You are on page 1of 58

1

‫(‪)1‬‬
‫ن‪....‬‬
‫أحبك حبا كما لم يك ْ‬

‫أحب َ‬
‫ك‬
‫رغم قتام البعاد‬
‫و ظلم العباد‬
‫و غدر السنين‬

‫ورغم‬
‫انحسار لحون الربيع‬
‫و صمت الزهور‬
‫و فتك النين‬

‫أحبك‬
‫سّرا يساكن صدري‬
‫كهمس الشفاه‬
‫إلى الياسمين‬

‫كلون‬
‫انبلج ضياء الصباح‬
‫يداعب فجر الهوى‬
‫‪2‬‬
‫و الحنين‬

‫أحبك حب الربى‬
‫للربيع‬
‫و ظل الغمام‬
‫على الراحلين‬

‫أحبك‬
‫فوق احتمال الغرام‬
‫و ليل الصبابة‬
‫و العاشقين‬

‫أحبك‬
‫يا أيها المنتم ُّ‬
‫ي‬
‫ليمان قلبي‬
‫كعين اليقين‬

‫أحب َ‬
‫ك‬
‫حب ارتشاف السهوب‬
‫لقطر الندى‬
‫و انسياب العيون‬
‫‪3‬‬
‫أحبك‬
‫جذوة شوق بروحي‬
‫تذيب الشعور‬
‫و تذكي الشجون‬

‫أحبك‬
‫و الحب أنغام سحر‬
‫كشدو العنادل‬
‫فوق الغصون‬

‫أحبك و العصف‬
‫في مهجتي‬
‫يقض ليالي الرضى‬
‫و السكون‬

‫أحبك‬
‫حبا فما كان يوما‬
‫على الرض قطعا‬
‫ن ‪!..‬‬
‫ول لن يكو ْ‬

‫‪4‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ارحل ‪....‬‬
‫ارحل‪ ،‬لعمريَ إني كنت واهمة‬
‫ما عاد شيء من الشعار يشجيني‬
‫‪:‬‬
‫و ل الزمان الذي قد كان يؤنسنا‬
‫هو الزمان الذي ذا اليوم يطويني‬
‫‪:‬‬
‫فل عهود الهوى و البين ثالثنا‬
‫ت شراييني‬
‫تشفي الجراح التي جّز ْ‬
‫‪:‬‬
‫مزقت ذكرا َ‬
‫ك يا من كنت نافلتي‬
‫و يا كتابا من اليات ‪ ..‬يهديني‬
‫‪:‬‬
‫جة الهات بوصلتي‬
‫ت في ل ّ‬
‫صارع ُ‬
‫طــورا توافقني ‪ ،‬طــورا تعاديني‬
‫‪:‬‬
‫حتى أضعت جهاتي أيها قدري‬
‫و الفقد ينحت أشلئي و يكويني‬
‫‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫كأنني في مهب العمر شاردة‬
‫على حشود من الحزان تذروني‬
‫‪:‬‬
‫مُر الليل في صنّاجة أفـل َ ْ‬
‫ت‬ ‫أس ّ‬
‫ل العراجين‬ ‫و أنشب الوهم في ظ ِّ‬
‫‪:‬‬
‫كم للفواغي التي ضاعت بمنضدتي‬
‫ياقلب ذكرى ‪ ،‬بها غصت عناويني‬
‫‪:‬‬
‫ما بين هذي و تلك العين حائرة‬
‫من أيها اليوم أغويها ‪ ..‬فساتيني!‬
‫‪:‬‬
‫وفي الفؤاد انتظار الجمع يعصرني‬
‫أعبئ الوقت في صبري ‪ ،‬و يشقيني‬
‫‪:‬‬
‫فأنتقى العذر تلو العذر آملة‬
‫أن يشخب المُّر أعسال تواسيني‬
‫‪:‬‬
‫ي باللم طافحة‬ ‫باتت كؤوس َ‬
‫ت يوما أساقيها فترويني‬
‫و كن ُ‬
‫‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫ت بين ضفاف العمر رابية‬
‫قد كن َ‬
‫سحر الخمائل بالشعار يغريني‬
‫‪:‬‬
‫فيا رياحين هاتيك الربى سلما‬
‫حل الوداع فرفقا ‪ ..‬ل تجافيني‬
‫‪:‬‬
‫هوى‬
‫ً‬ ‫بيني و بينك في عرف الرياض‬
‫ل يصبح الورد أشواكا فتدميني‬
‫‪:‬‬
‫اليوم تصفرريح الهجر نائحة‬
‫و البوم ينعق في أرجاء تكويني‬
‫‪:‬‬
‫حيرى أعبّـد ُ بالتسهيد صومعتي‬
‫ي الوقت ل يفنى ‪ ..‬فيفنيني‬
‫يمضي ب َ‬
‫‪:‬‬
‫ف طيفك ساحاتي يؤّرقني‬ ‫يل ُّ‬
‫كي يسفك الحلم في درب الطواحين‬
‫‪:‬‬
‫ت آبهة‬
‫ارحل ‪ ،‬و دعني لشأني لس ُ‬
‫علّي أرتب أجزائي‪ ...‬و يكفيني !‬

‫‪7‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أسطورة القمر‬

‫هناك عند ضفة القمر‬


‫سحابتان تغرفان من وجنة الضياء‬
‫ملمح القمر‬
‫و تنسجان من نجومه العذراء‬
‫قلئد الدرر‬
‫ليكتسي من سحرها القمر‬
‫‪:‬‬
‫يا شرفة القمر‬
‫لترسلي النجوى بعيدا للسماء‬
‫ل زلت انتظر الهطول ها هنا‬
‫فلتسقطي أقمارك‬
‫و لتسكبي العبير في عيوني‬
‫ك نرجسا‬‫كي أرا ِ‬
‫يزين الفضاء‬
‫و يرسم القمر‬
‫‪:‬‬
‫ثرثرة الرحيل‬
‫و صمت غابة الغسق‬
‫برجفة انتظار طلة القمر‪...‬‬
‫ليسكن الضياء‬
‫مشاعل اللق‬
‫‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫شواطيء النجوم‬
‫تقسم السماء زوارقا من نور‬
‫نوتيها السحار‬
‫مار‬
‫مساؤها الس ّ‬
‫و ليلها تيار‬
‫يصارع النهار‬
‫ليسهرالقمر‬
‫لديك أنت أنت‬
‫أسطورة القمر‬

