You are on page 1of 92

‫‪-1-‬‬

‫خطر‬
‫المربيات‬
‫د‪.‬خــالـد أحمـد‬
‫الـشـنــتـوت‬
‫‪-2 -‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة الكتاب‬

‫‪..‬‬ ‫إن الحمسسد اللسسسه وحده ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسوله‬


‫وبعد ‪:‬‬
‫قال تعالى فسي كتابسه العزيسز ‪ { :‬ولتكمن منكمم أممة يدعون إلى‬
‫الخيمممر ويأمرون بالمعروف وينهون عمممن المنكمممر وأولئك همممم‬
‫المفلحون } [ آل عمران ‪ ] 104 :‬أي ولتقسسم منكسسم طائفسسة للدعوة إلى‬
‫اللسه ‪ ،‬والمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ ،‬والمة التي تكون‬
‫فيهسا طائفسة تدعسو إلى اللسسه وتأمسر بالمعروف وتنهسى عسن المنكسر ‪،‬‬
‫أمة فائزة في الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫قسال ابن كثير رحمه اللسه ‪ :‬والمقصود أن تكون فرقة من هذه‬
‫المسة متصسدية لهذا الشأن ‪ ،‬وإن كان ذلك واجباً على كسل فرد مسن‬
‫المة بحسبه ‪ ،‬كما ثبت في صحيح مسلسم عسن أبي هريرة قال‬
‫‪ :‬قال رسسسول اللسسسه ‪( :‬مكن رأى منككم منكرا ً فليغيره‬
‫بيده ‪ ،‬فإن لم يسككتطع فبلسككانه ‪ ،‬فإن لم يسككتطع‬
‫فبقلبككه وذلك أضعككف اليكككمان ) [ مسسسسسسلم ‪ ،‬كتاب اليمان ] ‪.‬‬
‫وروى المام أحمسسد عسسن حذيفسسة بسسن اليمان أن النسسبي قسسسال ‪:‬‬
‫( والذي نفسكككككي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون‬
‫عكن المنككر ‪ ،‬أو ليوشككن اللككه أن يبككعث عليككم‬
‫عكقكابا ً من عكنده‪ ،‬ثم لتدعنه فل يستجيب لكم ) [‬
‫أحمد والترمذي وابن ماجه ] ‪.‬‬
‫( فلبسسد مسسن جماعسسة تدعسسو إلى الخيسسر ‪ ،‬وتأمسسر بالمعروف ‪،‬‬
‫وتنهسى عسن المنكسر ‪ ،‬لبسد مسن سسلطة فسي الرض تدعسو إلى الخيسر‬
‫وتأمسسر بالمعروف وتنهسسى عسسن المنكسسر ‪ ،‬لن المسسر بالمعروف‬
‫والنهسي عسن المنكسر ‪ ،‬ليقوم بهمسا إل ذو سسلطان ) [ سسيد قطسب‪/ 1 ( ،‬‬
‫‪. ] ) 444‬‬
‫‪-3 -‬‬
‫وعسن تميسم بسن أوس الداري أن النسبي قال ‪ ( :‬الديكن‬
‫النصكككيحة ‪ .‬قلنكككا لمكككن قال ‪ :‬للككككه ‪ ،‬ولكتابكككه ‪،‬‬
‫ولرسككوله ولئمككة المسككلمين وعامتهككم ) [ مسسسسلم ‪ ،‬كتاب‬
‫اليمان ] ‪ ،‬والمقصسود هنسا أن عماد الديسن وقوامسه النصسيحة وتكون‬
‫النصيحة لعامة المسلمين ‪ :‬بإرشادهم لمصالحهم في أمر آخرتهم‬
‫ودنياهسسسم وعندمسسسسا نتذكسسسر قسسسسول رسسسسسول اللسسسسه ‪ ( :‬الحككج‬
‫عرفات ) (‪ )1‬ومراده أن الوقوف بعرفسة أهسم ركسن فسي الحسج ‪،‬‬
‫وقد عبر الرسول عن الوقوف بعرفات بأنه الحج تبياناً لهميته‬
‫‪ .‬وكذلك الدين النصيحة يفهم منها أن النصيحة أمر هام من أمور‬
‫المسلمين ‪.‬‬
‫بناء على مسسسا تقدم يرى الباحسسسث خطراً عظيماً يداهسسسم جزيرة‬
‫العرب ‪ ،‬وكسسل مسسسلم غيور على هذه الجزيرة ‪ ،‬لن العرب مادة‬
‫السسسلم ‪ ،‬وإذا ذل العرب ذل المسسسلمون ‪ .‬هذا الخطسسر هسسو أثسسر‬
‫المربية الجنبية (‪ )2‬على الطفل المسلم ‪.‬‬
‫لذلك يقدم الباحث هذه الرسالة ‪ ،‬لعلها تسهم في النهي عن هذا‬
‫المنكسر ‪ ،‬وهسي مسن باب الذكرى ‪ ،‬حيسث قال عزوجسل ‪ { :‬وذكمر‬
‫فإن الذكرى تنفمع المؤمنيمن } [الذاريات ‪ ]55 :‬ويحسسب الباحسث أن‬
‫أهسسل الجزيرة مؤمنون ‪ -‬ول يزكيهسسم على اللسسسه ‪ -‬ولذلك يذكرهسسم‬
‫وينصسسسحهم ‪ ،‬ويسسسسأل اللسسسسه عزوجسسسل أن يحفسسسظ جزيرة العرب‬
‫خاصسة ‪ ،‬وبلد المسسلمين عامسة مسن كسل شسر وفتنسة إنسه على ذلك‬
‫قدير ‪ .‬والحمد للسه رب العالمين ‪.‬‬
‫خممالمد أحممد المشمنممتموت‬
‫السمدينة المنورة‬
‫ذو الحجسة ‪1411‬هس‬
‫‪ )(1‬أخرجه أصحاب السنن وغيرهم ‪ ،‬ورمز السيوطي لصحته ‪.‬‬
‫‪ )( 2‬المربية الجنبية ‪ ( :‬هي الخادمة التي تعمل لدى السرة ‪ ،‬وتقوم بأعمال منزلية ‪ ،‬ولها‬
‫علقسة مباشرة ‪ ،‬أو غيسر مباشرة برعايسة البناء ) ‪ ( ،‬التسي ل تحمسل جنسسية إحدى الدول‬
‫العربيسة ) (( خليفسة إبراهيسم ‪ ،‬ص ‪ . )) 12‬ويرى الباحسث الحالي أن المربيسة الجنبيسة هسي‬
‫غير المسلمة فقط ‪.‬‬
‫‪-4-‬‬
‫الفصل الول‬

‫الـتربـيـة في البـيـت المسـلـم‬


‫تمممهميمد ‪:‬‬
‫البيت المسلم هو السرة الصغيرة التي تشكل نواة المجتمع ‪،‬‬
‫وهسسسو المؤسسسسسة التربويسسسة الولى التسسسي تمسسسد المجتمسسسع بالرجال‬
‫والمهات ‪ ،‬ويقول عنه محمد قطب ‪:‬‬
‫( إذا كان البيسست والمدرسسسة والشارع والمجتمسسع هسسي ركائز‬
‫التربيسسة السسساسية فإن البيسست هسسو المؤثسسر الول‪ ،‬وهسسو أقوى هذه‬
‫الركائز جميعاً ‪ ،‬لنه يتسلم الطفسل من أول مراحله ‪ ،‬ولن الزمن‬
‫الذي يقضيسسه الطفسسل فسسي البيسست أكسسبر مسسن أي زمسسن آخسسر ‪ ،‬ولن‬
‫الوالدين أكثر الناس تأثيراً في الطفل ) [ محمد قطب ‪. ] ) 13 / 1 ( ،‬‬
‫البيت مسؤول عن عقيدة الطفل ‪:‬‬
‫وتتضسسسح أهميسسسة البيسسست عندمسسسا نتذكسسسر أن الطفسسسل يولد على‬
‫الفطرة ‪ ،‬ويتسسلمه البيست‪ ،‬فإمسا يثبست فيسه فطرتسه أو يحرفهسا ‪ .‬فقسد‬
‫أخرج الشيخان رحمهما اللسه عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول اللسه‬
‫قال ‪ ( :‬مككككا مككككن مولود إل يولد على الفطرة ‪،‬‬
‫فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) [ جامع الصول ‪،‬‬
‫( ‪.] ) 268 / 1‬‬
‫فقسد وضسع اللسسه عزوجسل فطرتسه فسي هذا الطفسل ‪ ،‬وجعسل والديسه‬
‫أمناء على هذا المولود ‪ ،‬كأحسد السسباب التسي هيأهسا اللسسه عزوجسل‬
‫للمولود كسسي ينشسسأ سسسليمًا كمسسا فطره اللسسسه ‪ ،‬ولذلك اعتنسسى السسسلم‬
‫بالسرة ‪ ،‬لتكون المحضن الهادئ والمستقر للطفل ‪ ،‬ولتكون موطن‬
‫التأثير الكبر في مجال التربية ‪ [ ...‬محمد قطب ‪. ] ) 96 / 1 ( ،‬‬
‫والفطرة معناها قابلية الطفل لعتناق السسلم ‪ ،‬فقد خلق اللسه‬
‫الناس وأودع لديهسسم السسستعداد لطاعتسسه عزوجسسل ‪ ،‬واليمان بسسه ‪،‬‬
‫‪-5-‬‬
‫والنقياد له سسبحانه وتعالى ‪ ...‬ثسم تأتسي البيئة فتحرف هذه الفطرة‬
‫عسن هدفهسا أو تثبتهسا وإذا كان البيست مسسؤولً عسن عقيدة الطفسل ‪،‬‬
‫فماذا بعسد العقيدة وهسل مسن خيسر يرجسى إذا فسسدت عقيدة الطفسل أو‬
‫ضرر إذا اسسستقامت العقيدة ومسسن هنسسا تتضسسح أهميسسة البيسست ‪ ،‬أمسسا‬
‫النجاب والتناسسسل ‪ ،‬وإطعام الصسسغار ‪ ،‬وحمايتهسسم مسسن الكوارث‬
‫الطبيعيسسسة كالبرد والحسسسر الشديسسسد والجوع ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬فإن بعسسسض‬
‫الحيوانات تفعل مثل هذا وتعتني بصغارها ‪ ،‬وتطعمهم ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬
‫إذاً مسؤولية البيت هي التربية ‪ ،‬وغرس العقيدة السلمية ثم‬
‫تنميتهسسا عنسسد الطفال ‪ ،‬ثسسم تزكيسسة أنفسسسهم ‪ ،‬وتثقيفهسسم وإعدادهسسم‬
‫للخرة ثم للدنيا ‪ ،‬ليتخذوا الدنيا مزرعة للخرة ‪.‬‬
‫البيت مسؤول عن شخصية الطفل ‪:‬‬
‫‪ :)MARGREET‬إن‬ ‫تقول مارجريسسسسسسست ماهلر (‪MAHLER‬‬
‫السسنوات الثلث الولى مسن حياة كسل إنسسان تعتسبر ميلدًا آخسر له ‪،‬‬
‫واتفق فرويد وإدلر ويونغ وألبورت ( مدرسة التحليل النفسي ) على‬
‫أن السنوات الولى من حياة النسان هي مرحلة الصياغة الساسية‬
‫التي تشكل شخصية الطفل [عبد اللسه محمد خوج ‪،‬ص‪.]11‬‬
‫وتتضسسح أهميسسة البيسست أيضاً عندمسسا نعرف أن أسسسس السسسلوك‬
‫الجتماعي تبنى في المنزل ‪ ،‬ويبقى هذا السلوك ثابتاً مدى العمر‬
‫[ محمسد جميسل محمسد يوسسف ‪ ،‬ص ‪ .] 288‬فيصسبح أحسد سسمات الشخصسية‬
‫الثابتة ‪ ،‬وتنادي التربية الحديثة بأهمية الخبرات الولى للطفال‪،‬‬
‫وآثارهسا فسي تبايسن ميولهسم واتجاهاتهسم وأنماط سسلوكهم المختلفسة [‬
‫عائشة السيار ] ‪.‬‬
‫وإن ما يحدث للطفل في هذه الفترة ‪ -‬الطفولة المبكرة ‪ -‬يرسم‬
‫الملمح الساسية لشخصيته المقبلة ‪ ،‬حيسث يصبح مسن الصعوبة‬
‫إزاحة بعض هذه الملمح مستقبلً سواء كانت تلك الملمح سوية‬
‫أو غيسسر سسسوية ‪ ،‬وتشيسسر الدراسسسات إلى أن إزاحسسة الملمسسح غيسسر‬
‫السوية أكثر صعوبة من السوية [ عبد اللسه محمد خوج ‪ ،‬ص ‪. ] 11‬‬
‫‪-6 -‬‬
‫مسؤولية الم في التربية ‪:‬‬
‫ويغلب دور الم دور الب فسي تربيسة الطفال خلل السسنوات‬
‫الولى مسن عمرهسم‪ ،‬لنهسا أكثسر التصساقاً بالبيست والطفسل ‪ ،‬ولن‬
‫عاطفتها أقوى من عاطفة الب نحو الطفل ‪ ،‬لذلك فهي أقرب إلى‬
‫قلوب الطفال منسه ‪ ،‬ومسن هنسا جاءت أهميسة اختيار الزوجسة ذات‬
‫الديسسن فقسسد أخرج الشيخان رحمهمسسا اللسسسه عسسن أبسسي هريرة أن‬
‫رسسسسول اللسسسسه قال ‪ ( :‬تنكككح المرأة لربككع لمالهككا‬
‫ولحسكبها وجمككككالككها ولككدينهكككا فاظفكككر بكككذات‬
‫الككدين تككربت يككداك ) [ اللؤلؤ والمرجان ‪ .]) 342 / 1( ،‬وكما‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫أعددت شعباً‬ ‫الم مكدرسككة إذا أعككددتها‬
‫طيب العراق‬
‫لقسد زود اللسسه الم بعاطفسة الحنان ‪ -‬دافسع المومسة ‪ -‬ولم يزود‬
‫به الرجل ‪ ،‬وهذا الدافع العضوي أقوى الدوافع العضوية جميعاً ‪،‬‬
‫وقسسد قام علماء النفسسس بتجارب على بعسسض المهات وصسسلوا مسسن‬
‫خللهسسا إلى أن الدوافسسع العضويسسة لدى المرأة ترتسسب على النحسسو‬
‫التالي ‪ :‬المومسة ثسم العطسش ثسم الجوع ثسم الجنسس [ فاخسسر عاقسسل ‪ ،‬ص‬
‫‪. ] 115‬‬
‫ولذلك فسسسإن الم مهيأة لرعايسسة الطفسسل وخاصسسة فسسي السسسنتين‬
‫الولييسن حيسث يكون دور الب ضعيفاً جداً ‪ ،‬ولهاتيسن السسنتين أثسر‬
‫كسسبير فسسي شخصسسية الفرد ومازال علم النفسسس قاصسسراً على إدراك‬
‫حيثياتسسه ‪ ،‬ومسسن هذه المور أن الرضيسسع يتعرف على أمسسه مسسن‬
‫رائحتهسا ‪ ،‬ثسم يتعرف على صسوتها بعسد ذلسسك ‪ ،‬كسسما أن لسسغسة الم‬
‫هسسي أول لسسغسة يسسقسلدها الطفسل وتكسسون معظسم انفعالتسه فسي السسنة‬
‫الولسى مسرتبطة ومركزة في الم أو من يحسل مسحلها وإذا عسرفنا‬
‫أن الرضيسسع يبدأ منسسذ الشهسسر السسسسادس مسسن عمره فسسي تسسسكسويسن‬
‫‪-7-‬‬
‫علقسات اجتماعيسة بالمحيطين به يتسضح لنسا أهمسية دور الم في‬
‫تسسسسربية الطفال ‪ ،‬وتقسسسسول مسسسسارجسريت ريبسسسسل ( ‪MARGREET‬‬
‫‪ ( :) REBAL‬هناك حاجسسة فطريسسة لللتصسساق بالم‪ ،‬والتسسي تتيسسح‬
‫لرضيعهسا هذه الفرصسة تعينسه على النمسو السسليم ) [حامسسد زهران ‪ ،‬ص‬
‫‪ . ] 147‬ووجدت الباحثسة ( سسامية حمام ) أن أثسر غياب الم أكسبر‬
‫بكثير من أثر غياب الب على الطفال ‪ ،‬لن الم الحصيفة يمكن‬
‫أن تمل بعض الفراغ الذي يتركه الب [ سامية حمام ] ‪.‬‬
‫وعلى ضوء أهميسة دور الم فسي التربيسة نلمسح تميسز الشريعسة‬
‫السسسلمية التسي جمعست السسباب الكافيسة لتجعسل الم فسي مكانهسا‬
‫الصحيح الذي خلقها اللسه من أجله ‪ ،‬فتعبد اللسه عزوجل فيه وهو‬
‫البيت ومن هذه السباب ‪:‬‬
‫‪ -1‬قال تعالى مخاطباً النسسساء ‪ { :‬وقرن فممي بيوتكممن ‪ [ }..‬الحزاب ‪:‬‬
‫‪ ] 33‬وجعسسل صسسلة المرأة فسسي بيتهسسا أفضسسل مسسن صسسلتها فسسي‬
‫المسجد ‪.‬‬
‫‪ -2‬كلف الرجسسسل ‪ -‬الزوج أو الب أو البسسسن أو الخ ‪ -‬بإعالتهسسسا‬
‫والنفاق عليها ليمكنها من الستقرار في البيت والتفرغ لمهمتها‬
‫الصلية ‪.‬‬
‫كمسسا يتضسسح لنسسا على ضوء هذه الهميسسة إصسسرار اليهوديسسة‬
‫العالميسة وحلفائهسا على إفسساد المرأة لن إفسسادها تخريسب للسسرة‬
‫وانهيار للمجتمع والمم كما يوشك أن يقع في العالم جميعاً ‪.‬‬
‫وقسد لحظست فسي أحسد البلدان المسسلمة التسي رزحست تحست نيسر‬
‫أعداء المسلمين مدة طويلة أنهم ركزوا على مسخ شخصية المرأة‬
‫وإفسادها أكثر مما فعلوه بالنسبة إلى الرجل ‪ ،‬إدراكاً منهم لهمية‬
‫دورها في حياة المة ‪.‬‬
‫وإن خروج المرأة للعمسل خارج البيست لم يكسن مصسادفة ‪ -‬إذ‬
‫ل توجسد مصسادفة ‪ -‬إنمسا جاء نتيجسة للمخططات الرأسسمالية التسي‬
‫‪-8 -‬‬
‫تديرها وتحركها أيد يهودية بهدف تحطيم السرة [ خيرية حسين جابر ‪،‬‬
‫ص ‪. ] 39‬‬
‫لكسن قسد يسسأل أحدهسم ‪ :‬أل تسسد الحضانسة أو المربيسة والخادمسة‬
‫مكان الم التسسي يجسسب أن تخرج للعمسسل خارج البيسست ؟ والجواب‬
‫على ذلك مسن البدهيات فالعلقسة بيسن الم وطفلهسا علقسة عضويسة‬
‫بكل معنى الكلمة لنه قطعة منها ولن دافع المومة ‪ -‬العضوي ‪-‬‬
‫لديهسا يدفعهسا للحنان عليسه ورعايتسه ولن الم تعتنسي بطفلهسا بدافسع‬
‫الحسب ل بدافع الواجسب كما تفعل الحضانة أو المربية وشتان بين‬
‫الحسسب والواجسسب ‪ ،‬فبينمسسا تجسسد الم لذة وسسسعادة فسسي الجهسسد الذي‬
‫تقدمه لطفلها ‪ ،‬تشعر المربية بالتعب والعياء لنها تقوم بواجبها‬
‫وقد تشعر بالقرف والملل ‪ ،‬والرضيع ‪ -‬هذا الصغير ‪ -‬يحس منها‬
‫ذلك القرف ويجده واضحاً فسي تعابيسر وجههسا دون أن تنبسس ببنست‬
‫شفة ‪ ،‬كما يحس بالرضا والحب والحنان يشع من وجه أمه وهي‬
‫تنظفسسه أو ترضعسسه ‪ ،‬ويقول الكسسسيس كارل‪) ALCSAES( CAREL‬‬
‫( لقسد ارتكسب المجتمسع العصسري غلطسة جسسيمة باسستبدال تدريسب‬
‫السسسرة بالمدرسسسة اسسستبدالً تاماً ‪ ،‬ولهذا تترك المهات أطفالهسسن‬
‫لدور الحضانة ) [ ليلى عبد الرشيد عطار ‪ ،‬ص ‪. ] 62‬‬

‫مسؤولية الب في التربية (‪: )1‬‬


‫يتوهم بعض الباء أن مسؤولية تربية الطفل تقع على الم ول‬
‫يطلب منسه سسوى تأميسن الحاجات الماديسة لطفاله وزوجتسه فتجده‬
‫يقضي معظم وقته خارج المنزل في العمل أو مع الصدقاء حتى‬
‫إذا عاد إلى منزله جلس وحده فسسي غرفتسسه محذراً زوجتسسه مسسن أن‬
‫تسمح للطفال تعكير صفو تأملته أو أحلمه وهو نائم ‪.‬‬

‫() ينصسسح الباحسسث بالطلع على رسسسالة ماجسسستير مطبوعسسة للباحسسث عدنان باحارث‬ ‫‪1‬‬

‫عنوانهسا مسسؤولية الب المسسلم فسي تربيسة الولد فسي مرحلة الطفولة‪ ،‬ناقشهسا الشيسخ محمسد‬
‫قطب ‪ ،‬ونشرتها دار المجتمع بجدة ‪.‬‬
‫‪-9-‬‬
‫وفسسسي السسسواقسع للب دور فسسي تربيسسة الطسسسفل يبدأ بسسسيطاً منسسذ‬
‫الشسسسهر الثسسساني أو الثالث ويسسسزداد مسسسع نمسسو الطفسسل حتسسى يصسسبح‬
‫كسسبيراً عندمسا تشغسسل الم بالسسمولسود الجديسد ويجسب عسسندها ربسسط‬
‫الطفسل بسسوالده كسسإجراء لتسسقسليل الغيرة عنده مسن المولود السسجديد‬
‫الذي سيصادر أمسه مسنسه ‪.‬‬
‫ويسسبدأ الطفسل بالتعرف على صسوت والده منسذ الشهسر الثالث ‪،‬‬
‫وفسي السسنة الثانيسة ينبغسي للب أن يلعسب مسع طفله الرضيسع الذي‬
‫صار يمشي ويلعب معه بلعبه وأسلوبه الذي يسره ويرضيه ‪ ،‬ولنا‬
‫أسسوة حسسنة فقسد ثبست فسي الصسحيحين [اللؤلؤ‬ ‫فسي رسسول اللسسه‬
‫والمرجان ‪ ] ) 316 / 1 ( ،‬عسن أبسي قتادة أن رسسول اللسسه كان‬
‫يصسلي وهسو حامسل أمامسة بنست زينسب بنست رسسول اللسسه وهسي‬
‫لبسسي العاص بسن الربيسسع ‪ ،‬فإذا قام حملهسسا ‪ ،‬وإذا سسسجد وضعهسسا ‪،‬‬
‫وكان ذلك فسسي صسسلة الفريضسسة ‪ ،‬وفسسي البخاري مسسن حديسسث أبسسي‬
‫هريرة قال ‪ :‬قبسسسل رسسسسول اللسسسسه الحسسسسن بسسسن علي وعنده‬
‫القرع بسن حابسس فقال ‪ :‬القرع إن لي عشرة مسن الولد مسا قبلت‬
‫أحداً منهم ‪ ،‬فنظر إليه رسول اللسه ثم قال ‪ ( :‬من ل يٍـرحم‬
‫لم يُرحم ) [ فتح الباري ‪ . ] ) 426 / 10 ( ،‬وفي المسند من حديث‬
‫أم سلمة رضي اللسه عنها قالت بينما رسول اللسه في بيتي يوماً‬
‫إذ دخلت فاطمة وعلي ومعهما الحسن والحسين رضي اللسه عنهم‬
‫‪ ،‬وهمسسا صسسبيان صسسغيران فأخسسذ الصسسبيين فوضعهمسسا فسسي حجره‬
‫فقبلهما [ ابن قيم الجوزية ‪ ،‬ص ‪. ] 177‬‬
‫يمازح الحسن والحسين رضسي اللسه عنهما‬ ‫وكسان النبي‬
‫ويداعبهسما ويسسجلسس معهما ‪ ،‬وكان يحملهما على ظسهسره ‪ ،‬وكان‬
‫يخرج لسسانه للحسسين فإذا رآه أخسذ يضحسك‪ ،‬كمسا كان يضسع فسي‬
‫فسسسمسه قليلً مسسسن المسسساء ويرضسسه علسسسى وجسسه الحسسسن فيضسسسحسك‬
‫أيسسضساً ‪ ،‬وروي عسن عمسر بسن الخطاب أنسه كسسان يمشسي على‬
‫يسسسديه وعسسسلى رجسسسلسيسه وأولده علسسسى ظهره يلعبون وهسسسو يسسسير‬
‫‪-10-‬‬
‫بسسسهسم كسسسالسحصسان ‪ ،‬فيسسسدخسل النسسساس ويسسسرون خسسسلسيفتسهسم بسسسهسذا‬
‫السوضسع فيقسولسون ‪ :‬أتسفسعسل ذلسك يا أمسير السمؤمسنين ؟ فسيقسول ‪:‬‬
‫نسسسعسم ‌! وكسسسان يسسسقول ‪ ( :‬ينبسسسغي للرجسسسل أن يكسسسون فسسسي أهسسسلسه‬
‫كالصسبي ‪ -‬أي فسسي النسس والسسسهسولسة ‪ -‬هسسكسذا تكون مسسعسهم فسسي‬
‫البسيت فإذا كان فسي السقوم كسان رجسلً ) [ أحمد القطان ‪ ،‬ص ‪. ] 24‬‬
‫وعندمسا يصسبح الطفسل فسي الرابعسة يحسسن بالب أن يصسطحبه‬
‫معسسسه خارج المنزل إلى المسسسسجد أو السسسسوق أو بعسسسض القارب‬
‫والصسسحاب ‪ ،‬وفسسي مصساحبة الطفسسل لبيسسه تفتسح اجتماعسسي سسسليم‬
‫للطفل وتشرب للقيم التي يلمسها عند والده‪.‬‬
‫وقد وجدت الباحثة ( سامية حمام ) بعض الصفات المشتركة‬
‫عنسسد الطفال الذيسسن يغيسسب أحسسد الوالديسسن عسسن تربيتهسسم سسسواء كان‬
‫الغياب بسسسسبب الموت أو الطلق أو السسسسفر الكثيسسسر أو النشغال‬
‫بالمال عن الطفال ومن هذه الصفات‪:‬‬
‫‪ -1‬الغيرة التسسي تبدأ مسسن الطفال الذيسسن يتنعمون بوالديهسسم ثسسم تنمسسو‬
‫أكثسسر مسسن حجمهسسا الطسسبيعي ‪ ،‬وقسسد تتطور الغيرة إلى الكره أو‬
‫الحقد والحسد ‪.‬‬
‫‪ -2‬شعور بعسسسسدم النتماء وخاصسسسة عنسسسد افتراق الوالديسسسن بسسسسبب‬
‫الطلق لن الطفسل يوزع ولءه بسسين والديسه المنفصسلين فيتمزق‬
‫ويفقد مسعنى النتماء ‪.‬‬
‫‪ -3‬النطواء الذي ينشسسأ عنسسد الطفسسل الذي يعيسسش مسسع زوج أمسسه أو‬
‫زوجة أبيه أو غيرهم من أقاربه [ سامية حمام ] ‪.‬‬
‫فضل تربية الولد في السلم ‪:‬‬
‫روى مسسلم رحمسه اللسسه تعالى عسن أبسي هريرة أن رسسول‬
‫اللسسه قال ‪ ( :‬إذا مات النسكان انقطكع عمله إل مكن‬
‫ثلثكة إل مكن صكدقة جاريكة ‪ ،‬أو علم ينتفكع بكه ‪ ،‬أو‬
‫ولد صككالح يدعككو له ) [ مسسسسلم ‪ ،‬كتاب الوصسسسية ( ‪، ] ) 1255 / 3‬‬
‫وروى أحمد رحمه اللسسه في مسنده عن أبي سعيد الخدري أن‬
‫‪-11-‬‬
‫رسسول اللسسه قال‪ ( :‬ل يكون لحكد ثلث بنات أو ثلث‬
‫أخوات أو بنتان أو أختان فيتقككككي اللكككككه فيهككككن‬
‫ويحسن إليهن إل دخل الجنة ) [ أحمد ( ‪ ، ] ) 43 / 3‬ومن‬
‫دخل الجنة فقد فاز فوزاً عظيماً ‪ ،‬ولكن حفت النار بالشهوات كما‬
‫حفسسست الجنسسسة بالمكاره وثواب تربيسسسة الولد ليحصسسسل لمجرد‬
‫النجاب لن النجاب غريزة فسسي النسسسان والحيوان وليحاسسسب‬
‫النسسسان على غريزتسسه إذا أشبعهسسا كمسسا أمره اللسسسه ‪ ،‬بسسل يحصسسل‬
‫الثواب عندمسسا نربيهسسم على السسسلم فيكونون عباداً للسسسه عزوجسسل‬
‫خلفاء في الرض يعمرونها بعبادة ربهم وحده لشريك له ‪.‬‬
‫وهذه التربيسسة ليسسست أمرًا هينًا لنهسسا تبدأ قبسسل الزواج عندمسسا‬
‫يبحسسث الرجسسل المسسسلم عسسن زوجسسة صسسالحة ذات ديسسن كمسسا وصسسى‬
‫رسسول اللسسه ‪ ،‬والتربيسة السسلمية جهسد مسستمر يبدأ قبسل الزواج‬
‫ويسسستمر حتسسى يتخرج الولد مسسن الجامعسسة فسسي أيامنسسا هذه والجهسسد‬
‫المبذول فسي التربيسة ل يكافئه إل ثواب اللسسه عزوجسل ‪ .‬فالمسسلم عبسد‬
‫للسسه يعبده فسي كسل لحظسة مسن لحظات حياتسه ومنهسا تربيتسه لطفاله‬
‫عندمسا يجعلهسا خالصسة لوجسه اللسسه عزوجسل ‪ ،‬وفضسل النفاق على‬
‫الولد وتربيتهسسم مسسن العمال الحميدة التسسي تكفسسر الذنوب وترفسسع‬
‫الدرجات فقسسسد أخرج الشيخان رحمهمسسسا اللسسسسه عسسسن أبسسسي مسسسسعود‬
‫النصاري أن رسول اللسه قال ‪ ( :‬إذا أنفق المسككككككلم‬
‫نفقكة على أهله وهكو يحتسكككككبها كانكت له صكدقة )‬
‫وقال ابسن المبارك رحمسه اللسسه وهسو مسع إخوانسه فسي الغزو ‪ :‬تعلمون‬
‫ل أفضل مما نحن فيه ؟ قالوا ما نعلم ذلك قال ‪ :‬أنا أعلم ‪ .‬قالوا‬ ‫عم ً‬
‫‪ :‬فمسسا هسسو قال ‪ :‬رجسسل متعفسسف ذو عائلة قام مسسن الليسسل فنظسسر إلى‬
‫صسبيانه نيامًا متكشفيسن فسسترهم وغطاهسم بثوبسه ‪ ،‬فعمله أفضسل ممسا‬
‫نحن فيه ‪.‬‬
‫وظائف المرأة المسلمة ‪:‬‬
‫‪-12-‬‬
‫خلق اللسسسسه عزوجسسسل الرجسسسل والمرأة لعبادتسسسه عزوجسسسل ‪،‬‬
‫وتتسساوى المرأة مسع الرجسل فسي طاعسة اللسسه ‪ ،‬ثسم ميزهمسا فجعسل‬
‫الرجسل للعمسل خارج البيست ‪ ،‬والمرأة للعمسل داخسل البيست ‪ .‬فالفرق‬
‫بينهمسا فرق فسي التخصسص ‪ ،‬والتخصسص صسفة حضاريسة وصسل‬
‫إليهسسا النسسسان بعسسد آلف السسسنين ‪ ،‬ودعسسم اللسسسه هذا التخصسسص‬
‫عندهما عضوياً ونفسياً ثم اجتماعياً ‪.‬‬
‫لذلك فإن للمرأة المسسسلمة عدة وظائف فسسي المجتمسسع المسسسلم ‪،‬‬
‫وظائف أسساسية وذات أهميسة أكثسر مسن الرجسل ‪ ،‬لنهسا تتعلق بتربيسة‬
‫الجيال ‪ ،‬فالرجسل يصسنع الشياء مسن الخشسب والحديسد وغيرهمسا ‪،‬‬
‫والمرأة تصنع الرجال ‪ ،‬وشتان بين الصناعتين ‪.‬‬
‫‪ -1‬المرأة المسلمة أم مربية ‪:‬‬
‫وهذه أعلى مرتبسة يصسلها النسسان فسي المجتمسع ‪ ،‬ول تسساويها‬
‫أيسة وظيفسة غيرهسا ‪ ،‬ولئن زهّد أعداء السسلم المرأة المسسلمة بهذه‬
‫الوظيفة والمكانة الرفيعة ‪ ،‬فقد قال سبسحسانه وتسعسالى‪ { :‬ووصينا‬
‫النسان بوالمديه حملته أمه وهناً على وهن ‪ ،‬وفصاله في عامين‬
‫أن اشكر لي ولوالديك } [ لقمان ‪ . ] 14 :‬وأخرج الشيخان رحمهمسا‬
‫اللسسه تعالى عسن أبسي هريرة قسسال ‪ :‬جسساء رجسسل إلسسى النسبي‬
‫فسقال ‪ :‬يسارسسول اللسه مسن أحسق النساس بحسن صحابتي ؟ قسال ‪:‬‬
‫( أمكك) قال ‪ :‬ثسم مسن ؟ قال ‪ ( :‬أمكك) قال ‪ :‬ثسسم مسسن ؟ قسسال ‪:‬‬
‫( أمككك ) قسال ‪ :‬ثسم مسن ؟ قسال ‪ ( :‬أبكوك)‪ .‬مستسفسق عسسليسه (‪. )1‬‬
‫ومسسقستضسى السسحديسث أن يكسسون للم ثسسلثة أمثسسال مسسا للب‬
‫مسن السسبر ‪ .‬وقسسد جعسل اللسسه مكانسسة الم ل يدانيهسا شيسء ‪ ،‬فجعسل‬
‫الجنسسة تحسست أقدامهسسا ‪ ،‬وأخرج النسسسائي وابسسن ماجسسه والحسسساكم أن‬
‫جاهمة أتى النبي ليخرج معه في الغزو فقال له المصطفى‬
‫‪ ( :‬ألك والككككدة ) ؟ قال ‪ :‬نعسسسسم ‪ ،‬قال ( فالزمهكككا فإن‬

