You are on page 1of 23

‫مستقبل صناعة تحويل الغاز الى‬

‫سوائل في قطر‬
‫‪Future of GTL Industry‬‬
‫‪in Qatar‬‬

‫اعـداد‬
‫وسام قاسم الشالجي‬
‫خبير نفطي‬
‫‪Prepared by‬‬
‫‪Wisam Al-Shalchi‬‬
‫‪Petroleum Expert‬‬

‫عمان – ‪2008‬‬
‫مقدمة ‪1- :‬‬
‫من المور المعروفة ان مصادر الطاقة الهيدروكربونية مثل النفط الخام والغاز الطبيعي‬
‫غير موزعة بشكل منتظم في عموم العالم ‪ ,‬حيث تقع نسبة كبيرة مِن إحتياطياتها في مواقعِ‬
‫بعيدة عن مناطقِ الستهلك العالمي ‪ .‬ان نقل الهيدروكربونِات السائلة كالنفط الخام ومشتقاته‬
‫من المصدر إلى المستهلك هو من المور السهلة لوجود بنية تحتية واسعة لهذا الغرض‬
‫كالنابيب والناقلت والحوضيات ‪ .‬ال ان نقل الغاز الطبيعي ‪ ,‬خصوصا في حالة وقوع‬
‫مصادره في مناطق نائية ‪ ,‬يشكل تحديا كبيرا امام العاملين في هذا الصناعة ‪ .‬ومن قبيل‬
‫الصدف فان اغلب الحتياطيات الضخمة للغاز الطبيعي تقع في مناطق الشرق الوسط‬
‫وروسيا التي هي بعيدة جدا عن مناطق الستهلك الكبرى له في اوربا واليابان وامريكا‬
‫الشمالية ‪ .‬ان نقل الغاز الطبيعي من هذه المصادر الى تلك السواق بالوسائل المتاحة ‪,‬‬
‫كالكبس والضخ بالنابيب عبر مسافات شاسعة ‪ ,‬او عن طريق تسييله بالتبريد ونقله بواسطة‬
‫ناقلت الغاز الطبيعي المسيل ‪ ,‬ظل يؤثر كثيرا على الجدوى القتصادية لستخدامه كمصدر‬
‫للطاقة خصوصا بوجود النفط الخام الرخيص الثمن نسبيا ‪ .‬وقد ظلت كميات هائلة من الغاز‬
‫الطبيعي تحرق ولعقود طويلة بسبب عدم توفر طريقة سهلة ومجدية لنقله خصوصا من‬
‫الحقول النائية ‪ .‬ان تقنية تحويل الغاز الى سوائل تمثل واحدة من افضل الحلول لمشكلة نقل‬
‫الغاز الطبيعي من مصادرانتاجه الى اسواق الستهلك الرئيسية ‪ .‬وتتكفل هذه التقنية‬
‫بالتحويل الكيمياوي للغاز الطبيعي الى سوائل نفطية قابلة للنقل بالطرق والوسائل التقليدية‬
‫وقابلة للبيع بشكل مشابه للمشتقات النفطية ‪ .‬كما تتمتع هذه السوائل في نفس الوقت‬
‫بمواصفات وجودة عالية تتلئم مع المحددات البيئية الصارمة التي اخذت الحكومات تفرضها‬
‫على المنتجات النفطية ‪ .‬ان هذه الطريقة معروفة منذ اوائل القرن الماضي ال انها كانت ل‬
‫تستخدم بسبب عدم جدواها القتصادية في ظل السعار المتدنية للنفط الخام ‪ .‬ومع ذلك فهي‬
‫كانت تستعمل في بعض الحيان عند الضرورة خصوصا عند وجود أسباب ذات جوانب‬
‫سياسية تحتم ذلك ‪ ,‬كما حدث مع المانيا في الحرب العالمية الثانية اثر فرض الحصار عليها‬
‫من قبل دول الحلفاء ‪ ,‬ومع جنوب افريقيا بعد فرض منظمة المم المتحدة المقاطعة الدولية‬
‫والحصار القتصادي عليها في اوائل خمسينات القرن الماضي ‪ .‬وقد تركت المانيا هذه‬
‫الصناعة بعد الحرب مباشرة لتوفر النفط الخام الرخيص الثمن ‪ ,‬اما بالنسبة لجنوب افريقيا‬
‫فقد استمرت بالعتماد على هذه الصناعة لعقود طويلة بسبب استمرار فرض الحصار عليها‬
‫‪ ,‬وقد دفعها ذلك الى السعي لتطوير تقنياتها بأستمرار لتقليل كلفها وجعلها مجدية اقتصاديا ‪.‬‬
‫وبعد تصاعد اسعار النفط الخام في سبعينات القرن الماضي ‪ ,‬اخذت الشركات العالمية تفكر‬
‫جديا في تطوير هذه التقنية لتخفيض كلفها وجعل استخدام منتجاتها مجدي اقتصاديا‪ .‬كما ان‬
‫عوامل التلوث المختلفة التي يسببها استخدام المشتقات النفطية التقليدية ‪ ,‬خصوصا في قطاع‬
‫النقل ‪ ,‬ساهم هو الخر في زيادة الهتمام بهذه الطريقة لما تتمتع به مواصفات منتجاتها من‬
‫جودة عالية وتلويث قليل للبيئة ‪ .‬ونتيجة لهذا التطور اخذت الكثير من الدول التي تمتلك ثروة‬
‫كبيرة من الغاز الطبيعي تفكر جديا في استعمال طريقة تحويل الغاز الى سوائل للستفادة من‬
‫هذه الثروة ‪ ,‬وفي خلق مصادر طاقة نظيفة ‪ .‬ان استخدام تقنية تحويل الغاز الى سوائل‬
‫سيكون في بداية الربع الثاني من القرن الحالي امرا لمناص من اختياره وتطبيقه في الدول‬
‫الغنية بالغاز الطبيعي للسباب التالية ‪:‬‬

‫‪-1‬ان اكثر من نصف الحقول المنتجة للنفط الخام حاليا ستنضب في نهاية الربع الول‬
‫من القرن الحالي ‪ ,‬ولن يعوض النقص الذي سيحصل في النفط الخام ال استخدام‬
‫تقنية تحويل الغاز الطبيعي الى سوائل نفطية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-2‬ان عمر انتاج واستثمار الغاز الطبيعي في العالم هو اطول من عمر النفط الخام ‪,‬‬
‫وكما كان القرن العشرين هو قرن النفط الخام سيكون القرن الواحد والعشرين هو‬
‫قرن الغاز الطبيعي ‪.‬‬
‫‪-3‬ان اسعار النفط الخام ستزداد كثيرا خلل السنوات القادمة ‪ ,‬وليس من المستبعد ان‬
‫تصل الى مايزيد عن ‪ 200‬دولر للبرميل الواحد مع بداية العقد القادم ‪ ,‬هذا اذا ما‬
‫ظلت ظروف السلم العالمي مستقرة كما هي الن ‪ ,‬اما اذا حدث ما يعكرها فان‬
‫السعار ستكون اعلى من ذلك بكثير ‪.‬‬
‫‪-4‬رخص الغاز الطبيعي وقلة كلفة انتاجه مقارنة مع النفط الخام ‪.‬‬
‫‪-5‬ان مواصفات منتجات صناعة تحويل الغاز الطبيعي الى سوائل هي اقل تلويثا للبيئة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -6‬الرتفاع المتواصل في الطلب على المشتقات النفطية الخفيفة والمتوسطة التي‬
‫تستعمل كوقود لوسائط النقل ‪ ,‬وهذه المشتقات هي المنتجات الرئيسية لصناعة‬
‫تحويل الغاز الى سوائل ‪.‬‬
‫‪ -7‬اتجاه العالم بشكل متزايد نحو استخدام مصادر الطاقة النظيفة القل تلويثا للبيئة‬
‫والتي من بينها منتجات صناعة تحويل الغاز الى سوائل ‪.‬‬

