Professional Documents
Culture Documents
أحكام
الفقير والمسكين
في القرآن العظيم
والسنة النبوية
إعداد
محمد بن عمر بن سالم بازمول
كلية الدعوة وأصول الدين
جامعة أم القرى
2
----
كــتـبه
محمد بن عمر بن سالم بازمول
مكة المكرمة ـ العوالي
ص.ب 7269
4
تهيد:
الفقر والغن ابتلء
الياة ابتلء.
الفقر ابتلء.
الغن ابتلء.
قال اللّه تبارك وتعال{ :تبارك الذي بيده اللك وهيو على كيل شييء
قد ير .الذي خلق الوت والياة ليبلو كم أي كم أح سن عمل و هو العز يز
الغفور} اللك.2-1 :
و [الفقر والغن ابتلء من ال لعبده ،كما قال تعال{ :فأمّا النسان إذا
ما ابتله ربّه فأكر مه ونع مه فيقول ربّ ي أكر من ،وأمّا إذا ما ابتله فقدر
عل يه رز قه فيقول ربّ ي أها نن} [الف جر ]16-15:أي :ل يس كل من
وسعت عليه فأعطيته أكون قد أكرمته ،ول كل من ضيقت عليه وقترت
أكون قد أهن ته .فالكرام أن يكرم ال الع بد بطاع ته ،واليان به ،ومب ته
ومعرفته ،والهانة أن يسلب ذلك.
و ل ي قع التفا ضل بالغ ن والف قر ،بل بالتقوى؛ فإن ا ستويا ف التقوى
استويا ف الدرجة]([ )1ولينبغي أن يعدل بالسلمة شيء]()2
القصد الول
وفيه مطلبان:
الطلب الول :حد الفقر والسكنة.
الطلب الثان :فضل الفقر والسكنة.
8
الطلب الول:
حد الفقر والسكنة
وفيه الباحث التالية:
البحث الول :ورود مادة الفقر والسكنة.
البحث الثان :معن الفقر والسكنة.
وإليك البيان:
9
البحث الول:
ورود مادة الفقر والسكنة
أولً :ورود مادة ( ف.ق.ر )
وردت هذه الادة ف ثلثة عشر موضعا ،بيانا فيما يلي:
لفظية" :فقير ،الفقير" جاءت في موضيع واحيد فقيط ،وهيو قوله تبارك وتعال:
{الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} البقرة ،268:وهي آية مدنية( ).
1
لف ظة" :فق ي ،الفق ي" جاءت ف خ سة موا ضع ،و هي :ف سورة آل عمران:
،181قوله تبارك وتعال{ :لقيد سيع ال قول الذيين قالوا إن ال فقيي ونني
أغنياء} ،و هي مدن ية .و ف سورة الن ساء ،6:قوله تبارك وتعال{ :و من كان فقيا
فليأ كل بالعروف} ،و هي مدن ية .وفي ها آ ية ،135:قوله تبارك وتعال{ :إن ي كن
غنيا أو فقيا فال أول بميا} ،وهيي مدنيية .وفي سيورة الجي ،28:قوله تبارك
وتعال{ :فكلوا من ها واطعموا البائس الفق ي} ،و هي مدن ية .و ف سورة الق صص:
،24قوله تبارك وتعال{ :فقال رب إن لا أنزلت إلّ من خي فقي} ،وهي مكية.
لفظة" :فقراء ،الفقراء" جاءت ف سبعة مواضع ،وهي :ف سورة البقرة،271:
قوله تبارك وتعال{ :وإن تفوهيا وتؤتوهيا الفقراء} .وفيهيا آيية{ ،273:للفقراء
الذيين احصيروا في سيبيل ال} وهيي مدنيية .وفي سيورة التوبية ،60:قوله تبارك
وتعال{ :إن ا ال صدقات للفقراء وال ساكي} ،و هي مدن ية .و ف سورة النور،32:
قوله تبارك وتعال{ :إن يكونوا فقراء يغنهيم ال مين فضله} ،وهيي مدنيية .وفي
)(1اعتمدت ف تديد اليات الن ية والك ية على ماجاء ف العجم الفهرس ،ول اعتمد على ب ث خاص من ف
ذلك.
10
{ يا أي ها الناس أن تم الفقراء إل ال}، سيورة فاطير ،15:قوله تبارك وتعال:
وهي مكية .وف سورة ممد ،38:قوله تبارك وتعال{ :وال الغن وأنتم الفقراء}،
و هي مدن ية .و ف سورة ال شر ،8:قوله تبارك وتعال{ :للفقراء الهاجر ين الذ ين
اخرجوا من ديارهم} ،وهي مدنية.
ويلحظ حول ورود هذه الادة ف القرآن الكري ،المور التالية:
ي أن أوّل موضع بسب ترتيب الصحف جاءت فيه مادة (ف.ق.ر ) ،جاءت
ف يه بال صدر "الف قر" ف سورة مدن ية هي سورة البقرة ال ية ({ :)268الشيطان
يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}.
ي أن هذه الادة جاءت ف السور الدنية ،إل ف موضعي اثني:
الول :ف سورة القصص ،24:قوله تبارك وتعال{ :فقال رب إن لا أنزلت إلّ
من خي فقي} ،وهي مكية.
وهي ف تقرير حاجة النسان لا يرزقه ال إياه من الطعام ،فاللم ف "لا" بعن
"إل" وتقدير الية :ربّ إن إل ما أنزلت إل من خي فقي .وأراد بالي الطعام( ).
1
الثا ن :ف سورة فا طر ،15:قوله تبارك وتعال { :يا أي ها الناس أن تم الفقراء إل
ال} ،وهي مكية.
وهذه الية ف تقرير حاجة النسان الضرورية للّه سبحانه وتعال( ).
2
وهذا الوضعان -كميا يظهير مين تفسييها -في تقريير الفقير الضروري في
و ف ال سنة النبو ية الطهرة ،جاءت هذه الادة باللفاظ نف سها ،وبعاني ها .وورد
ف السنة ذكر الفقر بعن :فقر النفس والقلب ،وهو ف حقيقته يعود إل معن الفقر
الذات ف الناس ل تعال.
عن أب ذر ،قال :قال رسول ال " :يا أبا ذر ،أترى كثرة الال هو الغن؟
قلت :نعيم يارسيول ال .قال :فترى قلة الال هيو الفقير؟ قلت :نعيم يارسيول ال.
)(1حديث صحيح.
أخرجه ابن حبان ف صحيحه (الحسان ،2/461حديث رقم ،)685وأخرجه الاكم ف الستدرك (
)4/327وقال" :هذا حد يث صحيح على شرط البخاري ول يرجاه بذه ال سياقة ،إن ا أخرجاه من طر يق
العمش عن زيد بن وهب عن أب ذر متصرا"اهي ،وأخرجه الطبان ف الكبي ( ،2/154تت رقم ،)1643
وقال ف ممع الزوائد (" :)10/237رواه الطبان وفيه من ل أعرفه"اهي.
والديث صححه مقق الحسان على شرط مسلم ،وصححه مدي فتحي السيد ف تقيقه لكتاب "قمع
الرص بالزهد والقناعة" للقرطب ص.121
)(3مين كلم ابين حجير رحهي ال ،في فتيح الباري ( .)11/273وانظير كلما للقرطيب في هذا العني فييه (
،)11/272وقارن بي قمع الرص بالزهد والقناعة ص.120
الثان :ويطلق الفقر بعن فقر النفس والقلب ،وهو خلو القلب من دوام الفتقار
إل ال ف حال ،وبعده عن مشاهدة فاقته التامة إل ال تعال من كل وجه( ).
3
وفي السينة النبويية وردت مادة (س.ك.ن ) باي وردت بيه في القرآن الكريي،
وسيأت ذكر جلة من الحاديث ف ذلك قريبا إن شاء ال تعال.
)(1انظر تفسي الواحدي الوسيط ( ،)4/272والحرر الوجيز ( .)287-5/286وف هذا التوجيه نظر ،سيأت
عند تفسي آية الفيء هذه ،إن شاء ال تعال.
24
البحث الثان
معن الفقر والسكنة
تعرييف الفقير والفقيي ،والسيكنة والسيكي ،والفرق بينهميا ،حدييث طوييل
متشعب ،لمت لك أطرافه وحررت لك مسائله ،ف هذا البحث.
ولعل من أهم فوائد هذا البحث بعد ترير هذه السائل؛ هو الرد على الستشرق
الذي نبز فقهاء السلمي بأنم" :أن يفسروا التعريف بيث يكونون هم أنفسهم ف
ي)1؛ إذ ييبي هذا البحيث أن لكيل قول
(
معظيم الحيان مين إحدى الطائفتيي"اهي
دليلً ،ومأخذا ،ونظرا ،ووجهية هيو موليهيا ،بغيض الطرف عين كونيه راجحا أو
مرجوحا ،فليست السألة إذا تعسفا و لتكما بسب الوى والشهوة.
وسأبدأ بتعريف الفقر والسكنة ف اللغة ،ث أذكر تعريفهما ف الشرع.
أول :تعريفهما ف اللغة.
الف قر :مادة الفاء والقاف والراء أ صل وا حد صحيح يدل على انفراج ف ش يء،
مين عضيو أو غيي ذلك .مين ذلك :الفقار للظهير ،الواحدة فقارة ،سييت للحزوز
والفصول الت بينها .والفقي الكسور فقار الظهر .وقال أهل اللغة :منه اشتق اسم
الفقي وكأنه مكسور فقار الظهر من ذلته ومسكنته(.)2
والفقي :الحتاج(.)3
من كان شديد الاجة والعوز ،والسكي من وجد ما ل يكفي ،ومنهم من عكس
ذلك ،ومنهم من ساوى بينهما .والواقع ي حسب نظري وال اعلم ي أن حكاية
أهل اللغة هذا اللف لوحظ فيه ورود اللفظي ف نصوص الشرع ،بعبارة أخرى:
لو حظ في حكا ية هذا اللف ،القيقية الشرع ية لورود هذ ين اللفظيي (الفقيي،
السكي) ف نصوص الشرع.
والع ن:و ضع علي هم ال صغار ،والوان ،شرعا وقدرا ،فل يزالون م ستذلي ،من
وجدهيم اسيتذلم وأهانمي ،وضرب عليهيم الصيغار ،وهيم ميع ذلك في أنفسيهم
مستكينون( ).
2
قال ابين حجير العسيقلن رحهي ال تعليقا على قول البخاري" :ووجيه ذكير
السكنة هنا أنه لا ف سّر الصغار بالذلة ،وجاء ف وصف أهل الكتاب أنم {ضربت
عليهم الذلة والسكنة} ،ناسب ذكر السكنة ،عند ذكر الذلة"اهي( ).
2
قلت :والذي يظهر ل -وال اعلم -أن مراد البخاري الشارة إل أن الذلة الت
ضربت عليهم هي الزية ،ومراده بيان أن تفسي من فسر السكنة ف الية بالزية
مرجوح ،لن السكنة من الاجة ،ولتناسب معن الزية.
والراد ف اليتي :الزموا بالزية ،وما فيها من الذل والصغار عليهم ،ووضعت
علي هم ال سكنة والضوع والا جة لغي هم ،ف هم [أذل ال مم ،واشد هم م سكنة،
وأكثرهم تصاغرا ،ل ينتظم لم جع ،و لخفقت على رؤوسهم آية ،ولثبتت لم
ولية ،بل مازالوا عبيد العصى ،ف كل زمن ،وطروقة كل فحل ف كل عصر ،ومن
ت سك من هم بن صيب من الال -وإن بلغ ف الكثرة أي مبلغ -ف هو مرتدٍ بأثواب
السكنة]( ). 3
)(1الامع الصحيح للبخاري ،كتاب الزية والوادعة باب الزية والوادعة ،مع أهل الذمة والرب .انظر فتح
الباري (.)6/257
)(3من كلم جال الدين القاسي ف ماسن التأويل ( )2/139بتصرف يسي .وقال الشيخ الدراز رحه ال ف
28
و "السيكي" ،وقيد اختلف في الراد كما جاء كذلك ذكر لفظ "الفقي"
بالفقي والسكي على أقوال.
أرجح ها :أن ا سم الفق ي إذا أطلق د خل ف يه ال سكي ،وإذا أطلق ل فظ ال سكي
تناول الفقي ،وإذا قرن بينهما فأحدها غي الخر.
فالول كقوله تبارك وتعال{ :وإن تفوها تؤتوها الفقراء فهو خي لكم} البقرة:
،271وقوله{ :فكفارته اطعام عشرة مساكي} الائدة.92:
والثان كقوله{ :إنا الصدقات للفقراء والساكي} التوبة.60:
كتابه النبأ العظيم ص ،53-52ف تعليق له استطرد فيه إل هاتي اليتي" :أل ترى اليهود منذ صدرت عليهم هذه
الحكام أشتاتا ف كل واد ،أذلء ف كل ناد ،ل تقم لم ف عصر من العصور دولة ،ول تمعهم قط بلدة .وهم
اليوم على الرغم من تضخم ثروتم الالية إل ما يقرب من نصف الثروة العالية ل يزالون مشردين مزقي عاجزين
عين أن يقيموا لنفسيهم دويلة كأصيغر الدويلت .بيل تراهيم في بلد الغرب السييحية يسيامون أنواع السيف
والنكال ،ث تكون عاقبتهم اللء عنها مطرودين .وبلد السلم -الت هي أرحب أرض ال صدرا -إنا تقبلهم
رعية مكومي ل سادة حاكمي.
وهل أتاك آخر أنبائهم؟
لقيد زينيت ل م أحلمهيم أن يتخذوا مين "الرض القدسية" وطنا قوميا تأوي إلييه جاليات م مين أقطار
الرض ،حت إذا ما تألف منهم هنالك شعب ملتئم الشمل وطال عليهم المد فلم يزعجهم أحد؟ سعوا إل رفع
هذا العار التاريي عنهم باعادة ملكهم القدي ف تلك البلد .وعلى برق هذا المل أخذ أفواج منهم يهاجرون إليها
زرافلت ووحدا نا ،وينلون ب ا خفافا أو ثاقلً ..ف هل ا ستطاعوا أن يتقدموا هذه الطوة الول -أو لعل ها الول
والخية -مستندين إل قوتم الذاتية؟ كل ..ولكن مستندين إل {حبل من الناس} فماذا تقول؟ قل :صدق ال،
و من أ صدق من ال حديثا .أمّا ظن هم الذي يظنون و هو أن م بزاحت هم لل سكان ف أرض هم وديار هم يهدون ل ا
يلمون به من مزاحت هم ب عد ف ملك هم و سلطانم ،فذلك ما دو نه خرط القتاد .يريدون أن يبدلوا كلم ال ،و
لمبدل لكلما ته {أم ل م ن صيب من اللك فإذا ل يؤتون الناس نقيا} الن ساء .53:وال من ورائ هم م يط"اه ي
بتصرف يسي.
29
بالطلق والتقييد(.)1 وذلك لن السياء يتنوع مسيمّاها
فتارة يكون السان إذا أفرد أحدها أعم من الخر.
وتارة يكونان متساويي ف العموم والصوص.
ولفيظ الفقيي والسيكي مين الال الثاني ،الذي يكونان متسياويي في العموم
والصوص ،فأيهما أطلق تناول ما يتناوله الخر(.)2
فلفظ الفقي والسكي ،يدلن على أصحاب الاجة والعوز ،فإن اقترنا تغايرا ف
الوصف والعن.
فمعن لفظ الفقي عند الطلق يتناول السكي ،وكذا العكس.
وكأن الراد أنما أهل حاجة وعوز ،غاية الوصف باللفظ إذا اقترنا أنه لوحظ ف
اسم الفقي معن انكسار الفقار؛ لن أصله ف اللغة :الفقور الذي نزعت فقرة من
ف قر ظهره فكأ نه انق طع ظهره من شدة الف قر ،ف صرف عن مفقور إل فق ي ،ك ما
قيل :مروح وجريح ،ومطبوخ وطبيخ.
ولوحظ ف اسم السكي معن السكون والسكنة والشوع والذلة(.)3
ويقرر هذا ابين حزم رحهي ال ،بقوله" :الفقراء هيم الذيين ل شييء لمي أصيلً،
والساكي هم الذين لم شيء ل يقوم بم.
برهان ذلك :أنه ليس إل موسر ،أو غن ،أو فقي ،أو مسكي ،ف الساء.
وكلم ابين حزم هذا مله عنيد اجتماع السيي (الفقيي ،و السيكي) ،وأمّا إذا
افترقيا فيشميل أحدهاي الخير جريا على القاعدة عنيد العلماء ،مين أن اللفظيي
التساويان ف العموم والصوص عند الطلق يشمل أحدها الخر .وهنا اللفظان
يدلن على أصحاب الاجة والعوز ،فعند الطلق يدلن عليهم ،وعند اجتماعهما
يتغايرا ف الوصف والعن.
قال ابن رجب رحه ال" :اعلم أن السكي إذا أطلق يراد به غالبا من ل مال له
يكفيه ،فإن الاجة توجب السكون والتواضع ،بلف الغن فإنه يوجب الطغيان،
ولذا ذم الفقي الختال( ،)2وعظم وعيده؛ لنه عصى با يناف فقره ،وهو الختيال
والزهو والكب.
قال :وفرّق طائفة من العلماء بي الفقي والسكي ،فقالوا :من أظهر حاجته فهو
)(1الحلى ( )149-6/148باختصار.
)(2يشي رحه ال إل الديث الذي أخرجه النسائي ف كتاب الزكاة ،باب الفقي الختال ،عَ نْ أَبِي ُهرَْيرَةَ :أَنّ
حلّافُ وَاْل َفقِيُ اْل ُمخْتَالُ وَالشّيْخُ الزّانِي
ضهُمُ اللّهُ َعزّ َوجَلّ :الْبَيّاعُ اْل َ
صلّى اللّهُ َعلَيْهِ َو َسّلمَ قَالََ" :أرَْب َع ٌة يَْبغُ ُ
رَسُو َل اللّهِ َ
وَالِْإمَامُ اْلجَائِرُ" ،والديث صححه اللبان ف سلسلة الحاديث الصحيحة حديث رقم ( .)363وأخرج مسلم ف
كتاب اليان ،باب بيان غلظ تر ي إ سبال الزار ،وال ن بالعط ية ،وتنف يق ال سلعة باللف ،وبيان الثل ثة الذ ين ل
يكلم هم ال يوم القيا مة ،و لين ظر إلي هم ،و ليزكي هم ول م عذاب ال يم ،حد يث ر قم ( ،)107ولف ظه :عَ نْ أَبِي
صلّى اللّ هُ َعلَيْ ِه وَ َسّلمََ" :ثلَاثَ ٌة لَا ُيكَلّمُ ُه مُ اللّ ُه َيوْ مَ اْلقِيَامَةِ َولَا ُيزَكّيهِ ْم قَالَ أَبُو ُمعَاوِيَ َة َولَا
ُهرَيْرَ َة قَالَ :قَا َل رَ سُولُ اللّ هِ َ
ب َوعَائِلٌ ُمسَْتكِْبرٌ".
يَنْظُرُ ِإلَْي ِه ْم َوَل ُه ْم َعذَابٌ أَلِيمٌ شَيْ ٌخ زَا ٍن َو َملِكٌ َكذّا ٌ
32
كلم المام أحدي إياء إل ذلك ،وإن م سكي ،و من كتم ها ف هو فق ي .و ف
كان الشهور عنه :أن التفريق بينهما بكثرة الاجة وقلتها ،كقول كثي من الفقهاء.
وهذا حيث ج ع ب ي ذ كر الفق ي وال سكي ،ك ما ف آية الصدقات ،فأ ما إذا أفرد
أحد السي دخل فيه الخر عند الكثرين"اهي(.)1
وقال رحه ال" :وقد يطلق اسم السكي ويراد به من استكان قلبه ل عزوجل،
وانكسر له ،وتواضع للله ،وكبيائه ،وعظمته ،وخشيته ،ومبته ،ومهابته.
وعلى هذا الع ن ح ل بعض هم الد يث الروي عن ال نب أ نه قال"" :الل هم
احين مسكينا وأمتن مسكينا واحشرن ف زمرة الساكي" ( ) ،خرّجه الترمذي من
2
وفي حله على ذلك نظير؛ لن في تام حديثيهميا ميا يدل على أن الراد بيه
)(3كذا قال رحه ال ،ول أجده عند ا بن ماجه ،وقد عزاه اللبان ف إرواء الغل يل ( )3/362إل الشيازي ف
اللقاب من طر يق طل حة بن عمرو عن عطاء عن ا بن عباس مرفوعا ،قال" :ل كن طل حة بن عمرو متروك"اه ي.
قلت :والديث عند ابن ماجة من حديث أب سعيد الدري ،كما رأيت ف تريه آنفا.
33
الغنياء إل ال نة( ،)1مع أن ف إ سناد ال ساكي من الال ،ل نه ذ كر سبقهم
الديثي ضعفا"اهي(.)2
قلت :ما ذكره ابن رجب رحه ال ي من أن السكنة الت سألا الرسول ف
هذا الدعاء هي ال سكنة من الال ي هو الظا هر ،والراد أن ل ياوز به الكفاف،
وقد جاء ما يشهد لذا العن من حديث أب هريرة قال رسول ال " :اللهم
اجعل رزق آل ممد قوتا"( ).
3
ومع ن الد يث :أ نه سأل ر به حالة الكفاف ،و هي حالة سليمة من الغ ن
الطغي ،والفقر الؤل ،وصاحبها معدود ف الفقراء لنه ل يترفه ف طيبات الدنيا ،بل
يا هد نف سه ف ال صب عن القدر الزائد على الكفاف ،فلم يف ته من حال الف قر إل
" :اللهم أحين مسكينا وأمتن مسكينا :قال رسول ال )(1سياق الديث بتمامه :عن أنس بن مالك
واحشر ن ف زمرة ال ساكي يوم القيا مة .فقالت عائ شة :ل يار سول ال؟ قال :إن م يدخلون ال نة ق بل أغنيائ هم
بأربع ي خريفا .يا عائ شة ل تردي ال سكي ولو ب شق ترة ،ياعائ شة أ حب ال ساكي وقربي هم ،فإن ال يقر بك يوم
القيامة" .قلت :هذه الزيادة (الت تتها الط) ،سندها ضعيف ،ول يأت ما يشهد لا ف هذا السياق ،نعم جاء ما
يشهد لا ف غي هذا السياق ،فافهم .وانظر إرواء الغليل (.)3/359
)(3حديث صحيح.
وأصيحابه ،وتليهيم عين الدنييا، أخرجيه البخاري في كتاب الرقاق ،باب كييف كان عييش النيب
حدييث رقيم ( ،)6460ومسيلم في كتاب الزهيد حدييث رقيم ( ،)1055واللفيظ له ،وانظير فتيح الباري (
.)11/293
وجاء ف روا ية" :كفافا" مكان "قو تا" .والكفاف :الذي ل يف ضل عن الش يء .ان ظر جا مع ال صول (
.)672-4/671
34
السألة( ).
1
ية وذلير الاجي ين قهييلمة مي السي
قال الشنقيطيي رحهي ال" :القاعدة عنيد علماء التفسيي أن الفقيي والسيكي إذا
اجتم عا افترقا ،وإذا افترقا اجتم عا .وعلى قول م؛ فالفق ي ه نا يش مل ال سكي؛ لنه
غي مذكور معه هنا ،وذلك هو مرادهم بأنما إذا افترقا اجتمعا"اهي( ).
2
فإن قيل :العطف يقتضي التغاير ،وال يقول{ :إنا الصدقات للفقراء والساكي}
التوبة .60:فظاهر اللفظ يدل على أن السكي غي الفقي!
فالواب :نعم ،هنا تغاير ف الوصف كما سبق ،إذا اجتمعا تغايرا ،فالفقي لوحظ
فيه انقطاع ظهره من شدة الفقر ،والسكي لوحظ فيه وصف السكون وقلة الركة
والسكنة والذلة.
والفقي أشد حاجة من السكي ،عند اجتماعهما ،ويؤكده أن ال عزوجل قدّم
ذكره على السكي ف آية الصدقات(.)3
واقتصر على ذكر اسم السكي ف اليات الت تعلق با كفارة لنه العم.
وقد جاء ف السنة إطلق اسم السكي على ماجاء ف القرآن باسم الفقي.
قال ال تبارك وتعال{ :للفقراء الذين احصروا ف سبيل ال ل يستطيعون ضربا
ف الرض ي سبهم الا هل أغنياء من التع فف تعرف هم ب سيماهم ل ي سألون الناس
الافا وما تنفقوا من خي فإن ال به عليم} البقرة.273:
وف رواية" :ليس السكي الذي يطوف على الناس ترده اللفمة واللقمتان والتمرة
والتمرتان ،ولكن السكي الذي ل يد غن يغنيه ،ول يفطن به فيتصدق عليه ،ول
يقوم فيسأل الناس"( ). 2
و ف روا ية" :ل يس ال سكي الذي ترده الكلة والكلتان ،ول كن ال سكي الذي
ليس له غن ويستحي ،أول يسأل الناس الافا"( ).
3
)(1حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب التفسي باب {ل يسألون الناس الافا} ،حديث رقم (.)4539
)(2أخرجها البخاري ف كتاب الزكاة باب قول ال تعال{ :ل يسألون الناس الافا} ،وكم الغن ،حديث رقم
(.)1479
وقد أطلق لفظ السكي على من عنده الشيء يطلب به الرزق ،كما أطلق لفظ
الفقي على من يلك شيئا ويبيع.
أميا الول ففيي قوله تعال{ :أمّا السيفينة فكانيت لسياكي يعملون في البحير
فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} الكهف ،79:فأخب
سبحانه أن لؤلء ال ساكي سفينة من سفن الب حر ،ورب ا ساوت جلة من الال،
)(1حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب الرقاق ،باب صفة النة والنار ،حديث رقم (.)6547
)(2حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب الرقاق باب فضل الفقر ،حديث رقم (.)6449
)(2حديث صحيح.
أخر جه م سلم ف كتاب ال سلم ،باب جواز ارداف الرأة الجنب ية إذا أع يت ف الطر يق ،حد يث رقم (
.)2182
38
حدييد} سيورةالج ،21:فأضافهيا و صف أ هل النار{ :ول م مقا مع من
إليهيم ،وقال تعال{ :ولتؤتوا السيفهاء أموالكيم} سيورة النسياء ،5:وهيو كثيي
يضاف الشيء إليه وليس له ،ومنه قولم :باب الدار ،وجل الدابة ،وسرج الفرس،
وشيهه.
ويوز أن يسموا مساكي على جهة الرحة والستعطاف ،كما يقال لن امتحن
بنكبة أو دفع إل بلية :مسكي ،وقال الشاعر:
عليها تراب الذل من بي القابر()1
مسياكي أهيل البي حتي
قبورهم
أو جعلهم مساكي بعد ذهاب سفينتهم.
)(1قال القر طب ف تف سيه (" :)8/169ذ هب إل هذا قوم من أ هل الل غة والد يث من هم أبوحني فة والقا ضي
41
ويعقوب بن السكيت ،وابن قتيبة.
وال سادس :أن الفق ي أ مس حا جة من ال سكي .وهذا مذ هب أح د؛ لن الفق ي
مأخوذ من انكسار الفقار ،والسكنة مأخوذة من السكون ،والشوع ،وذلك أبلغ.
قال ابن النباري :ويروى عن الصمعي( ) أنه قال :السكي أحسن حالً من الفقي.
1
وقال أح د بن عب يد :ال سكي أح سن حال من الفق ي لن الفق ي أ صله ف الل غة:
الفقور الذي نزعيت فقرة مين فقرات ظهره ،فكأنيه انقطيع ظهره مين شدّة الفقير،
فصرف عن مفقور إل فقي ،كما قيل :مروح جريح ،ومطبوخ طبيخ ،قال الشاعر:
رفييع القوادم كالفقييي يور
يد النسي
لّيا رأى لبي
العزل تطايرت
قال :ومن الجة لذا القول ،قوله تعال{ :أمّا السفينة فكانت لساكي يعملون
ف البحر} [الكهف ،]79:فوصف بالسكنة من له سفينة تساوي مالً .قال :وهو
الصحيح عندنا]( ). 2
عبدالوهاب"اه ي فأظ نه يع ن بأ ب حني فة الدينوري ول يس الفق يه ،وال اعلم ،وقارن ب ي "التمه يد" ل بن عبدالب (
،)18/50و "العونة" للقاضي عبدالوهاب (.)1/441
)(1كذا ،ووافقه ف نقل هذا عن الصمعي ابن عبدالب النمري ف التمهيد ( ،)18/51وستأت عبارته قريبا ،وف
"الفاخر" للمفضل بن سلمة ص" :119قال الصمعي :الفقي الذي له بلغة من عيش ،والسكي الذي ل بلغة له.
قال ال عزوجل{ :إنا الصدقات للفقراء والساكي} ،وقال الراعي:
فإميا أن يكون للصيمعي قولن ،وإميا أن وفق العيال فلم يترك له سََبدُ"اهيأمّا الفقي الذي كانت حلوبته
أحدها ل يصح عنه.
)(2حكايية هذه القوال مموعية مين التمهييد لبين عبدالب ( ،)18/51زاد السيي ( ،)457-4/455تفسيي
القرطب ( ،)171-8/169بإضافة مازاده كل واحد منهم إل كلم الخر.
42
"ومني ذهيب إل أن السيكي أحسين وقال ا بن عبدالب النمري رح ه ال:
حالً من الفق ي :ال صمعي (!) وأبوجع فر أح د بن عب يد ،و هو قول الكوفي ي من
الفقهاء أب حنيفة وأصحابه ،ذكر ذلك عنهم الطحاوي ،وهو أحد قول الشافعي
[وأكثر اصحابه]"اهي( ).
1
القول السابع :أن الفقي والسكي سواء ،ل فرق بينهما ف العن وإن افترقا ف
السم ،وهو قول آخر للشافعي ،وإليه ذهب ابن القاسم وسائر أصحاب مالك ،وبه
قال أبويوسف.
القول الثامن :الفقي الذي له السكن والادم ،إل من هو اسفل ذلك ،والسكي
الذي ل مال له.
القول التاسيع :أن السيكي الذي يشيع ويسيتكن وإن ل يسيأل ،والفقيي الذي
2
يتجمل ويقبل الشيء سرا وليتخشع ،قاله عبيدال بن السن( ).
وبتأمل القوال الت فرقت بي الفقي والسكي ،يلحظ ما يلي:
.1ند أنا على قسمي :قسم فرق بينهما باعتبار الاجة ،وقسم فرق بينهما
باعتبار الو صف .أ ما الق سم الول فيش مل القول الا مس والثا من ،والثا ن
والسادس .أما القسم الثان ،فيشمل القول الول والثالث ،والرابع والتاسع.
.2ويل حظ أن القول الا مس قر يب من القول الثا من فيم كن اعتباره ا قولً
واحدا .والقول الثاني قرييب مين القول السيادس ،فيمكين اعتبارهاي قول
)(1سبق أن اعتبت القول بالتفريق بالزمانة ضمن القسم الول ،وهو القوال الت اعتبت الاجة ف التفريق بي
السكي والفقي ،وسيأت ترير أن هذا هو الصواب.
44
كل قول ومناقشته: وبعد عرض القوال أذكر هنا دليل
أمّا القول بأن الفق ي أحسن حالً من السكي ،والسكي ل شيء له ،و هو
يشمل القول الامس والثامن ،فقد احتج أصحابما با يلي:
.1بقوله تعال{ :مسكينا ذا متربة} البلد.16:
وو جه الدللة :أن الراد أ نه مل صق بالتراب لضره وعر يه ،ول يس أ حد أ سوأ
حالً من هذه صفته ،فدل على أن السكي أسوأ حالً من الفقي( ).
1
.2واسيتدلوا بقوله تعال{ :وآتيى الال على حبيه ذوي القربي واليتاميى
والساكي وابن السبيل والسائلي} البقرة.177:
ووجه الدللة :أنه قدّم ذكر السكي على السائل فالسائل أحسن حالً ،فدل
على أن السكي أسوأ حالً( ).
2
.4وبقول الراعي:
وفيييق العيال فلم يترك له
أمّيا الفقيي الذي كانيت َسبَدُ()4
)(4البيت من قصيدة له يدح عبداللك بن مروان ويشكو السعاة /من بر البسيط /مطلعها:
45
حلوبته
فسمّاه فقيا ،وله حلوبة تكفيه وعياله.
.5وبقول يونس :قلت لعراب :أفقي أنت؟ قال :ل وال بل مسكي؟ يريد أنا
أسوأ حا ًل من الفقي( ).
1
)(2وجواب آ خر على ال ستدلل ببيت الرا عي ،ذكره ف الاوي ( ،)8/490والتمه يد ( ،)18/51والتف سي
الكبي ( ،)16/110ومصلته :أن يقال :إنا كانت حلوبته وفق عياله ف حال ،ث أخذت منه فصار فقيا ،حيث ل
يترك له سََبدُ.