‫‪ )(1‬صحيح البخاري ( ‪ ، ) 336 / 10‬وصحيح مسلم ( ‪. ) 2548‬‬


‫‪-13-‬‬
‫الجنة تحت قدميها ) ‪ .‬ومن الناحية الجستماعية فإن السرة‬
‫نواة المجتمع‪ ،‬والم نواة السرة كذلك وهذه بعض وظائف الم ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬النجاب ‪:‬‬
‫وهسو تزويسد المجتمسع بالفراد ‪ ،‬وهسي وظيفسة حيويسة وأسساسية‬
‫فسي المجتمسع ‪ ،‬وبدونهسا ينقرض المجتمسع بعسد أن يهرم ‪ .‬وعسن ابسن‬
‫عمسر رضسي اللسسه عنهمسا عسن النسبي قال ‪( :‬إن للمرأة فكي‬
‫حملهكككا إلى وضعهككا ‪ ،‬إلى فصككالها مككن الجككر ‪،‬‬
‫كالمتشحط في سبيل اللكه ‪ ،‬فإن هلكت فيما بين‬
‫ذلك ‪ ،‬فلها أجر الشهيد ) (‪. )1‬‬
‫ب ‪ -‬الرضاع ‪:‬‬
‫يقول تعالى‪ { :‬والوالدات يرضعممن أولدهممن حوليممن كامليممن‬
‫لمممن أراد أن يتممم الرضاعممة ‪ [ } ...‬البقرة ‪ . ]233 :‬ولبسسن الم غذاء‬
‫كامل ‪ ،‬خال من الجراثيم‪ ،‬ويكسب الطفل مناعة ضد المراض ‪،‬‬
‫يحتوي نسسسبة بروتينات تسسساعد على الهضسسم السسسريع وكميسسة مسسن‬
‫المعدن والملح تريسسح الكليتيسسن ‪ ،‬ويحتوي على فيتاميسسن (ث) و‬
‫(أ) ‪ .‬ويشعسر الطفسل بالحنان والمان وهسو ملتصسق بوالدتسه يسسمع‬
‫نبضات قلبهسا ‪ ،‬وقسد أكسد علماء النفسس أن الرضاعسة ليسست مجرد‬
‫إشباع حاجسة عضويسة ‪ ،‬بسل هسي موقسف نفسسي اجتماعسي شامسل ‪،‬‬
‫تشمسسسل الرضيسسسع والم ‪ ،‬وشعور الم بالراحسسسة والسسسسعادة أثناء‬
‫رضاعسسة طفلهسسا يسسساعدها على ضمور الرحسسم‪ ،‬وعودتسسه بشكسسل‬
‫أسسسرع إلى وضعسسه الطسسبيعي (‪ . )2‬والم ملزمسسة بإرضاع طفلهسسا‬
‫ديانة‪ ،‬وعند الستثناء تلزم قضاء [ حاشية ابن عابدين ‪. ] ) 674 / 2 ( ،‬‬
‫وذهب الشافعية إلى أنه يجب على الم إرضاع ولدها اللبأ ( اللبن‬

‫‪ )(1‬رواه ابن حجر في المطالب العالية ( ‪ ) 84 / 2‬رقم الحديث ( ‪. ) 1720‬‬


‫‪ )(2‬خيرية حسين جابر ‪ ،‬ص (‪ )58‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪-14-‬‬
‫النازل بعيد الولدة ) لن الرضيع ل يعيش بدونه غالباً ‪ ،‬أو أنه ل‬
‫يقوى وتشتد بنيته إل به (‪. )1‬‬
‫ج ‪ -‬العناية بالطفل ‪:‬‬
‫أي إرضاعسه وتنسسظيفه وتعهده بالنوم وتغيسسير ثيابسه كسسلما لزم‬
‫ذلك ‪ ،‬وتغذيتسه بعسد الشهسر السسرابسع بغذاء إضافسي غسسير الحليسب ‪،‬‬
‫وإتمام السلقاحات اللزمة ‪ ،‬ثم اللعب معه ‪ ،‬ومناغاته ‪ ،‬ثم الستحدث‬
‫معسه ‪ .‬وبسسعبسارة أخسسرى تسسربسيته روحياً وخلقياً واجتماعياً وعقلياً‬
‫ونفسياً وجسدياً (‪. )2‬‬
‫وربمسا يقول أحدهسم ماذا لو تركست الم هذه المهمسة ‪ -‬العنايسة‬
‫بالطفسل ‪ -‬للخادمسة ‪ ،‬أو المربيسة وقسد تكون متخصسصة فسي التربيسة‬
‫( كالمربيات النجليزيات فسسسي دول الخليسسسج العربسسسي ) ‪ .‬ماذا لو‬
‫تخلت الم عسسسن هذه الوظيفسسسة ‪ ،‬وفسسسي الفصسسسول القادمسسسة إجابسسسة‬
‫مفصسلة ‪ ،‬خلصستها أن العلقسة بيسن الطفسل وأمسه علقسة عضويسة‬
‫أولً‪ ،‬ثم روحية ثانياً لذلك يستحيل أن تسد مكان أمه أي امرأة في‬
‫العالم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬المرأة المسلمة ربة بيت ‪:‬‬
‫ومسن وظائف المرأة المسسلمة أنهسا ربسة بيست ‪ ،‬أسسسوة بفاطمسة‬
‫بنت رسول اللسه ‪ ،‬فقد أخرج الشيخان وأبوداود والترمذي عن‬
‫علي كرم اللسسه وجهسه أنسه قال لبسن أعبسد ‪ ( :‬أل أحدثسك عنسي وعسن‬
‫فاطمة ‪ .‬قلت بلى ‪ .‬قال ‪ :‬إنها جرت بالرحى حتى أثر في يدها ‪،‬‬
‫واسسستقت بالقربسسة حتسسى أثرت فسسي نحرهسسا ‪ ،‬وكنسسست البيسست حتسسى‬
‫اغبرت ثيابها ‪ ،‬فأتى النبي خدم (رقيق) ‪ ،‬فقلت ‪ :‬لو أتيت أباك‬
‫فسسسألته خادماً ‪ ،‬فأتتسسه فوجدت عنده حداثاً فرجعسست ‪ ،‬فأتاهسسا مسسن‬
‫الغسسد ‪ ،‬فقال ‪ :‬مسسا كان حاجتسسك ؟ وسسسكتت ‪ ،‬فقلت أنسسا أحدثسسك‬

‫‪ )(1‬ابن قسساسم الغزي ‪ ،‬شرح الغاية ‪ ،‬ص (‪. )259‬‬


‫‪ )(2‬انظر خالد شنتوت ‪ ،‬تربية البنات ‪ ،‬ص (‪. )52‬‬
‫‪-15-‬‬
‫يارسسسول اللسسسه ‪ ،‬جرت بالرحسسى حتسسى أثرت فسسي يدهسسا ‪ ،‬وحملت‬
‫بالقربسسة حتسسى أثرت فسسي نحرهسسا ‪ ،‬فلمسسا أن جاء الخدم أمرتهسسا أن‬
‫تأتيك فتستخدمك خادماً يقيها حر ما هي فيه ‪ .‬فسقال ‪ ( :‬اتقي‬
‫اللكه يافاطمة ‪ .‬وأدي فريضة ربك ‪ .‬واعملي عمل‬
‫أهلك ‪ .‬وإذا أخذت مضجعك فسبحي ثلثا ً وثلثين ‪،‬‬
‫واحمدي ثلثا ً وثلثين ‪ ،‬وكبري أربعا ً وثلثين ‪ .‬فتلك‬
‫مائة فهكي خيكر لك مكن خادم ) ‪ ،‬فقالت ‪ :‬رضيسست عسسن‬
‫اللسه وعن رسوله ) [ فتح الباري ‪ ) 506 / 9 ( ،‬شبيه به ] ‪.‬‬
‫أسسسسمسعت أيتسسسها الم المسسسلسمسة ‪ ،‬أبسسسى المصسسطفى علسسسى‬
‫فسسساطسمة السسسزهراء‪ ،‬السسستي لم يكسسسن يحسسسب أحسسسداً مثسسسلهسا ‪ ،‬وهسسسي‬
‫بضسسعسة منسسه ‪ ،‬يريبسسه مسسا يريبهسا ‪ ،‬ويغسسضسبه مايغضبهسا ‪ ،‬أبسى‬
‫عليهسا الخادم ‪ ،‬ووزع أولئك الخدم الذيسن جاؤوه على غيرهسا مسن‬
‫نساء المسسلمين حرصساً منسسه على أن تسسزداد ابنسسته مسن الجسر كلمسا‬
‫عملت في خدمة زوجها وبنيها ‪ [ .‬محمد على البار ‪ ،‬ص ‪. ] 52‬‬

‫‪ - 3‬المرأة المسلمة زوجة صالحة ‪:‬‬

‫ومن مهماتها كزوجة ‪:‬‬


‫أ ‪ -‬طسساعة الزوج تطيعسه فسي غيسر معصسية ‪ ،‬وتقدم طاعتسه على طاعسة أمهسا‬
‫وأبيها لو تعارضت (‪. ) 1‬‬
‫ب ‪ -‬حفظ الزوج في ماله ونفسها وأولده ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬التجمل للزوج فقط ‪ ،‬وتتزين في بيتها لزوجها ‪.‬‬
‫د ‪ -‬الزوجة الصالحة سكن لزوجها ‪ ،‬يرتاح عندها وينسى همومه‬
‫ومتاعبه خارج البيت ‪.‬‬

‫‪ )(1‬للتفاصيل انظر خالد شنتوت ‪ ،‬تربية البنات في السرة المسلمة ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬
‫‪-16-‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫المربيات والخدم في الجزيرة العربية‬


‫إخراج غير المسلمين من جزيرة العرب ‪:‬‬
‫أفتسى الشيسخ عبسد العزيسز بسن باز ‪ ،‬مسن إذاعسة المملكسة العربيسة‬
‫السسعودية ‪ ،‬فسي موضوع المربيات الجنسبيات ( غيسر المسسلمات )‬
‫وتتلخسسص فتواه ‪-‬حفظسسه اللسسسه‪ -‬فسسي أن اسسستقدام المربيات غيسسر‬
‫المسلمات محرم شرعاً من ناحيتين ‪:‬‬
‫‪-1‬مخالفسسسة وصسسسية رسسسسول اللسسسسه ‪ ،‬وأمره بعدم تمكيسسسن غيسسسر‬
‫المسلمين من السكنى في جزيرة العرب ‪.‬‬
‫‪-2‬خطرهنّ على عقيدة الطفال وسلوكهم ولغتهم ‪.‬‬
‫وقال القاضسي عبدالقادر بسن محمسد العماري معلقاً على ذلك ‪:‬‬
‫تشمسسسل جزيرة العرب المملكسسسة العربيسسسة السسسسعودية والكويسسست‬
‫والبحريسسن وقطسسر والمارات وعمان واليمسسن ‪ ،‬فالجزيرة العربيسسة‬
‫هي محور السلم ‪ ،‬وهي قاعدته ‪ ،‬وأراد النبي أن يحمي هذا‬
‫المحور ‪ ،‬وهذه القاعدة على مسسسر التاريسسسخ ‪ ،‬فجعسسسل مسسسن عقيدة‬
‫المسسلمين المحافظسة على هذه القاعدة ‪ ،‬حتسى ليدخلهسا ضعسف ول‬
‫يعتريهسا خلل ‪ ،‬فتعدد الطوائف والديان فيهسا مسن شأنسه أن يزعزع‬
‫كيانها ‪ ،‬وفي السماح لدخول غير المسلمين يؤدي إلى جعلهم كثرة‬
‫تهدد السسلم نفسسه فسي عقسر داره ‪ ،‬فل يجوز إبقاء مسن هسو على‬
‫غيسسسر ديسسسن السسسسلم فيهسسسا إل لضرورة ‪ ،‬يراهسسسا ولي المسسسر ‪،‬‬
‫والضرورة تقدر بقدرها (‪. )1‬‬
‫وقسد أخرج البخاري رحمسه اللسسه عسن ابسن عباس رضسي اللسسه‬
‫عنهمسسا ‪( :‬أنسسه قال يوم الخميسسس ومايوم الخميسسس ‪ ،‬ثسسم بكسسى حتسسى‬

‫‪ )(1‬عبد القادر العماري ‪ ،‬مجلة المجتمع الكويتية ‪ ،‬العدد ( ‪. ) 821‬‬


‫‪-17-‬‬
‫خضسسب دمعسسه الحصسسبا‪ ،‬فقال اشتسسد برسسسول اللسسسه وجعسسه يوم‬
‫الخميس ‪ ..‬وأوصى عندموته بثلث ‪:‬‬
‫‪-1‬أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ‪.‬‬
‫‪-2‬أجيزوا الوفسد بنحسو مسا كنست أجيزهسم ‪ ( .‬ونسسي ‪ -‬الراوي ‪-‬‬
‫الثالثة ) ‪.‬‬
‫وقال الخليل بن أحمد ‪ :‬سميت جزيرة العرب لن بحر فارس‬
‫وبحسر الحبشسة والفرات ودجلة أحاطست بهسا ‪ ،‬وهسي أرض العرب‬
‫ومعدنها ‪.‬‬
‫ويقول ابن القيم في كتابه أحكام أهل الذمة ‪ :‬جاء عن عمر بن‬
‫الخطاب أنسسسه سسسسمع رسسسسول اللسسسسه يقول ‪ ( :‬لخرجككن‬
‫اليهود والنصككارى مككن جزيرة العرب حتككى ل أدع‬
‫فيها إل مسلما ً ) ‪ .‬وعن عائشة رضي اللسه عنها قالت ‪ :‬آخر‬
‫‪ ( :‬ل يترك بجزيرة العرب دينان‬ ‫ماعهسد رسسول اللسسه‬
‫) (‪. )1‬‬
‫ويقول العماري ‪ :‬والحسق أن الحاديسث الصسحيحة تمنسع إقامسة‬
‫غيسر المسسسلمين فسسي جزيرة العرب كلهسا ‪ -‬إل لضرورة ‪ -‬ويدخسسل‬
‫فسسي غيسسر المسسسلمين الشيوعيون حتسسى ولو كانوا مسسن أهلهسسا ‪ ،‬فل‬
‫مكان فسسسسسي جزيرة العرب إل للسسسسسسلم وأهله ‪ ،‬ويجسسسسسب على‬
‫المسلمين كافة تنفيذ وصية رسول اللسه (‪. )2‬‬
‫وكان عمسر بسن الخطاب ل يدع يهودياً ول نصسرانياً ينصسر‬
‫ولده ‪ ،‬ول يهوده فسي ملك العرب ‪ .‬وقدم على عمسر رجسل مسن‬
‫تغلب فقال له عمسسر ‪ :‬إنسسه كان لكسسم فسسي الجاهليسسة نصسسيب فخذوا‬
‫نصسيبكم مسن السسلم ‪ ،‬فصسالحه على أن أضعسف عليهسم الجزيسة ‪،‬‬
‫ول ينصسروا البناء ‪ ،‬وقسد فعسل عمسر هذا اقتداء برسسول اللسسه ‪،‬‬
‫فعسسن علي بسسن أبسسي طالب قال ‪ :‬شهدت رسسسول اللسسسه حيسسن‬

‫‪ )(1‬رواه أحمد وفي الموطأ رقم ( ‪. ) 873‬‬


‫‪ )(2‬عبد القادر المعماري ‪ ،‬مجلة المجتمع الكويتية ‪ ،‬العدد ( ‪. ) 823‬‬
‫‪-18-‬‬
‫صسالح نصسارى بنسي تغلب على أن ل ينصسروا البناء ‪ ،‬فإن فعلوا‬
‫فل عهد لهم ‪ ،‬قال علي ‪ :‬لو فرغت لقاتلتهم ‪.‬‬
‫الملك عبدالعزيز يرفض إقامة المنصرين في بلده ‪:‬‬
‫وقسسد فطسسن الملك عبدالعزيسسز آل سسسعود ‪ -‬رحمسسه اللسسسه ‪ -‬إلى‬
‫وصسية رسسول اللسسه ‪ ،‬فرفسض إقامسة المنصسرين فسي بلده ولم‬
‫يسسمح لطباء البعثسة التنصسيرية بإقامسة فرع لهسم فسي الرياض ‪ ،‬أو‬
‫أي مكان فسسي مملكتسسه ‪ ،‬على الرغسسم مسسن الحاجسسة الماسسسة للطباء‬
‫يومذاك ‪ .‬يقول كونوي زيقلر (‪ ) H . COWAY ZEIGLER‬كان‬
‫أول لقاء بين الملك عبدالعزيسز والبعثات التنصيرية المريكيسة فسي‬
‫ربيسسع عام (‪1914‬م) ‪ ،‬فعنسسد سسسماع الملك عبدالعزيسسز مسسن الشيسسخ‬
‫مبارك ( حاكسسم الكويسست ) عسسن وجود طسسبيب غربسسي ماهسسر فسسي‬
‫الكويسست ‪ ،‬بعسسث الشيسخ مبارك الدكتور مايلريسا ( ‪ ) MYLREA‬إلى‬
‫مخيسسم الملك ‪ ،‬ليرى إذا كان يسسستطيع أن يفعسسل شيئاً لعلج بعسسض‬
‫أفراد حاشيسسة الملك عبدالعزيسسز ‪ .‬وبعسسد أن عالج هؤلء توجسسه إلى‬
‫ابسسن سسسعود مسسستفسراً عسسن إمكان تأسسسيس مسسستشفى للبعثسسة فسسي‬
‫الرياض ‪ ،‬ولكن الحاكم السعودي رفض وشرح موقفه قائلً ‪ :‬إن‬
‫رجال وسسسط الجزيرة ليسسسوا فقسسط مسسن ديسسن واحسسد ‪ ،‬بسسل إنهسسم مسسن‬
‫مذهسب واحسد مسن هذا الديسن ‪ ،‬وأنسا أعرف جيداً أن المنصسرين إذا‬
‫دخلوا أرضسي واسستقروا فيهسا ‪ ،‬فإنكسم سستأتون برسسالتكم الخاصسة‬
‫وكتبكم وسوف يحدث قلق لدى رجالي ‪ ،‬وهذا يسبب لي المتاعب‬
‫‪ .‬ل لن أقدم حتى ذبابة لي دين آخر ‪ .‬عندما أحتاجكم سأبعث في‬
‫طلبكسسم ‪ ،‬ولكنسسي لن أسسستطيع دعوتكسسم لتعيشوا بصسسورة دائمسسة فسسي‬
‫بلدي (‪. )1‬‬
‫حجم مشكلة المربية الجنبية‪:‬‬

‫‪ )( 1‬كونوي زيلقر ‪ ،‬أصول التنصير في الخليج العربي ‪ ،‬ترجمة مازن مطبقاني ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬
‫‪-19-‬‬
‫تقول صسحيفة (المسسلمون) فسي عددهسا رقسم ( ‪ ) 303‬الصسادر‬
‫يوم ( ‪ : ) 1990 /11 /23‬مليون ونصسف مليون مربيسة أطفال فسي‬
‫الخليسج ‪ ،‬ونسسبة كسبيرة منهسن يعملن لدى أسسر بهسا زوجات ل يعملن‬
‫خارج البيسسست ‪ .‬ونشرت (المسسسسلمون) كذلك مقالة للدكتور محمسسسد‬
‫عبدالعليسم مرسسي ‪ ،‬أستاذ التربية فسي جامعسة المام محمسد بن سسعود‬
‫السلمية يقول ‪ :‬دلت الدراسات الميدانية في أحد القطار الخليجية‬
‫على أن (‪ )%43‬مسسسسسسسسسسسسسسسسسسن هذه المربيات هنديات و (‪)%34‬‬
‫سسسسسسسسسسسسيرلنكيات و (‪ )%9‬فيلبينيات و (‪ )%8‬عربيات و (‪)%3‬‬
‫كرديات و (‪ )%1.5‬إنجليزيات ‪.‬‬
‫أما دين هذه المربيات فعلى النحو التالي ‪ )%42( :‬مسيحيات‬
‫و (‪ )%34‬بوذيات و (‪ )%19‬وثنيات و (‪ )%5‬مسسسسسسسسسسسسسسسلمات‬
‫[ (المسسلمون) فسي ( ‪1991 / 1 / 25‬م ] ‪ .‬وفسي دراسسة أخسسرى أجسسريت‬
‫علسسسسى المربيات فسسسي الكسسسسويست تسسسبين أن ‪ )%36.2( :‬جئن مسسسن‬
‫مجتمعات تتناول أطعمسة محرمسة ‪ ،‬و (‪ )%43‬جئن مسن مجتمعات‬
‫تتناول الخمور بشكسل عادي ‪ .‬وفسي دراسسسة أخرى دلسسست على أن‬
‫‪ )%14( :‬منهن يستقبلن أصدقائهن من الرجسال في البيسوت التي‬
‫يعملن بسسها ‪ ،‬و (‪ )%8.7‬يزرن أصسدقائهن الرجسسال فسي منازلهسم ‪،‬‬
‫و (‪ )%58.6‬يحبذن ممارسسسسسسسة الجنسسسسسسس قبسسسسسسل الزواج‪ ،‬و (‬
‫‪ )%51.18‬يشرحسسن عسسن حياة الطسسسفال فسسي مجتمعاتهسسن لطفال‬
‫البيوت التسسسي يعملن فيهسسسا ‪ .‬كمسسسا أن (‪ )%2.5‬قالت أن شسسسسرب‬
‫الخمور فسي مجتمعاتهسن مباح للطفال ‪ .‬أمسا مسن حيسث اللغسة التسي‬
‫تتحدث بها المربيات فقد دلت الدراسات على أن (‪ )%8‬لهن إلمام‬
‫باللسسسغة السسسعربيسة ‪ ،‬و (‪ )%6.2‬يسستطسعن التحدث بهسا ‪ ،‬أمسسا اللغسسة‬
‫الكثر شيوعًا لدى المربيات فهي النجليزية [المرجع نفسه ] ‪.‬‬
‫والغريب بالمر أن هذه المربيات مهتمات بأديانهن ‪ ،‬فقد دلت‬
‫إحدى الدراسسسات على أن (‪ )%97.5‬منهسسن يمارسسسن طقوسسسهن‬
‫‪-20-‬‬
‫الدينيسة [ خليفةإبراهيسسم‪،‬ص‪ ]63‬ممسا يدل على أنهسن ليسس مجرد نسساء‬
‫فقيرات دفعتهن الحاجة إلى هذا العمل ‪.‬‬
‫وتقول مجلة المجتمسع الكويتيسة [ العدد (‪ : ] )923‬لم تعسد ظاهرة‬
‫المربيات الجنبيات وآثارها على أطفالنا في الخليج مشكلة بسيطة‬
‫‪ ،‬بسسسسل تحولت إلى إشكاليسسسسة زاد حجمهسسسسا إلى درجسسسسة أن عام (‬
‫‪1984‬م) شهد وجود أكثر من (‪ )180‬ألف خادمة ومربية وخادم‬
‫فسي الكويست ‪ ،‬أي حوالي (‪ )%10‬مسن مجموع السسكان ‪ ،‬وبمعدل‬
‫خادم لكسل (‪ )3‬مواطنيسن كويتيسن ‪ .‬وتؤكسد الحصسائيات أن نصسيب‬
‫كل أسرة كويتية حوالي (‪ )3‬خادمات ‪ .‬وهناك أكثر من(‪ )20‬ألف‬
‫أسسسسرة كويتيسسسة تسسسستخدم المربيات الجنسسسبيات ‪ ،‬باسسسستثناء الخادم‬
‫والسائق والبستاني والطباخ وغير ذلك ‪ .‬وأصبح الوافدون يمثلون‬
‫(‪ )%59‬مسسن مجموع السسسكان فسسي الكويسست عام (‪1980‬م) [ خليفسسة‬
‫إبراهيم ‪ ،‬ص ‪. ] 40‬‬
‫وقسسسسسسسسد ذكرت عدة دراسسسسسسسسسات أرقاماً مذهلة حول أوضاع‬
‫الخادمات مع أطفالنا ‪ ،‬وأخلقهن وانعكاسات ذلك على الصغار ‪،‬‬
‫وتضيف مجلة المجتمع قائلة [ العدد (‪: ] )923‬‬
‫وتحتل جرائم الخدم نصيب السد في مجمل الجرائم التي في‬
‫البلد ‪ ،‬وتعتسسبر الجرائم الخلقيسسة مسسن أسسسوأ مايقسسع مسسن الخادمات‬
‫والمربيات الجنسسبيات ‪ ،‬لذلك قال المسسستشار غازي السسسمار ‪ :‬إن‬
‫المربيات الجنسسسبيات والعمالة السسسسيوية معولن هدامان ينخران‬
‫فسي كيان المجتمسع الكويتسي العربسي المسسلم خاصسة ‪ ،‬ودول الخليسج‬
‫عامسسة ‪ .‬وتقول لطيفسسة الرجيسسب ‪ :‬إن عشرات اللف مسسن الخدم‬
‫يزرعون مفاهيمهم الغريبة ويورثون الكسل لمجتمعاتنا ‪ ،‬وقد بات‬
‫خطرهسسم على أمسسن المجتمسسع كسسبيراً جداً ‪ ،‬ممسسا يهدد معسسه النظام‬
‫السسسري فسسي الخليسسج بأكمله‪ .‬ويقول حمسسد جاسسسم السسسعيد رئيسسس‬
‫تحريسسسسر الرأي العام ‪ :‬بدخول الخدم إلى بلدنسسسسا أدخلوا معهسسسسم‬
‫المصائب والمشاكل ‪.‬‬
‫‪-21-‬‬
‫مكتب التربية العربي يهتم بالمشكلة ‪:‬‬
‫وقسسد سسسارع مكتسسب التربيسسة العربسسي لدول الخليسسج ‪ ،‬مدفوعًا‬
‫بالغيرة السسلمية على المسة المسسلمة ‪ ،‬سسارع إلى توجيسه كتاب‬
‫إلى مجلس وزراء العمسل والشئون الجتماعيسة فسي الدول العربيسة‬
‫الخليجية في دورته الرابعة بالرياض (يناير ‪1982‬م) ‪ .‬وقد ناقش‬
‫المجلس الموضوع المقترح ‪ ،‬وأصسسسدر بشأنسسه قراراً ينسسص على‬
‫تكليف مكتب المتابعة لجراء التصالت اللزمة‪ .‬وأصدر بشأنه‬
‫قراراً ينسسسسص على أهميسسسسة دراسسسسسة ظاهرة اسسسسستخدام المربيات‬
‫الجنسبيات فسي السسرة الخليجيسة ‪ ،‬نظراً لمسا لهسا مسن آثار اجتماعيسة‬
‫خطيرة ‪ ،‬كمسسا ينسسص القرار على ضرورة قيام مكسسستب السسستربية‬
‫السسعربي بإعداد دراسسسة شاملة فسي ضوء الدراسسات القطريسة مسن‬
‫الدول العضاء [ خليفسسة إبراهيسسم ‪ ،‬ص ‪ .] 11‬ومسسن الجديسسر بالذكسسر أن‬
‫حجسسم الخطسسر الكسسبر مسسن المشكلة يوجسسد فسسي المارات العربيسسة‬
‫والكويسست وقطسسر والبحريسسن‪ ،‬أمسسا فسسي المملكسسة العربيسسة السسسعودية‬
‫فالخطسر ‪ -‬وللسسه الحمسد ‪ -‬أقسل ممسا هسو فسي البلدان السسابقة الذكسر ‪.‬‬
‫وذلك للسباب التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬تكتفسسي الم السسسعودية بالسسستعانة بخادمسسة واحدة كمسسا دلت‬
‫الدراسسات على أن (‪ )%88.7‬مسن هذه السسر تكتفسي بخادمسة واحدة‬
‫فقسط ‪ ،‬بهدف العمال المنزليسة ‪ ،‬ومسساهمتها فسي تربيسة الطفسل أمسر‬
‫ثانوي [ عنبرة النصاري ‪ ،‬ص ‪. ]228‬‬
‫‪-1‬تمثل الخادمات الندونوسيات (‪ )%68.8‬من مجموع الخادمات‬
‫فسسسي المملكسسسة العربيسسسة السسسسعودية ومعظمهسسسن أو كلهسسسن مسسسن‬
‫المسسسسلمات ‪ ،‬كمسسسا أن ( ‪ )%60.7‬مسسسن هذه السسسسر تخصسسسص‬
‫للخادمة غرفة مستقلة بها كي ل تخالط البناء (‪. )1‬‬
‫‪-2‬دلست السدراسات المسيدانية على أن (‪ )%68.3‬من الخادمات‬
‫فسي منطقسة الخليسج تقسل أعسسمارهسن عسسن العشسسرين [ إبراهسسيم خليفسة ‪ ،‬ص‬

‫‪ )(1‬عنبرة النصاري ص‪ 232‬واعتدال عطيوي ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬


‫‪-22-‬‬
‫‪ . ]62‬و تسسبين مسسن الدراسسسات الميدانيسسة أيضاً أن ( ‪)%51.2‬مسسن‬
‫الخادمات فسي الممسسلكة العسسربية السسعودية أعمارهسن بيسن (‪)30-21‬‬
‫سسسنة [ عنسسبرة النصسساري ‪ ،‬ص ‪ . ]150‬وهذا يعنسسي أن معظسسم الخادمسسسات‬
‫اللتسي تقسل أعمارهسن عسن العشريسن ‪ ،‬يعملن خارج المملكسة العربيسة‬
‫السعودية ‪.‬‬
‫لمحمممة تممماريخمميممة ‪:‬‬
‫كان العرب قبسسسل السسسسلم يبعثون أطفالهسسسم للرضاعسسسة فسسسي‬
‫البادية ‪ ،‬كمسا رضسع رسسول اللسسه من حليمسة السسعدية ‪ ،‬مسن بنسي‬
‫بكسر بسن هوازن ‪ .‬ومسن التأمسل فسي هذا الرضاع يلحسظ أن هدف‬
‫القرشيين من ذلك هو ‪:‬‬
‫‪-1‬أن ينشسأ الطفسل فسي الباديسة حيسث اللغسة العربيسة الفصسحى ‪ ،‬ومسن‬
‫المعلوم أن الطفسسسل يلتقسسسط كلماتسسسه الولى مسسسن اللغسسسة خلل مدة‬
‫الرضاعسسة ‪ ،‬ففسسي نهايسسة السسسنة الثانيسسة ‪ ،‬حيسسث تنتهسسي الرضاعسسة‬
‫ينطسق الطفسل عدة كلمات ‪ ،‬ويفهسم كلمات أكثسر ممسا ينطسق ‪ .‬ومسن‬
‫المعلوم أيضاً مكانسسسة اللغسسسة والفصسسساحة عنسسسد قريسسسش ‪ ،‬ومدى‬
‫اهتمامهم بهما ‪.‬‬
‫‪-2‬الباديسسسة هسسسي المكان الذي ينبسسست فيسسسه العشسسسب ‪ ،‬وتسسسسقط فيسسسه‬
‫المطار ‪ ،‬وعلى هذا يكون الطقس أكثر اعتدالً وأقل حرارة من‬
‫الصسحراء التسي قلمسا يسسقط فيهسا المطسر ‪ ،‬ومسن المقارنسة بيسن مكسة‬
‫وبلد بنسي سسعد (جنوب الطائف) ‪ ،‬وهسي جبال مرتفعسة ‪ ،‬مناخهسا‬
‫لطيسف ‪ ،‬قليسل الحرارة ‪ ،‬وهواؤهسا طيسب ‪ ... ،‬وكسل ذلك يجعسسسل‬
‫مناخسسسها أكثسسسر ملءمسسسة لنمسسسو الطفسسسال مسن بلسسد شسسسديد السسسحرارة‬
‫مثل مكسسة المكسسرمسسسة ‪.‬‬
‫‪-3‬وفسسي الباديسسة قيسسم فطريسسة كالكرم والمروءة والنجدة والشجاعسسة‬
‫والحياة الخشنسة ‪ ،‬أكثسر ممسا فسي الحضسر الذي يختلط فيسه الناس‬
‫أحياناً ‪ ،‬فتتغير القيم فيه ‪.‬‬
‫‪-23-‬‬
‫لهذه السسباب الثلثسة وغيرهسا كان القرشيون يبعثون أطفالهسم‬
‫ليرضعوا فسي الباديسة ‪ .‬أمسا فسي شريعسة اللسسه عزوجسل التسي شرعهسا‬
‫للبشرية كافسة ‪ ،‬ولكل زمان ومكان فقد قال عزوجسل‪ { :‬والوالدات‬
‫يرضعن أولدهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ‪[ }...‬‬
‫البقرة ‪ . ]232 :‬ويقول سسسسيد قطسسسب رحمسسسه اللسسسسه إن على الوالدة‬
‫المطلقسة ‪ -‬لن اليسة جاءت بعسد آيات أحكام الطلق ‪ -‬واجسب تجاه‬
‫طفلهسسا الرضيسسع يفرضسسه اللسسسه عليهسسا ‪ ،‬ول يتركهسسا فيسسه لفطرتهسسا‬
‫وعاطفتهسا التسي قسد تفسسدها الخلفات الزوجيسة ‪ ،‬فيقسع الغرم على‬
‫هذا الصسغير ‪ .‬إذ يكفله اللسسه ويفرض له فسي عنسق أمسه ‪ ،‬لن اللسسه‬
‫سسبحانه يعلم أن هذه الفترة هسي المثلى مسن جميسع الوجوه الصسحية‬
‫والنفسية للطفل (‪. )1‬‬
‫الفرق بين المرضعة والمربية ‪:‬‬
‫السسسمرضعة يفرز جهازهسسا الغددي هرمون ( برولكتيسسن ) ‪،‬‬
‫وهسسو الذي يدفسسع الم للعطسسف علسسسى طفلهسسا خاصسسة ‪ ،‬والطفال‬
‫الصغار كذلك ‪ ،‬وقد حقن علماء النفس أنثى الفأر ( العزبة ) بهذا‬
‫الهرمون ‪ ،‬كمسا حقنوا الفأر الذكسر بسه أيضاً ‪ ،‬فلحظوا أن كليهمسا‬
‫أبدى عطفاً وحنواً على صغار الفئران ‪.‬‬
‫فالم التسسي ترضسسع طفلً مولوداً لهسسا ‪ ،‬وترضسسع معسسسه طفلً‬
‫آخسر ‪ ،‬هذه الم تحنسو عليهمسا معاً لنهسا مدفوعسة ‪ -‬عضوياً ‪ -‬إلى‬
‫العطف على الطفال ‪.‬‬
‫أمسا المربيسة المعاصسرة فهسي خادمسة أو موظفسة ‪ ،‬ل ترضسع ‪،‬‬
‫ول يوجسسد لديهسا هرمون (برولكتيسن) لذلك ل تسستطيع أن تحنسسو‬
‫على الطفل مثل المرضعة ‪ ،‬هذا من الناحية العضوية ‪.‬‬
‫أما من الناحية الجتماعية والخلقية فقد كان العرب يختارون‬
‫المرضعسسة مسسن القبائل المشهورة بقيمهسسا وصسسفاتها الحميدة ‪ ،‬وقسسد‬
‫عرفوا أثسر الرضاعسة على شخصسية الرضيسع ‪ ،‬وعرفوا أن الطفسل‬
‫‪ )(1‬سيد قطب ‪ ،‬في ظلل القرآن ‪.)254 / 1( ،‬‬
‫‪-24-‬‬
‫يرضسسع بجانسسب اللبسسن خصسسال الفتوة والطباع والعادات والخلق‬
‫والفضائل ‪.‬‬
‫وحتسى عشرات السسنين ‪ ،‬كانست العمالة المنزليسة موجودة فسي‬
‫الجزيرة العربيسسة ضمسسن نظام الرق ‪ ،‬موجودة عنسسد العائلت ذات‬
‫الدخول العاليسسة ‪ ،‬التسسي تحضسسر المرضعات للطفال خاصسسة ‪ ،‬أو‬
‫الخادمسة صسغيرة السسن بحيسث تنشسأ مسع الطفسل لتقوم بخدمتسه ‪ ،‬أو‬
‫الكسبيرة فسي السسن التسي تخصسص لتربيتسه طوال مراحسل العمسر ‪،‬‬
‫وتنتقسل معسه بعسد اسستقلله بأسسرته الجديدة ‪ ،‬إل أن قلة عدد هؤلء‬
‫المربيات ‪ ،‬بالضافسسة إلى سسسرعة تكيفهسسا مسسع الحياة الجتماعيسسة‬
‫والندماج في ثقافة المجتمع كانا يحولن دون الثار السسلبية على‬
‫الطفال ‪ ،‬وقسسد انتهسسى هذا النوع مسسن العمالة بعسسد إلغاء نظام الرق‬
‫في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه اللسه ‪.‬‬
‫ويتضسح أن الفرق بيسن العمالة المنزليسة المعاصسرة ‪ ،‬وبيسن تلك‬
‫العمالة في مدى النتشار ‪ ،‬ومصادر العمالة وآثارها [ اعتدال عطيوي‬
‫‪ ،‬ص ‪. ]29‬‬
‫أمسسا المربيسسة اليوم فإنهسسا جاءت مسسن بيئة مختلفسسة عسسن بيئتنسسا‬
‫العربيسة السسلمية ‪ ،‬بسل جاءت مسن ثقافسة مغايرة لثقافتنسا ‪ ،‬فدينهسا‬
‫يختلف عسن ديننسا ‪ ،‬ولغتهسا تختلف عسن لغتنسا ‪ ،‬وعاداتهسا وتقاليدهسا‬
‫تختلف عسن عاداتنا وتقاليدنا ‪ .‬ومسن البدهسي أن ديننا السسلم ‪ ،‬هسو‬
‫ديسن اللسسه عزوجسل ولن يقبسل اللسسه مسن أحسد غيره ‪ ،‬فهذه المربيات‬
‫( كافرات ومشركات ) ومعاديات للسلم ‪ ،‬ومن البدهي أيضاً أن‬
‫لغتنسا العسسربية عندنسا أفضسسل من لغسسات العسسالم لنسها لغة القرآن‬
‫الكريم والسسسسسنة المطهرة ‪.‬‬
‫وهكذا يتضسح الفرق بيسن المرضعسة فسي الماضسي والمربيسة فسي‬
‫الحاضسسسر ‪ ،‬كان العرب يبحثون عسسسن الفطرة السسسسليمة ‪ ،‬واللغسسسة‬
‫الفصسسيحة ‪ ،‬والفضائل الحسسسنة ‪ ،‬أمسسا مربيسسة اليوم فإننسسا نسسستقدمها‬
‫بدون سسسبب فسسي الغالب ‪ ،‬ليكتسسسب منهسسا أطفالنسسا الصسسفات الرديئة‬
‫‪-25-‬‬
‫جسدياً ونفسياً وخلقياً ‪ ،‬لذلك شتان بين مرضعة المس ومربيسسسسة‬
‫اليوم ‪.‬‬
‫عِممبرٌ ممممن التمممماريخ ‪:‬‬
‫يقول ابسن خلدون عسن الموييسن ‪ ( :‬لمسا جاءهسم الترف وغلبست‬
‫عليهسسم الرفاهيسسة بمسسا حصسسل لهسسم مسسن غنائم المسسم ‪ ،‬صسساروا إلى‬
‫نضارة العيش ورقة الحاشسسسية ‪ ،‬باتخاذهم الجواري والمربين في‬
‫البيوت ‪ ،‬كما اقتنوا القيان وسيروا الجواري إلى الحجاز وصاروا‬
‫موالي للعرب) ثم ماذا جرى !؟ ‪ ...‬سقطت الدولة الموية ‪ ،‬على‬
‫يسسد العباسسسيين الذيسسن اعتمدوا على الموالي فسسسقطوا كذلك ‪ ،‬حتسسى‬
‫وصسسل المسسر أن اسسستلم المماليسسك الحكسسم فسسسميت دولتهسسم دولة‬
‫الممسسساليك ‪ ،‬وكسسسان الخليفسسة ألعوبسسة فسسي أيديهسسم ‪ .‬وتدهورت حال‬
‫المسلمين مذ مالوا إلى الترف ‪ ،‬وغلبت عليهم الرفاهية ‪ ،‬وأكثروا‬
‫من الجواري والخدم ‪.‬‬
‫ودبر ثلثسسة مسسن أعداء المسسسلمين ‪ -‬المقيميسسن فسسي عاصسسمة‬
‫السسسلم ‪ -‬مقتسسل خليفسسة المسسسلمين عمسسر بسسن الخطاب ‪ ،‬أمسسا‬
‫الهرمزان فهو فارسي يكره العرب ‪ ،‬ولم يدخل السلم إل حينما‬
‫رأى السسيف فوق هامتسه ‪ ،‬وكانست مهمتسه ملزمسة الخليفسة ومعرفسة‬
‫الوقت الفضل لتنفيذ الجريمة ‪ ،‬وأما جفينة فكان رجلً نصرانياً‪،‬‬
‫أقدمسه سسعد بسن أبسي وقاص إلى المدينسة يعلم فسي كتابهسا ‪ ،‬وأمسا أبسو‬
‫لؤلؤة فهسسسو المجوسسسسي الذي كان يمسسسسح على رؤوس أطفال بلده‬
‫( نهاوند ) ويبكي ويقول أكل العرب كبدي (‪. )1‬‬
‫هؤلء الثلثسة مسن غيسر المسسلمين اغتالوا خليفسة المسسلمين بعسد‬
‫أن سمح لهم بالقامة في عاصمة المسلمين ‪.‬‬
‫المربيات الجنبيات في بيوت الغنياء ‪:‬‬
‫ويزداد الخطسسسسر عندمسسسسا نعرف أن ( معظسسسسم بيوت الغنياء‬
‫والكبار فسسي الخليسسج وسسسائر دول المنطقسسة العربيسسة والمسسسلمة ل‬
‫‪ )(1‬محمد السيد الوكيل ‪ ،‬ص ‪ ، 284‬بتصرف كبير ‪.‬‬
‫‪-26-‬‬
‫تتخلى عن المربيات غير المسلمات حتى كاد ذلك أن يكون جزءاً‬
‫مسن حياتهسا ‪ .‬والملحسظ أن معظسم البيوت التسي تشغسل المناصسب‬
‫العاليسة ل تخلو مسن المربيات غيسر المسسلمات ‪ ،‬وذاك خطسر جسسيم‬
‫يهدد المجتمع بأسره فمعظم هؤلء المربيات صليبيات أو بوذيات أو‬
‫هندوسيات ‪ ،‬ول يمكن أن ننسى أنه في مثل هذه الظروف يمكن أن‬
‫تنتهسسز الفتيات اليهوديات الفرصسسة تحسست جوازات سسسفر مزورة ‪،‬‬
‫لتربيسسة أبناء الكبار فسسي بعسسض دول العالم العربسسي والسسسلمي ‪ ،‬ثسسم‬
‫يسسسلم هؤلء الطفال إلى مدارس البعثات التبشيريسسة ‪ ،‬أو إرسسسالهم‬
‫إلى البعثات فسسسي الخارج ‪ ،‬وهكذا لو تفحصسسسنا الدور الذي تؤديسسسه‬
‫أولئك المربيات لوجدناه دورًا سسسسياسيًا خطيرًا فسسسي المقام الول ‪ .‬إذ‬
‫أن البعثات التبشيرية والتهويدية قد استغلت تلك الفرصة في إرسال‬
‫نوعيسسة معينسسة مسسن أولئك الفتيات المثقفات إلى أبعسسد الحدود ‪ ،‬يحملن‬
‫عقيدة الهيئة التي أرسلتهن [ مجلة المجتمع ‪ ،‬العدد (‪. ] )810‬‬
‫ويذكر الباحث عندما كان في بلد عربي أفريقي ‪ ،‬وكان زائراً‬
‫للنائب العام فسسسسي البلدة ‪ ( ،‬وهذا مسسسسن الكبار طبعاً ) ‪ ،‬وبينمسسسسا‬
‫يشربان الضيافسسسسسة دخسسسسسل (المطران) ويسسسسسسمونه هناك ( الب‬
‫البيض ) ‪ ،‬وكلمنا بالعربية الفصحى التي تعلمها خلل سنتين في‬
‫معهد الزيتونة بتونس ‪ ،‬وبعد أن حدثنا قليلً عن اهتمامه بالعربية‬
‫والسسلم ‪ ،‬أخسذ الطفلة ( عمرهسا أربعسة عشسر عاماً ) ‪ ،‬أخذهسا إلى‬
‫غرفتهسسا الخاصسسة يعلمهسسا الرياضيات والعلوم واللغسسة الفرنسسسية ‪،‬‬
‫وعندمسسا تغابيسست وسسسألت سسسيادة النائب العام كسسم تدفسسع له أجرة‬
‫الحصسسة ؟ أجابنسسي جاداً هذا يخدم الناس لوجسسه اللسسسه ول يأخسسذ‬
‫مالً !!؟ ‪.‬‬
‫فاهتمام المبشريسسن واليهود بأبناء الكبار وبناتهسسم بديهيسسة عنسسد‬
‫المسلم الذي صحا من نومه وغفلته ‪ ،‬أما الغافلون فإنهم يقولون ‪:‬‬
‫‪ -‬هذا يخدم الناس لوجسسه اللسسسه فقسسط ‪ . -‬وهذا سسسبب مسسن أسسسباب‬
‫( الفصسسام النكسسد ) بيسسن ( النخبسسة المسسسؤولة) فسسي العالم السسسلمي‬
‫‪-27-‬‬
‫والشعسب المسسلم ‪ ،‬ومسن المبكسي دماً أن البعثات الدبلوماسسية التسي‬
‫تمثل الدول المسلمة في غير ديار المسلمين ‪ ،‬ل تستطيع أن تميز‬
‫رجالهسسا ونسسساءها عسسن غيسسر المسسسلمين ‪ ،‬ل فسسي لباسسسهم ‪ ،‬ول فسسي‬
‫سلوكهم وأخلقهم وثقافتهم ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬
‫اطلع الباحسسسث على عدد مسسسن الدراسسسسات السسسسابقة فسسسي هذا‬
‫الموضوع أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة إبراهيم خليفة بعنوان ( المربيات الجنبيات في البيت‬
‫العربمي الخليجمي ) ‪ .‬عرض فيهسا بعسض الدراسسات الميدانيسة‬
‫وحللسسها ‪ ،‬وقسد أعسد هذه الدراسسة بتكليسف مسن مكتسب التربيسة‬
‫العربسسسي لدول الخليسسسج ‪ .‬وقسسسد جاءت هذه الدراسسسسة جامعسسسة‬
‫للدراسسات الميدانيسة التسي قامست بهسا وزارات العمسل والشؤون‬
‫الجتماعية في دول الخليج العربية وهي ‪:‬‬
‫‪ -i‬أثسر المربيات الجنسبيات على خصسائص السسرة فسي البحريسن ‪،‬‬
‫وقسسد شملت (‪ )250‬أسسسرة موزعسسة على مجموعتيسسن ضابطسسة‬
‫وتجريبيسسة ‪ ،‬واسسستخدمت اسسستمارتين إحداهمسسا للسسسرة والثانيسسة‬
‫للمربية ‪.‬‬
‫‪ -ii‬أثسسر المربيات الجنسسبيات على السسسرة الكويتيسسة ‪ :‬وقسسد شمسسل‬
‫البحسسسث (‪ )702‬أسسسسرة موزعسسسة على مجموعتيسسسن أيضاً ‪،‬‬
‫واسسستخدمت ثلث اسسستمارات واحدة لكسسل مسسن المجموعتيسسن ‪،‬‬
‫والثالثة للمربية ‪.‬‬
‫‪ -1‬أثر المربيات الجنبيات على خصائص السرة العمانية ‪ :‬وهي‬
‫دراسسة وصسفية ‪ ،‬كمسا اختيرت فيهسا عينسة مكونسة مسن مجموعتيسن‬
‫مجموعهمسا (‪ )160‬أسسرة ‪ ،‬و ( ‪ )272‬طفلً تتراوح أعمارهسم‬
‫بين (‪ )6-2‬سنوات ‪.‬‬
‫‪-28-‬‬
‫‪ -i‬أثسسر العمالة الجنبيسسة المنزليسسة على السسسرة السسسعودية ‪ :‬دراسسسة‬
‫وصسسفية تهدف إلى تقريسسر خصسسائص ظاهرة اسسستخدام العمالة‬
‫الجنبيسة فسي المنازل ‪ ،‬وقسد وضعست اسستمارات بعدة لغات ‪ ،‬كمسا‬
‫اسسستعانت الدراسسسة بفريسسق مسسن الباحثات الميدانيات ‪ ،‬وأجريسست‬
‫الدراسسة في المنطقة الوسسطى (‪ )491‬أسسرة‪ ،‬والمنطقة الشرقية‬
‫(‪ )200‬أسسرة ‪ ،‬والمنطقسة الغربيسة ( ‪ )246‬أسسرة فكان مجموع‬
‫السر (‪ )937‬أسرة فيها (‪ )1000‬سيدة من ربات البيوت ‪ .‬كما‬
‫تناولت الدراسسة (‪ )1434‬تلميسذ اً مسن الصسف الخامسس البتدائي‬
‫تتراوح أعمارهسم بيسن (‪ )13-10‬سسنة ‪ ،‬بعضهسم لديهسم خدم ‪ ،‬ثسم‬
‫تناولت الدراسة آراء أولياء أمور التلميذ حول الموضوع ‪.‬‬
‫هس‪ -‬أثر المربيات الجنبيات على خصائص السرة العربية ‪-‬‬
‫تجربة القطر العراقي‪ -‬تبين أن حجم العمالة المنزلية في المنازل‬
‫ضئيل جداً بحيث ل يبرر إجراء دراسة نوعية علمية ‪.‬‬
‫أهم نتائج الدراسة ‪:‬‬
‫‪ )8%( -1‬من مجموع المربيات لهنّ إلمام باللغة العربية ‪ ،‬واتضح‬
‫أن اللغة النجليزية هي الكثر شيوعاً ‪.‬‬
‫ن‬
‫ن عن العشرين ‪ ،‬وليس له ّ‬ ‫‪ )68.3%(-2‬من المربيات تقل أعماره ّ‬
‫دراية بالتربية‪.‬‬
‫‪ )60-75% ( -3‬منهنسّ غيسر مسسسلمات ‪ ،‬و ( ‪ )%97.5‬يمارسسسن‬
‫طقوسهنّ الدينية ‪ ،‬ونسبة كبيرة منهنّ وثنيات ‪.‬‬
‫‪ )14% ( -4‬منهنسّ يسستقبلن أصسدقائهنّ الرجال فسسي البيوت التسسي‬
‫يعملن بها ‪ ،‬و (‪ )%8.7‬يزرنهم في بيوتهم ‪ ،‬و (‪ )%4.3‬يشربن‬
‫الخمر ‪.‬‬
‫‪ )50% ( -5‬مسن السسر المدروسسة تقوم فيهسا المربيات بالشراف‬
‫الكامسسسل على إفطار البناء وارتداء ملبسسسسهم ‪ ،‬و (‪ )%41‬مسسسن‬
‫السر تركت للمربيات الشراف على لعب الطفال ‪.‬‬
‫‪-29-‬‬
‫‪ -6‬ينتشسر اسستقدام المربيات عنسد السسر التسي لديهسا أكثسر مسن طفسل‬
‫واحد ‪ ،‬تقل أعمارهم عن ست سنوات ‪.‬‬
‫‪ -7‬يتسسم اسسستقدام المربيات وفسسق شروط غيسسر كافيسسة مسسن الناحيسسة‬
‫الصحية ‪.‬‬
‫‪ -8‬وجود المربيسة يقلل مسن التجارب الذاتيسة للطفال ‪ ،‬وينمسي عندهسم‬
‫التكالية ‪.‬‬

‫‪ -2‬دراسممة اعتدال عطيوي بعنوان أطفالنمما والخادمات ‪ ،‬وهسسي‬


‫رسسالة لنيسل الماجسستير ‪ ،‬قامست فيهسا بعرض الدراسسات السسابقة ‪،‬‬
‫وعرضت ست دراسات غير الدراسات القطرية المشار إليها في‬
‫دراسة الدكتور إبراهيم خليفة ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ورقة عمل قدمتها الباحثة جهينة العيسى إلى مؤتمر العمالة‬
‫الجنبية في الكويت عام (‪1983‬م) ‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسسسسة طلعسسست عبدالرحيسسسم حول اتجاهات الطلب فسسسي‬
‫المارات نحسو تشغيل البشاكير (الخدم الجانب)‪ ،‬وهي رسالة لنيل‬
‫الماجستير من جامعة المنصورة عام (‪1984‬م) ‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسسسسسسة حنان خلفان عام (‪1984‬م ) عسسسسسن أثسسسسسر الخدم‬
‫والمربيات الجنبيات على السرة البحرينية ‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسسسة عصسام عبدالجواد ( ‪1984‬م) عسن التنشئة الجتماعيسة‬
‫والتوافسق الدراسسي تناولت أثسر الخدم السسيويين فسي التوافسق الدراسسي‬
‫للتلميذ في دولة المارات ‪.‬‬
‫‪ -5‬دراسة وزارة التربية في الكويت عن المربيات وتنشئة الطفال‬
‫عام( ‪1985‬م)‪.‬‬
‫كمسسسا قامسسست الباحثسسسة اعتدال عطيوي بدراسسسسة ميدانيسسسة على‬
‫طالبات الصسف الخامسس البتدائي فسي مدينسة جدة ‪ ،‬وشملت العينسة‬
‫(‪ )200‬تلميذة وزعسست على مجموعتيسسن ضابطسسة وتجريبيسسة ‪،‬‬
‫وتهدف إلى معرفسسسسة أثسسسسر الخادمات الجنسسسسبيات على التوافسسسسق‬
‫‪-30-‬‬
‫الشخصسسسي والجتماعسسسي للتلميذات فسسسي سسسسن (‪ )11‬عاماً ‪.‬‬
‫واسستخدمت الباحثسة اختبار الشخصسية للطفال مسن إعداد (عطيسة‬
‫محمود هنا) بعد تعديله من قبل الباحثة (مزنة العقل) ليلئم البيئة‬
‫السعودية ‪.‬‬
‫وأهم نتائج الدراسة ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬وجود الخادمة يعيق النمو الذاتي للطفال ‪ ،‬وينمي فيه التكالية‬
‫‪.‬‬
‫ب‪ -‬وجود الخادمة يضعف ارتباط الطفل بوالديه ‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسمممة عنمممبرة حسمممين عبداللممممه النصممماري بعنوان أثمممر‬


‫الخادمات الجنمبيات فمي تربيمة الطفمل وقسد أعدت الباحثسة اسستبانة‬
‫تضمنسست بيانات خاصسسة بالم ‪ ،‬ثسم الخادمسسة ‪ ،‬ثسم عبارات خاصسسة‬
‫بأثسر الخادمسة الجنبيسة فسي تربيسة الطفسل ‪ .‬وبلغست عينسة الدراسسة (‬
‫‪ )400‬أم موزعسة على مدينتسي مكسة وجدة ‪ ،‬نصسفها مسن المهات‬
‫العاملت ‪ ،‬والنصف الخسر من غير العاملت ‪ .‬ومن أهسم النتائج‬
‫‪:‬‬
‫‪ -i‬ليست كثرة الولد مقياساً لستعانة المهات بالخادمات ‪.‬‬
‫‪ -ii‬ميل السرة السعودية إلى الكتفاء بخادمة واحدة ‪.‬‬
‫‪ )32.7%( -iii‬من الخادمات من غير المتزوجات ‪.‬‬
‫‪ )60.7%( -1‬من السر تخصص غرفة مستقلة للخادمة ‪ ،‬بينما (‬
‫‪ )%28.2‬من السر تسكن الخادمة مع الطفال ‪.‬‬
‫‪ -i‬أندونسسيا هسي أكثسر الدول التسي تصسدر الخادمات للسسعودية ممسا‬
‫يدل على حرص السسسرة السسسعودية على انتقاء العناصسسر الجيدة‬
‫والمسلمة كذلك ‪.‬‬
‫‪ )51.2% ( -ii‬مسن الخادمات تتراوح أعمارهسن بيسن ( ‪)30-21‬‬
‫سنة ‪ ،‬وهي سن الشباب الخطرة ‪.‬‬
‫‪ )14%( -1‬من الخادمات غير المسلمات في مدينة جدة ‪.‬‬
‫‪-31-‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫خطرالمربية الجنبية على عقيدة الطفل المسلم‬


‫تمممهميمد ‪:‬‬
‫مسسن الخطاء الشائعسسة لدى المشتغليسسن بعلم النفسسس الغربسسي ‪،‬‬
‫وتلمذتهسسم مسسن المسسسلمين ‪ ،‬أن اكتسسساب العقيدة يبدأ بعسسد البلوغ ‪،‬‬
‫وفي مرحلة الشباب ‪ ،‬وحجتهم في ذلك أن العقيدة قضايا مجردة ‪،‬‬
‫ل يفهمها النسان قبل أن ينمو عقله إلى مستوى التجريد ‪.‬‬
‫يقول حامسسسسد زهران ‪ ( :‬يتأثسسسسر الشعور الدينسسسسي بالتفكيسسسسر‬
‫والتخيسل ‪ ،‬ولقسد رأينسا أن التفكيسر فسي أول المسر يكون حسسياً ول‬
‫يأخسذ صسورة معنويسة إل فسي مرحلة متأخرة مسن النمسو ‪ ،‬وعندمسا‬
‫يصسبح تفكيسر الطفسل أكثسر موضوعيسة ‪ ،‬يأخسذ الديسن مكانسه العقلي‬
‫‪ .)...‬ويبدو خطأ هذا التفكير الغربي لنه يعتبر الدين قضايا عقلية‬
‫ل يمكن اكتسابها إل بعد نمو العقل إلى مرحلة الموضوعية ‪.‬‬
‫ومسسن الدلة الدامغسسة على خطسسأ ذلك مسسا أخرجسسه المام مسسسلم‬
‫رحمه اللسه تعالى عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول اللسه ‪(:‬‬
‫ما من مولود إل يولد على الفطرة ) ‪ ،‬ثم يقول اقرءوا‬
‫فطرة اللسسسه التسسي فطسسر الناس عليهسسا ‪ ،‬ل تبديسسل لخلق اللسسسه ‪ ،‬ذلك‬
‫الدين القيم [ الروم ‪. ] 30 :‬‬
‫وفسي روايسة أخرى لمسسلم رحمسه اللسسه ‪ ( :‬مكا مكن مولود‬
‫إل يولد على الفطرة ‪ ،‬فأبواه يهودانه ‪ ،‬وينصرانه ‪،‬‬
‫ويشركانكه ‪ ،‬فقال رجكل ‪ :‬يكا رسكول اللككه أرأيكت لو‬
‫مات قبل ذلك ‪ ،‬قال اللكه أعلم بما كانوا عاملين )‬
‫‪ .‬وفسي روايسة ثالثسة لمسسلم ‪ ( :‬مكا مكن مولود إل وهكو على‬
‫الملة ‪ ،‬حتى يبين عنه لسانه ) ‪.‬‬
‫أمسا المام البخاري رحمسه اللسسه فقسد رواه على النحسو ‪ ( :‬مكا‬
‫مكن مولود إل يولد على الفطرة ‪ ،‬فأبواه يهودانكه ‪،‬‬
‫‪-32-‬‬
‫أو ينصرانه ‪ ،‬أو يمجسانه ‪ ،‬كما تنتج البهيمة بهيمة‬
‫جمعاء ‪ ،‬هل تحسون فيها من جدعاء ) ‪ ،‬ثسم يقول أبسو‬
‫هريرة ‪ { :‬فطرة اللمممه التممي فطممر الناس عليهمما‪ ،‬ل تبديممل لخلق‬
‫اللممممه ‪ ،‬ذلك الديمممن القيمممم } [ الروم ‪ . ]30 :‬ووافقهمسسسا الموطسسسأ ‪،‬‬
‫والترمذي ‪ ،‬وأبوداود ‪ ،‬نحسسسسسو ذلك وبمعناه [ جامسسسسسسع الصسسسسسسول ( ‪/1‬‬
‫‪. ] ) 268‬‬
‫ويؤكسسسسد جسسسمال ماضسسي أبسسو العزايسسم (‪1964‬م) ‪ :‬أن الرشسسد‬
‫الدينسي يمكسن الوصسول إلسسيه مبكراً‪ ،‬ويسستشهد باليسسة الكسسريمة ‪:‬‬
‫{ يممما يحيممى خمممذ الكمممتاب بقممموة وآتيناه الحكممم صممبياً } [ (مريسسم ‪:‬‬
‫‪ ، ] 12‬ويرى الباحث أن هذا ما وصلت إليه النظريات الحديثة ‪،‬‬
‫ول شسك أنسه عندمسا يتسم النضسج الدينسي مبكراً ‪ ،‬تمسر مراحسل العمسر‬
‫الحرجة خاصة ‪ -‬كمرحلة المراهقة ‪ -‬بسهولة ويسر (‪. )1‬‬
‫نسستخلص مسن الحديسث الشريسف أن السساس العقيدي للنسسان‬
‫يبنى في مرحلة الطفولة المبكرة (‪ )5-0‬ودليل ذلك ‪.‬‬
‫عندما جعل اللسه البوين مسؤولين عن عقيدة مولودهما ‪ ،‬فقد‬
‫هيسسسأ لهمسسسا أسسسسباب ذلك ‪ ،‬لن اللسسسسه عزوجسسسل ل يكلف نفسسسساً إل‬
‫وسسعها ‪ ،‬وهذا مسن رحمتسه عزوجسل بعباده ‪ ،‬وهذه السسباب التسي‬
‫هيأها اللسه لهما هي ‪:‬‬
‫‪-1‬خلق المولود على الفطرة ( وهسسسي القابليسسسة للسسسسلم ‪ ،‬أو نقول‬
‫خلق فيه بذور السلم ) ‪.‬‬
‫‪-2‬جعسسل المولود ضعيفاً يعتمسسد على أمسسه وأبيسسه ( أو المربيسسة التسسي‬
‫يعهد إليها بتربيته) ‪ ،‬مدة طويلة تصل إلى مرحلة البلوغ ‪.‬‬
‫‪-3‬جعل المولود ينظر إلى أمه وأبيه ( أو المربية التي تنوب عنهما‬
‫) على أنهما المثال الكامل للنسان ‪ ،‬فما يراه منهما ‪ ،‬أو يسمعه‬
‫هو الصحيح بعينه ‪.‬‬

‫‪ )(1‬جمال ماضي أبو العزايم ‪ ،‬ص ( ‪. ) 24-16‬‬


‫‪-33-‬‬
‫‪-4‬جعل المولود يحصر تلقيه بأمه وأبيه ( أو المربية ) مدة طفولته‬
‫المبكرة أي حتى السادسة من عمره ‪.‬‬
‫هذه السسسباب الربعسسة التسسي وفرهسسا اللسسسه عزوجسسل ؛ تمكسسن‬
‫الوالدين من تنمية بذور السلم التي زرعها الباري عزوجل في‬
‫المولود ‪ ،‬لذلك جعلهمسسا مسسسؤولين عسسن ديسسن الطفسسل‪ ،‬فهمسسا اللذان‬
‫يهودانسه أو يمجسسانه أو ينصسرانه ‪ ،‬أو يحافظان على فطرتسه التسي‬
‫فطره اللسه عليها وهي السلم ‪.‬‬
‫أهمية الطفولة المبكرة ‪:‬‬
‫يجمسسع معسسظم المهتميسن بعلم النفسس والسستربية على أن أسسسس‬
‫السسسسلسوك الجتماعسسسي تبنسسسسى فسسي المنسسسزل ‪ ،‬وتبقسسى ثابتسسسة مسسسدى‬
‫العسمر [ محمد جميل يوسف‪،‬ص‪ . ]281‬وتنسادي التربية الحسديثة بأهميسة‬
‫الخبرات الولى للطسفسال ‪ ،‬وآثارهسا في تباين ميولهم واتجاهاتهم‬
‫وأنماط سسلسوكهم المختلفسة [ عائشسة السسيار ]‪ .‬وترسسم الملمح السساسية‬
‫لشخصية الطفل المقبلة في هسسذه المرحلة ‪ ،‬ويصبح من الصعوبة‬
‫إزاحسسة بعسسض هذه الملمسسح مسسستقبلً [ عبداللسسسه محمسسد خوج ] ‪ .‬وتقول‬
‫مارجريست ماهلر ( ‪ )MARGREET MAHLER‬إن السسنوات الثلث‬
‫الولى من حياة كل إنسان تعتبر ميلداً آخر ‪ ،‬واتفق فرويد وإدلر‬
‫ويونسسغ وألبورت (مدرسسسة التحليسسل النفسسسي) على أن السسسنوات‬
‫الولى هي مرحلة الصياغة الساسية التي تشكل شخصية الطفل‬
‫[ المرجسع نفسسه ] ‪ .‬وفسي الطفولة المبكرة يحصر الطفل تلقيه بالوالدين‬
‫فقسط ‪ ،‬أو مسن ينوب عنهمسا (كالمربيسة) ‪ ،‬كمسا جعسل اللسسه سسبحانه‬
‫وتعالى الطفسل فسي هذه المرحلة يعتقسد أن والده المثسل العلى فسي‬
‫كسسل شيسسء حسسسن ‪ ،‬وأمسسه كذلك ‪ ،‬أو المربيسسة التسسي تنوب عنهمسسا ‪.‬‬
‫ويقول رينيسه دوبسو (‪ ( : )RENE DIBOS‬كثيراً مسن نتائج التأثيرات‬
‫الباكرة ‪ -‬إن لم نقسل كلهسا ‪ -‬هسي حقاً دائمسة ‪ ،‬كأنهسا فسي الظاهسر ل‬
‫تزول أبداً ) ‪ .‬ويقول أيضاً ‪ ( :‬ول يصسسل الطفال إلى سسسن الثالثسسة‬
‫‪-34-‬‬
‫أو الرابعسة مسن عمرهسم إل ويكون سسلوكهم قسد تبلور نهائياً مسن أثسر‬
‫العوامل الثقافية والبيئية ) [ رينيه دوبو ‪ ،‬ص ‪. ] 114‬‬
‫والعقيدة إحسساس وشعور وإدراك عقلي مجرد ‪ ،‬إحسساس يبدأ‬
‫منسذ الولدة‪ ،‬وقسد يصسعب علينسا فهسم ذلك ‪ ،‬لكسن عالم المهسد (منسذ‬
‫الولدة حتسسسى السسسسنة الثانيسسسة) مازال عصسسسياً على العلم ‪ ،‬فكيسسسف‬
‫يتعرف الطفسسل على أمسسه وأبيسسه ‪ ،‬ويعرف أن البتسسسامة رضسسا ‪،‬‬
‫والعبوس غضسب ‪ ،‬ويخاف مسن الوحدة ‪ ،‬بينمسا يأنسس بالخريسن‪...‬‬
‫ثم كيف يلتقط اللغة في تلك السن المبكرة فيقلدها ‪ ...‬الخ ‪ .‬كل هذه‬
‫المور وغيرهسسا كثيسسر ل نعرف كيسسف تتسسم لدى الرضيسسع ‪ ،‬ول‬
‫نعرف ماذا يجري غيرهسا أيضاً ‪ ،‬ومسن تلك التسي ل نعرفهسا كيسف‬
‫يحسس الرضيسع ويشعسر الطفسل قبسل أن يدرك الراشسد قضايسا العقيدة‬
‫‪.‬‬
‫ويقول محمسسد قطسسب ‪ ( :‬إن القيسسم والمثسسل العليسسا فطرة ‪ ،‬تنشسسأ‬
‫تلقائياً فسي داخسل النفسس ‪ ،‬فسي مرحلة معينسة مسن نموهسا ‪ ،‬والتوجيسه‬
‫الخارجسي يشكسل القيسم ويحددهسا‪ ،‬أو نقول أدق مسن ذلك ‪ :‬إن النفسس‬
‫البشريسسة مهيأة فطرياً لفراز تلك القيسسم وهذه المثسسل ‪ ،‬ويكون هذا‬
‫مصداق الحديث النبوي الشريف ‪ ( :‬ما من مولود إل يولد‬
‫على الفطرة ‪ [ ) ...‬محمسسسد قطسسسب ‪ . ] )2/202( ،‬ويقول أيضاً ‪:‬‬
‫( قسسل إن شئت إن البذرة الولى لتفتسسح الفطرة لخالقهسسا قسسد بدأت‬
‫مبكرة فسي مرحلة الطفولة ‪ ،‬حيسن بدأ الطفسل يتسساءل عسن أسسرار‬
‫الكون من حوله‪ ...‬لكن الصلة الوجدانية بالخالق قد أخذت صورة‬
‫أدق في سن المراهقة ‪ ،‬كما تنبثق الزهار في الشجرة خارجة من‬
‫أكمامها [ المرجع نفسه ‪. ] )2/268( ،‬‬
‫وفي هذا المعنى يقول ابن قيم الجوزية رحمه اللسه عندما ذكر‬
‫الذان فسسي أذن المولود اليمنسسى ‪ ،‬والقامسسة فسسي اليسسسرى ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫( ‪ ...‬وغيسر مسستنكر وصسول أثسر التأذيسن إلى قلبسه ‪ ،‬وتأثره بسه ‪،‬‬
‫وإن لم يشعسر ‪ ،‬مسع مسا فسي ذلك مسن فائدة أخرى‪ ...‬وهسو أن تكون‬
‫‪-35-‬‬
‫دعوتسه إلى اللسسه وإلى دينسه السسلم وإلى عبادتسه سسابقة على دعوة‬
‫الشيطان ‪ ،‬كمسا كانست فطرة اللسسه التسي فطسر الناس عليهسا‪ ،‬سسابقة‬
‫على تغيير الشيطان لها ‪. )1( ) ...‬‬
‫التربية الروحية في المهد ‪:‬‬
‫النسسان روح ثسم جسسد ‪ ،‬والروح أهسم مسن الجسسد ‪ ،‬وهسي محسل‬
‫القيسم والعقيدة والخلق الحسسن وكسل مسا يميسز النسسان عسن الحيوان ‪،‬‬
‫فعن عبداللسه بن مسعود قال‪:‬حدثنا رسول اللسه وهو الصادق‬
‫المصسسدوق ‪ ( :‬إن أحدككم يجمكع خلقكه فكي بطكن أمكه‬
‫أربعيكن يوم نطفكة ‪ ،‬ثكم يكون علقكة مثكل ذلك ‪ ،‬ثكم‬
‫يكون مضغة مثل ذلك ‪ ،‬ثم يرسل إليه الملك فينفخ‬
‫فيه الروح ‪ ) ...‬الحديث (‪. )2‬‬
‫وللروح تربيسة ‪ ،‬وتربيتهسا دوام صسلتها بخالقهسا عزوجسل ‪ ،‬فإذا‬
‫توجهسست إلى خالقهسسا نمسست وترعرت ‪ ،‬وإذا انحرفسست عنسسه ذبلت‬
‫وضعفست وتبدأ التربية الروحيسة قبسل الولدة ‪ ،‬عندمسا يحاط الجنين‬
‫بجسو مسن الحلل والطهسر ‪ ،‬ويحرس مسن الشياطيسن كسي ل تجتاله‬
‫عسن دينسه الذي فطره اللسسه عليسه وبعسد الولدة تنمسى روح الرضيسع‬
‫بعدة وسائل منها ‪:‬‬
‫‪-1‬الذان والقامة في أذني المولود ‪.‬‬
‫‪-2‬الدعاء وشكر اللسه على النعمة الجديدة ‪.‬‬
‫‪-3‬تحنيك المولود ‪ ،‬اتباعاً لسنة المصطفى ‪.‬‬
‫‪-4‬حلق رأسه والتصدق بوزن شعره ‪.‬‬
‫‪-5‬العقيقة عنه ‪ ،‬وتسميته بما يرضي اللسه ‪ ،‬ثم ختانه (‪. )3‬‬
‫التربية الروحية في الطفولة المبكرة ‪:‬‬

