You are on page 1of 12

‫م صادر الطا قة البديلة ودور ها في إنتاج الطا قة الكهربائ ية‬

‫بالجماهيرية‬
‫‪1‬‬
‫فرج مفتاح بسيبسو‬
‫مركز بحوث الطاقات المتجددة وتحليه المياه ـ تاجوراء‬
‫ص‪ .‬ب‪ 30878 .‬تاجوراء (طرابلس) الجماهيرية العظمى‬

‫الخلصة‬
‫سـيتم اسـتعراض الطرق البديلة لنتاج الطاقـة الكهربائيـة والحراريـة مـن مصـادرها‬
‫البديلة عن الطاقة الحفورية المتوفرة الن والتي تعتبر من المصادر الساسية في تلوث المناخ‬
‫وتغيره خلل العقديـن السـابقين مـن القرن الماضـي ومازال مسـتمرا مادام مسـتمرا اسـتعمال‬
‫الوقود الحفوري (الف حم والن فط والغاز والوقود النووي) لنتاج الطا قة بالمجتمعات ال صناعية‬
‫وغير ها بدون تح كم في الملوثات النات جة من إحراق ذلك الوقود وبالتالي تل جا هذه الدول إلى‬
‫الطاقة البديلة ومنها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح‪ ،‬والجماهيرية تعتبر من الدول الغنية بالطاقة‬
‫الشمسـية وذلك لمناخهـا الذي تسـطع الشمـس فيـه طيلة فترة السـنة ولهذا يمكـن اسـتغلل هذا‬
‫الم صدر عن طر يق إنشاء المحطات الحرار ية ومحطات تول يد الكهرباء وكذلك إنشاء م صنع‬
‫لنتاج الخليـا الشمسـية (‪ )SUN CELL‬الفوتوضوئيـة‪ .‬وهذا المصـنع يعتمـد على عنصـر‬
‫السيلكون والجماهيرية غنية به والموجود في عدة مناطق بالجماهيرية‪ ،‬وبما أن السيلكون هو‬
‫ع صب صناعة الع صر وخا صة تكنولوج يا المعلومات سواء كا نت في العتاد أو البرمجيات‬
‫وبدرا سة الجماهير ية جيولوج يا والب حث عن المنا طق ال تي ب ها ال سيلكون الل يبي م ثل وادي‬
‫السيلكون الروسي والسرائيلي والمريكي‪ .‬وحسب المعلومات المتوفرة لدنيا أن الرمل الليبي‬
‫غ ني بال سيلكون وبالتالي ي صبح إنشاء هذا الم صنع من ضروريات الع صر و عن طر يق إنتاج‬
‫الخليا الشمسية داخل الجماهيرية سيجعلها من الدول المصدرة لهذه الصناعة والمعدات لباقي‬
‫دول العالم وكذلك سـوف يتـم إنشاء محطات لنتاج الطاقـة البديلة والنظيفـة لتغذيـة المنازل‬
‫والمرافق بالجماهيرية بالطاقة الحرارية والكهربائية بديل عن الطاقة الحفورية المتوفرة الن‪،‬‬
‫وأي ضا سيزيد من الع مر الفترا ضي للن فط الل يبي وكذلك سيجعل ليب يا من الدول الم صدرة‬
‫للطاقة مستقبل‪.‬‬
‫‪ .1‬المقدمة‬

‫د‪ .‬فرج م‪ ,‬بسيبسو (بريد الكتروني‪)bsebso@yahoo.com :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫م ند بدا ية القرن التا سع ع شر اذبان الثورة ال صناعية ازدادت أهم ية الطا قة الكهربائ ية‬
‫كمصدر أساسي لتوفير القوى المحركة لعجلة النتاج وبتوفير هذا النوع الجديد من الطاقة‪ ،‬فقد‬
‫اثـر ذلك بوضوح فـي ازدهار مجالت البناء والتطور الصـناعي وخاصـة فـي دول أوروبـا‪،‬‬
‫أض حت الطا قة الكهربائ ية م نذ تلك الفترة إلى الو قت الحا ضر‪ ،‬وبالتأك يد ستضل م ستقبل من‬
‫الضروريات الساسية التي ل غنى عنها في مختلف المجالت الحياتية‪.‬‬
‫ومن أولويات خطط التنمية في أي بلد هي توصيل الطاقة الكهربائية إلى جميع المناطق وعلى‬
‫ذلك يعتبر متوسط استهلك الفرد من الطاقة الكهربائية أحد العوامل الساسية لقياس مستوى‬
‫النمو في المجتمعات الحديثة‪ ،‬مثل يعتبر معدل استهلك الفرد من الطاقة الكهربائية في الدول‬
‫المتقدمـة (اليابان‪ ،‬الوليات المتحدة‪ ،‬دول التحاد الوروبـي … ) مـن أعلى المسـتويات فـي‬
‫العالم‪.‬‬
‫ويم كن إنتاج الطا قة الكهربائ ية بالطرق التقليد ية من الوقود الحفوري (الف حم والن فط‬
‫والغاز والوقود النووي) إضافـة إلي تسـخير الطاقـة النوويـة فـي إنتاج الكهرباء التـي أضحـت‬
‫مصدرا تقليديا لنتاج الكهرباء في الدول الصناعية‪.‬‬
‫ولم يقـف التطور التقنـي فـي إنتاج الطاقـة الكهربائيـة عنـد هذا الحـد‪ ،‬حيـث ظهرت‬
‫مصـادر بديلة ومتجددة كطاقـة الرياح‪ ،‬المسـاقط المائيـة‪ ،‬الكهروكيميائيـة‪ ،‬والطاقـة الشمسـية‬
