Professional Documents
Culture Documents
(نمو مبكر)
كان أول مشروع اجتماعي كبير هو إنشاء المسجد الذي اكتمل عام ،1931
ومن أجله نجحت الجماعة في جمع قدر كبير من المال ،مع الحرص على الحتفاظ
باستقللها عن المانحين المحتمل تطلعهم لجني فائدة من وراء تبرعهم.
في نفس العام بدأت الجماعة تحظى بانتباه الصحافة وأنشأت فروعًا لها في
القاهرة.
في عام ،1932انتقل البنا إلى القاهرة بناء على طلبه ،وانتقل مركز إدارة
الجماعة إلى القاهرة معه ،وبالضافة إلى معالجة إدارة المجتمع ،كان البنا يلقي
محاضرات مسائية في القرآن الكريم للفقراء في الحياء المحبطة بالمراكز ،وكان
رواد هذه الدروس من غير الراغبين في التعليم.
أصبح لها عبر العقد التالي ،نمت الجماعة بسرعة ،من ثلث فروع عام 1931
300فرع في مصر عام ،1938وذلك يرجع إلى الفكر غير المتطرف الذي كان له
جدُد،
قبول لدى الجماهير .ونظًرا لتمتع الجماعة بسياسات تؤثر في جذب أعضاء ُ
أصبحت أكبر مجموعة معارضة سياسية ينتمي إليها أعضاء من شتى الفئات.
إبداعات فكرية
َ
شك ّلت جماعة الخوان مجتمعًا إسلميًا صال ً
حا عاديًا ،وفي أوائل الثلثينات،
تضمنت أنشطتها الخيرية العمل الجتماعي على نطاق صغير بين الفقراء ،من بناء
وإصلح المساجد ،وإنشاء عددًا من مدارس القرآن (كان دور هذه المدارس تعليم
1
الطفال القراءة والكتابة في بلد يشكل %80من سكانه الميين) .وكذلك فتح
الورش والمصانع ،وتنظيم جمع وتوزيع الزكاة .ومع نمو الجماعة ،أنشأت عددًا كبيًرا
من المؤسسات الخيرية مثل الصيدليات ،والمستشفيات ،والعيادات لعموم الشعب،
جا لتعليم الكبار القراءة والكتابة بتقديم مقررات لذلك في المقاهي
وبدأت برنام ً
والندية.
على أي حال ،كانت رؤية البنا عن نوع جديد من التنظيم قادرة على تجديد
الوصلت المكسورة بين التقليد والعصرنة ،مما مكَّن الخوان من الحصول على
درجة من الشعبية والنفوذ ،لم يتمتع بها أي مجتمع خيري آخر ،كما لحظ البنا أنه
في غمرة ازدهار المجتمع المدني المصري ،والبيئة الثقافية المتميزة بالبداعات في
َ
الدب والعلوم والتعليم ،تخل ّف التعليم الديني :حيث أن أفكار الصلحيين الدينيين
السلميين لم تكن قابلة للدخول لجمهور الشعب ،ولم يكن هناك جهد جاد لجعل
تاريخ السلم وتعاليمه مفهومة للشباب ،وكان البنا مصًرا على ملء ذلك الفراغ
بتدريب مجموعة من الشباب ليكونوا وعاظًا متحمسين مجهزين بطرق التعليم
الحديثة ،وتكون مستقلة عن الحكومة ،والمؤسسة الدينية ،ومدعومة بالستفادة
المؤثرة من وسائل العلم الجديد.
انعقد المؤتمر العام الثاني للخوان عام ،1933والذي أوصى بإنشاء شركة
للنشر ،وشراء آلة طباعة ،استخدمت لطباعة العديد من الصحف خلل العقد
التالي ،وكانت الموال تجمع لشراء أسهم لنشاء شركة مساهمة مسموح لعضاء
الجماعة فقط بشراء السهم فيها.
هذا المدخل الذي صان استقلل الجماعة عن الحكومة وعن الثرياء وبتأكيد أن
مؤسسات الجماعة مملوكة لعضائها ،ومنها كانت تموَّل المشاريع الجديدة.
خلل الثلثينات ،استطاع البنا أن يصوغ فكر إسلمي بدأت الجماعة في تطبيقه،
وكان هذا الفكر غير عادي في كثير من جوانبه ،فقد كان يلبي احتياجات الطبقات
المحرومة ،في بلد فيه معظم الحركات السياسية ،بما في ذلك الليبرالية،
والعصرانية ،كانوا نتاج القطاعيين ،والصفوة من سكان المدن ،وأصبح الخوان
يمثلون صوت الطبقات الوسطى المتعلمة ،والقل من الوسطى (وإلى حد ما صوتًا
للعمال والفلحين) .وكان ذلك مبرًرا لطلب المشاركة السياسية.
وعلى مدار العقد ،ركزت الجماعة على العدالة الجتماعية ،لردم الفجوة بين
الطبقات (وبذلك يحيون المساواة التي كانت بين المسلمين الوائل) وأصبح ذلك
واحدًا من أهدافها الرئيسية ،وكان البنا يتحدث بانتقاد كبير للطبقات العليا ،والنظام
الطبقي ككل.
السلم يسوي بين جميع الناس ،ول يفضل أحد على أحد على أساس الدم أو
الجنس ،أو أجداده أو سللته ،فقير أو غني ،وطبقًا للسلم ،فالناس متساوون في
الحتياجات ،والهبات الطبيعية ،والمتعلم فوق الجاهل وهكذا فنحن نرى أن السلم
ل يقر النظام الطبقي.
مع وجود هذا الفكر في العقدين التاليين ،وفي غياب حزب اشتراكي قوي ،فقد
طالب الخوان بتأميم الصناعات ،وتدخل الدولة الرئيسي في القتصاد ،وتخفيض
1
الحد العلى من أجور كبار الموظفين المدنيين ،واستصدار قوانين لحماية العمال
ضا بدون فوائد ،وبرامج رفاهية
ضد الستقلل ،ونظام بنكي إسلمي يوفر قرو ً
اجتماعية سخية ،تشمل تأمينات ضد البطالة ،وإسكان شعبي ،وبرامج صحية
وتعليمية طموحة ،تمولها الضرائب العالية على الثرياء ،وبحلول عام ،1948كان
الخوان يؤيدون قانون الصلح الزراعي ليمكنوا صغار المزارعين من تملك الرض.
ثانيًا :كانت أفكار البنا محاولة لحداث تجديد اجتماعي من خلل تفسير جديد
للقرآن ،ومن وجهة نظره ،كانت مصر ممزقة بين نظامين للقيم الفاسشتية :من
جهة تراث ديني نظري ممثل ً في الزهر ،الذي يراه البنا أنه ينطوي على مفارقة
تاريخية ول علقة له بالدين ،وغير مناسب للزمان ول علقة له بالمشاكل الملحة
التي يواجهها الشعب العادي ،ومن جهة أخرى ،فيه هجر لكل القيم مع اقتصاد
مطلق للجميع مما أفقر الجماهير ومكن الستثمارات الجنبية من السيطرة على
القتصاد ،وناقش البنا أن السلم يجب أل يكون محدودًا بالمجال الضيق للحياة
الخاصة ،ولكن يجب أن يطبق على مشاكل العالم الحديث ،ويُستخدم كمؤسسة
أخلقية للنهضة الوطنية ،إصلح كامل للنظمة السياسية والقتصادية والجتماعية.
