Professional Documents
Culture Documents
( •)
: المبادئ والهمية
( •) يرى البعض أن إطلق صفة فن التحرير الصحفي أكثر عمومية من مصطلح فن الكتابة الصحفية ،فكلمة كتابة
تعود للصل النجليزي " ،"Writingوترجمتها كتابة أو تأليف ،أو صناعة الكتابة ،أما كلمة تحرير فهي ترجمة
للكلمية النجليزيية " ،"Editومعناهيا إعداد كتابات الخريين للنشير ،وبالتالي تنفصيل عمليية العداد على عمليية
الكتابة ،حيث يقوم بالكتابة المحرر ،بينما يقوم بالعداد رئيس أو مدير التحرير ،أو قسم المتابعة ،أو ما يطلق عليه
بالمطبخ الصحفي ،ويؤكد هذه المعاني ما ورد في المعجم الوسيط؛ حيث تشير كلمة حرر إلى أصلح ،وجود فيه،
وحرر الرميي ،أي أحكميه ،وحرر العبيد أي اعتقيه ،ويقال تحريير رقبية ،وحرر الولد أي أفرد لطاعية ال وخدمية
الم سجد ،يقول المولى في سورة آل عمران بالنز يل الحك يم" :رب إ ني نذرت لك ما في بط ني محررا" ،بالمقا بل
يشير المعجم ذاته أن كلمة كتب الكتاب أي خطه ،وهو من يتعاط صناعة النثر ،وإن الكتابة تعني صناعة الكاتب،
وأن كل مة المكا تب تع ني كل مة المرا سل ،ور غم أن هذا التنو يه يرد في مع ظم ك تب التحر ير العرب ية والجنب ية إن
الجمييع يقير على أن الموضوع يبقيى خاضعا للنقاش ،وتماشيا ميع العرف نطلق على صيياغة الخبار تحريرهيا،
فل يس من ال طبيعي أن نقول اليوم ب عن المرا سل مكا تب ،خا صة في ظل شيوع ال ستخدام ،فهذا سيكرس برأ يي
2 أساسيات التحرير الصحفي
امتدت التأثيات الناج ة عن تع قد العال وزيادة صراعاته ،وتعدد ثقافا ته وأيدلوجيا ته ،و ما أفرز ته
ثورة تكنولوج يا الت صال ،لتنع كس على العمل ية التحرير ية ب كل جوانب ها ،وخا صة في ما يتعلق بال صياغات
والقوالب الفن ية ،والل غة العلم ية ،إضا فة إل أ ساليب وو سائل إي صال العلومات إل المهور التخ صص
والعام ،ما شكل صناعة إعلمية تنافست فيها شت وسائل العلم ،مع السيل التدفق من العلومات ،وقد
ا ستطاعت الحطات التليفزيون ية الضخ مة ،ووكالت النباء ال كبى ك سب صراع الناف سة ،في ما ي ص
احتكار مع ظم أناط التغط ية التضم نة ف الشر يط ال صور الرا فق ،خا صة مع ض عف إمكانيات الحطات
الصغرى ف إنتاج شر يط مرئي مرافق ،وهذا كله أ سهم ف تشا به بن ية التحر ير بي مع ظم الو سائل ،المر
الذي د فع صناع النواع العلم ية إل ماولة الب حث عن مياد ين أخرى للتم يز ف خدمات م التحرير ية
النوعية؛ أهها أساليب الصياغة وتفرد اللغة ،سواء من قبل الكادر التخصص داخل الحطة ،أو عب السلوب
الفر يد لرا سل الح طة نف سها ،خا صة أ نه ل ي كن لحرر ين منف صلي أن يعالان ن فس الوضوع بأ سلوب
وا حد ،ال مر الذي ج عل ل كل و سيلة أ سلوبا ييز ها ،وذلك ا ستنادا إل مراعاة ال صياغات الخبار ية للع قل
والعاط فة والزاج ،و كل ما ي ص التركي بة الن سانية ،فالتنا فس هو ال سبب الرئي سي الذي أدى إل تطو ير
مل مح ترير ية متميزة للخبار ،وأذ كى من ت سارع الهود ف الب حث عن كل جد يد يذب المهور،
وياطب وجدانه عب بناء متميز للرسالة ،ما حدا بعلوم التحرير وفنونا للخذ بكل أسباب التطور الادث
فس شتس منا حي الياة العاصسرة ،والترا بط بوشائج القر ب بعلوم متل فة ،بدف اكتسساب معارف جديدة،
وتقيق مكتسبات متعددة ،وخصوصا ف نشرات التليفزيون الت تلك حق العرض الول ،وهذه قدمت منذ
بداياتا مع ناية الرب العالية الثانية دروسا لكيفية تقدي وعرض جوهر القصة بكلمات أقل ،ولغة أفضل
إشراقا ،وبأساليب أكثر باءً وحياة ،وهذا كان بثابة الدافع الذي أطلق شرارة النافسة من قبل ،كما أعادت
الطفرة التكنولوج ية الك ثر تأثيا مع مطلع ثانينيات القرن الن صرم ،والتمثلة ف ا ستخدام القمار ال صناعية
للبث التليفزيون الباشر" ،"DBS": "Direct Broadcasting Satelliteروح هذه النافسة
من جديد حاليا.
ولعل هذا البر وراء كثي من نتائج الدراسات الت اختبت أفضل عشر مهارات أساسية للتحرير،
وجاءت معظمها لتضع الهارات التقليدية ف أول قائمة هذه الهارات ،كالقدرة على التفكي التحليلي اليد،
والعمل مع الكلمات ،ومهارات الصياغة والقواعد التركيبية والنحوية ،وبناء المل بدقة ووضوح ،فالحرر
هو من يتار القالب النا سب و فق طبي عة موضو عه ،وب ا يتنا سب وأ طر سياسته التحرير ية ،فالقدرة على
ا ستخدام الل غة والكتا بة بش كل ج يد ي سهم بتقد ي ال ب بد قة ،وبأ سلوب ش يق وم تع؛ إذ ت ظل الا جة
ل ستخدام ل غة إخبار ية جيدة تت سم بالب ساطة والوضوح مطلبا أ ساسيا ل يتغ ي مه ما اختل فت و سيلة ن قل
العلومسة للجمهور ،ومهمسا ظهرت مسستحدثات للتغطيسة كسل يوم ،ومسن هنسا توقعست "كارول ريتسش،
الفوارق بين المنظرين والممارسين ،التي يجب أن تزول لضمان تطور مهني وأداء مرتجى.
3 أساسيات التحرير الصحفي
"Carole Richأن القرن الديد سيأت بالعديد من الفرص أمام الحرر ين وال خبين اليدين ،وهؤلء
من أساهم "جورج هاو "G. Hough ،بالكي الس اللغوي."An Ear for Language" ،
-3الشمولية :تختلف من حيث أبعادها في كل نوع صحفي فمثل الخبر يعكس الواقعة ،التعليق
يع كس الواق عة ويقدم رأ يا حول ها ،المقال يع كس بعدا أ كبر ويع يد الواق عة إلى أ ساسها ويربط ها
بالجذور ،والتحقيق يأخذ الواقعة كجزء من ظاهرة ،يوسع البعاد ،ويزيد الشريحة شمول .
-4الجمهور :ع ند تحد يد النوع ال صحفي ي جب أن نعرف من هو الجمهور المتو قع لهذا النوع
الصحفي ،والفئة أو الفئات التي تهتم بهذا الموضوع ،وخصائصها ،وموقفها من الموضوع .
-5ال ستمرارية :القض ية ال تي تثار قد تأ خذ طا بع ال ستمرارية ،وا ستمرار معالجت ها يؤ كد الهتمام
بها.
-6خصوصية الوسيلة العلمية :لكل وسيلة إعلمية خصوصية تعود إلى خصوصية جمهورها ،
وتعود إلى خصوصيتها التكنولوجية " صفات قارئ الجريدة ،صفات مشاهد التلفزيون " .
-7على الصيحفي أن يدرك العلقات المتبادلة بيين النواع الصيحفية ( مين حييث الموضوع ومجال
التأثير والشمول والفاعلية ) .
مدخل في الختصاص:
تعسد الخبار القلب الحرك للممارسسة العلميسة ،ومنطلق كسل النواع العلميسة الخرى ،التس
نشأت وتطورت بناء على معطياته وخصائصه الفنية ،فقبل ظهور وسائل العلم بشكلها النتظم ،كانت
ال صحافة الن سوخة بال يد توزع على مفارق الطرق ،و ف ال ساحات العا مة ،والما كن الر سية بغ ية توز يع
الخبار ومعرفسة أحوال المالك والبلدان ومارسسات وأوامسر قادتاس والشرفيس عليهسا ،وبالتال كان البس
الاجة الول للمعرفة سواء من قبل نشوء الطباعة ،أو حت يومنا الال.
ومن الب تفرعت متلف النواع الخرى الت تزدهر با وسائل العلم اليوم ،فجاء التعليق ليفسر
جوانب الب اللتبسة ،والتحليل ليوضح الوانب الفية ودوافع الفعال والتصرفات الناجة عنه ،والتقرير
ليوسع تفاصيله ويسلط الضوء على حيثياته من أرض الوقائع ،والقابلة واللقاء والديث ليستقصي القائق
7 أساسيات التحرير الصحفي
من مصادرها وإسناداتا الشخصية ،والزاوية لتشرح بأسلوبا الاص منعكسات حدث ،والتحقيق ليكشف
كافة ما ييط بواقعة ذات لبس عام ،والبوفيل ليضيء جانب شخصي من شخصية مركة للواقع ومرياته،
وح ت العلن جاء لي خب عن نوا يا العلن ومنت جه ،وال مر ينط بق على بق ية النواع العلم ية الخرى
جيعها الت انبثقت عن الب ،ووجدت لنفسها مكانا ف طيات العلم العاصر بفضله وعن طريقه.
وطالا كان الب مور العملية العلمية ومرتكزها فإن حكاية الب مع الشاهد تشبه حكاية الرء
مع بي ته ،ح ت يكون مرتاحا م عه ل بد له من صياغة مري ة ،وتقد ي يث ي النتباه ،ووقائع ت م المهور
ويسعى ورائها ،وهذا لن يتم إل عب جل سلسة ومفردات مألوفة ،فجمل الب ومفرداته تبدو مثل أثاث
النل الذي يق يم عل يه ،ولذا يتطلب تر ير الخبار وتقدي ها إل عمل ية تر ير دقي قة و صارمة ،تقتلع من
النص كل الدغال والشجار اليتة ،واللفاظ الغريبة والغامضة ،والعبارات الركبة ،لتقدم للمشاهد جوهر
الحداث على شكل جل بسيطة تفي بالغرض.
ومسن هنسا ازدادت النافسسة بيس نتلف الوسسائل العلم العاصسرة سسواء الطبوعسة أو التلفزة أو
السموعة ،وحت اللكترونية بغية تقدي خدمة إخبارية شعارها الودة و سهولة النال ،خاصة مع تعاظم
أهية الب ،وتوطد مكانته باعتباره أول تاس مباشر مع الواقع الوضوعي التغي؛ ما وفر للجمهور فرصة
لختيار أخبارهم الفضلة كما لو كانوا يتارون مؤلفهم أو كتابم الفضل ،سواء أكان ذلك وفقا لستوى
ثقتهم ب صداقية مصادر الو سيلة ال ت يعتمدون علي ها ،أو وفقا لذواقهم الا صة ،وهذا ل يتلف أبدا عن
اختيارات الناس للب سهم أو وجبات م الا صة أو ل صدقائهم الفضل ي من خلل ما يت فق مع مزاج هم
الشخصي واستعدادهم الاص.
ول تتناف هذه الهية للخبار وأساليب صياغتها مع بعض الطروحات الت ظهرت مع ناية عقد
التسعينات من القرن النصرم تزامنا مع فكرة "ناية التاريخ" وملخصها "موت الب" الذي تراجعت قيمته،
ومدى مشاهدته أو ساعه أو مقرؤيته مع انيار التاد السوفيت السابق؛ إذ بدأت تتفي من الخبار قيمة
الصراع كما ظن البعض ،فهذه الرؤى سقطت مع بداية اللفية الثالثة الت شهدت أقوى ضربة تلقتها القوة
العظ مى ف العال مع أحداث الادي ع شر من سبتمب ،وال ت أفرزت عن ها حرب ي نظاميت ي ف العراق
وأفغانستان ،إضافة لتصاعد الصراع والتوتر ف متلف بقاع العال ،وزيادة الكوارث على وجه غي مألوف
مثل ما حدث ف كار ثة "ت سونامي" ،ال مر الذي أدى ل ستثمار إفرازات التكنولوج يا عب زيادة الحطات
الخبار ية التخ صصة ،ال ت تقدم خدمات ا على مدار ال ساعة لمهور من الفترض أن بداخله ن م ل ينت هي
للخبار الفصلة ،ما جعل "جيل إيدي "Jill Edy ،يصف الخبسار بأنا بكل تأكيد تكتب أول مسودة
للتاريخ.
8 أساسيات التحرير الصحفي
وقبسل التعرض لتفاصسيل وجزئيات أسساسيات العمسل الخباري لبسد مسن الشارة إل الحاولت
العديدة لتحديد ملمح خب ( )2000الت قامت با مؤسسات إعلمية ضخمة منها مشروع مؤسسة "
،"Knigt-Ridderوشر كة " ،"Gannetوالمع ية المريك ية لحرري ال صحف ،ومع هد "،"poynter
وهذه الحاولت جاءت تتس شعار" :خسب جديسد للفيسة جديدة" ،وجيعهسا ركزت على مدى اللئمسة
وال صلحة والفادة من العرض الذاب ،والتنو يع ف أ ساليب ال صياغة ،والترك يز على اهتمامات الجت مع،
ومسا يريده جهورهسا بشكسل يسسهم بتقديس الخبار بأسسلوب سسلس يسسهل إدراك المهور واسستيعابه
واسترجاعه للمضمون القدم.
بوضوع ية ودون ا أي خوف ،ل كن ف الو قت نف سه مع مراعات ا للقوا عد والقوان ي الا صة بيئة الذا عة
البيطانية ،سواء فيما يص الذوق أو مستويات التحرير".
ويرى "ديف يد برنلي "David Brigley ،أن الخبار تر جع للقائم ي على الو سيلة ،م ا يعل ها
حسب رأيه كل ما تعر ضه الوسيلة على أنه أخبار ،ويتفق مع ذلك تاما "ميلفن مينتشر " الذي يرى أن
البس ببسساطة هسو مسا تطبعسه الصسحف وتنشره فس أعمدتاس الخباريسة ،ومسا تذيعسه الحطات الذاعيسة
والتليفزيونية ف برامها الخبارية ،وف ماولة لتلخيص التعاريف الخبارية وجد "مينتشر أن الب هو هي
معلومات تتعلق بروج عن ال سياق العادي للحداث ،أي عن مقاط عة ومعرقلة للش يء التو قع ،ك ما أن
الخبار معلومات عسن أشخاص يريدون أن يتخذوا قرارات عقلنيسة فس حياتمس ،ومسن هنسا وبعيدا عسن
الألوف و ضع "شارلز أ .دا نا الذي رأس صحيفة نيويورك 1869إل 1897تعري فه التقليدي الشه ي:
"إذا ما عض كلب رجلً فهذا ل يس خبا ،فال ب أن ي عض الر جل كلبا" ،فالخبار هي أي ش يء ي هم
القسم الوسع من الجتمع ،ول يكن هذا القسم من الجتمع يسبق له أن علم به.
وم سايرة للب ساطة نف سها ال ت اقتر حا مينت شر يرى "روبرت هد سون " "Robert Hudsonأن
الخبار هي ما يقرره رئيس التحرير على أنا أخبار ،ف حي يتوسع عن ذلك "أيس يانج ""Ice Young
فيى أن الخبار هي الياة ،وهي كل ما يدور من حولنا ،ف حي يقدم "بيل لولور ""Bill Lawlor
الخبار على أناس اختيار وتنظيسم وتريسر مسا تس تميعسه مسن الحداث اليوميسة مثسل الوقائع والكتشافات
والعناصر الناسبة والثية لهتمام أكب قدر من الجتمع ،كما يتم عرض هذه الخبار وفقا لطبيعة الوسيلة
الت تعرضها.
من جه ته ل يعت قد " ستانلي وو كر "Stanley Walker ،الحرر ف صحيفة "نيويورك هيالد
تربيون "New York Herald Tribune ،أن ثة تعريف للخب ،حيث يرى أنه أكثر مفاجأة من الريح،
فمن الصحفيي من يقرر أن الب أي شيء يثي ف الناس الكلم ،ومنهم من يقول أنه أي شيء تكتشفه
اليوم ول ت كن تعر فه من ق بل ،بل يذ هب الب عض إل أن ال ب ما هو إل ت سجيل للتطور والتحول ،و ف
النهاية ما هذه إل أراء تصب ف مفهوم واحد هو الب" ،ومع هذا يضع "ستانلي تعريفه القدم للخبار من
أناس تقوم على تكرار ثلثسي للحرف " "W" "Womenالنسساء ،و " "Wampumالال ،و"Wrong
"Doingالعمال الاطئة ،.فالخبار تر كز على ال نس والقت صاد والري ة باعتبار ها الواض يع ال ت ي ب
المهور وخاصة الرجال متابعتها.
ويطور "ليل سبنسر " "Lyle Spencerف تعريفه للخب مع إدخال عناصر ملئمة الب لمهوره
اهتماما ولغة ،فيجد أنه عبارة عن حدث أو فكرة أو رأي يقع ف مكان معي ،ويهم أو يؤثر ف أكب عدد
مسن قطاعات الجتمسع ،على أن يقدم بطريقسة مفهومسة بالنسسبة إليهسم ،أمسا جون لوبيسسول "John
10 أساسيات التحرير الصحفي
"Lopiccoliفيختصسر تعريفسه على أن البس تقريسر عسن حدث ،فس حيس يطرق "سسام زلانSam" ،
"Zelmanعلى باب الحتياجات ليعرف الب على أنه كل ما هو مهم بسبب تأثيه على الجتمع ،فهو
يقدم ما يريده الناس وما يتاجون إليه.
ول يرج مرر ال صحيفة الناف سة ال سبق "تيور نر كاتلج "Turner Catledge ،من نيويورك
تايزس " "New York Timesكثيا عسن رؤى مرري نيويورك هيالد تربيون ،حينمسا يرى البس مسن
منظوره الاص بأنه الشيء الذي ل تعرفه من قبل ،شيء نسيته أو أنك ربا ل تفهمه ،أما صاحب جائزة
بوليتزر فس الصسحافة ومؤسسسها –وهسي جائزة توازي نوبسل فس الدب ،والوسسكار فس السسينما -وهسو
جوز يف بوليتزر " "Joseph Pulitzerفيى أن ال ب هو من يب حث مرره عن صفات" ال ساسية أو
الصسلية والتميسز والرومانطيقيسة وإثارة الشاعسر ،والتفرد والطرافسة والاذبيسة والزليسة والغاربسة والديرة
بالتعليق.
وإضا فة إل أن ال ب ممو عة من الوقائع ال ت تث ي اهتمام الناس ،وي سعى المهور لعرفت ها بغ ية
التعا مل مع واق عه الال الذي يت سم بالضطراب والق سوة فإن كون ال ب عبارة عن وقائع ل تت مل أي
وجهات ن ظر ل ين في صفة أن الحرر قادر على إدارة د فة خبه من خلل اختيار الوقائع والترك يز على
بعضهسا وإهال البعسض الخسر وترتيبهسا وفقا لتاهات الؤسسسة التس يعمسل فيهسا واختيار الشواهسد
والسنادات ،والكلمات والفردات الفتاحية ،إضافة للتوليفة ،ما يعل مهمة سرد الوقائع ليس إل ف الب
منه منتوجا وبضاعة بوجهات نظر ضمنية.
بالقابل تذخر الكتبة العرب ية بالعديد من التعريفات لفهوم الب ل ترج بجملها عن التعربفات
الغربية ،لعل من أبرزها تعريف فاروق أبو زيد ،الذي يرى الب تقرير يصف واقعة أو فكرة صحيحة بدقة
أو موضوع ية ت س م صال عدد أ كب من القراء ،و هي تث ي اهتمام هم بقدر ما ت سهم ف تنم ية الجت مع
وترقي ته ،ف ح ي تعرف فريال مه نا ال ب بأ نه يعرض للوقائع والحداث ،وي سردها ،وي صنف عنا صرها
بضمون وأسلوب وإيقاع لا كلها طابع إنبائي صرف ،حيث يلتزم هذا النوع التزاما صارما بنقل الدث،
متنعا امتناعا مطلقا عن أي تعل يق أو تل يل أو تف سي ،أو شرح أو تأو يل ،لن هذه الهمات ت قع ض من
اختصاصا أنواع إعلمية أخرى ،وجدت وتطورت لذه الغاية ،ولن هذا التدخل ف سياق الدث يفسد
الب ويرفه عن مساره الطبيعي ،ويرب بنيته ووظيفته القيقية ،مولً إياه إل نوع إعلمي آخر مشوه،
سسسرها ،وإياز أخرى، ض عناصس فالب يقوم فقط بتنظيم الواقعة ،وترتيب أولوياتا ،وتفصيل بع
وإهال ثالثة أحيانا ،وبذه الطريقة يؤدي الب وظيفته الوهرية ،وهي الوظيفة الخبارية ،ويعرف حسن
مكاوي وسعيد السيد الب على أنه النبأ الذي يتم نشره ويعكس واقع وقيم الجتمع الذي نعيش فيه.
11 أساسيات التحرير الصحفي
وتبقى العناصر الساسية " "News Qualitiesالت يتألف منها الب من مقدمة وصلب وخاتة
أو قي مه " "News Valuesال ت تز يد من توه جه ،أو أنوا عه كمحلي أو قو مي أو دول هي الكف يل
بإيضاح مفهوم ال ب وتكا مل بني ته ،خا صة أن مفهوم ال ب يتلف لعتبارات عدة أبرز ها أن ال ب شأن
إن سان ،يت صل بنوازع وحاجات إن سانية متباي نة ،و هو مت صل بالياة اليوم ية للن سان ات صا ًل وثيقا ،ك ما
يت صل بختلف شرائح الجت مع ،ك ما يرت بط تاري ه وتطوره بتار يخ و سائل العلم عموما ،ك ما يرت بط
مفهومه بتعدد وسائل العلم واختلف نواياها وأهدافها ،كما يرتبط بالتنوع داخل الوسائل نفسها ،كما
يتعلق بتنوع جاهيه واختلف فئا ته ،وعموما فال ب ا بن بيئ ته دائما ويع كس حالة ت سود الجت مع ،ك ما
يع كس تعري فه الالة ال ت و ضع في ها ،فعند ما يكون الجت مع ف خ طر تكون جاهيه توا قة لعر فة مرا مي
الطر ونطاقه وعندما يكون ف ضائقة تصبح أخبار الفقر والتدهور القتصادي الول على لئحة الهتمام،
ولعل هذا ما دفع "أ .ويستون" مدير البامج الخبارية السائية ف الشركة الذاعية المريكية ليعرف الب
إثر الرب الفيتنامية قائل ":إن المريكيي يريدون الخبار الت تقدم إليهم أن تيب عن السئلة التالية :هل
العال بنأى عن الطر؟ ،هل بيت وأسرت بنأى عن الطر؟ ،وإذا كانوا جيعا بنأى عن الطر ،وف وضع
آمن :ماذا حدث خلل الربع وعشرين ساعة الاضية وجعلهم أفضل؟.
( )
القيم الخبارية • :
كما تتلف قيمة العملة وفقا لجم احتياطي الدول تتلف قيمة الب تبعا لجم ما تراعيه وقائعه
وأسلوب تريره من قيم إخبارية ،فالقيم الخبارية هي مموعة العايي الت يعتمدها الحررون ف اختيارهم
لوقائع الب ،إضافة لسلوب تقديه ،وطرائق تريره وبلورته ،وإذا كانت النظرية القدية تنحى نو أن الب
الكا مل أو الشا مل هو ال ب الذي أن ي يب عن ال سئلة الم سة :من قام بالدث؟ ،وباذا قام؟ ،وم ت،
وأ ين ،ولاذا؟ ،مضافا إلي ها عن صر يتناول كيف ية وقوع الدث (ك يف حدث؟) ،و هي ما يطلق عل يه ف
أدبيات ال صحافة التقليد ية بعنا صر ال ب ال ستة ( ،)Ws + Hoفإن ال ب العا صر يبت عد عن ال شو الزائد
( •) يوجد في أدبيات الصحافة عدة مصطلحات إنجليزية تشير إلى معنى القيم الخبارية ،لعل أبرزها وأشهرها
المصيطلح المباشير للقييم الخباريية ( ،)News Valuesإضافية إلى بعيض المصيطلحات المتداخلة فيي
المفهوم ،مثيل مصيطلح الملميح الخباريية ( ،)News Featureوالخصيائص الخباريية (News
،)Characteristicsوالسيمات الخباريية ( ،)News Criteriaوالعواميل الخباريية (News
،)Newsوالنوعيات الخبارييية (News ،)Factorsوالمؤشرات الخبارييية (Indicators
،)Qualitiesوجميع ها تدور حول مع نى يحدد معاي ير اختيار ال خبر ،وتقدي مه ،وتختلف اختلفا جذريا عن
مصطلح الموضوعات الخبارية التي تتناغم مع حركة الحداث اليومية.
12 أساسيات التحرير الصحفي
باتاه معايي أكثر وضوحا تقق جاذبية الب ،وترفع من أسهم إثارته لهتمامات المهور ،با يقق سعة
انتشاره وتداوله،وهذا يكون بثابة الكم القيمي على الب وصلحيته ،ل بل وجودته أيضا.
وف مراجعة للتراث العلمي من عام 1977وحت 1998وجد أن القيم الخبارية الت تركز
علي ها النباء هي الضخا مة والهتمام الن سان وال صراع وال سيادة ،وعموما فإن الق يم الخبار ية ال ت ت
التطرق لا منذ عام ،1676وبدأت بالطالبة بي ما هو زائف وما هو حقيقي ،ومن ث انتقلت للتأكيد
على الواقع ية ،وال ثر الذي تدث ف حياة الناس ،ل بد ف النها ية أن ترت بط ارتباطا وثيقا ب ا أ ساه هوود
ستيوارت ( )Hood Stuartبالس الخباري ( ،)News Senseوالذي يعب عن القدرة ف تصور اللغة
والالت الحتملة ضمسن مؤسسسة تشكيسل الرأي العام فس الجتمسع ،دون أن ترج عسن إطار التفكيس
الجتماعي ،فالس الخباري جزء من ثقافة الجتمع العامة ،ومؤسساته القائمة على العمل ،ولذا تطرق
وول تر ليبمان ( ) Walter Lipmanف كتا به الشه ي (الرأي العام) 1922إل الق يم الخبار ية واضعا
أسسها الت تقوم على الوضوح ،والغرابة أو الشة ،والقرب الغراف ،والتأثي الشخصي ،إضافة للصراع،
ميزا بي واقعية الب ومفهومه الذات والثر الذي يلفه ،وهذا ل تتلف كثيا عما كان أشار إليه "كاسب
ستيلر ( ،Kaspar Stieler)، 1695من أن أبرز القيم الخبارية هي :الدة أو النية ،والطرافة ،والقرب
الغراف ،والتأثي والهية ودرجة السلبية.
من جانبه يد "جيمي تونستول "Jeremy Tunstall ،أن القيم الخبارية ذات تسلسل هرمي،
ت ضع للولويات ،ولذا يو جد ف عمل ية اختيار مضام ي الخبار نوع ي من الق يم :الق يم الخبار ية (
)News Valuesالت تفاضل ف زيادة مستوى أهية الب وجدارته الخبارية ( )Newsworthyسواء
من حيث التركيز على السلطة أو الكوارث والسلبية والصراع والتضاد والغرابة والطرافة ،والقيم الثقافية (
)Culture Valuesالتس تركسز على شوليسة العرض ليشمسل كسل مناحسي اهتمامات المهور بقطاعاتسه
الختلفة (.)Pluralism
أما ولب شرام " "Wilbur Schrammفيعد أبرز الحددين للمات اختيار الخبار ف العصر
الديث؛ حيث حدد البدأ الرئيسي ف ذلك بناء على أن الغن عن البيان أن التلقي عندما يتار خبا ما،
فإ نه من ال طبيعي أن يتو قع ثوابا مددا ،إ نه معيار جدارة ال ب ،ولذا اقترح "شرام" عامل ي للب حث عن
الخبار ه ا :الكافأة الفور ية والؤجلة ،و قد عرف الكافأة الفور ية بالشباع التح قق مباشرة من الخبار
الت تتعامل مع الفساد والرية والكوارث وقصص الهتمام النسان ،بينما تعد الكافأة الؤجلة فما يتوقع
تقديهس مسن أخبار الشؤون العامسة والحوال القتصسادية ،والشكلت الجتماعيسة ،واللوم والثقافسة وأخبار
الصسحة العامسة ،وأثبست "سستامبل "Stampleذلك مسن خلل تليسل اهتمامات القراء عامليا فوجسد أن
13 أساسيات التحرير الصحفي
الكافأة الفورية الت أشار إليها "شرام" مع الصراع أهم عاملي من أصل ثانية عوامل قيمية تعل المهور
مهتما بالخبار عموما والسلبية منها على وجه الصوص.
ول يس بعيدا عن ت يز فكرة شرام ،و ضع الباحثان النروييان "جاتول نج وماري روج (Galtung
) & Marie Rugeف كتاب "صناعة الخبار" لصاحبيه "كوهي ويونج "Cohen &Yong ،معايي
تزيد احتمالية نشر الحداث مرد تزود الب فيها منها :التكرار ،والضخامة ،والوضوح ،واللفة ،والتماثل
أو التشا به ،والفاجأة أو الده شة ،ال ستمرارية ،وترك يب ال ب ،في ما تدد كارول ري تش الق يم الخبار ية
بالفوريسة ،والقرب الغرابسة وبروز الشخصسيات والهتمام النسسان ،والصسراع ،والتأثيس وروح السساعدة،
والتسلية واللام والهتمام الاص.
وفي ما يلي ماولة لتقد ي مو سع لل صة الق يم الخبار ية ال ت تتضمن ها النباء وتتم ها طبي عة هذه
النباء نظرا لصائصها وميزاتا:
-1دقسة الخبار :يتوجسب أن تتحلى معظسم الخبار بدقسة العلومات نظرا لسساسية الواضيسع التس تطرحهسا،
وانعكاسات غياب الوضوعية على المهور وعلى الوسائل الخبارية وخاصة فيما يتعلق بأنباء التهديد الت
يطالب المهور بعلومات أدق وأوف حولا.
-2التأثي (الز خم ،الوقع) :كلما كانت الحداث أكثر إثارة كانت أك ثر وقعا على المهور ،نظرا لعالتها
لقضايا تم الغالبية ،وتعلقها بياة المهور ،وهذا التأثي يزداد مع الوقت لن النباء ل تم فقط أصحابا بل
يتعداها لبناء القرية الكونية الواحدة ،وانسار اعتقاد أنه ماله تأثي على جاعة معينة قد ل يهم جاعة أخرى
مع تقاطع الصال إن ل يكن ف الغراض ،ففي البيئة الت يتشارك فيها الميع.
-3الدا ثة والفور ية (الدة ،الن ية) :تفرض الخبار متاب عة م ستمرة وفور ية للحداث لتاب عة تفا صيلها ،فال ب ب ا
يد ثه من تأث ي ي عل المهور أك ثر تلهفا لعر فة ال ن والد يد وي عل الو سائل أك ثر حر صا على آن ية ال ب
للتسويق والنافسة.
-4القرب الكانس والقرب العاطفسي :إذا كان المهور يتاج لعرفسة مسا يرى حوله فس الوقات العتياديسة ،فإنسه
يصبح أكثر حرصا على معرفة دقائق المور ف الوقات العصيبة ،وتقق الخبار اليدة القرب الكان للجمهور
البعيد ،با يدعوه الباحثون القرب العاطفي لذه النوعية التفردة من الخبار.
-5القيم الرئية :تتجمل الخبار بالصور الت تقق مزيدا من التأثي ،فضلً على أن الرسالة السلبية تلخص ف صور
مرئ ية ف ح ي تع تب الر سالة الياب ية ر سالة لفظ ية ،وإذا كا نت ال صور تك سب الخبار عموما جال ية ،فإن
الخبار الا صة تز يد من جال ية ال صورة نف سها ،ف قد و جد "أدوارد "Adwardأن النار تبدو رائ عة ف أخبار
التليفزيون.
14 أساسيات التحرير الصحفي
-6م ستوى الهتمام :تدث الخبار الهتمام كنتي جة طبيع ية ل صوصيتها الثية ،ول صوصية المهور الفضول،
الذي يبقى مشغولً با لفترة ،وقد تساعده بذلك على الروب من روتينه اليات.
-7العاق بة :أي نتائج الدث ال ت تز يد متابع ته ،وخا صة كون الخبار اليدة هي الخبار غ ي متوق عة الحداث
والنتائج.
-8البوز والشهرة :إذا كانت الساء تصنع الخبار فإن الساء الكبية تزيد الخبار جهورا ،أما الساء الصغية
–غي العروفة -فتزيدها بشاعة ،والمر يتعداه للمؤسسات والماكن الت تكسب ذاتا شهرة ف الب.
-9سعة ال ب (التداول والنتشار) :كل ما زاد عدد التأثر ين بال ب والتابع ي له كل ما أع طى مؤشرا له ية إذا عة
ال ب ،إن انتداب الخبار على نشرات التليفزيون والهتمام الذي تلقاه من الحرر ين والنتج ي لك سب أو سع
قطاع جاهيي يبهن أن الب الذي ينتشر أفضل هو ال ب الكثر تداولً ،فالب ك ما يقول الؤرخون دائما:
فكرة أتى وقتها الناسب.
-10الغرا بة والثارة :تنحرف الخبار الثية عن مرى الياة العتياد ية ،والثارة قي مة ف الجتمعات الغرب ية ال ت
تكثر فيها هذه الخبار صاحبة النصيب الوفر ف الغرابة والثارة والبتعاد عما هو متوقع.
-11الصراع :إذا كانت الحداث الت تعكس وتصور الصراعات والناعات والعداء ،والجابة بي الشخاص أو
بي الؤسسات دعائم القصص الخبارية فإن هذه الدعائم هي أساس الخبار الثية للهتمام والت تشكل أخبار
الصراع صاحبة اليوية الماهيية الوسع أحد مداخلها الامة ،فالنسان بطبيعته ييل لخبار الصراع والناع.
إن هذه القيم الت تنح عضوية الهية ،والحقية ف البث أو النشر لي خب ،هي ذاتا سات الخبار
القابلة للحياة ،وعلمات ا الميزة الدو نة ف هويت ها الشخ صية ،لذلك تع تب الخبار و فق تلك الق يم الجدر
بالنشر والتابعة ،ولكن هذه القيم تتلف باختلف البيئة الت ينتمي إليها الدث ،كما تتلف باختلف الواقع
الوضوعي الذي يعاله ،وخصوصية توقيته ،ولذا يتوجب أن ل تتم دراسة تلك القيم إل عب دراسة اختلف
وجهات نظر الجتمعات الختلفة إل الخبار وتقييمهم لا ،وهو ما سنحاول بثه فيما يلي.
نماذج الخبار: News Models :
قدم النظرون العلميون فس ماولتمس لتحديسد مفهوم البس ومواكبسة لواقسع النافسسة الخباريسة
والتحولت الصسحفية والقتصسادية والسسياسية التس يشهدهسا العال اليوم أربعسة ناذج للخبار ذات ملمسح
وخصسائص ميزة ،وتسسد نظرة حرفيسة متطورة للعلميسة الخباريسة وطرائق إعداد الخبار لتكون صسالة
لل ستخدام من ق بل و سائل العلم الخبار ية الختل فة ،و كل أنوذج من هذه النماذج يك شف عن القوى
الؤثرة ف صناعة الب ،ولكل واحد منها تأثيه وقعه الاص ف غرف الخبار ،ل بل حت عند جهورها ،ما
يؤكد تعقد العلمية الخبارية وتشابك العوامل الؤثرة فيها ،ويدل على أن فن كتابة الب على درجة عالية من
15 أساسيات التحرير الصحفي
الرفية والدقة والسؤولية ويقتضي مهارات وخبات غي عادية قادرة على استيعاب هذه العملية وكل العوامل
الؤثرة فيها ،وهذه النماذج هي:
-1نوذج الرآة " :"The Mirror Modelوالذي ي عد ال ب يع كس واقعا مددا كالرأة تاما ،ويؤدي
هذه الهمسة ،فالصسحفيون والراسسلون يراقبون العال الذي حولمس ،وينقلون مسا يشاهدونسه بدقسة
وموضوع ية قدر المكان ،مثل ما تكون الرآة صادقة تاما ف ع كس ال صورة ال ت ت قف أمام ها ،ويا فع
أنصار هذا النموذج عن أنفسهم بقولم "نن ل نصنع الب ،بل ننقله فقط" ،وهذه النظرة للخبار تيز
الصحافة السكسونية الناطقة باللغة النليزية الت تعتمد "الوضوعية" ف التغطية الخبارية ،وتقول أن
س هسو إل قناة لنقسل العلومات التس ينتجهسا
الصسحفي يصسف الدث ،ول يفسسره ول يشارك فيسه ،فم ا
غي هم ،ويقومون بنقل ها بعيدا عن صياغته و فق ش كل يقدم مع ن مع ي ،لينت قل ال صحفي بذلك من
كلب حرا سة " "Watch Dogإل حام زا جل " ،"Carrier Pigeonو هو ما تطا بق مع نظر ية
النخ بة ال ت ظهرت ف أمري كا وت صور ال صحافة مرد مندى لولئك الذي ي صنعون القرارات ،بالقا بل
فإن نقاد هذه النموذج يرون أنه غي واقعي نظرا لليي الحداث الت تقع ف خضم هذا العال ،والت
ي صعب على و سائل العلم نقل ها وا ستيعابا بوضوع ية ،فال صحافة تعيدي تشك يل ال صورة القيق ية
للواقسع ،حتس أن الصسور التس ل يكسن أن تكذب قسد تشوه الواقسع ،فقسد تبدو مموعسة صسغية مسن
التظاهرين مثل جيش غاز أمام فن الكاميا.
-2النموذج الحتراف :The Professional Model :ينطلق هذا النموذج من أن صناعة الب يقوم
با مترفون ماهرون ،يولفون الخبار الختارة حسب أهيتها وجاذبيتها للجمهور بشكل يعله يتلهف
لتابعتها ،ما يقق للوسيلة مكسبا اقتصاديا جراء إقبال المهور عليها ،ما يعل حجم القبال الفيصل
ف قرار النشر –أو البث -ما يعل من الماهي حراس البوابة " "Gate Keepersما يقبلونه فقط هو
الذي يرى النور ،و ما سوى ذلك يه مل ويوت ،إضا فة إل ال ب يتحول إل سلعة متطورة خاض عة
للمنافسة.
-3النموذج الؤسسات : The Organizational Modelوينطلق من نظرية الؤسسة –الخبارية-
وتقاليدها وتعليماتا وطرائق تصرفها مع الحداث والخبار ،فاختيار الخبار يبز من خلل الضغوط
ال ت تضع ل ا العمليات الؤ سساتية وأهداف ها ،والعلقات التبادلة والعاي ي الرف ية دا خل كل مؤ سسة
إخبارية ،ولذا يبز الثر الؤسسات ف الب من خلل إصدار كل مؤسسة إخبارية لا يدعى بكتاب
السسلوب أو الدليسل السسلوب " "Stylebookأو كتاب اليسب الصسحفي " "Handbookأو منل
السلوب " "Housestyleالت تعتمده كل مؤسسة ذائعة النتشار ،وتضمنه تعليمات لغوية وأسلوبية
وطرائق وقوا عد تر ير الخبار والتعا مل مع الحداث على اختلف أنواع ها إضا فة لتقال يد الو سيلة ف
16 أساسيات التحرير الصحفي
إعداد الخبار ونقل ها ،وت ب مرري ها على التعا مل مع الخبار من خلل تو صياته ،لدر جة ل ين جح
الحرر ف القبول داخل الصحيفة مهما كانت حرفيته إذا ل ينجح ف اختبار كتاب أسلوب الؤسسة
نفسسه ،ومسن أشهسر كتسب السسلوب كتاب السسلوب لليونايتدبرس ووكالة أسسوشيتدبرس ،ووكالة
رويترز ،والنيويورك تاي ز والواشن طن بو ست ال سمى "The Washington Post Desk Book
،"on Styleوعموما يعسد كتاب أخبار " "Newsbookوالذي حلس عنوان "The Tsewe
"Encoruterأول كتاب إخباري نشر عام ،1513ويدور حول صياغة تقرير معركة "فلودن فيلد"
وقد زود تغطية الروب النليزية-السكتلندية ف العقد الرابع من القرن التاسع عشر بادة لزيد من
ل على حرص الؤ سسة الخبار ية على التم يز وإتقان الك تب الخبار ية ،ويب قى شيوع هذه الك تب دلي ً
صنعتها الخبارية ومراعاة قواعد الكتابة والعايي السلوبية ،وهذا السعى ف حد ذاته مؤشر على أن
كتابة الخبار أصبحت صناعة متقنة ودقيقة ولا خصائصها العينة.
-4النموذج السياسي اليدلوجي : The Political Modelوينطلق من أن الب ف أي مكان ما هو
ل عن الضغوط ال سياسية ال ت تع مل ف ظل ها الؤ سسة إل نتاج اليول الفكر ية للقائم بالت صال ،فض ً
الخبارية ،فكيفما يكون الو السياسي تكون النظرة إل العال ،والتغطية لوقائعه ،فأنصار النظام دائما
أخيار ،وأعدائ هم ل بد أن م أشرار ،و من ي ظى بالتغط ية الؤيد ين ،فالرأي العام ي ب أن يش كل وفقا
لبادئ النظام ،لذا ليس غريبا أن يكون تعريف الب ف الصي ،بأنه العلومات الت تفيد الكومة ،ما
يعل الب ابن بيئته ووليد تقاليدها وأيديولوجياتا السائدة،ولعل هذا ما دفع لنة ما كبايد ف دراستها
لشكلت العلم الدول ية أن تعرف ال ب ع ند صياغة تغر ير "عال وا حد وأ صوات متعددة" على أ نه
يعكس واقع وقيم الجتمع الذي نشر فيه ،بعن أن النظام السياسي والجتماعي والقتصادي والثقاف
يلعب دورا كبيا ف تقرير النباء الت تنشر أو ل تنشر ،وطريقة تريرها وعرضها.
واحدة لسسماع مسا تقوله ،فإذا فاتمس شيسء فأمامهسم خيارات عدة فس أيام تعدد القنوات ،لذلك يبس أن
تضمن كل جلة شيئا يثي الهتمام ،وأن يكتب الحرر شيئا يبدون معه اهتمامهم ،ومن هنا يقترح "جارف
ورايرز " Garvey & Rivers،أن ال ب التليفزيو ن قد ك تب ليتنا سب مع حدود الو قت ف الو سيلة،
ومع قدرة المهور على استيعاب العلومات النطوقة ،لنه وفق النصيحة الغلى الت تتكرر عشرات الرات
ف غرف التحرير فكلماته سوف تسمع ل ترى ،وعليه يعتقد "هينري ميلر "Henry Miller ،أن الحرر
ل يستطيع أن يكتب إذا كان ل يستطيع أن يفكر ،فالكتابة اليدة تنطلق من التفكي الواضح الذي يكوّن
الرؤيا ،فبدون رؤية الشكل لن يكون هناك جوهر" ،وهو ذاته ما يعتقده "بيل ريان "Bill Ryan ،من أنه
إذا ل يف عل الحرر شيئا لدقائق سوى التفك ي بو هر الوضوع ف سوف ي صل على خب أف ضل ،ولذلك
يدد خبي جائزة "يوجي روبرتس "Eugene Roberts ،والحرر السابق لصحيفت "فلديفيا إنكويرر،
ونيويورك تايز" ،أفضل القصص الخبارية ف الت تتبع مبدأين هامي ،ها" :دع التلقي يرى ،دعه يهتم"،
فأفضل الحررين من يستطيع الوصول إل جوهر الب ،ث يعرض الشهد أمام جهوره ،ولذا كان "هنري
بلك ،"Henry Belk ،رئ يس التحر ير "الضر ير" ،الشرف على ذلك ال صحفي ،دائما ي صرخ "ي ب أن
تنوروا جهوركم ،دعونا نرى ،فالكتابة الخبارية السيئة تلك الت ل تعلنا نبصر ،حت لو ل نكن قادرين
على البصار.