‫كمصـدر لتوفيـر هذا النوع مـن الطاقـة التـي تعتمـد على تجنـب التلوث البيئي‪ ،‬وتوافـر هذه‬
‫المصادر أو بعض منها في مناطق مختلفة من العالم وبصورة مستديمة‪.‬‬
‫والواقـع فان التفاوت فـي إنتاج الطاقـة الكهربائيـة مـن بلد إلى أخـر يتوقـف على عدة‬
‫متغيرات أساسية منها[‪:]1‬‬
‫‪.1‬نوع الوقود المستخدم في محطات توليد الطاقة‪.‬‬
‫‪.2‬نوعية محطات توليد الطاقة ذاتها‪.‬‬
‫‪.3‬الظروف المناخية والبيئية لكل بلد على حدة‪.‬‬
‫‪.4‬خطط التنمية والتحول والمكانيات المتاحة لتطوير قطاع الكهرباء‪.‬‬
‫ويعتـبر إنتاج الطاقـة الكهربائيـة مـن مصـادرها التقليديـة ذو مخاطـر عدة على البيئة‪،‬‬
‫مثل‪ ،‬ت تم إنتاج كميات هائلة من الملوثات الغاز ية وال سائلة وال صلبة من محطات توليد الطا قة‬
‫الكهربائيـة‪ ،‬كنتيجـة لحتراق الوقود الحفوري (الفحـم والنفـط والغاز والوقود النووي) بهذه‬
‫المحطات وهذا بدوره يسـبب ضررا صـحيا وعواقـب مناخيـة خطيرة (ظاهرة ثقـب الزون)‪.‬‬
‫وبناءا على ذلك يتطلب المـر البحـث بصـورة جديـة على مصـادر جديدة للطاقـة تكون اقـل‬
‫خطورة على البيئة إذا ما قور نت بالم صادر التقليد ية سالفة الذ كر‪ .‬بالضا فة إلى ذلك ي جب‬
‫ال خذ في العتبار إن الوقود الحفوري يع تبر م صدرا ناب ضا خلل الفترات الزمن ية القاد مة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ويعـد انبعاث الغازات السـامة مثـل (أول أكسـيد الكربون وثانـي أكسـيد الكـبريت وغيرهـا مـن‬
‫ال سموم) ملو ثا خطيرا للبيئة ح يث تأثيره الخط ير والهدام لطب قة الزون ال تي تح مي الكائنات‬
‫الحية من الشعة فوق البنفسجية بالضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة في الكرة الرضية‪ .‬في‬
‫البنود القادمـة سـيقدم شرح مبسـط لصـور الطاقـة البديلة مـع التركيـز على إنتاج الطاقتيـن‬
‫الحرارية والكهربائية بتوظيف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح [‪.]2‬‬
‫‪ .2‬المبادئ الساسية‬
‫تعرف الطاقة بأنها القدرة على أداء العمل‪ ،‬لقد دامت كل النظمة البيئية بفعل تحويل‬
‫طاقة الشعاع الشمسي إلى طاقة كيميائية مستغلة‪ ،‬كما أن مقدمات كتب الفيزياء تقدم تفسيرات‬
‫لمفاهيم أساسية حول الطاقة وحول قوانين الديناميكية الحرارية‪ .‬بالضافة إلى ذلك توجد العديد‬
‫من الكتب تناقش الطاقة وأنظمة الطاقة بطرق بسيطة وواضحة‪.‬‬
‫منـذ خمسـين عاما‪ ،‬تنام الطلب على الطاقـة عالميـا مـع النمـو القتصـادي‪ .‬وقـد ازداد‬
‫استعمال الطاقة إلى نحو ‪ %400‬ليتلءم مع عدد سكان العالم المتضاعف‪ ،‬وكي يتلءم أيضا‬
‫مع إجمالي النتاج العالمي الذي تضاعف أربعة مرات‪ ،‬ففي هذه اليام مثل يستهلك العالم ما‬
‫مقداره ‪ 175‬مليون برميـل مـن النفـط يوميا‪ ،‬أي مـا يعادل ‪ 386.4178‬متـر مكعـب مـن‬
‫الجازولين كل ثانية‪.‬‬
‫وفي الوقت الحا ضر‪ ،‬يتو قع مع ظم المحللون أن ن مو الطا قة سيعيد الما ضي‪ ،‬أي ان هم‬
‫يتوقعون أن ن مو الطا قة سيزداد بمعدل ‪ %400‬ب عد ‪ 50‬عاما مرة أخرى ليتلءم مع تضا عف‬
‫آخر لسكان العالم‪ ،‬ومع إجمالي النتاج العالمي الذي سيتضاعف أربعة مرات أخرى كذلك‪.‬‬
‫إن الحتياطـي العالمـي الثابـت حاليا للنفـط يقدر بيـن (‪ )1230 -1015‬مليار برميـل‪،‬‬
‫والفرق (‪ 215‬مليار برميل) يعت مد على طري قة احت ساب الحتياطي الثا بت ون سب ال ستخراج‬
‫المتوقعـة منـه على ضوء التقنيات الحاليـة‪ ،‬وشمول أو عدم شمول مناطـق نفطيـة ضمـن أرقام‬
‫الحتياطي النفطي العالمي‪ ،‬حيث أن الحتياطي النفطي العالمي الثابت يكفي لمدة تقارب من‬
‫الربع ين سنة (مثل تقرير شركة بريتش بتروليوم)‪ ،‬وهي فترة قصيرة جدا في عمر الز من‪.‬‬
‫إن فترة الربع ين سنة بدت متفائلة جدا‪ ،‬ح يث اعتمدت أرقام ال ستهلك العال مي ل سنة ‪،2003‬‬
‫والتـي تقدر بحوالي (‪ )78.51‬مليون برميـل‪/‬اليوم‪ .‬ولو أخذت الزيادات السـنوية للسـتهلك‪،‬‬
