪ ..‬ث هاهم ينتزعون من بي يديها ‪ ..‬ويقتلون أمام ناظريها ‪..‬‬
‫وتركوها وحيدة وتولوا عنها ‪ ..‬وعن قريب ستكون معهم ‪..‬‬
‫كانت تستطيع أن تول بينهم وبي هذا العذاب ‪ ..‬بكلمة كفر تسمعها لفرعون ‪ ..‬لكنها علمت أن ما عند ال خي وأبقى ‪..‬‬
‫ث ‪ ..‬ل ا ل ي بق إل هي ‪ ..‬أقبلوا إلي ها كالكلب الضار ية ‪ ..‬ودفعو ها إل القدر ‪ ..‬فل ما حلو ها ليقذفو ها ف الز يت ‪ ..‬نظرت إل عظام أولد ها ‪..‬‬
‫فتذكرت اجتماعهم معهم ف الياة ‪ ..‬فالتفتت إل فرعون وقالت ‪ :‬ل إليك حاجة ‪ ..‬فصاح با وقال ‪ :‬ما حاجتك ؟ فقالت ‪ :‬أن تمع عظامي وعظام‬
‫أولدي فتدفنها ف قب واحد ‪ ..‬ث أغمضت عينيها ‪ ..‬وألقيت ف القدر ‪ ..‬واحترق جسدها ‪ ..‬وطفت عظامها ‪..‬‬
‫فلله درها ‪..‬‬
‫ما أعظم ثباتا ‪ ..‬وأكثر ثوابا ‪..‬‬
‫ولقد رأى النب ليلة السراء شيئا من نعيمها ‪ ..‬فحدّث به أصحابه وقال لم فيما رواه البيهقي ‪ ( :‬لا أسري ب مرت ب رائحة طيبة ‪ ..‬فقلت‪ :‬ما هذه‬
‫الرائحة ؟ فقيل ل ‪ :‬هذه ماشطة بنت فرعون وأولدُها ‪.. ) ..‬‬
‫ال أكب تعبت قليلً ‪ ..‬لكنها استراحت كثيا ‪..‬‬
‫مضت هذه الرأة الؤمنة إل خالقها ‪ ..‬وجاورت ربا ‪..‬‬
‫ويرجى أن تكون اليوم ف جنات ونر ‪ ..‬ومقعد صدق عند مليك مقتدر ‪ ..‬وهي اليوم أحسن منها ف الدنيا حالً ‪ ..‬وأكثر نعيما وجالً ‪..‬‬

‫‪27‬‬
‫وعند البخاري أن رسول ال قال ‪ :‬لو أن امرأة من أهل النة اطلعت إل أهل الرض لضاءت ما بينهما وللته ريا ‪ ..‬ولنصيفها على رأسها خي من‬
‫الدنيا وما فيها ‪..‬‬
‫وروى مسلم أنه قال ‪ :‬من دخل النة ينعم ل يبؤس ‪ ،‬ل تبلى ثيابه ‪ ،‬ول يفن شبابه ‪ .‬وله ف النة ما ل عي رأت ‪ ،‬ول أذن سعت ‪ ،‬ول خطر على‬
‫قلب بشر ‪..‬ومن دخل إل النة نسي عذاب الدنيا ‪..‬‬
‫ولكن لن يصل أحد إل النة إل بقاومة شهواته ‪ ..‬فلقد حفت النة بالكاره ‪ ..‬وحفت النار بالشهوات ‪ ..‬فاتباع الشهوات ف اللباس ‪ ..‬والطعام ‪..‬‬
‫والشراب ‪ ..‬والسواق ‪ ..‬طريق إل النار ‪ ..‬قال كما ف الصحيحي ‪ ( :‬حفت النة بالكاره ‪ ..‬وحفت النار بالشهوات ) ‪..‬‬
‫فاتعب اليوم وتصبّري ‪ ..‬لترتاحي غدا ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫سلم عليكم با صبت فنعم عقب الدار‬ ‫فإنه يقال لهل النة يوم القيامة ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫أما أهل النار فيقال لم ‪ :‬أذهبتم طيباتكم ف حياتكم الدنيا واستمتعتم با فاليوم تزون عذاب الون‬
‫مال في قبر ‪!!..‬‬
‫ماشطة بنت فرعون ‪ ..‬ثبتت على دينها برغم الفتنة العظيمة الت أحاطت با ‪..‬‬
‫فعجبا وال لفتيات ‪ ..‬ل تستطيع إحداهن الثبات ولو على إقامة الصلة ‪ ..‬فل تزال تتساهل بأدائها حت تتركها حت تكفر ‪..‬‬
‫وقد قال النب كما عند الترمذي ‪ ( :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمن تركها فقد كفر ) ‪..‬‬
‫ومن تركت الصلة خلدها ال ف النيان ‪ ..‬وعذبا مع الشيطان ‪ ..‬وأبعدها عن النعيم ‪ ..‬وسقاها من الميم ‪..‬‬
‫ذكر الذهب ف الكبائر ‪..‬‬
‫أن امرأة ماتت فدفنها أخوها ‪ ..‬فسقط كيس منه فيه مال ف قبها فلم يشعر به حت انصرف عن قبها ‪ ..‬ث ذكره فرجع إل قبها فنبش التراب ‪ ..‬فلما‬
‫وصل إليها وجد القب يشتعل عليها نارا ‪ ..‬ففزع ‪ ..‬ورد التراب عليها ‪..‬‬

‫‪28‬‬
‫ورجع إل أمه باكيا فزعا وقال ‪ :‬أخبين عن أخت وماذا كانت تعمل ؟‬
‫فقالت الم ‪ :‬و ما سؤالك عنها ؟‬
‫قال ‪ :‬يا أمي إن رأيت قبها يشتعل عليها نارا ‪..‬‬
‫فبكت الم وقالت ‪ :‬كانت أختك تتهاون بالصلة ‪ ..‬وتؤخرها عن وقتها ‪.‬‬
‫فهذا حال من تؤخر الصلة عن وقتها ‪ ..‬فل تصلي الفجر إل بعد طلوع الشمس ‪ ..‬أو تؤخر غيها من الصلوات ‪..‬‬
‫فكيف حال من ل تصلي ؟‬
‫وقد أخب النب عن رؤياه لعذاب من يرج الصلة عن وقتها ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫أتان الليلة آتيان ‪ ..‬وإنما ابتعثان ‪ ..‬وإنما قال ل ‪ :‬انطلق ‪ ..‬وإن انطلقت معهما ‪..‬‬
‫وإنا أتينا على رجل مضطجع ‪ ..‬وإذا آخر قائم عليه بصخرة ‪ ..‬وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه ‪ ..‬فيثلغ رأسه ‪..‬‬
‫فيتدهده الجر هاهنا ‪..‬‬
‫فيتبع الجر ‪ ..‬فيأخذه ‪ ..‬فل يرجع إليه حت يصحّ رأسه كما كان ث يعود عليه ‪ ..‬فيفعل به مثل ما فعل به مرة الول ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬سبحان ال !! ما هذان ‪..‬‬
‫فقال اللكان ‪ :‬هذا الرجل ‪ ..‬يأخذ القرآن فيفضه ‪ ( ..‬يعن ل يعمل با فيه ) ‪ ..‬وينام عن الصلة الكتوبة ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫كذلك العذاب ولعذاب الخرة أكب لو كانوا يعلمون‬
‫الملكة ‪..‬‬
‫هل تعرفينها ؟ كانت ملكة على عرشها ‪ ..‬على أسرةٍ مهدة ‪ ،‬وفرشٍ منضدة ‪..‬‬
‫بي خدم يدمون ‪ ..‬وأهلٍ يكرمون ‪..‬‬

‫‪29‬‬
‫لكنها كانت مؤمنة تكتم إيانا ‪..‬‬
‫إنا آسية ‪ ..‬امرأة فرعون ‪ ..‬كانت ف نعيم مقيم ‪..‬‬
‫فلما رأت قوافل الشهداء ‪ ..‬تتسابق إل أبواب السماء ‪..‬‬
‫اشتاقت لجاورة ربّها ‪ ..‬وكرهت ماورة فرعون ‪..‬‬
‫فلما قتل فرعون الاشطة الؤمنة ‪ ..‬دخل على زوجه آسيةَ يستعرض أمامها قواه ‪..‬‬
‫فصاحت به آسية ‪ :‬الويل لك ! ما أجرأك على ال ‪ ..‬ث أعلنت إيانا بال ‪..‬‬
‫فغضب فرعون ‪ ..‬وأقسم لتذوقَن الوت ‪ ..‬أو لتكفرَن بال ‪..‬‬
‫ث أمر فرعون با فمدت بي يديه على لوحٍ ‪ ..‬وربطت يداها وقدماها ف أوتاد من حديد ‪ ..‬وأمر بضربا فضربت ‪..‬‬
‫حت بدأت الدماء تسيل من جسدها ‪ ..‬واللحم ينسلخ عن عظامها ‪..‬‬
‫رب ابن ل عندك بيتا ف النة ونن من فرعون وعمله ونن من‬ ‫فلما اشتدّ عليها العذاب ‪ ..‬وعاينت الوت ‪..‬رفعت بصرها إل السماء ‪ ..‬وقالت ‪:‬‬
‫القوم الظالي ‪..‬‬
‫وارتفعت دعوتا إل السماء ‪ ..‬قال ابن كثي ‪ :‬فكشف ال لا عن بيتها ف النة ‪..‬‬
‫فتبسمت ‪ ..‬ث ماتت ‪ ..‬نعم ‪ ..‬ماتت اللكة ‪..‬‬
‫الت كانت بي طيب وبور ‪ ..‬وفرح وسرور ‪..‬‬
‫نعم تركت فساتينها ‪ ..‬وعطورها ‪ ..‬وخدمها ‪ ..‬وصديقاتا ‪..‬‬
‫واختارت الوت ‪..‬‬
‫لكنها اليوم ‪ ..‬تتقلب ف النعيم كيفما شاءت ‪..‬‬
‫‪30‬‬
‫قد نفعها صبها على الطاعات ‪ ..‬ومقاومتها للشهوات ‪..‬‬
‫بيت من قصب ‪!!..‬‬
‫ومضت تلك اللكة إل ربا ‪ ..‬ول زال الي ف النساء ‪..‬‬
‫عند البخاري ‪:‬‬
‫أن النب قبل أن يوحى إليه بالنبوة ‪ ..‬كان يذهب إل غار حراء ‪ ..‬بانب الدينة ‪ ..‬فيتعبد فيه ‪..‬‬
‫فبينما هو ف هدوء الغار يوما ‪ ..‬إذ جاءه جبيل فجأة ‪ ..‬فقال ‪ :‬اقرأ ‪..‬‬
‫ففزع النب منه ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما قرأت كتابا قط ‪ ..‬ول أحسنه ‪ ..‬وما أكتب ‪ ..‬وما أقرأ ‪..‬‬
‫فأخذه جبيل فضمه إليه ‪ ..‬حت بلغ منه الهد ‪ ..‬ث تركه ‪ ..‬فقال ‪ :‬اقرأ ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ما أنا بقارئ ‪..‬‬
‫فأخذه فضمه إليه الثانية‪ ..‬حت بلغ منه الهد ‪ ..‬ث تركه ‪ ..‬فقال ‪ :‬اقرأ ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ما أنا بقارئ ‪ ..‬فأخذه جبيل فضمه إليه الثانية‪ ..‬حت بلغ منه الهد ‪ ..‬ث تركه ‪..‬‬
‫فقال ‪ " :‬اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق النسان من علق * اقرأ وربك الكرم * الذي علم بالقلم * علم النسان ما ل يعلم " ‪..‬‬
‫فلما سع النب هذه اليات ‪ ..‬ورأى هذا النظر ‪ ..‬اشتد فزعه ‪ ..‬ورجف فؤاده ‪ ..‬ث رجع إل الدينة ‪..‬‬
‫فدخل على خدية أم الؤمني ‪ .‬فقال ‪ :‬زملون ‪ ..‬زملزن ‪ ..‬أي غطون بالفرش ‪ ..‬ث اضطجع ‪ ..‬وغطوه ‪..‬‬
‫وأم الؤمني ‪ ..‬تنظر إليه ل تدري ما الذي أفزعه ‪..‬‬
‫فلبث مليا حت سكن روعه ‪..‬‬
‫ث التفت إل خدية فأخبها الب ‪ ..‬وقال لا ‪ :‬يا خدية ‪ ..‬لقد خشيت على نفسي ‪..‬‬

‫‪31‬‬
‫فقالت خدية ‪ :‬كل ‪ ..‬وال ل يزيك ال أبدا ‪ ..‬إنك لتصل الرحم ‪ ..‬وتقري الضيف ‪ ..‬وتمل الكل ‪ ..‬وتكسب العدوم ‪ ..‬وتعي على نوائب الق‬
‫‪..‬‬
‫ث ل ينقطع خيها ‪ ..‬ول يقف حاسها ‪..‬‬
‫وإنا أخذت بيده ‪ ..‬فانطلقت به حت أتت ورقة بن نوفل ابن عمها ‪ ..‬وكان شيخا كبيا أعمى ‪ ..‬وكان امرءا قد تنصر ف الاهلية ‪ ..‬وكان يقرأ‬
‫النيل ‪ ..‬ويكتبه ‪ ..‬ويعرف أخبار النبياء ‪..‬‬
‫فلما دخلت عليه خدية جلست إليه ومعها رسول ال ‪ ..‬فقالت له ‪ :‬يا ابن عم ! اسع من ابن أخيك ‪..‬‬
‫فقال له ورقة ‪ :‬يا ابن أخي ماذا ترى ؟‬
‫فأخبه رسول ال خب ما رأى ‪ ..‬وما سع من القرآن ‪..‬‬
‫فقال ورقة ‪ :‬سبوح ‪ ..‬سبوح ‪ ..‬أبشر ث أبشر ‪ ..‬هذا الناموس الذي أنزل على موسى ‪..‬‬
‫ث قال ورقة ‪ :‬يا ليتن فيها جذعا ‪ ..‬حي يرجك قومك ‪ ..‬أي شابا قويا لخرج معك وأنصرك ؟‬
‫ففزع وقال ‪ :‬أومرجيّ هم ؟!‬
‫فقال ‪ :‬نعم ! إنه ل يأت أحد بثل ما جئت به إل عودي ‪ ..‬وإن يدركن يومك أنصرك نصرا مؤزرا ‪ ..‬أي أنصرك نصرا عزيزا أبدا ‪..‬‬
‫ث خرج مع زوجه خدية ‪ ..‬وقد أيقنت خدية أن عهد النوم قد تول ‪ ..‬وأنا مع زوج سيبتلى ‪ ..‬وقد ترج من بيتها ‪ ..‬وتؤذى ف نفسها ‪ ..‬وهي‬
‫الرأة الت نشأت غنية منعمة ‪ ..‬حسيبة مكرمة ‪ ..‬وهاهي تستقبل البلء ‪..‬‬
‫فهل تاذلت عن نصرة الدين ‪ ..‬أو خلطت الشك باليقي ‪ ..‬كل ‪ ..‬بل آمنت بربا ‪ ..‬ونصرت نبيها‪ ..‬بالا ‪ ..‬ورأيها ‪ ..‬وجهدها ‪ ..‬ول يزل هذا حالا‬
‫حت لقيت ربا ‪..‬‬

‫‪32‬‬
‫وقد روى مسلم أن النب أتاه جبيل فقال ‪ :‬يا رسول ال‪ ..‬هذه خدية ‪ ..‬قد أتتك ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ‪ ..‬فإذا هي أتتك فاقرأ عليها‬
‫السلم من ربا‪ ..‬ومن‪ ..‬وبشرها ببيت ف النة من قصب‪ ..‬ل صخب فيه ول نصب ‪..‬‬
‫هذا خب خدية ‪ ..‬أول من دخل ف السلم ‪ ..‬ونبذ عبادة الصنام ‪..‬‬
‫سبقت الرجال ‪ ..‬وخلفت البطال ‪..‬‬
‫حت ضرب التاريخ المثال ببذلا ‪ ..‬ودعانا إل القتداء بفعلها ‪..‬‬
‫ل تلتفت إل توهي من كافر ‪ ..‬أو شبهة من فاجر ‪..‬‬
‫فكان جزاؤها أن أعدّ ال نزلا ‪ ..‬وبن بيتها ‪..‬‬
‫فاستبشرت وفرحت ‪ ..‬وزادت وتعبدت ‪..‬‬
‫حت لقيت ربا وهو راض عنها ‪..‬‬
‫وَ َعدَ اللّ ُه الْ ُمؤْمِنِيَ وَاْل ُمؤْمِنَاتِ جَنّاتٍ َتجْرِي مِن َتحِْتهَا الَْنهَارُ خَاِلدِي َن فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيّبَةً فِي جَنّاتِ َعدْنٍ َو ِرضْوَانٌ مّنَ اللّهِ َأكْبَرُ َذلِكَ ُه َو الْ َف ْوزُ‬
‫الْعَظِيمُ ‪..‬‬
‫فرضي ال عن أم الؤمني خدية ‪ ..‬رضي ال عن أمنا ‪..‬‬
‫فهل اقتدت با بناتا ‪ ..‬هل اقتديت أنت با ‪ ..‬ليكون لك ف النة مثلها بيت من قصب ‪ ..‬ل نصب فيه ول وصب ‪..‬‬
‫الطعنة الخيرة ‪!!..‬‬
‫كانت أم عمار ‪ ..‬سية بنتِ خياط ‪..‬‬
‫أمة ملوكة لب جهل ‪ ..‬فلما جاء ال بالسلم ‪ ..‬أسلمت هي وزوجها وولدها ‪..‬‬
‫فجعل أبو جهل يفتنهم ‪ ..‬ويعذبم ‪ ..‬ويربطهم ف الشمس حت يشرفوا على اللك حرا وعطشا ‪..‬‬

‫‪33‬‬
‫فكان ير بم وهم يعذبون ‪ ..‬ودماؤهم تسيل على أجسادهم ‪ ..‬وقد تشققت من العطش شفاههم ‪ ..‬وتقرحت من السياط جلودهم ‪ ..‬وحر الشمس‬
‫يصهرهم من فوقهم ‪..‬‬
‫فيتأل لالم ‪ ..‬ويقول ‪ :‬صبا آل ياسر ‪ ..‬صبا آل ياسر ‪ ..‬فإن موعدكم النة ‪..‬‬
‫فتلمس هذه الكلمات أساعهم ‪ ..‬فترقص أفئدتم ‪ ..‬وتطي قلوبم ‪ ..‬فرحا بذه البشرى ‪..‬‬
‫وفجأة ‪ ..‬إذا بفرعون هذه المة ‪ ..‬أب جهل يأتيهم ‪ ..‬فيزداد غيظه عليهم ‪ ..‬فيسومهم عذابا ‪..‬‬
‫ويقول ‪ :‬سبوا ممدا وربه ‪ ..‬فل يزدادون إل ثباتا وصبا ‪ ..‬عندها يندفع البيث إل سية ‪ ..‬ث يستل حربته ‪ ..‬ويطعن با ف فرجها ‪ ..‬فتتفجر دماؤها‬
‫‪ ..‬ويتناثر لمها ‪ ..‬فتصيح وتستغيث ‪ ..‬وزوجها وولدها على جانبيها ‪ ..‬مربوطان يلتفتان إليها ‪..‬‬
‫وأبو جهل يسب ويكفر ‪ ..‬وهي تتضر وتكب ‪ ..‬فلم يزل يقطع جسدها التهالك بربته ‪ ..‬حت تقطعت أشلءً ‪ ..‬وماتت ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬ماتت ‪ ..‬فلله درها ما أحسن مشهد موتا ‪..‬‬
‫ماتت ‪ ..‬وقد أرضت ربا ‪ ..‬وثبتت على دينها ‪..‬‬
‫ماتت ‪ ..‬ول تعبأ بلد جلد ‪ ..‬ول إغراء فساد ‪..‬‬
‫فآهٍ لفتيات اليوم ‪..‬‬
‫تضل إحداهن بأقل من ذلك ‪ ..‬فتنحرف عن الصراط ‪ ..‬وهي ل تُجلد بسياط ‪ ..‬ول توف بعذاب ‪..‬‬
‫ومع كل ذلك ‪ ..‬وتتك سعها بسماع الغنيات ‪ ..‬وبصرها بالفلم والسرحيات ‪ ..‬وعرضها بالغزل والكالات ‪ ..‬وحجابا بتلعب أصحاب‬
‫الشهوات ‪..‬‬
‫تشرب من ماء السماء ‪!!..‬‬
‫نعم ‪ ..‬كانت النساء ‪ ..‬تصب على البلء ‪..‬‬