‫(‪)4‬‬
‫عاشق مجنون‬
‫اهرب إلى الفراغ‬
‫و رتب النجوم بالفضاء‬
‫جرب كما تريد‬
‫واعشق كما تشاء‬
‫و عاقر الجنون و المجون‬
‫بل و استبح قبيلة النساء‬
‫ن‬
‫واسكب على دروبه ْ‬
‫قصائدا كتبتها كما زعمت لي‬
‫في لحظةٍ من الشرود‬
‫‪9‬‬
‫قد وحدت كلينا‬
‫في ثورة انتشاء‬
‫و أنني قديسة القصيدة‬
‫ولونها‬
‫و صوتها‬
‫سكونها و عصفها‬
‫و طعمها المعجون بالنبيذ‬
‫و أنني وحدي فقط‬
‫أقنومك اللذيذ‬
‫أسوق بالدلل‬
‫مواكب القمار في السماء‬
‫وقلت لي‬
‫بأنني النشودة اليتيمة‬
‫في غابة الضجيج‬
‫" وما عداك من نساء ‪ ،‬يا حلوتي ‪ ،‬سواء‬
‫ن سوى قوائم السماء "‬‫لس َ‬
‫كن فاتحا عظيما‬
‫لعصمة الثغور‬
‫يقسم الكلم و الشعور‬
‫ويرتدي معاطف الغواية‬
‫مارس كما الرجال‬
‫‪10‬‬
‫هواية الخطيئة‬
‫تذوق الرحيق ‪ ،‬إن تأتّى ‪،‬‬
‫و انشب على جدائل الصبايا‬
‫مواسم الربيع و الغناء‬
‫و ابحث كما تشاء‬
‫ابحث كما تشاء‬
‫و أينما تشاء‬
‫فلن تجد في بحثك المجنون‬
‫تلك التي ترا َ‬
‫ك عاشقا‬
‫تنسى على ذراعها‬
‫أعوامك الرتيبة‬
‫و تختبئ في عينها‬
‫أحلمك الحبيبة‬
‫من تنعكس على مرايا قلبها‬
‫شقاوة الطفولة ‪ ،‬و منتهى الرجولة‬
‫و رعشة الضلوع في اللقاء‬
‫ستنتهي بك الدروب‬
‫حتما إلى الصقيع‬
‫لغربة الحنان و الحب و المان‬
‫بغابة الخواء‬
‫فلن تجد من تشتهي كما أنا ‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫يا عاشقي ‪،‬‬
‫من النساء !‬

‫(‪)5‬‬
‫وجع القصيدة‬

‫اكتب على وجع القصيدة غربتي‬


‫حين استفاقت خطوتي‬
‫يوما و لم تشهد خطاك‬
‫أرحلت يا عمر الحنين بمهجتي‬
‫و تركتني‬
‫مزقا يدثرها الصقيع ‪...‬‬
‫ض تناثر هاهنا‬
‫بع ٌ‬
‫ض يعصره الـ هناك‬
‫و البع ُ‬
‫الدرب يطويني‬
‫وينشر وحدتي‬
‫ألما على الصمت النقيع‬
‫فألوذ بالمل الكذوب‬
‫لبحث عن أناي بداخلي‬
‫عبثا ‪،،‬‬
‫‪12‬‬
‫و أبحث عن أناك‬
‫فأضيع في الفقد الكليم‬
‫أضيع ‪ ،‬يا عمري ‪ ،‬أضيع‪...‬‬
‫ت‬
‫الـ حيث ممتلئ بأن َ‬
‫و ل أراك‬
‫مسكونة ذاتي بأشباح‬
‫تبعثر هدأتي‬
‫والبين يجمرني مع الحزن النصيع‬

‫(‪)6‬‬
‫الم‬

‫هي الم مبدأ وحي ٍ‬


‫رحيم‬
‫هي الروض و السهل‬
‫و الرابية‬

‫هواء تخلل‬
‫في عمق كون ٍ‬
‫لينبت ألوانه الزاهية‬

‫و ينسج لحن حياة النعيم‬


‫‪13‬‬
‫على سترة الروح‬
‫و العافية‬

‫كحضن السماء‬
‫ارتواء البوادي‬
‫هطول‬
‫من اللهفة الحانية‬

‫دثاٌر دفيء‬
‫بليل الصقيع‬
‫و عذب النسيمات‬
‫في القاسية‬

‫إذا كان للكون مثقال حب‬


‫لكان لها الكفة‬
‫الباقية‬

‫(‪)7‬‬
‫ذكرى‬

‫الذكرى عصف تباريح‬


‫كمريد أّرقه الوجد‬
‫‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫يصرخ في ليل صبابته‬
‫مدد ُ يا أنت أنا المددُ‬
‫‪:‬‬
‫ه‬
‫رقاص الساعة أرقب ُ‬
‫يدنو بالقرب و يرتدُ‬
‫‪:‬‬
‫لكأنه يسخر من قلقي‬
‫يهتز فيطغى بي أمدُ‬
‫‪:‬‬
‫فتراود فكريَ هلوسة‬
‫و يكاد يفارقني الرشدُ‬
‫‪:‬‬
‫للملم ذاتا خائرة‬
‫جَر ُد‬‫ن فضاءات َ‬ ‫و الكو ُ‬
‫‪:‬‬
‫وأرتب نظما يثملها‬
‫و على قافية تستندُ‬
‫‪:‬‬
‫يا ليل الصب أل رفقا‬
‫كم بالصباح لنا بد ُد‬
‫‪:‬‬
‫فالليل بخارطتي مهدٌ‬
‫د‬
‫للقلب يؤرجحه السه ُ‬
‫‪:‬‬
‫يقتات يمزق أنحائي‬
‫‪15‬‬
‫ولها و حنينا و يعد ُّ‬
‫‪:‬‬
‫كم من لحظات يائسة‬
‫مرت مثقلة ‪ ،‬يا وعد‬
‫‪:‬‬
‫لراني الهائمة الحيرى‬
‫جلَدُ‬
‫يتساقط صبريَ و ال َ‬
‫‪:‬‬
‫وشفيف النور يداعبني ‪:‬‬
‫(الفجر رحيم إذ يعدو‬
‫‪:‬‬
‫إذ أن الموعد حائرتي‬
‫ب يعصره ُ السهدُ)‬ ‫مصلو ٌ‬
‫‪:‬‬
‫و نديم يثملني عشقا‬
‫دُ‬
‫يدنيني طورا و يص ّ‬
‫‪:‬‬
‫فإذا ما ليل الشوق دنا‬
‫وتراقص في فرح وعدُ‬
‫‪:‬‬
‫و الطيف يراود أخيلتي‬
‫يسكبني الوجد و يرتدّ‬
‫‪:‬‬
‫ت أرتب مائدتي‬
‫هرول ُ‬
‫يغمرها بالفوع الورد‬
‫‪16‬‬
‫‪:‬‬
‫ونبيذ حاَر بكأسينا‬
‫ينتظر شفاه تتقد‬
‫‪:‬‬
‫فأظل أردد في وله‬
‫( ياليل الصب متى الوعدُ؟)‬

‫(‪)8‬‬
‫الليل يلبسها الهشيم‬

‫ل تقترب‬
‫ف المشيئة‬‫ك ّ‬
‫ل يجود بقربها‬
‫كي ينتشي غدق السماء‬
‫وبروق عصف رياحها‬
‫تلد الخريف َمللة ً‬
‫وشحوبها من قعر‬
‫ساقية اللهيب‬
‫ب‬
‫لتجتن ْ‬

‫قدمان‬
‫تأبى خطوة‬
‫حين انثيال‬
‫سحابة المل المضاء‬
‫‪17‬‬
‫بوصلها‬
‫ب الطريق‬
‫أن يحمل تع َ‬
‫فترتعب‬

‫ت‬‫ص ْ‬
‫وبدمعة غ ّ‬
‫بشرخ ضياعها‬
‫و بسقم آلم المواجع‬
‫في صقيع شرودها‬
‫ت نياط‬
‫رجف ْ‬
‫خفوقها فيما يكون‬
‫ب‬
‫وما يج ْ‬

