You are on page 1of 77

‫أطباء ومحامون ضد التعذيب‬

‫الوقاية من خلل التوثيق‬


‫دليل الطباء والمحامين لتوثيق حالت التعذيب وسوء‬
‫المعاملة‬
‫على خلفية بروتوكول اسطنبول‬

‫مركز النديم للعلج والتأهيل النفسي‬


‫مارس ‪2009‬‬
‫بدعم من المجلس العالمي لتأهيل ضحايا التعذيب )‪(IRCT‬‬

‫‪1‬‬
‫فهرس‬

‫شكر وتقدير‬
‫مقدمة‬
‫تعريف التعذيب‬
‫الجزء الول‪ :‬دليل الطباء للتوثيق الطبي لحالت التعذيب وسؤ‬
‫المعاملة‬
‫القواعد والمعايير الخلقية لمهنه الطب في التعامل مع ضحايا التعذيب‬
‫القوانين واللوائح التي تنظم فحص الصابات الناتجة عن التعذيب‬
‫وكتابة التقارير الطبية‬
‫نظام الطب الشرعي في مصر‬
‫أنواع التعــذيب‬
‫التعذيب الجسدي‬
‫طرق التعذيب الجسدي‬
‫آثار التعذيب الجسدي‬
‫أشكال التعذيب الشائعة في مصر والصابات الناتجة عن ذلك‬
‫الصابات المفتعلة‬
‫الوفاة في أماكن الحتجاز وأثناء عملية القبض‬
‫التعذيب النفسي‬
‫طرق التعذيب النفسي‬
‫آثار التعذيب النفسي‬
‫الفحص الكلينيكي‬
‫المقابلة‬
‫قواعد المقابلة‬
‫الفحص الجسدي‬
‫الفحص النفسي‬
‫الضمانات الجرائية فيما يخص حقوق المعتقلين في الفحص الطبي‬
‫بروتوكول اسطنبول‪ :‬إرشادات للتقييم الطبي للتعذيب وإساءة المعاملة‬
‫الجزء الثاني‪ :‬دليل المحامين للتوثيق الدقيق والتحري عن‬
‫التعذيب والشكال الخرى من المعاملة السيئة‬
‫مقدمة‬
‫كفالة الحماية من التعذيب والمعاملة القاسية في الدستور والقانون المصري‬
‫أول‪ :‬الموقف من التعذيب في الدستور المصري‬
‫ثانيا‪ :‬الموقف من التعذيب في القانون المصري‬
‫النظام القانوني لمساعدة الضحايا‬
‫إرشادات التوثيق الدقيق والتحري عن التعذيب والشكال الخرى من سوء‬
‫المعاملة‬
‫الحرمان من الحرية‬
‫الضمانات‬
‫طلب المقابلة‬
‫المقابلة‬
‫التوثيق‬
‫التواجد أثناء التحقيق‬
‫جمع الدلة‬
‫تقرير الطب الشرعي‬
‫الليات المتوفرة لملحقة مرتكبي التعذيب‬
‫الحد الدنى المطلوب لعمل تحقيق في ادعاء تعذيب أو سوء معاملة‬
‫ملحق قانوني )‪ :(1‬حقوق المتهم في مصر‬
‫ملحق قانوني )‪ :(2‬الضمانات الجرائية التي يجب توفرها تبعا للمعايير الدولية‬

‫‪2‬‬
‫ملحق قانوني )‪ :(3‬بلغ التعذيب‬

‫مرفق مع الكتيب قرص مضغوط يحمل‪:‬‬


‫‪-1‬نسخة من المرجع الكامل لبروتوكول اسطنبول‬
‫‪-2‬صور توضيحية لبعض الصابات الجسدية الناجمة عن التعذيب‬

‫‪3‬‬
‫‪-3‬شكر وتقدير‬

‫يتقدم مركز النديم بجزيل الشكر والتقدير لمجموعة الصدقاء والنشطاء والمستشارين الذين‬
‫ساهموا في إصدار هذا الكتيب وكذلك تنظيم ورشة العين السخنة التي نظمها المركز‬
‫بالشتراك مع المجلس العالمي لتأهيل ضحايا التعذيب والتي شارك فيها فريق من الطباء‬
‫والمحامين سواء العاملين في مجال مناهضة التعذيب أوالراغبين في امتلك المهارات‬
‫والمرعفة اللزمة للتعامل مع ضحاياه ومساندتهم بالدعم القانوني والطبي‪ .‬ونخص بالذكر‬
‫فريق المستشارين المصري‪:‬‬
‫الستاذ الدكتور أحمد شوقي العقباوي‪ ،‬أستاذ الطب النفسي ورئيس قسم المراض‬
‫العصبية والنفسية بكلية الطب‪ ،‬جامعة الزهر بنين‪.‬‬
‫الدكتور هشام عبد الحميد فرج‪ ،‬مدير غدارة الطب الشرعي بمحافظة المنوفية‬
‫بمصلحة الطب الشرعي بوزارة العدل‬
‫الستاذ أحمد سيف السلم حمد المحامي والمدير الشابق لمركز هشام مبارك للقانون‬
‫الستاذ محمود قنديل الناشط الحقوقي والمحامي بالنقض والذي تفضل بمراجعة الجزء‬
‫القانوني وتكييفه مع الواقع القانوني المصري‬
‫كما نتقدم بالشكر للمجلس العالمي لتاهيل ضحايا التعذيب لدعمه المادي والفني لمشروع‬
‫الوقاية من خلل التوثيق‪.‬‬
‫أخيرا وليس آخرا يتقدم المركز بخالص الشكر والتقدير للزملء المحامين والطباء الذين‬
‫شاركوا في الورشة التدريبية الولى للمشروع وكذلك لقاء المتابعة الذي أوصى باصدار هذا‬
‫الكتيب‪.‬‬
‫مركز النديم‬
‫مارس ‪2009‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫في نوفمبر ‪ 2007‬عقد مركز النديم بالتعاون مع المجلس العالمي لتأهيل ضحايا التعذيب‬
‫ورشة عمل في العين السخنة حول مبادئ توثيق حالت التعذيب‪ ،‬شارك فيها عدد من‬
‫المحامين والطباء المهتمين بقضايا حقوق النسان عامة ومناهضة التعذيب على وجه‬
‫الخصوص‪ .‬وقد تناولت الورشة تفاصيل "بروتوكول اسطنبول" على اعتبار أنه أول وثيقة تضم‬
‫المعايير والجراءات الواجب توفرها لحماية ضحايا التعذيب وتوثيق آثاره بغرض توفير كافة‬
‫الدلة المتاحة التي تسمح بملحقة الجلدين وتقديمهم للعدالة‪.‬‬
‫وعلي الرغم من غياب إطار قانوني ينظم التعاون بين الطباء والمحامين إل أن هناك تكامل‬
‫بين عمل كل المجالين في توثيق النتهاكات ورد العتبار لضحايا التعذيب‪ .‬فالتقرير الطبي‬
‫الشرعي هو تقرير طبي للثبات القانوني لوقوع التعذيب من عدمه‪ ،‬ليس فقط بفحص جسد‬
‫مدعي التعذيب ولكن أيضا بفحص الدلة الجنائية وتحليل إن كانت الصابات يمكن أن تحدث‬
‫وفق التصور المذكور من قبل المدعي بالتعذيب أو في حال تلفيق القضايا لبرياء كما تكرر في‬
‫قضايا القتل‪ .‬وهذا المستند واحد من أهم المستندات التي تعين المحامين في الدفاع عن‬
‫ضحايا التعذيب وإساءة المعاملة وملحقة المتورطين بتلك النتهاكات‪ .‬إن بروتوكول اسطنبول‬
‫يؤكد على هذا التكامل بين التخصصين فيما يتضمنه من شق قانوني وشق طبي يستدعي‬
‫تناولهما عمل مشتركا بين الطرفين‪.‬‬
‫كذلك فإن البروتوكول ل يقصر التوثيق الطبي على الثار الجسدية الناجمة عن التعذيب والتي‬
‫قد تختفي مع الزمن )بل أن بعض الضحايا يستمر احتجازهم في أماكن الحتجاز حتى تختفي‬
‫الثار الجسدية للتعذيب أو سوء المعاملة( بل يضم أيضا قسما لتوثيق الثار النفسية المترتبة‬
‫على التعذيب والتي تستمر لفترات أطول من الوقت‪ ،‬بل وقد تصاحبه مدى الحياة وكثيرا ما‬
‫تكون آثارها على حياة النسان أكثر قسوة من أي إصابة جسدية‪.‬‬
‫في نهاية ورشة العين السخنة كان للمشاركين من أطباء ومحامين عدد من الوصيات بشأن‬
‫أحوال التعذيب في مصر عموما وكذلك سبل التعاون فيما بينهم وبين منظمات المجتمع‬
‫المدني العاملة في مجال مناهضة التعذيب‪ .‬وقد كان أحد تلك التوصيات هو إصدار صيغة‬
‫مبسطة من بروتوكول اسطنبول وتوزيعها على أوسع نطاق بهدف نشر المعلومات والمعرفة‬
‫وأمل في أن يصبح البروتوكول مرجعا للتوثيق والتقرير الطبي والقانوني‪.‬‬
‫هذا الكتيب يأتي استجابة لهذا التوصية‬
‫وحيث أن الطباء في العادة أقل خبرة في التعامل مع ضحايا التعذيب فقد رأينا أن نفرد الجزء‬
‫الرئيسي من هذا الكتيب للطباء مع ملحق بالرشادات اللزم توفرها للتوثيق القانوني‪ ،‬مدركين‬
‫إن ما تعيشه البلد من حالة طوارئ وهيمنة بوليسية تنتهك كافة الحقوق واللوائح والمواثيق‪،‬‬
‫المحلية والعالمية‪ ،‬قد يصعب من استيفاء كافة تلك الشروط‪ ..‬لكننا مع ذلك يجب أن نسعى‬
‫إلى محاولة القتراب قدر المكان من استيفائها لكي تكون ملفاتنا جاهزة لحين يأتي يوم‬
‫الحساب وتطبيق العدالة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫تعريف التعذيب‬

‫عرفـت التفاقيـة الدوليـة لمناهضـة التعذيـب وغيره مـن ضروب المعاملة‬


‫القاســية أو اللإنســانية الصــادرة عــن المــم المتحدة فــي عام ‪1985‬‬
‫والتي صدقت عليها مصر في عام ‪ 1986‬كالتالي‪:‬‬

‫"يقصد بالتعذيب أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد‪،‬‬


‫جسديا كان أو عقليا‪ ،‬يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول‬
‫من هذا الشخص أو من شخص ثالث علي معلومات أو علي‬
‫اعتراف‪ ،‬أو معاقبته علي عمل ارتكبه أو يشتبه في أنه ارتكبه‬
‫هو أو شخص ثالث‪ ،‬أو عندما يلحق مثل هذا اللم أو العذاب‬
‫لي سبب يقوم علي التمييز أيا كان نوعه‪ .‬ويشمل كذلك‬
‫التعذيب الذي يحرض عليه‪ ،‬أو يوافق عليه‪ ،‬أو يسكت عنه‬
‫موظف رسمي أو أي شخص آخر يتصرف بصفته الرسمية"‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الجزء الول‬
‫دليل الطباء لتوثيق حالت التعذيب وسوء المعاملة‬
‫على خلفية بروتوكول اسطنبول‬

‫القواعد والمعايير الخلقية لمهنه الطب في التعامل مع‬


‫ضحايا التعذيب‬

‫مسئولية الطبيب إزاء جريمة التعذيب‬


‫"اقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي‪ ،‬وأن أصون حياة النسان في كافة أدوارها وفي‬
‫كل الظروف والحوال‪ ،‬باذل وسعى في استنقاذها من الهلك والمرض واللم والقلق‪ ،‬وأن‬
‫احفظ للناس كرامتهم واستر عورتهم واكتم سرهم‪ ،‬وان أكون على الدوام من وسائل رحمة‬
‫الله باذل رعايتي الطبية للقريب والبعيد‪ ،‬للصالح والخاطئ والصديق والعدو‪ ،‬وان أثابر على‬
‫طلب العلم أسخره لنفع النسان ل لذاه"‬
‫هكذا أقسمنا نحن الطباء والطبيبات المصريين قبل أن نبدأ في ممارسة الطب‪ ..‬وحيث يصح‬
‫هذا القسم في تنظيم التعامل مع المرضى الذين يأتون إلى أماكن عملنا طواعية يلتمسون‬
‫العلج والدواء للمهم فإن القسم يصبح أكثر إلزاما حين يكون المريض في وضع من الوهن‬
‫المضاعف مكبل بقلة الحيلة إضافة إلى قيود الشرطة‪ ..‬حين يكون المريض ضحية لجريمة‬
‫بشعة‬
‫جليلة هي مسئوليتنا حين يلجأ إلينا المريض بحثا عن الدواء والشفاء‪ ..‬لكنها أكثر حلل حين‬
‫نكون نحن الملذ الخير لشخص يبحث عمن يشهد لصالحه في مواجهة الظلم‪.‬‬

‫القواعد والمعايير الخلقية لمهنه الطب‬


‫ل يختلف اثنان حول الهدف الساسي لمهنة الطب‪ ،‬وعلي أهمية رعاية المريض بدنيا ونفسيا‬
‫والتعامل معه بروح الود والعطف وتفهم آلمه ومعاناته‪ ،‬ولم يقتصر التراث النساني علي‬
‫التأكيد علي علج المرضى والمصابين عموما بل امتد ليشمل حقوق المصابين من أسري‬
‫الحروب والمتهمين باقتراف جرائم‪ ،‬بل من ثبت اقترافهم للجريمة وأصبحوا بين أيدي العدالة‬
‫أو في السجون‪.‬‬
‫قسم الطباء المصريين‬
‫"اقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي‪ ،‬وأن أصون حياة النسان في كافة أدوارها وفي‬
‫كل الظروف والحوال‪ ،‬باذل وسعى في استنقاذها من الهلك والمرض واللم والقلق‪ ،‬وأن‬
‫احفظ للناس كرامتهم واستر عورتهم واكتم سرهم‪ ،‬وان أكون على الدوام من وسائل رحمة‬
‫الله باذل رعايتي الطبية للقريب والبعيد‪ ،‬للصالح والخاطئ والصديق والعدو‪ ،‬وان أثابر على‬
‫طلب العلم أسخره لنفع النسان ل لذاه"‬
‫لئحة آداب المهنة للطباء المصريين‬
‫‪-‬وتتضمن لئحة آداب المهنة للطباء المصريين الصادرة بقرار معالي وزير الصحة‬
‫والسكان رقم ‪ 238‬لسنة ‪ ،2003‬عددا من المواد المتعلقة بدور الطبيب في تلك‬
‫الظروف‪.‬‬
‫‪"-‬على الطبيب أن يكون قدوة حسنة في المجتمع باللتزام بالمبادئ والمثل العليا ‪ ،‬أميناً‬
‫على حقوق المواطنين في الحصول على الرعاية الصحية الواجبة‪ ،‬منزها ً عن الستغلل‬

‫‪7‬‬
‫بجميع صوره لمرضاه أو زملئه أو تلميذه‪ .‬مادة ) ‪.(6‬‬
‫‪-‬على الطبيب أن يراعى المانة والدقة في جميع تصرفاته وأن يلتزم السلوك القويم‬
‫وأن يحافظ على كرامته وكرامة المهنة مما يشينها وفقا ً لما ورد في قسم الطباء‬
‫وفى لئحة آداب المهنة‪.‬مادة ) ‪( 7‬‬
‫‪-‬ل يجوز للطبيب أن يحرر تقريرا ً طبيا ً أو يدلى بشهادة بعيدا ً عن تخصصه أو مخالفة‬
‫للواقع الذي توصل إليه من خلل فحصه الشخصي للمريض‪.‬مادة )‪(20‬‬
‫‪-‬على الطبيب أن يبذل كل ما في وسعه لعلج مرضاه وأن يعمل على تخفيف آلمهم‬
‫وأن يحسن معاملتهم وأن يساوى بينهم في الرعاية دون تمييز‪ .‬مادة ) ‪( 33‬‬
‫‪-‬يجب على الطبيب إبلغ الجهات المختصة عن الصابات و الحوادث ذات الشبهة‬
‫الجنائية مثل حالت الصابة بأعيرة نارية أو جروح نافذة أو قطعية أو غيرها مع كتابة‬
‫تقرير طبي مفصل عن الحالة وقت عرضها عليه ويمكن للطبيب دعوة زميل آخر‬
‫للمشاركة في مناظرة الحالة وكتابة التقرير‪.‬مادة ) ‪(34‬‬
‫‪-‬للطبيب إبلغ النيابة العامة عن أي اعتداء يقع عليه بسبب أداء مهنته وفى ذات الوقت‬
‫عليه إبلغ نقابته الفرعية في أقرب فرصة حتى يمكن لها التدخل في المر متضامنة مع‬
‫الطبيب‪ .‬مادة ) ‪( 35‬‬
‫وإن كان للنسان عموما الحق في تلقي الخدمة الطبية‪ ،‬فمن الولي توجيه رعاية خاصة لهؤلء‬
‫المحرومين من حق اختيار الطبيب المعالج أو مكان العلج بحكم كونهم مقيدي الحرية‪ ،‬وبحكم‬
‫خطر تعرضهم للتعذيب أو إساءة المعاملة‪،‬وبحكم تعرضهم لمخاطر صحية لنقص الغذاء‪،‬‬
‫والظروف الصحية السيئة داخل أماكن الحتجاز‪ ،‬وجدير بالذكر أن الوضاع الموجودة داخل‬
‫أماكن الحتجاز ل يفترض فيها أن تكون جزءا من العقوبة‪ .‬فالعقوبة‪ ،‬وفقا للقانون‪ ،‬هي تقييد‬
‫الحرية وليس إيداع المسجونين في أوضاع تضر بالصحة‪ ،‬سواء كانت صحة المحتجزين أو صحة‬
‫المجتمع الذي سينضم إليه هؤلء المفرج عنهم يوما ما‪ .‬إن هذه الوضاع تمثل بل شك انتهاكا‬
‫لحقوق المحتجزين وحقوق المجتمع معا‪.‬‬
‫ونظرا للوضعية الخاصة للمحتجزين فقد اهتمت المنظمات الدولية بتوضيح العلقة الوثيقة بين‬
‫مفاهيم حقوق النسان وآداب ممارسة مهنة الطب‪ .‬ويتجلى ذلك في وثائق المم المتحدة‪،‬‬
‫والمنظمات الممثلة لممارسي المهن الصحية على المستوى الدولي‪ ،‬ونقابات الطباء علي‬
‫المستويات الوطنية‪ .‬وقد كان العامل المشترك بين جميع المواثيق هو كون الواجب الجوهري‬
‫يلزم الطبيب بالتصرف علي النحو الذي يُعلي من شأن مصالح المريض أو المصاب علي الوجه‬
‫الفضل‪ ،‬دون وضع اعتبار لي موانع أو ضغوط أو التزامات تعاقدية أخري‪ .‬ويشمل ذلك إتاحة‬
‫الخدمات الطبية‪ ،‬بما في ذلك خدمات الطب النفسي‪ ،‬لجميع السجناء بل تمييز‪ ،‬وعيادة يومية‬
‫لطالبي العلج‪ .1‬كما تناولت المم المتحدة اللتزامات الخلقية للطباء وغيرهم من ممارسي‬
‫المهن الصحية بصورة محددة في نصوص "آداب مهنة الطب المتصلة بدور الموظفين‬
‫الصحيين‪ ،‬ولسيما الطباء‪ ،‬في حماية المسجونين والمحتجزين من التعذيب وغيره من ضروب‬
‫∗‬
‫المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللانسانية أو المهينة " وتوضح الوثيقة أن علي ممارسي المهن‬
‫الصحية واجب أخلقي يتمثل في حماية الصحة البدنية والعقلية للمحتجزين‪ .‬فمن المحظور‬
‫علي الطباء علي وجه التحديد"استخدام معارفهم أو مهاراتهم الطبية علي أي نحو يتنافى مع‬
‫حقوق الفرد المقررة في المواثيق الدولية‪ ،‬كما أن القيام‪ ،‬سواء بصورة إيجابية أو سلبية‪،‬‬
‫بأعمال تشكل مشاركة في التعذيب أو تغاضيا عنه يعد مخالفة جسيمة لداب المهنة"‪.‬‬
‫تشمل المشاركة في التعذيب تقييم قدرة المحتجز علي تحمل إساءة المعاملة‪ ،‬أو الحضور‬
‫أثناء التعذيب أو الشراف عليه‪ ،‬أو تقديم العلج الطبي قبل التعذيب مباشرة‪ ،‬أو أثناءه‪ .‬كذلك‬
‫إنعاش الفراد من أجل مواصلة التعذيب‪ ،‬أو تقديم العلج الطبي بعد التعذيب مباشرة بناء علي‬
‫تعليمات من يرجح كونهم مسئولين عن التعذيب‪ .‬كما يعد مشاركة في التعذيب إتاحة المعرفة‬
‫المهنية أو البيانات الصحية الشخصية عن المحتجز لمرتكبي التعذيب‪ ،‬وكذلك التجاهل المتعمد‬

‫‪ - 1‬القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء‪ .‬اعتمدتها المم المتحدة عام ‪1955‬‬
‫‪ ‬اعتمدتها الجمعية لعامة عام ‪1982‬‬

‫‪8‬‬
‫للدلة وتزوير التقارير الطبية للناجين من التعذيب‪ ،‬أو تزوير تقارير الوفاة أو تقارير تشريح‬
‫الجثث لمن لقوا حتفهم أثناء التعذيب أو بسببه‪.‬‬
‫ونظرا لهذا التقاطع الخطير المحتمل بين الطب وجريمة التعذيب فقد خصص عدد من‬
‫المؤسسات الطبية معايير محددة تلزم الطباء بعدم المشاركة بأي شكل من الشكال في‬
‫عمليات التعذيب‪ ،‬كما تلزمهم بخدمة ضحاياه بمهنية ومصداقية وشفافية دون تمييز عن باقي‬
‫المرضى‪ ..‬تتفق في ذلك المعنى المواثيق الصادرة عن الهيئات المهنية الدولية كالجمعية‬
‫الطبية العالمية‪ ،‬والجمعية العالمية للطب النفسي‪ ،‬والمجلس الدولي لممارسي مهنة‬
‫التمريض‪ ،‬وفيما يلي بعض تلك النصوص نوردها على سبيل المثال ل الحصر‪.‬‬
‫المؤتمر الدولي للطب السلمي‪:1981 ،‬‬
‫ينص العلن الصادر عن المؤتمر الدولي للطب السلمي الصادر عام ‪ 1981‬علي أنه "يحظر‬
‫علي الطباء استخدام معارفهم المتخصصة للتسبب في ضرر أو تحطيم أو أذى للبدن أو العقل‬
‫أو الروح أيا كان السبب العسكري أو السياسي الكامن وراء ذلك"‪ .‬كما يوجه الحديث للطباء‬
‫مطالبا إياهم‪" :‬أن ينصرفوا إلي رعاية المحتاجين سواء كانوا من القريبين أو البعيدين‪ ،‬من أهل‬
‫الفضيلة أو الرذيلة‪ ،‬من الصدقاء أو العداء"‪.‬‬
‫الجمعية الطبية العالمية‪:‬‬
‫ينص إعلن جنيف الذي أصدرته الجمعية الطبية العالمية منذ خمسينيات القرن الماضي‪ ،‬وتبناه‬
‫الطباء في كافة أنحاء العالم‪ ،‬علي قسم الطباء التالي‪:‬‬
‫"إذ ما أصبحت عضوا ً في المهنة الطبية‪ .‬فإني أتعهد رسميا بنذر حياتي لخدمة النسانية‪،‬‬
‫وسأمنح أساتذتي ما يستحقونه من الحترام والعرفان‪ ،‬وسوف أمارس مهنتي بكرامة وضمير‬
‫حي‪ .‬وستحظى صحة مرضاي باهتمامي الول‪ .‬وسوف أحترم السرار التي اؤتمنت عليها‪ ،‬حتى‬
‫بعد موت أصحابها‪ .‬وسأحافظ بكل ما في وسعي من الوسائل على شرف المهنة الطبية‬
‫النبيلة‪ .‬وسيكون زملء المهنة إخوانا لي‪ .‬ولن أسمح للعتبارات الدينية أو الجنسية أو العنصرية‬
‫أو السياسية أو الحزبية أو المرتبة الجتماعية أن تحول بين واجبي كطبيب وبين مرضاي‪.‬‬
‫وسأتوخى الحترام الفائق للحياة البشرية منذ نشأتها‪ ،‬حتى تحت ظروف التهديد‪ ،‬ولن أستخدم‬
‫معارفي الطبية بما ينافي قوانين النسانية"‪.‬‬
‫وفي قرارات الجمعية الطبية العالمية تأكيد علي أهمية أن يناصر ممارسو المهن الصحية‬
‫زملئهم الذين ينددون بانتهاكات حقوق النسان‪ ،‬ويطالب الجمعيات الطبية الوطنية باستعراض‬
‫حالة حقوق النسان في بلدانهم‪ ،‬وضمان عدم لجوء الطباء إلي إخفاء آية أدلة علي وقوع‬
‫النتهاكات خوفا من النتقام منهم‪ .‬ويطالب الجمعيات الوطنية بضرورة إيجاد آلية لمحاسبة‬
‫الطباء في مخالفة آداب المهنة في مجال حقوق النسان‪ .‬ويشدد علي واجب المنظمات‬
‫المحلية في حماية الطباء الذين يكشفون عن انتهاكات حقوق النسان وتقديم الدعم‬
‫والمساندة الضروريين لهم‪.‬‬
‫على الطبيب المكلف بالرعاية الطبية للمقيدة حريتهم إذا أن يوفر لهم رعاية صحية من نفس‬
‫النوعية والمستوى المتاحين لغير المقيدة حريتهم‪ .‬ويحظر عليه القيام بطريقة إيجابية أو‬
‫سلبية بأية أفعال تشكل مشاركة في عمليات التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة القاسية‬
‫أو اللانسانية أو التواطؤ أو التحريض على هذه الفعال‪ ،‬وكذلك يحظر عليه استخدام معلوماته‬
‫ومهاراته المهنية للمساعدة في استجواب المقيدة حريتهم على نحو يضر بالصحة أو الحالة‬
‫البدنية أو العقلية لهم‪ ،‬أو المشاركة في أي إجراء لتقييد حركة المقيد حريتهم إل إذا تقرر ذلك‬
‫وفقا ً لمعايير طبية محددة لحماية الصحة البدنية أو العقلية للمقيدة حريتهم‪.‬‬
‫أحيانا يواجه الطباء إشكالية تعارض المعايير الخلقية وفي بعض الحوال ازدواجيتها‪ .‬فعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬قد تنتابنا الحيرة بين واجب علج إصابات التعذيب حفاظا علي صحة الضحية‬
‫وبين الخوف من تقديم الرعاية الصحية قبل تحويل الضحية للطب الشرعي لثبات ما به من‬
‫إصابات‪ ،‬أو بين الحفاظ علي سرية المعلومات وأهمية الكشف عن النتهاكات‪ .‬ولعدم وجود‬
‫نصوص قطعية بشأن ذلك‪ ،‬يجب على الطباء أن يضعوا المصلحة المثلي للضحية أمام أعينهم‬
‫قبل أي اعتبار آخر‪ ،‬وأن يتصرفوا وفقا لما تمليه عليهم أخلقهم وضميرهم المهني‪ ،‬واضعين‬

‫‪9‬‬
‫في العتبار رأي ضحية التعذيب ذاتها في حال كونه راشدا وكامل الهلية‪ .‬وعلي الطبيب‬
‫توضيح البدائل التي يمكن التصرف في إطارها ومميزات وعيوب كل منها حتى تتوفر لضحية‬
‫التعذيب فرصة الختيار عن علم‪ .‬وإن كان ضحية التعذيب فاقدا للوعي ول يوجد بصحبته أي‬
‫من أقاربه‪ ،‬فعلي الطبيب التصرف وفقا لظروف كل حالة علي حده‪ ،‬واضعا مصلحة الضحية‬
‫في المقام الول‪ .‬وعليه في كل الحوال عمل تقرير طبي دقيق موضحا به الصابات وترجيح‬
‫أسبابها وتسجيل سبب الصابة وفقا لمعارفه الطبية وبعد الستماع لرواية الضحية أو مرافقيه‪،‬‬
‫بحثا عن الصلة بين أقوال الضحية وبين الصابات التي يكشف عنها الفحص العضوي والنفسي‪.‬‬
‫الجمعية العالمية للطب النفسي‬
‫إعلن مدريد الصادر عن لجنة أخلقيات المهنة التابعة للجمعية العالمية للطب النفسي في عام‬
‫‪ ،1996‬والذي صادقت عليه الجمعية المصرية للطب النفسي وبذا أصبح ملزما لكافة الطباء‬
‫النفسيين المنخرطين في الجمعية‪ ،‬ينص بشكل واضح على انه "ل يجوز للطباء النفسيين‬
‫المشاركة في أي عملية تتضمن تعذيبا جسديا أو نفسيا حتى وأن حاولت السلطات إجبارهم‬
‫على ممارسة ذلك"‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫القوانين واللوائح التي تنظم فحص الصابات الناتجة عن‬
‫التعذيب وكتابة التقارير الطبية‬

‫في أي سياق يلتقي الطباء ضحايا التعذيب؟‬


‫يلزم القانون وكيل النيابة عند إجراء التحقيق‪ ،‬بمناظرة المتهم أو المدعي فإذا وجد به إصابات‬
‫يذكرها في التحقيق وإذا كانت هناك إصابات غير ظاهرة ووصفها المدعي فعلي وكيل النيابة‬
‫فحصها وإثباتها ثم عرض المصاب علي الطبيب‪ ،‬مشفوعا بمذكرة النيابة العامة المسجل بها‬
‫شكوى المدعي ونتائج مناظرة المدعي وأي تقارير أو وصفات طبية لديها‪.‬‬
‫أول‪ :‬الطبيب العام ومصابي التعذيب أو العنف‬
‫في الحالت التي يحتاج فيها المصاب إلي علج من إصابته يتم تحويله أول إلي أقرب مستشفي‬
‫حكومي تقع في الدائرة الجغرافية لمنطقة النيابة أو القسم التابع له الشاكي‪ .‬ويطلب من‬
‫الطبيب المعالج كتابه تقرير عن أصابته والمدة التي يستغرقها العلج فقط‪.‬‬
‫من الممكن أيضا أن يحيل رجل الشرطة ) وهو في هذه الحالة مأمور الضبط القضائي(‬
‫الضحية مباشرة للعرض علي طبيب المستشفى للعلج وطلب التقرير دون اللجوء لعرضه‬
‫علي النيابة ولكن هذا يتم في الحوال التي ل يكون المدعي عليه من رجال السلطة العامة‪.‬‬
‫وفي بعض الحوال يرسل قسم الشرطة ضحايا التعذيب إلي المستشفي إذا تدهورت حالتهم‬
‫الصحية خشية وفاتهم بقسم الشرطة وفي تلك الحوال يتم تقديم ادعاءات ملفقة لتبرير‬
‫الصابات‪.‬‬
‫أما عن النيابة فتختلف المعاملة حسب طبيعة المدعي عليه فإذا كان المصاب يتهم فردا مدنيا‬
‫بإصابته فيتم التعامل معه بتساهل حيث يسمح له بالذهاب بمفرده ويستطيع أن يتسلم التقرير‬
‫الطبي ليوصله إلي النيابة بنفسه وهو المر المخالف للقانون‪ .‬أما في الحالت التي يتهم فيها‬
‫الضحية احد رجال السلطة العامة بإحداث الصابات وتعذيبه في هذه الحالة يحول إلي‬
‫المستشفي بصحبة حرس من النيابة‪ ،‬ول يستطيع الضحية أن يتسلم التقرير بنفسه‪ ،‬ولكن‬
‫يرسل التقرير إلي النيابة مباشرة أو إلي جهة التحقيق‪ .‬وإذا كان المصاب مطلق السراح‬
‫وذهب بنفسه لطلب العلج فإن القانون يلزم الطباء بإبلغ الجهات المختصة بجميع الصابات‬
‫ذات الشبهة الجنائية‪ .‬وعادة ما يبلغ اقرب قسم شرطة لعمل محضر ثم يحال إلي النيابة فيما‬
‫بعد‪.‬‬
‫قد تكون المستشفي المحال إليها المصاب مستشفي عام أو مستشفي جامعي‪ .‬ويدخل‬
‫المصاب في قسم الستقبال أو الطوارئ‪ ،‬حيث يعامل بالساس كحالة مرضية عاجلة ويكون‬
‫الغرض الساسي هو تشخيصه وعلج الصابة‪.‬‬
‫وعادة ما يتم الكشف علي المريض في غرف الستقبال دون خصوصية كافية وغالبا في حضور‬
‫رجال الشرطة المصاحبين له‪ ،‬خاصة إذا كان المصاب مقبوضا عليه أو محتجزا‪ ،‬و يقوم‬
‫بالكشف عليه الطبيب المناوب بالقسم ويستطيع استشارة زملئه أو رؤسائه وإجراء الفحوص‬
‫المطلوبة للعلج فقط‪ .‬كما أن التقرير الطبي يهتم بتوصيف الصابة من منظور علجي ويطلب‬
‫فيه فقط تحديد مدة العلج‪ ،‬بل أن كثيرا ما يتم الكشف دون حل قيود المفحوص‪.‬‬
‫وهناك إشكالية في التقرير حيث يغفل حق المصاب في استلم نسخة من التقرير بنفسه‬
‫ويكتفي بتسليم التقرير للجهة المحولة للمصاب‪ .‬وعلي الجانب الخر توجد إشكالية في دقة‬
‫التقرير الطبي حيث ل يحصل الطباء في الكليات الطب علي تدريب عملي في الطب‬
‫الشرعي فالدراسة نظرية والجزء العملي يقتصر علي مشاهدة حالت في المتحف لبعض‬
‫إصابات محفوظة في أوعية زجاجية ول يتدربون علي أي إصابات حية أو علي تشريح ما بعد‬
‫الوفاة وتحديد أسبابها‪ .‬و تزداد الصعوبة بسبب عدم وجود نظام لتعريف أو تدريب الطباء علي‬
‫موضوع التعذيب وإنما يتعامل الطبيب في فحص حالت التعذيب مثل غيرها من الصابات‬
‫كالحوادث‪ .‬مما يشيب التقرير بافتقاد الدقة أو عدم تسجيل إصابات تبدو بسيطة ولكنها ذات‬