ور غم مرور سنوات خلت على آراء أولئك الحرر ين ،فإن ن صائحهم ل تزال قائ مة؛ فالحررون
ذوي الهارات الرفيعة ف الكتابة الخبارية اليدة مطلوبون اليوم أكثر من أي وقت مضى ،خاصة مع تزايد
طرائق الت صال اللكترو ن والطبا عي ،وبالتال ما تزال الهارات التقليد ية وال ساسية مور التم يز ف كل
بيئات العمل الخباري ،ولعل هذا البر وراء كثي من نتائج الدراسات الت اختبت أفضل عشر مهارات
أسساسية للتحريسر الخباري ،وجاءت معظمهسا لتضسع الهارات التقليديسة فس أول قائمسة هذه الهارات،
كالقدرة على التفكيس التحليلي اليسد ،والعمسل مسع الكلمات ،ومهارات الصسياغة والقواعسد التركيبيسة
والنحو ية ،وبناء ال مل بد قة ووضوح ،فالحرر هو من يتار القالب النا سب و فق طبي عة موضو عه ،وب ا
يتناسب وأطر سياسته التحريرية ،فالقدرة على استخدام اللغة والكتابة بشكل جيد يسهم بتقدي الب بدقة،
وبأسلوب شيق ومتع؛ إذ تظل الاجة لستخدام لغة إخبارية جيدة تتسم بالبساطة والوضوح مطلبا أساسيا
ل يتغي مه ما اختلفت و سيلة نقل العلو مة للجمهور ،ومه ما ظهرت م ستحدثات للتغط ية الخبارية كل
يوم ،و من ه نا توق عت "كارول ري تش "Carole Rich ،أن القرن الد يد سيأت بالعد يد من الفرص
أمام الحرريسن والخسبين اليديسن ،وهؤلء مسن أسساهم "جورج هاو "G. Hough ،بالكسي السس
اللغوي."An Ear for Language" ،
وطال ا كا نت الكتا بة هي قلب مه نة الخبار والو سيط لتقد ي ق صص إخبار ية جيدة تذب انتباه
المهور وتل ب احتياجا ته ف قد حدد “ ”Fang Irvingالجزاء الرئي سية ال ت إذا ت مراعات ا أثناء صياغة
الخبار التليفزيونيسة فإن مردود هذه الخبار سسيكون مرضيا ،وهذه الجزاء هسي :بناء القصسة "Story
18 أساسيات التحرير الصحفي
"النقرائيسة" فس التحريسر الصسحفي إل "السستماعية" فس التحريسر الذاعسي والتليفزيونس ،ومسن هنسا تقول
"فيكتوريا كارول "V. Caroll ،إن الكتابة اليدة لخبار التليفزيون تبقى هي الفتاح للخبار اليدة فيه،
رغسم أهيسة الصسورة ،وهذا يتوقسف على الحرر بالدرجسة الول الذي يبس أن يكون ملما بيس الهارة
والفراسة الت لدى الكاتب السرحي ،وكاتب السيناريو السينمائي ،والصحفي المارس ،فل يكفي القول
ل من الع ي والذن ف اعتباره ،بل ي ب أن يو جد بع ن حقي قي خليطا من الشا هد بأن ي ضع الحرر ك ً
بالكل مة والزاج النف سي والح ساس الرف يع ،ول عل هذا ما ج عل راب طة ال صحفيي المريكي ي ترى أن ما
وضع قصة اغتيال "جون كيندي" ف موضع النجومية الباهرة إضافة إل كون الشخص الذي ت اغتياله يعد
رئيسس الوليات التحدة المريكيسة هسو السسلوب الباهسر الذي قدم بسه "ويكسر "Wiker ،تقريره لقصسة
الغتيال ف ملة "نيويورك تايز" ،1963فجعلها قصة ل تنسى.
هذا ج عل كثيا من القوالب الصحفية ي كن تطبيق ها ف أخبار التليفزيون ،بسبب أن كل قوا عد
التحر ير بختلف الو سائل العلم ية تلت قي سويا ،مع مراعاة ال صوصية التكنولوج ية ل كل و سيلة ،و ما
يفر ضه ذلك من اختيار ال سلوب والل غة النا سبة لمهور هذه الو سيلة وم صداقيتها ،فبالر غم من أه ية
متوى الرسالة التليفزيونية على حساب تقنيتها ،فإن معرفة حدود التكنولوجيا مسألة هامة لتقييم تأثيها،
لكن أن يشتق ترير كل خب طابعه من طابع الوسيلة ل ينع "هوهنبج" من رؤية أن فن كتابة الخبار
الذاعية يقترب ف أفضل حالته من الصحافة الرفيعة ،ولكن إذا طبق بشكل سيء فإن الثر ياثل قراءة
صحيفة ال مس ب صوت مرت فع ،ويأ ت ذلك رب ا ل نه ف بدايات الع مل الذا عي الرئي وال سموع كا نت
و سائل الت عبي واحدة ب ي متلف الو سائل ،فالكتاب والحررون جاءوا من ال صحافة ،ناقل ي مع هم الرث
الخباري ،وقد لقي هذا العتقاد معارضة البعض له ،الذين يرون أنه يب الن مع تيز الساليب الاصة
بال صحافة الرئ ية لتنا سب خ صوصية جهور ها ومتطلبا ته مراعاة ترك ال صورة الراف قة ،و ما تفر ضه على
طبي عة وأ سلوب التحر ير ،فكتا بة الخبار التليفزيون ية اليدة هي لي ست ف قط فن الكلمات ،لكن ها عرض
الكلمات والصور التجانسة معا ،إضافة لضغط الوقت ف التليفزيون ،الذي يفرض تبسيطا وإيازا أكثر ف
ظل اختلف ظروف التعرض ،إذ يتحول قانون " ما الذي ت ستطيع اختياره من وقائع الدث؟" الط بق ف
الصحافة ،ليصبح مكانه ف الخبار التليفزيونية" :ما الذي يتوجب تركه من وقائع الب؟" إنه أحد أهم
القرارات ف الكتابة للذاعة والتليفزيون الت عادة ما يكون متوسط زمن أخبارها دقيقة ونصف ،ولذلك
يل جأ الحررون ل ستخدام مبدأ " " ،"WIFM: What's in it for meما الذي ي صن ف النشرة؟،
ويرمسز ضميس الوصسل " "Meهنسا إل الشاهسد ،فهسم يقتطعون مسن العلومات مسن أجلهسم ومسن أجسل
مشاهدي هم ،ل كن مع هذا ي ظل إتقان فنون كتا بة أخبار الريدة اليوم ية ي صقل خبات مرر أخبار النشرة
التليفزيونية الت يصفها البعض أحيانا بأنا جريدة الواء الصورة.
ويب قى من أك ثر ال ساليب الفيدة للمحرر ين ف العلم الرئي وال سموع وح ت الطبوع ،وال ت
تقق هذه "الستماعية" هو أسلوب "حدّث صديقك ، Tell a-Friend ،كأسلوب طبيعي ولبق ف رواية
ال ب ،كون هذه اللبا قة ف السلوب هي ح جر الزاو ية ف الكتابة الخبار ية بالراد يو والتليفزيون ،فالناس
20 أساسيات التحرير الصحفي
حيس يتحدثون تنطلق سسجيتهم أكثسر ماس يفعلون عنسد الكتابسة ،ولذلك يوصسف مرر أخبار التليفزيون
بالكاتب الذي غالبا يرك شفاهه عندما يكتب من أجل تقدير صلحية النص للستماع ،ومن هنا يقول
"جيوف هامو ند "G. Hammond ،أن كا تب الخبار التليفزيون ية يك تب ك ما لو كان يتكلم ،ول يس
ك ما لو كان يك تب ،لن الكتا بة للتليفزيون تت سم بالتحادث ية " ،"Conversationalمن خلل ان سياب
الكلمات من فكرة لخرى ،ومن فقرة لخرى ،ومن جلة لخرى بيسر وسهولة ،وإحدى سبل تقيق هذا
الن سياب والتجانسس وب ساطة التركيسب هسي أن يتحدث الحرر وهسو يكتسب ،أو يقرأ كل جلة يكتبهسا
بصوت عال ليعرف مدى تأثيها كما يقترح "وايت".
"سوب " Soope. Rالذي رأى فيها مضيعة للوقت ،وكحلول بديلة بدأ بتجريب أساليب تريرية جديدة
انطلقا مسن نصسيحة "جون هوهنسبج" :ل تقذف المهور بالوقائع بطريقسة يصسعب عليسه اسستيعابا ،بسل
القاعدة العامة لتطور كتابة الب هي أن تكتب بطريقة متلفة كلما استطعت".
و ف كتاب ا "أك تب لقرائك" ،تقول "دونالد ميوراي "Donald Murray ،إن ل كل خب مؤ ثر
ش كل يتو يه وي عب ع نه ،وبالتفك ي النط قي لل ية ترت يب الخبار ي كن إياد قالبا يع طي الشعور بالكمال
والر ضا ،وإح ساسا بأن كل ش يء ف ال ب ين ساب ن و نا ية متو مة ،فقالب ال ب يقدم النق طة الركز ية،
والناع ،وخلفيسة الدث ،وينظسم الوضوعات ووجهات النظسر فيسه ،لدرجسة أنسه يقدم للمحرر التصسميم
المثل ،وهو نفسه ما يشي إليه مؤَلَف "عناصر السلوب" بأنه شبه مؤكد أن التصميم الساسي اليكلي
البنيوي للقصة الخبارية يشكل الساس الذي يقوم عليه فن التحرير ،لذا يب على الحرر أن يافظ عليه
ويتمسك به.
وبش كل عام ينق سم بناء ال ب ال ساسي إل ثل ثة أجزاء عا مة ،هي البدا ية ،وتد عى ا ستهل ًل "
،"Leadوالوسط ،ويدعى بالت " ،"Bodyوالنهاية أو الاتة ،إضافة إل عناصر أخرى تعزز الستهلل
كالفقرة الوهرية ،وخلفيات الدث ،وإسناداته وتفاصيله اللحقة ،ويتبع بناء الخبار التلفزيونية الت عليها
قيادة الشاهد باتاه قلب الحداث أناطا معيارية؛ تقوم على أن الب ما هو إل حدث وقع ف مكان ما،
يتسم تديده جغرافيا ،وله فاعسل أو أكثسر ،إضافسة إل أسسباب أدت إل وقوع هذا الدث ،ونتائج ترتبست
عل يه ،بع ن أن الحداث تدرج ض من هذا الن مط الذي يد عى بقالب العنا صر ال ساسية "Principal
"Formatمن تقدي ما هو جديد أو متلف ف بدايته لمعرفة لاذا فماذا حدث ،ث معرفة نتائج الدث
الختلفة لذا التغيي الت تتداخل بعدها بقية العناصر ،وف مقدمتها عناصر الكان والقائم بالدث الكثر
حظوة بستويات تذكر مرتفعة ،بعن تقدم العلومات وفقا للمسببات أولً ،فالتغيات ثانيا ،فالنتائج أخيا،
وبالتال يكن تليل معظم الحداث الخبارية وتديد شكل بناء قصص الخبار التليفزيونية الذي يشكله
الفراد حولا ،ويتمثلون معلوماتا بشكل يومي عن طريق البناء التال الذي يسهل عملية اكتساب العرفة
منها:
مكان
بالقا بل يدد "دون فراي "Don Fry ،خبي التحر ير الخباري ف الوليات التحدة المريك ية
نظام كتابة يقوم على خس خطوات ،ها تثل الفكرة وتيلها ،وراوية الب ،وتنظيمه عب القالب الختار،
ث كتابة السودة والتنقيح ،ف حي تقدم "كارول ريتش" طريقة كتابة سيت بأسلوب "فورك،"Fork ،
يساعد ف تنظيم الخبار قبل وأثناء الكتابة ،وأهم مبادئه وفق أحرف كلمة "فورك" نفسها:
،Focus = F-النقطة الركزية :وهي أهم نقطة ف الب ،كونا نقطة حاسة
يب التمسك با حي العثور عليها ،وتوضع ف الستهلل أو الفقرة الوهرية،
وللحصسول عليهسا يتسم إتباع أسسلوب العنوان (ماولة كتابسة عنوان للخسب) ،أو
أسلوب حدث صديقك (بإرخباه الب بملتي) ،أو أسلوب الرشادات الضوئية
(لاكسي بنازينسسكي) الفائزة بائزة بوليتزر ،والتس تعتسب أن أمام الحرر إشارة
ضوئية ولديه 30ثانية فقط ليوي خبه ونقطته الركزية قبل أن يتغي لون هذه
الشارة.
،Order = O-الترتيـب :بعسض الكتاب يتاجون لخطسط كامسل لتنظيسم
أفكار هم ،وبعض هم ال خر يتطلب ال مر من هم ب عض الكلمات ف قط ،لذا تطلق
"سوزان إير" على الترتيب خارطة اتاهات الطريق ،كون أن مطط الب يؤثر
ف ترتيب الب كما يؤثر ف الضمون الذي ينقله لمهور.
،Repetition of Key Words = R-إعادة الفردات الفتاح ية :يو فر هذا
ال سلوب انتقالت رشي قة خلل عمل ية الكتا بة ،أو يكون بثا بة ج سر فكري
يصسل بالحرر مسن فكرة إل أخرى ،ومسن هنسا أطلق عليسه أسسلوب الدرز "
"Stitchingلنه يساعد ف ربط الفقرات ببعضها ،حيث يأخذ الحرر من كل
فقرة أو جلة سسابقة مفردة رئيسسية تؤدي بسه إل الفقرة اللحقسة ،فكسل مفردة
أ ساسية تث ي ت ساؤ ًل ي كن الجا بة عل يه ف الفقرة التال ية ،م ا يعل ها تقوم مقام
جسر يؤدي إل الفكرة القادمة ،سواء عب تكرار الكلمة ،كوسيلة ربط انتقالية،
أو الكتفاء با كممر لفكرة أخرى.
،Kiss off = K-الياز أو التبسيط :يساعد الياز والتبسيط ف القضاء على
تش تت الفكار وإرباك الحرر ،ف هو طري قة لتنظ يم العلومات با ستعمال ال صادر
على شكسل قوالب أو أحجام وكتسل مددة بدل مسن التشتست على طول البس،
23 أساسيات التحرير الصحفي
ويعتب لفظ " "Kiss offمتصرا لملة احتفظ با قصية وبسيطة "Keep it
."Short and Simple
ورغسم عشرات القوالب القدمسة حول عموم الصسياغات البيسة ،ورغسم تكرار اسستخدام قوالب
بعينيهسا وفقا لبناء فنس واحسد إل أن العتقاد بالتوصسل إل قوالب ثابتسة يكسن العتداد باس عنسد الدراسسة
والتحليل كما يرى "تيل وتيلور" تعبي خاطئ ،فقوالب كتابة التحرير الخباري خصوصا ،وبقية الشكال
ال صحفية عموما لي ست ثاب تة أو جامدة أو مدو نة ليلتزم ب ا الحرر ال صحفي ،بل أن هناك ما ًل وا سعا
للتجديد والبتكار ،فل تكون بثابة "أغلل" تقبض على يد الحرر ،أو أسيجة تجز عبقرية التحرير ،ومن
هنا يقول "جاك هارت "Jack Hart ،إننا فقراء معجميا ،إذ ليس لدينا أساء كثية لقوالب الب ،إنن
أعتقد جازما بأننا لو مشينا ف الغابة وكنا نعرف بأساء الشجار كلها ،فنحن سنشاهد الزيد ،كثي من
الحررين يصلون إل منتصف طريق كتابة أخبارهم ،و ل يدركون أنم يكتبون ف قالب معي!.
وعموما إن آلية تديد القالب النسب لقصة خبية معينة يكن أن يتفق ومادثة "لويس وكاتز"
ح ي سأل الول :هل ت بن من فضلك أي الطرق ي ب أن أ سلكها ل كي أ صل؟ فرد عل يه الثا ن :هذا
يتوقف أين أنت ذاهب لنه حينما ل تعرف أين ستذهب ل يهم أي الطرق ستسلك" ،وعليه فإن طبيعة
العلومات ،وهدف الحرر من إي صالا ،هو الذي يدد القالب النا سب لذه الق صة دون سواه ،ك ما أ نه
يدد بقة عنا صر السلوب الاصة ب ا ،وبالتال ل بد من القول أنه كما ل يوجد قالب مهم وآخر غي
مهسم ،بسل ثةس قالب مناسسب وآخسر غيس ذلك ،فإن غالبيسة هذه القوالب تنطبسق على الكتابسة التليفزيونيسة
والطبوعة على حد سواء ،وإن كانت آلية تلقي القصة عب الوسيلة سيفرض بالضرورة تغييات ف أسلوب
كتابتها ،وهذه الختلفات وخاصة فيما يتعلق بالياز والتبسيط هي الت ستجعل بعضها يفضل عن الخر
ف العلم الرئي ،وخا صة مع قال ب ال سرد الق صصي ،واللزو ن القائم على أ سلوب الكل مة الفتاح ية،
و سيتم ذ كر خا صية كل قالب مع الو سيلة الفضلة له- ،وخ صوصا التليفزيون -ح ي التعرض ل كل من ها
بالتفصيل.
( •)
أهم القوالب الخبارية وأشهرها
( •) ثمة قوالب متعددة لم نعرض لها لعدم إمكانية استخدامها في الخبار الصحفية محور الدراسة الحالية ،مثل قالب
ن مط لو حة الت صميم ،والقالب غ ير الطولي " "Nonlinearال تي ت ستخدم في شب كة النترن يت ،وتب نى من البدا ية
للنها ية ك ما لو أن ها في خط م ستقيم بوا سطة مقا طع لو صلت متعددة " ،"Hyperlinksت سمح للمتل قي با ستخدام
الترت يب الذي يريده من خلل الو صول إلى المعلو مة ،فيبدو كشجرة متفر عة الغ صان كل ق سم من ها يؤدي إلى
24 أساسيات التحرير الصحفي
عناصر أخرى من الحزمة التي تمتاز بعنوان فرعي خاص ذي أحرف كبيرة يسهل الوصول إليه.
25 أساسيات التحرير الصحفي
قضايا ،بل يعن ضرورة التنظيم الرمي للمعلومات ،إذ أمكن التدليل على أن الفقرات الت يعتبها الرسل
أهم الفقرات؛ هي أوفرها حظا من الفظ عند جهور التلقي ،ويلخص الشكل التال هذا القالب:
معلومات ثانوية
أ و تلخيصية أو استكمال
اقتباس أقل الصلب
التغطية الخبارية.
الشكل رقم ( )3قالب الرم القلوب ف أهمية
بالقابل فإن أبرز ما يعيب هذا القالب إمكانية تضليل التلقي ف حال تشابك الحداث ،وتد من
قدرة الحرر على التصرف ،وإبراز حسه الخباري ،إضافة إل أن صب التلقي قد ل يتسع لسرد الحداث
كما وقعت ،بل يتاج لفكرة عن طبيعة الدث ،ما يعله غي قابل للصمود وحده ،دون مقدمة تلخيصية
ت شد المهور لتتال الحدث ال ت ينب غي على الحرر أن يت قن صياغة سردها ،ك ما ي ب أن ل ي تم الق فز
سسريعا بيس الحداث أثناء الكتابسة لتلفس عدم الفهسم أو اختلط الحداث على التلقسي ،ومسن هنسا يقول
"فريزر بوند" أن قصة التتابع الزمن الخبارية تتخذ لنفسها شكلً قريبا من الرم ،يبدأ ف القمة عادة مع
بطل الرواية ،ويستمر ف السرد حادثة بعد أخرى حت تبلغ ختامها ف القاعدة.
وفس أخبار التليفزيون التس تتطلب اسستمرار الشعور بالفوريسة قسد يلجسأ الحرر للترتيسب الزمنس
العك سي ،فيبدأ من الدث الا ضر ،ث يعود للف ية الا ضي ،لينت هي بعن صر م ستقبلي ،و قد يد عى ذلك
"بالطف خلفا ،الشائع الستخدام نظرا للقدرة على توصيل فكرة الب فيه.
وأخيا يع تب هذا القالب من أك ثر القوالب إفادة لتمث يل العلومات ،نظرا لن ا ستخدام الترت يب
الزمن ف سرد الخبار كما ترى "لنج" سيتطلب من الشاهدين جهدا عقليا أقل لعرفة دللة الحداث،
ما يزيد قدرتم على السترجاع ،كونه ذلك يتفق مع مدخل الذاكرة الدللية ،ولعل هذا التفسي هو مرد
كث ي مسن التجارب التس أثبتست ب عض التجارب أن ال صغر سنا يظهرون زيادة أعلى ف م ستوى إدراك
وتذ كر الق صص القائ مة على أ سلوب الترت يب الزم ن ،ف ح ي أن ال كب عمرا من الطفال يكن هم أن
يكونوا أك ثر كفاءة ف ف هم وتذ كر الق صص ع ند عدم توا فق الحداث من ناح ية الت سلسل الزم ن ،و هو
يتحدد وفق الشكل التال:
تلخيص التصريح
تلخيص التصريح
التصريح اللحق من حيث
الهمية مع بقية تفصيل
موقع المصرح
تلخيص التصريح
السناداتالخبارية.
التغطية الشكل رقم ( )6قالب الواري التسلسل ف
آخر التصاريح أو
الموجزة أو الملخصة للحدث مع الخاتمة
طبيعة موقع صاحب التصريح
30 أساسيات التحرير الصحفي
وبناء على ما مضى يعد هذا القالب من القوالب الت ت تطويرها من قالب الرم التدرج( ،القلوب
أو العتدل) الذي يشبه بنائه العماري الستطيلت التدرجة على شكل الرم ،وهو ما شبهه "ممود أدهم"
برم " سقارة لزو سر" ،مع فارق الرو نة وعدم التم سك بدرجات الرم التدرج ال ت تقرر ها طبي عة الوقائع
وحد ها ،م ا يعله ال صلح لكتا بة الخبار القائ مة على الت صريات ،الذي يقدم ف كل فقرة اقتباس مدد
بشكسل متدرج الهيسة صسعودا أو نزولً ،ويشرحسه فس السستطيل الذي يليسه بشكسل يزاوج بيس القتباس
وشرحه ،حيث يبدأ بالتصريح الهم فالقل أهية ،أو العكس ،ليأخذ كل قالب خصائص القالب الستمد
منسه ،فيكون الرم القلوب التدرج بل خاتةس ،عكسس الرم العادي التدرج ،مسع إمكانيسة تلخيسص مور
التصريح ف استهلل الب ،كما يكن أن تتساوى أهية الدرجات فتتحول لستطيلت متساوية الهية،
كما يتضح من ما يلي:
مقدمة الخبر مقدمة تلخيصية أهم التصريحات أو لظروف إجراء المقابلة وشخصية المتحدث
القتباس الول القتباس الكثر أهمية
شرح القتباس وتفسيره شرح القتباس وتفسيره أو التعليق عليه
القتباس الثاني القتباس الذي يليه أهمية
شرح القتباس وتفسيره أو التعليق عليه شرح القتباس وتفسير
التدرج
أو التعليق عليها العتدل
التصريحات الرم
لبرز قالب
خاتمة الشكل ()8 التدرج
اقتباس أقل الشكل ( )7قالب الرم القلوب
وخارجسه ،بإبدال عينات العربات الختلفسة ،فيدفسع الحرر بصسناديق أقسل أهيسة
للخلف ،ويقدم أخرى أفضسل إشراقا وأكثسر بروزا إل المام ،ومسن أبرز القوالب
الناجة عن تطوير قالب الرم القلوب:
ي عد هذا القالب من القوالب الطورة عن قال ب الرم القلوب والعتدل ،و قد شاع ا ستخدامه على
نطاق وا سع ب عد أن كان مدود النتشار بف ضل صحيفة "وول ستريت" ال ت هجرت قالب الرم القلوب
لجله.
ويتصح من خلل ش كل هذا القالب أ نه يتألف من هرمي متعا قبي أول ا الرم القلوب ،ومن ث
الرم العتدل -عكسس السساعة الرمليسة التس يسسبق فيهسا الرم العتدل الرم القلوب ،-ولذا يتمتسع قالب
"الاسة" بقدمة ملحة أو نادرة ومهمة ،وغالبا ما تكون سردية حكائية تقود إل الفقرة الوهرية ف الب،
والت تبز عندها النقطة الساسية ف الوضوع ،يليها الفقرة الهمة الت يطلق عليها "فقرة الهية أو فقرة
الدللة" ،و هي ال ت ت ضع الفقرة الوهر ية ف سياقها ،وهاتان الفقرتان بدوره ا تؤديان إل الرم التقليدي
القلوب ،حيث تعرض الوقائع واللفيات ذات الصلة مرتبة حسب أهيتها تنازليا ،من الكثر للقل أهية.
ويكن الفادة من هذا القالب ف الخبار الت عادة ما تتضمن نوادر خبية ،ومت كان الزمن أو
السساحة متاحا- ،لذلك انتشسر فس الجلت الوروبيسة السسبوعية -وهسو يتطلب كتاب أخبار يتازون
بأساليبهم الشوقة ،وبسعة إطلعهم ،وقدراتم على استخدام النوادر ،أو ما يدعى بلح الخبار ف نسيج
صياغتهم ،خاصة أن الانب الهم فيه الروج عن التقليدي الألوف ف تغطية الدث ،وعرض التفصيلت،
واللجوء إل اللف والدوران بدون تكرار أو إزعاج وملل ،ف رحلة شيقة مع المهور الذي يد نفسه ف
معمعة الدث ،وصولً إل الوهر ف جلته الخية ،والحرر مي ف اختيار انطلقته الول ،ولكنه ملزم
بذكر التفاصيل الهمة بشكل يتناسب مع انسيابية السلوب ،ويكن توضيح بناء هذا القالب وفق الشكل
التال:
المقدمة
لعنصر مهم المقدمة
ونادر بشكل سردي
الفقرة الجوهرية
تبرز عندها نقطة الخبر الساسية
فقرة الهمية أو فقرة الدللة
تضع الفقرة الجوهرية في سياقها،
وتقود لصلب وقائع الهرم المقلوب الصلب
تتضمن الخاتمة
فقرة بمثابة الخاتمة
خلصة الخبر
جاء هذا القالب للتخلص مسن أبرز النتقادات الوجهسة لقالب الرم القلوب الذي يتماشسى مسع
الخبار البسيطة ذات العنصر الواحد ،ليتماشى مع الخبار العقدة متعددة العناصر ،ما جعل شكله مؤلف
من مموعة من الهرام القلوبة ،بيث تأخذ كل واقعة أحد هذه الهرام التعاقبة والتسلسلة والتموضعة
فوق هرم آخر ،وعدد الوقائع هو الحدد النهائي لعدد الهرام وطول الب.
إن طبي عة القالب الال ت سمح له بتناول الق صص الخبار ية متعددة الوا نب أو العنا صر والوقائع
سسواء التسساوية أو متلفسة الهيسة ،كالخبار الطويلة ،وأخبار الؤترات الصسحفية ،ومالس الجتماعات
الرئاسية أو الكومية ،أو القمم الرئاسية ،أو الو ،كما يكن استخدامه ف الخبار ذات الواقعة الواحدة
لكن متعددة الوانب ،حيث تتل الواقعة الساسية الرم الول ،فيما تتبعها النقاط التفرعة عنها مدعمة
بالوقائع واللفيات ف بقية الهرام التعاقبة ،مع تللها بمل الربط ،أما ف حال تعدد وقائع الب وتساوي
أهيتهسا فإن ذلك سسيفرض مقدمسة تلخيصسية لجمسل سسلسلة أهرام القالب ،ماس يقسق تفعيسل لبدأ الرم
العكوس ،وعدم الخلل به ،المر الذي يعل بقية سلسلة الهرام شرحا للمقدمة ،ويتم ذلك عب تقسيم
الوقائع لجزاء تفصيلية ذات أهية خاصة ،وبعد تقدي كل منها باختصار ف القدمة التلخيصية يري تقدي
التفصيلت التاحة لكل جزء.
بالقابل يلجأ الحرر ف حال اختلف أهية الوقائع الت تكون الب الركب إل البتعاد عن القدمة
التلخي صية ،لي ستخدم بدلً من ها ما يد عى بالقد مة متعددة الوا نب ،ي تم خلل ا تقد ي مو جز الواق عة
الرئيسية ،ث تتبعها ف الصلب الوقائع الدعمة لكل فقرة من الفقرات متسلسلة حسب أهيتها ،مع مراعاة
النتقال بمل ربط تبهن على قدرة الحرر سبك خبه عب جسور مكمة التواصل وطبيعة النتقالت،
كي ل يكون الب مموعة فقرات متناثرة غي مترابطة ،وكما ف الرم القلوب يكن الستغناء عن خاتة
الب إل إذا تطلب المر ،وعموما يعد هذا القالب أكثر استخداما ف الصحف عنه ف الوسائل السموعة
أو الرئ ية كو نه من القوالب العقدة ،وتو ضح الشكال التال ية بنائه التعدد ح سب عدد العنا صر ،ومدى
قيمتها وأهية ترتيبها:
مقدمة الخبر :الواقعة مقدمة مقدمة الواقعة المقدمة المتعددة الرئيسة مقدمة
( )1وتفاصيلها مقدمة تلخيصية لوقائع
الرئيسية ربط ربط الخبر جملة
ربط جملة مقدمة الواقعة الثانية
تفصيل واقعة
تفاصيل الجانب ()2 أقل أهمية مقدمة الواقعة الثالثة تفاصيل الواقعة الثانية
ربط فقرة ربط بجملة انتقال أو استشهاد ربط وتدعيمها جملة
وتدعيمها
ربط جملة وقائع داعمة لفقرة المقدمة
تفصيل واقعة تفاصيل الواقعة الثالثة
تفاصيل الجانب ()3 أقل أهمية ربط عبارة انتقال ربط وتدعيمها جملة
وتدعيمها
ربط جملة تفصيل واقعة وقائع داعمة للفقرة ()2 تفاصيل الواقعة الرابعة
أقل أهمية ربط ربط وتدعيمها جملة
عبارة انتقال
ملخص وقائع
أخرى خاتمة الخبر وقائع داعمة للفقرة ()3 خاتمة الخبر
"إن تطلب المر"
ربط جملة "إن تطلب المر"
تلخيص بقية
خاتمة الخبر التفاصيل
"إن تطلب المر"
(*)
الشكل رقم ()13 الشكل رقم ()12
الشكل رقم ()14 الشكل رقم ()11
الرم التعدد لواقعة بوانب غي متساوية الرم التعدد بوقائع متعددة غي متساوية
الرم التعدد لواقعة بوانب متساوية الهية الرم التعدد بوقائع متعددة متساوية الهية
34 أساسيات التحرير الصحفي
(*) يدعو البعض هذا الشكل "قالب السلم " ،"Perron Structureلتدرج فقراته كدرجات السلم ،ويكن أن تتحول الدرجات
من أهرام مقلوبة إل درجات عادية "مستطيلت" حينما ل يكون المر متعلقا بتدرج الهية الت تيز الهرام القلوبة ،ليصبح كدرجات
السلم تاما.
والرتبة ف قائمة متساوية القيمة لتسليط الضوء عليها بشكل متوازن ،وتدعى هذه القائمة "علبة العلومات
داخل معلومات الب" ،فهو يفيد عند طرح مموعة حقائق بشكل متصر ،وغالبا ما تضم مقدمته تلخيص
لل خب مع الترك يز على الواق عة الك ثر أهية ،أو ا ستهلل "شفاف" يتبعه فقرة جوهر ية داع مة لل ستهلل
تتضمن نصوص أو حقائق أو كليهما ،فيما يضم الصلب تفاصيل الوقائع الواردة ضمن قائمة ،أما الاتة
فتحتوي تو سع يل خص كل ما ورد ف قائ مة صلب ال ب من نقاط ها مة ،وعادة ما يتض من ال ب الذي
يتوي أكثر من قائمة أكثر من مقدمة ،مع الحافظة على فصل كل بند من بنود القائمة بفقرة مستقلة،
وماولة ال ساواة ب ي الفقرات بمل مت ساوية الطول ل ساواة الفعالية ،ول يع تب ذلك شرطا يلزم الحرر ف
حال عدم تساوي متوى كل بند أو حت أهيته.
إن وجود نقاط أ ساسية أو غي ها من القوائم ي سهم بالفاظ على ان سيابية م ت ال ب ،على أن ل
تزيد القائمة عن خس نقاط رئيسية ف بداية أو وسط الب ،وأكثر من ذلك بقليل ف خاتته ،مع ضرورة
و ضع كل ب ند ف فقرة م ستقلة ،مع حر ية تا ثل صياغة البنود ،وي كن ا ستعمال القوائم بطريقت ي :أ ما
ت صنيف ممو عة من الح صاءات أو أ ية معلومات مرب كة أخرى ض من قائ مة ل ت كن موجودة أ صلً ،أو
إبراز النقاط الساسية ف الب ،وعادة ما تكون القوائم مسبوقة بأي وسيلة تطيطية( ـ) ( ) ( ) أو ما
يدعى بنقطة كبى ".) ( "Bullet
ونظرا لمكانية الفادة من هذا القالب ف أخبار الجتماعات الكومية وبرامها وإجراءاتا ونتائج
الدراسسات وبرامسج الشخاص وبنود الندوات واللتقيات الدبيسة والحداث التشابكسة السسباب بالنتائج
وحت القابلت ،وما أكثرها ف عصر انفجار العلومات يعد من القوالب كثية الستخدام مع مطلع اللفية
الديدة ،فهو يسمح بتقدي تعدادات معينة يستلزم وضعها ف قائمة ،تتألف من بنود غي متاح عرضها ف
الستهلل.
مقدمة:1
تلخيص للخبر بالتركيز على الواقعة الهم
بقية الوقائع التفصيلية
مرتبة ضمن قائمة:
.... : صلب:
.... :
.... :
الخباري ،فنحسن نعيسش وسسط عال تلؤه الكايات ،عال ل ينقطسع منسه القسص ،عال مسستمر مسن السسرد
وال كي ،لدر جة دف عت "غا ستون باشلر "G. Bashlar ،أن يع تب إن ما أن شأ الن سانية هو ال سرد،
فالسرد هو بث الصوت والصورة بواسطة اللغة ،وتويل ذلك إل إناز سردي.
ورغسم أن السسلوب السسردي ليسس جديدا على ميدان الخبار ،فكتاب الواضيسع الخباريسة "
"Featureا ستخدموه قديا ،إل أن الحرر ين تدوا فكرة تق سيم أ ساليب الكتا بة ،ليش مل الرم القلوب
الخبار الادة ،بين ما ي ستخدم ال كي ال سردي مع الواض يع الفي فة ،فا ستخدام ال سلوب النا سب ،ب غض
النظر عن كونه سرد أو سواه با يعل القصة أكثر تشويقا ويسرا على التلقي هو الفيصل ،والذي أطلق عليه
مع بداية السبعينيات من القرن الاضي "أسلوب الصحافة الديدة".
وكثية هسي القوالب التس تعتمسد على لغسة السسرد ،وتتطلب كتاب يسستطيعون المسساك باهتمام
المهور على طول الط ،ليقدموا لم ما يأسرهم ف الفقرة الخية ،ويرى "تيل وتايلور" أن هذه القوالب
القائمة على السرد الباشر الت تروي الب من بدايته النطقية إل نايته النطقية نادرة الستخدام ف الصحافة،
كون ا قاد مة من أخبار الجلت ،ف من البدي هي أن ل يقرأ الناس ال صحف م ثل قراءت م للك تب ،وبالتال
يتطلب هذا القالب مهارة ف جذب النتباه بالش كل الذي يتض من التوا صل م عه ح ت النها ية ،ولذلك ترى
"ل نج" ناح ا ستخدامها ف أخبار التليفزيون ،كون ا تو فر لبناء ال ب القد مة والو سط والنها ية ،ك ما تو فر
القاطع الستقلة ،وهو ما وجده "واين وآخرون " Wayne،من أن التليفزيون يقوم بوظيفة السرد النثري
للحداث بش كل أب سط من ال صحف ،خا صة أن أ سلوب ال سرد ي ستطيع أن يض غط الكث ي من العلومات
بشكل يفوق أي قالب آخر ،ما يعل لذا النوع من القص أسلوب السحر الذي يربط التلقي معه بفضل
طاقته الفعالة ،ويأخذه معه لكان ل يذهب إليه من قبل ،وربا لن تتاح له الفرصة بالذهاب إليه.
ويعد بناء الب وآلية ترتيب القائق ف التليفزيون أكثر أهية من الانب اللغوي ،أو من بناء الب ف
الصحافة أو وسائل العلم الخرى ،فل يكن أن يتم أببلغ الب التليفزيون بأكمله إل إذا انطلقت الكلمة
الخية ،وعرضست الصسورة الخية ،ويرجسع هذا أسساسا إل طبيعسة التليفزيون التس تتطلب وحدة دراميسة،
وطالا كانت الخبار التليفزيونية ل تتمل الشو الزائد كي ل يضيع التلقي ف متاهة الستماع ،فإن هذا
ال مر يفرض أن تكون هذه الخبار م صاغة م نذ البدا ية كوحدة متما سكة ومتجان سة ،ل ا مقد مة وو سط
ونايسة ،وكسل جلة فيهسا تؤدي إل جلة أخرى ،وكسل فكرة تقود إل فكرة لحقسة ،بشكسل ل يتمسل
الخت صار ،فإذا حذف أي جزء م نه ي صبح ل مع ن له ،تاما مثل ما لو حذف الف صل الخ ي من م سرحية
كتبست بإتقان ،وهذا بدوره يقلل مسن أهيسة كسل القوالب القابلة لختصسار فس التحريسر الخباري الرئي
ال سموع ،م ثل قالب الرم القلوب ،ال مر الذي يد فع القالب البنائي ال سردي للروا ية الذي يرا عي الا نب
الدرا مي لل صدارة ف م ثل هكذا أخبار ،بلف عن الروا ية كون الذروة عادة تو جد ف البدا ية أو بالقرب
39 أساسيات التحرير الصحفي
منها ،والفعل أو الدث أو التغي ف الوقف هو الذي يسبب العقدة ،فالبناء التليفزيون يتطور من الذروة الت
تكون مسع السستهلل إل السسباب ثس إل الثار- ،ويدعسى هذا بالسسرد العكوس الذي يسستخدم أسسلوب
التقدي والتأخي ،ويسمى ف الرواية "الطف خلفا ،-"Flash Back ،ويقع ذلك ف سرد طبيعي منساب
برشاقة متجانسة الركات مع العرض الصور ،ففيه الصورة تاطب القلب ،والكلمات تتذب العقل ،وهذا
التطابق هو مفتاح ناح الكتابة المتازة ف التليفزيون ،ولكن يب أن تكون للفكرة السبقية على اليضاح
الت صويري ،ول يس من الضروري أن يت بع كل خب هذا البناء الذي يع تب قر يب من البناء ال صندوقي الذي
يؤجل الذروة قليلً عب استخدام مقدمة مؤجلة.
على خصسوصية فرد واحسد أسسقطته -النيان الصسديقة -وهسو فس البس الترجسم الرافسق للقافلة
العسكرية ،لتنتقل من خلل ذلك للتركيز على القضية ككل وآثارها النسانية عامة ،وجاء فيه:
ق صفت طائرة حرب ية أمريك ية بطر يق ال طأ قوات أمريك ية وكرد ية ،فقتلت ،35وجر حت
آخر ين ،من هم قائد قوات البشمر كة العم يد وج يه البزا ن ،ون ل الزع يم الكردي م سعود البزا ن،
والصحفي "جون سيمبثون" وضابط أمريكي ،ومقتل صحفي مترجم تابع لحطة :B.B.C
الصورة الصوت
صوت الراسل:
صورة تقدم آليات القوات المريكية والكردية تقدمت القوات الكردية طوال هذا الصباح ،واستولت على بلدة
على طريق من السفلت "دبدجان" ،وللوصول إل هناك انضمينا إل قافلة تضم مموعة من القوات
استمرار صور تقدم الليات بينما الحرر يقرأ تقريره المريكية الاصة.
وصلنا إل تقاطع الطرق ،وعندئذ فجأة هاجتنا الطائرة المريكية ..
صور قتلى متناثرة ،والدخان والنيان يزداد تصاعدها مع
الصراخ ،ويظهر معال االدمار على معظم الليات الرافقة
الكاميا تأخذ دور الصور يهرول وهي مسلطة على (صمت طويل وتوقف الراسل عن القراءة
الطريق والرض مع حركة متسارعة ومن ث يعلو الصراخ)
يظهر الحرر والدماء على وجهه ،وحت عدسة الكاميا
تتناثر عليها بعض النقاط من الدماء.
استمرار الصور للجرحى والنفجارات يعود صوت الراسل بعد انقطاع لوال 35ثانية:
صور جنود يملون ضحايا وجثث ويهرولون بعيدا عن مصورنا الذي أصيب بوجهه كان مقا ،ذخية الصواريخ ف العربات
مواقع العربات الت بدأت قنابلها بالنفجار والتطاير مع الحطمة بدأت بالنفجار.
استمرار الصراخ يرافقه ارتاج بركة الكاميا هذه الرة لقد سقطت القنبلة على بعد 10ياردات فقط منا ،حت إنن شاهدتا أثناء
صور النيان تلهب سيارات القافلة ويزداد هرولة القاتلون سقوطها ،لقد تزقت بعض ثياب بفعل النفجار.
صور عامة للموقع ث صور قريبة على العشب ويظهر صوت من خارج الكادر" :ل أجد كمران"
المراسل :أدركنا حينها أن مترجمنا "كمران عبد الرزاق" في عداد المفقودين .جريح بي العشاب ما يلبث أن يهرول إليه بعض النود
صور للجنود يسحبون كمران بعيدا عن موقع صوت من خارج الكادر" :هاهو كمران مدد على العشب ،لنقم بسحبه"
النفجارات. صوت آخر من خارج الكادر" :سآت معك".
صورة لسيارة إسعاف يتجمهر حولا مموعة من النود صوت الراسل متوجها إل جهور الحطة :أصيب كمران إصابة بالغة ف
والرحى ،مع حالة مدد عليها كمران. ساقه ،عملنا والطباء المريكيون لبعض الوقت ماولي إنقاذ كمران.
الكاميا من جديد تسي موجهة على الرض وكأنا أقدام الراسل ويبدو على صوته علمات الستغراب:
إنسان يهرول وسرعان ما علمنا القيقة الخيفة والغريبة ،وهي أن أحد الضباط المريكيي
استمرار صور النيان والنفجارات والدخان ولخلء أمر بتنفيذ هجوم جوي للتعامل مع تديد دبابة عراقية موجودة ف الوار،
الرحى والصابي والقتلى من الوقع. ولكن الطيار أخطأ ،فأصابنا نن بدلً من الدبابة العراقية !! ..
الراسل( :صوت وصورة)
تظهر لول مرة لقطة نصفية للمحرر ،ويبدو على وجهه ما كان يب أن تقع هذه الكارثة ،لقد كنت أتدث للتو مع الضابط ف
41 أساسيات التحرير الصحفي
الرهاق ،وبعض الدماء تغطي وجهه ،وثيابه يبدو عليها القوات المريكية الاصة الذي أمر بتنفيذ هذا الجوم الوي ،غي مدرك
التلف والتمزق ،وهو مهد للغاية بالتأكيد أنه سيصيبنا مع النود المريكيي ،وزملؤنا هنا.
الراسل يتابع( :صوت وصورة) :هذه إحدى المور الت تصل ف الرب
صورة لوجه الراسل يهز رأسهُ متأسفا على ما افترض؟ ..يوبُ جنوده ف الرجاء قائلي إنم ل يستطيعون وصف
()Cut شعورهم حيال المر ،ولكن يب القول أنه لول الساعدة الطبية الت قدموها
لنا ولرفاقنا الذين أصيبوا بروح بالغة لكان الوضع أسوأ كثيا ما هو عليه
صوت الراسل (دون صورته) :على الرغم من كل ما فعلناه من أجله قضى
صور لسيارة يرج منها جنود بثابة أطباء بعضهم يبدو
"كمران عبد الرزاق" بعد فترة قصية ،قال ل أنه يريد العمل معنا من باب
من حركة رأسه متأسفا رغم أن اللقطة جاعية وبعيدة.
الصداقة والغامرة .. .. .. ..لقد كان ف الس 25من عمره.
B.B.Cجون سيمبثون " "John Sempthonمن العراق
ثانيا :ال سارد الرا صد "الشا هد" :وتع ن ال سارد الشا هد للحداث ال ت يروي ها معا يش آ خر للوقائع
ل عن مصدر آخر) ،ويبز ف هذه الصيغة استخدام ضمي الغائب الذي أطلق (شهود عيان ،أو نق ً
عليه "السكاكي" ضمي الكاية ،كون السارد ل يكون حاضرا للحداث لكن يكون راصدا لا،
كما تطغى صيغ دللة الاضي الت توافق زمن الدث ،إذ ل يتدخل الرسل ف سياق الحداث
ك نه يكت في بن قل الحداث و سردها دون ظهور وجوده ،وي كن أن يكون ال سارد ف هذه الال
ساردا لدث ،أو ساردا لوار يدور بي شخصيات الدث ،ويدعى السرد ف هذه الالة :سرد
"النقول".
ثالثا :السارد الشارك الراصد "الذات الغيي" :وهو النوع الشترك بي الصيغتي السابقتي للسرد ،بعن
أن يكون السرد ذاتيا وغييا ف الوقت نفسه ،فيسرد عن شهود عيان ،إضافة لشاهدة الذات ف
الرسالة نفسها ،وتتوافق هنا أزمان الضارعة والاضي ،والضمائر الستخدمة ،أما بروز أحد تلك
الصيغ على الخرى فيعود لطغيان شكل سردي على آخر.