‫‪34‬‬
‫كن يصبن على العذاب الشديد ‪ ..‬والكي بالديد ‪ ..‬وفراق الزوج والولد ‪..‬‬
‫يصبن على ذلك كله حبا للدين ‪ ..‬وتعظيما لرب العالي ‪..‬‬
‫ل تتنازل إحداهن عن شيء من دينها‪ ..‬ول تتك حجابا‪ ..‬ول تدنس شرفها‪ ..‬ولو كان ثنُ ذلك حياتا‪..‬‬
‫نساء خالدات ‪ ..‬تعيش إحداهن لقضية واحدة ‪ ..‬كيف تدم السلم ‪..‬‬
‫تبذل للدين مالا ‪ ..‬ووقتها ‪ ..‬بل وروحها ‪..‬‬
‫حلن هم الدين ‪ ..‬وحققن اليقي ‪..‬‬
‫أم شريك غزية النصارية ‪..‬‬
‫أسلمت مع أول من أسلم ف مكة البلد المي ‪ ..‬فلما رأت تكن الكافرين ‪ ..‬وضعف الؤمني ‪..‬‬
‫حلت هم الدعوة إل الدين ‪ ..‬فقوي إيانا ‪ ..‬وارتفع شأن ربا عندها ‪..‬‬
‫ث جعلت تدخل على نساء قريش سرا فتدعوهن إل السلم ‪ ..‬وتذرهن من عبادة ألصنام ‪..‬‬
‫حت ظهر أمرها لكفار مكة ‪ ..‬فاشتد غضبهم عليها ‪ ..‬ول تكن قرشية ينعها قومها ‪..‬‬
‫فأخذها الكفار وقالوا ‪ :‬لول أن قومك حلفاء لنا لفعلنا بك وفعلنا ‪ ..‬لكنا نرجك من مكة إل قومك ‪..‬‬
‫فتلتلوها ‪ ..‬ث حلوها على بعي ‪ ..‬ول يعلوها تتها رحلً ‪ ..‬ول كساءً ‪ ..‬تعذيبا لا ‪..‬‬
‫ث ساروا با ثلثة أيام ‪ ..‬ل يطعمونا ول يسقونا ‪ ..‬حت كادت أن تلك ظمئا وجوعا ‪..‬‬
‫وكانوا من حقدهم عليها ‪ ..‬إذا نزلوا منلً أوثقوها ‪ ..‬ث ألقوها تت حر الشمس ‪ ..‬واستظلوا هم تت الشجر ‪..‬‬
‫فبينما هم ف طريقهم ‪ ..‬نزلوا منلً ‪ ..‬وأنزلوها من على البعي ‪ ..‬وأثقوها ف الشمس ‪..‬‬
‫فاستسقتهم فلم يسقوها ‪..‬‬
‫‪35‬‬
‫فبينما هي تتلمظ عطشا ‪ ..‬إذ بشيء بارد على صدرها ‪ ..‬فتناولته بيدها فإذا هو دلو من ماء ‪..‬‬
‫فشربت منه قليلً ‪ ..‬ث نزع منها فرفع ‪ ..‬ث عاد فتناولته فشربت منه ث رفع ‪ ..‬ث عاد فتناولته ث رفع مرارا ‪..‬‬
‫فشربت حت رويت ‪ ..‬ث أفاضت منه على جسدها وثيابا ‪..‬‬
‫فلما استيقظ الكفار ‪ ..‬وأرادوا الرتال ‪ ..‬أقبلوا إليها ‪ ..‬فإذا هم بأثر الاء على جسدها وثيابا ‪..‬‬
‫ورأوها ف هيئة حسنة ‪ ..‬فعجبوا ‪ ..‬كيف وصلت إل الاء وهي مقيدة ‪..‬‬
‫فقالوا لا ‪ :‬حللت قيودك ‪ ..‬فأخذت سقائنا فشربت منه ؟‬
‫قلت ‪ :‬ل وال ‪ ..‬ولكنه نزل علي دلو من السماء فشربت حت رويت ‪..‬‬
‫فنظر بعضهم إل بعض وقالوا ‪ :‬لئن كانت صادقة لدينها خي من ديننا ‪..‬‬
‫فتفقدوا قربم وأسقيتهم ‪ ..‬فوجدوها كما تركوها ‪ ..‬فأسلموا عند ذلك ‪ ..‬كلهم ‪ ..‬وأطلقوها من عقالا وأحسنوا إليها ‪..‬‬
‫أسلموا كلهم بسبب صبها وثباتا ‪ ..‬وتأت أم شريك يوم القيامة وف صحيفتها ‪ ..‬رجال ونساء ‪ ..‬أسلموا على يدها ‪..‬‬
‫امرأة من أهل الجنة ‪!!..‬‬
‫نعم عرف التاريخ أم شريك ‪..‬‬
‫وعرف أيضا ‪ ..‬الغميصاء ‪ ..‬أم أنس بن مالك ‪..‬‬
‫الت قال فيها النب فيما رواه البخاري ‪ :‬دخلت النة فسمعت خشفة بي يدي فإذا هي الغميصاء بنت ملحان ‪..‬‬
‫امرأة من أعجب النساء ‪..‬‬
‫عاشت ف بداية حياتا كغيها من الفتيات ف الاهلية ‪ ..‬تزوجت مالك بن النضر ‪..‬‬
‫فلما جاء ال بالسلم‪ ..‬استجابت وفود من النصار ‪ ..‬وأسلمت أم سليم ‪ ..‬مع السابقي إل السلم ‪..‬‬

‫‪36‬‬
‫وعرضت السلم على زوجها فأب وغضب عليها ‪..‬‬
‫وأرادها على الروج معه من الدينة إل الشام ‪ ..‬فأبت وتنعت ‪..‬‬
‫فخرج ‪ ..‬وهلك هناك ‪..‬‬
‫وكانت امرأة عاقلة جيلة فتسابق إليها الرجال ‪..‬‬
‫فخطبها أبو طلحة قبل أن يسلم فقالت ‪:‬‬
‫أما إن فيك لراغبة ‪ ..‬وما مثلك يرد ‪ ..‬ولكنك رجل كافر ‪ ..‬وأنا امرأة مسلمة ‪ ..‬فإن تسلم فذاك مهري ‪ ..‬ل أسأل غيه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إن على دين ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬يا أبا طلحة ‪ ..‬ألست تعلم أن إلك الذي تعبده خشبة نبتت من الرض نرها حبشي بن فلن ؟‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪ ..‬قالت ‪ :‬أفل تستحي أن تعبد خشبة من نبات الرض نرها حبشي بن فلن ؟ يا أبا طلحة ‪..‬‬
‫إن أنت أسلمت ل أريد من الصداق غيه ‪..‬‬
‫قال‪ :‬حت أنظر ف أمري ‪ ..‬فذهب ث جاء إليها ‪ ..‬فقال ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ..‬و أن ممدا رسول ال‪..‬‬
‫فاستبشرت ‪ ..‬وقالت ‪ :‬يا أنس زوج أبا طلحة ‪ ..‬فتزوجها ‪..‬‬
‫فما كان هناك مهر قط أكرم من مهر أم سليم ‪ :‬السلم ‪..‬‬
‫انظري كيف أرخصت نفسها ف سبيل دينها ‪..‬‬
‫وأسقطت من أجل السلم حقها ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬فتاة تعيش لجل قضية واحدة هي السلم ‪ ..‬كيف ترفع شأنه ‪ ..‬وتعلي قدره ‪ ..‬وتدي الناس إليه ‪..‬‬
‫بل ‪ ..‬حينما قدم النب الدينة ‪ ..‬استقبله النصار والهاجرون فرحي مستبشرين ‪..‬‬
‫‪37‬‬
‫ونزل ف بيت أب أيوب ‪ ..‬فأقبلت الفواج على بيته لزيارته ‪..‬‬
‫فخرجت أم سليم النصارية من بي هذه الموع‪ ..‬وأرادت أن تقدم لرسول ال شيئا ‪ ..‬فلم تد أحب إليها من فلذة كبدها ‪..‬‬
‫فأقبلت بولدها أنس ‪ ..‬ث وقفت بي يدي النب ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬
‫يا رسول ال هذا أنس يكون معك دائما يدمك ‪ ..‬ث مضت ‪..‬‬
‫وبقي أنس عند رسول ال يدمه صباحا ومساء ‪..‬‬
‫ليلة مع أم سليم ‪!!..‬‬
‫ل تكن أم سليم تتصنع البذل أمام الناس وتنساه ف نفسها ‪ ..‬وإنا العجب حالا ف بيتها ‪ ..‬من عناية بزوجها ‪ ..‬ورضا بقسمة ربا ‪..‬‬
‫تزوجت أم سليم أبا طلحة ‪ ..‬ورزقت منه بغلم صبيح ‪ ..‬هو أبو عمي ‪..‬وكان أبو طلحة يبه حبا عظيما ‪..‬‬
‫بل كان يبه ‪ ..‬وير بالصغي فيى معه طيا يلعب به ‪ ..‬اسه النغي ‪ ..‬فكان يازحه ويقول‪ :‬يا أبا عمي ما فعل النغي ؟‬
‫فمرض الغلم ‪ ..‬فحزن أبو طلحة عليه حزنا شديدا ‪ ..‬حت اشتد الرض بالغلم يوما ‪..‬‬
‫وخرج أبو طلحة ف حاجة إل رسول ال ‪ ..‬وتأخر عنده ‪..‬‬
‫فازداد مرض الغلم ومات ‪ ..‬وأمه عنده ‪..‬‬
‫بكى بعض أهل البيت ‪ ..‬فهدأتم وقالت ‪ :‬ل تدثوا أبا طلحة بابنه حت أكون أنا أحدثه ‪..‬‬
‫فوضعت الغلم ف ناحية من البيت وغطته ‪ ..‬وأعدت لزوجها طعامه ‪..‬‬
‫فلما عاد أبو طلحة إل بيته ‪ ..‬سألا ‪ :‬كيف الغلم ؟‬
‫قالت ‪ :‬هدأت نفسه ‪ ..‬وأرجو أن يكون قد استراح ‪..‬‬
‫فتوجه إليه لياه ‪ ..‬فأبت عليه وقالت ‪ :‬هو ساكن فل تركه ‪..‬‬

‫‪38‬‬
‫ث قربت له عشاءه فأكل وشرب ‪ ..‬ث أصاب منها ما يصيبه الرجل من امرأته ‪..‬‬
‫فلما رأت أنه قد شبع واستقر ‪ ..‬قالت ‪ :‬يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألم أن ينعوهم ؟ قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬أل تعجب من جياننا ؟ قال ‪ :‬وما لم ؟!‬
‫قالت ‪ :‬أعارهم قوم عارية ‪ ..‬وطال بقاؤها عندهم حت رأوا أن قد ملكوها ‪ ..‬فلما جاء أهلها يطلبونا ‪ ..‬جزعوا أن يعطوهم إياها ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬بئس ما صنعوا ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬هذا ابنك ‪ ..‬كانت عارية من ال ‪ ..‬وقد قبضه إليه ‪ ..‬فاحتسب ولدك عند ال ‪..‬‬
‫ففزع ‪ ..‬ث قال ‪ :‬وال ‪ ..‬ما تغلبين على الصب الليلة ‪ ..‬فقام وجهز ولده ‪..‬‬
‫فلما أصبح غدا على رسول ال فأخبه ‪ ..‬فدعا لما بالبكة ‪..‬‬
‫قال راوي الديث ‪ :‬فلقد رأيت لم بعد ذلك ف السجد سبعة أولد كلهم قد قرأ القرآن ‪..‬‬
‫فانظري كيف ارتفعت بدينها ‪ ..‬عن شق اليوب‪ ..‬وضرب الدود‪ ..‬والدعاء بالويل والثبور ‪..‬‬
‫هل رأيتم امرأة توف ابنها ‪ ..‬بي يديها ‪ ..‬وتقوم بدمة زوجها ‪ ..‬وتيئ له نفسها ‪..‬‬
‫بل هل رأيت ألطف من لطفها ‪ ..‬أو ألي من طريقتها ‪..‬‬
‫امرأة تربي زوجها ‪!!..‬‬
‫إن امرأة بذا اليان والدين ‪ ..‬والصدق واليقي ‪ ..‬لينتشر خيها ‪ ..‬وتعم بركة فعلها ‪ ..‬على أهل بيتها ‪..‬‬
‫فيصلح أولدها ‪ ..‬وتستقيم بناتا ‪ ..‬ويتأثر زوجها بصلحها ‪..‬‬
‫فل عجب أن يرتفع شأن أب طلحة بعد زواجه منها ‪..‬‬

‫‪39‬‬
‫كانت أم سليم تثه على الدعوة والهاد ‪ ..‬وطاعة رب العباد ‪ ..‬حت إذا كانت خرج أبو طلحة مع الجاهدين ‪ ..‬فاشتد عليهم البلء ‪..‬فاضطرب‬
‫السلمون ‪ ..‬وقتّلوا ‪ ..‬وتفرقوا ‪..‬‬
‫وأقبل الشركون على رسول ال يريدون قتله ‪..‬‬
‫فأقبل عليه أصحابه الخيار ‪ ..‬وهم جرحى ‪ ..‬وجوعى ‪..‬‬
‫دماؤهم تسيل على دروعهم ‪ ..‬ولومهم تتناثر من أجسادهم ‪..‬‬
‫أقبلوا على رسول ال ‪ ..‬فأحاطوه بأجسادهم يصدون عنه الرماح ‪ ..‬وضربات السيوف ‪ ..‬تقع ف أجسادهم دونه ‪..‬‬
‫وكان أبو طلحة يرفع صدره ويقول ‪ :‬يا رسول ال ل يصيبك سهم ‪ ..‬نري دون نرك ‪ ..‬وهو يقاتل عن رسول ال ويامي ‪..‬‬
‫والكفار يضربونه من كل جانب ‪ ..‬هذا يرميه بسهم ‪ ..‬وذلك يضربه بسيف ‪ ..‬والثالث يطعنه بنجر ‪ ..‬فلم يلبث أن صُرع ووقع من كثرة الضرب‬
‫عليه ‪..‬‬
‫فأقبل أبو عبيدة يشتد مسرعا ‪ ..‬فإذا أبو طلحة صريعا ‪ ..‬فقال النب ‪ ( :‬دونكم أخاكم فقد أوجب ) ‪ ..‬فحملوه ‪ ..‬فإذا بسده بضع عشرة ضربة‬
‫وطعنة ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬كان أبو طلحة بعدها ‪ ..‬يرفع راية الدين ‪ ..‬وكان يقول ‪ :‬لصوت أب طلحة ف اليش خيٌ من فئة ‪ !!..‬هذا صوته ف اليش ‪ ..‬فما بالك‬
‫بقوته وقتاله ؟ ‪..‬‬
‫متى نراك مثلها ؟!‬
‫فقد دعا النب النساء كما دعا الرجال ‪ ..‬وبايع النساء كما بايع الرجال ‪ ..‬وحدث النساء كما حدث الرجال ‪..‬‬
‫والنساء والرجال متساويان ف الزاء والعقاب ‪..‬‬
‫قال تعال ( من عمل صالا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ‪..‬‬

‫‪40‬‬
‫وها متساويان ف القوق النسانية ‪ ..‬فلكل من الزوجي حق على الخر ‪ ..‬قال ‪ ( :‬أل إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا ) ‪..‬‬
‫واليزان الوحيد عند ال للمفاضلة بي الرجل والرأة هو التقوى ‪ ..‬إن أكرمكم عند ال أتقاكم ‪..‬‬
‫وكلما احترمت الرأة نفسها احترمها من حولا ‪ ..‬فهي ثينة مادامت أمينة ‪ ..‬فإذا خانت هانت ‪..‬‬
‫وانظري إل رسول ال ‪ .. J‬لا فتح مكة ‪ ..‬واضطرب أمر الكفار فيها ‪ ..‬فمنهم من قاتل ‪ ..‬ومنهم أسلم ‪ ..‬ومنهم من اختبأ ‪..‬‬
‫فكان من بي القاتلي رجلن قاتل عليا ‪ Z‬ث فرا من بي يديه ‪..‬‬
‫والتجئا إل بيت أم هانئ أخت علي ‪ .. Z‬فأمنتهما ‪..‬‬
‫فأقبل علي عليها ‪ ..‬فدخل البيت ‪ ..‬وقال ‪ :‬وال لقتلنهما ‪ ..‬فأغلقت أم هانئ عليهما باب البيت ‪ ..‬ث ذهبت سريعا إل رسول ال ‪ .. J‬فلما رآها قال‬
‫‪ :‬مرحبا يا أم هانئ ‪ ..‬ما جاء بك ؟ فقالت ‪ :‬زعم علي أنه يقتل رجلي أمنتهما ‪ ..‬فقال ‪ : J‬قد أجرنا من أجرت ‪ ..‬وأمنا من أمنت ‪ ..‬فل يقتلهما ‪..‬‬
‫وجعل ال للمرأة حقها ف تقرير حياتا ‪ ..‬فل تزوج إل بإذنا ‪ ..‬ول يؤخذ من مالا إل باختيارها ‪ ..‬وإن اتمت ف عرضها عوقب متهمها ‪ ..‬وإن‬
‫احتاجت أُلزم وليها بسد حاجتها ‪ ..‬أبوها مأمور بالحسان إليها ‪ ..‬وولدها مأمور ببها ‪ ..‬وأخوها مأمور بصلتها ‪..‬‬
‫بل طالا قدم الدين الرأة على الرجل ‪..‬‬
‫قال تعال ‪ ( :‬ووصينا النسان بوالديه حلته أمه وهنا على وهن وفصاله ف عامي أن اشكر ل ولوالديك ) ‪..‬‬
‫وف الصحيحي قال رجل ‪ :‬يا رسول ال ! من أحق الناس بسن صحابت ؟ قال ‪ :‬أمك ث أمك ث أمك ث أبوك ) ‪..‬‬
‫ورأى ابن عمر رجلً يطوف حول الكعبة ‪ ..‬يمل عجوزا على ظهره ‪..‬فسأله ‪ :‬من هذه فقال الرجل ‪ :‬هذه أمي مقعدة ‪ ..‬وأنا أحلها على ظهري‬
‫منذ عشرين سنة ‪ ..‬أتران يا ابن عمر وفيتها حقها ‪ ..‬فقال ابن عمر ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬ول زفرة من زفراتا ‪..‬‬
‫من النرويج إلى أفريقيا ‪!!..‬‬
‫كيف تتقاعس فتيات اليوم عن نصرة الدين ‪..‬‬

‫‪41‬‬
‫بل كيف ترى النكرات ظاهرة ‪ ..‬بصور فاجرة ‪ ..‬أو علقات سافرة ‪..‬‬
‫ومرمات ف اللباس والجاب ‪ ..‬مؤذنة بقرب نزول العذاب ‪..‬‬
‫ترى هذه النكرات بي قريباتا ‪ ..‬وأخواتا وزميلتا ‪..‬‬
‫ث ل تنشط للنكار ‪ ..‬وقد قال ‪ :‬من رأى منكم منكرا فليغيه ‪..‬‬
‫فهل غيت ما استطعت من منكرات ؟‬
‫ليت شعري ‪ ..‬كيف يكون حالك يوم القيامة ‪ ..‬إذا تعلقت بك الصديقة والزميلة ‪ ..‬والبيبة والليلة ‪..‬‬
‫وبكي وانتحب ‪ ..‬ل رأيتينا على النكرات ‪ ..‬ومقارفة الحرمات ‪..‬‬
‫ول تنهي أو تنصحي ‪ ..‬أو تعظي وتذكري ‪..‬‬
‫وانظري إل تضحية الكافرات لدينهن ‪..‬‬
‫يقول أحد الدعاة ‪:‬‬
‫كنت ف رحلة دعوية إل اللجئي ف أفريقيا ‪..‬‬
‫كان الطريق وعرا موحشا أصابنا فيه شدة وتعب‪..‬‬
‫ول نرى أمامنا إل أمواجا من الرمال ‪ ..‬ول نصل إل قرية ف الطريق ‪ ..‬إل ويذرنا من قُطّاع الطرق ‪..‬‬
‫ث يسّر ال الوصول إل اللجئي ليلً ‪..‬‬
‫فرحوا بقدمي ‪ ..‬وأعدّوا خيمة فيها فراش بال ‪..‬‬
‫ألقيت بنفسي على الفراش من شدة التعب‪ ..‬ث رحت أتأمل رحلت هذه‪ .‬أتدري ما الذي خطر ف نفسي؟!‬
‫شعرت بشيء من العتزاز والفخر‪ ..‬بل أحسست بالعجب والستعلء! فمن ذا الذي سبقن إل هذا الكان؟!‬
‫‪42‬‬
‫ومن ذا الذي يصنع ما صنعت؟!‬
‫ومن ذا الذي يستطيع أن يتحمل هذه التاعب؟!‬
‫وما زال الشيطان ينفخ ف قلب حت كدت أتيه كبا وغرورا‬
‫خرجنا ف الصباح نتجول ف أناء النطقة‪ ..‬حت وصلنا إل بئر يبعد عن منازل اللجئي ‪ ..‬فرأيت مموعة من النساء يملن على رؤوسهن قدور الاء‪..‬‬
‫ولفت انتباهي امرأة بيضاء من بي هؤلء النسوة‪ ..‬كنت أظنها ‪ -‬بادي الرأي ‪ -‬واحدة من نساء اللجئي مصابة بالبص‪..‬‬
‫فسألت صاحب عنها ‪..‬‬
‫قال ل مرافقي‪ :‬هذه منصرة ‪ ..‬نرويية ‪ ..‬ف الثلثي من عمرها ‪..‬‬
‫تقيم هنا منذ ستة أشهر ‪ ..‬تلبس لباسنا‪ ..‬وتأكل طعامنا‪ ..‬وترافقنا ف أعمالنا‪..‬‬
‫وهي تمع الفتيات كل ليلة ‪ ..‬تتحدث معهن ‪ ..‬وتعلمهن القراءة والكتابة‪ ..‬ووأحيانا الرقص ‪..‬‬
‫وكم من يتيم مسحت على رأسه! و مريض خففت من أله!‬
‫فتأملي ف حال هذه الرأة‪ ..‬ما الذي دعاها إل هذه القفار النائية وهي على ضللا؟!‬
‫وما الذي دفعها لتترك حضارة أوروبا ومروجها الضراء؟!‬
‫وما الذي قوّى عزمها على البقاء مع هؤلء العجزة الحاويج وهي ف قمة شبابا؟!‬
‫أفل تتـصـاغرين نفسك ‪..‬‬
‫هذه منصّرة ضالّة ‪ ..‬تصب وتكابد ‪ ..‬وهي على الباطل ‪..‬‬
‫بل ف أدغال أفريقيا ‪ ..‬تأت النصرة الشابة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا ‪..‬‬