وعلى هذا فالبيت شاهد على أن الفقي من ل شيء عنده ،فهو أسوأ من السكي .لكن هذا العتراض
تعق به ف الحرر الوجيز ( ،)2/48بأن معن الق صيد ومقصد الشا عر ،أ نه إن ا يصف سعاية أتت على مال الي
46
آ خر و هو لب يد ،اطلق ف يه الفق ي على ويؤيد ما ذكرته أنه جاء قول شاعر
من ل شيء عنده ،عكس بيت الراعي؛ قال لبيد:
لاي رأى لبيد النسيور رفييع القوادم كالفقييي
العزل تطايرت
يريد :أنه ل يطق الطيان ،فصار بنلة من انقطع صلبه ،ولصق بالرض( ).
1
فهذان شاعران من أهل اللغة أحدها اطلق لفظ الفقي على من عنده قدر كفايته
بل فضل ،والخر اطلق بفظ الفقي على من انقطع فهو أعزل لشيء عنده.
أمّا ماجاء من الن قل عن يو نس أن ب عض العراب ق يل له :أفق ي أ نت؟ قال :ل
وال بل مسكي؟ .يريد أنه أسوأ حالً من الفقي.
فالواب عليه :أن هذا النقل وقع فيه اختلف ،فقد نقله الاوردي بلفظ" :حكي
عن يونس قال :قلت :لعراب :أمسكي أنت؟ فقال :ل ،والمد ل ،بل فقي"( ).
2
وليس ف هذا إل تقرير أن الفقي غي السكي ،فيحتمل أن الفقي عنده أسوأ من
الفقي ،فهو يمد ال شاكرا له مع شدّة ضره .ويتمل أن السكي عنده أسوأ من
باجعه ،فقال :أمّا الفقي فاستؤصل ماله ،فكيف بالغن مع هذا الال .وسياق البيات الت جاء هذا البيت منها كما
ف ديوان الراعي النميي ص:65-64
أمرتمحت نضاعف أضعافا ليا غدّدنعطي بالعدل فينا فما أبقوا و ما قصدواأزرى أموالنيا قوم
الزكاة ف ما ير ضى خطيب هم و فق العي يييال فلم يُترك له سَبَدأمّا الفقي يير الذي ك يانت حلوب ته على
عقدواختل ذو الال و الثرون قد بقيت قلت :فالواب على السيتدلل بذا البييت التلتل من أمييوالم
هو ما ذكرته أعله.
)(2الاوي (.)8/488
47
الفقي فهو يمد ال على حسن حاله.
وتقدّم أن القول بأن السكي أسوأ حالً من الفقي ،وأن الفقي الذي له السكن
والادم ،وإل من هو أسفل من ذلك ،والسكي الذي ل مال له؛ تقدّم أنما قولن
متقاربان .وعليه فإنه متعقب أيضا بأنه عكس ما ثبت عن الصحابة من أن من له
حبُلِيّ يَقُولُاَ :سمِ ْعتُ عَْبدَ اللّ هِ ْب نَ َع ْمرِو الادم ليس بفقي( ) عن أَب عَْبدِ الرّ ْحمَ نِ الْ ُ
1
بْ نِ الْعَا صِ وَ سَأََلهُ َرجُلٌ فَقَالَ" :أَلَ سْنَا مِ نْ فُ َقرَاءِ اْل ُمهَا ِجرِي نَ فَقَالَ لَ هُ عَْبدُ اللّ هَِ :ألَ كَ
امْرََأةٌ تَ ْأوِي ِإلَيْهَا قَالَ :نَعَم ْي قَالََ :ألَك َي مَس ْيكَنٌ تَس ْيكُنُهُ قَالَ :نَعَم ْي قَالََ :فَأنْت َي مِن َي
اْلأَغِْنيَاءِ قَالَ :فَِإنّ لِي خَادِمًا قَالَ :فَأَنْتَ مِنَ اْلمُلُوكِ"( ).
2
ومثله قوله تعال{ :واطعموا البائس الفقيي} سيورة الجي ،28:ل يدل على أن
الفق ي أ سوأ حالً من ال سكي ،لن ل فظ الفق ي في ها جاء بيانا ل ي {البائس}( )،
4
)(2حديث صحيح.
أخرجه مسلم ف كتاب الزهد والرقاق ،حديث رقم .2979
)(4والبائس :هو الفقي ،عطف عليه عطف بيان ،وهذا على قول .انظر التحرير والتنوير (.)248-17/247
48
إناي يتيم إذا كان قوله {ذا متربية}، وجواب آ خر :أن ا ستدللم بال ية
وصيفا كاشفا ،ل مفهوم له ،وهيو خلف الظاهير( ) ،بيل الظاهير أن له مفهوما،
1
ومفهومه :أنه قد يصل م سكي خال عن وصف كونه {ذا متربة} ،وإنا يكون
كذلك بتقدير أن يلك شيئا ،فهذا يدل على أن كونه مسكينا ل يناف كونه مالكا
لبعض الشياء( ).
2
يي وأمّا اسيتدللم بقوله تعال{ :وآتيى الال على حبيه ذوي القربي واليتاميى
والساكي وابن السبيل والسائلي} البقرة.177:
حييث قدّم ذكير السيكي على السيائل فالسيائل أحسين حالً ،فدل على أن
السكي أسوأ حالً؛ فجوابه :أن السائل ل يكون أحسن حالً من التعفف؛ لنه قد
يسال فيحرم ،وقد يتعفف فيعطى.
ص أموال الطهرة من ذوي الاجات من القرب والكفارات ي وقولم :إن ال خ ّ
على ال ساكي دون الفقراء ،فدل ت صيصهم بالذ كر على اخت صاصهم ب سؤ الال.
ويتعقب :بأن ذكر اسم الساكي يتناول الفقراء ،ولّا كان السكي أحسن حالً من
الفقي ف حال القتران ،كان ف القتصار على ذكر اسم السكي تنبيه على دخول
الفقي بالول.
أما القول بالتفريق بي السكي والفقي بوصف السألة ،فالفقيهو التعفف
عن السؤال والسكي الذي يسأل .وهو القول الول.
فظاهير هذا الدييث أن السيكي هيو مين اتصيف بالتعفيف وعدم اللاف في
السؤال( ).
2
)(1حديث صحيح.
أخرجيه البخاري في كتاب الزكاة ،باب قول ال تعال{ :ليسيألون الناس الافيا} ،حدييث رقيم (
.)1479
س ذَا كَ وكقوله " :مَا تَ ُعدّو نَ الرّقُو بَ فِيكم؟ قَالَ قُ ْلنَا اّلذِي لَا يُوَلدُ لَ هُ قَالَ َلْي َ
بِالرّقُو بِ َولَ ِكنّ هُ الرّجُلُ اّلذِي لَ مْ يُ َقدّ مْ مِ نْ َوَل ِد هِ َشْيئًا قَالَ َفمَا تَ ُعدّو نَ ال صّرَعَةَ فِيكُ مْ
ْسيهُ عِْندَ ِكينَف َقَالَ قُلْنَا اّلذِي لَا يَص ْيرَ ُعهُ الرّجَالُ قَالَ لَيْسَيِب َذلِك َي َولَكِنّهُي اّلذِي يَمْل ُ
ضبِ"( ).
2
الْ َغ َ
واسيتدل ابين عبدالب النمري رحهي ال على اطلق اسيم السيكي على الطّوّاف
)(1حديث صحيح ،عن أب هريرة .
أخرجه مسلم ف كتاب الب والصلة ،باب تري الظلم ،حديث رقم (.)2581
قلت :إذا تقرر عندك -وفقك ال -ما تقدّم من أن وصف التعفف عن السألة،
والطواف لا ،يطلق على الفقي وعلى السكي ،وأنه وصف كمال ،ظهر لك -إن
شاء ال تعال -أنه ل يصح اعتباره ف التفريق بي الفقي والسكي!
ومثله القول بـ التفريق بي الفقي والسكي بوصف السكنة ،فالسكي من
)(1حديث صحيح.
أخرجيه مالك في الوطيأ كتاب الاميع باب ماجاء في السياكي ،أبوداود في كتاب الزكاة باب حيق
السائل ،والترمذي ف كتاب الزكاة باب ماجاء ف حق السائل ،حديث رقم ( ،)665والنسائي ف كتاب الزكاة
باب رد السائل.
قلت :اتفقوا على أنه ل يوز دفع الزكاة إل أهل الذمة( ) ،واختلفوا ف دفع زكاة
3
واتفاقهيم هذا دلييل على أن وصيف السيلم ل يصيلح للتفرييق بيي الفقيي
)(1اليان ص.169
وب عد هذا العرض والناق شة للقوال الذكورة ف التفر يق ب ي ال سكي والفق ي،
يتضح لك ي إن شاء ال تعال ي صواب ما رجحته فيهما ،وقدّمته لك ،من أن
ل فظ الفق ي وال سكي ،يدلن على أ صحاب الا جة والعوز ،فإن افتر قا تغايرا ف
الوصف والعن.
وكأن الراد أنما أهل حاجة وعوز ،غاية الوصف باللفظ إذا اقترنا أنه لوحظ ف
اسم الفقي انقطاع ظهره من شدة الفقر ،والسكي لوحظ فيه وصف السكون وقلة
الركة والسكنة والذلة.
والفقي أشد حاجة من السكي ،عند اجتماعهما ،ويؤكده أن ال عزوجل قدّم
ذكره على السكي ف آية الصدقات.
تكم يل:جاء ف الشرع ألفاظ في ها مع ن الف قر والا جة ،و هي التال ية :الحروم،
و القانع ،و العتر ،و السائل .وهذه اللفاظ سيأت الكلم عليها ف ملها إن شاء ال
تعال.
)(1قد أشار إل هذا العن ابن القيم ف مدارج السالكي ( ،)2/440وابن حجر ف فتح الباري (.)11/273
)(2حديث صحيح.
أخرجيه مسيلم في كتاب اليان ،باب بيان غلظ تريي إسيبال الزار ،والني بالعطيية ،وتنفييق السيلعة
باللف ،وبيان الثلثة الذين ل يكلمهم ال يوم القيامة ،و لينظر إليهم ،و ليزكيهم ولم عذاب اليم ،حديث رقم
(.)107
)(3حديث صحيح.
أخرجه النسائي ف كتاب الزكاة ،باب الفقي الختال.
والديث صححه اللبان ف سلسلة الحاديث الصحيحة حديث رقم (.)363
57
والنة. وبذا يتيم الراد هنيا ،وللّه الميد
58
الطلب الثان:
فضل الفقر والسكنة وفوائد مبة الساكي
وفيه الباحث التالية:
البحث الول :فضل الفقر والسكنة.
البحث الثان :فوائد مبة الساكي.
وإليك البيان:
59
البحث الول:
فضل الفقر والسكنة
جاءت فضائل كثية ف حق الفقي والسكي ،وذلك لا عليه حالما من فضل ف
الشرع ،فمن هذه الفضائل:
أنم أكثر أهل النة:
صيْنٍ رَضِي اللّ هُ َعْنهُمَا عَ نِ النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عَلَْي هِ وَ سَّلمَ قَالَ: عَ نْ ِعمْرَا نَ ْب نِ ُح َ
جنّةِ فَرََأْي تُ َأ ْكَثرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطّلَعْ تُ فِي النّارِ َف َرأَيْ تُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا
"اطّلَعْ تُ فِي الْ َ
الّنسَاءَ"( ).
1
عَ نْ أُ سَامَةَ عَ نِ النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عََلْي هِ وَ َسّلمَ قَالَُ" :قمْ تُ عَلَى بَا بِ الْجَنّةِ فَكَا نَ
صحَابَ النّارِ َقدْ أُمِرَ جدّ مَحْبُوسُونَ َغيْرَ أَنّ أَ ْعَامّةُ مَنْ َدخََلهَا اْل َمسَاكِيَ َوأَصْحَابُ الْ َ
بِ ِهمْ ِإلَى النّارِ َوُق ْمتُ عَلَى بَابِ النّارِ فَِإذَا عَامّةُ مَنْ َدخََلهَا الّنسَاءُ"( ).
2
عَ نْ أَبِي ُهرَيْ َرةَ َرضِي اللّ هُ َعنْ هُ قَالَ :قَالَ النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ" :تَحَاجّ تِ
)(1حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب الرقاق ،باب فضل الفقر ،حديث رقم (.)6449
)(2حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب الرقاق ،باب صفة النة والنار ،حديث رقم (.)6547
قلت :أ هل ال نة هم الضعفاء ،وال سقط من الناس ،والو صف الول قد يلز مه
الثان ،أو يؤدي إليه ،فمن استكن وا سْتَضعَف نفسه وتضاعف ،فهو ضعيف ،وقد
يكون من سقط الناس أو ل يكون ،فإن ل ي كن من سقط الناس؛ فإن ضع فه قد
يره إل أن يعده الناس كذلك ،وال اعلم ،وبيه يتوجيه أن قول النية" :إل ضعفاء
)(1حديث صحيح.
أخر جه البخاري ف كتاب التف سي ،تف سي سورة ق ،باب {وتقول هل من مز يد} ،حد يث ر قم (
.)4850
قال ابين حجير رحهي ال تعال" :الراد بالضعييف مين نفسيه ضعيفيه لتواضعيه،
وضعف حاله ف الدنيا ،والستضعف الحتقر لموله ف الدنيا"اهي( ).
2
)(1حديث صحيح.
أخر جه البخاري ،ف كتاب التف سي ،تف سي سورة ن ،باب {ع تل ب عد ذلك زن يم} ،حد يث ر قم (
.)4918
)(3حديث صحيح.
أخرجه مسلم ف كتاب الزهد حديث رقم ( .)2979وانظر جامع الصول (.)4/674
62
س مِاَئةِ عَامٍ"( ).
1
يَوْمٍ وَ ُهوَ َخ ْم ُ صفِ
اْلمُ سِْلمِيَ الْجَنّةَ َقبْلَ أَغِْنيَاِئهِ مْ ِبِن ْ
قال ا بن الث ي" ":خريفا" :الر يف الزمان العروف ب ي ال صيف والشتاء ،وأراد
به :كناية عن السنة جيعها؛ لنه مت أتى عليه عشرون خريفا مثلً فقد أتى عليه
عشرون سنة.
وقد جاء ف هذا الديث" :اربعون خريفا" وف الديث الخر" :خسمائة عام"
ووجه المع بينهما :أن الربعي أراد با :تقدم الفقي الريص على الغن الريص،
وأراد بمسمائة عام :تقدي الفقي الزاهد على الغن الراغب ،فكان الفقي الريص
على درجتي من خس وعشرين درجة من الفقي الزاهد ،وهذه نسبة الربعي إل
المسمائة.
ولتظنين هذا التقديير وأمثاله يري على لسيان رسيول ال جزافا ،ول
بالتفاق ،بل لسر أدركه ،ونسبة أحاط با علمه؛ فإنه ل ينطق عن الوى ،وإن فطن
أ حد من العلماء إل ش يء من هذه النا سبات ،وإل فل يس طعنا ف صحتها ،وال
اعلم"اهي( ). 2
)(1حديث حسن.
أخر جه الترمذي ف كتاب الز هد ،باب ماجاء أن فقراء الهاجر ين يدخلون ال نة ق بل أغنيائ هم ،حد يث
رقم (.)2354
والديث قال عنه الترمذي" :حسن صحيح" ،وحسنه مقق جامع الصول (.)4/673
)(2جامع الصول ( ،)673-4/672وهو كلم الغزال ف إحياء علوم الدين ( ،)4/194وله تتمة ،حيث قال
رحه ال" :وهذا كقوله " :الرؤيا الصالة جزء من ستة وأربعي جزءا من النبوة" ...ال كلمه ،فانظر إذا شئت.
63
حمِلْ تُ عَلَى ِإلَيّ ُعمَرُ ْب نُ عَْبدِ الْعَزِيزِ َف ُ عَ نْ َأبِي َسلّامٍ الْحََبشِيّ قَالَ" :بَعَ ثَ
اْلبَرِيدِ قَالََ :فَلمّا َدخَلَ عََلْيهِ قَالَ :يَا أَ ِميَ اْل ُمؤْ ِمنِيَ لَ َقدْ شَقّ عَلَى مَ ْر َكبِي اْلبَرِيدُ فَقَالَ:
حدُّثهُ عَنْ َث ْوبَانَ عَنِيَا أَبَا سَلّامٍ مَا أَرَ ْدتُ َأنْ أَ ُشقّ عَلَْيكَ َولَكِنْ َبلَ َغنِي عَْنكَ َحدِيثٌ ُت َ
حوْ ضِ فََأ ْحبَبْ تُ َأ نْ ُتشَاِفهَنِي ِب هِ! قَالَ َأبُو سَلّامٍ: النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ فِي الْ َ
َحدَّثنِي َثوْبَا نُ عَ نِ النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عَلَْي هِ وَ سَّلمَ قَالَ" :حَوْضِي مِ نْ َعدَ نَ إِلَى َعمّا نَ
سمَاءِ مَنْ اْلبَلْقَاءِ مَا ُؤهُ أَ َشدّ َبيَاضًا مِنَ اللّبَنِ وََأحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وََأكَاوِيبُهُ َعدَدُ ُنجُومِ ال ّ
َشرِبَ مِْنهُ شَ ْرَبةً َلمْ َي ْظ َمأْ بَ ْعدَهَا َأَبدًا َأوّلُ النّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ اْل ُمهَاجِرِينَ الشّ ْعثُ
سدَدُ". رُءُوسًا الدّْنسُ ِثيَابًا اّلذِينَ لَا َينْ ِكحُونَ اْلمَُتنَ ّعمَاتِ َولَا تُفَْتحُ َل ُهمُ ال ّ
س َددُ َونَ َكحْ تُ فَا ِط َمةَ ِبنْ تَ عَْبدِ قَالَ ُع َمرُ :لَكِنّي نَ َكحْ تُ اْلمُتَنَ ّعمَا تِ َوُفِت حَ لِ يَ ال ّ
سدِي اْلمَلِ كِ لَا جَرَ مَ أَنّي لَا أَغْسِلُ رَأْ سِي َحتّى َيشْ َعثَ وَلَا أَغْسِلُ َث ْوبِي اّلذِي َيلِي جَ َ
َحتّى َيّتسِخ"( ). 1
صلّى اللّ هُ َعَليْ هِ وَ سَلّمَ قَالََ " :حوْضِي كَمَا بَْي نَ عَدَ نَ
:إِنّ رَ سُولَ اللّ هِ َ عن ابن عمر
سلِ وَأَ ْطيَ بُ رِيًا مِ نَ الْمِ سْكِ أَ ْكوَابُ هُ ِمثْلُ نُجُو مِ ال سّمَاءِ
وَعَمّا نَ أَبْرَدُ مِ نَ الثّ ْل جِ َوأَحْلَى ِم نَ اْلعَ َ
ك الْ ُمهَاجِرِينَ قَالَ قَائِلٌ
صعَالِي ُ
َمنْ شَرِبَ ِمنْهُ شَ ْربَةً لَمْ يَ ْظ َمأْ َبعْ َدهَا أَبَدًا َأوّلُ النّاسِ عََليْهِ وُرُودًا َ
سةُ ِثيَاُبهُ مْ لَا ُيفَْت حُ َل ُه مُ
حَبةُ ُوجُو ُههُ مُ الدّنِ َ
شعَِثةُ رُءُو ُس ُهمُ الشّ ِ
َو َم نْ هُ مْ يَا رَ سُولَ اللّ هِ قَالَ ال ّ
ت الّذِينَ ُي ْعطُونَ كُلّ الّذِي عََلْيهِمْ وَلَا َي ْأخُذُونَ الّذِي َلهُمْ"(.)2
السّدَدُ وَلَا يَْنكِحُونَ الْ ُمتََنعّمَا ِ
)(1حديث صحيح.
أخرجه مسلم ف كتاب اليض ،باب بيان صفة من الرجل والرأة حديث رقم (.)315
)(3حديث صحيح.
أخر جه البخاري ،ف كتاب التف سي ،تف سي سورة ن ،باب {ع تل ب عد ذلك زن يم} ،حد يث ر قم (
.)4918
67
فيه أحاديث ،منها:
عَ نْ َس ْهلِ ْب نِ سَ ْعدٍ ال سّا ِعدِيّ َأنّ هُ قَالَ" :مَرّ رَجُلٌ عَلَى رَ سُولِ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عََلْي هِ
وَ سَّلمَ فَقَالَ ل َرجُلٍ ِعْن َد هُ جَاِل سٍ :مَا رَْأيُ كَ فِي َهذَا؟ فَقَالَ :رَجُلٌ مِ نْ أَشْرَا فِ النّا سِ
َهذَا! وَاللّهِ َح ِريّ إِنْ خَطَبَ أَنْ ُينْ َكحَ وَِإنْ شَفَعَ أَنْ ُيشَفّعَ .قَالَ :فَسَ َكتَ رَسُولُ اللّهِ
صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَّلمَ ُثمّ مَرّ رَ ُجلٌ آ َخرُ فَقَالَ َلهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عََلْيهِ وَسَلّمَ :مَا
رَأُْي كَ فِي َهذَا؟ فَقَالَ :يَا رَ سُولَ اللّ هِ َهذَا َرجُلٌ مِ نْ فُقَرَاءِ اْلمُ سِْلمِيَ َهذَا حَرِيّ إِ نْ
س َمعَ لِ َقوِْل هِ .فَقَالَ رَ سُولَُخ َط بَ أَ نْ لَا ُينْ َك حَ َوإِ نْ شَفَ عَ َأ نْ لَا ُيشَفّ عَ َوإِ نْ قَالَ أَ نْ لَا ُي ْ
1
اللّهِ صَلّى اللّهُ عََلْيهِ وَ َسّلمََ :هذَا َخْيرٌ مِنْ مِلْءِ الَْأ ْرضِ مِْثلَ َهذَا"( ).
و قد ح صلت مناز عة ف صحة ال ستدلل بذا الد يث على فضيلة الف قر على
2
الغن! لكن دللة الديث على فضل الفقر وفضيلته مطلقا ظاهرة( ).
وم سألة تفض يل الف قر على الغ ن؛ التحق يق في ها -ك ما يقول ا بن ح جر رح ه
ال -عنيد أهيل الدييث أن ل ياب في ذلك بواب كلي ،بيل يتلف الال
باختلف الشخاص والحوال .نعيم عنيد السيتواء مين كيل جهية وفرض رفيع
العوارض باسيرها ،فالفقيي اسيلم عاقبية في الدار الخرة ،و ل ينبغيي أن يعدل
بالسلمة شيء ،وال اعلم( ).
3
ومن فضائل الفقر أنه ل يشى على السلم إنا يشى عليه الغن.
)(1حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب الرقاق باب فضل الفقر ،حديث رقم (.)6447
ومـن فضـل الفقـر أن النصـر والرزق مـن ال إناـ يكون بالضعفاء بدعوتمـ
وصلتم وإخلصهم .
َسيّلمَ يَقُولُ" :ابْغُونِي
ْهي و َ
ّهي عََلي ِ
صيلّى الل ُ
سيمِ ْعتُ النّبِيّ َ َني أَبِي ال ّدرْدَاءِ قَالَ َ ع ْ
ضُعَفَا َء ُكمْ فَِإّنمَا ُترْ َزقُونَ َوُتْنصَرُونَ ِبضُعَفَائِ ُكمْ"( ).
2
صحَا ِ
ب ضلًا عَلَى مَ نْ دُوَن هُ مِ نْ أَ ْ عَ نْ مُ صْ َعبِ بْ نِ سَ ْعدٍ عَ نْ أَبِي هِ :أَنّ هُ َظنّ َأنّ لَ هُ َف ْ
صرُ اللّ هُ
النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عََلْي هِ وَ َسّلمَ! فَقَالَ َنبِيّ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عََليْ هِ وَ سَّلمَِ" :إنّمَا َيْن ُ
ص ِهمْ"( ).
3
َه ِذهِ الْأُمّةَ ِبضَعِي ِفهَا ِبدَ ْع َوِت ِهمْ َوصَلَاِت ِهمْ َوِإخْلَا ِ
)(2حديث صحيح.
أخرجه الترمذي ف كتاب الهاد باب الستفتاح بصعاليك السلمي حديث رقم ( )1702واللفظ له،
وأبوداود ف كتاب الهاد باب النتصار برذل اليل والضعفه ،حديث رقم ( ،)2594والنسائي ف كتاب الهاد
باب الستنصار بالضعيف ( 3179العرفة).
والديث قال الترمذي" :حسن صحيح" ،وصححه اللبان ف السلسلة الصحيحة حديث رقم (،)779
وف صحيح سنن الترمذي ( 2/140حديث رقم ،)1392وصححه مقق جامع الصول (.)4/676
)(3حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب الهاد باب من استعان بالضعفاء والصالي ف الرب ،متصرا ،ولفظه" :هل
تنصرون وترزقون إل بضعفائكم؟" وأخرجه النسائي ف كتاب الهاد باب الستنصار بالضعيف 3178( ،العرفة)
واللفظ له .انظر جامع الصول (.)4/677
70
71
البحث الثان:
فوائد مبة الساكي.
َني َت ْغفِرَ لِي
َاتي َوحُبّ الْمَسيَاكِيِ وَأ ْ
ْكي الْ ُمنْكَر ِ
َاتي َوتَر َ
خيْر ِ
َسيأَلُكَ ِفعْلَ الْ َ
"اللّهُمّ إِنّيي أ ْ
حبّ كَ َوحُبّ
َوتَ ْرحَمَنِي وَإِذَا أَرَدْ تَ فِتَْنةَ َقوْ مٍ فََتوَفّنِي غَيْرَ َم ْفتُو نٍ أَ ْسأَلُكَ ُحبّ كَ َوحُبّ مَ ْن ُي ِ
عَمَلٍ ُيقَرّبُ إِلَى ُحبّكَ"(.)1
،وهو حديث صحيح لغيه. )(1هذا الدعاء ورد ف حديث اختصام الل العلى عن معاذ
أخرجه أحد ف السند ( ،)5/243والترمذي ف كتاب التفسي ،ف تفسي سورة ص ،حديث رقم (
.)3235
حدِي ثِ َفقَالَ
حمّ َد بْ نَ إِ سْ َمعِيلَ عَ ْن َهذَا اْل َ
صحِي ٌح سَأَْلتُ ُم َ
والد يث قال الترمذيَ " :هذَا َحدِي ثٌ حَ سَ ٌن َ
صحِيحٌ" .وصححه اللبان ف إرواء الغليل (.)3/147
َهذَا َحدِيثٌ َحسَ ٌن َ
ف الباب عن ابن عباس عند أحد ف السند ( ،)1/368والترمذي ( ،)3231وصححه عنه مقق جامع
عند أحد ف السند ( ،)4/66وعن الصول ( ،!)9/548وعن عبدالرحن بن عائش عن بعض أصحاب النب
ع ند الدار مي ف كتاب الرؤ يا ،باب ف رؤ ية الرب تعال ف النوم ،من عبدالرح ن بن عائش عن ر سول ال
طريق الوليد بن مسلم ،وهذا الطريق قال عنه البخاري بعد تصحيحه للحديث من طريق عبدالرحن بن عائش عن
ص ّح مِ ْن َحدِي ثِ
مالك بن يمر عن معاذ ،في ما نقله ع نه الترمذي ف ال سنن ف الوا ضع ال سابقة ،أ نه قالَ " :هذَا َأ َ
جلَا جِ َحدّثَنِي عَْبدُ الرّ ْحمَ ِن بْ نُ عَاِي شٍ
اْلوَلِيدِ بْ نِ مُ سِْل ٍم َع ْن عَْبدِ الرّ ْحمَ نِ بْ ِن َيزِيدَ بْ نِ جَابِرٍ قَالَ َحدّثَنَا خَاِل ُد بْ ُن الّل ْ
ظ َه َكذَا ذَ َكرَ اْل َولِي ُد فِي
حفُو ٍ
صلّى اللّ ُه َعلَيْ هِ وَ َسلّ َم َفذَ َكرَ اْلحَدِي ثَ َو َهذَا غَْي ُر َم ْ
حضْ َر ِميّ قَا َل َس ِم ْعتُ رَ سُولَ اللّ ِه َ
اْل َ
ش ُر بْ نُ َبكْ ٍر عَ نْ عَْبدِ
صلّى اللّ هُ َعلَيْ ِه وَ َسّلمَ َو َروَى ِب ْ
ت رَ سُولَ اللّ هِ َ
حَدِيثِ ِه عَ نْ عَْبدِ الرّ ْحمَ ِن بْ نِ عَاِي شٍ قَالَ سَ ِم ْع ُ
صلّى اللّ ُه َعلَيْ ِه وَ َسلّمَ
ش عَ ِن النِّبيّ َ
حدِي ثَ ِب َهذَا الْإِ سْنَا ِد عَ ْن عَْب ِد الرّحْمَ ِن بْ نِ عَاِي ٍ
الرّ ْحمَ نِ بْ نِ يَزِي َد بْ ِن جَابِرٍ َهذَا اْل َ
صلّى اللّ ُه َعلَيْهِ َوسَلّمَ"اهي.
س َمعْ مِنَ النِّب ّي َ
ص ّح َوعَبْدُ الرّ ْحمَ ِن بْنُ عَاِيشٍ َل ْم َي ْ
َو َهذَا َأ َ
وهذا الد يث قد أفرده ا بن ر جب بالشرح ف جزء سّاه "اختيار الول ف شرح حد يث اخت صام الل
صلّى اللّ هُ َعلَيْ هِ
العلى .ولفظ الديث عند الترمذي" :عَ ْن ُمعَاذِ بْ نِ جَبَ ٍل َرضِي اللّ ُه عَْن هُ قَالَ احْتُِبسَ عَنّا رَسُولُ اللّ هِ َ
صلّى رَ سُو ُل اللّ هِ
ب بِال صّلَاةِ فَ َ
خ َر جَ َسرِيعًا فَُثوّ َ
س َف َ
صلَاةِ ال صّبْحِ حَتّى ِكدْنَا نَتَرَاءَى عَيْ نَ الشّ ْم ِ
ت َغدَا ٍة عَ ْن َ
وَ سَلّ َم ذَا َ
72
سْبعٍ :أَمَرَنِي صَلّى اللّ هُ عََلْي هِ وَ َسّلمَ ِب َ َني أَب ِي ذَرّ قَالَ" :أَمَرَن ِي َخلِيلِي ع ْ
حبّ اْلمَ سَاكِيِ وَالدُّنوّ ِمْنهُ مْ وَأَمَرَنِي َأ نْ أَنْظُرَ ِإلَى مَ نْ ُهوَ دُونِي َولَا أَنْ ُظرَ ِإلَى مَ نْ ِب ُ
ُهوَ َف ْوقِي وَأَمَرَنِي َأنْ أَصِلَ الرّحِمَ وَِإنْ أَ ْدَبرَتْ َوأَمَ َرنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ َأ َحدًا َشْيئًا وَأَمَرَنِي
ف فِي اللّ هِ َلوْ َمةَ لَائِ مٍ َوأَمَرَنِي َأ نْ أَ نْ َأقُولَ بِالْحَقّ وَِإ نْ كَا نَ مُرّا َوأَمَرَنِي َأ نْ لَا َأخَا َ
حتَ الْعَ ْرشِ" ( ).
2
ُأ ْكِثرَ مِنْ َق ْولِ لَا َحوْلَ َولَا قُوّةَ ِإلّا بِاللّهِ َفإِّنهُنّ مِنْ َكْنزٍ َت ْ
قال ابين رجيب رحهي ال" :قوله" :حيب السياكي" هذا قيد يقال :إنيه مين جلة فعيل
اليات ،وإنا أفرده بالذ كر لشرفه وقوة الهتمام به ،كما أفرد أيضا ذ كر حب ال تعال،
وحب من يبه ،وحب عمل يبلغه إل حبه ،وذلك أصل فعل اليات كلها.
وقد يقال :إنه طلب من ال عزوجل أن يرزقه أعمال الطاعات بالوارح وترك النكرات
بالوارح ،وأن يرزقه ما يوجب له ذلك ،وهو حبه وحب من يبه وحب عمل يبلغه حبه.
