Professional Documents
Culture Documents
الجر
في حياتك اليومية؟
تقديم
فضيلة الشيخ
د .عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
تأليف
هنـاء بنت عبدالعزيز الصنيع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد ل الذي خلق فسوى ،والذي قدر فهدى ،وأفقر وأغنى ووفق من شاء للعلم والهدى ،أحمده سبحانه
على م ـا و هب وأع طى ،وأش ـهد أن ل إله إل ال له الملك في الخرة والولى ،وأش هد أن محمدا عبده
ورسوله المختار المجتبى صلى ال عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أولو الفضل والنهى.
أما بعد فقد قرأت هذه الرسالة الموجهة من إحدى الخوات إلى جميع المؤمنات في الحث على الدعوة
إلى ال تعالى وعلى الحت ساب لل جر والثواب على ال سعي في ال صلح ب ين الناس وعلى ح فظ الل سان
وحفظ الزمان وغير ذلك من محاسن العمال وفضائل الخلق الموجهة من هذه الكاتبة إلى أخواتها في
السلم رجاء استقامة كل أخت على الصراط السوي ورجاء احتساب الجر في كل عمل تقوم به المرأة
من أمور الدن يا والد ين ورجاء الحرص على جم يع الخوات لنقاذ هن من الهلكات وانتظام هن في جملة
الداعيات إلى ال تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ولقد أحسنت الخت الكاتبة باختيار المواضيع المهمة
المتعل قة بالحت ساب و صاغت المقال بعبارات سلسة تث ير النتباه وتحرك اله مم رجاء أن يكون ل ها ال ثر
الكبير في نساء المجتمع وأن تكون هذه الرسالة وسيلة إلى مقاومة ما يقوم به كثير من النساء المتطرفات
من الدعوة إلى النحلل من الدين وإلى التهتك والتبرج والتفسخ الذي ينافي تعاليم الدين السلمي وأسأل
ال أن يجزي ال خت الكات بة أح سن الجزاء وأن يك ثر في الم سلمات أمثال ها من النا صحات المخل صات
وأ سأله أن ين فع بهذه الر سالة و ما قبل ها و ما بعد ها من أراد به خيرا إ نه على كل ش يء قد ير وال أعلم
وصلى ال على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
مقدمة
إن الح مد ل نحمده ون ستعينه ون ستغفره ونعوذ بال من شرور أنف سنا و من سيئات أعمال نا من
يهده ال فل م ضل له و من يضلل فل هادي له ،وأش هد أن ل إله إل ال وحده ل شر يك له وأش هد
أن محمدا عبده ورسوله...
أما بعد:
(فا طر)32: خ ْيرَا تِ بِإِذْ نِ اللّ هِ َذلِ كَ ُهوَ الْ َفضْلُ ا ْل َكبِيرُ}
فالحمد ل القائل في كتابهَ { :و ِم ْنهُ مْ سَابِقٌ بِالْ َ
و"ال سابق الذي سبق إلى العمال ال صالحة ...و هو الذي سبق غيره في أمور الد ين ..ال سبق إلى
الخيرات هو الفضل الكبير أي الفضل الذي ل يقدر قدره ...فتارك الستكثار من الطاعات قد ظلم
نفسه باعتبار ما فوتها من الثواب".1
حرصت في هذا الكتاب على ذكر أجور بعض العمال التي قد يـغفل بعض النـاس عن لذلك
احتسابهـا عند ال ،كمـا أني لم أستوعب جميع جوانب الموضوع فـذلك سيحتـاج إلى موسوعة
ضخمــــــة!!
ل تنسي الحتساب.
•إذا زهدت في العمل الصالح ،أو شعرت ببعض الملل والفتور واحتجت لمن يحثك على
العمل.
•إذا كنت تجهلين ثوب العمال الصالحة.
•إذا كانت هميمة حريصة على العمال الصالحة وترغبين في زيادة همتك.
•عندما ترغبين في إلقاء كلمة أو درس عن احتساب الجر.
•إذا شعرت بأن اليام تنفرط بين يديك إنفراط العقد ،وأنت عاجزة أن تجمعي حبيبات هذا
العقد لنها أيام عمرك واليام ل تعود...
•وأخيرا ...إذا ك نت تحبين أهلك فاقرئي علي هم هذا الكتاب لتعلمي هم أهمية الحت ساب كي
ل تذهـب أيامهـم هدرا وهـم أعـز الناس عليـك وأحقهـم بالنصـح منـك ...ول تنسـي يـا
عزيز تي أن تشرحي لولدك بش كل مب سط أجور احت ساب العمال ال تي ستطالعينها في
الصفحات القادمة حتى تربيهم على احتساب الجر منذ الن...
هناء الصنيع
أنت تحبين ال ولكن
هل تريدين أن يحبك ال؟
جواب جميل...
فقد قال بعض الحكماء العلماء "ليس الشأن أن تُحب إنما الشأن أن تُحب".1
تريدين الطريقة؟
تقربي إلى ال يحبك ال...
قال تعالى في الحديث القدسي ...( :ول يزال عبــدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،2) ...ومن
فازت بمحبة ال فقد سعـدت في الدنيـا والخرة ...قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إذا أحب
ال عبدا نادى جبريل :إن ال يحب فلنا فـأحبوه فيحبـه أهـل السماء ،ثم يوضع له القبول في
الرض".3
قال الحافـظ ابـن حجـر" :المراد بالقبول فـي حديـث الباب :قبول القلوب له بالمحبـة والميـل إليـه،
والرضاء عنه ،ويؤخذ منه أن محبة قلوب الناس علمة محبة ال".
الحتساب عمل قلبي ،ل محل له في اللسان ،لن النبي صلى ال عليه وسلم أخبرنا بأن النية محلها إن
القلب ...وأ نت عند ما تحت سبين الجر من ال ذلك يعني أنك تطلبينه م نه تعالى ،وال عز وجل ل يخفى
(آل عمران.)29: صدُو ِركُمْ أَوْ ُتبْدُوهُ َي ْعَل ْمهُ الّلهُ}
عليه شيء قال ال تعالى{ :قُلْ إِنْ ُتخْفُوا مَا فِي ُ
العمل لبد فيه من النية ...فالتي تحتسب وتنوي بعملها وجه ال فهو ل ،والتي تنوي بعملها الدنيا فهو و
للدنيـا فالمـر خطيـر جدا ..جدا .و"النيات تختلف اختلفا عظيما وتتبايـن تباينا بعيدا كمـا بيـن السـماء
والرض ،من النساء من نيته في القمة في أعلى شيء ،ومن الناس من نيته في القمامة في أخس شيء
وأدنـى شيـء .فإن نويـت ال والدار الخرة فـي أعمالك الشرعيـة حصـل لك ذلك ،وإن نويـت الدنيـا فقـد
تحصل وقد ل تحصل.
(السراء.)18: جلْنَا َلهُ فِيهَا مَا َنشَاءُ ِلمَنْ ُنرِيدُ}
عّجَلةَ َ
قال تعالى{ :مَنْ كَانَ ُيرِيدُ ا ْلعَا ِ
ما قال عجلنا له ما يريد!! بل قال ما نشاء ـ أي ل ما يشاء هو ـ لمن نريد ـ ل لكل إنسان ـ فقيد
المعجل والمعجل له.
إذا من الناس من يعطى ما يريد من الدنيا ومنه من يعطى شيئا منه ومنهم من ل يعطى شيئا أبدا .وهذا
معنى قوله تعالىَ { :ع ّجلْنَا َلهُ فِيهَا مَا َنشَاءُ ِلمَنْ ُنرِيدُ} .