أصبح الخوان يوصفون أحيانًا وبشكل غير صحيح أنهم يرفضون كل شيء غربي،
إل أنه في الواقع لم يتردد البنا في مدح الفكر الغربي وكذلك الفكر السلمي ،في
ما اقتباسات من مؤلفين مثل رينيهممارسة هذا المدخل الحديث للسلم ،مستخد ً
ديكارت ،وإسحق نيوتن ،وهربرت سبنسر ،ليدعم مناقشاته الخاصة ،واقترح أن
يرسل صحفيين من الخوان ليدرسوا الصحافة في الجامعة المريكية بالقاهرة،
واقترح ذهاب مجموعة أخرى إلى مدرسة الخدمة الجتماعية ،وهي مدرسة غربية
أخرى برنامجها العلمي والعملي سوف يسهل كثيًرا تدريب الخوان على العمال
الجتماعية الخيرية .وكان يفضل تعليم اللغات الجنبية في المدارس ويقول" :نحن
في حاجة للشرب من ينابيع الثقافة الجنبية لنستخلص ما هو ضروري لنهضتنا"
وكان تشكيله لمفهوم الوطنية الذي كان أساسيًا ليقدم الخوان للشباب ،أن
جمع المفاهيم السياسية الوربية الحديثة مع المفاهيم السلمية ،في نفس الوقت،
شجب الخوان ما رأوه من تقديس كل شيء غربي ،وفقدانهم للحترام لثقافتهم
الخاصة وتاريخهم الخاص.
مفهم البنا عن الوطنية كان إسلميًا بالتأكيد وكان هدفه البعيد أن يرى البشرية
جمعاء موحدة بالقيدة السلمية ،ومع ذلك ،لم يكن لدى المجتمع تعريف واضح لنوع
النظام السياسي الذي كانت ترغبه الجماعة.
فكرة إحياء الخلفة السلمية (التي ألغاها كمال أتاتورك عام )1924كانت
تذكر أحيانًا في منشورات الخوان ،ولكن البنا لم يكن يفضلها ،وناقشت بعض
النتقادات أن طموحات الجماعة ارتفعت إلى نوع من الفاشية ،ولكن البنا رفض
بوضوح العسكرية القمعية التي ظهرت في ألمانيا وإيطاليا في الثلثينات ،وكذلك
كل القوميات العلمانية (سواء كانت عربية أم أوربية) وأوان التفرقة العنصرية
باعتبارها غير ملئمة ول تتفق مع الدين السلمي.
1
وكانت النتيجة العملية الرئيسية المترتبة على القومية السلمية للخوان ،حملة
حية ضد الحتلل في مصر والدول السلمية الخرى ،وكان ذلك أحد السباب
الرئيسية لشعبية الجماعة.
ما رئيسيًا في مفردات الخوان :فهو يشير ليس فقط كان مصطلح الجهاد مفهو ً
ضا
إلى الصراع المسلح لتحرير الراضي المسلمة من الحتلل الستعماري ،ولكن أي ً
يشير إلى المجهود الداخلي الذي يحتاجه المسلمون لتحرير أنفسهم من عقدة
الدونية المتأصلة ومن الجبرية والستسلم لظروفهم ،وقد شملت الشجاعة في
المعارضة المعبر عنها في مبدأ "الجهاد الكبر هو كلمة حق عند سلطان جائر".
(رواه أبو سعيد الخدري) وكذلك أي نشاط إنتاجي يباشره المسلمون في مبادرتهم
لثبات حسن نية المجتمع المسلم.
للمحافظة على دعوته للوحدة بين المسلمين ،دعا البنا إلى التسامح وإلى
العمل الصالح بين الشكال المختلفة للسلم ،رغم أن الخوان رفضوا فساد بعض
الوضاع الصوفية وتعظيمهم المبالغ فيه لقياداتهم ،إل أنه في كيان الجماعة نوعًا
من الممارسة الصوفية المعدلة ،وبذلك حاولت الجماعة عبور الفجوة بين الحركة
السلفية والصوفية ،وفي الربعينات حاولت الجماعة التقريب بين السلم السني
والسلم الشيعي.
وقد أكدت الجماعة على أعضائها أل يحاولوا فرض رؤيتهم عن السلم على
الخرين ،وقرر قانونهم العام لعام ،1934أن تصرفاتهم يجب أن تعكس دائ ً
ما الود
واللطف وأن عليهم تجنب الخلف ،والفظاظة في القوال والتلميحات ،وكان
العضاء الذين يهتكون هذه المبادئ يفصلون من الجماعة (مثل الضغط على النساء
غير المحجبات أن يتحجبن).
لقد قدم انفتاح الخوان على تنوع من العتقاد والممارسة السلمية ،قدموا
جزءًا من جاذبيتهم للشباب ،وقد حزن البنا على النهماك الصارم لبعض الجمعيات
السلفية في نقاط صغيرة من التعاليم الدينية ،وشعر أنه يجب الترحيب بالصوفية
والممارسات التقليدية الخرى ،وأنه على الخوان التركيز على القضايا السياسية
والجتماعية الرئيسية ،بدل ً من التركيز على الشكليات.
تنظيم سياسي
بدأ الخوان في أوائل الثلثينات برنامج الجوالة ،وفيه كان الشباب يتدربون على
أسلوب الحياة الرياضي الزاهد ،والقيام بالعمال الخيرية ،وتبادل الزيارات بين
فروع الخوان لتوطيد الروابط بينهم ،وأصبح برنامج الجوالة الذين جذب زيهم
وشعاراتهم وأناشيدهم ،استحوذ على قدر كبير من النتباه ،وأصبحوا من أهم
جدُد ،ورأى فيهم البنا أنه أسلوب جيد يقدم الشبابالوسائل في تجنيد أعضاء ُ
تدريجيًا إلى التدين.
في عامي 1932-1930تحمل الخوان مآزق داخلية ،فقد تحدى كثير من
العضاء سيطرة البنا على خزينة الجماعة ،وكذلك إصراره على أن يكون له نائبًا
من طبقة اجتماعية منخفضة حيث كان النائب يعمل نجاًرا ،وكان المرشح ليكون
ما بشكل ساحق في الجمعية العامة للتنظيم ،ومستعد لسداد ديون نائبًا ،مدعو ً
1
الجماعة الكبيرة مما عزز موقفه ،ولكن الزمة استمرت حتى هدد بفصل معارضيه
من الخوان ،وعندئذ استقالوا.
وبينما كانت بعض شكاواهم منه مبررة ،إل أن الزمة عكست مزيدًا من عدم
الموافقة على مفهومه من رسالة الخوان وشعر النفصاليون أن الجماعة يجب أن
تكون جمعية خيرية إسلمية تقليدية ،يمكن أن يساندها ذوي المراكز ،ويجب بناء
على ذلك فتح حسابات لها ،وأن يكون لها قادة من ذوي الشأن اجتماعيًا.
