You are on page 1of 41

‫المعهد الوطني للتجارة – بن‬

‫عكنون‬

‫المؤسسات‬
‫الصغيرة‬
‫والمتوسطة‬
‫الجزائرية‬
‫واقع وآفاق‬

‫هالة سعدي‬
‫سنة أولى ماجستير ‪2009-2008‬‬
‫خطة العمل‬

‫‪‬مقدمة‬

‫‪‬الفصل الول‪ :‬ماهية الم‪.‬ص‪.‬م وخصائصها‬


‫‪.1‬تعريف الم‪.‬ص‪.‬م‪.‬‬
‫‪.2‬معايير تحديد مفهوم الم‪.‬ص‪.‬م‬
‫‪.1‬المعايير الكمية‬
‫‪.2‬المعايير النوعية‬
‫‪.3‬تصنيف المؤسسات‬
‫‪.1‬التصنيف القانوني‬
‫‪.2‬التصنيف القتصادي‬
‫‪.4‬خصائص الم‪.‬ص‪.‬م‬

‫‪‬الفصل الثاني‪ :‬لمحة عن التجارب العالمية في قطاع‬


‫الم‪.‬ص‪.‬م‬
‫‪.1‬العودة إلى الهتمام بالم‪.‬ص‪.‬م‬
‫‪.2‬أعمال شمبتر‬
‫‪.3‬تحدبات العولمة‬
‫‪.4‬الم‪.‬ص‪.‬م الشاملة ضد الم‪.‬ص‪.‬م الكلسيكية‬
‫‪.5‬التجربة اليطالية‬
‫‪.6‬التجربة الباكستانية‬

‫‪‬الفصل الثالث‪ :‬واقع الم‪.‬ص‪.‬م الجزائرية‬


‫‪.1‬مناخ العمال في الجزائر‬
‫‪.2‬لمحة عن الم‪.‬ص‪.‬م الجزائرية‬
‫‪.3‬أهمية العاملين الثقافي والجتماعي‬
‫‪.4‬ديناميكية تأسيس الم‪.‬ص‪.‬م الجزائرية‬
‫‪.5‬بعض الرقام المتعلقة بالم‪.‬ص‪.‬م الجزائرية‬

‫‪‬الفصل الرابع‪ :‬إدارة العمال والتسويق داخل الم‪.‬ص‪.‬م‬


‫‪.1‬حجم المؤسسة وعلقته بإدارة العمال‬
‫‪.1‬إدارة العمال بالمؤسسات الصغيرة‬
‫‪.2‬إدارة العمال بالمؤسسات المصغرة‬
‫‪.3‬إدارة العمال بالمؤسسات المتوسطة‬
‫‪.2‬الفئران‪ ،‬الغزلن والفيلة‬
‫‪.3‬الم‪.‬ص‪.‬م والتسويق‬

‫‪‬الفصل الخامس‪ :‬الم‪.‬ص‪.‬م والتدويل‬


‫‪.1‬مفهوم التدويل‬
‫‪.2‬موقف مديري الم‪.‬ص‪.‬م من التدويل‬
‫‪.3‬أشكال التدويل‬
‫‪.4‬الصعوبات التي تواجه الم‪.‬ص‪.‬م في السواق الجنبية‬

‫‪‬الخاتمة‬

‫‪‬قائمة المراجع‬

‫مقدمة‬
‫يزداد دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أهمية عام بعد آخر في مختلف‬
‫القتصاديات العالمية‪ ،‬فهذه المؤسسات تساهم في خلق غالبية مناصب الشغل و‬
‫تسمماهم بأكثممر مممن ‪ %50‬مممن الناتممج الداخلي الخام فممي معظممم الدول‪ ،‬إن عالم‬
‫المؤسممسات الصممغيرة والمتوسممطة لفممي غايممة التنوع وهممو يشمممل المؤسممسات‬
‫الحرفيممة الصممغيرة وكذا المؤسممسات المنتجممة المتوسممطة ذات الليات المتطورة‬
‫ونسبة النمو المرتفعة‪ ،‬فنجد المؤسسات الصغيرة و المتوسطة حاضرة في جميع‬
‫النشاطات القتصمممادية‪ :‬الزراعمممة‪ ،‬التكنولوجياتالمتطورة‪ ،‬التجارة بالتجزئة وعددا‬
‫في تزايد مستمر من الم‪.‬ص‪.‬م العاملة في قطاع الخدمات‪.‬‬
‫لقمد تغيرت نظرة العالم لدور المؤسمسات وعلقتمه بحجمهما‪ ،‬فالكمل يجتممع‬
‫اليوم على القرار بالدور السممممتراتيجي الذي تلعبممممه المؤسممممسات الصممممغيرة‬
‫والمتوسمممطة فمممي اقتصممماد أي بلد كان‪ ،‬فتتالت التغيرات والتعديلت القانونيمممة‬
‫والقتصمادية لمنمح حريمة أكمبر للمقاوليمن الجدد فمي المشاركمة كمؤسمسات صمغيرة‬
‫ومتوسمطة فمي التنميمة القتصمادية‪ ،‬الجزائر أيضما عرفمت تغيرات اقتصمادية عديدة‬
‫سمببها النتقال ممن اقتصماد موجمه إلى اقتصماد السموق ممع نهايمة فترة الثمانينات‪،‬‬
‫ففمي خضمم هذا التغيمر على الصمعيدين السمياسي و القتصمادي الذي كان موسموما‬
‫بالتزعزع المؤسساتي والزممة المنيمة الخطيرة‪ ،‬فقد سممحت الصلحات و إن لم‬
‫تكممن تامممة‪ ،‬بظهور القطاع الخاص الذي يواجممه منممذ بدايممة وجوده عقبات البيئة‬
‫المتغيرة و كذلك ظاهرة العولمة التي كانت و ل زالت تشكل تهديدا حقيقا‪.‬‬
‫إن المؤ سسات الصغيرة و المتوسطة التي لم تكن مستعدة لمواج هة غزو‬
‫المنافسممين الجانممب للسمموق الجزائريممة‪ .‬كان ل بممد لهمما مممن أن تقوم بردة فعممل‬
‫لضمان استمرارية وجودها‪.‬‬
‫الهدف ممن هذا البحمث همو تسمليط الضوء على واقمع الم‪.‬ص‪.‬م فمي الجزائر‬
‫وكذا منممح الطلبممة فكرة عممن مقتضيات العولمممة عممن طريممق شرح أمثلة ناجحممة‬
‫وأخرى عن بلدان في طور التقدم‪.‬‬

‫الفصل الول‪ :‬ماهية الم‪.‬ص‪.‬م وخصائصها‬


‫ممن الهميمة بمكان وقبمل البدء بالتحدث عمن الم‪.‬ص‪.‬م فمي الجزائر أو فمي‬
‫العالم أن يتمم التعريمف وبدقمة بهذا النوع ممن المؤسمسات‪ ،‬وقمد راعينما فمي ذلك‬
‫الخممذ بعيممن العتبار تعريفات عدة مممن مختلف الدول والهيئات وكذا التطرق إلى‬
‫أنواع التصممنيف المعمول بهمما على الصممعيدين القانونممي والقتصممادي‪،‬و فممي آخممر‬
‫الفصمل تمم التطرق إلى خصمائصها التمي تكون أغلبهما خصمائص متماثلة فمي عدة‬
‫دول‪.‬‬

‫‪.1‬تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬


‫إن التبايممن الكممبير الذي يميممز المؤسممسات الصممغيرة والمتوسممطة جعممل مممن‬
‫الصممعب إعطاء تعريممف دقيممق شامممل لهذه الخيرة‪ ،‬لذا فقممد تممم اعتماد التعريممف‬
‫المنصموص فمي المادة ‪ 4‬ممن القانون الصمادر ‪ 12‬سمبتمبر ‪2001‬المتعلق بتوجيمه‬
‫ترقية الم‪.‬ص‪.‬م‪:‬‬
‫تعرف المؤسممسة الصممغيرة والمتوسممطة وذلك مهممما كان القانون السمماسي‬
‫للشركة على أنها مؤسسة تنتج سلع أو خدمات‪:‬‬
‫•توظف من واحد إلى ‪ 250‬شخص‪.‬‬
‫•أن ل يتعدى رقم أعمالها السنوي المليارين دينار‪ ،‬أو أن ل يتعدى مجمل‬
‫ميزانيتها السنوية ‪ 500‬مليار‪.‬‬
‫•و أن تكون مستقلة‪.‬‬
‫كممما تختلف التعاريممف مممن بلد لخممر بممما يتماشممى والمسممتوى القتصممادي‬
‫والتكنولوجي لكل بلد‪ ،‬وفيما يلي بعض التعاريف المثيرة للهتمام‪:‬‬
‫حسب التحاد الوروبي‪:‬‬
‫تبنى التحاد الوروبي في ‪ 6‬ماي ‪ 2003‬التوصية رقم ‪ CE/2003/361‬والتي‬
‫تحدد تعريمف المؤسمسات حسمب حجمهما وكذا طبيعمة علقاتهما ممع المؤسمسات‬
‫الخرى‪ ،‬وتم البدء بتطبيق هذه التعاريف منذ تاريخ الفاتح جانفي ‪،2005‬لكي تحل‬
‫محممل التوصممية رقمم ‪ ،CE/96/280‬هذه التعاريمف تسمتعمل مفاهيمم كالمؤسممسة‬
‫الشريكممة والمؤسممسات المترابطممة وذلك لعزل الم‪.‬ص‪.‬م التممي هممي جزء مممن‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة المستقلة‪.‬‬
‫•"صنف المؤسسات الجد صغيرة‪ ،‬الصغيرة والمتوسطة والمتكون من‬
‫المؤسمسات التمي تشغمل أقمل ممن ‪ 250‬شخمص والتمي ل يتعدى رقمم‬
‫أعمالها السنوي ‪ 50‬مليون أورو أو التي لم تبلغ ميزانيتها السنوية ‪43‬‬
‫مليون أورو"‪.‬‬
‫•"فممي صممنف الم‪.‬ص‪.‬م فإن المؤسممسات الصممغيرة تعرف على أنهمما‬
‫توظمف أقمل ممن ‪ 50‬شخمص والتمي ل يتعدى رقمم أعمالهما السمنوي أو‬
‫مجموع ميزانيتها السنوية ‪ 10‬مليون أورو‪".‬‬
‫•"فمي صمنف الم‪.‬ص‪.‬م فإن المؤسمسة الجمد صمغيرة تعرف على أنهما‬
‫مؤسمسة توظمف أقمل ممن ‪ 10‬أشخاص والتمي ل يتعدى رقمم أعمالهما‬
‫السنوي أو مجموع ميزانيتها السنوية ‪ 2‬مليون أورو‪".‬‬
‫تنمممص التوصمممية على أن المقصمممود عدد العامليمممن همممو عدد وحدات العممممل‬
‫السممنوية‪ ،‬يعنممي عدد الشخاص الذيممن عملوا بالمؤسممسة المعنيممة أو لصممالح هذه‬
‫المؤسممسة بوقممت عمممل كامممل مدة السممنة المعتممبرة‪ ،‬عمممل الشخاص الذيممن لم‬
‫يشتغلوا طول السنة أو الذين عملوا لوقات عمل جزئية مهما تكن مدتها والعمل‬
‫الموسمي يحسب على انه جزء من وحدات العمل السنوية‪.‬‬
‫في فرنسا‪:‬‬
‫بفرن سا يتم التمييمز بين المؤسمسات الصغيرة جدا والتمي توظمف أقل من ‪10‬‬
‫أشخاص‪ ،‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من ‪ 10‬إلى ‪ 499‬عامل‪ ،‬المؤسسات‬
‫ذات الحجممم الوسمميط ‪ entreprise de taille intermédiaire‬والمؤسممسات‬
‫الكبيرة والتي يفوق أجراءها الم ‪ 5000‬أجير‪.‬‬
‫في كندا‪:‬‬
‫فمي كندا المؤسمسة الصمغيرة والمتوسمطة عمومما ل توظمف أكثمر ممن ‪500‬‬
‫شخمص ول يفوق مجموع أصمولها ‪ 25‬مليون دولر وأن ل يكون رأس مالهما ممتلكما‬
‫بنسبة تفوق ‪ %25‬من قبل مؤسسة أكثر أهمية‪.‬‬
‫وبحسمممب الكنفدراليمممة العاممممة للمؤسمممسات الصمممغيرة والمتوسمممطة فإن‬
‫المؤسمسات الصمغيرة والمتوسمطة توزع على النحمو التالي‪ ،‬المؤسمسات الصمغيرة‬
‫والتمي توظمف ممن ‪ 5‬إلى ‪ 50‬أجيمر‪ ،‬المؤسمسات المتوسمطة والتمي تعرف حسمب‬
‫متغيرات متعلقة بالبلد ونوع النشاط مع حد أقصى قدرة عموما ‪ 500‬أجير‪.‬‬
‫تعريف الهيئات الدولية الخرى‪:‬‬
‫تسمممتعمل هذه الهيئات مقاييمممس نوعيمممة وكميمممة للتعريمممف‪ ،‬فالمؤسمممسات‬
‫والصمناعات الصمغيرة والمتوسمطة بحسمبها همي‪" :‬تلك التمي يتحممل فيهما المقاول‬
‫شخصميا وبصمفة مباشرة كمل المسمؤوليات الماليمة والتقنيمة والجتماعيمة مهمما كان‬
‫الطار القانوني الذي تعمل فيه المؤسسة‪".‬‬

‫تعريف الوليات المتحدة المريكية‪:‬‬


‫حسممب القانون المؤسممسات الصممغيرة لعام ‪ 1953‬حدد مفهوم المؤسممسة‬
‫الصغيرة على أنها "مؤسسة يتم امتلكها وإدارتها بطريقة مستقلة حيث ل تسيطر‬
‫على مجال العمل الذي تنشط في نطاقه"‪.‬‬
‫وقد تم تحديد مفهوم المؤسسة الصغيرة بطريقة مفصلة وذلك بالعتماد على‬
‫معيار حجمم الممبيعات وعدد العامليمن أو المسمتخدمين ولذلك وضمع القانون حدود‬
‫عليا للمؤسسة الصغيرة تتمثل في‪:‬‬
‫•المؤسمسات الخدماتيمة والتجارة بالتجزئة‪ :‬ممن ‪ 1‬إلى ‪ 15‬مليون دولر‬
‫أمريكي كمبيعات سنويا‪.‬‬
‫•مؤسسات التجارة بالجملة‪ :‬من ‪ 5‬إلى ‪ 15‬مليون دولر أمريكي‪.‬‬
‫المؤسسات الصناعية‪ :‬عدد العمال ‪ 250‬عامل أو أقل‪.‬‬