شكُورا}
سعْ ُيهُمْ مَ ْ
س ْع َيهَا وَهُوَ مُ ْؤمِنٌ َفأُولَ ِئكَ كَانَ َ
سعَى َلهَا َ
خرَةَ َو َ
أما قوله تعالىَ {:ومَنْ َأرَادَ الْآ ِ
(السراء.)19:
لن خروجك إلى الحياة حدث عظيم )1حتى تحققي الغاية التي خلقت من أجلها،
ترتب عليه أمور كُلفت بها وتحاسبين عليها ...لذلك "فإنه ينبغي للمسلم أن يكون همه وقصده في
هذه الحياة تحقيق الغاية التي خلق من أجلها ،وهي عبادة ال تعالى ،والفوز برضى ال ونعيمه،
والنجاة من غض به وعذا به ،وأن يحرص ،على أن تكون ني ته في كل ما يأ تي و ما يذر خال صة
لوجـه ال تعالى سـواء فـي ذلك المور والعبادات الواجبـة أم المندوبـة ،أم المباحات ،أم التروك
ــد دل على ذلك أدلة
ــه للمحرمات ،وقـ
فحينئذ تتحول المباحات إلى عبادات ويثاب على تركـ
كثيرة.1"...
يارقة الندى...
إن حرصك على احتساب الجر في جميع أمورك سوف يجعلك في عبادة مستمرة ل تنقطع فتكونين ـ
بإذن ال ـ قد قمت بما خلقك ال له ،قال ال تعالىَ { :ومَا َخَلقْتُ ا ْلجِنّ وَا ْلأِ ْنسَ ِإلّا لِ َيعُْبدُونِ} (الذريات. )56:
"ول بد )2الحت ساب م هم جدا ل نه سوف يم يز عبادا تك عن عادا تك...
أي ضا أن يم يز العادة عن العبادة ،فمثل الغت سال ي قع نظا فة أو تبردا ،وي قع عن الحدث
ال كبر ،و عن غسـل الم يت ،وللجم عة ونحوهـا ،فل بـد أن ينوي ف يه ر فع الحدث أو ذلك
الغسل المستحب ...فالعبرة في ذلك كله على النية".2
)3أنـت بحاجـة ماسـة كذلك إلى احتسـاب النيـة الصـالحة لن جميـع العمال مربوطـة
ويدل لذلك قول النبي صلى ال عليه وسلم "إنما بالنية قبول وردا وثوابا وعقابا،
العمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".
الن ...أل يبدو لك المر مهما وخطيرا؟ ...إذن .هيا لنحتسب كلنا...
- 1القول المفيد شرح كتاب التوحيد ،لبن عثيمين ،باب :من الشرك إرادة النسان بعمله الدنبا.
-2ينظر شرح جوامع الخبار ،لبن سعدي رحمه ال.
لماذا الحديث عن الحتساب؟
يا زهرة البداري...
قد تزهدين في العمل الصالح أحيانا!...
بمع نى أ نك ل تجد ين حما سة له ،ولرب ما كان ال سبب في ذلك أ نك ل تعلم ين أهم ية هذا الع مل ول الثواب
المترتب عليه ،أو أنك تجهلين أن بعض العمال البسيطة قد تبلغ بك المنازل العالية فتستهينين بها!...
وفي الغالب يُفسر ذلك كله بعدم وجود الحتساب في حياتك...
فلربما ل تدرين ما هو الحتساب؟ ول ماذا تحتسبين؟.
وقد تشعرين عندما تقومين ببعض العمال الصالحة بوجود من ينكر عليك ويقول لك :ل تتبعي نفسك...
يكفي ما قمت به سابقا ...لماذا كل هذا المجهود؟ المر ل يستدعي ذلك ...ل تحرمي نفسك فأنت ما زلت
شابة ...إلخ.
سبحان ال! وهل العمل إل في الشباب؟.
لو علم هؤلء أنهم هم المحرمون ،وأنت من يقول لهم :كفى ...كفى أريحوا أنفسكم من اللهو والعبث...
ول تتعبوها بالغفلة ...وارحموها من حمل أثقال المعاصي المتراكمة...
أ ما إن كان ما تقوم ين به من أعمال صالحة ف يه منف عة للخر ين كقضاء حاجات الم سلمين من أقارب
وأخوات في ال والتودد إليهم ،فستسمعين من ضعيفات اليمان عبارات من نوع:
إنهم ل يستحقون ما تفعلينه لجلهم ...في كل مرة تساعدينهم وهم لم يساعدوك مرة واحدة ...هل سبق أن
قدمت لك فلنة هدية حتى تهديها تلك الهدية القيمة؟ ...إلخ.
وكأننا خلقنا لنعمل من أجل الناس!
فإن أرضونا تفانينا في الحسان لهم ،وأن أغضبونا تفانينا في الساءة إليهم!...
إذا ماذا بقي للخرة؟...
ما الذي ستجدينه في صحيفتك إذا كانت أعمالك كلها منصرفة للبشر حسب علقتك الشخصية بهم وليست
ل وحده!...
إن اليام لتذهب سريعا فل تفاجئي بخلو صحيفتك من العمال التي تبتغين بها وجه ال...
أشعرت ـ عزيزتي ـ بأن هناك من يزهد جدا في العمل الصالح ،بل ربما يعتبر بعض العمال الصالحة
ضعفا ومهانة ! كالعفو والحلم مثل! ...
لجل ذلك كله كان الحديث عن احتساب الجر أمرا نحتاج إليه...
ما المور التي تدفعك
للحرص على احتساب الجر
في أعمالك كلها؟
وهذا يعا ني منه الجم يع فا ستغلي الدقائق قبل الساعات و قد ق يل: )1سرعة مرور الوقت
(أمسك الذي مضى عن قربه ،يعجز أهل الرض عن رده).
{قُلْ إِنّ ا ْل َموْ تَ الّذِي تَ ِفرّو نَ ِمنْ هُ َفِإنّ هُ مُلقِيكُ مْ ثُمّ ُترَدّو نَ ِإلَى عَالِ مِ ا ْل َغيْ بِ )2موت الفجأة
(الجمعة)8: شهَا َدةِ َف ُي َن ّب ُئكُمْ ِبمَا ُك ْنتُمْ َت ْع َملُونَ}
وَال ّ
من صحة إلى مرض ...و من غ نى إلى ف قر ...و من أ من إلى خوف... )3تغ ير الحوال
ومن فراغ إلى شغل ...ومن شباب إلى شيخوخة ...ومن حياة إلى موت! ...
فالن سان سرعان ما )4ل نك محتا جة إلى أعمال كثيرة تثقل ين ب ها ميزا نك،
يفسد أعماله الصالحة بلسانه من كذب وغيبة ونميمة وسخرية ...وهل يكب الناس في النار
على وجوههـم إل حصـائد ألسـنتهم ،فقـد تأتيـن يوم القيامـة بحسـنات أمثال الجبال فتجديـن
ل سانك قد هدم ها عل يك ...فل تكو ني م من ل هن الن صيب ال كبر من ويلت الل سان ...ف ما
أحوجنا إلى حسنة واحدة يثقل بها الميزان...
علَى مَا
س َرتَى َ
{أَ نْ تَقُولَ نَفْ سٌ يَا حَ ْ )5استشعري التقصير والتفريط في جنب ال
(الزمر.)56: خرِينَ}
ج ْنبِ اللّهِ َوإِنْ ُك ْنتُ َلمِنَ السّا ِ
طتُ فِي َ
َفرّ ْ
شرُوا ِإلَى َر ّبهِمْ َل ْيسَ َلهُمْ مِنْ دُونِهِ َوِليّ
{ َوَأنْ ِذرْ بِهِ الّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْ َ )6الخوف من ال..
(النعام.)51: وَل شَفِيعٌ َل َعّلهُمْ َيتّقُونَ}
إن الخوف من ال دافع قوي للعمل الصالح عموما.
ع ِملُوا
ـ آ َمنُوا وَ َ
قال ال تعالى{ :وَالّذِين َ )7الرغبـة فـي حصـول الجـر والثواب...
