Professional Documents
Culture Documents
قبل الخوض في هذا البحث ,نشير إلى إيماننا الجازم أن النبي محمداً عليه الصلة والسلم ,بُعث ل يتلو
من كتاب ول يخطه بيمينه! ,بشاهد هذه الية التي ل يُعلم لها ناسخ{ ,وَمَا كُنتَ َت ْتلُو مِن َق ْبلِهِ مِن ِكتَابٍ وَل
طلُونَ} العنكبوت . 48
تَخُطّهُ ِب َيمِي ِنكَ إِذًا ل ْرتَابَ ا ْل ُمبْ ِ
ول نعلم بإسناد صحيح ،أنه مات على غير ما بعث عليه؛ فعليها بعث ,وعليها قُبض!.
ولكن الذي نريد أن نشير إليه ,أن شواهد القرآن والنبوة ,تذهب بـالُمية مذهباً غير الذي نذهبه ,فما هو؟.
ما وصلنا من أقوال المجتهدين من المفسرين والمؤلين في هذا الباب ,اجتهاد مشكور ،بيد أنه مختلف غير
متفق ,ول ـيسكن له قلب السائل المتدبر! ،فعلى المؤمن أن يضع رحاله حيث يطمئن قلبه من البيّنات
والبراهين!,ـ ـفهيـ ـآراؤهمـ ـأولً ـوأخيراً,ـ ـولوـ ـكانـ ـفيماـ ـنقلوهـ ـإليناـ ـنصـ ـمحكمـ ـمنـ ـآيةـ ـأوـ ـحديث,ـ ـلسلمنا
وآمنا! ,ولكن كل ما وصلنا ل ـيرقى إلى درجة الحجة ,فهو رأي مجرد يخالف مناط الحكمة في ختام
النبيين .وليس أدل على ذلك ،من الخلف نفسه الذي صاحب هذه المسألة عند أهل العلم أنفسهم ,فثمة
أقوال وأفهام ,ل قول متفق ,كما أسلفنا!.
إذ الجمهور على أن النبي المّي ,هو الذي ل يقرأ ول يكتب ,فهو على حاله التي ولدته فيها أمه! .كذلك
هي عند الكثرين.
أو أن يحملوها على أنه المبعوث من المة المّية ،على سنّة القرآن في تقسيم الناس إلى ُامّتين ،أمة أمّية
لمـ ـيؤتهاـ ـال ــكتاباً،ـ ـولمـ ـيرسلـ ـإليهاـ ـرسولً،ـ ـوأمّةـ ـكتابية,ـ ـأتاهاـ ـالرسولـ ـوجاءهاـ ـالكتاب،ـ ـكاليهود
سَل ْمتُمْ} .آل عمران 20
ل ّميّينَ َأأَ ْ
والنصارى ,بدليل الية{ ,وَقُل ّللّذِينَ ُأ ْوتُواْ ا ْل ِكتَابَ وَا ُ
والناس كانوا أمّة بغير كتاب ,ثم اختلفوا من بعد ،فأنزل ال إليهم الكتاب {كَانَ النّاسُ ُأمّةً وَاحِ َدةً َف َب َعثَ ا ّ
ل
شرِينَ َومُن ِذرِينَ َوأَنزَلَ َم َعهُمُ ا ْل ِكتَابَ بِالْحَقّ} البقرة ، 213فأصل الناس ,كما هو ظاهر ,أ ّميّون
ال ّن ِبيّينَ ُمبَ ّ
ل كتاب معهم ,ثم أنزل ال الكتاب.
ظنّونَ}.
وقد تكون كتابياً وأنت ل تقرأ ول تكتبَ { ..و ِم ْنهُمْ ُأ ّميّونَ لَ َي ْعَلمُونَ ا ْل ِكتَابَ إِلّ َأمَا ِنيّ َوإِنْ هُمْ إِلّ يَ ُ
البقرة .78ول خلف بأن هذه الية في اليهود الكتابيين!.