على أثر هذه الزمة ،بحث البنا في تصفية قواعد القيادة في الجماعة ،مؤكدًا
على أن الصفات الخلقية والتضحيات الشخصية ،أكثر أهمية من اللقاب والوضع
الجتماعي ،والمؤهلت الرسمية ،وفي صياغة قانون الجمعية العام عام ،1934زاد
من سلطاته الشخصية على الخوان ،مؤكدًا أن السلطة داخل التنظيم يمكن أن
ضا الدعوات للشورى المتزايدة،
تكون على أساس الثقة الكاملة في القيادة ،راف ً
معبًرا عن شك عميق تجاه النتخابات ،التي شعر أنها أظهرت فشلتهم خلل أزمات
،1932-1930كما أسس لجان تسوية للمساعدة في نزع فتيل الزمات عند
ظهورها.
بدأ البنا في وضع مزيد من التأكيد على مسئوليات الجماعة السياسية فيما
يتعلق بمختلف القضايا مثل الزنا ،وشرب الخمر ،والقمار ،والتعليم الديني غير
الكافي في المدارس ،ونفوذ البعثات المسيحية ،والكثر أهمية الصراع ضد
الستعمار.
وفي استجابة لنتقادات من اتهموا الخوان بكونهم جماعة سياسية ،أجاب البنا
بأن النشغال بالسياسة كان جزءًا من السلم ،فالسلم لديه سياسة احتضان لهذا
العالم.
كل ذلك ،بينما استمرت الجمعيات السلمية الخرى ،ليس لها أي اهتمام
بالسياسة خلل الفورانات التي ميزت العشرينات والثلثينات في مصر .واجتذبت
الجماعة أعدادًا ضخمة من الشباب المثقفين المصريين خاصة الطلب بتشجيعهم
ودعمهم في التظاهر من أجل القضايا السياسية.
تضمن أول هجوم نشط من الخوان في السياسة ،ما يتعلق بالصراع العربي في
فلسطين بين الصهيونية ،والقومية العربية ،والحكم البريطاني ،ومثل جمعيات
مصرية أخرى ،جمعت الجماعة أموال ً لدعم العاملين الفلسطينيين للضراب في
انتفاضتهم الفلسطينية عام ،1939-1936ونظموا مظاهرات وخطب لصالحهم.
ضا إلى مقاطعة محلت اليهود في القاهرة ،على أرضية أن كما دعت الجماعة أي ً
اليهود كانوا يمولون الجماعات الصهيونية في فلسطين وظهرت في صحف الخوان
مقالت عدوانية ضد اليهود (وليس مجرد ضد الصهاينة ،إل أنه في مقالت أخرى
أيدت التمييز بين اليهود والصهاينة).
طوَّر الخوان في منتصف الثلثينات بناء هرميًا رسميًا ،على رأسه المرشد العام
(البنا) ،ويساعده مكتب إرشاد ومساعد ونائب ،وكانت الفروع المحلية منظمة إلى
مناطق ،وكان لدارتها قدر كبير من الستقلل ،وكان للعضوية طبقات عديدة،
بمسئوليات متزايدة ،فهناك المساعد ،والزميل ،والعامل ،والناشط ،وكانت رسوم
1
العضوية تعتمد على إمكانيات كل فرد ،وكان العضاء الفقراء معفون من الرسوم،
وكانت الترقية في السلم الهرمي تعتمد إلى إنجاز الواجبات السلمية ،وعلى
المعرفة المحصلة من المجموعات الدراسية للجماعة ،هذا النظام القائم على
الجدارة كان فيه مغادرة جذرية للهرمية القائمة على الوضع الجتماعي التي ميزت
المجتمع المصري في ذاك الوقت.
في عام ،1938استنتج البنا أن كبار الموظفين المحليين حققوا مزيدًا من
النفوذ في الجماعة ،وأنه كان هناك أعضاء كثيرين جدًا لديهم ألقاب فارغة ،ولديهم
واجبات عملية قليلة ،وكل هذه المشاكل ،أدخل تعديلت تنظيمية رئيسية في
السنوات القليلة التالية ،ومنذ ذلك الحين ،كانت اللجان التنفيذية للفروع يتم
اختيارها بواسطة مكتب الرشاد العام بدل ً من انتخابهم ،وفي عام ،1941
استُبدلت الجمعية العامة المنتخبة بهيئة معينة أصغر تسمى الجمعية الستشارية،
وبقي بناء الجماعة غير مركزي ولذلك استمرت الفروع في العمل في حال اعتقال
أعضاء قياديين.
رغم تشكك البنا فيما يتعلق بالنتخابات ،والظاهر في دور المنتخبين المنخفض
في الخوان ،طالب بنوع من الديمقراطية عندما وضع وجهة نظره في المبادئ التي
تحدد السلم السياسي عام .1938
عندما ينظر المرء إلى المبادئ التي ترشد النظام الدستوري للحكومة ،يجد أن
هذه المبادئ تهدف إلى حفظ حرية المواطنين في شتى أشكالها ،لجعل الحكام
مسئولين عن تصرفاتهم أمام الشعب ،وأخيًرا ،لتحديد أي امتيازات لي شخص
ما مع تعاليم
حا فإن هذه المبادئ الرئيسية تتسق تما ً
موثوق به .ولكي أكون واض ً
السلم فيما يتعلق بنظام الحكم ،ولهذا السبب يعتبر الخوان المسلمين أن من بين
جميع النظمة الموجودة للحكومة ،فإن النظام الدستوري هو أفضل صيغة توافق
السلم والمسلمين.
هذا النظام ينبغي أن يتضمن انتخابات ،ولكن ليس أحزابًا سياسية ،فقد رفض
البنا سياسة الحزاب ،مشيًرا إلى أن الحزاب السياسية المصرية في ذاك الوقت
كانت مغلقة عن الكل ما عدا الصفوة ،وأصبحت أدوات للحكم البريطاني
الستعماري.
1
ما (وفقط كملجأ أخير إذا فشلت جميع الوسائل السلمية)،
الذي رفضه البنا تما ً
أعلن بوضوح الحرب على الحتلل ،ومع ذلك ،فقد فشل نظام الكتائب في تطوير
النمط الذي تمناه البنا ،وازداد الصراع المسلح ضد النجليز ،وفي عام ،1939
تطورت الزمة الداخلية في التنظيم إلى أزمة كبيرة ،ترك خللها معظم الكوادر
الكثر نشاطًا تركوا الجماعة ليكونوا منظمة ثورية تسمى شباب محمد .وفي العام
حا عسكريًا يسمى الجهاز السري،
التالي ،ونتيجة لهذا الصراع ،كون التنظيم جنا ً
الذي استمر غير نشط خلل سنوات الحرب.
كان رأي الجماعة أن تمتنع مصر عن المشاركة في الحرب العالمية الثانية ،وفي
عام ،1940ومن أجل تأكيد تدعيم مصر لجهود الحرب ،والتي بدأت بإرسال جنود
للحلفاء ،بدلت بريطانيا الحكومة المصرية بحكومة أخرى يكون تعاونها أكيدًا.
وفرض الحكم العسكري ،وفي عام ،1941تم اعتقال بعض الشخصيات العامة
سجن حسن البنا مرتين (وكان يطلق سراحه بعد
اعتبرتهم بريطانيا هدامين ،و ُ
أسابيع) ،وصودرت صحافة الخوان ،وحظرت اجتماعات الجماعة ،ومنع أي إشارة
لها في الصحافة.