جرُ ا ْلعَا ِملِي نَ}
ح ِتهَا الَْأ ْنهَارُ خَالِدِي نَ فِيهَا ِنعْ مَ أَ ْ
جرِي مِ نْ تَ ْ
غرَفا تَ ْ
جنّةِ ُ
ال صّالِحَاتِ َل ُن َب ّو َئ ّنهُ مْ مِ نَ الْ َ
(العنكبوت.)58:
)8أن فرصـة العيـش فـي الحياة الدنيـا واحدة ل تتكرر لتعويـض مـا
سنِينَ} (الز مر .)58:و مع
{َأوْ تَقُولَ حِي نَ َترَى ا ْلعَذَا بَ َلوْ أَنّ لِي َك ّرةً فََأكُو نَ مِ نَ ا ْلمُحْ ِ فات...
أن ها فر صة واحدة إل أن ها تنقضي ب سرعة أي ضا ،! ...فعند ما تجل سين ع ند جدتك وتقول ين
لهـا :احكـي لي قصـة حياتـك خلل السـتين سـنة الماضيـة فسـتحكيها لكـي فـي سـاعة أو
ساعتين!...
شرُهُمْ
ل شك أن الحديث عنها سينتهي في يومين على أكثر تقدير !...قال ال تعالىَ { :و َيوْمَ يَحْ ُ
كَأَ نْ لَ مْ َي ْل َبثُوا ِإلّا سَاعَةً مِ نَ ال ّنهَارِ َي َتعَارَفُو نَ َب ْي َنهُ مْ( }...يو نس" .)45:أي اذكر يوم نحشرهم {كأن لم
يلبثوا} في الدنيا {إل ساعةً من نهار} أي شيئا قليل م نه ،استقلوا المدة الطويلة إ ما لنهم ضيعوا
أعمارهم في الدنيا فجعلوا وجودها كالعدم ،أو استقصروها للدهش والحيرة ،أو لطول وقوفهم في
المحشر ،أو لشدة ما هم فيه من العذاب نسوا لذات الدنيا وكأنها لم تكن.
وجملة { َي َتعَارَفُو نَ بَي َنهُم} أي يعرف بعضهم بعضا ،وذلك عند خروجهم من القبور ،ثم تنقطع
التعارف بينهم لما بين أيديهم من المور المدهشة للعقول المذهلة للفهام ،وقيل إن هذا التعارف
هو تعارف التوب يخ والتقر يع ،يقول بعض هم لب عض :أ نت أضللتي ني وأغويت ني ل تعارف شف قة
ورأفة.1"...
تعلمين أنك عندما تحاولين احتساب الجر في جميع أعمالك ،قد حصلت لك فوائد عظيمة ل هل
تتوفر عند من ل تهتم بالحتساب! إن لم تمانعي فسأسردها عليك...
فوائد الحتساب:
".1دليل كمال اليمان وحسن السلم.
.2الفوز بالجنة والنجاة من النار.
.3حصول السعادة في الدارين.
.4الحتساب في الطاعات يجعلها خالصة لوجه ال تعالى وليس لها جزاء إل الجنة.
.5الحتساب في المكاره يضاعف أجر الصبر عليها.
.6الحتساب يبعد صاحبه عن شبهة الرياء ويزيد في ثقته بربه.
.7الحتساب في المكاره يدفع الحزن ويجلب السرور ويحول ما يظنه النسان نقمة إلى نعمة.
.8الحتساب في الطاعات يجعل صاحبه قرير العين مسرور الفؤاد بما يدخره عند ربه فيتضاعف
رصيده اليماني وتقوى روحه المعنوية.
.9الحتساب دليل الرضا بقضاء ال وقدره ودليل على حسن الظن بال تعالى.
.10علمة على صلح العبد واستقامته.
.11إتباع للرسول الكريم صلى ال عليه وسلم".1
.12أراك دائما تحرصين أن تكوني من الناس ..وهذا شيء طيب ولكن ..ليكن طموحك أعلى..
فحب أهل الرض وحده ل يكفي! ..كما أنه غاية صعبة المنال إل إذا..
أحبك أهل السماء!!..
تقولين :كيف؟..
أقول لك :عليك بالحتساب فهو عمل صالح ..والمداومة عليه تجعل حياتك كلها طاعات..
والطاعة طريق موصل إلى محبة ال..
-1مسلم (.)1893
)2أجر الدعوة إلى الهدى ،عن أبي هريرة ـ رضي ال عنه ـ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال" :من دعا إلى هدى كان له من الجر مثل أجور من تبعه ل ينقص ذلك من أجورهم
شيئا".1
وهكذا يتضاعف أجرك بعدد الذين يستجيبون لك.
)3ثواب تعليم الناس الخير ،أل تحبين أن يصلي ال وملئكته عليك2؟...
ليس هذا فحسب فقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إن ال وملئكته وأهل السموات
والرض حتى النملة في حجرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس
الخير".3
)4ثواب المـر بالمعروف والنهـي عـن المنكـر الذي تنطـق بـه كلمات الداعيـة وأفعالهـا ...مـع مـا
يترتب عليه من حصولك على الفلح وهو جماع الخير...
قال ال تعالىَ { :و ْل َتكُ نْ مِ ْن ُك مْ ُأ ّمةٌ يَدْعُو نَ ِإلَى ا ْلخَ ْيرِ وَ َي ْأ ُمرُو نَ بِا ْل َم ْعرُو فِ وَ َي ْنهَوْ نَ عَ نِ ا ْلمُ ْن َكرِ َوأُوَلئِ كَ ُه مُ
ا ْل ُم ْفلِحُونَ} (آل عمران.)104:
)5ثواب الكلمة الطيبة "،ولعل الكلمة الطيبة هي من أنواع ما عناه رسول ال صلى ال عليه وسلم
بقوله فيما رواه البخاري" :إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان ال ل يلقي لها بال يرفعه ال
بها درجات."...
ولقد ورد في فتح الباري ([ )311 / 11والكلمة التي ترفع بها الدرجات ويكتب ال بها الرضوان هي
التي يدفع بها عن مسلم مظلمة أو يفرج عنه كربة ،أو ينصر بها مظلوما ]...فكيف بالكلمة التي تدفع
عـن مجموع المسـلمين المظالم ،وتدفـع عنـه الكرب بدعوتهـم إلى إقامـة الشرع وكيـف بعبارات المـر
بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وإذا كانت الدرجات ترفع بما يحقق المصالح الدنيوية ،فكيف بما يحقق
المصالح الخروية؟؟ وعلى الدنى يقاس العلى .وكيف بالكلمات التي تقود إلى قيام مجتمع مسلم؟".4
)6أجر هداية الناس ،فعن سهل بن سعيد ـ رضي ال عنه ـ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال ..." :فوال لن يهدي ال بك رجلً واحدا خير لك من حمر النعم".5
)7احتسبي أن العبادة كلما كان نفعها متعديا كان ثوبها أعظم ..فما ظنك بالدعوة إلى ال!..
- 1مسلم (.)2674
- 2صلة ال على العبد :ثناؤه عليه في المل العلى .وصلة الملئكة :الدعاء له.
- 3جزء من حديث رواه الترمذي ( .)2686وقال :حسن صحيح.
- 4ينظر (( اليجابية في حياة الداعية)) د .عبد ال يوسف الحسن.
- 5جزء من حديث رواه البخاري (كتاب المغازي ،باب غزوة خيبر)3/134 ،
)8أن يعط يك ال علم ما لم تعلم يه ،لن طبي عة الع مل الدعوي ت ستلزم ال ستزادة من العلم الشر عي
والمطالعة المكثفة للكتب إضافة إلى سماع الشرطة العلمية المساندة ...وتستلزم أيضا الحتكاك
المبا شر بالناس و قد ترد عل يك من هم ال سئلة وال ستفسارات ال تي تدف عك للب حث عن إجابات ل ها
ومن ثم
يزداد علمك ويتسع وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء...
)9زكاة للعلم الشر عي الذي تحملي نه ،وحف ظا له من الن سيان لن بذل العلم يع ين على ثبا ته بإذن
ال.