فلمـ ـتردـ الُميـ ـبحقّ ـرسول ـال ـفيـ ـالقرآنـ ـإل ـمرتان ،ـولمـ ـيُذكرـ ـبهاـ -فيما ـنعلم-ـ ـنبيـ ـغيرـ ـمحمد ـعليه
الصلة والسلم ،فوردت في المرة الولى في دعوة أهل الكتاب لوجوب إتباعه ,على أنه الرسول النبي
لنْجِيلِ} ,ثم في الية ل ّميّ الّذِي يَجِدُونَهُ َم ْكتُوباً عِندَهُمْ فِي ال ّتوْرَاةِ وَا ِ لمّي{،الّذِينَ َي ّت ِبعُونَ الرّسُولَ ال ّن ِبيّ ا ُ اُ
جمِيعاً الّذِي لَهُ ُم ْلكُ التي تليها مباشرة من سورة العراف { ،158قُلْ يَا َأ ّيهَا النّاسُ ِإنّي رَسُولُ الّ ِإَل ْيكُمْ َ
ل ّميّ الّذِي ُي ْؤمِنُ بِالّ َو َكِلمَاتِهِ حيِـي َو ُيمِيتُ فَآ ِمنُواْ بِالّ َورَسُولِهِ ال ّن ِبيّ ا ُ
لرْضِ ل ِإلَـهَ إِلّ ُهوَ ُي ْ س َموَاتِ وَا َ ال ّ
وَا ّت ِبعُوهُ َل َعّلكُمْ َت ْهتَدُونَ}.
فبهذه السمات الثلث المجتمعات المرتبطات ,يوجب ال ـعلى الناس جميعاً -بما فيهم أهل الكتاب– أن
لمّي! .فهي إذن سمات فارضات لزمات لـالتباع ,أكثر منها للنعت والتصوير يتبعوا هذا الرسول النبي ا ُ
والتشريف! .إذ جاء المر بالتباع صريحاً في اليتين {الّذِينَ َي ّت ِبعُون..{ ,}..وَا ّت ِبعُوهُ َل َعّلكُمْ َت ْهتَدُونَ} .فل
غضاضة عند أحد من الناس في اتباع النبي ,ولكن الغضاضة عند الكتابي الذي على دين نبي ,حين
يُدعى إلى اليمان بذلك النبي الخر! .لذا صار الُمي هو مربط المر الفارض في التباع والخضوع..
فكيف؟!.
فأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لنه رسول من ال ،أمرٌ معقول واجب ,وأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه
لنه نبي ال ،أمر واجب أيضاً ،يستسيغه كل مدعو بهذه الية ,وأما أن يؤمر الناس جميعاً باتباعه ،لنه ل
يقرأ ول ـيكتب ،فهذا فيه نظر ،وأن يؤمر أهل الكتاب الذين فُضلوا على الناس بـالكتاب ,ونَعموا بالنبوة
والرسالة ,أن يؤمر هؤلء باتباعه وجوباً لنه ل يقرأ ول يكتب ,فهذا محل النظر كذلك!.
ثم ،من يضمن لنا ببينة ،أنه لم يكن نبي ل يقرأ ول يكتب غير رسول ال محمد صلى ال عليه وسلم؟،
وأكثر النبيين أمّيين على المعنى الول والثاني الذي سقناه في أول البحث ممّا شاع في الكتب المفسّرة.
ألم يقل لنا من قال :إن القراءة والكتابة جديدة عهد بالبشرية؟ ,فمنهم من ينسبها للسومريين ,ومنهم من
ينسبها لدريس النبي -على فرض الصحة جدلً ,ول نسلّم بها ,-فلو قبلنا ,لقررنا أن نوحاً عليه السلم
ل نبياً أُميا بالضرورة وسبق الرسالة والزمان!.
كان رسو ً
لمّيـ ـكسمةـ ـحصريّةـ ـمتفردةـ ـلهذاـ ـالرسول،ـ ـوجبـ ـأنـ ـتكونـ ـركناً ـوشرطاً ـأساساً ـفي
فوجبـ ـأنـ ـتكونـ ـا ُ
وجوب اتباعه من الناس كافة ,كرُكني الرسالة والنبوة ،يجد المدعو بهذه الية نفسه طائعاً مقتنعاً بوجوب
لمّي والرسول والنبي!. اتباعه لنه ا ُ
إذاً ماذا؟.
