You are on page 1of 112

‫‪1‬‬ ‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قُــ ْ‬

‫م‬‫ْ‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫"‬


‫ذْر"‬‫ْ ِ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫فأ‬
‫همْ ؟‬
‫ول َ‬
‫س ْ‬
‫وا َر ُ‬ ‫ر ُ‬
‫ف ْ‬ ‫ع ِ‬
‫مي ْ‬
‫م لـ ْ‬
‫( ‪ ..‬أ ْ‬
‫)‬
‫طرح جديد في سيرة رسول الله ‪..‬‬
‫نظرات في معجزاته ‪ ..‬وحقوقه ‪..‬‬

‫بقلم ‪/‬‬
‫د‪.‬محمد بن عبد الرحمن العريفي‬
‫أستاذ جامعي‬
‫خطيب جامع البواردي بالرياض‬
‫ماضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس‬
‫عضو اليئة العليا للعلم السلمي‬
‫مدير عام مركز ناصح للدراسات والستشارات‬

‫تنبيه هام جداً ‪ :‬هذه النسخة ليست للتصوير ول للنشر ‪،‬‬


‫فأرجو مراعاة ذلك ‪ ،‬وفق ال الجميع ‪ ..‬آمين ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫بداية‬
‫كان موقفا مرجا ذلك اليوم لا دخلت على طلب ف الكلية ‪..‬‬
‫كانت ماضرت حول السية النبوية ‪..‬‬
‫وقفت أمام الطلب ‪ ..‬هم ف السنة الثانية الامعية ‪..‬‬
‫أردت أن أقيس معلوماتم لعرف الستوى الذي أخاطبهم ن خلله ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫سألتهم ‪ :‬يا شباب ‪ ..‬أعطون أساء أربع زوجات ‪ ..‬من زوجات النب‬
‫كان سؤالً سهلً طرحته بي أيديهم على استحياء ‪..‬‬
‫كانوا أربعي طالبا ‪..‬‬
‫رفع أحدهم يده صارخا ‪ :‬يا دكتور ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬خدية ‪..‬‬
‫ل ‪ :‬خدية ‪ ..‬أحسنت ‪..‬‬
‫فعددت بأصابعي قائ ً‬
‫رفع الثان يده ‪ :‬يا دكتور ‪ ..‬عائشة ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬متاز ‪ ..‬عائشة ‪..‬‬
‫ث سكتوا!!‬
‫سكتوا؟! الربعون ؟!! نعم سكتوا ‪ ..‬الربعون !!‬
‫أخذت أطوف بنظري بينهم ‪ ..‬وأردد عبارات السف ‪ ..‬أل تعرفون رسولكم ‪ ..‬أل تعرفون‬
‫أمهات الؤمني ( أفاااااا ) ‪..‬‬
‫فقال أحدهم ‪ :‬هاه ‪ ..‬يا دكتور ‪ ..‬دكتور ‪ ..‬تذكرت إحدى زوجاته ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬من ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬آمنة !!‬
‫‪ ..‬وقد ظن السكي أنا زوجته ‪..‬‬ ‫آمنة ‪ ..‬هي أم رسول ال‬
‫قلت ‪ :‬آمنة !! هي أمه ‪ ..‬ال يليك لمك ‪!!..‬‬
‫فسكت خجلً ‪..‬‬
‫وخيّم الصمت عليهم ‪ ..‬والزن عليّ ‪..‬‬
‫فأراد أحدهم أن يزيل الكآبة عن الشيخ ‪ ..‬بواب يبهج خاطره ‪..‬‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫فقال ‪:‬‬
‫يا دكتور ‪ ..‬تذكرت اسم زوجة ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬هاه ‪ ..‬من؟‬
‫قال ‪ :‬فاطمة !!‬
‫ضحك بعض الطلب ‪ ..‬وظهر التعجب على آخرين ‪..‬‬
‫وفريق ثالث ‪ ..‬ل يبدُ منهم أي تفاعل ‪ ..‬لنم يظنون الواب صحيحا ‪ ..‬يظنون فاطمة اسم‬
‫‪..‬‬ ‫زوجة من زوجاته‬
‫قلت له ‪ :‬فاطمة رضي ال عنها ‪ ..‬هي ابنته ‪..‬‬
‫سكت الطالب ‪ ..‬بل سكت الميع ‪..‬‬
‫فقلت لم ‪:‬‬
‫أخبون يا شباب بأساء خسة من لعب فريق ‪ ..‬فريق ‪ ..‬وجعلت أتذكر فريقا كرويا أسألم عنه‬
‫‪ ..‬وخشيت أن ييبوا الواب الصحيح فأصاب بيبة أمل ‪ ..‬فلم أذكر فريقا قريبا ‪ ..‬وإنا‬
‫تباعدت ‪ ..‬علهم يعجزون عن الواب ‪ ..‬فقلت ‪ :‬من لعب فريق البازيل ‪..‬‬
‫فتصايوا ‪ :‬أنا ‪ ..‬أنا ‪..‬‬
‫وجعلت الساء تب عليّ هبوبا ‪ ..‬برنالدو ‪ ..‬تيتو ‪ ..‬ال ‪..‬‬
‫وأنا أعد بأصابعي ‪ ..‬فإذا أصابع يدي الول تتلئ ‪ ..‬ث تتلئ أصابع يدي الثانية ‪ ..‬ث أعود إل‬
‫الول ‪ ..‬فإذا هم قد عدوا خسة عشر اسا !!‬
‫فسألتهم ‪:‬‬
‫الذي أعرف أن عدد لعب الفريق ل يتعدى أحد عشر لعبا ‪..‬‬
‫فلماذا ذكرت خسة عشر ‪..‬؟‬
‫فقالوا ‪ :‬نن ذكرنا لك أساء اللعبي الساسيي ‪ ..‬والحتياط ‪..‬‬
‫والنكتة أنن لا كانوا يعدون أساء اللعبي ‪ ..‬كنت أعد بأصابعي وأعيد اسم اللعب ‪ ..‬فإذا‬
‫أخطأت ف لفظ السم ‪ ..‬ضحكوا من ( جهلي ) ‪ ..‬وعدلوا ل السم ‪..‬‬
‫وصدق ال ‪ ( ..‬أم ل يعرفوا رسولم فهم له منكرون ) ‪..‬‬

‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫ل تعتذروا‬
‫شعر طلب بقدار الزن البادي على وجهي ‪..‬‬
‫فبدؤوا يقولون معتذرين ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬ل تلمنا ‪ ..‬فالعلم يبز هؤلء فنحفظهم ‪..‬‬
‫فقلت لم ‪ :‬ل تعتذروا ‪ ..‬فالعلم يلك أن يبزهم ‪ ..‬لكنه ل يلك أن يلزمك بتابعتهم ‪ ..‬وتتبع‬
‫أخبارهم ‪ ..‬وحفظ أسائهم ‪ ..‬وتذاكر قصصهم ‪ ..‬وجعلهم مادة لحاديث مالسنا ‪ ..‬ومواضيع‬
‫منتدياتنا ‪ ..‬وألوان ألبستنا ‪ ..‬ال ‪..‬‬
‫فكما يوجد قنوات للرياضة ‪ ..‬فهناك قنوات للثقافة ‪ ..‬والخبار ‪ ..‬والشريعة ‪ ..‬والتعليم ‪..‬‬
‫وقل مثل ذلك فيما تنشره الرائد والجلت ومواقع النترنت ‪ ..‬إل غي ذلك ‪..‬‬
‫فل تعتذروا ‪..‬‬
‫ومن الطريف أن أذكر ‪..‬‬
‫أنن ألقيت ماضرة قبل أيام ف إحدى القرى ‪ ..‬أؤكد ‪ :‬إحدى القرى ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫كانت الحاضرة حول حياة النب‬
‫ذكرت ف آخر الحاضرة أهية تعلم السية النبوية ‪ ..‬ث ذكرت هذا الوقف الذي وقع بين وبي‬
‫طلب ‪..‬‬
‫كان أمامي بعض صغار السن الذي ل تتجاوز أعمارهم العشر سني ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقلت ف أثناء سردي للموقف ‪ :‬ث سألت طلب ‪ :‬أعطون أساء أربع من زوجات النب‬
‫وأكملت القصة ‪ ..‬والمر عادي ‪..‬‬
‫فلما قلت ‪ :‬ث قلت لطلب ‪ :‬هاه يا شباب ‪.‬ز أعطون أساء خسة من لعب البازيل ‪ ..‬تصايح‬
‫الصغار الذين أمامي ‪ :‬أنا ‪.‬ز أنا ‪ ..‬أنا ‪..‬‬
‫يظنون أسأل الاضرين !!‬
‫فرأيتها فرصة لتسجيل موقف ‪ ..‬فالتفت إل أحدهم ‪ ..‬وقلت ‪ :‬هاه يا شاطر ‪ ..‬أجب ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬برنالدو ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬يكفي ‪ ..‬تدرس ف أي صف يا شاطر ؟‬
‫فقال بكل براءة ‪ :‬رابع باء ‪!!..‬‬
‫فلتفت إل الثان وقلت ‪ :‬هاه ؟‬
‫قال ‪ :‬تيتو ‪..‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬ ‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫قلت ‪ :‬وأنت أي صف تدرس ؟‬
‫فقال ‪ :‬خامس جيم ‪..‬‬
‫كادت الدموع تنل من عين ‪..‬‬
‫ورأيت بعض الناس ‪ ..‬دمعت عيناه ‪ ..‬قهرا ‪ ..‬وحُ ّق له ذلك ‪..‬‬
‫أدركت عندها أننا باجة إل إبراز هذا الرسول ‪ ..‬الذي هو أحب إلينا من أرواحنا ‪..‬‬
‫فكان هذا الكتاب الختصر ف نوع من السية قلما يطرق ‪ ..‬وهو الكلم عن معجزاته وآيات‬
‫‪..‬‬ ‫نبوته‬
‫فعسى ال أن ينفع بذا الكتاب ويرفع ‪ ..‬آمي ‪ ..‬آمي ‪..‬‬
‫كتبه الداعي لك بالخير‪/‬‬
‫د‪.‬محمد بن عبد الرحمن العريفي‬
‫أستاذ جامعي‬
‫خطيب جامع البواردي بالرياض‬
‫عضو الهيئة العليا للعلم السلمي‬
‫محاضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس‬
‫مؤسس ومدير مركز ناصح للدراسات والستشارات‬
‫الجتماعية‬
‫الر يا ض ‪ 1/5/1427‬هـ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫أم ل يعرفوا رسولم ؟‬
‫اسه ‪ :‬ممد بن عبد ال بن عبد الطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلب ‪..‬‬
‫قبيلته ‪ :‬قرشي هاشي ‪.‬‬
‫كنيته ‪ :‬أبو القاسم ‪.‬‬
‫أمه ‪ :‬آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلب ‪..‬‬
‫قبيلتها ‪ :‬قرشية زهرية ‪..‬‬
‫بكة ف دار عمه أب طالب ‪..‬‬ ‫ولدته ‪ :‬ولد‬
‫تاريخ ولدته ‪ :‬يوم الثني ‪12‬ربيع الول من عام الفيل ( الوافق ‪ 20‬إبريل‪/‬نيسان عام‬
‫‪571‬للميلد ) ‪.‬‬
‫نشأ يتيما ‪ :‬توف أبوه وأمه حامل به ‪ ..‬حيث ماتت أمه وعمره ‪6‬سنوات فكفله جده عبد الطلب‬
‫ث مات جده ‪ ..‬فكفله من بعده عمه أبو طالب‪.‬‬
‫أرضعته حليمة بنت أب ذؤيب ‪ ..‬من قبيلة بن سعد ‪..‬‬
‫زواجه ‪:‬‬
‫تزوج خدية بنت خويلد بن أسد القرشية وهو ف الامسة والعشرين من عمره وهي ف الربعي‪,‬‬
‫ماتت خدية رضي ال عنها قبل الجرة بثلث سني ‪..‬‬
‫تزوج بعد خدية بقية نسائه الطاهرات ‪..‬‬
‫فتزوج سودة بنت زمعة ‪ ..‬رضي ال عنها ‪..‬‬
‫ث تزوج عائشة بنت أب بكر الصديق رضي ال عنهما ‪..‬‬
‫ث تزوج حفصة بنت عمر بن الطاب رضي ال عنهما ‪..‬‬
‫ث تزوج زينب بنت خزية بن الارث رضي ال عنها ‪..‬‬
‫ثك تزوج أم سلمة واسها هند بنت أمية رضي ال عنها ‪..‬‬
‫ث تزوج زينب بنت جحش رضي ال عنها ‪..‬‬
‫ث تزوج جويرية بنت الارث رضي ال عنها ‪..‬‬
‫ث تزوج أم حبيبة واسها رملة بنت أب سفيان ‪..‬‬
‫ث تزوج صفية بنت حييّ بن أخطب رضي ال عنها ‪..‬‬
‫ث تزوج ميمونة بنت الارث رضي ال عنها ‪..‬‬

‫‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪..‬‬ ‫وهي آخر من تزوج رسول ال‬
‫أولده ‪ :‬ثلثة ذكور ‪ ..‬وأربع إناث ‪..‬‬
‫ولدت له خدية ‪ :‬القاسم ‪ ..‬وعبد ال ‪ ..‬وقد ماتا صغيين ‪ ..‬وكان عبد ال يلقب بالطيب‬
‫والطاهر‪..‬‬
‫وولدت له جاريته مارية القبطية إبراهيم ‪ ..‬ومات صغيا أيضا ‪..‬‬
‫بناته ‪ :‬وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة ‪ ..‬وهؤلء كلهن من خدية ‪..‬‬
‫توف جيع أولده ف حياته ‪,‬إل ابنته فاطمة ‪..‬‬
‫بعثه ال تعال رسولً بوحي نزل عليه وهو يتعبد ف غار حراء ‪..‬‬
‫هو آخر النبياء والرسل ‪ ..‬وهو رسول إل الناس أجعي ‪..‬‬
‫كما قال سبحانه ‪ { :‬وما أرسلناك إل كافة للناس بشيا ًونذيرا ولكن أكثر الناس ل يعلمون }‬
‫سبأ‪.28/‬‬
‫وأنزل عليه ف رمضان أول آية من القرآن الكري وهي قوله تعال‪:‬‬
‫اقْ َرْأ بِا ْسمِ َرّبكَ اّلذِي خَلَ َق وتتابع نزول القرآن عليه بواسطة جبيل عليه السلم‪.‬‬
‫بدأ دعوته سرا مدة ثلث سنوات ‪..‬‬
‫ث أمره ال أن يهر با وينذر قومه‪,‬‬
‫فأعلن الدعوة إل توحيد ال تعال ونبذ الوثان‪.‬‬
‫لقي صدا وعنتا من كبار قريش وصناديدهم وأوذي أصحابه الكرام ‪..‬‬
‫لم بالجرة إل البشة ‪ ..‬وهي أثيوبيا اليوم ‪..‬‬ ‫فأذن‬
‫فهاجر إليها ثلثة وثانون رجل عدا النساء والولد ‪..‬‬
‫ث أمره ال تعال بالجرة إل الدينة فهاجر إليها مع أب بكر ف السنة الول الجرية الوافق سنة‬
‫‪ 622‬م ‪..‬‬
‫جرت بينه وبي قريش غزوات انتهت بفتح مكة سنة ثان للهجرة‪.‬‬
‫دانت له العرب وأتته وفودها تعلن إسلمها سنة ‪ 9‬و ‪ 10‬للهجرة‪.‬‬
‫وف سنة عشر للهجرة حج حجة الوداع وعاد إل الدينة‬
‫ث توف فيها ف ‪ 12‬ربيع الول عام ‪ 11‬للهجرة ( الوافق ‪ 8‬يونيو ‪ /‬حزيران سنة ‪632‬م ) ‪..‬‬

‫‪..‬‬ ‫من أهم الحداث ف حياته‬


‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫السراء والعراج ‪ :‬وكان قبل الجرة بثلث سني وفيه فرضت الصلة ‪..‬‬
‫السنة ‪1‬هـ ‪ :‬الجرة ‪..‬وبناء السجد ‪..‬وبداية تأسيس الدولة ‪..‬وفرض الزكاة‪.‬‬
‫السنة ‪2‬هـ ‪ :‬غزوة بدر الكبى ‪..‬‬
‫السنة ‪3‬هـ ‪ :‬غزوة أحد ‪..‬‬
‫السنة ‪4‬هـ ‪ :‬غزوة يهود بن النضي ‪..‬‬
‫السنة ‪5‬هـ ‪ :‬غزوة بن الصطلق ‪ ..‬وغزوة الحزاب ‪ ..‬وغزوة يهود بن قريظة ‪..‬‬
‫السنة ‪6‬هـ ‪ :‬صلح الديبية ‪..‬‬
‫والسلمون أول عمرة ف السلم ‪..‬‬ ‫السنة ‪7‬هـ ‪ :‬غزوة خيب ‪ ..‬وف هذه السنة اعتمر النب‬
‫السنة ‪8‬هـ ‪ :‬غزوة مؤتة بي السلمي والروم ‪ ..‬وفتح مكة ‪ ..‬وغزوة حُني ضد قبائل هوازن‬
‫وثقيف ‪..‬‬
‫‪ ..‬وف هذه السنة دخل الناس ف دين ال‬ ‫السنة ‪9‬هـ ‪ :‬غزوة تبوك ‪ ..‬وهي آخر غزواته‬
‫أفواجا ‪ ..‬وسي هذا العام عام الوفود ‪.‬‬
‫أكثر من مائة ألف مسلم ‪..‬‬ ‫السنة ‪10‬هـ ‪ :‬حجة الوداع ‪ ..‬وحج فيها مع النب‬
‫‪..‬‬ ‫السنة ‪11‬هـ ‪ :‬وفاة رسول ال‬
‫‪..‬‬ ‫وقد اخترت ف هذا الكتاب أن نسبح ف بر معجزاته وآيات نبوته‬
‫وهي كما قال شيخ السلم ابن تيمية تزيد على ألف معجزة ‪ ..‬لكن أذكر منها ما تيسر ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪9‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪10‬‬
‫آيات النبياء‬
‫آيات النبياء ومعجزاتم ‪ ..‬خصهم ال با تصديقا على رسالته ‪..‬‬
‫وتكون العجزات خارجة عن قدرة البشر ‪..‬‬
‫ومعجز كل رسول موافق للغلب من أحوال عصره ‪..‬‬
‫•فموسى عليه السلم ‪ ..‬حي بعث ف عصر السحرة ‪..‬‬
‫فلق ال له البحر ‪ ..‬وقلب العصا حية ‪..‬‬
‫•أما عيسى عليه السلم ‪ ..‬فبعث ف عصر الطب وأنواع العلج ‪..‬‬
‫فخصه ال بإبراء الرضى ‪ ..‬وإحياء الوتى ‪..‬‬
‫•أما ممد عليه السلم ‪ ..‬فقد جع ال له من أنواع اليات ‪ ..‬ما بر البيات ‪..‬‬
‫فنل عليه القرآن ‪..‬‬
‫الذي أعجز الفصحاء ‪ ..‬وغلب البلغاء ‪ ..‬وتبلد فيه الشعراء ‪..‬‬
‫ت ِمنْ َربّ ِه ُقلْ إِنّمَا الْآياتُ عِ ْن َد ال ّلهِ َوِإنّمَا َأنَا َنذِيرٌ مُبِيٌ *‬
‫َوقَالُوا َلوْل أُْن ِزلَ عَلَ ْيهِ آيَا ٌ‬ ‫قال ال ‪:‬‬
‫ب يُتْلَى عَ َل ْيهِ ْم إِ ّن فِي َذِلكَ َل َرحْ َمةً َوذِ ْكرَى لِ َقوْ ٍم ُيؤْمِنُونَ ‪..‬‬
‫أَ َوَلمْ َي ْكفِ ِه ْم َأنّا َأنْ َزلْنَا عَلَ ْيكَ اْلكِتَا َ‬
‫ولكثرة دلئل نبوة ممد ‪ ..‬ل يلك أحد أن يكذب با إل من عاند واستكب ‪..‬‬
‫بل حت الكفار الذين حاربوه ‪ ..‬وضيقوا عليه ‪ ..‬هم مصدقون بنبوته ف قلوبم ‪..‬ولكن ينعهم‬
‫الكب والغي من اتباعه ‪..‬‬
‫أو ما سعت أبا طالب يقول ‪:‬‬
‫وال لن يصلوا إليك بمعهم حت أوسد ف التراب دفينا‬
‫ودعوتن وعلمت أنك ناصحي فلقد صدقت وكنت فينا أمينا‬
‫وعرضت دينا قد عرفت بأنه من خي أديان البية دينا‬
‫لول اللمة أو حذار مسبة لوجدتن سحا بذاك مبينا‬
‫هو النب الق الذي يب عليهم اتباعه ‪ ..‬ولكنهم تكبوا‬ ‫وحت اليهود ‪ ..‬كانوا يعلمون أنه‬
‫عن ذلك ‪..‬‬
‫كل شيء شهد له بالنبوة ‪ ..‬حت الشجار ‪ ..‬والحجار ‪ ..‬واليوانات ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪10‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪11‬‬
‫ذئب يتكلم‬
‫‪..‬‬ ‫ف أوائل بعثة النب‬
‫كان أحد رعاة الغنم ‪ ..‬يرعى غنمه ف بعض بوادي الدينة ‪..‬‬
‫فعدا الذئب على شاة منها ‪ ..‬فأخذها وعدا هاربا ‪ ..‬فطلبه الراعي فانتزعها منه ‪..‬‬
‫فول الذئب هاربا ‪ ..‬ث وقف فجأة ‪ ..‬وأقعى الذئب على ذنبه ‪..‬‬
‫ث التفت إل الراعي ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫أل تتقي ال !! تنع من رزقا ساقه ال إلّ ؟!‬
‫فقال الراعي ‪ :‬يااااا عجبا !! ذئبٌ مقعٍ على ذنبه ‪ ..‬يكلمن كلم النس ‪!!!..‬‬
‫فقال الذئب ‪ :‬أل أخبك بأعجب من ذلك ؟‬
‫‪ ..‬أعجب من هذا ‪ ..‬رجل ف النخلت بي الرتي ‪ ..‬يبكم با مضى ‪ ..‬وما هو كائن بعدكم‬
‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫يعن رسول ال‬
‫ومضى الذئب إل شأنه !!‬
‫فأقبل الراعي يسوق غنمه ‪ ..‬حت دخل الدينة ‪ ..‬وجع غنمه ف زاوية من زواياها ‪..‬‬
‫فأخبه ‪..‬‬ ‫ث أتى النب‬
‫أحد الصحابة فنادى ف الناس ‪ :‬الصلة جامعة ‪..‬‬ ‫فأمر رسول ال‬
‫‪..‬‬ ‫فاجتمع الناس ف السجد ‪ ..‬ل يدرون لاذا جعهم النب‬
‫فخرج النب عليه الصلة والسلم عليهم ‪ ..‬فإذا هم جالسون ‪ ..‬منصتون بي يديه ‪..‬‬
‫والعراب راعي الغنم جالس بينهم ‪..‬‬
‫للعراب ‪ :‬أخبهم ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫فتكلم العراب ‪ ..‬وأخبهم بي الذئب ‪..‬‬
‫ساكت ‪..‬‬ ‫كان كلم العراب غريبا ‪ ..‬والناس يستمعون ‪ ..‬والنب‬
‫فلما انتهى الراعي من كلمه ‪..‬‬
‫‪ :‬صدق ‪..‬‬ ‫قال رسول ال‬
‫والذي نفس ممد بيده ‪ ..‬ل تقوم الساعة حت تكلم السباع النس ‪..‬‬

‫‪11‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪12‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ويكلمَ الرج َل عذبةُ سوطه ‪ ..‬وشرا ُك نعله ‪ ..‬ويبه فخذُه ما أحدث أهله بعده ‪..‬‬
‫فهذا من آيات نبوته أن شهدت له أنواع الخلوقات بالنبوة ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫إخباره ببعض الغيبات‬
‫بالغيبات أنواع ‪..‬‬ ‫إخباره‬
‫تاما ‪..‬‬ ‫فأحيانا يب بغيب ل يقع بعد ‪ ..‬فيقع على ما أخب به‬
‫من ذلك ‪..‬أنه ‪:‬‬
‫إل مكة معتمرا ‪..‬‬ ‫إل الدينة ‪ ..‬انطلق سعد بن معاذ‬ ‫بعد هجرة النب‬
‫فنل على أمية بن خلف ‪ ..‬وكان بينهما ودٌ وصداقة ف الاهلية ‪..‬‬
‫ول يكن وقع بي السلمي والكفار حروب بعد ‪..‬‬
‫فكان أمية إذا سافر إل الشام ‪ ..‬نزل عند صديقه سعد بن معاذ ف مكة ‪ ..‬وارتاح أياما ث واصل‬
‫سفره ‪..‬‬
‫وكذلك كان سعد ‪ ..‬يأت مكة ‪ ..‬فينل عند أمية ‪..‬‬
‫لا نزل سعد عند أمية ‪ ..‬قال له ‪ :‬يا أمية ‪ ..‬انظر ل ساعة خلوة ‪ ..‬لعلي أن أطوف بالبيت ‪..‬‬
‫فقال أمية ‪ :‬انتظر حت إذا انتصف النهار ‪ ..‬وغفل الناس ‪ ..‬انطلقت ‪ ..‬فطفت ‪..‬‬
‫فلما اشتدت شس النهار ‪ ..‬وأوى الناس إل بيوتم ‪..‬خرج أمية بسعد ‪ ..‬متوجها به إل البيت‬
‫الرام ‪ ..‬الكعبة ‪..‬‬
‫ف أثناء الطريق لقيهما رأس الكفر أبو جهل ‪..‬‬
‫نظر أبو جهل إل سعد بن معاذ فلم يعرفه ‪ ..‬فسأل أمية ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫يا أبا صفوان !! من هذا معك ؟‬
‫قال أمية ‪ :‬هذا سعد بن معاذ ‪ ..‬اليثرب ‪ ..‬أي القادم من يثرب وهي الدينة ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقبلوه مهاجرا إليهم ‪..‬‬ ‫فتذكر أبو جهل أن أهل يثرب ‪ ..‬هم الذين ناصروا النب‬
‫فغضب وقال ‪:‬‬
‫أل أراك تطوف بالبيت آمنا ‪ ..‬وقد آويتم ممدا والصباة معه ‪ ..‬والصباة هم الذين غيوا دينهم‬
‫‪..‬‬

‫( ) رواه البيهقي وأحد بإسناد صحيح ‪..‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪13‬‬
‫فسكت سعد ‪..‬‬
‫فقال أبو جهل ‪ :‬وزعمتم أنكم تنصرونم ‪ ..‬وتعينونم ‪ ..‬أما وال لول أنك مع أب صفوان ما‬
‫رجعت إل أهلك سالا ‪..‬‬
‫سعد سيد ف قومه ‪ ..‬ول يرضى أن يهان بثل هذا الكلم ‪ ..‬فغضب وقال ‪:‬‬
‫لئن منعتن من هذا ‪ ..‬لمنعنك ما هو أشد عليك منه ‪..‬‬
‫أمنعك من طريقك إل الشام ‪..‬‬
‫كان سعد يعلم أن أبا جهل تاجر له قوافل تذهب إل الشام ‪.‬ز ول بد أن تر بالدينة ‪ ..‬فهدده أن‬
‫يقطع الطريق عليها ‪..‬‬
‫ثار أبو جهل وسعد ‪ ..‬وتاصما ‪..‬‬
‫فتحي أمية ‪ ..‬لن ينتصر؟‬
‫فهذا سيد قومه ف الدينة ‪ ..‬وهذا سيد قومه ف مكة ‪..‬‬
‫فمالت نفسه مع أب جهل ‪..‬‬
‫فقال لسعد ‪ :‬يا سعد ‪ ..‬ل ترفع صوتك على أب الكم ‪ ..‬فإنه سيد أهل الوادي ‪..‬‬
‫يقول ‪ :‬إنه قاتلك ‪..‬‬ ‫‪ :‬وأنت دعنا منك يا أمية ‪ ..‬فوال لقد سعت رسول ال‬ ‫فقال سعد‬
‫ففزع أمية وقال ‪ :‬يقتلن بكة أم ف غيها ؟!‬
‫قال سعد ‪ :‬ل أدري ‪..‬‬
‫فاضطرب أمية وفزع فزعا شديدا ‪ ..‬وول وهو يقول ‪ ..‬وال ما يكذب ممد أبدا ‪..‬‬
‫ث رجع أمية إل أهله ‪ ..‬فدخل على زوجته ‪ ..‬وهو ينتفض وقال لا ‪:‬‬
‫يا أم صفوان ‪ ..‬أل تسمعي ما قال ل سعد ؟!!‬
‫قالت ‪ :‬وما قال لك ؟‬
‫قال ‪ :‬زعم أن ممدا أخبهم أنه قاتلي ‪..‬‬
‫ففزعت وقالت ‪ :‬بكة ؟‬
‫قال ‪ :‬ل أدري ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬وال ما يكذب ممد ‪..‬‬
‫فقال أمية ‪ :‬وال ل أخرج من مكة أبدا ‪..‬‬
‫ومضت اليام ‪..‬‬
‫‪13‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪14‬‬
‫فأقبلت لقريش قافلة من الشام ‪..‬‬
‫ليعترض طريقها ‪..‬‬ ‫فخرج‬
‫فأرسل قائد القافلة أبو سفيان إل قريش ف مكة يستنصرهم للخروج للقتال والدفاع عن القافلة‬
‫‪..‬‬
‫ثار أهل مكة ‪..‬‬
‫وقام أبو جهل يستنصر الناس ‪ ..‬ويستحثهم للخروج للقتال ‪..‬‬
‫ويقول ‪ :‬أدركوا عيكم ‪ ..‬أموالكم ‪..‬‬
‫بدأ الناس يتجهزون ‪ ..‬منهم من يد سيفه ‪ ..‬ومن يمع متاعه ‪ ..‬ومن يهز فرسه ‪..‬‬
‫كل أهل مكة تهزوا للخروج للقتال ‪ ..‬إل واحد ‪ ..‬أمية ين خلف ‪..‬‬
‫كره أمية أن يرج ‪ ..‬وخاف على نفسه ‪ ..‬وجلس ف ظل الكعبة ‪..‬‬
‫فعلم أبو جهل أن أمية سيتخلف عن الروج ‪..‬‬
‫فأتاه فقال ‪:‬‬
‫يا أبا صفوان ‪ ..‬إنك مت يراك الناس قد تلفت ‪ ..‬وأنت سيد أهل الوادي ‪ ..‬تلفوا معك ‪..‬‬
‫) ‪ ..‬ل يكذب أبدا ‪..‬‬ ‫فأب أمية أن يرج ‪ ..‬فهو يعلم أن ممدا (‬
‫أبو جهل كافر حقي ‪ ..‬لكنه ذكي !!‬
‫ابتكر أبو جهل طريقة يستحث با أمية للخروج ‪..‬‬
‫فماذا فعل ؟!‬
‫أخذ أبو جهل مبخرة ووضع فيها جرا وطيبا ‪..‬‬
‫ث أقبل بذا البخور إل أمية وهو جالس بي قومه ف ظل الكعبة ‪ ..‬وقال ‪ :‬خذ تطيب ‪ ..‬يا أبا‬
‫صفوان ‪ ..‬تطيب إنا أنت من النساء ‪..‬‬
‫أي ما دام أنك لن ترج للقتال فمعناه أنك ستجلس مع النساء ونن نرج نقاتل عنك ‪ ..‬فخذ‬
‫تطيب ‪ ..‬كما تتطيب النساء !!‬
‫آآآه ‪ ..‬ما أخبث أبا جهل !!! يعلم من أين تؤكل الكتف !!‬
‫ما كاد أمية يسمع هذا الكلم ‪ ..‬حت ثار ‪ ..‬وقام وهو يقول ‪:‬‬
‫أما إذ غلبتن ‪ ..‬فوال لشترين أجود بعي بكة ‪..‬‬
‫ث أقبل على بيته وقال ‪:‬‬
‫‪14‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪15‬‬
‫يا أم صفوان ‪ ..‬جهزين ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬يا أبا صفوان ‪ ..‬قد نسيت ما قال لك أخوك اليثرب !!‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬وما أريد أن أجوز معهم إل قريبا ‪ ..‬وأعود ‪..‬‬
‫كانت خطة أمية أن يسي مع اليش ‪ ..‬بعض الطريق ث يتخفى عنهم ‪ ..‬ويعود إل مكة ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬خرج أمية مع اليش ‪ ..‬وجعل ل ينل اليش منلً أثناء الطريق ‪ ..‬لنوم أو طعام ‪ ..‬إل‬
‫وفع ً‬
‫ربط بعيه بانبه ‪ ..‬استعدادا للهرب ‪..‬‬
‫لكن أبا جهل كان بالرصاد ‪ ..‬فلم يزل يسي مع اليش ‪ ..‬حت وصل موقع معركة بدر ‪..‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وقتله ال بأيدي السلمي ‪..‬‬
‫من أن السلمي يقتلون أمية ‪..‬‬ ‫وتقق ما أخب به‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫!!‬ ‫خطة لقتله‬
‫بشيء وقع ‪ ..‬لكنه وقع ف موضع غائب عنه ‪..‬‬ ‫وأحيانا يب‬
‫كأن يب بشيء وقع ف مكة ‪ ..‬أو فارس ‪ ..‬أو اليمن ‪..‬‬
‫ومن ذلك ‪:‬‬
‫بعد معركة بدر وهزية مشركي قريش فيها ‪..‬‬
‫رجع كفار قريش إل مكة ‪..‬‬
‫وقد قتل منهم من قتل ‪ ..‬وأسر من أسر ‪..‬‬
‫كانت مصيبة عظيمة على قريش ‪..‬‬
‫أقبل عمي بن وهب ‪ ..‬إل الكعبة فرأى صفوان بن أمية جالسا ف الجر ف ظل الكعبة ‪..‬‬
‫فجلس عمي إليه ‪..‬‬
‫وجعل يتبادلن الهات ‪ ..‬فكلها مصاب ‪ ..‬عمي ابنه مأسور ‪ ..‬وصفوان أبو مقتول ‪..‬‬
‫ش بعد قتلى بدر ‪..‬‬
‫فقال صفوان ‪ :‬قبح ال العي َ‬
‫قال عمي ‪ :‬أجلْ ‪ ..‬وال ما ف العيش خي بعدهم ‪..‬‬
‫ث تمس عمي فقال ‪ :‬لول دينٌ عليّ ‪ ..‬ل أجد له قضاء ‪ ..‬وعيالٌ ل أدع لم شيئا ‪ ..‬لرحلت‬
‫إل ممد فقتلته ‪ ..‬إن ملت عين منه ‪..‬‬

‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪16‬‬
‫فإن ل علة أعتل با إن دخلت الدينة ‪ ..‬أقول ‪ :‬قدمتُ على ابن أفدي هذا السي ‪..‬‬
‫فرح صفوان بقوله ‪ ..‬وشعر أنا فرصة للنتقام ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬عليّ دينُك ‪ ..‬فأنا أقضيه ‪ ..‬وعيالك أسوة عيال ف النفقة ‪ ..‬فاذهب إل ممد فاقتله ‪..‬‬
‫شعر عمي أنه أوقع نفسه ف فخ ‪ ..‬ولكن ل سبيل للتراجع ‪..‬‬
‫صقِولً مسموما ‪..‬‬
‫قام صفوان مسرعا ‪ ..‬وجهز لعمي راحلة ‪ ..‬ودفع إل عمي سيفا م ُ‬
‫وودع عمي أهله ‪ ..‬ومضى يسي مغادرا مكة وقد تكون نظراته إل بيوتا وجبالا هي النظرات‬
‫الخية ‪..‬‬
‫وصل عمي إل الدينة ‪..‬‬
‫توجه إل السجد ‪..‬‬
‫نزل عند بابه ‪ ..‬وعقل راحلته ‪..‬‬
‫وتناول سيفه السموم ‪ ..‬وعلقه ف عنقه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ودخل السجد ‪ ..‬وتوجه إل رسول ال‬
‫رآه عمر ‪ ..‬فصاح ‪ :‬هذا عدو ال ‪ ..‬الذي حرّش بيننا يوم بدر ‪..‬‬
‫انطلق عمر ليمنعه من الوصول إل رسول ال ‪ ..‬لكنه وصل ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وقف عمي بي يدي النب‬
‫‪ ..‬ويضربه فجأة بالسيف ويقتله ‪ ..‬ث ل يهمه ما يقع بعد‬ ‫وكانت خطته ‪ ..‬أن يغافل النب‬
‫ذلك ‪ ..‬فقد قضى دينه ‪ ..‬وأمّن عياله ‪..‬‬
‫مسكي ‪ ..‬كان يظن السألة سهلة إل هذه الدرجة !!‬
‫إل عمي ‪ ..‬ورأى السيف معه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫نظر النب‬
‫ما أقدمك ؟‬
‫كان عمي متوقعا هذا السؤال ‪ ..‬وبالتال فالواب جاهز ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫ابن أسي عندكم ‪ ..‬وجئت أفتديه ‪ ..‬ففادونا ف أسرائنا ‪ ..‬فإنكم العشية والهل ‪..‬‬
‫‪ :‬فما بال السيف ف عنقك !!‬ ‫فقال‬
‫فعلً!! من جاء ليفتدي أسي يعلق ف عنقه كيس مال ‪ ..‬ل سيفا ‪..‬‬
‫فقال عمي ‪ :‬قبحها ال من سيوف ‪ ..‬فهل أغنت عنا شيئا يوم بدر ‪ !!..‬إنا نسيته ف عنقي حي‬
‫نزلت ‪..‬‬
‫‪16‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪17‬‬
‫‪ :‬اصدقن ‪ ..‬ما أقدمك ؟؟‬ ‫فقال له رسول ال‬
‫قال ‪ :‬ما قدمتُ إل ف أسيي ‪..‬‬
‫‪ :‬فماذا شرطت لصفوان بن أمية ف الجر ‪ ..‬؟؟‬ ‫فقال‬
‫ففزع عمي ‪ ..‬وقال ‪ :‬ماذا شرطت ؟!!‬
‫قال ‪ :‬تملت له بقتلي ‪ ..‬على أن يعول بيتك ‪ ..‬ويقضي دينك ‪ ..‬وال حائل بينك وبي ذلك ‪..‬‬
‫ببه مع صفوان !‬ ‫انتفض عمي ‪ ..‬وعجب كيف علم النب‬
‫فقال ‪ :‬أشهد أنك رسول ال ‪ ..‬وأن ل إله إل ال ‪..‬‬
‫كنا نكذبك بالوحي وبا يأتيك من السماء ‪..‬‬
‫وهذا الديث كان بين وبي صفوان ف الجر ‪ ..‬ل يطلع عليه أحد غيي وغيه ‪ ..‬فما أأخبك‬
‫(‪)3‬‬
‫به إل ال ‪..‬‬
‫ودخل عمي ف السلم ‪ ..‬وصار من خيار السلمي ‪..‬‬
‫الت رآها عمي فدخل ف السلم بسببها ‪..‬‬ ‫فهذا من آيات نبوة ممد‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫الشاة السمومة !!‬
‫مع اليهود لا أرادوا قتله ‪..‬‬ ‫وكذلك ما وقع منه‬
‫وقعت له غزوة إل اليهود ف خيب ‪ ..‬فحاصرهم ‪ ..‬حت طال الصار ‪..‬‬ ‫فإنه‬
‫ث استسلموا ‪ ..‬ودخا عليه الصلة والسلم فاتا ‪..‬‬
‫فأقبلت امرأة يهودية حاقدة ‪ ..‬وطبخت شاة ‪ ..‬وشوتا ‪ ..‬وجعلت فيها سا ‪..‬‬
‫ومن حقدها سألت ‪ :‬أي الشاة أحب إل ممد ؟‬
‫فقيل لا ‪ :‬الذراع ‪..‬‬
‫فزادت السم ف الذراع ‪..‬‬
‫مع بعض أصحابه ف خيب ‪..‬‬ ‫فلما استقر‬
‫وأصحابه ‪ ..‬وزعمت أنه هدية لم !!‬ ‫أقبلت اليهودية بطعامها ‪ ..‬ووضعته بي يدي النب‬
‫عجبا !! هل رأيت أحدا يهدي الوت ؟!‬

‫( ) أخرجه موسى بن عقبة ف مغازيه ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪18‬‬
‫‪ ..‬حصار طويل ‪ ..‬وزاد قليل ‪ ..‬وحر وتعب ‪ ..‬ث شاة‬ ‫كان الصحابة جائعي ‪ ..‬وكذلك كان‬
‫مشوية !!‬
‫وضع لصحابة أيديهم آكلي ‪..‬‬
‫أخذ قطعة من الذراع فرفعها إل فمه الطاهر ‪ ..‬ونش من لمها نشة ‪..‬‬ ‫ورسول ال‬
‫وفجأة صاح بأصحابه ‪ ..‬أن يتوقفوا عن الكل ‪..‬‬
‫فتوقفوا ‪ ..‬مندهشي ‪..‬‬
‫‪ :‬اجعوا إلّ من كان هاهنا من يهود ‪..‬‬ ‫ث قال‬
‫فجمعوهم له ‪..‬‬
‫‪ :‬إن سائلكم عن شيء ‪ ..‬فهل أنتم صادقي عنه ؟‬ ‫فقال‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫‪ :‬من أبوكم ؟‬ ‫فقال‬
‫كان لذه القبيلة من اليهود جد ‪ ..‬ل يفتخرون بالنتساب إليه ‪ ..‬فيدعون النتساب إل جد آخر‬
‫‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬أبو نا فلن ‪..‬‬
‫‪ :‬كذبتم ‪ ..‬بل أبوكم فلن ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫قالوا ‪ :‬صدقت ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه ؟‬
‫فقالوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬يا أبا القاسم ‪ ..‬وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته ف أبينا ‪..‬‬
‫فقال لم ‪ :‬من أهل النار ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نكون فيها يسيا ‪ ..‬ث تلفونا فيها ‪..‬‬
‫‪ :‬اخسئوا فيها ‪ ..‬وال ل نلفكم فيها أبدا ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫ث قال ‪ :‬هل أنتم صادقي عن شيء ‪ ..‬إن سألتكم عنه ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬يا أبا القاسم ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬هل جعلتم ف هذه الشاة سا ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬نعم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ما حلكم على ذلك ؟‬
‫‪18‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪19‬‬
‫قالوا ‪ :‬أردنا إن كنت كاذبا ‪ ..‬نستريح منك ‪ ..‬وإن كنت نبيا ل يضرك ‪..‬‬
‫ولكن !! من أخبك ؟‬
‫(‪)4‬‬
‫الذراع وقال ‪ :‬أخبتن هذه الذراع ‪..‬‬ ‫فرفع‬
‫فصلوات رب وسلمه عليه ‪ ..‬حت الذراع أنطقها ال ‪ ..‬لا ل ترد أن تضر نبيه ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫رب قتل ربكما !!‬
‫ومن إخباره أيضا بالغيبات ‪..‬‬
‫أنه بعث عبد ال بن حذافة إل كسرى ملك الفرس ‪ ..‬يدعوه إل السلم ‪..‬‬
‫وصل الكتاب إل كسرى ‪ ..‬وهو ملك عظيم ف قومه ‪ ..‬يلك فارس كلها ‪ ..‬إيران ‪..‬‬
‫وأفغانستان ‪ ..‬وباكستان ‪ ..‬وغيها ‪..‬‬
‫فلما قرأ كسرى الكتاب غضب ‪ ..‬ومزق الكتاب ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫ل بذا الكتاب وهو عبدي ‪!!..‬‬
‫يكتب إ ّ‬
‫كان كسرى متكبا متغطرسا ‪ ..‬فلم يكتف بتمزيق الكتاب ‪ ..‬ل ‪ ..‬وإنا كتب إل أمي اليمن‬
‫باذان ‪:‬‬
‫ل تنبأ ‪ ..‬فابعث إليه من عندك رجلي جلدين فليبطاه وليأتيان به ‪..‬‬
‫بلغن أن ف أرضك رج ً‬
‫فبعث أمي اليمن باذان رجلي ‪ ..‬ليبطا النب ويضراه إليه !!!‬
‫مساكي !!‬
‫‪..‬‬ ‫خرج الرجلن حت قدما الدينة ‪ ..‬فدخل على رسول ال‬
‫فقال له ‪ :‬انطلق معنا ‪ ..‬وإن أبيت فكسرى مهلكك ومهلك قومك ومرب بلدك ‪..‬‬
‫فنظر إليهما النب ‪ ..‬فإذا ها قد حلقا لاها وأبقيا شواربما‪..‬‬
‫فكره النظر إليهما ‪ ..‬وقال ‪ :‬ويلكما !! من أمركما بذا ؟؟‬
‫قال ‪ :‬أمرنا بذا ربنا ‪ ..‬يعنيان كسرى ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬لكن رب عز وجل ‪ ..‬أمرن بإعفاء ليت وبقص شارب ‪..‬‬
‫ث قال لما بكل هدووووء ‪:‬‬
‫ارجعا حت تأتيان الغد ‪..‬‬

‫( ) رواه البخاري عن أب هريرة ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪19‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪20‬‬
‫وجاء الوحي إل رسول ال ‪ ..‬أن ال سلط على كسرى ابنه فقتله ‪..‬‬
‫فلما أتيا رسول ال قال لما ‪:‬‬
‫إن رب غضب على ربكما فقتله ‪ ..‬فدمه ف نره ساخن الساعة ‪..‬‬
‫يعن ‪ :‬مات الن ‪ !!..‬فل يزال دمه يري منه حارا ‪..‬‬
‫فاستعظما المر ‪ ..‬وقال له ‪ :‬هل تدري ما تقول ؟! أنكتب بذا عنك ؟ أنب اللك به ؟‬
‫فقال بكل ثقة ‪ :‬نعم ‪ ..‬أخباه ذلك عن ‪..‬‬
‫وقول له ‪:‬‬
‫إن دين وسلطان سيبلغ ما بلغ ملك كسرى ‪ ..‬وينتهي إل منتهى الف والافر ‪..‬‬
‫وقول له ‪:‬‬
‫إنك إن أسلمت أعطيتك ما تت يديك وملكتك على قومك من البناء ‪..‬‬
‫فخرج الرجلن من عنده ‪ ..‬يبان السي إل اليمن ‪ ..‬حت قدما على باذان وأخباه الب ‪..‬‬
‫فإذا هو ل يبلغه ما وقع ف فارس لبعد السافة ‪..‬‬
‫فقال باذان ‪ :‬وال ما هذا بكلم ملك ‪ ..‬وإن لرى الرجل نبيا كما يقول ‪ ..‬ولننظرن ما قد قال‬
‫‪ ..‬فلئن كان ما قد قال حقا فإنه لنب مرسل ‪ ..‬وإن ل يكن فسنرى فيه رأينا ‪..‬‬
‫فلم يلبث باذان أن قدم عليه كتاب شيويه ابن كسرى ‪ ..‬يبه أنه صار اللك ‪ ..‬ويأمره بالطاعة‬
‫‪..‬‬
‫فنظر باذان ف وقت مقتل كسرى ‪ ..‬فإذا هي الساعة الت أخب النب با الرجلي ‪..‬‬
‫(‪)5‬‬
‫فقال باذان ‪ :‬إن هذا الرجل لرسول ال ‪ ..‬ث أسلم باذان ل تعال ‪ ..‬وأسلم أهل اليمن ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫موت النجاشي ‪..‬‬
‫ل صالا آوى الؤمني ‪ ..‬ونصرهم ‪..‬‬
‫كان النجاشي ‪ t‬رج ً‬
‫يبه ويهدي إليه ‪..‬‬ ‫فكان النب‬
‫يوما هدية فيها طيب ورداء ‪ ..‬وأرسل با رسو ًل إل البشة ‪ ..‬أثيوبيا ‪..‬‬ ‫فجهز له النب‬
‫ولا انطلق الرسول إل البشة ‪..‬‬
‫لم سلمة ‪ t‬وكان قد تزوج با حديثا ‪: ..‬‬ ‫قال‬

‫( ) ذكره ابن إسحاق ف السية ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪20‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪21‬‬
‫قد أهديت للنجاشي أواق من مسك وحلة ‪ ..‬وما أراه إل قد مات ‪ ..‬ول أرى هديت الت‬
‫أهديتُ إليه إل سترد إلّ ‪..‬‬
‫ك ‪..‬‬
‫فإذا ردت إل فهي ل ِ‬
‫‪..‬‬ ‫فكان كما قال‬
‫هديته ‪..‬‬ ‫مات النجاشى وردت إليه‬
‫فلما ردت إليه الدية أعطى كل امرأة من نسائه أوقية من ذلك السك ‪ ..‬وأعطى سائره أم سلمة‬
‫‪ ..‬وأعطاها اللة ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫مقتل السود العنسي ‪..‬‬
‫اخب بقتل السود العنسي ف صنعاء اليمن ف الليلة الت قتل فيها ف الدينة ‪,‬فجاء الب با أخب‬
‫به ‪ [.‬رواه البخاري ]‬
‫ف مالسه مع أصحابه يدثهم أحيانا بأحداث مستقبلية ‪..‬‬ ‫كان‬
‫كخبه عن أشراط الساعة وغيها ‪..‬‬
‫عن أشخاص يدّعون النبوة ‪..‬‬ ‫ومن ذلك إخباره‬
‫ومن هؤلء السود العنسي اليمن ‪ ..‬الذي ادعى أنه نب ‪ ..‬وتغلب على أهل اليمن حت ملكها‬
‫كلها ‪..‬‬
‫إل اليمن لدعوة أهلها ‪..‬‬ ‫وكان باليمن معاذ بن جبل ‪ t‬وأبو موسى الشعري قد بعثهما النب‬
‫فخرجا من اليمن لا رأيا تغلب السود عليها ‪..‬‬
‫تكن السود العنسي من اليمن ‪ ..‬وجعل أهل اليمن يرتدون عن السلم ‪..‬‬
‫تزوج السود العنسي امرأة اسها زاذ ‪ ..‬وكانت امرأة حسناء جيلة ‪ ..‬مؤمنة بال تعال مصدقة‬
‫‪..‬‬ ‫برسوله ممد‬
‫كانت زاذ امرأة صالة ‪ ..‬لكن السود قتل زوجها وأكرهها على الزواج منه ‪..‬‬
‫وكان لا ابن عم اسه فيوز ‪ ..‬رجل صال ‪..‬‬
‫مضت اليام والسود العنسي يزداد طغيانه يوما فيوما ‪..‬‬
‫أن يقضي على فتنة السود ‪ ..‬لكن اليمن بعيدة ‪ ..‬وقيادة جيش كامل إل اليمن فيه‬ ‫أراد النب‬
‫مشقة شديدة ‪..‬‬
‫‪21‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪22‬‬
‫رسالة إل أهل اليمن ‪ ..‬مع رجل اسه وبر بن ينس الديلمي ‪..‬‬ ‫فبعث النب‬
‫يأمر السلمي الذين هناك بقاتلة السود العنسي والقضاء على فتنته ‪..‬‬
‫فقام فيوز ودخل على بنت عمه زاذ امرأة السود ‪ ..‬وقال لا ‪:‬‬
‫يا ابنة عمي ‪ ..‬قد عرفت بلء هذا الرجل لقومك ‪ ..‬قد قتل زوجك ‪ ..‬وطأطأ رؤوس قومك ‪..‬‬
‫قتل رجالم ‪ ..‬وفضح نساءهم ‪ ..‬فهل تعينينا عليه ؟‬
‫قالت ‪ :‬أعينكم على أي أمر ؟‬
‫قال ‪ :‬إخراجه من اليمن ‪..‬‬
‫قالت الرأة ‪ :‬أو قتله ؟‬
‫قال ‪ :‬أو قتلة ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪ ..‬وال ما خلق ال شخصا هو أبغض إلّ منه ‪ ..‬فما يقوم ل بق ‪ ..‬ول ينتهي له عن‬
‫حرمة ‪ ..‬فإذا عزمتم على قتله فأخبون ‪ ..‬أعلمكم با ف هذا المر ‪..‬‬
‫استبشر فيوز بذلك ‪ ..‬وخرج من عندها واجتمع بأصحابه وجعلوا يتشاورون ‪ ..‬فبينما هم‬
‫كذلك ‪..‬‬
‫إذ مر بم السود ‪ ..‬وقد جُمعت له مائة دابة ما بي بقرة وبعي ‪..‬‬
‫فقام السود وخط خطا ف الرض ‪ ..‬فأقيمت الدواب من وراء الط ‪ ..‬صفا واحدا ‪..‬‬
‫وقام السود دونا ‪ ..‬فنحرها بسكي معه ‪ ..‬وهي غي مربوطة ‪ ..‬ول معقّلة ‪ ..‬وهي تنصاع له ‪..‬‬
‫ول تقاوم ‪ ..‬ما يتقدم أو يتأخر عن الط منها شيء ‪ ..‬حت زهقت أرواحها !!‬
‫وليس هذا غريبا ‪ ..‬فقد كان السود يستعمل الن والشياطي والكهانة ف التأثي ‪ ..‬وف‬
‫استكشاف أخبار الناس ‪ ..‬ويدعي أنه نب يب الناس بالغيب !!‬
‫ث التفت السود إل فيوز وقال ‪ :‬أحقٌ ما بلغن عنك يا فيوز ؟ لقد همت أن أنرك فألقك‬
‫بذه البهيمة ‪ ..‬وأبدى السود له السكي ورفعها عليه ‪..‬‬
‫فقال فيوز مهدئا له ‪ :‬اخترتنا لصهرك ‪ ..‬وفضلتنا على البناء ‪ ..‬فلو ل تكن نبيا ما بعنا نصيبنا‬
‫منك بشيء ‪ ..‬فكيف وقد اجتمع لنا بك أمر الخرة والدنيا ‪ ..‬فل تقبل علينا أمثال ما يبلغك ‪..‬‬
‫فأنا بيث تب ‪..‬‬
‫فرضي السود عنه ‪ ..‬وأمره بقسم لوم تلك النعام ‪..‬‬
‫ففرقها فيوز ف أهل صنعاء ‪..‬‬
‫‪22‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪23‬‬
‫ث أسرع فرجع إل السود ‪ ..‬فلما اقترب منه ‪ ..‬فإذا مع السود رجل يرّضه على قتل فيوز ‪..‬‬
‫وإذا السود يقول ‪ :‬أنا قاتله غدا وأصحابه ‪..‬‬
‫ث دخل السود داره ‪ ..‬ول يعلم بفيوز ‪..‬‬
‫فرجع فيوز إل أصحابه فأعلمهم با سع من السود ‪..‬‬
‫فاجتمع رأيهم على قتل السود قبل أن يقتلهم ‪..‬‬
‫فمضى فيوز فدخل على زوجة السود فعرض عليها المر ‪ ..‬وكيف يقتلونه ؟‬
‫فقالت ‪ :‬إنه ليس من الدار بيت ول حجرة ‪ ..‬إل والرس ميطون به ‪..‬‬
‫غي هذا البيت ‪ ..‬وأشارت إل غرفة منوية ف الدار ‪ ..‬فإن ظهر هذا البيت إل مكان كذا وكذا‬
‫من الطريق ‪..‬‬
‫فإذا أمسيتم ‪ ..‬فانقبوا الدار من الارج على هذا البيت ‪ ..‬فإذا دخلتم فليس من دون قتله شيء‬
‫‪..‬‬
‫وإن سأضع ف البيت سراجا وسلحا ‪..‬‬
‫فوافقها فيوز على ذلك ‪..‬‬
‫ث قام خارجا من عندها متخفيا ‪..‬‬
‫وفجأة فإذا السود أمامه ‪ ..‬فقال له ‪ :‬ما أدخلك على أهلي ؟‬
‫وكان السود عنيفا ‪ ..‬واشتد غضبه ‪ ..‬وهم بقتله ‪ ..‬فصاحت الرأة ‪ ..‬وقالت ‪ :‬ابن عمي ‪ ..‬ابن‬
‫عمي ‪ ..‬جاءن زائرا ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬اسكت ‪ ..‬ل أبا لك ‪ ..‬قد وهبته لك ‪..‬‬
‫فخرج فيوز على أصحابه فقال ‪ :‬النجاء ‪ ..‬النجاء ‪ ..‬وأخبهم الب ‪ ..‬وأن السود اطلع عليه‬
‫‪ ..‬وشك ف أمرهم ‪..‬‬
‫فحاروا ماذا يصنعون ‪..‬‬
‫فبعثت الرأة إليهم ‪ ..‬تشجعهم ‪ ..‬وتقول لم ‪:‬‬
‫ل تنثنوا عما كنتم عازمي عليه ‪..‬‬
‫فدخل عليها فيوز ‪ ..‬فاستثبت منها الب ‪ ..‬ث دخل إل الغرفة الت سينقبون جدارها ‪ ..‬وجعل‬
‫ل ‪..‬‬
‫ينقب الدار من الداخل ليسهل عليهم العمل لي ً‬
‫ث أقبل إل غرفة زوجة السود ‪ ..‬فجلس عندها كالزائر لا ‪..‬‬
‫‪23‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪24‬‬
‫فدخل السود فقال ‪ :‬وما هذا ؟‬
‫فقالت ‪ :‬إنه أخي من الرضاعة ‪ ..‬وهو ابن عمي ‪ ..‬فنهره السود وأخرجه ‪..‬‬
‫فرجع فيوز إل أصحابه ‪..‬‬
‫فلما كان الليل ‪ ..‬نقبوا جدار ذلك البيت من الارج ‪ ..‬فدخلوا ‪ ..‬فوجدوا فيه سراجا تت قدر‬
‫مقلوب ‪..‬‬
‫فأخذوه ‪ ..‬وأخذوا السلح ‪ ..‬ول يشعر بم أحد ‪..‬‬
‫ث تقدم فيوز ‪ ..‬ودخل على السود ‪ ..‬فإذا السود نائم على فراش من حرير ‪ ..‬قد غرق رأسه‬
‫ف جسده ‪ ..‬وهو سكران يغط ‪ ..‬والرأة جالسة عنده ‪..‬‬
‫فعاجله ودق عنقه بالسيف ‪ ..‬وأقبل أصحاب فيوز فساعدوه ‪ ..‬وجعل السود يور ويصيح ‪..‬‬
‫فأقبل الرس مسرعي إل غرفة نومه ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬ما هذا ؟ ما هذا ؟!!‬
‫فخرجت إليهم الرأة وقالت ‪ :‬النب يوحي إليه !!‬
‫فرجعوا ‪..‬‬
‫وصدقوا أنم نبيهم يوحى إليه ‪ !!..‬فل ينبغي قطع الوحي عليه ‪..‬‬
‫وف الصباح خرج فيوز مع أصحابه ‪ ..‬وألقوا رأس السود إل الناس ‪ ..‬وجعلوا يؤذنون قائلي ‪:‬‬
‫اشهد أن ممدا رسول ال ‪ ..‬اشهد أن ممدا رسول ال ‪..‬‬
‫وانطفأت فتنة السود العنسي بقتله ‪..‬‬
‫هذا ما حدث ف اليمن ‪ ..‬ف صنعاء ‪..‬‬
‫من السماء ف الليلة نفسها ‪..‬‬ ‫أما ف الدينة ‪ ..‬فقد أتى الب إل النب‬
‫فلما جلس مع أصحابه ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫قتل العنسي البارحة ‪ ..‬قتله رجل مبارك ‪ ..‬من أهل بيت مباركي ‪..‬‬
‫قيل ‪ :‬ومن ؟‬
‫قال ‪ :‬فيوز ‪ ..‬فيوز ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وبعدها بثلثة أيام ‪ ..‬توف النب‬
‫أنه تكشف له بعض الغيبات الواقعة ف بلد بعيدة ‪..‬‬ ‫فهذا أيضا من أعلم نبوته‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫‪24‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪25‬‬
‫وعليك السلم ‪ ..‬خبيب ‪!!..‬‬
‫بعد معركة أحد قوم من قبيلت عضل والقارة ‪ ..‬فقالوا ‪:‬‬ ‫قدم على رسول ال‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬إن فينا إسلما ‪ ..‬فابعث معنا نفرا من أصحابك ‪..‬‬
‫يفقهوننا ف الدين ‪..‬‬
‫ويقرئوننا القرآن ‪..‬‬
‫ويعلموننا شرائع السلم ‪..‬‬
‫معهم نفرا ستة من خيار أصحابه ‪ ..‬وهم ‪:‬‬ ‫فبعث رسول ال‬
‫مرثد بن أب مرثد الغنوي ‪..‬‬
‫وخالد بن البكي الليثي ‪..‬‬
‫وعاصم بن ثابت ‪..‬‬
‫وخبيب بن عدي ‪..‬‬
‫وزيد بن الدثنة ‪..‬‬
‫وعبد ال بن طارق ‪..‬رضي ال عنهم ‪..‬‬
‫فخرجوا مع القوم ‪ ..‬وكانوا يرون بقبائل كافرة ‪ ..‬ويتخفّون ‪..‬‬
‫حت وصلوا إل موضع اسه "الرجيع " ‪ ..‬وهو قريب من قبيلة هذيل ‪..‬‬
‫فسمعت بم قبيلة هذيل ‪ ..‬فخرج إليهم مائة فارس من هذيل ‪..‬‬
‫فاقتصوا آثارهم ‪ ..‬حت أتوا من ًل نزلوه فوجدوا فيه نوى تر تزودوه من الدينة ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬هذا تر يثرب ‪..‬‬
‫فتبعوا آثارهم حت لقوهم ‪..‬‬
‫فلما أدركوهم ‪ ..‬هجموا عليهم ‪ ..‬فلجأ الصحابة إل هضبة ‪..‬‬
‫فأقبل القوم فأحاطوا بم ‪ ..‬وحاولوا الصعود إليهم ‪ ..‬فلم يقدروا ‪..‬‬
‫فقالوا للصحابة ‪ :‬لكم العهد واليثاق ‪ ..‬إن نزلتم إلينا أل نقتل منكم رجلً ‪..‬‬
‫فقال عاصم ‪ :‬أما أنا فل أنزل ف ذمة كافر ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ث رفع بصره إل السماء وقال ‪ :‬اللهم أخب عنا رسولك‬
‫فثار الذليون ‪ ..‬وقاتلوا الصحابة وجعلوا يرمونم بالنبل ‪ ..‬حت قتلوا عاصما وأصحابه ‪..‬‬
‫وبقي خبيب بن عدي ‪ ..‬وزيد بن الدثنة ‪ ..‬وعبد ال بن طارق ‪..‬‬
‫‪25‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪26‬‬
‫فناداهم القوم ‪ ..‬وأعطوهم العهد واليثاق ‪ ..‬فاستسلموا لم ‪..‬‬
‫فنل الصحابة إليهم ‪..‬‬
‫فلما استمكنوا منهم ‪ ..‬حلوا أوتار قسيهم ‪ ..‬فربطوهم با ‪..‬‬
‫فقال عبد ال بن طارق ‪ :‬هذا أول الغدر ‪ ..‬وأطلق يده من الرباط ‪ ..‬وأخذ سيفه ‪ ..‬وتأخر عنهم‬
‫‪ ..‬ورفع السيف ‪ ..‬وكان شجاعا قويا ‪ ..‬فلم يرؤوا على القتراب منه ‪ ..‬فأخذوا يرمونه‬
‫بالجارة ‪ ..‬حت مات ‪.. t‬‬
‫وانطلقوا ببيب ‪ ..‬وزيد ‪ ..‬حت باعوها بكة ‪..‬‬
‫فاشترى خبيبا بنو الارث بن عامر ‪ ..‬وكان خبيب قد قتل الارث ف معركة بدر ‪..‬‬
‫وأما زيد ‪ ..‬فابتاعه صفوان بن أمية ‪ ..‬ليقتله عوضا عن أبيه الذي قتله السلمون ف معركة بدر‬
‫‪..‬‬
‫ودفعه صفوان إل عبد له اسه نسطاس ‪ ..‬ليقتله ‪..‬‬
‫خرج به نسطاس من مكة ليقتله ‪ ..‬واجتمعت قريش ‪ ..‬لتراه ‪ ..‬فيهم أبو سفيان بن حرب ‪..‬‬
‫فقال له أبو سفيان ‪ -‬حي رأى زيدا مربوطا ليقتل ‪ : -‬أنشدك بال يا زيد ‪ :‬أتب أن ممدا الن‬
‫عندنا ‪ ..‬مكانك نضرب عنقه ‪ ..‬وأنك ف أهلك ؟‬
‫فقال ‪ :‬وال ما أحب أن ممدا الن ف مكانه الذي هو فيه ‪ ..‬تصيبه شوكة تؤذيه ‪ ..‬وأن جالس‬
‫ف أهلي ‪..‬‬
‫) ‪..‬‬ ‫فقال أبو سفيان ‪ :‬ما رأيت من الناس أحدا يب أحدا ‪ ..‬كحب أصحاب ممد ممدا (‬
‫ث قتله نسطاس ‪..‬‬
‫فرضي ال عن زيد ‪..‬‬
‫وأما خبيب بن عدي ‪ ..‬فحبسوه أياما ‪ ..‬فرأوا منه عجبا !!‬
‫قالت ماوية وهي جارية عندهم ‪ :‬حبسوا خبيبا ف بيت ‪ ..‬فلقد اطلعت عليه يوما ‪ ..‬وإن ف يده‬
‫عنقودا من عنب كبي مثل رأس الرجل ‪ ..‬يأكل منه ‪ !!..‬وما أعلم ف وقته ف أرض ال عنبا‬
‫يؤكل ‪..‬‬
‫وقال ل حي أجعوا على قتله ‪ :‬ابعثي إل بديدة ( سكي أو موسى ) أتطهر با قبل القتل ‪ ..‬أراد‬
‫أن يزيل با بعض الشعر من جسده ‪..‬‬

‫‪26‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪27‬‬
‫قالت ‪ :‬فناولت غلما ل سكينا حادة ‪ ..‬فقلت له ‪ :‬أدخل با على هذا الرجل البيت فأعطه إياها‬
‫‪..‬‬
‫فلما ذهب الغلم ‪ ..‬ندمت وقلت ‪ :‬ماذا صنعت !! أصاب وال الرجل ثأره ‪ ..‬يقتل هذا الغلم‬
‫ل برجل ‪..‬‬
‫فيكون رج ً‬
‫فلما ناوله السكي ‪ ..‬أخذها من يده ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫لعمرك ما خافت أمك غدري حي بعثتك بذه الديدة إل ‪ ..‬ث خلى سبيله ‪..‬‬
‫ث خرجوا ببيب ليصلبوه ‪..‬‬
‫فلما عاين الوت ‪ ..‬قال لم ‪ :‬إن رأيتم أن تدعون حت أركع ركعتي ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬دونك فاركع ‪ ..‬فركع ركعتي أتهما وأحسنهما ‪..‬‬
‫ث أقبل على القوم فقال ‪ :‬أما وال لول أن تظنوا أن إنا طولت جزعا من القتل لستكثرت من‬
‫الصلة ‪..‬‬
‫فكان خبيب ‪ t‬أول من سن للمسلمي هاتي الركعتي عند القتل ‪..‬‬
‫ث رفعوه على خشبة ‪ ..‬فلما أوثقوه ‪ ..‬رفع بصره إل السماء وقال ‪:‬‬
‫اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك ‪ ..‬فبلغه الغداة ما يصنع بنا ‪..‬‬
‫ث دعا عليهم فقال ‪:‬‬
‫اللهم أحصهم عددا ‪ ..‬واقتلهم بددا ‪ ..‬ول تغادر منهم أحدا ‪..‬‬
‫ث قال ‪:‬‬
‫ولست أبال حي اقتل مسلما * على أي شق كان ف ال مصرعي‬
‫وذلك ف ذات الله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو مزع‬
‫ث قتلوه ‪..‬‬
‫هذا ما حدث ف مكة ‪..‬‬
‫وعلى بعد أكثر من أربعمائة كيل ‪ ..‬ف الدينة ‪ ..‬وف اللحظة نفسها الت استشهد فيها خبيب ‪..‬‬
‫وهو بي أصحابه ‪ ..‬وهو يهم أن يبهم بب إخوانم الذين‬ ‫كان التأثر بادياً على رسول ال‬
‫‪:‬‬ ‫أرسلهم دعاة ‪ ..‬فإذا هم شهداء ‪ ..‬فقال‬
‫وعليك السلم خبيب ‪ ..‬وعليك السلم ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬خبيب ‪ ..‬قتلته قريش ‪..‬‬
‫‪27‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪28‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫فتنة عثمان ‪.. t‬‬ ‫إخباره‬
‫‪..‬‬ ‫كان أبو موسى الشعري ‪ t‬شديد الحبة للنب‬
‫‪..‬‬ ‫توضأ ف بيته يوما ث خرج متوجها إل رسول ال‬
‫ذلك اليوم ‪ ..‬وخدمته ‪..‬‬ ‫عازما على ملزمة النب‬
‫توجه أبو موسى إل السجد ‪ ..‬فسأل عن النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬خرج ‪ ..‬ووجّه‬
‫ها هنا ‪..‬‬
‫قد قضى‬ ‫فخرج أبو موسى على إثره ‪ ..‬يسأل عنه ‪ ..‬حت دخل بستانا ‪ ..‬فإذا رسول ال‬
‫حاجته وتوضأ ‪..‬‬
‫فجلس على حافة البئر ‪..‬‬ ‫ث جاء‬
‫وكشف عن ساقيه ‪ ..‬ودلها ف البئر ‪..‬‬
‫سلم عليه أبو موسى ‪ ..‬ث انصرف فجلس عند الباب ‪ ..‬وقالت ‪ :‬لكونن بواب رسول ال‬
‫اليوم ‪..‬‬
‫وبعد وقت يسي ‪ ..‬جاء أبو بكر ‪ t‬فدفع الباب ‪..‬‬
‫قالت أبو موسى ‪ :‬من هذا ؟‬
‫قال ‪ :‬أبو بكر ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬على رسلك ‪ ..‬ث ذهب ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هذا أبو بكر يستأذن ‪..‬‬
‫‪ :‬ائذن له ‪ ..‬وبشره بالنة ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫يبشرك بالنة ‪..‬‬ ‫فأقبل أبو موسى فقال لب بكر ‪ :‬ادخل ‪ ..‬ورسول ال‬
‫‪ ..‬ودل رجليه ف البئر كما صنع النب‬ ‫فدخل أبو بكر مستبشرا ‪ ..‬وجلس عن يي رسول ال‬
‫‪ ..‬وكشف عن ساقيه ‪..‬‬
‫وأخذا يتحدثان ‪..‬‬
‫فرجع أبو موسى ‪ ..‬فجلس ‪..‬‬
‫وهو يتمن أن يأت أخوه لعله أن يدخل ف الرحة ‪ ..‬فيبشر بالنة ‪..‬‬
‫ويقول ف نفسه ‪ :‬قد تركت أخي يتوضأ ‪ ..‬ويلحقن ‪ ..‬فإن يرد ال به خيا يأت به ‪..‬‬
‫فبنما هو كذلك ‪ ..‬فإذا إنسان يرك الباب ‪..‬‬
‫‪28‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪29‬‬
‫قال ‪ :‬من هذا ؟‬
‫قال ‪ :‬عمر بن الطاب ‪..‬‬
‫قال ‪:‬على رسلك ‪..‬‬
‫‪ ..‬فسلم عليه ‪ ..‬فقال ‪ :‬هذا عمر بن الطاب يستأذن ‪..‬‬ ‫فمضى أبو موسى إل رسول ال‬
‫‪ :‬ائذن له ‪ ..‬وبشره بالنة ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫بالنة ‪..‬‬ ‫فرجع إل الباب ‪ ..‬وفتحه ‪ ..‬وقال ‪ :‬ادخل ‪ ..‬وبشرك رسول ال‬
‫فدخل ‪..‬‬
‫على حافة البئر عن يساره ‪ ..‬ودل رجليه ف البئر ‪..‬‬ ‫وجلس مع رسول ال‬
‫فرجع أبو موسى إل الباب ‪ ..‬وذهنه مشغول بأمر أخيه ‪..‬‬
‫وقال ف نفسه ‪ :‬إن يرد ال بفلن خيا ‪ ..‬يأت به ‪..‬‬
‫فبنما هو كذلك ‪ ..‬إذ جاء إنسان يرك الباب ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬من هذا ؟‬
‫فقال ‪ :‬عثمان بن عفان ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬على رسلك ‪..‬‬
‫فأخبه ‪..‬‬ ‫فذهب إل رسول ال‬
‫كما أجاب عن أب بكر وعمر ‪ ..‬حيث قال ‪ :‬ائذن له ‪ ..‬وبشره بالنة ‪..‬‬ ‫فأجابه‬
‫زاد كلمة عن عثمان فقال ‪ :‬وبشره بالنة على بلوى تصيبه ‪..‬‬ ‫لكنه‬
‫نعم ‪ ..‬على بلوى تصيبه ‪..‬‬
‫وكأنه عليه الصلة والسلم يعن الفتنة الت وقعت ف آخر عهد عثمان ‪ .. t‬والت كانت سببا ف‬
‫مقتله واستشهاده ‪.. t‬‬
‫يب عثمان بأمر سيقع له بعد أكثر من عشرين سنة ‪..‬‬ ‫وإذا بالنب‬
‫رجع أبو موسى إل عثمان ‪ ..‬وهو يمل له بشرى ‪ ..‬وتديد ‪..‬‬
‫بالنة ‪ ..‬على بلوى تصيبك ‪..‬‬ ‫فقال له ‪ :‬ادخل ‪ ..‬وبشرك رسول ال‬
‫ترددت عبارة ‪ :‬على بلوى تصيبك ‪ ..‬ف ذهن عثمان مرارا ‪ ..‬فقال بكل يقي ‪:‬‬
‫ال الستعان ‪..‬‬
‫وأب بكر وعمر ‪..‬‬ ‫ث دخل عثمان ‪ ..‬فجلس على حافة البئر ‪ ..‬مواجها للنب‬
‫‪29‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪30‬‬
‫وتر السني ‪ ..‬ويتول أبو بكر ‪ ..‬ث يوت ويضي إل النة ‪..‬‬
‫ث يتول عمر ‪ ..‬ث يقتل وهو يصلي الفجر ويضي إل النة ‪..‬‬
‫ث يتول عثمان ‪ ..‬فتقع الفت عليه ‪ ..‬والبليا ف آخر حياته ‪ ..‬ويتعب ‪ ..‬ويتأل ‪ ..‬وف آخر المر‬
‫يقتل وهو يقرأ القرآن ‪ ..‬ويضي إل النة ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫نبأن العليم البي ‪..‬‬
‫قال ابن عمر ‪: t‬‬
‫ف مسجد من ‪..‬‬ ‫كنت جالسا مع النب‬
‫فأتاه رجل من النصار ‪ ..‬ورجل من قبيلة ثقيف ‪ ..‬فسلما ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬جئنا نسألك ‪..‬‬
‫‪ :‬إن شئتما أن أخبكما با جئتما تسألن عنه فعلت ‪ ..‬وإن شئتما أن أمسك فعلت ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫فقال ‪ :‬أخبنا يا رسول ال ‪..‬‬
‫فقال الثقفي للنصاري ‪ :‬سل ‪..‬‬
‫فقال النصاري ‪ :‬أخبن يا رسول ال ‪..‬‬
‫‪ :‬جئتن تسألن عن ‪:‬‬ ‫فقال‬
‫مرجك من بيتك تؤم البيت الرام ‪ ..‬وما لك فيه ‪..‬؟‬
‫وعن ركعتيك بعد الطواف ‪ ..‬وما لك فيهما ‪..‬؟‬
‫وعن طوافك بي الصفا والروة ‪ ..‬وما لك فيه ‪..‬؟‬
‫وعن وقوفك عشية عرفة ‪ ..‬وما لك فيه ‪..‬؟‬
‫وعن رميك المار ‪ ..‬وما لك فيه ‪..‬؟‬
‫وعن حلقك رأسك ‪ ..‬وما لك فيه ‪..‬؟‬
‫وعن طوافك بالبيت بعد ذلك ‪ ..‬وما لك فيه ‪ ..‬؟‬
‫مع الفاضة ‪..‬؟‬
‫فقال النصاري ‪ :‬والذي بعثك بالق ‪ ..‬لـ عن هذا جئت أسألك ‪..‬‬
‫‪ :‬فإنك ‪:‬‬ ‫فقال‬