‫‪43‬‬
‫تأت لتعيش ف كوخ من خشب ‪ ..‬أو بيت من طي ‪ ..‬وتأكل من أردئ الطعام كما يأكلون ‪ ..‬وتشرب من النهر كما يشربون ‪ ..‬ترعى الطفال ‪..‬‬
‫وتطبب النساء ‪..‬‬
‫فإذا رأيتيها بعد عودتا إل بلدها ‪ ..‬فإذا هي قد شحب لونا ‪ ..‬وخشن جلدها ‪ ..‬وضعف جسدها ‪ ..‬لكنها تنسى كل هذه الصاعب لدمة دينها ‪..‬‬
‫عجبا ‪ ..‬هذا ما تبذله تلك النصرانيات الكافرات ‪ ..‬ليعبد غي ال ‪..‬‬
‫( إن تَكُونُوا تَ ْأَلمُو َن فَإّنهُمْ يَ ْأَلمُونَ َكمَا تَ ْأَلمُونَ وتَرْجُونَ ِمنَ اللّهِ مَا ل يَرْجُونَ ) ‪..‬‬
‫ويقول آخر ‪..‬‬
‫كنت ف ألانيا ‪ ..‬فطُرق علي الباب ‪ ..‬وإذا صوت امرأة شابة ينادي من ورائه ‪..‬‬
‫فقلت لا ‪ :‬ما تريدين ‪..‬؟‬
‫قالت ‪ :‬افتح الباب ‪ ..‬قلت ‪ :‬أنا رجل مسلم ‪ ..‬وليس عندي أحد ‪ ..‬ول يوز أن تدخلي عليّ ‪..‬‬
‫فأصرت عليّ ‪ ..‬فأبيت أن أفتح الباب ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬أنا من جاعة شهود يهوه الدينية ‪ ..‬افتح الباب ‪ ..‬وخذ هذه الكتب والنشرات ‪ ..‬قلت ‪ :‬ل أريد شيئا ‪..‬‬
‫فأخذت تترجى ‪ ..‬فوليت الباب ظهري ‪ ..‬ومضيت إل غرفت ‪..‬‬
‫فما كان منها إل أن وضعت فمها على ثقب ف الباب ‪..‬‬
‫ث أخذت تتكلم عن دينها ‪ ..‬وتشرح مبادئ عقيدتا لدة عشر دقائق ‪..‬‬
‫فلما انتهت ‪ ..‬توجهت إل الباب وسألتها ‪ :‬ل تتعبي نفسك هكذا ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬أنا أشعر الن بالراحة ‪ ..‬لن بذلت ما أستطيع ف سبيل خدمة دين ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫إِن تَكُونُواْ َت ْألَمُو َن فَإِّنهُمْ يَ ْأَلمُونَ َكمَا َت ْألَمونَ‬

‫‪44‬‬
‫وأنت ‪ ..‬أفل تساءلت يوما ً ‪..‬‬
‫ماذا قدمت للسلم ‪..‬‬
‫كم فتاة تابت على يدك ‪ ..‬كم تنفقي لداية الفتيات إل ربك ‪..‬‬
‫تقول بعض الصالات ل أجرؤ على الدعوة ‪ ..‬ول إنكار النكرات ‪..‬‬
‫عجبا !! كيف ترؤ مغنية فاجرة ‪ ..‬أن تغن أمام عشرة آلف يلتهمونا بأعينهم قبل آذانم ‪ ..‬ول تقل إن خائفة أخجل ‪..‬‬
‫كيف ترؤ راقصة داعرة ‪ ..‬أن تعرض جسدها أمام اللف ‪ ..‬ول تفزع وتوجل ‪..‬‬
‫وأنت إذا أردنا منك مناصحة أو دعوة ‪ ..‬خذلك الشيطان ‪..‬‬
‫بل بعض الفتيات ‪ ..‬تزين لغيها النكرات ‪ ..‬فتتبادل معهن ملت الفحشاء ‪ ..‬وأشرطة الغناء ‪ ..‬أو تدعوهن إل مالس منكر وبلء ‪..‬‬
‫وهذا من التعاون على الث والعدوان ‪ ..‬والدخول ف حزب الشيطان ‪..‬‬
‫ولتنقلب هذه الحبة إل عداوة وبغضاء ‪..‬‬
‫قال ال ‪ ( :‬الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل التقي ) ‪ ..‬هذا حالن ف عرصات القيامة ‪ ..‬يلبسن لباس الزي والندامة ‪..‬‬
‫أما ف النار ‪ ..‬فكما قال ال عن فريق من العصاة ‪ُ :‬ثمّ َيوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَ ْعضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْ َعنُ بَ ْعضُكُم بَ ْعضًا وَمَ ْأوَا ُكمُ النّارُ وَمَا لَكُم مّن نّاصِرِينَ ‪..‬‬
‫نعم يلعن بعضهن بعضا ‪ ..‬تقول لصاحبتها الت طالا جالستها ف الدنيا ‪ ..‬وضاحكتها وقبلتها ‪ ..‬تقول لا يوم القيامة ‪ :‬لعنك ال أنت الت أوقعتن ف‬
‫الغزل والفحشاء ‪..‬‬
‫فتصيح با الخرى ‪ :‬بل لعنك ال أنت ‪ ..‬فأنت الت أعطيتن أشرطة الغناء‬
‫فتجيبها ‪ :‬بل لعنك ال ‪ ..‬أنت الت زينت لَ التسكع والسفور ‪..‬‬
‫فترد عليها ‪ :‬بل لعنك ال أنت ‪ ..‬أنت الت دللتن على طرق الفجور ‪..‬‬

‫‪45‬‬
‫عجبا ‪ ..‬كيف غابت تلك الضحكات ‪ ..‬والمسات واللمسات ‪ ..‬طالا طفتما ف السواق ‪ ..‬وضاحكتما الرفاق ‪ ..‬واليوم يكفر بعضكن ببعض ويلعن‬
‫بعضكن بعضاَ ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬لنن ما اجتمعن يوما على نصيحة أو خي ‪..‬‬
‫فهن يوم القيامة يتمعن ‪ ..‬ولكن أين يتمعن ؟ ف نار ل يبو سعيها ‪ ..‬ول يبد ليبها ‪..‬‬
‫ول يفف حرها ‪ ..‬إل أن يشاء ال ‪..‬‬
‫فأين نساؤنا اليوم ؟‬
‫أين نساؤنا عن سي هؤلء الصالات ‪..‬‬
‫أين النساء اللت يقعن ف الخالفات الشرعية ف لباسهن ‪ ..‬وحديثهن ‪ ..‬ونظرهن ‪ ..‬ث إذا نصحت إحداهن قالت ‪ :‬كل النساء يفعلن مثل ذلك ‪ ..‬ول‬
‫أستطيع مالفة التيار ‪..‬‬
‫سبحان ال !!‬
‫أين القوةُ ف الدين ‪ ..‬والثباتُ على البادئ ‪..‬‬
‫وما كان لؤمن ول مؤمنة إذا‬ ‫إذا كانت الفتاة بأدن فتنة تتخلى عن طاعة ربا ‪ ..‬وتطيع الشيطان ‪ ..‬أين الستسلم لوامر ال ‪ ..‬وال تعال يقول ‪:‬‬
‫قضى ال ورسوله أمرا أن يكون لم الية من أمرهم ومن يعص ال ورسوله فقد ضل ضللً مبينا ‪..‬‬
‫أين تلك الفتيات العابثات ‪ ..‬اللت تتعرض إحداهن للعنة ربا ‪..‬‬
‫فتلبس عباءتا على كتفها ‪ ..‬فيى الناس تفاصيل كتفيها وجسدها ‪ ..‬إضافة إل تشبهها بالرجال ‪ ..‬لن الرجال هم الذين يلبسون عباءاتم على أكتافهم‬
‫‪ ..‬ومن تشبهت بالرجال فهي ملعونة ‪..‬‬

‫‪46‬‬
‫وأين تلك تلك الواشة ‪ ..‬الت تضع الوشم على وجهها على شكل نقط متفرقة ‪ ..‬أو على شكل رسوم ف مناطق من جسدها ‪ ..‬وهذا فعل الومسات ‪..‬‬
‫والنب قد قال ‪ :‬لعن ال الواشة والستوشة ‪..‬‬
‫بل ‪ ..‬أين تلك الرأة الت تلبس الشعر الستعار ‪ ..‬أو ما يسمى بالباروكة ‪ ..‬وال تعال قد لعن الواصلة والستوصلة ‪..‬‬
‫فهؤلء النساء ملعونات ‪..‬أتدرين ما معن ملعونة ؟! أي مطرودة من رحة ال ‪ ..‬مطرودة عن سبيل النة ‪..‬‬
‫أو ترضي أن تطردي عن النة ‪ ..‬بسبب شعرات تنتفينها من حاجبيك ‪ ..‬أو عباءة تنلينها على كتفيك ‪ ..‬أو نقاط من وشم ف أناء جسدك ‪..‬‬
‫المحرومات ‪!!..‬‬
‫من اتباع الوى ‪ ..‬والشيطان ‪ ..‬تكلف الفتاة ف تزيي مظهرها ‪ ..‬ولو كان ف ذلك التعرض للعنة ال ‪..‬‬
‫ومن ذلك نص الواجب وترقيقها‪ ..‬إما بالنتف أو اللق ‪..‬‬
‫خذِ الشّيْطَانَ َولِيّا مّن دُونِ اللّ ِه فَ َقدْ َخسِرَ ُخسْرَانًا مّبِينًا ) ‪..‬‬
‫وهو تقيق لوعيد الشيطان لا قال لربه ‪( :‬وَلمُرَّن ُهمْ فَلَيُغَيّرُنّ خَ ْلقَ اللّهِ وَمَن يَّت ِ‬
‫والنمص تعرض للعنة ال ‪ ..‬فقد صح عند أب داود وغيه عن ابن مسعود ‪ Z‬قال ‪ :‬لعن رسول ال ‪ J‬الواشة والستوشة والنامصة والتنمصة الغيات‬
‫للق ال ‪..‬‬
‫سبحان ال ‪ ..‬كيف تفعلي ما يعرضك للعنة ال ‪ ..‬وأنت تسألي ال الغفرة والرحة ف الصلة وخارجها ‪ ..‬أليس هذا تناقضا بي قولك وفعلك ؟‬
‫تطلبي الرحة وتفعلي ما يطردك منها ‪..‬‬
‫إن هذا لشيء عجاب !!‬
‫وأفت أهل العلماء الربانيون بتحريه ‪ ..‬وبي يدي أكثر من عشرين فتوى بتحريه ‪..‬‬
‫فمن مقتضى إيانك بال ‪ ..‬طاعته فيما أمر واجتناب ما نى عنه وزجر ‪..‬‬

‫‪47‬‬
‫بل إن النمص من التشبه بالكافرات ومن تشبه بقوم فهو منهم ‪ ..‬وال يقول يوم القيامة ‪ ( :‬احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) ‪ ..‬أي أشباههم ونظراءهم‬
‫‪ ..‬ومن أحب قوما حشر معهم ‪..‬‬
‫ول تقول كثيات يفعلن ذلك ‪..‬‬
‫فكثيات أيضا يعبدن الصنام ‪ ..‬فهل تعبدين معهن ‪..‬‬
‫وكثيات يعلقن الصليب ‪ ..‬فهل تفعلي مثلهن ‪..‬‬
‫إن كثرة العاصيات ل تعذرك عند ال ‪..‬‬
‫فأنت مسئولة عن عملك ‪..‬‬
‫وكما كنت ف ظهر أبيك وحدك ‪ ..‬ث ف بطن أمك وحدك ‪ ..‬ث ولدت وحدك ‪..‬‬
‫فإنك توتي وحدك ‪ ..‬وتبعثي يوم القيامة وحدك ‪ ..‬وترين على الصراط وحدك ‪ ..‬وتأخذين كتابك وحدك ‪ ..‬وتُسألي بي يدي ال وحدك‪..‬‬
‫قال ال ‪ :‬إِن كُلّ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَالَْأ ْرضِ ِإلّا آتِي الرّ ْحمَنِ عَْبدًا * لَ َقدْ أَ ْحصَا ُهمْ وَ َعدّهُمْ َعدّا * َوكُّل ُهمْ آتِيهِ َيوْ َم الْقِيَامَ ِة فَرْدًا ‪..‬‬
‫على موج البحر ‪..‬‬
‫كم من الفتيات الؤمنات ‪ ..‬انرفت إحداهن مع المواج ‪..‬‬
‫فبدأت تتساهل بالجاب والعباءة ‪ ..‬وترضى أن تتتبع ما يصنعه الفسدون ‪ ..‬بل يصممه الفجرة والكافرون ‪ ..‬من العباءات الت تظهر الزينة بدل أن‬
‫تسترها ‪..‬‬
‫عجبا !! كيف ترضي أن تكون دمية يلبسونا ما شاءوا ؟‬
‫فهذه عباءة مطرزة ‪ ..‬وتلك مصرة ‪ ..‬والثالثة على الكتفي ‪ ..‬والرابعة واسعة الكُمّي ‪..‬‬
‫أصبحت أكثر العباءات ‪ ..‬تتاج إل سترها بعباءة ‪..‬‬

‫‪48‬‬
‫فالجاب‪ ..‬إنا شرع لستر الزينة عن الرجال ‪ ..‬فإذا كان الجاب ف نفسه زينة ‪ ..‬فما الاجة إليه ‪..‬‬
‫وقد قال فيما رواه مسلم ‪ ( :‬صنفان من أهل النار ل أرها ‪ ..‬رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون با الناس ‪ ..‬ونساء كاسيات عاريات مائلت‬
‫ميلت رؤوسهن كأسنة البخت الائلة ل يدخلن النة ول يدن ريها وإن ريها ليوجد من مسية كذا وكذا )‪.‬‬
‫فمن هي الفتاة الت ل تريد النة ول رائحتها ؟‬
‫أما تعلمي ‪ ..‬أنك بتبجك وسفورك تصبحي وسيلة من وسائل الشيطان ؟‬
‫هل ترضي أن تكون سببا ف وقوع مسلم ف الرام ؟‬
‫أتدرين أنك إذا لبست عباءة متبجة ‪ ..‬ث رأتك فتاة فاشترت مثلها فلبستها ‪ ..‬أتعلمي أن عليك وزرها ووزر من قلدها هي أيضا إل يوم القيامة ‪..‬‬
‫أيسرك أن تكون قدوة ف الشر ‪..‬‬
‫تتجملين لمن ؟!‬
‫ولو سألت امرأة تزينت بعباءة من هذه النواع‪ ..‬لاذا تلبسي هذه العباءة ؟ لقالت لك ‪ :‬هذه أجل ‪ ..‬فاسأليها عند ذلك ‪ :‬تتجملي لن ؟!! نعم‬
‫تتجملي لن ؟! لاطب شريف ‪ ..‬أو زوج عفيف ‪..‬‬
‫إنا تتزين لينظر إليها سفلة الناس ‪ ..‬من ل يلتفتون لراقبة ال لم ‪ ..‬من ل يهمهم شرفها ‪ ..‬ول عفتها أو كرامتها ‪ ..‬يسعى أحدهم لشهوة فرجه ‪..‬‬
‫ولذة عينه ‪ ..‬ث إذا قضى حاجته منها ‪ ..‬ركلها بقدمه ‪ ..‬وبث عن فريسة أخرى ‪..‬‬
‫خمُرِهِنّ عَلَى جُيُوِبهِنّ وَلَا يُْبدِي َن زِينََتهُنّ ‪ ..‬لاذا أمرك ال بستر‬
‫َولَْيضْرِبْنَ ِب ُ‬
‫هل تفكرت يوما ‪ ..‬لاذا أمرك ال بالجاب ‪ ..‬نعم لاذا قال ال ‪:‬‬
‫زينتك ‪ ..‬وجهك وشعرك وسائر جسدك ‪..‬‬
‫لاذا أمرك ال بذا ‪ ..‬هل بينه وبينك خصام‪ ..‬أو ثأر وانتقام ‪ ..‬كل ‪ ..‬فهو الغن عن عباده الذي ل يظلم مثقال ذرة ‪..‬‬
‫ولكنها سنة ال الباقية ‪ ..‬وشريعته الاضية ‪ ..‬وقوله الذي ل يبدل ‪ ..‬وحكمه الذي يعدل ‪..‬‬

‫‪49‬‬
‫قضى على الرجل بأحكام ‪ ..‬وعلى الرأة بأحكام ‪ ..‬ول يكن أن تستقيم الدنيا إل بطاعته ‪..‬‬
‫والرأة الصالة تسلم لربا ف أمره ‪..‬‬
‫وتأملي فيما رواه مسلم ‪ ..‬من خب تلك الرأة ‪ ..‬الت جاءت إل عائشة يوما فسألتها ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬
‫ما بال الائض إذا طهرت من حيضها ‪ ..‬تقضي الصوم ول تقضي الصلة ؟‬
‫فعجبت عائشة من سؤالا ‪ ..‬وقالت ‪ :‬أحرورية أنت ؟ أي من الوارج على الدين ؟‬
‫قالت ‪ :‬لست برورية ‪ ..‬ولكن أسأل ‪..‬‬
‫فقالت عائشة ‪ :‬كان يصيبنا ذلك على عهد رسول ال ‪ ..‬فنؤمر بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة ‪..‬‬
‫نعم ‪..‬تسليم تام لوامر ال ‪ ..‬إِّنمَا كَا َن َقوْلَ اْل ُمؤْمِنِيَ إِذَا دُعُوا ِإلَى اللّهِ َورَسُولِهِ لَِيحْ ُكمَ بَيَْن ُهمْ أَن يَقُولُوا َسمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَُأ ْولَئِكَ ُه ُم الْمُفِْلحُونَ * وَمَن‬
‫ُي ِطعِ اللّهَ َورَسُولَهُ وََيخْشَ اللّهَ وَيَتّقْ ِه فَُأ ْولَئِكَ ُه ُم الْفَائِزُونَ ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬الفائزون هم الذين يسلمون ل ف أمره ‪..‬‬
‫أما غيهم ‪ ..‬فهم يسعون جاهدين ‪ ..‬لنع عباءتك ‪ ..‬وهتك حجابك ‪..‬‬
‫يستميتون لتحقيق غاياتم ‪ ..‬ينفقون من أموالم ‪ ..‬ويبذلون من أوقاتم ‪ ..‬فهذه ملة سافرة ‪ ..‬وتلك مقالة فاجرة ‪ ..‬وهذا برنامج يشكك ف الجاب‬
‫‪..‬‬
‫يشيعون الفاحشة ف الذين آمنوا ‪..‬‬
‫يريدون التمتع بالنظر إل زينتك ف أسواقهم ‪ ..‬والنس برقصك ف مسارحهم ‪ ..‬والتلذذ بسدك على فرشهم ‪ ..‬وبدمتك لم ف طائراتم ‪ ..‬فهم ف‬
‫القيقة يطالبون بقوقهم ل بقوقك ‪..‬‬

‫‪50‬‬
‫عجبا لم ‪ !!..‬ل يعرفوا من حقوق الرأة ‪ ..‬إل ح ّق التبجِ ونزعِ الجاب ‪ ..‬وحقّ قيادة السيارة ‪ ..‬وحقّ السفر بل مرم ‪ ..‬وحقّ العمل ومالطةِ الرجال‬
‫‪ ..‬وحقّ الروج ف وسائل العلم ‪ ..‬إل آخر تلك الماقات الت يسمونا حقوقا ‪..‬‬
‫تبا لم ‪ !!..‬ل نسمعهم يوما يطالبون بقوق الرامل والعوقات ‪ ..‬أو يطالبون البناء بقوق المهات ‪..‬‬
‫يطالبون بالفساد ‪ ..‬ويظهرون أنم يريدون رقي الجتمع ‪ ..‬وهذا حال النافقي ‪ ..‬فهم أحفاد عبد ال بن أب بن سلول ‪ ..‬رأس النافقي ف عهد رسول‬
‫ال ‪.. J‬‬
‫أل تري أنه اتم أمنا عائشة ‪ Z‬بالزنا ‪ ..‬وأشاع القالة ورددها بي الناس ‪ ..‬وزعم أنه يريد إشاعة الفضيلة ‪ ..‬وهو ف القيقة أستاذ الرذيلة ‪ ..‬وموقد‬
‫نارها ‪ ..‬أل ترين أنه كان يشتري الماء الميلت ث يأمرهن بالبغاء والزنا ‪ ..‬ليجمع الال من ذلك ‪ ..‬حت فضحه ال ف القرآن بقوله تعال ‪َ ( :‬ولَا‬
‫ض اْلحَيَاةِ الدّنْيَا ) ‪..‬‬
‫حصّنًا لّتَبْتَغُوا عَ َر َ‬
‫تُكْ ِرهُوا فَتَيَاتِ ُكمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ َأرَدْنَ َت َ‬
‫فهم يرددون ‪ ..‬العباءة على الرأس تضايقك ‪ ..‬والثوب الطويل يثقل عليك ‪ ..‬والبنطال أسهل لشيك ‪ ..‬وتغطية الوجه تكتم أنفاسك ‪..‬‬
‫قوم أعجبوا بضارة الكفار ‪ ..‬فظنوا أن الطريق إليها نزع الجاب ‪ ..‬وتشمي الثياب ‪..‬‬
‫وإن جولة واحدة ف إحدى مدن الغرب أو الشرق تكفي لدراك هذه القيقة ‪ ..‬فالرأة تشتغل حالة حقائب ف الطار ‪ ..‬وعاملة نظافة ف الطريق ‪..‬‬
‫ومنظفة حام ف الشركة ‪..‬‬
‫وإن كانت جيلة ‪ ..‬اشتغلت ف مرقص أو بار ‪ ..‬فهذا سكي يعربد با ‪ ..‬وذاك فاجر يعبث بسدها ‪ ..‬والثالث يتخذها سلعة يتكسب منها ‪ ..‬فإذا‬
‫قضوا حاجتهم منها صفعوا وجهها ‪..‬‬
‫وإذا كبت ألقيت ف دار العجزة الت هي أشبه بالسجون ‪ ..‬بل بالقابر ‪..‬‬
‫عجبا ‪ ..‬أهذه هي الرية الت يعنونا ‪..‬‬
‫وال لن كنا نتأل لصاب مسلمة ف الفلبي ‪ ..‬وأخرى ف كشمي ‪..‬‬
‫‪51‬‬
‫فإن الرأة هناك ل تد من يتأل لا ‪..‬‬
‫هل تريدين الجمال ؟!‬
‫ليس المال بالتعرض للعنة ال وسخطه ‪..‬‬
‫بل المال القيقي هو ما يكون بطاعة ال ‪..‬‬
‫ويكمل المال ويزين ‪ ..‬للمؤمنات ف النة ‪..‬‬
‫فإذا كان ال تعال قد وصف الور العي با وصف ‪..‬‬
‫وهن ل يقمن الليل ‪ ..‬ول يصمن النهار ‪ ..‬ول يصبن عن الشهوات ‪..‬‬
‫فما بالك بمالك أنت ‪ ..‬وحسنك ‪ ..‬وبائك ‪..‬‬
‫وأنت الت طالا خلوت بربك ف ظلمة الليل ‪ ..‬يسمع نواك ‪ ..‬وييب دعاك ‪ ..‬طالا تركت لجل رضاه اللذات ‪ ..‬وفارقت الشهوات ‪..‬‬
‫فيا بشراك وقد تلقتك اللئكة عند البواب ‪ ..‬تبشرك بالنعيم وحسن الثواب ‪ ..‬وقد ازددت جالً فوق جالك ‪..‬‬
‫وعد ال الؤمني والؤمنات جنات تري من تتها النار خالدين فيها ومساكن طيبة ف جنات عدن ورضوان من ال أكب ذلك هو الفوز العظيم‬
‫‪..‬‬
‫أنت ملكة ‪ ..‬ملكة ‪..‬‬
‫يقول أحد الطباء ‪:‬‬
‫كنت أدرس ف بريطانيا ‪..‬‬
‫وكانت جارتنا عجوزا يزيد عمرها على السبعي عاما ‪..‬‬
‫كانت تستثي شفقة كل من رآها ‪ ..‬قد احدودب ظهرها ‪ ..‬ورق عظمها ‪ ..‬ويبس جلها ‪..‬‬