‫صف المرير‬ ‫في لحظة الع ْ‬


‫ت‪،‬‬
‫ْتصومع ْ‬
‫ت لسر وجودها‬ ‫أخب ْ‬
‫و بها من المل اليقين‬
‫ب‬‫لتقتر ْ‬

‫ت‬‫حفـل ْ‬‫وبذنبها َ‬
‫ب سعيرها‬ ‫شعا ُ‬
‫م‬
‫سها الهشي َ‬ ‫و الليل يُلب ُ‬
‫ب‬‫ويرتق ْ‬

‫حيرى‬
‫بصمت صوابها‬
‫‪18‬‬
‫و ضجيج أنـات الوسائد ِ‬
‫حين تثوي‬
‫في متاهات التعثـر‬
‫ب‬
‫تنتح ْ‬

‫هي روحها ابتأرت‬


‫جحيم شرودها هربا‬
‫ل حضورها‬‫فض ّ‬
‫ج الصباح بكأس فجر ٍ‬ ‫وهَ ُ‬
‫من رحيق النور‬
‫في ثغر الحقيقة‬
‫ب‬
‫ينسك ْ‬

‫س تلعثم‬
‫شم ٌ‬
‫في الشروق‬
‫ضياؤها‬
‫إذ آثرت سحب الرماد‬
‫خفوتها كي‬
‫ب‬
‫تنسح ْ‬

‫(‪)9‬‬

‫إلهي مدد‬
‫إلهي‬
‫‪19‬‬
‫إليك أسوق الرجايا‬
‫و اخفض صوتي‬
‫بجنح السهاد‬
‫أناجيك أنت ‪،‬‬
‫و أنت البدْ‬
‫تجوس خللي‬
‫ي لظى السالكين‬‫فتطفئ ف ّ‬
‫إلهي‬
‫أراك بعين يقيني‬
‫وهذي أناي‬
‫تناجيك عشقا‬
‫إلهي مددْ‬
‫إلهي مددْ‬
‫أريدك كشفا‬
‫ينير طريقي كما العارفين‬
‫ليغسل طيني‬
‫و تجلو صفاتك ثقل الخطايا‬
‫سموا يطهرني من صفاتي‬
‫ونورا يزيل غثاء الجسد‬
‫ت‬
‫فكلي اشتياقٌ لكلك أن َ‬
‫تبدد شكي‬
‫‪20‬‬
‫و تجمع لي من ملهمات الشجون‬
‫قناديل وجد‬
‫تشيح بوجه الظلم بعيدا‬
‫لبصرني من سديم ضياعي‬
‫كما تبتغيني ‪،‬‬
‫فذاك التجلي‬
‫يمزق عني رداء الظنون‬
‫فينزو أجاج جحيم البددْ‬
‫إلهي‬
‫أغيب بدغل وجودي‬
‫فناءا‬
‫يعيد أحتفاء البداية‬
‫فيوضا‬
‫تحيط صقيع حياتي‬
‫كسيل دفيء‬
‫و شوقا‬
‫يذيب شظايا الهيولي‬
‫لكيما أراك بمرآة ذاتي‬
‫إلهي البد ْ ‪...‬‬
‫تردد روحي إليك النداء‬
‫إلهي مددْ‬
‫‪21‬‬
‫إلهي ‪ ...‬إلهي‬
‫إلهي مددْ‪...‬‬

‫(‪)10‬‬

‫الوقت تعصره المنون‬

‫ومضيت في لجج التعثـر‬


‫في متاهات العبوْر‬
‫ه ‪ ،‬فيقصي عن مدَى بصري الرؤى‬‫الظل أتبع ُ‬
‫ليعيد هندسة النوايا‬
‫للدموع الجمر‬
‫للزمن الذي ليرعوي‬
‫و لوابل اللم تنخُر في مفاصل حيرتي‬
‫صور المروْر‬
‫‪،‬‬
‫و تفرقوا‬
‫ن‬
‫و الوقت تعصره المنو ْ‬
‫‪،‬‬
‫قلبي تفّرع ألف أغنية‬
‫‪22‬‬
‫ن‬
‫تنوح على الماكن و الزما ْ‬
‫و على شفيف العمر تهجرهُ‬
‫ت ‪..‬‬
‫أماسي الذكريا ْ‬
‫ستِها‬
‫ب كأس أن ْ َ‬
‫و الصحبة البيضاء تشر ُ‬
‫ن‬
‫ن الحزي ْ‬
‫ن اللح َ‬
‫ن يدند ُ‬
‫و ليل السامري َ‬
‫فدعوا السقاية‬
‫ل يطيب لكم نميْر‪...‬‬
‫‪،‬‬
‫و تفرقوا‬
‫ن‬
‫و الوقت تعصره المنو ْ‬
‫‪،‬‬
‫حقيبتي قمٌر أخبـئُني به‬
‫م تطوف بي‬ ‫فتحملني النجو ُ‬
‫و تطوف بي‬
‫و تطوف بي‬
‫ف من سحابات الهطول حرائقي ‪! ..‬‬
‫فأغر ُ‬
‫و يطفئُِني الشرود ْ ‪..‬‬
‫د‬
‫لعود أبحث من جدي ْ‬
‫ق‬ ‫فل أرى ظ ّ‬
‫ل الصدي ْ‬
‫غاب الجميعْ‬
‫ق‬
‫و الليل داج ل يفي ْ‬
‫‪23‬‬
‫و أنا أكيل مواجعي‬
‫و أغرسها على تلك الضفاف الحائرات بوحدتي ‪..‬‬
‫فأعيد تنسيق الشعوْر‬
‫‪،‬‬
‫و تفرقوا‬
‫ن‬
‫و الوقت تعصره المنو ْ‬
‫‪،‬‬
‫وبقيت دون العالمين‬
‫غريبة ‪..‬‬
‫وحدي بمنفى حيرتي‬
‫و الوقت مسفوك بأفك الغادرين ‪،‬‬
‫العابرين على سنين الحزن‬
‫في الزمن الحزون‬
‫أوكلت للريح السهوج صواعقي‬
‫و استسلم القلب الذبيح‬
‫مهادنا ‪ ،‬متسائل‬
‫ماذا عساي بأن أكون لكي أكون !‬
‫‪،‬‬
‫ن‬‫لعود أحترف الحني ْ‬
‫فوجدتـني وحدي مع الشباح تتبعني‬
‫ن‬
‫لتنهش هدأتي طورا ‪ ،‬و أطوارا تبادلني الني ْ‬
‫‪24‬‬
‫و أهيم في درب طويل‬
‫موحش ‪ ...‬شرس ‪ ..‬مريْر ‪...‬‬
‫ف الجنون ‪،،‬‬‫ومضيت اقتر ُ‬
‫ق‬
‫ببلهة الدرويش أبحث عن صدي ْ‬
‫و أعود أسأل بومة سكنت بقلب الدوح‬
‫عن غرس الزنابق في الحقول‬
‫ن‬
‫وعن طيوف الناسكي ْ‬
‫‪،‬‬
‫فتنوح ‪...‬‬
‫ثم تتركني و ترح َ‬
‫ل في الفراغ‬
‫ن‬
‫و الوقت تعصره المنو ْ‬
‫‪،‬‬
‫فألملم الريش الـ تناثَر من جناحيها‬
‫وأنظمه خيال‬
‫ه رداءا من تعاشيب الفصو ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫س ُ‬
‫ثم ألـب ِ ُ‬
‫فيؤنسني ‪..‬‬
‫يبدد ُ غربتي ‪..‬‬
‫وأسير أجتُُّر المسافة في المسيْر‬
‫ت‬‫و بجانب الطور الجريح ثوي ُ‬
‫ل همسا و ل نبسا و ل ضوءا يسيْر‬
‫ي الكئيبة‬
‫وحدي ووحدت َ‬
‫‪25‬‬
‫و المدى عدم‬
‫ن ‪!..‬‬
‫لتعصرني المنو ْ‬

