You are on page 1of 18

‫حقيقة العلج بالطـاقة بي العلم والقرآن‬

‫د‪.‬فوز بنت عبداللطيف كردي‬


‫كلية التربية للبنات ‪ -‬جدة‬
‫د‪ .‬عبدالغن بن ممد مليباري‬
‫جامعة اللك عبدالعزيز‪ -‬جدة‬

‫مؤتر العلج بالقرآن بي الدين والطب ‪ /‬أبوظب‬


‫‪1428 /3 / 22-24‬هـ‬
‫مـقدمـة‬

‫ال مد ل حدا كثيا طيبا مباركا ف يه‪ ،‬وال صلة وال سلم على إمام الول ي والخر ين م مد بن‬
‫عبدال وعلى آله وصحبه أجعي ‪ ،‬أما بعد ‪..‬‬
‫يقدم هذا البحث رؤية علمية شرعية عن مفهوم وتطبيقات الستشفاء والعلج بالطاقة من خلل‬
‫درا سة ا ستقرائية تتتب ّع الت طبيقات الروج ل ا حاليا ف العال وتعرض فل سفتها وأ صولا وعلقت ها بمفهوم‬
‫الطاقة العلمي الفيزيائي وعلقتها بفلسفة الطاقة ف العقائد الصينية والندية واليابانية الختلفة ومعتقدات‬
‫الغنوصية الديدة ( النيو إييج )‪.‬‬
‫والعلج بالطا قة أ مر بات اليوم يتدا خل مع كل أنواع العلج وياول أ صحابه ومروجوه إقحام‬
‫فلسـفته حتـ فـ العلج بالقرآن بعـد أن جعلوه فرعا مـن فروع الطـب البديـل فهناك مـن يلوي أعناق‬
‫النصوص بزعم أنه يوفق بي العلم والدين وهو ف القيقة ينشر أفكارًا ل تت بصلة ل للعلم ول للدين‪،‬‬
‫لذا كان من الضروري إبراز حقيقة هذا العلج إسهاما ف خدمة الدين والعلم والنسانية‪.‬‬
‫ول شك أن للمؤترات العلم ية دور ها الرائد ف صياغة ف كر وحضارة الجتمعات وف حص الدعاءات‬
‫وتقويـ النظريات‪ ،‬ومناقشـة السـتجدات وتقويهـا لضمان صـحة مسـارها فـ الفاظ على هويـة المـة‬
‫وفكر ها ومعتقد ها؛ لذا يُقدم هذا الب حث لمؤت ر العلج بالقرآن ب ي الد ين وال طب إ سهاما ف تق يق‬
‫أهدافه السامية لنشر الوعي والتمييز بي الق والباطل فيما يتعلق بالعلج بالقرآن لتحقيق العبودية ل على‬
‫الكيف ية ال ت شرع ها وارتضا ها و هو من و جه آ خر متعلق بفرع من أ هم فروع العلج النتشرة ف العال‬
‫اليوم‪.‬‬
‫و سيتناول هذا البحث مفهوم الطا قة وي ستعرض أبرز تطبيقات العلج بالطاقة الروج لا عاليا ث يُبي‬
‫أبرز ت طبيقات العلج بالطا قة التعل قة بالقرآن مراع ية ف ذلك التوض يح والياز الذي تقتض ية موا صفات‬
‫هذا البحث ‪.‬‬
‫ونسأل الله العلي القدير أن يعل فيما كُتب نورا يق به الق ويبطل الباطل ‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫مفــــهوم الـطاقـة‬

‫الطاقة ف الصطلح الفيزيائي هي مبدأ أول تُعرّف بأنا القدرة على القيام بعمل ما أو إحداث‬
‫تغيي ما‪ .‬وتدل على الطاقة الفيزيائية بأشكالا وتولتا الختلفة الرارية والنووية واليكانيكية والكيميائية‬
‫والكهرومغناطيسية وغيها‪.‬‬
‫فلفظة (الطاقة) مألوفة لدى الناس واستخدامها شائع ف مال العلوم التجريبية‪ ،‬وهذه الطاقة يكن قياسها‬
‫ومعرفتها ورؤية آثارها والتحكم ف إنتاجها بالطرق العلمية العروفة‪ ،‬وقد تستخدم لفظة الطاقة مازا‬
‫للدللة على المة والنبعاث نو العمل والعبادة‪.‬‬
‫مفهوم الطاقة الكونية‪:‬‬
‫أما الطاقة الكونية القصودة ف تطبيقات الستشفاء الشرقية فهي أمر آخر ل علقة له بالطاقة‬
‫الفيزيائية من قريب أو بعيد –رغم ادعاء مروجيها‪ -‬لذلك يسميها بعض العلماء الغربيي الطاقة اللطيفة‬
‫أوالطاقة غي الفيزيائية( ‪ ) Subtle and non-Physical‬واشتهر إطلق اسم (‪Putative‬‬
‫‪ )Energy‬أي الطاقة الزعومة‪ ،‬أو الفتراضية‪ ،‬أو الظنونة(‪.)1‬‬
‫وحقيقة هذه الطاقة نظرية فلسفية عقدية قامت على أساس التصور العام للكون والوجود والياة‬
‫عند من ل يعرفوا النبوات أو يكفرون با ومن ث يحاولون الوصول إل معرفة الغيب وتفسي ما وراء عال‬
‫الشهادة بعقولم وخيالتم؛ لذا أسوها الطاقة اليوية‪ ،‬وطاقة قوة الياة‪ ،‬وطاقة الياة باعتبار عقيدتم‬
‫فيها من أنا مصدر الياة فل توجد الياة بدونا‪.‬كما أسوها (الطاقة الكونية) لكونهم يعتقدون وجودها‬
‫منتشرة ف الكون تل فراغه وتفظ نظامه وأنا يكن أن تستمد منه بطرق خاصة حسب ما يدعون ‪.‬‬
‫ويسمونا طاقة الشفاء‪ ،‬أو قوة الشفاء باعتبار ما ينسبون إليها من قدرة شفائية لميع المراض‪.‬‬
‫فـ (الطاقة الكونية) القصودة ف هذه التطبيقات متلفة كليا عن الطاقة الفيزيائية‪ ،‬فهي طاقة‬
‫ميتافيزيقية أو قوة غيبية حسب ادعائهم ‪ ،‬ولعرفة حقيقتها أكثر نستعرض التسميات التنوعة الت تطلق‬
‫عليها ف الثقافات الشرقية الت هي أصلها والثقافة الغربية الروجة والسوقة لا تت مسمى الطاقة‪.‬‬
‫من تلك التسميات (التشي) وهو السم العروف ف عقائد الصي وتطبيقاتا الياتية الستشفائية‬
‫والقتالية ‪ ،‬ومنها (الكي) ف عقائد اليابان والتطبيقات العلجية عندهم ‪ ،‬وهي (البانا) عند الندوس‬