‫‪52‬‬
‫ومع ذلك ‪ ..‬فهي وحيدة بي جدران أربعة ‪..‬‬
‫تدخل وترج وليس معها من يساعدها من ولد ول زوج ‪..‬‬
‫تطبخ طعامها ‪ ..‬وتغسل لباسها ‪..‬‬
‫منلا كأنه مقبة ‪ ..‬ليس فيه أحد غيها ‪ ..‬و ل يقرع أحد بابَها ‪..‬‬
‫دعتها زوجت لزيارتنا ذات يوم ‪..‬‬
‫فأخبتا زوجت بأن السلم يعل الرجل مسئولً عن زوجته ‪ ..‬يعمل من أجلها ‪ ..‬يبتاع طعامها ولباسها ‪..‬‬
‫يعالها إذا مرضت ‪ ..‬ويساعدها إذا اشتكت ‪..‬‬
‫وهي تلس ف بيتها ‪ ..‬تب عليه نفقتها ورعايتها ‪ ..‬بل وحاية عرضها ونفسها ‪..‬‬
‫فإذا رزقت بأولد ‪ ..‬وجب عليهم هم أيضا برها ‪ ..‬والذلة لا ‪..‬‬
‫ومن عقها من أولدها نبذه الناس وقاطعوه حت يبُرّها ‪..‬‬
‫فإن ل تكن الرأة ذات زوج وجب على أبيها أو أخيها ‪ ..‬أو وليها ‪ ..‬أن يرعاها ويصونا ‪..‬‬
‫كانت هذه العجوز ‪ ..‬تستمع إل زوجت ‪ ..‬بكل دهشة وإعجاب ‪..‬‬
‫بل كانت تدافع عباتا وهي تتذكر أولدها وأحفادها الذين ل ترهم منذ سنوات ‪ ..‬ول يزورها أحد منهم ‪ ..‬بل ل تعرف أين هم ‪..‬‬
‫وقد توت وتدفن أو ترق وهم ل يعلمون ‪ ..‬لنا ل قيمة لا عندهم ‪..‬‬
‫أنت زوجت حديثها ‪ ..‬فبقيت العجوز واجة قليلً ‪ ..‬ث قالت ‪:‬‬
‫ف القيقة ‪ ..‬إن الرأة ف بلدكم ‪ :‬ملكة ‪ ..‬ملكة ‪..‬‬
‫نعم وال ‪ ..‬أيتها الخت الكرية أنت عندنا ملكة ‪..‬‬
‫‪53‬‬
‫نعم ملكةٌتسفك من أجلك الدماء ‪ ..‬فمن قتل دون عرضه فهو شهيد ‪..‬‬
‫وترخص لجلك الرواح ‪ ..‬وتنفق الموال ‪..‬‬
‫ولنك ملكة مصونة أمر الرجال حولك أن يفظوك ‪..‬‬
‫ألحان وأشجان ‪!!..‬‬
‫بعض الفتيات قد يرها الشيطان ‪ ..‬إل سبيل الرذيلة ‪ ..‬بسماع الغناء ‪ ..‬والتعلق بالفحشاء ‪..‬‬
‫وقد قال تعال ‪ ( :‬ومن الناس من يشتري لو الديث ليضل عن سبيل ال ) كان ابن مسعود ‪ Z‬يقسم بال أن الراد به الغناء ‪..‬‬
‫وف الصحيح قال ‪ " : J‬ليكونن من أمت أقوام يستحلون الر والرير والمر والعازف " ‪..‬‬
‫وصح عند الترمذي ‪ ..‬أنه ‪ J‬قال ‪ ":‬ليكونن ف هذه المة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا المور واتذوا القينات وضربوا بالعازف " ‪..‬‬
‫ونص العلماء على تري آلت اللهو والعزف ‪ ..‬والتحري يشتد والذنب يعظم إذا رافق الوسيقى غناء ‪..‬‬
‫وتتفاقم الصيبة عندما تكون كلمات الغان عشقا وحبا وغراما ووصفا للمحاسن ‪..‬‬
‫واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بيلك ورجلك ‪ ..‬وقال ابن‬ ‫بل هي مزمار الشيطان‪ ..‬الذي يزمر به فيتبعه أولياؤه‪ ..‬قال تعال ‪:‬‬
‫مسعود ‪ :‬الغناء رقية الزنا‪ ..‬أي أنه طريقُه ووسيلتُه‪..‬‬
‫عجبا‪ ..‬هذا كان يقوله ابن مسعود لا كان الغناء يقع من الواري والماء الملوكات‪ ..‬يوم كان الغناء بالدفّ والشعر الفصيح‪ ..‬يقول هو رقية الزنا‪..‬‬
‫فماذا يقول ابن مسعود لو رأى زماننا هذا‪ ..‬وقد تنوّعت اللان‪ ..‬وكثر أعوان الشيطان‪ ..‬فأصبحت الغان تسمع ف السيارة والطائرة‪ ..‬والب والبحر‪..‬‬
‫بل حت الساعات والجراس وألعاب الطفال والكمبيوتر وأجهزة الاتف ‪ ..‬دخلت فيها الوسيقى ‪..‬‬
‫رقية الزنا !!‬
‫والغان طريق لنشر الفاحشة ‪ ..‬وإثارة الغرائز ‪ ..‬فما يكاد يُذكر فيها إل الب والغرام‪ ..‬والعشق واليام‪..‬‬

‫‪54‬‬
‫بال عليك ‪..‬‬
‫هل سعت مغنيا غن ف التحذير من الزنا ؟ أو غض البصر ؟‬
‫أو حفظ أعراض السلمي ؟!! أو ف الث على صوم النهار ‪ ..‬وبكاء السحار ‪..‬‬
‫كل‪ ..‬ما سعنا عن شيء من ذلك‪..‬‬
‫بل أكثرهم يدعو إل العشق الحرم ‪ ..‬وتعلق القلب بغي ال ‪..‬‬
‫بل قد ير إل الداهية العظمى ‪ ..‬وهو عشق الفتاة لفتاة مثلها ‪ ..‬و العجاب با ‪ ..‬ومصاحبتها ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬تبها ‪ ..‬ل لنا قوامة ليل ‪ ..‬أو صوامة نار ‪ ..‬ل ولكن لمال وجهها ‪ ..‬وملحة بسمتها ‪..‬‬
‫تعجبها حركاتا ‪ ..‬وتثيها ضحكاتا ‪..‬‬
‫تفت بابتسامتها ‪ ..‬وتأنس بجالستها ‪..‬‬
‫بل‪ ..‬وتعجب منها بكل شيء وإن كان قبيحا ‪..‬‬
‫وبعض الفتيات قد تتساهل بثل ذلك‪ ..‬بل قد يظهر منها ما يدلّ على استدعائها لذلك‪..‬‬
‫فكم نرى من الفتيات الائعات ف حركاتن وضحكاتن ‪ ..‬بل وأسلوب الكلم‪ ..‬وطريقة الشي‪..‬‬
‫إضافة إل لبس الثياب الضيقة ‪ ..‬والتغنج والدلل ‪ ..‬وكثرة اللمسات والقبلت ‪ ..‬وتبادل الرسائل العاطفية ‪ ..‬والدايا الشيطانية ‪..‬‬
‫نرى أحيانا هذه الظاهر ف بعض الدارس ‪ ..‬والكليات ‪..‬‬
‫فلماذا تفعل الفتاة ذلك ‪ ..‬بسبب العجاب والعشق والحبة ‪..‬‬
‫وهذا هو الشذوذ عن الفطرة ‪ ..‬وهو مؤذن بنول العذاب الذي نزل على قوم لوط ‪..‬‬
‫فماذا فعل قوم لوط ؟‬
‫‪55‬‬
‫اكتفى رجالم برجالم ‪ ..‬ونساؤهم بنسائهم ‪..‬‬
‫وقد ذكر ال خب هؤلء الفجار ف القرآن ‪ ..‬وأن لوطا صاح بم وقال أتأتون الفاحشة ما سبقكم با من أحد من العالي ‪..‬‬
‫وإذا وقعت هذه الفاحشة‪ ..‬كادت الرض تيد من جوانبها‪ ..‬والبال تزول عن أماكنها‪..‬‬
‫ول يمع ال على أمة من العذاب ما جع على قوم لوط‪ ..‬فإنه طمس أبصارهم‪ ..‬وسوّد وجوههم‪ ..‬وأمر جبيل بقلع قراهم من أصلها ث قلبها عليهم‪..‬‬
‫ث خسف بم‪ ..‬ث أمطر عليهم حجارة من سجيل‪..‬‬
‫قال عز من قائل ‪ :‬فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ‪..‬‬
‫فجعلهم آية للعالي‪ ..‬وموعظة للمتقي‪ ..‬ونكال للمجرمي‪..‬‬
‫إن ف ذلك ليات للمتوسي‪..‬‬
‫أخذهم على غرة وهم نائمون‪ ..‬فما أغن عنهم ما كانوا يكسبون‪..‬‬
‫نعم‪ ..‬ذهبت اللذات‪ ..‬وأعقبت السرات‪ ..‬وانقضت الشهوات‪..‬‬
‫تتعوا قليلً‪ ..‬وعذبوا طويلً‪ ..‬وأعقبهم عذابا أليما‪..‬‬
‫ندموا وال ول ينفع الندم‪ ..‬وبكوا بدل الدموع الدم‪..‬‬
‫فلو رأيتهم والنار تشوي وجوههم‪..‬‬
‫وترج من أفواههم وأنوفهم‪..‬‬
‫وهم بي أطباق الحيم‪ ..‬يشربون كؤوس الميم‪..‬‬
‫ويقال لم وهم على وجوههم يسحبون‪ ..‬ذوقوا ما كنتم تكسبون‪..‬‬
‫إصلوها فاصبوا أو ل تصبوا سواء عليكم إنا تزون ما كنتم تعملون‬
‫‪56‬‬
‫وما هي من الظالي ببعيد‪..‬‬
‫أما رسول ال فقد صح عنه فيما رواه الترمذي ‪ ( :‬إن أخوف ما أخاف على أمت عمل قوم لوط )‪..‬‬
‫وصح فيما رواه ابن حبان ‪ ( :‬لعن ال من عمل عمل قوم لوط‪ ..‬لعن ال من عمل عمل قوم لوط‪ ..‬لعن ال من عمل عمل قوم لوط )‪..‬‬
‫وص ّح ف مسند أحد أنه قال ‪ ( :‬من وجدتوه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والفعول به )‪..‬‬
‫أما الصحابة فكانوا يرقون اللوطية بالنار‪..‬‬
‫وقال ابن عباس ‪ :‬اللوطي إذا مات من غي توبة مسخ ف قبه خنيرا‪..‬‬
‫ومن كانت قد أسرفت على نفسها ‪ ..‬ووقعت ف شيء من ذلك‪ ..‬فلتسارع إل التوبة والستغفار‪ ..‬والنابة إل العزيز الغفار‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬توب إل ال ‪ ..‬مزقي ما عندك من رسائل وأرقام ‪ ..‬وأتلفي الصور والشرطة والفلم ‪..‬‬
‫أثبت أن حبك للرحن أعظم من كل حب ‪ ..‬أثبت أنك تقدمي طاعة ال على طاعة الوى والشيطان ‪..‬‬
‫فأين تلك المسكينة ‪!!..‬‬
‫الت تعرض عن ساع السور واليات ‪ ..‬وتستمع إل العازف والغنيات ‪ ..‬فتتعرض لعذاب ال ‪ ..‬وترم من ساع الغناء ف النة ‪ ..‬سبحان ال ‪ ..‬ما‬
‫كفاك القرآن وساعُه ‪ ..‬فتركتيه وبثت عن الغناء ‪ ..‬قال ممد ابن النكدر ‪ :‬إذا كان يوم القيامة نادى مناد ‪:‬‬
‫أين الذين كانوا ينهون أساعهم وأنفسهم عن مالس اللهو ومزامي الشيطان ؟!‬
‫أسكنوهم رياض السك ‪ ..‬ث يقول ال للملئكة ‪ :‬اسعوهم تجيدي وتميدي ‪..‬‬
‫وعن شهر بن حوشب ‪ :‬إن ال جل ثناؤه يقول للئكته ‪:‬‬
‫إن عبادي كانوا يبون الصوت السن ف الدنيا فيدعونه من أجلي ‪ ..‬فأسعوا عبادي ‪ ..‬فيأخذون بأصوات من تسبيح وتكبي ل يسمعوا بثله قط ‪..‬‬
‫قاتل ومقتول !!‬

‫‪57‬‬
‫وأنا عندما أكتب إليك هذه الكلمات ‪ ..‬أعلم بانك أرفع من أن تستمعي إل الغناء ‪ ..‬أو تقعي ف الفحشاء ‪..‬‬
‫لكن أريدك أن تكون داعية لغيك ‪ ..‬آمرة بالعروف ‪ ..‬ناهية عن النكر ‪..‬‬
‫كون شجاعة ‪ ..‬نعم شجاعة ‪ ..‬ول يذلك الشيطان ‪..‬‬
‫صفية بنت عبد الطلب عمة النب ‪ ..‬عجوز قد جاوز عمرها الستي سنة ‪ ..‬ولكن لا بطولت وأعاجيب ‪..‬‬
‫لا اجتمع الكفار من قريش وغيها ‪ ..‬وتآمروا على غزو الدينة ‪ ..‬حفر السلمون خندقا ف جهة من جهات الدينة ‪ ..‬وكانت البال تيط ببقية الهات‬
‫‪..‬‬
‫وكان عدد السلمي قليلً ‪ ..‬فاستنفرهم النب للرباط أمام الندق لصدّ من يتسلل إليهم من الكفار ‪..‬‬
‫أما النساء والصبيان فقد جعهم النب ف حصن منيع ‪ ..‬ول يترك عندهم من يرسهم ‪ ..‬لقلة السلمي وكثرة الكفار ‪..‬‬
‫وبينما النب منشغل مع أصحابه ف القتال عند الندق ‪ ..‬تسلل جع من اليهود حت وصلوا إل الصن ‪ ..‬ث ل يرؤا على الدخول خشية من وجود‬
‫أحد من السلمي ‪..‬‬
‫فاصطفوا خارج الصن ‪ ..‬وأرسلوا واحدا منهم يستطلع لم المر ‪ ..‬فجعل هذا اليهودي يطوف بالصن ‪ ..‬حت وجد فرجة فدخل منها ‪ ..‬وجعل‬
‫يبحث وينظر ‪ ..‬فرأته صفية ‪ ..‬ففزعت وقالت ف نفسها ‪:‬‬
‫هذا اليهودي يطوف بالصن ‪ ..‬وإن وال ما آمنه أن يدل على عورتنا مَن وراءنا من يهود ‪ ..‬وقد شغل رسول ال وأصحابه‪ ..‬وإن صرخت فزعت‬
‫النساء والصبيان ‪ ..‬وعلم اليهودي أن ل رجال ف الصن ‪..‬‬
‫فتناولت سكينا وربطتها ف وسطها ‪ ..‬ث أخذت عمودا من خشب ‪..‬‬
‫ونزلت من الصن إليه وتينت منه التفاتة ‪ ..‬فضربته بالعمود على أم رأسه ‪ ..‬حت قتلته ‪ ..‬فلما خد ‪ ..‬تناولت سكينا ‪..‬‬
‫فلله درّ صفية ‪ ..‬تلك العابدة التقية ‪..‬‬
‫‪58‬‬
‫تأملي ف جرأتا وبذلا نفسها لدمة الدين ‪..‬‬
‫فكم تبذلي أنت للمر بالعروف والنهي عن النكر ‪..‬‬
‫كم ترين ف الجالس من النامصات ‪ ..‬وف السواق من التبجات ‪ ..‬وف العراس من التعريات ‪ ..‬فماذا فعلت تاههن ؟!‬
‫والؤمنون والؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالعروف وينهون عن النكر ويقيمون الصلة ويؤتون الزكاة ويطيعون ال ورسوله أولئك سيحهم‬
‫ال إن ال عزيز حكيم ‪..‬‬
‫ومن ترك المر بالعروف والنهي عن النكر استحق اللعنة ‪..‬‬
‫لعن الذين كفروا من بن إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مري ذلك با عصوا وكانوا يعتدون * كانوا ل يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا‬
‫يفعلون ‪..‬‬
‫ول تجلي من ذلك فالدعوة تتاج إل جرأة ف أولا ‪ ..‬ث تفرحي بآخرها ‪..‬‬
‫العروس ‪!!..‬‬
‫والصالات القابضات على المر ‪ ..‬إذا أتى إحداهن المر من الشريعة ‪ ..‬أطاعت ‪ ..‬وسلّمت ‪ ..‬وأذعنت ‪ ..‬ول تعترض ‪ ..‬أو تالف ‪ ..‬أو تبحث عن‬
‫مارج ‪ ..‬وتأملي ف خب تلك الفتاة العفيفة الشريفة ‪ ..‬العروس ‪..‬‬
‫كان رجل من أصحاب رسول ال يقال له ‪ :‬جليبيب ف وجهه دمامة ‪ ..‬فعرض عليه رسول ال التزويج ‪ ..‬فقال ‪ :‬إذا تدن كاسدا ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬غي أنك عند ال لست بكاسد ‪..‬‬
‫فلم يزل النب يتحي الفرص لتزويج جليبيب ‪..‬‬
‫حت جاء رجل من النصار يوما يعرض ابنته الثيب على رسول ال ‪ ..‬ليتزوجها ‪ ..‬فقال ‪ :‬نعم يا فلن ‪ ..‬زوجن ابنتك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ونعمي ‪ ..‬يا رسول ال ‪..‬‬

‫‪59‬‬
‫فقال ‪ :‬إن لست أريدها لنفسي ‪ ..‬قال ‪ :‬فلمن ؟ قال ‪ :‬لليبيب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬جليبيب !! يا رسول ال !! حت استأمر أمها ‪..‬‬
‫فأتى الرجل زوجته فقال ‪ :‬إن رسول ال يطب ابنتك ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪ ..‬ونعمي ‪ ..‬زوّج رسول ال ‪ ..‬قال ‪ :‬إنه ليس يريدها لنفسه ‪ ..‬قالت ‪ :‬فلمن ؟ قال ‪ :‬يريدها لليبيب ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬حلقى لليبيب ‪ ..‬ل لعمر ال ل أزوج جليبيبا ‪ ..‬وقد منعناها فلنا وفلنا ‪ ..‬فاغتم أبوها لذلك ‪ ..‬وقام ليأت رسول ال ‪..‬‬
‫فصاحت الفتاة من خدرها بأبويها ‪ :‬من خطبن إليكما ؟‬
‫قال ‪ :‬رسول ال ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬أتردان على رسول ال أمره ؟ ادفعان إل رسول ال ‪ ..‬فإنه لن يضيعن ‪ ..‬فكأنا جلّت عنهما ‪..‬‬
‫فذهب أبوها إل النب فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬شأنك با فزوّجها جليبيبا ‪ ..‬فزوجها النب جليبيبا ‪..‬‬
‫ودعا لا وقال ‪ :‬اللهم صب عليهما الي صبا ‪ ..‬ول تعل عيشهما كدا كدّا ‪..‬‬
‫فلم يض على زواجه أيام ‪ ..‬حت خرج النب ف غزوة ‪ ..‬وخرج معه جليبيب ‪ ..‬فلما انتهى القتال ‪ ..‬وبدأ الناس يتفقد بعضهم بعضا ‪..‬‬
‫سألم النب ‪ :‬هل تفقدون من أحد قالوا ‪ :‬نفقد فلنا وفلنا ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬هل تفقدون من أحد ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نفقد فلنا وفلنا ‪..‬ث قال ‪ :‬هل تفقدون من أحد ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نفقد فلنا وفلنا ‪..‬قال ‪ :‬ولكن أفقد جليبيبا ‪..‬‬
‫فقاموا يبحثون عنه ‪ ..‬ويطلبونه ف القتلى ‪ ..‬فلم يدوه ف ساحة القتال ‪..‬‬
‫ث وجدوه ف مكان قريب ‪ ..‬إل جنب سبعة من الشركي قد قتلهم ث قتلوه ‪ ..‬فوقف النب ينظر إل جثته ‪..‬‬
‫‪60‬‬
‫ث قال ‪ :‬قتل سبعة ث قتلوه ‪ ..‬قتل سبعة ث قتلوه ‪ ..‬هذا من وأنا منه ‪..‬‬
‫ث حله رسول ال على ساعديه ‪ ..‬وأمرهم أم يفروا له قبه ‪..‬‬
‫قال أنس ‪ :‬فمكثنا نفر القب ‪ ..‬وجليبيب ماله سرير غي ساعدي رسول ال ‪..‬حت حفر له ث وضعه ف لده ‪..‬‬
‫قال أنس ‪ :‬فوال ما كان ف النصار أي أنفق منها ‪..‬‬
‫تسابق الرجال إليها كلهم يطبها بعد جليبيب ‪..‬‬
‫ومن يطع ال ورسوله ويش ال ويتقه فأولئك هم الفائزون ‪..‬‬
‫والنب يقول كما ف الصحيح ‪( :‬كل أمت يدخلون النة إل من أب قالوا يا رسول ال ومن يأب قال من أطاعن دخل النة ومن عصان فقد أب ) ‪..‬‬
‫أيهما أحب إليك ؟!‬
‫فأين تلك الفتيات الصالات ‪ ..‬اللت تقدم إحداهن مبة ال ورسوله على هواها ‪ ..‬فإذا سعت المر من ال تعال قدمته على أمر كل أحد ‪ ..‬بل قدمته‬
‫على ما تزينه لا صديقاتا ‪ ..‬أو توسوس به لا نفسها ‪..‬‬
‫قالت عائشة كما عند أب داود ‪:‬‬
‫وال ما رأيت أفضل من نساء النصار ‪ ..‬أش ّد تصديقا بكتاب ال ‪ ..‬ول إيانا بالتنيل ‪..‬‬
‫لقد أنزل ف سورة النور قوله تعال ف المر بجاب الؤمنات ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها وليضربن بمرهن على جيوبن ول يبدين زينتهن‬
‫‪ ..‬فسمعها الرجال من رسول ال ‪ ..‬ث انقلبوا إليهن ‪ ..‬يتلون عليهن ما أنزل ال إليهم فيها‬
‫‪ ..‬يتلو الرجل على امرأته ‪ ..‬وابنته ‪ ..‬وأخته ‪ ..‬وعلى كل ذات قرابته ‪..‬‬
‫فما منهن امرأة إل قامت إل مِرطها ‪ -‬وهو كساء من قماش تلبسه النساء ‪ .. -‬فاعتجرت به ‪ - ..‬لفته على رأسها ‪.. -‬‬
‫وقامت بعضهن إل أزرهن فشققنها واختمرن با ‪..‬‬