)10أنـت بحاجـة يوميـة لنشراح الصـدر والرضـا عـن النفـس ونشاطـك الدعوي سـيحقق لك ذلك
الحساس لنك تعلمين وتنتجين والنفس تسعد والصدر ينشرح إذا شعر المرء بأنه ينفع المسلمين
ويفعل شيئــا.
)11بركـة دعاء النـبي صـلى ال عليـه وسـلم عندمـا قال" :نضـر ال إمرءا سـمع مقالتـي فوعاهـا
وحفظها وبلغها .1"...فبلغي واحتسبي.
)12ثواب امتثال أمر الرسول صلى ال عليه وسلم حين قال" :بلغوا عني ولو آية" 2"...أمر النبي
صلى ال عل يه و سلم بالتبل يغ ع نه ولو آ ية ،ود عا ل من بلغ ع نه ولو حدي ثا وتبل يغ سنته إلى المة
أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو ،لن تبليغ السهام يفعله الكثير من الناس وأما تبليغ السنن
فل يقوم به إل ورثة النبياء وخلفاؤهم في أممهم ،جعلنا ال منهم بمنه وكرمه".3
عمِلَ صَالِحا َوقَالَ
)13أن تح صل لك التزك ية من ال تعالىَ { :ومَ نْ َأحْ سَنُ قَ ْولً ِممّ نْ دَعَا ِإلَى اللّ هِ وَ َ
سِلمِينَ} (ف صلت .)33:والن فس يعجب ها الثناء من الناس ،فك يف إذا أتاك الثناء من رب
ِإنّنِي مِ نَ ا ْلمُ ْ
الناس!.
ظةِ ا ْلحَسَ َنةِ
عَح ْك َمةِ وَا ْلمَوْ ِ
)14طاعة ل سبحانه ..لنه أمرنا بالدعوة إلى الدين{ :ادْعُ ِإلَى سَبِيلِ رَ ّبكَ بِالْ ِ
.وأنت مأجورة على الطاعة. (النحل)125: َوجَا ِد ْلهُمْ بِالّتِي ِهيَ َأحْسَنُ}
)15ثواب حمل هم الدعوة إلى ال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :ما يصيب المسلم من
نصب ول وصب ول هم ول حزن ول أذى ول غم ـ حتى الشوكة يشاكها ـ إل كفر ال
بها من خطاياه" .4وهم الدعوة ثقيل ...ثقيل ،ولكنه رائع!
- 1الترمذي (.)2658
- 2البخاري ــ الفتح .)3461(6
- 3التفسير القيم لبن القيم (.)431
- 4البخاري ــ الفتح .)5642 ،5641( 10
لنه يدفعك إلى التفكير...ثم العمل ،فيكون هذا الهم سببا في استغللك للحظات عمرك السريعة
بأعمال أجرها كبير.
بخلف من ل تحمل هم المسلمين تجدينها متبلدة جامدة تمر عليها السنون ويومهـا مثل أمسها ل
جديد تقدمه لنفسها ودينها اللهم إل جبالً من ثقافة الملبس ...الثاث ...المكياج ...إلخ.
بالتأكيد ـ عزيزتي ـ ل أقصد هنا الهم الذي يقعد صاحبه عن العمل ويدخله في دوامة الحزان
ويشل حركته ويؤثر على عبادته.
بل الذي أريده منك هو "الهم اليجابي" الذي يدفع إلى العمل!...
الهم الذي يجعلك تدعين للمسلمين ...تنفقين ...تتبنين قضاياهم ...تعملين من أجلهم تتفاعلين مع
الساحة ...تنتجين" ...إن حمـل هـم المسلمين عبـادة تتقربين بها إلى ال فيجب أحداث
أل تؤدي العبادة إلى التقصير في العبادات الخرى".1
)16احتسبي نصرة السلم وأهله ،ونصرة المصلحين في كل مكان لن الهدف واحد ،قال ال تعالى:
عزِيزٌ} (الحج.)40:
صرُهُ إِنّ الّلهَ َلقَوِيّ َ
صرَنّ الّلهُ مَنْ َينْ ُ
{ َوَليَنْ ُ
)17ثواب قضـاء حاجة المسلمين وتفريج الكربة عنهم وذلك بتعليمهم أمور دينهم ورفع الجهل عنهم،
قال صلى ال عليه وسلم ..." :ومن كان في حاجة أخيه كان ال في حاجته ومن فرج عن
مسلم كربة فرج ال عنه كربة من كربات يوم القيامة. 2"...
وهل هناك أفضل من قضاء حاجة مسلم بتعليمه أمر دينه؟..
وهل هناك أعظم من كشف كربة الجهل عن المسلمين؟
فكوني لها داعية صابرة محتسبة.
)18ثواب مواجهة الفساد والتصدي له ،وما يتبع ذلك من جهد ذهني ..ونفسي ..وبدني ..ومالي ،قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم .." :واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ،وأن
النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب ،وأن مع العسر يسرا".3
فأبشري بالخير ...والنصر ...والفرج ...واليسر!.
)19احتسبي إبراء الذمة أمام ال.
)20ابتغاء أن يحفظك ال في الشدة كما حفظته في الرخاء ،لذا كان من وصية النبي صلى ال عليه
وسلم لبن عباس ـ رضي ال عنه ـ "احفظ ال يحفظك ،احفظ ال تجده أمامك تعرف إلى
- 1من كلم قيم لفضيلة د .طارق الحبيب.
- 2البخاري ــ الفتح .)2442( 5
- 3رواه أحمد في المسند ( ،)307 /1الترمذي ( )2516وقال حديث حسن صحيح.
ال في الرخاء يعرفك في الشدة. 4"...
فانشطي أيام العافية والسلمة في العمال الدعوية ليحفظك ربك عند حاجتك..
)21أجر الصبر على مشقة طريق الدعوة وطوله ،وما تلقينه من جهل العامة وأذى المخالفين ،قال
حرِيرا} (النسان.)12:
ص َبرُوا جَ ّنةً َو َ
جزَاهُمْ ِبمَا َ
ال تعالىَ { :و َ
علَى الْ ِبرّ وَال ّتقْوَى} (المائدة .)2:لن
)22أجـــر التعاون على البر والتقوى ،قال ال تعالىَ { :و َتعَاوَنُوا َ
انخراطك في الدعوة إلى ال يعني أنك تتعاونين مع كل المصلحين على وجه الرض!...
س ُبلَنَا
)23ابتغاء أن يهديك ال إلى الصراط المستقيم ،فهو سبحانه يقول{ :وَالّذِي نَ جَاهَدُوا فِينَا لَ َنهْ ِديَ ّنهُ مْ ُ
سنِينَ} (العنكبوت.)69:
َوإِنّ الّلهَ َلمَعَ ا ْل ُمحْ ِ
)24ثواب قضاء الوقات بعبادة عظيمة ـ الدعوة إلى ال ـ تؤجرين عليها ،وهذا يعينك بإذن ال
على الجابة الطيبة عندما تسألين يوم القيامة عن عمرك فيما أفنيته؟ ..وعن جسمك فيما أبليته؟..
وعن مالك فـيم أنفقتــه؟..
)25احتسبي أنك تسدين ثغرة للمسلمين بارك ال فيك.
)26احت سبي أن تكو ني قدوة للخر ين في الم سارعة للع مل الدعوي فإن من يح يط بك من أولدك
وأقاربـك و صديقاتك ...إلخ .سـيتأثرون بنشاطـك الدعوي و سيحاولون السـير على نهجـك حسـب
قدراتهم ويبقى لك فضل الدللة على الخير بالقدوة العملية..
)27احتسبي جميع حركات جوارحك التي تخدمين بها الدعوة إلى ال ( ،عينيك ..أذنيك ..لسانك ..
يديك ..قدميك ) .
واحتسبي أن تسخير عقلك وجوارحك لخدمة دينك من باب شكر ال على تلك النعم .