‫‪30‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪31‬‬
‫إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الرام ل تضع ناقتك خفا ول ترفعه ‪ ..‬إل كتب ال لك به‬
‫حسنة ‪ ..‬وما عنك خطيئة ‪..‬‬
‫وأما ركعتاك بعد الطواف ‪ ..‬كعتق رقبة من بن إساعيل ‪..‬‬
‫وأما طوافك بالصفا والروة بعد ذلك كعتق سبعي رقبة ‪..‬‬
‫وأما وقوفك عشية عرفة فإن ال تبارك وتعال يهبط إل ساء الدنيا فيباهي بكم اللئكة ‪ ..‬يقول ‪:‬‬
‫عبادي جاؤون شعثا من كل فج عميق ‪ ..‬يرجون جنت ‪..‬‬
‫فلو كانت ذنوبم كعدد الرمل ‪ ..‬أو كقطر الطر ‪ ..‬أو كزبد البحر ‪ ..‬لغفرتا ‪..‬‬
‫أفيضوا عبادي مغفورا لكم ‪ ..‬ولن شفعتم له ‪..‬‬
‫وأما رميك المار ‪ ..‬فلك بكل حصاة رميتها ‪ ..‬كبية من الوبقات ‪..‬‬
‫وأما نرك ‪ ..‬فمدخورا لك ‪..‬‬
‫وأما حلقك رأسك ‪ ..‬فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ‪ ..‬وتحي عنك با خطيئة ‪..‬‬
‫وأما طوافك بالبيت بعد ذلك ‪ ..‬فإنك تطوف ول ذنب لك ‪..‬‬
‫(‪)6‬‬
‫يأت ملك حت يضع يديه بي كتفيك ‪ ..‬فيقول اعمل فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى ‪..‬‬
‫فهذا الب أيضا من آيات نبوته عليه الصلة والسلم ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫خب الناقة !!‬
‫إل معركة تبوك ‪ ..‬ف حر ٍيشوي الوجوه ‪ ..‬وطريق شديد الشقة ‪..‬‬ ‫خرج‬
‫نزلوا منلً ‪ ..‬فأصابم فيه عطش شديد ‪..‬‬
‫حت كادت رقاب بعضهم تنقطع من شدة الر والعطش ‪..‬‬
‫حت إن الرجل لينحر بعيه ‪ ..‬فيعتصر ما ف جوفه فيشربه ‪..‬‬
‫فقال أبو بكر ‪ : t‬يا رسول ال ‪ ..‬إن ال قد عودك ف الدعاء خيا ‪ ..‬فادع ال لنا ‪..‬‬
‫‪ :‬أو تب ذلك ؟‬ ‫فقال‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫يديه نو السماء ‪ ..‬فدعا وتضرع والتجأ ‪..‬‬ ‫فرفع‬
‫فلم يفض يديه حت سكبت السماء مطرها ‪ ..‬فملئوا ما معهم من قرب وآنية ‪..‬‬

‫( ) رواه البزار والطبان ف الكبي بنحوه‬ ‫‪6‬‬

‫‪31‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪32‬‬
‫فذهب الصحابة ينظرون حولم ‪ ..‬فإذا السحابة ما جاوزت موضع عسكرهم ‪..‬‬
‫وكان معهم رجل منافق ‪ ..‬فالتفت أحد إليه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫ويك يا فلن ‪ ..‬آمن ‪ ..‬هل بعد هذا من شيء ؟!‬
‫فقال النافق ‪ :‬وما العجب ! سحابة مارة فأمطرتنا ‪..‬‬
‫وف هذه الغزوة ‪:‬‬
‫ضلت ‪..‬‬ ‫ذُكر أن ناقة رسول ال‬
‫فتفرق الصحابة يبحثون عنها ‪..‬‬
‫فقال رجل من النافقي ‪ :‬هذا ممد يبكم أنه نب ‪ ..‬ويبكم خب السماء ‪ ..‬وهو ل يدري أين‬
‫ناقته !!‬
‫‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫فلما بلغ هذا الكلم النب‬
‫إن وال ل أعلم إل ما علمن ال ‪ ..‬وقد دلن ال عليها ‪ ..‬هي ف الوادي قد حبستها شجرة‬
‫بزمامها ‪..‬‬
‫فانطلق بعض الصحابة فجاءوا با ‪..‬‬
‫شيئا من الغيبات ‪.‬‬ ‫‪ ..‬وفيه كشفه لنبيه‬ ‫ففي هذا الديث ‪ ..‬استجابة ال تعال لدعاء نبيه‬
‫وهو موضع ناقته ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫رحم ال أبا ذر!!‪..‬‬
‫إل تبوك ‪ ..‬كان الطريق شاقا ‪ ..‬والر شديدا ‪..‬‬ ‫لا سار رسول ال‬
‫وجعل بعض الناس يتخلف ‪..‬‬
‫ل يشدد على من تلف ‪..‬‬ ‫والنب‬
‫فإذا قيل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬تلف فلن ‪..‬‬
‫ك به غي ذلك فقد أراحكم ال منه‬
‫ك فيه خي فسيلحقه ال بكم ‪ ..‬وإن ي ُ‬
‫يقول ‪ :‬دعوه ‪ ..‬إن ي ُ‬
‫‪..‬‬
‫وأصحابه ‪ ..‬ومضو يسيون على الرمال الارة ‪..‬‬ ‫خرج‬
‫كان أبو ذر من خيار الصحابة ‪ ..‬وكان على بعي كليل ضعيف ‪ ..‬فتأخر عنهم ‪..‬‬
‫فتلفت بعض الصحابة فلم ير أبا ذر ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا رسول ال تلف أبو ذر ‪ ..‬وابطأ به بعيه ‪..‬‬
‫‪32‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪33‬‬
‫كما قال عن غيه ‪ :‬دعوه ‪ ..‬إن يك فيه خي فسيلحقه ال بكم ‪..‬وإن يك غي ذلك‬ ‫فقال عنه‬
‫فقد أراحكم ال منه ‪..‬‬
‫أبو ذر ‪ ..‬أتعبه بعيه ‪ ..‬وتعسّر عليه ف الشي ‪..‬‬
‫فلما رأى أبو ذر بعيه قد ابطأ عليه ‪ ..‬نزل ‪ ..‬وأخذ متاعه فحمله على ظهره ‪..‬‬
‫ث مضى ماشيا وترك البعي ‪..‬‬
‫‪ ..‬يسي ف الر والشمس ‪ ..‬على قدميه ‪..‬‬ ‫وأسرع ليلحق برسول ال‬
‫‪ ..‬ف بعض الطريق ‪..‬‬ ‫وف أثناء الطريق ‪ ..‬نزل رسول ال‬
‫فقال بعض السلمي ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هذا رجل ماش على الطريق ‪ ..‬مقبل علينا ‪..‬‬
‫إل هذا القادم ‪ ..‬الذي يشي ف شدة البحر ‪ ..‬ومتاعه على ظهره ‪ ..‬والغبار يفيه‬ ‫فنظر النب‬
‫‪ :‬كن أبا ذر ‪..‬‬ ‫تارة ‪ ..‬ويظهره تارة ‪ ..‬فقال‬
‫فلما تأمله القوم ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هو وال أبو ذر ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكأنه ينظر إل الفق البعيييييد ‪ :‬يرحم ال أبا ذر ‪ ..‬يشى وحده ‪ ..‬ويوت وحده ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫ويبعث وحده ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ومضت السني ‪ ..‬وتوف النب‬
‫وتول بعده أبو بكر وعمر ‪.. t‬‬
‫وف عهد عثمان ‪ ..‬خرج أبو ذر عن الدينة وسكن ف الربذة ‪ ..‬ف خيمة ف الصحراء ‪..‬‬
‫وسكن مع من تبقى من أهله ‪ ..‬زوجة وغلم ‪..‬‬
‫فلما كب وحضرته الوفاة ‪..‬‬
‫جلست أم ذر عند رأسه ‪ ..‬تبكي ‪..‬‬
‫فالتفت إليها وقال ‪ :‬ما يبكيك ؟‬
‫فقالت ‪ :‬مال ل أبكي !! وأنت توت بفلة من الرض ‪ ..‬وليس عندي ثوب َيسَ ُعكَ كفنا ‪..‬‬
‫يقول لنفرٍ أنا فيهم ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬فل تبكي ‪ ..‬وأبشري ‪ ..‬فإن سعت رسول ال‬
‫"ليموتن رجل منكم بفلة من الرض ‪ ..‬يشهده عصابة من الؤمني "‪..‬‬
‫وليس من أولئك النفر الذين قال لم ذلك أحد إل وقد هلك ف قرية جاعة ‪ ..‬وأنا الذي أموت‬
‫بفلة ‪..‬‬
‫‪33‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪34‬‬
‫ث قال أبو ذر بكل يقي ‪:‬‬
‫وال ما كَذبتُ ‪ ..‬ول ُكذِبتُ ‪..‬‬
‫فأبصري الطريق ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬وأنـَى !! وقد ذهب الجاج ! وانقطعت الطرق !‬
‫قال ‪ :‬اذهب فتبصري ‪..‬‬
‫فمضت الرأة تشي ‪ ..‬فتصعد الكثيب ‪ ..‬فتنظر ف أدن الطريق وأقصاه فل ترى أحدا ‪..‬‬
‫فترجع إليه فتمرضه وتتم به ‪..‬‬
‫فإذا اشتد عليه المر ‪ ..‬قامت ونظرت ف الطريق ‪ ..‬فل ترى أحدا ‪ ..‬فترجع ‪..‬‬
‫فبينما هي كذلك ‪ ..‬إذا هي برجال على رحالم يقبلون من بعيد حت وقفوا عليها ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬ما لك يا أمة ال ‪..‬؟‬
‫قالت ‪ :‬امرؤ من السلمي يوت ‪ ..‬تكفنونه ؟‬
‫قالوا ‪ :‬من هو ؟‬
‫قالت ‪ :‬أبو ذر ‪..‬‬
‫؟‬ ‫قالوا ‪ :‬صاحب رسول ال‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فتصايوا ‪ ..‬أبو ذر ‪ ..‬أبو ذر ‪ ..‬ودخلوا اليمة مسرعي ‪..‬‬
‫فلما جلسوا عند رأسه ‪ ..‬رحّب بم ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫يقول لنفر أنا فيهم ‪" :‬ليموتن منكم رجل بفلة من الرض يشهده‬ ‫إن سعت رسول ال‬
‫عصابة من الؤمني " ‪..‬‬
‫وليس من أولئك النفر أحد إل هلك ف قرية وجاعة ‪ ..‬وأنا الذي أموت بفلة ‪..‬‬
‫أنتم تسمعون ؟‬
‫إنه لو كان عندي ثوب يسعن كفنا ل ‪ ..‬أو لمرأت ‪..‬‬
‫أنتم تسمعون ؟‬
‫إن أشهدكم ‪ ..‬أن ل يكفنن رجل منكم ‪ ..‬كان أميا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا ‪..‬‬
‫فنظروا ‪ ..‬فإذا ليس أحد منهم إل قارف بعض ذلك ‪..‬‬
‫إل فت معهم من النصار ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫‪34‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪35‬‬
‫يا عم ‪ ..‬أنا أكفنك ‪ ..‬ل أصب ما ذكرت شيئا ‪ ..‬أكفنك ف ردائي هذا ‪ ..‬وف ثوبي معي من‬
‫غزل أمي حاكتهما ل ‪..‬‬
‫ث لا مات وجهزوه ‪ ..‬مر بم عبد ال بن مسعود ‪ ..‬ف أصحاب معه من أهل الكوفة ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ما هذا ؟‬
‫فقيل ‪ :‬جنازة أب ذر ‪..‬‬
‫فاستهل ابن مسعود يبكي ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫‪":‬يرحم ال أبا ذر ‪ ..‬يشي وحده ‪ ..‬ويوت وحده ‪ ..‬ويبعث وحده "‬ ‫صدق رسول ال‬
‫ث نزل ابن مسعود فوليه بنفسه حت دفنه ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫عجب ال من صنيعكما!‬
‫‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫جاء رجل إل رسول ال‬
‫إن مهود ‪..‬‬
‫كان الوع ظاهرا على ميا الرجل ‪..‬‬
‫إل بعض نسائه يسألا إن كان عندها طعام ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬ ‫فأرسل النب‬
‫والذي بعثك بالق ما عندي إل ماء ‪..‬‬
‫إل زوجته الخرى ‪ ..‬يسألا ‪ ..‬هل يوجد عندها شيء ؟ أي شي ‪ ..‬خبز ‪ ..‬تر ‪..‬‬ ‫ث أرسل‬
‫لب ‪..‬‬
‫فقالت مثل ما قالت الول ‪ :‬والذي بعثك بالق ما عندي إل ماء ‪..‬‬
‫فأرسل إل الخرى ‪ ..‬والخرى ‪ ..‬حت قلن كلهن مثل ذلك ‪ :‬ما عندهن إل ماء ‪..‬‬
‫إل أصحابه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫فالتفت‬
‫من يضيف هذا الليلة ‪ ..‬رحه ال ‪..‬‬
‫‪ ..‬إن وجدوا غداء ل يدوا عشاء ‪ ..‬وإن وجدوا عشاء ل‬ ‫كان أكثر الصحابة حالم كحاله‬
‫يدوا فطورا ‪..‬‬
‫فسكت الصحابة ‪..‬‬
‫والرجل ينتظر ضيافته ‪ ..‬فهو ضيف نبيهم عليه الصلة والسلم ‪..‬‬
‫فقام رجل من النصار ‪ ..‬فقال ‪ :‬أنا يا رسول ال ‪..‬‬
‫‪35‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪36‬‬
‫ث انطلق النصاري بالرجل إل بيته ‪..‬‬
‫دخل ‪..‬‬
‫فقال لمرأته ‪ :‬هل عندك شيء ؟‬
‫قالت ‪ :‬ل ‪ ..‬إل قوت صبيان ‪..‬‬
‫ليس ف البيت إل عشاء الصبيان تلك الليلة ‪ ..‬ولعله وجبتهم الوحيدة ذلك اليوم ‪ ..‬وهو مع‬
‫ذلك قليل ‪..‬‬
‫كان الوقف عصيبا ‪ ..‬لكنه موقف رجول ف الوقت نفسه ‪..‬‬
‫فقال الرجل ‪ :‬علليهم بشيء ‪ ..‬أي أشغليهم حت يناموا ‪ ..‬من غي عشاء ‪..‬‬
‫فإذا جلس ضيفنا على الطعام ‪ ..‬فقومي إل السراج كأنك تصلحيه ‪ ..‬فأطفئيه ‪ ..‬وأريه أنا نأكل‬
‫معه ‪..‬‬
‫وهكذا كان ‪ ..‬قعدوا مع الضيف ف الظلم ‪ ..‬الرجل وامرأته يضغان ألسنتهما ‪ ..‬والضيف يأكل‬
‫الطعام ‪..‬‬
‫ريان شبعان ‪..‬‬ ‫وانتهت الوليمة ‪ ..‬وخرج ضيف رسول ال‬
‫‪..‬‬ ‫فلما أصبح الرجل النصاري ‪ ..‬غدا على النب‬
‫قال ‪:‬‬ ‫فلما رآه‬
‫قد عجب ال من صنيعكما بضيفكما الليلة ‪..‬‬
‫(‪) 7‬‬
‫وإذا خب السماء قد كشف له الال ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫أو لننعن الثياب !!‬
‫حاطب بن أب بلتعة ‪ .. t‬من خيار الهاجرين ‪..‬‬
‫ترك أهله ‪ ..‬وماله ‪ ..‬وولده ‪ ..‬ف مكة ‪ ..‬وخرج مهاجرا ف سبيل ال ‪..‬‬
‫كان من خيار الجاهدين ‪ ..‬بل من جاهد ف أول لقاء بي السلم والكفر ‪ ..‬ف معركة بدر ‪..‬‬
‫كان كثي التفكي ف ولده وأهله الذين ف مكة ‪ ..‬بي ظهران الشركي ‪ ..‬ل حامي لم من الناس‬
‫‪ ..‬ول نصي ‪..‬‬
‫ول يكن حاطب من قبيلة قريش نفسها ‪ ..‬بل كان حليفا لم ‪ ..‬ساكنا ف ديارهم ‪ ..‬وليس منهم‬

‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪7‬‬

‫‪36‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪37‬‬
‫‪..‬‬
‫أما بقية الهاجرين من تركوا أهليهم وأولدهم ف مكة ‪ ..‬فلهم أقارب يمون أهليهم ‪ ..‬ويدافعون‬
‫عنهم ‪..‬‬
‫فكان حاطب يفكر دائما ف طريقة أو خدمة يقدمها لقريش ‪ ..‬ليكتسب عندهم مكانة ‪ ..‬فل‬
‫يتعرضون لهله وولده ‪..‬‬
‫مرت السني ‪..‬‬
‫وكتب النب عليه الصلة والسلم عهد صلح الديبية مع قريش ‪..‬‬
‫على فتح مكة ‪..‬‬ ‫فلم تلبث قريش أن نقضت العهد ‪ ..‬فعزم‬
‫حريصا على أن ل تعلم قريش ببه ‪ ..‬حت ل‬ ‫فأمر السلمي بالتجهز لغزوهم ‪ ..‬وكان‬
‫تستعد فتقع مقتلة عظيمة بي اليشي ‪..‬‬
‫ربه فقال ‪ ":‬اللهم عم عليهم خبنا" ‪..‬‬ ‫فدعا‬
‫ومضت أيام يسية ‪ ..‬والب مكتوم ‪..‬‬
‫فشغر حاطب أنا الفرصة ‪ ..‬لكتساب معروف على قريش ‪..‬‬
‫لم ‪..‬‬ ‫فكتب كتابا إل قريش يبهم فيه بغزو النب‬
‫وناوله لمرأة قرشية كانت ف الدينة ‪ ..‬وأمرها أن تذهب به لهل مكة ‪..‬‬
‫على الب ‪..‬‬ ‫فما كادت الرأة تفارق الدينة ‪ ..‬حت أطلع ال رسوله‬
‫كان ل بد من تدارك أمر الكتاب قبل أن يصل إل قريش ‪..‬‬
‫ف إثر الرأة عليا والزبي والقداد ‪ ..‬ثلثة أسود ‪ ..‬وأخبهم عن الوقع الذي وصلت‬ ‫فبعث‬
‫إليه الرأة تديدا ‪..‬‬
‫فقال ‪":‬انطلقوا حت تأتوا روضة خاخ ‪ ..‬فإن با ظعينة – امرأة على بعي ‪ -‬معها كتاب " ‪..‬‬
‫مضى البطال الثلثة حت وقفوا على الرأة ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬أخرجي الكتاب الذي معك ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬ما معي كتاب ‪..‬‬
‫ففتشوا رحلها ‪ ..‬وجيع ما معها ‪ ..‬فلم يدوا شيئا ‪..‬‬
‫فقال علي ‪ :‬وال ‪ ..‬ما َكذَبنا ‪ ..‬ول ُكذِبنا ‪..‬‬
‫وال لتخرجن الكتاب ‪ ..‬أو لتلقي الثياب ‪..‬‬
‫‪37‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪38‬‬
‫وقد علم علي أنا تبئ الكتاب ف موضع تظن أنم لن يفتشوه ‪..‬‬
‫فلما رأت الرأة أنه حازم ‪ ..‬علمت أنه ل مفر من العتراف ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬تأخروا عن ‪..‬‬
‫فتأخروا ‪ ..‬فحلت الرأة خارها عن رأسها ‪ ..‬وأخرجت الرسالة من عقاصها ‪ ..‬من بي ظفائر‬
‫شعرها ‪..‬‬
‫فأخذ الصحابة الكتاب ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فأتوا به رسول ال‬
‫الكتاب ‪ ..‬فإذا فيه ‪:‬‬ ‫فتح النب‬
‫‪..‬‬ ‫من حاطب بن أب بلتعة ‪ ..‬إل أناس من الشركي بكة ‪ ..‬يبهم ببعض أمر رسول ال‬
‫كان حاطب حاضرا ف الجلس ‪..‬‬
‫‪ ..‬والصحابة يسمعون ‪..‬‬ ‫والكتاب يقرأ على النب‬
‫لم !!‬ ‫عجبا!! حاطب يب الكفار بغزو النب‬
‫أول مرة يقع ذلك بي السلمي ‪..‬‬
‫‪ ..‬إل حاطب فقال ‪ :‬يا حاطب ما هذا ؟‬ ‫التفت‬
‫توجهت النظار إل حاطب ‪ ..‬كادت العي تأكله ‪..‬‬
‫فقال حاطب ‪:‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬ل تعجل عليّ ‪..‬‬
‫إن كنت امرأً ملصقا ف قريش ‪ ..‬ول أكن من أنفسهم ‪..‬‬
‫وكان من معك من الهاجرين لم قرابات يمون أهليهم بكة ‪..‬‬
‫فأحببت إذ فاتن ذلك من النسب فيهم أن اتذ عندهم يدا يمون با قرابت ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪..‬‬
‫وال ما فعلت ذلك كفرا ‪..‬‬
‫ول ارتدادا عن دين ‪..‬‬
‫ول رضا بالكفر بعد السلم ‪..‬‬
‫ث سكت حاطب ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وسكت رسول ال‬
‫‪38‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪39‬‬
‫والناس مطرقون كأن على رؤوسهم الطي ‪..‬‬
‫الوقف ‪ ..‬بكلمتي ‪ ..‬قال ‪ :‬إنه صدقكم ‪..‬‬ ‫فحسم النب‬
‫ل يتحمل عمر ‪ t‬الوقف ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬دعن أضرب عنق هذا النافق ‪..‬‬
‫‪" :‬إنه قد شهد بدرا ‪ ..‬وما يدريك لعل ال اطلع إل أهل بدر فقال ‪:‬‬ ‫فقال رسول ال‬
‫اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "‪.‬‬
‫خذُوا َع ُدوّي وَ َع ُدوّ ُكمْ َأ ْولِيَاءَ ‪.. )8(.. ﴾ ..‬‬
‫فأنزل ال تعال قوله ﴿ يَاأَّيهَا اّلذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتّ ِ‬
‫با فعل حاطب ‪ ..‬؟‬ ‫فمن أخب النب‬
‫ومن دله على الوضع الذي وصلت إليه الرأة تديدا ؟!‬
‫إنه العليم البي ‪ ..‬تأييدا وإعجازا ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫أخوكم النجاشي ‪ ..‬مات!!‬
‫ل صالا ‪..‬‬
‫كان النجاشي ملك البشة ‪ ..‬رج ً‬
‫ناصر الؤمني ‪..‬‬
‫‪ ..‬ف الدنيا ‪ ..‬لكنه سياه ف الخرة ‪ ..‬بإذن ال ‪..‬‬ ‫ل يقدّر للنجاشي أن يرى النب‬
‫مات النجاشي ‪ ..‬ف البشة بي قومه النصارى ‪..‬‬
‫على أصحابه وقال ‪:‬‬ ‫وف اليوم نفسه ‪ ..‬ف الدينة خرج‬
‫قد مات اليوم عب ُد ال الصالُ أصحمة ‪..‬‬
‫(‪)9‬‬
‫فخرج إل الصلى وكب أربع تكبيات ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫تسألن ‪ ..‬أم أخبك ؟!‬
‫قال وابصة السدي ‪.. t‬‬
‫‪ ..‬وأنا أريد أن ل أدع شيئا من الب والث إل سألت عنه ‪..‬‬ ‫أتيت رسول ال‬
‫أتيته وهو ف عصابة من السلمي يستفتونه ‪ ..‬فجعلت أتطاهم ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬إليك يا وابصة عن رسول ال ‪..‬‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪8‬‬

‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪9‬‬

‫‪39‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪40‬‬
‫فقلت ‪ :‬دعون أدنو منه ‪ ..‬فإنه أحب الناس إل أن أدنو منه ‪..‬‬
‫‪ :‬دعوا وابصة ‪ ..‬اد ُن يا وابصة! اد ُن يا وابصة! ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫فدنوت منه حت قعدت بي يديه ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا وابصة أخبك أم تسألن ؟‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬ل‪ ..‬بل أخبن ‪..‬‬
‫‪ :‬جئت تسأل عن الب والث ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫فقلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فجمع أنامله فجعل ينكت بن صدري ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬
‫يا وابصة استفت قلبك واستفت نفسك ‪..‬‬
‫يا وابصة استفت قلبك واستفت نفسك ‪..‬‬
‫يا وابصة استفت قلبك واستفت نفسك ‪..‬‬
‫الب ما اطمأنت إليه النفس ‪..‬‬
‫(‪)10‬‬
‫والث ما حاك ف النفس وتردد ف الصدر ‪ ..‬وإن أفتاك الناس وأفتوك ) ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫بل أنا أقتله ‪..‬‬
‫‪ ..‬بالقتل والذى ‪ ..‬وال تعال يعصمه منهم ‪..‬‬ ‫عدد من الكفار كانوا يتهددون النب‬
‫من بي هؤلء ‪ ..‬أبُـيّ بن خلف ‪..‬‬
‫كان كافرا فاجرا ‪ ..‬له فرس يعلفها أحسن الطعام ‪ ..‬ويقول ‪ :‬اقتل ممدا عليها ‪..‬‬
‫وأعد سيفا حادا زعم أنه سيقتل به النب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬
‫ف الدينة ‪ ..‬فلما بلغته تديدات أبُـ ّي بن خلف ‪ ..‬قال عليه الصلة والسلم ‪:‬‬ ‫كان النب‬
‫بل أنا أقتله إن شاء ال عز وجل ‪..‬‬
‫ومضت السني ‪..‬‬
‫وف ناية معركة أحد ‪ ..‬أقبل أُبـيّ مقنّعا ‪ ..‬مغطيا جسده بالديد ‪ ..‬وهو يقول ‪:‬‬
‫ل نوت إن نا ممد ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ث هجم مقبلً على النب‬

‫( ) رواه البيهقي وأحد بإسناد صحيح ‪..‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪40‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪41‬‬
‫بنفسه ‪ ..‬فقتل مصعب بن عمي ‪..‬‬ ‫فاستقبله مصعب بن عمي ‪ ..‬يمي رسول ال‬
‫حربة من يد أحد أصحابه ‪ ..‬ونظر إل أبُـ ّي ‪ ..‬فإذا ف رقبته موضع قد انسر‬ ‫فالتقط النب‬
‫عنه الديد ‪..‬‬
‫فطعنه فيها بربته ‪..‬‬
‫كان الوضع النكشف صغيا ‪ ..‬والديد كثي ‪ ..‬فلم تدخل الربة كلها ‪ ..‬لكنها جرحته ف‬
‫رقبته ‪..‬‬
‫فصاح أبُـيّ صيحة عظيمة ‪ ..‬ووقع عن فرسه ‪ ..‬ول يرج من طعنته دم ‪..‬‬
‫فأتاه أصحابه فاحتملوه وهو يور خوار الثور ‪..‬‬
‫فلما رأوا رعبه وجزعه ‪ ..‬قالوا ‪:‬‬
‫ال !! ماااا أجزعك !! إنا هو خدش ‪..‬‬
‫فقال أبُـيّ ‪ :‬إن ممدا قد إنه يقتلن ‪ ..‬ووالذي نفسي بيده لو كان هذا الذي ب بأهل ذي الجاز‬
‫لاتوا أجعون ‪..‬‬
‫(‪)11‬‬
‫ث ل يلبث أبُـ ّي أن مات ‪ ..‬ومضى إل النار ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫إخباره ببوب ريح شديدة‬
‫مع أصحابه يقودهم إل تبوك ‪..‬‬ ‫خرج‬
‫‪:‬‬ ‫فلما وصلوا إل تبوك ‪ ..‬قال‬
‫ستهب عليكم الليلة ريح شديدة ‪ ..‬فل يقم فيها أحد ‪..‬‬
‫فمن كان له بعي فليشدّ عقاله ‪..‬‬
‫فهبت تلك الليلة ريح شديدة ‪..‬‬
‫(‪)12‬‬
‫فقام رجل من القوم ‪ ..‬فحملته الريح حت ألقته ببل طيء ف بلدة حائل ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫إخباره بظهور الفواحش والمراض‬
‫‪ ( :‬ما ظهرت الفاحشة ف قوم حت يعلنوا با ‪ ..‬إل ابتلوا بالطواعي ‪ ..‬والوجاع ‪ ..‬الت‬ ‫قال‬
‫( ) أخرجه موسى بن عقبة ف مغازيه ‪..‬‬ ‫‪11‬‬

‫( ) بلدة حائل بينها وبي تبوك أكثر من ‪500‬كم ‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪41‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪42‬‬
‫ل تكن ف أسلفهم الذين مضوا ) ‪.‬‬
‫فظهور الفواحش الن منتشر ف الجتمعات النحلة أخلقيا ودينيا ‪ ..‬حت خرجوا من دائرة‬
‫السرية إل دائرة العلنية ‪..‬‬
‫( حت يعلنوا با ) ‪ ..‬ومن ث أصابم الوعيد ‪..‬‬ ‫فتحقق قوله‬
‫فظهرت فيهم المراض الديدة الت ل تكن معروفة من قبل ‪ ..‬اليدز ‪ ..‬الربس ‪ ..‬السيلن ‪..‬‬
‫الزهري ‪..‬‬
‫فمرض اليدز مثلً اكُتشِف عام ( ‪1981‬م ) و ( الفيوس ) السبب له ل يكتشف إل عام‬
‫‪1983‬م وهو نوع جديد من الفيوسات ل يكن معروفا من قبل ‪..‬‬
‫وكذلك غيه من هذه المراض ‪..‬‬
‫وصدق من ل ينطق عن الوى ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫إخباره عن غزاة البحر إل قبص‪.‬‬
‫يدخل على عمته أم حرام بنت ملحان ‪ ..‬فيزورها ويطعم عندها ‪..‬‬ ‫كان رسول ال‬
‫‪..‬‬ ‫وكان زوجها عبادة بن الصامت ‪ ..‬يفرح بلقاء النب‬
‫يوما فأكل عندها طعاما ‪..‬‬ ‫دخل عليها‬
‫ف بيتها فغلبته عينه ‪ ..‬ونام ‪..‬‬ ‫ث اضطجع‬
‫ث استيقظ وهو يضحك ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬ما يضحكك يا رسول ال ؟‬
‫فقال ‪ :‬ناس من أمت عرضوا علي غُزاة ف سبيل ال يركبون البحر ‪ ..‬ملوكا على السرة ‪ ..‬أو‬
‫مثل اللوك على السرة ‪..‬‬
‫ملوك على السرة !! اشتاقت أم ملحان أن تكون من هؤلء ‪ ...‬فقالت ‪:‬‬
‫أن تكون منهم ‪..‬‬ ‫يا رسول ال! ادع ال أن يعلن منهم ‪ ..‬فدعا لا‬
‫ث وضع رأسه فنام ‪..‬‬
‫ث استيقظ وهو يضحك ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬ما يضحكك يا رسول ال ؟‬
‫قال ‪ :‬ناس من أمت عرضوا علي غزاة ف سبيل ال ‪-‬كما قال ف الول‪.. -‬‬
‫‪42‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪43‬‬
‫فقالت أم ملحان ‪ :‬يا رسول ال! ادع ال أن يعلن منهم ‪..‬‬
‫‪ :‬أنت من الولي ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫ومضت السني ‪ ..‬وتوف النب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬
‫وتول من بعده اللفاء الربعة الراشدون ‪..‬‬
‫ث لا كان عهد معاوية ‪ .. t‬ركبت أم حرام بنت ملحان ‪ t‬البحر ‪ ..‬فلما خرجت من السفينة‬
‫وركبت دابتها ‪ ..‬صرعت عن دابتها فماتت ‪. )13( ) t‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫الخبار عن مدعي النبوة‪:‬‬
‫عن أمور مستقبلية ‪ ..‬كلها وقعت كما أخب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬ ‫أخب‬
‫من ذلك ‪:‬‬
‫‪ ( :‬إن بي يدي الساعة ثلثي كذابا دجالً ‪ ..‬كلهم يزعم أنه نب ) ‪..‬‬ ‫قوله‬
‫وقال ‪( :‬ل تقوم الساعة حت يرج ثلثون كذابا ً) ‪..‬‬
‫وقد خرج عدد من هؤلء ‪ ..‬منهم ‪ :‬مسيلمة ‪ ..‬والعنسي ‪ ..‬والختار ‪..‬‬
‫ووجد من النساء من ادعي النبوة مثل سجاح ‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫وقفة ‪..‬‬
‫هذا هو النوع الول من معجزاته ‪..‬‬
‫وهو بل شك من إخبار ال تعال له ‪ ..‬وإل فنحن نعلم أن الغيب ل يعلمه إل ال ‪..‬‬
‫ب فَل يُ ْظ ِهرُ عَلَى غَيِْبهِ أَحَدا * ِإلّا َمنِ ا ْرتَضَى ِمنْ َرسُولٍ َفِإّنهُ َيسْ ُلكُ‬
‫عَاِلمُ اْلغَيْ ِ‬ ‫كما قال تعال ‪:‬‬
‫ِمنْ بَ ْي ِن َيدَْيهِ وَ ِم ْن خَلْ ِفهِ رَصَدا ‪..‬‬
‫ولقد أمر ال نبيه أن يبنا بأنه ل يعلم الغيب ‪..‬‬
‫ت أَعْ َل ُم الْغَيْبَ‬
‫ضرّا ِإلّا مَا شَا َء ال ّلهُ َوَلوْ ُكنْ ُ‬
‫ُق ْل ل َأمْ ِلكُ لَِن ْفسِي َنفْعا وَل َ‬ ‫فقال تعال ‪:‬‬
‫لَاسَْتكْثَ ْرتُ مِ َن الْخَ ْي ِر وَمَا َمسّنِ َي السّو ُء إِ ْن َأنَا ِإلّا َنذِي ٌر َوَبشِيٌ ِل َقوْ ٍم ُيؤْمِنُونَ ‪..‬‬
‫وعِ ْلمُ رسول ال تعال لشيء من الغيب هو من آيات نبوته ‪..‬‬