‫‪ -2‬دخول قطر الى ميدان صناعة تحويل الغاز الى سوائل ‪:‬‬
‫‪-1‬احتياطي قطر من الغاز الطبيعي ‪:‬‬
‫يبلغ أحتياطي دولة قطر من النفط الخام حوالي ‪ 15.1‬مليار برميل ‪ ,‬وهي تنتج بحدود‬
‫‪ 1.1‬مليون برميل من النفط الخام يوميا ‪ .‬ان عمر استثمار ثروة قطر من النفط الخام‬
‫بالمعدلت الحالية ليتجاوز الربعين عاما ‪ ,‬اما اذا تمت زيادة معدلت النتاج كما يخطط له‬
‫بالفعل فأن المدة ستكون اقل من ذلك ‪ .‬اما في مجال الغاز الطبيعي فتعد دولة قطر الدولة‬
‫الثالثة في العالم من حيث امتلكها لهذه المادة ‪ ,‬حيث يقدر احتياطيها بحوالي ‪ 910‬ترليون‬
‫قدم مكعب قياسي ‪ ,‬او ما يعادل ‪ %15.1‬من مجموع الحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي‪.‬‬
‫وسيبلغ معدل استهلك قطر من الغاز الطبيعي عام ‪ , 2011‬بعد اكتمال جميع مشاريع‬
‫تصنيع الغاز الطبيعي التي يجري بنائها حاليا بحدود ‪ 19,500‬مليون قدم مكعب قياسي‬
‫يوميا ‪ .‬ان هذا المعدل من الستهلك يمكن ان يجعل عمر استثمار ثروة قطر من الغاز‬
‫الطبيعي يستمر لمدة ‪ 128‬عاما ‪ ,‬وطبعا ستكون هذه المدة اقل كلما ارتفع معدل الستهلك‬
‫حسب مايخطط فعل ‪ ,‬وفي كل الحوال تشير التقديرات الى ان حقول قطر الغازية ستبقى‬
‫منتجة وبغزارة طيلة المئة عام القادمة ‪ .‬ان قصر عمر ثروة قطر من النفط الخام بالمقارنة‬
‫مع طول عمر ثروة الغاز الطبيعي دعت الى تبني السياسة التي تتبعها الدولة في الندفاع‬
‫بقوة نحو المزيد من الستثمار في مجال تصنيع الغاز الطبيعي ‪ .‬وتقع معظم حقول النفط‬
‫والغاز القطرية في المنطقة الشمالية من الدولة ‪ ,‬وضمن المياه القليمية القطرية كما يظهر‬
‫من الشكل التالي ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫شكل (‪ )1‬حقول النفط والغاز القطرية ‪.‬‬
‫وقد خطت دولة قطر منذ اوائل هذا القرن خطوات واسعة بأتجاه استثمار وتصنيع‬
‫ثروتها الهائلة من الغاز الطبيعي ‪ .‬وقد كانت هذه النطلقة بأتجاهات متعددة شملت ‪:‬‬
‫(‪)1‬انتاج الغاز الطبيعي المسيل ‪. LNG‬‬
‫(‪)2‬انتاج الغاز النفطي المسيل ‪. LPG‬‬
‫(‪)3‬تحويل الغاز الى سوائل ‪.GTL‬‬
‫وقد رصدت قطر لهذه المشاريع حوالي ‪ 90‬مليار دولر لتكون بذلك اكبر دولة‬
‫تخصص بدفعة واحدة هذا القدر من الستثمار وفي قطاع واحد ‪.‬‬

‫‪-2‬الستثمار في صناعة تحويل الغاز الى سوائل ‪:‬‬


‫بعد الملحظة الدقيقة للتطور الذي حصل في تقنيات تحويل الغاز الى سوائل والنجاحات‬
‫التي حققتها المشاريع العاملة بها فعل (مشاريع الجيل الول) اتخذت دولة قطر قرارا جريئا‬
‫وحاسما يتمثل بالدخول بشكل واسع في ميدان هذه الصناعة وبناء تجربة خاصة بها في هذا‬
‫المجال ‪ .‬لقد كان الدخول في ميدان صناعة تحويل الغاز الى سوائل كأحد الخيارات‬
‫الستراتيجية في مجال استثمار جانب من ثروة قطر من الغاز الطبيعي هو واحد من اهم‬
‫واجرأ القرارات التي اتخذت في هذا النطاق ‪ .‬وتعود الهمية والجرأة في اتخاذ هذا القرار‬
‫بسبب كون هذه الصناعة ل زالت غير منتشرة وان النجاحات التي تحققت فيها لم تترسخ بعد‬
‫‪ ,‬بالضافة الى كونها صناعة مكلفة وباهضة النفقات ‪ .‬وقد تم في بداية النطلقة في هذا‬
‫الميدان التخطيط لقامة المشاريع الكبرى التالية لتحويل الغاز الى سوائل‪:‬‬
‫(‪)1‬مشروع ‪ : Oryx GTL‬وهو مشروع تبلغ طاقته النتاجية ‪bbl/day 34,000‬‬
‫تتكفل ببنائه شركة ساسول ‪ . Sasol‬وقد بوشر بتنفيذ هذا المشروع في كانون الول‬
‫عام ‪ . 2003‬وقد تم التعاقد ايضا مع ائتلف شركتي ‪ Sasol-Chevron‬لتوسيع‬
‫هذا المشروع بعد اشتغاله كمرحلة ثانية لتصل طاقته الى ‪. bbl/day 100,000‬‬

‫‪4‬‬
‫(‪ )2‬مشروع ‪ : Pearl GTL‬تقوم شركة شل ‪ Shell‬ببناء مشروع لتحويل الغاز الى‬
‫سوائل بطاقة ‪ , bbl/day 140,000‬وقد بوشر بتنفيذ هذا المشروع فعل في شباط‬
‫‪. 2007‬‬
‫(‪ )3‬مشروع ‪ : Sasol-Chevron‬قدم ائتلف شركتي ساسول‪ -‬شيفرون ‪Sasol-‬‬
‫‪ Chevron‬الى الجانب القطري خطة لبناء مشروع لتحويل الغاز الى سوائل تبلغ‬
‫طاقته النتاجية ‪. bbl/day 120,000‬‬
‫(‪ )4‬مشروع ‪ : ExxonMobil‬تعاقدت شركة قطر للبترول مع شركة اكسون موبايل‬
‫لبناء مشروع لتحويل الغاز الى سوائل تبلغ طاقته النتاجية ‪. bbl/day 150,000‬‬
‫(‪ )5‬مشروع ‪ : Marathon‬قدمت شركة ماراثون ايضا الى شركة قطر للبترول خطة‬
‫لبناء مشروع لتحويل الغاز الى سوائل تبلغ طاقته ‪. bbl/day 120,000‬‬
‫(‪ )6‬مشروع ‪ : ConocoPhilips‬اعدت شركة كونوكوفيلبس خطة لبناء مشروع‬
‫‪ GTL‬في قطر يتكون من مرحلتين تبلغ الطاقة النتاجية لكل مرحلة منه ‪80,000‬‬
‫‪. bbl/day‬‬

‫وقد جرى اعداد كافة الدراسات الخاصة بهذه المشاريع ‪ ,‬كما رصدت ميزانيات ضخمة‬
‫لتنفيذها ‪ .‬وبعد الدراسة المعمقة وملحظة مسار تقدم المشاريع التي بوشر بتنفيذها ‪,‬‬
‫بالضافة الى مراقبة التطورات القتصادية في العالم بصورة دقيقة تم اتخاذ قرار بتأجيل‬
‫تنفيذ عدد من المشاريع التي لم يباشر بتنفيذها الى المستقبل ‪ ,‬وجرى البقاء على العقود‬
‫المبرمة مع شركتي ساسول ‪ Sasol‬وشل ‪ , Shell‬اللتان تعدان من اكثر الشركات العالمية‬
‫خبرة في هذا المجال ‪ .‬ان اتخاذ مثل هذا القرار وعند مرحلة معينة جاء نتيجة لنظرة حكيمة‬
‫وواقعية بناء على السس الموضوعية التالية ‪:‬‬
‫‪‬ان شركتي ساسول وشل تملكان مشاريع عاملة فعل وناجحة في كل من‬
‫جنوب افريقيا وماليزيا ‪ ,‬كما انهما تمتلكان خبرة واسعة تزيد عن الخمسين‬
‫عاما في ميدان هذه الصناعة مما يجعل من مسألة نجاح المشروعين الذين‬
‫تقومان ببنائهما في قطر امرا شبه مؤكد ‪.‬‬
‫‪‬ان الدخول المتسرع في بناء مشاريع ضخمة ومكلفة لتحويل الغاز الى‬
‫سوائل مع شركات ليس لها تجربة تجارية فعلية في هذا النوع من المشاريع‬
‫يعد مجازفة كبيرة ‪.‬‬
‫وبالبقاء على المشروعين الذين تنفذهما شركتي ساسول وشل تكون قطر قد حصرت‬
‫استثمارها في مجال صناعة تحويل الغاز الى سوائل بمستويين مختلفين ‪ ,‬الول هو في‬
‫اعتماد مشاريع لتحويل الغاز الى سوائل متوسطة السعة النتاجية مجربة سابقا وناجحة فعل‬
‫كما هو الحال مع العقد المبرم مع شركة ساسول ‪ .‬والمستوى الثاني في اعتماد مشاريع جديدة‬
‫ذات طاقة انتاجية كبيرة لول مرة في العالم ولكن بأستخدام تقنية مجربة سابقا ومع شركة لها‬
‫خبرة اكيدة في هذا المجال ‪ ,‬كما هو الحال مع المشروع الذي تقوم ببنائه شركة شل ‪ .‬المر‬
‫الخر الذي ليقل اهمية عن كل ذلك والذي نجحت فيه قطر الى حد بعيد هو في جذب‬
‫المستثمرين الدوليين للمشاركة في تمويل هذه المشاريع ‪ ,‬فدولة قطر تتمتع بأستقرار سياسي‬
‫وأمن عالي علوة على نظام اقتصادي متين ‪ ,‬وهي المتطلبات التي تبحث عنها رؤوس‬
‫الموال لكي ترمي بثقلها في اي ميدان استثماري ‪ .‬لذلك فقد استقطبت هذه المشاريع‬
‫المستثمرين العالميين ودفعتهم لتمويله بثقة عالية وبدون تردد ‪ .‬وبالحصول على المشاركة‬
‫الدولية تخطت قطر احد اكبر الصعوبات التي تواجه مثل هذه الستثمارات الضخمة ال وهو‬
‫عنصر المجازفة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -3‬مشاريع تحويل الغاز الى سوائل التي يجري تشييدها حاليا في قطر‪:‬‬
‫باستثناء مشاريع تحويل الفحم الى سوائل نفطية ‪ )Carbon To Liquids )CTL‬كان‬
‫عدد مصانع الجيل الول من مشاريع تحويل الغاز الطبيعي الى سوائل في العالم ل يزيد عن‬
‫اثنين بنيا في تسعينات القرن الماضي ‪ .‬وقد بني المشروع الول من قبل شركة ساسول‬
‫‪ Sasol‬في موسكاز ‪ Mossgas‬في جنوب افريقيا ‪ ,‬اما المشروع الثاني فقد بني من قبل‬
‫شركة شل ‪ Shell‬في بنتولو ‪ Bintulu‬في ماليزيا ‪ .‬وقد كان هذان المشروعان ناجحان الى‬
‫حد بعيد ‪ ,‬غير انهما كانا محدودا السعة النتاجية ‪ .‬وبعد دخول قطر ميدان هذه الصناعة ‪,‬‬
‫جرى تصميم ما اخذ يعرف فيما بعد بمصانع الجيل الثاني لتحويل الغاز الى سوائل ‪.‬‬
‫وبخلف الشركات الخرى التي سعت الى دخول هذا الميدان في قطر ‪ ,‬فقد كان المر‬
‫بالنسبة للمصانع التي تبنيهما شركتي ساسول وشل حاليا في قطر حاليا ليس اكثر من مجرد‬
‫توسيع للطاقة النتاجية للتقنيات التي استخدمتهما في مصانع الجيل الول ‪ .‬وفيما يلي نظرة‬
‫فنية سريعة على مشروعي هاتين الشركتين في قطر ‪:‬‬