‫‪.Energy Medicine: An Overview, NCCAM, NIH, nccam.nih.gov, 2005 )(1‬‬

‫‪3‬‬
‫ومارسي التنفس العميق‪ ،‬وهي السماة (الكا) عند الفراعنة‪ ،‬واسها (إلكترا) ف وثنية روما القدية‪،‬وهي‬
‫(قوة ساي) عند الاركسيي ف التاد السوفيت وأتباعهم ‪.‬‬
‫ويفسرها من ياولون التوفيق بي فلسفتها وبي العروف ف الديان السماوية بـ(ال) تعال ال عن ذلك‬
‫علوّا كبيًا أو (نور ال)! ‪ ،‬أو (الروح القدس)‪ ،‬ويفسّرها بعض من يتبناها من السلمي بـ(الروح ) الت‬
‫هي أصل الياة‪ ،‬أو (البكة) الت تنح القوة وتسيّر المور بسلسة!‬
‫و قد حاول مرو جو هذا الفهوم للطا قة مع ت طبيقاته ف الع صر الد يث إضفاء الطا بع العل مي‬
‫الفيزيائي عليها والزعم بأنا الطاقة الرة الوجودة ف الكون أو الطاقة الكهرومغناطيسية وأحيانا يسمونا‬
‫الذبذبية!‬
‫ورب ا كان من أ هم أ سباب ا ستعمالم لف ظة الطا قة‪ :‬أن الطا قة ال ت يدعون ا هي برأي هم مك من‬
‫القدرة والقوة والتأثي ف الياة والبحث ف حقيقة الياة‪ ،‬وأنا القدرة أو القوة الؤثرة فيها !‬
‫وهذا هو منتهى ما أوصلت إليه عقولم لا ل يأخذوا قصة البداية وحقائق الغيب عن ال عزوجل والروح‬
‫والن واللئكة من النقل الصحيح فالغيب بتفاصيله بعيد عن متناول العقول وإدراكاتا‪ ،‬وكل من يبحث‬
‫فيه بعيدًا عن نور الوحي الذي جاء به النبياء لن ي صل إل إل طريق مسدود فيتخرص ويفترض فروضا‬
‫تبعده عن القيقة وعن اليان وتقربه من الكفر واللاد الذي هو مراد إبليس ‪.‬‬
‫و قد حاول العلماء اللحدة الذ ين تبنوا هذه الفل سفة تف سيها للعا مة ب ا يض في علي ها الطا بع‬
‫العلمي الفيزيائي فاستخدموا لفظة (طاقة) الت هي أقرب للدللة عليها لسيما لعامة الناس الذين يعرفون‬
‫لف ظة الطا قة ويؤمنون أن لاـ أنواع وتولت يعرفهـا الختصـون مـن العلماء‪ ،‬ولاـ كان إلاقهـا بالطا قة‬
‫العروفة ف العلم يتطلب أدلة علمية عليها وطرق ًا تكن من قياسها؛ ادعى بعضهم أنا طاقة ذات موجات‬
‫طويلة جدا لذا يسـتحيل تصـميم أجهزة لقياسـها‪ .‬وزعـم آخرون أن لذه الطاقـة أجهزة خاصـة منهـا‪:‬‬
‫البندول الفرعونـ الذي يوضـع على الشيـء وبسـب اتاه دورانـه يزعمون إمكان تديـد كميـة الطاقـة‬
‫الوجودة ونوع ها‪ .‬أ ما من تبنا ها من العلماء الروس والغربي ي ف قد ادعوا تف سي نتائج ب عض أجهزة قياس‬
‫كهرباء السم وظواهره اليوية ‪ Bioresonance electrography‬أو ‪Bioelectrography Biofeedback‬‬
‫‪ device‬بأنا قياسات لذه الطاقة لتأكيد ما يزعمونه من أنا حقيقة علمية وإبعاد حقيقتها الفلسفية الدينية‬
‫و من ث إقناع البسطاء من الناس بباقي متعلقاتا الفلسفية كالسم الثيي والعناصر المسة‪ ،‬ومن ذلك‬
‫ا ستخدام الهاز العروف للب حث عن الشارات الع صبية و من ث إيهام الر يض أن الهاز يتعرف على‬

‫‪4‬‬
‫مسارات الطاقة ويرصد كميتها‪ .‬والقيقة الت يعرفها الختصون ف الطب والفيزياء عن طبيعة عمل هذه‬
‫الجهزة ل تتعلق من قريب ول من بعيد بطاقة كونية متدفقة ف مسارات جسم أثيي !‬
‫ك ما صمم بعض هم أجهزة خا صة أ سوها أجهزة ت صوير الالة (الورا) ‪Aura Photography‬‬
‫وأول من ف عل هذا الرو سي كيليان ‪ Semyon Kirlian‬ف عام ‪1939‬م بهازه ال سمى ت صوير كيليان‬
‫‪ Kirlian photography‬الذي يقيس التفريغ الكهربائي ‪ ،‬وكذلك جهاز كوغن ـز كاميا ‪Aura Camera‬‬
‫‪ ، 6000 / Coggins Camera‬وجهاز نل سون ‪ Nelson's QXCI / SCIO Device‬الذي ير صد أك ثر‬
‫إشارات الظواهر اليوية ‪.‬‬
‫وأجهزة تنـز ‪ TENS Machines‬الستخدمة لتعطيل الشعور بالل (‪.)2‬‬
‫وحقي قة ال مر أن هذه الجهزة تقوم على ال مع ب ي‪ :‬حقائق صحيحة‪ ،‬وإدعاءات منطق ية دون‬
‫دليـل و أباطيـل ومغالطات وأخطاء علميـة تفـى على عامـة الناس ولذلك رفـض العلماء الحايدون تلك‬
‫التفسيات الدعائية لنتائج قياس بعض التغيات اليوية من درجة حرارة ونبض ودرجة رطوبة ورائحة ف‬
‫تلك الجهزة لكونا مبنية لدمة فلسفة الطاقة الكونية ومتعلقاتا بعيدا عن كل النهجية العلم ية والنتائج‬
‫الستقرائية الثبتة‪ ،‬ومن ث أسوا هذه الطاقة بـ( ‪ ) Putative Energy‬الطاقة الزعومة‪ ،‬أو الفتراضية‪،‬‬
‫أو الظنونة ‪.‬‬

