You are on page 1of 26

‫مقدمة ‪-:‬‬

‫إن مرحلة النظريات المطوعة والنماذج المستحدثة في خدمة الفرد هي مرحلة خصبة في مسيرة‬
‫التطور في خدمة الفرد باعتمادها ل على القتباس الحرفي لنظريات العلوم الخرى ولكن على‬
‫تطويع نظريات مختارة بعناية من هذه العلوم لتناسب أهدافها وقيمها من خلل مبادرات إبداعية‬
‫مهدت السبيل لمزيد من السهامات وصول لستقلليه خدمة الفرد وعدم تبعيتها ولعل أهم هذه‬
‫البداعات النظرية ما قام به نفر من الرواد المحدثين‬
‫في خدمة الفرد مثل هيلين برلمان وفلورنس وسمولى وورنر وستيوارت وغيرهم من تطويع‬
‫لبعض النظريات المقتبسة من نماذج مستحدثة تطبيقية انطلقت غالبيتها من مجموع النظريات‬
‫النفسية والجتماعية أو بعضها ‪.‬‬
‫وفى إيجاز سنشير إلى هذه النظريات المطوعة والنماذج المستحدثة في خدمة الفرد ‪-:‬‬
‫‪-1‬سيكولوجية الذات‬
‫‪-2‬النظرية السلوكية‬
‫‪-3‬النظرية المعرفية العقلية‬
‫‪-4‬نموذج حل المشكلة‬
‫‪-5‬العلج السرى‬
‫‪-6‬العلج الواقعي‬
‫‪-7‬نموذج التركيز على المهام‬
‫‪-8‬نظرية الدور الجتماعي‬
‫وجدير بالذكر أن هذه المرحلة من حياة خدمة الفرد قد شهدت أيضا نظريات ونماذج مستحدثة‬
‫قامت على تراكمات المداخل النفسية والجتماعية الكثر معاصرة ومنها على سبيل المثال‬
‫نظرية النساق العامة ‪System theory‬‬
‫نظرية الدور ‪Role theory‬‬
‫نموذج التدخل في الزمات ‪Crisis intervention‬‬
‫نموذج النساق الربعة ‪Four systems model‬‬
‫وغيرها من نظريات ونماذج علمية أخرى لخدمة الفرد ‪.‬‬
‫وهكذا كان ظهور خدمة الفرد المهنية بداية لمرحلة جديدة لسلوب مساعدة النسان في العصر‬
‫الحديث فكانت طريقة مهنية فريدة جعلت من فعل الخير علما ومن الحسان منهجا علميا متكامل‬
‫ومن مشكلت النسان مجال لتطبيق حصيلة التفكير الوضعي وقد مكنها هذا الطابع النسانى من‬
‫أن تتحرك في حرية وتنطلق بل حدود تمتص من العلوم الخرى معارفها ونظرياتها لتسخيرها‬
‫لخدمة السنان أينما يعيش دون أن تعوق حركتها فلسفة جامدة أو إطار متحجر فهدفها هو رفاهية‬
‫النسان كما هو في موقعة الجتماعي وفن الممارسين المهنيين‬
‫يكمن في الستفادة المطلوبة فيما جاء بهذه العلوم النسانية من اتجاهات ونظريات بما يمكن من‬
‫(‪) 1‬‬
‫تصميم النموذج المطلوب لمساعدة العملء وفق حاجاتهم الفعلية وموافقتهم الشكالية ‪.‬‬
‫وقبل عرض إحدى نظريات خدمة الفرد الحديثة التي ذكرناها وكيفية تطبيقها في العمل يجب أول‬
‫أيضاح ما المقصود بخدمة الفرد ‪.‬‬
‫تعريف خدمة الفرد ‪-:‬‬
‫هي تلك العملية التي تساعد العميل على الوقوف على جوانب الموقف وتوضيح موقف منه فهي‬
‫ليست جمع بيانات عن الموقف وإنما وقوف العميل ذاته على البيانات والعوامل المختلفة المتداخلة‬
‫(‪) 2‬‬
‫على الموقف ‪.‬‬
‫هي تلك العملية المشتركة التي تهدف إلى وضع كل من العميل والخصائي على علقة ايجابية‬
‫(‪)3‬‬
‫بحقائق الموقف الشكالي بهدف تشخيص المشكلة ووضع خطة العلج ‪.‬‬