‫( ) رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪43‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪44‬‬
‫ول يوز لحد كائنا من كان أن يدعي أنه يكشف له الغيب ‪ ..‬بل ول يوز تصديق من يدعون‬
‫ذلك ‪ ..‬أو سؤالُهم ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬

‫‪44‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪45‬‬
‫النوع الثان ‪ :‬معجزاته الكونية ‪:‬‬
‫انشقاق القمر‬
‫الكفار بكل سبيل ‪..‬‬ ‫دعا النب‬
‫وهم يكذبون ويبحثون عن حجج وأعذار ‪..‬‬
‫حت قالوا له يوما ‪ :‬شق لنا القمر ‪!!..‬‬
‫ربه ‪ ..‬ودعا ‪..‬‬ ‫فدعا النب‬
‫وفجأة ‪ ..‬انشق القمر نصفي !!‬
‫‪:‬‬ ‫قال ابن مسعود‬
‫منها ‪ ..‬شِقة على جبل أب قبيس ‪ ..‬وشقة‬ ‫رأيت القمر منشقا شقتي بكة ‪ ..‬قبل مرج النب‬
‫(‪)14‬‬
‫على السويداء ‪..‬‬
‫رأى الكفار ذلك ‪ ..‬فشدهت أبصارهم ‪..‬‬
‫لكن غلبهم شيطانم وقالوا ‪ :‬هذا سحر سحركم به ‪..‬‬
‫ث لجل أن يرجوا من حرج الوقف ‪ ..‬قالوا ‪ :‬انظروا السافرين القادمي ‪..‬‬
‫فإن كانوا وهم ف ديارهم رأوا مثل ما رأيتم ‪ ..‬فقد صدق ‪..‬‬
‫وإن ل يكونوا رأوا مثل ما رأيتم ‪ ..‬فهو سحر ‪..‬‬
‫فإنه ل يستطيع أن يسحر الناس كلهم ‪..‬‬
‫فلما وصل أول السافرين إل مكة ‪ ..‬سألتهم قريش ‪ :‬هل رأيتم القمر منشقا ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬ليلة كذا وكذا ‪..‬‬
‫ث وصل بقية السافرين ‪ ..‬وكلهم ييبون الواب نفسه ‪..‬‬
‫فكذبت قريش واستكبت وقالت ‪ :‬هذا قد سحر الناس كلهم ‪..‬‬
‫وأنزل ال تعال خب هذه العجزة ف كتابه ‪..‬‬
‫اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر *‬ ‫فقال تعال ‪:‬‬
‫وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر * ولقد جاءهم من النباء ما فيه مزدجر * حكمة بالغة‬

‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪14‬‬

‫‪45‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪46‬‬
‫فما تغن النذر * فتولّ عنهم يوم يدع الداع إل شيء نكر * خشعا أبصارهم يرجون من‬
‫‪..‬‬ ‫الجداث كأنم جراد منتشر‬
‫والعجب أن الباث العلمية النشورة اليوم ‪ ..‬التخصصة ف دراسات حول القمر ‪ ..‬أثبتت‬
‫وجود شق يقطع القمر نصفي ‪ ..‬وكأنه أصابه ف ما مضى انشقاق ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫أشار للسماء فأطاعته‬
‫‪ ..‬أنه أشار إل السماء فأطاعته بإذن ال ‪..‬‬ ‫ومن تأثيه‬
‫ففي فترة من عهد النبوة البارك ‪ ..‬تقلص الطر ‪ ..‬وأجدبت الرض ‪ ..‬وماتت الزروع ‪..‬‬
‫يطب الناس على منبه يوم المعة ‪..‬‬ ‫فبينما هو‬
‫قائما يطب ‪..‬‬ ‫إذ دخل رجل السجد ‪ ..‬ورسول ال‬
‫قائما ‪ ..‬ول ينتظر ‪ ..‬بل قطع الطبة ‪ ..‬وصاح بأعلى صوته ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫فاستقبل رسول ال‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬هلكت الموال ‪ ..‬وانقطعت السبل ‪ ..‬فادع ال يغيثنا ‪..‬‬
‫كان الرجل يتكلم من حرقة أصابته ‪ ..‬وهو يرى أولده جوعى ‪ ..‬وأغنامه هلكى ‪..‬‬
‫السبل تقطعت ‪ ..‬والرض أجدبت ‪ ..‬والموال نفدت ‪..‬‬
‫يعيش هوم أصحابه ‪..‬‬ ‫كان رسول ال‬
‫فلم يتأخر ‪ ..‬وإنا رفع يديه إل السماء ‪ ..‬ودعا ‪ ..‬وتضرع والتجا ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫اللهم اسقنا ‪ ..‬اللهم اسقنا ‪ ..‬اللهم اسقنا ‪..‬‬
‫يبتهل ويستسقي ‪ ..‬رفع بصره ينظر إل‬ ‫كان أنس ‪ t‬حاضرا بي الصلي ‪ ..‬فلما رأى النب‬
‫السماء ‪..‬‬
‫قال أنس ‪:‬‬
‫فل وال ‪ ..‬ما نرى ف السماء من سحاب ول من قزعة ‪..‬‬
‫وإن السماء لثل الزجاجة ‪ ..‬وما بيننا وبي سلع من دار ‪..‬‬
‫فوالذي نفسي بيده ‪ ..‬ما وضع يديه حت ثار السحاب أمثال البال ‪..‬‬
‫عن منبه ‪ ..‬حت رأيت الطر يتحادر عن ليته ‪!!..‬‬ ‫ث ل ينل رسول ال‬
‫وأمطرت السماء ‪ ..‬سبعة أيام متواصلة ‪..‬‬
‫حت رويت الرض ‪ ..‬وشبعت النعام ‪..‬‬
‫‪46‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪47‬‬
‫يطب الناس على منبه البارك ‪..‬‬ ‫وف المعة الخرى ‪ ..‬قام‬
‫وفجأة فإذا الرجل نفسه ‪ ..‬أو غيه ‪..‬‬
‫يدخل من ذلك الباب نفسه ‪..‬‬
‫قائم يطب ‪ ..‬فاستقبله قائما ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫ورسول ال‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬هلكت الموال ‪ ..‬وانقطعت السبل ‪ ..‬فادع ال يسكها عنا ‪..‬‬
‫يديه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫فرفع رسول ال‬
‫اللهم حوالينا ول علينا ‪ ..‬اللهم على الكام ‪ ..‬والظراب ‪ ..‬وبطون الودية ‪ ..‬ومنابت الشجر‬
‫‪..‬‬
‫يشي بيده إل نواحي السحاب ف السماء ‪..‬‬ ‫ث جعل‬
‫قال أنس ‪:‬‬
‫بيده إل ناحية إل تفرجت ‪..‬‬ ‫فما يشي‬
‫حت رأيت الدينة ف مثل الوبة ‪ ..‬أي صارت الياه حولا ‪ ..‬وهي كالزيرة ‪..‬‬
‫وسال وادي قناة شهرا ‪ ..‬ول ييء أحد من ناحية ‪ ..‬إل أخب بود ومطر ‪ ..‬أي كل من وصل‬
‫إل الدينة من سفر أخبهم بكثرة المطار حولا ‪..‬‬
‫(‪)15‬‬
‫( حوالينا ول علينا ) ‪..‬‬ ‫وهذا من بركة دعائه‬
‫ول شك أن تأثيه ف السحاب ‪ ..‬هو من القدرة الت مكن ال تعال نبيه منها ‪..‬‬
‫وتصرفه فيما حوله ‪ ..‬هو بإذن ال ومشيئته ‪..‬‬
‫كما كان عيسى عليه السلم ‪ ..‬يبئ الكمه والبرص وييي الوتى بإذن ال ‪..‬‬
‫وإل فلو شاء ال تعال لا مكن أحدا من البشر ل نبيا ول غيه من فعل هذه الشياء ‪..‬‬
‫ولكنه عز وجل يكنهم منها ‪ ..‬لكمة يريدها ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬

‫( ) رواه البخاري ومسلم‬ ‫‪15‬‬

‫‪47‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪48‬‬
‫النوع الثالث من معجزاته ‪ :‬تصرفه ف اليوان ‪..‬‬
‫قصة المل الائج‬
‫مع أصحابه من سفر ‪..‬‬ ‫رجع رسول ال‬
‫فأقبلوا على بستان لحد النصار من بن النجار ‪..‬‬
‫فلما أراد النب عليه الصلة والسلم أن يدخله ‪ ..‬قيل له ‪:‬‬
‫ل ‪ ..‬ل يدخل أحد إل شد عليه ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬إن ف البستان ج ً‬
‫‪ ..‬حت أتى الائط فدخل ‪..‬‬ ‫فمشى‬
‫فإذا البعي هائج ف زاوية من البستان ‪..‬‬
‫البعي ‪ ..‬دعاه إليه ‪..‬‬ ‫فلما رأى النب‬
‫فجاء المل يشي بكل خضوع ‪ ..‬واضعا مشفره إل الرض ‪..‬‬
‫حت برك بي يدي النب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬
‫‪ :‬هاتوا خطامه ‪ ..‬أي رباطه ليبطه ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫فأتوه به ‪ ..‬فربطه ‪ ..‬وخطمه ‪..‬‬
‫ث دفعه ‪ -‬بكل هدوء ‪ -‬إل صاحبه ‪..‬‬
‫إل الناس فقال ‪:‬‬ ‫ث التفت‬
‫(‪)16‬‬
‫إنه ليس شيء بي السماء والرض ‪ ..‬إل يعلم أن رسول ال ‪ ..‬إل عاصي الن والنس ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫أم معبد ‪..‬‬
‫لا ضيقت قريش على الؤمني ف مكة ‪ ..‬جعلوا يهاجرون منها إل غيها ‪..‬‬
‫على الجرة ‪..‬‬ ‫ث عزم‬
‫وخرج ليلة هاجر من مكة إل الدينة هو وأبو بكر ‪..‬‬
‫معهما عامر ابن فهية مول أب بكر ‪..‬‬
‫ودليلهم على الطريق عبد ال بن أريقط الليثي ‪..‬‬

‫( ) رواه أحد والدارمي ‪ ،‬وقال اليثمي ‪ :‬رجاله ثقات وف بعضهم ضعف‬ ‫‪16‬‬

‫‪48‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪49‬‬
‫كانت قريش قد جعلت الوائز لن يقبض عليهم ‪ ..‬وصار الناس يطلبونم ‪ ..‬ويلتمسونم ف كل‬
‫مكان ‪..‬‬
‫ف أثناء الطريق ‪ ..‬فنيت أزوادهم ‪..‬‬
‫فمروا بيمتي لمرأة من العراب اسها أم معبد الزاعية ‪..‬‬
‫وكانت أم معبد امرأة جريئة ‪ ..‬تلس خارج خيمتها ‪ ..‬عند الباب ‪ ..‬وربا أسقت من ير با ماء‬
‫‪ ..‬أو أطعمته شيئا إن كان عندها ‪..‬‬
‫‪ ..‬ومن معه ‪ ..‬سألوها ‪:‬‬ ‫فلما رآها النب‬
‫هل عندها لم ‪ ..‬أو لب ‪ ..‬يشترونه منها ‪..‬‬
‫فلم يكن عندها شيئ من ذلك ‪..‬‬
‫فاعتذرت وقالت ‪ :‬لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى ‪..‬‬
‫ل ‪ -‬مرملون ‪ ..‬مسنتون ‪ ..‬أرضهم مدبة ‪ ..‬وأنعامهم‬
‫حولا ‪ ..‬فإذا القوم – فع ً‬ ‫فنظر النب‬
‫هزيلة ‪..‬‬
‫وأصحابه قد اشتد عليهم الوع ‪..‬‬ ‫كان‬
‫ف طرف بيتها شاة هزيلة ‪..‬‬ ‫فلمح‬
‫فقال ‪ :‬ما هذه الشاة يا أم معبد ؟!‬
‫فقالت ‪ :‬شاة خلفها الهد عن الغنم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فهل با من لب ؟‬
‫قالت ‪ :‬هي أجهد من ذلك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬تأذني ل أن أحلبها ؟‬
‫قالت ‪ :‬إن كان با حلب ‪ ..‬فاحلبها ‪..‬‬
‫بالشاة فمسحها ‪ ..‬وذكر اسم ال ‪ ..‬ومسح ضرعها ‪ ..‬وذكر اسم ال ‪..‬‬ ‫فدعا رسول ال‬
‫ودعا بإناء كبي ‪..‬‬
‫وفجأة فإذا بالشاة ‪ ..‬يكب ضرعها ‪ ..‬ويتل حليبا ‪ ..‬وتباعد رجليها عن بعضهما استعدادا‬
‫للحلب ‪..‬‬
‫ف الناء حت مله ‪..‬‬ ‫فحلب‬
‫وسقى أم معبد ‪ ..‬وسقى أصحابه ‪ ..‬فشربوا ‪ ..‬حت شبعوا ‪..‬‬
‫‪49‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪50‬‬
‫‪..‬‬ ‫ث شرب هو‬
‫ث حلب ف الناء ثانيا حت مله ‪..‬‬
‫وتركه عند أم معبد ‪ ..‬وخرج مع أصحابه ‪..‬‬
‫فما لبثت أم معبد أن جاء زوجها أبو معبد يسوق غنما هزالً عجافا ‪ ..‬ل طعام ول مرعى ‪..‬‬
‫فلما رأى اللب ‪ ..‬تعجب !!‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫من أين هذا اللب ‪ ..‬يا أم معبد ؟ ول حلوبة ف البيت ! والشاة عازب !‬
‫فقالت ‪ :‬ل ‪ ..‬وال إنه مر بنا رجل مبارك ‪ ..‬وحدث معه ‪ ..‬كذا وكذا ‪..‬‬
‫فعجب أبو معبد ‪ ..‬وقال ‪ :‬صفيه ل ‪ ..‬فوال إن لراه صاحب قريش الذي تطلب ‪..‬‬
‫فقالت أم معبد ‪ :‬رأيت رجلً ‪:‬‬
‫ظاهر الوضاءة ‪..‬‬
‫حسن اللق ‪..‬‬
‫مليح الوجه ‪..‬‬
‫ل تعبه ثجلة ‪..‬‬
‫ول تزر به صعلة ‪..‬‬
‫قسيم ‪ ..‬وسيم ‪..‬‬
‫ف عينيه دعج ‪..‬‬
‫وف أشفاره وطف ‪..‬‬
‫وف صوته صحل ‪..‬‬
‫أكحل ‪..‬‬
‫أزج ‪ ..‬أقرن ‪..‬‬
‫ف عنقه سطع ‪..‬‬
‫وف ليته كثاثة ‪..‬‬
‫إذا صمت فعليه الوقار ‪..‬‬
‫وإذا تكلم سا ‪ ..‬وعله البهاء ‪..‬‬
‫حلو النطق ‪..‬‬
‫فصل ‪ ..‬ل نزر ‪ ..‬ول هذر ‪..‬‬
‫‪50‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪51‬‬
‫كأن منطقه خرزات نظم ينحدرن ‪..‬‬
‫أبى الناس ‪ ..‬وأجله من بعيد ‪..‬‬
‫وأحسنه من قريب ‪..‬‬
‫ربعة ل تنساه عي من طول ‪..‬‬
‫ول تقتحمه عي من قصر ‪..‬‬
‫غصن بي غصني ‪..‬‬
‫فهو أنضر الثلثة منظرا ‪..‬‬
‫وأحسنهم قدا ‪..‬‬
‫له رفقاء يفون به ‪..‬‬
‫إن قال استمعوا لقوله ‪ ..‬وإن أمر تبادروا لمره ‪..‬‬
‫مفود مشود ‪ ..‬ل عابس ‪ ..‬ول معتد ‪..‬‬
‫ومضت أم معبد تصف أعظم رجل عرفته الدنيا ‪ ..‬فماذا عساها تذكر أو تترك !!‬
‫فقال أبو معبد ‪ :‬هذا وال صاحب قريش الذي تطلب ‪ ..‬ولو صادفته للتمست أن أصحبه ‪..‬‬
‫ل ‪..‬‬
‫ولجهدن إن وجدت إل ذلك سبي ً‬
‫جزى ال رب الناس خي جزائه *** رفيقي حل خيمت أم معبد‬
‫ها نزل بالب وارتل به *** فافلح من أمسى رفيق ممد‬
‫سلوا أختكم عن شاتا وإنائها * فانكم إن تسألوا الشاة تشهد‬
‫دعاها بشاة حائل فتحلبت * له بصريح ضرة الشاة مزبد‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫جل يشتكي للنب‬
‫قال عَ ْب ِد اللّ ِه ْبنِ جَ ْع َفرٍ ‪: t‬‬
‫ت َيوْمٍ ‪..‬‬
‫خَ ْل َفهُ على بعيه ذَا َ‬ ‫أَ ْر َدفَنِي َرسُولُ ال ّلهِ‬
‫َفدَ َخلَ حَائِط بستان ِل َر ُجلٍ ِمنَ النْصَارِ ‪..‬‬
‫َفإِذَا فيه جَ َم ٌل ‪..‬‬
‫َح ّن وَذَ َرفَتْ عَيْنَاهُ ‪..‬‬ ‫فَلَمّا َرأَى المل النّبِيّ‬
‫سكَتَ ‪..‬‬
‫ح ِذ ْفرَاهُ َف َ‬
‫فَ َمسَ َ‬ ‫َفأَتَاهُ النِّبيّ‬
‫‪51‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪52‬‬
‫حوله وجعل يسأل ‪:‬‬ ‫فالتفت‬
‫ب َهذَا الْجَ َملِ؟‬
‫َمنْ َر ّ‬
‫ج َملُ؟‬
‫لِ َمنْ هَذَا الْ َ‬
‫فَجَا َء فَتًى ِم َن الَْأنْصَا ِر َفقَالَ ‪ :‬لِي يَا َرسُو َل اللّ ِه ‪..‬‬
‫ك تُجِي ُعهُ‬
‫ل تَّتقِي ال ّلهَ فِي هَ ِذ ِه الَْبهِي َمةِ الّتِي مَ ّل َككَ ال ّلهُ ِإيّاهَا ‪ ..‬فَِإّنهُ َشكَا ِإلَ ّي َأنّ َ‬
‫‪َ :‬أفَ َ‬ ‫َفقَالَ‬
‫(‪)17‬‬
‫وَُت ْدئُِبهُ ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫استجابة جل‬
‫ت ِمنَ النْصَارِ َل ُهمْ جَ َم ٌل َيسْنُونَ عَلَ ْي ِه ‪ ..‬أي يستخرجون عليه الاء من البئر ‪..‬‬
‫كَا َن َأهْ ُل بَيْ ٍ‬
‫صعِبَ عَلَ ْي ِهمْ َفمََن َعهُمْ َظ ْه َرهُ ‪ ..‬وهاج عليهم ‪ ..‬فلم يستطيعوا استعماله ‪ ..‬ول‬
‫وَإِ ّن الْجَ َم َل اسْتُ ْ‬
‫الركوب عليه ‪ ..‬فتعطلت منافعهم ‪ ..‬والناس فقراء ل يقدرون على شراء غيه ‪..‬‬
‫َفقَالُوا ‪:‬‬ ‫فجاء أصحابه إِلَى َرسُولِ ال ّلهِ‬
‫صعِبَ عَلَيْنَا وَمََنعَنَا َظ ْه َرهُ ‪..‬‬
‫ِإنّهُ كَا َن لَنَا جَ َم ٌل ُنسْنِي عَلَ ْيهِ ‪َ ..‬وِإنّ ُه اسْتُ ْ‬
‫خلُ ‪..‬‬
‫ع وَالنّ ْ‬
‫َوقَدْ عَطِشَ الزّرْ ُ‬
‫صحَاِبهِ ‪:‬‬
‫ل ْ‬ ‫َفقَالَ َرسُولُ ال ّلهِ‬
‫قُومُوا ‪..‬‬
‫َفقَامُوا يشون معه ‪..‬‬
‫فَمضى حت دَ َخلَ البستان ‪..‬‬
‫فإذا المل فِي نَاحَِيةٍ منه ‪..‬‬
‫ح َوهُ ‪..‬‬
‫نَ ْ‬ ‫فَ َمشَى النِّبيّ‬
‫‪َ ..‬فقَالَوا ‪:‬‬ ‫فخاف النصار أن يؤذي المل رسول ال‬
‫ب اْلكَلِبِ ‪ ..‬أي مثل الكلب الائج الثائر ‪ ..‬وَِإنّا نَخَافُ عَلَ ْيكَ‬
‫يَا نَِبيّ ال ّل ِه إِّن ُه َقدْ صَارَ مِ ْث َل الْكَلْ ِ‬
‫ص ْولََتهُ ‪..‬‬
‫َ‬
‫‪ :‬لَيْسَ عَ َليّ مِ ْن ُه َبأْسٌ ‪ ..‬ومضى يشي إليه ‪..‬‬ ‫َفقَالَ‬

‫( ) رواه البيهقي وأحد بإسناد صحيح ‪..‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪52‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪53‬‬
‫حوَ النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬حَتّى خَرّ‬
‫‪َ ..‬أقَْبلَ يشي نَ ْ‬ ‫فَلَمّا نَ َظرَ الْجَ َم ُل ِإلَى َرسُو ِل ال ّلهِ‬
‫سَا ِجدًا بَ ْينَ َي َدْيهِ ‪..‬‬
‫بِنَاصِيَِت ِه ‪ ..‬أي بأعلى رأسه ‪ ..‬والمل بي يديه ذليل هادئ منساق بي يديه‬ ‫َفأَ َخذَ َرسُولُ ال ّلهِ‬
‫وربطه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬حَتّى َأدْخَ َلهُ فِي َعمَلِه ‪ ..‬وخطمه‬
‫فَعجب الصحابة وقَالَوا ‪:‬‬
‫ج َد َلكَ ‪..‬‬
‫ح ُن َأ َحقّ أَ ْن َنسْ ُ‬
‫حنُ َن ْع ِقلُ ‪ ..‬فَنَ ْ‬
‫ج ُد َلكَ ‪َ !!..‬ونَ ْ‬
‫يَا َرسُو َل ال ّلهِ ‪َ ..‬ه ِذهِ َبهِي َم ٌة لَ َت ْع ِقلُ َتسْ ُ‬
‫شرٍ ‪..‬‬
‫جدَ لَِب َ‬
‫ش ٍر أَنْ َيسْ ُ‬
‫ح لَِب َ‬
‫‪َ :‬ل يَصْلُ ُ‬ ‫َفقَالَ‬
‫(‪)18‬‬
‫ج َد ِل َزوْ ِجهَا ِمنْ عِ َظ ِم َحقّهِ عَلَ ْيهَا ‪..‬‬
‫جدَ لَِبشَ ٍر لمَ ْرتُ الْ َم ْرَأةَ أَنْ َتسْ ُ‬
‫وََلوْ صَلَحَ لَِبشَ ٍر أَ ْن َيسْ ُ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫ف جل جابر‬ ‫تأثيه‬
‫جابر بن عبد ال ‪ t‬الصحاب الليل ‪ ..‬قتل أبوه ف معركة أحد ‪ ..‬وخلف عنده سبع أخوات‬
‫ليس لن عائل غيه ‪ ..‬وخلف دينا كثيا ‪ ..‬على ظهر هذا الشاب الذي ل يزال ف أول شبابه ‪..‬‬
‫فكان جابر دائما ساهم الفكر ‪ ..‬منشغل البال بأمر دَينه وأخواته ‪ ..‬والغرماء يطالبونه صباحا‬
‫ومسا ًء ‪..‬‬
‫خرج جابر مع النب ‪ r‬ف غزوة ذات الرقاع ‪ ..‬وكان لشدة فقره على جل كليل ضعيف ما‬
‫ل ‪ ..‬فسبقه الناس وصار هو ف آخر القافلة ‪..‬‬
‫يكاد يسي ‪ ..‬ول يد جابر ما يشتري به ج ً‬
‫ب به دبيبا ‪ ..‬والناس قد سبقوه ‪..‬‬
‫وكان النب ‪ r‬يسي ف آخر اليش ‪ ..‬فأدرك جابرا وجله يد ّ‬
‫فقال النب ‪ : r‬مالك يا جابر ؟‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال أبطأ ب جلي هذا ‪..‬‬
‫فقال النب ‪ : r‬أنه ‪..‬‬
‫فأناخه جابر وأناخ النب ‪ r‬ناقته ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬أعطن العصا من يدك أو اقطع ل عصا من شجرة ‪..‬فناوله جابر العصا ‪..‬‬
‫برَكَ المل على الرض كليلً ضعيفا ‪..‬‬
‫فأقبل ‪ e‬إل المل وضربه بالعصا شيئا يسيا ‪..‬‬

‫‪ ) ( 18‬قال أبو نعيم ف ما تضمنته هذه الادثة وأمثالا ‪ :‬إما أن يكون النب ^ أعطي علما بنطق هذه البهائم ‪ ..‬فذلك له آية كما كان لسليمان عليه‬
‫السلم آية بعلم منطق الطي ‪ ..‬أو أنه علم ذلك بالوحي ‪ ..‬وأيّ ذلك كان ففيه أُعجوبة وآية معجزة‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪54‬‬
‫فنهض المل يري قد امتل نشاطا ‪ ..‬فتعلق به جابر وركب على ظهره ‪..‬‬
‫مشى جابر بانب النب ‪ .. e‬فرحا مستبشرا ‪ ..‬وقد صار جله نشيطا سابقا ‪..‬‬
‫التفت ‪ e‬إل جابر ‪ ..‬وأراد أن يتحدث معه ‪..‬‬
‫فما هي الحاديث الت اختارها النب ‪ e‬ليثيها مع جابر ‪..‬‬
‫جابر كان شابا ف أول شبابه ‪..‬‬
‫هوم الشباب ف الغالب تدور حول الزواج ‪ ..‬وطلب الرزق ‪..‬‬
‫قال ‪ : e‬يا جابر ‪ ..‬هل تزوجت ‪..‬؟‬
‫قال جابر ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بكرا ‪ ..‬أم ثيبا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بل ثيبا ‪..‬‬
‫فعجب النب ‪ e‬كيف أن شابا بكرا ف أول زواج له ‪ ..‬يتزوج ثيبا ‪..‬‬
‫فقال ملطفا لابر ‪ :‬هل بكرا تلعبها وتلعبك ‪..‬‬
‫فقال جابر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن أب قتل ف أحد ‪ ..‬وترك تسع أخوات ليس لن راعٍ غيي ‪..‬‬
‫فكرهت أن أتزوج فتاة مثلهن فتكثر بينهن اللفات ‪ ..‬فتزوجت امرأة أكب منهن لتكون مثل‬
‫أمهن ‪..‬‬
‫هذا معن كلم جابر ‪..‬‬
‫رأى النب ‪ e‬أن أمامه شاب ضحى بتعته الاصة لجل أخواته ‪..‬‬
‫فأراد ‪ e‬أن يازحه بكلمات تصلح للشباب ‪ ..‬فقال له ‪:‬‬
‫لعلنا إذا أقبلنا إل الدينة أن ننل ف صرار (‪ .. )19‬فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق ‪..‬‬
‫يعن وإن كنت تزوجت ثيبا إل أنا ل تزال عروسا تفرح بك إذا قدمت وتبسط فراشها ‪..‬‬
‫وتصف عليه الوسائد ‪..‬‬
‫فتذكر جابر فقره وفقر أخواته ‪ ..‬فقال ‪ :‬نارق !! وال يا رسول ال ما عندنا نارق ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬إنه ستكون لكم نارق إن شاء ال ‪..‬‬
‫ث مشيا ‪ ..‬فأراد ‪ e‬أن يهب لابر مالً ‪..‬‬
‫فالفت إليه وقال ‪ :‬يا جابر ‪..‬‬

‫( ) موضع على بعد ‪5‬كم من الدينة‬ ‫‪19‬‬

‫‪54‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪55‬‬
‫قال ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أتبيعن جلك ؟‬
‫تفكر جابر فإذا جله هو رأس ماله ‪ ..‬هكذا كان وهو كليل ضعيف ‪ ..‬فكيف وقد صار قويا‬
‫جلدا !!‬
‫لكنه رأى أنه ل مال لرد طلب رسول ال ‪.. e‬‬
‫قال جابر ‪ :‬سُمْه يا رسول ال ‪ ..‬بكم ؟‬
‫فقال ‪ : e‬بدرهم !!‬
‫قال جابر ‪ :‬درهم !! تغبنن يا رسول ال ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬بدرهي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬تغبنن يا رسول ال ‪..‬‬
‫فما زال يتزايدان حت بلغا به أربعي درها ‪ ..‬أوقية من ذهب ‪..‬‬
‫فقال جابر ‪ :‬نعم ‪ ..‬ولكن أشترط عليك أن أبقى عليه إل الدينة ‪..‬‬
‫قال ‪ : r‬نعم ‪..‬‬
‫فلما وصلوا إل الدينة ‪ ..‬مضى جابر إل منله وأنزل متاعه من على المل ومضى ليصلي مع‬
‫النب ‪ r‬وربط المل عند السجد ‪..‬‬
‫فما خرج النب ‪ r‬قال جابر ‪ :‬يا رسول ال هذا جلك ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬يا بلل ‪ ..‬أعط جابرا أربعي درها وزده ‪..‬‬
‫فناول بلل جابرا أربعي درها وزاده ‪..‬‬
‫فحمل جابر الال ومضى به يقلبه بي يديه ‪ ..‬متفكرا ف حاله !! ماذا يفعل بذا الال ؟! أيشتري‬
‫ل ‪ ..‬أم يبتاع به متاعا لبيته ‪ ..‬أم ‪..‬‬
‫به ج ً‬
‫وفجأة التفت رسول ال ‪ e‬إل بلل وقال ‪ :‬يا بلل ‪ ..‬خذ الال وأعطه جابرا ‪..‬‬
‫جبذ بلل المل ومضى به إل جابر ‪ ..‬فلما وصل به إليه ‪ ..‬تعجب جابر ‪ ..‬هل ألغيت‬
‫الصفقة ؟!‬
‫قال بلل ‪ :‬خذ المل يا جابر ‪..‬‬
‫قال جابر ‪ :‬ما الب !!‪..‬‬
‫قال بلل ‪ :‬قد أمرن رسول ال ‪ e‬أن أعطيك المل ‪ ..‬والال ‪..‬‬
‫‪55‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪56‬‬
‫فرجع جابر إل رسول ال ‪ e‬وسأله عن الب ‪ ..‬أما تريد المل !!‬
‫فقال ‪ : e‬أتران ماكستك لخذ جلك ‪..‬‬
‫يعن أنا ل أكن أطالبك بفض السعر لجل أن آخذ المل وإنا لجل أن أقدر كم أعطيك من‬
‫الال معونة لك على أمورك ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫وأخيا ‪:‬‬
‫هذا التحكم ف اليوان هو بإذن ال تعال ‪ ..‬ومكوم بإرادة ال ومشيئته ‪..‬‬
‫وإل فقد يريد النب من اليوان شيئا ول يكون ‪..‬‬
‫كما حدث لا أقبل راكبا ناقته القصواء معتمرا ‪ ..‬قبل فتح مكة ‪..‬‬
‫وفجأة بركت به ناقته ‪ ..‬فأرادها على الشي ‪ ..‬فأبت عليه ‪..‬‬
‫فقال الناس ‪ :‬خلت القصواء ‪ ..‬أي عصت ‪..‬‬
‫فقال عليه الصلة والسلم ‪ :‬ما خلت القصواء ‪ ..‬وما هو لا بلق ‪ ..‬ولكن حبسها حابس الفيل‬
‫عن مكة ‪..‬‬
‫يعن أصحاب الفيل ‪ ..‬أبرهة وأصحابه ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬ل تدعون قريش اليوم إل خطة يسألون فيها صلة الرحم إل أعطيتهم إياها ‪..‬‬
‫ث حصل بينه وبي قريش صلح الديبية الشهور ‪ ..‬ورجع عليه الصلة والسلم إل الدينة ‪..‬‬
‫(‪)20‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬

‫( ) رواه البيهقي وأحد بإسناد صحيح ‪..‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪56‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪57‬‬
‫أما النوع الرابع ‪ :‬تأثيه ف المراض وشفائها‬
‫مسحة مباركة‬
‫كان أبو رافع سلم بن أب القيق ‪ ..‬زعيما من زعماء اليهود ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وكان كثي الذى لرسول ال‬
‫‪..‬‬ ‫وكان يرّض مشركي مكة على قتال النب‬
‫وكان ف حصن له بعيد عن الدينة بالقرب من خيب ‪..‬س‬
‫إل أب رافع اليهودي رجالً من النصار ‪..‬‬ ‫فبعث رسول ال‬
‫وهم من الزرج ‪..‬‬
‫فأمرّ عليهم عبد ال بن عَتِيكْ ‪..‬‬
‫ويُعي عليه ‪..‬‬ ‫وكان أبو رافع اليهودي يؤذي رسول ال‬
‫‪..‬‬ ‫وكان من أعان قبيلة غطفان ‪ ..‬وأعان أيضا مشركي العرب بالال الكثي على رسول‬
‫ويقول لم ‪ :‬أنا أتكفل بذا كله لكم ‪..‬‬
‫ويذهب إل مشركي مكة ويقول لم ‪:‬‬
‫تعالوا إل ممد ‪ ..‬إنكم أول بأس وقوة ‪..‬‬
‫ث تتركون هذا الرجل ‪..‬‬
‫وكان هذا اليهودي له اليد الطول ف جع الحزاب ف غزوة الندق ‪..‬‬
‫فهو الذي جع كل الشركي ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وجاء بم صوب النب‬
‫يتمن هزيتهم والقضاء على السلمي ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وهو الذي أغرى يهود بن قريظة بأن يونوا الواثيق والعهود مع النب‬
‫هذا هو أبو رافع وهذه بعض إنازاته ‪..‬‬
‫عندها ُشكّلت فرقة بقيادة عبد ال بن عتيك ‪..‬‬
‫ومعه عبد ال بن عتبة ‪..‬‬
‫وعبد ال بن أُنيس ‪..‬‬
‫وانطلقوا من الدينة قبل غروب الشمس ‪..‬‬
‫وكان أبو رافع ف حصن له بأرض الجاز بالقرب من خيب ‪..‬‬
‫‪57‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪58‬‬
‫فلما دنوا منه وقد غربت الشمس ‪..‬‬
‫كان الصن الذي يسكنه أبو رافع ‪ ..‬منيعا ‪..‬‬
‫له باب يفتح ف الصباح فيخرج الزارعون ورعاة الغنم ‪..‬‬
‫ث يقفل ‪ ..‬ويفتح عند غروب الشمس ليدخلوا ‪..‬‬
‫فقال عبد ال بن عتيك لصحابه ‪ : t‬اجلسوا مكانكم ‪ ..‬فإن منطلق ومتلطّف للبواب ‪ ..‬لعلّي‬
‫أن أدخل ‪..‬‬
‫فأقبل عبد ال حت دنا من الباب ‪ ..‬فإذا البواب دقيق حريص ‪ ..‬ل يدخل أحد إل نظر إليه‬
‫وعرف من هو ‪..‬‬
‫جعل عبد ال بن عتيك يرقب الباب ليدخل ‪..‬‬
‫فأقبل الناس عند غروب الشمس ‪ ..‬بواشيهم ودوابم وأدخلوها إل الصن وعادوا من الرعي‬
‫‪..‬‬
‫وههنا فقد بعض اليهود من أهل الصن حارا لم ‪..‬‬
‫فخرجوا بشعلة نار يبحثون عنه ‪..‬‬
‫وهذا بعد غروب الشمس ‪ ..‬جعلوا يطلبون ذلك المار ‪..‬‬
‫وكان عبد ال قريبا من الصن ‪ ..‬قال ‪ :‬فخشي أن يُُعرف ‪..‬‬
‫فغطى رأسه كأنه يقضي حاجة ‪..‬‬
‫ووجد اليهود حارهم فعادوا إل حصنهم ‪ ..‬ث نادى البواب ‪:‬‬
‫من أراد أن يدخل فليدخل ‪..‬‬
‫ث هتف البواب بعبد ال يسبه منهم ‪ :‬إن كنت تريد أن تدخل فادخل ‪ ..‬فإن أريد أن أغلق‬
‫الباب ‪..‬‬
‫فقام عبد ال ‪ ..‬ودخل حصن اليهود ‪..‬‬
‫ث نظر ف الداخل ‪ ..‬يريد مكانا آمنا له يتبئ فيه ‪..‬‬
‫فوجد مربط حارٍ عند باب الصن ‪ ..‬فاختبأ فيه ‪..‬‬
‫ولا دخل الناس لظ عبد ال ‪ ..‬أين سيضع البواب الفاتيح الت للحصن ‪ ..‬فخبأ البواب مفاتيحه‬
‫‪..‬‬
‫فلبث ف مبئه قليلً ‪ ..‬حت هدأ الناس ‪ ..‬وأطفئوا السرج ‪..‬‬
‫‪58‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪59‬‬
‫فقام فأخذ الفاتيح ‪ ..‬وفتح أبواب الصن من الداخل ‪ ..‬وتركها مفتوحة شيئا يسيا ‪..‬‬
‫وكانت ليلة مقمرة ‪..‬‬
‫ث مرّ على أبواب بيوت الناس من الارج الت داخل الصن ‪ ..‬وجعل يغلقها عليهم من الارج‬
‫‪..‬‬
‫حت وصل إل بيت أب رافع ‪ ..‬وكانت بيته ف مكان مرتفع ل يوصل إليه إل بسلم ودرج ‪..‬‬
‫فسمع عبد ال صوت أب رافع ‪ ..‬وكان يسمر مع عدد من أصحابه ‪ ..‬يططون ويكرون ‪..‬‬
‫فجلس عبد ال ف مكان ل يرونه ينتظر ‪..‬‬
‫فتحدث أصحابه معه حت انقضى أكثر الليل ‪ ..‬ث خرجوا فرجعوا إل بيوتم ‪..‬‬
‫فلما رأى عبد ال ذلك صعدت إليه ‪ ..‬وجعل يفتح البواب ماضيا إل غرفة أب رافع بذر ‪..‬‬
‫وصار كلما فتح بابا أغلقه من الداخل ‪..‬‬
‫حت لو علم به الراس يتأخر وصولم إليه ‪..‬‬
‫صعد عبد ال السلم ‪..‬‬
‫فلما جاء عند باب دار أب رافع ‪ ..‬فتح الباب ‪..‬‬
‫فدخل فوجد الغرفة مظلمة ‪ ..‬وقد طفئ السراج ‪..‬‬
‫وكان عبد ال بن عتيك ضعيف البصر ‪ ..‬كما ذكر الؤرخون ‪..‬‬
‫فلم يدر أين الرجل ؟! بصر ضعيف ‪ ..‬وظلمة شديدة !!‬
‫فنادى قائلً ‪ :‬أبا رافع ‪..‬‬
‫فتنبه أبو رافع للصوت ‪ ..‬وقال ‪ :‬من هذا؟‬
‫فانطلق عبد ال نو الصوت ‪..‬‬
‫وضرب أبا رافع ضربة بالسيف ‪..‬‬
‫فدهش أبو رافع ‪ ..‬لكن السيف ال ل يصب الدف تاما ‪..‬‬
‫فلم يت ‪..‬‬
‫فصاح أبو رافع ‪..‬‬
‫وفشلت الحاولة ‪..‬‬
‫فخرج عبد ال مسرعا ‪..‬‬
‫فلما جاوز الباب ‪ ..‬سع صوت أب رافع يئن ‪ ..‬ل يت !!‬
‫‪59‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪60‬‬
‫فرجعت إليه مرة أخرى ‪ ..‬ودخل عليه كأنه أحد الراس ‪..‬‬
‫فإذا الغرفة مظلمة ‪..‬‬
‫فغيّر عبد ال صوته وقال ‪ :‬مالك يا أبا رافع ؟‬
‫فجعل أبو رافع يصيح مستغيثا ‪ :‬إن رجلً ف البيت ضربن بالسيف ‪..‬‬
‫فانطلق عبد ال إليه وأهوى عليه بالسيف ‪ ..‬بضربة أخرى أثخنته ‪ ..‬ولكنها ل تقتله أيضا ‪..‬‬
‫عندها صاح أبو رافع ‪ ..‬وخرج عبد ال مسرعا نو الباب ‪..‬‬
‫وبدأت الركة ف البيت ‪ ..‬والراس يستيقظون ‪..‬‬
‫وأبو رافع يئن ‪ ..‬فرجع إليه عبد ال ‪..‬‬
‫وتكلم مغيا صوته ‪ ..‬ما لك يا أبا رافع ‪..‬‬
‫فتوجه عبد ال إليه ‪ ..‬ووضع السيف ف بطنه ‪ ..‬ث اتكأ عليه ‪..‬‬
‫حت خرج من ظهره ‪..‬‬
‫قال عبد ال ‪ :‬فسمعت صوت عظام ظهره ‪..‬‬
‫فعرفت أن قتلته ‪..‬‬
‫توجه عبد ال نو الباب يبحث عنه ف الظلم ‪ ..‬وقد ثار الراس ‪ ..‬واضطرب الناس ‪..‬‬
‫وجد الباب ‪ ..‬فخرج مسرعا من وجعل يفتح البواب ‪..‬‬
‫بابا بابا ‪..‬‬
‫حت أتى السُلّم ‪ ..‬وجعل ينل مسرعا ‪..‬‬
‫فظن أن السلم انتهى ‪ ..‬فقفز ‪ ..‬فوقع على الرض ‪ ..‬فانكسرت ساقه ‪..‬‬
‫فحلّ عمامته ‪ ..‬فربط با ساقه ‪ ..‬ومضى يقفز على رجل واحدة ‪ ..‬نو باب الصن ‪..‬‬
‫خرج عبد ال من الصن وهو يعرج ‪..‬‬
‫وصل إل أصحابه وهم ينتظرون ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وقال لم ‪ :‬انطلقوا ‪ ..‬فبشّروا رسول ال‬
‫أما أنا ‪ ..‬فإن ل أبرح مكان هذا ‪ ..‬حت أسع ناعيه ‪..‬‬
‫وكانوا ف الاهلية إذا مات فيهم الرجل الشريف ف قومه ‪ ..‬قام رجل ف الصبح على شرفة بيت‬
‫مرتفع ‪ ..‬ونادى ف الناس يبهم ‪ ..‬وينشد فيه الشعار ‪..‬‬
‫فأراد عبد ال أن يتأكد تاما أن الرجل مات ‪..‬‬
‫‪60‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪61‬‬
‫فمضى أصحاب عبد ال ‪ ..‬وتركوا عنده دابة ‪..‬‬
‫فلما كان الصبح ‪ ..‬صعد الناعي على السور ‪..‬‬
‫وعبد ال بن عتيك ينظر إليه من خارج الصن ‪..‬‬
‫فقال الناعي ‪ :‬أيها الناس ‪ ..‬أنعي إليكم أبا رافع تاجر أهل الجاز ‪..‬‬
‫ففرح عبد ال ‪ ..‬وانطلق وراء أصحابه ‪..‬‬
‫‪ ..‬صاح قائلً ‪ :‬النجاء ‪ ..‬النجاء‬ ‫‪ ..‬فلما وصل إل النب‬ ‫فأدركهم قبل أن يأتوا رسول ال‬
‫‪ ..‬فقد قتل ال أبا رافع ‪..‬‬
‫كانت ساق عبد ال مكسورة ‪ ..‬يشي أعرج ‪..‬‬
‫فلما رأى النب عليه الصلة والسلم ساقه الكسورة ‪ ..‬قال له ‪:‬‬
‫ابسط رجلك ‪..‬‬
‫عليها بيده ‪ ..‬والناس ينظرون ‪..‬‬ ‫فبسطها ‪ ..‬فمسح النب‬
‫تفارق رجل عبد ال ‪ ..‬حت قام ليس با بأس أبدا ‪..‬‬ ‫فما كادت يد رسول ال‬
‫(‪)21‬‬
‫‪..‬‬ ‫فهذا من آيات نبوته‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫عي أب قتادة‬
‫ف معركة أحد ‪..‬‬
‫رُمي أبو قتادة ‪ t‬بسهم فأصاب عينه ‪ ..‬فسالت على خده ‪ ..‬وتعلقت بعروق وعصب ‪..‬‬
‫فهم الصحابة بقطعها ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقال لم ‪ :‬اعرضون على رسول ال‬
‫بيده ‪ ..‬وردها مكانا ‪..‬‬ ‫فلما وقف بي يدي النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬أخذها‬
‫(‪)22‬‬
‫فكان الذي يراه ‪ ..‬ل يدري أيّ عينيه أصيبت ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫‪t‬‬ ‫شفاء عين علي‬
‫مع أصحابه إل غزوة خيب ‪..‬‬ ‫خرج‬

‫( ) رواه البخاري ‪ ..‬عن الباء بن عازب ‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫( ) رواه الاكم وغيه من عدة طرق‬ ‫‪22‬‬

‫‪61‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪62‬‬
‫وطالت ماصرتم لصون خيب ‪ ..‬ول يتيسر فتحها لم ‪..‬‬
‫لصحابه ‪ :‬لعطي الراية غدا رجلً يفتح ال على يديه ‪ ..‬يب ال ورسوله ‪ ..‬ويبه ال‬ ‫فقال‬
‫ورسوله ‪..‬‬
‫فبات الناس طوال ليلهم ‪ ..‬يتفكرون ‪ ..‬ويتحثون ‪ ..‬فيمن سينال هذا الشرف ‪..‬‬
‫وكان كلهم يرجوا أن يعطاها ‪..‬‬
‫‪ ..‬كلهم يتمن أن يعطى الراية ‪..‬‬ ‫فلما أصبح الناس غدوا على النب‬
‫‪ :‬أين علي بن أب طالب ؟‬ ‫فقال‬
‫قالوا ‪ :‬هو يا رسول ال يشتكي عينيه ‪..‬‬
‫وكان ف عين علي ‪ t‬رمد شديد ‪ ..‬حت غطى على بصره تاما فل يرى شيئا ‪..‬‬
‫فأرسل النب عليه الصلة والسلم إليه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فجاء علي ‪ t‬يقودونه بيده ‪ ..‬حت جلس بي يدي النب‬
‫عينيه ‪ ..‬فبصق فيهما ‪ ..‬ودعا له ‪..‬‬ ‫ففتح النب‬
‫فبأ من لظته ‪ ..‬حت كأن ل يكن به وجع ‪..‬‬
‫الراية ‪..‬‬ ‫فأعطاه‬
‫فقال علي ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أقاتلهم حت يكونوا مثلنا ؟‬
‫‪ :‬انفذ على رِسلك ‪ ..‬حت تنل بساحتهم ‪ ..‬ث ادعهم إل السلم ‪..‬‬ ‫قال‬
‫وأخبهم با يب عليهم من حق ال تعال فيه ‪ ..‬فوال لن يهدي ال بك رجلً واحدا ‪ ..‬خي‬
‫(‪)23‬‬
‫لك من أن يكون لك حر النعم ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬

‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪23‬‬

‫‪62‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪63‬‬
‫النوع الامس ‪ :‬تأثيه ف الشجار ‪:‬‬
‫يفهم الذع ‪ ..‬ويواسيه !!‬
‫كان الناس ف القدي ‪ ..‬يعتمدون ف بناء بيوتم ‪ ..‬على جذوع النخل ‪ ..‬والطي والجارة ‪..‬‬
‫عبارة عن سواري وأعمدة من جذوع النخل ‪ ..‬فوقها عريش من عسيب‬ ‫وكان مسجد النب‬
‫النخل ‪..‬‬
‫يقوم يوم المعة يطب الناس قائما ‪..‬‬ ‫فكان النب‬
‫فإذا تعب أسند ظهره إل جذع نلة منصوب ف السجد ‪..‬‬
‫فقالت امرأة من النصار ‪:‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬إن ل غلما نارا ‪ ..‬أل آمره فيصنع لك منبا ؟‬
‫‪ :‬إن شئت ‪..‬‬ ‫قال‬
‫فأمرت الرأة غلمها ‪ ..‬فصنع منبا ‪..‬‬
‫وجاء به ووضعه ف السجد ‪..‬‬
‫فلما كان يوم المعة ‪..‬‬
‫إل النب ‪ ..‬فصعده ‪ ..‬ث سلم على الناس ‪ ..‬وقعد ‪..‬‬ ‫أقل النب‬
‫وشرع بلل ف الذان ‪..‬‬
‫ف هذه الثناء ‪..‬‬
‫سع الصحابة صوت بكاء ‪ ..‬وأني ‪..‬‬
‫ث سعوا صوت خوار كخوار الثور ‪..‬‬
‫فإذا الصوت من جذع النخلة يبكي ‪..‬‬
‫وجعلت النخلة تصيح ‪ ..‬حت كادت أن تنشق ‪..‬‬
‫وارتج السجد ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫من على منبه ‪ ..‬وتوجه نو جذع النخلة ‪ ..‬فضمه إليه‬ ‫فنل النب‬
‫فجعلت النخلة تئن ‪ ..‬وتئن ‪ ..‬كأني الصب الذي يسكت حت استقرت ‪..‬‬
‫إل أصحابه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫فالتفت‬
‫( بكى ‪ ..‬لا فقد من الذكر ‪..‬‬

‫‪63‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪64‬‬
‫(‪)24‬‬
‫أما و الذي نفس ممد بيده ‪ ..‬لو ل ألتزمه لا زال هكذا إل يوم القيامة ) ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫النخلة تنقاد له ‪ ..‬بإذن ال ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫قال جابر‬
‫يقضي حاجته ‪ ..‬فاتبعته‬ ‫حت نزلنا واديا أفيح ‪ ..‬فذهب رسول ال‬ ‫سرنا مع رسول ال‬
‫بإداوة من ماء ‪..‬‬
‫فلم ير شيئا يستتر به ‪ ..‬فإذا شجرتان بشاطىء الوادي ‪ ..‬فانطلق رسول ال‬ ‫فنظر رسول ال‬
‫إل إحداها ‪ ..‬فأخذ بغصني من أغصانا ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫انقادي عليّ بإذن ال ‪ ..‬فانقادت معه كالبعي الخشوش ‪ ..‬الذي يصانع قائده ‪..‬‬
‫حت أتى الشجرة الخرى ‪ ..‬فأخذ بغصن من أغصانا ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫انقادي عليّ بإذن ال ‪ ..‬فانقادت معه كذلك ‪..‬‬
‫حت إذا كان بالنصف فيما بينهما ‪ ..‬لم بينهما ‪ ..‬حت جع بينهما ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬التئما عل ّي بإذن ال تعال ‪ ..‬فالتأمتا عليه ‪..‬‬
‫بقرب فيتباعد ‪..‬‬ ‫قال جابر ‪ :‬فخرجت أحضر ‪ ..‬مافة أن يس رسول ال‬
‫ل وإذا الشجرتان قد‬
‫مقب ً‬ ‫فجلست أحدث نفسي ‪ ..‬فحانت من لفتة ‪ ..‬فإذا برسول ال‬
‫(‪)25‬‬
‫افترقتا ‪ ..‬فقامت كل واحدة منهما على ساق ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫النخلة تشي إليه‬
‫مع أصحابه ف سفر ‪.‬‬ ‫كان رسول ال‬
‫وأصحابه ‪..‬‬ ‫فرأى أعرابيا ف طريقهم ‪ ..‬فَلَمّا َدنَا العراب مِن النب‬
‫‪ ..‬وكان عليه الصلة والسلم حريصا على دعوة الناس ف كل زمان ومكان ‪..‬‬ ‫رآه النب‬
‫للعراب ‪َ :‬أيْ َن ُترِيدُ ؟‬ ‫فقَالَ َرسُولُ ال ّلهِ‬
‫قَالَ‪ :‬إِلَى أَهْلِي ‪..‬‬
‫قَا َل ‪َ :‬هلْ َلكَ فِي خَ ْيرٍ؟‬

‫( ) رواه مسلم وأحد‬ ‫‪24‬‬

‫( ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪64‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪65‬‬
‫قَا َل ‪ :‬وَمَا هُوَ ؟‬
‫ح ّمدًا عَ ْب ُدهُ وَ َرسُوُلهُ ‪..‬‬
‫قَا َل ‪َ :‬تشْ َه ُد أَ ْن لَ ِإَلهَ ِإلّ ال ّل ُه وَ ْح َدهُ َل َشرِيكَ لَ ُه ‪َ ..‬وأَنّ مُ َ‬
‫ش َهدُ عَلَى مَا َتقُولُ ؟‬
‫قَالَ العراب ‪َ :‬و َمنْ َي ْ‬
‫إل نلة ف طرف الوادي ‪ ..‬وقَا َل ‪َ :‬ه ِذهِ السّلَ َمةُ! أي النخلة ‪..‬‬ ‫فالتفت‬
‫إل النخلة ‪َ ..‬ودَعَاهَا ‪..‬‬ ‫ث نظر النب‬
‫ت بَ ْينَ َي َديْهِ ‪..‬‬
‫ض َخدّا وتشق التراب ‪ ..‬حَتّى قَامَ ْ‬
‫خ ّد الرْ َ‬
‫ت تَ ُ‬
‫َفأَقْبَلَ ْ‬
‫لثًا على أنه نب ‪..‬‬
‫شهَ َدهَا ثَ َ‬
‫فَاسَْت ْ‬
‫لثًا َأّنهُ كَمَا قَا َل ‪..‬‬
‫شهِ َدتْ النخلة ثَ َ‬
‫َف َ‬
‫ت ِإلَى مَنْبَِتهَا ‪..‬‬
‫ُثمّ َر َجعَ ْ‬
‫ينتظر القرار الخي من هذا العراب ‪ ..‬هل يدخل ف السلم ‪ ..‬أم ل ‪..‬‬ ‫وسكت النب‬
‫‪:‬‬ ‫فإذا بالعراب يعرف الق ‪ ..‬ويتحمس ‪ ..‬فيلتفت راجعا ِإلَى َق ْو ِمهِ ‪ ..‬وَهو يقول لرسول ال‬
‫(‪)26‬‬
‫ك ‪..‬‬
‫ت َمعَ َ‬
‫ت َفكُنْ ُ‬
‫ك ِبهِ ْم ‪ ..‬وَِإلّ َرجَعْ ُ‬
‫إِنِ اتَّبعُونِي أَتَيُْت َ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫انقياد شجرتي له‬
‫‪..‬‬ ‫ف قصة جابر الطويلة ف حكاية حج النب‬
‫قال ‪:‬‬
‫ح ‪..‬‬
‫‪ ..‬حَتّى َنزَلْنَا وَا ِديًا َأفْيَ َ‬ ‫سِ ْرنَا مَعَ َرسُولِ ال ّلهِ‬
‫َيقْضِي حَاجََت ُه ‪ ..‬فَاتَّبعُْتهُ ِبِإدَا َو ٍة ِمنْ مَاءٍ ‪..‬‬ ‫َفذَهَبَ َرسُو ُل اللّهِ‬
‫فَ َلمْ َي َر شَيْئًا َيسْتَِت ُر ِبهِ ‪..‬‬ ‫فَنَ َظرَ َرسُولُ ال ّلهِ‬
‫صنٍ ِم ْن أَغْصَانِهَا‬
‫ِإلَى ِإ ْحدَاهُمَا ‪َ ..‬فَأخَ َذ ِبغُ ْ‬ ‫جرَتَا ِن ِبشَاطِ ِئ الْوَادِي ‪ ..‬فَانْطَ َلقَ َرسُولُ ال ّلهِ‬
‫َفإِذَا شَ َ‬
‫‪..‬‬
‫َفقَالَ ‪ :‬اْنقَادِي عَ َل ّي ِبإِذْ ِن ال ّلهِ ‪..‬‬
‫خشُوشِ ‪ ..‬اّلذِي يُصَانِ ُع قَائِ َدهُ ‪..‬‬
‫ي الْمَ ْ‬
‫فَاْنقَا َدتْ َم َعهُ كَالْبَعِ ِ‬
‫والبعي الخشوش هو الذي يعلون ف أنفه عودا ويربطونه ببل ‪ ..‬فإذا تانع عن الشي شدوا‬

‫( ) رواه البيهقي وأحد بإسناد صحيح ‪..‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪65‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪66‬‬
‫البل فآله ‪ ..‬فانقاد شيئا فشيئا ‪ ..‬فهو يصانع قائده ‪..‬‬
‫صنٍ ِم ْن أَغْصَاِنهَا ‪..‬‬
‫ج َرةَ اْلأُ ْخرَى ‪َ ..‬فَأ َخذَ ِبغُ ْ‬
‫الشجرة حَتّى َأتَى با إل الشّ َ‬ ‫قاد‬
‫َفقَالَ ‪ :‬اْنقَادِي عَ َل ّي ِبإِذْ ِن ال ّلهِ ‪..‬‬
‫فَاْنقَا َدتْ َم َعهُ َك َذلِكَ ‪..‬‬
‫بَيَْنهُمَا ‪َ -‬يعْنِي جَ َمعَهُمَا – ‪َ ..‬وقَالَ‪ :‬الْتَئِمَا َع َليّ‬ ‫ف مِمّا بَيَْنهُمَا ‪ ..‬لمَ‬
‫حَتّى ِإذَا كَا َن بِالْمَنْصَ ِ‬
‫ِبإِذْ ِن ال ّلهِ ‪..‬‬
‫فَالَْتَأمَتَا ‪..‬‬
‫ِبقُ ْربِي فَيَبَْت ِعدَ ‪..‬‬ ‫حسّ َرسُولُ ال ّلهِ‬
‫ضرُ مَخَا َفةَ أَ ْن يُ ِ‬
‫ت ُأحْ ِ‬
‫خ َرجْ ُ‬
‫قَا َل جَاِبرٌ‪ :‬فَ َ‬
‫ُمقْبِلً ‪..‬‬ ‫ت مِنّي َلفَْتةٌ ‪َ ..‬فِإذَا َأنَا ِب َرسُولِ ال ّلهِ‬
‫ت ُأحَ ّدثُ نَ ْفسِي ‪ ..‬فَحَانَ ْ‬
‫فَجَ َلسْ ُ‬
‫(‪)27‬‬
‫ج َرتَانِ َق ِد افَْترَقَتَا ‪َ ..‬فقَامَتْ ُك ّل وَا ِح َدةٍ مِ ْنهُمَا عَلَى سَاقٍ‪ .‬أي كما كانت ‪..‬‬
‫وَِإذَا الشّ َ‬
‫* * * * * * * * * *‬

‫( ) رواه مسلم ‪..‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪66‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪67‬‬
‫النوع السادس ‪ :‬التأثي ف الاء والطعام ‪:‬‬
‫تكثي الاء ف الديبية‬
‫‪:‬‬ ‫قال جابر‬
‫بي يديه ركوة ‪ ..‬فتوضأ ‪..‬‬ ‫عطش الناس يوم الديبية ‪ ..‬والنب‬
‫فجهش الناس نوه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ما لكم ؟! قالوا ‪ :‬ليس عندنا ما نتوضأ ول نشرب ‪ ..‬إل ما بي يديك ‪..‬‬
‫فوضع يده ف الركوة ‪ ..‬فجعل الاء يثور بي أصابعه ‪ ..‬كأمثال العيون ‪..‬‬
‫فشربنا ‪ ..‬وتوضأنا ‪..‬‬
‫(‪)28‬‬
‫وكنا خس عشرة مائة ‪ ..‬ولو كنا مائة ألف لكفانا ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫ماء الزادتي‬
‫مع أصحابه ‪ ..‬ف يوم شديد الر ‪..‬‬ ‫سافر رسول ال‬
‫فأطالوا السي ‪ ..‬ول يكن ف طريقهم ماء ول بئر ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ش إل رسول ال‬
‫س الْعَطَ ِ‬
‫فَاشَْتكَى النّا ُ‬
‫ل ‪..‬‬
‫فكان ل بد أن يد لم ح ً‬
‫ل من أصحابه َودَعَا عَلِيّا ‪َ ..‬فقَا َل ‪ :‬اذْهَبَا فَابَْتغِيَا الْمَاءَ ‪..‬‬
‫َفدَعَا رج ً‬ ‫فََنزَلَ‬
‫ذهب علي ‪ t‬وصاحبه يبحثان عن الاء ‪..‬‬
‫فبينما ها كذلك ‪ ..‬إذ َلَقّيَا امْ َرَأةً بَ ْي َن َمزَا َدتَ ْينِ ‪َ ..‬أ ْو سَطِيحَتَ ْينِ – قربتي ‪ -‬مِ ْن مَاءٍ عَلَى َبعِيٍ لَهَا‬
‫‪َ ..‬فقَالَا َلهَا ‪َ :‬أْينَ الْمَاءُ ؟‬
‫س َه ِذهِ السّا َعةَ ‪َ ..‬ونَ َف ُرنَا خُلُوف ‪..‬‬
‫قَالَتْ ‪َ :‬ع ْهدِي بِالْمَا ِء َأمْ ِ‬
‫يعن الاء بعيد بينكم وبينه مسية يوم وليلة ‪..‬‬
‫قَا َل َلهَا ‪ :‬انْطَ ِلقِي ِإذًا ‪..‬‬
‫ت ‪ِ :‬إلَى َأْينَ ؟‬
‫قَالَ ْ‬
‫‪..‬‬ ‫قَالَا ‪ :‬إِلَى َرسُولِ ال ّلهِ‬
‫ت ‪ :‬اّلذِي ُيقَا ُل َلهُ الصّاِبئُ ؟‬
‫قَالَ ِ‬

‫( ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪67‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪68‬‬
‫بذا السم ‪ ..‬الصابئ أي ‪ :‬الغي دينه ‪..‬‬ ‫وكان الشركون يعيون النب‬
‫ي ‪ ..‬فَانْطَ ِلقِي ‪..‬‬
‫فلم يطل الصحابيان معها الكلم ‪ ..‬بل قال ‪ُ :‬هوَ اّلذِي َتعْنِ َ‬
‫مضت الرأة معهم على بعيها ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فَجَاءَا ِبهَا ِإلَى النّبِيّ‬
‫فسألا عن الاء ‪ ..‬فذكرت أنه بعيد ‪..‬‬
‫وذكرت له أنا ضعيفة وأم أيتام ‪..‬‬
‫فتناول النب عليه الصلة والسلم قربت الاء ‪..‬‬
‫ومسح عليهما بيديه ‪..‬‬
‫غ فِيهِ ِم ْن َأفْوَاهِ الْ َمزَادَتَ ْي ِن ‪..‬‬
‫ث َدَعَا ِبإِنَا ٍء َف َفرّ َ‬
‫ي فِي النّاسِ‪ :‬ا ْسقُوا وَاسْتَقُوا ‪..‬‬
‫ث َنُودِ َ‬
‫فجعل الناس يأتون بآنيتهم ‪..‬‬
‫فمنهم من يشرب ‪ ..‬ومنهم من يل قربته ‪ ..‬ومنهم من يصب ف إنائه ‪..‬‬
‫َفسَقَى مَ ْن شَا َء وَاسَْتقَى َمنْ شَا َء ‪..‬‬
‫وَالرأة قَائِ َمةٌ تَنْ ُظ ُر ِإلَى مَا ُي ْف َعلُ بِمَاِئهَا ‪..‬‬
‫حت روي الصحابة وعبئوا آنيتهم ‪..‬‬
‫وإن قربتيها ل يتغي حجمها ‪ ..‬ول كثرة مائها ‪..‬‬
‫أن يسن إل الرأة ‪ ..‬مع أنه ل ينقص من مائها شيئا ‪..‬‬ ‫فأراد‬
‫َفقَالَ لصحابه ‪ :‬اجْ َمعُوا َلهَا ‪..‬‬
‫ج َو ٍة َودَقِيق كسر خبز ‪..‬‬
‫فَجَ َمعُوا َلهَا ِم ْن بَ ْينِ تر عَ ْ‬
‫يهَا ‪..‬‬
‫ب ‪ ..‬وَحَمَلُوهَا عَلَى َبعِ ِ‬
‫جعَلُوهَ فِي َثوْ ٍ‬
‫حَتّى جَ َمعُوا َلهَا َطعَامًا فَ َ‬
‫ب بَ ْينَ َي َدْيهَا ‪..‬‬
‫ضعُوا الّثوْ َ‬
‫وَوَ َ‬
‫ك شَيْئًا ‪ ..‬أي ما أنقصنا منه شيئا ‪..‬‬
‫‪َ :‬تعْلَ ِميَ ‪ ..‬مَا رَ ِزئْنَا ِمنْ مَائِ ِ‬ ‫ث قَا َل َلهَا‬
‫وََل ِكنّ ال ّلهَ ُه َو الّذِي أَ ْسقَانَا ‪..‬‬
‫مضت الرأة إل َأهْ َلهَا ‪َ ..‬وقَ ِد تأخرت عليهم ‪..‬‬
‫سكِ يَا فُلَاَنةُ ؟‬
‫فقَالُوا ‪ :‬مَا حََب َ‬
‫ب ‪َ ..‬لقِيَنِي َرجُلَ ِن َف َذهَبَا بِي ِإلَى َهذَا اّلذِي ُيقَا ُل َلهُ الصّاِبئُ ؟‬
‫ت ‪ :‬اْلعَجَ ُ‬
‫قَالَ ِ‬
‫‪68‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪69‬‬
‫َففَ َعلَ َكذَا وَ َكذَا ‪..‬‬
‫س ِمنْ بَ ْي ِن هَ ِذ ِه َوهَ ِذهِ ‪ ..‬وأشارت إل السماء والرض ‪..‬‬
‫حرُ النّا ِ‬
‫َفوَال ّلهِ ِإّنهُ لسْ َ‬
‫أَ ْو ِإّنهُ َل َرسُولُ ال ّلهِ َحقّا ‪..‬‬
‫(‪)29‬‬
‫ث قيل إن الرأة أسلمت بعد ذلك ‪ ..‬وأسلم قومها ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫ميضأة أب قتادة ‪: t‬‬
‫مع أصحابه ف سفر ‪..‬‬ ‫سار النب‬
‫وقل معم الاء ‪..‬‬
‫‪ ..‬فقال ‪ :‬إنكم تسيون عشيتكم وليلتكم ‪ ..‬وتأتون الاء إن شاء ال غدا ‪..‬‬ ‫فخطبهم النب‬
‫فانطلق الناس ‪ ..‬وطال سيهم ‪ ..‬فاشتد بم العطش ‪ ..‬ول يدوا ما يتوضئون ‪..‬‬
‫بيضأة كانت مع أب قتادة ‪ ..‬وهي قربة ماء صغيه ‪..‬‬ ‫فدعا النب‬
‫فأتتاه أبو قتادة با ‪ ..‬وكان فيها شيء قليل من ماء ‪..‬‬
‫وضوءا يسيا ‪..‬‬ ‫فتوضأ منها‬
‫لب قتادة ‪ :‬احفظ علينا ميضأتك ‪ ..‬فسيكون لا نبأ !!‬ ‫وبقي فيها شيء من ماء ‪ ..‬ث قال‬
‫ث مضوا ف سيهم ‪..‬‬
‫فطلع النهار ‪ ..‬وحي كل شيء ‪ ..‬والناس يقولون ‪:‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬هلكنا ‪ ..‬عطشنا ‪..‬‬
‫‪ :‬ل هُلك عليكم ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫ث قال ‪ :‬أطلقوا ل ُغمَري ‪ ..‬أي أحضروا إناء وضوئي ‪..‬‬
‫بيضأة أب قتادة ‪..‬‬ ‫ث دعا‬
‫فأحضرها أبو قتادة ‪ ..‬قربة ضغية بي يديه ‪ ..‬فيها بقية ماء يسي ‪..‬‬
‫‪ ..‬وحل سقاءها ‪ ..‬وقلبها وأخذ يصب منها ‪..‬‬ ‫فأخذها‬
‫فلما رأى الناس الاء ‪ ..‬تكابّوا عليه ‪ ..‬وازدحوا ‪..‬‬
‫‪ :‬أحسنوا الَلَ ‪ ..‬كلكم سيوى ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫يصب ف الناء ‪ ..‬ويسقيهم أبو قتادة ‪..‬‬ ‫ث جعل رسول ال‬

‫( ) رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪69‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪70‬‬
‫حت رووا وملئوا آنيتهم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فما بقي غي أب قتادة ‪ ..‬وغي رسول ال‬
‫ث صب رسول ال ماء ‪ ..‬فقال لب قتادة ‪ :‬اشرب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل أشرب حت تشرب ‪ ..‬يا رسول ال ‪..‬‬
‫‪ :‬إن ساقي القوم آخرهم شربا ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫‪..‬‬ ‫قال أبو قتادة ‪ :‬فشربت ‪ ..‬وشرب رسول ال‬
‫وشرب الناس كلهم ‪ ..‬وكانوا ثلثائة ‪..‬‬
‫(‪)30‬‬
‫‪ ..‬ومعجزاته الظاهرة ‪..‬‬ ‫وهذا من بركته‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫وف غزوة تبوك ‪:‬‬
‫غزوة تبوك ‪ ..‬مليئة بالعجائب ‪..‬‬
‫أصاب السلمي فيها جوع وعطش ومشقة ‪..‬‬
‫فهو طريق طويل ‪ ..‬وعددهم كبي ‪..‬‬
‫فجمع النب الظهر والعصر جيعا ‪..‬‬
‫ث جع الغرب والعشاء جيعا ‪..‬‬
‫فقال لصحابه ‪ :‬إنكم ستأتون غدا إن شاء ال عي تبوك ‪ ..‬وإنكم لن تأتونا حت يضحى‬
‫ضحى النهار ‪ ..‬فمن جاءها فل يس من مائها شيئا ‪ ..‬حت آت ‪..‬‬
‫ومضى اليش يسي ‪..‬‬
‫فلما وصلها النب ‪ ..‬فإذا قد سبق إل عي الاء رجلن ‪ ..‬والعي قليلة الاء جدا ‪ ..‬ونبع الاء‬
‫منها شحيح ‪..‬‬
‫فلما رأى النب عليه الصلة والسلم الرجلي سألما ‪:‬‬
‫هل مسستما من مائها شيئا ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فغضب النب عليهما ‪ ..‬كيف يسان الاء وقد منع من ذلك ‪ ..‬وأعلن ف الناس النهي عنه ‪..‬‬
‫فسبهما ‪ ..‬وقال لما ما شاء ال أن يقول ‪..‬‬

