Professional Documents
Culture Documents
القسم الثالث
تمهيد
عندما هممت بالزواج من الثانية
أنا وأب زوجتي
جارتنا وكالة أنباء
طباخة ماهرة
اربطي فمك من أجل الرشاقة
شر البلية ما يضحك
مسيار
مقامة للمتزوجين فقط
كلمة الناشر
الحمد ل ولي الصالحين ،وناصر المؤمنين ،والصلة والسلم على المبعوث رحمة للعالمين ،
سيد الولين والخرين ،وخاتم النبياء والمرسلين ،نبينا محمد الصادق الوعد المين ،وعلى آله
وصحابته الغر الميامين ،وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،أما بعد.
فإننا – في دار الندلس الخضراء – جعلنا من أهدافنا "العناية بثقافة وصيانة المرأة والطفل
والسرة" ،وشرعنا لذلك في إصدار سلسلة "عالم المرأة والسرة" التي بدأناها بالجزء الول
من "دليل مكتبة المرأة المسلمة" ،ليكون فاتحة خير لصدارات متميزة تتوالى تباعا بمشيئة ال
تعالى.
وإدراكا منا لما غلب على أهل عصرنا من العزوف عن القراءة عموما ،والقراءة الجادة
الهادفة خصوصا ،جاء هذا الكتاب الذي تعرض مادته بطريقة مرغبة ,تدفع الملل بما فيها من
التنوع ،وتساعد على القراءة بما في فقراتها من القصر ،وتعمل على غرس الفوائد والعبر
بطريقة تلقائية متيسرة من خلل المواقف المعبرة ،والقصص المؤثرة ،والطرائف المسلية،
ومن ثم سماه مؤلفه "كشكول السرة" ،وجعل أسلوبه سهلً ،وعباراته واضحة ،وتعليقاته
مختصرة ،فجاء الكتاب كباقة زهور زاهية اللوان جميلة الرائحة ،متناسقة المنظر.
ومؤلف" :كشكول السرة" داعية حصيف .اشتهر بعنايته بموضوعات المرأة ،وقضايا السرة،
وأبدع في هذا المجال ،فكتب المقالت ،وأجاب عن المشكلت ،وألقى المحاضرات ،وصنف
الكتب ،وتوسعت دائرة اطلعه ،وتعمقت تجاربه ،وتميزت كتاباته ،وكتب ال له التوفيق،
وجعل له القبول.
هذا الكتاب بين أيديكم – معشر القراء – نترك لكم فرصة الستمتاع به ،والستفادة منه،
ونعدكم بأننا سنحرص في مثل هذه السلسلة على مثل هذه الصدارات المتميزة المتنوعة ،ولن
يطول انتظاركم – بإذن ال – للكتاب القادم بما فيه من تنوع وابتكار ،وجمال وحسن اختيار.
وبهاء وإبداع في الخراج.
الناشر
( القسم الول)
مواقف نسائية
تمهيد
إن جذوة اليمان إذا توقدت في القلوب أنارت البصائر ،وأحيت الضمائر ،وزكت النفوس
وهذبتها ،واستقامت بها الجوارح على نهج خالقها ،وعندئذٍ يتحول النسان إلى طود شامخ ..
ل تزلزله الشهوات الثمة ،ول تغريه النزوات المحرمة ،ول تعبث به المصائب مهما اشتدت،
ول تعصف به النوائب مهما عظمت ؛ ذلك لنه آمن بال وتوكل عليه ووثق به وتوجه إليه ..
(ال ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) .البقرة ،الية.257 :
ولعل مما يزيد اليمان في القلوب ذكر بعض المواقف اليمانية لبعض النساء اللتي دفعهن
إيمانهم للثبات على دين ال على الرغم من شدة الفتن و الستمساك بأمر ال على الرغم من
عظم المحن.
حجاب من الفحم.
"عندما غزانا المد الشيوعي كنت حينها صبية في العاشرة من عمري ،وكنت أرتدي الحجاب
دون غطاء الوجه ،وكانت أمي تغطي وجهها مع سائر بدنها.
وكنا قبل هذا المد الخبيث نعيش في أمان على كل شئ .على أموالنا ..وأعراضنا ..وديننا ..
فلما ابتلنا ال بهذا الطاغوت الذي ل يرعى في مسلم إل ول ذمة ،تغيرت أحوالنا ،فما كنا
نستطيع أن ننام ليلة واحدة في أمان ،وكانت أمي تنام في حجابها خوفا أن يداهم الحراس
الكفرة بيوتنا في ساعة من ليل.
وكان أول عمل قام به الشيوعيون هو هتك الستر .فقد هدموا الجدر الفاصلة بين منزل
ومنزل ،حيث كانت عالية للمحافظة على الحرمات ،فأبوا إل أن يجعلوا ارتفاعها ل يزيد على
متر واحد ..فكنت أنا وأمي ل نستطيع أن نظهر في حديقة الدار إل ونحن متحجبتان؛ بل
كانت أمي تغطي حتى وجهها وهي تقضي بعض العمال في حديقة الدار"
عجبت وال من صلبة اليمان في قلب تلك المسلمة غير العربية ،أشاهدتن معي كيف أنها
تنام في حجابها خوفا أن يداهمهم أحد في الليل!! ول تظهر إل بحجابها في حديقة دارها ؛ لن
ارتفاع الجدار ليس كافيا ليسترها عن جيرانها.
وهل تردن المزيد عن هذه المرأة الصالحة؟ إذن سأكمل عليكن ما روته لي ابنتها – تلك
الخت اليوغسلفية. -
قالت" :فما اكتفى الشيوعيون بذلك ؛ بل إنهم فرضوا على كل من تغطي وجهها أن تحمل
صورة فوتوغرافية تبرزها في هويتها".
ولسنا بصدد العجب من هذا فهو يحصل في أغلب البلد للتحقق من الهوية الشخصية ؛ ولكن
العجب كل العجب من موقف تلك الم الصالحة .أتدرون ماذا فعلت؟ قالت لي ابنتها بالحرف
الواحد:
"عندما جاءنا جنود الدب الحمر ،وأبلغونا بوجوب إبراز صورة في البطاقة الشخصية للنساء
..يومها ما رأيت أمي تبكي كبكائها تلك الليلة ،وهي تردد وتقول :كيف سأكشف وجهي أمام
المصور؟ وهو يركز نظره علي ثم يأتي أتباع الدب الحمر ليتمتعوا بالنظر إلى صورتي ..
ماذا أفعل؟ أنقذوني من هذا الموقف الذي ل أطيق تحمله ..وبينما نحن في حيرة من أمرنا
وقد تألمت جدا لبكائها وحرقتها؛ إذ قام والدي وأحضر بين يديه فحما أسود وقال لها :خذي يا
أم فلن ول تجزعي ..خذي هذا ..قالت :وماذا أنا فاعلة به ؟
قال :أصبغي به وجهك! ..وقنعيه بالسواد فل تبدو ملمح جمالك حين تكشفين عن وجهك
أمام المصور وستظهر الصورة قاتمة .فأخذت والدتي منه على مضض وهي غير متوقعة أنه
سيكفي .فلما لطخت وجهها بلونه السود وقنعته به اختفت كل معالم جمالها ،فانفرجت
أساريرها ،ول زلت أحتفظ من يومها بتلك الصورة الرائعة بقناع من الفحم السود تقف شاهدة
لمي وأبي أمام ال يوم القيامة في غيرتهما على دينه"
ثم أظهرت لي الصورة من حقيبتها ..فوقفت مما أرى ..فلم أصدق ما تراه عيني لول أني قد
سمعت قصتها..
أين نحن من تلك المرأة اليوغسلفية ..؟ فوال إننا لنقف أمام هذه الصلبة اليمانية متوشحين
برداء الخجل ..ويبرز أمامنا شبح التقصير ..فنحن العربيات المسلمات اللواتي يفهمن
حروف ومعاني القرآن الكريم وألفاظ الحديث الشريف أكثر منها ..هل نلتزم مثل التزامها
..؟ هل يخطر ببالنا أن نفكر مثل تفكيرها؟ ويل لنا من تقصيرنا ..نسأل ال أن يرحمنا ،وأن
يردنا إلى ديننا ردا جميلً...
وما أجمل الحياة حين يخالط اليمان بشاشة القلب ..وما أروع أن تعيش المرأة المسلمة في
ظل دينها الحنيف الذي يحقق لها المن النفسي والحماية المادية ..وما أعظم أولئك النسوة
المؤمنات اللتي يرين دينهن أغلى ما يملكن في هذه الدنيا ،فل يفرطن في أي أمر من أوامره
صغيرا كان أو كبيرا ،وإذا ما تعرضن للبتلء في الدين كان منهن من الصمود ما يحاكي
الجبال الرواسي ،وإذا ما اشتد عليهن البلء هداهن ال بإيمانهن إلى ما يحفظ عليهن دينهن
وكرامتهن مصداقا لقوله تعال( :إن الذين ءامنوا وعملو الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم)
يونس،الية .9:وقوله( :ومن يؤمن بال يهد قلبه)التغابن ،الية.11 :
إن الصدق في أخذ هذا الدين بقوة يورث صاحبه هداية وسدادا يعصم بها دينه ونفسه.
وهذا فضل ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم ،وقد أمرنا سبحانه أن نسأله من فضله
...فهل نحن فاعلون؟
المسارعة إلى التنفيذ
موقف النساء المسلمات الول مما حرم ال عليهن من تبرج الجاهلية ،وما أوجب عليهن من
)1(. الحتشام والتستر "موقف عظيم ،تتجلى فيه قوة إيمانهن ،وسرعة تنفيذهن لما أمرهن ال به"
ف قد كا نت المرأة في الجاهل ية ت مر كاش فة صدرها ،ل يوار يه شئ ،وكثيرا ما أظهرت عنق ها
وذوائب شعر ها ،وأقراط أذني ها ،فحرم ال على المؤمنات تبرج الجاهل ية الولى ،وأمر هن أن
يتميزن عن ن ساء الجاهل ية ،ويخال فن شعار هن ويلز من ال ستر والدب في هيئات هن وأحوال هن،
بأن يضربن بخمرهن على جيوبهن.
وهنيا تروي لنيا السييدة عائشية أم المؤمنيين رضيي ال عنهيا كييف اسيتقبل نسياء المهاجريين
والنصار في المجتمع السلمي الول هذا التشريع اللهي ،الذي يتعلق بتغير شيء مهم في
حياة النساء ،وهو الهيئة والزينة والثياب.
قالت عائ شة " :ير حم ال ن ساء المهاجر ين الول ...ل ما أنزل ال (وليضر بن بخمر هن على
جيوبهن) النور ،الية .31 :شققن مروطهن ( )2فاختمرن بها"صحيح البخاري...
وجلس إليهيا بعيض النسياء يوما ،فذكرن نسياء قرييش وفضلهين ،فقالت" :إن نسياء قرييش
لفضليات ،ولكني وال ما رأيت أفضل من نساء النصارو أشد تصديقا بكتاب ال ،ول إيمانا
بالتنز يل ،ل قد أنزلت سورة النور( :وليضر بن بخمر هن على جيوب هن) فانقلب رجال هن إلي هن
يتلون عليهن ما أنزل ال فيها ،فما منهن امرأة إل قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح،
معتجرات( )3كأن على رؤوسهن الغربان" ()4
هذا هيو موقيف النسياء المؤمنات مميا شرع ال لهين .موقيف المسيارعة إلى تنفييذ ميا أمير،
واجتناب ما نهى ،بل تردد ول توقف ول انتظار .أجل لم ينتظرن يوما أو يومين أو أكثر حتى
يشترين أو يخطن أكسية جديدة تلئم غطاء الرؤوس وتسدل على الوجوه حتى تغطى ،وتتسع
لتضرب على الجيوب؛بل أي كساء وجد ،وأي لون تيسر ،فهو الملئم والموافق ،فإن لم يوجد
شققن من ثيابهن ومروطهن ،وشددنها على رؤوسهن ،غير مباليات بمظهرهن الذي يبدون به
كأن على رؤوسهن الغربان ،كما وصفت أم المؤمنين)5( .
ويمكننيا أن نأخيذ درسيا آخير مميا ذكرتيه عائشية رضيي ال عنهيا عين رجال النصيار ،هيو
اهتمامهم بتعليم نسائهم القرآن ،وإلزامهن بتطبيق أوامر ال حيث قالت" :فانقلب رجالهن إليهن
يتلون عليهن ما أنزل ال فيها".