‫‪11‬‬
‫دللة هامة علي وقوع التعذيب‪ .‬وهذه مشكلة قد تتسبب في حرمان ضحية التعذيب من‬
‫مقاضاة جلديه‪.‬‬
‫فكثيرا ما يؤجل عرض ضحية التعذيب علي الطب الشرعي حتى تزول آثار الصابات‪ ،‬لذا يعتمد‬
‫تقرير الطب الشرعي علي المشاهدات الولية المذكورة في التقرير الطبي الصادر من‬
‫المستشفي‪ .‬بجانب مذكرة النيابة العامة‪ ،‬فلو افتقد التقرير إلي الدقة – سواء اختفت آثار‬
‫التعذيب أم لم تختف‪ -‬يقع الطبيب الشرعي في مأزق غياب المعلومات أو عدم دقتها‪.‬‬
‫تختلف التبعية الدارية للطباء باختلف المؤسسات التابعين لها فأطباء الطب الشرعي تابعون‬
‫لوزارة العدل‪ .‬و أطباء السجون تابعون لوزارة الداخلية‪ ،‬أما الطباء في المستشفيات العامة‬
‫فهم تابعون لوزارة الصحة‪ .‬فيما عدا أطباء السجون‪ ،‬فهناك نظريا استقللية نسبية إل أنهم‬
‫عرضة للضغوط من رجال السلطة بشكل مباشر خاصة أطباء وزارة الصحة المحول لهم‬
‫المصابون حيث يواجهون مباشرة رجال الشرطة الذين عادة يصطحبون حالة التعذيب لجراء‬
‫الفحص الطبي عليها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطبيب الشرعي‬
‫من الممكن إذا لم يكن المدعي بحاجة للعلج أو بعد العلج أن يحيل وكيل النيابة المصاب إلي‬
‫العرض علي مصلحة الطب الشرعي‪ .‬كما يحق للضحية أو محاميه أن يطلب العرض علي‬
‫الطب الشرعي‪ .‬ورغم أن هذا مطلب جوهري ويكفله القانون إل انه كثيرا ما تتقاعس عنه‬
‫النيابة خاصة في قضايا التعذيب عموما وحين يون التعذيب قد تم من قبل أمن الدولة على‬
‫وجه الخصوص‪.‬‬
‫المفترض أن يفحص المدعي في نفس يوم طلب النيابة أو في اليوم التالي‪ .‬وعند العرض علي‬
‫الطب الشرعي فالمفروض أن ترسل النيابة ملخص القضية وملحظات وكيل النيابة كما ترفق‬
‫أي تقارير طبية سابقة وتطلب تحديد نوع الصابة والدوات المستخدمة وهل يمكن حدوث‬
‫الثار وفق تصور المدعي‪ .‬ول توجد مدة محددة تلزم مصلحة الطب الشرعي بإصدار التقارير‬
‫خللها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫نظام الطب الشرعي في مصر‬
‫الطار القانوني‪:‬‬
‫كلف القانون رقم ‪ 96‬لسنة ‪ 1952‬مصلحة الطب الشرعي بالقيام بأعمال الخبرة الفنية أمام‬
‫القضاء‪ ،‬وحدد القانون أماكن أقسام الطب الشرعي )قسم للطب الشرعي بمقر كل محكمة‬
‫ابتدائية( وكلف وزير العدل بتحديد دائرة اختصاص كل قسم منها‪ .‬يجيز القانون أن يلحق‬
‫بأقسام الطب الشرعي التي توجد بمقر احدي محاكم الستئناف فروعا للمعامل الكيميائية أو‬
‫التزييف أو السيرولوجي أو غيرها‪ ،‬كما ينص علي إنشاء إدارة التفتيش الفني علي القسام‬
‫المختلفة يرأسها كبير المفتشين الشرعيين‪.‬‬
‫الهيكل المؤسسي‬
‫هناك أربع تخصصات في مصلحة الطب الشرعي‪ .‬أول‪ ،‬الطب الشرعي الميداني وهو المكلف‬
‫بإجراء الفحص الطبي الشرعي علي الفراد‪ .‬ثانيا‪ ،‬قسم أبحاث التزييف والتزوير‪ .‬ثالثا‪،‬‬
‫المعمل الكيمائي حيث تفحص السموم والمخدرات وخلفه‪ .‬وأخيرا‪ ،‬المعمل الطبي حيث‬
‫تفحص عينات النسجة )الباثولوجي( أو الحامض النووي او فصائل الدم وغير ذلك ‪ .‬يقع مقر‬
‫رئاسة مصلحة الطب الشرعي في القاهرة ) بجوار مبني مشرحة زينهم ( حيث مكاتب كبير‬
‫الطباء الشرعيين ووكلؤه‪.‬‬
‫يوجد قسم للطب الشرعي في غالبية محافظات مصر عدا ‪ -3‬أو ‪ 4‬محافظات نائية )مثل‬
‫الوادي الجديد وسيناء( وهذه ترسل حالتها إلي القسم الشرعي في اقرب محافظة لها‪ .‬كذلك‪،‬‬
‫هناك معمل كيمائي لكل أربع أو خمس محافظات تقريبا‪ ،‬أما المعمل الطبي فل يوجد سوي‬
‫معمل واحد في القاهرة ليخدم عموم البلد‪.‬‬
‫ول توجد سوي مشرحة واحدة خاصة بتشريح الجثث علي مستوي مصر كلها‪ ،‬هي مشرحة‬
‫زينهم‪ .‬أما في المحافظات فيتعين علي الطبيب الشرعي أن ينتقل لجراء التشريح في‬
‫مشرحة أحد المستشفيات وعادة ما تكون غير مجهزة جيدا لذلك ويجب عليه في هذه الحالة‬
‫أن يحضر معه التجهيزات اللزمة‪.‬‬
‫الطباء الشرعيين‬
‫هناك أطباء في جميع التخصصات في المقر المركزي لمصلحة الطب الشرعي بالقاهرة يمكن‬
‫الستعانة بهم عند اللزوم‪ .‬وفي هذه الحالة يحول المصاب إليهم للكشف عليه‪ .‬مع ذلك فهناك‬
‫نقص كبير في عدد الطباء الشرعيين إذ يبلغ عددهم في مصر كلها ‪ 140‬طبيب فقط‪ ،‬منهم‬
‫حاليا حوالي ‪ 65‬يعملون خارج البلد‪.‬‬
‫يتم التعيين في مصلحة الطب الشرعي عن طريق العلن للطباء الحاصلين علي‬
‫البكالوريوس في الطب‪ .‬وتجري لهم مقابلة شخصية لتحديد المقبولين‪ .‬ويعين الطبيب في‬
‫البداية علي وظيفة معاون طبيب شرعي‪ .‬ويحصل علي تدريب لمدة ‪ 6‬شهور في الجانب‬
‫النظري والعملي‪ .‬إل أنه ل يوجد منهج محدد للتدريب‪ ،‬بل يعتمد المر بشكل أساسي علي‬
‫الكفاءة الشخصية للمدربين‪ .‬يظل معاون الطبيب الشرعي فترة ‪ 3‬سنوات يعمل تحت إشراف‬
‫مباشر بعدها يعمل بشكل مستقل‪ .‬والترقي الوظيفي يتم بالقدمية المطلقة ول تعتمد علي‬
‫الحصول علي درجات جامعية أو البحاث أو قضاء فترات تدريبية‪.‬‬
‫إن العتماد علي القدمية فقط ل يحفز الطباء إلي استكمال دراستهم العلمية‪ ،‬كما أن قلة‬
‫عدد الطباء تزيد من صعوبة الدراسة حيث ل توافق جهات العمل علي منحهم التفرغ‬
‫الضروري لذلك‪.‬‬
‫فحص الحالت وإصدار التقارير‬
‫تحول الحالت إلي الطب الشرعي من النيابة مرفق معها مذكرة فيها شرح ظروف القضية‪:‬‬
‫القصة‪ ،‬تاريخ وقوع العتداء‪ ،‬ملحظات وكيل النيابة‪ ،‬وأي تقارير طبية سابقة إن وجدت‪.‬‬
‫ويطلب من طبيب الطب الشرعي أن يحدد هل تتفق الصابات مع الدعاء أو القصة كما يحكيها‬

‫‪13‬‬
‫الضحية‪ .‬معظم الحالت التي تحضر إلي الطب الشرعي تكون قيد الحتجاز أو الحبس ومن‬
‫النادر أن تحضر الحالت المفرج عنها‪.‬‬
‫في العادة يحضر الشخص المطلوب فحصه إلي مقر قسم الطب الشرعي التابع له‪ ،‬بصحبة‬
‫حرس من النيابة‪ ،‬عادة ما يكون هذا الحرس عبارة عن أفراد من قسم شرطة في دائرة‬
‫اختصاص النيابة يتم تكليفهم بهذه المهمة وفي كثير من الحيان يكونون من نفس قسم‬
‫الشرطة الذي وقع به التعذيب‪.‬‬
‫يحضر المصاب إلي مقر الطب الشرعي دون مواعيد مسبقة‪ ،‬ويعرض علي الطبيب مباشرة‬
‫لفحصه ‪ ،‬ثم عقب انتهاء الفحص يصطحبه الحرس ليعود به إلي مكان احتجازه‪.‬‬
‫في الحوال العادية يستغرق النتهاء من التقرير أسبوع أو أسبوعين‪ ،‬إل أن الحالت التي تحتاج‬
‫إلي فحص عينة في المعمل الطبي بالقاهرة قد تتأخر شهورا حيث انه الوحيد علي مستوي‬
‫الجمهورية‪ ،‬ويستطيع الطبيب بسهولة أخذ رأي زملئه عند فحص الحالة كما أن جميع التقارير‬
‫يراجعها الطبيب المسئول في كل قسم قبل إصدارها‪ .‬يرسل التقرير إلي النيابة وتحفظ نسخة‬
‫في الرشيف‪ ،‬وترفق نسخة بملف القضية‪ ،‬ويمكن للمدعي أو محاميه الحصول علي صورة‬
‫ضوئية من التقرير مع ملف القضية‪.‬‬
‫من حق المحكمة إعادة دراسة القضية من منظور الطب الشرعي‪ ،‬وفي هذه الحالة تشكل‬
‫لجنة ثلثية مكونة من أطباء من نفس القسم أو باشتراك كبير الطباء الشرعيين‪.‬‬
‫تقارير الطب الشرعي‬
‫بوجه عام‪ ،‬المحكمة لها مطلق الحرية في الخذ بأي تقرير من عدمه حتى ولو كان صادرا من‬
‫مصلحة الطب الشرعي وهو في كل الحوال قرينة وليس دليل‪ .‬ل يوجد قانونا ما يمنع المحكمة‬
‫أيضا من الخذ أو العتداد بتقرير الطبي الصادر من المكاتب الستشارية أو من جهة خاصة أو‬
‫من مراكز التأهيل‪ ،‬ال ان المحكمة هي السلطة العليا ولها سلطات تقديرية واسعة‪.‬‬
‫ومن الممكن الطعن علي تقرير الطب الشرعي وفي هذه الحوال يعاد عرض الحالة علي‬
‫لجنة ثلثية أو خماسية‪ .‬ولو وجد اختلف في التقارير الطبية مرجعة الختلف في الرأي أو‬
‫التقدير الطبي فل عقوبة أما في حالة ثبوت التزوير فيقدم الطبيب إلي المحاكمة بتهمة التزوير‬
‫في محرر رسمي‪ .‬في احد الحالت توفي نزيل بأحد السجون وقرر طبيب السجن أن الوفاة‬
‫نتيجة جرعة زائدة من المخدرات إل أن وكيل النيابة لحظ وجود آثار تعذيب فطلب إحالته إلي‬
‫الطب الشرعي الذي قرر وجود تعذيب وانه ل وجود لمواد مخدرة فثبت التزوير علي الطبيب‬
‫وأحيل للمحاكمة‪.‬‬
‫بروتوكول اسطنبول لتوثيق آثار التعذيب‬
‫ل توجد في مصر صيغة موحدة ومعتمدة لتوثيق حالت التعذيب ويترك المر للطبيب القائم‬
‫على التوثيق سواء كان في مصلحة الطب الشرعي أو طبيب استقبال كان أول من استقبل‬
‫الضحية أو غيره من التخصصات‪.‬‬
‫إن غياب هذه الصيغة المقننة للتقرير عن حالت التعذيب قد يؤدي إلى تجاهل غير مقصود‬
‫لبعض الجوانب الهامة في الفحص والتوثيق‪ ،‬سواء كان الفحص الجسدي أو النفسي‪ ،‬وسوف‬
‫نتناول كليهما في الجزاء التالية من الكتيب‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أنـــــــواع التعــــــذيب‬
‫التعذيب الجسدي‬
‫)بما في ذلك التعذيب الجنسي(‬

‫طرق التعذيب الجسدي‬


‫‪.1‬الضرب بكافة أنواعه‪ :‬بالأيدي أو بالرجل ‪ ،‬أو كافة أنواع الضرب الخرى مثل‬
‫الضرب بالعصي والكرابيج والخيرازانات والسلك الكهربائية‪ ،‬أو بالشوم والقوايش أو‬
‫أيدي المقشات والهراوات والكابلت والسلسل‪ .‬وقد يلقي المحتجز علي الرض ويسير‬
‫الجنود أو يقفزون علي ظهره‪.‬‬
‫‪.2‬التعليق بكافة أنواعه ويكون من اليدي‪ ،‬او من اليدي بعد تقييدها من الخلف‪ ،‬أو‬
‫من الرجل‪ ،‬أو في وضع العروسة " الصلب"‪ ،‬أو في وضع الشاه‪ ،‬أو المرجيحة"‬
‫‪.3‬كافة العتداءات الجنسية أو الخلقية مثل التجريد من الملبس وهتك العرض‬
‫والتهديد به والعتداء الجنسي المباشر أو باستخدام الحيوانات المدربة أو باستخدام‬
‫أدوات كالعصي‪.‬‬
‫‪.4‬الحروق‪ :‬إطفاء أعقاب السجائر المشتعلة في الجسم‪ ،‬أو الحرق بقطعة معدنية‬
‫ساخنة‪ ،‬أو الحرق بالكهرباء‪ ،‬أو بسوائل ساخنة‪.‬‬
‫‪.5‬تعذيب أفراد العائلة أو التهديد به وكثيرا ما يتم التهديد باغتصاب أي من نساء‬
‫العائلة للضغط علي الضحية للعتراف بجريمة ما‪.‬‬
‫‪.6‬الحرمان‪ :‬الحرمان من الكل والشرب أو العلج الطبي‪ ،‬والحبس في زنزانة ضيقة‬
‫تتسبب صعوبة الحركة والحرمان من النوم‪ ،‬والحرمان من دخول دورة المياه‪،‬‬
‫والستحمام‪ ،‬والحرمان من الراحة‪.‬‬
‫‪.7‬ورد أيضا ذكر لطرق أخري لكنها ل تستعمل عادة مثل الكي بالنار أو الماء الساخن‪،‬‬
‫تحريض الكلب البوليسية علي نهش الجسد‪ ،‬الغراق‪.‬‬
‫‪.8‬التعذيب الجنسي‪:‬‬
‫يحدث التعذيب الجنسي للرجال كما يحدث للنساء‪ ،‬وإن كانت نسبته أعلي بين النساء‪.‬‬
‫أنواع التعذيب الجنسي‪:‬‬
‫‪ -‬التحرش الجنسي‪ :‬وفيه يتم لمس الجسد خاصة الجزاء الحساسة منه‪ ،‬وقد يكون‬
‫التحرش بالتعرض للضحية بألفاظ تخدش الحياء‪.‬‬
‫‪ -‬هتك العرض‪ :‬وفيه يتم تعرية الجزاء الحساسة من الجسم ولمسها أو الحتكاك بها وهو‬
‫جناية يعاقب مرتكبها بالحبس من ثلث إلى سبع سنوات وتغلظ العقوبة إذا كان الضحية أقل‬
‫من ‪ 18‬سنة وإن كان الجاني من القائمين علي رعايته لتصل إلي الشغال الشاقة المؤبدة‪.‬‬
‫‪ -‬الغتصاب‪ :‬أما الغتصاب فيقصد به قانونا المواقعة الجنسية الكاملة وتعنى إيلج القضيب‬
‫في فتحة المهبل أو الشرج أو الفم بدون قبول الضحية‪ .‬وعادة ما توجد إصابات بجسم الضحية‬
‫خاصة الجزاء الحساسة‪ ،‬مثل الصدر والفخذين والجهاز التناسلي الخارجي‪) ،‬مع أو بدون(‬
‫إصابة الجهاز التناسلي من الداخل‪ .‬وقد توجد آثار للمقاومة حول الفم أو الرسغين أثناء محاولة‬
‫تكميم الضحية أو تقييد حركتها‪ ،‬أو بمنطقة الفخذين من الداخل أثناء محاولة إبعادهما عن‬
‫بعضهم البعض‪ .‬وقد ينتقل أحد المراض الجنسية عن طريق الجماع ولذلك يقوم الطباء‬
‫الشرعيون بأخذ عينات من مكان اليلج لفحص المراض الجنسية ولفحص السائل المنوي إن‬
‫وجد وفقا لتاريخ الواقعة‪ .‬ويراعي أن يتم فحص ضحية الغتصاب في وجود طرف ثالث ويفضل‬
‫أن يكون من أهله‪ .‬ويفضل أن تقوم طبيبة بإجراء الفحص علي النساء‪ .‬ولبد من سؤال الضحية‬
‫عما تم بالتفصيل بعد طمأنته وأخذ موافقته علي إجراء الفحص‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أول‪ :‬آثار التعذيب الجسدي )مرفق قرص مضغوط يتضمن بعض‬
‫الصور التوضيحية(‬
‫‪.1‬السحجات‪:‬‬
‫السحج هو زوال الطبقة السطحية من الجلد نتيجة الحتكاك بجسم صلب خشن‪ .‬وتحدث إما‬
‫عن طريق تحرك الجلد علي سطح خادش كما الحال في السحل علي الرض‪ ،‬أو تحرك أداة‬
‫صلبة علي سطح الجلد‪ .‬وعادة ما تحدث في مناطق الجلد التي تغطي العظام‪ .‬وعادة ل تحدث‬
‫السحجة نزيفا إل لو امتد السحج لمنطقة الدمة‪.‬‬
‫وعلي الرغم من كونها أبسط أنواع الجروح إل أن لها أهمية كبيرة من الوجهة الطبية الشرعية‪،‬‬
‫من حيث كونها قرينة علي استخدام العنف‪ .‬فالسحجات حول العنق قد تشير إلي الخنق‪،‬‬
‫وحول الفم والنف قد تشير إلي كتم النفس‪ ،‬وحول الرسغ تشير للقيود الحديدية أو الحبال‬
‫والتي عادة ما تستخدم في التقييد مع أو بدون التعليق‪ .‬وقد تكون السحجات ظفرية قوسيه‬
‫نتيجة الضغط بالظافر علي النسجة الرخوة‪.‬‬
‫ومن حيث تحديد زمن حدوث الصابة نجد أن السحجة الحديثة يكون سطحها محمرا ومغطى‬
‫بسائل مصلي‪ ،‬وقد يكون به قليل من الدم‪ .‬بعد بضع ساعات يتجمد السائل المصلي مكونا‬
‫قشرة حمراء اللون تجف تدريجيا خلل يومين مكونة قشرة صلبة بنية اللون‪ .‬بعد أسبوع تبدأ‬
‫القشرة البنية في النفصال ويبقى سطح الجلد تحتها محمرا‪ ،‬وتشفي تماما في خلل أسبوعين‬
‫إلي ثلثة أسابيع ول تترك أثرا إل لو حدثت مضاعفات أو إصابة لدمة الجلد‪ .‬عندئذ تترك مكانها‬
‫ندبة‪.‬‬
‫‪.2‬الكدمات أو الرضوض‪:‬‬
‫الكدم نوع من الجروح تتمزق فيه بعض الوعية الدموية تحت الجلد محدثة انسكاب دموي‬
‫يظهر بلون محمر‪ .‬وتحدث الكدمة نتيجة مصادمة الجسم بآلة راضه‪ ،‬ينشأ عنها نزيف تحت‬
‫الجلد ناتج عن تمزق الشعيرات الدموية والوعية الدموية السطحية‪.‬‬
‫وقد تحدث الكدمات في العضلت والوعية الداخلية وفقا لشدة الصابة‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫تسمي رضوض‪.‬‬
‫وقد يكون الكدم مصحوبا بسحجات‪ .‬ويتوقف حجم الكدم ومساحته علي اللة المحدثة له‬
‫وقوة المصادمة وسمك الجلد وطبيعة النسجة‪ .‬فالكدم يكون أكبر في النسيج الخلوي والدهني‬
‫والنسجة القريبة من العظام‪ .‬ويشير الكدم لطبيعة اللة المحدثة له‪ ،‬فذلك الناتج عن الضرب‬
‫بعصا يكون مستطيل أو خطيا‪ ،‬بينما الناشئ عن قبضة اليد يكون مضلعا ويتكون من عدة‬
‫كدمات مستديرة‪ .‬ويحدث السوط كدما خطيا يأخذ دوران الجسم‪ ،‬وعضة النسان تحدث كدما‬
‫مميزا بقوسين مكونين من عدد من الكدمات الصغر تشير إلي عدد السنان المشتركة في‬
‫العض‪.‬‬
‫ويمكن حساب زمن حدوث الصابة تبعا للتغيرات التي تحدث علي الكدم‪ .‬فقد ل تظهر أية أثار‬
‫قبل مرور عدة ساعات‪ .‬والكدم الحديث يكون أحمر اللون‪ ،‬وبعد مدة وجيزة يتحول إلي الحمر‬
‫الذي تشوبه الزرقة أو البنفسجي‪ ،‬وفي خلل أربعة أيام تقريبا يتحول لون الكدم إلى الخضر‬
‫وبعد أسبوع أو أكثر قليل يتحول إلى اللون الصفر‪ .‬ثم يبدأ في الزوال بالتدريج بعد حوالي‬
‫خمسة عشر يوما‪ .‬والتغير في لون الكدم يبدأ من محيطه متجها إلى مركزه‪ .‬ومدة الشفاء من‬
‫أسبوعين إلي أربعة أسابيع تبعا لشدة الصابة وحالة المصاب العامة‪ .‬هذا في حالة عدم حدوث‬
‫مضاعفات‪.‬‬
‫وعادة يظهر الكدم مكان الصابة إل في حالت محدودة‪ ،‬فالضرب علي الجبهة يظهر الكدم في‬
‫جفون العين ‪ ،‬والضرب علي الساق يتسبب في كدم في كعب القدم‪ .‬كما قد يتغير وضع‬
‫التجمع الدموي بفعل الجاذبية الرضية " يظهر أسفل منطقة الصابة"‬
‫‪.3‬التجمع الدموي بالعين‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫قد ينتج عن إصابة الجبهة تحرك التجمع الدموي لسفل منطقة الرتطام ويظهر علي شكل‬
‫تجمع حول حجاج العين يسمى بالعين السوداء‪ .‬ولكي يتجمع الدم داخل العين يحتاج لعدة‬
‫ساعات والمصاب في وضع الوقوف او الجلوس " في اتجاه الجاذبية الرضية" أما لو حدثت‬
‫الوفاة مباشرة فل يري هذا التجمع الدموي ول يمكن تفسيره في هذه الحالة بأنه نتج عن‬
‫الرتطام بالرض كما قد يدعي الجاني‪ .‬ففي حالة الرتطام بالرض تكون منطقة الجبهة هي‬
‫التي تتعرض للصابة بحكم بروز عظام الجبهة فوق مقلة العين‪.‬‬
‫وقد يكون النزيف بعين واحدة وهذا معناه أن الصابة علي احد جانبي الجبهة علي نفس الجهة‪،‬‬
‫أما لو كانت الصابة في الخط المنصف للجبهة فيظهر التجمع الدموي في العينين كلتاهما‪.‬‬
‫والحالة الخيرة التي نري فيها العين السوداء هي كسر قاع الجمجمة‪.‬‬
‫‪.4‬الجروح الرضية" التهتكات"‬
‫وهي تمزق في النسجة ينشأ نتيجة للضرب بآلة صلبة راضة كالعصا أو الحديد‪ ،‬أو القذف‬
‫بالحجارة أو السقوط علي أجسام صلبة‪ ،‬أو من حوادث السيارات‪ .‬وكثيرا ما تكون مصحوبة‬
‫بإصابات في العظام أو الحشاء الداخلية‪ .‬تكون حواف الجروح الرضية مشرشرة وأطرافها‬
‫ممزقة والنسجة الغائرة منفصلة بدون انتظام وقد يوجد بها أجسام غريبة أو شعر والمنطقة‬
‫حول الجرح تظهر علي شكل كدم‪ .‬وأكثر ما تشاهد في فروة الرأس والجلد الذي يغطي‬
‫العظام‪ .‬وقد يصاحبها – خاصة في إصابات الرأس – كسور مفتته او منخسفة‪.‬‬
‫‪.5‬الجروح القطعية‪:‬‬
‫وتحدث نتيجة قطع الجسم بآلة حادة ويتميز بانتظام حوافه وتباعدها ونظافة قاعدة الجرح‬
‫وتكون زوايا الجرح حادة كما يتميز بنزف كثير للخارج‪ .‬وعادة يكون طول الجرح أكبر من‬
‫عرضه‪ .‬وأحيانا تكون حواف الجرح غير منتظمة ويحدث ذلك عند تشابك عدد من الجروح‪ ،‬أو‬
‫في مناطق يكون الجلد فيها متغضنا مثل الرقبة والبط‪.‬‬
‫‪.6‬الجروح الطعنية والوخزية‪:‬‬
‫وتحدث نتيجة الطعن بآلة مدببة ذات طرف قاطع‪ ،‬كالسكين والمطواة والمقص‪ .‬أما إذا حدثت‬
‫نتيجة آلة مدببة بغير نصل حاد كالمسمار فيسمى جرح وخزي‪ .‬وترجع أهمية الجروح الطعنية‬
‫في كونها تفصح عن اللة المستخدمة فيها بسهولة‪ .‬فالسلح ذو النصلين الحادين يحدث جرحا‬
‫علي شكل زاويتين حادتين‪ .‬والسلح ذو النصل الواحد تكون إحدى الزاويتين حادة والخرى غير‬
‫منتظمة أو مشرذمة‪ .‬والجرح الناتج عن المسمار يكون مستديرا‪ .‬والمقص يحدث جرحا علي‬
‫شكل متوازي الضلع‪ .‬ونظرا لطبيعة اللة المستخدمة فإن الجرح عادة ما يكون عميقا وقد‬
‫يصيب الحشاء الداخلية‪.‬‬
‫‪.7‬الحروق‪:‬‬
‫قد تحدث الحروق نتيجة صب سائل شديد السخونة علي الجسم‪ ،‬أو حرق الجسم بقطعة‬
‫معدنية شديدة السخونة‪ ،‬أو نتيجة الحرق بالنيران‪ ،‬أو بمادة كيماوية‪ .‬لبد من تحديد طبيعة ونوع‬
‫الحروق‪ ،‬ووجود مواد مستخدمة للشتعال ) بنزين أو كيروسين مثل( في مكان المعاينة من‬
‫عدمه‪ ،‬وكذلك تحديد مساحة الحرق ودرجته‪.‬‬
‫‪-‬تحديد درجة الحرق‪ :‬الحرق من الدرجة الولي يصيب البشرة الخارجية للجلد ويكون‬
‫الجلد محمرا ويحتوي علي حويصلت‪ ،‬وعادة ما يتحسن تلقائيا دون أن يترك أثرا‪ .‬بينما‬
‫الحرق من الدرجة الثانية يصيب كل طبقات الجلد وعادة يترك أثرا يحتاج لتدخل‬
‫جراحي ‪ .skin graft‬وفى الحروق من الدرجة الثالثة يمتد الحرق للنسيج الدهني وما‬
‫تحته من عضلت ويحتاج لتدخل جراحي كبير‪.‬‬
‫‪-‬تحديد نسبة الحرق وفقا لقانون التسعات لوالنس‪ :‬الرأس والرقبة ‪ ،% 9‬كل طرف‬
‫من الطرفين العلويين ‪ ،%9‬كل من الطرفين السفليين ‪ ،%18‬الصدر والبطن ‪،%18‬‬
‫الظهر ‪ ،%18‬منطقة العجان ‪.%1‬‬

‫‪17‬‬
‫‪-‬نوع الحرق‪ :‬الحرق الجاف ويحدث نتيجة الحرق المباشر بالنار أو بقطعة معدنية‬
‫ساخنة‪ ،‬ويمكن أن يصل في درجته حتى الدرجة الثالثة‪ .‬وإن كان الحرق بالنار فعادة ما‬
‫يكون من أسفل لعلي‪ ،‬أما الناتج عن أداة معدنية ساخنة فيصيب المنطقة المتعرضة‬
‫لتلك الداة‪ .‬وبملحظة الشعر في المنطقة المصابة نجدة محترقا ومنحنى علي شكل‬
‫الفصلة ‪ comma shaped‬وقد توجد حويصلت علي أطراف المنطقة المصابة‪ .‬أما‬
‫الحرق الناتج عن السوائل الساخنة فيكون اتجاهه من أعلي لسفل وعادة ما ينحصر‬
‫بين الدرجة الولي والثانية‪ .‬وعادة ما يصيب أدمة الجلد فقط‪ .‬أما ملبس الضحية فقد‬
‫يتغير أو يزول لونها‪ .‬وأخيرا الحروق الناتجة عن السوائل الحمضية أو القلوية ذات‬
‫التركيز المرتفع فتصيب كل طبقات الجلد دون تكوين حويصلت وتكون ملبس‬
‫المصاب متآكلة ويزول اللون من الجزاء المتعرضة للسائل الحارق‪.‬‬
‫‪.8‬الصابات بالتيار الكهربائي‪:‬‬
‫مثل الصعق الكهربائي وهو أحد طرق التعذيب الشائعة في أغلب أماكن الحتجاز‪ ،‬وهناك‬
‫أجهزة مختلفة تستخدم لهذا الغرض مثل العصا التي تنتهي بسلكين وتعمل بالبطارية والحزام‬
‫الذي يعمل بالريموت واستخدام مولد كهربي أو مصدر كهرباء رئيسي‪.‬‬
‫وهناك صعوبة في التعرف إكلينيكيا علي الصابة حيث أنها ل تترك أثرا واضحا في العادة‪ ،‬وفي‬
‫بعض الحيان تترك أثرا علي شكل حرق سطحي قطره أقل من سنتيمتر ويكون في مناطق‬
‫توصيل السلك الكهربية‪ .‬ويعرف محترفو التعذيب تلك المعلومات فيلجئون لمناطق يصعب‬
‫فحصها بحثا عن العلمات الناتجة عن الصعق الكهربائي مثل المناطق التناسلية حيث الجلد‬
‫داكن اللون ومغطى بالشعر‪ ،‬أو تحت البط حيث ل تظهر الصابة بسبب ثنايا الجلد الطبيعية أو‬
‫بين أصابع اليدين أو القدمين أو في اللسان أو خلف الذن وهي المناطق غير الظاهرة والتي‬
‫قد ينسي الطبيب فحصها‪ .‬لذا من المهم فحص تلك الماكن بدقة مسترشدين بأقوال الضحية‬
‫إن كان علي قيد الحياة‪ ،‬ومعتمدين علي خبرتنا الخاصة إن كان من بين الموتى‪ .‬بينما الفرصة‬
‫أكبر أمام الطب الشرعي حيث يتم فحص عينات من الجلد والنسجة الرخوة تحته وفحص‬
‫البول بحثا عن الميوجلوبين الناتج عن إصابة العضلت‪ .‬وفحص الوعية الدموية التي قد يتجلط‬
‫الدم فيها في نقطة تلقي التيار الكهربي وعلي مساره‪.‬‬
‫ونظرا لنتشار تلك الطريقة من طرق التعذيب فسنتناولها بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫شدة التيار الكهربي والثار الحيوية الناتجة عنه‪:‬‬
‫تتوقف الثار الناتجة عن التعذيب علي شدة التيار ونوعه )التيار المتردد أشد خطرا من التيار‬
‫المستمر( إضافة لمقاومة الجلد وحالته من حيث الجفاف أو الرطوبة‪ ،‬وفترة التعرض للتيار‬
‫الكهربي وخط سير التيار‪.‬‬
‫أول‪ :‬شدة التيار‪:‬‬
‫‪ 0.5-‬مللي أمبير‪ :‬عادة ل يسبب ضررا‬
‫‪0.1-‬مللي أمبير‪ :‬ويسبب تنميل بالجسم ويمثل عتبة اللم "أي بداية حد الحساس باللم "‬
‫‪perception threshold‬‬
‫‪ 1.5-‬ملي أمبير‪ :‬يبدأ الحساس بالصدمة الكهربية مع فقد القدرة علي التحكم في العضلت‬
‫مع ألم بسيط الدرجة‪.‬‬
‫‪ 7.5-‬مللي أمبير‪ :‬صدمة كهربية مع ألم شديد بالجسم لكن يظل النسان قادرا على‬
‫التحكم في عضلت الجسم‪.‬‬
‫‪ 10-‬مللي أمبير‪ :‬تسبب فقدان القدرة علي التحكم في عضلت الجسم‪.‬‬
‫‪ 20-‬مللي أمبير‪ :‬صدمة شديدة‪ ،‬تقلص عنيف في العضلت قد يشمل عضلت التنفس التي‬
‫قد تؤدى إلي صعوبة في التنفس أو لشلل تنفسي ‪respiratory paralysis‬‬
‫‪ 30-‬مللي أمبير‪ :‬يؤدى إلي شلل تنفسي‬
‫‪ 75-‬ملي أمبير‪ :‬ويمثل هذا التيار بداية حدوث اختلل ضربات القلب البطينية‪VF .‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ 220-‬مللي أمبير‪ :‬ويسبب اختلل ضربات القلب البطينية في ‪ % 99.5‬من حالت التعرض‪.‬‬
‫‪ 4-‬أمبير‪ :‬تبدأ إصابة عضلة القلب بالشلل ‪heart paralysis threshold‬‬
‫‪ 5-‬أمبير‪ :‬يسبب التيار في هذه الحالة حروق بالنسجة قد تكون قاتلة لو مر التيار علي‬
‫الجهزة الداخلية للجسم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب الوفاة في حالت التعرض للتيار الكهربي‪:‬‬
‫‪ -1‬اختلل ضربات القلب وتوقف عضلة القلب ‪ . cardiac‬وتحدث إصابة القلب في حالت‬
‫مرور التيار خلل القفص الصدري وعضلة القلب‪ ،‬ويتحدد خط سير التيار الكهربي تبعا لسلوب‬
‫توصيل الموصلت الكهربية‪ .‬وفي الحالة المذكورة يكون التوصيل من أحد اليدين للخرى أو ما‬
‫بين اليد اليمنى والساق اليسرى‪ .‬وفي هذه الحالة يفارق المصاب الحياة علي الفور ويظهر‬
‫الجسم بعد الوفاة باهتا أو محتقنا احتقانا بسيطا‪.‬‬
‫‪ -2‬هبوط التنفس‪ :‬ويحدث في حالة مرور التيار عبر القفص الصدري أو البطن‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫تقلص أو شلل عضلت التنفس البطنية والصدرية والحجاب الحاجز‪ .‬ويظهر الجسم بعد الوفاة‬
‫في حالة احتقان نتيجة لنقص الكسجين‪"Congestive hypoxic death" .‬‬
‫‪ -3‬في حال مرور التيار علي الرقبة )وضع أحد الموصلت في الفم أو خلف الذن ( يمكن أن‬
‫يصل التيار لقاعدة المخ مسببا شلل في المراكز المخية الخاصة بالقلب والتنفس‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى الوفاة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حالت الوفاة الجلة‪:‬‬
‫قد تحدث الوفاة بعد فترة محدودة من التعرض للتيار الكهربي) من ‪ 12-8‬ساعة(‪ ،‬وأن كانت‬
‫السباب غير محددة بشكل دقيق إل أن أكثرها احتمال هو أن تكون الوفاة نتيجة لصابة النسيج‬
‫الخلوي ‪ ، intracellular trauma‬وخاصة في النسيج العصبي ونسيج عضلة القلب وذلك‬
‫نتيجة لحتراق النسجة أو النزيف الناتج عن مرور التيار الكهربي‪ ،‬أو نتيجة لتليف عضلة القلب‬
‫أو لزيادة ضخ الصوديوم والبوتاسيوم‪ .‬ونظرا لمكانية وصول الضحية للمستشفي وهو مازال‬
‫علي يد الحياة لذا ينبغي وضعة في الرعاية المركزة مع تسجل مستمر لحالة القلب بواسطة‬
‫جهاز رسم القلب )‪.(Monitor‬‬

