You are on page 1of 43

‫إفريقيا‪ ..

‬مزبلة إلكترونية‬
‫هشششششششششام‬
‫سليمان**‬

‫لم تجد الههدول الغنيههة المتقدمههة مزبلههة تلقههي فيههها‬


‫بنفاياتهههها اللكترونيهههة مثهههل‪ :‬أجههههزة الكمهههبيوتر‬
‫ومسهههتلزماته والشاشهههات والتلفزيهههون والرقهههائق‬
‫المدمجة وغيرها سوى إفريقيهها‪ ،‬فخلفهها لمهها جههرت‬
‫عليه العادة كان معظم تلههك القمامههة يجههد طريقههه‬
‫إلى دول في آسيا مثل‪ :‬الصين والهند‪ ،‬لكههن فههرض‬
‫قيود أشد على دخول تلك الجهههزة المتقادمههة إلههى‬
‫ول مجراها بشكل متزايد إلى إفريقيا‪.‬‬ ‫آسيا ح ّ‬
‫ولن الههدول الغنيههة المتقدمههة تقنيهها ليههس لههديها‬
‫استعداد لتسميم تربة أراضيها وأجواء سمائها ومياه‬
‫أنهارها‪ ،‬فل بد من التخلص من تلك القمامة اللكترونية بحرقها‪ ،‬وهو مهها ينتههج أبخههرة‬
‫سامة ويطلق مواد كيماوية مثل‪ :‬الباريوم والزئبق‪ ،‬فتقوم بزبلها في إفريقيا‪.‬‬
‫وكأنه ل يكفي ما ترتكبه الدول الغنية والمتقدمة بحق الدول الفقيرة‪ ،‬ل سههيما بلههدان‬
‫القارة السهمراء‪ ،‬مهن اسهتنزاف لثرواتهها‪ ،‬وإذكهاء الحهروب بهها‪ ،‬وتأجيهج الصههراعات‬
‫لتعظيم عوائد تجارة السلحة فيههها‪ ،‬وكههأن إفريقيهها فههي حاجههة لمشههاكل أخههرى رغهم‬
‫مشكلتها المتفاقمة من جهل ومرض وفقر‪ ،‬وكأن المجاعات المستفحلة التي تنهههش‬
‫في أبدان أبنائها ل تكفي‪ ،‬وكأن دفن النفايات السامة ومخلفات المشروعات النوويهة‬
‫بأراضههيها ل يكفهي‪ ،‬حيهث تقهوم تلهك الهدول باسهتخراج خهام اليورانيههوم مههن الههدول‬
‫الفريقية‪ ،‬وبعد إثرائه واستخدامه في إنتههاج الطاقههة والسههلحة النوويههة تقههوم بههدفن‬
‫مخلفاتها الشديدة الشعاع مرة أخرى في الدول الفريقية‪.‬‬
‫القمامة اللكترونية‬
‫ومنشههأ تلههك المشههكلة يعههود لرتفههاع تكههاليف اسههتبدال أجهههزة الكمههبيوتر والهواتههف‬
‫المحمولة وغيرها من الجهزة القديمة في الدول الغنية المتقدمة‪ ،‬والتقههادم السههريع‬
‫لنواع كثيرة من الجهزة بسههبب التقههدم التقنهي‪ ،‬ولرغبههة المؤسسههات والفههراد فهي‬
‫التحديث يتم التخلص من القههديم وشههراء الجديههد‪ ،‬باعتبههاره الحههل المثههل والرخههص‬
‫للحصول على الحدث تقنيا‪ ،‬وعدم اللجههوء لسههتبدال الجديههد بالقههديم ودفههع الفههارق‬
‫المادي‪.‬‬
‫لذلك بدأت الثنين ‪ 2006-11-27‬فعاليات مؤتمر "الطراف في اتفاقية بازل بشههأن‬
‫التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود"‪ ،‬والذي يعقههد اجتمههاعه‬
‫الثامن في العاصمة الكينية نيروبي لبحث سبل معالجة المشههكلة الههتي تتفههاقم علههى‬
‫مر اليام تحت مظلة ورعاية منظمة "برنامج البيئة التابع للمم المتحدة"‪.‬‬
‫ويقول مدير البرنامج أخيم شتاينر‪" :‬إن أغنى الدول في العالم تتخلههص مههن قمامتههها‬
‫اللكترونية الخطيرة في دول إفريقيا الفقيرة"‪ ،‬إذ تقدر المنظمة الدولية أن مهها يزيههد‬
‫على ‪ 50‬مليون طن من القمامة اللكترونية يتم التخلص منها في إفريقيا سنويا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫النفايات تسمم إفريقيا‬
‫لذلك فإن المؤتمر الذي سههوف تسههتمر فعاليههاته لخمسههة أيههام فههي الفههترة بيههن ‪27‬‬
‫نوفمبر إلههى ‪ 1‬ديسههمبر سههوف ينههاقش كيفيههة تشههديد الضههوابط لمنههع حصههول هههذه‬
‫الممارسههات‪ ،‬كمهها ينههاقش الحضههور بههالمؤتمر إجههراء تعههديلت علههى "معاهههدة بههازل‬
‫المتعلقة بالتحكم بتنقلت القمامة السامة عبر الحدود وطريقة التخلههص منههها"‪ ،‬وهههو‬
‫ما من شأنه تشديد الضوابط على شحنات تلك القمامة والتخلههص منههها‪ ،‬حيههث يؤكههد‬
‫شتاينر أن طريقة التخلص من تلك القمامة تمثل خطرا بالغا‪ ،‬إذ تنتههج مههواد كيماويههة‬
‫خطرة فضل عن مواد ثقيلة يصعب على الدورة البيئية التعامل معها والتخلص منها‪.‬‬
‫كما سيعقد على هامش المؤتمر ندوات ومناقشههات حههول النفايههات اللكترونيههة فههي‬
‫آسيا‪ ،‬والحاجة إلى القيام بعمل دولي للحد من خطر تفشي التلوث بالزئبق‪ ،‬ومسألة‬
‫إعادة تدوير المخلفات اللكترونية‪.‬‬
‫كذلك ينتظر أن يطرح على بساط البحث بههالمؤتمر الحههادث الههذي وقههع مههؤخرا فههي‬
‫كوت ديفوار الههذي نشههأ عهن تصههاعد أبخههرة سههامة نتجهت عهن قمامههة ألقيههت حههول‬
‫أبيدجان‪ ،‬وهو ما أسفر عن وفاة ما ل يقل عن عشرة أشخاص‪ ،‬ومرض أكثر مههن ‪70‬‬
‫ألف شخص‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن دراسة أجرتها مؤخرا شبكة بههازل للعمههل قههدرت أن مهها ل يقههل عههن‬
‫‪ 100‬ألف كمبيوتر تدخل شهريا إلههى مينههاء "لجههوس" النيجيههري‪ ،‬منههها ‪ %75‬تقريبهها‬
‫أجهزة تلفاز‪ ،‬ومعالجات كمبيوتر‪ ،‬وهواتف خلوية قديمة أو تالفة‪.‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫موقع اتفاقية بازل‬ ‫‪‬‬

‫موقع الجتماع الثامن لطراف اتفاقية بازل‬ ‫‪‬‬

‫** كاتب مهتم بالشأن العلمي‪ ،‬ويمكنك التواصل معه عبر البريد اللكههتروني الخههاص‬
‫بصفحة علوم وتكنولوجيا ‪.oloom@islamonline.net‬‬

‫‪2‬‬
‫أدمغة للكمبيوتر‪ ..‬من صنع الفقراء‬
‫تصميم وتصنيع معالجات الكمبيوتر أمر بالغ التعقيد وباهظ الكلفههة‪ ،‬ممهها جعلههه حكهًرا‬
‫على حفنة من الشركات العملقة في الدول الغنية‪ ،‬ولكن المحاولت الدءوبههة لههدول‬
‫الجنوب الفقيرة تشي بأن هذا الحتكار ربما ل يستمر للبد‪ ،‬فخطوات الصين وإيههران‬
‫ومن قبلهم الهند قد تحدث فارًقا فيما يسمى الفجوة الرقمية بين الشههمال المتقههدم‬
‫والجنوب النامي‪.‬‬
‫ت ُعَد ّ المعالجات المركزية للكمبيوتر أو اله ‪ CPU‬كالدمغههة للنسههان‪ ،‬فهههي الههتي تقههوم‬
‫بالعمليات الحسابية والمنطقية وتحلل النتائج عبر البرمجيات )‪ .(software‬كمهها أنههها‬
‫تتحكم بكل أجزاء الحاسوب‪ ،‬مثل الذاكرة والقراص الصلبة والطابعة وغيرها‪.‬‬
‫وتتكههون المعالجههات مههن دوائر إلكترونيههة متخصصههة بالعمليههات الحسههابية وأخههرى‬
‫بالعمليات المنطقية‪ ،‬إضافة إلى دوائر تسمح باستجلب البرامج المراد تشههغيلها مههن‬
‫الذاكرة وتنفيذها بالترتيب‪ ،‬ومن َثم حفظ النتائج إما على الذاكرة أو علههى أي مخههرج‬
‫ل( حسب أوامر البرنامج‪ .‬ومههن أشهههر المعالجههات الههتي‬‫آخر للمعلومات )الشاشة مث ً‬
‫تستخدم بأجهزة الكمبيوتر‪ :‬بنتيوم وسنترينو وأثلون‪.‬‬
‫والمعالجات ليست محور عمل الكمهبيوتر فحسهب‪ ،‬فههي العصهب الساسهي لغلهب‬
‫الجهزة اللكترونية الحالية من أجهزة اتصال واستقبال بث القمههار الصههناعية وحههتى‬
‫أجهزة التلفزيون واللعاب الحاسوبية‪ .‬ومع تزايد اعتمادنهها علههى الجهههزة اللكترونيههة‬
‫في شتى أوجه حياتنا‪ ،‬تزايدت الحاجة لنوعيات شتى من المعالجات‪.‬‬
‫التصميم والتصنيع‪ ..‬كلفته ثروة‬
‫وتصحب تصميم وتصنيع المعالجات كلفة باهظة‪ ،‬فهذه عمليههة تحتههاج لخههبرات كههبيرة‬
‫في مجال اللكترونيات الرقمية وأنظمة بناء الحواسيب‪.‬‬
‫إضافة إلى أن تصههنيع رقائقههها يحتههاج لمصههانع تفههوق كلفتههها ملييههن الههدولرات؛ لمهها‬
‫تستلزمه مههن عمليههات بالغههة الدقههة لنتههاج مكونههات متناهيههة الصههغر )عنههد مسههتوى‬
‫النانومتر‪ ،‬وهو جزء من مليار جزء من المهتر( واحتياجهها لغهرف خاصهة تفهوق غهرف‬
‫ما‪ ،‬فأي شوائب أو غبار قههد تسههبب تلههف الرقاقههة؛ لكههون ذرات الغبههار‬ ‫العمليات تعقي ً‬
‫أكبر من حجم الترانزستورات أو أنها قد تقوم بتغييههر التركيبههة الفيزيائيههة اللكترونيههة‬
‫للترانزستورات‪.‬‬
‫وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى احتكار الدول الغنية والشركات العملقة لصناعة‬
‫المعالجات‪ .‬ومن أهم الشركات العالمية التي تصمم وتصنع المعالجههات شههركات أيههة‬
‫أم دي )‪ ،(AMD‬وميبس )‪ ،(MIPS‬وصن )‪ .(Sun‬أما كبرى الشركات وأشهههرها علههى‬
‫الطلق فهي إنتل )‪.(Intel‬‬
‫كمبيوتر هندي وإيراني‬
‫وقد بدأت بعض الدول النامية الهتمام بتطوير المعالجات وأجهزة الكمبيوتر؛ لتقليههل‬
‫العتماد على الستيراد وتلبية احتياجات تطوير الصناعة والبحاث الوطنية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فقد أعلنت شركة ‪ ZhongKe Menglan‬الصينية فههي سههبتمبر ‪ 2006‬عههن تصههميم‬
‫كمبيوتر شخصهي مبنهي علهى معالههج ‪ Godson‬الههذي صههممته وصهنعته شههركة ‪BLX‬‬
‫الصينية‪ .‬وسيتراوح سعر الجهاز الواحد بيههن ‪ 175‬و ‪ 200‬دولر أمريكههي‪ ،‬وقههد يتههدنى‬
‫إلى ‪ 125‬دولًرا خلل العوام المقبلة‪ .‬وسيكون في الجهاز ذاكرة بسههعة ‪ 256‬ميجهها‬
‫بايت‪ ،‬وقرص صلب من ‪ 40‬إلى ‪ 60‬جيجهها بههايت‪ ،‬ولههه مخههرج ‪ VGA‬للشاشههة وأربههع‬
‫مخارج ‪ ،USB‬بالضافة لوصلة لشبكة حاسوبية محدودة )‪ .(LAN‬وسيعتمد الكمههبيوتر‬
‫على نظام تشغيل لينوكس ‪ Linux‬المجاني‪.‬‬
‫واستطاعت الشركة إلى الن بيع ‪ 2000‬جهاز‪ ،‬ويتوقع أن تبيع مهها يزيههد عههن ‪10000‬‬
‫في الصين وشرق آسيا بالعوام القادمة‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن شركة ‪ BLX‬الصينية تأسست عام ‪ 2002‬بهههدف تصههميم المعالجههات‬
‫المركزية فأنتجت حينها معالج ‪ Godson‬والههذي لههم يكههن ذا كفههاءة عاليههة؛ لههذا كههان‬
‫استخدامه مقصوًرا على الجهزة التي ل تحتاج إلى سرعة معالجة فائقة‪.‬‬
‫ورت النسههخة الجديههدة مههن المعالههج المصههنع بتقنيههة ‪0.18‬‬ ‫أمهها فههي ‪ 2006‬فقههد ط ه ّ‬
‫ميكرومتر والذي سيستخدم بالكمبيوتر الجديد‪ .‬وبحسب تقارير الشركة فههإن سههرعة‬
‫المعالج ستتراوح ما بين ‪ 800‬ميجا هرتز ‪ 1 -‬جيجهها هرتههز‪ ،‬وسههتكون كفههاءة المعالههج‬
‫تعادل معالج بنتيوم ‪ 3‬من ‪ Intel‬بحسب ما أوردت الشههركة‪ ،‬وسههيتمكن مههن تشههغيل‬
‫أفلم ‪ DVD‬وبرامج الكمبيوتر المكتبية‪.‬‬
‫أما إيران فربما كان الحصار التكنولوجي المفههروض عليههها منههذ سههنوات قههد شههجعها‬
‫على أن تخطو حثيًثا في هذا المضمار‪ .‬فقد أعلنت شركة ‪ Parsé‬اليرانية فههي يوليههو‬
‫‪ 2006‬عن تصميمها لمعالهج ‪ - 32‬بهت الهذي أسهمته ‪ .Aristo‬وكهانت الشهركة الهتي‬
‫طا كأول تجربة لها في بادئ المر‪.‬‬‫جا مبس ً‬‫تأسست عام ‪ 2003‬قد صممت معال ً‬
‫وسيكون المعالج الجديد مناسهًبا لجهههزة التصههالت مثههل )‪ (GPS‬والتحكههم بعمليههات‬
‫التصنيع والذكاء الصطناعي بحسب مهها أوردت الشههركة‪ .‬وقههد تعاقههدت الشههركة مههع‬
‫شههركة تايونيههة لتصههنيع المعالههج علههى رقههائق بتقنيههة ‪ 0.18‬ميكرومههتر‪ .‬كمهها طههورت‬
‫الشركة رقاقة تحتوي علههى المعالههج ‪ Aristo‬مههع بعههض الملحقههات والههدوائر لتيسههير‬
‫دا‪ ،‬وقد أطلقت اسم قصر ‪ Tachra‬الفارسههي علههى‬ ‫استعماله في تطبيقات أكثر تعقي ً‬
‫الرقاقة‪.‬‬
‫وتتوافق بنية المعالج اليراني مهع بنيهة معالجهات ‪ Sparc‬المتهوفرة تصهاميمها مجاًنها‬
‫ج الشهبكة العنكبوتيهة بالتصهاميم المجانيهة للمعالجهات الهتي‬ ‫على النترنت‪ .‬حيهث تعه ّ‬
‫يفوق عددها الستين والتي تصلح أن تكون حجر السههاس لتطههوير معالجههات‪ ،‬خاصههة‬
‫بالدول النامية ومن ضمنها العربية‪.‬‬
‫وأشهر هذه المعالجات ‪ OpenRisc1K‬والههذي صههممه مجموعههة مههن الطلب بدولههة‬
‫سلوفينيا عام ‪ ،2000‬وأتاحوا كل المعلومات اللزمة لستخدامه وتطويره‪ ،‬بههل حههتى‬
‫تصنيعه على النترنت مجاًنا للجميع‪.‬‬
‫السمبيوتر‪ ..‬لردم الفجوة الرقمية‬
‫أما الهند فقد كانت الس هّباقة بمجههال تصههميم وتصههنيع الكمههبيوتر‪ .‬فقههد أطلقههت عههام‬
‫‪ 2000‬مشروع ‪ Simputer‬الذي يهدف لتضييق الفجوة الرقميههة عههبر تصههميم جهههاز‬
‫كمههبيوتر مبسههط سهههل السههتعمال مههن قبههل الفئات الفقيههرة والقليلههة الخههبرة‬
‫بالتكنولوجيا‪ .‬يعتمد السمبيوتر على معالج ‪ Strong Arm‬المريكي و ‪ 32‬ميجا بههايت‬

‫‪4‬‬
‫مههن الههذاكرة وشاشههة صههغيرة وهههو يشههبه أجهههزة‬
‫المفكهههرة اللكترونيهههة )‪ ،(PDA‬ويصهههلح للتصهههال‬
‫بالنترنت وتشغيل الموسيقى‪ .‬إل أن هذا المشههروع‬
‫ظ بقبول واسع كما كانت التوقعات‪.‬‬ ‫لم يح َ‬

‫وفي المنتدى القتصادي العالمي عام ‪ 2005‬أعلههن‬


‫عن برنامج حاسوب لكل طفل‪ ،‬بهدف التقليل مههن‬
‫الفجههوة الرقميههة بمسههاعدة الطفههال فههي الههدول‬
‫النامية‪ .‬من المتوقع أن يكون سههعر الجهههاز الواحههد‬
‫‪ 100‬دولر‪ .‬وتقههوم علههى المشههروع غيههر الربحههي شكل متخيل لحاسوب الطفال‬
‫مجموعة من الشههركات العالميههة مثههل آي إم دي )‬
‫الذي لن تزيد تكلفته عن‬
‫‪ (AMD‬وردهات )‪ .(Red Hat‬وكانت بعهض الهدول‬
‫‪$100‬‬ ‫قد أعلنت عن نيتها لشههراء هههذه الجهههزة وتوزيعههها‬
‫على المدارس‪ ،‬مثل مصر والصين ونيجيريا‪.‬‬
‫أما بالعالم العربي وعلى الرغههم مههن أن بعههض البلههدان العربيههة مثههل تههونس ومصههر‬
‫والسعودية قد شهدت تطوًرا كههبيًرا بمجههالت التكنولوجيهها فههإن صههناعة اللكترونيههات‬
‫ليست متطورة بالشكل الكافي؛ وذلك لعدم الستثمار بهههذا المجههال والعتمههاد علههى‬
‫الستيراد للتقنيات الحديثة‪.‬‬
‫ولكن ثمة محاولت لتصميم حواسيب عربية تعتمد على التصههاميم الحههرة والمجانيههة‬
‫المتوفرة على النترنت التي سبق ذكرها‪ ،‬ومثال ذلههك مشههروع "أفههق" الههذي ترعههاه‬
‫جمعية هندسة عربيههة غيههر الربحيههة؛ لتصههميم كمههبيوتر مبسههط مبنههي علههى الرقههائق‬
‫القابلههة للبرمجههة )‪ ،(FPGA‬وذلههك مههن خلل تبنههي طريقههة التصههميم عههبر النههترنت‬
‫بمشاركة من الجامعات العربية‪ .‬غير أن المشروع ل يزال يبحث عههن مشههاركين مههن‬
‫طلب الهندسة ودعم من الخبراء العرب‪.‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫‪ ‬موقع شركة ‪ Godson‬الصينية‬

‫‪ ‬موقع شركة ‪ Parsé‬اليرانية‬

‫‪ ‬موقع مشروع كمبيوتر لكل طفل‬

‫**تكنولوجي وباحث فلسطيني‪ ،‬وأحد مؤسسي جمعية هندسة عربية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ويكي" انفجار معلوماتي جديد‬
‫هشام‬
‫سليمان**‬