وإننا نلحظ تقصيرا ظاهرا وإهمالً مفرطا في قيام الرجل أو الزوج بتعليم أهله أمور دينهم ..
وكأن مسؤوليته انحصرت في الطعام والكسوة ..وكأنه لم يسمع قول ال تعالى( :يأيها الذ ين
ءأمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا))6( .
وقد يعتذر البعض بجهله بأحكام الشرع وفاقد الشي ل يعطيه ،فنقول :إن عليك أن تتعلم ما تنقذ
به نفسك ومن تعول من نار وقودها الناس والحجارة ..كما أن وسائل تعليم الهل كثيرة منها
الشرطية السيلمية ،ومنهيا حثهيم وتوجيههيم إلى سيماع إذاعية القرآن الكرييم ،ومجالسية
الصالحات ،إلى آخره من وسائل الخير..
نعم ..ما أكثر تقصير بعض الرجال في حق تعليم نسائهم ..فإن الرجل – بجهله – يظن أن
ل فائدة من تعليم المرأة أمور دينها ...وكل ما عليها أن تطيعه فيما أمر وتجتنب ما نهى عنه
وزجر ..فإن فعلت ذلك فلتبشر بالجنة ..ونعم المستقر ! مرددا صباح مساء :ألست تريدين
الجنة؟ فأنا جنتك ونارك ..أطيعيني تسعدي..
إن تعل يم المرأة الم ستمر لمور دين ها م سؤوليتك أي ها الر جل أمام ال تعالى ،و حق ل ها عل يك
سيسألك ال عنه يوم القيامة.
إ نك تعلم أ نه بتقوى ال ،ثم بالتنظ يم والترت يب ستكسب زوج تك الخ ير دون أن يتضرر بي تك
بشيء.
أعلم أنك ستقول (وللرجال عليهن درجة) ..نعم إن هذه الدرجة هي التي تلزمك بتيسير أسباب
التعلم لمرأتك ..فمن فمك أدينك.
هكذا أسلمت
أنيا طبيبية نسياء وولدة ..أعميل بأحيد المسيتشفيات المريكيية منيذ ثمانيية أعوام ..فيي العام
الماضي أتت امرأة مسلمة عربية لتضع بالمستشفى ،فكانت تتألم وتتوجع قبيل الولدة ،ولكن لم
أر أي دمعية تسيقط منهيا ،وحينميا قرب موعيد انتهاء دواميي أخبرتهيا أننيي سيأذهب للمنزل
و سيتولى أ مر توليد ها طبيب غيري ،فبدأت تب كي وت صيح بحرارة وتردد :ل ..ل ...ل ..ل
أريد رجلً!!..
عجبت من شأنها فأخبرني زوجها أنها ل تريد أن يدخل رجل عليها ليراها ،فهي طيلة عمرها
لم ير وجهها سوى والدها وأشقاؤها وأخواتها وأعمامها فقط ! ...
ضحكت وقلت باستغراب شديد :أنا ل أظن أن هناك رجلً في أمريكا لم ير وجهي بعد !! ..
فاستجبت لطلبها وقررت أن أجلس لجلها حتى تضع فقاما بشكري ،وجلست ساعتين إلى حين
وضعت.
وفيي اليوم الثانيي جئت للطمئنان عليهيا بعيد الوضيع ،وأخبرتهيا أن هناك الكثيير مين النسياء
يعان ين من المراض واللتهابات الداخل ية ب سبب إهمال هن لفترة النفاس ح يث يقرب ها زوج ها،
فأخذت تشرح لي الوضع بالنسبة للنفاس عندهم في السلم ،وتعجبت جدا لما ذكرته.
وبين ما ك نت على ان سجام مع ها في الحد يث دخلت طبي بة الطفال لتطمئن على المولود ،وكان
م ما قال ته للم :من الف ضل أن ينام المولود على جن به الي من ،فقالت الم :إن في هذا ت طبيقا
لسنة نبينا محمد عليه الصلة والسلم ،فتعجبت لهذا أيضا...
انقضى عمرنا لنصل لهذا العلم وهم يعروفنه من دينهم ..فقررت أن أتعرف على هذا الدين،
فأخذت إجازة لمدة ش هر وذه بت لمدي نة أخرى في ها مر كز إ سلمي كبير ،ح يث قض يت أغلب
الوقت فيه للسؤال والستفسار واللتقاء بالمسلمين العرب والمريكيين ،وحينما هممت بالرحيل
حملت م عي ب عض النشرات التعريف ية بال سلم ،فأ صبحت أقرأ في ها ،و قد ك نت على ات صال
مستمر ببعض أعضاء ذلك المركز.
والحمد ل أنني أعلنت إسلمي بعد عدة أشهر)8( .
الدكتورة "أوريفيا"
أمريكا
صدق ال العظيم ( :ومن يتق ال يجعل له مخرجا ،ويرزقه من حيث ل يحتسب) ( )9سبحان
الذي سخر لهذه الم سلمة امرأة كافرة تقوم بتوليد ها وم ساعدتها ،ثم تك تب ل ها الهدا ية ب سببها،
إنها التقوى حين تؤتي ثمارها تفريجا للكروب ،وإنارة للدروب ...أختي المسلمة ...إن للعورة
أحكاما تعرفها كل النساء ..ول أشد انكشافا لها من حالة الولدة ،فكيف ترضى الحرة العفيفة
أن يراها الرجل في هذه الحالة ،وفي مجتمعنا – بحمد ال – من الطبيبات المسلمات ما يغني
عن الرجال في هذا المجال؟
أناشدك ال – أخية – أن تتقي ال و تتمسكي بحيائك الذي هو المحرك لشعب اليمان عندك ..
ول ت ستمعي لجنود إبل يس عباد الهوى و صرعى الشهوات الذ ين يلقون في رو عك ،أن الر جل
أكثر مهارة في التوليد من المرأة ويسوقون لك تجارب تبرهن على ذلك.
يا أخية :إن الذي خلق الجنين في رحم الم في ظلمات ثلث هو الذي ييسر له سبيل الخروج
وهو الذي ييسر لك المر عندما يرى منك التقوى.
لقد كان حياء المرأة المسلمة سببا في إسلم امرأة كافرة فهنيئا لها بشرى النبي صلى ال عليه
وسلم " :لن يهدي ال بك رجلً خير لك من حمر النعم")10( .
إنهيا عزة السيلم حيين تتوج رأس المسيلمة لتطميس بنورهيا ظلمات المنهزميين نفسييا رجالً
ونساء.
بأم عيني
ك نت أول مرة أزور جار تي .رأيت ها في الخام سة والثلث ين ،البت سامة ل تفارق وجه ها ،و قد
اجتم عت حول ها بنات ها الر بع ،وأ كبرهن كا نت تنادي ها "عطرة" شار فت على العشر ين ،با سمة
الثغر حيية خجولة ل تهدأ من طلبات أمها وأخواتها .فتارة تقوم بواجب الضيافة ،وتارة تعمل
رضعية للمولودة الصيغيرة ،ومرة تأخذهيا فيي حجرتهيا تهدهدهيا لتنام ،وتأتيي بالدواء لمرأة
كبيرة في السن تناديها جدتي ،وكلما أنهت عملً التصقت بأمها تهمس لها ،وقد تلقى رأساهما
في زي نة واحدة ،وكذلك ثوبيه ما و ما تلب سانه من حلي وذ هب ،وكأنه ما في حبه ما لبعضه ما
طفلن صغيران لم يتجاوزا السابعة من العمر يتجاذبان ويتضاحكان.
قالت جار تي مشيرة لثلث طفلت الت صقن ب ي "عطرة" :هؤلء بنا تي أمي نة ،فاط مة ،جما نة،
وهذا علي ،وهذا محمد ،وتلك العجوز المريضة أمي ،تسكن معي منذ مرضت لرعاها .أردت
أن أسأل عن الشابة عطرة فسبقتني وقالت :عطرة جارتي أو ضرتي كما يقال!!
عقدت الده شة ل ساني ،وألجمت ني المفاجأة فات سعت عيناي وفقدت الن طق لحظات أو هكذا خ يل
إلي ،وقلت بتعجب :وال ل أحسبها إل ابنتك.
ضحكت عطرة الزوجة الجديدة وزادت التصاقا بضرتها كما تلتصق البنة بأمها ،وأضافت أم
محمد :لقد زوجت زوجي بعد أن خطبت له ؛ لن عندي خمس بنات اثنتان متزوجتان وهؤلء
ثلث وطفلن ،ويرييد زوجيي مزيدا مين الولد الذكور ،والكيل تعجيب مين عدم غيرتيي !!
ولماذا أغار؟ إنه زوجها كما كان زوجي وكما هو الن لم ينقص منه شئ ،وهو يعدل بين نا،
وكل واحدة لها غرفة ،وفي النهار يجمعنا بيت واحد ،وقد زادت محبة زوجي لي.
قالت الزو جة الجديدة :ل تظ ني كل الضرائر مثل نا ،فبعض هن ل ي ستطعن رؤ ية ضرائر هن،
وهناك نساء يتضاربن مع ضرائرهن أو يصل المر إلى التعذيب ،وكل هذا يعود إلى الزوج
عندما ل يعدل ،وربما إلى الزوجة عندما ل تعقل.
قالت أم علي :نحين نؤمين بالقضاء والقدر ،وأن ال شرع للرجيل أن يتزوج بأربيع ،ولكين
أخبريني ماذا تفعلين أنت إذا تزوج زوجك؟
اللهم أفرغ علينا صبرا ول تحملنا ما ل طاقة لنا به ،ورضنا بقضائك.
عدت إلى المنزل وحدثت زوجي معجبة بصبر المرأة وإيمانها وأخلقها ،وما زلت ل أصدق
ما رأيت بأم عيني!! ()13
قالت إحداهن:
نعم ..إنه نموذج رائع للنساء ..ولكنه نموذج أروع للرجال فحين يعرف الرجل لم يعدد ..؟
وكيف يعدل..؟ وتكون تقوى ال شعارا له ولها فمرحبا به والضرائر الثلث..
وقلت معقبا:
الشرع محكم ،والعدل منصف ،والعقل زينة والعاطفة نعمة ،فإذا اتبع الرجال والنساء الشرع،
وأقاموا العدل ،وضبطوا العاطفية بالعقيل وتحرروا مين العراف الخاطئة ،والعوائد الجائرة
فحينئذ ينعمون ويسعدون.
المحرم يقيك المغرم
"بإذن ال"
إن مما أمرنا ال تعالى به في كتابه العزيز غض البصر عن النظر إلى المرأة الجنبية عنا،
مثل بنت عمنا وبنت خالنا وغيرهن من النساء ممن هن لسن لنا بمحارم" :فإن ذوات القربى
التي يصح لنا زواجهن لسن بمحارم" .قال تعالى( :قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم))14(.
وكذلك أمير ال تعالى النسياء بغيض النظير إلى الرجال الجانيب عنهين ،قال تعالى( :وقيل
للمؤمنات يغضضن من أبصارهن))15(.
وما ذلك المر إل لن النظر رسول الفتنة وبريد الفساد ،قال الشاعر:
و في الق صة التال ية سترى ك يف رأى أ حد الرجال امرأة تطوف ببيت ال الحرام فأعجب ته؛ فلم
يغض بصره عنها ،بل استرسل في النظر إليها وحاول التكلم معها ،ولكنها راقبت ال تعالى
واجتهدت في صده عن غيه.
جاء في كتاب حياة الحيوان الكبرى ما نصه" :بينما عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت إذ رأى
امرأة تطوف بالبيت فأعجبته ،فسأل عنها فإذا هي من البصرة ،فكلمها مرارا فلم تلتفت إليه،
وقالت :إليك عني فإنك في حرم ال ،وفي موضع عظيم الحرمة.
فلميا ألح عليهيا ومنعهيا مين الطواف أتيت محرما لهيا ،وقالت له :تعال معيي أرنيي المناسيك،
فحضر معها ،فلما رآها عمر بن أبي ربيعة عدل عنها ،فتمثلت بشعر الزبرقان السعدي:
وتتقي مربض المستأسد الضاري تعدو الذئاب على من ل كلب له
تنبيه مهم:
ولهم ية وجود المحرم كال بن والخ والب وا بن الخ وا بن ال خت وال عم والخال مع المرأة
في ب عض الحالت لئل تعدو علي ها الذئاب ن جد أن ال نبي صلى ال عل يه و سلم أ مر المرأة بأن
تجعل معها محرما في حالتين:
جاء في الحديث:
عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما :أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال" :ل يخلون أحد كم
بامرأة إل مع ذي محرم")17( .
