Professional Documents
Culture Documents
الخاتمة .....................................................
المقدمة
إن الحمد ل نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من
يهده ال فل مضيل له ،ومين يضلل فل هادي له ،وأشهيد أن ل إله إل ال وحده ل شرييك له،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فلقيد وضيع السيلم القواعيد الحكيمية للحفاظ على السيرة مين الشقاق و الشتات ..وأرسيى
المبادئ القويمية التيي تدرأ عنهيا المشكلت؛ تلك المشكلت؛ التيي تنغيص على الزوجيين
سعادتهما وتذ هب بالمودة وال سكينة بينه ما .ك ما م نع ال سلم كل ما من شأ نه أن يفرق ب ين
أفرادها ،أو يعيق السرة عن تحقيق أهدافها...
إن اهتمام السلم بالسرة له أسبابه؛ فالسرة هي اللبنة القوية التي يبنى بها صرح المجتمع
المسلم ،وهي المدرسة اليمانية التي تخرج الجيال المسلمة.
لذلك فقيد حرص أعداء السيلم أن يفرقوا شملهيا ،ويزعزعوا أركانهيا ؛ لتفقيد قدرتهيا على
النتاج والعطاء ،فأدخلوا باطلهم إليها عبر وسائل كثيرة من أهمها العلم.
إن م ما يؤ سف له أن هذه ال سرة الم ستهدفة من ق بل أعدائ ها مهددة أيضا من ق بل أ صحابها
المسؤولين عنها وبالخص :الزوج بالدرجة الولى والزوجة ثانيا.
وحرصا منا على سلمة السرة المسلمة من المشكلت التي تعصف بها رأينا أن ننبه الزوج
إلى ب عض الخطاء المه مة ال تي ل ها ال ثر ال كبير في هدم ال سرة وزرع الح قد والبغضاء ب ين
أفرادها؛ لكي نصل باجتناب الوقوع في مثل هذه الخطاء ونحوها إلى "أسرة بل مشكلت" إل
ما كان عارضا وم ما هو من طبي عة الب شر وال تي لم ي سلم من ها ح تى ب يت النبوة كالغيرة ب ين
النسياء ونحوهيا ،وحتيى هذا النوع مين المشكلت فإن فقيه الزوج والزوجية لمسيؤوليتهما
وواجباته ما كفيلن ي بإذن ال ي ب حل م ثل هذه الشكالت العار ضة .ول قد و صينا الزو جة
ببعض الوصايا التي من شأنها ي إن أخذت بها ي أن تجعل من بيتها عشا هادئا ،ومكانا آمنا
تسوده المحبة والرحمة ،والسكن واللفة ..وأخيرا أسأل ال عز وجل أن يجعل عملنا خالصا
لوجهه الكريم وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ،وآخر دعوانا أن الحمد ل
رب العالمين.
2
المبحث الول :
الوقاية خير من العلج
هناك أمور مه مة ل بد من مراعات ها ق بل الزواج لوقا ية ال سرة الم سلمة من المشكلت ال تي
ربما أوهنت جدارها ،ومن هذه المور:
-1حسن الختيار :
على الرجل أن يتأكد من صلح المرأة التي ستكون في المستقبل
القرييب زوجتيه وأم أطفاله وموضيع سيره ،وليعلم المسيلم أن
تفري طه في التح قق من صفات مخطوب ته سيعرضه إلى مشكلت
عظيمة ومصائب جسيمة.
إن مين أهيم الصيفات التيي ينبغيي للمسيلم الحرص عليهيا فيمين
سييختارها لتكون شريكية له فيي بيتيه وحياتيه صيفة التقوى
والصلح ،وفي هذا يقول المصطفى صلى ال عليه وسلم " :تنكح
المرأة لربع :لدينها ولمالها ولحسبها ولجمالها فاظفر بذات الدين
تر بت يداك" .قال المام النووي رح مه ال" :ال صحيح في مع نى
الحد يث أن ال نبي صلى ال عل يه و سلم أ خبر ب ما يفعله الناس في
العادة ،فإن هم يق صدون هذه الخ صال الر بع ،وآخر ها عند هم ذات
الدين فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين"
وما يقال عن المرأة يقال أيضا عن الرجل ،فل بد من التأكد من
صيلحه وتقواه وال عيز وجيل يقول( :وأنكحوا الياميى منكيم
والصالحين من عبادكم )..النور ،الية.32 :
ويقول إمام الهدى عل يه أف ضل ال صلة وال سلم" :إذا أتا كم من ترضون دي نه
وخلقه فزوجوه ،إل تفعلوا تكن فتنة في الرض وفساد كبير".
كما ينبغي سؤال أهل التقوى والصلح واستشارتهم في أمر الزواج كما فعلت
فاطمة بنت قيس رضي ال عنها حيث قالت :أتيت النبي صلى ال عليه وسلم
فقلت :إن أ با الج هم ومعاو ية خطبا ني؟ فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم:
"أما معاوية فصعلوك لمال له ،وأما أبو الجهم فل يضع العصا على عاتقه"،
فرسول ال صلى ال عليه وسلم نظر إلى أحوال كل الرجلين بين أن الول،
فقير ،والثاني "ضراب للنساء" كما جاء في رواية لمسلم.
-2النظر:
كم من السر تفككت روابطها وهي في أشهرها الولى لعدم الوئام القلبي بين
3
الزوج والزو جة ..ودل يل القلب وقائده وبريده الن ظر ..ولذلك قال رسول ال
صلى ال عل يه و سلم للمغيرة و قد خ طب امرأة " :ان ظر إلي ها فإ نه أحرى أن
يؤدم بينك ما" .قال المغيرة ر ضي ال ع نه " :فنظرت إلي ها ،ثم تزوجت ها ،ف ما
وقعت عندي امرأة بمنزلتها" .فانظر إلى من تريد خطبتها ثم اسأل قلبك بعد
ذلك :هل أحببت ها أو يم كن أن تحب ها؟ واحذر (أو احذري) أن تخادع نف سك أو
تستحيي أن تصارح أهلك!!