كانت قيادة الخوان حريصة على تجنب المواجهات التي يمكن أن تعطي
الحكومة ذريعة لقمع الجماعة كليًا ،وأثناء سنوات الحرب تغيرت الجماعة لتتجنب
القضايا الحساسة حماية لكيانها ،وركزت الجماعة على الحفاظ على/وتوسعة قاعدة
أعضائها ،وتوسعة برامجها الجتماعية الخيرية ،التي تضمنت المساعدة النسانية
لضحايا حزب الحلفاء للمدن المصرية ،وفي عام ،1943بدلت الجماعة نظام
الكتائب بشكل من تنظيم داخلي يسمى "السر" وهو نسيج مغلق من خمسة
أعضاء لكل أسرة يلتقون بشكل منتظم في منازلهم ،وفرضوا مسئوليات لخير
الجميع.
ساهم العجز والتفجيرات في خلق وضع سياسي ،وبعد مظاهرات ضخمة من
الطلبة في فبراير ،1942استقالت الحكومة وحاصرت القوات النجليزية قصر
الملك ،وأجبرته على قبول حكومة يرأسها حزب الوفد (مما دمر مصداقية حزب
الوفد في عيون المصريين) واستمر الوفد مواليًا كلية للنجليز أثناء الحرب ،كما
فعلت ذلك حكومة السعديين التي تبعته في فبراير عام .1945
كان أول تصرف لحكومة الوفد التي نصبها النجليز عام 1942هو حل
البرلمان ،والدعوة إلى النتخابات ،وعندما أعلن البنا ترشحه ،ضغط عليه النحاس
باشا لينسحب ،ووافق ولكن في المقابل حصل على وعد من رئيس الوزراء بأن
تستأنف الخوان أنشطتها المعتادة ،وأن تأخذ الحكومة موقفًا لمنع الزنا ،وبيع
المشروبات الكحولية ،وبعد ذلك بقليل جعلت الحكومة الزنا غير قانوني ،وقيدت بيع
سمح للخوان بمتابعة بعض المشروبات الكحولية ،خاصة في العطلت الدينية ،و ُ
أنشطتهم ،ولكن على مدى السنوات العديدة التالية تراوحت الحكومة بين القمع
والمصاحبة تجاه الجماعة.
1
خلل الربعينات أخذت العضوية في الجماعة تتزايد ،وبحلول عام ،1948كان
للجماعة ألفي ( )2000فرع ،ويعتقد أن أعضاءها قد وصلوا إلى أكثر من مليون
عضو.
1
الوطنية بعد الحرب
في النتخابات عام ،1945هُزم الخوان حتى في أقوى معاقلهم في
السماعيلية نتيجة التزوير ،وأدى إقصاء الجماعة من السياسة ،أدى إلى تقوية أولئك
العضاء الذين أيدوا مواجهة أكثر أصولية مع الدولة ،وجعلتهم غير راغبين بشكل
متزايد الخضوع لصرار البنا على السلوك الغير عنيف.
تواجد قوات الحلفاء خلق العديد من الوظائف ،وأدى إلى إنشاء التحادات
التجارية بعد الحرب ،وأدى مغادرة معظم هذه القوات إلى خلق طبقة من غير
العاملين ،وارتفع التضخم واتسعت الفجوة بين الغنياء والفقراء ،وتدنت الرواتب،
وفي أثناء الحرب ،تدفقت الدعاية في مصر من كافة الجوانب.
وكان الصراع يتشكل في :الدعاية البريطانية والمريكية عن الديمقراطية
والستقلل الوطني من النازية ،والقمع السوفيتي ،والدعاية اللمانية حول تحرر
مصر والعرب من الستعمار الغربي ،والدعاية الروسية حول قوة القتصاد
السوفيتي ،والعدالة الجتماعية .واحتلل بريطانيا لمصر ،والصراع في فلسطين،
والحباط المستوطن مع الوضع السياسي والقتصادي ،والفكار الشيوعية كل ذلك
جدُد.
وجد أنه من السهل أن يجذب أعضاء ُ
1
ما في هذه القضية خارج السلطة وكان متشوقًا لنصرة قضية الوطنية ،وكان مدعو ً
بالشيوعيين ،ووجد الخوان أنفسهم في منافسة مباشرة مع الوفد لقيادة الحركة
الوطنية ورغم عدم الثقة العميق المتبادل ،إل أن المجموعتين اشتركتا في نفس
المظاهرات الكبيرة ،وقد رفض الخوان التعاون مع الشيوعيين ،مما أدى إلى انهيار
الجهة الموحدة ،ورفضت الجماعة بشدة هذه التحديات ،ونظمت إضرابات بمفردها
مما أصل علقاتها السيئة مع الحكومة ،وأصبح الخوان هدفًا لزعاج البوليس
وللعتقالت ،وتعرض شباب الخوان والوفد للصدامات عام ،1946وكاد البنا أن
يُقتل بهجوم بقنبلة ،وبعد هذه الصدامات عقد ممثلين من الخوان والوفد اجتماعات
سرية على أمل الوصول إلى تفاهم مما خفَّض بشكل كبير التوترات بين الجانبين.
في نفس العام ،رجع صدقي باشا من محادثات في لندن بمسودة معاهدة لم
تقبلها المجموعات الوطنية مطلقًا ،وانفجرت مشاغبات الطلب العنيفة ،وبدأ أعضاء
من إخوان الجهاز السري في تنفيذ هجمات على البريطانيين ،وعلى مراكز البوليس
المصري ،واستمروا في عمل ذلك عبر السنوات القليلة التالية.
واستجابت الحكومة لذلك العنف المتصاعد بمعايير قمعية قاسية ،بما في ذلك
موجة من العتقالت بين صفوف الخوان والمجموعات الوطنية الخرى ،واستمرت
المشاغبات خلل عام ،1946ثم استقالت الحكومة في ديسمبر.
في يوليو عام ،1947كونه صاحب رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي باشا
إلى المم المتحدة ممثل ً عن الخوان ،قاطع مصطفى مؤمن مناقشات مجلس
ضا جميع المناقشات
المم المتحدة عن مصر لعمل حديث عن بهو المتفرجين راف ً
مع البريطانيين ،وداعيًا إلى انسحاب كامل وفوري للبريطانيين من مصر ،ومع ذلك
لم يفعل مجلس المن شيئًا.
في مصر ،وبين العرب والمسلمين ،استمرت القضية الفلسطينية في استلهام
تعاطفات قوية ،وأعطى حل عام 1947من المم المتحدة بتقسيم فلسطين،
أعطى القضية تسارع ًا أكبر ،وأرسلت جماعة الخوان متطوعين للحرب في
فلسطين عام ،1948وأثناء الحرب كان هناك العديد من الهجمات بالقنابل على
اليهود في القاهرة ،وفي قضية الجيش التي سوف تناقش فيما بعد ،ظهر أن أعضاء
من الجهاز السري للجماعة كانوا مسئولين عن بعض تلك العمال.