وجاء في الحديث:
عن أبي هريرة رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :ل يحل لمرأة تؤمن
بال واليوم الخر تسافر مسيرة يوم وليلة إل مع ذي محرم عليها")18(.
وفي رواية" :مسيرة يوم" ،وفي أخرى" :مسيرة ليلة إل ومعها رجل ذو حرمة منها".
وكل امرأة ل تلتزم بالتوجيه النبوي الوارد في الحديثين أعله لتكن على علم بأنها عاصية ل
ور سوله عل يه ال صلة وال سلم ،وت جب علي ها التو بة والرجوع إلى ال ق بل فوات الوان ،فإن
الموت يأتي بغتة.
نسأل ال السلمة والعافية مما يحدث اليوم بين ظهرانينا ،وإنا ل وإنا إليه راجعون.
مقارنة بين الم والزوجة
مرض صخر بن عمرو بن الشريد وطال مرضه .وكانت أمه وزوجته سليمى يمرضانه ،أي
يشرفان على علجه وما يحتاج إليه من أكل وشرب ونظافة ..إلخ ،فطال مرض صخر فسئلت
زوجته سليمى عن حاله يوما وكانت قد ضجرت.
ف سمعها زوج ها صخر ،فقال البيات التال ية مقارنا ب ين أ مه وزوج ته ،وموضحا أن الزو جة ل
تكون بأي حال من الحوال مثل الم ،لن شفقة الم وحنانها أعظم من الزوجة ،والبيات التي
قالها في هذا المعنى هي:
قلت :قد رف عت الشري عة الله ية حق الم إلى منزلة عظي مة ودر جة رفي عة ،ك ما في حد يث
عائشة رضي ال عنها قالت" :أي الناس أعظم حقا على المرأة؟"
قال :زوجها.
قلت :فأي الناس أعظم حقا على الرجل؟
قال :أمه")20(.
فهذه حقيقة أثبتتها الشريعة تغفل عنها الكثيرات من النساء؛ بل والرجال وهي:
إن أولى الناس بالمرأة :زوجها ،وأولى الناس بالرجل أمه وليست زوجته؟!
إليكم هذا الموقف الذي أصرت فيه الم على الحسان إلى من أساء إليها فوقاها ال السوء كما
قال صلى ال عليه وسلم" :صنائع المعروف تقي مصارع السوء")21( ...
"جمع ما استطاع مما قل وزنه وزاد ثمنه ،ثم كدس في سيارته أمه وزوجته وأبناءه ،ثم انطلق
نحو الحدود الجنوبية للبلد بعد أن اشتد على الناس البلء ،وخاف الكثير منهم على أعراضهم
وأنف سهم ،وعند ما و صل مدي نة "الوفرة" و هي من المنا طق الحدود ية رأى جنديا عراقيا بكا مل
سلحه ،واستغرب عندما لم يفعل لهم شيئا ؛ ً بل دلهم على الطريق المؤدي للحدود السعودية،
فانطلقوا ن حو الطر يق الذي دل هم عليه ،وقبل أن تلوح لهم علمات الو صول للحدود قالت أ مه
له :يا ولدي ما الذي سوف نفعله بهذا الطعام الذي أخذناه معنا ،ونحن مقبلون على خير وفير،
لماذا ل نرجيع إلى الجندي المسيكين ونعطييه هذا الطعام؟ فغضيب الولد وقال :كييف نعطييه
الطعام يا أماه ،وهو ممن جاء ليقتلنا ويهتك أعراضنا ،ويدخل الرعب في قلوبنا؟! ()22
فأصيرت الم على أن يعود للجندي ليعطييه الطعام ،وأصير جمييع مين فيي السييارة على عدم
العودة ،فلما رأت الم إصرارهم هددته بعدم الرضا إذا لم يعد ،ولما رأى البن إصرارها عاد
للجندي وقال له رغ بة أ مه ،ول كن الجندي شك في ال مر وطلب من هم أن يأكلوا أما مه ،فل ما
أكلوا مين حييث اختار لهيم اطمأن للطعام ،وأخذه منهيم ،وشكرهيم على صينيعهم ،ثيم فاجأهيم
بقوله :ما دم تم قد أح سنتم إلي ،وأ سديتم لي هذا المعروف ،فا سلكوا الطر يق المخالف للطر يق
الذي دللت كم عل يه في المرة الولى ،ل نه يو صلكم إلى ح قل ألغام ،فتع جب الجم يع لهذا الح فظ
الرباني بسبب عمل الخير".
وهكذا هي سنة ال ،فهو يحفظ عباده الصالحين ،بسبب أعمالهم الصالحة ،وخير شاهد لذلك ما
جاء فيي سيورة الكهيف عين حفيظ الوالديين مين ابنهميا عندميا قتله الخضير ،وحفيظ اليتيميين
ومعرفتهما لكنزهما بسبب صلح والديهما ،فهل من معتبر؟!!!
وهل نسعى دائما إلى بذل المعروف والحسان حتى لمن أساء:
(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) ()23
كان ممن تأثرت أخلقهم وأفكارهم بالطفرة المادية ...فأصبح المال محبوبه الول ..وأعمت
المادة بصيرته فلم يعد يبصر إل من خلل ثقوبها الضيقة ..وأصبح المال ميزانه الذي يزن به
المور ..وكانيت له ابنية بلغيت مبلغ الزواج ..وأخيذ الخطاب على اختلف مراتبهيم يدقون
أبوابه راغبين في الزواج من ابنته.
ولكنه كان يردهم بحجج واهية ظاهرها المصلحة وباطنها المادة ..مع أن من هؤلء الخطاب
أصحاب دين وخلق ..ممن أوصى الرسول صلى ال عليه وسلم بهم ...ولكن كان لسان حاله
يقول :أين الذي يدفع أكثر ..والمنافع والمصالح من ورائه أكبر؟
ومرت اليام ..و ظل على أحل مه الماد ية ..ومرت العوام ..وترك قطار الز من ابن ته في
محطة العنوسة ..وغادر الخطاب بابه واتجهوا لغيره ممن لديهم بقية دين وخلق .....ممن
يرفضون بيع بناتهم كالنعاج في الحراج.
وذبل شباب ابنته ..وانطفأت نضارتها ..وذوى عودها ..ومع اليام دب السقم في جوانحها
..وأصيبت بداء عضال أضنى الطباء شفاؤه ..ونقلت إلى المستشفى ...وحانت لحظاتها
الخيرة ..وأ خبر والد ها بال مر ..فأفاق من عال مه المادي وأ تى م سرعا ..ليرى ابن ته في
ثوب المرض ..بعد أن حرمها منذ زمن من ثوب الزفاف ..نظر إليها مشفقا عليها ..نظرت
إليه بعينين قد اغرورقت بالدمع ..وأخذت تتمتم وتحرك شفتيها ...دنا منها ليسمع ما تريد
البوح به في لحظتها الخيرة ..فوجدها تطلب منه أن يقول آمين ..فقال :آمين ..ثم تمتمت
مرة أخرى ،وطلبت منه أن يقول آمين ..فقال :آمين ..ثم فعلت ذلك مرة ثالثة ،وطلبت منه
أن يقول آمين ..فقالها.
وبعد فترة من الصمت المشحون بالسى ..سألها برفق عن الدعاء الذي طلبت منه أن يؤمن
عليه ..فانحدرت دموعها الخيرة ..وأجا بت بعد صمت ب صوت واهن مليئ بالسى ..ل قد
دعوت ال أن يحرمك الجنة كما حرمتني من الزواج.
وطوى القبر في باطنه مأساة دامية ..وبقي المجرم الذي أعمى الجشع بصيرته ..بقي يندب
نفسه وابنته ..ويعض أصابع الندم ..ولت ساعة مندم ..هذه ماساة سمعنا بها وعرفناها فيا
ترى كم من المآسي من هذا النوع تمت في صمت ولم نسمع بها ..ما دام الناس في إعراض
عن الحياة و فق الشري عة وآداب ها ..فل شك أن هناك الكث ير من هذا النوع ..و ما خ في كان
أعظم)24( .
قلت:
-1دعاء البنيت على أبيهيا فييه سيوء أدب ميع الوالديين ،ينبغيي أن تترفيع عنيه الفتاة
المسيلمة ،وإن ظلمهيا أبوهيا ..وإنميا ذكرت هذا الموقيف ..على ميا فييه تحذيرا
للباء والمهات من إعضال بناتهم.
-2إن العنو سة ابتلء من ال ،ينب غي للمرأة أن ت صبر وتحت سب له ،وأن تر ضى ب ما
ك تب ال ل ها " :ما ي صيب الم سلم من ن صب ،ول و صب ،ول هم ،ول حزن ،ول
أذى ،ول غم ،ح تى الشو كة يشاك ها إل ك فر ال ب ها من خطاياه"( )25فاختيار ال
للعبد خير من اختياره لنفسه.
-3وفيي القصية درس مهيم وهيو لزوم التنيبيه والتحذيير مين السيلبية الجتماعيية،
والتهاون في المنا صحة ،وترك ال مر بالمعروف والن هي عن المن كر ،فل شك أن
هذا الب له أقرباء وأصدقاء وجيران فلم ينصحوه؟ وإذا نصحوه فلم ينتصح لِ مَ لَم
يقاطعوه؟ وإذا قاطعوه فلم يرتدع لم لم يعاقبوه؟ غالب الظين فيي كثيير مين هذه
الحالت أن هؤلء يغتابو نه وينهشون عر ضه بذ كر مثال به في المجالس ،دون أن
يواجهوه ليصيلحوه ،لو أن كيل مخطيئ وجيد مين ينصيحه ،ووجيد مجتمعا يلوميه
ويحاصره لما ركب راسه ،وحكم هواه كما فعل هذا الب الجاني.
عندما يتنازل الرجل عن قوامته
إن قوامة الرجل على المرأة حق تكليفي وتشريفي أيضا ل مناص منه ،ول يمكن للرجل أن
يتنازل ع نه ؛ لن القوا مة م سؤولية تنت ظم ب ها شؤون ال سرة ،ف من خلل ها تحدد الم سؤوليات،
وتوزع الواجبات ،ويعرف كل فرد في السرة مكانه ودوره.
ك ما أن ل كل سفينة ربانا يقود ها فل بد ل كل أ سرة قواما أو قيما يدبر أمر ها ويشرف علي ها،
وإل عمت الفوضى وظهر الضطراب ،كما هو واقع السر في الدول التي ساوت بين المرأة
والرجل في كل شئ.
وقوامة الرجل على أهله ليست قوامة تعسف وتجبر وتكبر؛ بل هي قوامة رحمة وعدالة؛ إذ
أن من أهم الواجبات المترتبة على هذه القوامة رعايتهم وتوجيههم وإعفافهم وحمايتهم من كل
شر وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر( :يأيها الذين ءآمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا))26(.
وكيم هيو مزر أن تضعيف قوامية الرجيل على أهيل بيتيه إلى درجية أنيه ل يسيتطيع أمرهيم
بمعروف ونهيهم عن منكر ،ولكن أسوأ من ذلك أن يتنازل هو عن قوامته.
ولقد رأيت صورا مزرية عديدة تدل على المفاسد العظيمة الناتجة من ضعف قوامة الرجل أو
تلشيهيا ،ولعلي أنقيل هاتيين الصيورتين -على سيبيل المثال– واللتيين تعكسيان شيئا مين هذه
المفاسد:
دخلت الزوجة محلً لبيع "الحلويات" وتبعها زوجها ..كشفت الزوجة شيئا من حجابها وكأنها
دخلت بيتهيا ...فميا حرك الزوج شفتييه بكلمية يأمرهيا بالحتشام والحتجاب؛ بيل ظيل واقفا
ل ويمسيك بيده الخرى طفلً آخير ..أخذت الزوجية تجادل البائع فيي سيعر
خلفهيا يحميل طف ً
البضاعة وتماكسه ..فارتفعت منها قهقهة لفتت أنظار الرجال الذين اكتظ بهم المحل ،والزوج
"المصون" قد وقف خلفها كأن المر ل يعن يه ...وبعد جدال طويل بينها وبين البائع اقتن عت
أخيرا بال سعر فاشترت البضا عة ..وذه بت ل كي تحا سب ..أخر جت من حقيبت ها أوراقا نقد ية
دفعتها للمحاسب وخرجت ..والزوج يتبعها.