‫الحقيقة أن بإمكاني البدء فهي ذلهك الموضهوع مهن‬


‫أكثر من زاوية‪ ،‬لكني قرأت في مدونة مصرية بلغة‬
‫خفيفههة مرحههة تعريفهها عههن الويكبيههديا أعتقههد أنههه‬
‫الصههلح؛ فبههالرغم ممهها ٌيقط ِهٌره بسههاطة ومرحهها‪ ،‬ل‬
‫تعوزه الدقة أو ينقصه العمق‪ ،‬وتحت عنههوان ويكههي‬
‫"خبههط براحتههك" كتبههت صههاحبة المدونههة تعريفههها‬
‫كالتههالي‪" :‬دي موسههوعة )دائرة معههارف( معمولههة‬
‫بنظام الويكي ومفتوحههة لكههل مههن هههب ودب ومههع‬
‫ذلك أدق وأشههمل مههن الموسههوعات الشهههيرة فههي‬
‫شقيقات موسوعة‬ ‫حاجات كتير‪ ،‬والهم بدل النحيههاز لههرأي واحههد فههي‬
‫الويكوبيديا‪ ..‬إمتداد فائق‬
‫حاجات زي القضية الفلسههطينية بتحههاول تعههبر عههن‬
‫كههل الراء أو حههتى أضههعف اليمههان بتعلههم علههى‬
‫للمعلومات‬ ‫الصههفحة بشههكل واضههح أن محتواههها عليههه جههدل‬
‫وخلف واسع"‪.‬‬
‫ليس حديثي عن الويكيبديا وإنمهها حههديثي عههن شههقيقاتها الجههدد‪ ،‬لكههن لمههن ل يعلههم؛‬
‫فالويكي )‪ (wiki‬هو موقع يسمح للزوار بإضافة المحتويههات وتعههديلها بههدون أي قيههود‬
‫في الغالب‪ ،‬وقد تشير كلمة ويكي إلى برامج ويكي المستخدمة في إدارة هذا النههوع‬
‫من المواقع‪ ،‬وتعني هذه الكلمة بلغة شعب جزر هاواي الصليين‪ :‬بسههرعة أو أسههرع‪،‬‬
‫واستخدمت هذه الكلمة لهذا النوع من أنظمة إدارة المحتوى للدللههة علههى السههرعة‬
‫والسهولة في تعديل محتويات المواقع‪.‬‬
‫وبرامج الويكي عبارة عن تطبيق ويب يعتمههد تقنيههة ويكههي لدارة محتويههات الموقههع‪.‬‬
‫ويسمى أيضا محرك ويكي‪ .‬ويمكن القول إن هذا التطبيق هو ويكي إذا تههوافرت فيههه‬
‫خاصيتان‪:‬‬
‫‪ -‬إمكانية تعديل الصفحات بواسطة الههزائر )أو العضههاء المصههرح لهههم( دون الحاجههة‬

‫‪6‬‬
‫لي تطبيق آخر من أي نوع‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية إدراج رابط لصفحة لم تنشأ بعد عن طريق كلمات الويكي ‪.WikiWords‬‬
‫أما كلمات الويكي فهي طريقة لكتابة كلمات داخل صفحة ويكي بحيههث تتحههول إلههى‬
‫رابط لصههفحة أخههرى داخههل الههويكي نفسههه‪ .‬فمثل حيههن أكتههب مقههال عههن فلسههطين‬
‫فسوف يأتي الذكر على القدس‪ ،‬ولنني ل أستطيع شرح كل كلمة وردت في المقالة‬
‫في نفس الصفحة فسوف أحول كلمة القدس إلى رابط ينقلني إلى صفحة مسههتقلة‬
‫عنوانها القدس‪.‬‬
‫ولكن هب أن هناك كلمة ليس لها صفحة ويراد تعريفها أو شرحها ما العمههل آنههذاك؟‬
‫إن الصفحة لم يتم إنشاؤها بعد! ففههي مثههال فلسههطين يجههب لجعههل القههدس رابط ًهها‬
‫لصفحة في المواقع العادية أن يكون للقدس صفحة موجودة فعل أشير إليها برابههط‪.‬‬
‫طا للقدس‪ ،‬سواء وجدت صفحتها أم ل‪ ،‬وربما أكتبههها‬ ‫لكن مع ويكي ل يهم‪ ،‬سأضع راب ً‬
‫فيما بعد أو يكتبها غيري من ذوي نفس الهتمام‪.‬‬
‫الشقيقات السبع‬
‫قلت إن حديثي ليس عن الويكيبديا لكن ل بأس أن تعرفوا أنها مشروع متعدد اللغات‬
‫في أكثر من مائة لغة لصنع موسوعة دقيقة ومتكاملههة ومتنوعههة ومفتوحههة ومحايههدة‬
‫ومجانية للجميع‪ ،‬يسههتطيع الجميههع المسههاهمة فههي تحريرههها‪ .‬ونجههح المشههروع الههذي‬
‫أنتجته ويكيميديا‪.‬‬
‫ههذا النجهاح شهجع علهى إطلق سهبعة مشهاريع شهقيقة ههي كالتهالي بهدون ترتيهب‪:‬‬
‫‪Wikibooks،‬‬ ‫‪Wikiquote،‬‬ ‫‪Wikisource،‬‬ ‫‪Wiktionary،‬‬ ‫‪Wikinews،‬‬
‫‪ ،Commons، Wikispecies‬وواضح أن أسماء المشههاريع اشههتقت بنفههس طريقههة‬
‫اشتقاق اسم الشقيقة الكبرى فالبداية بهه "ويكههي" ثههم البقيههة ببعههض أو كههل الكلمههة‬
‫الدالة على محتوى الموقع؛ بمعنى ويكههي الكتههب‪ ،‬ويكههي القتبههاس‪ ،‬ويكههي المصههدر‪،‬‬
‫ويكي القاموس‪ ،‬ويكي الخبار‪ ،‬ويكي الجناس‪ ،‬وأخيرا ويكي ملفههات الميههديا‪ ،‬وحيههث‬
‫إن الشركة المنتجة اشتقت لنفسها اسم ويكي ميههديا فلههم يتسههن لهههم إطلق نفههس‬
‫السم على موقع ملفات الميديا‪ ،‬وأسموه ويكي ميديا كومنز أو كومنز مباشرة‪.‬‬
‫المواقع الجديدة باللغة العربية هي ويكههاموس‪ ،‬ويكههي الكتههب‪ ،‬ويكههي مصههدر‪ ،‬ويكههي‬
‫الخبار‪ ،‬ويكي أجناس‪ ،‬ويكي القتباس‪ ،‬كومنز‪.‬‬
‫الشقيقات أعمق موسوعية‬
‫هناك موسوعة الويكيبيديا وهي تسعى لتغطية شاملة‪ ،‬موسوعة في كل شيء‪ ،‬لكههن‬
‫المواقع السبع الجدد سوف تعطي بعدا أعمق لمفهوم الموسوعية‪ ،‬حيث يشكل كههل‬
‫واحد منهم موسوعة مستقلة في شأن ما‪ ،‬وتعريفات ومهام وخصههائص واختصاصههات‬
‫كل موقع كما مدون عليها هي ذاتها كالتالي‪:‬‬
‫ويكي الخبار هو أحد مشاريع مؤسسههة ويكيميههديا يههديره مجموعههة مههن‬ ‫•‬
‫المتطههوعين العههرب مههن كافههة البلههدان العربيههة لتقههديم آخههر الخبههار العربيههة‬
‫والعالمية بوجهة نظر تعددية ومحايدة قدر المكان وغنية بالمعلومات‪.‬‬
‫جميع المحتويات في ويكي الخبار تصدر تحت رخصة حرة‪ .‬في محاولة لتاحة جميههع‬
‫المعلومههات بههدون حقههوق طبههع سههعيا وراء نشههر المعرفههة للجميههع للطلع وحههتى‬
‫المساهمة في صناعة الخبر والمعلومات‪ ،‬وهم يحاولون أيضهها جاهههدين تقههديم وجهههة‬

‫‪7‬‬
‫نظر حيادية ومتعددة وتقديم كافة وجهات النظر‪.‬‬
‫ثم يناشدون الجميع مؤكدين "نحن بحاجة لجههد كهل عربهي وكهل مهن يتقهن العربيهة‬
‫للمساهمة هنا‪ ,‬فإذا كان لديك ما تعطيه فل تبخل به علينا‪ ،‬لكن ل تحههاول أن تفههرض‬
‫وجهات نظر معينة وتحليلت معينة بشكل أحادي علههى الجميههع‪ ,‬ويكههي الخبههار منههبر‬
‫للجميع وليس لحزب أو جماعة معينههة‪ .‬إذا أردت المسههاهمة فههي الكتابههة فههي ويكههي‬
‫الخبار‪ :‬فتوجه إلى ورشة العمل‪ ،‬لكن حاول أن تقرأ بداية تعليمات البدء"‪.‬‬
‫كر بحرية‪ ..‬تعل ّههم بحريههة‪ ..‬فهههذا المشههروع يهههدف إلههى‬
‫ويكي الكتب‪ ..‬ف ّ‬ ‫•‬
‫إنشاء مكتبة عربية تضم الكتب والمؤلفات في جميههع العلههوم والمعههارف فههي‬
‫المجالت المختلفة والمتنوعة للثقافة البشرية كالطبخ والبرمجة واللغات‪.‬‬
‫فإذا كنت تؤمن بالمصادر المفتوحة للمعارف والعلوم النسهانية فشهارك فهي العمهل‬
‫هنا وكن على قدر المسئولية والموضوعية‪ ..‬لديك الحرية في التعههديل لكتاباتههك كمهها‬
‫تشاء ولكتابات الخرين وعندئذ كن حريصا على عدم إتلف المعلومات بقصد أو دون‬
‫قصد فالمكتبة قابلة للتعديل من قبل أي شخص‪.‬‬
‫كما يهدف ويكي الكتب إلى إنشاء كتب جماعية التأليف يقههوم الويكيبيههديون بتأليفههها‬
‫معا في مواضيع متفرقة‪ ،‬أما الكتب التراثيههة أو الموضههوعة مههن قبههل مؤلفيههها تحههت‬
‫رخصة الوثائق الحرة فهم يفضلون وضعها في مشروع شقيق يدعى ويكي مصدر‪.‬‬
‫ويكي مصدر عبهارة عهن مكتبهة النصهوص المجانيهة الهتي ل يملهك أحهد‬ ‫•‬
‫حقوق طبعها أو نشرها‪ ،‬أو المنشورة تحت رخصة المصادر المفتوحههة )جنههو(‪.‬‬
‫ومن ضمنها الرسائل الدبية‪ ،‬والكتب‪ ،‬والنصوص المقدسة‪ ،‬والشعر‪.‬‬
‫يوجد حتى الن في ويكي مصدر ‪ 1,096‬مقالة‪ ،‬والقائمون على الموقع‬ ‫•‬
‫يأملون بمساعدتك أن تكون مكتبة عربية متكاملة‪.‬‬
‫ويكاموس هو مشروع تعاوني‪ ،‬يهدف لتوفير قاموس متعدد اللغات لكل‬ ‫•‬
‫اللغات‪ ،‬مع توضيح أصول وجذور الكلمات‪ ،‬وطريقة اللفظ‪ ،‬وكافة المعاني في‬
‫كل المجالت‪ ،‬وذلك باستخدام صيغة ثابتة للكتابههة‪ ،‬وتسههتطيع المسههاهمة فههي‬
‫القاموس مع مراعاة حقوق النسخ‪ ،‬مع دعوة موجهة لكل المهتمين للمشاركة‬
‫في دعم القاموس‪.‬‬
‫ويكي القتبهاس هههذا المشهروع متعهدد اللغهات يههدف لصهنع موسهوعة‬ ‫•‬
‫للقتباسات والقوال المشهورة بحيث تكون هذه الموسوعة متكاملة ومتنوعة‬
‫ومفتوحة حيث يمكن للجميع المشاركة في الضافة إلى هذه الموسوعة‪.‬‬
‫ويكههي الجنههاس أو الحيههاة مشههروع جديههد مههدعوم مههن قبههل مؤسسههة‬ ‫•‬
‫ويكيميديا‪ .‬ويهدف لنشاء ملف مفتوح يحتوي على معلومات حول كافة النواع‬
‫الحية على سههطح الرض‪ ،‬وهههو مهها يغطههي‪ :‬الحيوانههات والنباتههات والفطريههات‬
‫والجراثيههم والطحههالب والبههدائيات‪ ،‬وهههو مشههروع حههر بالكامههل‪ ،‬ببسههاطة لن‬
‫الحياة بتنويعاتها حرة ملك للجميع!‪.‬‬
‫ويكي ميديا كومنز عبارة عن مكتبة حرة لنشر أي ملفههات ميههديا صهوت‬ ‫•‬
‫أو صورة أو فيديو حول أي شيء‪.‬‬
‫المديرون‬

‫‪8‬‬
‫سههبق بيههان أن برنامههج الههويكي يسههمح لكههل مسههتخدم تعههديل الصههفحات‪ ،‬وتحميههل‬
‫الملفات وعمههل أشههياء أخههرى‪ ،‬لكههن هنههاك بعههض المزايهها الضههافية الههتي يتمتههع بههها‬
‫مستخدمون معدودن عند استعمالهم لبرنامج الويكي‪ ،‬يطلق عليهم "مديري النظام"‪.‬‬
‫ومن أهم الصلحيات التي يمتلكونها‪:‬‬
‫حماية وإزالة الحماية من الصفحات‬ ‫•‬

‫تعديل الصفحات المحمية‬ ‫•‬

‫حذف الصفحات واسترجاع الصفحات المحذوفة‬ ‫•‬

‫منع مستخدم ما من المساهمة لفترة محدودة‬ ‫•‬

‫استرجاع الصفحات التي تم تخريبها بسهولة‬ ‫•‬

‫استشعرت أن ثمة دفاعا عن النفس أو لجوءا للتفسير‪/‬للتبرير في منح هههذه المزايهها‬


‫الضافية للبعض دون الخر وكانت انطباعاتي محايدة تجاهههها وظنههي أنههي لههو تركتههها‬
‫على علتها كما هي مكتوبة "فرب مبلغ أوعى مههن مسههتمع" إنهههم يقولههون‪" :‬مههديرو‬
‫النظام هم ليسوا موظفين أو ممثلين عن مؤسسة ويكيميههديا‪ .‬كمهها أنهههم ل يعههاملون‬
‫معاملة خاصة ول يملكههون حقوقهها خاصههة مقارنههة مههع المسههتخدمين الخريههن‪ ،‬حههتى‬
‫أصواتهم في التصويتات المختلفة وآراؤهم في النقاشات تعامل تماما كههأي صههوت أو‬
‫رأي مستخدم آخر‪ .‬هم في النهاية مستخدمون عاديون‪ ،‬عادة يكونههون )أو كههانوا فههي‬
‫السههابق( أنشههط مههن بقيههة المسههتخدمين‪ ،‬تههم انتخههابهم مههن بقيههة أو جههزء مههن‬
‫المستخدمين لكي ينالوا هذا المنصههب‪ ،‬إيمانهها منهههم بههأن موقههع المسههتخدم الفلنههي‬
‫كمدير قد يساهم بشكل أكبر في نمو وتطوير وتنظيم عمل الموسوعة‪ .‬ليس مطلوبا‬
‫منهههم تعههديل وتنسههيق كههل صههفحة أو مقالههة ولكههن مطلههوب منهههم محاولههة تطههبيق‬
‫المقههاييس والمحافظههة علههى سياسههات الموسههوعة‪ ،‬لههديهم فقههط صههلحيات إداريههة‬
‫إضافية لكي ينظموا العمل التحريري وحماية الموسوعة من التخريب"‪.‬‬
‫ويكي ويكي أنت صديقي!‬

‫**كاتب في الشأن العلمي‪ ،‬ومحرر بقسم الخبار به"إسلم أون ليههن‪.‬نههت"‪ ،‬ويمكنههك‬
‫التواصهههل معهههه عهههبر البريهههد اللكهههتروني الخهههاص بصهههفحة علهههوم وتكنولوجيههها‬
‫‪.oloom@islamonline.net‬‬

‫أباطرة النترنت يتكتلون ويتناحرون‬


‫هشام‬
‫سليمان**‬

‫‪9‬‬
‫”يهههاهوو" يتحهههالف مهههع "إي بهههاي" فهههي مواجههههة‬
‫"جوجل"‪ ،‬فالخير وقع مع عملق صناعة الحاسههوب‬
‫"دل" عقهههههدا ليههههوجه صهههههفعة أليمههههة مهينهههههة‬
‫له"مايكروسوفت"‪.‬‬
‫وقد عقهد موقههع "يههاهوو" أو بهالحرى البوابهة الهتي‬
‫تحتهههل الصهههدارة المطلقهههة علهههى مواقهههع شهههبكة‬
‫المعلومات الدوليههة ‪-‬المعههدودة بالمليههارات‪ -‬تحالفهها‬
‫مع أشهر موقع مزادات على النترنت على الطلق‬
‫ديل يتحد مع جوجل‬ ‫"إي بههاي" لتقههديم عههدد مههن خههدمات النههترنت‬
‫المشتركة‪ ،‬في خطوة يتضههح منههها أن الهههدف هههو مواجهههة انتشههار وسههيطرة عملق‬
‫النترنت "جوجل" أشهر وأكههبر محههرك بحهث علهى النههترنت‪ ،‬ووقههف عجلههة تعملقههه‬
‫المضطرد‪.‬‬
‫بالمقابل انتزع "جوجل" صفقة من منافسههه التقليههدي مايكروسههوفت انتزاعهها؛ حيههث‬
‫وقع عملق صناعة الحاسب الشخصي "دل" مع "جوجل" عقدا يتههم بمههوجبه تحميههل‬
‫برنامج صممه الخير على أجهزة "دل" خلل عملية تصنيعها‪ ،‬بعد أن استطاع جوجههل‬
‫إقصاء "ياهوو" من المنافسة‪.‬‬
‫تفاصيل الفصل الول من التكتل التناحري أنه وفقا للتفاق بين "يههاهوو" و"إي بههاي"‪،‬‬
‫فإن الول ‪-‬الذي يعتبر أيضا أكبر شركة خدمات إعلمية على النترنت‪ -‬سوف يحتكههر‬
‫بموجبه العلن التجههاري علههى موقههع الخيههر‪ ،‬وفههي المقابههل فههإن "يههاهوو" سههيجعل‬
‫مستخدميه يدفعون لخدماته عبر طريقة الدفع المتبعة في موقع "إي باي"‪ ،‬أي ل بههد‬
‫من المرور عليها أول‪.‬‬
‫صد تعملق جوجل‬
‫يأتي التفاق الذي وقع بنكهة الصفقة في وقت لم تعد فيه أي مههن الشههركتين سههواء‬
‫كانت "ياهوو" أو "إي باي" قادرة وحدها على منافسة المتعملق قدما "جوجل"‪ ،‬رغم‬
‫كون كل منهما تحتل الصدارة بالفعل كل حسههب مجالههها ونشههاطها‪ ،‬ووصههف محللههو‬
‫"وول ستريت" هذا التفاق بأنه يقل قليل عن الندماج الكامههل‪ ،‬كمهها تنههاقلت وسههائل‬
‫العلم المهتمههة وعلههى رأسههها وكالتهها النبههاء أسوشههيتدبرس ورويههترز فههي ‪ 25‬مههايو‬
‫‪.2006‬‬
‫عزز هذا الظن تحليل "ماريان ويلك"‪ ،‬وههي محللهة فهي مجهال التجهارة اللكترونيهة؛‬
‫حيههث أكههدت أن "الصههفقة إيجابيههة للغايههة بالنسههبة لكليهمهها"‪ ،‬فيمهها خصههت المحللههة‬
‫المتخصصة "إي باي" بقدر أكههبر مههن النفههع؛ لنههه "سيسههتطيع السههتفادة مههن العههدد‬
‫الكبير من الناس الذين يترددون على موقعه في العلنات"‪.‬‬
‫هذا تحليل المختصين‪ ،‬لكن الذي تعارف عليه الناس في أخبار التكتلت أو الصههفقات‬
‫الكبرى أنها تأخذ فسحة من الوقت قبههل وبعههد إنجههاز التفههاق حههتى يخههرج إلههى حيههز‬
‫التنفيذ‪ ،‬لكن لحظ لهفة كليهما إلههى جنههي ثمههاره فههي أبكههر وقههت ممكههن؛ إذ سههيبدأ‬
‫التنفيذ في وقت لحق من العام الحالي ‪ ،2006‬ولعل أكبر ثمرة هي استقطاب رواد‬
‫"جوجل" أو الخصم من رصيده لديهم على القل‪.‬‬
‫أما أحداث الفصل الثاني من التكتل التنههاحري فهههو توقيههع شههركتي "دل" و"جوجههل"‬
‫لعقد يتم بموجبه تحميههل برنامهج صهممته الخيهرة علهى أجههزة الولهى خلل عمليههة‬