‫( ) رواه أحد ومسلم ‪..‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪70‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪71‬‬
‫والصحابة عطشى ‪..‬‬
‫ث أمر النب بعض الصحابة ‪ ..‬فغرفوا من العي ماء قليلً ‪ ..‬ث قليلً ‪..‬‬
‫وجعلوه ف إناء صغي ‪..‬‬
‫ث غسل رسول ال فيه وجهه ويديه ‪..‬‬
‫ث صب هذا الاء ف العي ‪..‬‬
‫فما كاد هذا الاء البارك منه يس ماء العي حت جرت العي باء كثي ‪..‬‬
‫فاستقى الناس ‪ ..‬وشربوا ‪ ..‬ورووا ‪ ..‬وتوضئوا ‪..‬‬
‫ث التفت إل معاذ فقال ‪ :‬يا معاذ ‪ ..‬يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا‬
‫(‪)31‬‬
‫‪ ..‬أي مزارع وبساتي ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫تكثيه الطعام‬
‫قال جابر ‪: t‬‬
‫‪ ..‬فقالوا ‪:‬‬ ‫إنا يوم الندق نفر ‪ ..‬فعرضت كدية شديدة ‪ ..‬فجاؤا إل رسول ال‬
‫هذه كدية عرضت ‪ ..‬فقال ‪ :‬أنا نازل ‪ ..‬فقام وبطنه معصوب بجر ‪ ..‬ولبثنا ثلثا ل نذوق ذواقا‬
‫‪..‬‬
‫العول فضرب ‪ ..‬فعاد كثيبا أهيل ‪..‬‬ ‫فأخذ النب‬
‫فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ائذن ل إل البيت ‪..‬‬
‫شيئا ما ف ذلك صب ‪..‬‬ ‫فقلت لمرأت ‪ :‬رأيت من رسول ال‬
‫قالت ‪ :‬عندي شعي ‪ ..‬وعناق ‪..‬‬
‫فذبتُ العناق ‪ ..‬وطحنتِ الشعي ‪ ..‬حت جعلنا اللحم ف البمة ‪..‬‬
‫ومن معه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فقالت ‪ :‬ل تفضحن برسول ال‬ ‫ث وليتُ إل رسول ال‬
‫قال ‪ :‬فجئت فساررته ‪ ..‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬طعيم ل ‪ ..‬فقم أنت يا رسول ال ورجل أو‬
‫رجلن ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬كم هو ؟‬

‫( ) رواه مسلم ‪..‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪71‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪72‬‬
‫وقال ‪ :‬يا أهل الندق ‪ ..‬إن جابرا قد‬ ‫فذكرت له ‪ ..‬قال ‪ :‬كثي طيب ‪ ..‬ث صاح رسول ال‬
‫صنع لكم سؤرا ‪ ..‬فحي هل بكم ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬قل لا ‪ :‬ل تنع البمة ‪ ..‬ول البز من التنور ‪ ..‬حت آت ‪..‬‬
‫فقام الهاجرون والنصار ‪..‬‬
‫فلما دخل على امرأته قال ‪:‬‬
‫بالهاجرين والنصار ‪ ..‬ومن معهم ‪..‬‬ ‫ويك !! جاء النب‬
‫فقالت ‪ :‬بك ‪ ..‬وبك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬قد فعلت الذي قلت ل ‪..‬‬
‫فأخرجت له عجينا فبصق فيه ‪ ..‬وبارك ‪..‬‬
‫ث عمد إل برمتنا فبصق فيها ‪ ..‬وبارك ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬ادع خابزة فلتخبز معي ‪ ..‬واقدحي من برمتكم ‪ ..‬ول تنلوها ‪..‬‬
‫وهم ألف ‪ ..‬فأقسم بال ‪ ..‬لكلوا حت تركوه وانرفوا ‪ ..‬وإن برمتنا لتغط كما هي ‪ ..‬وإن‬
‫(‪)32‬‬
‫عجيننا ليخبز كما هو ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫تكثيه اللب‬
‫قال أبو هريرة ‪: t‬‬
‫وال الذي ل إله إل هو إن كنت لعتمد على الرض من الوع ‪ ..‬وإن كنت لشد الجر على‬
‫بطن من الوع ‪..‬‬
‫ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يرجون منه ‪ ..‬فمر أبو بكر ‪ ..‬فسألته عن آية من كتاب‬
‫ال ‪ ..‬ما سألته إل ليستتبعن ‪ ..‬فلم يفعل ‪..‬‬
‫ث مرّ عمر ‪ ..‬فسألته عن آية من كتاب ال ‪ ..‬ما سألته إل ليستتبعن ‪ ..‬فمر فلم يفعل ‪..‬‬
‫‪ ..‬فتبسم حي رآن ‪ ..‬وعرف ما ف وجهي وما ف نفسي ‪..‬‬ ‫ث مرّ ب أبو القاسم‬
‫حقْ ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬أبا هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪ ..‬قال ‪ِ :‬الْ َ‬
‫ومضى ‪ ..‬فاتبعته ‪ ..‬فدخل ‪ ..‬فاستأذن ‪ ..‬فأذن ل ‪ ..‬فدخلت ‪..‬‬
‫فوجد لبنا ف قدح ‪ ..‬فقال ‪ :‬من أين هذا اللب ؟‬

‫( ) رواه البخاري ‪..‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪72‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪73‬‬
‫قالوا ‪ :‬أهداه لك فلن ‪ ..‬أو فلنة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أبا هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬
‫حقْ أهل الصفة ‪ ..‬فادعهم ل ‪..‬‬
‫قال ‪ِ :‬الْ َ‬
‫قال ‪ :‬وأهل الصفة أضياف السلم ‪ ..‬ل يأوون إل أهل ول إل مال ‪ ..‬إذا أتته صدقة بعث با‬
‫إليهم ول يتناول منها شيئا ‪ ..‬وإذا أتته هدية أرسل إليهم ‪ ..‬وأصاب منها وأشركهم فيها ‪..‬‬
‫فساءن ذلك ‪..‬‬
‫وقلت ‪ :‬وما هذا اللب ف أهل الصفة !! كنت أحق أن أصيب من هذا اللب شربة أتقوى با ‪..‬‬
‫فإذا جاءوا ‪ ..‬أمرن ‪ ..‬فكنت أنا أعطيهم ‪ ..‬وما عسى أن يبلغن من هذا اللب ‪..‬‬
‫ول يكن من طاعة ال ‪ ..‬وطاعة رسوله بدٌ ‪ ..‬فأتيتهم ‪ ..‬فدعوتم ‪..‬‬
‫فأقبلوا ‪ ..‬فأذن لم ‪ ..‬وأخذوا مالسهم من البيت ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا أبا هر ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪ ..‬قال ‪ :‬خذ ‪ ..‬فأعطهم ‪..‬‬
‫فأخذت القدح ‪ ..‬فجعلت أعطيه الرجلَ فيشرب حت يروى ‪ ..‬ث يرد عل ّي القدح ‪ ..‬فأعطيه‬
‫الخر ‪ ..‬فيشرب حت يروى ‪ ..‬ث يرد علي القدح ‪ ..‬فأعطيه الخر فيشرب حت يروى ‪ ..‬ث‬
‫يرد علي القدح ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقد روي القوم كلهم ‪ ..‬فأخذ القدح فوضعه على يده ‪ ..‬فنظر إلّ‬ ‫حت انتهيت إل النب‬
‫فتبسم فقال ‪ :‬أبا هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫بقيت أنا وأنت ؟ قلت ‪ :‬صدقت يا رسول ال ‪ ..‬قال ‪ :‬اقعد فاشرب ‪ ..‬فقعدت فشربت ‪ ..‬فقال‬
‫‪ :‬اشرب ‪ ..‬فشربت ‪..‬‬
‫فما زال يقول ‪ :‬اشرب ‪ ..‬حت قلت ‪ :‬ل ‪ ..‬والذي بعثك بالق ‪ ..‬ما أجد له مسلكا ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫(‪)33‬‬
‫فأرن ‪ ..‬فأعطيته القدح ‪ ..‬فحمد ال وسّى ‪ ..‬وشرب الفضلة ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫عودة إل تبوك ‪:‬‬
‫أصاب السلمي ف معركة تبوك ماعة شديدة ‪..‬‬
‫ففكر الصحابة ف نر البل وأكلها ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا ‪ ..‬فأكلنا‬ ‫فاستأذنوا من رسول ال‬

‫( ) رواه البخاري ‪..‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪73‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪74‬‬
‫لمها ‪ ..‬وادّهنا بدهنها‪..‬‬
‫كانوا مهدين جائعي ‪ ..‬والر والعطش يزيد المر سوءا ‪..‬‬
‫وهم لن ينحروا جيع البل ‪ ..‬بل بعضها ليسدوا رمقهم ‪..‬‬
‫لم ‪ :‬افعلوا ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫فتوجه الصحابة إل بعض البل ‪ ..‬لينحروها ‪..‬‬
‫رحيما بأصحابه ‪ ..‬لكنه يرص على الشورى ‪ ..‬ويستمع لميع الراء ‪..‬‬ ‫كان النب‬
‫فجاء عمر إل النب عليه الصلة والسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال ! إن فعلت قلّ الظهر ‪ ..‬يعن إن‬
‫بدؤوا ف نر البل ‪ ..‬ل ند دواب لنكمل طريقنا ‪..‬‬
‫ولكن ‪ :‬ادعهم بفضل أزوادهم ‪ ..‬أي كل واحد يأت با تبقى عنده من تر أو كسر خبز ‪..‬‬
‫ث – يا رسول ال ‪ -‬ادع ال لم عليها بالبكة ‪ ..‬لعل ال أن يعل ف ذلك بركة ‪..‬‬
‫‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫بنطع أي قطعة جلد ‪ ..‬فبسطه على الرض ‪ ..‬ث دعا بفضل أزوادهم ‪..‬‬ ‫ث دعا النب‬
‫فجعل الرجل ييء بكف ذرة ‪ ..‬وييء الخر بكف تر ‪ ..‬وييء الثالث بكسرة ‪..‬‬
‫حت اجتمع على النطع من ذلك شيء يسي ‪..‬‬
‫عليه بالبكة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فدعا رسول ال‬
‫ث قال ‪ :‬خذوا ف أوعيتكم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فأخذوا ف أوعيتهم حت ما تركوا ف العسكر وعاء إل ملئوه طعاما ‪..‬‬
‫فأكلوا حت شبعوا ‪..‬‬
‫وفضلت فضلة على النطع ‪..‬‬
‫ي شاكّ‬
‫‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ..‬وأن رسول ال ‪ ..‬ل يلقى ال بما عبدٌ غ ُ‬ ‫فقال رسول ال‬
‫(‪)34‬‬
‫فيحجب عن النة ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫حفنة من تر‬
‫‪..‬‬ ‫كان الصحابة يفرون الندق مع النب‬
‫وكان قد أصابم من الوع والهد والتعب ‪ ..‬الشيء الكثي ‪..‬‬

‫( ) رواه مسلم‪..‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪74‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪75‬‬
‫وكان الناس ف فقر ظاهر ‪..‬‬
‫فجمعت عمرة بنت رواحة زوجة بشي بن سعد شيئا من تر ‪ ..‬وبعثت به ابنتها إل جهة الندق‬
‫‪..‬‬
‫وقالت ‪ :‬أي بنية ‪ ..‬اذهب إل أبيك وخالك عبد ال بن رواحة بغدائهما ‪..‬‬
‫فأخذت البنت التمر ‪ ..‬وانطلقت به ‪..‬‬
‫‪ ..‬وهي تبحث عن أبيها وخالا ‪..‬‬ ‫فمرت برسول ال‬
‫‪ :‬تعال يا بنية ‪ ..‬ما هذا معك ؟‬ ‫فقال‬
‫قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هذا تر بعثتن به أمي إل أب بشي بن سعد ‪ ..‬وخال عبد ال بن رواحة‬
‫‪ ..‬يتغديان ‪..‬‬
‫‪ :‬هاتيه ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫‪ ..‬فملتما ‪..‬‬ ‫فصبته الصغية ف كف رسول ال‬
‫بثوب فبسط على الرض ‪ ..‬ث نثر التمر عليه ‪ ..‬فتبدد فوق الثوب ‪..‬‬ ‫ث أمر‬
‫لنسان عنده ‪ :‬اصرخ ف أهل الندق أن هلمّ إل الغداء ‪..‬‬ ‫ث قال‬
‫فاجتمع أهل الندق عليه ‪ ..‬فجعلوا يأكلون منه ‪ ..‬وجعل يزيد ‪..‬‬
‫(‪)35‬‬
‫حت شبع الناس ‪ ..‬وتفرقوا عنه وإن التمر ليتساقط من أطراف الثوب ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬

‫( ) رواه مسلم ‪..‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪75‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪76‬‬
‫أما النوع الثامن من معجزاته ‪ :‬تسخي الحجار له ‪:‬‬
‫اسكن أحد!‬
‫جبل حدا ‪..‬‬ ‫صعد النب‬
‫ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ‪..‬‬
‫فرجف بم البل ‪..‬‬
‫‪ :‬اسكن ‪ ..‬وضربه برجله ‪ ..‬فليس عليك إل نب وصديق وشهيدان ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫فسكن البل ‪..‬‬
‫(‪)36‬‬
‫‪ ..‬فهو النب ‪ ..‬وأبو بكر هو الصديق ‪ ..‬وعمر وعثمان ها الشهيدان ‪..‬‬ ‫وكان كما أخب‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫الجر يسلم عليه‬
‫قال ‪:‬‬ ‫أن النب‬ ‫عن جابر بن سرة‬
‫(‪)37‬‬
‫إن لعرف حجرا بكة ‪ ..‬كان يسلم علي قبل أن أبعث ‪ ..‬إن لعرفه الن ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫‪:‬‬ ‫تسبيح الصى ف كفه‬
‫عن علي ‪ t‬قال ‪:‬‬
‫بكة ‪ ..‬فخرجنا ف بعض نواحيها ‪..‬‬ ‫كنت مع النب‬
‫فما استقبلنا جبلٌ ول شجرٌ إل قال ‪:‬‬
‫(‪)38‬‬
‫السلم عليك يا رسول ال !‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬

‫( ) رواه ف البخاري ‪..‬‬ ‫‪36‬‬

‫( ) رواه البخاري ومسلم‬ ‫‪37‬‬

‫( ) رواه الترمذي وقال‪ :‬هذا الديث حسن غريب‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪76‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪77‬‬
‫النوع العاشر ‪ :‬تأييد ال تعال لرسوله ‪:‬‬
‫قتال اللئكة‬
‫‪:‬‬ ‫قال سعد بن أب وقاص‬
‫وعن يساره رجلي عليهما ثياب بيض ‪ ..‬يقاتلن عن رسول‬ ‫رأيت يوم أحد ‪ ..‬عن يي النب‬
‫أشد القتال ‪..‬‬ ‫ال‬
‫ما رأيتهما قبل ذلك اليوم ول بعده ‪..‬‬
‫(‪)39‬‬
‫يعن جبائيل وميكائيل عليهما السلم ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫يطبق الخشبي‬
‫ف يوم هادئ ‪ ..‬ولظة سكون ‪..‬‬
‫‪ ..‬فقالت ‪:‬‬ ‫سألت عائشة ‪ t‬زوجها رسول ال‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬هل أتى عليك يوم كأن أشد من يوم أحد ؟‬
‫كان يوم أحد يوما عصيبا ‪ ..‬جرت فيه معركة دامية بي السلمي والكفار ‪..‬‬
‫سالت فيه الدماء ‪ ..‬وتقطعت العضاء ‪ ..‬وزهقت الرواح ‪..‬‬
‫‪ ..‬أسد ال ورسوله‬ ‫‪ ..‬منهم حزة عم رسول ال‬ ‫وقتل فيه سبعون من خيار أصحاب النب‬
‫‪..‬‬
‫ف رأسه ‪ ..‬ووجهه ‪ ..‬وتكسرت بعض أسنانه ‪..‬‬ ‫وجرح فيه النب‬
‫وسالت دماؤه الشريفة ‪..‬‬
‫فعلً ‪ ..‬كان تذكر معركة أحد يعن ذكريات مؤلة ‪..‬‬
‫تذكر ما هو أشد ألا ‪ ..‬وأعظم كربا ‪ ..‬من يوم أحد ‪..‬‬ ‫لكنه‬
‫وذلك لا ضيق عليه أهل مكة فخرج إل الطائف يستنصر بأهلها ‪ ..‬فكذبوه وطردوه ‪ ..‬وأغروا‬
‫به سفهاءهم ‪ ..‬فرموه بالجارة ‪..‬‬
‫سؤالا وهو يعتصر اللم من صفحات جهاده مع قريش ‪ ..‬وغيهم ‪ .. ..‬فقال ‪:‬‬ ‫أجاب النب‬
‫لقد لقيت من قومك ‪..‬‬
‫وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ‪..‬‬

‫( ) رواه البخاري ومسلم ‪..‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪77‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪78‬‬
‫إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلل ‪ ..‬فلم يبن إل ما أردت ‪..‬‬
‫فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ‪ ..‬فلم استفق إل وأنا بقرن الثعالب ‪..‬‬
‫من شدة الم ‪ ..‬جعل يشي على قدميه الداميتي ‪ ..‬حافيا ‪ ..‬مهدا ‪ ..‬حت قطع أكثر من عشرين‬
‫كيلً ‪ ..‬ف مشقة شديدة ‪..‬‬
‫‪ ..‬آآآآه ‪ ..‬ماااا أصبه ‪..‬‬ ‫بأب هو وأمي رسول ال‬
‫على هذا الال ‪ ..‬إذ رفع بصره إل السماء ‪..‬‬ ‫فبينما هو‬
‫فإذا هو بسحابة قد أظلت فوقه ‪ ..‬فنظر ‪..‬‬
‫‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫فإذا فيها جبيل عليه السلم ‪ ..‬فنادى النب‬
‫إن ال قد سع قول قومك لك ‪ ..‬وما ردوا عليك ‪ ..‬وقد بعث إليك ملك البال ‪ ..‬لتأمره با‬
‫شئت فيهم ‪..‬‬
‫‪ ..‬يقول ‪:‬‬ ‫وفجأة فإذا بلك البال عليه السلم ينادي النب‬
‫السلم عليك يا ممد ‪ ..‬إن ال قد سع قول قومك لك ‪ ..‬وما ردوا عليك ‪ ..‬وأنا ملك البال‬
‫‪ ..‬وقد بعثن إليك ربك لتأمرن بأمرك ما شئت ‪..‬‬
‫ما أعظمها من سلطة ‪ ..‬تأمرن با شئت ؟!‬
‫‪ ..‬ليشفيَ صدره من قريش ‪ ..‬أو من غيهم ‪..‬‬ ‫كانت فرصة ذهبية طرحت بي يدي النب‬
‫ال أكب ‪ ..‬يأمر ملك البال با يشاء ‪..‬‬
‫يفكر ‪ ..‬وقدماه تسيلن بالدماء ‪ ..‬وألفاظ قريش البذيئة تتردد ف أذنه ‪ :‬يا كذاب ‪..‬‬ ‫جعل‬
‫منون ‪ ..‬ساحر ‪..‬‬
‫‪ ..‬وبدأ يقترح عليه أنواعا من العذاب يكن إنزالا على‬ ‫قطع ملك البل السكون على النب‬
‫قريش ‪..‬‬
‫فقال ملك البال ‪:‬‬
‫إن شئت أن أطبق عليهم الخشبي ‪ ..‬والخشبان ها جبلن ف جهت مكة ‪ ..‬لو أمرها ملك‬
‫البال لدكا أهل مكة ‪ ..‬فانتهى أبو جهل وأبو لب ‪ ..‬وأمية بن خلف ‪..‬‬
‫آآآه ما أعظمه من انتصار ‪..‬‬
‫يتغلب على حاجاته البشرية ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬ ‫فإذا بالنب‬
‫ل ‪ ..‬بل أستأن بم ‪ ..‬أي أنتظر وأصب ‪ ..‬وأجعل أمامهم فرصة للتوبة والصلح ‪..‬‬
‫‪78‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪79‬‬
‫‪ :‬أرجو أن يرج ال من أصلبم ‪ ..‬من يعبد ال وحده ول يشرك به شيئا ‪..‬‬ ‫ث قال‬
‫فهذا من معجزاته أن سخر ال تعال له اللئكة ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫كفيناك الستهزئي ‪..‬‬
‫‪ ..‬تكذيبا ‪ ..‬واستهزاءً ‪..‬‬ ‫كان جع من كفار قريش ‪ ..‬كثيا ما يتعرضون للنب‬
‫وكان أعظمهم أذى ‪ ..‬الوليد بن الغية ‪ ..‬والسود بن عبد يغوث ‪..‬‬
‫والسود بن الطلب ‪ ..‬والارث بن عيطل ‪..‬‬
‫والعاص بن وائل السهمي‬
‫‪ ..‬فشكاهم النب عليه الصلة والسلم إل جبيل ‪..‬‬ ‫فأتى جبيل يوما إل النب‬
‫ث مر بم الوليد ‪ ..‬فأشار جبيل إل أنله ‪ ..‬أصبعه ‪ ..‬وقال ‪ :‬كفيته ‪..‬‬
‫ث أراه السود بن الطلب ‪ ..‬فأومأ جبيل إل عنق السود ‪ ..‬وقال ‪ :‬كفيته ‪..‬‬
‫السود بن عبد يغوث ‪ ..‬فأومأ إل رأسه ‪ ..‬وقال ‪ :‬كفيته ‪..‬‬ ‫ث أراه‬
‫ث أراه الارث بن عيطل ‪ ..‬فأومأ إل بطنه ‪ ..‬وقال ‪ :‬كفيته ‪..‬‬
‫ومر به العاص بن وائل ‪ ..‬فأومأ إل أخصه ‪ ..‬أسفل قدمه ‪ ..‬وقال ‪ :‬كفيته ‪..‬‬
‫فما مضى وقت ‪..‬‬
‫حت نزلت العقوبات ‪ ..‬كما وصف جبيل عليه السلم ‪..‬‬
‫فأما الوليد ‪ ..‬فكان يشي ف طريق ‪ ..‬فمر برجل من قبيلة خزاعة قاعد يصلح سهاما ونبلً معه‬
‫‪..‬‬
‫فأصاب الرجل أصبع الوليد فقطعها ‪ ..‬ث ل تض أيام حت مات ‪..‬‬
‫وأما السود بن عبد يغوث ‪ ..‬فخرج ف رأسه قروح وجروح ‪ ..‬فمات منها ‪..‬‬
‫وأما السود ابن الطلب ‪ ..‬فعمي بصره ‪..‬‬
‫وكان سبب ذلك ‪ ..‬أنه نزل تت شجرة ‪ ..‬مع أولده ‪..‬‬
‫وفجأة جعل يقول ‪ :‬يا بن ‪ ..‬أل تدفعون عن ‪ ..‬قد قُتلت ‪..‬‬
‫فجعلوا يقولون ‪ :‬ما نرى شيئا ‪..‬‬
‫وجعل يقول ‪ :‬يا بن ‪ ..‬أل تنعون عن ‪ ..‬قد هلكت ! ها هو ذا الطعن بالشوك ف عين ‪..‬‬
‫فجعلوا يقولون ‪ :‬ما نرى شيئا ‪..‬‬
‫‪79‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪80‬‬
‫فلم يزل كذلك حت عميت عيناه ‪ ..‬ول يض وقت حت مات ‪..‬‬
‫وأما الارث بن عيطل ‪ ..‬فأخذه الاء الصفر ف بطنه ‪ ..‬فانتفخ بطنه وكب جدا ‪..‬‬
‫حت خرج غائطه من فمه ‪ ..‬فمات ‪..‬‬
‫وأما العاص بن وائل ‪ ..‬فبينما هو ف طريقه إل الطائف ‪ ..‬على حار ‪..‬‬
‫(‪)40‬‬
‫فربض به المار على شجرة شوك ‪ ..‬فدخلت شوكة ف أخص قدمه فقتلته ‪..‬‬
‫وصدق ال ( إنا كفيناك الستهزئي ) ‪..‬‬
‫* * * * * * * *‬
‫إرسال الرياح والنود على الحزاب ‪:‬‬
‫اجتمع آلف الكفار لغزو الدينة النبوية ف معركة الحزاب ‪..‬‬
‫وأصحابه ما ف وسعهم ‪ ..‬لصد العداء عنهم ‪..‬‬ ‫فعل النب‬
‫فإذا بال تعال يغار لوليائه ‪ ..‬وينصرهم ‪..‬‬
‫وقال ال ( َفأَ ْرسَلْنَا عَلَ ْي ِهمْ رِيًا َوجُنُودًا َلمْ َت َروْهَا ) ‪..‬‬
‫أرسل ال عليهم ريا أطفأت نيانم ‪ ..‬وكفأت قدورهم ‪ ..‬واقتلعت خيامهم ‪ ..‬وهدمت أبنيتهم‬
‫‪ ..‬وشردت خيولم ‪ ..‬وفرقت إبلهم ‪..‬‬
‫وأرسل ال جنودا من عنده ل تُرى بالبصار ‪ ..‬فزلزلتهم ‪ ..‬حت اضطروا للعودة من حيث جاءوا‬
‫‪..‬‬
‫وفكّ الصار عن الدينة النبوية ‪..‬‬
‫وأنزل ال تعال ذكر هذه الادثة متّنٍا على الؤمني ‪..‬‬
‫فقال تعال‪﴿ :‬يَاأَّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا اذْ ُكرُوا ِنعْ َمةَ ال ّلهِ عَلَ ْي ُكمْ ِإ ْذ جَا َءتْ ُكمْ جُنُودٌ َفأَ ْرسَلْنَا عَلَ ْي ِهمْ رِيًا‬
‫وَجُنُودًا َلمْ َت َروْهَا وَكَانَ ال ّلهُ بِمَا َتعْمَلُو َن بَصِيًا(‪( ﴾)9‬الحزاب‪.)9:‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫تأييده بالطر‬
‫ف غزوة بدر ‪..‬‬
‫ظهرت ف غزوة بدر أحداث جسام ‪ ..‬وآيات باهرات ‪ ..‬وكرامات ظاهرات ‪ ..‬لند ال‬
‫الصادقي ‪..‬‬
‫‪40‬‬
‫( ) رواه رواه البيهقي بنحو من هذا السياق‪..‬‬
‫‪80‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪81‬‬
‫تأييدا لم ‪ ..‬وتثبيتا لقلوبم ‪..‬‬
‫فلقد كان السلمون ف تلك الغزوة ف قلة من العدد ‪ ..‬ونقص من العتاد والسلح ‪..‬‬
‫وأعداؤهم الشركون أكثر عددا ‪ ..‬وأوفر سلحا ‪ ..‬وأشد حنكة ودراية بالروب ‪..‬‬
‫فالكفار كانوا أكثر مارسة للحروب ‪ ..‬وتربة لا ‪..‬‬
‫وصل الشركون موقع بدر ‪ ..‬ف موضع صلب ‪..‬‬
‫ونزل السلمون ف موقع بدر على كثيب رمال تسوخ فيه القدام ‪..‬‬
‫فأنزل ال الطر على الرض الت فيها السلمون ‪ ..‬حت ثبتت عليه القدام ‪ ..‬وزالت عنهم‬
‫وسوسة الشيطان ‪..‬‬
‫فشربوا واغتسلوا وتطهروا ‪..‬‬
‫وكان نزول الطر رحة على الؤمني ‪ ..‬ونقمة على الشركي ‪..‬‬
‫فأصبحت أقدام العداء تنلق ‪ ..‬لنم كانوا ف أرض سبخة ‪ ..‬يضرها وجود الاء ‪..‬‬
‫والؤمنون ف أرض طيبة ‪ ..‬ل غبار فيها ‪..‬‬
‫س َأمَنَ ًة مِ ْنهُ َويَُن ّزلُ َعلَ ْيكُ ْم ِمنَ السّمَا ِء مَاءً‬
‫واشار ال تعال إل ذلك بقوله ‪ِ ( :‬إذْ يُ َغشّيكُ ُم الّنعَا َ‬
‫ت ِبهِ ا َل ْقدَا َم ) [النفال‪:‬‬
‫لِيُ َط ّهرَكُ ْم ِبهِ َوُيذْهِبَ عَنكُمْ ِر ْجزَ الشّيْطَا ِن َولِيَ ْربِطَ َعلَى قُلُوبِ ُكمْ َويُثَبّ َ‬
‫‪.]11‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬

‫‪81‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪82‬‬
‫النوع الادي عشر ‪ :‬حفظ ال لنبيه من أعلم نبوته ‪:‬‬
‫مع أب جهل‬
‫‪..‬‬ ‫تكفل ال تعال بفظ نبيه‬
‫فاصدع با تؤمر وأعرض عن الشركي * إنا كفيناك الستهزئي * الذين يعلون مع‬ ‫قال تعال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫ال إلا آخر فسوف يعلمون‬
‫من أمثلة ذلك ‪ ..‬ما وقع لفرعون هذه المة ‪ ..‬أب جهل ‪..‬‬
‫كان أبو جهل متكبا متغطرسا ‪..‬‬
‫أقبل يوما إل أصحابه عند الكعبة ‪ ..‬وقال ‪ :‬هل يعفر ممد وجهه بي أظهركم ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فغضب وقال ‪ :‬واللت والعزى ‪ ..‬لئن رأيته يفعل ذلك ‪ ..‬لطأن على رقبته ‪..‬‬
‫تبا له ‪ ..‬ما أقبحه وأقبح أخلقه !!‬
‫يشي بكل سكينة ‪ ..‬فصف قدميه قريبا من الكعبة ‪ ..‬وكب‬ ‫فما هو إل قليل ‪ ..‬حت جاء النب‬
‫مصليا ‪..‬‬
‫‪ ..‬وصار يناجي ربه ‪..‬‬ ‫سجد النب‬
‫ل لشجاعة أب جهل ‪ ..‬بالنسبة لصحابه ‪..‬‬
‫كان هذا النظر امتحانا عاج ً‬
‫مضى أبو جعل يضرب الرض بقدميه بكل كب ‪ ..‬يظن أنه سيتمكن من أن يطأ على رقبة النب‬
‫!!‬ ‫الكري‬
‫‪ ..‬حت صرخ ‪..‬‬ ‫فما كاد أبو جهل يصل إل النب‬
‫وأخذ يرجع إل ورائه ‪ ..‬ويتقي بيديه أمامه ‪ ..‬وكأن حريقا أو أذى سيصيب وجهه ‪..‬‬
‫وصل إل أصحابه منتقع الوجه ‪ ..‬أصفر اللون ‪..‬‬
‫نظر إليه أصحابه ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬مالك ؟‬
‫فقال وهو يلهث ‪ :‬إن بين وبينه لندقا من نار ‪ ..‬و َهوْلً وأجنحة ‪..‬‬
‫صلته ‪ ..‬قال ‪ :‬لو دنا من ‪ ..‬لختطفته اللئكة ‪ ..‬عضوا ‪ ..‬عضوا ‪..‬‬ ‫فلما قضى‬

‫‪82‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪83‬‬
‫أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى * أرأيت إن كان على الدى * أو أمر‬ ‫وأنزل ال تعال ‪:‬‬
‫بالتقوى * أرأيت إن كذب وتول * أل يعلم بأن ال يرى * كل لئن ل ينته لنسفعا بالناصية *‬
‫(‪)41‬‬
‫‪..‬‬ ‫ناصية كاذبة خاطئة * فليدع ناديه * سندع الزبانية * كل ل تطعه واسجد واقترب‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫قصة سراقة ‪..‬‬
‫من أحداث الجرة الباركة ‪..‬‬
‫أو صاحبه ‪..‬‬ ‫أن قريشا لا جعلت الوائز الكبار لن قبض على النب‬
‫تاقت نفوس الناس لذه الوائز ‪..‬‬
‫من تبعهم يبحث وينقب ‪ ..‬سراقة بن مالك ‪..‬‬
‫وأب بكر ‪ ..‬واقترب ‪ ..‬واقترب ‪ ..‬وهو يطوي الرض‬ ‫ل أن يصل إل النب‬
‫استطاع سراقة فع ً‬
‫راكبا فرسه ‪..‬‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬يا رسول ال ُأتِينا ‪..‬‬
‫‪ :‬ل تزن إن ال معنا ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫على سراقة ‪..‬‬ ‫ث دعا رسول ال‬
‫فدخلت قدما فرسه ف التراب ‪ ..‬حت غاصت فرسه ف الرض إل بطنها ‪..‬‬
‫حاول سراقة أن يتخلص ‪ ..‬فلم يستطع ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬إن قد علمت أنكما دعوتا علي ‪ ..‬فادعوا ل ‪..‬ولكما أن أرد عنكما‬ ‫فصاح بالنب‬
‫الطلب ‪..‬‬
‫فدعا النب عليه الصلة والسلم ال أن ينجيه ‪ ..‬فنجا ‪..‬‬
‫وصاحبه ‪ ..‬إل‬ ‫فرجع سراقة إل مكة ‪ ..‬وجعل ل يلقى أحدا من قريش متوجها جهة النب‬
‫قال ‪:‬‬
‫قد كفيتم هاههنا ‪ ..‬ويدفع الناس ليبحثوا ف الهات الخرى ‪..‬‬
‫‪ ..‬وصدق ال ( وال يعصمك من الناس ) ‪..‬‬ ‫وأنى ال تعال نبيه‬
‫وكان سراقة بعدها ينشد ماطبا أبا جهل ‪:‬‬
‫أبا حكم وال لو كنت شاهدا لمر جوادي إذ تسيخ قوائمه‬

‫( ) الحديث رواه البخاري ومسلم‬ ‫‪41‬‬

‫‪83‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪84‬‬
‫نب وبرهان فمن ذا يقاومه‬ ‫عجبت ول تشكك بأن ممدا‬
‫أرى أمره يوما ستبدو معاله‬ ‫عليك بكف الناس عنه لنن‬
‫(‪)42‬‬
‫لو ان جيع الناس طرا ياربه ‪..‬‬ ‫بأمر يود النصر فيه بإلبها‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫من ينعك من؟‬
‫مع أصحابه ف غزوة من الغزوات ‪..‬‬ ‫خرج النب‬
‫فلما رجعوا ‪ ..‬نزلوا واديا أثناء الطريق ‪..‬‬
‫وتفرق الناس يستظلون بالشجر ‪ ..‬وينامون ‪..‬‬
‫تت شجرة ‪ ..‬فاضطجع ف ظلها ‪ ..‬وعلق سيفه بغصن من أغصانا ‪..‬‬ ‫ونزل رسول ال‬
‫نائما ‪ ..‬إذا برجل من الشركي كان يتبعهم ‪..‬‬ ‫فبينما رسول ال‬
‫وهو نائم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬حت وقف على رأس النب‬ ‫أقبل هذا الرجل يشي رويدا إل النب‬
‫‪..‬‬ ‫العلق على الشجرة ‪ ..‬واستله من غمده ‪ ..‬ث رفعه على رأس النب‬ ‫ث أخذ سيف النب‬
‫وجعل يصيح وهو سكران بنشوة النتصار ‪ ..‬ويقول ‪ :‬يااااا ممد ‪ .‬من ينعك من؟‬
‫عينيه ‪ ..‬فإذا بالرجل شاهر السيف ‪ ..‬وأصحابه متفرقون عنه ‪..‬‬ ‫فتح النب‬
‫كان الرجل ثائرا ‪ ..‬ل تفلح معه أي طريقة لتهدئته أو التفاهم معه ‪..‬‬
‫إل ثلث كلمات ‪ :‬من ‪ ..‬ينعك ‪ ..‬من ؟‬ ‫ول يسمع منه النب‬
‫بكل ثقة ‪ :‬ينعن منك ‪ ..‬ال ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫فنتفض الرجل وسقط السيف من يده ‪..‬‬
‫والتقط السيف ‪ ..‬ورفعه وقال للرجل ‪ :‬من ينعك من ؟‬ ‫فقام‬
‫فاحتار الرجل ‪ ..‬ماذا يقول ؟! اللت والعزى!! وأنّـى تنفعه اللت والعزى !!‬
‫فلم يد الرجل بدا من أن يقول بكل استسلم ‪ :‬ل أحد ‪ ..‬كن خي آخذ ‪..‬‬
‫‪ :‬تسلم ؟‬ ‫فقال له‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬لكن أعاهدك أن ل أقاتلك أبدا ‪ ..‬ول أكون ف قوم هم حرب لك ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وكان الرجل ملكا على قومه ‪ ..‬فعفا عنه النب‬

