Professional Documents
Culture Documents
قُــ ْ
بقلم /
د.محمد بن عبد الرحمن العريفي
أستاذ جامعي
خطيب جامع البواردي بالرياض
ماضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس
عضو اليئة العليا للعلم السلمي
مدير عام مركز ناصح للدراسات والستشارات
1
2 م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
2
3 م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
بداية
كان موقفا مرجا ذلك اليوم لا دخلت على طلب ف الكلية ..
كانت ماضرت حول السية النبوية ..
وقفت أمام الطلب ..هم ف السنة الثانية الامعية ..
أردت أن أقيس معلوماتم لعرف الستوى الذي أخاطبهم ن خلله ..
.. سألتهم :يا شباب ..أعطون أساء أربع زوجات ..من زوجات النب
كان سؤالً سهلً طرحته بي أيديهم على استحياء ..
كانوا أربعي طالبا ..
رفع أحدهم يده صارخا :يا دكتور ..
قلت :نعم ..
قال :خدية ..
ل :خدية ..أحسنت ..
فعددت بأصابعي قائ ً
رفع الثان يده :يا دكتور ..عائشة ..
قلت :متاز ..عائشة ..
ث سكتوا!!
سكتوا؟! الربعون ؟!! نعم سكتوا ..الربعون !!
أخذت أطوف بنظري بينهم ..وأردد عبارات السف ..أل تعرفون رسولكم ..أل تعرفون
أمهات الؤمني ( أفاااااا ) ..
فقال أحدهم :هاه ..يا دكتور ..دكتور ..تذكرت إحدى زوجاته ..
قلت :من ..
قال :آمنة !!
..وقد ظن السكي أنا زوجته .. آمنة ..هي أم رسول ال
قلت :آمنة !! هي أمه ..ال يليك لمك !!..
فسكت خجلً ..
وخيّم الصمت عليهم ..والزن عليّ ..
فأراد أحدهم أن يزيل الكآبة عن الشيخ ..بواب يبهج خاطره ..
3
4 م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
فقال :
يا دكتور ..تذكرت اسم زوجة ..
قلت :هاه ..من؟
قال :فاطمة !!
ضحك بعض الطلب ..وظهر التعجب على آخرين ..
وفريق ثالث ..ل يبدُ منهم أي تفاعل ..لنم يظنون الواب صحيحا ..يظنون فاطمة اسم
.. زوجة من زوجاته
قلت له :فاطمة رضي ال عنها ..هي ابنته ..
سكت الطالب ..بل سكت الميع ..
فقلت لم :
أخبون يا شباب بأساء خسة من لعب فريق ..فريق ..وجعلت أتذكر فريقا كرويا أسألم عنه
..وخشيت أن ييبوا الواب الصحيح فأصاب بيبة أمل ..فلم أذكر فريقا قريبا ..وإنا
تباعدت ..علهم يعجزون عن الواب ..فقلت :من لعب فريق البازيل ..
فتصايوا :أنا ..أنا ..
وجعلت الساء تب عليّ هبوبا ..برنالدو ..تيتو ..ال ..
وأنا أعد بأصابعي ..فإذا أصابع يدي الول تتلئ ..ث تتلئ أصابع يدي الثانية ..ث أعود إل
الول ..فإذا هم قد عدوا خسة عشر اسا !!
فسألتهم :
الذي أعرف أن عدد لعب الفريق ل يتعدى أحد عشر لعبا ..
فلماذا ذكرت خسة عشر ..؟
فقالوا :نن ذكرنا لك أساء اللعبي الساسيي ..والحتياط ..
والنكتة أنن لا كانوا يعدون أساء اللعبي ..كنت أعد بأصابعي وأعيد اسم اللعب ..فإذا
أخطأت ف لفظ السم ..ضحكوا من ( جهلي ) ..وعدلوا ل السم ..
وصدق ال ( ..أم ل يعرفوا رسولم فهم له منكرون ) ..
4
5 م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
ل تعتذروا
شعر طلب بقدار الزن البادي على وجهي ..
فبدؤوا يقولون معتذرين :يا شيخ ..ل تلمنا ..فالعلم يبز هؤلء فنحفظهم ..
فقلت لم :ل تعتذروا ..فالعلم يلك أن يبزهم ..لكنه ل يلك أن يلزمك بتابعتهم ..وتتبع
أخبارهم ..وحفظ أسائهم ..وتذاكر قصصهم ..وجعلهم مادة لحاديث مالسنا ..ومواضيع
منتدياتنا ..وألوان ألبستنا ..ال ..
فكما يوجد قنوات للرياضة ..فهناك قنوات للثقافة ..والخبار ..والشريعة ..والتعليم ..
وقل مثل ذلك فيما تنشره الرائد والجلت ومواقع النترنت ..إل غي ذلك ..
فل تعتذروا ..
ومن الطريف أن أذكر ..
أنن ألقيت ماضرة قبل أيام ف إحدى القرى ..أؤكد :إحدى القرى ..
.. كانت الحاضرة حول حياة النب
ذكرت ف آخر الحاضرة أهية تعلم السية النبوية ..ث ذكرت هذا الوقف الذي وقع بين وبي
طلب ..
كان أمامي بعض صغار السن الذي ل تتجاوز أعمارهم العشر سني ..
.. فقلت ف أثناء سردي للموقف :ث سألت طلب :أعطون أساء أربع من زوجات النب
وأكملت القصة ..والمر عادي ..
فلما قلت :ث قلت لطلب :هاه يا شباب .ز أعطون أساء خسة من لعب البازيل ..تصايح
الصغار الذين أمامي :أنا .ز أنا ..أنا ..
يظنون أسأل الاضرين !!
فرأيتها فرصة لتسجيل موقف ..فالتفت إل أحدهم ..وقلت :هاه يا شاطر ..أجب ..
فقال :برنالدو ..و ..
قلت :يكفي ..تدرس ف أي صف يا شاطر ؟
فقال بكل براءة :رابع باء !!..
فلتفت إل الثان وقلت :هاه ؟
قال :تيتو ..
5
6 م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
قلت :وأنت أي صف تدرس ؟
فقال :خامس جيم ..
كادت الدموع تنل من عين ..
ورأيت بعض الناس ..دمعت عيناه ..قهرا ..وحُ ّق له ذلك ..
أدركت عندها أننا باجة إل إبراز هذا الرسول ..الذي هو أحب إلينا من أرواحنا ..
فكان هذا الكتاب الختصر ف نوع من السية قلما يطرق ..وهو الكلم عن معجزاته وآيات
.. نبوته
فعسى ال أن ينفع بذا الكتاب ويرفع ..آمي ..آمي ..
كتبه الداعي لك بالخير/
د.محمد بن عبد الرحمن العريفي
أستاذ جامعي
خطيب جامع البواردي بالرياض
عضو الهيئة العليا للعلم السلمي
محاضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس
مؤسس ومدير مركز ناصح للدراسات والستشارات
الجتماعية
الر يا ض 1/5/1427هـ
* * * * * *
6
7 م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
أم ل يعرفوا رسولم ؟
اسه :ممد بن عبد ال بن عبد الطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلب ..
قبيلته :قرشي هاشي .
كنيته :أبو القاسم .
أمه :آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلب ..
قبيلتها :قرشية زهرية ..
بكة ف دار عمه أب طالب .. ولدته :ولد
تاريخ ولدته :يوم الثني 12ربيع الول من عام الفيل ( الوافق 20إبريل/نيسان عام
571للميلد ) .
نشأ يتيما :توف أبوه وأمه حامل به ..حيث ماتت أمه وعمره 6سنوات فكفله جده عبد الطلب
ث مات جده ..فكفله من بعده عمه أبو طالب.
أرضعته حليمة بنت أب ذؤيب ..من قبيلة بن سعد ..
زواجه :
تزوج خدية بنت خويلد بن أسد القرشية وهو ف الامسة والعشرين من عمره وهي ف الربعي,
ماتت خدية رضي ال عنها قبل الجرة بثلث سني ..
تزوج بعد خدية بقية نسائه الطاهرات ..
فتزوج سودة بنت زمعة ..رضي ال عنها ..
ث تزوج عائشة بنت أب بكر الصديق رضي ال عنهما ..
ث تزوج حفصة بنت عمر بن الطاب رضي ال عنهما ..
ث تزوج زينب بنت خزية بن الارث رضي ال عنها ..
ثك تزوج أم سلمة واسها هند بنت أمية رضي ال عنها ..
ث تزوج زينب بنت جحش رضي ال عنها ..
ث تزوج جويرية بنت الارث رضي ال عنها ..
ث تزوج أم حبيبة واسها رملة بنت أب سفيان ..
ث تزوج صفية بنت حييّ بن أخطب رضي ال عنها ..
ث تزوج ميمونة بنت الارث رضي ال عنها ..
7
8 م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
.. وهي آخر من تزوج رسول ال
أولده :ثلثة ذكور ..وأربع إناث ..
ولدت له خدية :القاسم ..وعبد ال ..وقد ماتا صغيين ..وكان عبد ال يلقب بالطيب
والطاهر..
وولدت له جاريته مارية القبطية إبراهيم ..ومات صغيا أيضا ..
بناته :وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة ..وهؤلء كلهن من خدية ..
توف جيع أولده ف حياته ,إل ابنته فاطمة ..
بعثه ال تعال رسولً بوحي نزل عليه وهو يتعبد ف غار حراء ..
هو آخر النبياء والرسل ..وهو رسول إل الناس أجعي ..
كما قال سبحانه { :وما أرسلناك إل كافة للناس بشيا ًونذيرا ولكن أكثر الناس ل يعلمون }
سبأ.28/
وأنزل عليه ف رمضان أول آية من القرآن الكري وهي قوله تعال:
اقْ َرْأ بِا ْسمِ َرّبكَ اّلذِي خَلَ َق وتتابع نزول القرآن عليه بواسطة جبيل عليه السلم.
بدأ دعوته سرا مدة ثلث سنوات ..
ث أمره ال أن يهر با وينذر قومه,
فأعلن الدعوة إل توحيد ال تعال ونبذ الوثان.
لقي صدا وعنتا من كبار قريش وصناديدهم وأوذي أصحابه الكرام ..
لم بالجرة إل البشة ..وهي أثيوبيا اليوم .. فأذن
فهاجر إليها ثلثة وثانون رجل عدا النساء والولد ..
ث أمره ال تعال بالجرة إل الدينة فهاجر إليها مع أب بكر ف السنة الول الجرية الوافق سنة
622م ..
جرت بينه وبي قريش غزوات انتهت بفتح مكة سنة ثان للهجرة.
دانت له العرب وأتته وفودها تعلن إسلمها سنة 9و 10للهجرة.
وف سنة عشر للهجرة حج حجة الوداع وعاد إل الدينة
ث توف فيها ف 12ربيع الول عام 11للهجرة ( الوافق 8يونيو /حزيران سنة 632م ) ..
9
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
10
آيات النبياء
آيات النبياء ومعجزاتم ..خصهم ال با تصديقا على رسالته ..
وتكون العجزات خارجة عن قدرة البشر ..
ومعجز كل رسول موافق للغلب من أحوال عصره ..
•فموسى عليه السلم ..حي بعث ف عصر السحرة ..
فلق ال له البحر ..وقلب العصا حية ..
•أما عيسى عليه السلم ..فبعث ف عصر الطب وأنواع العلج ..
فخصه ال بإبراء الرضى ..وإحياء الوتى ..
•أما ممد عليه السلم ..فقد جع ال له من أنواع اليات ..ما بر البيات ..
فنل عليه القرآن ..
الذي أعجز الفصحاء ..وغلب البلغاء ..وتبلد فيه الشعراء ..
ت ِمنْ َربّ ِه ُقلْ إِنّمَا الْآياتُ عِ ْن َد ال ّلهِ َوِإنّمَا َأنَا َنذِيرٌ مُبِيٌ *
َوقَالُوا َلوْل أُْن ِزلَ عَلَ ْيهِ آيَا ٌ قال ال :
ب يُتْلَى عَ َل ْيهِ ْم إِ ّن فِي َذِلكَ َل َرحْ َمةً َوذِ ْكرَى لِ َقوْ ٍم ُيؤْمِنُونَ ..
أَ َوَلمْ َي ْكفِ ِه ْم َأنّا َأنْ َزلْنَا عَلَ ْيكَ اْلكِتَا َ
ولكثرة دلئل نبوة ممد ..ل يلك أحد أن يكذب با إل من عاند واستكب ..
بل حت الكفار الذين حاربوه ..وضيقوا عليه ..هم مصدقون بنبوته ف قلوبم ..ولكن ينعهم
الكب والغي من اتباعه ..
أو ما سعت أبا طالب يقول :
وال لن يصلوا إليك بمعهم حت أوسد ف التراب دفينا
ودعوتن وعلمت أنك ناصحي فلقد صدقت وكنت فينا أمينا
وعرضت دينا قد عرفت بأنه من خي أديان البية دينا
لول اللمة أو حذار مسبة لوجدتن سحا بذاك مبينا
هو النب الق الذي يب عليهم اتباعه ..ولكنهم تكبوا وحت اليهود ..كانوا يعلمون أنه
عن ذلك ..
كل شيء شهد له بالنبوة ..حت الشجار ..والحجار ..واليوانات ..
* * * * * *
10
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
11
ذئب يتكلم
.. ف أوائل بعثة النب
كان أحد رعاة الغنم ..يرعى غنمه ف بعض بوادي الدينة ..
فعدا الذئب على شاة منها ..فأخذها وعدا هاربا ..فطلبه الراعي فانتزعها منه ..
فول الذئب هاربا ..ث وقف فجأة ..وأقعى الذئب على ذنبه ..
ث التفت إل الراعي ..وقال :
أل تتقي ال !! تنع من رزقا ساقه ال إلّ ؟!
فقال الراعي :يااااا عجبا !! ذئبٌ مقعٍ على ذنبه ..يكلمن كلم النس !!!..
فقال الذئب :أل أخبك بأعجب من ذلك ؟
..أعجب من هذا ..رجل ف النخلت بي الرتي ..يبكم با مضى ..وما هو كائن بعدكم
..
.. يعن رسول ال
ومضى الذئب إل شأنه !!
فأقبل الراعي يسوق غنمه ..حت دخل الدينة ..وجع غنمه ف زاوية من زواياها ..
فأخبه .. ث أتى النب
أحد الصحابة فنادى ف الناس :الصلة جامعة .. فأمر رسول ال
.. فاجتمع الناس ف السجد ..ل يدرون لاذا جعهم النب
فخرج النب عليه الصلة والسلم عليهم ..فإذا هم جالسون ..منصتون بي يديه ..
والعراب راعي الغنم جالس بينهم ..
للعراب :أخبهم .. فقال
فتكلم العراب ..وأخبهم بي الذئب ..
ساكت .. كان كلم العراب غريبا ..والناس يستمعون ..والنب
فلما انتهى الراعي من كلمه ..
:صدق .. قال رسول ال
والذي نفس ممد بيده ..ل تقوم الساعة حت تكلم السباع النس ..
11
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
12
()1
ويكلمَ الرج َل عذبةُ سوطه ..وشرا ُك نعله ..ويبه فخذُه ما أحدث أهله بعده ..
فهذا من آيات نبوته أن شهدت له أنواع الخلوقات بالنبوة ..
* * * * * * * * *
إخباره ببعض الغيبات
بالغيبات أنواع .. إخباره
تاما .. فأحيانا يب بغيب ل يقع بعد ..فيقع على ما أخب به
من ذلك ..أنه :
إل مكة معتمرا .. إل الدينة ..انطلق سعد بن معاذ بعد هجرة النب
فنل على أمية بن خلف ..وكان بينهما ودٌ وصداقة ف الاهلية ..
ول يكن وقع بي السلمي والكفار حروب بعد ..
فكان أمية إذا سافر إل الشام ..نزل عند صديقه سعد بن معاذ ف مكة ..وارتاح أياما ث واصل
سفره ..
وكذلك كان سعد ..يأت مكة ..فينل عند أمية ..
لا نزل سعد عند أمية ..قال له :يا أمية ..انظر ل ساعة خلوة ..لعلي أن أطوف بالبيت ..
فقال أمية :انتظر حت إذا انتصف النهار ..وغفل الناس ..انطلقت ..فطفت ..
فلما اشتدت شس النهار ..وأوى الناس إل بيوتم ..خرج أمية بسعد ..متوجها به إل البيت
الرام ..الكعبة ..
ف أثناء الطريق لقيهما رأس الكفر أبو جهل ..
نظر أبو جهل إل سعد بن معاذ فلم يعرفه ..فسأل أمية ..قال :
يا أبا صفوان !! من هذا معك ؟
قال أمية :هذا سعد بن معاذ ..اليثرب ..أي القادم من يثرب وهي الدينة ..
..وقبلوه مهاجرا إليهم .. فتذكر أبو جهل أن أهل يثرب ..هم الذين ناصروا النب
فغضب وقال :
أل أراك تطوف بالبيت آمنا ..وقد آويتم ممدا والصباة معه ..والصباة هم الذين غيوا دينهم
..
12
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
13
فسكت سعد ..
فقال أبو جهل :وزعمتم أنكم تنصرونم ..وتعينونم ..أما وال لول أنك مع أب صفوان ما
رجعت إل أهلك سالا ..
سعد سيد ف قومه ..ول يرضى أن يهان بثل هذا الكلم ..فغضب وقال :
لئن منعتن من هذا ..لمنعنك ما هو أشد عليك منه ..
أمنعك من طريقك إل الشام ..
كان سعد يعلم أن أبا جهل تاجر له قوافل تذهب إل الشام .ز ول بد أن تر بالدينة ..فهدده أن
يقطع الطريق عليها ..
ثار أبو جهل وسعد ..وتاصما ..
فتحي أمية ..لن ينتصر؟
فهذا سيد قومه ف الدينة ..وهذا سيد قومه ف مكة ..
فمالت نفسه مع أب جهل ..
فقال لسعد :يا سعد ..ل ترفع صوتك على أب الكم ..فإنه سيد أهل الوادي ..
يقول :إنه قاتلك .. :وأنت دعنا منك يا أمية ..فوال لقد سعت رسول ال فقال سعد
ففزع أمية وقال :يقتلن بكة أم ف غيها ؟!
قال سعد :ل أدري ..
فاضطرب أمية وفزع فزعا شديدا ..وول وهو يقول ..وال ما يكذب ممد أبدا ..
ث رجع أمية إل أهله ..فدخل على زوجته ..وهو ينتفض وقال لا :
يا أم صفوان ..أل تسمعي ما قال ل سعد ؟!!
قالت :وما قال لك ؟
قال :زعم أن ممدا أخبهم أنه قاتلي ..
ففزعت وقالت :بكة ؟
قال :ل أدري ..
فقالت :وال ما يكذب ممد ..
فقال أمية :وال ل أخرج من مكة أبدا ..
ومضت اليام ..
13
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
14
فأقبلت لقريش قافلة من الشام ..
ليعترض طريقها .. فخرج
فأرسل قائد القافلة أبو سفيان إل قريش ف مكة يستنصرهم للخروج للقتال والدفاع عن القافلة
..
ثار أهل مكة ..
وقام أبو جهل يستنصر الناس ..ويستحثهم للخروج للقتال ..
ويقول :أدركوا عيكم ..أموالكم ..
بدأ الناس يتجهزون ..منهم من يد سيفه ..ومن يمع متاعه ..ومن يهز فرسه ..
كل أهل مكة تهزوا للخروج للقتال ..إل واحد ..أمية ين خلف ..
كره أمية أن يرج ..وخاف على نفسه ..وجلس ف ظل الكعبة ..
فعلم أبو جهل أن أمية سيتخلف عن الروج ..
فأتاه فقال :
يا أبا صفوان ..إنك مت يراك الناس قد تلفت ..وأنت سيد أهل الوادي ..تلفوا معك ..
) ..ل يكذب أبدا .. فأب أمية أن يرج ..فهو يعلم أن ممدا (
أبو جهل كافر حقي ..لكنه ذكي !!
ابتكر أبو جهل طريقة يستحث با أمية للخروج ..
فماذا فعل ؟!
أخذ أبو جهل مبخرة ووضع فيها جرا وطيبا ..
ث أقبل بذا البخور إل أمية وهو جالس بي قومه ف ظل الكعبة ..وقال :خذ تطيب ..يا أبا
صفوان ..تطيب إنا أنت من النساء ..
أي ما دام أنك لن ترج للقتال فمعناه أنك ستجلس مع النساء ونن نرج نقاتل عنك ..فخذ
تطيب ..كما تتطيب النساء !!
آآآه ..ما أخبث أبا جهل !!! يعلم من أين تؤكل الكتف !!
ما كاد أمية يسمع هذا الكلم ..حت ثار ..وقام وهو يقول :
أما إذ غلبتن ..فوال لشترين أجود بعي بكة ..
ث أقبل على بيته وقال :
14
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
15
يا أم صفوان ..جهزين ..
فقالت :يا أبا صفوان ..قد نسيت ما قال لك أخوك اليثرب !!
قال :ل ..وما أريد أن أجوز معهم إل قريبا ..وأعود ..
كانت خطة أمية أن يسي مع اليش ..بعض الطريق ث يتخفى عنهم ..ويعود إل مكة ..
ل ..خرج أمية مع اليش ..وجعل ل ينل اليش منلً أثناء الطريق ..لنوم أو طعام ..إل
وفع ً
ربط بعيه بانبه ..استعدادا للهرب ..
لكن أبا جهل كان بالرصاد ..فلم يزل يسي مع اليش ..حت وصل موقع معركة بدر ..
()2
وقتله ال بأيدي السلمي ..
من أن السلمي يقتلون أمية .. وتقق ما أخب به
* * * * * *
!! خطة لقتله
بشيء وقع ..لكنه وقع ف موضع غائب عنه .. وأحيانا يب
كأن يب بشيء وقع ف مكة ..أو فارس ..أو اليمن ..
ومن ذلك :
بعد معركة بدر وهزية مشركي قريش فيها ..
رجع كفار قريش إل مكة ..
وقد قتل منهم من قتل ..وأسر من أسر ..
كانت مصيبة عظيمة على قريش ..
أقبل عمي بن وهب ..إل الكعبة فرأى صفوان بن أمية جالسا ف الجر ف ظل الكعبة ..
فجلس عمي إليه ..
وجعل يتبادلن الهات ..فكلها مصاب ..عمي ابنه مأسور ..وصفوان أبو مقتول ..
ش بعد قتلى بدر ..
فقال صفوان :قبح ال العي َ
قال عمي :أجلْ ..وال ما ف العيش خي بعدهم ..
ث تمس عمي فقال :لول دينٌ عليّ ..ل أجد له قضاء ..وعيالٌ ل أدع لم شيئا ..لرحلت
إل ممد فقتلته ..إن ملت عين منه ..
15
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
16
فإن ل علة أعتل با إن دخلت الدينة ..أقول :قدمتُ على ابن أفدي هذا السي ..
فرح صفوان بقوله ..وشعر أنا فرصة للنتقام ..
فقال :عليّ دينُك ..فأنا أقضيه ..وعيالك أسوة عيال ف النفقة ..فاذهب إل ممد فاقتله ..
شعر عمي أنه أوقع نفسه ف فخ ..ولكن ل سبيل للتراجع ..
صقِولً مسموما ..
قام صفوان مسرعا ..وجهز لعمي راحلة ..ودفع إل عمي سيفا م ُ
وودع عمي أهله ..ومضى يسي مغادرا مكة وقد تكون نظراته إل بيوتا وجبالا هي النظرات
الخية ..
وصل عمي إل الدينة ..
توجه إل السجد ..
نزل عند بابه ..وعقل راحلته ..
وتناول سيفه السموم ..وعلقه ف عنقه ..
.. ودخل السجد ..وتوجه إل رسول ال
رآه عمر ..فصاح :هذا عدو ال ..الذي حرّش بيننا يوم بدر ..
انطلق عمر ليمنعه من الوصول إل رسول ال ..لكنه وصل ..
.. وقف عمي بي يدي النب
..ويضربه فجأة بالسيف ويقتله ..ث ل يهمه ما يقع بعد وكانت خطته ..أن يغافل النب
ذلك ..فقد قضى دينه ..وأمّن عياله ..
مسكي ..كان يظن السألة سهلة إل هذه الدرجة !!
إل عمي ..ورأى السيف معه ..فقال : نظر النب
ما أقدمك ؟
كان عمي متوقعا هذا السؤال ..وبالتال فالواب جاهز ..قال :
ابن أسي عندكم ..وجئت أفتديه ..ففادونا ف أسرائنا ..فإنكم العشية والهل ..
:فما بال السيف ف عنقك !! فقال
فعلً!! من جاء ليفتدي أسي يعلق ف عنقه كيس مال ..ل سيفا ..
فقال عمي :قبحها ال من سيوف ..فهل أغنت عنا شيئا يوم بدر !!..إنا نسيته ف عنقي حي
نزلت ..
16
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
17
:اصدقن ..ما أقدمك ؟؟ فقال له رسول ال
قال :ما قدمتُ إل ف أسيي ..
:فماذا شرطت لصفوان بن أمية ف الجر ..؟؟ فقال
ففزع عمي ..وقال :ماذا شرطت ؟!!