‫‪.2‬معايير تحديد مفهوم الم‪.‬ص‪.‬م‪:‬‬


‫أغلب الدراسممات التممي تمتممد فممي هذا الشأن وأغلب المؤلفيممن يركزون على‬
‫ضرورة النتهاء إلى تحديمممد ماهيمممة المؤسمممسات بالعتماد على مختلف المعاييمممر‬
‫والمؤشرات‪.‬‬
‫‪.1‬المعايييير الكمييية‪ :‬إن حجممم المؤسممسة يتحدد بجملة مممن المعاييممر‬
‫الكمية والحصائية حيث تنقسم إلى مجموعتين‪:‬‬
‫‪ :‬تضم مؤشرات تقنية واقتصادية نجد من بينها‪:‬‬
‫•عدد العمال‪ :‬يشير إلى عدد الشخاص المستخدمين في المؤسسة‪.‬‬
‫•التركيب العضوي لرأس المال‪.‬‬
‫•حجم النتاج والمبيعات في المؤسسة‪.‬‬
‫•استخدام الطاقة‪.‬‬
‫•قيمة الموجودات الموظفة‪.‬‬
‫وبالتالي هذه المجموعمة تمثمل كمل المؤشرات المتعلقمة بالجانمب القتصمادي‬
‫لنشاط المؤسسة‪.‬‬
‫المجموعمة الثانيمة‪ :‬تضمم المؤسمسات النقديمة وهمي المؤشرات المتعلقمة بالجانمب‬
‫المالي والنقدي لنشاط المؤسمسة ممن ضمنهما‪ :‬رقمم العمال‪ ،‬رأسممال الشركمة‬
‫وقيمة الستثمار‪.‬‬
‫‪.2‬المعاييييير النوعيييية‪ :‬تتميمممز المؤسمممسات والصمممناعات الصمممغيرة‬
‫والمتوسطة على غيرها من المؤسسات بالمعايير التالية‪:‬‬
‫•الملكية‪ :‬إن ملكيمة المؤ سسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة تعود‬
‫أغلبيتهما إلى القطاع الخاص‪ ،‬غيمر أن نسمبة كمبيرة منهما يلعمب دورا كمبيرا‬
‫باعتبارها مشروعات فردة وعائلية‪.‬‬
‫•طبيعية الصيناعة‪ :‬يتوقمف حجمم المؤسمسة على مدى اسمتخدام اللت‬
‫في إنتاج منتوج الصناعة‪ ،‬فبعض الصناعات تحتاج في سبيل إنتاج سلعها‬
‫إلى وحدات كمبيرة نسمبيا ممن العممل ووحدات صمغيرة نسمبيا ممن رأس‬
‫المال وصناعات أخرى تعتمد على وحدات كبيرة نسبيا من رأس المالي‬
‫ووحدات صغيرة نسبيا من العمل‪.‬‬
‫•المسييؤولية‪ :‬إن المسممؤولية فممي المؤسممسات والصممناعات الصممغيرة‬
‫والمتوسمطة تقمع على عاتمق المالك الذي يمثمل صماحب القرارات داخمل‬
‫المؤسمسة‪ ،‬كمما يؤثمر على طبيعمة التنظيمم وأسملوب الدارة حيمث يؤدي‬
‫العديممد مممن الوظائف فممي نفممس الوقممت كالدارة‪ ،‬التمويممل‪ ،‬التسممويق‪،‬‬
‫النتاج‪.‬‬
‫•السييوق‪ :‬العلقممة التممي ترتبممط المؤسممسات والصممناعات الصممغيرة‬
‫والمتوسممطة بالسمموق وعلقممة العرض والطلب للمنتجات أو الخدمات‪،‬‬
‫وتكممممن قوة هذه الخيرة فمممي مدى سممميطرة هذه المؤسمممسات على‬
‫السوق ونوع المنتجات المعروضة‪.‬‬

‫‪.3‬تصنيف المؤسسات‪:‬‬
‫لقد تعددت وجهات النظر و كيفية تصنيف المؤسسات فنجد‪:‬‬
‫‪.1‬التصيينيف القانونييي‪ :‬والذي يختممص بدراسممة الملكيممة وسمملطتها على‬
‫المؤسممسة وعلقتهمما مممع الغيممر‪ ،‬كممما أنممه يوضممح و بجلء مدى اسممتقللية‬
‫المؤسممسة اتجاه الدولة واتجاه نظيراتهمما مممن المؤسممسات الخرى ومممن‬
‫ناحيمة أخرى فإن معرفمة مدى مسمؤولية صماحب أو أصمحاب المؤسمسة‪،‬‬
‫الشركاء والمساهمين وعلى هذا الساس فإن المؤسسات عموما تنقسم‬
‫إلى صمنفين‪ :‬المؤسمسات ذوات مخاطمر غيمر محدودة و مؤسمسات ذوات‬
‫مخاطر محدودة‪.‬‬

‫مؤسسات ذوات مخاطر غير محدودة‬ ‫مؤسسات ذوات مخاطر محدودة‬

‫مسجلة بالسجل‬ ‫غير مسجلة‬ ‫مؤسسات رؤوس‬ ‫المسجلة بالسجل‬


‫التجاري‬ ‫بالسجل التجاري‬ ‫الموال‬ ‫التجاري‬

‫‪)1‬المؤسسات‬ ‫‪)1‬المؤسسات‬ ‫‪ )1‬مؤسسات‬ ‫‪)1‬المؤسسات‬


‫ذات السم‬ ‫بالمساهمة‬ ‫ذات السهم‪.‬‬ ‫ذات‬
‫المشترك‬ ‫‪)2‬التجمعات‬ ‫المسؤولية‬
‫‪ )2‬شركات‬
‫‪société‬‬ ‫القتصادية‬ ‫المحدودة‬
‫التوصية بالسهم‬
‫‪en nom‬‬ ‫للصالح‬ ‫‪)2‬شركة‬
‫‪société en‬‬
‫‪commun‬‬ ‫العام‬ ‫أحادية‬
‫‪commandite‬‬
‫‪)2‬شركات‬ ‫‪،GEIC‬‬ ‫التصريف‬
‫‪par actions‬‬
‫التوصية‬ ‫المؤسسة‬ ‫ذات‬
‫البسيطة‬ ‫القتصادية‬ ‫مسؤولية‬
‫‪société‬‬ ‫العمومية‪.‬‬ ‫محدودة‬
‫‪en‬‬ ‫‪EURL‬‬
‫‪command‬‬
‫‪ite simple‬‬
‫‪)3‬التجمع ‪le‬‬
‫‪groupeme‬‬
‫‪nt‬‬

‫جدول تصمنيف المؤسمسات نقل و ترجممة عمن درس قانون العمال للسمتاذ‬
‫برشيش‪ ،‬ماجستير سنة أولى سنة ‪ ،2009‬المعهد الوطني للتجارة‪.‬‬

‫‪.2‬التصنيف القتصادي‪ :‬ويشمل مجموعة من المعايير‪:‬‬

‫‪‬معايير التصنيف المتعلقة بالحجم‪ :‬ونجد فيها عناصر كحجم الرض‬


‫أو المحممل المادي وأيضمما رأس المال (سممواء كان قانونممي‪ ،‬دائم‪،‬‬
‫تقني) كذلك العمل ورقم العمال والقيمة المضافة‪.‬‬
‫‪‬معاييمر التصمنيف المتعلقمة بمجال النشاط‪ :‬وهمي تجتممع على ثلث‬
‫قطاعات رئيسة‪ :‬قطاع الفلحة‪ ،‬قطاع الصناعة‪ ،‬قطاع الخدمات‪.‬‬
‫‪‬معاييمر التصمنيف حسمب عمليمة النتاج‪:‬سمواء كانمت عمليمة النتاج‬
‫مسمتمرة‪ ،‬خمط إنتاج‪ ،‬سملسل إنتاج مسمتمرة‪ ،‬خمط إنتاج‪ ،‬سملسل‬
‫إنتاج صغيرة أو سلسل إنتاج بالوحدات‪.‬‬
‫‪‬معايير التصنيف المتعلقة بالستقللية‪ :‬وهي تشمل مزايا كالنتماء‬
‫إلى مجموعمممممة‪ ،‬المناولة ‪ ، outsourcing‬حمممممق السمممممتغلل‬
‫‪ ،franchising‬وكذا المؤسسات المستقلة‪.‬‬
‫التصنيف‬ ‫فوائد التصنيف‬ ‫حدود التصنيف‬

‫حسب عدد المستخدمين‬ ‫•يسمح بتحديد‬ ‫يقتصممر على الجانممب الكمممي ول يأخممذ‬
‫حجم المؤسسة‪.‬‬ ‫بعيممممممن العتبار المؤهلت ول الرتباط‬
‫•سهل الستخدام‬ ‫بيممن تعداد المسممتخدمين ورأس المال‬
‫وهمممو يخضمممع لتغيرات هاممممة حسمممب‬
‫قطاعات النشاط‬

‫حسمب رقمم العمال (عدد‬ ‫•دراسمة رقمم العمال‬ ‫•ل توجمد علقمة بيمن رقمم العمال‬
‫الوحدات ‪ x‬سعر الوحدة)‬ ‫تسممممممح بالتحليمممممل‬ ‫والنتيجممة المحققممة لذلك يجممب‬
‫حسممممممممممب المكان‬ ‫إضافة معبار الحجم‪.‬‬
‫والزمان (دون أخممممذ‬ ‫•ل يسمممح بمقارنممة المؤسممسات‬
‫نسبة التضخم)‬ ‫لقطاعات مختلفة‪.‬‬
‫•مهممممممم بالمسممممممبة‬
‫للدراسمممممات التمممممي‬
‫تنتمممممي إلى نفممممس‬
‫القطاع‪.‬‬
‫حسممب القيمممة المضافممة‬ ‫•يسمممح بقياس الثروة‬
‫(مجموع رقممممم أعمال‬ ‫الوسمممممطية التمممممي‬ ‫•تتغيمممر حسمممب درجمممة الندماج‬
‫المؤسمممممممممممسة‪-‬مجموع‬ ‫خلقتها المؤسسة‪.‬‬ ‫والتكامل‪.‬‬
‫الستهلكات الوسطية)‬ ‫•يسممممممممممممح بقياس‬ ‫•تخضع لتأثير تنظيم النتاج‪.‬‬
‫النتاجية‪.‬‬ ‫•تخضمع لتعديمل ممن خلل التأثيمر‬
‫•يمكمممممن اعتمادهممممما‬ ‫على بعممض الوظائف التممي تتممم‬
‫لحسممممماب الناتمممممج‬ ‫خارجيا‪.‬‬
‫الوطنمممممممممممي الخام‬
‫والدخممممل الوطنممممي‬
‫الخام‬
‫حسممب مقدار رأس المال‬ ‫•حسمممماب المسمممماحة‬
‫الخاص‬ ‫المالية للمؤسسة‪.‬‬ ‫•مقارنمممة صمممعبة ممممع قطاعات‬
‫•تسممممممح بإمكانيمممممة‬ ‫النشاطات المختلفة‪.‬‬
‫دخول السمممممممممواق‬
‫المالية‪.‬‬

‫جدول‪ :1‬معايير التصنيف القتصادي‬

‫‪.4‬خصائص المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬

‫‪1‬بن ديب عبد الرشيد‪ ،‬محاضرات في مقياس مدخل مدخل إلى علم التصرف والتنظيم‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،‬ليسانس‬
‫علوم تجارية ‪ ،2002-2001‬ص ‪.71‬‬
‫للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة خصائص نوعية نذكر منها‪:‬‬
‫•حجمها الصغير‪.‬‬
‫•تركز و شخصنة التسيير حول المالك‪-‬المدير‪.‬‬
‫•الستراتيجيات المستعملة تعتمد الحدس و هي غير شكلية‪.‬‬
‫•قرب قوي من الفاعلين في الشبكة المحلية‪.‬‬
‫•نظام معلوماتي داخلي بسيط وغير شكلي‪.‬‬
‫•نظام معلوماتي خارجي بسيط يعتمد على العلقات المباشرة‪.‬‬
‫•قدرة على البداع السريع للتكيف مع السوق‪.‬‬
‫يمكننا أيضا إضافة‪:‬‬
‫•قرب نسبي بين المسير والعاملين‪.‬‬
‫•قلة الشكليات داخل المؤسسة‪.‬‬
‫•اللجوء إلى الكتابة ليس بأولوية‪ ،‬نظرا لهمية التسوية المتبادلة‪.‬‬
‫•بنية هيكلية مسطحة‪.‬‬
‫•قلة أو عدم وجود مستويات تدرجية‪.‬‬
‫•نظام عممل داخمل الشبكمة‪ :‬تتنظمم المؤسمسات الصمغيرة والمتوسمطة ممع‬
‫نظيراتهمما مممن المؤسممسات الصممغيرة والمتوسممطة ويتممم توزيممع المهام‬
‫(البحث‪ ،‬النتاج‪ ،‬التسويق‪.)...‬‬
‫تلعممب المؤسممسات الصممغيرة والمتوسممطة دورا هاممما مهممما فممي خلق مناصممب‬
‫العممل فمي عديمد ممن الدول (‪ %99‬ممن المؤسمسات الفرنسمية همي م‪.‬ص‪.‬م‪ :‬ممن‬
‫بينهما ‪%92‬مؤسمسات صمغيرة جدا‪ %7 ،‬مؤسمسات صمغيرة‪ ،‬وهمي تمثمل أكثمر ممن‬
‫ثلثي مناصب العمل بفرنسا)‪.‬‬
‫كذلك فإن عددا كبيرا من البتكارات هي صنيع الم‪.‬ص‪.‬م‪.‬‬

‫الفصيل الثانيي‪ :‬لمحية عين التجارب العالميية فيي‬


‫قطاع الم‪.‬ص‪.‬م‬
‫قبممل التحدث عممن التجارب العالميممة فممي قطاع الم‪.‬ص‪.‬م‪ ،‬مممن الضروري‬
‫التطرق إلى الحوافمممز التمممي دفعمممت مختلف القتصممماديات العالميمممة إلى العودة‬
‫للهتمام بالم‪.‬ص‪.‬م وكذا ذكر بعض الضافات التي أسهم بها عدد من القتصاديين‬
‫بخصوص الم‪.‬ص‪.‬م أمثال شمبتر‪.‬‬
‫وحتى يتم التمكن من فهم آلية الم‪.‬ص‪.‬م بالجزائر ارتأينا تقديم مثالين عن‬
‫الم‪.‬ص‪.‬م فمي العالم‪ ،‬المثال الول يخمص الم‪.‬ص‪.‬م اليطاليمة‪ ،‬والتمي تعتمبر بحمق‬
‫من أنجح الم‪.‬ص‪.‬م على المستوى الوروبي فقد أثبتت عبر السنوات قوة نسيجها‬
‫ومساهماتها في إنجاح القتصاد اليطالي‪ ،‬أما المثال الثاني فهو متعلق بالم‪.‬ص‪.‬م‬
‫الباكستانية والتي تعاني عدة عراقيل شأنها في ذلك شأن الدول النامية‪،‬‬