‫ويكن تلخيص حقيقة الطاقة الكونية بأنا‪ :‬مبدأ فلسفي أساسه ماولة أصحاب الديان الشرقية‬
‫واللحدة ف الشرق والغرب لتف سي ما يرو نه ف الكائنات ال ية من قوة وحر كة وانفعال وتأث ي‪ ،‬و ما‬
‫يرونه من أمور خارقة أحيانًا تفسيًا بعيدًا عن خب الوحي؛ فافترضوا وجود قوة أسوها الطاقة الكونية أو‬
‫طا قة قوة الياة‪ ،‬وزعموا أن لم يع الوجودات حظ من ها‪ ،‬وأ نه ي كن تنم ية هذا ال ظ بطرق وت طبيقات‬
‫متنو عة للح صول على حياة أف ضل و سعادة و صحة وروحان ية‪ ،‬بل ولكت ساب قوى تكّن من ع مل‬
‫الوارق وإحداث العجزات! سـواء مـا يتعلق بالقدرات العلميـة الكشفيـة بالطلع على المغيبات أو‬
‫القدرات العملية التأثيية بتحريك الشياء عن بعد ونو ذلك!‬
‫وأصل معتقد الطاقة عند أهله يرتكز على اعتقاد وجود قوة هائلة تل الفراغ الوجود ف الكون وتسييه‬
‫وتفظ نظام السموات والرض‪ ،‬وتُد جيع الخلوقات بالياة والقوة‪ ،‬وأن هذه القوة تتمثل بشكل قوي‬
‫ف النجوم والكواكب والفلك‪.‬‬
‫‪ )(2‬ينظر‪ :‬النسان الائر بي العلم والرافة ‪. 105:‬‬

‫‪5‬‬
‫وهذه القوة أو الطاقة تتكون من قوتي متضادتي ومتناغمتي‪ :‬طاقة إيابية وطاقة سلبية‪ ،‬وبالتعبي الصين‬
‫(الي) و(اليانغ)‪ ،‬وتكم تغيات هذه الطاقة وتولتا نظرية (العناصر المسة) الت تتصل ببادئ التنجيم‬
‫والفلسفات الشرقية القدية ‪ .‬كما يعتقد أهل هذه الفلسفة بإمكان النسان الصول على كميات إضافية‬
‫منها عن طريق معرفته بسمه الثيي ومسارات الطاقة عليه ومن ث تدفيقها فيه عب طقوس معينة وأنظمة‬
‫غذائية حياتية معروفة ف الثقافات والديانات الشرقية أو عب معرفة واستخدام أسرار الروف والشكال‬
‫(‪)3‬‬
‫الندسية والهرام واللوان والحجار الكرية وبعض العادن؛ لذا أعاد متبنو هذه الطاقة من الغربيي‬
‫صياغة تلك الطقوس بشكل يتناسب مع ثقافة العصر فخرجت ف شكل تطبيقات ومارسات تدريبية أو‬
‫استشفائية علجية تت اسم تنمية القدرات البشرية الكامنة أو طب الطاقة أو الطب البديل(‪.)4‬‬

‫‪ )(3‬وأكثرهم من الباطنيي التأثرين بروحانيات الشرق الذين كونوا حركات غنوصية باطنية مؤسسية كبى كحركة العصر الديد وحركة‬
‫القدرات البشرية الكامنة ينظر للتفصيل ‪ :‬أصول اليان بالغيب وآثاره لفوز كردي ‪. 302:‬‬
‫‪ )(4‬الطب البديل باب واسع ليس له ضوابط مددة حت الن؛ لذا رُوجت تت اسه كثي من الضللت فجميع تطبيقات (الطاقة الكونية)‬
‫الشركية وُضعت فيه جنبًا إل جنب مع التطبيقات العروفة ف طب العشاب الشعب أو طب الوحيي‪ .‬والتصفح لجلة (الطب البديل) يرى‬
‫عجبًا؛ إذ يروج لكافة أنواع الفلسفة والتنجيم إل جانب الرافات والهل والكذب على أنا أنواع من طب النفوس والبدان بل‬
‫والجتمعات أثبتتها التجارب العلمية!‬
‫‪6‬‬
‫أبرز تطبيقات الطاقة العلجية الستشفائية‬

‫وهكذا سوقت هذه التطبيقات وروج لا على أنا برامج تدريبية وعلجية تساعد على تنظيم‬
‫تدفيق طاقة قوة الياة ف جسم النسان عب مسارات خاصة على السم الثيي الهيأ لتلقيها(‪ )5‬فانتشرت‬
‫تطبيقات (الريكي) و(التاي شي) و(الشي كونغ) و(التنفس التحول) و(التأمل التجاوزي) و(اليوجا)‬
‫وغيها بشكل أنواع من التمارين والرياضات والتدريبات العلجية الستشفائية الت تطهر السم من طاقة‬
‫ب والشفاء وجيع الطاقات‬ ‫الكُره والش ّر وجيع الطاقات السلبية وتساعده لاكتساب طاقة الي وال ّ‬
‫اليابية الؤثّرة ف الصحّة والروحانيّة والسعادة!‬
‫وفيما يلي توضيح موجز لبرز تطبيقات الطاقة النتشرة حاليا‪:‬‬
‫•دورات الطا قة البشر ية‪ ،‬و هي دورات شاملة لك ثر مفاه يم فل سفة الطا قة اللاد ية وتعت مد‬
‫على تنم ية ما ي سمونه "الذات الكي مة" لكتشاف القوة اللمدودة للن سان – ك ما يز عم‬
‫مدربو ها‪ -‬وتنم ية قو ته الكام نة وتدري به على ا ستمداد الطا قة الكون ية ليكون بعد ها مؤهل‬
‫للتدرب على التعا مل مع الطاقات ال سماوية للنجوم والكوا كب والطاقات ال سفلية الرض ية‬
‫من خلل تعلم الونا والشامانية والتارو وغيها‪ .‬وتشمل هذه الدورات عرض لفلسفة الي‬
‫واليانغ والسم الثيي والشكرات والعناصر المسة للتمكي من على أسرار طاقة "تشي"‬
‫واستخدامها ف الياة اليومية والصحية لنفسه وللخرين ‪.‬‬
‫ولضفاء الطابع السلمي يضاف لذا الكم الفلسفي بعض الصطلحات السلمية والنصوص‬
‫الشرعية ‪.‬‬
‫وكثيا ما تزأ دورة الطاقة أو مفاهيمها لعدة دورات أو تتفرع العالة با لعدد من التخصصات‪:‬‬
‫‪.1‬العلج بالري كي أو العلج بالل مس أو دورات (الري كي كايدو) ‪ ،‬وتتض من تار ين وتدريبات لف تح‬
‫منافذ التصال بالطاقة الكونية "كي" ومعرفة طريقة تدفيقها ف السم‪ ،‬مايزيد قوة السم ‪ ،‬وحيويته‪،‬‬
‫ويعطي السم قوة إبراء ومعالة ذاتية كما تعطي صاحبها بعد ذلك القدرة على اللمسة العلجية‪-‬‬
‫بزعمهم‪-‬‬