‫‪-1‬مشروع ‪: Oryx GTL‬‬


‫وهو مشروع اتفقت شركة ساسول ‪ Sasol‬الجنوب افريقية على تشييده لصالح شركة‬
‫البترول القطرية ‪ Qatar Petroleum‬عن طريق خلق عمل مشترك بينهما ‪Joint‬‬
‫‪ . Venture‬وتمتلك شركة ساسول مشروع لتحويل الغاز الطبيعي الى سوائل في منطقة‬
‫‪ Mossgas‬في جنوب افريقيا يعمل بنجاح منذ عام ‪ 1993‬تبلغ طاقته النتاجية ‪23,000‬‬
‫‪ bbl/day‬من المواد الهيدروكربونية ‪ .‬ويتكون المشروع من خطين انتاجيين ‪ ,‬وهو يستخدم‬
‫طريقة مقطرات الحالة الطينية ‪ )Slurry Phase Distillate )SPD‬لتحويل غاز‬
‫التكوين الى سوائل هيدروكربونية في درجات حرارة واطئة ‪ .‬وتتضمن هذه الطريقة استخدام‬
‫عامل مساعد ذو اساس كوبلتي طورته الشركة للستخدام في مفاعل (‪ , )F-T‬وهو محمول‬
‫على طبقة شمعية شبه مائعة بحيث يشكلن معا طبقة طينية يفقع خللها غاز التكوين ليتم‬
‫تحويله الى مواد هيدروكربونية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫شكل (‪ : )2‬مفاعل الطبقة الطينية ‪. Slurry Phase F-T Reactor‬‬
‫ان مفاعل الطبقة الطينية (‪)SPD‬هو احدث مفاعل لطريقة فشر – تروبش ‪ ,‬وقد‬
‫طورت شركة ساسول هذا المفاعل بوضع جهاز خاص من ابتكارها داخل المفاعل يقوم‬
‫بفصل الهيدروكربونات عن مزيج العامل المساعد والشمع بطريقة يتم فيها سحب‬
‫الهيدروكربونات الخفيفة والغازات الغير متحولة من أعلى المفاعل لتؤخذ الى المكثف ‪ .‬اما‬
‫الهيدروكربونات المتوسطة والثقيلة (السائلة والصلبة) المختلطة مع طبقة العامل المساعد‬
‫الطينية فيتم فصلها وسحبها من وسط المفاعل ‪ .‬ويتم تبريد المفاعل من خلل شبكة انابيب‬
‫ملفوفة تمر خلل المواد المتفاعلة يجري فيها ماء بارد ليتحول بسبب الحرارة الممتصة الى‬
‫بخار ماء ‪ ,‬يأخذ بعدها الى غلية ‪ boiler‬ليسخن بشكل فائق لستعماله في تفاعل التهذيب‬
‫الحراري الذي يتم فيه تحويل الغاز الطبيعي المعالج الى غاز التكوين ‪ .‬وتبلغ الطاقة‬
‫النتاجية لمشروع ‪ Oryx‬لتحويل الغاز الى سوائل الذي تقوم ببنائه شركة ساسول في قطر‬
‫‪ bbl/day 34,000‬من السوائل النفطية وبخطين انتاجيين ‪ ,‬وهو يستعمل ايضا طريقة‬
‫مقطرات الحالة الطينية (‪ )SPD‬التي ابتكرتها الشركة واستعملتها بنجاح في مصانعها في‬
‫جنوب افريقيا ‪.‬‬

‫شكل (‪ : )3‬تقنية مقطرات الطبقة الطينية التي ابتدعتها شركة ساسول ‪.‬‬

‫يقع المشروع في منطقة راس لفان ‪ Ras Laffan‬الصناعية شمال الدوحة ‪ ,‬وهو يستهلك‬
‫‪ 330‬مليون قدم مكعب قياسي يوميا من الغاز الطبيعي الطري ‪ lean gas‬المنتج من حقول‬
‫قطر الشمالية لينتج بعد تحويلها الى سوائل ‪ bbl/day 24,000‬من الديزل ‪9,000 ,‬‬
‫‪ bbl/day‬من النفثا ‪ ,‬و ‪ bbl/day 1000‬من الغاز النفطي المسيل ‪. LPG‬‬

‫‪7‬‬
‫شكل (‪ : )4‬موقع مشروع ‪ Oryx‬في منطقة راس لفان الصناعية شمال قطر ‪.‬‬
‫وتبلغ كلفة المشروع ‪ 950‬مليون دولر ‪ ,‬تساهم فيه شركة قطر للبترول بنسبة (‬
‫‪ )%51‬بينما تساهم شركة ساسول فيه بنسبة (‪ . )%49‬ويعتبر هذا الحجم من الستثمار‬
‫معقول بالنسبة لمشروع سينتج هذه الكمية من المنتجات السائلة ‪.‬‬

‫شكل (‪ : )5‬صورة لمشروع ‪ Oryx GTL‬اثناء مراحل تنفيذه ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫شكل (‪ : )6‬مراحل نصب ابراج تجزئة الهواء بالتبريد في مشروع ‪. Oryx‬‬
‫وقد افتتح المشروع من قبل سمو امير قطر في حزيران عام ‪ , 2006‬غير انه لم ينتقل‬
‫الى مرحلة النتاج التجاري الفعلي ال في اوائل عام ‪. 2007‬‬

‫شكل (‪ :)7‬صورة لمشروع ‪ Oryx‬بعد افتتاحه وهي تؤشر درجة تعقيد هذا النوع من‬
‫المشاريع‬
‫بعد افتتاح المشروع وبدأ التشغيل التجريبي له واجه بعض المشاكل الفنية ‪ ,‬ففي‬
‫النصف الثاني من عام ‪ 2006‬ظهرت مشكلة تقنية تمثلت في فشل تشغيل الغلية ‪boiler‬‬
‫التي تنتج البخار الفائق السخونة ‪ superheated steam‬المطلوب لمرحلة التهذيب‬
‫الحراري التي يجري فيها تحويل الغاز الطبيعي الى غاز التكوين ‪ synthesis gas‬مما‬
‫ادى الى تأخر البدأ بالنتاج التجاري ‪ .‬وبعد حل هذه المشكلة تم تشغيل المشروع فعليا لول‬
‫مرة في كانون الثاني (يناير) عام ‪ , 2007‬وفي نيسان (ابريل) من نفس العام تم تصدير‬

‫‪9‬‬
‫اول شحنة من منتجات المصنع من الديزل والنفثا الى الخارج ‪ .‬غير ان انتاجية المصنع لم‬
‫تستطع تجاوز المقدار ‪ bbl/day 10,000 - 7,000‬نتيجة لظهور مشكلة تقنية جديدة‬
‫تمثلت في الرتفاع الغير متوقع في نسبة المواد الدقيقة ‪ fine materials‬لمسحوق العامل‬
‫المساعد الخارجة مع النواتج وتراكمها في أعلى مفاعل الطبقة الطينية (‪ )SP‬لتحويل الغاز‬
‫الى سوائل مما اعاق القدرة على رفع طاقة المشروع النتاجية الى الطاقة التصميمية ‪ .‬ان‬
‫نسبة دقائق العامل المساعد التي تخرج مع الهيدروكربونات الناتجة يجب ان تكون صغيرة‬
‫بحيث يسهل فصلها في العمليات اللحقة ‪ ,‬وكانت هذه العملية تجري بنجاح في مشروع‬
‫‪ Mossgas‬في جنوب افريقيا ‪ .‬غير ان ماجرى في مفاعل الطبقة الطينية في مشروع‬
‫‪ Oryx‬في قطر بعد تشغيله هو ارتفاع نسبة دقائق العامل المساعد التي تندفع مع‬
‫الهيدروكربونات الخفيفة الخارجة من أعلى البرج ‪ .‬لم يعرف ابدا في البداية سبب هذه‬
‫المشكلة ‪ ,‬ال ان مما لشك فيه بأن زيادة الطاقة النتاجية التصميمية لهذا المفاعل هو احد‬
‫مسبباتها ‪ .‬ان زيادة ضخ المادة الولية الى المفاعل لم تتناسب مع قدرة جهاز الفصل الخاص‬
‫الذي طورته الشركة ‪ ,‬وقد أدى هذا الى اندفاع نسبة عالية من دقائق العامل المساعد مع‬
‫الغازات المنبعثة الى أعلى المفاعل ‪ .‬وقد اضطر مشغلي المشروع الى تخفيض كمية‬
‫وسرعة ادخال المواد الداخلة الى المفاعل لجل تخفيض نسبة الدقائق التي تخرج مع النواتج‬
‫الخفيفة مما أدى الى تخفيض الطاقة النتاجية للمفاعل ‪ .‬سبب العلن عن حدوث هذه‬
‫المشكلة خيبة امل كبيرة في الوساط المراقبة أدت الى انخفاض قيمة أسهم الشركة في‬
‫اسواق التداول في جوهانسبرغ نتيجة لتهافت المساهمين على بيع اسهمهم فيها خوفا من فشل‬
‫المشروع ‪ .‬ال ان هذا التخوف لم يكن في محله ولم يستدعي هذا القدر من التشاؤم حيث‬
‫وجدت المشكلة طريقها نحو الحل من خلل تصميم مرشحات اضافية سيتم نصبها داخل‬
‫المفاعل لتقوم بوقف اندفاع المواد الدقيقة مع النواتج وتمنع تراكمها في اعلى البرج مما‬
‫سيسمح للمفاعل بالعمل بكل طاقته التصميمة ‪.‬‬