‫خدمة الفرد المدرسية هي إحدى طرق مهنة الخدمة الجتماعية التي تهدف إلى مساعدة الطالب‬
‫الذي يواجه موقف عسيرا يتعذر عليه الستمرار فيه وذلك بتمكينه من فهم مشاكله والسعي لمعرفة‬
‫(‪) 4‬‬
‫أقصى ما تسمح به قدراته وإمكاناته لستخدامها في التغلب على الموقف ‪.‬‬
‫وتعتبر خدمة الفرد إحدى طرق الخدمة الجتماعية التي تستهدف زيادة قدرة الفرد على أداء‬
‫وظيفته الجتماعية ومحاولة علج المشكلت التي تواجهه والتي قد تعترض تحقيق هذه الوظيفة‬
‫ولقد اعتمدت خدمة الفرد في سبيل تحقيق هذا الهدف في بادئ المر على التجاه التحليلي الذي‬
‫‪ -1‬السيد رمضان ‪ " :2000‬ممارسة خدمة الفرد‪ ،‬أسس عملية المساعدة " ‪ ( ،‬السكندرية ‪ ،‬المعهد العالي للخدمة الجتماعية ‪،‬‬
‫دار المعرفة الجامعية ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬سلوى عثمان الصديقى ‪ ": 2002‬الممارسة المهنية لطريقة خدمة الفرد " ‪ ( ،‬السكندرية ‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث )‪،‬ص ‪11‬‬
‫‪ -3‬عبد الفتاح عثمان ‪ ،‬عبد الكريم ‪ " : 1995‬خدمة الفرد التحليلية بين النظرية والتطبيق " ‪ ( ،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة عين شمس ‪ ،‬ط ‪)3‬‬
‫ص ‪. 210‬‬
‫‪ -4‬محمد محمد كامل ‪ " : 2003‬مدى فاعلية نموذج التركيز على المهام في خدمة الفرد في التخفيف من حدة العنف المدرسي‬
‫دراسة مطبقة على طلب المرحلة الثانوية بمدينة أسيوط " ‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‬
‫سيطر طويل على اتجاهات الطب النفسي ثم انتقل إلى خدمة الفرد معتمدا على المنظور التقليدي‬
‫الفرويدى وعلى نماذج أنصاره المحدثين ‪ ،‬إل أن هذا التجاه أثار منذ منتصف القرن الحالي العديد‬
‫من النتقادات في مختلف أرجاء العالم الغربي سواء في الطب النفسي أو في خدمة الفرد مما ساعد‬
‫على ظهور العديد من التجاهات التي لم تلتزم بالمفاهيم الفرويدية ومنها التجاه السلوكي ‪ ،‬ذلك‬
‫التجاه الذي يقوم على أساس النظرة العلمية للسلوك النساني والذي يفترض أن كل أنواع السلوك‬
‫يكتسبها الفرد من خلل التعليم بما في ذلك السلوك اللتوافقى أو الشاذ هذا وبالرغم من أهمية‬
‫استخدام التعديل السلوكي في خدمة الفرد أل أن أخصائيين خدمة الفرد استقبلوا أساليبه في بادئ‬
‫المر استقبال ثائرا ويبدو أن مقاومة الخصائيين في خدمة الفرد للتعديل السلوكي في أول نشأته‬
‫ترجع إلى تمسكهم بما القوة من أساليب تقليدية تحليلية قديمة والتهيب من الجديد بصفة عامة فضل‬
‫عن قلة معلوماتهم عنه بصفة خاصة ‪.‬‬
‫إل أنه بمرور الوقت تغير الموقف حيث أخذ الخصائيون في التعرف على أسلوب التعديل‬
‫السلوكي وتجريب وسائله في مؤسساتهم ومع عملئهم‪ .‬كما بدأت تنكشف أهمية هذا السلوب‬
‫بالنسبة لهم فقد أصبح يمارس بصفة خاصة في المؤسسات التي تعمل مع الجانحين وكذلك بعض‬
‫مكاتب الخدمة الجتماعية المدرسية المريكية ‪ .‬فقد قام هاريثمان بدراسة تقيميه للتعديل السلوكي‬
‫في مؤسسة الحداث ( بكوليس أو هايوم ) وألتزم بثلث أسس لتعديل عادات الجانحين وهى القدوة‬
‫الحسنه والتدعيم والتشريط المضاد ‪.‬‬
‫أما في مصر فلم يأخذ التعديل السلوكي مكانا بارزاً في البداية أيضا في ممارسة خدمة الفرد حيث‬
‫لم تتوافر بعض إشارات عن هذا الموضوع من العلج ولكن منذ عام ‪ 1978‬ظهرت بعض الكتب‬
‫التي تناولت هذا الموضوع ‪ .‬وبدأت في الفترة الخيرة تظهر بعض الدراسات والبحوث لتحديد‬
‫(‪)1‬‬
‫مدى فاعلية هذا التجاه العلجي ومدى مناسبة تطبيقه في المجتمع المصري ‪.‬‬

‫ما هو العلج السلوكي ؟‬


‫العلج السلوكي ببساطة شكل من أشكال العلج يهدف إلى تحقيق تغيرات في سلوك الفرد تجعل‬
‫حياته وحياة المحيطين به أكثر إيجابية وفاعلية ويهتدي العلج السلوكي لتحقيق هذا الهدف‬

‫‪ -1‬عبد المنعم يوسف السنهوري وآخرون ‪ " : 2009 / 2008‬المداخل العلجية في خدمة الفرد " ‪ ( ،‬كفر الشيخ ‪ ،‬المعهد العالي‬
‫للخدمة الجتماعية ) ص ‪. 159 ، 158‬‬
‫بالحقائق العلمية والتجريبية في ميدان السلوك ولن المحاولت الولى من العلج السلوكي كانت‬
‫مرتبطة بظهور نظرية التعلم ‪ ،‬فإن فئة كبيرة‬
‫من المعالجين السلوكيين ترى أن يقتصر العلج السلوكي على المبادئ المشتقة من نظريات التعلم‬
‫التي صاغها العلمة الروسي " بافلوف " ومن "واطسون " " هل " المريكان ‪ .‬لكن الشائع الن‬
‫بين طوائف المعالجين السلوكيين هو عدم القتصار على ربط العلج السلوكي بنظريات التعلم هذه‬
‫وحدها بل وأن تمتد للجوانب الخرى من التقدم العلمي في نظريات الشخصية والنظريات السلوكية‬
‫(‪) 1‬‬
‫والمعرفية والجتماعية في علم النفس ‪.‬‬