فهذه الحبة بالقلب موجبة لفعل اليات بالوارح ،ولترك النكرات بالوارح ،وسأل ال
صوْتِ ِه َفقَالَ لَنَا َعلَى مَصَافّ ُك ْم كَمَا أَنُْت ْم ُثمّ اْنفَتَلَ ِإلَيْنَا ُثمّ قَالَ
صلَاتِهِ فََلمّا سَلّ َم َدعَا بِ َ
جوّ َز فِي َ
صلّى اللّ ُه َعلَيْ ِه وَ َسلّ َم وََت َ
َ
صلَاتِي
ستُ فِي َ
ت مَا قُ ّدرَ لِي فََنعَ ْ
صلّيْ ُ
ت َو َ
َأمَا إِنّي سَأُ َحدُّثكُ ْم مَا حَبَ سَنِي عَْنكُ مُ اْل َغدَاةَ أَنّي قُمْ تُ مِ نَ اللّيْ ِل فََت َوضّأْ ُ
صمُ اْل َملَأُ الَْأ ْعلَى
ب قَا َل فِي َم َيخَْت ِ
حمّدُ قُ ْلتُ لَبّيْكَ رَ ّ
فَاسْتَْثقَ ْلتُ فَإِذَا أَنَا ِبرَبّي تَبَا َركَ وََتعَالَى فِي أَ ْحسَ ِن صُورَةٍ َفقَا َل يَا ُم َ
ض َع َكفّ ُه بَيْ نَ كَِت َفيّ حَتّى وَ َجدْ تُ بَرْدَ أَنَا ِملِ هِ بَيْ نَ َثدَْييّ فََتجَلّى لِي كُلّ
ُقلْ تُ لَا َأ ْدرِي رَبّ قَاَلهَا ثَلَاثًا قَالَ فَرَأَيْتُ ُه َو َ
ت فِي اْل َكفّارَا تِ قَالَ مَا هُنّ ُقلْ تُ
صمُ اْل َملَأُ الْأَعْلَى ُقلْ ُ
ت لَبّيْ كَ رَبّ قَا َل فِي َم َيخْتَ ِ
حمّ ُد ُقلْ ُ
ت َفقَا َل يَا ُم َ
َشيْءٍ َو َع َرفْ ُ
غ اْل ُوضُو ِء فِي اْل َمكْرُوهَا تِ قَالَ ُثمّ فِي مَ
ت وَإِ سْبَا ُ
س فِي اْلمَ سَاجِ ِد َب ْعدَ ال صَّلوَا ِ
جمَاعَا تِ وَاْلجُلُو ُ
َمشْ يُ الَْأ ْقدَا مِ إِلَى اْل َ
ت َوتَرْ كَ
ك ِفعْلَ اْلخَْيرَا ِ
س نِيَا ٌم قَا َل سَلْ قُلِ الّلهُمّ إِنّ ي أَ سْأَلُ َ
ُقلْ تُ إِ ْطعَا مُ ال ّطعَا مِ َولِيُ الْ َكلَا ِم وَال صّلَا ُة بِاللّيْلِ وَالنّا ُ
ب مَنْ
ك وَ ُح ّ
ت فِتْنَ َة َق ْومٍ فََت َوفّنِي غَْي َر َمفْتُونٍ َأسْأَلُكَ حُبّ َ
اْلمُْنكَرَاتِ َو ُحبّ اْل َمسَا ِكيِ َوأَ ْن َت ْغ ِف َر لِي وََترْ َحمَنِي وَِإذَا َأ َردْ َ
صلّى اللّ ُه َعلَيْهِ َوسَلّمَ إِنّهَا حَ ّق فَا ْد ُرسُوهَا ُث ّم َت َعلّمُوهَا"
ك قَالَ َرسُو ُل اللّهِ َ
ب َعمَلٍ ُيقَرّبُ إِلَى حُبّ َ
ك وَ ُح ّ
ُيحِبّ َ
)(2حديث حسن.
أخرجه أحد ف السند ( ،)5/159والطبان ف الصغي ( 2/48حديث رقم 758الروض الدان).
73
الدعاء :سؤال حب ال عزو جل ،و حب تعال أن يرزقه الحبة فيه ،فقد تضمن هذا
أحبابه ،وحب العمال الت تقرب من حبه والب فيه ،وذلك مقتضى فعل اليات كلها.
وتض من ترك النكرات وال سلمة من الف ت وذلك يتض من اجتناب ال شر كله ،فج مع هذا
الدعاء طلب خي الدنيا والخرة.
والقصود أن حب الساكي اصل الب ف ال تعال؛ لن الساكي ليس عندهم من الدنيا
ما يوجب مبتهم لجله ،فل يبّون إل ل عزوجل .والب ف ال من أوثق عرى اليان(،)1
و من علمات ذوق حلوة اليان( ،)2و هو صريح اليان( ،)3و هو أف ضل اليان( ،)4وهذا
)(1يشي رحه ال إل حديث" :أوثق عرى اليان الب ف ال والبغض ف ال" ،وهو حديث حسن لغيه ،عن
.أخرجه أبوداود الطيالسي ف مسنده ص ،101وأحد ف مسنده ( )4/286بلفظ" :أوسط عرى اليان الباء
أن تب ف ال وتبغض ف ال".
والديث حسنه لغيه اللبان ف السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ،)998و (.)1728
صلّى اللّ ُه َعلَيْ ِه وَ َسلّ َم َيقُولُ :لَا )(3جاء حديث رواه أحد بإسناد ضعيف ،عَ ْن َع ْمرِو بْ ِن اْل َ
جمُوحِ أَنّ هُ سَ ِمعَ النّبِيّ َ
ض لِلّ هِ تَبَارَ كَ
ض لِلّ هِ فَإِذَا َأحَبّ لِلّ ِه تَبَارَ َك وََتعَالَى َوأَْب َغ َ
صرِيحِ الِْإيَا نِ حَتّ ى ُيحِبّ لِلّ هِ َتعَالَى َويُْب ِغ َ
َيحِقّ اْلعَْبدُ حَقّ َ
يحَقّ اْلوَلَا َء مِنَي اللّهِي َوإِنّ َأ ْولِيَائِي مِن ْي عِبَادِي وََأحِبّائِي مِن ْي َخلْقِي اّلذِينَييُذْكَرُونَيِبذِ ْكرِي وَُأذْ َكرُ
وََتعَالَى َف َقدِ اس َْت
ِبذِ ْك ِرهِ مْ" .و ف ال سند :رشد ين بن سعد ،ضع فه ف التقر يب ص ،326وعبدال بن الول يد ل ي الد يث ك ما ف
التقريب ص.556
،أخرجه أحد بإسناد ضعيف ،فيه سهل بن معاذ قال ف التقريب ص" :420لبأس )(4جاء حديث عن معاذ
74
الب ف ال تعال"اهي(.)1 أنيه وصيف بيه كله مروي عين النيب
وقال رحه ال" :اعلم أن مبة الساكي لا فوائد كثية:
منها أنا توجب اخلص العمل ل عزوجل؛ لن الحسان إليهم لحبتهم ل يكون إل ل
عزوجل ،لن نفعهم ف الدنيا ل يرجى غالبا ،فأمّا من أحسن إليهم ليمدح بذلك فما أحسن
إليهم حبا لم بل حبا لهل الدنيا وطلبا لدحهم له بب الساكي.
ومن ها أن ا تز يل ال كب؛ فإن ال ستكب ل ير ضى مال سة ال ساكي ،ك ما جاء عن رؤ ساء
قر يش والعراب( ،)2و من حذا حذو هم من هذه ال مة م ن تش به ب م ح ت إن ب عض علماء
السؤ كان ل يشهد الصلة ف جاعة خشية أن تزاحه الساكي ف الصف ،وينع بسبب هذا
ال كب خيا كثيا جدا ،فإن مالس الذ كر والعلم ت قع في ها كثيا مال سة ال ساكي ،فإن م
أكثر هذه الجالس ،فيمتنع الستكب من هذه الجالس بتكبه ،وربا كان السموع منه الذكر
والعلم من جلة الساكي فيأنف أهل الكب من التردد ف ملسه لذلك ،فيفوتم خي كثي.
أن رجلً شكى ومنها أنه يوجب صلح القلب وخشوعه ،وف السند عن أب هريرة
قسوة قلبه ،فقال له :إن أحب بت أن يل ي قلبك فاط عم ال سكي ،وامسح إل رسول ال
به ،إل ف روايات زبّان عنه"اهي ،وهذا الديث أخرجه أحد من طريقي كليهما عن زَبّا نُ بْ ُن فَائِ ٍد عَ ْن سَهْلِ بْ نِ
حبّ ِللّهِ وَتُْب ِغضَ فِي
صلّى اللّهُ َعلَيْهِ وَ َسّلمَ عَنْ َأفْضَلِ الِْإيَا ِن قَالَ َأفْضَلُ الْإِيَانِ أَ ْن ُت ِ
ُمعَا ٍذ عَنْ أَبِيهِ أَنّ ُه سَأَ َل رَسُولَ اللّهِ َ
ك وََتكْرَ هَ َل ُه ْم مَا
حبّ لَِنفْ سِ َ
س مَا ُت ِ
حبّ لِلنّا ِ
ك فِي ذِ ْكرِ اللّ هِ قَالَ َومَاذَا يَا رَ سُولَ اللّ هِ قَالَ َوأَ ْن ُت ِ
اللّ هِ وَُتعْمِلَ لِ سَانَ َ
ص ُمتَ".
ك وََأنْ َتقُو َل خَيْرًا أَ ْو تَ ْ
َتكْرَهُ لَِن ْفسِ َ
)(2يشي رحه ال إل قوله تعال{ :ولتطرد الذين يدعون ربم بالغداة والعشي يريدون وجه ال }..النعام،52:
وقوله تعال{ :ولتطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا} الكهف ،28:وماجاء ف سبب نزولما.
75
راس اليتيم"(.)1
ومنها أن مال سة ال ساكي تو جب ر ضى من يال سهم برزق ال ،وتع ظم عنده نع مة ال
عزوجل عليه بنظره ف الدنيا إل من دونه ،ومالسة الغنياء توجب التسخط بالرزق ،ومد
عن ذلك فقال تعال{ :ول تدن العي إل زينتهم ،وماهم فيه .وقد نى ال عزوجل نبيه
عينيك إل ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الياة الدنيا لنفتنهم فيه ،ورزق ربك خي وأبقى}
" :انظروا إل من دونكم و لتنظروا إل من فوقكم فإنه [سورة طه ،]131:وقال النب
أجدر أن ل تزدروا نعمة ال عليكم"(".)2اهي(.)3
وبذا البحث تام القصد الوّل ،وللّه المد والنة.
وفيه مطلبان:
الطلب الول :الحكام التعلقة بالفقر.
الطلب الثان :الحكام التعلقة بالسكنة.
)(1الراد بالحكام ف هذا القصد ما هو أعم من الكم الشرعي ،الذي هو خطاب ال التعلق بأفعال الكلفي
بالقتضاء أو الو ضع أو التخي ي [ان ظر منت هى الو صول وال مل ص ،]32ليش مل ا سناد أ مر إل آ خر بالياب أو
السلب [انظر التعريفات ص.]92
ويلحظ أن الكلم على الفقي عند الطلق يشمل السكي ،والعكس صحيح ،على ما سبق تريره عند
بيان الفرق بي لفظ الفقي والسكي ،فليكن على ذُكر منك ،وفقك ال.
77
الطلب الول:
الحكام التعلقة بالفقر.
وفيه الباحث التالية:
البحث الول :الشيطان يعدكم الفقر.
البحث الثان :ال الغن والناس فقراء.
البحث الثالث :الفقراء الذين أحصروا
البحث الرابع الفقي التعفف يسبه الاهل غنيا.
الب حث الا مس :إن تفوا ال صدقات وتؤتو ها الفقراء ف هو خ ي
لكم.
البحث السادس :ول اليتيم الفقي يأكل بالعروف.
البحث السابع :العدل مع الفقي والغن.
البحث الثامن :الفقي من مصارف الزكاة.
البحيث التاسيع :اطعام البائس الفقيي جاء في شريعية إبراهييم
.
البحث العاشر :الدي يطعم منه البائس الفقي.
البحث الادي عشر :الضحية يطعم منها القانع والعتر.
البحث الثان عشر :انكحوا اليامى والصالي إن يكونوا فقراء
يغنهم ال من فضله.
78
البحث الثالث عشر :من دعي للنفقة فبخل يبخل عن نفسه.
البحث الرابع عشر :الفقي ف الفيء.
البحث الامس عشر :العاقلة الفقراء.
البحث السادس عشر :الرسول يستعيذ بال من الفقر.
البحث السابع عشر :الفقي الختال.
البحث الثامن عشر :فقر القلب.
وإليك البيان:
79
البحث الول
الشيطان يعدكم الفقر
قال ال تعال{ :يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم
وما أخرجنا لكم من الرض ولتيمموا البيث منه تنفقون ولستم
بآخذييه إل أن تغمضوا فييه ،واعلموا أن ال غني حييد .الشيطان
يعد كم الف قر ويأمر كم بالفحشاء وال يعد كم مفغرة م نه وفضلً
وال واسع عليم} البقرة.268-267:
ف هذه الية الوقفات ،التالية:
الول :قوله{ :الشيطان يعدكيم الفقير ويأمركيم بالفحشاء}
استئناف والتقدير{ :انفقوا من طيبات ما كسبتم}؛ لن الشيطان
يصيد الناس عين اعطاء خيار أموالمي ويغريهيم بالشيح ،أو باعطاء
الرديء البيث ،ويوفهم من الفقر إن اعطوا بعض مالم( ).
1
الثالثية :قوله تعال{ :وال يعدكيم مغفرة منيه وفضل} ،فييه أن
البذل والعطاء على الو جه الرغّب ف يه شرعا من أ سباب الغفرة،
وقد قال " :الصدقة تطفيء الطيئة"( ).
2
وقدّم ذ كر الغفرة من باب تقد ي التخل ية على التحل ية ،أو من
2
باب تقدي منافع الخرة؛ لنا أهم عند الصدّق با( ).
والفرق بيي "التكفيي" و "الغفرة" عنيد اجتماعهميا في سيياق
واحد :أن لفظ "الغفرة" أكمل من لفظ "التكفي" ،ولذا كان مع
الكبائر والتكفي مع الصغائر ،كما ف قوله تعال{ :ربنا فاغفر لنا
،انظر تريه ف تعليقة الديث جاء ما يشهد له كذلك من حديث كعب بن عجرة
مقق جامع الصول ( ،)4/76وقد صحح حديث كعب بن عجرة اللبان ف صحيح سنن
الترمذي (.)1/189
)(1حديث صحيح.
أخر جه البخاري ف كتاب الزكاة ،باب قول ال تعال{ :فأمّا من اع طى وات قى
و صدّق بال سن ف سنيسره للي سرى ،وأمّا من ب ل وا ستغن وكذب بال سن ف سنيسره
للعسرى وما يغن عنه ماله إذا تردى} اللهم اعط منفقا مال خلفا ،حديث رقم (،)1442
واللفظ له ،ومسلم ف كتاب الزكاة ،باب ف النفق والمسك ،حديث رقم (.)1010
الرابعية :في اليية أن لّات الشيطان على ابين آدم ايعاد بالشير،
وتكذيب بالق .وف الديث( )عَ نْ َعْبدِ اللّ هِ ْب نِ مَ سْعُودٍ قَالَ :قَالَ
2
رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ" :إِنّ لِلشّيْطَا نِ َلمّةً بِابْ نِ آدَ مَ
َولِ ْلمَلَ كِ َلمّةً َفأَمّا َلمّةُ الشّيْطَا نِ َفإِيعَادٌ بِالشّرّ وَتَ ْكذِي بٌ بِاْلحَقّ َوأَمّا
صدِيقٌ بِالْحَقّ َفمَ نْ َو َجدَ َذلِ كَ فَ ْليَعْلَ مْ َلمّةُ اْلمَلَ كِ َفإِيعَادٌ بِالْخَْيرِ َوَت ْ
ِني
ّهي م َ َني َو َجدَ الُْأ ْخرَى فَ ْلَيتَ َعوّذْ بِالل ِ
ّهي وَم ْ
ح َمدِ الل َّهي َفلْيَ ْ
ِني الل ِ
ّهي م َ أَن ُ
ي ي الْفَقْرَ َوَيأْ ُم ُركُم ْ ي يَ ِع ُدكُم ُي ثُمّي َق َرأَ {الشّيْطَان ُ
ي الرّجِيم ِ الشّيْطَان ِ
حشَاءِ} الْآَيةَ"( ).
3
بِالْفَ ْ
)(1انظر مدارج السالكي (.)312-1/311
)(3حديث صحيح.
أخرجيه الترمذي في كتاب التفسيي ،باب ومين سيورة البقرة ،حدييث رقيم (
،)2988واللفظ له ،وابن حبان (الحسان ،3/278حديث رقم .)998
84
الامسة :تضمنت الية التنفي عن النفاق من البيث الرديء ،وعن
ترك النفاق خشية الفقر ،بأساليب منها:
1يي تصيدير اليية باسيم الشيطان ،ليؤذن بذم الكيم الذي سييق له
الكلم ،وشؤمه لتحذير السلمي منه ،ولن ف تقدي السند إليه على الب
الفعلى قوة الكم وتقيقه(.)1
2ي القابلة بي وعد الشيطان ووعد ال تعال(.)2
3ي ت سمية اغراء الشيطان -على تي مم ال بيث م نه للت صدق به -
أمرا ،والعن :يغريكم با إغراء المر ،فمن استجاب للشيطان استجاب
لمره ،فهيو قيد رضيي باسيتعلء الشيطان علييه ،وهذا فييه تنفيي عين
الستجابة لغراء الشيطان.
4ي تسمية إغراء الشيطان :فحشاء .وهذا فيه تنفي عن متابعته.
ص لَا
ب َو ُه َو حَدِي ثُ أَبِي الْأَحْ َو ِ
والديث قال الترمذيَ " :هذَا حَدِي ثٌ حَ سَنٌ َغرِي ٌ
َن ْعَل ُم ُه مَ ْرفُوعًا ِإلّا مِ ْن حَدِي ثِ أَبِي الْأَحْ َو صِ"اه ي ،و صححه ا بن حبان ،و ف ال سند ع ند
الترمذي وا بن حبان :عطاء بن ال سائب ،اختلط بأخرة .قال م قق الح سان ما خل صته:
، للحديث طريق آخر عند الطبي ف تفسيه بإسناد صحيح موقوف على ابن مسعود
ومثله ل يقال بالرأي فله حكم الرفع ،فيكون متابعا قاصرا لرواية عطاء.
)(1ذ كر هذه الق صيدة ا بن عبدالادي ف العقود الدر ية ص .391ونقل ها م قق كتاب اختيار
الول ف شرح حديث اختصام الل العلى بامش ص .102وقد نقل بيتي من هذه القصيدة ابن
ر جب ف كتا به اختيار الول ص ،102ون سبهما إل يه ،ك ما ن قل من ها ا بن الق يم بي تا ف مدارج
السالكي (.)3/440
94
البحث الثالث
الفقراء الذين احصروا ف سبيل ال
يقول ال تبارك وتعال{ :للفقراء الذين احصروا ف سبيل ال ل
ي ستطيعون ضربا ف الرض ي سبهم الا هل أغنياء من التع فف،
تعرفهم بسيماهم ،ل يسألون الناس الافا ،وما تنفقوا من خي فإن
ال به عليم} البقرة.273:
معني اليية :انفقوا على الفقراء الذيين هيم لفقرهيم وعجزهيم
وضعف هم ل ي ستطيعون ضربا ف الرض ،لطلب العاش .ولكمال
عفتهم ،وصيانتهم ،يسبهم من ل يعرف حالم أغنياء.
وذ كر الفقراء الذ ين اح صروا؛ لن [فقراء الهاجر ين كانوا ن و
أربعمائة ،ل ي كن ل م م ساكن ف الدي نة ول عشائر؛ وكانوا قد
حب سوا أنف سهم على الهاد ف سبيل ال .فكانوا وقفا على كل
سرية يبعث ها ر سول ال و هم أ هل ال صفة هذا أحد القوال ف
إحصارهم ف سبيل ال.
وقيل :هو حبسهم أنفسهم فب سبيل ال تعال.
وقيل :حبسهم الفقر والعدم عن الهاد ف سبيل ال.
وق يل :ل ا عادوا أعداء ال وجاهدوا ف ال تعال ،اح صروا عن
الضرب ف الرض لطلب العاش ،فليستطيعون ضربا ف الرض.
95
والصحيح :أنم لفقرهم وعجزهم وضعفهم ل يستطيعون ضربا
ف الرض ،ولكمال عفتهم وصيانتهم يسبهم من ل يعرف حالم
أغنياء]( ). 1
)(1من كلم ابن قيم الوزية رحة ال عليه ف مدارج السالكي (.)2/438
96
الية على اشتراطه ف الوصف بالفقر.
97
البحث الرابع
الفقي التعفف يسبه الاهل غنيا
يقول ال تبارك وتعال{ :للفقراء الذين احصروا ف سبيل ال ل
ي ستطيعون ضربا ف الرض ي سبهم الا هل أغنياء من التع فف،
تعرفهم بسيماهم ،ل يسألون الناس الافا ،وما تنفقوا من خي فإن
ال به عليم} البقرة.273:
ف الية الترغيب ف التعفف عن السألة ،والث على اعطاء هذا
النوع من الفقراء من الصدقات.
والعن ف الية :الصدقات لؤلء الذكورين.
وفيهيا الثي على بذل الصيدقة للفقراء الذيين هذا وصيفهم ،و
مفهومه أنه يوجد فقراء ليس هذا وصفهم.
ول يس ف ال ية أن من شرط الف قر التع فف عن ال سألة ،خلفا ل ن
استدل بالية على ذلك ،ويناقش هذا الستدلل با يلي:
بأنه جاء ف الديث اطلق اسم السكي على الذي يتعفف عن
السيألة ،فدل على أن هذا الوصيف ل يصيلح أن يكون شرطا في
الوصيف بالفقير ،بيل هذا يؤكيد أن الفقيي والسيكي لفظان إن
اجتمعا افترقا وإن افترقا اجتمعا.
عَ نْ أَبِي ُهرَيْ َرةَ رَضِي اللّ هُ َعنْ هُ :أَنّ رَ سُولَ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عََلْي هِ
98
وَ سَّلمَ قَالََ" :لْي سَ اْلمِ سْكِيُ اّلذِي يَطُو فُ عَلَى النّا سِ تَرُدّ هُ اللّ ْق َم ُة
جدُ غِنًى وَاللّ ْقمَتَانِيوَالتّمْ َرةُ وَالّتمْرَتَانِي َولَكِنِي اْلمِس ْيكِيُ اّلذِي لَا َي ِ
1
سأَلُ النّاسَ"( ). صدّقُ عََلْيهِ َولَا يَقُومُ َفَي ْ
يُغْنِيهِ َولَا يُفْطَنُ ِبهِ َفُيَت َ
فظاهر هذا الديث أن السكي هو من اتصف بالتعفف وعدم
اللاف ف السؤال( ).
2
)(1حديث صحيح.
أخرجه مالك ف الوطأ كتاب الامع باب ماجاء ف الساكي ،أبوداود ف كتاب
الزكاة باب حق ال سائل ،والترمذي ف كتاب الزكاة باب ماجاء ف حق ال سائل ،حد يث
رقم ( ،)665والنسائي ف كتاب الزكاة باب رد السائل.
البحث الامس
إن تفوا الصدقات وتؤتوها الفقراء فهو خي لكم
قال ال تبارك وتعال{ :إن تبدوا الصيدقات فنعمّيا هيي ،وإن
تفوها وتؤتوها الفقراء فهو خي لكم ،ويكفر عنكم من سيئاتكم،
وال با تعملون خبي} البقرة.271:
جهور الف سرين على أن الراد ب ي "ال صدقات" ف هذه ال ية:
التطوع ل الفرض؛ لن الفرض اظهاره أفضل من كتمانه ،والتطوع
كتمانه أفضل...
وقال قتادة رحهي ال :كيل مقبول ،إذا كانيت النيية صيالة.
وصدقة السر افضل( ).
1
ير يه المهور يكون ذكي يب إليي قلت :وعلى القول الذي ذهي
{الفقراء} ف الية عنوانا على أهل الاجة والفاقة مطلقا ،فيشمل
الساكي.
وعلى القول بعموم اليية للفرض والنفيل مين الصيدقة ،يكون
قوله{ :الفقراء} عنوانا على م صارف الزكاة ل ح صرا ،ك ما ف
حد يث ابْ نِ َعبّا سٍ رَضِي اللّ هُ عَْنهُمَا" :أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عَلَْي هِ
ُميِإلَى َني فَقَالَ :ادْ ُعه ْ
ْهيِإلَى اْلَيم ِ ّهي َعن ُ َثي مُعَاذًا رَضِي الل ُ َسيّلمَ بَع َ و َ
َشهَا َدةِ َأ نْ لَا ِإَل هَ ِإلّا اللّ هُ وََأنّ ي رَ سُولُ اللّ هِ فَِإ نْ هُ مْ َأطَاعُوا ِلذَلِ كَ
فَأَعِْل ْمهُ مْ أَنّ اللّ هَ َقدِ افْتَرَ ضَ عََلْي ِه مْ َخ ْم سَ صََلوَاتٍ فِي كُلّ َيوْ مٍ
ص َدَقةً َولَيَْلةٍ فَِإ نْ هُ مْ َأطَاعُوا ِلذَلِ كَ َفأَعِْل ْمهُ مْ َأنّ اللّ هَ ا ْفَترَ ضَ عَلَْيهِ مْ َ
فِي أَ ْموَاِل ِهمْ ُت ْؤ َخذُ مِنْ أَغِْنيَاِئ ِهمْ وَتُ َردّ عَلَى فُقَرَاِئ ِهمْ".
صدَقَةً فِي أَ ْموَاِلهِ مْ تُ ْؤ َخذُ مِ نْ فقوله" :أَنّ اللّ هَ ا ْفَترَ ضَ عَلَْيهِ مْ َ
أَغِْنيَاِئهِمْ وَتُرَدّ عَلَى فُقَرَاِئهِمْ" ،ليس الراد منه حصر مصارف الزكاة
ف الفقراء ،إنا ذكرهم عنوانا عليها ،تأمّل!
وما جاء ف الترغيب ف اخفاء الصدقة:
عن أَبِي ُهرَيْ َرةَ رَضِي اللّ هُ َعنْ هُ عَ نِ النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عََلْي هِ وَ َسّلمَ
ج َهنِيّ قَالَ قَالَ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عَلَْي هِ عَ نْ عُقَْبةَ ْب نِ عَامِرٍ الْ ُ
ْآني
يرّ بِالْقُر ِ ِالصيدَقَةِ وَاْلمُس ِ
ْآني كَالْجَاهِرِ ب ّ يلّمَ" :الْجَاهِرُ بِالْقُر ِ وَس َ
ص َدَقةِ"( ).
2
كَاْل ُمسِرّ بِال ّ
قَالَ أَبُو عِيسيَى الترمذي رحهي ال بعيد اخرا جه لذا الد يث:
)(1حديث صحيح.
أخر جه البخاري ف كتاب الزكاة باب ال صدقة باليم ي حد يث ر قم (،)1423
ومسلم ف كتاب الزكاة باب فضل اخفاء الصدقة ،حديث رقم (.)1031
)(2حديث صحيح.
أخر جه أبوداود ف كتاب ال صلة باب ر فع ال صوت بالقراءة ف صلة الل يل،
حديث رقم ( ،)1333والترمذي ف كتاب فضائل القرآن باب ماجاء فيمن قرأ حرفا من
القرآن ماله من ال جر ،حد يث ر قم ( ،)2919والن سائي ف كتاب قيام الل يل وتطوع
النهار ،باب فضل السر على الهر.
والديث قال الترمذي عنه" :حديث حسن غريب" ،وصححه اللبان ف صحيح
سنن الترمذي (.)3/10
105
سرّ بِقِرَا َءةِ الْقُرْآ نِ َأ ْفضَلُ مِ نِ اّلذِي
حدِي ثِ َأنّ اّلذِي يُ ِ
"وَمَعْنَى َهذَا اْل َ
ِني
ْمي م ْالسيرّ َأ ْفضَلُ عِْندَ أَهْلِ الْعِل ِ
صيدَقَةَ ّ ْآني لِأَنّ َجهَرُ بِقِرَا َءةِ الْقُر ِ َي ْ
ص َدَقةِ الْعَلَانِيَةِ.
َ
وَِإنّمَا مَعْنَى َهذَا ِعْندَ أَهْلِ الْعِلْ مِ لِكَ يْ َيأْمَ نَ الرّجُلُ مِ نَ الْعُجْ بِ
سرّ الْ َعمَلَ لَا ُيخَا فُ عَلَيْ هِ الْعُجْ بُ مَا ُيخَا فُ عَلَيْ هِ مِ نْلِأَنّ اّلذِي ُي ِ
عَلَاِنَيِتهِ"اهي
و قد ذ كر أ هل العلم وجوها لخفاء ال صدقة وفضله ،ووجوها
لظهار الصدقة( )؛ فمن وجوه اخفاء الصدقة: 1
شةَ رَضِي اللّ هُ َعنْهَا فِي َق ْوِل هِ تَعَالَى{ :وَمَ نْ كَا نَ َغنِيّ ا عَ نْ عَاِئ َ
ستَعْفِفْ وَمَ نْ كَا نَ فَ ِقيًا فَ ْلَيأْكُلْ بِاْلمَعْرُو فِ} "َأنّهَا نَ َزلَ تْ فِيفَ ْليَ ْ
)(2حديث حسن.
أخر جه الن سائي ف كتاب الو صايا باب ماللو صي من مال اليت يم إذا قام عل يه،
وأبوداود ف كتاب الو صايا ،باب ماجاء في ما لول اليت يم أن ينال من مال اليت يم والن ساء،
حدييث رقيم ( ،)2872وابين ماجية في الوصيايا ،باب قوله{ :ومين كان فقيا فليأكيل
بالعروف} ،حديث رقم (.)2718
والديث حسنه مقق جامع الصول ( ،)11/641ونقل تقويته عن ابن حجر ف
الفتح.
البحث السابع
العدل مع الغن والفقي
قال ال تبارك وتعال{ :ييا أيهيا الذيين آمنوا كونوا قوّاميي بالقسيط
شهداء ل ولو على أنف سكم أو الوالد ين والقرب ي إن ي كن غنيا أو فقيا
فال أول بمييا فل تتبعوا الوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن ال
كان با تعملون خبيا} النساء.13:
ف الية الوقفات التالية لتفسيها:
الول :شهادت كم على أنف سكم .وشهادة الرء على نف سه :إقراره على
نفسه بالقوق عليها .ث ذكر تعال الوالدين لوجوب برها وعظم قدرها،
ثّ ث ن بالقرب ي إذ هم مظ نة الودة والتع صب ،فكان الج نب من الناس
أحرى أن يقام عل يه بالق سط ويش هد عل يه ،فجاء الكلم ف ال سورة ف
حفظ حقوق اللق ف الموال(.)1
الثانية :قوله تعال{ :إن يكن غنيا أو فقيا فال أول بما} فيه اضمار
وهو اسم كان ،أي إن يكن الطالب أو الشهود عليه غنيا فل يراعي لغناه
ولياف م نه ،وإن ي كن فقيا فل يرا عى إشفاقا عل يه {فال أول ب ما}،
أي فيما اختار لما من الغن أو الفقر(.)2
الثالثة :ويدخل ف هذا أن ل يضيع حق الفقي ،فل يُشهد معه الشهادة
)(1الفردات ص.416
113
البحث الثامن
الفقي من مصارف الزكاة.
قال ال تبارك وتعال{ :إناي الصيدقات للفقراء والسياكي والعامليي
علي ها والؤل فة قلوب م و ف الرقاب والغارم ي و ف سبيل ال وا بن ال سبيل
فريضة من ال وال عليم حكيم} التوبة.60:
ف الية وقفات لتفسيها ،وهي التالية:
الول{ :إنا} تدل على الصر()1؛ فالية تفيد حصر مصارف الزكاة
ف الصناف الذكورة .وفيه دللة على تديد كل صنف ،فل يقال{ :ف
سبيل ال} يشمل كل أوجه الي والصال العامة ،إذ هذا خلف مفهوم
الصر الستفاد من (إنا)!
قال في "الكشاف"({" :)2إناي الصيدقات للفقراء} قصير لنيس
الصدقات على الصناف العدودة ،وأنا متصة با ل تتجاوزها إل غيها،
كأ نه ق يل :إن ا هي ل م ل لغي هم ...فيحت مل أن ت صرف إل ال صناف
كلها ،وأن ت صرف إل بعضها ،وعليه مذ هب أب حنيفة رضي ال عنه،
وعن حذيفة وابن عباس [ ] ،وغيها من الصحابة والتابعي رضي ال
عنهم أنم قالوا :ف أي صنف منها وضعتها أجزأك .وعن سعيد بن جبي
:لو نظرت إل أهل بيت من السلمي فقراء متعففي فجبتم با كان
)(1دللة (إنا) على الصر أفاض ف تقريرها الرازي رحه ال ف تفسيه (.)16/105
.)4/119( )(3
119
فعلى هذا التف سي يكون البائس هو ال سكي ،ويكون ذ كر الو صفي
لقصيد اسيتيعاب أحوال الحتاجيي ،والتنيبيه إل البحيث عين موقيع
المتناع"اهي(.)1
قلت :هذا مبن على أساس أن الفقي عند الطلق ل يشمل السكي،
وأن الفرق بي الفقي و السكي إنا ف وصف العفة وإظهار السكنة .وقد
سبق ف الق صد الوّل بيان أن ال صواب خل فه ،و هو ما قرره الشنقي طي
رح ه ال ه نا ف تف سي هذه ال ية ،ح يث قال" :البائس :هو الذي ا صابه
البؤس ،و هو الشدة ... ،والفق ي معروف ،والقاعدة ع ند علماء التف سي:
أن الفق ي وال سكي إذا اجتمعا افتر قا ،و إذا افتر قا اجتم عا ،وعلى قول م:
فالفقي هنا يشمل السكي؛ لنه غي مذكور معه هنا ،وذلك هو مرادهم،
بأنما إذا افترقا اجتمعا"اهي(.)2
وهذا يقرر أن ذكير وصيف البؤس لتأكييد تري أصيحاب الاجية
الشديدة ،واعطاؤهم من الدي.