قال :تملت له بقتلي ..على أن يعول بيتك ..ويقضي دينك ..وال حائل بينك وبي ذلك ..
ببه مع صفوان ! انتفض عمي ..وعجب كيف علم النب
فقال :أشهد أنك رسول ال ..وأن ل إله إل ال ..
كنا نكذبك بالوحي وبا يأتيك من السماء ..
وهذا الديث كان بين وبي صفوان ف الجر ..ل يطلع عليه أحد غيي وغيه ..فما أأخبك
()3
به إل ال ..
ودخل عمي ف السلم ..وصار من خيار السلمي ..
الت رآها عمي فدخل ف السلم بسببها .. فهذا من آيات نبوة ممد
* * * * * *
الشاة السمومة !!
مع اليهود لا أرادوا قتله .. وكذلك ما وقع منه
وقعت له غزوة إل اليهود ف خيب ..فحاصرهم ..حت طال الصار .. فإنه
ث استسلموا ..ودخا عليه الصلة والسلم فاتا ..
فأقبلت امرأة يهودية حاقدة ..وطبخت شاة ..وشوتا ..وجعلت فيها سا ..
ومن حقدها سألت :أي الشاة أحب إل ممد ؟
فقيل لا :الذراع ..
فزادت السم ف الذراع ..
مع بعض أصحابه ف خيب .. فلما استقر
وأصحابه ..وزعمت أنه هدية لم !! أقبلت اليهودية بطعامها ..ووضعته بي يدي النب
عجبا !! هل رأيت أحدا يهدي الوت ؟!
17
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
18
..حصار طويل ..وزاد قليل ..وحر وتعب ..ث شاة كان الصحابة جائعي ..وكذلك كان
مشوية !!
وضع لصحابة أيديهم آكلي ..
أخذ قطعة من الذراع فرفعها إل فمه الطاهر ..ونش من لمها نشة .. ورسول ال
وفجأة صاح بأصحابه ..أن يتوقفوا عن الكل ..
فتوقفوا ..مندهشي ..
:اجعوا إلّ من كان هاهنا من يهود .. ث قال
فجمعوهم له ..
:إن سائلكم عن شيء ..فهل أنتم صادقي عنه ؟ فقال
قالوا :نعم ..
:من أبوكم ؟ فقال
كان لذه القبيلة من اليهود جد ..ل يفتخرون بالنتساب إليه ..فيدعون النتساب إل جد آخر
..
فقالوا :أبو نا فلن ..
:كذبتم ..بل أبوكم فلن .. فقال
قالوا :صدقت ..
قال :فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه ؟
فقالوا :نعم ..يا أبا القاسم ..وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته ف أبينا ..
فقال لم :من أهل النار ؟
قالوا :نكون فيها يسيا ..ث تلفونا فيها ..
:اخسئوا فيها ..وال ل نلفكم فيها أبدا .. فقال
ث قال :هل أنتم صادقي عن شيء ..إن سألتكم عنه ؟
قالوا :نعم ..يا أبا القاسم ..
فقال :هل جعلتم ف هذه الشاة سا ؟
قالوا :نعم ..نعم ..
قال :ما حلكم على ذلك ؟
18
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
19
قالوا :أردنا إن كنت كاذبا ..نستريح منك ..وإن كنت نبيا ل يضرك ..
ولكن !! من أخبك ؟
()4
الذراع وقال :أخبتن هذه الذراع .. فرفع
فصلوات رب وسلمه عليه ..حت الذراع أنطقها ال ..لا ل ترد أن تضر نبيه ..
* * * * * *
رب قتل ربكما !!
ومن إخباره أيضا بالغيبات ..
أنه بعث عبد ال بن حذافة إل كسرى ملك الفرس ..يدعوه إل السلم ..
وصل الكتاب إل كسرى ..وهو ملك عظيم ف قومه ..يلك فارس كلها ..إيران ..
وأفغانستان ..وباكستان ..وغيها ..
فلما قرأ كسرى الكتاب غضب ..ومزق الكتاب ..وقال :
ل بذا الكتاب وهو عبدي !!..
يكتب إ ّ
كان كسرى متكبا متغطرسا ..فلم يكتف بتمزيق الكتاب ..ل ..وإنا كتب إل أمي اليمن
باذان :
ل تنبأ ..فابعث إليه من عندك رجلي جلدين فليبطاه وليأتيان به ..
بلغن أن ف أرضك رج ً
فبعث أمي اليمن باذان رجلي ..ليبطا النب ويضراه إليه !!!
مساكي !!
.. خرج الرجلن حت قدما الدينة ..فدخل على رسول ال
فقال له :انطلق معنا ..وإن أبيت فكسرى مهلكك ومهلك قومك ومرب بلدك ..
فنظر إليهما النب ..فإذا ها قد حلقا لاها وأبقيا شواربما..
فكره النظر إليهما ..وقال :ويلكما !! من أمركما بذا ؟؟
قال :أمرنا بذا ربنا ..يعنيان كسرى ..
فقال :لكن رب عز وجل ..أمرن بإعفاء ليت وبقص شارب ..
ث قال لما بكل هدووووء :
ارجعا حت تأتيان الغد ..
19
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
20
وجاء الوحي إل رسول ال ..أن ال سلط على كسرى ابنه فقتله ..
فلما أتيا رسول ال قال لما :
إن رب غضب على ربكما فقتله ..فدمه ف نره ساخن الساعة ..
يعن :مات الن !!..فل يزال دمه يري منه حارا ..
فاستعظما المر ..وقال له :هل تدري ما تقول ؟! أنكتب بذا عنك ؟ أنب اللك به ؟
فقال بكل ثقة :نعم ..أخباه ذلك عن ..
وقول له :
إن دين وسلطان سيبلغ ما بلغ ملك كسرى ..وينتهي إل منتهى الف والافر ..
وقول له :
إنك إن أسلمت أعطيتك ما تت يديك وملكتك على قومك من البناء ..
فخرج الرجلن من عنده ..يبان السي إل اليمن ..حت قدما على باذان وأخباه الب ..
فإذا هو ل يبلغه ما وقع ف فارس لبعد السافة ..
فقال باذان :وال ما هذا بكلم ملك ..وإن لرى الرجل نبيا كما يقول ..ولننظرن ما قد قال
..فلئن كان ما قد قال حقا فإنه لنب مرسل ..وإن ل يكن فسنرى فيه رأينا ..
فلم يلبث باذان أن قدم عليه كتاب شيويه ابن كسرى ..يبه أنه صار اللك ..ويأمره بالطاعة
..
فنظر باذان ف وقت مقتل كسرى ..فإذا هي الساعة الت أخب النب با الرجلي ..
()5
فقال باذان :إن هذا الرجل لرسول ال ..ث أسلم باذان ل تعال ..وأسلم أهل اليمن ..
* * * * * *
موت النجاشي ..
ل صالا آوى الؤمني ..ونصرهم ..
كان النجاشي tرج ً
يبه ويهدي إليه .. فكان النب
يوما هدية فيها طيب ورداء ..وأرسل با رسو ًل إل البشة ..أثيوبيا .. فجهز له النب
ولا انطلق الرسول إل البشة ..
لم سلمة tوكان قد تزوج با حديثا : .. قال
20
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
21
قد أهديت للنجاشي أواق من مسك وحلة ..وما أراه إل قد مات ..ول أرى هديت الت
أهديتُ إليه إل سترد إلّ ..
ك ..
فإذا ردت إل فهي ل ِ
.. فكان كما قال
هديته .. مات النجاشى وردت إليه
فلما ردت إليه الدية أعطى كل امرأة من نسائه أوقية من ذلك السك ..وأعطى سائره أم سلمة
..وأعطاها اللة ..
* * * * * *
مقتل السود العنسي ..
اخب بقتل السود العنسي ف صنعاء اليمن ف الليلة الت قتل فيها ف الدينة ,فجاء الب با أخب
به [.رواه البخاري ]
ف مالسه مع أصحابه يدثهم أحيانا بأحداث مستقبلية .. كان
كخبه عن أشراط الساعة وغيها ..
عن أشخاص يدّعون النبوة .. ومن ذلك إخباره
ومن هؤلء السود العنسي اليمن ..الذي ادعى أنه نب ..وتغلب على أهل اليمن حت ملكها
كلها ..
إل اليمن لدعوة أهلها .. وكان باليمن معاذ بن جبل tوأبو موسى الشعري قد بعثهما النب
فخرجا من اليمن لا رأيا تغلب السود عليها ..
تكن السود العنسي من اليمن ..وجعل أهل اليمن يرتدون عن السلم ..
تزوج السود العنسي امرأة اسها زاذ ..وكانت امرأة حسناء جيلة ..مؤمنة بال تعال مصدقة
.. برسوله ممد
كانت زاذ امرأة صالة ..لكن السود قتل زوجها وأكرهها على الزواج منه ..
وكان لا ابن عم اسه فيوز ..رجل صال ..
مضت اليام والسود العنسي يزداد طغيانه يوما فيوما ..
أن يقضي على فتنة السود ..لكن اليمن بعيدة ..وقيادة جيش كامل إل اليمن فيه أراد النب
مشقة شديدة ..
21
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
22
رسالة إل أهل اليمن ..مع رجل اسه وبر بن ينس الديلمي .. فبعث النب
يأمر السلمي الذين هناك بقاتلة السود العنسي والقضاء على فتنته ..
فقام فيوز ودخل على بنت عمه زاذ امرأة السود ..وقال لا :
يا ابنة عمي ..قد عرفت بلء هذا الرجل لقومك ..قد قتل زوجك ..وطأطأ رؤوس قومك ..
قتل رجالم ..وفضح نساءهم ..فهل تعينينا عليه ؟
قالت :أعينكم على أي أمر ؟
قال :إخراجه من اليمن ..
قالت الرأة :أو قتله ؟
قال :أو قتلة ..
قالت :نعم ..وال ما خلق ال شخصا هو أبغض إلّ منه ..فما يقوم ل بق ..ول ينتهي له عن
حرمة ..فإذا عزمتم على قتله فأخبون ..أعلمكم با ف هذا المر ..
استبشر فيوز بذلك ..وخرج من عندها واجتمع بأصحابه وجعلوا يتشاورون ..فبينما هم
كذلك ..
إذ مر بم السود ..وقد جُمعت له مائة دابة ما بي بقرة وبعي ..
فقام السود وخط خطا ف الرض ..فأقيمت الدواب من وراء الط ..صفا واحدا ..
وقام السود دونا ..فنحرها بسكي معه ..وهي غي مربوطة ..ول معقّلة ..وهي تنصاع له ..
ول تقاوم ..ما يتقدم أو يتأخر عن الط منها شيء ..حت زهقت أرواحها !!
وليس هذا غريبا ..فقد كان السود يستعمل الن والشياطي والكهانة ف التأثي ..وف
استكشاف أخبار الناس ..ويدعي أنه نب يب الناس بالغيب !!
ث التفت السود إل فيوز وقال :أحقٌ ما بلغن عنك يا فيوز ؟ لقد همت أن أنرك فألقك
بذه البهيمة ..وأبدى السود له السكي ورفعها عليه ..
فقال فيوز مهدئا له :اخترتنا لصهرك ..وفضلتنا على البناء ..فلو ل تكن نبيا ما بعنا نصيبنا
منك بشيء ..فكيف وقد اجتمع لنا بك أمر الخرة والدنيا ..فل تقبل علينا أمثال ما يبلغك ..
فأنا بيث تب ..
فرضي السود عنه ..وأمره بقسم لوم تلك النعام ..
ففرقها فيوز ف أهل صنعاء ..
22
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
23
ث أسرع فرجع إل السود ..فلما اقترب منه ..فإذا مع السود رجل يرّضه على قتل فيوز ..
وإذا السود يقول :أنا قاتله غدا وأصحابه ..
ث دخل السود داره ..ول يعلم بفيوز ..
فرجع فيوز إل أصحابه فأعلمهم با سع من السود ..
فاجتمع رأيهم على قتل السود قبل أن يقتلهم ..
فمضى فيوز فدخل على زوجة السود فعرض عليها المر ..وكيف يقتلونه ؟
فقالت :إنه ليس من الدار بيت ول حجرة ..إل والرس ميطون به ..
غي هذا البيت ..وأشارت إل غرفة منوية ف الدار ..فإن ظهر هذا البيت إل مكان كذا وكذا
من الطريق ..
فإذا أمسيتم ..فانقبوا الدار من الارج على هذا البيت ..فإذا دخلتم فليس من دون قتله شيء
..
وإن سأضع ف البيت سراجا وسلحا ..
فوافقها فيوز على ذلك ..
ث قام خارجا من عندها متخفيا ..
وفجأة فإذا السود أمامه ..فقال له :ما أدخلك على أهلي ؟
وكان السود عنيفا ..واشتد غضبه ..وهم بقتله ..فصاحت الرأة ..وقالت :ابن عمي ..ابن
عمي ..جاءن زائرا ..
فقال :اسكت ..ل أبا لك ..قد وهبته لك ..
فخرج فيوز على أصحابه فقال :النجاء ..النجاء ..وأخبهم الب ..وأن السود اطلع عليه
..وشك ف أمرهم ..
فحاروا ماذا يصنعون ..
فبعثت الرأة إليهم ..تشجعهم ..وتقول لم :
ل تنثنوا عما كنتم عازمي عليه ..
فدخل عليها فيوز ..فاستثبت منها الب ..ث دخل إل الغرفة الت سينقبون جدارها ..وجعل
ل ..
ينقب الدار من الداخل ليسهل عليهم العمل لي ً
ث أقبل إل غرفة زوجة السود ..فجلس عندها كالزائر لا ..
23
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
24
فدخل السود فقال :وما هذا ؟
فقالت :إنه أخي من الرضاعة ..وهو ابن عمي ..فنهره السود وأخرجه ..
فرجع فيوز إل أصحابه ..
فلما كان الليل ..نقبوا جدار ذلك البيت من الارج ..فدخلوا ..فوجدوا فيه سراجا تت قدر
مقلوب ..
فأخذوه ..وأخذوا السلح ..ول يشعر بم أحد ..
ث تقدم فيوز ..ودخل على السود ..فإذا السود نائم على فراش من حرير ..قد غرق رأسه
ف جسده ..وهو سكران يغط ..والرأة جالسة عنده ..
فعاجله ودق عنقه بالسيف ..وأقبل أصحاب فيوز فساعدوه ..وجعل السود يور ويصيح ..
فأقبل الرس مسرعي إل غرفة نومه ..
فقالوا :ما هذا ؟ ما هذا ؟!!
فخرجت إليهم الرأة وقالت :النب يوحي إليه !!
فرجعوا ..
وصدقوا أنم نبيهم يوحى إليه !!..فل ينبغي قطع الوحي عليه ..
وف الصباح خرج فيوز مع أصحابه ..وألقوا رأس السود إل الناس ..وجعلوا يؤذنون قائلي :
اشهد أن ممدا رسول ال ..اشهد أن ممدا رسول ال ..
وانطفأت فتنة السود العنسي بقتله ..
هذا ما حدث ف اليمن ..ف صنعاء ..
من السماء ف الليلة نفسها .. أما ف الدينة ..فقد أتى الب إل النب
فلما جلس مع أصحابه ..قال :
قتل العنسي البارحة ..قتله رجل مبارك ..من أهل بيت مباركي ..
قيل :ومن ؟
قال :فيوز ..فيوز ..
.. وبعدها بثلثة أيام ..توف النب
أنه تكشف له بعض الغيبات الواقعة ف بلد بعيدة .. فهذا أيضا من أعلم نبوته
* * * * * *
24
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
25
وعليك السلم ..خبيب !!..
بعد معركة أحد قوم من قبيلت عضل والقارة ..فقالوا : قدم على رسول ال
يا رسول ال ..إن فينا إسلما ..فابعث معنا نفرا من أصحابك ..
يفقهوننا ف الدين ..
ويقرئوننا القرآن ..
ويعلموننا شرائع السلم ..
معهم نفرا ستة من خيار أصحابه ..وهم : فبعث رسول ال
مرثد بن أب مرثد الغنوي ..
وخالد بن البكي الليثي ..
وعاصم بن ثابت ..
وخبيب بن عدي ..
وزيد بن الدثنة ..
وعبد ال بن طارق ..رضي ال عنهم ..
فخرجوا مع القوم ..وكانوا يرون بقبائل كافرة ..ويتخفّون ..
حت وصلوا إل موضع اسه "الرجيع " ..وهو قريب من قبيلة هذيل ..
فسمعت بم قبيلة هذيل ..فخرج إليهم مائة فارس من هذيل ..
فاقتصوا آثارهم ..حت أتوا من ًل نزلوه فوجدوا فيه نوى تر تزودوه من الدينة ..
فقالوا :هذا تر يثرب ..
فتبعوا آثارهم حت لقوهم ..
فلما أدركوهم ..هجموا عليهم ..فلجأ الصحابة إل هضبة ..
فأقبل القوم فأحاطوا بم ..وحاولوا الصعود إليهم ..فلم يقدروا ..
فقالوا للصحابة :لكم العهد واليثاق ..إن نزلتم إلينا أل نقتل منكم رجلً ..
فقال عاصم :أما أنا فل أنزل ف ذمة كافر ..
.. ث رفع بصره إل السماء وقال :اللهم أخب عنا رسولك
فثار الذليون ..وقاتلوا الصحابة وجعلوا يرمونم بالنبل ..حت قتلوا عاصما وأصحابه ..
وبقي خبيب بن عدي ..وزيد بن الدثنة ..وعبد ال بن طارق ..
25
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
26
فناداهم القوم ..وأعطوهم العهد واليثاق ..فاستسلموا لم ..
فنل الصحابة إليهم ..
فلما استمكنوا منهم ..حلوا أوتار قسيهم ..فربطوهم با ..
فقال عبد ال بن طارق :هذا أول الغدر ..وأطلق يده من الرباط ..وأخذ سيفه ..وتأخر عنهم
..ورفع السيف ..وكان شجاعا قويا ..فلم يرؤوا على القتراب منه ..فأخذوا يرمونه
بالجارة ..حت مات .. t
وانطلقوا ببيب ..وزيد ..حت باعوها بكة ..
فاشترى خبيبا بنو الارث بن عامر ..وكان خبيب قد قتل الارث ف معركة بدر ..
وأما زيد ..فابتاعه صفوان بن أمية ..ليقتله عوضا عن أبيه الذي قتله السلمون ف معركة بدر
..
ودفعه صفوان إل عبد له اسه نسطاس ..ليقتله ..
خرج به نسطاس من مكة ليقتله ..واجتمعت قريش ..لتراه ..فيهم أبو سفيان بن حرب ..
فقال له أبو سفيان -حي رأى زيدا مربوطا ليقتل : -أنشدك بال يا زيد :أتب أن ممدا الن
عندنا ..مكانك نضرب عنقه ..وأنك ف أهلك ؟
فقال :وال ما أحب أن ممدا الن ف مكانه الذي هو فيه ..تصيبه شوكة تؤذيه ..وأن جالس
ف أهلي ..
) .. فقال أبو سفيان :ما رأيت من الناس أحدا يب أحدا ..كحب أصحاب ممد ممدا (
ث قتله نسطاس ..
فرضي ال عن زيد ..
وأما خبيب بن عدي ..فحبسوه أياما ..فرأوا منه عجبا !!
قالت ماوية وهي جارية عندهم :حبسوا خبيبا ف بيت ..فلقد اطلعت عليه يوما ..وإن ف يده
عنقودا من عنب كبي مثل رأس الرجل ..يأكل منه !!..وما أعلم ف وقته ف أرض ال عنبا
يؤكل ..
وقال ل حي أجعوا على قتله :ابعثي إل بديدة ( سكي أو موسى ) أتطهر با قبل القتل ..أراد
أن يزيل با بعض الشعر من جسده ..
26
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
27
قالت :فناولت غلما ل سكينا حادة ..فقلت له :أدخل با على هذا الرجل البيت فأعطه إياها
..
فلما ذهب الغلم ..ندمت وقلت :ماذا صنعت !! أصاب وال الرجل ثأره ..يقتل هذا الغلم
ل برجل ..
فيكون رج ً
فلما ناوله السكي ..أخذها من يده ..ث قال :
لعمرك ما خافت أمك غدري حي بعثتك بذه الديدة إل ..ث خلى سبيله ..
ث خرجوا ببيب ليصلبوه ..
فلما عاين الوت ..قال لم :إن رأيتم أن تدعون حت أركع ركعتي ..
قالوا :دونك فاركع ..فركع ركعتي أتهما وأحسنهما ..
ث أقبل على القوم فقال :أما وال لول أن تظنوا أن إنا طولت جزعا من القتل لستكثرت من
الصلة ..
فكان خبيب tأول من سن للمسلمي هاتي الركعتي عند القتل ..
ث رفعوه على خشبة ..فلما أوثقوه ..رفع بصره إل السماء وقال :
اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك ..فبلغه الغداة ما يصنع بنا ..
ث دعا عليهم فقال :
اللهم أحصهم عددا ..واقتلهم بددا ..ول تغادر منهم أحدا ..
ث قال :
ولست أبال حي اقتل مسلما * على أي شق كان ف ال مصرعي
وذلك ف ذات الله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو مزع
ث قتلوه ..
هذا ما حدث ف مكة ..
وعلى بعد أكثر من أربعمائة كيل ..ف الدينة ..وف اللحظة نفسها الت استشهد فيها خبيب ..
وهو بي أصحابه ..وهو يهم أن يبهم بب إخوانم الذين كان التأثر بادياً على رسول ال
: أرسلهم دعاة ..فإذا هم شهداء ..فقال
وعليك السلم خبيب ..وعليك السلم ..
ث قال :خبيب ..قتلته قريش ..
27
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
28
* * * * * *
فتنة عثمان .. t إخباره
.. كان أبو موسى الشعري tشديد الحبة للنب
.. توضأ ف بيته يوما ث خرج متوجها إل رسول ال
ذلك اليوم ..وخدمته .. عازما على ملزمة النب
توجه أبو موسى إل السجد ..فسأل عن النب عليه الصلة والسلم ..فقالوا :خرج ..ووجّه
ها هنا ..
قد قضى فخرج أبو موسى على إثره ..يسأل عنه ..حت دخل بستانا ..فإذا رسول ال
حاجته وتوضأ ..
فجلس على حافة البئر .. ث جاء
وكشف عن ساقيه ..ودلها ف البئر ..
سلم عليه أبو موسى ..ث انصرف فجلس عند الباب ..وقالت :لكونن بواب رسول ال
اليوم ..
وبعد وقت يسي ..جاء أبو بكر tفدفع الباب ..
قالت أبو موسى :من هذا ؟
قال :أبو بكر ..
قالت :على رسلك ..ث ذهب ..فقال :يا رسول ال ..هذا أبو بكر يستأذن ..
:ائذن له ..وبشره بالنة .. فقال
يبشرك بالنة .. فأقبل أبو موسى فقال لب بكر :ادخل ..ورسول ال
..ودل رجليه ف البئر كما صنع النب فدخل أبو بكر مستبشرا ..وجلس عن يي رسول ال
..وكشف عن ساقيه ..
وأخذا يتحدثان ..
فرجع أبو موسى ..فجلس ..
وهو يتمن أن يأت أخوه لعله أن يدخل ف الرحة ..فيبشر بالنة ..
ويقول ف نفسه :قد تركت أخي يتوضأ ..ويلحقن ..فإن يرد ال به خيا يأت به ..
فبنما هو كذلك ..فإذا إنسان يرك الباب ..
28
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
29
قال :من هذا ؟
قال :عمر بن الطاب ..
قال :على رسلك ..
..فسلم عليه ..فقال :هذا عمر بن الطاب يستأذن .. فمضى أبو موسى إل رسول ال
:ائذن له ..وبشره بالنة .. فقال
بالنة .. فرجع إل الباب ..وفتحه ..وقال :ادخل ..وبشرك رسول ال
فدخل ..
على حافة البئر عن يساره ..ودل رجليه ف البئر .. وجلس مع رسول ال
فرجع أبو موسى إل الباب ..وذهنه مشغول بأمر أخيه ..
وقال ف نفسه :إن يرد ال بفلن خيا ..يأت به ..
فبنما هو كذلك ..إذ جاء إنسان يرك الباب ..
فقال :من هذا ؟
فقال :عثمان بن عفان ..
قال :على رسلك ..
فأخبه .. فذهب إل رسول ال
كما أجاب عن أب بكر وعمر ..حيث قال :ائذن له ..وبشره بالنة .. فأجابه
زاد كلمة عن عثمان فقال :وبشره بالنة على بلوى تصيبه .. لكنه
نعم ..على بلوى تصيبه ..
وكأنه عليه الصلة والسلم يعن الفتنة الت وقعت ف آخر عهد عثمان .. tوالت كانت سببا ف
مقتله واستشهاده .. t
يب عثمان بأمر سيقع له بعد أكثر من عشرين سنة .. وإذا بالنب
رجع أبو موسى إل عثمان ..وهو يمل له بشرى ..وتديد ..
بالنة ..على بلوى تصيبك .. فقال له :ادخل ..وبشرك رسول ال
ترددت عبارة :على بلوى تصيبك ..ف ذهن عثمان مرارا ..فقال بكل يقي :
ال الستعان ..