وبناء على هذه الشكال نرى أ نه ف التحل يل البل غي لل سرد تنت قل الضمائر وعمليات اللتفات
الت تتخللها من مواجهة الطاب عب ضمي "أنت" أو ضمي التكلم "أنا" ف النص الشفاهي إل ضمي
الغائب "هو" ف النص الكتوب ،لتنحى نو النوع الوضوعي لنقل الوقائع ،ويكن ف بعض الخبار ذات
الهتمام الن سان ال ت ت ص الشا هد ا ستخدام ضم ي "أ نت" ل شد النتباه ،فلزيادة تأث ي خب عن زيادة
السعار يكن كتابة" :أنت موشك على دفع ثن أعلى لطبق السلطة الذي تأكله! الفاف ف كاليفورنيا
يرفع سعر الص"..
إن الشكال ال سابقة ،وطرق ن قل الضمائر واللتفات ت عل ال سرد يقوم ويتأ سس بناء على تثل ي أ ساسي
متشابك ي يكونان ماد ته دا خل ال نص ،ه ا من ج هة أول الحداث والوقائع ال ت ت ثل وتدد من خلل
معطيات وتوال عن صر الز من ،و من ج هة ثان ية الشخ صيات والشياء الدر كة ال ت ت ثل وتدد من خلل
42 أساسيات التحرير الصحفي
الكان ،وبالتال يقوم ت عبي ال سرد على ممو عة من آليات البناء الن صية والكائ ية والتركيب ية ،كالتبئ ي "
،"Focalizationوالفضاء الكائي " ،"Spaceوالزمسن الكائي " ،"Tenseعسب أليات الترتيسب
الزمن.
وب عد هذا التقد ي لفهوم ال سرد ف ل غة الخبار ومبادئه ،ونتائ جه التأثي ية ف تث يل العلومات
نقدم القوالب التفرعة عن هذا السلوب السردي ،وأهها:
"موريس بيجا" أن السرد هو أي عمل يقوم على استعادة قصة أو حادثة ،ف حي كان السرد عند "ايه ام
فوستر" هو قص أحداث مرتبة ف تتابع زمن ،وهذا التتابع رغم عدم اكتراث الذاكرة بآلية عرضه يفرض
أن تشت مل كل الق صص على نوع من ال ط ال سردي ،ولذا ظ هر ف ال ستينيات وال سبعينيات من القرن
الا ضي ممو عة صحفيي أطلق علي هم ال صحفيي الدباء ا ستخدموا أ ساليب ال سرد الق صصي الروائ ية ف
كتا بة أخبار واقع ية ل ا شخ صيات ومش هد وحوار وحب كة ،و من أشهر هم "Tom Wolf, Tracy
."Kidde, John Mcphee, John Didon
واستنادا إل ما مضى يكن للقصة الخبارية أن تستفيد من كل مزايا وتقنيات القصة الدبية ،من
بناء وتشويسق وحبكسة وذروة ،ونقطسة الجوم ،ومبادئ العرض التأخسر أو الوزع ،وقسد حدد "ماندليس
وجونسون )Mandler & Johnson" )1977 ،مكونات القصة من ستة عناصر ،هي :البداية
والتفاعل والدف والحاولة والخرج والنهاية ،ويكن تطبيق هذه العناصر ف قراءة نصوص إعلمية عديدة
مثل القصة البية الت تبن على طريقة قالب السرد القصصي ،فإذا كانت الرواية مموعة من الحداث
الرت بة بطري قة ما ،فإن الب كة الخبار ية أيضا سلسلة من الوادث ال ت ي قع في ها التأك يد على ال سباب
والنتائج ،فإذا قل نا مات اللك و من ث ما تت الل كة بعده ،فهذه حكا ية ،أ ما إذا قل نا مات الل كة ث ما تت
اللكة حزنا عليه فهذه حبكة ،وحبكة القصة هي النظام العي الذي يرتب مكوناتا حسب قواعد معينة،
ووظيفت ها تقد ي العلومات التعل قة بالق صة بن طق مفهوم من خلل الزمان والكان ،وي ب ه نا ح ي ر بط
هذه ال ستراتيجيات بإدراك المهور للق صة الخبار ية ،ونشا طه الذه ن حول ا أن نؤ كد أن ث ة عوا مل
إضافية تؤثر ف سرد القصة الخبارية التليفزيونية ،ولعل أهها ما يعرف عند الوروبيي بنغمة صوت مقدم
السسرد " ،"Tuneفصسوت الذيسع مقدم النشرة أو صسوت "القرر" يلعسب دور الراوي فس النواع الخرى
الذي يقدم النص دون ظهوره على الشاشة إل ف لظات أول الب ،أو ف لظات ناية التقرير ،وأسلوبه
يكون مؤثرا ف آليات توصيل الضمون.
وتلخيصا لكل خصائص قالب القص السردي البي تدد "كارول ريتش" بعض النقاط الركزة
ل سلوب ال سرد الق صصي النا جح ف الخبار ،أه ها" :ا ستخدام التف صيلت الح سوسة بدل ال صفات
البهمة ،واستخدام الوار مت كان مناسبا ومكنا ،وتيئة الشهد ،واستخدام أفعا ًل حيوية ،وإثارة السئلة
الت تثيها الواس ،واستخدام الوصف الجسد ،ورواية الب على شكل حبكة مع بداية ووسط وذروة،
واتاذ تسسلسلً زمنيا أو تتابعا للحداث ،وحتس حيس ل يسستخدم ذلك يبس على القسل فهسم توال
الحداث ،وأخيا اتباع نصيحة "مارك توين"" :ل تقل صرخت العجوز ،استحضرها ودعها تصرخ".
بدوره ر كز "م ي ستينيبج "Meir Sternberg ،ف نظري ته عن ال سرد الق صصي على فرض ية
الترقب " ،"Suspense Hypothesisالذي يعل التلقي ف حالة توتر وهو ف انتظار ما سيحدث ،ولعل
هذا الفرض يرتبط با ورد سابقا حول إن تأخي بعض العلومات قد يكون مهما للقصة البية ،ويرفع من
45 أساسيات التحرير الصحفي
درجة إعلميتها ،ويبقى من أفضل الاتات الت يكن أن ينتهي با هذا القالب خاتة الذروة "،"Climax
كون ا تلئم طبيعته "الروائ ية ال سردية" ،ح يث يت فظ بالتل قي مترقبا متشوقا ح ت النها ية ،لكتشاف ماذا
سيحدث.
ويكن توضيح القالب السردي القصصي ف الخبار من خلل الشكل التال:
تطور مسار
الخط القصصي
واقعة تفصيلية أولى مع تطور وقائع
الحدث تفاعلً مع
عوالم شخصياته
التطور نحو الواقعة الثانية
وصولً للذروة
التطور نحو الواقعة الثالثة ول يشترط
بالوقائع أن
تكون متفاوتة
التطور نحو وقائع الذروة
الهمية أو
مسرودة بشكل
فلسطينيا آخرين رحلوا بطائرة عسكرية بريطانية إل جزيرة قبص ،قبل أن يتم نقلهم إل دول أوروبية
أخرى ضمن اتفاق فلسطين إسرائيلي بضغوط أمريكي لناء أزمة كنيسة الهد"..
ويعد هذا القالب مفيد ف الخبار التعلقة بالتاهات ،والقضايا الكبية الت ترخي بظللا تأثيا
على آلف الناس ،إضافة لخبار الوادث الفيفة ،كما أنه يساعد ف التخفيف من وطأة الخبار الرسية.
أن هذا القالب الذي يقوم على تفكي الحرر من خلل منظور إنسان يعكس عنصرا مهما يرتكز
على دمج الشاعر والحاسيس ف الحتوى بطريقة تعل التلقي يعايش الب وكأنه جزء منه ،وهذا النوع
من التحر ير بالر غم من اتام الب عض له بالتأد ية لنوع من ال ستسهال التحريري إل أ نه يتطلب ف الو قت
نفسسه خسبة كسبية على توظيسف الالة النسسانية للفرد على وقائع الدث ،وهسو مسا فعله مررو "وول
ستريت" الذ ين قاموا بدور مؤ ثر باتاه "أن سنة" الخبار ،لتصبح مع هم الق صة النموذج ية تبدأ بعدة فقرات
تدور حول فرد معي مرتبك أو مشوش ،منتصر أو مهزوم ،ودائما يتم الوصول إل الفقرة الامة بعد تقدي
القضية من خلل الفرد التأثر أو العن فيها ،فمثلً قصة عن اليزانية يكن أن تعطي طابعا إنسانيا من هلل
إظهار نتائج ضري بة اللك ية الديدة على أ حد أولئك الذ ين يضعون ل ا ،ويو ضح الش كل التال بناء هذا
القالب ف الخبار:
المقدمة:
معلومة
تمهيدية لموضوع
الخبر تقوم بالتركيز على
شخصية محورية بالحدث ومصاغة
بأسلوب وصفي أو درامي أو مسرحي
النتقال
بأسلوب
أكثر الوقائع أهمية مقدمة بأسلوب مميز
قصصي
وتعرض للحدث من منظوره العام
أو
وقائع أخرى بارزة تلي الواقعة الولى في
الهمية تعرض محور الحدث العام ل الشخصي الصلب:
ذوي مهارة وخيال وإبداع ،وهسو بالتال يتلف عسن قالب "وول سستريت" التركيسز على الفرد ليسس فقسط
بالصحيفة الت اختبته لكن بطريقة البداية الت ل تتم البدء من شخصية خاصة لتبيان تأثرها بالدث العام،
بل البدء من أي نقطة يراها الحرر ملئمة ،إضافة لبؤر التركيز ،واللغة الت تيل ف القالب الال أكثر نو
ل غة الن ثر الا صة به ،والقدم ية التاري ية لذا القالب الذي ي عد من الشكال القدي ة ف حكا ية الق صة ،مع
اتفاق كل القالبي باللغة السردية الكائية ،والتأثي الانب وعودة الاتة على القدمة.
ويبدأ الحرر ف هذا القالب الذي يصنع مرره من خلله دوائر تعود بدايتها لتمية نايتها ،من أي
نقطة يراها ملئمة ف الب- ،ولذا يدعى بقالب بيضة الوزة لن شكل البداية ل يفرض نقطة بداية متمة
كش كل البي ضة -ث يظ هر الش هد ،وتتا بع الحداث ،وي ستمر بت صعيد القائق وك شف الحداث بش كل
مشوق متع ،حت يصل للخاتة الت يب أن يعيدها الحرر للعنصر الذي بدأ به فيه القدمة كدائرة ،ما يعل
ناي ته مك مة وذات تأث ي درا مي ت صف بأن الحرر يناضل للح صول علي ها ،فيبدأ بإيضاح القد مة ال ت يعود
إليها وفق الغزى الوجود ف النهاية.
ويستخدم هذا القالب ما بي البداية والنهاية الت تسلب النفاس لغة أقرب إل لغة النثر الت تدخل
المهور ف مشهد بعد آخر ،بشكل يعل الب منسوج بطريقة يستحق الرحلة الت يقوم با جهوره ،مع
إمكانية الحرر أن يدس شخصيته بشكل مناسب دون تطفل أو نفور ،ليكون مرد زائر ف أحداث موضوع
الب ،كما يقتضي أسلوبه أن يستفيد من معلومات مهمة ،وخلفيات للحداث ،وإيضاحات مشرقة ،تعل
من الوضوع وحدة سردية حكائية ذات بداية مشوقة ،وناية جذابة ،أما عرض التفاصيل فيمكن أن يبدأ من
أي نقطة يراها الحرر مناسبا لنطلقته القصصية ،وما يساعد على خلق الزاج النفسي الاص بذا القالب
هو أسلوب اختيار هذه الوقائع وترتيبها وليس اللغة وحدها ،ويقدم الشكل التال البناء الاص بذا القالب.
مقدمة الخبر
مقدمة الخبر
يمكن أن تبدأ من أي نقطة
المحرر يراها
مناسبة
متن
يظهر المتن المشهد
في الخبر
ويصعد الحقائق ويكشف الخبر
الحداث بأسلوب نثري مع
الفادة من اليضاحات
الخلفيات التي تجعل منه
وحدة سردية حكائية
مشوقة ،كما يمكن أن
تظهر فيه شخصية
هيي -القالب الدائري الحلزونيي " "Spiraling Formatأو قالب
المحرر كزائر
ي عد هذا القالب أف ضل ت شبيه للطري قة ال ت تظ هر في ها الق صة الخبار ية العا صرة الحررة بطري قة
جيدة ،انطلقا من إشارة قاعد ية مددة ،و من خلل ارتباط فكري تن ساب ف يه كل فقرة إل الفقرة التال ية،
بش كل يعل ها مكتو بة بش كل ج يد ،ومتدف قة من الفقرة ال ت ت سبقها ،وبالتال يع تب القالب اللزو ن تتويا
لفكرة "فورك" حول إعادة الفردات الفتاحيسة " "Repetition of Key Wordsالذي يوفسر انتقالت
رشيقة ف ربط الفقرات لتكون بثابة جسر فكري يربط كل فكرة بأخرى ،ويكون مرات فيما بينها ،بعن
أن الحرر ي ستطيع انطلقا من مفردة رئي سية بالفقرة الول الو صول إل الفقرة الثان ية ،وعلى ع كس قالب
الرم القلوب فإن كل فقرة أو جزء ف هذا القالب من خلل قيادتا إل الفقرة التالية تكون متساوية الهية.
وتعد فكرة "اللزونية" من الفكار الطروحة لتنظيم التذكر والفهم والنتقال من نقطة لخرى ف
عدة مالت ،أما ف الخبار فيدعى هذا القالب باللزون الدائري ،لن شكله التخيلي يشبه الدائرة التداخلة
( )؛ إذ يتم ترير الب ف شكل دائرة النقطة الرئيسية فيها الستهلل ،وكل النقاط الساندة تعود إل هذه
النقطة ،حت نصل إل الاتة الت قد ترجع بدورها إل الستهلل ،وكمثال بسيط على تطبيق هذا القالب:
يقوم الرئ يس .. ..بزيارة إل ،.. ..الزيارة ت ستمر يوم ي ،..اليومان سيناقش فيه ما الرئي سان
العلقات الشتركة إضافة لقضية حقوق النسان ،و ،..قضية حقوق النسان كانت مور اللف بي..
ويقدم هذا القالب خدمة كبية ف تاسك نص الب ،إذ تبز الروابط النتقالية بدللتا على قيمة
التتا بع ف ال ب لتجعله وحدة معرف ية متما سكة ،ك ما يف ضل أن ي ستخدم ف يه ما يد عى بالنها ية الدائر ية "
،"Circle Kickersبعن العودة إل الستهلل للحصول على فكرة يتم إناء الب با ،وفق دائرة كاملة.
1
مقدمة الخبر :النقطة الركزية
أو أي نقطة مورية تستحق النطلق منها
5
النتقال من
معنى الفكرة
السابقة
8
2
فقرة أولى خاتمة الخبر:
مستمدة من مستمدة من الفقرة السابقة فقرة مستمدة من
أو من الستهلل النتقال من
الكلمة أو الفكرة كلمة أو فكرة محورية
المحورية للمقدمة •الصققيغ الشكليققة لكتابققة النصققوص الخباريققة ف6ققي
7معنى الفكرة
السابقة للفقرة السابقة
4
النتقال من
معنى الفكرة
نشرات الخبار:
السابقةالنصـوص تقدم فـ أخبار
وبعـد هذا العرض لهـم القوالب الصـحفية لبـد مـن مراعاة أن
فقرة مستمدة من
3 كلمة أو فكرة محورية التليفزيون من خلل الصيغ الكلية التالية:
للفقرة السابقة
50 أساسيات التحرير الصحفي
يو جد أر بع صيغ أ ساسية ف كتا بة الن صوص التليفزيون ية ،من أه ها صيغة العمود الوا حد ال ت
ت ستخدم ف كث ي من الحيان مع ن صوص الخبار التليفزيون ية ،و صيغة العمود ين الك ثر انتشارا ف هذه
النوع ية من الن صوص؛ إذ يكون ال نص الاص بالادة الرئ ية على الي سار ،وال نص الاص بالادة ال سموعة
على اليمي- ،وينعكس الوضع ف اللغة العربية ،-حيث يوضع النص "بقالبه الختار" ف الانب اليسر من
الصفحة ،وعلى يينه يكتب الحرر ملحظاته ،وبعد ذلك يرسل الب إل آلة ""Teleprompter
الت تعله جاهزا لقراءة الذيع من على شاشسة الفيديسو –وإن كانت كثيا من التلفزات العربية ل تزال
تقدم للمذيع نص النشرات مطبوعة ،بينما يزود مذيعو الخبار ف القنوات الجنبية الكبى بكمبيوتر مزود
بعداد يول عدد الكلمات إل مدى زمن يستطيع الذيع العتيادي قولا ضمن الزمن الحدد ،-ف الوقت
الذي يقسف الفنيون على اسستعداد لتنسسيق شرائط الراسسلي والصسورة التحركسة مسع مقدمات الذيعيس
ونصوص الخبار ،ويقوم بعض الباء بوضع ملحظات الفنيي على جانب الصفحة الين ،وملحظات
غرفة السيطرة وفيديو الواء على الانب اليسر ،مع تلقيهم تعليمات دخول وخروج الشريط الرافق عب
التصال الداخلي ،وهذا الشكل يكون وفقا لا يلي:
الصورة الصوت
توقيت البث (أوضاع توقيت المحرر) الجاهزية التاريخ :ي/ش /س اسم المذيع اسم المحرر
ملحظات المحرر V/S الذيع :نص الب الذي ت صياغته وفق القالب الختار،
ملحظات
وبا يتفق وتطابق الشريط الرئي دون تكرار لعن -لقطة مقربة جدا للمذيع
لقطة ،جرافيك
السبوت)
فيديو الوابيانات الصور ،أو ما يدعى بانتقام السموع من الرئي( .نوع الشريط ورقمه وزمنه) (أو
صوت القرر( :أو التقرير خارجي موجود مع الشريط) -الشريط الصور ،الرافق للخب بشكل تراعي
لقطاته مضمون المل الت ينطق با الذيع .. (فاصل)
تعد الورفولوجيا "علم الصرف" ،جز ًء من النحو ،وهو يتناول الصور اللفظية ،فالوحدات الصرفية "الورفيم" هي أصغر
وحدة حاملة للمعن ف النظام اللغوي.
52 أساسيات التحرير الصحفي
ف أن انفاض مقروئية الخبار يعود لستخدام الكلمات الطويلة ،وليس بسبب استخدام المل الطويلة،
وهو ما أشارت إليه دراسات اتاد الصحفيي الدول من أن الؤشر الساسي لستخدام المل الواضحة،
هو أولً عدد القاطع الوجودة ف الكلمات ،وثانيا ارتباط هذه الكلمات بالالة النسانية ،وبناء على ذلك
طور " فانج" نفسه هذا السلوب وفق العادلة التالية:
سهولة الملة = عدد مقاطع الكلمات ف الملة -عدد الكلمات ف الملة.
بيث ل تزيد النتيجة عن 20كلمة ،وأل فإن الملة صعبة توي كلمات طويلة مردة ،بدورها
وزعت وكالة "اليونايتد برس" على مراسليها معدل طول الملة للكلمات كما يلي" :جلة سهلة جدا8 ،
كلمات فأقل ،سهلة 11كلمة ،سهلة إل حد ما 14كلمة ،متوسطة 17كلمة ،صعبة إل حد ما 21
كل مة ،صعبة 25كل مة ،صعبة جدا 29كل مة فأك ثر" ،وعموما التل قي العادي ل ي د صعوبة مع جلة
عدد كلماتا 17كلمة ،ليتم بذلك تبسيط أسلوبا ليلئم متلقي عمره 11.7عاما ،بدل السلوب السابق
الذي يتناسب مع متلقي عمره 16.7عاما ،ومن جهته "روددولف فليك" من جامعة نيويورك و"روبرت
غان نغ" مد ير دائرة إنقرائ ية التقار ير الخبار ية ف م طة "كولومبوس أوها يو" قد ما و صفة سهلة لل صيغ
التحرير ية قوام ها أن الكل مة ال ت يبلغ عدد مقاطع ها ،1.5والملة ال ت يبلغ متو سط عدد كلمات ا 19
كلمة هي الطول النموذجي لصياغة الملة الخبارية ،ولعل متوسط طول كلمات الملة البية الذي يبلغ
20كل مة ف ملة "التا ي" و من 18-16كل مة ف ملة "الختار المريك ية" هو سبب ناح أ سلوبما
التحريري الذي أدى إل انتشاره ا الوا سع ،وبناء على هذه التو صيات قا مت وكالة أنباء ال سوشيتدبرس
بتوصية مراسليها بأن ل تزيد كلمات جلهم عن " "25كلمة ،ويفضل أن تكتب ف 19كلمة أو أقل،
وعليه ت تفيض متوسط طول جلها من 27إل 23كلمة ،ومعدل طول الكلمة الستخدمة ف القدمة
من 1.74مقطع ،إل 1.55مقطع ،مقابل توجيه وكالة "انترناشيونال نيوز" لحرريها كتابة استهللت
الخبار ف ثل ثة أ سطر وأ قل ،فر جل الشارع ي ستطيع أن يدرك القائق ف مع ظم ال ستهللت الب ية
ملخصة ف عشرين كلمة.
و ف وجهة ن ظر متلفة ترى "كارول ريتش" أنه رغم أهية الترك يز على أن ي قل طول الملة ف
الب عن 25كلمة ،إل أن الهم من ذلك هو اليقاع ما بي المل ،بعن إتباع المل الطويلة بأخرى
ق صية ،فإذا اض طر الحرر ل ستخدام جلة طويلة معقدة ومرك بة ،في جب أن يتبع ها بملة ق صية ب سيطة
ومؤثرة ،فالتنوع واليقاع والتوازن مفتاح ال صياغة اليدة القابلة للدراك ،في صبح كتل قي جلة مؤل فة من
ثا ن كلمات ،لذا يقول "ثيورد بينشتا ين" صاحب فكرة (القوة الداف عة لفكرة واحدة ..جلة واحدة):
53 أساسيات التحرير الصحفي
"ف النهاية ليس الهم الطول ،بل الوضوح" ،وعموما كلما زاد طول جل القصة زاد أهية أسلوب تنظيمها
وترتيبها.
وهنا يب مراعاة أن خصائص كل لغة وبنائها التركيب والدلل الاص تفرض نفسها على طول
الملة ،فمثلً غالبا ما تكون جلة الل غة العرب ية أطول من الل غة النليز ية ،وعموما فإن ال مل عادة ما
تكون ف مت الب حيث التفاصيل أطول من القدمة ،لكن ف أحيانا كثية يدفع تلخيص القدمة ،والرغبة
ف اخت صارها وتضمين ها أ كب قدر من العلومات إل زيادة متو سط طول الملة بداخل ها ،مع ملح ظة
ارتفاع طول ال مل ف الخبار القائ مة على سرد التصريات وال سياسية عن الخبار الن سانية والكوراث
والرائم والرياضة.
وبالعودة إل الدراسات اللغوية وعلقتها بالدراك البشري ل يكن متوقعا أن يؤثر طول الملة بد
ذا ته على الف هم وال ستدعاء ،ف قد تو صلت النتائج إل أن المهور ي ستوعب ال نص ول يس جله التكون
من ها ،ل كن هذا ل يع ن تا هل الدور الذي تؤد يه طري قة عرض هذه ال مل وأ سلوبا ف النعكاس الكلي
على فهسم النسص برمتسه ،ومسع ذلك اقترح الباحثون أن الملة ككسل تفرض ثقلً ملحوظا على الخزون
الفكري؛ إذ أث بت "مار تن )Marten" (1967 ،ف إحدى تار به التعل قة بذا التغ ي أن طول الملة
متغ ي ذو تأث ي أ ساسي على ا ستدعاء الفحو صي لضمون ال مل ،ك ما تبي أن ال مل الطويلة ت صعّب
التل قي ،ب سبب احتمال ية ترم يز الملة كوحدة تز ين ،بدل من ترم يز الكلمات أو الع ن ،فتقوم الذاكرة
قصية الدى بالحتفاظ بكل كلمات الملة حت يكن استخلص متواها والحتفاظ به ف الذاكرة طويلة
الدى ،ونظرا لل سعة الحدودة للذاكرة ق صية الدى ف قد يف قد ويض يع مع ن ال مل الطويلة ق بل و صولا
للذاكرة طويلة الدى ،ولعل هذا ما استند إليه "ألسيو وجولدستي "Alsio & Goldstein ،ليستنتج أن
مهمات الذاكرة العاملة مسع النسص الطويسل فيمسا يزيسد عسن 32كلمسة تتاج لتقويس إنتاجيسة النسص ،أو
مدخلت هذا النص ،وعليه يرى "ممد السيد" أن المل القصية أدعى إل متابعة الذهن بيسر وراحة،
دون أن تسسبب له الرهاق فس حالة اهتمامسه ،كون النماك فس السستماع للجمسل الطويلة يؤثسر على
عمليات استيعاب مضمونا ،وهذا بدوره يؤثر ف القدرة على استرجاعها ،وهو ما أشارت إليه الدراسات
اللغو ية متداخلة الهتمام مع علم الن فس العر ف من أن ال نص الؤلف من منطوقات صغية يتاح له تزينا
نشطا ق صي الدى ف ذاكرة ال ستقبل ،فالطاب ف هيئة ج ل ق صية متلح قة و سريعة ي قق ال سم ف
الحداث.
تع كس الل غة م ستوى الهتمام ب صياغة الخبار ،وير جع التعق يد ف م ستوى ال صياغة إل تشا بك
الوسائل الستخدمة فيها ،فالبساطة ف اللغة الخبارية الصحفية عموما والسموعة خصوصا تعن إشراقة
اللفظ ،ووضوح الفكرة ،وانسياب العن دون لف أو دوران ،ولذا تقترح نظريات الستيعاب البشري أن
لغسة أخبار التليفزيون –على وجسه التحديسد -تتطلب الهتمام بسستويات تلك اللغسة؛ إذ يرى "ماكلور
وباتي سور "McClure & Patterson ،أن من أ هم معاي ي إنتاج هذه الخبار أن ي تم ترير ها من
خلل نص غي معقد ،إذ أن تقدي الب عب مستوى تعقيد لغوي معي يهدف إل الوصول لصياغة يكنها
التفاعل والتكامل مع التلقي.
ويع ن العرب باللو من التعق يد كشرط من شروط ف صاحة الن صوص الرك بة عدم انغلق الع ن
ب يث يصعب على التل قي الو صول إل يه ،و من هذا الع ن ينب غي أن نفرق بي الغموض وم ستوى التعق يد،
فكثي من علماء اللغة العرب مزجوا بي العنيي ،فالغموض هو ما يؤدي إل عدم فهم الرسالة ،أو صعوبة
و صولا ك ما خ طط ل ا الر سل ،ف ح ي أن م ستوى التعق يد اللغوي يتطلب معال ة ذهن ية أعلى من ق بل
ال ستقبل ل فك رموز الر سالة ،وا ستقبال معاني ها مترزا عن ال طأ ،وبالتال ي صبح التعق يد بع ن الغموض
ل ف صعوبة التقاط الع ن الراد نتي جة للغموض من ج هة الل فظ ب سبب تقد ي أو تأخ ي أو ف صل، متمث ً
ويسمى تعقيدا لفظيا ،أما من جهة العن ينتج عن استعمال أسلوب غامض ل يفهم القصود به ،ويسمى
تعقيدا معنويا.
وقد تعددت مستويات تديد درجة تعقيد الرسالة العلمية ،فكان التركيز ف البداية على سهولة
أو صعوبة الكلمات ف إدراك التلقي ،ث أضيف لا لحقا ما ل يقل عن 82عنصرا يسهم ف تديد ذلك
الستوى ،وعليه اقترح "توماس هاوسيل )Thomas. J. Housel" )1984 ،أن أبرز الحددات
ال ت ي كن أن يظ هر من خلل ا م ستوى التعق يد اللغوي ف ال ب عموما ،وال ب التليفزيو ن والذا عي
خصوصا ،هي:
أولً :استخدام البن للمجهول ف الستوى المعقد مقابل البن للمعلوم ف الستوى البسط.
ثانيا :استخدام الروابط والنتقالت والشارات الرجعية للساء :بعن الستعاضة عن الساء
والماكن بالضمائر ف الستوى العقد ،ما يعل القلل من الضمائر تبسيطا للخبار ،وخاصة ف السموع
ال ت ي صعب الرجوع إل ما يعود الضم ي عل يه ،مع ملح ظة التأث ي ال سلب لضم ي الغائب على الف هم
والسسترجاع ،إضافسة لرتباط الضمائر باس تشيس إليسه مباشرة ،وارتباطهسا دون وجود فاصسل بيس الرابسط
والربوط ،أي وجود الحالت وال سنادات القري بة ف ال ستوى الب سط مقا بل البعيدة ف ال ستوى الع قد
بغسض النظسر عسن طول الملة ،ويتفسق هذا مسع ملحظات "ريتسش" التس تشيس إل ضرورة تقارب الفعسل
55 أساسيات التحرير الصحفي
والفا عل ف ال مل الب سيطة منعا لللتباس ،وي كن ت طبيق هذه القاعدة ف الل غة العرب ية على البتدأ و خبه،
وفعل الشرط وجوابه..
ثالثا :تداخـل ماور تكرار الشارات الرجعيـة الاديـة :وتكرار الكلمات الرئيسسية ،واسستخدام
الساء و ما يعود عليها ف الستوى البسط ،مقا بل عدم التكرار وإغفال ال ساء والعتماد على الشارات
الرجعية والرتباطات الدللية ف الستوى العقد.
رابعا :عدم اسـتخدام معلومات ل ترتبـط بالوضوع :لجرد أن لاس صسدى فس الشريسط الرئي
الرا فق ،وتد عى هذه العبارات بال مل الفائ ضة عن الا جة ،كلون ثياب شخ صيات الدث إل ف حال
دللتها فيه.
خامسا :استخدام الفردات والكلمات السية ف الستوى البسط مقابل استخدام الجردة ف
ال ستوى الع قد ،كال سرقة مقا بل الل صوصية ،و من يع يش مقا بل من يق يم ،إضا فة إل ا ستخدام الفعال
الشائعة كلما أمكن ،ويعد استخدام الألوف من الكلم والحوال ،سواء بالنسبة لللفاظ ،أو حت بالنسبة
للتراكيب الألوفة من المور الت ركز عليها النظرون منذ بداية البحث ف مقومات التحرير الخباري.
ومنذ البداية ت التأكيد على السلوب البسط ف عموم أخبار ،لدرجة أن "موري جرين" وصف
السلوب العقد بأنه جرائم ضد الوضوح ف أخبار التليفزيون ،كالشرط غي السليم ،والطناب واستخدام
صيغة الجهول بد ًل من العلوم ،وصيغ الفعل العقدة ،واللقاب الطولة الثقيلة ،والنثر النمق ،وافتقار الدقة
عند استخدام الكلمات ،والتأكيد الذي ف غي مله ،فالسلوب الذاعي يب أن يقوم على إدراك جدة ف
التسعي من عمرها ذات سع ضعيف ،وطفل ل يتجاوز عمره 14سنة.
بالقا بل ر غم تفض يل ال مل الب سيطة على العقدة ،إل أن ال مل العقدة قد ت ساعد على تلخ يص
ال ب ،واخت صار عدد كلما ته ،إضا فة إل ترت يب الفكار أو الحداث دا خل الملة طبقا لدر جة أهيت ها،
و هو أ حد أهداف التحر ير الخباري النا جح ،فالملة العقدة ال ت يك ثر ا ستخدامها ف القد مة تبدأ بملة
رئي سية ت مل الفكرة أو الدث الحوري ،ويرت بط ب عد ذلك ب ا جلة أخرى م ساعدة ت سهم ف تو صيل
الفكرة ،فإذا ن ظر للمب ن للمجهول بكو نه نطا تريديا للجملة فإ نه ي عد أ صعب ف ال صياغة من الب ن
للمعلوم ،ول كن بالقا بل تبي أيضا أن أي نص ل يشت مل إل على تراك يب الب ن للمجهول من شأ نه أن
يزيل هذه الصعوبة.
إن هذا التناقض بي التاهات التحريرية الت تشي إل أهية البن للمعلوم كونه يركز على القائم
بالف عل فيع طي اليو ية والتأك يد ،مقا بل من ير كز على دور الب ن للمجهول ف ب عض حالت ال صياغة
56 أساسيات التحرير الصحفي
لتركيزه على من وقع عليه الفعل ،انعكس على نتائج الدراسات الاصة بعلقة الدراك ومستوى التعقيد
اللغوي للجمسل والنصسوص ،إذ سسارت هذه النتائج منسذ البدايسة بشكسل متناقسض ،ول تسسم إذا مسا كان
مستوى التعق يد يرتبط طرديا أو عكسيا مع مستوى الفهم والسترجاع ،بع ن أن بعضها أثب تت أفضلية
كلما قل مستوى التعقيد ،والخرى برهنت العكس ف أن زيادة الستيعاب تزيد أو على القل ل تتلف
مع زيادة مستوى التعقيد اللغوي.
فقد أستنتج "سافي وبرتشونوك "Savin & Perchonock ،منذ عام 1965ف
اختبارهم لدى اختزان العقل بعض عرض أناطا متنوعة من المل البنية للمجهول والنفية والستفهامية،
ومموعة مؤتلفة لذه التحويلت أن التذكر كان أقل بعد المل الكثر تعقيدا ،وبينما تيل المل العقدة
ذات التحويلت الكثر لن تكون أطول من المل البسيطة ،ل يكن أن يُكتفى بتوضيح نط النتائج بذا
القياس وحده ،فقسد تكون الملة أقصسر وتشغسل مدى اختزان أكسب ،وبالتال فإن الرد الوحيسد لسستوى
التعق يد ب غض الن ظر عن أي عوا مل أخرى ،بالقا بل اكت شف " سلوبي "Slopin ،ب عد عام وا حد (
)1966ف اختبار استخدم فيه المل البسيطة البنية للمعلوم الت يكن عكس مكان الفاعل والفعول به
فيها مقابل المل البنية للمجهول الت ل يكن عكسها؛ أن المل العقدة ل يتطلب إدراكها واسترجاعها
وقت أطول من المل البنية للمعلوم الكافئة ،حيث قد يعكس استخدام صيغة البنية للمجهول متضمنات
عن اله ية الن سبية للفا عل والفعول به النطقي ي ،ول عل هذا ما ج عل "جون سون ليردJohnson ،
)Larid" )1968يد أن البحوثي ييلون لستخدام واسترجاع المل البنية للمجهول أكثر من
سسواها ،ورباس يرجسع ذلك لاس كان قسد وجده كسل مسن أزجود )Azjod" )1957 ،و"كلرك،
،)Klark" )1965و"جونسون" ( )1967ف أن التصنيفات الاصة بوضعي الفاعل والفعول
أشد ارتباطا وأهية منطقية ف المل البنية للمجهول منها ف المل البنية للمعلوم.
وقد اقترحت "ديفدسن "Davidson ،لكتمال صنعة التلعب بالتراكيب للبلغ الرسالة
أن يكون البن للمعلوم هو البناء الطبيعي الألوف للجمل التقريرية ،وربا يكون استعمال البن للمجهول
ليعطسي وقعا ذي صسفة خاصسة ،كالفكاهسة أو السسخرية أو الحتقار ،لذلك يرى "أولسسون وفليسبD. ،
"Olson & N. Filbyأن البحوثي يفضلون شكل إخراج المل البنية للمعلوم ف مقابل المل
البنية للمجهول.
لكن تبقى صيغة البن للمجهول با تققه من إثارة اهتمام التلقي لغياب الفاعل وجهله به ،ولقلة
ورودها ف الخبار الروتينية ترفع من درجة إعلمية النص وقوته ،خاصة أنا تسهم ف تلخيص الب ،مع
إمكانية تأخي إيراد الفاعل أو التسبب بالدث لت الب ف حالت يرى الحرر فيها أهية ذلك ،كما أنا
57 أساسيات التحرير الصحفي
تن في عدم القدرة على الف هم ف حال الضطرار إل ا ستخدامه عند ما يكون فا عل الدث ي كن ملحظ ته
من السياق ،أو غي مهم أو معروف لرتباط أهية الواقعة بالدث نفسه ،وليس بفاعله ،مثلما يدث ف
أخبار الكوراث وب عض الخبار الن سانية والع سكرية ،ول تع تب هذه الحددات ثاب تة فر غم أ نه غالبا ما
تكون صيغة الب ن للمعلوم أك ثر فعال ية وأقوى تأثيا؛ ل كن ا ستخدام الب ن للمجهول يكون أف ضل حين ما
يكون الفاعل معلوما ،وبعد وروده يفضل أن يتبع بصيغة البن للمجهول ،وبشكل عام تبقى استخدامات
الب ن للمجهول ف الل غة العرب ية ،ومدى الفادة م نه أ قل بكث ي مقار نة بالل غة النليز ية ،ور غم ذلك تب قى
م سألة الب ن للمجهول مقا بل العلوم من أمور ال صياغة ال ت ت تل حيزا للنقاش ل يس ف قط ف ال صياغة
الخبارية ،بل ف كل أنواع الكتابات الخرى ،لكنها تصبح أكثر أهية عندما ترتبط الرسالة بمهور عام،
وذوي مستويات ثقافية اجتماعية متفاوتة.
فكلمات الناس تضيف لون الدراما لقصص الخبار وتعل جهورها ف قلب الدث ،فهي فضلً عن كونا
تساند الستهلل وتوثق معلوماته ،فإنا تكن التلقي من ساع ومشاهدة التحدث ،ما يعلها تضفي على
الب الدراما والقناع ،وتمل سحر جذاب ف حد ذاتا ،وأي متلقي يكن أن يكتشف ذلك حينما يتنقل
من حوار إل الذي يل يه ،ول عل هذا ما د فع " سوزان أي ر "Susan Ager ،أ ستاذة فن الكتا بة لتش به
القتباسات بتوابل الب ،وليس اللحم أو البطاطس ،ما يعل القتباس بثابة النوافذ الزجاجية اللونة للقصة
الخبارية.
وتؤدي طريقة عرض الستشهاد دورا هاما ف تشكيل إطار أو معن الب ،سواء عن طريق عرض
الستشهاد مباشرة ،أم عن طريق تدخل الحرر ف إعادة صياغته وفقا لسلوبه ف بناء الب ،والمر يتجلى
كذلك ف نوعية الستشهاد وبلغة أو عمومية تعابيه ،ما يؤدي إل إدراكه والحتفاظ به بشكل متلف،
نتيجة نوعية العان ومستواها الت تقدم للمتلقي ،إضافة ليوية متواها ،والستمالت العاطفية والعقلية الت
تعتمد عليها ف الوقت نفسه ،ولذا يرى "فان بوسكيك "Van Buskick ،أن السنادات والشواهد
ي ب أن تل قى اهتماما بارزا ع ند صياغة ال ب ل ا تناله من م ستوى ارتاع أف صل ،و هو ما يؤ كد عل يه
"إيهرن سبغر "Ehrensberger ،ف أن صياغة ال سنادات بطري قة كقول ال صدر "إل يك هذا ،"..تؤدي
إل زيادة تأثي ها على التلقي ،لكن مع ملح ظة أن استخدام كثيا من التعابي التأكيدية يكن أن تكون
ذات مفعول عك سي ،وفقدان تييز ها ،و هو كال ستخدام الا طئ ال ت يؤدي لبوز جوا نب غ ي مرغوب
التركيز عليها.
وتد عى ظاهرة تضم ي ال سياق اللغوي ن صا من نوع آ خر ف الل غة العرب ية بظاهرة التناص ،أي
الستفادة من نوع أدب ضمن نوع أدب آخر ،وتطبيقها ف التحرير العلمي الستفادة من نوع تريري
(القابلة أو اللقاء أو جزء من حديث أو مؤتر) ف نوع تريري آخر هو الب ،وبالتال فإن طريقة العرض
عب متتاليات القول ومموعة العناصر السياقية يكن أن تؤثر ف "موضع التناص أو القتباس" ،كما توضح
سلوك القائل وتؤدي إل تؤيله و فق اتاه ما ،وبش كل عام ينق سم أ سلوب عرض ال سناد ف الخبار إل
نوعي يكنان الحرر من تقدي معلوماته دون الخلل بوهر الدث ،ها:
بأن تلك الكلمات هي التعاب ي الرف ية للمتحدث دون تغي ي ،لذا تؤ كد ال صحافة المريك ية على ح صر
ال نص القت بس ب ي حا صرتي “ ،”.. ..ف ح ي تقت صر ف بريطان يا على حا صرة واحدة ' ،'.. ..وإن
اشتمل النص على نص آخر يوضع بإشارات مغايرة ،أما ف اللغة اللانية فتؤدي ما يسمى بصيغة الحتمال
للكلم غي الباشر "وظيفة تنصيص ميزة" ،ويفهم تت الكلم الباشر مقابل الكلم غي الباشر "Oratio
:"Obliqua VS Oratio Rectaإعادة أقوال الخرين ،ويدعى الكلم غي الباشر "كلما تابعا" ف
صورة اقتباس ،ف حي يعمد ف الصحافة الرئية والسموعة ف حال عدم تدث الصدر بصوته الي ،إل
تغيي الذيع لنبة صوته ،ليضاح الختلف بي صوت الب ،وصوت اقتباس الب.
ويتم التأكيد ف أغلب الوصايا الخبارية على تفضيل القتباس الباشر لنه يبقي الحرر يكتب على
طبيعته ،إضافة لن ذلك سيكون من أجل السلوب التميز والتوكيد ،أو ما يدعى بالسلوب الخلقي،
الذي يعل الصرح على احتكاك مباشر مع التلقي ،دون الاجة إل إسناد معلوماته ،فالقتباسات الباشرة
ح سب "رودلف فل يش "Rudolph Flesch ،عبارة عن ومضات لون ية حيو ية وشي قة ودراماتيك ية،
تسساعد على تذكسر النقاط الرئيسسية فس القصسص ،وتعلهسا تنبسض بالياة ،ولذا يرى "رالف وآخرون،
"Ralph & Othersأن القتبا سات الباشرة تش خص الق صة ،وتعل ها قي مة بالراء غ ي العاد ية ال ت
تقدم ها ،وتعزز القدرة على تلقيها ،وتعل ها حقي قة وموث قة تاما ،ل كن بالر غم من كل ذلك ي ب أن ل
تقحم القصص الخبارية براء ل قيمة له ،أو ما يتم التعارف على تسميته "بالقوال الرساء".
ل يفضل مع الشخصية ذات القام الرفيع ،الت تلل كلماتا بدقة ،بثا عن ظلل العان ما وراء السطور.
ويرى "داف يد وزملؤه "David & et-al ،إن إعادة صياغة القتباس وتقدي ه بش كل مبا شر
يكون صحيحا ف حال قيا مه بأ حد الهام التعل قة بت صحيح القوا عد النحو ية النا سبة ،وحذف الكلمات
الكررة ،وجعسل كلمات القتبسس منسه قابلة للفهسم ،والعمسل على التكثيسف باس يعطسي الحاجسة لب قول
السناد ،ولذا يعتقد البعض أن الروب من القتباس غي الباشر نو تقدي السناد كما هو يعد نوع من
الكسل ،وتبقى الفضلية للتنويع ف العرض ،من حيث مقابل كل اقتباس مباشر واحد يتم تقدي اقتباسي
غي مباشرين.
من ه نا ي ظى ال سناد غ ي البا شر ف الخبار ر غم أ نه أك ثر تنا سبا مع طبي عة الكتا بة الخبار ية
القائمة على الياز والختصار بإشكالية مفادها التغيي ف مضمون القتباس ،فكثيا ما تدخلت الحاكم
العليا ف الوليات التحدة المريكية للفصل ف هكذا إشكاليات ،ومنها قضية "جانيت مالكولJanet ،
،"Malcolmال ت أعادت ترت يب واخت صار ب عض القتبا سات ،على اعتبار أن ا تت بع مار سة صحفية
شائعة ،تقوم على توضيح عبارات القتبس منه ،وعليه قضت الحكمة ف عام 1991أن تغيي النص من
أ جل الن حو ،وترك يب الملة ل يعد سببا للتشه ي ما ل ت كن التغييات قد بدلت الع ن ،وجعلت العبارة
كاذبسة ،وبالتال ل يتسم إضافسة نوع جديسد للتشهيس خاص بالنصسوص القتبسسة ،وعلى هذا السساس تعسد
التصويبات النحوية الطفيفة ل ضي منها ،طالا بقيت النصوص تعكس بدقة ما قاله الصدر ،وخاصة إذا
كان كلم الصدر مليئا بالخطاء النحوية ،أو غي واضح العال.