ل على ما تستطيع القيام به:
-3الشروط قيود فل توافق إ ّ
كثيير مين المشكلت التيي تحدث بعيد الزواج هيي لخلل الزوج ببعيض
الشروط التي وافق عليها عند العقد ولم يستطع الوفاء بها بعد الزواج ،يوم أن
ذ هب الندفاع والحماس العاط في ،وأ حس بث قل تلك الشروط ال تي ألزم نف سه
بهيا ،و"المسيلمون على شروطهيم" ..وأحيق الشروط وفاءً ،ميا اسيتحللتم بيه
الفروج فاحذر أن تلزم نفسك بشروط ل تستطيع الوفاء بها.
المبحث الثاني:
أزواج على طرفي نقيض
الذي يدقق النظر في الواقع الذي تعيشه بعض السر اليوم في مجتمعنا ،يجد
أن هناك فئة من الزواج على طرفي نقيض ..بين إفراط وتفريط في تعاملهم
مع زوجاتهم...
الطرف الول :أهانوا الزوجيية وتعدوا على حقوقهييا،
وارتكبوا بحق ها أخطاء منكرة ..ل تقر هم علي ها الشري عة
ال تي أع طت للمرأة كرامت ها وأعل نت منزلت ها ..وح سبك
أن رسيول ال صيلى ال علييه وسيلم يحيث على حسين
التعا مل مع ها في أ كبر تج مع للم سلمين وذلك في ح جة
الوداع ح يث يقول" :ا ستوصوا بالن ساء خيرا" ؛ بل ال مر
بالعشرة الحسنة ،والمعاملة بالمعروف للمرأة أكبر من أن
يؤكد عليها برسالة فقط ،فنزل القرآن آمرا بها ومخلدا لها
إلى قيام السياعة ..قال الحيق عيز وجيل ( :وعاشروهين
بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل
ال فيه خيرا كثيرا) النساء ،الية. 19 :
4
أ ما الطرف الثا ني :ف قد أطلقوا ل ها الزمام وتركوا الح بل
على الغارب ..فغرقييت المرأة فييي بحيير الشهوات
يك مخالف لمبدأ
يا ..وهذا ل شي
يا بيدهي
وأهدرت كرامتهي
القوامة الذي أعطاه ال للرجال فقال عز وجل( :وللرجال
علي هن در جة) البقرة ،ال ية . 228 :ل كي يم نع الت سيب
والتنصل من المسؤولية في السرة المسلمة.
لقيد نتيج عين هذا الطرف وذاك نتائج وخيمية أحدثيت شرخا فيي السيرة
المسلمة … ومن هذه النتائج على سبيل المثال:
حالت الطلق وما يترتب عليه من إضاعة للولد غالبا
وتفكيك للسرة بكاملها.
كثرة المشكلت الزوجيية التيي ل تجعيل مين السيرة
محضنا تربويا سليما له ال ثر ال كبير على ترب ية الجيال
المسلمة.
إن أخطاء بعيض الرجال بحيق المرأة ،اسيتغلت اسيتغللً
ماكرا مين قبيل أهيل الهواء مين علمانييين وغيرهيم ..
يا ،ويغزون
ياروا يضخمون هذه الخطاء ويعممونهي
وصي
المرأة بكسير قييد الطاعية لزوجهيا بعبارات ظاهرهيا
معسيول وباطنهيا سيم زعاف ،كعبارة "تحريير المرأة
وم ساواتها بالر جل" وهذا ما يفعله ب عض الذئاب البشر ية
اليوم ،الذيين يكتبون عين المرأة عيبر المجلت النسيوية،
والتيي ابتلي بعيض المسيلمين بشرائهيا ومتابعتهيا..
وقصارى القول ،فإن خطأ الرجل بحق زوجته ي إفراطا
أو تفريطا يي ذنيب سييسأل عنيه أمام ال لقوله صيلى ال
علييه وسيلم "كلكيم راع وكلكيم مسيؤول عين رعيتيه ، ..
والرجل راع على أهل بيته".
وع ند الن سائي" :إن ال تعالى سائل كل راع ع ما ا سترعاه أح فظ ذلك أم
ضيع ،حتى يسأل الرجل عن أهل بيته".
5
المبحث الثالث
أخطاء يقع فيها بعض الزواج
سجيتركز الحديجث حول بعجض الخطاء المهمجة التجي يقجع فيهجا الرججل "تجاه
زوجتجه" ،مجع توضيجح الصجورة المشرقجة الصجحيحة لتعامجل سجيد الخلق عليجه
أفضل الصلة والسلم مع زوجاته أمهات المؤمنين.
أولً :عدم تعليم الزوجة تعاليم دينها ..وأحكام شريعتها..
فهناك من النساء من ل يعرفن كيف يصلين الصلة الصحيحة!!
ومنهن من ل تعرف أحكام الحيض والنفاس !!
ومن هن من ل تعرف ك يف تتعا مل مع زوج ها معاملة شرع ية!! أو ك يف تر بي أبناء ها ترب ية
إسلمية!!
بل قد ي قع الب عض من هن في الشرك والعياذ بال و هن ل يشعرن ..كالنذر لغ ير ال ،وال سحر
والكهانة.
