Professional Documents
Culture Documents
وزارة العــدل
المدرسة العليا للقضاء
مجلس قضـاء الغواط
مذكرة تخرج
لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء
بعنـــوان
مق دمــة
مـقـدمـة:
إن الحر ية هي العتراف للفرد بالقدرة على الت صرف في الدائرة المحددة له ،ب ما ل
يضر الخرين أو يهدد النظام الجماعي العام.
و على امتداد التاريفخ البشري كان مفهوم الحريفة قضيفة لهفا قيمفة عظمفى ففي حياة
الفراد و الجماعات على ال سواء ،و قد كان الن سان و ل يزال ين ظر إلي ها على أن ها مطلب
أساسي يجب الحصول عليه ،فالحرية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنشاط النساني ،إذ أن النُظم
الجتماع ية و ال سياسية و القت صادية لي مجت مع من المجتمعات تكون نتي جة حتم ية للتفا عل
بين العوامل المرتبطة بالبيئة و الحضارة ماضيا و حاضرا .
وتزداد الحرية قيمة و تربو مكانة حينما تقترن بالصحافة و ترتبط بها ،و هذا للمكانة
التي تتبوؤها الصحافة كإحدى وسائل التعبير عن الرأي في المجتمع .
و لقفد ظل موضوع حر ية الصفحافة المكتو بة مفن أ هم القضا يا العلميفة و أكثر ها
إلحاحفا على الذهان ،للنظفر ففي مسفألة تأطيفر هذه الحريفة و إعطائهفا البعفد اليجابفي الذي
ت ستطيع أن تع يش به و أن تقاوم من خلله الظروف القا سية ال تي تع يق ر سالة ال صحفي ،لذا
فقفد جلبفت هذه الحريفة – حريفة الصفحافة المكتوبفة -انتباه و اهتمام المختصفين ففي مجال
العلم و كذا رجال القانون .فكان بذلك هذا الموضوع هفو ثمرة التقاء دائرتيفن مفن دوائر
العلوم النسانية ،و هما دائرة العلم و دائرة القانون.
و اعترا فا بالهم ية ال تي تشكل ها حر ية ال صحافة في العالم ،ف قد نص العلن العال مي
لحقوق النسان الذي أصدرته الجمعية العامة للمم المتحدة في 10ديسمبر 1948في مادته
التا سعة ع شر ،أن ل كل ش خص ال حق في حر ية الرأي و الت عبير ،و يش مل هذا ال حق حر ية
إعتفناق الراء دون أي تدخل ،و اسفتفقاء الفكار و النباء و تلقيها و إذاعتها بأية وسيلة
كا نت ،دون تق يد بالحدود الجغراف ية ،و تم التأك يد على هذه الحر ية في المادة التا سعة ع شر
من التفاقية الدولية للحقوق المدنية و السياسية التي أصدرتها المم المتحدة عام ، 1966حيث
نصت أن لكل فرد الحق في حرية التعبير ،و أن هذا الحق يشمل حرية البحث في المعلومات
من أي نوع و استلمها و نقلها بغض النظر عن الحدود القليمية ،و ذلك إما شفاهة أو كتابة
أو طباعة .
مق دمــة
2
ك ما تبرز مع ظم الد ساتير في العالم ال نص على حر ية ال صحافة المكتو بة ،و كذلك حر ية
العلم على وجه العموم.
لذلك ف قد حر صت الشعوب كل ما ظفرت بحقوق ها ،أن ت نص في د ساتيرها صراحة على
ضمان حرية الصحافة المكتوبة باعتبارها جزءًا من حرية التعبير ،الذي هو حق طبيعي ل غنى
للفرد عن التمتع به.
لكفن حر ية التعفبير ومفن ثم حريفة ال صحافة المكتوبفة بعفد ذلك ،تحتاج إلى نظام لرسفم
الدائرة ال تي تمارس في ها .فالشرائع على اختلف ها تر سم أو تحاول أن تر سم ل ها الحدود لضمان
وفائها بالغرض المبتغى من وراء ممارستها.
فالنسان يعيش في بيئة معينة ،و هذه البيئة ل تترك كل فرد يعبر عن دوافعه بالطريقة
التي يحبها ،بل ل بد أن يعبر عنها بالطريقة التي تتلءم مع نُظم هذه البيئة ،من عادات و عرف
و قوان ين أخلق ية ،فال صل في النظ مة القانون ية أ نه ل يم كن أن تكون الحر ية و من ها حر ية
الصحافة المكتوبة مطلقةً بل قيد و إلّ انقلبت إلى فوضى ،و حملت في طياتها البغي و العدوان
فم
في إلى إنكار مبدأ التنظيف
فه أن يفضف
فن شأنف
فن ،و هذا مف
على كيان الدولة و حريات الخريف
الجتماعي و جدواه .
و باعتبار المشرع السفلطة المنوط بهفا الختصفاص بتنظ يم الحريات مفن ج هة وحما ية
النظام العام من جهة أخرى ،فإنه كان لزاما عليه أن يعمل جاهدا لرساء معالم حرية الصحافة
المكتوبفة و تفبيان مجالهفا ،ليضمفن مفن وراء ذلك الوصفول إلى نقطفة التوازن بيفن كفالة حريفة
الصحافة المكتوبة وحماية النظام العام .
و نظرا لهمية هذا الموضوع و حيويته البالغة ،راودتني فكرة معالجته آخذا على عاتقي
فتح باب المغامرة ،و ذلك و بصدق لقلفة المؤلفات الجزائرية في هذا المجال ،محاول من خلل
هذه الدرا سة تقد يم ب عض المعلومات ال ساسية عن حر ية ال صحافة المكتو بة و تنظيم ها من ق بل
المشرع الجزائري.
و ذلك من خلل الجابة على أسئلةٍ بدا لي جدية طرحها و ذلك كما يلي :
• ما هو مجال دائرة حر ية ال صحافة المكتو بة في القانون الجزائري؟ إذ أن ل كل حر ية من
الحريات مجال معلوم تدور فيه .
مق دمــة
3
•إلى أي مدى كان المشرع موفقفا ففي إنصفاف هذه الحريفة عنفد رسفمه لحدود مجالهفا حال
تناوله لها بالتنظيم في قانون العلم؟
• هل أفرط المشرع في التضي يق من مجال حرية ال صحافة المكتوبة و بالغ في ال حد من ها،أم
أنفه تدخفل بالقدر اللزم ،سفعيا منفه ففي ذلك تحقيفق التوازن بيفن ضمان حريفة الصفحافة
المكتوبفة كحفق طفبيعي للفراد ،و ضمان احترام النظام العام ففي المجتمفع كحفد طفبيعي
للحريات؟
•بالضا فة إلى ذلك ،ما هي القيود ال تي فرض ها القانون على حر ية ال صحافة المكتو بة تفاد يا
لتجاوزات هذه الخيرة حدود دائرة حريتها ،المر الذي من شأنه المساس بحريات أخفرى
و تهديد النظام الجماعي ؟
و لقد انتهجتُ في تناولي لهذه الدراسة باحثا في هذه الشكاليات الخطة التالية و الموزعة
على فصلين :
-الفصل الول :ماهية حرية الصحافة المكتوبة ،الذي من خلله أوضح بجلء المقصود
بحرية الصحافة المكتوبة ،معالمها ،و كيفية تنظيمها في القانون الجزائري.
-الفصل الثاني :القيود الواردة على حرية الصحافة المكتوبة ،و فيه أبين الضوابط التي
سنها القانون لضمان احترام الصحافة المكتوبة حدود دائرة حريتها .
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
الفصـل الول:
4
المكتوبة: ماهية حرية الصحافة
لقد عرف النسان الصحافة منذ عهد سحيق ،و ذلك لرتباطها بغريزة حب الستطلع.
والمقصود بوظيفة الصحافة المكتوبة كنوع من أنواع الصحافة :جمع الخبار ،نشرها و تفسيرها
بالتعليق عليها .
فجمفع الخبار يقصفد بفه إشباع غريزة حفب السفتطلع عنفد الجمهور ففي شتفى مجالت
الحياة دون اقففتصار ذلك على مجال أو مجالت معينفة ،إضاففة إلى أنهفا ملزمفة بتوضيفح مفا
يحدث في المجتمع من أحداث هامة ،طالما أن جمعها ل يضر بالمصلحة العامة .
أ ما ن شر الخبار فيق صد به تمك ين ال صحافة المكتو بة من حق ها في ن شر ما تكت به على
صفحات صحفها ،وأما تففسير الخبار و التعليق عليها ،فيقصد به احتمالية اتخاذ الصحفي أحد
الموقفين:
* إما أن يفسر الخبار من خلل شرحها و تحليلها.
* إما أن يعلق و ينتقد من خلل إبداء رأيه حولها.
و إن أي حديث عن الصحافة المكتوبة يصبح لغوا إذا لم يتدخل القانون بنصوص تشريعية
لحمايتها.
و الشارع إذْ و ضع تنظي ما لحر ية ال صحافة المكتو بة ،إن ما سجل إلى حد ما التقال يد ال تي
تعارف الناس عليها من حيث وجوب التحفظ في إبداء الرأي ،بما ل يضر الفرد أو يتعارض مع
مصلحة الجماعة.
وإن تعبير حرية الصحافة برز عندما انتهى دور النظرية السلطوية في العلم تاريخيا و
نمت النظرية الليبرالية التي رفعت شعارا « :إعطني حرية الكلم التي تتماثل مع المكانيات التي
أصبحت أمتلكها ».1
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
و ينبغي ألّ يدخل تعبير حرية الصحافة المكتوبة ضمن البضائع المستوردة ،إذ لكل مجتمع
مفهومه لهذه الحرية بما يتماشى مع ظروفه و أحوال تطوره ،كما ينبغي أن تعني حرية الصحافة
المكتوبة حرية المعرفة و ذلك من خلل جملة المبادئ و القواعد التي تقوم عليها.
1
-1د.عبد الرحمان عزي – فضاء العلم –سلسلة الدراسات العلمية .ديوان المطبوعات الجامعية.
5
المر الذي سنتناوله بالشرح من خلل :
مفهوم حرية الصحافة المكتوبة. المبحث الول:
مبادئ حرية الصحافة المكتوبة. المبحث الثاني:
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
المبحث الول:
مفهوم حرية الصحافة المكتوبة :
يعتفبر موضوع حريفة الصفحافة المكتوبفة مفن أهفم الموضوعات التفي تطرح على بسفاط
الب حث في أي مجتمع و في أي عصر ،ذلك لن الحر ية تزداد قيمة و تر بو مكا نة حين ما تقترن
بالصحافة المكتوبة ،و هذا للمكانة التي تتبوؤها هذه الخيرة كإحدى وسائل التعبير عن الرأي في
المجتمع المعاصر ،و أبرز أداة من أدوات المعرفة استحدثها النسان ليجمع من خللها في لحظة
واحدة بين ماضيه و حاضره و مستقبله.
و هذا ل ريب ،يفسر اهتمام المواثيق الدولية لحقوق النسان – عالمية كانت أم إقليمية -
و الدساتير الوطنية بحرية الصحافة المكتوبة ،ذلك أنه إذا كان كل مجتمع في حاجة إلى الصحافة
6
المكتوبة ،ففإن المجتمع الديمقراطي فحسب هو الذي يحتاج إلى حرية هذه الصحافة و من هنا
تعد هذه الحرية المعيار الدقيق لقياس مدى ديمقراطية نظام الحكم في مختلف الدول.
فحرية الصحافة المكتوبة تعد من أبرز الوسائل التي تحقق بها مشاركة الشعب في صنع
القرار إذْ من خللها يعلم الحاكم ما يريده الشعب و بواسطتها يقف الشعب على تصرفات حاكمه
و عن طريقها يتمكن من الرقابة على أعمال و عمال الحكومة ،لذلك فدون ضمان حرية الصحافة
المكتوبة ل يمكن أن يتمتع الشعب بذلك الحق بصورة فعالة .
ل كن ،إن كل هذه الهم ية ال تي تحتل ها حر ية ال صحافة المكتو بة ل تع ني أبدًا أن ها حر ية
مطلقة ،فالصل المستقر عليه في النظمة القانونية أنه ل يمكن أن تكون الحرية مطلقة بل قفيد
و إل انقلبت إلى فوضى من شأنها أن تففضي إلى إنكار مبدأ التنظيم الجتماعي .
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
و حرية الصحافة المكتوبة باعتبارها وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي ،ليست إستثناءً
من هذا الصل ، 2و هذا ما أكدته المادة 19من العلن العالمي لحقوق النسان الصادر عام
، 1948التفي بعفد أن نصفت على ضرورة أن يُكففل لكفل شخفص الحفق ففي حريفة الرأي و
التعبير
عادت و قيدت ممار سة هذا ال حق بضرورة احترام حقوق و حريات الغ ير ،و حما ية النظام العام
والمصلحة العامة و الخلق العامة.
و تأ تي التفاق ية الدول ية للحقوق المدن ية و ال سياسية ال تي أ صدرتها الجمع ية العا مة لل مم
المتحدة في 16ديسمبر ، 1966لتؤكد في مادتها التاسعة عشر ،على أن لكل فرد الحق في حرية
التعفبير ،و بففينت أن هذا الحفق يشمفل حريفة البحفث عفن المعلومات و الفكار مفن أي نوع و
تلقيها و نقلها دون اعتبار للحدود ،لكن بعد النص على كفالة هذا الحق على ذلك النحو أوردت
ذات المادة في فقرتها الثانية قيودا طبيعية تحُدّ من ممارسته هي :احترام حقوق الفراد و سمعتهم
-دكتور محمد باهي أبو يونس :التقييد القانوني لحرية الصحافة – دراسة مقارنة – دار الجامعة الجديدة للنشر .1996ص 12 2
7
و حمايفة المفن القومفي و النظام العام و المصفلحة العامفة و الخلق ،و اعتفبرت خضوع هذه
الحرية لتلك القيود أمرا ضروريا لكل مجتمع ديمقراطي.
بل إن الد ستور الجزائري الحالي 3ح ين ب سط حماي ته على هذه الحر ية ،و ال تي عالج ها
ض من حر ية الرأي و الت عبير افترض ها حر ية م سؤولة واعتبر ها حر ية متواز نة ،فالمادة 41م نه
نصت على أن حريات التعبير مضمونة.
و قد أحال الد ستور للقانون من أ جل تفنظيم هذه الحرية قاصدا بذلك حمايت ها وعدم إ ساءة
ا ستعمالها ،فلم ي غب عن المشرع الد ستوري أن ال صحافة المكتو بة بانتشار ها الوا سع و تقدم فن
الطفباعة و تفنوع وسائل التوزيع لم تعد قاصرة على مجرد نقفل الخبار و الحداث داخليا و
خارج يا ،و إن ما أ صبحت من أقوى الو سائل تأثيرا في الرأي العام ،و هذا التأث ير الذي من شا نه
المساس بالحريات تحت ستار حرية الصحافة المكتوبة ،المر الذي اقتضى إيكال مهمة تنظيم هذه
الحرية إلى المشرع.
لكن الحاصل أن مهمة تنظيم حرية الصحافة المكتوبة يصطدم بصعوبة إيجاد نقطة التوازن بين
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
أمرين :بين حماية الصحافة من بغي يقع عليها ،و حماية المجتمع و أفراده من بغي يقع منها،
فالسؤال الذي يطرح على المشرع إذن و هو يتدخل لتنظيم هذه الحرية ،أن يوازن بين المصالح
الجديرة بالحما ية ،و ل ي ضع من القيود على هذه الحر ية إل ما قد يكون لز ما لحما ية حق آ خر
أكثر جدارة بالحماية 2و بقدر وصوله إلى نقطة التوازن ،بقدر كفالته لهذه الحرية.
المطلب الول:
تعريف حرية الصحافة المكتوبة:
لقد ق يل الكثير عن حرية ال صحافة المكتوبة ،و تباي نت حولها مناحي الن ظر ،حيث عرّ فت
بأنها تعني أن يُضمن لكل فرد الحق في ملكية الصحف و إصدارها ،و أن يُكفل له حق التعبير
عن الرأي من خلل هذه الصحف مع السماح بتوزيعها و نشرها بحرية تامة . 4
3دستور 28نوفمبر 1996لسيما المواد 41 ، 38 ،36
-2د-محمد باهي أبو يونس –المرجع السابق وأشار إلىذلك د جمال العطيفي .حرية الصحافة وفق تشريعات الجمهورية العربية
المتحدة -القاهرة 1971ص .28
4أشار إلى ذلك د .عبد ال البستاني :حرية الصحافة – دراسة مقارنة – حقوق القاهرة .
8
و يقصد بحرية الصحافة المكتوبة أيضا ،أنها حرية الفرد في نشر ما يشاء بواسطة الجريدة
أو الكتاب ،و تمكين الفرد من إبداء أرائه علنا و التعبير عن أفكاره عن طريق مقالت الجرائد أو
الكتب بقصد إطلع الرأي العام على سير الحوادث .
و تجدر الشارة في هذا المقام أ نه يق صد بال صحافة المكتو بة في مفهوم قانون العلم -أو
ك ما عبر عن ها هذا القانون بالنشريات الدور ية -هي كل ال صحف والمجلت ب كل أنواع ها وال تي
ت صدر في فترات منتظ مة ،و قد ع مد المشرع في قانون العلم إلى ت صنيف هذه النشريات إلى
صنفين:
* الصحف الخبارية العامة.
* النشريات الدورية المتخصصة.
فأمفا الصفحف الخباريفة العامفة فهفي حسفب مفا تقضفي بفه المادة 16مفن قانون العلم
النشريات الدوريفة التفي تشكفل مصفدرا للعلم حول الحداث الوطنيفة أو الدوليفة و الموجهفة
للجمهور.
لكن الحاصل أن مهمة تنظيم حرية الصحافة المكتوبة يصطدم بصعوبة إيجاد نقطة التوازن
الفصـــل الول
الـمـكـتـوبــة
وأما النشريات الدورية المتخصصة فهي النشريات التي تتعلق بموضوعات خاصة في ميادين
معينة.
المطلب الثاني:
أساس حرية الصحافة المكتوبة:
إن حرية الصحافة المكتوبة كغيرها من الحريات ،تجد أساسها في التشريع الساسي المتمثل
في الدستور ،ثم بعده في القوانين التي يحيل عليها الدستور مهمة تنظيم هذه الحريات.
الفرع الول:
الساس الدستوري:
يرى فقهاء القانون الدسفتوري أن الدسفتور هفو أسفاس الدولة القانونيفة المعاصفرة ،5و أنفه
الوعاء الحقيقي للحريات و الحقوق في المجتمع.
- 5عبد الرحيم صدقي ،جرائم الرأي و العلم ،دار الفكر العربي،ص ، 79و أشار إلى ذلك د .طعيمة الجرف موجز القانون
الدستوري ،دار النهضة العربية .
9
و هذا يعني أنه ليس للحرية تصور عام مجرد كأي قاعدة قانونية ،لذا فمفهومها يتغير من
دولة إلى أخرى .
لذلك فالف قه الد ستوري يم يل إلى القول بأن الحريات ل تكون مطل قة وإن ما هي ذات طبي عة
نسبية ،6لنها تعمل في وسط اجتماعي يتغير من دولة لخرى ،بل يتغير داخل الدولة الواحدة من
وقت إلى آخر بحسب الظروف القتصادية و السياسية و الجتماعية .
و الحا صل أن الف قه الد ستوري يعق فد ت ففرقة ب ين حر ية الرأي و حر ية ال صحافة ،ف في
حين يعتبر البعض حرية الرأي و التعبير من قبيل الحريات الفكرية التي ل يجوز تقييدها ،يرى
البعض الخر أن حرية الصحافة من قبيل الحريات التي يجوز تقييدها.
و يصل الفقه الدستوري إلى حجر الزاوية في مشكلة حرية الصحافة المكتوبة ،حينما يقرر
أن جوهر المشكلة هو العلقة بين حرية الفرد و حرية الدولة ،و أن الدولة إذا كانت قد تدخلت في
الحياة القتصادية للشعب عمل بمذهب التدخل ،أ فل يجوز لها التدخل في الحياة الفكرية له؟
و مفن الواضفح أن الفقفه الدسفتوري ففي جملتفه ل ينتقفد صفراحة موضوع الرقابفة على
الصحافة المكتوبة ،لكون أنه ينظر إلى هذا الموضوع على أنه موضوع تنظيمي ل رقابي.