‫وكمثال ل سنة ‪ 2003‬مقار نة ب سنة ‪ ،2002‬والبال غة حوالي ‪ %2‬على النطاق العال مي‪ ،‬و ‪%11‬‬
‫على نطاق الصـين فقـط‪ ،‬لتقلصـت المدة عـن (‪ )40‬سـنة‪ .‬والمعروف فـي التقاريـر والنشرات‬
‫الدولية بما يتعلق بالمخزون النفطي‪ ،‬والتي توضح كمية الحتياطي النفطي في الشرق الوسط‬
‫(أ ساسا الدول العرب ية)‪ ،‬يم ثل ‪ 52‬ـ ‪ %67‬من الحتيا طي العال مي‪ .‬والر قم ‪ %67‬اقرب إلى‬

‫‪3‬‬
‫الصـحيح على ضوء التقنيات المنظورة لكفاءة السـتخراج وللسـعار السـائدة للنفـط‪ .‬كمـا وأن‬
‫احتمالت الكتشافات الجديدة تدور في معظمها في المناطق العربية أو دول الشرق الوسط‪.‬‬
‫وكذلك الغاز الطـبيعي‪ ،‬و هو المادة الهيدروكربون ية الثان ية المتم مة للن فط‪ ،‬لوجد نا أن‬
‫الصـورة ل تختلف كثيرا‪ ،‬فالدول العربيـة تحوي أراضيهـا على حوالي ‪ %43‬مـن الحتياطـي‬
‫العال مي المعلن ورو سيا على حوالي ‪ %35‬من الحتيا طي الغازي العال مي‪ ،‬اي كليه ما تم ثل‬
‫‪ %78‬من مجمل الحتياط العالمي للغاز الطبيعي‪ .‬مع ملحظة إن الغالبية العظمى من الدول‬
‫العرب ية النفط ية ل ته تم كثيرا في موا صلة التحري عن الحقول الغاز ية‪ ،‬وتعتبر ها احتيا طي‬
‫للمستقبل‪ ،‬وتركز على الستفادة من الغاز المصاحب لنتاج النفط‪ ،‬والذي كان يحرق هباءا في‬
‫غالبيته إلى السبعينات من القرن الماضي‪ .‬علما إن الغاز الطبيعي والغاز المصاحب متماثلن‬
‫تقري با‪ ،‬مع ال خذ في العتبار أن الغاز الم صاحب يخرج جبرا كمادة ثانو ية مع إنتاج الن فط‪،‬‬
‫ل مـن حرقـه هباءا‪ ،‬السـتفادة منـه أو إعادة حقنـه مجددا فـي باطـن‬
‫وكان مـن المفروض‪ ،‬بد ً‬
‫الرض لحين استغلله مستقبلً‪ .‬على أية حال خسرت الدول العربية المنتجة مبالغ هائلة نتيجة‬
‫الحرق الغير المشروع للغاز الطبيعي‪.‬‬
‫في وقت نا هذا‪ ،‬ل يزال الوقود الم ستخرج من با طن الرض هو أك ثر م صادر الطا قة‬
‫استعمالً‪ ،‬حيث يشكل النفط ‪ %40‬من خدمات الطاقة التجارية والفحم ‪ ، %27‬والغاز الطبيعي‬
‫‪ ،%22‬بينما حصة كل من الطاقة الكهرومائية (قوة جريان الماء)‪ ،‬والطاقة النووية هي ‪.%6‬‬
‫أ ما في العد يد من الدول فيش كل الوقود غ ير التجاري م ثل الخ شب جزءا كبيرا من م صادر‬
‫الطا قة‪ .‬ع ند انخفاض ث من الن فط في ال سبعينات وارتفاع ث من الكهرباء في الثمانينات ا صبح‬
‫ال مر واضحا بأن كفا ية الطا قة تل عب دورا رئي سيا في تزو يد خدمات الطا قة ال قل تكل فة‪ .‬أن‬
‫مدخرات الطا قة ال تي حقق ها المريكان م نذ أوا سط ال سبعينات قد عملت على تخف يض فاتورة‬
‫الطاقة السنوية للدولة المريكية بمئات المليارات من الدولرات‪ .‬وقد عملت هذه الكفاية أيضا‬
‫على إلغاء الحاجة لـ ‪ 14‬مليون برميل نفط يوميا‪.‬‬
‫تش ير تقييمات الطا قة حول العالم أن تح سين كفا ية الطا قة للبنايات والدوات ومعدات‬
‫المكاتب والسيارات وغيرها يمكن أن توفر اكثر من تريليون دولر كل عقد‪ .‬وبالضافة إلى‬
‫ذلك ستعمل هذه التحسينات على منع انبعاث سلسلة متلحقة من الملوثات للمحافظة على البيئة‬
‫مـن التلوث الصـناعي‪ .‬إن بعـض المشاكـل البيئيـة مثـل المطـر الحمضـي ومزيـج الدخان‬
‫والضباب‪ ،‬وتغير المناخ العال مي يرت بط بش كل مبا شر مع استخراج وا ستغلل م صادر الطا قة‬
‫من با طن الرض‪ .‬أ ما العتماد ال كبر على كفا ية الطا قة فا نه يم نح دول العالم و سيلة للحفاظ‬
‫ـة‬
‫ـبيل المثال فان الخطـ‬
‫ـادي وكذلك الحفاظ على جودت البيئة‪ ،‬فعلى سـ‬
‫ـو القتصـ‬
‫على النمـ‬
‫المريك ية لمعال جة تغ ير المناخ ستعمل على تقل يل الغازات النات جة عن البيوت الزجاج ية ب ما‬

‫‪4‬‬
‫مقداره ‪ 108‬مليون طن سوف توفر للمريكيين حوالي ‪ 260‬مليار دولر‪ .‬و يوجد الن سوق‬
‫عال مي ا خذ في التو سع للمناف سة على خدمات طا قة محدودة ال سعر ونظي فة وخضراء‪ ،‬أي ل‬
‫تلوث أو تدمير للمصادر الطبيعية‪ ،‬فبالضافة لوجود خيار كفاية الطاقة المنخفض التكلفة‪ ،‬فان‬