‫‪61‬‬
‫أي الفقية الت ل تد قماشا تستر به وجهها ‪ ..‬أخذت إزارها وهو ما يلبس من البطن إل القدمي ث شقت منه قطعة غطت با وجهها ‪..‬‬
‫تصديقا وإيانا با أنزل ال ف كتابه ‪..‬‬
‫قالت عائشة ‪ :‬فأصبحن وراء رسول ال معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان ‪..‬‬
‫ال أكب ‪ ..‬هذا حال الرأة ف ذلك الزمان ‪ ..‬ف تغطيتها لوجهها ‪ ..‬وسترها لزينتها ‪ ..‬تتستر حت ل يراها الرجال ‪..‬‬
‫هل تدرين من هي هذه الرأة الت أمرت بالتستر ‪..‬‬
‫إنا عائشة أم الؤمني ‪ ..‬وفاطمة بنت رسول ال ‪ ..‬وأساء بنت أب بكر ‪ ..‬وغيهن من الصالات التقيات ‪..‬‬
‫وهل تدرين يسترن زينتهن عن من ‪ ..‬عن أب بكر ‪ ..‬وعمر ‪ ..‬وعثمان ‪ ..‬وعلي ‪ ..‬وغيهم من الصحابة ‪ ..‬أزكى رجال المة ‪ ..‬وأعفُهم وأطهرُهم ‪..‬‬
‫ومع ذلك أمرت النساء بالتستر مع صلح ذلك الجتمع ‪..‬‬
‫بل قد نى ال أبا بكر ‪ ..‬وعمر ‪ ..‬وطلحة ‪ ..‬والزبي ‪ ..‬والصحابة جيعا عن الختلط بالنساء ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ ..‬لاذا ‪..‬؟؟‬ ‫فاسألوهن من وراء حجاب‬ ‫يعن إذا سألتم أزواج النب وهن أطهر النساء ‪..‬‬ ‫وإذا سألتموهن متاعا‬
‫ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبن ‪..‬‬
‫فكيف الال اليوم مع نسائنا ‪ ..‬ورجالنا ‪ ..‬وقد فسد الزمان ؟‬
‫ماذا نقول لنساء جريئات ‪ ..‬تادث إحداهن البائع ف السوق بكل طلقة لسان ‪ ..‬وكأنه زوجُها أو أخوها ‪..‬‬
‫بل قد تضاحكه وتازحه ‪ ..‬ليخفض لا ف السعر ‪..‬‬
‫مع لبسها للنقاب الواسع ‪..‬‬
‫وقد تزيد على ذلك اللوة بالسائق ‪ ..‬وما خل رجل بامرأة إل كان الشيطان ثالثهما ‪..‬‬
‫وكل هذه العاصي هي تعلم أنا معاصٍ ‪ ..‬لكنها مع ذلك تقدم عليها بنعم أعطاها ال لا ‪ ..‬فتعصي ال بنعمته ‪ ..‬وكأن ربا عاجز عن عذابا ‪..‬‬
‫‪62‬‬
‫سبحان ال ‪ ..‬لو شاء ال لسلب منك هذه النعم الت تعصينه با !!‬
‫اذهب إل مستشفى النقاهة وانظري أحوال النساء الت فقدن العافية ‪..‬‬
‫اذهب إل هناك ‪ ..‬لتري فتيات ف عمر الزهور ‪..‬‬
‫ل يتحرك ف الواحدة منهن إل عيناها ‪..‬‬
‫أما بقية جسدها فمشلول شلل كلّي ‪ ..‬لو قطعت رجلها ويداها بالسكاكي لا أحست بشيء ‪ ..‬نسأل ال لن الشفاء والعافية ‪ ..‬والجر العظيم ‪..‬‬
‫كل واحدة منهن ‪ ..‬تتمن لو تتحكم ولو ‪ ..‬بإخراج البول والغائط ‪..‬‬
‫بل ل تدري إحداهن أنه قد خرج منها بول أو غائط إل إذا شت الرائحة ‪ ..‬يُلَْبسْنَ حفائظ على عوراتن كالطفال ‪..‬‬
‫وتبقى الفائظ على بعضهن ثلثة أيام وأربعة ‪..‬‬
‫قد كانت مثلك ‪ ..‬تأكل وتشرب ‪ ..‬وتضحك وتلعب ‪ ..‬وتتمشى ف السواق ‪ ..‬وفجأة ‪ ..‬ودون سابق تذير ‪ ..‬أصيبت بادث سيارة ‪ ..‬أو جلطةٌ ف‬
‫القلب أو الدماغ ‪..‬‬
‫والنتيجة ‪ ..‬صارت حية ف صورة ميتة ‪ ..‬عشر سني ‪ ..‬وعشرين سنة ‪ ..‬وثلثي ‪..‬‬
‫قل أرأيتم إن أخذ ال سعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غي ال يأتيكم به انظر كيف نصرف اليات ث هم يصدفون * قل أرأيتكم إن‬
‫أتاكم عذاب ال بغتة أو جهرة هل يهلك إل القوم الظالون ‪..‬‬
‫ول يعن أن كل من أصابا مرض فإن ذلك يكون عقوبةً وجزاء ‪..‬‬
‫كل ‪ ..‬ولكن ‪ ..‬ل يأمن مكر ال إل القوم الاسرون ‪..‬‬
‫في ميدان السباق ‪!!..‬‬
‫الؤمنات ‪ ..‬يتسابقن إل العمال الصالات ‪ ..‬صغيها وكبيها ‪ ..‬ولن ف كل ميدان سهم ‪ ..‬ول تعلمي ما هو العمل الذي به تدخلي إل النة ‪..‬‬

‫‪63‬‬
‫فلعلّ شريطا توزعينه ف مدرسة ‪..‬‬
‫أو نصيحةً عابرة تتكلمي با ‪ ..‬يكتب ال با لك رضاه ومغفرتَه ‪..‬‬
‫ولقد ‪ ..‬أخب النب كما ف الصحيحي ‪:‬‬
‫أن امرأة بغيا من بن إسرائيل كانت تشي ف صحراء ‪..‬‬
‫فرأت كلبا بوار بئر يصعد عليه تارة ‪ ..‬ويطوف به تارة ‪..‬‬
‫ف يوم حار قد أدلع لسانه من العطش ‪ ..‬قد كاد يقتله العطش ‪..‬‬
‫فلما رأته هذه البغي ‪..‬‬
‫الت طالا عصت ربا ‪ ..‬وأغوت غيها ‪ ..‬ووقعت ف الفواحش ‪ ..‬وأكلت الال الرام ‪ ..‬لا رأت هذا الكلب ‪ ..‬نزعت خفها ‪ ..‬حذاءها ‪..‬‬
‫وأوثقته بمارها فنعت له من الاء ‪ ..‬وسقته ‪..‬‬
‫فغفر ال لا بذلك ‪ ..‬ال أكب ‪ ..‬غفر ال لا ‪ ..‬باذا ‪..‬؟‬
‫هل كانت تقوم الليل وتصوم النهار ؟! هل قتلت ف سبيل ال ؟!‬
‫كل ‪ ..‬وإنا سقت كلبا شربةً من ماء ‪ ..‬فغفر ال لا ‪..‬‬
‫وروى مسلم عن عائشة أنا أخبت عن ‪:‬‬
‫امرأة مسكينة جاءتا ‪ ..‬تمل ابنتي لا ‪ ..‬فقالت ‪ :‬يا أم الؤمني ‪ ..‬وال ما دخل بطوننا طعام منذ ثلثة أيام ‪..‬‬
‫فبحثت عائشة ف بيت النب فلم تد إل ثلث ترات ‪..‬‬
‫فأعطتها الثلث ترات ‪ ..‬ففرحت السكينة با ‪ ..‬وأعطت كل واحدة من الصغيتي ترة ‪ ..‬ورفعت إل فيها ترة لتأكلها ‪..‬‬
‫فكانت البنتان لفرط الوع ‪ ..‬أسرعَ إل ترتيهما من الم إل ترتا ‪..‬‬
‫‪64‬‬
‫فرفعتا أيديَهما تريدان التمرة الت بيد الم ‪..‬‬
‫فنظرت الم إليهما ‪ ..‬ث شقت التمرة الباقية بينهما ‪..‬‬
‫قالت عائشة ‪ :‬فأعجبن حنانا ‪ ..‬فذكرت الذي صنعت لرسول ال فقال ‪ :‬إن ال قد أوجب لا با النة ‪ ..‬أو أعتقها با من النار ‪..‬‬
‫فالقابضات على المر يتسابقن إل الطاعات ‪ ..‬وإن كانت يسية صغية ‪ ..‬والعظم من ذلك هو الذر من العاصي ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وتسبونه هينا وهو عند ال عظيم‬ ‫وعدم التساهل با ‪ ..‬فقد قال تعال عن قوم تساهلوا بالعاصي وتصاغروها ‪:‬‬
‫وأخب النب كما ف الصحيحي ‪ ..‬أنه رأى امرأة تعذب ف النار ‪..‬‬
‫فما الذي أدخلها إل النار ؟‬
‫هل سجدت لصنم ‪..‬؟ هل قتلت نبيا ؟ ‪ ..‬هل سرقت أموال الناس ‪ ..‬؟ كل ‪..‬دخلت امرأة النار ف هرة ‪ ..‬سجنتها ‪ ..‬فل هي أطعمتها ‪ ..‬ول هي‬
‫أرسلتها تأكل من خشاش الرض حت ماتت هزلً ‪ ..‬قال ‪ :‬فلقد رأيتها ف النار والرة تدشها ‪..‬‬
‫وروى البخاري ‪ ..‬أنه قيل للنب ‪:‬‬
‫يا رسول ال إن فلنة تقوم الليل وتصوم النهار ‪..‬‬
‫وتفعل ‪ ..‬وتصدق ‪ ..‬لكنها ‪ ..‬تؤذي جيانا بلسانا ؟‬
‫فقال رسول ال ‪ :‬ل خي فيها ‪ ..‬هي من أهل النار ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬وفلنة تصلي الكتوبة ‪ ..‬وتصدق بأثوار ذ يعن بأجزاء يسيةٍ من الطعام ذ ول تؤذي أحدا ‪..‬‬
‫فقال رسول ال ‪ :‬هي من أهل النة ‪..‬‬
‫الحرب !!‬
‫هل تعلمي ؟؟‬

‫‪65‬‬
‫أن الرب الوجهة إليك حرب ضروس يريدون منها استعبادك ‪ ..‬وهتك عرضك ‪ ..‬باسم الرية والساواة ‪..‬‬
‫فما معن الرية الت يدعوا إليها الفسدون ؟ ‪..‬‬
‫ولاذا ل يدعون إل ترير العمال الظلومي ‪ ..‬والضحايا النكوبي ‪ ..‬واليتام النبوذين ‪..‬‬
‫لاذا يصرون على أن الرأة العفيفة ‪ ..‬الت تعيش ف ظل وليها ‪ ..‬ولو مدّ أحد العابثي يده إليها ‪ ..‬لا عادت إليه يده ‪ ..‬لاذا يصرون دائما على أن هذه‬
‫الرأة تتاج إل ترير ‪..‬‬
‫هل ارتداء الرأة للعباءة والجاب لتحمي نفسها من النظرات السعورة ‪ ..‬يعدّ عبودية تتاج أن ترر الرأة منها ‪..‬؟؟‬
‫هل تصيص أماكن معين ٍة لعمل الرأة ‪ ..‬بعيدةٍ عن مالطة الرجال ‪ ..‬هو عبودية وذلٌ للمرأة ‪ ..‬؟‬
‫هل تربية الرأة لولدها ‪ ..‬ورأفتها ببناتا ‪ ..‬وقرارها ف بيتها ‪ ..‬هو عبودية تتاج إل ترير ‪..‬؟؟‬
‫ث ‪ ..‬لاذا ند أن أكثر من يتنابون ويدعون إل ترير الرأة ‪ ..‬وتكشفها لم ‪ ..‬ويزعمون أن حجابا قيد وغ ٌل ل بدّ أن تتحرر منه ‪ ..‬لاذا ند أن أكثر‬
‫هؤلء هم ليسوا من العلماء ‪ ..‬ول من الصلحي ‪ ..‬وإنا أكثرهم من الزناة ‪ ..‬وشراب المور ‪ ..‬وأصحاب الشهوات السعورة ؟؟‬
‫فلماذا يدعوا هؤلء إل ترير الرأة ؟‬
‫لاذا يستميتون لخراج العفيفة من بيتها ‪ ..‬لاذا ؟؟ الواب واضح ‪..‬‬
‫اشتهوا أن يروها متعرية راقصة فزينوا لا الرقص ‪ ..‬فلما تعرّت وتبذلت ‪ ..‬وأصبحت تلهو وترقص ف السارح ‪ ..‬أرضوا شهواتم منها ‪ ..‬ث صاحوا با‬
‫وقالوا ‪ :‬قد حرّرناك ‪..‬‬
‫واشتهوا أن يتمتعوا با مت شاءوا ‪ ..‬فزينوا لا مصاحبة الرجال ‪ ..‬ومالطتهم ‪ ..‬حت حوّلوها إل حام متنقل ‪ ..‬يستعملونه مت شاءوا ‪ ..‬على فرشهم ‪..‬‬
‫وف حدائقهم ‪ ..‬وباراتم ‪ ..‬وملهيهم ‪ ..‬فلما تتكت وتنجّست ‪ ..‬صاحوا با وقالوا ‪ :‬قد حرّرناك ‪..‬‬
‫خدعوها بقولم حسناء والغوان يغرّهن الثناء‬
‫‪66‬‬
‫واشتهوا أن يروها عارية على شاطئ البحر ‪ ..‬وساقيةً للخمر ‪ ..‬وخادمةً ف طائرة ‪ ..‬وصديقة فاجرة ‪ ..‬فزينوا لا ذلك كلّه وأغروها بفعله ‪..‬‬
‫فلما ولغت ف مستنقع الفجور ‪ ..‬تضاحكوا بينهم وقالوا ‪ :‬هذه امرأة متحررة ‪ ..‬فمن ماذا حرّروها ؟‬
‫عجبا ‪ ..‬هل كانت ف سجن وخرجت منه إل الرية ؟‬
‫هل الرية ف تقصي الثياب ‪ ..‬ونزع الجاب ‪..‬‬
‫أم الرية ف التسكع ف السواق ‪ ..‬ومضاجعة الرفاق ‪..‬‬
‫هل الرية ف مكالة شاب فاجر ‪ ..‬أو اللوة بذئب غادر ‪..‬‬
‫أليس الرية القيقية ‪ ..‬والسيادة النقية ‪ ..‬هي أن تكون عفيفة مستترة ‪..‬‬
‫أبوك يرأف عليك ‪ ..‬وزوجك يسن إليك ‪..‬‬
‫وأخوك يرسك بي يديك ‪ ..‬وولدك ينطرح على قدميك ‪..‬‬
‫وهذه هي الكرامة العظيمة الت أرادها ال تعال لك ‪..‬‬
‫سفيرة النساء ‪!!..‬‬
‫والجتمع قسمان ‪ ..‬داخلي وخارجي ‪ ..‬فالرجل يقوم على القسم الارجي فيعمل ويكتسب ‪ ..‬ويبن البيت ‪ ..‬ويعال الريض ‪ ..‬ويطعم الائع ‪ ..‬ويقود‬
‫السيارة ‪ ..‬ويبيع ويشتري ‪..‬‬
‫والرأة ترب الولد ‪ ..‬وتقوم على حاجة البيت ‪ ..‬ول يصح اللط بينهما ‪ ..‬بل كل فيما يصه ‪..‬‬
‫أل تري إل ما أخرجه البيهقي ف الشعب ‪ :‬أن أساء بنت يزيد أتت النب ‪ .. J‬وهو بي أصحابه فقالت ‪ :‬بأب أنت وأمي ‪ ..‬إن وافدة النساء إليك ‪..‬‬
‫واعلم ‪ -‬نفسي لك الفداء ‪ -‬أما إنه ما من امرأة كائنة ف شرق ول غرب ‪ ..‬سعت بخرجي هذا أو ل تسمع ‪ ..‬إل وهي على مثل رأيي ‪..‬‬

‫‪67‬‬
‫إن ال بعثك بالق إل الرجال والنساء ‪ ..‬فآمنا بك ‪ ..‬وبإلهك الذي أرسلك ‪ ..‬وإنا معشر النساء مصورات مقصورات ‪ ..‬قواعد بيوتكم ‪ ..‬ومقضى‬
‫شهواتكم ‪ ..‬وحاملت أولدكم ‪..‬‬
‫وإنكم معاشر الرجال ‪ ..‬فضلتم علينا بالمعة والماعات ‪ ..‬وعيادة الرضى ‪ ..‬وشهود النائز ‪ ..‬والج بعد الج ‪ ..‬وأفضل من ذلك الهاد ف سبيل‬
‫ال ‪..‬‬
‫وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجا أو معتمرا أو ماهدا ‪ ..‬حفظنا أموالكم ‪ ..‬وغزلنا أثوابكم ‪ ..‬وربينا أولدكم ‪..‬‬
‫فما نشارككم ف الجر يا رسول ال ؟‬
‫فالتفت النب ‪ J‬إل أصحابه بوجهه كله ث قال ‪ :‬هل سعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها ف أمر دينها من هذه ؟‬
‫قالوا ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫فالتفت ‪ J‬إليها ث قال لا ‪ :‬انصرف أيتها الرأة ‪ ..‬وأعلمي من خلفك من النساء ‪ ..‬أن حسن تبعل إحداكن لزوجها ‪ ..‬وطلبها مرضاته ‪ ..‬واتباعها موافقته‬
‫‪ ..‬تعدل ذلك كله ‪..‬‬
‫فأدبرت الرأة وهي تلل وتكب ‪ ..‬فرحا واستبشارا ‪..‬‬
‫نعم ك ٌل ف ماله ‪ ..‬الرأة ملكتها بيتها ‪ ..‬فهي فيه ملكة ‪ ..‬وزوجها ملك ‪ ..‬وأبناؤهم الرعية ‪..‬‬
‫ولكن قد ترق هذه القاعدة ‪ ..‬عند الاجة ‪..‬‬

‫بطولت ‪ ..‬أم عمارة ‪..‬‬


‫ف طبقات ابن سعد ‪ ..‬أن أم عمارة ‪ Z‬خرجت مع جيش السلمي إل معركة أحد ‪ ..‬تسقي الاء وتداوي الرحى ‪ ..‬لكنها لا اشتد القتال ‪ ..‬وفرت‬
‫جوع من السلمي ‪..‬‬