ولقسد انعك ست أ سلوب روا ية القتباس ف الخبار على أ سلوب كتا بة مقدمات هذه الخبار،
ح يث ي كن أن يعت مد ال سناد البا شر على القد مة القتبا سية ال ت تقوم على تقد ي العلومات الول ية على
ل سان م صدرها ،عب ال ستفادة من أ هم أو أبرز ت صريات شخ صية الدث وإ سناده ،ف ح ي ي كن
ا ستخدام القد مة الج سدة مع ال سناد غ ي البا شر كون ا ت صف خ صائص القتباس بد ًل من تقدي ه أو
تلخي صه ،وتلل تأث ي القتباس وال صداء الثارة حوله ،خا صة إذا كان هذا التأث ي أ هم من نص القتباس
نفسه.
وعموما نرى أن ما يؤثر على ناح أو فشل القصة الخبارية من الفترض أن يكون طبيعة القتباس
الستشهد به ،وليس شكله إن كان مباشرا أو غي مباشر ،ولذا يرى "ريفرز "Revers ،إن كل النوعي
من القتباسات الباشرة وغي الباشرة حيوي للجمهور وللمحررين معا ،مع ضرورة الفادة من خصوصية
التليفزيون لن قل القتباس ب صوت و صورة ال سند إل يه ،م ا يع طي حيو ية وم صداقية ،فك ما تو فر الخبار
التليفزيونية إمكانية كتابة اسم صاحب السناد على الشاشة وصورته ،مثل إتاحتها كتابة اسم الكان ،وربا
لظة وقوع الدث ،تتسع طريقة عرض التصاريح ف أخبار التليفزيون عنها ف الخبار الصحفية لتشمل:
61 أساسيات التحرير الصحفي
•إسسناد مباشسر بصسوت الصسرح عسب إمكانيسة السستفادة مسن الصسوت الطسبيعي فس أخبار
التليفزيون ،ما يعل الب أكثر حيوية ،ويتضمن متعة وإثارة أكب للهتمام ،دون التأثي على
نص الب.
•إسناد مباشر لكن يتم تقديه بصوت الذيع.
•إسناد مباشر لكن يقدم بصوت آخر غي صوت الصرح أو الذيع "صوت القرر الداخلي".
•السناد غي الباشر الذي يقدم ف صلب النص بصوت الذيع "مثل الخبار الصحفية".
ومن أمثلة توظيف شكل القتباس ف التليفزيون ما بي الباشر وغي الباشر ف الصياغة ،ما تناولته
م طة " "LBCف عي نة الدرا سة ال ستطلعية حول قداس جون كنيدي ال بن الذي تط مت طائر ته ف
الحيط:
صوت الذيع " :من البحر نأت وإليه نعود ،كلم وغيه عن البحار والحيطات قاله جون كنيدي البن الذي
نثر رماد جثته أمس ف البحر قرب مكان سقوط طائرته فيه ،واليوم أقيم له قداس جنائزي حضره
( ..اقتباس غي مباشر)
صوت جون :ف القي قة ل أدري ما الذي يعل نا متعلق ي جدا بالب حر ،أعت قد أن ال مر بالضا فة إل أن الب حر
يتغي ،والضوء يتغي ،والسفن تتغي ،أعتقد أن السبب يعود إل أننا نأت من البحر ،وهذه حقيقة
بيولوج ية مثية للهتمام ،جيع نا نتوي ف دم نا على ن سبة اللح ذا ته ال ت ف الح يط( ...اقتباس
مباشر بصوت صاحب السناد).
وهذا التنوع ف ن قل اقتباس التحدث "بش كل حر ف ل كن ل يس على ل سانه" ف ال ب الرئي يت يح
الحاف ظة على "الوضوع ية الظاهرة" ،ل كن من العروف أن الله جة والطري قة الا صة ت يز ال ستعمل وت شي
بانتمائه لماعة خاصة ،وإعادة نقلها أو (إنتاجها) يعن قصد إبراز هذا النتماء ،ما يفسح الجال لمكانية
ماكاة كلمات الخرين بطريقة أخرى ،عب إعادتا حرفيا لكن من خلل استخدام نبة مغايرة ،وقسمات
وجه متلفة ،وهذا ما يدعى التدخل ف كلمات القتبس منه بطرق متلفة ،دون تغيي كلماته ذاتا ،ومع
الحافظة على الطاب الباشر ،وعموما يكن تسجيل بعض اللحظات الامة ف ترير القتباسات وفقا لا
يلي:
-عدم ا ستخدام القتبا سات الباشرة عادة ف مقد مة الخبار التليفزيون ية ،ح يث ي كن أن
تظ هر ف أي مكان آ خر بالنشرة ،م ا ي عل من القتبا سات الباشرة أك ثر شيوعا ف
العلم الطبوع.
-إن القتباس الباشسر الول يلزم إسسناد مباشسر ،أمسا القتباس الثانس فيمكسن اسستخدام
الحالت ف ال صحف ،أك ما ف التليفزيون في جب الذر ع ند ا ستخدام الضمائر لن
ضمي " "Itكما يدعوه "فانج "Fang ،خادع للجمهور.
62 أساسيات التحرير الصحفي
-إذا كا نت القتبا سات تع يد ما ذكره الحرر ف من الف ضل ا ستعمال إعادة ال صياغة أو
حذف النصوص القتبسة كليا ،وهذا ينطبق على القتباسات غي الواضحة ،وبالتال يتم
ل وغ ي مف يد ،أو تكون العلومات حقائق معرو فة ل ت نب كلم ال صدر ح ي يكون م ً
جدال فيها ،أو عند كونا غي مرتبطة بالفكرة الركزية مباشرة ،ول تعزز النقاط الواردة
ف مت الب.
-يو ضع ال سناد ف الملة الول لل نص القت بس ،خا صة ف غ ي البا شر؛ إذ ي ب أن ل
ينت ظر التل قي ل خر القول ليعرف التحدث ،وي عد ال سناد و سط القتباس مقبول شرط
أن ل يعرقل الفهم.
-جودة اسستخدام العبارات النتقاليسة مسن القتباس إذا كان طويلً ،أو اقتضست الضرورة
للتوضيح.
-اسستخدام القتباسسات الزئيسة مقبو ًل عندمسا يكون النسص متداخلً ،دون جعسل البس
متقطعا ،مع مراعاة عدم وجود ما يكن أن يغي العن بي القتباسات الجتزأة ،وتنويع
أفعال الستمرارية :وأضاف ،وتابع ،خاصة ف إسناد الوجز الذي يكون عبارة عن جلة
متصرة يتبعه عبارة شارحة.
-يف ضل ف الخبار الادة بدا ية القتباس بكل مة "قال" ،وبالر غم من وجود العد يد من
الرادفات لذه الكل مة م ثل" ،أو ضح ،وب ي ،وك شف ،و صرح ،وأ كد ،ون فى ،وز عم،
وأفاد ،وأعلن ،".. ..إل أن ا جيعا ت عل الل قي يتو قف لتأط ي القتباس ا ستنادا إل بنائه
العرفس ،فس حيس أن كلمسة "قال" تعسل تؤيسل المهور يعود لضمون القتباس نقسسه،
وليس لطريقة تقديه ،لذلك ل يعتب النظرون أن ثة خشية من تكرار كلمة "قال" مهما
تعدد استخدامها ف الب الواحد.
-ي ستخدم الف عل الا ضي للقول "قال" إذا ن طق أحد هم بش يء مرة واحدة ،ف ح ي إذا
تكرر القول يستخدم مضارعه "يقول" ،ويفضل استخدام نفس الزمن ف الب الواحد
مهما تعددت طبيعته.
-يكسن فس الصسحافة إضافسة بعسض العبارات للقتباس بدف نقسل الشاعسر ،مثسل" :قال
ضاحكا" ،بدل ا ستخدام ف عل الض حك "ض حك" أو "قه قه" كبد يل لف عل القول ،في ما
تقوم الصورة ف التليفزيون بذا.
-القتصاد ف استخدام الذف ،والذر فيه مع القتباسات الطويلة ،كالطب والحاديث
وقرارات الحاكسم ،كسي ل يؤثسر على ممسل الضمون النقول ،والحررون المريكيون
63 أساسيات التحرير الصحفي
يضعون ثلثسة نقاط للشارة إل الذف فس وسسط الملة ،وأربعسة فس نايتهسا (واحدة
إضافية تشي إل نايتها).
وأخياُ ل بد من الشارة إل أن طبيعة السنادات (الدلة والشواهد) تقسم بدورها ضمن الب إل
نوعي رئيسي ،ها :التأكيدات الستشهادية لصادر الب "،"Testimonial Assertions
والعلومات القائق ية والواقع ية ،ال ت تتض من هي الخرى كل من الدلة الح صائية لتو صيف الحداث
وأقوال شخصيات الب والماكن إحصائيا ،إضافة إل أدلة تقريرية عن الحداث ،والت تتضمن كل ما
يرت بط بآراء أبدت ا م صادر ال ب ،والمثلة ،والعلومات التوثيق ية والتاري ية ،والق صص الانب ية الف سرة،
وغيها من الدلة.
تعديلهسا أو رفضهسا ،والشارة إل العلومسة أو التميسز أو الويسة للنسص ،والتوازن الناسسب بيس التكرار
والختلف ف البن ية ال سطحية على ح سب ما تتطل به اعتبارات العلم ية ،وبذا يرج ا ستعمال "جرا ند"
لفكرة التماسسك على أناس مرد وسسائل مسن نوع الضمار ،والذف والبدال ،لتشمسل وسسائلها :إعادة
الل فظ ،أو التكرار الفعلي للعبارات ،والتعر يف ،واتاد الر جع ،والضمار ب عد ذ كر ،أي نوع من الحالة
الت يأت فيها الضمي بعد مرجعه ف النص السطحي ،والضمار قبل ذكر ،أي نوع من الحالة يأت فيها
الضمي قبل مرجعه ف النص السطحي ،والضمار لرجع متصيد ،أي جعل الضمي يدل على أمر ما غي
مذكور ف النص مطلقا ،والذف لكل العبارات الت يكن لحتواها الفهومي أن يقوم ف النص ،والربط،
عب و سائل متعددة كال مع وال ستبدال وال سببية ،والتخي ي وال ستدراك والتبع ية والزمان والكان ،وهذه
تؤلف الترابطات الدللية والتداولية الفهومية إضافة إل الترابط الرصفي بي عناصر النص السطحي ،من
الناحية النحوية.
وف خب وسائل العلم فيعتب "كورتيس ماكدوغال" التماسك النصي من الطرق التبعة لتحقيق
الوحدة ال سلوبية لل خب ،ف الو قت الذي تتعدد ف يه وتتا بع فقرا ته ،وذلك عب ا ستخدام كلمات وأدوات
الوصل ،فيما يطلق عليها "ميلفن مينتشر" بأنا النتقالت القائمة على فن الوصل بي المل والفقرات ف
الق صة الخبار ية ،والطينة الت تربط وت شد أجزاء القصة إل بعض ها ،وتعلها كتلة واحدة ،ما يعل هذه
القصة ت سي بلطف من البداية وحت النهاية ،وتعل الكاتب يسيطر على السلوب الذي ينتقل به بيسر
ونعومة من جلة إل جلة ،ما يدفعه للتفكي ف عناقيد أصغر من المل ،عكس الحرر غي السيطر الذي
ي يل لك تل الكلمات الضخ مة ،وبالتال تؤ كد النتقالت وتشدد على الترت يب النط قي للق صة الخبار ية،
ولكنها ل تستطيع أن تلق التحاما أو التصاقا حيث ل يوجد أي التحام أو التصاق.
ومسن أدوات هذا التماسسك القائم بيس القسسام الرئيسسية فس البس والوحدات الصسغر منهسا:
"الضمائر للشارة إل الساء الواردة ف الملة أو الفقرة السابقة" ،و"الكلمات والفكار الامة الواردة من
قبل" ،إضافة إل "التعابي النتقالية الت تقوم مقام الوصل" ،ومن هذه الكلمات :كلمات الضافة" :أيضا،
أخيا ،ثانية ،بالضافة إل ذلك ،وأكثر من ذلك" ،والتضادات" :ولكن ،مهما يكن ،رغم ذلك ،بدل من
ذلك ،من ناحية أخرى" ،والقارنات" :بالثل ،بشكل مشابه" ،وكلمات الزمان والكان" :ماور لس ،ما
وراء ذلك ،قرب ،مواجه ،وبعد ذلك ،و ف الو قت الحدد ،وفي ما بعد ،و ف الو قت ذا ته ،ولحقا" ،ل كن
يب أن ل تنقل أدوات الربط والتماسك من الخبار الصحفية للخبار التليفزيونية بشكل يثر العصاب،
لن ذلك يع ن أن الحرر ف شل ف إياد ر بط طبيعي ومنط قي ب ي وقائع الدث الوا حد ،أو ف ت سلسل
عرض الحداث الختلفسة على مدى النشرة ،فهذا يطغسي صسبغة رسسية عليهسا ،ويبتعسد باس عسن ال سلوب
الروائي النشود خا صة أن طبي عة الخبار التليفزيون ية سيفرض ق صر الملة النطو قة في ها قلة أدوات الر بط
(التماسك الاص بالسبك) ،وزيادة الترابط العنوي (التماسك الاص بالبك).
65 أساسيات التحرير الصحفي
وترى "كارول ريتش" أن أفضل الروابط النصية والنتقالت ف الب العلمي هي الل انتقالت،
إذ يفترض بالنتقال التحرك برشاقة من فقرة إل الت تليها ،وحينما يكون الب منظما بشكل جيد سوف
ين ساب الحرر طبيعيا من فقرة لخرى ،لن معلومات كل فقرة ستثي سؤالً يتاج إل جواب ف الفقرة
التال ية ،وعل يه ي كن تد يد ب عض ال ساليب لتمه يد الطر يق للتن قل ب ي الفقرات ،ور بط ال نص ف وحدة
متماسكة:
-ا ستخدام أ سلوب ال سبب والنتي جة ،فح ي تقدم فكرة ال سبب ف الفقرة الول يتو جب
الجابة عليه بالنتيجة ف الفقرة التالية.
-لتقدي إسناد أو اقتباس جديد يستخدم نصا لذا التحدث يربط الب بوحدة متكاملة.
-يكن لتضمي خلفية معلوماتية استخدام عبارات رابطة من قبيل" :سابقا"" ،ف الاضي" ،أو
استخدام عناصر زمنية مثل" :منذ شهرين" ،أو عبارات "كجدير ذكره ،وجدير بالذكر."..
-يكسن اسستخدام عبارات انتقاليسة -خاصسة فس الخبار التس تتعلق باجتماعات -مثسل" :فس
موضوع آخر ،ف قضية أخرى ،موضوع أخر جرى مناقشته."..
-ي كن إعادة كل مة رئي سية أو عبارة من فقرة إل ال ت تلي ها ،ك ما هو الال ف أ سلوب
"الدرز".
إن النص يتألف عادة من عدة جل متراصة يمعها أو ل يمعها رابط شكلي مدد ،وعندئذ يب
الن ظر إل الطار الدلل والتداول الذي ي كم هذه ال مل التجاورة والتباعدة ويتح كم ب ا ،لي تبي ال يط
الذي ي ضم حبات هذا الع قد في ما بين ها ،وهذا يرت بط بأدوات التما سك ال سطحية عب الدوات النحو ية
والعجميسة إضافسة للدوات التماسسك الدلليسة والتداوليسة والسسياق الحيسط بالنسص ،وبقدرة التلقسي على
اكتشاف تواصسلها الدلل والتداول ،فمثلً تسبز الدوات الدلليسة والتداوليسة إل جانسب الربسط التركيسب
السطحي ،ف الب البسيط التال " :ف مناصرة واضحة التقى الرئيس المريكي "جورج بوش" أعضاء
الكتب اليهودي ف "تل أبيب" ،البالغ عددهم 212عضوا"؛ إذ يتضح من هذا الب البسيط ،ربط
(البالغ عدد هم) دلليا بأعضاء الكتب دون إشارة ر بط نوية ،ح يث كان ي كن أن يضاف حرف ع طف
(والبالغ) ،لكن الستمع يدرك العلقة بي الملتي الول والثانية بدون هذا الرابط ،ما يعل الملة الول
تف سر ف ضوء الثانية ،فال مل يتماسك بعض ها مع ب عض دلليا من خلل العلومات ال ت يقدم ها ال نص،
والسسياق الحيسط بسه ،بالقابسل يتحدد العنس التداول وإطار البس فس إقحام الحرر لملة –فس مناصسرة
واضحة ،-حيث يتخذ العن لقاء الرئيس المريكي لدعم اليهود وليس لتأنيبهم أو إبلغهم أو أي شيء
آخر.
66 أساسيات التحرير الصحفي
وبناء على ما مضى يكن تديد أهم هذه الصور التماسكية للنص الت يب أن تكون مشتركة
ما بي الرسل والستقبل على حد سواء ،لنه إذا غابت عن الحرر عجز عن إبراز رسالته ف صورة
متماسكة ،وإذا جهلها التلقي فسوف يعجز عن الكم على النص ،وإدراكه ،وبالتال استرجاعه:
•أدوات الوصل :وهي الت تساعد على تعيي الطريقة الت يتصل فيها اللحق بالسابق اتصالً
منظما ،و هي علمات صرية ،لعلقات الضا فة ،والبدل ية ،وعدم الت ساق ،واللتحاق نتي جة
السببية ،ودرجة المكان ،والزمان ،وقد قسمها "هاليدي" إل:
-وصل إضاف تشريكي :يربط بي شيئي لما نفس الكانة ،كأن يكون كلها صائبا ف
عال النص ،مثل( :الواو) لطلق المع( ،أو) للشك والبام والتخيي والتقسيم والباحة،
( ث) للمهلة( ،ح ت) للغا ية ،وي تم بتعاب ي م ثل( :بال ثل ،ن و ،أع ن ،إضا فة إل ذلك،
كذلك ،إضافة إل).
-وصـل سـبب :وينقسسم إل روابـط سـببة مباشرة ،مثسل( :وذلك حينمسا)( ،كذلك)،
(وذلك إ ثر) (وهكذا)( ،وبناء على)( ،لم التعل يل)( ،وكنتي جة لذلك)( ،لذا ال سبب)،
(ويترتب على هذا) ،وروابط سببية غي مباشرة ،مثل أدوات الشرط( :إن ،مهما ،إذا،
لو).
-وصـل عكسـي (وصسل النقيسض أو القابلة) :ويربسط بيس شيئيس لمسا الكانسة نفسسها،
ولكنهما يبدوان متدافعي أو غي متسقي ف عال النص .كأن يكون سببا ونتيجة غي
متوق عة ،م ثل( :ور غم)( ،و ف ح ي) ( ،مع ذلك)( ،ل كن) لثبات ال ضد ( ،بل) لتقر ير
ال كم( ،أم) تؤدي مع ن (أي) ال ستفهامية( ،ل) لن في ال كم ع ما بعد ها ( ،مع هذا)،
(إل أن)( ،من جهة أخرى)( ،ومع ذلك).
-وصل تعليلي (تفسيي) :مثل :فاء السببية ،أو التعقيبيبة.
-و صل زم ن :م ثل :آنذاك ،يومئذ ،حينئذ ،فوق ذلك ،ث ،ب عد ذلك ،أخيا ،ف آ خر
الطاف.
•أدوات الفصل :ويربط بي شيئي لما مكانتان بديلتان،كأن يكون أحدها فحسب صائبا ف
علم النص ومن أمثلتها :أو ،أما ،وإما ،وإنا.
•التباع :ويربط بي شيئي تعتمد مكانة أحدها على مكانة الخر ،كالشياء الت تكون صائبة
ف ظروف معينة أو مع وجود دوافع معينة ،كشرط سابق ،أو حادث وسبب ،أو نتيجة ،وهو
ينقسم إل :التباع الزمن :مثل :لن ،لكي ،والتباع الشرطي :مثل :وإن ،وإذا.
•الستبدال :وهو ظاهرة إحالية قبلية.
68 أساسيات التحرير الصحفي
•الذف والضمار :يفجر الذف شحنة فكرية لدى التلقي فتوقظ ذهنه ،إذا ل يكن ثة إخلل
بالعن أو إفساد بالتراكيب ،وأهية الذف تكمن أنه يثي انتباه التلقي ،ويدث عملية اشتراك
له ف الرسالة الوجهة إليه ،وهو يقدم مثالً على الراجحة بي الياز والوضوح.
•الزمن والوجهة ،والستمرارية مقابل اللحظية :أي التمييز بي زمن الفعال الت تنتسب إل
مو قف ،وتن شأ من تنظ يم الحداث أو الوا قف ف عال ال نص ،ويتوالد بعض ها من ب عض،
وعموما تع كس ا ستراتيجيات تكو ين ال نص بعضا من تأثيات الترت يب ال ت ترد ف يه الزم نة
والفعال والتوجهات.
•الوازة :وهي استعمال البن مع اختلف مؤتداها.
يعتب أسلوب وصل أخبار النشرة ضمن بوتقة واحدة ( )continuityمن الساليب الت بدأت
تنت شر ف ب عض الفضائيات لعطاء النشرة تفردا ولضمان توا صل الشا هد مع ج يع أخبار ها ،ولذا يع تب
"روبرت هيليارد" أن خلق الحرر لنتقالت منطقيسة بيس فقرات نشرة الخبار يعسل النشرة بثابسة قصسة
متكاملة ف حد ذات ا ،إل أن هذه الطري قة ال ت تقوم على انطلق مقد مة كل خب من مع ن ال ب الذي
يسبقه قد تؤدي إل قتل خصوصية كل خب ،وهذا يتوقف بطبيعة الال على مدى خبة وكفاءة الحرر.
ولقد جرت العادة أن ي تم تر يب الخبار في ما بي ال ب الول والخ ي بش كل ي عل النتقال من
قصة إل أخرى يتم بسلسة كبية ،لعل الستمع مشدودا ،فعلى سبيل الثال تناول الب الول ف مطة
"أبو ظب الفضائية" قبول "ياسر عرفات" لقاء "بييز" فجاءت مقدمة الب الثان الذي يتناول العتداءات
السرائيلية " :ف الوقت الذي وافق فيه عرفات على لقاء "بييز" قوات الحتلل تقصف ،"..وف مطة
" "L.B.Cاللبنانية تناول الب الول صلة البابا لجل السلم ف سوريا فجاءت مقدمة الب الثان الذي
تناول هدم إ سرائيل لنل أ حد الفل سطينيي" :البا با ي صلي ل جل ال سلم وإ سرائيل تق تل هذا ال سلم
بدمهـا منل الواطـن ، "..وفس خسب لحسق" :فيمـا إسـرائيل تسـتعد للهجوم على قطاع غزة الرئيـس
المري كي " ،"..من واشن طن إل دم شق ال ت و صلها مبعوث ال مم( "..الخبار ية) ،وبالتال فإن الوصل
مكن أن يكون انطلقا من مكان الب السابق :أو زمانه ،أو طبيعته.
وعموما تب قى أ ساليب و صل أخبار النشرة انطلقا من طبي عة الوضوع ،أو مكا نه أو زما نه ،من
التغيات الت ل تنل اهتماما كبيا ف الدراسات العلمية ،ويعد "روجي وجيلRoger .R &" ،
Gail. Mمن القلئل الذ ين وجدا أن صياغة الخبار وفقا لل سلوب التوا صلي الذي تؤدي ف يه كل
ق صة إل الق صة التال ية يلك فر صا أ كب للدراك من الق صص ال صاغة بش كل غ ي مترا بط ،مع مراعاة أن
مقد مة ال ب هي ال ت تقدم تلميحات ت سهم ف عمل ية التهيئة القو ية ل سترجاع العلومات ،إضا فة لقوة
العبارة وارتباطها بالتلميح القدم.
وعليه يقوم الوصل البي ف نشرة الخبار التليفزنية على ثلث أدوات:
الوصل الكان :من كوريا إل دمشق الت وصلها اليوم ..
الوصل الزمان :من أحداث الصباح إل ما وصلنا الن ...
الوصل بالوضوع :من حرارة السياسية الكورية إل برودة العصاب اليرانية حيال تويل ملفهها
إل ملس المن.
سادساً :لغة الخبر وعلقتها بحجم المعلومات المقدمة:
71 أساسيات التحرير الصحفي
زائد ،بينمسا العلومات القليلة بشكسل واضسح قسد تعوق الفهسم والقدرة على الدراك ،فالجسم الثال
للمعلومات يتلف حسب التلقي ،وطبيعة الوضوع الت تركز على الدث.
وي عد "بيف ت )Perfetti" (1969 ،من أوائل الباحث ي الذ ين اخ تبوا تأث ي الكم ية التغية
للمحتوى الدلل للمعلومات على م ستوى الدراك ،و قد أطلق على هذا التغيس ا سم "الكثا فة العجم ية،
،"Lexical Densityالذي ي ضم الكلمات الفتو حة أو كلمات الحتوى التكو نة من أفعال وأ ساء
وصفات وأحوال ،وقد أظهرت النتائج أن العامل الوحيد الؤثر ف الستدعاء كان حجم الكثافة العجمية
هذا.
من جهة أخرى تتد نوعية التفاصيل حي ترتبط بالتقارير الخبارية لتشمل المثلة الداعمة ،حيث
أكد "زيلمان وزملؤه "Zelman & et-al ،إن إدراك التقارير التليفزيونية يتأثر طردا بالمثلة الواردة
فيسه ،ولذا فإن الحرريسن يبس أن ل يقتصسروا على الرقام والعلومات الجردة ،بسل تدعيمهسا بالشواهسد
والمثلة الت يتذكرها المهور أكثر من العلومات الجردة الافة ،وبناء على ما مضى يكن أن نستنتج أن
تكثيف الب التليفزيون الحكوم بوقت مدد ،وتضمينه أكب قدر من العلومات الت تسهم ف زيادة فهم
التلقي ،وتسهل عمليات التخزين والحتفاظ والسترجاع يكن أن يتم وفق أسلوبي ،ها:
-1تليص الب من العبارات الكلسيكية والكليشهات التقليدية الت ل تقدم جديد من خلل لغة
إخبار ية خال ية من اللغو ،أو ما أطلق عل يه "ل غة ال شب" ال ت يقول في ها الحرر كلما ته دون أن
يضيف أي شيء جديد للمعن ،وقد عرفت علوم ترير الخبار الفرنسية لغة الشب هذه بأنا
اللغة البنية على تميع ألفاظ وكلمات وجل ف مقولبات خالية من أي معن أو مدلول ،وبالتال
فإن عدد كلمات موحد ف صياغة إخبارية قد يتضمن مستوى متناقض من كم العلومات ،ما
يعل من لغة الشب مناقضة تاما مع الهمات الساسية للغة الخبارية ،كونا تشكل عبئا على
الب وفاعليته ،وخصوصا حينما يتعلق المر بلغة الب التلفز الفروض أن تكون موجزة ومكثفة
ل جوفاء.
-2العتماد على مبدأ إعلمية النص ،بتضمي الب فقط بالعلومات غي القابلة للتوقع القبلي ،سواء
من ح يث اختيار العلومات ،أو من ناح ية أ سلوب التقد ي ،مع تا هل كل الوقائع الروتين ية ال ت
يكن للمتلقي أن يستشفها من الوقائع الخرى الكثر أهية ف الب.
ركزت مع ظم الدرا سات على أه ية مقد مة ال ب أو ا ستهلله ودور ها ف فاعلي ته ،لدر جة أن
"فيكتور يا كوروش " "Victoria M. Corrohو صفتها بأن ا مفتاح التذ كر الذي ي كن أن يض يع انتباه
الشاهدين إذا ل تكن جذابة ،فمقدمة الب هي الزء الصعب ف الكتابة ولو أنزت برفية لنتهى الحرر
من كتابة %90من قصته ،خصوصا أن للكلمات الول سحرها ولغتها الشفافة ،لذا بدأ ال كلمه ف
العهد القدي والديد بكلمات جذابة ف جلة بسيطة" :ف البدء خلق ال السموات والرض"" ،ف البدء
كان الكلمة" ،ول أحد يستطيع أن ينسى هذه الكلمات ،إنا النطباع الكثر بقاءً ف الذاكرة ،وهذه ميزة
القدمات اليدة.
ومن هنا وجد " "Doris, A. Graberأن أكثر ما يتذكره مشاهدو الخبار التليفزيونية من
معلومات القناة اللفظ ية ف الق صص الخبار ية هي ال مل ال ت يتضمن ها ا ستهلل ال ب أو مقدم ته ،م ا
يتو جب أه ية كبية لذا الزء من ال نص الخباري ع ند صياغته ،خا صة أ نه من ال طبيعي أن ل تتوي
وحدات العلومات التس تكون فس البدايسة إل على معلومات جديدة ،وذلك بغسض النظسر عسن نوع البس
ساخنا كان أم عاديا؛ إذ ي كن أن يكون ا ستهلله بديعا ،أو ما يد عى بال ستهلل الشفاف ،الف يف" ،
."Soft Lead
ومع تسارع إيقاع الياة بدأت وسائل العلم الخبارية الختلفة التاحة لمهورها الوصول إل
العلومات بإياز وأ سرع الطرق عب الف صاح عن القائق ف صدر ال ب ،مع ماولة ف تح شه ية التل قي
للستزادة حيث أضحت القدمات بفضل ثورة التكنولوجيا تكتشف أشكا ًل من التنظيم أكثر تعقيدا من
ذي قبل ،ومن هنا يطلق الدليل السلوب لوكالة أناب السوشيتدبرس " "APعلى استهلل الب "صنارة
صيد الستهدف ،"Hook ،فهو الطعم والستهواء ،ومصيدة القارئ اللطيفة ،إنه أشبه بالقبلت الت تذكي
الشهية ،ول تقدم وجبة من ثلثة مراحل متلفة ،ولذا يرى "دليل وكالة اليونايتدبرس إنترناشونال ""UPI
أن الستهلل اللطيف يستطيع أن يس جوهر الوضوع ،أو ببساطة يهيئ خشبة السرح لسرد القصة.
وطالاس أن للكلمات الول سسحرها فإن القدمسة اليدة هسي مفتاح البس اليسد ،وخصسوصا فس
الخبار الذاعية الت تتسم بالقصر ،وبالتال يرى "سامي الشريف" أنه من الضروري أن تبدأ هذه الخبار
بداية سليمة ،تضمن معها جذب المهور ،ودعوته وإثارة فضوله لتابعة الب ،فهي تقرر الطريقة الت يبن
ويؤسسس فيهسا الضمون ،وعليسه يقول "أندرو بويسد Andrew Boyed" ،أن القدمسة تؤسسس الوضوع
وتضع الطار وتذب النتباه وتفتح الشهية وتتجه بالقصة نو التطور ،ما يتم أن تكون القدمة منطلقة
من سؤال ماذا تع ن هذه الق صة للجمهور ،وك يف تقود إل صلب العلومات بأق صر الطرق؟ ،و من ه نا
تدعو "ريتش" القدمة بأنا وعد ب ا سيأت ،ف حي يرى "دنالد موري "Donald Murry ،أن القد مة
يب أن تقنع التلقي بأقل من ثلث ثوان بأحقية متابعة الب ،وتسك به حت النهاية ،ولعل هذا ما يعل
75 أساسيات التحرير الصحفي
الحرر ين يزهون بقدمات م ،وتذ هب "إد نا بوكانان " ،الحررة ب صحيفة "ميا مي هيالد" لب عد من ذلك
حينما تقول أن أفضل أيامها حي تستطيع كتابة استهلل يعل التلقي يقبض على قلبه ،ويبزق قهوته على
مائدة الفطار ،صارخا :يا إلي هل سعتم هذا!! ،ويتوافق ذلك مع توجه "سيث "Smith ،الذي يعتب
أن القدمة أكثر فائدة وقدرة على نقل العلومات من العناوين التقليدية نفسها ،فعدد كلماتا يسمح بتقدي
ملخص للموضوع ،بشكل أكثر تكاملً ووضوحا من أي عنوان تقليدي ،ولذلك كتب الصحفي البيطان
الشهور "هنري فيل"" :إن كل مرر نا ضل يوما من أ جل مقد مة ميزة ،يعرف لاذا ي ستحق ال ستهلل
كل هذا الهد" ،فكتابة القدمة بالغة الهية للمحرر وجهوره معا لنا تؤدي إل تركيز الذهن على نو
مدهش ،تب ما هو الهم ف القصة ،وما لذي يب إبرازه ،وتدد باقي معال الب ،لتلب ف النهاية شرطي
أساسي ها القبض على جوهر الدث ،وتداهن أو تتملق المهور.
ويطلق على الستهلل تسميات متلفة من قبيل :القدمة ،والستهلل الفتتاحي ،والفقرة الول،
وصدر الب ،وكلها تشي إل موقعه ف بناء الب ،ولذلك يصفه "تيل وتايلور "Tell & Taylor ،على
أ نه الفقرات الول ف أي خب ال ت تن قل الش يء الث ي الوا جب معرف ته ،إضا فة للتف صيلت النا سبة ،أ ما
""كوريتس ماكدوغال" فيعتبها الوحدة الول الت تقوم بوظيفة الب كله ،ولكن بطريقة متصرة ،بينما
يرى "جورج هاو" أنا بداية الب الكون من جلة واحدة مستقلة ،ضمن فقرة معينة ،أو أحيانا أكثر من
جلة ،ف ح ي و جد "هوج سون "Hodgson ،بأن القد مة هي الد خل لل خب الكتوب بش كل ج يد،
والت تسك باهتمام التلقي ،وتقدم له أكثر النقاط أهية ،وبدورها يعتبه "تانكارد ورياندTankard ،
"& Ryandأنه الوحدة الؤلفة من فقرة أو أكثر ،ويتضمن جلة قصية أو جلتي ف أغلب الحوال.
وعادة ما ترفق مقدمة الب الواجب أن تكون دقيقة وواضحة وموجزة بجموعة عناصر مساعدة،
أهها:
-تدعيـم السـتهلل :عسب إسسناده بتوضيسح يعزز معلوماتسه الواردة بعلومات مسساندة "
،"Backupمثل جل أو نصوص مقتبسة توضح النقطة الرئيسة فيه ،ويدعى النص الساند
بالنص الستهلل ،أو نص الزيادة " ،"Augmenting Quoteوهو عادة أقوى نص
مقت بس وي ساند فكرة ال ستهلل دون تكرار ن فس العلو مة ،أو إعادة صياغتها ،وهذا ال نص
غي مطلوب ف كل خب ،وإن كان يعله متعا.
-الفقرة الوهر ية " :"Nut Graphو هي فقرة م ستقلة تزداد أهيت ها إذا ن ى ال ستهلل
من حى أك ثر شفاف ية وإبداعا ،ول ي قم بإيضاح النق طة الركز ية ف ال ب ،عند ها تتقدم هذه
الفقرة من الترت يب الثالث أو الا مس ،لتلي ال ستهلل مباشرة ،وتقوم بوظي فة الو ضح ل هم
نقاط الب الحورية.
76 أساسيات التحرير الصحفي
من جهة أخرى يب أن تكون لغة الستهلل متجانسة وبنائه اللغوي ،تنساب مفرداتا دون قطع
أو إرباك أو الخلل بوحدة الوضوع الذي ي عب ع نه ال ستهلل ،ولذا يع تب الدل يل ال سلوب لوكالة أنباء
السيوشيتدبرس أن على جل كاتب القدمة أن تكون منسابة نو الوهر ،فالتاه يب أن يكون واضحا
ف كل قض ية ن و ال ب ذا ته ،ول يس ن و التفا صيل الانب ية ،م ا يعزز الترت يب النط قي للفكرة ن و الل غة
الحددة ،والحكمة ،كي ل تندفن الفكار الساسية ف ضخم كم هائل من الكم اللغوي ،ف حي يرى
"بوب روث يه "Bob Rothe ،أن ال ستهلل النا جح الذي ي عد بثا بة القيام بأشياء عدة جيدة ومنا سبة ف
الوقت نفسه يب أن يكون مكثف اللغة ،ويثي التصور ،ويستند إل حصافة ،وهذا كله يتوقف على إدراك
لغة الب الذي يرر.
ولقسد لقسي مطلع الرسسالة عموما منسذ القدم أهيسة كسبية لدى علماء اللغسة سسواء الغربييس أو
العرب( •) ،فهو عتبة النص الذي يب أن يطوها التلقي ف تؤدة مصحوبة بقدر من التأمل اليقظ حت ل
يتعثر فيها ،فتتوقف متابعته ،أما ف حال تطيها آمنا فسوف يلج منها إل غرف النص ،ويتحرك فيها برية
ت قق له مت عة التل قي لج مل الكونات الزئ ية والكل ية ،ب يث يقود كل غر فة إل ما ياور ها أو يلي ها أو
يتصل با ،يقول "جلل الدين القزوين"" :ينبغي للمتكلم أن يتأنق ف ثلثة مواضع من كلمه ،حت يكون
أعذب لفظا ،وأح سن سبكا ،وأ صح مع ن ،أحد ها البتداء" ،ول يرج "أر سطو" :عن هذا ،إذ يرى أن
الغرض من الهابة بالسامع هو أن نعله أحسن استعدادا نونا ،أو أن نثي حفيظته ،وأحيانا جذب انتباهه
أو صرفه ،وبدوره يعتب "أحد الاشي" أن" :حسن البتداء ،وبراءة الطلع ،هو أن يعل أول الكلم رقيقا
ل عما بعده ،مناسبا للمقام؛ بيث يذب السامع إل الصغاء بكليته ،أنه أول سهلً ،واضح العان ،مستق ً
ما يقرع السمع به ،وبه يعرف ما عنده" ،أما أهية البتداء لدى "عبد الرحن البقوقي" فكونه أول ما يقع
عل يه ال سمع ،فإن كان عذبا ح سن ال سبك ،صحيح الع ن ،أق بل ال سامع عل يه ،ولذا الع ن يقول ال عز
و جل" :الم ،حقم ،طقس ،طسقم ،كهيعقص" ،ليقرع أ ساع الؤمن ي بش يء بد يع ل يس بثله
( •) أدرك القدماء والمحدثون العرب أهميية الجملة الولى فيي النيص ،كميا أدركوا أهميية الكلمية الولى فيي هذه
الجملة؛ إذ يقول "السييوطي"( :وسيئل ابين الزملكانيي عين الحكمية فيي افتتاح سيورة السيراء بالتسيبيح ،والكهيف
بالتحميد ،فقال جاء في بداية سورة السراء "سبحان" لتنزيه ال عما نسب إليه ولنبيه من الكذب في حادثة السراء
التي كذب فيها الرسول الكريم ،في حين ابتدأت سورة الكهف التي أنزلت بعد سؤال المشركين عن قصة أصحاب
الكهف ،وتأخير الوحي "بالتحميد" لتبيان أن ال تعالى لم يقطع نعمته عن نبيه و ل عن المؤمنين ،بل أتم عليهم هذه
النعمة بإنزال الكتاب ،فناسب افتتاحها بالحمد على هذه النعمة ،وبالتالي فالرتباط واضح بين مقدمة هذه السور وما
ل عن "الط يبي" لب عد من ذلك ،ح ين يرى أن جم يع القرآن
يلي ها من موضوع تناق شه) ،ك ما يذ هب "ال سيوطي" نق ً
تف صيلً ل ما لجمل ته سورة الفات حة؛ إذ أن ها واق عة في مطلع التنز يل بن يت على إجمال ما يحو يه القرآن مف صلً،
والبلغة فيه أن تتضمن ما سيق الكلم لجله.
77 أساسيات التحرير الصحفي
عهد ،فالبتداء هو الداع ية إل ال ستماع ،لدر جة أ نه يقال أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم حي سع
مطلع امرؤ الق يس "ق فا نب كِ" ،قال" :قا تل ال اللك الضل يل ،و قف وا ستوقف ،وب كى وا ستبكى ،وذ كر
البيب ومنله ف مصرع واحد" ،وعلى هذا يرى "ابن الثي" أن الستهلل أخص أسباب النجاح ،ويب
أن يراعي سهولة اللفظ ،وصحة السبك ،ووضوح العان ،وتنب الشو ،وبالتال يب أن يكون الفتتاح
مرتبط دائما بباعة الستهلل.
ويتل الستهلل مكانة بارزة من حيث أهيته من ناحية ،ومن حيث علقته ببقية أجزاء النص من
ج هة أخرى ،فالملة الول ف أي نص ت ثل معلما عل يه يقوم الل حق من ها ويعود ،ودا خل تلك الملة
نف سها ي ثل الل فظ الول من ها معلما تقوم عل يه سائر مكون ته ،وبالتال فال ستهلل ذو بن ية فن ية وأ سلوبية
خاصسة ،تعله متميزا عسن بقيسة عناصسر النسص ،كون متوى وأسسلوب النسص هاس اللذان ولدا مفردات
الستهلل ،الذي يعد نتاج النص ،لكنه يبقى علم كل الفردات الت تأت بعده ،وعليه فهو يتاز بوظيفتي:
أولً :جلب انتباه التلقي وشده إل الوضوع.
ثانيا :التلميح بأيسر القول عما يويه النص ،فللستهلل موقع يرتبط به مع بقية عناصر النص برابط
عضوي مكثف ،فيقدم أكب قدر من العلومات بأقل عدد من الكلمات.
وتعد صياغة افتتاح النص واختتامه ف أنواع نصية معينة من القولت الاصة بنحو النص ،ومن
خواصه الحددة ،مثلها مثل تشكيل الوضوع ،وتشكيل الحمول ،وتتابع الزمن ،وامتداد العن ،وتكثيفه،
وبناء النجزات ،والترتيب الفقي لكونات النص الفردة ،إضافة لنب الملة والتنوين ف النصوص الشفهية،
ل للمحمول ،أو بل فظ أدق افتتاح ممول ل كن تب قى الملة الول ،أو ما ت سمى بملة البدا ية ت ثل تشكي ً
النص ،ويفهم تتها دخول معلومات جديدة ف الوقف ما قبل النص ،تتعلق بوقائعه ،وليس بتلقيه ،كما
يدد بناء الملة الدخسل بناء المسل اللحقسة مسن جوانسب عدة ،إذ تأتس المسل اللحقسة متضافرة معهسا
-حسبما يشي نو النص -ف تاسك يعب عن جودة السبك وتضام البك ،ما يؤدي إل التواصل الرتى.
وبالعودة للخسب التليفزيونس تفضسل كتابسة مقدمات أخباره بالسستهلل التلخيسص أو مسا يعرف
با ستهلل اليوم الول ،"First day Lead" ،إل ف حال حدوث ال ب ف و قت مب كر للنشرة ،كون
أخبارها أكثر فورية ،ف حي تلجأ الصحف إل استخدام ما يدعى باستهلل اليوم الثانSecond day" ،
،"Leadأو ما يسمى با نح الستهلل دورة متقدمة " ،"Forward Spinالذي يدفع الوضوع للخطوة
التالية.
إذا نقطة بداية الوضع تلعب دورا هاما ف استيعاب الستمع ،وحسب "هاليداي" فإن الوضوع
عادة هو من يدد نقطة البداية؛ إذ تؤدي عدة عوامل دورا ف تديد طبيعة الستهلل ونوعه ،مثل أهية
البس ،وتوقيتسه ،وقربسه الغرافس والعنوي مسن اهتمامات المهور ،ومسا يفضله الحرر السسئول ،فإذا كان
78 أساسيات التحرير الصحفي
الوضوع مهما جدا ،ومثيا جدا ي ستدعى اختبار الده شة أو التع جب " ،"The Wow Testالذي
تطرح القد مة ف يه على صديق بملة واحدة ،أ ما غ ي ذلك فيم كن اللجوء للمقد مة التلخي صية أو العاد ية،
وعموما لختيار مقدمة أو استهلل الب يطرح الحرر على نفسه مموعة أسئلة ،بعضها متعلقا به ،مثل ما
أكثر شيء أثاره ف الب؟ وما الفكرة الت يعتقد أنا الكثر أهية؟ والبعض الخر متعلقا بالمهور مثل ما
الذي يريده التل قي ك ما ي ظن؟ و ما الذي سيجذب انتبا هه ح سب اعتقاده؟ وهذا سيساعده على اختيار
عنصر الستهلل ،ونوع القدمة.
وبالرغسم مسن القاعدة الذهبيسة القائلة أن القدمات غالبا تليهسا الحداث أكثسر مسن القواعسد ،فإن
المارسة الخبارية أفرزت عدد ل حصر له من أساليب كتابة القدمات عب استثمار طاقات اللغة الطبوعة
والسموعة ،وإرساء تقاليد وقواعد غي مألوفة يكن الستناد إليها للخروج من النمطية والرتابة إل عوال
أرحب من التعة والهتمام ،كما أبقت ف الذاكرة بعض القدمات التاريية الت يصعب نسيانا ،من قبيل:
"اليوم سلم السطول اليابان نفسه إل أقدار الرب وضاع" (الرب العالية الثانية)" ،ف روسيا وحدها
يستطيع بطرس والذئب أن يوتا ف الليلة ذاتا (موت ستالي) ،لكن قبل التقدي لبعض أنواع القدمات
الشهية ف كتابة الخبار( •) لبد من مراعاة خصوصية مقدمات الب التليفزيون ،الت يتوجب انسجامها
مع ال صور الرف قة ،فح ي يدد الحرر ال صور ال ت ت ستخدم ف بدا ية ال ب ،ي ستطيع تد يد نوع القد مة
الناسبة ،سواء من القدمات الساخنة أو الشفافة.