أ ما ال صورة الثان ية فتبدأ ع ند باب المنزل ح يث خر جت تار كة زوج ها في فرا شه نائما ف قد
تأخرت عن موعدها ،وكان السائق في انتظارها عند الباب.
الزوجة للسائق :إلى السوق بسرعة ...أدار السائق مفتاح السيارة واتجه حيث أمرته سيدته ..
وقبيل المغرب استيقظ الزوج من نومه فنادى الخادمة قائلً :سيري أين "ماما"؟ فأجابت سيري
"ماما يروح للسوق".
ل بس الزوج ملب سه دون اكتراث لخروج زوج ته دون إذ نه وعل مه ،ف قد اعتاد على ذلك ؛ بل
هو الذي عودها عليه يوم أن تنازل عن حقه في قوامته عليها..
إنه ينبغي للرجل والمرأة أن ل يرضيا بهذا الحال ،أما الرجل فلن المرأة عرضه وشرفه فأين
دي نه؟ وأ ين رجول ته وشهام ته؟ و قد ترك لزوج ته الح بل على غار به ،وف تح ل ها البواب ال تي
تصفر فيها رياح الشهوات الثمة والنزوت الفاجرة.
وأما المرأة فلن الرجل حاميها وراعيها ،فأين محبته لها؟ وغيرته عليها؟ وأين اهتمامه بها؟
وأ ين دفا عه عن ها؟ و قد ترك ها تك شف زينت ها للرجال ،وتضاحك هم وتمازح هم ،كأ نه ل يعن يه
أمرها ،ول يهمه حفظها.
(القسم الثاني)
قصص واقعية
تمهيد
الحمد ل وحده ،والصلة والسلم على من ل نبي بعده ،وعلى آله وصحبه؛ وبعد :فإن
القصص من أعظم مواطن العبر ،والتربية بالقصة أسلوب عظيم الفائدة عميق التأثير ،ومن ثم
نجد القرآن الكريم مليئا بالقصص الحق ،كما نجد لفت النظر إلى أهميته في قوله جل وعل:
(لقد كان في قصصهم عبرة لولي اللباب))27( .
والقصص الواقعية أكثر فائدة؛ لنها تقدم التجارب الحية من صميم الواقع ،وتبين الظروف
والملبسات التي تؤثر في الحداث ،وتظهر التسلسل والتدرج الذي يتكرر كلما تشابهت
الوقائع ،وتكشف النهايات الخطيرة للبدايات الصغيرة.
وهذه مجموعة من القصص من ميدان الحياة الجتماعية بما طرأ عليها من تغير غير محمود،
وتأثر غير مرغوب ،وتساهل غير مسبوق .وكثير من هذه القصص تدور رحاها ،وتتحمل
عواقبها الفتاة ،وتظل تتجرع كأس الحسرة ،وتسكب دموع الندامة بقية عمرها ،وتدفع ثمن
الغفلة واللذة من ربيع عمرها ،وريعان صباها ،وتثلم بالتساهل والتفريط شرفها.
ومما أود أن أؤكده أنه ليست هذه القصص خيالت ،وليس فيها مبالغات؛ بل في الواقع ما هو
أفظع منها ،وهذه القصص وغيرها ناقوس خطر يدق في جنبات مجتمعاتنا وأسرنا تحذيرا من
التفريط في الوامر والداب الشرعية التي فيها الخير والصلح ،والوقاية والمان ،ومن جهة
أخرى هي دعوة للحذر من سيل الشبهات والشهوات ،وتنبيه على أساليب الغواء والغراء
وفائدتها للجميع من الباء والمهات ،والبناء والبنات.
أبنائي الذكور
"الغرور يق صم الظهور " ..هكذا قال أ هل التجر بة؛ ولذلك فإ ني أعرف العد يد من الن ساء
اللتي هدمن بيوتهن بأيديهن ،لنهن كن مغرورات بالوظيفة ..أو بالجمال ..أو بالبناء ..أو
بالهل ذوي الجاه والمال ..إلخ ...وهذه القصة تبين ضحية من ضحايا الغرور.
عند ما تزو جت ك نت فتاة جميلة صغيرة ال سن ..و قد أن عم ال علي بإنجاب عدد من الذكور،
وكنت كلما رزقت بصبي تمتلئ نفسي زهوا وغرورا ،كأنني أتيت بما لم يأت به الوائل.
كان إنجاب الذكور يهبني قوة وثقة ،ويزرع في نفسي حب التسلط والسيطرة ..فقد كان معظم
من حولي ينجبن الناث في الغالب ،وأول شخص اكتوى بنار جبروتي وغروري هو زوجي
المسكين،فقد رحت أستغل صلحه وصبره وطيبته وهدوء طبعه معتمدة على أمرين :جمالي،
ور صيدي العالي من الذكور ..را حت سياط غروري وجهلي تل هب ظ هر كل من حولي ،ل
أميز بين ذي رحم أو قريب أو صديق أو جار ..فعاداني الجميع ،وتحاشوني اتقاء شري.
أخذ البناء يكبرون وكنت ل أفتأ أردد على أسماعهم قصة الزوج الفقير الظالم ...والدهم ..
الذي أذاقني المرين في مقتبل حياتي .لحتويهم وأستميلهم إلي ،فل ينظرون إل بعيني ،ول
يسمعون إل بأذني ،ول يضربون إل بيدي ..والحقيقة ما كان يحصل بيني وبين زوجي هو من
باب الخلفات البسييطة التيي تحصيل فيي كيل البيوت ،لكين حنقيي مين فقره ورضاه بالقلييل،
وغي ظي من صبره و صلحه إلى جا نب قلة إيما ني وخيالي المر يض ،كل هذا جعل ني أش عر
دائما أنني مظلمومة ،وأن مثلي تستحق أن تعيش في كنف رجل غني حياته رفاهية وترف...
تخرج من ت حت يدي شباب جبارون ظالمون ..فاشلون في حيات هم الدرا سية ،كانوا كاره ين
للناس ،حاقدين على والدهم ،حتى وصل بهم المر إلى تهديده إن تسبب بإغضابي.
ومرت اليام ..وقضيت مشيئة ال تعالى أن ابتلييت بمرض عضال احتجيت فييه للمسياعدة
الخاصة في كل شؤوني حتى الخاصة منها ..وهنا لم أجد أمامي سوى زوجي الطيب ..نعم
الطيب ..الذي لم يقصر في خدم تي وم ساعدتي ..وإن كان ي ساعد م ساعدة المكره المضطر
..بسبب ما ذاق مني على مر اليام ..ولكن طيبته لم تمنعه من أداء واجبه نحوي ...أما
أبنائي الذكور الذ ين ك نت أعت مد علي هم ف قد خذلو ني وتركو ني في أحلك الظروف بح جة أن هم
مشغولون بعائلتهم وشؤونهم الخاصة ،ولم ينفعني منهم أحد.
منذ مدة أنبأتني إحدى صديقاتي ..أن زوجي حاول خطبة شابة قاربت الثلثين ،ولكنه لم يفلح
في ذلك ،ولما سأله والد الفتاة عن سبب رغبته في الزواج من امرأة ثانية أجاب بأن زوجته قد
اسيتغنت عنيه بأبنائهيا منيذ فترة طويلة ،و هو يفكير بالزواج منيذ فترة طويلة غيير أن ظروفيه
المادية لم تكن تسمح له بذلك ..ها هو زوجي الن يبحث عن امرأة تشاركه ما تبقى من أيام
حياته تكون له سكنا وعونا ورحمة ،وهذا من حقه.
الحيق أقول :إننيي نادمية أشيد الندم على مافات ،وأقير بأننيي كنيت مخطئة إلى حيد بعييد فيي
ت صرفاتي ومعامل تي لزو جي وأبنائي ،ولكن ني من ناح ية ثان ية أح مل زو جي قدرا كبيرا من
المسيؤولية ،فقيد كان حريا بيه أن يوقفنيي عنيد حدي ويسيتخدم صيلحياته كزوج له شخصييته
وحقو قه ،فيأ خذ حقو قه ويعطي ني حقو قي دون أن يط غى أحد نا على ال خر ،ف قد كان عل يه أل
يترك ني أتمادى في غ يي وغروري ،وف عل ما يحلو لي دون اعتبار ل حد ..ولو أوقف ني عن
حماقاتي وطيشي في الوقت المناسب لما صارت المور إلى ما صارت إليه.
بت أؤمن إيمانا قاطعا أن المرأة المدللة تفسد أكثر مما تصلح ،وتضر أكثر مما تفيد؛ بل في
أكثر الحيان ل يأت منها سوى الفساد والشر)28(.
قلت:
يا أيتها المهات :احذرن من تدل يل البنات ،وتربيت هن على الغترار بالجمال ،والفت نة بالزي نة،
والتعلق بالدن يا والجري وراء زخارف ها ،و حب الد عة والم يل للك سل ،فإن ذلك كله ي سبب ل هن
الفشل في الحياة الزوجية وتربية البناء.
اتصال عشوائي في الهاتف يدمر فتاة!
الشاب :ألو.
الفتاة :نعم.
الشاب :الواقع أني أريد فتاة أبني معها حبل المودة ،والحب البريء لتخفف آلمي وجروحي،
ثم يكون الزواج في المستقبل.
الشاب :قد وجدت ما تريدين ،فأنا لك ذلك المحب الوفي ،وبعد ذلك يكون الزواج فتكونين أنت
أما ..وأنا أبا..
الشاب :البدا ية الو صف به كفا ية ،فأ نا شاب ا سمي ....وعمري ...و سيم الش كل ،كل من
يراني يعجب بي.
مكالمة أخرى:
الشاب :ل بيد مين اللقاء والتعارف البري ،وإل فلن يتيم الزواج ،وأيضا المكالمات مسيجلة،
وسأنشرها إن لم توافقي.
الفتاة :ولكنك تريد بهذا الكلم قطع العلقة ،وهدم المودة بيني وبينك.
الشاب :ل ولكني أريد اللقاء والتعارف على الطبيعة قبل الزواج.
قلت :لي ست هذه الق صة خيال ية ،ل يس في ها مبال غة ،ول أع ني حرف ية كلمات ها وإن ما مجريات
أحداث ها .فإن كثيرا من الفظائع ال كبيرة تبدأ بممار سات ت عد تاف هة صغيرة ،وين سى كثيرون أن
"أول الغ يث ق طر ثم ينه مر" ،وأن "مع ظم النار من م ستصغر الشرر" ،وين سون أن المعا صي
يجر بعضها بعضا ،وأن الصغيرة تدفع إلى تكرارها ،وتؤدي إلى ما هو أكبر منها وهلم جرا،
والمعاصي يهون بعضها بعضا ،فمن لم ينكر المخالفة الصغيرة تعود على قبولها فإذا وقع ما
هو أكبر منها كان إنكاره خفيفا لنه قبل ما دونها وقارنها بما هو أكبر منها.
والشريعة السلمية لم تحرم الزنا والفواحش فحسب؛ بل حرمت كل طريق يؤدي إليها ،فجاء
النهي عن التكسر والتأنث والتميع في الكلم في قوله تعالى( :فل تخضعن بالقول فيطمع الذي
في قلبه مرض) ( ، )30وورد النهي عن كشف الزينة( :ول يبدين زينتهن إل لبعولتهن) ()31
،وثبت المر بغض البصر ( :قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى
ل هم إن ال خبير ب ما ي صنعون) (( ،)32و قل للمؤمنات يغض ضن من أب صارهن) ( ،)33و في
ال سنة ورد الل عن ل من خر جت متعطرة لي جد الرجال ريح ها ،ك ما ورد التحذ ير من الخلوة في
قول المصطفى صلى ال عليه وسلم" :ل يخلون رجل بامرأة إل كان ثالثهما الشيطان")34(.
ف من ات بع الشرع سلم وأ من ،و من تجاوز هذه الحوا جز الوقائ ية وت ساهل وتهاون فإ نه معرض
للوقوع في المهالك والمخازي.
ويقال لمن فرط وتساهل" :يداك أوكتا وفوك نفخ" ،فليحذر الهالي ولتنتبه الفتيات.