‫‪ )(1‬ابن قيم الجوزية ‪ ،‬تحفة المولود ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬


‫‪ )(2‬البخاري ‪ ،‬ك بدء الخلق رقم ( ‪ ، ) 3036‬ومسلم ‪ ،‬ك القدر رقم ( ‪. ) 2643‬‬
‫‪ )(3‬للتفاصيل ‪ ،‬انظر ‪ :‬دور البيت في تربية الطفل المسلم ‪ ،‬للباحث ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬ص‬
‫‪. 80‬‬
‫‪-36-‬‬
‫ولبد من إحاطة الطفل ببيئة إيمانية طاهرة ‪ ،‬كي تتفتح روحه‬
‫وتنمو نمواً سليماً ‪ ،‬ومن هذه المقومات في البيئة الصالحة ‪:‬‬
‫‪-1‬القدوة الحسنة ‪ :‬والم (أو المربيسة التسي تحل محلها) أول مسن‬
‫يتأثر به الطفل ‪.‬‬
‫‪-2‬السسسستماع إلى الناشيسسسد الملءمسسسة للطفسسسل ‪ ،‬كنشيسسسد أركان‬
‫اليمان وأركان السلم وغيرهما ‪.‬‬
‫‪-3‬الذكار كأن يسمعها من أمسه أو أبيه ‪ ،‬ويعلم بعضها فيرددها‬
‫عند الصباح وعند المساء‪ ،‬وحين الطعام والنوم ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫‪-4‬السستماع إلى قصسص النسبياء والسسيرة عندمسا يقصسها عليسه‬
‫الكبارفي السرة ‪.‬‬
‫‪-5‬تلوة القرآن الكريسسم التسسي يمكسسن تعويسسد الطفسسل عليهسسا منسسذ‬
‫الرابعة من عمره ‪.‬‬
‫‪-6‬العبادات كالصلة والصوم والوضوء في الخامسة والسادسة‬
‫من عمره (‪. )1‬‬
‫المربية الجنبية والتربية الروحية ‪:‬‬
‫بناء على العرض الموجسسز لمتطلبات التربيسسة الروحيسسة فسسي‬
‫المهسسد ‪ ،‬وفسسي الطفولة المبكرة كيسسف تقوم المربيسسة الجنبيسسة بذلك‬
‫وهي نصرانية !!؟ وقد بلغت نسبة النصرانيات من المربيات في‬
‫دول الخليج العربية نسبة كبيرة وخطيرة ‪.‬‬
‫ومسن اسستعراض النسسب المئويسة التاليسة يتسبين خطسر المربيات‬
‫الجنبيات على عقيدة الطفال ‪ ،‬وعلى نمو أرواحهم ‪.‬‬
‫فقسسد بلغسست نسسسبة المربيات غيسسر المسسسلمات فسسي دول الخليسسج‬
‫العربيسسسسة (‪ )%75-60‬مسسسسن مجموع المربيات الذي تقول عنسسسسه‬
‫صسسسحيفة (المسسسسلمون ) مليون ونصسسسف مليون مربيسسسة ‪ .‬وتحوز‬
‫الديانة النصرانية المرتبة الولى ‪ ،‬ثم تأتي المربيات البوذيات في‬

‫‪ [ )(1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪. ] 84‬‬


‫‪-37-‬‬
‫الدرجسة الثانيسة ‪ ،‬ثسم الهندوسسيات ‪ ،‬وأخيراً المسسلمات ‪ ،‬فهسن أقسل‬
‫النسسسسب (‪ . )1‬والغريسسسب أن حوالي (‪ )%97.5‬منهسسسن يمارسسسسن‬
‫طقوسسهن الدينيسة [خليفسة إبراهيسم ] ‪ .‬بسل يوجسد مسن العمالة الجنبيسة فسي‬
‫المارات المتحدة خاصسسة مسسن يبشسسر بالديانات الخرى المخالفسسة‬
‫للسسسلم [عنسسبرة النصسساري ‪ ،‬ص ‪ . ] 63‬وحوالي (‪ )%50‬منهسسن يقمسسن‬
‫بالشراف الكامسسسسسل على الطفال (على أرواحهسسسسسم وعقولهسسسسسم‬
‫وأجسسادهم) ‪ .‬وأثبتست الدراسسات أن (‪ )%25‬مسن الخادمات يكلمسن‬
‫الولد فسي قضايسا الديسن والعقيدة (‪ . )2‬فالطفسل الذي ل يرى سسوى‬
‫المربيسة فسي البيست ‪ ،‬فهسي معلمتسه وملهمتسه وسسكنه ‪ ،‬يتعلق بهسا ‪،‬‬
‫فيتقبسسسل منهسسسا كسسسل شيىء ‪ ،‬ومسسسن خلل حبسسسه لهسسسا يحسسسب الكفار‬
‫ويحترمهسسسم وهذا هدم لمبدأ الولء والبراء الذي تقوم عليسسسه عقيدة‬
‫المسلمين ‪.‬‬
‫ومسسن المعلوم أن اليهود يعملون بشتسى الوسسائل للوصسول إلى‬
‫البيسست المسسسلم ‪ ،‬إمسسا بدور الحضسسسانة التسسي تشرف عليهسسا دول‬
‫أجنبية ‪ ،‬أو عن طريق تسلل بعض الفتيات اليهوديسات إلى البيوت‬
‫المسسسسلمة لتربيسسسة الطفال ‪ ،‬وحضانتهسسسم تحسسست سسسستار الخادمات‬
‫المسستقدمسات مسن الخارج ‪ ،‬مسسع تعديسل جوازات السسفر بمسا يوافسق‬
‫هذه الهداف الخطيرة (‪. )3‬‬
‫وهذه الحال تنذر ‪ -‬إل إذا تلطسسسف اللسسسسه ورحمنسسسا قبسسسل فوات‬
‫الوان ‪ -‬باحتمال ظهور جيل ل يمت ( كثير منه ) إلى المسسلمين‬
‫بغيسر السسماء واللقاب ( كمسا حصسل فسي غيسر الجزيرة مسن بلد‬
‫المسسسسلمين ) ‪ ،‬حيسسث ل يمكسسن أن يتربسسى الولد على حسسسب اللسسسه‬
‫ورسسسسوله بين يدي مربية بوذية ‪ ،‬أو نصرانية ‪ ،‬أو هندوسية ‪ ،‬أو‬
‫( يهودية ) (‪. )4‬‬

‫عدنان حسن صالح باحارث ‪ ،‬ص ‪. 556‬‬ ‫‪) (1‬‬


‫مجلة المجتمع الكويتية ‪ ،‬العدد (‪. )886‬‬ ‫‪) (2‬‬
‫عدنان حسن صالح باحارث ‪ ،‬ص ‪. 557‬‬ ‫‪) (3‬‬
‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 555‬وما بين القوسين للباحث ‪.‬‬ ‫‪) (4‬‬
‫‪-38-‬‬
‫كيسف تسستطيع هذه المربيات توفيسر الجسو اليمانسي السسلمي‬
‫الضروري لتفتسسسح العقيدة عنسسسد الطفال ‪ ،‬ونمسسسو أرواحهسسسم كمسسسا‬
‫فطرهسسم اللسسسه عزوجسسل ‪ ( ،‬مككا مككن مولود إل يولد على‬
‫الفطرة ‪ ،‬فأبواه يهودانكككككككه ‪ ،‬أو يمجسكككككككانه أو‬
‫ينصكرانه ) ‪ .‬فعندمسا يحضسر البوان المسسلمان مربيسة مجوسسية‬
‫لطفلهمسسا فقسسد يمجسسسانه ‪ ،‬وإذا أحضرا له مربيسسة نصسسرانية فقسسد‬
‫ينصسرانه ‪ ...‬الخ ‪ .‬ولنتذكسر أن هدف التنصسير عنسد المسسلمين هسو‬
‫إخراجهسم مسن السسلم ‪ ،‬وليسس إدخالهسم فسي ديسن النصسرانية ‪ ،‬بسل‬
‫يكفسسي إخراجهسسم مسسن السسسلم ‪ ،‬أو على القسسل ترسسسيخ صسسورة‬
‫مشوهة في أذهانهم عن السلم ‪.‬‬
‫وأخطرهسن على الطفال ( المربيات النجليزيات ) ونسسبتهنّ‬
‫إلى مجموع المربيات فسسسي دول الخليسسسج العربيسسسة تصسسسل إلى (‬
‫‪ [ )%1.5‬المسسسسلمون فسسسي ( ‪1991/ 1 / 25‬م)]‪ .‬وهسسي نسسسبة خطيرة ‪،‬‬
‫خاصة إذا عرفنا أن المربية النجليزية ليست إنسانة جائعة تبحث‬
‫عسن لقمسة العيسش ‪ ،‬وإنمسا هسي إنسسانة تهدف إلى غايسة تتفانسى فسي‬
‫سسبيلها ‪ ،‬وليسست جاهلة بسل مثقفسة وغالباً متخرجسة مسن الجامعات‬
‫ومتخصسسسصة فسسسي علوم التربيسسسة ‪ ،‬ولهذه المربيات النجليزيات‬
‫خطسر يعادل خطسر المربيات الباقيات كلهسن لسسباب ل تخفسى على‬
‫الجميسع ‪ ،‬ومسن هذه السسباب أن احتمال دخول اليهوديسة إلى البيست‬
‫المسلم ؛ باسم المربية النجليزية احتمال كبير جداً ‪.‬‬
‫ومسن الخطيسر أن حوالي (‪ )%97.5‬مسن المربيات الجنسبيات‬
‫يمارسسن طقوسسهنّ الدينيسة [خليفسسة إبراهيسسم ] ‪ .‬أمام الطفال ‪ ،‬أو داخسل‬
‫البيوت التسي يعملن فيهسا ‪ ،‬وسسيراها الطفال وهسي تمارس طقوس‬
‫عبادتهسا ‪ ،‬ولو حاولت إخفاءهسا عنهسم ‪ ،‬لنهسا تعيسش معهسم ‪ ،‬وربمسا‬
‫تبات معهسم فسي غرفسة واحدة ‪ .‬وممسا يؤكسد ذلك مسا نشرتسه جريدة‬
‫الهدف الكويتيسسة خلل عام (‪1410‬هسسس) وهسسو تحقيسسق صسسدر على‬
‫صسسسسفحتها الولى مدعماً بالصسسسسور‪ ،‬أطفال يعبدون نار البوتاغاز‬
‫‪-39-‬‬
‫تقليداً لخادمتهسم السسيوية الوثنيسة ‪ ...‬ومسا نتسج عسن ذلك مسن خراب‬
‫البيسست وطلق الرجسسل لمرأتسسه كرد فعسسل سسساخط ‪ ...‬هذا وإن كان‬
‫مثسل هذا المسسر قسد حدث فسي مصسسر كمسا ذكرت الجريدة ‪ ...‬فإنسه‬
‫غيسسسر مأمون أن يحدث مثله فسسسي الكويسسست والخليسسسج ‪ ،‬ومسسسن يعلم‬
‫الخفايا ؟ [ مجلة المجتمع ‪ ،‬العدد (‪. ])963‬‬
‫وقد دلت الدراسة التي أجرتها المملكة العربية السعودية عام‬
‫(‪1987‬م) على نتائج خطيرة جداً منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬رغبسسة الطفال فسسي الحتفال ببعسسض المناسسسبات كأعياد الميلد‬
‫وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم حرصهم على أداء الصلة في أوقاتها بحجج مختلفة ‪.‬‬
‫‪ -3‬حرصسهم على مشاركسة الخادمسة السستماع إلى البرامسج الجنبيسة‬
‫المحببة إليها ‪.‬‬
‫‪ -4‬عزوفهم عن الملبس الوطنية المألوفة ‪.‬‬
‫‪ -5‬إثارتهم لبعض التساؤلت والجدل حول قضايا الديان ‪.‬‬
‫‪ -6‬تحبيذهم للختلط بين الجنسين [ عنبرة النصاري ‪ ،‬ص ‪. ] 130‬‬
‫وهذه الثار هي ما يهدف إليه التبشير في العالم السلمي ‪.‬‬
‫المنصرون يهتمون بأطفال المسلمين ‪:‬‬
‫يقول المنصر ( جون موط ) ‪ ( :‬يجب أن نؤكد في جميع ميادين‬
‫التبشير جانب العمل بين الصغار وللصغار ‪ ،‬وترانا مقتنعين لسباب‬
‫مختلفسة بأن نجعله عمدة عملنا فسي البلد السلمية ‪ ،‬إن الثر المفسسد‬
‫فسي السسلم يبدأ باكرًا جدًا ‪ ،‬مسن أجسل ذلك يجسب أن يحمسل الطفال‬
‫الصسغار إلى المسسيح قبسل بلوغهسم الرشسد ‪ ،‬وقبسل أن تأخسذ طبائعهسم‬
‫أشكالهسا السسلمية ) (‪ . )1‬وبمسا أن دور الم أسسبق مسن دور الب فسي‬
‫التربيسة ‪ ،‬وأكثر أهمية منه ‪ ،‬وبما أن النساء هن العنصر المحافظ في‬
‫الدفاع عن العقيدة ‪ ،‬لذلك عمدت الجهات الماسونية المعادية للمسلمين‬
‫إلى إبعاد الم المسلمة عن وظيفتها الساسية في المجتمع المسلم ‪ ،‬أل‬
‫‪ )(1‬مصطفى الخالدي وعمرو فروخ ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬
‫‪-40-‬‬
‫وهسي التربيسة ‪ ،‬وحراسسة العقيدة فسي عمسق المجتمسع ‪ ،‬وذلك بإبدالهسا‬
‫بالمربيسسة الجنبيسسة ‪ ،‬وملء وقسست الم المسسسلمة بالجري وراء الزياء‬
‫و(الموضات) ‪ ،‬والفلم والسهر ‪ ..‬والتباهي بكثرة الخدم والحشم ؟ ‪.‬‬
‫يقول مجموعة من المبشرين في أحد مؤتمراتهم ‪:‬‬
‫( بما أن الثر الذي تحدثه الم في أطفالها ‪ -‬ذكورًا وإناثًا ‪ -‬حتى‬
‫السسنة العاشرة مسن عمرهسم ‪ ،‬بالغ فسي الهميسة ‪ ،‬وبمسا أن النسساء هسن‬
‫العنصسسر المحافسسظ فسسي الدفاع عسسن العقيدة ‪ ،‬فإننسسا نعتقسسد أن الهيئات‬
‫التبشيرية يجب أن تؤكد جانب العمل بين النساء المسلمات على أنه‬
‫وسيلة مهمة في التعجيل بتنصر البلد السلمية)(‪.)1‬‬
‫وتقول بروتوكولت حكماء صسسهيون ‪ ( :‬ومسسن المسسسيحيين أناس‬
‫قسد أضلتهسم الخمسر ‪ ،‬وانقلب شبانهسم مجانيسن بالكلسسيكيات والمجون‬
‫المبكسسر الذي أغراهسسم بسسه وكلؤنسسا ‪ ،‬ومعلمونسسا‪ ،‬وقهرماناتنسسا (أي‬
‫المربيات) في البيوت الغنية ‪. )2( ) ...‬‬
‫فاستخدام اليهود للمربيات في البيوت الغنية فن يهودي متقن منذ‬
‫مئات السسنين‪ ،‬وقسد دمروا المسسيحية مسن خلله ‪ ،‬ومسن المؤكسد أنهسم‬
‫يستخدمونه مع المسلمين لتدميرهم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 203‬‬


‫‪ )(2‬محمد خليفة التونسي ‪ ،‬ص ‪. 109‬‬
‫‪-41-‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫خطر المربية الجنبية على أخلق الطفل المسلم‬


‫تمممممهميمد ‪:‬‬
‫تمتاز العقيدة السسسلمية بأنهسسا نظام متكامسسل ‪ ،‬يمثسسل التوحيسسد‬
‫محوره السسسساسي‪ ،‬ويتفرع عسسسن محور التوحيسسسد النظام الخلقسسسي‬
‫والسياسي والقتصادي ‪...‬الخ ‪.‬‬
‫وهكذا ينبثق النظام الخلقي في السلم عن عقيدة التوحيد ‪،‬‬
‫فمقياس الخيسر والشسر ‪-‬وهسو أسساس الحياة الخلقيسة ‪ -‬مسستمد مسن‬
‫كتاب اللسه وسنة رسوله ‪ ،‬فما حسّنه الشرع حسن ‪ ،‬وما أنكره‬
‫الشرع منكسسر ‪ .‬كمسسا أن الخلق الحسسسنة تسسستند إلى اليمان باللسسسه‬
‫(الحاكسسم العادل) ‪ ،‬واليمان باليوم الخسسر (يوم الجزاء) واليمان‬
‫بالجنسة والنار ‪ ،‬ليتميسز الخيسر عسن الشسر ‪ ،‬فالخيسر يؤدي إلى الجنسة‬
‫والشسسر يؤدي إلى النار ‪ .‬يقول الفليسسسوف اللمانسسي (كانسسط) ‪ ( :‬ل‬
‫وجود للخلق دون اعتقادات ثلثة وجود الله‪ ،‬وخلود الروح ‪،‬‬
‫والحساب بعد الموت ) [ عبسد اللسسه علوان ‪ ،‬ص ‪ . ] 171‬ومن هنا تتميز‬
‫الخلق السلمية بأنها مخلصة للسه عزوجل ‪ ،‬فالنسان الفاضل‬
‫عنسد المسسلمين هسو الذي يعمسل فسي الدنيسا ويؤجسل ثواب عمله إلى‬
‫الخرة ‪ .‬طمعاً بمسا فسي الخرة ‪ ،‬وزهداً بمسا فسي الدنيسا لنسه مؤقست‬
‫وزائل ‪ .‬ولذلك ل يمكسن أن يصسدر سسلوك إسسلمي سسليم إل ممسن‬
‫يؤمسن باللسسه والملئكسة واليوم الخسسر والرسسل والكتسب ‪ ،‬وقضاء‬
‫اللسسسه وقدره ‪ .‬فماذا نسسسمي السسسلوك والفعال التسسي تصسسدر عسسن‬
‫المربية غير المسلمة ‪ ،‬سواء كانت نصرانية أم بوذية أم هندوسية‬
‫!!؟ ‪.‬‬
‫القدوة الحسنة أعظم وسيلة للتربية الخلقية ‪:‬‬
‫‪-42-‬‬
‫زود اللسسسسسسه عزوجسسسسسل الطفال بقدرة فائقسسسسسة على اللتقاط‬
‫والتسجيل ‪ ،‬فيراقبون الكبار من حولهم ‪ ،‬ويرصدون أفعالهم ‪ ،‬ثم‬
‫يقلدونهسسا برغبسسة ‪ ،‬لن الطفال يظنون أن والديهسسم (أو مربيتهسسم)‬
‫مثسل أعلى فسي كسل شيسء حسسن ‪ .‬ولذلك نحذر مسن الخطسر العظيسم‬
‫الذي يهدد سسلوك أطفالنسا فسي دول الخليسج العربيسة‪ ،‬لنهسم سسيقلدون‬
‫مربياتهم في أفعالهن ‪ ،‬كلها أو بعضها ‪ ،‬على حسب قوة شخصية‬
‫المربيسة ‪ ،‬ومدى تأثيرهسا فسي الطفال ‪ ،‬علماً أن الطفسل يحسب مسن‬
‫يتعهده بالرعاية ويحنو عليه ‪ ،‬ويلعبه ويدللسسه ‪ ،‬وهذا ما تقوم به‬
‫المربية ‪ .‬وبعد‪:‬‬
‫فقسد أثبتست دراسسة ميدانيسة خليجيسة أنّس المجتمعات التسي ينتمسي‬
‫إليهسسا (‪ )%58.6‬مسسن المربيات الجنسسبيات تحبسسذ وتفضسسل إقامسسة‬
‫العلقات الجنسسسسية قبسسسل الزواج ‪ ،‬ول يتورعسسسن عسسسن الختلط‬
‫بالرجال ‪ ،‬ول مانع لديهن من تناول الخمر والسجائر [ عدنان باحارث‬
‫‪ ،‬ص ‪. ] 558‬‬
‫وكيسف نريسد أن يصسدر سسسلوك نظيسف مسن هذه المربيات !!؟‬
‫فبالضافسسسة إلى انعدام الوازع الدينسسسي والخلقسسسي ‪ ،‬دلت الدراسسسسة‬
‫الميدانيسسسة على أن (‪ )%68.3‬منهنسسسّ ل تزيسسسد أعمارهنسسسّ عسسسن‬
‫العشريسن ‪ .‬و(‪ )%42.4‬منهنّس لم يسسبق لهسن الزواج ‪ ،‬وهذا خطسر‬
‫عظيسم لنسه يجلب إلى البيوت المسسلمة بناتاً باسسم الخادمات ؛ فسي‬
‫سسسن التهيسسج الجنسسسي ‪ ،‬وإذا أضفنسسا أن التفلت موجود فسسي بعسسض‬
‫البيوت التي تستخدم هذه المربيات ‪ ،‬كالخلوة بين الرجال الجانب‬
‫والمربيسسة ‪ ،‬أو الخلوة بيسسن المربيسسة والولد الكبار فسسي السسسرة ‪،‬‬
‫وربما تنام المربية مع بعض الولد الذكور في سن ما قبل البلوغ‬
‫في غرفة واحدة بعلم السرة ‪ ،‬وبالضافة إلى النحراف الجنسي‬
‫‪ ،‬فإنهسسسسا تعلم الولد عبارات سسسسسيئة وألفاظاً رديئة ‪ ،‬وربمسسسسا تعود‬
‫الطفال الصسغار تعاطسي المخدرات للتخلص مسن كثرة إزعاجهسم‬
‫وبكائهم [ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. ] 559‬‬
‫‪-43-‬‬
‫المربية الجنبية قدوة سيئة في البيت المسلم ‪:‬‬
‫نشرت إحدى الصسسسحف تحقيقًا فسسسي أحسسسد ملحقهسسسا السسسسابقة‬
‫بالصسسور والثباتات يسسبين كيسسف انتحسسل بعسسض الخدم السسسيويين‬
‫شخصسسيات نسسسائية ‪ ...‬وبينسست بعسسض وقائع المخافسسر أن بعسسض‬
‫الشخاص اكتشسف أن خادمتسه الشرقيسة غيسر المسسلمة رجسل تخفسى‬
‫فسي شكسل امرأة لشدة التشابسه فسي الجنسسين ‪ ،‬وقلة الشعسر فسي وجوه‬
‫الرجال [ مجلة المجتمسسسسسع ‪ ،‬العدد (‪ .] )963‬والغرب بسسسسل الكثسسسسر ألماً‬
‫المناسسبة التسي اكتشسف بهسا ذلك الشخسص أن خادمتسه ذكراً وليسس‬
‫أنثسسى ‪ ...‬؟ فماذا كانسست تفعسسل هذه الخادمسسة ( الذكسسر ) مسسع بنات‬
‫السسسرة ؟ وخاصسسة الصسسغيرات اللتسسي يتشربسسن السسسلوك قبسسل أن‬
‫يدركنه !!؟ ‪.‬‬
‫ثسم تتسساءل مجلة المجتمسع [ العدد نفسسسه ] قائلة ‪ ( :‬مسن المسسؤول‬
‫عسن تدنسي أخلق جيسل المسستقبل ؟ ‪ .‬لقسد أصسبح وجود الخدم فسي‬
‫المجتمع من الضرورات (‪ ، )1‬ولكن هل يعني ذلك أن تناط بهؤلء‬
‫تربية وإعداد جيل المستقبل ؟ وهل هم المسسؤولون عن تعليم هذا‬
‫الجيسسل وإعداده العداد السسسليم لتفهسسم المفاهيسسم السسساسية للمجتمسسع‬
‫الكويتي ؟ من سيعلم هذا الجيل الفرق بين الكذب والصسدق؟ ومن‬
‫سيكون لهم القدوة للتفريق بين الحلل والحرام ؟ ‪.‬‬
‫وتقول في عدد آخر ‪:‬‬
‫فسي بعسض الحالت نرى (المعزب أي رب السسرة) يسستلطف‬
‫الخادمسسة الجنبيسسة ‪ ،‬وتنشسسأ بينسسه وبينهسسا علقسسة ‪ ،‬وأحياناً تنتهسسي‬
‫بالزواج ‪ ...‬ممسا ينعكسس دمار على السسرة ‪ ،‬فتنشسأ الخلفات مسع‬
‫الزوجسسسة السسسسابقة ‪ ،‬ثسسسم يقسسسع الطلق وضياع البناء وتخريسسسب‬
‫البيوت‪ ، ...‬وكذلك تكون المصيبة الكسبر ‪ ،‬حيسن تنشسأ علقسة غير‬
‫مشروعة بين أي من الزوجين وبين الخدم ‪ .‬يقول الستاذ سليمان‬
‫الفهد في إحدى (سوالفه) على الصفحة الخيرة من القبس بتاريخ‬
‫‪ )(1‬ل يوافق الباحث على أن وجود الخدم في المجتمع من الضرورات ‪ ،‬بل هو من الترف‬
‫والسرف والتبذير ‪.‬‬
‫‪-44-‬‬
‫(‪7/6/1990‬م) ‪ ( :‬فسسسي السسسسنوات الخيرة صسسسار مسسسن المألوف‬
‫وجود شغالة أجنبيسسسة تتمتسسسع بجمال يفوق ويبسسسز الطلعسسسة البهيسسسة‬
‫(للمعزبسة) أم البنيسن مسا غيرهسا وأخشسى القول بأن وجود الشغالة‬
‫الطاغيسسة الجمال فسسي العديسسد مسسن بيوت أهالي الديرة صسسار أمراً‬
‫مألوفاً وقسد اعتدنسا عدم الهتمام بمثسل هذه الظواهسر قبسل أن تتفاقسم‬
‫وتشتسد فترانسا نشرع بالفعسل لحتواء المصسيبة بعسد وقوعهسا ! على‬
‫الرغسسم مسسن توفسسر سسسبل الوقايسسة ‪ ،‬ويبدو أن الكثيريسسن ل يرون أي‬
‫ضرر مسن وجود قنبلة أنثويسة قسد يسسبب انفجارهسا تقويسض معمار‬
‫البيسسسسسسسست ! بدعوى أن العيال مازالوا صسسسسسسسسغاراً و (يهالً) (أي‬
‫جهالً) ‪ ،‬المسر الذي قسد يجعلهسم بمنأى عسن مضار وخطورة قنبلة‬
‫الفتنسسسة وكأن العيال سسسسيظلون صسسسغار السسسسن ‪ ،‬زد على ذلك أن‬
‫أطفال اليوم لم يعودوا (يهالً) (أي جهالً) ‪ ...‬ومسا دمنسا قسد اخترنسا‬
‫التعايسش مسع قنبلة الفتنسة الطاغيسة ‪ ...‬فلذا لنسا أن نتوقسع ‪ -‬بداهسة ‪-‬‬
‫حدوث البليا والمشاكل والخطار ‪ ،‬مما خفي من المآسي بسبب‬
‫وجود القنابسل المدججسة بأسسلحة الجمال والشباب والغراء ‪ ...‬إلى‬
‫آخر محتويات عدة القنص والصيد ‪.‬‬
‫وإذا عرفنسسا أن معظسسم الخادمات والمربيات غيسسر مسسسلمات ‪،‬‬
‫وأنهسسن ل يتورعسسن عسسن قنسسص الفرص والمكاسسسب بأيسسة وسسسيلة‬
‫واسسسستغلل الظروف بدون روادع ‪ ...‬عرفنسسسا مدى الخطورة التسسسي‬
‫تحيق بكثير من السر ) [ مجلة المجتمع ‪ ،‬العدد (‪. ] )973‬‬
‫السلوك الخلقي للمربيات الجنبيات ‪:‬‬
‫يتحدد سسسلوك النسسسان وفقاً لعقيدتسسه ‪ ،‬ثسسم منظومسسة القيسسم التسسي‬
‫يؤمسن بهسا ‪ ،‬وتربسى عليهسا‪ ،‬ثسم دوافعسه الجتماعيسة ‪ ،‬والبيولوجيسة‬
‫والنفسية أيضاً ‪.‬‬
‫وبناء على نتائج الدراسات الميدانية على المربيات الجنبيات‬
‫فسي دول الخليسج العربيسة ‪ ،‬يتوقسع ويحتمسل فسي حدود درجسة عاليسة‬
‫جداً مسسن الحتمال ؛ أن يصسسدر عنهسسن سسسلوك منحرف أخلقياً ‪،‬‬
‫‪-45-‬‬
‫ومغايسر للبيئة الخليجيسة العربيسة السسسلمية‪ ،‬ومكمسن الخطسر أثسر‬
‫سسسسسلوكهن المنحرف على الطفال الذيسسسسن يتربون على أيديهسسسسن‪،‬‬
‫وتحسست إشرافهسسن ‪ ،‬وسسسبق القول أن القدوة أعظسسم وسسسائل التربيسسة‬
‫الخلقية ‪.‬‬
‫وقسسد أثبتسست الدراسسسات الميدانيسسة أن ( ‪ )%58.6‬منهنّس جئن مسسن‬
‫مجتمعات تحبذ إقامة العلقات الجنسية قبل الزواج ‪ .‬فل يتورعن عن‬
‫الختلط بالرجال‪ ،‬ولمانسسع لديهسسن مسسن تناول الخمسسر والسسسجائر ‪،‬‬
‫والغرب مسسن ذلك أن ( ‪ )%68.3‬منهنسّس ل تزيسسد أعمارهنسّس عسسن‬
‫العشريسن ‪ .‬و ( ‪ )%42.4‬منهنّس لم يسسبق لهسن الزواج ‪ ،‬وهذا خطسر‬
‫واضسح لنسه يجلب إلى البيوت المسسلمة ‪ ،‬باسسم الخادمات ‪ ،‬بناتًا فسي‬
‫سن التهيج الجنسي‪ .‬مع العلم أن التفلت (كالختلط وكشف العورات‬
‫والخضوع فسي القول‪ )...‬موجود فسي بيوت كثيسر مسن المسسلمين ‪ .‬مثسل‬
‫خلوة رب السسسرة بالخادمسسة ‪ ،‬أو خلوة الخادمسسة بالولد البالغ ‪ ،‬أو نوم‬
‫الخادمة مع الولد قبيل البلوغ في غرفة واحدة بمعرفة السرة !!؟ [‬
‫عدنان باحارث ‪ ،‬ص ‪. ] 558‬‬
‫وفسي دراسسة أجريست على أرض الكويست ‪ ،‬دلت هذه الدراسسة‬
‫على ‪:‬‬
‫‪ )36.2%(-1‬منهنّ جئن من مجتمعات تتناول أطعمة محرمة ‪.‬‬
‫‪ )43%(-2‬منهنسّ جئن مسسن مجتمعات تتناول الخمور بصسسورة‬
‫عادية ‪.‬‬
‫وفي دراسة أخرى تبين أن ‪:‬‬
‫ن (الرجال) فسي البيوت التسي يعملن‬ ‫‪ )14%( -1‬يسستقبلن أصسدقائه ّ‬
‫بها ‪.‬‬
‫‪ )8.7%( -2‬منهن يستقبلن أصدقائهنّ ( الرجال ) في منازلهم ‪.‬‬
‫‪ )58.6%( -3‬منهنّ يحبذن ممارسة الجنس قبل الزواج ‪.‬‬
‫‪ )51.18%( -4‬يشرحن لطفالنا عن حياة الطفال في مجتمعاتهن‬
‫‪.‬‬
‫‪-46-‬‬
‫‪ )2.5%( -5‬منهسسن قالت إن شرب الخمور فسسي مجتمعاتهنسسّ مباح‬
‫(‪)1‬‬
‫للطفال ‪.‬‬
‫خطر المربيات على ضمير الطفل المسلم ‪:‬‬
‫الضمير هو المحكمة الداخلية عند النسان ‪ ،‬التي تحكم على‬
‫أفعاله ‪ ،‬وتجازيه عنها ‪.‬‬
‫مكونات الضمير ‪:‬‬
‫أولً ‪ -‬قوة عارفسة تميسز بيسن الخيسر والشسر ‪ ،‬ولبسد مسن ميزان‬
‫نقيسس بسه الفعسل‪ ،‬ثسم نحكسم عليسه بالخيسر أو الشسر ‪ ،‬وهذا الميزان‬
‫يختلف باختلف الثقافات ‪.‬‬
‫فالخمسر مثلً فعسل شريسر فسي المجتمسع المسسلم ‪ ،‬بينمسا هسو فعسل‬
‫خير في المجتمع غير المسلم ‪ ،‬لن الخمر هناك مثل أي نوع من‬
‫العصسسائر ‪ .‬واختلط النسسساء بالرجال شسسر فسسي المجتمسسع المسسسلم ‪،‬‬
‫بينما هو خير في المجتمع غير المسلم ‪.‬‬
‫مسن هنسا يأتسي خطسر المربيسة على الطفسل ‪ ،‬فالمربيسة تسستحسن‬
‫شرب الخمسسر ‪ ،‬كمسسا تسسستحسن اختلط النسسساء بالرجال ‪ ...‬وغيسسر‬
‫ذلك مسن الفعال ‪ ،‬والطفسل يتشرب ميزان المربيسة فسي الحكسم على‬
‫الفعال ‪ ،‬حتسى ينشسأ يسستحسن مسا اسستحسنه أعداؤنسا ‪ ،‬ويسستنكر مسا‬
‫اسستنكروه ‪ ،‬فإذا شسب وكسبر هاجسم (الحجاب) ونادى بالسسفور ‪ ،‬أو‬
‫هاجسسم عدم الختلط واعتسسبره (رجعيسسة) وسسسجناً للمرأة وانتقاصساً‬
‫من حقها في الحياة الحرة الكريمة ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ -‬استحسان الخير واستنكار الشسر ‪ ،‬ولبد أن نحكسم على‬
‫أفعال الطفال ‪ ،‬فنكافئهسسسسم على الفعال الحميدة ‪ ،‬ولو بابتسسسسسامة‬
‫وكلمة طيبة ‪ ،‬ونعاقبهم على الفعال القبيحة ‪ ،‬ولو بتقطيب الوجه‬
‫والترهيب بالكلمات ‪.‬‬
‫أما المربية الجنبية فإنها ل تستطيع ذلك لسببين ‪:‬‬