وفيما يلي بعض أنواع المقدمات الشهيرة (الت قد يتلط بعضها أحيانا بالخر):
-القد مة التلخي صية " :"Summary Leadت عد من أش هر أنواع ال ستهللت وأب سطها،
والكثر استخداما ف الصحافة ،على عكس استخدامها ف الخبار التليفزيونية والذاعية،
وخا صة ف الخبار ال ساخنة ،و هي القد مة ال ت تنطلق من تلخ يص جوا نب الدث ،سواء
ج يع الوا نب أو أه ها ،لذلك ف هي تتم يز عن القدمات الخرى بإمكان ية تتضمن ها لك ثر
من عنصر لخباري ،يأت أولا عنصر ماذا؟ ،ث يتبعه بالترتيب عناصر :من؟ أين؟ مت؟ لاذا؟
كيف؟ لكن ف الوقت نفسه ليس من الضروري أن تيب هذه القدمة الت يصلح أن تكون
خبا موجزا بنفسها عن كل أسئلة الب الستة التقليدية ،حت ل يصبح الستهلل طويلً
ي صنف الب عض مقدمات ال خبر ت حت بنود عدد العنا صر ال تي تر كز علي ها ،كالمقد مة ذات العن صر الوا حد، ( •)
والمقدمية متعددة العناصير ،فيميا يصينفها آخرون تحيت بندي السياخنة والشفافية ،ويحددهيا طرف ثالث فيي بنود
التلخييص والتشوييق والتنوييع ،كميا يرى البعيض أنهيا جميعا مسيتمدة مين السيرد والقتباس والقتضاب وجواب
السؤال ،ولن يتم اعتماد يعتمد أي تصنيفات ،وسيكتفي بالعناوين العريضة للختصار.
79 أساسيات التحرير الصحفي
وثقيلً ومتعبا وتصسعب قراءتسه خاصسة فس أخبار التليفزيون مسع قراءة الذيسع و اسستماع
المهور ،لذلك عادة ما يلجأ الحرر لتحديد ( )35كلمة كدليل لذه القدمة ،ويبقى هذا
الر قم مرد ا سترشاد ،م ا يعل ها مفيدة لل خب متعدد العنا صر لتلخي صه ف ت عبي وا حد ،مع
مراعاة أن تكتب هذه القدمة بالزمن الاضي ،ويبقى التلخيص يؤدي دور القدمة التفصيلية
أو الوسـعة " ،"Elaboration Leadأو القدمـة الباشرة " ،"Direct Leadوالتس
تعرف بأنا "حار الشغل" ف الصحافة الخبارية لكثرة استخدامها ف معظم أنواع القصص
الخبارية ،وللتخلص من إشكالية ح شو القد مة بالعنا صر اللخ صة يل جأ إل أحد كل من
القدمة التأخرة ،والقدمة العمياء.
-القد مة الؤجلة " :"Delayed Drop Leadوتع ن أحيانا ال ستهلل الشفاف أو القال،
وهي النسب للصحافة التليفزيونية ،كونا تستغرق وقتا أطول للوصول إل النقطة الركزية،
على اعتبارهسا ترتبسط بالقصسص غيس التضمنسة أحداث سسريعة ومتطورة ،إذ يعمسد الحرر
لشغال المهور با ستهلل جذاب مو جز يؤ جل من خلله مور ال ب لفقرات لح قة ،م ا
يعل ها شبي هة بالقد مة العمياء ،و قد تفرع عن هذا ال ستهلل مقد مة التعر يف التأ خر "
:"Delayed-Identification Leadالتس تقوم على ذكسر صسفة الشخصسية
الحورية للخب ف الستهلل ،ويرجأ باقي التعريف والتوضيح لت الب لذب التلقي إليه،
ويكثر استخدام هذه القدمة ف بعض الصحف "كالتاي ونيوزويك ومونيتور وول ستريت"
لناس تعتقسد أن قارئهسا أضحسى يتلك صسب التلقسي بعسد أن شاهسد ذلك أولً على شاشسة
التليفزيون ،مع ملح ظة أه ية حرف ية مرر ها ل ا يتضم نه ا ستخدامها من ما طر ،فبدل أن
تستميل وتذب يكن أن تصد وتنع.
-القدمة القتضبة أو القدمة الطلقة " :"Terse Lead The Cartridge orهي القدمة
التس تروي جوهسر البس بأقسل عدد مسن الكلمات ،وتدعسى الخبار التس تبدأ بذه القدمسة
بالخبار الت تقطع النفاس لن صيغتها سريعة وحادة ومباشرة ،لذلك يراعى عدم الكثار
من هذه القدمات ض من النشرة الواحدة ،والحتفاظ ب ا للتوق يت النا سب ،كون ا تتزل
التفاصيل بشكل شديد ،وتقتصر على ذكر أهها ،وهذه البالغة ف القتضاب يتم أن تتبع
مقدمة الب بفقرة جوهرية تقدم مضمونه ،وتضع التلقي ف أجواء الدث الكلية.
-القدمة العمياء-الضغوطة " :"The Punch or Blind Leadتقوم هذه القدمة
بعمل مشابه لقدمة الطلقة ،لكنها ليست مددة أو قصية مثلها ،فهي تتيح للمحرر الدخول
80 أساسيات التحرير الصحفي
ف صلب الوضوع دون إن يكون مضطراَ لشو الفقرة الول بختلف العناصر ،مع التركيز
على عنصسر التشويسق الذي يسسك بالتلقسي لخسر التفاصسيل ،وخلق جسسر بيس معلوماتاس
وتفا صيلها ف فقرة ثان ية متم مة ،لذلك يتدا خل ف هذه القد مة ال ستهلل مع م ت ال ب
بانسجام وانسياب لتكون الفقرة الول جزءا من القدمة ،وقد أطلق على هذه القدمة لقب
"العمياء" كونا تبز الواقف أكثر من الشخاص ،لكن مع مراعاة عدم البالغة أو الفراط ف
عدم التحديد.
-القد مة الت ساؤلية " :"Question Leadو هي القد مة ال ت تقدم أبرز العلومات أو أه ها
بطريقة طرح سؤال ضمن صيغة استفهامية ييب عنه الحرر ف صلب الب ،فيخرج الحرر
بذلك من الطريقة التقليدية القائمة على الجابة على تساؤل ليطرح هو سؤالً تبيح الجابة
عل يه الدخول إل صلب الق صة الخبار ية وتقدي ملخصا ل ا ،وت صبح هذه القد مة ناجحة
ف قط إذا كان التلقي يتشوق لعرفة الواب ،كونه يث ي الرأي العام ،مع مراعاة أن ل يكون
هذا الواب مكنا بكلمة نعم أو ل.
-القدمـة الوصـفية :تقوم هذه القدمسة على تيئة مسسرح البس ورسسم صسورة الدث ،عسب
وصسف الشخسص أو العلومات التعلقسة بالجواء الحيطسة بالدث أو مكانسه أو طسبيعته ،أو
الانب غي الألوف منه وذلك بأسلوب ذي رني وإيقاع ووقع خاص ،فهذه القدمة تقدم
النغمة واللهجة والدرجة والسلوب ،من أجل فهم الوقف وتقديره ،دون استعمال النعوت
الزائدة ،وأف ضل مقدمات الو صف هي ال ت يكتب ها شهود العيان ،وت ستخدم الو صف ف
الخبار الت يكون فيها فائدة حقيقية للخب.
-القدمـة القتباسـية أو مقدمـة السـناد " :"Attribution Leadتقوم هذه القدمسة على
تقدي العلومات الولية على لسان مصدرها ،وذلك بالستفادة من أهم أو أبرز تصريات
شخصيات الدث وإسناداتم ،ويتم ذلك سواء بتلخيص هذه الإسنادات وتقدي زبدة القول
وجوهره ن سبة إل صاحبها ،أو عب تقدي ها بش كل مبا شر على ل سان ال صرح ،م ا يع طي
حيوية للخب ،ولذا قد تدعى بقدمة "الديث النقول".
-القدمة الجسدة :"Characterizing Lead" :رغم تعامل هذه القدمة مع السنادات
والقتبا سات إل أن ا تتلف عن سابقتها ف و صفها وتديد ها لل مح وخ صائص ر سالة
التحدث بد ًل من تقد ي فقرة عن ها أو تلخي صها ،ك ما ي كن أن تعلن وتف سر وتلل تأث ي
القتباس والصداء الثارة حوله ،وخاصة إذا كان هذا التأثي أهم من نص القتباس نفسه.
81 أساسيات التحرير الصحفي
-القدمة الممازحة " :"Teaser Leadيستخدم هذا الستهلل عنصر الفاجأة لثارة رغبة
المهور.
-القدمة الساخرة أو التقليد الساخر :"Goag or Parody Lead" :إن السخرية البيئة
أو ماكاة التهكم والنقد اللذع بأسلوب هزل من القدمات الؤثرة الت تفي ورائها كتاب
مبدعي لخبار مشرقة ،وخاصة حينما يتماشى ذلك مع طبيعة الوضوع ،والكمة الصحفية
تقول" :إذا بدأت الب ساخرا ،فلينته كذلك".
-مقد مة الند هش " :"The Astonisher Leadوتعرف هذه القد مة با ستخدامها
لفعال التفض يل والتعاب ي ال ت تتض من رأ يا" ،م ثل القول :را كب ال يل الك ثر فوزا ف
سباقات ..تعرض اليوم ."..
-القدمة الغامضة :"Mystery Lead" :وهي نوع من الستهلل يداعب التلقي ويستثيه،
و قد تعده بفاجأة أو نز هة لوا صلة التعرض ،م ا ي عل ال ب يتش كل بأ سلوب روا ية ال سر
الغامض ،ولكي تكون متعة للمحرر ومشوقة للمتلقي يب أن تنسجم مع طبيعة الوضوع،
و قد اعتاد الحررون أن يبدؤوا هذه القد مة بضم ي غا مض هي أو هم "،"It or They
وتأجيل ذكر السم الذي يرجع إليه الضمي ،ث يدد فيما بعد ماذا كان الضمي ،مع مراعاة
أن ل ينتظر المهور كثيا لعرفة سر الغموض وخاصة ف الخبار التليفزيونية.
List or The 1-2-3-4" ،4-3-2-1 -مقد مة القائ مة أو ال ستهلل البوب أو مقد مة
:"Leadوتستخدم لتبيان بيان سريع ومتصر عن موقف الب ف حال وجود أمثلة موجزة
أو عدة حقائق متسساوية القيمسة ويبس ذكرهسا لهيتهسا كوناس تؤدي جيعا إل النقطسة
الركزية ،فيتم ذكرها ف جل متتالية من خلل أرقام أو نقط ،لا نفس البناء اللغوي ،وهي
ف النكليزية فاعل فعل مفعول ،وف العربية فعل فاعل مفعول.
-القد مة التشويق ية أو ال ستثنائية " :"Suspended Interest Leadر غم أن
كثي من مقدمات الخبار تقوم على التشويق إل أن هذه القدمة تؤكد ف صياغتها وفكرتا
على عنصر الثارة لشد النتباه وإثارة الفضول ،ولنا عادة ما تكون استثانية يطلق البعض
عليها اسم مقدمة النوة أو الستثنائية "."Freaks Lead
-القدمـة الظرفيـة :"Circumstantial Lead" :وتركسز هذه القدمسة على ظروف
الدث ،والظا هر الحي طة بوقو عه ،ث تأ ت بق ية التفا صيل الخرى ،ويك ثر ا ستخدامها ف
القصص الخبارية ذات الطابع النسان ،كأن يقول الحرر ف خب "مطة اليورو سبورت
83 أساسيات التحرير الصحفي
الرياض ية"" :ب عد إقالة مد ير الكهرباء "ال سوري"؛ التاد الدول لكرة القدم يقرر إعادة
مباراة سوريا وطاجك ستان ال ت كا نت توق فت ف الدقي قة 73ب سبب ع طل ف التيار
الكهربائي أثناء إقامتها ف مدينة حص وسط سوريا ،ولعل تفوق النتخب السوري -3
1ح ي تو قف الباراة وتقر ير ال كم الذي ن فى أي م صلحة ل صاحب الرض بانقطاع
التيار ساعد الفيفا على اتاذ قراره" ،وقد تفرع عن هذا الستهلل مقدمة الالة أو الو:
الت تعتمد على تصوير حالة أو جو الدث ،ويكثر استخدامها لذلك ف السابقات الرياضية
والنتخابات والحداث.
-القدمة التقطعة :تستخدم هذه القدمة حينما يكون تواتر الحداث أو تطورها سريعا وف
و قت قيا سي وض من فترات موجزة ،ويقوم في صل صياغة هذه القد مة على إيراد ج ل أو
تعابي قصية متلحقة تتسم بالتقطيع وعدم الترابط إل بالوقفات أو الفواصل الشارية ،فهي
تشبه تقطيع الونتاج التلحق ف الشريط التليفزيون.
-مقد مة التضاد " :"Contrast Leadيكون العن صر الرئي سي ف هذه القد مة ال ت تد عى
بقد مة التبا ين من خلل التضاد أو القار نة لطر ف ال ب أو وجه يه ،ل نه ي كن ا ستخدامها
لتكويسن موضوعات الناع ،أو بيس موقفيس سسابق وراهسن ،فهسي تقوم على إبراز تصسادم
القائق التعارضة ،سواء بي نفس الدث ف وقت سابق وف وقته الراهن ،أو التضاد القائم
بي هذا الدث وحدث آخر لزال لسبب ما ف ذاكرة الحرر والتلقي.
-القدمة الزدحة " :" The Crowded Leadحي تكون العناصر الت تثي الهتمام
ذات قي مة إخبار ية مت ساوية تقريبا ،يكون من الم كن ح شد عدة حقائق أو وقائع دا خل
مقدمة واحدة.
-القد مة العل قة أو مقد مة ذ يل القم يص " :"Shirt Tail Leadو هي ت سعى لتج نب
القدمات الزدحة أو الغامضة بإبراز عنصر واحد باعتباره الكثر أهية ،وتقدم بقية الفقرات
التضمنة العناصر الخرى من خلل تعابي معلقة ،مثل" :وف الادث ذاته" ،"..ومن جهة
أخرى" ،"..وعلى الطرف القابل ،"..كما يكن أن تدعى القدمة الت تبز عنصر أساسي
لهيته بدف تقيق الاذبية البلغية واللغوية بقدمة الوتد " ،"The News Pegوهو
ما يطلق على القسم الذي يتضمن نواة إخبارية أو أكثر كمحور رئيسي للخب.
-مقد مة الجاز الت صويري أو القد مة الرمز ية " :"The Figurative Leadو هي
ت ستخدم الكامات بعان ماز ية ،ول يس الرف ية ،عب التشاب يه وال ستعارات الب سيطة غ ي
84 أساسيات التحرير الصحفي
البتذلة ،وال ت ل تتطلب إجهاد ،وح ت دون أن ينت به الحرر لطبيعت ها الرمز ية ،ويرى ب عض
الباء أن كثيا من التعابي أضحت صورها الجازية شائعة ومألوفة بفعل كثرة استخدامها،
إل درجة أن المهور العرضي أصبح بالكاد يلحظها كرمز أو كمجاز.
-مقدمة الوار " :"The Dialogue Leadبدأ بعض الخبار غي الدية بوار ،يلق
نوع من الصراع الدرامي بي أطراف الب ،للتجديد والبتعاد عن الطرق الألوفة ،وخاصة
فس قصسص الهتمام النسسان والحاكمات ،ويتضمسن الوار "ديالوج" بيس شخصسيات
الدث ،أو مع الحرر أو بي أحد هؤلء ونفسه.
-مقد مة الشارة الدب ية " :"The Literary Allusionي كن ف هذه القد مة أن
يستفيد الحرر من معرفته بالدب والتاريخ با يتماشى وطبيعة الب ،على أن تكن الفادة
من ال ستوى الب سيط وغ ي الكرر ،و هي ال ت ت ستخدم العبارات الجاز ية لتل فت النتباه،
وترسم صورة الب البدئية ف ذهن التلقي.
-القدمة الثل أو الكمة " :"The Epigram Leadيكن إبراز لجة ومغزى القصة
بوا سطة ا ستخدام مقد مة تتض من حكما أو قو ًل مأثورة ،مع ضرورة البتعاد عن ا ستخدام
الفكار واللحظات التافهة ،لن الكمة هي تعبي دقيق ومدد.
-مقد مة الطاب البا شر " :"The you Leadت ستخدم هذه القد مة كدعوة للمتل قي
للمشاركة بدث معقد ،عب استخدام ضمي الخاطب "أنت" ،أو توجيه سؤال للجمهور،
ما يلق تضافرا بي بينه وبي الحرر ،ويتفرع عن هذه القدمة ما يدعى بقدمة المر ،الذي
ياطب فيها الحرر جهوره بفعل أمر لشد انتباهه ،يدخله عبها إل صلب الوضوع ،وهي
تتناسب مع الخبار الثية الت تم المهور ،مثل" :ل تتسرع ف ."..
-القدمـة السـمجة :"Tasteless Lead" :وهسي القدمسة التس تسستخدم مسع أخبار
الكوارث والوادث الأساوية وكل العناصر الفجعة أو الثية للقلق لتفادي الحرر استعمال
جل قاطعة تقزز المهور ،فتقوم بتهيئة نفسيا.
وأخيا إن الترك يز على ال ستهلل لهي ته ف ال ب ولدوره البارز ف الدعوة للتل قي ،ي ب أن ل
تكون على حساب بقية أجزاء الب؛ فمت الب يتوجب أن يتحرك دائما إل المام ،فيكون مليئا باليقاع
والركة ،ف حي يب أن تكون الاتة ميزة ،إذ كما يرى "كن فيوزون "Ken Euson ،أن القصص
85 أساسيات التحرير الصحفي
ال ت ت ستهويه وتعله يعاود الطلع علي ها هي تلك ال ت تتلك أف ضل خات ة( •) ،وبالتال فالحرر ين الذي
يذفون خات ة خب ي ب إعدام هم ،فرب ا كث ي من المهور وخا صة ف ال صحف ل يوا صلون التعرض
للنهاية ،ولكن على الحرر أن يقول دائما لنفسه إذا أتقنت الكتابة من البداية وحت النهاية با فيه الكفاية
فلبد أن الميع سيتابع ،وللبتعاد عن القدمات السيئة الت تعل الستهلل مرد "مشجب" أو وتد لتعليق
أو نشر العلومات ،ما يقتل الب قبل أن يبدأ ،ينصح خباء التحرير با يلي:
•عدم استخدام تعبيات خب جيد أو خب سيء لكذا..
•عدم استخدام استهلل الكرات البلورية " ،"Crystal Ball Leadغي الواقعية باستقرائها
للمستقبل.
•عدم ا ستخدام ما يد عى با ستهلل الكابوس " ،"Nightmare Leadكت عبي "كان أش به
بالكابوس".
•عدم ا ستخدام التعاب ي ال ستهلكة إل بذر و ف موا قع مددة ،م ا يذر من ا ستخدام ما يد عى
باستهلل الصور النمطية."Stereotype Lead" ،
•عدم اسستخدام تعسبي "يلس خلف "..أو مسا يدعوه "جان هارجان"Jane Harrigan ،
أ ستاذ ال صحافة ف جام عة "نيوهامبش ي" ا ستهلل الالس على الكر سي "Chair-Sitter-
"Leadالذي يغيظ المهور.
•عدم استخدام ما يسمى باستهلل الفقاعة الشخصية " ،"Plop a-Person Leadالذي
يعد سوء استعمال للستهلل الشخصي ،القدم لحة موجزة عن شخص ول يدعمه با يفيد
ذلك ف مت الب.
•عدم البدا ية با ستهلل وكأن الحرر يزم حقائ به للقيام برحلة ،بع ن أن يكون مشوا مضغوطا
مزدحا ،ولذا يدعى باستهلل القيبة."Suitcase Lead" ،
•عدم إهانسة البس عسن طريسق اسستخدام اسستهلل يصسف الطقسس "Weather Report
."Lead
•عدم تو يل ا ستهلل الغموض ل ستهلل ال سرار الف ية "،"Unsolved Mysteries
الذي يثي المهور ،لكن الب يكون عن شيء آخر.
( •) تد عى الخات مة في الخبار التليفزيون ية " ،"Wrab Upsأو " ،"Tagsو هي تعت مد أ ساليب التلخ يص أو تعز يز
الفكرة الرئيسيية دون تكرار النقاط السيابقة ،وتكون خاتمية التقريير التليفزيونيي كميا هيو معروف بكلمية أخيرة
للمراسل مع تقيم اسمه واسم المحطة ومكان التغطية.
86 أساسيات التحرير الصحفي
كما كانت "الرومانطيقية" ردا على أفكار النسبة والنسبية والتوازن الت ظهرت ف عصر النهضة
الوروب ية ،فإن البل غة ال سردية للخبار كا نت ردا على تشا به مل مح الخبار ف و قت ي كن أن ي صل
للمشاهد ين ف يه ما ل ي قل عن ألف قناة ،ويع تب " "Wellzمن أوائل المبشر ين ببل غة جديدة للأجناس
العلمية ،كضرورة لا تلكه اللغة من طاقات توفرها البلغة المعاصرة ،من جهته لحظ ""S. Fishkin
أن مرري الخبار والروائي ي ل يكتفون با ستخدام بل غة ال قص نف سها ل كن يتعدى ال مر ليكون الحرر
روائيا ف الو قت نف سه ،كذلك و جد " "Twain, & Othersأن للروائي ي والحرر ين ال سلوب ذا ته ف
تعاملهم مع قصصهم ،سواء القصة البية القصية ،أو القصة الدبية الكبية ،والنتيجة النهائية أن كل من
الدب والتحرير يد عى قصة " "storyولغته هي ال سرد " ،"Narrationلذا كثيا ما انتقل مع ظم الدباء
العاليي أمثال" :أرنست هنغواي ومارك توين وتيودور درايسر وستيفن جران وتشارلز ديكن ،وجوزيف
،"Taleوبالتال to Tele كونراد ،وسسومرست موجان ،وجاك لندن"مسن الروي والكسي إل الخبار "
فالروائيون وال صحفيون غالبا ما ي ستخدمون الل غة الت صويرية التعبي ية نف سها ،إضا فة لل ساليب ال سردية
الخرى ،كالبكة والتشخيص والغوص ف التفاصيل ،وذلك بدف خلق صور عقلية يساعد الصور الرئية
التخيلة اللزمسة للعقسل ،وهذا يسبر لاذا القصسص ذات الحداث التماسسكة أكثسر بروزا وإدراكا مسن
الوضوعات الجردة.
يقول "أرنسست هنغواي" الذي عمسل مراسسلً لصسحيفة "أركينسساس سسيت سستار" ،ونال جائزتس "نوبسل
للداب" و"بوليترز" للتحر ير ال صحفي وكان يقرأ خ س ساعات يوميا ليك تب" :ك نت ا ستخدم كلمات
تتكون من مقطعي بد ًل من الت تتكون من ثلثة ،وجلً قصية ،وفقرات قصية ،ولغة ثرية وقوية ،ودائما
كنست أبذل جهدي وأناضسل مسن أجسل شفافيسة العبارة وسسلستها ،والقبسض بأقسل كلمات على جوهسر
شهادات الدث ،هذه أف ضل القواعد الت تعلمتها لذه الكتا بة ول أنسها أبدا) ،وعليه كان ل بد لتقان
ل غة الخبار إدراك الناط اللغو ية الرب عة -الدب ية والعاد ية والدرا جة والعام ية ،-لن الل غة العلم ية هي
اللغة الشتركة للمتعلمي ،الت ترتفع عن مستوى اللغة الدارجة ،ول تصل إل مستوى اللغة الدبية ،ف
حي نادى "مكسيم غوركي" الذي يرى أن كل واقعة حدث إل الكتابة بأسلوب حي ،حيث يب على
الكا تب أن يدرك أ نه ل يك تب بقل مه ف قط ،بل ي صور بكلما ته ،أ نه ال فن ال صيل للكل مة بأن تكون
كالصورة مكنة الدراك حسيا.
87 أساسيات التحرير الصحفي
ويعود ا ستخدامات البل غة وتطور ها ف ل غة الخبار إل الهتمام بو سائل القناع ال ت فرضت ها
طبيعة الجتمع العلمي العاصر ،المر الذي يفرض ضرورة إياد لغة نثرية تتماشى مع رت الياة السريع،
خا صة أن الجت مع أ صبح أك ثر تعقيدا ،وأخباره أ قل ارتباطا مباشرا بالياة اليوم ية ،وزيادة عدد ال صادر
العتمد عليها ،مع التغيي ف طبيعة الرسل والستقبل ،وعموما يكن رد هذا الذهب ف الصياغة الخبارية
إل ما يسمى بالصحافة الديدة الت نادت باستخدام الباعة الدبية والروج عن الناط التقليدية ف كتابة
الخبار ،وقسد أصسبح لذه الركسة فس السستينيات رواد وأتباع فس طليعتهسم "توم ولف،Tom Wolf" ،
وبالتال تعسد أجهزة العلم الديثسة قسد بعثست مرة أخرى الفلسسفة البلغيسة القديةس ،لن التأثيس الذي
يستهدف الستقبل بالدرجة الول يب أن يقوم على قواعد مكمة ومؤثرة.
من جهته يرى "فريدرك معتوق" :أن اللغة الدبية (البسطة) ل يقبل ظهورها ف ملبسها الاصة
سوى ف نشرات الخبار التليفزيونية ،حيث يقتضي التليفزيون ف لغته جلة لمعة مضيئة تفف من اللل
الحتوم الذي تتويه غالبية الخبار الامة ،وهذا ما عب عنه " "Red Smithلكن بطريقة متلفة حينما قال:
"دعونا نصلي للحساس ف لغة الب" ،إن تلك البالغة يقابلها على الضفة الخرى تأكيد علمي على أن
أهم عامل يدد الكفاءة النسبية للذاكرة الدللية ،ويعل الادة أسهل للفهم هو استقبال العلومات الشفوية
ب صريا ،لعتماد ها على نوع ي من مازن الذاكرة الشفو ية والب صرية ،ح ت أن "بار سيز "Barithes ،كان
يطلق على البل غة " فن تقو ية الذاكرة" ،ف ح ي حدد "ريتشاردز" هدف البل غة بأن ا درا سة سبل الف هم
وعدم الف هم اللغويي ،و سبل عل جه ،حيث ر كز البلغيون على ال ستعمال اللغوي للبل غة ،ودور ها ف
التصال إل جانب التأثي والقناع ،ما يعلها تضي على مستوى النص من حيث الدراك والتواصل،كما
أن الذاكرة جزء من أجزاء البل غة الم سة لدى أ صحاب التاه البنيوي ،إضا فة إل الغراض والترت يب
والعبارة والفعل ،وهي كذلك رابع مراحل إنتاج النص ف البلغة التقليدية ،بعد البتكار والتنظيم وطريقة
الت عبي (ال سلوب) ،وأخيا الن طق أو طري قة اللقاء ،ف ح ي يدد "ع بد القا هر الرجا ن" و سيلة إدراك
ال صورة اللغو ية من جا نب عقلي ،وير كز على أولو ية الدراك ال سي ،عب انتقال ا لت صبح صورة ذهن ية
خالصة ،ما يعل من الكلمة التوهجة هو منطلق الطاقة التصويرية.
إن اللغة التصويرية ف الخبار ليست سردا تقريريا للحقائق أو بثا مباشرا للفكار ،ولكنها تسيد
وتثيل لتلك الفكار والقائق ف صورة مسوسة يعاينها التلقي ،ويدركها إدراكا حسيا ،ومن ث تتحقق
فعاليت ها وقدرت ا على التأث ي ف يه ،و قد أطلق "برب يو وجاجد يب "Prebu & Jagdeep ،على هذه
اللغة الخبارية التصويرية اسم "الصورة اللفظية" أو "اليال اللفظي" ،وبالتال تتناسب اللغة التصويرية ف
ال صياغات العا صرة مع منطلق "نظر ية التكو يد الثنائي" لباف يو" ،ح يث أن الل غة ه نا ت سي ف م ستويي:
88 أساسيات التحرير الصحفي
شكلي مسوس يثل دائرة مستوى الصياغة ،ويعد ف الوقت نفسه انعكاسا للمستوى الثان التمثل بدائرة
العن الذهن ،ومدى التوافق بي هذين الشكلي هو الحدد لنجاح العن ف تأدية القام.
بناء على ما سبق يرتبط مصطلح اللغة التصويرية ،أو الكلمة الت تثي الصور الذهنية بعلوم النفس
العرفس ،واللغويات ،والنثروبولوجيسا ،والعلوم الدبيسة ،فعلم الدللة يقسف على الانسب اللغوي للصسورة،
وتتب عه ف ذلك البل غة الل سنية ،ف ح ي يتطرق علم الن فس اللغوي إل ما يطلق عل يه "باشلر" الظاهرة
التصويرية ،والت تعتب بأن الصورة ليست من ملفات النطباع ،ولكنها فجر الكلم ،وعموما تلص هذه
العلوم بجملها إل أن ذكرى الدراك السي الذي يستحضره التلقي على تفاوت قوته وتداخلته ل بد أن
تترك فس وعيسه صسورة عسن هذا الدرك ،مسن هنسا فقسد اقترحست كثيس مسن نتائج الدراسسات السسابقة أن
استراتيجية التصور البصري " "Visual Imageryللدراك عب اللغة السمعية تعد من أفضل الوسائل
ال ت ت سهم ف تنش يط تل قي الدماغ ور فع كفاء ته ،ويش ي مفهوم الت صور الب صري إل ماولة ا ستدخال
تثيلت عقلية للشياء والحداث والواقف والوضوعات الت ليس لا وجود فيزيقي ،والهتمام هنا بكيف
يؤثر التصور العقلي على زيادة فعالية استرجاع معلومات هذه الحداث والواقف ،حيث أن تكويد الصور
الواضحة وتزينها يتم بسهولة أكثر من تكويد الكلمات وتزينها بالنسبة للذاكرة طويلة الدى ،ولعل هذا
أدى إل نزوح كثي من الساليب الدبية والعلمية لتكوين "التصوير البصري عب الكلمات" ،خاصة ف
ظل ما سبق ذكره عن تأكيد الباث العملية أن الادة الشفوية اللغوية يتمثلها الفرد بعناها ،وليس بالنطق،
أو الشكل.
لقد كشفت البعاد البلغية لسرد الخبار أساليب متلفة لتحسي مهارات الكتابة ،والت قرن فيها
"سيث "smith ،مازا الكتابة التصويرية بنظافة النل ،أو عمق اليدان ،من خلل التركيز على التفاصيل
بل غة حيو ية ،وعل يه يرى "ري كو "Rico ،أن التحر ير ال يد هو ترك الكا تب والكتا بة والتفك ي والشعور
ينشآن معا ،فالنص الخباري اليد حسب "مارشيل لند "M. Land ،يتفق كلية مع الواضيع الخبارية
الت تقدم القائق ،ف تفاصيل وصفية ،مستغلة اللغة الجازية ،والتقابل والدهشة مهما كانت هذه الوقائع
جافة وعقيمة ،خاصة أن مرر الب يتار كلمات وصور وألفاظ واستعارات من الخزون الثقاف المعي
الذي من خلله تنسج القصة البية ،ما يعل حكي القصة هو النشاط النسان التمايز بشكل عبقري.
وإذا كان الباء نصحوا بعل التلقي يرى من خلل الصياغة الخبارية ،فإن ذلك يتم بالدرجة
الول عب اختيار صورا لفظية تعل المهور يعيش الدث ويراه ،وهذا يعل الب مقنعا يلمس عواطف
الناس ،فمسن خلل تازج الوقائع والقائق والقوال السسندة يعسل الحرر جهوره حزينا ،أو سسعيدا،
وغاضبا ،أو مرتاحا ،وبالحصلة فإنه يغدو على إطلع أوسع بضمون التغطية ،وهو ما يطلق عليه "التغطية
النطباع ية" ال ت عرف ها "ن يو بولد نو يس" بأن ا ماولت يقوم ب ا مررون أكفاء ومايدون ليوجدوا لدى
89 أساسيات التحرير الصحفي
جهورهم أثناء تغطية حدث هام الشعور ذاته الذي يتلكه الخب كشاهد عيان عن هذا الدث ،عب لغتهم
ال ية ،في ما اعتب ها "جي مز جز يس" بأن ا أ سلوب مرى الشعور ،الذي ت ستنتج ف يه العا ن من أعماق
الكلمات ،فالصحفي "الذاعي" اليد هو الذي يعرف أهية النطباع الول ،أنه كالنحات الذي يب أن
يقرر كم ال جر الذي يتو جب عل يه التخلص م نه بد قة لتتش كف صورة منحو ته بأب ى حالة ،وأف ضل
أسلوب.
ويرى "هايز وبينباوم "Hayes & Birnbaum ،أن أهم مشكلت الثي السمعي ف الخبار التليفزيونية
يتم ثل ف أن ل غة هذه الخبار ت يل إل التجر يد ،كخا صية أ ساسية من خ صائص الل غة اللفظ ية ،وبالقا بل
يتطلب إدراك اللغة التليفزيونية نوعا من العرفة الرمزية ،على أساس الطابع اليقون الذي تتميز به أحيانا
اللغة البصرية ،ما يكن من معالة العلومات ذات الدللة التصويرية.
من جهة أخرى يرى البعض أن استخدام هذا السلوب ف اللغة العلمية يب أن تتم بذر كون
أن تقرير العن ل يتم إدراكه مباشرة ،لكن يصل عن طريق تدخل العقل لستخلص اللزم من الصياغة،
وبالتال فإن ناح استخدام هذه اللغة يتوقف على قدرة الحرر ،وعموما يعود عدم انتشار اللغة التصويرية
ف الخبار حت وقت قريب إل سببي رئيسيي ها:
-الوف من استخدامات الحررين الاطئة لذه اللغة ف الخبار ،ما يرج الب من
خصوصيته ،ويقوده إل مناطق التعليق والتحليل خارج إطار الخبار.
-الوف على جهور التلق ي ،ح يث كا نت نتائج الدرا سات تش ي إل أن التلق ي
يتعاملون مع إدراك اللغة الجازية التصويرية بشكل أكثر تعقيدا من اللغة الباشرة،
الت يستقبلون فيها معلومات واقعية وحقيقية ،فهي تتاج إل قدرات أعلى للفك
والتمثيل العرف.
إل أن نتائج الدراسسات العاصسرة دحضست تلك الخاوف ،سسواء التعلقسة بقدرة الحرريسن على
استخدام اللغة بأثوابا الباهية ف كل أنواع التحرير الخباري ،ما يلق انطباع أفضل لدى جهورهم ،أو
فيما يتعلق بصعوبة التمثيل الدراكي لذه اللغة ،فالجاز ف النهاية لغة تعبيية تصويرية ذهنية أكثر من كونه
تعبي لغوي ،إضافة إل اللغة التصويرية ل تشكل عبئا على الدراك كونا تشكل جانبا أساسيا من اللغة ف
حسد ذاتاس ،فهسي تشترك مسع اللغسة العاديسة فس كافسة "ميكانيزم" التمثيسل العرفس ،ولذا يرى "دوبكيس،
"Dobkin. B.Aأن البعاد البلغية لسرد الخبار ل تتم أبدا عن طريق الزخارف اللفظية ،ولكن من
خلل التخلص من اتام الزي نة الضا فة عب البن ية الكل ية لل خب ،وال ت ت قق أهداف البل غة الا صة من
وضوح ،وحجة منطق ،ودقة ،وتكثيف ،وما يشي إل أصالة القدرة التداولية لعن الب ودللته.
90 أساسيات التحرير الصحفي
وبالتال تو ظف ل غة الخبار العاصرة ف تكيف ها مع نظريات البلغة الديدة ،و ف ماولة البتعاد
عن التقليدية ،وزيادة قابلية التقارير والقصص البية للتذكر نوذجها الاص القائم على الساليب التالية:
-الوصف الخباري للشخصيات والدث ،با ييز الب ويلونه ،ويسد الشهد ،أو
موقع الدث ،بدف تقدي الوقائع بشكل مباشر كلما أمكن ،بدف زيادة معرفة
المهور ،وهذا الشكل من أساليب الكتابة مركزي ف التغطية الخبارية الباشرة،
وعلى وجه الصوص حي يوظف العلومات حول ظهور وحدوث الخبار ،وهو
ل يبن وفقا للتتابع الحداث ،لكن تبعا لهيتها.
-ال سرد الخباري :يقوم على تنظ يم القائق وفقا لتتا بع الحداث بش كل مؤ ثر،
ويستفيد من البكة لتقدي الحداث ،فهو يقدم خبة نشطة وحية ،وينقل معرفة
مؤثرة ،هدف ها احتواء القارئ أو الشا هد ،من خلل مع ن إشرا كه ف الدث،
وجعله جزء منه.
-التفسسي الخباري :مسن خلل الوحدات التفسسيية التس يشملهسا النسص البسي
كاللفيسة والقتباس ،ليؤسسس منظور حول فهسم العنس وإدراكسه ،فالحرر بذه
الداة يبلغ ويشرح ويفسر ويقارن ويقابل ويوضح ،ويظهر ذلك جليا ف التقارير
والتحاليل الخبارية.
-الحاجاة الخباريسة واسستخدام الوار بدل مرد القتباس :فهسو يسسهم بنقسل
الشاعسر ،ويوظسف عدد مسن السستمالت البلغيسة كاسستراتيجيات لكسسب
المهور ،وإقناعسه ،وتقيسق أكسب قدر مسن التفاق معسه عسب مارسسة أخلقيسة
تشخص الدث ،وتتناوله ف أجزاء صغية عب حس تييزي عال ف الكتابة.
وإذا كان جيع منظري اللغة والتصال ف الغرب انطلقوا من تطوير لغة الخبار العاصرة بناء على
مقدرة الل غة النليز ية ،ومرونت ها ،وتغي ها الستمر ،إضا فة ليزات ا ال ت تت يح ل ستخدمها ا ستحداث التأث ي
الطلوب عب الستفادة من أقصى طاقاتا ف صياغة أخباره ،فإن التطبيقات العاصرة للغة الخبارية الديثة
القائمة على أن كل لغة تركض ف مال يسد عبقريتها ،ومدى قدرتا على الداء ،هي أول باللغة العربية
الت بل شك أنا تتاز ببلغة تراكيبها ،وبراعة أساليبها ،وعذوبة منطقها ،ووقعها ف النفوس ،وروعتها ف
القلوب ،كما تتميز بدقة مبناها ،وقوة متنها ،وإحكام تراكيبها ،وسلسة نسقها ،وجودة سبكها ،وإتقان
صياغتها ،وبرا عة نظم ها ،ك ما يتم يز أ سلوبا ببا عة الياء ،ود قة الت صوير ،ورو عة الياز ،وقوة الع ن،
فهي بمال تعبيها ،ورقة أساليبها تطرح الزوائد جانبا ،وتسقط من نظامها كل مبن مضطرب ،وتركيب
قلق ،وأسلوب غامض ،وفكر خامد ،ومعن مستغلق ،بيث يكون اللفظ معبا موحيا ،والعن قويا مؤثرا،
91 أساسيات التحرير الصحفي
والتعبي موجزا بليغا ،يلفت النظر ،ويشد النتباه ،ويرك الفكر ،وينشط الذهن ،ولذا فقد نحت اللغة
العرب ية ف ع صور الزدهار العر ب أن تكون أداة فعالة لن قل العر فة ،ح ت قال القائل" :عج بت ل ن يد عي
العلم ،ويهل العربية" ،فاللغة العربية تتسم من منظور فقه اللغة بالعديد من الصائص الوهرية ،الت تؤكد
عاليت ها ،و من أه ها :التزام ها بالقاعدة الذهب ية في ما ي ص التو سط والتوازن اللغوي ،فالل غة العرب ية ت مع
الكثي من خصائص اللغات الخرى ،وعلى جيع فروعها اللغوية :كتابة وأصواتا وصرفا ونوا ومعجما،
وهذه الصائص جيعها تؤكد أن اللغة العربية تتضمن ف أبنيتها كل ما يتوجب مراعاته ف خصائص اللغة
العلم ية العا صرة ،خا صة أن العرب الذ ين يت ضح كثيا من خ صائصهم وخ صالم ف لغت هم يؤمنون أن
الجاز أبلغ من القيقة ،وذلك لنه يؤدي العن عن طريق الصورة الذهنية والصياغة الديدة ،الت يلقها ف
ذهن التلقي ،وهذا ما يتوافق ويتناسب تاما مع متطلبات التعبي التليفزيون ،فاستعمال الجاز أو الستعارة
يفضي على الملة التليفزيونية الطراوة والشفافية ،ويبعد السأم ويتذب الشاعر الدقيقة ،خاصة أن طبيعة
التليفزيون درام ية ،وهذه تنا سب الل غة الت صويرية ال ت تنت قل بالذ هن من الت عبي اللغوي العادي إل صياغة
ت ستنفر خيال الن سان وتدا عب أحا سيسه ،ل كن بشرط أن ل ي ل ذلك بقوا عد ال ب ودق ته ووضو حه،
ودون الفراط ف استخدام الجاز الذي يعل جنس الب يدخل ضمن النصوص الدبية البداعية ،وليس
الخبارية.
وكـبهان على مدى إمكانيـة تطـبيق نظريات البلغـة( •) فـ لغـة الخبار عموما والتليفزيونيـة
خ صوصا دون الخلل باه ية وطبي عة الخبار ،القائ مة على تقد ي القائق الوضوع ية ،ودون إخراج
ال ب من ردائه ليتحول إل ش كل من أشكال الطا بة أو الرأي أو التعل يق؛ نقدم القرائن التال ية ال ت
تربط بي خصائص نظريات البلغة العربية والغربية وخصائص وقيم الخبار التليفزيونية:
-1إن وظيفة ترير الخبار تؤدي مفهوم البلغة العربية الت تعن ف اللغة الوصول والنتهاء ،فيقال "بلغ فلن
مراده إذا و صل إل يه ،وبلغ الر كب الدي نة إذا انت هى إلي ها" ،وبالتال فعلم البل غة هو تأد ية الع ن اللي
واضحا بعبارة صحيحة فصيحة لا ف النفس أثر خلق مع ملئمة الكلم للموطن الذي يقال فيه ،وبالتال
للشخاص الخاطبي ،وهذا يكن أن يعتب جل أهداف الب (التليفزيون) الذي يراعى عند تريره طبيعة
المهور وإمكانية تأدية العن بوضوح وبأثر خلق ،فا ستخدام الجاز أحيانا بيث ل يكون غامضا ،وأن
يكون الدف منه مزيدا من الوضوح وتام العن ،ما يعلنا نقول أن بلغة الب التليفزيون هي قوة تأثيه
ووضوحه.
-2يعتب الخبار جزءا من نظريات البلغة الكلسيكية ،فالب عند البلغيي نبأ يتمل الصدق والكذب لذاته
بغض النظر عن الخب ،وللخب أربع عناصر تدد معناه هي :الخب -والخب به -ومطابقة الب للواقع-
والعنصر الرابع هو كون الب غائيا ،أي له غايات ترتبط بالخب وأخرى بالخب به ،ويقسم "علي بن ممد
المدي" دللة الب إل دللة لفظية وأخرى معنوية ،فمن خلل فهم مدلول اللفظ ينتقل الذهن إل لزمة
العن ،وإذا تعسر هذا النتقال لا كان الب مفهوما ،ف حي اعتب "أبو يعقوب السكاكي" الب القانون
الول ف علم العا ن ،وعلى هذا ش طر البلغيون ال صياغة إل بنيت ي رئي سيتي ه ا :ال ب والنشاء ،وال ب
لديهم قائم على إسناد طرف إل آخر ،ويدعى "السناد البي" ،بالقابل يعتب "سعيد الفغان" بلغة الب
العلمي تقوم على سرعة وعي التلقي له دون عناء ،عب اللفظ السهل ،والوجز ،والال من التزويق ،أو
التفخيم أو البتذال ،وأل يثقل بالعواطف السلبية أو اليابية ،أو بعبارة أخرى أن يكون كالط الستقيم،
أقصر مسافة بي نقطتي ،ها :مراد الكاتب ووعي الشاهد أو السامع أو القارئ.