كشفت ستر ال عليّ
كنيت فتاة مراهقية ..أغوانيي الشيطان فصيدني عين ذكير ال وعين الصيلة بوسيائل عديدة
وحرمني عن الستقامة بطرق خبيثة ...شغلني بالغاني التي أهيم بها في حب فارس الحلم
..وأغراني بمجلة فاسدة أحلق بها في متاهات الموضة والزياء ،وأضلني بي"الفيديو" الذي
أرى فيه أفلما تهيج الغرائز وتدفع للرذائل ..وهاتف "أقتل" به ما بقي من فراغي ،ومن هذا
الخير بدأت مأساتي ..ومن خلل سماعته تلشى حيائي ،وعن طريقه ذهب عفافي إلى غير
رجعة..
تعر فت على شاب من خلل الها تف ،وأخذت أكل مه ويكلم ني ،و قد أحسيست فيي أول المير
بالحرج والحياء من النفتاح م عه بالحد يث ،ولكن هذا الحياء تلشى مع تكرار الحد يث وكثرة
المكالمات..
وبعد مدة ،طلب مني اللقاء ،وتم اللقاء بعد تردد لم يصمد طويلً أمام إلحاحه ورجائه.
وفعلً تم اللقاء الذي أعق به لقاءات عديدة ،ح تى وق عت المأ ساة ال تي فقدت في ها عف تي ،ولو ثت
عرضي وشرفي...
ومضت اليام وأنا أحاول أن أنسى ما وقع ،ولكني لم أستطع ..وبعد أن حصلت على شهادتي
الجامعية ..تزوجت بشاب صالح أحببته وأحبني ..وفي جلسة حديث عن الماضي كشفت له
ذنبي الذي تلطخت به ،وكشفت ستر ال علي ،فأخبرته بأيام الغرام ،وصارحته بما وقعت فيه
من الثام ،فوقع ما لم أتوقع ..غضب غضبا شديدا ،وقذف في وجهي كلمة الطلق...
وأرجع ني إلى ب يت أهلي ..وأخبر أبي بالذي قلت ..كل هذا حدث في ساعات معدودة ،وها
أنذا حبيسة حسرات ل تنتهي ،ورهينة آلم ل تنقضي ،تكالبت علي الهموم ،وأضنتني الغموم،
فل أدري أأبكيي على شرفيي الذي أهدرت ،أم على بيتيي الذي هدميت ..فهيل مين معتيبرة
بمأساتي؟!!
رفضت أن أتزوج عليها
ك نت م سرورا ب ها ..سعيدا مع ها ،إذا أمرت ها أطاعت ني ،وإذا نظرت إلي ها سرتني ،وإذا غ بت
عنها حفظتني ،ل أذكر أني اختلفت معها يوما إل كانت تسارع بالعتذار إلي حتى ولو كنت
لها ظالما ..كل ذلك جعلني أحبها حبا شديدا ،وأتعلق بها تعلقا كبيرا.
ومضت ثماني سنوات على زواجنا كأنها أيام على الرغم من أننا لم نرزق بولد...
ول قد بذلت جهودا عديدة لعلج ها ،ول كن باءت جهودي بالف شل ح يث أج مع الطباء على ع قم
زوجتي ..وهذا هو قدر ال (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ،أو يزوجهم ذكرانا
وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير) ( )35ومع إيماني بقدر ال وقضائه إل أنه صعب
علي أن أتغلب على هاتيف حيب الوالد الذي كان يلح علي بالزواج بثانيية ،فعرضيت عليهيا
رغبتيي بالزواج فوافقيت ول كن بشرط!! بشرط أن أطلقهيا ..حاولت مرارا أن أقنع ها بالعدول
عن ذلك ولكنها أصرت فكان الطلق.
تذكرة:
التعدد سنة وحق من حقوق الرجل ،حتى ولو لم يكن هناك ثمة سبب يدعوه للتعدد ،فكيف إذا
كان بسبب مرض الزوجة ونحوه؟!!
فلتحذر المرأة من أن تطلب من زوج ها طلق ها لغ ير م سوغ شر عي يدعو ها لذلك كخش ية أن
تكون من اللتي قال عنهن رسول ال صلى ال عليه وسلم" :أيما امرأة سألت زوجها الطلق
في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة")36(.
ولماذا تطلب مثل هذه المرأة الطلق من زوج أحبها وأحبته ،وعاشرها وعاشرته ،ولماذا تحرم
نف سها من سعادة الزوج ية ،و سكن ال سرة ،وأ من وحما ية الزوج؟ ولماذا تف قد ال مل وت ستسلم
لليأس ،ول تتوقع أن ترزق بالذرية ولو بعد حين؟ ولماذا تحرم امرأة أخرى من أن تجد زوجا
ي سترها وي سعدها؟ وق بل ذلك لماذا تف عل ما يش عر أ نه عدم ر ضى بح كم ال أو اعتراض على
شرع ال؟ إنهيا لو حكميت عقلهيا ،وهدأت عاطفتهيا ،وقبيل ذلك ابتغيت رضوان ربهيا وإسيعاد
زوجها لكان لها بذلك الجر في الخرة والسعادة في الدنيا.
الكنز المخبوء
قالت المديرة:
رفعيت سيماعة الهاتيف واتصيلت فورا بأم التلميذة لرى ميا المير ...فردت علي إحدى
الخادمات وأخبرتني أنها نائمة !!! ...
قلت :الحمد ل لم يحصل لها مكروه ..ثم كررت التصال الساعة الحادية عشرة قبل الظهر،
ثم ردت علي الخاد مة وأ خبرتني أن ها لن ت صحو من نوم ها ق بل الواحدة ب عد الظ هر ف سلمت
أمري ل ..واتصلت بها بعد الواحدة بقليل ..ولم أخبرها بشيء ..إنما طلبت منها الحضور
إلى المدرسة فورا لمر مهم يخص ابنتها.
فأجابت الم قائلة :لدي موعد مع الخياطة بعد قليل ..إنه مهم جدا ل بد أن أقضيه ،لني الليلة
مدعوة إلى حفلة عرس ..و قد أتأ خر عن الخيا طة ..لهذا فأ نا أعتذر اليوم عن الحضور إلى
المدرسة ،وسآتيكم غدا.
قالت لها المديرة :سأنتظرك في المدرسة اليوم مهما كلف المر حتى لو بقيت للعشاء..
فذه بت الم للخيا طة أولً ...ثم عر جت بفضلة وقت ها إلى المدر سة لترى ماذا حل بابنت ها!!!
وجدت المديرة بانتظارها فبادرتها قائلة :أين كانت ابنتك البارحة؟ قالت الم :كانت في البيت
..أين ستكون !! ...
المديرة :هل تناولت مع ها طعام الغداء ،ثم أشر فت على درو سها ومذاكرت ها ..و هل لح ظت
ساعة نومها؟
قالت الم :لن الولد لهيم جناح خاص بهيم ،تشرف عليهيم إحدى الخادمات ..فهيي التيي
تح ضر ل هم الطعام ..والشراب ..و هي ال تي تقوم بالشراف على درو سهم ..أل يك في أن نا
تعبنا في حملهم وإنجابهم!! ..
قالت لها المديرة :أتعرفين أيتها السيدة المحترمة ..أن ابنتك لم تبت البارحة في جنتها الحالمة
!! وبرجها العاجي !! ..إنما كانت تبيت في بيت إحدى المعلمات جزاها ال خيرا.
قالت الم وقيد فوجئت واندهشيت مميا تسيمع :ماذا؟! أنيا ل اسيمح بمثيل هذا الكلم ..وهذا
التطاول ..نحن من عائلة معروفة ي كما تعلمين ي وقد يؤثر هذا الكلم على سمعتنا !! ..
قالت المديرة :أيتها السيدة ....إنه ليس كلما كما تتصورين ..إنه أمر واقع مر ..أنت أداته
الفاعلة ..ونحن نتجرع غصته ..أنت أم ..والمو مة لفظة تل قي بظللها على أركان الن فس
النسانية السوية ،فتدفعها دفعا ل شعوريا إلى التضحية والعطاء ..وإسباغ الحنان ..والشعور
بالرحمة ،أين أنت من كل هذا؟! ألست أمها؟ ما هو شعورك نحو ابنتك؟ أين أنت منها؟! إنها
كنزك المخبوء ع ند كبرك ..وب عد مو تك ..إ نك إن لم ترحمي ها في صغرها ..حر مت من
رحمتها لك عند كبرك ..وبعد موتك ..أنت لو كانت معك كنوز قارون فإنها ستفنى ،ولكن
الرح مة ..والحنان ..والتضح ية ..والصيبر ..كل ها نودع ها فيي خزائن ال الذي ل تضييع
عنده صيغيرة ..ول كيبيرة إل أحصياها لنيا ،ثيم يبارك لنيا فيهيا . .فيي أي عالم أيتهيا الم
تعيشين؟!
طأطأت الم رأ سها ،ثم التف تت إلى البريئة ابنت ها وقالت ل ها :أ ين ك نت البار حة ...؟ فأجا بت
الطفلة بكل براءة ..وكأنها تعبر عن مشكلتها بكل صدق.
قالت الطفلة :ماما ..لقد تناولت طعام العشاء البارحة مع المعلمة وأولدها ..ثم نمت معهم ..
ورأيت المعلمة في الليل تمر علينا واحدا واحدا وتغطينا ..إنها يا ماما تخاف على أولدها من
البرد ..ثم تناولنا وجبة الفطور أيضا كلنا مع بعضنا ..الفطور جميل يا ماما ..ولذيذ ..وقد
عملت لي المعلمة شطيرة من الجبن أكلتها في الفسحة المدرسية ..كم سعدت يا أمي في بيت
المعلمة ..أفطري معي يا أمي ..كل يوم ..وتعشي معي ..أرجوك يا أمي ..
نهضت الم من مكانها وهي ممتعضة ..وغادرت تجر ابنتها وهي تتمتم قائلة :ويل لكما اليوم
مني أيها السائق وأنت أيتها الخادمة ..هذا كل ما قدرت عليه ..هذه الم )37( !! ..
قلت :القصة ل تحتاج إلى تعليق ،وهي مهداة إلى كل السر من المهات والباء الذين يزيفون
المو مة والبوة بالخدم وال سائقين ،ويظنون أن المو مة والبوة معاشرة وح مل وإنجاب ف قط،
ول يعرفون أنها مسؤولية وأمانة وتربية.
مطلقة على أبواب الثامنة عشرة
كنت صبية في السادسة من عمري ،لم تفارقني آثار الطفولة بعد ..فلم أكن أتردد عن اللعب
بالماء في حديقة منزلنا ..أما دميتي فلم تزل رفيقتي حتى اليوم منذ أن كان لي من العمر ست
سنوات ..ل أهنأ بنوم إل بجانبها ..ويغمرني الفرح حينما أبتكر لها تسريحة أو ألبسها فستانا
جديدا.
وكنت وحيدة والدي ،فقد حظيت باهتمامهما الفائق ودللهما الزائد ل سيما ونحن أسرة ميسورة
..كان دللهما يؤخر نضوجي ويؤجل انتهاء مرحلة طفولتي إلى حين ..وهكذا مرت اليام،
ملؤ ها الل هو والفرح وال سرور ،ح تى جاء اليوم الذي أ خبرتني ف يه أ مي بالمفاجأة :ل قد خط بك
جار نا لب نه ،و هو ك ما تعلم ين ..صاحب أ كبر شر كة سيارات ..ستسافران إلى الخارج
لقضاء ش هر الع سل ،و ستسعدين بإذن ال ،و في ال غد سنذهب إلى ال سوق لنشتري ما تريد ين،
وبكل عطف وحنان قالت :وفقك ال يا بنيتي!