‫رابعا‪ :‬الثار الخارجية الظاهرة لمرور التيار الكهربي‪:‬‬


‫قد تظهر الثار الخارجية علي شكل حروق بالجلد في مناطق التوصيل الكهربي‪ ،‬أو في اللسان‬
‫والغشاء المبطن للفم في حالة وضع أحد الموصلت داخل الفم‪ .‬ومع مرور التيار ترتفع درجة‬
‫حرارة الجلد وسوائل النسجة السطحية لدرجة تبخر تلك السوائل‪ ،‬وهذا بدوره يؤدى لتشقق‬
‫بين طبقات أدمة الجلد أو بين الخط الفاصل بين الدمة والقشرة‪ .‬وتظهر الصابة قبل عزل‬
‫التيار علي شكل بثرة مائية مرتفعة‪ ،‬سرعان ما تنكمش بعد عزل التيار لنخفاض حرارة‬
‫المنطقة الساخنة التي تعرضت للصابة‪ .‬وفي الحالة الخيرة والتي يمكننا رؤيتها أثناء فحص‬
‫الناجين من التعذيب تبدو الصابة علي شكل "علمة كهربية" عبارة عن حلقة مرتفعة رمادية أو‬
‫سرة(‪.‬‬
‫بيضاء اللون وبوسطها مركز ) ّ‬
‫إذا ارتفعت شدة التيار الكهربي فقد تنصهر طبقة الجلد السطحية‪(Keratinized layer) .‬‬
‫وتظهر في الفحص الكلينيكي علي شكل درنة مرتفعة صلبة بنية اللون ومحاطة بمنطقة دائرية‬
‫جدٌرها مع التيار‬
‫باهتة أو تميل إلي اللون البني وناتجة عن تقلص الشرايين بسبب تلمس ُ‬
‫الكهربي وتسمى هذه الصابة )‪ ، (Spark lesion‬وقد تصل الصابة هنا لعدة سنتيمترات تبعا‬
‫لقوة الفولت الكهربي وتتكون الصابة الكبيرة من عدة درنات متقاربة تجعل الجلد علي شكل‬
‫جلد التمساح‪.‬‬
‫أما إذا كانت الصابة محدودة فتكون علي شكل بثرة صغيرة بيضاء مسطحة قد ل تظهر إذا‬
‫كانت في باطن اليد أو باطن القدم ما لم يتحرى الطبيب الدقة الشديدة في الفحص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار التعذيب الجنسي‬

‫‪19‬‬
‫في حالة التعذيب الجنسي يجب السؤال عن تاريخ وقوع العتداء وعدد مرات حدوثه‪ ،‬وإن كان‬
‫العتداء قد تم من شخص واحد أو أكثر من شخص‪ ،‬وهل حدث إيلج كامل أم جزئي‪ ،‬وهل‬
‫حدث خروج للسائل المنوي أم ل‪ ،‬وإن كان المعتدي قد أجبر الضحية علي شرب أي أدوية أو‬
‫عقاقير تؤثر علي الوعي‪ .‬كما يجب سؤال النساء المتزوجات اللتي تعرضن للغتصاب عن‬
‫تاريخ الدورة الشهرية وآخر لقاء جنسي مع زوجها‪ .‬وعلي الطبيب فحص ملبس الضحية وقت‬
‫العتداء عليه‪ ،‬وتسجيل حالتها ويحفظ كل جزء من الملبس في كيس منفصل ويحرز‪ .‬وفي‬
‫حالة الفحص المهبلي يراعي فحص جميع الجزاء‪ ،‬الشفرتين الكبيرتين والصغيرتين‪ ،‬فتحة‬
‫المهبل وغشاء البكارة‪ ،‬ومنطقة العجان‪ ،‬ومنطقة العانة‪ .‬وتكون الصابات عادة علي شكل‬
‫خدوش‪ ،‬أو تورم‪ ،‬أو احمرار‪ ،‬أو تكدمات أو تمزقات‪ .‬ونادرا ما تكون علي شكل نزيف إل في‬
‫حالت الطفال فقد يحدث نزيف يصل من شدته إلي حد تهديد حياة الطفل‪ .‬وقد تختفي الثار‬
‫بعد ‪ 72‬ساعة وفي هذه الحالة يمكن الستعانة بعدسة مكبرة أو بدهان المنطقة بصبغة‬
‫التولويدين الزرقاء أو بمصباح وود‪ ،‬حيث تعطي الصابات إشعاعا فلورسنتى لتعرضها للشعة‬
‫فوق البنفسجية‪.‬‬
‫أما في حالة الفحص الشرجي للذكر أو النثى فعلينا تسجيل أي تغير مرضى أو إصابي أو وجود‬
‫إفرازات‪ .‬ويتم فحص العضلة العاصرة لفتحة الشرج من حيث شكلها وقوة توترها واستجابتها‬
‫للمنعكس العصبي‪ .‬وعلي الطبيب أخذ مسحة من منطقة حول الشرج وحفظ الجسام الغريبة‪.‬‬
‫كما يمكن أخذ عينة من القناة الشرجية باستخدام المنظار الشرجي وفي حالة استخدامه يتم‬
‫فحص القناة الشرجية لملحظة وجود أي آثار إصابية بها‪ .‬كما يجب فحص أظافر الضحية بحثا‬
‫عن أجسام دالة علي الجاني أثناء محاولة المقاومة ) الشعر علي سبيل المثال(‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫أشكال التعذيب الشائعة في مصر والصابات المتوقعة‬
‫الصابات المحتملة‬ ‫وسيلة التعذيب‬ ‫طرق‬
‫التعذيب‬
‫نزيف بملتحمة العين –نزيف بالشبكية‪-‬خلع بعدسة العين‪-‬انفصال‬ ‫اللكم علي العين‬ ‫الضرب‬
‫شبكي‪.‬‬
‫كسر أو انحراف بالحاجز النفي " الجزء العلوي العظمى" بداية‬ ‫الكم علي النف‬
‫تكون الصابة تورم كدمي ويظهر الكسر للعين المجردة بعد‬
‫زوال التورم "حوالي ‪ 3‬أيام" – نزيف بالنف‬
‫تهتك الغشاء المبطن للشفتين‪ -‬خلع أو كسر بالفك‪ -‬كسر أو‬ ‫اللكم علي الفم‬
‫خلخلة بالسنان‪-‬تورم اللثة‪ -‬نزيف‬
‫كدمات محمرة غير مميزة أو علي شكل أصابع اليد ‪ -/+‬جرح‬ ‫الصفع علي الوجه‬
‫رضي لو كان هناك خاتم بأحد الصابع‪ .‬إذا وصل الصفع للذن قد‬
‫تصاب طبلة الذن بالتهتك ويشعر المصاب بطنين لفترة قصيرة‬
‫بعدها يشتكى من ضعف بالسمع علي جهة الصابة‪ .‬وان صاحب‬
‫ذلك مشكلة في التوازن ودوار فتوقع وصول الصابة للذن‬
‫الوسطي أو الداخلية‪.‬‬
‫كدمة يمكن أن تميز شكل الحذاء الجلدي علي شكل سحجة أو‬ ‫الركل‬
‫تهتك مقوس‪ .‬وفي حالة الركلة العنيفة قد تحدث كسور مميتة‬
‫في عظام الوجه‪ -‬وركل كيس الصفن يمكن أن يؤدى للوفاة‬
‫نتيجة استثارة العصب الحائر‪ -‬يثبت بتهتك أو كدم أو نزيف كيس‬
‫الصفن وحول الخصيتين‪.‬‬
‫بجانب الكدم والسحج قد يحدث كسور بالضلع او مشطيات‬ ‫الوقوف أو القفز علي‬
‫الكف‪ ،‬أو نزيف داخلي‪.‬‬ ‫الجسم‬
‫كدم شريطي مزدوج"خطين متوازيين من الكدم بينهما منطقة‬ ‫الضرب بالعصي‬
‫باهته تساوى سمك العصا المستخدمة‪ ،‬أما الخطان المتوازيان‬
‫فينتجان عن إزاحة الدم لجانبي الداة المستخدمة‪.‬‬
‫الضرب بالخرطوم‬
‫كدم شريطى يأخذ دوران الجسم ونهايته أقل عرضا من باقي‬ ‫الضرب بالسوط‬
‫الكدم ‪ ،‬ويمكنه الدخول لمناطق الجسم المنخسفة كالمنطقة‬
‫القطنية للعمود الفقري وهذا يميزها عن العصا التي ل تدخل‬
‫لثنايا المنطقة القطنية‬
‫عادة ما يتم علي الرأس ويحدث تهتك بفروة الرأس مع كسور‬ ‫الضرب بكعب البندقية‬
‫أو نزيف قد يكون شديد الخطورة تبعا لمكانه وشدته‪ .‬كما يحدث‬
‫كثيرا أعراض ما بعد الرتجاج وما يصاحبه من مضاعفات‪.‬‬
‫حلقات دائرية صغيرة بينها فراغات وتنتشر علي خط واحد‪.‬‬ ‫الضرب بالسلسل‬
‫كدمات وسحجات وتورم بباطن القدم مع ألم شديد في منطقة‬ ‫الضرب بالفلكة‬
‫الصابة وصعوبة في المشي قد يستمر لسنوات‪ .‬وقد يصاحب‬
‫ذلك جروح بباطن القدم أو كسور بأمشاط القدم‪ .‬كما قد يحدث‬
‫تهتك بالعصاب الطرفية في الحالت الشديدة والمتكررة‪.‬‬
‫والتصوير بالرنين يظهر ازدياد سمك أنسجة باطن القدم‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫سحجات حول الفم‪ ،‬قد يصاحبها علمات أظافر‬ ‫كتم النفس " الفم‬ ‫الخنق‬
‫والنف"‬
‫سحجات حول العنق قد تأخذ شكل الصابع‬ ‫الخنق من الرقبة‬
‫سحجات علي المناطق المعرضة للحتكاك – فإذا كان السحل‬ ‫الجر علي أرض خشنة‬ ‫السحل‬
‫والنسان ظهره للسفلت تكون السحجات علي أجزاء الظهر‬ ‫"السفلت "‬
‫البارزة – وقد تحدث إصابات بالرأس نتيجة تكرار ارتطامها‬
‫بالرض‪.‬‬
‫تلمس سطحي‪ :‬الشكل غير تام الستدارة وسطحي‬ ‫السجائر المشتعلة‬ ‫الحرق‬
‫ضغط لبضع ثوان حتى إطفاء السيجارة‪ :‬علمة دائرية أو‬
‫بيضاوية عميقة بقطر ‪1‬سم تقريبا‪ .‬وتحترق طبقات الجلد‬
‫بالكامل‪ .‬وتكون حواف الحرق داكنة ووسطها باهت‪.‬‬
‫عادة تأخذ شكل الداة المستخدمة " سكين‪ ،‬شوكة‪،‬‬ ‫أداة معدنية متوهجة‬
‫مكواة‪...‬الخ"‬
‫يشبه الحرق الجاف إل أن حوافه أكثر تحددا‪ .‬وإذا اجبر النسان‬ ‫الحرق بمياه شديدة‬
‫علي وضع يديه أو قدميه في ماء مغلي‪ ،‬يكون هناك خط واضح‬ ‫السخونة‬
‫لمستوى الماء‪.‬‬
‫تورم بالنسيج المحترق وارتشاح للسوائل داخله مع حدوث‬ ‫الحرق بالنار "مع أو‬
‫فقاعات عادة تشفي دون ترك ندبات‪ ،‬تدمير لكامل طبقات‬ ‫بدون مادة تساعد علي‬
‫الجلد وتترك ندبات وتشوهات بعد التئامها‪ ،‬تدمير للنسجة تحت‬ ‫الشتعال"‬
‫الجلد‪.‬‬
‫فقاعة منكمشة علي شكل دائرة قطرها من ‪ 1:3‬ملليمتر‪،‬‬ ‫الحرق بالتيار الكهربي‬
‫ذات حواف مرتفعة ووسطها علي شكل سرة‪ ،‬وتحاط تلك‬
‫الدائرة بهالة باهته بيضاء أو رمادية‪ .‬وحول تلك الهالة من‬
‫الخارج حلقة محمرة‬
‫إذا استمر التيار مدة طويلة قد يسبب تفحم بالجلد‪.‬‬
‫جروح رضية‬ ‫آلة صلبة "عصا‪ ،‬حديد‪،‬‬ ‫الجروح‬
‫حجر"‬
‫جروح قطعية‬ ‫آلة حادة‬
‫جروح وخزية‬ ‫آلة مدببة ذات طرف‬
‫رفيع‬
‫تهتك بالضفيرة العصبية التي تغذي الطرف العلوي والكتف يظهر‬ ‫التعليق من اليدين و‬ ‫التعليق‬
‫علي شكل ضعف عضلي غير متماثل في الطراف ‪ -/ +‬ضعف‬ ‫التعليق من اليدين من‬
‫الحساس أو أحساس بالوخز‪ _/+‬انخفاض الفعل المنعكس‬ ‫خلف الظهر‬
‫للوتار قد يكون مختلف الشدة بين الذراعين‪ .‬وعادة توجد‬
‫علمة سحجة علي شكل أسورة غير مكتملة تميل لعلي حول‬
‫مفصل الرسغ من اثر القيد‪ .‬وقد يزول الشعر من منطقة القيد‬
‫من أثر الضغط‪.‬‬
‫احتقان بالوعية الدموية للرأس والرقبة ‪ -/+‬إصابة مستديمة‬ ‫التعليق من الرجل‬
‫بالمخ إضافة لثار القيد حول مفصل الكاحل‪.‬‬
‫تمزق بالرباط الصليبى‪ ،‬في كلتا الركبتين‪ ،‬تهتك بالعصاب‬ ‫التعليق في وضع الببغاء‬
‫والوعية الدموية خلف الركبتين‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫قد توجد كدمات أو خدوش " سحجات"في المناطق الحساسة‬ ‫هتك العرض‬ ‫التعذيب‬
‫من الجسم‪.‬‬ ‫الجنسي‬
‫تختلف في حالة العذرية عن حالة من سبق لهن الزواج‪ .‬وبجانب‬ ‫اغتصاب الناث‬
‫فحص الغشاء كثيرا ما يحدث تمزق بمنطقة العجان‪ ،‬كما توجد‬
‫آثار عنف في المنطقة الداخلية من الفخذين" سحجات‪ ،‬كدمات‪،‬‬
‫علمات أظافر‪ ،‬عض أسنان‪...‬الخ ويجب الفحص المجهري‬
‫للمراض المنقولة عن طريق الجنس‪.‬‬
‫اتساع فتحة الشرج مع جروح حول العضلة القابضة‬ ‫اغتصاب الذكور‬
‫عصر المناطق التناسلية عادة يتم في الثدي في الناث والخصيتين وكيس الصفن في‬
‫الرجال‪ .‬ويظهر عل يشكل كدمات أوضح في كيس الصفن مع‬
‫تجمع دموي يختلف لونه وفقا لعمر الصابة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الصابات المفتعلة‬

‫أحيانا يحدث المحتجز إصابات بجسده أو يطلب ذلك من أحد مواليه في محاولة لتهام‬
‫سلطات الحتجاز بتعذيبه من اجل العتراف وأنه اعترف تحت التعذيب‪ .‬وعلي الطبيب‬
‫الذي يجري الفحص عموما والطبيب الشرعي بشكل خاص تحديد مدى صدق ادعاء‬
‫التعذيب‪ .‬وأن يكون شديد الحذر في هذا الصدد حيث أن الكثير من المحتجزين يجبرون‬
‫على العتراف بجرائم لم يرتكبوها تحت ضغط التعذيب‪ .‬وقد تابعنا ذلك في عدد من‬
‫قضايا القتل التي هزت الراي العام‪ ،‬مثال مذبحة بنى مزار‪ ،‬قضية مقتل زوج الممثلة‬
‫حبيبة‪ ،‬قضية مقتل عجوز في قرية ترسا محافظة الجيزة‪ ،‬وغيرها‪ .‬كما شهد بعض‬
‫المحتجزين علي مشاهدة الضباط يرتبون لفافات من الحشيش لتلفيق قضايا لحداث‬
‫أو لمواطن سبق عقابه علي جريمة لجباره علي العمل مرشدا للمباحث‪ .‬وأثناء انتقال‬
‫النيابة العامة لقسم شرطة المنتزه ثاني عثرت علي أسلحة بيضاء وكرابيج وعصي‬
‫وعلي عدد كبير من المواطنين المحتجزين بدون وجه حق‪ .‬وبعض تلك المضبوطات‬
‫معد لتلفيق القضايا وآخر يستخدم في التعذيب‪.‬‬
‫لذا ينبغي تحري الدقة قبل إبداء الرأي النهائي فيما كانت الصابات الموصوفة حدثت‬
‫نتيجة التعذيب أو يحتمل حدوثها بواسطة المدعي نفسه أو بالتفاق مع شخص آخر‪.‬‬
‫وللوصول لنتيجة لتلك المشكلت الصعبة ينبغي مراجعة مذكرة النيابة وأقوال المتهم‬
‫وبحث الداة التي استخدمت وكيفية إحداث الصابات ومطابقة تلك المعلومات علي‬
‫نتائج الفحص الطبي‪.‬‬
‫والصابات المفتعلة عادة ما تكون سطحية‪ ،‬وفي متناول اليد التي يستخدمها المدعي‬
‫حال إحداثها بنفسه‪ ،‬بينما يمكن أن تكون في أي مكان بالجسم إن حدثت بواسطة أحد‬
‫مواليه‪.‬‬
‫وأكثر الدوات التي تستخدم في الصابات المفتعلة هي الموسى لحداث جرح قطعي‪،‬‬
‫العملة المعدنية لحداث إصابة تشبه الضرب بالعصا أو بالكرباج‪ ،‬حك الجسم بحائط‬
‫خشن‪ ،‬حرق بالسجائر المشتعلة‪ .‬ومقارنة تلك الصابة و أقوال المدعي‪ ،‬وشكل‬
‫الصابة المحدثة نتيجة التعذيب فعل كما هو موصوف بهذا الدليل يمكن الهتداء إلي‬
‫الرأي‪ .‬ونشير أنه عادة ما يصاغ الرأي في مثل تلك المور بأنه "يمكن أن تحدث‬
‫الصابة بواسطة المدعي أو بواسطة إنسان آخر" فل يجزم يقينا ول ينفي أيضا بشكل‬
‫قاطع"‪ ،‬وهو ما أشرنا إليه في موضع سابق من هذا الدليل بشأن ضرورة تحديد مدي‬
‫اتساق الفحص مع القوال والدلة الجنائية وأدوات التعذيب‪ ،‬هل متسق تماما أو‬
‫متوسط التساق أو غير متسق‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الوفاة في أماكن الحتجاز وأثناء عملية القبض‬

‫تعددت في السنوات الخمس الخيرة حالت الوفاة أثناء عملية القبض أو في مكان‬
‫الحتجاز‪ .‬ففي عام ‪ 2007‬كانت هناك شبهات قوية حول سلطات القبض في قضايا‬
‫غرق مواطنين أثناء مطاردتهم‪ ،‬وفي تلك الحالت ذكر شهود العيان أن سلطة الضبط‬
‫طاردت الضحية فقز في المياه فضربته بالحجارة حتى الغرق أو منعت مركب مثل من‬
‫إنقاذه‪ ،‬أو دفعته في المياه ولم يقفز إليها هربا "سيدي سالم‪ -‬كفر الشيخ‪ ،‬الخصوص‪-‬‬
‫القليوبية"‬
‫وفي ‪ 2008‬ماتت سيدة من سمالوط متأثرة بنزيف حاد بعد ركلها في منطقة البطن‬
‫"وهي حامل" وتوفي آخر في أسوان نتيجة طلق ناري اخترق باب الشقة عندما رفض‬
‫فتح الباب للضابط‬
‫وفي مدينة المنصورة عام ‪ 2007‬توفي مواطن بعد ضرب رأسه بقائم حديدي مثبت‬
‫علي حائط بالشارع وكانت القوة قد قبضت عليه عندما لم تجد أخيه الذين ذهبوا‬
‫لضبطه‪ .‬وفي نفس المدينة مات طفل عمره عشر سنوات بعد تعذيبه في الحجز‬
‫وإصابته بجرح وصل للرئة‪ .‬وتعددت أيضا شكاوى إلقاء مواطنين من الشرفات سواء‬
‫في بيوتهم أو في قسم الشرطة‪ .‬في عام ‪ 2007‬مات مواطن في العمرانية بعد‬
‫إلقاءه من الدور الرابع‪ ،‬ومات آخر بعد إلقاءه من حجز قسم شرطة العمرانية‪ ،‬وفي‬
‫‪ 2008‬سقط مواطن من سطح منزل بمنشية القناطر‪.‬‬
‫هذا غير عدد غير قليل من مواطنين ماتوا أثناء الحتجاز وجاءت نتائج التقارير الطبية‬
‫نسخة واحدة تقريبا هبوط في الدورة الدموية التنفسية‪ .‬وكثيرا ما تأتى مذكرة المباحث‬
‫في حالت الوفاة أثناء الحتجاز بأنه مات فجأة آو أنه شنق نفسه أو سقط عليه احد‬
‫المحتجزين‪ .‬ومن المفارقات وفاة مواطن ادعت قوة الحجز انه شنق نفسه وكان ذلك‬
‫قبل ثلثة أيام من الفراج عنه بعد تمام مدة العقوبة‪.‬‬
‫ونعود للتذكير بان الدقة في تسجيل بيانات الضحية‪ ،‬والتاريخ المرضي السابق للحتجاز‬
‫والتقارير الطبية السابقة والطلع علي مذكرة النيابة أو طلب الطبيب "خاصة أطباء‬
‫السجون" سماع أقوال شهود الواقعة‪..‬الخ‪ .‬تلك كلها شموع تضيء ما خفي من جوانب‬
‫الصورة‪ ،‬وتساعد في الفحص وفي تقرير الرأي‪.‬‬
‫الوفاة نتيجة مرض بالقلب‪:‬‬
‫إن كان سبب الوفاة مرض بالقلب كالضيق الشديد بالشرايين التاجية مثل يمكن لهذا‬
‫المريض أن يموت خلل ساعات من القبض عليه نتيجة النفعال النفسي الحاد وهناك‬
‫احتمالين إما أنه ل توجد إصابات شديدة تفسر الوفاة ويكون السبب المرض السابق‬
‫بالقلب‪ .‬وإما أن تكون هناك إصابة مباشرة لمنطقة الصدر أدت لصدمة مباشرة للقلب‬
‫أو كسر بالضلوع في هذه الحالة يمكن أن تعزى الوفاة للتعذيب‪ .‬ويجب عمل تشريح‬
‫للجثة وفحص القلب والشرايين التاجية‪ .‬وفي كل الحوال إذا وصل محتجز بعد الوفاة‬
‫أو مات بمجرد وصوله للمستشفي العام فل بد من الفحص الدقيق للتحري عن وجود‬
‫شبهه جنائية من عدمه وتحويل المر للنيابة مع طلب العرض علي الطب الشرعي‪.‬‬
‫الوفاة نتيجة نزيف بالرأس‪:‬‬
‫عادة ما يصاحب نزيف الرأس إصابات ظاهرة بفروة الرأس وعظام الجمجمة‪ ،‬وليس‬
‫من الصعب تحديد وجود شبهه جنائية من عدمه‪.‬‬
‫الوفاة نتيجة الشنق‪:‬‬
‫قد تدعي السلطات أن محتجزا شنق نفسه مستخدما حبل أو ملءة سرير أو جزء من‬
‫بطانية‪..‬الخ‪ .‬وعلي الطبيب فحص عدة أمور منها هل شنقته قوة الحجز‪ ،‬هل قتل بأي‬
‫وسيلة أخري ثم علق في وضع الشنق لليهام بأنه شنق نفسه‪ ،‬أم أنها حالة انتحار؟‬

‫‪25‬‬
26
‫التعذيب النفسي‬

‫ما هو الهدف من التعذيب؟‬


‫يعصف التعذيب بالحياة العقلية والنفعالية والجتماعية للضحايا‪ .‬لقد تأكد من خبرة‬
‫العاملين في مجال مناهضة التعذيب إن التعذيب ل يقع فقد بغية الحصول على‬
‫اعترافات من الضحايا بل انه في اغلب الوقات يقع لسباب مختلفة فهو أول قد يقع‬
‫مع المشتبه في قيامهم بجرام معينة )وهم مجرد مشتبه فيهم( وهو بالقطع يقع على‬
‫أقاربهم )عند أخذهم كرهائن لحين تسليم المشتبه فيم( وهو كثيرا ما يقع لمجرد‬
‫الترهيب واثبات السلطة حين تبدأ حفلت تسليم المتهمين بخلع فانلتهم ووضعهم صفا‬
‫واحدا وضربهم جميعا قبل بداية أي استجواب مباحثي( أو حين يقع للنتقام من هؤلء‬
‫الذين تجرأوا واشتكوا أو للنتقام من أسرهم‪ ،‬أو حين يقع بهدف مجاملة احد السادة‬
‫"الواصلين" حيث يقعوا طرفا في خصومة أو صراع مصالح مع مواطنين عاديين‪ ..‬الخ‪،‬‬
‫بل أخيرا انه كثيرا ما يعرف الجلدون إن الذين يضربونهم ل يملكون المعلومات ولكنهم‬
‫ينفذون الوامر‪ .‬أو أنهم قد يحصلون على اعترافات كاذبة تلجأ اليها الضحية بغية‬
‫الهروب من آلم التعذيب‪.‬‬
‫خصوصية صدمة التعذيب‬
‫يهدف التعذيب في كل الحالت إلى إحداث أقصى درجات اللم في الضحايا وهم في‬
‫مكان قد ل يعلم به احد قي الخارج‪ ،‬ل يمكنهم الستغاثة‪ ،‬ل يمكنهم وقف التعذيب‪،‬‬
‫وضع يمكن أن يحدث فيه أي شيء‪ .‬يمكن أن يستمر تعذيبهم إلى ما ل نهاية‪ ،‬بل يمكن‬
‫أن يقتلون‪ ،‬أي أنهم محاصرون وضعفاء‪ .‬من الطبيعي أن يشعر المعذب بالصدمة من‬
‫هول ما يحدث‪ ،‬بالفزع‪ ،‬بعدم الفهم والذهول‪ .‬ويؤدي به ذلك في اللحظة التالية‬
‫للستسلم والطاعة‪ ،‬أما إذا توسل لمعذبيه وقف التعذيب فسوف يصبح الشعور‬
‫بالضآلة والهانة مضاعفا‪.‬‬
‫يحرص الجلدون على تأكيد كل المشاعر السابقة‪ ،‬فهم ينبهون الضحايا انه لن يعرف‬
‫طريقهم احد ولن يسمعهم احد وأنهم قد يغتصبون أو يقتلون‪ .‬أي أن التعذيب مستمر‬
‫حتى كسر الرادة والستسلم التام‬
‫يقول الجلدون لهم "إن كانوا رجال" قول أنا مرة أو أنا حشرة وهذا هو الهدف‬
‫الساسي للتعذيب‪ :‬تحطيم الروح المعنوية والقدرة على المقاومة وتحطيم الشخص‪.‬‬
‫من المقولت الشائعة للجلدين‪ :‬سأجعلك ل تصلح لشيء‪ ،‬أو لن تستطيع بعد الن‬
‫معاشرة زوجتك‪ ،‬ومن المقولت المتكررة كذلك للضحايا‪ :‬لقد ضعت‪ ،‬أشعر بخواء‬
‫داخلي‪ ..‬أصبحت أصلح للشيء‪ ..‬أصبحت كالزجاج المكسور‪ ..‬ل يمكن أن أعود كما‬
‫كنت‪..‬‬
‫وكما يعصف التعذيب بالفتراضات العقلية البديهية المسبقة للضحايا مثل أن للنسان‬
‫كرامة وحقوق وان الدنيا مش "سايبة" وان فيه قانون وان أحدا ل يستطيع العتداء‬
‫عليه طالما لم يبادر هو بالعدوان على أحد‪ ،‬ومثل أن الشرطة وظيفتها أن تحمي‬
‫المواطنين ‪ ..‬الخ‪ ،‬وكما يعصف بحياتهم النفعالية فيصابون بالقلق والخوف ويعانون من‬
‫الشعور بالذنب والضعف وانعدام الثقة في النفس‪ ،‬يعصف التعذيب كذلك بالحياة‬
‫الجتماعية والسرية للضحايا‪ ،‬فمنذ لحظة التوقيف بالمنزل قد يضرب الرجل أمام‬
‫زوجته وأبنائه أو يجبر على التيان بأفعال مشينة بل قد ينتهكون عرض زوجته أو‬
‫يهددون بذلك لفظيا فتضيع كرامة الرجل بين أفراد أسرته‪ ،‬وفي كل الحوال يشعر‬
‫ضحية التعذيب حتى لو لم يقع التعذيب عليه أمام أسرته بانعدام الثقة في النفس‬
‫والضعف والضآلة ويصبح عاجزا عن القيام بمسئولياته السرية كما كان في السابق‪،‬‬
‫فقد يصبح عاجزا عن النتظام في العمل وعاجزا عن الدخول في علقات حميمة مع‬
‫زوجته وأبنائه الخ وقد يؤدي هذا كله به لن يصبح مكتئبا أو عصبيا وعنيفا‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫للتعذيب كذلك وظيفة مجتمعية!‬
‫فحين يتم التعذيب على نطاق واسع للفقراء والغنياء أو المستورين للمشتبه بهم‬
‫والبرياء للجنائيين والمعارضين السياسيين للطلب والصحفيين والمحامين والحقوقيين‪،‬‬
‫تكون الرسالة قد وصلت المجتمع بأكمله رسالة ل لبس فيها تأمر الجميع بالنصياع‬
‫والطاعة العمياء ومع الوقت يفقد الفراد ليس فقط القدرة على الفعل المستقل أو‬
‫قول "ل" بل هي قد تقتل فيه كذلك الروح النسانية الطبيعية‪ ،‬روح المبادرة للفعل‪ ،‬أو‬
‫التغيير وروح البتكار‪ ..‬فالمطلوب هو بقاء المر على ما هو عليه‪ ..‬المطلوب هو‬
‫استقرار "النظام الجتماعي" كما يراه البعض أو من هم في السلطة بالطبع‪.‬‬

‫أساليب التعذيب النفسي‬

‫إن التدمير النفسي والعقلي الناتج عن التعذيب ل يرجع فقط إلى اللم الجسدي في‬
‫حد ذاته‪ .‬وقد عبر أحد الضحايا عن ذلك قائل "أنا لم أهتم كثيرا باللم الناتج عن الضرب‬
‫والتعليق‪ ،‬إنما الصراخ الصادر من الغرفة الخرى‪ ،‬هو ما لم أتمكن من احتماله"‪.‬‬
‫إن أيا من المراض التي تتسبب في آلم شديدة ل تحدث أعراضا كتلك التي نلحظها‬
‫مع ضحايا التعذيب‪ ،‬كما ل نلحظ هذه العراض أيضا على ضحايا الكوارث الطبيعية‪،‬‬
‫كالزلزل والفيضانات وغيرها وذلك على الرغم مما تحدثه من دمار وفقدان للكثير من‬
‫الرواح‪ .‬إن هذه الكوارث‪ ،‬وإن كان من الممكن أن ينتج عنها اضطرابات نفسية‬
‫وجسدية حادة‪ ،‬هي في النهاية أمور قابلة للستيعاب والتحليل والفهم بواسطة العقل‬
‫البشرى‪ ،‬وذلك على عكس ما يحدث في موقف التعذيب‪ ،‬حيث يستحيل فهم الموقف‬
‫أو استيعابه أو التفاعل معه‪.‬‬
‫لكـي نسـتوعب العواقـب النفسـية للتعذيـب يجـب أن نفهـم طبيعـة الصـدمة التـي يسـببها‬
‫التعذيب‪ .‬لقد مر ضحية التعذيب بتجربة شديدة التطرف‪ ،‬جعلته في وضع يمثل أقصى‬
‫درجات العجـز‪ .‬فهـو غيـر قادر على تجنبـه أو الهروب منـه‪ .‬انـه تحـت السـيطرة الكاملة‬
‫والمطلقة للقائم على تعذيبه ول مفر أما مه البتة‪ .‬إن تقنيات التعذيب النفسي ل تقتصر‬
‫على هذا الترهيـــب المتمثـــل فـــي كون الضحيـــة مســـلوبة الرادة والحيلة أثناء فترة‬
‫الحتجاز‪ ،‬وإنمـا تسـتهدف أن تصـل إلى مـا هـو أبعـد مـن ذلك بحيـث تترك خـبرة التعذيـب‬
‫آثارهــا على النســان لفترات تتجاوز بكثيــر فترة احتجازه‪ .‬إنهــا جريمــة تســتهدف كســر‬
‫النسان وكرامته وزرع الخوف في نفسه وقلبه لسنوات كثيرة تالية‪.‬‬
‫‪ -1‬تقنيات إضعاف الضحية‪ ،‬التي تهدف إلى خلق حالة من الرهاق الشديد‬
‫والخوف والقلق غير المحتمل‪ .‬كما تهدف إلى توصيل الضحية إلى فقدان أي أمل أو‬
‫إيمان باحتمال تحول الموقف إلى الفضل‪ .‬وينتج عن هذا تدمير طرق التأقلم‬
‫البيولوجية والنفسية للضحية‪ .‬وهكذا يتولد الشعور بالنكسار أمام قوة وجبروت‬
‫السلطة ويبدأ الضحية بالتسليم بأنه ضعيف أمام خصم جبار ل يمكن مجابهته أو‬
‫الصمود أمامه بل ل مفر من العتماد عليه نفسيا وبيولوجيا ‪.‬‬
‫بعد أن يكون الجلد قد أو صل الضحية إلى هذه المرحلة من الضعف الشديد والنكسار‬
‫والعتمادية فانه ينتقل إلى هدفه التالي وهو التدمير من خلل إشعاره بأنه إنسان تافه‬
‫ل يساوي شيئا‪ ،‬وأن أصدقاءه ورفاقه سيعتبرونه خائنا وجبانا ولن ينال منهم أي احترام‬
‫أو ثقة بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬تقنيات تحطيم الشخصية‪ ،‬التي تستهدف خلق حالة من الصراع الداخلي‪،‬‬
‫وما يصاحبه من قلق مدمر وإحساس بالذنب والعار وفقدان الثقة بالذات والحساس‬
‫بالتناقض وتشويه الدراك الذاتي للضحية من حيث وعيها بنفسها‪ ،‬ككيان له كليته‬