‫شكل (‪ : )8‬الفلترات التي سيتم نصبها داخل مفاعل الطبقة الطينية ليقاف تدفق جسيمات‬
‫المواد الدقيقة مع الهيدروكربونات الخفيفة وتراكمها في اعلى البرج ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وسيكلف تصنيع ونصب هذه المرشحات بحدود ‪ 50‬مليون دولر ‪ .‬وفي شباط (فبراير)‬
‫عام ‪ 2008‬سيجري ايقاف العمل في المشروع ‪ Shutdown‬لغرض تفكيك مفاعل الطبقة‬
‫الطينية (‪ )SP‬لتحويل الغاز الى سوائل ونصب المرشحات الضافية ‪ .‬ويعتقد ان المشروع‬
‫سيعود للنتاج التجاري بطاقته الكاملة في صيف عام ‪ . 2008‬وعلى الفور تمت الستفادة‬
‫من هذا الدرس وجرى نقل الخبرة المكتسبة منه الى مصنع تحويل الغاز الى سوائل الذي‬
‫يجري انشاؤه من قبل ائتلف شركتي ساسول – شيفرون في ‪ Escravos‬في نايجيريا ‪ .‬ان‬
‫من المؤكد بان النجاح الذي تحقق في حل هذه المشكلة لم ياتي من فراغ بل كان نتيجة‬
‫للخبرة الواسعة التي تمتلكها شركة مثل ساسول في هذا الميدان ‪ ,‬ولنا ان نتصور كيف كانت‬
‫ستؤول المور لو ان المشكلة حدثت مع شركة حديثة التجربة في هذا الميدان ‪ .‬ان قدرة‬
‫شركة ساسول على حل هذه المشكلة يؤكد مرة اخرى على صواب القرار الذي اتخذ‬
‫بالمضي قدما في هذا النوع من المشاريع مع شركات عريقة في هذا الميدان مثل شركة‬
‫ساسول ‪.‬‬

‫‪-2‬مشروع ‪ : Pearl GTL‬وهو المشروع الذي تقوم ببنائه شركة‬


‫‪ Shell‬لصالح شركة قطر للبترول ‪ , Qatar Petroleum‬والذي‬
‫يؤمل ان يبدأ بأنتاج السوائل النفطية في اواخر العقد الحالي ‪ .‬وتملك‬
‫شركة شل خبرة عملية في ميدان صناعة تحويل الغاز الى سوائل‬
‫يزيد عمرها على ثلثين عاما تمخضت عن ابتكار طريقة شل‬
‫لتصنيع المقطرات الوسطية ‪Shell Middle Distillates‬‬
‫‪ , )Synthesis )SMDS‬وهي طريقة ناجحة لتحويل الغاز‬
‫الطبيعي الى سوائل تعتمد على عدة عوامل اهمها ‪:‬‬
‫(‪)1‬استخدام عامل مساعد خاص من ابتكار الشركة ومن‬
‫خصوصياتها ‪.‬‬
‫(‪)2‬انتاج واستخدام غازالتكوين ‪synthesis gas‬في تفاعل (‬
‫‪ )F-T‬بنسبة (‪. )H2 : 1 CO 2‬‬
‫(‪)3‬ضبط درجة حرارة التفاعل في مستويات منخفضة مع تعظيم‬
‫انتاجية المنتجات الوسطية وعلى الخص الديزل المصنع ‪.‬‬
‫وتعتبر المنتجات النفطية التي تصنع بهذه الطريقة من افضل المنتجات في العالم على‬
‫الطلق سواء من ناحية الجودة او من ناحية التأثيرات البيئية ‪ ,‬فهي رائقة وعديمة اللون‬
‫والرائحة وذات قوام بلوري ‪ ,‬وترتقي جودتها الى مستوى سمحت فيه السلطات الصحية‬
‫المريكية الى استخدام الشمع المصنع بواسطتها حتى في الصناعات الغذائية ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫شكل (‪ : )9‬مخطط لتقنية طريقة شل لتصنيع المقطرات الوسطية (‪. )SMDS‬‬
‫وتوفر هذه التقنية عدة مزايا جيدة ‪ ,‬فالتصميم البسيط نسبيا للوحدات العاملة بهذه الطريقة‬
‫هو عامل فاعل في جعلها مناسبة تجاريا ‪ ,‬كما ان العامل المساعد المستعمل الخاص قابل‬
‫ايضا لعادة التنشيط ‪ ,‬واخيرا القدرة على الحفاظ على انتاجية عالية من البرافينات العالية‬
‫الوزن الجزيئي مقابل استهلكية اقل من غاز التكوين اللزم لتفاعل فشر – تروبش ‪ .‬وكما‬
‫هو الحال بالنسبة لشركة ساسول ‪ ,‬تملك شركة شل مصنع ناجح لتحويل الغاز الى سوائل‬
‫‪ GTL‬في ماليزيا هو مصنع بنتولو ‪ Bintulu‬يعمل منذ العام ‪ . 1993‬وبالرغم من ان هذا‬
‫المصنع كان يعتبر في حينها اكبر مصنع لتحويل الغاز الى سوائل ‪ ,‬ال ان حجمه يعتبر من‬
‫فئة المصانع المتوسطة ‪ ,‬حيث كانت طاقته النتاجية عند بنائه ‪ bbl/day 12,500‬من‬
‫السوائل الهيدروكربونية ‪ ,‬رفعت في عام ‪ 2005‬لتبلغ ‪ . bbl/day 14,700‬ويقوم هذا‬
‫المصنع بتحويل ‪ MMscf 120-100‬يوميا من الغاز الطبيعي المستخرج من حقل بحر‬
‫جنوب الصين الى سوائل نفطية ‪ .‬ويعتبر مشروع تحويل الغاز الى سوائل لشركة شل في‬
‫بنتولو من المشاريع المتكاملة ‪ ,‬فهو يضم مرحلتي النتاج والتصنيع معا & ‪upstream‬‬
‫‪ , downstream‬والمادة الولية الوحيدة التي تدخل اليه هي الغاز الطبيعي بينما ل يخرج‬
‫منه كنفايات ال غاز المداخن ‪ flue gas‬والماء المعالجين ‪ ,‬كما انه مكتفي بشكل كلي‬
‫بالطاقة ‪ .‬وقد مر مصنع شركة شل في بنتولو بكارثة كبيرة عام ‪1998‬تمثلت بانفجار وحدة‬
‫تجزئة الهواء ادت الى تدمير حوالي ‪ %80‬من المصنع ‪ ,‬ال ان المصنع اعيد بناءه مرة‬
‫اخرى وعاود النتاج عام ‪ . 2000‬ولتوجد علقة مباشرة بين هذا الحادث وتقنية شركة شل‬
‫(‪ )SMDS‬المبتكرة في مجال صناعة تحويل الغاز الى سوائل ‪ . GTL‬لقد اكتسبت شركة‬
‫شل خبرة واسعة وكبيرة من مصنعها في بنتولو ومن الحادث الذي حصل فيه دفعها منذ‬
‫اواخر التسعينات الى تصميم الجيل الثاني من مصانع تحويل الغاز الى سوائل ‪ .‬وتطبيقا لمبدأ‬
‫ان زيادة الطاقة النتاجية لمشاريع تحويل الغاز الى سوائل يخفض من كلفها الستثمارية ‪,‬‬
‫فقد خططت شركة شل بأن يكون الجيل الثاني من مشاريعها لهذه الصناعة بطاقة انتاجية‬
‫تتراوح بين ‪ bbl/day 75,000-70,000‬للخط النتاجي الواحد ‪ .‬وقد ثابرت الشركة بجد‬
‫للوصول الى هذا الهدف فحققت من خلل بحوثها النتائج التالية ‪:‬‬
‫•التوصل الى انتاج جيل جديد من العامل المساعد‬
‫يزيد من خصوصية انتاجية البرافينات العالية (الشمع‬

‫‪12‬‬
‫‪ , )wax‬بالضافة الى فعاليته العالية وعمره الطويل‬
‫‪.‬‬
‫•زيادة طاقة مفاعلت التحويل (‪. )HPS‬‬
‫•زيادة طاقة وحدة التغزية (‪ )SGP‬لتصل الى قدرة‬
‫تحويل ‪ 20‬مليون قدم مكعب قياسي يوميا من الغاز‬
‫الطبيعي المعالج الى غاز التكوين وبنسبة تحويل‬
‫تصل الى ‪. %95‬‬