ثم سافرت إلى أوربا لشهر كامل ،ومرت اليام سعيدة هنية ،حتى عدنا لرض الوطن ،وهنا
بدأت الحقائق تتساقط على رأسي واحدة تلو الخرى ..اكتشفت أن زوجي لم يكمل تعليمه كما
أخبر نا ..و هو ل يع مل؛ بل يعت مد في م صروفه على عطا يا والده ،ك ما أ نه ل ي صلي ول
يعرف طر يق الم سجد ..ور حت في رب يع عمري أتعرض لن سمات حار قة من ق سوة زو جي
وفظاظته ،حتى ذهبت نضارتي ونحل جسمي ،وازددت بؤسا وتعاسة حين اكتشفت أنني حامل
..لم ي كن يهم ني أن زو جي لم يك مل تعلي مه أو أ نه ل يع مل ..ول كن لم أ عد أحت مل ق سوته
المفرطية ،وعدم تورعيه عين ضربيي وإهانتيي لتفيه السيباب! عدا عين سيهره الدائم خارج
المنزل ..وعدم إحساسي بالمان إلى جانبه كما ينبغي لكل زوجة ..فكرهت حياتي برمتها،
ولم يعيد أماميي سيوى طلب الطلق ،والدعاء بالمغفرة لوالدي الذي زوجنيي دون سيؤال عين
أخلق الزوج ودينه ،ولوالدتي التي لم تسأل عن المجتمع الذي سأعيش فيه بقدر ما سألت عن
قيمة صداقي والهدايا والعطايا ..وهكذا أدركت لماذا ينبغي على الناس أن يسألوا عن صلح
الزوج وتقواه وورعه ،وليس عن منصبه وجاهه وماله ..إذ أن من يخشى ال فسوف يتقيه،
ويخافه في أقرب الناس إليه وهي زوجته.
وها أنا اليوم أعيش بعد طلقي منه بين جدران شهدت عهد طفولتي كما شهدت عهد شقائي ..
وأحميل وسياما يحرق فؤادي ..وسياما تشقيى بيه كيل مطلقية ،إنيه الطلق ،أنيا الطفلة البريئة
المدللة ،غدوت اليوم مطل قة ،أرمق بعيون ملؤها الشك والريبة ،وأعاب بما ليس لي فيه ذنب
ل للزواج ،من
ول خطيئة ،هذا الو سام الذي و سمني به والداي عند ما زوجا ني وأ نا ل ست أه ً
رجل يحمل المال ..فقط ! ..مطلقة كلمة ترميني في دهاليز اللم والحزن.
ول كن بالر غم من ذلك كله لن أيأس ،و سأبدأ حيا تي من جد يد ،وأك مل درا ستي . .و سألتحق
بحلقات تحفيظ القرآن ومجالس الذكر ،ولن أقبل إل بمن يحفظ القرآن ..كاملً)38( .
الخادمة سرقت زوجي!
أصبح من المعتاد أن تطلب المرأة خادمة في بيتها سواء كانت تحتاج إليها أم ل؛ لكن الغريب
أن ترفض النساء ذلك وتلح في الرفض حتى لو كانت تحتاج إليها نظرا لكثرة العباء المنزلية
..فما السباب وراء ذلك!
ى قائلة :لم أكن أتصور أن "الخادمة" ستؤدي دورا كبيرا مثل ما حدث
تروي ريم حكايتها بأس ً
في حيا تي ،ف قد تزو جت م نذ حوالي سنتين ،ك نت مقتن عة بزوا جي هذا تماما ،ف قد كان زو جي
مثاليا ،ويبحث عن كل ما يرضيني ليفعله ،وحدث الحمل بعد الزواج بشهور قليلة.
ورغ بة في إرضائي أح ضر لي زو جي خاد مة فلبين ية ،ك نت في الش هر الولى للح مل متع بة
جدا أكاد ل أقوم من الفراش ،و هي تقوم ب كل أعمال المنزل ،ولن هذا هو حملي الول فقدت
كثيرا من وزني وحيوتي ،وهي في كل حيويتها ورونقها.
أصبحت زاهدة في كل متع الدنيا نتيجة لمتاعب الحمل ،مرهقة ،ول أتزين دائما وهي دائما في
كامل زينتها ،تجوب بيتي كأنه لها! بدأت أحس نحوها بشيء غامض ودفعني إحساسي هذا إلى
مراقبتهيا ،ولحظيت منهيا بعيض التصيرفات ،ومنهيا أنهيا تغيير ملبسيها وتتزيين وتعدل مين
ت سريحتها ع ند عودة زو جي ،وبتكرار ملحظ تي أيق نت أن ها تتز ين لزو جي لكن ني أبدا لم أف قد
الثقة فيه لحظة واحدة.
الح مل ي كبر وأ نا أزداد وهنا وضعفا ،و هي تبالغ في زينت ها وتزداد حيو ية ،وكا نت الم صادفة
ال تي صعقتني ،ف من عادة زو جي أن يقرأ ال صحف ب عد الغداء في حجرة مكت به ،ذه بت إل يه
ل لكنني فوجئت عندما رأيته مع الخادمة في وضع غير لئق.
لجلس معه قلي ً
وتنحدر من عيني "ريم" دمعة وتكمل في حزن ظاهر :لحظتها لم أنطق بكلمة ،حاول أن يكفر
عن خطئه ،فطرد ها في اليوم نف سه ،ولكن ني خر جت إلى منزل أهلي ،لم أ حك ل هم شيئا م ما
حدث ،وحتى الن لم أعد إلى زوجي ..ولن أعود)39( .
قلت :كل من تساهل في اللتزام بالحكام الشرعية جنى عاقبة ذلك من الوقوع في الحرام ،أو
الضطراب في مسيرة الحياة ،ومثل هذه الحالة ربما ينطبق عليها قول الشاعر:
طرائف أسرية
تمهيد
إن مين أسيباب غرس المحبية فيي القلوب وبيث النشاط فيي النفوس بيين الزوجيين أحادييث
الم سامرة والطرائف المضح كة .أعت قد أن ذلك من المور ال تي قد يغ فل عن ها ب عض الزواج
فتجد جل كلمهم في هموم الحياة ومشكلتها وواجباتها ومسؤولياتها ،فالزوجة عادة ما تتحدث
عن مشكلت الولد ومتاعبهم ،ونواقص البيت وحاجاتهم ،والزوج يتحدث عادة عن صعوبات
الحياة ومشقة العمل ،فالحياة جافة مما يزرع في القلوب الجفوة والنفرة.
ولذلك كان صلى ال عل يه و سلم يحرص على م سامرة زوجا ته ...و ما حد يث أم زرع ع نا
ببعيد؛ بل حث صلى ال عليه وسلم أصحابه على ذلك ولم يكتف عليه أفضل الصلة والسلم
بمجرد فعله ميع أنيه كاف فيي الدللة على المشروعيية حييث قال لجابر :هل بكرا تلعبهيا
وتلع بك وتضاحك ها وتضاح كك . .فالحياة الزوج ية بأ مس الحا جة إلى م ثل هذه الوقفات ...
وقفات الملعبة والمضاحكة..
ين فقال:
يف عباده المؤمنيي
يتطاعة؛ لن ال وصي
-1أن يكون الكلم هادفا بقدر السي
(والذين هم عن اللغو معرضون).
-2أن تكون المسامرة خالية مما نهى ال عنه من الغيبة والنميمة ،وإذا وقع ذلك فعلى
السامع أن يرشد المتحدث كما فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم.
-5أن تكون خالية من الكذب ..لنه قد ورد النهي عن الكذب لضحاك الناس ..
-8أن تكون بقدر لن كثرة الضحيك يمييت القلب ..ويشغيل عين المهمات ويسيقط
المروءات.
هي -أن ل يكون فيها ما يقدح بخاطر الزوجة أو الزوج.
إذا ث بت هذا ..فإن هذه الطرائف أوردهاعلى ل سان قائلي ها م من سمعت أوقرأت فأعج بت
بما كتبوا أو قالوا ،وهي ل تخلو من ملحوظات ..ولكن ظني أنها بالجملة مما ينفع سماعه
وال يغفر الشطط ،وقد اجتهدت أن أذكر المرجع الذي اقتبست منه ولكن ربما عجزت عن
بعضهيا نظرا لنسيياني المرجيع الذي أخذت عنيه ،فليغفير لي أصيحابها ذلك فإنميا الخيير
أردت...
عندما هممت بالزواج من الثانية!
ما أكثر ما يدور الحديث في مجالس الرجال عن التعدد ،وإن كان الكثير من الكلم ل رصيد
له من الع مل في الوا قع ،ويبدو أن ذلك تنف يس عن المنيات المكبو تة والمال المحبو سة في
صدور الكثير من الرجال ،والتي ل يستطيعون التصريح بها أمام زوجاتهم!!
وفي مجلس من المجالس الذي دار فيه الحديث عن تجارب المعددين ،قال أحدهم:
حدثت ني نف سي يوما بالزواج من ثان ية ...ول ما ك نت حري صا على أن أم هد لزوج تي ق بل أن
أ صارحها برغب تي في الزواج ف قد بح ثت عن كتاب أو ر سالة تبين ف ضل التعدد وأهمي ته ..
وفعلً اطلعت على مقالة أعجبتني في صحيفة فانتزعتها ووضعتها في موقع بارز في "المطبخ"
رجاء أن ي قع ب صر زوج تي علي ها فتقرأ ها ،ل عل ذلك يخ فف غيرت ها وي حد من غضب ها عند ما
أصارحها بما يدور في نفسي.
ذه بت إلى الع مل وأ نا أف كر في مو قف زوج تي من هذا المقال وماذا سيكون رد فعل ها عند ما
تقرؤه ..لقد كنت متفائلً في أن المقال سيغير موقفها وسيسهل علي مهمتي التي عزمت عليها
..ولكن عندما عدت من عملي في آخر النهار ودخلت المطبخ ..خاب ظني وتلشى تفاؤلي،
حيث وجدت مقالي قد وضع على طاولة الطعام وقد وضعت زوجتي فوقه سكينا كبيرة!!
قلت ي في نفسي ي وأنا أنظر إلى السكين :الن عرفت السبب الذي جعل الكثير من الرجال
يحجمون عن التعدد على الرغم من كثرة ثرثرتهم حوله في مجالسهم ،يبدو أنهم رأوا سكاكين
كثيرة ..ورحم ال "زوجا" عرف قدر نفسه.
أنا وأب زوجتي
أ نا وأب زوج تي في إشكالت م ستمرة ..ات صل ب نا مبديا رغب ته في زيارت نا ورحب نا وهلل نا
وسيهلنا وطلبنيا منيه موعيد إقلع الرحلة حتيى نكون فيي انتظاره ..اتصيل هاتفيا ولم أكين
ل من مو عد القلع من الرياض ..
موجودا ،وأبلغ زوج تي مو عد الو صول إلى مطار جدة بد ً
فذهب نا إلى المطار وفوجئ نا بأن الرحلة قد و صلت من ع شر دقائق وال عم غ ير موجود ،وب عد
البحث والتقصي عرفنا أنه ذهب إلى بيت ابن أخيه بالرغم من أنه يعرف عنوان بيتنا ،وهذا
دليل "الزعل" وذهبنا على الفور إلى بيت أبن أخيه ،وقد قدمنا له فروض العتذار ورجوناه أل
يؤاخذنا على الخطأ وسوء الفهم ،واتفقنا على أن يتغدى في بيت ابن أخيه ويتعشى عندنا...
وتكفيرا عن الخ طأ الذي اقترفناه ف قد ذه بت إلى م حل حلويات راق ،واشتر يت كيلوي بقلوة
زينت بها السفرة التي كان يتوسطها مفطح مندي استندت قيمته من أحد الصدقاء .. .انتهى
العشاء وانصرف الضيوف ،ونمت تلك الليلة مرتاح الضمير ..وفي الصباح ذهبت إلى العمل
للتصل بي زوجتي من المستشفى لن أباها مريض بالسكر ،وقد أسرف في تناول الحلويات،
م ما اض طر ال طبيب إلى إدخاله الم ستشفى ،وال سبب معروف هو أن ني تعمدت شراء البقلوة
للنتقام من عمي!
وخرج العيم مين المسيتشفى وتحولت سيفرتنا إلى سيفرة مسيتشفيات :رز مسيلوق ،دجاج بدون
جلد ،دهن قليل الدسم ،خبز أسمر ،إلخ ....مما ل يخفى عليكم ..ولكنني حتى هذه المرة لم
أ سلم من تشن يع ال عم ي حف ظه ال يي ف قد اتهمنيي بالب خل ومحاولة تطفي شه ،طبعا كل هذه
الرسائل كانت تصلني بصورة غير مباشرة عن طريق ابنته ي زوجتي ي
بقلم: ألم أقل لكم إنني أنا وأب زوجتي في إشكال مستمر؟! ()41
التعيس.
جارتنا وكالة أنباء
الت صقت الثرثرة بالمرأة ...وظلت القلم تتناول هذه الظاهرة ،وتزيد ها الت صاقا بالمرأة ح تى
ترسخت في عقولنا جميعا بأنها من لوازم شخصيتها!!