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
الـمـكـتـوبــة
و لعل رجال الفقفه الدستوري يجدون في النصوص الدستورية خير وقاية من التحكم
و الستبداد و قمع حرية الصحافة المكتوبة ،فيستدل دائما بنصوص المواد 41 ، 38 ،36 :من
د ستور ، 1996ح يث تقرر المادة 36أ نه «:ل م ساس بحر مة حر ية الرأي» ،و المادة 41ال تي
تؤكد أن حريات التعبير مضمونة ،كما أن المادة 38وضحت أنه ل يجوز حجز أي مطبوع إل
بمقتضى أمر قضائي .
و من هذا ،فإن الد ستور قد ك فل و ض من و ح مى حر ية ال صحافة المكتو بة باعتبار ها من
حريات الرأي و التعبير.
و نظرا للهمية التي يوليها الدستور للعلم ومنه الصحافة المكتوبة ،فإنه اعتبر أن مادة
العلم من المواض يع ال تي يشرع في ها بوا سطة قانون عضوي ،و هو ما تق ضي به أحكام المادة
123مفن الدسفتور حيفث تنفص «:إضاففة إلى المجالت المخصفصة للقوانيفن العضويفة بموجفب
الدستور ،يشرع البرلمان بقوانين عضوية في المجالت التالية -... :القانون المتعلق بالعلم».
-د .محسن فؤاد فرج ،جرائم الفكر و الرأي و النشر ،دار الفكر العربي. 8
11
إل أنفه مفن الممكفن جدا أن يكون المرسفوم المتضمفن إعلن حالة الطوارئ -مرسفوم
- 92/320عقبة في سبيل حرية الصحافة المكتوبة في بعض الحيان ،إذ تَفقرّر أنه يمكن عن
طريق قرار وزاري أن تتخذ تدابير لوقف نشاط كل شركة أو جهاز أو هيأة ،أو غلقها مهما كانت
طبيعتهفا أو اختصفاصها عندمفا تعرّض هذه النشاطات النظام العام أو المفن العمومفي أو السفير
العادي للمؤسسات و المصالح العليا للبلد للخطر .
لذلك كان على الد ستور الجزائري أن يأ خذ بمو قف الد ستور الم صري الذي و ضع الجزاء
الد ستوري على كل من يعتدي على حر ية الرأي و الت عبير ،و المتم ثل في ما ن صت عل يه المادة
57من الدستور المصري التي تقرر «:كل إعتداء على الحرية السياسية أو حرمة الحياة الخاصة
للمواطنين و غيرها من الحقوق و الحريات العامة التي يكفلها الدستور و القانون جريمة ل تسقط
الدعوى الجنائية و ل المدينة الناشئة عنها بالتقادم ،وتكفل الدولة تعويضا عادل لمن وقع عليه
العتداء».9
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
الفرع الثاني :
الساس القانوني:
تعهد الدساتير عملية تنظيم الحريات إلى القوانين ،فالتنظيم القانوني لحرية الصحافة المكتوبة
يمثل أحد أهم المقاييس التي يقاس بها درجة تقدم الدولة و تفتح السلطة.
فكلما كانت الصحافة المكتوبة مكبلة بقيود و حدود تحد من حريتها ،كلما تقلص مجال تمتع
أفرادها بحرية التعبير و الرأي.
و لقد أكد العهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية و السياسية المؤرخ في 16ديسمبر 1966
الذي صفادقت عليفه الجزائر عام ،1989فيمفا يخفص حفق الفراد ففي التعفبير عفن آرائهفم بكفل
شفافية ،وهو ما نصت عليه المادة 19منه إذ جاء فيها..«:حق كل شخص في حرية التعبير ».10
ول قد عر فت ال صحافة المكتو بة الجزائر ية نوع ين من القوان ين ،الول هو قانون 82/01
المؤرخ في 06/02/1982الذي صدر في ظل الحزب الواحد ،جاء مضيقا لمجال حرية الصحافة
متأثرا بالتوجه السياسي و الختيارات اليديولوجية التي كانت سائدة آنذاك.
- 9عبد الرحيم صدقي ،المرجع السابق ،و أشار إلى ذلك د .سعد عصفور ،النظام الدستوري المصري ،دستور 1971السكندرية
،1980ص . 149
- 10المرصد الوطني لحقوق النسان تقرير . 1995/ 1994ص . 67
12
ح يث اع تبر هذا القانون أن ممار سة العلم و ال صحافة المكتو بة بو جه عام يكون ض من
توجيهات القيادة ال سياسية للبلد ،ف قد ن صت المادة الثال ثة م نه « يمارس حق العلم ب كل حر ية
ضمفن ...توجهات القيادة السفياسية ،»....و نصفت المادة الخامسفة على أن «:توجيفه النشريات
الخبارية هو من إختصاص القيادة السياسية للبلد و حدها».
و قد تأكد هذا التضييق من خلل المساس بأحد أهم مبادئ حرية الصحافة المكتوبة و هو
حرية إصدار الصحف الذي اعتبر من إختصاص الدولة ل غير.
أ ما القانون الثا ني و هو قانون 90/07المؤرخ في 03أفر يل 1990و ال صادر في ظل
التعددية و النفتاح السياسي الذي أقره دستور .1989
فبصدور هذا القانون تحررت الصحافة المكتوبة من سيطرة الرأي الواحد و الحزب الواحد
ووَضُح أن غرض المشرع هو إنارة الرأي العام من خلل حق المواطن في الطلع بكيفية كاملة
وموضوعيفة على الوقائع و الراء التفي تففهم المجتففمع على الصفعفيدين الوطنفي والدولي ،و
حق مشاركته في العلم بممارسة الحريات الساسية في التفكير و الرأي و التعبير و هو المر
الذي ورد النص عليه في المادة الثانية من هذا القانون.
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
13
كما أكد القانون في كثير من أحكامه على حقوق الصحفيين وواجباتهم حتى ل يقعوا تحت
تأثير أي ضغط أو تهديد ،و يدل ذلك الوضع القانوني على رغبة المشرع في حماية الصحافة من
ع بث الم ستهزئين .11بالضا فة إلى حما ية ال صحافة المكتو بة الوطن ية أمام ال صحافة الجنب ية و
هو ما جاء بنص المادة 57منه « يخضع استراد النشرية الدورية الجنبية و توزيعها عبر التراب
الوطني لرخصة مسبقة تسلمها الدارة المختصة بعد استشارة المجلس العلى للعلم ».
زيادة على كل هذا ،ف قد تم بمو جب المادة 59إحداث المجلس العلى للعلم الذي ألز مه
المشرع بر فع تقار ير سنوية لرئ يس الجمهور ية ،متضم نة ذ كر أوضاع ال صحافة و أي م ساس
بحريتها و مدى تنفيذ القانون ،و هو المر الذي نصت علية المادة .63
و تشكل هذه المادة نوعا من الضمان للعاملين بالصحافة و التأكيد على سلمة حرية الرأي
و التعبير و عدم تعرضها لي قيد غير مشروع.
و نظرا لكون تجربة الجزائر في ميدان حرية الصحافة المكتوبة تجربة فتية ليس لها ذاك
الباع من الزمن كما هو الحال عليه في النظام القانوني الفرنسي و حتى المصري ،فإنه لم يكن
بالمكان أن نجد بعض الجتهادات القضائية في هذا المجال ،حتى تكون الساس القضائي لحرية
الصحافة المكتوبة في الجزائر .
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
فففي القضاء المصفري مثل ،قضفت محكمفة القضاء الداري المصفرية ،برئاسفة الدكتور
ال سنهوري بقول ها أن قرار الحكو مة بتحق يق شرط ح سن ال سمعة أو عدم تحق قه ،ل يخ ضع لمطلق
رأيهفا دون رقيفب أو معقفب و إل أدى ذلك إلى إهدار الحريفة التفي كفلهفا القانون ،ومفن ثفم فهفو
يخضع لرقابة المحكمة و سلطانها ،و أن الحكم على الصحفي في جريمة رأي تعد زلت أقلم ل
12
تمس حسن السمعة ،على نقيض الجرائم التي تصيب الخُلق أو النزاهة...
و من خلل التعريفات الواردة على حرية الصحافة المكتوبة يبدو جليا أن لهذه الحرية ثلث
أركان و قواعد لبد من توافرها لقيامها و اكتمال وجودها وهي :
-حق الفراد في ملكية الصحف و إصدارها.
-حق التعبير عن الرأي في هذه الصحف .
- 11أنظر في ذلك إلى المادة ( 32يجب على الهيأة المستخدمة أن تخطر الجهة القضائية المختصة و تمثل الطرف المدني إذا تعرض
الصحفي المحترف أثناء مهمته للعنف أو اعتداء أو محاولة ارشاء أو ترهيب أو ضغط سافر ) .
12أشار إلى ذلك د .جمال العطيفي ،مقال ،حرية الصحافة .......خرافة .
14
– و أخيرا الحق في تداول هذه الصحف ،و هو المر الذي سأحاول تبيانه في المبحث الثاني.
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
المبحث الثاني:
مبادئ حرية الصحافة المكتوبة:
ترتكز حرية الصحافة المكتوبة على ثلث مبادئ أساسية لبد من العتراف بها ،حتى يمكن
القول بوجود صفحافة مكتوبفة حرة .و قفد جاء قانون العلم 90/07الصفادر بتاريفخ 03أفريفل
1990ليحدد قواعد ممارسة حق العلم بصفة عامة ،و الصحافة المكتوبة بصفة خاصة13و ذلك
على النحوالتالي :
المطلب الول:
حق الفراد في ملكية الصحف و إصدارها:
ل يمكن أن تقوم لحرية الصحافة المكتوبة قائمة ،إل بكفالة حق كل فرد في ملكية الصحف
و إصدارها ،و ذلك ما يظهر من عدة زوايا ،فإذا نظرنا إلى حرية الصحافة المكتوبة على أنها
حق من حقوق الموا طن ال ساسية فإ نه ل يم كن له التم تع بذلك ال حق إذا ما حرم حر ية ملك ية
الو سيلة ال تي تمك نه من ذلك ،و ل ي ستطيع أن يمار سه فعل إذا كان غ ير م سموح له بأن يتملك
الداة التي تمكنه من هذه الممارسة ،و من هنا تعتبر كفالة الملكية الخاصة للصحف أهم ضمان
لحرية الصحافة المكتوبة .
-المادة الولى من قانون العلم 90/07المؤرخ في 03/04/1990جريدة رسمية رقم .14 13
15
و إذا نظرنا إلى حرية الصحافة المكتوبة على أنها حق من أخص حقوق القارئ ،أي حق
أولئك الذين يقرؤون الصحف ،فإن هذه الحرية ل يمكن أن تفقوم لها قائمة إل بكفالة التعددية في
الصحف.
ذلك أن تمتفع القارئ بصفورة فعليفة بذلك الحفق رهيفن بأن يتواففر تحفت يده العديفد مفن
ال صحف المتفاو تة في التجاه ،و المختل فة في الطبي عة ،ل كي يتم كن من اختيار ال صحيفة ال تي
يطمئن إليها.14
ومن حيث النظر إلى حرية الصحافة المكتوبة على أنها حق من حقوق الصحفي ،فإن كفالة
حق الفراد في ملكية الصحف ،يعد شرطا جوهريا لضمان قيام هذه الحرية ،لنه مع توافر هذا
الحق يتجرد الصحفي من الخوف من السلطة القتصادية التي يعمل تحت قيادتها .
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
16
و لكفم ظهفر مفن هذا القانون حرص المشرع الفرنسفي على الوفاء بمبدأ الملكيفة الفرديفة
للصحف بالغا ،فلم يتوقف عند حد العتراف لكل فرد بحق إصدار الصحف فحسب ،و إنما عمد
إلى تخليصه من كافة القيود السياسية و الدارية التي تجعل للدارة سلطانا و نفوذا قويا عليه ،و
قد تمثل ذلك في إلغاء الترخيص و الشروط المالية المرهقة التي كانت تتطلب من ذي قبل لتأسيس
الصحف ،لنها من الجراءات التي تعوق حرية الصحافة و تحول دون ممارستها .
و من ناحية أخرى أنه جعل أمر إصدار الصحف موكل للقضاء ،فقد صار كل ما يتطلبه
لصدار الصحف هو أن يتقدم الراغب في ذلك بإخطار إلى النيابة العامة التي يقع بدائرتها مقر
الصحيفة.
و ل عل أ هم ما يبرز ترا جع الدولة عن هذا الحتكار هو الن مط الذي إختاره المشرع الجزائري
حيث تفم إتباع النظام الداري الحر و الذي يتميز بإجراءات مضبوطة ل ترمي إلى المساس
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
بحرية الصحافة ، 15بل فقط توافر بعض الشروط واللتزامات القانونية المسبقة ،و يتمثل ذلك في:
الفرع الول :
التصريح المسبق :
إن عمل ية إ صدار ال صحف تحكم ها نظريتان ،الولى هي نظر ية الترخ يص و الثان ية هي
نظرية التصريح أو ما يسمى أحيانا الخطار. 16
ف في الحالة الولى تحتاج ال صحيفة ل كي ت صدر أن تملك رخ صة من الج هة الدار ية ك ما
يحدث في أي محل تجاري.
و في الحالة الثانية ل تحتاج الصحيفة لمثل هذا الجراء ،و تكتفي بإخطار الجهة المختصة
و هو ما يعزز فكرة حر ية ال صحافة المكتو بة ،و ذلك من أ جل الو صول إلى النفتاح العل مي
الذي ل بد أن يقوم على ت صور جديد لتنظيم الصحافة المكتوبة على مبدأ حرية إصدار الصحف
بغير توقف عل الحصول على ترخيص مسبق.
و المشرع الجزائري مفن خلل قانون العلم قفد أخفذ بالنظريفة الثانيفة ،حيفث اكتففى ففي
مجال إ صدار الصفحف بمجرد ت صريح م سبق إلى وكيفل الجمهوريفة المخ تص إقليميفا ففي أ جل
-أشار إلى ذلك شفيق سعيد :الطار القانوني للصحافة في تونس بين المبادئ و التطبيق ،المجلة القانونية التونسية. 15
17
أق صاه ثلث ين يو ما ق بل ال سعي في إ صدار العدد الول ،ف قد ن صت المادة 14من قانون العلم
«: 90/07إ صدار نشر ية دور ية حر ،غ ير أ نه يشترط لت سجيله و رقا بة صحته تقد يم ت صريح
مسبق في ظرف ل يقل عن 30يوم من صدور العدد الول.
يسفجل التصفريح لدى وكيفل الجمهوريفة المختفص إقليميفا بمكان صفدور النشريفة ،و يقدم
التصريح في ورق مختوم يوقعه مدير النشرية و يسلم له وصل بذلك في الحين .»....
إن هذا التصريح ل يتعارض إطلقا مع حرية الصحافة المكتوبة ،بل الغاية منه أن يتحقق
وك يل الجمهور ية بمنا سبة تلق يه هذا الت صريح وت سليم الو صل المقا بل له من مدى إلتزام النشر ية
بالضوابط القانونية.
لكن أل يمكن أن يشتبه المر ،فيتحول التصريح المسبق إلى ترخيص ؟
لقد أزال المشرع كل محاولة اشتباه بين الترخيص والتصريح وذلك من خلل تحديد الجهة
الملزمة بتسليم الوصل وزمان تقديمه.
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
* فأ ما عن الج هة الملز مة بت سليم الت صريح :ف قد أو كل المشرع الجزائري صلحية ت سليم
التصريح المسبق إلى السلطة القضائية ،ممثلة في شخص وكيل الجمهورية مستعبدا بذلك السلطة
الدار ية من هذه ال صلحية ،ذلك أن القضاء يُفترض ف يه دائ ما حما ية الحقوق والحريات العا مة
والكثر حماية لها وضمانا من المساس بها من السلطة الدارية.
* زمان تقد يم الو صل :لم يترك المشرع الجزائري لوك يل الجمهور ية المخ تص بت سليم
الت صريح ال سلطة التقدير ية في زمان تقد يم الو صل أو العتراض على ت سليمه أو رف ضه ،و هو
ن فس التجاه الذي برز من خلل مشروع القانون العضوي المتعلق بالعلم في أفريل 1998إذ
ن صت المادة 08م نه« إ صدار نشر ية دور ية حر ،ويخ ضع هذا ال صدار للت صريح الم سبق ق بل
ثلث ين " 30يو ما " من صدور العدد الول بغرض ت سجيله ورقا بة صحته ،وي سجل الت صريح
لدى وكيل الجمهورية المختص إقليميا في موقع صدور النشرية» ،لعل الفرق الوحيد بين المادة
14مفن القانون الحالي والمادة 08مفن المشروع ،هفو وجوب إرسفال النيابفة العامفة نسفخة مفن
التصريح المقدم لها إلى المجلس العلى للتصال وذلك بغية الطلع عليه .
و يبدو واضحفا أن المشرع ففي منحفه هذه الصفلحية لوكيفل الجمهوريفة باعتباره جزءً ل
يتجزأ من ال سلطة القضائ ية ،إن ما أراد حما ية حر ية ال صحافة المكتو بة لكون القضاء هو حا مي
الحريات ،على عكس من ذلك لو منح هذه الصلحية للدارة.
18
وبذلك يكون المشرع الجزائري قد ف صل كل ية حول مبدأ ترا جع الدولة عن احتكار ميدان
إ صدار ال صحف ،مان حا ل كل ش خص طبيعي أو معنوي إمكان ية ذلك ،و هو ما يم ثل تطور نظرة
المشرع الجزائري إلى حرية الصحافة المكتوبة.
أ ما في با قي الدول العرب ية فإن الو ضع القانو ني لل صحافة المكتو بة يختلف ع ما هو الحال
عليفه ففي النظام الجزائري ،هذا الخيفر الذي يعتفبر أن التصفريح المسفبق مجرد إجراء شكلي
لتنظيفم حفق إصفدار الصفحف ،فالحاصفل ففي مصفر مثل أن إصفدار الصفحف يتوقفف على قيفد
إجرائي وهو ضرورة الحصول على ترخيص من المجلس العلى للصحافة لصدار الصحيفة .
ذلك أنفه وفقفا للمادة 14مفن قانون سفلطة الصفحافة المصفري ،يجفب التقدم بإخطار إلى
المجلس العلى للصفحافة موقعفا عليفه مفن الممثفل القانونفي للشخفص العتباري ،على نحفو مفا
نصفت عليفه المادة 15مفن هذا القانون ،إذ ل يترتفب على تففقديم الخطار إصفدار الصفحيفة
مباشرة ،وإنما يجب النتظار لمدة أربعين يوما من تاريخ التقدم به إلى المجلس العلى للصحافة،
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
ويكون للمجلس خلل هذه المدة أن يرخص بإصدار الصحيفة أو يرفض ذلك ،و في حالة الرفض
يكون ل صاحب الشأن الط عن في قرار الر فض خلل ثلث ين يو ما من الخطار به أمام محك مة
القيم.
ويبدو من هذا واض حا إلى أي مدى ي عد الخطار مظهرا من مظا هر التع سير على الفراد
في ممارستهم لحرية إصدار الصحف فالحاصل أنه ( الخطار) يعد ترخيصا في حقيقته ،أضفى
عليه المشرع المصري صفة الخطار لخفاء حقيقته.17
وتدعيمفا لنقطفة الرتكاز التفي يقوم عليهفا البناء التنظيمفي لحريفة إصفدار الصفحف ،عمفد
المشرع الجزائري إلى التوفيق بين حق الفراد في ملكية الصحف وإصدارها وحق المجتمع في
صحافة حرة ،وذلك من خلل فر ضه ب عض الشروط واللتزامات على المؤ سسات ال صحفية،
منها ما يرتبط أساسا بضمان الشفافية والبعض الخر يتعلق بالبناء القانوني للصحيفة.