الامسة :واختلفوا ف المر ف قوله تعال{ :فكلوا منها واطعموا} هل
ها على الوجوب أو الستحباب؟
[ق يل :واجبان .وق يل م ستحبان .وق يل :الفرق ب ي ال كل والطعام؛
)(3سيأت لفظه تاما وتريه قريبا ،من حديث عائشة عند مسلم.
)(1أخرجه البخاري كتاب الضاحي ،باب ما يؤكل من لوم الضاحي وما يتزود منها،
حد يث ر قم ( ،)5569و هو من ثلثيات البخاري ،و قد أورد ته ب سنده لذلك ،وأخر جه
مسلم ف كتاب الضاحي باب بيان ماكان من النهي عن أكل لوم الضاحي بعد ثلث
ف أوّل السلم ،وبيان نسخه ،واباحته إل مت شاء ،حديث رقم (.)1974
124
)(1حديث صحيح.
أخر جه م سلم ف كتاب الضا حي باب بيان ماكان من الن هي عن أ كل لوم
الضا حي بعد ثلث ف أوّل ال سلم ،وبيان نسخه ،واباح ته إل مت شاء ،حديث رقم (
.)1971
)(2هذا مبني على مسيألة أصيولية ،وهيي :المير بعيد النهيي هيل يقتضيي الوجوب ،أو
الباحة ،أو يعيد الكم إل ماكان عليه قبل النهي؟ أقوال ،أرجحها عند الحققي الثالث،
وال اعلم.
.)17/146( )(1
127
البحث الادي عشر
الضحية يطعم منها القانع والعتر.
ّهي
ِني شَعَاِئرِ الل ُِمي م ْ ْني جَعَلْنَاهَا لَك ْ قال ال تبارك وتعال{ :وَالُْبد َ
صوَافّ فَِإذَا َو َجَب تْ ُجنُوُبهَا لَكُ مْ فِيهَا َخيْرٌ فَا ْذكُرُوا ا ْسمَ اللّ هِ عََلْيهَا َ
فَكُلُوا ِمنْهَا وََأطْ ِعمُوا الْقَانِ عَ وَاْلمُعَْترّ َك َذلِ كَ َسخّ ْرنَاهَا لَكُ مْ لَعَلّكُ مْ
َتشْ ُكرُونَ لَنْ َينَالَ اللّهَ لُحُو ُمهَا َولَا دِمَاؤُهَا َولَكِنْ َينَالُهُ التّ ْقوَى ِمنْكُمْ
ي َوَبشّرِ ي عَلَى مَيا َهدَاكُم ْ ي ِلتُكَبّرُوا اللّه َيخّرَهَا لَكُم ْ يس َ َك َذلِك َ
سنِيَ} الج36 :ي.37 اْل ُمحْ ِ
ف تفسي الية الوقفات التالية:
الول :قَالَ مُجَا ِهدٌُ " :سمَّيتِ اْلُب ْد نَ ِلُبدْنِهَا .وَالْقَاِن عُ :ال سّائِلُ.
اسيتِعْظَامُ
ِني َغنِي ّ َأوْ فَ ِقيٍ .وَشَعَاِئرُْ : ْني م ْوَاْلمُعَْترّ :اّلذِي يَ ْعتَرّ بِاْلُبد ِ
حسَاُنهَا .وَالْعَتِي قُِ :عتْقُ هُ مِ نَ الْجَبَاِب َرةِ .وَيُقَالَُ :و َجَب تْ:اْلُب ْد نِ وَا سْتِ ْ
ش ْمسُ"اهي( ).
1
سَقَ َطتْ ِإلَى الَْأ ْرضِ ،وَ ِمنْهُ َو َجَبتِ ال ّ
قال مالك رحهي اللّه" :وسيعت أن ...العتير :هيو الزائر... .
والقانع :هو الفقي أيضا"اهي( ).
2
ْنيِلقَوْلِهيِ: )(1علّقيه البخاري في الاميع الصيحيح ،في كتاب الجي ،بَاب رُك ِ
ُوبي الْبُد ِ
{وَالُْبدْ نَ َج َعلْنَاهَا َلكُ مْ ،}...وساق الية إل قوله{ :وبشر الحسني} ،ث علق قول ماهد
هذا.
قال ف "الحرر الوج يز"( )" :القا نع ال سائل .يقال :ق نع الر جل
1
يق نع قنوعا ،إذا سأل .بف تح النون ف الا ضي .وقنِع بك سر النون
يقنع قنا عة فهو قنع ،إذا تعفف وا ستغن .قاله الليل ،ومن الول
قول الشماخ:
مفاقره أعف من القنوع لال الرء يصلحه فيغن
فمحرروا القول من أهل العلم قالوا( :القانع) السائل .و (العتر)
التعرض من غ ي سؤال ،قاله م مد بن ك عب القر ظي ،وما هد،
وإبراهيم ،والكلب ،والسن بن أب السن.
وعك ست فر قة هذا القول .ح كى ال طبي عن ا بن عباس أ نه
قال( :القانع) :الستغن با أعطيه .و (العتر) :العترض.
وحكى عنه قال( :القانع) التعفف .و (العتر) السائل.
وحكى عن ماهد أنه قال( :القانع) :الار وإن كان غنيا.
وقرأ أبورجاء" :القنيع" فعلى هذا التأوييل ،معني اليية :اطعموا
التعفف الذي ل يأت متعرضا والتعرض"اهي
قلت :قراءة أب رجاء تؤيد أن القانع هو الراضي با عنده ،وبا
يع طى من غ ي م سألة .وو جه التأي يد :أن قنعا ل يرد بع ن سائل،
بلف قا نع .فورود قراءة به (أع ن :ب ي "قنع") يدل على أ نه هو
.)4/123( )(1
129
الراد إذا قل نا بتوا فق القراءات مطلقا( ) .أمّا إذا قل نا :بأ نه ل ما نع
1
)(1جرى الشهاب في حاشيتيه على البيضاوي ( ،)6/299على هذا هنيا ،فأييد بالقراءة
تفسي (القانع) بالتعفف الراضي با عنده ،وبا يعطى من غي مسألة ،وذلك منه عملً بأن
ال صل توا فق القراءات .قلت :وهذا ال صل متقرر ،ومعناه أن القراءات ل تالف تضاد أو
تعارض بينها .وهذا الصل بذا العن ل ينع أن تفسر كل قراءة بعن مادامت ل تؤدي إل
التضاد والتعارض ف معن الية ،وذلك توسيعا لعن الية بالقراءاتي ،عملً بقاعدة :إعمال
الكلم أول مين اهاله ،والتأسييس أول مين التأكييد .انظير القراءات وأثرهيا في التفسيي
والحكام (.)1/396
)(2فإذا ف سرنا (القا نع) بالتع فف عن ال سؤال ،يقابله (الع تر) و هو ال سائل .وإذا ف سرنا
(القانع) بالسائل مع ذلة ،يقابله (العتر) السائل بغي ذلة.
130
قال ابن عاشور رحه ال" :المر ف قوله{ :فكلوا منها} ممل
يتميل الوجوب ،ويتميل الباحية ،ويتميل الندب .وقرينية عدم
الوجوب ظاهرة؛ لن الكلف ل يفرض علييه ميا الداعيي إل فعله
من طبعه ،وإنا أراد اللّه ابطال ماكان عليه أهل الاهلية من تري
أكل ا ُلهْدي من لوم هديه ،فبقي النظر ف أنه مباح بت ،أو هو
مندوب"اهي( ).
3
قال الطبي رحه ال" :يقول تعال ذكره :وزوّجوا أيها الؤمنون
من لزوج له من أحرار رجال كم ،ون سائكم ،و من أ هل ال صلح
من عبيدكم وماليك كم{ ... .إن يكونوا فقراء} يقول :إن ي كن
هؤلء الذ ين تنكحون م من أيا مى رجال كم ون سائكم و عبيدكم
وإمائ كم أ هل فا قة وف قر فإن اللّه يغني هم من فضله ،فل ينعن كم
الثانية :قال القرطب رحه ال{" :إن يكونوا فقراء يغنهم اللّه من
)(1وقد أورد اللبان ف السلسلة الصحيحة ت ت رقم ( )2487معناه مرفوعا عن ا بن
عباس بلفظ" :التمسوا الرزق بالنكاح".
)(2في سيند الطيبي لذا الثير "حسين أبوالسين" قال في لسيان اليزان (:)6/364
"مهول" .انظر تريج الحاديث والثار ف تفسي ابن جزي الكلب (.)2/992
)(2حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب الرقاق باب فضل الفقر ،حديث رقم (.)6447
135
فضله إن شاء إن اللّه عل يم حك يم} التو بة ،28:نبّه على أن الف قر
ل يس با نع للنكاح ،وعلى أن الف قر ل يس ب سبب النكاح؛ إذ كل
ذلك بشيئة اللّه سبحانه ،ف كم من أعزب فق ي! و كم من كث ي
الولد غن! وإنا يقدر الغن والفقر مسبب السباب ،غي موقوف
ذلك إل على مشيئته خاصة( ).
1
قال القرطيب رحهي" :هذه اليية دلييل على تزوييج الفقيي ،ول
يقول ك يف أتزوّج ول يس ل مال؛ فإن رز قه على ال .و قد زوّج
النب الرأة الت أتته تب له نفسها لن ليس له إل إزار واحد،
وليس لا بعد ذلك فسخ النكاح بالعسار؛ لنا دخلت عليه ،وإنا
يكون ذلك إذا دخلت على اليسار فخرج معسرا ،أو طرأ العسار
بعد ذلك؛ لن الوع ل صب عليه ،قاله علماؤنا"اهي( ).
3
)(1بسط معن فقر الناس عند تفسي قوله تعال{ :يا أيها الناس أنتم الفقراء إل اللّه وال
هو الغن الميد} فاطر.15:
141
)(1الكشاف (.)82-4/81
رحهم اللّه.
وعلى هذا القول يكون الراد مزييد العنايية بفقراء الهاجريين،
الذين هم من الساكي.
القول الثالث :أن قوله تعال{ :للفقراء }...متعلق بقوله:
{كيل يكون دولة بيي الغنياء .}...والعني :كيل يكون ميا أفاء
اللّه على رسيوله دولة بيي الغنياء منكيم ،ولكين يكون للفقراء
الهاجرين( ).
4
)(2الوسيط (.)4/272
)(1حديث صحيح.
أخر جه البخاري ف كتاب فرض ال مس ،حد يث ر قم ( ،)3094والل فظ له،
ومسلم ف كتاب الهاد والسي ،باب حكم الفيء ،حديث رقم ( ،)1757والنسائي ف
كتاب قسم الفيء ،آخر حديث فيه.)7/136( ،
153
عبد ملوك ،ولكنا على منازلنا من كتاب اللّه ،وقسمنا من رسول
اللّه ،فالرجل وبلؤه ف السلم ،والرجل وقِدمه ف السلم،
والرجل وغناؤه ف السلم ،والرجل وحاجته ،ووال لئن بقيت لم
ليأتيي الراعيي ببيل صينعاء حظيه مين هذا الال ،وهيو يرعيى
مكانه"( ). 1
)(1زاد العاد ( .)87-5/85وهذا الذي ذكره ابن القيم رحه اللّه تعال ،يقف مع ظاهر
ال ية ،و سياقها ،و هو أول م ا خ طر ف بال اللو سي رح ه اللّه (وذكره ف روح العا ن
،)28/56ما ل ير من تعرض له.
157
)(1أخرجه أبوداود ف كتاب الديات ،باب ف جناية العبد يكون للفقراء ،حديث رقم (
،)4590والل فظ له ،والن سائي ف كتاب الق سامة ،باب سقوط القود ب ي المال يك في ما
دون النفس ،حديث رقم ( ،)4751والدارمي ف كتاب الديات باب القصاص بي العبيد
حديث رقم (.)2368
158
قول عامة أهل العلم" انتهى( ).
2
مل الشاهد ف الديث قوله" :اللّ ُهمّ ِإنّي أَعُوذُ بِ كَ مِ نْ ... ...
َ ... ...شرّ ِفْتَنةِ الْ ِغنَى وَ َشرّ ِفتْنَةِ الْفَقْرِ"
قال البيه قي رح ه ال" :فيه دللة على أنه [ ] إنا ا ستعاذ من
)(1حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب الدعوات ف مواضع منها باب التعوذ من فتنة الفقر،
حديث رقم ( ،)6377وأخرجه مسلم ف كتاب الذكر والدعاء والتوبة والستغفار ،باب
التعوذ من شر الف ت وغي ها ،حد يث ر قم ( ،)589وأخر جه بنحوه ف كتاب ال ساجد
ومواضع الصلة.
160
فتنية الفقير ،دون حال الفقير ،ومين فتنية الغني ،دون حال
الغن"اهي( ).
1
عن أَبُي ُهرَيْ َرةَ قَالَ :قَالَ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عَلَْي هِ وَ سَّلمَ:
"تَ َعوّذُوا بِاللّهِ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلّةِ وَال ّذلّةِ َوأَنْ َتظِْلمَ َأوْ تُ ْظَلمَ"( ).
3
)(3حديث صحيح.
أخرجه أحد ف مسنده ( ،)2/540وأبوداود ف سننه ف كتاب الصلة ،باب ف
161
قال البيه قي رح ه اللّه ب عد اشار ته لحاد يث ا ستعاذته من
الفقر" :ووجه هذه الحاديث عندي -وال اعلم -أنه استعاذ من
فتنة الفقر والسكنة الذين يرجع معناها إل القلة ،كما استعاذ من
فتنة الغن"اهي
عن مُ سِْلمٌ اْب نَ َأبِي بَ ْك َرةَ ذكرَ" :أنّ هُ كَا نَ َس ِمعَ وَاِل َد هُ يَقُولُ فِي
دُبُرِ الصّيلَاةِ الّلهُمّ ِإنّييأَعُوذُ بِكَي مِنَي الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَ َعذَابِي الْ َقبْرِ
َفجَعَلْتُ أَدْعُو ِب ِهنّ فَقَالَ يَا ُبنَيّ أَنّى عُّل ْمتَ َه ُؤلَاءِ الْكَِلمَاتِ قُ ْلتُ يَا
ْكي قَالَالصيلَاةِ َفَأ َخ ْذُتهُنّ عَن َ
سيمِ ْعتُكَ َتدْعُو ِبهِنّ فِي ُدُبرِ ّ َتي َأَب ِ
فَالْزَ ْمهُنّ يَا ُبنَيّ فَِإنّ َنبِيّ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عََلْي هِ وَ سَلّمَ كَا نَ َيدْعُو ِبهِنّ
فِي دُبُرِ الصّلَاةِ"( ).
1
)(1حديث صحيح.
أخرجه أحد ف مسنده ( ،)5/36،39،42،44والنسائي ف كتاب السهو باب
162
قلت :وما سبق تعلم أن معن السكنة أعم من معن الفقر ،ولعل
هذا السبب ف استعاذته من الفقر ،وسؤاله السكنة؛ لن الفقر
الذي استعاذ منه غي السكنة الت سألا.
عن أ نس بن مالك قال :قال ر سول اللّه " :الل هم احي ن
مسكينا وأمتن مسكينا واحشرن ف زمرة الساكي" ( ).
1
التعوذ ف دبر ال صلة ( ،)1/290و ف كتاب ال ستعاذة باب ال ستعاذة من الف قر ،وا بن
حبان (الحسان .)1/102
والد يث صححه ا بن حبان ،واللبا ن ،و ف الرواء حد يث ر قم ( ،)860و ف
صحيح سنن النسائي (.)3/111
)(1حديث صحيح.
أخرجه ابن حبان ف صحيحه (الحسان ،2/461حديث رقم ،)685ف قصة،
هذا بعض ها ،وأخر جه الا كم ف ال ستدرك ( )4/327وقال" :هذا حد يث صحيح على
شرط البخاري ول يرجاه بذه السياقة ،إنا أخرجاه من طريق العمش عن زيد بن وهب
عن أب ذر متصرا"اهي ،وأخرجه الطبان ف الكبي ( ،2/154تت رقم ،)1643وقال
ف ممع الزوائد (" :)10/237رواه الطبان وفيه من ل أعرفه"اهي.
والديث صححه مقق الحسان على شرط مسلم ،وصححه مدي فتحي السيد
ف تقيقه لكتاب "قمع الرص بالزهد والقناعة" للقرطب ص.121
)(3من كلم ابن حجر رحه ال ،ف فتح الباري ( .)11/273وانظر كلما للقرطب ف
هذا العن فيه ( ،)11/272وقارن بي قمع الرص بالزهد والقناعة ص.120
164
وهذا العن يرجع إل الفقر الذي ذكره ال تبارك وتعال ف قوله
ف سورة فاطر{ : ،15:يا أيها الناس أنتم الفقراء إل ال} ،وهي
مكية.
وأمّا السكنة الت سألا الرسول فهي تعود إل حالي:
الول :السكنة الت يرجع معناها إل الخبات والتواضع ،فكأنه
سأل اللّه تعال أن ل يعله من البارين التكبين وأن ل يشر
ف زمرة الغنياء الترفي ،كما قال البيهقي رحه ال.
قال ا بن تيم ية رح ه ال تعال ف كلم له على حد يث" :الل هم
أحين مسكينا…"" :فالساكي ضد التكبين ،وهم الاشعون ل،
التواضعون لعظمته ،الذين ل يريدون علوا ف الرض ،سواء كانوا
أغنياء أو فقراء.
ومن هذا الباب أن ال خيه بي أن يكون عبدا رسولً وبي أن
يكون نبيا ملكا ،فاختار أن يكون عبدا رسولً؛ لن العبد الرسول
يت صرف بأ مر سيده ،ل ل جل ح ظه ،وأ ما اللك فيت صرف ل ظ
نف سه ،وإن كان مباحا ،ك ما قال ل سليمان :هذا عطاؤ نا فام نن
أو أمسك بغي حساب [سورة ص ،]39:ففي هذه الحاديث
أنه اختار العبودية والتواضع"اهي(.)1
)(1أخرج الترمذي في كتاب الزهيد باب ماجاء في البادرة بالعميل ،حدييث رقيم (
ح ِرزِ بْ نِ هَارُو َن عَ نْ عَْبدِ الرّ ْحمَ نِ الَْأ ْعرَ جِ عَ نْ أَبِي ُهرَيْرَةَ َأنّ رَ سُولَ
،)2306من طريق ُم ْ
صلّى اللّ ُه َعلَيْ ِه وَ َسلّ َم قَالَ" :بَا ِدرُوا بِالَْأ ْعمَالِ سَْبعًا َه ْل تَنْتَظِرُو نَ ِإلّا َفقْرًا مُنْ سِيًا أَ ْو غِنًى
اللّ ِه َ
ِبي يُنْتَ َظرُ َأوِ
ش ّر غَائ ٍ
ْسيدًا أَ ْو َهرَم ًا ُمفَّندًا َأوْ مَوْت ًا ُمجْهِزًا َأوِ الدّجّا َل َف َ
مُ ْطغِي ًا َأوْ َمرَض ًا ُمف ِ
السّا َع َة فَالسّا َعةُ َأ ْدهَى َوَأ َمرّ".
ب لَا َنعْ ِرُف هُ مِ ْن َحدِي ثِ الْأَعْرَ جِ
قَالَ الترمذي رحه الَ " :هذَا حَدِي ثٌ حَ سَنٌ َغرِي ٌ
ش ُر بْنُ ُع َمرَ َوغَْيرُ ُه عَنْ ُمحْ ِر ِز بْنِ
عَنْ أَبِي ُهرَيْرَةَ إِلّا مِنْ َحدِيثِ ُمحْ ِر ِز بْنِ هَارُونَ َوَقدْ َروَى ِب ْ
حدِي ثَ َعمّ ْن َس ِم َع َسعِيدًا اْل َمقْبُرِيّ عَ نْ أَبِي ُهرَيْرَةَ عَ نِ
هَارُو َن َهذَا َوقَ ْد رَوَى َم ْعمَرٌ َهذَا اْل َ
حوَ ُه َوقَا َل تَنْتَ ِظرُونَ"اهي.
صلّى اللّهُ َعلَيْ ِه َو َسّلمَ َن ْ
النِّب ّي َ
قال في تقرييب التهذييب ص" :923مرز بين هارون بين عبدال التيميي
متروك"اهي .فالديث بذا السند ضعيف جدا.
وأخرج البزار (كشف الستار )4/23من طريق بكر بن خنيس عن أب عمران
صلة مكتوبة قط إل قال قال" :ما صلى بنا رسول اللّه الون عن العد عن أنس
ح ي أق بل علي نا بوج هه :الل هم إ ن أعوذ بك من كل ع مل يزي ن وأعوذ بك من كل
صاحب يردين ،وأعوذ بك من كل أمل يلهين ،وأعوذ بك من كل فقر ينسين ،وأعوذ بك
من كل غن يطغين".
قال البزار" :ل نعلم رواه عن أ نس إل ال عد ،ول ع نه إل أبوعمران ،ول ي سند
167
مذمومي ،وبذا تتمع الخبار ف هذا العن"اهي( ).
1
أبوعمران عن العد إل هذا ،ول حدّث به عن أب عمران إل بكر ،وليس بالقوي ،ولنعلم
حدّث به غيه"اهي
قال في مميع الزوائد" :)10/110( :رواه البزار وفييه بكير بين خنييس وهيو
متروك ،وقد وثق .ورواه أبويعلى وفيه عقبة عن عبدال الصم وهو ضعيف جدا"اهي
)(1حديث صحيح.
أخرجه النسائي ف كتاب الزكاة ،باب الفقي الختال.
والديث صححه اللبان ف سلسلة الحاديث الصحيحة حديث رقم (.)363
،انظر الحسان ف تقريب صحيح ابن حبان ( قلت :وف الباب عن أب ذر
8/137حديث رقم .)3349
)(2حديث صحيح.
أخرجيه مسيلم في كتاب اليان ،باب بيان غلظ تريي إسيبال الزار ،والني
بالعط ية ،وتنف يق ال سلعة باللف ،وبيان الثلثة الذ ين ل يكلمهم ال يوم القيامة ،و لين ظر
إليهم ،و ليزكيهم ولم عذاب اليم ،حديث رقم (.)107
)(3قد أشار إل هذا العن ابن القيم ف مدارج السالكي ( ،)2/440وابن حجر ف فتح
169
عائلً فأغ ن} الض حى .8:ك ما يدل عل يه ماجاء ف الديث ه نا،
فقال " :عائل مسيتكب" ،وفي الدييث الذي قبله قال" :الفقيي
الختال" ،وافضل ما فسر به الديث بالديث ،فالعائل :الفقي.
وذم الفقي الختال لنعدام السباب ف اختياله ،وتكبه؛ إذ حاله ليس
فيه من دواعي ذلك شيء ،فيكون ما ظهر عليه من اختيال وكب إنا هو
من نفسه ،فهو يتعان هذا كما تدل عليه صيغة "مستفعل" ف "مستكب".
و[ سر ما تقرر ف الد يث :أن الز نا ف الشاب له ف يه نوع عذر ،فإن
الطبيعة تنازعه وتتقضاه .وأما الشيخ فشهوته ضعفت وقوته ان طت فإذا
كان زانيا فلييس ذلك إل لكونيه مفسيدا بالطبيع ،فهيو مبول على
الفسادفذلك وصف ذات له ،فيستلزم النتائج الرديئة .وأمّا العائل السكب
فالعائل الفقي ،والستكب الذي يتعان الكب ،وهذا ينقسم ي أعن التكب
-إل قسمي :ذات ،وصفات .فالتكب الصفات مصور ف موجبي :الال،
والاه .فالت كب من الناس وإن كان قبيحا شرعا وعقلً ل كن ل صحاب
الاه والال فييه صيورة عذر ،وأمّا عادمهميا إذا تكيب فل عذر له بوجيه
فالتكب إذن صفة ذاتية له ،فل جرم ينتج نتيجة رديئة](.)1
الباري (.)11/273
)(1حديث صحيح.
أخرجه ابن حبان ف صحيحه (الحسان ،2/461حديث رقم ،)685ف قصة،
هذا بعض ها ،وأخر جه الا كم ف ال ستدرك ( )4/327وقال" :هذا حد يث صحيح على
شرط البخاري ول يرجاه بذه السياقة ،إنا أخرجاه من طريق العمش عن زيد بن وهب
عن أب ذر متصرا"اهي ،وأخرجه الطبان ف الكبي ( ،2/154تت رقم ،)1643وقال
ف ممع الزوائد (" :)10/237رواه الطبان وفيه من ل أعرفه"اهي.
والديث صححه مقق الحسان على شرط مسلم ،وصححه مدي فتحي السيد
ف تقيقه لكتاب "قمع الرص بالزهد والقناعة" للقرطب ص.121
)(1من كلم ابن حجر رحه ال ،ف فتح الباري ( .)11/273وانظر كلما للقرطب ف
هذا العن فيه ( ،)11/272وقارن بي قمع الرص بالزهد والقناعة ص.120
)(2حديث صحيح.
أخر جه أح د ف ال سند بنحوه ( ،)2/410والترمذي ف أوّل كتاب الز هد،
172
وقال الدارمي رحه الَ" :أخْبَ َرنَا عبداللّ هِ ْب نُ مُو سَى عَ نْ عُْثمَا َن
بْنِ الْأَ ْس َودِ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ :قَالَ مُوسَى يَا رَبّ أَيّ ِعبَادِكَ َأحْ َكمُ قَالَ
اّلذِي َيحْكُمُ لِلنّا سِ َكمَا َيحْكُمُ ِلنَفْسِهِ قَالَ يَا رَبّ َأيّ ِعبَادِ كَ أَ ْغنَى
س ْمتُ لَهُ قَالَ يَا رَبّ َأيّ ِعبَادِ كَ َأ ْخشَى لَكَ قَالَ قَالَ أَ ْرضَاهُمْ ِبمَا قَ َ
أَعَْل ُم ُهمْ بِي" ( ). 1
)(1سنن الدارمي القدمة باب التوبيخ لن يطلب العلم لغي ال ،تت رقم (.)362
173
ي}
يد قال تعال{ :ووجدك عائلً فأغني يس ،وقيغن ي النفي
[الض حى ،]8:ول ي كن غناه أك ثر من ادخاره قوت سنة لنف سه
وعياله ،وكان الغ ن مله ف قل به ث قة بر به ،وكان ي ستعيذ بال من
فقر منسي ،وغن مطغي .وفيه دليل على أن للغن والفقر طرفي
مذمومي ،وبذا تتمع الخبار ف هذا العن"اهي( ).
1
الطلب الثان:
الحكام التعلقة بالسكنة.
وفيه الباحث التالية:
البحث الول :الحسان إل السكي جاء ف شرائع بن إسرائيل.
البحث الثان :يرزق الساكي من الياث إذا حضروا القسمة.
البحث الثالث :النفقة والحسان أول ما يكون للوالدين والقربي واليتامى والساكي.
البحث الرابع :السكي ف كفارة اليمي.
البحث الامس :السكي ف كفارة قتل الحرم للصيد.
البحث السادس :السكي من مصارف الغنيمة.
البحث السابع :يلك السكي ما ل يغنيه.
البحث الثامن :آت ذا القرب والسكي وابن السبيل ول تبذر.
البحث التاسع :هل يلك السكي مال يغنيه؟
البحث العاشر :السكي ف كفارة الظهار.
البحث الادي عشر :السكي ف مصارف الفيء.
البحث الثان عشر :إسقاط حق السكي سبب للعقوبة.
الب حث الثالث ع شر :من صفات الؤمن ي أنم يفظون حق ال سكي ،و من صفات أ هل
النار أنم ل يطعمون السكي.
البحث الرابع عشر :إطعام السكي عقبة (فيه ماهدة للنفس).
يسأل اللّه السكنة ،ويض على حب الساكي. البحث الامس عشر :الرسول
البحث السادس عشر :زكاة الفطر طعمة للمساكي.
البحث السابع عشر :السكي ف فدية الذى.
وإليك البيان:
175
البحث الول
الحسان إل السكي جاء ف شرائع بن إسرائيل
يرائيل ل
يا ميثاق بن ي إسي قال اللّه تبارك وتعال{ :وإذ أخذني
تعبدون إل اللّه وبالوالدين إحسانا وذي القرب واليتامى والساكي
وقولوا ل حسينا وأقيموا الصيلة وآتوا الزكاة ثي توليتيم إل قليلً
منكم وأنتم معرضون} البقرة.83:
ف تفسي الية الوقفات التالية:
الول :قال البغوي رحةي اللّه علييه" :قوله تعال{ :وإذ أخذنيا
ميثاق بني إسيرائيل} في التوراة .واليثاق :العهيد الشدييد... .
{الساكي} يعن الفقراء"اهي( ) .
1
)(2الحرر الوجيز ( .)1/172ذكر هذا ف معرض تضعيفه لقول بعضهم :إن هذا اليثاق
أخذ على بن إسرائيل حي أخرجوا من صلب آدم عليه السلم كالذر.
176
قيل :إن السكي هو الذي له بلغة من العيش ،وهو على هذا مشتق
من السكن( ).
1
)(1حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب النفقات ،باب فضل النفقة على الهل ،حديث رقم (
،)5353وم سلم ف كتاب الز هد والرقائق ،باب ف ضل الح سان إل الرملة وال سكي
واليتيم ،حديث رقم (.)2982
)(1حديث صحيح.
أخرجيه مسيلم في كتاب الز هد والرقائق ،باب الحسيان إل الرملة والسيكي
واليتيم ،حديث رقم ( .)2983ولفظ مسلم من طريق مَالِ كٌ عَ ْن َث ْورِ بْ ِن زَْيدٍ الدّيِليّ قَالَ
صلّى اللّ هُ َعلَيْ ِه وَ َسّلمَ" :كَافِلُ
حدّ ثُ عَنْ أَبِي ُهرَْيرَ َة قَا َل قَا َل رَسُولُ اللّ ِه َ
َس ِم ْعتُ أَبَا اْلغَيْثِ ُي َ
ك بِالسّبّابَ ِة وَاْل ُوسْطَى.
الْيَتِي ِم لَهُ َأ ْو ِلغَيْرِهِ أَنَا َو ُهوَ كَهَاتَيْ ِن فِي اْلجَنّةِ" .وََأشَا َر مَالِ ٌ
180
الصدر يندرج فيه كل ذي قرابة"اهي( ).
2
البحث الثان
يرزق الساكي من الياث إذا حضروا القسمة
ييمة أولوا القربي ير القسي قال اللّه تبارك وتعال{ :وإذا حضي
واليتامى والساكي فارزقوهم منه وقولوا لم قولً معروفا} النساء:
.8
ف تفسي الية الوقفات التالية:
الول :اختلف ف القسمة ،الذكورة ف الية ،على قولي:
أحدها :قسمة الياث بعد موت الوروث ،فعلى هذا يكون
الطاب في قوله تعال{ :فارزقوهيم} للوارثيي الالكيي أمير
أنفسهم ،وبذا قال الكثرون.
والثان :أنا وصية اليت قبل موته ،واجب عليه أن يعل ف
وصيته شيئا لن يضر وصيته من ل يوصى له( ).
1
قال القر طب رح ه ال" :وال صحيح أن هذا على الندب؛ لنه لو
كان فرضا لكان استحقاقا ف التركة ،ومشاركة ف الياث ،لحد
الهتيي معلوم وللخير مهول ،وذلك مناقيض للحكمية وسيبب
للتنازع والتقاطع"اهي( ).
4
والعني :إن الول الذي لييس له حيق في مياث ،ول يوى له
بشيء ،يقال له قولً معروفا.
فإن أعطاه الوارث مين عنده على سيبيل الحسيان وفعيل اليي
فهو مستحب .وهذا أحد أقوال أهل العلم ف الية.
وق يل إذا كان الوارث صغيا ل يت صرف ف ماله ،ول كن يقول
وليه لن حضر القسمة :ليس ل شيء من هذا الال ،إنا هو لليتيم،
فإذا بلغ عرفتيه حقكيم .وهذا إذا ل يوصيي له الييت بشييء ،فإذا
أوصى يصرف له ما أوصى( ).
2
)(1أثر صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب الوصايا ،باب قول اللّه عزوجل{ :وَإِذَا حَضَرَ اْلقِ سْمَةَ
ي فارزقوهم منه} ،تت رقم ( .)2759
أُولُو اْلقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْ َمسَا ِك ُ
البحث الثالث
النفقة والحسان أول ما يكون
للوالدين والقربي واليتامى والساكي
قال اللّه تبارك وتعال{ :يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من
خييفللوالديين والقربيي واليتاميى والسياكي وابين ال سبيل وميا
تفعلوا من خي فإن اللّه به عليم} البقرة.215:
وقال تبارك وتعال{ :واعبدوا اللّه ولتشركوا بيييييه شيئا
ينً وبذي القربي واليتاميى والسياكي والار ذي وبالوالديين احس ا
القر ب والار النب وال صاحب بالنب وا بن السبيل و ما مل كت
أيانكم إن اللّه ل يب من كان متالً فخورا} النساء.36:
واليية الول دالة على المير بالنفاق على هؤلء ،والترغييب
فيه ،وهي ف النفقة الت ليست من حق الال (أعن :الزكاة) ،ول
هي من حق الذات من حيث إنا ذات كالزوجة ،بل هذه النفقة
التي هيي مين حيق السيلمي بعضهيم على بعيض لكفايية الاجية
وللتوسيعة ،وأول السيلمي بأن يقوم باي أشدهيم قرابية بالعوزيين
منهم ،فمنها واجبة كنفقة البوين الفقيين ،والولد الصغار الذين
ل مال لم إل أن يقدروا على التكسب ،أو ينتقل حق النفاق إل
غي البوين ،وذلك كله بسب حاجة أمثالم .وف تديد القرب
187
الوجبة للنفاق خلف بي الفقهاء.