وأب بكر وعمر .. ث دخل عثمان ..فجلس على حافة البئر ..مواجها للنب
29
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
30
وتر السني ..ويتول أبو بكر ..ث يوت ويضي إل النة ..
ث يتول عمر ..ث يقتل وهو يصلي الفجر ويضي إل النة ..
ث يتول عثمان ..فتقع الفت عليه ..والبليا ف آخر حياته ..ويتعب ..ويتأل ..وف آخر المر
يقتل وهو يقرأ القرآن ..ويضي إل النة ..
* * * * * *
نبأن العليم البي ..
قال ابن عمر : t
ف مسجد من .. كنت جالسا مع النب
فأتاه رجل من النصار ..ورجل من قبيلة ثقيف ..فسلما ..ث قال :
يا رسول ال ..جئنا نسألك ..
:إن شئتما أن أخبكما با جئتما تسألن عنه فعلت ..وإن شئتما أن أمسك فعلت .. فقال
فقال :أخبنا يا رسول ال ..
فقال الثقفي للنصاري :سل ..
فقال النصاري :أخبن يا رسول ال ..
:جئتن تسألن عن : فقال
مرجك من بيتك تؤم البيت الرام ..وما لك فيه ..؟
وعن ركعتيك بعد الطواف ..وما لك فيهما ..؟
وعن طوافك بي الصفا والروة ..وما لك فيه ..؟
وعن وقوفك عشية عرفة ..وما لك فيه ..؟
وعن رميك المار ..وما لك فيه ..؟
وعن حلقك رأسك ..وما لك فيه ..؟
وعن طوافك بالبيت بعد ذلك ..وما لك فيه ..؟
مع الفاضة ..؟
فقال النصاري :والذي بعثك بالق ..لـ عن هذا جئت أسألك ..
:فإنك : فقال
30
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
31
إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الرام ل تضع ناقتك خفا ول ترفعه ..إل كتب ال لك به
حسنة ..وما عنك خطيئة ..
وأما ركعتاك بعد الطواف ..كعتق رقبة من بن إساعيل ..
وأما طوافك بالصفا والروة بعد ذلك كعتق سبعي رقبة ..
وأما وقوفك عشية عرفة فإن ال تبارك وتعال يهبط إل ساء الدنيا فيباهي بكم اللئكة ..يقول :
عبادي جاؤون شعثا من كل فج عميق ..يرجون جنت ..
فلو كانت ذنوبم كعدد الرمل ..أو كقطر الطر ..أو كزبد البحر ..لغفرتا ..
أفيضوا عبادي مغفورا لكم ..ولن شفعتم له ..
وأما رميك المار ..فلك بكل حصاة رميتها ..كبية من الوبقات ..
وأما نرك ..فمدخورا لك ..
وأما حلقك رأسك ..فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ..وتحي عنك با خطيئة ..
وأما طوافك بالبيت بعد ذلك ..فإنك تطوف ول ذنب لك ..
()6
يأت ملك حت يضع يديه بي كتفيك ..فيقول اعمل فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى ..
فهذا الب أيضا من آيات نبوته عليه الصلة والسلم ..
* * * * * *
خب الناقة !!
إل معركة تبوك ..ف حر ٍيشوي الوجوه ..وطريق شديد الشقة .. خرج
نزلوا منلً ..فأصابم فيه عطش شديد ..
حت كادت رقاب بعضهم تنقطع من شدة الر والعطش ..
حت إن الرجل لينحر بعيه ..فيعتصر ما ف جوفه فيشربه ..
فقال أبو بكر : tيا رسول ال ..إن ال قد عودك ف الدعاء خيا ..فادع ال لنا ..
:أو تب ذلك ؟ فقال
قال :نعم ..
يديه نو السماء ..فدعا وتضرع والتجأ .. فرفع
فلم يفض يديه حت سكبت السماء مطرها ..فملئوا ما معهم من قرب وآنية ..
31
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
32
فذهب الصحابة ينظرون حولم ..فإذا السحابة ما جاوزت موضع عسكرهم ..
وكان معهم رجل منافق ..فالتفت أحد إليه ..وقال :
ويك يا فلن ..آمن ..هل بعد هذا من شيء ؟!
فقال النافق :وما العجب ! سحابة مارة فأمطرتنا ..
وف هذه الغزوة :
ضلت .. ذُكر أن ناقة رسول ال
فتفرق الصحابة يبحثون عنها ..
فقال رجل من النافقي :هذا ممد يبكم أنه نب ..ويبكم خب السماء ..وهو ل يدري أين
ناقته !!
..قال : فلما بلغ هذا الكلم النب
إن وال ل أعلم إل ما علمن ال ..وقد دلن ال عليها ..هي ف الوادي قد حبستها شجرة
بزمامها ..
فانطلق بعض الصحابة فجاءوا با ..
شيئا من الغيبات . ..وفيه كشفه لنبيه ففي هذا الديث ..استجابة ال تعال لدعاء نبيه
وهو موضع ناقته ..
* * * * * *
رحم ال أبا ذر!!..
إل تبوك ..كان الطريق شاقا ..والر شديدا .. لا سار رسول ال
وجعل بعض الناس يتخلف ..
ل يشدد على من تلف .. والنب
فإذا قيل :يا رسول ال ..تلف فلن ..
ك به غي ذلك فقد أراحكم ال منه
ك فيه خي فسيلحقه ال بكم ..وإن ي ُ
يقول :دعوه ..إن ي ُ
..
وأصحابه ..ومضو يسيون على الرمال الارة .. خرج
كان أبو ذر من خيار الصحابة ..وكان على بعي كليل ضعيف ..فتأخر عنهم ..
فتلفت بعض الصحابة فلم ير أبا ذر ..فقال :يا رسول ال تلف أبو ذر ..وابطأ به بعيه ..
32
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
33
كما قال عن غيه :دعوه ..إن يك فيه خي فسيلحقه ال بكم ..وإن يك غي ذلك فقال عنه
فقد أراحكم ال منه ..
أبو ذر ..أتعبه بعيه ..وتعسّر عليه ف الشي ..
فلما رأى أبو ذر بعيه قد ابطأ عليه ..نزل ..وأخذ متاعه فحمله على ظهره ..
ث مضى ماشيا وترك البعي ..
..يسي ف الر والشمس ..على قدميه .. وأسرع ليلحق برسول ال
..ف بعض الطريق .. وف أثناء الطريق ..نزل رسول ال
فقال بعض السلمي :يا رسول ال ..هذا رجل ماش على الطريق ..مقبل علينا ..
إل هذا القادم ..الذي يشي ف شدة البحر ..ومتاعه على ظهره ..والغبار يفيه فنظر النب
:كن أبا ذر .. تارة ..ويظهره تارة ..فقال
فلما تأمله القوم ..
قالوا :يا رسول ال ..هو وال أبو ذر ..
..وكأنه ينظر إل الفق البعيييييد :يرحم ال أبا ذر ..يشى وحده ..ويوت وحده .. فقال
ويبعث وحده ..
.. ومضت السني ..وتوف النب
وتول بعده أبو بكر وعمر .. t
وف عهد عثمان ..خرج أبو ذر عن الدينة وسكن ف الربذة ..ف خيمة ف الصحراء ..
وسكن مع من تبقى من أهله ..زوجة وغلم ..
فلما كب وحضرته الوفاة ..
جلست أم ذر عند رأسه ..تبكي ..
فالتفت إليها وقال :ما يبكيك ؟
فقالت :مال ل أبكي !! وأنت توت بفلة من الرض ..وليس عندي ثوب َيسَ ُعكَ كفنا ..
يقول لنفرٍ أنا فيهم : قال :فل تبكي ..وأبشري ..فإن سعت رسول ال
"ليموتن رجل منكم بفلة من الرض ..يشهده عصابة من الؤمني "..
وليس من أولئك النفر الذين قال لم ذلك أحد إل وقد هلك ف قرية جاعة ..وأنا الذي أموت
بفلة ..
33
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
34
ث قال أبو ذر بكل يقي :
وال ما كَذبتُ ..ول ُكذِبتُ ..
فأبصري الطريق ..
قالت :وأنـَى !! وقد ذهب الجاج ! وانقطعت الطرق !
قال :اذهب فتبصري ..
فمضت الرأة تشي ..فتصعد الكثيب ..فتنظر ف أدن الطريق وأقصاه فل ترى أحدا ..
فترجع إليه فتمرضه وتتم به ..
فإذا اشتد عليه المر ..قامت ونظرت ف الطريق ..فل ترى أحدا ..فترجع ..
فبينما هي كذلك ..إذا هي برجال على رحالم يقبلون من بعيد حت وقفوا عليها ..
فقالوا :ما لك يا أمة ال ..؟
قالت :امرؤ من السلمي يوت ..تكفنونه ؟
قالوا :من هو ؟
قالت :أبو ذر ..
؟ قالوا :صاحب رسول ال
قالت :نعم ..
فتصايوا ..أبو ذر ..أبو ذر ..ودخلوا اليمة مسرعي ..
فلما جلسوا عند رأسه ..رحّب بم ..وقال :
يقول لنفر أنا فيهم " :ليموتن منكم رجل بفلة من الرض يشهده إن سعت رسول ال
عصابة من الؤمني " ..
وليس من أولئك النفر أحد إل هلك ف قرية وجاعة ..وأنا الذي أموت بفلة ..
أنتم تسمعون ؟
إنه لو كان عندي ثوب يسعن كفنا ل ..أو لمرأت ..
أنتم تسمعون ؟
إن أشهدكم ..أن ل يكفنن رجل منكم ..كان أميا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا ..
فنظروا ..فإذا ليس أحد منهم إل قارف بعض ذلك ..
إل فت معهم من النصار ..قال :
34
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
35
يا عم ..أنا أكفنك ..ل أصب ما ذكرت شيئا ..أكفنك ف ردائي هذا ..وف ثوبي معي من
غزل أمي حاكتهما ل ..
ث لا مات وجهزوه ..مر بم عبد ال بن مسعود ..ف أصحاب معه من أهل الكوفة ..
فقال :ما هذا ؟
فقيل :جنازة أب ذر ..
فاستهل ابن مسعود يبكي ..وقال :
":يرحم ال أبا ذر ..يشي وحده ..ويوت وحده ..ويبعث وحده " صدق رسول ال
ث نزل ابن مسعود فوليه بنفسه حت دفنه ..
* * * * * *
عجب ال من صنيعكما!
..فقال : جاء رجل إل رسول ال
إن مهود ..
كان الوع ظاهرا على ميا الرجل ..
إل بعض نسائه يسألا إن كان عندها طعام ..فقالت : فأرسل النب
والذي بعثك بالق ما عندي إل ماء ..
إل زوجته الخرى ..يسألا ..هل يوجد عندها شيء ؟ أي شي ..خبز ..تر .. ث أرسل
لب ..
فقالت مثل ما قالت الول :والذي بعثك بالق ما عندي إل ماء ..
فأرسل إل الخرى ..والخرى ..حت قلن كلهن مثل ذلك :ما عندهن إل ماء ..
إل أصحابه ..فقال : فالتفت
من يضيف هذا الليلة ..رحه ال ..
..إن وجدوا غداء ل يدوا عشاء ..وإن وجدوا عشاء ل كان أكثر الصحابة حالم كحاله
يدوا فطورا ..
فسكت الصحابة ..
والرجل ينتظر ضيافته ..فهو ضيف نبيهم عليه الصلة والسلم ..
فقام رجل من النصار ..فقال :أنا يا رسول ال ..
35
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
36
ث انطلق النصاري بالرجل إل بيته ..
دخل ..
فقال لمرأته :هل عندك شيء ؟
قالت :ل ..إل قوت صبيان ..
ليس ف البيت إل عشاء الصبيان تلك الليلة ..ولعله وجبتهم الوحيدة ذلك اليوم ..وهو مع
ذلك قليل ..
كان الوقف عصيبا ..لكنه موقف رجول ف الوقت نفسه ..
فقال الرجل :علليهم بشيء ..أي أشغليهم حت يناموا ..من غي عشاء ..
فإذا جلس ضيفنا على الطعام ..فقومي إل السراج كأنك تصلحيه ..فأطفئيه ..وأريه أنا نأكل
معه ..
وهكذا كان ..قعدوا مع الضيف ف الظلم ..الرجل وامرأته يضغان ألسنتهما ..والضيف يأكل
الطعام ..
ريان شبعان .. وانتهت الوليمة ..وخرج ضيف رسول ال
.. فلما أصبح الرجل النصاري ..غدا على النب
قال : فلما رآه
قد عجب ال من صنيعكما بضيفكما الليلة ..
() 7
وإذا خب السماء قد كشف له الال ..
* * * * * *
أو لننعن الثياب !!
حاطب بن أب بلتعة .. tمن خيار الهاجرين ..
ترك أهله ..وماله ..وولده ..ف مكة ..وخرج مهاجرا ف سبيل ال ..
كان من خيار الجاهدين ..بل من جاهد ف أول لقاء بي السلم والكفر ..ف معركة بدر ..
كان كثي التفكي ف ولده وأهله الذين ف مكة ..بي ظهران الشركي ..ل حامي لم من الناس
..ول نصي ..
ول يكن حاطب من قبيلة قريش نفسها ..بل كان حليفا لم ..ساكنا ف ديارهم ..وليس منهم
36
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
37
..
أما بقية الهاجرين من تركوا أهليهم وأولدهم ف مكة ..فلهم أقارب يمون أهليهم ..ويدافعون
عنهم ..
فكان حاطب يفكر دائما ف طريقة أو خدمة يقدمها لقريش ..ليكتسب عندهم مكانة ..فل
يتعرضون لهله وولده ..
مرت السني ..
وكتب النب عليه الصلة والسلم عهد صلح الديبية مع قريش ..
على فتح مكة .. فلم تلبث قريش أن نقضت العهد ..فعزم
حريصا على أن ل تعلم قريش ببه ..حت ل فأمر السلمي بالتجهز لغزوهم ..وكان
تستعد فتقع مقتلة عظيمة بي اليشي ..
ربه فقال ":اللهم عم عليهم خبنا" .. فدعا
ومضت أيام يسية ..والب مكتوم ..
فشغر حاطب أنا الفرصة ..لكتساب معروف على قريش ..
لم .. فكتب كتابا إل قريش يبهم فيه بغزو النب
وناوله لمرأة قرشية كانت ف الدينة ..وأمرها أن تذهب به لهل مكة ..
على الب .. فما كادت الرأة تفارق الدينة ..حت أطلع ال رسوله
كان ل بد من تدارك أمر الكتاب قبل أن يصل إل قريش ..
ف إثر الرأة عليا والزبي والقداد ..ثلثة أسود ..وأخبهم عن الوقع الذي وصلت فبعث
إليه الرأة تديدا ..
فقال ":انطلقوا حت تأتوا روضة خاخ ..فإن با ظعينة – امرأة على بعي -معها كتاب " ..
مضى البطال الثلثة حت وقفوا على الرأة ..
فقالوا :أخرجي الكتاب الذي معك ..
قالت :ما معي كتاب ..
ففتشوا رحلها ..وجيع ما معها ..فلم يدوا شيئا ..
فقال علي :وال ..ما َكذَبنا ..ول ُكذِبنا ..
وال لتخرجن الكتاب ..أو لتلقي الثياب ..
37
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
38
وقد علم علي أنا تبئ الكتاب ف موضع تظن أنم لن يفتشوه ..
فلما رأت الرأة أنه حازم ..علمت أنه ل مفر من العتراف ..
فقالت :تأخروا عن ..
فتأخروا ..فحلت الرأة خارها عن رأسها ..وأخرجت الرسالة من عقاصها ..من بي ظفائر
شعرها ..
فأخذ الصحابة الكتاب ..
.. فأتوا به رسول ال
الكتاب ..فإذا فيه : فتح النب
.. من حاطب بن أب بلتعة ..إل أناس من الشركي بكة ..يبهم ببعض أمر رسول ال
كان حاطب حاضرا ف الجلس ..
..والصحابة يسمعون .. والكتاب يقرأ على النب
لم !! عجبا!! حاطب يب الكفار بغزو النب
أول مرة يقع ذلك بي السلمي ..
..إل حاطب فقال :يا حاطب ما هذا ؟ التفت
توجهت النظار إل حاطب ..كادت العي تأكله ..
فقال حاطب :
يا رسول ال ..ل تعجل عليّ ..
إن كنت امرأً ملصقا ف قريش ..ول أكن من أنفسهم ..
وكان من معك من الهاجرين لم قرابات يمون أهليهم بكة ..
فأحببت إذ فاتن ذلك من النسب فيهم أن اتذ عندهم يدا يمون با قرابت ..
يا رسول ال ..
وال ما فعلت ذلك كفرا ..
ول ارتدادا عن دين ..
ول رضا بالكفر بعد السلم ..
ث سكت حاطب ..
.. وسكت رسول ال
38
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
39
والناس مطرقون كأن على رؤوسهم الطي ..
الوقف ..بكلمتي ..قال :إنه صدقكم .. فحسم النب
ل يتحمل عمر tالوقف ..فقال :يا رسول ال ..دعن أضرب عنق هذا النافق ..
" :إنه قد شهد بدرا ..وما يدريك لعل ال اطلع إل أهل بدر فقال : فقال رسول ال
اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ".
خذُوا َع ُدوّي وَ َع ُدوّ ُكمْ َأ ْولِيَاءَ .. )8(.. ﴾ ..
فأنزل ال تعال قوله ﴿ يَاأَّيهَا اّلذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتّ ِ
با فعل حاطب ..؟ فمن أخب النب
ومن دله على الوضع الذي وصلت إليه الرأة تديدا ؟!
إنه العليم البي ..تأييدا وإعجازا ..
* * * * * *
أخوكم النجاشي ..مات!!
ل صالا ..
كان النجاشي ملك البشة ..رج ً
ناصر الؤمني ..
..ف الدنيا ..لكنه سياه ف الخرة ..بإذن ال .. ل يقدّر للنجاشي أن يرى النب
مات النجاشي ..ف البشة بي قومه النصارى ..
على أصحابه وقال : وف اليوم نفسه ..ف الدينة خرج
قد مات اليوم عب ُد ال الصالُ أصحمة ..
()9
فخرج إل الصلى وكب أربع تكبيات ..
* * * * * *
تسألن ..أم أخبك ؟!
قال وابصة السدي .. t
..وأنا أريد أن ل أدع شيئا من الب والث إل سألت عنه .. أتيت رسول ال
أتيته وهو ف عصابة من السلمي يستفتونه ..فجعلت أتطاهم ..
فقالوا :إليك يا وابصة عن رسول ال ..
( ) رواه البخاري 8
39
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
40
فقلت :دعون أدنو منه ..فإنه أحب الناس إل أن أدنو منه ..
:دعوا وابصة ..اد ُن يا وابصة! اد ُن يا وابصة! .. فقال
فدنوت منه حت قعدت بي يديه ..
فقال :يا وابصة أخبك أم تسألن ؟..
فقلت :ل ..بل أخبن ..
:جئت تسأل عن الب والث .. فقال
فقلت :نعم ..
فجمع أنامله فجعل ينكت بن صدري ..ويقول :
يا وابصة استفت قلبك واستفت نفسك ..
يا وابصة استفت قلبك واستفت نفسك ..
يا وابصة استفت قلبك واستفت نفسك ..
الب ما اطمأنت إليه النفس ..
()10
والث ما حاك ف النفس وتردد ف الصدر ..وإن أفتاك الناس وأفتوك ) ..
* * * * * *
بل أنا أقتله ..
..بالقتل والذى ..وال تعال يعصمه منهم .. عدد من الكفار كانوا يتهددون النب
من بي هؤلء ..أبُـيّ بن خلف ..
كان كافرا فاجرا ..له فرس يعلفها أحسن الطعام ..ويقول :اقتل ممدا عليها ..
وأعد سيفا حادا زعم أنه سيقتل به النب عليه الصلة والسلم ..
ف الدينة ..فلما بلغته تديدات أبُـ ّي بن خلف ..قال عليه الصلة والسلم : كان النب
بل أنا أقتله إن شاء ال عز وجل ..
ومضت السني ..
وف ناية معركة أحد ..أقبل أُبـيّ مقنّعا ..مغطيا جسده بالديد ..وهو يقول :
ل نوت إن نا ممد ..
.. ث هجم مقبلً على النب
40
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
41
بنفسه ..فقتل مصعب بن عمي .. فاستقبله مصعب بن عمي ..يمي رسول ال
حربة من يد أحد أصحابه ..ونظر إل أبُـ ّي ..فإذا ف رقبته موضع قد انسر فالتقط النب
عنه الديد ..
فطعنه فيها بربته ..
كان الوضع النكشف صغيا ..والديد كثي ..فلم تدخل الربة كلها ..لكنها جرحته ف
رقبته ..
فصاح أبُـيّ صيحة عظيمة ..ووقع عن فرسه ..ول يرج من طعنته دم ..
فأتاه أصحابه فاحتملوه وهو يور خوار الثور ..
فلما رأوا رعبه وجزعه ..قالوا :
ال !! ماااا أجزعك !! إنا هو خدش ..
فقال أبُـيّ :إن ممدا قد إنه يقتلن ..ووالذي نفسي بيده لو كان هذا الذي ب بأهل ذي الجاز
لاتوا أجعون ..
()11
ث ل يلبث أبُـ ّي أن مات ..ومضى إل النار ..
* * * * * *
إخباره ببوب ريح شديدة
مع أصحابه يقودهم إل تبوك .. خرج
: فلما وصلوا إل تبوك ..قال
ستهب عليكم الليلة ريح شديدة ..فل يقم فيها أحد ..
فمن كان له بعي فليشدّ عقاله ..
فهبت تلك الليلة ريح شديدة ..
()12
فقام رجل من القوم ..فحملته الريح حت ألقته ببل طيء ف بلدة حائل ..
* * * * * *
إخباره بظهور الفواحش والمراض
( :ما ظهرت الفاحشة ف قوم حت يعلنوا با ..إل ابتلوا بالطواعي ..والوجاع ..الت قال
( ) أخرجه موسى بن عقبة ف مغازيه .. 11
41
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
42
ل تكن ف أسلفهم الذين مضوا ) .
فظهور الفواحش الن منتشر ف الجتمعات النحلة أخلقيا ودينيا ..حت خرجوا من دائرة
السرية إل دائرة العلنية ..
( حت يعلنوا با ) ..ومن ث أصابم الوعيد .. فتحقق قوله
فظهرت فيهم المراض الديدة الت ل تكن معروفة من قبل ..اليدز ..الربس ..السيلن ..
الزهري ..
فمرض اليدز مثلً اكُتشِف عام ( 1981م ) و ( الفيوس ) السبب له ل يكتشف إل عام
1983م وهو نوع جديد من الفيوسات ل يكن معروفا من قبل ..
وكذلك غيه من هذه المراض ..
وصدق من ل ينطق عن الوى ..
* * * * * *
إخباره عن غزاة البحر إل قبص.
يدخل على عمته أم حرام بنت ملحان ..فيزورها ويطعم عندها .. كان رسول ال
.. وكان زوجها عبادة بن الصامت ..يفرح بلقاء النب
يوما فأكل عندها طعاما .. دخل عليها
ف بيتها فغلبته عينه ..ونام .. ث اضطجع
ث استيقظ وهو يضحك ..
قالت :ما يضحكك يا رسول ال ؟
فقال :ناس من أمت عرضوا علي غُزاة ف سبيل ال يركبون البحر ..ملوكا على السرة ..أو
مثل اللوك على السرة ..
ملوك على السرة !! اشتاقت أم ملحان أن تكون من هؤلء ...فقالت :
أن تكون منهم .. يا رسول ال! ادع ال أن يعلن منهم ..فدعا لا
ث وضع رأسه فنام ..
ث استيقظ وهو يضحك ..
قالت :ما يضحكك يا رسول ال ؟
قال :ناس من أمت عرضوا علي غزاة ف سبيل ال -كما قال ف الول.. -
42
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
43
فقالت أم ملحان :يا رسول ال! ادع ال أن يعلن منهم ..
:أنت من الولي .. فقال
ومضت السني ..وتوف النب عليه الصلة والسلم ..
وتول من بعده اللفاء الربعة الراشدون ..
ث لا كان عهد معاوية .. tركبت أم حرام بنت ملحان tالبحر ..فلما خرجت من السفينة
وركبت دابتها ..صرعت عن دابتها فماتت . )13( ) t
* * * * * *
الخبار عن مدعي النبوة:
عن أمور مستقبلية ..كلها وقعت كما أخب عليه الصلة والسلم .. أخب
من ذلك :
( :إن بي يدي الساعة ثلثي كذابا دجالً ..كلهم يزعم أنه نب ) .. قوله
وقال ( :ل تقوم الساعة حت يرج ثلثون كذابا ً) ..
وقد خرج عدد من هؤلء ..منهم :مسيلمة ..والعنسي ..والختار ..
ووجد من النساء من ادعي النبوة مثل سجاح .
* * * * * *
وقفة ..
هذا هو النوع الول من معجزاته ..
وهو بل شك من إخبار ال تعال له ..وإل فنحن نعلم أن الغيب ل يعلمه إل ال ..