ولكن وبالمقابل تجد كل همها أن تتعلم كيف تعمل الطبخة الفلنية وكيف تجهز الكلة الفلنية
لن زوجها يسألها عن ذلك.
ولكن كيف تتوضأ للصلة؟!
وكيف تؤديها؟!
هذا أمير ل يهتيم بيه الزوج ول يسيأل عنيه ..وهذا ل شيك تضيييع لمبدأ التعاون على البر
والتقوى كميا قال تعالى( :وتعاونوا على البر والتقوى) المائدة ،اليية ،2 :وإخلل بالمسيؤولية
التي قال عنها صلى ال عليه وسلم" :كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع على
أهله" وحسبك أن تعلم أهمية العلم الشرعي للمرأة المسلمة ؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
زوج امرأة لر جل وج عل صداقها شيئا من كتاب ال .ك ما أ نه صلى ال عل يه و سلم خ صص
يوما للنساء يعظهن فيه.
أي ها الزوج الكر يم :إن طرق و سائل تعل يم المرأة أمور دين ها كثيرة ي ول الحمد ي نذ كر لك
بعضها:
-1تهديها كتبا عن السلم وأحكامه وتناقشها فيها.
-2تهديها شريطا وتطلب منها أن تلخص لك ما ذكره المحاضر في محاضرته.
-3تحضرها إلى الدروس والندوات والمحاضرات التي يلقيها المشايخ وطلبة العلم في المساجد.
-4تتدارس معها كتابا من الكتب مثل :رياض الصالحين أو كتاب التوحيد.
-5تخبرها كل جمعة عن موضوع الخطبة وتناقشها فيه.
-6تربطها بصحبة صالحة وتساعدها على حضور مجالس الذكر معهن.
6
-7تحرص على حضورها ي إن أمكن ي إلى المراكز النسائية التي تقوم على إدارتها الصالحات
من النساء.
-8تكون في بيتك مكتبة فيها مجموعة من الكتب السلمية وتحثها على الطلع والقراءة.
-9تخصص هدية شهرية لها إن هي حفظت من كتاب ال بعض السور أو اليات.
-10تحثها على استماع إذاعة القرآن الكريم.
ثانيا :تلمس الزلت وتتبع العثرات :
وقد نهى الرسول صلى ال عليه وسلم عن ذلك فيما يرويه جابر رضي ال عنه قال " :نهى
رسيول ال صيلى ال علييه وسيلم أن يطرق الرجيل أهله ليلً" .وذلك مخافية أن يتخونهيم ،أو
يتلمس عثرات هم ،ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع ال عور ته ،ومن تتبع ال عورته فض حه
ولو في عقر داره أو جوف بيته ؛ بل على الزوج أن يتحمل ويتغاضى عن تقصير زوجته في
ب عض حقو قه ..وتباطئ ها في تنف يذ ب عض أوامره وأن ل يك ثر من المحا سبة ،لقوله صلى ال
عليه وسلم" :استوصوا بالنساء خيرا ،فإن المرأة خلقت من ضلع ،وإن أعوج شيء في الضلع
أعله ،فإذا ذهبت تقيمه كسرته ،وإن تركته لم يزل أعوج ،فاستوصوا بالنساء خيرا".
والحديث فيه فوائد عديدة منها:
إن تقو يم العوجاج يكون بر فق ح تى ل يك سر ،ول يترك في ستمر على عو جه ..خا صة إذا
تعدى العوجاج من نقص هو في طبيعة المرأة إلى معصية بمباشرة منكر أو ترك واجب.
قال ابن حجر :وفي الحديث "سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر على عوجهن ،وأن من
رام تقويمها فاته النتفاع بهن مع أنه ل غنى للنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على
معاشه،فكأنه قال :الستمتاع بها ل يتم إل بالصبر عليها"
ثالثا :الظلم بإيقاع العقوبات التي ل تتناسب مع الخطأ الذي وقعت فيه المرأة ومن صور ذلك:
7
ومين الظلم فيي مبدأ العقوبات :إخراج الزوجية مين بيتهيا
بدون مسيوغ شرعيي يقتضيي ذلك وال عيز وجيل يقول:
(ل تخرجوهين مين بيوتهين ول يخرجين إل أن يأتيين
بفاحشية مبينية وتلك حدود ال ،ومين يتعيد حدود ال فقيد
ظلم نفسه).الطلق ،الية.1:
وميين الظلم فييي مبدأ العقوبات :الضرب على الوجييه
وال سب والتقب يح .جاء ر جل إلى الر سول صلى ال عل يه
وسلم فقال :ما حق المرأة على زوجها؟ فقال" :أن يطعمها
إذا طعيم ،ويكسيوها إذا اكتسيى ،ول يضرب الوجيه ،ول
يقبح ،ول يهجر إل في البيت".
8
شيء ليس من ذكر ال لهو أو سهو ،إل أن يكون أربع خصال :ومنها ملعبة الرجل أهله".
وقيد قال صيلى ال علييه وسيلم لعائشية" :تعالي حتيى أسيابقك" قالت "فسيابقني فسيبقته" ومين
الملط فة أن تطعم ها بيدك ،يقول عل يه أف ضل ال صلة وال سلم" :إ نك لن تن فق نف قة تبت غي ب ها
وجه ال إل أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك".
و من التل طف مع الزو جة نداؤ ها بأ سماء التدل يل وأحيانا بالترخ يم لزيادة المح بة والمودة .ف قد
كان عليه الصلة والسلم ينادي عائشة رضي ال عنها فيقول ":يا حميراء ،أتحبين أن تنظري
ن كان يناديها فيقول" :يا عائش هذا جبريل يقرئك السلم".