‫ويعتبر العلج السلوكي أحد الساليب الحديثة للعلج النفسي ‪ ،‬يقوم على أساس استخدام مبادئ‬
‫نظريات التعلم ويضم العلج السلوكي عدة أساليب وطرق علجية تهدف جميعا إلى التي ‪:‬‬
‫إحداث تغيير إيجابي لحياة النسان ‪.‬‬
‫القضاء على الختلفات السلوكية ‪.‬‬
‫بناء جسر من الثقة بين النسان ونفسه ‪.‬‬
‫تحقيق السعادة والرفاهية للنسان ‪.‬‬
‫‪-‬ويقصد بالعلج هنا محاولة تغيير وجدان أو سلوك أو فكر الفرد إلى ما هو أفضل حتى‬
‫يتمكن من مواكبة أحداث الحياة بفاعلية أكثر ‪.‬‬
‫‪-‬كما يقصد بالسلوك في مجال العلج السلوكي الستجابات الظاهرة والتي يمكن أن‬
‫نلحظها من خلل التصرفات والفعال وردود الفعال ‪ .‬كما يقصد بها كذلك الستجابة‬
‫غير الظاهرة الخفية كالمشاعر والفكار ‪.‬‬
‫‪-‬كما يجب التنويه إلى أن أساس العلج السلوكي مشتق من نظريات التعلم ومدارسة في‬
‫علم النفس – لذا فأي تغيير للسلوك قد يكون راجع إلى عوامل وراثية أو بيولوجية أو‬
‫جرحيه أو دوائية قد تخرجنا من مجال تعديل السلوك والعلج النفسي السلوكي إلى‬
‫مجال الجراحة وعلم العقاقير أو الوراثة أو المسببات البيولوجية التشريحية‬
‫رغم أن الثنين ( العلج السلوكي – والجراحة النفسية مثل ) تحدثان تقريبا نفس الثر في مجال‬
‫تعديل السلوك النساني ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الستار إبراهيم ‪ " : 1993‬العلج السلوكي للطفل أساليبه ونماذج من حالته " ‪ ( ،‬الكويت ‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة‬
‫والفنون والداب ‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة ‪ ،‬العدد ‪ ) 180‬ص ‪. 31‬‬
‫وعليه فيصبح السلوك هو بناء لبيئة تعلم يتم فيها تعلم مهارات وسلوكيات جديدة على حين تقلل‬
‫الستجابات والعادات غير المرغوبة حيث يصبح المريض أكثر دافعية للتغيرات المطلوبة وعلى‬
‫عكس بعض تيارات علم النفس ول سيما المدرسة التحليلية التي ترفع من شأن القدرات المبكرة في‬
‫الطفولة وديناميتها ‪ .‬يهتم العلج السلوكي بالحاضر كما أن أساليب هذه الطريقة تخلو من الغموض‬
‫(‪) 1‬‬
‫من الممكن تدريب المدرسين والباء ورؤساء العمل على القيام بها ‪.‬‬
‫ولهذا فإن مفهوم العلج السلوكي كما سنستخدمه في هذا السياق علج متعدد الوجه ويمتد ليشمل‬
‫‪:‬‬
‫‪-1‬الساليب السلوكية التي قامت بتأثير من تطور نظريات التعلم عند " بافلوف " و " هل‬
‫" بشكل خاص ‪.‬‬
‫‪-2‬السهامات التي قامت بها مدرسة التحليل السلوكي ( التي أرسى أسسها عالم النفس‬
‫المريكي سكينر ) والتي أمتد تأثيرها إلي جوانب سلوكية لم تتطرق إليه المدرسة‬
‫السلوكية التقليدية مثل تعديل البيئة ‪ ،‬والتحكم في المنبهات الخارجية كوسيلة من وسائل‬
‫ضبط السلوك ‪.‬‬
‫‪-3‬أساليب العلج الذهني أو المعرفي والتي تركز على تعديل الساليب الخاطئة من التفكير‬
‫والتدريب على حل المشكلت واللمام التربوي والتعليمي بالمشكلت التي يتعرض لها‬
‫الفرد ‪.‬‬
‫‪-4‬الساليب الجتماعية بما فيها تدريب المهارات الجتماعية ‪ ،‬والتفاعل الجتماعي الجيد‬
‫من خلل ملحظة النماذج السلوكية والقدوة وتدريب القدرة على الثقة بالنفس والتوكيدية‬
‫‪.‬‬
‫ويرى البعض أنه يجب التمييز بين العلج السلوكي وتعديل السلوك ‪ .‬فالشائع الن أن يقتصر‬
‫مفهوم العلج السلوكي على الحالت التي تتصف بالضطراب النفسي والعقلي والمشكلت‬
‫النفعالية بينما يستخدم مفهوم تعديل السلوك للمشكلت المرتبطة بالنمو مثل صعوبات التعلم‬
‫والتخلف الدراسي والمعوقات الخرى للنمو وضبط التصرفات الخاطئة والنحراف الجتماعي‬
‫المتمثل في السلوك العدواني والجنوح بينما يفضل آخرون استخدام مفهوم العلج السلوكي على‬

‫‪ -1‬ممدوح مختار على ‪ " : 2001‬العلج السلوكي كآلية احتواء وعلج للضطرابات النفسية المصاحبة لمرض السكر في ضوء‬
‫بعض متغيرات الشخصية " رسالة دكتوراه الفلسفة في علم النفس غير منشوره ( جامعة طنطا ‪،‬‬
‫كلية الداب ‪ ،‬قسم علم النفس ) ص ‪. 35 ، 34‬‬
‫أساس أنه أكثر شمول في مدلوله من مفهوم تعديل السلوك لن علج أي عرض سلوكي يتضمن‬
‫القيام بتعديل بعض النماط الخاطئة من السلوك إل أننا سنستخدم المصطلحين بالتبادل كمرادفين‬
‫للشارة إلى نفس المعنى متفقين في ذلك مع تيار حديث من المعالجين‬
‫كذلك يجب أن نميز بين العلج السلوكي والعلج النفسي وقد اعتاد الباحثون أن يستخدموا مفهوم‬
‫العلج النفسي‬
‫عند الشارة إلى طرق العلج غير السلوكية مثل العلج بالتحليل النفسي والعلج النساني‬
‫والوجودي لكن الشائع بين كثير من الطباء النفسيين النظر إلى العلج النفسي بأشكاله المختلفة‬
‫والعلج السلوكي كليهما على أنهما يشكلن تيارا واحدا مستقل في مقابل العلج الطبي ‪ .‬ويمكن‬
‫النظر وفق هذا التصور إلى العلج السلوكي والعلج النفسي على أنهما يشيران بشكل عام إلى‬
‫تعديل الحالت المرضية بوسائل غير طبية ‪ .‬ولتجنب إرباك القارئ بشأن هذه التمييزات فإننا‬
‫سنستخدم في أحيان كثيرة مصطلح العلج النفسي – السلوكي ونحن نعنى الشارة إلى العلج‬
‫السلوكي ‪ ،‬ولكن يجب أل يستشعر القارئ من ذلك أن العلج السلوكي هو نفسه العلج النفسي‬
‫فالعلج السلوكي تيار مستقل له مسلماته الخاصة ووسائله المستقلة ‪.‬‬