‫وبعد ان تحقق للشركة الخبرة والعزيمة الكافية تقدمت بخطوات واثقة لتنفيذ هذه الخطط‬
‫بشكل فعلي ‪ ,‬فكان ثمرة ذلك اتفاقها مع شركة قطر للبترول لبناء مشروع ضخم لتحويل‬
‫الغاز الى سوائل ‪ GTL‬في راس لفان شمال قطر هو مصنع اللؤلؤة ‪ . Pearl‬يتكون‬
‫المشروع من خطين انتاجيين تبلغ طاقة كل منهما ‪ bbl/day 70,000‬من السوائل النفطية‬
‫‪ ,‬بالضافة الى انتاج ما يكافيء ‪ bbl/day 120,000‬من الغاز النفطي المسيل ‪LPG‬‬
‫والغازات المكثفة ‪ condensates‬واليثان ‪ Ethan‬يوميا ‪ .‬ويستخدم المشروع تقنية‬
‫شركة شل (‪ )SMDS‬المستخدمة بنجاح في مصنع بنتولو ‪ ,‬وهو يستهلك ما مقداره ‪1.6‬‬
‫بليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا ‪ .‬بدأ التخطيط للمشروع منذ العام ‪ , 2004‬غير‬
‫ان الحجر الساس لم يوضع له ال بتاريخ ‪ 22/2/2007‬بوشر بعدها بالتنفيذ الفعلي له ‪,‬‬
‫ويبلغ حجم جبل الوراق التي صرفت على مراحل التخطيط والعداد له بما يقارب ارتفاع‬
‫برج ايفل ‪ .‬وتشارك حكومة دولة قطر بتمويل الجزء البحري من المشروع ‪ offshore‬الذي‬
‫يشمل مرحلتي تطوير الحقل وانتاج الغاز الطبيعي اللزم للمشروع ‪ ,‬بينما تشارك شركة شل‬
‫بكلفة المشروع الذي يقع على الرض ‪ . onshore‬وتم تخصيص رقعتان انتاجيتان‬
‫للمشروع تبعدان ‪ km 50‬عن الشاطيء ويبلغ مجموع مساحتاهما ‪ , km2 144‬حيث‬
‫سيشيد عليهما منصتين بحريتين بارتفاع ‪ m 40-30‬عن قاع البحر ‪ .‬وسيجري حفر ‪16‬‬
‫بئر انتاجي بطريقة الحفر العمودي ‪ vertical wells‬وبأعماق انتاجية مختلفة تصل الى‬
‫‪ , ft 10,000‬وسيتم ايصال الغاز الطبيعي المنتج الى معمل معالجة الغاز على الشاطيء‬
‫من خلل انبوبان يمتدان تحت الماء ‪.‬‬

‫شكل (‪ : )10‬مصنع اللؤلؤة ‪ Pearl‬لتحويل الغاز الى سوائل في راس لفان ‪ ,‬ومصادر‬
‫تجهيزه بالغاز الطبيعي من الحقول الشمالية القطرية ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ويتوقع ان تبدأ المرحلة الولى من هذا المشروع الضخم بالعمل في عام ‪ , 2009‬بينما‬
‫سيتم تشغيل المرحلة الثانية منه عام ‪ . 2011‬ويبين الشكل التالي مخطط للمشروع بعد‬
‫اكتماله ‪.‬‬

‫شكل (‪ : )11‬مخطط لمصنع ‪ Pearl‬لتحويل الغاز الى سوائل في قطر بخطيه النتاجيين ‪.‬‬

‫شكل (‪ : )12‬بعض مراحل تنفيذ مشروع اللؤلؤة ‪ Pearl‬لتحويل الغاز الى سوائل في قطر‬
‫بلغت الكلفة التقديرية الولى عند البدأ بالتخطيط للمشروع بحدود ‪ 6‬مليارات دولر ‪ ,‬ال‬
‫ان هذا التقدير اخذ بالتصاعد تدريجيا خلل مراحل اجراء الدراسات الهندسية و التصميم (‬
‫‪ , )FEED‬حتى وصلت تقديراته اخيرا بعد البدأ بمرحلة جلب وتهيئة المعدات والبدء‬

‫‪14‬‬
‫بالتشييد (‪ )EPC‬إلى حوالي ‪ 18‬مليار دولر عند اكتماله بمرحلتيه ‪ .‬ويعود سبب الرتفاع‬
‫بالكلفة للسباب التالية ‪:‬‬

‫‪‬الرتفاع المتواصل لسعار النفط الخام ‪.‬‬


‫‪‬ارتفاع اسعار المواد الولية نتيجة للرتفاع المتواصل لسعار النفط الخام ‪.‬‬
‫‪‬استغراق مراحل التخطيط للمشروع لمدة طويلة ‪ ,‬وكذلك طول مدة تنفيذ‬
‫المشروع التي تتجاوز الربع سنوات مما ادى الى دخول تأثير عوامل‬
‫التضخم على الكلفة ‪.‬‬
‫‪‬زيادة الطاقة النتاجية لخطوط النتاج الى مستويات مرتفعة ‪.‬‬
‫ومع ان شركة شل ل تزال متفائلة بنجاح المشروع مدعية بأن ارتفاع الكلفة كان‬
‫محسوبا ومتوقعا منذ مرحلة التخطيط للمشروع ‪ ,‬غير ان بعض المحللين القتصاديين‬
‫يشككون في ذلك ويعتقدون بان عائديته لن تتجاوز معدل ‪ %9‬في احسن الحوال ‪.‬‬

‫‪ -4‬العوامل التي تؤثر على نجاح مشاريع تحويل الغاز الى سوائل في‬
‫قطر‪:‬‬
‫لقد كان من المعروف عن تقنية تحويل الغاز الى سوائل ‪ GTL‬ومنذ نشوئها في الربع‬
‫الول من القرن الماضي بأنها من التقنيات الصعبة التي ترافقها الكثير من المشاكل ‪ .‬وقد‬
‫كانت المشكلة الساسية التي تواجها هذه التقنية تكمن في عدم جدواها القتصادية لضخامة‬
‫حجم المبالغ المستثمرة فيها وانخفاض مردودها الربحي بسبب ارتفاع الكلفة النتاجية‬
‫والتعقيدات الكثيرة الموجودة فيها ‪ .‬لذلك فأن هذه التقنية لم تلقي رواجا لفترة طويلة ‪ ,‬ال انه‬
‫تم خلل الخمسين سنة الماضية حل الكثير من صعوبات ومشاكل هذه التقنية بما فيها المشكلة‬
‫القتصادية‪.‬‬

‫وبالنسبة لمشاريع تحويل الغاز إلى سوائل التي يجري بنائها في قطر حاليا فان هناك نوعين‬
‫من العوامل التي يمكن إن تؤثر على مدى نجاحها هي ‪:‬‬

‫(‪)1‬العوامل القتصادية ‪ :‬وتشمل ‪:‬‬

‫(‪)1‬سعر النفط الخام ‪ :‬بالرغم من أن ارتفاع أسعار النفط الخام يرفع من سعر‬
‫كل شيء أخر مما يزيد من كلفة المشاريع التي يجري بنائها ‪ ,‬إل إن تأثير‬
‫هذا العامل يتجه في نفس الوقت بالتجاه الذي يصب في مصلحة هذه‬
‫الصناعة ‪ ,‬فسعر النفط الخام يزداد باستمرار حتى تجاوز مؤخرا (‬
‫‪ )2007/2008‬حاجز ‪ . bbl/$ 100‬إن هذا الرتفاع في سعر البرميل‬
‫الخام سيرفع كثيرا من اسعار المنتجات النفطية المستخلصة منه بعمليات‬
‫التكرير العتيادية ‪ ,‬وهو أمر في صالح صناعة الـ ‪ GTL‬مما يمكن أن‬
‫يجعل من سعر منتجاتها منافسة آو حتى أرخص نسبيا ‪.‬‬
‫(‪ )2‬سعر الغاز الطبيعي المستخدم ‪ :‬ان تأثير عامل سعر الغاز الطبيعي على‬
‫المردود القتصادي لمشاريع تحويل الغاز الى سوائل ‪ GTL‬التي يجري‬
‫بنائها في قطر هو ايضا يقع في مصلحة هذه الصناعة ‪ .‬فكلفة انتاج الغاز‬
‫الطبيعي في دولة قطر تعتبر منخفضة نسبيا حيث ليتجاوز سعر غاز‬
‫رأس البئر (‪ )Well-Head price‬عن ‪ . MMBtu/$ 0.5‬ان استخدام‬

