Professional Documents
Culture Documents
وحتى ل يكون الماء سببا في انتشار المراض أو الخلل بالتوازن البيئي للمسطحات
المائية ،فلبد من اتخاذ كل الجراءات لحمايتها ،ومن جملة هذه الجراءات التي تهدف إلى
البقاء على الماء في حال كيمياوية وطبيعية وبيولوجية جيدة بحيث ل تسبب ضررا للنسان
والحيوان والنبات ،وأهمها ما يلي:
أولً :بناء المنشآت اللزمة لمعالجة المياه الصناعية الملوثة ومياه الصرف الصحي والمدابغ
والمسالخ وغيرها ،وذلك قبل صرفها في المسطحات المائية ،والعمل على عدم صرف المياه
غير المعالجة أو المرتفعة درجة الحرارة إلى المسطحات المائية·
ثانيا :مراقبة المسطحات المائية المغلقة كالبحيرات وغيرها من تراكم الطين والمواد
العضوية المختلفة التي تقلل من عمقها وتتسرع من عملية التشبع الغذائي مما يحدث خللً
في توازنها البيئي ،وذلك بإيقاف عمليات انجراف التربة ،وتخفيف حدة السيول السطحية··
ولكن!··· ثبت علميا أن أفضل الوسائل لتحقيق المطلوب ـ ذلك ،وهو تشجير المناطق
المحيطة بالمسطحات المائية·
ثالثا :العمل على إحاطة المناطق التي تستخرج منها المياه الجوفية المستعملة لمداد
التجمعات السكانية بحزام أخضر يتناسب مع ضخامة الستهلك ،ويمنع في حدود هذا الحرم
الزراعة أو البناء أو شق الطرق العامة ،كما يشجر بالشجار المناسبة·
رابعا :العمل على حماية فوهات الينابيع بغية عدم تعرضها للتلوث بالقرب من فوهاتها ،ومن
إجراءات الحماية ،القيام ببناء حجرة اسمنتية فوق متحرج الماء على أن تحاط الحجرة
بمجرى لصرف مياه النسياب السطحي ،وذلك للحيلولة دون وصولها إلى مياه النبع ،مع
تشجير حرم النبع بالشجار المناسبة·
خامسا :سن القوانين التي تحدد المستويات المختلفة للملوثات التي قد تضر أو تنقص من
صلحية المسطحات المائية إذا ألقيت فيها هذه الملوثات·
وإضافة لما تقدم ،يجب أن تتضمن القوانين مواصفات( )3مياه الصرف الصحي ومياه
مخلفات المصانع وغيرها قبل أن تلقى في المسطحات المائية·
سادسا :العمل على وضع مواد ذات الخاصية الواجب توافرها في المياه تبعا للغاية
المستخدمة من أجلها·
سابعا :الهتمام بمياه النهار وشبكات الري والصرف والبحيرات والمياه الساحلية والعمل
على رصد تلوثها من جهة وحمايتها من التلوث الكيمياوي ول سيما المبيدات الكيمياوية
والمواد السامة التي يمكن أن تتراكم في أنسجة الكائنات الحية·
ثامنا :السعي إلى توسيع عمل مخابر التحليل الكيمياوية والحيوية الخاصة بمراقبة تلوث
الماء ،وإجراء تحاليل دورية للمياه للوقوف على نوعيتها·
تاسعا :العمل على تطوير التشريعات الخاصة بالمحافظة على الماء في التلوث وإحكام
الرقابة على تطبيق تلك اللوائح بدقة وحزم·
عاشرا :يجوز استخدام مياه الصرف الصحي بعد معالجتها في ري الراضي الزراعية
القريبة من المدن ،ضمن الشروط التالية:
أ ـ يشترط أن تكون الراضي المقرر ريها بعيدة عن المدن مسافة ل تقل عن 3
كيلومترات· ب ـ أن تكون ترتبها خفيفة أو شبه رملية ،حتى ل تنسد مساماتها وتصبح غير
قادرة على امتصاص الماء ،وبالتالي تصبح مستنقعات مهيأة لنتشار البعوض·
جـ ـ يشترط عدم زراعة الخضار أو المحاصيل التي تؤكل نيئة في الراضي المقرر ريها
بمياه الصرف الصحي بعد معالجتها·
ل شك أن المحافظة على الماء ،يعد أساس الحياة ومصدر كل شيء ،يقول ال تعالى:
(وجعلنا من الماء كل شيء حي أفل يؤمنون) النبياء ،30:فالنبات والحيوان والنسان
يرتبط وجودهم بوجود الماء ،واستمرار حياتهم متوقف على توافر الماء ،قال تعالى( :وما
أنزل ال من السماء من ماء فأحيا به الرض بعد موتها) البقرة ،164:وقال تعالى( :وهو
الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء) النعام ،99:وأكد تعالى على أهمية