‫‪.7‬العودة إلى الهتمام بالم‪.‬ص‪.‬م ‪:‬‬


‫‪2‬‬

‫لقمد تميمز التطور القتصمادي فمي البلدان المتقدممة بإعادة النظمر فمي دور‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من قبل عدد من الباحثين وكذا السلطات "كل‬
‫مممما همممو صمممغير جميمممل" (‪ )small is beautiful‬همممو عنوان كتاب المؤلف‬
‫‪SHUMACHER‬سممنة ‪ ،1973‬ويعتممبر هذا الكتاب دفعممة مهمممة فممي هذا التجاه‪،‬‬
‫فتضاعفمت البحاث المتعلقمة بالم‪.‬ص‪.‬م فمي مختلف الدول الصمناعية‪ ،‬لكمن وممع‬
‫ذلك فإن جميمع العمال التمي نشرت فمي هذا الصمدد اكتفمت بدراسمة جانمب واحمد‬
‫مممن الجوانممب الخاصممة بالم‪.‬ص‪.‬م وأهملت التحليممل الشامممل لظاهرة الم‪.‬ص‪.‬م‬
‫وأهملت كذلك التطلع للوظائف القتصادية لهذه المؤسسات‪.‬‬
‫ممن بيمن هذه البحاث نجمد أبحاث ‪ 3BAIN‬و ‪SCHERER‬والتمي أظهرت انمه‬
‫من الممكن تحقيق وفرات الحجم التقنية ‪economie d’echelle technique‬‬
‫بصمورة سمريعة‪،‬و انمه ممن الممكمن الوصمول إلى العتبمة الدنيما للفعاليمة بوجود أبعاد‬
‫ضئيلة‪.‬‬
‫أعمال ‪ PENROSE‬أظهرت انمه للمؤسمسات الصمغيرة والمتوسمطة إمكانيمة‬
‫تحقيمق أشكال أخرى ممن اقتصماد الوفرات ل يمكمن للمؤسمسات الكمبيرة تحقيقهما‬
‫كما يؤكد على وجود فرص جديدة ناتجة عن التغيرات التكنولوجية السريعة والتي‬
‫تخلق "فجوات" ‪ cracks‬لصالح الم‪.‬ص‪.‬م‪ ،‬كما أن تحاليل & ‪LUCAS, JOVANIC‬‬
‫‪ AUDRETSCH‬تمنمح خاصمية ثبات اللتماثمل ‪ asymétrie‬لحجمم المؤسمسات له‬
‫علقممة بنظام الخيارات المتعلقممة بالمقاولة وإدارة العمال‪ ،‬كممما أن أعمال أخرى‬
‫ترى أن للم‪.‬ص‪.‬م دورا ماكرو اقتصادي أكبر مما هو ظاهر‪,‬‬

‫‪2Translated & modified from: R. WTTERWULGHE, La P.M.E, une enterprise humaine, ed.‬‬
‫‪De Boeck université, 1998.‬‬

‫‪3F.M SHERER & A.BECKENSTEIN, The Economics of Multi-Plant Opeartions, an‬‬


‫‪international comparaison study, Cambridge )Mass(, Havard University Press, 1975. Cite‬‬
‫‪in opcit‬‬
‫أول‪ ،‬فإن دراسات مقارنة للهياكل الصناعية لمختلف القتصاديات الصناعية‬
‫أثبتت انه ل يوجد أي علقة طردية ذات دللة بين أهمية المؤسسات ذات الحجم‬
‫الكبير ومستوى النتاج أو نسبة النمو القتصادي من جهة أخرى‪.‬‬
‫ثانيما‪ ،‬أثبتمت أعمال أخرى أنمه وعلى الرغمم ممن المحاسمن والمزايما الهاممة‬
‫التممي يمنحهمما الحجممم الكممبير فإن الحجممم الصممغير ل يزال يلعممب دورا فعال فممي‬
‫البتكارات يفوق وبقدر كبير خصتها في نفقات البحث والتطوير‪.‬‬
‫وفمي الخيمر‪ ،‬فإن البحاث الخيرة المتعلقمة بمسماهمة المؤسمسات بمختلف‬
‫أحجامهما فمي زيادة فرص العممل تثبمت أن المؤسمسات الصمغيرة تسماهم بحصمة‬
‫مهمة في خلق مناصب جديدة على المدى البعيد‪.‬‬
‫على ضوء كمل هذه البحاث‪ ،‬لحمظ ‪ G. BANNOCK‬أنمه فمي أيامنما هذه‬
‫فإن التطورات السريعة في مجال التكنولوجيا وكذا التغيرات في تكاليف العوامل‬
‫والذواق تجعممل مممن ميزان المزايمما الحجميممن الصممغير والكممبير فممي اختلل دائم‪،‬‬
‫فحسممب الكاتممب فإن احتياجات بعممض النشاطات مممن رؤوس الموال والعمممل‬
‫تختلف حسممممب طبيعممممة النشاط مثال ذلك قطاعات كالفضاء أو البترول‪ ،‬أممممما‬
‫قطاعات كالفلحمة‪ ،‬السمياحة‪ ،‬البناء أو التجارة بالتجزئة‪ ،‬فهمي تسممح بتواجمد عدد‬
‫صغير من المؤسسات الكبيرة وعدد من كبير من المؤسسات الصغيرة‪ ،‬كل من‬
‫الصنفين يستجيب لحتياجات سوق مختلفة‪،‬و في الخير فإن نوعا من النشاطات‬
‫تتلءم بشكمل أفضمل ممع المؤسمسات الصمغيرة كصمناعة سملع الموضمة‪ ،‬السمتشارة‬
‫المتخصمصة‪ ،‬هندسمة الحدائق‪...‬وفمي الختام فإن للمؤسمسات الصمغيرة والكمبيرة‬
‫منها على حد سواء دورا في دفع عجلة القتصاد‪.‬‬
‫وممن الهميمة بمكان ذكمر أن للم‪.‬ص‪.‬م مكانمة أسماسية وفمي نهايمة المطاف‬
‫ممن الممكمن اعتبار دورهما ثابتما فمي غالبيمة الدول الصمناعية‪ ،‬وأكثمر ممن ذلك فإن‬
‫الم‪.‬ص‪.‬م أظهرت أنهمما أكثممر فعاليممة فممي المقاومممة فممي بعممض القطاعات مممن‬
‫المؤسسات الكبيرة‪.‬‬

‫‪.8‬أعمال شمبتر‪:‬‬
‫بعمد نهايمة الحرب العالميمة الثانيمة أصمبح ينظمر لمؤسمسات الكمبيرة بصمورة‬
‫إيجابية‪ ،‬وهذا تحت تأثير ‪ J.SCHUMPETER‬ففي كتابه "الرأس مالية‪ ،‬الشتراكية‬
‫والديمقراطية"‪ ،‬كتب أنه "ل يمكن نا الكتفاء بمساندة تنا فس التام والذي ل يمكن‬
‫تحقيقمه فمي ضمل الظروف الصمناعية المعاصمرة – كمما أنمه لطالمما كان غيمر قابمل‬
‫للتحقيمق‪ ،‬يجمب أن نقبمل المؤسمسة التمي تنشمط على مسمتويات كمبرى‪...‬كضرر‬
‫(ألم) ل بد منه‪ ،‬والذي ل ينفصل عن التقدم القتصادي‪...‬يجب التفكير بعيدا نحن‬
‫مرغمون على العتراف بأن المؤسسة العملقة قد أصبحت في النهاية أقوى من‬
‫‪4‬‬
‫محرك للتقدم وبالخصوص لنشر النتاج الشامل على المستوى البعيد‪".‬‬
‫بالنسبة لم ‪ ،SCHUMPETER‬فإن الحجم الكبير ل يبرر فقط كما هو الحال‬
‫عنمد القتصماديين الكلسميكيين بتحقيمق اقتصماد وفرات أو بآثار تعاضديمة ‪synergy‬‬
‫‪ effects‬ولكن أيضا بدورها المهم في سير النمو القتصادي والتطور التقني‪.‬‬
‫وكذلك فإن الهممم بالنسممبة إليممه ليممس التنافممس بالسممعار بذلك المعنممى‬
‫السمتاتيكي للمنافسمة التقليديمة‪ ،‬ولكمن "المنافسمة الملزممة لظهور أي سملعة أو‬
‫تقنيمة جديدة‪ ،‬مصمدر تمويمن‪ ،‬نوع جديمد ممن التنظيمم‪ ،‬يعنمي بذلك المنافسمة التمي‬
‫ترتكمز على أفضليمة حاسممة ممن ناحيمة التكاليمف‪ ،‬أو الجودة التمي سمتهاجم ليمس‬
‫فقممط الهوامممش الربحيممة والمنتجات الهامشيممة للمؤسممسات الموجودة ولكنهمما‬
‫ستهاجم أيضا أسسها و ستهدد تواجدها على السوق"‪ ،‬هذا النظام الذي لم يتوقف‬
‫عممن التجديممد داخممل النظام القتصممادي هادممما بذلك وبصممورة مسممتمرة العناصممر‬
‫المتقادممة لتسمتخلف بعناصمر جديدة وهمو مما يسمميه ‪SCHUMPETER‬بنظام الهدم‬
‫الخلق والذي يعتبره روح الرأس مالية‪.‬‬
‫ولكمن وبحسمب ‪ ،SCHUMPETER‬فإن أنواع هذه البتكارات التمي همي نتاج‬
‫مقاولين ديناميكيين تتلءم بصورة أفضل مع معطيات الستئثار في مناخ منافسة‬
‫حرة‪" :‬ممن الصمعب تصمور إدخال مناهمج إنتاجيمة وسملع جديدة إذا كانمت البتكارات‬
‫في الساس يجب أن تحسب في ظل شروط منافسة تامة وأيضا سريعة‪".‬‬
‫على العكممس مممن ذلك فإن الرباح الكثممر ارتفاعمما كالتممي تحققهمما كممبريات‬
‫المؤسممسات فممي حالة منافسممة بالسممتئثار ‪ monopolistic competition‬هممي‬
‫شروط مهمة لخذ المخاطر الضرورية وكذلك لتحقيق هذه الستثمارات المبتكرة‬
‫ولتأمين التطور التقني‪.‬‬
‫ولكن المفارقة في القتصاد الرأسمالي تكمن في أن التطور التقني يميل‬
‫إلى إلغاء مبادرة المقاول الديناميكي التي تعتبر مصدر البتكارات الضرورية لسير‬
‫نظام الهدم الخلق "الوحدة الصممناعية العملقممة التممي تكون أيضمما بيروقراطيممة ل‬
‫تلغمي فقمط المؤسمسات ذات الحجمم الصمغير أو المتوسمط…تلغمي أيضما المقاول‪".‬‬
‫مما يمكمن تسمميته بالمذهمب الشممبيتيري الذي يعتمبر أنمه ل مفمر ممن وجود الحجمم‬
‫الكممبير للمؤسممسات‪ ،‬فهممو أيضمما مممن مؤيدي هذا المذهممب كان مدرسممة لعدد مممن‬
‫القتصمماديين فممي السممنوات مابيممن ‪ 1960-1950‬الذ ّممين سمماندوا و طوروا هذه‬
‫الفكرة بقناعة‪ ،‬فحجم المؤسسات يتزايد بقوة دون أن يرافقه ضرورة تركيز على‬
‫مسمممتوى السمممواق‪ ،‬و ممممما عزز هذه القناعات أمثلة التطور فمممي مجال التجارة‬
‫بالتجزئة أيمن كانمت السموبر ماركات تعرض أدنمى السمعار‪ ،‬كذلك فمي مجال النقمل‬
‫البحري‪ ،‬فإن الناقلت الثقيلة (سمفن صمهريج) كانمت تسماعد على إنقاص تكاليمف‬
‫‪4J. SCHUMPETER, Capitalism, Socialism & Democracy, 1942.‬‬
‫نقمل البترول‪ ،‬أمما فمي صمناعة السميارات أيمن يكون السملم النتاجمي المثالي فمي‬
‫تزايد مستمر ‪ ،‬في آليات الحاسوب أو الطاقة النووية أين تكون تكاليف البحث و‬
‫التطوير مرتفعة جدا‪.‬‬

‫‪.9‬تحدبات العولمة‪:‬‬
‫•تحدي الرقمنممة (امتلك التطممبيقات التفاعليممة فممي مجال المعلوماتيممة‬
‫والتصال‪ ،‬التجارة اللكترونية والتبادلت الفرضية‪,ERP;CRM, SRM:‬‬
‫(فممي هذا الصممدد أنفقممت الجزائر حوالي ‪ 1,5‬مليار دولر لكممن تبقممى مسمماهمة‬
‫تكنولوجيات العلم و التصال غير كافية من ‪%0,2‬إلى ‪ % 1,5‬من مجمل الناتج‬
‫الخام)‬
‫•تحدي التواجد داخل شبكة أعمال تعاضدية‪.‬‬
‫•وجود شبكة تفاعلية بين الم ‪.Internet & Extranet‬‬
‫•تحدي النسجام في عالم متغير تسوده المخاطر‪.‬‬
‫•تحدي المعلومة المنتجة‪.‬‬
‫•أهمية عامل الوقت ‪.JAT‬‬
‫•تعدد إستراتيجيات الشراكة‪.‬‬
‫•اعتماد مقاييس الجودة العالمية‪.‬‬
‫•ظاهرة إلغاء التوطن‪.‬‬
‫•هجرة الدمغة والمهارات‪.‬‬
‫•وجود شركات متعددة الجنسيات ذات حجم كبير ذات قوة وسلطة‪.‬‬
‫•تحدي إرضاء مستهلكين ذوي قدرة شرائية محدودة واحتياجات عديدة‪.‬‬
‫•تحدي البداع والبتكارات‪.‬‬

‫‪.10‬الم‪.‬ص‪.‬م الشاملة ضد الم‪.‬ص‪.‬م الكلسيكية ‪:‬‬


‫‪5‬‬

‫نقل عن مداخلة الستاذ فريد علوات‪ ،‬بالمؤتمر الدولي حول الم‪.‬ص‪.‬م في مواجهة العولمة‪ ،‬فندق الوراسي‪5،‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪.11‬التجربة اليطالية‪:‬‬
‫م‪.‬ص‪.‬م الكلسيكية‬ ‫م‪.‬ص‪.‬م الشاملة‬
‫•السوق الموازية‬ ‫•السوق المنظم‬

‫•التسويق الفطري‬ ‫•التسويق الصناعي‬

‫•العمليات‬ ‫•الجراءات‬

‫•تكنولوجيات إعلم قاعدية‬ ‫•تكنولوجيات إعلم قمو التصمال جمد‬


‫متطورة ومهنية‬

‫•إدارة العمال‬
‫•الحدس‬
‫•الثقافة المكتوبة‬
‫•الثقافة الشفهية (النسيان)‬
‫•الرتباط مممع باقممي الناشطيممن فممي‬
‫•الستقللية مع وجود عزلة بالنسبة‬
‫السوق‬
‫للسوق‬

‫‪.12‬التجربة اليطالية‪:‬‬
‫بعد ما كانت إيطاليا بلدا زراعيا بعد نهاية الحري العالمية الثانية‪ ،‬استطاعت‬
‫أن تصبح اليوم وبعد أربعين سنة قوة اقتصادية عالمية‪ ،‬إن هذه النهضة المنقطعة‬
‫مى اقتصادية في الفترة ما بين ‪ 1960‬إلى ‪ 1963‬قبل‬ ‫النظير كانت موسومة بح ّ‬
‫حصول فترة أزمة كانت متبوعة بانتعاش في النمو القتصادي‪.‬‬

‫تعتمبر ايطاليما بلدا يسموده اقتصماد السموق‪ ،‬فبالرغمم ممن المشاركمة القويمة‬
‫للقطاع العام في النسيج القتصادي بما فيه من مؤسسات تجارية وصناعية‪ ،‬تبقى‬
‫الدولة المالك الرئيس لشبكات النقل والتصال‪.‬‬

‫إن المشكليمن الرئيسمين فمي القتصماد اليطالي همما ممن جهمة الختلل فمي‬
‫التوازن القتصممادي بيممن الشمال والجنوب ومممن جهممة أخرى ثقممل وزن الديون‬
‫العمومية‪.‬‬