لمّي ،أصلها أُمّ ،أضيفت إليها الياءُ التي تنسب وتُغني المعنى ,كما نقول :الغني والعلي والذكي والنبي!، اُ
والُمّ بلسان القرآن العربي :الصل والول ،فأُم الرجل أصله وأوله ومنشأه ،كما في سورة ال َقصَصْ { َومَا
عَل ْيهِمْ آيَا ِتنَا} ،أي في أصلها وأوّلها! ,وليس هناك
حتّى َي ْب َعثَ فِي ُأ ّمهَا رَسُولً َي ْتلُو َ
كَانَ َر ّبكَ ُم ْهِلكَ الْ ُقرَى َ
مسلم ل يعرف أُمّ الكتاب التي في أول القرآن وأصله ,وهي السبع المثاني والقرآن العظيم بتسمية النبي
المعصوم لها ،بكونها أم الكتاب.
فهو بذلك الرسول النبي الصل والول بكل ما تعنيه الكلمة من معانيالصل في الرسالة والمنشأ ,وحتى
أصل الكلم واللسان!.
عَليْهِ السّلَمُ َل ُمنْجَدِلٌ فِى طِي َنتِهِ .فلم يُبعث فهو كما في صحيح الحديثِ :إنّى عِندَ الِّ لَخَاتَمُ ال ّن ِبيّينَ َوإِنّ آدَمَ َ
نبي ولم يرسل رسول إل ـعلى ل ـأله إل ـال ـمحمد رسول ال ،كما تقرره آية آل عمران { َوإِذْ َأخَذَ الّ
ص ُرنّهُ قَالَ
ن ـبِهِ َوَلتَن ُ
ح ْكمَةٍ ثُ ّم ـجَاءكُمْ رَسُولٌ ّمصَدّقٌ ّلمَا َم َعكُمْ َل ُت ْؤ ِمنُ ّ مِيثَاقَ ال ّن ِب ّييْنَ َلمَا آ َت ْي ُتكُم مّن ِكتَابٍ وَ ِ
شهَدُواْ َوَأنَاْ َم َعكُم مّنَ الشّاهِدِينَ} .وفي الحديث كذلك: صرِي قَالُواْ أَ ْق َر ْرنَا قَالَ فَا ْ علَى َذِلكُمْ ِإ ْ
َأأَ ْق َر ْرتُمْ َوأَخَ ْذتُمْ َ
ل أَنْ َي ّت ِب َعنِى .
سعَهُ إِ ّ
حيّا مَا وَ ِ
َلوْ أَنّ مُوسَى كَانَ َ
تبدو واضحة
فهو بهذا أمّ الرسالة والنبوة ،لم يرسل رسول ول ـنبي ،إل ـأُمر باتباع الرسول النبي المّي ,وأن يأمر
قومه باتباعه .وهذا ما يشهد له إمامة النبي عليه الصلة والسلم للنبيين في المسجد القصى!.
فكان بذلك كل نبي ورسول يرسل الى قومه خاصة ,وهو يعلم أن محمداً رسول ال ،ويأمر بها قومه،
حتىـ ـإذاـ أدىـ ـكلـ ـنبي ـأمانتهـ ـفي ـكلـ ـالمم،ـ ـبُعث ـالرسولـ ـالنبيـ المّيـ ـكافّة ـللممـ ـجميعاً ،ـفكلـ ـالرسل
لمّي محمد عليه الصلة والسلم. والنبيين مقدّمون خاصون للرسالة العامة الم بالرسول النبي ا ُ
فحين يُدعى الكتابي لليمان بنبي غير نبيه يتعزّز ,بأنه على دين نبي ,موسى كان أو عيسى ,فالن يدعى
الكتابيـ ـلليمانـ ـبـالمي,ـ ـفهوـ ـأمـ ـنبوةـ ـموسىـ ـوعيسىـ ـوالنبيينـ ـجميعاً,ـ ـفكيفـ ـتؤمنـ ـبشيءـ ـوتكفرـ ـأمّه
وإمامه!؟.