‫(‪)11‬‬
‫عصف الهوى‬

‫أن الهوى عصف الرياح‬


‫تكسرت‬
‫منها صواري الشرعة‬
‫كم مزقت ساحات نبض‬
‫غرامنا‬
‫تذري النثار‬
‫على الجهات الربعة‬
‫جورا يزلزلنا الهوى‬
‫في حكمه‬
‫ونظل نهمس ‪ ،‬رغم قسوته بنا ‪،‬‬
‫ما أروعه‬

‫‪26‬‬
‫(‪)12‬‬
‫أنشودة للناي‬
‫اصدح يا ناي بلوعاتي‬
‫و احرث أشجانك في ذاتي‬
‫‪:‬‬
‫اشتاق للحن يشعلني‬
‫بأنيـن الشـــوق و أنـاتي‬
‫‪:‬‬
‫أدمنت الليل مناجية‬
‫أشكوه فيمسح عَبـراتي‬
‫‪:‬‬

‫وخليل كان ينادمني‬


‫ويقيــــد ُ الوجــد بآهاتي‬
‫‪:‬‬
‫فنعتـقُ حلم أمانينا‬
‫بخواب من أمل التي‬
‫‪:‬‬
‫يا ذاك النقش بذاكرتي‬
‫و الساكن عمقا بحياتي‬
‫‪:‬‬
‫يا صبح العيد و بهجته‬
‫قنديل النور بمشكاتي‬
‫‪:‬‬
‫حيرى و الريح تلوحني‬
‫ما بين مفارق عثـراتي‬
‫‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫اسكب في كأسي أغنية‬
‫تشدو بفضاء متاهاتي‬
‫‪:‬‬
‫تنثال كهاطل هائمة‬
‫تاهت ما بين الغيمات‬
‫‪:‬‬
‫تروي بيداء تعاشيبي‬
‫و تذيب صقيع مسافاتي‬
‫‪:‬‬
‫و دع الحلم تسامرني‬
‫و ترتل عذب حكاياتي‬
‫‪:‬‬
‫بحنين الناي و غربته‬
‫الـ يعزف لحن عذاباتي‬
‫‪:‬‬
‫فهوايَ هوى ليل نزق‬
‫اسقيهِ حميم مناجاتي‬
‫‪:‬‬
‫فيقيم مآدب سكرته‬
‫من وقـع نبيـذ الكلمات‬
‫‪:‬‬
‫دندن يا ناي و نادمني‬
‫وتغنى بالشعر و هات‬
‫‪:‬‬
‫اتلو ترنيمة عاشقة‬
‫و اصدح باللحن البياتي‬
‫‪:‬‬
‫فـأنا بالحب ِ متيمـــة‬
‫و غرامي سُّر المأساة !‬

‫‪28‬‬
‫(‪)13‬‬
‫رسالة إلى شاعر عاشق‬

‫أيا صبا سباه ضياء حسن‬


‫ه في هواها‬
‫لفاتنة تهيم ُ‬

‫فتسحرهُ اللحاظ كما سهام‬


‫ه بسحرها لما رآها‬
‫رمت ُ‬

‫يتيه دللها طربا و غنجا‬


‫فتشعل قلب من يهوى مناها‬

‫حوت كل الجنان بما احتوته‬


‫ن لم يخلق الباري سواها‬
‫كأ ْ‬

‫أيا من قد غدوت صريع عشق‬


‫و قد غارت نجومك في سماها‬

‫تفيأ في ظلل الوجد دوحا‬


‫عسى القدار تبلغ منتهاها‬

‫‪29‬‬
‫و تسقيك الغرام بكأس نور‬
‫تضوع من براعمه شذاها‬

‫وروح عانقت روحا و قلب‬


‫تلظى في الصدود وما سلها‬

‫(‪)14‬‬
‫ترانيم احتضارات الفصول‬

‫عمٌر‬
‫جل من مواعيد الرتابه‬
‫تر ّ‬
‫قد مل من عبث التأرجح‬
‫في الخيا ْ‬
‫ل‬
‫م‬
‫سأم التهجد و القيا ْ‬
‫ه‬
‫مرتل صخب الكتاب ْ‬
‫ه‬
‫إزميل يحفر من قداسته ترانيما حزين ْ‬
‫صدى‬
‫ً‬ ‫و الذكريات‬
‫ت‬
‫صل في ثنايا الوق ِ‬
‫تأ ّ‬
‫في الصبح المغادر منذ أزمنة الشروقْ‬
‫ه‬
‫و في مساءات السكين ْ‬
‫ع‬
‫عبثا يقلب في الصقيِع عن الربي ْ‬
‫‪30‬‬
‫الخضر‬
‫ِ‬ ‫ج‬
‫عن المرو ِ‬
‫ه‬
‫و الزهار ‪ ..‬عن همس النسيمات الشفيف ْ‬
‫ه‬
‫فلعلها تمحو اعتصارات الكآب ْ‬
‫‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫ه‬
‫سر في احتضارات التناهيد الحميم ْ‬
‫صوت تك ّ‬
‫ب‬
‫حمم السماءِ تصوغ ملحمة الغرو ْ‬
‫ج‬
‫و الليل مدفأة ٌ تراود عن لظى جمر تأج َ‬
‫ب‪...‬‬
‫في تعاريج القلو ْ‬
‫ت‬
‫م تعّرش في زوايا الذا ِ‬
‫يُت ٌ‬
‫س شوكه الدامي‬‫يغر ُ‬
‫ب‬
‫بأرصفة الدرو ْ‬
‫ه‬
‫و نوافذ الصباِح مغلقة كئيب ْ‬
‫ب!‬‫كيف الهرو ْ‬
‫‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫ت أو في جدول اللم العتيقْ ‪،‬‬
‫ب على جدار الصم ِ‬
‫شبح النحي ِ‬
‫ه ‪..‬‬
‫في النواعير العقيم ْ‬
‫ت‬
‫يستجمع العبرا ِ‬
‫و الذكرى‬
‫ه‬
‫و أحلم الطفول ْ‬
‫‪31‬‬
‫صور النوى‬
‫ه‬
‫ح قبرة سقيم ْ‬
‫و نوا ُ‬
‫وصهيل ريح الهجرِ‬
‫ب‬
‫ب و في الثقو ِ‬
‫مرتجعٌ صداها في الشعا ِ‬
‫ه‬
‫و تحت أقبيةِ المدين ْ‬
‫‪,‬‬
‫‪،‬‬
‫ه!‬
‫كيف الهداي ْ‬
‫أرق الخريف‬
‫ه‬
‫و شحوب وجه العمرِ متكأ على أقدارِ منسأةِ المساف ْ‬
‫ط‬
‫ت في السقو ِ‬ ‫ن تهاف َ‬
‫زم ٌ‬
‫ت العبوْر‬ ‫و في انتكاسا ِ‬
‫ه‬
‫جل صخب النهاي ْ‬ ‫متع ّ‬
‫ن‬
‫خ مواجع اللم الدفي ِ‬
‫صت بشر ِ‬ ‫كم دمعة غ ّ‬
‫ه‬
‫ك و المقامات الكريم ْ‬
‫وأضرحة التبر ِ‬
‫ن‬
‫خدر القلوب على اليقي ْ‬
‫ب‬
‫حين ابتهالت التقر ِّ‬
‫و الدعاءْ‬
‫ه‬
‫ت حكاي ْ‬
‫منا بكرامةٍ نسج ْ‬
‫تي ّ‬
‫‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫‪32‬‬
‫ن‬
‫ضاق المكا ْ‬
‫ن‬
‫و بوحشة تمضي به قدم الزما ْ‬
‫ل الدار مأوى‬
‫ل الفضاء‪...‬‬
‫ه‬
‫و ل مداميك الهوي ْ‬
‫أهوَ الوجود ُ يخط كارثة الفناءِ‬
‫م!‬‫أم العد ْ‬
‫ه ‪..‬‬
‫و تغيب عنه حقيقة تلو الحقيق ْ‬
‫م‬
‫م على الهمو ْ‬
‫من يومهِ حمل الهمو َ‬
‫صدر القراُر فل خياْر !‬
‫ه‬
‫و عليه تلفيق الرواي ْ‬
‫فانقاد مأزوما بتنسيق الفصو ْ‬
‫ل‬
‫ه‬
‫من يوم مولده بأحكام المشيئ ْ‬
‫متعثرا‬
‫بخطى التفاصيل المريرهْ‬
‫و مسيّرا بعمى البصيرة من بداية مهده‬
‫حتى نهايات المسيرهْ !‬