‫المسلمات الرئيسية التي يتبناها العلج السلوكي ‪-:‬‬


‫تتميز نظرة العلج السلوكي من غيره من أنواع العلج النفسي بخصائص فريدة نذكر منها على‬
‫سبيل المثال ما يأتي ‪-:‬‬
‫‪-1‬ل يبذل المعالج السلوكي مجهودا كبيراً – عكس زميله في التحليل النفسي – في البحث‬
‫عن تفسيرات ل شعورية للسلوك ‪ ،‬أو في محاولة إرجاعه إلى صراعات طفلية مبكرة‬
‫أو غرائز أو عوامل فسيولوجية إذ أن العلج السلوكي يختلف عن الساليب التقليدية‬
‫الشائعة في مدارس العلج النفسي السابقة من حيث إنه يركز اهتماماته على علج‬
‫العراض بصورتها لراهنة وبالشكل الذي يعانيها ‪ .‬فالمعالج السلوكي الذي يهدف مثل‬
‫إلى علج طفل مصاب بالقلق أو الخوف المرضي من السلطة المدرسية ل يبحث عن‬
‫ذكريات الطفولة ول يعالج الخوف على أنه نتاج لعوامل ل شعورية أو صراعات‬
‫أوديبية في المراحل المبكرة من النمو الجنسي ‪ ،‬بل إنه يجعل التحرر من الخوف هو‬
‫الهدف الرئيسي الذي يجب أن تتجه له مجهودات العلج والمعالج السلوكي إذ يجعل‬
‫هدفه التغيير المباشر للمشكلة ينظر إلى الضطرابات على أنها سلوك شاذ أمكن اكتسابه‬
‫بفعل أخطاء في عملية التعلم ‪.‬‬
‫‪-2‬إن عمليتي التشخيص والعلج في طريق العلج السلوكي شيئان ملتحمان ‪ ،‬إذ إن‬
‫تشخيص المشكلة ل يعدو كونه محاولة جاهدة لتحديد التصرفات أو الخطاء التي مر‬
‫بها الطفل فجعلته يخاف أو يقلق ‪ .‬وفى تشخيصه للمشكلة يهتم المعالج السلوكي برصد‬
‫الستجابات أو ردود الفعال البيئية ( من قبل السرة أو المحيطين بالطفل ) قبل ظهور‬
‫السلوك المشكل وبعد ظهوره وهى السباب التي يعرف المعالج أن تعديلها أو تغييرها‬
‫سيؤدى إلى التخلي عن هذا السلوك ومن ثم التخلص من المشكلة برمتها فالمعالج‬
‫السلوكي عندما يقوم بعملية التشخيص فإنه يبحث عن الشروط التي أحاطت بعملية‬
‫التعلم المرضي وهى السباب التي إذا أمكن إزالتها تحقق العلج ‪.‬‬
‫‪-3‬ومن المسلمات الرئيسية التي يتبناها المعالج السلوكي والتي تضعه في موقع فريد‬
‫ومختلف جذرياً عن العلجات النفسية الخرى أنه ل يرى ما يراه المحللون النفسيون‬
‫مثل وجوب إزالة العراض من أمراض أو صراعات داخلية مفترضة لنه ل يوجد‬
‫في نظامه العلمي مثل هذه الفتراضات وإن كان يجد أنه من الحكمة التناول الجذري‬
‫للمسببات البيئية للمشكلة لمنع رجوعها ‪ .‬إذن يرى المعالج السلوكي أن علج العرض‬
‫هو علج للمرض وأن العلج الفعال هو الذي يمكننا من التخلص من تلك العراض‬
‫بنجاح وهذا المنطق يختلف بالطبع عن منطق المرض الجسمي أو عن النموذج الطبي‬
‫العضوي الذي ينظر بمقتضاه إلى الصابة بالصداع مثل على أنها عرض قد يخفي‬
‫وراءه مرضاً أخر كالنفلونزا أو سرطان المخ أو زيادة نسبة السكر في الدم أو الجهاد‬
‫أو إلى غير ذلك من أمراض ‪.‬‬
‫‪-4‬وينظر المعالجون السلوكيون بشك شديد إلى المسلمات التقليدية في العلج النفسي والتي‬
‫ترى أن العراض المرضية قد تتحول أو تستبدل بأعراض أخرى إذا لم تعالج ما‬
‫وراءها من أمراض فالموقف الذي يتبناه المعالج السلوكي بصدد هذه القضية أن علج‬
‫مشكلة كالخوف مثل سيجعل الطفل قادراً على مواجهة مشكلته الراهنة ومن ثم ستتسع‬
‫أمامه آفاق الصحة والنمو السليم ‪ :‬إذ سيكتسب ثقة بنفسه وستتغير أفكاره اللمنطقية عن‬
‫طبيعة أعراضه وستتاح له فرص احتكاك جديدة كانت مستعصية عليه بسبب مخاوفه‬
‫وكل ذلك سيؤدي إلى تغيير شامل وإيجابي في شخصيته أما القول إننا نحتاج إلى تغيير‬
‫الشخصية وحل صراعاتها قبل أن نعالج مشكلة الخوف والقول إننا ما لم نفعل ذلك أي‬
‫ما لم نبدأ من الشخصية أول فإن الخوف سيستبدل بخوف أخر أو مشكلة انفعالية أخرى‬
‫فهو قول غير مقبول من وجهة النظر السلوكية ويمثل نقطة خلف علمية عميقة بين‬
‫العلج السلوكي وغيره من أنواع العلج النفسي‬
‫‪-5‬أما من حيث المسلمات النظرية فإن العلج السلوكي ولو أنه يعتمد على الحقائق‬
‫التجريبية في علم النفس الكاديمي بمدارسه المختلفة إل أنه يستظل أساساً بعباءة‬
‫(‪)1‬‬
‫نظريات التعلم‪.‬‬
‫النظرية السلوكية في خدمة الفرد ‪-:‬‬
‫بنيت النظرية السلوكية على أساس من البحوث التجريبية العلمية بهدف تفسير السلوك النساني‬
‫وتتضمن محاولت لتفسير اكتساب الشكال الجديدة من السلوك ( السوي أو المرضي ) عن طريق‬