إليهم" وأحيا ً
سادسا :استنكاف الرجل عن مساعدة زوجته في بعض شؤون البيت ..بل بعض الجهال يعده
من خوارم الرجولة ...وهذا هو سيد الرجال عليه أفضل الصلة والسلم تحدث عنه عائشة
وقد سئلت عن النبي صلى ال عليه وسلم ما كان يصنع في بيته؟ ! قالت :كان يكون في مهنة
أهله "تع ني في خد مة أهله" فإذا حضرت ال صلة خرج إلى ال صلة .ك يف ل يكون كذلك و هو
الذي يقول صلى ال عليه وسلم" :أنا خيركم لهلي".
سابعا :ن شر أ سرار زوج ته وعيوب ها .ف قد قال صلى ال عل يه و سلم" :إن شر الناس ع ند ال
منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها".
ثامنا :تسرع وتساهل بعض الزواج في طلق زوجاتهم.
أيها الزوج الكريم :إن الصلة بينك وبين زوجتك من أقدس الصلت وأوثقها ،وليس أدل على
قدسيتها من أن ال عز وجل سمى العهد بين الزوج وزوجته بالميثاق الغليظ فقال( :أخذن منكم
ميثاقا غليظا ) النسياء ،اليية . 21 :ولذلك كان حيل رابطية الزواج ،وإنهاء العلقية الزوجيية
أمرا بغيضا في السلم لما يترتب عليه من تفكيك للسرة وتشتيت لفرادها .وقد قال الرسول
صلى ال عل يه و سلم" :أب غض الحلل إلى ال عز و جل الطلق" .فل ينب غي للم سلم أن يقدم
عليه دون مسوغ مقبول.
أي ها الزوج الكر يم :إن الطلق لم يشرع في ال سلم ليكون سيفا م صلتا على رق بة المرأة ك ما
يعتقيد بعيض الزواج ،ول شرع ليكون يمينا تؤكيد بيه الخبار كميا يفعيل بعيض الجهال ،ول
ليكرم به الضيوف ،ول لح مل المخا طب على ف عل ش يء أو المتناع عن ش يء م ثل ما اعتاد
"عليي الطلق إل ".....فهذا خطيأ عظييم
ّ علييه بعيض الناس حييث يقول مخاطبا صيديقه:
وانحراف كبير في استعمال هذا المر الشرعي...
أي ها الزوج ال حبيب :إن ال سلم ل يغ فل عن الوا قع ،ف قد ين شب الخلف ب ين الزوج ين ،م ما
يؤدي إلى الطلق ،ولكين ل يجوز أن يكون الطلق الخطوة الولى فيي حسيم خلفيك ميع
زوج تك؛ بل ل بد من أن تل جأ إلى الكث ير من الو سائل ق بل الطلق لعلج هذا الخلف .فل
تعجل ول تتسرع بالطلق فتندم بعد فوات الوان.
9
همسة :يحرم عليك شرعا أن تطلق زوجتك وهي حائض أو في طهر قد جامعتها فيه !! أو أن
تطلقها ثلثا في مجلس واحد!.
تاسعا :القدام على تعدد الزوجات دون مراعاة ضوابطه الشرعية:
ل ر يب أن الزواج من الثان ية والثال ثة والراب عة أ مر شر عه ال ؛ ول كن المل حظ أن الب عض
م من ير غب ت طبيق هذه "السينة" أو ممين طبقهيا فعلً ل يبالي بتق صيره فيي واجبا ته وإخلله
بكث ير من م سؤولياته تجاه زوج ته الولى وأبنائه .وال عز و جل يقول( :فإن خف تم أل تعدلوا
فواحدة) النساء ،الية ،3:وهذا التقصير والتفريط ليس من العدل الذي أمر ال به..
أيها الزوج الكريم إن التعدد حق ولكن ..إذا لم تحسن استخدامه ،وتلتزم بشروطه ومسؤولياته
فإنيه يهدم البيوت ويشرد الطفال ،ويزييد فيي المشكلت السيرية والجتماع ية ..فقدر التبعية
وتدبر المور قبل الشروع فيه ورحم ال امرءا عرف قدر نفسه.
عاشرا :ضعيف الغيرة ..وله صيور كثيرة :أن يسيمح للرجال الجانيب بمصيافحة زوجتيه أو
مخالطتهيا ،وهذا مميا ابتلييت بيه بعيض السير التيي جهلت أحكام الديين مين ناحيية وتأثرت
بالفرن جة وأ هل الهواء من ناح ية أخرى ،فيترك زوج ته تختلط مع أخ يه (أي أخ الزوج) أو
أبناء عموم ته ،والر سول صلى ال عل يه و سلم يقول" :إيا كم والدخول على الن ساء" .فقال رجل
من النصار :أرأيت الحمو؟ -أي أقارب الزوج من غير المحارم -قال" :الحمو الموت".
ومن صور ضعف الغيرة - :تركها مع السائق تجوب السواق والطرقات بالسيارة .وكم من
المشكلت نشأت من هذا التفريط وكم من السر تفككت نتيجة لهذه المعاصي.
10
المبحث الرابع:
عشر وصايا لزوجة تريد
عشر وصايا إلى المرأة ...إلى الزوجة ..إلى صاحبة البيت وأم الولد التي تريد أن تجعل
من بيتهاعشا هادئا ومكانا آمنا تسوده المحبة والرحمة والسكينة واللفة.
يا أيتها المؤمنة:
عشر وصايا أضعها بين يديك ،ترضين بها ربك ،وتسعدين بها زوجك ،وتحفظين بها عرشك.
الوصية الولى :تقوى ال والبعد عن المعاصي:
إذا أردت أن تعشش التعاسة في بيتك ،وتفرخ فاعصي ال !!