‫(‪)15‬‬
‫تيه‬
‫‪33‬‬
‫ألف الهوى قلب المتيم نابضا‬
‫حَر الوجود بفيض عذب البوح‬
‫س َ‬
‫َ‬

‫أنت الذي رسم الجمال سحابة‬


‫منثالة حسنا كروض الدوح‬

‫تلك الحروف على القلوب نقشتها‬


‫زهر تأنق عاطرا بالفوح‬

‫حتى غدونا و الهوى مترنح‬


‫بين السطور و عابقٌ بالروح‬

‫(‪)16‬‬
‫أيا قلقي المتحجر شوقا‬
‫مصلوبا بالجرم المحموم‬
‫يتأرجح مسفوك القدرة‬
‫من أعلى صارية الهجر‬
‫يتمزق في ظلمة يأسي‬
‫كخيال اليتم‬
‫ذاك الـ منتظر على المنفى‬
‫وعلى أرصفة الشفقة‬
‫تلتهم رؤاه المغبرة‬
‫‪34‬‬
‫أنياب الوقت‬
‫ل شيء يرمم منسأتي‬
‫يرتق بالموج الهادئ‬
‫أشلء الشطآن‬
‫أو يغسل عن وجه الحلكة‬
‫صوت الحزان‬
‫ليعود لنرجسة النرسيس‬
‫لون صفاء الماء‬
‫و الزهرة حافية‬
‫تتفيأ سورا ورديا‬
‫يلتف كإكليل النهر‬
‫تنعكس الصورة في آخر رمق لليل‬
‫و رنين السنبلة الذهبية‬
‫خلخال يعبث بالقدمين‬
‫يسابق صوت الناي‬
‫و يمشط عن عتبات الروح‬
‫أشواك هواجس نرسيس ‪.......‬‬
‫يا قلقي الساكن بين ضلوع الوقت‬
‫الموغل في عمق الشوق‬
‫اغمد مثقابك في جوف الصخرة‬
‫احرث ميقات الزنبق و النسرين‬
‫‪35‬‬
‫في ظل الصفصاف‬
‫ارسم بحرائق أوجاعي‬
‫كروية بدء التكوين لحزاني‬
‫لهواجس تحتل كياني‬
‫لطريد الرحمة يشقيني‬
‫لساطير الرغبة و اللهفة‬
‫لحشود اله‬
‫لنشيج اليام المحنية‬
‫تثقلها أوهام النحلة‬
‫و حفيف الهمس المتسرب‬
‫بين خيوط القيظ‬
‫لكن ل تنكأ أبدا‬
‫جرح النرسيس ‪!..‬‬

‫(‪)17‬‬
‫جور الزمان‬

‫خططت حرفي و نيرا ن السى‬ ‫م‬


‫ث ل عََر ُ‬
‫ل برد يطفؤها‪ ،‬ل غي ُ‬
‫م‬
‫حم ُ‬
‫فالدمع يجري مدادا من لظى‬ ‫م‬
‫ولوعة البعد و الحزان تحتد ُ‬
‫ألم‬
‫‪36‬‬
‫قد عاجلتنا سهام الغدر ناقعة‬ ‫مو‬
‫جور الذي هو فينا "الخص ُ‬
‫م"‬‫حك ُ‬
‫ال َ‬
‫حق الكريم لمغتصب غدا شرعا‬ ‫م‬
‫ب و الليل محتك ُ‬
‫فالصبح منحج ٌ‬
‫العقل يعجز عن إدراك راجفة‬ ‫وفي المحاجر جف الدمع و‬
‫م‬
‫الحلـ ُ‬
‫لقد هجرنا رياض الدار ليل‬ ‫من بعد كيد و قد بيعت به‬
‫ى‬
‫دج ً‬ ‫م‬
‫الذم ُ‬
‫نطوي دروبا عفاها المن‬ ‫و في الحنايا جراح القلب‬
‫مقفرة‬ ‫م‬
‫تضطـر ُ‬
‫وقد ثوت مهج الطفال في‬ ‫م‬
‫ما تحجر في أحشائهم ألـــ ُ‬
‫ل ّ‬
‫حَزن‬
‫ففي العيون سؤال ل جواب له‬ ‫ص القول و‬
‫وفي الشفاه يغ ّ‬
‫م‬
‫الكـل ِ ُ‬
‫م الرض‬
‫ضاقت علينا تخو ُ‬ ‫قد أنكر المن فيها السهل و‬
‫ة‬
‫قاطب ً‬ ‫م‬
‫الك ُ‬
‫فـدتك خـــالد أرواح و أفــئدة‬ ‫قوم على العهد ساموها و ما‬
‫ندموا‬
‫ثكلى ببعدك جلفاٌر فوا أسفا‬ ‫ب في أوطانهم‬ ‫أن يحكم العُْر َ‬
‫م!‬‫عج ُ‬
‫يا ابن الصول سليل المجد يا‬ ‫م‬
‫ي بنور العلم تتس ُ‬
‫الشيظم ُ‬
‫علم‬