‫‪68‬‬
‫فنظرت أم عمارة ‪ ..‬فرأت السلمي يفرون ‪ ..‬والكفار يصولون ويولون ‪ ..‬وما ثبت إل رسول ال ‪ J‬يضارب بسيفه ‪ ..‬وليس حوله إل عشرة من‬
‫أصحابه ‪ ..‬فسلت سيفا ‪ ..‬ث أقبلت تشتد حت وقفت بي يدي النب ‪ .. J‬تذب عنه ‪ ..‬والناس يرون به منهزمي ‪ ..‬وهي ليس معها ترس تدفع عن‬
‫نفسها ضرب السيوف ‪..‬‬
‫فمر رجل معه ترس ‪ ..‬فقال له ‪ : J‬ألق ترسك إل من يقاتل ‪ ..‬فألقى الرجل ترسه ‪ ..‬فأخذته أم عمارة فجعلت تترس به عن رسول ال ‪ .. J‬ووقفت‬
‫على قدميها تقاتل ‪..‬‬
‫فأقبل رجل على فرس فضربا بالسيف فاتقته بترسها ‪ ..‬فلم يصنع سيفه شيئا ‪ ..‬وول الرجل فضربت عرقوب فرسه ‪ ..‬فوقع على ظهره ‪ ..‬وهجمت‬
‫عليه ‪ ..‬فجعل النب ‪ J‬يصيح بابنها ‪ :‬أمّك أمك ‪ ..‬فأقبل ولدها فعاونا عليه حت قتلته ‪..‬‬
‫وف هذه الثناء ‪ ..‬أقبل فارس من الكفار ‪ ..‬إل ولدها بي يديها ‪ ..‬فضربه على كتفه اليسر ‪ ..‬فكادت يده أن تسقط من أصلها ‪ ..‬وجعل الدم ينف‬
‫‪ ..‬فالتفت إليه النب ‪ J‬فرأى الدماء تري على ثيابه ‪ ..‬فصاح به وقال ‪ :‬اعصب جرحك ‪..‬‬
‫فأخرجت أم عمارة ‪ ..‬خرقا قد أعدتا للجرحى ‪ ..‬فربطت جرح ولدها ‪ ..‬والنب ‪ J‬ينظر إليهما ‪ ..‬فلما أحكمت جرحه ‪ ..‬ضربت كتفه وقالت ‪:‬‬
‫ن فضارب القوم ‪..‬‬ ‫انض ُب ّ‬
‫فعجب النب ‪ J‬من صبها وأخذ يقول ‪ :‬ومن يطيق ما تطيقي يا أم عمارة ‪..‬‬
‫وفجأة أقبل عليها الرجل الذي ضرب ابنها ‪ ..‬فقال ‪ : J‬هذا ضارب ابنك يا أم عمارة ‪..‬‬
‫فاعترضت له فضربت ساقه فبك على الرض وهو ينتفض ‪ ..‬فأقبلت تضربه بالسيف حت مات ‪..‬‬
‫فقال ‪ : J‬المد ل الذي أظفرك ‪ ..‬وأقر عينك من عدوك ‪ ..‬وأراك ثأرك بعينك ‪..‬‬
‫ث أقبل عليها أحد الكفار فضربا على عاتقها ضربة غرت ف جسدها ‪ ..‬والنب ‪ .. J‬يضارب القوم ويلتفت إليها ‪ ..‬فلما رأى جرحها ‪ ..‬صاح بولدها‬
‫قال ‪:‬‬
‫‪69‬‬
‫أمك ‪ ..‬أمك ‪ ..‬اعصب جرحها ‪ ..‬بارك ال عليكم من أهل البيت ‪ ..‬مقام أمك خي من مقام فلن وفلن ‪ ..‬رحكم ال أهل البيت ‪ ..‬ومقام زوج‬
‫أمك خي من مقام فلن وفلن ‪ ..‬رحكم ال أهل البيت ‪..‬‬
‫فالتفتت إليه أم عمارة وقالت وهي تصارع ألها ‪:‬‬
‫ادع ال أن نرافقك ف النة ‪ ..‬فقال ‪ :‬اللهم اجعلهم رفقائي ف النة ‪..‬‬
‫قالت أم عمارة ‪ :‬فما أبال ما أصابن من الدنيا ‪..‬‬
‫فكان ‪ J‬يقول بعدها ‪ :‬عن يوم أحد ‪ :‬ما التفت يينا ول شالً إل وأنا أرى أم عمارة تقاتل دون ‪..‬‬
‫نعم جرحت أم عمارة بأحد اثن عشر جرحا ‪ ..‬وشهدت بعدها قتال مسيلمة الكذاب ‪ ..‬فجرحت أحد عشر جرحا ‪ ..‬وقطعت يدها ‪..‬‬
‫فرضي ال عنها ‪ ..‬تعلم أن الصل بقاؤها ف بيتها ترعى أولدها ‪ ..‬ولكن لا احتاج إليها الدين نصرته بسدها كما نصرته بالا ‪..‬‬
‫وكذلك الرجل ‪ ..‬الصل أنه يكدح خارج البيت ويرتاح داخله ‪ ..‬ولكن قد ترق هذه القاعدة ‪ ..‬فهذا رسول ال ‪ J‬أحيانا ‪ ..‬كان يصف نعله ‪..‬‬
‫ويفلي ثوبه ‪ ..‬ويكون ف حاجة أهله ‪..‬‬
‫ما أغلك عندنا !!‬
‫نعم ‪ ..‬لنك عندنا غالية ‪..‬‬
‫فقد أوصى ال بك أباك وأمك ‪:‬‬
‫فقال فيما رواه مسلم ‪ ( :‬من عال جاريتي حت تبلغا ‪ ..‬جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ) ‪..‬‬
‫وأوصى بك أولدك فقال كما ف الصحيحي ‪ ..‬للرجل الذي سأله فقال ‪ :‬من أحق الناس بسن صحابت ؟‬
‫قال ‪ :‬أمك ‪ ..‬ث أمك ‪ ..‬ث أمك ‪ ..‬ث أبوك ‪..‬‬
‫بل أوصى النب بالرأة زوجها ‪ ..‬وذمّ من غاضب زوجته أو أساء إليها ‪ ..‬فعند مسلم والترمذي ‪..‬‬

‫‪70‬‬
‫أن النب قام ف حجة الوداع ‪ ..‬فإذا بي يديه مائةُ ألف حاج ‪..‬‬
‫فيهم السود والبيض ‪ ..‬والكبي والصغي ‪ ..‬والغن والفقي ‪..‬‬
‫صاح بؤلء جيعا وقال لم ‪:‬‬
‫أل واستوصوا بالنساء خيا ‪ ..‬أل واستوصوا بالنساء خيا ‪..‬‬
‫وروى أبو داود وغيه ‪..‬‬
‫أنه ف يوم من اليام أطاف بأزواج رسول ال نساء كثي يشتكي أزواجهن ‪..‬فلما علم النب بذلك ‪ ..‬قام ‪ ..‬وقال للناس ‪:‬‬
‫لقد طاف بآل ممد نساء كثي يشتكي أزواجهن ‪ ..‬ليس أولئك بياركم ‪ ..‬وصحّ عند ابن ماجة والترمذي أن النب قال ‪:‬‬
‫( خيُكم خيُكم لهله وأنا خيكم لهلي ) ‪..‬‬
‫مسك ‪ ..‬وعنبر ‪..‬‬
‫قد يدقق الرجل على امرأته ‪ ..‬فيأمرها أو ينهاها ‪ ..‬وهو إنا يريد ناتا ‪..‬‬
‫وانظري إل عمر بن الطاب ‪ .. Z‬وقد جيئ إليه بسك وعنب من مصر ‪ ..‬ليبيعه ويعل ثنه ف بيت مال السلمي ‪ ..‬فقال ‪ : Z‬وددت أن وجدت‬
‫امرأة جيدة الوزن ‪ ..‬تكسر هذا الطيب وتبيعه وتعل الال ف بيت مال السلمي ‪ ..‬فقالت امرأته ‪ :‬أنا أفعل ذلك يا أمي الؤمني ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فافعلي ‪..‬‬
‫فأخذت النساء تأتيها ‪ ..‬وتكسر العنب بيدها وتزن لن وتبيع ‪ ..‬فكانت إذا التصق بيدها شيء من الطيب مسحته بمارها ‪..‬‬
‫فلما أقبل عمر ف الليل ‪ ..‬ناولته الال ‪ ..‬فلما دنا منها ‪.‬ز شم فيها طيبا ‪ ..‬فقال ‪ :‬أشتريت من الطيب ‪.‬؟ قالت ‪ :‬ل ‪ ..‬قال ‪ :‬فمن أين هذه الريح ؟‬
‫قالت ‪ :‬كان يبقى ف أصابعي فأمسحه بماري ‪..‬‬

‫‪71‬‬
‫فقال ‪ :‬سبحان ال ‪ ..‬النساء يشترين بأموالن ‪ ..‬وأنت تتطيبي من مال السلمي ‪ ..‬ث جبذ خارها من على رأسها ‪ ..‬وقام إل قربة معلقة ف السقف ‪..‬‬
‫فصب منها على المار ‪ ..‬وأخذ يغسله ويعصره ويشمه ‪ ..‬فإذا أثر الطيب باق فيه ‪ ..‬فكشف البساط ‪ ..‬ث جعل على التراب ماءً وأخذ يفرك المار‬
‫على الطي ‪ ..‬حت ذهبت الرائحة ‪ ..‬فغسله ث ألقاه إليها ‪..‬‬
‫خوفا عليها من دقيق الساب ‪ ..‬وأليم العذاب ‪ ..‬وال يقول ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والجارة عليها ملئكة‬
‫غلظ شداد ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) ‪..‬‬
‫من أجلك نسحق الجماجم !!‬
‫بلغ من إكرام الدين للمرأة ‪ ..‬أنا كانت تقوم الروب ‪ ..‬وتسحق الماجم ‪ ..‬وتتطاير الرؤوس ‪ ..‬لجل عرض امرأة واحدة ‪..‬‬
‫ذكر أصحاب السي ‪:‬‬
‫أن اليهود كانوا يساكنون السلمي ف الدينة ‪..‬‬
‫وكان يغيظهم نزو ُل المر بالجاب ‪ ..‬وتسترُ السلمات ‪ ..‬وياولون أن يزرعوا الفساد والتكشف ف صفوف السلمات ‪ ..‬فما استطاعوا ‪..‬‬
‫وف أحد اليام جاءت امرأة مسلمة إل سوق يهود بن قينقاع ‪..‬‬
‫وكانت عفيفة متسترة ‪ ..‬فجلست إل صائغ هناك منهم ‪..‬‬
‫فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها ‪ ..‬وودوا لو يتلذذون بالنظر إل وجهها ‪ ..‬أو لسِها والعبثِ با ‪ ..‬كما كانوا يفعلون ذلك قبل إكرامها بالسلم ‪..‬‬
‫فجعلوا يريدونا على كشف وجهها ‪ ..‬ويغرونا لتنع حجابا ‪ ..‬فأبت ‪ ..‬وتنعت ‪ ..‬فغافلها الصائغ وهي جالسة ‪ ..‬وأخذ طرف ثوبا من السفل ‪..‬‬
‫وربطه إل طرف خارها التدل على ظهرها ‪..‬‬
‫فلما قامت ‪ ..‬ارتفع ثوبا من ورائها ‪ ..‬وانكشفت سوأتا ‪ ..‬فضحك اليهود منها‪..‬‬
‫فصاحت السلمة العفيفة ‪ ..‬وودت لو قتلوها ول يكشفوا عورتا ‪..‬‬

‫‪72‬‬
‫فلما رأى ذلك رجل من السلمي ‪ ..‬سلّ سيفه ‪ ..‬ووثب على الصائغ فقتله ‪..‬فشد اليهود على السلم فقتلوه ‪..‬‬
‫فلما علم النب بذلك ‪ ..‬وأن اليهود قد نقضوا العـهد وتعرضوا للمسلمات ‪ ..‬حاصرهم ‪ ..‬حت استسلموا ونزلوا على حكمه ‪..‬‬
‫فلما أراد النب أن ينكل بم ‪ ..‬ويثأر لعرض السلمة العفيفة ‪..‬‬
‫قام إليه جندي من جند الشيطان ‪..‬‬
‫الذين ل يهمهم عرض السلمات ‪ ..‬ول صيانة الكرمات ‪..‬‬
‫وإنا هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ‪..‬‬
‫قام رأس النافقي ‪ ..‬عبد ال بن أب ابن سلول ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا ممد أحسن ف موال اليهود وكانوا أنصاره ف الاهلية ‪..‬‬
‫فأعرض عنه النب ‪ ..‬وأب ‪..‬‬
‫إذ كيف يطلب العفو عن أقوام يريدون أن تشيع الفاحشة ف الذين آمنوا ‪..‬فقام النافق مرة أخرى ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫يا ممد أحسن إليهم ‪ ..‬فأعرض عنه النب ‪ ..‬صيانة لعرض السلمات ‪ ..‬وغية على العفيفات ‪..‬‬
‫فغضب ذلك النافق ‪ ..‬وأدخل يده ف جيب درع النب ‪ ..‬وجرّه وهو يردد ‪ :‬أحسن إل موالّ ‪ ..‬أحسن إل موالّ ‪..‬‬
‫فغضب النب والتفت إليه وصاح به وقال ‪ :‬أرسلن ‪..‬‬
‫فأب النافق ‪ ..‬وأخذ يناشد النب العدول عن قتلهم ‪..‬‬
‫فالتفت إليه النب وقال ‪ :‬هم لك ‪..‬‬
‫ث عدل عن قتلهم ‪ ..‬لكنه أخرجهم من الدينة ‪ ..‬وطرّدهم من ديارهم ‪..‬‬
‫حتى على النعش ‪!!..‬‬
‫‪73‬‬
‫ذكر ابن عبد الب ف الستيعاب ‪..‬‬
‫أن فاطمة بنت رسول ال ‪ ..‬كانت دائمة الستر والعفاف ‪..‬‬
‫فلما حضرها الوت ‪..‬‬
‫فكرت ف حالا وقد وضعت جثتها على النعش ‪ ..‬وألقي عليها الكساء ‪ ..‬فالتفتت إل أساء بنت عميس ‪..‬‬
‫وقالت يا أساء ‪ :‬إن قد استقبحت ما يُصنع بالنساء ‪..‬‬
‫إنه ليطرح على جسد الرأة الثوب فيصف حجم أعضائها لكل من رأى ‪..‬‬
‫فقالت أساء ‪ :‬يا بنت رسول ال ‪ ..‬أنا أريك شيئا رأيته بأرض البشة ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬ماذا رأيتِ ‪..‬‬
‫فدعت أساء بريدة نل رطبة فحنتها ‪ ..‬حت صارت مقوّسة كالقبة ‪ ..‬ث طرحت عليها ثوبا ‪ ..‬فقالت فاطمة ‪ :‬ما أحسن هذا وأجله ‪ ..‬تُعرف با الرأة‬
‫من الرجل ‪..‬فلما توفيت فاطمة ‪ ..‬جعل لا مثل هودج العروس ‪..‬‬
‫هذا حرص فاطمة على الستر وهي جثة هامدة ‪ ..‬فكيف لا كانت حية ؟!‬
‫سبحان ال !!‬
‫أين أولئك الفتيات السلمات ‪ ..‬اللت نعلم أنن يبب ال ورسوله ‪..‬‬
‫وقلوبن تشتاق إل النة ‪ ..‬ولكن مع ذلك ‪:‬‬
‫تذهب إحداهن إل الشغل النسائي فتكشف عورتا طائعة متارة لتقوم امرأة أخرى بإزالة الشعر من أجزاء جسدها ‪ ..‬وقد قال فيما رواه الترمذي ‪:‬‬
‫( ما من امرأة تضع ثيابا ‪ ..‬ف غي بيت زوجها ‪ ..‬إل هتكت الستر بينها وبي ربا ) ‪..‬‬

‫‪74‬‬
‫والنب قد قال فيما صح عند البيهقي ‪ ( :‬شر نسائكم التبجات التخيلت ‪ ،‬وهن النافقات ‪ ،‬ل يدخل النة منهن إل مثل الغراب العصم ) ‪ ..‬بل ‪..‬‬
‫أين الفتيات السلمات اللت نؤمل فيهن أن ينصرن السلم ‪ ..‬ويبذلن أنفسهن وأرواحهن خدمة لذا الدين ‪..‬‬
‫فنفاجأ بإحداهن قد لبست العباءة الطرّزة ‪ ..‬أو الكعب العال ‪ ..‬ث ذهبت إل سوق ‪ ..‬أو حديقة ‪..‬‬
‫أو تلبس إحداهن البنطال ‪ ..‬وتقول ‪ :‬ل يران إل إخوت ‪ ..‬أو أنا ألبسه بي النساء ‪ ..‬وكل هذا ل يوز ‪ ..‬كما أفت بذلك العلماء ‪..‬‬
‫بل قد تزيد بعض النساء بأن ل تكتفي بعمل العصية بل ترّ غيها من الفتيات إليها ‪ ..‬فتنشر الصور الحرّمة ‪ ..‬أو أرقام الواتف الشبوهة ‪ ..‬أو الجلت‬
‫الليئة بالعهر والفساد ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وال تعال يقول ‪ :‬إن الذين يبون أن تشيع الفاحشة ف الذين آمنوا لم عذاب أليم ف الدنيا والخرة وال يعلم وأنتم ل تعلمون‬
‫مسكينة ‪!!..‬‬
‫إن تساهل الرأة بالتكشف والسفور ‪ ..‬يؤدي إل فساد حياتا ‪ ..‬وأن تكون أحقر عند الناس من كل أحد ‪..‬‬
‫سألت عددا من الشباب ‪ ..‬من يتتبعون الفتيات ف السواق وعند بوابات الدارس ‪ ..‬كيف تنظرون إل الفتاة الت تستجيب لكم فقالوا ل جيعا ذ وال‬
‫‪ : -‬إننا نتقرها ونلعب با وبعقلها ‪ ..‬فإذا شبعنا منها ركلناها بأرجلنا ‪ ..‬بل قال ل أحدهم ‪ :‬وال يا شيخ إن إذا ذهبت إل السوق ورأيت فتاة عفيفة‬
‫قد جعت على نفسها ثيابا فإنا تكب ف عين ‪ ..‬ول أجرؤ على القتراب منها ‪ ..‬بل وال لو رأيت أحدا يقترب منها لتشاجرت معه ‪..‬‬
‫بل انظري إل ما يدث ف البلد الت يزعمون أن فيها حرّية ‪..‬‬
‫فقد بلغت الرأة من التكشف والسفور ‪ ..‬بل التفسخ والنطاط ‪ ..‬ما ندمت عليه ‪..‬‬
‫ف وتسعمائة فتاة ‪ ..‬عشرون ف الائة منهن يغتصب من قبل آبائهن ‪!!..‬‬ ‫يغتصب يوميا ف أمريكا أل ٌ‬
‫ويقتل سنويا ف أمريكا مليون طفل ما بي إجهاض متعمد أو قتل فور الولدة !! وبلغت نسبة الطلق ف أمريكا ستي ف الائة من عدد الزيات ‪!!..‬‬
‫وف بريطانيا مائة وسبعون شابة تمل سفاحا كلّ أسبوع !!‬

‫‪75‬‬
‫كم من امرأة هناك وال تتمن ما أنتِ عليه من تستر وعفاف ‪..‬‬
‫بل إن النساء لا تكشفت هناك ‪ ..‬انتشرت الفواحش ‪ ..‬وكثرت السرقات وأنواع الرائم ‪..‬‬
‫والشيطان طالا استعمل بعض النساء لتحقيق الفساد ف الرض ‪..‬‬
‫ومن استغواها الشيطان ‪ ..‬فأطاعته وقدمت شهوات نفسها ‪ ..‬وتتبعت الوضات ‪ ..‬ف اللباس ‪ ..‬والعباءة ‪ ..‬والنمص ‪ ..‬والوشم ‪ ..‬والغان ‪ ..‬والفلم‬
‫‪ ..‬والجلت ‪..‬‬
‫وصارت هذه الشهوات أغلى عندها من اتباع شريعة ربا ‪..‬‬
‫فهي عاصية ‪ ..‬وما خلقت النار إل لتأديب العصاة ‪..‬‬
‫أخرج مسلم عن حديث أب هريرة قال ‪ :‬كنا عند النب يوما ‪..‬‬
‫فسمعنا وجبة ‪ ..‬فقال النب ‪ :‬أتدرون ما هذا ؟‬
‫فقلنا ‪ :‬ال و رسوله أعلم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هذا حجر أرسل ف جهنم منذ سبعي خريفا ‪ ..‬فالن انتهى إل قعرها ‪..‬قال ال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫خالدين فيها أبدا ل يدون وليا ول نصيا * يوم تقلب وجوههم ف النار يقولون يا ليتنا أطعنا ال وأطعنا الرسول‬
‫هذا حال من عصت ربا ‪ ..‬وأهلت آخرتا ‪..‬‬
‫حت خفت موازينها ‪ ..‬وتبأ منها أبوها وأمها ‪..‬‬
‫ول تنفعها صديقاتا ‪ ..‬ول أساورها وملتا ‪..‬‬
‫وأهل النار ‪ ..‬هم ف النار ل ينامون ول يوتون ‪..‬‬
‫يشون على النار ‪ ..‬ويلسون على النار ‪..‬‬
‫‪76‬‬
‫ويشربون من صديد أهل النار ‪ ..‬ويأكلون من زقوم النار ‪..‬‬
‫فرشهم نار ‪ ..‬ولفهم نار ‪ ..‬وثيابم ونار ‪ ..‬وتغشى وجوههم النار ‪..‬‬
‫قد ربطوا بسلسل بأيدي الزنة أطرافها ‪..‬‬
‫يرونم با ف النار ‪ ..‬فيسيل صديدهم ‪ ..‬ويرتفع صراخهم ‪..‬‬
‫ويلقى الرب على جلودهم ‪ ..‬فيحكّون جلودهم ‪ ..‬حت تبدو العظام ‪..‬‬
‫ولو أن رجلً أدخل النار ‪ ..‬ث أخرج منها إل الرض ‪..‬‬
‫لات أهل الرض من نت ريه ‪ ..‬وتشوّه خلقه ‪..‬‬
‫عجوز بني إسرائيل !!‬
‫قال أبو موسى قال ‪:‬‬
‫أتى النب أعرابيا فأكرمه ‪ ..‬فقال له ‪ " :‬ائتنا " ‪..‬‬
‫فأتاه ‪ ..‬فقال له رسول ال ‪ ":‬سل حاجتك‬
‫قال ‪ :‬ناقة نركبها ‪ ..‬وأعن يلبها أهلي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أعجزت أن تكونوا مثل عجوز بن إسرائيل ؟‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال ! وما عجوز بن إسرائيل ؟!‬
‫قال ‪ ":‬إنّ موسى ـ عليه السلم ـ لا سارَ ببن إسرائيل من مصر ‪ ..‬ضَلّوا الطريق ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ما هذا ؟ فقال علماؤهم ‪ :‬إنّ يوسفَ ـ عليه السلم ـ لّا حضره الوتُ ‪ ..‬أخذ علينا موثقا من ال ‪ ..‬أن ل نرجَ من مصر حتّى ننقلَ عظامَه‬
‫معنا ـ أي بدنه بعد موته ذ‬