لمّي هو أمّ رسالة موسى وعيسى وإبراهيم ,تبرر المر فإذا علم الكتابي يهودياً كان أو نصرانياً ,أن هذا ا ُ
لثَةٌ ـُي ْؤ َتوْنَ
ل ـصلىـ ـال ـعليهـ ـوسلمـ ـقال:ـ ثَ َ
عندهـ ـباتباعهـ واليمانـ ـبه,ـ ـكماـ ـفي ـالصحيحين:ـ ـأَنّ ـرسولـ ـا ّ
جرَهُمْ َم ّر َتيْنِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ ا ْل ِكتَابِ آمَنَ ِب َن ِبيّهِ َوأَ ْد َركَ ال ّن ِبىّ صلى ال عليه وسلم فَآمَنَ بِهِ وَا ّت َبعَهُ َوصَدّقَهُأَ ْ
جرَانِ... َفلَهُ أَ ْ
لمّي ,باللف
ثم هي كذلك في القراءات القرآنيةـ -من غير المتواتر ,-ولكن لها سند يحملها ,فقد قُرأت ا َ
المفتوحة ,كما أوردها ابن جني في المحتسب ,وعلق عليها بقوله :هو الذي يأتمّ به من قبله! .فيما الصل
أن يأتم به من يأتي بعده ,ولكن هذه القراءة تؤكد ما ذهبنا إليه ,فهو النبي المام للنبيين الولين وللناس
كافة.
وهذا كله ل ـينفي أنه لم يكن يتلو ويكتب ،فهو هكذا بعث وهكذا قُبض ،ولكن القرآن يذكرها على أنها
حالة مصاحبة ,دون أن تكون شرطاً ول ـشرفاً ,ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة ,لما علّم ال ـعيسى بن
مريم الكتاب والحكمة والتوراة والنجيل قبل مبعثه!.
فهو بهذا أم النبوة والكتاب ,فمعه أم الكتاب ,وكتابه مهيمن على الكتب ,كما نبوته أ ّم النبوات.
لمّي ,نسبة الى منشأ الناس الول ،وقريتهم الم أم القرى ،كما في فهو رسول ال الى الناس جميعاً كونه ا ُ
ن ـَأوّلَ ـَب ْيتٍ ـ ُوضِعَ ـلِلنّاسِ ـَللّذِيـ ـِب َبكّةَ ـ ُمبَارَكاً ـوَهُدًى
ح ْوَلهَا},ـ ـو{إِ ّ
سورةـ ـالنعامـ ـ{ َوِلتُن ِذرَ ـأُ ّم ـالْ ُقرَىـ ـ َومَنْ ـ َ
لمّيّل ْلعَاَلمِينَ}! ،فمكة أم القرى ،وبيتها أول بيت ،وأصل نشأة العالمين وانتشارهم ،ليكون بذلك النبي ا ُ
للناس جميعاً ,كونه من أم قراهم ،ومن بيت أبيهم الول ،وإن تباعدت بهم السبل وتفرقت بهم الرضون،
فهذه أرضهم وبيت أبيهم آدم من قبل ,فهو لهم كافة.
فآية إبراهيم تحل مسألة وتفرض فرضاً ،نقرأه بالمفهوم اللزم للنص ،أنه إن كان كل رسول يرسل بلسان
قومه،ـ ـفيكونـ ـلسانـ ـالقومـ ـلسانـ ـنبيهم,ـ ـولسانهـ ـلسانهم,ـ ـوأُرسلـ ـمحمدـ ـعليهـ ـالصلةـ ـوالسلمـ ـالىـ ـالناس
جميعاً ,ـلزمـ ـأن ـيكون ـلسان ـالناسـ ـجميعاً ,ـلسان ـنبي ـالناسـ ـجميعاً,ـ ـمحمدـ عليهـ ـالصلةـ ـوالسلم ـبلسانه
العربي الُم ,الذي أرسل به وأنزل به كلم الرب الذي خلق الناس جميعا!.
فهو بهذا أرسل بلسانهم الم الذي كان عليه الناس أول ما كانوا ,ثم تبدلت ألسنتهم واختلفت ,فعليهم هم أن
يرجعوا إلى لسانهم الم ,لسان نبيهم الم محمد عليه الصلة والسلم.
وليس بين كل إنسان ,مهما كان لسانه وعمر أمته وحضارته ,ليس بينه وبين لسان النبي الم ,إل أم هذا
النسان وأبوه ,فإن نشأ الغلم الصيني مثلً بين العرب ,تكلم بلسانهم كواحد منهم بل ـخلف ,دون أن
يكون لخمسة آلف سنة من حضارة قومه شأن ول مانع.