إن المعا صي تهلك الدول وتزلزل الممالك ..فل تزلزلي بي تك بمع صية ال ول تكو ني كفل نة
عصت ال ..فقالت نادمة باكية بعد أن طلقها زوجها :جمعتنا الطاعة وفرقتنا المعصية ..يا
أ مة ال ..احف ظي ال يحف ظك ويح فظ لك زو جك وبي تك .إن الطا عة تج مع القلوب وتؤلف
بينها والمعصية تمزق القلوب وتشتت شملها..
ولذلك كانت إحدى الصالحات إذا وجدت من زوجها غلظة ونفرة ..قالت :أستغفر ال ..ذلك
بما كسبت يداي ويعفو عن كثير.
فالحذر الحذر أختي المسلمة من المعاصي وعلى الخص:
ترك الصيلة أو تأخيرهيا أو أداؤهيا على غيير الوجيه
الصحيح.
مجالس الغيبة والنميمة والرياء والسمعة.
انتقاص الخرين والسخرية منهم (:يا أيها الذين آمنوا ل
ي سخر قوم من قوم ع سى أن يكونوا خيرا من هم ول ن ساء
من ن ساء ع سى أن ي كن خيرا من هن) .الحجرات ،ال ية :
. 11
الخروج إلى ال سواق بغيير ضرورة وبدون محرم "أ حب
البلد إلى ال مساجدها ،وأبغض البلد إلى ال أسواقها".
تربيية الطفال تربيية غربيية ،أو ترك تربيتهيم للخادمات
والمربيات الكافرات.
تقليد الكافرات" ،فمن تشبه بقوم فهو منهم".
مشاهدة الفلم الخليعة واستماع الغاني.
قراءة المجلت الماجنة.
دخول السائق والخادمة إلى المنزل بل ضرورة.
11
إهمال الزوج ومعصيته.
مصاحبة الفاجرات والفاسقات "المرء على دين خليله".
التبرج والسفور.
المر الثاني :التعرف على الزوج:
أن تتعرف المرأة على زوج ها ،تعرف ماذا ي حب فتحاول أن تلب يه ،وتعرف ماذا يكره فتحاول
أن تجتن به مالم ي كن في التلب ية أو الجتناب ل مر ما مع صية ل فعندئذٍ ل طا عة لمخلوق في
معصية الخالق ..واسمعي لهذه المرأة الحكيمة التي حاولت أن تتعرف على زوجها..
قال الزوج لصاحبه :من عشرين عاما لم أر ما يغضبني من أهلي...
فقال صاحبه متعجبا :وكيف ذلك...
قال الزوج :مين أول ليلة دخلت على امرأتيي ،قميت إليهيا فمددت يدي نحوهيا ،فقالت :على
ر سلك يا أ با أم ية ..ك ما أ نت ،ثم قالت :الح مد ل و ال صلة وال سلم على ر سول ال ..إ ني
امرأة غري بة ل علم لي بأخل قك ،فبين لي ما ت حب فآت يه ،و ما تكره فأتر كه ،ثم قالت :أقول
قولي هذا وأستغفر ال لي ولك.
قال الزوج ل صاحبه :فأحوجت ني وال إلى الخط بة في ذلك المو ضع ،فقلت :الح مد ل وأ صلي
على النبي وآله وأسلم.
وبعد :فإنك قلت كلما إن ثبت عليه يكن ذلك حظك ،وإن تدعيه يكن حجة عليك ..أحب كذا
وكذا ،وأكره كذا وكذا ..ومارأيت من حسنة فانشريها ،وما رأيت من سيئة فاستريها .فقالت:
ك يف محب تك لزيارة أهلي؟! قال :ما أ حب أن يمل ني أ صهاري ] ..يع ني ل يريد ها تك ثر من
الزيارة[ ..
فقالت :ف من ت حب من جيرا نك أن يد خل دارك فآذن له؟ و من تكره فأكره؟ ..قلت :ب نو فلن
قوم صالحون ،وبنو فلن قوم سوء...
قال الزوج لصاحبه :فبت معها بأنعم ليلة ،وعشت معها حولً ل أرى إل ما أحب ..فلما كان
رأس الحول ..جئت من عملي ..وإذا بأم الزو جة في بي تي ..فقالت (أم الزو جة) لي :ك يف
رأيت زوجتك.
قلت :خير زوجة ..قالت :يا أبا أمية ..وال ماحاز الرجال في بيوتهم شرا من المرأة المدللة
..فأدب ميا شئت أن تؤدب ،وهذب ميا شئت أن تهذب ..قال الزوج :فمكثيت معيي عشريين
عاما لم أعتب عليها في شيء إل مرة وكنت لها ظالما"..
ما أ سعدها من حياة ..وال ل أدري أأع جب من الزو جة وكيا ستها أم من الم وتربيت ها أم
الزوج وحكمته ..ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء.
ثالثا :الطاعية المبصيرة للزوج وحسين المعاشرة.إن حيق الزوج على زوجتيه عظييم ..قال
12
ر سول ال صلى ال عل يه و سلم" :لو ك نت آمرا أحدا أٍن ي سجد ل حد لمرت المرأة أن ت سجد
لزوج ها" .وأول هذه الحقوق الطا عة في غ ير مع صية ال ،وح سن عشر ته وعدم مع صيته قال
عل يه أف ضل ال صلة وال سلم" :اثنان ل تجاوز صلتهما رؤو سهما :ع بد آ بق من موال يه ح تى
ير جع ،وامرأة ع صت زوج ها ح تى تر جع" .ولذلك قالت عائ شة أم المؤمن ين ت عظ الن ساء " :يا
مع شر الن ساء لو تعل من ب حق أزواج كن علي كن لجعلت المرأة من كن تم سح الغبار عن قد مي
زوجها بخد وجهها".