في مارس عام ،1948اغتال أعضاء من الجهاز السري قاضيًا مصريًا هو أحمد
الخازندار بك ،الذي حكم بعقوبة السجن على أخ مسلم لمهاجمة أحد العساكر
البريطانيين ،وأعرب البنا عن اشمئزازه من الغتيال.
1
فإن وجود جيش في شكل جهاز سري ،اعتبرته الحكومة كدولة موازية محتملة،
ربما يراها المصريون حكومة أكثر شرعية من الحكومة الرسمية.
وغير التهام بالهجمات العنيفة ضد البوليس والجانب ،اتهمت الحكومة النظام
بتشجيع العمال على القيام بإضراب للمطالبة برفع الجور ،وامتلك الراضي
الزراعية ،وتم اعتقال العديد من أعضاء الخوان ،وبقي البنا تحت المراقبة التامة
من البوليس ،بعد ذلك بأسابيع ،ومع تمزق التسلسل في كوادر الخوان واتصالتها،
اغتال أحد أعضاء الخوان رئيس الوزراء النقراشي.
أدان البنا الغتيال ،وحاول دون نجاح أن يتحاور مع الحكومة الجديدة ،في يناير
،1949أفشل البوليس محاولة من أحد أعضاء الجهاز السري لتفجير قاعة
حا يتنصل من هذا التصرف مقرًرا أن المقترفون محكمة ،وكتب البنا خطابًا مفتو ً
ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين ،ودعا أعضاء الخوان للتبرؤ من العنف واليذاء ،حاول
رئيس الوزراء الجديد عبد الهادي ،حاول قمع أي معارضة بإرهاب الشعب بتصرفات
قاسية قمعية ،بما في ذلك الستخدام النمطي للتعذيب في السجون.
كتب البنا بيانًا رفض فيه الهجوم ضد الخوان وأدان مرة أخرى تصرفات العنف
المرتكبة على يد أعضاء من الجماعة ،بما في ذلك الهجمات على اليهود ،وقال إن
قادة الجماعة يدينوا هذا العنف ،وأنهم قد أصبحوا غير قادرين على منعه بسبب
صد الذي جعل ذلك مستحيل ً بالنسبة لهم ليمارسوا سلطتهم ،ومع العتقالت والتر ُّ
ذلك ،فقد ناقش أن تلك الحداث كانت في جزء منها نتيجة لسلوك الحكومة،
والحرب في فلسطين ،وأنكر قيام الجماعة بالتخطيط للقيام بثورة ،مؤكدًا أسلحة
الخوان للستخدام في فلسطين فقط ،في مشاركتها المشروعة للجامعة العربية،
وفي فبراير عام ،1949تم اغتيال البنا بيد البوليس السياسي ،وعلى الرجح
بأوامر من رئيس الوزراء والقصر.
1
بالدرجة الولى ،وأن أسلحته والتدريب العسكري كانا موجهين فقط للدفاع
المشروع عن العرب والمسلمين ضد الحتلل البريطاني لمصر ،وضد الصهيونية
في فلسطين وحكمت المحكمة لصالح الدفاع ،وحصل معظم المدعى عليهم على
البراءة وحكم على الخرين بأحكام رفيقة.
بعد عودة الوفد إلى السلطة ،حاول الخوان التحاور مع الحكومة الجديدة
ليحصلوا على التصريح للجماعة بالعمل مرة أخرى ،ولكنهم لم يصلوا إلى اتفاق.
وانتهى الحكم العسكري ،وألغيت جميع تدابيره .عدا تلك المطبقة على الخوان،
ومرر البرلمان قانون الجمعيات ،وهدف بصفة خاصة إلى الخوان دون ذكر اسمهم،
متطلبًا وصفًا وصورة فوتوغرافية لكل عضو يقدم للسلطات ،وأعلن وزير الداخلية
أن الوزارة اعتزمت شراء مراكز الجماعة ،واستخدام المباني كنقاط للبوليس،
وتمكن الخوان عن طريق القضاء من حل كل هذه القضايا حاصلين على الحق في
العمل قانونًا ،وعودة ملكياتها المصادرة.
الثورة وآثارها
بينما كان الخوان غير مصرح لهم قانونًا ،أصبحت المنافسة لخلفة حسن البنا
شديدة ،وأخيًرا في عام 1951في حركة انتهكت دستور الجماعة ،اختير شخص
من خارج الجماعة :حسن إسماعيل الهضيبي ،قاضي ذو خبرة معروف بكراهيته
ما أكثر رغم أنه لم يكن عضوًا للعنف ،استشعر أنه قد يضفي على الجماعة احترا ً
فيها ،إل أن الهضيبي عُرف عنه أنه كان معجبًا بالبنا ،واستقال من القضاء ليصبح
المرشد العام للجماعة ،ولكنه سرعان ما تحقق أنه كان مقصودًا به أن يكون مجرد
رئيس صوري ،وأن العضاء القدامى ممتعضين من محاولته لممارسة السلطة،
وتحدث صراحة عن الجهاز السري ،وحاول حله ،إل أنه لم يفلح إل في تحييد
أعضائه ،الذين اعتبروا أنفسهم محاربين في قضية نبيلة.
1
الشعب ،في 23يوليو استولى الضباط الحرار بقيادة محمد نجيب على السلطة
وأطاحوا بالملكية ،وتم الترحيب بالنقلب الجديد بحماس شديد في أنحاء مصر.
جا في الثورة ،وكان أعضاء من لعب الخوان دوًرا مساندًا ولكن ليس حر ً
الضباط الحرار بما فيهم جمال عبد الناصر (الذي أصبح قائدًا للنظام الجديد) ،وأنور
السادات كانوا قد قطعوا صلتهم بالخوان المسلمين منذ الربعينات .وبعضهم كانوا
أعضاء في الجماعة (ربما يكون ناصر واحدًا من هؤلء) وكان أعضاء من الخوان قد
حاربوا جنبًا إلى جنب مع الضباط في فلسطين ،وتسلحوا وتدربوا على أيديهم
للنتشار في منطقة القنال في العام الذي سبق الثورة .ورغم ازدواجية الهضيبي،
إل أن الخوان قد وافقوا على مساعدة الثورة ،غالبًا بالحفاظ على النظام ،وحماية
الجانب والقليات ،وتشجيع الدعم الشعبي للنقلب العسكري.
بعد الثورة ،كانت العلقات بين الخوان ومجلس الثورة هادئة ولكن سرعان ما
تعكَّرت ومن بين أسباب ذلك عدم رغبة الجيش مشاركته في السلطة ،وإصرار
الخوان على إعلن دستور إسلمي ،وعدم ثقة الهضيبي العميقة في ناصر ،وحلت
الحكومة جميع الحزاب والجماعات السياسية ما عدا الخوان المسلمين.
كونت الثورة حزبًا جديدًا ،وهو هيئة التحرير ،وقصدت كسب أولئك المصريين
الذين ظلوا على شكَّهم في الثورة ،واقترح النظام الخوان إلى هيئة التحرير ،وكون
النظام قد حيد جميع المجموعات السياسية ،لم يستطع النظام أن يتجاهل الخوان
إل أنه كان غير راغب في إعطائهم دوًرا أكبر في الحكومة.