‫وممما لشمك فيمه أن ايطاليما تعانمي اختلل بنيويما ظاهرا وفوارق تقليديمة فمي‬
‫توزيممع الثروات بيممن الشمال والجنوب‪ ،‬حيممث أن & ‪La Lombardie, la Vénétie‬‬
‫‪ l’Emilie-Romagne‬تتقاسمم لوحدهما ‪ %35‬ممن المكمون القتصمادي اليطالي‪ ،‬وعلى‬
‫نقيض ذلك فإننا نجد في الجنوب نسبة بطالة تفوق الم ‪ ،%20‬مقابل معمل وطني‬
‫مقدر بمم ‪ ،)2004(%8‬كذلك فإن الفقمر يممس ‪ %68‬ممن السمكان فمي المنطقمة‬
‫الجنوبيممة‪ %20 ،‬مممن العائلت تعيممش تحممت خممط الفقممر‪ ،‬الشيممء الذي أدى غلى‬
‫ظهور المافيا السيسيلية‪ ،‬الكامورا النابولية‪...‬‬
‫وممن ناحيمة أخرى فإن الديون العموميمة اليطاليمة كانمت تمثمل سمنة ‪2003‬‬
‫أكثر من ‪ %106‬من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬مقابل معدل أوروبي مقدر بم ‪.%64‬‬

‫تتميممز إيطاليمما عممن باقممي الدول الصممناعية بالنسممبة الهامممة التممي تحزوهمما‬
‫الم‪.‬ص‪.‬م في القتصاد الوطني بما في ذلك من مؤسسات صغيرة جدا والتي هي‬
‫حاضرة على السممواقالدولية‪ ،‬حيممث تمثممل الم‪.‬ص‪.‬م التممي توظممف أقممل مممن‬
‫‪100‬عاممل ‪ %80‬ممن نسميج المؤسمسات اليطاليمة المصمدرة‪ ،‬وأيضما فإن ‪ %9‬ممن‬
‫التجارة الخارجية هي نتيجة صنيع مؤسسات توظف أقل من ‪ 20‬عامل‪.‬‬

‫إن واحدة ممن أهمم خصمائص "النموذج اليطالي" تكممن فمي الكثافمة القويمة‬
‫التممي تشهدهمما الم‪.‬ص‪.‬م بحسممب القطاع الذي تشتغممل فيممه‪ ،‬فممي دوائر جغرافيممة‬
‫محددة ومتخصصة من الناحية النتاجية‪ ،‬ما يسمى بالمقاطعات الصناعية ‪ditrict‬‬
‫‪ ،indutriel‬فالقلب الصناعي لشبه الجزيرة (الشمال غربي‪ ،‬الوسط وبالخصوص‬
‫فمي الشمال الشرقمي)‪ ،‬يضمم أزيمد ممن ‪ 200‬مقاطعمة اقتصمادية مجمعمة حسمب‬
‫سبعة مناطق مختلفة‪.‬‬

‫الرأسمالية العائلية تبقى هي الساس‪:‬‬

‫مممن الملمممح المشتركممة بيممن مختلف المقاطعات القتصممادية‪ ،‬نجممد الميزة‬


‫الساسية هي وجود تواصل بين الريف والمدينة‪ ،‬فالمدينة ذات البعد البشري التي‬
‫بنيممت حول السمماحة « ‪» piazza‬تمثممل المسممرح النموذجممي للمثال القتصممادي‬
‫اليطالي‪ ،‬إذ أن أهم ميزة هي العمل الناتج عن معرفة غير شكلية‪ ،‬كالفكار التي‬
‫تبممع فممي المقاهممي‪ ،‬المنافسممة بيممن المؤسممسات المتجاورة والتممي تجعهمما أكثممر‬
‫نجاعممة‪،‬المعرفممة المتبادلة لمختلف العامليممن تضمممن وجود ثقممة متبادلة والمبادئ‬
‫الضمنيمممة تضممممن تفادي ظهور سممملوكياتانتهازية ممممما يولد مناخ عملي لسمممير‬
‫المفاوضات الجتماعية‪ .‬إن هذا النجاح لهو في الحقيقة ناتج عن الثقافة اليطالية‬
‫التممي تمنممح المتياز للعلقات البشريممة وروابممط الشراكممة القليميممة رافضممة بذلك‬
‫العبور نحممو تنظيممم إداري وقانونممي قممد يكون مكلفمما للغايممة‪ .‬ففممي وجود النظام‬
‫المحلي ل تخضع المؤسسات للميكانيزمات التدرجية‪ ،‬لكنها تخضع لنظام عقوبات‬
‫اجتماعيمة مشتركمة بيمن الجماعمة‪ .‬إن حيويمة الم‪.‬ص‪.‬م اليطاليمة المطبوعمة بتلك‬
‫الرأسممالية العائليمة لهمي جديرة بالعجاب وممن الصمعب مقارنتهما بحيويمة أخرى‬
‫اللهمم إل النموذج الصميني‪ ،‬هذه الديناميكيمة فمي تصمور القتصماد ناتجمة عمن ثقافمة‬
‫مبنيمة على شعور قوي بالنتماء للعائلة بالمعنمى الواسمع همي على نقيمض القوانيمن‬
‫المعمول بهما عمومما‪ .‬لكن هذه البنيمة "ذات البعمد النسماني" تتكيمف بصمورة أفضمل‬
‫مممع التطور القتصممادي والعولمممة على نقيممض المؤسممسات الكممبيرة التممي تكون‬
‫متصلبة‪.‬‬
‫العولمة انطلقا من أنظمةمحلية‪:‬‬

‫تفسممر تنافسممية المنتجات اليطاليةالبارزة فممي عالم يحتدم فيممه التنافممس‬


‫بتموضعها كمؤسسات تنتج سلع ذات تشكيلة عالية في قطاعات تقليدية‪ ،‬فتترسخ‬
‫المقاطعات القتصادية في ثقافة محلية أين تعمل على استغلل دراية فنية يدوية‪،‬‬
‫إذ أنها تعطي أهمية بالغة للتفاصيل التي هي نتاج خبرة طويلة في مجال الحرف‬
‫التقليدية‪ .‬كل منتج يكون وليدا للمقاطعات القتصادية يرعى بتدقيق فائق‪ ،‬حيث‬
‫تتم مراقبة كل عنصر من عناصر النتاج‪ ،‬ل حين يتم إنهاء العملية النتاجية كما هو‬
‫الحال بالنسبة للمؤسسات اليابانية‪.‬‬

‫إن النجاح التجاري اليطالي على مستوى السواق الجنبية قد أثبت نجاعته‬
‫خصموصا فمي الدول الناميمة وذلك بفضمل نشاط وفعاليمة تجارهما وحرفييهما الذيمن‬
‫يبادرون بالبحممث عممن فرص أفضممل بالخارج (أووربمما الشرقيممة‪ ،‬آسمميا و أمريكمما‬
‫اللتينيممة)‪ ،‬فممي الواقممع فإن العولمممة ليسممت بالشيممء الجديممد بالنسممبة للم‪,‬ص‪,‬م‬
‫اليطاليمة فقمد كانمت هذه الخيرة تقوم دوما بنشاطات التصمدير نحو أسمواق بعيدة‬
‫وغيمر مسمتقرة‪ ،‬فهمي دومما على اسمتعداد للتكيمف ممع الظروف‪ ،‬فالعصمرنة قديممة‬
‫العهد بايطاليا إضافة إلى الذهنية القائمة على مبدئين‪ :‬تغذية هويتهم الخاصة مع‬
‫الحث على إنشاء فضول دولي شامل‪.‬‬

‫إن السمواق العالميمة تتطلب ممن جهمة منتجات متنوعمة أي سملع مصمنوعة‬
‫بسمملسل مصممغرة‪ ،‬ومممن ناحيممة أخرى تكنولوجيات تتطلب شراكممة فممي العمممل‬
‫ناجعة وغير ممركزة هما شرطان العامة لعودة المؤسسة الصغيرة‪ .‬فيظهر جليا‬
‫أن العاممل المشترك للمقاطعات الصمناعية يكممن فمي قدرتهما على خوض معارك‬
‫العولمة انطلقا من أنظمتها المحلية‪.‬‬

‫‪.13‬التجربة الباكستانية‪:‬‬
‫من المثير للهتمام التطرق لحدى تجارب الدول النامية وفيما يلي تلخيص‬
‫وترجمة عن تقرير صادر عن ‪ WASIM AHMAD‬بالموقع الخاص بتقاسم الملفات‬
‫والتقارير ‪.www.scribd.com‬‬

‫"تعتبر الجمهورية السلمية الباكستانية بلدا زراعيا وذلك حتى سنة ‪،1947‬‬
‫فالجمهورية عرفت تطورا غير منتظم‪ ،‬تخللته عدة عقبات أهمها الحالة السياسية‬
‫غيمر المسمتقرة والضطرابات القائممة ممع الهنمد‪ ،‬كمما أن الباكسمتان متوقمف على‬
‫المسمماعدة الماليممة الدوليممة كممما أنممه متعلق بالظروف السممياسية والجغرافيممة‬
‫للمنطقمة‪ ،‬يبقمى القتصماد الباكسمتاني متزعزع وذو دعاممة هشيشمة وذلك بسمبب‬
‫ثقممل الديون الخارجيممة‪ ،‬العجممز المالي الكممبير‪ ،‬كممما أنهمما تتحمممل أعباء النفقات‬
‫العسممكرية والتممي نجممم عنممه التخلف الجتماعممي‪ ،‬كممما أنهمما تعانممي مممن ضعممف‬
‫السممتثمارات الخاصممة‪ ،‬وبالخصمموص السممتثمارات الجنبيممة وكذا تبعات الزدياد‬
‫السريع في السكان"‪.6‬‬

‫أهمية الم‪.‬ص‪.‬م بالباكستان‪:‬‬

‫•وجود ما يقارب ‪ 3،2‬مليون مؤسسة اقتصادية بالباكستان‪.‬‬


‫•تمثل المؤسسات التي توظف أقل من ‪ 100‬عامل ‪.%95‬‬
‫•توظف الم‪.‬ص‪.‬م ما يقارب ‪ %78‬من اليد العاملة بغير الزراعة‪.‬‬
‫•تساهم الم‪.‬ص‪.‬م بمما يقارب ‪ %30‬من الناتج الداخلي الخام‪.‬‬
‫•تساهم الم‪.‬ص‪.‬م بم ‪ %25‬من صادرات السلع المنتجة‪.‬‬

‫‪SMEs contribute significantly to the local economies but have limited‬‬


‫‪access to loan funds‬‬

‫خصائص الم‪.‬ص‪.‬م الباكستانية‪:‬‬


‫•المالك هو المسير مع وجود قليل من العمال‪.‬‬

‫‪6Encyclopédie, Microsoft Encarta, 2009‬‬


‫•الم‪.‬ص‪.‬م مملوكة ومسيرة بصورة مستقلة‪.‬‬
‫•استثمارات‪ ،‬إنتاج‪ ،‬مبيعات ذات حجم صغير‪.‬‬
‫•عدم تجانس في عمليات العمال (ل يوجد علقة وطيدة بين الم‪.‬ص‪.‬م‬
‫والمؤسمسات الخرى أو بقيمة الطراف فمي مجال السمتثمارات‪ ،‬إدارة‬
‫العمال‪ ،‬المالية‪ ،‬الضرائب‪ ،‬المحاسبة‪.‬‬
‫لقمد أظهرت دراسمة قام بهما البنمك الدولي أنواع العوائق وكذا وزنهما فمي القتصماد‬
‫الباكستاني‪:‬‬

‫العقبات التي تواجه الم‪.‬ص‪.‬م الباكستانية‪:‬‬


‫•علقة غير ناجحة بين الدولة و الم‪.‬ص‪.‬م وباقي المؤسسات‪.‬‬
‫•الم‪.‬ص‪.‬م غير مسموح لها بالمشاركة في القطاعات العامة‪.‬‬
‫•النظام الجبائي يمنممح الفضليممة للمؤسممسات الكممبرى مممع عدم العمممل‬
‫بالجال‪.‬‬
‫•التعقيمد فمي الجراءات الناجمم عمن التكلفمة الباهظمة للتقيمد المتطلبات‬
‫القانونية‪.‬‬
‫•تدهور تنافسمية المؤسمسات الباكسمتانية خلل المم ‪ 15‬سمنة الخيرة‪ ،‬ممن‬
‫أسمباب ذلك تناقمص إنتاجيمة العمال فقمد أظهرت الدراسمات أن متوسمط‬
‫النتاجيمة للعمال مقاسمة بالقيممة المضافمة السمنوية للعاممل الواحمد همي‬
‫‪ %25‬بباكستان أقل منها في الهند وأقل بم ‪%35‬‬
‫•عدم الدرايممة التامممة بأنظمممة الضرائب (‪ %58‬ضريبممة الدخممل‪%44 ،‬‬
‫ضريبة المبيعات)‪.‬‬
‫•قدم غالبة اللت والوسائل المستعملة‪.‬‬
‫•عدم الدراية بالقوانين و السياسات الخاصة بالم‪.‬ص‪.‬م‪.‬‬
‫•القوانين ل تتواكب مع التطور الصناعي‪.‬‬
‫•إن نسمبة القروض البنكيمة ممن مجممل رؤوس الموال الموظفمة لتمويمل‬
‫الم‪.‬ص‪.‬م ل تمثل سوى ‪.%7‬‬
‫•وفيممما يخممص الموارد البشريممة فعلى الم‪.‬ص‪.‬م مواكبممة القتصمماد القائم‬
‫على المعرفة‪ ،‬فينبغي على رجال العمال المواصلة في البتكار‪ ،‬التغيير‬
‫والتطوير‪.‬‬
‫•مشاكمل الخاصمة بالتمويمن‪ ،‬إذ أن الم‪.‬ص‪.‬م الباكسمتانية ل تعممل ضممن‬
‫إطار شبكمة‪ ،‬ممما يجعلهما غيمر قادرة على تحممل تكاليمف مواد أسماسية‬
‫عالية الجودة‪.‬‬
‫•عدم قدرة المقاول الباكستاني على تفويض أعماله بشكل جيد‪ ،‬ذلك أن‬
‫غالبية العمال ليسوا ذوي كفاءة‪.‬‬
‫•انعدام المن وارتفاع نسبة الجريمة‪.‬‬
‫•ضرورة وجود قوانين وأنظمة تحمي حقوق الملكية الفكرية‪.‬‬
‫•نقص في البناءات التحتية كأنواع شبكات التصال‪.‬‬
‫لمواجهة التحديات فقد قامت الجمهورية السلمية لباكستان باتخاذ مجموعة من‬
‫القرارات نذكر منها (بحسب نفس التقرير)‪:‬‬
‫•اقتراح سمياسة تممس المدى القريمب‪ ،‬المتوسمط والبعيمد والتمي همي جزء‬
‫من تطبيق الميكانيزمات التي من شأنها تحقيق نمو اقتصادي أكبر مبني‬
‫على قيادة الم‪.‬ص‪.‬م للتطور القطاع الخاص‪.‬‬
‫•إنشاء سلطة خاصة بتطوير الم‪.‬ص‪.‬م‪.‬‬
‫•إنشاء بنك خاص بالم‪.‬ص‪.‬م‪.‬‬
‫•العمل بمبدأ لكل بلدة منتج (التخصص)‪.‬‬
‫•إنشاء سلطة التعليم التقني الوطني وتدريب الميول‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬واقع الم‪.‬ص‪.‬م الجزائرية‬


‫سميتم الطرق ممن خلل هذا الفصمل إلى المحيمط القتصمادي الذي تعممل بمه‬
‫الم‪.‬ص‪.‬م الجزائريممة‪ ،‬كممما سممنحاول إعطاء لمحممة موجزة عممن تاريممخ الم‪.‬ص‪.‬م‬
‫الجزائرية‪ ،‬وكذا تقديم بعض الرقام الخاصة بالقطاع‪.‬‬