أنت من خير النساء!!
بطاعتك لزوجك وحسن معاشرته تكونين بإذن ال من خير النساء ،قيل يا رسول ال أي النساء
خير؟ قال " :التي تسره إذا نظر ،وتطيعه إذا أمر ،ول تخالفه في نفسها ول مالها بما يكره".
واعل مي أ نك من أ هل الج نة بإذن ال … إن اتق يت ال وأط عت زو جك لقوله صلى ال عل يه
وسلم" :المرأة إذا صلت خمسها ،وصامت شهرها ،وأحصنت فرجها ،وأطاعت زوجها ،فلتدخل
من أي أبواب الجنة شاءت".
رابعا :القناعة:
نر يد من المرأة الم سلمة أن تر ضى ب ما يق سم ل ها قل أو ك ثر ..فل تطلب من زوج ها مال
يستطيع عليه أو مال تمس الحاجة إليه ..وقد ورد في الثر " :أعظم النساء بركة" ..من هي
يا ترى"! أهي التي تلبس أغلى الثياب ولو اقترض زوجها ثمنها من بعض الصحاب؟ كل ..
وال " ..أعظم النساء بركة ،أيسرهن مؤنة".
وتأملي أختيي المسيلمة أدب نسياء السيلف رضيي ال عنهين ..كانيت إحداهين إذا هيم زوجهيا
بالخروج من الب يت أو صته و صية ..ما هذه الو صية!! تقول له " :إياك وك سب الحرام ،فإ نا
نصبر على الجوع ول نصبر على النار" ..أما بعض نسائنا اليوم فبماذا يوصين أزواجهن إذا
هموا بالخروج من الب يت؟ اترك الجا بة على هذا ال سؤال ل ني على يق ين أ نك أعلم بالجا بة
مني.
خام سا :ح سن تدب ير شؤون الب يت:و من ح سن التدب ير :ترب ية الولد وعدم ترك هم للخادمات،
ونظا فة الب يت وح سن ترتي به ،وإعداد الطعام في الو قت المنا سب .و من ح سن التدب ير :أن
تضيع المرأة مال زوجهيا فيي أحسين موضيع ..فل تسيرف فيي الزينية والكماليات وتخيل
بالضروريات..
وتأملي حفظك ال في قصة هذه المرأة ..امرأة الحطاب ...
قالت :إن زوجي إذا خرج يحتطب (يجمع الحطب من الجبل) أحس العناء الذي لقيه في سبيل
رزقنا ،وأحس بحرارة عطشه في الجبل تكاد تحرق حلقي ،فأعد له الماء البارد حتى إذا ما قدم
وجده ،وقد نسقت و رتبت متاعي وأعددت له طعامه ،ثم وقفت أنتظره في أحسن ثيابي ،فإذا
13
ما ولج الباب ا ستقبلته ك ما ت ستقبل العروس عرو سها الذي عشق ته ،م سلمة نف سها إل يه ..فإذا
أراد الراحة أعنته عليها ،وإن أرداني كنت بين ذراعيه كالطفلة الصغيرة يتلهى بها أبوها..
سادسا :حسن معاشرة أهل الزوج وأقاربه:
وأخيص بذلك أميه التيي هيي أقرب الناس إلييه ..فيجيب أن تتوددي إليهيا ،وتتلطفيي معهيا،
وتظهري الحترام لهيا ،وتتحملي أخطاءهيا ،وتنفذي فيي غيير معصيية ال يي أوامرهيا ميا
استطعت إلى ذلك سبيلً .كم من البيوت دخلها الشقاق والخلف ،بسبب سوء تصرف الزوجة
تجاه أم زوجها ..وعدم رعايتها لحقها ..تذكري يا أمة ال أن التي سهرت وربت هذا الرجل
الذي هو زوجك الن ..هي هذه الم ..فاحفظي لها جهدها وقدري عملها حفظك ال ورعاك
( ..هل جزاء الحسان إلّ الحسان).الرحمن ،الية. 60:
سابعا :مشاركة الزوج في أحاسيسه ومشاعره ومقاسمته همومه وأحزانه.
إذا أردت أن تعيشيي فيي قلب زوجيك فعيشيي هموميه وأحزانيه ..ولعلي أذكرك بامرأة ظلت
تعيش في قلب زوجها حتى بعد موتها ..لم تنسه السنون حبها .. .ولم يمح تطاول الدهر أثرها
في قلبه ..ظل يذكرها ...ويذكر مشاركتها له في محنته وشدته في ابتلئه وكربته ....ظل
يحبها حبا غارت منه زوجته الثانية التي تزوجها بعدها ..فقالت ذات يوم" :ماغرت على امرأة
لل نبي صلى ال عل يه و سلم ما غرت على خدي جة ،هل كت ق بل أن يتزوج ني ،ل ما ك نت أ سمعه
يذكرها" ..وفي رواية " ..ماغرت على أحد من نساء النبي صلى ال عليه وسلم ما غرت على
خدي جة و ما رأيت ها ،ول كن كان ال نبي صلى ال عل يه و سلم يكثير ذكر ها" ..وذات مرة قالت
عائشة للنبي صلى ال عليه وسلم بعد أن ذكر خديجة" :كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إل خديجة؟
فيقول لها :إنها كانت وكانت" ..وجاءت رواية أحمد في مسنده لكي تفسر كانت وكانت فقال:
"آمنيت بيي حيين كفير الناس وصيدقتني إذ كذبنيي الناس ،وواسيتني بمالهيا إذ حرمنيي الناس،
ورزقني ال منها الولد".