ومع التسليم بأن هناك ن ساء ل يعر فن الثرثرة ..إل أن الدلئل كل ها تش ير إلى أن ن سبة عال ية
منهن يعرفن الثرثرة ويحترفنها.
جارتنيا العزيزة "عزيزة" ل يمير يوم إل وتقوم بزيارتنيا دون موعيد سيابق ..وبمجرد إلقائهيا
تحية الصباح أو المساء ..تبدأ في بث إرسالها ،حتى لكأنها وكالة رويتر والستوشيتد برس
والشرق الوسط وغيرها ،في آن واحد!!
ونظرا لن زوجتي ي شفاها ال ي تعاني من ضعف السمع فإن جارتنا يعلو صوتها ،فيصل
حجرتي ليخترق سمعي تماما كما يخترق سمع زوجتي المسكينة التي ل تجد مفرا من السمع
والنصات ..فكلهن من "حواء" ويردن أن يعرفن أسرار بعضهن ..ول تخرج نشرة جارتنا
عن أن "فلنة" كانت على خلف مع زوجها طوال شهر مضى ..وبنت فلن تركها عريسها
ل سباب سوف أحاول معرفت ها ..والجارة "الفلن ية" تغار على زوج ها م ني ،وفلن مر يض،
وبنت جارتي ضربها ابني ..و ...و ...إلى آخر الزعيق والنعيق الذي ل يتوقف من جارتنا
العزيزة "عزيزة" !! ..تتخلل ذلك لحظات صمت معدودة ،فأ ظن أن مو عد ان صرافها قد حان
..إل أن ني ي من وا قع التجر بة ي تبينت أن فترة ال صمت هذه ما هي إلى فترة همهمات
وتمتمات في أذن امرأتي المسكينة حتى لكأن المر يتعلق بسر خطير ..إضافة إلى هذا كله..
زوجتي ي كان ال في عونها ي تظل مجالسة للجارة دون أن تعبأ بأنني في حاجة إلى تناول
غدائي أو إفطاري ،بعيد يوم عميل شاق ،أو قبيل الخروج إلى العميل ،والصيغار المسياكين ل
يكون أمام هم سوى خيار ين ..إ ما الذهاب إلى المدر سة دون تناول الفطور ،أو النتظار دون
غداء ،وهذا كله يتوقف على موعد زيارة جارتنا العزيزة "عزيزة" التي تأتي دون سابق إنذار.
هذا كله ل يمنيع زوجتيي مين التردد على المطبيخ مين آن لخير لعميل المشروبات باختلف
أنوعها ..وتعددها من ساخن إلى بارد ..إلى نصف ساخن ،وذلك إكراما لجارتنا.
العرض مسيتمر ولمدة ل تقيل عين ثلث سياعات ،وفيي الغالب يتيم ذلك فيي الفترة الصيباحية
"على الرييق" ،الحسينة الوحيدة لجارتنيا العزيزة "عزيزة" أنهيا أعطتنيي تفسييرا لعدم اهتمام
زوجتي بقراءة الجرائد ،أو عدم سماع نشرات الخبار التي تبثها الذاعة والتلفزيون ،حيث إن
اجتماع جارتها بها يغنيها عن ذلك كله.
وآه لو تكل مت مع زوج تي منتقدا جارت ها ،سرعان ما تك شر عن أنياب ها وتبادر ني قائلة :هذه
نميمة وغيبة ول يصح منك ذلك!!
وأتساءل :أليس ما يحدث بين زوجتي وجارتها هو من باب الغيبة والنميمة؟؟ أعرف أن المرأة
العاقلة "الرا سية" ت ستطيع بذكائ ها أن ت حد من ثرثرة جارت ها بش يء من "الدبلوما سية" الهادئة،
والصد ،وتوجيه النصح غير المباشر ،وعدم مسايرتهن في تناول سيرة الناس.
صحيح أن الود والصلة مطلوبان بين الجيران ولكن بحدود حددها الدين والعراف السائدة في
كل مجتمع ..ليت نساءنا يفهمن تلك الحدود ول يفسرنها تبعا لهوائهن..
رحيم ال أيام زمان ،يوم أن كان الجيران يثمنون العلقية فيميا بينهيم ..يتزاورون ،ويهنيئ
بعض هم بعضا في المنا سبات ،لم ي كن الح قد يعرف طريقا إلى قلوب هم؛ بل كان النقاء وال صفاء
سيمعتهم الرئيسية ..أصيابع التهام كلهيا تشيير إلى أن الماديات طغيت واسيتطاعت أن تمحيو
الخلقيات ،وتحول العالم من عالم الخاء واليثار إلى عالم التناقضات والنانية!!
رحم ال جدتي عندما كانت تقول في الجار " :الجار جار ولو جار" أي أن الجار سيبقى جارا
حتى لو ظلم جيرانه ...كذلك حينما كانت السرة تنتقل من مسكن إلى آخر كانت جدتي تنصح
بقول ها" :الجار ق بل الدار" ،ثم تت بع ذلك بقول ها " :دي مش عشرة يوم ..دي عشرة دوم" ..أي
أنها عشرة دائمة ..
تبخرت أقاو يل جد تي" ،وكأن ها أذ نت في مال طة" ور فع الجيران اليوم شعارات عديدة ل عل من
أبرز ها (أ نا و من بعدي الطوفان) ..فل ح ساب لشعور جار بجار مر يض ،أو لجار أل مت به
مصيبة ،أو لجار أراد أن يستريح في بيته بعد مهمة عمل شاق ..
وبالتأكيد ي عزيزي القارئ ي استطعت أن تفسر ثرثرة جارتي مع زوجتي ،والتي هي ي في
اعتقادي ي ل تخرج من كون جارتي بسلمتها "بتحلي قعدتها" ..أي أنها ل تستطيع ترغيب
زوجتي سوى بالحديث في سيرة 0فلنة وعلنة ،وزعيط ومعيط ،ونطاط الحيط))42( .
طباخة ماهرة
كنت ل أزال في بداية المرحلة الجامعية عندما تزوجت ..كان أول شيىء أخبرت به زوجي
بعد عقد القران أنني ل أتقن فن الطبخ ،لنني لم أفكر يوما في الدخول إلى المطبخ لعمل وجبة
غداء أو عشاء للعائلة ،فما كان منه إل أن ابتسم وقال" :أنوقف استمرار مسيرة حياتنا من أجل
عدم إتقانك للطبخ فأنا ل أهتم بمثل هذه المور".
و سارت حيات نا الزوج ية بل عناء أو ن كد أو خ صام ،ف قد كان زو جي ع ند وعده لي ،يحت مل
الكث ير وتغا ضى عن الكث ير ،وال حق أن ني ك نت أج هد نف سي في إتقان طب خة أو أكله يحب ها،
فترا ني أب حث ب ين طيات الك تب ،أو أر فع سماعة الها تف ل سأل ذوات ال خبرة والخت صاص،
ف صعدت در جة واحدة ف قط في سلم الط بخ كا نت بالن سبة لي قفزة وا سعة خا صة ب عد سماع
تشجيعات زوجي وإطرائه المستمر ،كان زوجي من نوعية الرجال الذين يستقبلون الكثير من
ال صدقاء على وج بة العشاء مرة أ سبوعيا على ال قل ،و في كل مرة كان يقوم بشراء وجبات
خارجية حتى جاء اليوم الذي أحسست فيه أن هذا عيب كبير في حقي كزوجة ،وكثيرا ما كنت
أشعر منه أنه يتمنى اليوم الذي أقدم فيه شيئاَ لصدقائه من صنع يدي ..وقررت أن أقوم بهذا
الع مل من ال سبوع المق بل ،فأخذت أ ستعد لذلك إلى أن جاء يوم ال ستقبال ،وحاولت جاهدة أن
أتقن ما أقوم بعمله خاصة وأنا أرى السرور والفرح ينتاب زوجي ،ومكثت ساعات في المطبخ
ولكن محاولتي الولى ماتت يوم مولده ،فأنا لم أتقن عمل كمية بسيطة تكفيني وزوجي فكيف
إذا بكم ية لعشرة أشخاص أو أك ثر بقل يل ،ثم إن ني ل ألم بأ ساسيات الط بخ ف قد وض عت الرز
على نار متوه جة وكم ية الماء قليلة جدا ح تى تعان قت حبات الرز من ب عد الفراق وأ بت إل
الوصال ،وأصبح وكأنه معد لكبار السن في دار العجزة الذين فقدوا أسنانهم وأضراسهم فهو
للبلع أقرب منه للمضغ ،ورأيت انكسار خاطر زوجي وذبول عينيه التي ما برحت تنظر إلى
الرض مين شدة الخجيل مين الصيدقاء الذيين فجعوا بهذا المصياب اللييم ،فبعيد النتظار لم
يجدوا إل الدمار ،وانتهت الضيافة وخرج الصدقاء وقد ماتت على لسان كل واحد منهم كلمة
عزاء يود لو قالها لزوجي على هذه الزوجة الماهرة.
وبكيت في تلك الليلة كأن لم أبك من قبل ،بكيت على فشل ،بكيت على عدم إتقاني لفن الطبخ
الذي هو تاج تفتخر به كل زوجة ماهرة ،والذي لم يكن يعني لي شيئا قبل الزواج ،بكيت بشدة
على الموقف المؤسف المحرج الذي وضعت زوجي الحنون فيه.
بكيت على تحمله لي وحسن عشرته وصحبته والتي أقابلها بالخيبة والفشل.
بك يت إلى أن بزغ يوم جد يد تفجرت في نف سي في ذلك اليوم موه بة جديدة ا سمها فن الط بخ،
فقد أصبح حديثي الدائم والذي ل ينتهي هو الطبخ وما هي أساسياته وكيفية إتقانه ،ويوما بعد
يوم أصبحت أتقن مئات الطبخات والحلويات ،وأصبح زوجي يستقبل أصدقاءه مرفوع الرأس
وهو يسمع إطراءهم على طعامي اللذيذ.
ولك ني تعل مت در سا لن أن ساه ...وأ حب أن أحدث به كل فتاة على أبواب الزواج ،وأن صحها
بأن تتعلم أسياسيات الطبيخ وتتقين عميل الكثيير مين المأكولت؛ لن هذا المير سييكون مهما
بالنسبة لها بعد الزواج ،فإذا ما جاءها زوج حنون فإنها ستشعر بمدى الساءة التي تسببها له،
ك يف تقا بل إح سانه بإ ساءة؟, ،إن كان غ ير ذلك ف ستكون هذه بدا ية المشاحنات ،ف قد حدثت ني
إحدى القريبات بأن زوج ها كان يترك الب يت ويذ هب إلى أ حد المطا عم و هو نا قم علي ها وعلى
حال ها ،وكا نت نظر ته ترمق ها دائ ما و هي تقول " :بأ نك ل ت ستحقين ل قب زو جة" .وكان هذا
المير يكدر عليهيا حياتهيا إلى أن أتقنيت صينع الطعام ،وقديما قالوا :أقرب طرييق إلى قلب
الرجل هو معدته ...
مع تحيات زوجة ناصحة.
وأنا أقول :أيتها الخوات:
-1إن أمر الطبخ واهتمام المرأة فيه أمر مهم؛لن ذلك من أساسيات
خدمة المرأة لزوجها.
ومما يزيد في كسل المرأة وتهاونها في أمر الطبخ تدليل زوجها لها بموافقته
الدائمية على شراء الطعام الجاهيز وقيت الولئم ،فإن هذا يعود المرأة على
الك سل وعدم الهتمام ب فن الط بخ ،أ ما إذا أو كل الر جل للمرأة أ مر الط بخ في
بعض الولئم البسيطة وأجبرها على ذلك ي من غير إضرار بها ي فإن هذا
في الحقي قة م صلحة ل ها ،ل نه سيدفعها إلى أن تتعلم ما يم كن تعل مه في هذا
الفن.
–4والمر الخير الذي نؤكد عليه أنه ل بد من تدريب البنت قبل زواجها على
أمور الطبيخ وتدبيير شؤون المنزل ..ولعلي أختيم هذه الطرفية بميا قاله ذلك
الزوج الذي تبرم من زوجته وكسلها وتهاونها؛ بل ومن بنات العصر اللتي
غلب عليهن التهاون ..فقال مناديا)43( :
في مجلس من مجالس "الثرثرة" قالت فلنة لجارتها :وال يا ( " ) .....سمنت كثيرا" ل بد أن
تنتبهي لنفسك!!....