الفرع الثاني :
الشروط واللتزامات المفروضة على المؤسسات الصحفية :
لم يشت مل قانون العلم على أي تعر يف للمؤ سسات ال صحفية ول ح تى عن تحد يد ماهيت ها
لكن المشرع استعمل في كثير من الحيان وفي مواد كثيرة عبارة " جهاز إعلمي " .
19
و في ن فس التجاه كان مشروع القانون العضوي الذي أغ فل هو أي ضا تعر يف المؤ سسات
الصحفية ،فقد اكتفى المشرع فقط بتحديد التزامات المؤسسات الصحفية وشرط الخاضعين لها .
وهذا على عكفس مفن المشرع الفرنسفي الذي أورد تعريففا للمؤسفسات الصفحفية مفن خلل
المادة الثانيفة مفن القانون المؤرخ ففي ،01/08/1986والذي عرفهفا معتفبرا أنهفا عبارة عفن
مؤسفسات ناشرة تعنفي كفل شخفص طفبيعي أو معنوي أو تجمفع قانونفي ينشفر بصففته مالكفا أو
مستأجرا أو مسير النشرية صحفية.
وتتمثل تلك الشروط التي أوجبها قانون العلم لتقديم ضمان أكبر لحرية الصحافة في :
أول اللتزام بالشفافيـة :إن المقصفود بهذا اللتزام هفو أن للقارئ حقفا ل يدانيفه شفك ففي العلم
بأولئك الذين يملكون أو يوجهون الصحيفة أو المؤسسة التي تصدرعنها ،والوقوف على مواردها
القت صادية أو المال ية ،على ن حو تكون م عه مؤ سسة ال صحافة بي تا من زجاج ي ستطيع من هو
بخارجها أن يقف بدقة على ما يدور بداخلها .18
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
و على ذلك فإن الشفاف ية كنظام تخ ضع له ال صحف ي عد أمرا يت فق مع طبيعت ها وواجبات ها
العا مة ،بل إن ها سبيل لطمئنان الش عب على ا ستقللها والث قة في المعلومات والراء ال تي تقدم ها
له ،ف هي -الشفاف ية – ل تتعارض مع حر ية ال صحافة المكتو بة ول تق يد من ممار ستها ،وإن ما
تدعففم الممارسففة الفعالة لهذه الحريففة ،ذلك أن المشرع وهففو يفرض ضرورة علم الجمهور
بالموجهين الحقيقيين لمؤسسات الصحافة ،فإنه يكون بذلك قد مكن القرّاء من التمتع بحريتهم في
الختيار بصورة واضحة وكاملة ،وأعطى للرأي العام الفرصة الكافية لن يتخذ موقفا محددا من
الخبار والراء التي تنشرها هذه الصحف .
هذا و تتففنوع اللتزامات المفروضفة على أصفحاب الصفحف ،نزول على مقتضيات
الشفافية تبعا لطبيعة المعلومات التي يرغب المشرع إحاطة القارئ علما بها ،و الغاية التي تقوم
عليها .
فبا ستقراء نصوص قانون العلم 90/07يبدو جل يا أن هناك نوع ين من الشفاف ية إحداه ما
تقوم على غاية العلم بالقائمين على توجيه و إدارة الصحيفة و نقصد بها الشفافية الدارية ،و أما
الخرى فإن هدفها الوقوف على موارد الصحيفة و نعني الشفافية القتصادية .
/1الشفافية الدارية :
20
من أ جل تحق يق دوا عي الشفاف ية الدار ية ،فرض المشرع على أ صحاب ال صحف اللتزام
بالعلن عن اسم أصحاب الصحف و تحديد هويتهم ،و الغرض من هذا التحديد هو الوقوف على
تحد يد الم سؤولية في حالة وقوع ها ،و كذا تمك ين الجمهور القارئ من معر فة الشخاص الذ ين
يمدونه بالمعلومات ،و على هذا نصت المادة « 23يجب أن يذكر في كل عدد من أية دورية ما
يأتي :
-اسم مدير النشرية و لقبه ،اسم المالك و لقبه و عنوان التحرير و الدارة ،»...و نفس
الشيء جاء في نص المادة 11من مشروع القانون العضوي إذ تنص على « يجب أن يذكر...
إسم مدير النشرية و لقبه .»...
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
و لعفل الملففت للنتباه أن مشروع القانون العضوي قفد أغففل كليفة ضرورة ذكفر اسفم
المالك أوالملك ،مكتفيا بذكر إسم المدير فقط تاركا المالك في حالة وجوده مخفيا عن الجمهور،
وهو المر الذي يمكن أن يشكل خطرا على حرية الصحافة المكتوبة.
و بالعكس من ذلك فقد كان المشرع الفرنسي أكثر حرصا على تحديد هوية الشخاص
بنصه في المادة 05من القانون « 01/08/1986في كل عدد و لعلم الجمهور:
-1إذا كفانت المؤسسة الناشفرة ل تفتمتع بالشخصية المعنوية :أسماء و ألقاب المالكين
و المساهم الرئيسي .
-2إذا كففانت المؤسفسة الناشرة تتمتفع بالشخصفية المعنويفة :إسفمها ،الغرض الجتماعفي
مقرها الجتماعي ،شكلها و إسم ممثلها القانوني و ثلثة من المساهمين الرئيسيين » .
و قفد علل المجلس الدسفتوري الفرنسفي حول المواد التشريعيفة المتعلقفة بالشفافيفة و مدى
د ستوريتها ،بأن ها بعيدة عن العتراض على حر ية ال صحافة أو ال حد من ها ،بل الهدف من و ضع
الشفافية الغرض منه إعلم الجمهور بالمسيرين الحقيقيين للمؤسسات الصحفية .
/2الشفافية القتصادية :
تهدف الشفافية القتصادية بصفة عامة إلى القضاء على العلقات السرية التي قد تقوم بين
ال صحافة ورأس المال ،و هدم ج سور الت صال الخف ية ال تي قد تم تد بينه ما و ذلك بق صد حما ية
21
ال صحافة ووقايتها من أن ت قع فري سة في أيدي رجال العمال ،أو تكون بوق دعايةٍ لجماعات
. 19
المصالح الجنبية أو أداة للتغرير بطبقة القراء لحساب طبقة المعلنين
إلّ أ نه من ال صعب جدا إضفاء شفاف ية مال ية حقيق ية على النشريات من أ جل إبعاد ض غط
أصحاب المال في التأثير المباشر أو غير المباشر على الصحيفة ،لكن هناك بعفض الطفرق
و الو سائل القانون ية لل حد أو التقل يل من نفوذ أ صحاب المال ،من ها م نع إعارة ال سم ،ف قد ن صت
المادة 85من قانون العلم « :يعاقب بالحبس من سنة إلى خمسة سنوات ...كل شخص يعير
إسمه كمالك النشرية . »....
إلى جانب ذلك م نع المشرع تلقي إعانات أو هبات من جهات أجنب ية ،بل أبعد من ذلك فقد
أوجب على المؤسسات الصحفية التصريح بمصدر الموال التي يتكون منها رأس مالها ،و هذا ما
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
22
يبدو أن هذا المنع طبيعي جدا إلى درجة أنه ل يعقل قبول استقللية أي صحيفة أو نشرية
مع وجود م صادر مال ية أجنب ية تتلقا ها خف ية ،و في هذا التجاه م نع المشرع الجزائري في المادة
18تل قي إعانات أجنب ية بن صه « :يم نع تل قي إعانات مباشرة أو غ ير مباشرة من ج هة أجنب ية »
و هذا الحد و المنع يهدف إلى حماية الصحف من التبعية و خضوعها لضغوطات أجنبية .
و بالع كس من ذلك تما ما ف قد ف تح مشروع القانون العضوي إمكان ية وجود تمو يل أج نبي
للنشريفة ،إذ نصفت المادة 13/2منفه « :غيفر أنفه يمكفن للمجلس العلى للتصفال أن يرخفص
بتمويل أجنبي للنشرية بعد التداول في المر ،»...مع عدم تحديد الطار التنظيمي لهذا الترخيص
و تركه مبهما .
/ 2جنسية المدير و المؤسسين :
لعلّ من بين العناصر التي تحمي الصحافة المكتوبة و تدعم استقللها ،أن يكون الشخاص
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
الذ ين يتولون إدارت ها و تأ سيسها من ن فس الجن سية ،و ذلك أن هذا الشرط يتق يد بغا ية عدم
خضوع الصحافة المكتو بة الجزائرية للسيطرة والمطامع الجنب ية ،و الحرص على أن ل يتخذها
. 20
الجانب مطية ذلول لخدمة أغراضهم التي قد تضر من قريب أو من بعيد بالمصالح القومية
و فكرة الجن سية ،سواء جن سية المد ير أو المالك أو المؤ سسين تر مي إلى حما ية النشر ية
ذاتها من أية تبعية ،خاصة إذا كانت الحصة المكونة لرأس مال المؤسسة الصحفية يعود النصيب
الكبر فيها إلى شخص أجنبي .
و على ذلك و من أجل وضع المؤسسات الصحفية في مأمن من سيطرة الجانب ،أوجب
المشرع الجزائري أن يكون مد ير النشر ية من جن سية جزائر ية ،وهذا ما ن صت عل يه المادة 22
حينما وضحت الشروط الواجب توافرها في مدير النشرية ... « :أن يكون جزائري الجنسية»...
لكن الملفت للنتباه هو أن المشرع لم يتطرق إطلقا لجنسية المالك سواء تعلق بمالك محلي
أو شريفك يملك حصفصا ،فكانفت هذه نقطفة اختلف مفع المشرع الفرنسفي الذي حظفر بموجفب
. 21
مرسوم 26أوت 1944حظرا مطلقا على الجانب المساهمة في ملكية الصحف الفرنسية
غير أنه و إن كان هذا الحظر بصفته المطلقة يقوم على تحقيق تلك الغايات السامية ،إل أنه
كثيرا ما كان م حل انتقاد ،و أظ هر فرن سا بمظ هر الم خل بإلتزامات ها الدول ية ،و ذلك ل نه يع ني
21
- JEATEL )F( Le régime juridique de la Presse Etrangère En France R.E.P Décembre 1946.
23
حرمان الجانب من حقهم في التعبير و حقهم في مخاطبة رعايا دولهم المقيمين على الراضي
الفرنسية بواسطة الصحف الناطقة بلغتهم ،فضل على أنه يقيم نوعا من التمايز في التمتع بهذا
ال حق ب ين الجا نب و الفرن سيين ،و هذا ال مر الذي ترف ضه ال صول الديمقراط ية و تأث مه أ شد
تأثيفم اتفاقيات حقوق النسفان على المسفتوى الدولي ،و التفي تحرص على كفالة حفق التعفبير
للجان فب و المواطن ين ،و من ناح ية أخرى فإن هذا الح ظر كان يم ثل إعتداءً على حق القارئ
في التعددية بصورة ملحوظة لنه يحرمه العلم بالفكار و الثقافات الجنبية .
و بناء على ذلك عدل المشرع الفرنسي من موقفه وسعى إلى البحث عن نقطة توازن يوفق
من خلل ها ب ين تفادي هذه النتقادات و ب ين الحفاظ على نقاء ال صحافة الفرن سية ،و تمثلت رؤي ته
في الجمع بين المرين في النتقال من الحظر المطلق إلى الحظر النسبي ،و تجلى هذا واضحا
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
فيما نصت عليه المادة 07من قانون 01أوت ،1986من أنه يجوز للجانب المساهمة في
ملك ية المؤ سسات ال صحفية الفرن سية بن سبة ل تتجاوز % 30من رأس المال أو حقوق الت صويت
فيها .
و ل عل ال مر قد تدا عى إلى الجزائر من خلل مشروع القانون العضوي ،عند ما ف صل في
المر و أوجب أن يكون مالك النشرية من جنسية جزائرية ،و منع الجانب أن يؤسسوا أو يكونوا
شركاء ففي تأسفيس نشريفة دوريفة ،و أُعتفبر هذا المنفع ليفس مطلقفا بفل أعطفى مشروع القانون
العضوي للوزارة بعفد اسفتشارة المالكيفن أو المسفاهمين مفن جنسفية أجنبيفة ،أن يؤسفسوا نشريفة
دور ية و هو ما ن صت عل يه المادة 13/3بن صها « :يم كن للمالك ين والشركاء الم ساهمين من
جنسية أجنبية أن يؤسسوا دورية بعد الترخيص .»...
المطلب الثاني:
الحق في التعبير عن الرأي في الصحف :
إن اعتراف المشرع للفراد بحق ملكية الصحف و إصدارها ،ل يعني أنه قد كفل للصحافة
المكتو بة حريت ها ،و إن ما يع ني أ نه يكون قد خ طى في هذا الطر يق خطوة واحدة تلز مه خطوات
أخرى.
24
ذلك أن ال صول الديموقرط ية ال تي ت ستقر علي ها هذه الحر ية ل تق نع في قيام ها بتوا فر هذا
الركن منفردا ،وإنما تستلزم ركنا آخر ل يغيض عنه شأنا و ل يقل عنه أهمية أل وهو كفالة حق
التعبير عن الرأي في هذه الصحف .22
و النظرة المنطقيفة المجردة إلى هذا الحفق ففي علقتفه بحريفة الصفحافة المكتوبفة تؤكفد أن
كفالته أمر ل غنىً عنه في قيام هذه الحرية و أمر ل بد منه لممارستها ،ذلك أنه إذا كانت ملكية
ال صحف و إ صدارها تم ثل الجا نب المادي لهذه الحر ية فإن هذا ال حق يم ثل الجا نب الرو حي ،لذا
فإ نه ل جدوى من أن تك فل الن صوص القانون ية ل كل فرد حق إ صدار ال صحف ثم تأ تي من ج هة
أخرى و تحرمه التعبير عن رأيه فيها ،بل وما الفائدة من قانون يطلق العنان في ملكية الصحف
و إصدارها ثم يجيء بنصوص تتكاتف لزهاق حرية النقد و حق التعبير فيها ،إن حدوث هذا ل
معنى له غير انقلب الوضاع من الديفمقراطية الفتي تفتح صدرها للرأي الخر قدر ترحيبه
بالرأي المؤيد إلى الستبداد الذي من سنته تكميم الفواه ،و تحطيم القلم الحرة .
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
و بنظرة هادئة إلى علقة هذا الحق بتلك الحرية يتجلى تماما أن سر ما اكتسبته الصحافة
المكتوبة من دور ريادي في المجتمع القديم و المعاصر ،و السبب الذي لجله تستحق عن جدارة
أن تكون الشرط الجوهري لضمان غيرها من الحريات ، 23و الداة القوية التي يتمكن الشعب من
خللها من الرقابة الفعالة على أعمال و عمال الحكومة .
و الصحف بإعتبارها وسيلة للعلن عن الرأي و أداة للتعبير عن الفكر ،ل يمكن أن تكون
لهفا هذه المكانفة ففي قلب النظمفة الديمقراطيفة ول ففي ضميفر الشعوب الحرة ول تسفتطيع أداء
وظائفها التي من أجلها تبصرة الشعب بكيفية إدارة ممثليه لمصالحه ،بدون أن يكفل للقائمين عليها
حق التعبير و الكتابة في هذه الصحف بصورة كاملة .
و ث مة اعتبار آ خر يقت ضي كفالة حق الت عبير في ال صحف لقيام حر ية ال صحافة المكتو بة
تعكسه طبيعة النظر إلى هذه الحرية ،فالنظرة إلى هذه الحرية على أنها حق من حقوق الصحفي
تستوجب أن يكفل له الحق في التعبير حتى يتمكن من ممارسة هذه الحرية بصورة فعلية ل على
24
أنه صحفي ،و إنما باعتباره مواطنا يجب أن يتمتع بذلك الحق كأحد حقوق المواطنين الساسية
،و لكن إذا نظرنا إلى هذه الحرية على أنها حق الشعب فإن هذا يقتضي أن يكفل للقائمين عليها
23
- TOUCHARD ) j( Histoire des idées Politiques Paris P.U.F 1971 T.I.
24
- PINTO ® La Liberté Information et d’opinion en le droit International J.D.I 1981.
25
باعتبار هم ممثل ين ع نه في ممار سة حر ية الت عبير عن الراء و الفكار ،ح تى يتمكنوا من القيام
بواجبهم تجاه الشعب صاحب الحق فيها .
غ ير أن هذه الهم ية ال تي يحتل ها حق الت عبير عن الرأي بوا سطة ال صحف في قيام حر ية
الصحافة المكتوبة ،ل تحول دون تدخل المشرع لتنظيم ممارسته حتى يقي المجتمع و أفراده شر
بغي يقع عليهم من اساءة استعمالها ،فهو كغيره من الحقوق يجد حدوده الطبيعة في احترام نظام
الفمجتمع و حقوق الفراد ،فذاك الحق ليس من مفهومه و ل من آثاره اسفتباحة محارم العباد
و تقويض نظام البلد ،ولقد أحسن البعض تعبيرا عن ذلك بقوله ":إذا كان للمرء أن يحمل خنجرا
فليس له أن يطعن به من يشاء".
و المشرع في تنظيمه لهذا الحق ل بد أن يوازن بين أل يكون هذا الحق مطلقا فيصير عبثا
ول يفرط في تقييده فيكون عدما ،و بقدر نجاحه في الوصول إلى نقطة التوازن هذه ،بقدر توفيقه
بالجمع بين الحسنيين ،حق الصحافة في الحرية كغاية ديموقراطية و حق المجتمع في
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
حماية محارمه كمسألة طبيعية ،فحماية كرامة المواطن يجب أن تكون مسؤولية أي تنظيم
. 25
للصحافة المكتوبة
ولذات ال سبب فا نه ل يجوز ل من يك تب في ال صحافة أن ين شر أو يف شي المعلومات الما سة
بحقوق المواطفن السفاسية و حريتفه الدسفتورية ،ويتفرع عفن هذا أنفه يجفب على الصفحفي أن
يحرص كل الحرص على تقديم إعلم كامل وموضوعي ونزيه ،وأن يصحح أي خبر يشك في
صحة مصدره وأن يتحلى هو ذاته بأدبيات المهنة و أخلقياتها المنصوص عليها بروح المواد من
32إلى 40من قانون العلم ،كالفنزاهة والموضوعية والصدق في التعليق على الوقفائع و
الحداث متجن با في ذلك الفتراء والقذف و الوشا ية و انتحال ال صفات ،وأح سن ضا بط لع مل
الصحافة المكتوبة هو واجب الدقة في نشر الخبر و التأكد من مصداقيته و صحة مصدره ،حتى
ل يمس بالحقوق الساسية العامة منها و الخاصة.
وقد أوجب المشرع حق الرد و التصحيح في المواد من 44إلى 52من قانون العلم التي
بمقتضاها جميعا خول المشرع الحق لكل مواطن تفناولته الصحافة بشيء من التجريح بصورة
تمفس اعتباره أن يسفتعمل حقفه ففي الرد أو التصفحيح حسفب المدة الزمنيفة التفي حددهفا القانون
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
كما يجب أن ينشر التصحيح فيما يخص أي دورية أخرى في العدد الموالي لتاريخ تسليم
الشكوى ».
و قد كان المشرع في قانون العلم السابق 82/01يعتبر أن التصحيح حقا دوليا معترف
به ،عمل بالمادة الخامسة من العلن الخاص بالمبادئ الساسية المتعلقة بمساهمة أجهزة العلم
في تعزيز السلم و التفاهم الدولي ،و في محاربة الدعاية العدائية و العنصرية و نظام التمييز
العنصري .26
ومن ثمة فإن العتراف للصحافة المكتوبة بحرية التعبير والكتابة في الصحف ،ل يعني
إطلقا أن تكتب الصحافة ما تشاء ،بل لبد من أن يكون ذلك ضمن احترام حريات الشخاص و
صيانة كرامتهم ،و على ذلك كان التصحيح جزءا تنظيميا لهذه الحرية .
حيث تكون النشرية التي جانبت الحقيقة فيما نشرته على صفحاتها ملزمة عندما تتلقى طلب
التصفحيح المصفحوب بالوثائق المفبررة ،أن تنشفر تصفحيحا للمقال المعترض عليفه و ذلك دونمفا
إضاففة أو حذف ،أو تصفرف أو تعقيفب ،وذلك خلل أجفل ل يجاوز يوميفن ابتداء مفن تاريفخ
الشكوى.