‫‪ )(5‬ينظر ‪" :‬تشي ‪،‬الطاقة‪ ،‬قوة الياة" لناصر العبيد‪ ،12 :‬و"علم الطاقات التسع" لتشو كوشي‪ ،‬إعداد يوسف البدر ‪ ،12:‬ورسالة فن‬
‫صناعة الياة الطيبة لصلح الراشد ‪ ،63-5 :‬مطبوعة ملحقة بجلة فواصل عدد ‪ :104 :‬بتاريخ ‪1/9/2003‬م‬
‫‪.The Skeptic's Dictionary".Robert Carroll :p.144"-‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.2‬دورات التدريب على التشي كونغ وتتضمن تارين وتدريبات لتدفيق "التشي" ف السم ‪ ،‬والحافظة‬
‫عليها قوية ومتوازنة وسلسة ف مساراتا مايزيد مناعة السم ومقاومته للمراض – بزعمهم ‪-‬‬
‫‪.3‬دورات التنفس العميق والتنفس التحول وتتضمن تارين ف التنفس العميق لدخال"البانا" إل داخل‬
‫السم "البطن" والدخول ف مرحلة استرخاء كامل ووعي مغي ومن ث الرور ببة روحية فريدة من‬
‫التناغم مع الطاقة الكونية –بزعمهم ‪ .-‬ومع أن التنفس العميق شعية هندوسية معروفة ومارسة دينية‬
‫ف أكثر ديانات الشرق إل أن الذين يدعون أسلمتها – هداهم ال – شرعوا ف جعلها مارسة يومية‬
‫للمسلمي وتطبيق يومي لافظي القرآن عب دورات حفظ القرآن بالتنفس(‪!)6‬‬
‫‪.4‬دورات التأ مل الرتقائي‪ ،‬التأمل التجاوزي وتتض من تار ين رياض ية روح ية تأمليه هدفها‬
‫الو صول لالت و عي مغية بدف الو صول إل مرحلة النشوة (النرفا نا) ‪ ،‬وتعت مد على‬
‫إتقان التن فس العم يق‪ ،‬مع ترك يز الن ظر ف ب عض الشكال الند سية ‪ ،‬والرموز ‪ ،‬والنجوم‬
‫(رموز الشكرات ف العقائد الشرقية) وتيّل التاد با وقد يصاحبها ترديد ترانيم (مانترا)‬
‫و هي كل مة واحدة مكررة بدوء ورتا بة وغالبا ف هذه الت طبيقات هي أ ساء الطواغ يت‬
‫الوكلة بالشكرات ف عقائدهم مثل ‪ :‬أوم‪..‬أوم ‪..‬أوم ‪ .‬دام ‪...‬دام ‪...‬دام وقد تُسمع من‬
‫أشرطة بتركيز واسترخاء ‪ .‬وقد أجرى الذين ادعوا أسلمتها تعديلتم ليكون الترديد لا‬
‫يعرفه السلم نو‪ :‬لفظ الللة‪:‬ال‪...‬ال‪..‬ال أو لضمي الغائب‪ :‬هو‪....‬هو‪.....‬هو‪....‬‬

‫كما روج لأنواع النظمة الغذائية الياتية مثل نظام (الاكروبيوتيك) الذي يعن‪ :‬الياة الديدة‪،‬‬
‫ويعتمد كليا على ذات الفلسفة ويدخل مطبقوه ف مارسة عملية لعقيدة وحدة الوجود بسب مفهوم‬
‫الديانة الطاوية وبوذية زن اليابانية؛ فجميع تطبيقاته تعتمد على فلسفة التناغم مع الطاقة الكونية‬
‫(الاكرو) أي‪ :‬الطلق‪ ،‬من خلل مراعاة التوازن بي قوت (الي واليانج) اليتافيزيقيي التضادتي‬
‫للوصول للشفاء‪ ،‬والسمو الروحي بزعمهم‪ ،‬ويتضمن رياضات ونظام غذاء وتأملت وغي ذلك‪ .‬وقد‬
‫أدى انتشاره بشكل تطبيقات متنوعة صحية ورياضية‪ ،‬إل انداع كثي من السلمي بتطبيقاته وحاول‬
‫بعضهم التوفيق بي فلسفته والدين السلمي‪ ،‬كما حاول الفلسفة من قبل التوفيق بي فلسفة الغريق‬
‫والسلم!‬