ب فَل يُ ْظ ِهرُ عَلَى غَيِْبهِ أَحَدا * ِإلّا َمنِ ا ْرتَضَى ِمنْ َرسُولٍ َفِإّنهُ َيسْ ُلكُ
عَاِلمُ اْلغَيْ ِ كما قال تعال :
ِمنْ بَ ْي ِن َيدَْيهِ وَ ِم ْن خَلْ ِفهِ رَصَدا ..
ولقد أمر ال نبيه أن يبنا بأنه ل يعلم الغيب ..
ت أَعْ َل ُم الْغَيْبَ
ضرّا ِإلّا مَا شَا َء ال ّلهُ َوَلوْ ُكنْ ُ
ُق ْل ل َأمْ ِلكُ لَِن ْفسِي َنفْعا وَل َ فقال تعال :
لَاسَْتكْثَ ْرتُ مِ َن الْخَ ْي ِر وَمَا َمسّنِ َي السّو ُء إِ ْن َأنَا ِإلّا َنذِي ٌر َوَبشِيٌ ِل َقوْ ٍم ُيؤْمِنُونَ ..
وعِ ْلمُ رسول ال تعال لشيء من الغيب هو من آيات نبوته ..
43
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
44
ول يوز لحد كائنا من كان أن يدعي أنه يكشف له الغيب ..بل ول يوز تصديق من يدعون
ذلك ..أو سؤالُهم ..
* * * * * *
44
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
45
النوع الثان :معجزاته الكونية :
انشقاق القمر
الكفار بكل سبيل .. دعا النب
وهم يكذبون ويبحثون عن حجج وأعذار ..
حت قالوا له يوما :شق لنا القمر !!..
ربه ..ودعا .. فدعا النب
وفجأة ..انشق القمر نصفي !!
: قال ابن مسعود
منها ..شِقة على جبل أب قبيس ..وشقة رأيت القمر منشقا شقتي بكة ..قبل مرج النب
()14
على السويداء ..
رأى الكفار ذلك ..فشدهت أبصارهم ..
لكن غلبهم شيطانم وقالوا :هذا سحر سحركم به ..
ث لجل أن يرجوا من حرج الوقف ..قالوا :انظروا السافرين القادمي ..
فإن كانوا وهم ف ديارهم رأوا مثل ما رأيتم ..فقد صدق ..
وإن ل يكونوا رأوا مثل ما رأيتم ..فهو سحر ..
فإنه ل يستطيع أن يسحر الناس كلهم ..
فلما وصل أول السافرين إل مكة ..سألتهم قريش :هل رأيتم القمر منشقا ..
قالوا :نعم ..ليلة كذا وكذا ..
ث وصل بقية السافرين ..وكلهم ييبون الواب نفسه ..
فكذبت قريش واستكبت وقالت :هذا قد سحر الناس كلهم ..
وأنزل ال تعال خب هذه العجزة ف كتابه ..
اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر * فقال تعال :
وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر * ولقد جاءهم من النباء ما فيه مزدجر * حكمة بالغة
45
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
46
فما تغن النذر * فتولّ عنهم يوم يدع الداع إل شيء نكر * خشعا أبصارهم يرجون من
.. الجداث كأنم جراد منتشر
والعجب أن الباث العلمية النشورة اليوم ..التخصصة ف دراسات حول القمر ..أثبتت
وجود شق يقطع القمر نصفي ..وكأنه أصابه ف ما مضى انشقاق ..
* * * * * * * * * *
أشار للسماء فأطاعته
..أنه أشار إل السماء فأطاعته بإذن ال .. ومن تأثيه
ففي فترة من عهد النبوة البارك ..تقلص الطر ..وأجدبت الرض ..وماتت الزروع ..
يطب الناس على منبه يوم المعة .. فبينما هو
قائما يطب .. إذ دخل رجل السجد ..ورسول ال
قائما ..ول ينتظر ..بل قطع الطبة ..وصاح بأعلى صوته ..قال : فاستقبل رسول ال
يا رسول ال ..هلكت الموال ..وانقطعت السبل ..فادع ال يغيثنا ..
كان الرجل يتكلم من حرقة أصابته ..وهو يرى أولده جوعى ..وأغنامه هلكى ..
السبل تقطعت ..والرض أجدبت ..والموال نفدت ..
يعيش هوم أصحابه .. كان رسول ال
فلم يتأخر ..وإنا رفع يديه إل السماء ..ودعا ..وتضرع والتجا ..وقال :
اللهم اسقنا ..اللهم اسقنا ..اللهم اسقنا ..
يبتهل ويستسقي ..رفع بصره ينظر إل كان أنس tحاضرا بي الصلي ..فلما رأى النب
السماء ..
قال أنس :
فل وال ..ما نرى ف السماء من سحاب ول من قزعة ..
وإن السماء لثل الزجاجة ..وما بيننا وبي سلع من دار ..
فوالذي نفسي بيده ..ما وضع يديه حت ثار السحاب أمثال البال ..
عن منبه ..حت رأيت الطر يتحادر عن ليته !!.. ث ل ينل رسول ال
وأمطرت السماء ..سبعة أيام متواصلة ..
حت رويت الرض ..وشبعت النعام ..
46
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
47
يطب الناس على منبه البارك .. وف المعة الخرى ..قام
وفجأة فإذا الرجل نفسه ..أو غيه ..
يدخل من ذلك الباب نفسه ..
قائم يطب ..فاستقبله قائما ..فقال : ورسول ال
يا رسول ال ..هلكت الموال ..وانقطعت السبل ..فادع ال يسكها عنا ..
يديه ..ث قال : فرفع رسول ال
اللهم حوالينا ول علينا ..اللهم على الكام ..والظراب ..وبطون الودية ..ومنابت الشجر
..
يشي بيده إل نواحي السحاب ف السماء .. ث جعل
قال أنس :
بيده إل ناحية إل تفرجت .. فما يشي
حت رأيت الدينة ف مثل الوبة ..أي صارت الياه حولا ..وهي كالزيرة ..
وسال وادي قناة شهرا ..ول ييء أحد من ناحية ..إل أخب بود ومطر ..أي كل من وصل
إل الدينة من سفر أخبهم بكثرة المطار حولا ..
()15
( حوالينا ول علينا ) .. وهذا من بركة دعائه
ول شك أن تأثيه ف السحاب ..هو من القدرة الت مكن ال تعال نبيه منها ..
وتصرفه فيما حوله ..هو بإذن ال ومشيئته ..
كما كان عيسى عليه السلم ..يبئ الكمه والبرص وييي الوتى بإذن ال ..
وإل فلو شاء ال تعال لا مكن أحدا من البشر ل نبيا ول غيه من فعل هذه الشياء ..
ولكنه عز وجل يكنهم منها ..لكمة يريدها ..
* * * * * * * * * *
47
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
48
النوع الثالث من معجزاته :تصرفه ف اليوان ..
قصة المل الائج
مع أصحابه من سفر .. رجع رسول ال
فأقبلوا على بستان لحد النصار من بن النجار ..
فلما أراد النب عليه الصلة والسلم أن يدخله ..قيل له :
ل ..ل يدخل أحد إل شد عليه ..
يا رسول ال ..إن ف البستان ج ً
..حت أتى الائط فدخل .. فمشى
فإذا البعي هائج ف زاوية من البستان ..
البعي ..دعاه إليه .. فلما رأى النب
فجاء المل يشي بكل خضوع ..واضعا مشفره إل الرض ..
حت برك بي يدي النب عليه الصلة والسلم ..
:هاتوا خطامه ..أي رباطه ليبطه .. فقال
فأتوه به ..فربطه ..وخطمه ..
ث دفعه -بكل هدوء -إل صاحبه ..
إل الناس فقال : ث التفت
()16
إنه ليس شيء بي السماء والرض ..إل يعلم أن رسول ال ..إل عاصي الن والنس ..
..
* * * * * *
أم معبد ..
لا ضيقت قريش على الؤمني ف مكة ..جعلوا يهاجرون منها إل غيها ..
على الجرة .. ث عزم
وخرج ليلة هاجر من مكة إل الدينة هو وأبو بكر ..
معهما عامر ابن فهية مول أب بكر ..
ودليلهم على الطريق عبد ال بن أريقط الليثي ..
( ) رواه أحد والدارمي ،وقال اليثمي :رجاله ثقات وف بعضهم ضعف 16
48
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
49
كانت قريش قد جعلت الوائز لن يقبض عليهم ..وصار الناس يطلبونم ..ويلتمسونم ف كل
مكان ..
ف أثناء الطريق ..فنيت أزوادهم ..
فمروا بيمتي لمرأة من العراب اسها أم معبد الزاعية ..
وكانت أم معبد امرأة جريئة ..تلس خارج خيمتها ..عند الباب ..وربا أسقت من ير با ماء
..أو أطعمته شيئا إن كان عندها ..
..ومن معه ..سألوها : فلما رآها النب
هل عندها لم ..أو لب ..يشترونه منها ..
فلم يكن عندها شيئ من ذلك ..
فاعتذرت وقالت :لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى ..
ل -مرملون ..مسنتون ..أرضهم مدبة ..وأنعامهم
حولا ..فإذا القوم – فع ً فنظر النب
هزيلة ..
وأصحابه قد اشتد عليهم الوع .. كان
ف طرف بيتها شاة هزيلة .. فلمح
فقال :ما هذه الشاة يا أم معبد ؟!
فقالت :شاة خلفها الهد عن الغنم ..
قال :فهل با من لب ؟
قالت :هي أجهد من ذلك ..
قال :تأذني ل أن أحلبها ؟
قالت :إن كان با حلب ..فاحلبها ..
بالشاة فمسحها ..وذكر اسم ال ..ومسح ضرعها ..وذكر اسم ال .. فدعا رسول ال
ودعا بإناء كبي ..
وفجأة فإذا بالشاة ..يكب ضرعها ..ويتل حليبا ..وتباعد رجليها عن بعضهما استعدادا
للحلب ..
ف الناء حت مله .. فحلب
وسقى أم معبد ..وسقى أصحابه ..فشربوا ..حت شبعوا ..
49
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
50
.. ث شرب هو
ث حلب ف الناء ثانيا حت مله ..
وتركه عند أم معبد ..وخرج مع أصحابه ..
فما لبثت أم معبد أن جاء زوجها أبو معبد يسوق غنما هزالً عجافا ..ل طعام ول مرعى ..
فلما رأى اللب ..تعجب !! ..وقال :
من أين هذا اللب ..يا أم معبد ؟ ول حلوبة ف البيت ! والشاة عازب !
فقالت :ل ..وال إنه مر بنا رجل مبارك ..وحدث معه ..كذا وكذا ..
فعجب أبو معبد ..وقال :صفيه ل ..فوال إن لراه صاحب قريش الذي تطلب ..
فقالت أم معبد :رأيت رجلً :
ظاهر الوضاءة ..
حسن اللق ..
مليح الوجه ..
ل تعبه ثجلة ..
ول تزر به صعلة ..
قسيم ..وسيم ..
ف عينيه دعج ..
وف أشفاره وطف ..
وف صوته صحل ..
أكحل ..
أزج ..أقرن ..
ف عنقه سطع ..
وف ليته كثاثة ..
إذا صمت فعليه الوقار ..
وإذا تكلم سا ..وعله البهاء ..
حلو النطق ..
فصل ..ل نزر ..ول هذر ..
50
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
51
كأن منطقه خرزات نظم ينحدرن ..
أبى الناس ..وأجله من بعيد ..
وأحسنه من قريب ..
ربعة ل تنساه عي من طول ..
ول تقتحمه عي من قصر ..
غصن بي غصني ..
فهو أنضر الثلثة منظرا ..
وأحسنهم قدا ..
له رفقاء يفون به ..
إن قال استمعوا لقوله ..وإن أمر تبادروا لمره ..
مفود مشود ..ل عابس ..ول معتد ..
ومضت أم معبد تصف أعظم رجل عرفته الدنيا ..فماذا عساها تذكر أو تترك !!
فقال أبو معبد :هذا وال صاحب قريش الذي تطلب ..ولو صادفته للتمست أن أصحبه ..
ل ..
ولجهدن إن وجدت إل ذلك سبي ً
جزى ال رب الناس خي جزائه *** رفيقي حل خيمت أم معبد
ها نزل بالب وارتل به *** فافلح من أمسى رفيق ممد
سلوا أختكم عن شاتا وإنائها * فانكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت * له بصريح ضرة الشاة مزبد
* * * * * *
جل يشتكي للنب
قال عَ ْب ِد اللّ ِه ْبنِ جَ ْع َفرٍ : t
ت َيوْمٍ ..
خَ ْل َفهُ على بعيه ذَا َ أَ ْر َدفَنِي َرسُولُ ال ّلهِ
َفدَ َخلَ حَائِط بستان ِل َر ُجلٍ ِمنَ النْصَارِ ..
َفإِذَا فيه جَ َم ٌل ..
َح ّن وَذَ َرفَتْ عَيْنَاهُ .. فَلَمّا َرأَى المل النّبِيّ
سكَتَ ..
ح ِذ ْفرَاهُ َف َ
فَ َمسَ َ َفأَتَاهُ النِّبيّ
51
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
52
حوله وجعل يسأل : فالتفت
ب َهذَا الْجَ َملِ؟
َمنْ َر ّ
ج َملُ؟
لِ َمنْ هَذَا الْ َ
فَجَا َء فَتًى ِم َن الَْأنْصَا ِر َفقَالَ :لِي يَا َرسُو َل اللّ ِه ..
ك تُجِي ُعهُ
ل تَّتقِي ال ّلهَ فِي هَ ِذ ِه الَْبهِي َمةِ الّتِي مَ ّل َككَ ال ّلهُ ِإيّاهَا ..فَِإّنهُ َشكَا ِإلَ ّي َأنّ َ
َ :أفَ َ َفقَالَ
()17
وَُت ْدئُِبهُ ..
* * * * * *
استجابة جل
ت ِمنَ النْصَارِ َل ُهمْ جَ َم ٌل َيسْنُونَ عَلَ ْي ِه ..أي يستخرجون عليه الاء من البئر ..
كَا َن َأهْ ُل بَيْ ٍ
صعِبَ عَلَ ْي ِهمْ َفمََن َعهُمْ َظ ْه َرهُ ..وهاج عليهم ..فلم يستطيعوا استعماله ..ول
وَإِ ّن الْجَ َم َل اسْتُ ْ
الركوب عليه ..فتعطلت منافعهم ..والناس فقراء ل يقدرون على شراء غيه ..
َفقَالُوا : فجاء أصحابه إِلَى َرسُولِ ال ّلهِ
صعِبَ عَلَيْنَا وَمََنعَنَا َظ ْه َرهُ ..
ِإنّهُ كَا َن لَنَا جَ َم ٌل ُنسْنِي عَلَ ْيهِ َ ..وِإنّ ُه اسْتُ ْ
خلُ ..
ع وَالنّ ْ
َوقَدْ عَطِشَ الزّرْ ُ
صحَاِبهِ :
ل ْ َفقَالَ َرسُولُ ال ّلهِ
قُومُوا ..
َفقَامُوا يشون معه ..
فَمضى حت دَ َخلَ البستان ..
فإذا المل فِي نَاحَِيةٍ منه ..
ح َوهُ ..
نَ ْ فَ َمشَى النِّبيّ
َ ..فقَالَوا : فخاف النصار أن يؤذي المل رسول ال
ب اْلكَلِبِ ..أي مثل الكلب الائج الثائر ..وَِإنّا نَخَافُ عَلَ ْيكَ
يَا نَِبيّ ال ّل ِه إِّن ُه َقدْ صَارَ مِ ْث َل الْكَلْ ِ
ص ْولََتهُ ..
َ
:لَيْسَ عَ َليّ مِ ْن ُه َبأْسٌ ..ومضى يشي إليه .. َفقَالَ
52
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
53
حوَ النب عليه الصلة والسلم ..حَتّى خَرّ
َ ..أقَْبلَ يشي نَ ْ فَلَمّا نَ َظرَ الْجَ َم ُل ِإلَى َرسُو ِل ال ّلهِ
سَا ِجدًا بَ ْينَ َي َدْيهِ ..
بِنَاصِيَِت ِه ..أي بأعلى رأسه ..والمل بي يديه ذليل هادئ منساق بي يديه َفأَ َخذَ َرسُولُ ال ّلهِ
وربطه .. ..حَتّى َأدْخَ َلهُ فِي َعمَلِه ..وخطمه
فَعجب الصحابة وقَالَوا :
ج َد َلكَ ..
ح ُن َأ َحقّ أَ ْن َنسْ ُ
حنُ َن ْع ِقلُ ..فَنَ ْ
ج ُد َلكَ َ !!..ونَ ْ
يَا َرسُو َل ال ّلهِ َ ..ه ِذهِ َبهِي َم ٌة لَ َت ْع ِقلُ َتسْ ُ
شرٍ ..
جدَ لَِب َ
ش ٍر أَنْ َيسْ ُ
ح لَِب َ
َ :ل يَصْلُ ُ َفقَالَ
()18
ج َد ِل َزوْ ِجهَا ِمنْ عِ َظ ِم َحقّهِ عَلَ ْيهَا ..
جدَ لَِبشَ ٍر لمَ ْرتُ الْ َم ْرَأةَ أَنْ َتسْ ُ
وََلوْ صَلَحَ لَِبشَ ٍر أَ ْن َيسْ ُ
* * * * * *
ف جل جابر تأثيه
جابر بن عبد ال tالصحاب الليل ..قتل أبوه ف معركة أحد ..وخلف عنده سبع أخوات
ليس لن عائل غيه ..وخلف دينا كثيا ..على ظهر هذا الشاب الذي ل يزال ف أول شبابه ..
فكان جابر دائما ساهم الفكر ..منشغل البال بأمر دَينه وأخواته ..والغرماء يطالبونه صباحا
ومسا ًء ..
خرج جابر مع النب rف غزوة ذات الرقاع ..وكان لشدة فقره على جل كليل ضعيف ما
ل ..فسبقه الناس وصار هو ف آخر القافلة ..
يكاد يسي ..ول يد جابر ما يشتري به ج ً
ب به دبيبا ..والناس قد سبقوه ..
وكان النب rيسي ف آخر اليش ..فأدرك جابرا وجله يد ّ
فقال النب : rمالك يا جابر ؟
قال :يا رسول ال أبطأ ب جلي هذا ..
فقال النب : rأنه ..
فأناخه جابر وأناخ النب rناقته ..
ث قال :أعطن العصا من يدك أو اقطع ل عصا من شجرة ..فناوله جابر العصا ..
برَكَ المل على الرض كليلً ضعيفا ..
فأقبل eإل المل وضربه بالعصا شيئا يسيا ..
) ( 18قال أبو نعيم ف ما تضمنته هذه الادثة وأمثالا :إما أن يكون النب ^ أعطي علما بنطق هذه البهائم ..فذلك له آية كما كان لسليمان عليه
السلم آية بعلم منطق الطي ..أو أنه علم ذلك بالوحي ..وأيّ ذلك كان ففيه أُعجوبة وآية معجزة.
53
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
54
فنهض المل يري قد امتل نشاطا ..فتعلق به جابر وركب على ظهره ..
مشى جابر بانب النب .. eفرحا مستبشرا ..وقد صار جله نشيطا سابقا ..
التفت eإل جابر ..وأراد أن يتحدث معه ..
فما هي الحاديث الت اختارها النب eليثيها مع جابر ..
جابر كان شابا ف أول شبابه ..
هوم الشباب ف الغالب تدور حول الزواج ..وطلب الرزق ..
قال : eيا جابر ..هل تزوجت ..؟
قال جابر :نعم ..
قال :بكرا ..أم ثيبا ..
قال :بل ثيبا ..
فعجب النب eكيف أن شابا بكرا ف أول زواج له ..يتزوج ثيبا ..
فقال ملطفا لابر :هل بكرا تلعبها وتلعبك ..
فقال جابر :يا رسول ال ..إن أب قتل ف أحد ..وترك تسع أخوات ليس لن راعٍ غيي ..
فكرهت أن أتزوج فتاة مثلهن فتكثر بينهن اللفات ..فتزوجت امرأة أكب منهن لتكون مثل
أمهن ..
هذا معن كلم جابر ..
رأى النب eأن أمامه شاب ضحى بتعته الاصة لجل أخواته ..
فأراد eأن يازحه بكلمات تصلح للشباب ..فقال له :
لعلنا إذا أقبلنا إل الدينة أن ننل ف صرار ( .. )19فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق ..
يعن وإن كنت تزوجت ثيبا إل أنا ل تزال عروسا تفرح بك إذا قدمت وتبسط فراشها ..
وتصف عليه الوسائد ..
فتذكر جابر فقره وفقر أخواته ..فقال :نارق !! وال يا رسول ال ما عندنا نارق ..
فقال : eإنه ستكون لكم نارق إن شاء ال ..
ث مشيا ..فأراد eأن يهب لابر مالً ..
فالفت إليه وقال :يا جابر ..
54
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
55
قال :لبيك يا رسول ال ..
فقال :أتبيعن جلك ؟
تفكر جابر فإذا جله هو رأس ماله ..هكذا كان وهو كليل ضعيف ..فكيف وقد صار قويا
جلدا !!
لكنه رأى أنه ل مال لرد طلب رسول ال .. e
قال جابر :سُمْه يا رسول ال ..بكم ؟
فقال : eبدرهم !!
قال جابر :درهم !! تغبنن يا رسول ال ..
فقال : eبدرهي ..
قال :ل ..تغبنن يا رسول ال ..
فما زال يتزايدان حت بلغا به أربعي درها ..أوقية من ذهب ..
فقال جابر :نعم ..ولكن أشترط عليك أن أبقى عليه إل الدينة ..
قال : rنعم ..
فلما وصلوا إل الدينة ..مضى جابر إل منله وأنزل متاعه من على المل ومضى ليصلي مع
النب rوربط المل عند السجد ..
فما خرج النب rقال جابر :يا رسول ال هذا جلك ..
فقال : rيا بلل ..أعط جابرا أربعي درها وزده ..
فناول بلل جابرا أربعي درها وزاده ..
فحمل جابر الال ومضى به يقلبه بي يديه ..متفكرا ف حاله !! ماذا يفعل بذا الال ؟! أيشتري
ل ..أم يبتاع به متاعا لبيته ..أم ..
به ج ً
وفجأة التفت رسول ال eإل بلل وقال :يا بلل ..خذ الال وأعطه جابرا ..
جبذ بلل المل ومضى به إل جابر ..فلما وصل به إليه ..تعجب جابر ..هل ألغيت
الصفقة ؟!
قال بلل :خذ المل يا جابر ..
قال جابر :ما الب !!..
قال بلل :قد أمرن رسول ال eأن أعطيك المل ..والال ..
55
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
56
فرجع جابر إل رسول ال eوسأله عن الب ..أما تريد المل !!
فقال : eأتران ماكستك لخذ جلك ..
يعن أنا ل أكن أطالبك بفض السعر لجل أن آخذ المل وإنا لجل أن أقدر كم أعطيك من
الال معونة لك على أمورك ..
* * * * * *
وأخيا :
هذا التحكم ف اليوان هو بإذن ال تعال ..ومكوم بإرادة ال ومشيئته ..
وإل فقد يريد النب من اليوان شيئا ول يكون ..
كما حدث لا أقبل راكبا ناقته القصواء معتمرا ..قبل فتح مكة ..
وفجأة بركت به ناقته ..فأرادها على الشي ..فأبت عليه ..
فقال الناس :خلت القصواء ..أي عصت ..
فقال عليه الصلة والسلم :ما خلت القصواء ..وما هو لا بلق ..ولكن حبسها حابس الفيل
عن مكة ..
يعن أصحاب الفيل ..أبرهة وأصحابه ..
ث قال :ل تدعون قريش اليوم إل خطة يسألون فيها صلة الرحم إل أعطيتهم إياها ..
ث حصل بينه وبي قريش صلح الديبية الشهور ..ورجع عليه الصلة والسلم إل الدينة ..
()20
56
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
57
أما النوع الرابع :تأثيه ف المراض وشفائها
مسحة مباركة
كان أبو رافع سلم بن أب القيق ..زعيما من زعماء اليهود ..
.. وكان كثي الذى لرسول ال
.. وكان يرّض مشركي مكة على قتال النب
وكان ف حصن له بعيد عن الدينة بالقرب من خيب ..س
إل أب رافع اليهودي رجالً من النصار .. فبعث رسول ال
وهم من الزرج ..
فأمرّ عليهم عبد ال بن عَتِيكْ ..
ويُعي عليه .. وكان أبو رافع اليهودي يؤذي رسول ال
.. وكان من أعان قبيلة غطفان ..وأعان أيضا مشركي العرب بالال الكثي على رسول
ويقول لم :أنا أتكفل بذا كله لكم ..
ويذهب إل مشركي مكة ويقول لم :
تعالوا إل ممد ..إنكم أول بأس وقوة ..
ث تتركون هذا الرجل ..
وكان هذا اليهودي له اليد الطول ف جع الحزاب ف غزوة الندق ..
فهو الذي جع كل الشركي ..
.. وجاء بم صوب النب
يتمن هزيتهم والقضاء على السلمي ..
.. وهو الذي أغرى يهود بن قريظة بأن يونوا الواثيق والعهود مع النب
هذا هو أبو رافع وهذه بعض إنازاته ..
عندها ُشكّلت فرقة بقيادة عبد ال بن عتيك ..