‫‪.1‬مناخ العمال في الجزائر‪:‬‬


‫إن إطار الهيئات الجزائري عرف تغيرات عميقمممة منمممذ سمممنة ‪ ،1962‬فبعمممد‬
‫عشريمن سمنة ممن هيمنمة القطاع العام‪ ،‬تحمت شعار "الصمناعة المصمنعة"‪ ،‬و الذي‬
‫كانممت فيممه الدولة المالك و المقاول الوحيممد‪ ،‬معطيممة دورا مكمل للقطاع الخاص‬
‫سنة ‪ 1982‬في عدد من القطاعات مع قدر ضئيل من الستثمارات‪.‬‬
‫حريمممة السمممتثمار لم تكمممن ممكنمممة حتمممى سمممنة ‪ 1993‬ممممع إصمممدار قانون‬
‫السمتثمارات الذي زاد من مزايما المسمتثمرين‪ ،‬في سمنة ‪ 2001‬ث ّمم الموافقمة على‬
‫مجموعمة كمبيرة ممن النصموص المشجعمة للسمتثمار الخاص الوطنمي والخارجمي تمم‬
‫أيضا اتخاذ مجموعة من المبادرات التي ترجمت إلى انخفاض محسوس للضرائب‬
‫و الرسموم الجبائيمة و كذا التكاليمف الجتماعيمة مرفوقمة بتلييمن الجراءات الداريمة‬
‫الخاصممة بخلق المؤسممسات‪ ،‬تممم فممي هذا الطار إنشاء الوكالة الوطنيممة لتطويممر‬
‫السممتثمارات ‪ ANDI‬سممنة ‪ 2001‬لتسممهيل تطممبيق الجراءات الجديدة مممع منممح‬
‫تسمهيلت للمسمتثمرين الجدد (العفاءات الجبائيمة‪ ،‬تسمهيل العلقات ممع الدارات‬
‫الخرى)‪ ،‬إذا كان الطار النظاممي الجديمد قمد سممح بانطلق القطاع الخاص‪ ،‬فإن‬
‫الصلحات القانونية‪ ،‬الدارية و الجبائية تبقى غير مكتملة و بطيئة غير قادرة على‬
‫تلبية حاجيات السوق الجديدة‪.‬‬
‫إن ثقمل و صمعوبة الشكليات الداريمة تثبمط ممن عزيممة الكثيمر ممن المقاوليمن‬
‫الذيمممن يواجهون عدة مشاكمممل على الصمممعيد العملي (إعادة الرباح إلى الوطمممن‬
‫بالنسبة للجانب‪ ،‬سهولة الحصول على التمويل‪.)...‬‬
‫أما فيما يخص القطاع البنكي فإنه يتميز بصغر حجمه و يبقى و إلى حد كبير‬
‫تحممت سمميطرة القطاع العام‪ ،‬فتاريممخ البنوك الجزائريممة يجعلهمما حذرة جدا فممي‬
‫سياستها القرضية‪ ،‬مما يحرم عددا كبيرا من م‪.‬ص‪.‬م إمكانية الحصول على موارد‬
‫ماليمة‪ ،‬يجزي بصمورة مثقلة تطورهما‪ ،‬أمما عمن البنوك الخاصمة فهمي ذات تحويلت‬
‫رؤوس أموال جد ضئيلة و تبقى حذرة اتجاه المؤسسات الجديدة‪.‬‬
‫إن اللجوء إلى التمويمل الذاتمي‪ ،‬الخارجمي و اللشكلي يبقمى ممارسما بكثرة‬
‫ممن طرف م‪.‬ص‪.‬م م ما يكشمف عن ضعف دور البنوك فمي القتصماد‪ ،‬هذا الضعمف‬
‫يرفممع السممتار عممم مشاكممل هيكليممة بممما فممي ذلك بطممء الخدمات البنكيممة وتعزيممز‬
‫القتصماد اللشكلي الذي يمثمل ‪ %30‬ممن النشاط الكلي حسمب المجلس الوطنمي‬
‫القتصممادي و الجتماعممي‪ ،‬لذا فإن المؤسممسات الخاصممة تميممل إلى عدم التصممريح‬
‫بمجمممل نشاطاتهمما بسممبب النظام الجبائي غيممر الملئم الذي يجبرهمما على اجتناب‬
‫النظام البنكي لنه يمثل رقابة لحقة‪.‬‬

‫‪.2‬لمحة عن المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬


‫الجزائرية‪:‬‬
‫إن النفتاح القتصادي الذي أخذ مجراه منذ ‪ 1989‬قد أدى إلى تطور مهم‬
‫لصرح المؤسسات الخاصة‪ ،‬إن هذا التطور يشمل عدد المؤسسات المنشأة وكذا‬
‫مكانتها في مختلف القطاعات‪.‬‬
‫منممذ أن تممم تبنممي قانون السممتثمار الجديممد عام ‪،1993‬و الذي يعممبر حجممر‬
‫أساس لرادة الدولة في فتح المجال القتصادي وتبنيها لسياسة جديدة ترمي إلى‬
‫تحفيممز السممتثمار‪ ،‬نتممج عممن ذلك تزايممد مسممتمر فممي عدد المؤسممسات الصممغيرة‬
‫والمتوسمطة‪ ،‬فتثبممت الحصماءات أن ‪ % 75‬ممن م‪.‬ص‪.‬م التمي تمم إحصماءها عام‬
‫‪ 2005‬قممد تممم تأسمميسها بعممد صممدور هذا القانون‪،‬و أن ‪ % 35‬تممم تشكليهمما خلل‬
‫الفترة ‪.2005-2000‬‬
‫إن الحكام المتعلقمة بتطويمر السمتثمار قمد تعزيزهما سمنة ‪ 2001‬وكذا قانون‬
‫توجيهممي جديممد متعلق بالم‪.‬و‪.‬م دائممما فممي إطار ترقيممة المقاولة‪ ،‬إن اتجاه تطور‬
‫صمرح المؤسمسات يعرف تزايدا ايجابيما منمذ نهايمة ‪ )%9+( 2005‬والتمي يبدو أنهما‬
‫ستتواصل في السنوات المقبلة حسب وزارة القطاع‪.‬‬
‫إن غياب تعريمف متفمق عليمه لمختلف أنواع المؤسمسات حتمى ماض قريمب‬
‫يجعل من جرد م‪.‬ص‪.‬م غير دقيق و ل يعكس بصورة صادقة طبيعة هذه الخيرة‪.‬‬
‫إن التعريمف المعمول بمه ممن قبممل التحاد الوروبممي و الذي تبنتمه الجزائر‪،‬‬
‫يعتممد أسماسا على ثلث مزايما (عدد العمال‪ ،‬رقمم العمال واسمتقلليةالمؤسسة)‪،‬‬
‫يعطي بنية تسودها المؤسسات الصغيرة ‪ TPE‬والتي كانت تمثل سنة ‪ 2005‬ما‬
‫يقارب ‪ %95‬من مجمل المؤسسات‪.‬‬
‫إن دينامكية تأسيس المؤسسات بالجزائر تتخذ ثلث مسارات أساسية‪:‬‬
‫•التأسميس الكلسميكي المتعلق بالسمتثمار الخاص والمتكون أسماسا ممن‬
‫رؤوس الموال (حوالي ‪ %70‬من المؤسسات المنشأة)‪.‬‬
‫•المؤسممسات الجممد صممغيرة ‪ micro entreprise‬التممي تخممص الشباب‬
‫المستفيدين من برنامج ‪ ANSEJ )29%‬من مجمل التأسيسات)‪.‬‬
‫•مؤسسات العمال و التي هي ناتجة عن تفكك المؤسسات الوطنية التي‬
‫تمم شراءهما ممن طرف بعمض العمال وفقما لطريقمة قرض مربحمة (‪%1‬‬
‫من مجمل المؤسسات)‪.‬‬
‫و إن كان من الممكن تقدير م‪.‬ص‪.‬م كميا بواسطة المعطيات التي صارت‬
‫متوفرة مؤخرا‪ ،‬فإنمه ممن غيمر السمهل تعميمق الدراسمة الكيفيمة للمؤسمسات‬
‫الحديثمة النشأة‪ ،‬فنلحمظ غياب وجود نظام معلوماتمي خاص بممم‪.‬ص‪.‬م و التمي‬
‫عانت طويل من التهميش لصالح المؤسسات الوطنية الكبيرة‪.‬‬
‫إن عالم م‪.‬ص‪.‬م لفمي غايمة التبايمن‪،‬و همو يفيمض بعدة اختلفات بيمن عديمد‬
‫الدول‪ ،‬مثال ذلك التكتلت الصممممناعية اليطاليممممة‪ ،‬المؤسممممسات الفرنسممممية‪،‬‬
‫المؤسممممسات الجممممد متطورة بالدول النجلوسمممماكسونسة و ‪Mittelstands‬‬
‫اللمانية (توراس ‪ .)2000‬كما تعتبر الجزائر صورة لتعدد المؤسسات الصغيرة‬
‫العائلية والشبه ل شكلية‪ ،‬المستقلة والغير موصولة ببعضها و التي تتعايش مع‬
‫مؤسسات كبيرة هي الخرى عائلية‪،‬و لكن ذات طابع أكثر عصرنة وذات صلة‬
‫وطيدة بالمؤسسات المحلية و الوطنية‪.‬‬
‫إن القتصماد الموجمه الذي تمم التخلي عنمه فمي خضمم الظروف السمياسية‬
‫والمنية الخاصة‪ ،‬ما أدى بالشركات إلى التطور بعيدا عن نظر الدولة‪ ،‬مستثمرين‬
‫بصمورة خاصمة فمي القطاعات التمي تتسمم بمسمتوى مخاطرة ضعيمف ممع إسمهام‬
‫قليمل برأس المال (التجارة‪ ،‬الخدمات‪ ،‬النقمل‪ ،‬العمران و الشغال العموميمة) ممما‬
‫أدى إلى تكاثر المؤسسات الجد صغيرة‪.‬‬
‫إن البحاث و التحقيقات النادرة فيمما يخمص قطاع م‪.‬و‪.‬ص تأكمد على وجود‬
‫خاصمية مميزة للمؤسمسات الصمغيرة و همو الطابمع العائلي التقليدي لهما‪ ،‬إن بعمض‬
‫العمال فمممممممي مجال علم الجتماع (جيلي ‪ ،2003‬مادوي ‪ ،2003‬قادري قادري‬
‫مسمعيد ‪ ،)2003‬سملطت الضوء على أهميمة العاممل الجتماعمي و الثقا في المميمز‬
‫للمقاوليممن‪ ،‬الموروث عممن النظام الجتماعممي و القتصممادي الريفممي الذي وصممفه‬
‫بورديو و الذي يمكن تلخيصه في النقاط التالية‪:‬‬
‫•إن تسممميير المؤسمممسة مرتبمممط بهدف إنشاء انسمممجام داخمممل العائلة‪،‬‬
‫طريقة يتم من خللها إعادة إنتاج الوظائف العائلية الشيء الذي يؤدي‬
‫فمي أغلب الحيان على سملوكيات غيمر عقلنيمة‪ ،‬كالتوظيمف مثل حيمث‬
‫يتم عادة بالخذ بعين العتبار علقة القرابة أو مدى القرب من العائلة‬
‫أو العرق على حسماب الكفاءة أو الهليمة (الداء)‪ .‬إن التنظيمم الهيكلي‬
‫هممو ذو طابممع بطريكممي‪ :‬إدارة العمال تتسممم بعلقات تدرجيممة مذعنممة‬
‫لقيادة الب أو الكممبير (الذكممر) بصممورة عامممة‪ ،‬المبدأ فممي ذلك هممو أن‬
‫سمملطة الب غيممر قابلة للنقاش‪ ،‬هذا الخيممر يسممتولي على السمملطة‬
‫السممتراتيجية دون أي منازع‪.‬و فيممما يخممص المؤسممسة الجزائريممة فإن‬
‫الميزة الساسية (طابع المم‪.‬ص‪.‬م) هي تمركز السلطة في يد شخص‬
‫المالك‪-‬المدير‪.‬‬
‫•رأس مال المؤسممسة يكون فممي غالبيممة الحيان مكونمما مممن أصممول و‬
‫أسملف ل شكليمة داخمل العائلة‪ ،‬و يرى على انمه غيمر جائز التنازل عنمه‬
‫او تقسميمه حتمى فمي حال غياب المالك‪ ،‬تسميير الذممة الماليمة (الرث)‬
‫يتصممف بالحذر والحيطممة‪ ،‬و تظممل العمليات كالسممتنجاد برؤوس أموال‬
‫خارج نطاق العائلة‪ ،‬الشراكممة مسممتبعدة تماممما‪ .‬ففممي ضممن المقاوليممن‬
‫التقليديمن تؤدي الشراكمة إلى تضاءل سملطتهم السمتراتيجية و تفكمك‬
‫في العائلة‪.‬‬
‫إن العوامممل الثقافيممة و الجتماعيممة ظاهرة بوضوح عنممد المؤسممسات الجممد‬
‫صغيرة و هي ناتج التاريخ و تميز بشكل خاص المقاولين المتقدمين في السن‬
‫وذوي المسمتوى العلممي الهزيمل‪ ،‬أمما المقاولون الشبان فهمم على مقدرة ممن‬
‫التطور فممي سمموق أكثممر فأكثممر تنافسممية و يظهرون اسممتعداد أكممبر للبداع‬
‫والعصرنة‪.‬‬

‫‪.3‬أهمية العاملين الثقافي والجتماعي‪:‬‬


‫إن البحاث والتحقيقات النادرة فيمممما يخمممص قطاع م‪.‬و‪.‬ص تأكمممد على وجود‬
‫خاصمية مميزة للمؤسمسات الصمغيرة وهمو الطابمع العائلي التقليدي لهما‪ ،‬إن بعمض‬
‫العمال فمممممممي مجال علم الجتماع (جيلي ‪ ،2003‬مادوي ‪ ،2003‬قادري قادري‬
‫مسمعيد ‪ ،)2003‬سملطت الضوء على أهميمة العاممل الجتماعمي و الثقا في المميمز‬
‫للمقاوليممن‪ ،‬الموروث عممن النظام الجتماعممي و القتصممادي الريفممي الذي وصممفه‬
‫بورديو و الذي يمكن تلخيصه في النقاط التالية‪:‬‬
‫•إن تسميير المؤسمسة مرتبمط بهدف إنشاء انسمجام داخمل العائلة‪ ،‬طريقمة‬
‫يتممم مممن خللهمما إعادة إنتاج الوظائف العائليممة الشيممء الذي يؤدي فممي‬
‫أغلب الحيان على سمملوكيات غيممر عقلنيممة‪ ،‬كالتوظيممف مثل حيممث يتممم‬
‫عادة بالخممذ بعيممن العتبار علقممة القرابممة أو مدى القرب مممن العائلة أو‬
‫العرق على حسماب الكفاءة أو الهليمة (الداء)‪ .‬إن التنظيمم الهيكلي همو‬
‫ذو طابمع بطريكمي‪ :‬إدارة العمال تتسمم بعلقات تدرجيمة مذعنمة لقيادة‬
‫الب أو الكبير (الذكر) بصورة عامة‪ ،‬المبدأ في ذلك هو أن سلطة الب‬
‫غيمر قابلة للنقاش‪ ،‬هذا الخيمر يسمتولي على السملطة السمتراتيجية دون‬
‫أي منازع‪.‬و فيممما يخممص المؤسممسة الجزائريممة فإن الميزة السمماسية‬
‫(طابع المم‪.‬ص‪.‬م) هي تمركز السلطة في يد شخص المالك‪-‬المدير‪.‬‬
‫•رأس مال المؤسسة يكون في غالبية الحيان مكونا من أصول وأسلف‬
‫ل شكليمة دا خل العائلة‪ ،‬ويرى على انمه غير جائز التنازل عنه أو تقسميمه‬
‫حتى في حال غياب المالك‪ ،‬تسيير الذمة المالية (الرث) يتصف بالحذر‬
‫والحيطممممة‪ ،‬وتظممممل العمليات كالسممممتنجاد برؤوس أموال خارج نطاق‬
‫العائلة‪ ،‬الشراكمة مسمتبعدة تمامما‪ .‬ففمي ضمن المقاوليمن التقليديمن تؤدي‬
‫الشراكة إلى تضاءل سلطتهم الستراتيجية وتفكك في العائلة‪.‬‬
‫إن العوامممل الثقافيممة والجتماعيممة ظاهرة بوضوح عنممد المؤسممسات الجممد‬
‫صمغيرة وهمي ناتمج التاريمخ وتميمز بشكمل خاص المقاوليمن المتقدميمن فمي السمن‬
‫وذوي المسممتوى العلمممي الهزيممل‪ ،‬أممما المقاولون الشبان فهممم على مقدرة مممن‬
‫التطور في سوق أكثر فأكثر تنافسية و يظهرون استعداد أكبر للبداع والعصرنة‪.‬‬