)28ثباتا لك ..واعتبارا بالخريـن ،لن عملك فـي الدعوة إلى ال سـيجعلك تشعريـن بعظـم نعمـة ال
عل يك ،ح يث ستستمعين إلى مشا كل ن ساء كثيرات ،و ستطلعين على أحوال أخريات ،و كل ذلك
يدفعك إلى التأمل في نعم ال التي تتقلبين فيها !..
ويز يد من خضو عك وتذللك لرب ال سموات ..ك ما أ نك ستحقرين عملك عند ما تقابل ين ب عض النماذج
الرائعة من الصالحات مما يدفعك لمزيد من بذل الجهد قبل الفوات ...
- 1الثر :الرجل.
- 2البخاري ـــ الفتح )5986( 10ومسلم (.)2557
- 3البخاري ـــ الفتح .)2989( 6
- 4جزء من حديث رواه البخاري ومسلم
.7أجـر طلب العلم الشرعـي ،بسـؤال أهـل العلم عـبر الهاتـف ،مـع مراعاة اختيار الوقـت المناسـب
للتصال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ..." :وإن الملئكة لتضع أجنحتها لطالب العلم
رضا بما يصنع.5"...
- 5جزء من حديث رواه المام أحمد وأصحاب السنن ،انظر صحيح الجامع .5/302
.8ثواب طلب النصيحة من أهلها ،وبذلها لمن يحتاج إليها من خلل المكالمات الهاتفية وما في
ذلك من ثواب المر بالمعروف والنهي عن المنكر.
.9احتسبي عند استخدامك للهاتف أن يساعدك على القرار في البيت فذلك أمر يحبه ال لنه أمرنا به
قال تعالىَ { :و َقرْ نَ فِي ُبيُو ِتكُنَّ} (الحزاب .)33:فبإمكانك استخدام الهاتف للتقليل من حاجتك إلى
الخروج .كالسـؤال عـن بعـض القارب ،أو التأكـد مـن وجود حاجتـك فـي المكان الذي
سـتقصدينه قبـل الذهاب إليـه لئل تضطري للخروج مـن منزلك عدة مرات فتضيـع عليـك
الوقات!..
.10ثواب الدعوة إلى الهدى والدللة على الخير 1عند ما تقوم ين بب عض المكالمات الهاتف ية ال تي
تعلنين من خللها عن إقامة محاضرة مفيدة أو سوق خيرية أو تدلين على شريط أو كتاب
نافع أو أي عمل صالح..
.11لُطف منك أن تستخدمي الهاتف في الصلح بين الناس وهذا ل يكون إل للنساء الموفقات
اللتي يبحثن عن الجر حقا ،بالمقابل تجدين هناك فئة من ضعيفات اليمان ما أن يسمعن
عن خلف بسيط بين اثنتين حتى يتبرعن باستخدام الهاتف لتأجيج نار العداوة ،فهذه تفسد
زوجة على زوجها وتلك تحرض الخرى على أم زوجها أو على زوجة ابنها ...إلخ .وما
علمت المسكينة أن كلمة تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا!!.
- 1أبو داود .)4919( 4والترمذي )2509( 4واللفظ له وقال :هذا حديث صحيح.
- 2البخاري ـــ الفتح .)353( 5
ما الذي تحتسبينه
في صبرك؟
أنت حزينة هكذا ؟ ... لماذا
وما هذه الهموم التي تخفينها بين أضلعك ؟...
ل قد أتع بك الرق وال سهر ،وذوى عودك وذه بت نضر تك...لماذا كل هذه المعاناة...؟ فهذا أ مر قد جرى
وقدر ،ول تملكين دفعه إل أن يدفعه ال عنك ،ول يكلف ال نفسا إل وسعها فل تكلفي نفسك من الحزان
مال تطيقين !...
ا ستغلي م صيبتك ل صالحك لتك سبي أك ثر م ما تخ سرين ،كي تتحول أحزا نك إلى عبادة ال صبر العظي مة –
عفوا – إنها عبادات كثيرة وليست واحدة ! ..كالتوكل ...والرضا ..والشكر.
فسيبدل ال بعدها أحزانك سرورا في الدنيا قبل الخرة لن من مل الرضا قلبها فلن تجزع من مصيبتها
وهذا وال من السعادة ...أل ترين أن أهل اليمان أبش الناس وجوها مع أنهم أكثرهم بلء !
فكوني فطنة ...فالدنيا ل تصفو لحد وكلما انتهت مصيبة أتت أختها ....
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى وقد قيل :
أيتها الصابرة
ربما وجدت نفسك فجأة في بحر الحزان تغالبين أمواج الهموم القاتلة وهي تعصف بزورقك الصغير...
بينما تجدفين بحذر يمنة ويسرة ...ولكن المواج كانت أعلى منك بكثير ولم يبق إل أن تطيح بك ...وفي
تلك اللحظات السريعة أيقنت بأن ل مفر لك من ال إل إليه فذرفت عيناك ...وخضع قلبك معها ...واتجه
كيانك كله إلى ال يدعوه يا رب ...يا رب ...يا فارج الهم فرج لي...
ه نا سكن ب حر الحزان ...وهدأت أمواج العال ية ...و سار قار بك فو قه بهدوء واطمئنان ...إن شيئا من
سهِمْ}
الوا قع لم يتغ ير سوى ما بداخلك ...قال ال تعالى { :إِنّ اللّ هَ ل ُيغَ ّيرُ مَا ِبقَوْ مٍ حَتّ ى ُيغَ ّيرُوا مَا ِبأَ ْنفُ ِ
(الرعد .)11 :لقد تحول جزعك إلى تسليم ،وسخطك إلى رضى ...
فاجعلي هذه الهموم والحزان أفراحا لك في الخرة فهي وال أيامك في الدنيا
ولياليك فاصبري واحتسبي:
-1أجر ال صابرين ،فالصابرة يكب عليها ال جر بل عد ول حد ،قال ال تعالىِ{ :إنّمَا ُي َوفّ ى ال صّا ِبرُونَ
َأجْرَ ُهمْ ِب َغ ْيرِ حِسَابٍ} (الزمر.)10:
-2أن تفوزي بمعية القوي العزيز ،قال ال تعالىَ { :اصْ ِبرُوا إِنّ الّلهَ مَعَ الصّا ِبرِينَ} (النفال.)46:
-3أن يحبك ال وما أنبلها من غاية ،قال ال تعالى { :وَالّلهُ ُيحِبّ الصّا ِبرِينَ} (آل عمران.)146:
-4أن تكون لك ع قبى الدار ،قال ال تعالى{ :وَالّذِي نَ صَ َبرُوا ابْ ِتغَاءَ َوجْ هِ رَ ّب ِه مْ َوَأقَامُوا ال صّلةَ َوأَ ْن َفقُوا
خلُو َنهَا
عقْبَى الدّارِ ( )22جَنّا تُ عَدْ نٍ يَ ْد ُ
س َنةِ ال سّيّ َئةَ أُولَئِ كَ َلهُ مْ ُ
سرّا وَعَل ِن َيةً َويَ ْد َرأُو نَ بِا ْلحَ َ
ِممّا َر َزقْنَاهُ مْ ِ
علَ ْيكُ مْ ِبمَا
علَ ْيهِ مْ مِ نْ كُلّ بَا بٍ ( )23سَلمٌ َ
جهِ مْ َو ُذرّيّا ِتهِ مْ وَا ْلمَل ِئ َكةُ َي ْدخُلُو نَ َ
صلَحَ مِ نْ آبَا ِئ ِه مْ َوَأزْوَا ِ
َومَ نْ َ
عقْبَى الدّارِ} (الرعد.)24-22:
صَ َبرْ ُتمْ فَ ِن ْعمَ ُ
-5احتسبي في صبرك على مصيبتك أن ينصرك ال ويجبر كسرك وأن تكون العاقبة لك قال ال تعالى:
{فَاصْ ِبرْ إِنّ ا ْلعَاقِ َبةَ ِل ْلمُ ّتقِينَ} (هود.)49:
-6أن تكونـي مـن المفلحيـن الناجيـن ،قال ال تعالى{ :يَا أَيّهَا الّذِينَـ آمَنُوا اص ْـِبرُوا وَصـَا ِبرُوا َورَا ِبطُوا
وَا ّتقُوا الّلهَ َل َعّلكُمْ ُت ْفِلحُونَ} (آل عمران.)200:
جرٌ
ع ِملُوا ال صّالِحَاتِ أُولَئِ كَ َلهُ مْ َم ْغ ِفرَةٌ َوَأ ْ
-7المغفرة والجر ال كبير ،قال ال تعالىِ{ :إلّا الّذِي نَ صَ َبرُوا وَ َ
كَبِيرٌ} (هود.)11:
-8أن تنالي صلوات من ربك ورحمة وهداية لما يحبه ويرضاه...