‫‪ )(1‬محمد عبدالعليم مرسي ‪ ،‬صحيفة ( المسلمون ) في ( ‪25/1/1991‬م ) ‪.‬‬


‫‪-47-‬‬
‫‪-1‬ميزانهسسا فسسي الحكسسم على الفعال مختلف عسسن ميزاننسسا ‪ ،‬فقسسد‬
‫تكافئ الطفل على أفعاله القبيحة ‪ ،‬وتعاقبه على أفعاله الحميدة ‪ ،‬كأن‬
‫تسسستهجن عدم دخوله غرفسسة الضيوف لسسستقبال ضيوف أمسسه مسسن‬
‫النسساء ‪ ،‬أو تسستهجن عدم دخول الطفلة إلى غرفسة الضيوف للسسلم‬
‫على الرجال ‪.‬‬
‫‪-2‬وفسي الغالب لتعاقسب وإنمسا تكافسئ فقسط ‪ ،‬لنهسا تريسد إرضاء‬
‫الطفسسل والحذر مسن سسخطه ‪ ،‬ولتفكسر أبدًا فسي لومسه أو عقابسه لنهسا‬
‫(خادمة) وليست أمًا أو أباً‪.‬‬
‫وعندمسا ليجازى الطفسل على أفعاله ( ليكافسأ أو يعاقسب ) ‪ ،‬أو‬
‫يكافسسأ فقسسط عندئذ ليسسستطيع أن يميزالخيسسر عسسن الشسسر ‪ ،‬وبالتالي‬
‫لينمو ضميره وهذه إحدى المصائب الكبرى التي تنخر في جسم‬
‫المسسة وتهددهسسا بالزوال ‪ ،‬وعندمسسا ينشسسأ جيسسل ضعيسسف الضميسسر‬
‫ليميسز الخيسر مسن الشسر ‪ ،‬أو يقيسسهما بغيسر مقياس الشرع ‪ ،‬عندئذ‬
‫يصسسبح المعروف منكراً والمنكسسر معروفاً ‪ ،‬وقسسد حصسسل هذا فسسي‬
‫بعض بلد المسلمين غير الجزيرة العربية ففي تلك البلد المرأة‬
‫السسسسسافرة يقال عنهسسسسا متحضرة ومثقفسسسسة وظريفسسسسة ‪ ، ...‬والمرأة‬
‫المحجبة يقال عنها رجعية ومتخلفة ‪...‬‬
‫ثالثاً ‪ -‬يتطلب الضمير عاطفة عند صاحبه تحب الخير وتكره‬
‫الشر ‪:‬‬
‫ولذلك يسسمى الوجدان لمتزاجسه بالعاطفسة ‪ .‬وتذكرنسا العاطفسة‬
‫بأهميسسسسسة دورالم ‪ ،‬لن العاطفسسسسسة لتنمسسسسسى بالحليسسسسسب والطعام‬
‫والشراب ‪ ،‬وإنما يحس الرضيع ويشعر بحب أمه العظيم له وهي‬
‫تشده إلى صسدرها ‪ ،‬وتقبله وتداعبسه وتنشسد له فيحبهسا ‪ ،‬وينمسو لديسه‬
‫الحب ‪ ،‬ثم يكره ماتكره أمه فينمو لديه الكره ‪ ،‬وبقدر ماتكون أمه‬
‫شخصسسية متزنسسة فاض عندهسسا الحسسب ‪ ،‬ولم يترك للكره فسسي قلبهسسا‬
‫مكاناً ينشسسأ الطفسسل متفائلً يحسسب الخريسسن ‪ ،‬وأولهسسم أمسسه وأبيسسه‬
‫وإخوانسه وأخواتسه وجيرانه وأقاربه ‪ ،‬ومهما أخلصست المربية فسي‬
‫‪-48-‬‬
‫عملها لتستطيع أن تحب الطفل مثل أمه لذلك لتنمو عاطفته كما‬
‫هو في حضن أمه ‪ ،‬وعندئذ سنجد أحد طفلين ‪.‬‬
‫‪ -‬طفل ليحب وليكره ‪ ،‬لمبالي عاطفته باردة حيادي حيال‬
‫كل شيء ‪ .‬وهذه شريحة كبيرة من أجيالنا المعاصرة ‪.‬‬
‫‪ -‬طفسل يكره أكثسر ممسا يحسب لن مربيتسه كانست تخفسي عنسه‬
‫مشاعسر الكراهيسة والتقزز‪ ،‬التسي كان يلمسسها فسي عينيهسا ونسبرات‬
‫صسسوتها ‪ .‬ومسسن هؤلء الطفال ينشسسأ الطغاة ورجالهسسم ‪ ،‬يفيسسض‬
‫عندهم الكره ول يترك في قلوبهم مكاناً للحب‪.‬‬
‫ل تستطيع المربية أن تحب الطفل مثل أمه ‪:‬‬
‫يقول الدكتور محمود قمسبر ( أسستاذ التربيسة بجامعسة قطسر ) ‪:‬‬
‫الصسل أن الطفسل يعتمسد على أمسه بالدرجسة الولى ‪ ،‬سسواء وهسو‬
‫جنيسن فسي بطنهسا أو حتسى بعسد الولدة ‪ ،‬فهسو جزء منهسا لينفصسل‬
‫عنهسا حتسى بعسد ولدتسه ‪ ،‬وحيسن تحتضنسه وترضعسه فإنهسا ترضعسه‬
‫مشاعسسسر الحسسسب والحنان ‪ ،‬وتشعره بالدفىء والراحسسسة النفسسسسية‪،‬‬
‫فالمهات هن المؤهلت بالفطرة لتربية أولدهنّ (‪. )1‬‬
‫ويقول السسستاذ سسسليمان السسستاوي ( موجسسه العلوم النسسسانية‬
‫والجتماعيسة فسي قطسر ) ‪ :‬إن المربيسة الجنبيسة غيسر مؤهلة أصسلً‬
‫لشباع عاطفسة المومسة عنسد الطفال ‪ ،‬فالعواطسف لتدخسل ضمسن‬
‫وظيفسسة المربيسسة ‪ ،‬وإنمسسا تفيسسض تلقائياً مسسن قلب الم إلى أبنائهسسا‬
‫الحقيقييسسن وإخوانهسسم فسسي الرضاعسسة ‪ ،‬والنتيجسسة ينشسسأ الطفسسل عنسسد‬
‫المربيسسسة فسسسي حياة ينقصسسسهاالحب والعطسسسف فتتولد عنده الميول‬
‫العدوانيسسسة وضعسسسف النتماء للسسسسرة والوطسسسن ‪ .‬كماأن المربيسسسة‬
‫تفتقدالمسسن النفسسسي والسسسعادة السسسرية لنهسسا بعيدة عسسن أسسسرتها‬
‫وموطنها‪ ،‬فلتملك البتسامة والسعادة التي تبديهاالم مع أولدها‬
‫(‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬مجلة التربية القطرية ‪ ،‬العدد (‪. )80‬‬


‫‪ )(2‬المرجع نفسه ‪ ،‬العدد (‪. )79‬‬
‫‪-49-‬‬
‫ودافع المومة عضوي سببه هرمون ( برولكتين ) يفرز من‬
‫إحدى الغدد الصسم عنسد الم الحامسل ‪ ،‬وقسد حقسن علماء النفسس أنثسى‬
‫الفأر التسسي لم يسسسبق لهسسا الحمسسل والولدة‪ ،‬كمسسا حقنوا الذكسسر بسسه‬
‫فلحظوا أن كلً منهمسا أبدى العطسف والحنسو على صسغارالفئران‬
‫بعد أن كان ليعبأ بها ‪.‬‬
‫فكيف تستطيع المربية الجنبية وهي إما عازبة ‪ ،‬أو متزوجة‬
‫بعيدة عن زوجها وأطفالها ؟ كيف تستطيع هذه المربية أن تعطف‬
‫على الطفال وتحبهم وهي عازبة أو مشردة عن أسرتها !!؟ ‪.‬‬
‫نماذج من سلوك الطفال المقتبس من المربيات ‪:‬‬
‫‪-1‬انتشر بين هؤلء الطفال ‪ ،‬وتعداهم إلى الكبار ‪ ،‬حتى صار‬
‫خطسأ شائعاً ‪ ،‬وهسو اسستعمال تراكيسب غريبسة على اللغسة العربيسة مثسل‬
‫( بابا في ) أي هل يوجد أبوك ؟ وغيرها من التراكيب اللغوية ‪.‬‬
‫‪-2‬تقول الستاذة موزة فخرو ( رئيسة التعليم العدادي في قطر )‬
‫‪ :‬نجد الطفل الذي نشأ في أحضان مربية أجنبية ‪ ،‬يسلك سلوكًا مغايرًا‬
‫لسسلوك زملئه ‪ ،‬كماأن درجسة اندماجسه وانسسجامه وتفاعله مسع زملئه‬
‫تكون ضعيفة (‪. )1‬‬
‫‪-3‬تقول الستاذة فاطمسة الجفيري ( مديرة مدرسسة ) ‪ :‬تظهسر أنماط‬
‫سسسلوكية غيسسر سسسليمة عنسسد بعسسض تلميسسذ المرحلة البتدائيسسة كاللفاظ‬
‫العجمية في لغتهم‪ ،‬وتصرف بعضهم بصورة لتليق بعاداتنا وتقاليدنا‬
‫العربية والسلمية (‪. )2‬‬
‫‪-4‬تقول السسستاذة عائشسسة فخرو ( رئيسسسة التعليسسم البتدائي فسسي‬
‫قطسسر ) ‪ :‬إن وجود المربيسسة فسسي البيسست يضعسسف علقسسة الم بأبنائهسسا‬
‫وزوجهسا ‪ ،‬فيتصسرف الطفال دون مبالة ‪ ،‬والحريسة المطلقسة التسي‬
‫يعيشهسا الطفسل فسي ظسل المربيسة تجعله يشعسر بأن لأحسد يهتسم بسه ‪،‬‬

‫‪ )(1‬المرجع نفسه ‪ ،‬العدد (‪. )81‬‬


‫‪ )5( ، )4( ، )3( ، )(2‬الرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪-50-‬‬
‫ويدفعسسه هذا إلى مصسساحبة أصسسدقاء خارج المنزل بشكسسل مبكسسر ‪،‬‬
‫تعوضه ما فقده من اهتمام (‪. )1‬‬
‫‪-5‬تقول الستاذة شيخة محمد السيد ( مديرة مدرسة ) ‪ :‬نجد أن‬
‫العلقات الجتماعيسة داخسل السسرة التسي تسستقدم المربيسة والخادمسة‬
‫ضعيفة فلترابط بين أفرادها‪ ،‬وينعكس ذلك على سلوك الفراد في‬
‫المجتمع (‪. )2‬‬
‫‪-6‬يقول السستاذ سسليمان السستاوي فسي ظسل المربيسة والخادمسة‬
‫الطفسل هسو السسيد المطاع ‪ ،‬جميسع مطالبسه مسستجابة ‪ ،‬فهسو لم يتعود‬
‫العتماد على النفسس ‪ ،‬ولم يتدرب على تحمسل المسسؤولية ‪ ،‬لذا نجده‬
‫عندمسسا يخرج مسسن بيتسسه ويتعامسسل مسسع قوانيسسن المدرسسسة والمجتمسسع ‪،‬‬
‫سرعان ما يضيق ذرعاً بما يواجهه من مواقف أو ما يطلب منه من‬
‫تكليفات ‪ ،‬فل يستطيع مواجهة أصغر المشكلت في المجتمع (‪. )3‬‬
‫ومسن الخطار الكسبيرة المنتظرة فسي الجيال القادمسة هسو أن‬
‫‪ :‬تعدد الثقافات التسسسي تنتسسسسب إليهسسسا المربيات يترك انطباعات‬
‫متباينسسة عنسسد الطفال ‪ ،‬ويتعاطفون مسسع هذه الثقافات المختلفسسة‪،‬‬
‫ممسا يؤثسر سسلبياً على ولئهسم لثقافتهسم العربيسة السسسلمية (‪. )4‬‬
‫وينشسسأ جيسسل يفتقسسر إلى الوحدة الثقافيسسة ‪ ،‬مسسع العلم أن المربيسسة‬
‫لتسستطيع أن تنقسل ثقافتهسا كلهسا إلى الطفال ‪ ،‬كمسا أن الطفال فسي‬
‫ظل المربية ليستطيعون النطباع بثقافة أمهم وأبيهم كلها ‪ ،‬عندئذ‬
‫يأخسسذ الطفسسل أجزاء مبعثرة مسسن الثقافات ‪ ،‬فيضيسسع الطفسسل بيسسن‬
‫ثقافتين أو أكثر ‪.‬‬
‫أحدث الدراسات تؤكد ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ )(4‬المرجع نفسه ‪.‬‬


‫‪-51-‬‬
‫وفسي أحدث دراسسة أعدتهسا إدارة البحوث والمعلومات بوزارة‬
‫التربيسة والتعليسم فسي (أبوظسبي ) ‪ ،‬حددت أربعسة أنماط مسن السسلوك‬
‫غير المرغوب لدى طلب المرحلة الثانوية وهي ‪:‬‬
‫‪-1‬التهور في استخدام السيارات ‪.‬‬
‫‪-2‬استخدام الهاتف في المعاكسات ‪.‬‬
‫‪-3‬التسكع في السواق ومعاكسة الفتيات ‪.‬‬
‫‪-4‬تدخين السجائر ‪.‬‬
‫وجرت الدراسسسة ميدانياً على مجموعسسة مسسن الطلب مسسن عدة‬
‫مناطسسق مسسن المارات ‪ ،‬وزعسست عليهسسم اسسستبيانات وشارك فسسي‬
‫الدراسسسة عدد مسسن المدرسسسين والخصسسائيين الجتماعييسسن‪ ،‬وقسسد‬
‫حددت الدراسسسة أسسسباب هذه النماط غيسسر المرغوب فيهسسا وهذه‬
‫بعضها ‪:‬‬
‫‪-1‬ضعف الوازع الديني (‪. )%71.3‬‬
‫‪-2‬التفكك السري (‪. )%66‬‬
‫‪-3‬السسطسسسسسلق (‪. )%65.4‬‬
‫‪-4‬انعدام التوجيه داخل السرة (‪. )%65‬‬
‫‪-5‬عدم شعور الطالب بالنتماء القوي للوطن (‪. )%64.5‬‬
‫‪-6‬وجود تخطيسسط مسسن خارج الدولة لنشسسر النحراف على مسسستوى‬
‫العالم العربي ( ‪. )1( )%64.5‬‬
‫ومسن اسستعراض السسباب النفسة الذكسر ‪ ،‬يتضسح أن للمربيات‬
‫الجنبيات علقة فيها ‪ ،‬فالسرة التي تخلت عن مهمتها التربوية ‪،‬‬
‫وأسسسندتها للمربيات أدى ذلك إلى ضعسسف الوازع الدينسسي ‪ ،‬وعدم‬
‫الشعور بالنتماء الوطني ‪ ،‬وانعدام التوجيه السري ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫‪ )(1‬مجلة التربية ( أبو ظبي ) ‪ ،‬العدد ( ‪ ، ) 89‬الصادر في فبراير ( ‪1991‬م ) ‪.‬‬


‫‪-52-‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫خطر المربيات على الحجاب‬


‫تمممهمميمد ‪:‬‬
‫الحجاب هسسو اللباس الذي يسسستر جسسسد المرأة المسسسلمة كله ‪،‬‬
‫امتثالً لمسر اللسسه عزوجسل ‪ { :‬ياأيهما النمبي قمل لزواجمك وبناتمك‬
‫ونسماء المسملمين يدنيمن عليهمن ممن جلبيبهنّم (‪ ، )1‬ذلك أدنمى أن‬
‫يعرفن فليؤذين ‪ ،‬وكان اللمه غفوراً رحيماً } [ ( الحزاب ‪. ]) 59 -‬‬
‫متى تدرب البنات على الحجاب ‪:‬‬
‫مسسن الملحسسظ أن الشريعسسة السسسلمية تأمسسر بتدريسسب المسسسلم‬
‫والمسسسلمة على العبادة قبسسل أن يكلف بهسسا ‪ ،‬فالصسسلة مثلً فرض‬
‫عيسن على المسسلم والمسسلمة إذا بلغسا ‪ ،‬ولكسن أمرنسا رسسول اللسسه‬
‫أمراً صريحاً بأن نأمر أولدنا بالصلة وهم أبناء سبع ‪ ،‬كما أمرنا‬
‫أن نضربهم على الصلة إذا تقاعسوا عنها وهم في العاشرة ( قبل‬
‫بلوغهم طبعاً ) ‪ .‬فقد روى أبوداود عن سبرة بن معبد الجهني‬
‫قال ‪ :‬قال رسسول اللسسه ‪ ( :‬مروا الصمبي بالصملة إذا بلغ سمبع‬
‫سممنين ‪ ،‬فإذا بلغ عشممر سممنين فاضربوه عليهمما ) [ أبسسو داود‪ ،‬رقسسم (‬
‫‪ . ] )494‬وقسسد قاس علماء الشافعيسسة الصسسوم على الصسسلة ‪ ،‬فقال‬
‫الفقيه ابن النقيب المصري في كتابه عمدة السالك وعدة الناسك ‪:‬‬
‫(ويؤمسسر الصسسبي بسسه ( الصسسوم ) لسسسبع ويضرب لعشسسر)‪ .‬ويقول‬
‫محمسد قطسب ‪ ( :‬وقسد اختسص حديسث رسسول اللسسه الصسلة لنهسا‬
‫عنوان السسسسلم الول والكسسبر ‪ ...‬ولكسسسن جميسسسع آداب السسسسلم‬
‫وأوامره سسائرة على ذات النهسج ‪ ،‬فكلهسا تحتاج إلى تعويسد مبكسر ‪،‬‬

‫‪ )(1‬الجلباب هو الثوب المشتمل على الجسد كله ‪ ،‬والجلباب ما يلبس فوق الثوب كالملحفة ‪.‬‬
‫والجلباب ‪ :‬الملءة تشتمل بها المرأة ‪ ،‬وجمعه جلبيب ( انظر المعجم الوسيط ) ‪ .‬والجلباب‬
‫هو الرداء فوق الخمار تغطي به المرأة المسلمة رأسها ووجهها وتبدي عيناً واحدة ( انظر‬
‫تفسير ابن كثير ) ‪ .‬فالجلباب إذاً لباس فضفاض غير شفاف يستر جسد المرأة كله ‪ ،‬لونه غير‬
‫زاه ‪.‬‬
‫‪-53-‬‬
‫وكلهسسا تحتاج بعسسد فترة مسسن الوقسست إلى اللزام بهسسا بالحسسسم إن لم‬
‫يتعودها الصغيرمنتلقاء نفسه [ محمد قطب ‪. )148 / 2( ،‬‬
‫يقول الشيسسسسخ العسسسسلمة عبسسسسدالسعزيز بسسسن باز ‪ ( :‬ول يجوز‬
‫التسسساهل فسسي ذلك ‪-‬الحجاب ‪ -‬مسسع البنات الصسسغار ‪ ،‬لن تربيتهسسن‬
‫عليسه يفضسي إلى اعتيادهسن له وكراهتهسن لمسا سسواه إذا كسبرن) أمسا‬
‫إذا تسسساهل الباء والمهات مسسع البنات الصسسغيرات فإنسسه ‪ ( :‬يقسسع‬
‫بذلك الفسساد والمحذور والفتنسة المخوفسة التسي وقسع فيهسا الكسبيرات‬
‫من النساء (‪. ) )1‬‬
‫وتمييسسز الطفسسل للحجاب يبدأ منسسذ السسسنة الولى ‪ ،‬عندمسسا يرى‬
‫أمسسه تلبسسس لباس الخروج مسسن البيسست ( الجلباب ) ‪ ،‬فيعرف أنهسسا‬
‫سسوف تخرج ‪ ،‬ويدلنسا على ذلك بكاؤه‪ ،‬إذاكانست تخرج بدونسه فسي‬
‫العادة ‪ ،‬أوفرحته وسروره إذا اعتاد على الخروج معها ‪.‬‬
‫ونخلص مسسسن ذلك إلى أن البنسسست ترغسسسب فسسسي الحجاب قبسسسل‬
‫السسابعة ‪ ،‬ثسم تؤمسر بسه عنسد السسابعة ‪ ،‬ثسم تضرب مسن أجله إن لزم‬
‫المسسر فسي العاشرة ‪ .‬حتسى إذا بلغست المحيسض تكون قسد اعتادت‬
‫الحجاب ‪ ،‬ويصسعب عليهسا التخلي عنسه كمسا سسنرى ‪ .‬وممسا أذكره‬
‫أن الشيسسخ محمسسد الحامسسد رحمسسه اللسسسه تعالى ‪ ،‬ألبسسس ابنتسسه حجاباً‬
‫كاملً حتى الوجه والكفين‪ ،‬وهي في السادسة أوالسابعة من العمر‬
‫‪.‬‬
‫منع الختلط من الحجاب ‪:‬‬
‫ومسسن الحجاب تعويسسد البنات والولد منسسذ الصسسغر على عدم‬
‫الختلط بين الجنسين ‪ ،‬في البيت والمدرسة وغيرهما ‪ ،‬ويفضل‬
‫عزل البنات عسسسسن الولد والرجال غيسسسسر المحارم فسسسسي البيسسسست‬
‫المسسلم ‪ ،‬فلتدخسل الطفلة بعسد الخامسسة مسن عمرهسا على الضيوف‬
‫مسسسن الرجال غيسسسر المحارم ‪ ،‬وإن دفعهسسسا حسسسب الطلع وتقليسسسد‬
‫‪1‬‬

‫() مجلة الدعوة السعودية ‪ ،‬العدد (‪. )952‬‬


‫‪-54-‬‬
‫إخوانهسا الصسبيان ؛ توجسه إلى أن هذا ليجوز ‪ ،‬فهسي بنست ليصسح‬
‫أن يراهسسا الرجال الجانسسب ‪ ،‬وبطبيعسسة الحال عندمسسا ترى أمهسسا‬
‫وأخواتها الكبيرات ليختلطن بالرجال غير المحارم ستقلدهن في‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫القدوة الحسنة أفضل طرق التربية ‪:‬‬
‫وتقلد الطفلة النسساء الكسبيرات فسي السسسرة ‪ ،‬فتنشسأ الطفلة آليًا‬
‫على حسسب الحجاب والبعسسد عسسن الختلط ‪ .‬ومسسن هنسسا نعلم أهميسسة‬
‫البحسسث عسسن الزوجسسة المسسسلمة ( ذات الديسسن) لنهسسا سسستكون قدوة‬
‫حسسنة لولدهسا وبناتهسا ‪ .‬والحجاب أسساس المرأة ‪ ،‬والمرأة أسساس‬
‫السسرة ‪ ،‬والسسرة أسساس المجتمسع المسسلم ‪ ،‬لذا فإن تربيسة البنات‬
‫على الحجاب هامة جداً (‪.)1‬‬
‫المربية الجنبية قدوة سيئة في الحجاب ‪:‬‬
‫والمربية الجنبية سافرة ‪ ،‬تكشف شعرها ونحرها وسساعديها‬
‫وربما ساقيها كذلك‪ ،‬وعندما تعتني المربية أوالخادمة بالطفلة فتعد‬
‫لها طعامها وفراشها وتنظف لها ثيابها ؛ فإنها تحبها وربما تتعلق‬
‫بهسسا ‪ ،‬وعندمسسا تحبهسسا فإنهسسا تقلدهسسا ‪ ،‬وتنغرس صسسورة المربيسسة‬
‫المحبوبسسسة لدى الطفلة فسسسي أعماق اللشعور ‪ ،‬سسسسافرة متبرجسسسة‪،‬‬
‫وهكذا تقتبس الطفلة المثل السيء من المربية ‪.‬‬
‫والمربيسسسة الجنبيسسسة تختلط بالرجال الجانسسسب غيرالمحارم ‪،‬‬
‫فرب السرة والشباب في السرة كلهم رجال أجانب بالنسبة لها ‪،‬‬
‫ليجوز لهسسا التكشسسف أمامهسسم وليجوز لهسسم النظسسر إلى جسسسدها ‪.‬‬
‫لكنهسا سسافرة وربمسا متبرجسة ‪ ،‬وتختلط بالرجال الجانسب وتكلمهسم‬
‫وتضحك معهم ‪ .‬حتى أنها لتستتر عن الرجال الجانب من غير‬
‫السرة التي تعمل عندها فقد تخرج إلى الشارع مع الطفلة سافرة‬
‫متبرجسة وقسد تتكلم مسع بعسض الرجال الجانسب كالسسائق إن وجسد ‪،‬‬
‫‪ )(1‬خالد شنتوت ‪ ،‬تربية البنات ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬
‫‪-55-‬‬
‫وربمسا تمزح معهسم ويقول خليفسة إبراهيسم ‪ ( :‬وفسي اسستطلع للقيسم‬
‫والعادات والتقاليسسسد السسسسائدة فسسسي مجتمسسسع المربيات والخادمات ‪،‬‬
‫أشارت آراؤهنّس وأقوالهنّس إلى أن حوالي (‪ )%14‬منهنّس يسستقبلن‬
‫أصسدقاءهن مسن الرجال فسي البيوت التسي يعملن بهسا وقررت نسسبة‬
‫(‪ )%8.7‬أنهنّس يقمسن بزيارة أصسدقائهن فسي مسساكنهم [ خليفسة إبراهيسم‪،‬‬
‫ص ‪. ] 64‬‬
‫كسسل ذلك يتسسم أمام بنات السسسرة التسسي تعمسسل عندهسسا ‪ ،‬وعنسسد‬
‫الطفال جهاز لقسسط ممتاز ‪ ،‬هسسو إدراكهسسم وذاكرتهسسم ‪ ،‬وإن هذه‬
‫الصسور تنطبع لديهم وقسد تبقى مدى الحياة‪ .‬وعندمسا تنطبع صسورة‬
‫المرأة السسسسافرة المتبرجسسسة المختلطسسسة بالرجال والتسسسي تمازحهسسسم‬
‫وتضحك معهم ‪ ،‬عندما تنطبع صورة هذه المرأة ( المحبوبة ) في‬
‫وعسي الطفال البنات والصسبيان ؛ عندئذ يلحسق أجيالنسا المسسلمة أذى‬
‫كبير وخطر عظيم ‪.‬‬
‫فالصسبي ينشسأ وقسد رسسم فسي ذهنسه صسورة للمرأة ( الظريفسة )‬
‫مثسسل المربيسسة السسسافرة المتبرجسسة المختلطسسة بالرجال ‪ ،‬عندئذ ينشسأ‬
‫لديسه نفور لشعوري مسن المرأة المحجبسة ‪ ،‬وينظسر إلى أمسه على‬
‫أنها ( رجعية ) متخلفة من الجيل القديم ‪ ،‬وهذه القاعدة التي تبنى‬
‫عنسد الطفسل منسذ الصسغر خطيرة جداً ‪ ،‬خاصسة إذا دعمست فيمسا بعسد‬
‫بالمدارس التبشيريسسسسة ‪ ،‬أو العلمانيسسسسة ‪ ،‬أو الجامعات الوربيسسسسة‬
‫ونسسخها الصسلية فسي العالم السسلمي ‪ .‬والفتاة التسي تنشسسسسسأ وقسد‬
‫رسسسسسسم فسسي ذهنهسسسسا صسسسورة المرأة ( المحبوبسسة ) مثسسل المربيسسة‬
‫السسسافرة المتبرجسسة المختلطسسة بالرجال عندئذ تنفسسر لشعورياً مسسن‬
‫الحجاب ‪ ،‬وإذا أجسسبرت على لبسسسه فإنهسسا تنتظسسر أقرب فرصسسة‬
‫مواتيسة لتنزعسه ‪ ،‬كمسا تفعسل بعسض المسسلمات عندمسا يخرجسن مسن‬
‫بلدهنّ ‪.‬‬
‫المربية الجنبية تختار ملبس البنات ‪:‬‬
‫‪-56-‬‬
‫وفسسي هذا الصسسدد تقول مجلة المجتمسسع الكويتيسسة ‪ ( :‬ولننسسسى‬
‫التأثيسر على البنات ونظرتهنّس للمور ‪ ،‬والزياء التسي يقلدن فيهسا‬
‫البيئات غيسسر السسسلمية التسسي وردت منهسسا الخادمات ‪ ،‬وبعسسض‬
‫العاملت فسي محلت الزياء ‪ ،‬فنرى بنات الخليسج والكويست أشباه‬
‫عاريات فسي ملبسس ومظاهسر غيسر محتشمسة ‪ ،‬بسل غريبسة عسن هذه‬
‫البيئة المحافظسة وعسن السسلم وأخلقسه وآدابسه ومثله ‪ ...‬فقسد توكسل‬
‫الفتاة للمربيسسة الجنبيسسة اختيار الملبسسس التسسي تشتريهسسا ‪ ،‬والزي‬
‫الذي تلبسسه ‪ ...‬فتحكسم لهسا المربيسة دون نظسر إلى حلل أوحرام ‪،‬‬
‫بسل تسسول لهسا ( الموضسة ) وتزينهسا فسي نظرهسا [ مجلة المجتمسع ‪ ،‬العدد (‬
‫‪. ] )973‬‬
‫ول شسسسسسسسسسسسسك أن الخادمات والمربيات يحاولن تنشئة البناء‬
‫والبنات حسسب قناعاتهنسّ‪ ،‬وإذا كانست المربيسة مثقفسة ‪ -‬كمسا هسي فسي‬
‫السسر الغنيسة ‪ -‬فإنهسا تؤثسر على الطفال أكثسر مسن والديهسم ‪ ،‬ذلك‬
‫لنشغال الوالدين في الدنيا ‪ ،‬وتخليهما عن مهمة التربية للخادمة ‪،‬‬
‫بدعوى أنهسا مثقفسة ومتخصسصة فسي التربيسة ‪ ،‬وممسا لشسك فيسه أن‬
‫لهذه المربيات فسي السسر الغنيسة مقدرة على القناع والتأثيسر على‬
‫الوالدين ثم على الطفال ‪.‬‬
‫أمسسا إذا اهتسسم الوالدان بأطفالهمسسا ‪ ،‬وحاولت المربيسسة التأثيسسر‬
‫عليهمسا ‪ ،‬فإن الطفال عندئذ يترددون ويتذبذبون فسي القتباس عسن‬
‫أحسسد الطرفيسسن ‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى ضياع الطفسسل بيسسن ثقافتيسسن كمسسا‬
‫سسسنرى ‪ ،‬وقسسد يبنسسي الوالدان ثسسم تهدم المربيسسة ‪ ،‬أو تبنسسي المربيسسة‬
‫ويهدم الوالدان ‪ ،‬ويتعرض الطفسسل للشسسد والجذب حتسسى يصسسل إلى‬
‫الضياع ‪.‬‬
‫‪-57-‬‬
‫الفصل السادس‬