‫عملية التعلم وعلى هذا فالشخصية هي السلوك الخارجي كما تحدده مجموعة العادات التي ترسبت‬
‫(‪)2‬‬
‫بفعل التدعيم والتشريط ‪.‬‬
‫وترجع الدراسة في وضع أسس ومبادئ هذه النظرية من خلل إسهامات كل من‪-:‬‬
‫‪ -1‬أعمال بافلوف ‪-:‬‬
‫يرجع الباحثون بعامة أول معالجة علمية لدور الشراط في المشكلت السلوكية إلى التجارب‬
‫الولى لبافلوف ( ‪ ) 1936 – 1849‬والتي تبنى فيها النموذج الذي وضعه أب علم الفسيولوجيا‬
‫الروسي إيفان سيشنوف ‪ .‬ويتمثل منهج بافلوف في التجربة الكلسيكية المعروفة في تدريب‬
‫الكلب على إفراز اللعاب ( استجابة شرطية ) عند سماع صوت شوكة رنانة ( منبه شرطي )‬
‫وبعد تكرار سبق صوت الشوكة لتقديم معجون اللحم ( منبه غير شرطي ) وقد كان اهتمام بافلوف‬
‫منذ البداية هو في التواصل إلى إجراءات تجريبية لختيار نموذجه الشمولي في فسيولوجيا الجهاز‬
‫العصبي بحيث يصلح أساسا لفهم الضطرابات العصابية‪ .‬وطبقا لهذا النموذج فإن تكوين الفعال‬
‫المنعكسة يتأثر بالجوانب البنيوية للكائن العضوي كما يتأثر بظروف البيئة وكان بافلوف يرى في‬
‫استثارة القشرة المخية وفى كفها وفى التغيرات الخرى في عمليات المخ أحداثا رئيسية تكمن‬
‫وراء الضطرابات السلوكية الملحوظة في بعض الظروف ‪ .‬فمثل وجد أنه يمكن إحداث " عصاب‬
‫‪ -1‬عبد الستار إبراهيم ‪ " : 1993‬العلج السلوكي للطفل أساليبه ونماذج من حالته " ‪ ( ،‬مرجع سبق ذكره ) ص ‪. 35 : 31‬‬
‫‪ -2‬عبد المنعم يوسف السنهوري وآخرون ‪ " : 2009 / 2008‬المداخل العلجية في خدمة الفرد " ‪ ( ،‬مرجع سبق ذكره )‬
‫ص ‪163‬‬
‫تجريبي " في كلب التجارب عن طريق خلق نوع من الصراع بين العمليتين الرئيسيتين ‪:‬‬
‫الستثارة والكف أو في زيادة نشاطهما ‪ .‬وقد لوحظ أن سوء التوافق في سلوك حيوانات التجارب‬
‫يمكن أن ينتج عن زيادة التأخير بين عرض الشارة وتقديم الطعام ‪ ،‬كما يمكن أن ينتج عن‬
‫استخدام الستثارة المركزة أو القيام بأعمال تتزايد في صعوبة ما تتطلبه من التمييز الشرطي او‬
‫الستمرار في تغيير المثيرات الموجبة والسالبة في عمل شرطي ‪ .‬ونظرا لن كلب التجارب لم‬
‫تستجيب كلها بصورة متشابهة ‪ ،‬فقد استنتج بافلوف نظريا أن الطابع التكويني للجهاز العصبي‬
‫يحدد درجة الستجابة وتحمل المعاناة ‪ .‬وعلى هذا الساس فقد افترض طرزا مختلفة من الشخصية‬
‫لتفسير الفروق الفردية بين الحيوانات في استجابتها للمثيرات المتصارعة وقد توسع عدد من‬
‫زملء بافلوف في تطبيق النموذج الشرطي الكلسيكي أو الستجابى ليشمل الضطرابات‬
‫السيكياترية ‪ .‬ويهتم العاملون بمنهج بافلوف بعامة بالسلوك اللإرادي النفعالي المرتبط بوظائف‬
‫الجهاز العصبي المستقل ‪.‬‬
‫‪ -2‬أعمال ج ‪ .‬ب ‪ .‬واطسون ‪-:‬‬
‫كان لترجمة كتب بافلوف إلى النجليزية تأثيره في تبنى استخدام المنهج السلوكي في دراسة علم‬
‫النفس في الوليات المتحدة المريكية كما كان لكتاب جون ‪ .‬ب ‪ .‬واطسون ‪ " :‬علم النفس من‬
‫وجهة نظر سلوكي " ( ‪ ) 1919‬تأثير هام على النظرية والتجربة في علم النفس المريكي‬
‫وبخاصة التجربة الكلسيكية التي قام بها واطسون وراينر واستخدما فيها طفل وليدا " ألبرت "‬
‫لتوضيح أن المخاوف متعلمة أو شرطية ‪ .‬في بداية التجربة لم يظهر ألبرت خوفا من فأر أبيض أو‬
‫أرنب أو كلب أو قرد أو أقنعة ذات شعر وبدون شعر وقطن منقوش ‪ ،‬الخ ‪ ....‬وحين كان عمر‬
‫ألبرت ‪ 11‬شهرا وثلثة أيام ‪ ،‬وقدم له فجأة فأر أبيض فبدأ في القتراب منه وبمجرد أن لمست يده‬
‫اليسرى الفار صدر صوت مرتفع من الخلف بواسطة جسم معدني فقفز الطفل بعنف وسقط إلى‬
‫المام مخفيا وجهه في الفراش إل أنه لم يبك وبمجرد أن لمست يده اليمنى الفار صدر الصوت‬
‫المرتفع مره أخرى ومرة ثانية قفز الطفل بعنف وسقط إلى المام وبدأ يرتعش وبعد أسبوع حين‬
‫قدم الفأر للطفل ‪ ،‬تردد في الوصول إليه وكان يسحب يده قبل أن يلمس الحيوان ‪ .‬ثم قدم بعد ذلك‬
‫تنبيه مشترك جمع بين الفأر والصوت ثلث مرات كان الطفل يسقط فيها في كل مرة ويبعد رأسه‬
‫وجسمه عن الحيوان ولما قدم الفأر فجأة وحده احتقن وجه ألبرت وارتجف جسمه وسحبه بشده‬
‫وتكرر التنبيه المشترك وظهور الفأر وحده بالتبادل وفى هذه الحالة الخيرة بدأ في البكاء وتحول‬
‫بحدة إلى اليسار وبدأ يزحف بعيدا عن الفأر وتكررت نفس الستجابة بعد خمسة أيام ‪ ،‬كما ظهرت‬