27
و الجديفر بالشارة أن المشرع ففي ظفل قانون 82/01كان ي يرتفب على مخالففة أحكام
التصحيح السابق شرحها فيما تقدم عقابا جزائيا ،حيث نصت المادة 96منه «كل رفض أو تأخير
غير مبرر لنشر التصحيح المنصوص عليه في المادتين 75 ،74يعاقب عليه بغرامة من 500
إلى 5000دج » ،و هذا خل فا لقانون العلم الحالي 90/07الذي ضرب الذ كر صفحا عن ذلك
ولم يرتب أي جزاء.
بفل و الكثفر مفن ذلك فإن قانون العلم السفابق على خلف قانون العلم الحالي ،وضفع
للمع ني الذي ر فض طل به في إدراج أو ن شر الت صحيح ،إجراءات تمك نه من ر فع دعوى قضائ ية
لحماية حقه و تأكيده ،فله أن يرفع دعوى أمام رئيس المحكمة المختصة إقليميا في ظرف ثلثين
يو ما ابتداء من تار يخ طلب الحضور أو ال ستدعاء ،و إذا ما حك مت المحك مة ل صالح المد عي
يكون الحكم الذي يأمر بنفشر التصحيح واجب التنفيذ بغض الفنظرعن طرق الطعفن الجائزة.
و على كل تففنقضي الدعوى المتعلقفة بطلب التصفحيح بالتقادم ب عد سفنة واحدة ابتدءا من
تاريخ نشر المقال المعترض عليه .
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
الفرع الثاني:
حـق الــرد :
بالضاففة إلى حفق التصفحيح ،فإنفه و للتأكيفد على سفلمة حريفة الرأي و التعفبير منفح
المشرع ل كل ش خص ن شر ع نه خبر يتض من وقائع غ ير صحيحة أو مزا عم م سيئة من شأن ها أن
تلحق به ضررا ماديا أو معنويا أن يستعمل حق الرد ،هذا الحق الذي يشكل ضمانة لتعزيز حرية
الصحافة المكتوبة من خلل نشر الرأي و الرأي المقابل ،ومن ثمة فإن حق الرد يمارس في إطار
الدفاع الشرعي ،باعتباره دفاعا عن النفس للمواطن ضد ما قد ينشر عنه محرّفا أو كذبا ،بل إن
هناك بعض الدول ارتفعت بهذا الحق إلى مستوى الحماية الدستورية ،بالضافة إلى وجود اتفاقية
المم المتحدة بشأن تنظيم حق الرد .
و ل قد ب فين المشرع الجزائري في المواد 45إلى 52من قانون العلم أحكام حق الرد
حيث أنه يجب على مدير أي نشرية دورية أن ينشر مجانا و ذلك في أجل يومين ابتداءً من تاريخ
الشكوى في المكان نفسه الذي نشر فيه المقال المعترض عليه دون إضافة أو حذف أو تصرف أو
تعقيب .
28
مع ضرورة ممار سة هذا ال حق في أ جل شهر ين ابتداء من تار يخ ن شر ال خبر المعترض
عل يه و إل سقط هذا ال حق ،و هذا ما جاء واردا ب نص المادة « :47ي جب أن يمارس حق الرد
خلل شهرين ابتداء من تاريخ نشر الخبر المعترض عليه ...و إل سقط هذا الحق ».
و ح تى تتح قق فعل الغا ية من ممار سة هذا ال حق ،ف قد قررت المادة 50أ نه يم كن ر فض
نشر الرد في حالتين:
-إذا كان الرد في حد ذاته جنحة صحفية في مفهوم قانون العلم.
-إذا سبق أن ن شر الرد بناء على طلب أ حد الشخاص المأذون لهم المنصوص عليهم في المادة
، 49وهم الذين يمكن لهم أن يحلوا محل الشخص المذكور باسمه في الخبر المعترض عليه في
ممارسة الحق في الرد إذا توفي أو كان عاجزا أو منعه عائق سببه مشروع و هم في ذلك ممثله
القانونفي ،أو أحفد أقاربفه الصفول أو الفروع أو الحواشفي مفن الدرجفة الولى حسفب الولويفة.
و اللفت للنتباه أن المشرع على خلف التصحيح أعطى للمعني الحق في أن يخطر المحكمة
المخت صة في حالة ر فض ن شر الرد أو ال سكوت عن ذلك و مرور أ جل ثمان ية أيام على ت سليم
طلب ممارسة الحق في الرد ،لكن دون أن يبين الهدف من هذا الخطار كما سبق وأن فعل
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
،ك ما أ نه لم يعد يجرم كل رفض أو تأخ ير غير مبرر لدراج 27
في قانون العلم ال سابق
الرد ،الفعل الذي كان يعد مخالفة تستوجب عقوبة الغرامة من 200دج على 2000دج ،حسب
ما تضمنه نص المادة 97من قانون العلم 82/01الملغى .
ويجب الشارة في هذا المقام إلى أنه يجوز لكل شخص أن يمارس حق الرد على أي مقال
حتى و لو لم يسئ إليه شخصيا إذا كان يظهر في هذا المقال مساس بالقيم الوطنية.28
المطلب الثالث:
حرية تداول الصحف:
يتبوء الحق في تداول الصحف من أجل قيام حرية الصحافة المكتوبة مكانا عليا ،فل يمكن
أن يكتمل بناء هذه الحرية دون كفالته ،أي دون السماح للصحف و بغير عوائق أو قيود بالبيع أو
. 29
العرض للبيع أو التوزيع أو أن تكون بأي وجه من الوجه في متناول الشخاص
الفرع الول :
المقصود بتداول الصحف و أهميته :
- 27أنظر المواد 99 ، 98 :من قانون .82/01
- 28المادة 46من قانون العلم .90/07
- 29أشار إلى ذلك د رياض شمس التنظيم الجرائي لحرية إعلن الرأي القاهرة دار الكتب المصرية .
29
أول المقصود بتداول الصحف :
إن تداول الصحف و النشريات الدورية ،هو تلك المرحلة التي تبدأ من خروج النسخ من
المطابع إلى غاية وصولها إلى يد القارئ .
و يتم تداول النشريات الدورية حسب مفهوم قانون العلم بطريقتين :
-التداول عن طريق البيع .
-التداول عن طريق التوزيع .
النشريات الدور ية :بيع ها بالعدد أو 30
ح يث ت نص المادة 53من قانون العلم « يق صد بتوز يع
الشتراك و توزيعها مجانا أو بثمن توزيعا عموميا أو على المساكن .»...
-1تداول الصحف عن طريق البيع :يتم بيع النشريات الدورية إما بالعدد أو بيعها بالشتراك .
-2تداول ال صحف عن طر يق التوز يع :ي تم توز يع النشريات الدور ية إ ما توزي عا عموم يا أو
توزيعا على المساكن .
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
30
لها هذه الغاية ،وهي لذلك قد تسمح للفراد بملكية الصحف و إصدارها ،و قد تترك لهم فرصة
التعبير عن آرائهم من خللها ،و لكنها تتردد كثيرا في السماح لهم بنشرها و تداولها دون أي قيد
.
و من ه نا فإن أهم ية هذا الر كن في قيام حر ية ال صحافة المكتو بة تأ بى أن تكون للحكو مة
سلطان عليه ،فهذا يتعارض مع أصول النظام الديمقراطي الذي يكفل الرأي و الرأي الخر مهما
كا نت حد ته ،و تحرص على أن ل تج عل للحكو مة سلطة على ال صحف حال تداول ها و ل تج يز
للمشرع ذاتفه أن ينال منفه بالترخيفص لهفا باتخاذ أي إجراء يقيفد تداول الصفحف ،لن هذا معناه
وضع الصحف في قبضة الحكومة و هو أمر حال حدوثه ل تقوم لحرية الصحافة المكتوبة قائمة
. 31
و ينعدم معه وجودها
إن أهمية مبدأ حرية تداول الصحف ،تقتضي أن الفرع الثاني :تنظيم حرية تداول الصحف :
يتد خل المشرع بن صوص قانون ية من شأن ها تنظ يم هذه العمل ية وذلك بإجراءات تبت عد عن التعق يد
الذي قد ير قى إلى ح ظر هذا ال حق والحرمان م نه ،ال مر الذي تتر تب ع نه آثار ج سيمة إذ أن
الحرمان من حق تداول الصحف يمكن أن يؤدي
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
إلى توقيفف الصفحيفة نتيجفة تكاثفر إلتزاماتهفا الماليفة و العجفز عفن الوفاء بهفا ،فتسفاق بذلك إلى
الفلس.
كما أنه من ناحية أخرى يحرم القارئ من حقه القانوني في العلم ،و أخيرا أنه يحول دون
ممارسة الصحفي التعبير عن الرأي .
و ل قد كرس المشرع من خلل قانون العلم ال حق في حر ية تداول ال صحف ،من خلل
تنظيفم عمليات التداول هذه ،بإجراءات بسفيطة جدا سفواء تعلق المفر بالصفحف الوطنيفة أو
الجنبية .
أول إجراءات اليـداع :أخضع المشرع الجزائري جميع النشريات الدورية وقت تداولها إلى
فحافة
فة الصف
فى إلى أن يشكّفل خطرا على حريف
فه ل يرقف
إجراء اليداع ،الذي باختلف أنواعف
المكتو بة ،ف قد ن صت المادة 25من قانون العلم« ي جب أن تط بق كل النشريات الدور ية و قت
توزيعهفا شكليات اليداع حسفب الكيفيات التيفة بصفرف النظفر عفن الحكام المتعلقفة باليداع
القانوني المنصوص عليها في التشريع الجاري به العمل» .
31
ولليداع ثلث أنواع يجفب على مديفر النشريفة احترامهفا ،فهناك اليداع الداري ،اليداع
القضائي واليداع الشرعي .
-1اليداع القضائي :و هو اليداع الذي ي تم على م ستوى وك يل الجمهور ية المخ تص إقليم يا
بمكان صدور النشرية ،حيث يجب إرسال نسختان من جميع النشريات موقعة من المدير ،وهذا
مفا جاء ففي الفقرة 02مفن المادة ...« 25نسفختان مفن جميفع النشريات الدوريفة يوقعهفا مديفر
النشرية وتودعان لدى وكيل الجمهورية».
و بمناسفبة هذا اليداع يمكفن لوكيفل الجمهوريفة أن يراقفب مدى شمول النشريات الدوريفة
الوطن ية أو الجنب ية على ما يخالف الخلق ال سلمي و الق يم الوطن ية و حقوق الن سان و الدعوة
إلى العنصرية والتعصب ،سواء كان ذلك في شكل رسم أو صورة أو حكاية أو خبر ،فضل عن
الفبحث في مدى عدم تضمن النفشرية على أي إشهفار أو إعلن من شانه أن يشجع العفنف
و الجنوح أو يحرض عليه. 32
-2اليداع الداري :وهفو اليداع الذي يتفم على مسفتوى وزارة الداخليفة والمجلس العلى
للعلم سابقا ،حيث يجب إرسال خمس نسخ من النشريات العلمية العامة موقعة من المدير.
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
ول كن إذا كان اليداع الداري الذي ي تم على م ستوى المجلس العلى للعلم – الم حل –
ل يش كل خطرا يهدد مبدأ حر ية ال صحافة المكتو بة ،فإن ال مر يختلف تما ما عن اليداع الذي ي تم
على م ستوى وزارة الداخل ية الذي يم كن أن ينقلب إلى و سيلة رقا بة إدار ية يم كن أن تهدد حر ية
الصحافة المكتوبة.
و هو اليداع الذي ي تم على م ستوى المكت بة الوطن ية ،ح يث ي جب إيداع -3اليداع الشر عي:
عشر نسخ كاملة لدى المكتبة الوطنية ،ويهدف هذا النوع من اليداع إلى التوثيق والمحافظة على
النشريات وجعلها في متناول الجميع متى احتاجوا إلى ذلك .
ومن خلل هذه اليداعات المختلفة ،يبدو أن المشرع الجزائري قد نظّم حق تداول الصحف،
ذلك أن المادة 25المذكورة أعله تقضفي أن يتفم إيداع النشريات وقفت توزيعهفا وليفس قبله،
فالهدف من كل هذا هو إبعاد إمكان ية وجود رقا بة سابقة على النشريات ،و هو ما يم ثل تدعي ما
لحرية الصحافة المكتوبة ،وهذا على العكس تماما لما انتهجه المشرع التونسي الذي أوجب أن يتم
. 33
إيداع النشريات قبل عرضها للعامة
- 32الندوة الوطنية الثانية للقضاء نادي الصنوبر أيام 25 ،24، 23فيفري .1991
- 33شفيق سعيد – مرجع سابق .
32
ولعل ما يؤكد حرص المشرع على ضمان حرية ممارسة الحق في تداول الصحف ،ما جاء
ففي المادة 19مفن مشروع القانون العضوي للعلم التفي جاءت خاليفة مفن النفص على أللزام
باليداع الموجفه إلى وزيفر الداخليفة ،وهذا مفن قبيفل إبعاد السفلطة الداريفة ممثلة ففي وزارة
الداخلية .
ثانيا الترخيص المسبق:
إنه و خلفا للصحف الوطنية فقد أخضع المشرع عملية توزيع النشريات الدورية الجنبية
عبر التراب الوط ني لنظام ل يس بعيدا عن الرقا بة ،ح يث ت نص المادة « : 57يخ ضع إ ستراد
النشريات الدوريفة الجنبيفة و توزيعهفا عفبر التراب الوطنفي لرخصفة مسفبقة تسفلمها الدارة
المختصة. »...
و من هذا يت ضح جل يا أن المشرع أخ ضع توز يع النشريات الدور ية الجنب ية عبر التراب
الوط ني ،إلى ضرورة الح صول على رخ صة م سبقة ي جب الح صول علي ها من الدارة المخت صة
. 34
قبل أي توزيع لمثل هذا النوع من النشريات
الفصــل الول
الـمـكـتـوبــة
وإذا جاء توزيفع النشريات الدوريفة الجنبيفة مخالففا لحكام المادة ،57أي دون إحترام
ضرورة الحصول على الرخصة المسبقة من الدارة المختصة ،فإن المشرع كان متشددا في ذلك
،أن تقوم بالح جز المؤ قت لهذه النشريات مع جواز م صادرتها 35
إذ م نح لل سلطة المؤهلة قانو نا
من طرف القضاء .36
بالضافة إلى كل هذا ،فإنه وسعيا منه بإحاطة حق تداول الصحف بالتنظيم اللزم لضمان
حمايته ،فقد أخضع عملية بيع النشريات الدورية الوطنية و كذا توزيعها في الطرق العمومية أو
أي مكان عمومفي آخفر ،إلى ضرورة الحصفول على تصفريح مسفبق مفن مصفالح البلديفة التفي
يحصل بدائرتها عملية البيع أو التوزيع ،حيث تنص المادة 54من قانفون العلم « يخضع بيع
النشريات الدورية الوطنية ....و/أو توزيعها في الطريق العام أو في مكان عمومي آخر لمجرد
تصريح مسبق لدى البلدية المعنية».
- 34لقد ترك المشرع في هذا الطار المجال غامضا حينما لم يحدد الدارة المختصة بتسليم هذه الرخصة.
- 35المقصود بذلك سلطات الضبط الداري.
- 36المادة 58من قانون العلم .
33
ولضمان عملية توزيع النشريات الدورية ،قد تعهد العملية لمؤسسات النشر و التوزيع التي
يلجؤ إليها لتنظيم عملية التوزيع.
و حمايفة منفه لحفق تداول الصفحف أيضفا ،فقفد ألقفى المشرع على عاتفق هذه المؤسفسات
واجب ضمان المساواة و التغطية الواسعة في مجال نشر و توزيع جميع النشريات الدورية.
الصحافة المكتوبة
الفصل الثاني:
القيود الواردة على حرية الصحافة المكتوبة:
ل يس للحر ية ت صور عام مجرد كأي قاعدة قانون ية ،إذ أن مفهوم ها يتغ ير من دولة لخرى
و مع العتراف بهذه ال صعوبة ،ق يل بأن الحر ية هي العتراف للفرد بالقدرة على الت صرف في
الدائرة المحددة له بمفا ل يضفر الخريفن أو يهدد النظام الجماعفي العام ،و يعنفي ذلك أن الحريفة
تتقيد بقيدين :المن القومي ،و السلم الجماعي ،37و من هذا المنطلق يجيز الفقه الدستوري تقييد
الحرية على نحو يمنع السراف فيها أو التعسف في استعمالها .
و على ضوء ال ساس المتقدم بيا نه يم يل الف قه الد ستوري إلى القول بأن الحريات ل تكون
مطلقة دائما ،و إنما ذات طبيعة نسبية ،لنها تعمل في وسط إجتماعي يتغير من دولة إلى أخرى
بل يتغير داخل الدولة الواحدة من وقت لخر بحسب الظروف .
و على ذلك فل يس م ستفنكرا أن ت فتقيد حر ية ال صحافة المكتو بة في ممار ستها باحترام
النظام العام ،ذلك أن صفيانة النظام العام تعتفبر حدا طبيعيفا لكاففة الحريات ،وحريفة الصفحافة
المكتوبة ليست إستثناء من هذا الصل ،و هذا مؤداه عدم إهدار سلطة الدارة لوظيفتها في حماية
37
.عبد الرحيم ،صدقي ،المرجع السابق -
34
النظام العام و اتخاذ من الجراءات ماتراه ضروريا لعادته إلى حالته الطبيعية إذا ما ترتب على
ممارسة هذه الحرية تهديدا له .
و النظمة القانونية تتقلب في مجال تقييد حرية الصحافة المكتوبة بين رقابة إدارية صارمة
يكون لتدخفل الدارة أثره بإسفتعمال سفلطات الضبفط الداري سفواءً ففي الظروف العاديفة أو
ال ستثنائية ،و ب ين ب سط رقا بة قضائ ية على ما ترتك به ال صحافة المكتو بة من أفعال تد خل ح يز
التجريم.
الصحافة المكتوبة
المبحث الول:
القيود الدارية على حرية الصحافة المكتوبة:
تهدف الدارة و تع مل من أ جل تحق يق الم صلحة العا مة ،و هي ملز مة في ذلك بمراعاة ما
يخدم هذه المصلحة في إطار احترام النصوص الدستورية و القانونية.
و في سبيل تحق يق هذا الهدف تتم تع الدارة ب سلطة التد خل لتنظ يم أو جه نشاط الفرد من
خلل تمتعهفا بسفلطات الضبفط الداري حفاظفا على النظام العام ،سفواء كان ذلك ففي الظروف
. 38
العادية أو الستثنائية
لذلك فالتد خل الداري في مجال حر ية ال صحافة المكتو بة تختلف حد ته و درج ته تب عا لهذه
الظروف ،حيث يض يق في الظروف العاد ية ،و يز يد ات ساعا في الظروف ال ستثنائية ،ف في سبيل
تحق يق النظام العام باعتباره حدا طبيع يا لحر ية ال صحافة المكتو بة يم كن لل سلطة الدار ية اعتبارا
لوظيفتها كسلطة ضبط ،أن تتخذ إجرآت تقيد و تحد من حرية الصحافة المكتوبة،وذلك من خلل
إجراءات الحجز و التوقيف للنشريات.
المطلب الول :
القيود الدارية في الظروف العادية :
- 38أشار إلى ذلك عبد الرؤوف هاشم بسيوني ،نظرية الضبط الداري في النظم الوظيفية و التشريعية السلمية ،دار النهضة
العربية .1995 ،
35
لما كانت السلطة الدارية و هي تمارس نشاطاتها باعتبارها سلطة ضبط إداري ،فإنها تتمتع
بإمكانية الحجز و التوقيف ،و ذلك حفاظا على النظام العام من الفوضى و الضطرابات .
فالح جز على ال صحف إجراء من الجراءات الوقائ ية المقيدة لحر ية تداول ال صحف ،الذي
بمقتضاه تقوم الدارة بو ضع يد ها على عدد مع ين من ن سخ ال صحيفة سواء في المطا بع أو لدى
مكاتب التوزيع أو الباعة لمنع تداولها ،بدعوى أنه يترتب على ذلك تهديد خطير للنظام العام .