‫خطر‬

‫المربيات الجنبيات على ثقافة الطفل المسلم‬


‫تعريف الثقافة‪:‬‬
‫تتضمسن الثقافسة أموراً مشتركسة بيسن جميسع أبناء الوطسن الواحسد‬
‫أو البيئة الواحدة ‪ .‬ومسسسسن أمثلة هذه المور المشتركسسسسة اللغسسسسة ‪،‬‬
‫والتاريخ ‪ ،‬والعادات والتقاليد والتجاهات والقيم ‪ ...‬الخ ‪ .‬والثقافة‬
‫لزمسسسة للمواطسسسن لتحقيسسسق وحدة المجتمسسسع وتجانسسسسه وتماسسسسكه‬
‫[ الدمرداش سرحان ‪ ،‬ص‪.]65‬‬
‫اللغة وعاء الثقافة‪:‬‬
‫واللغسة جزء مسن الثقافسة ‪ ،‬ووعاء لهسا ‪ ،‬فاللغسة وسسيلة التفاهسم ‪،‬‬
‫بسسل وسسسيلة التواصسسل بيسسن أبناء المجتمسسع الواحسسد ‪ ،‬ويرى بعسسض‬
‫المفكريسن أن اللغسة هسي الفكسر نفسسه ‪ ،‬وبناء على ذلك نقول الفكسر‬
‫العربسسي والفكسسر الفرنسسسي ‪ ...‬ونقصسسد بذلك مسسا كتسسب فسسي اللغسسة‬
‫العربيسة‪ ،‬ومسا كتسب فسي اللغسة الفرنسسية ‪ ...‬ويرى آخرون أن اللغسة‬
‫والفكر وجهان لعملة واحدة ‪ ...‬وعلى كل حال إذا كانت اللغة هي‬
‫الشكسل والفكسر هسو المضمون ‪ ،‬فالعلقسة بيسن الشكسل والمضمون‬
‫متفق عليها ‪.‬‬
‫سنوات اكتساب اللغة‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬اللغسة مكتسسبة ‪ ،‬ولعلقسة للوراثسة فيهسا ‪ ،‬فالطفسل يلتقسط‬
‫لغسسة أمسسه خاصسسة ‪ .‬وأسسسرته عامسسة ‪ ،‬ثسسم المجتمسسع بعسسد ذلك ‪ .‬ويبدأ‬
‫الطفل بالتقاط هذه اللغة من وقت باكراً جداً ‪ ،‬أبكر مما يظن عادة‬
‫‪ .‬وعندما نتفق على أن النسان يفهم اللغة أولً ‪ ،‬ثم يستطيع النطق‬
‫بهسسا بعسسد ذلك ‪ ،‬وهذا ملحسسظ عنسسد الكبار ‪ ،‬فعندمسسا نتعلم اللغسسة‬
‫‪-58-‬‬
‫النجليزيسسة ‪ ،‬نفهسسم المكتوب أولً ‪ ،‬ثسسم نفهسسم المسسسموع ثانياً ‪ ،‬ثسسم‬
‫نتمكن من النطق السليم باللغة ‪.‬‬
‫وعلى هذا فالطفسل الذي ينطسق أول كلماتسه فسي الشهسر التاسسع‬
‫تقريباً ‪ ،‬وقسد تتأخسر إلى الشهسر الخامسس عشسر عنسد الطفسل العادي‬
‫[ حامسسد زهران ‪ ،‬ص ‪ ، ] 142‬هذا الطفسل يلتقسط هذه الكلمسة التسي نطسق‬
‫بهسا ‪ ،‬وفهسم معناهسا قبسل أن ينطقهسا ‪ ،‬ولعسل أول كلمسة للطفسل هسي‬
‫( بابا ) أو ( ماما ) ومن البدهي أن الطفل يفهم هذه الكلمة قبل أن‬
‫ينطقها ‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإن الطفل يلتقط اللغة بعد الشهر السادس من‬
‫عمره ‪ ،‬وبعبارة أخرى يتأثسر الطفسل بلغسة المحيطيسن بسه منسذ شهره‬
‫السادس ‪ ،‬أما المرحلة الحاسمة في التقاط اللغة فهي مرحلة ماقبل‬
‫المدرسسة ( ‪ ) 6- 2‬سسنوات ‪ ،‬وتسسمى أيضاً الطفولة المبكرة (فهذه‬
‫المرحلة أسسرع نمسو لغوي تحصسيلً وتعسبيراً وفهماً ‪ ،‬ومسن مطالب‬
‫النمسو اللغوي فسسي هذه المرحلة تحصسيل عدد كسبير مسن المفردات‬
‫وفهمهسسا بوضوح ‪ .‬وربطهسسا مسسع بعضهسسا البعسسض فسسي جمسسل ذات‬
‫معنى ‪ ،‬وفهم لغة الطفال والكبار ويلقسي الطفال الذين يتعلمون‬
‫لغتين في وقت واحد صعوبة أكبر في تعلم اللغة ) [ المرجع نفسه ‪ ،‬ص‬
‫‪. ] 182‬‬
‫خطر المربيات الجنبيات على لغة الطفل ‪:‬‬
‫تسبين مسن الدراسسة الميدانيسة فسي البحريسن أن أحسد السسباب لوجود‬
‫المربيسة فسي السسرة ‪ ،‬وجود أكثرمسن طفسل تقسل أعمارهسم عسن سست‬
‫سسنوات [ خليفسسة إبراهيسسم‪،‬ص‪ .]51‬وهذا يعنسي أن المربيسة تلزم الطفسل‬
‫فسي المرحلة الحاسسمة التسي يكتسسب فيهسا اللغسة ‪ ،‬ومسن البدهسي أن‬
‫الطفسسسل يلتقسسسط ألفاظاً مسسسن المربيسسسة بعضهسسسا عربسسسي ‪ ،‬وبعضهسسسا‬
‫إنجليزي‪ ،‬وبعضهسا أوردي أو غيره ‪ ...‬كمسا يلتقسط الطفسل الكلمات‬
‫العربية من أمه وأبيه وسائر أسرته ‪.‬‬
‫‪-59-‬‬
‫وبقدر ملزمسسة المربيسسة للطفسسل سسسوف يلتقسسط منهسسا مفردات‬
‫بالعربية الركيكة‪ ،‬أو بالنجليزية الركيكة كذلك ‪.‬‬
‫وتدل الدراسات على ما يلي ‪:‬‬
‫‪ )8%( -1‬مسن مجموع المربيات فسي بعسض دول الخليسج لهسن إلمام‬
‫باللغسسة العربيسسة ‪ ،‬وفسسي بعسسض الدول الخرى (‪ )%6.2‬فقسسط ‪.‬‬
‫واتضح أن اللغة النجليزية هي الكثر شيوعاً باعتبارها وسيلة‬
‫اتصال بين المربية والطفال من جهة ‪ ،‬وبين المربية والوالدين‬
‫من جهة أخرى [ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. ] 59‬‬
‫‪ )25%( -2‬من أطفال أسر العينة ‪ ،‬يقلدون المربيات في اللسهجة ‪،‬‬
‫وأكثر من (‪ )%40‬منهم تشوب لغتهم لكنة أجنبية ‪ ،‬ويتعرضون‬
‫لمضايقات من أقرانهم بسبب ذلك [ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. ] 61‬‬
‫‪ )50%( -3‬مسسسن السسسسر التسسسي تسسسستخدم المربيات ‪ ،‬تقوم فيهسسسا هذه‬
‫المربيات بالشراف الكامسسل على إفطار البناء ‪ ،‬وارتداء ملبسسسهم‬
‫بينمسا ( ‪ )%25‬مسن هذه السسر تتقاسسم فيهسا المربيات هذا العمسل مسع‬
‫ربات السسسر ‪ .‬وتسسبين كذلك أن ( ‪ )%41‬مسسن هذه السسسر تركسست‬
‫للمربيات الشراف على اللعسسب‪ ،‬بينمسسا وجسسد أن ( ‪ )%24‬مسسن هذه‬
‫السر تقاسمت هذا الشراف مع المربية [ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. ] 65‬‬
‫‪ )50%( -4‬مسسن هذه السسسر تنازلت عسسن تقديسسم الرضعسسة للطفسسل ‪،‬‬
‫ومداعبتسه ورعايتسسه ‪ ،‬وتغييسر ملبسسه فسي سسن الرضاعسة ومعنسى‬
‫ذلك أن حواس الطفال ومشاعرهسسسم تتفتسسسح فسسسي مرحلة الطفولة‬
‫والتطسبيع الجتماعسي على المربيات بكسل مسا يحملنسه مسن سسسسمات‬
‫وخصائص غريبة عن الثقافة العربية السلمية [ المرجسع نفسسه ‪ ،‬ص‬
‫‪. ] 66‬‬
‫وأشارت الدراسسسسات فسسسي البحريسسسن إلى أن وجود المربيسسسة‬
‫الجنبيسة التسي لتجيسد اللغسة العربيسة يعتسبر سسداً يعوق نمسو الطفسل‬
‫اللغوي ‪ .‬إذ يضطسسسر الطفسسسل إلى محاكاتهسسسا مسسسستعملً تراكيسسسب‬
‫ومفردات لغتها [ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. ] 91‬‬
‫‪-60-‬‬
‫كمسا دلت الدراسسات القطريسة على أن المربيسة تحادث الطفسسل‬
‫بلغتها ‪ ،‬وتسمعه أغانيها وحكاياتها ‪ ،‬فيتعلم لغتها على حساب لغته‬
‫‪ ،‬أو تحادثه بعربية ركيكة ‪ ،‬أو إنجليزية ركيكة أيضاً [ المرجع نفسه ‪،‬‬
‫ص ‪. ] 99‬‬
‫كمسسا أشارت دراسسة عنسبرة النسسصاري (‪1411‬هسس) إلسسى أنسسه‬
‫لوحظ تلشسي اللغة العربية في أسسواق المارات العربية ؛ بسبب‬
‫كثرة الهنود والباكستانيين [ عنبرة النصاري ‪ ،‬ص ‪. ] 63‬‬
‫ومسن الرقام السابقة يتضح أن الخطسر العظيم فسي تأثر الطفل‬
‫بالمربيسسة الجنبيسسة‪ ،‬مسسن حيسسث اللغسسة وغيرهسسا ‪ ،‬أمسسا تنازل الباء‬
‫والمهات للمربيات عسن ملعبسة الطفال ‪ ،‬فإن له آثار سسلبية على‬
‫نمسسسسو اللغسسسسة والذكاء والقدرات والمهارات لدى هؤلء الطفال ‪،‬‬
‫وهناك اعتراف متزايسسد بمالمرحلة العمسسر بيسسن تسسسعة شهور إلى‬
‫ثمانيسة عشسر شهراً مسن أهميسة قصسوى بالنسسبة لتطور اللغسة ‪ ،‬ومسا‬
‫يترتسب عليسه مسن تطور عقلي عام ‪ ،‬وتشهسد هذه المرحلة العمريسة‬
‫أقصى مراحل الخطر الناجم عن فصل الطفل عن أمه [ خليفة إبراهيم‬
‫‪ ،‬ص‪. ] 67‬‬
‫وإذا أخذنا بالعتبار أن (‪ )%80‬من النمو يحدث في السنوات‬
‫الثلث الولى ‪ ،‬بينما نجد أن (‪ )%50‬من النمو العقلي يحدث في‬
‫سن الرابعة ‪ ،‬وهكذا نجد أن الطفل (الذي ربته المربية الجنبية )‬
‫يذهب إلى المدرسة العربية مهتز الشخصية ممسوخ النفسية (‪. )1‬‬
‫بعض التراكيب اللغوية المصاحبة لوجود المربيات الجنبيات ‪:‬‬
‫شاعست فسي منطقسة الخليسج العربسي تراكيسب فسي اللغسة العربيسة‬
‫الدارجسة ‪ ،‬غريبسة عسن روح اللغسة العربيسة ‪ ،‬وشاعست إلى درجسة‬
‫إقبال الراشدين على استعمالها ‪ ،‬ومن هذه التراكيب ‪:‬‬
‫‪( -‬بابسا فسي ؟) ويقصسد منسه (هسل يوجسد أبوك ؟) والملحسظ أن‬
‫المربيسسة الجنبيسة تنادي رب السسسرة بلفسظ (بابسا) كمسا تنادي ربسسة‬
‫‪ )(1‬مجلة التربية القطرية ‪ ،‬العدد (‪. )80‬‬
‫‪-61-‬‬
‫السسسرة بلفسظ (مامسا) وهكذا شاع هذا التركيسب بسسرعة واسستخدم‬
‫على نطاق واسسع ‪ ،‬وأصسله أن يسسأل أحدهسم هذه المربيسة عسن رب‬
‫السسرة‪ ،‬والصسل أن يقول لهسا (هسل يوجسد رب السسرة ؟) وبمسا‬
‫أنها ل تفهم هذه الجملة الطويلة لذلك تم اختزالها إلى تركيب (بابا‬
‫في ؟) ويكون الجواب باليجاب (في بابا) أو بالنفي (بابا مافي) ‪.‬‬
‫‪ -‬وقسسس على ذلك ‪ ،‬إذ انتقسسل هذا التركيسسب لسسستخدامه فسسي‬
‫السسسؤال عسسن المديسسر بقولهسسم (المديسسر فسسي ؟) أو ( السسستاذ عمرو‬
‫في ؟) ثم يكلم العربي العربي الخر فيقول له (أخوك في ؟) ‪....‬‬
‫الخ ‪.‬‬
‫وعندمسا يتصسل أحدهسم بالهاتسف يسسأل عسن رب السسرة وهسو‬
‫نائم ‪ ،‬فالخادمسسة هسسي التسسي سسسترد وتقول (بابسسا نوم) ‪ ،‬وإذا كان‬
‫الهاتسف يسسأل عسن ربسة السسرة تقول الخادمسة (مامسا نوم) ‪ ،‬ولو‬
‫فرضنا أن رب السرة مسافر إلى جدة سوف تقول الخادمة (بابا‬
‫جدة) أو (مامسا مدرسسة) أو (مامسا مسستوصف) وقسس على ذلك مسن‬
‫التراكيب التي يسمعها الطفال ‪ ،‬ويلتقطونها من مربيتهم ‪ ،‬فتتطبع‬
‫لغتهم بهذه التراكيب الركيكة ‪.‬‬
‫وعندمسسسا نعرف أن اللغسسسة وعاء الفكسسسر ‪ ،‬وأن هذه التراكيسسسب‬
‫المعوجة ‪ ،‬ليمكن أن تحتوي فكراً سليماً واضحاً ‪.‬‬
‫ونتيجسسة لذلك ترى السسستاذة عائشسسة فخرو ‪ -‬رئيسسسة التعليسسم‬
‫البتدائي فسي قطسر ‪ -‬أن مسن بيسن أسسباب التأخسر الدراسسي ‪ ،‬وتأخسر‬
‫النطسق والكلم عنسد بعسض الطفال هسو عدم إتقانهسم للغسة العربيسة ‪،‬‬
‫وغالباً مايكون هؤلء الطفال ممسسن يشرف على تربيتهسسم مربيات‬
‫أجنسبيات ‪ ،‬حيسث يقسع الطفسل فسي صسراع بيسن مفردات لغسة المربيسة‬
‫ولغسة السسرة ‪ ،‬ممايجعله فسي حيرة مسن أمره وتصبح حصيلته من‬
‫اللغة العربية بسيطة وركيكة (‪. )1‬‬

‫‪ )(1‬مجلة التربية القطرية ‪ ،‬العدد (‪. )81‬‬


‫‪-62-‬‬
‫وممسسسا يجدر ذكره أن عرب الجاهليسسسة قبسسسل السسسسلم ‪ ،‬كانوا‬
‫حريصين جداً على لغتهم ويعتزون بها ‪ ،‬حتى أنهم كانوا يرسلون‬
‫أطفالهسم الرضسع إلى البوادي ليكتسسبوا اللغسة العربيسة الفصسحى ‪،‬‬
‫بالضافة إلى القيم العربية الصيلة في البادية ‪.‬‬
‫أما عرب اليوم فهانت عندهم لغتهم العربية ‪ ،‬حتى أنهم جلبوا‬
‫المربيات الجنسسبيات إلى بيوتهسسم لتربيسسة أطفالهسسم ‪ ،‬دون حذر أو‬
‫خوف على لغتهسسسم العربيسسسة‪ .‬والمؤلم أن عرب الجاهليسسسة يعتزون‬
‫بلغتهسسم اعتزازاً قومياً لغيسسر ‪ ،‬أمسسا عرب اليوم فالمفروض أنهسسم‬
‫يعتزون بلغتهم لغة السلم ولغة القرآن ولغة أهل الجنة ‪ .‬وأدرك‬
‫عرب الجاهليسسة أيضاً أن الرضاعسسة ليسسست الحليسسب فقسسط ‪ ،‬وإنمسسا‬
‫يرضع الطفسل معسه القيسم والخلق لذلك كانوا يقولون رضسع فلن‬
‫فسي بنسي فلن ‪ ،‬وعنسد الحديسث عسن رسسول اللسسه يقولون ‪ :‬رضسع‬
‫محمد بن عبداللسه في بني سعد ‪.‬‬
‫خطممر المربيات الجنممبيات على العادات والتقاليممد والقيممم عنممد‬
‫الطفل المسلم‪:‬‬
‫عندما نعلم أن (‪ )%68.3‬من المربيات الجنبيات فسي الخليج‬
‫تقسل أعمارهسن عسن العشريسن ‪ ،‬وليسس لديهسن درايسة كافيسة بتربيسة‬
‫الطفال ‪ ،‬أو تدبيسسر الشئون المنزليسسة ‪ ،‬وأن (‪ )%42.4‬منهسسن لم‬
‫يسسبق لهسن الزواج ‪ ،‬وبالتالي فهسن غيسر مدربات فسي مجال تربيسة‬
‫الطفال ‪ ،‬وتنشئتهم والتعامل معهم ‪ ،‬أما اللتي سبق لهن الزواج‬
‫والنجاب ‪ ،‬فإن وجودهن بعيداً عن أزواجهن وأطفالهن سينعكس‬
‫سسلبياً على حالتهسن النفسسية والصسحية والسسلوكية ‪ ،‬وبالتالي على‬
‫مستوى أدائهن لواجباتهن ‪ ،‬بل إن إحدى الدراسات تقول إن أكثر‬
‫مسسن نصسسف العاملت الجنسسبيات ( مربيات وخادمات ) لم يكسسن‬
‫يعملن فسسي بلدهسسن الصسسلية العمسسل نفسسسه الذي يقمسسن بسسه حالياً ‪.‬‬
‫بالضافسة إلى أن ثلث المربيات أميات ‪ ،‬والثلثيسن الخريسن ينتميان‬
‫‪-63-‬‬
‫إلى مستويات تعليمية هابطة ‪ ،‬قد تزود الطفال بمعلومات وأفكار‬
‫خاطئة [خليفة إبراهيم ‪ ،‬ص (‪. ] )62‬‬
‫وينتسسسسسسج مسسسسسسن ذلك كله اللمبالة والهمال وعدم تحمسسسسسسل‬
‫المسسئولية ‪ ،‬فمثسل هذه المربيات التسي لم يسسبق لهسا تربيسة الطفال‬
‫أو التسسسسي ينتابهسسسسا القلق يمل سسسسسلوكهن اللمبالة والهمال وعدم‬
‫تحمل المسئولية ‪ ،‬ومنهن تنتقل هذه القيم إلى أطفالنا في الخليج ‪،‬‬
‫وتقول الستاذة عائشة فخرو ‪-‬رئيسة التعليم البتدائي في قطر‪: -‬‬
‫( ومسسسن هذه النماط السسسسلوكية اللمبالة والهمال وعدم تحمسسسل‬
‫المسسئولية التسي تبدو على تصسرفات بعسض الطفال ‪ ،‬وقسد يرجسع‬
‫ذلك إلى اعتماد الطفل الكامل على المربية التي تريد أن تبدو أمام‬
‫والديه بمثابة الم في حنانها ‪ ،‬فتسرف في تدليله وتقديم كل شيء‬
‫يريده) (‪.)1‬‬
‫وعندما تلبي المربية حاجات الطفل ‪ ،‬قد يصبح عنده اتجاه سلبي‬
‫نحسسو الوالديسسن (لنهمسسا ل يلبيان له جميسسع رغباتسسه ) ‪ ،‬ويشعسسر عندئذ‬
‫بالغتراب والضياع بعسد أن تفصسله المربيسة عسن والديسه [ خليفسة إبراهيسم ‪،‬‬
‫ص ‪ . ] 84‬ومجرد دخول المربيسسة الجنبيسسة إلى البيسست فإنهسسا تعطسسي‬
‫الطفسسل شيئًا منهسسا ‪ ،‬فيتحول إلى طفسسل هجيسسن مزدوج الولء ‪ ،‬وقسسد‬
‫يصسبح مزدوج الشخصسية فيمسا بعسد [خليفسسة إبراهيسسم ‪ ،‬ص ‪ . ] 84‬وسسبق‬
‫الحديث عن خطر المربية الجنبية على الحجاب ‪ ،‬وتعويد الطفل‬
‫على الختلط ‪ ،‬وذلك مسسن العادات والقيسسم الهدامسسة التسسي يكتسسسبها‬
‫الطفال من الخادمات ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫() مجلة التربية القطرية ‪ ،‬العدد (‪. )81‬‬


‫‪-64-‬‬
‫بعض الطفال ضائعون بين ثقافتين ‪:‬‬
‫ومن الخطار الكبيرة على الطفل الخليجي بسبب المربيات ضياع‬
‫الطفل بين ثقافة السرة وثقافة المربية وهذه بعض أوجه الضياع ‪:‬‬
‫‪-1‬أسلوب المربية مع الطفل هو استجابتها غير المحدودة لجميع رغباته‬
‫‪ ،‬لن المربيسة مطالبسة بذلك أمام والديسه ‪ ،‬أمسا أسسسلوب الوالديسن مسع‬
‫الطفسسل فإنهمسسا يناقشان رغباتسسه ويلبيان بعضهسسا ‪ ،‬ويتركان بعضهسسا‬
‫الخسر ‪ .‬حتسى إذا انتقسل الطفسل إلى المدرسسة وجسد لئحسة طويلة مسن‬
‫النظم والوامر ل تفعل كذا ول تفعل كذا ‪ ...‬ويجب عليك كذا وكذا‬
‫‪ ...‬الخ ‪ .‬ومن هنا نجد الطفل يقع في التناقض والحيرة اللشعورية ‪،‬‬
‫وتختلط عليسسه المور ‪ ،‬ويجسسد نفسسسه بيسسن ألوان مختلفسسة مسسن القيسسم‬
‫والتجاهات والنماط السسسسلوكية‪ ،‬ل يعرف أيسسسن يكمسسسن الصسسسواب‬
‫والخطأ ‪ ،‬وفيما يأخذ ويدع (‪. )1‬‬
‫‪-2‬إن المربية الجنبية المعايشة للطفل فترات طويلة من حياته اليومية ‪،‬‬
‫إنسانة ضائعة بين ثقافتين ‪ ،‬وحائرة بين نظامين ‪ ،‬فل هي تجيد اللغة‬
‫العربيسة لكسي تقوم بنقسل ثقافتنسا العربيسة السسلمية للطفسل ‪ ،‬ولهسي‬
‫تستطيع نقل ثقافتها الجنبية لنها ثقافة غريبة عن ثقافتنا بكل قيمها‬
‫وروحهسا ورموزهسا ‪ ،‬والنتيجسة هسي عزل الطفسل عسن ثقافتسه العربيسة‬
‫السسلمية‪ ،‬ثسم يضيسع الطفسل عندمسا ينمسو ويشسب فسي رعايسة المربيسة‬
‫ل عن ثقافة قومه [ المرجع نفسه ‪ ،‬العدد ( ‪. ] ) 80‬‬‫الجنبية معزو ً‬
‫وأشارت الدراسات إلى أنه عندما توجد صراعات بين ما ينسقسل مسن‬
‫البيسست ورفاق اللعسسب ؛ فإن التنسسسشئة الجتماعيسسة تكون بطيئة وغسسسير‬
‫مسسسؤكسدة [ خليفسسة إبراهيسسم ‪ ،‬ص ( ‪ . ] )84‬كمسسا أن عدم انسسسجام الوالديسسن فسسي‬
‫تعاملهمسا مسع الطفسل ‪ ،‬ينعكسس سسلبيًا على حياة الطفسل فسي السسنة الولى‬
‫مسن حياتسه ‪ ،‬ممسا يجعله يعانسي مسن اضطرابات عديدة فسي سسلوكه (‪. )2‬‬
‫فإذا كان عدم النسسجام بيسن الوالديسن يسسبب الضطراب عنسد الطفسل‪،‬‬
‫فهسسل ينسسسجم الوالدان مسسع المربيسسة فسسي تعاملهسسم مسسع الطفسسل !!؟ أم أن‬
‫‪ )(1‬مجلة التربية القطرية ‪ ،‬العدد (‪. )81‬‬
‫‪ )(2‬عاطف صوفان ‪ ،‬التربية القطرية ‪ ،‬العدد (‪ ، )86‬ص ‪. 33‬‬
‫‪-65-‬‬
‫أسلوب المربية يختلف كثيرًا عن أسلوب الوالدين ؟ وبالتالي يؤدي إلى‬
‫اضطراب كبير لدى الطفل ‪.‬‬
‫‪-66-‬‬
‫الفصل السابع‬

‫خطرالمربيات والخدم على احترام العمل اليدوي‬


‫تمممهميمد ‪:‬‬
‫كان الناس فسسي الماضسسي سسسادة وعسسبيدًا ‪ ،‬وكان السسسادة يحكمون‬
‫ويقاتلون ‪ ،‬أما العبيد فهم الزراع والصناع والخدم في البيوت ‪ ،‬ومنذ‬
‫خمسسسسة آلف سسسسنة أو مايزيسسسد كانسسست هذه النظرة مترسسسسخة لدى‬
‫الجاهلييسسن ( المنحرفيسسن عسسن شريعسسة اللسسسه عزوجسسل)‪ .‬هكذا كانسست‬
‫اليونان وروما في الماضي ‪ ،‬والصين والجزيرة العربية ‪.‬‬
‫والسسكتب المحرفسة تدعسي أن ( براهمسا ) خلق البرهمييسن مسن‬
‫فمسسسه ‪ ،‬والكشسسسستريسين مسسسسن ذراعسسسه ‪ ،‬والفيسسسسائيين مسسسن فخذه ‪،‬‬
‫والمنبوذين من قدمه ‪ ،‬وتقسم الوظسائف بحسسب ذلسك ‪ ،‬فللبراهمة‬
‫الوظائف السسسسديسنية ‪ ،‬وللكشترييسسسن الحرب ‪ ،‬وللفيسسسسائيين تربيسسسة‬
‫الحيوانات والسسسزراعة والتسسسجارة ‪ ،‬أمسسا المسسسنبوذون فلم يعطسسسهم‬
‫السسسيد العلى إل وظيفسة واحسسدة ‪ ،‬وهسي أن يكونوا خدماً للطبقات‬
‫السسسسابقة ‪ .‬حتسسسى أرسسسطسو الفليسسسسوف اليونانسسي الكسسبير يقول أن‬
‫اللهة خلقت الناس من فصيلتين إحداهما زودت بالعقل والرادة‬
‫لتقوم بالعمال الراقيسسسسسسة ‪ ،‬والخرى لم تزود إل بقوى الجسسسسسسسم‬
‫وهؤلء هسسم البرابرة أي مسسا عسسسدا اليسسسونان مسسسن النسسساس ‪ ،‬ليكونوا‬
‫عبسيدًا مسخرين للفصيسلة المختسارة ‪ .‬وكسذلك قال اليهود أنهم شعب‬
‫اللسه المختار ‪ ،‬وأن غسيرهم (الميين) خلقهم اللسه خدمًا لهم‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫العرب الجاهليون يحتقرون العمل اليدوي ‪:‬‬
‫وكان السسسعسرب فسسي الجاهليسسة يعسسستقدون أنهسسم شسسسعب كسسسامل‬
‫النسسسانية ‪ ،‬وأن العسساجسم ( غيسر العرب ) شعوب وضيعسة أقسسل‬
‫منسهسم مكسانة ‪ ،‬لذلك رفض النعسمان بن منذر تزويج ابنته حسرقة‬
‫لسسكسرى أبرويسز ‪ ،‬رغسسم أن النعمسسان كسسان أحسسد عمسساله ‪ .‬وكسسان‬
‫السسسسعربي يرى أن الحرب والتجارة أسسسسمى أنواع العمسسسل ‪ ،‬بينمسسسا‬
‫‪-67-‬‬
‫العمال الخرى محتقرة فسسسسسسي نظره ‪ ،‬وليقوم بهاإل الرقيسسسسسسق‬
‫وأسرى الحروب والفئات الوضيعة ‪.‬‬
‫وقسسد تخلصسست أوربسسا مسسن احتقار العمسسل اليدوي ‪ ،‬على أثسسر‬
‫الظروف السسسياسية والصسناعية التسي مرت بهسا القارة الوربيسسة ‪،‬‬
‫بينسسسما بقيسسست رواسسسسب تلسسسك النظسسسرة فسسي بعسسسض بلسسسدان العالم‬
‫الثالث ‪ ،‬ومنها البلد العربية ‪.‬‬
‫والعسسسرب الجسسساهلسيون يحسسستقسرون المهسسن لنهسسا مسسن العمسسل‬
‫اليدوي ‪ ،‬ويهزأ الفرزدق بجريسر لنسه ابسن حداد ( قيسن ) فسي بيتسه‬
‫المشهور ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫دنس مقاعده خبيث المدخل ( ) ‪.‬‬ ‫بيتاً يحمم قينكم بفنائه‬
‫ويهزأ العرب مسسن البسسستساني ‪ ،‬والسسسنجار ‪ ،‬والحلق ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫ومسسسسن كسسسل مسسسسهنة يسسسسدوية ‪ ،‬ويصسسسل هذا الحتسسسسقار إلى أنهسسسم‬
‫ليسستزوجون فتاة أبوهسا حداد أو نجار أو بسستاني ‪ ،‬وهسو عار كسبير‬
‫عندهم ‪ .‬كما ليزوجون بناتهم لبناء هذه المهن اليدوية (‪.)2‬‬
‫السلم يحث على العمل اليدوي ‪:‬‬
‫أعطسسى السسسلم كسسل فرد فسسي المجتمسسع الحسسق فسسي أن يزاول‬
‫العسسمل المشسسروع ‪ ،‬الذي يسسروق له‪ ،‬كمسا حسث على العمسل أياً كان‬
‫نوعسسه ‪ ،‬وأعلى مسسن شأنسسه ‪ ،‬فإن اللسسسه سسسبحانه وتعالى قسسسد سسسسخر‬
‫الكون للنسسان ليعمسسل فسسيه { همو الذي جممعل لكممم الرض ذلممولً‬
‫فمماممشوا فممي مناكبهما وكلوا ممن رزقمه وإليممه النشور } [ ( الملك‬
‫‪ . ] ) 51‬فالسسسسسعي فسسسسي طلب الرزق بالعمسسسسل الحلل مطلوب ‪،‬‬
‫وبعسض الذنسسوب ليكفرهسا إل السسعي فسي طلب السسرزق ‪ ،‬والعسسمل‬
‫عسسبادة إذا صسلسحت النيسة ‪ ،‬والعسسمسل شيمسسة النسبياء والمرسسلسين ‪،‬‬

‫‪ )(1‬وذلك عندما افتخر جرير بنسبه ( بيته ) ‪ ،‬فهجاه الفرزدق بهذا البيت ‪ ،‬ويهزأ منه لن‬
‫والده حداد ‪ ،‬والقين هو الحداد ‪ ،‬ويحمم ‪ :‬ينفخ في الكير ‪.‬‬
‫‪ )(2‬لحظ الباحث أن بعض القبائل العربية ؛ يطلقون على بعض أفخذ القبيلة مصطلح‬
‫( صنايعيية ) أي مكان الصناعة‪ ،‬وهسؤلء الصنايعسييون أقل جساهسًا من بقية القسبيلة ‪ ،‬وأقل‬
‫حسباً ونسباً من غير الصنايعيين ‪ ،‬وهذا دليل على احتقار العمل اليدوي والحرف عند العرب‬
‫قديماً ‪.‬‬
‫‪-68-‬‬
‫سسواء كان ذلسسك العمسل زراعسة أو صسناعة أو تجارة أو حرفسة ‪...‬‬
‫الخ ‪.‬‬
‫فالعامسل اليسسدوي يقسسوم بفسسرض كفائي حسسث عليسه السسسلم ‪،‬‬
‫وقسد قسسال النبي ‪ ( :‬أفضل الكسب بيع مبرور وعمل‬
‫الرجكل بيده ) وقال أيضاً ‪ ( :‬مكا أككل أحكد طعاما ً قكط‬
‫خيرا ً مككن أن يأكككل مككن عمككل يده وأن نككبي اللكككه‬
‫داود ككككان يكككأكل مككن عمككل يده ) (‪ . )1‬والعسسسسمسال‬
‫اللزمسسة لسسسلسمجتمع المسسسسلم كسسسلها فروض كسسسفاية ‪ ،‬ويجسسب على‬
‫المسسة أن توفسسر هذا االصسسنف مسن العسسامسلين ‪ ،‬وليمسسيز السسسلم‬
‫بيسن العسسمسل اليسسدوي وغسيراليسدوي { إن أكرمكمم عنمد اللمه أتقاكمم‬
‫إن اللمه عليم خبير } [ ( الحجرات ‪. ] )13‬‬
‫وجود الخادمات يزرع احتقار العمل اليدوي ‪:‬‬
‫عندمسسا يرى الطفال أن الخادمسسة عنسسسدهم تقسسسوم بالعمسسسال‬
‫اليسدوية ‪ ،‬بينمسا أمسه تصدر الوامسر والتعسليمات فسقسط ‪ ،‬ومما ل‬
‫ريسب فسسيه أن مسسكسانة أمسسه فسي نسسظسره أرفسع مسن مكانسة الخادمسة ‪،‬‬
‫عندئذ يرتبسط فسي ذهسن الطفسل أن الدارة مسن اختصسساص الطبقسة‬
‫الراقية ‪ ،‬أما العمل اليدوي فإنه للخدم فقط ‪.‬‬
‫وربمسسسا يفسسسسر هذا الفسسسهسم القبسسسال المسسستزايد عسسسند الطسسسلب‬
‫السسسخليجيين على كليسسة إدراة العمال ‪ ،‬أو ( العلوم السسسياسية ) ‪،‬‬
‫والنفور من كلية الزراعة والمعاهد الصناعية‪.‬‬
‫كسسذلك يرى الطسسفسال فسي الجزيرة العربيسة أن العامسسلين فسي‬
‫الزراعسسة ‪ ،‬كلهسسم مسسن العمالة الجنبيسسة ‪ ،‬وأن المواطسسن الخليجسسي‬
‫يعمسل مديراً للمشروع الزراعسي فسسقسط ‪ ،‬عنسسدئذ يتسسأكد فسي ذهسسنه‬
‫منسسذ الصسسغر أن الزراعسة عمسل وضيسع يقوم بسه الخدم ‪ ،‬ول يعمسل‬
‫به النسان الشريف المحترم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الحديث الول ذكره السيوطي في الجامع الصغير وحسنه ‪ ،‬والحديث الثاني في جامع‬
‫الصول ( ‪ ، ) 569 / 10‬وفي البخاري في البيوع ‪ ،‬باب كسب الرجل وعمله بيده ‪.‬‬
‫‪-69-‬‬