‫‪37‬‬
‫يامن حويت خصال عـز حاملها‬ ‫م‬
‫فيك التقى نبل الخلق والقي ُ‬
‫فخر العروبة أنت الشهم‬ ‫سيف المنايا على من ساقه‬
‫فارسها‬ ‫م‬
‫أض ُ‬
‫كم قد ركبت بحورا ل أمان لها‬ ‫م‬
‫ساع إلى الخير و المواج تلتط ُ‬
‫فتسبر الغور من إلهام منفتح‬ ‫تلقي المراسي حيث القاع‬
‫م‬
‫يحتد ُ‬
‫وتبصر المر من أنظار مقتــدر‬ ‫م‬
‫فيسكن الهول في مثوىً و ينعد ُ‬
‫سلطان عزك في العلياء‬ ‫أنت الحكيم ومن تجلى به‬
‫هامتها‬ ‫الظـُل َ ُ‬
‫م‬
‫يا ذا العزيز على نفسي و‬ ‫مثواك في القلب ل يسخي به‬
‫آسرها‬ ‫م‬
‫القل ُ‬
‫ما قيس في العشق إل بعض‬ ‫م‬
‫مما أفاضت به من شهدنا الدّي َ ُ‬
‫صورتنا‬
‫شــاء العــداة لنا أمرا يفرقـــنا‬ ‫ت مكائدهم بل ساءَ ما‬
‫ساءَ ْ‬
‫وهموا‬
‫الناعبين كبوم الشؤم ديدنهم‬ ‫قلب الموازين إفكا بئس ما‬
‫زعموا‬
‫ت‬
‫م ْ‬
‫ن عَظـ َ‬
‫ن الحسود و إ ْ‬
‫إ ّ‬ ‫يوما تُرد ُّ على أنفاسه الحم ُ‬
‫م‬
‫ضغائنه‬
‫لو أنطق الله هذا الكون أجمعه‬ ‫م‬
‫لما تعذر في إنصافنا القس ُ‬
‫ه‬
‫إنّا لنبل من تسمو مثالب ُ‬ ‫عن الصغائر‪ ،‬في ريد العل‬
‫‪38‬‬
‫سط ُ ُ‬
‫م‬ ‫ال ّ‬
‫وأننا خير من عرف العل وطنا‬ ‫وفي الخلئق من تزهو به القيم‬
‫أهديك نظما بأبيات منمقة‬ ‫م‬
‫علـي أعبّر عن حبي و أختت ُ‬

‫(‪)18‬‬
‫حبا عتيا‬

‫كلك كلي‬
‫و نبضك نبضي‬
‫و حب ترعرع فينا عتيّا‬

‫فما عدت أذكر من كان منا‬


‫على حين لقيا‬
‫أرونا شقيّا‬

‫تخبيء لي َ‬
‫ل الهوى‬
‫مقلتاه‬
‫و تطبق فوق الشفاه‬
‫الثريا‬

‫ويغدو انهمار نجوم‬


‫السماء‬
‫احتفاء الفضاء‬

‫‪39‬‬
‫نديا شجيا‬
‫*******************‬

‫(‪)19‬‬
‫حديث للذكرى على قارعة الذات‬

‫مرت أطياف الذكرى‬


‫لسنابل تتدلى منها الكلمات‪..‬‬
‫يتشكل عنقودا مزدانا بالحلم ‪...‬‬
‫ل في شفتيها‬ ‫ف سؤا ٌ‬
‫يرتج ُ‬
‫ه‬‫يا ذاك العنقود المعقود الشهد بأجزائ ْ‬
‫ظمأى ورحيقك يغريني‬
‫يحرث في جوفي ألف نداءْ‬
‫وعيون الجمع تحاصرني‬
‫ت‬‫ف القطرا ْ‬ ‫هل أدنوأرتش ُ‬
‫أم أقطف ذاك العنقود ْ ؟!‬
‫كانت ترنو للحلم الـ يدنو من بين النواْر ‪،‬‬
‫يكتب أقنوما من أشجان القيثاره‬
‫تتموسق فيه رغائبها‬
‫وصهيل حشود من نزق‬
‫تتجمهُر في عمق الوهم‬
‫تبعثُر كل أمانيها ‪..‬‬
‫‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫ل‪،‬‬ ‫بخيا ٍ‬
‫ن خطاها ‪،‬‬ ‫قادتها للنهر المفتو ِ‬
‫لخرير الماء على الصخره‬
‫كرنين الناقوس بقافية السحاْر‬
‫لهواها المعجون بصمت الحزن‬
‫‪40‬‬
‫و بالسراْر‬
‫ينزلق حميما‬
‫ل‪..‬‬‫كالهات المشحونة بالترتي ْ‬
‫تجتُّر الذكرى‬
‫الوردي‬
‫ْ‬ ‫تُنشبها بالشفق‬
‫تتساءل عن مكنون شرود ٍ ‪،‬‬
‫حين تبدّى الساعي من نافذة المرسال ‪،‬‬
‫ألقى عنوانا مختوما بنشيج المشتاق ‪...‬‬
‫سحرا يا هذا المنسوج على الورقة‬
‫و الساعي يحمله نشوانا !‬
‫لو عين تلمس حرفا دون تعاويذ ٍ ‪،‬‬
‫لحترق النهر بجمر المعنى‬
‫و لثمل البحر بخمر النبض‬
‫ن‬
‫و تساقط منضود المرجا ْ‬
‫‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫أواه يا ذاك الحزن المرسوم بغربتها‬
‫و الصارخ في أنحاء هواها‬
‫يذروها كهشيم الموقد‬
‫حائرة كسحاب بَرِد‬
‫بُلـد َ تبليدا‬
‫و المطُر المخنوق بداخله‬
‫ب‪..‬‬ ‫يتمزقُ من ألم التروي ْ‬
‫أطفأت الشمس بقايا الليل القابع في كف تخيلها‬
‫ل‬‫ألقت ببحور التيه على أعتاب التأوي ْ‬
‫لتميد بذاك السطوره‬
‫ل‪،‬‬‫ولتكتب بالدمع على أهداب اللي ْ‬
‫حزن العشاقْ ‪..‬‬
‫تمحو كل حكاياته ‪..‬‬
‫كل سكون نام بحضن يدفئها‬
‫‪41‬‬
‫يساقيها من كأس هواه ‪...‬‬
‫فتهيم كقبرة حيرى‬
‫م‬
‫وتعود لتنتشل الحلم من الوها ْ‬
‫ت‬‫وعلى قارعة الذا ْ‬
‫تغرسه أيقونة ذكرى ‪!..‬‬

‫(‪)20‬‬
‫حين يكون الحب محال‬

‫و تركت حبا طاهرا‬


‫أسقيته‬
‫عذب الزلل‬

‫و نأى ربيعك عن‬


‫روابي مهجتي‬
‫نحو الخيال‬

‫و عزفت في قلبي‬
‫على أوتاره‬
‫ب السؤال‬
‫صخ َ‬

‫أنا لن أكون سوى‬


‫‪42‬‬
‫أنا ‪ ..‬و كما أنا‬
‫لست و هما‬
‫أو ظلل‬

‫أوما فهمت‬
‫بأن´ قلبي‬
‫ل يزال من‬
‫المحال‪!...‬‬

‫*************************‬

‫(‪)21‬‬
‫خذني لقربك أهجر الدنيا‬
‫*********************‬
‫رحلت إليك يا وجدي لني‬
‫يمزقني الحنين بكل شعب‬