فلي ست ها ته ال ية الن سوخة بآ ية الزكاة ،إذ ل تعارض بينه ما
حت تتاج للنسخ ،وليس ف لفظ هاته الية مايدل على الوجوب
حت يظن أنا نزلت ف صدقة واجبة قبل فرض الزكاة(.)1
ويلحظ ف الية الثانية أنه عطف الحسان على الساكي على
الح سان بالوالد ين وبذي القر ب واليتا مى ،وجيع ها معطو فة على
عبادة اللّه وحده ل شريك له؛ فالمر بالحسان إل هؤلء جاء ف
الية مقترنا بالمر بتوحيد اللّه تعال.
البحث الامس
السكي ف كفارة قتل الحرم للصيد
قال ال تبارك وتعال{ :يا أيها الذين آمنوا لتقتلوا الصيد وأنتم
حرم ،ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يكم به
ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكي أو عدل
ذلك صياما ليذوق وبال أمره ،عفا اللّه عما سلف ومن عاد فينتقم
اللّه منه وال عزيز ذو انتقام} الائدة.95:
قرأ أبوجع فر ونا فع وا بن عا مر {كفارة} بغ ي تنو ين {طعام}
بالفض على الضافة.
وقرأ الباقون {أو كفارة} بالتنوين {طعام} بالرفع.
واتفقوا على مساكي هنا بالمع( ).
1
الرابعة :إذا ل يد ،أو قلنا بالتخيي مطلقا؛ كيف يكون {عدل
ذلك صياما}؟
قيل :يصوم عن اطعام كل مسكي يوما.
البحث السادس
السكي من مصارف الغنيمة
قال ال تبارك وتعال{ :وَاعَْلمُوا أَنّمَا َغِنمْتُ مْ مِ نْ شَ ْيءٍ فَأَنّ لِلّ هِ
ُخمُ سَهُ وَلِلرّ سُولِ َوِلذِي الْقُرْبَى وَاْليَتَامَى وَاْلمَ سَاكِيِ وَابْ نِ ال سّبِيلِ
إن كنتيم آمنتيم بال وميا أنزلنيا على عبده يوم الفرقان يوم التقيى
المعان وال على كل شيء قدير} النفال.41:
ف تفسي قول ال تبارك وتعال{ :وَاعَْلمُوا َأنّمَا َغِن ْمتُمْ مِنْ شَيْءٍ
سهُ َولِلرّ سُولِ َوِلذِي الْقُ ْربَى وَالَْيتَامَى وَاْلمَ سَاكِيِ وَابْ نِ
فَأَنّ لِلّ هِ ُخمُ َ
السّبِيلِ} الوقفات التالية:
الول :قال القرطب رحه ال" :إن التفاق حاصل على أن الراد
بقوله تعال{ :غنمتم من شيء} مال الكفار إذا ظفر به السلمون
على وجه الغلبة والقهر.
ولتقتضي الل غة هذا التخصيص ،ل كن عُرف الشرع قيد اللفظ
بذا النوع ،وسيّى الشرع الواصيل مين الكفار إلينيا مين الموال
باسيي :غنيمية وفيئا؛ فالشييء الذي يناله السيلمون مين عدوهيم
بالسعي وإياف اليل والركاب يسمى غنيمة .ولزم هذا لسم هذا
العن حت صار عرفا ،والفيء مأخوذ من فاء يفيء إذا رجع ،وهو
كل مال د خل على ال سلمي من غ ي حرب ول إياف ،كخراج
200
الرضي ،وجزية الماجم ،وخس الغنائم"اهي( ).
1
الثانية :ل يتلف العلماء أن قوله تعال{ :واعلموا أنا غنمتم من
شيء} ليس على عمومه ،وأنه يدخله الصوص ،فمما خصصوه
بماع :سيلب القتول لقاتله إذا نادى بيه المام .والسيارى الية
فيهم إل المام بلخلف( ).
2
سبِ ال صّ َدَقةَ ِإلَى نَفْ سِهِ عَزّ َو َجلّ ِلأَّنهَاسبِ َولَ مْ َينْ ِ لَِأنّهَا أَشْ َر فُ الْكَ ْ
َأوْسَاخُ النّاسِ وَاللّهُ تَعَالَى أَعَْلمُ.
س ْهمُ َوَقدْ قِيلَ :يُ ْؤ َخذُ مِ نَ الْ َغنِي َمةِ شَيْءٌ َفيُجْعَلُ فِي الْكَ ْعبَةِ وَ ُهوَ ال ّ
اّلذِي لِلّهِ عَزّ َوجَلّ.
شَترِي الْكُرَا عَ مِْنهُ وَ َس ْهمُ النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عََلْيهِ وَ َسّلمَ ِإلَى الْإِمَامِ َي ْ
وَالسّيلَاحَ وَيُعْطِي مِنْهُي مَن ْي رَأَى ِممّن ْي رَأَى فِيهِي غَنَاءً وَ َمنْفَ َعةً لِأَهْلِ
حدِيثِ وَالْعِ ْلمِ وَالْفِقْهِ وَالْقُرْآنِ. الْإِسْلَامِ ،وَمِنْ أَهْلِ الْ َ
وَ َس ْهمٌ ِلذِي الْقُرْبَى وَهُ مْ بَنُو هَاشِ مٍ وَبَنُو اْلمُطّلِ بِ َبْيَنهُ مُ الْ َغنِيّ
مِْنهُ مْ وَالْفَ ِقيُ .وََقدْ قِيلَِ :إنّ هُ لِلْفَ ِقيِ مِْنهُ مْ دُو نَ الْغَنِيّ كَاْليَتَامَى وَابْ نِ
ّهي تَعَالَى أَعْلَميُ. ِالصيوَابِ عِْندِي وَالل ُ ْني ب ّ َهي الْ َقوَْلي ِ
السيبِيلِ وَ ُهوَ أَشْب ُ
ّ
وَالصّ ِغيُ وَالْ َكبِيُ وَالذّكَرُ وَالُْأْنثَى َسوَاءٌ ِلأَنّ اللّهَ َعزّ َو َجلّ جَعَلَ َذلِكَ
س َمهُ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ فِي ِه مْ وََلْي سَ فِي َلهُ مْ َوقَ ّ
سةَ قَالَ " :صَلّى ِبنَا رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى يدل ماجاء عن َعمْرَو ْب نَ َعبَ َ
اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ ِإلَى بَ ِعيٍ مِ نَ اْلمَ ْغنَ مِ فََلمّا َسّلمَ َأ َخذَ َوَب َرةً مِ نْ َجْن بِ
)(1حديث صحيح.
أخرجه أبوداود ف كتاب الهاد ،باب ف المام يستأثر بشيء من الفيء لنفسه،
بنحوه أخرجه النسائي ف كتاب قسم حديث رقم ( .)2755وعن عبادة بن الصامت
الفيء (.)7/131
ف إرواء الغل يل ()5/73 والد يث صححه اللبا ن عن عمرو بن عب سة
ف الرواء ( )5/74و صحيح و صحيح سنن أ ب داود ( ،)2/527وح سنه عن عبادة
سنن النسائي ( ،)3/865وانظر سلسلة الحاديث الصحيحة حديث رقم (.)985
204
إليهم( ). 1
قال ابن القيم رحه اللّه تعال" :وقد اختلف الناس ف آية الزكاة
وآيية الميس؛ فقال الشافعيي :تبي قسيمة الزكاة والميس على
الصناف كلها ،ويُعطى من كل صنف من يطلق عليه اسم المع.
وقال مالك رحهي اللّه وأهيل الدينية :بيل يعطيي في الصيناف
الذكورة فيهما ،و ل يعدوهم إل غيهم ،و لتب قسمة الزكاة و
ل الفيء ف جيعهم.
وقال المام أحدي وأبوحنيفية بقول مالك رحهيم اللّه في آيية
الزكاة ،وبقول الشافعي رحه اللّه ف آية المس.
ومين تأميل النصيوص ،وعميل رسيول اللّه وخلفائه ،وجده
يدل على قول أهل الدينة ،فإن اللّه سبحانه جعل أهل المس هم
أهيل الفييء ،وعيّنهيم اهتماما بشأنمي ،وتقديا لمي ،ولّا كانيت
)(1زاد العاد ( .)87-5/85وهذا الذي ذكره ابن القيم رحه اللّه تعال ،يقف مع ظاهر
ال ية ،و سياقها ،و هو أول م ا خ طر ف بال اللو سي رح ه اللّه (وذكره ف روح العا ن
،)28/56ما ل ير من تعرض له.
206
رَ سُولَ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ أَ مْ أَهُْل هُ؟ قَالَ :فَقَالَ :لَا َبلْ أَهُْل هُ !
قَالَتَْ :فَأْي نَ َس ْهمُ رَ سُولِ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ؟ قَالَ :فَقَالَ َأبُو
بَ ْكرٍِ :إنّي َسمِ ْعتُ رَ سُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَْيهِ وَ سَّلمَ يَقُولُ" :إِنّ اللّ هَ
عَزّ َو َجلّ ِإذَا َأطْعَ مَ َنبِيّا طُ ْع َمةً ُثمّ َقَبضَ هُ جَعَلَ هُ لِّلذِي يَقُو مُ مِ نْ بَ ْع ِد هِ"
فَرََأْي تُ أَ نْ أَرُدّ هُ عَلَى اْلمُ سِْلمِيَ فَقَالَ تَْ :فَأْن تَ وَمَا َسمِ ْعتَ مِ نْ
رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَّلمَ أَعَْلمُ"( ).
1
يية
يد عبدالقي رحهي ال" :ل يقال في العصي قال أبوممي
{ولتبذر} ،وإنا يقال :ولتنفق ولو باقتصاد وقوام .ول درّ ابن
عباس وابن م سعود فإنما قال :التبذير النفاق ف غي حق .فهذه
عبارة تعم العصية والسرف ف الباح.
وإن ا ن ت هذه ال ية عن ا ستفراغ الو جد في ما يطرأ أوّل من
سؤال الؤمني لئل يبقى من يأت بعد ذلك لشيء له أو لئل يضيّع
)(1علقه البخاري ف كتاب التفسي ،تفسي سورة بن إسرائيل ،بَاب قَوْلِ ِه َتعَالَى{ :وََل َقدْ
َك ّرمْنَا بَنِي آ َدمَ} .وانظر فتح الباري (.)8/394
210
النفق عيالً أو نوه.
ومن كلم الكمة :ما رأيت قط سرفا إل ومعه حق مضيع.
وهذه من آيات ف قه الال ،ول يبي حكم ها إل باعتبار ش خص
من الناس"اهي( ).
1
الثان ية :ا ستدل بال ية من م نع إعطاء الال كله ف سبيل ال ي.
ومن منع الصدقة بكل ماله( ).
2
َني َظهْ ِر صيَدَقةَ ِإلّا ع ْ ومين تراجيم البخاري رحهي اللّه" :بَاب لَا َ
حتَاجٌ َأوْ عََليْهِ دَيْنٌ فَالدّيْنُ حتَاجٌ َأوْ أَهُْلهُ مُ ْ صدّقَ وَ ُهوَ مُ ِْغنًى .وَمَنْ َت َ
ص َدقَةِ وَالْ ِعتْ قِ وَاْلهِبَةِ وَ ُهوَ رَدّ عََلْي هِ َلْي سَ َل هُ أَ نْ
َأحَقّ َأ نْ يُ ْقضَى مِ نَ ال ّ
ف أَ ْموَالَ النّا سَِ .وقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ" :مَ نْ َأ َخذَ ُيتِْل َ
أَ ْموَالَ النّا سِ ُيرِيدُ إِتْلَافَهَا َأْتلَفَ هُ اللّ هُ"ِ .إلّا َأ نْ َيكُو نَ مَعْرُوفًا بِال صّْبرِ
صةٌ كَفِعْلِ أَبِي َبكْرٍ رَضِي اللّ هُ َفُي ْؤِثرَ عَلَى نَفْ سِهِ َوَلوْ كَا نَ ِب هِ َخ صَا َ
صدّقَ ِبمَالِ هَِ ،و َك َذلِ كَ آثَرَ الَْأْن صَارُ اْل ُمهَا ِجرِي نَ وَنَهَى َعنْ هُ حِيَ َت َ
ضيّ عَ النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ عَ نْ ِإضَاعَةِ اْلمَالِ َفلَْي سَ لَ هُ َأ نْ ُي َ
)(1حديث حسن.
أخرجه أبوداود ف كتاب الزكاة باب الرخصة ف ذلك (الشارة إل ترجة الباب
قبله :باب الرجل يرج من ماله) ،حديث رقم ( ،)1678واللفظ له ،وأخرجه الترمذي ف
كتاب النا قب ،باب ف منا قب أ ب ب كر وع مر ر ضي اللّه عنه ما كليه ما ،حد يث ر قم (
،)3675والدارمي ف كتاب الزكاة باب الرجل يتصدق بميع ما عنده ،حديث رقم (
.)1660
والديث قال عنه الترمذي رحه ال" :حسن صحيح"اهي ،وحسنه اللبان ف
صحيح سنن أب داود (.)1/315
212
ص َدَقةَِ .وقَالَ كَعْ بُ ْب نُ مَالِ كٍ رَضِي اللّ هُ َعنْ هُ: أَ ْموَالَ النّا سِ بِعِلّةِ ال ّ
ص َدَقةً ِإلَى اللّهِ
قُ ْلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ مِنْ َت ْوَبتِي أَنْ َأْنخَلِعَ مِنْ مَالِي َ
وَِإلَى رَ سُولهِ صَلّى اللّ هُ عََلْي هِ وَ َسّلمَ قَالَ :أَمْ سِكْ عََليْ كَ بَعْ ضَ مَالِ كَ
َف ُهوَ َخْيرٌ لَكَ ُق ْلتُ :فَِإنّي أُ ْمسِكُ َس ْهمِي اّلذِي ِبخَْيَبرَ"اهي( ).
1
،أخرجه البخاري ف كتاب الزكاة باب ل صدقة إل )(3من حديث حكيم بن حزام
عن ظهر غن ،حديث رقم ( ،)1428ومسلم ف كتاب الزكاة باب بيان أن اليد العليا خي
من ال يد ال سفلى ،حد يث ر قم ( )1034ول فظ م سلم " :عن َحكِ يم بْ نَ ِحزَا ٍم حَدّثَ هُ أَنّ
ص َدَق ِة عَ نْ َظهْرِ غِنًى وَالَْيدُ
ص َدَقةِ َأ ْو خَيْرُ ال ّ
صلّى اللّ هُ َعلَيْ ِه وَ َسّلمَ قَالَ َأفْضَلُ ال ّ
رَ سُولَ اللّ ِه َ
س ْفلَى وَاْبدَأْ بِمَنْ َتعُولُ".
اْل ُعلْيَا خَيْ ٌر مِنَ الَْيدِ ال ّ
213
أث؛ لقوله " :كفى بالرء إثا أن يضيع من يون"( )؛ ولن نفقة
1
مين يونيه واجبية والتطوع نافلة ،وتقديي النفيل على الفرض غيي
جائز.
فإن كان الر جل وحده أو كان ل ن يون كفايت هم فأراد ال صدقة
بمييع ماله ،وكان ذا مكسيب أو كان واثقا مين نفسيه بسين
التوكل والصب على الفقر والتعفف عن السألة فحسن؛ لن النب
سئل عن أف ضل ال صدقة فقال" :ج هد من م قل إل فق ي ف
ال سر"( ) ... .وأورد حد يث ع مر بن الطاب ال سابق قريبا 2
الثان :معان بن رفاعة لي الديث كثي الرسال تقريب التهذيب ص ،953وعلي بن زيد
ضع يف تقر يب التهذ يب ص .696وال سندان يتقويان فيت قي الد يث إل در جة ال سن
لغيه ،خا صة وأن لك ثر فقرا ته شوا هد ثاب تة .و سياقه تاما ك ما أخر جه أح د ف الو ضع
شخَاشِ عَنْ أَبِي َذرّ قَالَ" :أَتَيْتُ رَسُولَ
خْالول من طريق أَبِي َع ْمرٍو الشّا ِميّ عَ ْن ُعبَْيدِ بْنِ اْل َ
صلّْيتَ؟ ُقلْتُ:
جَلسْتُ ِإلَيْ ِه َفقَالَ :يَا أَبَا ذَ ّر هَلْ َ
ج ِد َف َ
سِصلّى اللّ ُه َعلَيْ ِه وَ َسلّ َم َو ُه َو فِي اْل َم ْ
اللّ ِه َ
ستُ إِلَيْ هَِ .فقَا َل لِي :يَا أَبَا ذَرّ ا سَْت ِعذْ
ت ُثمّ أَتَيْتُ ُه َفجَلَ ْ
لَا .قَالَُ :ق ْم فَ صَلّ! قَالََ :ف ُقمْ تُ فَ صَلّيْ ُ
س وَاْلجِنّ! قَالَُ :ق ْلتُ يَا َرسُولَ اللّ ِه َوهَ ْل لِلْإِنْسِ مِنْ شَيَا ِطيَ؟ قَالَ:
بِاللّ ِه مِ ْن َش ّر شَيَا ِطيِ الْإِْن ِ
ت بَلَى بِأَبِي أَنْ تَ َوُأمّي قَالَ :قُلْ
ك َعلَى كَْن ٍز مِ نْ كُنُوزِ اْلجَنّ ِة قَالَ :قُلْ ُ
َن َع ْم يَا أَبَا َذرّ .أَلَا َأ ُدلّ َ
لَا َحوْ َل َولَا قُوّةَ ِإلّا بِاللّهِ فَإِّنهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ اْلجَنّةِ.
قَالَُ :قلْ تُ يَا رَ سُولَ اللّ ِه َفمَا ال صّلَاةُ؟ قَالَ :خَيْرٌ مَ ْوضُو عٌ فَمَ ْن شَاءَ أَكَْث َر َومَ نْ
شَاءَ َأقَلّ.
ض ُمجْزِئٌ.
ت َفمَا الصّيَامُ يَا َرسُو َل اللّهِ .قَالَ :فَ ْر ٌ
قَالَُ :قلْ ُ
ف ُمضَا َع َف ٌة َوعِْن َد اللّهِ مَزِيدٌ.
ضعَا ٌ
ص َدَقةُ؟ قَالََ :أ ْ
ت يَا َرسُولَ اللّ ِه َفمَا ال ّ
قَالَُ :قلْ ُ
قَالَُ :قلْتُ أَيّهَا َأ ْفضَ ُل يَا َرسُولَ اللّهِ؟قَالَ :جُهْ ٌد مِ ْن ُمقِلّ أَ ْو ِسرّ ِإلَى َف ِقيٍ.
ُقلْ تُ :فَأَيّ مَا أَنْزَلَ اللّ ُه َع ّز وَجَ ّل َعلَيْ كَ َأعْ َظ مُ؟ قَالَ{ :اللّ هُ لَا ِإلَ هَ إِلّا ُهوَ اْلحَيّ
اْلقَيّومُ} حَتّى خََتمَ الْآيَةَ.
قُلْ تُ :فَأَيّ الْأَنْبِيَاءِ كَا نَ أَوّل؟ قا َل آدَ مُُ .قلْ تَُ :أوَنَِبيّ كَا نَ يَا رَ سُو َل اللّ هِ؟ قَالَ:
نَِب ّي ُمكَلّمٌ.
215
فإن ل يو جد ف الت صدق أ حد هذ ين كره له ل ا روى أبوداود
عَ نْ جَاِبرِ ْب نِ عَْبدِ اللّ هِ [الْأَْن صَا ِريّ] قَالَ :كُنّا عِْندَ رَ سُولِ اللّ هِ صَلّى
ِني ذَهَبيٍ .فَقَالَ :يَا َسيّلمَ ِإذْ جَاءَ رَجُلٌ ِب ِمثْلِ َبْيضَةٍ م ْ ْهي و َ ّهي عََلي ِ
الل ُ
ص َدَقةٌ مَا أَمْلِ كُ خذْهَا فَهِ يَ َ صبْتُ َه ِذ هِ مِ نْ مَ ْعدِ نٍ فَ ُ
رَ سُولَ اللّ هِ أَ َ
َغيْرَهَا َ .فأَعْ َر ضَ َعنْ هُ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عَلَْي هِ وَ سَّلمَ ُثمّ َأتَا هُ مِ نْ
ِقبَلِ ُركْنِ هِ اْلأَْيمَ نِ فَقَالَ ِمثْلَ َذلِ كَ َفأَعْ َرضَ َعنْ هُ ُثمّ َأتَا هُ مِ نْ قِبَلِ ُركْنِ هِ
سرِ فقال م ثل ذلك َفأَعْ َر ضَ َعنْ هُ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عَلَْي هِ اْلأَيْ َ
وَ سَّلمَ ُثمّ أَتَا هُ مِ نْ خَلْفِ هِ فََأ َخذَهَا رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عََليْ هِ وَ سَّلمَ
ح َذَف هُ بِهَا فََلوْ أَ صَابَتْهُ َلَأ ْوجَ َعتْ هُ َأوْ لَعَقَرَتْ هُ وقَالَ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى َف َ
ص َدَقةٌ ُث مّ
اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ " :يَأْتِي َأ َحدُكُ مْ ِبمَا َي ْملِ كُ ويَقُولُ َه ِذ هِ َ
صدَقَةِ مَا كَا نَ عَ نْ ظَهْرِ ِغنًى" ( )؛ فقد
1
ستَ ِكفّ النّا سَ َخيْرُ ال ّ يَقْ ُعدُ يَ ْ
ش َر َجمّا َغ ِفيًا".
ث مِاَئ ٍة وَ َخ ْمسَةَ َع َ
قُ ْلتَُ :ف َكمِ اْل ُم ْرسَلُو َن يَا َرسُولَ اللّه؟ قَالَ :ثَلَا ُ
وأخرج ابن حبان (الحسان ،)14/69عن أب أمامة أن رجلً قال :يارسول ال
أنبّ كان آدم؟ قال :نعم ،مكلم .قال فكم كان بينه وبي نوح؟ قال :عشرة قرون.
وصحح إسناده مقق الحسان.
وأخرج ابن حبان (الحسان ،)79-2/76حديث أب ذر ف سياق آخر طويل
جدا ،فيه زيادات منكرة ،بسند ضعيف جدا.
وقال آخرون :يوز مين الثلث ،ويرد علييه الثلثان ،وهيو قول
الوزاعي ومكحول .وعن مكحول أيضا :يرد ما زاد عن النصف.
قال الطبي رحه ال :والصواب عندنا الوّل من حيث الواز،
والختار من حيث الستحباب أن يعل ذلك من الثلث جعا بي
قصة أب بكر ،وحديث كعب( ) ،وال اعلم"اهي( ).
3 2
قلت :ميا اسيتصوبه الطيبي رحهي ال ،غيي ظاهير لدي ،فإن
الرجل إذا تصدق بكل ماله وهو يعلم من حاله وحال عياله أنم ل
ي صبون ،ف قد اضاع هم ،و"ك فى بالرء إثا أن يض يع من يع يل"،
فهل يوز الث؟! أوَ ُيخْتار؟!! بل الصواب -إن شاء اللّه تعال -
أنه ليوز له أن يتصدّق بميع ماله إذا كان متاجا أو ل يصب ،أو
يعيل من ل يصب ،أو يضيعه ،أو عليه ديْن .وصدقته ردّ عليه ،كما
الذي سبق قريبا صدقة الرجل ف حديث أب سعيد الدري )(1كما ردّ الرسول
ف كلم الوفق ابن قدامة رحه ال.
ف قصة توبته ،ومل الشاهد فيه ذكره البخاري ف ترجته )(2يشي إل حديث كعب
ك َرضِي اللّ ُه عَْن هُ :قُلْ تُ يَا رَ سُولَ
للباب السابق ذكره أعله ،وهو َ " :وقَالَ َكعْ بُ بْ ُن مَالِ ٍ
صلّى اللّ ُه َعلَيْهِ َوسَلّ َم قَالَ:
ص َدَقةً ِإلَى اللّ ِه وَِإلَى رَسُولهِ َ
خلِعَ مِ ْن مَالِي َ
اللّهِ إِنّ مِ ْن َتوْبَتِي أَنْ أَْن َ
ك َس ْهمِي الّذِي ِبخَيْبَرَ".
ك ُقلْتُ :فَإِنّي ُأ ْمسِ ُ
َأ ْمسِكْ َعلَيْكَ َب ْعضَ مَالِكَ َف ُهوَ خَيْرٌ لَ َ
)(3الغن (.)3/83
220
،خا صة وأ نه واق عة ع ي ،وال وكذا حد يث ك عب بن عجرة
اعلم.
الرابعة :على التقرير السابق يكون قوله تعال{ :ولتبذر تبذيرا}
من الية الكرية ،متعلق بقوله تعال{ :وآت ذا القرب حقه }...؛
إذ العن ف {ولتبذر تبذيرا} :ولتنفق ف غي حق ولو على ذي
القرب واليتامى والساكي ،والنفقة بغي حق هي الت يصل فيها
إضاعة الُنْفِق عياله ومن يب عليه نفقتهم.
وهذا التقرير خلف ماذهب إليه بعض أهل العلم من أنه [ليس
قوله{ :ولتبذر تبذيرا} متعلقا بقوله {وآت ذا القربي حقيه}...
ال؛ لن التبذير ل يوصف به بذل الال ف حقه ،ولو كان أكثر من
حاجة الُعْطَى (بالفتح).) (].
1
)(1انظير :زاد السيي ( )3/457نقلً عين ابين النباري ،تفسيي الرازي (،)21/160
تفسي القرطب (.)8/169
223
شَت ِرطَ اْلمُْبتَاعُ"( ،)1وهو
وَمَنْ بَاعَ عَْبدًا َولَهُ مَالٌ َفمَالُهُ لِ ْلبَائِعِ ِإلّا أَنْ َي ْ
كث ي؛ يضاف الش يء إل يه ،ول يس له .وم نه قول م :مفتاح الق فل،
وباب الدار ،وجل الدابة ،وسرج الفرس ،وشبهه.
ثانيا :ويوز أن يسموا مساكي على جهة الرحة والستعطاف.
كميا يقال فيمين امتحين بنكبية أو وقيع في بليية :مسيكي .وقال
الشاعر:
يي
ييا تراب الذل بيي
عليهي
مسياكي أهيل البي حتي القابر
()2
قبورهم
ثالثا :ويوز أنيه سيبحانه وتعال جعلهيم مسياكي بعيد ذهاب
سفينتهم ،فهم مساكي لن سفينتهم ذهب با اللك.
رابعا :ويوز أنه وصفهم بالسكنة لن سفينتهم غي معتد با ف
جنب ماكان لم من السكنة(.)3
)(1حديث صحيح.
ل عليهيا ثري ،حدييث رقيم (
أخرجيه مسيلم في كتاب البيوع باب مين باع ن ً
،)1543والنسائي ف كتاب البيوع ،باب العبد يباع ويستثن الشتري ماله ،حديث رقم (
)7/297( )4650واللفظ له.
الصّا ِمتِ.)1(".
الثالثية :في اليية والدييث سيبب النول أن الكيم في كفارة
الظهار على الترتيب ،وأن الكفارة واحدة ف الظاهر يواقع قبل أن
يك فر .ويؤكده ماجاء عَ نْ سََلمَةَ بْ نِ صَخْرٍ الْبَيَاضِيّ" :قَالَ ُكنْ تُ
امْرَأً أُ صِيبُ مِ نَ النّ سَاءِ مَا لَا ُي صِيبُ َغيْرِي فََلمّا َدخَلَ َشهْرُ رَ َمضَا نَ
صِبحَ فَظَاهَرْ تُ خِ ْف تُ َأ نْ أُ صِيبَ مِ نِ امْرََأتِي َشْيئًا ُيتَايَ عُ بِي َحتّى أُ ْ
خدُمُنِي ذَا تَ َليْلَةٍ ِإذْ مِنْهَا َحتّ ى َينْ سَِل َخ َشهْرُ رَمَضَا نَ َفَبيْنَا هِ يَ َت ْ
حتُ تَ َكشّ فَ لِي ِمنْهَا شَيْءٌ فََل مْ أَْلبَ ثْ أَ نْ نَ َزوْ تُ عَلَيْهَا َفَلمّ ا أَ صَْب ْ
َخ َرجْ تُ ِإلَى َقوْمِي َفَأ ْخَبرُْتهُ مُ الْخََبرَ َوقُ ْل تُ :ا ْمشُوا مَعِي ِإلَى رَ سُولِ
اللّهِ صَلّى اللّهُ عََلْيهِ وَ َسّلمَ! قَالُوا :لَا وَاللّهِ .فَانْطَلَقْتُ ِإلَى النّبِيّ صَلّى
متصرا ،وف التفسي باب ومن سورة الجادلة تت رقم ( )3295مطولً بنحو سياق أب
داود ،وابن ماجة ف الطلق ،باب الظهار ،حديث رقم (.)2062
والديث صححه لغيه اللبان ف إرواء الغليل ( )7/176،180الديث رقم (
،)2091و( ،)2094وح سنه ف صحيح سنن أب داود ( ،)2/416وكذا مقق جامع
الصول ( .)7/650وذكر ف الرواء ( )7/180تت رقم ( )2094أن قوله ف الرواية:
"وهل اصبت ما اصبت إل من الصيام" ضعيف ،مع تصحيحه لصل الديث؛ لنه ليس ف
شيء من طرقه أو شواهده ذكر هذه الكلمة.
السيادسة :قال ابين القييم رحهي ال" :لبيد مين اسيتيفاء عدد
ال ستي ،فلو أط عم واحدا ستي يوما ل يزه ،إل عن وا حد ،هذا
قول المهور :مالك والشاف عي ،وأح د ،ف إحدى الروايت ي ع نه.
والثانية :أن الواجب إطعام ستي مسكينا ،ولو لواحد وهو مذهب
أب حنيفة .والثالثة :إن وجد غيه ل يز ،وإل أجزأه ،وهو ظاهر
)(1الغن (.)7/375
الثالثة :ف الديث لّا ذكر العمى والبرص والقرع ،وما أنعم
اللّه به علي هم من العاف ية ،ث ار سل إل كل وا حد من هم م سكينا
على هيئتيه الول؛ فالذي أكرم السيكي واعطاه حفيظ اللّه علييه
عافيته ،وعق به نعمته ،والذي منع وب ل وا ستغن وا ستكب وادّ عى
أ نه ورث ما هو ف يه لكابرٍ عن كابر ،صيّره اللّه إل ما كان عل يه
من الال الول.
عن أب ُهرَيْ َرةَ رَضِي اللّ هُ َعنْ هَُ :أنّ هُ َس ِمعَ رَ سُولَ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ
عََلْي هِ وَ سَلّمَ يَقُولُِ" :إنّ ثَلَاثَةً فِي َبنِي إِ سْرَائِيلَ َأْبرَ صَ وََأقْ َر عَ وَأَ ْعمَى
َبدَا لِلّهِ عَزّ َوجَلّ( ) َأنْ َيبْتَلَِيهُمْ َفبَ َعثَ ِإَلْيهِمْ مَلَكًا َفَأتَى الَْأْبرَصَ فَقَالَ:
3
)(1الامع الصحيح ،كتاب التفسي ،سورة ن والقلم .انظر فتح الباري (.)8/661
)(2الكليل ص.215
)(3قال ابين حجير العسيقلن رحهي اللّه في فتيح الباري ( ،)6/502عنيد شرحيه لذه
الكل مة" :بدا للّه"" :بتخف يف الدال الهملة بغ ي ه ز ،أي :سبق ف علم اللّه فأراد اظهاره،
وليس الراد أنه ظهر له بعد أن كان خافيا؛ لن ذلك مال ف حق اللّه تعال .وقد أخرجه
مسلم عن شيبان بن فروخ عن هام بذا السناد بلفظ" :أراد اللّه أن يبتليهم" ...والعن:
أظهر اللّه ذلك فيهم ... .والراد :قضى اللّه أن يبتليهم ،وأمّا البدء الذي يراد به تغي المر
239
أَيّ شَيْءٍ َأحَبّ ِإلَيْ كَ؟ قَالََ :لوْ نٌ حَ سَنٌ َو ِج ْلدٌ حَ سَنٌ َقدْ َق ِذرَنِي
َسيًا َو ِج ْلدًاِييَلوْنًا ح َن َبي َعنْهيَُ ،فأُعْط َ
َسيحَهُ َفذَه َ ّاسي .قَالََ :فم َ الن ُ
َح سَنًا .فَقَالَ :أَيّ اْلمَالِ َأحَبّ ِإلَيْ كَ؟ قَالَ :الْإِبِلَُ .أوْ قَالَ :اْلبَقَرُ -
ُهوَ شَكّ فِي َذلِ كَ إِنّ الَْأْبرَ صَ وَالَْأ ْقرَ عَ قَالَ َأ َحدُ ُهمَا :الْإِِبلُ .وَقَالَ:
الْآخَرُ اْلبَقَرُ ي َفأُعْطِيَ نَاَقةً ُعشَرَاءَ ،فَقَالَُ :يبَارَكُ لَكَ فِيهَا.