ومعه عبد ال بن عتبة ..
وعبد ال بن أُنيس ..
وانطلقوا من الدينة قبل غروب الشمس ..
وكان أبو رافع ف حصن له بأرض الجاز بالقرب من خيب ..
57
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
58
فلما دنوا منه وقد غربت الشمس ..
كان الصن الذي يسكنه أبو رافع ..منيعا ..
له باب يفتح ف الصباح فيخرج الزارعون ورعاة الغنم ..
ث يقفل ..ويفتح عند غروب الشمس ليدخلوا ..
فقال عبد ال بن عتيك لصحابه : tاجلسوا مكانكم ..فإن منطلق ومتلطّف للبواب ..لعلّي
أن أدخل ..
فأقبل عبد ال حت دنا من الباب ..فإذا البواب دقيق حريص ..ل يدخل أحد إل نظر إليه
وعرف من هو ..
جعل عبد ال بن عتيك يرقب الباب ليدخل ..
فأقبل الناس عند غروب الشمس ..بواشيهم ودوابم وأدخلوها إل الصن وعادوا من الرعي
..
وههنا فقد بعض اليهود من أهل الصن حارا لم ..
فخرجوا بشعلة نار يبحثون عنه ..
وهذا بعد غروب الشمس ..جعلوا يطلبون ذلك المار ..
وكان عبد ال قريبا من الصن ..قال :فخشي أن يُُعرف ..
فغطى رأسه كأنه يقضي حاجة ..
ووجد اليهود حارهم فعادوا إل حصنهم ..ث نادى البواب :
من أراد أن يدخل فليدخل ..
ث هتف البواب بعبد ال يسبه منهم :إن كنت تريد أن تدخل فادخل ..فإن أريد أن أغلق
الباب ..
فقام عبد ال ..ودخل حصن اليهود ..
ث نظر ف الداخل ..يريد مكانا آمنا له يتبئ فيه ..
فوجد مربط حارٍ عند باب الصن ..فاختبأ فيه ..
ولا دخل الناس لظ عبد ال ..أين سيضع البواب الفاتيح الت للحصن ..فخبأ البواب مفاتيحه
..
فلبث ف مبئه قليلً ..حت هدأ الناس ..وأطفئوا السرج ..
58
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
59
فقام فأخذ الفاتيح ..وفتح أبواب الصن من الداخل ..وتركها مفتوحة شيئا يسيا ..
وكانت ليلة مقمرة ..
ث مرّ على أبواب بيوت الناس من الارج الت داخل الصن ..وجعل يغلقها عليهم من الارج
..
حت وصل إل بيت أب رافع ..وكانت بيته ف مكان مرتفع ل يوصل إليه إل بسلم ودرج ..
فسمع عبد ال صوت أب رافع ..وكان يسمر مع عدد من أصحابه ..يططون ويكرون ..
فجلس عبد ال ف مكان ل يرونه ينتظر ..
فتحدث أصحابه معه حت انقضى أكثر الليل ..ث خرجوا فرجعوا إل بيوتم ..
فلما رأى عبد ال ذلك صعدت إليه ..وجعل يفتح البواب ماضيا إل غرفة أب رافع بذر ..
وصار كلما فتح بابا أغلقه من الداخل ..
حت لو علم به الراس يتأخر وصولم إليه ..
صعد عبد ال السلم ..
فلما جاء عند باب دار أب رافع ..فتح الباب ..
فدخل فوجد الغرفة مظلمة ..وقد طفئ السراج ..
وكان عبد ال بن عتيك ضعيف البصر ..كما ذكر الؤرخون ..
فلم يدر أين الرجل ؟! بصر ضعيف ..وظلمة شديدة !!
فنادى قائلً :أبا رافع ..
فتنبه أبو رافع للصوت ..وقال :من هذا؟
فانطلق عبد ال نو الصوت ..
وضرب أبا رافع ضربة بالسيف ..
فدهش أبو رافع ..لكن السيف ال ل يصب الدف تاما ..
فلم يت ..
فصاح أبو رافع ..
وفشلت الحاولة ..
فخرج عبد ال مسرعا ..
فلما جاوز الباب ..سع صوت أب رافع يئن ..ل يت !!
59
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
60
فرجعت إليه مرة أخرى ..ودخل عليه كأنه أحد الراس ..
فإذا الغرفة مظلمة ..
فغيّر عبد ال صوته وقال :مالك يا أبا رافع ؟
فجعل أبو رافع يصيح مستغيثا :إن رجلً ف البيت ضربن بالسيف ..
فانطلق عبد ال إليه وأهوى عليه بالسيف ..بضربة أخرى أثخنته ..ولكنها ل تقتله أيضا ..
عندها صاح أبو رافع ..وخرج عبد ال مسرعا نو الباب ..
وبدأت الركة ف البيت ..والراس يستيقظون ..
وأبو رافع يئن ..فرجع إليه عبد ال ..
وتكلم مغيا صوته ..ما لك يا أبا رافع ..
فتوجه عبد ال إليه ..ووضع السيف ف بطنه ..ث اتكأ عليه ..
حت خرج من ظهره ..
قال عبد ال :فسمعت صوت عظام ظهره ..
فعرفت أن قتلته ..
توجه عبد ال نو الباب يبحث عنه ف الظلم ..وقد ثار الراس ..واضطرب الناس ..
وجد الباب ..فخرج مسرعا من وجعل يفتح البواب ..
بابا بابا ..
حت أتى السُلّم ..وجعل ينل مسرعا ..
فظن أن السلم انتهى ..فقفز ..فوقع على الرض ..فانكسرت ساقه ..
فحلّ عمامته ..فربط با ساقه ..ومضى يقفز على رجل واحدة ..نو باب الصن ..
خرج عبد ال من الصن وهو يعرج ..
وصل إل أصحابه وهم ينتظرون ..
.. وقال لم :انطلقوا ..فبشّروا رسول ال
أما أنا ..فإن ل أبرح مكان هذا ..حت أسع ناعيه ..
وكانوا ف الاهلية إذا مات فيهم الرجل الشريف ف قومه ..قام رجل ف الصبح على شرفة بيت
مرتفع ..ونادى ف الناس يبهم ..وينشد فيه الشعار ..
فأراد عبد ال أن يتأكد تاما أن الرجل مات ..
60
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
61
فمضى أصحاب عبد ال ..وتركوا عنده دابة ..
فلما كان الصبح ..صعد الناعي على السور ..
وعبد ال بن عتيك ينظر إليه من خارج الصن ..
فقال الناعي :أيها الناس ..أنعي إليكم أبا رافع تاجر أهل الجاز ..
ففرح عبد ال ..وانطلق وراء أصحابه ..
..صاح قائلً :النجاء ..النجاء ..فلما وصل إل النب فأدركهم قبل أن يأتوا رسول ال
..فقد قتل ال أبا رافع ..
كانت ساق عبد ال مكسورة ..يشي أعرج ..
فلما رأى النب عليه الصلة والسلم ساقه الكسورة ..قال له :
ابسط رجلك ..
عليها بيده ..والناس ينظرون .. فبسطها ..فمسح النب
تفارق رجل عبد ال ..حت قام ليس با بأس أبدا .. فما كادت يد رسول ال
()21
.. فهذا من آيات نبوته
* * * * * * * * * *
عي أب قتادة
ف معركة أحد ..
رُمي أبو قتادة tبسهم فأصاب عينه ..فسالت على خده ..وتعلقت بعروق وعصب ..
فهم الصحابة بقطعها ..
.. فقال لم :اعرضون على رسول ال
بيده ..وردها مكانا .. فلما وقف بي يدي النب عليه الصلة والسلم ..أخذها
()22
فكان الذي يراه ..ل يدري أيّ عينيه أصيبت ..
* * * * * *
t شفاء عين علي
مع أصحابه إل غزوة خيب .. خرج
61
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
62
وطالت ماصرتم لصون خيب ..ول يتيسر فتحها لم ..
لصحابه :لعطي الراية غدا رجلً يفتح ال على يديه ..يب ال ورسوله ..ويبه ال فقال
ورسوله ..
فبات الناس طوال ليلهم ..يتفكرون ..ويتحثون ..فيمن سينال هذا الشرف ..
وكان كلهم يرجوا أن يعطاها ..
..كلهم يتمن أن يعطى الراية .. فلما أصبح الناس غدوا على النب
:أين علي بن أب طالب ؟ فقال
قالوا :هو يا رسول ال يشتكي عينيه ..
وكان ف عين علي tرمد شديد ..حت غطى على بصره تاما فل يرى شيئا ..
فأرسل النب عليه الصلة والسلم إليه ..
.. فجاء علي tيقودونه بيده ..حت جلس بي يدي النب
عينيه ..فبصق فيهما ..ودعا له .. ففتح النب
فبأ من لظته ..حت كأن ل يكن به وجع ..
الراية .. فأعطاه
فقال علي :يا رسول ال ..أقاتلهم حت يكونوا مثلنا ؟
:انفذ على رِسلك ..حت تنل بساحتهم ..ث ادعهم إل السلم .. قال
وأخبهم با يب عليهم من حق ال تعال فيه ..فوال لن يهدي ال بك رجلً واحدا ..خي
()23
لك من أن يكون لك حر النعم ..
* * * * * *
62
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
63
النوع الامس :تأثيه ف الشجار :
يفهم الذع ..ويواسيه !!
كان الناس ف القدي ..يعتمدون ف بناء بيوتم ..على جذوع النخل ..والطي والجارة ..
عبارة عن سواري وأعمدة من جذوع النخل ..فوقها عريش من عسيب وكان مسجد النب
النخل ..
يقوم يوم المعة يطب الناس قائما .. فكان النب
فإذا تعب أسند ظهره إل جذع نلة منصوب ف السجد ..
فقالت امرأة من النصار :
يا رسول ال ..إن ل غلما نارا ..أل آمره فيصنع لك منبا ؟
:إن شئت .. قال
فأمرت الرأة غلمها ..فصنع منبا ..
وجاء به ووضعه ف السجد ..
فلما كان يوم المعة ..
إل النب ..فصعده ..ث سلم على الناس ..وقعد .. أقل النب
وشرع بلل ف الذان ..
ف هذه الثناء ..
سع الصحابة صوت بكاء ..وأني ..
ث سعوا صوت خوار كخوار الثور ..
فإذا الصوت من جذع النخلة يبكي ..
وجعلت النخلة تصيح ..حت كادت أن تنشق ..
وارتج السجد ..
.. من على منبه ..وتوجه نو جذع النخلة ..فضمه إليه فنل النب
فجعلت النخلة تئن ..وتئن ..كأني الصب الذي يسكت حت استقرت ..
إل أصحابه ..وقال : فالتفت
( بكى ..لا فقد من الذكر ..
63
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
64
()24
أما و الذي نفس ممد بيده ..لو ل ألتزمه لا زال هكذا إل يوم القيامة ) ..
* * * * * * * * * *
النخلة تنقاد له ..بإذن ال ..
: قال جابر
يقضي حاجته ..فاتبعته حت نزلنا واديا أفيح ..فذهب رسول ال سرنا مع رسول ال
بإداوة من ماء ..
فلم ير شيئا يستتر به ..فإذا شجرتان بشاطىء الوادي ..فانطلق رسول ال فنظر رسول ال
إل إحداها ..فأخذ بغصني من أغصانا ..فقال :
انقادي عليّ بإذن ال ..فانقادت معه كالبعي الخشوش ..الذي يصانع قائده ..
حت أتى الشجرة الخرى ..فأخذ بغصن من أغصانا ..فقال :
انقادي عليّ بإذن ال ..فانقادت معه كذلك ..
حت إذا كان بالنصف فيما بينهما ..لم بينهما ..حت جع بينهما ..
فقال :التئما عل ّي بإذن ال تعال ..فالتأمتا عليه ..
بقرب فيتباعد .. قال جابر :فخرجت أحضر ..مافة أن يس رسول ال
ل وإذا الشجرتان قد
مقب ً فجلست أحدث نفسي ..فحانت من لفتة ..فإذا برسول ال
()25
افترقتا ..فقامت كل واحدة منهما على ساق ..
* * * * * * * * * *
النخلة تشي إليه
مع أصحابه ف سفر . كان رسول ال
وأصحابه .. فرأى أعرابيا ف طريقهم ..فَلَمّا َدنَا العراب مِن النب
..وكان عليه الصلة والسلم حريصا على دعوة الناس ف كل زمان ومكان .. رآه النب
للعراب َ :أيْ َن ُترِيدُ ؟ فقَالَ َرسُولُ ال ّلهِ
قَالَ :إِلَى أَهْلِي ..
قَا َل َ :هلْ َلكَ فِي خَ ْيرٍ؟
64
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
65
قَا َل :وَمَا هُوَ ؟
ح ّمدًا عَ ْب ُدهُ وَ َرسُوُلهُ ..
قَا َل َ :تشْ َه ُد أَ ْن لَ ِإَلهَ ِإلّ ال ّل ُه وَ ْح َدهُ َل َشرِيكَ لَ ُه َ ..وأَنّ مُ َ
ش َهدُ عَلَى مَا َتقُولُ ؟
قَالَ العراب َ :و َمنْ َي ْ
إل نلة ف طرف الوادي ..وقَا َل َ :ه ِذهِ السّلَ َمةُ! أي النخلة .. فالتفت
إل النخلة َ ..ودَعَاهَا .. ث نظر النب
ت بَ ْينَ َي َديْهِ ..
ض َخدّا وتشق التراب ..حَتّى قَامَ ْ
خ ّد الرْ َ
ت تَ ُ
َفأَقْبَلَ ْ
لثًا على أنه نب ..
شهَ َدهَا ثَ َ
فَاسَْت ْ
لثًا َأّنهُ كَمَا قَا َل ..
شهِ َدتْ النخلة ثَ َ
َف َ
ت ِإلَى مَنْبَِتهَا ..
ُثمّ َر َجعَ ْ
ينتظر القرار الخي من هذا العراب ..هل يدخل ف السلم ..أم ل .. وسكت النب
: فإذا بالعراب يعرف الق ..ويتحمس ..فيلتفت راجعا ِإلَى َق ْو ِمهِ ..وَهو يقول لرسول ال
()26
ك ..
ت َمعَ َ
ت َفكُنْ ُ
ك ِبهِ ْم ..وَِإلّ َرجَعْ ُ
إِنِ اتَّبعُونِي أَتَيُْت َ
* * * * * *
انقياد شجرتي له
.. ف قصة جابر الطويلة ف حكاية حج النب
قال :
ح ..
..حَتّى َنزَلْنَا وَا ِديًا َأفْيَ َ سِ ْرنَا مَعَ َرسُولِ ال ّلهِ
َيقْضِي حَاجََت ُه ..فَاتَّبعُْتهُ ِبِإدَا َو ٍة ِمنْ مَاءٍ .. َفذَهَبَ َرسُو ُل اللّهِ
فَ َلمْ َي َر شَيْئًا َيسْتَِت ُر ِبهِ .. فَنَ َظرَ َرسُولُ ال ّلهِ
صنٍ ِم ْن أَغْصَانِهَا
ِإلَى ِإ ْحدَاهُمَا َ ..فَأخَ َذ ِبغُ ْ جرَتَا ِن ِبشَاطِ ِئ الْوَادِي ..فَانْطَ َلقَ َرسُولُ ال ّلهِ
َفإِذَا شَ َ
..
َفقَالَ :اْنقَادِي عَ َل ّي ِبإِذْ ِن ال ّلهِ ..
خشُوشِ ..اّلذِي يُصَانِ ُع قَائِ َدهُ ..
ي الْمَ ْ
فَاْنقَا َدتْ َم َعهُ كَالْبَعِ ِ
والبعي الخشوش هو الذي يعلون ف أنفه عودا ويربطونه ببل ..فإذا تانع عن الشي شدوا
65
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
66
البل فآله ..فانقاد شيئا فشيئا ..فهو يصانع قائده ..
صنٍ ِم ْن أَغْصَاِنهَا ..
ج َرةَ اْلأُ ْخرَى َ ..فَأ َخذَ ِبغُ ْ
الشجرة حَتّى َأتَى با إل الشّ َ قاد
َفقَالَ :اْنقَادِي عَ َل ّي ِبإِذْ ِن ال ّلهِ ..
فَاْنقَا َدتْ َم َعهُ َك َذلِكَ ..
بَيَْنهُمَا َ -يعْنِي جَ َمعَهُمَا – َ ..وقَالَ :الْتَئِمَا َع َليّ ف مِمّا بَيَْنهُمَا ..لمَ
حَتّى ِإذَا كَا َن بِالْمَنْصَ ِ
ِبإِذْ ِن ال ّلهِ ..
فَالَْتَأمَتَا ..
ِبقُ ْربِي فَيَبَْت ِعدَ .. حسّ َرسُولُ ال ّلهِ
ضرُ مَخَا َفةَ أَ ْن يُ ِ
ت ُأحْ ِ
خ َرجْ ُ
قَا َل جَاِبرٌ :فَ َ
ُمقْبِلً .. ت مِنّي َلفَْتةٌ َ ..فِإذَا َأنَا ِب َرسُولِ ال ّلهِ
ت ُأحَ ّدثُ نَ ْفسِي ..فَحَانَ ْ
فَجَ َلسْ ُ
()27
ج َرتَانِ َق ِد افَْترَقَتَا َ ..فقَامَتْ ُك ّل وَا ِح َدةٍ مِ ْنهُمَا عَلَى سَاقٍ .أي كما كانت ..
وَِإذَا الشّ َ
* * * * * * * * * *
66
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
67
النوع السادس :التأثي ف الاء والطعام :
تكثي الاء ف الديبية
: قال جابر
بي يديه ركوة ..فتوضأ .. عطش الناس يوم الديبية ..والنب
فجهش الناس نوه ..
قال :ما لكم ؟! قالوا :ليس عندنا ما نتوضأ ول نشرب ..إل ما بي يديك ..
فوضع يده ف الركوة ..فجعل الاء يثور بي أصابعه ..كأمثال العيون ..
فشربنا ..وتوضأنا ..
()28
وكنا خس عشرة مائة ..ولو كنا مائة ألف لكفانا ..
* * * * * *
ماء الزادتي
مع أصحابه ..ف يوم شديد الر .. سافر رسول ال
فأطالوا السي ..ول يكن ف طريقهم ماء ول بئر ..
.. ش إل رسول ال
س الْعَطَ ِ
فَاشَْتكَى النّا ُ
ل ..
فكان ل بد أن يد لم ح ً
ل من أصحابه َودَعَا عَلِيّا َ ..فقَا َل :اذْهَبَا فَابَْتغِيَا الْمَاءَ ..
َفدَعَا رج ً فََنزَلَ
ذهب علي tوصاحبه يبحثان عن الاء ..
فبينما ها كذلك ..إذ َلَقّيَا امْ َرَأةً بَ ْي َن َمزَا َدتَ ْينِ َ ..أ ْو سَطِيحَتَ ْينِ – قربتي -مِ ْن مَاءٍ عَلَى َبعِيٍ لَهَا
َ ..فقَالَا َلهَا َ :أْينَ الْمَاءُ ؟
س َه ِذهِ السّا َعةَ َ ..ونَ َف ُرنَا خُلُوف ..
قَالَتْ َ :ع ْهدِي بِالْمَا ِء َأمْ ِ
يعن الاء بعيد بينكم وبينه مسية يوم وليلة ..
قَا َل َلهَا :انْطَ ِلقِي ِإذًا ..
ت ِ :إلَى َأْينَ ؟
قَالَ ْ
.. قَالَا :إِلَى َرسُولِ ال ّلهِ
ت :اّلذِي ُيقَا ُل َلهُ الصّاِبئُ ؟
قَالَ ِ
67
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
68
بذا السم ..الصابئ أي :الغي دينه .. وكان الشركون يعيون النب
ي ..فَانْطَ ِلقِي ..
فلم يطل الصحابيان معها الكلم ..بل قال ُ :هوَ اّلذِي َتعْنِ َ
مضت الرأة معهم على بعيها ..
.. فَجَاءَا ِبهَا ِإلَى النّبِيّ
فسألا عن الاء ..فذكرت أنه بعيد ..
وذكرت له أنا ضعيفة وأم أيتام ..
فتناول النب عليه الصلة والسلم قربت الاء ..
ومسح عليهما بيديه ..
غ فِيهِ ِم ْن َأفْوَاهِ الْ َمزَادَتَ ْي ِن ..
ث َدَعَا ِبإِنَا ٍء َف َفرّ َ
ي فِي النّاسِ :ا ْسقُوا وَاسْتَقُوا ..
ث َنُودِ َ
فجعل الناس يأتون بآنيتهم ..
فمنهم من يشرب ..ومنهم من يل قربته ..ومنهم من يصب ف إنائه ..
َفسَقَى مَ ْن شَا َء وَاسَْتقَى َمنْ شَا َء ..
وَالرأة قَائِ َمةٌ تَنْ ُظ ُر ِإلَى مَا ُي ْف َعلُ بِمَاِئهَا ..
حت روي الصحابة وعبئوا آنيتهم ..
وإن قربتيها ل يتغي حجمها ..ول كثرة مائها ..
أن يسن إل الرأة ..مع أنه ل ينقص من مائها شيئا .. فأراد
َفقَالَ لصحابه :اجْ َمعُوا َلهَا ..
ج َو ٍة َودَقِيق كسر خبز ..
فَجَ َمعُوا َلهَا ِم ْن بَ ْينِ تر عَ ْ
يهَا ..
ب ..وَحَمَلُوهَا عَلَى َبعِ ِ
جعَلُوهَ فِي َثوْ ٍ
حَتّى جَ َمعُوا َلهَا َطعَامًا فَ َ
ب بَ ْينَ َي َدْيهَا ..
ضعُوا الّثوْ َ
وَوَ َ
ك شَيْئًا ..أي ما أنقصنا منه شيئا ..
َ :تعْلَ ِميَ ..مَا رَ ِزئْنَا ِمنْ مَائِ ِ ث قَا َل َلهَا
وََل ِكنّ ال ّلهَ ُه َو الّذِي أَ ْسقَانَا ..
مضت الرأة إل َأهْ َلهَا َ ..وقَ ِد تأخرت عليهم ..
سكِ يَا فُلَاَنةُ ؟
فقَالُوا :مَا حََب َ
ب َ ..لقِيَنِي َرجُلَ ِن َف َذهَبَا بِي ِإلَى َهذَا اّلذِي ُيقَا ُل َلهُ الصّاِبئُ ؟
ت :اْلعَجَ ُ
قَالَ ِ
68
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
69
َففَ َعلَ َكذَا وَ َكذَا ..
س ِمنْ بَ ْي ِن هَ ِذ ِه َوهَ ِذهِ ..وأشارت إل السماء والرض ..
حرُ النّا ِ
َفوَال ّلهِ ِإّنهُ لسْ َ
أَ ْو ِإّنهُ َل َرسُولُ ال ّلهِ َحقّا ..
()29
ث قيل إن الرأة أسلمت بعد ذلك ..وأسلم قومها ..
* * * * * *
ميضأة أب قتادة : t
مع أصحابه ف سفر .. سار النب
وقل معم الاء ..
..فقال :إنكم تسيون عشيتكم وليلتكم ..وتأتون الاء إن شاء ال غدا .. فخطبهم النب
فانطلق الناس ..وطال سيهم ..فاشتد بم العطش ..ول يدوا ما يتوضئون ..
بيضأة كانت مع أب قتادة ..وهي قربة ماء صغيه .. فدعا النب
فأتتاه أبو قتادة با ..وكان فيها شيء قليل من ماء ..
وضوءا يسيا .. فتوضأ منها
لب قتادة :احفظ علينا ميضأتك ..فسيكون لا نبأ !! وبقي فيها شيء من ماء ..ث قال
ث مضوا ف سيهم ..
فطلع النهار ..وحي كل شيء ..والناس يقولون :
يا رسول ال ..هلكنا ..عطشنا ..
:ل هُلك عليكم .. فقال
ث قال :أطلقوا ل ُغمَري ..أي أحضروا إناء وضوئي ..
بيضأة أب قتادة .. ث دعا
فأحضرها أبو قتادة ..قربة ضغية بي يديه ..فيها بقية ماء يسي ..
..وحل سقاءها ..وقلبها وأخذ يصب منها .. فأخذها
فلما رأى الناس الاء ..تكابّوا عليه ..وازدحوا ..
:أحسنوا الَلَ ..كلكم سيوى .. فقال
يصب ف الناء ..ويسقيهم أبو قتادة .. ث جعل رسول ال
69
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
70
حت رووا وملئوا آنيتهم ..
.. فما بقي غي أب قتادة ..وغي رسول ال
ث صب رسول ال ماء ..فقال لب قتادة :اشرب ..
قال :ل أشرب حت تشرب ..يا رسول ال ..
:إن ساقي القوم آخرهم شربا .. فقال
.. قال أبو قتادة :فشربت ..وشرب رسول ال
وشرب الناس كلهم ..وكانوا ثلثائة ..
()30
..ومعجزاته الظاهرة .. وهذا من بركته
* * * * * *
وف غزوة تبوك :
غزوة تبوك ..مليئة بالعجائب ..
أصاب السلمي فيها جوع وعطش ومشقة ..
فهو طريق طويل ..وعددهم كبي ..