شرِ
شيْءٍ مِ نَ ا ْلخَوْ فِ وَا ْلجُو عِ وَ َنقْ صٍ مِ نَ ا ْلَأمْوَالِ وَا ْلأَ ْنفُ سِ وَال ّث َمرَا تِ وَ َب ّ
قال ال تعالىَ { :ولَ َن ْبلُوَ ّنكُ مْ ِب َ
صلَوَاتٌ
عَل ْيهِمْ َ
جعُونَ ( )156أُوَلئِكَ َ
الصّا ِبرِينَ ( )155الّذِينَ ِإذَا أَصَابَ ْتهُمْ مُصِي َبةٌ قَالُوا إِنّا ِللّهِ َوِإنّا ِإَليْهِ رَا ِ
ح َمةٌ َوأُولَ ِئكَ هُمُ ا ْل ُمهْتَدُونَ} (البقرة.)157-155:
مِنْ رَ ّبهِمْ َورَ ْ
-9انظري إلى الشجار في ف صل الخر يف ك يف تت ساقط أوراق ها ما أروع هذا المن ظر! ..إن احت سابك
للمعصية سيجعل ذنوبك تتساقط كما تحط الشجرة ورقها قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :ما من
مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إل حط ال [ به] سيئاته كما تحط الشجرة ورقها".1
كلمة أخيرة...
الصبر -يا أختي -ليس فقط على أقدار ال المؤلمة… إنما هناك أيضا الصبر على طاعة ال وتنفيذ
أوامره كذلك الصبر عن فعل المعاصي… فل تنسي أن تحتسبي تلك الجور في جميع أنوع الصبر…
قال بعض السلف:
(لول مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس).
عزيزتي ...
كم مرة في اليوم تحتاجين للذهاب إلى دورة المياه ؟!
عفوا ...ل تتعجبي من سؤالي حتى تجيبي على السؤال الخر !
هل فكرت أن تحتسبي الجر عند ذهابك إلى دورة المياه؟
قد تقولين باندهاش :أحتسب ماذا ؟.
-1أجر ترديد دعاء دخول الخلء ،وما في ذلك من متابعة الرسول صلى ال عليه وسلم في كل مرة
تريدين أن تدخلي إلى دورة المياه ,فقد ثبت في الصحيحين ,عن أنس رضي ال عنه ،أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم ,كان يقول عند دخول الخلء" :اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".
-2أجر ترديد الدعاء في كل مرة تخرجين فيها من بيت الخلء وما فيه من متابعة الرسول صلى ال
عليه وسلم ففي سنن أبي داود والترمذي ,أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول" :غفرانك".
-3وع ند تنعلك لدخول دورة المياه احت سبي أ جر القتداء بنب يك مح مد صلى ال عل يه و سلم في البدء
بالنتعال باليم ين ,وع ند خلع النعل ين إبدئي بالشمال ,ف عن أ بي هريرة ـ ر ضي ال ع نه ـ أ نه قال:
قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم" :إذا انت عل أحد كم فليبدأ باليم ين ,وإذا انتزع فليبدأ بالشمال
لتكن اليمين أولهما تنعل وآخرها ُتنْزَع".1
-4أ جر متاب عة الر سول صلى ال عل يه و سلم ع ند دخولك الخلء برجلك الي سرى وتقد يم اليم نى في
الخروج" ،فيسـتحب لمـن أراد دخول الخلء أن يقدم رجله اليسـرى فـي الدخول وتقديـم اليمنـى فـي
الخروج ،فاليسرى تقدم للذى واليمنى لما سواه ،ولقد ذكرى النووي وغيره من العلماء قاعدة وهي:
أن ما كان من التكر يم بدىء ف يه باليم نى وخل فه بالي سرى ،ودل يل هذه القاعدة أحاد يث كثيرة في
الصحيح ".2
أربع سنن بسيطة تطبقينها عدة مرات في اليوم.
- 1البخاري ـــ الفتح .)5856( 10
- 2ينظر "غاية المرام شرح مغني ذوي الفهام" لعبد المحسن العبيكان.1/231 ،
فلو افترض نا أن الن سان يحتاج لدخول الخلء خ مس مرات يوميا ,فإ نه سيطبق هذه ال سنن عشر ين
مرة في اليوم ,و في خلل أ سبوع وا حد سيطبقها مائه وأربع ين مرة تقريبا !..تُرى كم من الح سنات
ضاعت على كثير من الناس ؟!.
رغم أني ل أقول في العمل حسنة واحدة لن ال يضاعف الحسنات !!.
-5أ جر المداو مة على الذكار الواردة والفعال الم سنونة في أوقات ها ومواضع ها ,كل ذلك يقر بك إلى
ال أك ثر ...ع سى أن يكت بك ال في الذاكر ين ال كثيرا والذاكرات ...واحت سبي أيضا أن يح بك ال,
لن متابعتك للرسول صلى ال عليه وسلم في جميع أحوالك يؤدي إلى حب ال لك...
قال ال تعالى لنبيه صلى ال عليه وسلم في القرآن الكريم{ :قُلْ إِن كُنتُ مْ ُتحِبّو نَ اللّ هَ فَاتّ ِبعُونِي ُيحْبِ ْبكُ مُ
غفُورٌ ّرحِيمٌ} (آل عمران.)31:
الّلهُ َو َي ْغفِرْ َلكُمْ ُذنُو َب ُكمْ وَالّلهُ َ
أخيتي...
لئن ضعفـت الهمـة عـن القيام بالعمال والعبادات الجليلة كحفـظ القرآن الكريـم وقيام الليـل وصـيام
النهار...إلخ.
فحاولي تدارك النقص الكبير باحتساب أجور أعمال أخرى تستطيعين القيام بها بسهولة!..
فهناك كثير من العبادات السهلة التي قد يتهاون بها النسان بينما يستطيع أن يجني من خلل ممارستها
الحسنات العظيمة إذا أخلص العمل وداوم عليه...
مثال :إلقاء تح ية ال سلم ورد ها -تشم يت العاطـس -البت سامة -الكلمـة الطي بة -التي من -توز يع
الكتب والشرطة السلمية ...إلخ.
والمحرومـة مـن حرمـت حتـى مـن نعمـة القيام بالعبادات السـهلة تكاسـلً وغفلة وهذا مـن الخذلن وقلة
التوفيق فل تكوني من المحرومين .
ماذا تحتسبين في الستر
على المسلمين؟
أن بعض النساء قد تهتك ستر أقرب الناس إليها!.. العجيب
فهذه تقول :زوجة اب ني تف عل وتف عل...وأخرى تف ضح أ سرار أقارب ها...وثال ثة تقول :زوجي كذا وكذا...
أما الرابعة فتشهر بزوجة أخيها في كل مجلس...وتلك لم يبق أحد ل يعرف أفعال أم زوجها وأخواته...
فضل عن التشهيـر بالجيران ،وزميلت العمـل مرورا بالمديرة إلى الم ستخدمات...وهناك المعلمـة التـي
تهتك ستر الطالبة...كما نال الخادمات في المنازل الحظ الوفر من التشهير وهتك الستور!