‫‪28‬‬
‫ووجوده المستقل‪ ،‬وبالتالي تنضب الموارد الداخلية النفسية التي تساعد النسان على‬
‫مواجهه الخطر الخارجي‪.‬‬
‫‪ -3‬الضعف أو اليأس المكتسب‪ :‬تحدث هذه الحالة عندما تبدو الحداث‬
‫الخارجية خارج نطاق السيطرة أو التوقع‪ ،‬أو بعبارة أخرى‪ ،‬عندما تقل قدرة النسان‬
‫على السيطرة أو التأثير في الحداث‪ ،‬أو حين تفشل التفاعلت والستجابات المختلفة‬
‫له تحت التعذيب في إحداث أي تغيير في الموقف‪ .‬وتفسر أحد النظريات النفسية‬
‫أسباب مرض الكتئاب المزمن بأنه يحدث حين يصير الثواب والعقاب غير مرتبطين‬
‫بفعل يصدر عن النسان‪ .‬وهذا ما ينتج عن التعذيب‪ .‬فالضحية تدرك أثناء التعذيب أن‬
‫أحداث التعذيب مستمرة بغض النظر عن رد فعلها‪ ،‬وحتى بعد الدلء بالمعلومات‬
‫والعترافات المطلوبة‪ ،‬فإن اللم ل يتوقف‪ ،‬وبالتالي فليس هناك معنى لي استجابة أو‬
‫تفاعل أو رد فعل طالما لن ينتج عن ذلك أي تغيير في واقع المعاناة‪.‬‬
‫‪ -4‬تدمير الخبرة المنطقية "المعنى"‪ :‬يقوم العقل‪ ،‬في الظروف العادية‪،‬‬
‫بتنظيم الخبرات والمواقف الحياتية‪ ،‬وتقسيمها وتصنيفها في إطار منطقي وربطها مع‬
‫الخبرات السابقة‪ .‬ومن خلل هذا التنظيم نتمكن من تحديد المواقف الهامة بالنسبة لنا‬
‫وفهمها وتحديد الطريقة التي سنتعامل بها في الموقف المحدد‪ .‬إن هذا التنظيم يمنحنا‬
‫الحساس بالمان وبالستمرارية التاريخية‪ .‬فما يحدث الن‪ ،‬مثل‪ ،‬يمكن فهمه والبناء‬
‫عليه وتوقع ما سوف يترتب عليه من خلل الخبرات السابقة‪ .‬هذه الستمرارية‬
‫الوجودية ضرورية لضفاء معنى على وجودنا‪ ،‬وبالتالي استمرارنا في الحياة‪ .‬من هذه‬
‫الزاوية يمكننا النظر إلى التعذيب باعتباره هجوما مباشرا على هذا النظام‪ .‬فموقف‬
‫التعذيب يفتقد إلى خبرة سابقة يمكن فهمه في سياقها‪ ،‬وهى لحظة ل تمت بصلة‬
‫للحظة السابقة لها‪ ،‬ول يمكن التنبؤ معها بما يمكن أن يترتب عليها‪ .‬إنها توقف للزمن‬
‫وللحساس بالستمرارية‪ ،‬وبالتالي توقف لمعنى الوجود‪ ،‬مما يترك أثرا بالغ الخطورة‬
‫على الضحية‪ ،‬إذ يلقى بها في بئر عميقة من العزلة‪ ،‬خارج الزمان والمكان والحداث‪.‬‬
‫‪ -5‬اختلل التمييز بين الحقيقة والخيال‪ :‬حين يصبح الواقع الفعلي أكثر‬
‫غرابة من كل ما يمكن تخيله‪ ،‬يثور إحساس نفسي بالحيرة واللمنطقية‪ .‬وفى نفس‬
‫الوقت تفقد الشياء الحقيقية قيمتها ومعناها‪ ،‬وترتبك القواعد والقيم التي نعرفها‬
‫وتساعدنا على فهم وتنظيم خبراتنا‪ ،‬بحيث تكون متوائمة وملئمة للموقف‪ .‬إن بعض‬
‫طرق التعذيب تستهدف كسر إحساس الضحية بالحقيقة والواقع المعتاد‪ ،‬كأن يعلق من‬
‫قدم واحدة في مروحة مثبتة في سقف الحجرة‪ ،‬ثم يقوم أحد الشخاص‪ ،‬بلمبالة‪،‬‬
‫بتشغيل المروحة بسرعة عالية‪ ،‬فتختلط التجاهات والحساس بالمكان‪.‬‬
‫‪ -6‬النقسام‪ :‬لجسد النسان طبيعة مزدوجة‪ ،‬فهناك الجسد كشيء موضوعي‬
‫ومنفصل عن الذات‪ ،‬والجسد كخبرة معاشه أي كموضوع للذات‪ .‬إننا‪ ،‬في الظروف‬
‫العادية‪ ،‬ل ندرك جسدنا كشيء منفصل عنا‪ .‬إننا نتعامل مع أجسادنا على اعتبار أنها‬
‫طريقة أو وسيط للتعبير عن الذات‪ ،‬والتأقلم مع المؤثرات الخارجية‪ ،‬وتطوير خبراتنا‬
‫الجتماعية‪ .‬والجسد‪ ،‬كخبرة‪ ،‬هو أول وعي للنسان "النا"‪ ،‬أو النفس‪ ،‬أو الروح‪ .‬ومن‬
‫خلل هذا الوعي‪ ،‬أو هذه الخبرة‪ ،‬يتوحد الجسد كوعي ذي خبرة‪ ،‬وكشيء‪ ،‬في آن‬
‫واحد‪ .‬ويميل الدراك الذاتي )النا( إلى التصرف كوحدة‪ ،‬ككيان واحد‪ ،‬فعندما يشعر‬
‫الجسد "كشيء" بالراحة يصاحب ذلك على مستوى الحساس شعور بالراحة‪ ،‬ووعي‬
‫بها‪ .‬أما في موقف التعذيب‪ ،‬وبسبب المعاناة الشديدة المترتبة عليه‪ ،‬فإن الجسد يصبح‬
‫شيئا منفصل عن الذات‪ ،‬ويعجز الوعي والدراك عن التعامل كوحدة واحدة‪ ،‬مما يترتب‬
‫عليه انقسام شديد بين وجود الشخص ووعيه بذاته‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫آثار التعذيب النفسي‬

‫تحدثنا عن الديناميكيات النفسية التي ينتجها موقف التعذيب‪ ،‬وتتبدى هذه الديناميكيات‬
‫في أعراض نفسية وجسمية‪ ،‬عادة ما تلزم ضحية التعذيب لفترات طويلة‪ ،‬وأحيانا‬
‫لمعظم حياته‪ .‬يمكننا تقسيم هذه العراض إلى أربعة أقسام رئيسية‪:‬‬
‫‪ -1‬أعراض نفس جسمية‪ ،‬وهى العراض الكثر شيوعا لدى ضحايا التعذيب‪.‬‬
‫وتشمل الصداع المزمن‪ ، ،‬والم العظام والعضلت‪ ،‬واضطرابات المعدة والجهاز‬
‫الهضمي‪ .،‬والضعف الجنسي‬
‫‪ -2‬أعراض فسيولوجية‪ :‬مثل اضطرابات النوم والكوابيس المزعجة المرتبطة‬
‫بأحداث التعذيب أو خبرات التعرض للعنف و اضطرابات الشهية وضعف الرغبة‬
‫الجنسية‪ ،‬والرق واضطرابات القلب وضغط الدم‪ ،‬واضطرابات الجهاز البولي‬
‫والتناسلي‪ ،‬واضطرابات الغدد الصماء‪ ..‬الخ‬
‫‪ -3‬أعراض سلوكية‪ ،‬وتتضمن تغيرات في السمات الشخصية مثل إدمان‬
‫العقاقير والكحول‪ ،‬والعزلة‪ ،‬والحساس بالعجز‪ ،‬وضعف الثقة بالنفس‪ ،‬والعتمادية‪،‬‬
‫وضعف القدرة على المبادرة‪ ،‬وعدم المبالة‪ ،‬المراوغة‪ ،‬الندفاع‪ ،‬الوسوسة‪ .‬وقد تتبدل‬
‫شخصية النسان تمام فيصبح عصبيا‪ ،‬سريع النفعال والتوتر‪.‬‬
‫‪ -4‬أعراض وجدانية‪ :‬الكثر شيوعا في هذه الضطرابات هو الكتئاب والقلق‬
‫والشعور بالفزع‪ .‬حيث يعبر عنه في صورة عدم القدرة على الستمتاع‪ ،‬والرغبة في‬
‫الموت‪ ،‬وأفكار انتحارية‪ ،‬والشعور بالذنب‪ ،‬والحساس بالعجز واليأس‪ ،‬وفقدان الرغبة‬
‫في الحياة ومحاولت النتحار‪ ،‬ونوبات التوتر الشديد‪ .‬وقد يفقد النسان مشاعره نحو‬
‫أقرب الناس إيه ويشعر بالغتراب في منزله ومع أفراد أسرته وأصدقائه‪.‬‬
‫‪ -5‬أعراض ذهانية‪ :‬مثل الهلوس حيث يسمع أو يرى أو يشعر النسان بأمور ل‬
‫وجود لها في الحقيقة‪ .‬أو كأن يعتقد اعتقادا راسخا بأنه مضطهد من الجميع أو من‬
‫أفراد أسرته أو أصدقاءه دون أن يكون هناك دليل على ذلك وهو ما يعرف باسم‬
‫الضللت‪ .‬أو كأن يفقد التمييز بين الحقيقة والخيال‬

‫الضطرابات النفسية المترتبة على التعذيب‬

‫اضطراب كرب ما بعد صدمة‬


‫حيث يعيش النسان نوبات استرجاعية مؤلمة يعيش فيها أحداث التعذيب بتفصيلها‬
‫وكأنها تحدث من جديد مما يعود بالنسان إلى الحالة النفسية المصاحبة لعملية‬
‫التعذيب‪ .‬وقد يحدث ذلك في أثناء اليقظة أو النوم وقد تكون مصحوبة بهلوس سمعية‬
‫أو بصرية أو كليهما‪ .‬كما تتحكم في النسان كوابيس مزعجة بنفس المحتوى تؤدي إلى‬
‫الستيقاظ المتكرر من النوم في حالة من الفزع‪ .‬إن الصابة بهذا الضطراب قد تدفع‬
‫النسان لن يتجنب التفكير في حدث التعذيب ويعزف عن التحدث عنه بل وقد يسعى‬
‫إلى البتعاد عن كل ما يذكره به سواء كان ذلك متمثل في أماكن معنية أو أشخاص أو‬
‫جنسيات أو أنشطة بعينها‪ .‬وقد يصل المر إلى فقدان القدرة على تذكر أي تفاصيل‬
‫متعلقة بأحدث التعذيب وهو آلية دفاعية تستخدمها النفس حين تكون الذكرى شديدة‬
‫اللم بدرجة تهدد بالنهيار العصبي للنسان‪.‬‬
‫تغيرات في السلوك أو المشاعر‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫مثل نوبات التوتر أو الغضب بدون سبب أو لسباب بسيطة غير متناسبة مع رد الفعل‪،‬‬
‫أو النفعال بدون داع أو ضعف الذاكرة أو الشعور بصعوبة في التركيز‬
‫الكتئاب‬
‫يمكن للكتئاب أن يكون متعدد الدرجات الذي قد يصل إلى الرغبة في النتحار أو أن‬
‫ينعزل ضحية التعذيب تماما عن كل محيطه الجتماعي‪ ،‬حيث يتملكه شعور بفقدان‬
‫المل نهائيا في المستقبل واستحالة النتظام في زواج أو عمل أو عملية تعليمية‪.‬‬
‫اضطرابات دائمة في الشخصية‪.‬‬
‫اضطرابات ذهانية متعددة الدرجات والنواع‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفحص الكلينيكي‬
‫أول‪ :‬المقابلة‬
‫)تصح تلك الرشادات لكل من الطباء والمحامين(‬

‫من المعروف أن الممارس العام أو الخصائي في المستشفى سوف يفحص الضحايا‬


‫في وضع بالغ الصعوبة فقد يكون ذلك في الستقبال مثل‪ ،‬وقد يأتي الضحية للعلج من‬
‫الصابات العضوية الناتجة عن التعذيب في صحبة الشرطي أو الضابط وعلى الرجح‬
‫أن يكون من نفس موقع الحتجاز والتعذيب‪ ،‬بل أحيانا يكون نفس الشخص الذي أوقع‬
‫به التعذيب!‪ .‬في مثل هذه الظروف يكون الحديث مع الضحايا بالغ الصعوبة‪ ،‬ناهيك عن‬
‫عدم توفر شروط المقابلة الصحيحة‪ ،‬من ناحية المكان الملئم للمقابلة وأسلوب‬
‫استقبال المريض والحوار معه ‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫كذلك سيكون الضحية متحفظا وخائفا‪ ،‬لن شكواه للطبيب قد يترتب عليها مزيد من‬
‫التعذيب فور مغادرته المستشفى‪ ،‬ومن الطبيعي أن الضحية لن يتكلم إل إذا شعر‬
‫بالمان لذلك ينصح بأن يبذل الطبيب ما في وسعه لمناظرة الضحية منفردا في مكان‬
‫مستقل ما أمكن ولبد أن تفك من يده الكلبشات وان يقف الحارس بعيدا خارج‬
‫الغرفة مثل‪ ..‬يحتمل أن يؤدي سلوك الطبيب الهادئ المطمئن إلى أن يتكلم معه‬
‫الضحية وان يسرد له ظروف الحادث‪.‬‬
‫كثير من الطباء يهتمون بتقديم العلج العضوي وقد يكتبون للضحايا تقارير ولكن قليل‬
‫منهم من يهتمون بسماع شكوى المريض ببعض الستفاضة ومن خلل المقابلة‬
‫يستنتجون العراض النفسية التي يعاني منها الضحايا وإرفاقها بالتقرير‪ ..‬بالطبع‬
‫يستطيع أي طبيب بعد قليل من الدراسة أن يتعرف على العراض النفسية للتعذيب‬
‫وكيفية إرفاقها بالتقرير الطبي للضحية‪.‬‬
‫وقد يأتي الضحايا من تلقاء أنفسهم للطباء في العيادات بالمستشفيات أو في‬
‫العيادات الخاصة يشكون على الغلب من أعراض جسدية أو قد يشكو بعضهم من‬
‫صعوبة النوم أو الصداع أو فقدان القدرة على التركيز في كل الحوال وبغض النظر‬
‫عن المكان الذي سوف يقابل فيه الطبيب الضحايا ستكون للمقابلة شروط وسوف‬
‫يكون للقاء الضحايا أسلوب مناسب وسوف نركز هنا على السلوب الفضل لنعطي‬
‫أنفسنا الفرصة ونعطي القارئ أكبر قدر ممكن من المعلومات‪.‬‬
‫قواعد المقابلة الولى‬
‫بداية‪ :‬ل تتسبب في الذى‪ ..‬كن حذرا‪:‬‬
‫‪-‬يجب‪ ،‬قدر المكان أن يتم الفحص في مكان مناسب ومريح " المساحة‪ ،‬الضاءة‪،‬‬
‫التهوية‪..‬الخ"‬
‫‪-‬قد ل نملك التحكم في السياق الذي تتم فيه المقابلة‪ .‬مع ذلك فبعض الشارات‬
‫الصغيرة من قبلنا قد تشعر الشخص المفحوص بمزيد من الراحة‪.‬‬
‫‪-‬يجب منع أي من رجال المن حضور الفحص الطبي‪.‬‬
‫‪-‬يجب توافر المعدات الطبية المساعدة‬
‫‪-‬يجب تحرير الضحية من القيود أو من عصابة العين إن وجدت‪ ،‬وسجل تلك الوضعية‬
‫في التقرير المقدم للجهات الرسمية الطبية والقانونية‬
‫‪-‬قدم نفسك للمفحوص وتخصصك وسبب الفحص في بداية اللقاء‪.‬‬
‫‪-‬أخبر المفحوص بأن هناك ظروف قانونية قد تتدخل في قواعد خصوصية وسرية‬
‫المعلومات‪ ،‬وأن وصول المعلومات كاملة لجهات التحقيق يحقق له الفائدة ويساعد‬

‫‪32‬‬
‫علي محاكمة المسئولين عن تعذيبه‪ .‬ويجب أن يحاط علما بأن الجناة قد يتعرضون‬
‫له بسبب ما سوف يدلي به من معلومات عن التعذيب‪.‬‬
‫‪-‬بعد شرح كل الظروف والملبسات للمفحوص حاول الحصول علي موافقة مكتوبة‬
‫علي إجراء الفحص الطبي‪.‬‬
‫‪-‬في حال رفض التوقيع علي إقرار الموافقة علي الفحص‪ ،‬تعرف علي أسباب‬
‫الرفض وسجل ذلك في تقريرك الطبي‪.‬‬
‫‪-‬في حال كون المفحوص تحت الحتجاز‪ ،‬عليه أو محاميه التوقيع علي ملحظاتك‬
‫الخاصة برفض المفحوص توقيع الكشف الطبي عليه‪.‬‬
‫‪-‬سجل تاريخ‪ ،‬وزمن‪ ،‬ومكان إجراء الفحص والجهة المحول منها المفحوص وهل‬
‫التحويل بخطاب رسمي أم ل‪ ،‬وسجل أيضا المرافقين للمفحوص من الجهات‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫‪-‬يجب إعطاء الوقت الكافي للفحص الطبي‪.‬‬
‫‪-‬عليك طمأنة ضحية التعذيب‪ ،‬وكسب ثقته‪ ،‬وتوصيل رسالة التعاطف معه ورفض‬
‫التعذيب أيا كان مبرره وهذا ل يتنافى مع الموضوعية في التقرير‪.‬‬
‫‪-‬يجب مراعاة التوازن بين رغبة المفحوص بتكتم المر‪ ،‬وأهمية البلغ عن جريمة‬
‫التعذيب‪ .‬علي أن تكون الولوية لما يراه المفحوص‪.‬‬
‫‪-‬عليك مراعاة أل تكون أسئلتك بطرقة مشابهه لتحقيق قسم الشرطة أو النيابة‪.‬‬
‫‪-‬راعي اختيار كلماتك ونبرة صوتك وحدد خطة الفحص مراعيا احتياجات المفحوص‬
‫‪-‬لو كان المفحوص فاقدا للوعي عليك إجراء الفحص وعمل كافة الفحوصات‬
‫المطلوبة لتحديد أسباب فقدان الوعي‪.‬‬
‫‪-‬يجب الستماع لقصة التعذيب تفصيليا من حيث طرق التعذيب‪ ،‬زمنه‪ ،‬تكراره‪ ،‬علج‬
‫ما لثاره‪،‬وعلي الطبيب سؤال المفحوص بعض السئلة عن تلك المور فقد ينسي‬
‫ذكر معلومات هامة إما لسباب عضوية "إصابات بالرأس" أو لسباب نفسية‬
‫"التجنب أو النكار" أو لسباب ثقافية تمنع من الفصاح عن بعض أشكال التعذيب‬
‫خاصة تلك المرتبطة بالجبار علي العري والتعذيب الجنسي"‬
‫‪-‬يجب هيكلة المقابلة بحيث تقلل قدر المستطاع من احتمال تكرار الشعور بالصدمة‬
‫لدى الناجين من التعذيب‪ .‬عليك أن توازن جيدا بين مخاطر تكرار الشعور بالصدمة‬
‫في مقابل الحاجة إلى الحصول على المعلومات الكافية والمناسبة‪ .‬أي يجب‬
‫محاولة إيجاد توازن ما بين ضرورتين أساسيتين‪ :‬ضرورة الحصول على معلومات‬
‫مفيدة وضرورة احترام احتياجات الشخص المفحوص‪.‬‬
‫‪-‬المر متروك للتقدير الذاتي للقائم على المقابلة‪ :‬إلى أي مدى يمكن الستمرار في‬
‫البحث عن التفاصيل لكي يكون التقرير مؤثرا في المحكمة دون أن يؤدي ذلك إلى‬
‫مزيد من معاناة المفحوص‪ ،‬خاصة إذا أبدى المفحوص ما يشير بوضوح إلى تأثره‬
‫بإعادة سرد ما حدث‪.‬‬
‫‪-‬تجنب أي أسلوب أو تناول أو طريقة قد تذكر المفحوص بالسياق الذي تعرض فيه‬
‫للتعذيب‪ ،‬على سبيل المثال تجنب إعطاء الوامر أو طرح السئلة بسلطوية‪ ،‬ل تدع‬
‫الشخص ينتظر‪ ،‬تأكد من أن الشخص يشعر بأنه هو صاحب الرأي في إجراء‬
‫المقابلة‪ ،‬وفر الوقت اللزم للشخص ليطرح أسئلته ويعبر عن احتياجاته‪ ،‬حاول أن‬
‫يكون التفاعل مريحا وأن يتم في أوقات ملئمة‪.‬‬
‫‪-‬تذكر أنه بإمكانك إبلغ جهات أخري مدنية بواقعة التعذيب "نقابات مهنية‪ ،‬منظمات‬
‫حقوقية" بعد موافقة الشخص على ذلك‪.‬‬
‫سير المقابلة‬

‫‪33‬‬
‫للمقابلة دور جوهري في ضمان تحقيق دقيق وشامل في واقعة التعذيب‪ .‬في غياب‬
‫علقة قوية‪ ،‬معتمدة على الثقة مع الشخص المعني‪ ،‬وفي غياب رواية كاملة ومتماسكة‬
‫لما حدث‪ ،‬يكاد يكون من المستحيل إجراء تحقيق واف في واقعة التعذيب‪ .‬تنطبق هذه‬
‫العتبارات على جميع الفراد المشاركين في إجراء المقابلت التي تستهدف التحقيق‬
‫في وقائع التعذيب وتوثيقها‪.‬‬
‫‪-‬في بداية المقابلة يجب أن تقدم نفسك وتشرح دورك‪ ،‬وأن تحدد حدود المقابلة‬
‫والهدف منها والظروف المحيطة بها‪.‬‬
‫‪-‬ابدأ بالسؤال عن معلومات شخصية عن المفحوص‪ :‬نوع الجنس‪ ،‬العمر‪ ،‬التعليم‪،‬‬
‫المهنة‪ ،‬الحالة الجتماعية‪ ،‬لون الشعر والعينين‪ ،‬الطول‪ ،‬الوزن‪ ،‬استخدام نظارات‬
‫طبية أو أجهزة مساعدة أو تعويضية‪ ،‬إشكاليات في المشي والحركة‪ ".‬يفضل أن‬
‫تترك التفاصيل لنهاية جلسة الفحص"‬
‫‪-‬استمع لشكوى المفحوص الحالية بالتفصيل ‪ ..‬نوع الصابة‪..‬‬
‫مكانها‪..‬تاريخها‪..‬أسبابها‪.‬تطورها‪..‬العلج إن وجد‬
‫‪-‬تعرف علي القصة منذ اللحظة الولي للتوقيف حتى وقت الفحص‪ ،‬وسجلها بنفس‬
‫كلمات الضحية‪ " .‬تعرف علي مكان التعذيب ومن قام به وأشكال التعذيب ومدته‬
‫وعدد مرات تكرارها ووضع الجسم والرأس أثناء التعذيب‪ ،‬والدوات المستخدمة‬
‫فيه‪ .‬ومدي توافر الشروط الصحية في مكان الحتجاز‪.‬‬
‫‪-‬ابدأ بالسئلة الكثر عمومية وأترك السئلة المسببة للحرج" تلك الخاصة بالتعذيب‬
‫الجنسي" للوقت الذي تراه مناسبا وفق إحساسك بثقة المفحوص بك وأنه علي‬
‫استعداد للحديث عن التعذيب الجنسي‪ .‬وفي كل الحوال تفضل السئلة المفتوحة‬
‫وغير الموجهة‪.‬‬
‫‪-‬انتبه فقد تعيد للضحية صدمة التعذيب ‪ ..‬اختر أسئلتك‪ ،‬وكلماتك‪ ،‬ولحظ رد فعل‬
‫الشخص وتعبيرات الوجه أو علمات التوتر أو الصمت‪ ،‬أو المقاومة‪.‬‬
‫‪-‬عدم ذكر المفحوص وقائع التعذيب ل ينفى وقوعه‪ ..‬ففي كثير من الحيان يكون‬
‫استدعاء المعلومات أو سرد الوقائع بدقة أمرا شديد الصعوبة خاصة في إصابات‬
‫الرأس‪ ،‬اضطراب الذاكرة وصعوبة التركيز‪ ،‬أو في حالت الصدمة النفسية‬
‫الشديدة‪ ،‬أو بسبب تدهور الوعي أثناء التعذيب‪ ،‬أو بسبب تغييب الضحية عن‬
‫عوامل الزمان والمكان‪ ،‬أو كآلية دفاعية ل شعورية‪ .‬كما يمكن أن تأتى الصعوبة‬
‫من فقدان الثقة في الطبيب أو نتيجة الشعور بالخجل أو الشعور بالذنب‪.‬‬
‫‪-‬قد تجد بالقصة عدم ترابط أو بغياب المنطق مما قد يجعلك تظن أن القصة‬
‫مختلقة‪ ،‬في هذه الحال تذكر أن تفاصيل العراض المصاحبة للصدمة ل يعرفها إل‬
‫المختصون‪ ،‬وكذلك الصابات الجسدية الناتجة عن وسائل التعذيب المختلفة‪ ،‬لذا‬
‫عليك ربط ما يقال بنتائج الفحص الكلينيكي؟‪ ،‬وبمعلوماتك عن طرق التعذيب‬
‫المستخدمة في بلدك‪.‬‬
‫‪ -‬وقد يكون التشوش في القصة ناتجا عن إصابة بالمخ أو إصابة نفسية‪ .‬كما يمكنك‬
‫استكمال القصة في جلسة أخري واستدعاء أي من أفراد السرة او الصدقاء‬
‫لفادتك بالمعلومات الناقصة أو المشوهة‪ .‬وإن ظل الشك يساورك استعن بزميل‬
‫لك قبل كتابة التقرير الطبي‪.‬‬
‫‪-‬تعرف علي التاريخ المرضي السابق للحتجاز وحال تفاقمه بسبب الحتجاز أو منع‬
‫العلج عن المحتجز‪ .‬وهل هناك إصابات ناتجة عن احتجاز سابق‪.‬‬
‫‪-‬إن كانت الملبس التي يرتديها هي نفسها التي كان يرتديها وقت التعذيب أبلغة إن‬
‫من مصلحته إرسالها للطب الشرعي لفحصها‪.‬‬
‫‪-‬ابلغ المفحوص أن من حقه طلب استراحة وقتما يشعر بالحتياج لذلك‪ .‬واترك وقتا‬
‫كافيا للرد علي أسئلته ومناقشة مخاوفه علي حالته الصحية‪ ،‬أو أي مخاوف أخرى‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الحفاظ على السرية والموافقة المدعومة بالمعرفة‪:‬‬
‫‪-‬كما يفعل أي طبيب سيبدأ بالتعارف وإشاعة الدفء في جو المقابلة ثم سؤال‬
‫الضحية عن شكواه‬
‫‪-‬يجب إخطار الشخص بوضوح بأي حدود لسرية المعلومات التي سوف تترتب على‬
‫المقابلة وكذلك أي التزامات قانونية قد تستدعي الكشف عن تلك المعلومات‪.‬‬
‫‪-‬يجب التأكد من أن الموافقة على إجراء المقابلة تستند إلى فهم واف للنتائج‬
‫المحتملة‪ ،‬اليجابية والسلبية‪ ،‬لجراء هذا التقييم‪ ،‬وأن الشخص قد وافق على إجراء‬
‫المقابلة بإرادته الحرة ودون أي ضغط من آخرين‪.‬‬
‫‪-‬من واجب الطباء أن يحافظوا على سرية المعلومات وأل يكشفوا عنها سوى‬
‫بموافقة الشخص المعني‪.‬‬
‫‪-‬يجب على الطبيب أن يضمن توفر الخصوصية أثناء المقابلة‪.‬‬
‫‪-‬يقوم الطبيب بطمأنة الصحية وتشجيعه على الحديث مع توضيح أن كل ما سيقوله‬
‫في هذا المكان يعتبر سرا ول يمكن إذاعة أي معلومات عنه‬
‫‪-‬ل يجوز أبدا أن يتواجد رجال الشرطة أو القائمين على تطبيق القانون في حجرة‬
‫الفحص‪.‬‬
‫‪-‬عملية طرح أسئلة بعينها من عدمه تختلف من حالة إلى أخرى وتعتمد على درجة‬
‫السرية والخصوصية التي يمكن تأمينها للمقابلة‪.‬‬
‫‪-‬تأتي دائما الجابات الولى عامة ومتحفظة وغير كافيه‬
‫‪-‬مع تقدم الحوار وإذا بدا الشخص المفحوص أي تردد أو رغبة في التوقف من‬
‫الواجب أن نوضح له انه يستطيع إنهاء المقابلة في أي وقت‬
‫‪-‬في حالة الستمرار في المقابلة وإذا كان المكان والظروف والوقت يسمحان‬
‫يلحظ عدم الضغط على الضحايا لمعرفة القصة بكامل تفاصيلها لن تفاصيل‬
‫التعذيب تكون مؤلمة وأحيانا مهينة ول يحتمل الضحية مواجهتها وإعادة حكايتها بل‬
‫أن بعض الضحايا قد يتسبب لهم هذا الضغط في نوبات توتر مرضي وترتد بهم‬
‫ذاكرتهم للحظة التعذيب فيعيشون فيها بكل ما حملت من ألم كما لو كانت تحدث‬
‫في التو واللحظة‪.‬‬
‫‪-‬إذا سمحت الظروف وإذا رغب الطبيب في تكرار المقابلة لستكمال المعلومات أو‬
‫للقيام بدور المساندة النفسية ستنتهي المقابلة بدعوة مفتوحة للزيارة التالية‪.‬‬
‫‪-‬على الرجح أن ل تتكرر مقابلة الطبيب الممارس العام أو الخصائي الباطني وان‬
‫يقوم في حالة ما وجد أعراض نفسية بتحويل الشخص إلى الخصائي النفسي‪.‬‬
‫‪-‬وفي الحالتين قد يطلب من الضحية تقريرا لحالته نتصور الن انه سيشمل على‬
‫ذكر العراض النفسية يجانب الصابات العضوية‪.‬‬
‫بناء الثقة والتعاطف مع الحفاظ على الموضوعية‬
‫‪-‬الثقة عنصر ضروري للحصول على سرد دقيق لواقعة سوء المعاملة‪.‬‬
‫‪-‬توفير حالة الثقة يستدعي النصات باهتمام‪ ،‬الحرص في التواصل‪ ،‬الحترام‪،‬‬
‫التعاطف الحقيقي‪ ،‬الصدق‬
‫‪-‬التقييم الطبي والنفسي لغراض طبية وقانونية يجب أن يتم بموضوعية وحيادية‪.‬‬
‫‪-‬الموضوعية ل تتناقض مع التعاطف‪ .‬من الضروري الحفاظ على الحدود المهنية‬
‫وفي نفس الوقت التعاطف مع ألم ومعاناة الشخص‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪-‬على الطباء أن يكونوا حساسين ومتعاطفين في طرح أسئلتهم‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫عليهم أن يكونوا موضوعيين في تقييمهم الكلينيكي‪.‬‬
‫‪-‬ليس من المناسب في هذه الحالت اللتزام ”بالحيادية الكلينيكية“ الجامدة‪.‬‬
‫‪-‬القائم على الفحص يمكن أن يعبر عن كونه حليفا للشخص المفحوص وأن يظهر‬
‫هذا الدعم وأل يصدر أحكاما مسبقة‪.‬‬
‫الطرح والطرح المقابل‬
‫‪-‬تقييم الشخاص الذين تعرضوا لصدمات شديدة قد يترتب عليه انفعالت عاطفية‬
‫لدى كل من المفحوص ومن يقوم بالفحص‪.‬‬
‫‪-‬الطباء القائمون على التقييم الجسدي والنفسي للمفحوص يجب أن يجب أن‬
‫يكونوا على علم بإمكانية حدوث تلك التفاعلت العاطفية‪.‬‬
‫‪-‬الطرح هو المشاعر التي يشعر بها الناجون من التعذيب نحو الطبيب المعالج‪.‬‬
‫‪-‬هذه المشاعر تنبع من خبرات سابقة للضحايا‪.‬‬
‫‪-‬لكن أحيانا يتم تفسيرها خطأ على أنها موجهة للمعالج شخصيا‪.‬‬
‫‪-‬الضحية قد يستقبل أسئلة القائم على المقابلة على أنها‪ :‬قسرية‪ ،‬شبيهة بالتحقيق‬
‫أو علمة على الشك وعدم التصديق‪.‬‬
‫‪-‬الضحية قد يشعر أن القائم بالمقابلة‪ :‬فضولي وسادي في دوافعه‪ ،‬أو شخص‬
‫يمارس سلطته عليه أو يضعه في موقف قريب الشبه بالموقف الذي تعرض فيه‬
‫للتعذيب‪ ،‬أو منحاز لصف العدو‬
‫‪-‬لكل ما سبق فإن الشخص قد يشعر بالضيق‪ ،‬الخوف‪ ،‬عدم الثقة‪ ،‬الخضوع بالقوة‪،‬‬
‫الغضب‪ ،‬الغضب الشديد‪ ،‬الخجل‪ ،‬القلق والشك‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫‪-‬أو قد يشعر بثقة شديدة وبالتالي تصبح لديه توقعات عالية‪.‬‬
‫‪-‬كذلك فإن الشخص القائم بالمقابلة يجب أن يكون واعيا بردود فعله الخاصة‬
‫ومشاعره التي قد تؤثر على أحكامه وطريقة استقباله لقوال الضحية‪.‬‬
‫‪-‬الطرح المضاد هو ما يشعر به الطبيب القائم على التقييم و تتضمن‪ :‬التجنب‪،‬‬
‫النعزال‪ ،‬اللمبالة الدفاعية‪ ،‬فقدان الثقة‪ ،‬الشعور بالعجز‪ ،‬الشعور باليأس والتوحد‬
‫الزائد بالضحية‪ ،‬الشعور بالعظمة والقدرة الفائقة كأن يشعر القائم على المقابلة‬
‫بأنه بطل أو منقذ أو خبير كبير في أمور الصدمة أو أنه يمثل آخر أمل للضحية‪،‬‬
‫الشعور بعدم المان أو الذنب أو الغضب الشديد تجاه القائمين على التعذيب أو‬
‫المحققين أو الضحية نفسها‪.‬‬
‫‪-‬كل هذه العوامل تشير إلى احتمال أنك معرض لي من المور التالية‪ :‬التقليل من‬
‫شدة تبعات التعذيب‪ ،‬نسيان بعض التفاصيل‪ ،‬الشكوك غير المبررة في صدق رواية‬
‫التعذيب‪ ،‬الفشل في تكوين علقة التعاطف اللزمة مع الضحية‪ ،‬المبالغة في التوحد‬
‫مع ضحية التعذيب‪ ،‬التأثر المفرط برواية التعذيب والجهاد النفسي بسبب ذلك‪،‬‬
‫الصعوبة في الحفاظ على الموضوعية‪.‬‬
‫صعوبات محتملة أثناء المقابلة‬
‫قد يجد الناجون من التعذيب صعوبة في تذكر وإعادة سرد بعض تفاصيل خبرة التعذيب‬
‫وأجزاء أخرى من الرواية‪ ،‬وذلك لعدد من العوامل‪.‬‬
‫‪.1‬عوامل ذات صلة مباشرة بخبرة التعذيب‬
‫‪-‬التعذيب نفسه مثل تعصيب العيون واستخدام المواد المخدرة ووجود فترات من‬
‫تشوش الوعي‪.‬‬
‫‪-‬تشوش إدراك الزمان والمكان أثناء التعذيب‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪-‬اضطرابات في الذاكرة نتيجة الصابة في الرأس أو الخنق أو الغراق أو التجويع أو‬
‫نقص الفيتامينات أو الدخول في إضراب عن الطعام‪.‬‬
‫‪-‬التعرض لخبرات متكررة ومتشابهة قد تؤدي أيضا إلى تشوش في تذكر تفاصيل‬
‫خبرة بعينها بوضوح‪.‬‬
‫‪.2‬عوامل ذات صلة بالثار النفسية للتعذيب‪:‬‬
‫‪-‬اضطرابات في الذاكرة بسبب الكتئاب أو اضطراب كرب ما بعد الصدمة‪.‬‬
‫‪-‬آليات التأقلم اللشعورية مثل النكار أو التجنب‪.‬‬
‫‪-‬أعراض نفسية أخرى مثل صعوبة التركيز أو تفتيت أو قمع الذكريات المؤلمة أو‬
‫الختلط والتشوش أو فقدان الذاكرة‪.‬‬
‫‪-‬الشعور بالذنب أو العار‪.‬‬
‫‪.3‬عوامل ذات صلة بالعراف الثقافية‬
‫‪-‬الفروق الثقافية في تقدير الزمن‪.‬‬
‫‪-‬العراف الثقافية التي ل تسمح بالكشف عن الخبرات المؤلمة سوى في ظروف‬
‫شديدة الخصوصية والسرية‪.‬‬
‫‪.4‬عوامل ذات الصلة بظروف المقابلة أو وجود حواجز في التواصل‬
‫‪-‬الخوف من تعريض النفس أو الخرين للخطر‪.‬‬
‫‪-‬انعدام الثقة‪.‬‬
‫‪-‬انعدام الشعور بالمان‪.‬‬
‫‪-‬انعدام الخصوصية أو قلة الوقت المتاح لجراء المقابلة‪.‬‬
‫‪-‬شعور الضحية باللم أو أي أعراض أخرى متسببة في عدم الراحة‪.‬‬
‫‪-‬حواجز ثقافية واجتماعية مثل جنس القائم على المقابلة أو اللغة المستخدمة أو أي‬
‫فروق ثقافية أخرى‪.‬‬
‫‪-‬مشاعر الطرح والطرح المضاد‪.‬‬
‫‪-‬سوء إدارة أو سوء تخطيط المقابلة‪.‬‬
‫تذكر أن التضارب في الرواية ل يعني بالضرورة إن ادعاءات‬
‫التعذيب غير حقيقية‪ .‬حيث أن أي من تلك العناصر السابقة قد‬
‫يتسبب في تضارب محتويات الشهادة‪.‬‬
‫في حال وجود تضارب في الرواية‬
‫‪-‬إن أمكن نوجه مزيد من السئلة للستيضاح‪.‬‬
‫‪-‬إن لم يكن ذلك ممكنا‪ :‬علينا أن نبحث عن أدلة أخرى‪.‬‬
‫‪-‬يمكن أن نصل إلى توضيح الرواية من خلل شبكة من التفاصيل الموثوق فيها‬
‫تكون قد وردت في الرواية‪.‬‬
‫في حال وجود شك في صدق الرواية‬
‫‪-‬يجب على القائم على المقابلة أن يكون واعيا لهذا الحتمال وأن يبحث عن‬
‫السباب التي تدعو الشخص إلى تأليف الرواية أو المبالغة في تفاصيلها‪.‬‬
‫‪-‬كذلك يجب أن ينتبه إلى أن تأليف مثل تلك الروايات يتطلب معرفة تفصيلية‬
‫بالعراض المصاحبة للصدمة التي نادرا ما تكون في متناول الفراد‪.‬‬
‫‪-‬يمكن التفاق على مقابلت إضافية للمساعدة على توضيح التناقضات الواردة في‬
‫الرواية‪.‬‬
‫‪-‬قد يتمكن أفراد السرة أو الصدقاء من المساعدة في توضيح تفاصيل الرواية‪.‬‬
‫‪-‬عمل الفحوص الضافية‪.‬‬
‫إذا استمر الشك في صدق الرواية‪:‬‬
‫‪-‬يجب تحويل الشخص إلى زميل آخر للحصول على رأيه‪.‬‬
‫‪-‬يجب توثيق وجود شك في رواية الشخص مصحوبا بتوقيع طبيبين‪.‬‬