ك ما أ نه يجوز للدارة في إطار سلطات الض بط الداري أن ت صدر قرارًا بالح ظر ،و هو
قرار توجهفه إلى إدارة الصفحيفة بقصفد منفع بيفع أو توزيفع أو عرض للبيفع عدد و أعداد مفن
الصفحيفة بدعوى أنهفا تنطوي على مقالت أو أخبار مفن شأنهفا تكديفر أو تعريفض النظام العام
للخطر .
الصحافة المكتوبة
لكن هذه القدرة في الحد من الحريات بصفة عامة وبحرية الصحافة المكتوبة بصفة خاصة من
خلل عمليات الحجز و التوقيف ،ليست عامة و مطلقة بل محددة بجملة من الشروط وجفب
توافرها حتى يكون الحجز أو التوقيف مشروعا .
و لذلك فإن القضاء الداري الفرنسي يشترط حتى يعترف بمشروعية حجز النشريات توافر
أربعة عناصر :
–)1أن يشكل صدور الصحيفة أو الكتابة خطرا على النظام العام.
–)2أن تكون الضطرابات مفن الخطورة ،بحيفث أن السفلطة الداريفة ل تملك المكانيفة
المادية لمواجهتها.
–)3أن يكون الحجز محددا في الزمان و المكان تبعا للخطر المراد تجنبه.
–)4أن تم ثل عملية الح جز بالتنفيذ المباشر ضرورة مستعجلة وواض حة ،وذلك عند ما يكون
النظام العام الذي يراد المحافظة علية في خطر محدق .
و تطبي قا لهذا ،ق ضى مجلس الدولة الفرن سي بأ نه " ...إذا كان يعود لرؤ ساء البلديات و في
بار يس للوالي أ خذ الجراءات الضرور ية لضمان النظام و ال من العام ،فإن هذه ال صلحيات ل
تؤهل أخذ إجراءات وقائية بحجز الجريدة بدون تبريره.
36
وففي القانون الجزائري فقفد خول المشرع لرئيفس البلديفة والوالي بإعتبارهمفا سفلطتا ضبفط
إدارية ،القيام بالحفاظ على المن و النظام العامين .39"...
هذا ولما كان ل يمكن أن يخلو نشاط السلطة الدارية وهي تباشر وظيفة الضبط الداري من
تع سفات في ا ستعمال ال سلطة من خلل ح جز النشريات وتوقيف ها وتحق يق أغراض أخرى غ ير
أغراض الحفاظ على النظام العام ،فإن قرار ها هذا يم كن أن يكون م حل مناز عة قضائ ية إدار ية
من أجل إلغاء قرار التوقيف أو الحجز .
ويؤول الخت صاص للف صل في منازعات الضبط ية الدار ية في ما يتعلق بح جز النشريات
وتوقيفها إلى القضاء الداري من أجل التعسف في استعمال السلطة أو حالت العتداء المادي.40
إل أ نه نظرا لحالة ال ستعجال و ما يم كن أن يتر تب عن توق يف النشر ية وحجز ها من آثار
وخ سائر مال ية ،أجاز القضاء الفرن سي التو جه إلى القضاء الداري ال ستعجالي من أ جل المطال بة
بالوقف الفوري لقرار الحجز أو التوقيف رغم أنها متعلقة بالنظام العام .
الصحافة المكتوبة
وهذا خلففا لمفا ذهفب إليفه المشرع الجزائري الذي اسفتعبد اختصفاص القضاء الداري
ال ستعجالي في الن ظر في الدعاوى المتعل قة بالنظام العام ،ف قد نص في المادة 171من قانون
الجراءات المدنيفة « ...ففي جميفع حالت السفتعجال يجوز لرئيفس المجلس القضائي أو
العفضو
الذي ينتد به ،ال مر ب صفة م ستعجلة باتخاذ الجراءات اللز مة ...بإ ستثناء ما تعلق من ها بأو جه
النزاع التي تمس النظام أو المن العام» .
ل كن م ثل هذا الق يد التشري عي و الم نع القانو ني من الن ظر في منازعات القرارات الما سة
بالنظام العام له أن يحمل أضررا على حرية الصحافة المكتوبة.
ذلك أنفه إذا كان جائزا للسفلطة الداريفة و هفي تباشفر وظيففة الضبفط الداري أن تمفس
بحر ية ال صحافة المكتو بة م ثل ح جز النشريات و توقيف ها ،فإ نه من ال صعوبة ب ما كان إ صلح
الضرار المرت بة على ذلك و ما يم كن أن تكابده المؤ سسات ال صحفية من خ سائر مال ية كبيرة ،
ذلك أن انتظار التوجه إلى قضاء الموضوع من أجل المطالبة بإلغاء قرار التوقيف أو الحجز ،من
شأنه أن يطيل أمد النزاع و يجعل النشرية و بقاءها مهددا .
-المادة 69من قانون البلدية 90/08المؤرخ في .....و المادة 96من قانون الولية 90/09المؤرخ . 39
-رشيد خلوفي قانون المنازعات الدارية –ديوان المطبوعات الجامعية –طبعة .1995 40
37
مفن أجفل ذلك و تدعيمفا لفكرة الرقابفة القضائيفة على النشاطات الداريفة بصففة عامفة و
حفا ظا على حريات الفراد ب صفة خا صة و تقو ية لحر ية ال صحافة المكتو بة ب صفة أ خص من
تعسففات السفلطة الداريفة يسفتحسن إجازة اختصفاص القضاء الداري السفتعجالي للنظفر ففي
المنازعات المتعلقة بالنظام العام. 41
إلى جانفب تم تع رئيفس البلديفة و الوالي بوظي فة الض بط الداري حفا ظا على النظام العام
هناك سلطة أخرى تتم تع بهذه المكان ية على الر غم من كون ها ل تتمتع ب سلطات الض بط الداري
. 42
العام ،و تتمثل في وزير الداخلية الذي يمارس صلحيات محددة قانونا
ف قد م نح مر سوم 94/247لوزير الداخلية صلحيات القيام بالحفاظ على النظام العام في
مادتفه الثانيفة ،و التفي تنفص « :يمارس وزيفر الداخليفة و الجماعات المحليفة صفلحياته ففي
الميادين
التالية ....النظام العام و المن العمومي » .43
القيود الواردة على حرية الفصل الثاني
الصحافة المكتوبة
و بهذا النفص أصفبح وزيفر الداخليفة مؤهل للقيام بحجفز النشريات و توفيقهفا متفى كانفت مهددة
للنظام و المن العموميين .
زيادة على هذا ،فإن قانون العلم 90/07نص في المادة 58على إمكان ية تم تع الدارة
المخت صة بت سليم رخ صة إ ستراد النشريات الدور ية بحجز ها تنفيذا لقرار سابق ،ح يث ن صت هذه
المادة « في حالة عدم احترام أحكام المادة 57أعله يمكن للسلطة المؤهلة قانونا أن تقوم بالحجز
المؤقت لكل نص مكتوب .»....
مع الشارة أن ثمة اختلف واسع بين الوضع القانوني الجزائري و الدول العربية في مجال
سفلطات الضبفط الداري ففي الظروف العاديفة المتعلقفة بحجفز وتوقيفف النشريات ،فففي النظام
التون سي على سبيل المثال بمو جب الف صل الثا ني ع شر من مجلة ال صحافة أجاز المشرع لوز ير
الداخليفة حجفز كلمفا يقفع نشره أو إدخاله إلى البلد التونسفية بصفورة مخالففة لحكام اليداع
القانوني ،44فهذا التدخفل الداري يأتفي تنفيذا لعدم احترام النشريات لشكليات اليداع القانونفي و
ليس بسبب المساس بالنظام و المن العمومي .
الصحافة المكتوبة
و طبقا لهذه الحالة فإن مجال الحريات العامة و حرية الصحافة المكتوبة بصفة خاصة يضيق،
لن مجال تدخل السلطة العسكرية يتسع و يزداد بشكل غير مألوف في الظروف العادية من خلل
و كذا م نع 46
فرض أشكال الرقا بة على الن شر ،وال تي تم ثل سلحا خطيرا في حالت الزمات
إصفدار النشريات ،إذ نصفت المادة 07مفن المرسفوم « يمكفن للسفلطات العسفكرية المخولة
صلحيات الشرطة ضمن الشروط المحددة عن طريق الحكومة أن تقوم بما يأتي :
-أن تجري أو تكلف من يجري تفتيشات ليلية أو نهارية في المحلت العمومية أو الخاصة
و كذلك داخل المساكن .
-أن تمنع إصدار المنشورات...التي تعتقد أنها كفيلة بإثارة الفوضى و انعدام المن أو
استمرارها.
و هذا قفد يكون إتباعفا للنظام الفرنسفي الذي طبقفا للقوانيفن 08أوت و 03أفريفل 1887
الذي يسمح للسلطات العسكرية أن تحل محل السلطات المدنية في اتخاذ إجراءات منع النشريات
ال تي ترى أن ها كفيلة بخلق الفو ضى « ...في حالة الح صار المعل نة تؤول عمل ية ح فظ ال من من
- 45مرسوم رئاسي 91/196المؤرخ في 04/06/1996يتضمن تقرير حالة الحصار ،جريدة رسمية .29/12/96
46
- Jaques Robert ) Propos sur La liberté de La Presse ( D 1964 n chs 189
39
ال سلطات المدن ية إلى ال سلطات الع سكرية ،و ال تي يكون ل ها ال حق في م نع النشريات ال تي ترى
. 47
أنها من طبيعتها خلق الفوضى
الفرع الثاني:
ل تختلف حالة الطوارئ عفن حالة الحصفار إل ففي حالة واحدة ،و هفي أن حالة الطوارئ :
. 48
السلطة المدنية ل تفقد صلحياتها ،إذ تبقى تمارسها بصورة واسعة
و تعرضت الحريات العامة إلى 49
و قد عرفت الجزائر حالة الطوارئ في 09/02/1992
جملة من التضييقات و تقلصت مجالتها ،فقد نصت المادة السادسة من المرسوم الرئاسي المؤرخ
و الذي جاء ليتمفم أحكام المادة الثالثفة مفن المرسفوم الرئاسفي 92/44 50
ففي 11أوت 1992
المتضمن إعلن حالة الطوارئ ،فقد نص على أنه :تتمم أحكام المادة 03من المرسوم الرئاسي
رقم 92/44على النحو التالي...« :يمكن اتخاذ تدابفير لوقف نشاط كل شركة أو جهاز أو
الصحافة المكتوبة
مؤ سسة أو هيأة أو غ فلقها مه ما كا نت طبيعت ها أو اخت صاصها عند ما تعرض هذه الن فشاطات
النظام العام أو المن العمومي أو السير العادي للمؤسسات أو المصالح العليا للبلد للخطر» .
و تتخذ التدابير المذكورة أعله عن طريق قرار وزاري لمدة ل تتجاوز ستة أشهر ،و يمكن
أن تكون موضوع طعفن وففق الشروط و الكيفيات المنصفوص عليهفا ففي التشريفع الجاري بفه
العمل.
و بصد ور هذه المادة تأثرت حرية الصحافة المكتوبة تأثرا مباشرا ،وذلك لفتح المجال أمام
السلطة الدارية بأن تفرض رقابة أكثر على الصحافة المكتوبة إذ هناك من النشريات الدورية ما
تم وقفها و حجزها .51
ومن أ جل ذلك فقد قامت وزارة الداخلية بتأسيس لجان مراقبة على مستوى الطبع وهو ما
يعني إقا مة نظام رقابي وقائي ،لكن المشرع الفرنسي كان أكثر وضوحا ودقة في تحديد علقة
الصحافة المكتوبة بحالة الطوارئ ،فقد نص في المادة 11منه « ...تأهل نفس السلطات في أخذ
. 52
كل الجراءات لضمان رقابة على الصحافة و النشريات مهما كانت طبيعتها »
47
- Emmanuel De Rieux ; Droit de la communication P 99
- 48أحمد محيو ،مرجع سابق ص 421
- 49أعلنت حالة الطوارئ بموجب المسوم 92/44المؤرخ في 99//09/02حرية رسمية رقم 10
- 50مرسوم رئاسي رقم 92/320مؤرخ في 11أوت 1992يتمم المرسوم اللرئاسي 92/44المتضمن أعلن حالة الطوارئ
51
- Brahim Brahimi Le Pouvoir la Presse et les droits de homme en Algérie P 130
- 52قانون حالة الطوارئ المؤرخ في 03أفريل 1955
40
و مفا يمكفن الشارة إليفه ففي هذا الطار أن مرسفوم حالة الطوارئ لم يتضمفن أي نفص
قانو ني يتناول إقا مة دعاوى أو منازعات قضائ ية في حالة تجاوزات ظاهرة تجاه حر ية ال صحافة
المكتو بة ولذلك ف من أ جل سد الفراغ ،ن صت المادة الثال ثة الم َتمّمَة على إمكان ية ر فع ط عن في
حالة تعرض مؤسسات الصحافة للتوقيف أو الغلق ،فقد نصت هذه المادة « ...و يمكن أن تكون
موضوع طعفن وففق الشروط و الكيفيات الجاري بهذا العمفل » ،و يمكفن إقامفة دعوى مفن أجفل
إلغاء قرار الغلق أو الوقف أمام الغرفة الدارية طبقا للمادة 07من قانون الجراءات المدنية .
و ل ما كان قرار الغلق أو الو قف صادرا بمو جب قرار وزاري فإ نه ي جب ا ستنفاذ إجراءات
التظلم الداري .
و هذا التوجه لبسط نظام رقابي قضائي هو الصلح لحرية الصحافة المكتوبة ،لن القضاء
وحده هفو الكفيفل الضامفن لهذه الحريات مفن خطفر وجود تعسفف ناتفج عفن عمليتفي الحجفز و
التوقيف الداريين .
الصحافة المكتوبة
41
بالصواب أو التخطئة يجب أن نمنحها جميع الظروف وتتاح لنا الحرية في مناقشتها ،وبدون ذلك
ل يستطيع كائن ذو مواهب إنسانية أن يثبت بصورة عقلية صواب فكرة أو خطئها" .
وبذات الحماس يدافع النائب الفرنسي شارل فركيه عن فكرة عدم تجريم الرأي الصحفي أثناء
مناق شة قانون حر ية ال صحافة 53وذلك بقوله " :إن ال صحافة ل تنا قش م سائل فقه ية بح تة وإن ما
تنشغل بالخبار والمعلومات ،لذلك فإنها ل تكون في حاجة إلى أن توجه ضدها أسلحة فتاكة من
". 54
الترسانة التشريعية
و يأ بى القضاء المري كي إل أن يشارك في منا صرة الدعوة إلى عدم تجر يم المشرع للرأي
فالقاضي هولمز أحد قضاة المحكمة العليا المريكية يقول " :إذا كان ثمة مبدأ دستوري يدعو إلى
التعلق به أكثر من أي مبدأ سواه ،فهو مبدأ حرية الفكر ول أعني حرية الفكر للذين يؤيدوننا فيما
نذهب إليه ،ولكن أقصد بذلك حرية التعبير عن الفكرة التي نبغضها .
الصحافة المكتوبة
تلك إذن هي الفكار و المبادئ ال تي ا ستقرت علي ها التشريعات الديمقراط ية في تنظيم ها لحر ية
الصحافة المكتوبة و هي تكشف عن سياسة مؤداها أن التوسع في التجريم لم يعد إل شرعة
ومنهاجا في النظم التي تحاول فيها السلطة بسلح التجريم قمع كل وجهة نظر أخرى.
و اتجاه المشرع الجزائري ينفم ففي هذا الشأن عفن رغبتفه ففي عدم الففتوسع ففي جرائم
الرأي و ال صحافة المكتو بة ،واقت صاره على تجر يم الفعال النات جة عن إ ساءة ا ستخدام الحر ية
الممنو حة لل صحافة المكتو بة ،وال تي من شأن ها الم ساس بحر مة الشخاص وحريات هم وكذا النظام
والمن العموميين ،و عند إذن ل يجوز الدفع بالحماية التي فرضتها الدساتير لحرية الصحافة.55
كما أن المشرع الجزائري يرى أن جرائم الصحافة و النشر أشد خطورة من جرائفم القذف
و السب ،على أساس أن جرائم الصحافة و النشر تقع بعد تفكير وتروي حول مايطبع و ما ينشر
في ح ين أن جرائم القذف وال سب عادة ما ت قع في و قت غ ضب أو على إ ثر ا ستفزاز ،ك ما أن
خطورة الصفحافة تكمفل ففي احتمال اتخاذهفا مهنفة لمفن ل أخلق لهفم و تسفترهم حول حريفة
الصحافة المكتوبة ليجنوا مكاسب شخصية غير مشروعة.
المطلب الول:
الصحافة المكتوبة
- 56د .محمد باهي أبو يونس – المرجع السابق ،و أشار إلى ذلك .د عبد الفتاح مصطفى الصيفي ،القاعدة الجنائية ،دراسة تحليلية
على ضوء الفقه الجنائي المعاصر ،بيروت الشركة الشرقية للنشر و التوزيع .
43
فإنه ل يكون له أن يجرم أي فعل أو أي امتناع ،فسلطته هذه تتقيد بالحدود والضوابط الدستورية
التي يتقيد بها حال تنظيمه لحقوق الفراد التي تكون سلطته إزاءها تقديرية.
وعلى ن حو ما تقدم فإن سلطة المشرع في اختيار ما يجر مه لي ست مطل قة و إن ما هي سلطة
57
تتقيد بالمقتضيات الدستورية لمبدأ شرعية الجرائم و هي على نوعين:
أول ضرورة التجريم:
يقت ضي مبدأ شرع ية الجرائم أل يجرم المشرع من الفعال ،و ل يؤ ثم من الت صرفات إل ما
كانت هناك ضرورة ملجئة لتجريمه أو لتأثيمه ،وذلك لن التجريم بطبيعته هو انتقاص من حرية
المواطنيفن و تضييفق لمفا يتمتعون بفه مفن حقوق ،و هفو يجفد مفبرره ففي حمايفة مصفالح أجدر
بالرعاية وحقوق أولى بالعناية من ذلك الجزء المجرم من تصرفات الفراد أو المقتطع بالتأثيم من
حريات هم ،لذا فإن التجر يم يدور وجودا وعد ما مع تلك الم صالح الجتماع ية الحيو ية ،وتلك حقي قة
عبر عن ها الب عض بقوله ":إ نه إذا كان المشرع الجنائي هو صمّام ال من الجتما عي ،فإ نه يكون
لزاما عليه أن يربط التجريم بالحاجات و المصالح الجتماعية الملحة.
القيود الواردة على حرية الفصل الثاني
الصحافة المكتوبة
الصحافة المكتوبة
لقفد تناول المشرع جريمفة الهانفة ( ( Outrageففي المادة 144مفن قانون العقوبات ،لذلك
كان بإمكانه أن يلحق حكم المادة 77من قانون العلم و المتعلقة بإهانة الدين السلمي و إهانة
الديان السماوية الخرى بنص المادة 144دون أن يكلف نفسه عناء إفراد مادة خاصة بذلك.
و من هذا ال نص ن ستخلص أركان الجري مة و هي صفة الضح ية– الو سيلة الم ستعملة– الق صد
الجنائي .
أول صـفة الضـحـية :ينصب الفعل الجرامي على الدين السلمي و باقي الديان السماوية.
ثانيا الوسيلة المستعملة :عدد المشرع بعض الوسائل التي ترتكب بها الهانة ،إذ تفتم بواسطة
الكتابة أو الصوت أو الصورة أوالرسم ،لكنه جاء بعد ذلك ليفتح المجال أمام أي وسيلة أخرى
مما يفهم أنه عدد تلك الوسائل المذكورة في نص المادة على سبيل المثال ل الحصر.
ثالثا القـصد الجـنـائـي :تعتبر هذه الجريمة عمدية يشترط لقيامها توفر القصد الجنائي .
*الجرائم المتعلقة بإصدار الصحف و النشريات و الدورية :
45
فإن المشرع قد إشترط من أ جل ت سجيل 58
أول عدم الت صريح الم سبق :وف قا ل ما سبق بيانه
إصفدار النشريات الدوريفة و رقابفة صفحته أن يقدم بذلك تصفريح مسفبق لوكيفل الجمهوريفة ،و
مخالفة ذلك يدخل في دائرة التجريم حسب ما تقضي به المادة 79حيث تنص « يعاقب كل من
يخالف أحكام المواد ...14من هذا القانون بغرامة مالية تتراوح ما بين 5000دج و 10.000دج
و بوقف العنوان أو الجهاز وقتا معينا أو نهائيا » .