‫خدمات الطاقـة هذه تشمـل بدائل مختلفـة للطاقـة المتجددة مثـل اللواح المسـتقطبة للشعاع‬
‫الشمسي‪ ،‬ومحطات توليد الطاقة وتوربينات الرياح[‪. ]3‬‬
‫إن الدراسـة التـي تـم تحضيرهـا لمؤتمـر المـم المتحدة للبيئة والتطور (‪)UNCED‬‬
‫والذي ع قد في ر يو ـ البراز يل ـ قد بي نت أن هناك فر صة ومقدرة كبيرة جدا ل ستعمال‬
‫الطاقة المتجددة عالميا‪ ،‬حيث ستعمل كفاية الطاقة خلل الخمسين سنة القادمة على تلبية نصف‬
‫ما يحتاجه العالم من طاقة وستعمل مصادر الطاقة المتجددة على تلبية نصف الحاجة المتبقية‪،‬‬
‫وتبين هذه الدراسة أيضا انه حتى إذا بقيت أسعار الوقود متدنية على المدى البعيد فان الطاقة‬
‫المتجددة ستتمكن من طرح بديل ا ستثماريا جذابا من الناح ية القت صادية‪ ،‬ف هي ستقدم طري قة‬
‫فاعلة لمنع التلوث البيئي كما ستقلل العتماد على التزود الخارجي بالنفط‪ .‬للدولة (الغير منتجة‬
‫[‪]5‬‬
‫للنفط أو الغاز)‬
‫‪ .3‬مصادر الطاقات البديلة‬
‫لقـد اسـتعملت مصـادر الطاقـة البديلة كالرياح والمواد الطبيعيـة مثـل الخشـب وغيره‬
‫للف السـنين ويسـتخدم مصـطلح الطاقـة المتجددة عادة لوصـف الطاقـة المولدة مـن الشمـس‬
‫والرياح والماء والمصادر المتوفرة باستمرار في كل وقت وليس كمصادر النفط والفحم التي‬
‫تواجدت ف قط م نذ ملي ين ال سنين‪ ،‬وا حد المشا كل ال ساسية للطا قة المتجددة هي ما إذا كا نت‬
‫المصادر المتقطعة للطاقة مثل الشمس والرياح قادرة على السهام بكمية الكهرباء التي يجب‬
‫على شركات الكهرباء تزويد ها للم ستهلك‪ .‬وع ند ا ستخدام محطات تول يد الطا قة التقليد ية كتلك‬
‫التي تعمل على النفط أو الفحم أو الطاقة النووية أو الكهرومائية فان توليد الكهرباء المطلوبة‬
‫ي تم بب ساطة متناه ية وذلك بإدارة مفتاح مع ين لتشغ يل التوربينات‪ ،‬أ ما بالن سبة لتقنيات الطا قة‬
‫المتجددة كالخليـا الكهروضوئيـة (الكهربائيـة الضوئيـة) وتوربينات الرياح يمكنهـا أن تولد‬
‫الكهرباء فقط عندما تشرق الشمس أو تهب الرياح وليس بالضرورة عندما يحتاجها المستهلك‪،‬‬
‫ول يوجد حاليا تقنية عملية للتخزين الواسع للكهرباء التي يتم توليدها بواسطة مصادر الطاقة‬
‫المتقطعة كالشمس والرياح‪.‬‬
‫إن البدائل للم صادر الحفور ية هي الطاقات والموارد الول ية المتجددة‪ .‬هذه الم صادر‬
‫هي حرارة وضوء الشمس أي الطاقة الشمسية‪ ،‬وقوة جريان المياه أي الطاقة المائية‪ ،‬والطاقة‬
‫العضوية‪ ،‬وطاقة الرياح كبديل للمصادر الطاقوية الحفورية‪ .‬إن المصدر المباشر والمشترك‬

‫‪5‬‬
‫ب ين كل الم صادر الطاقو ية المتجددة هو الشعاع الشم سي‪.‬إن مك من الطاقات والمواد الول ية‬
‫المتجددة يتوفر بحجم يفوق بشكل كبير حجم المكمن الطاقوي الحفوري‪ .‬الشمس ترسل للكرة‬
‫الرضية طاقة بحجم أكبر بـ ‪ 15000‬مرة الستهلك السنوي العالمي من الطاقة الحفورية‬
‫والنوو ية م عا‪ .‬والقدرة النتاج ية ال سنوية للنباتات بوا سطة التمث يل الضوئي تفوق هي الخرى‬
‫‪ 10000‬مرة النتاج العال مي من ال صناعة الكيماو ية في ال سنة‪ .‬إذن ف من المم كن أن ن ستبدل‬
‫مجموع الم صادر الحفور ية بالم صادر الشم سية‪ .‬و في هذا الب ند سنقوم بشرح مب سط ل صور‬
‫الطاقة البديلة مع التركيز على مصدر الطاقة الشمسية {‪.}5 ،2‬‬
‫‪ 1.3‬طاقة الرياح‬
‫خلل الخمسـينات مـن القرن الماضـي تـم اسـتغلل طاقـة الرياح فـي اسـتخراج المياه‬
‫الجوف ية‪ ،‬وكذلك خلل العقد ين الماضي ين من القرن الما ضي تم ا ستغلل طا قة الرياح لتول يد‬
‫الطاقة الكهربية باستخدام التوربينات الهوائية لكن هذا المصدر للطاقة يعتمد بشكل رئيسي على‬
‫سرعة الرياح وعلى مدار ‪ 24‬ساعة في اليوم والشرط الوحيد لتوليد هذه الطا قة هو ان يكون‬
‫سرعة هبوب الرياح خلل اليوم ل تقل عن معدلت هبوبها بين ‪ 4‬ـ ‪ 6‬متر‪/‬ثانية‪ ،‬ولساعات‬
‫متواصلة خلل اليوم‪ ،‬حتى يكون الموقع مجديا اقتصاديا لقامة هذا النوع من محطات التوليد‬