‫‪37‬‬
38
‫ثانيا‪ :‬الفحص الجسدي‬

‫‪:‬‬
‫وصف الصابات‬
‫قد ينسي البعض منا‪ -‬من غير العاملين بمصلحة الطب الشرعي‪ -‬المعلومات الخاصة‬
‫بوصف الصابات‪ ،‬وكيفية الفحص والتوثيق‪ ،‬وسنحاول في هذا الجزء مراجعة بعضا من‬
‫الصابات الكثر شيوعا‪ ،‬وطريقة فحص ادعاءات التعذيب وإساءة المعاملة‪.‬‬
‫يبدأ الفحص بالترتيب الذي يفضله الطبيب ويستقر عليه حتى ل ينسي جزءا دون أن‬
‫يعاينه طبي‪ .‬ويمكن إتباع الترتيب التالي‪ :‬الجلد‪ ،‬الرأس‪ ،‬العنق‪ ،‬الطرفين العلويين‪،‬‬
‫الصدر‪ ،‬البطن‪ ،‬الظهر‪ ،‬الطرفيين السفليين‪ ،‬الليتين والمنطقة التناسلية‪.‬‬
‫يفضل أل يخلع المفحوص كامل ملبسه دفعة واحدة‪ ،‬بل علي عدة مرات وفقا‬
‫للمنطقة المراد فحصها ففي هذا رفعا للحرج من جانب‪ ،‬وإعطاء الفرصة للطبيب‬
‫لملحظة حركة المفاصل والعضلت أثناء تكرار خلع وارتداء الملبس‪.‬‬
‫يلي ذلك فحص الجهزة الداخلية‪ :‬القلب والجهاز الدموي‪ ،‬الجهاز التنفسي‪ ،‬الكليتين‪،‬‬
‫الجهاز الهضمي‪ ،‬الجهاز العصبي المركزي‪.‬‬
‫يعاد فحص المريض فحصا دقيقا في المواقع التي أشار المفحوص لتعرضه للتعذيب‬
‫فيها‪ ،‬أو التي لحظها الطبيب أثناء الفحص الولي الشامل‪ ،‬أو أثناء خلع وارتداء‬
‫الملبس‪ .‬وعلي الطبيب في هذا الجزء من الفحص كتابة التعليق سواء وجدت مظاهر‬
‫إصابية تؤكد ما قاله المفحوص‪ ،‬أو عدم وجود مظاهر إصابية‪ ،‬أو إن كانت هناك إصابات‬
‫يرجح أن تكون محدثة بواسطة الشاكي او أي من ذويه‪.‬‬
‫تجري الفحوص الطبية اللزمة‪ :‬أشعة‪ ،‬رسم عضلت‪ ،‬فحص عيون‪ ،‬فحص انف‬
‫وأذن‪...‬الخ‪ ،‬ثم يتم تسجيل الصابات كتابة وبالرسوم التوضيحية‪ .‬وتسجل بكاميرا دقيقة‬
‫مسجل عليها التاريخ والتوقيت‪.‬‬
‫علي الطبيب الشرعي أن يقرر مع كل إصابة درجة توافقها مع رواية مدعي التعذيب‬
‫من حيث توافقها من عدمه‪ ،‬وأيضا تسجيل الصابات التي يراها حتى وإن كان رأيه أنها‬
‫ناتجة عن حادث ل علقة له بالتعذيب‪ ،‬أو ناتجة عن مضاعفات لحادثة تعذيب‪ ،‬أو مفتعلة‬
‫أو ناتجة عن مرض عضوي أو نتجت أو زادت شدتها كمضاعفات للحالة النفسية الناتجة‬
‫عن التعذيب‪.‬‬
‫المظهر العام‪:‬‬
‫الحركة‪ ،‬مظاهر إصابية في العظام أو المفاصل‪ ،‬أو العضلت‪ .‬طريقة السير هل طبيعية‬
‫أم تعكس ألم في باطن القدم أو الجهاز العظمى العضلي أم تعطى انطباعا لصابة في‬
‫الجهاز العصبي‪.‬‬
‫العناية الشخصية‪ ،‬أعراض اللم أو الجهاد أو المعاناة النفسية‪ ،‬الصابات الظاهرة قبل‬
‫خلع الملبس‪ ،‬درجة الوعي‪ ،‬الذاكرة‪ ،‬الستجابات الشعورية "مخاوف‪ ،‬خجل‪ ،‬شعور‬
‫بالذنب‪ ،‬توتر‪ ،‬ألم‪ ،‬الثقة في النفس وفي الطبيب‪ ،‬التجنب"‬
‫فحص الجلد‪:‬‬
‫يغطي الجلد الجسم كله من الخارج وهو الجهاز الحمائي الول ضد الصدمات‬
‫والمؤثرات الخارجية‪ ،‬لذا فهو مرآة للصابة سواء كانت سطحية أو عميقة وبفحص‬
‫الجلد ولونه والشعر الذي يغطيه يمكننا التعرف علي كثير من المعلومات حول‬
‫الصابات الحديث منها والقديم أو المراض التي تصيب الجلد أو تأتي كمضاعفات‬
‫لصابة مباشرة له‪ .‬لذا ل بد من توجيه اهتمام خاص لفحص الجلد ويفضل بدأ الفحص‬
‫به‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫وعلي الطبيب تسجيل الصابات الظاهرة بالجلد‪ ،‬وموضعها " مكانها"‪ ،‬شكلها‪ ،‬تحددها‪،‬‬
‫لونها‪ ،‬أبعادها‪ ،‬ارتفاعها عن سطح الجلد‪ ،‬وجود مضاعفات أو مظاهر التئام‪ .‬لون‬
‫الصبغيات الجلدية" زيادة أو نقص الميلنين"‪ ،‬ضمور أو زيادة في سمك المنطقة‬
‫المصابة‪ ،‬غياب الشعر‪ ،‬وجود إصابات بكتيرية ثانوية‪ ،‬شكل الجلد في المنطقة المحيطة‬
‫بالصابة‪ ،‬هل هناك مرض جلدي سابق عن تاريخ الحتجاز‪ ،‬أو مرض جلدي ناتج عن‬
‫التكدس وسوء الوضع الصحي لمكان الحتجاز‪ .‬و الرأي فيما كانت الصابات الموجود‬
‫يرجح أن تكون ناتجة عن التعذيب أو يمكن إحداثها بواسطة المصاب نفسه‪.‬‬
‫عادة تتضمن إصابات الجلد واحدا أو أكثر من الصابات التالية‪ :‬رضوض‪ ،‬سحجات‪،‬‬
‫سلخات‪ ،‬علمات عض‪ ،‬علمات حروق سجائر أو حروق كهربية أو حروق سوائل أو‬
‫أدوات ساخنة‪ ،‬خلع للظافر‪ ،.‬علمات جلد بالسياط أو بالعصي‪ ،‬علمات تقييد من‬
‫الرسغ أو الكاحل‪.‬‬
‫من المفيد إعطاء أهمية للمناطق ذات اللون الداكن وذات الثنايا‪ ،‬حيث يصعب رؤية‬
‫الحروق الكهربية بها بدون إضاءة قوية ومباشرة " المناطق التناسلية‪ ،‬حلمة الثدي"‬
‫فحص الرأس والوجه والرقبة‪:‬‬
‫الشكوى من الصداع أو اللم الموضعي‪ ،‬شكوى من تغير في شدة البصار‪ ،‬أو شدة‬
‫السمع‪.‬‬
‫يجب تسجيل أي علمات إصابية بعظام الرأس أو بالمخ قد تشير إلى نزيف تحت الم‬
‫العنكبوتية‪ ،‬أو بفصي المخ‪ ..‬الخ " وأثر تلك الصابات علي درجة الوعي‪ ،‬النتباه‪،‬‬
‫التركيز‪ ،‬الذاكرة‪ ،‬تمييز الزمان والمكان والشخاص‪...‬الخ‬
‫يراعي فحص الرأس جيدا وفي إضاءة مباشرة فقد يخفي شعر الرأس إصابة هامة‪.‬‬
‫فحص مفصل الفك‪ ،‬الحاجز النفي‪ ،‬كسور بالوجه أو الجبهة‪ .‬أو بمفصل الفك‪ ،‬كما‬
‫ينبغي فحص اللثة والسنان لتبيان نزيف باللثة او كسور بالسنان‪ .‬وعلينا بالبحث عن‬
‫قرح بالتجويف الفمي ناتجة عن تيار كهربائي‪ .‬وعلي الطبيب المختص التمييز بين‬
‫الصابات الناتجة عن عدم العناية بالفم والسنان وتلك الناتجة عن استخدام العنف أو‬
‫التعذيب‪.‬‬
‫وعادة تأخذ إصابات الوجه شكل‪ ..‬نزيف تحت العين أو في الملتحمة‪ ،‬أو إصابة مقلة‬
‫العين والسائل الزجاجي‪ ،‬كسر بعظام الوجه أو الحاجز النفي‪ ،‬كسر بالسنان‪ ،‬كدمات‬
‫أو علمات أصابع علي الوجنتين‪ ،‬تمزق بطبلة الذن‪.‬‬
‫يفضل العرض علي أخصائي عيون‪ ،‬أو أنف وأذن‪ ،‬أو مخ وأعصاب حسب الحتياج‪.‬‬
‫فحص الرقبة‪ :‬بنفس الطريقة يتم فحص الجلد لحتمال وجود كدمات متعددة ناتجة عن‬
‫محاولة الخنق‪ ،‬أو علمات أظافر حول الفم‪ ،‬أو إصابات بغضاريف الحنجرة‪.‬‬
‫فحص الجهاز العضلي الهيكلي‪:‬‬
‫تفحص الطراف لبيان وجود كسور أو شروخ بالعظام‪ ،‬ضمور بالعضلت خاصة‬
‫الطرفين العلويين‪ ،‬الفحص لعصاب وعضلت لطرفين العلويين‪ .‬فحص فقرات العمود‬
‫الفقري‪ .‬فحص مدي حركة المفاصل والتناسب أو الختلف بين جانبي الجسم‪ ،‬يليه‬
‫فحص العضلت لمظاهر زيادة أو نقص التوتر )‪ ، (tone‬فحص قوة العضلت علي‬
‫جانبي الجسم‪ ،‬البحث عن نزيف أو تجمع دموي بالعضلت‪.‬‬
‫وعلي الطبيب فحص الرقبة ومفصلي الكتف والطرفين العلويين بعناية خاصة حيث أن‬
‫التعليق من اليدين من خلف من أساليب التعذيب واسعة النتشار وقد تسبب خلع في‬
‫مفصل الكتف‪ ،‬أو تهتك بالضفائر العصبية‪ .‬وفي الحالة الحادة يشتكي ضحية التعذيب‬
‫من آلم مبرحة في الرقبة والكتفين وكل منطقة الجزء العلوي من القفص الصدري‪،‬‬
‫مع تحدد في مدي الحركة وضعف بالعضلت ونقص أو خدر بأعصاب الطرفين العلويين‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ومن الطرق شديدة النتشار أيضا الضرب علي باطن القدمين " الفلقة" وفيها يربط‬
‫الطرفيين السفليين من أعلي مفصل القدم وتمد الرجل علي كرسي مثل ويضرب‬
‫الضحية بالعصي أو الشوم ضربا مبرحا‪ .‬وقد تكرر تلك العملية عدة مرات في اليوم‬
‫ولفترة زمنية طويلة مما يتسبب في نزف تحت الجلد وقد تسبب جروحا تهتكية بباطن‬
‫القدم وإصابات بالعضلت‪ .‬من الهام أيضا تسجيل أي كسور بمشطيات القدم وإصابات‬
‫بالعصاب الطرفية الناتجة عن الضرب بالفلقة‪ ،‬حيث يشكو الشخص من ألم مبرحة‬
‫عند ملمسته للرض وعدم القدرة علي السير وقد تظل تلك العراض لسنوات فل‬
‫يستطيع النسان السير لكثر من دقائق ثم يجلس تخففا من اللم ثم يعاود السير‪.‬‬
‫لذلك يجب على الطبيب أن يدقق جيدا في فحص باطن القدمين وتحسسهما بيديه‪،‬‬
‫واختبار مدي حركة القدم والقدرة علي الوقوف والسير‪ ،‬إضافة إلى اختبار للعصاب‬
‫الطرفية‪.‬‬
‫فحص القلب والصدر‪:‬‬
‫قد توجد إصابات حادة أو مزمنة‪ ،‬كسور في الضلوع‪ ،‬إرتشاح أو التهاب رئوي‪ ،‬انتفاخ‬
‫هوائي بالصدر‪ ، Pneumothorax ،‬نزيف داخلي‪ ،‬اضطراب بالقلب‪ ،‬ارتفاع بضغط‬
‫الدم‪ .‬تجري الفحوص اللزمة للقلب والصدر حال الشك في وجود علمات إصابية‪.‬‬
‫فحص الجهاز الهضمي‪:‬‬
‫نادرا ما تحدث إصابة رضية مباشرة للجهاز الهضمي‪ ،‬ولكن سجلت إصابات ناتجة عن‬
‫طلق ناري‪،‬ولكن عادة ما يشتكي ضحية التعذيب من شكاوى مختلفة "كالتهاب أو قرح‬
‫المعدة والثنا عشر‪ ،‬اضطرابات القولون‪،‬اضطرابات الخراج‪ "....‬ويرجع ذلك إلي أن‬
‫الجهاز الهضمي شديد التأثر بالوضاع الموترة والمؤلمة كما يتأثر بالعدوى الميكروبية‬
‫الناتجة عن سوء أوضاع الحتجاز‪.‬‬
‫فحص الجهاز البولي‪:‬‬
‫تحدث إصابات الجهاز البولي نتيجة الضرب المباشر علي منطقة الكلي أو أسفل‬
‫البطن أو كيس الصفن‪ .‬وفي حال إصابة الجهاز البولي عادة ما تكون الشكوى ألم‬
‫بجانب البطن "منطقة احدي الكليتين"‪ ،‬أو بول دموي‪ .‬أما الضرب علي كيس الصفن‬
‫فيسبب نزيف بالخصيتين وقد يتطور لضمور بإحدى أو كل الخصيتين‪.‬‬
‫فحص المنطقة التناسلية‬
‫ل بد من مراعاة الخصوصية والحرج الذي يصاحب الفحص إضافة لعراض الرتداد‬
‫للصدمة النفسية الحادة‪ ،‬لذا لبد من تمهيد الضحية وتبصيرها بأهمية الفحص وطريقته‪.‬‬
‫في حالة النساء‪:‬‬
‫يتم الفحص في وجود ممرضة أو أحد أقارب الضحية من النساء‪.‬‬
‫عادة ما تكون الشكوى من التهابات بالمهبل أو الشرج‪ ،‬أو بمجري البول‪ ،‬مشاكل في‬
‫العلقة الجنسية للمتزوجات‪ ،‬اضطراب بالدورة الشهرية‪ ،‬أعراض حمل‪.‬‬
‫ابحث عن أثار كدمات أو سحجات أو نزيف تحت الجلد‪ ،‬أو عض حول المناطق‬
‫التناسلية‪ ،‬دم أو إفرازات من المهبل أو الشرج‪ ،‬ضعف بعضلة الشرج‪.‬‬
‫يفضل العرض علي أخصائي أمراض نساء وأخصائي جراحة وأخصائي مسالك بولية‬
‫تبعا للحتياج‪.‬‬
‫تؤخذ عينات من المهبل ‪ -/+‬الشرج والبول وترسل للفحص المجهري‪ .‬كما تؤخذ عينة‬
‫دم لفحص العدوى بمرض اليدز‪ ،‬واختبار الحمل‪.‬‬
‫في حالة الرجال‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫تراعي القواعد المذكورة في تمهيد المفحوص وتبصيره بطبيعة الفحص وأسبابه‬
‫وأهميته‪.‬‬
‫الشكوى من ألم بمنطقة الشرج‪ ،‬خروج دم او إفرازات من فتحة الشرج‪ ،‬تورم بكيس‬
‫الصفن‪ ،‬ألم بالخصيتين‪ ،‬إمساك‪ ،‬فقدان القدرة علي التحكم في البراز‪ ،‬التهاب بمجري‬
‫البول‪ ،‬مشاكل في العلقة الجنسية‪.‬‬
‫فحص فتحة الشرج لتبيان وجود تورم‪ ،‬تجمع دموي‪ ،‬ضعف في العضلة القابضة‪ ،‬وجود‬
‫جروح أو تشققات أو علمات التئام للجروح‪.‬‬
‫يفحص كيس الصفن والخصيتين لتبيان وجود تورم‪ ،‬نزيف‪ ،‬ضمور أو التواء بالخصيتين‪.‬‬
‫يمكن الستعانة بمتخصصين في الجراحة أو المسالك البولية‪.‬‬
‫تؤخذ عينات للفحص المجهري من الشرج و البول‪ .‬مع عينات دم لفحص العدوى‬
‫بمرض اليدز‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫المراجع‬
‫‪-‬دليل التقصي والتوثيق الفعال للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة‬
‫القاسية أو اللانسانية أو المهينة "بروتوكول استنبول‪ -‬مفوضية المم المتحدة‬
‫السامية لحقوق النسان‪.‬‬
‫‪-‬أطباء ضد التعذيب – مركز النديم‬
‫‪-‬جرائم التعذيب‪ -‬د‪ .‬هشام فرج عبد الحميد ‪2008‬‬
‫‪-‬التعذيب في مصر حقيقة قضائية‪ -‬مركز حقوق النسان لمساعدة السجناء‬
‫‪-‬الدستور المصري‪ ،‬وقانون العقوبات والجراءات الجنائية‬
‫‪-‬الصور " مركز النديم‪ ،‬د‪ .‬هشام فرج )مرفقة في قرص مضغوط(‬

‫‪43‬‬
‫ثالثا‪ :‬الفحص النفسي‬

‫أهمية الفحص النفسي لضحايا التعذيب‬


‫من خبرة العاملين في هذا المجال )ومن قراءة الدبيات التي توثق تاريخ التعذيب(‪،‬‬
‫وجد أن طرق التعذيب عادة ما تصمم بالطريقة التي تتيح لها أن تحدث ألما كبيرا‪ ،‬على‬
‫أن ل تترك آثارا تذكر‪ .‬ورغم أن غياب الثار الجسدية للتعذيب ل يعني أن التعذيب‬
‫الجسدي لم يقع‪ ،‬إل أن هناك بالفعل طرق تنجح في إخفاء آثارها‪ ،‬أو قد يحتجز‬
‫الشخص الى حين تختفي آثار التعذيب على جسده‪.‬‬
‫لهذا السبب فإن الثار النفسية للتعذيب تكتسب أهمية خاصة تستدعي بذل الجهد‬
‫للبحث عنها والتعرف عليها‪ .‬ليس فقط لنها قد تكون الدليل الوحيد على الجريمة التي‬
‫ارتكبت وإنما لنها يمكن أيضا أن تكون تدميرا في نتائجها‪ .‬والتبعات النفسية للتعذيب‬
‫قد تستمر لفترة طويلة وتحدث آثارا طويلة المدى وتظل مصدرا للمتاعب في أحيان‬
‫كثيرة أكثر من اللم العضوية‪ .‬فالعراض العضوية )الجسدية( قد يتم علجها بشكل‬
‫أسرع‪ ،‬أو قد يتم التكيف حتى مع نتائجها )لو لم يصل العلج بها إلى الشفاء الكامل(‪،‬‬
‫أما العراض النفسية فوقعها أشد قسوة‪ ،‬لنها تعصف بالنسان كله‪ ،‬سواء على‬
‫مستوى السلوك أو النفعالت وهذا في حد ذاته قد يتسبب في أعراض جسدية‬
‫)الضطرابات النفسجسدية( بل وقد يعصف أيضا بالعلقات الجتماعية والحياة المهنية‪.‬‬
‫نتحفظ بالطبع على التفرقة الصارمة بين طرق التعذيب النفسي والعضوي على اعتبار‬
‫أن الجسم وحدة واحدة وسرعان ما ينعكس العصف بأحد أجزاءه على الجزاء الخرى‪.‬‬
‫ما هو الهدف إذا من الفحص النفسي؟‬
‫يهدف الفحص النفسي قبل أي شيء بالطبع إلى مساعدة المريض وتخفيف آلمه‪ ،‬بل‬
‫وعلجه وتأهله للعودة إلى الحياة الطبيعية‪.‬‬
‫ولكن هذه العملية الطويلة قد تكون من نصيب آخرين يهتمون بالعمل في هذا المجال‬
‫أو بعض الخصائيين النفسيين وما يهمنا هنا هو ذلك الفحص النفسي "السريع" الذي‬
‫يتعين على الطبيب في المستشفى – أو في العيادة الخاصة‪ ،‬أن يقوم به‪ ،‬إذا تصادف‬
‫والتقى بأحد ضحايا التعذيب‪.‬‬
‫يستطيع الممارس العام أو الطبيب الخصائي )غير النفسي( بالطبع أن يتبين العراض‬
‫النفسية للتعذيب وان يوثقها في تقريره الولي‪ ،‬ويستطيع على القل أن يوصي‬
‫بضرورة عرض الضحايا على الخصائي النفسي لستكمال التقييم‪ .‬وللتقرير النفسي‬
‫الول أحيانا أهمية قصوى‪ ،‬مثل التقرير العضوي تماما – في تسجيل بعض العراض‬
‫النفسية "المبكرة" والتي قد تتغير طبيعتها مع مرور الوقت مثل الضطرابات الحادة‬
‫المترتبة عن التعرض للضغط أو الصدمات مما يساعد الطباء الذين سوف يقيمون‬
‫الحالة فيما بعد في قراءة العراض )أو المراض النفسية( اللحقة‪ .‬وأخيرا يحتاج بعض‬
‫الضحايا إلى توثيق شكواهم ويحتاجون إلى التقارير الطبية المتكاملة )نفسية وجسدية(‬
‫ليس فقط للذهاب بها إلى المحاكم بل كذلك للذهاب بها إلى منظمات حقوق النسان‬
‫لمساعدتهم على إثبات الكرب الذي لحق بهم وعلى رد اعتبارهم أمام أنفسهم وأمام‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫العراض النفسية للتعذيب؟‬
‫عادة ما يجد الطبيب صعوبة في فحصه لضحية التعذيب‪ ،‬فقد يمتنع عن الكلم ويرفض‬
‫التواصل مع الطبيب‪ ،‬وقد يكون الكلم غير مترابط ويبدو غير منطقي للوهلة الولي‪،‬‬
‫وقد تصاحبه فترات من الصمت والنقطاع عن الكلم‪ ،‬كما قد يكون الضحية عدوانيا‬
‫أثناء التحدث مع الطبيب‪ ،‬وقد يشك في تواطؤ الطبيب مع من قاموا بتعذيبه‪ .‬فالناجون‬
‫من التعذيب قد مروا بخبرة شديدة القسوة دمرت النفس تدميرا ل يتصوره إل من‬

‫‪44‬‬
‫عاش معهم خبرتهم الخاصة‪ ،‬فهو يشعر بالحباط واليأس وفقدان المل وفقدان الثقة‬
‫في نفسه وذويه والناس أجمعين‪ .‬وهو يشعر بالخجل والعار والذنب ول يجد مبررا‬
‫منطقيا للتفاعل مع الطبيب أو التعاون معه بعد أن كسرت خبرة التعذيب المنطق‬
‫النساني المكتسب ودمرت الحواجز بين الحقيقة والخيال‪.‬‬
‫ل يجب أن يتعجل الطبيب الحصول علي المعلومات‪ ،‬ففي الغلب لن يصادفه النجاح‬
‫الذي يرجوه‪ .‬فلبد أن يكون الطبيب على علم بأشكال المعاناة النفسية للناجين من‬
‫التعذيب وأن يتعامل معهم بصبر‪ ،‬وعليه أن يظهر للضحية مساندته ومؤازرته له‬
‫ومشاركته معاناته‪ ،‬ولبد أن يوضح له بشكل ل يقبل اللبس طبيعة مهمته ورفضه‬
‫للتعذيب أيا ما كانت مبرراته‪ .‬وأن يشجعه‪ ،‬بدون ضغط‪ ،‬علي الحديث عن معاناته‬
‫وتجربته وآلمه‪ .‬كما أن عليه أن يتوقع أن جزءا من المعاناة سوف يظل في نفس‬
‫الضحية لن يتحدث عنها إل بعد تمام الثقة بينه وبين طبيبه‪ ،‬المر الذي يحتاج إلى زمن‬
‫كاف‪ ،‬خاصة إذا كان المر يتعلق بتلك المناطق الخاصة والحساسة كأن يتعلق المر‬
‫بتجربة العتداء الجنسي‪ ،‬والتي يرافقها في العادة إحساس شديد بالعار‪ ،‬والشعور‬
‫بالذنب سواء كان الضحية ذكرا أو أنثى‪.‬‬
‫عادة ما يشتكى الناجون من التعذيب من الحساس بالمهانة ومن الحساس بالعار‬
‫وبالذنب‪ ،‬ويسيطر عليهم الرعب من تكرار التعذيب‪ ،‬الذي يتضاعف عند سماع أصوات‬
‫السيارات‪ ،‬خاصة سيارات الشرطة وبالخص ليل‪ .‬كما يصاب الناجون من التعذيب‬
‫بحالت من الرعب والهلع عند سماع طرق مفاجئ علي الباب أو أي أصوات حادة أو‬
‫مشاهد في الحياة أو التليفزيون تذكرهم بخبرة التعذيب‪ .‬ويشتكي الناجون من التعذيب‬
‫من الجهاد الجسدي وآلم بالجسم والمفاصل والمعاء وارتفاع ضغط الدم "أعراض‬
‫نفس جسدية‪.‬‬
‫عناصر الفحص النفسي‬
‫يبدأ الفحص النفسي منذ اللحظة الولى من اللقاء‪.‬‬
‫‪-‬على الطبيب ملحظة الملبس‪ ،‬الحالة العامة‪ ،‬طريق سرد الرواية‪ ،‬علمات القلق‬
‫والخوف‪ ،‬التوتر‪ ،‬لحظات البكاء أو التردد‪ ،‬اللحظات التي يرويها الشخص بتفاصيلها‬
‫واللحظات التي ل يرغب الحديث عنها الخ‪.‬‬
‫‪-‬الستماع إلى رواية التعذيب بالتفصيل الذي يرغب فيه الشخص مع محاولة توضيح‬
‫النقاط غير الواضحة دون تعريض الشخص لمزيد من الضغط النفسي‪.‬‬
‫‪-‬الستماع إلى الشكوى النفسية الحالية‪ :‬ويمكن ان تكون شكاوى خاصة بالقدرة‬
‫على التركيز أو التفكير أو المشاعر أو أي أعراض أخرى طرات على الشخص بعد‬
‫تجربة التعذيب‪) .‬من الفضل اعطاء امثلة(‪.‬‬
‫‪-‬السؤال عن التاريخ السري والجتماعي والمرضي النفسي السابق على التعذيب‪.‬‬
‫‪-‬الستفسار عن أي سابقة لسوء استخدام العقاقير أو المواد المخدرة‪.‬‬
‫‪-‬الستفسار عن الحالة الجتماعية للشخص وأسرته وظروف عمله وكيفية تاثرها‬
‫بتجرية العتقال والتعذيب‪.‬‬
‫‪-‬الستفسار عن تاثر الحياة اليومية للشخص بتجرية التعرض للتعذيب‪.‬‬
‫الخلصة‪/‬الرأي‪:‬‬
‫‪-‬ويتضمن صياغة خلصة واضحة عن تقدير الشخص القائم بالفحص لحالة المحتجز‪،‬‬
‫بما في ذلك تفسير العراض التي تم مشاهدتها‪.‬‬
‫‪-‬يفضل أن تتضمن الخلصة أيضا الجابة على السئلة التالية‪:‬‬
‫‪.1‬هل العراض النفسية متوقعة في ضوء رواية التعرض للتعذيب؟‬
‫‪.2‬هل من المتوقع ان يعاني أي شخص من تلك العراض النفسية في حال‬
‫تعرضه للتعذيب في هذا السياق السياسي والثقافي؟‬
‫‪.3‬ما الذي يحتاجه الشخص للتغلب على اعراض الصدمة وتجاوز آلم تجرية‬
‫التعذيب؟‬
‫‪.4‬ما هي العوامل الخرى التي تزيد من معاناة الشخص؟ )استمرار الحتجاز‪،‬‬
‫الملحقة‪ ،‬عدم القدرة على الوصول الى العدالة الخ؟(‬