‫‪10‬‬
‫تصنيعها‪ ،‬سههوف يتيههح بههدوره لمسههتخدمي خههدمات‬
‫الشركتين معا زيارة موقع مشترك لهما واسههتخدام‬
‫شريط أدوات متقدم جدا صههممه "جوجههل" لعههرض‬
‫خدماتهما المشتركة علهى شاشههة الحاسههوب الههذي‬
‫تصنعه "دل"‪.‬‬
‫طبعا العائد المادي والتنافسههي للعقههد الههذي يتميههز‬
‫بنكهة المؤامرة كبير؛ إذ لم يتم إعلن أية تفاصههيل‪،‬‬
‫ولمواجهة جوجل ياهوو يتحد‬
‫بل هو إعلن إرهابي صههرح فيههه الرئيههس التنفيههذي‬
‫مع إي باي‬ ‫لجوجههل "إيريههك شههميدت" أمههام جمههع مههن رجههال‬
‫العمال أن الصفقة ستتبعها صههفقات أخههرى‪ ،‬بينمهها‬
‫امتنعت "دل" عن التعليق‪.‬‬
‫ليس أدل على كبر العوائد من التفههاق أكههثر مههن ارتفههاع سههعر سهههم جوجههل عقههب‬
‫العلن مباشههرة بمقههدار ‪ 1.74‬دولر أمريكههي ليصههل إلههى ‪ 382.00‬دولرا‪ ،‬قبههل أن‬
‫يفقد ‪ 99‬سنتا قبل الغلق في بورصة ناسداك‪ ،‬بينما صعدت قيمة سهههم دل بمقههدار‬
‫‪ 12‬سههنتا ليغلههق علههى ‪ 24.30‬دولرا للسهههم‪ ،‬ثههم عههاود الصههعود ليضههيف ‪ 9‬سههنتات‬
‫أخرى‪.‬‬
‫وليس أدل على الرهههاب الممنهههج الههذي يمارسههه "جوجههل" مههع "دل" مههن تسههريب‬
‫متعمد طبعا بالعلن عن استخدام دل لبرامج من إنتاج جوجل لول مرة فههي فههبراير‬
‫‪ ،2006‬حيث سرت شائعات أن برامج جوجههل سههتظهر علههى ‪ 100‬مليههون حاسههوب‬
‫تعتزم دل إنتاجههها‪ ،‬ثههم العلن بشههكل استعراضههي عههن إتمههام الصههفقة أمههام رجههال‬
‫العمال دون أي تفاصيل؛ بل والتعتيم المربههك مههن دل الههتي امتنعههت عههن ري ظمههأ‬
‫المتعطشين لية إضافة!‪.‬‬
‫رد مايكروسوفت‬
‫صحيح أن مايكروسوفت تنتهج أسلوبا تجاريا يختلف عههن جوجههل؛ حيههث تههبيع الولههى‬
‫البرامج الحاسوبية لتحقيق أرباح‪ ،‬بينما تعتمد الخيههرة علههى العلنههات الههتي تعرضههها‬
‫في أثناء استخدام زوارها لخدماتها البحثية المجانية‪ ،‬ورغم ذلههك فههإن مايكروسههوفت‬
‫اعتبرت الصفقة تهديدا لها‪ ،‬وهي كذلك بالفعل‪.‬‬
‫لذلك فإن مايكروسوفت سارعت للرد بالتحالف مع إي باي‪ ،‬وربما ساعدها في ذلههك‬
‫أصولها كما قال مارك ماي‪ ،‬وهههو محلههل فههي مجههال التجههارة اللكترونيههة‪" :‬إنههه مههن‬
‫الواضح بالنسبة لي أن جوجل ومايكروسوفت كانا سههيرغبان فههي أن يعقههدا صههفقات‬
‫مشابهة‪ ،‬لكن ياهوو تملك أصول أكثر تأثيرا بالنسبة للشراكة مع إي باي"‪.‬‬
‫وفي النهايههة فل ريههب أن اليههام القادمههة سههوف تحمههل إلينهها المزيههد مههن الصههفقات‬
‫والتكتلت والتناحر بالصفقات المضادة‪ ،‬وليست هذه الصههفقات مجههرد خبطههات فههي‬
‫عالم المال‪ ،‬بقدر ما هي حرب تكسير عظام على طريقة "ليعض كل منا إصبع الخر‬
‫والصارخ أول هو الخاسر"‪.‬‬

‫**كاتب في الشأن العلمي‪ ،‬ومحرر بقسم الخبار به"إسلم أون ليههن‪.‬نههت"‪ ،‬ويمكنههك‬
‫التواصهههل معهههه عهههبر البريهههد اللكهههتروني الخهههاص بصهههفحة علهههوم وتكنولوجيههها‬
‫‪.oloom@islamonline.net‬‬

‫‪11‬‬
‫دليلك لحتراف البحث على النترنت‬
‫‪13/03/2006‬‬ ‫إعداد‪ :‬رحاب عبد المحسن**‬

‫"هل تستخدم علمات التنصيص كأحد وسائل‬


‫البحث عن طريق النترنت؟" كان هذا هو السؤال الذي‬
‫ورد بأحد استطلعات الرأي التي قام بها جاكوب‬
‫نيلسون المتخصص في النترنت‪ ،‬وهو ذاته ما أود منك‬
‫أن تطرحه على نفسك‪ ..‬إن كانت الجابة بنعم فاعلم‬
‫أنك من صفوة الباحثين على النترنت الذين لم تتجاوز‬
‫نسبتهم كما أشارت نتائج الستطلع ‪ %3‬من مجمل‬
‫الباحثين‪ ،‬وإن لم تكن منهم فمن السهل أن تنضم‪.‬‬
‫استجابة محرك البحث ما هي إل رد فعل لما‬
‫نصوغه في شريط البحث‪ ،‬فبمجرد وضع الكلمة فإننا‬
‫بذلك نكون قد وجهنا المحرك صوب البحث عن المواقع التي تحوي هذه الكلمة‪،‬‬
‫فيقوم بالبحث سريعا في قاعدة البيانات لديه التي قام من قبل بتجميعها وتصنيفها‬
‫من جملة المواقع‪ ،‬ويخرج ناتج البحث في شكل قائمة من صفحات الويب تحوي‬
‫الكلمة المبحوث عنها‪.‬‬
‫ولبحث مثمر اتبع النصائح التالية‪:‬‬
‫‪ -‬استخدم عددا أكبر من الكلمات‪ :‬بكتابة كلمات إضافية فإنك تفتح‬
‫الفرصة أمام محرك البحث حتى يعمل بشكل أدق‪ ،‬وفي ذات الوقت توجه البحث‬
‫أكثر صوب المعلومات التي تود الحصول عليها‪.‬‬
‫‪ -‬استخدم الكلمات غير المتداولة‪ :‬باستخدامك كلمة تتواجد في أكثر من‬
‫موقع فإنك بذلك ترفع من احتمال اختيار موقع غير مرغوب‪ ،‬وفي الغالب ما تبتعد‬
‫بك عن الطريق السليم للبحث للوصول للمعلومة‪ ،‬لذا فعليك أن تكون محددا‬
‫وواضحا في اختيارك لكلمة البحث بقدر المكان‪.‬‬
‫‪ -‬ضع العبارات بين علمتي تنصيص‪ :‬وهذه واحدة من أكثر طرق البحث‬
‫فعالية في حال ما إذا ما كنت متأكدا من أن العبارة توجد بذات النص في الموقع‬
‫المراد البحث عنه‪.‬‬
‫ولجعل الستخدام أكثر احترافا إليك بعض النصائح المتقدمة‪:‬‬
‫‪ -‬استخدم الرموز الرياضية‪ :‬فباستخدام علمة "‪ "+‬أو كلمة "‪"AND‬‬
‫يضمن أن تحتوي نتائج البحث على كلتا الكلمتين‪ ،‬والعكس صحيح؛ فباستخدام‬
‫علمة "‪ "-‬أو كلمة "‪ "NOT‬تعمل على استثناء ما بعدها من نتائج البحث‪.‬‬
‫وللتوضيح فلو أنك حاولت البحث عن ‪ Paris Hilton‬الفندق المشهور‪،‬‬
‫فسيظهر لك نتائج متعددة تضم مجموعة ضخمة من المواقع التي تتحدث عن‬
‫الممثلة "باريس هيلتون"‪ ،‬ومن الممكن بسهولة حل تلك المشكلة عن طريق‬
‫إضافة "‪."hotel+‬‬
‫‪ -‬ابحث بأوامر البحث أو ما يعرف بش ‪ :Commands Operator‬وهي‬

‫‪12‬‬
‫طريقة فعالة على الرغم من جهل العديدين بها‪ ،‬كأدوات مساعدة يمكن إضافتها‬
‫إلى عبارة البحث لتضييق مجال البحث وصول إلى نتائج دقيقة‪ ،‬وسنورد هنا بعضا‬
‫منها مستعينين بالتمثيل على محرك البحث المشهور "جوجل"‪:‬‬
‫كتابة الرمز "~" قبل الكلمة في حقل البحث للحصول على المزيد‬
‫من المرادفات‪ :‬فبكتابة ~‪ car‬بخانة البحث يتسع مجال البحث ليشمل مواقع‬
‫وارتباطات تضم مرادفات لكلمة ‪ car‬مثل ‪automobile.‬‬
‫وضع علمة "*" داخل جملة لتحل محل كلمة مفقودة‪ :‬فبكتابة‬
‫"المركز*الطبي" في خانة البحث يأتي في النتائج المركز التخصصي الطبي‬
‫والمركز العربي الطبي‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫كتابة "‪ "link:‬متبوعة بعنوان لموقع تعرض جميع الرتباطات التابعة للموقع‪،‬‬
‫بل المواقع التي تورد ذكره أو ترتبط به بصورة أو بأخرى‪ ،‬فبالبحث عن‬
‫‪ link:itp.com‬مثل تجعلك تحصل في نتيجة البحث على جميع المجلت والنشرات‬
‫والخدمات اللكترونية التي يقدمها موقع ‪.itp.com‬‬
‫كتابة كلمة "‪ "related:‬قبل الموقع لظهار أي نتائج يراها محرك البحث ذات‬
‫صلة بالموقع المبحوث عنه‪ :‬فعند البحث عن ‪related:www.cnn.com‬تظهر لك‬
‫في النتيجة الصفحات التي ترتبط بموقع القناة الخبارية المريكية ‪CNN.‬‬
‫كتابة"‪ "define:‬متبوعة بالكلمة المبحوث عنها للحصول على تعريف لها‪:‬‬
‫فبكتابة ‪ define:LCD‬مثل ستحصل في نتيجة البحث على تعريف خاص بتقنية‬
‫الكريستال السائل ‪ LCD‬مقتبسة من العديد من المواقع على النترنت‪.‬‬
‫كتابة "‪ "cache:‬أو استخدام ذات الخاصية المتوفرة في المحرك "جوجل"‬
‫تحدد مواضع ذكر الكلمة المبحوث عنها بموقع ما وبلون مختلف‪ :‬فبكتابة‬
‫‪ cache:www.cnn.com food‬حيث ‪ food‬هي الكلمة المطلوب إيجادها داخل‬
‫أحد صفحات موقع اله ‪ ،CNN‬فتأتي النتيجة مشارا فيها وبلون مختلف لكلمة ‪Food‬‬
‫داخل الصفحة المتواجدة به‪.‬‬
‫كتابة "‪ "Author:‬تكون للحصول على معلومات عن صفحة قام بتأليفها مؤلف‬
‫محدد‪.‬‬
‫كتابة"‪ "Intitle:‬تعمل على البحث عن كلمة ما داخل عنوان الصفحة "‪"URL:‬‬
‫الذي يظهر في خانة العنوان بنافذة المتصفح‪ ،‬بينما "‪ "allintitle:‬فلها ذات التأثير‬
‫السابق ولكن للبحث عن عدة كلمات داخل عنوان الصفحة بدل من كلمة واحدة‪.‬‬
‫كما تستخدم كلمة "‪ "allintext:‬للتأثير العكسي في حال البحث بأكثر من كلمة‬
‫ضمن النصوص الواردة بالموقع وليس في عنوانه‪ ،‬فيكفي كتابة‬
‫‪ allintext:tsunami‬للبحث عن كلمة ‪ tsunami‬ككلمة نصية في النتائج التي‬
‫يرجعها جوجل دون الشارة إلى الكم الهائل من المواقع التي تضم هذه الكلمة في‬
‫عناوينها‪.‬‬
‫إضافة كلمة "‪ "info:‬قبل عنوان موقع تبحث عنه للحصول على معلومات عن‬
‫الموقع الذي تقوم بزيارته إن وجدت‪.‬‬
‫كتابة "‪ "filetype:‬هي طريقة فعالة للبحث عن كلمات في نوعية معينة من‬
‫الملفات‪ ،‬فبالبحث عن ‪ filetype:pdf islam‬تحصل في النتيجة على جميع‬
‫الملفات من نوع ‪ pdf‬المحتوية على كلمة ‪ .islam‬وللباحثين عن الفلم مثل يمكن‬

‫‪13‬‬
‫كتابة ‪ film:lord of the rings‬فيظهر جوجل تقييمات ومقالت تتعلق بالفيلم‬
‫المذكور‪ ،‬وبشكل مشابه يمكن البحث عن الموسيقى بكتابة مثل ‪music:fairouz‬‬
‫ليعرض محرك البحث ألبومات المطربة ومواقعها على النترنت‪.‬‬
‫ولمعرفة المزيد من الوامر التي تساعدك في عملية البحث‬
‫يمكنك مطالعة الصفحة التالية‪:‬‬
‫‪www.google.com/help/cheatsheet.html‬‬
‫نصائح للبحث بالعربية‪:‬‬
‫على الرغم من ظهور عدد من محركات البحث التي تدعم اللغة العربية فإن‬
‫عددها ما زال محدودا‪ ،‬ويعود ذلك إلى التقنيات المعقدة التي يحتاجها البحث باللغة‬
‫صرفية )‬ ‫العربية‪ .‬إذ تختلف طبيعة اللغة العربية عن النجليزية‪ ،‬فاللغة العربية لغة َ‬
‫‪ ،(morphological‬بينما النجليزية لغة لصقية )‪ .(affixational‬ومن هنا كان ل بد‬
‫للشركات التي تطرح محركات بحث عربية قوية أن تمتلك التقنيات اللزمة‬
‫لمعالجة اللغة العربية آليا‪.‬‬
‫وقد ظهر أثر ذلك في محركات البحث الموجودة التي انقسمت إلى‬
‫مجموعتين‪:‬‬
‫*المجموعة الولى‪:‬‬
‫قّلدت محركات البحث النجليزية؛ ولذلك فقد جاءت نتائجها ضعيفة لعتمادها في‬
‫البحث على المطابقة الحرفية )‪ (string matching‬لكلمات البحث‪ ،‬مما يتسبب‬
‫في حجب الكثير من المعلومات التي تتوافق مع الكلمات المبحوث عنها لكنها‬
‫تختلف بأحرف زائدة بسيطة‪.‬‬
‫*المجموعة الثانية‪:‬‬
‫اعتمدت على تقنيات متقدمة لمعالجة اللغة العربية‪ ،‬ومن أبرز أمثلتها‪ :‬أراب فيستا‬
‫)‪ (Arabvista‬و الدريسي الذي أصدرته شركة صخر لبرامج الحاسب اللي‪ ،‬و‬
‫‪ ، Multimeta‬وتتميز تلك المجموعة بإمكانات إضافية مثل‪ :‬البحث باللواصق‪،‬‬
‫والبحث بالمشتقات‪ .‬وقد تميز محرك الدريسي عن غيره بعدة وظائف مثل‪:‬‬
‫البحث بالمترادفات‪ :‬لتظهر النتائج كلمة البحث إضافة للكلمات العربية‬
‫المتشابهة معها في المعنى‪.‬‬
‫البحث بالمعاني والترجمة‪ :‬للبحث عن نصوص إنجليزية عن طريق كلمة‬
‫عربية يجهل المستخدم معناها‪.‬‬
‫إضافة إلى إمكانية للتعامل مع التشكيل بشكل جيد‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن معظم محركات البحث العربية تقوم بعد معالجة الكلمة أو‬
‫العبارة المراد البحث عنها بترجمتها إلى اللغة النجليزية‪ ،‬ليجري البحث عنها بعدة‬
‫مفهرسة لديه‪.‬‬ ‫لغات في مواقع الويب ال ُ‬
‫ومن النصائح الهامة عند البحث باللغة العربية‪ ،‬وجوب التأكد من الملء الصحيح‬
‫للكلمة وإذا كان هناك أكثر من احتمال لكتابة الكلمة فيفضل استخدام ‪ OR‬بينهما‪،‬‬
‫مثل‪ :‬قرية ‪ OR‬قريه‪.‬‬
‫والن وبعد أن وصلنا إلى المراد وحصلنا على صفحة مكدسة بكم هائل من‬
‫المعلومات كيف لنا أن نستخرج المطلوب بأسرع طريقة ممكنة؟ ببساطة ما أن‬
‫تدخل الصفحة عليك أن تضغط ‪ ctrl+F‬ومن ثم تكتب الكلمة المراد البحث عنها‪،‬‬
‫فسيقودك ذلك إلى المقطع الذي تتوافر به الكلمة المذكورة‪.‬‬
‫وإليك بعض المحركات المجربة من قبل زوار "ساحة الحوار" في إسلم أون‬

‫‪14‬‬
‫لين‪.‬نت‪ ،‬والتي يرى زوار الساحة أنها أثبتت فاعلية كبيرة معهم‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫_ ‪dogpile‬‬
‫_ ‪ask‬‬
‫_ ‪)Altavista‬يوجد به إمكانية متميزة للبحث عن الصوتيات من نوعية ملفات‬
‫‪ mp3‬والفيديو أيضا(‬
‫وللبحث عن الصور‪:‬‬
‫_ ‪) Image-seeker‬ومن المميز في هذا الموقع أنه يستثني المواقع الباحية‬
‫من البحث(‬
‫_ ‪picsearch‬‬
‫_ ‪flickr‬‬
‫ومن المواقع التي تحوي عددا من محركات البحث‪:‬‬
‫_ ‪www.search-22.com‬‬
‫اقرأ أيضا‪:‬‬
‫محركات البحث‪ ..‬كيف تتقن استخدامها؟ )حوار(‬ ‫‪‬‬
‫البحث على النترنت‪ ..‬انصحني بوصفتك المجربة)شارك(‬ ‫‪‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪http://www.googleguide.com‬‬
‫‪‬‬ ‫‪The Net For Journalists‬‬
‫** محررة مساعدة بالقسم العلمي والصحي بشبكة إسلم أون لين‪.‬نت‪،‬‬
‫ويمكنك التواصل معها عبر البريد اللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪rehab.bakr@iolteam.com‬‬

‫جاليليو‪ ..‬انعتاق أوربي من ‪ GPS‬أمريكا‬


‫‪16/02/2006‬‬ ‫هشام سليمان**‬

‫أوربا تعيش هذه اليام نشوة مبعثها أنها‬


‫تخطت لحظة كانت بانتظارها منذ فترة زمنية‬
‫ليست بالقليلة‪ ،‬ظلت تعمل لها سنين‪ ،‬واقترب‬
‫وقت الحصاد‪ .‬سبب هذه النشوة أنها أطلقت قبل‬
‫مطلع عام ‪ 2006‬بأيام أول قمر صناعي تجريبي‬
‫أوربي في نظام الملحة وتحديد المواقع الكوني‬
‫"جاليليو"‪.‬‬
‫هذا النظام عبارة عن كوكبة من القمار الصناعية تدور في أفلك مرتفعة حول‬
‫الرض‪ ،‬ومحطات أرضية للمراقبة والتحكم‪ ،‬إضافة لمجموعة مراكز لتقديم خدمات‬
‫وتطبيقات النظام‪ .‬المهم أن منظومة العمل هذه سوف تسمح بتحديد مكان أي‬
‫شيء متحرك أو ثابت على وجه الرض بدقة بالغة في أي لحظة‪.‬‬
‫نظام جاليليو مثله مثل نظام تحديد المواقع العالمي ‪ GPS‬المريكي‪،‬‬
‫والروسي ‪ ، Glonass‬وكل هذه النظم تقوم برصد هدف ما عن طريق عدد من‬