‫للكهرباء وليس كما يحدث في حالة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية‪.‬‬
‫‪ 2.3‬طاقة التفاعلت الكهروكيميائية‬
‫يعتمـد إنتاج الطاقـة الكهربائيـة المباشـر باسـتخدام هذه الطريقـة اعتمادا كليـا على‬
‫التفاعلت الكهروكيميائ ية ال تي تحدث للوقود‪ ،‬في ما يعرف بخل يا الوقود ـ وال تي تعرف بأن ها‬
‫المعدة التي يتم من خللها تحويل الطاقة الكيميائية الحرة للوقود والمادة المؤكسدة مباشرة إلى‬
‫طا قة كهربائ ية وحرارة وماء نتي جة للتفا عل الكهروكيميائي‪ .‬و تتم يز هذه الطري قة بأن ها ذات‬
‫كفاءة عال ية جدا ت صل في ب عض الحيان إلى ‪ ،% 90‬ول وجود لنوا تج الحتراق العتياد ية‬
‫المضرة بالبيئة والمحيط‪ ،‬و سهولة التشغيل والصيانة والداء‪ ،‬ووفرة الوقود المستخدم في هذه‬
‫الطريقـة (الهيدروجيـن)‪ .‬ومـن عيوب هذه الطريقـة هـي التكلفـة العاليـة جدا التـي تؤثـر على‬
‫استغلل واستخدام هذه الطريقة على النطاق الواسع للستهلك الشخصي والصناعي‪ ،‬إل في‬
‫ب عض ال ستخدامات ال تي ل تن ظر إلى التكل فة الماد ية م ثل الت طبيقات الفضائ ية في مركبات‬
‫الفضاء لمداد المحطة بالطاقة والماء لرواد الفضاء‪ ،‬ونواتج احتراقها فقط هو الماء‪.‬‬
‫‪ 3.3‬طاقة المياه‬
‫يوجد في بعض القاليم والبلدان طاقة (طاقة حركية) هائلة ومهدورة ول يتم استغللها‬
‫بالطرق ال سليمة لنتاج الطا قة الكهربائ ية‪ ،‬مثل‪ ،‬يو جد في قارة أفريق يا ب عض الم ساقط المائ ية‬

‫‪6‬‬
‫الكبيرة والمهمة (مساقط مصدر نهر النيل في أوغندا)‪ ،‬وإذا تم استغلل هذا المصدر وتحويل‬
‫الطاقة الحركية للمياه في تلك المساقط إلى طاقة كهربائية وإنشاء محطات توليد عليها لمكن‬
‫سد حاجة القارة الفريقية من الطاقة الكهربائية مستقبل وستكون طاقة رخيصة ونظيفة وفي‬
‫متناول الجميع من أبناء الشعوب الفريق ية‪ ،‬ومثال على ذلك‪ ،‬ما حدث في الصين وبعد إنشاء‬
‫والنتهاء من إقامة السد الكبير على نهر الينسنج‪ ،‬ومن أهداف هذا المشروع هو توليد الطاقة‬
‫الكهربائية من المساقط المائية لهذا السد والمستهدف من ذلك هو إنتاج الكهرباء لعموم الصين‬
‫وفي خلل عشرة سنوات من عمر المشروع ستكون الطاقة الكهربائية بدون مقابل مادي يدفعه‬
‫الم ستهلك ال صيني ـ و هي طا قة نظي فة ورخي صة ول يو جد ل ها تأث ير على البيئة والن سان‬
‫والمحيط‪.‬‬
‫‪ 4.3‬الطاقة العضوية‬
‫إن أهـم مـا يسـتخرج مـن الرض مـن وقود هـو النفـط والفحـم والغاز الطـبيعي‪ ،‬وقـد‬
‫تشكلت أنواع الوقود المختل فة قديما ا ثر قيام النباتات بامت صاص الشعاع الشم سي‪ ،‬و قد عملت‬
‫طا قة الش مس المش عة على تحف يز ن مو النباتات ب سبب العمليات الكيميائ ية الضوئ ية المعرو فة‪،‬‬
‫وثم تخزين الطاقة في مخلفات النباتات وفي أجسام الحيوانات التي استهلكت تلك النباتات‪ ،‬وقد‬
‫عملت البكتيريـا اللهوائيـة على اسـتهلك الكسـجين مـن تلك النباتات مخلفـة ورائهـا بعـض‬
‫جزيئات الهيدروجيـن والكربون (هيدروكربون)‪ ،‬وبمرور الزمـن تـم تسـخين وضغـط هذه‬
‫الجزيئات بواسطة طبقات رسوبية تكونت فوق المواد المتراكمة‪.‬‬
‫يصـنف الوقود المسـتخرج مـن الرض إلى مصـدر ومخزون‪ .‬المصـدر هـو مكان‬
‫التزو يد المعروف وجوده (مكا نه)‪ ،‬أ ما المخزون ف هو الم صدر الذي يم كن ا سترجاعه بطري قة‬
‫اقت صادية بوا سطة ا ستعمال و سائل معي نة‪ .‬ويو جد في أورو با وأمري كا الشمال ية وا سيا حوالي‬
‫‪ %75‬من مخزون الن فط بين ما ي قع ا كبر مخزون للغاز ال طبيعي في الشرق الو سط والتحاد‬
‫السوفيتي السابق‪.‬‬
‫إن الهتمامات بالتزود بالوقود تتركـز على النفـط الذي سـيقل إنتاجـه بدايـة مـن هذا‬
‫القرن‪ ،‬وهناك أنواع بديلة عن الن فط م ثل الز يت الحجري ورمال القار وال تي يم كن أن تط يل‬
‫فترة التزويد إذا ما تطورت التقنية لستغلل هذه المصادر بطريقة اقتصادية‪ .‬أما بالنسبة للفحم‬
‫والغاز الطـبيعي فان مخزون كـل منهمـا يمكـن أن يدوم لفترة أطول حسـب المعدلت الحاليـة‬