و من ثمة يتضح مايلي :
بالرجوع إلى نص المادة 14من قانون العلم يعتبر جنحة عدم تقديم تصريح مسبق إلى
وكيل الجمهورية المختص إقليميا بمكان صدور النشرية في ظرف ثلثين يوما من صدور العدد
الول منها.
و يعا قب على هذا الف عل بالغرا مة من 5000دج إلى 10.000دج كعقو بة أ صلية ،إضا فة
إلى عقوبة تكميلية تتمثل في وقف العنوان أو الجهاز بصورة مؤقتة أو نهائية .
ثانيا عدم احترام اللتزام بالشفافية الدارية :تعد مخالفة هذا اللتزام من قبيل الفعال المجرمة
في قانون العلم من خلل نص المادتين 79و 85منه .
الصحافة المكتوبة
ح يث ت نص المادة « 79يعا قب كل من يخالف أحكام المواد 22 ...من هذا القانون بغرا مة
تتراوح مابين 5000دج إلى 10.000دج و بوقف العنوان أو الجهاز وقتا معينا أو نهائيا» .
و من ثمة يتضح مايلي :
بالرجوع إلى أحكام المادة 22نجدهفا توضفح بدقفة الشروط الواجفب توافرهفا ففي مديفر
النشر ية الدور ية و هي أن يكون جزائري الجن سية ،أن يكون راشدا و يتم تع بحقو قه المدن ية ،أن
يكون متمتعفا بحقوقفه الوطنيفة ،أن يكون مؤهل مهنيفا وفقفا للختصفاصات ،أل يكون له سفلوك
مضاد للوطن ،أن ل يكون قد حكم عليه بحكم مخل بالشرف. 59
تعد مخالفة أحكام المادة 22جنحة في حق مدير النشرية الذي ل تتوفر فيه هذه الشروط
يعا قب علي ها بالغرا مة من 5000دج إلى 10.000دج كعقو بة أ صلية ،و بو قف العنوان مؤق تا أو
نهائيا كعقوبة تكميلية .
- 58أنظر الصفحة
- 59يقصد المشرع حكما من أجل جريمة مخلة بالشرف.
46
كما تنص المادة «: 85يعاقب بالحبس من سنة إلى 5سنوات و بغرامة مالية تتراوح بين
10.000دج و 50.000دج كل شخص يعير إسمه لمالك نشرية أو بائعها المتجول أو الوصي
عليها ،و يتعرض للعقوبة نفسها المستفيد من إعارة السم »
و من ثمة يتضح التي :
-تتمثل هذه الجريمة في إرتكاب جنحة يقوم العقاب فيها على صورتين :
الصورة الولى :عقاب أي شخص مهما كانت صفته بإعارة إسمه بأي طريقة و ذلك إلى مالك
النشرية ،أو بائعها المتجول أو الوصي على النشرية .
الصورة الثانية :عقاب من يستفيد بهذه العارة .
و العقوبة المقررة لهذه الجنحة هي الحبس من سنة إلى 05سنوات و بغرامة تتراوح ما بين
10.000دج و 50.000دج .
ثالثـا عدم احترام اللتزام بالشفافيـة القتصـادية :إعتفبر المشرع مفن قبيفل الجرائم المرتكبفة
و ذلك من خلل المادتين 79و . 81 بواسطة الصحافة المكتوبة إنتهاك هذا اللتزام
60
ح يث ت نص المادة « 79يعا قب كل من يخالف أحكام المواد ...19 ،18 ...من هذا القانون
بغرامة مالية تتراوح من 5000دج إلى 10.000دج و بوقف العنوان أو الجهاز وقتا معينا أو
نهائيا» .
القيود الواردة على حرية الفصل الثاني
الصحافة المكتوبة
- 60أنظر الصفحة
47
كما تنص المادة «:81يعاقب بالحبس من سنة إلى خمسة سنوات و بغرامة مالية تتراوح
بين 30.000دج و 300.000دج كل مدير لحدى العناوين أو الجهزة العلمية المذكورة في
المادة الراب عة أعله و يتل قى با سمه أو لح ساب النشر ية بكيف ية مباشرة أو غ ير مباشرة أموال أو
منافع من هيئة عمومية أو هيئة أجنبية ،ما عدا الموال المخصصة في دفع الشتراكات و الشهار
حسب التعريفات و التنظيمات المعمول بها ».
و من ثمة يتضح التي :
تعتبر هذه الجريمة جنحة و هي جريمة عمدية تقوم أركانها على :
الركن المـادي :و هو تلقي مدير النشرية بكيفية مباشرة أو غير مباشرة لموال أو منافع سواء
كان ذلك من هيئة عمومية أو هيئة أجنبية .
الر كن المعنوي :و هو الق صد الجنائي من خلل إتجاه الدارة إلى تل قي هذه الموال أو المنا فع
مع العلم بأنها من هيئة عمومية أو أجنبية ،و تخرج عن الموال المخصصة في دفع الشتراكات
و الشهار .
و يعاقفب المشرع على هذه الجنحفة بالحبفس مفن سفنة إلى 05سفنوات و الغرامفة مفن
30.000دج إلى 300.000دج .
و الوا ضح ان المشرع من خلل المادت ين أعله أراد حما ية أ حد أ هم قوا عد حر ية
الصحافة المكتوبة و المتمثل في حق ملكية الصحف و إصدارها على النحو السابق بيانه.
* الجرائم المتعلقة بتداول الصحف :
الصحافة المكتوبة
أول عدم إحترام شكليات اليداع :ففي إطار تنظيمفه لعمليفة إصفدار النشريات الدوريفة أوجفب
61
المشرع القيام بعملية اليداع موضحا الكيفيات التي يتم بها ،وذلك على النحو الذي سبق بيانه
حيث اعتبر المشرع أن مخالفة هذه الشكليات فعل مجرم ،إذ تنص المادة «84يعاقب على عدم
احترام شكلية اليداع المنصوص عليها في المادة 25بغرامة مالية تتراوح ما بين 10.000دج
85و مايلي ها مفن هذا و 50.000دج دون الم ساس بالعقوبات المنصفوص علي ها ففي المواد
القانون».
و من ثمة يتضح التي :
- 61أنظر الصفحة
48
ب عد أن قرر المشرع في قانون العلم شكليات معي نة لليداع ورد ال نص علي ها بالمادة 25
من هذا القانون ،جاء من خلل المادة 84ليعتبر جنحة عدم إحترام هذه الشكليات .
و يعاقب على هذه الجنحة بعقوبة الغرامة التي تتراوح بين 10.000دج و 50.000دج.
ثانيا بيع النشريات الدورية الجنبية المحظورة الستيراد والتوزيع:
يظهر ذلك من خلل المادة 82من قانون العلم ،حيث تنص هذه الخيرة« يعاقب على
بيع النشريات الدورية الجنبية المحظورة الستيفراد و التوزيع في الجزائر بالحبس من شهر إلى
سنتين و بغرا مة مال ية تتراوح من 1000:دج إلى 10.000دج أو بإحدى هات ين العقوبت ين دون
المساس بتطبيق قانون الجمارك ».
و من ثم يتضح التي :
قررت هذه المادة جنحة تقوم أركانها على :
الركن مادي :يقوم على العناصر التالية :
-القيام ببيع نشريات دورية .
-أن تكون هذه النشريات أجنبية .
-أن تكون محظورة الستيراد و التوزيع في الجزائر .
القصد جنائي :حيث تعتبر هذه الجنحة عمدية ،يتوقف قيامها على توفر القصد الجنائي المتمثل
في العلم بأن هذه النشريات أجنبية و محظور استرادها و توزيعها في الجزائر،و إتجاه الرادة إلى
القيام ببيعها وتوزيعها ،والقصد الجنائي هنا مفترض يقع على عاتق الجاني إثبات إنعدامه .
الصحافة المكتوبة
و يعاقفب على هذه الجنحفة بالحبفس مفن شهفر إلى سفنتين و بالغرامفة مفن 1000دج إلى
10.000دج أو بإحدى هاتين العقوبتين .
ثالثا البيع في الماكن العمومية بدون تصريح:
تقرر المادة «83يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة أو بغرامة مالية تتراوح بين 1000دج
إلى 5000دج أو بإحدى هات ين العقوبت ين ف قط كل بائع متجول يبيع دون ت صريح أو ي ستظهر
تصريحا غير صحيح في شأن الفبيع المتجول كما هو محدد في المادة 54أعفله و يمكن أن
تأمر الجهة القضائية بحجز النشريات زيادة على ذلك».
و من ثمة يتضح مايلي :
49
تعتبر هذه الجريمة من قبيل الجنح ،فالحاصل أن المشرع أخضع بفيع النشريات الدورية
و الجنبية و كذا توزيعها في الطريق العام أن يكون بحوزة البائع تصريحا مسبقا من البلدية التي
تحصل عملية البيع أو التوزيع بدائرتها وعلى هذا تقوم هذه الجنحة على العناصر التالية:
الصحافة المكتوبة
تع تبر هذه الجري مة من قب يل الجنايات إذ و ضع ل ها المشرع عقو بة جنائ ية ،و تقوم هذه الجري مة
على العناصر التالية :
-فعل إيجابي يتمثل في نشر أو إدارة أخبار خاطئة أو مغرضة .
-أن تكون هذه الخبار من شأنها المساس بأمن الدولة و الوحدة الوطنية .
-أن يكون إرتكاب هذا الفعل عن عمد .
فإذا توافرت هذه العناصفر جملة قامفت جنايفة المسفاس بأمفن الدولة و الوحدة الوطنيفة التفي
يعاقب عليها بالسجن المؤقت من 05إلى 10سنوات .
50
وحسفنا فعفل المشرع أن أورد هذه الجريمفة ففي قانون العلم ولم يوردهفا ففي الجنايات و
الجنح ضد أمن الدولة المنصوص عليها في قانون العقوبات ،و ذلك لتعلق المر بجرائم الصحافة
المكتوبة المنظمة من خلل قانون العلم.
و ت عد هذه الجري مة قيدا على حر ية الكتا بة في ال صحف ،إذ ينب غي أن تتق يد هذه الحر ية ب حد
طبيعي و هو عدم المساس بنظام و أمن الدولة العموميين.
*جريمة التحريض على ارتكاب الجنايات و الجنح ضد أمن الدولة :
يعاقفب القانون على التحريفض لجفل ارتكاب جنايفة أو جنحفة ضفد أمفن الدولة و الوحدة
الوطنيفة ،حيفث تنفص المادة « 87كفل تحريفض بأي وسفيلة مفن وسفائل العلم على ارتكاب
الجنايات و الجنفح ضفد أمفن الدولة و الوحدة الوطنيفة يعرض مديفر النشريفة وصفاحب النفص
لمتابعات جزائ ية باعتباره ما مشارك ين في الجنايات و الج نح ال تي ت ساهم في ها إذا ترت بت علي ها
أثار.
و يعاقب المدير و صاحب النص بالحبس من سنة إلى 05سنوات و بغرامة مالية تتراوح
ما بين 10.000دج و 100.000دج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ،إذا لم يترتب على التحريض
أثر».
و من ثمة يتضح مايلي :
تتمثل هذه الجريمة في تحريض الغير على إرتكاب جناية أو جنحة و ذلك بأي وسيلة من وسائل
العلم ،و يتمثل العقاب على هذه الجريمة في صورتين :
في حالة تمام الجريمة أي أنه في حالة وقوع الجناية أول صورة العقاب على الجريمة التامة :
أو الجنحة التي حرض الصحفي على إرتكابها ،يعاقفب هذا الصحفي صاحب النص و كذا مدير
القيود الواردة على حرية الفصل الثاني
الصحافة المكتوبة
النشرية التي نشر على صفحاتها المقال بعقوبة الشريك وفقا للقواعد العامة الواردة في المادة 44
مفن قانون العقوبات ،و على ذلك يكون مقدار العقوبفة على قدر عقوبفة الجنايفة أو الجنحفة التفي
إنصب التحريض عليها .
ثانيـا صـورة العقاب على الشروع :ففي حال عدم تمام الجريمفة أي إذا لم يترتفب على
التحريض تمام الجناية أو الجنحة ،يطبق القاضي العقوبة المقررة بنص المادة 87و هي الحبس
من سنة إلى 05سنوات و بالغرامة من 10.000دج إلى 100.000دج أو بإحد هاتين العقوبتين
.
51
*جريمة الساءة للدفاع الوطني :
ع مل المشرع دائ ما على حما ية أ سرار الدفاع الوط فني و الم سائل الع سكرية ال سرية عن
طريق منع نشر كل ما يتعلق بهذه المسائل .
ح يث ت نص المادة « 88يتعرض للعقوبات المن صوص علي ها في المادت ين 67و 69من
قانون العقوبات كل من ين شر أو يذ يع بالو سائل المن صوص علي ها في المادة 4أعله ،خبرا أو
وثيقة تتضمن سرا عسكريا » .
و من ثمة يتضح التي :
تقوم هذه الجريمة على العناصر التالية :
-أن يكون فعل إيجابي يتمثل في عملية النشر .
-أن يتم النشر بإحدى الوسائل المنصوص عليها بالمادة 04و منها الصحافة المكتوبة .
-أن يتضمن النشر لوثيقة أو سر عسكري .
و بالرجوع إلى نص المادتين 67و 69من قانون العقوبات فإن هذه الجريمة قد تكون جناية
كما قد تكون جنحة .
-1تكون جناية حسب نص المادة 67من قانون العقوبات إذا كان الفعل المتمثل في نشر خبر أو
وثيقة تتضمن سرا عسكريا من شأنه أن يؤدي إلى الكشف عن سر من أسرار الدفاع الوطني .
-2و يكون الفعل ذاته جنحة إذا كان من شأنه أن يؤدي إلى الضرار بالدفاع الوطني ،أو يؤدي
إلى علم شخص ل صفة له في الطلع عليها أو إلى علم الجمهور دون أن تكون لديه نيه الخيانة
أو التجسس .
و تكون العقوبة في هذه الحالة هي الحبس من سنة إلى خمس سنوات.
*جرائم المساس بالسر القضائي :
القيود الواردة على حرية الفصل الثاني
الصحافة المكتوبة
الصحافة المكتوبة
الف عل العل ني الم خل بالحياء ( المادة ،) 333الف عل الم خل بالحياء على قا صر (المادة ) 334
الفعل المخل بالحياء (المادة ،) 335الغتصاب (المادة ،) 336الفاحشة بين ذوي المحارم (المادة
،) 337التحريض على الفسق ( المادة . ) 342
و يعاقفب القانون على هذه الفعال بالحبفس مفن شهفر إلى ثلثفة أشهفر و غرامفة مفن
5000دج إلى 100.000دج.
ثالثا جريمة المادة : 92
53
ت نص هذه المادة على أ نه « يعا قب بالحبس من شهر إلى سنة و بغرامة من 2000دج إلى
10.000دج كل من ينشر فحوى مداولت الجهات القضائية التي تصدر الحكم إذا كانت جلساتها
مغلقة ».
ومن ثمة يتضح مايلي :
ت عد هذه الجري مة جن حة ،تتعلق بحما ية ما يجري أمام الجهات القضائ ية من مداولت إذا
تقرر أن تكون جلساتها مغلقة ،و تتلخص الركان العامة لهذه الجريمة في التي :
-1أن يقع النشر بطريق الصحافة المكتوبة.
-2أن يقع النشر على فحوى مداولت جهات الحكم المدنية أو الجزائية التي قررت عقد جلساتها
مغلقة .
و فيمفا يتعلق بالعقففوبة قرر المشرع العقاب على هذه الجريمفة بالحبفس مفن شهفر إلى
سفنة و بغرامة من 2000دج إلى 10.000دج.
رابعا جريمة المادة : 93
تقرر هذه المادة «:يعاقفب بالحبفس مفن شهفر إلى ثلثفة أشهفر و بغرامفة مفن
2000دج إلى 10.000دج كل من ين شر أو يذ يع عن مداولت المرافعات ال تي تتعلق بالحوال
الشخصية أو الجهاض».
و من ثمة يتضح مايلي :
تعد هذه الجريمة جنحة ،وذلك من أجل حماية ما يجري من مرافعات أمام المحاكم في قضايا
الحوال الشخصية(شؤون السرة) و كذا الجهاض و تتلخص عناصر هذه الجريمة فيما يلي :
الصحافة المكتوبة
54
حيفث تقرر هذه المادة «:يمنفع إسفتعمال أي جهاز تسفجيل أو آلة تصفوير ...عاديفة عقفب
إفتتاح الجلسة القضائية ،ما لم تأذن بذلك الجهة القضائية و يعاقب على مخالفة ذلك بغرامة مالية
تتراوح ما بين 2000دج و 10.000دج ».
و من ثمة يتضح مايلي :
يح ظر على ال صحافة المكتو بة القيام بف عل ت صوير ما يدور بالجل سة و ن شر تلك ال صور
على صفحات الجرائد دون إذن الجهة القضائية .
و يعد مخالفة ذلك جنحة أقر لها المشرع عقوبة الغرامة من 2000دج إلى 10.000دج.
*جريمة نشر الخبار الخاصة بالقصر:
تقرر المادة 91من قانون العلم على أ نه«يعا قب بالح بس من ثل ثة أش هر إلى سنة أو
بغرامة من 5000دج إلى 100.000دج كل من ينشر أو يذيع بأي وسيلة كانت قصد الضرار
أي نص أو رسم بياني يتعلق بهوية القصر و شخصيتهم إل إذا تم هذا النشر بناءا على رخصة أو
طلب الشخاص المكلفين ».
و من ثمة يتضح ما يلي :
حما ية للق صر فإن المشرع قيّد من حر ية ال صحافة المكتو بة وم نع علي ها أن تن شر كل ما
يتعلق بهوية القصر و شخصيتهم ،و على هذا تقوم عناصر هذه الجنحة فيما يلي :
-1القدام على النشر بأية وسيلة و منها الصحافة المكتوبة .
-2أن يتعلق النشر بهوية القصر وشخصيتهم .
-3أن ينطوي النشر على نية الضرار .
-4إنعدام رخصة أو طلب من الشخاص المكلفين بالقصر .
الصحافة المكتوبة
و تعد هذه الجريمة جنحة معاقبا عليها بالحبس من ثلثة أشهر إلى سنة و بغرامة من 5000
دج إلى 100.000دج .
الصحافة المكتوبة
إن المشرع الجزائري قد سلك مسلك المشرع المصري حينما نص على جريمة القذف والسب
و الها نة المرتك بة بوا سطة ال صحافة المكتو بة في قانون العقوبات ،وهذا خل فا للمشرع الفرن سي
الذي نص على هذه الجرائم في قانون العلم( قانون 1981 20/07المعدل و المتمم ).
وإن كنفت أعيفب ذلك على المشرع الجزائري ،إذ توحيدا للنصفوص القانونيفة التفي تحكفم
العلم ب صفة عا مة و ال صحافة المكتو بة ب صفة خا صة ،وح تى ل يت يه القا ضي ب ين ن صوص
مبعثرة في قوانين مختلفة ،كان الجدر أن تأتي هذه الجرائم منصوصا عليها في قانون العلم .
و سأتناول هذه الجرائم على التوضيح التالي :
56
أول جريمة القذف : Diffamation
تعرف المادة 296من قانون العقوبات القذف على الن حو التالي « :ي عد قذ فا كل إدعاء
بواق عة من شأن ها الم ساس بشرف و اعتبار الشخاص أو الهيآت المدعفى علي ها ب ها أو إ سنادها
إليهم أوالى تلك الهيأة » .
و تض يف ن فس المادة في شطر ها الثا ني « :يعا قب على ن شر هذا الدعاء أو ذلك ال سناد
مباشرة أو بطر يق إعادة الن شر ح تى و لم تم ذلك على و جه التشك يك أو إذا ق صد به ش خص أو
هيأة دون ذكر السم و لكن كان من الممكن تحديدهما من عبارات الحديث أو الصياح أو التهديد
أو الكتابة أو المنشورات أو اللفتات أو العلنات موضوع الجريمة ».