‫‪15‬‬
‫القمار الصناعية )‪ 4‬في حالة ‪(GPS‬؛ ربما كان هذا الهدف مركبة أو شخصا‪،‬‬
‫واشتراك القمار لتحديد إحداثيات الهدف في أي لحظة يحدد مكانه بالنسبة‬
‫للزمان‪ ،‬فتخصيص قمر صناعي لرصد خط الطول الواقع عليه الهدف‪ ،‬وآخر‬
‫لتحديد على أي من دوائر العرض يقع‪ ،‬وثالث لقياس ارتفاع هذا الهدف عن سطح‬
‫البحر أو انخفاضه عنه‪ ،‬ورابع لقياس توقيت تلك الرصاد‪.‬‬
‫تقنيا فإن ذلك مبني على حساب الفرق في زمن إرسال إشارات راديو من‬
‫قمر صناعي وزمن الستقبال في المحطات الرضية التابعة للنظام‪ ،‬أما علميا فإن‬
‫هذا التطبيق مؤسس على استخدام ما يعرف بالزاحة الترددية أو "إزاحة دوبلر"‪.‬‬
‫والفكرة العلمية وراء ذلك مؤسسة على أنه حين يتم إرسال موجة بتردد معين‬
‫على جسم ثابت؛ فالموجة المرتدة كصدى تكون بنفس التردد‪ ،‬أما إذا أرسلت‬
‫الموجة بتردد معين على هدف متحرك كالقمار الصناعية؛ فإنها تستقبل صدى‬
‫عبارة عن موجة بتردد مختلف عن تردد الرسال‪ ،‬وبالتالي فإن حساب ومعالجة‬
‫الفروق والبيانات المرسلة والمستقبلة من كافة أجهزة المنظومة مع تطبيقاتها‬
‫يمكن تحديد المحددات الربعة السابق الشارة لها‪ :‬خطوط الطول ودوائر العرض‪،‬‬
‫والرتفاع أو النخفاض بالنسبة لسطح البحر‪ ،‬والزمن‪.‬‬
‫كل النظامين الروسي والمريكي يعمل تحت إشراف ورقابة عسكرية فكلهما‬
‫أنشئ بالساس لغراض عسكرية‪ ،‬بيد أنه ما لبث أن امتدت خدماتهما إلى‬
‫الغراض المدنية‪ ،‬وبالتالي تستفيد منه أوربا ودول أخرى كثيرة‪ ،‬وبذلك توفر‬
‫خدمات الرصد سواء في المناطق الجبلية أو البحرية أو الصحراوية وعلى الطرق‬
‫السريعة خاصة‪ ،‬لكن بل أي ضمان لمدى دقة الرصد‪ ،‬ول حتى استمرار الخدمة‬
‫نفسها خاصة في المناطق الحضرية‪ ،‬والبلدان الواقعة في الشمال‪.‬‬
‫يضاف لما سبق أن السلطات العسكرية في البلدين يمكنها دون سابق إنذار‬
‫وفجأة إيقاف الخدمة‪ ،‬أو تخفيض الشارات التي يعمل بها النظام‪ ،‬لي دواعي أمن‬
‫قومي في أمريكا أو روسيا‪.‬‬
‫القرار‪ ..‬التمويل‪ ..‬الجدول الزمني‬
‫وهنا جاء القرار‪ :‬ل بد من نظام أوربي مستقل؛ يقولون إنه مدني‪ ،‬ل سيما أن‬
‫التحاد الوربي بصدد إنشاء نظام نقل جوي بحري بري متكامل يحتاج خدمات‬
‫دقيقة‪ ،‬ومستمرة من نظام تحديد مواقع وملحة ل يقل عن النظامين الروسي‬
‫والمريكي‪ ،‬لكنهم ل ينفون أنه قد يستخدم في أغراض عسكرية أو استخباراتية‪.‬‬
‫يقول الوربيون إنهم ل يتحملون عدم وجود نظام خاص بهم أو بقاءهم رهن‬
‫نظام تابع لدول أخرى وهناك سوق تقنية مرتبط بخدمات تحديد المواقع والملحة‬
‫فضائيا تصل بعض التقديرات عن حجم الموال المتداولة فيها إلى ‪ 9‬مليارات يورو‪،‬‬
‫وتوفر نحو ‪ 0100,00‬فرصة عمل في قارة تمثل البطالة فيها صداعا دائما‪.‬‬
‫لذا أجرى وزراء النقل في التحاد الوربي محادثات حول بناء شركة أوربية‬
‫لبناء نظامها‪ ،‬وفق مراحل تم تحديدها كالتالي‪:‬‬
‫مرحلة الدراسة‪ :‬إجراء دراسات معمقة بلغ حجم تمويلها ‪ 80‬مليون يورو‪.‬‬
‫مرحلة التطوير‪ :(2006-2001) 1-‬بتمويل وصل إلى ‪ 1.1‬مليار يورو من‬
‫التحاد الوربي ووكالة الفضاء الوربية‪ ،‬حيث بدأ إنشاء الشركة الوربية التي‬
‫ستقوم بتوفير المعدات ‪ -‬وتصنيعها أوربيا‪ ،-‬والكوادر الفنية والدارية‪ ،‬ومزودي‬
‫الخدمات‪ ...‬إلخ‪ ،‬وتنتهي بإطلق أقمار تجريبية‪.‬‬
‫مرحلة التطوير‪ :(2007-2006) 2-‬بتمويل وصل إلى ‪ 2.1‬مليار يورو معظمها‬

‫‪16‬‬
‫من القطاع الخاص تنتهي بها مرحلة التجارب‪ ،‬وفيها يتم إرسال الجزء الكبر من‬
‫أقمار النظام إلى الفضاء‪.‬‬
‫مرحلة التشغيل )‪ :(2008‬واعتمد فيها مبلغ ‪ 200‬مليون يورو لعمال الصيانة‬
‫السنوية الدورية لجهزة ومعدات النظام‪.‬‬
‫التطبيقات‪ ..‬كثيرة‬
‫بموقع برنامج جاليليو على شبكة النترنت‬
‫سوف تقرأ أن النظام له تطبيقات كثيرة تخدم‬
‫تقريبا في معظم المجالت‪ ،‬لكن بشيء من اليجار‬
‫فإنه سوف يساعد مبدئيا في‪:‬‬
‫‪ -‬التحكم في الملحة الجوية‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة أفضل لساطيل النقل البري والبحري‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة الطرق البرية والسكك الحديدية‬
‫وإداراتها بكفاءة أكبر‪.‬‬
‫‪ -‬رصد حركة البضائع ومسار البضائع ذات‬
‫الصبغة المتعددة الجنسيات‪.‬‬
‫وعن الستخدامات المأمول تطبيقها لحقا وقريبا في نفس الوقت‪:‬‬
‫‪ -‬رصد المواد الخطرة )متفجرات‪ ،‬مخدرات‪ ،‬تهريب‪ ...‬إلخ(‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مواقع المصايد‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مواقع النهيارات الرضية‪.‬‬
‫‪ -‬معاونة فرق الطوارئ ل سيما في عمليات الغاثة النسانية‪.‬‬
‫‪ -‬المساعدة في تطوير وتحسين الخدمات الطبية مثل علج المرضى عن بعد!‪.‬‬
‫‪ -‬المساعدة في تطوير وتحسين الخدمات الجنائية والعدلية مثل رصد‬
‫المساجين المطلق سراحهم قيد المتابعة‪.‬‬
‫قمر الطلعة الولى‬
‫أطلق التحاد الوربي بمنهجية وعدم استعجال قمرا تجريبيا في ‪ 28‬ديسمبر‬
‫‪ ،2005‬صحيح أن هذا القمر لن يكون جزءا من النظام المستقبلي ولكنه سيلعب‬
‫دورا أساسيا في ضمان النتشار الناجح في المجموعة بأجمعها‪ .‬أطلق على القمر‬
‫اسم "جيوفي أ"‪ ،‬وبلغ وزنه ‪ 600‬كيلوجرام‪ ،‬أما مهمته فإنه سوف يختبر في مداره‬
‫ساعتين ذريتين‪ ،‬ويعد هذا النوع من أجهزة التأقيت عماد أي نظام عالمي لتحديد‬
‫المواقع‪ ،‬ويقوم بنقل إشارات توقيت عالية الدقة إلى الرض‪ ،‬وكذلك سيختبر‬
‫الشارات الملحية وتأمين ترددات "جاليليو" في الفضاء والسماح للعلماء بمراقبة‬
‫الكيفية التي يؤثر بها الشعاع على الطائرات‪ ،‬وتقرر أن يتم إطلق القمر الصناعي‬
‫التجريبي الثاني في عام ‪.2006‬‬
‫وعند اكتمال منظومة القمار فإن نظام جاليليو تكون تكلفة تشييده بلغت ‪3.5‬‬
‫مليارات يورو‪ ،‬لنه آنذاك سوف يكون عبارة عن شبكة مكونة من ‪ 30‬قمرا صناعيا‬
‫)‪ 27‬قمرا صناعيا عامل وثلثة احتياطية( مخصصة للستخدامات المدنية – كما‬
‫يقولون‪ -‬وستؤدي إلى وضع حد لعتماد أوربا على النظام العالمي لتحديد المواقع‬
‫‪ GPS‬المريكي‪.‬‬
‫إن نظام تحديد المواقع المريكي يستخدم إشارات دقيقة للغراض الحربية‪،‬‬

‫‪17‬‬
‫وتقل دقة المعلومات المقدمة عن مكان وزمان أي هدف يتم رصد لغرض مدني‬
‫مثل المستخدمة في أنظمة الملحة في السيارات‪ ،‬وعربات النقل‪ ،‬والقوارب‪،‬‬
‫والطائرات‪ ،‬أوربا تقول إن نظامها سوف تصل دقته إلى تحديد مكان هدف بنسبة‬
‫خطأ أقل من متر أو ياردة على وجه التحديد‪ ،‬بينما المريكي تتدنى دقته إذا ما‬
‫استخدم لغراض مدنية بنسبة خطأ تتراوح بين ‪ 25‬إلى ‪ 35‬مترا!‪.‬‬
‫تعقيدات سياسية متشابكة‬
‫المسألة ليست ببساطة نظام روسي وآخر أمريكي ولم ل يكون هناك آخر‬
‫أوربي‪ ،‬وبعد شد وجذب ومفاوضات ومعاهدات بين الطرف الوربي والمريكي‬
‫للتنسيق وربما تسبب في توتر على ضفتي الطلسي‪ ،‬طفت مشاكل أخرى على‬
‫السطح مثل مشاركة الصين في المشروع التي ولدت قضايا أمنية مهمة تحتاج‬
‫إلى معالجة لمنع نشوب توتر جديد بين أمريكا وأوربا‪.‬‬
‫وإذ يؤكد الوربيون أن جاليليو سيكون أكثر دقة من النموذج المدني لنظام‬
‫‪ ،GPS‬وأكثر دقة لمواقع الشخاص الذين يستخدمون النظام‪ ،‬وأنه سوف يفتح‬
‫الطريق لستعمالت جديدة كمساعدة الشرطة‪ ،‬وأقسام الطفاء‪ ،‬وسيارات‬
‫السعاف على تحديد أماكن الشخاص بطريقة أفضل في حالت الطوارئ –فإنه‬
‫ستكون لجاليليو أيضا تطبيقات عسكرية مهمة‪ ،‬ولذلك يجب أن تقلق أمريكا إذ إنه‬
‫يمثل تهديدا لتفوقها العسكري المبني كثيرا على ‪.GPS‬‬
‫فضل عن أن استفادة أطراف منافسة لمريكا مثل الصين تثير قلقا كبيرا‬
‫لمريكا‪ ،‬حيث سيطور النظام قدرة القوات المسلحة على تنسيق تحركات‬
‫الوحدات في المعركة‪ ،‬رافعا بذلك كفاءتها‪ .‬وسيطور أيضا دقة أنظمة توجيه‬
‫السلحة‪ ،‬وبذلك تصيب القنابل‪ ،‬والصواريخ أهدافها بدقة أكبر وطبعا الصين‬
‫ستستفيد‪ .‬فجاليليو سوف يلعب أيضا دورا مهما في تسريع برنامج العصرنة‬
‫والتحديث العسكري الصيني‪.‬‬
‫فبموجب اتفاقية تعاون‪ ،‬تعهدت الصين بالمشاركة في بحث وتطوير تكنولوجيا‬
‫الفضاء‪ ،‬والمعدات الرضية‪ ،‬وأنظمة تطبيق جاليليو‪ .‬وحتى الوقت الحالي‪،‬‬
‫استثمرت الحكومة الصينية نحو ‪ 240‬مليون دولر في المشروع عبر شركة شاينا‬
‫جاليليو إندستريز التي تديرها الدولة‪.‬‬
‫ومن نافلة القول أن مكان انطلق القمر التجريبي الول من قاعدة باكينور في‬
‫كازاخستان بوسط آسيا‪ ،‬وعلى متن صاروخ روسي له مغزى كبير‪ ،‬ول يحتاج المر‬
‫إلى تعليق أو توضيح لبيان مدى تشابك المسألة على الصعيد السياسي‪ ،‬ويضاف‬
‫لذلك أن أوربا استطاعت استقطاب جهات أخرى مثل الهند ودول آسيوية وأفريقية‬
‫في مشروعها لتمنحه صفة العالمية وليكون ورائه من يؤازره ويدفع عنه المارد‬
‫المريكي إذا ما تربص به‪.‬‬
‫مثلما وقعت المفوضية الوربية اتفاقيات تعاون بخصوص نظام جاليليو مع‬
‫الصين فهي تبحث وتبادر لعقد اتفاقيات مماثلة مع أستراليا والمكسيك وكوريا‬
‫الجنوبية وأوكرانيا‪ .‬أوربا تنعتق من ظل المارد المريكي ولكن ببطء‪ ،‬ومن يدري‬
‫ربما تسحب البساط من تحته‪ ،‬ربما كانت خطوات أوربا لبلوغ ذلك الهدف وئيدة‬
‫لكنها خطوات ثابتة ومدروسة!‪.‬‬
‫اقرأ أيضا‪:‬‬
‫إيشلون جاسوس الجواسيس‬ ‫‪‬‬
‫النظام العالمي لتحديد المواقع‬ ‫‪‬‬

‫‪18‬‬
‫تحمل جوال؟‪ ..‬أنت مرصود‬ ‫‪‬‬
‫بنجلديش بين حق الكلم وحق التنصت‬ ‫‪‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪http://europa.eu.int/comm/space/‬‬
‫‪programmes/galileo_en.html‬‬
‫‪‬‬ ‫‪http://europa.eu.int/comm/dgs/‬‬
‫‪energy_transport/galileo/index_en.htm‬‬

‫** كاتب في الشأن العلمي‪ ،‬ومحرر بقسم الخبار بش"إسلم أون لين‪.‬نت"‪،‬‬
‫يمكنك التواصل معه عبر البريد اللكتروني الخاص بصفحة علوم وتكنولوجيا‬
‫‪oloom@islamonline.net‬‬
‫"جوجل" تتأهب لنشر إمبراطوريتها عبر النترنت *‬
‫‪12/10/2005‬‬ ‫خلدون غسان سعيد‬

‫حسب كتاب ‪ The Legacy Of Google‬أو‬


‫أسطورة جوجل‪ ،‬فإن التاريخ سيعيد نفسه ولكن‬
‫مع تغيير في السماء‪ ،‬فشركة مايكروسوفت‬
‫‪ Microsoft‬اليوم هي في مكان شركة آي بي إم‬
‫‪ IBM‬قبل سنوات عدة‪ ،‬وجوجل اليوم هي في‬
‫مكان مايكروسوفت في نفس تلك الفترة‪ ،‬ومن‬
‫المتوقع أن تفعل جوجل ما فعله بيل جيتس ‪ Bill Gates‬عندما تجاوز توقعات‬
‫المحللين‪.‬‬
‫فلو نظرنا عميقا في براءات اختراعات جوجل في عالم الحاسب اللي‪ ،‬لوجدنا‬
‫مستقبل باهرا لجوجل‪ ،‬المر السيئ لمايكروسوفت‪ ،‬حيث إن جوجل تزحف في‬
‫مختلف جوانب حياتنا اللكترونية اليومية مثل الخطبوط‪ ،‬ناشرة أذرعها أينما نكون‪.‬‬
‫في كلمة ‪ Google‬تلعب على كلمة ‪ ،googol‬التي اخترعها ملتون سيروتا‬
‫‪ ،Milton Sirotta‬ابن أخت عالم الرياضيات المريكي إدوارد كاسنر ‪Edward‬‬
‫‪ ،Kasner‬للدللة على رقم ‪ 1‬يتبعه مائة صفر على يمينه‪ .‬ويعكس استخدام‬
‫‪ Google‬لهذه الكلمة إصرار الشركة على تنظيم الكمية الهائلة من المعلومات‬
‫المتوفرة على الشبكة وفي العالم‪.‬‬
‫وتم تأسيس جوجل عندما قام لري بايج ‪ Larry Page‬وسيرجي برين ‪Sergy‬‬
‫‪ ،Brin‬اثنان من طلب الدكتوراة في جامعة ستانفورد‪ ،‬بتأسيسه عام ‪ .1998‬وقد‬
‫أعلنت هذه الشركة الخاصة في يونيو ‪ 1999‬أنها حصلت على تمويل بقيمة ‪25‬‬
‫مليون دولر أمريكي‪ .‬ويشمل شركاء الشركة في التمويل ‪Kleiner Perkins‬‬
‫‪ Caufield & Byers‬و ‪.Sequoia Capital‬‬
‫وتقدم جوجل خدماتها عبر موقع ‪ ،www.google.com‬كما تقدم الشركة‬
‫خدمات تعاونية للبحث في النترنت لفائدة مزودي المعلومات‪ .‬ويقول مؤلف‬
‫الكتاب ستيفن إي آرنولد ‪ Stephen E. Arnold‬الذي درس شركة جوجل لعام‬
‫كامل‪ ،‬بأن مايكروسوفت ل تفهم جوجل‪ ،‬تماما مثلما آي بي إم التي لم تفهم‬
‫مايكروسوفت قبل ‪ 20‬سنة‪.‬‬
‫ويضيف بأن الفترة الممتدة بين ‪ 2004‬و ‪ 2020‬ستشهد شبكات لجوجل في‬
‫الكثير من أمور الحياة اليومية‪ ،‬نظرا للنمو البداعي للشركة‪ .‬فالشركة ترى عالما‬
‫أكبر من عالم محركات البحث‪ ،‬عالما تكون فيه الشركة الرائدة في مجال تقنيات‬