‫للستغلل‪.‬‬
‫‪ 5.3‬الطاقة الشمسية‬

‫‪7‬‬
‫تعتبر الشمس مفاعل إندماجي نووي كبير جدا يتم فيها تحويل أربعة مليين طن من‬
‫الهيدروج ين إلى هيليوم في الثان ية الواحدة وهذا بدوره ين تج طا قة هائلة جدا ح يث إن الرض‬
‫وات‪/‬ثانية في السنة أي ما يعادل‬ ‫‪24‬‬
‫تستقبل جزء بسيط جدا من هذه الطاقة بمعدل ‪10 × 5.4‬‬
‫حوالي ‪ 170‬تريليون كيلوواط أي أنهـا تعادل ‪ 27000‬مرة للطاقـة التـي أنتجهـا النسـان مـن‬
‫خلل محطات توليد الطاقة الكهربائية خلل عام كامل‪ .‬وقد أثبتت التجارب والتطبيقات العلمية‬
‫والمعمل ية إمكان ية ا ستخدام الطا قة الشم سية وطا قة الرياح لتول يد الطا قة الكهربائ ية على نطاق‬
‫تجاري‪ ،‬فمثل أنشئت في مطلع القرن الميلدي الحالي أول محطة عالمية للري بوساطة الطاقة‬
‫الشمسية كانت تعمل لمدة خمس ساعات في اليوم وذلك في المعادي قرب القاهرة ‪ .‬لقد حاول‬
‫النسان منذ فترة بعيدة الستفادة من الطاقة الشمسية واستغللها ولكن بقدر قليل ومحدود ومع‬
‫التطور الكبير في التقنية والتقدم العلمي الذي وصل إليه النسان فتحت آفاقا علمية جديدة في‬
‫ميدان استغلل الطاقة الشمسية‪.‬‬
‫والجدير ذكره بان معظم أراضي الجماهيرية العظمى تقع تحت الحزام الشمسي العالي‬
‫(الشريـط السـاحلي يسـتقبل سـطوع شمسـي يعادل ‪ 700‬كيلو جول ‪ /‬سـم ‪ . 2‬سـنة‪ ،‬وباقـي‬
‫الرا ضي الليب ية ت ستقبل سطوع شم سي يعادل ‪ 800‬كيلو جول ‪ /‬سم ‪ . 2‬سنة‪ ،‬وهذا من أعلى‬
‫مسـتويات سـطوع الشعاع الشمسـي فـي العالم) ووفقـا للدراسـات الوليـة بان جميـع أراضـي‬
‫الجماهيرية العظمى تقع في منطقة تستقبل متوسط مستوى سطوع للشعاع الشمسي السنوي‬
‫يقدر بحوالي (‪ 5.5‬كيلوواط‪/‬ساعة ثانية للمتر المربع يوميا بالنسبة للسطح الفقي) وكذلك مدة‬
‫بقاء سطوع الشمس خلل السنة (‪ 4380‬ساعة) تصل إلى ما يقارب ‪ 3100‬ساعة (‪ %71‬من‬
‫ال سنة) على الشر يط ال ساحلي وبالن سبة للمنا طق الجنوب ية ت صل إلى ‪ 3900‬ساعة (‪ %89‬من‬
‫السـنة)‪ .‬وتعتـبر مـن أعلى معدلتهـا فـي العالم‪ ،‬لذا يجـب السـتفادة مـن هذه الطاقـة الهائلة‬
‫والمهدورة في إنتاج الطا قة الحرار ية لتدفئة المنازل والمدارس والجامعات والم صالح العا مة‪،‬‬
‫وإنتاج الطا قة الكهربائ ية و في الت طبيقات ال صناعية م ثل تجف يف الخضراوات والفوا كه وتحل يه‬
‫مياه الب حر‪ .‬وبالضا فة إلى ما ذ كر سلفا تتم يز الطا قة الشم سية بالمقار نة مع م صادر الطا قة‬
‫الخري بما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬التقن ية الم ستعملة في ها ب سيطة وغ ير معقدة بالمقار نة مع التقن ية الم ستخدمة في‬
‫المصادر الخرى‪.‬‬
‫‪.2‬توفر عامل المان البيئي حيث إن الطاقة الشمسية هي طاقة نظيفة ل تلوث الجو‬
‫ول تترك فضلت م ما يك سبها وض عا خا صا في هذا المجال وخا صة في القرن‬
‫الحالي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪.3‬الم صادر الشم سية ل تن ضب ما دام النظام الشم سي قائ ما‪ ،‬إذن على طول ع مر‬
‫الرض‪ ،‬إذا فهي ستظل متوفرة لمليير السنين‪ ،‬وإذا اكتفينا بهذه المصادر سنكون‬
‫قد تجنبنا الزمة العالمية للطاقة‪.‬‬
‫‪.4‬حيـن تحويلهـا إلى طاقـة ومادة ثانويـة أي على شكـل حرارة أو كهرباء أو وقود‪،‬‬
‫ـة‬
‫ـي حالة الطاقـ‬
‫ـس هناك انبعاثات ضارة وخطرة على البيئة‪ ،‬إل فـ‬
‫ـا ليـ‬
‫عمومـ‬
‫العضويـة‪ ،‬وهذه النبعاثات تظـل ضئيلة ول تشكـل أي خطـر على البيئة مقارنـة‬
‫بالمصادر الحفورية‪.‬‬
‫‪.5‬المصـادر الشمسـية متواجدة فـي كـل مكان‪ ،‬كلهـا أو بعضهـا‪ ،‬ويجـب أن يكون‬
‫استغللها ذا طابع محلي وغير متمركز‪.‬‬
‫‪ .4‬تطبيقات مصادر الطاقة البديلة‬
‫وفـي النهايـة يمكـن القول إن تكاليـف إنشاء وتشغيـل وصـيانة نظـم الطاقـة البديلة فـي‬
‫الجماهيريـة العظمـى ل تختلف كثيرا عنهـا فـي الدول الخرى‪ ،‬وعلى الرغـم مـن إن مصـادر‬