‫‪.4‬ديناميكية تأسيس الم‪.‬ص‪.‬م الجزائرية‪:‬‬


‫•التأسميس الكلسميكي المتعلق بالسمتثمار الخاص والمتكون أسماسا ممن‬
‫رؤوس الموال (حوالي ‪ %70‬من المؤسسات المنشأة)‪.‬‬
‫•المؤسممسات الجممد صممغيرة ‪ micro entreprise‬التممي تخممص الشباب‬
‫المستفيدين من برنامج ‪ ANSEJ )29%‬من مجمل التأسيسات)‪.‬‬
‫•مؤسسات العمال والتي هي ناتجة عن تفكك المؤسسات الوطنية التي‬
‫تمم شراءهما ممن طرف بعمض العمال وفقما لطريقمة قرض مربحمة (‪%1‬‬
‫من مجمل المؤسسات)‪.‬‬

‫‪.5‬بعض الرقام الخاصة بالم‪.‬ص‪.‬م الجزائرية‪:‬‬


‫•تجاوز عدد الم‪.‬ص‪.‬م عام ‪ 2008‬عتبممممة ‪ 400000‬مؤسممممسة بسممممرعة‬
‫انتشار وصلت إلى معدل نمو سنوي يقدر بم ‪% 9‬‬
‫•تتوزع الم‪.‬ص‪.‬م الجزائرية كالتالي‪:‬‬
‫م‪.‬ص‪.‬م خاصة‪% 71,53 :‬‬
‫م‪.‬ص‪.‬م عامة ‪% 0,16‬‬
‫أما نشاطات الصناعة التقليدية ‪% 28,31‬‬
‫•مناصمب الشغمل المصمرح بهما شهمد تطور خلل سمنة ‪ 2007-2006‬مقدر‬
‫بم ‪ % 8,20‬أي ما يعادل ‪ 102752‬منصب جديد‬
‫•أما فيما يخص فروع النشاط‬
‫←الخدمات بنسبة ‪% 45,98‬‬
‫←البناء والشغال العمومية ‪% 34,10‬‬
‫←الصناعة ‪% 18,47‬‬
‫←الفلحة والصيد البحري ‪% 1,16‬‬
‫←خدمات ذات الصلة بالصناعة ‪% 0,29‬‬

‫الفصيييل الرابيييع‪ :‬إدارة العمال والتسيييويق داخيييل‬


‫الم‪.‬ص‪.‬م‬
‫مممن المهممم التحدث عممن الدور الذي تلعبممه إدارة العمال فممي السممير الجيممد‬
‫للم‪.‬ص‪.‬م‪ ،‬إذ أن لكل حجم من أحجام المؤسسة نظام تسيير خاص به‪ ،‬كما يتبين‬
‫أن التسممويق يتكيممف كذلك مممع الطار الذي تزدهممر فيممه المؤسممسة الصممغيرة أو‬
‫المتوسطة‪.‬‬

‫‪.1‬حجم المؤسسة وعلقته بإدارة العمال ‪:‬‬


‫‪7‬‬

‫لكمل ممن المؤسمسات الصمغيرة‪ ،‬الصمغيرة والمتوسمطة خصمائص ونشاطات‬


‫مختلفممة‪ ،‬ميزات‪ ،‬درجممة تعقيممد وكذا منطممق يختلف مممن واحدة لخرى‪ ،‬لذا فنجممد‬
‫احتياجات المؤسممسة مممن كفاءة مديريهمما ووظائف إدارة العمال مختلفممة اختلفمما‬
‫كمبيرا‪ .‬فعلى سمبيل المثال فإن المؤسمسة الصمغيرة جدا تكتسمي خاصميتين مهمتيمن‬
‫فهممي مممن ناحيممة تشبممه بقدر كممبير المقاوليممن المسممتقلين ومممن ناحيممة أخرى لهمما‬
‫خصائص مشتركة مع أصحاب المؤسسات الصغيرة لنها أيضا تدير مجموعة من‬

‫‪Management des PME, De la création à la croissance, sous‬‬


‫‪:‬مترجم بتصرف عن ‪7,‬‬
‫‪la direction de Louis Filon, ed. Pearson Education, 2007, Canada, pp‬‬
‫العمال ل يتجاوز عددهممم فممي غالبيممة الحيان الخمسممة أشخاص كممما أنهمما أيضمما‬
‫(الم‪.‬ص‪.‬ج) تشكل نسبة عالية من مجمل الم‪.‬ص‪.‬م‪.‬‬
‫‪.1‬إدارة العمال في المؤسسات الصغيرة‪:‬‬
‫لسممتغلل كافممة طاقات المؤسممسة وتحقيممق أهدافهمما يتوجممب على المالك‬
‫المسير للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة الحفاظ على علقات مع المحترفين من‬
‫خارج المؤسممسة بممما فممي ذلك مممن محاميممن ومحاسممبين وأيضمما بعممض الوكالت‬
‫الحكوميممة‪ ،‬إممما للحصممول على تمويممل أو إعانممة لتسمميير نشاطات المؤسممسة‬
‫كالنشاطات المتعلقمة بالتصمدير‪ ،‬وكذلك فإن للمالك المسمير علقات شخصمية ممع‬
‫بعمض المورديمن والزبائن وكذلك ممع المحيمط الذي تتطور فيمه المؤسمسة‪ ،‬فنلحمظ‬
‫وجود عدد كبير من المؤسسات الصغيرة التي نجحت في النخراط ضمن النسيج‬
‫الجتماعمي لمحيطهما‪ ،‬البعمض منهما قادر أيضما على منمح موارد تسماهم فمي تحسمين‬
‫الطار المعيشي في الوسط التي تشتغل فيه‪.‬‬

‫الشكل ‪ :‬المخطط التنظيمي للمؤسسة الصغيرة‪.‬‬


‫يوضممح الشكممل أعله أن للمالك المسممير علقممة قرب مباشرة مممع مختلف‬
‫الطراف المشاركمة ‪ ،stakeholder‬فيظهمر المديمر المالك كالشخمص الذي يقود‬
‫الجوق والذي منوط به أن يكون على اتصال دائم بمختلف الطراف المشاركة‪.‬‬
‫‪TPT‬‬ ‫صغرة ‪ou‬‬
‫ّييي‬ ‫‪.1‬إدارة العمال فيييي المؤسيييسات الم‬
‫‪:microentreprise‬‬
‫إن علقمة المديمر‪-‬المالك بالسموق والزبائن علقمة بالغمة الخطورة فمي تقريمر‬
‫صغرة لذا وجب محاولة دراسة وفهم هذه العلقة‪.‬‬ ‫وظيفة المؤسسة الم ّ‬
‫إن هذا الصنف من المؤسسات مكون أساسا من تجار التجزئة ومؤسسات‬
‫الخدمات‪ ،‬نظام التسيير بها يعتمد على التكليف ‪ délégation‬وفي غالبية الحيان‬
‫فإن توزيع المهام وتسطير الوظائف يكون شفهيا‪.‬‬
‫إن المبادئ السمممماسية لدارة العمال تبقممممى نفسممممها وصممممالحة لجميممممع‬
‫المسممتويات وأحجام المؤسممسات وهممي تشبممه فممي ذلك مبادئ الديناميكيممة فهممي‬
‫كذلك تبقمى نفسمها لجميمع أنواع السميارات ولكنهما تقتضمي تطمبيقات ومسمتويات‬
‫تعقيممد ‪ sophistication‬مختلفممة سممواء كان المممر يتعلق بسمميارة ‪،Formula 1‬‬
‫شاحنممة نقممل منجمممي عملقممة أو سمميارة كلسمميكية وبذا فإننمما نجممد فممي النظمممة‬
‫صغرة نفمس العناصمر النموذجيمة ‪éléments types‬‬ ‫المسميرة للمؤسمسات الم ّم‬
‫كباقممي المؤسممسات‪ :‬سمموق‪ ،‬زبائن‪ ،‬خممبرات وكذا موارد لخدمممة الزبائن‪ ،‬وأدنممى‬
‫مستويات إدارة العمال لسير المؤسسة‪.‬‬
‫‪.2‬إدارة العمال داخل المؤسسات المتوسطة‪:‬‬
‫غالبمما ممما تكون المؤسممسات المتوسممطة قممد عرفممت أو ل زالت تعرف نموا‬
‫وهي تمثل تشبه قليلة من مجمل الم‪.‬ص‪.‬م وهي أيضا تقتضي تطبيق درجات عليا‬
‫مممن التصممنيع ‪ sophistication‬فممي إدارة العمال‪ ،‬فنجممد أن المسممير يميممل إلى‬
‫تطويممر منتجات جديدة‪ ،‬اقتحام أسممواق أخرى‪ ،‬كممما أنممه يبدع فممي ابتكار طرائق‬
‫جديدة‪.‬‬
‫الشكل رقم‪ :‬المخطط التنظيمي لمؤسسة متوسطة‪.‬‬
‫فممي المخطممط السممابق‪ ،‬يقصممد بالشبكات ذات الرسممال القوي‪ ،‬الشبكات‬
‫المعتادة بالنسممبة للمسمميرين أو جمعيات مكونممة مممن مسمميري مؤسممسات‪ ،‬غرف‬
‫التجارة وجمعيات أخرى قد يكونون منخرطين إليها وغالبا ما يكون نشطين بها‪.‬‬
‫الشبكات ذات الرسيال الضعييف‪ :‬و همي عبارة عمن علقات قمد تجممع‬
‫المسممير بمجموعممة المعارف عادة ممما تكون قليلة جدا أو معدومممة‪ ،‬ويشمممل هذا‬
‫الصمنف العلقات ممع الباحثيمن بالجامعات‪ ،‬أو مراكمز البحمث لكمي يبقوا على علم‬
‫بآخممر البحوث والتطورات الحاصمملة فممي مجالهممم‪ ،‬هذا النوع مممن العلقات يسمممح‬
‫بجعل المؤسسة سبّاقة مقارنة بمنافساتها في مجال البتكار‪.‬‬
‫كذلك فإنه يلحظ من خلل المخطط أن للمسير المالك علقة غير مباشرة‬
‫مع الزبائن والعمال فهو يفوض هذه المهمة للكوادر‪ ،‬أما المسير فقد يقوم أحيانا‬
‫مى بال ‪ maillage‬حيمث أنمه يقضمي وقتما معتمبرا فمي مراقبمة مما يجري‬
‫بمهام تسم ّ‬
‫داخمل المؤسمسات المنافسمة‪ ،‬مما همي متطلبات وحاجيات زبائن المنافسمة‪ ،‬بهذه‬
‫الطريقة يكون قادرا على تصميم منتج مطابق لحاجيات السوق وحاجيات زبائنه‪.‬‬
‫وعلى العموم فإن المؤسممسات المتوسممطة هممي مؤسممسات جممد مبتكرة‬
‫وتحظمى بفرص أكمبر فمي النممو والوصمول للحجمم العالممي‪ ،‬فمي حيمن أن النسمبة‬
‫الكمبيرة ممن الم‪.‬ص‪.‬م همي إمما مؤسمسات صمغيرة جدا أو صمغيرة فيمر قادرة على‬
‫إنتاج ابتكارات عظمممى ولكممن ومممع ذلك فلهمما قدرة كممبيرة على اكتسمماب عناصممر‬
‫التميز ‪.différenciation‬‬

‫‪.2‬الفئران‪ ،‬الغزلن والفيلة ‪souris, gazelles et‬‬


‫‪: éléphants‬‬ ‫‪8‬‬

‫لقممد سمماهم ‪ )David Britch ، )1983‬بإضفاء مسممحة طريفممة بتصممنيف‬


‫المؤسمسات ضممن ثلثمة أصمناف وقمد أُعتمدت هذه التسمميات التمي قمد تبدو غريبمة‬
‫مممن قبممل المشرفيممن على إصممدار النصمموص فممي مجال التسمميير‪ ،‬بممما فممي ذلك‬
‫الفئران‪ ،‬والفيلة‪.‬‬

‫‪Management des PME, De la création à la croissance, sous‬‬


‫‪:‬مترجم بتصرف عن ‪8,‬‬
‫‪la direction de Louis Filon, ed. Pearson Education, 2007, Canada, pp‬‬
‫صغرة‪ ،‬والتممي توظممف عدد محدود مممن‬
‫تنعممت بالفئران المؤسممسات الم ّمم‬
‫الجيرين‪ ،‬وهي تمثل أكبر نسبة من مجمل المؤسسات‪.‬‬
‫الغزلن‪ ،‬تمثمل المؤسمسات المتوسمطة ذات النممو السمريع والقوي‪ ،‬والتمي‬
‫مآلهما أن تصمبح مؤسمسات كمبيرة عددهما فمي تزايمد مسمتمر خلل السمنوات الخيرة‬
‫وخصموصا فمي مجال التكنولوجيما‪ .‬تكون فمي غالب الحيان وليدة مراكمز البحمث أو‬
‫المؤسسات الجامعية‪ ،‬هذا النوع من المؤسسات تنظم بسرعة للسوق العالمية‪.‬‬
‫أممما الفيلة‪ ،‬فهممي مؤسممسات كممبيرة جدا يصممعب عليهمما التحرك و تتفاعممل‬
‫ببطمء ممع تغيرات محيطهما هذه المؤسمسات غيمر قادرة على البتكار لذا فسمرعان‬
‫ما تسبقها الغزلن‪.‬‬
‫صنف المؤسسة‬ ‫خصائصها‬ ‫إدارة العمال بها‬
‫الفئران‬ ‫صغيرة ومستقلة‬ ‫•المداومممممممممممة‬
‫والبقاء‬
‫الغزلن‬ ‫نمو سريع‬ ‫•البتكار‪ ،‬التميمممز‬
‫والعولمة‬
‫الفيلة‬ ‫كبيرة وقليلة البتكار‬ ‫•إدارة كلسمميكية‬
‫مبنيممممممممة على‬
‫الرقابة‬