كان الهضيبي عرضة للنقد القاسي في التنظيم ،جزئيًا بسبب جهود الحكومة في
إذلله ،وشعور ناقديه بأنه قد حوَّل الجماعة إلى حزب أرستوقراط ،وحركة أقوال
وليس أفعال ،وأدى ذلك إلى نقاش حول السلوك الفاشستي لمؤسسات الجماعة.
ما على الطاعة والولء للقائد كان مقبول ً في ظل البناما قائ ً
فالبعض شعر أن نظا ً
لنه كسب ثقة العضاء ،وحيث أن الهضيبي أصبح غير قادر على فعل ذلك ،بدأ
الهضيبي في الضغط من أجل مزيد من الهياكل الديمقراطية ،ورغم هذه النتقادات
ما قويًا من قادة الخوان وكذلك من صفوف الخوان وتم إل أن الهضيبي جمع دع ً
ُ
حل الجهاز السري رسميًا وفصل قادته من التنظيم.
في يناير ،1954أرسل النظام أعضاءً من هيئة التحرير ليفرق تجمع لطلب
ما مكبرات الصوت ،وتحولت المواجهة إلى معركة، الخوان المسلمين مستخد ً
أصدرت الثورة قراًرا بحل جماعة الخوان المسلمين على أرضية أن الهضيبي
ومعاونوه كانوا يخططون لقلب نظام الحكم .واعتقل الهضيبي مع مئات آخرين،
واستخدمت مجلس قيادة الثورة معايير قمعية ليحمي نفسه ،وقد رؤي أنها سياسة
ناصر بصفة خاصة .بسبب تهاوي شعبيته ،مما أدى إلى مظاهرات ضد ناصر وصراع
على السلطة بينه وبين محمد نجيب ،وظهر أنه يهدد بإنهاء الثورة ويستعيد الوضع
السياسي السابق ،ووقف الهضيبي مع ناصر ومع الثورة مكتسبًا إطلق سراح
معظم الخوة السجناء ،وإبقاء تخويل النظام بالعمل بشكل قانوني ،ومع ذلك أثارت
أحداث يناير العديد من العضاء الذين شعروا الن بأن الجهاز السري يجب عدم
إلغاؤه ،وبناء على ذلك أعيد بناؤه تحت قيادة جديدة دون معرفة الهضيبي.
1
فشل النظام في الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه للجماعة (مثال :فيما
يتعلق بإطلق سراح السجناء) ،مما أدى بالعلقات أن تفسد مرة أخرى ،وفي
خطاب موجه للحكومة ،دعا الهضيبي إلى رفع القانون العسكري ،والعودة إلى
ديمقراطية برلمانية ،وإنهاء مراقبة الصحف ،أثناء ذلك .استأنفت بريطانيا مصر
محادثات تتعلق بقناة السويس ،وأُعلنت اتفاقية على أساس بنود المعاهدة الجديدة
انتقدها الهضيبي فوًرا على أنها كريمة جدًا تجاه النجليز ،وتهدد سيادة مصر ،بدأت
الحكومة بعد ذلك في استخدام البوليس لثارة المواجهات العنيفة مع الخوان في
التجمعات السلمية في المساجد وأماكن أخرى ،وغزو عيادات الخوان ودمروها،
وفي كل حالة كانت الحكومة تلقي باللوم على الخوان في التحريض على
المصادمات ،واختفى الهضيبي ،وبدأت الصحافة في حملة لذعة ،وأعلنت أن إخوانًا
عديدين كانوا يسافرون إلى الخارج مدانون بالخيانة وسحبت عنهم الجنسية
المصرية.
وصلت عدم موافقة الجماعة على انتقالت الهضيبي للحكومة إلى ذروتها ،وبذل
ناصر شخصيًا جهودًا نشطة ليقنع قادة الخوان بإزاحة الهضيبي عن موقعه ،وكان
ضا من بقية القيادة.
لهذا النزاع أثره في نزع الثقة ليس فقط من الهضيبي ولكن أي ً
1
وفي عام 1959أعطاه المرشد العام للخوان حسن إسماعيل الهضيبي ،أعطاه
المسئولية عن الخوان المحتجزين في السجون والمعسكرات المكثفة ،وحاول
سر الوضع في المعسكرات على ضوء السلم ،هذه النعكاسات التي قطب أن يف ِّ
تداولها كتعليقات على فقرات من القرآن ،شملت تحليل ً للنظام.
بدأ الخوان الذين انسحبوا للعمل تحت الرض خارج السجون بدأوا في إعادة
سجنوا ولم يحاكموا ،ونظمت زينب التنظيم ،وفي عام 1956أطلق سراح الذين ُ
الغزالي رئيس جمعية المرأة المسلمة نظمت عمل ً خيريًا لمواجهة الحتياجات
الساسية للخوة الذين أفقروا ،ومع عبد الفتاح إسماعيل أحد قيادي الخوان ،ذهبت
لتلعب دوًرا أساسيًا في إعادة بناء التنظيم .وبينما كان تركيز زينب الغزالي على
ضا مجموعات أخرى من الخوان ،وكانوا تواقين للثأر التعليم السلمي ،ظهرت أي ً
من قمع الخوان عام ،1954ووجدوا الطار التحليلي ،والبرنامج السياسي الذي
كانوا يبحثون عنه في كتابات قطب ،التي كانت تنشرها زينب الغزالي وكان فيها
تقييم لنظام ناصر وللطريقة التي يمكن هزيمته بها.
في عام ،1964أطلق سراح قطب لعدة أشهر ،ونشر كتابه (معالم في
الطريق) وأعيد طباعته خمس مرات ،ناقش فيها أن النسانية كانت في غمار أزمة
ضا لهذا
عميقة سببها الفشل في تبني نظام القيمة .وكان تهديد الحرب النووية عر ً
المرض ،نُظُم القيمة التي هيمنت على العالم فشلت في تحقيق عيش البشرية في
انسجام وحتى في الوفاء بما وعدت به ،مفهوم العالم الغربي للديمقراطية القائم
على اليديولوجية الفردية ،أدى إلى ظلم اجتماعي ضخم وأدى إلى هيمنة البشرية
برأس المال.
في الكتلة الشرقية ،فشلت اليديولوجية الجماعية كذلك ،ورأى قطب أن
السلم هو الحل للزمة البشرية ،وكان العالم بأكمله بما فيهم مصر ،يعيش في
حالة من الجاهلية ،التي يمكن ترجمتها كأسلوب حياة متميز بالعداء الجاهل تجاه
إرادة الله ،وبصفة خاصة خطأ البشر في السماح لنفسهم بإقامة أنظمتهم القيمية
الخاصة ،بدل ً من قبول هيمنة إرادة الله.
رغم أن مسألة فشل كل من الرأسمالية والشيوعية لم يكن جديدًا في حديث
الخوان ،إل أن تطبيق مفهوم الجاهلية على المجتمع المصري قدم ابتكاًرا تحركه
تجربة قطب الشخصية في جزء منه من القسوة التي أصبحت حالة ديكتاتورية.