في ما ن صت المادة 144مكرر و 146على أن القذف المو جه إلى رئ يس الجمهور ية أو
الهيآت المؤ سسة أو الهيآت العموم ية ،قد يكون بأي آل ية ل بث ال صوت أو ال صورة أو بأي و سيلة
إلكترونية أو معلوماتية أو إعلمية أخرى .
و من ثمة يتضح التي :
تقوم جريمة القذف على أركان ثلث وهي :الدعاء بواقعة شائنة أو إسنادها للغير ،العلنية
القصد الجنائي .
الركن الول الدعاء بواقعة شائنة أو إسنادها للغير :
)1الدعاء أو السناد :فالدعفاء يحمل معنى الرواية عن الغير أو ذكر الخبر محتمل الصدق
أو الكذب ،وأمفا السفناد فهفو يفيفد نسفبة المفر إلى شخفص المقذوف على سفبيل التأكيفد سفواء
كانفت
الصحافة المكتوبة
الوقائع المد عي ب ها صحيحة أم كاذ بة ،و ل يتح قق القذف بال سناد المبا شر فح سب ،بل يتح قق
أيضا بكل صور التعبير و لو كان ذلك بصفة تشكيكية أو إستفهامية أو غامضة .
و ي ستوي في القذف أن ي سند القاذف ال مر الشائن إلى المقذوف على أ نه عالم به أو ي سنده
إل يه بطر يق الروا ية عن الغ ير ،و تب عا لذلك ف قد ق ضي بأ نه ي عد قذ فا من ين شر في جريدة مقال
سبق نشره في جريدة أخرى و كان يتضمن قذفا ،على أساس أن إعادة النشر يعد قذفا جديدا. 62
62
57
)2تعييـن الواقعـة :يجفب أن ينصفب الدعاء أو السفناد على واقعفة معينفة و محددة ،و بهذا
الشرط يتميز القذف عن السب لنه إذا كان السناد خاليا من واقعة معينة فإنه يكون سببا ل قذفا .
)3واقعـة مـن شأنهـا المسـاس بالشرف أو العتبار :و الواقفع أن القضاء ل يميفز بيفن الفعفل
الماس
بالشرف ،والفعفل الماس بالعتبار ،وففي هذا السفياق قضفي بأن مفا ورد ففي الصفحافة مفن أن
الفجد
يضطهد حفيده وينتقم منه بكل كراهية و ابتزاز دنيء ،فيه مساس بالشرف و العتبار. 63
ك ما ق ضي كذلك بأن العبارات ال تي وردت في مقال صحفي بشأن طبيب ،كون ما يقوم به
غ ير أخل قي و أ نه يح طم العتاد...و ير فض المر ضى ...ت قع ت حت طائلة المادة 296من قانون
العقوبات لكونها تمس بشرف و اعتبار الشخص المقصود. 64
و تعفد مسفألة المسفاس بالشرف و العتبار مسفألة موضوعيفة يرجفع تقديرهفا لقضاء
65
الموضوع
و الم هم في ال مر أن المشرع الجزائري ل يشترط أن تكون للواق عة الم سندة صحيحة ،فالقانون
يعاقفب على مجرد السفناد صفحت وقائعفه أم لم تصفح ،و هذا على خلف كفل مفن المشرع
المصري و الفرنسي اللذان يشترطان عدم صحة الوقائع المسندة .
)4تعييـن الشخـص أو الهيأة المقذوفـة :يجفب أن يكون المقذوف معينفا ،وهفي مسفألة وقائع
تفصل فيها محكمة الموضوع ،فإذا لم يكن تعيين الشخص المقذوف ممكنا فل يقوم القذف.
الصحافة المكتوبة
* الركن الثاني الـعلنـية :وهو الركن المميز لجنحة القذف ،فإن غاب هذا الركن أصبحت
الجري مة مخالفة يعاقب علي ها القانون في المادة 463/2بعنوان السب غير العل ني ومن ثم وجب
على القاضي إبراز هذا الركن في حكمه و إل كان مشوبا بالقصور. 66
وتتحقفق العلنيفة ففي جريمفة القذف بوسفائل وطرق متعددة كالكتابفة ،وبيفع المطبوعات
وتوزيعها أو عرضها للبيع في مكان عام.
-163د -أحسن بصقيعة – الوجيز في القانون الجنائي الخاص -الجزء الول دار هومة.
-264غ ج م ق 3قرار 16/07/1995ملف : 107891غ منشور.
-365غ ج م ق 3قرار 30/12/1995ملف : 108616غ منشور.
-466غ ج م ق قرار 03/12/1995ملف : 108616غ منشور
-5أحسن بوصقيعة المرجع السابق .
58
غ ير أن المشرع الجزائري يؤ خذ عل يه عدم تحديده بد قة ووضوح طرق العلن ية إذ اكت فت
المادة 296في بدا ية ال مر بذ كر الن شر وإعادة الن شر دون بيان سندات الن شر ،ول عل هذا الخلل
يرجع إلى كون المشرع عندما اقتبس أحكام القذف من قانون العلم الفرنسي أغفل نقل ما نصت
عليه المادة 23من هذا القانون والتي عرفت طرق العلنية ،وانتقل مباشرة إلى نقل محتوى المادة
29التي تقابل نص المادة 296ق.ع في الوقت الذي أحال فيه المشرع الفرنسي بخصوص طرق
العلنية إلى نص المادة .6723
الركـن الثالث القصـد الجنائي :ويتمثفل ففي معرففة الجانفي أن كتابتفه ومفا نشره ففي الصفحف
يصيب المقذوف في شرفه واعتباره ،ول عبرة بالغرض أو الباعث الشريف.68
وخل فا للقاعدة العا مة القائ مة على أ ساس أن ح سن الن ية مفترض في المت هم ،إل أ نه في
جري مة القذف سوء الن ية هو المفترض دائ ما ،لن الذي يقذف شخ صا أو هيئة عل يه إثبات صحة
الوقائع م حل القذف ول يس الش خص المقذوف الذي يتح مل ذلك ،و من ثم يتع ين على المت هم تقد يم
الدل يل على ح سن ني ته ،وعلى هذا ق ضي بأ نه يفترض في ال سنادات القاذ فة أن ها صادرة بن ية
الضرار ،و من ثم فل يس من الضروري إثبات سوء ن ية المت هم في قرار الدا نة مادام أ نه ث بت
. 69
الطابع القاذف للواقعة محل المتابعة
مسـألة صـحة الواقعـة محـل القذف :ل يعتفد المشرع الجزائري بصفحة الواقعفة المسفندة فيقوم
القذف بمجرد السناد ،وهذا على خلف كل من المشرع الفرنسي والمصري الذين يعتبران صحة
الواقعة كسبب لباحة القذف.
ففي القانون المصري يباح القذف في الحالت التالية :
القيود الواردة على حرية الفصل الثاني
الصحافة المكتوبة
الطعن في أعمال موظف عام أو من في حكمه " المادة 302/2ق ع " .
-1إخبار الحكام القضائيين أو الداريين بأمر مستوجب لعقوبة فاعله " المادة 304ق ع " .
-2إسناد القذف من خصم إلى آخر في الدفاع الشفوي أو الكتابي أمام المحاكم " 309ق ع ".
و في القانون الفرن سي :تج يز المادة 35من قانون العلم للقاذف إثبات صحة الواق عة
المسندة إلى المقذوف ،وإذا حصل ذلك تسقط التهمة غير أنه ل يجوز التحجج بصحة الواقعة في
الحالت التية
الصحافة المكتوبة
لهذا فإن إقرار إباحفة إثبات الوقائع محفل القذف اتجاه الموظفيفن ففي التشريعيفن الفرنسفي
والم صري ،هو ترج يح ك فة الم صلحة العا مة على الم صلحة الخا صة ،وعمل ية المواز نة بينه ما
تقتضي بالضرورة في جميع الحوال والظروف تغليب المصلحة العامة.
ول قد جاء مشروع القانون العضوي ليج يز إقا مة البي نة من المت هم حول صحة الوقائع م حل
القذف ،ف قد ن صت المادة 85م نه « تش كل إقا مة البي نة من المت هم كتاب يا أو بوا سطة شهود على
صحة التهامات التي سببت الملحقات على القذف بواسطة هيئة العلم فعل مبررا ».
الصحافة المكتوبة
المادة 298قانون العقوبات ،غ ير أن المشرع سلك م سلكا آ خر بإدرا جه عقو بة القذف المو جه
للهيآت ضمفن أحكام الفففصل الخامفس مفن الباب الول الخاص بالجنايات و الجنفح ضفد النظام
العفمومي و تحديدا في القسم الول بعنوان الهانة و التعدي على الموظف.
الصحافة المكتوبة
طبي عة الت عبير يختلف ح سب المكان و الزمان ،و ير جع للقضاء تقد ير ذلك ،وبذلك يتع ين على
المحكمة أن تذكر في حكمها ألفاظ السب وإل كان حكمها مشوبا بقصور السباب.
-2السناد في السب :و هو العنصر الذي يميز القذف عن السب ،فالقذف ل يكون إل بإسناد
معين ،أما السب فيتوفر بكل ما يتضمن خدشا للشرف أو العتبار.
- 74هذه المادة كانت تقابل المادة 118من قانون 82/01حيث تنص في الفصل الخاص بحماية السلطة العمومية و المواطن« يعاقب
على الهانة المتعمدة الموجهة إلى رئيس الدولة التي ترتكب بواسطة الوسائل المنصوص عليها في المادة 4بالحبس .»...
- 75استعمل المشرع في ذلك مصطلح الساءة ....« :كل من أساء إلى رئيس الجمهورية ».....
62
تعيين المقصود بالسب :يجب أن يوجه السب إلى أشخاص معينين سواء كانوا طبيعيين أم -3
معنوييفن ،و تبعفا لذلك ل تقوم الجريمفة إذا كانفت ألفاظ السفب عامفة أو موجهفة إلى أشخاص
خياليين.
وبوجه عام تتفق جريمة السب و القذف التي يمكن أن ترتكبها الصحافة المكتوبة من حيث
الشخاص المستهدفين وهم :
-الفراد المادة 299ق ع.
-الشخاص المنتمون إلى مجموعة عرقية المادة 298مكرر .
-الهيآت المادة . 146
-رئيس الجمهورية المادة 144مكرر .
-الرسول صلى ال عليه وسلم وباقي النبياء المادة 144مكرر . 2
-شعائر الدين السلمي المادة 144مكرر . 2
الركن الثاني العلنية :
مثل ما هو الحال بالن سب للقذف ،تشترط جن حة ال سب العلن ية ،و هي ن فس العلن ية ال تي
يقتضيها القذف ،وتتحقق بالكتابة و النشر و توزيع النشريات ...
غير أن العلنية ليست ركنا أساسيا في جريمة السب إذ ل تنتفي الجريمة بانتفاء العلنفية
و إنما تتحول من جنحة إلى مخالفة حسب المادة . 463/02
لكن اللفت للنتباه أن المشرع لم يشر إلى العلنية في نص المادة 297خلفا لما هو عليه
. 76
الحال في القانون الفرنسي الذي اشترط هذا العنصر في الجنحة
و عن الجزاء المقرر لهذه الجن حة ،فإ نه على غرار القذف تختلف العقو بة بإخلف صفة
المستهدف بالسب و ذلك كمايلي :
– ال سب المو جه للفراد :تكون العقوبة بالح بس من 06أيام إلى 03أش هر و غرا مة من
5000دج إلى 50.000دج أو إحدى هاته العقوبتين (المادة .)299
القيود الواردة على حرية الفصل الثاني
الصحافة المكتوبة
-السب الموجه للشخص أو الشخاص المنتمين إلى مجموعة عرقية أو مذهبية أو دين معين:
تكون العقوبة من 5أيام إلى 6أشهر و غرامة من 5000دج إلى 50.000دج أو إحدى هاتين
العقوبتين ( المادة 298مكرر) .
63
-السب الموجه إلى رئفيس الجمهفورية وعقوبته الحبفس من 3أشهر إلى 12شهفرا
و غرا مة من 50.000دج إلى 250.000دج بالن سبة للنا شر و الغرا مة من 500.000دج إلى
2.500.000دج بالنسبة للنشرية ( المادتان 144مكرر و 144مكرر .)1
-السب الموجه إلى الهيآت :و عقوبته الحبس من 03أشهر إلى 12شهر و غرامة من
50.000دج إلى 250.000دج ( المادتان . )146 ، 144
-السب الموجه للرسول صلى ال عليه و سلم و بقية النبياء ،و الستهزاء بالمعلوم من
الدين بالضرورة أو بأية شعيرة من شعائر الدين السلمي :تكون العقوبة بالحبس من 3إلى 5
سنوات و غرامة من 50.000دج إلى 100.000دج ( المادة 144مكرر . )2
و الجديفر بالذكفر أن المشرع الجزائري لم يأخفذ بالسفتفزاز كففعذر مفبرر و هذا خلففا
للمشرع الفرنسي و المصري أين يباح السب للستفزاز.
ثالثا الهـانة : Outrage
و هو الفعل المنصوص و المعاقب عليه في المادة 144ق.ع حيث تعاقب هذه المادة كل
من « أهان قاض يا أو موظ فا أو قائدا أو ضاب طا عموم يا أو أ حد رجال القوة العموم ية بالقول أو
الشارة أو التهديد أو إرسال أو تسليم أي شيء إليهم أو بالكتابة أو بالرسم غير العلنيين أثناء تأدية
وظائفهفم أو بمناسفبة تأديتهفا و ذلك بقصفد المسفاس بشرفهفم أو باعتبارهفم أو الحترام الواجفب
لسلطتهم ».
و من هذا النص يتضح مايلي :
أركان الجريمة و هي :صفة الضحية ،الوسيلة المستعملة ،القصد الجنائي.
الركن الول صفة الضحية :حدد المشرع على سبيل الحصر صفة من يكون ضحية لجريمة
الهانة ،إذ يجب أن يكون :
-قاضيا.
الصحافة المكتوبة
الصحافة المكتوبة
الر كن الثالث الق صد الحنائي :تع تبر جن حة الها نة من الجرائم العمد ية و ال تي تقت ضي لقيام ها
توا فر علم الجا ني ب صفة الضح ية و ا ستهدافها اعتبارا لتلك ال صفة ،قا صدا الم ساس بشرف أو
إعتبار الضحية.
65
و أما عن الجزاء المقرر لهذه الجنحة ،فإن المشرع قد أفرد لها عقوبة تتمثل في الحبس من
ثل ثة أش هر إلى سنة و غرا مة من 50.000دج إلى 250.000دج أو إحدى هات ين العقوبت ين
بالنسبة للناشر ،و عقوبة الغرامة من 500.000دج على 2.500.000دج بالنسبة للنشرية ،سواء
كانت الهانة موجهة إلى رئيس الجمهورية (المادة 144مكرر) أو موجهة إلى البرلمان ،المجالس
القضائية و المحاكم ،الجيش أو هيأة عمومية أخرى (المادة 146ق.ع).
و الجدير بذكره أنه بالضافة إلى العقوبات الصلية التي تحكم بها المحكمة و المتمثلة في
الحبس و الغرامة ،فإن قانون العلم تضمن نصوصا يجيز بمقتضاها للمحكمة أن تحكم بعقوبات
تكميلية و يتعلق المر بعقوبة الحجز و الغلق و كذا الوقف .
-بالنسـبة للحجـز :نصفت المادة 99أنفه يمكفن للمحكمفة أن تأمفر بحجفز الملك التفي تكون
موضوع المخالفة.
إلى جانفب هذا النفص فقفد جاءت المادة 83مفن نففس القانون لتنفص على إمكانيفة حجفز
النشريات إذا تم بيعها دون تصريح أو كان التصريح غير صحيح ...و يمكن للمحكمة أن تأمر
الجهة القضائية بحجز النشريات زيادة على ذلك .
-بالنسبة لعقوبة الغلق :هذه العقوبة جاء واردا النص علي ها بالمادة 99من قانون العلم
« يمكن للمحكمة أن تأمر ...و إغلق المؤسسات العلمية المعنية إغلقا مؤقتا أو نهائيا».
-بالنسبة لعقوبة الوقف :فقد أعطى المشرع للقضاء إمكانية وقف العنوان أو الجهاز إذ نصت
المادة «79يعاقب كل من يخالف أحكام المواد ... 22، 19، 18 ،14و بوفق العنوان أو الجهاز
وقتا معينا أو نهائيا ».
و من الوا ضح أن المشرع م نح للقضاء سلطة تقدير ية في و قف النشريات دون تحد يد مدة
الوقف ،فكان أولى به تحديد هذه المدة ،و هو ما سارت عليه المادة 62من قانون حرية الصحافة
الفرنسي التي حددت مدة اليقاف بثلث أشهر .
الصحافة المكتوبة
المطلب الثاني :
المسؤولية و القضاء في جرائم الصحافة المكتوبة :
66
لقد أصبح بديهيا في القانون الجنائي الحديث أن العقوبة شخصية ل تنال غير من يسأل عن
الجريمة ،وهذا المبدأ يفترض أن المسؤولية الجنائية شخصية ل يحملها غير من توافرت بسلوكه
و إرادته أركان الجريمة.77
لكفن هذه القاعدة ليسفت مطلقفة ،إذ يسفتطيع المشرع أن يخرج عليهفا بنصفوص صفريحة
تكون لها صفة الستثناء البحت ،و علة هذا الخروج ما تقضيه مصلحة المجتمع ،لن العقاب ل
يكون فعال رادعا إذا اقتصر على من ارتكب الجريمة كفاعل إو ساهم فيها كشريك ،و إنما يتعين
أن ينال كذلك مفن له الشراف و الرقابفة على سفلوك مرتكفب الجريمفة ،إذ أن تهديده بالعقاب
يحمله على إحكام الرقابة و الحيلولة دون الجريمة .
ك ما أ نه من الناح ية الجرائ ية قد تقت ضي المتاب عة الجزائ ية عن الجرائم المرتك بة بوا سطة
الصحافة المكتوبة إجراءات تخرج عن القواعد العامة.
و سأحاول توضيح ذلك على ضوء التقسيم التالي :
الفرع الول :
المسؤولية عن جرائم الصحافة المكتوبة :إن تنظيم أحكام المسؤولية الجنائية في نطاق جرائم
الصحافة المكتوبة يشكل أهمية بالغة ،لنها من المور الصعبة نظرا لكثرة المتدخلين في عمليات
الكتابة و النشر و الطباعة و التوزيع .
ف قد رئي أن إعمال الحكام العامة في المسؤولية الجنائ ية و محا سبة كل فرد بقدر ما يسهم
بفه ممفا يجعله فاعل أو شريكفا ففي الجريمفة ،نفففي ففي الغالب عدم العقاب على جرائم ترتكفب
بواسطة الصحافة المكتوبة ،كل ذلك كان حافزا على وجود عدة نظريات للخلص من القيود التي
تتضمنها الحكام العامة في المسؤولية الجنائية .
أول نظرية المسؤولية التضامنية :تقوم على أساس تحميل المدير أو الناشر المسؤولية الجنائية
عن الجريمة بصفة دائمة بوصف أنه فاعل لها ،استنادا إلى أنها ل تقع إل بالنشر الذي يباشره
أي منهما .
فيجب أن يؤخذ الشخص المسؤول من بفين من يمثلون الجريدة ،و ليكن رئيس التحرير
و بذلك يتسنى التوفيق بين مطالب الصحافة المكتوبة و بين مطالب العدالة .
القيود الواردة على حرية الفصل الثاني
الصحافة المكتوبة
67
ثانيا نظرية المسؤولية المبنية على الهمال :أساسها تحميل مدير التحرير أو المدير المسؤول
أو الناشر مسؤولية جنائية عن جريمة خاصة ،مبناها إهماله في القيام بواجبه الذي يفرضه عليه
القانون ،ل عن الجريمة التي وقعت بطريق النشر .