‫‪19‬‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫قفزة عملقة باتجاه القمة‬
‫ولو تم إحصاء براءات اختراعات جوجل‪ ،‬لوجدنا أن جوجل قد حصلت على ‪72‬‬
‫براءة اختراع في الشهر الستة الولى من عام ‪ ،2005‬مقارنة به ‪ 47‬براءة اختراع‬
‫بين عامي ‪ 2001‬و ‪ .2004‬الرقام تؤشر إلى قفزة عملقة‪ .‬فجوجل تنوي‬
‫استخدام ألياف سريعة التوصيل وشبكات لسلكية لنقل المعلومات‪.‬‬
‫ومع استمرار شبكات النطاق العريض اللسلكي )للمدى القصير( ‪ Wi-Fi‬في‬
‫النتشار‪ ،‬ومع خطة إطلق شبكات الواي ماكس ‪ Wi Max‬للمدى البعيد والقوى‬
‫في العام المقبل‪ ،‬فإنه لمن البديهي أن نشاهد جوجل تمنح تقنياتها وخدماتها مجانا‬
‫لستخدام هذه الشبكات الجديدة بطرق متميزة‪ .‬وبعد أن أعلنت جوجل أنها‬
‫ستدخل في عالم الصوت عبر الشبكات ببروتوكول الصوت عبر النترنت ‪Voice‬‬
‫‪ Over IP VoIP‬عن طريق برنامجها ‪ Google Talk‬الذي يشبه برنامج الماسنجر‬
‫‪ Messenger‬لمايكروسوفت‪ ،‬أصبح من الواضح أن شبكات النطاق العريض‬
‫اللسلكي هي الوسط المناسب لنشر هذه التقنية‪.‬‬
‫بعد ‪ 7‬سنوات من تطور جوجل من مجرد محرك بحث بسيط )وسريع جدا(‬
‫إلى الشركة الكبيرة التي نعرفها اليوم‪ ،‬نرى أن شركة جوجل ستبقى موجودة في‬
‫عالمنا لفترة طويلة‪ ،‬ونهاية مطافها أو ماهية الخدمات التي تقدمها ليس لها حدود‬
‫ظاهرة‪ .‬فعندما نرى شركة كهذه‪ ،‬يمكننا الخوف منها ومما قد تفعله‪ ،‬أو يمكننا أن‬
‫نرحب بها بصدر واسع ونتوقع منها أن تمنحنا أكثر مما نظن‪.‬‬
‫وقامت جوجل ببناء مبنى جديد تبلغ مساحته مليون قدم مربع بالقرب من‬
‫مبنى أبحاث ناسا ‪ ،NASA‬وكالة الطيران والفضاء المريكية‪ ،‬في منطقة وادي‬
‫السليكون ‪ Silicon Valley‬للستفادة من خبراتها‪ .‬وتضاعف عدد موظفي جوجل‬
‫في آخر سنتين ليصل إلى ‪ 4200‬موظف‪ ،‬بمعدل ‪ 4‬موظفين في اليوم‪ ،‬أي حوالي‬
‫‪ 2100‬موظف في آخر سنتين‪ .‬وستقوم جوجل بالكثير من العمل لناسا لتطوير‬
‫عملياتها في الفضاء‪.‬‬
‫وقامت جوجل حديثا بضرب أرقام ياهو ‪ Yahoo‬عرض الحائط حيث إن ياهو‬
‫أعلنت بأنه لديها فهرسا للبحث في أكثر من ‪ 20‬مليار ملف وصفحة في النترنت‪.‬‬
‫ولكن جوجل أعلنت حديثا بأن فهرس بحثها أكبر بثلث مرات من أكبر فهرس لدى‬
‫الشركات المنافسة في مجال البحث‪.‬‬
‫سياج من براءات الختراعات‬
‫وتقوم جوجل الن ببناء سياج من براءات الختراعات حول طرق البحث‪ ،‬حيث‬
‫إنها تحاول الوصول إلى أفضل معدل لظهار العلنات على الصفحات‪ ،‬حسب‬
‫نوعية المواقع التي يرتادها المستخدم‪ ،‬وبدون أن يشعر بذلك‪ .‬ويقول ستيفن إي‬
‫آرنولد بأن برامج مايكروسوفت لن تسلم من جوجل‪ ،‬فخاصية اله آر تي جي ‪RTG‬‬
‫من جوجل تحتوي على ‪ %70‬من خصائص مجموعة برامج مايكروسوفت أوفيس‬
‫‪ ،Microsoft Office‬بل حتى إن برمجية خرائط جوجل ‪ Google Maps‬تحتوي‬
‫على تقنيات تنافس برنامج مايكروسوفت باور بوينت ‪Microsoft PowerPoint‬‬
‫المشهور‪.‬‬
‫وجوجل ُتعتبر ثاني أكبر خطر في حياة مايكروسوفت‪ ،‬بعد خطر شركة‬
‫نيتسكيب ‪ Netscape‬المصنعة لمتصفح النترنت الشهير نيتسكيب نافيجيتر‬

‫‪20‬‬
‫‪ Netscape Navigator‬الذي قامت مايكروسوفت بقتله عندما جعلت متصفحها‬
‫إنترنت إكسبلورر ‪ Internet Explorer‬جزءا من نظام تشغيل ويندوز ‪.98‬‬
‫وخطر جوجل على مايكروسوفت أكبر من خطر نيتسكيب‪ ،‬فجوجل تنوي في‬
‫المستقبل أل يضطر المستخدم إلى تنزيل البرامج على جهازه أو تخزين معلوماته‬
‫واسترجاعها لحقا؛ لن تطور جوجل على الشبكة سيزيل الحاجة إلى هذه المور‪،‬‬
‫بل من الممكن التخلص من نظام التشغيل كله والتعريفات ‪ Drivers‬عندما تصبح‬
‫النترنت ذات نطاق عريض ‪ Broadband‬في العالم كله‪ ،‬حيث يمكن وصل الجهاز‬
‫بالنترنت فقط‪ ،‬ليحصل الحاسب على كل المعلومات اللزمة للتشغيل من‬
‫النترنت فورا باستخدام شبكات جوجل!‪.‬‬
‫واستقطبت جوجل الكثير من موظفي مايكروسوفت وأغرتهم بالعمل لديها‪،‬‬
‫مثل كاي فولي ‪ Kai-Fu Lee‬الذي تم منعه من العمل في مجال محركات البحث‬
‫لن مايكروسوفت قاضته بسبب نزوحه إلى معسكرات جوجل‪ ،‬ومارك لوكوفسكي‬
‫‪ ،Mark Lucovsky‬أحد أهم المصممين لنظام التشغيل ويندوز‪.‬‬
‫ويذكر أن جوجل تحاول شراء أسهم كثيرة في شركة أمريكا أون لين‬
‫‪ America Online AOL‬الشهيرة‪ ،‬في محاولة لفشال محاولة مايكروسوفت في‬
‫إقامة تحالف مع هذه الشركة‪ .‬فهل اقترب موعد قدوم من سيطيح بملكية‬
‫مايكروسوفت لجهزة الحاسب اللي؟ الكثير من الدلة تشير إلى أن الفارس هذا‬
‫يستعد لخوض معركة شرسة‪ ،‬وينوي الخروج منها منتصرا‪.‬‬
‫فرض النظام لفوضى المعلومات‬
‫فبفضل تقنية البحث البداعية وتصميم واجهة المستخدم الجميلة‪ ،‬يتميز جوجل‬
‫عن محركات بحث الجيل الول المعروفة اليوم‪ .‬فبدل من استعمال كلمة مفتاح أو‬
‫تكنولوجيا البحث المتعدد ‪ ،Meta Search‬يعتمد جوجل على تقنية تصنيف الصفحة‬
‫‪ Page Rank‬التي تضمن حلول أهم النتائج أول بشكل دائم‪ .‬يقوم تصنيف الصفحة‬
‫بقياس أهمية صفحات الويب التي ُُتحسب عن طريق حل معادلة من ‪ 500‬مليون‬
‫متغير وأكثر من ملياري عبارة‪.‬‬
‫ويعتمد تصنيف الصفحة على البنية الترابطية التي تتميز بها النترنت‬
‫ويستخدمها كأداة لتنظيم عمله‪ ،‬بمعنى أن جوجل يفسر ارتباطا من صفحة )أ( إلى‬
‫صفحة )ب( على أنه "تصويت" قامت به الصفحة )أ( لمصلحة الصفحة )ب(‪ .‬ويقيم‬
‫جوجل أهمية الصفحة بعدد التصويتات التي يتلقاها‪ .‬كما أنه يحلل الصفحة التي‬
‫ُتجري التصويت‪.‬‬
‫ويعتمد تصنيف الصفحة على الطبيعة الديمقراطية الفريدة في النترنت‪ ،‬وذلك‬
‫باستعمال الرتباطات كدليل إلى أهمية صفحة معينة‪ .‬لكن جوجل ل ينظر فقط إلى‬
‫كمية الصوات )أي الرتباطات الموجهة إلى صفحة معينة(‪ ،‬بل يحلل الصفحة التي‬
‫تقوم بالتصويت‪ .‬فإذا كانت الصفحات التي تصوت "مهمة"‪ ،‬يعطيها ذلك التصويت‬
‫وزنا أكبر‪ ،‬ويجعل الصفحات الخرى التي تصوت لها "مهمة" أيضا‪.‬‬
‫تحصل المواقع المهمة العالية الجودة على تصنيف أعلى‪ ،‬المر الذي يتذكره‬
‫جوجل في كل مرة ُيجري بحثا‪ .‬وبالطبع‪ ،‬ل تعني الصفحات المهمة للمستخدم‬
‫شيئا إن كانت ل تطابق بحثه‪ .‬لذلك يجمع جوجل بين تصنيف الصفحات وتقنيات‬
‫مطابقة النص المعقدة ليجد صفحات مهمة تلئم بحثه على السواء‪ .‬ول يتوقف‬
‫جوجل عند عدد المرات التي تظهر عبارة معينة في الصفحة‪ ،‬بل يفحص كل أوجه‬
‫محتويات الصفحة )ومحتويات الصفحات المرتبطة بها ليعرف ما إذا كانت مطابقة‬

‫‪21‬‬
‫لما يبحث عنه المستخدم(‪.‬‬
‫حول دون حدوث أي‬ ‫إن أساليب البحث اللي المعقدة التي يعتمدها جوجل ت ُ‬
‫تدخل بشري‪ .‬فبخلف محركات البحث الخرى‪ ،‬يتميز جوجل بتصميم يمنع أي‬
‫شخص من شراء تصنيف صفحات أعلى مما هو في الحقيقة‪ ،‬كما يمنع تغيير النتائج‬
‫لغراض تجارية‪.‬‬
‫فمحرك البحث جوجل يمثل طريقة نزيهة وموضوعية ليجاد مواقع ذات جودة‬
‫عالية على النترنت بكل سهولة‪ .‬ويعمل محرك جوجل على مجموعة من العتاد‬
‫والبرامج المتطورة‪ .‬والسرعة التي يشهدها المستخدمون سببها جزئيا هو فعالية‬
‫خوارزميات ‪ Algorithms‬البحث لدى جوجل وكذلك إلى آلف أجهزة الكمبيوتر‬
‫القليلة الكلفة التي جمعتها الشركة معا ضمن شبكة لصنع محرك بحث فائق‬
‫السرعة‪.‬‬
‫إن جوجل مصمم بحيث يفرض النظام على فوضى المعلومات‪ .‬وهذا ما يجب‬
‫أن تكونه خدمة البحث‪ ،‬ل مجرد دليل محدود أو لئحة بالنتائج ُأدخلت في مزاد‬
‫علني وبيعت لمن يدفع أكبر مبلغ‪ ،‬بل طريقة فعالة لتنظيم النترنت بحسب بنيتها‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫أما عن ما قدمه جوجل من إنجازات أخرى بخلف خدمة البحث‬
‫فهي‪:‬‬
‫• "بحث جوجل"‪ :‬إطلق أكثر محركات البحث اللكتروني نجاحا إلى الن‬
‫على سطح المكتب وعلى النترنت‪.‬‬
‫• "مكتبة جوجل الفتراضية العالمية"‪ :‬محاولة جعل جميع الكتب‬
‫إلكترونية‪ ،‬وجعل قابلية الوصول إلى معلوماتها سهل‪ ،‬ابتداء من مجموعات‬
‫كتب جامعات مشهورة‪ ،‬مثل أكسفورد ‪ ،Oxford‬ستانفورد ‪،Stanford‬‬
‫هارفارد ‪ ،Harvard‬ميتشيجان ‪ Michigan‬ومكتبة نيويورك العامة ‪New‬‬
‫‪.York Public Library‬‬
‫• "شبكة هاتف جوجل"‪ :‬إطلق نظام للتحادث المجاني على النترنت‪.‬‬
‫• "مقدم خدمات النترنت جوجل"‪ :‬إطلق خدمة الوصول إلى النترنت‬
‫اللسلكي مجانا بالقرب من موقع عمل الشركة‪ ،‬وقريبا في جميع أنحاء‬
‫ولية سان فرانسيسكو المريكية‪.‬‬
‫• "تجارة جوجل اللكترونية"‪ :‬تطوير نظام دفع مالي إلكتروني‪.‬‬
‫• "تلفزيون جوجل"‪ :‬بداية تجميع أرشيف هائل من الفلم والمواد التي‬
‫تم بثها‪.‬‬
‫• "مجموعة برامج جوجل لسطح المكتب"‪ :‬نظام خرائط وبرامج‬
‫الرسومات والبحث في ملفات الحاسب اللي‪.‬‬
‫• "مترجم جوجل اللكتروني"‪ :‬ترجمة صفحات النترنت‪.‬‬
‫• "خلفية مالية تكفي لنشاء فرص برامج جديدة"‪ :‬حصلت الشركة على‬
‫‪ 5.3‬بليين دولر في عرضين في البورصة‪.‬‬
‫اقرأ أيضا‪:‬‬
‫البحث على النترنت‪ ..‬يقفز لفاق بعيدة‬ ‫‪‬‬
‫مايكروسوفت‪ ..‬مغناطيس كراهية‬ ‫‪‬‬

‫‪22‬‬
‫ُقبلة أمازونية‪ ..‬لكل مشت ٍ‬
‫ر‬ ‫‪‬‬
‫* المقال نقل بتصرف عن جريدة الشرق الوسط‪ ،‬ومنشور بتاريخ ‪ 11‬أكتوبر‬
‫‪.2005‬‬

‫"ويكيبيديا" موسوعة لصنع المعرفة بحرية‬


‫‪29/05/2005‬‬ ‫وليد الشوبكي**‬

‫ربما تكون تقنية المدونات )‪ (blogs‬التي‬


‫بزغت بقوة خلل الحرب الخيرة على العراق قد‬
‫مثلت بداية النهاية لعصر العلم الذي اعتدنا عليه؛‬
‫فلم تعد وسائل العلم الكبرى من صحف وقنوات‬
‫تليفزيون وغيرها هي الوسيلة الوحيدة لتلقي‬
‫المحتوى العلمي‪ .‬تمنح شبكة النترنت الفرد‬
‫العادي فرصة غير مسبوقة للمشاركة التطوعية‬
‫في صنع المعرفة والعلم‪ ،‬بعد أن كانا حكرا على‬
‫المؤسسات الكبرى‪" ..‬ويكيبيديا" مثال باهر النجاح‬
‫على ذلك التجاه‪.‬‬
‫خلل الحرب كانت المدونات التي يكتبها أفراد‬
‫‪-‬من داخل العراق غالبا‪ -‬وينشرونها بحرية بمثابة مرصاد كبير يتحقق من مصداقية‬
‫ذلك المحتوى‪ .‬الن‪ ،‬ثمة تقنية أخرى ل تقل أهمية وُيتوقع أن تكون لها آثار بعيدة‪.‬‬
‫تلك التقنية نظام مستحدث في إنتاج ونشر صفحات النترنت يسمى "ويكي" )‬
‫‪ – (Wiki‬وهي كلمة تعني "بسرعة" في لغة أهل جزيرة هاواي المريكية– ويسمح‬
‫لزوار المواقع العاملة بذلك النظام أن يضيفوا أو يعدلوا أو يكتبوا ما يريدون‪،‬‬
‫وينشروا ذلك بصورة لحظية على النترنت‪ .‬وبفضل هذه التقنية ظهرت للوجود‬
‫"ويكيبيديا‪ ..‬الموسوعة الحرة"‪.‬‬
‫ويكيبيديا دائرة معارف أو موسوعة إلكترونية تشبه دائرة المعارف البريطانية‬
‫ن ثمة أوجه عدة للختلف بين الموسوعتين‪ .‬فويكيبيديا متاحة مجانا‬ ‫الشهيرة‪ .‬ولك ْ‬
‫على النترنت‪ ،‬بينما يصل سعر دائرة المعارف البريطانية لحوالي ‪ 1100‬دولر‬
‫أمريكي‪ .‬ويتعاون في إعداد مواد ويكيبيديا ما يزيد على ‪ 16‬ألف متطوع من أنحاء‬
‫العالم‪ .‬كما يقدر عدد موادها أو مقالتها بما يزيد على ‪ 1.5‬مليون مادة به ‪ 195‬لغة‬
‫مختلفة )العربية إحداها‪ ،‬إضافة إلى الكثير من اللغات القل انتشارا المتواجدة في‬
‫إفريقيا وآسيا(‪.‬‬
‫تحظى النسخة النجليزية من الموسوعة بنصيب كبير )‪ 533‬ألف مقال(‪ ،‬وهو‬

‫‪23‬‬
‫محتوى يفوق كثيرا النسخة النجليزية لدائرة المعارف البريطانية )‪ 80‬ألف مقال(‬
‫وموسوعة "إنكارتا" اللكترونية التي طورتها مايكروسوفت )‪ 4500‬مقال(‪ .‬وتأتي‬
‫اللغة اللمانية في المرتبة الثانية )حوالي ‪ 200‬ألف مقال(‪ ،‬ثم الفرنسية واليابانية‪،‬‬
‫وكل منهما حوالي ‪ 100‬ألف مقال‪ .‬أما النسخة العربية والتي ُدشنت في نهايات‬
‫‪ 2003‬فل تزال في بداياتها‪ ،‬وبها ما يزيد قليل على ‪ 2700‬مقال‪.‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أن أول من اقترح على القائمين على الموسوعة تدشين‬
‫نطاق للنسخة العربية هو الكاديمي المصري الدكتور طارق قابيل‪ ،‬وكانس ذلك‬
‫عام ‪ 2001‬حين كان يدرس لنيل درجة الدكتوراة في الوراثة الجزيئية بإحدى‬
‫الجامعات المريكية‪ .‬وقد رصد حينها في مقال لصفحة العلوم والتكنولوجيا بشبكة‬
‫"إسلم أون لين‪.‬نت" بدايات الموسوعة‪.‬‬
‫التغيير‪ ..‬حق لكل زائر‬
‫ويكيبيديا هي أحد مشروعات مؤسسة "ويكيميديا" غير الهادفة للربح والتي‬
‫أسسها عام ‪ 2001‬جيمي ويلز الذي كان يعمل سابقا خبيرا بالبورصة‪ .‬وتستمد‬
‫هذه الموسوعة جذورها من مشروع موسوعة "نوبيديا" الذي دشنه كل من جيمي‬
‫ويلز ولري سانجر عام ‪ ،2000‬ولكنه أخفق نتيجة السلوب المعقد في تطويرها‬
‫والذي اعتمد على محررين محترفين لمراجعة مواد الموسوعة‪ .‬ثم ظهرت‬
‫كن كل زائر للموقع من تعديل أو‬ ‫ويكيبيديا معتمدة على نظام "ويكي" الذي يم ّ‬
‫الضافة للصفحة التي يطلع عليها‪ ،‬أو أن يكتب مقال جديدا تماما في المجال الذي‬
‫يرغب‪.‬‬
‫وترتبط مواد "ويكيبيديا" ببعضها بوصلت )‪ (hyperlinks‬بصورة خلقة‪ ،‬تعطي‬
‫القارئ تجربة ثرية ومتشعبة حول المادة التي يطلع عليها‪ .‬فعند البحث عن كلمة‬
‫"إسلم" مثل على النسخة النجليزية‪ ،‬ستجد تعريفا وافيا بالسلم‪ ،‬إضافة إلى عدد‬
‫كبير من الوصلت المدمجة في نص المادة والتي تقودك لصفحات في الموسوعة‬
‫عن "الله" )سبحانه وتعالى(‪ ،‬ونبي السلم "محمد" )صلى الله عليه وسلم(‬
‫وأركان السلم ومكة والمدينة والخلفة السلمية والملئكة والجن والسنة‬
‫والشيعة وغيرها من المور المرتبطة بالموضوع‪.‬‬
‫يقول ويلز‪" :‬إن ويكيبيديا هي بالساس مجهود غايته إنتاج وتوزيع موسوعة‬
‫حرة بأعلى درجة ممكنة من الجودة لكل فرد على سطح هذا الكوكب‪ ،‬وبلغته‬
‫الم"‪ ،‬حسبما ورد على موقع الموسوعة‪.‬‬
‫ويقدر عدد الزيارات اليومية لصفحات "ويكيبيديا" يوميا بحوالي ‪ 60‬مليون‬
‫زيارة للنسخ المختلفة من الموسوعة‪ .‬وحول أسباب ذلك النجاح أوردت مجلة‬
‫"وايرد" أن ذلك ل يعود إلى المشاركة التطوعية لعدد كبير من الفراد من جهات‬
‫الرض الربع فحسب‪ ،‬وإنما يعود كذلك لعاملين محوريين‪ :‬أول‪ ،‬التزام الجميع برؤية‬
‫متعادلة تجاه شتى المور‪ ،‬وبخاصة تلك التي تثير الجدل كالجهاض أو الحتباس‬
‫الحراري على سطح الكوكب‪ .‬وثانيا‪ ،‬النوايا الحسنة؛ فأغلب المشاركين في تحرير‬
‫أو إضافة أي مادة للموسوعة يبغون التعاون والضافة‪ ،‬وليس إلحاق الضرر‪ .‬ومن‬
‫الطريف أن واحدا فحسب من المتطوعين‪ ،‬وهو مبرمج أمريكي ُيدعى ديرك‬
‫رامسي‪ ،‬قد شارك في الموسوعة بما يزيد على ‪ 40‬ألف مقال‪ .‬ويعد بذلك أغزر‬
‫المشاركين إنتاجا‪.‬‬
‫وكما يؤكد ويلز فإن المقصود بكون ويكيبيديا "‪ "Free Encyclopedia‬هو‬
‫موسوعة حرة؛ أكثر مما يعني موسوعة مجانية‪ .‬فالحرية في الطلع على مواد‬
‫الموسوعة وتعديلها والضافة عليها هي الفكرة المركزية‪ .‬وذلك تأثر ظاهر بأفكار‬