‫‪ )(6‬ينظر ‪ :‬التنفس أسلوب لياة جديدة لوديت كرافيتز ‪ ،‬ترجة نورة الشهيل‪76 :‬‬
‫‪8‬‬
‫ويعتمد هذا النظام على تقسيم النباتات إل مذكرة ومؤنثة الذي كان معروفًا قديًا ضمن علم‬
‫الفلحة الذي موضوعه النبات من جهة غرسه وتنميته ومن جهة خواصه وروحانيته ومشاكلتها لروحانية‬
‫الكواكب والياكل الستعملة ولا كان هذا التقسيم له متعلقات بالسحر والتنجيم والكهانة أخذ السلمون‬
‫من هذا العلم مايتعلق بزرعه وغرسه وعلجه وأعرضوا عن الكلم الخر(‪،)7‬‬
‫ومروجوا نظام (الاكروبيوتيك) حديثًا أعادوا بعث الزء التعلق بالواص الروحانية الدعاة فقسموا‬
‫الغذية إل مؤنثة ومذكرة (الي) و(اليانغ) بسب تأثي الكواكب وتولت العناصر المسة ‪.‬‬
‫كذلك روج لبامـج الاصـّة بتصـميم السـاكن تتبنـ نفـس الفلسـفة كالفينـغ شوي الصـين أو‬
‫الستاباتا الندية(‪ )8‬وما أسوه مطوره وناقلوه إل الثقافة السلمية بـ(البايوجيومتري)‪.‬‬
‫و هي برا مج يز عم أن ا فنون ديكور وت صميم ترا عي ال سماح للطا قة الكونيّة – الدّعاة ‪ -‬بالتدفّ ق ف‬
‫أرجاء ال سكن لتنظي فه من الروحانيات والطاقات ال سالبة وتده بالروحانيّات الوج بة ال ت ت نح ساكنيه‬
‫السعادة والصحة وال سكينة‪ ،‬وتقيهم من المراض البدنية والنفسية والروحانية وتكنهم من النجاح ف‬
‫كل مناحي الياة (‪ !)9‬وذلك من خلل مراعاة الزوايا والصائص روحانية –الزعومة‪ -‬للجهات الربعة‬
‫والروف والرقام واللوان والروائح والشكال الندسية والشموع وبعض الجسمات وغيها ‪.‬‬
‫م نذ القدم والنحرفون عن اليان بالغ يب الذي جاء به ال نبياء صلوات ال علي هم ين سبون إل‬
‫أنـ الؤثّرـ فـ هذا العال هـو‬
‫يظنـ ّ‬
‫النجوم والفلك ك ّل تأثيـ على النفـس والبدان‪ ،‬فكان منهـم مـن ّ‬
‫‪ )(7‬ينظر ‪ :‬مقدمة ابن خلدون ‪465 :‬‬
‫‪ )(8‬ينظر‪ ":‬الوجوه الربعة للطاقة" لرفاه وجان السيد‪.109- 61 :‬و‪:‬‬
‫‪The Skeptic's Dictionary".Robert Carroll :p.144"-‬‬
‫‪ )(9‬وتروج لذه الشركيات كثيـ مـن الفضائيات العربيـة ووسـائل العلم القروءة واللكترونيـة‪ ،‬حتـ عدّهـا بعـض‬
‫السلمي أناطَ حياة وتارب شرقية أسهمت ف رفع مستوى الصحة وإطالة العمار وزيادة النتاج ف تلك البلد! ومن‬
‫ث دعوا إل تعلم ها وتطبيق ها‪ .‬و قد عر ضت قناة الزيرة الفضائ ية فيل ما وثائق يا عن ( التنظ يف الرو حي للمنازل) الذي‬
‫أصبح له ف الغرب والشرق فرق ًا متخصصة تقوم بتبخي النـزل بأنواع خاصة من البخور والروائح وإشعال أنواعًا من‬
‫الشموع وي ستعينون بالطبول والزام ي وأنواع الو سيقى‪ ،‬لطرد الطا قة ال سالبة من الن ـزل وتزويده بطا قة موج بة ت نح‬
‫سكان النـزل مبتغاهم من السكينة والصحة وتطرد الكره والرض والشرور! ومن ل يعل ال له نورًا فما له من نور‪.‬‬
‫وي ستعي الؤمنون بذه الطا قة بأدوات خا صة تع ي ف تد يد كم ية ونوع الطا قة الطلو بة‪ ،‬ومدى الن قص الا صل في ها‬
‫وإعادة شحنها ‪-‬كما يزعمون‪ -‬منها‪ :‬الهرامات والبندول وأنواع من الحجار الكرية والشموع ذات الروائح واللوان‬
‫الاصة‪ ،‬ينظر‪" :‬العلج بالطاقة" لدلل سعدية ‪ ،50- 46 :‬و"القوة النفسية للهرام" لبيل شول ترجة أمي سلمة ‪95 :‬‬
‫– ‪ ،105‬و"طاقة البندول" لغريغ نيلسن ترجة فارس ظاهر ‪20 -9 :‬‬
‫‪9‬‬
‫حركات الفلك ودوران ا وطلوع ها وغروب ا واقتران ا‪ ،‬ومن هم من يعت قد الن فع والض ّر ف النجوم ال سبعة‬
‫ال سيارة‪ ،‬ول م مع ها ت صرّفات خا صّة ف ملب سهم وم سكنهم ذب هم ون و ذلك(‪ .)10‬وق سموا البوج إل‬
‫مؤنّثة ومذكّرة‪ ،‬قال ابن القيّم‪ :‬ومن هذيانم ف هذا الذي أضحكوا به عليهم العقلء أنم جعلوا البوج‬
‫قسمي‪ :‬حارّ الزاج وبارد الزاج‪ ،‬وجعلوا الارّ منها ذكرًا‪ ،‬والبارد أنثى‪ ،‬فالشمس ذكر والقمر أنثى (‪.)11‬‬
‫وما ابتدعه فلسفة اليونان ومنجموهم أنم جعلوا للفلك عقولً ونفوسًا تسيّرها وتكمها ث‬
‫ابتدع متأخروهم نظرية الفيض والصدور الت ذكروا فيها العقول العشرة الت تصرّف الكون‪ ،‬وفسّر‬
‫تلمذتم النتسبون إل السلم كابن سينا‪ ،‬اللوح الحفوظ بالقوّة الفلكيّة الت عدّها مصدر العلم بالغيب‪.‬‬
‫وأكثر الذين يؤمنون بالكواكب يدّعون تنـزّل أشخاص عليهم أو إلام خاص بأسرار وخصائص‪،‬‬
‫ويسمون ذلك روحانية الكواكب! وما هي إ ّل شيطان نزل عليهم لا أشركوا ليغويهم‪ ،‬وليزيّن لم نسبة‬
‫الثر إل مال يؤثّر نوعًا ول وصفًا(‪.)12‬‬

‫‪ )(10‬ينظر ‪":‬اللل والنحل" للشهرستان ‪2/358 :‬‬


‫‪" )(11‬مفتاح دار السعادة" لبن القيم ‪.231- 2/227 :‬‬
‫‪ )(12‬ين ظر‪ :‬مؤلفات ش يخ ال سلم ا بن تيم ية "النبوات"‪"2/702 :‬الر سالة ال صفدية"‪ ،1058 :‬و"الرد على النطقي ي" ‪:‬‬
‫‪ ،286‬و"الفرقان بي أولياء الرحن وأولياء الشيطان"‪، 222 :‬و" اقتضاء الصراط الستقيم"‪234 :‬‬
‫‪10‬‬
‫أبرز تطبيقات العلج بالطاقة التعلقة بالقرآن‬

‫فمن العلوم أن ال قد اصطفى نبيه ممد واجتباه وأرسله برسالة السلم الت ختم با‬
‫الرسالت وقال ‪ :‬ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل منه وهو ف الخرة من الاسرين ‪ ،‬ومن‬
‫منطلق عقيدة ختم النبوة بحمد وختم الرسالت بالسلم الذي أكمل ال به الدين وأت به النعمة‬
‫ورضيه للبشرية منهجا إل يوم الدين أقف ف آخر مباحث هذه الورقة وقفة مع بعض التطبيقات‬
‫الستشفائية الت تتبن فلسفة الطاقة وتسربا للثقافة السلمية وللمجتمع السلم بشكل جعل كثيًا من‬
‫الناس يظن أن فلسفة الطاقة وتطبيقاتا تتوافق مع السلم وعقيدة التوحيد بل هي من دللت العجاز‬
‫العلمي ف القرآن والسنة! أو يظن على أقل تقدير أنا لتعدو أن تكون تطبيقات رياضية وتقنيات حيوية‬
‫ل تتعارض مع ديننا وثوابت عقيدتنا‪ ،‬لسيما بعد أن بذل مارسوها والدربون عليها من السلمي جهدا‬
‫لفهمها ف ضوء العقيدة السلمية والستشهاد بكثي النصوص الشرعية للتوفيق بينها وبي السلم‬
‫والتقريب بينهما بيث ليشعر عوام التدربي والعالي بوحشة ما يصادفهم فيها من مالفات شركية‬
‫وعقائدية!‬
‫وحقيقة المر أن التأصيل السلمي للعلوم وبيان وجوه العجاز العلمي ف الكتاب والسنة من‬
‫المور الهمة ف هذا العصر نظرا للنفتاح العلومات الكبي والتطور الائل ف أجهزة التصالت بيث‬
‫أصبح العال حقا قرية واحدة تظلله دعوات الوار والب والسلم والتسامح وتسعى لذابة كثي من‬
‫الفروق ومن هنا فإن السباق بي أبناء الضارات لتقدي تراثهم وإعلء حضارتم على الصعيد العالي أمر‬
‫ممود لكن يب أن يتوله أهله الذين يعرفون حقيقة دينهم وحقيقة الفلسفات الت تنطلق منها وربا‬
‫تدمها كثي من العلوم الوافدة والتطبيقات الياتية الستوردة والفاهيم التربوية الختلفة إذ أن أسلمة العلوم‬
‫ينبغي أن تنطلق من تطويع النافع منها ليخدم السلم والسلمي ول تنطلق من تطويع السلم ول أعناق‬
‫نصوصه لتتماشى مع هذه الفلسفة أو تلك ‪ .‬وكذا المر بالنسبة للعجاز العلمي فكم تضر الدين تلك‬
‫الدراسات السقيمة الت تعلي من قيمة نظرية علمية فجة منبعها فلسفة شخص أو هواه ل تاربه‬
‫ومشاهداته فترى للسف كيف يفرح با من اشتبهت عندهم ف ظاهرها بشيء من حقائق الدين فراح‬
‫يطعمها باليات والحاديث ويؤكد أنا كشف علمي وحقيقة أظهرت جوانب إعجاز ف الكتاب أو‬
‫السنة والق أنه بذلك نصر فلسفة ونشر ضللة با أعطاها من قداسة النصوص ‪.‬‬
‫ولا كانت الوافدات الفكرية والفلسفية تشتمل على فلسفة دينية ملحدة تتخللها علوم رياضية‬