‫‪45‬‬
‫‪.5‬هل هناك اضطرابات جسدية اخرى يعاني منها الشخص تزيد من معاناته‬
‫النفسية؟‬

‫‪46‬‬
‫الضمانات الجرائية فيما يخص حقوق المعتقلين في‬
‫الفحص الطبي‬
‫تقييم الطب الشرعي للمعتقلين يجب أن يتم بناء على طلبات رسـمية كتابية مـن قبل‬
‫النيابـة العامـة أو المسـئولين الخريـن مـن ذوي الختصـاص‪ .‬أمـا طلبات توقيـع الكشـف‬
‫الطـبي مـن قبـل الجهات المسـئولة عـن تنفيـذ القانون )الشرطـة( فيجـب أن تعتـبر غيـر‬
‫صحيحة إل في الحالت التي يتم فيها ذلك بناء على أوامر كتابية من قبل النائب العام‪.‬‬
‫كذلك يحق للمعتقلين أنفسهم أو محاميهم أو أقاربهم أن يتقدموا بطلب لتوقيع الفحص‬
‫الطبي بهدف تحديد وجود أدلة عن وقوع التعذيب أو سوء المعاملة‪.‬‬
‫يجب أن يتم نقل المعتقل إلى حيث يتم الفحص الطبي الشرعي على أن يصاحبه في‬
‫هذا النتقال مسـئولون غيـر الجنود أو رجال الشرطـة حيـث أنـه مـن المحتمـل أن يكون‬
‫التعذيب أو سوء المعاملة قد حدثا من قبل هؤلء المسئولين مما يعرض المعتقل و‪/‬أو‬
‫الطبيب لضغوط قسرية غير مقبولة كي ل يتم تسجيل التعذيب أو سوء المعاملة بشكل‬
‫مطابـق للحقيقـة‪ .‬المسـئولون المشرفون على عمليـة انتقال المعتقـل يجـب أن يكونوا‬
‫مسئولين أمام النائب العام وليس أمام أي جهة أخرى من جهات تطبيق القانون‪ .‬يجب‬
‫أن يكون محامي المعتقل متواجدا أثناء التقدم بطلب توقيع الكشف الطبي وكذلك أثناء‬
‫انتقال المعتقل بعد توقيع الفحص‪.‬‬
‫مـن حـق المعتقليـن أن يحصـلوا على تقييـم طـبي ثانـي أو بديـل بواسـطة طـبيب مؤهـل‬
‫لذلك إما أثناء أو بعد فترة العتقال‪.‬‬
‫خصوصية الفحص‬
‫يجب توقيع الكشف الطبي على كل معتقل على حدة‪ .‬ل يجوز أبدا أن تتواجد الشرطة‬
‫أو أي مـن مسـئولي تطـبيق القانون فـي غرفـة الفحـص‪ .‬هذه الضمانـة الجرائيـة يمكـن‬
‫تجاوزها فقط في حال يعتقد الطبيب القائم بالفحص بوجود أدلة قوية على أن المعتقل‬
‫يمثل خطرا حقيقيا على الطاقم الصحي‪ .‬في هذه الحالة يمكن السماح بتواجد الطاقم‬
‫المنـي الخاص الوحدة الصـحية‪ ،‬وليـس الشرطـة أو أي مسـئولين آخريـن عـن تطـبيق‬
‫القانون‪ ،‬وذلك بناء على طلب القائم بالفحـص الطـبي‪ .‬وحتـى فـي هذه الحالة يجـب أن‬
‫يقف رجال المن بعيدا عن مرمى السمع )أي فقط في مرمى البصر( من المريض‪.‬‬
‫يجب أن يتم التقييم الطبي للمعتقل في مكان يرى الطبيب أنه الكثر ملئمة لذلك‪ .‬في‬
‫بعــض الحالت قــد يكون مــن الفضــل الصــرار على القيام بالفحــص فــي المؤســسات‬
‫الطبيـة الرسـمية وليـس فـي مقـر السـجن أو قسـم الشرطـة‪ .‬فـي بعـض الحالت الخرى‬
‫قـد يفضـل المسـجونون أن يتـم فحصـهم فـي إطار المان النسـبي لزنازينهـم‪ ،‬إذا شعروا‪،‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬بأن المؤسسة الصحية قد تكون "مراقبة"‪ .‬هناك عناصر كثيرة تحدد‬
‫المكان الفضـل لتوقيـع الكشـف الطـبي‪ ،‬لكـن على المحققيـن‪ ،‬فـي جميـع الحوال‪ ،‬أن‬
‫يتأكدوا من عدم إجبار السجناء على القبول بمكان ل يشعرون "بالراحة" إزاءه‪.‬‬
‫يجــب على الطــبيب القائم بالفحــص أن يســجل فــي تقريره وجود أي رجــل شرطــة أو‬
‫جندي أو أحــد مســئولي الســجن أو أي مســئول آخــر عــن تطــبيق القانون فــي حجرة‬
‫الفحــص‪ ،‬بغــض النظــر عــن ســبب ذلك التواجــد‪ .‬إن تواجــد أي مــن هؤلء أثناء القيام‬
‫بالفحـص الطـبي يمكـن أن يكون بمثابـة السـاس لرفـض أي تقريـر طـبي "سـلبي"‪ .‬يجـب‬
‫أن يتضمـن التقريـر هويـة ومنصـب جميـع الخريـن المتواجديـن فـي غرفـة الفحـص أثناء‬
‫إجراء التقييم الطبي‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫التقرير عن التقييم الطبي يجب أن يستخدم صيغة‬
‫مقننة‬

‫يجـب أن يقدم التقريـر ال ًـصلي والكامـل مباشرة للشخـص الذي طلب توقيـع الكشـف‬
‫الطبي‪ ،‬والذي عادة ما يكون هو النائب العام‪ .‬حين يكون المتقدم بالطلب هو المعتقل‬
‫أو المحامـي الموكـل مـن قبله يتـم تسـليم التقريـر لهمـا‪ .‬يجـب على الطـبيب الذي قام‬
‫بالفحص الطبي أن يحتفظ بنسخ من التقرير الطبي‪.‬‬
‫فـي الوضـع المثـل قـد تقرر جمعيـة طبيـة وطنيـة أو لجنـة تحقيـق مراقبـة التقاريـر الطبيـة‬
‫لضمان اسـتيفاء الضمانات الجرائيـة ومعاييـر التوثيـق خاصـة إذا كانـت التقاريـر صـادرة‬
‫عــن أطباء معينيــن مــن قبــل الدولة‪ .‬فــي هذه الحالة يمكــن إرســال التقاريــر إلى تلك‬
‫المنظمـة بشرط اسـتيفاء شروط السـتقللية والسـرية‪ .‬تحـت أي ظرف مـن الظروف ل‬
‫يجوز تسليم نسخة من التقرير الطبي إلى مسئولين عن تطبيق القانون‪.‬‬
‫يجـب توقيـع الكشـف الطـبي على المعتقليـن عنـد بدايـة اعتقالهـم وكذلك توقيـع الفحـص‬
‫والتقييـم الطـبي عنـد الفراج عنهـم‪ .‬يجـب أن يسـمح للمحامـي بالتواجـد وقـت توقيـع‬
‫الكشـف الطـبي‪ .‬قـد يكون مـن المسـتحيل تواجـد طـبيب خارجـي أثناء ذلك الفحـص فـي‬
‫غالبيـة السـجون‪ .‬فـي هذه الحالت يجـب التأكـد مـن أن أطباء السـجون المتعامليـن مـع‬
‫الســجناء يحترمون الخلقيات الطبيــة وأنهــم قادريــن على أداء واجباتهــم المهنيــة فــي‬
‫استقلل عن أي طرف ثالث‪.‬‬
‫إذا أثبـت تقريـر الفحـص الطـبي الشرعـي ادعاءات التعذيـب‪ ،‬ل يجوز إعادة المعتقـل إلى‬
‫مكان اعتقاله وإنمـا يجـب أن يمثـل أمام النيابـة أو القاضـي لتحديـد الموقـف القانونـي‬
‫للمعتقل‪.‬‬

‫التقرير‬
‫التقرير السليم يجب أن يتناول كحد أدنى‪:‬‬
‫‪-‬الظروف التي تمت فيها المقابلة‬
‫‪-‬تاريخ الرواية بما في ذلك الحداث بالتفصيل‪ ،‬تفاصيل أساليب وتوقيت التعذيب أو‬
‫سوء المعاملة المدعى بها‪ ،‬كافة شكاوى العراض الجسدية والنفسية؛‬
‫‪-‬الفحص الجسدي والنفسي بما في ذلك العلمات التي وجدت بعد الفحص‬
‫الكلينيكي مع استخدام الختبارات التشخيصية المناسبة وصور ملونة لكافة‬
‫الصابات كلما كان ذلك ممكنا؛‬
‫‪-‬الرأي بشأن العلقة المحتلمة ما بين العلمات الجسدية والنفسية واحتمال التعرض‬
‫للتعذيب أو سوء المعاملة والتوصية بأي علج أو مزيد من الفحص النفسي أو‬
‫الجسدي قد يكون ضروريا؛‬
‫‪-‬يجب أن تكون هوية القائمين على الفحص واضحة كما يجب أن يكون التقرير‬
‫موقعا‬
‫‪-‬‬

‫‪48‬‬
‫بروتوكول اسطنبول‬
‫إرشادات للتقييم الطبي للتعذيب وإساءة المعاملة‬

‫الرشادات التالية مبنية على دليل التقصي والتوثيق الفعالين للتعذيب وغيره من‬
‫ضروب المعاملة |أو العقوبة القاسية أو اللانسانية أو المهينة )بروتوكول اسطنبول(‪.‬‬
‫ول يقصد لها أن تكون وصفة جامدة بل أن تطبق في ضوء التقييم وبعد إجراء تقدير‬
‫للموارد المتاحة‪ .‬والتقييم البدني والنفسي للتعذيب وإساءة المعاملة يمكن أن يتوله‬
‫ممارس واحد أو أكثر وتوقف ذلك على توفر المؤهلت اللزمة‪.‬‬

‫أول – معلومات عن الحالة‬


‫تاريخ الفحص‪:‬‬
‫طالب الفحص‪:‬‬
‫الحالة أو التقرير رقم‪:‬‬
‫دقائق‪:‬‬ ‫مدة التقييم‪ :‬ساعات‬
‫السم الثلثي للشخص‪:‬‬
‫تاريخ الميلد‪:‬‬ ‫النوع‪ :‬ذكر‪/‬أنثى‪:‬‬
‫رقم البطاقة‪/‬الهوية‪:‬‬ ‫مكان الميلد‪:‬‬
‫سبب الفحص‪:‬‬
‫اسم الممارس‪:‬‬
‫هل تمت الستعانة بمترجم )نعم‪/‬ل(‪:‬‬
‫هل تم الحصول على موافقة المفحوص‬
‫بعد إطلعه على أسباب الفحص‪:‬‬
‫في حالة كانت الجابة بل‪ ،‬لماذا؟‬
‫مرافق الشخص )السم‪/‬المنصب(‪:‬‬
‫الحاضرون أثناء الفحص )السم‪/‬المنصب(‪:‬‬
‫هل كان الشخص مقيدا أثناء الفحص؟‬
‫في حالة الجابة بنعم‪ :‬كيف ولماذا كان‬
‫مقيدا؟‬
‫تم نقل التقرير الطبي إلى‪) :‬السم‪،‬‬
‫المنصب‪ ،‬رقم البطاقة(‪:‬‬
‫المدة التي استغرقها النقل‪:‬‬ ‫تاريخ النقل‪:‬‬
‫هل جرى الفحص دون قيود‪:‬‬
‫صف تفاصيل أي قيود‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬مؤهلت القائم بالفحص‬


‫أعلى شهادة طبية حاصل عليها‬
‫التدريب في علم النفس‪ /‬الطب النفسي‬
‫الخبرة في توثيق التعذيب وسوء المعاملة‬
‫الخبرة القليمية في مجال حقوق النسان‬
‫السيرة الذاتية )ترفق(‬

‫ثالثا‪ :‬القرار بصحة الشهادة )لغراض الشهادة القضائية(‬


‫على سبيل المثال‪" :‬أقر باني على علم شخصي بالحقائق المذكورة أدناه عدا ما جاء‬
‫فيها بناء على معلومات واعتقاد أؤمن بصحتهما‪ ،‬وإني لعلى استعداد للشهادة بصحة ما‬
‫ورد أعله بناء على علمي الشخصي واعتقادي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬معلومات عن خلفية الحالة‬


‫المهنة‪:‬‬ ‫السن‪:‬‬
‫الحالة الجتماعية‪:‬‬ ‫التعليم‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫التاريخ الطبي السابق‪:‬‬
‫عرض للتقييمات السابقة للتعذيب‪:‬‬
‫تاريخ الحالة النفسية قبل التعذيب‪:‬‬

‫خامسا‪ :‬ادعاءات التعذيب وسوء‬


‫المعاملة‬
‫‪ -1‬موجز للحبس والعتداء‬
‫‪ -2‬ظروف القبض على الشخص واحتجازه‬
‫‪ -3‬مكان الحتجاز الول والماكن‬
‫المتلحقة )التسلسل الزمني وروف‬
‫الحبس والنقل(‬
‫‪ -4‬سرد لرواية إساءة المعاملة والتعذيب‬
‫)في كل أماكن الحتجاز(‬
‫‪ -5‬سرد لساليب التعذيب‬

‫سادسا‪ :‬العراض والعاقات البدنية‬


‫‪ -1‬العراض والعاقات الحادة )الحديثة(‬
‫‪ -2‬العراض والعاقات المزمنة‬

‫سابعا‪ :‬الفحص الطبي‬


‫‪ -1‬المظهر العام‬
‫‪ -2‬الجلد‬
‫‪ -3‬الوجه والرأس‬
‫‪ -4‬العينان والذنان والنف والحنجرة‬
‫‪ -5‬التجويف الفحمي والسنان‬
‫‪ -6‬الصدر والبطن‬
‫‪ -7‬الجهاز البولي التناسلي‬
‫‪ -8‬الجهاز العضلي الهيكلي‬
‫‪ -9‬الجهاز العصبي المركزي والطرفي‬

‫ثامنا‪ :‬التاريخ‪/‬الفحص النفسي‬


‫‪ -1‬وسائل الفحص‬
‫‪ -2‬الشكاوى النفسية الحالية‬
‫‪ -3‬التاريخ النفسي اللحق للتعذيب‬
‫‪ -4‬التاريخ النفسي السابق للتعذيب‬
‫‪ -5‬تاريخ العلج النفسي‬
‫‪ -6‬تاريخ تعاطي المواد‬
‫‪ -7‬فحص الحالة العقلية‬
‫‪ -8‬تقدير الداء الجتماعي‬
‫‪ -9‬الختبارات النفسية المستخدمة‬

‫تاسعا‪ :‬الصور‬

‫عاشرا‪ :‬نتائج الفحوص‬

‫حادي عشر‪ :‬الستشارات‬

‫ثاني عشر‪ :‬تفسير النتائج‬


‫‪ -1‬الدلة البدنية‬

‫‪50‬‬
‫ا‪ -‬وضح مدى التساق بين العراض البدنية وادعاءات إساءة المعاملة والتعذيب‬
‫ب‪ -‬وضح مدى التساق بين نتائج الفحص البدني وادعاءات وقوع اعتداء )عدم وجود‬
‫آثار جسدية ل ينفي احتمال وقوع التعذيب أو سوء المعاملة(‬
‫ج‪ -‬وضح مدى التساق بين نتائج الفحص والمعرفة بأساليب التعذيب الشائع استخدامها‬
‫في المنطقة المعينة‪.‬‬
‫‪ -2‬الدلة النفسية‬
‫ا‪ -‬وضح مدى التساق بين النتائج النفسية ومضمون بلغ التعذيب‬
‫ب‪-‬هل هناك احتمال علقة بين العراض النفسية التي يشكو منها الشخص وبين ما‬
‫يدعيه من تعذيب أو سوء معاملة‬
‫ج‪ -‬ما هو توقعك لمسار الضطراب النفسي وتوقعات الشفاء‬
‫د‪ -‬وضح العوامل الخرى التي تزيد من معاناة الشخص النفسية‬
‫ه ‪-‬وضح العوامل الجسدية التي قد تكون مساهمة في حالة الشخص‪.‬‬

‫ثالث عشر‪ :‬الخلصة والتوصيات‬


‫‪ -1‬بيان بالرأي بشأن مدى اتساق الدلة التي ظهرت عن طريق الفحص مع ادعاءات‬
‫التعذيب وسوء المعاملة‬
‫‪ -2‬كرر قائمة بالعراض والعاقات التي ل يزال الفرد يعاني منعها نتيجة للعتداء‬
‫المدعى وقوعه‬
‫‪ -3‬توصيات لمتابعة التقييم وتقديم الرعاية‬

‫رابع عشر‪ :‬إقرار الصدق )لغراض الشهادة القضائية(‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫أعلن وأنا على علم بعقوبة الشهادة الزور طبقا لقوانين )اسم البلد( أن ما ورد أعله‬
‫حقيقي وصحيح وأن هذا القرار قد وقع في يوم )التاريخ( بمحل )اسم المكان( بمدينة‬
‫)اسم المدينة( في )اسم البلد(‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الجزء الثاني‬
‫دليل المحامين للتوثيق الدقيق والتحري عن التعذيب‬
‫والشكال الخرى من المعاملة السيئة‬

‫مقدمة‬
‫تسعى هذه الرشادات إلى إعطاء بعض الفكار حول الرصد والتوثيق الدقيق لأفعال‬
‫التعذيب والشكال الخرى من المعاملة السيئة أثناء سير التحقيقات‪.‬‬
‫ل تمثل هذه الرشادات بالضرورة خط سير التحقيقات‪ .‬بل أنه يكاد أن يكون من‬
‫المستحيل أن نضع لئحة دقيقة تحدد الخطوات التي بجب على المحامي اتخاذها حيث‬
‫أن المعلومات الخاصة بالتعذيب أو سوء المعاملة قد نحصل عليها عبر مراحل مختلفة‬
‫من عملية الرصد والتوثيق‪ .‬وينطبق نفس الشيء على الدلة‪ .‬فكل طلب مقدم يحفر‬
‫مسارا جديدا داخل الجراءات‪ ،‬كما أن كل طلب أو وثيقة تحمل إمكانية أن تصبح دليل‪.‬‬
‫ذلك أن كل الخطوات التي يتخذها المحامي والمحتجز والمعتقل‪/‬الضحية وسلطات‬
‫التحقيق هي في واقع المر مرتبطة فيما بينها سواء كإجراء أو كدليل‪ .‬وبالتالي فإن‬
‫بعض الخطوات في تلك اللئحة قد يكون لها أفضلية عن غيرها‪ ،‬كما أن بعضها قد يسير‬
‫بالتوازي مع البعض الخر‪ ،‬بما في ذلك عملية جمع الدلة‪.‬‬
‫وحيث أن هناك دائما إمكانية لتخاذ إجراءات مختلفة في إطار عملية التحقيقات‬
‫الواحدة‪ ،‬فإن تلك الرشادات ليست بمثابة إرشادات "افعل ول تفعل" كما أنها ل تحمل‬
‫كافة الجراءات الممكن إتباعها أثناء القيام بالتحريات القانونية‪ ،‬بل المقصود بها فقط‬
‫هو توضيح العلقة ما بين بعض الجراءات والخطوات والبعض الخر‪ ،‬وقد وضعنها في‬
‫شكل جداول ليكون استخدامها أكثر عملية‪.‬‬

‫كفالة الحماية من التعذيب والمعاملة القاسية في الدستور‬


‫والقانون المصري‬

‫أول‪ :‬الموقف من التعذيب في الدستور المصري‪:‬‬


‫ينص الدستور المصري على أن‪:‬‬
‫الحرية الشخصية حق طبيعي وهى مصونة ل تمس‪ ،‬وفيما عدا حالة التلبس ل يجوز‬
‫القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأي قيد أو منعه من التنقل إل بأمر‬
‫تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع‪ ،‬ويصدر هذا المر من القاضي المختص‬
‫أو النيابة العامة‪ ،‬وذلك وفقا لحكام القانون‪ .‬ويحدد القانون مدة الحبس الحتياطي‬
‫)المادة ‪(41‬‬
‫وأن كل مواطن يقبض عليه أو تقيد حريته بأي قيد يجب معاملته بما يحفظ عليه‬
‫كرامته‪ ،‬ول يجوز إيذاءه بدنيا أو معنويا" )المادة ‪(42‬‬
‫وأن الدعوى الجنائية أو المدنية الناشئة عن التعذيب ل تسقط بالتقادم" )المادة ‪.(57‬‬
‫وأن العقوبة شخصية‪ .‬ول جريمة ول عقوبة إل بناء على قانون‪ ،‬ول توقع عقوبة إل‬
‫بحكم قضائي‪ ،‬ول عقاب إل على الفعال اللحقة لتاريخ نفاذ القانون‪).‬المادة ‪(66‬‬
‫المتهم برئ حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية تكفل له فيها ضمانات الدفاع عن‬
‫نفسه‪.‬‬
‫وكل متهم في جناية يجب أن يكون له محام يدافع عنه‪) .‬المادة ‪(67‬‬

‫‪52‬‬
‫وأن يبلغ كل من يقبض عليه أو يعتقل بأسباب القبض عليه أو اعتقاله فورا‪ ،‬ويكون له‬
‫حق التصال بمن يرى إبلغه بما وقع أو الستعانة به على الوجه الذي ينظمه القانون‪،‬‬
‫ويجب إعلنه على وجه السرعة بالتهم الموجهة إليه‪ ،‬وله ولغيره التظلم أمام القضاء‬
‫من الجراء الذي قيد حريته الشخصية‪ ،‬وينظم القانون حق التظلم بما يكفل الفصل‬
‫فيه خلل مدة محددة‪ ،‬وإل وجب الفراج حتما‪) .‬المادة ‪(71‬‬
‫ثانيا‪ :‬الموقف من التعذيب في القانون المصري‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 126‬من قانون العقوبات المصري على أن‪:‬‬
‫كل موظف أو مستخدم حكومي أمر بتعذيب متهم أو فعل ذلك بنفسه لحمله علي‬
‫العتراف‪ ،‬يعاقب بالشغال الشاقة أو السجن من ‪ 10 : 3‬سنوات‪ .‬وإذا مات المجني‬
‫عليه يحكم بالعقوبة المقررة للقتل العمد‪.‬‬
‫والمادة ‪:280‬‬
‫يعاقب بالحبس كل موظف عام وكل شخص مكلف بخدمة عامة أمر بعقاب المحكوم‬
‫عليه أو عاقبه بنفسه بأشد من العقوبة المحكوم به عليه قانونا أو بعقوبة لم يحكم بها‬
‫عليه‪.‬‬
‫والمادة ‪:281‬‬
‫يعاقب أيضا ً بالحبس مدة ل تزيد على سنتين كل شخص أعار محل ً للحبس أو الحجز‬
‫غير الجائزين مع علمه بذلك‪.‬‬
‫والمادة ‪:282‬‬
‫إذا حصل القبض في الحالة المبينة بالمادة ‪ 280‬من شخص بدون حق بزي مستخدمي‬
‫الحكومة أو أتصف بصفة كاذبة أو أبرز أمرا ً مزورا ً مدعيا ً صدوره من ظرف الحكومة‬
‫يعاقب بالسجن‪ ،‬ويحكم في جميع الحوال بالسجن المشدد على من قبض على شخص‬
‫بدون وجه حق وهدده بالقتل أو عذبه بالتعذيبات البدنية‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 129‬من قانون العقوبات علي أن‪:‬‬
‫كل موظف أو مستخدم عمومي وكل شخص مكلف بخدمة عمومية استعمل القسوة‬
‫مع الناس اعتمادا علي وظيفته بحيث أنه أخل بشرفهم أو أحدث آلما بأبدانهم يعاقب‬
‫بالحبس مدة ل تزيد على سنة أو بغرامة ل تزيد على مائتي جنيه"!‬
‫النظام القانوني لمساعدة الضحايا‬
‫ينظم القانون المصري ويعطى الحق لذوي الضحايا والمحامين تقديم المساعدة‬
‫للضحايا‪:‬‬
‫المادة ‪ 25‬من قانون الجراءات الجنائية تعطي الحق لكل مواطن علم بوقع‬
‫جريمة بإبلغ النيابة العامة عن الجريمة وطلب التحقيق فيها‪ .‬ويستفاد من هذا النص أن‬
‫كل مواطن علم بواقعة احتجاز بدون وجه حق أو تعذيب عليه استخدام حقه القانوني‬
‫في البلغ‪ .‬ويتوقف تفعيل هذه المادة على مدى وعى المواطنين وذوى الضحايا بحقهم‬
‫في البلغ‪ ،‬وأيضا يتوقف على مدى توفير الحماية وعدم تعرضهم لليذاء نتيجة البلغ‪.‬‬
‫الدفاع القانوني الجباري‬
‫يرتب قانون الجراءات الجنائية في المادة ‪ 124‬جزاء البطلن لأي تحقيق يجرى مع‬
‫متهم بارتكاب جناية إل بعد دعوة محاميه للحضور‪.‬‬
‫ولكن يعاب على هذا النص أن البطلن يترتب على فعل عدم دعوة المحامى‪ ،‬فإذا ما‬
‫اثبت المحقق انه دعا المحامى يكون تحقيقا سليما ‪.‬والواقع أن هذه الدعوة تكون‬
‫شكلية بإثباتها في المحضر وفقط‪ .‬وكان ينبغي النص على ترتيب جزاء البطلن على‬
‫وجوب الحضور وليس على الدعوة وفقط‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ويرتب القانون جزاء البطلن إذا عقدت المحاكمة أمام محكمة الجنيات بدون حضور‬
‫محامى للمتهم‪ ،‬وفى هذه الحالة على المحكمة ندب محامى للدفاع عن المتهم‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 40‬من قانون الجراءات الجنائية علي أنه "ل يجوز القبض علي‬
‫أي إنسان أو حبسه إل بأمر من السلطات المختصة بذلك قانونا‪ ،‬كما تجب معاملته بما‬
‫يحفظ عليه كرامة النسان ول يجوز إيذائه بدنيا أو معنويا‪.‬‬
‫والمادة ]‪ [41‬على أنه ل يجوز حبس أي إنسان إل في السجون المخصصة لذلك‬
‫ول يجوز لمأمور أي سجن قبول أي إنسان فيه إل بمقتضى أمر موقع عليه من السلطة‬
‫المختصة‪ ،‬ول يبقيه بعد المدة المحددة بهذا المر‬
‫والمادة ]‪ [43‬على أنه لكل مسجون الحق في أن يقدم في أي وقت لمأمور‬
‫السجن شكوى كتابية أو شفاهية‪ ،‬ويطلب منه تبليغها للنيابة العامة وعلى المأمور‬
‫قبولها وتبليغها في الحال بعد إثباتها في سجل يعد لذلك في السجن‪ ،‬ولكل من علم‬
‫بوجود محبوس بصفة غير قانونية‪ ،‬أو في محل غير مخصص للحبس أن يخطر أحد‬
‫أعضاء النيابة العامة – وعليه بمجرد علمه أن ينتقل فورا ً إلى المحل الموجود به‬
‫المحبوس وأن يقوم بإجراء التحقيق وأن بأمر بالفراج عن المحبوس بصفة غير قانونية‬
‫وعليه أن يحرر محضر بذلك‪.‬‬
‫والمادة ]‪ [125‬على أنه يجب السماح للمحامي بالطلع على التحقيق في اليوم‬
‫السابق على الستجواب أو المواجهة ما لم يقرر القاضي غير ذلك‪.‬‬
‫وفى جميع الحوال ل يجوز الفصل بين المتهم ومحاميه الحاضر معه‬
‫أثناء التحقيق‪.‬‬

‫انظر ملحق ‪ 1‬لمزيد من التفاصيل بشأن الحقوق المكفولة في‬


‫الدستور والقانون المصري‬

‫‪54‬‬
‫إرشادات التوثيق الدقيق والتحري عن التعذيب‬
‫والشكال الخرى من سوء المعاملة‬
‫الحرمان من الحرية‬
‫الحرمان من الحرية يجب أن‬
‫•يتم بناء على القواعد الرسمية والجوهرية للقانون المحلي والدولي بما في ذلك‬
‫قاعدة عدم التمييز‪.‬‬
‫•يكون خاليا من العشوائية بحيث تكون القوانين وسبل تطبيقها ملئمة وعادلة‬
‫ومعروفة مسبقا ومتسقة مع المسار المتعارف عليه للقانون‪.‬‬
‫القانون الدولي يجرم عمليات القبض والعتقال غير المعلن عنها‪ .‬والدول مسئولة عن‬
‫كافة الشخاص الذين يعيشون تحت وصايتها‪ .‬ويجب على وجه الخصوص أن يكون‬
‫تاريخ ووقت ومحل جميع العتقالت معروفا للسر والمحامين وكافة السلطات‬
‫القضائية والسلطات الخرى وذلك في كل الوقات وان يكون ذلك مدونا في سجلت‬
‫رسمية ل تدع مجال للشك في مدى دقتها‪.‬‬
‫الختفاء القسري وغير الرادي والعتقالت غير المعلن عنها تمثل‬
‫انتهاكا شديدا بصفة خاصة لحقوق النسان الساسية خاصة الحق في‬
‫الحرية والمان الشخصي‪.‬‬

‫الضمانات‬
‫الضمانات هي ما يجب توفيره للمحتجزين و للمعتقلين لحمايتهم من التعذيب وكافة‬
‫الشكال الخرى من سوء المعاملة أثناء فترة حرمانهم من الحرية‪ ،‬وتنقسم إلى‬
‫ضمانات أساسية وضمانات إجرائية‪.‬‬
‫‪ -1‬الضمانات الساسية وتتضمن‪:‬‬
‫‪-‬يجب فورا تعريف الشخص بحقوقه من بداية الحتجاز‪ ،‬وبدون تأخير‪ ،‬وبلغة‬
‫مفهومة )توفير مترجم لغة ‪ ،‬ومترجم إشارات(‬
‫‪-‬حق الشخص في معرفة أسباب الحتجاز‬
‫‪-‬حقه في إخطار طرف ثالث‪ ،‬إما أحد القارب أو أي طرف ثالث يختاره‬
‫الشخص‪.‬‬
‫‪-‬حقه في الحصول على محامي بما في ذلك الحق في زيارة من قبل المحامي‬
‫وحضوره التحقيقات والحق في الحديث معه في خصوصية بدون مقاطعة أو‬
‫مراقبة وأن يتم ذلك في مكان ملئم ولفترة كافية من الوقت‪ .‬وحق المحامى‬
‫في الطلع على ملف المحتجز‬
‫‪-‬حقه في الحصول على طبيب منذ بداية الحتجاز وأن يتم توقيع الكشف عليه‪.‬‬
‫وقد يكون الطبيب مختارا من قبل الشخص أو معينا رسميا لهذا الغرض‪ .‬ويجب‬
‫أن يتم ذلك في ظروف خارج إطار التحقيق‪ ،‬و يجب أن يكون الكشف الطبي‬
‫الرسمي مجانا‪ .‬والحتفاظ بملف طبي لكل محتجز‬
‫‪-‬يجب أن يكون تقرير وقرار الطبيب متوفرا للشخص و‪/‬أو محاميه‬
‫‪-‬ل يجوز تسليم التقارير الطبية لسلطات المن ويجب أن تتمتع كافة المعلومات‬
‫الطبية بالسرية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫)انظر ملحق )‪ (2‬للضمانات الجرائية التي يجب توفرها تبعا للمعايير‬
‫الدولية(‬

‫التواصل مع الشخص المحروم من حريته يجب أن يتوفر منذ اللحظة‬


‫الولى للحرمان من الحرية‪.‬‬

‫يجب أن يتوفر التصال بالشخص‪:‬‬


‫‪-‬منذ اللحظة الولى‬
‫‪-‬بما في ذلك حق الزيارة والمقابلة‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬بدون تأخير أو رقابة‬
‫‪-‬مع توفير الوقت والتسهيلت الضرورية‪.‬‬
‫‪-‬مع توفير كامل شروط السرية‬
‫‪-‬في جميع المراحل‪.‬‬