سا في المة، من أجل القيام بدوره الصحيح ،احتاج السلم أن يجد تعبيًرا ملمو ً
مجتمع من البشر تمتلئ حياتهم بالخلقيات السلمية ،وكان مطلوب طليعة من
المؤمنين لبدء خلق هذه المة ،التي يمكن أن تنمو بعد ذلك حتى تشمل العالم
بأسره ،وكان قطب يعني بكتابه تقديم معالم تحدد الطريق الذي يجب أن تتبعه هذه
الطليعة .وكون هذه الطليعة مواجهون بدولة ديكتاتورية ،نصحهم أن يُعدُّوا للجهاد،
الذي ذهب جانبه العسكري إلى ما بعد الدفاع ،وهدف إلى الطاحة بأولئك الذين
استولوا على السيادة التي ينبغي أن تكون لله وحده ،كانت وجهة نظر قطب أن
ما.
هذا العداد قد يستغرق خمسة عشر عا ً
1
أشعل كتاب (معالم في الطريق) النقاش بين الخوان بين شباب ناشطين
فضلوا النقلب العسكري ،والعضاء الكثر خبرة مثل زينب الغزالي التي أخذت
وجهة نظر أن على النظام أن يجدد نفسه في العمل التعليمي لعقود حتى يكسب
%75من الشعب إلى جانبه ،في أغسطس ،1965ادعت الحكومة أنها اكتشفت
شخص، أن الخوان كانوا ينظمون مؤامرة انقلبية ضخمة ،واعتقل حوالي 18.000
سجن منهم ،200-100وقُتل منهم 38في الحبس ،وأثناء التحقيقات ،واستخدم
البوليس التعذيب خلل التحقيقات ،والعديد ثم تعذيبهم لشهور منهم زينب الغزالي
وسيد قطب ،ودمر البوليس قرية كرداسة حيث اعتقد اختبار أحد المشتبه بهم فيها،
ما من الصحافة على الخوان ،وعلى واعتقل وعذب جميع سكانها ،صاحب ذلك هجو ً
أساس العترافات التي حصلوا عليها تحت التعذيب ثم إعدام قطب وأخوان آخران
في أغسطس ،1966وظهر أن المؤامرة تم فبركتها على الرجح بواسطة رجال
المن كجزء من الصراع بين مختلف الزمر داخل النظام.
بعد موت قطب ،بقيت أفكاره مؤثرة إل أنها ظلت خلفية بين الخوان ،بعض
الخوة الشباب فسروا تحليل قطب ليعني أن أي شخص فشل في الثورة ضد
النظام الستبدادي الذي كانت حكومته ليست قائمة على القانون السلمي ،يجب
اعتباره كافًرا ،ورأوا في ذلك تبريًرا لسياسة ثورية .لم توافق قيادة الخوان التي
فضلت المدخل الصلحي ،لم توافق على هذا التفسير مشيرة إلى أنه يكفي النطق
ما ،وأنه رغم وجود مسلمين مخطئين فل يعتبر ذلك بالشهادتين ليصبح المرء مسل ً
ذريعة للتكفير.
وعلى النقيض من هؤلء الشباب الذين أيدوا الثورة ،احتفظت القيادة بوجهة
نظر أن التنظيم يجب أن يعتمد على العمل التعليمي من أجل إصلح المجتمع
المصري ،وهذه السياسة ميزت الخوان منذ ذلك الحين ،وأكسبتها احتقار
المجموعات السلمية المسلحة الثورية الخرى.
1
عُدِّل الدستور ليقرر أن الشريعة تلك القوانين مع الشريعة ،وفي عام 1980
مصدًرا رئيسيًا للتشريع.
هناك هدف آخر هام للخوان ،كان إقناع الحكومة لتسمح لهم بالعمل قانونًا ،وأن
يعملوا كحزب سياسي ،يستطيع ممثلوه الترشيح للبرلمان ،إل أن هذا الطلب لم
يستجاب له ،وقانون الحزاب السياسية لعام 1977حظر قيام الحزاب على
حا للخوان إلى حد ما بالعمل ،وفي عام
أسس دينية ،ومع ذلك فقد كان مسمو ً
ُ ،1976
سمح لهم بنشر جريدتهم الشهرية الدعوة ،حيث وصل توزيعها إلى حوالي
100.000نسخة ،قبل إغلقها عام .1981
ركزت الدعوة على مشكلة فلسطين ،ولم يوافق محرروها على معاهدات كامب
ديفيد لعام ،1978واتفاق السلم الموقع بين مصر وإسرائيل عام ،1979
مناقشين أن إسرائيل ل تقبل مطلقًا بحل سلمي وعادي للمشكلة ،وكانت مقالت
في الدعوة ترسم كل يهودي سواء كان إسرائيليًا أم ل أنه غير جدير بالثقة ومذنب
فيما تحمله الفلسطينيون من ظلم ،وكرروا الساطير المناهضة للسامية ،كما أدان
ضا المسيحية النجيلية والشيوعية والعلمانية.
المحررون أي ً
اختلف العلماء في تأثير الخوان على السياسة المصرية في السبعينات ،ولكن
من الواضح أن هناك حركات إسلمية أخرى جاءت لتعلب دوًرا أكثر أهمية ،فبعد
هزيمة مصر عام ،1967في حربها مع إسرائيل ،اعترض الطلب والعمال لفشل
النظام في تحمل المسئولية عن الهزيمة ،وبدءوا للدعوة إلى إقامة نظام سياسي
أكثر ديمقراطية.
كانت حركة الطلب العريضة التي تشكلت في البداية علمانية في طبيعتها،
ولكن الطلب المسلمون قفزوا تدريجيًا إلى الطليعة ،نظًرا لقدرتهم على توظيف
شعارات عملية للمشاكل التي يواجهونها في حياتهم اليومية ،وذلك عن طريق اتحاد
الطلب الذي كانوا ينتخبون في أماكن المسئولية فيه بشكل متزايد ،وعندما تسببت
سياسات السادات القتصادية في زيادات هائلة في السعار خاصة أسعار
الحتياجات الرئيسية الضرورية للمواطن ،وتفشي الذل في الخدمات العامة (مما
أدى إلى ثورات ضخمة في يناير ،)1977حصلت تلك المجموعات على النفوذ
خارج الجامعات كذلك ،ودُعي قادة من الخوان للحديث في التجمعات الهائجة التي
كان ينظمها مجموعات من الطلب في العياد الدينية ،وعندما بدأت الحكومة في
قمع حركة الطلب ،ومهاجمتها باستخدام بوليس الشغب ،تحمضت علقات الخوان
بالحكومة.