‫‪11‬‬
‫ومنطقية وفيزيائية وفلكية ونفسية مفيدة فإنه لزاما على الهتمي والغيورين تكوين لان متخصصة تتابع‬
‫وتفحص وتؤسلم ما ينفع الناس وترد ما يضرهم ف دينهم ودنياهم لسيما وأن هذه الوافدات ل تأت‬
‫على شكلها الفلسفي ليفحصها الختصون ويدرك خطرها الدين الدعاة والربون وإنا تبلورت ف صورة‬
‫تطبيقات وتدريبات ومارسات تتسلل لعامة الناس بشكل دورات للتنمية البشرية أو طرق للعلج‬
‫والستشفاء ف عيادات خاصة أو عب ممعات الطب البديل مع ادعاء كبي بدوى العلج وفاعليته‬
‫وخلوه من الثار الانبية ما جعل لا قبول واسعا‪ ،‬ويتم التركيز بشكل كبي على المراض النتشرة بي‬
‫الناس الت ل يشتهر ناح العلج الطب العروف لا ‪ ،‬أو أن علجها الطب طويل الدة وله آثار جانبية ‪،‬‬
‫أو مالية مرهقة للمريض ‪ ،‬منها على سبيل الثال ‪ :‬الربو ‪ ،‬والسمنة ‪ ،‬والسرطان ‪ ،‬والسكر‪ ،‬أمراض‬
‫الروماتيزم ‪ ،‬وكثي من الشكلت والمراض النفسية كالشعور بالوف‪ ،‬والشعور بالحباط والفشل ‪،‬‬
‫والشعور بالقلق والكتئاب ونو ذلك‪.‬‬
‫وقد تنوعت صور العلج بالطاقة والتطبيقات القدمة ف الجتمعات السلمة فقدمت أكثر‬
‫علجات الطاقة بأسائها الصلية ف الطب الصين والندي(‪ )13‬مع ماولت التوفيق والتقريب بينها وبي‬
‫السلم؛ فالعلج بالريكي أو (اللمسة العلجية) يقدم على أنه صورة للرقية القرة ف السلم ويبذل الذين‬
‫يدعون أسلمتها جهدهم ف إبراز وجوه الشبه بينهما والتعمية على اللاد اللي ف الريكي وإخلص‬
‫الدعاء ل ف الرقية ‪ .‬وكذلك المر ف التاي شي والتشي كونغ واليوجا والاكروبيوتيك وغيها (‪.)14‬‬
‫كما ابتكرت أنواع تطبيقات طاقة جديدة كالعلج بطاقة الساء السن وروج لتطبيقاتا‬
‫التنوعة ف العلج البن على حساب الروف وقياس مستوى طاقة السم ونوعها بالبندول ومن ث‬
‫تديد السم الناسب لكل عضو وكل مرض وكل شخص(‪!)15‬‬

‫‪ )(13‬الطب الصب ومثله الندي طب قدي فيه مقومات كثي من العلج الصحيح البن على العشاب والتدليك وغيه وأكثره متلط بالدجل‬
‫والرافات‪ ،‬ومتزج بعقائد الصـي وفلسـفة الطاقـة عندهـم لذا يفسـرون أكثـر نتائج علجاتمـ بأناـ مـن أثـر التشـي على السـم الثيي‬
‫والشكرات كما ف البر الصينية والريفلكسولوجي وغيه‪.‬‬
‫‪ )(14‬ين ظر ‪":‬مبادئ العلج بالطا قة اليو ية" لعبدالتواب ح سي‪ ،‬و"مقد مة ب ي ال طب النبوي والاكروبيوت يك" ل سامة صديق ‪ ،‬و"العلج‬
‫بالطاقة" لدلل سعدية‪.‬‬
‫‪ )(15‬و قد اطل عت هيئة كبار العلماء ف ال سعودية على تف صيل هذا العلج وبي نت بدعي ته ود عت مبتكر ها للتو بة من هذه الضللة منشورة‬
‫‪. www.elislam.net‬‬ ‫على الوقع اللكترون‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫وكذلك العلج بأشعة " ل إله إل ال " الذي يتم ف جلسة استرخاء ودخول ف حالة وعي‬
‫مغية يتخيل فيها العالَج جلة الشهادة ولا وميض أخضر ذو طاقة عالية ث ياول استمداده وتوجيه قوته‬
‫لعالة مواطن الل وشحنها بطاقة قوة الياة !‬
‫كذلك انبى فريق من الهتمي بالطاقة ليقحموا فلسفتها ف بعض العلجات القرة نبويا أو‬
‫الشعائر والعبادات الدينية ف السلم وألبسوا ذلك ثوب العجاز العلمي وهو ف القيقة تدعيم للفلسفة‬
‫اللحدة‪ ،‬ومن ذلك ‪ :‬علج المراض بالطاقة عب السجود الذي يزعمون أنه يفرغ السم من الطاقة‬
‫السلبية التكونة فيه من الشهوات ومواقف الياة ومن وراء إشعاعات الجهزة الكهربائية الديثة‪ ،‬بيث‬
‫تتجمع الطاقة – الت يزعمون ‪-‬ف البي ومنافذ التفريغ ف العضاء السبعة الت أمرنا بالسجود‬
‫عليها(‪!!)16‬‬
‫وكذلك إدخال فلسفة الطاقة الكونية والسم الثيي ف العلج بالجامة بزعم أن فاعليتها‬
‫الشفائية تتحقق إذا روعي تنفيذها بسب مواضع مكامن الطاقة اليوية على السم الثيي وزعم أن‬
‫الحتجام يرر السم من أنواع الطاقة السلبية ويده بالطاقة اليابية ‪ ،‬لذا ينبغي التنبيه على أن الجامة‬
‫القصودة ف السنة هي الت كانت معروفة ف زمن رسول ال والت تلص السم من دم فاسد وترك‬
‫الدورة الدموية ول علقة لا بفلسفة الطاقة والسم الثيي(‪.)17‬‬
‫وكذلك السـتشفاء بطاقـة الشفاء فـ القرآن(‪ )18‬ويهتـم لتعليـم ذلك والسـتفادة منـه بصـوت‬
‫الروف ومراعاة مد ال صوت ب ا ورخام ته‪ ،‬ل ستخراج الطا قة الكام نة و قد يرددون كل مة أو أك ثر ‪ ،‬أو‬
‫حرف أو أكثر بسب الرض وطاقة الرف ! ومن ذلك أيضًا ما أسوه الستشفاء بالوجبة القرآنية العتمد‬
‫على نفس مبدأ الطاقة وأسرارها استخلصا ‪-‬كما يدعون‪ -‬من القرآن وعلوم السرار والطاقة ‪.‬‬
‫ـ"‬
‫ـر القرآنـ‬ ‫ـم "علم التنويـ‬‫ـة تت ـ اسـ‬ ‫ـة القرآنيـ‬
‫ـن براءة اختراع جديدة للطاقـ‬ ‫ومؤخرا أعلن عـ‬
‫‪ ،Information Technology Energy Radiation Science‬وهي فكرة لترج ف منبعها‬
‫وتفاصيلها عن هذه الضللت ‪.‬‬