‫هجرت لجل حبك كل أهلي‬


‫و أوطاني و خلني و صحبي‬

‫‪43‬‬
‫و ما وطئت خطاي نعيم أرض‬
‫و ل ضم الغرام فسيح رحب‬

‫و ما نزف القريح لغير ود‬


‫و ل خط اليراع لغير حب ِ‬

‫ي مثقلت‬‫لئن أفلت نجوم َ‬


‫فنورك مشرق ذاتي و دربي‬

‫نظمت إليك أقماري عقودا‬


‫و ألبست الربيع ورود قلبي‬

‫فماج الروض باللحان سحرا‬


‫و أطيــافا تهــيم بكــل ردب‬

‫فخذ ما شئت من روحي فداءا‬


‫و كل سكينتي و جميع لبّي‬

‫فكلي فيك متـحــد بكـــــل‬


‫و روحك في شراييني تلبّي‬

‫‪44‬‬
‫عشقتك و الهوى في الوصل نور‬
‫و نهرا من زلل السكب عذب‬

‫أرح رأسا على صدري فإني‬


‫بغيرك ما ارتضيت بوصل قرب‬

‫و أقسم ما تفيأ في فـــؤادي‬


‫سواك و شاهد في ذاك ربي‬

‫(‪)22‬‬
‫ردن ملك شارد‬
‫بـنيتي حــبيبتي‬
‫يا نشـوتي و فرحتي‬
‫ملكــت مني مهجتي‬
‫ببسـمة و نـظرة‬
‫‪:‬‬
‫تشـكيلة مـن الجمـال‬
‫يا حـلو معـقـود الدلل‬
‫أنشـودة من الخـيـل‬
‫تنساب كالصافي الزلل‬
‫‪:‬‬
‫ردن الحرير رقـيـقــة‬
‫منها الحــريــر يغـاُر‬
‫ة‬
‫و بصــوتها ترنـيمـ ٌ‬

‫‪45‬‬
‫ما غــّرد الكــنار‬
‫‪:‬‬
‫جاءت تسـوق دللـها‬
‫فيحـار في ذهني سؤال‬
‫من ذا يمـثل طفـلتي‬
‫في عـدوها مثل الغـزال‬
‫‪:‬‬
‫عـادت إلي طفـولتي‬
‫فيها البـراءة و الخيـال‬
‫و اسـتوقفتني حيـرة‬
‫بين الحـقيقـة و المحال‬
‫‪:‬‬
‫هـل كـنت يومـا مثـلها‬
‫في سحـرها الـعــذب‬
‫أوَ كــنت مثل حــبيبتي‬
‫في غـنجـــها الطـرب‬
‫‪:‬‬
‫ل يستحيــل كمثلها‬
‫أحــــد من الطفال‬
‫جاءت فريدة عصرها‬
‫كـنموذج المـثال‬
‫‪:‬‬
‫بـنـيـتي حـبـيـبتي‬
‫يا فـرحــة الـدنيا‬
‫عــشقـي لروحـك جـذوة‬
‫روحـي بهــا تـحـيـا‬

‫‪46‬‬
‫(‪)23‬‬
‫زائر الليل‬

‫يا زائر الليل الغريب‬


‫كما أراك‬
‫بعين شعري‬

‫ظمأي يبدده الهطول‬


‫على يباس عرائشي‬
‫وصقع عمري‬

‫دع عنك صمتا قد يزيد‬


‫لواعجي‬
‫ويقيد جمري‬

‫قلبي تبدد في غرامه‬


‫ليته‬
‫عرف الصبابة في الهوى‬
‫و مرار عذري‬

‫‪47‬‬
‫قد بت أجمع ما تبقى‬
‫ت علني‬ ‫من شتا ٍ‬
‫أجد القليل‬
‫لغربتي‬
‫و لهيب صدري‬

‫سأظل انتظر الشروق‬


‫بلهفتي و قليل صبري‬

‫(‪)24‬‬
‫غدا ستعود‬

‫غدا ستعود‬
‫تسوق إليك حفيف الماني‬
‫يبلل عذر الرحيل‬
‫وتحمل زنبقة من حنين‬
‫لتغرس بين ضجيج المسافة ‪،‬‬
‫نداء اشتياق‬
‫تكسر في النبض حد الجراح‬
‫‪48‬‬
‫كنوح الرياح‬
‫بليل شتاء‬
‫تسلل بين الشقوق‬
‫يمشط حلكته الباردة‬
‫تمزق عنها قميص انتظار‬
‫لدفء شحيح‬
‫تجود به رحمة العابرين ‪....‬‬
‫غدا ستعود‬
‫و صوت المدى‬
‫عذاب‬
‫ذكريات ِ‬
‫تجر رنين الماسي‬
‫على نشوة الكأس و القافية‬
‫تعيد احتفاء النجوم‬
‫فتعصر خمر اللقاء‬
‫و جرح السنين‬
‫ق‬
‫لتسقي ورود اشتيا ٍ‬
‫تكثف في غربة الرابية‬
‫تعود لشاعرها من جديد‬
‫تحوم بأجنحة من حنين‬
‫تنقب في الغربة الحالكة‬
‫فتبحث عن شعلة أطفئتها المسافة‬
‫‪49‬‬
‫ول زال في القلب منها اشتعال الحميّأ‬
‫يقيم مآدبه الصاخبة‬
‫بعصف الضلوع‬
‫تعود لغفرانه من جديد‬
‫ليسقط آثامها الشاخبة‬
‫و يمحي سواد الغياب‬
‫فهل ياتراها‬
‫أدمنت في الرجوع‬
‫كما كان دوما‬
‫رحيق اللقاء‬
‫ب‬
‫يلون بالحب قفر اليبا ْ‬
‫ب!‬
‫فتغدو جنائن بعد اليا ْ‬

‫(‪)25‬‬
‫واعدي ‪........‬‬

‫واعدي بالقرب‬
‫من نبض العروق‬
‫ب‬
‫ل تبارح ‪ ،‬ل تغ ْ‬
‫ل تكن كالفتنة الحمقاء‬
‫في الشدو الكئيب‬
‫‪50‬‬
‫في عويل الجرح‬
‫مجرورا بأصداء النحيب‬
‫في الثقوب الـ تقتضي في رتقها‬
‫صبر النبي‬
‫كانهيار الليل في الحزن المهيب‬
‫قف على النبض كما لو‬
‫يقف النهر على باب المدينة‬
‫سامق الهيئة في الركن القصي‬
‫و الجميلت تنادي‬
‫اقترب‬
‫أيهذا المحتمي بالبعد عنا‬
‫اقترب‬
‫و احترق حد الجنون‬
‫في الهازيج الشقية‬
‫كن كتيار العواصف‬
‫كالرعود‬
‫في الليالي الممطرة‬
‫أو كلحظات البروق‬
‫الـ تنتشي بالزوبعة‬
‫وهي تغتال من الكون السكون‬
‫كن كسريانا غناءا‬
‫‪51‬‬
‫يسلب البحارة من عمق المحيط‬
‫و الصواري تنطوي‬
‫و العباب الملح يجتز السفينة‬
‫كن كأصداف طرية‬
‫اعترتها رعشة النشوة‬
‫في ضوء القمْر‬
‫مثل حور من خرافة‬
‫يتراقصن على وقع الغجْر‬
‫هات من شعرك ما يشعلني‬
‫يصلب الكون‬
‫على متن القصيدة‬
‫فيسيل النبض‬
‫قديسا شهيدا‬
‫يعزف القلب على لحن الوتْر‬
‫أنا ل أحترف الشعر‬
‫و ل أمتص من خمر الحروف‬
‫بمداد الخرين‬
‫متعة القول بأني شاعرة‬
‫بيد أن العصف ما بين الضلوع‬
‫يتمادى بين حين‬
‫و أحايينا أخْر‬
‫‪52‬‬
‫يعتريني فجأة ما يشبه الحلم‬
‫فيسبيني الشرود‬
‫لغوايات السراب الدائخة‬
‫لرحيل مقفر‬
‫عن مجرات البشْر‬
‫باعد الوعي مسافات التلقي‬
‫كغريب رفضته المكنة‬
‫ل في الوجود‬‫بين ك ٍ‬
‫و ارتحال في الغياب‬
‫ترسم الحرف أنايَ الموهنة‬
‫لتعود‬
‫برؤاها و الرنين‬
‫بتناهيد احتراقات الحنين‪...‬‬
‫و المواويل الشجية‬
‫تسكب الحزن النصيع‬
‫في سطور الزمنة ‪....‬‬