‫‪24‬‬
‫"ريتشارد ستولمان"؛ رائد اتجاه المصدر المفتوح الذي ذاع في أوساط المبرمجين‪،‬‬
‫حيث تتاح شيفرة البرامج بحرية للجميع للطلع عليها ودراستها وتعديلها وتحسينها‬
‫كل حسب هواه‪ ،‬طالما أنه سيحفظ نفس الحقوق للخرين‪ .‬الكثر من ذلك‪ ،‬أن كل‬
‫مواد الموسوعة متاحة مجانا وفقا لرخصة "الملكية العامة" )‪ (GPL‬التي صممها‬
‫ستولمان أساسا للتطبيق في مجال البرمجيات‪ .‬وتسمح هذه الرخصة لي فرد‬
‫بحرية الطلع على مواد الموسوعة مجانا والتعديل والضافة طالما أن ذلك لن‬
‫يحول دون حق الخرين في الستفادة من هذه الضافات‪ ،‬وأنه لن يدمجها في أي‬
‫منتج تجاري‪.‬‬
‫الحرية‪ ..‬سلح ذو حدين‬
‫وتمثل أوجه القوة في ويكيبيديا أوجها للضعف في ذات الوقت‪ .‬فالمشاركات‬
‫التطوعية للفراد لكتابة مقالت حول موضوعات متخصصة ربما تؤدي إلى مستوى‬
‫هد الباحثين الجادين في العتماد‬ ‫متدن في جودة وتوثيق بعض المواد بصورة قد تز ّ‬
‫عليها‪ .‬وكذلك فإن إتاحة التعديل والضافة للجميع دون تمييز أدت أحيانا إلى ظهور‬
‫ممارسات غير مسئولة من بعض الفراد الذين شوهوا بعض المواد على‬
‫الموسوعة‪ ،‬أو أفقدوها حياديتها لصالح مذهبهم أو اعتقادهم الخاص‪.‬‬
‫ومن المثلة الشهيرة على ذلك ما حدث للمواد والمقالت المتعلقة بكل من‬
‫المرشحين الديمقراطي والجمهوري خلل النتخابات الرئاسية الخيرة بالوليات‬
‫المتحدة‪ .‬فقد تعرضت المقالت عن كل المرشحين لتعديل وتغيير ‪-‬وأحيانا تشويه‬
‫أو حذف– بصورة متكررة؛ ما اضطر القائمين على الموقع إلى "تجميد" كل‬
‫المقالت المتعلقة بشخصي المرشحين إلى انتهاء النتخابات‪.‬‬
‫إن لم تكن متقنة‪ ..‬فليست سيئة‬
‫ورغم الخطاء الناتجة عن عدم الدقة أو عدم التخصص في المقالت والمواد‬
‫المنشورة على ويكيبيديا‪ ،‬فقد أثبتت السنون أن "ويكيبيديا" كنظام لنتاج المعرفة‬
‫قادر على الصلح الذاتي وإعادة التوجيه إلى المسار الصحيح‪.‬‬
‫ففي دراسة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وشركة )‪ (IBM‬أوردتها دورية‬
‫ذي نيو أتلنتس‪ ،‬قال باحثون إنه في المتوسط يتم تصحيح الخطاء في اللغة أو‬
‫المعلومات الواردة بالمواد خلل ‪ 5‬دقائق من ظهورها‪ .‬أما حالت محو أو تشويه‬
‫المواد فتتم معالجتها خلل ‪ 2.8 – 1.7‬دقائق‪ ،‬كما ذكرت مجلة "وايرد"‪.‬‬
‫ص تمكن المشاركين أنفسهم من‬ ‫وقد طورت إدارة الموسوعة برمجيات وخوا ّ‬
‫صد أو تخفيف آثار ما يقوم به المخربون‪ .‬فثمة برنامج يمنع الحذف الكامل لي‬
‫مقال على الموسوعة يسمى )‪ (deletion bot‬وتشرف عليه إحدى المتطوعات‬
‫من بريطانيا‪ .‬وهناك خاصية "‪) "Watch-list‬أو قائمة رصد( التي تتيح لكل‬
‫مستخدم أن يرصد أي تغيير أو إضافة تتم على واحدة أو أكثر من مقالت أو مواد‬
‫بالموسوعة‪.‬‬
‫وأهمية هذه الخاصية أنها تمكن المشاركين من الحفاظ على جودة وحيادية‬
‫مواد الموسوعة‪ ،‬خاصة المواد المتعلقة بالديان‪ .‬وقد ذكرت مجلة "وايرد" أن مواد‬
‫ويكيبيديا "إن لم تكن متقنة وتامة‪ ،‬فإنها ليست سيئة‪ .‬وثمة عشرات اللف من‬
‫مواد الموسوعة تفوق نظيراتها في كل من دائرة المعارف البريطانية ودائرة‬
‫معارف "إنكارتا"‪.‬‬
‫وثمة مشروعات مستحدثة إلى جانب الموسوعة‪ ،‬كلها تعتمد على المشاركة‬
‫التطوعية من عدد كبير من المستخدمين‪ .‬من أمثلة ذلك "ويكشناري" )قاموس(‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫"ويكينيوز" )مواد إخبارية( و"ويكيبوكس" )كتب(‪ .‬وقد بدأ مشروع كتب "ويكي" في‬
‫يوليو ‪ 2003‬لنتاج كتب مجانية يقوم على تأليفها عدد كبير من الشخاص المهتمين‬
‫بمجال معين‪.‬‬
‫سج استخدام أسلوب الويكي في تأليف الجزء‬ ‫ويعتزم أستاذ القانون لورانس ل ِ ِ‬
‫الثاني من كتابه "الشيفرة وقوانين أخرى للفضاء اللكتروني" الذي طرحه عام‬
‫‪ .1999‬ويبغي المؤلف من خلل هذه التجربة الفريدة أن يقدم منظورا فسيفسائيا‪،‬‬
‫متعدد الرؤى‪ ،‬لما حدث من تبادل التأثير والتأثر بين القوانين وتكنولوجيات النترنت‬
‫سك بوكس"‬ ‫سج الكتاب للنشر‪ ،‬وستطرحه دار نشر "بي ِ‬ ‫منذ عام ‪ .1999‬وسيعد ل ِ ِ‬
‫بنهاية العام الجاري‪.‬‬
‫ضا‪:‬‬
‫اقرأ أي ً‬
‫دعوة للمشاركة‪ :‬حرر موسوعتك بنفسك!‬ ‫‪‬‬
‫اشترك في كبرى التجارب العلمية من منزلك‬ ‫‪‬‬
‫حواسيب العالم تتحد‪ ..‬عند أطراف أصابعك‬ ‫‪‬‬
‫** كاتب مهتم بالشئون العلمية‪ ،‬يكتب في العديد من المجلت‪ ،‬كاتب بصفحة‬
‫العلوم والتكنولوجيا بموقع "الجزيرة‪.‬نت"‪ ،‬ويمكنك التواصل معه عبر البريد‬
‫اللكتروني الخاص بالصفحة‪oloom@islamonline.net :‬‬

‫تحمل جوال؟‪ ..‬أنت مرصود‬


‫‪26/06/2003‬‬ ‫هشام سليمان **‬

‫الذين شاهدوا فيلم الشبكة لساندرا بولوك‪،‬‬


‫ورأوا كيف أمكن تحديد موقع الهاتف المحمول‬
‫الذي تستخدمه البطلة في التصال بتقنية تعتمد‬
‫على النترنت‪ ..‬بدت لهم المشاهد التي تحكي‬
‫هذه التفاصيل قريبة من الخيال العلمي‪ ،‬أو‬
‫سلموا بها وهم متأكدون أنها تعتمد على تقنيات‬
‫تملكها أجهزة استخبارات ل تبخل في النفاق‬
‫عليها الدول‪ ،‬وتقصر استخدامها على دواٍع أمنية‬
‫أو حربية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الن هذه التقنية خرجت للنور في بريطانيا‪ ،‬وتوشك أن تنتقل لكل أوروبا‬
‫لتنتشر منها لكافة أرجاء المعمورة‪ ،‬ولكن هذه المرة يمكنك أنت وهي وأنا من‬
‫تحديد الماكن التي يتواجد فيها حامل الهاتف النقال‪ ..‬يعني "أخ أكبر" أو "‪Big‬‬
‫‪ "brother‬ل يمكن أن تخدعه وتدعي التواجد في مكان وأنت في مكان آخر‪.‬‬
‫وحسبما يقول كولن بايتس رئيس فريق التكنولوجيا في شركة "موبايل‬
‫كوميرس" فإن كبريات شركات الهاتف النقال تقدم جميعها الن خدمة تجارية‬
‫يمكن عن طريقها إرسال أي رقم هاتف نقال ليخبروك بمكان حامله؛ يعني‬
‫ما كما نشاهد في الفلم المريكية‪.‬‬ ‫خدمات تجسسية نظير مقابل‪ ،‬تما ً‬
‫كنا سمعنا من قبل عن شبكة "إيشلون" الكونية التي تتشارك فيها دول العرق‬
‫النجلوساكسوني مثل أمريكا وإنجلترا وأستراليا وكندا ونيوزلندا للتنصت على كل‬
‫وسائل التصال بمختلف أنواعها لغراض عسكرية و"عولمية"‪ ،‬ولم يستغربها‬
‫البعض باعتبارها دول مارس معظمها الستعمار السيتطاني‪ ،‬كما سمعنا عن نظام‬
‫تحديد المواقع العالمي ‪ GPS‬الذي يستخدم سواء على النطاق العسكري أو‬
‫المدني‪.‬‬
‫لكن أن يمارس كل منا دور الرقيب اللصيق على غيره عن طريق هاتفه‬
‫النقال الذي يحمله‪ ،‬وغالًبا ل يتركه ‪-‬وإل فقد ميزة أنه نقال‪ -‬فهذا أمر عجيب ومثير‪،‬‬
‫ومؤسف في نفس الوقت‪.‬‬
‫خدمات‪" ..‬فالصو"‬
‫الذين يروجون لهذه الساليب التجسسية يقولون‪ :‬إن العائد من استخدامها‬
‫سوف يكون مجدًيا‪ ،‬والفوائد جمة‪ ،‬ويضربون لذلك عدة أمثلة منها‪:‬‬
‫أنهم يخططون لتقديم خدمة إلى السر في القريب المنظور تسمح‬ ‫•‬
‫للباء الذين ينتابهم القلق على أولدهم أن يعرفوا مكان هؤلء الولد‪ ،‬وذلك‬
‫مقابل مبلغ شهري ثابت يتيح لفراد السرة استخدامها لعدة مرات‪.‬‬
‫تحقيق الحلم الذي راود خيال البعض لسنوات عدة‪ ،‬وتمنوا لو ظهرت‬ ‫•‬
‫سا‬‫وسيلة يمكن من خلل استخدامها تحديد مكان الهواتف النقالة‪ ،‬وتأسي ً‬
‫على ذلك يمكن تقديم خدمات أخرى مثل التعرف على مكان أقرب نقطة‬
‫صرف نقود أو مطعم أو دار سينما‪ ،‬أو غيرها من الماكن العامة‪ ،‬وغني عن‬
‫البيان أن خدمة كهذه تنطوي على كثير من الكسل والرفاهية التي ل تكل‬
‫الدول المترفة عن توفيرها لمواطنيها؛ إمعاًنا في عدم بذل أي مجهود لدنى‬
‫غرض‪ ،‬مع أن خريطة جيب يمكن أن تقوم بالمهمة‪.‬‬
‫تحقيق رغبة الشركات التي يوجد لديها أساطيل من السيارات‪،‬‬ ‫•‬
‫وترغب في مراقبتها ومعرفة أين يذهب مندوبو المبيعات والتسويق طوال‬
‫اليوم‪ ،‬وإذا كانوا يتسكعون بالسيارات لغراض أخرى ل تخدم العمل‪ ،‬وينتظر‬
‫أن تكون هذه الشركات من أوائل المستخدمين لتلك الخدمة‪.‬‬
‫ومن نافلة القول هنا إنها خدمة تجسسية بامتياز‪ ،‬وتتماشى بدرجة‬ ‫•‬
‫كبيرة مع إرهاصات الدولة البوليسية التي بدأت تستشري في أوروبا بعد‬
‫الوليات المتحدة المريكية على خلفية أحداث ‪ 11‬سبتمبر تحت مظلة توفير‬
‫المن‪.‬‬
‫ضا‪ :‬إن التجارب التي أجريت على نظام تحديد المواقع هذا‬ ‫ويقولون أي ً‬ ‫•‬
‫أظهرت أنه فّعال‪ ،‬ويمكن أن يساعد المطاعم والمقاهي ودور السينما‪...‬‬
‫إلخ في شغل المقاعد الشاغرة‪ ،‬وكذلك المتاجر في جذب الزبائن عن‬

‫‪27‬‬
‫طريق إرسال رسائل نصية إليهم عند معرفة أنهم بالقرب منها‪.‬‬
‫من جانبنا‪ ..‬ل نرى فارقا ُيذكر بينها وبين اللحاح والمطاردة التي تمارسها‬
‫جهات معينة لمستخدمي البريد اللكتروني في الترويج لمنتجاتها وخدماتها بإرسال‬
‫ما‪.‬‬
‫رسائل لم يطلب منهم إرسالها‪ ،‬ولكنها تقتحم البريد اقتحا ً‬
‫دا‬
‫ومن الخدمات التي يرون أن تحديد مكان حامل الهاتف النقال سيكون مفي ً‬
‫فيها أنها ستسمح بمعرفة ما إذا كان أصدقاء المرء قريبين منه في الماكن العامة‬
‫والسياحية إذا كانت هناك رغبة في اللقاء بهم!‬
‫المهم في هذا الصدد أن التشريعات الخاصة بحماية سرية المعلومات‬
‫الشخصية تقضي بعدم السماح بتتبع مكان الهاتف النقال إل بموافقة صاحبه‪ ،‬ونذكر‬
‫هنا أن تلك التشريعات تتآكل قدرتها على حماية خصوصية الفراد إما بعدم‬
‫التطبيق أو بالتراجع أمام القوانين الستثنائية التي تشكل بشارات الدولة‬
‫البوليسية‪.‬‬
‫وبرغم قائمة الحوافز السابق ذكرها لسالة لعاب المستخدمين للقبال على‬
‫الموافقة للشركات الخاصة بتحديد أماكن التواجد عن طريق الهاتف النقال؛ فإن‬
‫أكثرها إغراء لهم والذي يضاف للقائمة السابقة هو دغدغة رغباتهم بالتلويح‬
‫بإمكانية رفع عبء الضرائب عن كواهلهم‪.‬‬
‫إذ يمكن أن تساعد تلك الخدمات الحكومات في فرض رسوم للسفر على‬
‫الطرق السريعة حسب المسافة التي تقطعها السيارات بدل من تقاضي رسوم‬
‫على مسافة الطريق كله‪.‬‬
‫الجيل الثالث‪ ..‬وآفاق أخرى‬
‫هذه الصرعة الجديدة بدأت في الظهور بجهود ثلث شركات بريطانية هي "‬
‫‪ "Verilocation"، "Mobile Commerce‬و"‪ ،"Garmin‬ومع ظهور أجهزة حديثة‬
‫تعرف المكان الذي توجد فيه أنت‪ ،‬أصبح متوقًعا شيوع خدمات تحديد الموقع أكثر‬
‫وأكثر في المستقبل؛ فهي خدمة وإن كانت ذات تكلفة عالية في البداية إل أنه مع‬
‫انتشارها ستصبح رخص التكلفة شبه مؤكدة؛ فأغلب المستخدمين حالًيا من‬
‫المؤسسات التي يهمها تتبع حركة موظفيها عن طريق الهواتف النقالة‪ ،‬غير أنه في‬
‫المستقبل ستقدم الخدمة للفراد؛ وهو ما يعني انتشاًرا أفقّيا أوسع‪ ،‬وبالتالي تتصل‬
‫الدائرة المفرغة الخاصة برخص التكلفة وسعة النتشار‪.‬‬
‫ويعمل نظام تحديد الموقع بشكل جيد داخل المدن في المناطق التي يغطيها‬
‫عدد كبير من محطات الرسال المتداخلة‪ ،‬ويسمح هذا بتحديد المكان بنسبة خطأ‬
‫ما مثل‬ ‫ل تتجاوز ‪ 200‬متر تقريًبا؛ مما يعني أن هذه الطريقة ليست دقيقة تما ً‬
‫"نظام تحديد المواقع" المريكي عن طريق القمار الصطناعية‪.‬‬
‫لذا فمن المحتمل أن يكون أكبر استخدام لذلك النظام الجديد من جانب‬
‫المستهلكين داخل وحول مراكز المدن‪.‬‬
‫حا لذلك النظام ستكون بين أجهزة الهواتف‬ ‫يقولون‪ :‬إن أكثر التطبيقات نجا ً‬
‫النقالة من الجيل الثالث‪ ،‬لكن لن يتحتم النتظار لحين انتشار هذا الجيل؛ فهناك‬
‫سا على قدرة الكثير من الجيل الحالي على‬ ‫شركات تعمل بالفعل في المجال تأسي ً‬
‫التصال بشبكة النترنت‪ ،‬وتقدم الخدمة حالًيا بتكلفة اشتراك مرتفعة نسبّيا‪ ،‬غير‬
‫أنه من الممكن تجربة الخدمة لمرة واحدة بالمجان‪.‬‬
‫وقد بدأت شركة "‪ "Verilocation‬بالفعل في تشغيل نظام يعتمد على شبكة‬
‫النترنت يعطي خريطة لمكان تواجد الهاتف حتى وإن كان من الهواتف المتاحة‬

‫‪28‬‬
‫حالًيا‪.‬‬
‫ضا‪:‬‬
‫اقرأ أي ً‬
‫الذن الكبيرة‪ ..‬عالم بل أسرار‬ ‫‪‬‬

‫الجيل الثالث من المحمول‬ ‫‪‬‬

‫إنترنت‪ ..‬فائقة ماحقة‬ ‫‪‬‬

‫المحمول‪ ..‬ملف لم يغلق بعد!‬ ‫‪‬‬

‫المصادر‪:‬‬
‫‪Verilocation‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Garmin‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Mobile Commerce‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Demos‬‬ ‫‪‬‬