فجمع النب الظهر والعصر جيعا ..
ث جع الغرب والعشاء جيعا ..
فقال لصحابه :إنكم ستأتون غدا إن شاء ال عي تبوك ..وإنكم لن تأتونا حت يضحى
ضحى النهار ..فمن جاءها فل يس من مائها شيئا ..حت آت ..
ومضى اليش يسي ..
فلما وصلها النب ..فإذا قد سبق إل عي الاء رجلن ..والعي قليلة الاء جدا ..ونبع الاء
منها شحيح ..
فلما رأى النب عليه الصلة والسلم الرجلي سألما :
هل مسستما من مائها شيئا ؟
قال :نعم ..
فغضب النب عليهما ..كيف يسان الاء وقد منع من ذلك ..وأعلن ف الناس النهي عنه ..
فسبهما ..وقال لما ما شاء ال أن يقول ..
70
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
71
والصحابة عطشى ..
ث أمر النب بعض الصحابة ..فغرفوا من العي ماء قليلً ..ث قليلً ..
وجعلوه ف إناء صغي ..
ث غسل رسول ال فيه وجهه ويديه ..
ث صب هذا الاء ف العي ..
فما كاد هذا الاء البارك منه يس ماء العي حت جرت العي باء كثي ..
فاستقى الناس ..وشربوا ..ورووا ..وتوضئوا ..
ث التفت إل معاذ فقال :يا معاذ ..يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا
()31
..أي مزارع وبساتي ..
* * * * * * * * * *
تكثيه الطعام
قال جابر : t
..فقالوا : إنا يوم الندق نفر ..فعرضت كدية شديدة ..فجاؤا إل رسول ال
هذه كدية عرضت ..فقال :أنا نازل ..فقام وبطنه معصوب بجر ..ولبثنا ثلثا ل نذوق ذواقا
..
العول فضرب ..فعاد كثيبا أهيل .. فأخذ النب
فقلت :يا رسول ال ..ائذن ل إل البيت ..
شيئا ما ف ذلك صب .. فقلت لمرأت :رأيت من رسول ال
قالت :عندي شعي ..وعناق ..
فذبتُ العناق ..وطحنتِ الشعي ..حت جعلنا اللحم ف البمة ..
ومن معه .. ..فقالت :ل تفضحن برسول ال ث وليتُ إل رسول ال
قال :فجئت فساررته ..فقلت :يا رسول ال ..طعيم ل ..فقم أنت يا رسول ال ورجل أو
رجلن ..
قال :كم هو ؟
71
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
72
وقال :يا أهل الندق ..إن جابرا قد فذكرت له ..قال :كثي طيب ..ث صاح رسول ال
صنع لكم سؤرا ..فحي هل بكم ..
ث قال :قل لا :ل تنع البمة ..ول البز من التنور ..حت آت ..
فقام الهاجرون والنصار ..
فلما دخل على امرأته قال :
بالهاجرين والنصار ..ومن معهم .. ويك !! جاء النب
فقالت :بك ..وبك ..
قال :قد فعلت الذي قلت ل ..
فأخرجت له عجينا فبصق فيه ..وبارك ..
ث عمد إل برمتنا فبصق فيها ..وبارك ..
ث قال :ادع خابزة فلتخبز معي ..واقدحي من برمتكم ..ول تنلوها ..
وهم ألف ..فأقسم بال ..لكلوا حت تركوه وانرفوا ..وإن برمتنا لتغط كما هي ..وإن
()32
عجيننا ليخبز كما هو ..
* * * * * * * * * *
تكثيه اللب
قال أبو هريرة : t
وال الذي ل إله إل هو إن كنت لعتمد على الرض من الوع ..وإن كنت لشد الجر على
بطن من الوع ..
ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يرجون منه ..فمر أبو بكر ..فسألته عن آية من كتاب
ال ..ما سألته إل ليستتبعن ..فلم يفعل ..
ث مرّ عمر ..فسألته عن آية من كتاب ال ..ما سألته إل ليستتبعن ..فمر فلم يفعل ..
..فتبسم حي رآن ..وعرف ما ف وجهي وما ف نفسي .. ث مرّ ب أبو القاسم
حقْ ..
ث قال :أبا هر ..قلت :لبيك يا رسول ال ..قال ِ :الْ َ
ومضى ..فاتبعته ..فدخل ..فاستأذن ..فأذن ل ..فدخلت ..
فوجد لبنا ف قدح ..فقال :من أين هذا اللب ؟
72
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
73
قالوا :أهداه لك فلن ..أو فلنة ..
قال :أبا هر ..قلت :لبيك يا رسول ال ..
حقْ أهل الصفة ..فادعهم ل ..
قال ِ :الْ َ
قال :وأهل الصفة أضياف السلم ..ل يأوون إل أهل ول إل مال ..إذا أتته صدقة بعث با
إليهم ول يتناول منها شيئا ..وإذا أتته هدية أرسل إليهم ..وأصاب منها وأشركهم فيها ..
فساءن ذلك ..
وقلت :وما هذا اللب ف أهل الصفة !! كنت أحق أن أصيب من هذا اللب شربة أتقوى با ..
فإذا جاءوا ..أمرن ..فكنت أنا أعطيهم ..وما عسى أن يبلغن من هذا اللب ..
ول يكن من طاعة ال ..وطاعة رسوله بدٌ ..فأتيتهم ..فدعوتم ..
فأقبلوا ..فأذن لم ..وأخذوا مالسهم من البيت ..فقال :يا أبا هر ..
قلت :لبيك يا رسول ال ..قال :خذ ..فأعطهم ..
فأخذت القدح ..فجعلت أعطيه الرجلَ فيشرب حت يروى ..ث يرد عل ّي القدح ..فأعطيه
الخر ..فيشرب حت يروى ..ث يرد علي القدح ..فأعطيه الخر فيشرب حت يروى ..ث
يرد علي القدح ..
..وقد روي القوم كلهم ..فأخذ القدح فوضعه على يده ..فنظر إلّ حت انتهيت إل النب
فتبسم فقال :أبا هر ..قلت :لبيك يا رسول ال ..قال :
بقيت أنا وأنت ؟ قلت :صدقت يا رسول ال ..قال :اقعد فاشرب ..فقعدت فشربت ..فقال
:اشرب ..فشربت ..
فما زال يقول :اشرب ..حت قلت :ل ..والذي بعثك بالق ..ما أجد له مسلكا ..قال :
()33
فأرن ..فأعطيته القدح ..فحمد ال وسّى ..وشرب الفضلة ..
* * * * * *
عودة إل تبوك :
أصاب السلمي ف معركة تبوك ماعة شديدة ..
ففكر الصحابة ف نر البل وأكلها ..
فقالوا :يا رسول ال ..لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا ..فأكلنا فاستأذنوا من رسول ال
73
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
74
لمها ..وادّهنا بدهنها..
كانوا مهدين جائعي ..والر والعطش يزيد المر سوءا ..
وهم لن ينحروا جيع البل ..بل بعضها ليسدوا رمقهم ..
لم :افعلوا .. فقال
فتوجه الصحابة إل بعض البل ..لينحروها ..
رحيما بأصحابه ..لكنه يرص على الشورى ..ويستمع لميع الراء .. كان النب
فجاء عمر إل النب عليه الصلة والسلم فقال :يا رسول ال ! إن فعلت قلّ الظهر ..يعن إن
بدؤوا ف نر البل ..ل ند دواب لنكمل طريقنا ..
ولكن :ادعهم بفضل أزوادهم ..أي كل واحد يأت با تبقى عنده من تر أو كسر خبز ..
ث – يا رسول ال -ادع ال لم عليها بالبكة ..لعل ال أن يعل ف ذلك بركة ..
:نعم .. فقال
بنطع أي قطعة جلد ..فبسطه على الرض ..ث دعا بفضل أزوادهم .. ث دعا النب
فجعل الرجل ييء بكف ذرة ..وييء الخر بكف تر ..وييء الثالث بكسرة ..
حت اجتمع على النطع من ذلك شيء يسي ..
عليه بالبكة .. قال :فدعا رسول ال
ث قال :خذوا ف أوعيتكم ..
قال :فأخذوا ف أوعيتهم حت ما تركوا ف العسكر وعاء إل ملئوه طعاما ..
فأكلوا حت شبعوا ..
وفضلت فضلة على النطع ..
ي شاكّ
:أشهد أن ل إله إل ال ..وأن رسول ال ..ل يلقى ال بما عبدٌ غ ُ فقال رسول ال
()34
فيحجب عن النة ..
* * * * * *
حفنة من تر
.. كان الصحابة يفرون الندق مع النب
وكان قد أصابم من الوع والهد والتعب ..الشيء الكثي ..
74
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
75
وكان الناس ف فقر ظاهر ..
فجمعت عمرة بنت رواحة زوجة بشي بن سعد شيئا من تر ..وبعثت به ابنتها إل جهة الندق
..
وقالت :أي بنية ..اذهب إل أبيك وخالك عبد ال بن رواحة بغدائهما ..
فأخذت البنت التمر ..وانطلقت به ..
..وهي تبحث عن أبيها وخالا .. فمرت برسول ال
:تعال يا بنية ..ما هذا معك ؟ فقال
قالت :يا رسول ال ..هذا تر بعثتن به أمي إل أب بشي بن سعد ..وخال عبد ال بن رواحة
..يتغديان ..
:هاتيه .. فقال
..فملتما .. فصبته الصغية ف كف رسول ال
بثوب فبسط على الرض ..ث نثر التمر عليه ..فتبدد فوق الثوب .. ث أمر
لنسان عنده :اصرخ ف أهل الندق أن هلمّ إل الغداء .. ث قال
فاجتمع أهل الندق عليه ..فجعلوا يأكلون منه ..وجعل يزيد ..
()35
حت شبع الناس ..وتفرقوا عنه وإن التمر ليتساقط من أطراف الثوب ..
* * * * * * * * * *
75
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
76
أما النوع الثامن من معجزاته :تسخي الحجار له :
اسكن أحد!
جبل حدا .. صعد النب
ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ..
فرجف بم البل ..
:اسكن ..وضربه برجله ..فليس عليك إل نب وصديق وشهيدان .. فقال
فسكن البل ..
()36
..فهو النب ..وأبو بكر هو الصديق ..وعمر وعثمان ها الشهيدان .. وكان كما أخب
* * * * * * * * * *
الجر يسلم عليه
قال : أن النب عن جابر بن سرة
()37
إن لعرف حجرا بكة ..كان يسلم علي قبل أن أبعث ..إن لعرفه الن ..
* * * * * *
: تسبيح الصى ف كفه
عن علي tقال :
بكة ..فخرجنا ف بعض نواحيها .. كنت مع النب
فما استقبلنا جبلٌ ول شجرٌ إل قال :
()38
السلم عليك يا رسول ال !
* * * * * *
76
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
77
النوع العاشر :تأييد ال تعال لرسوله :
قتال اللئكة
: قال سعد بن أب وقاص
وعن يساره رجلي عليهما ثياب بيض ..يقاتلن عن رسول رأيت يوم أحد ..عن يي النب
أشد القتال .. ال
ما رأيتهما قبل ذلك اليوم ول بعده ..
()39
يعن جبائيل وميكائيل عليهما السلم ..
* * * * * * * * * *
يطبق الخشبي
ف يوم هادئ ..ولظة سكون ..
..فقالت : سألت عائشة tزوجها رسول ال
يا رسول ال ..هل أتى عليك يوم كأن أشد من يوم أحد ؟
كان يوم أحد يوما عصيبا ..جرت فيه معركة دامية بي السلمي والكفار ..
سالت فيه الدماء ..وتقطعت العضاء ..وزهقت الرواح ..
..أسد ال ورسوله ..منهم حزة عم رسول ال وقتل فيه سبعون من خيار أصحاب النب
..
ف رأسه ..ووجهه ..وتكسرت بعض أسنانه .. وجرح فيه النب
وسالت دماؤه الشريفة ..
فعلً ..كان تذكر معركة أحد يعن ذكريات مؤلة ..
تذكر ما هو أشد ألا ..وأعظم كربا ..من يوم أحد .. لكنه
وذلك لا ضيق عليه أهل مكة فخرج إل الطائف يستنصر بأهلها ..فكذبوه وطردوه ..وأغروا
به سفهاءهم ..فرموه بالجارة ..
سؤالا وهو يعتصر اللم من صفحات جهاده مع قريش ..وغيهم .. ..فقال : أجاب النب
لقد لقيت من قومك ..
وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ..
77
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
78
إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلل ..فلم يبن إل ما أردت ..
فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ..فلم استفق إل وأنا بقرن الثعالب ..
من شدة الم ..جعل يشي على قدميه الداميتي ..حافيا ..مهدا ..حت قطع أكثر من عشرين
كيلً ..ف مشقة شديدة ..
..آآآآه ..ماااا أصبه .. بأب هو وأمي رسول ال
على هذا الال ..إذ رفع بصره إل السماء .. فبينما هو
فإذا هو بسحابة قد أظلت فوقه ..فنظر ..
..فقال : فإذا فيها جبيل عليه السلم ..فنادى النب
إن ال قد سع قول قومك لك ..وما ردوا عليك ..وقد بعث إليك ملك البال ..لتأمره با
شئت فيهم ..
..يقول : وفجأة فإذا بلك البال عليه السلم ينادي النب
السلم عليك يا ممد ..إن ال قد سع قول قومك لك ..وما ردوا عليك ..وأنا ملك البال
..وقد بعثن إليك ربك لتأمرن بأمرك ما شئت ..
ما أعظمها من سلطة ..تأمرن با شئت ؟!
..ليشفيَ صدره من قريش ..أو من غيهم .. كانت فرصة ذهبية طرحت بي يدي النب
ال أكب ..يأمر ملك البال با يشاء ..
يفكر ..وقدماه تسيلن بالدماء ..وألفاظ قريش البذيئة تتردد ف أذنه :يا كذاب .. جعل
منون ..ساحر ..
..وبدأ يقترح عليه أنواعا من العذاب يكن إنزالا على قطع ملك البل السكون على النب
قريش ..
فقال ملك البال :
إن شئت أن أطبق عليهم الخشبي ..والخشبان ها جبلن ف جهت مكة ..لو أمرها ملك
البال لدكا أهل مكة ..فانتهى أبو جهل وأبو لب ..وأمية بن خلف ..
آآآه ما أعظمه من انتصار ..
يتغلب على حاجاته البشرية ..ويقول : فإذا بالنب
ل ..بل أستأن بم ..أي أنتظر وأصب ..وأجعل أمامهم فرصة للتوبة والصلح ..
78
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
79
:أرجو أن يرج ال من أصلبم ..من يعبد ال وحده ول يشرك به شيئا .. ث قال
فهذا من معجزاته أن سخر ال تعال له اللئكة ..
* * * * * *
كفيناك الستهزئي ..
..تكذيبا ..واستهزاءً .. كان جع من كفار قريش ..كثيا ما يتعرضون للنب
وكان أعظمهم أذى ..الوليد بن الغية ..والسود بن عبد يغوث ..
والسود بن الطلب ..والارث بن عيطل ..
والعاص بن وائل السهمي
..فشكاهم النب عليه الصلة والسلم إل جبيل .. فأتى جبيل يوما إل النب
ث مر بم الوليد ..فأشار جبيل إل أنله ..أصبعه ..وقال :كفيته ..
ث أراه السود بن الطلب ..فأومأ جبيل إل عنق السود ..وقال :كفيته ..
السود بن عبد يغوث ..فأومأ إل رأسه ..وقال :كفيته .. ث أراه
ث أراه الارث بن عيطل ..فأومأ إل بطنه ..وقال :كفيته ..
ومر به العاص بن وائل ..فأومأ إل أخصه ..أسفل قدمه ..وقال :كفيته ..
فما مضى وقت ..
حت نزلت العقوبات ..كما وصف جبيل عليه السلم ..
فأما الوليد ..فكان يشي ف طريق ..فمر برجل من قبيلة خزاعة قاعد يصلح سهاما ونبلً معه
..
فأصاب الرجل أصبع الوليد فقطعها ..ث ل تض أيام حت مات ..
وأما السود بن عبد يغوث ..فخرج ف رأسه قروح وجروح ..فمات منها ..
وأما السود ابن الطلب ..فعمي بصره ..
وكان سبب ذلك ..أنه نزل تت شجرة ..مع أولده ..
وفجأة جعل يقول :يا بن ..أل تدفعون عن ..قد قُتلت ..
فجعلوا يقولون :ما نرى شيئا ..
وجعل يقول :يا بن ..أل تنعون عن ..قد هلكت ! ها هو ذا الطعن بالشوك ف عين ..
فجعلوا يقولون :ما نرى شيئا ..
79
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
80
فلم يزل كذلك حت عميت عيناه ..ول يض وقت حت مات ..
وأما الارث بن عيطل ..فأخذه الاء الصفر ف بطنه ..فانتفخ بطنه وكب جدا ..
حت خرج غائطه من فمه ..فمات ..
وأما العاص بن وائل ..فبينما هو ف طريقه إل الطائف ..على حار ..
()40
فربض به المار على شجرة شوك ..فدخلت شوكة ف أخص قدمه فقتلته ..
وصدق ال ( إنا كفيناك الستهزئي ) ..
* * * * * * * *
إرسال الرياح والنود على الحزاب :
اجتمع آلف الكفار لغزو الدينة النبوية ف معركة الحزاب ..
وأصحابه ما ف وسعهم ..لصد العداء عنهم .. فعل النب
فإذا بال تعال يغار لوليائه ..وينصرهم ..
وقال ال ( َفأَ ْرسَلْنَا عَلَ ْي ِهمْ رِيًا َوجُنُودًا َلمْ َت َروْهَا ) ..
أرسل ال عليهم ريا أطفأت نيانم ..وكفأت قدورهم ..واقتلعت خيامهم ..وهدمت أبنيتهم
..وشردت خيولم ..وفرقت إبلهم ..
وأرسل ال جنودا من عنده ل تُرى بالبصار ..فزلزلتهم ..حت اضطروا للعودة من حيث جاءوا
..
وفكّ الصار عن الدينة النبوية ..
وأنزل ال تعال ذكر هذه الادثة متّنٍا على الؤمني ..
فقال تعال﴿ :يَاأَّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا اذْ ُكرُوا ِنعْ َمةَ ال ّلهِ عَلَ ْي ُكمْ ِإ ْذ جَا َءتْ ُكمْ جُنُودٌ َفأَ ْرسَلْنَا عَلَ ْي ِهمْ رِيًا
وَجُنُودًا َلمْ َت َروْهَا وَكَانَ ال ّلهُ بِمَا َتعْمَلُو َن بَصِيًا(( ﴾)9الحزاب.)9:
* * * * * *
تأييده بالطر
ف غزوة بدر ..
ظهرت ف غزوة بدر أحداث جسام ..وآيات باهرات ..وكرامات ظاهرات ..لند ال
الصادقي ..
40
( ) رواه رواه البيهقي بنحو من هذا السياق..
80
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
81
تأييدا لم ..وتثبيتا لقلوبم ..
فلقد كان السلمون ف تلك الغزوة ف قلة من العدد ..ونقص من العتاد والسلح ..
وأعداؤهم الشركون أكثر عددا ..وأوفر سلحا ..وأشد حنكة ودراية بالروب ..
فالكفار كانوا أكثر مارسة للحروب ..وتربة لا ..
وصل الشركون موقع بدر ..ف موضع صلب ..
ونزل السلمون ف موقع بدر على كثيب رمال تسوخ فيه القدام ..
فأنزل ال الطر على الرض الت فيها السلمون ..حت ثبتت عليه القدام ..وزالت عنهم
وسوسة الشيطان ..
فشربوا واغتسلوا وتطهروا ..
وكان نزول الطر رحة على الؤمني ..ونقمة على الشركي ..
فأصبحت أقدام العداء تنلق ..لنم كانوا ف أرض سبخة ..يضرها وجود الاء ..
والؤمنون ف أرض طيبة ..ل غبار فيها ..
س َأمَنَ ًة مِ ْنهُ َويَُن ّزلُ َعلَ ْيكُ ْم ِمنَ السّمَا ِء مَاءً
واشار ال تعال إل ذلك بقوله ِ ( :إذْ يُ َغشّيكُ ُم الّنعَا َ
ت ِبهِ ا َل ْقدَا َم ) [النفال:
لِيُ َط ّهرَكُ ْم ِبهِ َوُيذْهِبَ عَنكُمْ ِر ْجزَ الشّيْطَا ِن َولِيَ ْربِطَ َعلَى قُلُوبِ ُكمْ َويُثَبّ َ
.]11
* * * * * *
81
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
82
النوع الادي عشر :حفظ ال لنبيه من أعلم نبوته :
مع أب جهل
.. تكفل ال تعال بفظ نبيه
فاصدع با تؤمر وأعرض عن الشركي * إنا كفيناك الستهزئي * الذين يعلون مع قال تعال :
.. ال إلا آخر فسوف يعلمون
من أمثلة ذلك ..ما وقع لفرعون هذه المة ..أب جهل ..
كان أبو جهل متكبا متغطرسا ..
أقبل يوما إل أصحابه عند الكعبة ..وقال :هل يعفر ممد وجهه بي أظهركم ..
قالوا :نعم ..
فغضب وقال :واللت والعزى ..لئن رأيته يفعل ذلك ..لطأن على رقبته ..
تبا له ..ما أقبحه وأقبح أخلقه !!
يشي بكل سكينة ..فصف قدميه قريبا من الكعبة ..وكب فما هو إل قليل ..حت جاء النب
مصليا ..
..وصار يناجي ربه .. سجد النب
ل لشجاعة أب جهل ..بالنسبة لصحابه ..
كان هذا النظر امتحانا عاج ً
مضى أبو جعل يضرب الرض بقدميه بكل كب ..يظن أنه سيتمكن من أن يطأ على رقبة النب
!! الكري
..حت صرخ .. فما كاد أبو جهل يصل إل النب
وأخذ يرجع إل ورائه ..ويتقي بيديه أمامه ..وكأن حريقا أو أذى سيصيب وجهه ..
وصل إل أصحابه منتقع الوجه ..أصفر اللون ..
نظر إليه أصحابه ..فقالوا :مالك ؟
فقال وهو يلهث :إن بين وبينه لندقا من نار ..و َهوْلً وأجنحة ..
صلته ..قال :لو دنا من ..لختطفته اللئكة ..عضوا ..عضوا .. فلما قضى
82
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
83
أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى * أرأيت إن كان على الدى * أو أمر وأنزل ال تعال :
بالتقوى * أرأيت إن كذب وتول * أل يعلم بأن ال يرى * كل لئن ل ينته لنسفعا بالناصية *
()41
.. ناصية كاذبة خاطئة * فليدع ناديه * سندع الزبانية * كل ل تطعه واسجد واقترب
* * * * * * * * * *
قصة سراقة ..
من أحداث الجرة الباركة ..
أو صاحبه .. أن قريشا لا جعلت الوائز الكبار لن قبض على النب
تاقت نفوس الناس لذه الوائز ..
من تبعهم يبحث وينقب ..سراقة بن مالك ..
وأب بكر ..واقترب ..واقترب ..وهو يطوي الرض ل أن يصل إل النب
استطاع سراقة فع ً
راكبا فرسه ..
فقال أبو بكر :يا رسول ال ُأتِينا ..
:ل تزن إن ال معنا .. فقال
على سراقة .. ث دعا رسول ال
فدخلت قدما فرسه ف التراب ..حت غاصت فرسه ف الرض إل بطنها ..
حاول سراقة أن يتخلص ..فلم يستطع ..
فقال :إن قد علمت أنكما دعوتا علي ..فادعوا ل ..ولكما أن أرد عنكما فصاح بالنب
الطلب ..
فدعا النب عليه الصلة والسلم ال أن ينجيه ..فنجا ..
وصاحبه ..إل فرجع سراقة إل مكة ..وجعل ل يلقى أحدا من قريش متوجها جهة النب
قال :
قد كفيتم هاههنا ..ويدفع الناس ليبحثوا ف الهات الخرى ..
..وصدق ال ( وال يعصمك من الناس ) .. وأنى ال تعال نبيه
وكان سراقة بعدها ينشد ماطبا أبا جهل :
أبا حكم وال لو كنت شاهدا لمر جوادي إذ تسيخ قوائمه
83
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
84
نب وبرهان فمن ذا يقاومه عجبت ول تشكك بأن ممدا
أرى أمره يوما ستبدو معاله عليك بكف الناس عنه لنن
()42
لو ان جيع الناس طرا ياربه .. بأمر يود النصر فيه بإلبها
* * * * * * * * * *
من ينعك من؟
مع أصحابه ف غزوة من الغزوات .. خرج النب
فلما رجعوا ..نزلوا واديا أثناء الطريق ..
وتفرق الناس يستظلون بالشجر ..وينامون ..
تت شجرة ..فاضطجع ف ظلها ..وعلق سيفه بغصن من أغصانا .. ونزل رسول ال
نائما ..إذا برجل من الشركي كان يتبعهم .. فبينما رسول ال
وهو نائم .. ..حت وقف على رأس النب أقبل هذا الرجل يشي رويدا إل النب
.. العلق على الشجرة ..واستله من غمده ..ث رفعه على رأس النب ث أخذ سيف النب
وجعل يصيح وهو سكران بنشوة النتصار ..ويقول :يااااا ممد .من ينعك من؟
عينيه ..فإذا بالرجل شاهر السيف ..وأصحابه متفرقون عنه .. فتح النب
كان الرجل ثائرا ..ل تفلح معه أي طريقة لتهدئته أو التفاهم معه ..