‫الشكل رقم‪ :‬ثلثة أنواع من المؤسسات‪.‬‬


‫الم‪.‬ص‪.‬م‪ ،‬الهوية والعولمة‪:‬‬
‫سواء كانت المؤسسات فئرانا أو غزلن فهي عادة ذات هوية قو ّية‪ ،‬فثقافة‬
‫المؤسممسة بهمما تكون متميّزة ومتأثرة بقيممم المالك الكسممير‪ ،‬هممي فممي الغالب‬
‫مؤسمسات قمد نجحمت فمي الذوبان داخمل النسميج القتصمادي والجتماعمي المحيمط‬
‫الذي تتواجمد بمه الفئران ليسمت مسميطرة فمي أسمواقها‪ ،‬لكمن الغزلن مؤهلة أكثمر‬
‫لن تصبح ذوات سيطرة في أسواقها هي تمتلك ما يكفي من القدرات لتحدد في‬
‫الخير قواعد النجاح في المجال الذي تعمل فيه‪ ،‬لنها وببساطة تلعب دور القائد‬
‫فممي مجال البتكارات‪ ،‬مممما يجممبر المؤسممسات الخرى حت ّممى الكممبيرة منهمما على‬
‫النسجام معها‪.‬‬
‫تقليديما كانمت المؤسمسة المتوسمطة تخدم سموق محليمة ولكمن فمي الوقمت‬
‫الراهمن فإنهما متواجدة على الصمعيدين الوطنمي والعالممي‪ ،‬فمي الواقمع كثيمر ممن‬
‫المؤسمسات المتوسمطة فمي مرحلة النممو تنتقمل مباشرة ممن السموق المحليمة إلى‬
‫السموق العالميمة لتروج منتجاتهما فمي مختلف الدول حت ّمى قبمل أن تغطمي سموقها‬
‫الخاص محليا أو وطنيا‪.‬‬
‫إن كممل صممنف مممن الم‪.‬ص‪.‬م يمتلك خصممائص مميّزة له‪ ،‬وبذلك فإن لكممل‬
‫صمنف نوع خاص ممن التسميير‪/‬إدارة العمال‪ ،‬إن للمالك المسميّر أو الفريمق الذي‬
‫يديمر المؤسمسة ليتكوضمع بصمورة تجعله قادر على منمح نممط إدارة أعمال يمكنمه‬
‫من إنشاء علقات مقربة ومشخصة‪.‬‬
‫إن الموارد التممي تمتكلهمما الم‪.‬ص‪.‬م لتحقيممق أهداف مسمميّر بهمما هممي موارد‬
‫محدودة‪ ،‬لذا وجب عليهم (المسيرين) أن يتصفوا بالمرونة والتدبير والقدرة على‬
‫التكيممف السممريع‪ ،‬إن المؤسممسة المتوسممطة تتجممه لتطويممر نماذج مبتكرة وفعالة‬
‫لدارة العمال و بذا فإن كثيرا مممن مديري المؤسممسات الكممبيرة يحاولون البحممث‬
‫عن مثل هذه النماذج وتقليديها كذلك‪.‬‬

‫نوع المؤسسة‬ ‫خصائصها‬ ‫الكفاءات‬

‫صغرة‬
‫المؤسسات الم ّ‬ ‫قائد الجوق‬ ‫تعدد الكفاءات ‪versatility‬‬

‫المهنة الساسية‪/‬الصنعة الرئيسة‬ ‫دراية فنية ‪ know-how‬في‬


‫مجال متخصص‬

‫مهنة المقاول‬ ‫مهارات في المقاولة‬

‫مثال‪ :‬البيع والتصال‬


‫مهنة المسير‬

‫دراية فنية في مجال متخصص شخص يكون عام ومتخصص في المؤسسة الصغيرة‬
‫آن واحد في قطاع حيوي ما‬

‫مهنة رجل العمال‬ ‫مهارات في تسيير العمال‬

‫مثال‪:‬المفاوضات‪ ،‬مهارات في‬


‫تسييير العلقات (الشبكة)‬
‫مهنة المدير‬ ‫مهارات في الدارة‬

‫مثال‪ :‬القيادة والنابة‬


‫(التفويض)‬
‫المؤسسات المتوسطة‬ ‫القائد‬ ‫الدارية والقدرة على النمو‬
‫والتضاعف‬

‫التوحه إلى السوق‬


‫مهنة الستراتيجي‬ ‫مهارات في الستراتيجية‬

‫مثال‪ :‬التصور‪،‬الرؤية والنجاز‬

‫جدول‪ :‬خصائص وكفاءات مسيري الم‪.‬ص‪.‬م‬

‫‪.3‬الم‪.‬ص‪.‬م والتسويق‪:‬‬
‫بعمد التعرف على ماهيمة الم‪.‬ص‪.‬م‪ ،‬و كيفيمة سمير المور بهما وكذا التطرق إلى‬
‫عدد ممن خصمائصها‪ ،‬فقمد يتسماءل القارئ الملم بمفاهيمم اقتصمادية أو تجاريمة عمن‬
‫إمكانية وجود تسويق خاص بالم‪.‬ص‪.‬م كما هو الحال مع تقنيات إدارة العمال‪.‬‬

‫للجابممة على هذا التسمماؤل‪ ،‬يجدر بنمما أول التذكيممر بأن التسممويق ليممس مجرد‬
‫مديريممة أو مصمملحة بالمؤسممسة‪ ،‬يكفممي وجودهمما فممي المخطممط الهيكلي لجعممل‬
‫المؤسممسة ناجحممة وقادرة على زيادة مبيعاتهمما‪ ،‬إن مفهوم التسممويق يتعدى هذه‬
‫الحدود البسيطة‪ ،‬فبحسب بيتر دروكار ‪"Peter Drucker‬هدف التسويق هو جعل‬
‫الممبيعات كماليمة"‪ ،‬فالواجمب همو أن يكون التسمويق فلسمفة قائممة بذاتهما داخمل‬
‫المؤسمسة‪ ،‬ولعمل الم‪.‬ص‪.‬م كونهما وحدات اقتصمادية صمغيرة الحجمم لفمي أممس‬
‫الحاجة إلى وجود سياسة تسويقية ناجعة‪ ،‬فقد رأينا أنافا كيف أن من أهم عوامل‬
‫تدويمل الم‪.‬ص‪.‬م وجود توجمه تسمويقي واضمح تكون نقطمة النطلق بمه همي السموق‬
‫(رغبات المستهلك)‪ ،‬فالخطة التسويقية الفعالة تعمل على إبراز الميزة التنافسية‬
‫للمؤسمسة‪ ،‬كمما تعممل أيضما على بناء روابمط تجاريمة قويمة وناجحمة ممع المورديمن‪،‬‬
‫فالتسمويق ل يتدخمل فقمط فمي اتجاه الزبائن ‪( upstream‬حيمث أن التوجمه نحمو‬
‫السوق هو في الواقع سبب في البتكار التسويقي) ولكنه يلعب دورا بالغ الهمية‬
‫في التجاه المعاكس أي الموردين ‪.downstream‬‬

‫إن التغير في الواقع القتصادي‪ ،‬الموسوم بحلول الوقت محل النقود‪ ،‬التحول‬
‫ممن اقتصماد مادي إلى اقتصماد غيمر مادي‪ ،‬التوجمه ممن الفخفخمة إلى الصمالة‪ ،‬ممن‬
‫السمتعمال إلى الهويمة‪ :‬المنتممج يعمبر عمن شخصممية مسمتهلكه‪ ،‬التحول ممن منتمج‬
‫الجملة إلى منتج حسب القياس‪ ،‬التحول من التطرف إلى التوازن‪.‬‬

‫إن هذه الحالة القتصادية الجديدة تمنح الم‪.‬ص‪.‬م فرص تسويقية جديدة‪:‬‬
‫•معرفة كل واحد من زبائنها‪.‬‬
‫•وبالتالي تشخيص العلقة مع زبائنها‪.‬‬
‫•التكييف الدقيق لمنتجاتها وخدماتها لتطلعات المستهلكين‪.‬‬
‫التواصل المباشر مع وكلئها‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬الم‪.‬ص‪.‬م والتدويل‬


‫إن عمليمة التدويمل التمي صمارت شبمه حتميمة لكثيمر ممن المؤسمسات نتيجمة‬
‫ضغوطات المنافسين في السوق المحلية‪ ،‬وكذا تشبع الطلب الوطني إضافة إلى‬
‫عوامل أخرى عديدة‪ ،‬كلها تجعل الم‪.‬ص‪.‬م تفكر في الطريقة المثلى لخوض مثل‬
‫هذه التجربة‪ ،‬لذا كان من الضروري التطرق لهذه الجزئية في إطار البحث‪.‬‬

‫ما قمد قيمل سمابقا أن غالبيمة الم‪.‬ص‪.‬م همي ليسمت نسمخة‬


‫كمما يتضمح جليما م ّم‬
‫مصغرة للمؤسسات الكبيرة ‪ ،Shuman & Seeger, 1986‬فقد ات ّضح أن الدور‬
‫الذي يلعبه المالك المسيّر ب ها‪ ،‬إضافة إلى عدة عوامل أخرى تجعل ها مختلفة عن‬
‫أخواتها من كبيرات المؤ سسات‪ ،‬هي أيضا ليست مؤ سسات كبيرة ذات قوّة بما‬
‫أن الرغبة النمو ليست دائما حاضرة في أذهان مبتكريها وبذا فإن عددا كبيرا من‬
‫الم‪.‬ص‪.‬م لن تصمبح أبدا مؤسمسات كمبيرة‪ ،‬ممما قمد أنمف يمكننما أيضما الجزم بأن‬
‫سمياق تدويلهما فهمو مختلف عمن سمياق تدويمل المؤسمسات الكمبيرة ممع وجود بعمض‬
‫الخصائص المشتركة‪.‬‬

‫‪.1‬مفهوم التدويل‪:‬‬
‫"‪...‬هممو عمليممة تجعممل المؤسممسات متنبهممة وواعيممة للتأثيممر المباشممر و غيممر‬
‫المباشمر للصمفقات و التعاملت الدوليمة على مسمتقبلها‪ ،‬هذه العمليمة تسممح لهما‬
‫أيضا بإنشاء وتسيير صفقات تجارية مع دول أخرى‪" )Beamish(...‬‬

‫"‪...‬مجمل النشاطات الحدودية [المحسوسة أو الفرضية]‪ ،‬سواء كانت هذه‬


‫النشاطات متعلقممممة بالنتاج‪ ،‬تبادل الصممممول‪ ،‬السمممملع أو الخدمات‪ ،‬أكانممممت هذه‬
‫النشاطات تحقممق داخممل مؤسممسة واحدة أو بيممن وكلء اقتصمماديين مسممتقلين (‬
‫‪.)Dunning 1989‬‬
‫وقمد ميمز فمي هذا (‪Beamish, Morisson, Rosenzweig & Inkpen,‬‬
‫‪ :‬وهممو يتمثممل‬ ‫‪ ،)2000‬بيممن نوعيممن مممن التدويممل‪)1 :‬‬
‫أسمماسيا فممي نشاطات السممتيراد والشراكممة المطبقممة بيممن الشركات الجنبيممة‬
‫‪ :‬همي تقود المؤسمسة إلى سموقها‬ ‫والسموق المحلي‪)2 .‬‬
‫المحلي عن طريق نشاطات تتخذ عدّة أشكال (التصدير‪ ،‬الستثمارات‪...‬إلخ)‪.‬‬

‫سنكتفي بالتطرق فيما يلي للتدويل نحو الخارج‪:‬‬

‫إن فكرية سارية هي خاطئة في الحقيقة والتي تعتبر أن الشركات الوحيدة‬


‫القادرة على المشاركممة بصممفة فعالة فممي القتصمماد عممبر نشاطاته ما الدوليممة هممي‬
‫كبريات المؤسسات فقط‪ ،‬لقد أثبت التقرير الصادر عن المديرية العامة المكلفة‬
‫بسممياسة المؤسممسة الصممناعية الصممغيرة بكندا ‪direction générale de la‬‬
‫‪politique de la petite entreprise d’industrie, Canda, 2004‬‬
‫إن المؤسمسات الصمغيرة تشارك بدور أكثمر فعاليمة فمي الصمادرات ممما همو‬
‫متوقع‪ ،‬يشير التقرير إلى أن في سنة ‪ ،2002‬فإن ‪ %85‬من المصدرين الكنديين‬
‫همم فمي الواقمع مؤسمسات صمغيرة (أقمل ممن ‪ 100‬عاممل) وأن صمادراتهم تمثمل‬
‫‪ %20‬مممن القيمممة الجماليممة للصممادرات وترتفممع هذه النسممبة إلى ‪ %36‬إذا تمممت‬
‫إضافة المؤسسات المتوسطة (أقل من ‪ 500‬عامل) والتي كانت تمثل ‪ %16‬من‬
‫القيمممة الجماليممة للصممادرات فممي تلك السممنة وقممد جزم محرروا هذا التقريممر بأن‬
‫"مؤسسة صغيرة ل تعني بالضرورة مصدر صغير"‪.‬‬

‫‪.2‬موقف مديري الم‪.‬ص‪.‬م من التدويل‪:‬‬


‫لقد اختلف الباحثون في تحديد العلقة بين حجم المؤسسة وحجم صادراتها‬
‫وقدرتهما على التدويمل‪ ،‬فالبعمض يجزم بأن الحجمم الصمغير يمنحهما مرونمة وقدرة‬
‫على التكيف بصورة أمثل لصياغة تدويلها فيما يضن البعض أن الحجم الصغير قد‬
‫يكون عائقا لتمديد نشاطاتها بالخارج‪ ،‬ويجتمع ‪Fletcher & Vyakarnam 1990‬‬
‫على القول بأن أهمم عنصمر فمي هذه القضيمة همو الصمورة والسممعة التمي تبنيهما‬
‫المؤسسة على الصعيد الخارجي وقد ل يقف حجمها عائقا في مثل هذه العملية‪،‬‬
‫مما يشكمل عائقما فعليما لتدويمل المؤسمسة همو فمي الحقيقمة الرؤيمة التمي يمتلكهما‬
‫مديريها عن العمال على المستوى الدولي‪.‬‬

‫لذا فقد تم تصنيف مواقف مسيري الم‪.‬ص‪.‬م اتجاه التدويل كما يلي‪:‬‬

‫الموقف السلمي‪ :‬يتمثل في رفض اللتزام بالتدويل‪ ،‬وقد تتعدد أسباب‬


‫مثممل هذا الرفممض (‪ )Attila 1985‬كعدم اللمام بعمليات التصممدير‪ ،‬عدم اللمام‬
‫بالثقافات الجنبية‪ ،‬التخوف من المخاطر الملزمة لعمليات التصدير‪ ،‬عدم اللمام‬
‫بتقنيات التسمممويق الدولي‪ ،‬غياب السمممبقية (الخمممبرة) التجاريمممة على المسمممتوى‬
‫العالمي‪.)Gladwin &Wathers 1980(...‬‬
‫الموقيف اللمبالي (غيير المكترث)‪ :‬فمي هذه الحالة فإن المديمر ليمس‬
‫مع أو ضد التدويل‪ ،‬في غالبية الحالت فهو ل يدري ما يجب فعله حيال ذلك‪ ،‬فمن‬
‫الممكن أن يكون تأثير العوامل السلبية والعوامل اليجابيةمتماثل‪ ،‬في الغالب فإن‬
‫في وجود مثل هذه المواقف يكون إ صدار حافز ما قد يجعل المدير يميل لحد‬
‫الطرفين‪.‬‬

‫موقيف الرفيض أو التوقييف ‪ :blocage‬هذا الموقمف قمد يكون نتيجمة‬


‫نوعيمن ممن المواقمف‪ ،‬أول موقمف سملبي ملّح وهمو يصمور خيارا واضحما ممن البدايمة‬
‫فالمديممر ل يريممد تدويممل مؤسممسته‪ ،‬ثانيمما‪ :‬موقممف ل مبالي قممد يتحول إلى موقممف‬
‫سلبي جراء تصور سلبي ناتج عن حافز داخلي أو خارجي‪.‬‬