‫عصر الورق اللكتروني‬


‫‪30/10/2001‬‬ ‫طارق قابيل‬

‫بالرغم مما نعيشه من ثورة في وسائل‬


‫التصال الحديثة‪ ،‬فإن الورق ظل الوسيلة الثيرة‬
‫عند الكثيرين في نقل المعلومات والمعرفة‬
‫بشتى أشكالها ومن كافة مشاربها ومصادرها‪.‬‬
‫ووقف الورق شامخا أمام كل التحديات الصعبة‬
‫في عالم التصالت لقرون طويلة‪.‬‬
‫ويعد استهلك الورق العادي حاليا المعيار‬
‫الذي يحدد على ضوئه وعي وثقافة أي أمة‪ ،‬فمن‬
‫شعار الشركة التي تنتج الحبر‬
‫خلله تحدد مستويات المم بين أقرانها‪ .‬وعلى‬
‫الكتروني‬ ‫سبيل المثال تصل حصة الفرد من استهلك‬
‫الورق سنويا ً في الدول العربية إلى ‪ 13.5‬كجم‪،‬‬
‫بينما تصل حصة الفرد من استهلك الورق سنويا ً في دول التحاد الوربي إلى ‪183‬‬
‫كجم وتصل الحصة إلى ‪ 344‬كجم للفرد سنويا ً في الوليات المتحدة المريكية‪.‬‬
‫ولكن على ما يبدو فإن الورق بشكله التقليدي المعروف سيواجه تحديا ً حقيقيا ً‬
‫من نظيره اللكتروني الذي كان هدفا ً مقدسا ً لعالم التكنولوجيا طيلة أكثر من‬
‫عشرين سنة‪ .‬وهذا البديل بات أقرب للواقع منه للحلم‪.‬‬
‫تطور الورق اللكتروني‬
‫ظل حلم إنتاج الورق اللكتروني يراود العلماء لنحو عقدين من الزمان‪.‬‬
‫وبالرغم من أن هذا الحلم كان هدفا صعب المنال‪ ،‬لكن العلماء ما زالوا أكثر‬
‫تطلعا‪ ،‬ووضعت الكشوف الجديدة هذا الحلم قريبا من الواقع أكثر من أي وقت‬
‫مضى‪.‬‬
‫بدأ العالم "نيك شيردون" التفكير في إنتاج ما يسمى بالحبر اللكتروني في‬
‫عام ‪1975‬م‪ ،‬واشترك في مشروع بحثي يسمى "جيريكون" قامت بتمويله شركة‬
‫"زيروكس" عملق تكنولوجيا الطباعة المريكية‪ .‬واستعمل "شيردون" كريات‬
‫متحركة صغيرة الحجم كنموذج مكبر لثبات نظريته العلمية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وتوالت البحاث العلمية بعد ذلك للوصول للهدف المنشود‪ .‬وفيما يلي بيان‬
‫بأهم المنعطفات التاريخية في هذا المجال‪:‬‬
‫بدأ "نيك شيردون" العمل على إنتاج الحبر اللكتروني‪ ،‬بتمويل من‬ ‫‪1975‬‬
‫شركة "زيروكس"‪.‬‬
‫نشر كل من "هيديكي شيراكاوا"‪ ،‬و "ألن ماكديارمد" و "ألن هيجير"‬ ‫‪1977‬‬
‫تقريًرا علميا مشتركا عن البلستيك الموصل للكهرباء‪.‬‬
‫انضم "جوزيف جاكوبسون" إلى مختبر أجهزة العلم "إم آي تي"‬ ‫‪1996‬‬
‫وبدأ العمل على تطوير نسخة من الورقة اللكترونية‪.‬‬
‫أسس "جاكوبسون" هو واثنان من طلبه شركة "إي إنك" أو الحبر‬
‫اللكتروني لنتاج الحبر والورق اللكتروني‪.‬‬
‫طورت مختبرات "بل" و شركة "لوسينت تكنولوجيز" ترانزستورات‬ ‫‪1997‬‬
‫من المركبات الكيميائية العضوية‪.‬‬
‫تعاونت شركة "زيروكس" مع شركة "‪ 3‬إم" لتطوير وإنتاج الورق‬ ‫‪1999‬‬
‫اللكتروني‪.‬‬
‫شركتا "إي إنك" و "لوسينت تكنولوجيز" أنتجتا عارضات إلكترونية‬
‫مرنة باستعمال الحبر اللكتروني واللكترونيات العضوية‬
‫تمكنت شركتان أمريكيتان من إيجاد وسيلة لتصنيع الورق اللكتروني‪،‬‬ ‫‪2000‬‬
‫هما "جيريكون ميديا" و "إي‪-‬إنك كوربوريشن"‪ ،‬تمثلت في كبسولت‬
‫صغيرة جدا مليئة بسائل غامق اللون وجزيئات بيضاء‪.‬‬
‫كما نجح فريق من العلماء المريكيين بمختبرات "بيل" بالتعاون مع‬
‫شركة "إي إينك" في التوصل إلى تصميم وتصنيع نوع من الورق‬
‫اللكتروني الذي يشبه شاشة العرض المصنوعة من الكريستال‬
‫السائل‪.‬‬
‫إنتاج أول ورقة إليكترونية من الحبر اللكتروني والترانزستورات‬ ‫‪2001‬‬
‫العضوية البلستيكية عن طريق البحاث المتطورة لشركتي "إي إنك"‬
‫و"لوسينت تكنولوجيز"‪.‬‬
‫قامت شركة زيروكس بالسراع من محاولة إنتاج الورق اللكتروني‬
‫عن طريق تمويل وتطوير المشاريع البحثية‪.‬‬
‫كيف يعمل الورق اللكتروني؟‬
‫الورق اللكتروني عبارة عن صفحة من البلستيك الشفاف بسمك مليمتر‬
‫واحد مطبوع عليها شبكة من المربعات تحتوي على كبسولت دقيقة جدا ً يتم ملؤها‬
‫حمل بجسيمات بيضاء دقيقة تشبه شرائح إلكترونية بيضاء‬ ‫بمحلول داكن اللون‪ ،‬وت ُ َ‬
‫فائقة الحساسية تطفو في مسطح من الصبغة السوداء والشريحة ترتفع أو‬
‫تنخفض في الصبغة اعتمادا على الشحنة أو الحمل الكهربي عند اتصال الشاشة‬
‫بمصدر كهربائي‪ ،‬ويعمل التباين ما بين البيض والسود على عرض المحتويات‬
‫المختلفة التي ترسلها وحدة المعالجة الرئيسية للحاسب أو الجهاز الذي تعمل معه‬
‫الشاشة؛ ومن ثم تقوم هذه الشرائح اللكترونية الدقيقة بدور أشبه بالدور الذي‬
‫يقوم به الحبر عند الكتابة به على الورق‪ ،‬ومن هنا جاءت التسمية بالحبر‬
‫اللكتروني‪.‬‬
‫ويتحول الحبر اللكتروني إلى اللون السود عند تمرير تيار كهربائي معلوم‬

‫‪30‬‬
‫الشدة والتجاه‪ ،‬ويعود لحالته الولى مع زوال المؤثر الكهربي‪ .‬وتتحرك الجسيمات‬
‫من أحد جانبي الكبسولة إلى الجانب الخر؛ لتترك بذلك رقعة بيضاء أو داكنة‬
‫اللون‪ ،‬حسب الحاجة‪ .‬وعندما يتم إطلق شحنة كهربية فإنها تتسبب في تحريك‬
‫الجزيئات من جهة من الكبسولة إلى الجهة الخرى‪ ،‬وبالتالي تكوين بقعة واحدة‬
‫غامقة أو سوداء شبيهة بالحبر العادي‪ ،‬وبالتحكم في عدد الكريات السوداء‬
‫والبيضاء‪ ،‬وفي توزيعهما معا يتم التحكم في عرض البينات والنصوص والصور‬
‫بصورة آنية‪.‬‬
‫ويعمل الورق اللكتروني ببطاريات صغيرة لمدة عدة شهور‪ ،‬وتتمتع هذه‬
‫التقنية الجديدة بثلثة عناصر ُتعتبر فريدة من نوعها من حيث الخصائص العلمية‪،‬‬
‫فهناك الحبر اللكتروني‪ ،‬وهو العنصر الذي يضيء بلونين غامق أو أسود‪ ،‬وآخر فاتح‬
‫قريب من البياض‪ ،‬وهناك اللكترونيات البلستيكية التي تتحكم في الحبر‬
‫اللكتروني‪ ،‬والتي لها القدرة على تكوين الشكال والتعرف عليها‪ ،‬وهناك –ثالثا‪-‬‬
‫نتاجهما وهي لوحة الكتابة اللكترونية المرنة‪ ،‬وقد حصل العلماء الثلثة الذين قاموا‬
‫بتطوير البلستيك الموصل للكهرباء على جائزة "نوبل" في العام الماضي‪.‬‬
‫ولكن أهم تطور سجله هذا البتكار الجديد هو استخدام تكنولوجيا صناعية‬
‫جديدة يطلق عليها اسم طباعة "المايكرو كونتاكت"‪ .‬وتشبه هذه التقنية طريقة‬
‫الختم‪ ،‬وهو ما يعني انتفاء الحاجة إلى أماكن إنتاج باهظة الثمن مثل المستخدمة‬
‫حاليا في عملية صنع مكونات الجهزة اللكترونية في أجواء نقية خالية من‬
‫الشوائب والتلوث‪.‬‬
‫سمك الورق‬ ‫والهدف النهائي من وراء ذلك هو الوصول إلى شاشات في ُ‬
‫العادي تعمل مع الحاسبات الشخصية واليدوية والتليفونات المحمولة والحاسبات‬
‫المستخدمة ككتاب إلكتروني والمساعدات الشخصية الرقمية وغيرها من الجهزة‬
‫الخرى‪ ،‬وتكون قادرة على التعامل بسهولة مع تكنولوجيا التصالت اللسلكية‪،‬‬
‫بحيث تسمح بتغيير محتواها وعرض محتوى جديد عليها لسلكيا من جهاز آخر‪،‬‬
‫وتكون أيضا قادرة على الحتفاظ ه لفترة مناسبة ه بصورتها وشكلها وما بها من‬
‫محتوى عند قطع الكهرباء‪.‬‬
‫وقد وضع المتخصصون هذا الهدف باعتبار أن الشاشات غالبا ما تكون هي‬
‫أكثر مكونات الحاسب استهلكا للطاقة‪ ،‬وربما تكون الغلى سعرا في بعض‬
‫الحالت؛ ولذلك يسعى المصنعون دائما إلى طرق لتحسين كفاءة البطارية وطول‬
‫فترة التشغيل والتكلفة المنخفضة‪ .‬والمتوقع أن يكون الجيل الول من هذه‬
‫الشاشات أحادي اللون أي أبيض وأسود وليس ملونا؛ لنها ستكتب بالسود على‬
‫خلفيات ضوء أبيض‪ ،‬ومن ثم فهي لن تدعم الصور الملونة أو أفلم الفيديو‬
‫السريعة‪ ،‬ومن ثم ستستخدم بشكل متخصص مع أدوات بعينها مثل الكتاب‬
‫اللكتروني والمساعدات الرقمية الشخصية‪ ،‬من أجل ميزتها العالية في استهلك‬
‫مقدار أقل من الطاقة مع درجة وضوح ونقاء عالية جدا‪.‬‬
‫أهمية الورق اللكتروني‬
‫تلعب تقنية إنتاج الورق اللكتروني دورا هاما في تصنيع الشاشات‪ ،‬ويتوقع‬
‫سمك شاشة الحاسبات‬ ‫المراقبون أن هذه التقنية سيكون من نتيجتها تخفيض ُ‬
‫والجهزة المختلفة لتصبح في سمك ورق الكتابة العادي‪ ،‬وكذلك تخفيض استهلكها‬
‫من الطاقة بشكل كبير ليصبح أقل من معدله الحالي بعدة أضعاف‪.‬‬
‫وطبقا للمعلومات التي أتيحت عن هذه التكنولوجيا التي تم نشرها بالمجلت‬
‫العلمية‪ ،‬وجرى بثها على بعض المواقع الخبارية بالنترنت‪ ،‬فإنه من المتوقع أن‬

‫‪31‬‬
‫تظهر هذه الشاشات بشكل تجاري في السواق بحلول عام ‪.2005‬‬
‫والهدف من استخدام الورق اللكتروني هو عرض نصوص إلكترونية على ألواح‬
‫مرنة لها مظهر وملمس الورق العادي‪ ،‬يمكن جمعها على شكل كتاب أو صحيفة أو‬
‫مجلة بصفحات إلكترونية‪ ،‬ويمكن تحميل هذه اللواح البلستيكية المرنة بنصوص‬
‫إلكترونية‪ ،‬من النترنت أو عبر استخدام تكنولوجيا الستشعار عن بعد فيما بعد‪.‬‬
‫وقد حققت تكنولوجيا الورق اللكتروني مؤخرا تقدما جديدا في مجال صناعة‬
‫نموذج لشاشة عرض إلكترونية مرنة‪ ،‬وقام مخترعون أمريكيون بعرض نموذج‬
‫أولي لحاسب محمول يعمل بشاشة ‪ 12‬بوصة من الورق اللكتروني بدرجة وضوح‬
‫تصل إلى ‪ 800x 600‬بيكسل‪ ،‬و)البيكسل هو أصغر وحدة تستخدم لقياس درجة‬
‫وضوح الصور والعروض اللكترونية(‪ ،‬في مؤتمر عقد بمدينة "سان جوس" بولية‬
‫"كليفلند" المريكية‪.‬‬
‫والتكنولوجيا نفسها قدمتها أيضا شركة تحمل اسم )إي إنك(‪ ،‬وقال‬
‫المخترعون‪ :‬إنه بالرغم من أن النموذج الحالي يعرض صوًرا بكثافة تصل إلى عدة‬
‫مئات من البيكسلت فقط‪ ،‬لكنه يثبت إمكانية صنع شاشات عرض كبيرة بتكاليف‬
‫زهيدة‪.‬‬
‫وقد وجد الباحثون وسيلة زهيدة الثمن لنتاجه على نطاق واسع‪ ،‬واستخدم‬
‫هؤلء طريقة الطباعة المطاطية البسيطة لطباعة هذه الصفحات خارج الجواء‬
‫المخبرية المعقمة التي عادة ما تصنع فيها الرقائق اللكترونية‪.‬‬
‫ويعكف العلماء حاليا على تطوير ورق يحتوي على بيكسلت أكبر عددا ً من‬
‫ة صفحة على ورقة واحدة‬ ‫النموذج الحالي‪ ،‬وبذلك يمكن عرض كل الكتاب صفح ً‬
‫وبصورة واضحة جدا‪.‬‬
‫وحتى الن ل يمكن الكتابة على الورق اللكتروني‪ ،‬باعتبار أن "البيكسلت"‬
‫تعمل كهربائيا‪ ،‬ولكن يمكن صنع قلم إلكتروني مشحون كهربائيا كي يقوم بهذا‬
‫العمل‪ .‬وبحسب "جون روجر" مسؤول المختبرات في شركة "بيل" المريكية‪،‬‬
‫التي تطور المشروع بالشتراك مع شركة "إي إنك إلكترونيك" لنتاج الحبر‬
‫اللكتروني‪ ،‬فإنه ل توجد عوائق تقنية أساسية في سبيل تحقيق ذلك؛ لن جميع‬
‫المكونات اللزمة متوفرة حاليا‪.‬‬
‫ومن المتوقع أن تكون أولى تطبيقات هذا النجاز التكنولوجي المهم تطوير‬
‫إشارات إلكترونية متعددة الغراض‪ ،‬منها مثل لوحات عرض كتابات ورسوم يمكن‬
‫التحكم بها من بعد‪ ،‬ويتم استخدامها في أساليب الدعاية والعلن‪ ،‬ويعتبر هذا‬
‫النجاز الخير هو البداية في مشوار طويل سيشهد نقلت نوعية كبيرة في هذا‬
‫الميدان‪.‬‬
‫الكتاب اللكتروني‬

‫‪32‬‬
‫تحقق مؤخرا ما يمكن أن يوصف بأنه أكبر ثورة‬
‫في عالم طباعة الكتب‪ ،‬وذلك عندما قامت شركة‬
‫مايكروسوفت بتوقيع اتفاق مع شركة "بانرس آند‬
‫نوبل" إحدى أكبر شركات بيع الكتب في العالم خلل‬
‫معرض اللكترونيات الستهلكية الذي عقد مؤخرا‪،‬‬
‫ويقضي التفاق بتصميم قائمة مصورة تضم عناوين‬
‫الكتب الرقمية التي يمكن مطالعتها على أجهزة‬
‫الكمبيوتر الشخصي والكتب اللكترونية‪ ،‬أو أي جهاز‬
‫مزود بشاشة وإمكانية تصفح للنترنت‪.‬‬
‫ويعتقد بعض المراقبين أن هيمنة الكتب الورقية‬
‫المطبوعة لن تتراجع في غضون القرون الخمسة‬
‫القادمة‪ ،‬ولكن فيما يبدو فإن عددا كبيرا من النظمة‬
‫التكنولوجية تتآمر ضد الورق العادي لسقاطه عن‬
‫عرشه الذي تربع عليه ردحا طويل من الزمن‪ .‬فمن‬
‫المقرر أن تعلن شركة "مايكروسوفت" في وقت‬
‫لحق من العام الحالي عن تكنولوجيا جديدة تعزز من‬
‫وضوح الحرف على شاشة الكمبيوتر بحيث تكاد تماثل الحرف المطبوعة على‬
‫الورق‪ ،‬ويتوقع أن يسهم هذا التطور في زيادة مبيعات كتب الجيب الرقمية التي‬
‫تسمح للمستخدمين بتحميل أعمال كاملة من النترنت‪ ،‬ومن ثم قراءتها من خلل‬
‫المساعدات الشخصية الرقمية المحمولة باليد‪.‬‬
‫ومن المتوقع أن تساهم تقنية الورق اللكتروني في سهولة إنتاج وتوزيع‬
‫الكتاب اللكتروني‪ ،‬وتوافره بأسعار زهيدة‪ ،‬وذلك لمكانية إظهار محتويات كتاب‬
‫كامل على لوحة إلكترونية واحدة‪ ،‬خفيفة الوزن‪ ،‬وقابلة للثني بفضل التكنولوجيا‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫وبالرغم من غموض مستقبل الكتاب اللكتروني‪ ،‬فإن كل الرهاصات‬
‫المستقبلية تتنبأ بعصر رقمي جديد يعتمد كلية علي النظم الرقمية‪ ،‬ويتربع على‬
‫عرشه الحاسبات المحمولة صغيرة الحجم المجهزة بشاشات من الورق‬
‫اللكتروني‪.‬‬
‫ضا‪:‬‬
‫اقرأ أي ً‬
‫كتاب جديد تقرؤه وأنت بداخله‬ ‫‪‬‬

‫الطاقة الشمسية إجبارية في أسبانيا‬


‫نسيبة‬
‫داود**‬

‫‪33‬‬
‫في ظل أزمة الطاقههة الهتي يعههاني منههها العههالم‪ ،‬بهدأت‬
‫أسبانيا تطبيق قانون جديد يلزم من يقههدم علههى تشههييد‬
‫عقههار أو تجديههد مبنههى بإنشههاء وحههدة لتحويههل الطاقههة‬
‫الشمسههية علههى سههطحه‪ .‬يههأتي ذلههك فههي إطههار جهههود‬
‫الحكومههة السههبانية للحههد مههن الطلههب المتزايههد علههى‬
‫الطاقة‪ ،‬والحد من التلوث الناتج عنها‪.‬‬
‫وطبقا لتقديرات حكومية‪ ،‬فإن لوحهها للخليهها الشمسههية‬
‫بمسههاحة مههترين مربعيههن موضههوع علههى سههطح أحههد‬
‫المنههازل يمكههن أن يههوفر مهها بيههن ‪ 30‬إلههى ‪ % 70‬مههن‬
‫الطاقههة اللزمههة لتسههخين الميههاه علههى حسههب موقههع‬
‫المبنى وكمية المياه المستخدمة‪.‬‬
‫ومن المقرر أن يبدأ التفعيل الكامل للقانون في مارس‬
‫‪ ،2007‬ما يقتضهي تزويهد المبههاني السهكنية الجديههدة بههألواح الخليهها الشمسههية‪ .‬أمها‬
‫المباني غير السكنية الجديدة مثههل السههواق والمستشههفيات‪ ،‬فسههوف تحتههوي علههى‬
‫خليا كهروضوئية لتوليد جزء من الطاقة المستخدمة فيها‪.‬‬
‫ويسري القانون الجديد على حوالي أكثر من نصف مليون منزل يتم إنشههاؤها سههنويا‬
‫فههي البلد‪ ،‬فيمهها ترغههب الحكومههة السههبانية فههي زيههادة مسههاحة اسههتخدام الطاقههة‬
‫الشمسية في البلد من ‪ 581‬ألف متر مربع إلى عشرة أضعافها بحلول عام ‪.2010‬‬
‫معايير البناء‬
‫وكانت مواصفات البنههاء فهي أسههبانيا تخضهع سههابقا‬
‫لمعايير ُأقرت في سبعينيات القههرن الماضههي‪ ،‬ولههم‬
‫تكن تتبنههى أي شههروط لسههتغلل الطاقههة‪ .‬كمهها أن‬
‫الطاقههة الشمسههية لههم تكههن تعتههبر مصههدرا رئيسههيا‬
‫للطاقة البديلة في أسبانيا؛ إذ كانت الجهود موجهههة‬
‫إلهههى اسهههتغلل طاقهههة الريهههاح‪ .‬وأرادت الحكومهههة‬
‫السبانية من خلل القههانون الجديههد تطههوير معههايير‬
‫البناء )‪ (Building Code‬لتواكب متغيرات العصههر‬
‫ومتطلباته‪.‬‬
‫ومن بين المعايير الجديدة أيضا تدعيم استخدام المواد العازلهة فهي البنهاء‪ ،‬وتحسهين‬
‫مستوى صيانة أنظمة التسخين والتبريد‪ ،‬وزيادة العتماد على الضاءة الطبيعيههة فههي‬
‫تصميم المباني‪.‬‬
‫وقالت وزيرتي البيئة والسكان في بيان مشترك‪" :‬إن المعايير الجديدة ستعمل على‬
‫توفير الطاقة بنسهبة ‪ 30‬إلهى ‪ %40‬فهي كهل مبنهى‪ ،‬كمها سهتقلل مهن ثهاني أكسهيد‬
‫الكاربون الناتج عن استهلك الطاقة بمعدل ‪ 40‬إلى ‪."%55‬‬
‫وفي ظل سياسههة تقليههص المنشههآت الجديههدة الههتي تنتهجههها وزيههرة السههكان ماريهها‬
‫أنطونيو تروجيللو اعتبرت الوزيرة أن المعههايير الجديههدة يجههب أن تتخههذ إجههراء تجههاه‬
‫اسههتمرار عمليههات البنههاء‪ ،‬إذ إن تلههك المعههايير تمثههل أهههم وأقههوى تغيههر فههي قههوانين‬
‫العقارات منذ أكثر من ‪ 30‬عاما‪ .‬وأضافت‪" :‬خلل العقد الماضي قمنهها بتشههييد مبههان‬
‫تعادل ربع المناطق المأهولة في البلد آنذاك"‪ .‬وكانت نتيجههة هههذه الثههورة المعماريههة‬