إنها خديجة التي ل ينسى أحد تثبيتها للنبي صلى ال عليه وسلم ،وتشجيعها إياه ،ووضعها كل
ما تملك تحت تصرفه من أجل تبليغ دين ال للعالمين..
ل ينسى أحد قولتها المشهورة التي جعلت النبي مطمئنا بعد اضطراب وفرحا بعد اكتئاب ،لما
نزل عليه الوحي لول مرة" :وال ل يخزيك ال أبدا ،إنك لتصل الرحم ،وتحمل الكل ،وتكسب
المعدوم وتعين على نوائب الحق" .فكوني يا أختي المسلمة كخديجة ي رضي ال عنها وعنا
جميعا ي.
ثامنا :شكر الزوج على جميل صنيعه:وعدم نسيان فضله ..من لم يشكر الناس لم يشكر ال ..
فل تكوني من اللتي لو أحسن إليها زوجها الدهر كله ثم رأت منه شيئا قالت ما رأيت منك
خيرا قط ..ولقد قال صلى ال عليه وسلم" :يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أ هل
14
النار! فقلن :ييا رسيول ال ولم ذلك؟ قال :تكثرن اللعين ،وتكفرن العشيير" وكفران العشيير..
جحود فضل الزوج وعدم القيام بحقه.
أيتها الزوجة الكريمة :شكر الزوج يكون ببسمة على ميحاك تقع في قلبه فتهون عليه بعض ما
يلقاه في عمله أو بكل مة حان ية ساحرة تف يد ح بك في قل به غضا طر يا .ً .أو بكل مة بإعذاره عن
خطئه في حقك ..وأين هذا الخطأ في بحر فضله وإحسانه إليك...
همسة :ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال" :ل ينظر ال إلى امرأة ل تشكر زوجها
وهي ل تستغني عنه".
تاسعا :كتمان أسرار الزوج وستر عيوبه:
الزوجة موطن سر الزوج ،وألصق الناس به وأعرفهم بخصائصه ..ولئن كان إفشاء السر من
الصفات الذميمة من أي شخص كان ،فهو من الزوجة أعظم وأقبح بكثير.
إن مجالس بعيض النسياء ل تخلو مين كشيف وفضيح لعيوب الزوج أو بعيض أسيراره؛ وهذا
خطره جسيم وإثمه عظيم؛ ولذلك عندما أفشت إحدى زوجات النبي صلى ال عليه وسلم سرا
من أ سراره جاء العقاب صارما ف قد آلى الر سول صلى ال عل يه و سلم على نف سه أل يقرب ها
شهرا كاملً.
وأنزل ال حق عز و جل بهذا الحدث قرآنا فقال عز و جل( :وإذ أ سر ال نبي إلى ب عض أزوا جه
حديثا ،فلما نبأت به وأظهره ال عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض).التحريم ،الية. 3: :
وإبراه يم عل يه ال صلة وال سلم عند ما زار اب نه إ سماعيل طرق عل يه الباب ،فلم يجده ،ف سأل
امرأ ته ع نه فقالت" :خرج يبت غي ل نا ،ثم سألها عن عيش هم وهيئت هم فقالت :ن حن ب شر ،ن حن
بض يق وشدة ،فش كت إل يه ..فقال إبراه يم عل يه ال سلم :فإذا جاء زو جك فاقرئي عل يه ال سلم
وقولي له يغيير عتبية بابيه ..فعندميا جاء إسيماعيل وأخيبرته زوجتيه بالذي حصيل ..فقال
إسماعيل :ذاك أبي ،وقد أمرني أن أفارقك ،إلحقي بأهلك فطلقها" ..فإبراهيم عليه السلم رأى
أن المرأة ال تي تك شف سر زوج ها وتشت كي زوج ها بهذه ال صورة المتشائ مة ل تل يق أن تكون
زوجة لنبي فأمره بطلقها..
فحافظي أختي المسلمة على أسرار زوجك واستري عيوبه ول تظهريها إل لمصلحة شرعية
كالتظلم ع ند القا ضي أو المف تي أو من ترج ين ن صحه ..ك ما فعلت ه ند ر ضي ال عن ها ع ند
الر سول صلى ال عل يه و سلم ح يث قالت :إن أ با سفيان ر جل شح يح ل يعطي ني ما يكفي ني
وأولدي ..أفآ خذ من ماله بغ ير إذ نه؟! فقال صلى ال عل يه و سلم " :خذي ما يكف يك وولدك
بالمعروف" .وحسبك أختي المسلمة قول الرسول صلى ال عليه وسلم ":إن من شر الناس عند
ال منزلة يوم القيامة :الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ،ثم ينشر أحدهما سر صاحبه".
وأخيرا :الفطنة والكياسة ..والحذر من الخطاء ..
15
فمن الخطاء:
و صف الزو جة لزوج ها محا سن ب عض الن ساء الل تي تعرف هن ..و قد ن هى
الرسول صلى ال عليه وسلم عن ذلك فقال " :ل تباشر المرأة المرأة فتصفها
لزوجها كأنه ينظر إليها".
هل تعرفين لماذا؟
ومين الخطاء :ميا تفعله كثيير مين الزوجات عنيد رجوع
أزواجهن من العمل ..فما أن يجلس الزوج مستقرا حتى
تذكره بميا يحتاجيه البييت مين مطالب ،وميا يجيب عليهيم
تسيييره مين المور ،ومصياريف الولد ..والزوج ل
يرفيض الحدييث فيي مثيل هذه المور ،ولكين يجيب أن
تتحين الزوجة الوقت المناسب لذلك..