إل ثلث كلمات :من ..ينعك ..من ؟ ول يسمع منه النب
بكل ثقة :ينعن منك ..ال .. فقال
فنتفض الرجل وسقط السيف من يده ..
والتقط السيف ..ورفعه وقال للرجل :من ينعك من ؟ فقام
فاحتار الرجل ..ماذا يقول ؟! اللت والعزى!! وأنّـى تنفعه اللت والعزى !!
فلم يد الرجل بدا من أن يقول بكل استسلم :ل أحد ..كن خي آخذ ..
:تسلم ؟ فقال له
قال :ل ..لكن أعاهدك أن ل أقاتلك أبدا ..ول أكون ف قوم هم حرب لك ..
.. وكان الرجل ملكا على قومه ..فعفا عنه النب
84
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
85
()43
ث مضى إل قومه ..فلم يلبث أن دخل ف السلم ..
* * * * * * * * * *
الرض تنتصر للرسول
رجل نصرانيا ..فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران .. كان ف عهد النب
أحيانا .. وكان كاتبا قارئا ..فكان من ضمن من يكتب للنب
.. وفجأة ..عاد الرجل نصرانيا ..ولق بقوم من أهل الكتاب ..وجعل يتنقص النب
ويشكك ف القرآن ..ويقول :
ما يدري ممد إل ما كتبت له ..
ذلك ..دعا عليه فقال : فلما رأى النب
اللهم أجعله آية ..
فما مرّ عليه أيام حت أماته ال ..
فأخذه أصحابه ..ودفنوه ..فلما أصبحوا فإذا الرض قد لفظته فوقها !!
فقالوا :هذا فعل ممد وأصحابه ..لا هرب منهم نبشوا عن صاحبنا ..فألقوه !!..
فحفروا له فأعمقوا ما استطاعوا ..
فلما أصبحوا ..أقبلوا إل قبه ..فإذا هو قد لفظته الرض ..
فقالوا :هذا أيضا من فعل ممد وأصحابه ..لا هرب منهم صاحبنا نبشوا عن قبه فأخرجوه
!!..
ث حفروا له وأعمقوا أكثر ما استطاعوا ..
فلما أصبحوا ..فإذا الرض أيضا قد لفظته فوقها ..
فعلموا أنه ليس من فعل الناس فتركوه منبوذا على الرض ..
فظل ملقى على التراب ..تر به الكلب فتبول عليه ..وتعبث بسده الذئاب ..وتفتت أعضاءه
الطيور ..
()44
نعم ( ..إنا كفيناك الستهزئي ) ..
85
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
86
* * * * * * * * * *
86
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
87
مع بن النضي
كان ف الدينة ثلث قبائل من اليهود ..
فيها :بنو قريظة ..وبنو النضي ..وبنو قينقاع ..
وبينهم عهدا على أن يتعاونوا ف ديات القتلى ..وغيها .. كان بي النب
مع بعض أصحابه ..إل بن النضي يوما يستعينهم ف دية قتيلي من بن عامر ذهب النب
قتلهما الصحاب عمرو بن أمية خطئا ..
وكان بي قبيلة القتيلي ..وبي السلمي عهد ..
فكان ل بد من دفع دية القتيلي ..
إل يهود بن النضي .. وصل
عرض عليهم مساعدته ف دية القتيلي ..
قالوا :نعم ..يا أبا القاسم ..نعينك على ما أحببت ..
لكن اليهود قوم غدر ..
ف ظل جدار ..وغابوا عنه كأنم يمعون له الال .. فأجلسوا النب
فلما خل بعضهم ببعض ..قالوا :
إنكم لن تدوا الرجل على مثل حاله هذه ..
فمن رجل منكم يعلو على هذا البيت ..فيلقي عليه صخرة ..ويرينا منه ؟!
فتطوع لذه الرية النكراء رجل منهم ..اسه عمرو بن جحاش ..
فقال :أنا لذلك ..
على جداره ..ليلقي عليه صخرة .. فصعد ابن جحاش على سطح البيت الذي يتكئ النب
مع أصحابه ..ف ظل الدار .. ورسول ال
..ويبه ال بكيدة القوم .. فإذا بالب من السماء ..يتنل على رسول ال
يقوم فجأة مسرعا من مكانه ..راجعا إل الدينة .. وإذا برسول ال
قام لاجة وأنه راجع إليهم .. وأصحابه مكانم ..ينتظرون اليهود ..وقد ظنوا أن النب
ل من الدينة ..
على أصحابه ..قاموا ف طلبه فلقوا رجلً مقب ً فلما أبطأ النب
؟ فسألوه :هل رأيت رسول ال
فقال :رأيته داخل الدينة ..
87
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
88
فعجب الصحابة من رجوعه ..
فلما وصلوا إليه ..سألوه ؟
بالب ..وبا كانت يهود أرادت من الغدر به .. فأخبهم
وبي يهود بن النضي ..وحاصرهم ..حت ث كان ما كان بعدها من الرب بي لنب
أخرجهم من الدينة ..
* * * * * *
إن ال يدافع
كثيون .. الذين كانوا يتآمرون على قتله
لكن ال تعال يعصم ويدافع ؟؟ ( وال يعصمك مع الناس ) ..
ف غزوة تبوك ..كان عدد اليش كبيا ..أكثر من ثلثي ألف رجل !!
من تبوك إل الدينة .. ف أثناء رجوع النب
كان النافقون يكيدون ويططون ..
ناس من النافقي .. فمكر برسول ال
وكانت يرون أثناء الطريق ببال ووديان ..
ل ..أن يصعدوا معه ..ث يطرحوه من فوقه ..
جب ً فتآمر تسعة من النافقي أن إذا صعد النب
فلما أتوا على جبل ..
أخب ال تعال نبيه ببهم ..
للناس " :من شاء منكم أن يأخذ ببطن الوادي ..فإنه أوسع لكم " .. فقال
وكأنه يريد أن يتفرد بصعود البل ..
يصعد عقبة البل ..وليس معه من أصحابه إل حذيفة بن اليمان .. ل ..أخذ رسول ال
وفع ً
وعمار بن ياسر ..
وبقية الناس يسلكون أسفل البل ..ف الوادي ..
لكن أولئك النافقون ساروا وراءه بكل جرأة ..وأخذوا يصعدون معه ..
واستعدوا وتلثموا ..غطوا وجوههم بعمائمهم ..وقد هوا بأمر عظيم ..
على ناقته ..حذيفة عن جانبه ..وعمار قد أخذ بزمام الناقة ..يسوقها برسول ال كان
..
88
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
89
.. وفجأة ..إذ بمع النافقي ..على خيولم يهجمون على رسول ال
..وأمر حذيفة أن يردهم .. فغضب النب
.. وأبصر حذيفة غضب رسول ال
فواجههم ومعه قطعة حديد ..
واستقبل وجوه رواحلهم ..
فضربا ضربا بالحجن ..
وأبصر القوم ..وهم متلثمون ..
ول يدري لاذا يتلثمون ..وظن أن سبب ذلك كونم مسافرين ..
فقذف ال ف قلوبم الرعب ..
ولا رأوا قوة مواجهة حذيفة ..ظنوا أن مكرهم قد انكشف ..
فأسرعوا نازلي حت خالطوا الناس ..
.. ورجع حذيفة حت أدرك رسول ال
" :اضرب الراحلة يا حذيفة ..وأمش أنت يا عمار " فقال
فأسرعوا حت استووا بأعلها ..
فنلوا من عقبة البل وجعلوا ينتظرون الناس ..
لذيفة " :هل عرفت من هؤلء الرهط أو الركب أحدا ؟ " .. فقال النب
قال حذيفة :عرفت راحلة فلن وفلن ..وكانت ظلمة الليل ..وواجهتهم ..وهم متلثمون ..
" :هل علمتم ما كان شأن الركب وما أرادوا ؟" فقال
قال حذيفة وعمار :ل وال يا رسول ال!
" :فإنم مكروا ليسيوا معي ..حت إذا طلعت ف العقبة طرحون منها" .. فقال
قال :أول تأمر بم يا رسول ال إذن ..فنضرب أعناقهم ..
فقال" :أكره أن يتحدث الناس ..ويقولوا :إن ممدا قد وضع يده ف أصحابه ..
أساءهم لما .. ث كشف النب
لا سرد الساء لذيفة وعمار ..قال لما :اكتماهم " .. لكنه
* * * * * * * * * *
89
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
90
: النوع الثان عشر :إجابة دعائه
90
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
91
ففرح النب ..وحَ ِمدَ ال ّلهَ َ ..وَأثْنَى عليه ..وقال لب هريرة خَ ْيرًا ..
ع ال ّل َه أن يُحَبّبَنِي أنا وَُأمّي إل عِبَا ِدهِ
فطمع ابو هريرة ف زيادة الي ..فقال :يا َرسُولَ ال ّلهِ ..ادْ ُ
ي َ ..ويُحَبَّب ُهمْ إِلَيْنَا ..
الْمُ ْؤمِنِ َ
ب ِإلَ ْي ِهمْ
ي ..وَحَبّ ْ
فقال :اللهم حَبّبْ ُعبَ ْيدَكَ هذا َ -يعْنِي َأبَا ُه َرْي َرةَ َ -وأُ ّمهُ إل عِبَادِ َك الْ ُم ْؤمِنِ َ
ي ..
الْمُ ْؤمِنِ َ
()45
قال أبو هريرة :فما خُ ِل َق مُ ْؤ ِمنٌ َيسْ َم ُع بِي ..ول َيرَانِي ..إل أَحَبّنِي ..
* * * * * *
وابن عباس
لعبد ال بن عباس بالفقه ف الدين .. دعا
يده الشريفة على كتف ابن عباس ..أو على منكبه .. فقد وضع
ث قال :اللهم فقهه ف الدين ..وعلمه التأويل ..يعن التفسي ..
هذه الدعوة ف ابن عمه عبد ال بن عباس .. وقد استجاب ال لرسوله
فكان ابن عباس بعدها إماما يهتدى بداه ..ويقتدى بسناه ..ف علوم الشريعة والفقه والتفسي
..
حت قال عنه بعض أصحابه :خطب ابن عباس ف الجاج ف عشية يوم عرفة ..فقرأ سورة
البقرة ..وجعل يفسرها آية آية ..ففسرها تفسيا لو سعه الروم والترك والديلم لسلموا ..
* * * * * *
ودعا لنس
لنس بن مالك tبكثرة الال والولد والبكة ف ذلك .. دعا
فكان من أكثر النصار ما ًل وولدا ..
حت ولد له من صلبه قريب من مائة ما بي ذكر وأنثى ..أو ما يزيد عليها ..
وكان له بستان يمل ف السنة الفاكهة مرتي ..وكان ف بستانه ريان ييء منه ريح السك ..
* * * * * *
91
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
92
ودعا لب طلحة وزوجه
تزوجت أم سليم أبا طلحة ..ورزقت منه بغلم صبيح ..هو أبو عمي ..وكان أبو طلحة يبه
حبا عظيما ..
يبه ..وير بالصغي فيى معه طيا يلعب به ..اسه النغي ..فكان يازحه ويقول :يا بل كان
أبا عمي ما فعل النغي ؟
فمرض الغلم ..فحزن أبو طلحة عليه حزنا شديدا ..حت اشتد الرض بالغلم يوما ..
..وتأخر عنده .. وخرج أبو طلحة ف حاجة إل رسول ال
فازداد مرض الغلم ومات ..وأمه عنده ..
بكى بعض أهل البيت ..فهدأتم ..وقالت :ل تدثوا أبا طلحة بابنه حت أكون أنا أحدثه ..
فوضعت الغلم ف ناحية من البيت وغطته ..وأعدت لزوجها طعامه ..
فلما عاد أبو طلحة إل بيته ..سألا :كيف الغلم ؟
قالت :هدأت نفسه ..وأرجو أن يكون قد استراح ..
فتوجه إليه لياه ..فأبت عليه وقالت :هو ساكن فل تركه ..
ث قربت له عشاءه فأكل وشرب ..ث أصاب منها ما يصيبه الرجل من امرأته ..
فلما رأت أنه قد شبع واستقر ..
قالت :يـا أبـا طلحـة أرأيـت لو أن قوما أعاروا عاريتهـم ..أي أسـلفوا متعا لمـ ..لهـل بيـت
فطلبوا عاريتهم ..ألم أن ينعوهم ؟
قال :ل ..
قالت :أل تعجب من جياننا ؟
قال :وما لم ؟!
قالت :أعار هم قوم عار ية ..وطال بقاؤ ها عند هم ح ت رأوا أن قد ملكو ها ..فل ما جاء أهل ها
يطلبونا ..جزعوا أن يعطوهم إياها ..
فقال :بئس ما صنعوا ..
فقالت :هذا ابنك ..كانت عارية من ال ..وقد قبضه إليه ..فاحتسب ولدك عند ال ..
ففزع ..ث قال :وال ..ما تغلبين على الصب الليلة ..فقام وجهز ولده ..
فلما أصبح غدا على رسول ال فأخبه ..فدعا لما بالبكة ..
92
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
93
عبد ال فجاء من صُلبه تسعة أولد ..كلهم قد حفظ فولدت له غلما ساه رسول ال
()46
القرآن ..
* * * * * *
لقبيلة دوس دعاؤه
وكان لذلك قصة طريفة ..
الطفيل بن عمرو ..
كان سيدا مطاعا ف قبيلته دوس ..
قدم مكة يوما ف حاجة ..فلما دخلها ..رآه أشراف قريش ..فأقبلوا عليه ..وقالوا :من
أنت ؟ قال :أنا الطفيل بن عمرو ..سيد دوس ..
فقالوا :إن ههنا رجل ف مكة يزعم أنه نب ..فاحذر أن تلس معه أو تسمع كلمه ..فإنه ساحر
..إن استمعت إليه ذهب بعقلك ..
قال الطفيل :فو ال ما زالوا ب يوفونن منه ..حت أجعت أل أسع منه شيئا ..ول أكلمه ..
بل حشوت ف أذنّ كرسفا -وهو القطن – خوفا من أن يبلغن شيء من قوله ..وأنا ما ّر به ..
قائم يصلي عند الكعبة .. قال الطفيل :فغدوت إل السجد ..فإذا رسول ال
فقمت منه قريبا ..فأب ال إل أن يسمعن بعض قوله ..
فسمعت كلما حسنا ..فقلت ف نفسي :واثكل أمي ! وال إن لرجل لبيب ..ما يفى عليّ
الس ُن من القبيح ..فما ينعن أن أسع من هذا الرجل ما يقول ..فإن كان الذي به حسنا قبلته
..وإن كان قبيحا تركته ..فمكثت حت قضى صلته ..فلما قام منصرفا إل بيته تبعته ..
حت إذا دخل بيته دخلت عليه ..فقلت :يا ممد ..إن قومك قالوا ل كذا وكذا ..
ووال ما برحوا يوفونن منك حت سددت أذن بكرسف لئل أسع قولك ..وقد سعت منك
قولً حسنا ..فاعرض عليّ أمرك ..
فابتهج النب عليه الصلة والسلم ..وفرح ..وعرض السلم على الطفيل ..وتل عليه القرآن
..فتفكر الطفيل ف حاله ..فإذا كل يوم يعيشه يزيده من ال بعدا ..
93
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
94
وإذا هو يعبد حجرا ..ل يسمع دعاءه إذا دعاه ..ول ييب نداءه إذا ناداه ..وهذا الق قد
تبي له ..
ث بدأ الطفيل يتفكر ف عاقبة إسلمه ..
كيف يغي دينه ودين آبائه !! ..ماذا سيقول الناس عنه ؟!
حياته الت عاشها ..أمواله الت جعها ..أهله ..ولده ..جيانه ..خلنه ..كل هذا سيضطرب
..
سكت الطفيل ..يفكر ..يوازن بي دنياه وآخرته ..
وفجأة إذا به يضرب بدنياه عرض الائط ..
نعم سوف يستقيم على الدين ..وليض من يرضى ..وليسخط من يسخط ..وماذا يكون أهل
الرض ..إذا رضي أهل السماء ..
ماله ورزقه بيد من ف السماء ..صحته وسقمه بيد من ف السماء ..منصبه وجاهه بيد من ف
السماء ..بل حياته وموته بيد من ف السماء ..
فإذا رضي أهل السماء ..فل عليه ما فاته من الدنيا ..
إذا أحبه ال ..فلبيغضه بعدها من شاء ..وليتنكر له من شاء ..وليستهزئ به من شاء ..
فليتك تلو والياة مريرة وليتك ترضى والنام غضاب
وليت الذي بين وبينك عامر وبين وبي العالي خراب
إذا صح منك الود فالكل هي وكل الذي فوق التراب تراب
نعم ..أسلم الطفيل ف مكانه ..وشهد شهادة الق ..
ث ارتفعت هته ..فقال :يا نب ال ..إن امرؤ مطاع ف قومي ..وإن راجع إليهم وداعيهم إل
السلم ..
ث خرج الطفيل من مكة ..مسرعا إل قومه ..حاملً ه ّم هذا الدين ..
يصعد به جبل ..وينل به واد ..
حت وصل ديار قومه ..فلما دخلها ..أقبل إليه أبوه ..وكان شيخا كبيا ..
فقال الطفيل :إليك عن يا أبت ..فلست منك ولست من ..
قال :ول يا بن ؟
.. قال :أسلمت وتابعت دين ممد
94
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
95
قال :أي بن دين دينك ..
قال :فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ..ث ائتن حت أعلمك ما علمت ..
فذهب أبوه واغتسل وطهر ثيابه ..ث جاء فعرض عليه السلم فأسلم ..
ث مشى الطفيل إل بيته ..فأتته زوجته مرحبة ..
فقال :إليك عن ..فلست منك ولست من ..
قالت :ول ؟ بأب أنت وأمي ..
.. قال :فرّق بين وبينك السلم ..وتابعت دين ممد
قالت :فدين دينك ..
قال :فقلت فاذهب فتطهري ..ث ارجعي إلّ ..فواّته ظهرها ذاهبة ..
ث خافت من صنمهم أن يعاقبها ف أولدها إن تركت عبادته ..
فرجعت إليه وقالت :بأب أنت وأمي ..أما تشى على الصبية من ذي الشرى ..؟
وذو الشرى صنم عندهم يعبدونه ..وكانوا يرون أن من ترك عبادته أصابه أو أصاب ولده بأذى
..
فقال الطفيل :اذهب ..أنا ضامن لك أن ل يضرهم ذو الشرى ..
فذهبت فاغتسلت ..ث عرض عليها السلم فأسلمت ..
ث جعل الطفيل يطوف ف قومه ..يدعوهم إل السلم بيتا بيتا ..ويقبل عليهم ف نواديهم ..
ويقف عليهم ف طرقاتم ..
لكنهم أبو إل عبادة الصنام ..فغضب الطفيل ..وذهب إل مكة ..
فقال :يا رسول ال ..إن دوسا قد عصت وأبت ..يا رسول ال .. فأقبل على رسول ال
فادع ال عليهم ..
فتغي وجه النب عليه الصلة والسلم ..ورفع يديه إل السماء ..
فقال الطفيل ف نفسه ..هلكت دوْس ..
..يقول " :اللهم اهد دوسا ..اللهم اهد دوسا .. فإذا بالرحيم الشفيق
ث التفت إل الطفيل وقال :ارجع إل قومك ..فادعهم ..وارفق بم ..
فرجع إليهم ..فلم يض عليهم وقت حت أسلموا ..
* * * * * *
95
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
96
ودعا لعروة ..
دعا لعروة البارقي بالبكة ف صفقة يينه ..فكان كثي الربح ف تارته ..
أعطاه دينارا ليشتري له به شاة ..فذهب للسوق ..واشترى بالدينار وذلك أن رسول ال
شاتي ..
بشاة ودينار .. ث باع إحداها بدينار ..وأتى إل النب
وقص القصة عليه ..
:بارك ال لك ف صفقة يينك ..ودعا له بالبكة ف البيع ..فكان لو اشترى التراب فقال له
لربح فيه ..
* * * * * *
على أعدائه استجابة دعائه
وقد جلس ف ملسه البارك ..بعدما انتشر الدين ..و ُوحّد رب العالي انظر إل رسول ال
..
فجعل رؤساء القبائل يأتون إليه مذعني مؤمني ..ومنهم من كانوا يأتون صاغرين حاقدين ..
وف يوم أقبل رئيس من رؤساء العرب ..له ف قومه ملك ومنعه ..
أقبل عامر بن الطفيل ..وكان قومه يقولون له لا رأوا انتشار السلم :يا عامر إن الناس قد
أسلموا فأسلم ..وكان متكبا كتغطرسا ..
فكان يقول لم :وال لقد كنت أقسمت أل أموت حت تلّكن العرب عليهم وتتبعَ عقب ..فأنا
أتبع عقب هذا الفت من قريش !!
..ركب ناقته مع بعض أصحابه ث لا رأى تكن السلم ..وانصياع الناس لرسول ال
.. ومضى إل رسول ال
وهو بي أصحابه الكرام .. دخل السجد على رسول ال
فلما وقف بي يدي النب عليه الصلة والسلم قال :يا ممد خالن ..أي قف معي على انفراد
..
حذرا من أمثال هؤلء ..فقال :ل وال حت تؤمن بال وحده .. وكان
فقال :يا ممد خالن ..
..فل زال يكرر ..يا ممد قم معي أكلمْك ..يا ممد قم معي أكلمْك .. فأب النب
96
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
97
..فاجتر عامر إليه أحد أصحابه اسه إربد ..وقال :إن سأشغل عنك حت قام معه رسول ال
وجهه فإذا فعلت ذلك فاضربه بالسيف ..فجعل إربد يده على سيفه واستعد ..
يكلم عامرا ..وقبض أربد بيده على فانفرد الثنان إل الدار ..ووقف معهما رسول ال
السيف ..فكلما أراد أن يسله يبست يده ..فلم يستطع سل السيف ..
..وينظر إل إربد ..وإربد جامد ل يتحرك .. وجعل عامر يشاغل رسول ال
فرأى أربد وما يصنع .. فالتفت
فقال :يا عامر بن الطفيل ..أسلم ..
فقال عامر :يا ممد ما تعل ل إن أسلمت ؟
لك ما للمسلمي وعليك ما عليهم .. فقال
قال عامر :أتعل ل اللك من بعدك إن أسلمت ؟
:ليس ذلك لك ول لقومك .. فقال
فقال :أسلم على أن ل الوبر ولك الدر ..أي أكون ملكا على البادية وأنت على الاضرة ..
:ل .. فقال
عندها غضب عامر وتغي وجهه ..وصاح بأعلى صوته :وال يا ممد ..لملنا عليك خيل
جردا ..ورجال مردا ..ولربطن بكل نلة فرسا ..ولغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء
..
بصره إل السماء وقال :اللهم اكفن عامرا واهد ث خرج يزبد ويرعد ..فرفع رسول ال
قومه ..
فخرج مع أصحابه حت إذا فارق الدينة ..تعب من السي ..فصادف امرأة من قومه يقال لا
سلولية وكانت ف خيمة لا ..فنل عن فرسه ونام ف بيتها ..
فاخذته غدة وانتفاخ ف حلقه كما يظهر ف أعناق البل فيقتلُها ..ففزع واضطرب ..
ووثب على فرسه ..وأخذ رمه ..وأقبل يول ..ويصيح من شدة الل ..ويتحسس عنقه بيده
ويقول :غدة كغدة البعي وموت ف بيت سلولية ..
فلم تزل تلك حاله يدور به فرسه ..حت سقط عن فرسه ميتا ..
فتركه أصحابه ..ورجعوا إل قومهم ..
فلما دخلوا ديارهم ..أقبل الناس إل إربد يسألونه :ما وراءك يا أربد ؟
97
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
98
قال :ل شيء ..وال لقد دعانا ممد إل عبادة شيء ..لوددت لو أنه عندي الن فأرميه بالنبل
حت أقتله ..
فخرج بعد مقالته بيوم أو يومي معه جل له ليبيعه ..فأرسل ال عليه وعلى جله صاعقة
فأحرقتهما ..
وأنزل ال عز وجل ف حال عامر وأربد " :سَوَاء مّنكُم ّمنْ أَ َسرّ اْل َقوْ َل وَمَن َجهَ َر ِبهِ َو َمنْ ُهوَ
ف بِاللّ ْي ِل وَسَا ِربٌ بِالّنهَارِ *
ُمسْتَخْ ٍ
حفَظُوَنهُ ِم ْن َأمْ ِر ال ّلهِ إِ ّن ال ّلهَ َل ُيغَيّ ُر مَا ِب َقوْ ٍم حَتّى ُيغَّيرُواْ مَا
َلهُ ُم َعقّبَاتٌ مّن بَ ْينِ يَ َدْيهِ َو ِمنْ خَ ْل ِفهِ يَ ْ
ل َم َردّ َلهُ وَمَا لَهُم مّن دُونِ ِه مِن وَالٍ *
ِبأَْن ُفسِ ِه ْم وَِإذَا أَرَا َد اللّ ُه ِبقَوْ ٍم سُوءًا فَ َ
ق َخوْفًا وَطَ َمعًا َويُ ْنشِى ُء السّحَابَ الّثقَالَ *
هُ َو الّذِي ُيرِي ُكمُ الَْبرْ َ
ب ِبهَا مَن َيشَاء وَ ُهمْ يُجَادِلُونَ
صوَا ِع َق فَيُصِي ُ
لِئ َكةُ ِم ْن خِيفَِت ِه َويُ ْر ِسلُ ال ّ
ح الرّ ْعدُ بِحَ ْم ِد ِه وَالْمَ َ
وَُيسَبّ ُ
فِي ال ّلهِ َوهُ َو َشدِيدُ الْ ِمحَالِ ) ..