وكأن ها عند ما سمعت هذه العبارة ن قل ل ها خبر وفاة قر يب ل ها ..فتكدر خاطر ها ..وضاق
صيدرها ،وتغيير وجههيا وجلسيت وهيي تحميل هما ثقيلً بيين قريناتهيا وسيألتهن بقلق بالغ:
أدركوني ..ما الحل؟ سمنت ..كيف أنحف؟
سؤال بل يغ ..أجا بت عل يه الحاضرات بحماس شد يد واهتمام بالغ ،وإلي كم أبرز الحلول ال تي
ذكرت للمسكينة المعذبة!!...
-3تناول بعيض أنواع العشاب وإن كان غالبا طعمهيا مرا وبلعهيا
صيعبا ،فالمرارة الحقيق ية فيي فقدان الرشاقية وصيعوبة الحصيول
عليها !! ...
-4شفيط الدهون مين الجسيم لدى أحيد مراكيز العلج الطيبيعي أو
المستشفيات الخاصة للتخلص منها ،وإن كانت العملية مكلفة ماديا
بعض الشيء إل أن هذا غير مهم فالمهم "الرشاقة"!! ..
-6وهذه خطوة جديدة وهي "المضمونة" اربطي فمك (!!!) نعم ! ...
اذهبي لحدى العيادات الخاصة وادفعي ما يقارب اللف ر حتى
يربطوا ف مك ،ول ي صبح لك سوى فت حة صغيرة بالكاد تتمكن ين
خللهيا مين شرب السيوائل فقيط؛ بيل وبالشفاط !! ..عندهيا ل
تأكليين رغما عين أنفيك وتخفيين خلل فترة زمنيية قصييرة ،وإن
كان مظهرك خلل فترة ربط فمك سيكون شاذا نوعا ما ،كما إن
كلميك سييكون غيير واضيح ...ولكين ل بأس فالصيبر مفتاح
الفرج ..سيتصبرين وتناليين ..وهذا مؤكيد فكثيرات أقدمين على
هذه الخطوة ونجحن فصرن من معشر الرشيقات.
هذه هيي جمييع الحلول التيي قدميت للمسيكينة وهذه تعليقاتهين القيمية ،ولو دخلت
المجلس ورأيت حماسهن وانفعالهن حين الحديث لحسبت أن المر أعظم من ذلك
وأكبر ..وإذا به من أجل الرشاقة!!....
أكل هذا بحثا عن "الجمال"؟ فكيف حال من يبحث عن السلمة والعافية من مرض
ألم به؟ كيف حال من يدفع كل ما يملك ليحصل على طعام يسد جوعه؟ كيف حال
من يعمل ليل نهار ليشتري علبة حليب لبنه الرضيع؟ كيف حال من يسافر بعيدا
عن بلده وأهله ليجمع المال ويوفر العلج؟ كيف؟ وكيف !! ...
الفراغ :هل هو الذي أوصل النساء لهذه المرحلة؟ أم حب المظاهر والتعلق بالدنيا؟
أم ماذا؟
-1الحفاظ على الو صية النبو ية" :ثلث لطعا مه ،وثلث لشرا به ،وثلث
لنفسه".
-2القيام بأعمال المنزل والستغناء عن الخادمة ي إن أمكن ي وإل
فمعاونتها في أعمال البيت وعدم إسناد كل المهام لها.
-3الكثار من صيام النافلة مع الملحظة أن يكون قصدك طاعة ال
تعالى.
أما مراكز العلج الطبيعي ففري منها فرراك من السد ،فإنك ستخرجين منها كما
دخلت ،ولن تكون هناك "رشاقة" إل في حق حقيبتك.
خلق ال عيز وجيل النسيان فيي أحسين صيوره ،وجعله فيي أفضيل هيئة ،ودعاه إلى التزيين
والتجمل فقال( :يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) ( )45وقال نبينا صلى ال عليه وسلم:
"إن ال جميل يحب الجمال"(.)46
وأباح ي عز وجل ي للنساء في أمور الزينة والتجمل ما لم يبحه للرجال؛ وذلك لكون غريزة
حب التزين عند النساء أكبر منها عند الرجال ،ولهذا أباح لهن الحرير والذهب وحرمهما على
الرجال.
و مع مراعاة ال سلم لهذه الغريزة ع ند المرأة إل أ نه دعا ها لضبط ها بضوا بط شرع ية ،فحدد
لهيا حدودا ينبغيي عدم تجاوزهيا ،وحرم أشياء يجيب عدم انتهاكهيا ،حرصيا مين الشارع على
كرامتها وحماية لها من كل ضرر في دينها أوعقلها أو نسلها أو مالها ...وعندما تنفلت المرأة
من هذه القيود والضوا بط الشرع ية فإن ها تتردى في أود ية تلك الغرائز والرغبات ح تى ت صل
إلى حد السفه والحماقة..
ومن أمثلة هذا النفلت ما قرأته عن الفتاة المريكية (كاثي ليوك) حيث استبدلت وجهها بوجه
آخر ياباني حتى تستطيع أن تتزوج من الشاب الياباني الذي أحبته خلل إقامتها في اليابان ،إل
أن أسيرة الشاب اليابانيي رفضيت أن تزوج ابنهيا إل مين إحدى اليابانيات ..وإزاء ذلك وحتيى
تستطيع (كاثي) أن تتزوج عشيقها ذهبت إلى أحد جراحي التجميل وطلبت منه أن يغير ملمح
وجه ها ح تى تبدو كاليابانيات ،فقام ال طبيب بتعر يض أنف ها وتغي ير ش كل حاجبي ها ح تى ت صبح
عيونها ضيقة!! وبعد كل هذا رفضت السرة الزواج.
أما عن حبيبها فلم يعجبه وجهها "المريك ي ياباني" وتركها وتزوج من فتاة يابانية ،وأمام هذه
الخيبة لجأت كاثي ليوك مرة أخرى لجراحة التجميل لستعادة وجهها المريكي!
والح مد ل على نع مة ال سلم ال تي أخرج نا ال ب ها من الظلمات إلى النور ،و من هذا التخ بط
الشيطاني إلى الهدى الرباني)48( .
مسيار
استيقظت "هيلة" مفزوعة لن موعد جارتها "أم علي" قد فات منه أكثر من نصف ساعة ...
لبست "هيلة" عباءتها ،وخرجت نحو "أم علي" ولكنها نسيت شيئا مهما ..فهي خرجت دون أن
تغسل وجهها وتمشط شعرها ..وما علمت المسكينة أن شكلها للجن أقرب منه للنس!!
ضربت الباب بشدة ،فيد للباب والخرى للجرس ..وجاءت "أم علي" مذعورة ،من الطارق ...
من ! ...
أم علي ..أم علي افت حي أ نا "هيلة" ع سى ما تأخرت ،فت حت "أم علي" ودخلت "هيلة" ب سرعة
(تفوق سرعة الصوت) إلى مجلس النساء أخذت تصافحهن قائلة "صبحكم ال بالخير" ..والكل
يرقب شكلها الموحش ،والذي ل يعرف "هيلة" ظن أن الوجه اليابس والشعر الشعث "موضة
برشلونة الجديدة"!
جلست هيلتنا في أضيق مكان في المجلس! ولم تأبه بتململ من بجوارها ..ثم قطعت حيدثهن
كالعادة قائلة :سمعتوا آخر خبر "سوبر" تطلقت وهالحين هي و "أبو إبراهيم" من محكمة إلى
محكمة ..أنا شفتهم بعيوني ..ال يعينا يالحريم" ،سوبر" ثالث واحدة تطلق هالشهر بعد "شما"
و "أم نضال" الفلسطينية ...بس "شما" تستاهل لنها مغرورة وتدلع ....وال ما تحسفت عليها
..إللي تحسفت عليها "أم سعد" الزينة يتزوج عليها زوجها ..ال يغربله..
عنيد ذلك لم تصيبر "فاطمية" – المرأة التقيية يي على هذه الغيبية وكشيف السيرار والرجاف
فقالت:
ح سبك يا هيلة ..ات قي ال ..كذب وافتراء وغي بة ..إلى م تى؟ تدر ين أن " سوبر" ما تطل قت
ول شيء ..زوجها بيكتب بيت باسمها ولزم تروح معه للمحكمة ،وأنت شفتيهم في المحكمة
وظنيتي !!...و "شما" ما تطلقت ،زوجها تزوج واحد ثانية و"شما" هي خاطبتها ..و"أم سعد"
مب سوطة ومرتا حة ..ول أعدل من زوج ها ..ثم يا أخوا تي الفاضلت ..ود نا نغ ير مجال سنا
من غيبة ونميمة وكذب وتجسس إلى تناصح وتذكير وسوالف تنفع...
خجلت "هيلة" وانسلت من بين النساء إلى بيتها ..تتمنى أن تبتلعها الرض)49(.
مقامة للمتزوجين فقط
قالت :حدثتني صديقتي هيام بنت هشام عن زوج همام ،ليس له مثيل في النام ،حدثتني تشكو
قسوة اليام ،مع زوجها البطل؛ إذ حتى في شهر العسل ،عرفت طعم البصل !! تصحو لكي
تنام ،على شخيير بانتظام ..ل كلمية لطيفية ،ول لمسية حصييفة ...بيل أحادييث عين زوجية
الجيران ..يقول عنها :هي في المط بخ أروع من فنان يدها تدر ذهبا فهي تخيط في الشهر
مائة (فستان)..
وبعد أن ينام ،يسمعها عزفا منفردا من الشخير والكوابيس والحلم ..لن أطيل في الكلم ..
فشرحه يطول ،وزوجها البطل ،يصول أو يجول ..حاله واحد ل يحول ول يزول..
وبعيد سينين عديدة ..تعودت هيام ،وصيارت تتحميل المصياعب واللم ..تعميل فيي النهار
موظفة في المطار!! تفتش الجويب وتكشف العيوب ..وفي البيت تعمل مربية قديرة ..لحمد
ومنيرة ..ول سعود ثم ال صغيرة ..أعباؤ ها كثيرة ..وزوج ها المت يم بالنوم ..دائما يل قي علي ها
اللوم . .إن أخطأ الصغير فذنبها كبير ،لم تحسن التهذيب ،بل تحتاج إلى تأديب ..وإن تأخر
الطعام فيوم الساعة قد قام ..فالجوع كافر ..يجعله يصهل كحصان ولكن بل حافر!!
وفيي المسياء يريدهيا كالعاشيق الملهوف ..ترتدي الحريير ،وتنثير العطور ،وتلبيس الشفوف،
ومن حلو الكلم تتقن الصنوف ،وإن قضت الضرورة تدق بالدفوف!!
وبسرعة كبيرة يبدأ عزفه المعتاد ..في نفس الوقت والميعاد !!! وفي آخر الشهر تذوق ألوان
القهر ...راتبها كله لجيوبه !! وعليها أن تضحي وتخفي كل عيوبه ..هكذا المرأة الصالحة
تكون ،يقولها بصوت حنون !! ثم يربت على جيبها وهو ممنون.
ويهمس في لحظة غرور مثيرة :تستحقين الخير يا أميرة ،أنت بزوج عظيم مثلي جديرة! ()5
قد ذكرت هذه المرأة عدة أمور:
-1مسألة الشخير وقد وجد الطب لها علجا.
-2العتقاد الخاطيئ عنيد بعيض الرجال أن تربيية البناء مين مسيؤولية الم ،ولذلك
يحملها وزر انحرافهم وسوء أدبهم.
-3يريد ها في الم ساء كالعا شق الملهوف و قد كد ها في النهار كدا ،م صادرة للرح مة
التي وضعها ل بين الزوجين( :وجعل بينكم مودة ورحمة))51( .
-4ال ستيلء على الرا تب ،والتضي يق على الزو جة من أ جل ال ستحواذ عل يه ،وهذا
ظلم ،وأخذ للمال بالباطل( :ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل))52( .
وقال صلى ال عل يه و سلم " :إن هذا المال خضرة حلوة ،ف من أخذه بح قه بورك له ف يه ،و من
أخذه بإشراف ن فس لم يبارك له ف يه ،وكان كالذي يأ كل ول يش بع ،وال يد العل يا خ ير من ال يد
السفلى")53( .