وَأَتَى الَْأ ْقرَ عَ ،فَقَالَ :أَيّ شَ ْيءٍ َأحَبّ ِإلَْي كَ؟ قَالَ :شَعَرٌ حَ سَنٌ
وََيذْهَ بُ عَنّي َهذَا َقدْ َقذِ َرنِي النّا سُ .قَالََ :فمَ سَحَهُ َفذَ َه بَ َوأُعْطِ يَ
شَعَرًا حَ سَنًا قَالَ :فَأَيّ اْلمَالِ َأ َحبّ ِإَليْ كَ؟ قَالَ :اْلبَقَرُ .قَالَ :فَأَعْطَا هُ
بَقَ َرةً حَامِلًا َوقَالَُ :يبَارَكُ لَكَ فِيهَا.
وَأَتَى الْأَعْمَى ،فَقَالَ :أَيّ شَيْءٍ َأحَبّ ِإلَيْ كَ؟ قَالََ :ي ُردّ اللّ هُ ِإلَيّ
ص َرهُ .قَالَ: سحَهُ َف َردّ اللّ هُ ِإلَْي هِ َب َ
صرُ بِ هِ النّا سَ .قَالََ :فمَ َصرِي َفُأْب ِ َب َ
فََأيّ اْلمَالِ َأ َحبّ ِإَليْكَ؟ قَالَ :الْغََنمُ .فَأَعْطَاهُ شَاةً وَاِلدًا.
فَأُنِْت جَ َهذَا نِ َو َوّلدَ َهذَا َفكَا نَ ِل َهذَا وَادٍ مِ نْ إِبِلٍ َوِل َهذَا وَادٍ مِ نْ بَقَرٍ
َوِل َهذَا وَادٍ مِنْ َغَنمٍ.
ثُمّ ِإنّ هُ أَتَى الْأَبْرَصَي فِي صيُورَِتهِ وَهَْيَئتِهِي فَقَالََ :رجُلٌ مِس ْيكِيٌ
حبَالُ فِي سَفَرِي َفلَا بَلَا غَ اْلَيوْ مَ ِإلّا بِاللّ هِ ثُمّ بِ كَ تَقَطّعَ تْ بِ يَ الْ ِ
أَ سَْألُكَ بِاّلذِي أَعْطَا كَ اللّوْ نَ الْحَ سَنَ وَالْجِ ْلدَ الْحَ سَنَ وَاْلمَالَ بَ ِعيًا
وف رواية" :ليس السكي الذي يطوف على الناس ترده اللفمة
واللقمتان والتمرة والتمرتان ،ولكين السيكي الذي ل يدي غني
يغنيه ،ول يفطن به فيتصدق عليه ،ول يقوم فيسأل الناس"( ).
3
و ف روا ية" :ل يس ال سكي الذي ترده الكلة والكلتان ،ول كن
السكي الذي ليس له غن ويستحي ،أول يسأل الناس الافا"( ).
4
)(2حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب التفسي باب {ل يسألون الناس الافا} ،حديث رقم
(.)4539
)(3أخرج ها البخاري ف كتاب الزكاة باب قول ال تعال{ :ل ي سألون الناس الا فا}،
وكم الغن ،حديث رقم (.)1479
)(1حديث صحيح.
أخرجيه البخاري في كتاب الزكاة ،باب الصيدقة على اليتاميى حدييث رقيم (
248
وف رواية" :إِنّ أَكْثَرَ مَا َأخَا فُ عََليْكُ مْ مَا ُيخْرِ جُ اللّ هُ لَكُ مْ مِ نْ
بَرَكَا تِ الَْأرْ ضِ قِيلَ وَمَا بَ َركَا تُ الَْأرْ ضِ قَالَ زَهْ َرةُ الدّنْيَا فَقَالَ لَ هُ
ص َمتَ النّبِيّ صَلّى اللّ هُ عََليْ هِ وَ سَّلمَ رَجُلٌ هَلْ َيأْتِي اْلخَْيرُ بِالشّرّ َف َ
سحُ عَنْ َجبِينِهِ فَقَالَ َأيْنَ السّائِلُ َحتّى َظنَنّا َأنّهُ ُيْنزَلُ عََليْهِ ُثمّ جَعَلَ َيمْ َ
قَالَ أَنَا قَالَ أَبُو سَعِيدٍ لَ َقدْ حَ ِمدْنَا هُ حِيَ َطلَ عَ َذلِ كَ قَالَ لَا َيأْتِي
َتي
خيْرُ ِإلّا بِاْلخَْيرِ إِن ّ َهذَا اْلمَالَ َخضِ َرةٌ ُح ْل َوةٌ وَإِن ّ كُلّ م َا أَنْب َ الْ َ
الرّبِي عُ يَقْتُلُ َحبَطًا َأوْ ُيِلمّ ِإلّا آ ِكلَةَ الْخَضِ َرةِ َأكََل تْ َحتّى ِإذَا امَْتدّ تْ
ش ْم سَ فَاجْتَرّ تْ َوثَلَ َط تْ وَبَالَ تْ ثُمّ عَادَ تْ خَا صِ َرتَاهَا ا سْتَ ْقبَلَتِ ال ّ
فَأَكَلَتْ وَإِنّ َهذَا اْلمَالَ حُ ْل َوةٌ مَنْ َأ َخ َذهُ ِبحَقّهِ َو َوضَعَهُ فِي حَقّهِ َفنِعْمَ
1
شَبعُ"( ).
اْلمَعُوَنةُ ُهوَ وَمَنْ َأ َخ َذهُ بِ َغيْرِ حَقّهِ كَانَ كَاّلذِي َي ْأكُلُ َولَا َي ْ
قلت :وظا هر الد يث ف يه التمث يل ل صنفي من الناس أمام الال
وفتح الدنيا( ): 2
الصنف الول :من يأخذ من هذا الال بغي حقه ،ويضعه ف غي
حقه ،فهذا يكون ماله سببا ف هلكه ،أو يقربه من اللك.
،)1465ومسلم ف كتاب الزكاة ،باب توف ما يرج من زهرة الدنيا ،حديث رقم (
.)1052
)(1أخرجها البخاري ف الرقاق باب ما يُحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها ،حديث رقم
(.)6427
طعام السكي.
الثانيية :قال في الكشاف( )" :في قوله{ :وليضي على طعام
2
)(1الكشاف (.)4/136
)(2الكشاف (.)4/136
253
النلة ،فكيف بتارك الفعل.
ث قال :وقيل :هو منع الكفار ،وقولم :أنطعم من لو يشأ اللّه
أطعمه؟"اهي.
الثالثة :وف تصيص هذه اللة من خلل الكافر بالذكر تنبيه إل
1
أنا من أضر خلل البشر؛ إذا كثرت ف قوم هلك مساكينهم( ).
قال البيضاوي رح ه ال" :ول عل ت صيص المر ين بالذ كر؛ لن
أقبيح العقائد :الكفير بال تعال .وأشنيع الرذائل البخيل وقسيوة
القلب"اهي( ).
2
قال ابين عاشور رحهي ال" :نفيي حضيه على طعام السيكي
الرابعية :في قوله تعال { :كيل نفيس باي كسيبت رهينية .إل
أصحاب اليمي ف جنات يتساءلون .عن الجرمي .ما سلككم ف
سقر .قالوا ل نك من الصلي }... .الدثر.47-38 :
قال الطاهير بين عاشور رحهي ال" :أجاب الجرمون بذكير
اسيباب الزج بمي في النار؛ لنمي ماظنوا إل ظاهير السيتفهام،
فذكروا أربعة أسباب هي أصول الطايا ،وهي:
أنم ل يكونوا من أهل الصلة ،فحرموا أنفسهم من التقرب إل
ال.
وأنمي ل يكونوا مين الطعميي السياكي ،وذلك اعتداء على
ضعفاء الناس ،بنعهم حقهم ف الال.
قلت :وقد جاء ف ال سنة الث على اطعام الطعام ،ويد خل فيه
دخولً أوّليا الث على اطعام السكي.
عَ نْ َعْبدِ اللّ هِ بْ نِ سَلَامٍ قَالََ" :لمّا َقدِ مَ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عََلْي هِ
وَ سَّلمَ اْل َمدِيَنةَ اْنجَفَلَ النّا سُ ِإَليْ هِ وَقِيلََ :قدِ مَ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ
عََلْيهِ وَسَلّمَ! َقدِمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عََليْهِ وَسَّلمَ! َقدِمَ رَسُولُ اللّهِ
جئْ تُ فِي النّا سِ ِلأَنْظُرَ ِإلَْي هِ َفَلمّ ا ا ْسَتْثَبتّ
صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ! فَ ِ
)(1حديث صحيح.
أخرجه الترمذي ف كتاب القيامة وصفة النة ،باب منه ،حديث رقم ()2485
والل فظ له ،وا بن ما جة ف كتاب إقا مة ال صلة وال سنة في ها ،باب ماجاء ف قيام الل يل،
حديث رقم (.)1334
والديث قال الترمذي" :هذا حديث صحيح" ،وصححه اللبان ف صحيح سنن
الترمذي (.)2/303
257
)(3حديث صحيح.
259
س ْبنِ مَالِكٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَْيهِ وَسَّلمَ: و عَنْ َأَن ِ
ش َهوَاتِ"( ).
1
"حُ ّفتِ اْلجَنّةُ بِاْلمَكَا ِرهِ َوحُ ّفتِ النّارُ بِال ّ
بل وذكرت الكاره ف مواضع الوضوء.
عَ نْ أَبِي ُهرَيْ َرةَ أَنّ رَ سُولَ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ قَالََ" :ألَا
أَ ُدلّكُ مْ عَلَى مَا َيمْحُو اللّ هُ بِ هِ الْخَطَايَا َوَي ْرفَ عُ ِب هِ الدّ َرجَا تِ؟ قَالُوا:
بَلَى يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ :إِسْبَاغُ اْل ُوضُوءِ عَلَى اْلمَكَا ِرهِ َو َكْث َرةُ اْلخُطَا
ِإلَى اْل َمسَا ِجدِ وَاْنتِظَارُ الصّلَاةِ بَ ْعدَ الصّلَاةِ َف َذلِ ُكمُ الرّبَاطُ" ( ).
2
أخرجه البخاري ف كتاب الرقاق ،باب حجبت النار بالشهوات ،حديث رقم (
،)6487وأخرجه مسلم ف كتاب النة وصفة نعيمها وأهلها ،حديث رقم ( ،)2823ول
الذي ساقه قبله. يذكر لفظه ،وذكر أنه مثل لفظ حديث أنس
)(1حديث صحيح.
أخرجه مسلم ،ف كتاب النة وصفة نعيمها وأهلها ،حديث رقم (.)2823
)(2حديث صحيح.
أخرجه مسلم ف كتاب الطهارة ،باب فضل اسباغ الوضؤ على الكاره ،حديث
رقم (.)251
260
الشديد الاجة والضرورة ،ف وقت السغبة والجاعة.
261
البحث الامس عشر
الرسول يث على حب الساكي ويسأل اللّه السكنة
عَ نْ مُعَاذِ ْب نِ َجبَلٍ َرضِي اللّ هُ َعنْ هُ قَالَ" :ا ْحُتِب سَ َعنّا رَ سُولُ اللّ هِ
صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ ذَا تَ َغدَاةٍ عَ نْ صَلَاةِ ال صّْبحِ َحتّ ى ِكدْنَا
ش ْمسِ َفخَرَجَ سَرِيعًا َفُثوّبَ بِالصّلَاةِ َفصَلّى رَسُولُ اللّهِ َنَترَاءَى َعيْنَ ال ّ
جوّزَ فِي صَلَاتِهِ َفَلمّا سَّلمَ دَعَا ِبصَوْتِهِ فَقَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَّلمَ وَتَ َ
ُميثُمّ انْفَتَلَ ِإلَيْنَا ثُمّ قَالَ :أَمَا ِإنّيي لَنَا" :عَلَى مَصيَافّ ُكمْ كَمَا َأْنت ْ
َسُأ َحدّثُ ُكمْ مَا َحبَ سَنِي عَنْكُ مُ الْ َغدَاةَ َأنّ ي ُق ْم تُ مِ نَ اللّيْلِ َفَت َوضّأْ تُ
ستُ فِي صَلَاتِي فَا ْسَتثْقَ ْلتُ فَِإذَا أَنَا بِرَبّ ي وَ صَلّْيتُ مَا ُقدّرَ لِي َفنَعَ ْ
َتبَارَكَ وَتَعَالَى فِي َأ ْحسَنِ صُورَةٍ.
ح ّمدُ!
فَقَالَ :يَا مُ َ
قُ ْلتُ :لَبّيْكَ رَبّ!
صمُ اْلمَلَأُ الْأَعْلَى؟قَالَ :فِيمَ َيخَْت ِ
قُ ْل تُ :لَا أَ ْدرِي رَبّ! قَالَهَا ثَلَاثًا .قَالََ :فرََأْيُت هُ َوضَ عَ كَفّ هُ َبيْ نَ
ْني َث ْديَيّ َفَتجَلّى لِي ُكلّ شَيْءٍ ِهي َبي َ
ْتي بَرْدَ أَنَامِل ِ
َكتِفَيّ َحتّىي َو َجد ُ
ح ّمدُ!وَعَرَ ْفتُ؛ فَقَالَ :يَا مُ َ
قُ ْلتُ :لَبّيْكَ رَبّ!
صمُ اْلمَلَأُ الْأَعْلَى؟قَالَ :فِيمَ َيخَْت ِ
262
قُ ْلتُ :فِي الْكَفّارَاتِ.
قَالَ :مَا هُنّ؟
جمَاعَا تِ وَالْجُلُو سُ فِي اْلمَ سَا ِجدِ بَ ْعدَ قُ ْل تَُ :مشْ يُ الَْأ ْقدَا مِ ِإلَى الْ َ
الصَّلوَاتِ وَإِ ْسبَاغُ اْل ُوضُوءِ فِي اْلمَكْرُوهَاتِ.
قَالَُ :ثمّ فِيمَ؟
قُ ْلتُِ :إطْعَامُ الطّعَامِ َولِيُ الْكَلَامِ وَالصّلَاةُ بِاللّيْلِ وَالنّاسُ ِنيَامٌ.
خيْرَا تِ َوتَرْ كَ الْ ُمْنكَرَا تِ َوحُبّ قَالَ :سَلْ قُلِ اللّهُمّ إِنّي أَ ْسأَلُكَ ِفعْلَ اْل َ
الْمَ سَاكِيِ وَأَ نْ َت ْغفِرَ لِي َوتَ ْرحَ َمنِي َوإِذَا أَرَدْ تَ فِْتنَةَ َقوْ مٍ َفَتوَفّنِي غَيْرَ َم ْفتُو نٍ
حبّكَ َوحُبّ عَمَلٍ ُيقَرّبُ إِلَى ُحبّكَ .قَالَ رَسُولُ
أَ ْسأَلُكَ ُحبّكَ َو ُحبّ مَنْ يُ ِ
اللّهِ صَلّى اللّهُ عََليْهِ َو َسلّمَ إِّنهَا َحقّ فَادْرُسُوهَا ثُ ّم َت َعلّمُوهَا"(.)1
)(1حديث حسن.
أخر جه أح د ف ال سند ( ،)5/159وال طبان ف ال صغي ( 2/48حد يث ر قم
758الروض الدان).
264
ف عل اليات ،وإن ا أفرده بالذ كر لشر فه وقوة الهتمام به ،ك ما
أفرد أيضا ذكر حب ال تعال ،وحب من يبه ،وحب عمل يبلغه
إل حبه ،وذلك أصل فعل اليات كلها.
وقد يقال :إنه طلب من ال عزوجل أن يرزقه أعمال الطاعات
بالوارح وترك النكرات بالوارح ،وأن يرزقه ما يوجب له ذلك،
وهو حبه وحب من يبه وحب عمل يبلغه حبه.
فهذه الحبية بالقلب موجبية لفعيل اليات بالوارح ،ولترك
النكرات بالوارح ،وسيأل ال تعال أن يرزقيه الحبية فييه ،فقيد
تضمن هذا الدعاء :سؤال حب ال عزوجل ،وحب أحبابه ،وحب
العمال التي تقرب مين حبيه والبي فييه ،وذلك مقتضيى فعيل
اليات كل ها .وتض من ترك النكرات وال سلمة من الف ت وذلك
يتضمين اتناب الشير كله ،فجميع هذا الدعاء طلب خيي الدنييا
والخرة.
والقصيود أن حيب السياكي أصيل البي في ال تعال؛ لن
الساكي ليس عندهم من الدنيا ما يوجب مبتهم لجله ،فل يبّون
إل ل عزوجيل .والبي في ال مين أوثيق عرى اليان( ) ،ومين
1
اليان( ) ،وهذا كله مروي عن النب أنه وصف به الب ف ال 3
صلّى )(2جاء حديث رواه أحد بإسناد ضعيف ،عَ ْن َع ْمرِو بْ ِن اْل َ
جمُو حِ أَنّ هُ سَ ِمعَ النّبِيّ َ
حبّ لِلّ هِ َتعَالَى وَيُْب ِغ ضَ لِلّ هِ
صرِيحِ الِْإيَا ِن حَتّى ُي ِ
اللّ هُ َعلَيْ ِه وَ َسّلمَ َيقُولُ :لَا َيحِقّ اْلعَْبدُ حَقّ َ
فَِإذَا أَحَبّ لِلّ ِه تَبَارَ َك َوَتعَالَى وَأَْب َغ ضَ لِلّ ِه تَبَارَ كَ وََتعَالَى َف َقدِ ا سَْتحَ ّق اْلوَلَا َء مِ نَ اللّ ِه َوإِنّ
ُوني ِبذِ ْكرِي وَُأذْ َك ُر ِبذِ ْك ِرهِميْ" .وفي
ِيني يُذْكَر َ
ِني َخلْقِي اّلذ َ
ِني عِبَادِي وََأحِبّائِي م ْ
َأ ْولِيَائِي م ْ
السند :رشدين بن سعد ،ضعفه ف التقريب ص ،326وعبدال بن الوليد لي الديث كما
ف التقريب ص.556
،أخرجه أحد بإسناد ضعيف ،فيه سهل بن معاذ قال ف )(3جاء حديث عن معاذ
التقريب ص" :420لبأس به ،إل ف روايات زبّان عنه"اهي ،وهذا الديث أخرجه أحد
266
الوّل.
والر سول حث على م بة ال ساكي ،و سأل اللّه عزو جل أن
ييه مسكينا.
عن أ نس بن مالك قال :قال ر سول اللّه " :الل هم احي ن
مسكينا وأمتن مسكينا واحشرن ف زمرة الساكي" ( ).
1
قال البيهقيي رحهي اللّه تعال" :الذي يدل علييه حاله عنيد
وفا ته أنه ل ي سأل حال ال سكنة ال ت يرجع معنا ها إل القلة ،وإن ا
سأل السكنة الت يرجع معناها إل الخبات والتواضع ،فكأنه
صلّى
من طريقي كليهما عن زَبّا ُن بْ ُن فَاِئ ٍد عَ ْن سَهْلِ بْنِ ُمعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ أَنّ ُه سَأَلَ رَسُولَ اللّ ِه َ
ض فِي اللّ ِه وَُت ْعمِلَ
حبّ لِلّ ِه وَتُْب ِغ َ
اللّ ُه َعلَيْ ِه وَ سَلّ َم َع نْ َأ ْفضَلِ الِْإيَا نِ قَالَ َأفْضَلُ الِْإيَا نِ أَ ْن ُت ِ
ب لَِن ْفسِكَ وََت ْكرَهَ
ح ّ
س مَا ُت ِ
ب لِلنّا ِ
ح ّ
ك فِي ذِ ْكرِ اللّهِ قَالَ َومَاذَا يَا رَسُولَ اللّ ِه قَا َل وَأَ ْن ُت ِ
لِسَانَ َ
ص ُمتَ".
ك وََأنْ َتقُولَ خَيْرًا َأوْ تَ ْ
َل ُهمْ مَا َتكْرَ ُه لَِن ْفسِ َ
)(2كذا قال رح ه ال ،ول أجده ع ند ا بن ما جه ،و قد عزاه اللبا ن ف إرواء الغل يل (
)3/362إل الشيازي ف اللقاب من طر يق طل حة بن عمرو عن عطاء عن ا بن عباس
مرفوعا ،قال" :ل كن طل حة بن عمرو متروك"اه ي .قلت :والد يث ع ند ا بن ما جة من
حديث أب سعيد الدري ،كما رأيت ف تريه آنفا.
268
وف حله على ذلك نظر؛ لن ف تام حديثيهما ما يدل على أن
الراد به الساكي من الال ،لنه ذكر سبقهم الغنياء إل النة(،)1
مع أن ف إسناد الديثي ضعفا"اهي(.)2
قلت :ماذكره ابن رجب رحه ال ي من أن السكنة الت سألا
الر سول ف هذا الدعاء هي ال سكنة من الال ي هو الظا هر،
والراد أن ل ياوز به الكفاف ،و قد جاء ما يش هد لذا الع ن من
حديث أب هريرة قال رسول ال " :اللهم اجعل رزق آل
ممد قوتا"( ). 3
" :الل هم أحي ن :قال ر سول ال )(1سياق الد يث بتما مه :عن أ نس بن مالك
مسكينا وأمتن مسكينا واحشرن ف زمرة الساكي يوم القيامة .فقالت عائشة :ل يارسول
ال؟ قال :إنم يدخلون النة قبل أغنيائهم بأربعي خريفا .يا عائشة ل تردي السكي ولو
بشيق ترة ،ياعائشية أحيب السياكي وقربيهيم ،فإن ال يقربيك يوم القيامية" .قلت :هذه
الزيادة (الت تتها الط) ،سندها ضعيف ،ول يأت ما يشهد لا ف هذا السياق ،نعم جاء
ما يشهد لا ف غي هذا السياق ،فافهم .وانظر إرواء الغليل (.)3/359
)(3حديث صحيح.
وأ صحابه، أخر جه البخاري ف كتاب الرقاق ،باب ك يف كان ع يش ال نب
وتليهم عن الدنيا ،حديث رقم ( ،)6460ومسلم ف كتاب الزهد حديث رقم (،)1055
واللفظ له ،وانظر فتح الباري (.)11/293
وجاء ف روا ية" :كفافا" مكان "قو تا" .والكفاف :الذي ل يف ضل عن الش يء.
269
ومعني الدييث :أنيه سيأل ربيه حالة الكفاف ،وهيي حالة
سليمة من الغن الطغي ،والفقر الؤل ،وصاحبها معدود ف الفقراء
لنه ل يترفه ف طيبات الدنيا ،بل ياهد نفسه ف الصب عن القدر
الزائد على الكفاف ،فلم يف ته من حال الف قر إل ال سلمة من ق هر
الاجة وذل السألة( ).
1
وقال القرطب رحه ال" :معن الديث :أنه طلب الكفاف؛ فإن
)(2من كلم ابن بطال رحه اللّه تعال ،نقله ف فتح الباري (. )11/293
271
البحث السادس عشر
زكاة الفطر ُطعْمة للمساكي
قال ال تبارك وتعال{:إنايي الصييدقات للفقراء والسيياكي
والعاملي عليها والؤلفة قلوبم وف الرقاب والغارمي وف سبيل ال
وابن السبيل فريضة من ال وال عليم حكيم} التوبة.61:
عموم هذه الية الكرية يشمل صدقة الفطر (زكاة الفطر) فكان
مصرفها مصرف سائر الزكوات.
وهذا مذ هب أ ب حني فة( ) ومالك( ) والشاف عي( ) وأح د( ) وا بن
4 3 2 1
)(3الهذب (.)1/235
)(5الحلى (.)6/143
272
فهي صدقة من الصدقات" أخرجه أبوداود( ).
1
قال ابن تيمية رحه ال" :وهذا القول أقوى ف الدليل"اهي( ).
3
)(1حديث حسن.
أخرجه أبوداود ف كتاب الزكاة باب زكاة الفطر ،حديث رقم ( ،)1609وابن
ماجة ف كتاب الزكاة ،باب صدقة الفطر حديث رقم (.)1827
والديث حسنه مقق جامع الصول ( ،)4/644ووقع فيه " :عبدال بن عمر"
بدلً من "عبدال بن عباس" وهو خطأ مطبعي ،وحسنه اللبان ف صحيح سنن أب داود (
.)1/303
)(3ذكر هذه القاعدة السيوطي رحه ال ،ونبّه إل أنا قاعدة أغلبية ،انظر تذيب وترتيب
التقان ص.575
274
فهذا يقوي أن زكاة الفطير تصيرف للفقراء والسياكي ،دون
سائر الصناف الذكورين ف الية.
قلت :هذا ممل ما عورض به الستدلل بالية على أن مصرف
زكاة الفطير ،هيو مصيرف الزكاة الفروضية ،زكاة الال .والذي
يترجّح -عندي وال اعلم :-أن مصرف زكاة الفطر هو مصرف
الزكاة الفروضة ،ول يب استيعاب الصناف الذكورة ف الية،
ولت صرف للمؤل فة قلوب م والعامل ي علي ها؛ لن ال سلم ي صرفها
بنفسه أو من يوكله ،ولن مصرف الؤلفة قلوبم إل المام( ).
1
)(1الحلى (.)6/145
275
2ي ولن حديث" :طُعمة للمساكي" ل يفيد التخصيص ،لنه
من ذكر بعض أفراد العموم ،وهو ىل يفيد التخصيص ،إنا يفيد
مزيد الهتمام والرعاية لذا الصنف.
قال ا بن الشوكا ن رحه ما ال" :وم صرفها (أي :زكاة الف طر)
م صرف الزكاة ،إذ هي من ها ،ويقدّم الفقراء لل مر باغنائ هم عن
السؤال ف ذلك اليوم"اهي( ).
1
)(1حديث صحيح.
وهيي أخرجيه البخاري في كتاب الجي باب قول ال تعال :أو صيدقة
إطعام ستة م ساكي ،حد يث ر قم ( ،)1815و هي الروا ية الول ،والثان ية أخرج ها ف
278
وهنا السائل التالية:
الول :ف يه أن فد ية الذى على التخي ي ،ب ي هذه الذكورات،
و هي :صيام ثل ثة أيام ،أو إطعام ستة م ساكي ،أو أن ين سك ب ا
تيسر.
قال النووي رحهي ال" :روايات الباب كلهيا متفقية في العني،
ومقصودها :أن من احتاج إل حلق الرأس لضرر من قمل أو مرض
أو نوه ا ،فله حل قه ف الحرام وعل يه الفد ية .قال ال تعال:
ف من كان من كم مريضا أو به أذى من رأ سه ففد ية من صيام أو
نسيك [البقرة ،] :وبيّين النيب أن الصييام ثلثية أيام
وال صدقة ثل ثة آ صع ل ستة م ساكي ،ل كل م سكي ن صف صاع،
والن سك شاة ،و هي شاة تز يء ف الضح ية .ث إن ال ية الكري ة
والحاد يث متف قة على أ نه م ي ب ي هذه النواع الثل ثة .وهكذا
الكم عند العلماء ،أنه مي بي الثلثة .وأمّا قوله ف رواية" :هل
عندك نسك؟ قال :ما أقدر عليه! فأمره أن يصوم ثلثة أيام" فليس
الراد به أن ال صوم ل يز يء إل لعادم الدي ،بل هو ممول على
أنه سأل عن النسك ،فإن وجده أخبه بأنه مي بينه وبي الصيام،
كتاب الغازي باب غزوة الديبية ،حديث رقم ( ،)4191وأخرجيه مسيلم في كتاب
الجي ،باب جواز حلق الرأس للمحرم ،إذا كان بيه أذى ووجوب الفديية ،حدييث رقيم (
.)1201
279
والطعام ،وإن عدمه فهو مي بي الصيامك والطعام"اهي( ).
1
الثان ية :أن ال صدقة على ال ساكي ف فد ية الذى تكون بثل ثة
آصع ،وهو الفرق ،فيكون لكل مسكي نصف صاع .وظاهره أن
هذا عام ف كل شيء ،سواء كان حنطة أو ترا أو غيها.
وقد جاء ف رواية عند مسلم" :أو إطعام ستة مساكي ،نصف
صاع طعام لكل مسكي" .وف رواية عنده أيضا" :أو أطعم ثلثة
آصع من تر على ستة مساكي".
و ف هذه الروايات ردٌ على من قال :إن ن صف ن صف ال صاع
لكل مسكي إنا هو ف النطة ،فأمّا التمر والشعي وغيها فيجب
صاع ل كل م سكي .وكذا على من قال :أ نه ي ب اطعام عشرة
مسياكي ،أو صيوم عشرة أيام .وكذا على مين قال :إن لكيل
مسكي مد من النطة ،ونصف صاع من غيه( ).
2
الثال ثة :أن إخراج هذه الفد ية ل يشترط له الرم ،فله أن ين سك
با تيسر ف الحل الذي احتاج فيه إل حلق رأسه من حل أو حرم،
و له أن ي صوم ف أي مكان ،ك ما له أن يت صدق على الفقراء ف
الكان الذي احتاج إل حلق شعر رأسه فيه ،من ح ّل أو حرم؛ فل
القصد الثالث
مسـائل منثـورة
قال ابين قييم الوزيية رحهي ال" :تذاكروا هذه السيألة عنيد علي بين
معاذ ،فقال :ل يوزن غدا الفقر ول الغن ،إنا يوزن الصب والشكر.
وقال غيه :هذه ال سألة مال من و جه آ خر ،و هو أن كل من الغ ن
والفقي ل بد له من صب وشكر؛ فإن اليان نصفان :نصف صب ،ونص
شكر .بل قد يكون نصيب الغن وقسطه من الفقر أوفر؛ لنه يصب عن
قدرة ،فصبه أت من صب من يصب عن ع جز .ويكون شكر الفقي أت؛
لن الشكر هو استفراغ الوسع ف طاعة ال ،والفقي أعظم فراغا للشكر
من الغن فكلها ل تقوم قائمة إيانه إل على ساقي الصب والشكر.
نعم؛ الذي يكي الناس من هذه السألة :فرعا من الشكر ،وفرعا من
الصب .وأخذوا ف الترجيح بينهما ،فجردوا غنيا متعففا متصدقا باذلً ماله
في وجوه القرب شاكرا ال علييه ،وفقيا متفرغا لطاعية ال ولوراد
العبادات من الطاعات صابرا على فقره ،فهل هو أكمل من ذلك الغن أم
الغن أكمل منه؟
فالصواب ف م ثل هذا :أن أكمله ما أطوعه ما ،فإن ت ساوت طاعته ما
)(1انظر ف هذه السألة غي الواضع الحال إليها ف الامش ،ما يلي :التمام لا صح من
الروايتيي عين المام ( ،)2/302مموع الفتاوى (-122 ،121-22،119-11/20
،)133الداب الشرعية ( ،)3/487شرح الطحاوية لبن أب العز ص ،407-406غذاء
اللباب للسفارين (.)2/302
287
()
تساوت درجاتما ،وال اعلم"اهي . 1
فإن ق يل :ث بت ف الد يث دخول الفقراء ق بل الغنياء إل ال نة ،وهذا
يفيد فضيلة الفقر.
فالواب[ :إن الفقراء ي سبقون الغنياء إل ال نة ل فة ال ساب ث إذا
دخيل الغنياء النية فكيل واحيد يكون في منلتيه على قدر حسيناته
وأعماله](.)2
قال ا بن ح جر رح ه ال" :التحق يق ع ند أ هل الذق :أن ل ياب ف
ذلك بواب كلي بل يتلف الال باختلف الشخاص والحوال(.)3
نعم؛ عند الستواء من كل جهة ،وفرض رفع العوارض بأسرها فالفقي
أسيلم عاقبية في الدار الخرة ،ولينبغيي أن يعدل بالسيلمة شييء ،وال
اعلم"اهي(.)4
،و قد علم أن ما اختاره ال ل نبيه ويتأ يد هذا بأ نه حال ال نب
)(2من كلم ابن تيمية ف متصر الفتاوى ص ،572وانظر مموع الفتاوى (.)11/69
)(3يشي رحه ال إل أن الفقر والغن وصفان ل يكم عليهما بذاتما ،إنا يكم عليهما
بسب حال من أتصف بما ،فمن ألاه غناه عن الطاعة فالغن ف حقه مذموم ،ومن شغله
الفقر عن الطاعة فالفقر ف حقه مذموم ،فإن استوت الال ،فالسلمة ل يعدلا شيء!