‫‪34‬‬
‫أن تضاعفت أسعار العقارات منذ عام ‪.1999‬‬
‫عيوب محدودة‬
‫وترى بعض جماعات الضغط المعارضهة للمعهايير الجديهدة أنهها مهن شههأنها أن ترفهع‬
‫تكلفة المباني بمعدل يتراوح بين ‪ 8‬إلى ‪.% 12‬‬
‫لكن تروجيللو نفت صحة ما قاله المعارضون‪ ،‬مؤكدة أن التكلفة الضافية على قيمة‬
‫المبههاني ل تتجههاوز ‪ %1‬مههن قيمتههه الساسههية‪ ،‬وسههيتم تعويضههها مههن خلل تههوفير‬
‫مصروفات الطاقة‪.‬‬
‫وتعتبر أسبانيا متأخرة جههدا فههي اسهتخدام الطاقههة الشمسههية كمصههدر بهديل مقارنههة‬
‫بشريكتها في التحاد الوروبي ألمانيا‪ ،‬الدولة الوروبية الرائدة في اسههتخدام الطاقههة‬
‫الشمسية‪ ،‬حيث وصلت مساحة الخليا الشمسههية الههتي تسههتخدمها إلههى ‪ 5.4‬مليههون‬
‫متر مربع‪ .‬ولكن رغم انخفاض الستخدام المحلي لها فإن أسبانيا ل تههزال تعتههبر مههن‬
‫أكبر الدول المنتجة للطاقة الشمسية‪.‬‬
‫كيف تعمل الخليا الشمسية؟‬
‫والخليا الشمسية هي عبارة عههن ألههواح زجاجيههة حراريههة توضههع بزاويههة مائلههة علههى‬
‫أسطح المباني‪ ،‬وعند سقوط أشعة الشمس على اللههواح الشمسههية تقههوم بتحويلههها‬
‫إلى تيار كهربي‪ ،‬يتم إيصههاله عههبر أسههلك كهربيههة وموصههلت ذات مواصههفات خاصههة‬
‫لنقل التيار الكهربي‪ ،‬يتم وصلها بعد ذلههك مههع أجهههزة منظمههات الشههحن الههتي تقههوم‬
‫بتنظيم زيادة أو نقص التيار الكهربهي الهذي يتجهه بعهد ذلهك إلهى البطاريهات‪ ،‬وتقهوم‬
‫البطاريات بالمهمة الرئيسية في الحتفاظ بالطاقة الكهربية‪ ،‬وبعد ذلههك ينتقههل التيههار‬
‫الكهربي إلى محولت خاصة بتحويل التيار المستمر القادم من بطاريات الشحن إلى‬
‫تيار متردد حيث تعمل غالبية الجهزة الكهربية على التيار المتردد‪.‬‬
‫** صحفية مهتمة بالشأن العلمي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫بيت شمسي‪ ..‬بديل للكهرباء السرائيلية‬
‫‪25/08/2002‬‬ ‫إياد القرا**‬
‫كل يوم ينتظرون أي البيوت سيصيبه الدور‬
‫لُيقطع عنه التيار الكهربي‪ ،‬هناك جدول زمني‪ ،‬أربع‬
‫ساعات يوميا لكل مجموعة منازل‪ ،‬أنت وحظك‪..‬‬
‫اليوم‪ ..‬غدًا‪ ..‬وقد يطول النقطاع‪ ،‬فقد تصاب‬
‫المحولت الكهربية بقاذفات الطائرات كما حدث‬
‫بخان يونس كما فعلت الربعاء ‪ 2002-8-21‬فتقبع‬
‫غزة في ظلم دامس ‪ 24‬ساعة‪.‬‬
‫وقطع التيار وسيلة ابتزاز ليست جديدة للضغط‬
‫على الشعب الفلسطيني‪ .‬وفي محاولة لوضع حد لهذا الذل تمكنت أربع طالبات‬
‫فلسطينيات بقطاع غزة من وضع تصميم لمنزل يعمل بالطاقة الشمسية‪ ،‬وقد‬
‫أجرين تجربة عملية على التصميم‪ ،‬ونجحن في إثبات نجاح التجربة من خلل‬
‫تشغيل مجسم لمنزل‪ ،‬وتم الحصول على تيار كهربي من خلل الطاقة‬
‫الشمسية‪ ،‬وقد تقدمت الطالبات )آمال النيرب‪ ،‬وحنان أبو ثرية‪ ،‬وميساء النجار‪،‬‬
‫وهدى حبوب( بهذا المشروع لتمام تخرجهن من الجامعة السلمية بغزة‪،‬‬
‫والحصول على درجة بكالوريوس هندسة تخصص اتصالت وتحكم‪.‬‬
‫الحصار‪ ..‬أم الختراع؟‬
‫وعن دوافع تصميم المشروع تقول ميساء النجار‪" :‬إننا كفلسطينيات ندرس‬
‫الهندسة‪ ،‬شعرنا بمدى الحاجة لزيادة العتماد على الذات واستثمار ما بين أيدينا‬
‫للستغناء عن إسرائيل في الحصول على التيار الكهربي كي ل يكون وسيلة‬
‫ضغط ضد أبناء الشعب الفلسطيني كما يحدث حالّيا‪ ..‬فبعض المناطق والقرى‬
‫الفلسطينية الن بدون كهرباء‪ ،‬كما أن وجود بعض المنازل الفلسطينية بجانب‬
‫المناطق الستيطانية يجعلها تتعرض باستمرار لعملية إعطاب التيار الكهربي من‬
‫قبل المستوطنين والجيش السرائيلي‪ ،‬بل وتمنع الطواقم الفنية من إصلح‬
‫العطاب"‪.‬‬
‫وعن فكرة المشروع تحدثت حنان أبو ثرية فقالت‪" :‬من خلل حضورنا‬
‫المتكرر للندوات وورش العمل التي تدور حول استغلل الطاقة البديلة جاءتنا‬
‫الفكرة‪ ،‬خاصة أن الموقع الجغرافي الفلسطيني‪ ،‬ومنه منطقة قطاع غزة على‬
‫وجه التحديد‪ ،‬يتمتع بدرجة عالية من الطاقة الشمسية تصل إلى ‪ 5.5‬كليووات‬
‫متر مربع‪ /‬ساعة؛ لذا فهناك إمكانية تحويل الطاقة الضوئية المتواجدة في أشعة‬
‫الشمس إلى طاقة كهربية يمكن استغللها‪ ،‬سواء في المنازل لتشغيل الجهزة‬
‫الكهربية المتعددة‪ ،‬أو في مرحلة متقدمة في إقامة المراكز البحثية المتطورة‪.‬‬
‫الفكار فلسطينية‪ ..‬والمكونات إسرائيلية‬
‫وتقدر تكلفة المشروع بحوالي ‪ 30‬ألف دولر حسب السعار الدولية الخاصة‬
‫بالسوق السرائيلية؛ حيث إنه حتى الن ليس هناك مجال آخر لسكان قطاع غزة‬
‫للحصول على مكونات المشروع سوى من السوق السرائيلية‪ ،‬وهي متوفرة به‪،‬‬
‫وإذا ما تم تطبيق المشروع فسيساعد بصورة كبيرة المؤسسات والشركات‬
‫الخاصة العاملة في مجال توزيع الكهرباء على توفير التيار الكهربي للمناطق‬
‫المحرومة منه المنتشرة في فلسطين؛ حيث تكثر المناطق المنعزلة في صحراء‬
‫الضفة الغربية‪ .‬كما ستكون تكلفة المشروع أقل من تكلفة إعداد إمدادات أرضية‬
‫من الشركة؛ وهو ما ُيثقل عبء المواطن والشركة المتكفلة بإيصال التيار‬
‫الكهربي‪.‬‬
‫وحيث إن التكلفة ليست بالقليلة فالدور يقع على المؤسسات العلمية‬
‫والمدنية لتبني هذا المشروع ومحاولة تطبيقه‪ .‬فرغم أن التكلفة المبدئية كبيرة‬
‫إلى حد ما فإنها تعتبر اقتصادية إذا ما قورنت بقيمة الفاتورة الشهرية للكهرباء؛‬
‫فمتوسط استهلك العائلة الفلسطينية أو المنزل العادي يبلغ ‪200‬‬
‫كليووات‪/‬ساعة وتبلغ تكلفتها حوالي "‪ "100‬شيكل شهرّيا )الدولر= ‪4.6‬‬
‫‪36‬‬
‫شيكلت(‪ ،‬أما مشروع البيت الشمسي فصمم لينتج ‪ 350‬كليووات‪/‬ساعة‪ ،‬وهو ما‬
‫يعني التوفير على المدى البعيد في استخدام التيار الكهربي‪.‬‬
‫ماهو الصندوق السود ؟‬

‫ولدة النموذج الول كانت بسبب حوادث الطيران في الخمسينيات‬

‫تتركز التحقيقات عادة بعد حوادث الطائرات على البحث عن جهازي تسجيل معروفين بالصندوق السود موجودين في‬
‫‪.‬ذيل الطائرة من أجل معرفة أسباب الحوادث‬

‫فما هي قصة الصندوق السود ومتى بدأ استخدامه؟‬

‫انقرهنا لترى نموذج حديث للصندوق السود‬

‫تلزم القوانين الدولية المتفق عليها جميع الرحلت التجارية بحمل جهازي تسجيل معلومات خاصين بأداء الطائرة‬
‫‪.‬وظروف الرحلة أثناء الطيران‬

‫الجهاز الول‪ :‬بسيط لكن فعال‬

‫‪37‬‬
‫وتحفظ هذه الجهزة في قوالب متينة للغاية مصنوعة من مواد قوية مثل عنصر التيتانيوم‪ ،‬تحيطها مادة عازلة لتتحمل‬
‫صدمات تبلغ قوتها أضعاف قوة الجاذبية الرضية‪ ،‬ولتتحمل حرارة تفوق ‪ 1000‬درجة مئوية وضغطا قويا يعادل ضغط‬
‫‪.‬المياه على عمق ‪ 200000‬قدم تحت البحر‬

‫وتتضمن الختبارات التي تجريها شركات النتاج إطلق الصندوق السود من مدفع صاروخي تجاه جدار لمحاكاة صدمات‬
‫‪.‬سقوط الطائرة وهي تحلق بسرعة تفوق مئة ميل بالساعة‬

‫وتلف قطع التسجيل عادة بمادة عازلة تحميها من التعرض من مسح المعلومات المسجلة عليها وكذلك من العطب والتآكل‬
‫‪.‬من جراء مياه البحر لمدة ‪ 30‬يوما‬

‫‪:‬ويسجل الصندوق السود الذي هو في الواقع برتقالي اللون‪ ،‬نحو ‪ 300‬عنصر من عناصر الرحلة وبينها ما يلي‬

‫سرعة الريح والرتفاع‬

‫التسارع المامي والعمودي للطائرة ‪‬‬

‫درجة ميل الطائرة ‪‬‬

‫المحادثات التي تجري في مقصورة القيادة ‪‬‬

‫التصالت اللسلكية‬

‫وقد وضعت الحتياطات المنية لتضمن من الناحية النظرية استرجاع المحققين لجهزة التسجيل‪ ،‬لرسم صورة كاملة لما‬
‫‪.‬حصل في اللحظات الخيرة من الرحلة من خلل بيانات التسجيل ثم تقديم شرحا حول سبب العطل‬

‫البدايات‬

‫ويقول الستراليون إنهم كانوا أول من طور الصندوق السود بعد أن راودت الفكرة أحد العلماء الستراليين في أعقاب‬
‫‪.‬بداية مرحلة الطيران المدني في الخمسينيات‬

‫جهاز تسجيل طائرة تي دبليو‬


‫أي ‪ 800‬التي سقطت عام ‪1996‬‬

‫ففي عام ‪ 1953‬كان خبراء الطيران يجاهدون في سبيل معرفة أسباب حوادث سقوط عدد من طائرات شركة كوميت التي‬
‫‪.‬بدأت تلقي ظلل الشك على مستقبل الطيران المدني برمته‬

‫‪38‬‬
‫‪.‬وبعد عام اقترح عالم طيران أسترالي‪ ،‬يدعى ديفيد وارن‪ ،‬صنع جهاز لتسجيل تفاصيل رحلت الطيران‬

‫‪"".‬وفي عام ‪ 1958‬ابتكر وارن نموذجا لذلك الغرض أطلق عليه "أي أر أل وحدة ذاكرة الرحلة‬

‫أطلق الطيارون على‬


‫الجهاز الول أسم "الخ‬
‫الكبير" الذي يتجسس على‬
‫‪.‬أحاديثهم‬

‫وكان الجهاز الول أكبر من حجم اليد ولكنه يستطيع تسجيل نحو أربع ساعات من الحاديث التي تجري داخل مقصورة‬
‫‪.‬القيادة وتفاصيل أداء أجهزة الطائرة‬

‫وأصيب الدكتور وارن بالدهشة عندما رفضت سلطات الطيران السترالية جهازه وقالت إنه "عديم الفائدة في مجال‬
‫‪.‬الطيران المدني" وأطلق عليه الطيارون اسم "الخ الكبير" الذي يتجسس على أحاديثهم‬

‫ونقل الدكتور وارن ابتكاره لبريطانيا حيث رحب به بحماس‪ ،‬وبعد أن بثت إذاعة بي بي سي تقريرا حول الجهاز تقدمت‬
‫‪.‬الشركات بعروضها لتطويره وصناعته‬

‫وفي غضون ذلك‪ ،‬كان جهاز آخر يتم تطويره في الوليات المتحدة‪ .‬وفي عام ‪ 1960‬بدأت الجراءات الولى لجعل وضع‬
‫‪.‬الجهاز على متن الطائرات أمرا إلزاميا‬

‫ومع مرور السنين وتقدم التكنولوجية الحديثة استبدلت الشرطة المغناطيسية بأجهزة كومبيوتر‪ ،‬وأصبحت الجهزة أكثر‬
‫‪.‬تطورا تستطيع تسجيل كمية اكبر من المعلومات والبيانات وان تتحمل الصدمات والبقاء في اسوء الظروف الطبيعية‬

‫‪39‬‬
‫البحث المتقدم في محركات البحث‬

‫‪ -1‬العلمة ‪+‬‬

‫الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي جميع الكلمات ‪...‬‬

‫مثال ‪:‬‬
‫لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمتين ‪ school‬و ‪ teacher‬ضع البحث بهذه‬
‫الصورة ‪- :‬‬

‫‪school +teacher‬‬

‫‪ -2‬العلمة ‪-‬‬
‫الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة و لتحوي كلمة أخرى‬
‫مثال ‪:‬‬

‫لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة ‪ school‬و ل تحوي الكلمة ‪ teacher‬ضع البحث‬
‫بهذه الصورة ‪- :‬‬

‫‪school -teacher‬‬

‫‪ -3‬علمات التنصيص " "‬

‫الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي ما بداخلها بالكامل و بنفس‬
‫الترتيب‬

‫مثال ‪- :‬‬

‫لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الجملة ‪ please learn me‬و بالكامل و بنفس‬
‫الترتيب ضع البحث بهذه الصورة ‪- :‬‬

‫"‪"please learn me‬‬

‫‪ -4‬الرابط ‪OR‬‬

‫الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي إحدى الكلمات أو جميعها‬
‫مثال ‪- :‬‬

‫لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة ‪ school‬أو الكلمة ‪ tetcher‬أو كليهما معا ً‬
‫ضع البحث بهذه الصورة ‪- :‬‬

‫‪school OR tetcher‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ -5‬الرمز ‪intitle‬‬

‫الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة في العنوان المخصص‬
‫للمواقع على ‪google‬‬

‫مثال ‪- :‬‬

‫لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة ‪ school‬في العنوان الظاهر على ‪google‬‬
‫ضع البحث بهذه الصورة ‪- :‬‬

‫‪intitle:school‬‬

‫‪ -6‬الكلمة ‪allintitle‬‬

‫نفس الفائدة من رقم ‪ 5‬و لكن الفرق أنه هنا بإمكانك أن تبحث عن أكثر من كلمة‬

‫مثال ‪- :‬‬

‫لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمات ‪ school‬و ‪ tetcher‬و ‪ book‬و ذلك في‬
‫العنوان الظاهر على ‪ google‬ضع البحث بهذه الصورة ‪- :‬‬

‫‪allintitle:school tetcher book‬‬

‫‪ -7‬الكلمة ‪inurl‬‬

‫الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة في عنوان الموقع على النترنت‬

‫مثال ‪- :‬‬

‫لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة ‪ school‬و ذلك في عنوانها على النترنت ضع البحث‬
‫بهذه الصورة ‪- :‬‬

‫‪inurl:school‬‬

‫‪ -8‬الكلمة ‪allinurl‬‬

‫نفس الفائدة من رقم ‪ 7‬و لكن الفرق أنه هنا بإمكانك أن تبحث عن أكثر من كلمة‬

‫مثال ‪- :‬‬

‫لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمات ‪ school‬و ‪ tetcher‬و ‪ book‬و ذلك في عنوانها‬
‫على النترنت ضع البحث بهذه الصورة ‪- :‬‬

‫‪allinurl:school tetcher book‬‬

‫‪41‬‬
‫‪-9‬الكلمة ‪cache‬‬

‫الفائدة منه هي الستفادة من موقع ‪ google‬لسحب الموقع المراد بالكامل مع الشارة إلى‬
‫الكلمات المراد البحث عنها‬

‫مثال ‪- :‬‬

‫نريد أن نبحث عن كلمة ‪ boy‬في الموقع ‪ www.school.com‬ضع البحث بهذه الصورة ‪- :‬‬

‫‪cache:www.school.com boy‬‬

‫‪-10‬الكلمة ‪link‬‬

‫الفائدة منه هي إيجاد المواقع التي تحوي رابطا ً للموقع المراد البحث عنه‬

‫مثال ‪- :‬‬

‫نريد أن نبحث عن المواقع التي تحوي الرابط ‪ www.yahoo.com‬ضع البحث بهذه الصورة ‪:‬‬
‫‪-‬‬

‫‪link:www.yahoo.com‬‬

‫‪-11‬الكلمة ‪related‬‬

‫الفائدة منه هي إيجاد الروابط التي يكون فيها الموقع المذكور الصفحة الرئيسية‬

‫مثال ‪- :‬‬

‫نريد أن نبحث عن الروابط الموجودة في الموقع ‪ www.yahoo.com‬ضع البحث بهذه‬


‫الصورة ‪- :‬‬

‫‪related:www.yahoo.com‬‬

‫‪-12‬الكلمة ‪info‬‬

‫يعطيك معلومات عن الموقع الذي تريده‬

‫مثال ‪- :‬‬

‫نريد معلومات عن الموقع ‪ www.yahoo.com‬ضع البحث بهذه الصورة ‪- :‬‬

‫‪42‬‬
‫‪info:www.yahoo.com‬‬

‫‪ -13‬الكلمة ‪stocks‬‬

‫يستخدم كثيرا ً مع الرموز لعطائك معلومات مفصلة مثل ً عليك وضع رمز شركة ل أن تضع‬
‫اسمها‬

‫مثال ‪- :‬‬

‫لكي تحصل على معلومات عن ‪ Intel‬و ‪ Yahoo‬ضع البحث بهذه الصورة ‪- :‬‬

‫‪stock: intc yhoo‬‬

‫‪site -14‬‬

‫يتم البحث داخل الموقع المطلوب لعطائك النتائج التي تحددها‬

‫مثال ‪:‬‬

‫لكي تحصل على صفحات المساعدة في موقع ‪ /http://www.google.com‬ضع البحث بهذه‬


‫الصورة ‪:‬‬

‫‪/help site:http://www.google.com‬‬

‫منقول‬

‫‪43‬‬

You might also like