قد تفعل بعض النساء ذلك كله وتعتبره بكل بساطة من باب الفضفضة ومتعة الحديث!! ...وما علمت أن
كل هؤلء مسلمات حرام عرضهن.
ينبغي يا عزيزتي...
أل تتهاو ني بذ كر أ سماء الشخاص ع ند سردك للموا قف والحداث ال تي هي في الغالب أ سرار خا صة
بأ صحابها ،ويغن يك عن ذلك إن ك نت ل بد قائلة أن تقولي" :هناك امرأة فعلت كذا ...أو ش خص حدث له
كذا " ونحوه...
بشرط أل يتمكن المستمع إلى حديثـك من استنتاج الشخص الذي تقصدينه..
بهذه الطريقة تقولين ما تريدين ،وتحفظين لسانك من الغيبة ،وتسترين عورات المسلمين من أن تنكشف
أمام الناس عن طريقك فتأثمين...فكونك اطلعت على بعض المور الخاصة بأصحابها أو كنت قريبة من
الحداث الساخنة فإن ذلك ل يبيح لك أبدا نشرهــا!
لن المؤمنة تستر وتنصح والمنافقة تهتك وتفضح ...وكل المطلوب منك النصيحة ل ،والستر على المسلم
ما لم يجاهر بمعصية ،أو يتمادى فيها...
أظنك الن قد تعودت على الحتساب فاستري على المسلمين والمسلمات واحتسبي:
.1أن ي سترك ال في أع ظم يوم سيمر عل يك م نذ أن ولد تك أ مك ،قال ر سول ال صلى ال عل يه
وسلم" :ل يستر عبد عبدا في الدنيا ،إل ستره ال يوم القيامة".1
حمَتَ اللّهِ َقرِيبٌ مِنَ ا ْلمُحْسِنِينَ} (العراف.)56:
.2عرضي نفسك لرحمة ال ،قال ال تعالىِ{ :إنّ َر ْ
فل تزهدي بالحسان إلى مسلم بالستر عليه ،فالمحسنة قريبة من رحمته تعالى...
.3احتسبي أن يتحقق لك اليمان ،قال صلى ال عليه وسلم" :ل يؤمن أحدكم حتى يحب لخيه ما
يحب لنفسه" ،2فكما أنك ل ترضين أن يهتك سترك أمام الناس فل ترضيه لغيرك!.
.4احتسبي أن يحسن إسلمك ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :من حسن إسلم المرء تركه
مال يعنيه" ،3والحديث عن أسرار الناس وخصوصيتهم أمر ل يعنيك.
.5ثواب ترك الغي بة لو جه ال تعالى ،فالغي بة ج هد العا جز ،والن سان مأجور على التروك ح يث إن
من تتكلم فيما ل يعنيها في الغالب أنها ستغتاب والعياذ بال...
.6أن يحبك ال ،لنه سبحانه يحب الستر كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إن ال ـ عز
وجل ـ حليم حيي ستير يحب الحياء والستر" ،4فإذا أنت فعلت محاب ال أحبك ال.
.7احت سبي ع ند سترك على م سلم أو م سلمة أ نك تحافظ ين على المجت مع الم سلم من انتشار الرذيلة
لن انتشار أخبارها طريق إليها حيث تألفها النفوس فل تنكرها!.
ال ستر ل يع ني أن تترك النكار والن صيحة ل من يحتاج ها ،بشرط أل تفضح يه مادام م ستترا ول كن...
غ ير مجا هر إل إذا كان سترك عل يه يجعله يتمادى في غ يه ويعي نه على الف ساد فحين ها ي جب أن ترف عي
أمره إلى من يقوم على إصلحه وتأديبه وأنت في ذلك كله مأجورة إذا احتسبت إنقاذ مسلم أو مسلمة من
عن علم بن مسقين ،قال: عذاب ال...
سأل رجل الحسين فقال :يا أبا سعيد:
(رجل علم من رجل شيئــا ،أيفشي
عليه؟ ،قال يا سبحــــان ال! ل).5
- 1مسلم (.)2590
- 2البخاري ـــ الفتح .)13( 1
- 3البخاري ـــ الفتح .)13( 1
- 4النسائي ( )200 /1وقال اللباني ( )758 /2ح :3387صحيح.
- 5مكارم الخلق (.)504
عندما ترتدين حجابك
ماذا تحتسبين ؟
:الفرح والحزن ...تلك المشاعر أين تبدو؟ سـؤال؟
حـديث العيون وفتنتها ...أين يـكمن؟
الهتمام أو اللمبالة ...كيف نحس بهما؟
علمات الجمال والمل حة ...مشا عر ال حب أو الكراه ية ...كل ها نقرأه ــا في صفحات الو جه ...ف هل
توافقينني الرأي؟..
عزيزتي...
لو قدمت لك سبع صور "ليدي نساء" ،وطلب منك أن تحددي المرأة الجميلة من الدميمة من خلل صور
أيديهن فقط!
أظنك ستقولين بتعجب :بالتأكيد لن أستطيع تحديد ذلك ،فقد تكون اليد جميلة بينما صاحبتها دميمة ،فمن
الظلم أن أحكم على جمال امرأة من خلل يديها!!
ولكن دعوني أرى وجهها لصدر لكم الحكم العادل.
أحسنت يا موفقة...
فإنك لو حكمت على جمال امرأة من خلل صورة يدها لخالفك الجميع في ذلك بينما لو قدمت لك سبع
صور لوجوه نساء مختلفات ،لحددت مباشرة الجميلة من الدميمة دون أن تحتاجي لن تطلبي رؤية يدها
ول قدمها! ..فالمر واضح أمامك وسيؤيدك الجميع إلى ما ذهبت إليه...
قال الشيخ محمد المين الشنقيطي ـ رحمه ال ـ " :ول يخفى أن وجه المرأة هو أصل جمالها ،ورؤيته
من أعظم أسباب الفتتان بها ـ كما هو معلوم ـ والجاري على قواعد الشرع الكريم هو تمام المحافظة
والبتعاد عن الوقوع فيما ل ينبغي".1
•................
كم غرفة في بيتكم؟
•...............
كم سنة مكثتم في بيتكم الول؟
•...............
كم سنة سكنت مع أهل زوجك؟
•...............
كيف كان توزيع الطبخ بينكم؟
•...............
عسى معاملة أم زوجك معك زينة؟
•...............
كم راتب زوجك؟
•...............
هل أنت حامل؟
•ل
إذن لماذا تلبسين ملبس واسعة؟
•لنها مريحة
عندك خادمة؟
•...............
عندكم هاتف؟
•ل
إذن ما هذا الجهاز؟ تقولين ما عندنا هاتف!!
•إنه هاتف داخلي بين الدور العلوي والسفلي.
عموما أنا أحب الحديث مع الخرين ،تفضلي في منزلي متى شئت فسوف تستمتعين معي
كثيرا فأنا لدي القدرة على حل المشاكل واعتبريني أختا لك وأهل بك في أي وقت وافتحي
قلبك لي ول تخـــافي...
•!!..!..
كا نت هذه ال سئلة جزءا من سيل منه مر من التحقيقات الفضول ية ال تي قا مت ب ها إحدى الن ساء للجارة
الجديدة التي سكنت في حيهم ،لقد كانت الزيارة الولى والخيرة!
أخيتي...