* * * * * *
98
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
99
وأخيا
هذا النب العظيم ..أيده ربه بالعجزات ..واختار له أصحابا أخيارا ..أحبوه أكثر من حبهم
لنفسهم وأولدهم ..
يريدون قتله .. ففي غزوة أحد ..أقبل الشركون على رسول ال
فأحاطه أصحابه بأجسادهم يصدون عنه الرماح ..وضربات السيوف ..تقد ف أجسادهم دونه
..
وكان أبو طلحة يرفع صدره ويقول :يا رسول ال ل يصيبك سهم ..نري دون نرك ..
ل يقاتل عنه ويميه ..
فرأيت بي يديه رج ً قال أبو بكر :أقبلت على النب
فنظرت فإذا هو أبو طلحة ..فلم يلبث أن صُرع ووقع من كثرة الضرب عليه ..
: واقعا على ألرض فقال النب فأقبل أبو عبيدة يشتد كأنه طي ..فإذا أبو طلحة بن يديه
( دونكم أخاكم فقد أوجب ) ..فأقبلنا على أب طلحة ..وقد أصابته بضع عشرة ضربة ..
أحد أصحابه الكرام ..من خيارهم .. فلما انتهت العركة تذكر رسول ال
من كان يقوم معه الليل ..ويصوم معه النهار ..من يبذل للدين كل شيء ..حت روحه ..
ل ( :من ينظر ل ما فعل سعد بن الربيع
سعد بن الربيع النصاري ..فسأل أصحابه قائ ً تذكر
أف الحياء أم ف الموات ) ..
فقال رجل من النصار :أنا أنظر لك يا رسول ال ما فعل سعد ..
فبحث عنه فوجده جريا ف القتلى ..وقد شارف على الوت ..جراحه تنف دما ..وثيابه
مزقة ..وقد عله الغبار ..وهو يصارع الوت ..
فقال الرجل :يا سعد ..إن رسول ال أمرن أن أنظر أف الموات أنت أم ف الحياء؟
فالتفت إليه سعد وقال :أنا ف الموات ..فأبلغ رسول ال عن السلم ..
وقل له :جزاك ال عنا خي ما جزى نبيا عن أمته ..
وأبلغ قومي عن السلم وقل لم :ل عذر لكم عند ال إن خُلِص إل نبيكم وفيكم عي تطرف
..
:يا رسول ال ..إن سعدا يد ريح النة ..ث ..ماااات .. وقل لرسول ال
* * * * * * * * * *
99
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
100
الكفار يشهدون
حت الكفار شهدوا بذه الحبة ..
إليها معتمرا ..فلما أقبل على الرم بعثت قريش إليه البعوث يردونه فقبل فتح مكة ..خرج
عن السجد الرام ..
وينظرُ إل الصحابة حوله .. فكان من جاءه عروة بن مسعود وجعل يكلم النب
نامة إل وقعت ف كف رجل منهم ..فدلك با وجهه وجلده ..وإذا فوال ما انتخم النب
أمر ابتدروا أمره ..
وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ..
وإذا تكلم خفضوا أصواتم ..
وما يُحِدون إليه النظر تعظيما له ..
فلما رأى عروة ذلك رجع إل أصحابه ..فقال :
أي قوم ..وال لقد وفدت على اللوك ..كسرى ..وقيصر ..والنجاشي ..
وال ما رأيت ملكا يعظمه أصحابُه ..كما يعظم أصحاب ممد ممدا ..
* * * * * * * * * *
كانوا يبونه ..
بل كان الصحابة يصرحون بذا الب العظيم حت قال له عمر يوما :
ل من مال وولدي ..بل والذي أنزل عليك الكتاب لنت أحب إل
يا رسول ال ..أنت أحب إ ّ
من نفسي الت بي جنب .. )47( ..
فقال :مت الساعة يا رسول ال ؟ وجاء رجل إليه
قال ( :ما أعددت لا؟ ) قال :ما أعددت لا من كثي صلة ول صوم ول صدقة ولكن أحب ال
ورسوله قال ( :أنت مع من أحببت ) .. )48( ..فما فرح الصحابة بشيء كفرحهم بذه الكلمة
..أنت مع من أحببت ..
إذا مشوا بانبه أظلوه من الشمس .. وكانوا
يرتاح ف ظلها .. وإذا سافروا معه فأتوا على شجرة ظليلة تركوها له
100
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
101
* * * * * * * * * *
101
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
102
كيف أحبوه ؟
ولكن بالرغم من كل هذه الحبة والجلل ..والب والوفاء ..
ف قلوب صحابته الكرام ..فإنم ل ينلوه فوق منلته ..أو يرفعوه عن والكانة العظيمة له
منلة البشرية ..
..هو رسول ال ..ونبيه ..وعبده .. فمحمد بن عبد ال
نعم ..
قل إنا أنا بشر مثلكم يوحى هو سيد ولد آدم ..والشافع يوم الشر ..لكنه كما قال ال :
.. إل أنا إلكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركي
بشرا ..ل ينقص من قدره .. فكونه
رسالة ربه ..وتمل الذى ..حت نصره ال ..وبلغ دينه .. وقد بلغ
على أمته ؟ فما هو حق الرسول
أهو إنشاد الدائح مع ما فيها من الغلو ..؟؟
عن ذلك فقال كما ف الصحيحي ( :ل تطرون كما أطرت النصارى ابن كل ..فقد نى
مري إنا أنا عبد ال ورسوله ) ..
أم حقه ..ف إقامة الوالد والحتفال بالسراء والعراج ..؟؟
عن ذلك فقال كما ف الصحيحي ( :من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو كل ..فقد نى
ردٌ ) ..
أم حقه ..ف الستغاثة به ..ودعائه من دون ال ؟
أو الطواف على قبه ..أو اللف باسه من دون ال ..
كل ..كل ..
فهذا كله من الشرك بال ..
على أمته ؟ إذن ..ما هي حقوقه
* * * * * * * * * *
أول القوق :
عبد رسول .. اعتقاد أنه
وتقدي مبته على النفس والولد والوالد والناس أجعي ..
102
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
103
مع توقيه وإجلله ..عليه الصلة والسلم ..
فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم الفلحون قال ال
..
ومن حقوقه :
تصديقه فيما أخب ..فهو ل ينطق عن الوى ..
وتأمل ف حال الصحابة معه ف ذلك ..
لا توسع rبالفتوحات وبدأ ينتشر السلم ..
جعل rيرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إل السلم ..وربا احتاج المر أن يرسل جيشا
..
وكان عدي بن حات الطائي ..ملكا ابن ملك ..
فوقع بي قبيلته " طي " وبي السلمي حرب ..وكان عدي قد هرب من الرب فلم يشهدها ..
واحتمى بالروم ف الشام ..
وصل جيش السلمي إل ديار طيء ..
كانت هزية طيء سهلة ..فل ملك يقود ..ول جيش مرتب ..
وكان السلمون ف حروبم ..يسنون إل الناس ..ويعطفون وهم ف قتال ..
كان القصود صد كيد قوم عدي عن السلمي ..وإظهار قوة السلمي لم ..
أسر السلمون بعض قوم عدي ..وكان من بينهم أخت لعدي بن حات ..
بفرار عدي إل الشام .. ..وأخبوا النب مضوا بالسرى إل الدينة ..حيث رسول ال
من فراره !! كيف يفر من الدين ؟ كيف يترك قومه ؟ فعجب
ولكن ل يكن إل الوصول إل عدي سبيل ..
ل يطب القام لعدي ف ديار الروم ..فاضطر للرجوع لديار العرب ..ث ل يد بدا من أن يذهب
إل الدينة للقاء النب rومصالته ..أو التفاهم على شيء يرضيهما .. )49( ..
يقول عدي وهو يكي قصة ذهابه إل الدينة :
ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول ال rمن ..
وكنت على دين النصرانية ..
( ) وقيل إن أخته هي الت ذهبت إليه ف الشام وردته إل العرب . 49
103
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
104
وكنت ملكا ف قومي لا كان يصنع ب .
فلما سعت برسول ال rكرهته كراهية شديدة ..
فخرجت حت قدمت الروم على قيصر ..
قال :فكرهت مكان ذلك ..
فقلت :وال لو أتيت هذا الرجل ..فإن كان كاذبا ل يضرن ..وإن كان صادقا علمت ..
فقدمت فأتيته ..فلما دخلت الدينة جعل الناس يقولون :هذا عدي بن حات ..هذا عدي بن
حات ..
فمشيت حت أتيت فدخلت على رسول ال rف السجد فقال ل :عدي بن حات ؟
قلت :عدي بن حات ..
فرح النب rبقدمه ..واحتفى به ..مع أن عديا مارب للمسلمي وفارٌ من الرب ..ومبغض
للسلم ..ولجئٌ إل النصارى ..ومع ذلك لقيه rبالبشاشة والبشر ..وأخذ بيده يسوقه معه
إل بيته ..
عدي وهو يشي بانب النب rيرى أن الرأسي متساويان !!..
فمحمد ( ) rملك على الدينة وما حولا ..وعدي ملك على جبال طي وما حولا ..
وممد ( ) rعلى دين ساوي " السلم " ..وعدي على دين ساوي " النصرانية " ..
وممد ( ) rعنده كتاب منل " القرآن " ..وعدي عنده كتاب منل " النيل " ..
كان عدي يشعر أنه ل فرق بينهما إل ف القوة واليش ..
ف أثناء الطريق وقعت ثلثة مواقف :
بينما ها يشيان إذا بامرأة قد وقفت ف وسط الطريق فجعلت تصيح :يا رسول ال ..ل إليك
حاجة ..
فانتزع النب rيده من يد عدي ومضى إليها ..وجعل يستمع إل حاجتها ..
عدي بن حات ..الذي قد عرف اللوك والوزراء جعل ينظر إل هذا الشهد ..ويقارن تعامل النب
rمع الناس بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة ..
ل ث قال :وال ما هذه بأخلق اللوك ..هذه أخلق النبيااااااء ..
فتأمل طوي ً
وانتهت الرأة من حاجتها ..فعاد النب rإل عدي ..ومضيا يشيان ..فبينما ها كذلك ..فإذا
برجل يقبل على النب .. r
104
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
105
فماذا قال الرجل ؟ هل قال :يا رسول ال عندي أموال زائدة أبث لا عن فقي ؟! أم قال :
حصدت أرضي وزاد عندي الثمر ..فماذا أفعل به ؟
يا ليته قال شيئا من ذلك ..لعل عديا إذا سعه يشعر بغن السلمي وكثرة أموالم ..
قال الرجل :يا رسول ال ..أشكو إليك الفاقة والفقر ..
ما يكاد هذا الرجل يد طعاما يسد به جوعة أولده ..ومن حوله من السلمي يعيشون على
الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به ..
قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع ..فأجابه النب rبكلمات ومضى ..
فلما مشيا خطوات ..أقبل رجل آخر ..قال :يا رسول ال أشكو إليك قطع الطريق !!
يعن أننا يا رسول ال لكثرة أعدائنا حولنا ل نأمن أن نرج عن بنيان الدينة لكثرة من يعترضنا
من كفار أو لصوص ..
أجابه النب rبكلمات ومضى ..
جعل عدي يقلب المر ف نفسه ..هو ف عز وشرف ف قومه ..وليس له أعداء يتربصون به ..
فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله ف ضعف ومسكنة ..وفقر وحاجة ..
وصل إل بيت النب .. rفدخل ..فإذا وسادة واحدة فدفعها النب rإل عدي إكراما له ..
وقال :خذ هذه فاجلس عليها ..فدفعها عدي إليه قال :بل اجلس عليها أنت ..فقال : rبل
أنت ..حت استقرت عند عدي فجلس عليها ..
عندها ..بدأ النب rيطم الواجز بي عدي والسلم ..
يا عدي أسلم ..تسلم ..أسلم تسلم ..أسلم تسلم ..
قال عدي :إن على دين ..
فقال : rأنا أعلم بدينك منك ..
قال :أنت تعلم بدين من ؟
قال :نعم ..ألست من الركوسية ..
والركوسية ديانة نصرانية مشرّبة بشيء من الجوسية ..فمن مهارته rف القناع أنه ل يقل
ألست نصرانيا ..وإنا تاوز هذه العلومة إل معلومة أدق منها ..فأخبه بذهبه ف النصرانية
تديدا ..
كما لو لقيك شخص ف أحد بلد أوروبا وقال لك :لاذا ل تتنصر ؟ فقلت :إن على دين ..
105
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
106
فلم يقل لك :ألست مسلما ..ول يقل :ألست سنُيّا ..وإنا قال :ألست شافعيا ..أو حنبليا
..
عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك ..
فهذا الذي فعله العلم الول rمع عدي ..قال :ألست من الركوسية ..
فقال عدي :بلى ..
()50
فقال : rفإنك إذا غزوت مع قومك تأكل فيهم الرباع ؟
قال :بلى ..
فقال : rفإن هذا ل يل لك ف دينك ..
فتضعضع لا عدي ..وقال :نعم ..
فقال : rأما إن أعلم الذي ينعك من السلم ..
أنك تقول :إنا اتبعه ضعفة الناس ومن ل قوة لم ..
وقد رمتهم العرب ..
()51
يا عدي ..أتعرف الية ؟
قلت :ل أرها وقد سعت با ..
قال :فوالذي نفسي بيده ليتمن ال هذا المر حت ترج الظعينة من الية حت تطوف بالبيت ف
غي جوار أحد ..
أي سيقوى السلم إل درجة أن الرأة السلمة الاجة ترج من الية حت تصل إل مكة ليس
معها إل مرم ..من غي أحد يميها ..وتر على مئات القبائل فل يرؤ أحد أن يعتدي عليها أو
يسلبها مالا ..لن السلمي صار لم قوة وهيبة ..إل درجة أن أحدا ل يرؤ على التعرض
لسلم خوفا من انتصار السلمي له ..
فلما سع عدي ذلك ..جعل يتصور النظر ف ذهنه ..امرأة ترج من العراق حت تصل إل مكة
..معن ذلك أنا ستمر بشمال الزيرة ..يعن ستمر ببال طي ..ديار قومه ..
فتعجب عدي وقال ف نفسه :فأين عنها ذُعّار طي الذين سعروا البلد !!
ث قال : rوليفتحن كنوز كسرى بن هرمز ..
) ( 50الرباع :إذا غزت القبيلة قسم رئيسها الغنيمة أربعة أقسام فأخذ الربع له وحده ،وهذا حرام ف دين النصرانية ،جائز عند العرب .
) ( 51الية :مدينة بالعراق
106
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
107
قال :كنوز ابن هرمز ؟
قال :نعم كسرى بن هرمز ..ولتنفقن أمواله ف سبيل ال ..
قال : rولئن طالت بك حياة لترين الرجل يرج بلء كفه من ذهب أوفضة يطلب من يقبله منه
فل يد أحدا يقبله منه ..
يعن من كثرة الال يرج الغن يطوف بصدقته ل يد فقيا يعطيه إياها ..
يعظ عديا ويذكره بالخرة ..فقال : ث بدأ
وليلقي الَ أحدُكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجان ،فينظر عن يينه فل يرى إل جهنم ،وينظر
عن شاله فل يرى إل جهنم " ..
سكت عدي متفكرا ..
ل :يا عدي ..فما يفرك أن تقول ل إله إل ال ؟ ..أو تعلم من إله أعظم من
قائ ً ففاجأه
ال ؟!
قال عدي :فإن حنيف مسلم ..أشهد أن ل إله إل ال ..وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ..
فتهلل وجه النب rفرحا مستبشرا ..
قال عدي بن حات :
فهذه الظعينة ترج من الية تطوف بالبيت ف غي جوار ..
ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى ..
والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لن رسول ال rقد قالا " . )52( ..
انظر إل تصديق عدي الازم ..ث انظر إل تشكيك قوم من بن جلدتنا ف أخبار السنة النبوية
..
* * * * * * * * *
ومن حقوقه :
الصلة والسلم عليه ..قال ال ( :إنّ ال وملئكته يُصلون على النب يا أيها الذين آمنوا صلوا
عليه وسلموا تسليما ) ..
وتتأكد :
107
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
108
" :رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي " ..رواه الترمذي عند ذكره ..فقد قال
وقال :حسن غريب ..
قال " :إذا سعتم مؤذنا فقولوا مثل ما يقول ،ث صلوا وعند ساع الؤذن ..روى مسلم أنه
علي " ..
وعند دخول السجد والروج منه ..فإذا دخل السجد صلى على ممد وسلم وقال ( :اللهم
اغفر ل ذنوب ،وافتح ل أبواب رحتك ) رواه أحد ..
ما رواه الترمذي بسند صحيح " : وتستحب الصلة عليه عند ختم الدعاء ..لقول عمر
الدعاء موقوف بي السماء والرض ل يصعد منه شيء حت تصلي على نبيك " ..
فيما ":من أفضل أيامكم يوم ويتأكد الكثار من الصلة عليه يوم المعة وليلتها ..قال
المعة ،ففيه خلق آدم ،وفيه قبض ،وفيه النفخة ،وفيه الصعقة ،فأكثروا علي من الصلة فيه،
فإن صلتكم معروضة علي " ..
* * * * * * * * *
ومن حقوقه :
معرفة سيته ..وتعداد فضائله ومعجزاته ..وتعريف الناس بسنته ..
بشرط البتعاد عن الغلو والطراء الحظور ..
ومن حقوقه :
العمل بشريعته ..والتأسّي بسنته ..
وتبليغ رسالته ..والبعد عن معصيته ومالفته ..
واتباعه ف ظاهره وباطنه ..
اتباع سنته ..والقتداء به ف أفعاله ..وأقواله ..
بل وحت ف طريقة أكله ..وشربه ..ونومه ..وف جيع شئونه ..
فإذا سعت قوله ( :خالفوا اليهود أعفوا اللحى وحفوا الشوارب ) أطعت واتبعت ..
وإذا سعت قوله ( :ما تت الكعبي من الزار ففي النار ) سارعت إل تنفيذ أمره ..
لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة لن كان يرجو ال واليوم الخر وذكر وقد قال ال :
.. ال كثيا
108
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
109
بل ..إذا ناك عن ساع الغناء ..أو أكل الربا ..أو حثك على بر الوالدين ..أو الصدقة ..
سارعت إل هذه القربات ..راضيا فرحا مستبشرا ..
قال عز وجلّ ( :إنا كان قول الؤمني إذا دُعوا إل ال ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سعنا
وأطعنا وأولئك هم الفلحون ) ..
ج َر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم
وقال سبحانه ( :فل وربك ل يؤمنون حت يكّموك فيما شَ َ
حرجًا ما قضيت ويُسلموا تسليما ) ..
ومن حقوقه:
طاعته والتحاكم إليه :
قال تعال ( :وما أرسلنا من رسول إل ليطاع بإذن ال ) ..
ف أكثر من ثلثي موضعًا من القرآن ..كما ذكر شيخ السلم رحه وقد أمر ال بطاعة نبيه
ال ..
.. بل بي ال تعال أن دخول النة ..مقيد بطاعته
ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيي والصديقي قال عز وجل :
.. والشهداء والصالي وحسن أولئك رفيقا * ذلك الفضل من ال وكفى بال عليما
فيما رواه البخاري " :كل أمت يدخلون النة إل من أب " .. وقال
قالوا :يا رسول ال ومن يأب ؟ ..قال " :من أطاعن دخل النة ..ومن عصان فقد أب " ..
وبعض السلمي اليوم ..تقول لم :قال رسول ال ..
فيقولون لك :قال الشيخ فلن ..وفلن ..
سبحان ال يعلمون كلم رسولم الذي ل ينطق عن الوى ث يلتفتون إل كلم غيه !!..
وال تعال يقول معلما ومؤدبا لنا :
يا أيها الذين آمنوا ل تُقدموا بي يدي ال ورسوله واتقوا ال إن ال سيع عليم .يا أيها الذين
آمنوا ل ترفعوا أصواتكم فوق صوت النب ول تهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تبط
.. أعمالكم وأنتم ل تشعرون
..فما منهم أحد يعترض ..أو حت ولقد سع الصحابة هذه اليات ..فتأدبوا مع رسولم
ذلك .. يدل برأي ما ل يطلب منه الرسول
109
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
110
فوق رؤوسهم وهم مائة ألف ف حجة الوداع ..ف يوم النحر ..يومِ عيد الضحى بل يقوم
..ث يسألم :
أي يوم هذا ..؟ أي شهر هذا ..؟ أي بلد هذا ..؟
فيقولون :ال ورسوله أعلم ..
نعم ..يسألم ..وهم يعرفون الواب ..
.. لكنهم يقولون :ال ورسوله أعلم ..تأدبا معه
* * * * * * * * * *
..فالواجب عليه الطاعة والتسليم .. فمن جاءه المر من ال ..أو من رسوله
ث عن مارج وحيل ..
ول يل له العتراض ..أو البح ُ
أن : روى مسلم عن ابن عمر
الناس كانوا يصلون إل بيت القدس ..زمانا ..فلما حولت القبلة إل الكعبة ..وأنزلت اليات
إل الناس ف مسجد قباء ..فوجدهم ف يصلون ف ذلك ..أقبل رجل من عند رسول ال
الصبح ..فصاح بم وقال :
إن رسول ال قد أنزل عليه الليلة ..وقد أُمر أن يستقبل الكعبة ..
فما كاد الرجل يتم كلماته ..
حت استداروا وهم ف صلتم ..واستقبلوا الكعبة ..
نعم ..نفذوا المر أثناء الصلة ..دون تردد أو إبطاء ..
* * * * * * * * * *
قال : بل ..روى البخاري عن أنس
ت ساقي القوم ف بيتِ أب طلحة يعن يسقيهم المر ..وذلك قبل أن ترم ..
كن ُ
قال :وإن لقائمُ أسقي فلنا وفلنا وفلنا ..
إذ جاء رجلُ فقال :هل بلغَكم الب ؟
قالوا :وما ذاك ؟
مناديا ينادي أل إن المرَ قد حُرمت .. ت المر ..وقد أمر رسولُ ال
قال :لقد حُرم ِ
ث قرأ عليهم الية ( :يا أيها ..فهل أنتم منتهون ) ؟
فلما سعوا الية ..وال إن بعض القوم كانت شربته ف يده ..فلم يرفعها إل فيه ..
110
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
111
بل أراق ما ف كأسه وقال :انتهينا ربنا ..انتهينا .
ث التفتوا إل قلل المر ..وجعلوا يكسرونا ..
فما سألوا عنها ..ول راجعوها بعد خبِ الرجل ..
نعم ..
وما دخ َل داخلٌ ..ول خرجَ خارج ..حت اهراقوا الشراب ..وكسروا القلل ..
ث توضئ بعضهم ..واغتسل آخرون ..
ث تطيبوا ..وخرجوا إل السجدِ يوضونَ ف المر ..
قد جرت با سكِك الدينة ..
ل يقولوا تعودنا عليه منذ سني ..وورثناها عن آبائنا ..
وما تكونت عصابات لتصنيع المر وترويه ..
كل ..فهم مسلمون ..مستسلمون لمر خالقهم عز وجلّ ..
* * * * * * * * * *
ومن أكب القوق :
الذب عن سنته ..
وعدم السخرية بشيء من هديه ..
أو التنقص من يرص على السنة ف ملبسه وهيئته ..
بل إن الستهزاء من أصحاب السنة ..هو من صفات النافقي ..
ولئن سألتهم ليقولن إنا كنا نوض ونلعب قل أبال وآياته قال ال لنفر من الستهزئي :
.. ورسوله كنتم تستهزئون ل تعتذروا قد كفرت بعد إيانكم
* * * * * * * * * *
111
م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُــ ْ
112
وختاما ..
أيها الخوة والخوات ..
قد تبي لنا أن حقوق رسول ال ..أجل وأعظم ..
وأكرم وألزم ..من حقوق السادات على ماليكهم ..
والباء على أولدهم ..
فهو الذي أنقذنا ال به من النار ..وهدانا به من الضللة ..
.. نسأل ال عز وجل أن يرزقنا شفاعة نبيه
اللهم ل ترمنا أجره ..ول تفتنا بعده ..
وأسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة ل نظمأ بعدها أبدا ..
آمي ..آمي ..
كتبه /د.محمد بن عبد الّرحمن العريفي
أستاذ جامعي ،خطيب جامع البواردي بالرياض
عضو الهيئة العليا للعلم السلمي
مدير عام مركز ناصح للدراسات والستشارات الجتماعية
112