-3تع تب البل غة أب عد ما تكون عن كون ا مرد سرابيل زخرف ية م ضى زمان ا ،فأحلك ع صور الل غة العرب ية
وأتعس أيامها ف القرون السادس والسابع والثامن عشر كانت بسبب النفصام العقلي بينها وبي الجتمع،
يوم سادت لغة أدبية منمقة ،متكلفة ،عقيمة ،مصطنعة ،ل يألفها الناس ،كتقليد سخيف للطريقة الفاضلية
ف الكتابة ،الت ل علقة لا بالكلم البليغ وكل ما تصبوا إليه النفوس ،فأصل الفصيح من الكلم ما أفصح
عن العن ،والبليغ ما بلغ الراد ،ول يوج السامع تفسي له ،وبالتال فالبلغة بصوصيتها أسلوب يكسب
الكلم قوة ف التفك ي ،وجودة ف الت عبي ،فالبل غة تتاز ع كس الشائع بد قة وموضوع ية اختيار اللفاظ
والساليب حسب مواطن الكلم ومواقعه ومواضعه ،لوضعها ف أماكنها الصحيحة ،وهي مصوصة بعرفة
أحوال الل فظ العر ب ووضوح دلل ته على اعتبار أن الوضوح ل القوة هي القي مة الثلى له ،وبالتال ت سعى
93 أساسيات التحرير الصحفي
البلغسة توخسي اللغسة السسهلة والسسلوب الواضسح لبسث العانس دون عوج أو تعقيسد ،انطلقا مسن القناع
والعجاز والغراء وتقدي حجج متينة بثابة وقائع ،مع اقتراحات ضمنية تؤسس العن الجازي انطلقا من
العن الظاهري ،ومنح نوايا الخب حجمها اللئق ،وهذه الصائص هي خصائص الب العاصر وقيمه ذاتا.
-4إن فهم أبعاد البل غة وتد يد أدوار ها على إن ا أدوات لنتاج الع ن ،ول يس أدوات للتزي يف التح سين هو
الذي يقدم البر الهم لستخدامها بشكل علمي ومدروس دون الساءة لطبيعة الب القائقية.
-5ل يزال عدة من مستخدمي اللغة عاجزين عن التفريق بي البلغة والبالغة ،فالبلغة بالعن الشامل "مراعاة
الكلم لقت ضى الال" ،وهذا يع ن التفا عل أو التعادل الكا مل ب ي الش كل الف ن والضمون الفكري الذي
يصل بواسطته إل التلقي ،وأي خلل ف هذه التعادل يصبح القول مبالغة ،وعلى هذا الساس فإن استعمال
البلغة بعن التكافؤ بي الصياغة والضمون دون مبالغة يصبح شرعيا ف لغة الخبار ونقل القائق والوقائع
بتجرد.
-6إذا كا نت ل غة ال ب عموما وال ب التليفزيو ن خ صوصا الياز؛ فإن الياز هو أ حد تعريفات ومددات
البلغسة ،حيسث يصسيب الخسب هدفسه مباشرة دون أي إعادة للمعانس أو انراف عسن الدف ،ويذكسر أن
"معاوية" سأل "صحار العبدي" ف عصر أمية ما البلغة؟ فقال له :الياز ،فقال وما الياز؟ فقال له ":أن
تيب فل تبطئ ،وتقول فل تطئ" ،وعليه يقول الاحظ :وأحسن الكلم ما كان قليله يغنيك عن كثيه،
لذلك يقولون ف إصابة عي العن بالكلم الوجز :فلن يفل الحز ويصيب الفصل ،إضافة إل أن البلغة
ت سمح بفرض ية تكث يف الكلم ،من خلل ا ستبدال كم مع قد من العلومات بملة مددة خا صة ،وهذا
التكثيسف يكون أكثسر ثراء ودللة للمعنس ،وكسل ذلك يتماشسى مسع نصسيحة "جون ركنباوJohn ،
س ع ظم تأثيهسا، "Rinkenbaughمرج أخبار " ،"KSNTالذي قال :كلمسا كانست الرسسالة قصسية كلم ا
وكمثال على دور البل غة ف الياز ض من الخبار ،ما قدم ته م طة " "C.N.Nببل غة ت صويرية موجزة
ب سيطة تت صر عشرات الكلمات ف حرب البلقان ف ا ستهلل خب ها الشه ي" :ل يل أح ر ف يوغ سلفيا
أسفر عن ،" ..كإشارة باستعارة بلغية شبهت الليل بالدم عب لونه المر دليل للقصف الستمر طيلة الليل
وما أسفر عنه.
-7ينق سم نوذ جا البل غي ف الل غة العرب ية إل بيان العتبار ،وبيان العتقاد ،ويذ هب الول إل الشياء إذا
بي نت بذوات ا للعقول ،وترج ت معاني ها وبواطن ها للقلوب ف صار ما ينك شف للم تبي من حقيقت ها معر فة
وعلما مركوزين ف نفسه ،أما الثان فهو على ضروب ثلثة :فمنه حق ل شبهة فيه ،ومنه علم مشتبه يتاج
إل تقويته بالحتجاج فيه ،ومنه باطل ل شك فيه ،ول ترج النماذج الديثة للتصال الخباري عن ذلك.
94 أساسيات التحرير الصحفي
-8إن من أ هم خ صائص ال ب التليفزيو ن إي صال الع ن من الوهلة الول ،دون الا جة إل التكرار والعادة،
عب مفردات وجل مشرقة ،تاطب العقل ،وتدث القلب ،فل يشغل لفظها عن معناها ،وهي خصائص
البلغة الت يقول فيها العتاب" :كل من أفهمك حاجته من غي إعادة ،ول حبسة ول استعانة فهو بليغ"،
ويضيف الاحظ على ذلك بقوله" :ل يستحق الكلم اسم البلغة حت يسابق معناه لفظه ،ولفظه معناه،
فل يكون لف ظه إل سعك أ سبق من معناه إل قل بك ،فإذا كان الع ن شريفا والل فظ بليغا ،وكان صحيح
الط بع ،بعيدا عن ال ستكراه ،ومنها من الختلل ،م صونا عن التكلف ،صنع ف القلب صنع الغ يث ف
التربة الكرية".
-9إن تول البل غة إل علم م ستقبلي ينع لي صبح علما وا سعا للمجت مع أدى إل تطور هذا الفهوم ،وتع تب
البلغة البهانية العاصرة إحدى الدوات اللبية لتاه القائمي بالتصال التمثل بإقناع جهورهم واستمالته
عقلنيا؛ إذ تقوم هذه البل غة ال ت وضع أسسها "بيلان "Perlman ،من أن القناع أ صبح مطلبا أ ساسيا
ف كل عملية فكرية ،لذا تقوم البلغة على آليات القناع وأساليب إجراء اللغة وتنويعها وفقا لطبائع الناس
العني ي بالقول ،فبل غة البهان فن الكلم الق نع للجمهور ،وب ث ف قدرا ته القناع ية وحج جه النطق ية،
وسسبل تأثيس الطاب بشكسل فعال فس الشخاص ،ماس يعسل قياس بلغسة الرسسل تقوم على مدى فعاليتسه
ودرجة تأثيه وقدرته على القناع ،خاصة أن مركز التفكي البلغي اليوم هو كيفية الوصول إل الؤثرات
الت صالية الثال ية القادرة على النجاح ف القناع ،وبذا ي كن أن تف هم البل غة على أن ا مموع الفاه يم
والقوا عد للظهور بظ هر مؤ ثر لدى المهور" ،فأن تقول بش كل ج يد أي أن تقول بنجاحAre Bene ،
،"Dicendiوهذا التاه لعلم القول البليغ العاصر الذي يتطابق والغاية التصالية لنقل العلومات ،وهدفها
الول التزو يد بالعر فة ،والقناع بش كل مؤ ثر ،ج عل أبرز ت طبيقات هذه النظر ية القائ مة ف مبادئ ها على
وظي فة الل غة التوا صلية تل قى ت طبيقات ف مالت عدة للن صوص ،ومن ها الل غة العلم ية ،وخ صوصا عال
البس ،على اعتبار أن ملمسح البهان عنسد "بيلان" يقوم على ضرورة التوجسه لتلقسي بلغسة طبيعيسة ،وهذا
تقاطعها مع الخبار.
-10تعرف البلغة التداولية بأنا فن الوصول إل موقف الستمع أو القارئ؛ فالتلقي هو مركز الثقل ف هذه
البلغة كما هو ف التصال ،إذ يرى "ليتش "Leitch ،أن البلغة تداولية ف صميمها ،كونا مارسة لتصال
بي الرسل والستقبل بيث يلن إشكالية علقتهما ،مستخدمي وسائل مددة للتأثي على بعضهما ،وقد
وجدت هذه العلقة طريقها إل نظرية التصال ،وبالتال إل التداولية الت عنيت بالسياقات الختلفة وأطرف
الوقف التواصلي عناية كبية ،فطالا كانت الخبار وتبقى تصاغ عب إطار يقدم الحرر به بنية معلوماته ليتم
إدراكها وفق العن الذي يقترحه هذا الطار.
95 أساسيات التحرير الصحفي
-11تراعي الخبار التليفزيونية أنا تاطب جهورا عاما ،وهو ما تدف إليه البلغات العاصرة من الوصول
لبل غة العا مة ال ت تنأى عن الغموض واللتباس ،وبل غة العا مة ف ف صول عدة :الل فظ رشيقا سهلً ،معناه
ظاهرا مكشوفا ،معروفا للعامسة ،يتاز بالدقسة والياز لحراز الثقسة فس نفوس العامسة ،فالبلغسة تتسم بال
جهورها النفسي والعصب ،بعن الوقوف على حقيقة النفس وقواها ،لذلك ل يوجد فيها غموض ول قصر
ول تكب ول تذلق ،ويرد "ابن تيمية " اللغة إل عنصر الستعمال الفردي الذي تنقله الماعة فيصبح عرفا،
فالشارع يتصرف ف اللغة تصرف أهل العرف وأهل اللغة ،لذا يصبح التعبي مألوفا حي شيوعه ،فعلى سبيل
الثال قدمت مطة L.B.Cاللبنانية خبها عن وفاة اللك السن الثان عاهل الغرب مستخدمة اللفظ الشائع
70 لوفاة الرموز "علم طواه الزمن" بقولا" :نكس العرب أعلمهم حدادا على علم طواه الوقت فجأة عن
عاما ..السن الثان ف ذمة ال بعد أن وافته النية ليلة أمس إثر."..
-12تراعي الخبار طبيعة جهورها ،وبالتال تاطب المهور الستهدف من خلل لغته ،وقدراته الستيعابية،
ك ما ترا عي طبي عة الالة ال ت تثل ها الوقائع باعتبار أن ال ب ا بن بيئ ته الجتماع ية ونتاج ل ا ،و هو ما يراع يه
البلغيون كون بلغتهم ل تراعي طرف واحد فقط من أطراف التصال؛ وهم ل يصروا القام ف الطار
الار جي ال صاحب ،بل تركوا إل دا خل الترك يب ،وهذا ما تشر حه القولة البلغ ية الشهية" :ل كل مقام
مقال ،أو "لكل كلمة مع صاحبتها مقام" ،مع رصد مدى موافقة الصياغة مع جهورها إعلنا عن ارتباط
التراكيب بأصحابا ،ودللتها على طبائعهم النفسية والعملية ،ما يعل البلغيون يالفون بي أضرب الب
باختلف رحال الخاطب ،ولعل هذه القولت أكثر ما تد انعكاسا لا ف التطبيقات البية العاصرة ،الت
أضحت ل تتوجه إل جهورها إل بعد دراسات موسعة لطبيعته ،وخصوصية مقام هذا المهور.
-13البل غة لي ست هدفا ب د ذات ا بل هي أداة لن قل الفكار والشا عر بأبلغ الطرق م ا يكن ها من القيام بدور
الوسيط ف التصال ،مع العتماد على لغة سريعة تناسب لغة التليفزيون الذي ل يتاج إل وصف تفصيلي
لليفاء بشمولية الشهد.
-14يتأكد شرعية استخدام البعاد البلغية لسرد الخبار ف اتساق كل من البلغة والخبار بشكل جوهري
مع علم النطق ،واستهدافهما الصحة والسلمة ،سواء التعلقة بصحة الضمون "موضوعية العلومات وصحتها"
أو صحة الشكل "بناء الب وقدرته التأثيية ومناسبته لطبيعة جهوره" ،وما يؤدي ذلك إل "سلمة" وصول
العن للجمهور ،وقدرته على إدراك معانيه وحقائقه.
-15ل تفرض البلغة إطار مدد على الرسل ،باعتبارها وسائل تعبيية قائمة ف بنية التركيب ،بقدر ما تساعد
على صياغة إطار الحرر بشكل موضوعي ودقيق ،مستفيدا من كل طاقات اللغة ،وإمكانياتا.
96 أساسيات التحرير الصحفي
-16من خصائص الفصاحة الت تعد جوهر علم البيان وخلصته وصفوه –أحد علوم البلغة العربية الثلثة-
أن تكون خالصة من تنافر الحرف ف تأليف اللفظة ونظامها ،ومنبة عن الغرابة والعنجهية ،إضافة لكونا
موافقة للقيسة العرابية ،وهذه الاصيات الثلث من لوازم الب ،وخاصة التليفزيون ،الذي يتوجب أن ل
يطأ الذيع ف قراءة نصه ،ول يضل الستمع الذي يتلقى الب للوهلة الول والخية عن معانيه ،ما يعل
الحرر يرص على خلو لغت هم الخبار ية من تنا فر الحرف ،أو غرا بة الل فظ ،أو الروج عن أقي سة الل غة
العرابية.
-17تتم البلغة بالتناسق بي الشكل والضمون ما ينفي عنها استغلل قدرات الصورة أو استحواذ مكانا،
بل على العكس تسهم ف تطوير بناء الب ،وترميم فجوات الذاكرة الناجة عن أي قصور ف شريطها الرئي.
أ -الساليب البلغية التي يفيد استخدامها لغة الخبر ويزيد من قدرته
في تذكر المضمون:
oإن إتقان م ت أو ك يف ي تم الذف ،أو يتو جب الذ كر ،والالت ال ت يعرف في ها ال سند إل يه ،أو
ينكر ،وقواني التقدي والتأخي ،ومتعلقات الفعل ،وقائمة التحولت ،وبنية القصر والنشاء ،وكل
ما يت صل بقوا عد الع ن لن يول الحرر إل أد يب ،بقدر ما سيمكنه من تلك أدوا ته ،و سيتيح
ل صياغته أن ت صل بأعلى مقام ل به ،وهذا ل يتلف ف أن مرر غر فة الخبار الد يب الول ل فن
التحرير الصحفي.
oيعد الياز كمفهوم بلغي يشمل القصر والذف ،ويعن جع العان الكثية بألفاظ قليلة مع البانة
والف صاح ،أو التق صي الذي يكون بتضم ي العبارات الق صية معا ن كثية ،و صولً إل الخت صار
بتوظيف اللفظ القليل للتعبي عن العن الكبي ،من أساسيات التحرير الخباري ،دون أن يؤدي ذلك
إل الغموض.
97 أساسيات التحرير الصحفي
oإن الستعارة بوصفها مركز الثقل ف بلغة البيان ،والشكل البلغي الم الذي تتفرع عنه ،وتقاس
عليه بقية الشكال ،عب ذكر الشيء باسم غيه ،وإثبات ما لغيه له ،من أجل البالغة ف التشبيه،
واحترازا من الجاز ،يعد من الدوات الت يكن توظيفها بشكل ناجح ف التحرير الخباري لتحقيق
الياز ودقة التعبي ونقل الحساس ف الب ،ويضرب "موري جرين" مثالً "لبول أوديل" من مطة
" "KNXTعلى استخدام الستعارة الت يب أن تكون مفهومة وبسيطة ف لغة الب بقوله" :خرج
قائد الشرطة من اجتماع ملس الدينة بابتسامة على وجهه ،لكن بأقل ف جيبه ما أراد" ،ويصف
هذا ال ستهلل بأ نه مثال رائع ل ستخدام ال ستعارة الب سيطة ،ف هي تل خص الق صة كل ها ف جلة
واحدة ،وتعكس بوضوح تام معن التفصيلت الت وردت فيما بعد" :أن القائد طلب ميزانية أكب
لدار ته ،ول ي صل إل على جزء م ا طلب ،ولذا ينت قد " سيسل ك نج" تر ير ال صحف بأ نه مروع
تاما ،لن ال صحف تر فض ال مل الضيئة باليو ية وتعري الفكار من الدرا ما الكام نة في ها ،و من
المثلة الت وظفت الستعارة بشكل جيد ف عينة الدراسة الستطلعية الالية" :شبكة التجسس
الصدامية مدت أذرعها إل حياة كل الواطني العراقيي" (العربية)" ،روسيا الت أفاقت على هزة
سياسية بعزل "برياكوف" ،)LBC( ،"..نف ضت كني سة ال هد غبار ال صار عن ها لت ستقبل"..
(الزيرة)" ،مالت مؤشرات وول سـتريت نزولً للتقاط النفاس بعـد القفزة التـCNBC("..
العربية) الغتيالت مدت رأسها اليوم ف الزائر على مقتل رئيس..
oتساعد جيع تطبيقات علم العان على لغة تريرية تصل هدفها بدقة ،كما تتناسب مع خصوصية
الب ،وقيم ته العلمية ،م ثل :الساواة بدف إي صال الع ن بعبارة م ساوية له ،والفصل والوصل،
للوقوف ع ند مقا طع الكلم وحدوده ،وعدم خلط الر عي باله مل ف الف صل أو الق طع ، ،وكنوع
من التكا مل الدلل ح ت ل يتلط الر عي بالهمل ،ف الو صل أو ال مع ،ورد الع جز عن الصدر،
والوازنة ،واللف والنشر ،وغيها من بلغة العن.
oمن التطبيقات الت يكن استخدامها لكن بذر ودراية ف ترير الخبار الجاز الرسل ،أو ما يدعى
بالستعارة الزئية ،كالشارة إل العمال باليد العاملة ،والكناية كاستعارة قائمة على أساس التصال
أو الشيء وما يتصل به ،واستخدام اللفظ ف اللزم مع جواز إرادة الصل ،أو لفظ قصد به العن
مع مضاهاة ،فالكنا ية تفادي الت صريح بالتلم يح ،و هي من ال ستر ،أي تتكلم بش يء يراد غيه ،أو
بلفظ يانبه جانبا حقيقة وماز ،ومن أمثلتها ما قدمه مراسل "اليورو نيوز" أثناء القصف المريكي
على العراق" :ل أحد يستطيع النوم ف ليل بغداد هذه اليام" ،كناية على القصف الستمر طوال
الليل ،والتشبيه القائم على إلاق أمر بأمر ف وصف يستخدم أداة معينة لغرض مدد ،وهو تثبيت
للمش به حكما من أحكام الش به به ق صدا للمبال غة ،إضا فة ل ستخدام الجاز القائم على ا ستخدام
98 أساسيات التحرير الصحفي
اللفظ ف لزم معناه ،فالجاز لغة من جاز ،أي سار فيه وسلكه ،أي الكلمة الستعملة ف غي ما هي
موضو عة له ،بالتحق يق ا ستعما ًل ف غ ي ،وه نا ي ب ال ستعمال الدروس للمجاز الر سل ،وخا صة
العروف والألوف الذي يدخسل فسقلب السستعمال اليومسي للناس الذيسن يسستخدمون فس تواصسلهم
أضعاف ما تستخدمه الراجع البية من ماز.
oي كن ا ستخدام ف التحر ير العل مي بذر وعنا ية و خبة كبية ب عض أنوع ت طبيقات علم البد يع
كالطباق القائم على ذكر النقيضي أو المع بي التضادين ،أو القابلة القائمة على المع بي شيئي
متوافق ي ،مراعاة النظ ي القائم على ال مع ب ي التشابات ،إضا فة إل تشا به الطراف والترد يد
والجاورة والجاوزة عب التزاوج ب ي معني ي ف الشروط والزاء ،والع كس والتبد يل والتعد يد،
ومن أمثلتها ف عينة الدراسة الستطلعية" :مات اللك السن الامس عاش اللك ممد السادس،
رحل ملك الغرب السن الثان ،وتوج ممد السادس ملكا جديدأً للبلد ،مراسم التتويج تت
بضور" ،)BBC( "..جع قمة ف الرباط هي الكب منذ الرب العالية الثانية ،ول يضرها" (أبو
ظب)" ،انتشل من البحر جثة ،وسيعود إليه رمادا ،بعد أربعة أيام من عمليات التفتيش ،و 24
ساعة على إعلن الوفاة ،وعلى ب عد اث ن ع شر كيلوم تر من جزيرة "ماتزمي نو" وعلى ع مق 25
مترا وجدت جثـة جون كنيدي البـن وحطام طائرتـه ،وبقيـت زوجتـه وشقيقتهـا فـ عداد
الفقودين" (.)LBC
ب -ال ساليب البلغ ية ال تي ل يم كن ا ستخدامها في ل غة ال خبر لعدم
تناسبها وطبيعته العلمية:
oمسن أهسم الدوات التس يذر اسستخدامها فس لغسة الخبار الطناب ،وهسو عبارة عسن الكلم الليسء
بالدعاء والغلو والكثار والبال غة ال ت تقتضي ها الفكرة ،أي إي صال الع ن بعبارة زائدة ع نه خ طأ قد
يؤدي للح شو فهذه الل غة ل تتلئم وطبي عة ال ب القائم ف لغ ته على الد قة بدل البال غة ،والخت صار
بدل الشو الزائد.
oكما يذر استخدام أساليب قد تعصى على فهم المهور العامة ،كالتجنيس والشاكلة القائمة على
ذكر الشيء بلفظ غيه لوقوعه ف صحبته ،واللتفات بعن النصراف عن الشيء إل شيء آخر،
فهو التحول من معن إل أخر أو انتقال من أسلوب ف الكلم إل أسلوب مالف للول ،فاللتفات
ف ال سلوب م كن ل كن ف الع ن قد ي سبب إرباكا لذ هن ال ستمع خا صة مع خ صوصية ال ب
التليفزيون الذي تعد أول مرة يستمع فيها من الفترض أنا الخية.
99 أساسيات التحرير الصحفي
oج يع الب ن اليقاع ية ف البد يع اللف ظي القائ مة على تشا به اللفاظ ف العجاز والوزان ت عد وري ثة
عصر القامات الت مضى زمانا ،كالسجع ،والتطريز ،والتصريع ،وجناس ،فحرص الحرر على هذه
الدوات ستجعله يقود الب بعيدا عن متطلبات الياة اليومية وتدفق سيل العلومات ،إضافة لا يراه
"أين صالان" ف أن استخدام هذه البن اليقاعية قد يؤدي إل تركيز الشاهد على نغمة الصوت
بدل من معناه.
إن التأمسل فس تلك الدلئل والقواعسد الواجسب مراعاتاس عنسد السستفادة مسن نظريات البلغسة
الكل سيكية والعا صرة تؤ كد شرع ية دراسة البعاد البلغ ية ل سرد الخبار التليفزيون ية ،ول عل هذا ما د فع
الباحث ي إل تطو ير مقاي يس لقياس در جة بل غة ال ب كمقياس " "H. Larronومقياس ""E. Rhrisin
العاكس للبلغة الخبارية ،إضافة لتطوير نظريات لتحليل الصيغ البلغية ف الخبار كنظرية البناء البلغي
(" )RSTلذار""."Azar. M
ل للفاعلية الجتماعية
ونرى أن هذا التاه الذي بدأ ينتشر بقوة لزيادة فاعلية الب ما هو إل تثي ً
ال ت ترت بط بالبل غة ،وهذه ل ت كن لتحتاج إل أ ساس مادي بل تشترط تو فر قوالب ت عبي بلغ ية جيدة
ليصنف الخب بي الؤثرين ف وسطه ،لكن هذه الستخدامات يب أن يكمها عدم الخلل بالعن ومنع
اللبس والغموض مع إحكام الدقة ف تعابي الصياغة.
النواع الخباريققة المتفرعققة عققن الخققبر والمتداخلة فققي
الصياغة الخبرية
رغم اعتبار الب وحده أبو الفنون الصحفية الت جاءت جيعا بعده لتزيد ف تقرير تفاصيله الزائدة،
أو لتعلق على حقائقسه ،أو تللهسا ،أو تسستضيء مسن شخصسياته حول طسبيعته ،أو تقسق فيمسا ورد ضمسن
معلوماتسه ،وبالرغسم مسن كونسه كذلك الدف الول للمتلقسي ،والقادر على إشباع فضوله النسسان وحسب
الطلع لديه والتعريف با يدور حوله فإن ثة أنواع إخبارية تزامل الب سواء ف صفحات الرائد الول أو
ف النشرات الخبار ية والذاع ية ،وأه ية كل من ها مقار نة بال ب ومدى تقر ير فوارق الدراك والفادة بي نه
وبي الفنون –الخبارية -الت يكن أن ترد ف النشرة الخبارية أمر غي مسوم ،ويتطلب كثي من التجارب
التطبيقية ،لكن عموما يبقى النوع الخباري الذي يعتمد على الذيع فقط لتقدي العلومات أو (الب البسيط
ف صحيفة دون أي مرافقة) أقل إدراكا وأهية ف السترجاع من النص الذي يزاوج بي الذيع والندوب أو
الراسل.
وتتعدد النواع الخبار ية ال ت ي كن أن تتضمن ها نشرات الخبار إل جا نب ال ب ،و من أشهر ها:
التقريسسر " ،"Reporting Newsوالقصسسة الخباريسسة " ،"News Storyوالقابلة أو اللقاء "
100 أساسيات التحرير الصحفي
يعل الحرر يورد ملبسات حوله ل يشملها حيز البي العادي ،ويضيف معلومات متجددة عن سيورته،
بشكل ل يكتفي بإخبار القائق بقدر قيامه إيصال مغزاها ،إضافة إل كونه غالبا ينطلق من موقع الدث أو
على مقر بة م نه ،من خلل تعد يه للجوا نب الوهر ية ليقدم و صفا لكان وزمان الدث ،و مع العلومات
التعمقة حول الدث نفسه ،أو ظروف وأسباب وكيفية وقوعها ،والشخاص الرتبطي به ،وخلفية متعمقة
حولا وردود الفعل عليها ،ما يعل معلوماته ذات طابع وثائقي ،لتضمنها ثلثة عناصر هي :اللفية والتفسي
والتحليل ،إضافة لتقديها القائق الساسية بشكل موضوعي ومتوازن بعيدا عن الرؤية السطحية ،وبا يسمح
لظهور شخصية الحرر وإبراز ذاتيته وتفسيه القائم على الوقائع الوضوعية.
وكانت التغطية التقريرية حت منتصف بداية العقد الخي من القرن الاضي تقسم إل تغطية تقريرية
مردة " ،"Objective News Reportingتكتفسي برصسد الوقائع والفكار دون التعمسق فس التفاصسيل
واللفيات ،مقابل التغطية التقريرية الفسرة " Interpretative News Reportingالت إل جانب رصد
الوقائع والحداث تللها وتدعمها بالتفاصيل واللفيات الوضحة والشارحة ،وتقدم عبها الدلة والشواهد
وكل وسائل اليضاح الت تعل التلقي ملما بكل التفاصيل والظروف الحيطة بالدث ووقائعه ،إل أن مع
انتشار القنوات الفضائ ية الخبار ية التخ صصة نرى أن طبي عة التقر ير القدم ت تم الزاو جة ب ي النوع ي ،مع
الحافظة على خصوصية النوع العلمي ،ليصبح الب –البسيط أو الركب -هو من يقوم بوظيفة التغطية
الجردة انطلقا من خصوصية الب وطبيعته التكوينية ،فيما يقوم التقرير بالوظيفة الستقصائية.
هو القصة الت تبن كلية على عنصر الهتمامات النسانية ،أو هو الوضوع الذي ل يضع للمبادئ
ال صارمة للخبار الادة ،أو هو الوضوع الذي يعال ه الحرر بطري قة تبز ناح ية معي نة م نه على أ ساس أن ا
القرب لقلب التل قي ،وير كز من خلل ا على كل ما يعال النوا حي العاطف ية والن سانية ،ح يث ي كن أن
يتخلى على عن صر الال ية الطل قة ويعت مد على دا فع ذا ت ك مبر لتقدي ه الن ،كمواض يع الذكرى ال سنوية
مثلً ،أو الواضيع الت يطلق عليها "كيف تفعل ذلك "?How to do it ،الذي ليس لا وقت مدد ،لكن
تتاز بأسلوب شيق ولغة ثرية ومعالة معمقة ،وبالتال رغم تعدد استخدامات هذا اللفظ ونوايا الحررين من
ورائه إل أنه يبقى ف لغة الخبار يطلق على الب الذي ل تكون فيه النية أو الفورية مهمة ،ويتم التركيز فيه
على سة الهتمام الن سان ،ولذا يتاز الوضوع الخباري بأسلوب شيق ومعالة ثرية وبتناول موضوعات
خفيفة أو إنسانية ،لدرجة أن البعض يشبهه بالتقرير ،لكن الذي يركز على جانب واحد.
)6خقققققققققبر مرفقققققققققق بمقابلة أو لقاء" :
"Interviewing
تقوم القابلة القدمة ف نشرات الخبار على تقدي العلومات من خلل الوار بي الذيع أو الراسل
وإحدى الشخصسيات الؤثرة والفعالة أو النفعلة بالبس ،للحصسول على الزيسد مسن الوقائع التفصسيلية أو
ا ستعراض وجهات الن ظر ،و قد يكون الوار مبا شر أو عب و سيط إلكترو ن كالا تف أو القمار ال صناعية،
وتتلف القابلت عن الحاديث الصحفية بأنا يكن تضمينها ضمن نوع إعلمي آخر كالب أو التحقيق،
في ما يكون الد يث نوعا م ستقلً قائما بذا ته ي ستعرض أك ثر من جا نب أو حدث وا حد كأحاد يث الرأي
والمتاع والماعات والؤترات ،مسع التمييسز بيس القابلة التس يسستعد لاس الحرر ويعرف صساحبها مسسبقا،
واللقاء الذي ل ي تم العداد ال سبق له ،كأن يكون مع أ حد شهود العيان الذ ين ي صادفهم الحرر ف مو قع
الادث.
بناء الطار الخبري للصياغات الخبرية
وكلماتها المفتاحية المؤثرة
مدخل في تأثير الطار وبنائه في الصياغات الخبرية:
إن القدرة البشريية على اكتشاف المعانيي المقصيودة للنيص تتيم وفيق الطير المعرفيية التيي
تستثيرها كلمات هذا النص وفقراته ،وهذه المعاني هي التي تعطيه الستمرارية في الفهم ،وإل غدا
النص مبهما ،وناقص المعنى ،وهذا ما يتعارض مع طبيعة الخبر كنص جماهيري متداول المعاني،
خا صة أن نتي جة التعرض المك ثف لفيضان المعلومات ظ هر ما ي سمى بالقت صاديات المعرف ية أثناء
103 أساسيات التحرير الصحفي
التعرض لهذه المعلومات ،والتيي تتمثيل فيي اسيتخدام المتلقيي مخططات وأطير ذهنيية معينية
لسترجاعها.
وإذا كا نت ال طر هي ال تي تم نح الخبار معنا ها ،ف قد ل قى مد خل الت صال كعمل ية خا صة
بتول يد المعا ني الذي قد مه "رونالد بار سيس ،"Ronald Barthes ،انتقادات عدة من خلل ال صراع
ب ين المع نى الذي يقدم به إطار ال خبر ،والمع نى الذي ي تم من خلله إدراك المع نى من خلل إطار
المتلقي ،ومن أبرز هذه النتقادات:
-طالما تتعدد تفسيرات معاني الرسالة الواحدة ،فأي هذه المعاني هي التي تحمل
المعنى الصحيح.
-طالميا تسيعى الرسيالة ليصيال معنيى محدد فمين الصيعب تحدييد درجية تأثير
المتل قي بالمع نى ،وبالتالي من هو الذي ي صنع المع نى في النها ية المر سل أم
المتلقي.
-طالما يضفي المتلقي معان إضافية للمعنى فإنه من الصعب إعطاء قيمة لمعنى
الرسالة المباشر.
ولهذا اقترح "دي نس ماكو يل "Deins Mequail ،إلى أن محتوى الت صال يف سر من خلل
تلقييه أكثير مين تفسييره مين خلل إنتاجيه ،فالمعانيي لييس فيي الكلمات بقدر ميا هيي لدى الجمهور
المتلقي.
من جهة أخرى فإن أطر صياغة الخبار ل تؤثر فقط على اعتقادات الجمهور بل تؤثر أيضا
على إدراك مضاميين هذه الخبار واسيترجاعها ،فالعلماء الجتماعيون قدموا تعريفهيم لمفهوم الطار
الذي يكسب الصياغة معناها من خلل تركيزهم على مبدأين ،هما :كيفية تقديم الخبار ،والكيفية التي
تف هم ب ها هذه الخبار ،فعلى سبيل المثال ت صبح الخبار الم صاغة بش كل "مم سرح" قري بة من إطار
الهتمام النساني ،مما يوفر لها فرصا أكبر للفهم والتذكر ،وكلما كانت الطر المدركة من مضمون
ال خبر أو المكو نة م سبقا ،وال تي يتيم ت صنيف المعلومات من خلل ها قويا كان ا سترجاع معلومات ها
أ سهل ،بين ما يفترض "فت حي الزيات" أ نه ك ما يؤ ثر تعدد صيغ التمث يل على در جة وم ستوى الكفاءة
المعرفيية للفرد تأثيرا دالً موجبا فإن التمثييل المعرفيي القائم على اشتقاق أطير معرفيية مختلفية أو
ين يميلون إلى إدراك
يتوى هذه الكفاءة ،فجمهور المشاهديي
يا على مسي
ير بالدللة ذاتهي
يا يؤثي
توليفهي
وا سترجاع الق صص الخبار ية من خلل أطر هم وخطط هم الكل ية للهي كل ال سردي ،ب ما تحو يه من
توقعات نمطية عن كيفية تصنيف الحوادث ،وعن علقة الجزاء بالكل ،ويميل الجمهور إلى استعمال
هذه الطر المعرفية لدراك وفهم الوقائع ،واسترجاعها وتلخيصها ،فالمشاهد يتوقع أن يتبع كل حدث
104 أساسيات التحرير الصحفي
نظاما زمنيا مت سلسلً مرتبطا بخيوط ال سباب والنتائج ،والعلقات ال سببية على ال خص مه مة لتذ كر
القصة ،فالناس يميلون إلى عكس ترتيب الحوادث إذا كانت مسلسلة ،ولكنها غير مسببة.
وانطلقا من تعريف الطار الخباري بأنه الطريقة التي يركب فيها المخبرون القصة لجعلها
أكثير كمالً ويسيرا وسيهولة منال ،عيبر إتباعيه أسيلوبا محددا لبناء القصية الخبريية يرسيم معالمهيا
بالعتماد على انتقاء مظا هر وإهمال أخرى لجعل ها أك ثر بروزا في سياق الت صال ،يش ير "مورت
روزنبلوم "Mort Rosenblum ،فيي كتا به الشهيير" :مين سيرق الخبار" ،إلى أن ث مة جهود غ ير
عادية تبذل لقولبة الخبار وتحجيمها وتأطيرها وتعليبها ،ثم تصديرها بالفكر الذي تمثله تحت عناوين
براقية طالميا أن الوقائع ل تنطوي بحيد ذاتهيا على مغزى أو معنيى وإنميا تكتسيب ذلك مين خلل
وضع ها في إطار يحدد ها وينظم ها ويض في علي ها قدرا من الت ساق ،وهذا ما تفعله مح طة ""CNN
من تغطية موجزة أشبه بالعينات جعلت البعاد الخفية للحداث تتلشى في زوايا العتمة ،ولعل هذا ما
يدفع كل مؤسسة إعلمية مثل وكالة "أسيوشيتدبرس ،ووكالة "رويترز" ،وصحيفة "الواشنطن بوست"،
وغيرهيا إلى نشير دلييل أسيلوبي يتدرب صيحفيوها علييه لتقان صينعة الخبار وفيق تعالييم لغويية
وطرائق معتمدة للتعامل مع الخبار من منظور سياساتها العامة.
جمهورها من خلل وضعها في إطار يحددها وينظمها ويضفي عليها قدرا من التساق ،عبر التركيز
فيي الختيار والصيياغة على بعيض الجوانيب وإغفال أخرى ،وهذه الزيادة فيي بروز جوانيب على
حساب أخرى هو ما يعزز احتمالية تميز المعلومات ،ومعالجتها وتخزينها في ذاكرة المتلقي ،فالطار
العلميي هيو تلك الفكرة المحوريية التيي تنتظيم حولهيا الحداث الخاصية بقضيية معينية ،وتنسيجم
العلقات بينها ،مما يجعل الخبر يبدو صحيحا ولكنه في الحقيقة المر ليس كاملً ،ذلك أن الطر هي
انعكاس ليس للواقع الوارد في الرسالة ،لكن للواقع المفترض في البيئة التي يتم التلقي فيها.
تتعا مل الدرا سات الحدي ثة لل طر مع تأث ير الطري قة ال تي تب نى في ها الحداث ،وتشترط تأث ير
أ طر التغط ية في أ ساليب معال جة الحداث ،فتخ تبر ال سؤال الرئي سي في ال طر القائم على أ نه ك يف
يمكين لسيلوب تحريري دون آخير مين أسياليب عرض القصية الخبريية أن يؤثير على رد فعيل
الجمهور؟ ،بمعنى كيف ولي نطاق تستطيع الطر التحريرية التأثير على إدراك الجمهور للقضايا،
وكييف أن أطير تحريريية معينية تسيتطيع تأسييس مفاهييم أطريية متشابهية لدى الجمهور المتعرض،
وك يف لهذه ال طر أن تؤ ثر على ا ستدعاء وتذ كر مضام ين الخبار ،خا صة أن كل تعريفات ال طر
تن صب في كون ها ال سلوب الذي ي تم بوا سطته تنظ يم الحداث والموضوعات من ق بل المهني ين في
مجال العلم ،ف من أك ثر ال ستشهادات شيوعا في هذا المجال ما وجده "تود جيتل ينT. Gitlin" ،
))1980فيي أن الطير بوصيفها أنماط متواصيلة مين الدراك والتفسيير والعرض تشتميل على
الختيار والتأكيد الستبعاد يتم عن طريقها تنظيم الحداث بشكل روتيني ،عن طريق إدراك ما الذي
يو جد؟ و ما الذي حدث؟ وميا الذي يهيم؟ ،ول عل هذا ما دفيع "جامسيون وطل به "Gamson ،إلى
العتقاد أن الق صص الخبر ية باحتوائ ها على أ طر ال صراع فإن ها ل يس مجرد محدات تؤ ثر في بناء
القصة الخبرية الكاملة ،لكنها عناصر تظهر داخل هذه القصص ،فهي جزء ل يتجزأ من الخبر ،ومن
ه نا ي صف "تانكارد )Tankard" )1991 ،ال طر على أن ها الفكرة التنظيم ية الرئي سية لمضمون
الخبار ،فيميا تذهيب "توشمان "Tuchman ،إلى العتقاد أن الطار هيو النافذة التيي يطيل مين
خلل ها المحررون على الوا قع الجتما عي ،م ما يجعله ينطوي على رؤ ية خا صة للحدث الخباري،
وعلييه اعتيبر "جاميسيون وباتيرسيون "Jamieson & Patterson ،أن محرري التقاريير
والمرا سلين هم الذي يبتكرون ال طر ،ويخلقون ها ،فالطار ين تج من تفاعلت الم صدر مع المر سل،
وبالتالي فإ نه ح سب "جي مس دي فت ".James, D ،فإن تحل يل ال طر ال تي ي جب أن تكون مميزة،
وذات خ صائص لغو ية ومفاهيم ية يم كن إدراك ها من خلل معالم ال نص ستقود بالتأك يد إلى اكتشاف
نماذج وأشكال التغطيية الخباريية ،وهذا التنظييم للحداث الخباريية فيي أطير محددة ،وعيبر قوالب
فكر ية ونمط ية تترا كم مع مرور الز من ،ستترجم إلى قوالب تحرير ية ت سمح للمحرر ين القيام بذلك
بطريقة سهلة ومنتظمة وسريعة ،كما تساعدهم على إدراك وفهم المعلومات المقدمة من خللها عبر
106 أساسيات التحرير الصحفي
نسيق واضيح المعالم ،وتوفير لجمهورهيم القدرة على اسيتقبال الخبار المسيتقبلة واسيتيعابها وفهمهيا
بأسلوب يمتلك دللته الخاصة لدى سياقهم اللفظي والفكري.
إن صياغة الخبر وفق إطار محدد ل تؤدي مجرد دور ثانوي فحسب في عملية التصال ،بل
تشكيل هذه الصيياغة مجموعية قرارات اسيتراتيجية يتخذهيا المحرر ،تخرج بالصيياغة مين معناهيا
الضيق كعملية ميكانيكية بسيطة تقوم على استدعاء الوحدات اللغوية من مخزن وعي المحرر لملء
أبن ية ال نص ال خبري ،لي صبح حالة خا صة من الت صرف الخلق ،وعمل ية اختيار دق يق بهدف تقد يم
ال خبر بالطار المت صور ض من ال صيغة اللغو ية المختارة ،وال تي تج عل التحق يق النا جح للمق صد هو
الهدف ال ساسي للمر سل ،مع مراعاة أن محرر ال نص ل يكون في حر ية كاملة ع ند صياغة ن صه،
ول يكفي على ما يبدو مراعاة القيود الدللية-القواعدية ،حيث يقوده معيار نموذجي للصياغة ،يتبلور
عند تحديده لطار بناء النص.
إن جنوح المحرر ين ن حو تشخ يص أحداث هم ،والترك يز على الدرا ما ،والتشو يق ،وال صراع،
خاصة في أخبار السياسة العامة التي يتم فيها إبراز ما تكسبه الشخصيات السياسية وما تخسره يمكن
اعتباره حسب "لورنس "Lawrence ،عملية ل عب في الطار ،كما يم كن إطلق على هذا النوع
من ال طر الم ستخدمة في هكذا أ سلوب تحريري يزداد انتشاره ب ين المهني ين مع مرور الو قت ل قب
"إطار اللعبية" ،وهذا يتوافيق ميع التعرييف النظري للطير على أنهيا بناءات اتصيالية يقيمهيا المحرر
لتحد يد الدوار المت صارع علي ها في ال خبر ،م ما يج عل الطار ب صمة القوى للمتناف سين من أ جل
السيطرة على الخبار.
كذلك تتجلى أهميية دراسية الطير فيي اختبار تأثيير أسياليب الصيياغة عنيد تعرييف الطار
إجرائيا ،فإطار قضيية ميا يتحدد إجرائيا مين خلل الكلمات الرئيسيية ،والمصيطلحات والجميل
والعبارات والصور فضلً عن توظيف المصادر الخبارية التي تبرز بدورها حقائق معينة ،وتوجه
أو تقود المتل قي إلى استخلصات وأحكام بعينها حول القضية ذات ها ،وهذه هي أدوات الصياغة التي
حددهيا "ماكلوييد ( )2002على أنهيا تشكيل الطير الخبريية ول تخرج عين :الكلمات الرئيسيية
والسيتعارات والوصيف المجازي والرموز والصيور المرئيية التيي يتيم تدعيمهيا كتأكييد على سيرد
الخبار ،ف من خلل تقد يم وتكرار ب عض ال صياغات اللفظ ية وال صور المرئ ية يم كن عبر الوقت من
خلل ثباتها ترسيخ بعض الفكار دون سواها ،والتي تقدم تفسيرا واحدا رئيسيا أكثر حضورا وتميزا
وأك ثر قابل ية للف هم والتذ كر من التف سيرات الخرى ،ر غم ظهور م عه ب عض التف سيرات المتناق ضة
الثانو ية القيل بروزا وثباتا ،و هو ما يت فق مع رؤ ية "آلن فر يد "Alan Fried ،فيي أن الطار
الخيبري هيو نسيق معرفيي يسيتخدم فيي التعيبير والصيياغة ،إضافية للتفسيير وتسيهيل اسيترجاع
المعلومات.
107 أساسيات التحرير الصحفي
ميع مراعاة أن الكلمات والمفردات وأدوات الصيياغة السيابقة ل تعرض فيي النيص الخيبري
بش كل فردي ،ل كن في محمولت أو حزم لبناءات داخل ية محددة ،و كل حز مة تفسيرية مقد مة تحتوي
على مجموعية الصيور الذهنيية ،والعبارات الجذابية ،والسيتعارات الملئمية ،مميا يسياعد على دغيم
الجمهور في إطار الخبر.
ومن أبرز الباحثين الذين اهتموا بالجوانب التحريرية لدراسة الطر "بان وكوسيكيPan &،
"Kosickiاللذ ين وجدا أن المحرر ين يناقشون قضا يا أخبار هم من خلل أ طر تع كس في الغالب
ثقا فة سردية وا سعة ت مد الجمهور بالدوات ال ساسية الم ستخدمة للتعا مل والتفك ير ومناق شة الحداث
السياسية ،وهذا ما دعاه الباحثان بتأثير الطار ،وانطلقا من ذلك اقترحا نموذجا لتحليل الطر يركز
على :خصائص النص الخبري ،والاستراتيجيات التي يتبعها المحرر في بناء حدثه الخباري ،ومن
ثم تمثيل الجمهور لمعلومات هذه القصة ،وعليه تم التركيز على البناء التركيبي للقصة الخبرية وفق
تسلسل فقراتها ،والاستراتيجية التي يتبعها محررها ،وكيفية توظيف مصادر استشهاداتها ،إضافة إلى
بناء عناقييد الفكرة المحوريية ،وميا يمكين أن يثيره ذلك مين اسيتخلصات ضمنيية ،ومين هنيا أشار
النوذج إلى أن أطر وسائل العلم تشتمل على أربعة أنظمة هي:
)1تركيب واستعمال الكلمات داخل الجملة ،والجمل داخل الفقرات ،وهو ما يدعى بالبناء اللغوي.