ين
ين الثياب والتحلي بأحسي
ين الخطاء :ارتداء أحسي
ومي
الحلي عنيد الخروج مين البييت ،وأميا عنيد الزوج ..فل
جمال ول زينية ..إلى غيره مين الخطاء التيي تنغيص
على الزوج متعتيه بزوجتيه ،والزوجية الفطنية هيي التيي
تجتنب ذلك كله ..وإل يك وصية تلك الم الحكي مة لبنت ها
وهي تعظها فقالت:
أي بنيية ،إنيك قيد فارقيت بيتيك الذي فييه درجيت ،إلى رجيل لم تعرفييه،
وقر ين لم تألف يه ،فكو ني له أ مة ي كن لك عبدا ،واحف ظي له خ صالً عشرا
يكون لك ذخرا:
أما الولى والثانية :فالخشوع له بالقناعة ،وحسن السمع والطاعة.
أ ما الثان ية والراب عة :فالتف قد لمو ضع عي نه وأن فه ،فل ت قع عي نه م نك على
قبيح ،ول يشم منك إل أطيب ريح.
وأ ما الخام سة وال سادسة :فالتف قد لو قت نو مه وطعا مه ،فإن ثورات الجوع
ملهبة ،وتنغيص النوم مغضبة.
وأميا السيابعة والثامنية :فالحتراس بماله ،والرعاء على حشميه وعياله،
وملك المر في المال حسن التقدير ،وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة :فل تعصين له أمرا ،ول تفش ين له سرا ،فإنك إن
خالفت أمره أوغرت صدره ،وإن أفشيت سره لم تأمني غدره.
ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مهموما ،والكآبة بين يديه إن كان فرحا.
16
وقفة معك أيها الزوج
إن لك أن تعلم أن للمرأة هموما وأحزانا تفوق همومك وأحزانك ،وأنها كائن حي رقيق تحتاج
إلى من يطبب ها وي ساعدها ويعطي ها من وق ته ،فإذا ك نت أ نت ي أي ها الزوج الحنون ي بعيدا
عنها وعن مساعدتها ومداواتها ،فإلى من تسعى؟ فهي ل ترتضي سواك صديقا ول ترتضى
سواك طبيبا.
واعلم أن جلو سها في الب يت ل يع ني شعور ها بالرا حة والهدوء ،فإن لدي ها أبناء تتعا مل مع هم
وتربيهم لتنشئهم نشأة صالحة ،وكل هذا يحتاج منها إلى جهد نفسي وقلبي وجسدي أكبر من
الجهد الذي تقوم به أنت في مكتبك أو مصنعك ،ولو تبادلت معها الوظيفة لما استطعت عليها
ساعة من نهار ،كيف ل؟ ورسول ال صلى ال عليه وسلم يعدل وظيفتها بالجهاد في سبيل ال
هو ذروة سنام السلم" .ثم نذكرك كلما وقعت عيناك على تقصير من زوجتك تذكر قول النبي
صلى ال عليه وسلم حيث يقول :ل يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ،أو
قال غيره" .واخ تم بهذه الق صة ليت ضح لك المق صود" :ف قد روي أن رجلً جاء إلى ع مر ا بن
الخطاب – رضي ال عنه – يشكو سوء خلق زوجته ،فوقف على بابه ينتظر خروجه ،فسمع
امرأة ع مر ت ستطيل عل يه بل سانها وتخا صمه ،وع مر ساكت ل يرد علي ها ،فان صرف الر جل
راجعا ،وقال إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلبته وهو أمير المؤمنين ،فكيف حالي؟
وخرج ع مر فرآه موليا عن با به فناداه وقال :ما حاج تك أي ها الر جل؟ فقال :ياأم ير المؤمن ين،
جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها علي ،فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت إذا
كان هذا حال أم ير المؤم ين مع زوج ته ،فك يف حالي؟ فقال ع مر :يا أ خي ..إ ني أحتمل ها
لحقوق لها عل يّ إنها لطباخة لطعامي ،خبازة لخبزي ،غسالة لثيابي ،مرضعة لولدي ،ويسكن
قلبي بها عن الحرام ،فأنا أحتملها لذلك.
فقال الرجل :يا أمير المؤمنين . .وكذلك زوجتي ،قال عمر :فاحتملها يا أخي ،فإنما هي مدة
يسيرة".
فانظر إلى محاسن زوجتك كلما رأيت منها تقصيرا أو تفريطا...
17
الخاتمة
وبعد هذه الجولة نضع بين أيديكم حديثين عظيمين الول :نهديه إلى الزوج الكريم حيث يقول عليه السلم:
"ل يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر".
فانظر إلى محاسن زوجتك كلما رأيت منها تقصيرا أو تفريطا ..وتذكر أن أولدك بحاجة إلى
حنان أمهم وهم بحاجة إلى أن يروا أبويهما ينعمان بحب ووئام ...وتفاهم وانسجام ..
وأما الحديث الثاني فلك أنت يا أم الولد فاسمعي إلى ما يقوله عليه أفضل الصلة والسلم :
" ون ساؤكم من أ هل الج نة :الودود ،الولود ،العؤود على زوج ها ،ال تي إذا غ ضب جاءت ح تى
تضع يدها في يد زوجها وتقول :ل أذوق غمضا حتى ترضى".
فالمرأة الم سلمة التق ية ل تسيتطيع أن تنام وزوج ها علي ها غضبان ،فهلميي حفظيك ال ضعيي
يديك في يده وتعاهدا على "أسرة بل مشكلت".
* همسة :ل تنسيا أن تقول" :بسم ال ،اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا".
18