‫( ) الحديث رواه البخاري ومسلم‪..‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪84‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪85‬‬
‫(‪)43‬‬
‫ث مضى إل قومه ‪ ..‬فلم يلبث أن دخل ف السلم ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫الرض تنتصر للرسول‬
‫رجل نصرانيا ‪ ..‬فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران ‪..‬‬ ‫كان ف عهد النب‬
‫أحيانا ‪..‬‬ ‫وكان كاتبا قارئا ‪ ..‬فكان من ضمن من يكتب للنب‬
‫‪..‬‬ ‫وفجأة ‪ ..‬عاد الرجل نصرانيا ‪ ..‬ولق بقوم من أهل الكتاب ‪ ..‬وجعل يتنقص النب‬
‫ويشكك ف القرآن ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬
‫ما يدري ممد إل ما كتبت له ‪..‬‬
‫ذلك ‪ ..‬دعا عليه فقال ‪:‬‬ ‫فلما رأى النب‬
‫اللهم أجعله آية ‪..‬‬
‫فما مرّ عليه أيام حت أماته ال ‪..‬‬
‫فأخذه أصحابه ‪ ..‬ودفنوه ‪ ..‬فلما أصبحوا فإذا الرض قد لفظته فوقها !!‬
‫فقالوا ‪ :‬هذا فعل ممد وأصحابه ‪ ..‬لا هرب منهم نبشوا عن صاحبنا ‪ ..‬فألقوه ‪!!..‬‬
‫فحفروا له فأعمقوا ما استطاعوا ‪..‬‬
‫فلما أصبحوا ‪ ..‬أقبلوا إل قبه ‪ ..‬فإذا هو قد لفظته الرض ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬هذا أيضا من فعل ممد وأصحابه ‪ ..‬لا هرب منهم صاحبنا نبشوا عن قبه فأخرجوه‬
‫‪!!..‬‬
‫ث حفروا له وأعمقوا أكثر ما استطاعوا ‪..‬‬
‫فلما أصبحوا ‪ ..‬فإذا الرض أيضا قد لفظته فوقها ‪..‬‬
‫فعلموا أنه ليس من فعل الناس فتركوه منبوذا على الرض ‪..‬‬
‫فظل ملقى على التراب ‪ ..‬تر به الكلب فتبول عليه ‪ ..‬وتعبث بسده الذئاب ‪ ..‬وتفتت أعضاءه‬
‫الطيور ‪..‬‬
‫(‪)44‬‬
‫نعم ‪ ( ..‬إنا كفيناك الستهزئي ) ‪..‬‬

‫( ) الحديث رواه البخاري ومسلم‪..‬‬ ‫‪43‬‬

‫( ) الحديث رواه البخاري ومسلم‪..‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪85‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪86‬‬
‫* * * * * * * * * *‬

‫‪86‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪87‬‬
‫مع بن النضي‬
‫كان ف الدينة ثلث قبائل من اليهود ‪..‬‬
‫فيها ‪ :‬بنو قريظة ‪ ..‬وبنو النضي ‪ ..‬وبنو قينقاع ‪..‬‬
‫وبينهم عهدا على أن يتعاونوا ف ديات القتلى ‪ ..‬وغيها ‪..‬‬ ‫كان بي النب‬
‫مع بعض أصحابه ‪ ..‬إل بن النضي يوما يستعينهم ف دية قتيلي من بن عامر‬ ‫ذهب النب‬
‫قتلهما الصحاب عمرو بن أمية خطئا ‪..‬‬
‫وكان بي قبيلة القتيلي ‪ ..‬وبي السلمي عهد ‪..‬‬
‫فكان ل بد من دفع دية القتيلي ‪..‬‬
‫إل يهود بن النضي ‪..‬‬ ‫وصل‬
‫عرض عليهم مساعدته ف دية القتيلي ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬يا أبا القاسم ‪ ..‬نعينك على ما أحببت ‪..‬‬
‫لكن اليهود قوم غدر ‪..‬‬
‫ف ظل جدار ‪ ..‬وغابوا عنه كأنم يمعون له الال ‪..‬‬ ‫فأجلسوا النب‬
‫فلما خل بعضهم ببعض ‪ ..‬قالوا ‪:‬‬
‫إنكم لن تدوا الرجل على مثل حاله هذه ‪..‬‬
‫فمن رجل منكم يعلو على هذا البيت ‪ ..‬فيلقي عليه صخرة ‪ ..‬ويرينا منه ؟!‬
‫فتطوع لذه الرية النكراء رجل منهم ‪ ..‬اسه عمرو بن جحاش ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أنا لذلك ‪..‬‬
‫على جداره ‪ ..‬ليلقي عليه صخرة ‪..‬‬ ‫فصعد ابن جحاش على سطح البيت الذي يتكئ النب‬
‫مع أصحابه ‪ ..‬ف ظل الدار ‪..‬‬ ‫ورسول ال‬
‫‪ ..‬ويبه ال بكيدة القوم ‪..‬‬ ‫فإذا بالب من السماء ‪ ..‬يتنل على رسول ال‬
‫يقوم فجأة مسرعا من مكانه ‪ ..‬راجعا إل الدينة ‪..‬‬ ‫وإذا برسول ال‬
‫قام لاجة وأنه راجع إليهم ‪..‬‬ ‫وأصحابه مكانم ‪ ..‬ينتظرون اليهود ‪ ..‬وقد ظنوا أن النب‬
‫ل من الدينة ‪..‬‬
‫على أصحابه ‪ ..‬قاموا ف طلبه فلقوا رجلً مقب ً‬ ‫فلما أبطأ النب‬
‫؟‬ ‫فسألوه ‪ :‬هل رأيت رسول ال‬
‫فقال ‪ :‬رأيته داخل الدينة ‪..‬‬
‫‪87‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪88‬‬
‫فعجب الصحابة من رجوعه ‪..‬‬
‫فلما وصلوا إليه ‪ ..‬سألوه ؟‬
‫بالب ‪ ..‬وبا كانت يهود أرادت من الغدر به ‪..‬‬ ‫فأخبهم‬
‫وبي يهود بن النضي ‪ ..‬وحاصرهم ‪ ..‬حت‬ ‫ث كان ما كان بعدها من الرب بي لنب‬
‫أخرجهم من الدينة ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫إن ال يدافع‬
‫كثيون ‪..‬‬ ‫الذين كانوا يتآمرون على قتله‬
‫لكن ال تعال يعصم ويدافع ؟؟ ( وال يعصمك مع الناس ) ‪..‬‬
‫ف غزوة تبوك ‪ ..‬كان عدد اليش كبيا ‪ ..‬أكثر من ثلثي ألف رجل !!‬
‫من تبوك إل الدينة ‪..‬‬ ‫ف أثناء رجوع النب‬
‫كان النافقون يكيدون ويططون ‪..‬‬
‫ناس من النافقي ‪..‬‬ ‫فمكر برسول ال‬
‫وكانت يرون أثناء الطريق ببال ووديان ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬أن يصعدوا معه ‪ ..‬ث يطرحوه من فوقه ‪..‬‬
‫جب ً‬ ‫فتآمر تسعة من النافقي أن إذا صعد النب‬
‫فلما أتوا على جبل ‪..‬‬
‫أخب ال تعال نبيه ببهم ‪..‬‬
‫للناس ‪ " :‬من شاء منكم أن يأخذ ببطن الوادي ‪ ..‬فإنه أوسع لكم " ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫وكأنه يريد أن يتفرد بصعود البل ‪..‬‬
‫يصعد عقبة البل ‪ ..‬وليس معه من أصحابه إل حذيفة بن اليمان ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬أخذ رسول ال‬
‫وفع ً‬
‫وعمار بن ياسر ‪..‬‬
‫وبقية الناس يسلكون أسفل البل ‪ ..‬ف الوادي ‪..‬‬
‫لكن أولئك النافقون ساروا وراءه بكل جرأة ‪ ..‬وأخذوا يصعدون معه ‪..‬‬
‫واستعدوا وتلثموا ‪ ..‬غطوا وجوههم بعمائمهم ‪ ..‬وقد هوا بأمر عظيم ‪..‬‬
‫على ناقته ‪ ..‬حذيفة عن جانبه ‪ ..‬وعمار قد أخذ بزمام الناقة ‪ ..‬يسوقها برسول ال‬ ‫كان‬
‫‪..‬‬
‫‪88‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪89‬‬
‫‪..‬‬ ‫وفجأة ‪ ..‬إذ بمع النافقي ‪ ..‬على خيولم يهجمون على رسول ال‬
‫‪ ..‬وأمر حذيفة أن يردهم ‪..‬‬ ‫فغضب النب‬
‫‪..‬‬ ‫وأبصر حذيفة غضب رسول ال‬
‫فواجههم ومعه قطعة حديد ‪..‬‬
‫واستقبل وجوه رواحلهم ‪..‬‬
‫فضربا ضربا بالحجن ‪..‬‬
‫وأبصر القوم ‪ ..‬وهم متلثمون ‪..‬‬
‫ول يدري لاذا يتلثمون ‪ ..‬وظن أن سبب ذلك كونم مسافرين ‪..‬‬
‫فقذف ال ف قلوبم الرعب ‪..‬‬
‫ولا رأوا قوة مواجهة حذيفة ‪ ..‬ظنوا أن مكرهم قد انكشف ‪..‬‬
‫فأسرعوا نازلي حت خالطوا الناس ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ورجع حذيفة حت أدرك رسول ال‬
‫‪" :‬اضرب الراحلة يا حذيفة ‪ ..‬وأمش أنت يا عمار "‬ ‫فقال‬
‫فأسرعوا حت استووا بأعلها ‪..‬‬
‫فنلوا من عقبة البل وجعلوا ينتظرون الناس ‪..‬‬
‫لذيفة ‪" :‬هل عرفت من هؤلء الرهط أو الركب أحدا ؟ " ‪..‬‬ ‫فقال النب‬
‫قال حذيفة ‪ :‬عرفت راحلة فلن وفلن ‪ ..‬وكانت ظلمة الليل ‪ ..‬وواجهتهم ‪ ..‬وهم متلثمون ‪..‬‬
‫‪ " :‬هل علمتم ما كان شأن الركب وما أرادوا ؟"‬ ‫فقال‬
‫قال حذيفة وعمار ‪ :‬ل وال يا رسول ال!‬
‫‪ " :‬فإنم مكروا ليسيوا معي ‪ ..‬حت إذا طلعت ف العقبة طرحون منها" ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫قال ‪ :‬أول تأمر بم يا رسول ال إذن ‪ ..‬فنضرب أعناقهم ‪..‬‬
‫فقال‪" :‬أكره أن يتحدث الناس ‪ ..‬ويقولوا ‪ :‬إن ممدا قد وضع يده ف أصحابه ‪..‬‬
‫أساءهم لما ‪..‬‬ ‫ث كشف النب‬
‫لا سرد الساء لذيفة وعمار ‪ ..‬قال لما ‪ :‬اكتماهم " ‪..‬‬ ‫لكنه‬
‫* * * * * * * * * *‬

‫‪89‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪90‬‬
‫‪:‬‬ ‫النوع الثان عشر ‪ :‬إجابة دعائه‬

‫مستجاب الدعوة ‪..‬‬ ‫كان رسول ال‬


‫فيستجيب ال تعال له ‪ ..‬ف قضاء الوائج ‪ ..‬وتفريج الكرب ‪ ..‬وشفاء الرض ‪ ..‬وتقيق الطالب‬
‫‪ ..‬وحلول البكة ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وقد تقدم طرف من أدعيته الستجابة ‪ ..‬بأب هو وأمي‬
‫وها نن نورد الزيد ‪..‬‬
‫فمن ذلك ‪:‬‬
‫أم أب هريرة‬
‫أن أم أب هريرة بقيت على دين قومها ‪ ..‬تعبد الصنام ‪..‬‬
‫وكان أبو هريرة يدعوها إل السلم ‪ ..‬وتأب ‪..‬‬
‫َفدَعَاها َي ْومًا فأسعته ف رسول اللّهِ ما ي ْك َرهُ ‪..‬‬
‫فبكى أبو هريرة ‪ ..‬ومضى إل َرسُولَ ال ّلهِ ‪ ..‬وهو يبْكِي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا َرسُولَ ال ّل ِه ‪ ..‬إن كنت َأدْعُو ُأمّي إل اْلإِسْلَا ِم فََت ْأبَى عَ َل ّي ‪َ ..‬فدَ َعوُْتهَا الَْيوْمَ فأسعتن فِيكَ‬
‫ع ال ّلهَ أَ ْن َي ْهدِيَ ُأمّ أب ُه َريْ َر َة ‪..‬‬
‫ما أَ ْك َر ُه ‪ ..‬فَادْ ُ‬
‫فقال ‪ :‬اللهم ا ْهدِ أُ ّم أب ُهرَْي َرةَ ‪..‬‬
‫خرَج أبو هريرة ُمسْتَ ْبشِرًا بِدَ ْع َو ِة نَِبيّ ال ّلهِ ‪..‬‬
‫فَ َ‬
‫ف َق َدمَيه ‪..‬‬
‫فلما وصل البيت وحرك الباب ليدخل ‪ ..‬سَ ِمعَتْ أُمه خَشْ َ‬
‫ك يا َأبَا ُه َرْي َرةَ ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬مَكَانَ َ‬
‫ضةَ الْمَاءِ ‪ ..‬وكأن أمه تغتسل ‪..‬‬
‫وَسَمِع أبو هريرة خَضْخَ َ‬
‫فانتظر قليلً عند الباب ليدخل ‪..‬‬
‫ب وقالت ‪:‬‬
‫ت له الْبَا َ‬
‫ت دِرْ َعهَا ‪ ..‬وَعَجِلَتْ عن خِمَارِهَا ‪ ..‬ث فَتَحَ ْ‬
‫فإذا أمه قد اغَْتسَلَتْ ‪َ ..‬ولَِبسَ ْ‬
‫يا َأبَا ُه َريْ َر َة ‪ ..‬أشهد أن لَا ِإلَ َه إل ال ‪ ..‬وأشهد أن ُمحَ ّمدًا عَ ْب ُدهُ وَ َرسُوُلهُ ‪..‬‬
‫استبشر أبو هريرة ‪ ..‬وغلبه الفرح حت بكى ‪..‬‬
‫ح ‪..‬‬
‫فرَجَع إل رسول ال ّلهِ ‪ ..‬يبْكِي من اْلفَرَ ِ‬
‫ش ْر قد اسْتَجَابَ ال دَ ْع َوَتكَ ‪َ ..‬وهَدَى أُ ّم أب هُ َرْي َرةَ ‪..‬‬
‫فقال يا َرسُولَ ال ّل ِه ‪َ ..‬أبْ ِ‬

‫‪90‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪91‬‬
‫ففرح النب ‪ ..‬وحَ ِمدَ ال ّلهَ ‪َ ..‬وَأثْنَى عليه ‪ ..‬وقال لب هريرة خَ ْيرًا ‪..‬‬
‫ع ال ّل َه أن يُحَبّبَنِي أنا وَُأمّي إل عِبَا ِدهِ‬
‫فطمع ابو هريرة ف زيادة الي ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا َرسُولَ ال ّلهِ ‪ ..‬ادْ ُ‬
‫ي ‪َ ..‬ويُحَبَّب ُهمْ إِلَيْنَا ‪..‬‬
‫الْمُ ْؤمِنِ َ‬
‫ب ِإلَ ْي ِهمْ‬
‫ي ‪ ..‬وَحَبّ ْ‬
‫فقال ‪ :‬اللهم حَبّبْ ُعبَ ْيدَكَ هذا ‪َ -‬يعْنِي َأبَا ُه َرْي َرةَ ‪َ -‬وأُ ّمهُ إل عِبَادِ َك الْ ُم ْؤمِنِ َ‬
‫ي ‪..‬‬
‫الْمُ ْؤمِنِ َ‬
‫(‪)45‬‬
‫قال أبو هريرة ‪ :‬فما خُ ِل َق مُ ْؤ ِمنٌ َيسْ َم ُع بِي ‪ ..‬ول َيرَانِي ‪ ..‬إل أَحَبّنِي ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫وابن عباس‬
‫لعبد ال بن عباس بالفقه ف الدين ‪..‬‬ ‫دعا‬
‫يده الشريفة على كتف ابن عباس ‪ ..‬أو على منكبه ‪..‬‬ ‫فقد وضع‬
‫ث قال ‪ :‬اللهم فقهه ف الدين ‪ ..‬وعلمه التأويل ‪ ..‬يعن التفسي ‪..‬‬
‫هذه الدعوة ف ابن عمه عبد ال بن عباس ‪..‬‬ ‫وقد استجاب ال لرسوله‬
‫فكان ابن عباس بعدها إماما يهتدى بداه ‪ ..‬ويقتدى بسناه ‪ ..‬ف علوم الشريعة والفقه والتفسي‬
‫‪..‬‬
‫حت قال عنه بعض أصحابه ‪ :‬خطب ابن عباس ف الجاج ف عشية يوم عرفة ‪ ..‬فقرأ سورة‬
‫البقرة ‪ ..‬وجعل يفسرها آية آية ‪ ..‬ففسرها تفسيا لو سعه الروم والترك والديلم لسلموا ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫ودعا لنس‬
‫لنس بن مالك ‪ t‬بكثرة الال والولد والبكة ف ذلك ‪..‬‬ ‫دعا‬
‫فكان من أكثر النصار ما ًل وولدا ‪..‬‬
‫حت ولد له من صلبه قريب من مائة ما بي ذكر وأنثى ‪ ..‬أو ما يزيد عليها ‪..‬‬
‫وكان له بستان يمل ف السنة الفاكهة مرتي ‪ ..‬وكان ف بستانه ريان ييء منه ريح السك ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬

‫( ) رواه البيهقي وأحد بإسناد صحيح ‪..‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪91‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪92‬‬
‫ودعا لب طلحة وزوجه‬
‫تزوجت أم سليم أبا طلحة ‪ ..‬ورزقت منه بغلم صبيح ‪ ..‬هو أبو عمي ‪..‬وكان أبو طلحة يبه‬
‫حبا عظيما ‪..‬‬
‫يبه ‪ ..‬وير بالصغي فيى معه طيا يلعب به ‪ ..‬اسه النغي ‪ ..‬فكان يازحه ويقول‪ :‬يا‬ ‫بل كان‬
‫أبا عمي ما فعل النغي ؟‬
‫فمرض الغلم ‪ ..‬فحزن أبو طلحة عليه حزنا شديدا ‪ ..‬حت اشتد الرض بالغلم يوما ‪..‬‬
‫‪ ..‬وتأخر عنده ‪..‬‬ ‫وخرج أبو طلحة ف حاجة إل رسول ال‬
‫فازداد مرض الغلم ومات ‪ ..‬وأمه عنده ‪..‬‬
‫بكى بعض أهل البيت ‪ ..‬فهدأتم ‪ ..‬وقالت ‪ :‬ل تدثوا أبا طلحة بابنه حت أكون أنا أحدثه ‪..‬‬
‫فوضعت الغلم ف ناحية من البيت وغطته ‪ ..‬وأعدت لزوجها طعامه ‪..‬‬
‫فلما عاد أبو طلحة إل بيته ‪ ..‬سألا ‪ :‬كيف الغلم ؟‬
‫قالت ‪ :‬هدأت نفسه ‪ ..‬وأرجو أن يكون قد استراح ‪..‬‬
‫فتوجه إليه لياه ‪ ..‬فأبت عليه وقالت ‪ :‬هو ساكن فل تركه ‪..‬‬
‫ث قربت له عشاءه فأكل وشرب ‪ ..‬ث أصاب منها ما يصيبه الرجل من امرأته ‪..‬‬
‫فلما رأت أنه قد شبع واستقر ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬يـا أبـا طلحـة أرأيـت لو أن قوما أعاروا عاريتهـم ‪ ..‬أي أسـلفوا متعا لمـ ‪ ..‬لهـل بيـت‬
‫فطلبوا عاريتهم ‪ ..‬ألم أن ينعوهم ؟‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬أل تعجب من جياننا ؟‬
‫قال ‪ :‬وما لم ؟!‬
‫قالت ‪ :‬أعار هم قوم عار ية ‪ ..‬وطال بقاؤ ها عند هم ح ت رأوا أن قد ملكو ها ‪ ..‬فل ما جاء أهل ها‬
‫يطلبونا ‪ ..‬جزعوا أن يعطوهم إياها ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬بئس ما صنعوا ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬هذا ابنك ‪ ..‬كانت عارية من ال ‪ ..‬وقد قبضه إليه ‪ ..‬فاحتسب ولدك عند ال ‪..‬‬
‫ففزع ‪ ..‬ث قال ‪ :‬وال ‪ ..‬ما تغلبين على الصب الليلة ‪ ..‬فقام وجهز ولده ‪..‬‬
‫فلما أصبح غدا على رسول ال فأخبه ‪ ..‬فدعا لما بالبكة ‪..‬‬
‫‪92‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪93‬‬
‫عبد ال فجاء من صُلبه تسعة أولد ‪ ..‬كلهم قد حفظ‬ ‫فولدت له غلما ساه رسول ال‬
‫(‪)46‬‬
‫القرآن ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫لقبيلة دوس‬ ‫دعاؤه‬
‫وكان لذلك قصة طريفة ‪..‬‬
‫الطفيل بن عمرو ‪..‬‬
‫كان سيدا مطاعا ف قبيلته دوس ‪..‬‬
‫قدم مكة يوما ف حاجة ‪ ..‬فلما دخلها ‪ ..‬رآه أشراف قريش ‪ ..‬فأقبلوا عليه ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬من‬
‫أنت ؟ قال ‪ :‬أنا الطفيل بن عمرو ‪ ..‬سيد دوس ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬إن ههنا رجل ف مكة يزعم أنه نب ‪ ..‬فاحذر أن تلس معه أو تسمع كلمه ‪ ..‬فإنه ساحر‬
‫‪ ..‬إن استمعت إليه ذهب بعقلك ‪..‬‬
‫قال الطفيل ‪ :‬فو ال ما زالوا ب يوفونن منه ‪ ..‬حت أجعت أل أسع منه شيئا ‪ ..‬ول أكلمه ‪..‬‬
‫بل حشوت ف أذنّ كرسفا ‪ -‬وهو القطن – خوفا من أن يبلغن شيء من قوله ‪ ..‬وأنا ما ّر به ‪..‬‬
‫قائم يصلي عند الكعبة ‪..‬‬ ‫قال الطفيل ‪ :‬فغدوت إل السجد ‪ ..‬فإذا رسول ال‬
‫فقمت منه قريبا ‪ ..‬فأب ال إل أن يسمعن بعض قوله ‪..‬‬
‫فسمعت كلما حسنا ‪ ..‬فقلت ف نفسي ‪ :‬واثكل أمي ! وال إن لرجل لبيب ‪ ..‬ما يفى عليّ‬
‫الس ُن من القبيح ‪ ..‬فما ينعن أن أسع من هذا الرجل ما يقول ‪ ..‬فإن كان الذي به حسنا قبلته‬
‫‪ ..‬وإن كان قبيحا تركته ‪ ..‬فمكثت حت قضى صلته ‪ ..‬فلما قام منصرفا إل بيته تبعته ‪..‬‬
‫حت إذا دخل بيته دخلت عليه ‪ ..‬فقلت ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬إن قومك قالوا ل كذا وكذا ‪..‬‬
‫ووال ما برحوا يوفونن منك حت سددت أذن بكرسف لئل أسع قولك ‪ ..‬وقد سعت منك‬
‫قولً حسنا ‪ ..‬فاعرض عليّ أمرك ‪..‬‬
‫فابتهج النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬وفرح ‪..‬وعرض السلم على الطفيل ‪ ..‬وتل عليه القرآن‬
‫‪ ..‬فتفكر الطفيل ف حاله ‪ ..‬فإذا كل يوم يعيشه يزيده من ال بعدا ‪..‬‬

‫( ) رواه البيهقي وأحد بإسناد صحيح ‪..‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪93‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪94‬‬
‫وإذا هو يعبد حجرا ‪ ..‬ل يسمع دعاءه إذا دعاه ‪ ..‬ول ييب نداءه إذا ناداه ‪ ..‬وهذا الق قد‬
‫تبي له ‪..‬‬
‫ث بدأ الطفيل يتفكر ف عاقبة إسلمه ‪..‬‬
‫كيف يغي دينه ودين آبائه !!‪ ..‬ماذا سيقول الناس عنه ؟!‬
‫حياته الت عاشها ‪ ..‬أمواله الت جعها ‪ ..‬أهله ‪ ..‬ولده ‪ ..‬جيانه ‪ ..‬خلنه ‪ ..‬كل هذا سيضطرب‬
‫‪..‬‬
‫سكت الطفيل ‪ ..‬يفكر ‪ ..‬يوازن بي دنياه وآخرته ‪..‬‬
‫وفجأة إذا به يضرب بدنياه عرض الائط ‪..‬‬
‫نعم سوف يستقيم على الدين ‪ ..‬وليض من يرضى ‪ ..‬وليسخط من يسخط ‪ ..‬وماذا يكون أهل‬
‫الرض ‪ ..‬إذا رضي أهل السماء ‪..‬‬
‫ماله ورزقه بيد من ف السماء ‪ ..‬صحته وسقمه بيد من ف السماء ‪ ..‬منصبه وجاهه بيد من ف‬
‫السماء ‪ ..‬بل حياته وموته بيد من ف السماء ‪..‬‬
‫فإذا رضي أهل السماء ‪ ..‬فل عليه ما فاته من الدنيا ‪..‬‬
‫إذا أحبه ال ‪ ..‬فلبيغضه بعدها من شاء ‪ ..‬وليتنكر له من شاء ‪ ..‬وليستهزئ به من شاء ‪..‬‬
‫فليتك تلو والياة مريرة وليتك ترضى والنام غضاب‬
‫وليت الذي بين وبينك عامر وبين وبي العالي خراب‬
‫إذا صح منك الود فالكل هي وكل الذي فوق التراب تراب‬
‫نعم ‪ ..‬أسلم الطفيل ف مكانه ‪ ..‬وشهد شهادة الق ‪..‬‬
‫ث ارتفعت هته ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا نب ال ‪ ..‬إن امرؤ مطاع ف قومي ‪ ..‬وإن راجع إليهم وداعيهم إل‬
‫السلم ‪..‬‬
‫ث خرج الطفيل من مكة ‪ ..‬مسرعا إل قومه ‪ ..‬حاملً ه ّم هذا الدين ‪..‬‬
‫يصعد به جبل ‪ ..‬وينل به واد ‪..‬‬
‫حت وصل ديار قومه ‪ ..‬فلما دخلها ‪ ..‬أقبل إليه أبوه ‪ ..‬وكان شيخا كبيا ‪..‬‬
‫فقال الطفيل ‪ :‬إليك عن يا أبت ‪ ..‬فلست منك ولست من ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ول يا بن ؟‬
‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أسلمت وتابعت دين ممد‬
‫‪94‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪95‬‬
‫قال ‪ :‬أي بن دين دينك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ‪ ..‬ث ائتن حت أعلمك ما علمت ‪..‬‬
‫فذهب أبوه واغتسل وطهر ثيابه ‪ ..‬ث جاء فعرض عليه السلم فأسلم ‪..‬‬
‫ث مشى الطفيل إل بيته ‪ ..‬فأتته زوجته مرحبة ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬إليك عن ‪ ..‬فلست منك ولست من ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬ول ؟ بأب أنت وأمي ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فرّق بين وبينك السلم ‪ ..‬وتابعت دين ممد‬
‫قالت ‪ :‬فدين دينك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فقلت فاذهب فتطهري ‪ ..‬ث ارجعي إلّ ‪ ..‬فواّته ظهرها ذاهبة ‪..‬‬
‫ث خافت من صنمهم أن يعاقبها ف أولدها إن تركت عبادته ‪..‬‬
‫فرجعت إليه وقالت ‪ :‬بأب أنت وأمي ‪ ..‬أما تشى على الصبية من ذي الشرى ‪ ..‬؟‬
‫وذو الشرى صنم عندهم يعبدونه ‪ ..‬وكانوا يرون أن من ترك عبادته أصابه أو أصاب ولده بأذى‬
‫‪..‬‬
‫فقال الطفيل ‪ :‬اذهب ‪ ..‬أنا ضامن لك أن ل يضرهم ذو الشرى ‪..‬‬
‫فذهبت فاغتسلت ‪ ..‬ث عرض عليها السلم فأسلمت ‪..‬‬
‫ث جعل الطفيل يطوف ف قومه ‪ ..‬يدعوهم إل السلم بيتا بيتا ‪ ..‬ويقبل عليهم ف نواديهم ‪..‬‬
‫ويقف عليهم ف طرقاتم ‪..‬‬
‫لكنهم أبو إل عبادة الصنام ‪ ..‬فغضب الطفيل ‪ ..‬وذهب إل مكة ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن دوسا قد عصت وأبت ‪ ..‬يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فأقبل على رسول ال‬
‫فادع ال عليهم ‪..‬‬
‫فتغي وجه النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬ورفع يديه إل السماء ‪..‬‬
‫فقال الطفيل ف نفسه ‪ ..‬هلكت دوْس ‪..‬‬
‫‪ ..‬يقول ‪ " :‬اللهم اهد دوسا ‪ ..‬اللهم اهد دوسا ‪..‬‬ ‫فإذا بالرحيم الشفيق‬
‫ث التفت إل الطفيل وقال ‪ :‬ارجع إل قومك ‪ ..‬فادعهم ‪ ..‬وارفق بم ‪..‬‬
‫فرجع إليهم ‪ ..‬فلم يض عليهم وقت حت أسلموا ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫‪95‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪96‬‬
‫ودعا لعروة ‪..‬‬
‫دعا لعروة البارقي بالبكة ف صفقة يينه ‪ ..‬فكان كثي الربح ف تارته ‪..‬‬
‫أعطاه دينارا ليشتري له به شاة ‪ ..‬فذهب للسوق ‪ ..‬واشترى بالدينار‬ ‫وذلك أن رسول ال‬
‫شاتي ‪..‬‬
‫بشاة ودينار ‪..‬‬ ‫ث باع إحداها بدينار ‪ ..‬وأتى إل النب‬
‫وقص القصة عليه ‪..‬‬
‫‪ :‬بارك ال لك ف صفقة يينك ‪ ..‬ودعا له بالبكة ف البيع ‪ ..‬فكان لو اشترى التراب‬ ‫فقال له‬
‫لربح فيه ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬
‫على أعدائه‬ ‫استجابة دعائه‬
‫وقد جلس ف ملسه البارك ‪ ..‬بعدما انتشر الدين ‪ ..‬و ُوحّد رب العالي‬ ‫انظر إل رسول ال‬
‫‪..‬‬
‫فجعل رؤساء القبائل يأتون إليه مذعني مؤمني ‪ ..‬ومنهم من كانوا يأتون صاغرين حاقدين ‪..‬‬
‫وف يوم أقبل رئيس من رؤساء العرب ‪ ..‬له ف قومه ملك ومنعه ‪..‬‬
‫أقبل عامر بن الطفيل ‪ ..‬وكان قومه يقولون له لا رأوا انتشار السلم ‪ :‬يا عامر إن الناس قد‬
‫أسلموا فأسلم ‪ ..‬وكان متكبا كتغطرسا ‪..‬‬
‫فكان يقول لم ‪ :‬وال لقد كنت أقسمت أل أموت حت تلّكن العرب عليهم وتتبعَ عقب ‪ ..‬فأنا‬
‫أتبع عقب هذا الفت من قريش !!‬
‫‪ ..‬ركب ناقته مع بعض أصحابه‬ ‫ث لا رأى تكن السلم ‪ ..‬وانصياع الناس لرسول ال‬
‫‪..‬‬ ‫ومضى إل رسول ال‬
‫وهو بي أصحابه الكرام ‪..‬‬ ‫دخل السجد على رسول ال‬
‫فلما وقف بي يدي النب عليه الصلة والسلم قال ‪ :‬يا ممد خالن ‪ ..‬أي قف معي على انفراد‬
‫‪..‬‬
‫حذرا من أمثال هؤلء ‪ ..‬فقال ‪ :‬ل وال حت تؤمن بال وحده ‪..‬‬ ‫وكان‬
‫فقال ‪ :‬يا ممد خالن ‪..‬‬
‫‪ ..‬فل زال يكرر ‪ ..‬يا ممد قم معي أكلمْك ‪ ..‬يا ممد قم معي أكلمْك ‪..‬‬ ‫فأب النب‬
‫‪96‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪97‬‬
‫‪ ..‬فاجتر عامر إليه أحد أصحابه اسه إربد ‪ ..‬وقال ‪ :‬إن سأشغل عنك‬ ‫حت قام معه رسول ال‬
‫وجهه فإذا فعلت ذلك فاضربه بالسيف ‪ ..‬فجعل إربد يده على سيفه واستعد ‪..‬‬
‫يكلم عامرا ‪ ..‬وقبض أربد بيده على‬ ‫فانفرد الثنان إل الدار ‪ ..‬ووقف معهما رسول ال‬
‫السيف ‪ ..‬فكلما أراد أن يسله يبست يده ‪ ..‬فلم يستطع سل السيف ‪..‬‬
‫‪ ..‬وينظر إل إربد ‪ ..‬وإربد جامد ل يتحرك ‪..‬‬ ‫وجعل عامر يشاغل رسول ال‬
‫فرأى أربد وما يصنع ‪..‬‬ ‫فالتفت‬
‫فقال ‪ :‬يا عامر بن الطفيل ‪ ..‬أسلم ‪..‬‬
‫فقال عامر ‪ :‬يا ممد ما تعل ل إن أسلمت ؟‬
‫لك ما للمسلمي وعليك ما عليهم ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫قال عامر ‪ :‬أتعل ل اللك من بعدك إن أسلمت ؟‬
‫‪ :‬ليس ذلك لك ول لقومك ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫فقال ‪ :‬أسلم على أن ل الوبر ولك الدر ‪ ..‬أي أكون ملكا على البادية وأنت على الاضرة ‪..‬‬
‫‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫عندها غضب عامر وتغي وجهه ‪ ..‬وصاح بأعلى صوته ‪ :‬وال يا ممد ‪ ..‬لملنا عليك خيل‬
‫جردا ‪ ..‬ورجال مردا ‪ ..‬ولربطن بكل نلة فرسا ‪ ..‬ولغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء‬
‫‪..‬‬
‫بصره إل السماء وقال ‪ :‬اللهم اكفن عامرا واهد‬ ‫ث خرج يزبد ويرعد ‪ ..‬فرفع رسول ال‬
‫قومه ‪..‬‬
‫فخرج مع أصحابه حت إذا فارق الدينة ‪ ..‬تعب من السي ‪ ..‬فصادف امرأة من قومه يقال لا‬
‫سلولية وكانت ف خيمة لا ‪ ..‬فنل عن فرسه ونام ف بيتها ‪..‬‬
‫فاخذته غدة وانتفاخ ف حلقه كما يظهر ف أعناق البل فيقتلُها ‪ ..‬ففزع واضطرب ‪..‬‬
‫ووثب على فرسه ‪ ..‬وأخذ رمه ‪ ..‬وأقبل يول ‪ ..‬ويصيح من شدة الل ‪ ..‬ويتحسس عنقه بيده‬
‫ويقول ‪ :‬غدة كغدة البعي وموت ف بيت سلولية ‪..‬‬
‫فلم تزل تلك حاله يدور به فرسه ‪ ..‬حت سقط عن فرسه ميتا ‪..‬‬
‫فتركه أصحابه ‪ ..‬ورجعوا إل قومهم ‪..‬‬
‫فلما دخلوا ديارهم ‪ ..‬أقبل الناس إل إربد يسألونه ‪ :‬ما وراءك يا أربد ؟‬
‫‪97‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪98‬‬
‫قال ‪ :‬ل شيء ‪ ..‬وال لقد دعانا ممد إل عبادة شيء ‪ ..‬لوددت لو أنه عندي الن فأرميه بالنبل‬
‫حت أقتله ‪..‬‬
‫فخرج بعد مقالته بيوم أو يومي معه جل له ليبيعه ‪ ..‬فأرسل ال عليه وعلى جله صاعقة‬
‫فأحرقتهما ‪..‬‬
‫وأنزل ال عز وجل ف حال عامر وأربد ‪ " :‬سَوَاء مّنكُم ّمنْ أَ َسرّ اْل َقوْ َل وَمَن َجهَ َر ِبهِ َو َمنْ ُهوَ‬
‫ف بِاللّ ْي ِل وَسَا ِربٌ بِالّنهَارِ *‬
‫ُمسْتَخْ ٍ‬
‫حفَظُوَنهُ ِم ْن َأمْ ِر ال ّلهِ إِ ّن ال ّلهَ َل ُيغَيّ ُر مَا ِب َقوْ ٍم حَتّى ُيغَّيرُواْ مَا‬
‫َلهُ ُم َعقّبَاتٌ مّن بَ ْينِ يَ َدْيهِ َو ِمنْ خَ ْل ِفهِ يَ ْ‬
‫ل َم َردّ َلهُ وَمَا لَهُم مّن دُونِ ِه مِن وَالٍ *‬
‫ِبأَْن ُفسِ ِه ْم وَِإذَا أَرَا َد اللّ ُه ِبقَوْ ٍم سُوءًا فَ َ‬
‫ق َخوْفًا وَطَ َمعًا َويُ ْنشِى ُء السّحَابَ الّثقَالَ *‬
‫هُ َو الّذِي ُيرِي ُكمُ الَْبرْ َ‬
‫ب ِبهَا مَن َيشَاء وَ ُهمْ يُجَادِلُونَ‬
‫صوَا ِع َق فَيُصِي ُ‬
‫لِئ َكةُ ِم ْن خِيفَِت ِه َويُ ْر ِسلُ ال ّ‬
‫ح الرّ ْعدُ بِحَ ْم ِد ِه وَالْمَ َ‬
‫وَُيسَبّ ُ‬
‫فِي ال ّلهِ َوهُ َو َشدِيدُ الْ ِمحَالِ ) ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫* *‬

‫‪98‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪99‬‬
‫وأخيا‬
‫هذا النب العظيم ‪ ..‬أيده ربه بالعجزات ‪ ..‬واختار له أصحابا أخيارا ‪ ..‬أحبوه أكثر من حبهم‬
‫لنفسهم وأولدهم ‪..‬‬
‫يريدون قتله ‪..‬‬ ‫ففي غزوة أحد ‪ ..‬أقبل الشركون على رسول ال‬
‫فأحاطه أصحابه بأجسادهم يصدون عنه الرماح ‪ ..‬وضربات السيوف ‪ ..‬تقد ف أجسادهم دونه‬
‫‪..‬‬
‫وكان أبو طلحة يرفع صدره ويقول ‪ :‬يا رسول ال ل يصيبك سهم ‪ ..‬نري دون نرك ‪..‬‬
‫ل يقاتل عنه ويميه ‪..‬‬
‫فرأيت بي يديه رج ً‬ ‫قال أبو بكر ‪ :‬أقبلت على النب‬
‫فنظرت فإذا هو أبو طلحة ‪ ..‬فلم يلبث أن صُرع ووقع من كثرة الضرب عليه ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫واقعا على ألرض فقال النب‬ ‫فأقبل أبو عبيدة يشتد كأنه طي ‪ ..‬فإذا أبو طلحة بن يديه‬
‫( دونكم أخاكم فقد أوجب ) ‪ ..‬فأقبلنا على أب طلحة ‪ ..‬وقد أصابته بضع عشرة ضربة ‪..‬‬
‫أحد أصحابه الكرام ‪ ..‬من خيارهم ‪..‬‬ ‫فلما انتهت العركة تذكر رسول ال‬
‫من كان يقوم معه الليل ‪ ..‬ويصوم معه النهار ‪ ..‬من يبذل للدين كل شيء ‪ ..‬حت روحه ‪..‬‬
‫ل ‪ ( :‬من ينظر ل ما فعل سعد بن الربيع‬
‫سعد بن الربيع النصاري ‪ ..‬فسأل أصحابه قائ ً‬ ‫تذكر‬
‫أف الحياء أم ف الموات ) ‪..‬‬
‫فقال رجل من النصار ‪ :‬أنا أنظر لك يا رسول ال ما فعل سعد ‪..‬‬
‫فبحث عنه فوجده جريا ف القتلى ‪ ..‬وقد شارف على الوت ‪ ..‬جراحه تنف دما ‪ ..‬وثيابه‬
‫مزقة ‪ ..‬وقد عله الغبار ‪ ..‬وهو يصارع الوت ‪..‬‬
‫فقال الرجل ‪ :‬يا سعد ‪ ..‬إن رسول ال أمرن أن أنظر أف الموات أنت أم ف الحياء؟‬
‫فالتفت إليه سعد وقال ‪ :‬أنا ف الموات ‪ ..‬فأبلغ رسول ال عن السلم ‪..‬‬
‫وقل له ‪ :‬جزاك ال عنا خي ما جزى نبيا عن أمته ‪..‬‬
‫وأبلغ قومي عن السلم وقل لم ‪ :‬ل عذر لكم عند ال إن خُلِص إل نبيكم وفيكم عي تطرف‬
‫‪..‬‬
‫‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن سعدا يد ريح النة ‪ ..‬ث ‪ ..‬ماااات ‪..‬‬ ‫وقل لرسول ال‬
‫* * * * * * * * * *‬

‫‪99‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪100‬‬
‫الكفار يشهدون‬
‫حت الكفار شهدوا بذه الحبة ‪..‬‬
‫إليها معتمرا ‪ ..‬فلما أقبل على الرم بعثت قريش إليه البعوث يردونه‬ ‫فقبل فتح مكة ‪ ..‬خرج‬
‫عن السجد الرام ‪..‬‬
‫وينظرُ إل الصحابة حوله ‪..‬‬ ‫فكان من جاءه عروة بن مسعود وجعل يكلم النب‬
‫نامة إل وقعت ف كف رجل منهم ‪ ..‬فدلك با وجهه وجلده ‪ ..‬وإذا‬ ‫فوال ما انتخم النب‬
‫أمر ابتدروا أمره ‪..‬‬
‫وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ‪..‬‬
‫وإذا تكلم خفضوا أصواتم ‪..‬‬
‫وما يُحِدون إليه النظر تعظيما له ‪..‬‬
‫فلما رأى عروة ذلك رجع إل أصحابه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫أي قوم ‪ ..‬وال لقد وفدت على اللوك ‪ ..‬كسرى ‪ ..‬وقيصر ‪ ..‬والنجاشي ‪..‬‬
‫وال ما رأيت ملكا يعظمه أصحابُه ‪ ..‬كما يعظم أصحاب ممد ممدا ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫كانوا يبونه ‪..‬‬
‫بل كان الصحابة يصرحون بذا الب العظيم حت قال له عمر يوما ‪:‬‬
‫ل من مال وولدي ‪ ..‬بل والذي أنزل عليك الكتاب لنت أحب إل‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬أنت أحب إ ّ‬
‫من نفسي الت بي جنب ‪.. )47( ..‬‬
‫فقال ‪ :‬مت الساعة يا رسول ال ؟‬ ‫وجاء رجل إليه‬
‫قال ‪ ( :‬ما أعددت لا؟ ) قال‪ :‬ما أعددت لا من كثي صلة ول صوم ول صدقة ولكن أحب ال‬
‫ورسوله قال ‪ ( :‬أنت مع من أحببت ) ‪ .. )48( ..‬فما فرح الصحابة بشيء كفرحهم بذه الكلمة‬
‫‪ ..‬أنت مع من أحببت ‪..‬‬
‫إذا مشوا بانبه أظلوه من الشمس ‪..‬‬ ‫وكانوا‬
‫يرتاح ف ظلها ‪..‬‬ ‫وإذا سافروا معه فأتوا على شجرة ظليلة تركوها له‬

‫( ) رواه البيهقي وأحمد بإسناد صحيح ‪..‬‬ ‫‪47‬‬

‫( ) رواه البيهقي وأحمد بإسناد صحيح ‪..‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪100‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪101‬‬
‫* * * * * * * * * *‬

‫‪101‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪102‬‬
‫كيف أحبوه ؟‬
‫ولكن بالرغم من كل هذه الحبة والجلل ‪ ..‬والب والوفاء ‪..‬‬
‫ف قلوب صحابته الكرام ‪ ..‬فإنم ل ينلوه فوق منلته ‪ ..‬أو يرفعوه عن‬ ‫والكانة العظيمة له‬
‫منلة البشرية ‪..‬‬
‫‪ ..‬هو رسول ال ‪ ..‬ونبيه ‪ ..‬وعبده ‪..‬‬ ‫فمحمد بن عبد ال‬
‫نعم ‪..‬‬
‫قل إنا أنا بشر مثلكم يوحى‬ ‫هو سيد ولد آدم ‪ ..‬والشافع يوم الشر ‪ ..‬لكنه كما قال ال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫إل أنا إلكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركي‬
‫بشرا ‪ ..‬ل ينقص من قدره ‪..‬‬ ‫فكونه‬
‫رسالة ربه ‪ ..‬وتمل الذى ‪ ..‬حت نصره ال ‪ ..‬وبلغ دينه ‪..‬‬ ‫وقد بلغ‬
‫على أمته ؟‬ ‫فما هو حق الرسول‬
‫أهو إنشاد الدائح مع ما فيها من الغلو ‪ ..‬؟؟‬
‫عن ذلك فقال كما ف الصحيحي ‪ ( :‬ل تطرون كما أطرت النصارى ابن‬ ‫كل ‪ ..‬فقد نى‬
‫مري إنا أنا عبد ال ورسوله ) ‪..‬‬
‫أم حقه ‪ ..‬ف إقامة الوالد والحتفال بالسراء والعراج ‪ ..‬؟؟‬
‫عن ذلك فقال كما ف الصحيحي ‪ ( :‬من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو‬ ‫كل ‪ ..‬فقد نى‬
‫ردٌ ) ‪..‬‬
‫أم حقه ‪ ..‬ف الستغاثة به ‪ ..‬ودعائه من دون ال ؟‬
‫أو الطواف على قبه ‪ ..‬أو اللف باسه من دون ال ‪..‬‬
‫كل ‪ ..‬كل ‪..‬‬
‫فهذا كله من الشرك بال ‪..‬‬
‫على أمته ؟‬ ‫إذن ‪ ..‬ما هي حقوقه‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫أول القوق ‪:‬‬
‫عبد رسول ‪..‬‬ ‫اعتقاد أنه‬
‫وتقدي مبته على النفس والولد والوالد والناس أجعي ‪..‬‬
‫‪102‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪103‬‬
‫مع توقيه وإجلله ‪ ..‬عليه الصلة والسلم ‪..‬‬
‫فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم الفلحون‬ ‫قال ال‬
‫‪..‬‬
‫ومن حقوقه ‪:‬‬
‫تصديقه فيما أخب ‪ ..‬فهو ل ينطق عن الوى ‪..‬‬
‫وتأمل ف حال الصحابة معه ف ذلك ‪..‬‬
‫لا توسع ‪ r‬بالفتوحات وبدأ ينتشر السلم ‪..‬‬
‫جعل ‪ r‬يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إل السلم ‪ ..‬وربا احتاج المر أن يرسل جيشا‬
‫‪..‬‬
‫وكان عدي بن حات الطائي ‪ ..‬ملكا ابن ملك ‪..‬‬
‫فوقع بي قبيلته " طي " وبي السلمي حرب ‪ ..‬وكان عدي قد هرب من الرب فلم يشهدها ‪..‬‬
‫واحتمى بالروم ف الشام ‪..‬‬
‫وصل جيش السلمي إل ديار طيء ‪..‬‬
‫كانت هزية طيء سهلة ‪ ..‬فل ملك يقود ‪ ..‬ول جيش مرتب ‪..‬‬
‫وكان السلمون ف حروبم ‪ ..‬يسنون إل الناس ‪ ..‬ويعطفون وهم ف قتال ‪..‬‬
‫كان القصود صد كيد قوم عدي عن السلمي ‪ ..‬وإظهار قوة السلمي لم ‪..‬‬
‫أسر السلمون بعض قوم عدي ‪ ..‬وكان من بينهم أخت لعدي بن حات ‪..‬‬
‫بفرار عدي إل الشام ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأخبوا النب‬ ‫مضوا بالسرى إل الدينة ‪ ..‬حيث رسول ال‬
‫من فراره !! كيف يفر من الدين ؟ كيف يترك قومه ؟‬ ‫فعجب‬
‫ولكن ل يكن إل الوصول إل عدي سبيل ‪..‬‬
‫ل يطب القام لعدي ف ديار الروم ‪ ..‬فاضطر للرجوع لديار العرب ‪ ..‬ث ل يد بدا من أن يذهب‬
‫إل الدينة للقاء النب ‪ r‬ومصالته ‪ ..‬أو التفاهم على شيء يرضيهما ‪.. )49( ..‬‬
‫يقول عدي وهو يكي قصة ذهابه إل الدينة ‪:‬‬
‫ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول ال ‪ r‬من ‪..‬‬
‫وكنت على دين النصرانية ‪..‬‬

‫( ) وقيل إن أخته هي الت ذهبت إليه ف الشام وردته إل العرب ‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪103‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪104‬‬
‫وكنت ملكا ف قومي لا كان يصنع ب ‪.‬‬
‫فلما سعت برسول ال ‪ r‬كرهته كراهية شديدة ‪..‬‬
‫فخرجت حت قدمت الروم على قيصر ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فكرهت مكان ذلك ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬وال لو أتيت هذا الرجل ‪ ..‬فإن كان كاذبا ل يضرن ‪ ..‬وإن كان صادقا علمت ‪..‬‬
‫فقدمت فأتيته ‪ ..‬فلما دخلت الدينة جعل الناس يقولون ‪ :‬هذا عدي بن حات ‪ ..‬هذا عدي بن‬
‫حات ‪..‬‬
‫فمشيت حت أتيت فدخلت على رسول ال ‪ r‬ف السجد فقال ل ‪ :‬عدي بن حات ؟‬
‫قلت ‪ :‬عدي بن حات ‪..‬‬
‫فرح النب ‪ r‬بقدمه ‪ ..‬واحتفى به ‪ ..‬مع أن عديا مارب للمسلمي وفارٌ من الرب ‪ ..‬ومبغض‬
‫للسلم ‪ ..‬ولجئٌ إل النصارى ‪ ..‬ومع ذلك لقيه ‪ r‬بالبشاشة والبشر ‪ ..‬وأخذ بيده يسوقه معه‬
‫إل بيته ‪..‬‬
‫عدي وهو يشي بانب النب ‪ r‬يرى أن الرأسي متساويان ‪!!..‬‬
‫فمحمد ( ‪ ) r‬ملك على الدينة وما حولا ‪ ..‬وعدي ملك على جبال طي وما حولا ‪..‬‬
‫وممد ( ‪ ) r‬على دين ساوي " السلم " ‪ ..‬وعدي على دين ساوي " النصرانية " ‪..‬‬
‫وممد ( ‪ ) r‬عنده كتاب منل " القرآن " ‪ ..‬وعدي عنده كتاب منل " النيل " ‪..‬‬
‫كان عدي يشعر أنه ل فرق بينهما إل ف القوة واليش ‪..‬‬
‫ف أثناء الطريق وقعت ثلثة مواقف ‪:‬‬
‫بينما ها يشيان إذا بامرأة قد وقفت ف وسط الطريق فجعلت تصيح ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ل إليك‬
‫حاجة ‪..‬‬
‫فانتزع النب ‪ r‬يده من يد عدي ومضى إليها ‪ ..‬وجعل يستمع إل حاجتها ‪..‬‬
‫عدي بن حات ‪ ..‬الذي قد عرف اللوك والوزراء جعل ينظر إل هذا الشهد ‪ ..‬ويقارن تعامل النب‬
‫‪ r‬مع الناس بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة ‪..‬‬
‫ل ث قال ‪ :‬وال ما هذه بأخلق اللوك ‪ ..‬هذه أخلق النبيااااااء ‪..‬‬
‫فتأمل طوي ً‬
‫وانتهت الرأة من حاجتها ‪ ..‬فعاد النب ‪ r‬إل عدي ‪ ..‬ومضيا يشيان ‪ ..‬فبينما ها كذلك ‪ ..‬فإذا‬
‫برجل يقبل على النب ‪.. r‬‬
‫‪104‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪105‬‬
‫فماذا قال الرجل ؟ هل قال ‪ :‬يا رسول ال عندي أموال زائدة أبث لا عن فقي ؟! أم قال ‪:‬‬
‫حصدت أرضي وزاد عندي الثمر ‪ ..‬فماذا أفعل به ؟‬
‫يا ليته قال شيئا من ذلك ‪ ..‬لعل عديا إذا سعه يشعر بغن السلمي وكثرة أموالم ‪..‬‬
‫قال الرجل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أشكو إليك الفاقة والفقر ‪..‬‬
‫ما يكاد هذا الرجل يد طعاما يسد به جوعة أولده ‪ ..‬ومن حوله من السلمي يعيشون على‬
‫الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به ‪..‬‬
‫قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع ‪ ..‬فأجابه النب ‪ r‬بكلمات ومضى ‪..‬‬
‫فلما مشيا خطوات ‪ ..‬أقبل رجل آخر ‪ ..‬قال ‪ :‬يا رسول ال أشكو إليك قطع الطريق !!‬
‫يعن أننا يا رسول ال لكثرة أعدائنا حولنا ل نأمن أن نرج عن بنيان الدينة لكثرة من يعترضنا‬
‫من كفار أو لصوص ‪..‬‬
‫أجابه النب ‪ r‬بكلمات ومضى ‪..‬‬
‫جعل عدي يقلب المر ف نفسه ‪ ..‬هو ف عز وشرف ف قومه ‪ ..‬وليس له أعداء يتربصون به ‪..‬‬
‫فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله ف ضعف ومسكنة ‪ ..‬وفقر وحاجة ‪..‬‬
‫وصل إل بيت النب ‪ .. r‬فدخل ‪ ..‬فإذا وسادة واحدة فدفعها النب ‪ r‬إل عدي إكراما له ‪..‬‬
‫وقال ‪ :‬خذ هذه فاجلس عليها ‪ ..‬فدفعها عدي إليه قال ‪ :‬بل اجلس عليها أنت ‪ ..‬فقال ‪ : r‬بل‬
‫أنت ‪ ..‬حت استقرت عند عدي فجلس عليها ‪..‬‬
‫عندها ‪ ..‬بدأ النب ‪ r‬يطم الواجز بي عدي والسلم ‪..‬‬
‫يا عدي أسلم ‪ ..‬تسلم ‪ ..‬أسلم تسلم ‪ ..‬أسلم تسلم ‪..‬‬
‫قال عدي ‪ :‬إن على دين ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬أنا أعلم بدينك منك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أنت تعلم بدين من ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ألست من الركوسية ‪..‬‬
‫والركوسية ديانة نصرانية مشرّبة بشيء من الجوسية ‪ ..‬فمن مهارته ‪ r‬ف القناع أنه ل يقل‬
‫ألست نصرانيا ‪ ..‬وإنا تاوز هذه العلومة إل معلومة أدق منها ‪ ..‬فأخبه بذهبه ف النصرانية‬
‫تديدا ‪..‬‬
‫كما لو لقيك شخص ف أحد بلد أوروبا وقال لك ‪ :‬لاذا ل تتنصر ؟ فقلت ‪ :‬إن على دين ‪..‬‬
‫‪105‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪106‬‬
‫فلم يقل لك ‪ :‬ألست مسلما ‪ ..‬ول يقل ‪ :‬ألست سنُيّا ‪ ..‬وإنا قال ‪ :‬ألست شافعيا ‪ ..‬أو حنبليا‬
‫‪..‬‬
‫عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك ‪..‬‬
‫فهذا الذي فعله العلم الول ‪ r‬مع عدي ‪ ..‬قال ‪ :‬ألست من الركوسية ‪..‬‬
‫فقال عدي ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫(‪)50‬‬
‫فقال ‪ : r‬فإنك إذا غزوت مع قومك تأكل فيهم الرباع ؟‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬فإن هذا ل يل لك ف دينك ‪..‬‬
‫فتضعضع لا عدي ‪ ..‬وقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬أما إن أعلم الذي ينعك من السلم ‪..‬‬
‫أنك تقول ‪ :‬إنا اتبعه ضعفة الناس ومن ل قوة لم ‪..‬‬
‫وقد رمتهم العرب ‪..‬‬
‫(‪)51‬‬
‫يا عدي ‪ ..‬أتعرف الية ؟‬
‫قلت ‪ :‬ل أرها وقد سعت با ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فوالذي نفسي بيده ليتمن ال هذا المر حت ترج الظعينة من الية حت تطوف بالبيت ف‬
‫غي جوار أحد ‪..‬‬
‫أي سيقوى السلم إل درجة أن الرأة السلمة الاجة ترج من الية حت تصل إل مكة ليس‬
‫معها إل مرم ‪ ..‬من غي أحد يميها ‪ ..‬وتر على مئات القبائل فل يرؤ أحد أن يعتدي عليها أو‬
‫يسلبها مالا ‪ ..‬لن السلمي صار لم قوة وهيبة ‪ ..‬إل درجة أن أحدا ل يرؤ على التعرض‬
‫لسلم خوفا من انتصار السلمي له ‪..‬‬
‫فلما سع عدي ذلك ‪ ..‬جعل يتصور النظر ف ذهنه ‪ ..‬امرأة ترج من العراق حت تصل إل مكة‬
‫‪ ..‬معن ذلك أنا ستمر بشمال الزيرة ‪ ..‬يعن ستمر ببال طي ‪ ..‬ديار قومه ‪..‬‬
‫فتعجب عدي وقال ف نفسه ‪ :‬فأين عنها ذُعّار طي الذين سعروا البلد !!‬
‫ث قال ‪ : r‬وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز ‪..‬‬

‫‪ ) ( 50‬الرباع ‪ :‬إذا غزت القبيلة قسم رئيسها الغنيمة أربعة أقسام فأخذ الربع له وحده ‪ ،‬وهذا حرام ف دين النصرانية ‪ ،‬جائز عند العرب ‪.‬‬
‫‪ ) ( 51‬الية ‪ :‬مدينة بالعراق‬
‫‪106‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪107‬‬
‫قال ‪ :‬كنوز ابن هرمز ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم كسرى بن هرمز ‪ ..‬ولتنفقن أمواله ف سبيل ال ‪..‬‬
‫قال ‪ : r‬ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يرج بلء كفه من ذهب أوفضة يطلب من يقبله منه‬
‫فل يد أحدا يقبله منه ‪..‬‬
‫يعن من كثرة الال يرج الغن يطوف بصدقته ل يد فقيا يعطيه إياها ‪..‬‬
‫يعظ عديا ويذكره بالخرة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫ث بدأ‬
‫وليلقي الَ أحدُكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجان ‪ ،‬فينظر عن يينه فل يرى إل جهنم ‪ ،‬وينظر‬
‫عن شاله فل يرى إل جهنم " ‪..‬‬
‫سكت عدي متفكرا ‪..‬‬
‫ل ‪ :‬يا عدي ‪ ..‬فما يفرك أن تقول ل إله إل ال ؟‪ ..‬أو تعلم من إله أعظم من‬
‫قائ ً‬ ‫ففاجأه‬
‫ال ؟!‬
‫قال عدي ‪ :‬فإن حنيف مسلم ‪ ..‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ..‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪..‬‬
‫فتهلل وجه النب ‪ r‬فرحا مستبشرا ‪..‬‬
‫قال عدي بن حات ‪:‬‬
‫فهذه الظعينة ترج من الية تطوف بالبيت ف غي جوار ‪..‬‬
‫ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى ‪..‬‬
‫والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لن رسول ال ‪ r‬قد قالا " ‪. )52( ..‬‬
‫انظر إل تصديق عدي الازم ‪ ..‬ث انظر إل تشكيك قوم من بن جلدتنا ف أخبار السنة النبوية‬
‫‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن حقوقه ‪:‬‬
‫الصلة والسلم عليه ‪ ..‬قال ال ‪ ( :‬إنّ ال وملئكته يُصلون على النب يا أيها الذين آمنوا صلوا‬
‫عليه وسلموا تسليما ) ‪..‬‬
‫وتتأكد ‪:‬‬

‫( ) رواه مسلم وأحد ‪..‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪107‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪108‬‬
‫‪" :‬رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ‪ " ..‬رواه الترمذي‬ ‫عند ذكره ‪ ..‬فقد قال‬
‫وقال ‪ :‬حسن غريب ‪..‬‬
‫قال ‪" :‬إذا سعتم مؤذنا فقولوا مثل ما يقول‪ ،‬ث صلوا‬ ‫وعند ساع الؤذن ‪ ..‬روى مسلم أنه‬
‫علي " ‪..‬‬
‫وعند دخول السجد والروج منه ‪ ..‬فإذا دخل السجد صلى على ممد وسلم وقال ‪ ( :‬اللهم‬
‫اغفر ل ذنوب ‪ ،‬وافتح ل أبواب رحتك ) رواه أحد ‪..‬‬
‫ما رواه الترمذي بسند صحيح ‪" :‬‬ ‫وتستحب الصلة عليه عند ختم الدعاء ‪ ..‬لقول عمر‬
‫الدعاء موقوف بي السماء والرض ل يصعد منه شيء حت تصلي على نبيك " ‪..‬‬
‫فيما ‪":‬من أفضل أيامكم يوم‬ ‫ويتأكد الكثار من الصلة عليه يوم المعة وليلتها ‪ ..‬قال‬
‫المعة ‪ ،‬ففيه خلق آدم ‪ ،‬وفيه قبض ‪ ،‬وفيه النفخة ‪ ،‬وفيه الصعقة ‪ ،‬فأكثروا علي من الصلة فيه‪،‬‬
‫فإن صلتكم معروضة علي " ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن حقوقه ‪:‬‬
‫معرفة سيته ‪ ..‬وتعداد فضائله ومعجزاته ‪ ..‬وتعريف الناس بسنته ‪..‬‬
‫بشرط البتعاد عن الغلو والطراء الحظور ‪..‬‬
‫ومن حقوقه ‪:‬‬
‫العمل بشريعته ‪ ..‬والتأسّي بسنته ‪..‬‬
‫وتبليغ رسالته ‪ ..‬والبعد عن معصيته ومالفته ‪..‬‬
‫واتباعه ف ظاهره وباطنه ‪..‬‬
‫اتباع سنته ‪ ..‬والقتداء به ف أفعاله ‪ ..‬وأقواله ‪..‬‬
‫بل وحت ف طريقة أكله ‪ ..‬وشربه ‪ ..‬ونومه ‪ ..‬وف جيع شئونه ‪..‬‬
‫فإذا سعت قوله ‪ ( :‬خالفوا اليهود أعفوا اللحى وحفوا الشوارب ) أطعت واتبعت ‪..‬‬
‫وإذا سعت قوله ‪ ( :‬ما تت الكعبي من الزار ففي النار ) سارعت إل تنفيذ أمره ‪..‬‬
‫لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة لن كان يرجو ال واليوم الخر وذكر‬ ‫وقد قال ال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫ال كثيا‬

‫‪108‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪109‬‬
‫بل ‪ ..‬إذا ناك عن ساع الغناء ‪ ..‬أو أكل الربا ‪ ..‬أو حثك على بر الوالدين ‪ ..‬أو الصدقة ‪..‬‬
‫سارعت إل هذه القربات ‪ ..‬راضيا فرحا مستبشرا ‪..‬‬
‫قال عز وجلّ ‪ ( :‬إنا كان قول الؤمني إذا دُعوا إل ال ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سعنا‬
‫وأطعنا وأولئك هم الفلحون ) ‪..‬‬
‫ج َر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم‬
‫وقال سبحانه ‪ ( :‬فل وربك ل يؤمنون حت يكّموك فيما شَ َ‬
‫حرجًا ما قضيت ويُسلموا تسليما ) ‪..‬‬
‫ومن حقوقه‪:‬‬
‫طاعته والتحاكم إليه ‪:‬‬
‫قال تعال ‪ ( :‬وما أرسلنا من رسول إل ليطاع بإذن ال ) ‪..‬‬
‫ف أكثر من ثلثي موضعًا من القرآن ‪ ..‬كما ذكر شيخ السلم رحه‬ ‫وقد أمر ال بطاعة نبيه‬
‫ال ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫بل بي ال تعال أن دخول النة ‪ ..‬مقيد بطاعته‬
‫ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيي والصديقي‬ ‫قال عز وجل ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫والشهداء والصالي وحسن أولئك رفيقا * ذلك الفضل من ال وكفى بال عليما‬
‫فيما رواه البخاري ‪ " :‬كل أمت يدخلون النة إل من أب " ‪..‬‬ ‫وقال‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال ومن يأب ؟ ‪ ..‬قال ‪ " :‬من أطاعن دخل النة ‪ ..‬ومن عصان فقد أب " ‪..‬‬
‫وبعض السلمي اليوم ‪ ..‬تقول لم ‪ :‬قال رسول ال ‪..‬‬
‫فيقولون لك ‪ :‬قال الشيخ فلن ‪ ..‬وفلن ‪..‬‬
‫سبحان ال يعلمون كلم رسولم الذي ل ينطق عن الوى ث يلتفتون إل كلم غيه ‪!!..‬‬
‫وال تعال يقول معلما ومؤدبا لنا ‪:‬‬
‫يا أيها الذين آمنوا ل تُقدموا بي يدي ال ورسوله واتقوا ال إن ال سيع عليم ‪ .‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا ل ترفعوا أصواتكم فوق صوت النب ول تهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تبط‬
‫‪..‬‬ ‫أعمالكم وأنتم ل تشعرون‬
‫‪ ..‬فما منهم أحد يعترض ‪ ..‬أو حت‬ ‫ولقد سع الصحابة هذه اليات ‪ ..‬فتأدبوا مع رسولم‬
‫ذلك ‪..‬‬ ‫يدل برأي ما ل يطلب منه الرسول‬

‫‪109‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪110‬‬
‫فوق رؤوسهم وهم مائة ألف ف حجة الوداع ‪ ..‬ف يوم النحر ‪ ..‬يومِ عيد الضحى‬ ‫بل يقوم‬
‫‪ ..‬ث يسألم ‪:‬‬
‫أي يوم هذا ‪ ..‬؟ أي شهر هذا ‪ ..‬؟ أي بلد هذا ‪ ..‬؟‬
‫فيقولون ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬يسألم ‪ ..‬وهم يعرفون الواب ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫لكنهم يقولون ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪ ..‬تأدبا معه‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫‪ ..‬فالواجب عليه الطاعة والتسليم ‪..‬‬ ‫فمن جاءه المر من ال ‪ ..‬أو من رسوله‬
‫ث عن مارج وحيل ‪..‬‬
‫ول يل له العتراض ‪ ..‬أو البح ُ‬
‫أن ‪:‬‬ ‫روى مسلم عن ابن عمر‬
‫الناس كانوا يصلون إل بيت القدس ‪ ..‬زمانا ‪ ..‬فلما حولت القبلة إل الكعبة ‪ ..‬وأنزلت اليات‬
‫إل الناس ف مسجد قباء ‪ ..‬فوجدهم ف يصلون‬ ‫ف ذلك ‪ ..‬أقبل رجل من عند رسول ال‬
‫الصبح ‪ ..‬فصاح بم وقال ‪:‬‬
‫إن رسول ال قد أنزل عليه الليلة ‪ ..‬وقد أُمر أن يستقبل الكعبة ‪..‬‬
‫فما كاد الرجل يتم كلماته ‪..‬‬
‫حت استداروا وهم ف صلتم ‪ ..‬واستقبلوا الكعبة ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬نفذوا المر أثناء الصلة ‪ ..‬دون تردد أو إبطاء ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫قال ‪:‬‬ ‫بل ‪ ..‬روى البخاري عن أنس‬
‫ت ساقي القوم ف بيتِ أب طلحة يعن يسقيهم المر ‪ ..‬وذلك قبل أن ترم ‪..‬‬
‫كن ُ‬
‫قال ‪ :‬وإن لقائمُ أسقي فلنا وفلنا وفلنا ‪..‬‬
‫إذ جاء رجلُ فقال ‪ :‬هل بلغَكم الب ؟‬
‫قالوا ‪ :‬وما ذاك ؟‬
‫مناديا ينادي أل إن المرَ قد حُرمت ‪..‬‬ ‫ت المر ‪ ..‬وقد أمر رسولُ ال‬
‫قال ‪ :‬لقد حُرم ِ‬
‫ث قرأ عليهم الية ‪ ( :‬يا أيها ‪ ..‬فهل أنتم منتهون ) ؟‬
‫فلما سعوا الية ‪ ..‬وال إن بعض القوم كانت شربته ف يده ‪ ..‬فلم يرفعها إل فيه ‪..‬‬
‫‪110‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪111‬‬
‫بل أراق ما ف كأسه وقال ‪ :‬انتهينا ربنا ‪ ..‬انتهينا ‪.‬‬
‫ث التفتوا إل قلل المر ‪ ..‬وجعلوا يكسرونا ‪..‬‬
‫فما سألوا عنها ‪ ..‬ول راجعوها بعد خبِ الرجل ‪..‬‬
‫نعم ‪..‬‬
‫وما دخ َل داخلٌ ‪ ..‬ول خرجَ خارج ‪ ..‬حت اهراقوا الشراب ‪ ..‬وكسروا القلل ‪..‬‬
‫ث توضئ بعضهم ‪ ..‬واغتسل آخرون ‪..‬‬
‫ث تطيبوا ‪ ..‬وخرجوا إل السجدِ يوضونَ ف المر ‪..‬‬
‫قد جرت با سكِك الدينة ‪..‬‬
‫ل يقولوا تعودنا عليه منذ سني ‪ ..‬وورثناها عن آبائنا ‪..‬‬
‫وما تكونت عصابات لتصنيع المر وترويه ‪..‬‬
‫كل ‪ ..‬فهم مسلمون ‪ ..‬مستسلمون لمر خالقهم عز وجلّ ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫ومن أكب القوق ‪:‬‬
‫الذب عن سنته ‪..‬‬
‫وعدم السخرية بشيء من هديه ‪..‬‬
‫أو التنقص من يرص على السنة ف ملبسه وهيئته ‪..‬‬
‫بل إن الستهزاء من أصحاب السنة ‪ ..‬هو من صفات النافقي ‪..‬‬
‫ولئن سألتهم ليقولن إنا كنا نوض ونلعب قل أبال وآياته‬ ‫قال ال لنفر من الستهزئي ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫ورسوله كنتم تستهزئون ل تعتذروا قد كفرت بعد إيانكم‬
‫* * * * * * * * * *‬

‫‪111‬‬
‫م فَــأنــذِر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قُــ ْ‬
‫‪112‬‬
‫وختاما ‪..‬‬
‫أيها الخوة والخوات ‪..‬‬
‫قد تبي لنا أن حقوق رسول ال ‪ ..‬أجل وأعظم ‪..‬‬
‫وأكرم وألزم ‪ ..‬من حقوق السادات على ماليكهم ‪..‬‬
‫والباء على أولدهم ‪..‬‬
‫فهو الذي أنقذنا ال به من النار ‪ ..‬وهدانا به من الضللة ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫نسأل ال عز وجل أن يرزقنا شفاعة نبيه‬
‫اللهم ل ترمنا أجره ‪ ..‬ول تفتنا بعده ‪..‬‬
‫وأسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة ل نظمأ بعدها أبدا ‪..‬‬
‫آمي ‪ ..‬آمي ‪..‬‬
‫كتبه ‪ /‬د‪.‬محمد بن عبد الّرحمن العريفي‬
‫أستاذ جامعي ‪ ،‬خطيب جامع البواردي بالرياض‬
‫عضو الهيئة العليا للعلم السلمي‬
‫مدير عام مركز ناصح للدراسات والستشارات الجتماعية‬

‫‪112‬‬

You might also like