‫الطا قة البديلة (با ستثناء طا قة الم ساقط المائ ية) ل تزال م عه مناف سة م صادر الطا قة التقليد ية‬
‫(النفط والغاز) لنتاج الطاقة الكهربائية على نطاق واسع‪ ،‬خصوصا عند اعتبار تكلفة النشاء‬
‫العالية لمحطات توليد الطاقة الكهربائية من مصادرها البديلة (المتجددة) إل إن هناك العديد من‬
‫المجالت التطبيقية الممكنة لستغلل مصادر الطاقة البديلة (الشمس والرياح) في الجماهيرية‬
‫اقتصاديا ومنها‪:‬‬
‫‪.1‬تحليه وتنقية مياه الشرب‪.‬‬
‫‪.2‬إضاءة البيوت والمسـاكن‪ ،‬والتصـالت وتطـبيقات الحمايـة المهبطيـة بالمطارات‪،‬‬
‫والشارات المرور ية واللوحات الرشاد ية الم ستخدمة على الطرق ‪ ،‬وتوف ير مياه‬
‫الشرب (ضخ المياه من البار) للتجمعات السكنية و الرعي والزراعة في المناطق‬
‫الريفيـة والنائيـة والبعيدة عـن شبكات الكهرباء العامـة‪ .‬وكذلك فـي العمليات‬
‫الصناعية مثل تجفيف بعض الخضراوات والفواكه‪.‬‬
‫‪ .3‬سد النقص في وقت الذروة من الطاقة الكهربائية والتي تتزامن مع شدة الشعاع‬
‫الشمسـي وارتفاع درجـة الحرارة بواسـطة تشييـد وبناء محطات لتوليـد الطاقـة‬
‫الكهربائ ية ل ستغلل الطا قة البديلة (الطا قة الشم سية والرياح) وربط ها مع الشب كة‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪.4‬تسخين المياه لستعمالها في التطبيقات الصناعية وتدفئة المنازل وغيرها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .5‬التوصيات‬
‫م ما ذ كر سلفا عن الطا قة البديلة وطرق إنتاج ها وتحويل ها(خ صوصا الطا قة الشم سية‬
‫وطاقة الرياح) والتي تعتبر طاقة نظيفة (صديقة للبيئة) ومن مميزاتها النظافة البيئية وتوافرها‬
‫الدائم في ليبيا‪ ،‬والتي يجب الستفادة منها في جميع المجالت الحياتية بالجماهيرية العظ مى‪،‬‬
‫ويجب ترشيد استهلك الطاقة والهتمام بهذا المجال وتطبيقه على ارض الواقع الملموس لكي‬
‫يكون مردوده إيجابيا‪ .‬لذلك فقد وضعت التوصيات التية‪:‬‬
‫‪.1‬التركيز على إجراء البحوث والدراسات العلمية التطبيقية في مجال الطاقة الشمسية‬
‫وطاقة الرياح‪ .‬وكذلك الدعم المادي والمعنوي لهذا المجال الحيوي‪ .‬وتشجيع طلبة‬
‫الدراسـات الجامعيـة والعليـا على إجراء البحوث والدراسـات التطبيقيـة فـي مجال‬
‫الطاقة البديلة والمتجددة بالجماهيرية العظمى‪.‬‬
‫‪.2‬ر بط مرا كز البحاث المتخ صصة والجامعات والمعا هد العل يا والهيئات ال صناعية‬
‫فـي الجماهيريـة بـبرامج علميـة مشتركـة ليتـم تطـبيق هذه البحوث وتحويلهـا إلى‬
‫صناعات تعود بالنفع على المجتمع‪.‬‬
‫‪.3‬إقامة علقات تعاون علمية مع المعاهد ومراكز البحوث والهيئات العلمية العالمية‬
‫المتخصصة (الصين والتحاد الوروبي وأمريكا ‪ ).....‬والتي لها باع طويل في‬
‫دراسة واستخدام الطاقة البديلة بالدول المتقدمة للستفادة منها وكسب الخبرة ونقل‬
‫التكنولوج يا‪ ،‬مثل إنشاء محطات مشتر كة للدرا سة والبحوث وكذلك لتول يد الطا قة‬
‫الكهربائية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالجماهيرية العظمى‪.‬‬
‫‪.4‬إقامـة مصـانع اسـتثمارية مـن قبـل شركات عالميـة متخصـصة فـي مجال تصـنيع‬
‫الخليـا ومعدات المسـتعملة فـي مجال الطاقـة الشمسـية والرياح (إنتاج الخليـا‬
‫الفوتوضوئية من مادة السيلكون المتوفرة بالجماهيرية)‪.‬‬
‫‪.5‬إقامة دراسات مكثفة لوضع أطلس شامل وخاص بالجماهيرية يحوي الخرائط التي‬
‫تبين المنا طق ذات الجذوة القت صادية لقا مة محطات تول يد الطا قة الكهربائ ية من‬
‫الرياح والشمـس‪ .‬وكذلك مسـح مناطـق الجماهيريـة جيولوجيـا لوضـع خرائط‬
‫لتوضيـح حدود وادي السـليكون الليـبي مثـل وادي السـيلكون المريكـي والروسـي‬
‫والسرائيلي وغيرها من مناطق العالم الخرى‪.‬‬
‫‪.6‬القيام بإنشاء بنـك وطنـي للمعلومات يختـص بتخزيـن وتوفيـر المعلومات الفنيـة‬
‫والعلم ية حول الشعاع الشم سي ودرجات الحرارة وشدة الرياح وكم ية الغبار في‬