‫نفس الستجابة حين قدم كلب بمفرده مرة ثم معطف فراء وبعد ‪ 31‬يوم لم يتم فيها اتصال مع‬
‫الموضوعات السابقة أظهرت ألبرت نفس استجابات الخوف والتي عممت لتشمل موضوعات‬
‫أخرى مثل أرنب أبيض وقطن منقوش ‪ ،‬الخ ‪ .‬إل أن الستجابة لم تعمم إلى موضوعات تختلف في‬
‫مظهرها عن الفأر ‪.‬‬
‫وقد أصبحت أفكار واطسون وراينر مصدرا للساليب الرئيسية في العلج السلوكي بعد فترة كان‬
‫التأثير المباشر لها في التطبيق الكلينيكى معدوما تقريبا وقد أوضحت مارى كفر جونز بعد ذلك‬
‫فعالية هذه الفكار في إزالة مخاوف الطفال وبخاصة من خلل إعادة الشراط المباشر أو‬
‫الشراط المضاد والتي يرتبط فيها موضوع مثير للخوف مع موضوع سار ‪.‬‬
‫وقد تمت تجربة هذه الطريقة مع الطفل " بيتر " حين كان يعانى وهو في الثالثة من العمر من‬
‫الخوف من الرانب ففي اليوم الول من التجربة وبينما كان الطفل يأكل أمسك راشد بيده أرنبا في‬
‫ركن من الحجرة فلم يظهر الطفل خوفا ‪ .‬وفى كل يوم كان ينتقل الرنب إلى مسافة أقرب من بيتر‬
‫بينما كان يأكل وقد تعلم الطفل السترخاء تدريجيا في وجود الرنب وفى نهاية التجربة لم يتردد‬
‫في اللعب معه ‪.‬‬
‫أعمال سكينر ‪-:‬‬
‫يؤكد أتباع سكينر بعامة على السلوك الرادي الجرائي والذي يتحكم فيه الجهاز العصبي‬
‫المركزي وفيه يصدر الكائن استجابة أو هو يعمل " إجرائيا " على بيئته ‪ .‬وهكذا تتكون‬
‫الستجابات التي تؤدى إلى تدعيم إيجابي أو إلى تجنب عواقب أليمة ‪ .‬فمثل ‪ :‬في صندوق سكينر‬
‫قد يقوم الفأر بأشياء كثيرة ولكنه حين يضغط على رافعة تسقط قطعة من طعام وكلما زاد معدل‬
‫التدعيم زاد توتر حدوث الستجابة الجرائية ( الضغط على الرافعة ) ونزول الطعام ‪ .‬وهكذا فإنه‬
‫حين تصدر عن الكائن استجابات تشبه أو تكون في وجهة الستجابة المستهدفة يعطى التدعيم إلى‬
‫أن يتشكل هذا السلوك الجزئي في التسلسل المرغوب وفى الموقف الكلينيكي فإن المعالج بطريقة‬
‫سكينر يتنبه للسلوك الذي يرغب في تشجيعه ويدعمه انتقائيا وبنفس الطريقة قد يدعم سلبيا ( يعاقب‬
‫) السلوك غير المرغوب ‪ .‬فمثل ‪ :‬قد يعطى طفل ذهانى قطعة من الحلوى كلما أدى عمل مرغوبا‬
‫اجتماعيا مثل تمشيط شعر أو يعطى صدمة كهربائية حين يتبول لإراديا ومن التطبيقات الحديثة‬
‫لسس سكينر في علج المرضى الذهانيين في المستشفيات برنامج الماركات الرمزية ‪.‬‬
‫أما كل من ” باندورا وروتر وميشيل " ‪-:‬‬
‫اهتم هؤلء الثلثة اهتماما كبيرا بالمعرفيات السلوكية في دراستهم للشخصية واهتماما أقل بدور‬
‫التدعيم في نظرياتهم ويرى باندورا أن الشخصية هي أساساً نتاج النمذجة والتقليد فالناس يتأثرون‬
‫بما يلحظونه بطرق مختارة ‪.‬‬
‫أما روتر فإنه اهتم بالبيئة ذات المعنى أو ذات الدللة بوصفها المفهوم الساسي في نظريته في‬
‫الشخصية فالفرد ل يتأثر بالبيئة كما هي ولكن بالبيئة كما يدركها إدراكاً فريداً ‪.‬‬
‫فمثل ‪ :‬تتوقف مطالبة موظف بعلوة على توقعه النجاح في تحقيق مطلبه بنفس قدر الرغبة في‬
‫التدعيم ‪ .‬فإذا كان هدف الموظف يغلب أن يقرر عدم بذل المجهود وعدم تقديم الطلب ‪.‬‬
‫وطبقا لميشيل ‪ :‬فإن الفراد يختلفون في قدراتهم على امتصاص المعلومات من المصادر المختلفة‬
‫وحين تمتص المعلومة ترمز ويصبح الحدث الملحوظ ذا معنى وقد درس ميشيل متغيرات أخرى‬
‫(‪)1‬‬
‫للشخصية ومنها القيمة المدركة للهدف والنتيجة المتوقعة والقدرة الذاتية التنظيمية‬
‫أما " ادوارد ثورثديك " فقد بين الهمية البالغة للثواب والعقاب في عملية التعلم ‪.‬‬
‫وقد بذل " كلرك هل " جهدا في مجال نظرية التعزيز وتقرير نتائج التعلم مع استخدام التعزيز‬
‫الموجب أو السالب ‪ ،‬الثواب أو العقاب ‪.‬‬
‫وكانت من أهم تطبيقات نظرية التعلم في مجال الشخصية هو ما قام به " دولرد وميللر " وتمثلت‬
‫جهودها في نظرية التعزيز وتوضح الظروف التي تتشكل في ظلها العادات وتنحل وتحدثا عن‬
‫‪ -1‬لويس كامل مليكة ‪ " : 1990‬العلج السلوكي وتعديل السلوك " ‪ ( ،‬الكويت ‪ ،‬دار القلم للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط ‪، ) 1‬‬
‫ص ‪23 ، 22 ،16 : 12‬‬
‫مفاهيم هامة في عملية التعلم وهى ‪ :‬المثير والدافع والدليل والتعزيز والستجابة وكذلك مفهوم‬
‫الصراع والعمليات اللشعورية ‪.‬‬