‫‪15‬‬
‫غاز طبيعي بهذه الكلفة في مصانع مشابهة لمصنعي موسكاز وبنتولو على‬
‫سبيل المثال يجعل من كلفة برميل المنتجات السائلة لتزيد عن ‪20 - 19‬‬
‫دولر ‪ .‬وحتى في ظل المشاريع الحالية فان جميع الحسابات القتصادية‬
‫تجعل من كلفة برميل المشتقات النفطية المنتجة بواسطتها منافس قوي‬
‫لبرميل المشتقات النفطية التقليدية ‪.‬‬
‫(‪ )3‬وجود البنى التحتية في منطقة المشروع ‪ :‬ان البنى التحتية الساسية‬
‫اللزمة لقامة مشاريع تحويل الغاز الى سوائل هي موجودة ومتوفرة فعل‬
‫في مناطق اقامة هذه المشاريع في قطر ‪ .‬ان منطقة راس لفان التي يجري‬
‫فيها بناء هذه المشاريع هي منطقة صناعية تحتوي محطات توليد الطاقة‬
‫الكهربائية ومصانع معاملة المياه وجميع المتطلبات الخرى اللزمة لبناء‬
‫مثل هذه المشاريع ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلفة المشروع ‪ :‬ان جميع الدراسات القتصادية الموضوعة سابقا كانت‬
‫تشير الى ميل الكلفة الستثمارية ‪ Capital cost‬لي مشروع لتحويل‬
‫الغاز الى سوائل للنخفاض عند زيادة الطاقة النتاجية للمشروع ‪ ,‬كما‬
‫يبين الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل (‪ : )13‬انخفاض الكلفة الستثمارية لمشاريع تحويل الغاز الى سوائل مع‬
‫ارتفاع السعة النتاجية لهذه المصانع ‪.‬‬
‫أن هذه التقديرات وضعت على أساس إن زيادة الطاقة النتاجية للمشروع يقلل من عدد‬
‫المعدات المستخدمة ‪ ,‬ويقلل أيضا من الكلف التشغيلية له مما سيترك في النهاية أثار ايجابية‬
‫على كلفة برميل المنتجات السائلة الذي يتم إنتاجه ‪ .‬واستنادا إلى نفس هذه التقديرات تتحقق‬
‫الجدوى القتصادية لمشاريع تحويل الغاز إلى سوائل بشكل كامل حين تصل كلفتها‬
‫الستثمارية إلى ما دون ‪ . bbl/day/$ 20,000‬وليصال الكلفة الستثمارية إلى مستويات‬
‫مقاربة لهذا الحد قامت كل من شركتي ساسول وشل عند تصميمهما لمشروعي ‪Oryx‬‬
‫‪ GTL‬و ‪ Pearl GTL‬برفع الطاقة النتاجية للخط النتاجي الواحد ‪ .‬إن هذا التوجه كان‬
‫صحيحا من الناحية المبدئية ‪ ,‬غير انه لم يكن بدون ثمن كما أظهرت النتائج فيما بعد ‪ .‬من‬
‫ناحية أخرى فإن كلفة برميل المشتقات النفطية المنتجة من هذه الصناعة يمكن أن ترتفع‬
‫كثيرا من جديد عند زيادة كلفة المشروع بشكل مفرط بسبب ارتفاع المردودات الستثمارية‬

‫‪16‬‬
‫‪ . Capital repayment‬لذلك فأن ارتفاع كلف مشاريع تحويل الغاز إلى سوائل الضخمة‬
‫ذات الطاقة النتاجية الكبيرة ل يصب باتجاه مصلحة هذه الصناعة ‪ ,‬بل سينعكس سلبيا على‬
‫ربحيتها من جهة وعلى روحية القدام على هذا النوع من المشاريع في المستقبل من جهة‬
‫أخرى ‪.‬‬

‫(‪)2‬العوامل الفنية ‪ :‬وترتبط بهذه النقطة العوامل التالية ‪:‬‬

‫(‪)1‬نوع العامل المساعد المستخدم ‪.‬‬


‫(‪ )2‬درجات الحرارة المستخدمة في تفاعل فشر – تروبش التحويلي ‪.‬‬
‫(‪ )3‬مصدر الوكسجين اللزم للتفاعل ‪.‬‬
‫ان من المفروض ان تكون جميع العوامل الواردة اعله المتعلقة بطبيعة التقنيات‬
‫المستخدمة في مشاريع تحويل الغاز الى سوائل التي يجري بنائها في قطر هي ضمن‬
‫المؤشرات اليجابية لكون التقنيات المستخدمة هي تقنيات مجربة سابقا ومثبت كفائتها‬
‫التحويلية في مصانع عاملة فعل ‪ .‬ال ان العامل الجديد الذي دخل عليها هو زيادة سعة‬
‫الخطوط النتاجية العاملة ‪ .‬لقد كانت السعة النتاجية لخطوط النتاج المطبقة فعل في‬
‫مصنعي موسكاز ‪ Mossgas‬في جنوب افريقيا وبنتولو ‪ Bintulo‬في ماليزيا ضمن‬
‫المديات المتوسطة ‪ ,‬وهي اقل بكثير من السعة النتاجية لخطوط النتاج التي يجري بنائها‬
‫حاليا في قطر ‪ .‬ومع ذلك فأن هناك فرص كبيرة في أحتمالية نجاح جميع المؤشرات الواردة‬
‫اعله حتى مع المشاريع الضخمة التي يجري تنفيذها حاليا لسعة القاعدة التقنية للشركات‬
‫المنفذة وكونها شركات ضليعة بهذه الصناعة مما يمكنها من حل اي مشكلة قد تواجه هذه‬
‫المشاريع‪.‬‬

‫‪ -5‬الستنتاجات والتوصيات ‪:‬‬


‫يتضح مما جاء في الفقرات السابقة بان قطر قد خطت خطوات متينة وراسخة في‬
‫نطاق تصنيع ثروتها من الغاز الطبيعي ‪ ,‬وانها قد نوعت اتجاهات الستثمار في هذا القطاع‬
‫بما يعزز اقتصادها ويطور صناعتها اول ‪ ,‬وبما يخدم ويلبي احتياجات السواق العالمية من‬
‫مصادر الطاقة المتنوعة ثانيا ‪ .‬إن تنوع اتجاهات استثمار الغاز الطبيعي القطري هو حالة‬
‫صحية ومطلوبة ‪ ,‬ال ان من المتوقع ان تترجح افضلية خيار التجاه نحو المزيد من التصنيع‬
‫في مجال صناعة تحويل الغاز الى سوائل في المستقبل على خيارات تصنيع الغاز الطبيعي‬
‫بالطرق الخرى للسباب التالية ‪:‬‬
‫(‪)1‬تنوع منتجات صناعة تحويل الغاز الى سوائل مقابل محدودية منتجات تصنيع‬
‫الغاز الخرى ‪.‬‬
‫(‪)2‬ان منتجات صناعة الـ ‪ GTL‬هي اكثر رواجا واستخداما من منتجات التصنيع‬
‫الخرى‪.‬‬
‫(‪ )3‬سهولة نقل هذه المنتجات مقارنة بمنتجات الصناعات الخرى ‪.‬‬
‫(‪)4‬التزايد المتصاعد في الطلب على منتجات الـ ‪ GTL‬مقارنة بالطلب على‬
‫المنتجات الخرى ‪.‬‬
‫ويخضع تنفيذ مشاريع تحويل الغاز الى سوائل في قطر الى المراقبة الدقيقة من قبل‬
‫الكثير من الوساط الصناعية في العالم لن التجربة القطرية تعتبر في الوقت الحاضر‬
‫الفيصل الذي سيحدد مستقبل هذا الصناعة في العالم ‪ .‬ان اي تطور ايجابي او سلبي في مسار‬