‫الجو دوريا وعلى مدار السنة وغيرها من المعلومات الضرورية لذلك‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ .6‬النتائج‬
‫مما سبق سرده وتوضيحه في هذه الورقة يمكننا الحصول على النتائج التالية‪:‬‬
‫‪.1‬إن المصـادر البديلة للطاقـة (الشمـس والرياح) متوفرة داخـل الجماهيريـة وذات‬
‫جدوى اقتصـادية‪ ،‬المـر فقـط يتطلب الجديـة فـي العمـل والتصـميم على ذلك‬
‫لسـتخدامها‪ .‬ووفقـا للدراسـات الوليـة حيـث يتراوح المتوسـط السـنوي للشعاع‬
‫الشمسي الساقط الذي تستقبله الجماهيرية يقدر بحوالي ‪ 5.5‬كيلووات ساعة يوميا‬
‫للم تر المر بع‪ ،‬ومتو سط مدة ال سطوع الشم سي اليو مي يقدر بحوالي ‪ 3500‬ساعة‬
‫سـنويا لمعظـم مناطـق الجماهيريـة‪ ،‬والذي سـيجعل ليبيـا مـن أكثـر الدول ملئمـة‬
‫لستخدام الطاقة الشمسية‪.‬‬
‫‪.2‬إمكان ية تحد يد وو ضع خرائط ل ما ي سمى بوادي ال سيلكون الل يبي‪ ،‬لنتاج عن صر‬
‫السـيلكون النقـي والمسـتخدم حاليـا فـي تكنولوجيـا المعلومات سـوى العتاد أو‬
‫البرمجيات‪ .‬وبالتالي إنشاء مصـنع لنتاج الخليـا الفوتوضوئيـة والخاصـة بإنتاج‬
‫الطاقـة الكهربائيـة مـن الشمـس والذي سـيجعل ليبيـا مـن الدول المهمـة فـي هذا‬
‫المجال‪.‬‬
‫‪.3‬ووفقـا للدراسـات العالميـة المتوفرة (مثل تقريـر شركـة بريتـش بتروليوم حول‬
‫المخزون النف طي العال مي) سيكون ع مر الن فط الفترا ضي يقدر بحوالي ‪ 40‬سنة‬
‫ف قط ح سب ال ستهلك العال مي الحالي‪ ،‬ولهذا ال سبب يتطلب ال مر بال سراع في‬
‫خلق بدائل لنتاج الطا قة من م صادرها البديلة وخا صة الش مس والرياح وترش يد‬
‫استهلك الطاقة داخل الجماهيرية والذي يؤدي بدوره إلى إطالة عمر النفط الليبي‬
‫أكثر من المدة المتوقعة‪.‬‬
‫‪.4‬إعداد إسـتراتيجية محليـة لليات تنميـة الطاقـة النظيفـة والبديلة (طاقـة الشمـس‬
‫والرياح) في إطار اتفاق ية ال مم المتحدة للتغ ير المنا خي واتفاق ية كيو تو لخ فض‬
‫انبعاثات غازات الحتباس الحراري (ثانــي أكســيد الكربون والميثان وأكســيد‬
‫النتروجيـن وغيرهـا) و بروتوكول مونتر والخاص بالمواد المسـتنفذة لطبقـة‬
‫الزون (الكلوروفلوروكربون والهالونات ورابــع كلوريــد الكربون وميثيــل‬
‫الكلوروفورم وميثيل البروميد) من خلل تطبيق تكنولوجيات نظيفة‪ .‬وكذلك إعداد‬
‫إستراتيجية ليبية مستقبلية لكفاءة الطاقة وفقا للشروط البيئية والمناخية للحفاظ على‬
‫البيئة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪.5‬فتح باب الستثمار العالمي من قبل الشركات العالمية ذات الختصاص في مجال‬
‫الطاقة البديلة (إنتاج الخليا الفوتوضوئية ومستلزماتها من السيلكون الليبي) داخل‬
‫الجماهيرية يؤدي بدوره إلى جعل ليبيا من الدول المهمة والمصدرة لهذه الصناعة‬
‫وللطاقة مستقبل‪.‬‬

‫‪ .7‬المراجــع‬
‫[‪ ]1‬صالح العواجي وآخرون‪ ،‬تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية بالسعودية من مصادرها‬
‫الممك نة ـ التقليد ية والمتجددة‪ ،‬المؤت مر العر بي الثالث لل ستخدامات ال سلمية للطا قة‬
‫الذرية‪ ،‬الجزء الثاني (أ) البحوث العلمية‪ ،‬تحت إشراف الهيئة العربية للطاقة العربية‪،‬‬
‫دمشق ـ سوريا‪9 ،‬ـ ‪. 13/12/1996‬‬
‫[‪ ]2‬فرج م‪ .‬بسيبسو‪ ،‬مقالة علمية بعنوان الطاقة البديلة (المتجددة) ودورها في إنتاج‬
‫الطاقـة الحراريـة والكهربائيـة‪ ،‬نشرة المكتـب الوطنـي للبحـث والتطويـر‪ ،‬طرابلس‪،‬‬
‫الجماهيرية الليبية‪ ،‬شهر الربيع (مارس) ‪ 1372‬م ـ (‪ 1‬ـ ‪2004/ 1372‬ف)‪.‬‬
‫[‪ ]3‬مرجع عن البيئة العالمية ـ برنامج التعليم البيئي‪ ،‬تقرير حول التربية البيئية من‬
‫منشورات مركنز علوم صنحة البيئة والمهننة‪ ،‬بجامعـة بيـر زيـت‪ ،‬الشبكـة الدوليـة‬
‫للمعلومات‪.‬‬
‫‪[4] Sheng J. Hsieh: Solar Energy Engineering, Prentic-Hall, Inc.‬‬
‫‪Englewood Cliffs, New Jersey, 1986.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like