‫‪77‬‬
‫قال ‪ :‬فمن يعلمُ موضع قبه ؟‬
‫قال ‪ :‬عجوز من بن إسرائيل ‪ ..‬فبعث إليها ‪ ..‬فقال ‪ :‬دلّين على قب يوسفَ ‪ ..‬قالت ‪ :‬حت تعطين حُكمي ‪ ..‬قال ‪ :‬وما حكمكِ ؟ قالت ‪ :‬أكونُ معك‬
‫ف النة ‪..‬‬
‫فكره أن يعطيها ذلك ‪ ..‬فأوحى الُ إليه أن أعطها حكمَها ‪..‬‬
‫فانطلقت بم إل بية موضع مستنقعِ ما ‪ ..‬فقالت ‪ :‬انضبوا هذا الاء ‪ ..‬فأنضبوه ‪ ..‬فقالت ‪ :‬احفروا ‪ ..‬فحفروا ‪ ..‬فاستخرجوا عظامَ يوسف ‪ ..‬فلما‬
‫أقلّوه إل الرض ‪ ..‬فإذا الطريقُ مثل ضوء النهار ‪..‬‬
‫( الديث ف السلسة الصحيحة ـ لللبان (‪ )313‬وصحيح موارد الظمآن (‪.. )2064( )2/452‬‬
‫أرأيت الفرق الواسع ‪ ..‬والبون الشاسع بي من يريد أعنا يلبها ‪ ..‬وناقة يركبها ‪..‬‬
‫وبي من تريد مرافقة الرسول ف النة ؟!‬
‫إنا المة العالية ‪ ،‬وفقط !‬
‫فأجيبين ‪ ..‬ول تلتفت إل غيك ‪ ..‬فإنا أخاطبك أنت دون سواك ‪..‬ما هي أمنياتك ؟ وما أحلمك وطموحاتك ؟ إل أين تريدين الوصول ؟‬
‫هل تملي الم الكبي ‪..‬‬
‫م الكبير ‪!!..‬‬ ‫اله ّ‬
‫ل تعيشي لنفسك فقط ‪ ..‬بل احلي هم الدين ‪ ..‬ل يكن هك لباس وحذاء ‪ ..‬وتسرية شعر ‪ ..‬وإنا الم الكب كيف تدمي هذا الدين ‪..‬‬
‫إذا رأيت عاصية فكيف تنصحينها ‪ ..‬كون مباركة أينما كانت ‪..‬‬
‫تفيدين النساء ف مالسهن ‪..‬‬
‫توزعي عليهن الشرطة النافعة ‪ ..‬تنصحي هذه ‪ ..‬وتتوددين إل تلك‪ ..‬فأنت أحسن الناس قولً ‪..‬‬

‫‪78‬‬
‫ومن أحسن قولً من دعا إل ال وعمل صالا وقال إنن من السلمي ‪..‬‬
‫وأنت نسبك من الصالات ‪ ..‬اللت تغض إحداهن بصرها عن النظر إل الرجال ‪..‬‬
‫بل وتغض بصرها عن النظر إل من قد تُفت با من النساء ‪..‬‬
‫ومن تساهلت بالنظر الرام ‪ ..‬واللوة الحرمة ‪ ..‬جرّها ذلك إل كبية الزنا ‪ ..‬أو السحاق عياذا بال ‪..‬‬
‫ول تقربوا الزن إنه كان فاحشة وساء سبيلً ‪..‬‬
‫وعند البخاري أن النب رأى رجالً ونساءً عراة ف مكان ضيق مثل التنور ‪ ..‬أسفله واسع وأعله ضيق ‪ ..‬وهم يصيحون ويصرخون ‪ ..‬وإذا هم يأتيهم‬
‫لب من أسفل منهم ‪ ..‬فإذا أتاهم ذلك اللهب صاحوا من شدة حره ‪..‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬من هؤلء يا جبيل ؟‬
‫قال ‪ :‬هؤلء الزناة والزوان ‪ ..‬فهذا عذابم إل يوم القيامة ‪..‬‬
‫ولعذاب الخرة أشد وأبقى ‪ ..‬نسأل ال العفو والعافية ‪.‬‬
‫ومن ترك شيئا ل عوضه ال خيا منه ‪..‬‬
‫قصة ‪..‬‬
‫ذكر الدمشقي ف كتابه " مطالع البدور "‪..‬‬
‫عن أمي القاهرة ف وقته شجاع الدين الشّـرَزي‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫بينما أنا عند رجل بالصعيد‪ ..‬وهو شيخ كبي شديد السمرة‪ ..‬إذ حضر أولد له بيض حسان‪ ..‬فسألناه عنهم‪ ..‬فقال ‪ :‬هؤلء أمهم إفرنية‪ ..‬ول معها‬
‫قصة‪ ..‬فسألناه عنها‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫ذهبت إل الشام وأنا شاب‪ ..‬أثناء احتلل الصليبيي له‪ ..‬واستأجرت دكانا أبيع فيه الكتان‪ ..‬فبينما أنا ف دكان إذ أتتن امرأة إفرنية زوجة أحد قادة‬
‫الصليبيي‪ ..‬فرأيت من جالا ما سحرن‪ ..‬فبعتها وسامتها ف السعر‪..‬‬

‫‪79‬‬
‫ث انصرفت‪ ..‬وعادت بعد أيام فبعتها وسامتها‪ ..‬فأخذت تتردد عليّ‪ ..‬وأنا أتبسط معها فعلمت أن أعشقها‪..‬‬
‫فلما بلغ المر من مبلغه‪ ..‬قلت للعجوز الت معها ‪:‬‬
‫قد تعلقت نفسي بذه الرأة فكيف السبيل إليها ؟‬
‫فقالت ‪ :‬هذه زوجة فلن القائد‪ ..‬ولو علم بنا‪ ..‬قتلنا نن الثلثة‪..‬‬
‫فما زلت با‪ ..‬حت طلبت من خسي دينارا‪ ..‬وتيء با إلّ ف بيت‪..‬‬
‫فاجتهدت حت جعت خسي دينارا‪ ..‬وأعطيتها إياها‪..‬‬
‫الليلة الولى ‪..‬‬
‫وانتظرتا تلك الليلة ف الدار‪ ..‬فلما جاءت إلّ أكلنا وشربنا‪..‬‬
‫فلما مضى بعض الليل‪ ..‬قلت ف نفسي ‪ :‬أما تستحي من ال !! وأنت غريب‪ ..‬وبي يدي ال‪ ..‬وتعصي ال مع نصرانية !!‬
‫فرفعت بصري إل السماء وقلت ‪ :‬اللهم إن أشهدك أن عففت عن هذه النصرانية‪ ..‬حياءً منك وخوفا من عقابك‪..‬‬
‫ث تنحيت عن موضعها إل فراش آخر‪ ..‬فلما رأت ذلك قامت وهي غضب ومضت‪..‬‬
‫وف الصباح‪ ..‬مضيت إل دكان‪..‬‬
‫فلما كان الضحى‪ ..‬مرت عليّ الرأة وهي غضب‪ ..‬ووال لكأن وجهها القمر‪..‬‬
‫فلما رأيتها‪ ..‬قلت ف نفسي ‪ :‬ومن أنت حت تعفّ عن هذا المال‪..‬؟ أنت أبو بكر‪ ..‬أو عمر‪ ..‬أم أنت النيد العابد‪ ..‬أو السن الزاهد‪..‬‬
‫وبقيت تسّر عليها‪ ..‬فلما جاوزتن‪ ..‬لقت بالعجوز‪ ..‬وقلت لا ‪ :‬ارجعي با‪ ..‬الليلة‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬وحق السيح‪ ..‬ما تأتيك إل بائة دينار‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬نعم‪..‬‬

‫‪80‬‬
‫فاجتهدت حت جعتها‪ ..‬وأعطيتها إياها‪..‬‬
‫الليلة الثانية ‪..‬‬
‫فلما كان الليل‪ ..‬وانتظرتا ف الدار ‪ .‬جاءت‪ ..‬فكأنا القمر أقبل عليّ‪ ..‬فلما جلست‪ ..‬حضرن الوف من ال‪ ..‬وكيف أعصيه مع نصرانية كافرة‪..‬‬
‫فتركتها خوفا من ال‪..‬‬
‫وف الصباح‪ ..‬مضيت إل دكان‪ ..‬وقلب مشغول با‪..‬‬
‫فلما كان الضحى‪ ..‬مرت عليّ الرأة وهي غضب‪..‬‬
‫فلما رأيتها‪ ..‬لُ ْمتُ نفسي على تركها‪..‬‬
‫وبقيت أتسّر عليها‪ ..‬فسألت العجوز‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬ما تفرح با‪ ..‬إل بمسمائة دينار‪ ..‬أو توت كمدا‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬نعم‪ ..‬وعزمت على بيع دكان‪ ..‬وبضاعت‪ ..‬وأعطيها المسمائة دينار‪..‬‬
‫فبينما أنا كذلك‪ ..‬إذ منادي النصارى ينادي ف السوق‪ ..‬يقول ‪:‬‬
‫يا معاشر السلمي إن الدنة الت بيننا وبينكم‪ ..‬قد انقضت‪ ..‬وقد أمهلنا من هنا من التجار السلمي أسبوعا‪..‬‬
‫فجمعت ما بقي من متاعي وخرجت من الشام وف قلب السرة ما فيه‪..‬‬
‫ث أخذت أتاجر ببيع الواري‪ ..‬عسى أن يذهب ما بقلب من حب تلك ما فيه‪..‬‬
‫فمضى ل على ذلك ثلثُ سني‪..‬‬
‫ث جرت وقعة حطي‪ ..‬واستعاد السلمون بلد الساحل‪..‬‬
‫وطُلب من جارية للملك الناصر‪ ..‬وكان عندي جارية حسناء‪ ..‬فاشتروها من بائة دينار‪..‬‬

‫‪81‬‬
‫فسلمون تسعي دينارا‪ ..‬وبقيت ل عشرة دناني‪ ..‬فقال اللك ‪:‬‬
‫امضوا به إل البيت الذي فيه السبيات من نساء الفرنج‪ ..‬فليختر منهن واحدة بالعشرة دناني الت بقيت له‪..‬‬
‫الجائزة ‪..‬‬
‫فلما فتحوا ل الدار‪ ..‬رأيت صاحبت الفرنية‪ ..‬فأخذتا‪..‬‬
‫فلما مضيت إل بيت‪ ..‬قلت لا ‪ :‬تعرفين ؟! قالت ‪ :‬ل‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬أنا صاحبك التاجر‪ ..‬الذي أخذت من مائة وخسي دينارا‪ ..‬وقلت ل ‪ :‬ل تفرح ب إل بمسمائة دينار‪ ..‬هاأنا أخذتك مِلكا بعشرة دناني‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا رسول ال‪..‬‬
‫فأسلمت وحسن إسلمها‪ ..‬فتزوجتها‪..‬‬
‫فلم تلبث أن أرسلت أمها إليها بصندوق‪ ..‬فلما فتحناه‪ ..‬فإذا فيه الصرتان الت أعطيتها‪ ..‬ف الول المسون دينارا‪ ..‬وف الخرى الائة دينار ‪ ..‬ولباسها‬
‫الذي كنت أراها فيه‪ ..‬وهي أم هؤلء الولد‪ ..‬وهي الت طبخت لكم العشاء‪..‬‬
‫نعم‪ ..‬ومن ترك شيئا ل‪ ..‬عوّضه ال خيا منه‪..‬‬
‫والعبد قد يتفي من الناس‪ ..‬ولكن أن له أن يتفي من ال‪ ..‬وهو معه‪..‬‬
‫غريقان في النهر !!‬
‫والرأة العفيفة‪ ..‬ل تتك سترها‪ ..‬ول تدنس عرضها‪ ..‬وإن كان ف ذلك فقدان حياتا‪..‬‬
‫ذكر الطاب ف كتابه " عدالة السماء " ‪:‬‬
‫أنه كان ببغداد قبل قرابة الربعي سنة‪ ..‬رجل يعمل جزارا يبيع اللحم‪ ..‬وكان يذهب قبل الفجر إل دكانه‪ ..‬فيذبح الغنم‪ ..‬ث يرجع إل بيته‪ ..‬وبعد‬
‫طلوع الشمس يفتح الحل ليبيع اللحم‪..‬‬

‫‪82‬‬
‫وف أحد الليال بعدما ذبح الغنم‪ ..‬رجع ف ظلمة الليل إل بيته‪ ..‬وثيابه ملطخة بالدم‪ ..‬وف أثناء الطريق سع صيحة ف أحد الزقة الظلمة‪ ..‬فتوجه إليها‬
‫بسرعة‪ ..‬وفجأة سقط على جثة رجل قد طعن عدة طعنات‪ ..‬ودماؤه تسيل‪ ..‬والسكي مغروسة ف جسده‪..‬‬
‫فانتزع السكي‪ ..‬وأخذ ياول حل الرجل ومساعدته‪ ..‬والدماء تنف على ثيابه‪..‬‬
‫لكن الرجل مات بي يديه‪..‬‬
‫فاجتمع الناس‪ ..‬فلما رأوا السكي ف يده‪ ..‬والدماء على ثيابه‪ ..‬والرجل فزع خائف‪..‬‬
‫اتموه بقتل الرجل‪ ..‬ث حكم عليه بالقتل‪..‬‬
‫فلما أحضِر إل ساحة القصاص‪ ..‬وأيقن بالوت‪..‬‬
‫صاح بالناس‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫أيها الناس أنا وال ما قتلت هذا الرجل‪ ..‬لكن قتلت نفسا أخرى‪ ..‬منذ عشرين سنة‪ ..‬والن يقام عليّ القصاص‪..‬‬
‫ث قال ‪:‬‬
‫قبل عشرين سنة كنت شابا فتيا‪ ..‬أعمل على قارب أنقل الناس بي ضفت النهر‪..‬‬
‫وف أحد اليام جاءتن فتاة غنية مع أمها‪ ..‬ونقلتهما‪..‬‬
‫ث جاءتا ف اليوم التال‪ ..‬وركبتا ف قارب‪..‬‬
‫ومع اليام‪ ..‬بدأ قلب يتعلق بتلك الفتاة‪ ..‬وهي كذلك تعلقت ب‪..‬‬
‫خطبتها من أبيها لكنه أب أن يزوجن لفقري‪..‬‬
‫ث انقطعت عن بعدها‪ ..‬فلم أعد أراها ول أمها‪..‬‬
‫وبقي قلب معلقا بتلك الفتاة‪ ..‬وبعد سنتي أو ثلث‪..‬‬
‫‪83‬‬
‫كنت ف قارب‪ ..‬أنتظر الركاب‪ ..‬فجاءتن امرأة مع طفلها‪..‬‬
‫وطلبت نقلها إل الضفة الخرى‪ ..‬فلما ركبت‪ ..‬وتوسطنا النهر‪..‬‬
‫نظرت إليها‪ ..‬فإذا هي صاحبت الول ‪ ..‬الت فرق أبوها بيننا‪..‬‬
‫ففرحت بلقياها‪ ..‬وبدأت أذكرها بسابق عهدنا‪ ..‬والب والغرام‪..‬‬
‫لكنها تكلمت بأدب‪ ..‬وأخبتن أنا قد تزوجت وهذا ولدها‪..‬‬
‫فزين ل الشيطان الوقوع با‪ ..‬فاقتربت منها‪ ..‬فصاحت ب‪ ..‬وذكرتن بال‪..‬‬
‫لكن ل ألتفت إليها‪ ..‬فبدأت السكينة تدافعن با تستطيع‪ ..‬وطفلها يصرخ بي يديها‪..‬‬
‫فلما رأيت ذلك أخذت الطفل‪ ..‬وقربته من الاء وقلت إن ل تكنين من نفسك‪ ..‬غرقته‪ ..‬فبكت وتوسلت‪ ..‬لكن ل التفت إليها‪..‬‬
‫وأخذت أغمس رأس الطفل فإذا أشفى على اللك أخرجته‪ ..‬وهي تنظر إلّ وتبكي‪ ..‬وتتوسل‪ ..‬لكنها ل تستجيب ل‪ ..‬فغمست رأس الطفل ف الاء‪..‬‬
‫وشددت عليه الناق‪ ..‬وهي تنظر‪ ..‬وتغطي عينيها‪ ..‬والطفل تضطرب يداه ورجله‪ ..‬حت خارت قواه‪ ..‬وسكنت حركته‪ ..‬فأخرجته فإذا هو ميت‪..‬‬
‫فألقيت جثته ف الاء‪..‬‬
‫ث أقبلت عليها‪ ..‬فدفعتن بكل قوتا‪ ..‬وتقطعت من شدة البكاء‪..‬‬
‫فسحبتها بشعرها‪ ..‬وقربتها من الاء‪ ..‬وجعلت أغمس رأسها ف الاء‪ ..‬وأخرجه‪ ..‬وهي تأب عليّ الفاحشة‪..‬‬
‫فلما تعبت يداي‪ ..‬غمست رأسها ف الاء‪ ..‬فأخذت تنتفض حت سكنت حركتها‪..‬‬
‫وماتت‪ ..‬فألقيتها ف الاء‪ ..‬ث رجعت‪..‬‬
‫ول يكتشف أحد جريت‪ ..‬وسبحان من يهل ول يهمل‪..‬‬
‫ول تسب ال غافلً عما يعمل الظالون ‪..‬‬ ‫فبكى الناس لا سعوا قصته‪ ..‬ث قطع رأسه‪..‬‬
‫‪84‬‬
‫فتأملوا ف حال هذه الفتاة العفيفة‪ ..‬الت يقتل ولدها بي يديها‪ ..‬وتوت هي‪ ..‬ول ترضى بتك عرضها‪..‬‬
‫فهذا طرف من أخبار أهل العفة‪..‬‬
‫بائع متجول ‪ ..‬عفيف ‪..‬‬
‫وذكر ابن الوزي ف الواعظ ‪:‬‬
‫أن شابا فقيا كان بائعا يتجول ف الطرقات‪ ..‬فمرّ ذات يوم ببيت‪..‬فأطلت امرأة وسألته عن بضاعته فأخبها‪ ..‬فطلبت منه أن يدخل لترى البضاعة‪..‬‬
‫فلما دخل أغلقت الباب‪..‬‬
‫ث دع ته إل الفاح شة‪ ..‬ف صاح ب ا‪ ..‬فقالت ‪ :‬وال إن ل تف عل ما أريده م نك صرخت‪ ..‬فيح ضر الناس فأقول هذا الشاب‪ ..‬اقت حم عليّ داري‪ ..‬ف ما‬
‫ينتظرك بعدها إل القتل أو السجن‪..‬‬
‫فخوّفها بال فلم تنجر‪ ..‬فلما رأى ذلك‪..‬‬
‫قال لا ‪ :‬أريد اللء‪..‬‬
‫فلما دخل اللء ‪ :‬أقبل على الصندوق الذي يُجمع فيه الغائط‪ ..‬وجعل يأخذ منه ويلقي على ثيابه‪ ..‬ويديه‪ ..‬وجسده‪..‬‬
‫ث خرج إليها‪ ..‬فلما رأته صاحت‪ ..‬وألقت عليه بضاعته‪ ..‬وطردته من البيت‪..‬‬
‫فمضى‪ ..‬يشي ف الطريق والصبيان‪ ..‬يصيحون وراءه ‪ :‬منون‪ ..‬منون‪..‬‬
‫حت وصل بيته‪ ..‬فأزال عنه النجاسة‪ ..‬واغتسل‪..‬‬
‫فلم يزل يُشمّ منه رائحة السك‪ ..‬حت مات‪..‬‬
‫فأين هذه العفة‪ ..‬من فتيات اليوم‪ ..‬تبيع إحداهن عرضها بكالة هاتفية‪ ..‬أو هدية شيطانية‪ ..‬وتنساق وراء كلم معسول من فاسق‪ ..‬أو تنجرّ وراء شبهة‬
‫من منافق‪..‬‬

‫‪85‬‬
‫دموع التائبات ‪!!..‬‬
‫ذكر ابن قدامة ف كتابه التوابي ‪:‬‬
‫أن قوما فساق ‪ ..‬أمروا امرأة ذات جال أن تتعرض للربيع بن خثيم فلعلها تفتنه ‪..‬وجعلوا لا إن فعلت ذلك ألف درهم ‪..‬‬
‫فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب ‪ ..‬وتطيبت بأطيب ما قدرت عليه ‪..‬ث تعرضت له حي خرج من مسجده ‪ ..‬فنظر إليها ‪ ..‬فراعه أمرها فأقبلت‬
‫عليه وهي سافرة ‪..‬‬
‫فقال لا الربيع ‪ :‬كيف بك لو قد نزلت المى بسمك فغيت ما أرى من لونك وبجتك ؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الوت فقطع منك حبل‬
‫الوتي ؟‬
‫أم كيف بك لو قد ساء بك منكر ونكي ؟‬
‫فصرخت صرخة ‪ ..‬وبكت ‪ ..‬ث تولت إل بيتها ‪..‬‬
‫وتعبدت ‪ ..‬حت ماتت ‪..‬‬
‫وذكر العجلي ف تاريه ‪:‬‬
‫أن امرأة جيلة بكة وكان لا زوج فنظرت يوما إل وجهها ف الرآة ‪..‬‬
‫فقالت لزوجها ‪ :‬أترى يرى أحد هذا الوجه ول يفتت به ؟!‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬قالت ‪ :‬من ؟! قال ‪ :‬عبيد بن عمي العابد الزاهد ف الرم ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬أرأيت إن فتنته ‪ ..‬وأكشف وجهي عنده ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬قد أذنت لك ‪..‬فاتته كالستفتية فخل معها ف ناحية من السجد الرام ‪..‬فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر ‪..‬‬
‫فقال لا ‪ :‬يا أمة ال ‪ ..‬غطي وجهك واتق ال ‪..‬‬

‫‪86‬‬
‫فقالت ‪ :‬إن قد فتنت بك ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬إن سائلك عن شيء ‪ ..‬فإن أنت صدقت ‪ ..‬نظرت ف أمرك ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬ل تسألن عن شيء إل صدقتك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬اخبين ‪ ..‬لو أن ملك الوت أتاك يقبض روحك ‪ ..‬أكان يسرك أن قضيت لك هذه الاجة ‪ ..‬قالت ‪ :‬اللهم ل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فلو أدخلت ف قبك فأجلست للمساءلة ‪ ..‬أكان يسرك أن قضيت لك هذه الاجة ؟‪ ..‬قالت ‪ :‬اللهم ل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فلو أن الناس أعطوا كتبهم ول تدرين تأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك ‪ ..‬أكان يسرك أن قضيت لك هذه الاجة ؟‬
‫قالت ‪ :‬اللهم ل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فلو أردت الرور على الصراط ول تدرين تنجي أم ل ‪ ..‬كان يسرك أن قضيت لك هذه الاجة ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬اللهم ل ‪ ..‬قال ‪ :‬فلو جيء بالوازين وجيء بك ل تدرين تفي أم تثقلي ‪ ..‬كان يسرك إن قضيت لك هذه الاجة ؟‬
‫قالت ‪ :‬اللهم ل ‪ ..‬قال ‪ :‬فلو وقفت بي يدي ال للمساءلة ‪ ..‬كان يسرك إن قضيت لك هذه الاجة ؟ قالت ‪ :‬اللهم ل ‪..‬قال ‪ :‬فاتقي ال يا أمة ال ‪..‬‬
‫فقد أنعم ال عليك وأحسن إليك ‪ ..‬فرجعت إل زوجها ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫ما صنعت ؟ قالت ‪ :‬أنت بطال ‪ ..‬ونن بطالون ‪ ..‬الناس يتعبدون ويستعدون للخرة ‪ ..‬وأنا وأنت على هذا الال ‪..‬‬
‫فأقبلت على الصلة والصوم والعبادة ‪ ..‬حت ماتت ‪..‬‬
‫طوبى لها ‪!!..‬‬
‫وكلما كانت الرأة بربا أعرف ‪ ..‬كانت منه أخوف ‪..‬‬
‫فإذا قارفت ذنبا أو معصية ‪ ..‬رجعت إل ربا تائبة مفضية ‪..‬‬
‫تاف من ويلت الذنوب ‪ ..‬وتترك لذة عيشها ‪ ..‬ف سبيل أن تلقى ربا وهو راض عنها ‪..‬‬