‫النظرية السلوكية المعاصرة ‪-:‬‬


‫نظرا للغزارة العلمية والكتابات والبحوث في هذا الموضوع وتعدد النظريات التي تفسر عملية‬
‫التعلم فقد وجدنا أنه من الصعوبة إمكان محاولة عرض هذا الكم من النظريات وسوف نركز على‬
‫أهم النظريات وأحدثها في هذا الموضوع وهى نظريات دولرد وميللر عن التعزيز ونظرية‬
‫سكينير حيث أشتمل على أكثر المفاهيم التي يتضمنها العلج السلوكي الحديث وخاصة في مجال‬
‫خدمة الفرد ‪.‬‬
‫أول ‪ :‬نظرية التعزيز لدولرد وميللر ‪-:‬‬
‫أن الجزء الكبر من النظرية يتعلق بتعريف الظروف التي تتشكل في ظلها العادات وتنحل ‪ ،‬ولقد‬
‫عبر " ميللر ودولرد " بوضوح عن فكرتها العامة عن هذه العملية وعناصر كالتي ‪:‬‬
‫أن نظرية التعلم في أبسط صورها عبارة عن دراسة الظروف التي ترتبط فيها استجابة بمثير دليل‬
‫وبعد أن يتم التعلم فإن الستجابة والدليل يرتبطان معا بحيث أن ظهور الدليل يستثير الستجابة‬
‫ويحدث التعلم وفقا لقواعد نفسية محدودة فالممارسة ل تؤدى دائما إلى الكمال ول يمكن أن تقوى‬
‫الرابطة بين الدليل والستجابة إل تحت ظروف خاصة فينبغي أن تدفع المتعلم إلى أداء الستجابة‬
‫وأن يثاب لستجابته في وجود الدليل وقد يعبر عن ذلك بطريقة بسيطة بالقول بأنه لكي يتعلم المرء‬
‫ينبغي عليه أن يري شيئا ما وأن يلحظ شيئا ما وأن يفعل شيئا ما وأن يحصل على شئ ما وإذا‬
‫عبرنا بشكل أكثر دقه فإن تلك العوامل تكون عبارة عن الباعث ‪ ،‬الدليل ‪ ،‬الستجابه ‪ ،‬والثواب ‪.‬‬