‫طلب المقابلة‬

‫‪-‬يمكن الحصول على المعلومات الخاصة بالشخص المحروم من حريته بواسطة‬


‫السرة أو أي مؤسسة أو بأي سبيل آخر‪.‬‬
‫‪-‬يجب أن تسرع في محاولة الوصول إلى الشخص لتوفير الرعاية الصحية‬
‫والمان‬
‫‪-‬إذا لزم المر‬
‫‪-‬قد ل يكون محل الحتجاز معلوما للسرة أو المحامي‬
‫‪-‬إذا لم تكن سلطات التحقيق على علم بمكان اعتقال الشخص فالرجح أن‬
‫العتقال غير قانوني‪.‬‬
‫‪-‬اطلب توكيل من أسرة المعتقل لكي تستطيع أن تتحرك باسمه ‪ ،‬وإذا تعذر‬
‫فمن الممكن اصطحاب أسرة الضحية إلى الجهات التي يتخذ الجراءات‬
‫أمامها ‪.‬‬
‫‪-‬تقدم بطلب للنيابة لتحديد محل احتجاز الشخص )مع الشارة إلى اللتزام‬
‫والواجب القانوني على النيابة العامة بالتفتيش على مقار الحتجاز (‬
‫‪-‬اطلب أن تزور الشخص وأن تعقد معه مقابلة وأن تكون موجودا وقت‬
‫التحقيقات‬
‫في حال عدم تمكنك الوصول إلى الضحية‬
‫‪-‬قدم إخطارا كتابيا للنيابة أو الوزارات المختصة أو الهيئات المختصة‪.‬‬
‫‪-‬حاول أن ترسل فاكسا إذا كانت هناك حاجة ماسة لذلك أو أي أسباب طارئة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪-‬في حال لم تتمكن من الوصول إلى الضحية ول الحصول على معلومات بشأنه‬
‫أو بشأن مكان تواجده يصبح هناك خطرا بأن يكون الشخص معتقل اعتقال‬
‫قسريا أو أنه يتعرض للتعذيب وسوء المعاملة أو الختفاء القسري‬
‫‪-‬في هذه الحالة قدم بلغا بالختفاء‪.‬‬
‫‪-‬بعد أن ترد المعلومات بشأن مكان احتجازه تقدم بطلب مقابلة في خصوصية ‪.‬‬

‫المقابلة – اللقاء الول‬

‫قدم نفسك واشرح سبب تواجدك والهدف منه‬


‫هناك احتمال من اثنين‬
‫‪-1‬إما أن الشخص يقبل التواصل معك‪ ،‬في هذه الحالة‬
‫‪-‬اشرح الغرض وظروف وإجراءات وحدود المقابلة‪.‬‬
‫‪-‬من الهام أن توضح كيفية استخدام المعلومات التي سوف تمنح لك والبدائل‬
‫والنتائج والمخاطر التي قد تنتج عن ذلك بالتفصيل‪.‬‬
‫‪-‬يجب توضيح أي أجزاء من المقابلة يمكن أن تبقى سرية وأيها سوف يتم‬
‫العلن عنه‪.‬‬
‫‪-‬إذا لم يرغب الشخص في تقديم أي شكوى أطلب الحتفاظ بمضبطة المقابلة‬
‫بهدف التوثيق‪.‬‬
‫‪-2‬أو أنه يرفض المقابلة‪ ،‬في هذه الحالة‬
‫‪-‬سجل الرفض وأسبابه‬
‫‪-‬إذا أمكن اطلب من الشخص توقيعه على هذا الرفض‬
‫‪-‬أضف توقيعك‬
‫‪-‬اخطر أسرة الشخص أو المؤسسة المعنية بالوضع‪.‬‬
‫‪-‬احتفظ بالوراق للتوثيق‪.‬‬
‫‪-3‬في كل الحوال ذكر الشخص‪:‬‬
‫‪-‬بحقه في الحصول على محامي وطبيب من اختياره‪.‬‬
‫‪-‬بحقه في أن يلتزم الصمت‪.‬‬
‫‪-‬بتوضيح ما تعرض له من معاملة لكافة سلطات التحقيق في كافة مراحل‬
‫التحقيق‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬بحقه في الصرار على إظهار أي آثار لجروح على جسد وتسجيلها بواسطة‬
‫الطبيب‪.‬‬
‫في حال الموافقة على المقابلة‬
‫‪-‬يجب توفير جو آمن وملئم لعقد المقابلة‪.‬‬
‫‪-‬الحجرة التي يتم فيها الفحص أو المقابلة يجب أن تكون جيدة النارة‪،‬‬
‫ومستوفية لشروط الخصوصية والسرية‪ ،‬ول يجوز أن يتواجد بها رجال من‬
‫المن‬

‫‪57‬‬
‫‪-‬قد يكون من الملئم ولضمان الدقة والسرعة أن يتواجد أكثر من محامي‬
‫لتسجيل المقابلة وأخذ الصور واتخاذ إجراءات التحويل إلى المستشفى‪.‬‬

‫التوثيق‬

‫طالما تم التوصل إلى الشخص‪ ،‬يجب تسجيل القصة بالتفصيل‬

‫‪-‬ل يهم هنا اتساق الحكاية أو عرضها بشكل منهجي‪ .‬إن وضع القصة في سياقها‬
‫هو واجب الشخص الذي يدير المقابلة‪ .‬التناقضات ل تعني أبدا أن الشخص لم‬
‫يتعرض للتعذيب أو أي شكل من أشكال سوء المعاملة‪.‬‬
‫‪-‬قد تقتصر الزيارة الولى على جمع المعلومات بشأن توفير الرعاية الصحية‬
‫والمان للشخص‪.‬‬
‫‪-‬يجب إخطار الشخص بإمكانية طلب استراحة ومقاطعة المقابلة في أي وقت‬
‫يشاء‪.‬‬
‫‪-‬إذا كانت المقابلة تتم عبر مترجم يجب تسجيل ذلك‪.‬‬
‫‪-‬يجب العمل على خلق علقة من الثقة والتعاطف والخلص‬
‫‪-‬يجب توفير وقت كاف للمقابلة‬
‫‪-‬يجب أن توضع معتقدات وتقاليد الشخص الثقافية في العتبار ويجب أن يتوفر‬
‫النفتاح على فهم وضعية الشخص‪.‬‬
‫‪-‬يجب أن يكون الستماع "ايجابيا"‪ .‬الستماع أهم من طرح السئلة‪.‬‬
‫‪-‬يجب بث الثقة والمان في الشخص‪ ،‬وإعطاء نموذج ايجابي‬
‫قم بتسجيل‪:‬‬
‫‪-‬تاريخ ووقت المقابلة‬
‫‪-‬السن‬
‫‪-‬المكان‬
‫‪-‬سياق المقابلة )على سبيل المثال‪ :‬من أبلغ‪ ،‬من طلب الزيارة(‬
‫‪-‬حدد الهوية إما بشكل مفتوح أو عن طريق رمز كودي‪.‬‬
‫‪-‬صف الصفات الجسدية والمرئية‪) :‬على سبيل المثال‪ :‬الطول‪ ،‬الوزن‪ ،‬لون‬
‫العينين‪ ،‬أي ندوب واضحة‪ ،‬السن‪ ،‬لون الشعر(‬
‫الرواية التي تم الحصول عليها من الشخص لها جانبان‪:‬‬
‫‪.1‬معلومات عن وقائع‬
‫‪.2‬معلومات عن الحالة الصحية‬
‫أول‪ ،‬الوقائع‪:‬‬
‫•سجل الوقائع مع‪:‬‬
‫‪-‬احرص على تسجيل القصة بكلمات الشخص نفسه‬

‫‪58‬‬
‫‪-‬باستخدام أسئلة مفتوحة‬
‫‪-‬وبدون استخدام أسئلة قد تدفع في اتجاه إجابات بعينها‬
‫•حاول الحصول على‪:‬‬
‫‪-‬القصة كاملة بداية من بادية العتقال أو منذ بداية الحداث وحتى لحظة‬
‫المقابلة‪.‬‬
‫‪)-‬الحصول عن معلومات حول الواقعة ببيان التسلسل الزمني مع الموضوعي(‬
‫‪-‬الوراق التي وقع عليها المعتقل دون أن يقرأها أو دون أن يعرف محتواها‬
‫والظروف التي حدث فيها ذلك‪.‬‬
‫‪-‬وقائع التعذيب والساليب المستخدمة في ذلك‪:‬‬
‫‪o‬العتداءات الجنسية )العتداءات اللفظية‪ ،‬خلع الملبس‪ ،‬لمس العضاء‬
‫الجنسية‪ ،‬هتك العرض‪ ،‬الهانة‪ ،‬الضرب أو الصدمات الكهربائية في‬
‫العضاء الجنسية‪ ،‬الغتصاب‪ ،‬الغتصاب من الشرج‪ ،‬التلمس(‪.‬‬
‫‪o‬الصابات الجسدية‪.‬‬
‫‪o‬الوقت التقريبي لحدوث التعذيب‪.‬‬
‫‪o‬الفترة التقريبية لكل جلسة تعذيب‪.‬‬
‫‪o‬عدد مرات التعذيب والمدة في كل مرة‬
‫‪o‬صفات خاصة للقائمين على التعذيب )السم و‪/‬أو الوصف الخارجي أو‬
‫أي علمات خاصة‪ ،‬الملبس‪ ،‬الوشم‪ ،‬الطول‪ ،‬الوزن‪ ،‬علمات مميزة‪،‬‬
‫أسماء حركية‪ ،‬الصوت‪ ،‬الرائحة‪ ،‬اللغة‪ ،‬اللهجة ومعلومات خاصة‬
‫بالعاملين أثناء نوبة العمل التي تم فيها التعذيب(‬
‫‪o‬بيان سجل سابق لهم في ممارسة التعذيب )كلما أمكن ذلك (‬
‫‪o‬النظام المعتاد في المكان الذي حدث فيه سوء المعاملة‪.‬‬
‫‪o‬وصف السلحة أو الدوات الخرى المستخدمة‪.‬‬
‫‪o‬وصف للمكان الذي حدث فيه التعذيب‪.‬‬
‫‪o‬وصف للمكان الذي احتجز فيه الشخص ما بين جلسات التعذيب‪.‬‬
‫‪o‬الحرمان من الحتياجات الساسية )النوم‪ ،‬الطعام‪ ،‬استخدام دورة‬
‫المياة(‬
‫‪-‬الطراف الثالثة التي كانت حاضرة )شهود‪ ،‬أطباء‪ ،‬محامون‪ ،‬سائقين‪ ،‬الخ(‬
‫‪-‬كيف قام الطباء بالكشف على الشخص )على سبيل المثال‪ :‬عن بعد؟ وهو‬
‫عاري؟(‬
‫‪-‬الوراق التي تم التوقيع عليها والظروف التي تم فيها ذلك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬سجل الحالة الصحية‬
‫‪-‬أجزاء الجسم المصابة بعد الكشف عليها بموافقة الشخص وتسجيلها على‬
‫الرسم التخطيطي للجسد‪) .‬انظر الملحق الخاص الرسم التخطيطي للجسد(‬
‫‪-‬تفاصيل الشكوى‬
‫‪-‬شدة ومعدل وفترة وتاريخ بداية كل عرض من العراض‪.‬‬
‫‪-‬شكاوى نفسية و تسجيل الحالة النفسية بالملحظة‬

‫‪59‬‬
‫‪-‬تاريخ ومدة الفحص الطبي )إن وجد( وأي علج تم وصفه واستخدامه‬
‫‪-‬الشخاص الموجودون أثناء الفحص‪.‬‬
‫‪-‬هل حصل الضحية على نسخة من التقرير‬
‫‪-‬هل تم إعطاء التقرير لقوات المن‪ ،‬هل كان ذلك في ظرف مغلق أم مفتوح‪.‬‬
‫‪-‬شهادة الشخص بخصوص أسباب الصابات‪) .‬إن أمكن(‪.‬‬

‫في حال أخبرك المحتجز بأنه تعرض للتعذيب تقدم ببلغ تعذيب أو سوء‬
‫المعاملة للنيابة‬
‫)انظر الملحق القانوني ‪(3‬‬

‫التواجد أثناء التحقيق‬

‫للشخص المحتجز الحق في الحصول على محامي بما في ذلك الحق في زيارة من‬
‫قبل المحامي وحضوره التحقيقات والحق في الحديث معه في خصوصية بدون‬
‫مقاطعة أو مراقبة وأن يتم ذلك في مكان ملئم ولفترة كافية من الوقت‪.‬‬
‫‪-‬اطلب أول الطلع على محضر التحقيق‬
‫‪-‬اطلب من المحقق مناظرة الثار الصابية بجسد الشخص‬
‫‪-‬إذا كانت حالته الصحية خطيرة اطلب عرضه على المستشفى أو استدعاء‬
‫طبيب‬
‫‪-‬اطلب سماع قوال الشخص بصفته مجني عليه في واقعة تعذيبه‬
‫‪-‬اطلب استدعاء والتحقيق مع من ورد أسماءهم في أقوال الشخص بشأن‬
‫واقعة تعذيبه‬
‫‪-‬اطلب الدعاء مدنيا )التعويض( ضد الشخاص القائمين بالتعذيب‬
‫‪-‬اطلب العرض على الطب الشرعي لبيان الصابات‬
‫‪-‬إذا لحظت وجود احد رجال الشرطة بغرفة التحقيق اطلب إثبات ذلك في‬
‫المحضر مع طلب إخراجه من غرفة التحقيق‬
‫‪-‬يجب أن تصر على ضرورة التسجيل الكامل والدقيق لقوال ورواية الشخص‪.‬‬
‫‪-‬يجب أن تصر على ضرورة تسجيل إصابات ومخاوف الشخص‪.‬‬
‫‪-‬طالب بتوقيع الكشف الطبي على الشخص حسب معايير بروتوكول اسطنبول‪.‬‬
‫‪-‬ارفض أن تضع توقيعك على المحضر إذا شعرت بأنه ل يعكس الحقائق‪ ،‬وعليك‬
‫أن تسجل كتابة أسباب رفضك التوقيع‪.‬‬
‫‪-‬خذ نسخة من التحقيقات‪.‬‬
‫‪-‬إذا شعرت أن تدخلك في التحقيق لم يوضع في العتبار بالشكل الكافي‪ ،‬قدم‬
‫بلغا كتابيا بذلك لجهات التحقيق‪.‬‬
‫في نهاية التحقيق راجع قرار النيابة ومدى استيفائه للطلبات السالفة‪:‬‬
‫‪o‬التحقيق في واقعة التعذيب‬

‫‪60‬‬
‫‪o‬العرض على الطب الشرعي‬
‫‪o‬التصريح بسداد رسوم الدعاء المدني‬

‫جمع الدلة‬

‫يجب دراسة الدلة المتوفرة لتحديد أوجه النقص من أجل استكمالها ولتحديد أوجه‬
‫التناقض بين الوقائع‪.‬‬
‫مصادر الدلة‬
‫‪-‬تقارير الطب الشرعي‬
‫‪-‬المقابلة مع الضحية‬
‫‪-‬شهادة طرف ثالث )على سبيل المثال معتقل آخر( بشأن الظروف المحيطة‬
‫بالفحص بما في ذلك التوقيت والمدة‪.‬‬
‫‪-‬سجلت المؤسسة‪/‬المكان الذي تم فيه توقيع الفحص‬
‫‪-‬سجلت الطبيب الذي قام بالفحص‬
‫‪-‬ملفات المريض في المستشفى أو المركز الصحي‬
‫‪-‬الجراءات العلجية‬
‫‪-‬ملفات المستشفى أو المركز الصحي فيما يتعلق بالعلج والدوية‬
‫‪-‬ملفات المستشفى أو المركز الصحي فيما يتعلق بتحديد مدة الفحص‬
‫‪-‬أي تفاوت ما بين التقارير الطبية والعلج‪/‬الدوية‬
‫‪-‬أي تناقضات في التقارير الرسمية‬
‫‪-‬أي تناقضات ما بين الحالة الصحية للضحية والتقارير الطبية‪.‬‬
‫‪-‬أي تناقضات ما بين تصريحات الضحية والتقارير الرسمية بخصوص ظروف‬
‫ووقت وفترة توقيع الفحص الطبي‪.‬‬
‫‪-‬التقارير الطبية المقدمة وقت الحتجاز أو الفراج أو عند النقل من مكان لخر‪.‬‬
‫‪-‬التقارير الطبية المقدمة وقت تبديل وحدة العتقال‬
‫‪-‬وقت عمل تلك التقارير‬
‫‪-‬تناقضات تخص التوقيت‪ ،‬المكان الخ ما بين التقارير الطبية وتصريحات الضحية‬
‫أو أي تقارير أخرى‪.‬‬
‫‪-‬سرية التقرير )لمن أعطي التقرير؟ للشرطة؟ هل كان في ظرف مفتوح؟(‬
‫‪-‬الصور المأخوذة من قبل المحامين أو المعتقلين الخرين أو أطراف ثالثة )صور‬
‫الضحية أو المكان أو أي أدلة أخرى(‬
‫‪-‬شهادات أطراف ثالثة )على سبيل المثال‪ :‬محامون‪ ،‬معتقلون آخرون‪ ،‬أطباء(‬

‫تقرير الطب الشرعي‬

‫‪61‬‬
‫التقرير السليم يجب أن يتناول كحد أدنى‪:‬‬
‫‪-‬الظروف التي تمت فيها المقابلة‬
‫‪-‬تاريخ الرواية بما في ذلك الحداث بالتفصيل‪ ،‬تفاصيل أساليب وتوقيت التعذيب‬
‫أو سوء المعاملة المدعى بها‪ ،‬كافة شكاوى العراض الجسدية والنفسية؛‬
‫‪-‬الفحص الجسدي والنفسي بما في ذلك العلمات التي وجدت بعد الفحص‬
‫الكلينيكي مع استخدام الختبارات التشخيصية المناسبة وصور ملونة لكافة‬
‫الصابات كلما كان ذلك ممكنا؛‬
‫‪-‬الرأي بشأن العلقة المحتملة ما بين العلمات الجسدية والنفسية واحتمال‬
‫التعرض للتعذيب أو سوء المعاملة والتوصية بأي علج أو مزيد من الفحص‬
‫النفسي أو الجسدي قد يكون ضروريا؛‬
‫‪-‬يجب أن تكون هوية القائمين على الفحص واضحة كما يجب أن يكون التقرير‬
‫موقعا‬
‫حين ل يكون هناك وقائع أو أسس منطقية لحل التناقضات‬
‫اطلب‬
‫‪-‬فحص طبي فوري تبعا لمعايير بروتوكول اسطنبول وكذلك علج الضحية‪.‬‬
‫‪-‬استكمال أوجه الفحص والعلج الناقصة‬
‫‪-‬اتصل بجامعات و‪/‬أو مراكز و‪/‬أو أطباء فرادى عاملين بالمجال لتقديم تقرير‬
‫مستقل‪.‬‬
‫‪-‬استخدم آليات الوقاية الوطنية لجراء تحقيق‬
‫‪-‬استخدم الجراءات الدارية للبدء في التحقيق‬
‫‪-‬استخدم آليات تقديم الشكاوى للتحقيق في أي انتهاك )على سبيل المثال الهيئات‬
‫الحكومية‪ ،‬نقابة الطباء الوطنية(‬
‫‪-‬طالب جهات التحقيق أن تبدأ الجراءات الجنائية فيما يخص ممارسة التعذيب أو‬
‫سوء المعاملة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫آليات التحرك لمواجهة جريمة التعذيب‬

‫آليات معاونة‬ ‫آليات إدارية‬ ‫آليات قضائية‬


‫‪‬إبلغ منظمات‬ ‫‪‬إبلغ مأمور القسم‬ ‫‪‬إبلغ النيابة العامة‬
‫حقوق النسان‬ ‫‪‬إبلغ مدير المن‬ ‫المختصة‬
‫المحلية والقليمية‬ ‫‪‬إبلغ الدارة العامة‬ ‫‪‬إبلغ النيابة‬
‫والدولية‬ ‫للتفتيش والرقابة‬ ‫الكلية ‪.‬‬
‫‪‬إبلغ لجان الحريات‬ ‫بوزارة الداخلية‪.‬‬ ‫‪‬إبلغ المحامي‬
‫بالنقابات والحزاب‬ ‫‪‬إبلغ الضابط‬ ‫العام‬
‫‪‬وسائل العلم‬ ‫المكلف بالتفتيش‬ ‫‪‬إبلغ مكتب النائب‬
‫‪‬أعضاء مجلس‬ ‫)يتواجد بكل‬ ‫العام‬
‫الشعب‬ ‫مديرية امن (‬ ‫‪‬النائب العام‬
‫‪‬إنذار رسمي للجنة‬ ‫‪‬إبلغ الدارة العامة‬ ‫المساعد لرعاية‬
‫القيد بنقابة‬ ‫للعلم بوزارة‬ ‫المسجونين وتنفيذ‬
‫المحامين بعدم قيد‬ ‫الداخلية‬ ‫الحكام‬
‫الضباط المتهمين‬ ‫‪‬إبلغ مكتب وزير‬ ‫‪‬متابعة تحقيقات‬
‫بالتعذيب‬ ‫الداخلية‬ ‫النيابة والتظلم إذا‬
‫‪‬إبلغ مكتب‬ ‫تم الحفظ‬
‫الشكاوى برئاسة‬ ‫‪‬الدعاء مدنيا فى‬
‫الجمهورية‬ ‫ثناء التحقيق )حتى‬
‫يكون لك الحق فى‬
‫التظلم اذا حفظ‬
‫المحضر(‬
‫‪‬إقامة دعوى‬
‫تعويض ضد‬
‫المسئول عن‬
‫التعذيب وجهة‬
‫الدارة‬

‫‪63‬‬
‫الحد الدنى المطلوب لعمل تحقيق في ادعاء تعذيب أو‬
‫سوء معاملة‬

‫‪-‬السعي إلى الحصول على تصريحات من الضحايا المدعين بالتعذيب‪.‬‬


‫‪-‬الحصول والحفاظ على الدلة )بما في ذلك الدلة الطبية المرتبطة بالتعذيب‬
‫المدعى به للمساعدة في أي تحقيق محتل مع المسئولين عن التعذيب(‬
‫‪-‬التعرف على أي شهود محتملين والحصول على تصريحاتهم بشأن التعذيب‬
‫المدعى به‪.‬‬
‫‪-‬وتحديد كيفية وزمان ومكان حدوث التعذيب المدعى به وكذلك أي نمط أو نسق‬
‫ملحظ بشأن ممارسة التعذيب‪.‬‬

‫يجب على الدول أن تضمن استقللية وسلطة‬


‫والتزامات المحققين‬
‫‪-‬يجب أن يكون التحقيق وافيا‬
‫‪-‬آليات التحقيق يجب أن تكون مستقلة ومحايدة وفعالة وسليمة‬
‫‪-‬يجب أن يتمتع المحققون بالسلطة وقوة اللزام التي تسمح لهم بالحصول على‬
‫كافة المعلومات الضرورية للتحقيق‪.‬‬
‫الطراف التي يجب استبعادها من أي موقع تحكم أو سلطة‬
‫أثناء التحقيقات‬
‫الطرف ذات الصلة المباشرة أو غير المباشرة بمقدمي الشكوى‪ ،‬الشهود وأسرهم‪،‬‬
‫الضباط والمسئولون الذين قد يكون لهم صلة بالتعذيب أو سوء المعاملة‬
‫الطراف التي يحق لها الحصول والطلع على المعلومات ذات‬
‫الصلة بالتحقيق والدلة المتوفرة‬
‫الضحية والممثل القانوني لها يجب أن يخطر وأن يتمكن من الطلع على‪:‬‬
‫‪-‬محضر كل تحقيق‬
‫‪-‬كل المعلومات‬
‫‪-‬كما يحق لهم تقديم أدلة جديدة‬
‫كل تحقيق يجب أن يختم بتقرير يتضمن‪:‬‬
‫‪-‬نطاق التحقيقات‬
‫‪-‬الجراءات‬
‫‪-‬الطرق التي استخدمت في تقييم الدلة‬
‫‪-‬خلصة‬
‫‪-‬توصيات‪:‬‬
‫‪o‬مستندة على الوقائع‬
‫‪o‬خاصة بالقوانين المطبقة‬

‫‪64‬‬
‫ملحق )‪(1‬‬
‫ضمانات وحقوق المتهم فى مصر‬
‫أول‪ :‬الحقوق المكفولة في الدستور‬
‫المادة )‪(40‬‬
‫المواطنون لدى القانون سواء‪ ،‬وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة‪ ،‬ل تمييز‬
‫بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة‪.‬‬

‫المادة )‪:(41‬‬
‫الحرية الشخصية حق طبيعي وهى مصونة ل تمس‪ ،‬وفيما عدا حالة التلبس ل يجوز‬
‫القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأي قيد أو منعه من التنقل إل بأمر‬
‫تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع‪ ،‬ويصدر هذا المر من القاضي المختص‬
‫أو النيابة العامة‪ ،‬وذلك وفقا لحكام القانون‪ .‬ويحدد القانون مدة الحبس الحتياطي‪.‬‬

‫المادة )‪:(42‬‬
‫كل مواطن يقبض عليه أو يحبس أو تقيد حريته بأي قيد تجب معاملته بما يحفظ عليه‬
‫كرامة النسان‪ ،‬ول يجوز إيذاؤه بدنيا أو معنويا‪ ،‬كما ل يجوز حجزه أو حبسه في غير‬
‫الماكن الخاضعة للقوانين الصادرة بتنظيم السجون‪ .‬وكل قول يثبت أنه صدر من‬
‫مواطن تحت وطأة شيء مما تقدم أو التهديد بشيء منه يهدر ول يعول عليه‪.‬‬

‫المادة )‪:(44‬‬
‫للمساكن حرمة فل يجوز دخولها ول تفتيشها إل بأمر قضائي مسبب وفقا لحكام‬
‫القانون‪.‬‬

‫المادة )‪:(45‬‬
‫لحياة المواطنين الخاصة حرمة يحميها القانون‪ .‬وللمراسلت البريدية والبرقية‬
‫والمحادثات التليفونية وغيرها من وسائل التصال حرمة‪ ،‬وسريتها مكفولة‪ ،‬ول تجوز‬
‫مصادرتها أو الطلع عليها أو رقابتها إل بأمر قضائي مسبب ولمدة محددة ووفقا‬
‫لحكام القانون‪.‬‬

‫المادة )‪: (57‬‬


‫كل اعتداء على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين وغيرها من‬
‫الحقوق والحريات العامة التي يكفلها الدستور والقانون جريمة ل تسقط الدعوى‬
‫الجنائية ول المدنية الناشئة عنها بالتقادم‪ ،‬وتكفل الدولة تعويضا عادل لمن وقع عليه‬
‫العتداء‪.‬‬

‫المادة )‪:(65‬‬
‫تخضع الدولة للقانون‪ ،‬واستقلل القضاء وحصانته ضمانان أساسيان لحماية الحقوق‬
‫والحريات‪.‬‬

‫المادة )‪:(66‬‬
‫العقوبة شخصية‪ .‬ول جريمة ول عقوبة إل بناء على قانون‪ ،‬ول توقع عقوبة إل بحكم‬
‫قضائي‪ ،‬ول عقاب إل على الفعال اللحقة لتاريخ نفاذ القانون‪.‬‬

‫المادة )‪:(67‬‬
‫المتهم برئ حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية تكفل له فيها ضمانات الدفاع عن‬
‫نفسه‪ .‬وكل متهم في جناية يجب أن يكون له محام يدافع عنه‪.‬‬

‫المادة )‪:(68‬‬

‫‪65‬‬
‫التقاضي حق مصون ومكفول للناس كافة‪ ،‬ولكل مواطن حق اللتجاء إلى قاضيه‬
‫الطبيعي‪ ،‬وتكفل الدولة تقريب جهات القضاء من المتقاضين وسرعة الفصل في‬
‫القضايا‪ .‬ويحظر النص في القوانين على تحصين أي عمل أو قرار إداري من رقابة‬
‫القضاء‪.‬‬

‫المادة )‪:(69‬‬
‫حق الدفاع أصالة أو بالوكالة مكفول‪ .‬ويكفل القانون لغير القادرين ماليا وسائل‬
‫اللتجاء إلى القضاء والدفاع عن حقوقهم‪.‬‬

‫المادة )‪:(70‬‬
‫ل تقام الدعوى الجنائية إل بأمر من جهة قضائية‪ ،‬فيما عدا الحوال التي يحددها‬
‫القانون‪.‬‬

‫المادة )‪:(71‬‬
‫يبلغ كل من يقبض عليه أو يعتقل بأسباب القبض عليه أو اعتقاله فورا‪ ،‬ويكون له حق‬
‫التصال بمن يرى إبلغه بما وقع أو الستعانة به على الوجه الذي ينظمه القانون‪،‬‬
‫ويجب إعلنه على وجه السرعة بالتهم الموجهة إليه‪ ،‬وله ولغيره التظلم أمام القضاء‬
‫من الجراء الذي قيد حريته الشخصية‪ ،‬وينظم القانون حق التظلم بما يكفل الفصل‬
‫فيه خلل مدة محددة‪ ،‬وإل وجب الفراج حتما‪.‬‬

‫المادة )‪:(165‬‬
‫السلطة القضائية مستقلة‪ ،‬وتتولها المحاكم على اختلف أنواعها ودرجاتها‪ ،‬وتصدر‬
‫أحكامها وفق القانون‪.‬‬

‫المادة )‪:(166‬‬
‫القضاة مستقلون‪ ،‬ل سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون‪ ،‬ول يجوز لية سلطة‬
‫التدخل في القضايا أو في شئون العدالة‪.‬‬

‫المادة )‪:(168‬‬
‫القضاة غير قابلين للعزل‪ .‬وينظم القانون مساءلتهم تأديبيا‪.‬‬

‫المادة )‪:(169‬‬
‫جلسات المحاكم علنية إل إذا قررت المحكمة جعلها سرية مراعاة للنظام العام أو‬
‫الداب‪ .‬وفى جميع الحوال يكون النطق بالحكم في جلسة علنية‪.‬‬

‫المادة )‪:(124‬‬
‫حضور المحامى وجوبي‪ ،‬ول يجوز للمحقق في الجنايات وفى الجنح المعاقب عليها‬
‫بالحبس وجوبا ً أن يستجوب المتهم أو يواجهه بغيره من المتهمين أو الشهود إل بعد‬
‫دعوة محاميه للحضور عدا حالة التلبس وحالة السرعة بسبب الخوف من ضياع الدلة‬
‫على النحو الذي يثبته المحقق في المحضر‪.‬‬
‫وعلى المتهم أن يعلن اسم محاميه بتقرير لدى قلم كتاب المحكمة أو إلى مأمور‬
‫السجن‪ ،‬أو يخطر به المحقق‪ ،‬كما يجوز لمحاميه أن يتولى هذا العلن أو الخطار‪.‬‬
‫وإذا لم يكن للمتهم محام‪ ،‬أو لم يحضر محاميه بعد دعوته‪ ،‬وجب على المحقق من‬
‫تلقاه نفسه‪ ،‬أن يندب له محاميا‪ .‬وللمحامى أن يثبت في المحضر ما يعن له من دفوع‬
‫أو طلبات أو ملحظات "‬

‫مادة )‪ - 237‬فقره أولى(‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫"يجب على المتهم في جنحه معاقب عليها بالحبس الذي يوجب القانون تنفيذه فور‬
‫صدور الحكم به أن يحضر بنفسه‪ ،‬وإذا لم يكن المتهم الحاضر في جنحة معاقب عليها‬
‫بالحبس وجوبا ً محام‪ ،‬وجب على المحكمة أن تندب له محاميا ً للدفاع عنه "‬

‫مادة ) ‪ (134‬مبررات الحبس الحتياطي‪:‬‬


‫"يجوز لقاضى التحقيق بعد استجواب المتهم أو في حالة هربه‪ ،‬إذا كانت الواقعة جناية‬
‫أو جنحة معاقبا ً عليها بالحبس لمدة ل تقل عن سنه‪ ،‬والدلئل عليها كافيه‪ ،‬أن يصدر‬
‫أمر بحبس المتهم احتياطيا‪ ،‬وذلك إذا توافرت إحدى الحالت أو الدواعي التية‪:‬‬
‫‪.1‬إذ كانت الجريمة في حالة تلبس ويجب تنفيذ الحكم فيها فور صدوره‪.‬‬
‫‪.2‬الخشية من هروب المتهم‪.‬‬
‫‪.3‬خشية الضرار بمصلحة التحقيق سواء بالتأثير على المجني عليه أو الشهود أو‬
‫بالعبث في الدلة أو القرائن المادية‪،‬أو بإجراء اتفاقات مع باقي الجناة لتغيير‬
‫الحقيقة أو طمس معالمها‪.‬‬
‫‪.4‬توقى الخلل الجسيم بالمن والنظام العام الذي قد يترتب على جسامة‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫ومع ذلك يجوز حبس المتهم احتياطيا إذا لم يكن له محل إقامة ثابت معروف في مصر‬
‫وكانت الجريمة جناية أو جنحه معاقبا عليها بالحبس‬

‫بدائل الحبس الحتياطي‬


‫مادة )‪ - 201‬فقره أولى(‪:‬‬
‫" يصدر المر بالحبس من النيابة العامة من وكيل نيابة على القل وذلك لمدة أقصاها‬
‫أربعة أيام تاليه للقبض على المتهم أو تسليمه للنيابة العامة إذا كان مقبوضا ً عليه من‬
‫قبل‪.‬‬
‫ويجوز للسلطة المختصة بالحبس الحتياطي أن تصدر بدل ً منه أمرا ً بأحد التدابير‬
‫التية ‪:‬‬
‫‪.1‬إلزام المتهم بعدم مبارحة مسكنه أو موطنه‪.‬‬
‫‪.2‬إلزام المتهم بأن يقدم نفسه لمقر الشرطة في أوقات محددة‪.‬‬
‫‪.3‬حظر المتهم أماكن محددة‪.‬‬
‫فإذا خالف المتهم اللتزامات التي يفرضها التدبير جاز حبسه احتياطيا‪.‬‬
‫ويسرى في شأن مدة التدبير أو مدها والحد القصى لها واستئنافها ذات القواعد‬
‫المقررة بالنسبة إلى الحبس الحتياطي"‬

‫وجوب تسبيب أمر الحبس الحتياطي‬


‫ماده )‪: (136‬‬
‫"يجب على قاضى التحقيق قبل أن يصدر أمرا بالحبس أن يسمع أقوال النيابة العامة‬
‫ودفاع المتهم‪ .‬ويجب أن يشمل أمر الحبس‪،‬على بيان الجريمة المسندة إلى المتهم‬
‫والعقوبة المقررة لها‪ ،‬والسباب التي بنى عليها المر‪ .‬ويسرى حكم هذه المادة على‬
‫الوامر التي تصدر بعد الحبس الحتياطي وفقا لحكام هذا القانون "‬

‫جبر الضرر عن الحبس الحتياطي‬


‫مادة )‪ 312‬مكرر(‪:‬‬
‫"تلتزم النيابة العامة بنشر كل حكم بات ببراءة من سبق حبسه احتياطيا‪ ،‬وكذلك كل‬
‫أمر صادر بأن ل وجه لقامة الدعوى الجنائية قبله في جريدتين يوميتين واسعتي‬
‫النتشار على نفقة الحكومة‪ ،‬ويكون النشر في الحالتين بناء على طلب النيابة العامة‬
‫أو المتهم أو أحد ورثته وبموافقة النيابة العامة في حالة صدور أمر بأن ل وجه لقامة‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫وتعمل الدولة على أن تكفل الحق في مبدأ التعويض المادي عن الحبس الحتياطي في‬
‫الحالتين المشار إليهما في الفقرة السابقة وفقا للقواعد والجراءات التي يصدر بها‬
‫قانون خاص "‬