‫موقيف التفاعيل ميع الحوافيز الداخليية أو الخارجيية‪:‬على نقيممض‬


‫الصنف السابق فإن مديري هذه المجموعة يتفاعلون إيجابيا مع الحوافز الداخلية‬
‫أو الخارجيممة‪ ،‬فهممم ليسمموا ضممد التدويممل و لكنهممم يترددون فممي أخممذ بادرة تدويممل‬
‫الم‪.‬ص‪.‬م إلى أن يظهمر حافز (ض غط المنافسمة في السموق المحليمة‪ ،‬تضخمم في‬
‫النتاج‪ ،‬صممعوبة التعامممل مممع السمموق المحليممة‪ ،‬قرب موانممئ الدخول‪ ،‬التحفيزات‬
‫الحكوميممة‪ ،)...‬مممما يجعممل غالبيممة هذه المؤسممسات تخوض عمليممة التدويممل عممبر‬
‫مراحل أولها التصدير‪.‬‬

‫الموقييف التفاعلي‪ :‬بخلف الحالتيممن السممابقتين فإن المديممر فممي هذا‬


‫الصمنف يظهرون إرادة أكيدة فمي التدويمل وهمم نشيطون فمي بحثهمم عمن فرص‬
‫للتصممدير أو السممتثمار بالخارج‪ ،‬وقممد تختلف تممبريرات مثممل هذا الموقممف (وجود‬
‫معلومات حصممرية‪ ،‬الندفاع المميممز للمقاول‪ ،‬امتلكهممم منتجات أو خدمات فريدة‬
‫من نوعها‪ ،‬ميزة تنافسية في مجال التسويق‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬الرباح‪.)...‬‬

‫‪.3‬أشكال التدويل‪:‬‬
‫التدويييل التدريجييي أو بمراحييل‪ :‬أثبتممت دراسممات عديدة أن غالبيممة‬
‫المؤسمسات تتبنمى هذا النوع ممن التدويمل (‪ )Wolff & Pett 2000‬يمكننما تمييمز‬
‫مراحل هذه العملية كما وصفها (‪:)Johanson & Vahlne 1977‬‬

‫•الممبيعات المحليمة‪ :‬لم يتمم بعمد البدء فمي المعاملت‪/‬الصمفقات الدوليمة‪،‬‬


‫أول‪.‬‬
‫فالمؤسسة حريصة على إثبات وجودها بالسوق المحلية ّ‬
‫•التصدير غير المباشر‪ :‬فهي تتعامل مع الوسطاء المحليين أو الجانب‪.‬‬
‫•التصدير المباشر‪.‬‬
‫•الحضور الفعلي بالسمموق الجنبيممة‪ :‬تختلف أهميممة السممتثمارات مممع نوع‬
‫الحضور العادي للمؤسمسة (مكتمب ممثمل للمؤسمسة أو مكتمب ممبيعات‪،‬‬
‫فرع تجاري‪ ،‬فرع صناعي‪ ،‬فرع مختلط‪ ،‬فرع مدمج‪.‬‬
‫التدوييل عيبر التكويين ‪:internationalisation à la création‬إن‬
‫هذا الشكمل لهمو حديمث نوعما مما بالنسمبة للم‪.‬ص‪.‬م‪ ،‬فمنمذ وجود هذه الخيرة فمي‬
‫مجالت يكون فيهما المنتمج نموذجيما ويكون فيهما الطلب الوطنمي عادة غيمر كاف‪،‬‬
‫لذلك فإن عددا ممن الم‪.‬ص‪.‬م ترممي منمذ نشأتهما إلى تلبيمة حاجيات متجانسمة فمي‬
‫عدد دول‪ ،‬وهو الحال بالنسبة للم‪.‬ص‪.‬م التكنولوجية‪.‬‬

‫التدويييل الفرضييي‪:‬إن ظهور مممما يسمممى باقتصممماد المعرفممة والتطورات‬


‫الحاصملة فمي مجال تقنيات العلم والتصمال سممحت بوجود شكمل جديمد للتدويمل‬
‫ما يسمى بالتدويل الفرضي أي أن المؤسسة تقوم ببيع منتجاتها عبر موقعها على‬
‫شبكممة النترنممت‪ ،‬هذا النوع مممن التدويممل منتشممر بصممفة خاصممة فممي مجالت‬
‫كالموسمميقى‪ ،‬النشممر‪ ،‬بيممع البرمجيات‪...‬حيممث يكون مممن الممكممن تحميممل المنتممج‬
‫المشترى وكذا الدفع بطريقة آمنة‪.‬‬

‫التدول المحتوم‪ :‬يرى عللي ‪ ،2004‬أنمه يوجمد نوعان ممن التدول المحتوم‪،‬‬
‫الول وهممو التدول عممبر التعييممن القليمممي ‪internationalisation par désignation‬‬
‫‪ ،territoriale‬إن التغيمر فمي الحدود القليميمة لبلد مما قمد تجعمل المؤسمسات تتدول‬
‫دون أن يكون ذلك خيارا لمسممميريها‪ ،‬وبهذا تكون المؤسمممسة قمممد تدولت دون أن‬
‫تبذل فممي ذلك إل مجهود المطابقممة واللتزام بالحكام الداريممة الجديدة للتصممدير‪:‬‬
‫مثال على ذلك المؤسمسات التشكيليمة قبيمل انفجار التحاد السموفياتي‪ ،‬الثانمي همو‬
‫التدول الناجم عن زوال الستعمار‪.‬‬

‫‪.4‬الصيعوبات التيي تواجيه الم‪.‬ص‪.‬م فيي السيواق‬


‫الجنبية‪:‬‬
‫إن الموارد المحدودة وكذا عدم اللمام بخصممائص السممواق الخارجيممة يجعممل‬
‫الم‪.‬ص‪.‬م تواجه صعوبات عدّة نذكر منها‪:‬‬

‫•الصعوبات المتعلقة بالموارد‪ :‬إن نقص الموارد ليشكل عائقا هاما‬


‫يحول وتمكن المؤسسة من إنشاء سياسة تدويل بالسواق الجنبية‪.‬‬
‫•الصيييعوبات المتعلقييية بالمسيييتجدات‪:‬إن تواجمممد الم‪.‬ص‪.‬م على‬
‫مسممتوى السممواق الخارجيممة يكون مصممحوبا فممي الغالب بنقممص فممي‬
‫المعلومات وكذا عدم اللمام بطريقممممة إنجاز العمال فممممي البلد الذي‬
‫تصدر إليه‪.‬‬
‫•الصييعوبات المتعلقيية بكون الم‪.‬ص‪.‬م أجنبييية‪ :‬تعانممي الم‪.‬ص‪.‬م‬
‫ليس فقط من أمها حديثة العهد في السوق الجديدة لكن كونها أجنبية‬
‫مقارنمة بالمؤسمسات المحليمة‪ ،‬خصموصا إذا كان كمما همو الحال فمي بعمض‬
‫الدول أين يفضل المستهلكون اقتناء المنتجات المحلية‪.‬‬
‫•الصيعوبات المتعلقية بالعلقات‪ :‬قممد تجممد بعممض الم‪.‬ص‪.‬م نفسممها‬
‫معوقممة تماممما إذا عملت ببلد تعتري فيممه العلقات و وجود أشخاص لهممم‬
‫وزن فممي اتخاذ قرار الشراء ‪ prescriteurs‬أهميممة كممبير فممي عمليممة‬
‫الشراء‪.‬‬
‫•صيعوبات أخرى‪ :‬التسميير فمي ظمل اختلف الثقافات (إمكانيمة مديري‬
‫الم‪.‬ص‪.‬م على فهممم وتسمميير مختلف الثقافات بيممن البلد الصمملي والبلد‬
‫الجنبي)‪.‬‬

‫عوامل نجاح الم‪.‬ص‪.‬م على الصعيد الدولي‪:‬‬

‫•الموقيف التفاعلي للمديير‪ ،‬لن هذا الموقمف يجعمل الم‪.‬ص‪.‬م أكثمر‬


‫قابلية للتدول‪.‬‬
‫•الرؤيية الواضحية التمي يمتلكهما المديمر بخصموص فريمق العممل الذي‬
‫يشتغل معه‪.‬‬
‫•البتكار المصحوب بذهنية مبنية على التسويق‪.‬‬
‫•روح الفريق‪ :‬بالرغم من الدور المحوري الذي يلعبه بقية الفريق الذي‬
‫يجب أن يكون متلحما ومتضامنا‪.‬‬
‫•النتماء أو الشراكية ضمين الشبكية‪ :‬فمي كثيمر ممن الحيان يتوجمب‬
‫على الم‪.‬ص‪.‬م النصمهار إلى شبكمة محليمة أو دوليمة لتتمكمن ممن إنجاح‬
‫تدولهما والتصمدي للمنافسمة التمي تكون مشكلة فمي العموم ممن كمبريات‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫•حمايية المعرفية‪ :‬سممواء كانممت هذه الحمايممة‪ ،‬حمايممة قانونيممة أو عممبر‬
‫وسممائل أخرى‪ ،‬فالم‪.‬ص‪.‬م الناجحممة تقوم بأقصممى الجهود حت ّممى تحمممي‬
‫معرفتها أو درايتها الفنية من التقليد إثر تدولها‪.‬‬

‫استراتيجيات التكثيف‪:‬عدد قليل من المنتجات الموزعة على عدد من‬


‫السواق‪ ،‬وتعمل الهياكل التنظيمية مع عمليات التسيير ‪ processus de management‬على‬
‫توفير المعلومات اللزمة عن السواق المحددة‪.‬‬
‫الخاتمة‬

‫بالرغممم مممن كممل النجازات التممي حققتهمما الجزائر للنهوض بالقتصمماد‬


‫الوطنمي‪ ،‬والمسماهمة فمي عصمرنة وتطويمر قطاع الم‪.‬ص‪.‬م‪ ،‬إل أن الواقمع المعاش‬
‫مممن قبممل هذه الخيرة يُظهممر إلى أي مدى تبقممى هذه المؤسممسات مممن أكثممر‬
‫الم‪.‬ص‪.‬م وَهن ًما بمنطقممة البحممر البيممض المتوسممط وذلك بحسممب تقريممر المجلس‬
‫الوطني لترقية الم‪.‬ص‪.‬م‪ ،‬فالنتائج المحصل عليها تبقى محبطة‪.‬‬
‫على خلف الم‪.‬ص‪.‬م المغربيمة أو التونسمية‪ ،‬فإن الم‪.‬ص‪.‬م الجزائريمة‬
‫لم تتلق كممل الدعممم المقرر خلل عقممد شراكتهمما مممع التحاد الوروبممي‪ ،‬فلم يتممم‬
‫تحضيرهما لمواجهمة المنافسمة التمي رافقمت التفتمح القتصمادي‪ ،‬فالصملحات كانمت‬
‫موجهة بالخصوص للمؤسسات التي كانت في حالة اقتصادية جيدة‪.‬‬
‫على الم‪.‬ص‪.‬م مواجهمة عدد ممن الصمعوبات ل تزال قائممة‪ ،‬نذكمر منهما‬
‫وجود سمموق مواز ذو وزن فممي القتصمماد الوطنممي أضممف إلى ذلك وجود السمملع‬
‫المغشوشة‪ ،‬ثقل الجراءات البيروقراطية وصعوبة الحصول التمويل البنكي‪ ،‬كما‬
‫يجتممممع المقاوليمممن الجزائريون بالجزم بأن هنالك عجزا فمممي الموارد البشريمممة‬
‫ونقائص في قدرة المؤسسات على البتكار‪.‬‬
‫ممن الجلي أن المؤسمسات الجزائريمة تممر بمرحلة عصميبة جراء انفتاح‬
‫السموق‪ ،‬فقمد قدرت خسمائر الم‪.‬ص‪.‬م بمم ‪ 600‬مليون دولر سمنويا بحسمب السميد‬
‫علي باي نصمري الرئيمس السمابق لجمعيمة المصمدرين الجزائرييمن‪ ،‬كمما أنمه يقدر‬
‫خسمممائر الجزائر بمممم ‪3‬ملييمممر دولر ممممع حلول سمممنة ‪ 2017‬ممممع إلغاء التعريفمممة‬
‫الجمركية‪.9‬‬
‫وممما يمكمن اسمتنتاجه ممن عممل هذا البحمث‪ ،‬أن مشكمل المؤسمسات‬
‫الجزائريممة هممو مشكممل تنظيمممي وتنسمميقي‪ ،‬فل بممد مممن أن تقوم المؤسممسات‬
‫الجزائرية بالبحث عن مجالت تخصص‪ ،‬والتركيز على مهنة معينة لكل مؤسسة‪،‬‬
‫فقممد أثبتممت المؤسممسات اليطاليممة نجاعممة مثممل هذا التوجممه‪ ،‬كممما يتوجممب على‬
‫السلطات المعنية فتح باب الحوار والشراكة بين الطرفين‪ ،‬فمع كل النفقات التي‬
‫كانت ول تزال تخصص لهذا القطاع تبقى حسناتها تكاد أن تكون معدومة‪.‬‬

‫‪9‬مقال صادر عن المجلة اللكترونية "المغربية"‪ ،‬بقلم محند واعلي‪,23.01.2008 ،‬‬


‫لقمد كان عممل هذا البحمث مثريما جدا‪ ،‬إذ أن الفكرة التمي انطلقمت بهما‬
‫فممي البدايممة ممما فتأت تتبلور وتصممقل مممع تعدد القراءات وكذا التوجيهات التممي‬
‫تفضلتم بها حين العرض‪ ،‬كما أن اختيار اللغة العربية لتقديم البحث قد أثرى من‬
‫رصممميدي اللغوي‪ ،‬ففمممي هذا الصمممدد‪ ،‬أعتذر عمممن الخطاء فمممي الصمممطلحات‬
‫المسمتعلمة‪ ،‬إذ لجوت فمي كثيمر ممن الحيان للترجممة الحرفيمة لبعمض المفردات‪،‬‬
‫فمن المؤسف فعل ملحظة النقص الذي تعرفه المكتبة العربية من معاجم شاملة‬
‫ومراجع متخصصة باللغة العربية‪.‬‬
‫المراجع‬

:‫الكتب‬
• Bernardi R., )2001(, Marketing, Nouvelles stratégies et techniques
pour PME-PMI, ed. DE VECCHI, Paris.
• Management des PME, De la création à la croissance, sous la
direction de Louis Filon, ed. Pearson Education, 2007, Canada.
• Wtterwulghe R., Janssen F., La P.M.E, Une entreprise humaine, ed. De
Boek Université, 1998.

:‫المراجع الرقمية‬
http://www.actu-•
cci.com/pages/mag_article_print.php?id_m_a=1717
.Microsoft Encarta 2009 ‫•موسوعة‬
www.wikipédia.com :‫•الموسوعة الرقمية الحرة‬
LES PMI-PME EN Italie, par Stefano ZAN, Professeur d'Analyse•
Comparative des Organisations, Faculté des Sciences Politiques, Université de
.Bologne, PDF
‫ مؤشرات عام‬،‫ مديرية المنظومة العلمية والحصائيات‬،13 ‫نشرية المعلومات القتصادية رقم‬
‫ قابل للتحميل على الموقع اللكتروني لوزارة المؤسسات‬،PDF ‫ موجود بصيغة‬،2008
www.pmeart-dz.org ،‫والمتوسطة والصناعة التقليدية‬

You might also like