السألة الثالثة
)(4الحلى (.)6/152
292
صةُ
مِنْ َعْيشٍ َأوْ قَالَ ِسدَادًا مِنْ َعْيشٍ َفمَا ِسوَاهُنّ مِنَ اْلمَسَْألَةِ يَا َقبِي َ
ُسحْتًا َي ْأكُُلهَا صَا ِحُبهَا ُسحْتًا"( ).
1
)(1حديث صحيح.
أخرجه مسلم ف كتاب الزكاة ،باب من تل له السألة ،حديث رقم (.)1044
)(3حديث صحيح.
أخرجه أحد ف السند ( ،)3/56واللفظ له ،وأخرجه أبوداود ف كتاب الزكاة
293
أمّا الستدلل بديث َعْبدِ اللّ هِ بْ نِ مَ سْعُودٍ قَالَ :قَالَ رَ سُولُ اللّ ِه
صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَّلمَ" :مَنْ َسأَلَ النّاسَ َولَهُ مَا يُغْنِيهِ جَاءَ َيوْمَ الْ ِقيَامَةِ
وَ َمسَْأَلتُهُ فِي َو ْجهِهِ ُخمُوشٌ َأوْ ُخدُوشٌ َأوْ ُكدُوحٌ.
قِيلَ :يَا رَسُولَ اللّهِ وَمَا يُ ْغنِيهِ ؟
قَالََ :خ ْمسُونَ دِرْ َهمًا َأوْ قِي َمُتهَا مِنَ الذّ َهبِ"( ).
1
)(1حديث صحيح.
أخرجه الترمذي ف كتاب الزكاة ،باب ما جاء من تل له الزكاة ،حديث رقم (
)650والل فظ له ،وأبوداود ف كتاب الزكاة باب من يع طى من ال صدقة ،و حد الغ ن،
حديث رقم ( ،)1626وابن ماجة ف كتاب الزكاة ،باب من سأل عن ظهر غن ،حديث
ر قم ( ،)1840والدارقط ن ( ،)2/142كل هم من طر يق حك يم بن جبي عن م مد بن
مرفوعا. عبدالرحن بن يزيد عن أبيه عن ابن مسعود
سعُو ٍد َحدِي ثٌ
والد يث قَالَ الترمذي رح ه ال ع قب إيراده لهَ " :حدِي ثُ ابْ نِ مَ ْ
حمُو ُد بْ نُ
حدِي ثَِ :حدّثَنَا َم ْ
حَ سَنٌَ .وَقدْ َتكَلّ مَ ُشعْبَ ُة فِي َحكِي مِ بْ نِ جُبَيْ ٍر مِ نْ َأجْلِ َهذَا اْل َ
غَْيلَا َن حَدّثَنَا َيحْيَى بْ نُ آ َد مَ َحدّثَنَا ُسفْيَانُ عَ ْن َحكِي مِ بْ ِن جُبَْي ٍر ِبهَذَا اْلحَدِي ثِ َفقَالَ لَ هُ عَْبدُ
حدِي ثِ! َفقَالَ لَ هُ ُسفْيَانُ :وَمَا
ث ِب َهذَا ااْل َ
اللّ هِ بْ نُ ُعثْمَا نَ صَا ِحبُ ُشعْبَةََ :ل ْو َغيْرُ َحكِي ٍم حَدّ َ
حمّدِ
ث ِب َهذَا عَنْ ُم َ
حدّ ُ
ت زُبَْيدًا ُي َ
ث عَْن ُه ُشعَْبةُ؟! قَالََ :ن َعمْ! قَا َل ُسفْيَانُ :سَ ِم ْع ُ
حكِيمٍ لَا ُيحَدّ ُ
ِل َ
بْنِ عَْبدِ الرّ ْحمَ ِن بْ ِن يَزِيدَ"اهي
294
فقيد قال الترمذي رحهي ال" :وَالْ َعمَلُ عَلَى َهذَا ِعْندَ بَعْض ِ
ي
أَ صْحَاِبنَا وَبِ هِ يَقُولُ الثّوْرِيّ وَعَْبدُ اللّ هِ بْ نُ اْل ُمبَارَ كِ وََأ ْح َمدُ [يع ن:
على رواية عنه] وَإِسْحَقُ قَالُوا إِذَا كَانَ عِْندَ الرّ ُجلِ َخمْسُونَ دِرْ َهمًا
ص َدَقةُ.
َلمْ َتحِلّ لَهُ ال ّ
قَالََ :ولَ مْ َيذْ َه بْ بَ ْع ضُ أَهْلِ الْعِلْ مِ ِإلَى َحدِي ثِ حَكِي مِ ْب نِ ُجَبْيرٍ
[يعن :حديث ابن مسعود] َووَ سّعُوا فِي َهذَا َوقَالُوا إِذَا كَا نَ عِْن َد هُ
حتَا جٌ فََل هُ َأ نْ َي ْأ ُخذَ مِ نَ الزّكَاةِ وَ ُهوَ
َخمْ سُونَ ِدرْ َهمًا َأوْ أَكْثَرُ وَ ُهوَ مُ ْ
َق ْولُ الشّافِعِيّ وَ َغْي ِرهِ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْعِ ْلمِ"اهي( ).
1
بن النظلية وفيه" :إنه من سأل وعنده ما يغنيه فإنا يستكثر من
)(2نقل هذا التوجيه عن الجد ابن تيمية .معونة أول النهى ( .)2/761وانظر نو هذا
الواب ف الاوي للماوردي (.)8/521
295
جر جهنم .قال يارسول ال وما يغنيه؟ قال :ما يغديه ويعشيه"( ).
1
في قوله" :يغدييه أو يعشييه"[ ،أراد بيه على دائم الوقات ،حتي
يكون مستغنيا با عنده عن الناس .وبيقي نعلم أن واجد الغداء أو
العشاء ليس من استغن عن غيه حت ترم عليه الصدقة]( ).
3
)(1حديث صحيح.
أخرجه أحد ( ،)181 ،4/180وأبوداود ف كتاب الزكاة ،باب من يعطى من
الصدقة ،حديث رقم ( ،)1629وابن حبان (الحسان ،8/187 ،2/304حديث رقم (
.)3395 ،545
والد يث صححه ا بن حبان ،واللبا ن ف صحيح سنن أ ب داود (،)1/306
وصحح إسناده مقق الحسان.
عن عَُبْيدُ اللّ هِ بْ نُ َع ِديّ ْب نِ االْخِيَارِ أَنّ رَ ُجلَيْ نِ َحدّثَا هُ أَّن ُهمَا أَتَيَا
ص َدقَةِ فَقَلّ بَ فِي ِهمَا رَ سُولَ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ يَ سَْألَانِهِ مِ نَ ال ّ
اْلَب صَرَ فَرَآهُمَا جَ ْلدَيْ نِ فَقَالَ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ عََليْ هِ وَ سَلّمَ إِ نْ
سبٍ"( ). 3
ِشْئُتمَا وَ لَا َحظّ فِيهَا لِغَنِيّ َولَا لِ َق ِويّ مُكَْت ِ
)(3حديث صحيح.
أخرجه أحد ف السند ( ،)5/362( ،)4/224وأبوداود ف كتاب الزكاة باب
من يعطى من الصدقة ،وحد الغن ،حد يث رقم ( ،)1633والن سائي ف كتاب الزكاة،
باب مسألة القوي الكتسب ،حديث رقم ( )2598واللفظ له ،كلهم من طريقِ ":هشَا ِم بْنِ
ُعرْوَ َة قَالَ َحدّثَنِي أَبِي قَالَ َحدّثَنِي ُعبَْيدُ اللّهِ بْ ُن َع ِديّ بْنِ ااْلخِيَارِ أَنّ رَ ُجلَيْنِ َحدّثَاهُ أَّن ُهمَا أَتَيَا
صلّى اللّهُ َعلَيْ ِه َو َسّلمَ َيسْأَلَانِهِ ...الديث.
َرسُولَ اللّ ِه َ
297
قال أ بو عب يد رح ه ال" :فأراه قد سوّى بينه ما ف تر ي
الصدقة عليهما ،وجعل الغن والقوة على الكت ساب عدل ي ،وإن
ل ي كن القوي ذا مال ،فه ما الن سيان ،إل أن يكون هذا القوي
مدودا عن الرزق مارفا .وهو ف ذلك متهد ف السعي على عياله
حتي يعجزه الطلب ،فإذا كانيت هذه حاله فإن له حينئذ حقا في
أموال السلمي ،لقول ال تبارك وتعال{ :وف أموالم حق للسائل
والحروم} [الذاريات".]19 :اهي(.)1
وقد نقل ابن تيمية رحه ال التفاق على اعطاء أصحاب الاجة
مطلقا ،ولو كانوا أصحاب مهن وصناعات وتارة ،ولكن دخلها
ل يكفيهيم ،ح يث قال رح ه ال" :واتفقوا على أن مين ل مال له
وهو عاجز عن الكسب فإنه يعطى ما يكفيه سواء كان لبسه لبس
الفقيي الصيطلحي ،أو لباس النيد والقاتلة ،أو لبيس الشهود أو
لبس التجار أو الصناع أو الفلحي ،فالصدقة ل يتص با صنف
من هذه الصناف؛ بل كل من ليس له كفاية تامة من هؤلء :مثل
الصانع الذي ل تقوم صنعته بكفايته ،والتاجر الذي ل تقوم تارته
)(1الموال ص.667
298
بكفاي ته ،والندي الذي ل يقوم اقطا عه بكفاي ته ،والفق ي ال صوف
الذي ل يقوم ما ي صل له بكفاي ته ،وكذلك من كان ف رباط أو
زاوية وهو عاجز عن كفايته ،فكل هؤلء مستحقون.
ومن كان من هؤلء كلهم مؤمنا تقيا؛ كان ل وليا ،فإن أولياء
ال{ :الذين ل خوف عليهم و ل هم يزنون ،الذين آمنوا وكانوا
يتقون} [يونيس ،]63:مين أي صينف كانوا مين أصيناف
القبلة".اهي( ).
1
وأمّا إذا ذكر أن له عيالً فهل يفتقر إل بينة؟ فيه قولن للعلماء
مشهوران ،ها قولن ف مذهب الشافعي( )وأحد( ).
3 2
)(1حديث صحيح.
أخرجه أحد ف السند ( ،)5/362( ،)4/224وأبوداود ف كتاب الزكاة باب
من يعطى من الصدقة ،وحد الغن ،حد يث رقم ( ،)1633والن سائي ف كتاب الزكاة،
باب مسألة القوي الكتسب ،حديث رقم ( )2598واللفظ له ،كلهم من طريقِ ":هشَا ِم بْنِ
ُعرْوَ َة قَالَ َحدّثَنِي أَبِي قَالَ َحدّثَنِي ُعبَْيدُ اللّهِ بْ ُن َع ِديّ بْنِ ااْلخِيَارِ أَنّ رَ ُجلَيْنِ َحدّثَاهُ أَّن ُهمَا أَتَيَا
صلّى اللّهُ َعلَيْ ِه َو َسّلمَ َيسْأَلَانِهِ ...الديث.
َرسُولَ اللّ ِه َ
والديث صححه اللبان ف صحيح سنن أب داود ( ،)1/307وصحح إسناده
مقق الحسان ( ،)8/85حيث ذكره شاهدا.
قلت :ل خلف بيي المييع في اعتبار وصيف وجود ميا هيو
فا ضل عن الا جة ،إن ا اختلفوا ف تق يق الناط ،فالنف ية اع تبوا
قوله" :يغدييه أو يعشييه" ،قال ابين حبان" :أراد بيه على دائم
الوقات ،حتي يكون مسيتغنيا باي عنده عين الناس .... ،وبيقيي
نعلم أن واجد الغداء أو العشاء ليس من استغن عن غيه حت ترم
عليه الصدقة"اهي( ).
2
)(1حديث صحيح.
أخرجه أحد ( ،)181 ،4/180وأبوداود ف كتاب الزكاة ،باب من يعطى من
الصدقة ،حديث رقم ( ،)1629وابن حبان (الحسان ،8/187 ،2/304حديث رقم (
.)3395 ،545
والد يث صححه ا بن حبان ،واللبا ن ف صحيح سنن أ ب داود (،)1/306
وصحح إسناده مقق الحسان.
السألة السادسة
يُعطى أهل الاجة مطلقا من الزكوات
والموال الجهولة ومن ما فضل من الفيء
عن الصال العامة الت ل بد منها
قال ابن تيمية رحه ال" :من كان من ذوي الاجات :كالفقراء
والساكي والغارم ي وابن السبيل فهؤلء يوز بل يب أن يعطوا
من الف يء م ا ف ضل عن ال صال العا مة ال ت ل بد من ها ع ند أك ثر
العلماء؛ سيواء كانوا مشتغليي بالعلم الواجيب على الكفايية أو ل
يكونوا ،وسواء كانوا ف زوايا أو ربط أو ل يكونوا ،لكن من كان
ميزا بعلم أو دين كان مقدّما على غيه.
وأحيق هذا الصينف مين ذكرهيم ال بقوله{ :للفقراء الذيين
أحصيروا في سيبيل ال ل يسيتطيعون ضربا في الرض يسيبهم
الاهيل أغنياء مين التعفيف تعرفهيم بسييماهم ل يسيألون الناس
الافا} [البقرة ،]273:ف من كان ما هو مشغول به من العلم
والدّين الذي أحصر به ف سبيل ال قد منعه الكسب فهو أول من
غيه.
ويع طى قضاة ال سلمي وعلماؤ هم م نه مايكفي هم ،ويد فع م نه
أرزاق القاتلة وذراريهيم ،لسييما مين بني هاشيم ،الطالبييي
306
والعباسيي وغيهم ،فإن هؤلء يتعي إعطاؤهم من المس والفيء
والصال ،لكون الزكاة مرمة عليهم.
والفق ي الشر عي الذكور ف الكتاب وال سنة الذي ي ستحق من
الزكاة وال صال ونوه ا ل يس هو الفق ي ال صطلحي الذي يتق يد
بلبسة معينة وطريقة معينة ،بل كل من ليس له كفاية تكفيه وتكفي
عياله فهو من الفقراء والساكي.
وقد تنازع العلماء هل الفقي أشد حاجة أو السكي؟ أو الفقي
من يتعفف والسكي من يسأل؟ على ثلثة أقوال لم.
واتفقوا على أن مين ل مال له وهيو عاجيز عين الكسيب فإنيه
يعطى ما يكفيه سواء كان لبسه لبس الفقي الصطلحي ،أو لباس
النيد والقاتلة ،أو لبيس الشهود أو لبيس التجار أو الصيناع أو
الفلحي ،فالصدقة ل يتص با صنف من هذه الصناف؛ بل كل
من ليس له كفاية تامة من هؤلء :مثل الصانع الذي ل تقوم صنعته
بكفاي ته ،والتا جر الذي ل تقوم تار ته بكفاي ته ،والندي الذي ل
يقوم اقطا عه بكفاي ته ،والفق ي ال صوف الذي ل يقوم ما ي صل له
بكفايتيه ،وكذلك مين كان في رباط أو زاويية وهيو عاجيز عين
كفايته ،فكل هؤلء مستحقون.
ومن كان من هؤلء كلهم مؤمنا تقيا؛ كان ل وليا ،فإن أولياء
307
ال{ :الذ ين ل خوف علي هم و ل هم يزنون ،الذ ين آمنوا وكانوا
يتقون} [يونس ،]63:من أي صنف كانوا من اصناف القبلة.
ومين كان مين هؤلء منافقا أو مظهرا لبدعية تالف الكتاب
والسنة من بدع العتقادات والعبادات فإنه مستحق للعقوبة ،ومن
عقوبته أن يرم حت يتوب.
وأمّا من كان زنديقا كاللول ية والباح ية و من يف ضل متبو عه
على النب ،ومن يعتقد أنه ل يب عليه ف الباطن اتباع شريعة
ر سول ال أو أ نه إذا ح صلت له العر فة والتحق يق سقط ع نه
ال مر والن هي ،أو أن العارف الح قق يوز له التد ين بد ين اليهود
والنصيارى ،و ليبي علييه العتصيام بالكتاب والسينة ،وأمثال
هؤلء؛ فإن هؤلء منافقون زنادقية ،وإذا ظهير على أحدهيم فإنيه
يب قتله باتفاق السلمي وهم كثيون ف هذه الزمنة.
وعلى ولة المور ميع إعطاء الفقراء بيل والغنياء ،بأن يلزموا
هؤلء باتباع الكتاب وال سنة ،وطا عة ال ور سوله و ليكنوا أحدا
من الروج من ذلك ،ولو ادّعى من الدّعاوى ما أدّعاه ،ولو زعم
أنه يطي ف الواء ويشي على الاء.
ر من كان من الفقراء الذ ين ل تشغل هم منف عة عا مة للم سلمي
عن الكسب ،قادرا عليه ،ل يز أن يعطى من الزكاة عند الشافعي
308
وأحد .وجوّز ذلك أبوحنيفة.
يدقة لغن ي و للقوي
يب " :ل تل ي الصي يد قال الني
وقي
مكتسب"( ). 1
)(1حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب الزكاة ،باب وجوب الزكاة ،حديث رقم (.)1395
وأخرجه مسلم ف كتاب اليان باب الدعاء إل الشهادتي وشرائع السلم ،حديث رقم (
" :أن معاذا قال له،"... ،)19عن ابن عباس
وهذا -وال اعلم -هو معن الجاع الذي حكاه ابن النذر!
قال ا بن النذر رح ه ال" :وأجعوا على أ نه ل يع طى من زكاة
الال أحد من أهل الذمة"اهي( ).
5
)(1انظير الموال لبي عبييد ص ،728وقال ابين الوزي رحهي ال في زاد السيي (
" :)1/327وهذا قول المهور"اهي.
)(2حديث صحيح.
أخرجه أبوعبيد ف الموال ص ،605والبزار (كشف الستار 3/42تت رقم
،)2193والن سائي ف تف سيه ( ،)1/282وال طبي ( ،)5/587وال طبان ف الع جم
ال كبي ( )12/54ت ت ر قم ( ،)12453والا كم ف ال ستدرك ( ،)4/156 ( )2/285
والبيهقي ف السنن (.)4/191
قال السن البصري رحه ال" :ليس لهل الذمة ف شيء من
الواجيب حيق ،ولكين إن شاء الرجيل تصيدّق عليهيم مين غيي
ذلك"( ).
2
وف حكم زكاة الموال زكاة الفطر ،فل تعطى للفقي الكافر،
عند مالك والشافعي وأحد( ).
3
)(3الغن (.)3/78
)(4الغن (.)3/78
320
[يع ن :الكفار] على م ساكي أ هل الذ مة ،هل ي ستحقونه دون
مسياكي السيلمي ،أو يسيتحقه مسياكي السيلمي دونمي ،أو
يشتركون فيه؟
قييل :ل رييب أن الصيدقة جائزة على مسياكي أهيل الذمية،
والوقف صدقة .فههنا وصفان :وصف يُعْتب وهو السكنة ،ووصف
مل غي ف ال صدقة والو قف ،و هو الك فر؛ فيجوز الد فع إلي هم من
الو قف بو صف ال سكنة ،ل بو صف الك فر؛ فو صف الك فر ل يس
با نع من ال ّد فع إلي هم ،و ل هو شرط ف الد فع ،ك ما يظ نه الغالط
أقبح الغلط وأفحشه ،وحينئذ فيجوز الدفع إليه بسكنته ،وإن أسلم
فهو أول بالستحقاق.
[ففرق]( ) ب ي أن يكون الك فر ج هة وموجبا ،وب ي أل يكون1
)(1حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب البة ،باب الدية للمشركي ،حديث رقم (،)2620
واللفيظ له ،وأخر جه مسيلم ف كتاب الزكاة ،باب فضيل النفقية والصيدقة على القربيي
والزوج والولد ،والوالدين ،ولو كانوا مشركي ،حديث رقم (.)1003
324
عنها" :وَهِيَ مُشْ ِر َكةٌ فِي َع ْهدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَْيهِ وَسَّلمَ"( )؛
1
اعلم.
)(1الكسب ص.96
)(2حديث صحيح.
أخرجه أحد ف السند ( ،)5/362( ،)4/224وأبوداود ف كتاب الزكاة باب
من يعطى من الصدقة ،وحد الغن ،حد يث رقم ( ،)1633والن سائي ف كتاب الزكاة،
باب مسألة القوي الكتسب ،حديث رقم ( )2598واللفظ له ،كلهم من طريقِ ":هشَا ِم بْنِ
ُعرْوَ َة قَالَ َحدّثَنِي أَبِي قَالَ َحدّثَنِي ُعبَْيدُ اللّهِ بْ ُن َع ِديّ بْنِ ااْلخِيَارِ أَنّ رَ ُجلَيْنِ َحدّثَاهُ أَّن ُهمَا أَتَيَا
صلّى اللّهُ َعلَيْ ِه َو َسّلمَ َيسْأَلَانِهِ ...الديث.
َرسُولَ اللّ ِه َ
والديث صححه اللبان ف صحيح سنن أب داود ( ،)1/307وصحح إسناده
مقق الحسان ( ،)8/85حيث ذكره شاهدا.
326
فمين قدر على الكسيب ل حيظ له في الصيدقة ،و لتوز له
السألة ،والواجب عليه أن يعف نفسه بالعمل ،فإن ق صّر ف ذلك،
وتعرّض للمسألة وقع ف الرام .فالفرض عليه السعي لرفع وصف
الفقر عنه.
ويتأكيد السيعي لطلب الكسيب إذا تعلق بيه أمير بالنفاق على
العيال مين الزوجات والولد ونوهيم ،و ل يتمكين مين النفاق
عليهم إل بتحصيل الال بالكسب ،وما يتوصل به إل أداءالواجب
يكون واجبا.
والعقول يشهيد له ،فإن في الكسيب نظام العال ،وال تعال،
حكيم ببقاء العال إل حيي فنائه ،وجعيل سيبب البقاء والنظام:
كسب العباد ،وف تركه تريب نظامه وذلك منوع منه.
ومعن الفرضية ما بينا من بقاء نظام العال به ،و ل يوجد ذلك
ف ال ستكثار م نه على ق صد التكا ثر والتفا خر ،وإن ا ذم ال تعال
ال ستكثار إذا كان بذه ال صفة ،فقال عزو جل{ :وتفا خر بين كم
وتكاثر ف الموال والولد} الديد.)1(20:
هذا وتب السألة عند الضطرار ،إذا كان عاجزا عن الكسب
حقيقيية أو حكما ،ولكنييه قادر على أن يرج فيطوف على
)(1الكسب ص100ي.101
327
البواب ،وي سأل ،فإ نه يفترض عل يه ذلك ،إذا ل يف عل ذلك ح ت
هلك كان آثا عند أهل الفقه رحهم ال.
والجية في ذلك أن السيؤال يوصيله إل ميا تقوم بيه نفسيه،
ويتقوى به على الطا عة ،فيكون م ستحقا عل يه ،كالك سب سواءً،
ف حق من هو قادر على الك سب ،ولن ما ي سد به رم قه حق
مستحق له ف أموال الناس ،فليس ف الطالبة بق مستحق له من
معن الذل شيء ،فعليه أن يسأل.
فأمّا إذا كان قادرا على الك سب فل يس ذلك ب ق م ستحق له،
وإنا حقه ف كسبه ،فعليه أن يكتسب و ليسأل أحدا من الناس،
ول كن له أن ي سأل ر به ك ما فعله مو سى عل يه ال صلة وال سلم
فقال{ :رب إن لا أنزلت إلّ من خي فقي} القصص ،24:وقد
أمرنا ال تعال بذلك فقال تبارك وتعال{ :واسألوا ال من فضله}
النساء.)1(32:
)(1الكسب .193-190
328
السألة العاشرة
فـقـراء الـرم
لفقراء الرم خصوصية عند الشافعية والنابلة ،رحهم ال.
والراد بفقراء الرم مين كان فييه مين الفقراء السيتوطني،
والقيمي ،والواردين من الاج وغيهم.
قال ابن قدامة رحه ال" :مساكي أهل الرم من كان فيه من
أهله أو وارد إليه من الاج وغيهم ،وهم الذين يوز دفع الزكاة
إليهم"اهي( ).
1
)(1هذا هيو الصيواب في قراءة هذه الكلمية عندي ،وقرأهيا مقيق شرح العمدة (كتاب
الج) بالاء الهملة" :أحد" ،واستشكل اعرابا ،وعلق عليها بقوله" :هكذا ف النسختي،
ول عل صحة العبارة" :إل أ حد ف الرم"".اه ي .وال صواب ما ذكر ته لك ،لن مراد ا بن
تيم ية بيان أن كل فق ي يكون بالرم له يز يء أخذه من ل م الدي الفرق ف يه ،ولو جاء
رجل من أهل الل فأخذ ،وبال التوفيق.
)(3انظر ف الذهب النفي بدائع الصنائع ( ،)178 ،2/174وف الذهب الالكي العونة
330
واختلفوا ف هدي الح صار ،وفد ية الذى؛ فذ هب النف ية إل
أن هدي الحصيار يبعيث الحصير بيه أو بثمنيه ليشترى بيه هديا
فيذبح عنه ف الرم( ).
1
وكذا الح صر برض ع ند الالك ية ،عل يه دم يذب ه إذا تلل ب كة
أو بن( ).2
فإن كان قادرا على أطراف الرم ففيه وجهان عند النابلة( ).
5
)(2العونة (.)1/591
)(4العونة (.)1/590
)(5الغن (.)358-3/357
331
والشافعي .وعن أحد رحه ال رواية أخرى :أنه ليس له نر هديه
إل في الرم ،فيبعثيه إل الرم ،ويواطييء رجلً على أن ينحره في
،وجاعة من التابعي، وقت يتحلل فيه ،وهذا يُروى عن ابن مسعود
وهو قول أب حنيفة.
وهذا إن صح عن هم فينب غي حله على ال صر الاص ،و هو أن يتعرض
ظال لما عة أو لوا حد ،وأ ما ال صر العام ،فال سنة الثاب تة عن ر سول ال
تدل على خلفه ،والديبية من الل باتفاق الناس .وقد قال الشافعي:
بعضها من الل ،وبعضها من الرم .قلت (ابن القيم) :ومراده أن أطرافها
من الرم ،وإل فهي من الل باتفاقهم.
و قد اختلف أ صحاب أح د رح ه ال ف الح صر إذا قدر على أطراف
الرم ،هل يلزمه أن ينحر فيه؟ فيه وجهان لم.
نر هديه ف موضعه ،مع قدرته والصحيح :أنه ل يلزمه؛ لن النب
على أطراف الرم ،وقد أخب ال سبحانه أن الدي كان مبوسا عن بلوغ
مله ،ون صب الد يَ بوقوع ف عل ال صد عل يه ،أي :صدوكم عن ال سجد
الرام ،وصيدوا الدي عين بلوغ مله ،ومعلوم أن صيدهم وصيدّ الدي
ا ستمر ذلك العام ول يزل ،فلم ي صلوا ف يه إل م ل إحرام هم ،ول ي صل
الدي إل مل نره ،وال اعلم"اهي( ).
1
)(3الهذب (.)1/294
333
وذهيب النابلة إل جواز إخراج الفديية حييث وجبيت مين حيل أو
حرم(.)1
و من تأمّل ال ية ف الفد ية{ :ف من كان من كم مريضا أو به أذى من
رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} البقرة ،196:ل يد فيها تعيي
لكان؛ فدل ذلك على أن الفدية تُخرج حيث وجبت ،من حل أو حرم،
كما هو قول مالك وأحد ،وال اعلم.
وتلّص ماي سيبق :جواز ذبيح هدي الحصيار ،وفديية الذى حييث
وجبت ف الل أو الرم.
ووجوب ذبح هدي القران والتمتع ،وهدي الصيد بالرم .وهل يتص
تفرقة لمه لساكي الرم؟
قال ابن قدامة رحه ال" :ما وجب نره بالرم وجب تفرقة لمه به،
وبذا قال الشافعي(.)2
وقال مالك وأبوحنيفة :إذا ذبها بالرم جاز تفرقة لمها ف الل(.)3
ول نا :أ نه أ حد مق صودي الن سك ،فلم ي ز ف ال ل كالذ بح ،ولن
)(1الغن (.)3/546
)(2ولذلك -وال اعلم -ل أجيد فيميا وقفيت علييه تعريفا لفقراء الرم إل في كتيب
الشافعية والنابلة ،وال اعلم.
كما رواها جابر ،لللبان ص ،87تعليق رقم (.)92 )(3وانظر حجة النب
335
السألة الادية عشرة
فـقـراء الصحابـة
كان ف الصحابة رضوان ال عليهم فقراء ،وكان فيهم أغنياء.
عَ نْ أَبِي ُهرَيْ َرةَ َرضِي اللّ هُ َعنْ هُ قَالَ" :جَاءَ الْفُ َقرَاءُ ِإلَى النّبِيّ صَلّى
اللّ هُ عَلَيْ هِ وَ سَّلمَ فَقَالُوا ذَهَ بَ أَهْلُ الدّثُورِ مِ نَ الْأَ ْموَالِ بِالدّ َرجَا تِ
صلّي َوَيصُومُونَ َكمَا َنصُومُ َوَلهُمْ الْعُلَا وَالنّعِيمِ اْلمُقِيمِ ُيصَلّونَ َكمَا ُن َ
صدّقُونَ!ضلٌ مِنْ أَ ْموَالٍ َيحُجّونَ بِهَا َويَعَْتمِرُونَ َوُيجَا ِهدُونَ وَيََت َ َف ْ
قَالََ :ألَا ُأ َحدّثُ ُك مْ ِإ نْ َأ َخ ْذتُ مْ أَ ْد َر ْكتُ مْ مَ نْ َسبَقَ ُكمْ َولَ مْ ُيدْ ِركْ ُك مْ
َأ َحدٌ بَ ْع َد ُك مْ َوكُنْتُ مْ َخيْرَ مَ نْ أَنْتُ مْ َبيْ نَ ظَهْرَاَنْي هِ ِإلّا مَ نْ َعمِلَ مِْثلَ هُ
1
ح َمدُونَ َوتُ َكبّرُونَ َخ ْلفَ كُلّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا َوثَلَاثِيَ"( ). سّبحُونَ وَتَ ْ ُت َ
وكان من هؤلء الفقراء من يكون ف الصفة ،ف مسجد رسول
ال ،فقد كان أهل الصفة فقراء ل يأوون على أهل و لمال.
عَ نْ أَبِي ُهرَيْ َرةَ قَالَ :لَ َقدْ رََأْي تُ سَبْعِيَ مِ نْ أَ صْحَابِ ال صّفّةِ
مَا مِْنهُ مْ رَ ُجلٌ عَلَْي هِ رِدَاءٌ إِمّا إِزَارٌ وَإِمّا كِ سَاءٌ َقدْ رَبَطُوا فِي أَعْنَاِقهِ مْ
جمَعُ هُ ِبَي ِد هِ صفَ ال سّاقَيْنِ وَمِْنهَا مَا َيبُْل غُ الْكَعَْبيْ نِ َفَي ْ َف ِمْنهَا مَا َيبْلُ غُ ِن ْ
)(1حديث صحيح.
أخرجه البخاري ف كتاب الذان ،باب الذكر بعد الصلة ،حديث رقم ()843
واللفظ له ،ومسلم ف كتاب الساجد ومواضع الصلة ،باب استحباب الذكر بعد الصلة،
وبيان صفته ،حديث رقم (.)595
336
)(1أثر صحيح.
أخر جه البخاري ف كتاب ال صلة باب نوم الرجال ف السيجد ،تتي ر قم (
.)442
)(1قال ابن الثي رحه اللّه ف جامع الصول (" :)7/650وحشي :رجل وحش :إذا ل
ي كن له طعام من قوم أو حاش .وأو حش الر جل :جاع ،وتو حش الر جل ،أي :خل بط نه
من الوع"اهي
)(2حديث حسن لغيه دون قوله فيه" :وهل أصبت ما أصبت إل من الصيام".
أخرجه أبو داود ف تفريع أبواب الطلق ،باب ف الظهار ،حديث رقم ()2213
واللفيظ له ،والترمذي في الطلق باب ماجاء في كفارة الظهار ،تتي رقيم ()1200
متصرا ،وف التفسي باب ومن سورة الجادلة تت رقم ( )3295مطولً بنحو سياق أب
داود ،وابن ماجة ف الطلق ،باب الظهار ،حديث رقم (.)2062
والديث صححه لغيه اللبان ف إرواء الغليل ( )180 ،7/176الديث رقم (
340
ومن أغنياء الصحابة :عثمان بن عفان ،و عبدالرحن بن عوف
رضي ال عنهما.
لطيفية :وقفيت على كتاب ترجتيه" :الفلكية والفلوكون"( )
1
)(1وهو مطبوع ،طبعته دار الكتب العلمية ،الطبعة الول 1413هي ،توزيع دار الباز.
341
الـــــــــاتة
وتتضمن أهم نتائج البحث ،وهي التالية:
1يي حرر البحيث أن لفيظ الفقيي والسيكي لفظان يتمعان
ويفترقان ،ويفردان فيجتمعان ،فيدل الواحد منهما على الخر.