‫‪ )(16‬ينظر ‪" :‬مبادئ العلج بالطاقة اليوية" لعبدالتواب حسي ‪.189:‬‬


‫‪ )(17‬ينظر‪ :‬تقيق صحفي بعنوان (الجامة تعود عاليًا) ملة السرة‪ ،‬العدد ‪ ،129‬بتاريخ ذو الجة ‪1424‬هـ‪.‬‬
‫عن ماولت‬ ‫‪ )(18‬من ال سلم به إيانيًا أن القرآن كله شفاء‪ ،‬وأن لل ستشفاء به طري قة مشرو عة تغ ن أتباع م مد‬
‫تطويع هذه القيقة الغيبية الطلقة لتوافق ظنيات الفلسفات اللحدة ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫وربا تغيت الساء والشعارات من يوم ليوم‪ ،‬فلكل مدرب مدرسة ولكل علج ودورة توابع‬
‫ومستويات متنوعة تنشر جيعها فلسفات وتعاليم الديانات الصينية والندية والديانات الشرقية الت ترى‬
‫الكون منبثق عن قوة كلية على شكل ثنائيات فتنادي بضرورة توازن القوى الثنائية "الي واليانج" بطرق‬
‫ومارسات متنوعة ‪ ،‬وتنشر العتقاد بأن النسان له سبعة أجساد وجهاز طاقة لبد من الهتمام بتدفيق‬
‫الطاقة الكونية فيه ليحصل النسان على السعادة والصحة والنضارة والسمو الروحي –بزعمهم– سواء‬
‫ت ذلك با هو وافد من الشرق من عبارات وأشكال ورموز وترانيم شركية ومراعاة الواص الدعاة‬
‫للحجار الكرية واللوان ‪ ،‬والروائح حسب أسرار الشكرات وألوانا وطاقتها‪ ،‬أو بسب الواص الدعاة‬
‫للشكال الندسية والهرام ما هو مبن على قواعد التنجيم ومبادئ السحر ‪-‬عياذا بال‪ -‬أو با يناسب‬
‫ثقافتنا السلمية من مصطلحات أو تسبيحات وآيات وذكر إيهاما للعامة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الــاتة‬
‫وبعد هذه الولة ف فلسفة العلج بالطاقة وتطبيقاته التنوعة تبي أن خطر ترويج هذه الضللة‬
‫على أنا علم أو تطبيق حيوي حيادي فكيف بترويها على أنا متعلقة بالدين والقرآن وتدل على‬
‫إعجازه! فالشر الذي تمعه هذه الفلسفة وتدل عليه كثي متشعب لذا فشلت كل ماولت استخلص ما‬
‫يظن فيه من نفع فمصادمة هذا العلج بفلسفته إنا هو لأصول العقيدة وأصول اليان بالغيب إذ مبناها‬
‫على اعتقاد غيب مستمد من غي الصدر الصحيح (الوحي)؛ لذا أذكر بضرورة مراعاة النهج العلمي التبع‬
‫لضبط العارف النسانية وحاية البشرية من الرافات والضللت وللحفاظ على القيقة مشرقة بيّنة‬
‫بعيدة عن ماولت التزييف والتشويه‪ ،‬وهو منهج شاملٌ لا طريقه النقل وما طريقه العقل والتجريب على‬
‫السواء‪ ،‬ولبد من دراسة خطواته وتذكي الناس به فل تُقبل قضية يزعم أنا ثابتة بالنقل حت نستوثق من‬
‫صدق الناقل وصحة النقل‪ ،‬كما لبد من التنبه للتأويلت المتعسفة والتفسيات الباطلة الت يسعى البعض‬
‫لتمريرها تت قداسة النصوص الصحيحة ‪ .‬كذلك فإنه يب أن ل تقبل أي قضية يُزعم أنا من قضايا‬
‫العلم حت نستوثق من أن ثياب العلم ل تفي تتها باطل وفلسفة؛ فقد لبست يد الوى قفاز العلم‬
‫واستطاعت من وراء هذا القفاز أن تصافح كثيا من العقول وأن تتسلل إل كثي من البيئات والوساط‪،‬‬
‫دون أن يداخل الناس شك ف أمرها وأصبح بي العلماء ف شت العارف النسانية من يوجه العلم لدمة‬
‫هواه أو فلسفته بل حت الدراسات الوضوعية الالصة الت كان يظن أنا أبعد شيء عن عبث العابثي ل‬
‫تسلم من اتاذها آلة ف يد الغرضي فبعدوا با عن النـزاهة الت هي ستها وجعلوها آلة لتدعيم رأي لم‬
‫أو فلسفة اعتنقوها(‪ .)19‬قال ابن تيمية عن مروجي العلوم التعلقة بطبائع الشياء وقواها الفية ف عصره ‪":‬‬
‫كذلك كانوا ف ملة السلم ل ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد بل يسوغون الشرك أو يأمرون به أو‬
‫ل يوجبون التوحيد ‪ ...‬كل شرك ف العال إنا حدث برأي جنسهم إذ بنوه على ما ف الرواح‬
‫والجسام من القوى والطبائع وإن صناعة الطلسم والصنام لا والتعبد لا يورث منافع ويدفع مضار‬
‫(‪)20‬‬
‫فهم المرون بالشرك والفاعلون له ومن ل يأمر بالشرك منهم فلم ينه عنه "‬