)2النيص المكتوب ،بحييث يشيير إلى كفاءة الخبار بالنسيبة للحدث ،ونقله للجمهور بميا يتجاوز
خبراته الحسية المحدودة ،وهو ما يدعى ببناء النص.
)3النظام المتعلق بعرض الفكار الرئيسية ،وفرض فكرة محددة في القصة الخبارية ،سواء عن
طريق عبارات محددة أو ربط واضح بالمصدر المباشر ،وهو ما يدعى بالبناء الفكري.
)4بيان وبل غة ال نص ،و هو ما يد عى بالبناء الخطا بي الذي ير جع إلى ال سلوب المق صود الذي
يختره المحرر لتحقيق الثر المقصود.
وعل يه يع تبر الباحثان أن العنوان والمقد مة الخبر ية ه ما وحدة الطار الك ثر قوة في الترك يب
النحوي ،فهميا يضيقان مسيافة التفسييرات المحتملة ،ويثيران أفكار ومفاهييم خاصية فيي أول برهية
للتل قي ،وح تى ق بل التل قي ،وهذا ي صنع المرحلة ال تي في ها يؤ سس الطار المرج عي وإدراك حقائق
القصية ،فكميا العناويين والملخصيات تقوم كمؤشير ودلييل لجذب النتباه ،فهيي كذلك تقترح المنظور
التقييمي لجمهور الخبر.
وبناء على ما سبق يتضح أن أساليب صياغة الخبار هي التي تحدد إطار الحدث سواء عبر
القالب التحريري أو نوع وطبيعية السيرد اللفظيي أو المعانيي الضمنيية للكلمات المفتاحيية والعبارات
البنائية ،هذه الساليب تقلل أو تزيد الصراع أو الهتمام النساني أو المسئولية أو النتائج القتصادية
للخبر وفقا للطار المشكل ،ولهذا فإن تحليل الطر لبد أن يتضمن ثلث مكونات أساسية هي:
108 أساسيات التحرير الصحفي
البناء التركيبي (الشكلي) للقصة الخبارية -الفكرة المحورية -استنتاجات المعاني الضمنية.
مين جهتيه أكيد " "Hartleyعلى أن انتقاء كلمات بعينهيا فيي صيياغة النيص الخباري
وا ستبعاد كلمات أخرى يم ثل أدوات رئي سية لخلق المع نى المتض من لل نص ،وهذا النتقاء يش مل كل
من:
-تحدييد هيئة الجملة الواردة فيي النيص الخيبري واختيار المكونات والمفردات
المركبة منها الجملة.
-النتقاء المعجميي للمفردات والكلمات المفتاحيية؛ إذ أن اختيار كلمات بعينهيا مين
بيين الكلمات المتاحية التيي يمكين اسيتخدامها فيي صيياغة الجملة يمثيل اللبنات
المستخدمة في بناء المعنى ،فهو يحمل في طياته دللت مختلفة للنص الخبري.
ولهذا يعتقد "ولسفيلد "Wolfsfeld ،أن أكثر العوامل تأثير وتحكما في أداء متغير الطار
هي :أ ساليب الممار سة التحرير ية للو سيلة العلم ية ،إضا فة ل ستقلليتها ال سياسية ،ونوع م صادر
أخبارها ،والمعتقدات الفكر ية والثقافية للمحررين والقائمين بالتصال فيها ،وطبيعة الحداث نف سها،
ويؤكيد "دنييس ماكوييل "Denis Mcqual ،أن دراسية الخبار تؤكيد أن معظمهيا يقدم ضمين
إطارات من المع نى ،يتم إدراكها عبر الطري قة التي ي تم بها معالجت ها المنظ مة ،وآل ية جمع ها ،و من
الطريقة التي تقدم من خللها بأسلوب يساعد المشاهدين على فهمها بالشكل المثل ،وعليه يتض من
إطار ال خبر ح سب "ماكو يل" فكر ته أو موضو عه الرئي سي " ،"Thematicوت صنيفات الموضوع
التي تعكس السياق ،وهدف مصدر الخبر المقدم.
من جان به يرى "شار تي Charity" ،أن التغط ية الخبار ية للقضا يا العا مة تتطلب بدور ها
صيياغة الخبار وفيق مسيتويين :يتعلق الول بالمعلومات المتضمنية لحقائق القضيية ،كمحدداتهيا
وبدائلها وحججها المتعارضة ،ويشمل الثاني جوانبها العاطفية ،ويأتي هذا مع تعاظم دور المحرر في
صنع الخبار؛ إذ أن دور وكالت النباء أصبح يقتصر على إمداد المحطات بالمعلومات الولية عن
مختلف القصيص المثارة ،فيي حيين يشكيل المحررون هذه القصيص ،ويضيفون عليهيا المعانيي
الجتماعية وفقا لطرهم المرجعية ،وسياسات المحطات التي يعملون بها.
بدوره يحدد "ستيفن براكين "Steven, M. Barkin ،في نموذجه الخاص بتنظيم القصة
الخبرية ضروة مراعاة كل من:
-1مقد مة الق صة الخبر ية وملخ صها النهائي :"Lead & Closure" ،اللتان تحددان
إطارا قصة ،وتربطانها مع بقية القصص الخبارية.
109 أساسيات التحرير الصحفي
-2نيص المراسيل " "Narratorالذي يتضمين تكملة إطار الخيبر عيبر تقدييم بقيية
تفاصيله.
-3تحدييد شخصيية القصية المحوريية والثانويية فيي سيياق الحدث ،لرسيم أطير أطراف
القضية ومصادرها.
-4تطورات القصة الخبرية التي تحدد تسلسلها ،وترسخ إطارها.
-5النيص الصيوتي " ،"Verbal Textومدى ملئمتيه ميع المادة المرئيية ،والرموز
المرئية المستخدمة ،وكيفية توظيفها في إضفاء المعنى على الحدث.
ولعل أبرز الطروحات الحديثة المقدمة في مجال الطار والصياغة والدراك ما توصل إليه
"كيتزينجر ،)Kitzinger" )2000 ،من أن الطر العلمية ما هي إل قوالب إعلمية جاهزة "
"Templatesتصب فيها المعلومات ،كصيغة مميزة للحداث الرئيسية ،وكانعكاس للية التغطية
واستراتيجية المصدر والممارسة التحريرية ،وتستخدم للقاء الضوء على منظور ما وتأكيده ،وإعطاء
سيياق ميا للحداث ،كميا تسياعد فيي تشكييل الطرق التيي يقدم مين خللهيا للعالم معناه ،ميع أمثلتيه
التداولية ،فهي تستخدم كمساعد بلغي لمعاونة الصحفيين تقديم معنى القصة ،كما تساعد الجمهور
على استخلص هذا المعنى ،مما يجعلها وسيلة لتشكيل السرد القصصي حول أحداث معينة ،وبالتالي
فإن تحليل القوالب العلمية هو شيء حاسم في تطوير فهم آلية تأطير الواقع ،إذ أن من أبرز سمات
هذا القوالب التيي تمتيد خلف الحداث الخباريية اليوميية أنهيا تسيتخدم لتوضييح أو تفسيير الحداث
الجارية كنقطة مقارنة ،وكإثبات أو دليل على مشكلة قائ مة ،كما أن لها معنى رئيسي وأولي وح يد،
فضلً عن أنها محل تركيز ،مما يجعل التشويه والتبسيط في عملية نقل حدث رئيسي داخل القالب
العلميي يؤدي إلى تشوييه التفاصييل ،وقيد تنسيى الوقائع والحقائق ،وحينهيا يكون ثمية سيوء تقدييم
للحداث الحاليية أو الماضيية ،مميا تقود فيي حال اعتماد الجمهور عليهيا أو على المعالجات الثانويية
المرتكزة علي ها إلى ض عف القدرة في ا سترجاع المعلومات ،وتقل يل فرص وجود التف سيرات البديلة،
فالتجادل بين المعاني المرتبطة بالحداث المقولبة هو الذي يؤدي التفاعل بين المكونات الجزئية التي
يرتبط كل منها بالخر ،وهذا التأكيد على معنى القوالب العلمية ربما يدعم أو يبدل حسب ما يتم
تطبيقه بالنسبة للحداث الممتدة ،لكن يبقى لهذه القوالب طاقة فعالة ومؤثرة ،وغالبا ما تكون ملحظة
وتميز عبر تنوع خبرات الجمهور الشخصية.
وأخيرا يمكين القول إن صيياغة الخيبر اليوم سيواء كان صيحفيا تليفزيونيا أو إذاعيا وفقا
لنظر ية "تحل يل الطار" ل يس إل انعكا سا للحر كة الذهن ية ،وأن حركت ها وطبيعت ها البنائ ية تأ تي و فق
110 أساسيات التحرير الصحفي
منطقهيا الدراكيي ،وبميا أن حركية الذهين خالصية ل يمكين الوقوف على حقيقتهيا ،فإن الصيياغة
الخارجية تصبح الوسيلة الوحيدة لدراكها ،وفهم متطلباتها التحريرية.
الكلمات المفتاحيققة والمفردات الصققطلحية فققي
الصياغة الخبرية:
يهتيم الطار الخيبري بدللت اللفاظ المسيتخدمة فيي الخبار إضافية إلى اهتماميه بسيياقات
عرضها ،وأسلوب تحريرها وتقديمها ،حيث أن زاوية موقف المرسل وتعاطفه مع جانب ما يؤثر على
اختياره لنظم جمله ،كما يؤثر على اختيار مفردة خاصة بدل من غيرها ،وهذا يتفق مع تعريف الطار
إجرائيا بأ نه الفكرة المحور ية ال تي تنت ظم حول ها الحداث من خلل الكلمات الرئي سية ،والم صطلحات
والجميل والعبارات ،التيي توجيه المتلقيي إلى اسيتخلصات وأحكام بعينهيا ،لهذا يطلق على المعانيي
المشتركية التيي يقدمهيا المحررون عيبر بعيض الكلمات والجميل ذات التعقييد اللغوي الطار الدللي "
،"Frame Referenceفمفردات الل غة تؤ سس المع نى الفعلي للخبار من خلل تركيز ها على حدوث
أفعال محددة كدافع لشرعية الحداث ،وكمؤثر في عملية التفاق حولها.
وبالتالي تعد الكلمات الدوات الخام التي نتلمس بها الطريق أثناء التواصل مع الخرين ،فالكلمة
أ صغر وحدة ذات مع نى في الكلم المت صل ،أو ك ما ي صفها "بلومفيلد" أ صغر صيغة حرة ،أو أ صغر
وحدة كلمية قادرة على القيام بدور نطق تام ،كما يرى "ل.ر .بالمار" ،أضف إلى ذلك أن الكلمات هي
أسيماء الشياء والشخاص والمكنية ،ولهذا تتمتيع بذاتيية ومكانية مسيتقلة فيي المعجيم ،كميا يخضيع
استخدامها لعدد ل يحصى من القيود والعادات ،كونها لفظ ومدلول ومعنى ،فاللفظ جسد روحه المعنى،
وبالتالي ليس غريبا أن يبدأ العهد القديم بالقول" :في البدء كان الكلمة".
وطالما كانت دقة الكلمة هي الحاسم لي وسيلة إعلمية ،فإن لغة الخبار تفرض اختيار أفعال
دقي قة ،تتض من الحر كة لضمان سير الحدث وتطوره ،و من المعروف أن كلمات ال خبر سواء أفعاله أو
مفرداته يجب أن تكون نشيطة ومؤثرة ،وتصقل لدرجة التوهج والشراق في القصة المصاغة ،وهذا ما
أسماه "كلرك "Clark ،الكلمات الرابحة" أي الفعال والمفردات القوية التي تبقى ،والتي لبد أن تكون
معبرة وكذلك شائعة لنها تجعل الستماع أسهل ،مما جعل "رودولف فليس" ينصح في دليل الكتابة في
"السييوشيتدبرس" عدم اسيتخدام المفردات التيي ل تسيتخدم فيي الحادييث اليوميية ،لن الوكالة ليسيت
مهتمة بزيادة الحصيلة اللغوية للجمهور.
وعلى الرغيم مين أن الهتمام باللغية اللفظيية للخبار يهدف أولً إلى تماسيك بناء الخيبر على
اعتبار أنها تدعم الصور الملزمة للعقل ،إل أن ذلك الهدف تم تجاوزه إلى التأثير على المعنى الضمني
والستدللي الذي لم يكن ظاهرا على السطح ،حيث بدأت المحطات باستخدام قواميس لفظية خاصة بها
لتقدم الخبر ضمن وجهة نظر أطر تفسيرية غير ظاهرة بانحيازها العلني ،فعلى سبيل المثال انتشر في
أخبار المحطات العربية مصطلحات لفظية (كالجدار المني بدل جدار الفصل العنصري ،وحائط المبكى
111 أساسيات التحرير الصحفي
بدل من حائط البراق وج بل الهي كل بدل الحرم المقد سي ،والم ستوطنات بدل الم ستعمرات ،والرهابي ين
بدل المقاومين ،وأعمال المقاومة بدل أعمال العنف ،والجرائم السرائيلية بدل العنف المضاد ،والعناصر
السلمية بدل الجماعات المتطرفة والصوليين ،حتى أن كثير من الخبار العربية وصفت رابين بشهيد
السلم) ولعل كل ذلك دفع رئيس أخبار الذاعة المصرية المرئية لصدار قائمة بهذه المصطلحات لمنع
تداولها في أخبار النتفاضة؛ حيث صدرت هذه القائمة في ،31/10/1999بتوقيع آمال أحمد مصطفى
نائب رئييس الخبار المرئيية ،وأهيم ميا جاء فيهيا( :ضرورة اسيتخدام لفيظ الشعيب الفلسيطيني بدل
الفلسطينيين ،والرئيس الفلسطيني بدل رئيس السلطة ،وعدم استخدام كلمة الرهاب عند وصف أعمال
المقاومة ،)..ف سيادة هذه المصطلحات ستؤدي إلى استدللت ضمنية للخبار ،ومعاني مخالفة للمعاني
الصلية للكلمات ،ضمن أطر مخالفة للمصالح قد يقود لتهويد الذاكرة على المدى التراكمي ،فعدم معرفة
مدلول الكل مة يؤدي إلى تغي ير معنا ها ل سباب لغو ية وتاريخ ية واجتماع ية ،ورب ما تر سيخ مع نى جد يد
مغاير لما كانت تستخدم عليه من قبل ،وهذا يتوافق مع نظريات المعنى التي تفسر دور وسائل العلم
الجماهيرية في مفردات اللغة ومعانيها ،إذ تقوم وسائل العلم أما بإنشاء معان جديدة لكمات قديمة لدى
الجمهور ،أو خلق كلمات جديدة بمعان مغايرة ،تسيتبدل فيهيا معان قديمية بأخرى مختلفية ،أو تدعييم
كلمات سيابقة بمعانيهيا الحاليية ،مميا يجعيل "ديلفيير وبلكيس "Defleur & Plax ،يصيفان تعرض
الجمهور لوسائل العلم بالدرس اليومي للغة ومفرداتها ،وهذا يتفق مع ما يراه "أستيفن أولمان" في أن
الكلمات تؤثر في الفكار وتساعد على إدراك المعنى بشكل عميق وربما مخالف لحالته العادية" ،ولهذا
ين صح " ستين" محرري الخبار با ستخدام الكلمات المنا سبة ال تي ت صيب الهدف ف قط ،بدلً من ا ستعمال
الكلمات العامة التي تصيب أشياء أخرى مع الهدف ،وهذا يقضي إلى استخدام الكلمات في المكان الذي
يناسب الغرض منها.
و من المثلة البارزة على تأث ير المفردات اللغو ية ال تي يختار ها المحررون ،ما حدث في ف جر
يوم الثن ين 22مارس 2004لح ظة اغتيال مؤ سس حماس الش يخ الشه يد أح مد يا سين وت سعة من
مرافق يه على أيادي ثلثة صواريخ انطلقت من طائرات أباتشي للحتلل السرائيلي ال ثم ،وقد وفقت
قناة العربيية تقنيا وزمنيا عندميا أذاعيت الخيبر قبيل الجزيرة بسيبع دقائق كاملة- ،وعلييه نال مراسيل
العرب ية في غزة "وائل دحدوح" ،الذي انفرد بال خبر مكافأة ضخ مة من م سئولي القناة ،-إل أن التوف يق
البرز كان على المستوى اللفظي ،عندما وفقت في صياغة الخبر ،باستخدام لفظ "استشهاد" في خبرها
الول ،بينما فضلت الجزيرة تعبير"اغتيال" ،ووصف أحد مصادر الجزيرة أن سبق العربية ببث الخبر
طيلة هذه المدة أ صاب العامل ين في الجزيرة بالرتباك ،وأن هذا هو ال سبب المبا شر في اختيار هم ل فظ
"اغتيال" عنيد بيث الخيبر ،وأيضا مين المثلة البارزة ميا تيم أثناء حرب فيتنام مين تلطييف للعبارات
المسيتخدمة للتعيبير عين العنيف والمذابيح ،فالتقاريير العسيكرية أضحيت تسيتخدم مفردات "التهدئة" بدل
"التخريب" ،و"النقاذ" بدل "التدمير" ،وعموما يقف وراء ترويج بعض المصطلحات لشخاص أو أحداث
112 أساسيات التحرير الصحفي
أو أمك نة ،دوائر ال سياسة العلم ية ،ال تي ت سعى للتمو يه وتح سين القب يح ،وج عل الحقي قة ال سيئة مقبولة
لغويا ،كو صف البادة الجماع ية لم سلمي البو سنة "بالتطه ير العر قي" ،فالخبار كثيرا ما ت ستخدم ب عض
المفردات بدللت تخفيي المعانيي الحقيقيية للوقائع والحداث ،وذلك كنوع مين الخفاء اليدلوجيي الذي
يؤدي بالنها ية إلى نوع من الت ستر على حقي قة الوا قع المعاش ،ول يس أدل على ذلك من ا ستخدام مفردة
"النكسة" للتعبير عن هزيمة يونيو "حزيران" .1967
وهكذا تظهر مشكلة السلوك اللغوي ،التي تستخدم فيها الكلمات دون ضوابط أخلقية ،مثل كيفية
اسيتعمال الكلمات ،ذلك أن هذا السيتعمال قيد تكمين وراءه بواعيث انفعاليية ل شعوريية ،وهذه اللفاظ
حين ما نضع ها ت حت مج هر التحل يل العل مي سنجدها ت قع ض من أ ساليب الدعا ية النف سية ال تي تد عى
بالعنونية ،فللسيلطة قاموس مفرداتهيا اللغويية ،وللمعارضية قاموسيها ،وللمحتيل مفرداتيه ،وللمقاومية
تعبيراتها ،ومن هنا كان الفيلسوف الفرنسي "فولتير" محقا حينما قال :قبل أن أبحث معك أي شيء ،ل
بد أن تحدد معاني كلماتك ،وهذا ل يخرج عن ما وجده "فندريس" من أن الكتاب يصنعون بالكلمات ما
كان يصنعه الملوك القدماء بالنقود ،يفرضون القيمة التي يريدونها ،ويحددون لها السعر الذي على كل
فرد أن يقبله ،وبذلك ين فذ في نا ش يء من عقليت هم ،ولهذا تأ تي المفاه يم في صورة مفردات أو ترك يب
لغوية مركزة يتم تطويعها في سياقات ذات صلة بما يعبر عن الموقف من الوقائع المقدمة.
إن علقة المحرر باللفاظ المفردة –كما يشبه الجرجاني" هي علقة الصانع بمادته الخام ،لذلك
تكون القصية الخباريية أكثير قوة وفعاليية عندميا يختار المحرر الكلمات التيي تتداخيل وتتشابيك فيهيا
ية "
ية أو الشاريي
يي الدلليي
يع المعاني
ية " ،"Connotativeمي
ية أو الضافيي
يي المتضمني
المعاني
،"Denotativeأي المعا ني الواض حة الجل ية " ،"Explicitمع المعا ني المضمرة أو المتضم نة "
،"Implicitو من ه نا ترى "ري تش" أن على المحرر أن ي ستخدم في صياغته الخبار ية أفعالً قو ية
تف يض بالحيو ية ،فبدل القول "كان هناك ألف الناس يريدون مشاهدة البا با" قل" :ا صطف آلف الناس
لرؤية البابا" ،فالجمل التي تبدأ بمكان " ،"Thereتجبر على استخدام فعل ضعيف ،كفعل الكينونة "To
،"beفالمصيطلحات المهنيية " ،"Jargonوالكلمات والعبارات المتكلفية والمسيتهلكة غيير المفهومية "
"Clichésم ثل" :جدل ساخن ،مناف سة حام ية الوط يس ،تأث ير لذع" ،إضا فة ل ما يطلق عل يه مدر بي
الكتابة من لغة مصطنعة "كلم جرا يد" كلها تشبه ال صابة بنوبات قلب ية صغيرة ،وعل يه تدعى الفعال
الضعيفة غير ذات الخصوصية "بالفعال الجوفاء ،"Washy ،مثل" :وقع ،حدث ،تم" ،فالحريق ل يقع
بيل يحرق ،والنفجار ل يحدث بيل يدوي ،"..وبالتالي فالبتعاد عين هذه الفعال والكليشهات الجاهزة
المستهلكة سوف يؤدي بالمتلقي إلى اقتصاد ذهني ينعكس إيجابا على مجمل إدراك الخبر وتذكره.
ونظرا إلى حقيقة أن الجملة تتحرك على فعلها وفاعلها ،فإن مسألة اختيار السماء والفعال تعد
جوهر ية لجعل ها قابلة للدراك ،وج عل مفردات ها قابلة للرؤ ية والتذوق والح ساس وح تى ال شم ،بالمقا بل
فإن الل غة هي ال تي ت صنع القوام يس ول يس الع كس ،وهذا يع ني ضرورة عدم ا ستخدام الكلمات الرنا نة
113 أساسيات التحرير الصحفي
ذات الوقع إل بحكمة تتسم يحسن التمييز ،فاستخدام مفردات مثل "كارثة ،مصيبة ،إخفاق تام ،الذروة،
الوج النهيار" بكثرة سوف يفقدها الحياة ،ويصبح ذلك تماما مثل "الصراخ طلبا للنجدة من الذئب حينما
ل يكون هناك ذئب" ،وبالتالي فعنيد دراسية مدلولت الكلمات وتغيير معانيهيا ل بيد أولً مين مراعاة
الو سيلة ال تي تقدم ب ها المعلومات ،فالكلمات الح ية تدوي على شا شة التليفزيون ،وتقوم بوظي فة مختل فة
عن تلك التي تقوم بها في الصحافة أو الراديو ،ول بد ثانيا من مراعاة السياق المحيط بها وموقعها من
ال نص؛ إذ تكت سب ألفاظا معي نة أهميت ها ب سبب موقع ها ال سياقي ،أو تر جع قيمت ها إلى أهميت ها الن صية،
البالغية بدرجية أكيبر مين معناهيا المعجميي ،وكميا يقول "باسيكال ،"Pascal ،أن اللفاظ ذات الموقيع
والترت يب المختلف ل ها معان مختل فة ،والمعا ني ذات الترت يب المختلف ل ها تأثيرات مختل فة ،ول جل هذا
يرى "برترانيد سييل" أنيه قبيل النظير فيي معانيي الكلمات ،يجيب تفحصيها على أنهيا أحداث فيي العالم
المحسوس ،لكن دون أن يجعلنا ذلك ننسى ما يعتبره "جون لينز" من أنه ل يمكن فهم أية كلمة على
نحو تام بمعنى عن الكلمات الخرى ذات الصلة بها ،والتي تحدد معناها.
لقد علق مؤسسا نظرية الفعال الكلمية "سيرل وأوستن Austin & Searle،على فرضية
شهيرة وضعهيا "فيتجنشتايين "Wittgenstein ،تحدد أن" :معنيى الكلمية هيو اسيتخدامها" ،أي أن
العوا مل الذرع ية في النها ية ال تي تحدد المع نى الحقي قي للكلمات ،والوحدات اللغو ية الخرى ،وعل يه
عرف " سيرل وأو ستن" التل فظ ب حد ذا ته على أ نه" :ف عل أو ممار سة أو ت صرف ،ويتو قف عل يه بش كل
أساسي بناء ما يمكن تحقيقه من العمل اللغوي ،بمعنى" :كيف تؤدي الشياء بالكلماتHow to do ،
،"Things With Wordsحييث أنيه بنطيق كيل جملة مفردة يتيم جزء مين الحداث (الفعال)
المختلفة لرسالة النص.
ويعرف "إيزنبرج "Isenberg ،الوظيفة التصالية لفظيا بأنها مجموع كل الصفات في الجملة
الها مة لبناء ال نص ،التي ل يم كن تلخي صها لبناء دللي أو معج مي أو نحوي أو فونولو جي ،فهي تضم
كل هذه الوحدات المركزية ،وبالتالي تصبح المفردات واللفاظ التي تستخدم في الخبار التصالية من
أهم أبنية النص وتسمى "أبنية المقاصد" ،مثلها مثل بناء الخبر ككل ،وتضمين معلومات دون سوها فيه،
لنها تحدد مقصد المرسل ونيته ،وبالتالي تقسم هذه المفردات إلى ألفاظ الحداث التالية:
-أحداث القول :مثيل أفعال ومصيطلحات" :التصيريح والدعاء والقول والتيبيين أو إظهار
البيان ،والتأك يد ،"..فالل غة تتض من عشرات المفردات ال تي تش ير إلى القول ،ول كل من ها
معنى يحدده التزام المحرر بالدقة ،فكلمة "كشف" تشير إلى القول عن ما كان سرا ،وكلمة
"أدعى" تشير إلى محاولة تصحيح انطباع خاطئ ،كما تشير مع كلمة "زعم" إلى التشكيك
بقول القائل ،لذلك يرى "كورتيس ماكدوغال" أستاذ الصحافة بجامعة "نورث ويسترن" ،أن
على المحرر أن يتردد كثيرا في استخدام أفعال "غير محايدة" مثل" :أكد ،أوضح ،صرح،
114 أساسيات التحرير الصحفي
أشار ،بيّن ،أدعى ،اعترف ،استكشف ،أهان ،اعترض ،زأر ،حاول ،صرخ ،هدد ،همس،
لحظ ،طالب أنكر".
-الحداث اللغويية المقننية اجتماعيا :مثيل أفعال ومصيطلحات" :الشكير والتهنئة والعتذار
والتأسف والتفويض والتهديد والوعيد والوعد والرفض والتصحيح والنفي والقرار .".. ..
-الحداث اللغويية ذات النتائج الجتماعيية :مثيل أفعال ومصيطلحات" :السيتقالة والهداء
والفتتاح والعلن والرثاء والمدح والتسبب والرجاء والمر .".. ..
-أحداث النداء :مثل أفعال ومصطلحات" :الطلب الملح الموجه لتباع معايير معينة".
-أحداث رد الفعل :مثل أفعال ومصطلحات" :الجواب والنقض وحل التعقيدات .".. ..
-أحداث القول المرافقية للظروف :مثيل ميا يأتيي بعيد فعيل القول" :قال متهكما ،متجهما،
متعمدا ،بغضب ،بهدوء ،بعدم اكتراث ،بضيق ،باستفزازية.".. ..
ول تخرج طبيعة هذه الفعال عما وجدته نظرية الكلم التي قسمت الفعل إلى ثلثة أنواع ،هي:
فعيل التكلم ،بمعنيى إنتاج بينية مين الكلمات ،وفعيل الحدييث لخلق جوا تفاعليا بيين المتحدث والمتلقيي،
كالوعد والتحية والتفاخر ،وفعل الكلم المؤثر الذي ينتج تأثيرات مقصودة في السامع الخوف والقناع،
وبالتالي تحدد هذه الحداث "صيغة التصال" عبر "صيغة المعلومة" في الخبار ،والتي ترجع إلى أبنية
النظائر في النصوص ،كصيغة القرار والبلغ ،أو التوضيح ،أو الربط ،وغيرها من الصيغ المكملة.
إن إدراك المعلومات يتم عبر نماذج ذهنية أكثر مما يتم عن طريق التفكيك المعنوي للمفردات،
لكين هذا ل يمنيع أن بعيض المفردات لهيا تأثيير أكيبر على الدراك والسيترجاع ،كون أن مفردة دون
سواها ت سهم في تكو ين النموذج الذه ني للم ستقبل ،ف قد و جد "أندر سون "Anderson ،وزملؤه أن
كلمة "قرش" تسهم في ‘دراك خبر عن رجل تعرض لهجوم في البحر أكثر من كلمة "سمكة" تهاجمه،
كون أن هذه المفردة تساعد المستقبل على تكوين نموذج ذهني يكون فيه الحدث والعناصر ذات العلقة
ممثلة.
وعادة ينجز الفعال اللغوية فرد أو جماعة ،كما يمكن أن توجه إلى فرد أو جماعة أو مؤسسة،
ل حدد "إدجار دال وجيين شالJ. ،
وهذا يمكين طرح مسيألة :السيتيعاب الجتماعيي للمعلومات" ،فمث ً
"Chall & E. Daleقائ مة تتض من ثلث آلف كل مة إنجليز ية تحدد م ستوى صعوبة الكل مة ،وه نا
يبرز دور علم النص ،إذ أنه يدرس في إطارها العلقات بين بنية نصية محددة وتأثيراتها في المعرفة
والرأي والمواقف ،وأفعال الفراد أو الجماعات والمؤسسات ،فعلم النص يسعى إلى إيضاح كيف يتلقى
أفراد أو جماعات تلك المضاميين ،ويسيتوعبونها مين خلل هذه البنيية النصيية الخاصية التيي تحددهيا
الفعال المختارة ،وكيف يؤدي هذا المضمون المدرك إلى بناء الرغبات والقرارات والفعال.
إن الحركية الفكريية الداخليية للمرسيل ل تتجلى إل مين خلل صيياغة لغويية خارجيية ،وهذه
الصياغة تعتمد المفردات ركيزتها الولى ،ثم يتم دفعها إلى السياق لتأخذ طبيعة جملية ،ثم تندفع من هذا
115 أساسيات التحرير الصحفي
السياق الصغر إلى السياق الكبر لتشكيل معنى الرسالة ،ومن هنا يتحدد دور المفردات "المفتاحية" في
الكشف عن توجه المحرر عندما يشكل رموز ر سالته الخبرية ،سواء الكلمات المتعمدة أو اللشعورية
ال تي تتش كل تلقائيا في ر سالة مفترض أن وظيفت ها إخبار ية بح تة ،ول يس توجيه ية أو تحليل ية ،ل كن هذا
الترك يز على المفردات ي جب أن ي تم ك ما أ سلفنا في إطار أن اللفاظ ل تراد لنف سها ،وإن ما تراد لتج عل
أدلة على المعاني التي تستثير مواد معرفية أوسع مدى ،وأكثر تنوعا ،وأكثر قدرة على تحقيق المنفعة
للمتلقي ،وبالتالي فإن بوسعها استخلص صور ذهنية أو انفعالت بارزة تسهم في سهولة تخزين النص
وإدراكه بسهولة ومن ثم كفاءة استرجاعه.
التحليل الخباري
التعريقف :هو رد فعيل إعلميي فوري على حدث آنيي يبدي المحرر رأييا سياخنا فيي مضمونيه
ويحلل معطياته تحليل أوليا ،مستعينا بأحداث هيأت له وحددت مساره .
خصائصه :
-1يتصف بأنه محاولة لعطاء تفسير أولي للمعنى الذي تنطوي عليه الوقائع وإبراز المغزى
الذي تحمله ،مزودا المتلقي بأدوات تقويمية مبدئية .
-2يتمييز بالعجالة فيي التناول وسيرعة البديهية ،فهيو يقتنيص الحدث فيي طوره الول
وتفاعلته البدئية .
-3هو نوع إعل مي فعال قادر على التوا صل ال ني مع المتل قي ودف عه إلى تب ني مو قف أو
تحديد اتجاه ينسجم ومفهوم المرسل للحدث .
-4يوائم التحليل الخباري الفورية واليجازية والتناول المكثف .
-5تتخلل التحل يل الخباري كم ية كبيرة من المعلومات حول الحدث ،لن النباء والتقار ير
التيي ترد ع نه للوهلة الولى ل تكون قيد أخذت البعاد التيي تسيتحق ول حققيت النتشار
المطلوب .
-6قد يتضمن إشارات خاطفة إلى وقائع سابقة قريبة مرتبطة بالحدث .
-7يهتم بإدراج ردود الفعل الولية التي أثارها الحدث ،كما يهتم بتفسيرها .
-8يعتمد محرره على الوقائع متحاشيا النطلق من فراغ والستناد إلى معلومات غير موثقة
.
-9يعالج محرر التحلييل الحدث بموضوعيية ،بانييا أراءه وافتراضاتيه على أسيس عقلنيية
واستنتاجات علمية .
-10يلتزم التحليل بآنية مطلقة .
-11يشغل حيزا بسيطا في الصفحات الداخلية للعلم المطبوع .
-12يتميز بأنه غير منتظم إذ يظهر بين الفينة والخرى في وسائل العلم المختلفة .
116 أساسيات التحرير الصحفي
-ل يحتاج إلى أية خاتمة ،وإذا شعر المحرر بضرورتها فأن ل تتجاوز العبارة الواحدة
.
-يشرح المحرر ملبسات الواقعة وردود الفعال عليها بوضوح .
-تفادي تكرار الفكار التي تحمل ذات المعنى .
-عند ما ي ستقي المحرر معلوما ته من وكالت النباء أو م صادر إعلم ية عل يه أل يورد
كا مل الفقرة المتعل قة بفكرة واحدة وإن ما أن يل خص أ هم النقاط الواردة في بللك الفقرة
دون أن يمس بمضمونها .
-يبتعد التحليل عن التكرار ويستخدم لغة إعلمية مبسطة وكثيفة ومتينة الصياغة.
-يتحاشى الغلو والحدية في الطرح وينأى عن استخدام الكلمات الرنانة .
بعض مواد الرأي
التعليق الصحفي
تعريفقه :نزع إعل مي م ستقل ،ي ضم مجمو عة من توجهات وطروحات نقد ية وآراء ووجهات ن ظر
ومواقف ،تدور حول جوانب من خبر أو أجزاء من أحداث مترابطة أو وجه أو أكثر من أوجه قضية
أو مسألة أو ظاهرة ،معطية الموضوع المطروح معنى توضيحيا معينا وتفسيرا محددا وخلفية تضفي
على حيثياته مغزى ينسجم والتجاه العام للوسيلة .
خصائصه :
-نوع عريق من أنواع التحرير العلمي .
-يعد ركيزة من ركائز التحرير العلمي ،فهو موجود أينما وجد الحدث .
-يضطلع التعلييق بالجابية عين السيؤال :لماذا ؟ لم وقيع ؟ ملفتيا النتباه إلى أحداث مهمية
تحتاج إلى تفنيد ،وهو يلبي حاجة معرفة خلفية ما يجري .
-يهتيم بشرح مسيببات الحدث ودوافيع تشكله ،والعواميل التيي أدت إلى تطوره باتجاه دون
آخر .
-يعيد الحداث إلى عناصرها البسيطة ،ويفكك الغموض من حولها .
-يك شف عن روا بط كام نة قائ مة ب ين أحداث يوم ية ل صلة ظاهر ية في ما بين ها ،ويحاول
التفسير
-يمارس الحوار والنقاش والنقد والجدل .
-يدعو المتلقي إلى إتباع سلوك محدد واتخاذ موقف من الموضوع المطروح .
-يبقى رغم أهميته عمل تحريرا غير مستكمل بسبب لحاقه بالوقائع .
-يورد حول الحدث المتناول أنباء هدفها وضع المتلقي في أجواء الواقعة .
118 أساسيات التحرير الصحفي
-الرأي فييه يتسيم بالموضوعيية والتناول العلميي للحدث ،يمكين إضافية انفعالت ضمين
المنطقية .
-يعالج الوقائع مستندا إلى مصادر إعلمية وغير إعلمية تحقق له مصداقية .
-يتصف بآنية .
-محرره ل ينتقل إلى مكان الحدث .
موضوعاته :سياسي ،اقتصادي ،معالجة قضايا اجتماعية وأدبية ..الخ .
أنواعه:
-تعلييق منتظيم يكتبيه متخصيص بالشأن السيياسي ينشير فيي أمكنية ثابتية بالصيفحة الولى
والداخلية للصحف السياسية ،وفي صفحات ثابتة في المجلت ،ويذاع في أوقات ثابتة
-تعلييق اختصياصي يعده مختيص وينشير فيي صيفحات ثابتية للصيحف السيياسية اليوميية
والمجلت المختصة ويذاع في البرامج القتصادية .
-تعليق غير منتظم ويدخل كعنصر من عناصر برامج تلفزيونية متلفزة .
-التعل يق الذي يتناول موضوعات اجتماع ية ولدب ية ورياض ية وين شر ب صورة منتظ مة في
الصحف والمجلت المتخصصة وينشر بصورة غير منتظمة في العلم المطبوع ،ويذاع
ضمن برامج متخصصة .
مصادره:
غير إعلمية معلنة أو غير معلنة ،وكالت النباء ،وسائل العلم الجماهيري .
تحريره من حيث المضمون:
-الطلع على جميع الخبار المتعلقة بالحدث .
-يجتزئ الكاتب جوانب من خبر أو أجزاء من أنباء .
-بلورة فكرية موضوعية واحدة .
-تنسيق وتنظيم الفكار المتضمنة لراء ووجهات نظر الوسيلة .
-الشرح والتفسير فيه يلتصق بالفكرة المحورية .
-يمكن التذكير بأحداث تاريخية قريبة أو بعيدة ،إشارة سريعة وعابرة .
-العنوان من أهم نقطة في الموضوع .
-التعبير بلغة واضحة وبسيطة وخالية من التعقيد .
من حيث الشكل:
-يفضل عدم اللجوء إلى مقدمة تقليدية بل الدخول مباشرة في الصلب مطلعا المتلقي على ك نه
الفكرة المحورية بعبارة أو عبارتين .
-عرض الوقائع دون تلكؤ ،مع تفسير خلفياتها وتوضيح الغامض منها .
119 أساسيات التحرير الصحفي
-النتقال من فكرة إلى فكرة ومن فقرة إلى أخرى دون إحداث أي انقطاع في المعنى .
-توزيع المعلومات المراد إدراجها على فقر الصلب بما ينسجم والمواقف الواردة في كل فقرة.
إيراد استخلص منطقي نهائي ل مضمون العرض وتقديم حلول واقتراحات بشكل موجز .
-التعبير بلغة واضحة وبسيطة عن الفكار .
-تجنب النعوت واللفاظ المفرغة من المعنى .
-النأي عن الجمل المستهلكة وعبارات التهويل والتطرف والتعابير التفخيمية .
-تفادي الطرائق الملئية أو التلقيدية والساليب الواعظة .
-تجنب الصيغ اللزامية والحتمية والستبعادية ،أي التحرك من حقل الممكن والمحتمل .
-قد يرفق التعليق بصور ورسوم تناسب الموضوع .
-يذاع بصوت هادئ غير تهجمي أو خطير .
-مدة التعليق الذاعي في أقصى درجة خمس دقائق .
المقال الفتتاحي :
مجموعة من أفكار ومعطيات وطروحات ومفاهيم يرسم فيها المرسيل المنحى القائد للوسيلة،
تجاه حدث مهم أو مسألة أساسية أو قضية مركزية ،مزودا المتلقي بأدوات معيارية شياملة.
خصائص المقال الفتتاحي :
-الفتتاحية هي البوصلة التي تحدد التجاه الدقيق للوسيلة العلمية في تناولها للحدث الهم ،وهي
النوع القائد الذي تتطلع اليه كل النواع التحريرية الخرى .
-تتميز الفتتاحية بأنها تتيح للمتلقي إمكانية تكوين رأي أو تحديد اتجاه أو اتخاذ موقف من الحداث،
ذلك أن هذا النوع العلميي يقدم خطوطيا عريضية واتجاهات أسياسية ومفاهييم عامية يمكين أن
يستخدمها المتلقي كمقياس أو كمعيار في فهمه واستيعابه مسائل أخرى عديدة متداولة في المجتمع
وفي مجتمعات خارجية ومتزامنة مع الحدث .
-يك تب المقال التحريري رئ يس التحر ير أو شخ صية م سؤولة عند ما تكون الدولة هي المر سل ،أو
شخصية قيادية عندما يكون المرسل حزبا أو منظمة سياسية أو هيئة اقتصادية أو هيئة عسكرية ..
-أن الطا بع الم سؤول الذي يتم تع به المقال الفتتا حي يمن حه صدقية عال ية وقوة د فع تد عم الو سيلة
العلمية في محاولتها الدائمة إقناع المتلقي باتخاذ موقف معين .
-تقترب الفتتاح ية من مقال التعل يق في معالجت ها ب عض جوا نب الحدث دون أخرى ،و في تقديم ها
خلف ية مباشرة للحدث عبر التف سير والتوض يح والتفن يد ،و في شرح الم سببات القري بة لهذا الحدث
وآليات تفاعله مع أحداث قريبة ،ويتميز المقال الفتتاحي بأنه قليل ما يلجأ إلى الجدال والمناظرة
التي يختص بها مقال التعليق .
120 أساسيات التحرير الصحفي
-يلتزم المقال الفتتاحي النية ،كما التعليق ،إل أنه يتناول الواقعة الهم خلل الفترة الزمنية التي
تحدد دورية الوسيلة العلمية .
-يتقييد المقال الفتتاحيي فيي منطلقاتيه وتفسييراته وآرائه ووجهات نظره بموضوعيية مقال التحلييل
وعقلنيته‘ إذ يخلو من العنصر النفعالي .
-أن الصيفة القياديية التيي يتمتيع بهيا المقال الفتتاحيي ،يتييح له حشيد أدلة ومعلومات مسيتقاة مين
م صادر وثي قة الطلع أو جهات م سؤولة .و هي معلومات غال با ما يوظف ها رئ يس التحر ير أو
الشخصية القيادية لشرح وجهة نظر المرسل وتثبيت رأيه وتوضيح موقفه .
-يجسد المقال الفتتاحي الرؤية الستراتيجية للوسيلة العلمية .
-للفتتاحية مكان ثابت في العلم المطبوع .
-يوقع كاتب المقال الفتتاحي إما باسمه أو بكلمتي " رئيس التحرير " .
-للفتتاحية حجم شبه ثابت إل أنها قد تطول أو تقصر أحيانا .
-يمتلك كا تب المقال الفتتا حي خلف ية ثقاف ية غن ية وتجر بة إعلم ية كبيرة ،ويتم تع بن ضج سياسي
ومكانة اجتماعية مرموقة ويحرص على أن يبقى ضمن دائرة الحدث ويتواصل مع مراكز القرار.
موضوعات المقال الفتتاحي :
-يعد الموضوع السياسي المحور الرئيس للمقال الفتتاحي .
-يعالج المقال الفتتاحي أهم الشؤون القتصادية الوطنية والقومية والعالمية .
-تتناول الفتتاحية أهم القضايا المالية والنقدية والتنموية .
-ينتقي في بعض الحيان رئيس التحرير موضوعات علمية أو أدبية أو رياضية بالغة الهمية.
أي أن الفتتاحية تؤدي دورا قياديا في جميع مناحي الحياة .
أنواع المقال الفتتاحي :
-المقال الفتتاحي الذي يكتبه رئيس التحرير أغلب أيام السبوع في صحيفة يومية .
-المقال الفتتاحي يكتبه رئيس التحرير في مجلة أسبوعية أو نصف شهرية أو شييهرية أو فصلية.
-المقال الفتتا حي المتعدد الموضوعات ،ح يث يتطرق رئ يس التحر ير في افتتاح ية واحدة الى عدة
قضايا مختلفة في مجالت متنوعة قد ل توجد رابطة فيما بينها .
مصادر المقال الفتتاحي :
-إطلع مبا شر ولقاءات خا صة وعا مة لرئ يس التحر ير ،وم صادر مرا كز القرار ،وم صادر غ ير
إعلمية ،ووكالت أنباء ،ووسائل العلم الجماهيري ،ووثائق وبيانات .
تحرير المقال الفتتاحي :
121 أساسيات التحرير الصحفي
مقن حيقث المضمون :إن كتا بة المقال الفتتا حي تتقا طع مع كتا بة التعل يق ح يث يبلور
رئيس التحرير فكرة محورية تلتصق بها جميع الفكار الخرى الواردة في الفتتاحية ،ويقتصر على
التلمييح إلى إحداث سيابقة أو متزامنية ،ويطرح رئييس التحريير أفكاره بوضوح وبسياطة ،ويتمييز
المقال الفتتاحي بأنه يعرض لفكار ذات طابع استراتيجي تحمل صفة الثبات ويعبر عن مواقف ذات
طبيعة قيادية ،ويقتصر على بعض النقاط الجوهرية أو بالغة الهمية .