‫وجود الخادمات ينمي التكالية عند الطفال ‪:‬‬


‫من السملحظسات المتكررة في مدارسنا الخليجية ‪ ،‬أن الطالب‬
‫الصسسسغير أوالكسسسبير ‪ ،‬يترك بقيسسسة فطوره ‪ ،‬وعلبسسسسة العسسسسصسير‬
‫الفارغسة ‪ ،‬يترك ذلك كله فسي مكانسه الذي تناول فيسه فطوره ‪ ،‬حتسى‬
‫لو كان مكتب المرشد الطلبي في المدرسة (‪. )1‬‬
‫والتكاليسسة أو العتمسسساد على الخسسسرين مرض خطيسسر جسسسداً‪،‬‬
‫يجعسل الطفسل ليثسق بنفسسه ‪ ،‬ويشسك فسي قسسدراته ‪ ،‬ويجعسسله متردداً‬
‫خائفاً تلزمه الجرأة والشجاعة ‪ .‬ويقول خليفة إبراهيم ‪ ( :‬تبين من‬
‫نتائج السسسدراسسات الميسسسدانية أن وجود المسسسربية يقلل مسسن الفرص‬
‫المتاحسسة للعتماد على النفسسس عنسسد الطفال ‪ ،‬وينمسسي التكاليسسة‬
‫والعتماد على الخرين (‪. )2‬‬
‫ومسن السساليب النبويسة لتنميسة ثقسة الطفسل بنفسسه تنسسمية الثقسة‬
‫الجتماعيسسة عندمسسا يقسسسضسي الطفسسل حاجيسسسات المنزل ‪ ،‬ويجسسسالس‬
‫الكبسسار ‪ ،‬ويجتمسسع مسع الصسغار فتنمسسو ثقتسسه الجتمسساعية بنفسسه‬
‫[ محمد نور سويد ‪ ،‬ص ‪. ] 251‬‬
‫التربية اليابانية تحارب التكالية ‪:‬‬
‫ومسسن خصسسائصها أن التعسسليم المهنسي مسسقسدم على النظسسري ‪،‬‬
‫والممسسارسة العمسسلية أبسسرز واجبات اليابانسي منسذ طفولتسه ‪ ،‬عندمسا‬
‫يقوم بتنظيسف صسفه ومدرسسته ‪ ،‬حتسى بعسد تخرجسه مسسن الجامعسة‬
‫عسسسندما يتدرب فسسي مؤسسسسة عمسسسله على برامسسج إجباريسسة قبسسل أي‬

‫‪ )(1‬فقد تضمنت خطة الرشاد الطلبي عقد اجتماعات للطلب المتفوقين ‪ ،‬تهدف إلى‬
‫إرشادهم وتوجيههم نحو أفضل السبل لستثمار إمكاناتهم وقدراتهم العالية ونظراً لن زمن‬
‫الفسحة الكبسيرة التي يعسقد فيها الجتمساع ل يتجساوز ثلث الساعة فقد سمح المرشد لهم بتناول‬
‫فطورهم أثناء الجتماع ‪ ،‬وبعد انصسرافهم كنست ترى بقسايا ( السندوتش ) وعسلب‬
‫( الميراندا ) الفسارغة تمل المكتب ‪ ،‬وهؤلء هسم صفوة المدرسة لكنسهم تعودوا على تسرك‬
‫بقايا طعامهم وشسرابهم ؛ فتأتي الخادمة وترفعه من الغرفة ‪ .‬وقد تكررت هذه الحادثة حتى‬
‫اعتبرها المرشد ظاهرة اجتماعية تستحق النتباه ‪.‬‬
‫‪ )(2‬خليفة إبراهيم ‪ ،‬ص ‪ ، 74‬واعتدال عطيوي ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬
‫‪-70-‬‬
‫منصسب ثابست ‪ .‬كمسا تتلقسى الفتاة اليابانيسة بسسرامج إجباريسة تعلمهسا‬
‫كيسسف تكون زوجسسسة صسالحة [ محمسسد جابر النصسساري ‪ ،‬ص ‪ . ] 44‬ومسسسن‬
‫نتائج التربيسسسة اليابانيسسسة أن هسسسسذا البلد ل يعتمسسسد على غسسسسيره ‪،‬‬
‫وباستثناء النفط الذي ل يوجد عندهم نجد أن معظم المجتمعات في‬
‫العسسسالم تحتسسساج الصسسنساعة اليسسسابانية ‪ .‬ومسسن أسسسباب ذلك تعويدهسسم‬
‫الطفسسسل منسسسذ الصسسسغر العتماد على السسسسذات ‪ ،‬فينسسسسظسف صسسسسفسه‬
‫وغرفتسه فسي المنزل ويخسسدم نسسفسه منسسذ الصسسغسر حتسى ل يسسكسون‬
‫اتكسالياً ‪ .‬وتسقسول المسربسيسة ( بسستسالسوزي ) ‪: ( ) Pesstaloutzy‬‬
‫( كلما استخدمنا خدماً أصبحنا أسرى لهم وإذا أردنا أن نكون‬
‫أحراراً يجب أن نقول دائماً ‪ :‬إنني ل أحتاج إلى خدمة أحسد لنني‬
‫لسسست عليلً ‪ ،‬وكلمسسا خدمنسا الطفال ألحقنسسا بهسم الضرر ؛ لننسا‬
‫نكون بذلك جعلناهسسم يعتمدون على غيرهسسم [ محمود مهدي السسسستنبولي ‪،‬‬
‫ص ‪. ] 69‬‬
‫وقسد دخلت يوماً إلسسى بيت زميل آسسسيوي يحمسل الماجستير ‪،‬‬
‫يقول أن والسسسده ضسسسابط كسسبير ‪ ،‬وعنسسسدهم خسسسدم كثيسسر ‪ ،‬وكان هذا‬
‫المدرس عازباً ‪ .‬وقسد قابلتنسي رائحسة القمامسة لدى الباب ‪ ،‬فأدخلنسي‬
‫إلى غسسسرفة نومسسه ( حيسسث ل توجسسد غرفسسة غيرهسسا بدون قمامسسة )‬
‫وذهسسب إلسسى المطبسسخ يحسسضر الشاي ‪ ،‬فمللت ولحقتسه إلى المطبسخ‬
‫الذي رأيست فيسه أكوام القمامسة أكثسر مسن الثاث ‪ ...‬وعندمسا قدم لي‬
‫الشاي في كسأس متسسخة حساولت أن أشسرب الشساي فيسها ‪ ،‬وعلى‬
‫الرغسسم مسسن محاولتسسي القويسسة لكبسسح نفسسسي لم أسسستطع إتمام الكأس‬
‫فاعتذرت ‪ ،‬ولما لحسظ ذلك اعتذر قائلً ‪:‬‬
‫‪ -‬نحن في أسسرتنا ل نقوم بأي عمل في البيت ‪ ،‬فهذه العمال‬
‫مسن شسأن الخادمات ‪.‬‬
‫وبعسسسد أن ودعتسسسه حمدت اللسسسسه عزوجسسسل على نعمسسسه الكثيرة‬
‫علي ‪ ،‬ومنهسسا أن والدي رحمسسه اللسسسه كان فقيراً ولم يكسسن عندنسسا‬
‫خادمات ‪.‬‬
‫‪-71-‬‬
‫الفصل الثامن‬

‫الخلصة والمناقشة والخاتمة‬


‫أول ‪ :‬خلصة البحث ‪:‬‬
‫للبيت المسلم أثر هام في تربية الطفل ‪ ،‬وخاصة عندما يحافظ‬
‫على فطرة اللسسه التسي فطسر الطسسفل عليهسا ‪ ،‬فيحسسفسظ عقيدة الطفسل ‪.‬‬
‫وله أثر هام في شخصية الطفل أيضاً لن سنوات الطفولة المبكرة‬
‫تتكون فيهسا شخصسيته ‪ ،‬والم أهسم مسن الب فسي تربيسسسة الطفسل ‪،‬‬
‫لذلك أوصى بها الرسسسسول ثلث مسسرات وبالب مرة واحدة ‪.‬‬
‫وأهسم وظيفسة المرأة المسسلمة هسي تربيسة الطفال وإرضاعهسم‬
‫والعنايسسة بهسسم ومسسن وظائفهسسا أيضاً أن تكون ربسسة بيسست ‪ ،‬وزوجسسة‬
‫صالحة ‪.‬‬
‫وقسسد أفتسسى العلماء بأن اسسستقدام المربيات غيسسر المسسسلمات إلى‬
‫الجزيرة العربيسسة محرم شرعاً ‪ ،‬وقسسد رفسسض الملك عبدالعزيسسز ‪-‬‬
‫رحمه اللسه ‪ -‬إقامة الطباء غير المسلمين في بلده ‪.‬‬
‫ودلت الدارسات الميدانية على أن معظم المربيات في الخليج‬
‫مسن غسسير المسسلمسات وقسسد بادر مسسكتب السستربية العربسسي بدراسسة‬
‫هذه الظاهرة لهسميتها ‪ .‬وأهسم مافيها خطسرهن على عقيدة الطفل‬
‫لن الشعور الدينسسسي يبدأ مبكسسسسراً عنسسسد الطفال ‪ ،‬ولن التربيسسسة‬
‫الروحيسة تبسسدأ منسذ المهسد ‪ .‬وخطرهسن على أخلق الطفسل المسسلم‬
‫وسسلوكه عظيسم أيسسضاً ؛ لن السسقسدوة أعسسظسم وسسيلسة فسي التربسسية‬
‫الخسلقية‪ ،‬والسمربية الجنبية قدوة سيئة في البيت المسلم ‪ ،‬ويلحق‬
‫أذاهسسن ضسسسمير الطسسسفسل فسسسيعيسق نموه ‪ .‬وخسسسطسرهن أيسسسضساً على‬
‫السسسحجاب كبسسسير جداً ؛ لن البسسسنات الصسسغيرات يقلدن الخادمات‬
‫بالسفور والتبرج والختلط بالرجال ‪.‬‬
‫‪-72-‬‬
‫أمسسا خطرهن سّ على ثقافسسة الطفسسل وخاصسسة لسسسغته فسسسأمر جس سدُ‬
‫خسسطسير ‪ ،‬حسستى أن السستراكيب الركيكسسة سسادت فسي لغسة الشارع ‪،‬‬
‫حتى أن بعض الطفال ضاعوا بين ثقافة الخادمة وثقافة السرة ‪.‬‬
‫ولهن خطر أيضاً على احترام العمل اليدوي مع أن السلم يحث‬
‫عليه ‪.‬‬

‫منـــاقــشــــة‬
‫من هي المربية الجنبية ؟ ‪:‬‬
‫يقول خليفسة إبراهيسم ‪ :‬المربيسة الجنبيسة هسي الخادمسة ‪ ...‬التسسي‬
‫ل تحسمسل جنسسية إحدى الدول العربية [ خليفة إبراهيم ‪ ،‬ص ‪. ] 12‬‬
‫ويسسسسرى الباحسسسسث أن بعسسسسض المسسسسربيات السسسسعسربيات غسسسسير‬
‫السسسمسلسمات ليقسسل خطرهسن عسن البوذيات وغيرهسسن ‪ ،‬وقسسد يزيسد‬
‫خطرهسسن بسسسبب مخاطسسسبتهن للطفسسل بلسسسغتسه الصسسلية وسسستكسون‬
‫علقتسسهن بالسسطسفسل قسسوية وأثرهسن أكسبر ‪ .‬لن تعسسلق الطفسل بهسسن‬
‫سيكسون أكسثر مسن تعلقه بغيرهن ‪.‬‬
‫ويرى الباحسث أن الخطسر يأتسي مسن المربيسسسة غيسر المسسسسلمة‬
‫سواء أكانت عربية أو أعجمية ‪.‬‬
‫‪-2‬لماذا نستقدم المربيات ؟ ‪:‬‬
‫المربيسسة والسسسخادمة والبسسسستاني والطباخ والبسسسواب ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫كلهسسسم يؤثرون على الطفال لكسسسن بدرجات متفاوتسسسة ‪ ،‬وأكثرهسسسم‬
‫خسطسراً المربية ثم السسخادمة ثم السسسائق ‪ .‬فلسماذا نستقدم المربية ؟‬
‫‪:‬‬

‫أ‪ -‬عمل الم خارج المنزل ‪:‬‬


‫يظسن الكثيرون أن عمسل الم خارج المنزل هسو السسبسب الول‬
‫وراء اسسسستقسدام السسسسمربيات والخادمات ‪ .‬إل أن دراسسسسسسة اعتدال‬
‫‪-73-‬‬
‫عطيوي أشسسسارت إلى أن اسسستقسدام السسسمربيسات مسسسرادف للوجاهسسة‬
‫الجتماعيسسة ‪ ،‬ول يرتبسسط بعسسسمسل السسسمرأة خسسسارج المسسسنزل [ اعتدال‬
‫عطيوي ‪ ،‬ص ‪ . ] 46‬كمسسسا دلت دراسسسسة عنسسسبرة النصسسساري إلى أن‬
‫السسسسبب الول لسسستقدام الخادمات هسسو كثسسسرة العمال المنسسسزلية‬
‫الناتجسسة عسسن مسسا يسسسمى ارتسسسفساع مسسستوى المعيشسسة ‪ ،‬ويمثسسل هذا‬
‫السسسبب (‪ )%60.7‬مسسسن جملة السسسباب وراء اسسستقدام الخادمات‬
‫[ عنبرة النصاري ‪ ،‬ص ‪. ] 156‬‬
‫كسسسسمسا أن السسسسبب الول الذي دفسسسسع النسسسساء للعسسسسمسل خارج‬
‫المسنزل هي الرأسمالية ‪ ،‬عند بسداية الثورة الصنساعسية في أوربا ‪،‬‬
‫لن اللة ل تحتاج إلى قوة الرجل العضلية ‪ ،‬ولن المرأة ترضى‬
‫بأجر أقل من الرجل ‪ ،‬كما أنها أسهل انقياداً منسه ‪ ،‬لذلك انتشرت‬
‫البطسسسالة يومذاك بيسسن الرجال ؛ بينمسسا زاد الطسسسلب علسسسى النسسسساء‬
‫السعساملت ‪ .‬إذاً الغسرض الول مسن خسروج المرأة من بيتها هسو‬
‫الجشسسسع ‪ ،‬والسسسجري وراء السسسدنسيا بالضسسسافسة إلى فكرة التحسسسرر‬
‫والمساواة بالرجل التي أخسرجتها مسن بيتها إلى المصنع والشارع‬
‫والمزارع ‪ ،‬ثم إلى الدارات والشرطسة والجيش ‪ .‬فماذا عن عمل‬
‫المرأة في السلم ؟‬
‫يسسقسول الشيسخ عبدالعزيسز بسسن بسسساز ‪ -‬حفظسه اللسسه ‪ ( : -‬مسن‬
‫السسمعسلوم بسسأن نسسزول السسمرأة للعمسل فسي ميدان الرجال يؤدي إلى‬
‫الختلط المذموم والخلوة بهن ‪ ،‬وذلسك أمر خطير جداً لسه تبعساته‬
‫الخطسسسيرة ‪ ،‬وعواقبسسه الوخيمسسة ‪ ،‬وثمراتسسه المرة ‪ ،‬وهسسو مصسسادم‬
‫للنصسوص الشرعيسة التسي تأمسر المرأة بالقرار فسي بيتهسا ‪ ،‬والقيام‬
‫بالعمسسسال السستي تخصسها وفطسسرها اللسسه عليهسسا مسسما تكسسون فيسسه‬
‫بعيسدة عن مخالطة الرجال (‪. )1‬‬
‫وقسسسد أحسسسسسن خسسسادم الحسسرمسين الشريفيسن السسملك فسسهسد بسسن‬
‫عسسسبسسد العزيسسز ‪ -‬وفقسسه اللسسسه ‪ -‬فسسسيمسا أصسسسدر مسسن تعسسسميم برقسسم (‬

‫‪ )(1‬مجلة الدعوة السعودية ‪ ،‬العدد (‪. )995‬‬


‫‪-74-‬‬
‫‪ /2966‬م) وتاريسسخ (‪9/1404 /19‬هسسس) ومسسسضمونه أن عسسسمل‬
‫السمرأة الذي يؤدي إلى اختلطها بالرجال ‪ ،‬سواء كانت سسعسودية‬
‫أو غيسر سسسعسودية أمسسر غيسر ممكسن لنسه محرم شرعاً ‪ ،‬ويتسسنافى‬
‫مسسع عسسادات وتقسسالسيد هسسذه البلد (‪ . )1‬وقسسد أشسسسار الشسسيسخ عبسد‬
‫السسعسزيسز بن بساز إلى أن عمسسل النسساء فسي بيوتهن وفسي التسسدريس‬
‫للبنسسات وفسسي طسسب السسنساء يغنيهسن عسن التوظيسف فسي ميدان عمسل‬
‫الرجال ‪.‬‬

‫عمل الم الحقيقي هو التربية ‪:‬‬


‫يقول عاكسسف صسسوفان ‪ :‬إن الطفسسل فسسي بدايسسة حياتسسه ل يعرف‬
‫سسسسوى أمسسسه ‪ ،‬فهسسسي أول مسسسسن يراه الطفسسسل ‪ ،‬وإن معسسسسادلسة الم‬
‫والطسسسفسل هسسي المعادلة السسسلسيمة فسسي الحسسسياة والطفسسسل فسسي أمسسسس‬
‫الحاجسسة إلى أمسسه فسسي الفترة الولى مسسن حياتسسه ‪ ،‬لنهسسا تؤمسسن له‬
‫الرعايسة المطسسلوبة والتسي ليمكسن أن يوفرهسا أي إنسسان آخسر مهمسا‬
‫بلغسست درجسسسة ثسسسقسافسته وكفاءتسسه ‪ ،‬أمسسا عسسسزوف الم عسسن طفلهسسا‬
‫وانشغالهسسا عسسسنه بأعمالهسسا الخارجيسسة فإنسسه أمسسر غيسسر طسسبيعي (‪. )2‬‬
‫ويسسجب أن تسسرضع الم طفسسلها فتقدم له الحليسب والغذاء العاطفسي‬
‫المصسساحب له ‪ ،‬ومسسن المسسستحيل أن تنجسسسح واحدة غيسسر الم بهذه‬
‫المهمسة ‪ ،‬وإذا مسا حرم الطفسل مسن أمسسه فإنسه ليسس وزنسه فقسط سسوف‬
‫يتوقسسف عسسن الزيادة ؛ لكسسن سسسيؤثر ذلك فسسي نموه العقلي والنفسسسي‬
‫أيضاً (‪. )3‬‬
‫الم الطبيبة أو المدرسة ‪:‬‬

‫‪) (1‬‬
‫المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ )(2‬عاكف صوفان ‪ ،‬مجلة التربية ‪ ،‬أبو ظبي ‪ ،‬العدد (‪ )85‬ص ‪. 28 :‬‬
‫‪ )(3‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪-75-‬‬
‫هناك مجالن فقسط فسي المجتمسع المسسلم يجسب أن تعمسل فيهمسا‬
‫المرأة ‪ ،‬وهمسسا طسسب النسسساء (ويشمسسل الرعايسسة الصسسحية الكاملة‬
‫للمرأة في جميع مراحل حياتها ‪ ،‬وجميع المراض التي تصيبها ‪،‬‬
‫ومنهسسا أمراض الحمسسل والولدة ) ‪ .‬وتعليسسم البنات مسسن الروضسسة‬
‫وحتى التخرج من الجامعات ينبغي أن تقوم به المرأة ‪.‬‬
‫والم الطبيبة أو المدرسة لها مهمتان في المجتمع المسلم ‪:‬‬
‫‪-1‬مهمسة أسساسية وهسي النجاب والحضانسة والتربيسة ‪ ،‬وأن تكون‬
‫ربة بيت عندها زوج وأولد تسهر على راحتهم ‪.‬‬
‫‪-2‬مهمسة ثانويسة وهسي أن تكون طبيبسة أو مدرسسة ‪ .‬والمقصسود أن‬
‫يكون أكثسسر مسسن نصسسف وقتهسسا لمهمتهسسا السسساسية ‪ ،‬وقليسسل منسسه‬
‫لمهمتهسسسسا الثانويسسسسة ‪ ،‬فكيسسسسف يكون ذلك ؟ هناك حلول كثيرة جداً‬
‫يسسسساعد عليهسسسا إغلق العمال الخرى أمام المرأة ومنعهسسسا مسسسن‬
‫مزاولتهسسا كمسسا هسسو الحال فسسي المملكسسة العربيسسة السسسعودية عندئذ‬
‫سيتوفر في المجتمع المسلم عدد كبير من الطبيبات والمدرسات ‪،‬‬
‫وعندئذ يمكسن أن تكلف المرأة الطبيبسة أو المرأة المدرسسة بنصسف‬
‫وظيفسة أو ثلث أو ربسع ‪ .‬وهذا مثال مسن التدريسس نصساب الوظيفسة‬
‫الكاملة أربسع وعشرون حصسة فسي السسبوع ‪ ،‬أي خمسس حصسص‬
‫يومياً ‪ ،‬والرجسسل الذي يقوم بهذه الوظيفسسة تسسستنفذ طاقتسسه كلهسسا ‪،‬‬
‫ويعود إلى بيتسه منهوك القوى جسسدياً ونفسسياً ‪ .‬فمسا بالك بالمرأة ؟‬
‫فكيسسف تكون مثسسل هذه المدرسسسة أماً عندهسسا أطفال وزوج وبيسست؟‬
‫عندئذ تلجسأ هذه المسسكينة إلى المربيسة والخادمسة ‪ ...‬الخ‪ .‬وهسي فسي‬
‫حلها لهذه المشكلة كالمريض الذي يتناول المخدرات كي ل يشعر‬
‫بألم المرض ‪.‬‬
‫نصف طبيبة أو نصف مدرسة (‪: )1‬‬

‫‪ )(1‬عنبرة النصاري ‪ ،‬ص ‪. 220‬‬


‫‪-76-‬‬
‫إذاً اللجوء إلى المربيسسة والخادمسسة كتعاطسسي المسسسكنات حتسسى‬
‫ليحسس باللم ‪ ،‬أمسا الحسل الفضسل فسي المجتمسع المسسلم فله صسور‬
‫متعددة هذه إحداها ‪:‬‬
‫تكلف المرأة المدرسسسة بنصسسف نصسساب أي عشسسر سسساعات أو‬
‫اثنتا عشرة ساعة في السبوع ‪ ،‬أي أنها ستعمل ساعتين في اليوم‬
‫فقط ‪ .‬هذا بالنسبة إلى الم العادية ‪ ،‬أما الم كثيرة الطفال فيمكن‬
‫أن تكلف بربع وظيفة أي حصة في اليوم الواحد ‪ ،‬أو حصتان كل‬
‫يوميسسسسن ‪ .‬عندئذ تسسسسستطيع المرأة المدرسسسسسة أن تتفرغ لمهمتهسسسسا‬
‫السسسساسية ‪ .‬وكذلك الم الطبيبسسسة ‪ .‬وممسسسا يجدر ذكره أن ل يثقسسسل‬
‫عاهسسل الدولة بزيادة النفقات فسسي هذه الحالة ‪ ،‬وإنمسسا تمنسسح المرأة‬
‫المدرسسة أو الطبيبسة راتسب يوازي سساعات عملهسا ( نصسف راتسب‬
‫أو ربسع راتسب مثلً ) ‪ ،‬مسع مكافأة تشجيعيسة زيادة على ذلك ‪ .‬ول‬
‫ننسسى أن المرأة العازبسة ( الطبيبسة أو المدرسسة ) تسستطيع أن تقوم‬
‫بوظيفسة كاملة ‪ ،‬وتحصسل على راتسب كامسل كالرجسل أو تزيسد عنسه‬
‫تشجيعاً لهسا كسي تعمسل فسي ميدان الطسب النسسائي وتعليسم البنات ‪.‬‬
‫وكذلك المرأة التسسي لم تنجسسب ‪ ،‬أو أنجبسست طفلً أو طفليسسن فقسسط‬
‫وكسبرا ولم تنجسب غيرهمسا‪ ،‬عندئذ تسستطيع أن تقوم بوظيفسة كاملة‬
‫أو ثلثسة أرباع وظيفسة إذا اسستطاعت ‪ .‬وقسد صسدر المرسسوم رقسم (‬
‫‪ )22‬مكرر فسي الكويست لتعديسل إجازة المومسة وجاء فيسه أن الم‬
‫العاملة تسسسستطيع أن تحصسسسل على إجازة لمدة شهريسسسن بمرتسسسب‬
‫كامسل ‪ ،‬ثسم أربسسعسة شسسهسور بسسنصسف مسسرتسب ‪ ،‬ثسم سسستسة شسسهسور‬
‫بسسسسدون مسسسرتسب (أصسسبح المجموع سسسنة ) ‪ .‬كمسسا يجوز للموظفسسة‬
‫الكويتيسسة طلب العمسسل بدوام جزئي‪ ،‬بشرط ألتقسسل سسساعاته عسسن‬
‫نصسف سساعات الدوام الرسسمي ‪ ،‬إذا كان لديهسسا طفسسل واحسسد على‬
‫القسسل ‪ ،‬ليسسزيد عمسسره عسسن أربسسع سسسسسنوات [ مجلة المجتمسع ‪ ،‬العدد ‪( ،‬‬
‫‪. ] ) 775‬‬
‫ب ‪ -‬المباهاة والكبر من أسباب استقدام الخادمات ‪:‬‬
‫‪-77-‬‬
‫وهذا هو الواقع ‪ ،‬مع أنه مر ‪ .‬وهو أن أكثر من نصف السر‬
‫التسي تسستقدم المربيات والخادمات ؛ ل تعمسل الزوجسة فيهسا خارج‬
‫البيت ( ول داخل البيت )‪ ،‬وإنما تقضي عمرها بين النوم والسهر‬
‫مع الصديقات ‪ ،‬والتجول في السواق لملحقة الزياء ‪.‬‬
‫ففي الدراسة الميدانية التي أجريت في البحرين تبين أنه توجد‬
‫خمسسسة أسسسباب لسسستقدام المربيات ‪ ،‬والسسسبب الول هسسو أن رب‬
‫السسرة وربتهسا مسن المثقفيسن حملة الشهادات ( أي أن المرأة تعمسل‬
‫خارج المنزل غالباً ) ‪ .‬أما السباب الربعة الخرى فهي ‪:‬‬
‫‪-1‬يعمل رب السرة في مهن متخصصة ( أي أسر ثرية ) ‪.‬‬
‫‪-2‬دخلها الشهري أكثر من أربعمائة دينار بحريني ‪.‬‬
‫‪-3‬لديها أكثر من طفل واحد تقل أعمارهم عن ست سنوات ‪.‬‬
‫‪-4‬تقيم في المدن الكبيرة وتسكن الفلل الواسعة أو الشقق الكبيرة [‬
‫خليفة إبراهيم‪،‬ص ‪.]51‬‬
‫وهذه السسسباب الخمسسسة كلهسسا تنحصسسر فسسي الترف والمباهاة ‪،‬‬
‫حيسسسسث أن المرأة تتعالى على زميلتهسسسسا وقريباتهسسسسا بكثرة الخدم‬
‫والحشم ‪ .‬أما في الدراسة الميدانية التي أجريت في الكويت فكانت‬
‫دوافع استقدام المربيات كما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬ارتفاع مستوى المعيشة ( أي الترف ) ‪.‬‬
‫‪-2‬خروج المرأة للعمسسل ( أي ارتفاع مسسستوى المعيشسسة ومسسن ثسسم‬
‫الترف ) ‪.‬‬
‫‪-3‬زيادة الطموحات السرية ( أي الترف أيضاً ) ‪.‬‬
‫‪-4‬عنصسسسر المحاكاة (‪ ( . )1‬التقليسسسد العمسسسى والمباهاة ) ‪ ،‬أي أن‬
‫المرأة التسسي ل تعمسسل خارج البيسست تغار مسسن أختهسسا الطبيبسسة أو‬
‫المدرسة ؛ فتستقدم خادمة مثلها مع أنها ل تحتاج لها ‪.‬‬
‫وأشارت الدراسسة الميدانيسة التسي قامست بهسا عنسبرة النصساري‬
‫إلى أن (‪ )%60.7‬مسسن السسسر اسسستقدمت الخادمات بسسسبب كثرة‬

‫‪ )(1‬خليفة إبراهيم ‪ ،‬ص ‪ ، 52‬وعدنان باحارث ‪ ،‬ص ‪. 555‬‬


‫‪-78-‬‬
‫العمال المنزليسسسة ‪ ،‬و(‪ )%50‬مسسسن السسسسر اسسسستقدمت الخادمات‬
‫بسسسسبب عمسل الم خارج المنسسسسسسسزل [ عنسبرة النصساري ‪ ،‬ص ‪. ] 156‬‬
‫وأشارت دراسسسة جهينسسة العيسسسى (الكويسست ‪1983‬م) إلى أن اسسستقدام‬
‫الخادمات غيسسر مرتبسسط بنزول المرأة للعمسسل ‪ ،‬بسسل يعتسسبر وجود‬
‫الخادمات مرادف للوجاهة الجتماعية [اعتدال عطيوي ‪ ،‬ص ‪. ] 46‬‬
‫كمسسسا دلت الدراسسسسات الميدانيسسسة على أن (‪ )%40‬مسسسن أولياء‬
‫المور قالوا عسن آثار المربيسة ظهور السسرة بمظهسر لئق [ خليفسة‬
‫إبراهيسسسسسم ‪ ،‬ص ‪ ، ] 85‬أي أن اسسسسستقدام المربيات والخادمات للمباهاة‬
‫والمفاخرة ‪ .‬إذاً بعسسض المهات فسسي الخليسسج هسسن سسسبب المشكلة ‪،‬‬
‫فالمرأة التسي ل تعمسل خارج البيست وتستقدم المربيسة والخادمسة هسي‬
‫السسسبب الرئيسسسي لهذه المشكلة ‪ ،‬ويبدو أن المربيسسة الجنبيسسة فسسي‬
‫الخليسج العربسي عرض لداء أكثسر خطورة وهسو الترهسل والطفيليسة‬
‫والعتماد على الخرين في كل شيء [ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. ] 101‬‬
‫وعلج المباهاة والترف يكون بالعودة للسسسسسسسلم ‪ ،‬ونشسسسسسسر‬
‫الوعي الديني بين النساء وتذكيرهن بأن الجنة تحت أقدام المهات‬
‫لن المهات ينجبن ويرضعن ويعتنين بالطفال والولد والزوج‬
‫والسسرة كلهسا ‪ .‬والمرأة المسسلمة تدرك مهمتهسا التسي تؤجسر عليهسا‬
‫من اللسه عزوجل (‪. )1‬‬
‫الترف قرين الهلك ‪:‬‬
‫وإذا وصسلنا إلى أن الترف هسو السسبب السساسي فسي اسستقدام‬
‫المربيات والخادمات ؛ ينبغسسسي أن نتذكسسسر أن الترف لم يرد فسسسي‬
‫القرآن الكريسسم إل فسسي مواضسسع الذم والهلك ‪ ،‬وهذه اليات التسسي‬
‫ورد فيها الترف ‪:‬‬
‫‪ -1‬قال تعالى ‪ { :‬الذين كفروا وكذبوا بلقاء الخرة وأترفناهم في‬
‫الحياة الدنيا ‪ [ } ...‬المؤمنون ‪. ] 33 :‬‬

‫‪ )(1‬خالد شنتوت ‪ ،‬تربية البنات ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬


‫‪-79-‬‬
‫‪ -2‬قال تعالى ‪ { :‬فلمما أحسموا بأسمنا إذا همم منهما يركضون ‪ ،‬ل‬
‫تركضوا وارجعوا إلى ممممما أترفتممممم فيممممه ومسمممماكنكم لعلكممممم‬
‫تسألون ‪ ،‬قالوا ياويلنا إنا كنا ظالمين } [ النبياء ‪. ] 14-12 :‬‬
‫‪ -3‬قال تعالى ‪{ :‬واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين }‬
‫[ هود ‪.]611 :‬‬
‫‪ -4‬قال تعالى ‪ { :‬وما أرسلنا في قرية من نذير إل قال مترفوها‬
‫إنا بما أرسلتم به كافرون } [ سبأ ‪. ] 43 :‬‬
‫‪ -5‬قال تعالى ‪ { :‬وكذلك مما أرسملنا ممن قبلك فمي قريمة ممن نذيمر إل‬
‫قال مترفوهمما إنمما وجدنمما آباءنمما على أمممة وإنمما على آثارهممم‬
‫مقتدون } [ الزخرف‪.] 23 :‬‬
‫‪ -6‬قال تعالى ‪ { :‬وأصممحاب الشممممال ممما أصممحاب الشمال ‪ ،‬فممي‬
‫سممموم وحميممم ‪ ،‬وظلٍ مممن يحموم ‪ ،‬ل بارد ول كريممم ‪ ،‬إنهممم‬
‫كانوا قبل ذلك مترفين } [ الواقعة ‪. ] 45-41 :‬‬
‫‪ -7‬قال تعالى ‪ { :‬وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا‬
‫فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً } [ السراء ‪. ] 16 :‬‬
‫‪-8‬قال تعالى ‪ { :‬حتممى إذا أخممممذنا مترفيممممممهم بالعممممذاب إذا هممم‬
‫يجأرون } [ المؤمنون ‪.]64:‬‬
‫نسسسأل اللسسسه عزوجسسل ‪ ،‬اللطيسسف الرحيسسم أن يبعسسد الترف عسسن‬
‫المسلمين ‪ ،‬فإن الترف سبب من أسباب الهلك ‪ .‬وللمرأة المسلمة‬
‫دور بارز فسي وقايسة المجتمسع المسسلم مسن السسراف والسستهلك‬
‫المؤدييسسن إلى الترف ‪ ،‬ومسسن ثسسم إلى الهلك ‪ ،‬وينبغسسي أن تربسسى‬
‫البنات فسسي المجتمسسع المسسسلم تربيسسة إسسسلمية تؤهلهسسن لداء هذه‬
‫المهمة [ خالد شنتوت ‪ ،‬ص ‪.] 34‬‬
‫الخادمة المسلمة وشروطها ‪:‬‬
‫وفسسي الواقسسع توجسسد الم المريضسسة ‪ ،‬والم كثيرة العيال ؛ كأن‬
‫تنجب في كل سنة حتى صار عندها أكثر من ستة أطفال أكبرهم‬
‫فسسسسي السسسسسابعة مسسسسن عمره ‪ ،‬أوالم الطبيبسسسسة المتخصسسسسصة ذات‬
‫‪-80-‬‬
‫المسسسسؤوليات الكثيرة التسسسي يحتاجهسسسا المجتمسسسع المسسسسلم ‪ ،‬أوالم‬
‫الستاذة الجامعية التي تضطر للعمل في وظيفة كاملة تلبية لحاجة‬
‫المجتمسع‪ ،‬وحالت أخرى مماثلة تضطسر السسرة فيهسا إلى اسستقدام‬
‫الخادمة ‪ ،‬عندئذ لبد من استقدامها وفق الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬أن تكون الخادمسة مسسلمة ‪ ،‬وليكفسي إسسلم الوثائق المسسجل فسي‬
‫جواز السفر‪ ،‬لن الدراسة الميدانية التي أعدتها عنبرة النصاري‬
‫دلت على أنسسسه ل يوجسسسد فرق بيسسسن الخادمات المسسسسلمات وغيسسسر‬
‫المسسسلمات ‪ ،‬وكلهمسسا لهسسن آثار سسسلبية على الطفسسل تقول الباحثسسة‬
‫عنبرة ‪ ( :‬ولو نظرنا إلى أثر الخادمات المسلمات لوجدنا له نفس‬
‫التأثيسسر السسسلبي الذي يحدث مسسن الخادمات غيسسر المسسسلمات فسسي‬
‫تحقيسسسق الحاجات الدينيسسسة ‪ ،‬لن الخادمات المسسسسلمات لسسسسن على‬
‫وعسسي كاف بتعاليسسم الديسسن السسسلمية ‪ ،‬لذلك فإنهسسن ل يسسستطعن‬
‫تحقيق الحاجات الدينية للطفل [ عنبرة النصاري ‪ ،‬ص ‪ . ] 245‬بل لبد‬
‫مسن أن تكون مسن مجتمسع مسسسسلم وبيئسسة صسالحة ‪ ،‬ثسم يشسسسسسترط‬
‫فيهسسا بعض السمؤهسلت مثل أ ‪ -‬المواظبة على العبادات ومعرفة‬
‫الحكام السسساسية للصسسلة والصسسوم والطهارة على القسسل ‪ .‬ب ‪-‬‬
‫ملتزمة بالحجاب الشرعي ‪.‬‬
‫‪-2‬أن تكون عربية اللغة ‪.‬‬
‫‪-3‬أن ليقسسل عمرهسسا عسسن أربعيسسن سسسنة ‪ ،‬وأن يسسسبق لهسسا إنجاب‬
‫الطفال وتربيتهم‪.‬‬
‫‪-4‬لبسد مسن اسستقدام زوجهسا كمرافسق لهسا ‪ ،‬أو محرم عليهسا كأخيهسا‬
‫أو إبنها ‪.‬‬
‫وعندئذ نسسميها خادمسة فقسط ‪ ،‬ول يعهسد إليهسا بتربيسة الطفال ‪،‬‬
‫أي تقوم بتنظيسف البيست والمطبسخ وغسسل الثياب مثلً ‪ ،‬أمسا إعداد‬
‫الطعام ورعايسسسة الطفال فلبسسسد أن يكون مسسسن مهمسسسة الم مهمسسسا‬
‫كانست ؛ طبيبسة أو مدرسسة أو ربسة بيست ومهمسا كان أطفالهسا كثيري‬
‫العدد لن مهمة التربية ل يمكن أن يقوم بها غير الم والب ‪.‬‬
‫‪-81-‬‬
‫الخادمة المحلية أفضل من المستقدمة ‪:‬‬
‫وقسد تسستطيع الم ذات الطفال الكثيريسن ‪ ،‬أو الم الطبيبسة أو‬
‫المدرسة أن توظف خادمة محلية ‪ ،‬من الموجودات في المجتمع ‪،‬‬
‫وافدة أو خليجيسسة كسسي تعمسسل عندهسسا سسساعات محدودة فسسي اليوم ‪،‬‬
‫فتقوم بأعمال التنظيسسف وغيرهسسا ممسسا تتطلب الجهسسد الذي ليوجسسد‬
‫عنسسسد الم العاملة [ عدنان باحارث ‪ ،‬ص ‪ . ] 561‬ومثسسسل هذه الخادمسسسة‬
‫لتنام عند السرة ‪ ،‬ولتختلط بها ‪ ،‬بل تنام في بيتها مع أسرتها ‪،‬‬
‫لذلك سسسيكون أثرهسسا محدود اً جسسد اً على الطفال ‪ ،‬كمسسا أنهسسا مسسن‬
‫البيئة الثقافيسة وليسست أجنبيسة عنهسا ; دينهسا السسلم ولغتهسا العربيسة‬
‫وعاداتها وتقاليدها منسجمة مع المجتمع العربي المسلم ‪.‬‬
‫‪-82-‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الـخـاتـمـة‬
‫فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز ‪:‬‬
‫ل يجد الباحث في الخاتمة أفضل من الفتوى التي نشرها الشيخ‬
‫عبدالعزيسز بسن باز حفظسه اللسسه ‪ ،‬فسي مجلة الجندي المسسلم [ العدد ‪26‬‬
‫الصادر عام ‪1402‬هس ] تحت عنوان ‪:‬‬
‫المسلمون ينصرون أبناءهم بأيديهم (‪: )1‬‬
‫يقول ابسن باز ‪ ( :‬أشكسر فضيلة الشيسخ أحمسد محمسد جمال على‬
‫نصسيحته الطيبسة وتنسبيهه إلى الخطسر العظيسم الذي وقسع فيسه بعسض‬
‫المسسلمين وأهيسب بالمسسلمين عامسة ‪ ،‬وبالذيسن اسستقدموا المربيات‬
‫الكافرات خاصسسة ؛ إلى امتثال أمسسر اللسسسه ورسسسوله فسسي المحافظسسة‬
‫على أولدهسسم ‪ ،‬والحرص على سسسلمتهم مسسن الكفسسر والفسسسوق‬
‫والعصسسيان ‪ ،‬ووقايتهسسم مسسن النار ‪ ،‬والمبادرة بإلغاء عقود هؤلء‬
‫المربيات وردهسن إلى غيسر رجعسة عملً بقوله سسبحانه ‪{ :‬ياأيهما‬
‫الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ‪...‬‬
‫} [ التحريسسم ‪ . ]6 :‬وقوله عزوجسسل ‪ { :‬ياأيهمما الذيممن آمنوا ل تتخذوا‬
‫بطانممة مممن دونكممم ل يألونكممم خبالً ودوا ممما عنتممم ‪ ،‬قممد بدت‬
‫البغضاء من أفواههم وماتخفي صدورهم أكبر ‪ ( } ...‬الية ) [ آل‬
‫عمران‪ ، ] 118:‬وقول النسبي صسلى اللسسه عليسه وسسلم ‪ ( :‬كمممل مولممود‬
‫يمولمد علمى الفطممرة فأبممواه يهممودانه أو ينصممرانه أو يمجسانه ) ‪.‬‬
‫ويتابع الشيخ ابن باز فيقول ‪ ( :‬مما لشك فيه أن تسليم الطفل‬
‫الناشسئ إلى إمرأة نصسرانية أو غيرهسا تلقنسه مسا تشاء وتوجهسه إلى‬
‫ما تريد من أقوى أسباب خروج الولد ذكورهم وإناثهم عن دين‬
‫السسسلم ‪ ...‬وليعلم كسسل مسسسلم يسسستقدم مربيسسة كافرة نصسسرانية أو‬
‫() هذا العنوان وضعسه السستاذ أحمسد محمسد جمال ‪-‬رحمسه اللسسه‪ -‬فسي العدد ( ‪ )6471‬مسن‬ ‫‪1‬‬

‫صحيفة البلد الصادرة يوم (‪1400 /8/8‬هسس) وستشهد بما نشرته مجلة حضارة السسلم‬
‫(الدمشقية) نقلً عن مجلة بلقيس الصادرة في لندن والتي جاء فيها ‪ ... ( :‬أن الغالبية من‬
‫رجال المسستقبل فسي البلد العربيسة ؛ تشرف على تربيتهسم وتسسهر على طفولتهسم وتنشؤهسم‬
‫مربيات انجليزيات ) ‪.‬‬
‫‪-83-‬‬
‫يهوديسسة أو بوذيسسة أو غيرهسسن مسسن الكافرات ‪ ...‬قسسد ارتكسسب حوباً‬
‫كسبيراً يجسب عليسه أن يسسارع إلى التوبسة إلى اللسسه سسبحانه مسن هذا‬
‫العمسل المنكسر ‪ ،‬وذلك بإلغاء عقودهسن والندم على مسا مضسى منسه ‪،‬‬
‫والقلع عنسسه والعزم على أن ل يعود إليسسه ‪ ،‬لن ذلك العمسسل مسسن‬
‫أعظسم المحرمات التسي يترتسب عليهسا مفاسسد كسبرى وأمور خطيرة‬
‫على مسستقبل السسلم والمسسلمين ‪ ،‬حيسث فيسه مسساعدة للنصسارى‬
‫وغيرهسسسم على تحقيسسسق مآربهسسسم وتنفيسسسذ مخططاتهسسسم فسسسي بلد‬
‫المسسسسسلمين ‪ ،‬وفيسه إخسسسراج السسسمولود مسن السسلم إلى النصسرانية‬
‫وغيرها من ملل الكفر ‪.)1( ) ...‬‬
‫فتوى القاضي عبدالقادر العماري ‪:‬‬
‫وكذلك أفتى القاضي عبدالقادر محمد العماري ‪ ،‬قاضي المحاكم‬
‫الشرعيسة فسي قطسر وقال ‪ ( :‬الذي يسستقدم المربيات غيسر المسسلمات‬
‫يرتكسب معصسيتين للسسه تعالى ؛ معصسية لمسساعدته على مخالفسة أمسر‬
‫رسسول اللسسه صسلى اللسسه عليسه وسسلم بشأن وجود غيسر المسسلمين فسي‬
‫جزيرة العرب ‪ ،‬ومعصية بسبب إفساد عقيدة أولده ) (‪. )2‬‬
‫فتوى الشيخ عبدالوهاب المشهداني ‪:‬‬
‫وقال الشيسسخ عبدالوهاب المشهدانسسي ‪ ( :‬فالختلط بيسسن الخدم‬
‫وأهسسسسسل البيوت يؤدي إلى افتتان الرجال بالنسسسسسساء ‪ ،‬والنسسسسسساء‬
‫بالرجال ‪ ،‬ويجسر إلى انتشار الفاحشسة فسي أفراد المسة ‪ ،‬وهذا وبال‬
‫علينسا وشسر فسي العاجسل والجسل ‪ ،‬لذا يجسب منسع إدخال الخدم إلى‬
‫بيوتنا ‪. )3( ) ...‬‬

‫وسائل العلم أنذرت بالخطر ‪:‬‬


‫وكتسسب الدكتور علي بسسن محمسسد التويجري ‪ -‬رئيسسس تحريسسر‬
‫مجلة رسسسالة الخليسسج العربسسي ‪ -‬فسسي اليمامسسة تحسست عنوان ‪ :‬كيسسف‬
‫‪ )(1‬فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز منشورة في مجلة الجندي المسلم ‪ ،‬العدد (‪. )26‬‬
‫‪ )(2‬مجلة المجتمع الكويتية ‪ ،‬العدد (‪. )821‬‬
‫‪ )(3‬مجلة منار السلم ‪ ،‬أبو ظبي ‪ ،‬العدد الرابع للسنة (‪. )14‬‬
‫‪-84-‬‬
‫سيكون طفلنا الخليجي عام (‪1420‬هس) !!؟ جاء فيه ‪( :‬إن السرة‬
‫هي الوسط الساسي في تكوين الشخصية ‪ ،‬وإن ما يكتسبه الفرد‬
‫فسسي مرحلة الطفولة مسسن معتقدات وقيسسم وعادات واتجاهات يمثسسل‬
‫عوامل ثابتة ل تتغير فيما بعد إل بمحدودية وبصفة مؤقتة ‪ .‬ولك‬
‫أن تتصور أثر عشر ثقافات تختلف جذرياً عن ثقافة منطقتنا ‪ ،‬لك‬
‫أن تتصسور لو وضعنسا بدلً مسن الم مربيسة أجنبيسة ؛ ماذا سستكون‬
‫صسياغة طفلنسا الخليجسي العربسي المسسلم عام (‪1420‬هسس) ‪ .‬ناهيسك‬
‫عسن الصسراعات النفسسية التسي تنشسأ مسن نموذج ثقافسي سسيرلنكي‬
‫مرة ‪ ،‬وهندي مرة أخرى ‪ ،‬وفيلبينسسسسي مرة أخرى ‪ ،‬وهكذا مسسسسن‬
‫عشسسسر أو خمسسسس عشرة جنسسسسية أخرى ‪ ،‬كيسسسف سسسسيتفاهم هؤلء‬
‫الطفال إذا اجتمعوا بعسد عشريسن عاماً فسي حرم الجامعسة الخليجيسة‬
‫‪ .‬هل أحدثك عن العاقة اللغوية !!؟ أو عن العاقة الفكرية!!؟ أو‬
‫عسسسن النحرافات الجنسسسسية !!؟ [ خليفسسسسة إبراهيسسسسم ‪ ،‬ص ‪ . ] 105‬وقسسسد‬
‫سسساهمت وسسسائل العلم الخليجيسسة فسسي إطلق صسسيحات الخطسسر‬
‫والتحذير منه وهذه بعض صيحاتها ‪:‬‬
‫‪-1‬نعم للم ‪ ...‬ل للخادمة بقلم محمد حسني ضيف اللسه ‪ .‬الشرق‬
‫الوسط (‪18/2/1985‬م) ‪.‬‬
‫‪-2‬مغتربون ثقافياً بسسسبب المربيات الجنسسبيات ‪ .‬مجلة الحوادث (‬
‫‪25/2/1985‬م) ‪.‬‬
‫‪-3‬المرأة السسسسعودية أمام معادلة صسسسعبة ‪ :‬العمسسسل دون تضييسسسع‬
‫السسرة ‪ ،‬اليمامسة (‪9/5/1405‬هسس) ‪ .‬ويلحسظ أن هذه الصسيحات‬
‫كلهسا خلل عام واحسد فقسط وهسو عام (‪1985‬م ) وهناك صسيحات‬
‫كثيرة غيرهسسا مازالت تدوي فسسي وسسسائل العلم الخليجيسسة ومنهسسا‬
‫أيضاً ‪:‬‬
‫‪-4‬مسسا نشرتسسه مجلة التربيسسة القطريسسة وهسسو خلصسسة ندوة حول‬
‫المربيات الجنسسبيات التسسي شارك فيهسسا عدد مسسن التربوييسسن ومسسن‬
‫توصيات هذه الندوة ‪:‬‬
‫‪-85-‬‬
‫( إن إنحلل شخصسسية الطفسسل واهتزازهسسا ناتسسج عسسن معايشتسسه‬
‫للخدم والمربيات فترات طويلة مسن حياتسه اليوميسة ‪ ،‬بالضافسة إلى‬
‫تعرضه لنماط متباينة من السلوك والتصرفات داخل السرة (‪.)1‬‬
‫مما يؤدي به إلى الضطراب واهتزاز الشخصية ‪.‬‬
‫وأخيراً فإن الجزيرة العربيسسسسسسة ‪ -‬المنطلق الول والخيسسسسسسر‬
‫للسسسلم ‪ -‬ولن اللسسسه تعالى كتسسب أن تكون فسسي هسسسذه الجزيسسسسسرة‬
‫( الدار ) كما قال اللسه عسسزوجل ‪ { :‬والذين تبوؤا الدار واليمان‬
‫من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ول يجدون في صدورهم حاجة‬
‫ممما أوتوا} [ الحشسر‪ . ] 9 :‬فهسي دار اليمان وبلده ‪ ،‬وأرضسه التسي‬
‫يأوي إليهسا أهسل اليمان فسي كسل مكان وكسل زمان ‪ .‬ومسن الملحسظ‬
‫أن الطبيعسسسسة الصسسحسسراوية لرض الجسسسزيسسرة العسسسسربية عكسسست‬
‫عليها آثاراً إيسسجابية عديدة منها ‪:‬‬
‫‪-1‬حماها اللسه وجعلها بمنجاة من كيد الغزاة وأطماع المحتلين ‪.‬‬
‫‪-2‬كسسسمسا أن اللسسسه حماهسسا بتلك الطبيعسسة مسسن تأثيسسر الحضارات‬
‫الماديسة ‪ .‬ومسن العدل أن ندرك أن هسسذه الجزيرة ل تزال هسي أطهسر‬
‫بقعسة فسي الدنيسا ‪ ،‬ول تسسزال نموذجاً فسسريداً بسسين بسسلد الرض ‪...‬‬
‫[ سليمان العودة ‪ ،‬ص ‪. ] 15‬‬
‫وختامسسسساً نسسسسسأل اللسسسه عسسسسزوجل أن يسسسسرينا السسسسحق حقسسسساً‬
‫ويسسسسسرزقنا اتباعسسسه ‪ ،‬وأن يسسسسسرينا البسسسساطسسل باطسسسسسلً ويسسسسسرزقنا‬
‫اجتنابسسه ‪ ،‬إنه على كل شسسيء قدير وبالمسلمين رؤوف رحيم ‪.‬‬

‫والحمد للـه رب العالمين ‪.‬‬

‫‪ )(1‬مجلة التربية القطرية ‪ ،‬العدد (‪. )80‬‬


‫‪-86-‬‬
‫المراجع‬
‫(‪ )1‬مم كتب الحديث الشريف ‪:‬‬
‫‪-1‬ابن قيم الجوزية ‪ ،‬مختصر زاد المعاد ‪ ،‬أنصار السنة المحمدية ‪ ،‬نشر‬
‫الجامعة السلمية ‪ ،‬المدينة المنورة ‪.‬‬
‫‪-2‬جامسسع الصسسول فسسي أحاديسسث الرسسسول ‪ ،‬ابسسن الثيسسر الجرزي ‪ ،‬مكتبسسة‬
‫الحلواني ‪.‬‬
‫‪-3‬صحيح البخاري ‪ ،‬المكتبة السلمية ‪ ،‬استانبول ‪.‬‬
‫‪ -4‬صحيح مسلم ‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية ‪ ،‬عيسى البابي الحلبي وشركاه‬
‫‪ ،‬ترتيب محمد فؤاد عبدالباقي ‪.‬‬
‫‪-5‬فتسسح الباري ‪ ،‬لبسسن حجسسر ‪ 13 ( ،‬مجلداً ) ‪ ،‬جماعسسة مسسن العلماء ‪،‬‬
‫المطبعة السلفية ‪.‬‬
‫‪-6‬اللؤلؤ والمرجان ‪ ،‬جزءان ‪ ،‬محمسسسسسسد فؤاد عبدالباقسسسسسسسي ‪ ،‬المكتبسسسسسسسة‬
‫السلمية ‪ ،‬استانبول ‪.‬‬
‫‪-7‬مختصسر سسنن أبسي داود ‪ ،‬للحافسظ المنذري ‪ ،‬مكتبسة السسنة المحمديسة ‪،‬‬
‫القاهرة ‪.‬‬
‫‪-8‬مسند أحمد ‪ 6 ( ،‬مجلدات ) ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫(‪ )2‬مم الكتب التربوية ‪:‬‬


‫‪-1‬أحمد القطان ‪ ،‬واجبات الباء نحو البناء ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الكويت ‪ ،‬مكتبة السندس ‪،‬‬
‫‪1406‬هس ‪.‬‬
‫‪-2‬ابن قيم الجوزية ‪ ،‬تحفة المودود بأحكام المولود ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬ط‪1979 ،1‬م ‪.‬‬
‫‪-3‬اعتدال عطيوي ‪ ،‬أطفالنسسسسا والخادمات ‪ ،‬دراسسسسسة ماجسسسسستير ‪ ،‬دار العلم‬
‫للمليين ‪ ،‬جدة ‪.‬‬
‫‪-4‬جمال ماضسي أبسو العزايسم ‪ ،‬القرآن والصسحة والنفسسية ‪ ،‬مجلة الصسحة‬
‫النفسية ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬ص ‪. 24 -16‬‬
‫‪-5‬الحاشية ‪ ،‬لبن عابدين ‪.‬‬
‫‪-6‬حامد زهران ‪ ،‬علم نفس النمو ‪ ،‬دار المعارف ‪1986 ،‬م ‪.‬‬
‫‪-87-‬‬
‫‪-7‬خسالد شنتوت ‪ ،‬تربية البنات في السرة المسلمة ‪ ،‬دار المجتمع ‪ ،‬جدة ‪ ،‬ط ‪1‬‬
‫‪1411 ،‬هس ‪.‬‬
‫‪-8‬خالد شنتوت ‪ ،‬دور البيسست فسسي تربيسسة الطفسسل المسسسلم ‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الحديثة ‪ ،‬جدة‪ ،‬ط ‪1411 ، 4‬هس ‪.‬‬
‫‪-9‬خليفسسسة إبراهيسسسم ‪ ،‬المربيات الجنسسسبيات ‪ ،‬مكتسسسب التربيسسسة العربسسسي ‪،‬‬
‫الرياض ‪1407 ،‬هس‪.‬‬
‫‪-10‬خيرية حسين جابر ‪ ،‬دور الم في تربية الطفل المسلم ‪ ،‬دار المجتمع ‪ ،‬ط‬
‫‪1986 ، 2‬م ‪.‬‬
‫‪-11‬الدمرداش سرحان ‪ ،‬المناهج المعاصرة ‪ ،‬مكتبة الفلح ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬ط ‪3‬‬
‫‪1981 ،‬م ‪.‬‬
‫‪-12‬رينيسسسه دوبسسو ‪ ،‬إنسسسانية النسسسان ‪ ،‬تعريسسسب الدكتور نبيسسل صسسبحي‬
‫الطويل ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ط ‪1984 ، 2‬م ‪.‬‬
‫‪-13‬سسامية حمام ‪ ،‬أثسر غياب أحسد الوالديسن ‪ ،‬مجلة التربيسة القطريسة ‪ ،‬العدد (‬
‫‪1984 ، )64‬م ‪.‬‬
‫‪-14‬سسسسليمان فهسسسد العودة ‪ ،‬جزيرة السسسسلم ‪ ،‬دار الوطسسسن ‪ ،‬الرياض ‪،‬‬
‫‪1411‬م ‪.‬‬
‫‪-15‬سيد قطب ‪ ،‬في ظلل القرآن ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬ط ‪1982 ، 10‬م ‪.‬‬
‫‪-16‬عائشة السيار ‪ ،‬التنشئة الجتماعية ‪ ،‬مجلة التربية ( أبوظبي ) ‪ ،‬العدد (‬
‫‪1407 ،)52‬هس‪.‬‬
‫‪-17‬عبداللسسه علوان ‪ ،‬تربيسة الولد فسي السسلم ‪ ،‬دار السسلم ‪ ،‬حلب ‪ ،‬ط ‪3‬‬
‫‪1401 ،‬هس‪.‬‬
‫‪-18‬عبداللسسه محمسد خوج ‪ ،‬التربيسة النموذجيسة للطفسل فسي الوطسن العربسي ‪،‬‬
‫المركز العربي للدراسات المنية والتدريب ‪ ،‬الرياض ‪1401 ،‬هس ‪.‬‬
‫‪-19‬عدنان حسسن صسالح باحارث ‪ ،‬مسسؤولية الب المسسلم فسي تربيسة الولد‬
‫في مرحلة الطفولة ‪ ،‬دار المجتمع ‪ ،‬جدة ‪1410 ،‬هس ‪1990 ،‬م ‪.‬‬
‫‪-20‬عنبرة حسين عبداللسه النصاري ‪ ،‬أثر الخادمات الجنبيات في تربية‬
‫الطفل ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬نشرتها دار المجتمع ‪ ،‬جدة ‪1411 ،‬هس ‪.‬‬
‫‪-88-‬‬
‫‪-21‬فاخر عاقل ‪ ،‬علم النفس التربوي ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق ‪.‬‬
‫‪-22‬كونوي زيقلر ‪ ،‬أصسول التنصسير فسي الخليسج العربسي ‪ ،‬ترجمسة مازن‬
‫مطبقاني ‪ ،‬دار عكاظ‪ ،‬جدة ‪1410 ،‬هس ‪.‬‬
‫‪-23‬ليلى عبدالرشيسد عطار ‪ ،‬الجانسب التطسبيقي فسي التربيسة السسلمية ‪ ،‬ط‬
‫‪ ، 1‬تهامة ‪ ،‬الرياض ‪1403 ،‬هس ‪.‬‬
‫‪-24‬محمسسسد جابر النصسسساري ‪ ،‬جذور التربيسسسة اليابانيسسسة وخصسسسائصها‬
‫المميزة ‪ ،‬مجلة رسالة الخليج العربي ‪ ،‬العدد (‪ ، )2‬الرياض ‪1407 ،‬هس‬
‫‪.‬‬
‫‪-25‬محمسد جميسل محمسد يوسسف ‪ ،‬النمسو مسن الطفولة إلى المراهقسة ‪ ،‬تهامسة ‪،‬‬
‫الرياض‪1401 ،‬هس‪.‬‬
‫‪-26‬محمسد السسيد الوكيسل ‪ ،‬جولة تاريخيسة فسي عصسر الخلفاء الراشديسن ‪،‬‬
‫دار المجتمع ‪ ،‬جدة ‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪-27‬محمد علي البار ‪ ،‬عمل المرأة في الميزان ‪ ،‬الدار السعودية ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪1981‬م ‪.‬‬
‫‪-28‬محمسسد قطسسب ‪ ،‬منهسسج التربيسسة السسسلمية ‪ ،‬جزءان ‪ ،‬دار الشروق ‪،‬‬
‫‪1401‬هس ‪.‬‬
‫‪-29‬محمسسد نور سسسويد ‪ ،‬منهسسج التربيسسة النبويسسة للطفسسل ‪ ،‬مكتبسسة المنار‬
‫السلمية ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬ط ‪1988 ، 2‬م ‪.‬‬
‫‪-30‬محمود السستامبولي ‪ ،‬كيسسف نربسي أطفالنسا ‪ ،‬المكتسسب السسلمي ‪ ،‬ط‬
‫‪1406 ، 4‬هس ‪.‬‬
‫‪-31‬مصسسطفى الخالدي وعمسسر فروخ ‪ ،‬التبشيسسر والسسستعمار فسسي البلد‬
‫العربية ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ ،‬بيروت ‪1372 ،‬هس ‪.‬‬

‫(‪ )3‬مم المجلت والصحف ‪:‬‬


‫‪-1‬صحيفة ( المسلمون ) ‪ ،‬صحيفة إسلمية أسبوعية ‪ ،‬دولية ‪.‬‬
‫‪-2‬مجلة التربية ‪ ،‬مجلة تربوية ثقافية شهرية ‪ ،‬تصدرها وزارة التربية في‬
‫المارات العربية المتحدة ‪ ،‬أبوظبي ‪.‬‬
‫‪-89-‬‬
‫‪-3‬مجلة التربيسسة ‪ ،‬مجلة دوريسسة محكمسسة ‪ ،‬تصسسدر عسسن اللجنسسة الوطنيسسة‬
‫القطرية للتربية والثقافة والعلوم ‪ ،‬الدوحة ‪.‬‬
‫‪-4‬مجلة الجندي المسسلم ‪ ،‬مجلة إسسلمية ثقافيسة عسسكرية فصسلية ‪ ،‬تصسدر‬
‫عسن إدارة الشئون الدينيسة للقوات المسسلحة فسي المملكسة العربيسة السسعودية ‪،‬‬
‫الرياض ‪.‬‬
‫‪-5‬مجلة الدعوة ‪ ،‬مجلة إسسسلمية أسسسبوعية جامعسسة ‪ ،‬تصسسدر عسسن مؤسسسسة‬
‫الدعوة السلمية الصحفية في المملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫‪-6‬مجلة المجتمسع ‪ ،‬مجلة أسسبوعية إسسلمية ‪ ،‬تصسدر عسن جمعيسة الصسلح‬
‫الجتماعي في الكويت‪.‬‬
‫‪-7‬مجلة منار السسلم ‪ ،‬مجلة إسسلمية ثقافيسة شهريسة ‪ ،‬تصسدر عسن وزارة‬
‫الوقاف في المارات العربية المتحدة أبوظبي ‪.‬‬
‫‪-90-‬‬

‫الصفحة‬ ‫الـــــمـــــــــــوضـــــــــــــوع‬

‫‪1‬‬ ‫السمسسقسسدمسسسة ‪...........................................................................‬‬


‫الفصل الول ‪ :‬التربية في البيت المسلم‬
‫‪3‬‬ ‫البيت مسسسسؤول عن عقيسسسدة الطفل ‪...................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪4‬‬ ‫البيت مسسسسؤول عن شخصية الطفل ‪..................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪4‬‬ ‫مسسسسؤولية الم فسي التربيسسسة ‪..........................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪6‬‬ ‫مسسسسؤولية الب في التربيسسسة ‪.........................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪8‬‬ ‫فضل تربية الولد في السسسسلم ‪.....................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪9‬‬ ‫وظسسسائف المسسرأة المسلمسسة ‪............................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪ -1‬المسسراة السمسلمسة أم مربية ‪............................................. :‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -‬النجسسسسسسسساب ‪..................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -‬الرضسسسسسساع ‪...................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬العناية بالطفل ‪...................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -2‬المرأة المسلمة ربسسسسة بيسست ‪.............................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -3‬المرأة المسلمة زوجة صالحة ‪...........................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬المربيات والخدم في الجزيرة العربية‬
‫‪ -‬إخراج غير المسلمين من جزيرة العرب ‪13 .............................................‬‬
‫‪ -‬الملك عبد العزيز آل سعود يرفض إقامة المنصرين في بلده ‪14 ....................‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -‬حجم مشكسسلة السمربيسسة الجنبيسسسة ‪....................................................‬‬
‫‪ -‬مكتب التربية العربي يهتم بالمشكسلة ‪17 ..................................................‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -‬لسمسحسسسسسة تسسساريسخسيسسسة ‪..............................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -‬الفرق بين المرضعة والمربية ‪.........................................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -‬عسسسسبر مسسسسن التسسسسسساريخ ‪..............................................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -‬المربيات الجنبيات في بيسوت الغنيسسسسسساء ‪..........................................‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪ -‬الدراسسسسسسات السسسسسابقة ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -1‬دراسة إبراهيم خليفسسة ‪2 ....................................‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬دراسة اعتدال عطيوي ‪2 ...................................‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -3‬دراسة عنبرة حسين عبد اللسه النصاري ‪24 .............‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬خطر المربية الجنبية على عقيدة الطفل المسلم‬
‫‪-91-‬‬
‫‪27‬‬ ‫أهمية الطفولة المبكسسرة ‪...............................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪29‬‬ ‫التربية الروحية في المهد ‪..............................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪30‬‬ ‫التربية الروحية في الطفولة المبكسسرة ‪................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪30‬‬ ‫المربيسة الجسنبية والتربيسة الروحسسية ‪................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬ ‫المنصرون يهتمون بأطفال المسلمين ‪.................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬خطر المربية الجنبية على أخلق الطفل‬
‫المسلم‬
‫‪34‬‬ ‫القسسدوة الحسنة أعظم وسسيلة للتربية الخلقيسة ‪........................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪35‬‬ ‫المربية الجنبية قدوة سيئة فسي البيست المسسلم ‪......................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪37‬‬ ‫السسسلوك الخسسسلقي للمسربيسات الجنبيسات ‪.........................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬ ‫خسطسر المربيسسات على ضمير الطفل السمسسلم ‪.......................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪8‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -‬ل تستطيع المربية أن تحسسب الطسفسل مثل أمسسه ‪.....................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -‬نماذج من سلوك الطفال المقتبس من المربيات ‪....................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -‬أحدث الدراسات تؤكد ‪................................................................‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬خطر المربيات على‬
‫الحجاب‬
‫‪44‬‬ ‫متى تسسدرب البناست على الحجاب ؟ ‪..................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪45‬‬ ‫منسسع الخسستسلط مسسن الحسسجسسسساب ‪...................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪45‬‬ ‫القسسسدوة الحسنة أفضل طسسرق التربية ‪................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪46‬‬ ‫المربية الجنبية قدوة سيئة في الحجاب ‪..............................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪47‬‬ ‫المربيسة الجنبيسة تختار ملبس البنسسات ‪.............................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفصل السادس ‪ :‬خطر المربيات الجنبيات على ثقافة الطفل المسلم‬
‫‪48‬‬ ‫تعسسريسف السثسقسافسسسسسة ‪.................................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪48‬‬ ‫اللغسسة وعسساء الثقسافسسة ‪.................................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪48‬‬ ‫سنوات اكتساب اللغسة ‪.................................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫خطر المربيات الجنبيات على لغة الطفل ‪49 ...........................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعسض التراكسسيب اللغسويسسة المصساحسبة لوجسسسود السمربيسات الجسنبيسسات ‪51 .......‬‬ ‫‪-‬‬
‫خطر المربيات الجنبيات على العادات والتقاليد والقيم عند الطفل المسلم ‪52 .......‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعسض الطفسال ضسسائعسسون بين ثقسسافتين ‪53 ............................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفصل السابع ‪ :‬خطر المربيات والخدم على احتقار العمل اليدوي‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -‬العرب الجاهليون يحتقرون العمل اليدوي ‪...........................................‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪ -‬السسسلم يحسث عسلسى العمسل السيسسدوي ‪...............................................‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪ -‬وجسسسود الخسادمسسسات يزرع احتقار العمل اليدوي ‪...................................‬‬
‫‪-92-‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪ -‬وجسسسود الخسادمسسسات ينمي التكالية عند الطفال ‪...................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪ -‬التسسربيسة اليابسانيسسة تحسسسارب التكساليسة ‪..............................................‬‬
‫الفصل الثامن ‪ :‬الخلصة والمناقشة والخاتمة‬
‫‪60‬‬ ‫‪ -‬أولً ‪ :‬خلصسسة البحث ‪................................................................‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪ -‬ثانياً ‪ :‬المنسسساقسسسسشسسسسسة ‪................................................................‬‬
‫‪ -1‬مسسن هسي المربية الجنبية ؟ ‪61 ..............................................‬‬
‫‪ -2‬لمسسساذا نستقسسدم المربيات ؟ ‪61 ................................................‬‬
‫‪61‬‬ ‫أ ‪ -‬عمسل الم خارج المنزل ‪:‬‬
‫‪ -‬عمسسل الم الحقيقي هو التربية ‪6 .......................‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الم الطسبيبسسة أو المسسدرسسسسسسة ‪6 ......................‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نصف طبيبة أو نصف مدرسة ‪64 ......................‬‬
‫‪65‬‬ ‫ب‪ -‬المباهاة والكبر من أسباب استقدام الخادمات ‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -‬السسسترف قسسرين الهسسسسسسسسلك ‪........................‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -3‬الخادمة المسلمسة وشروطها ‪67 ...............................................‬‬
‫‪ -‬الخادمة المحلية أفضل من المستقدمة ‪6 ...............‬‬
‫‪8‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪ -‬ثالثاً ‪ :‬الخسسسسساتسمسسسسسسسة ‪:‬‬
‫‪ -‬فتوى الشيسسخ عبد العسزيسز بسن بسساز ‪69 .......................................‬‬
‫‪ -‬فتوى القاضي عبد القادر العمسساري ‪70 ........................................‬‬
‫‪ -‬فتوى الشيخ عبد الوهاب المشهداني ‪70 ........................................‬‬
‫‪ -‬وسسسسائل العسسسلم أنذرت بالخطسسر ‪71 ........................................‬‬
‫الككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككمككراجكككع والمحتوى ‪73‬‬
‫‪.............................................................................‬‬

You might also like