رفض المتحدثون باسم الخوان بشكل ثابت العنف الثوري والرهاب الذي تقوم
به الجماعات السلمية المسلحة التي ظهرت في مصر خلل السبعينات (مثل
الجهاد التي اغتالت السادات في أكتوبر )1981في نفس الوقت أدانوا اضطهاد
حا لهم
البوليس القاسي مما أدى إلى ظهور التطرف ،وأنه إذا كان الخوان مسمو ً
بالعمل قانونًا ،فقد تكون قادرة على المساعدة في منع التطرف بتوفير التعليم
السلمي للشباب ،إل أن هذا الحديث وقع على آذان صماء ،وفي الشهور التي
1
سبقت اغتيال السادات ،بينما كانت شعبيته تهوي أمر السادات باعتقالت واسعة
بين القوى المعارضة ،بما في ذلك الخوان ،إل أنه قد تم إطلق سراح الخوة
بعد تبرئتهم من أي تصرف خطأ. المعتقلين في يناير 1982
الخوان في ظل مبارك 1981حتى الن
خلل رئاسة حسني مبارك ،الذي خلف السادات عام ،1981واستمر في
السلطة منذ ذلك الحين وحتى الن ،فإن علقة الخوان بالحكومة مازالت كما كانت
عليه أيام السادات ،مسموح للخوان إلى درجة ما إل أنها محظورة رسميًا ،وغير
مسموح لهم بتوزيع منشورات أو التجمع والتجمهر علنًا .وعرضة لعتقالت دورية،
ومع ذلك فقد كانوا ينشرون صحيفتين (لواء السلم ،والعتصام) واحتفظوا بمكاتب
إقليمية ،وأصدروا تصريحات ،وبيعت كتب لبعض الخوة البارزين في المكتبات،
جا طويل المدى لقامة وتمسك الخوان بنظرتهم الصلحية ،متبعين مدخل ً متدر ً
دولة إسلمية بموافقة شعبية ،بإصلح المجتمع من القاع إلى القمة ،باستخدام
القناع ووسائل أخرى غير العنف.
رغم كون الجماعة غير مقننة ،إل أنهم كانوا قادرين على أخذ ميزة التطورات
الجتماعية والسياسية في مصر مما زاد في عضوية الجماعة ونفوذها وبفرض
قانون الطوارئ في مصر وتقييد المعارضة السياسية المقننة ،والقطع بأن
النتخابات تزور بشكل روتيني لصالح الحكومة ،مع ذلك فالجمعيات الخيرية
السلمية ،والمساجد الخاصة ازدهرت ،رغم أن العديد من هذه الجمعيات غير
سياسية ،إل أن هذه الشبكة اللمركزية من الجمعيات التي تتبع أجندات مختلفة،
وتتمتع بدرجات مختلفة من الستقللية عن الدولة ،مما أتاح للمعارضة التعبير ،كما
أن هناك ما يثبت أن الناشطين السلميين قد حققوا بعض النفوذ خلل بيروقراطية
الدولة ،وأن هناك مؤيدون كُث ُر منهم الطباء والمدرسين والمديرين ،واستفاد
الخوان من هذه التطورات أكثر من أي مجموعة أخرى سياسية إسلمية ،ويرجع
ذلك لطبقة من النشطين في عمر الثلثين والربعين الذين شحذوا مهاراتهم في
الحركة الطلبية في ظل السادات والتحقوا بالخوان بعد التخرج.
لقد أصبح الخوان ناجحين في تجنيد الشباب بصفة خاصة ،بما فيهم شباب
الجامعات والخريجين الجدد ،وأصبح من الصعب الوصول إلى العمال ،والسلع
التموينية ،وتكاليف الزواج التقليدي ،كل ذلك أصبح الوصول إليه صعبًا ،أضف إلى
َ
ذلك الفساد المستشري ،والنظام البوليسي الستبدادي المغلق ،مما ول ّد اغترابًا
سا ،ويقدم إحياء السلم طريقة في الحياة يحترم فيها الشباب إيمانه وتقواه ويأ ً
ويقدر أن التعليم السلمي أفضل من اللقاب والثروات ،ومما يثير العجاب فيه أن
يعيش النسان ببساطة ،كما تعمل وجهة النظر التي تقول أنه واجب على كل
مسلم أن ينشغل بالصلح السياسي والجتماعي (هذا ما يؤكد عليه الخوان) يعمل
كترياق للغتراب السياسي والنهزامية ،والنساء من الطبقات الدنيا والوسطى
وجدن أن المراقبة الدينية المقيدة تعطيهن مزيدًا من الحترام ،وتساعدهم على
عدم اعتبار المعايير الجتماعية الخرى التي قد تحدد اختياراتهن في مجال مثل
التعليم والوظيفة والزواج.
1
ويشمل عمل الشباب في الخوان تنظيم ندوات وألعابًا إسلمية ،ومساندة
مرشحي الخوان في التحادات الطلبية ،والنقابات المهنية وفي البرلمان،
والمشاركة في المظاهرات.
في الثمانينات وأوائل التسعينات ،كان المزيد والمزيد من أعضاء النقابات
المهنية القيادية من خريجي الجامعات ،كانوا معوقين اقتصاديًا ،وساعدت أصواتهم
النتخابية مرشحي الخوان في الحصول على أغلبية كبيرة في المجالس التنفيذية
للعديد من هذه النقابات ،مثل نقابة المحامين والطباء والصيادلة ،والمعلمين
والمهندسين ،هازمين الحكومة والعلمانيين ،ومرشحي الجماعات السلمية
المسلحة في انتخابات تنافسية مفتوحة ،ووضعت العديد من النقابات تحت قيادة
الخوان وضعت برامج للمساعدة في علج الصعاب العملية التي يواجهها الخريجين
ضا منخفضة الفائدة ،وتدريبًا لملء الفجوات الشباب مقدمين تأمينًا صحيًا ،وقرو ً
التي خلفتها المقررات الجامعية الغير كافية ،ومع ذلك ،فهذه البرامج يرجع نجاحها
إلى فطنة الناخبين لمرشحيهم كأمناء ومتحركين بشعور الواجب المدني ،على
النقيض من الفساد الذي تميزت به غالبًا النقابات المهنية ،وقد أعطت هذه النقابات
للخوان منبًرا تنتقد منه حرمان مصر من البرلمان الحر ،والنتخابات الرئاسية،
واستخدام التعذيب في السجون ،والدعوة إلى إنهاء قانون الطوارئ.
أعطت النتخابات البرلمانية ،رغم انغلقها بدرجة كبيرة أمام المعارضة ،أعطت
بعض المؤشرات عن شعبية الخوان المسلمين في ظل حكم مبارك ،ففي انتخابات
حا للخوان تقديم مرشحين من خلل حزب الوفد ،وفي عام ،1984كان مسمو ً
عام ،1987كان مسموح إعادة التجربة من خلل حزب الحرار ،في كلتا الحالتين
تلقى الحزب المنحاز للخوان مزيدًا من الصوات أكثر من أحزاب المعارضة الخرى
مجتمعة.
بدءًا من عام ،1992لجأت الحكومة مرة أخرى إلى المعايير القمعية لوقف
وضعت التحادات المهنية تحت السيطرة نفوذ الخوان المتزايد ،وفي عام 1993
المباشرة للدولة ،وفي عامي 1996 ،95تم اعتقال أكثر من 1000أخ ،العديد
منهم حكم عليهم بواسطة محاكم عسكرية لعدة سنوات من الشغال الشاقة،
وكانت التهمة الرئيسية أن المتهمين كانوا أعضاء في تنظيم غير قانوني .خطط
لقلب نظام الحكم ،في نفس الوقت ،وجهت الدولة حملة إعلمية ضخمة ضد
الخوان ،متهمة إياهم بأنها جماعة إرهابية ،وكان المقصود منع الخوان المشاركة
في النتخابات.
1
السياسية ،وبذل مجهود أكثر تنسيقًا من أجل تقنين التنظيم ومزيد من التفسير
الليبرالي للسلم.
1