‫‪ )(19‬ينظر ‪ ":‬الروحية الديثة" لحمد حسي ‪.16:‬و‬


‫‪Horn, The Implications of New Age Thought for the Quest for Truth, Section 7.3, 1996‬‬
‫‪ )(20‬ينظر ‪" :‬مموع فتاوى ابن تيمية" ‪34 /9‬‬
‫‪15‬‬
‫الـراجع العربية‬
‫‪.1‬اقتضاء الصراط الستقيم لخالفة أصحاب الحيم"‪ ،‬أحد عبدالليم ابن تيمية ‪ ،‬تقيق‪ :‬ناصر‬
‫العقل‪ ،‬دار عال الكتب الرياض‪ ،‬ط‪1419 ،7:‬هـ‪1999-‬م‬
‫‪.2‬النسان الائر بي العلم والرافة"‪ ،‬عبدالحسن صال‪ ،‬سلسلة عال العرفة‪ ،‬مطابع الرسالة‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬ط‪1978 ،2:‬م‪.‬‬
‫‪.3‬التنفس أسلوب لياة جديدة لوديت كرافيتز ‪ ،‬ترجة نورة الشهيل‪ ،‬الدار الوطنية الديدة ‪ ،‬الب‪،‬‬
‫الملكة العربية السعودية ‪،‬ط‪2002 ،1:‬م‪.‬‬
‫‪.4‬خارقية النسان ‪ ،‬الباراسيكولوجي من النظور العلمي‪ ،‬صلح الابري‪ ،‬دار الوائل ‪ ،‬سورية ‪،‬‬
‫‪2004‬م ‪.‬‬
‫‪.5‬الرد على النطقيي‪:‬ابن تيمية ط ‪ ،2‬ادارة ترجان السنة ‪ ،‬لهور ‪ ،‬باكستان ‪1396 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪.6‬الرسالة الصفدية ف تقيق الرسالة وإبطال قول الزيغ والضللة ‪ ،‬أحد ابن تيمية ‪ ،‬تقيق ‪ :‬سيد‬
‫الليمي‪ ،‬وأين الدمشقي‪ ،‬أضواء السلف ‪،‬الرياض‪ ،‬ط‪1423 ،1:‬هـ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫‪.7‬الروحية الديثة دعوة هدامة ‪ ،‬ممد ممد حسي‪ ،‬دار الرشاد ‪ ،‬بيوت‪ ،‬ط‪1388 ،2:‬هـ‪-‬‬
‫‪1969‬م‪.‬‬
‫‪.8‬سر طاقة البندول لريج نيلس ترجة فارس ظاهر‪ ،‬دار اليل ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪.9‬علم الطاقات التسع ‪ ،‬ميتشو كوشي‪ ،‬أعده بالعربية ‪:‬يوسف البدر‪ ،‬شركة الطبوعات ‪ ،‬بيوت‪،‬‬
‫ط‪2002 ،2 :‬م‪.‬‬
‫‪.10‬الفرقان بي الق والباطل ‪ ،‬أحد ابن تيمية‪ ،‬تقيق‪ :‬يوسف غزال ‪ ،‬دار إحياء العلوم‪،‬بيوت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1403 ،1‬هـ‪1983 -‬م‪.‬‬
‫‪.11‬القوة النفسية للهرام‪ ،‬بيل شول‪ ،‬ترجة‪ :‬أمي سلمة ‪ ،‬مكتبة السرة ‪،‬مصر‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪.12‬مبادئ العلج بالطاقة اليوية عال الروح بي الطاقة والادة ‪،‬عبدالتواب حسي‪ ،‬الدار العربية للعلوم‬
‫‪ ،‬بيوت‪ ،‬ط‪1425 ،1:‬هـ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫‪.13‬مموع فتاوى شيخ السلم أحد بن تيمية ‪ ،‬جع وترتيب ‪ :‬عبد الرحن بن قاسم النجدي وابنه‬
‫ممد ‪ ،‬تصوير الطبعة الول ‪1398 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪.14‬مفتاح دار السعادة ومنشور ولية العلم والرادة ‪ ، ،‬ممد بن أب بكر بن قيم الوزية‪ ،‬تقيق ‪:‬‬
‫حسان عبد النان الطيب ‪ ،‬عصام فارس الرستان ‪ ،‬دار اليل ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬ط‪1414 ،1:‬هـ‪-‬‬
‫‪1994‬م ‪.‬‬
‫‪.15‬مقدمة بي الطب النبوي والاكروبيوتيك‪ ،‬أسامة صديق‪ ،‬الدار العربية للعلوم ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1:‬‬
‫‪1423‬هـ‪2002-‬م‪.‬‬
‫‪.16‬اللل والنحل‪ ،‬أب الفتح ممد بن عبد الكري بن أب بكر أحد الشهرستان ‪ ،‬تقيق ‪ :‬عبد المي‬
‫علي مهنا ‪ ،‬علي حسن فاعور ‪ ،‬دار العرفة ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط‪1410 ، 1:‬هـ‪1990-‬م‬
‫‪.‬‬
‫‪.17‬النبوات ‪ :‬أحد ابن تيمية ‪ ،‬تقيق‪ :‬عبدالعزيز الطويان‪ ،‬أضواء السلف ‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪،1 :‬‬
‫‪1420‬هـ‪2000-‬م‪ .‬طبعة أخرى ‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫‪.18‬الوجوه الربعة للطاقة ‪ ،‬رفاه وجان السيد‪،‬دار اليال للنشر ‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫مذكرات تدريبية منها‪:‬‬
‫•مذكرة الستوى الول للريكي لطلل خياط ‪.‬‬
‫•مذكرة الستوى الول للتشي كونغ لسن البشل ‪.‬‬
‫•مذكرة ستة أيام ف بيت السلم لري نور ‪.‬‬
‫•مذكرة دورة الطاقة البشرية لبراهيم الفقي ‪.‬‬

‫الراجع النليزية‪:‬‬

‫‪Energy Medicine: An Overview, National Center for Complementary.1‬‬


‫‪and Alternative Medicine (NCCAM), National Institutes of Health,‬‬
‫‪.nccam.nih.gov, Bethesda, MD, USA, 2005‬‬

‫‪What Is CAM?, National Center for Complementary and Alternative.2‬‬


‫‪Medicine (NCCAM), National Institutes of Health, nccam.nih.gov,‬‬
‫‪.Bethesda, MD, USA, 2007‬‬

‫‪Beversluis, Joel D., Sourcebook of the World's Religions: An Interfaith.3‬‬


‫‪Guide to Religion and Spirituality, New World Library; 3rd edition,‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪17‬‬
Carroll, Robert T.,The skeptic's Dictionary: A Collection of Strange.4
Beliefs, Amusing Deceptions & Dangerous Delusions, Wiley, NJ, USA,
.2003

Drury, Nevill, The New Age: The History of a Movement, Thames &.5
.Hudson, London, UK, 2004

.Hawkins, David R., Power VS. Force, Hay House, CA, USA, 2002.6

Horn, Irmhild Helene, The Implications of New Age Thought for the.7
Quest for Truth: A Historical Perspective, Unpublished Ph. D theses,
.University of South Africa, 1996

Katra, Jane, and Targ, Russell, The Heart of the Mind: How to.8
Experience God Without Belief, Novato, CA, New World
.Library,1999

McTaggart, Lynne, The Field: The Quest for the Secret Force of the.9
.Universe, Quill, NY, USA, 2003

18

You might also like