‫المفاهيم الساسية للنظرية ‪-:‬‬


‫العادة ‪-:‬‬
‫العادة هي وصلة أو ارتباط بين مثير ( دليل ) واستجابة وجوهر هذه النظرية يتعلق بتحديد‬
‫الظروف التي تتشكل في ظلها تلك العادات وتنحل أو تستبدل والشخصية في ضوء هذه النظرية‬
‫عبارة عن مجموعة عادات متعلمة ويؤدى العلج إلى تغيير العادات ‪.‬‬
‫الدافع ‪-:‬‬
‫يعد الدافع فيها نوعا من الضغط ( البيئي – الداخلي ) يدفع الفرد إلى النشاط أي أنه يثير السلوك‬
‫ولكنه في حد ذاته ل يوجهه فقد يصبح أي منبه باعثا إذا ما وصل إلى قدر كاف من الشدة ‪.‬‬
‫وتنقسم الدوافع إلى دوافع أولية ( فطرية ) وترتبط عادة بالعمليات الفسيولوجية وغالبا ما يكون‬
‫التخفف من إلحاح هذه البواعث المنبهة ضروريا لحياة الكائن ومنها اللم والجوع والعطش‬
‫والجنس ‪.‬‬
‫ويتكون التعلم أساسا من تنمية الوسائل المناسبة لتقليل إلحاح مثيرات الدوافع‬
‫أما الدوافع الثانوية ‪ :‬فيكتسبها الفرد من خلل نموه وتؤدى إلى إثارة وتوجيه سلوكه ويتم اكتساب‬
‫تلك البواعث المتعلمة على أساس من البواعث الولية وتمثل تطورا لها وتعمل ستارا تختفي وراء‬
‫وظائف البواعث الفطرية ويمكن القول أنها البواعث الناشئة عن عملية التطبيع الجتماعي‬
‫فالباعث عبارة عن مثير قوى يدفع الفرد إلى يسلك أو يستجيب بطريقة أو بأخرى إلى أن يقل‬
‫إلحاح المثير أو يتلشى ‪.‬‬
‫الدليل ‪-:‬‬
‫هو عبارة عن مثير أو منبه يوجه الفعل أو الستجابة التي أثارها الدافع فالدلة تحدد متى وأين‬
‫تصدر الستجابه وتحدد نوعها والمثير يأخذ معنى الدليل بناء على تميزه بصورة معينة سمعية أو‬
‫بصرية ويتخذ معنى الدافع بناء على شدته ‪.‬‬
‫والمثير يمكن أن يكون باعثا إذا بلغت شدته قدرا كافيا هكذا يصبح النفس المثير قيمته كباعث‬
‫وكدليل أي أنه قد يثير السلوك وبوجهة ‪.‬‬
‫الستجابة ‪-:‬‬
‫تتميز الستجابة عن سائر أنواع الوقائع الخرى بأنها أي نشاط يمكن أن يصبح مرتبطا وظيفيا‬
‫بأي واقعة أخرى سابقة عليها عن طريق التدريب ول توجد حدود لكمية السلوك الذي يمكن أن‬
‫نطلق عليه كلمة استجابة ‪ ،‬فهي قد تعنى واقعة محددة كانقباض عضلة أو مجموعة كبيرة ‪ ،‬التعقيد‬
‫مثل عملية السباحة ‪.‬‬
‫التعزيز ‪-:‬‬
‫ل يحدث التعلم إل بتوافر شروط التعزيز ‪ ،‬إذ أن التعزيز هو المسئول عن تكوين العادة ‪ ،‬أن‬
‫مصير الستجابة يتحدد بما يتبعها من تعزيز أو عدم تعزيز فالواقع التي تقوى من الرابطة بين‬
‫استجابة نعتيه ودليل خاص تسمى تعزيزات أو مكافأت ويفترض عادة أن التعزيز ل يحدث إل‬
‫عندما يكون هناك خفض مقبول للمثير يتم وقت حدوث الستجابة ‪.‬‬
‫ويستخدم اصطلح التعزيز حين يتبع الستجابة ثواب أو عقاب ويطلق على الثواب أسم " التدعيم‬
‫اليجابي " وعلى العقاب اسم " التدعيم السلبي " أن التعزيز " التدعيم " عامل تمييز واختبار لنه‬
‫يميل بنا إلى تكرار السلوك المقترن بالثواب دون غيره مما يقترن بالعقاب ‪ ،‬وهو بهذا المعنى‬
‫عامل أساسي في تكوين العادات والبقاء عليها فل تعلم بدون تدعيم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬سكينر والسلوكية الوصفية ‪-:‬‬
‫تتميز نظرية سكينر بالسمات التالية ‪-:‬‬
‫‪-1‬أنها موضوعية تقوم على وصف السلوك كما يحدث ‪.‬‬
‫‪-2‬أنها تحليلية أي تهدف إلى عزل وتحديد العلقات بين مجموعة المثيرات والستجابات‪.‬‬
‫‪-3‬السلوك تبعا لهذه النظرية يمكن وصفه وصفا كميا من خلل استخدام الحصاء‬
‫الرياضية‪.‬‬
‫وقد ميز سكينر بين نوعين من السلوك هما ‪-:‬‬
‫‪-1‬السلوك الستجابي ‪-:‬‬
‫ويشير إلى النواع الخاصة من الستجابات التي ترتبط بمثيرات طبيعية معينة ‪ ،‬ويشمل كل‬
‫الستجابات التي تصدر سواء عن النسان أو كائنات عضوية أخرى وتمثل انعكاسات لمثيرات‬
‫بيئية خاصة بالكائن الحي ويلعب هذا السلوك دورا بارزا في المحافظة على حياة الكائن الحي‬
‫وكذلك الشروط الضرورية لوجود خاصة حفظ وتوفير التزان بين عناصره ومن أمثلة السلوك‬
‫الستجابي أن يسيل اللعاب عند رؤية الطعام أو الرعشة عند الحساس بالبرودة في الجو أو ضيق‬
‫حدقة العين حينما يزداد الضوء والعكس ‪ .......‬الخ ‪.‬‬
‫‪-2‬السلوك الجرائي ‪-:‬‬
‫ويتمثل هذا السلوك تلك الستجابات الدارية المتعلمة التي يقوم بها الكائن الحي دون أن يرتبط‬
‫بمثير معين في بيئته الخارجية ويشتمل السلوك الجرائي على القدر العظم من النشاط النساني‬
‫وذلك ابتداء من صياح الوليد في مهده ( استجابة إرادية متعلمة ) وحتى المهارات الكثر تعقيدا‬
‫مثل المهارات الحركية والحسية ‪.‬‬
‫أهمية التعديل السلوكي لخدمة الفرد ‪-:‬‬
‫‪-1‬وحدة الهدف ‪ :‬حيث يهدف كل من التعديل السلوكي وخدمة الفرد إلى زيادة قدرة الفرد‬
‫على أداء وظائفه ‪.‬‬
‫‪-2‬ومن المتوقع أن تتجه خدمة الفرد في المستقبل نحو التعديل السلوكي نظرا لن هناك‬
‫تزايدا منتظما في الدراسات والبحاث المتعلقة بالطار النظري السلوكي ويبدو أن هذا‬
‫راجع إلى اعتماد السلوكية على المنهج العلمي بدقته ‪.‬‬
‫‪-3‬يمكن للتعديل السلوكي أن يسهم في بناء التصنيفات التشخيصية والعلجية في خدمة‬
‫الفرد‬
‫‪-4‬العلج السلوكي يزيد من قدرة خدمة الفرد على التعامل مع قطاع أعراض من العملء‬
‫والمشكلت ‪.‬‬
‫‪-5‬التعديل السلوكي يدعم التعديل السلوكي في خدمة الفرد ‪.‬‬
‫‪-6‬إمكانية تعليم الساليب السلوكية لعملء خدمة الفرد الصليين والثانويين للستفادة منها‬
‫في مواجهة مشكلتهم ‪.‬‬
‫‪-7‬تحقق الساليب السلوكية وفرا اقتصاديا في مؤسسات خدمة الفرد ‪.‬‬
‫‪-8‬الستفادة من الساليب السلوكية في تطوير خدمة الفرد الوقائية ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪-9‬استخدام الساليب السلوكية في تقويم نتائج العمل مع الحالت ‪.‬‬

‫لتنفيذ خطة العلج السلوكي بطريقة التدعيم نتبع ست خطوات هي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬عبد المنعم يوسف السنهوري وآخرون ‪ " : 2009 / 2008‬المداخل العلجية في خدمة الفرد " ‪ ( ،‬مرجع سبق ذكره )‬
‫ص ‪175 ، 170 : 164‬‬
‫السلوك المحوري هو السلوك الذي نريد علجه وتعديله ‪ .‬أي أن السلوك المحوري هو مصدر‬
‫الشكوى ‪ ،‬وهو الذي يتفق المعالج مع المريض أو السرة على أن تعديله سيؤدى إلى تحقيق العلج‬
‫ويلزم تحديد السلوك المحوري تحديدا نوعيا ولهذا فليس من المقبول أن نستخدم عبارات مثل‬
‫مكتئب أو مندفع أو لدية ضعف في الشخصية لن المطلوب تحديد الشكوى في شكل مظاهر‬
‫سلوكية يمكن ملحظتها ومتابعتها وتقييم جوانب التقدم فيها ( مثل ‪ :‬بدل من ضعف الشخصية‬
‫يمكن أن يقال إنه يعجز عن الحتكاك البصري أو ل يعبر عن غضبه عندما تخرق حقوقه ) ‪.‬‬
‫ويفرض بعد تحديد السلوك المحوري أن تكون لدى المعالج والهل والطفل جميعهم صورة‬
‫واضحة من خلل البيانات والمعلومات التي أمكن جمعها بملحظة الطفل عن كيفية تأثير هذا‬
‫السلوك في صحة الطفل وتصرف الخرين نحوه والتفاعل بين جميع الطراف ‪.‬‬

You might also like