‫‪87‬‬
‫فيغفر ال ذنبها‪..‬ويستر عيبها‪..‬وهو الذي يفرح بتوبة عباده إذا تابوا إليه‪..‬‬
‫ف الصحيحي ‪:‬‬
‫أن امرأة من الصحابيات ‪ ..‬كانت متزوجة ف الدينة ‪..‬‬
‫ل منهما لصاحبه حت زنيا ‪..‬‬‫وسوس لا الشيطان يوما ‪ ..‬وأغراه برجل فخل با عن أعي الناس ‪ ..‬وكان الشيطان ثالثَهما ‪ ..‬فلم يزل يزين ك ً‬
‫فلما فرغت من جرمها ‪ ..‬تلى عنها الشيطان ‪..‬‬
‫فبكت وحاسبت نفسها ‪ ..‬وضاقت حياتا ‪ ..‬وأحاطت با خطيئتها ‪ ..‬حت أحرق الذنب قلبها ‪..‬‬
‫فجاءت إل طبيب القلوب ‪ ..J‬ووقفت بي يديه ‪ ..‬ث صاحت من حرّ ما تد ‪ ..‬قالت ‪:‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬زنيت ‪ ..‬فطهرن ‪..‬‬
‫فأعرض عنها ‪ ..‬فجاءت من شقه الخرَ ‪ ..‬فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬زنيت ‪ ..‬فطهرن ‪..‬‬
‫فأعرض عنها لعلها أن ترجع فتتوب بينها وبي ال ‪..‬‬
‫فخرجت ‪ ..‬من عنده ‪ ..‬والذنب يأكل فؤادها ‪..‬‬
‫فلم تطق صبا ‪..‬‬
‫فلما جلس ف ملسه من الغد فإذا با تقبل عليه ‪..‬‬
‫فتقول ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬طهرن ‪..‬‬
‫فأعرض عنها ‪ ..‬فصاحت من حر فؤادها ‪ ..‬قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬لعلك تريد أن ترددن كما رددت ماعزا ‪ ..‬وال إن لبلى من الزنا ‪..‬‬
‫فالتفت إليها ‪ .. J‬ث قال ‪ :‬أما ل فاذهب حت تلدي ‪..‬‬
‫فخرجت من السجد ‪ ..‬ومضت إل بيتها ‪ ..‬تر خطاها ‪ ..‬قد كب هها ‪ ..‬وضعف جسدها ‪ ..‬ودمعت عينها ‪..‬‬
‫‪88‬‬
‫ذهبت تعد الساعات واليام ‪ ..‬واللم تلد اللم ‪..‬‬
‫فلما مضت تسعة أشهر ‪ ..‬ضربا الخاض ‪ ..‬فلم تزل تتلوى من الل حت ولدت ‪..‬‬
‫فلما ولدت ‪ ..‬ل تنتظر نفاسها ‪ ..‬بل ‪ ..‬قامت من فراشها ‪ ..‬وحلت وليدها ف خرقتها ‪..‬‬
‫ث مضت به إل رسول ال ‪ ..‬ث وضعته بي يديه ‪..‬‬
‫وقالت ‪ :‬هذا قد ولدته يا رسول ال ‪ ..‬فطهرن ‪..‬‬
‫فنظر النب إليها ‪ ..‬فإذا هي ف تعبها ونصبها ‪ ..‬ونظر إل وليدها فإذا هو صب ف مهده ‪ ..‬يتلبط بي يدي أمه ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬اذهب فأرضعيه حت تفطميه ‪ ..‬فذهبت ‪ ..‬وغابت سنتي كاملتي ‪ ..‬عاشتها مع فلذة كبدها ‪ ..‬يتقلب ف حضنها ‪..‬‬
‫تغسل وجهه بدمعاتا ‪ ..‬وتودعه بنظراتا ‪..‬‬
‫فلما فطمته من الرضاع ‪ ..‬لفت عليها ثيابا ‪ ..‬ث خرجت بولدها من بيتها ‪ ..‬وناولته ف يده كسرة خبز ‪ ..‬ث أتت به يشي معها ‪ ..‬حت وقفت به بي‬
‫يدي رسول ال ‪.. J‬‬
‫فقالت ‪ :‬هذا يا نب ال ‪ ..‬قد فطمته ‪ ..‬وقد أكل الطعام ‪ ..‬فطهرن ‪..‬‬
‫فدفع النب ‪ ..‬الصب إل رجل من السلمي ‪ ..‬ث أمر با فحفر لا إل صدرها ‪ ..‬وأمر الناس فرجوها حت ماتت ‪..‬‬
‫نعم ماتت ‪..‬‬
‫لكنها ‪ ..‬غسلت وكفنت ‪ ..‬وقام ليصلي عليها ‪ ..‬وهو يقول ‪:‬‬
‫لقد تابت توبة ‪ ..‬لو تابا سبعون من الدينة لقبل منهم ‪ ..‬هل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها ‪..‬‬
‫ماتت ‪ ..‬وجادت بنفسها ف سبيل ال ‪..‬‬
‫ماتت ‪ ..‬فطوب لا ‪ ..‬وقعت ف الزن ‪ ..‬وهتكت ستر ربا ‪ ..‬وشهدت اللئكة الكرام ‪ ..‬واطلع اللك العلم ‪..‬‬
‫‪89‬‬
‫لكنها لا ذهبت اللذات ‪ ..‬وبقيت السرات ‪..‬‬
‫تذكرت يوم تشهد عليها أعضاؤها الت متعتها بالزنا‪..‬‬
‫رجلها الت مشت با‪ ..‬يدها الت لست با‪ ..‬لسانا الذي تكلمت به‪..‬‬
‫بل تشهد عليها ‪ ..‬كل ذرة من ذراتا ‪ ..‬وكل شعرة من شعراتا ‪..‬‬
‫تذكرت حرارة النيان ‪ ..‬وعذاب الرحن ‪..‬‬
‫يوم يعلق الزناة بعراقيبهم ف النار‪ ..‬ويضربون عليها بسياط من حديد‪ ..‬فإذا استغاث أحدهم من الضرب‪ ..‬نادته اللئكة ‪ :‬أين كان هذا الصوت وأنت‬
‫تضحك‪ ..‬وتفرح‪ ..‬وترح‪ ..‬ول تراقب ال ول تستحي منه‪!!..‬‬
‫وف الصحيحي أن النب خطب الناس فقال ‪ ( :‬يا أمة ممد‪ ..‬وال إنه ل أحد أغي من ال‪ ..‬أن يزن عبده‪ ..‬أو تزن أمته‪ ..‬يا أمة ممد وال لو‬
‫ل ولبكيتم كثيا ) ‪..‬‬ ‫تعلمون ما أعلم‪ ..‬لضحكتم قلي ً‬
‫فتابت توبة لو قسمت بي أمة لوسعتهم ‪..‬‬
‫تلفتي حولك ‪!!..‬‬
‫هكذا كانت نساؤهم ‪ ..‬رجاعات توابات ‪..‬‬
‫فهل لك أن تتأملي نساء اليوم ‪ ..‬كم منهن انزلقت قدمها ف العصية ‪..‬‬
‫بل صال حولا الشيطان وجال ‪ ..‬حت أخرجها من السلم ‪ ..‬وألقها بعباد الصنام ‪ ..‬فتركت الصلة ‪ ..‬وقد قال ‪ : J‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلة‬
‫‪ ..‬فمن تركها فقد كفر ‪..‬‬
‫وانتقلي معي إن شئت ‪ ..‬إل هناك ‪ ..‬انتقلي إل الدار الخرة ‪ ..‬ث تأملي ما قصه ال علينا من خب أهل النة وأهل النار ‪..‬‬
‫فبينما أهل النة فيها يتنعمون ‪ ..‬وعلى أسرتا يتقلبون ‪..‬‬

‫‪90‬‬
‫إذ تساءلوا عن أصحاب لم كانوا ف الدنيا ‪ ..‬على معصية للرحن ‪ ..‬ما حالم وخبهم ‪ ..‬فتخبهم اللئكة أنم ف النار يصطلون ‪ ..‬ومن زقومها‬
‫ينجرعون ‪ ..‬ومع شياطينها يسلسلون ‪ ..‬عندها يشرف أهل النة ينظرون إليهم ويسألونم ‪ ..‬ما سلككم ف سقر ؟ ‪..‬‬
‫ي * فِي جَنّاتٍ يََتسَاءلُونَ * عَنِ اْل ُمجْرِمِيَ * مَا َسلَكَ ُكمْ فِي سَقَرَ ) ؟‬
‫ب الْيَمِ ِ‬
‫صحَا َ‬
‫قال ال ‪ ( :‬كُلّ نَفْسٍ ِبمَا َكسََبتْ رَهِينَةٌ * ِإلّا َأ ْ‬
‫نعم ‪ ..‬ما سلككم ف سقر ؟ فاسعي الواب ‪ ..‬ذكروا أربعة أسباب أدخلتهم إل النار ‪ ( ..‬قَالُوا ) ‪..‬‬
‫أولً ‪َ ( :‬لمْ نَكُ مِنَ اْل ُمصَلّيَ ) ‪..‬‬
‫ثانيا ‪َ ( :‬وَلمْ َنكُ نُطْ ِع ُم الْ ِمسْكِيَ ) ‪..‬‬
‫ثالثا ‪َ ( :‬وكُنّا َنخُوضُ َمعَ اْلخَائِضِيَ ) ‪ ..‬نعم كنا نوض مع الائضي ‪ ..‬نفعل ما يفعله الناس ‪ ..‬إن تركوا الصلة تركنا ‪ ..‬وإن عصوا عصينا ‪ ..‬وإن‬
‫غنوا غنينا ‪ ..‬وإن دخنوا دخنا ‪ ..‬وإن ناموا عن الصلوات ننا ‪ ..‬وإن عقوا والديهم عققنا ‪ ..‬نوض مع الائضي ‪..‬‬
‫رابعا ‪َ ( :‬وكُنّا نُ َكذّبُ بَِيوْمِ الدّينِ ) ‪ ..‬ما كنا نؤمن به إيان من يردعه خوف الخرة عن معاصيه ‪..‬‬
‫( حَتّى أَتَانَا الْيَقِيُ ) ‪..‬‬
‫قال ال ‪َ ( :‬فمَا تَنفَ ُع ُهمْ شَفَاعَ ُة الشّافِعِيَ ) ‪ ..‬نعم وال لو اجتمع النبياء عليهم السلم ‪ ..‬ومعهم اللئكة الكرام ‪ ..‬وشفعوا لكافر ليخرجوه من النار ‪..‬‬
‫ما قبل ال منهم ‪ ..‬فالكفار ل تنفعهم شفاعة الشافعي ‪..‬‬
‫ل أدري من أطيع ؟!‬
‫ف إحدى بلد الفجور والسفور ‪ ..‬كانت هند فتاة صغية ‪ ..‬تذهب إل مدرستها بلباس طويل ساتر ‪..‬‬
‫وكلما رأتا العلمة ‪ ..‬صاحت با ‪ ..‬البسي قصيا كزميلتك ‪..‬‬
‫وف أحد اليام ‪ ..‬اشتد غصب العلمة عليها ‪..‬‬
‫فعادت الصغية إل البيت باكية ‪..‬‬

‫‪91‬‬
‫وقالت لمها ‪ :‬العلمة ‪ ..‬ستطردن من الدرسة بسبب ملبسي الطويلة ‪..‬‬
‫الم ‪ :‬ولكنها اللبس الت يريدها ال يا ابنت ‪..‬‬
‫البنت ‪ :‬نعم ‪ ..‬ولكن العلمة ل تريد ‪..‬‬
‫الم ‪ :‬العلمة ل تريد‪ ..‬وال يريد فمن تطيعي ؟‬
‫أتطعي ال الذي أوجدك وصورك ‪ ..‬وأنعم عليك ؟ ‪ .‬أم تطيعي ملوقة ل تلك لنفسها نفعا ول ضرا ‪..‬‬
‫فقالت الفتاة ‪ :‬بل أطيع ال ‪..‬‬
‫وف اليوم التال ‪ ..‬ذهبت تلك الفتاة بالثياب الطويلة ‪..‬‬
‫وعند ما رأتا معلمتها أخذت تؤنبها بقسوة ‪..‬‬
‫عندها انفجرت الصغية باكية ‪ ..‬وقالت ‪ :‬وال ل أدري من أطيع ؟ أنت أم هو ‪..‬‬
‫فصاحت العلمة ‪ :‬ومن هو ؟‬
‫قالت الفتاة ‪ :‬ال ‪..‬‬
‫أطيعك أنت فألبس ما تريدين واعصيه هو ‪ ..‬أم أطيعه وأعصيك ‪..‬‬
‫عندها انفجرت العلمة باكية ‪ ..‬تائبة ‪ ..‬وهي تقول ‪ :‬بل أطيعيه ‪ ..‬بل أطيعيه ‪..‬‬
‫وأنت من تطيعي ؟‬
‫امرأة على باب المقبرة ‪!!..‬‬
‫قالت ‪ :‬كنا منصرفي قبيل الغرب من زيارة عائلية ‪ ..‬أوقف زوجي سيارته أثناء الطريق عند مسجد ملصق لسور القبة ‪ ..‬أظلم علي الليل ‪ ..‬وأنا ف‬
‫السيارة وحدي ‪ ..‬أحسست ببدن يرتف ‪ ..‬تيلت أنا الزيارة الخية ‪ ..‬وأن أودع الدنيا ‪ ..‬نظرت إل القبة ‪ ..‬عشرات القارب ‪ ..‬و الصدقاء ‪..‬‬

‫‪92‬‬
‫كانوا معنا ‪ ..‬وهم اليوم تت التراب ‪ ..‬آلف النائز كل يوم ‪ ..‬تضي إل الدار الخرة ‪ ..‬توضع تت التراب ‪ ..‬يواجه كل واحد منهم مصيه وحده‬
‫‪ ..‬ويبكي أهلهم أياما ث ينسونم ‪ ..‬هاهنا ‪ ..‬نعم ‪ ..‬وراء هذه السوار ‪ :‬أغنياء وفقراء ‪ ..‬وصعاليك و أمراء ‪ ..‬وأقوياء وضعفاء ‪ ..‬وظلمه وأبرياء ‪..‬‬
‫الكل يتوارون تت التراب ويلقى كل منهم ما قدم من خي أو شر ‪ ..‬يا إلي !!‬
‫كيف لو أن قلب سكت الن فجأة ‪ ،‬وبدل من أن أعود إل صغاري ‪ ..‬دفنت ف حفرة مظلمة ‪ ..‬ل أنيس ول جليس ‪ ..‬ول حبيب ول قريب ‪ ..‬أنا‬
‫وحدي والظلم ‪ ..‬والعذاب والسؤال والساب ‪..‬؟ أما أهلي ‪ ..‬وأولدي وأحباب ‪ ..‬نفضوا أيديهم من تراب قبي ‪ ..‬نسون ‪ ..‬ول يذكرون ‪..‬‬
‫وصدق ال لا قال ‪ ( :‬وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) ‪..‬‬
‫وختاما ً ‪ ..‬أيتها الجوهرة المكنونة ‪..‬‬
‫والدرة الصونة ‪ ..‬أهس ف أذنك بكلمات ‪ ..‬أرجو أن تصل إل قلبك قبل أذنك ‪..‬‬
‫ل تغتري بكثرة العاصيات ‪ ..‬ل تغتري بكثرة من يتساهلن بالجاب ‪ ..‬ومغازلة الشباب ‪..‬‬
‫أو يتعلقن بالعشق واليام ‪ ..‬ومقارفة الرام ‪ ..‬ههن السرحيات والفلم ‪ ..‬يعشن بل قضية ‪..‬‬
‫فنحن ذ بصراحة ‪ -‬ف زمن كثرت فيه الفت ‪ ..‬وتنوعت الحن ‪..‬‬
‫فت تفت البصار ‪ ..‬وأخرى تفت الساع ‪ ..‬وثالثة تسهل الفاحشة ‪ ..‬ورابعة تدعوا إل الال الرام ‪..‬‬
‫حت صار حالنا قريبا من ذلك الزمان ‪ ..‬الذي قال فيه النب فيما أخرجه الترمذي والاكم وغيها ‪ ( :‬فإن وراءكم أيام الصب ‪ ..‬الصب فيهن كقبض‬
‫على المر ‪ ..‬للعامل فيهن أجر خسي منكم ‪ ..‬يعمل مثل عمله ‪ ..‬قالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أو منهم ‪ ..‬قال ‪ :‬بل منكم ‪ .. ) ..‬حديث حسن ‪..‬‬
‫وإنا يعظم الجر للعامل الصال ف آخر الزمان ‪ ..‬لنه ل يكاد يد على الي أعوانا ‪ ..‬فهو غريب بي العصاة ‪ ..‬نعم غريب بينهم ‪ ..‬يسمعون الغناء ول‬
‫يسمع ‪ ..‬وينظرون إل الحرمات ول ينظر ‪ ..‬بل ويقعون ف السحر والشرك ‪ ..‬وهو على التوحيد ‪..‬‬
‫وعند مسلم أنه قال ‪ :‬بدأ السلم غريبا ‪ ..‬وسيعود غريبا كما بدأ فطوب للغرباء ‪ ..‬نعم طوب للغرباء ‪..‬‬

‫‪93‬‬
‫وعند البخاري ‪ :‬قال ‪ :‬إنه ل يأت عليكم زمان إل الذي بعده شر منه حت تلقوا ربكم ‪..‬‬
‫وأخرج البزار بسند حسن أنه قال ‪ :‬يقول ال عز وجل ‪ :‬وعزت ل أجع على عبدي خوفي ول أجع له أمني ‪ ..‬إذا أمنن ف الدنيا أخفته يوم القيامة‬
‫‪ ..‬وإذا خافن ف الدنيا أمنته يوم القيامة ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬من كان خائفا ف الدنيا ‪ ..‬معظما للل ال ‪ ..‬أمن يوم القيامة ‪ ..‬وفرح بلقاء ال ‪ ..‬وكان من أهل النة الذين قال ال عنهم ‪:‬‬
‫سمُومِ * إِنّا كُنّا مِن قَبْلُ َندْعُوهُ إِنّهُ ُهوَ الْبَرّ‬
‫ي * َفمَنّ اللّهُ عَلَيْنَا َووَقَانَا َعذَابَ ال ّ‬
‫ضهُمْ عَلَى بَعْضٍ يََتسَاءلُو َن * قَالُوا إِنّا كُنّا قَبْ ُل فِي أَ ْهلِنَا ُمشْفِقِ َ‬
‫َوَأقْبَلَ بَ ْع ُ‬
‫الرّحِيمُ ‪..‬‬
‫أما من كان مقبلً على العاصي ‪ ..‬هه شهوة بطنه وفرجه ‪ ..‬آمنا من عذاب ال ‪ ..‬فهو ف خوف وفزع ف الخرة ‪..‬‬
‫ت فِي َروْضَاتِ اْلجَنّاتِ َلهُم مّا َيشَاؤُونَ عِندَ رَّب ِهمْ َذلِكَ ُهوَ‬
‫قال ال ‪َ :‬ترَى الظّاِلمِيَ ُمشْفِقِيَ ِممّا كَسَبُوا وَ ُهوَ وَاقِعٌ ِب ِهمْ وَالّذِينَ آمَنُوا وَ َعمِلُوا الصّاِلحَا ِ‬
‫الْفَضْلُ الكَِبيُ ‪..‬‬
‫فتوكلي على ال إنك على الق البي ‪..‬‬
‫ول تغتري بكثرةِ التساقطات ‪ ..‬ول ندرةِ الثابتات ‪..‬‬
‫ول تستوحشي من قلة السالكات ‪..‬‬
‫يا مربية الجيال ‪ ..‬وصانعة الرجال ‪..‬‬
‫هذه وصايا استخرجتها لك من مكنون نصحي ‪..‬‬
‫سكبت فيها روحي ‪ ..‬وصدقتكِ فيها النصحَ والتوجيه ‪..‬‬
‫أسأل ال أن يفظك بفظه ‪ ..‬ويكلك برعايته ‪..‬‬
‫ويعلك من الؤمنات التقيات ‪ ..‬الداعيات العاملت ‪..‬‬
‫‪94‬‬
‫ولسوف تبقي أختا لنا ‪ ..‬حت وإن ل تستجيب لنصحنا ‪..‬‬
‫نب لك الي ‪..‬‬
‫ولسوف ندعوا ال لك آناء الليل ‪ ..‬وأطراف النهار ‪..‬‬
‫ولن نل أبدا من نصحك وحايتك ‪..‬‬
‫وأملنا أن ال لن يضيع جهدنا معك ‪..‬‬
‫وما توفيقنا إل بال ‪..‬‬
‫والسلم عليك ورحة ال وبركاته ‪..‬‬
‫كتبه ‪/‬‬
‫أخوك الداعي لك بالي‬
‫د‪ .‬ممد بن عبد الرحن العريفي‬
‫ص‪.‬ب‪ 151597/‬الرياض ‪11775‬‬
‫‪arefe@arefe.com‬‬

‫‪95‬‬

You might also like