ثالثا نظرية المسؤولية المبنية على التتابع :تقوم هذه الفكرة على حصر المسؤولين في نظر
القانون و ترتيب هم على ن حو مع ين ،بح يث ل ي سأل من هم ش خص مادام يو جد غيره م من قدّ مه
القانون عليه في الترتيب ،فحيث ل يعرف المؤلف يسأل عن جريمته الناشر أو المحرر المسؤول
فإن لم يوجد هذا أو ذاك سئل الطابع ،وهكذا تنتقل المسؤولية عن عاتق الشخاص الذين ساهموا
في إعداد المطبوع إلى عاتق الذين عملوا على ترويجه من معلنين أو موزعين أو باعة .
و لقفد ذهفب بعفض الشراح إلى القول بأن مسفؤولية رئيفس التحريفر أو المديفر ففي جرائم
ال صحافة المكتو بة ل تعدو أن تكون حالة من حالت الم سؤولية الماد ية أو الموضوع ية ،و أن ها
قائمة سواء عُرف الكا تب أم لم يعرف ،وسواء كان كاتب المقال أهل لتح مل الم سؤولية أو ل يس
أهل لها ،وسواء وقّع رئيس التحرير أو المدير على العدد أم لم يوقع ،كما أن هذه المسؤولية ل
ترت فع عن كا هل رئ يس التحر ير أو المد ير الم سؤول إذا اد عى عدم عل مه بالن شر أو تذرع بغيا به
وقت حصول هذا النشر ،كذلك الحال بالنسبة لمالك الجريدة و الناشر والطابع .
فإن مالك الجريدة يملك الوسفائل الفعالة لتحريفك الرأي العام و التأثيفر عليفه بمفا ينشفر ففي
جريد ته من مقالت و أخبار ،و من ثم ل يق بل م نه أن يت فنصل من م سؤوليته الجنائ ية المترت بة
على النشر .
و النا شر هو الش خص الذي ق بل ن شر المقال أو ال خبر أو المطبوع و ح قق هذا الن شر ب ما
يقتض يه من ط بع و ل صق و توز يع ،و أ نه ل ي سوغ عقل أن تُ صوّب الم سؤولية الجنائ ية إلى
شخص الطابع و الموزع و البائع و يتنصل منها الناشر .
في حين ذهب البعض الخر إلى القول بأن المسؤولية عن جرائم الصحافة المكتوبة ترتكز
على افتراض علم رئيس التحرير أو المدير بما تنشره جريدته و إذنه بالنشر ،و يكون المشرع قد
أقام قري نة قانون ية قِ بل المد ير مفاد ها أ نه عالم ب كل ما تنشره الجريدة ال تي يتولى إدارت ها ،و هذا
يع ني أن الم سؤولية الجزائ ية على جرائم ال صحافة المكتوبة تعتبر ا ستثناء من الحكام العامة في
قانون العقوبات التي تقضي بأن النسان ل يكون مسؤول إل عن العمل الذي يثبت بالدليل المباشر
أنه قام به فعل. 78
القيود الواردة على حرية الفصل الثاني
الصحافة المكتوبة
- 78د .عبد الحميد ألشواربي – المرجع السابق – ( جرائم الصحافة و النشر).
68
و إذا انتهي نا إلى أن الرا جح أن الم سؤولية في هذه الجرائم هي م سؤولية مفتر ضة ،تب نى على
أساس الخطأ المفترض ،و تنشئ في ذمة الشخص الذي افترضت مسؤوليته إلتزاما عن الخلل
بوا جب سابق ،و تك فل للمتضرر الح صول على التعو يض الم ستحق له في الحوال ال تي يم كن
فيها تعيين سبب الضرر .
فالمسفؤولية المفترضفة مبنيفة على الخطفأ الذي ل يكون مفترضفا ففي جانفب الشخفص
الم سؤول وهذا يع ني ن قل ع بء الثبات من على عا تق سلطة التهام إلى كا هل المت هم ،على
خلف القاعدة المقررة في الثبات في المواد الجزائ ية ،و ال تي بمقتضا ها ي قع على عا تق سلطة
التهام استنادا إلى أن الصل في النسان أنه برئ حتى تثبت إدانته.
فالقانون يفرض دائما على الشخص الذي يحمله المسؤولية الجزائية القيام بواجب ،أنه لو قام
به لما وقعت الجريمة ،فإهماله هو السبب في وقوعها و لذلك يسأل عنها .
و يبقى للشخص المسؤول حق رفع أو دحض مسؤوليته الجزائية القيام بالطرق التي رسمها
القانون إذ يجوز للشخفص المسفؤول عفن جرائم الصفحافة المكتوبفة أن يدحفض مسفؤوليته بإثبات
القوة القاهرة أو ينفي الخطأ من جانبه وإن كان هذا النفي من المور الصعبة في الغالب .
و ل قد أ قر المشرع الجزائري نظر ية التتا بع في الم سؤولية عن الجرائم المرتك بة بوا سطة
الصحافة المكتوبة ،إلى جانب إقراره لفكرة المسؤولية التضامنية ،فنجد قانون العلم يعتبر أن
أول الم سؤولين عن مقال ين شر في نشر ية دور ية هو المد ير ثم يل يه كا تب المقال ،و هو ما
قررته المادة 41منه « يتحمل المدير أو كاتب المقال أو الخبر مسؤولية أي مقال ينشر ،»...و
كذلك ن صفت المادة 42أ نه « يتح مل م سؤولفية الجرائ فم المرتك بة في ال صحاففة المكتو بة
المديرون و الناشرون و الطابعون أو الموزعون و البائعون و ملصفففقوا العلنات» ،وأكدت
المادة 43أنه يمكن أن يتابع إلى جانب مدير النشرية أو الناشر ،المتدخلون في العملية الصحفية
الذين تم النص عليهم في المادة 42و هم الطابعون ،الموزعون ،البائعون ...
ومن هنا تبرز فكرة التتابع من خلل حصر المسؤولين و ترتيبهم على نحو معين و انتقال
المسؤولية على التتابع بينهم .
كما تبرز فكرة المسؤولية التضامنية من خلل ماجات به المادة 144مكرر 1من قانون
العقفوبات التي صرحت أنفه عندما ترتفكب الجريمة المنصوص عليها في المادة 144مكرر
الصحافة المكتوبة
69
( الساءة إلى رئيس الجمهورية ) بواسطة نشرية يومية أو أسبوعية أو غيرها ،فإن المتابعة تتخذ
ضد مرتكب الساءة و ضد مدير النشرية و ضد مسؤول التحرير و كذلك ضد النشرية نفسها. 79
و الجديفر بالذكفر أن المشرع الجزائري كان على خلف المشرع المصفري حينمفا لم يقرر
حالت يع في من خلل ها المد ير أو رئ يس التحر ير من الم سؤولية الجزائ ية و ترك ذلك للقوا عد
العامة ،إذ أن المادة 195من قانون العقوبات المصري نصت على أنه « ...و مع ذلك يعفى من
المسؤولية الجزائية رئيس التحرير أو المحرر المسؤول :
-إذا أثبت أن النشر حصل بدون علمه وقدم منذ بدء التحقيق كل ما لديه من المعلومات والوراق
المساعدة على معرفة المسؤول على ما نشر.
-إذا أرشد أثناء التحقيق عن مرتكب الجريمة...و أثبت أنه لو لم يقم بالنشر لعرض نفسه لخسارة
وظيفته في الجريدة .
الفرع الثاني :
إجراءات المتابعة من أجل الجرائم التي ترتكب بواسطة الصحافة المكتوبة :
تثير مسألة المتابعة من أجل الجرائم التي ترتكب بواسطة الصحافة المكتوبة نقطتين :الشكوى
والتقادم
أول م سألة الشك ـوى :هناك ب عض الجرائم التعبير ية في القانون الم صري ق يد المشرع في ها
حرية النيابة و جعل حقها في تحريك الدعوى في هذه الجرائم متوقفا على حدوث أمر من ثلث
هي :
-إما صدور شكوى من المجني عليه.
-صدور طلب كتابي من وزير مختص أو من جهة حكومية معينة.
-إما الحصول على إذن من جهة خاصة.
و لم يكن قانون العقوبات الجزائري قبل تعديله يستوجب شكوى المجني عليه للمتابعة من
أ جل القذف مهما كانت الجهة الموجه إلي ها ،و ذلك لعدم النص على وجوب هذه الشكوى ،و لكن
إ ثر تعد يل قانون العقوبات بمو جب قانون 01/09ن صت المادتان 144مكرر و 144مكرر 2
صراحة على أن إجراءات المتاب عة تبا شر تلقائ يا من ق بل النيا بة العا مة بخ صوص القذف المو جه
إلى رئيس الجمهورية أو إلى الرسول صلى ال عليه و سلم ،أو بقية النبياء أو الستهزاء بالدين
القيود الواردة على حرية الفصل الثاني
الصحافة المكتوبة
- 79تمسك المشرع بالمسؤولية الجزائية للنشرية على الرغم من أنها ل تتمتع بالشخصية المعنوية ومن ثم ليس لها كيان قانوني ،
فكان أحرى بالمشرع إن كانت نيته تقرير المسؤولية للشخص المعنوي أن ينص على عقوبة مؤسسة الطباعة و النشر التي تصدر عنها
النشرية .
70
أو بأ ية شعيرة من شعائر ال سلم ،في ح ين لم تتض من المادة 146المعدلة بخ صوص القذف
الموجه إلى الهيآت ما يفيد بأن المتابعة الجزائية تكون تلقائية من النيابة.
فهل يفهم من اقتران المادة 146بالمادتين 144مكرر و 144مكرر 2أن المتابعة تكون
تلقائ ية عند ما يتعلق ال مر برئ يس الجمهور ية أو الر سول صلى ال عل يه و سلم ...و تكون بناء
على شكوى في الحالت الخرى ؟
يم كن القول أ نه في ظل القانون الجد يد تخ ضع المتاب عة من أ جل القذف الذي يم كن أن يرت كب
بواسطة الصحافة المكتوبة للقواعد التية:
-إذا كان القذف موجها إلى رئيس الجمهورية أو إلى الرسول (ص) أو بقية النبياء أو للدين أو
ليفة شعيرة مفن شعائر السفلم ،يكون على النيابفة مباشرة المتابعفة تلقائيفا متفى توافرت أركان
الجريمة دون أن يكون لها في ذلك سلطة الملئمة .80
-إذا كان القذف موجها للهيآت العمومية أو الفراد تكون المتابعة إما بناء على شكوى المجني
عليه و إما بمبادرة من النيابة و في الحالتين تكون للنيابة سلطة ملءمة المتابعة.
و في حالة ما إذا ما تمت المتابعة بناءا على شكوى المجني عليه فإن سحب شكواه ل يوقف
المتابعة لن المشرع لم يعلق المتابعة عليها.
وهكذا فإن المشرع الجزائري بعدم اشتراطه شكوى المجني عليه يكون قد خرج على ما هو
معمول به في القانون المقارن ،كما هو الحال في القانون المصري كما سبق ذكره أو في القانون
الفرنسي .
ثانيا مسألة التـقادم :لم ينص المشرع الجزائري على مهلة خاصة لتقادم الدعوى العمومية في
الجرائم الصحفية ومن ثم تتقادم حسب القواعد العامة ،في حين نصت معظم التشريعات المقارنة
ومنهفا القانون الفرنسفي الذي نفص ففي المادة 65مفن قانون العلم أن جريمتفي القذف والسفب
تتقادمان بثلثة أشهر من تاريخ إرتكاب الجريمة .
و الجديفر بالذكفر ففي أطار الجراءات أنفه نظرا للخصفوصية التفي تقوم عليهفا الجرائم
الصفحفية ،فإن المشرع الجرائي أضففى أيضفا نوعفا مفن الخصفوصية فيمفا يتعلق بإجراءات
المتابعة حول هذه الجرائم ،وهو المر الذي يظهر من خلل نص المادة 59من قانون الجراءات
الجزائية التي تمنع صراحة إتخاذ إجراءات التلبس عند المتابعة بشأن جنح الصحافة.
الـــخــاتــمـة :
المصادر والمراجع:
أول :المؤلفات باللغة العربية
)1د .أحسن بوسقيعة – الوجيز في القانون الجنائي الخاص ،الجزء الول ،دار هومة.
)2أح مد مح يو – محاضرات في المؤ سسات الدار ية ،ترج مة مح مد عرب صاصيل –
ديوان المطبوعات الجامعية.
)3بشير بلعيد – القضاء المستعجل في المور الدارية.
73
)4جمال العطيففي–حريفة الصفحافة وففق تشريعات الجمهوريفة العربيفة المتحدة،القاهرة،
.1971
)5د.عبد الحميد الشواربي -جرائم الصحافة والنشر ،منشأة المعارف السكندرية .1997
)6د .عبد ال البستاني -حرية الصحافة ،دراسة مقارنة ،حقوق القاهرة.
)7د .عبد الرحيم صدقي -جرائم الرأي والعلم ،دار الفكر العربي.
)8د .عبد الرؤوف هاشم بسيوني – نظرية الضبط الداري في النظم الوصفية والشريعة
السلمية دار النهضة العربية .1995
)9د.عماد عبفد الحميفد النجار– الوسفيط ففي تشريعات الصفحافة،المكتبفة النجلومصفرية
.1985
)10د .مزي عبد الرحمن -قضاء العلم ،ديوان المطبوعات الجامعية.
)11د .مح مد با هي أ بو يو نس -التقي يد القانو ني لحر ية ال صحافة ،دار الجام عة الجديدة
للنشر .1996
)12د .محسن فؤاد فرج -جرائم الفكر والرأي والنشر ،دار الفكر العربي .1993
)13محمد لعساكر -محاضرات ألقيت على طلبة الماجستير.
)14د .مبدر ألو يس -أ ثر التشه ير في ال صحافة على الحر ية الشخ صية ،درا سة مقار نة،
دار الجاحظ .1986
)15محمفد حمدان -مدخفل إلى قانون العلم والتصفال ففي تونفس ،منشورات معهفد
الصحافة وعلوم الخبار .1996
)16سفليمان جازع الشمري -الصفحافة والقانون ففي العالم العربفي والوليات المتحدة
المريكية الدار الدولية للنشر والتوزيع.
)17د .سعد عصفور -النظام الدستوري المصري ،دستور ،1971السكندرية.
)18د .سامي ذبيان -الصحافة اليومية والعلم ،دار المسيرة ،الطبعة الثانية .1987
)19د .شف يق سعيد -الطار القانو ني لل صحافة في تو نس ب ين المبادئ والت طبيق ،المجلة
القانونية التونسية.
)20رشيد خلوفي -قانون المنازعات الدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،طبعة .1995
)21د .طعيمة الجرف -موجز القانون الدستوري ،دار النهضة العربية .1980
ثانيا :المؤلفات باللغة الجنبية
1( Brahim Brahimi- Le pouvoir, la presse et les droits de l’homme en
Algérie.
2( Charles Volquie- Droit de la presse de 1881.
74
3( Emmanuel Derieux – Droit de la communication.
4( Jaques Robert – Propos sur la liberté de la presse.
5( Jean Tell ) F ( Le régime juridique de la presse étrangère en France
RER 1949
6( Pinto ) R (La liberté d’information et d’opinion en le droit
international JDI.
7( Touchard ) J ( Histoire des idées politiques. Paris P.U.F 1971.
ثالثا :القوانين والمراسيم
)1قانون 90/07مؤرخ في 03/04/1990المتعلق بالعلم.
)2قانون 90/08متعلق قانون البلدية 90/09 .متضمن قانون الولية مؤرخان في
.07/04/1990
)3قانون 82/01مؤرخ في 06/02/1982المتعلق بالعلم ( الملغى).
)4قانون 16/ 96مؤرخ في 02/07/1996المتعلق باليداع القانوني.
04/06/1991يتضمفن إقرار حالة )5مرسفوم رئاسفي 91/196مؤرخ ففي
الحصار.
)6مرسوم رئاسي 92/44مؤرخ في 04/02/1992يتضمن إقرار حالة الطوارئ.
)7مرسوم تشريعي 93/13مؤرخ في 26/10/1993يخص بعض أحكام القانون
90/07المتعلق بالعلم.
)8المر سوم التنفيذي 94/247مؤرخ في 10/08/1994يحدد صلحيات وز ير
الداخلية والجماعات المحلية .
)9مشروع القانون العضوي للعلم .
رابعا :المجلت
)1تقرير المرصد الوطني لحقوق النسان .94/95
)2الندوة الوطنية الثانية للقضاء ،وزارة العدل.
خامسا:مواقع أنترنيت
(1 www.apfw.org
(2 www.legifrance.com
(3 www.geocities.com
(4 www.voltairenet.org
الفهرس
حرية الصحافة المكتوبة في القانون الجزائري
75
الصفحة
مقدمة
الـفـصل الول :ماهــية حرية الصحافة
المكتوبة04 ..........................................................................
المبحث الول :مفهوم حرية الصحافة
المكتوبة06..........................................................................
-المطلب الول :تعريف حرية الصحافة
المكتوبة07...............................................................
-المطلب الثاني :أساس حرية الصحافة
المكتوبة08..............................................................
•الفرع الول :الساس
الدستوري.............................................................................
08...........
•الفرع الثاني :الساس
القانوني................................................................................
11......
المبحث الثاني :مبادئ حرية الصحافة
المكتوبة14.........................................................................
-المطلب الول :حق الفراد في ملكية الصحف و
إصدارها14.......................................................
•الفرع الول :التصريح
المسبق................................................................................
16..........
•الفرع الثاني :الشروط و اللتزامات المفروضة على المؤسسات
الصحفية18..........................
أول :اللتزام
بالشفافية........................................................................................
18...........
/1الشفافية
الدارية............................................................................................
19...........
/2الشفافية
القتصادية........................................................................................
ثانيا :اللتزام بضمان 20...........
الستقللية21....................................................................................
/1منع تلقي إعانات من
الخارج..........................................................................................
21
/2جنسية المدير و
المؤسسين.......................................................................................
76
21...
-المطلب الثاني :الحق في التعبير عن الرأي في
الصحف23.....................................................
•الفرع الول :حق
التصحيح...............................................................................
25...................
•الفرع الثاني :حق
الرد.....................................................................................
27.................
-المطلب الثالث :حرية تداول
الصحف................................................................................
28...
•الفرع الول :المقصود بتداول الصحف
وأهميته28.................................................................
أول :المقصود بتداول
الصحف...........................................................................................
28.
ثانيا :أهمية الحق في تداول
الصحف29 ...............................................................................
•الفرع الثاني :حرية تداول
الصحف................................................................................
29...
أول :إجراءات
اليداع.........................................................................................
30................
ثانيا :الترخيص
المسبق.......................................................................................
31............
الفصل الثاني :القيود الواردة على حرية الصحافة
المكتوبة33.....................................................
المبحث الول :القيود الدارية على حرية الصحافة
المكتوبة34....................................................
المطلب الول:القيود الدارية في الظروف
العادية34..........................................................
المطلب الثاني :القيود الدارية في الظروف
الستثنائية37...............................................
•الفرع الول :حالة
الحصار.................................................................................
37..................
•الفرع الثاني :حالة
77
الطوارئ...............................................................................
38...............
المبحث الثاني :القيود الجزائية على حرية الصحافة
المكتوبة40..................................................
المطلب الول :الجرائم التي تقع بواسطة الصحافة المكتوبة
41.......................................
•الفرع الول :الجرائم المنصوص عليها في قا نون
العلم43................................................
•الفرع الثاني :الجرائم المنصوص عليها في قا نون
العقوبات54.........................................
المطلب الثاني:المسؤولية و القضاء في جرائم الصحافة
المكتوبة63..............................................
•الفرع الول :المسؤولية عن جرائم الصحافة
المكتوبة64.....................................................
أول :نظرية المسؤولية
التضامنية..................................................................................
64.
ثانيا :نظرية المسؤولية المبنية على
الهمال64................................................................
ثالثا :نظرية المسؤولية المبنية على
التتابع64...............................................................
•الفرع الثاني :إجراءات المتابعةمن أجل الجرائم التي ترتكب بواسطة
الصحافة المكتوبة.....
..........................................................................................
67..........................
أول :مسألةالشكوى
..............................................................................................
67............
ثانيا :مسألة
التقادم.....................................................................................
68..................
الخاتمة...........................................................................................
69..............................................
78
79