من حيث الشكل :تجنب السلوب التعليمي الكاديمي والبتعاد عن الطرح المتعالي أو
الم ستهين ،والنتقال من فقرة إلى فقرة دون إحداث أي انقطاع في المع نى ،وتوز يع المعلومات على
فقر بما ينسجم مع المواقف الواردة في كل فقرة ،وتجنب استخدام الجمل المستهلكة .
-6وإذا كان التعليق يبحث في المسببات النية للحدث ويتعرض للية تفاعله مع أحداث قريبة
أو متزا من ،فإن المقال التحليلي ي ستخرج جذور تلك الم سببات و يبين آل ية التفا عل م ستندا إلى أحداث
بعيدة وقريبة ومتزامنة .
-7إذا كان التعل يق يك شف عن روا بط قائ مة ب ين أحداث يوم ية ،فإن مقال التحل يل يتجاوز
اليوميي ،إذ يرسيم صيورة متكاملة لتلك الروابيط الخفيية ويعطيي بعدا اسيتراتيجيا لطبيعية التداخيل
والتشابك الفعلي بين أحداث قديمة وجديدة ومستقبلية منفصلة ومستقلة في ظاهرها .
-8يعد المقال التحليلي عمل تحريريا مستكمل ،لنه ل يلهث خلف الحدث ول يضطر إلى
مواكب ته ،ف هو يتم تع ب سمة التر يث والتم هل والتر قب ما يبعده عن النجراف في تيار الوقائع اليوم ية
ويسمح له بتحليل عناصر موضوعه تحليل هادئا .
-9يورد كمية كبيرة من المعلومات تدور حول الموضوع المتناول بعضها جديد اطلع عليه
الكا تب بطرائ قه الخا صة وبعض ها ال خر م ستجمع من أخبار وتقار ير ومواد إعلم ية أخرى نشرت
بصيورة متفرقية ،ويدخيل المحرر هذه المعلومات فيي فقير المقال بهدف التفسيير والتوضييح وتدعييم
الموقف الذي يطرحه .
-10إذا كان مقال التعليق يعمد أحيانا في ظروف محددة إلى إدخال عناصر انفعالية وعاطفية
هدف ها التحر يض على إتباع سلوك مع ين أو القيام بف عل ما ،فإن التحل يل يخلو من ذلك تما ما من تلك
العناصر لن سماته وطبيعته تفرض التقيد بموضوعية مطلقة واستخدام أدوات التحليل بعلمية صارمة
واللتزام بمعالجة عقلنية بحتة .
-11تتطلب طبيعته تحقيق مصداقية ل شائبة فيها ،لهذا يحرص المحرر على النطلق من
الوقائع فح سب وعلى الركون إلى م صادر إعلم ية وغ ير إعلم ية تتم تع بث قة عال ية ،وف يه ي جب أل
تقتصر المصداقية على المادة العلمية وإنما أن تشمل الكاتب أيضا .
-12ل يلتزم المحرر بالفور ية في إنجاز ماد ته ،ف هو يرت بط ارتباط ن سبي بالز من أي أ نه
يت صف بآن ية ن سبية لن طبيعته ل تضطره إلى التزا من مع الحدث اليو مي ك ما في التعل يق ،ولن
عمليات الرصد والتجميع والتحليل المتأني تتطلب فسحة من الوقت .
-13ي عد مقال تركيب يا أي ضا ،إذ ل قي مة الب تة لعمل ية تحل يل عنا صر الموضوع المطروح
ونسيج الروابيط القائمية بينيه وبيين أحداث ووقائع وأفكار تبدو منفصيلة عنيه ،دون إعادة تركييب تلك
العنا صر ل ستخلص المغزى الشا مل والخروج بنتائج وخوا تم عا مة ت ستكمل أجزاء ال صورة و صول
إلى رؤية واضحة وشييياملة للموضوع .
-14يكاد ينفرد في قدرته على إعطاء أبعاد زمانية ومكانية للحدث تسمح للمتلقي بتحديد دور
هذا الحدث وحجمه وموقعه وروابطه داخل اللوحة العامة للحداث .
123 أساسيات التحرير الصحفي
-15طبيعته تمنحه كل مقومات التنبؤ فهو يستطيع استشراف مستقبل الحدث المعالج وتقديم
توقعات ومؤشرات ودلئل تتعلق بكيفية تفاعل هذا الحدث مع أحداث قائمة أو قادمة .
-16يتصف بغزارة الشواهد والمثلة والدلة التي يستعين بها لتوطيد وجهات نظره وتحقيق
قوة إقناعية كبيرة لرؤيته ومواقفه .
– 17يتميز في استخدامه للوثائق والبيانات والخرائط التي تنشر مع النص .
– 18يعد العلم المطبوع أفضل مرتع لمقال التحليل لن المطبوع يستطيع استيعاب الحجم
الكبير لهذا لنوع وخاصة المجلت والدوريات ،ويمكن للمتلفز أن يتعامل مع المقال التحليلي في حالة
وجود تغطية مصورة ملئمة .
-19يستطيع كاتبه أن ينجز مادته دون الحاجة إلى التحرك نحو مكان الحدث .
-20له جمهور متميز ،فهو يتوجه نحو متلقي مثقف ومطلع ومتابع للحداث ومهتم بالشأن
العام راغب في زيادة فهمه لما يحدث .
موضوعاتقه - :يولي اهتما ما رئي سيا بالموضوع ال سياسي - ،يه تم بالشؤون القت صادية
العامية والمتخصيصة ،يتناول قضاييا ماليية ونقديية ومصيرفية عامية ومتخصيصة ،يختاره المحرر
أحيانا لمعالجة موضوعات أدبية وعلمية عامة ومتخصصة أو مسائل فنية ورياضية .
أنواعه :
-1المقال التحليلي القصير الذي يعده محرر في الشؤون السياسية والقتصادية والمالية والمصرفية
وينشر بشكل منتظم أو غير منتظم في :
أ _ صفحات ثابتة من صحف يومية عامة
ب – ف صفحات ثابتة لمجلت أسبوعية ونصف شهرية وشهرية
ج _ يذاع في برامج إذاعية مستقلة
د _ يذاع في برامج تلفزيونية منتظمة ذات طابع تنموي
-2مقال تحليلي متو سط وطو يل الذي يعده متح صص في الشؤون ال سياسية والقت صادية والمال ية
والمصرفية وينشر بشكل منتظم أو غير منتظم :
أ -في صحف يومية ومجلت اسبوعية ونصف شهرية وشهرية عامة ومتخصصة
ب -في مجلت فصلية عامة أو متخصصة ودوريات .
-3المقال التحليلي القصيير الذي يعده محرر متخصيص فيي الشؤون الدبيية والعلميية والفنيية
والرياضيية ويشير فيي الصيحف اليوميية والمجلت السيبوعية ونصيف الشهريية والشهريية العامية
والمختصة ،وفي المجلت الفصلية المتخصصة ،وفي برامج إذاعية وتلفزيونية خاصة .
124 أساسيات التحرير الصحفي
-4المقال التحليلي المتو سط الذي يعالج القضا يا الدب ية والعلم ية والفن ية والرياض ية وين شر بش كل
منتظم أو غير منتظم في صحف يومية ومجلت اسبوعية ونصف شهرية وشهرية عامة ومتخصصة ،
-في مجلت فصلية عامة أو متخصصة ودوريات .
-5المقال التحليلي الطويل الذي يقدم في حلقات يومية أو أسبوعية وهو ينشر بين حين وآخر ضمن
فترة زمنية محددة في الصحف اليومية عامة ومتخصصة وفي المجلت السبوعية عامة ومتخصصة.
مصقادره :م صادر خا صة غ ير متا حة لجم يع العلمي ين ،م صادر غ ير إعلم ية معل نة أو غ ير
معلنة ،وكالت النباء ،وسائل العلم الجماهيري ،وثائق بيانات وأدبيات وكراسات وكتب .
تحريره من حيث المضمون :
-1يطلع الكاتب على جميع الخبار والتقارير والتعاليق المرتبطة بالحدث الذي اختاره .
-2يدرس الكاتب البيانات والدبيات والوثائق المتصلة بالموضوع المطروح .
-3يدون الكاتب ما حصل عليه من معلومات بطرائقه الخاصة
-4يحدد المحرر الفكرة المحورية
-5يستعين المحلل أثناء شرحه وتوضيحه بأدلة وشواهد وأمثلة تؤكد صحة رؤيته .
-6خلفا للتعليق يستطيع كاتبه أن يبتعد عن الفكرة المحورية في المكان والزمان ليسلط الضوء على
جذور الحدث المعالج ويبين تطوراته أي أن البتعاد محسوب ومعرفة المسك بخيوط الموضوع .
-7يمكن للمحرر أن يتطرق للحداث تاريخية بعيدة أو قريبة إذا كان هذا يخدم الموضوع.
-8صحيح أن جمهوره متميز لكن هذا ل يعني طرح أفكار معقدة أو مبهمة .
تحريره من حيث الشكل :
-1يبدأ المحرر بكتابة المقدمة موردا معلومات كافية لدخال المتلقي في حيثيات الموضوع
-2يلج الكا تب في ال صلب ب صورة تدريج ية ،مقد ما مزيدا من المعلومات ،عار ضا الوقائع مف سرا
مغزاها ،محلل عناصرها
-3يتحول المحرر من المقدمة إلى الصلب فالخاتمة بصورة تواصلية دون إحداث أي بتر في السياق
والمعنى في إطار تسلسلي منطقي .
-4يكثف الكاتب مواقفه وتوقعاته وتنبؤاته في خاتمة تقليدية ،
-5يختار عنوانا رئيسيا مناسبا للفكرة المحورية وعناوين تحتية تبرز أهم النقاط التي عالجها.
-6ليس من الضروري وضع عناوين فرعية إل إذا كان المقال طويل جدا ووجد الكاتب أو المخرج
انه من المناسب وضع عناوين للفقر حسب تسلسل الفكار
-7تستدعي طبيعته بعض الستطراد والتشعب والتفصيل لتوضيح الفكار
-8يستخدم الكاتب ألفاظا وكلمات غير معقدة
125 أساسيات التحرير الصحفي
هو نوع نما ون ضج وتشعبت أشكاله خلل مراحل النتشار الواسع لوسائل البث الجما عي ،ويتناول
مسألة أو قضية أو مشكلة أو ظاهرة في جميع مجالت الحياة ،متداولة في أوساط الرأي أو قادرة
على إثارة اهتماميه أو محدثية خلل ميا فيي المجتميع أو مخضعية شرائح اجتماعيية عريضية
لتأثيرات ها ،ويه تم التحق يق أي ضا بأحداث وقضا يا مرت أو م ستقبلية بعيدة أو قري بة ل ها ارتكا سات
ها مة في حا ضر غالب ية الناس ،ويطرح التحق يق إشكال ية الموضوع ثم يف ند عنا صره بتفا صيل
واف ية مقد ما معلومات من م صادر متنو عة ومتباي نة ،موردا خلفيات وملب سات وحيثيات تح يط
بمعظم جوانب الموضوع المطروح ،مصدرا في النهاية بعض الحكام ،طارحا بدائل ومقترحات
وحلول ،ويستند إلى مشاهدات ومصادر أصلية وأطراف معينة ،كما يرتكز على بيانات وصور
..الخ ،ويتق يد التحق يق بموضوع ية في الطرح وا ستخلص النتائج ،غ ير أن ب عض أنوا عه
وبخاصة تلك التي تعالج موضوعات إنسانية تتضمن أيضا جوانب انفعالية ومشاعرية ضمن حدود
الموضوع ية والعقلن ية ،وي عد التحق يق نو عا نموذج يا لتغط ية الوظي فة الو سيطية للعلم عمود يا
وأفقيا بصورة حية ومباشرة
خصائص التحقيق:
-1التحق يق نوع إعل مي يت يح للمتل قي ما ل يتي حه له نوع آ خر بم ثل هذا الوضوح
والتفصيل .
126 أساسيات التحرير الصحفي
-2التحقييق ل يقتصير على تقدم الحدث أثناء حركتيه الواقعيية القائمية أو المنتهيية ،
وإن ما ي ستحضر أي ضا حرك ته المنته ية في ماض قر يب أو بع يد من خلل كلمات
وصور ومشاهد ولقطات تبعث الحياة في أوصال الحدث .
-3ينقيل التحقييق المتلقيي إلى مسيرح الحدث ويوفير للمتلقيي اسيتقاء المعلومات مين
مصادرها الولى .
-4التحق يق يتو غل في الرد على ت ساؤلت عدة أهم ها لماذا ؟ ( من ،ماذا ،أ ين ،
كيف ).
-5التحقيق يحدق بجميع جوانب الموضوع ويشبعه شرحا وتوضيحا وتفسيرا .
-6التحقيق يحتضن الخبر والتقرير والتعليق والتحليل والمقابلة واللقاء .
-7آنية التحقيق مرتبطة بموضوعاته وأنواعه وطبيعته وظروف اختياره .
-8التحقيق يقع منفردا شكل وجوهرا في المطبوع أو المتلفز .
-9التحقيق ل يكتفي فقط بتقديم الموضوع وشرحه وتفسيره ،بل يفتش أيضا عن أدلة
ملمو سة وقرائن مح سوسة والب حث عن عنا صر خف ية ل تح يط ب صورة واض حة
بالحدث .
-10التحقيق ل يثمر إل إذا كان محرره موضوعيا في معالجته للحدث .
-11يفقد التحقيق مبرراته إذا كان أحادي الجانب .
-12يتصدى التحقيق لقضايا ذات أهمية كبرى تقع في بؤرة الهتمام العام .
يي جمييع القضاييا والموضوعات الحياتيية والجتماعيية
-13يخوض التحقييق في
والقتصادية والسياسية والعلمية والدبية والفنية والتاريخية .
الفقرة الخيرة من التحق يق ب عد أن ي ستكمل المحرر حيثيات الموضوع وملب ساته ،وتقد يم
المعلومات بشكل متسلسل ،وعدم حشر كل العناصر المهمة في البداية ،وعدم زج الراء
المتواف قة في مكان وا حد ،وي جب على المحرر و ضع عنوا نا رئي سيا يتض من إحدى أ هم
النقاط ويف ضل أن تكون نق طة واردة في فقرة متأخرة من التحق يق إن أم كن ذلك ،وو ضع
عناوين فرعية تشد القارئ .
هناك تطا بق كبير في العنا صر مع الحد يث العل مي ،إل أن كل منه ما تتميزان بطا بع خاص
موضوعا وشكل .
-المادة تسيتقى عيبر التصيال المباشير ميع أطراف أو شخصييات أو جهات معينية تقدم
معلومات حول موضوع أو أكثر تتطلب طبعته التعرف عليه من منابعه الصلية .
-يتكونان مين تسياؤلت وطروحات تسيتوجب ردودا تنسيجم ميع الهدف المعيد مين إثارة
الموضوع ومناقشة عناصره وتوضيح مبهمه .
-يؤديان دور الوسيطية في العلم .
-يتمتعان بمصداقية عالية لن أصحاب القضايا الفعليين هم الذين يتكلمون .
-إخباري ( معلومات ووقائع أكثر ) ،فكري ( آراء ،تحليل ،تفسير ،تعليق ) .
-من هو الصحفي الذي يجري اللقاء أو المقابلة ،فهو المسؤول عن إنجاح أو إفشال المقابلة
أو اللقاء ،وهو يتطلب المقدرة على التواصل مع الخرين وكسب ثقتهم والتصرف بلياقة
وكياسة والتحدث بلطف وتهذيب وهدف اللقاء أو المقابلة والستماع الجيد وقوة الشخصية
.
-دراسية الشخصيية موضوع اللقاء أو المقابلة دراسية دقيقية :الهدف مين إجراء اللقاء أو
المقابلة ،ميا هيي المعلومات المطلوب الحصيول عليهيا ،أهميية الشخصيية وموقعهيا
ومسؤوليتها ،اهتمامات الجمهور .
129 أساسيات التحرير الصحفي
-يشكيل الجوار جوهير خصيوصية هذيين النوعيين العلمييين ،وهميا ليسيا مجرد سيؤال
وجواب ،بل ه ما حوار حي دينامي كي ومبا شر يهدف إلى توض يح أو تف سير أو تحل يل أو
شرح مواقف أو ظاهرة أو شخصية أو حدث .
-المواج هة الشخ صية هي الطري قة الك ثر شيو عا لجراء هذ ين النوع ين العلمي ين ،ما
يعطي الصحفي فرصة لفهم أعمق واشمل للموضوع وللشخصية والتمكن من طرح أسئلة
إضاف ية و من توج يه الحوار وقياد ته للو صول إلى المعلومات ال تي يريد ها وإمكان ية طلب
إيضاح عن بعض المور وأخذ انطباعات حية ومباشرة .
-يمكين إجراؤهيا عين طرييق الهاتيف ( السيرعة ،وجود الشخصيية خارج البلد ،كون
الموضوع يتعلق بحديث آني ،وهو يوفر وقت أقل ويخفف من الطابع الشخصي ،ويتيح
الحديث بصراحة دون تحفظ .
-يمكن إرسال أسئلة مكتوبة إلى الشخصية واستلم أجوبتها مكتوبة .
* ل بد من تحديد الهدف الخاص من إجراء المقابلة أو اللقاء .
* تحديد موضوع المقابلة أو اللقاء .
* تحديد شخصية اللقاء أو المقابلة .
* من هو الصحفي الذي سيدير اللقاء أو المقابلة ( الحياد ،الحرفية ،المشاركة )
* دراسة الموضوع والتحضير له بشكل جيد .
* دراسة الشخصية ( معلومات شخصية ،معلومات تتعلق بأفكار و اتجاهها السياسي )
* ال ستقاء المعلومات من الرش يف الخاص لل صحفي أو أرش يف ال صحيفة أو المو سوعات أو
المعارف والعلقات .
معلومات عامة :
-التعريف بالسم واسم الوسيلة العلمية التي يعمل بها الصحفي .
-التحدث بذكاء ولباقة .
-التأكيد على أهمية هذا اللقاء أو المقابلة بالنسبة للقراء .
-اختيار مكان مناسب لجراء اللقاء أو المقابلة .
-و ضع ال سئلة و صياغتها بش كل ج يد ومو جز ووا ضح ومحدد وال صياغة بطري قة تفرض
تقدييم معلومات وتوضييح حقائق أو الكشيف عين وقائع ،تجنيب ذكير أو تأكييد موقيف
شخصيي مختلف أو متناقيض ميع موقيف الشخصيية التيي يجري اللقاء أو المقابلة معهيا ،
صياغة السؤال بطريقة ل تلزم الشخصية بموقف محدد .
130 أساسيات التحرير الصحفي
* هناك أسئلة افتتاحية وتسمى أسئلة كسر الجليد وأسئلة تأسيسية أو تعريفية بالشخصية ،وأسئلة
الخطوات ال تي تف تح الشه ية على الكلم ،وأ سئلة التحق يق وال تي تشرح وتف سر وتقدم معلومات ،
وال سئلة الروتين ية ،وهناك أ سئلة التف سيرية وأ سئلة ال سبر أو جس الن بض ،وهناك أ سئلة مبد عة
وخل قة يحاول في ها ال صحفي الح صول على تأك يد أو ن في لشياء قال ها المتحدث ،وأ سئلة تحف يز
الذاكرة ،وهناك السئلة المحرجة والصعبة والحساسة ،وهناك السئلة ذات النهاية المفتوحة التي
تعطي للشخصية حرية واسعة في الجابة ( ما هي الخطط العامة للميزانية القادمة ؟ ) ،وهناك
السئلة ذات النهاية المغلقة التي تتطلب جوابا محددا .
-استخدم لهجة الحياد في السؤال ،سؤال مباشر ،سؤال غير مباشر ،ل تتردد في توجيه أسئلة
توضيحية .
مثال مع وزير الطاقة:
*سؤال :شهد العالم موجة من ارتفاع أسعار النفط ،كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة؟
** أو س ( :محايد ) سيادة الوزير .أصبحت ظاهرة ارتفاع أسعار (ماذا) واحدة ( كلمة زائدة) ،من
القضا يا ال ساسية ال تي تش غل الرأي العام (أي رأي عام) ،هل لدي كم أرقا ما دقي قة أو معدلت محددة،
لحجم هذا الرتفاع في سورية .
مثال آخر :
حديث مع وزير القتصاد عن معرض دمشق الدولي بمناسبة قرب موعد افتتاحه ،من الخطأ
أن تو جه أسئلة م ثل :كم عدد الدول المشتر كة ،أم ماذا يض من جناح نا (الجناح ال سوري) ،في ح ين
أن هذه السئلة قد تكون مناسبة لوكان الصحفي يجري لقاء أو مقابلة مع مدير المعرض للحصول على
معلومات لعداد خيبر عين المعرض ،بينميا يجيب أن توجيه للوزيير أسيئلة حول الهميية القتصيادية
للمعرض ،وتأثيره على التجارة الخارجية ،وحجم المبادلت والعلقات التجارية .
لقاء مع كاتب:
*هل يمكنكم (من أنتم) (لماذا غير ممكن) اعطاءنا ( من نحن) فكرة عن راويتكم (لماذا ليس روايتك)،
الجديدة .
** إن من يقرأ روايتك الجديدة يلحظ غياب العنصر النسائي اليجابي والفعال (ما المقصود بالفعال*
وأل يك في إيجا بي) ،في الحداث والتطورات (أي أحداث وأي تطورات) ،هل يع كس هذا موق فك من
دور المرأة في المجتمع بشكل عام ؟ أو
** تصور روايتك الجديدة أيضا (لماذا أيضا) ،النهاية المأساوية للبطال اليجابيين )إيجابيين تجاه
المرأة أم العمل أم ماذا ) ..هل يتم ذلك لضرورات درامية ،أم أنه يعكس رؤيتك الواقعية للحياة ؟
صياغة السؤال:
131 أساسيات التحرير الصحفي
مصطلحات إعلمية
معلومات من المكتب الصحفي لوزارة الخارجية الميركية
احت فظ بقائ مة للنجازات .قم بتحديث ها با ستمرار .تحدث المور ب سرعة و قد تن سى ما أنجز ته أ نت
والمسؤول ووزارتك أو الحكومة.
قم دائما بالرد على المكالمات التليفونية التي تكون قد وصلت أثناء غيابك ،أو كلف أحد مساعديك بالرد
عليها قبل أن يحين الموعد النهائي للصحفيين.
حاول الح صول على المعلومات ال تي يريد ها ال صحفيون ح تى لو أن ذلك تطلب جهدا إضاف يا ،كالبقاء
في العمل حتى ساعة متأخرة أو تسليم المادة باليد.
حافظ على روح الدعابة.
يقول ديف يد بيكو يذ المتحدث الر سمي ال سابق با سم نائب الرئ يس "إن الحباط موجود تقري با في طبي عة
الوظيفة .وما لم تكن لديك روح دعابة فسوف يكون عملك كئيبا بالفعل".
طريق طلب التصحيح .وما تفعله يتوقف في الحقيقة على الخطأ وفداحته .ولكن ،وكحد أدنى ،يتعين
عليك أن تتصل بالصحفي لتصحيح المعلومات الخاطئة أو المضللة أو الكلم المنقول بطريقة مغلوطة.
التعامل مع النباء السيئة
ل تكذب.
ل تتستر على الموضوع .إذا كذبت أو قمت بالتستر فسوف تفقد مصداقيتك.
ل تتجنب التصالت التليفونية للصحفيين.
اعترف بالمشكلة.
قم بتوضيح ما يتم تصحيحه.
الترتيبات التنظيمية
كيف تتعامل الوزارات الحكومية الميركية مع الوظائف المختلفة للمكاتب الصحفية؟ في حين أن كل
وزير يمكنه أن ينظم مكتبه وفقا لشروط عمله ،فإن الفقرات التالية تستعرض أربعة ترتيبات أو نماذج
مختلفة لكيفية عمل هذه المكاتب.
وزارة الخارجيية :يرأس وكييل وزارة الخارجيية للدبلوماسيية العامية والشؤون العامية جهود الشؤون
العا مة وو سائل العلم الت صالت في الوزارة .ويت بع هذا المك تب م ساعد وز ير الخارج ية للشؤون
العامة الذي يتحدث باسم وزير الخارجية ويقوم بالشراف على خمسة مكاتب .وهذه المكاتب هي:
المك تب ال صحفي الذي يقوم يوم يا بإعداد المادة الخلف ية والتوج يه العل مي وال سئلة والجو بة ال تي
يستخدمها مساعد وزير الخارجية في العداد لمؤتمره الصحفي اليومي.
مكتيب التصيال بوسيائل العلم الذي يحدد مواعييد المقابلت القليميية داخيل الوليات المتحدة ميع
المؤسسات التلفزيونية والذاعية والصحفية للمسؤولين في وزارة الخارجية.
مك تب الرتباط العام والرتباط عبر الحكو مي الذي يقوم بتنظ يم الفعاليات الخطاب ية والجتماعات في
مختلف أنحاء الوليات المتحدة للمسيؤولين فيي وزارة الخارجيية ،ويقوم بمهمية الرتباط بيين الوزارة
والمسؤولين في الحكومات المحلية ،وينظم المؤتمرات الصحفية في الوزارة للمجموعات الزائرة.
مكتب المعلومات اللكترونية والخدمات الذاعية الذي يقوم بإدارة موقع النترنت للوزارة واجتماعات
الفيديو الرقمي .كما يقوم بإنتاج برامج التصال التلفزيوني المتبادل عن طريق القمر الصناعي.
مكتيب تخطييط التصيالت السيتراتيجي الذي يقوم بالتنسييق بيين المكاتيب الخرى ،داخيل وخارج
الوزارة ،حول رسالة إستراتيجية معينة.
ويعمل ت حت وكيل وزارة الخارجية أيضا م ساعد الوزير للتعليم والشؤون الثقافية الذي يشرف مكتبه
على التبادلت الثقافيية وتبادلت المواطنيين ومنسيق لمكتيب براميج العلم الدولي الذي يقوم بإيفاد
136 أساسيات التحرير الصحفي
متحدثين إلى الخارج ويصدر بيانات بلسان المسؤولين الميركيين ويصدر مطبوعات ومواقع إلكترونية
لستخدامها خارج البلد.
وزارة الدفاع :ي عد م ساعد وز ير الدفاع للشؤون العا مة أعلى م سؤول شؤون عا مة في وزارة الدفاع
ويقوم بدور المتحدث الرسمي باسم وزير الدفاع .كما يدير المتحدث الرسمي عدة أقسام ،كما يلي:
قسم علقات وسائل العلم التي ترد على أسئلة وسائل العلم .ويعد مسؤولو المكاتب في هذا القسم
خبراء في موضوعاتهم بالنسبة للقضايا التي تتعامل معها الوزارة بصورة منتظمة.
ق سم للتخط يط م سؤول عن جهود الت صالت البعيدة المدى ح سب الموضوع وح سب كل منط قة من
مناطق العالم.
ق سم علقات المجت مع الذي يقوم بتقي يم وتن سيق والمواف قة على الطلبات الخا صة بتعاون وزارة الدفاع
في الحداث العامة ونشاطات المجتمع.
قسم معلومات القيادة ،وهو خدمة معلومات داخلية للقوات المسلحة لفراد القوات المسلحة.
ولكيل قسيم مين أقسيام وزارة الدفاع والقوات المسيلحة بنيان تنظيميي مشابيه ،بحييث يكون المتحدث
الرسيمي فيي القمية ويقيع تنظييم فرعيي تحتيه .فمثل ،هناك مديير لدائرة الشؤون العامية لرئييس هيئة
الركان المشتركية ،وهيو كيبير المسيتشارين العسيكريين للرئييس ،يشرف على العلقات ميع وسيائل
العلم والتخطييط والعلقات ميع المجتميع وأقسيام المعلومات القياديية .وفيي حيين أن مديير الشؤون
العامية هيو المسيؤول الذي يعميل المتحدثون الرسيميون للقسيام المختلفية تحيت رئاسيته ،فإن هؤلء
المتحدثين يحصلون على توجيهاتهم أيضا من مكتب الشؤون العامة التابع لوزير الدفاع.
وزارة المال ية :ي عد م ساعد وز ير المال ية للشؤون العا مة أعلى م سؤول للت صالت في وزارة المال ية
الميركيية .ويقوم بدور السيكرتير الصيحفي لوزيير الماليية ،ويديير المكتيب ويقوم بإعداد إسيتراتيجية
التصيالت البعيدة المدى للوزارة .كميا يشرف مسياعد وزيير الماليية على مكتيب للتعلييم العام يديير
الحملت الرامية إلى إطلع الشعب على الحداث الجديدة.
ويعمل نائب مساعد وزير المالية للشؤون العامة تحت مساعد الوزير ويتحدث باسم نائب الوزير ويقدم
العون لم ساعد الوز ير .والم سؤول الثالث في هذا المك تب هو مد ير مك تب الشؤون العا مة الذي يقوم
بإدارة ال خبراء في المجال ال صحفي وم صوري الوزارة والموظف ين الذ ين يقومون بإعداد الق صاصات
الصحفية .كما يقوم المدير بمساعدة نائب مساعد وزير المالية .ويشرف المدير على أربعة مسؤولين
صحفيين متفرغين جميعا لمجالت سياسية مختلفة تحت سلطة الوزارة وهي :المكاتب الدولية ،ومكاتب
التنفيذ ،ومكاتب الضرائب والسياسة القتصادية ،والمكاتب المالية المحلية.
وزارة التعليم :يقوم مدير للتصالت في وزارة التعليم الميركية بالشراف على العلقات مع وسائل
العلم والمطبوعات والتصيالت الداخليية والخارجيية والسيتفسارات العامية .والمديير هيو واضيع
137 أساسيات التحرير الصحفي
إستراتيجية التصالت للمد البعيد ول يتحدث مع الصحافة إل في مناسبات نادرة .ويقع تحت مدير
التصالت سكرتير صحفي يتحدث باسم وزير التعليم ويقوم بإدارة المكتب الصحفي .ويعمل المكتب
ال صحفي وف قا لنظام التخ صصات ،بح يث يتعا مل أ حد خبراء و سائل العلم مع ال صحافة في ما يتعلق
بالتعليم البتدائي والثانوي ،ويتعامل آ خر مع التعليم المه ني وتعليم الكبار ،وآخر مع التعل يم الخاص،
وهكذا .وهناك أيضا وحدة لكتابة الخطب ومكتب للشؤون العامة تحت إدارة نائب مدير التصالت.
وسائل العلم
مع أن صحفيين كثير ين يقومون بتغط ية صحفية كل يوم أو حتى كل ساعة ،فإنهم بحا جة إلى إجراء
أبحاث فيما يتعلق بتقاريرهم الصحفية وإلى إجراء مقابلت وكتابة تلك التقارير .كما أنهم يرغبون في
معر فة الحداث ال صحفية مقد ما -ق بل المو عد بأ سبوع أو أ سبوعين على ال قل -ل كي يت سنى ل هم
التفاق على فكرة تقرير إخباري مع محرريهم ،وتحديد موعد للمصور ،والقيام بأبحاث إضافية.
وعنيد ظهور أخبار عاجلة ،كخلف سيياسي أو أزمية مفاجئة ،فقيد يقوم الصيحفي بتغطيية الحدث
بمعلومات خلف ية محدودة ،م ما يز يد من صعوبة إعداد تقر ير ج يد الطّلع .وتب عا لذلك ،كل ما كا نت
المعلومات والبحاث متوفرة بقدر أ كبر كل ما كان ذلك أف ضل .و من الم هم أي ضا معر فة الو قت اللزم
والحتياجات لكل وسيلة إعلمية ،إذ أن هناك اختلفات كبيرة بينها.
الصيحف :توفير الصيحف تغطيية متعمقية للخبار وهيي وسييلة جيدة للوصيول إلى الجمهور وإلى
الشخاص الذ ين يحتلون موا قع اتخاذ القرارات .وللمرا سلين ال صحفيين عدة مجالت تخ صص يكتبون
عنها ،مما يجعلهم خبراء في قضايا معينة كالقتصاد والسياسة.
وير غب جم يع ال صحفيين في الح صول على توث يق مكتوب مف صل -حقائق ،أرقام ،حكايات ،ر سوم
تخطيط ية ،وأمثلة ،كالبيانات ال صحفية والعروض الخبار ية -لد عم تقارير هم الخبار ية .وتحتاج هذه
المادة إلى تدعيم بالدلة ،مع تحديد المصادر .ويزيد إعطاء الصحفيين مادة مكتوبة كالمقتبسات وبيانات
الحقائق من فرصة استخدام المقتبسات أو المعلومة بدقة في تقاريرهم.
والمرا سلون ال صحفيون م سؤولون أمام محرر يحدد مهام هم ال صحفية ويقوم بتحر ير ما يكتبون .و هم
يعملون وفقيا لمواعيد نهائيية ضيقية .والمواعييد النهائيية للصيحف الصيباحية هيي السياعات المسيائية
المبكرة .أما الصحف التي تصدر بعد الظهر فإن مواعيدها النهائية هي فترة ما قبل الظهر وما بعد
الظهر مباشرة .وإذا كان موعد المؤتمر الصحفي هو الساعة الحادية عشرة صباحا ،على سبيل المثال،
والموعد النهائي للصحيفة هو الساعة الخامسة بعد الظهر ،فإن الوقت الذي يفصل بينهما من شأنه أن
يعطي مراسلي الصحف الصباحية وقتا كافيا لتقديم موادهم البصرية ،وأن يعطي المحررين وقتا كافيا
لتحر ير ال صيغة النهائ ية .وهكذا الحال بالن سبة لل صحف ال سبوعية ال تي ل ها مواع يد نهائ ية في أيام
معينة.
138 أساسيات التحرير الصحفي
وتنشير الصيحف الخبار بجمييع أنواعهيا :الخبار الجادة والمقالت والسيير والتحليلت والمقالت
الفتتاحيية والتعليقات (تنشير عادة فيي صيفحات الفتتاحيات) والرسيائل إلى المحرر .وتشتميل وسيائل
العلم الخرى على هذه النواع مين الخبار ،ولكين الصيحف تتضمين عادة أوسيع طائفية لهذه
النواع.
بصرية ،ويفضل المراسلون ومحررو المهام الصحفية القصص الخبارية التي تقدم مع الصور .كما
أن المواعيد النهائية لخبار التلفزيون ضيقة جدا.
الخبار على النتر نت :أخبار النتر نت هي أحدث و سيلة إعلم ية .وك ما هو الحال بالن سبة للذا عة
والتلفزيون فإن الخبار ال تي تظ هر على موا قع شبكات النتر نت تنت شر ب سرعة ،وتت يح -عن طر يق
برامج الحاديث الذاعية ،على سبيل المثال -القابلية لجراء حوار في اتجاهين .وهناك أنواع متعددة
لخبار التصيال اللكترونيي ،مين الصيحف والمجلت إلى غرف الدردشية ،إضافية إلى الرسيائل
اللكترونية الموجهة لجماهير مستهدفة.
وبالن ظر للمواع يد النهائ ية المتنو عة لو سائل العلم المختل فة ،فإن على الم سؤول ال صحفي أن يكون
عادل .أي أ نه يتع ين عل يه أن يأ خذ المواع يد النهائ ية المختل فة بع ين العتبار ول يحا بي دائ ما المو عد
النهائي لو سيلة إعلم ية معي نة بالن سبة لو سيلة أخرى ح ين يقوم بتحد يد مواع يد الحداث كالمؤتمرات
الصحفية .كما يجب أن يتم تحد يد المواعيد بحيث يمكن للذاعيين أن يقوموا بتغطية الحداث ويكون
لديهم الوقت لنتاج مقاطعهم الخبارية.
قائمة التصوير
الصور ،شأنها شأن الكلمات ،تروي قصة .خذ ما يلي في الحسبان عند استخدام الصور:
قرر ما الذي تريد للصورة أن تحققه.
قم برسم ما تتطلع لتحقيقه للسترشاد بالرسم.
إلتقط صور بولرويد لكل صورة أو أنظر من خلل معين المنظر في الكاميرا قبل التقاط الصور.
التحدث بصورة رسمية للقتباس والنشر وغير رسمية لغير النشر
التحدث بصيورة رسيمية للنشير هيو الوسييلة المفضلة للتحدث إلى وسيائل العلم .وبميا أنيك ترييد
للمعلومات المتعلقية ببرنامجيك أو فكرتيك أو رسيالتك الوصيول إلى الجمهور ،فلماذا ل يكون إسيمك
مرتبطا بها؟
وتقول المتحدثية الرسيمية السيابقة باسيم البييت البييض دي دي مايرز "إن أسيلم طرق العميل هيي
الفتراض بأن كل ما تقوله لصحفي سيظهر في الصحيفة ،خاصة في البداية قبل أن تعرف الصحفيين
الذين تتعامل معهم وقبل أن تثق بأنهم سيقبلون شروط التفاق".
وفي ما أ نت تقوم بتطو ير علق تك مع أ حد ال صحفيين ستعرف مع من يمك نك التحدث بحر ية .وتقول
مايرز" :عندئذ يمك نك ا ستخدام المعلومات "الخلف ية" كو سيلة لتوض يح الموضوعات الك ثر تعقيدا دون
المجازفية بأن تسيتخدم تصيريحاتك خارج سيياقها ".وتضييف قائلة" :ولكين فيي الديمقراطيات الناشئة،
ح يث القوا عد لي ست واض حة ،من المم كن أن تتعرض للذى ع ند الحد يث ب صورة غ ير ر سمية لغ ير
النشر".
140 أساسيات التحرير الصحفي
ول بد من تحديد القواعد التي تتحدث بموجبها قبل أن تتحدث ،وليس بعد ذلك .وفيما يلي ما تعنيه هذه
الشروط:
بصورة رسمية للنشر .عندما تتحدث بصورة رسمية للنشر يمكن أن يستخدم أي شيء تقوله لصحفي
وأن ينسب إليك ذلك بالسم.
حديث خلفية .عندما تقول لصحفي إنك تتحدث على أساس تقديم معلومات خلفية ،يمكن له أن ينشر ما
تقوله ولكين ل يمكنيه أن يعزو ذلك إلييك بالسيم أو باللقيب .ويقوم الصيحفي بدل مين ذلك بعزو
تصريحاتك لتعريف متفق عليه مقدما " كمصدر واسع الطّلع" أو "خبير" أو "مسؤول حكومي".
حديث خلفية سرية .عندما تحدد قبل إجراء مقابلة أنك تتحدث فقط على أساس خلفية سرية فقد يستخدم
صحفي المعلومات ولكن دون أن يعزوها لحد .وأي شيء يقال في المقابلة قابل للستخدام ولكن ليس
ضمن اقتباس مباشر أو عزو لجهة ما.
حديث غير رسمي لغير النشر .عندما تتحدث بصورة غير رسمية لغير النشر تقوم بتزويد الصحفي
بمعلومات لطلعه فقط ،ول يمكن استخدام ذلك أو نشره أو إعلنه بأي طريقة .ويتعين على الصحفي
أن ل ينقل تلك المعلومات لمصدر آخر أمل في الحصول على تأكيد رسمي لذلك.
يقوم المتحدثون الرسميون أحيانا باستخدام الجلسات العلمية غير الرسمية لغير النشر لتوفير سياق
لقضيية ميا عندميا يبدو أن صيحفيا أخفيق فيي فهيم الخيبر وتحول قوانيين الخصيوصية دون الدلء
بالمعلومات بصورة رسمية للنشر .ويمكن لمعرفة الخلفية أن تقدم صورة أفضل للقصة الخبارية.
ويقول متحدث رسيمي حكوميي فيي هذا الصيد" :إن إلغاء الخيبر قيد يكون إنجازا ،وقيد يؤدي ذلك إلى
تراجع المرا سلين أو المحرر ين عن روايات غير صحيحة قد يكونون على استعداد لنشر ها .وتتح قق
أح سن النجاحات في هذا الميدان أحيا نا ح ين ل يكون لد يك ش يء تقد مه للت عبير عن عملك وجهودك
المضنية .فقد نجحت في إلغاء قصة إخبارية ستكون مغلوطة لو تم نشرها".
إعرف كيف يريد كل من هؤلء تلقي الخبر -بالفاكس ،التلفون ،أو البريد اللكتروني.
إعرف المواعيد النهائية لنشر الخبر لكل منهم ،ول تتصل بهم خلل وقت المواعيد النهائية.
إعرف من في كل وسيلة إعلمية هو الذي يقرر الخبار التي تنبغي تغطيتها وفي أي يوم ،أسبوع ،أو
ش هر ي تم اتخاذ تغط ية الخبار .إعرف مقدار الو قت المقدم الذي ير يد كل صحفي أن يح صل خلله
على الخبر قبل التمكن من تغطيته.
موقع الحدث
ب عد أن تقرر ماه ية "ر سالة" الحدث ،يتع ين عل يك أن تحدد أف ضل مكان لقام ته لي صال الر سالة إلى
الجمهور .فمثل ،إذا كان الحدث يتعلق بإعلن خاص بالتعلييم فإن أنسيب موقيع لذلك قيد يكون موقعيا
تعليميا كمدرسة .وبعد أن تقرر اختيار مدرسة ،قم بأخذ ما يلي بعين العتبار:
ما هي أفضل غرفة صف للحدث؟
هل ينبغي إشراك طلب كبار أم صغار؟
ما هي الصورة البصرية التي أريد أن أقدمها؟ وما هي أفضل خلفية تحقق ذلك وتتناسب مع الرسالة؟
142 أساسيات التحرير الصحفي
من ي جب أن يكون موجودا كذلك هناك ،للم ساعدة في تطو ير الر سالة؟ فمثل ،هل هناك مدر سون أو
إداريون في المدر سة أو رب ما وز ير التعل يم م من ي جب ضم هم إ ما كمتحدث ين أو كضيوف؟ قرر م تى
ي جب دعوتهم ،ومن يجب أن يد عى ،وما هو الدور الذي يجب أن يقوموا به ،إذا كان مثل هذا الدور
مطلوبا.
الكتاب العلمي
عندما يقوم مسؤول كبير في الوليات المتحدة بالمشاركة في حدث ،كحاكم ولية أو وزير أو الرئيس
ونائب الرئ يس ب كل تأك يد ،ف هو يتل قى كتا با إعلم يا مقد ما .وي تم إعداد هذا الكتاب من ق بل موظ في
الشخيص الذي يقوم بتنظييم الحدث .والمقصيود مين الكتاب هيو رفيع مسيتوى المشاركية ...وتفادي
المفاجآت.
اللغة والعلم:
143 أساسيات التحرير الصحفي
يتفق اللغويون المحدثون ومتتبعو الدراسات اللسنية ،على أن التحديد الدقيق لمفهوم اللغة لم يزل غير
محسوم نهائيا .إنما هناك ما يشبه الجماع عند اللسنيين على أن اللغة تنظيم معين من الشارات ،أحد
أهدافه الساسية تأمين التصال والتواصل.
العلم :العلم عمل ية ات صال .و هو ق بل كل ش يء إقا مة ات صال ب ين فرد او جما عة ،لد يه مر سلة
Messageيريد ايصالها الى فرد او جماعة آخرين .ولكي يقوم هذا التصال لبد من توافر أربعة
عناصر :مرسل ،ملتقط ،قناة اتصال ومرسلة.
النشاء العلمي :ل ضير من تسمية اللغة المستخدمة في العلم "انشاءً اعلميا" أو "كتابة اعلمية".
ول يس للنشاء العل مي وجود م ستقل عن الل غة في معنا ها الوا سع .ف هو جزء مم يز من ها .مم يز في
طريقية الصيياغة ،وفيي التعاميل ميع الشارات والرموز والمرسيلة والملتقطية .جزء ممييز له قواعده
واصوله وعناصره وسماته.
الصحافة :يصعب التفاق على تعريف واحد للصحافة .ففي حين يعتبرها البعض "إنتاجا صناعيا وخلقا
فكريا فيي آن واحيد" (بيار البيير) ،يعتبرهيا آخرون "مهنية مكرسية للصيالح العام ،ولفضيح اللعييب
والشرور وعدم الكفاءة فيي الشؤون العامية .مهنية ل تؤثير الحزبيية فيي ممارسيتها ،بيل تكون عادلة
ومنصفة لصحاب الراء المعارضة" (أدولف أوخس).
اتجاهات الصحف :يمكن تقسيم اتجاهات الصحف الى ثلثة :الصحف الملتزمة ،والصحف المستقلة،
والصحف الرسمية.
ال صحيفة الملتز مة :هي التي تن طق با سم حزب او جما عة او د ين او مذ هب ،فتد عو – مباشرة وغير
مباشرة -الى عقيدة او فكرة ،وتسم موادها العلمية بسمتها الخاصة ،وتدافع عن افكارها.
ال صحيفة الم ستقلة :هي ال تي ل تنت مي الى حزب او جما عة ،بل ترى في ن قل الحقي قة ك ما هي و من
جميع مصادرها هدفا اساسيا ،بالضافة الى اهداف ثانوية تتعلق باشباع رغبات القارئ والستجابة الى
رغباته المشروعة والترفيه عنه او مده بالثقافة.
الصحيفة الرسمية :هي التي تشرف عليها الدولة لتشرح سياساتها ومواقفها في شتى الميادين ولتخدم
مصالح ادارتها.