‫(‪)26‬‬
‫صقيع ماض‬
‫‪53‬‬
‫قد عاد يحزم بالسى ماضيه‬
‫نـدم يكلـل كل نبض فيهِ‬

‫يجتر ما زرع الصقيع بروحه‬


‫حتى غدا جرح الهوى يبريه‬

‫ظمآن يستجدي السفوح ديومها‬


‫و النس ُ‬
‫شّرِد َ من ُربَى التدليه‬

‫جيَز الشعاب يردها‬


‫شكواه في ِ‬
‫رجع الصدى كمياسم تكويه‬

‫كسرت نوافير الرماد بدربه‬


‫والشوك ‪ ,‬أغراس النوى ‪ ,‬يدميه‬

‫ما ضّره إذ كان في مهج الدُّنا‬


‫ملك تربع فوق عرش التيه‬

‫لكـنه وأد المقـام جهـالة‬


‫ليعود يسقي الوجد كي يحييه‬

‫هيهات في الحلم البعيد مناله‬


‫فالليل داج و النوى يشقيه‬

‫جف الغدير ولم يعد من ساقي‬


‫إل السراب فعّز من يرويه‬

‫(‪)29‬‬
‫‪54‬‬
‫صهد السؤال‬
‫على غير ذات اعتياد‬
‫تسلق في خاطري هاجس من عذاب‬
‫تعملق بيني و بين الحقيقه‬
‫كصفصافة من خريف‬
‫تلملم أطراف أوراقها المتعبه‬
‫لتبدو بوجه الرياح جميله‬
‫فتخفي اصفرار الذبول‬
‫و غدر الصقيع‬
‫و ذاتي تصارع شكوى الخيار‬
‫ضجيجا كصافرة للقطار‬
‫ليبقى السؤال العنيد‬
‫يحج إلى كعبتي الحائره‬
‫يلبي برب الجواب الحميم‬
‫و رب المساءات و النافذه‬
‫فيعلو الصدى‬
‫و ارتجاج المدى‬
‫بحجم المنافي التي تحتويني‬
‫و غربة عمري الذي ل يفيق‬
‫و هول المسافات في صمتها‬
‫يبعثرني في أجيج الذهول‬
‫‪55‬‬
‫فتغدو النوافذ جد ّ حزينه‬
‫و تسدل أستارها الموهنه‬
‫لينسحب الضوء شيئا فشيا‬
‫غريبا شريدا‬
‫كأن لم يكن ‪..‬‬
‫و قلبي شهيد‬
‫لماذا تراني‬
‫ب ‪،‬‬
‫بكل الدرو ْ‬
‫ب‬
‫و حيث احتمالت همس الهرو ْ‬
‫ي احتمال نوايا الغروب‬
‫عل ّ‬
‫و كف التخيّل و الممكنات‬
‫تسوق الماني إلى سفحها‬
‫و حين البلوغ‬
‫تباغتني قهقهات الرحيل‬
‫ي حشود النشيج‬
‫تجمهر ف ّ‬
‫و تخنق بي فرحة ل تدوم‬
‫فتكتبني ملهمات الحروف كلحن حزين ‪:‬‬
‫فإن تألمون ‪،‬‬
‫م ‪ ...‬كما تألمون !‬
‫فإنّا لنأل ْ‬

‫(‪)30‬‬
‫‪56‬‬
‫عتاب الرجوع‬
‫شاخت على كل الدروب ربابها‬
‫‪.................................‬و استعصرت ألما ً يم ُّ‬
‫ج ضبابها‬
‫حها‬
‫ينثال ملح الدمع يغرق سي َ‬
‫ت من جدوليه يبابها‬
‫‪ ...................................‬ما أورق ْ‬
‫ماذا تروم من المسير و قد نأى‬
‫‪ ...............................‬عن وجهة حيرى فظ َّ‬
‫ل صوابها‬
‫لو أنها حسبت سعير رحيلها‬
‫‪ .................................‬كم يصطليها فقدها و عذابــها‬
‫لتناثرت وردا على القلب الذي‬
‫‪ .................................‬لم يحتمي من عشــقها إل بــها‬
‫و لثرت وجد المــريد عبادة‬
‫‪ ..............................‬يحــوي ترانيم الهوى محرابها‬
‫يا صبحها المكسور ينزف ليلها‬
‫‪ .................................‬فتشـيب أسئلة يَحــاُر جوابـها‬
‫كم تشتهي تلك الكؤوس بلهفة‬
‫‪ .................................‬ما لمس الثغر الشهي حبابها‬
‫أن ل يفارق لـذة لشــرابها‬
‫‪ ............................‬مذ خــالط الصهباء منه رضابها‬
‫شوقا إلى تلك المساءات التي‬
‫‪57‬‬
‫‪.. ..........................‬حفلت بكل شــرودها الـ ينتابها‬
‫ينداح في الخد الندي حرارة‬
‫‪ ...........................‬لـــون المغيب تظله أهدابــها‬
‫سعفات نخل إذا يداعبها الهوى‬
‫‪ .............................‬تسبي لباب العاشقين حرابها‬
‫أصغت إلى وجع النحيب بصدرها‬
‫‪.........................‬كصواعق المجهول كان مصابها‬
‫و تلمست بشغاف قلب لم يزل‬
‫‪ ..........................‬تشقيه من دنيا الهوى أسبابها‬
‫فرنت إلى المجهول تنسج حزنها‬
‫‪ .........................‬كعبـاءة لــف النين غرابــها‬
‫كانت كنوّار الربيع بفرحها‬
‫‪ ............................‬واليوم تنزف بالمواجع غابها‬
‫ت بدوح الروض بسمتها التي‬
‫ذبل ْ‬
‫مار الهوى إطرابها‬
‫‪ ..............................‬كانت لس ّ‬
‫رحلت تجر الصوت من شفة المدى‬
‫‪ ...........................‬ماعاد يجدي في الرجوع عتابها !‬

‫‪58‬‬

You might also like