وفيـ ـالقرآنـ ـشاهدـ ـعلىـ ـماـ ـنقول،ـ ـفالقرآنـ ـل ـيُقرّ ـإل ـلسانينـ ـإماـ ـعربيـ ـأوـ ـأعجمي،ـ ـفكلـ ـاللسنـ ـعلى
اختلفها ما لم تكن عربية فهي أعجمية ،والعجمي هو الذي ل يُبين ول يُفصّل .والعربي لساناً :ما أبان
وفصّل ,وهذا ظاهر نصوص القرآن.
ولسانـ ـالعربـ ـحجةـ ـلماـ ـنقول؛ـ ـفيقال:ـ ـرجلـ ـمُعرِبـ ـإذاـ ـكانـ ـفصيحاً ـمبيناً,ـ ـوإنـ ـكانـ ـأعجميـ ـالنسب,
والعراب هو البانة ،ولمن أراد المزيد أن يرجع للصول!.
أمّية اللسان ،فهو للناس جميعاً بلسانهم الم ,وإن تبدّلوا بها اللسن! ,فهذا لسانهم الم أولى بهم أن يتعلموه
وأن يرجعوا له ،وهذه أرضهم الم وبيت أبيهم الول.
ثم إن قال قائل :إن المية كانت آيته التي تثبت نبوته ,قلنا إن هذا مردود جملة وتفصيلً! ,فما آمن به أحد
قط يوم بعث لجل أنه ل يتلو كتاباً ول يكتبه ,ول دعا هو أحداً لليمان به بأنني الذي ل أتلو ول أخطّ!,
إذ الذين دعاهم جميعا مثله ,ل يتلون ول يكتبون ,فبم يفوق المي الميين؟.
ثم ل ننسى أنه ما قال أحد قط :إن ال ما بعث نبيًا إل وهو يقرأ ويكتب ..إل محمداً!.
فالنبوة والرسالة مثله فيها بضع مائة من النبيين ..ولكنه غيرهم بـالمي ,واجب التباع للناس جميعا!.
سؤال في محله
ولمن نظر في لسان العرب وجد مُسَوغاً لما نقول ،فالعرب تقول :ختم الزرع إذا سقاه أول سقيه ،ومحمد
طَأهُ} ,فأول
خرَجَ شَ ْ
عليه الصلة والسلم صاحب مثل الزرع في القرآنَ { ,و َم َثُلهُمْ فِي الِنجِيلِ َك َزرْعٍ أَ ْ
سقي الزرع هو الختم ،ولم نعلم أن أحداً من النبيين من أولهم الى آخرهم كان خاتماً مختوماً بالنبوة إل
رسول ال محمد عليه وعلى آله الصلة والسلم.
فالسم وإن كان من ظاهر الحمد ،إل انه وجب علينا أن نقرأ السم مصاحبًا للسمات الثلث الرسول النبي
لمّي.
اُ
فهو محمد الرسول النبي المّي ،أول الرسالة وآخرها وخاتمها ،وللحمد في القرآن منازل الكمال والتمام,
فكثر ما يرُدّ ال الحمد له ,حينما يكون الكل له ..فنقول :سبحان ال وبحمده ,فالتسبيح لنفي النقص ,والحمد
لثبات الكمال!.
خ َرةِ
حمْ ُد فِي الُولَى وَال ِ
أل ترون ال يجمع الولى إلى الخرة بالحمد {وَ ُهوَ الُّ ل ِإلَهَ إِل ُهوَ لَهُ الْ َ
فال يجمع بين الولى والخرة بالحمد ،كأن الحمد عند ال هو تعرفة التمام والكتمال.
فالحمد في التمام ,والتمام في الحمد ،فهو محمد الذي أتمّ ال به الدين وأكمله ,ثم بعثه ال ليتمم به محاسن
الخلق ،وآتاه جوامع الكلم ,فهذا الذي يجمع له ال ـالرسالة الولى والخرة ,ويؤتيه الجوامع ,فيتم له
ويتم به ,إنما هو وجوباً محمد.
ول ـعجب أن يفتتح ال ـخمس سور بالحمد ,ويذكر محمداً وأحمد في القرآن خمس مرات مثلها ,ويتم
ل ْمرُ َي ْو َمئِذٍ لِّ}.
السلم ويكمله بخمسة أركان .ثم يعطى لواء الحمد يوم القيامة {وَا َ