‫‪17‬‬
‫هذه المشاريع سينعكس على الفور على خطط العداد للمشاريع المشابهة في بقية انحاء العالم‬
‫‪ ,‬كما حدث ذلك بالفعل أثناء مراحل التشييد ‪ .‬فعلى سبيل المثال قامت الجزائر بتجميد‬
‫مشروع تحويل الغاز الى سوائل الذي كانت تنوي بنائه في اراضيها بعد ان لحظت الرتفاع‬
‫الغير متوقع في كلفة مشروع ‪ Pearl‬في قطر ‪ .‬كما ان أي حل أي مشكلة فنية يمر بها‬
‫مشروع ‪ Oryx‬في قطر تنقل على الفور الى مشروع ‪ Escaravo‬لتحويل الغاز الى سوائل‬
‫الذي يجري تشييده حاليا في نايجيريا من قبل ائتلف شركتي ساسول – شيفرون ‪ .‬وكذلك‬
‫هو الحال بالنسبة للمشاريع التي يجري التخطيط لبنائها حاليا في مصر وايران والرجنتين‬
‫وغيرها من الدول ‪ .‬إن مشاكل مصانع الجيل الثاني من مشاريع تحويل الغاز الى سوائل في‬
‫قطر تتمحور حول نقطتين جوهريتين ‪ ,‬مشاكل فنية تعود اسبابها بصورة رئيسية الى زيادة‬
‫الطاقة النتاجية للخطوط العاملة ‪ ,‬ومشاكل اقتصادية يرجع اصلها الى ارتفاع كلفة هذه‬
‫المشاريع بشكل مفرط ‪ .‬أن الوصول إلى حلول للمشاكل الفنية التي ظهرت ويمكن ان تظهر‬
‫في المستقبل في هذه المشاريع مع شركات ذات خبرة وتجربة واسعة مثل شركتي ساسول‬
‫وشل هو امر لن يكون صعبا ‪ ,‬لذلك فان توقعات تجاوز هذه المشاكل وبالتالي نجاح هذه‬
‫المشاريع هو امر وارد جدا ‪ .‬اما بالنسبة للمشاكل القتصادية فبالرغم من أن ارتفاع كلف‬
‫هذه المشاريع كان مضرا بها إل أن من حسن الحظ بان الرتفاع الحاصل في اسعار النفط‬
‫الخام والذي كان المسبب لمعظم هذه المشاكل سيكون نفسه هو العامل الذي سيجعل من هذه‬
‫المشاريع مربحة في خاتمة المطاف حتى مع ارتفاع كلف تشييدها ‪ .‬ويعود مرد ذلك إلى‬
‫تأثير هذه العامل على الطرف المنافس بنفس القدر الذي يوثر به على هذه المشاريع نفسها ‪,‬‬
‫إذ أن ارتفاع أسعار النفط الخام سيرفع كثيرا من اسعار المنتجات النفطية التقليدية مما يمكن‬
‫ان يجعل من منتجات صناعة تحويل الغاز الى سوائل منافسا قويا في أسعارها لهذه المنتجات‬
‫‪ ,‬بل حتى ارخص ثمنا منها مما سيسهل من رواجها وازدياد الطلب عليها ‪ .‬ومع ذلك فأن من‬
‫الضروري تعلم العبرة من هذا الدرس وجعل كلفة مشاريع الجيل الثالث التي من المؤمل‬
‫بنائها في المستقبل لمثل هذا النوع من التصنيع بمستويات معقولة يمكن ان تضمن الربحية‬
‫حتى في حالة انخفاض اسعار النفط الخام ‪ .‬أن بناء مشاريع ‪ GTL‬متوسطة السعة مضمونة‬
‫النجاح ربما سيكون خيارا اكثر جاذبية في المستقبل بدل من بناء مشاريع كبرى تكلف مبالغ‬
‫طائلة ولكن غير مضمون نجاحها ‪ .‬وبدل من توجيه التطوير نحو زيادة الطاقة النتاجية‬
‫للجيل القادم من مصانع تحويل الغاز الى سوائل ‪ ,‬يمكن توجيهه نحو زيادة كفاءة عمليات‬
‫فشر – تروبش التحويلية لتخفيض كلفها الستثمارية بشكل اكبر ‪ .‬وفي حالة الرغبة القوية‬
‫في بناء مشاريع لتحويل الغاز الى سوائل ذات طاقة انتاجية كبيرة ‪ ,‬يمكن جعل هذه المصانع‬
‫تتكون من خطوط انتاجية متعددة مع ابقاء انتاجية هذه الخطوط بسعات متوسطة ‪ .‬ان ابقاء‬
‫الخطوط المستعملة بسعات متوسطة يمكن ان يساعد في تجاوز المشاكل التقنية التي ظهرت‬
‫مع استعمال خطوط ذات سعات انتاجية عالية ‪ .‬ومع ان مثل هذا الخيار لن يقلل من كلف‬
‫مثل هذه المشاريع ‪ ,‬ال ان نجاحها المؤكد سيقلل من تأثيرات هذا العامل ‪.‬ان هذه الحقيقة‬
‫يمكن ان تدفع في المستقبل بأتجاه اختيار وتبني مشاريع ‪ GTL‬ذات طاقة انتاجية متوسطة ل‬
‫تزيد طاقة خطوطها النتاجية عن ‪ , bbl/day 50,000‬وبكلف ل تتجاوز العدة مليارات‬
‫من الدولرات مما سيجعل من هذه المشاريع ناجحة فنيا واقتصاديا ‪ .‬من جانب أخر فكما‬
‫كانت دولة جنوب افريقيا خلل القرن الماضي مركز لصناعة تحويل الفحم الى سوائل‬
‫‪ CTL‬في البداية ثم مركزا لصناعة تحويل الغاز الى سوائل ‪ GTL‬فيما بعد ‪ ,‬فان من‬
‫الممكن ان تصبح قطر عاصمة لهذه الصناعة وبؤرة الستقطاب فيها خلل القرن الحالي ‪.‬‬
‫ولكي يحصل هذا المر وتستمر وتيرة النجاح في هذا المجال بشكل اكبر في المرحلة التالية‬
‫‪ ,‬فأن هناك الكثير الذي يجب عمله لتهيئة الدولة لمثل هذه المكانة في هذا النوع من التصنيع‪.‬‬
‫ان القيام بالخطوات المفيدة التالية يمكن ان يجعل من قطر ليس عاصمة لصناعة تحويل الغاز‬
‫الى سوائل في المستقبل فحسب بل حتى مصدرة لهذه التقنية لبقية دول العالم ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫أ‪ -‬تطوير الخبرة والمكانية التقنية ‪:‬‬
‫(‪)1‬زج الكوادر القطرية من مهندسين وفنيين للعمل بشكل عميق وموسع مع الشركات التي‬
‫تقوم ببناء مشاريـع تحويـل الغاز الى سـوائل فـي قطـر لكتسـاب المهارة والخـبرة العلميـة‬
‫والعملية من الخبراء الجانب العاملين في هذا المجال ‪.‬‬
‫(‪)2‬اشراك الخــبراء والمهندســين القطرييــن فــي وســائل ايجاد الحلول للمشاكــل الفنيــة التــي‬
‫تظهر اثناء تنفيذ وتشغيل مشاريع تحويل الغاز الى سوائل لكتساب الخبرة والمهارة في‬
‫تشخيص هذه المشاكل والمساهمة في حلها في المستقبل ‪.‬‬
‫(‪)3‬التخطيـط لقامـة مشاريـع مشتركـة تضـم أكثـر مـن نوع واحـد مـن الصـناعات فـي مجمـع‬
‫واحد ‪ ,‬مثل اقامة مشروع مشترك لتسييل الغاز الطبيعي وتحويل الغاز الى سوائل ‪ ,‬او‬
‫بناء مصـافي للنفـط الخام تضـم وحدات للتغزيـة ‪ gasification‬ووحدات لتحويـل الغاز‬
‫الى سوائل ‪.‬‬
‫(‪)4‬إن معظـم الشركات التـي تبنـي مشاريـع تحويـل الغاز الى سـوائل حاليـا كانـت بداياتهـا فـي‬
‫بناء مشاريع لهذه الصـناعة فـي دولها ‪ .‬ان مثل هذا المر يمكن ان يشجـع قطـر لدراسـة‬
‫موضوع أنشاء شركـة قطريـة فـي المسـتقبل تتخصـص بتقنيـة تحويـل الغاز الى سـوائل‬
‫‪ . GTL‬ويمكـن لهذه الشركــة فــي حالة انشائهــا ان تبدأ عملهــا بأجراء البحوث لتطويــر‬
‫هذه التقنية في المشاريع التي ستعمل في الدولة لكتساب الخبرة تدريجيا ‪ ,‬ثم تعد نفسها‬
‫فـي المسـتقبل لبناء مشاريـع لهذه الصـناعة فـي قطـر او فـي الدول الخرى بعـد اكتسـاب‬
‫الخبرة والتجربة الكافية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تطوير الجانب التدريبي والتعليمي ‪:‬‬


‫(‪ )1‬ضرورة قيام الشركات المنفذة لمشاريـــع تحويـــل الغاز الى ســـوائل بتدريـــب‬
‫الشباب القطري في مصانعها العاملة في الخارج لتأهيلهم للعمل في وحدات هذه‬
‫الصناعة في قطر فيما بعد‪.‬‬
‫(‪ )2‬قيام قسـم التدريـب العائد لشركـة قطـر للبترول باسـتحداث اختصـاص تدريـبي‬
‫بعنوان "تشغيــل وحدات تحويــل الغاز الى ســوائل ‪ "GTL‬يهدف الى تخريــج‬
‫كوادر فنيــة قطريــة وســطية متخصــصة ومؤهلة تأهيل فنيــا عاليــا للعمــل على‬
‫وحدات هذه الصناعة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬قيام قسـم التدريـب بعقـد دورات تدريبيـة وتطويريـة متخصـصة بصـناعة تحويـل‬
‫الغاز الى سـوائل ‪ , GTL‬تهدف الى رفـع المكانيات والقدرات الفنيـة للعامليـن‬
‫في هذه الصناعة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬بناء وحدة صـغيرة رائدة ‪ Pilot Plant‬لتحويـل الغاز الى سـوائل تابعـة لقسـم‬
‫التدريـب فـي شركـة قطـر للبترول لسـتعمالها فـي تدريـب المهندسـين والفنييـن‬
‫العاملين في هذه الصناعة‪.‬‬
‫(‪)5‬ابتعاث الشباب القطري إلى الخارج سـواء للدراسة الولية أو للدراسة العليـا للتخصـص‬
‫في تقنيات صناعة تحويل الغاز إلى سوائل ‪. GTL‬‬
‫(‪)6‬إدخال مواضيـع تطويـر تقنيات صـناعة تحويـل الغاز الى سـوائل ‪ GTL‬وايجاد الحلول‬
‫لمشاكلها كبحوث في اطاريح الماجستير والدكتوراه التي يقوم بأنجازها الشباب القطري‬
‫عند قيامهم بالدراسة العليا ‪.‬‬
‫(‪)7‬اســتحداث موضوع هندســي خاص بتقنيات صــناعة تحويــل الغاز الى ســوائل ‪GTL‬‬
‫ضمن مناهج اقسام الهندسة الكيمياوية وهندسة النفط في كليات الهندسة القطرية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬تطوير المجال البحثي ‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫(‪ )1‬اسـتعمال الوحدة الرائدة لتحويـل الغاز الى سـوائل فـي حالة انشائهـا فـي قطـر لغراض‬
‫البحـث العلمـي مـن قبـل الفنييـن العامليـن فـي هذه الصـناعة او مـن قبـل طلبـة الدراسـات العليـا‬
‫لتطوير تقنيات هذه الصناعة ولبتكار اجيال جديدة من العوامل المساعدة المستعملة فيها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وضـع الدراسـات العلميـة الدقيقـة عـن مسـارات صــناعة تحويـل الغاز الى سـوائل على‬
‫مستوى العالم ‪ ,‬والتي يمكن ان تشمل ما يلي ‪:‬‬