2ي ك ما قرر الب حث أن الفق ي وال سكي لفظان يطلقان على
أ صحاب الا جة ،وأن الفرق بينه ما ف أن الفق ي أ شد حا جة من
السكي ،وأن السكي يد ما ل يكفيه ،والفقي ل يد شيئا.
يتشرق الذي كتيب في دائرة العارف 3يي الرد على السي
السلمية ،طاعنا ونابزا على فقهاء السلمي ف اختلفهم ف الفرق
بي الفقي والسكي ،وبينت أن خلف العلماء ف ذلك مبن على
اختلف الدلة بسب فهم واطلع كل واحد منهم.
4ي بيان الحكام التعلقة بالفقي والسكي ،ف القرآن الكري،
والسنة النبوية.
5ي بيان السائل التعلقة بالفقي والسكي ،فيما جاء ف كلم
أهل العلم ،منها:
ي بيان أن وصف الفقر والسكنة وصفان ل يكم عليهما
بذاتما ،إنا بسب حال متعلقهما ،فل يفضل الفقي الصابر ،على
342
الغ ن الشا كر ،من جهة الف قر والغ ن ،إن ا يفضل ب سب التقوى،
فإن قدر استواؤها من كل وجه ،فل يعدل بالسلمة شيء.
ي بيان فقراء الرم وما يستحقوه من دماء الج.
يي بيان سياحة السيلم ويسيره في جواز اعطاء الفقيي
الكافر من صدقة التطوع ،وأن الزية ل تؤخذ من فقي عاجز.
يي بيان أن السيعي لرفيع وصيف الفقير والاجية ،مين
الواجبات ،وأن القوي الكت سب ل حظ له ف ال صدقة ،فإن ع جز
عن الكتساب ،أو ل يد كسبا جازت له السألة ،بل تب عليه.
هذا؛ وأ سأل ال تبارك وتعال بأن له ال مد ل إله إل هو النان
النان بد يع ال سموات والرض ذو اللل والكرام ،أن يتق بل هذا
الع مل ،وج يع عملي خال صا لوج هه الكر ي ،وداعيا إل سنة نبيه
الرؤوف الرحيم ،صلى ال عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيا.
343
فهرست الصادر والراجع
-القرآن الكري برواية حفص عن عاصم.
(أ)
-إتاف السيادة التقيي بشرح إحياء علوم الديين /لحميد
السين الزبيدي (ت هي) ،دار الفكر.
-الجاع ،لحمد بن إبراهيم بن النذر (ت 318هي) ،تقيق
وتقد ي وتر يج أ ب حّاد صغي أح د بن م مد حن يف ،دار طي بة،
الرياض ،الطبعة الول 1402هي.
-الحاديث الختارة أو الستخرج من الحاديث الختارة ما ل
ير جه البخاري وم سلم ف صحيحيهما /لضياء الد ين أ ب عبدال
ممد بن عبدالواحد القدسي (ت643هي) /تقيق د عبداللك بن
دهيش /يطلب من مكتبة النهضة بكة /الطبعة الول 1410هي.
-الحسان ف تقريب صحيح ابن حبان /لعلء الدين علي بن
بلبان الفارسي (ت739هي) /تقيق شعيب الرنؤوط ،مؤسسة
الرسالة ،الطبعة الول 1412هي
-أحكام أهل الذمة ،لشمس الدين أب عبدال ممد بن أب بكر
(ابن قيم الوزية) ،حققه وعلق عليه وحواشيه د /صبحي الصال،
دار العلم للمليي ،بيوت ،الطبعة الثالثة 1983م.
344
-إحياء علوم الدين /لحمد بن ممد الغزال (ت 505هي)/
وبذيله الغ ن عن ح ل ال سفار ف ال سفار /ل ب الف ضل العرا قي
(ت806هي) /دار العرفة .
-الختيار لتعل يل الختار /عبدال بن ممود الو صلي (ت
683هي) /تعليق ممود أبو دقيقة /دار العرفة.
-اختيار الول ف شرح اختصام الل العلى /لب الفرج زين
الدين عبدالرحن (ابن رجب) (ت795هي) /تقيق وتريج ممد
بشي العيون /مكتبة الؤيد 1405هي
-الداب الشرع ية ،لب عبدال ممد بن مفلح القد سي (ت
763هيي) ،تقييق عمير القيّام ،وشعييب الرنؤوط ،مؤسيسة
الرسالة الطبعة الول 1416هي.
-إرواء الغليل ف تريج أحاديث منار السبيل /لحمد بن ناصر
الدين اللبان /الكتب السلمي /الطبعة الول 1399هي.
-أضواء البيان ف إيضاح القرآن بالقرآن /لح مد الم ي بن
ممد الختار الكن الشنقيطي /وف آخره تتمة أضواء البيان لعطية
سيال ،ورسيالة منيع جواز الجاز ،ورسيالة دفيع إيهام الضطراب
كلها للشيخ ممد المي الشنقيطي /مطبعة الدن /الطبعة الول
1386هي /على نفقة ممد عوض بن لدن.
345
-الفصاح عن معان الصحاح (الزء التعلق بشرح حديث :
"من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين" ومسائل الجاع ف أبواب
الدين) /للوزير عون الدين أب الظفر يي بن ممد بن هبية (ت
560هي) /الؤسسة السعيدية ،الرياض.
-الكلييل في اسيتنباط التنييل /للل الديين السييوطي (ت
911هي) ،دار الكتب العلمية.
-الموال ،لب عبيد القاسم بن سلم (ت 224هي) ،تقيق
وتعليق /ممد خليل هراس ،دار الفكر ،الطبعة الثانية 1395هي.
-النتصاف فيما تضمنه الكشاف من العتزال /لناصر الدين
أح د ا بن الن ي ال سكندري (ت683ه ي) /با مش "الكشاف"
للزمشري /ويليه "الكاف الشاف" /دار العرفة.
-النصاف ف معرفة الراجح من اللف على مذهب المام
الب جل أح د بن حن بل /لعلء الد ين أ ب ال سن علي بن سليمان
الرداوي (ت885هيي) ،تصيحيح مميد حاميد فقيي ،دار إحياء
التراث العرب ،بيوت1406 ،هي.
-أنوار التنيل وأسرار التأويل /لعبدال الشيازي البيضاوي (
685هي) /دار الفكر 1402هي.
-أنوار التنيل وأسرار التأويل /لعبدال الشيازي البيضاوي (
346
685هي) = حاشية الشهاب الفاجي على البيضاوي
-اليان ،لحدي بين عبداللييم ابين تيميية (ت 728هيي)،
الكتب السلمي ،الطبعة الثالثة 1399هي.
(ب)
-ب ر العلوم (تف سي ال سمرقندي) /ل ب الل يث ن صر بن م مد
السمرقندي (ت375هي) /تقيق على ممد معوض /دار الكتب
العلمية الطبعة الول 1413هي.
-البحر الحيط /لحمد بن يوسف أب حيان الندلسي (ت
754هي) ،دار الفكر ،الطبعة الثانية 1403هي
-بدائع ال صنائع ف ترت يب الشرائع ،لعلء الد ين أ ب ب كر بن
مسعود الكاسان (ت587هي) ،دار الكتب العلمية ،الطبعة الثانية
1406هي.
-ب صائر ذوي التمي يز ف لطائف الكتاب العز يز /ل جد الد ين
الفيوز آبادي (ت817هيي) /تقييق مميد علي النجار /الكتبية
العلمية ،بيوت.
-البعث والنشور /لب بكر أحد بن ال سي البيهقي /تق يق
عامير أحدي حيدر /مركيز الدمات والباث الثقافيية /مؤسيسة
الكتب الثقافية /الطبعة الول 1416هي.
347
-بلغة السالك لقرب السالك إل مذهب المام مالك /لحد
بن ممد الدردير الصاوي الالكي ،على الشرح الصغي ،لحد بن
ممد بن أحد الدردير ،دار العرفة 1398هي.
(ت)
-تاج العروس من جوا هر القاموس ،لح مد مرت ضى الزبيدي
(ت1205هي) ،دار مكتبة الياة.
-تارييخ جرجان /للسيهمي (ت 427هيي) /عال الكتيب،
الطبعة الثالثة 1401هي.
-التاريخ الكبي /لحمد بن إساعيل البخاري (ت 256هي)/
طبع الكتبة السلمية ،ديار بكر -تركيا.
-تفة الحوذي شرح جامع الترمذي /لحمد عبدالرحن بن
عبدالرحييم الباركفوري /الطبعية الجريية ،دار الكتاب العربي،
بيوت.
-التحرير والتنويرمن التفسي /لحمد الطاهر ابن عاشور ،الدار
التونسية للنشر1984 ،م.
-الترغييب والترهييب /لبي مميد زكيي الديين عبدالعظييم
النذري (ت656هيي) ،تعلييق مصيطفى مميد عمارة ،دار إحياء
التراث العرب ،الطبعة الثالثة 1388هي.
348
-التعريفات /لعلي بن ممد الرجان (ت 816هي) ،طبع
دار الكتب العلمية ،الطبعة الول 1403هي.
-تفسي اللوسي = روح العان
-تفسي البغوي = معال التنيل.
-تفسي البيضاوي = أنوار التنيل.
-تفسي الازن = لباب التأويل.
-تفسي الرازي = التفسي الكبي.
-تفسي الزجاج = معان القرآن للزجاج.
-تفسي الزمشري = الكشاف عن حقائق التنيل.
-تفسي السمرقندي = بر العلوم
-تفسي الطبي = جامع البيان
-تفسي القاسي = ماسن التأويل
-تفسي القرآن الكيم (تفسي النار) لحمد رشيد رضا ،دار
العرفة ،الطبعة الثانية ،بالوفست.
-تفسي القرآن العظيم /لساعيل بن كثي القرشي الدمشقي (
774هي) ،دار الفكر.
-تفسي القرطب = الامع لحكام القرآن.
-التف سي ال كبي /لف خر الد ين م مد بن ع مر الرازي (ت
349
606هي) ،دار إحياء التراث العرب ،الطبعة الثالثة.
-تقر يب التهذ يب /لح د بن علي بن ح جر الع سقلن (ت
852هي) /تقيق أبو الشبال صغي أحد شاغف /دار العاصمة،
الرياض ،النشرة الول 1416هي.
-التلخيص البي ف تريج أحاديث الرافعي الكبي /لحد بن
علي بن حجر العسقلن (ت852هي) ،الطبعة العربية باكستان،
الكتبة الثرية باكستان.
-التمام ل ا صح ف الروايت ي والثلث والر بع عن المام/
لحمد بن ممد بن السي (ابن أب يعلى) (ت526هي) /تقيق
عبدال الطيار ،وزميله /دار العاصيييمة ،الرياض ،النشرة الول
1414هي.
-التمهيد لا ف الوطأ من العان والسانيد /ليوسف بن عبدال
بين عبدالب النمري (ت463هيي) /تقييق سيعيد أحدي اعراب/
توزيع مكتبة الوس ،الدينة النورة.
-تذيب وترتيب التقان ف علوم القرآن للسيوطي /لحمد بن
عميير بيين سييال بازمول ،دار الجرة -الثقبيية (الظهران)،
1412هي.
-تذيب التهذيب /لحد بن علي بن حجر العسقلن (ت
350
852هي) ،طبع مطبعة ملس دائرة العارف بيدر أباد -الدكن،
الطبعة الول -نشر دار صادر.
-تيسي الكري الرحن ف تفسي كلم النان /لعبدالرحن بن
ناصير السيعدي /تقييق مميد زهري النجار /الؤسيسة السيعيدية
بالرياض.
(ج)
،ل جد الد ين أ ب -جا مع ال صول ف أحاد يث الر سول
البكات ابن الثي (ت606هي) ،تقيق عبدالقادر الرنؤوط ،دار
الفكر ،الطبعة الثانية 1403هي.
-جامع البيان عن تأويل القرآن /لحمد بن جرير الطبي (ت
310هي) ،دار الفكر ،بيوت1405 ،هي.
-الامع الصحيح ،لحمد بن إساعيل البخاري(ت 256هي)
تقييق مميد فؤاد عبدالباقيي ،ميع شرحيه فتيح الباري ،الطبعية
السلفية.
-الاميع الصيحيح ،لسيلم بين الجاج النيسيابوري (ت
261هي) ،تقيق ممد فؤاد عبدالباقي ،دار إحياء التراث.
-الامع لحكام القرآن ،لب عبدال ممد النصاري القرطب،
(ت671هيي) ،تصيحيح /أحدي عبدالعلييم البدوني ،وزملئه،
351
الطبعة الثانية 1372هي.
-جواهر الكليل شح متصر خليل ،ف مذهب المام مالك،
لصال عبدالسميع الب الزهري ،دار الفكر بيوت.
(ح)
-حاشية السندي على سنن النسائي /لب السن نور الدين بن
عبدالادي السندي (ت1138هي) = سنن النسائي.
-حاش ية الشهاب الفا جي على تف سي البيضاوي /لح د بن
مميد الفاجيي (ت1069هيي) ،وبامشيه تفسيي البيضاوي/
الكتبة السلمية ،أزدمي ،ديار بكر ،تركيا ،دار صادر ،بيوت.
-حاشية ابن عابدين (رد الحتار على الدر الختار) /دار إحياء
التراث العرب.
-حاش ية ا بن الن ي على الكشاف = النت صاف في ما تضم نه
الكشاف من العتزال
-الاوي (شرح متصر الزن) ،لب السن علي بن ممد بن
حبيب الاوردي (ت450هي) ،تقيق علي ممد معوّض وزميله،
دار الكتب العلمية ،الطبعة الول 1414هي.
(د)
-دائرة العارف ال سلمية /لما عة من ال ستشرقي ،ترج ها
352
إل العرب ية أح د الشنتناوي ،وزملؤه ،مراج عة م مد مهدي علم
-دار العرفة -بيوت.
-الدر ال صون ف علوم الكتاب الكنون /لشهاب الد ين أ ب
العباس بن يو سف بن م مد (ال سمي) الل ب /تق يق علي م مد
معوض /دار الكتب العلمية ،الطبعة الول 1414هي
-دفع إيهام الضطراب = أضواء البيان
-دلييل السيالك لذهيب المام مالك ،لحميد مميد سيعد،
ومل حق ب ا ر سالة ال ستثنيات بشرح العل مة أ ب البكات سيدي
لح د الدرد ير ،مكت بة ومطب عة م مد علي صبيح وأولده ،الطب عة
الامسة.
-ديوان الراعي النميي /جعه وحققه راينهرت فايبت /ضمن
نصوص ودراسات سلسلة يصدرها العهد اللان للباث الشرقية
في بيوت /يطلب مين دار النشير فرانتيس شتاينير بفيسيبادن/
1401هي.
(ر)
-روح العا ن ف تف سي القرآن العظ يم وال سبع الثا ن /ل ب
الفضل شهاب الدين ممود اللوسي (ت1270هي) ،دار الفكر
سنة 1498هي.
353
-الروض الدا ن إل الع جم ال صغي لل طبان /لح مد شكور
م مد الاج امر ير /الك تب ال سلمي ،بيوت ،دار عمّار ،الطب عة
الول 1405هي.
(ز)
-زاد السي ف علم التفسي /لعبدالرحن بن علي ابن الوزي
(ت597هيي) ،تقييق زهيي الشاوييش -الكتيب السيلمي -
بيوت -الطبعة الثالثة 1404هي.
-زاد العاد في هدي خيي العباد ،لبين قييم الوزيية (ت
751هيي) ،تقييق شعييب الرنؤوط ،وعبدالقادر الرنؤوط،
مؤسسة الرسالة ،مكتبة النار ،الطبعة السابعة 1405هي.
(س)
-سلسلة الحاديث الصحيحة وشيء من فقهها /لحمد ناصر
الديين اللباني ،الجلد الول والثاني الكتيب السيلمي ،الجلد
الثالث الكتبة السلمية.
-ال سموط الذهبية الاوية للدررر البهية /لح د بن ممد بن
علي الشوكان (ت1281هي) ،تقيق إبراهيم باجس عبدالجيد،
مؤسسة الرسالة ،الطبعة الول 1410هي.
-سنن أب داود ،لسليمان بن الشعث السجستان ،أبوداود،
354
(ت275هيي) ،إعداد وتعلييق عزت عبييد الدعاس ،دار الدييث
الطبعة الول 1388هي.
-سنن ا بن ما جة ،لح مد بن يز يد القزوي ن ،ا بن ما جة( ،ت
273ه ي) ،تق يق م مد فؤاد عبدالبا قي ،دار إحياء التراث العر ب
1395هي.
-سنن البيهقي = السنن الكبي (الكبى)
-سنن الترمذي ،لح مد بن عي سى الترمذي (ت 279ه ي)،
تق يق أح د شا كر ج ،1،2وم مد فؤاد عبدالبا قي ج،3وإبراه يم
عطوة ،4،5وفي آخره العلل الصيغي للترمذي أيضا ،دار إحياء
التراث العرب ،بيوت.
-سينن الدارميي ،لعبدال بين عبدالرحني الدارميي (ت
255هي) ،بعناية ممد أحد طهمان ،دار إحياء السنة النبوية.
-سنن الن سائي ،لح د بن شع يب الن سائي (ت303ه ي)،
وبامشيه زهير الربي على الجتيب ،وحاشيية السيندي ،دار إحياء
التراث( ) كما رجعت لطبعة دار العرفة. 1
)(1كما رجعت إل سنن النسائي طبع دار العرفة ،بتحقيق وترقيم مكتب تقيق التراث
السلمي ،الطبعة الثالثة 1414هي ،وعند العزو إليها أشي إل ذلك.
355
458هي) ،وف ذيله "الوهر النقي" ،مطبعة ملس دائرة العارف
النظامية ،الند 1344هي.
(ش)
-شرح الزركشي على متصر الرقي ،ف الفقه على مذهب
المام أحدي ،لشميس الديين مميد بين عبدال الزركشيي (ت
772هي) ،تقيق وتريج عبدال بن عبدالرحن آل جبين ،بدون
معلومات نشر.
-شرح صحيح مسلم للنووي = النهاج شرح صحيح مسلم
بن الجاج
-شرح الطحاوية = شرح العقيدة الطحاوية
-شرح العقيدة الطحاوية ،لحمد بن علي بن أب العز النفي
(ت792هي) ،خرّج أحاديثها ممد ناصر الدين اللبان ،الكتب
السلمي ،بيوت ،الطبعة السادسة 1400هي.
-شرح العمدة ف بيان مناسك الج والعمرة ،لشيخ السلم
أحد بن عبدالليم ابن تيمية (728هي) ،تقيق صال بن ممد
السن ،نشر مكتبة الرمي بالرياض ،الطبعة الول 1409هي.
-شرح كتاب الكسب = الكسب
(ص)
356
-صحيح ابن حبان = الحسان بتقريب صحيح ابن حبان.
-صحيح البخاري = الامع الصحيح للبخاري
-صحيح سنن الترمذي باخت صار ال سند /ت صحيح الحاد يث
لحمد ناصر الدين اللبان ،نشر مكتب التربية العرب لدول الليج،
توزيع الكتب السلمي ،الطبعة الول 1408هي.
-صحيح سنن أب دود باختصار السند /صحح أحاديثه ممد
ناصر الدين اللبان /نشر مكتب التربية العرب /الكتب السلمي،
الطبعة الول 1409هي.
-صحيح سنن ابن ماجة باختصار السند /تصحيح الحاديث
لحمد ناصر الدين اللبان ،نشر مكتب التربية العرب لدول الليج،
توزيع الكتب السلمي ،الطبعة الثالثة 1408هي.
-صحيح سنن الن سائي باخت صار ال سند /ت صحيح الحاد يث
لحمد ناصر الدين اللبان ،نشر مكتب التربية العرب لدول الليج،
توزيع الكتب السلمي ،الطبعة الول1409هي.
-صحيح مسلم = الامع الصحيح لسلم
(ض)
-ضع يف سنن أ ب دود /ضعّف أحادي ثه م مد نا صر الد ين
اللبان /الكتب السلمي الطبعة الول 1412هي.
357
(ط)
-طرح التثر يب ف شرح التقر يب /ل ب الف ضل عبدالرح يم
العراقي (ت806هي) ،وولده أب زرعة العراقي (ت862هي)/
دار إحياء التراث العرب ،بيوت.
(ع)
-العقود الدرية من مناقب شيخ السلم أحد ابن تيمية /لحمد
بن أح د بن عبدالادي النبلي (ت744ه ي) /تقد ي علي صبح
الدن /مطبعة الدن ،القاهرة.
(غ )
-غذاء اللباب لشرح منظومة الداب /ممد السفارين /أمر
بطبعيه اللك فيصيل بين عبدللعزييز آل سيعود ،غفير ال /مطبعية
الكومة بكة1393 ،هي
-الغاية القصوى ف دراية الفتوى /لعبدال بن عمر البيضاوي
(ت685هي) /تقيق علي مي الدين القرة داغي /دار الصلح،
الدمام.
(ف)
-فتح الباري بشرح صحيح البخاري ،لحد بن علي بن حجر
العسيقلن (ت852هيي) ،تقييق عبدالعزييز بين باز إل كتاب
358
النائز (ج ،)3-1ترتييب وترقييم مميد فؤاد عبدالباقيي ،الكتبية
السلفية.
-فتيح الوهاب بشرح منهيج الطلب ،لبي ييي زكرييا
الن صاري (ت925ه ي) ،و ف الا مش من هج الطلب للمؤلف،
الرسائل الذهبية ف السائل الدقيقة النهجية ،للسيد مصطفى الذهب
الشافعي ،نشر دار العرفة ،بيوت.
-الفتوحات الل ية بتوض يح تف سي اللل ي للدقائق الف ية/
لسيليمان بين عمير العجلي (ت1204هيي) /وبامشيه تفسيي
اللليي ،وإملء ميا مين بيه الرحني للعكيبي /دار إحياء التراث
العرب.
-الفقه السلمي وأدلته ،للدكتور وهبة الزحيلي ،دار الفكر،
الطبعة الثالثة 1409هي.
-فقيه الزكاة ،ليوسيف القرضاوي ،مؤسيسة الرسيالة.الطبعية
الثانية 1405هي.
-الفوا كه الدوا ن شرح ر سالة أ ب ز يد القيوا ن /لح د بن
غنيم النفراوي (ت1120هي) ،دار العرفة ،بيوت.
-فيض القدير شرح الامع الصغي ،لحمد عبدالرؤوف الناوي
(ت1031هي) ،دار العرفة بيوت ،الطبعة الثانية 1391هي.
359
(ق)
-القراءات وأثرهيا في التفسيي والحكام /لحميد بين عمير
بازمول /دار الجرة ،الطبعة الول 1417هي.
-قميع الرص بالزهيد والقناعية ،ورد ذل السيؤال بالكتيب
والشفاعة /لب عبدال القرطب (ت671هي) /تقيق مدي فتحي
السيد /دار الصحابة للتراث بطنطا /الطبعة الول 1409هي
-القواني الفقهية /لب القاسم ممد بن أحد بن جزي الكلب
(ابن جزي) (ت741هي) ،مكتبة أسامة بن زيد ،بيوت.
(ك)
-الكاف (ف فقه أهل الدينة الالكي) ،لبن عبدالب النمري (ت
463هي) ،دار الكتب العلمية ،الطبعة الول 1407هي.
-الكسب /لحمد بن السن الشيبان (ت189هي) /وشرحه
لش مس الئ مة م مد بن أح د ال سرخسي (ت483ه ي) /ويل يه
رسيالة اللل والرام لبين تيميية (728هيي) /اعتني بميا
عبدالفتاح أبوغدة ،دار البشائر السيييلمية ،الطبعييية الول
1417هي.
-الكشاف عن حقائق التنيل وعيون القاويل ف وجوه التأويل
/لبي القاسيم ممود بين عمير الزمشري (ت538هيي) /ويلييه
360
"الكاف الشاف" لبن حجر /دار العرفة /بيوت.
-كشيف السيتار عين زوائد البزار على الكتيب السيتة /لنور
الد ين علي بن أ ب ب كر اليث مي (ت 807ه ي) /تق يق حبيب
الرحن العظمي /مؤسسة الرسالة /الطبعة الول 1399هي.
-الك شف عن وجوه القراءات ال سبع وعلل ها وحجج ها /ل ب
مميد مكيي بين أبي طالب (ت437هيي) /تقييق ميي الديين
رمضان /مؤسسة الرسالةالطبعة الثالثة 1404هي.
-كفا ية الخيار ف حل غا ية الخت صار /لت قي الد ين ال صن
(مين علماء القرن التاسيع) /دار العرفية للطباعية والنشير /.الطبعية
الثانية.
(ل)
-لباب التأو يل ف معا ن التن يل /لعلء الد ين علي بن م مد
البغدادي (ت725هي) /وبامشه تفسي النسفي (مدارك التنيل)/
دار العرفة ،بيوت.
361
(م)
-الب سوط ف القراءات الع شر /ل ب ب كر ا بن مهران (ت
381هيي) /تقييق سيبيع حزة حاكميي /دار القبلة للثقافية
السيلمية /جدة /مؤسيسة علوم القرآن /بيوت /الطبعية الثانيية
1408هي.
-م مع الزوائد ومن بع الفوائد /لعلي بن أ ب ب كر اليث مي (ت
807هي) /دار الكتاب العرب /الطبعة الثالثة 1402هي.
-الجموع شرح الهذب ،لب زكريا يي بن شرف النووي
(ت676ه ي) ،ويل يه ف تح العز يز شرح الوج يز ،للراف عي ،ويل يه
التلخيص البي لبن حجر العسقلن ،دار افكر.
-مموع الفتاوى ،لحد بن عبدالليم بن عبدالسلم ابن تيمية
(ت728هيي) ،جعي عبدالرحني بين مميد بين قاسيم ،مطبعية
الرسالة ،سوريا ،الطبعة الول 1398هي.
-ماسن التأويل /لحمد جال الدين القاسي (ت1332هي)/
ت صحيح وتعل يق م مد فؤاد عبدالبا قي /دار الف كر /الطب عة الثان ية
1398هي.
-الحرر الوجيز ف تفسي الكتاب العزيز /لب ممد عبدالق
بن عط ية الندل سي (ت546ه ي) /تق يق عبدال سلم الشاف عي /
362
دار الكتب العلمية الطبعة الول 1413هي.
-الحلى /لعلي بن حزم (456هي) /تقيق أحد شاكر /دار
الفكر.
-الختارة للضياء = الحاديث الختارة
-متصر اختلف العلماء لب جعفر أحد بن ممد بن سلمة
الطحاوي (ت321هي) /اختصار أبوبكر أحد الصاص الرازي
(ت375هي) /تقيق د عبدال نذير أحد /دار البشائر السلمية،
الطبعة الول 1416هي.
-متصر الطحاوي لب جع فر أحد بن سلمة الطحاوي (
331هي) ،حققه وعلّق عليه أبو الوفاء الفغان ،دار إحياء العلوم،
بيوت ،الطبعة الول 1406هي.
-متصر فتاوى ابن تيمية /لبدر الدين ممد بن علي البعلي
(ت777هيي) ،أشرف على تصيحيحه عبدالجييد سيليم /دار
الكتب العلمية1405 ،هي.
-مت صر ال ستدرك للذ هب با مش ال ستدرك = ال ستدرك على
الصحيحي للحاكم.
-مدارج السالكي بي منازل "إياك نعبد وإياك نستعي" /لبن
قييم الوزيية (ت751هيي) /تقييق مميد حاميد الفقيي /بدون
363
معلومات نشر.
-الدونية الكيبى ،للمام مالك بين أنيس الصيبحي ،روايية
سحنون بن سعيد التنو خي ،عن عبدالرح ن بن قا سم ،ومع ها
مقدّمات ابين رشيد ،لبيان ميا اقتضتيه الدونية مين الحكام ،دار
الفكر.
-ال ستدرك على ال صحيحي ،ل ب عبدال م مد بن عبدال
الاكيم النيسيابوري (ت405هيي) ،ومعهيه متصير السيتدرك
للذهب بالامش /نشر دار الكتاب العرب ،بيوت.
-مسيند أحدي بين حنبيل ،لحدي بين مميد بين حنبيل (ت
241ه ي) ،الطب عة اليمن ية ،وبام شه النت خب من ك ن العمال،
الكتب السلمي ،بيوت ،الطبعة الثانية 1398هي( ).
1
)(1وإذا رج عت إل الطب عة ال ت حقق ها الش يخ أح د شا كر ،ط بع دار العارف ،م صر
1377هي ،فإن أنبه على ذلك.
364
الطيالسي (ت204هي) /دار العرفة ،بيوت.
-معال التن يل /ل ب م مد ال سي بن م سعود البغوي (ت
516هي) /تقيق خالد العك /وزميله /دار العرفة /الطبعة الول
1406هي.
ãÚÇáã Çáَää! ÔÑÍ َää ÃÈٍ ÏÇæÏ! áÍãÏ Èä -
ãÍãÏ ÇáÎØÇÈٍ )Ê388åÜ(! æãÚå ãÎÊÕÑ Çáَää
ááãäÐÑٍ! æÊåÐٍÈ Çáَää áÇÈä ÇáÞٍã! ÊÍÞٍÞ
ãÍãÏ ÍÇãÏ Çá]Þٍ! æÃÍãÏ ãÍãÏ ÔÇßÑ! ÏÇÑ ÇáãÚÑ]É
.1400åÜ
-معان القرآن وإعرابه /لب إسحاق الزجاج (ت 311هي)/
تقييق عبداللييل عبده شلبي /عال الكتيب /الطبعية الول
1408هي.
-العجم الصغي /لسليمان بن أحد الطبان (ت360هي) =
الروض الدان
-مع جم القوا عد العرب ية ف الن حو والت صريف وذ يل بالملء /
لعبدالغن الدقر /دار القلم /دمشق /الطبعة الول 1406هي.
-الع جم ال كبي /ل سليمان بن أح د ال طبان (ت360ه ي)/
تقيق حدي عبدالجيد السلفي /الطبعة الثانية.
365
-معجم مقاييس اللغة = مقاييس اللغة
ÇáãÚæäÉ )Úáٌ ãÐåÈ ÚÇáã ÇáãÏٍäÉ(! -
ááÞÇÖٍ ÚÈÏÇáæåÇÈ ÇáÈ[ÏÇÏٍ )Ê422åÜ(! ÊÍÞٍÞ
!æÏÑÇَÉ/ ÍãٍÔ ÚÈÏÇáÍÞ! ÇáãßÊÈÉ ÇáÊÌÇÑٍÉ
.ãßÉ
-معونة أول النهى شرح النتهى /لحمد بن أحد (ابن النجار)
(ت972هي) /تقيق ودراسة د :عبداللك بن دهيش.دار خضر
بيوت ،الطبعة الول 1416هي.
-الغن (شرح متصر الرقي) ،لب ممد عبدال بن أحد بن
م مد بن قدا مة القد سي (ت620ه ي) ،ن شر مكت بة المهور ية
العربية ،مكتبة الكليات الزهرية ،بتقدي ممد رشيد رضا.
-مفاتيح الغيب = التفسي الكبي
-مفردات الراغب = الفردات ف غريب القرآن
-مقاييس اللغة ،لب السي أحد بن فارس (ت 395هي)،
تق يق عبدال سلم هارون ،دار الك تب العلم ية ،إ ساعيليان ن في،
إيران.
-الفردات في غرييب القرآن ،لسيي بين مميد الراغيب
الصفهان (ت502هي) ،تقيق ممد سيد الكيلن ،دار العرفة،
366
بيوت.
-القنع (ف فقه المام أحد بن حنبل) ،لوفق الدين ابن قدامة
القدسيي (ت620هيي) ،دار الكتيب العلميية ،بيوت ،الطبعية
الول 1399هي.
-منت هى الو صول وال مل ف عل مي ال صول والدل /لمال
الدين أب عمرو ابن الاجب (ت646هي) /دار الكتب العلمية/
الطبعة الول 1405هي.
-النهاج شرح صحيح مسلم بن الجاج /لحي الدين يي بن
شرف النووي (ت676ه) /بتصيحيح مميد مميد عبداللطييف/
الطبعة الثانية 1392هي /دار إحياء التراث.
-الهذب ف فقه المام الشافعي ،لب إسحاق إبراهيم بن علي
بين يوسيف الفيوزآبادي الشيازي (ت ،)476وبامشيه "النظيم
السيتعذب في شرح غرييب الهذب" لحميد بين أحدي الركابي،
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب وأولده بصر ،الطبعة
1396هي.
-موطأ مالك /لالك بن أنس الصبحي (ت179هي) /تقيق
وترقيم ممد فؤاد عبدالباقي /دار إحياء التراث العرب 1406هي.
(ن)
367
-النشر ف القراءات العشر /لحمد بن ممد ابن الزري (ت
833هيي) /إشراف علي مميد الضباع /دار الفكير للطباعية
والنشر.
-نيل الرام من تفسي آيات الحكام /لح مد صديق ح سن
خان /دار العرفة بيوت.
(و)
-الوسيط ف تفسي القرآن الجيد /لب السن علي بن أحد
الواحدي (ت468هيي) /تقييق علي مميد معوض وزملئه /دار
الكتب العلمية ،الطبعة الول 1415هي.
368