الماء للنسان ،لما لهذا المورد من تقدير وأهمية( :أفرأيتم الماء الذي تشربون· أأنتم
أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون· لو نشاء جعلناه أجاجا فلول تشكرون) الواقعة68:ـ
·70
لذا تجب محاربة كل المحاولت التي تهدف إلى السراف والتبذير والتسرب للمياه ،وعدم
تلوث المياه ،لن التلوث ـ بحد ذاته ـ تعطل وظيفة الماء في كونه أساس الحياة··· مما
شدد رسولنا الكريم صلى ال عليه وسلم على التحذير من الفساد ،في دعوته للمحافظة
على سلمة البيئة ،ويتجلى ذلك في حديثه الداعي إلى المحافظة على نقاوة المياه وطهارتها،
وعدم إلقاء القاذورات والمخلفات والبقايا فيها ،باعتبار أن الماء أساس الحياة ،مما جاءت
أوامره صلى ال عليه وسلم ،ناهية عن أن يُبال في الماء الراكد ،ذكر ذلك صلى ال عليه
وسلم في حديث شريف> :ل يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل فيه< ،ول في الماء
الجاري ول في أماكن الظل باعتبارها أماكن يركن إليها المارة للراحة من وعثاء السفر،
وعناء المسير ،وربما لن الشمس ل تدخلها فل تتطهر فتصبح محط الوبئة وموضع
المراض ،فقال في حديثه صلى ال عليه وسلم> :اتقوا الملعن الثلث :البراز في الماء
ن السلم قد أمر بكلّ خير ،ونهى عن كلّ شرّ ،وأمر بسائر وفي الظل وفي طريق الناس.فإ ّ
الداب ومحاسن الخلق ،ومن الشياء التي أمر بها الدين القويم المحافظة على البيئة ،
وهذه المحافظة في مصلحة الفرد والمجتمع .
يقول فضيلة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية>B </< :
جاءت الديان السماوية كلها تدعو النسان إلى المحافظة على البيئة ،وتحرم عليه تلويثها
وإفسادها ؛ لن ال خلقها من أجله وسخرها لخدمته ومنفعته.
والذي يتدبر اليات القرآنية من قوله تعالى" :والنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها
تأكلون" إلى قوله تعالى" :وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحمًا طريًا وتستخرجوا منه
حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) من الية 5
حتى الية 14من سورة النحل يدرك تمامًا أن الكون مسخر بأمر ال للنسان فيجب عليه
أن يحافظ على نظافته ونظامه الدقيق البديع الذي خلقه ال عليه.
إن السلم باعتباره الدين الخاتم لكل الديان جاء يحث الناس كل الناس على المحافظة على
البيئة ويدعوهم إلى عدم تلويثها أو إفسادها .فحرّم على المسلمين وغيرهم التبول أو التبرز
أو إلقاء القاذورات أو جثث الحيوانات أو مخلفات المصانع أو المدن في مجرى المياه خشية
تلويثها فيضر ذلك النسان والحيوان وغيرهما من مخلوقات ال .
والقاعدة الشرعية التي وضع أساسها رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه (ل ضرر ول
ضرار) .كما جعل صلى ال عليه وسلم تنظيف الشوارع من القاذورات والقمامة وعوادم
وسائل النقل الضارة وإماطة الذى عنها مما يحصل به الثواب ،فقال صلى ال عليه وسلم
(إذ أبيتم إل الجلوس في الطريق فأعطوا الطريق حقه قالوا :وما حق الطريق يا رسول ال؟
قال غض البصر ،ورد السلم ،وإماطة الذى عن الطريق) وإماطة الذى كلمة جامعة لكل
ما فيه إيذاء الناس ممن يستعملون الشوارع والطرقات.
وعلى المسلم أن يكون حريصا كل الحرص على تنفيذ تعاليم دينه الحنيف ،وأن يدرك إدراكًا
ل أهمية المحافظة على نظافة البيئة وحرمة إفسادها لي سبب من السباب وأن يكون كام ً
غيورا على دينه ،وأن يحافظ على نظافة البيئة التي يعيش فيها ؛ لتبقى وتظل خالية من
وسائل المراض التي تضر بالفراد والجماعات ،وتظل خالية له ولكل إنسان معه يعيش
فيها من وسائل المراض التي تضر بالفراد والجماعات.