‫•دراســة تطورات الطلب على اســتخدام النواع المختلفــة مـن مصــادر الطاقــة فــي العالم‬
‫خلل القرن الحالي لتأشيــر موقــع صــناعة تحويــل الغاز الى ســوائل فــي تلبيــة الطلب‬
‫العالمي ‪.‬‬
‫•موقــع قطــر الحالي والمســتقبلي فــي مجال اســتخدام تقنيات تحويــل الغاز الى ســوائل ‪,‬‬
‫وتحديد المستوى الواقعي الذي يمكن للدولة ان تساهم به في تجهيز العالم بمنتجات هذه‬
‫الصناعة ‪.‬‬
‫•وضـع الدراسـات الدوريـة المسـتمرة لتطور أسـعار كـل مـن النفـط الخام والغاز الطـبيعي‬
‫في العالم للتنبؤ بمساراتها المستقبلية بدقة وتحديد انعكاساتها على صناعة تحويل الغاز‬
‫الى سـوائل مـن جهـة ‪ ,‬ولتأشيـر الفضليات والسـبقيات التجاريـة والصـناعية التـي يمكـن‬
‫لدولة قطر التجاه نحوها من جهة اخرى ‪.‬‬
‫•المراقبـة الدقيقـة للوائح المواصـفات التـي تضعهـا حكومات الدول على المشتقات النفطيـة‬
‫التقليديــة لتحديــد انعكاســات تشريــع مثــل هذه اللوائح على مدى رواج واســتخدام تلك‬
‫المشتقات ‪ ,‬وعلى مستويات الطلب على منتجات صناعة تحويل الغاز الى سوائل ‪.‬‬
‫(‪)3‬تعقـد دولة قطـر سـنويا مؤتمرات خاصـة بتقنيات تحويـل الغاز الى سـوائل ‪ , GTL‬ولكـي‬
‫لتصـبح هذه المؤتمرات مناسـبة حكريـة على الشركات الجنبيـة لطرح رؤاهـا وافكارهـا‬
‫حول هذه الصـناعة فأن مـن الضروري ان تسـاهم قطـر بشكـل خاص واسـتثنائي فـي طرح‬
‫وجهة نظرها الخاصة ورؤيتها المستقبلية لهذه الصناعة ‪ .‬ان مثل هذا المر يمكن ان يتم‬
‫عـن طريـق قيام الخـبراء القطرييـن العامليـن فـي الشركات النفطيـة القطريـة باعداد البحوث‬
‫والدراســات فــي هذا المجال وطرحهــا فــي هذا المحفــل ومناقشتهــا مــع الخــبراء الفنييــن‬
‫والقتصـاديين العالمييـن بشكـل يمكـن أن يجعـل من الخـبراء القطرييـن على درايـة واضحـة‬
‫عـن الخيارات التـي يمكـن التجاه نحوهـا عنـد التخطيــط على المسـتوى السـتراتيجي فـي‬
‫المسـتقبل بمـا هـو مفيـد للدولة فـي المقام الول ومـا هـو مفيـد لسـواق السـتهلك فـي العالم‬
‫فـي المقام الثانـي ‪ .‬ويمكـن أن تتضمـن مثـل هذه البحوث والدراسـات فـي بعـض جوانبهـا مـا‬
‫يلي ‪:‬‬

‫•الدروس المسـتخلصة عـن المشاكـل الفنيـة التـي ظهرت والتـي سـتظهر مسـتقبل خلل‬
‫خطوات تنفيذ مشاريع تحويل الغاز الى سوائل الحالية ‪ ,‬والحلول التي وضعت لحلها‬
‫او لتجاوزها ‪.‬‬
‫•تطورات الجانــب الســتثماري فــي المشاريــع التــي يجري بنائهــا حاليــا ‪ ,‬وتشخيــص‬
‫العوامــل التــي ادت الى ارتفاع الكلف بدقــة والدروس المســتخلصة مــن ذلك لوضــع‬
‫الملمـح القتصـادية التـي سـتكون عليهـا مشاريـع الجيـل الثالث مـن مصـانع تحويـل‬
‫الغاز الى سوائل‪.‬‬
‫•وضــع الدراســات الفنيــة والقتصــادية عــن امكانيــة بناء مشاريــع مشتركــة لصــناعة‬
‫تحويـل الغاز إلى سـوائل مـع كـل مـن صـناعتي تسـييل الغاز الطـبيعي وتكريـر النفـط‬
‫الخام ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -6‬خاتمة ‪:‬‬
‫إن اختيار وتبني صناعة تحويل الغاز الى سوائل كأحد دعامات الصناعة الوطنية‬
‫القطرية كان من السياسات الصحيحة التي اتبعتها الدولة ‪ ,‬وستظهر مؤشرات نجاح اختيار‬
‫هذا الطريق بعد التشغيل الفعلي الناجح للمشاريع التي يجري بنائها حاليا في قطر ‪ .‬كما ان‬
‫نجاح هذه المشاريع سيؤهل قطر للنتقال الى المرحلة التالية لتصنيع الغاز الطبيعي بهذه‬
‫الطريقة والتي يؤمل ان تنطلق في مطلع او أواسط العقد القادم ‪ .‬أن الكثير من الدول‬
‫وخصوصا دول التحاد الوربي تفرض في الوقت الحاضر قيودا صارمة على مواصفات‬
‫المشتقات النفطية التقليدية التي تنتج أو تستعمل في أراضيها حماية لجوائها من التلوث ‪,‬‬
‫وهي تشجع على زيادة استخدام منتجات الـ ‪ GTL‬لجودة مواصفاتها ولكونها اقل تلويثا‬
‫للبيئة‪ .‬لذلك فان من المتوقع أن تتوسع السواق التي تطلب هذه النواع من المنتجات ويزداد‬
‫عددها كثيرا في المستقبل ‪ ,‬ويمكن لقطر أن تكون المصدر الرئيسي الذي يسد حاجة هذه‬
‫السواق من هذه المنتجات ‪ .‬ويحتم هذا على المضي قدما في هذا النوع من التصنيع رغم‬
‫كل العقبات التي تواجهه وان ل يحدث أي تراجع فيه ‪ ,‬ويجب التوجه دائما نحو ايجاد‬
‫الحلول لي صعوبات تظهر فيه بدل من التراجع او التردد ‪ .‬وفي الختام لبد من الشارة‬
‫الى ان النهضة الشاملة التي تشهدها قطر في مختلف التجاهات والتي من بينها بناء مشاريع‬
‫كبيرة لتحويل الغاز الى سوائل ما كان ليتحقق لول المن والستقرار الذي تنعم به الدولة ‪.‬‬
‫كما ان التطور المنتظر الذي سيحصل في المستقبل في هذه المشاريع يعود فضله كله‬
‫للسياسة الصائبة والخطط السليمة التي وضعت ويجري تنفيذها بالتجاه الصحيح ‪.‬‬

‫المصادر‬
‫‪)1( Gas To Liquids )GTL(, Wisam Al-Shalchi‬‬
‫‪)2( Oryx GTL – a case study Kevin Halstead details the first new-‬‬
‫‪generation commercial-scale gas-to-liquids plant.‬‬
‫‪)3( Sasol's Slurry Phase Distillates Process – The challenge of‬‬
‫‪putting It together, PR Hydenrich, Manager Fischer-Tropsch‬‬
‫‪Technology, Sasol.‬‬
‫‪)4( Syngas Refiner, Long-Awaited Pioneer Oryx I GTL Project‬‬
‫‪Becomes Operational Second Quarter 2006.‬‬
‫‪)5( Share it with Sasol, Sasol Sustainable Development Report‬‬
‫‪2000 – 2002.‬‬
‫‪)6( Slurry Reactors for Gas-to-Liquid Processes: A Review‬‬
‫‪Tiefeng Wang, Jinfu Wang, and Yong Jin.‬‬
‫‪)7( Gas to Liquids: Shell Middle Distillate Synthesis Process and‬‬
‫‪Products.‬‬
‫& ‪)8( Gas to Liquids: Shell Middle Distillate Synthesis Shell Gas‬‬
‫‪Power and the Environment.‬‬
‫‪)9( SIMMONS & COMPANY INTERNATIONAL, Integrated Oil‬‬
‫‪Research, April 24, 2006.‬‬

‫‪21‬‬
)10(Verification of Shell GTL Fuel asCARB Alternative Diesel,
Ralph A. Cherrillo, Mary Ann Dahlstrom, Anne T. Coleman –
Shell Global Solutions )US( Inc.Richard H. Clark – Shell
Global Solutions )UK(.
)11(MegaASUs for Pearl GTL Project, Qatar Gerhard Beysel,
2007 GTC Conference, Oct. 14-17th, 2007.
)12(The Future of Gas to Liquids as a Gas Monetisation Option
Hock Cheng Heng1, Suhaili Idru.
)13(Technip, GTL Complex, Ras Laffan-Qatar, The World's
Largest GTL Complex.
)14( Fischer-Tropsch Technology: Addressing the Peak Oil Issue
Today. By Dennis L. Yakobson, Rentech, Inc.
)15(GTL: A Question of When, by Geeta Agashe.
)16(State of Qatar, Oil & Gas Directory Middle East – 2007.

‫نشر هذا المقال في جريدة الراية القطرية في كانون الثاني عام‬


‫ لذا اقتضى التنويه‬2008

22
‫المؤلف *‬

‫* وسام قاسم الشالجي – خبير نفطي‪wisamalshalchi@yahoo.com‬‬

‫‪23‬‬

You might also like