هناك أشياء ل يضرك الج هل ب ها ،ك ما أن معرفت ها لن تز يد من ح سناتك ولن تر فع معدل ثقاف تك ،فلم
يبق إل أن تكون أمورا ل تعنيك ،وانشغالك بما ل يعنيك يبعثر من عمرك الكثير يا عزيزتي ...والحوار
ال سابق لف تة ب سيطة في ذلك ،وإل فإن هناك أمثلة كثيرة للتد خل في خ صوصيات الناس دون حا جة تذ كر
كتلك السئلة السمجة من الناس المتطفلت:
oلليم :لماذا لم تتزوجي حتى الن؟
oللمتزوجة :لماذا لم تحملي بعد؟
oلمن عندها أولد :لماذا ل تتوقفين عن النجاب؟ من عندك فيهم البركة.
oللمطلقة :ما أسباب طلقك؟ منك أم منه؟...
oلزوجة المعدد :حسبي ال عليه يتزوج وعنده القمر ،لماذا تزوج بال عليك أخبريني؟ ماذا ينقصه؟
والمشكلة في المرأة الفضولية التي تتدخل فيما ل يعنيها أنها عندما تسأل ترى أن لها الحق كل الحق في
السؤال وفي معرفة الجابة كاملة بتفاصيلها ،وتلمسين ذلك من خلل جرأتها في السؤال وإصرارها على
معرفة الجواب بحيث إنها ل تفهم من خلل التلميح بأنك تفضلين أن تحتفظي بأسرارك لنفسك أو ربما ل
تريد أن تفهم ،وفي الغالب يحتاج هذا النوع من الناس إلى أن تصارحيه بأن هذه أمور خاصة ل ترغبين
في الحديث عنها حتى تغلقي عليه البواب وإل فسينفتح عليك البواب والنوافذ أيضا !...
بل ربما انقشع سقف بيتك !...
فإذا كنـت تتأذيـن مـن تدخـل أحدهـم فـي خصـوصياتك فالناس كذلك...
فدعـي مال يعنيـك مـن شؤونهـم حتـى ل تفقدي الكثيـر مـن علقاتـك فضلً
الكثير من أوقاتك واحتسبي:
)1أن يحسن إسلمك ،فليس كل مسلم محسن فهناك المسيء وهناك المحسن ،قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم" :من حسن إسلم المرء تركه مال يعنيه".1
)2احت سبي ثواب ترك الغي بة فإن من تتحدث في أمور ل تعني ها في الغالب ستقع في الغي بة وأ نت
مأجورة على التروك إذا احتسبتيها..
)3احتسبي ثواب كف الذى عن المسلمين بعد إحراجهم بالسئلة الكثيرة والتطفل على أمورهم التي
ل تعن يك من قر يب ول بع يد .قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ..." :يا مع شر من آ من
بل سانه ولم يد خل اليمان قل به ،ل تؤذوا المؤمن ين ،ول تتبعوا عورات هم ،فإ نه من تت بع
عورة أخيه المسلم هتك ال ستره.2"...
)4أن تكو ني م من آ من بال واليوم ال خر ،قال ر سول صلى ال عل يه و سلم" :من كان يؤمن بال
واليوم الخر فليقل خيرا أو ليصمت.3"...،
يم يز الناس أخلق بعض هم من ب عض في لقاءات عابرة ،بل يحتاج الن سان إلى و قت طو يل ل يكاد
حتى يحُك المعدن ويظهر له بريق الذهب أو صدأ الحديد!..
إذ ليس للنسان ميزة في تحسين أخلقه مع من هو أعلى منه أو في مستواه ،فهذا شيء يتجمل به الجميع
في الغالب ..ولكن الفضل كل الفضل في تحسين أخلقك مع من هو دونك ،ومع من أساء إليك!
مع نى ح سن الخلق "أن يكون سمحا لحقو قه ل يطالب غيره ب ها ،ويو في ما ي جب لغيره عل يه من ها، إن
فإن مرض ولم ُيعَدْ،أو قدم من سفر فلم يُزر ،أو سلم فلم يُرد عليه ،أو ضاف فلم يكرم ،أو شفع فلم يجب،
أو أحسن فلم يشكر ،أوتكلم فلم ينصت له ...،وما أشبه ذلك ،ولم يغضب ،ولم يعاقب ،ولم يتنكر من حاله
حال ،وإنه ل يقابل كل ذلك إذا وجد السبيل إليه بمثله ،ويقابل كلً منه بما هو أحسن وافضل وأقرب منه
إلى البر والتقوى ،فإذا مرض أخوه الم سلم عاده ،وإن جاء في شفا عة شف عه ،وإن احتاج م نه إلى معو نة
أعانه ،ول ينظر إلى أن الذي يعامله كيف كانت معاملته إياه فيما خل ،إنما يتخذ الحسن إماما لنفسه".1
وإن شئت فقولي بعبارة أوجز حسن الخلق هو" :بذل المعروف قول وفعل ،وكف الذى قول وفعل".2
بالر غم من حاج تك للو قت الكا في ح تى تتعر في على أخلق الخر ين ،إل أ نك أحيانا تشعر ين ولكن
بذات الخلق الح سن ...تح سين بوجود ها وتميزينها سريعا ...مثل في طريقة تحدثها مع المرأة الم سنة..
في طريقة تعاملها مع الخدم ..في مواقفها مع من يسيء إليها أو يقصر في حقها عندما تتاح لها فرصة
منا سبة جدا للن يل من ال خر دون ح سيب أو رق يب بل قد ت جد التشج يع كل التشج يع م من حول ها ولكن ها
تمتنع عن إلحاق الذى بمسلم أو مسلمة حتى ولو بكلمة عابرة!...
ولسان حالها يقول :إني أعامل الناس بأخلقي ولن أنقص قدري عند ربي لتعامل معهم بأخلقهم أبدا...
لقد ذهبت بكل خير ...وسبقت كثيرات بمسافات شاسعة ...وتركت القيل والقال ،والمكر بالليل والنهار،
وحمل الضغان لهله الحمقى! ...فأراحت قلبها ...وحافظت على حسناتها ،وفرغت نفسها للعبادة ،فهي
علَى الّلهِ}؟...
جرُهُ َ
هل تدركين معنى { َفأَ ْ يا إلهي!...
إن أجرك لن يأتيك من وزير ...ول من أمير ...ول حتى من ملك مطاع !
بل سيأتيك من ملك الملوك سبحانه ...فماذا تريد ين أف ضل من ذلك؟ ! و قد تك فل ال بأجرك وضم نه
لك!...
-3العفو هو طريقك إلى" ..الحظ العظيم " ..
عدَا َوةٌ َكأَنّهُ َوِليّ
س َنةُ َولَا السّيّ َئةُ ا ْدفَعْ بِالّتِي هِيَ َأحْسَنُ َفإِذَا الّذِي بَيْنَكَ َوبَ ْينَهُ َ
قال ال تعالىَ { :ولَا تَسْتَوِي ا ْلحَ َ
عظِي مٍ} (فصلت" .)35-34 :أي ادفع السيئة إذا
حظّ َ
ص َبرُوا َومَا ُيَلقّاهَا ِإلّا ذُو َ
َومَا ُيَلقّاهَا ِإلّا الّذِي نَ َ ()34 حمِيمٌ
َ
جاء تك من الم سيء بأح سن ما يم كن دفعها به الح سنات وم نه مقابلة ال ساءة بالح سان والذ نب بالع فو،
والغضب بالصبر ،والغضاء عن الهفوات ،والحتمال للمكروهات.
وقال مجاهد وعطاء :بالتي هي أح سن :يعني بال سلم إذا لقي من يعاد يه ،وقيل بالمصافحة عند التلقي
حمِيمٌـ} هذه هـي الفائدة الحاصـلة مـن الدفـع بالتـي هـي أحسـن،
عدَا َوةٌ َكأَنّهُـ َولِيّ َ
{ َفإِذَا الّذِي بَ ْينَك َـ وَ َبيْنَهُـ َ
ص َبرُوا} قال الزجاج :ما
والمع نى :أ نك إذا فعلت ذلك الد فع صار العدو كال صديق{ .وَمَا ُيَلقّاهَا ِإلّا الّذِي نَ َ
هذا والحمد ل الذي بنعمته تتم الصالحات حمدا كثيرا طيبا مباركا
فيه وما كان من صواب فلله الفضل وحده ،وما كان من
الخطأ فال ورسوله منه بريئان ,وصلى ال
على محمد وعلى آله وسلم