‫‪67‬‬
‫التوسع في سلطات النيابة العامة‬
‫مادة )‪ 206‬مكرر – فقرة أولى(‬
‫"يكون لعضاء النيابة العامة من درجة رئيس نيابة على القل ــ بالضافة إلى‬
‫الختصاصات المقررة للنيابة العامة ــ سلطات قاضى التحقيق في تحقيق الجنايات‬
‫المنصوص عليها في البواب الول والثاني مكررا ً والرابع من الكتاب الثاني من قانون‬
‫العقوبات‪ .‬ويكون لهم فضل ً عن ذلك سلطة محكمة الجنح المستأنفة منعقدة في غرفة‬
‫المشورة المبينة في المادة ‪ 143‬من هذا القانون في تحقيق الجرائم المنصوص عليها‬
‫في القسم الول من الباب الثاني المشار إليه بشرط إل تزيد مدة الحبس في كل مره‬
‫عن خمسة عشر يوما"‬

‫مدة الحبس الحتياطي‬


‫ماده )‪ - 142‬فقرة أولى(‪:‬‬
‫" ينتهي الحبس الحتياطي بمضي خمسة عشر يوما على حبس المتهم ومع ذلك يجوز‬
‫لقاضى التحقيق‪ ،‬قبل انقضاء تلك المدة‪ ،‬وبعد سماع أقوال النيابة العامة والمتهم‪ ،‬أن‬
‫يصدر أمرا بمد الحبس مددا ً مماثله بحيث ل تزيد مدة الحبس في مجموعة على‬
‫خمسة وأربعين يوما"‬

‫مادة )‪ -202‬فقره ثانية (‬


‫"وللقاضي مد الحبس الحتياطي لمدة أو لمدد متعاقبة ل تجاوز كل منها خمسة عشر‬
‫يوما ‪ :‬وبحيث ل تزيد مدة الحبس الحتياطي في مجموعها على خمسة وأربعين يوما ً "‬

‫مادة )‪ - 143‬فقره أخيرة(‪:‬‬


‫"ول يجوز أن تزيد مدة الحبس الحتياطي على ثلثة أشهر‪ ،‬ما لم يكن المتهم قد أعلن‬
‫بإحالته إلى المحكمة المختصة قبل انتهاء هذه المدة‪،‬و يجب على النيابة العامة في‬
‫هذه الحالة أن تعرض أمر الحبس خلل خمسة أيام على الكثر من تاريخ العلن‬
‫بالحالة على المحكمة المختصة وفقا ً لحكام الفقرة الولى من المادة ‪ 151‬من هذا‬
‫القانون لعمال مقتضى هذه الحكام‪ ،‬وإل وجب الفراج عن المتهم‪ .‬فإذا كانت التهمه‬
‫المنسوبة إليه جناية فل يجوز أن تزيد مدة الحبس الحتياطي على خمسة شهور إل بعد‬
‫الحصول قبل انقضائها على أمر من المحكمة المختصة بمد الحبس مدة ل تزيد على‬
‫خمسة وأربعين يوما قابلة للتجديد لمدة أو مدد أخرى مماثله‪ ،‬وإل وجب الفراج عن‬
‫المتهم‪.‬‬
‫وفى جميع الحوال ل يجوز أن تجاوز مدة الحبس الحتياطي في مرحلة تحقيق‬
‫البتدائي وسائر مراحل الدعوى الجنائية ثلث الحد القصى للعقوبة السالبة للجريمة‪،‬‬
‫وبحيث ل يتجاوز ستة أشهر في الجنح وثمانية عشر شهرا ً في الجنايات وسنتين إذا‬
‫كانت العقوبة المقررة للجريمة هى السجن المؤبد أو العدام "‬

‫المادة )‪: (150‬‬


‫" المر الصادر بالفراج ل يمنع قاضى التحقيق من إصدار أمر جديد بالقبض على‬
‫المتهم أو بحبسه إذا ظهرت أدلة جديدة ضده أو أخل بالشروط المفروضة عليه‬
‫أوجدت ظروف تستدعى اتخاذ هذا الجراء‪ ،‬وذلك مع عدم الخلل بأحكام المادة ‪143‬‬
‫من هذا القانون "‬

‫استئناف المر بالحبس‬


‫مادة )‪ - 205‬فقره ثانية(‪:‬‬
‫"وللمتهم أن يستأنف المر الصادر بحبسه احتياطيا أو بمد هذا الحبس من القاضي‬
‫الجزئي أو محكمة الجنح المستأنفة منعقدة في غرفة المشورة‪ ،‬وللنيابة العامة إذا‬
‫استلزمت ضرورة التحقيق أن تستأنف المر الصادر من القاضي الجزئي أو من محكمة‬
‫الجنح المستأنفة في غرفة المشورة بالفراج عن المتهم المحبوس احتياطيا وتراعى‬

‫‪68‬‬
‫في ذلك أحكام الفقرة الثانية من المادة ‪ 164‬والمواد من ‪ 165‬إلى ‪ 168‬من هذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫مادة )‪ - 164‬فقره ثانية(‪:‬‬


‫"ولها وحدها كذلك أن تستأنف المر الصادر في جناية بالفراج المؤقت عن المتهم‬
‫المحبوس احتياطيا‪ .‬وللمتهم أن يستأنف المر الصادر بحبسه احتياطيا أو بمد هذا‬
‫الحبس "‬
‫مادة )‪:(166‬‬
‫"يكون ميعاد الستئناف عشرة أيام من تاريخ صدور المر بالنسبة إلى النيابة العامة‬
‫ومن تاريخ إعلنه بالنسبة إلى باقي الخصوم‪ ،‬عدا الحالت المنصوص عليها في الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 164‬من هذا القانون‪ ،‬فيكون ميعاد استئناف النيابة لمر الفراج‬
‫المؤقت أربعا وعشرين ساعة‪ ،‬ويجب الفصل في الستئناف خلل ثمانية وأربعين ساعة‬
‫من تاريخ رفعه‪ ،‬ويكون استئناف المتهم في أي وقت‪ ،‬فإذا صدر قرار برفض استئنافه‪،‬‬
‫جاز له أن يتقدم باستئناف جديد كلما انقضت مدة ثلثين يوما من تاريخ صدور قرار‬
‫الرفض "‬

‫مادة )‪ -167‬الفقرات الولى‪،‬الثانية‪ ،‬الثالثة(‬


‫"يرفع الستئناف أمام محكمة الجنح المستأنفة منعقدة في غرفة المشورة إذا كان‬
‫المر المستأنف صادرا ً من قاضى التحقيق بالحبس الحتياطي أو بمده فإذا كان المر‬
‫المستأنف صادرا ً من تلك المحكمة‪ ،‬يرفع الستئناف إلى محكمة الجنايات منعقدة في‬
‫غرفة المشورة‪ ،‬وإذا كان صادرا ً من محكمة الجنايات يرفع الستئناف إلى الدائرة‬
‫المختصة‪ ،‬يرفع الستئناف في غير هذه الحالت أمام محكمة الجنح المستأنفة منعقدة‬
‫في غرفة المشورة إل إذا كان المر المستأنف صادرا ً بأن ل وجه لقامة الدعوى في‬
‫جناية أو صادرا ً من هذه المحكمة بالفراج عن المتهم فيرفع الستئناف إلى محكمة‬
‫الجنايات منعقدة في غرفة المشورة‪.‬‬
‫إذا كان ذلك الذي تولى التحقيق مستشارا ً عمل ً بالمادة ‪ 65‬من هذا القانون فل يقبل‬
‫الطعن في المر الصادر منه إل إذا كان متعلقا ً بالختصاص أو بأن ل وجه لقامة‬
‫الدعوى أو بالحبس الحتياطي أو بمده أو بالفراج المؤقت‪ ،‬ويكون الطعن أمام محكمة‬
‫الجنايات منعقدة في غرفة المشورة‪ .‬وفى جميع الحوال يتعين الفصل في الطعن‬
‫في أوامر الحبس الحتياطي أو مده أو الفراج المؤقت‪ ،‬خلل ثمانية وأربعين ساعة من‬
‫تاريخ رفع الطعن‪ ،‬وإل وجب الفراج عن المتهم‪.‬‬
‫وتختص دائرة أو أكثر من دوائر المحكمة البتدائية أو محكمة الجنايات لنظر استئناف‬
‫أوامر الحبس الحتياطي أو الفراج المؤقت المشار إليهما في هذه المادة "‬

‫مادة )‪ -168‬الفقرتان الولى والثانية(‬


‫" ينفذ المر الصادر بالفراج المؤقت عن المتهم المحبوس احتياطيا ما لم تستأنفه‬
‫النيابة العامة في الميعاد المنصوص عليه في المادة ‪ 166‬من هذا القانون‪.‬‬
‫وللمحكمة بنظر الستئناف أن تأمر بمد حبس المتهم طبقا ً لما هو مقرر في المادة‬
‫‪ 142‬من هذا القانون "‬

‫ثانيا‪ :‬الحقوق المكفولة في قانون الجراءات الجنائية‬


‫المادة ]‪[25‬‬
‫لكل من علم بوقوع جريمة‪ ،‬يجوز لنيابة العامة رفع الدعوى عنها بغير شكوى أو طلب‬
‫أن يبلغ النيابة العامة أو أحد مأموري الضبط القضائي عنها‬

‫المادة ]‪[26‬‬
‫يجب على كل من علم من الموظفين العموميين أو المكلفين بخدمة عامة أثناء تأدية‬
‫عمله أو بسبب تأديته بوقع جريمة من الجرائم يجوز للنيابة العامة رفع الدعوى عنها‬

‫‪69‬‬
‫بغير شكوى أو طلب أن يبلغ عنها فورا ُ النيابة العامة أو أقرب مأمور من مأموري‬
‫الضبط القضائي‬

‫المادة ]‪[36‬‬
‫ً‬
‫يجب على مأمور الضبط القضائي أن يسمع فورا أقوال المتهم المضبوط ‪ ،‬وإذا لم يأت‬
‫بما يبرئه ‪ ،‬يرسله في مدي أربعة وعشرين ساعة إلى النيابة العامة المختصة‪.‬ويجب‬
‫على النيابة العامة أن تستجوبه في ظرف أربع وعشرين ساعة ثم تأمر بالقبض عليه أو‬
‫إطلق سراحه‪.‬‬

‫المادة ]‪[40‬‬
‫ل يجوز القبض على أي إنسان أو حبسه إل بأمر من السلطات المختصة بذلك قانونا ً ‪،‬‬
‫كما تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامة النسان ول يجوز إيذاؤه بدنيا ً أو معنوياً‪.‬‬

‫المادة ]‪[41‬‬
‫ل يجوز حبس أي إنسان إل في السجون المخصصة لذلك ول يجوز لمأمور أي سجن‬
‫قبول أي إنسان فيه إل بمقتضى أمر موقع عليه من السلطة المختصة ‪ ،‬ول يبقيه بعد‬
‫المدة المحددة بهذا المر‪.‬‬

‫المادة ]‪[42‬‬
‫لكل من أعضاء النيابة العامة ورؤساء ووكلء المحاكم البتدائية والستئنافية زيادة‬
‫السجون العامة والمركزية الموجودة في دوائر اختصاصهم‪.‬والتأكد من عدم وجود‬
‫محبوس بصفة غير قانونية‪ .‬ولهم أن يطلعوا على دفاتر السجن وعلى أوامر القبض‬
‫والحبس وأن يأخذوا صورا منها وأن يتصلوا بأي محبوس ويسمعوا منه أي شكوى يريد‬
‫أن يبديها لهم ‪ ،‬وعلى مدير وموظفي السجون أن يقدموا لهم كل مساعدة لحصولهم‬
‫على المعلومات التي يطلبونها‪.‬‬

‫المادة ]‪[43‬‬
‫لكل مسجون الحق في أن يقدم في أي وقت لمأمور السجن شكوى كتابية أو شفهية‪،‬‬
‫ويطلب منه تبليغها للنيابة العامة وعلى المأمور قبولها وتبليغها في الحال بعد إثباتها في‬
‫سجل يعد لذلك في السجن‪.‬‬
‫ولكل من علم بوجود محبوس بصفة غير قانونية‪ ،‬أو في محل غير مخصص للحبس أن‬
‫يخطر أحد أعضاء النيابة العامة – وعليه بمجرد علمه أن ينتقل فورا ً إلى المحل‬
‫الموجود به المحبوس وأن يقوم بإجراء التحقيق وأن بأمر بالفراج عن المحبوس بصفة‬
‫غير قانونية وعليه أن يحرر محضر بذلك‪.‬‬

‫المادة ]‪[46‬‬
‫‪ ....‬وإذا كان المتهم أنثى وجب أن يكون التفتيش بمعرفة أنثى ينتدبها لذلك مأمور‬
‫الضبط القضائي‪.‬‬

‫المادة ]‪[124‬‬
‫في غير حالة التلبس وحالة السرعة بسبب الخوف من ضياع الدلة‪ ،‬ل يجوز للمحقق‬
‫في الجنايات أن يستجوب المتهم أو يواجهه بغيره من المتهمين أو الشهود إل بعد دعوة‬
‫محاميه للحضور إن وجد‪.‬‬
‫وعلى المتهم أن يعلن اسم محاميه بتقرير يكتب في قلم كتاب المحكمة أو إلى مأمور‬
‫السجن ‪ ،‬كما يجوز لمحاميه أن يتولى هذا القرار أو العلن‪ .‬ول يجوز للمحامي الكلم‬
‫إل إذا أذن له القاضي ‪ ،‬وإذا لم يأذن له وجب إثبات ذلك في المحضر‪.‬‬

‫المادة ]‪[125‬‬

‫‪70‬‬
‫يجب السماح للمحامي بالطلع على التحقيق في اليوم السابق على الستجواب أو‬
‫المواجهة ما لم يقرر القاضي غير ذلك‪ .‬وفى جميع الحوال ل يجوز الفصل بين المتهم‬
‫ومحاميه الحاضر معه أثناء التحقيق‪.‬‬

‫المادة ]‪[134‬‬
‫إذا تبين بعد استجواب المتهم أو في حالة هربه أن الدلئل كافية ‪ ،‬وكانت الواقعة جناية‬
‫أو جنحة معاقبا عليها بالحبس لمدة تزيد على ثلثة أشهر ‪ ،‬جاز لقاضي التحقيق أن‬
‫يصدر أمرا بحبس المتهم احتياطيا‪ .‬ويجوز دائما حبس المتهم احتياطيا إذا لم يكن له‬
‫محل إقامة معروف في مصر وكانت الجريمة معاقبا ً عليها بالحبس‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحقوق المكفولة في قانون العقوبات‬


‫المادة )‪(126‬‬
‫كل موظف أو مستخدم عمومي أمر بتعذيب متهم أو فعل ذلك بنفسه لحمله على‬
‫العتراف يعاقب بالشغال الشاقة أو السجن من ثلث سنوات إلى عشر سنوات‪ .‬وإذا‬
‫مات المجني عليه يحكم بالعقوبة المقررة للقتل عمداً‪.‬‬

‫المادة )‪(129‬‬
‫كل موظف أو مستخدم عمومي وكل شخص مكلف بخدمة عمومية استعمل القسوة‬
‫مع الناس اعتمادا ً على وظيفته بحيث أن أخل يشرفهم أو أحدث آلما ً بأبدانهم يعاقب‬
‫بالحبس مدة ل تزيد على سنة أو بغرامة ل تزيد على مائتي جنيه‪.‬‬

‫المادة )‪(127‬‬
‫يعاقب بالسجن كل موظف عام وكل شخص مكلف بخدمة عامة أمر بعقاب المحكوم‬
‫عليه أو عاقبه بنفسه بأشد من العقوبة المحكوم بها عليه قانونا ً أو بعقوبة لم يحكم بها‬
‫عليه‪.‬‬

‫المادة )‪(128‬‬
‫إذا دخل أحد الموظفين أو المستخدمين العموميين أو أي شخص مكلف بخدمة عمومية‬
‫اعتمادا ً على وظيفته منزل شخص من أحاد الناس بغير رضائه فيما عدا الحوال المبينة‬
‫في القانون أو بدون مراعاة القواعد المقررة فيه يعاقب بالحبس أو بالغرامة ل تزيد‬
‫على مائتي جنيه‪.‬‬

‫المادة )‪(280‬‬
‫كل من قبض على أي شخص أو حبسه أو حجزه بدون أمر أحد الحكام المختصين بذلك‬
‫وفى غير الحوال التي تصرح فيها القوانين واللوائح بالقبض على ذوى الشبهة يعاقب‬
‫بالحبس أو بغرامة ل تتجاوز مائتي جنيه‪.‬‬

‫المادة )‪(281‬‬
‫يعاقب أيضا ً بالحبس مدة ل تزيد على سنتين كل شخص أعار محل ً للحبس أو الحجز‬
‫غير الجائزين مع علمه بذلك‪.‬‬

‫المادة )‪(282‬‬
‫إذا حصل القبض في الحالة المبينة بالمادة ‪ 280‬من شخص تزيا بدون حق بزي‬
‫مستخدمي الحكومة أو أتصف بصفة كاذبة أو أبرز أمرا ً مزورا ً مدعيا ً صدوره من ظرف‬
‫الحكومة يعاقب بالسجن‪ ،‬ويحكم في جميع الحوال بالسجن المشدد على من قبض‬
‫على شخص بدون وجه حق وهدده بالقتل أو عذبه بالتعذيبات البدنية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الحقوق المكفولة في قانون المحاماة‬

‫‪71‬‬
‫المادة )‪(49‬‬
‫للمحامي الحق في أن يعامل من المحاكم وسائر الجهات التي يحضر أمامها بالحترام‬
‫الواجب للمهنة‪.‬‬

‫المادة )‪:(52‬‬
‫للمحامي حق الطلع على الدعاوى والوراق القضائية والحصول على البيانات‬
‫المتعلقة بالدعاوى والوراق القضائية والحصول على البيانات المتعلقة بالدعاوى التي‬
‫يباشرها‪.‬‬
‫ويجب على جميع المحاكم والنيابات ودوائر الشرطة ومأمورية الشهر العقاري وغيرها‬
‫من الجهات التي يمارس المحامي مهمته أمامها أن تقدم له التسهيلت التي يقتضيها‬
‫القيام بواجبه وتمكينه من الطلع على الوراق والحصول على البيانات وحضور لتحقيق‬
‫مع موكله وفقا ً لحكام القانون ول يجوز رفض طلباته دون مسوغ قانوني‪ .‬ويجب إثبات‬
‫جميع ما يدور في الجلسة في محضرها‪.‬‬

‫المادة )‪:(53‬‬
‫للمحامي المرخص له من النيابة بزيارة أحد المحبوسين في السجون العمومية حق‬
‫زيارته في أي وقت والجتماع به على انفراد‪ ،‬وفي مكان لئق داخل السجن‪.‬‬

‫المادة )‪:(64‬‬
‫على المحامي تقديم المساعدات القضائية للمواطنين غير القادرين وغيرهم في‬
‫الحالت التي ينص عليها هذا القانون‪ ،‬وعليه أن يؤدي واجبه عمن يندب للدفاع عنه‬
‫بنفس العناية التي يبذلها إذا كان موكلً‪ .‬ول يجوز للمحامي المنتدب للدفاع أن يتنحى‬
‫عن مواصلة الدفاع إل بعد استئذان المحكمة التي يتولى الدفاع أمامها وعليه أن يستمر‬
‫في الحضور حتى تقبل تنحيته وتعيين غيره‪.‬‬

‫المادة )‪:(65‬‬
‫على المحامي أن يمتنع عن أداء الشهادة عن الوقائع أو المعلومات التي علم بها عن‬
‫طريق مهنته إذا طلب منه ذلك من ابلغها إليه‪ ،‬إل إذا كان ذكرها له بقصد ارتكاب جناية‬
‫أو جنحة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الحقوق المكفولة في قانون السلطة القضائية‬


‫المادة )‪(27‬‬
‫تتولى النيابة العامة الشراف على السجون وغيرها من الماكن التي تنفذ فيها الحكام‬
‫الجنائية ‪،‬ويحيط النائب العام وزير العدل بما يبدو للنيابة العامة من ملحظات في هذا‬
‫الشأن‬

‫سادسا‪ :‬الحقوق المكفولة في قانون تنظيم السجون‬


‫المادة )‪ (1‬مكرر‬
‫يودع كل من يحجز أو يعتقل أو يتحفظ عليه أو تسلب حريته على أي وجه في احد‬
‫السجون المبنية في المادة السابقة أو احد الماكن التي يصدر بتحديدها قرار من وزير‬
‫الداخلية وتسرى عليها جميع الحكام الواردة في هذا القانون على أن يكون حق‬
‫الدخول فيها المنصوص عليه في المادة ‪ 85‬للنائب العام أو من ينوبه من رجال النيابة‬
‫العامة بدرجة رئيس النيابة على القل‬

‫المادة )‪:(14‬‬
‫يقيم المحبوسين احتياطيا في أماكن منفصلة عن أماكن غيرهم من المسجونين ويجوز‬
‫التصريح للمحبوس احتياطيا بالقامة في غرفة مؤثثه مقابل مبلغ ل يجاوز ‪ 150‬مليما‬

‫‪72‬‬
‫يوميا وذلك في حدود ما تسح به الماكن والمهمات بالسجن وفق ما تبينه اللئحة‬
‫الداخلية‪.‬‬

‫المادة )‪:(15‬‬
‫للمحبوسين احتياطيا الحق في ارتداء ملبسهم الخاصة وذلك ما لم تقرر إدارة السجن‬
‫مراعاة للصحة أو للنظافة أو لصالح المن أن يرتدوا الملبس المقررة لغيرهم بين‬
‫المسجونين‪.‬‬

‫المادة )‪:(16‬‬
‫يجوز للمحبوسين احتياطيا استحضار ما يلزمهم من الغداء من خارج السجن أو شراءه‬
‫من السجن بالثمن المحدد له فان لم يرغبوا في ذلك أو لم يستطيعوا صرف لهم‬
‫الغذاء المقرر‪.‬‬

‫المادة )‪ 20‬مكرر(‪:‬‬
‫يعامل كل من تسلب حريته بغير حكم قضائي المعاملة المقررة للمحبوسين احتياطيا‬
‫في هذا القانون ويلقى ما يخالف ذلك من أحكام‪.‬‬

‫المادة )‪:(24‬‬
‫ل يجوز تشغيل المحبوسين احتياطيا والمحكوم عليهم بالحبس البسيط إل إذا رغبوا في‬
‫ذلك‪.‬‬

‫المادة )‪:(79‬‬
‫ل يسمح لحد من رجال السلطة التصال بالمحبوس احتياطيا داخل السجن إل بإذن‬
‫كتابي من النيابة العامة وعلى مدير السجن أو مأموره أن يدون في دفتر يوميه السجن‬
‫اسم الشخص الذي سمح له بذلك ووقت المقابلة وتاريخ الذن ومضمونه‪.‬‬

‫المادة )‪:(80‬‬
‫يجب على مدير السجن أو مأمورة قبول أية شكوى جديدة من المسجون شفوية أو‬
‫كتابيه أو إبلغها إلى النيابة العامة أو الجهة المختصة بعد إثباتها في السجل المعد‬
‫للشكاوى‪.‬‬

‫المادة )‪:(85‬‬
‫للنائب العام ووكلئه في دوائر اختصاصهم حق الدخول في جميع أماكن السجن في أي‬
‫وقت للتحقيق من‪:‬‬
‫‪.1‬أن أوامر النيابة وقاضى التحقيق في القضايا التي يندب لتحقيقها وقرارات‬
‫المحاكم يجرى تنفيذها على الوجه المبين فيها‪.‬‬
‫‪ .2‬انه ل يوجد شخص مسجون بغير وجه قانوني‬
‫‪ .3‬عدم تشغيل لم يقضى الحكم الصادر ضده بتشغيله فيما عدا الحوال المبينة‬
‫في القانون‪.‬‬
‫‪ .4‬عزل كل فئة من المسجونين عن الفئة الخرى ومعاملتهم المعاملة المقررة‬
‫لفئتهم‪.‬‬
‫‪ .5‬أن السجلت المفروضة طبقا للقانون مستعمله بطريقة منتظمة‪.‬‬
‫وعلى العموم مراعاة ما تقضى به القوانين واللوائح واتخاذ ما يرونه لزما بشأن ما يقع‬
‫من مخالفات‪ .‬ولهم قبول شكاوى المسجونين وفحص السجلت والوراق القضائية‬
‫للتحقيق من مطابقتها للنماذج المقررة‪ .‬وعلى مدير السجن أو مأموره أن يوافيهم‬
‫بجميع ما يطلبونه من البيانات الخاصة بالمهمة الموكول إليهم القيام بها‪.‬‬

‫المادة )‪:(86‬‬

‫‪73‬‬
‫لرؤساء ووكلء محاكم الستئناف والمحاكم البتدائية وقضاه التحقيق حق الدخول في‬
‫كل وقت في السجون الكائنة في دوائر اختصاص المحاكم التي يعملون بها‪ .‬ولرئيس‬
‫ووكيل محكمة النقض حق الدخول في جميع السجون‪ .‬وعلى إدارة السجن أن تبلغ‬
‫الملحظات التي يدونونها إلى المدير العام‪.‬‬

‫مادة )‪ 91‬مكرر(‪:‬‬
‫يعاقب بالحبس كل موظف عام أو مكلف بخدمة عامة أودع أو أمر بإيداع من تسلب‬
‫حريته على وجه في غير السجون والماكن المبينة في المادتين الولى والولى مكرر‬
‫من هذا القانون‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬موقع التفاقيات الدولية في القانون المصري‬


‫المادة )‪ (151‬من الدستور‬
‫رئيس الجمهورية يبرم المعاهدات‪ ،‬ويبلغها مجلس الشعب مشفوعة بما يناسب من‬
‫البيان‪ .‬وتكون لها قوة القانون بعد إبرامها والتصديق عليها ونشرها وفقا للوضاع‬
‫المقررة‪.‬‬
‫على أن معاهدات الصلح والتحالف والتجارة والملحة وجميع المعاهدات التي يترتب‬
‫عليها تعديل في أراضى الدولة‪ ،‬أو التي تتعلق بحقوق السيادة‪ ،‬أو التي تحمل خزانة‬
‫الدولة شيئا من النفقات غير الواردة في الموازنة‪ ،‬تجب موافقة مجلس الشعب عليها‪.‬‬

‫المادة )‪ (301‬من قانون المرافعات‬


‫العمل بالقواعد المنصوص عليها في المواد السابقة ل يخل بأحكام المعاهدات‬
‫المعقودة أو التي تعقد بين الجمهورية وغيرها من الدول في هذا الشأن‪.‬‬

‫المادة) ‪ (23‬من القانون المدني‪:‬‬


‫ل تسرى أحكام المواد السابقة إل حيث يوجد نص على خلف ذلك في قانون خاص أو‬
‫في معاهدة دولية نافذة في مصر‬

‫‪74‬‬
‫ملحق قانوني )‪(2‬‬
‫الضمانات الجرائية التي يجب توفرها تبعا للمعايير الدولية‬

‫أول‪ :‬شروط العتقال‬


‫أماكن العتقال‬
‫‪-‬يجب أن تكون دائما مجهزة بالعاملين ليل نهار‬
‫‪-‬يجب ان يتوفر بها نظام النداء لطلب المساعدة )خط ساخن (‬
‫يجب أن تكون زنازين الحتجاز‪:‬‬
‫‪-‬نظيفة‬
‫‪-‬ذات حجم معقول‬
‫‪-‬بها إضاءة كافية )يفضل إضاءة طبيعية(‬
‫‪-‬بها تهوية‬
‫‪-‬بها ما يسمح بالراحة‬
‫‪-‬بها مرتبة نظيفة وغطاء نظيف‪.‬‬
‫‪-‬في حالة غرف الحتجاز الجماعية )الزنازين‪/‬المهاجع( يجب أن تتناسب وعدد‬
‫المحتجزين‬
‫يجب أن يتوفر في زنازين الشرطة‪:‬‬
‫‪-‬شروط نظيفة وآدمية للحتياجات الطبيعية للشخص‪.‬‬
‫‪-‬تسهيلت مناسبة للنظافة الشخصية‬
‫‪-‬سهولة الوصول إلى مياه صالحة للشرب‪.‬‬
‫‪-‬طعام يتوفر في أوقات ملئمة )أكثر من سندوتش(‬
‫‪-‬رياضة في الهواء الطلق )إذا أمكن(‪.‬‬
‫زنازين إقامة الليلة الواحدة‬
‫حوالي ‪ 7‬متر مربع‪ ،‬المسافة بين الجدران حوالي متران‪ ،‬المسافة ما بين الرض‬
‫والسقف ‪ 2.5‬متر‬
‫الزنازين المخصصة لحجز أكثر من فرد‬
‫‪ 17.5-‬متر مربع لشخصين‬
‫‪ 23.5-‬متر مربع لثلث أشخاص‬

‫ثانيا‪ :‬سجلت الحتجاز‬


‫يجب أن تكون‪:‬‬
‫‪-‬فردية‬
‫‪-‬متكاملة‬
‫‪-‬خاصة بكل شخص معتقل‬
‫يجب أن تتضمن على القل‪:‬‬
‫‪-‬وقت وأسباب الحتجاز‬
‫‪-‬وقت اخطار الشخص بحقوقه‬
‫‪-‬علمات بالصابات‬
‫‪-‬أي اتصال أو زيارة من قبل القراب أو الطيب أو مسئول القنصلية‪.‬‬
‫‪-‬وقت تقديم الطعام‬
‫‪-‬وقت بداية ونهاية المقابلت‬
‫‪-‬متى وأين ولماذا تم نقل الشخص‬
‫‪-‬وقت مثول الشخص أمام القاضي‬
‫‪-‬سجلت الشخاص المناوبين في مكان الحتجاز‬

‫ثالثا‪ :‬إدارة التحقيقات‬


‫‪-‬يجب أن تتوفر محاضر التحقيقات بشكل منتظم عند بداية ونهاية التحقيق‪.‬‬
‫‪-‬يجب إخطار المعتقل بهوية الشخاص الموجودين أثناء التحقيقات‪.‬‬
‫‪-‬المدة المسموح بها لجلسة التحقيق‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪-‬فترات الراحة ما بين جلسات التحقيق‪.‬‬
‫‪-‬فترات الراحة خلل جلسة التحقيق‪.‬‬
‫‪-‬أماكن التحقيقات‪.‬‬
‫‪-‬طلبات المعتقل‬
‫‪-‬أي إعادة للمعتقل إلى هيئة شرطية تحتاج إلى تأشيرة فورية من قبل سلطة‬
‫قضائية مؤهلة‬

‫رابعا‪ :‬إجراءات تقديم الشكوى‪:‬‬


‫‪-‬الجنائية‬
‫‪-‬التأديبية‬
‫‪-‬المدنية‬
‫يجب أن تبدأ حتى في حال عدم الرغبة في تقديم شكوى‪.‬‬
‫يجب أن يكون للمعتقلين الحق في اسخدام إجراءات تقديم الشكاوى‪ ،‬بما فيها‬
‫الشكاوى الدولية‪ ،‬دون أي قيود‪.‬‬
‫إجراءات تقديم الشكاوى وهيئات التحقيق في الشكاوى يجب أن تكون‪:‬‬
‫‪-‬متاحة للكافة‬
‫‪-‬مستقلة‬
‫‪-‬محايدة‬
‫‪-‬مؤهلة‬
‫‪-‬ذات فاعلية‬
‫‪-‬إجراءات نظرها غير مطولة‬
‫إجراءات الزيارة يجب أن تكون‪:‬‬
‫‪-‬بواسطة سلطة مستقلة‬
‫‪-‬منتظمة‬
‫‪-‬وتسمح بمقابلة المعتقل في خصوصية‬

‫‪76‬‬
‫ملحق قانوني )‪(3‬‬
‫بلغ بتعرض المحتجز للتعذيب أو سوء المعاملة‬
‫اخطر النائب العام أو جهات التحقيق المختصة فورا باحتمال‬
‫حدوث تعذيب أو سوء معاملة‬
‫قدم البلغ ضد‪:‬‬
‫‪-‬مسئولي مكان الحتجاز‬
‫‪-‬المسئولين الذين قاموا بتنفيذ الفعل العشوائي والذين يمكن التعرف عليهم من‬
‫خلل فحص السجلت وتصريحات المعتقل والبلغ الذي تم تسجيله من قبل‬
‫المحامي وشهادة الشهود‪.‬‬
‫البلغ ضد من أمروا وقاموا بتنفيذ الفعل العشوائي يتضمن‬
‫اجراءات‪:‬‬
‫‪-‬جنائية‬
‫‪-‬تأديبية‬
‫‪-‬إدارية‬
‫‪-‬مدنية‬
‫قدم التماس بما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الستماع للمعتقل والفراج عنه بواسطة النيابة أو السلطة المؤهلة لذلك‪.‬‬
‫‪-‬فحص المعتقل بواسطة طبيب أو طبيب من اختياره‪.‬‬
‫‪-‬نقل المعتقل الى مركز صحي‪.‬‬
‫‪-‬نقل المعتقل الى وحدة أخرى أو قسم آخر أو سجن آخر‬
‫فيما يتعلق بالحصول على محامي أو طبيب‬
‫‪-‬جهز الطلب ووقع عليه‪ ،‬بنفسك أو بالشتراك مع أي أطراف أخرى بصحبتك‪ ،‬كذلك‬
‫سجل موقف المسئولين والنتيجة‪.‬‬
‫‪-‬اخطر نقابة المحامين ووزارة العدل‬
‫‪-‬اخطر فرع نقابة الطباء المحلي ووزارة الصحة‬
‫‪-‬اخطر وزارة الداخلية والهيئات الحكومية الخرى ذات الصلة‬
‫‪-‬اخطر الليات الوقائية المحلية‬
‫‪-‬اخطر منظمات حقوق النسان الوطنية والدولية )على سبيل المثال منظمة العفو‬
‫الدولية(‬
‫‪-‬اخطر وسائل العلم كلما كان ذلك ملئما‬
‫‪-‬قدم طلب مكتوب إلى كل من‪:‬‬
‫‪o‬مركز العتقال‬
‫‪o‬النيابة أو القاضي أو أي أجهزة أخرى ذات الصلة‪ ،‬تطلب فيه‪:‬‬
‫‪‬عرض المعتقل على الطبيب‬
‫‪‬زيارة ومقابلة المعتقل في خصوصية‬

‫‪77‬‬

You might also like